لا يمشِ أحدكم في نعل واحدة!!
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[03 - 04 - 09, 11:06 م]ـ
(باب كراهة المشي في نعل واحدة أو خف واحد لغير عذر، وكراهة لبس النعل والخف قائمًا لغير عذر):
1 / عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يَمْشِ أحَدُكُمْ في نَعْلٍ واحِدَةٍ، لِيَنْعَلهُما جَميعًا، أو لِيَخْلَعْهُما جَميعًا (1))).
وفي رواية: ((أو لِيُحْفِهِما جَميعًا (2))) متفق عليه.
2 / وعنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا انْقَطَعَ شِسْعُ نَعْلِ أحَدِكُمْ، فلا يَمْشِ في الأخرى حَتّى يُصْلِحَها (3))) رواه مسلم.
3 / وعن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم (نهى أنْ يَنْتَعِلَ الرَّجُلُ قائمًا (4)) رواه أبو داوود بإسناد حسن.
الشرح:
هذه أحاديث في النعل وكراهة أن ينتعل الإنسان برجل واحدة، أو يلبس خفا برجل واحدة، بل إما أن يحفيهما جميعا، يعني لا يلبس في الرجلين شيئا، وإما أن ينعلهما جميعا.
وليعلم أن لبس النعال من السنة، والاحتفاء من السنة أيضا، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن كثرة الإرفاه، وأمر بالاحتفاء أحيانا، فالسنة أن الإنسان يلبس النعال لا بأس، لكن ينبغي أحيانا أن يمشي حافيا بين الناس؛ ليظهر هذه السنة التي كان بعض الناس ينتقدها، إذا رأى شخصا يمشي حافيا قال ما هذا؟ هذا من الجهال، وهذا غلط؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان ينهي عن كثرة الإرفاه ويأمر بالاحتفاء أحيانا، فإذا لبست النعل، فعند اللبس، البس الرجل اليمنى وعند الخلع ابدأ باليسرى، وكذلك أيضا إذا انتعلت وأردت دخول المسجد بنعليك فتفقدهما عند الدخول، إن كان فيهما أذى أو قذر فامسحهما بالأرض حتى يزول ثم صلِّ بهما، فإن هذا من السنة، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((خالفوا اليهود فإنهم لا يصلون في نعالهم ولا خفافهم)) لأن اليهود لا يصلون في النعل، فالسنة إذًا أن يصلي بنعليه كما أن كثيرا من الناس يصلي في خفّيه، فلا فرق بين الخف والنعل، لكن الناس تستنكر لأنه سنة أميتت، هذا إذا كانت المساجد مفروشة بما كانت تفرش به المساجد فيما سلف، كانت المساجد فيما سلف تفرش بالحجارة بالحصباء، أو الرمل، أو نحو ذلك ولا حصل أذى بالنعل، أما الآن وقد فرشت بهذه الفرش فإن الناس لو دخلوا للوثوا المسجد تلويثا ظاهرًا بيّنًا؛ لأن أكثر الناس لا يبالي لو كان في نعليه أذى أو قذر، ولهذا رأى العلماء الآن أن الإنسان لا يدخل بنعليه في المسجد؛ نظرًا لأنها مفروشة بفرش تتلوث لو دخل الإنسان بنعليه، وإذا أراد الإنسان أن يطبق السنة فليصلِّ في بيته بنعليه، التهجّد أو الراتبة أو ما أشبه ذلك، ويحصل بذلك امتثال أمر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: ((إن اليهود لا يصلون في نعالهم)).
ثم إن الأحاديث، حديث أبي هريرة نهى أن ينتعل الرجل بنعل واحدة، يعني إما أن يلبس النعلين جميعًا، وإما أن يخلعهما جميعًا، أما أن يلبس واحدة ويدع الأخرى، فهذا قد نهى عنه.
ووجه ذلك والله أعلم: أن الدين الإسلامي جاء بالعدل حتى في اللباس، لا تنعل إحدى الرجلين وتترك الأخرى؛ لأن هذا فيه جور على الرجل الثانية التي لم تنعل؛ فلذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن المشي في نعل، قال العلماء: ولو لإصلاح الأخرى، ولهذا جاء في حديث أبي هريرة الثاني: ((إذا انقطع شسع نعل أحدكم، فلا يلبسها حتى يصلح الأخرى ثم يلبسهما جميعًا)).
أما حديث جابر الذي رواه أبو داود أن النبي صلى الله عليه وسلم ((نهى أن ينتعل الرجل قائما))، فهذا في نعل يحتاج إلى معالجة في إدخاله في الرجل؛ لأن الإنسان لو انتعل قائما والنعل يحتاج إلى مصلحة فربما يسقط إذا رفع رجله ليصلح النعل، أما النعال المعروفة الآن فلا بأس أن ينتعل الإنسان وهو قائم ولا يدخل ذلك في النهي؛ لأن نعالنا الموجودة يسهل خلعها ولبسها، والله الموفق.
المرجع: (شرح رياض الصالحين من كلام سيد المرسلين) لفضيلة الشيخ: محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - ج: 6، ص: 386 - 388).
ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/398)
(1) رواه مسلم {2097/ 68}.
(2) رواه البخاري {5855}، ومسلم {2097/ 68}.
(3) رواه مسلم {2098/ 69}.
(4) رواه أبو داود {4135} وصححه الألباني.
السلفية النجدية ..
ـ[السوادي]ــــــــ[03 - 04 - 09, 11:09 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[04 - 04 - 09, 08:26 م]ـ
وفيك بارك الله أخي المكرّم ..
شكرا لك ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 12:42 م]ـ
والصحيح أن العلة هي مشابهة الشيطان كما جاء منصوصا عليه في الحديث الذي صححه العلامة الألباني في الصحيحة 348" إن الشيطان يمشي في النعل الواحدة ".
قال الألباني في "السلسلة الصحيحة" 1/ 616:
أخرجه الطحاوي في " مشكل الآثار " (2/ 142): حدثنا الربيع بن سليمان المرادي حدثنا ابن وهب عن الليث بن سعد عن جعفر بن ربيعة عن عبد الرحمن الأعرج
عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره.
قلت: و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الشيخين غير الربيع بن سليمان
المرادي و هو ثقة.
و الحديث في " الصحيحين " و غيرهما من طريق أبي الزناد عن الأعرج به بلفظ " لا يمش أحدكم في نعل واحدة، لينعلهما جميعا، أو ليخلعهما جميعا ".
و له شاهد من حديث جابر مرفوعا بلفظ:
" لا تمش في نعل واحدة ".
أخرجه مسلم (6/ 154) و أحمد (3/ 322) و غيرهما.
قلت: فالحديث في النهي عن المشي في نعل واحدة صحيح مشهور، و إنما خرجت حديث
الطحاوي هذا لتضمنه علة النهي، فهو يرجح قولا واحدا من الأقوال التي قيلت في تحديدها، فجاء في " الفتح " (10/ 261):
" قال الخطابي: الحكمة في النهي أن النعل شرعت لوقاية الرجل عما يكون في الأرض
من شوك أو نحوه، فإذا انفردت إحدى الرجلين احتاج الماشي أن يتوقى لإحدى رجليه ما لا يتوقى للأخرى فيخرج بذلك عن سجية مشيه، و لا يأمن مع ذلك من العثار.
و قيل: لأنه لم يعدل بين جوارحه، و ربما نسب فاعل ذلك إلى اختلال الرأي
أو ضعفه.
و قال ابن العربي: قيل: العلة فيها أنها مشية الشيطان، و قيل:
لأنها خارجة عن الاعتدال.
و قال البيهقي: الكراهة فيه للشهرة فتمتد الأبصار لمن ترى ذلك منه، و قد ورد النهي عن الشهرة في اللباس، فكل شيء صير صاحبه شهرة فحقه أن يجتنب ".
فأقول: الصحيح من هذه الأقوال، هو الذي حكاه ابن العربي أنها مشية الشيطان.
و تصديره إياه بقوله: " قيل " مما يشعر بتضعيفه، و ذلك معناه أنه لم يقف على هذا الحديث الصحيح المؤيد لهذا " القيل "، و لو وقف عليه لما وسعه إلا الجزم به.
و كذلك سكوت الحافظ عليه يشعرنا أنه لم يقف عليه أيضا، و إلا لذكره على طريقته في جمع الأحاديث و ذكر أطرافها المناسبة للباب، لاسيما و ليس في تعيين
العلة و تحديدها سواه.
فخذها فائدة نفيسة عزيزة ربما لا تراها في غير هذا المكان، يعود الفضل فيها إلى الإمام أبي جعفر الطحاوي، فهو الذي حفظها لنا بإسناد صحيح في كتابه دون
عشرات الكتب الأخرى لغيره.
(تنبيه) أما الحديث الذي رواه ليث عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة قالت:
" ربما مشى النبي صلى الله عليه وسلم في نعل واحدة ".
فهو ضعيف لا يحتج به.
أخرجه الترمذي (1/ 329) من طريق هريم بن سفيان البجلي الكوفي و الطحاوي من طريق مندل كلاهما عن ليث به.
و ضعفه الطحاوي بقوله:
" مندل ليس من أهل التثبت.
و ليث و إن كان من أهل الفضل فإن روايته ليست عند أهل العلم بالقوية ".
قلت: مندل قد تابعه هريم و هو ثقة من رجال الشيخين، فبرئت عهدته منه،و انحصرت في الليث فهو علة الحديث، و هو ضعيف.
قال الحافظ في " التقريب ":
" صدوق اختلط أخيرا و لم يتميز حديثه فترك ".
و إذا عرف هذا فلا يجوز معارضة حديث الباب بهذا الحديث الواهي كما فعل بعض أهل الجهل بالآثار فيما ذكره الإمام الطحاوي رحمه الله تعالى.انتهى كلام العلامة الألباني.
ـ[مصطفى مهدي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 01:35 م]ـ
ما الذي يمكن لي أن أفعله إن انقطع أحد النعلين ولا محل للتصليح بالقرب؟ أأمسك النعليين وأمشي حافيا أم ماذا؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:00 م]ـ
ما الذي يمكن لي أن أفعله إن انقطع أحد النعلين ولا محل للتصليح بالقرب؟ أأمسك النعليين وأمشي حافيا أم ماذا؟
نعم هو ذاك، تمشي حافيا، خاصة وأن التحفي من السنة أحيانا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:19 م]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يمش أحدكم في نعل واحدة، لينعلهما جميعا، أو ليخلعهما جميعا). متفق عليه.
سُئل الامام ابن باز رحمه الله عن هذا الحديث فقال: ظاهر النهي التحريم.
فقال السائل: قد تكون النعل في مكان والأخرى قريبة منها؟.
فقال: لا يلبسهما إلا جميعا.
فقال السائل: ولو خطوة واحدة؟.
فقال رحمه الله: احرص على أن لا تعصي الله تعالى ولو بخطوة واحدة.
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/399)
ـ[مصطفى مهدي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 07:13 م]ـ
أمشي في قلب القاهرة بين الناس على أرض غير ممهدة غلا من الطوب والزلط والزجاج حفيًا؟
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[05 - 04 - 09, 11:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا إخواني الأفاضل على إضافاتكم النافعة الماتعة ..
لا حرمتم الأجر والثواب من الكريم الوهاب ..
أخي الفاضل (مصطفى مهدي):
وهل قلنا أنه من السنة أن تمشي حافيا في كل وقت؟ أو في المكان الذي تتضرر به؟
بل الرسول - صلى الله عليه وسلم - كان يمشي متنعلا أحيانا، وأحيانا أخرى يمشي حافيا، وأيضا قال - صلى الله عليه وسلم -: (لا ضرر ولا ضرار)، والحديث صححه الألباني في صحيح ابن ماجة وقال: (صحيح لغيره) ..
فباستطاعتك - حفظك الله - تطبيق السنة الغرّاء، إن علمتَ أنه لن يضرك شيئا إذا مشيتَ حافيا، مثلا: تستطيع تطبيقها في البر، أو في الحديقة، أو في الأماكن العامة التي تعلم أنك لن تتأذى، وإن تأذيتَ فالأذي يكون بسيطا، ولا يكاد يُذكر ..
والله يتولاك في أمورك كلها ..(109/400)
هل من دليل على عدم جواز المسح على الخف المحرم؟؟
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[04 - 04 - 09, 02:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد:
قال الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى في كتابه الممتع: الشرح الممتع ما نصه:"
مُبَاحٍ ..............
قوله: «مباحٍ»، احترازاً من المحرَّم، هذا هو الشَّرط الثَّالث، والمحرَّم نوعان:
الأول: محرَّم لكسبه كالمغصوب، والمسروق.
الثاني: محرَّم لعينه كالحرير للرَّجُلِ، وكذا لو اتَّخَذ «شُرَاباً» (وهو الجورب) فيها صُور فهذا محرَّمٌ، ولا يُقال: إِن هذا من باب ما يُمتهن؛ لأنَّ هذا من باب اللباس، واللباس الذي فيه صُورٌ حرام بكلِّ حال، فلو كان على «الشُّراب» صورةُ أسدٍ مثلاً فلا يجوز المسح عليه.
وكلا هذين النوعين لا يجوز المسحُ عليهما.
ولا نعلم دليلاً بيِّنا على ذلك. " وهنا الشاهد "
وأما التَّعليل: فلأنَّ المسح على الخُفَّين رُخْصَة، فلا تُستباحُ بالمعصية؛ ولأن القول بجواز المسح على ما كان محرَّماً مقتضاه إقرار هذا الإنسان على لبس هذا المحرَّم، والمحرَّم يجب إِنكاره.
وربما نقول: بالقياس على بطلان صلاة المُسْبِلِ (1) ـ إن صحَّ الحديثُ ـ فإِن المُسْبِلَ تبطل صلاتُه، لأنَّه لبس ثوباً محرَّماً، فإِذا فسدت الصَّلاةُ بلبس الثَّوب المحرَّم؛ فإنَّ المسح أيضاً يكون فاسداً بلبس الخُفِّ المحرَّم.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رواه أبو داود، كتاب الصَّلاة: باب الإِسبال في الصَّلاة، رقم (638)، والبيهقي (2/ 241) عن أبان العطار، عن أبي جعفر [المدني]، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة عن النبي صلّى الله عليه وسلّم: «لا يقبل الله صلاة رجلٍ مسبل إِزاره». قال النووي: «على شرط مسلم»! «الخلاصة» رقم (983). قلت: بل إِسناده ضعيف؛ فيه ثلاث علل:
1 - أبو جعفر هذا هو المدني: مجهول، كما قال ابن القطان، والذهبي، وابن حجر، وغيرهم. انظر: «تهذيب التهذيب» (12/ 55).
2 - أبان العطَّار قد خُولف في إسناده؛ كما قال البيهقي، ولبيان ذلك انظر «السنن الكبرى» للبيهقي (2/ 242).
3 - في إسناده اختلاف. أفاده الحافظ ابن حجر. انظر: «السنن الكبرى» للنسائي (5/ 488) رقم (9703)، «النكت الظراف» مع «التحفة» (10/ 279)، «أطراف المسند» (8/ 309).
فهل من دليل على هذا الكلام، بارك الله فيكم؟؟؟
أم هو فقط كما قال الشيخ؟؟
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[04 - 04 - 09, 06:16 م]ـ
حجة الأئمة كمالك والشافعي وأحمد وغيرهم (مع بعض التفصيل) في أن الرخص لاتباح للعصاة، قوله تعالى: "فَمَنْ اُضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ"، والترخص جاء لإعانة الطائعين لا العصاة.
قال الشافعي: "لأَنَّ الْقَصْرَ رُخْصَةٌ وَإِنَّمَا جُعِلَتْ الرُّخْصَةُ لِمَنْ لَمْ يَكُنْ عَاصِيًا، أَلا تَرَى إلَى قَوْله تَعَالَى: (فَمَنْ اُضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلا عَادٍ فَلا إثْمَ عَلَيْهِ)، وَهَكَذَا لا يَمْسَحُ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَلا يَجْمَعُ الصَّلاةَ مُسَافِرٌ فِي مَعْصِيَةٍ، وَهَكَذَا لا يُصَلِّي إلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ نَافِلَةً، وَلا يُخَفِّفُ عَمَّنْ كَانَ سَفَرُهُ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ تَعَالَى" اهـ (1).
والمخالفون لهم قالوا: "المراد بالباغي الذي يبغي المحرم من الطعام مع قدرته على الحلال، والعادي الذي يتعدى القدر الذي يحتاج إليه"، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "وهذا التفسير هو الصواب" (2).
والله أعلم
---------
الروابط:
1. http://feqh.al-islam.com/Display.asp?Mode=1&DocID=2&MaksamID=162&ParagraphID=391&Sharh=0&HitNo=0&Source=1&SearchString=G%24158%23%DE%D5%D1%20%C7%E1%D5%E1%C7 %C9%230%231%230%23%23%23%23%23
2. http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?flag=1&bk_no=22&ID=3023#docu
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[06 - 04 - 09, 09:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي أبا عبد الله
ولكن هل من دليل آخر أوضح؟؟(109/401)
سؤال عن فضل سورة الملك ..
ـ[أم ديالى]ــــــــ[04 - 04 - 09, 02:10 ص]ـ
http://forum.hawaaworld.com/attachment.php?attachmentid=202524&d=1234645065
.............................. ...................
.............................. ...................
.............................. ..................
.............................. ....................
قال عنها رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه:
(إن سورة في القرأن ثلاثين آية شفعت لصاحبها حتى غفر الله له)
(((تبارك الذي بيده الملك)))
وكذلك قال عنها الرسول صلى الله عليه وسلم:
(سورة في القرآن خاصمت عن صاحبها حتى أدخلته الجنة)
(((تبارك الذي بيده الملك)))
ومن فضلها.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(لو وددت أنها في قلب كل إنسان من أمتي)
(((تبارك الذي بيده الملك)))
وقال الرسول صلى الله عليه وسلم أيضاً:
(هي المانعة هي المنجية تنجيه من عذاب القبر)
http://m002.maktoob.com/alfrasha/up/14623568981972175000.gif
سؤالي:
كنت اظن انه لكي يحوز المسلم على فضلها وتنجيه من عذب القبر أن يقرأ السورة كل ليلة .. فهل هذا صحيح؟ أم يكفي أن يحفظها ويراجعها من فترة لاخرى؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[04 - 04 - 09, 02:19 ص]ـ
الحمد لله
عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إن سورة من القرآن ثلاثون آية شفعت لرجل حتى غفر له وهي سورة تبارك الذي بيده
الملك ".
رواه الترمذي (2891) وأبو داود (1400) وابن ماجه (3786).
قال الترمذي: هذا حديث حسن، وصححه شيخ الإسلام ابن تيمية في "
مجموع الفتاوى " (22/ 277)، والشيخ الألباني في " صحيح ابن ماجه " (3053).
والمقصود بهذا:
1 - أن يقرأها الإنسان كل ليلة،
2 - وأن يعمل بما فيها من أحكام،
3 - ويؤمن بما فيها من أخبار.
عن عبد الله بن مسعود قال: من قرأ تبارك الذي
بيده الملك كل ليلة منعه الله بها من عذاب القبر، وكنا في عهد رسول الله صلى الله
عليه وسلم نسميها المانعة، وإنها في كتاب الله سورة من قرأ بها في كل ليلة فقد
أكثر وأطاب.
رواه النسائي (6/ 179) وحسنه الألباني في صحيح الترغيب
والترهيب 1475.
وقال علماء اللجنة الدائمة:
وعلى هذا يُرجى لمن آمن بهذه السورة وحافظ على
قراءتها، ابتغاء وجه الله، معتبراً بما فيها من العبر والمواعظ، عاملاً بما فيها
من أحكام أن تشفع له.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (4/ 334، 335).
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب، سؤال رقم 26240 -
ـ[أم ديالى]ــــــــ[04 - 04 - 09, 02:36 ص]ـ
جزاكم الله كل خير ولكم اجر قراءتي لها كل ليلة بعد ان دللتموني لهذا الجواب لاني كنت سأقتصر على حفظها دون قراءتها كل ليلة ...
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[06 - 04 - 09, 09:22 م]ـ
وجزاكم الله خيرا
وفيكم بارك الله(109/402)
سفر المرأه بغير محرم لغير حاجه هل فيه خلاف؟
ـ[أبو عبد الرحمن الشريف]ــــــــ[04 - 04 - 09, 10:30 ص]ـ
هل يجوز للمرأه السفر في غير الحج و في غير الحاجه أو الضروره؟
هل هناك مذهب معتبر أجاز هذا ام نستطيع ان نقول أن هناك إجماع علي الحرمه
وهل من أجاز حجها بغير محرم كان يقصد حج الفريضه فقط أم أي حج
أفيدوني و جزاكم الله خيرا
ـ[باسم الخالدي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 11:35 ص]ـ
نعم هناك إجماع على حرمة سفر المرأة بغير محرم في غير الحج أفاده ابن قدامة في المغني
و أذكرُ أنه استثنى غير الحج
و قاس بعضهم على الحج غيره بجامع الطاعة و ذكره ابن تيمية فقال (ويتوجّه في سفر كل طاعة)
و أفيدونا جزيتم خيراً
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[09 - 04 - 09, 11:55 م]ـ
أختلف العلماء في حكم سفر المرأة بدون مَحْرم في صورة واحدة فقط وما عدا ذلك فالإجماع منعقد علي أنه لا يجوز لها السفر بدون مَحْرم ولو إلي حج نفل.
والصورة الوحيدة التي اختلفوا فيها هي السفر إلي حج الفريضة فذهب الحنفية والحنابلة إلي عدم جواز سفر المرأة إلي حج الفريضة بغير مَحْرم وجعلوه شرطًا في إيجاب الحج، فإن فُقد فلا يجب الحج علي المرأة، بينما ذهب المالكية والشافعية إلي أن المحرم ليس شرطًا في حج الفريضة، وأما حج النفل أو أي سفر آخر فلا يجوز خروجها إلا مع محرم اتفاقًا.
ولذلك قال الإمام ابن حجر: أغرب القفال. ولذلك لما جعل السفر بلا محرم جائز فى الأسفار كلها.
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[10 - 04 - 09, 01:33 ص]ـ
نعم لم يقل احد بالجواز وخفف فقط الشافعي ومن وافقه بجواز السفر مع الرفقة الامنة
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[10 - 04 - 09, 05:51 ص]ـ
الإجماع حكاه البغوي والنزاع ثابت قبله ولذلك جعل ابن حجر كلام القفال يعكر على إجماع البغوي
الحاوى الكبير ـ الماوردى - (ج 4 / ص 924)
(وكذلك في السفر المباح، كسفر الزيارة والتجارة، لا يجوز أن تخرج في شيء منها إلا مع ذي محرم، ومن أصحابنا من قال: يجوز أن تخرج مع نساء ثقات، كسفر الحج الواجب، وهو خلاف نص الشافعي)
وفيه نزاع بين العلماء إذا كان السفر دون الثلاث. وفيه نزاع آخر إذا كان دون يوم وليلة وهل العبرة الآن بالمدة أو بالمسافة يحرر والله أعلم
ـ[أبو عبد الرحمن الشريف]ــــــــ[14 - 04 - 09, 01:23 م]ـ
الأخوه الكرام
باسم الخالدي
محمد بن عمران
حسين القحطاني
أبو عبدالرحمن بن أحمد
جزاكم الله خيرا ورزقكم الفردوس الأعلي من الجنه و تقبل منكم صالح الأعمال
معذره للتأخر في الرد.
ـ[الكتب]ــــــــ[14 - 04 - 09, 06:58 م]ـ
http://www.al-obeikan.com/books/safr.pdf
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[15 - 04 - 09, 04:14 م]ـ
الأخوه الكرام
باسم الخالدي
محمد بن عمران
حسين القحطاني
أبو عبدالرحمن بن أحمد
جزاكم الله خيرا ورزقكم الفردوس الأعلي من الجنه و تقبل منكم صالح الأعمال
معذره للتأخر في الرد.
جزاك الله خيرا ورزقنا وإياك الجنة ... آمين يارب.(109/403)
سؤال عن كتاب في غريب الصحيحين
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[04 - 04 - 09, 02:46 م]ـ
الكتاب /تفسير غريب ما في الصحيحين
محمد بن أبي نصر الحميدي
هل يوجد غير هذا الكتاب لغريب الصحيحين
افيدونا مأجورين
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[04 - 04 - 09, 04:31 م]ـ
كتاب مشارق الأنوار للقاضي عياض في غريب الصحيحين والموطأ وللشيخ محمد فؤاد عبد الباقي كتاب في غريب صحيح البخاري.
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[04 - 04 - 09, 11:42 م]ـ
جزاك الله خير يا أخي
ولكن هل كتاب مشارق الأنوار مطبوع؟ والكتاب ليس بالصحيحين هذا أولاً
ثانياً: أنا أقصد كتاب خاص بالصحيحين
ثالثاً: كتاب فؤاد عبدالباقي خاص بالبخاري
وأنا أبحث عن غريب الصحيحين
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 01:15 ص]ـ
وجزاكم أخي الكريم
أما مشارق الأنوار فمطبوع.
هذا ما أعرفه ولا أراني بعدت عن المقصود.
ـ[المنصور]ــــــــ[05 - 04 - 09, 12:37 م]ـ
في موقع الألوكة كتاب مخطوط للغريب في الصحيحين
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[05 - 04 - 09, 09:00 م]ـ
1 - مشارق الأنوار على صحاح الآثار للقاضي عياض اليحصبي (ت544) *1*
2 - مختصره (مطالع الأنوار على صحاح الآثار) إبراهيم بن يوسف الوهراني المعروف ب (ابن قرقول) (ت569) *2*
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــت
*1* هو في تفسير غريب الحديث و ضبط ألفاظه و أعلامه وما استغلق من الصحيحين و موطأ مالك وهو مطبوع.
*2* منه نسخة خطية في مكتبة كوبرلي والخزانة العامة بالرباط.
انتهى من كلام أبو عبيدة مشهور من كتابه (الإمام مسلم ومنهجه) ج2 ص618. طبع دار الصميعي.
ولكن ألا يمكن أن تستفيد من كتب مشكل الصحيحين.
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 12:28 ص]ـ
جزاكم الله خير على هذا التوجه. وبعد هذه المساجلة الطيبة
ودي استشير الأخوان
هل تؤيدون فكرة كتابة تفسير غريب الصحيحين فقط بطريقة المعجم حتى يسهل على من يحفظ الصحيحين معرفة الغريب بطريقة واضحة ..
ـ[المنصور]ــــــــ[06 - 04 - 09, 12:33 ص]ـ
أظن الكتاب الذي ذكرته نفس فكرتك
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[07 - 04 - 09, 02:39 م]ـ
جزاك الله خير. ولكن المخطوط ما وجدته
ـ[منصور مهران]ــــــــ[07 - 04 - 09, 02:53 م]ـ
كتاب غريب البخاري لمحمد فؤاد عبد الباقي المذكور هنا:
لا علاقة له بغريب صحيح البخاري
لأنه في غريب القرآن مما ورد في صحيح البخاري
وهو مطبوع في دار إحياء الكتب العربية: عيسى البابي الحلبي - القاهرة
أرجو التنبه لذلك
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[07 - 04 - 09, 08:11 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخي الكريم
كانت غفلة مني وسهواً عفا الله عنا.
ـ[منصور مهران]ــــــــ[08 - 04 - 09, 07:19 م]ـ
ووجدت في مكتبتي كتاب:
(كلمات صحيح البخاري)
تأليف الدكتور يوسف الكتاني
ويتضمن شرحا للكلمات الواردة في أحاديث صحيح البخاري وحده،
والتعريف بالمصطلحات والأسماء ونحو ذلك.
والكتاب صادر عن وزارة الأوقاف المغربية سنة 1418 = 1997، في مجلد واحد.
ـ[المنصور]ــــــــ[09 - 04 - 09, 01:01 ص]ـ
http://www.alukah.net/Manu/ManuDetails.aspx?CategoryID=7&id=46
هنا يا أخي
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 01:20 ص]ـ
جزاك الله خير وكتب الله اجرك(109/404)
هل يجوز أن تصلى العشاء خلف من يصلي الفجر؟؟؟
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[04 - 04 - 09, 09:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني بحثت عن هذه المسألة في الشبكة ولم أجد شيئا، وصورتها أن تصلى العشاء المنسية خلف من يصلي الفجر ...
يعني رجل تذكر عند إقامة صلاة الفجر أنه نسي أن يصلي العشاء أو نام عنها فهل يجوز أن ينويها خلف الإمام الذي سيصلي الفجر ....
في مذهب الحنابلة قالوا ((خشية خروج وقت الحاضرة))
من المعلوم أنه لو نوى العشاء ثم أتى بركعتين بعد تسليم الإمام، يعني أن صلاة الفجر لم يخرج وقتها بعد .....
ما جوابكم بارك الله فيكم
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[04 - 04 - 09, 11:17 م]ـ
الأَوْلى أن يصلي الفجر معهم، ثم يصلي العشاء خروجاً من الخلاف.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[05 - 04 - 09, 05:15 ص]ـ
خذ هذه الفتوى؛ عساها تفيدك ..
(صلاة العشاء خلف من يصلي التراويح أو الوتر):
السؤال: فاتتني صلاة العشاء، وأدركت الإمام في ركعة الوتر .. فصليت معه ودعا، فلما سلم قمت فصليت ثلاث ركعات .. فهل فعلي صحيح؟ وهل الركعة التي صليتها تكون بمثابة صلاة الوتر؟ أم أنها جزء من العشاء؟ أم ماذا؟ وما الصحيح في مثل هذه الحالة؟
الجواب:
الحمد لله
أولا:
صلاتك العشاء خلف من يصلي التراويح أو الوتر، صحيحة على الراجح من قولي العلماء، والمسألة معروفة عند الفقهاء بصلاة المفترض خلف المتنفّل، قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (2/ 30): " وفي صلاة المفترض خلف المتنفل روايتان: إحداهما: لا تصح، واختارها أكثر أصحابنا، وهذا قول الزهري , ومالك , وأصحاب الرأي ; لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما جعل الإمام ليؤتم به , فلا تختلفوا عليه) متفق عليه.
والثانية: يجوز. وهذا قول الشافعي , وابن المنذر , وهي أصح ; لما روى جابر بن عبد الله أن معاذا كان يصلي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم يرجع فيصلي بقومه تلك الصلاة. متفق عليه. وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى بطائفة من أصحابه في الخوف ركعتين , ثم سلم , ثم صلى بالطائفة الأخرى ركعتين , ثم سلم. رواه أبو داود , والثانية منهما تقع نافلة , وقد أَمَّ بها مفترضين.
فأما حديثهم فالمراد به: لا تختلفوا عليه في الأفعال , بدليل قوله: (فإذا ركع فاركعوا , وإذا رفع فارفعوا , وإذا سجد فاسجدوا , وإذا صلى جالسا فصلوا جلوسا أجمعون) " انتهى باختصار.
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء: ما هو العمل عندما يأتي الفرد بعد صلاة العشاء وقد انتهت، وقام الإمام يصلي التراويح، فهل يأتم بالإمام وينوي العشاء؟ أم يقيم ويصلي منفردا أو مع جماعة إن وجدت؟
فأجابوا: "يجوز أن يصلي العشاء جماعة مع من يصلي التروايح، فإذا سلم الإمام من ركعتين قام من يصلي العشاء وراءه وصلى ركعتين، إتماما لصلاة العشاء" انتهى.
"فتاوى اللجنة الدائمة" (7/ 402).
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله: إذا جاء المسلم إلى المسجد ووجد الجماعة يصلون التراويح وهو لم يصل العشاء فهل يصلي معهم بنية العشاء؟
فأجاب: "لا حرج أن يصلي معهم بنية العشاء في أصح قولي العلماء، وإذا سلم الإمام قام فأكمل صلاته" انتهى من "مجموع فتاوى الشيخ ابن باز" (12/ 181).
ثانيا:
الركعة التي صليتها مع الإمام لا تكون بمثابة الوتر؛ لأمرين:
الأول: أنك دخلت بنية العشاء، فتكون ركعة معتدًّا بها من صلاة العشاء، وعليك أن تكمل بقية الصلاة بعد سلام الإمام.
الثاني: أن الوتر لا يصح إلا بعد الفراغ من صلاة العشاء؛ لما روى الإمام أحمد (23339) عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إِنَّ اللَّهَ زَادَكُمْ صَلَاةً، وَهِيَ الْوِتْرُ، فَصَلُّوهَا فِيمَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْر) صححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة (108).
والحاصل: أن ما فعلته صحيح، ونسأل الله تعالى أن يتقبل منك.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/79136
نقلتها من أخ لي كريم ..
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[05 - 04 - 09, 07:09 ص]ـ
بالنسبة للنافلة أنقل لكم هذه الفتوى:
السؤال: نرجو من فضيلتكم شرحا مبسطا لحديث: " إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/405)
جواب الإمام العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ:
الحديث على ظاهره رواه مسلم في الصحيح. ومعنى إذا أقيمت الصلاة أي إذا شرع المؤذن في الإقامة فإن الذي يصلي يقطع صلاة النافلة سواء كانت راتبة أو تحية المسجد يقطعها ويشتغل بالاستعداد للدخول في الفريضة. وليس له الدخول في الصلاة بعدما أقيمت الصلاة بل يقطع الصلاة التي هو فيها ويمتنع من الدخول في صلاة جديدة؛ لأن الفريضة أهم. هذا هو معنى هذا الحديث الصحيح في أصح قولي العلماء. وقال بعض أهل العلم يتمها خفيفة ولا يقطعها ويحتجون بقوله سبحانه وتعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [1] لكن من قال يقطعها وهو القول الصحيح كما تقدم يجيب عن الآية الكريمة بأنها عامة وهذا خاص والخاص يقدم على العام ولا يخالفه وهذه قاعدة جليلة معروفة عند أهل العلم وأمثلتها كثيرة. وقيل المراد بالآية المذكورة وهي قوله تعالى: {وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} النهي عن إبطالها بالردة وهذه ليست ردة. وبكل حال فالآية عامة وقطع الصلاة التي هو فيها عند إقامة الصلاة دليلها خاص والخاص يخص العام ولا يخالفه ويقضي عليه وهذا هو الذي نعتقده ونفتي به: أنه إذا كان المصلي في النافلة وأقيمت الصلاة فإنه يقطعها ولا يتمها إلا إذا كان في آخرها قد ركع الركوع الثاني أو في السجود أو في التحيات فإنه يتمها، لأن أقل الصلاة ركعة ولم يبق إلا أقل منها فإتمامها لا يخالف الحديث المذكور. وهذا هو الأفضل ولا يخالف هذا الحديث الصحيح.
[1] سورة محمد الآية 33.
المصدر: من برنامج (نور على الدرب) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الحادي عشر
( http://www.binbaz.org.sa/index.php?....wa&id=1083)
---------------------
السؤال: رجل دخل المسجد لأداء سنة الظهر، فلما كبر أقيمت الصلاة. هل يقطع الرجل صلاته أو يكملها؟ أرجو توضيح هذه المسالة.
جواب الشيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ:
إذا أقيمت الصلاة وبعض الجماعة يصلي تحية المسجد أو الراتبة، فإن المشروع له قطعها والاستعداد لصلاة الفريضة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا اقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة" رواه مسلم. وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يتمها خفيفة لقوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ} [1] وحملوا الحديث المذكور على من بدأ في الصلاة بعد الإقامة. والصواب القول الأول، لأن الحديث المذكور يعم الحالين ولأنه وردت أحاديث أخرى تدل على العموم وعلى أنه صلى الله عليه وسلم قال هذا الكلام لما رأى رجلا يصلي والمؤذن يقيم الصلاة. أما الآية الكريمة فهي عامة والحديث خاص والخاص يقضي على العام ولا يخالفه كما يعلم ذلك من أصول الفقه ومصطلح الحديث، لكن لو أقيمت الصلاة وقد ركع الركوع الثاني فإنه لا حرج في إتمامها، لأن الصلاة قد انتهت ولم يبق منها إلا أقل من ركعة، والله ولي التوفيق.
[1] سورة محمد الآية 33.
المصدر: نشرت في (كتاب الدعوة)، الجزء الثاني ص (121) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الحادي عشر ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?....wa&id=1082)
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[05 - 04 - 09, 07:56 ص]ـ
أما عن الفريضة فأنقل لكم هذه الفتوى:
السؤال:
السلام عليكم .. إذا أدركت صلاة العشاء مع الجماعة من أول ركعة وأنا لم أصل صلاة المغرب، فماذا أفعل؟ بارك الله فيكم
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: فمن فاتته صلاة المغرب، ولم يصلها حتى أقيم لصلاة العشاء جاز له أمران: الأول: أن يدخل مع الجماعة بنية المغرب، فإذا انقضت الركعة الثالثة جلس وانتظر حتى يجلس الإمام بعد الرابعة، وتشهد مع الجماعة وسلم، ثم يصلي العشاء عقب ذلك. والثاني: أن يصلي معهم العشاء، ثم يقضي المغرب فقط دون إعادة العشاء. وأي الأمرين فعل جاز له ذلك على الصحيح من أقوال أهل العلم. والله أعلم.
( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=376)
وهذه الفتوى أيضًا:
السؤال:
إذا ذهب وقت الصلاه مثلاُ (صلاة الظهر) ولم أصلها وأقيمت صلاه العصر أي صلاة أصليها أولاً الظهر أم العصر؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيجوز لك أن تدخل معهم بنية الظهر ثم تصلي بعدها العصر، ويجوزكذلك أن تصلي معهم بنية العصر، ثم تقضي صلاة الظهر فقط، والأول أولى؛ مراعاةً للترتيب.
والله أعلم. ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=429&Option=FatwaId)
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[06 - 04 - 09, 03:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا(109/406)
ما معنى بقاء الله واجب لذاته وبقاء الجنة والنار ممكن لذاته؟
ـ[عبد الله المصري الأثري]ــــــــ[04 - 04 - 09, 09:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
س1:ما معنى بقاء الله واجب لذاته وبقاء الجنة والنار ممكن لذاته؟
س2: وما حكم من يعتقد بفناء الجنة والنار وفناء أهلهما؟
وذلك لأني قرأت في إحدى كتب العقيدة ما يلي:
"وذهب الجهمية إلى أن الجنة والنار تفنيان ويفنى أهلها في الآخرة
وشبهتهم أن الجنة والنار لو لم يفنيا في الآخرة للزم مشاركتهما الله- تعالى- في البقاء،وذلك باطل، ورد عليهم أهل السنة عليهم بما يلي:
لا يلزم من خلودهما مشاركة الله في البقاء لأن بقاء الله واجب لذاته وبقائهما ممكن لذاته ".
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[04 - 04 - 09, 10:28 م]ـ
أخي الكريم
لعل هذا الكتاب الذي قرأته من كتب الأشاعرة الذين يطلقون على أنفسهم أهل السنة.
لأن السلف الصالح لم يكونوا يستخدمون لفظ الوجوب للخالق والإمكان للمخلوق، وإن تضمنا معانٍ صحيحة.
فالبقاء عند الأشاعرة من الصفات لله ويعنون بها سلب العدم اللاحق عن الله تعالى. وهي من الصفات التي يوجبونها لله.
لكن يلزمهم على ذلك لوازم كثيرة، ومناقشة هذه المسألة تطول.
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[04 - 04 - 09, 10:53 م]ـ
المعنى: أنه إذا كان الله تعالى يبقى الى الأبد بلا نهاية و كذلك الجنة و النار فإن ثمت فرقا مهما بين البقائين فبقاء الله تعالى واجب لذاته (و الوجوب عندهم ما يلزم من فرضه المحال) و المعنى أنه واجب لا يمكن أن يتصور أن الله لا يبقى بل هو أمر لازم و اجب و هذا الوجوب راجع الى ذات الله تعالى و لم يستمده او يكتسبه من غيره
اما بقاء الجنة و النار فهو امر ممكن أي لا يلزم من فرضه المحال فمن الميسور ان نفترض عدمهما بل لعله لو لم تأت أدلة على بقائهما إلى الأبد بلا نهاية لقلنا بفنائهما شأنهما شأن بقية المخلوقات لكن جاءت الأدلة ببقائهما
فبقاؤهما في أصله ممكن أي يمكن أن يكون و يمكن الا يكون
و تتبين ذلك بأن تعرف أن كل ما سوى الله باصطلاح المتكلمين احد قسمين: اما ان يكون ممكنا لذاته أو واجبا بغيره
اما الله تعالى فهو الواجب بالذات أي أن هذا الوجوب لذاته تعالى اما غيره فان كان ممكنا فهو ظاهر انه ممكن ان يكون و ممكن ان لا يكون و اما ان يكون واجبا بغيره اي ان وجوبه ليس لذاته بل هو مستمد من غيره الذي هو الله تعالى
فبقاء الله اذن واجب لذات الله تعالى و بقاء الجنة و النار ممكن لذاته او ممكن تقول فيه بقاؤهما واجب بغيره اي بايجاب الله له
و الله اعلم
و مصطلحات المتكلمين غاية في التعقيد و اللف و الدوران
ـ[عبد الله المصري الأثري]ــــــــ[05 - 04 - 09, 02:15 ص]ـ
السلام عليكم
جزاكم الله خيرا على هذا الشرح وتيسير المعلومة(109/407)
موقع الشيخ عبد الآخر الغنيمي
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:37 ص]ـ
موقع الشيخ عبد الآخر حماد الغنيمي
http://rahmah.de/(109/408)
التبريك على كل نعمة!!
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[05 - 04 - 09, 04:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه اجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(العين حق) هكذا قال النبي - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه - رحمه الله – ولا شك أن كل إنسان حوله شياطين يتربصون به، وكل ذي نعمة محسود .. ولا شك أيضاً أن الإنسان إذا تحصّن بالأذكار والأوراد الشرعية فإنه يسلم من البلاء قبل حدوثه ووقوعه .. بعد حفظ الله - تعالى - له بسبب تعلقه بالله وترك نواهيه .. وما أودّ التذكير به والتنبيه عليه هنا هو:
1 - التبريك وذكر الله - تعالى - على كل نعمة، وإلا تفعل تفتح باباً على أخيك المسلم ينفذ منه الشيطان وأنت لا تشعر، حتى وإن كنت تحبه، فقد تأتي العين من أقرب قريب وهو أصلا لم يتمنّ زوال نعمتك. فما شاء الله تبارك الله لتكن على لسانك دائماً، وهو الأصل أن تكون ذاكراً لله في أوقاتك كلها، وربنا - سبحانه - أثنى على من يذكرونه قياماً وقعوداً وعلى جنوبهم في محكم التنزيل ...
2 بأيّ طريق ودليل ثبت لديك أنك معيون؟
وهل تعرف حقّاً علامات المصاب بالعين؟
وكيف ذلك؟
حتى لا تختلط عليك الأمور (العين السحر مس الجن أو كلها أو شيء آخر غير ذلك) فإذا عرفته سهل علاجه، وتمّت السيطرة عليه بإذن الله - تعالى - (وإذا مرضت فهو يشفين) ..
3 إن القرآن الكريم شفاء (وننزل من القرآن ما هو شفاء .. ) الآية، فالدواء شيء والشفاء شيء آخر فليتفطن للآية، ولا تقل أجرّب، فالقرآن ليس عرضة للتجريب وإنما هو حق وصدق وشفاء لما في الصدور ونور وهدى وموعظة ورحمة للمؤمنين .. لكن ماذا تقرأ؟
وكيف تقرأ؟
وما الأشياء المصاحبة للقراءة؟
وما هو الأولى أن ترقي على نفسك أو أن يرقيك آخر؟
ثم ماذا يشترط في الراقي والمرقي؟
وهي تساؤلات مهمة، لك أن تبحث عنها في كتب أهل العلم التي تعنى بكيفية المعالجة بالرقية الشرعية.
4 لا يعني بالضرورة أن العائن لا يحبك ويتمنى زوال النعمة عنك، بل قد يطلق عليك من يحبك كلمات ولو من باب المزاح غير مصحوبة بالتبريك والذكر ينفذ منها شيطان يتسلط عليك.
5 - الاتهام وارد شرعاً كما في حديث عامر بن ربيعة - رضي الله عنه - في قصته المشهورة عندما رأى بياض جسم سهل بن حنيف - رضي الله عنه - وقدّر الله أمره في سهل حيث قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من تتهمون؟) ولا ينبغي أن يفهم من هذا أن تحقد عليه أو أن تنتقم منه، أو أن يحصل بسببها قطيعة وخصام، ولكنها كلمة نطق بها صاحبها، وافقت شيطاناً، أكرر هذا حتى لا يوقع الشيطان بين المصاب بالعين وبين من يحب من أهله وقرابته وذويه في مشاكل لا تنتهي.
والخلاصة قل عند رؤية كل نعمة عند أخيك (ما شاء الله تبارك الله) ..
المصدر: http://www.midad.me/arts/view/aut/13186
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[05 - 04 - 09, 08:19 ص]ـ
هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=168168)
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[05 - 04 - 09, 08:31 ص]ـ
والخلاصة قل عند رؤية كل نعمة عند أخيك (ما شاء الله تبارك الله) ..
المصدر: http://www.midad.me/arts/view/aut/13186
السنة أن يقال (اللهم بارك على كذا)
قال عليه الصلاة والسلام (إذا رأى أحدكم من نفسه أو من ماله أو من أخيه ما يعجبه فليبرّك فإنّ العين حق)
ومعنى فليبرك أي فليدع بالبركة
وليس أن يقول (تبارك الله) فإنّ هذا ثناء على الله وليس دعاء
والحديث جاء فيه الحثّ على الدعاء بالبركة
فما يفعله البعض من قولهم عند ذلك (ما شاء الله تبارك الله) هو خلاف السنة التي أمر بها عليه الصلاة والسلام فإنه امر بالدعاء لا بالثناء
والله أعلم
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 02:47 م]ـ
والحديث جاء فيه الحثّ على الدعاء بالبركة
فما يفعله البعض من قولهم عند ذلك (ما شاء الله تبارك الله) هو خلاف السنة التي أمر بها عليه الصلاة والسلام فإنه امر بالدعاء لا بالثناء
والله أعلم
ليس بخلاف السُّنة إذا تأول قائله العمل بقول الله تعالى (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله)
قال الإمام مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - {ينبغي لكل من دخل داره أن يقوله}
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[05 - 04 - 09, 02:49 م]ـ
ليس بخلاف السُّنة إذا تأول قائله العمل بقول الله تعالى (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله)
قال الإمام مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - {ينبغي لكل من دخل بيته أن يقرأ هذه الآية}
يا شيخنا الحبيب الأخ ابن محيبس يعني قول القائل تبارك الله أنها ليست من السنة لا قول ما شاء الله فتنبه
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:06 م]ـ
يا شيخنا الحبيب الأخ ابن محيبس يعني قول القائل تبارك الله أنها ليست من السنة لا قول ما شاء الله فتنبه
السُنة الدعاءُ فكل ما صدق عليه شرعاً معنى التبريك فهو إن شاء الله سنةٌ, والعلماء رحمهم الله مختلفون في صيغه , وتبارك الله وإن كانت ثناءاً فالثناءُ أبلغُ الدعاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/409)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:20 م]ـ
السُنة الدعاءُ فكل ما صدق عليه شرعاً معنى التبريك فهو إن شاء الله سنةٌ, والعلماء رحمهم الله مختلفون في صيغه , وتبارك الله وإن كانت ثناءاً فالثناءُ أبلغُ الدعاء.
الفصل أيها الأخ الحبيب هو السنة فالنبي صلى الله عليه وسلم قال فليبرك وقد علمنا هو بابي وأمي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كيف يبرك المرء وهذا يستفاد من أحاديث أخرى دعا النبي صلى الله عليه وسلم بالبركة ولم يستخدم تبارك (وهو ثناء والثناء أبلغ الدعاء) وهو سيد الفصحاء عليه الصلاة والسلام
قال جابر رضي الله عنه فتزوجت امرأة تقوم عليهن وتصلحهن فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (بارك الله لك أو قال خيرا)
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[05 - 04 - 09, 04:39 م]ـ
الأخ أبو الحسن الأثري إفاد وأجاد جزاه الله خيرا
المراد بقوله عليه الصلاة والسلام (فليبرك) أي فليدع بالبركة وليس أن يقول تبارك الله
ولو قالها فحسن لكنه ليس المقصود بالحديث
ولو قال (ما شاء الله لا قوة إلا بالله) فحسن أيضا
ولو جمعهن كلهن فهو نور على نور
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[05 - 04 - 09, 11:01 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
ألم أُحِلكم على هذا الرابط هاهنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=168168)
أم أني يجب أن أستخدم مكبر صوت كي تلاحظوا!!!
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[06 - 04 - 09, 12:09 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
ألم أُحِلكم على هذا الرابط هاهنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=168168)
أم أني يجب أن أستخدم مكبر صوت كي تلاحظوا!!!
يا أم صفية - وفقك الله - ماهكذا يتم الرد والبيان خاصة عند الحديث مع أهل الفضل
أسأل الله أن يبارك في بناتك ويجعلهم ذخرا لكِ.
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[06 - 04 - 09, 01:24 ص]ـ
هكذا نتعامل مع من لايقيم لنا اعتبارًا.
كما أن هذه الطريقة نافعة جدًا في تربية الأولاد:)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[06 - 04 - 09, 06:52 م]ـ
هكذا نتعامل مع من لايقيم لنا اعتبارًا.
كما أن هذه الطريقة نافعة جدًا في تربية الأولاد:)
هذا سوء أدب مع اعتذاري الشديد!!
وآثري طريقتك هذه لتربية أبنائك.(109/410)
(ابن تيمّية والهيئة)
ـ[أبو معاذ الأسمري]ــــــــ[05 - 04 - 09, 02:11 م]ـ
(ابن تيّمية والهيئة)
عندما بذل ابن تيمية -قدس الله روحه- جهده وافرغ وسعه في تعريف الناس بالمذهب الحق للسلف , وجد لغطاً واسعاً وممانعةً لا يُدانيها ممانعة , لكنه أخلص في دعوته وثبت دونها حق الثبات , حينها لم يكن أمام المخالفين -وقد ضاقت بهم الحيل-سوى اللجوء إلى طريقة ظنوها مُنجية لهم أمام الجماهير , زعموا أن عراكهم لا يعدوا أن يكون مع ابن تيمية نفسه لا مع مذهب السلف.
حاولوا شخصنه القضية واختزالها من قضية أمة إلى قضية شخص واحد لا داعي للوقوف كثيراً عند دعاويه و مزاعمه.
قضية الاختزال اتصلت حبالها من ذلك العصر حتى زمننا القريب وقد قال (ابن زهره) إن ابن تيمية ابتدع هذا المنهج من عنده وعقيدته ليست هي عقيدة السلف.
حتى عندما عالج ابن تيمية أخطاء الصوفية وكشف انحرافاتهم , تعالت الأصوات بأن ابن تيمية هو أول من أثار حفائظ الناس وأسعر الحرب وملأ الدنيا ضجيجاً بعد أن كان الناس حتى زمانه في وفاق وآلفة. .
ولكن الحقيقة تذكر لهم أن محاولة تنقية الدين من شوائب الصوفية قديم بقدم انحرافاتهم, بداً من تحذير الإمام أحمد ابن حنبل من الحارث المحاسبي مروراً برمي (ذو النون المصري) بالزندقة , حتى اتفاق الفقهاء على قتل الحلاج.
حاولوا تأليب الناس على ذلك الشيخ الجليل بأنه مثير الفتنة بعد تاريخ من السلم والتصافي.
وكأن التاريخ يعيد نفسه, فهاهي الهيئة في وقتنا الحاضر باتت تواجه وبضراوة ضروباً من الانحلال الأخلاقي و العقائدي في الزمن الذي يشهد هيمنة الثقافة التحررية من كل قيد.
وعندما انبرى أولئك الأفاضل للوقوف دونها وحماية المجتمع منها , كتب البعض ممن تلوث عقله قبل سن قلمه , كتبوا أن صراعهم وهجاءهم لا يعدو أن يكون تجاه الهيئة فحسب , هي خصمهم اللدود.
كأن المجتمع يقف موقف المحايد من تلك الرذائل التي تصب فوق رؤوسهم صباح مساء.
وكأن المجتمع لم تمتلئ جذوره بماء الغيرة على دينه , وكأنه لا يسعى لردم كل هوة أحدثتها معاول الانحلال و أعداء العفة.
القضية ليست معلقة بأشخاص يذهبون ويأتون , بل هي قضية متجذرة لا يمكن اجتثاثها بدعاوى صفيقة وأساليب تالفة.
ماجد محمد الأسمري
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 04 - 09, 02:44 م]ـ
ما حالُ أولئك وحالُ أشاوس الحسبة الشرفاء إلا كالأمِّ تمنعُ ابنها الجمرَ وهو يطلبهُ , أو كالفراش يُمنعُ النَّار ويأبى إلا التقحم , ولكنَّ الله قضى سنةً لا تتبدلُ أبداً وهي (والله غالبٌ على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون)(109/411)
تأكيد النفي ب "" ولا هم يحزنون "
ـ[ابو العلا]ــــــــ[05 - 04 - 09, 03:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
درج عندنا أحيانا تأكيد النفي ب " ولا هم يحزنون " فهل لها أصل في كتاب الله أو في سنة
رسوله الكريم؟ أو هل لها أصل في اللغة العربية؟
والسؤال أيضا: هل هناك مانع شرعي في استخدامها؟
أمثلة عليها: يقال عندنا ما هطلت الأمطار ولا هم يحزنون
أو .. ما شبعنا الطعام ولا هم يحزنون
فهل فيها امتهان لآيات الله
أرجو أن تفيدوني وجزيتم عني كل خير(109/412)
ما الفرق بين (لله ما في السماوات والأرض) و (لله ملك السماوات والأرض)؟
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[05 - 04 - 09, 04:31 م]ـ
ما الفرق بين (لله ما في السماوات والأرض) و (لله ملك السماوات والأرض)؟
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[06 - 04 - 09, 01:44 ص]ـ
لِلَّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهِنَّ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [المائدة/120]
هذه الأية تجمع الأيتين السابقتين
فتفسرهما
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[06 - 04 - 09, 06:52 ص]ـ
من الناحية اللغوية فإن الآية الأولى لا يلزم منها أن الله يملك السماوات والأرض ولكن يملك ما فيهن و اللام فيها لام الملك والاختصاص
وأما الآية الثانية فهي تشمل ملك الله للسماوات والأرض وما فيهن فهي أعم
والله أعلم
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[30 - 04 - 09, 11:01 ص]ـ
للمزيد .......(109/413)
ما معنى هذا الحديث (كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة إلا سببي و نسبي)؟
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[05 - 04 - 09, 04:37 م]ـ
السلسلة الصحيحة - (ج 4 / ص 494)
1995 - " فاطمة بضعة مني، يقبضني ما يقبضها و يبسطني ما يبسطها، و إن الأنساب يوم
القيامة تنقطع غير نسبي و سببي و صهري ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 4/ 650:
أخرجه أحمد (4/ 323) و من طريقه الحاكم (3/ 158) من طريق عبد الله بن
جعفر حدثتنا أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن عبيد الله بن أبي رافع عن المسور:
" أنه بعث إليه حسن بن حسين يخطب ابنته، فقال له: قل له: فيلقاني في العتمة
، قال: فلقيه، فحمد الله المسور، و أثنى عليه، ثم قال: أما بعد، أيم
الله، ما من نسب و لا سبب و لا صهر إلي من نسبكم و صهركم، و لكن رسول الله
صلى الله عليه وسلم قال (فذكره)، و عندك ابنتها و لو زوجتك لقبضها ذلك،
فانطلق عاذرا له ". و قال الحاكم: " صحيح الإسناد " و وافقه الذهبي! و هذا
عجب منه، فإن أم بكر هذه لا تعرف، بشهادة الذهبي نفسه، فإنه أوردها في فصل "
النسوة المجهولات "، و قال:: تفرد عنها ابن أخيها عبد الله بن جعفر ".
لكني وجدت لها متابعا قويا، فقال عبد الله ابن الإمام أحمد (4/ 332):
حدثنا محمد بن عباد المكي حدثنا أبو سعيد - مولى بني هاشم - حدثنا عبد الله بن
جعفر عن أم بكر و جعفر عن عبيد الله بن أبي رافع به، إلا أنه قال: " شجنة "
مكان " بضعة ". و الباقي مثله سواء. و هذا إسناد جيد، جعفر هذا هو ابن محمد
بن علي بن الحسين أبو عبد الله الصادق الإمام الفقيه، و هو ثقة من رجال مسلم،
فهو متابع قوي. و بقية رجال الإسناد - باستثناء أم بكر - ثقات رجال مسلم.
و محمد بن عباد هو ابن الزبرقان المكي. و الحديث أخرجه البخاري في " فضائل
الصحابة " (11/ 84 - فتح) و النسائي في " الخصائص " (ص 25) من طريق ابن
أبي مليكة عن المسور بن مخرمة مختصرا بلفظ: " فاطمة بضعة مني فمن أغضبها
أغضبني ".
(تنبيه) لم يقف الهيثمي على الحديث في " مسند أحمد " فقال في " المجمع " (9
/ 203): " رواه الطبراني، و فيه أم بكر بنت المسور و لم يجرحها أحد و لم
يوثقها و بقية رجاله وثقوا "!
قلت: ففاتته بسبب ذلك تلك المتابعة القوية. والله الموفق.
السلسلة الصحيحة - (ج 5 / ص 35)
2036 - " كل سبب و نسب منقطع يوم القيامة، إلا سببي و نسبي ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5/ 58:
روي من حديث عبد الله بن عباس و عمر بن الخطاب و المسور بن مخرمة و عبد الله
ابن عمر.
1 - أما حديث ابن عباس فيرويه موسى بن عبد العزيز العدني حدثني الحكم بن أبان
عن عكرمة عن ابن عباس مرفوعا. أخرجه المخلص في " سبعة مجالس " (51/ 1)
و الطبراني في " المعجم الكبير " (3/ 129 / 1) و الخطيب في " التاريخ " (10
/ 271) و الهروي في " ذم الكلام " (108/ 2) و الضياء في " المختارة ".
قلت: و هذا إسناد حسن في الشواهد، فإن الحكم بن أبان صدوق عابد له أوهام.
و موسى العدني صدوق سيء الحفظ.
2 - و أما حديث عمر، فله عنه طرق: الأولى: يرويه إبراهيم بن مهران بن رستم
المروزي: حدثنا الليث بن سعد القيسي - هو مولى بني رفاعة في سنة إحدى و سبعين
و مائة بمصر - عن موسى بن علي بن رباح اللخمي عن أبيه عن عقبة بن عامر قال:
" خطب عمر بن الخطاب إلى علي بن أبي طالب ابنته من فاطمة، و أكثر تردده إليه،
فقال: يا أبا الحسن! ما يحملني على كثرة ترددي إليك إلا حديث سمعته من رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: (فذكره): فأحببت أن يكون لي منكم أهل البيت
سبب و صهر. فقام علي فأمر بابنته من فاطمة فزينت، ثم بعث بها إلى أمير
المؤمنين عمر، فلما رآها قام إليها فأخذ بساقها، و قال: قولي لأبيك: قد
رضيت قد رضيت قد رضيت، فلما جاءت الجارية إلى أبيها قال لها: ما قال لك أمير
المؤمنين؟ قالت: دعاني و قبلني، فلما قمت أخذ بساقي، و قال قولي لأبيك قد
رضيت، فأنكحها إياه، فولدت له زيد بن عمر بن الخطاب، فعاش حتى كان رجلا، ثم
مات ". أخرجه أبو بكر الشافعي في " الفوائد " (73/ 257 / 1) و ابن عدي (6
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/414)
/ 2) و الخطيب في " التاريخ " (6/ 182) في ترجمة ابن رستم هذا، و لم يذكر
فيه جرحا و لا تعديلا، و أما ابن عدي فقال فيه: " ليس بمعروف، منكر الحديث
عن الثقات ".
قلت: و أنكر ما فيه ذكر التقبيل، و أما الكشف عن الساق، فقد ورد في غير هذه
الطريق، و هي: الثانية: من طرق عن جعفر بن محمد عن أبيه (زاد بعضهم: عن
علي بن الحسين): " أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي رضي الله عنه أم كلثوم،
فقال: أنكحنيها، فقال: إني أرصدها لابن أخي عبد الله بن جعفر، فقال عمر:
أنكحنيها، فوالله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصده، فأنكحه علي، فأتى
عمر المهاجرين فقال: ألا تهنوني؟ فقالوا: بمن يا أمير المؤمنين؟ فقال: أم
كلثوم بنت علي و ابنة فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، إني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم: فذكره ". أخرجه سعيد بن منصور في " سننه " (520 -
521) و ابن سعد في " الطبقات " (8/ 463) و الثقفي في " الفوائد " (رقم 40
منسوختي) و الحاكم (3/ 142) و الزيادة له، و كذا البيهقي (7/ 63 - 64)
، و قال الحاكم: " صحيح الإسناد "! و رده الذهبي بقوله: " قلت منقطع ".
يعني بين علي بن الحسين و عمر. فهو بين الانقطاع أكثر بين محمد - و هو ابن علي
بن الحسين بن علي بن أبي طالب - و عمر. و راجع ما تقدم نقله عن الحافظ تحت فقه
الحديث المتقدم (99). و أخرجه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (6/ 330 - 331
) من طريقين آخرين عن أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين الباقر قال: قال عمر ...
فذكره نحوه. و في رواية له من طريق الزبير بن بكار معضلا بدون إسناد: " فقال
له علي: أنا أبعثها إليك، فإن رضيت فقد زوجتكها، فبعثها إليه ببرد، و قال
لها: قولي له: هذا البرد الذي قلت لك، فقالت ذلك لعمر، فقال لها: قولي له
، قد رضيته رضي الله عنك، و وضع يده على ساقها، فكشفها، فقالت له: أتفعل
هذا؟! لولا أنك أمير المؤمنين لكسرت أنفك! ثم خرجت حتى جاءت أباها، فأخبرته
الخبر، و قالت: بعثتني إلى شيخ سوء! فقال: مهلا يا بنية، فإنه زوجك، فجاء
عمر إلى مجلس المهاجرين ... " الحديث.
الثالثة: قال الطبراني في " الكبير " (1/ 124 / 1): حدثنا محمد بن عبد
الله أخبرنا الحسن بن سهل الحناط أخبرنا سفيان بن عيينة عن جعفر بن محمد عن
أبيه عن جابر قال: سمعت عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول: فذكره مرفوعا.
و من طريق الطبراني أخرجه الضياء في " المختارة " (رقم 95، 96 - بتحقيقي).
قلت: و هذا إسناد رجاله ثقات حفاظ غير الحناط هذا، فقد ذكره السمعاني في هذه
النسبة (الحناط) إلى بيع الحنطة، و لم يذكر فيه جرحا و لا تعديلا. و يحتمل
عندي أنه الحسن بن سهل الجعفري كما في " الجرح " (1/ 2 / 17) أو الجعفي كما
في " ثقات ابن حبان " على ما في هامشه، فقد ذكر ابن أبي حاتم أنه روى عنه أبو
زرعة. و قد علم أنه لا يروي إلا عن ثقة. و قد وثقه الهيثمي في " المجمع " (9
/ 173). و الله أعلم. ثم رأيت في " ثقات ابن حبان " (8/ 181): " الحسن
ابن سهل الخياط (كذا)، يروي عن أبي أسامة و الكوفيين. روى عنه الحضرمي ".
قلت: فهو هذا، فإن الحضرمي هو محمد بن عبد الله شيخ الطبراني في الحديث، و (
الخياط) تصحيف، و الصواب: (الحناط) كما حققته في " تيسير الانتفاع " يسر
الله لي إتمامه بكرمه و منه.
الرابعة: عن يونس بن أبي يعفور عن أبيه سمعت عبد الله بن عمر يقول: سمعت عمر
ابن الخطاب يقول: فذكره مرفوعا. أخرجه الطبراني في " الكبير " (1/ 124 / 1
) و أبو علي الصواف في " الفوائد " (3/ 165 / 2) و أبو نعيم في " أخبار
أصبهان " (1/ 199 - 200).
قلت: و هذا إسناد حسن أيضا في الشواهد، يونس هذا من رجال مسلم، لكن ضعفه
جماعة من الأئمة، و قال الحافظ في " التقريب ": " صدوق، يخطىء كثيرا ".
و قد توبع ممن لا يفرح بمتابعته، فقال محمد بن عكاشة عن سيف بن محمد بن أخت
سفيان عن سفيان الثوري عن خالد بن سعد بن عبيد عن نافع عن ابن عمر به. أخرجه
تمام في " الفوائد " (247/ 2).
قلت: و هذا إسناد موضوع، آفته سيف هذا، قال الحافظ: " كذبوه ". و محمد بن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/415)
عكاشة إن كان العكاشي الكرماني، فهو كذاب وضاع. و إن كان محمد بن عكاشة
الكوفي، فهو ضعيف. و هذا مشكل، فقد جاء في ترجمة الأول أنهم نسبوه كوفيا،
فيحتمل أنهما واحد، لكن فرق بينهما الدارقطني، فقال في الأول: " يضع الحديث
". و في الآخر: " ضعيف ". و عليه جرى الذهبي و العسقلاني، ففرقا بينهما.
فالله أعلم.
الخامسة: قال الطبراني أيضا و عنه أبو نعيم في " الحلية " (2/ 34): حدثنا
جعفر بن محمد بن سليمان النوفلي المديني أخبرنا إبراهيم بن حمزة الزبيري أخبرنا
عبد العزيز بن محمد الدراوردي عن زيد بن أسلم عن أبيه قال: " دعا عمر بن
الخطاب رضي الله عنه علي بن أبي طالب فساره، ثم قام علي في الصفة فوجد العباس
و عقيلا و الحسين، فشاورهم في تزويج أم كلثوم عمر، فغضب عقيل و قال: يا علي
! ما تزيدك الأيام و الشهور و السنون إلا العمى في أمرك، و الله لئن فعلت
ليكونن و ليكونن - لأشياء عدها - و مضى يجر ثوبه، فقال علي للعباس: والله ما
ذاك منه نصيحة، و لكن درة عمر أخرجته إلى ما ترى، أما والله ما ذاك رغبة فيك
يا عقيل، و لكن قد أخبرني عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى
الله عليه وسلم يقول: ... " فذكر الحديث. و هذا إسناد رجاله كلهم ثقات رجال "
الصحيح " غير النوفلي شيخ الطبراني فلم أجد له ترجمة. و أخرج المرفوع منه ابن
شاهين في " الأفراد " (2/ 1) عن سلمة بن شبيب أخبرنا الحسين بن محمد بن أعين
أخبرنا عبد الله بن زيد بن أسلم عن أبيه به. و قال: " تفرد بهذا الحديث سلمة
بن شبيب، لا أعلم به غيره ".
قلت: و هو ثقة من شيوخ مسلم، لكن شيخه الحسين بن محمد بن أعين لم أعرفه.
السادسة: عن أحمد بن سنان بن أسد (بن) حبان القطان: حدثنا يزيد بن هارون
أخبرنا حماد حدثني ابن أبي رافع أن عمر بن الخطاب قال سمعت رسول الله صلى الله
عليه وسلم: فذكره. أخرجه الحافظ السلفي في " معجم السفر " (ق 192/ 2).
قلت: هذا إسناد رجاله ثقات حفاظ غير ابن أبي رافع و اسمه عبد الرحمن، فإنه لم
يرو عنه غير حماد هذا، و هو ابن سلمة، و قال ابن معين: " صالح ". و قال
الحافظ: " مقبول من الرابعة ". فهو تابعي لم يدرك عمر بن الخطاب.
السابعة " عن حسن بن حسن عن أبيه أن عمر بن الخطاب به نحوه. أخرجه البيهقي
بسند ضعيف منقطع.
الثامنة: رواه أبو موسى المديني في " اللطائف من دقائق المعارف " (2/ 1) من
طريق الدارقطني بسنده عن العلاء بن عمرو الحنفي حدثنا النضر بن منصور حدثنا
عقبة بن علقمة اليشكري قال: سمعت علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول: أخبرني
عمر بن الخطاب رضي الله عنه: أنه مر بعثمان رضي الله عنه و هو كئيب حزين حين
أصيب بزوجته بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسأله فقال: إني سمعت رسول
الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. و قال: " لم يروه بهذا الإسناد غير
النضر ".
قلت: و من طريقه رواه ابن عساكر (11/ 83 / 1)، و هو ضعيف. لكن الراوي عنه
العلاء بن عمرو الحنفي كذاب.
التاسعة: عن المستظل بن حصين أن عمر بن الخطاب خطب إلى علي ابنته، فاعتل عليه
بصغرها فقال: إني أعددتها لابن أخي جعفر، قال عمر: إني والله ما أردت بها
الباءة، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. أخرجه الضياء
المقدسي في " المختارة " رقم (266 - بتحقيقي) من طريق شريك عن شبيب بن أبي
غرقدة عن المستظل به. و شريك سيء الحفظ، و هو صدوق يستشهد به.
3 - و أما حديث المسور بن مخرمة فرواه أحمد (4/ 323) و الطبراني و البيهقي
من طريق أم بكر بنت المسور بن مخرمة عن عبيد الله بن أبي رافع عنه مرفوعا. قال
الهيثمي في " مجمع الزوائد " (9/ 203): " و فيه أم بكر بنت المسور، و لم
يجرحها أحد و لم يوثقها و بقية رجاله وثقوا ".
4 - و أما حديث ابن عمر، فهو بلفظ: " كل نسب و صهر منقطع يوم القيامة إلا
نسبي و صهري ". أخرجه ابن عساكر (19/ 60 / 2) عن سليمان بن عمر بن الأقطع:
أخبرنا إبراهيم بن عبد السلام عن إبراهيم بن يزيد عن محمد بن عباد بن جعفر قال
: سمعت ابن عمر يقول: مرفوعا.
قلت: و هذا إسناد ضعيف جدا، و فيه علل: الأولى: إبراهيم بن يزيد - و هو
الخوزي المكي - متروك. الثانية: إبراهيم بن عبد السلام - و هو المخزومي المكي
- ضعيف. الثالثة: سليمان بن عمر الأقطع كتب عنه أبو حاتم، و لم يذكر فيه
ابنه (2/ 1 / 131) جرحا و لا تعديلا فهو مجهول الحال. و جملة القول أن
الحديث بمجموع هذه الطرق صحيح. و الله أعلم.
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[08 - 04 - 09, 09:27 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 10:10 م]ـ
على هذا الرابط تجد معنى الحديث:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=116415
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/416)
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[09 - 04 - 09, 01:08 م]ـ
جزاك الله خيرا!
ـ[أم ديالى]ــــــــ[09 - 04 - 09, 04:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه النقول(109/417)
ابن تيمية في القاهرة .. وحياته بجوار مشهد الحسين ... والسجون الرهيبة ..
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[05 - 04 - 09, 05:13 م]ـ
هذه حلقة أخرى من الخواطر عن مصر وأهلها .....
وقد نشرت بعض الخواطر هنا ونقلت لمنتديات أخرى ... وجرى فيها من النقاش شيئ مفيد ..
والكلام في هذه الخاطرة عن حياة شيخ الإسلام ابي العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية في مصر ,,,, وليست دراسة علمية تفصيلية , بل خواطر وسوانح لعل الناظر فيها يجد متعة وسلوى في زمن كثرت فيه الأهواء وتعددت فيه الأراء , وتقلبت النفوس يمنة ويسرة ... والله الهادي إلى سواء السبيل ..
********************
ابن تيمية (أحمد بن عبد الحليم) مفخرة المسلمين في مطلع القرن الثامن , بل مفخرة العقل البشري , هاهو يأتي من دمشق يتجول بين المساجد المصرية والسجون ليحارب الخرافة والصوفية.
يصارع في الإسكندرية بقايا الفلاسفة والمبتدعة , وللمبتدعة والفلاسفة شأن معه , فيهدم قواعد أرسطو اليوناني , ويهدم أركان مدرسة الإسكندرية الفلسفية , أخذ ابن تيمية يتفحص كُتب موسى بن ميمون اليهودي الأندلسي ت (605) الذي سكن مصر في القاهرة سبعاً وثلاثين سنة وبقي أثره في ديانة اليهود بل الفكر اليهودي إلى اليوم , حتى تعدى أثره إلى الفرق الإسلامية , نظر إلى كتاب دلالة الحائرين لهذا اليهودي فوجد مسائل عجيبة وخطيرة فنقضها وبين عوارها وحررها , ابن تيمية ناقشها بعقلية متفتحة فلم يقف علمه عند علماء المسلمين فقط , ولم ينجرف في تيارات الهوى ليعظّم غير الكتاب والسنة.
اليهودي بن ميمون عاش في بلاد المسلمين تحت رعاية دولة الإسلام , هرب من ظلم النصارى في الأندلس , هرب من المجازر والوحشية , وجاء لأمة الإسلام , انتشرت أفكار ابن ميمون اليوم حتى تأثر بها واعتقدها كثير من فلاسفة اليهود وعلى رأسهم الهولندي اسبينوزا , الذي نقلها بدوره للفكر العالمي وأصبحت من معالم الفكر أو بعبارة أخرى (الإنحراف الفكري) اليوم في العالم.
هاهو ابن تيمية أيضاً يطالع كتب البطريرك الأكبر للأرثوذكس بالإسكندرية (سعيد ابن البطريق) ت (382) الذي سمي بعد تنصيبه كبيراً للنصارى (أنتيشيوس) , ويبطل ما فيها في كتاب الجواب الصحيح بنفس عالم متخصص رحيم بالناس مشفق عليهم من الضلالة.
دعا ابن تيمية لهدم مباني أرسطو الفلسفية وعدم المبالغة فيها , وقال للناس بلسان واضح وكتب محررة طويلة إن كلام الفلاسفة ليس قرآناً معصوماً , فقامت ثائرة المقلدين المفتونين , حتى جاء العلم الحديث وقذف بقوانين أرسطو عرض الحائط واتخذوا مبدأ العلم التجريبي , يذكر الناس المفتونين بالغرب (فرنسيس بيكون) وينسبون إليه بداية الثورة على مذهب أرسطو وأنه فند أفكاره وحملها إلى المقبرة بعد أن هدم أكثرها وأبطلها ورمم بعضها وجعلها صالحة للحياة , يذكرون هذا وينسون أبا العباس ابن تيمية الذي تحدث قبله بمئات القرون , كثير من كتب ابن تيمية الفلسفية لازالت تنم عن عقل سبق زمانه بمراحل كثيرة , وكثير من آرائه لازالت حية طرية تبحث عمن يقتنصها.
وهذا العالم المقاوم للفلسفة بكل تمكن واقتدار تراه وهو يحذر من غلو وشطحات المتصوفة , ابن تيمية رجل له مقولات ومؤلفات في الورع , عابد زاهد متعفف عما في أيدي الناس يصفه أعدائه وخصومه بتأله وعبادة وله مسائل في أعمال القلوب لا تصدر إلا من قلب مشتغل بالبحث عن مثل هذه الدقائق , إلا أن الغلو المقيت لا يقبله , والشطح والكذب على الشريعة لا يرضاه , فهو لا يريد تقديساً وغلواً في مكانة العقل البشري القاصر كما فعل الفلاسفة الذين هدموا منار الدين وفتحوا باب الإلحاد , ولا يريد إلغاء وتهميشاً للعقل كما نادى المتصوفة , فلذلك جاهر بحرب البدع حتى الموت.
عاش في مصر سنين وهو يصارع البدعة , يبين للناس الصواب , وهو بعيد عن دمشق البلد التي أحبها وعشقته , هاهو يتجول في طرقات القاهرة العتيقة , ويتجول في الأرياف المصرية الرائعة , سبع سنوات قضاها ينشر الخير للناس , هاهي المناظرات العلنية , هاهو ينادي يا أيها الناس: (أعبدوا الله مالكم من إله غيره) , قلمه يخترق الممنوع وهو يقول يا عباد الله: (إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/418)
وهاهم أرباب الصوت الإعلامي الشعبي الفاسد يحاولون تشويه صورته أمام الحاكم , فتصبح السجون منبراً لحريته وطريقاً لحياته العلمية.
ما قال الملأ لفرعون يحاولون تشويه صورة موسى عليه السلام يتكرر هذا المشهد مع ابن تيمية , بل ويتكرر دائماً مع المصلحين والعظماء.
يسجن في القاهرة ثم يرسل ويبعد فتحتضنه سجون الإسكندرية تكرر سجنه أكثر من مرة , فلم يرده ذلك عن فتاواه المصرية , لما دخل ابن تيمية سجون القاهرة ملئها علماً وفضلاً ونشر الخير على المساجين , أمرهم بالصلاة وعلمهم الأخلاق وأحبه السجناء بعد أن صلح حال أكثرهم وتحولوا دعاة للخير أو طلاباً من طلابه , عاش ابن تيمية بنفسية المصلح المحب لربه والعامل لنفع الناس , يصف المؤرخون تلك الفترة بأن السجن تحول إلى (خانقاه) وهي كلمة تعني دار العبادة للفقراء , فقد حول ابن تيمية السجن لمدرسة كبرى للمساجين.
لم يرض عن سجنه ودافع عن رأيه , وألف وصنف وكتب وناظر , لكنه مع ذلك لم يتألم كثيراً أو يصاب باكتئاب نفسي حاد , بل تبسم وقال قولته المشهورة: (ما يفعل أعدائي بي , إن جنتي في صدري و قتلي شهادة وسجني خلوة بربي ونفيي سياحة في الأرض) , ثم لما ذهب للإسكندرية سجن في البرج تجاه البحر في صالة فسيحة وتكاثر عليه الناس للقراءة والاستفادة.
ثم في آخر الأمر يُكرَّم ويخرج من سجن الإسكندرية عزيزاً رافع الرأس, ويخرجه (السلطان الناصر) سنة تسع وسبع مئة وينطلق به في معيته للقاهرة ليعلم ويفتي ويدرس , يصف تلميذيه ابن كثير وابن عبد الهادي أن شيخهما سكن بجوار جامع الحسين , ولك أن تتخيل نفسية عالم جاهر بحرب الخرافة والبدعة بكل وسيلة علمية كيف أستطاع أن يعيش في هذا الجو المشحون بالخرافة والتقديس للأشخاص!؟ , ولماذا لم يختر مكاناً آخر بعيداً عن هذه البدعة التي يحاربها!! , كيف سيعيش هناك بين متعصبي الطرق الصوفية!!.
يقول ابن عبد الهادي تلميذه في العقود الدرية: " ثم إن الشيخ بعد اجتماعه بالسلطان نزل إلى القاهرة وسكن بالقرب من مشهد الحسين وعاد إلى بث العلم ونشره , والخلق يشتغلون عليه ويقرئون ويستفتونه ويجيبهم بالكلام والكتابة.
والأمراء والأكابر والناس يترددون إليه , وفيهم من يعتذر إليه ويتنصل مما وقع , فقال: قد جعلت الكل في حل مما جرى.
وبعث الشيخ كتابا إلى أقاربه وأصحابه بدمشق يذكر ما هو فيه من النعم العظيمة والخير الكثير ويطلب فيه جملة من كتب العلم يرسل بها إليه " انتهى كلام ابن عبد الهادي.
هكذا بعد السجن والأذية والتشويه بكل وسيلة تكاد تلمح بين الأسواق والصخب وبين الأزقة والحوانيت فترى ابن تيمية يروح ويجيء مع طلاب الحرية العلمية والثقافة الأصيلة , تراه يمشي وهو يبين دين الله للناس فلا عظيم إلا الله , يسير فلا يجعل الناس يقبلون الأرض من تحته , ولا يتبركون بجسده ويده , يربيهم على الحرية للفرد التي نادى بها محمد صلى الله عليه وسلم في مكة , الحرية بين العبد وربه التي طلبها موسى عليه السلام وحارب من أجلها في مصر.
وترى خصومه يعقدون الجلسات لإخراجه من بين الناس ليصفوا لهم الجو , وهو لا يلتفت لمكرهم بل يريد لهم الخير والصلاح والهدية.
قصص عجيبة ومؤمرات مخيفة وتهديد بالقتل , وتراه يسير والناس بين يديه , وطلابه ومحبيه تخفق قلوبهم خشية إلحاق الضرر الجسمي به , وهو يقول عن خصومه لطلابه كما في ترجمته: لعل اله يأجرهم على نيتهم؟؟ , وتراه يسير لجامع عمر بن العاص بالفسطاط بوسط القاهرة , وينصح الجالسين في المقاهي الذين يلعبون بالشطرنج , وربما وبخهم ونصحهم فلا يشغله الخصام العلمي الكبير عن نصح عامة الناس ودهمائهم , فكلامه ليس نخبوياً أو فئوياً بل يصلح لكل فئات الناس , كل هذا والمتصوفة المبتدعة المنحرفة تزيد من تضييقها عليه , وهو يزداد من توسيع رحمة الها بهم!! , فلله أي رجل هذا!.
يسأله الوالي بعد أن أكرمه ونصره , وقد أحضر خصومه بين يديه , أولئك الخصوم الذين ما كان يرضيهم إلا قتله وتصفيته , يسأله إن كان يريد أن ينتصف من أحد من خصومه أو يسترد شيئاً من كرامته المهدرة , يسأله الوالي وهو جاد صادق في إنفاذ العقوبة وإنزالها , فيرفض ابن تيمية ويعفوا عن الجميع في خلق وتواضع رفيع , يبين للناس أن أهل السنة هم أرحم الخلق بالخلق , وأقدرهم على رحمة الناس.
من قبله قي هذا الخلق الكريم كان الأنبياء والرسل , ومن بعدهم سار أهل السنة في رحمة الناس , فهذا أحمد بن حنبل يقدم المعتزلة على سجنه , ويقدمون على صنوف القتل العلني , وهو يهدئ من روع العامة , يطلب من الجميع الهدوء حتى تنكشف الغمة وتذهب البدعة ,لكنه لم يتراجع عن موقفه , لم يتبدل عن رأيه أو يرضى بالتحريف والتبديل في الشريعة الإسلامية , والمعتزلة أرباب العقول كما يسمون أنفسهم يمارسون أولن التعذيب لمجرد المخالفة في الفكرة التي زعموها واخترعوها , فأين الثرى من الثريا!! , وأين رحمة أهل السنة من طغيان أهل البدع!!.
وابن تيمية هذا العالم الجليل رغم المحن وصوارفها وآلامها , لم يأمر طلابه بتخريب الممتلكات العامة , ولا بحرق بيوت خصومه , ولا بتصفيتهم جسدياً ليكونوا عبرة لغيره , لقد عاش في مصر والشام وهي مليئة بأصناف الديانات والفرق والمذاهب وسجن حتى مات في القلعة بدمشق , ومع ذلك سار بسيرة الأنبياء عليهم السلام (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت وما توفيقي إلا بالله) , إنه طريق الإصلاح والتغيير وليس طريق التخريب والتدمير , طريق شعاره قوله تعالى (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين) , وليس طريق الانتقام للنفس وسلطانها بحجة الدفاع عن الدين , ولذلك مات ابن تيمية سنة (727) وخرجت دمشق في جنازته , وبكته الأمة وهي تسير في جنازته المهيبة التي لم يتخلف عنها أحد.
فكأن السجن هو قصر الحرية والعظمة له , وكأنه مسرح يراه الناس عن كثب وهو يتعبد في داخله , مات وبقي علمه في الخافقين , وتتلمذ على كتبه ومذهبه الملايين من الناس على مرّ القرون رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.
وكتبه: خضر بن سند
مدينة جدة حرسها الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/419)
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[05 - 04 - 09, 05:53 م]ـ
کنت ابحث عن موضوع، فوقفت على موضوعك ...
لفت انتباهي خطا تاريخي، وهو قولك:
اليهودي بن ميمون عاش في بلاد المسلمين تحت رعاية دولة الإسلام , هرب من ظلم النصارى في الأندلس , هرب من المجازر والوحشية , وجاء لأمة الإسلام ,
وذلك ان موسى بن ميمون انما هرب من المسلمين ... والحكاية نصاً من كتاب موسى بن ميمون لـ د. إسرائيل ولفنسون:
زقبل أن يبلغ موسى بن ميمون العام الرابع عشر من عمره فتح عبدالمؤمن بن علي الكومي مدينة قرطبة سنة 1148 م وكان كلما ملك بلداً لم يترك فيه ذمياً إلا عرض عليه الاسلام، فمن أسلم سلم، ومن طلب المضي الي بلاد النصارى أذن له في ذلك، ومن ابى قُتل
وحيث ان ان الاجل الذي يتيحه عبدالمؤمن الكومي هذا، يكون قصيراً في بعض الاحيان، اضطر بعض اهل الكتاب ان يظهروا الاسلام ريثما تسنح لهم الفرصة بالمهاجرة، وكان منهم ابن ميمون هذا،
ولذا قيل عنه في عيون الانباء في طبقات الاطباء:
وقيل إن الرئيس موسى كان قد أسلم في المغرب وحفظ القرآن واشتغل بالفقه ثم إنه لما توجه إلى الديار المصرية وأقام بفسطاط مصر ارتد.
ومما ورد في عيون الانباء في طبقات الاطباء، عن حياة الأطباء من اهل الكتاب، التالي عن الموفق بن شوعة:
وكان بدمشق فقيهٌ صوفي صحب محمد بن يحيى وسكن خانقاه السميساطي كان يعرف بالخوبشاني ويلقب بالنجم وله معرفة بنجم الدين أيوب وبأخيه أسد الدين وكان الخوبشاني ثقيل الروح قشفاً في العيش يابساً في الدين يأكل الدنيا بالناموس ولما صعد أسد الدين مصر تبعه ونزل بمسجد عند دار الوزارة يعرف اليوم بمسجد الخوبشاني وكان يثلب أهل القصر ويجعل تسبيحه سبهم وكان سلطاً ومتى رأى ذمياً راكباً قصد قتله فكانوا يتحامونه ولما كان في بعض الأيام رأى ابن شوعة و هو راكب فرماه بحجر أصاب عينه فقلعها، وتوفي ابن شوعة بالقاهرة في سنة تسع وسبعين وخمسمائة.
وبالرغم من أن هذه السلوكيات مخالفة لصريح القرآن الكريم، حيث يقول تعالى:
البقرة (آية:256) (**********: showAya(2,256)): لا اكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي فمن يكفر بالطاغوت ويؤمن بالله فقد استمسك بالعروه الوثقى لا انفصام لها والله سميع عليم (**********: showAya(2,256))
http://www.islamic-council.com/quran/image/2_256.gif
الا ان جميع اهل الاسلام لم يلتزم به ...
وانتظر تعليقات الاعضاء على هذا الموضوع المهم ...
تحياتي
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[05 - 04 - 09, 07:07 م]ـ
أخي الكريم د. العطار ...
شكر الله لك مع أن الكلام كان عن أبي العباس بن تيمية إلا أنك وقعت على شيء في قلبي قلت لن يناقشه إلا القليل.
وإذا فتحت موضوع موسى بن ميمون اليهودي فأحب أن أقول لك إنني ترددت في العبارة التي ذكرت منذ سنين ثم تبين لي صحتها من وجوه , وقد صارحت عدداً من المهتمين بفلسفة الرجل هذا .... وخاصة أن ممن فرح به بعض كبار علماء الأشاعرة والناقمين على ابن تيمية القدامى والمعاصرين مثل الكوثري الذي نشر بعض كتبه , مع كره الكوثري لكتب ابن تيمة وابن القيم!!! ... بل عده بعض المسلمين من علماء فلاسفة المسلمين مع إعترافهم بيهوديته!!.
المهم سأضع بين يديك حقائق أرجوا أن تكون على حسبان كل من يزعم أن المسلمين أضهدوه وهو عاش في أكناف الدولة الأيوبية طبيباً وزعيماً ليهود مصر , رغم تعصبه ولعنه كل من يكتب دلالة الحائرين بغير اللغة العبرية!! ..
1_ لم يترجم له أحد من اليهود في عصره ولاقريباً منه لأنه كان في عصرهم كان من المحرفين لدينهم والخارجين عن القانون اليهودي ... وهذه الحقيقة وهي عدم ترجمة علماء اليهود له مع كونه زعيم الطائفة بمصر ذكرها عبدالرحمن بدوي في موسوعة الفلسفة وجميع ترجمته إنما تذكر من كتب علماء المسلمين فهل كان محترماً من يهود زمنه أو له تقدير من يهود ونصارى العالم آنذاك!! ...
2 - اعتبر اليهود وريثه في الفلسفة الذي جاء بعده بمئات السنين اسبينوزا أو (باروخ) الهولندي مطروداً من الكنيست بسبب تمسكه بأراء موسى بن ميمون ... وبقي حتى وفاته وقد هجره والداه وطردته ولعنته الطائفة اليهودية ,,,, , وتصوفه وعشقه لله ووحدة الوجود عنده وغير ذلك كله من كلام ابن ميمون ...... وهولندا الآن تعتبر سبينوزا أعظم مفكر وفليسوف في عصرها كله , بل في عصر البشرية!!!.
[[3 - [] عندما خُيّر بن ميمون وعائلته بين الأسلام أو عدمه لم يستطع الذهاب لإيطاليا وروما كما فعل النصارى أو اليهود لخوفه منهم بسبب أرائه وأفكاره المنحرفة , ولم يذهب للبرتغال , ولم يذهب لفرنسا , مع أن كتب التواريخ تذكر هذه الخيارات للنصارى واليهود في وقتهم , فأشاع هذا اليهودي بعدما أحس بطعم الحياة ونعيمها في بلاد الإسلام , ورأى الخلاف بين المسلمين أن السبب هو دولة الموحدين في تلك النواحي وأنه أكره على الإسلام!!!.
4 - ليس من العقل أن يقال هرب من ظلم المسلمين فقط .... بل هرب لعدل الدولة الإسلامية وتغذى بمالها وأخلاقها ورحمتها سبعة وثلاثين سنة وأصبح سيد طائفته هناك مع لعن بقية طوائف اليهود عليه .....
أرجوا أن تكون الآن الفكرة واضحة كما أردت , وأتمنى ألا يسوقنا اليهود لمعركة مع أبناء جلدتنا وننسى عراكهم مع بعض ... (تحسبهم جميعاً وقلوبهم شتى) وما توفيقي إلا بالله ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/420)
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[05 - 04 - 09, 08:08 م]ـ
اخي خضر بن سند ..
شكراً جزيلاً لك، ونفع بك ..
بالنسبة للنقطة الاولى، لعل الدكتور عبدالرحمن بدوي لم ينتبه لاشارات الدكتور ولفنسون في كتابه ابن ميمون للمصادر العبرية التي اعتمد عليها ...
ولعل هذه الفقرة من الكتاب المذكور خير دليل على مكانة ابن ميمون في عصره:
... وقد ارتفع العويل؛ وعم الحزن في جميع البلدان التي عاشت فيها طوائف يهودية على وفاته، وقيل فيه كثير من الرثاء حتى ذاع المثل في ذلك الوقت: من موسى الى موسى لم يقم مثل موسى ...
بالنسبة للنقطة الثانية:
اثار ابن ميمون جدلاً واسعاً في الساحة اليهودية، بين مخالف ومؤيد، حتى صارت تتصارع اليهود بينها، -بين مخالف ومؤيد- ويكفر بعضها بعضاً، والكتاب المذكور اعلاه يورد بعضها ... فلعل من ذكرت يعيش في البيئة المُكفرة لابن ميمون، ولم تكن كل اليهود كذلك ...
النقطة الثالثة:
ينقل الكتاب اعلاه ان والد ابن ميمون توفي في بيت المقدس ...
واخوه كان تاجراً للمجوهرات -وكان ابن ميمون يعمل معه-، فهل كانت هذه سبب هجرتهم الى مصر دون غيرها؟
ولا سيما وانه لم يكن مُشتهراً في بدء مجيئه، ولم يكن له صيت يُذكر ...
النقطة الرابعة:
كان الظلم -ولا يزال- في كل المجتمعات، ويرى العاقل اليوم من الظلم في (بلاد الإسلام) ما لا يتواجد في بلاد الكفر -مع الأسف-
فهذه الامور وقتية، تتغيير من آن لآن ... ولا يُعاب الاسلام ان لم يعمل المسلمون به (وهو الحاصل اليوم)،
وان شاء الله لا يكون بيننا عراك، فالإختلاف في الراي لا يُفسد للود قضية ...
وانا اهتم بسيرة ابن ميمون وغيره من الاطباء، ضمن بحثي عن التاريخ الطبي، لا غير، وليست لدي معرفة بتاثيرات ابن ميمون الفلسفية ...
(مع ان عبداللطيف البغدادي يقول عنه:
وقفت عليه فوجدته كتاب سوء يفسد أصول الشرائع و العقائد بما يظن أنه يصلحها)
وفقك الله لما يحب ويرضى
ـ[محمد براء]ــــــــ[05 - 04 - 09, 10:47 م]ـ
قال الشوكاني في رسالته: إرشاد الثقات إلى اتفاق الشرائع على إثبات التوحيد والمعاد والنبوات:" ولم يشذ منهم - أي اليهود والنصارى في شأن في المعاد وفي النعيم المعد لأهل الجنة - إلا اليهودي الزنديق موسى بن ميمون الأندلسي وقد تبرأ منه قدماء اليهود وأخرجوه من دينهم. بل وكذلك النصارى وإن لم يكن من أهل ملتهم فقد صرحوا بخذلانه وزندقته قال النصراني في تاريخه: ((ورأيت كثيرا من يهود بلاد الإفرنج بإنطاكية وطرابلس يلعنونه ويسمونه كافرا)) انتهى
قلت - الشوكاني-: وقد وقع لهذا الملعون من تحريف كثير من التوراة ما يدل على إلحاده وزندقته وقد رددت ما حرفه وأوضحته بأتم إيضاح وأما يهود عصرنا فصاروا يعظمونه وذلك لجهلهم بحقيقة الحال. وقد ذكرت لجماعة من أحبارهم بعض تحريفاته فلعنوه وتبرؤوا منه " اهـ كلامه بلفظه
انظر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112240
ـ[أبو عبد الرحمن الشريف]ــــــــ[06 - 04 - 09, 09:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا علي هذه الخواطر الرائعه
ورحم الله الإمام العلامه الجهبذ أبا العباس بن تيميه الحراني
ملحوظه وفاه شيخ الإسلام كانت في ذي القعده سنه 728 وليس 727 كما ذكر سهوا إن شاء الله
والله أعلم
ـ[خضر بن سند]ــــــــ[08 - 04 - 09, 03:35 م]ـ
الأخ الكريم: أبو الحسنات الدمشقي شكر الله لك , وكلامك ونقلك إضافة جيدة وموفقة لحياة بن ميمون اليهودي الزنديق.
أخي أبو عبد الرحمن الشريف: شكراً لتنبهك لهذا الخطأ المطبعي و وفقك الله وأثابك.
أخي الدكتور العطار: مانقله الأخ الدمشقي أتمنى أن يكون كافياً في المسألة وتوضيحها , ولوبحثت لعلمت صحة ماقلناه , وهذا هو التاريخ العقدي لإبن ميمون الحبر والفيلسوف اليهودي ولذلك خاف من قومه وألبس التهمة بالمسلمين ....
.... وهل يصلح العطار ما أفسد الحَبْر ...
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[08 - 04 - 09, 06:58 م]ـ
الاخ خضر بن سند ...
لا يريد العطار ان يُصلح ما أفسده الحَبْر ...
وانما نقلتُ ما قرات ... وذكرت ان اهتمامي بابن ميمون، يقع ضمن اهتمامي بتاريخ الطب، لا غير ...
اما كلام الدمشقي، فمحل تامل، وذلك لعدة اسباب، منها ان قضية عدم الايمان بالمعاد، حيث ذكر الكتاب المذكور اعلاه ص52، هذا الامر، ونص الكتاب:
... محور نقدهما يدور حول نظرية واحدة اهملها الميموني -حسب رايهما- عن سوء نية، وهي انه لم يقل في كتابه الضخم شيئاً صريحاً عن المعاد الشرعي وفقا لتعاليم احبار التلمود .... وكان من جراء ذلك ان اخذ الناس يعتقدون ان موسى بن ميمون لم يؤمن ببعث الاجسام، ولذلك طلب اليه بعض تلاميذه ان ينشر رايه واضحاً عن البعث، فاجاب بمقال قال فيه: ان الناس اساءوا فهم ما اورده في كتابه تثنية التوراة خاصاً بالبعث والآخرة ...
ولعل ايجازه كان السبب في سوء هذا الفهم .....
اما قضية تحريف التوراة، فبحسب ما قرات، بُهتان عليه ... وانما نشأ من حذفه لأسانيد شروح التلمود [بحسب الكتاب اعلاه]، ولعلي انشط لنقل قول مؤلفه فيما بعد ...
ولعل قراءة المهتمين بالموضوع لكتاب موسى ابن ميمون لـ د. اسرائيل ولفنسون، والذي اعادت طباعته بالافست دار التكوين (سوريا) يكون مفيداً
أياً يكن، لا يهمني موضوع ابن ميمون من النواحي الفلسفية، فهذا ليس شاني واختصاصصي، وانما اردت اثراء الموضوع، حينما مررت عليه ...
والله من وراء القصد
امنياتي لكم بالتوفيق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/421)
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 04 - 09, 07:50 م]ـ
فاجاب بمقال قال فيه: ان الناس اساءوا فهم ما اورده في كتابه تثنية التوراة خاصاً بالبعث والآخرة ...
ولعل ايجازه كان السبب في سوء هذا الفهم .....
وأين رأى ولفنسون هذا المقال؟
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[08 - 04 - 09, 08:12 م]ـ
يشير في الهامش لكتابة عبرية، لا اعرف معناها ... ربما تكون المصدر الذي نقل منه ...
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 - 04 - 09, 02:22 ص]ـ
كلام الشوكاني أوثق.
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[14 - 04 - 09, 05:56 م]ـ
الاخ ابوالحسنات ...
ما الذي وَثَق كلام الشوكاني؟
نتمنى ذكر الادلة ... فالعلم لا يعرف حبنا لهذا او ذاك ... كما لا يعرف نحلة الشوكااني او ابن ميمون ...
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 - 04 - 09, 06:05 م]ـ
الذي وثق كلام الشوكاني عدم قيام ما يعارضه وإلا فأنت تكذبه بلا دليل.
واليهود الذين أخبرهم الشوكاني بذلك صدقوه، وهم يهود، " وقد ذكرت لجماعة من أحبارهم بعض تحريفاته فلعنوه وتبرؤوا منه ".
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[14 - 04 - 09, 09:02 م]ـ
ولعل قراءة المهتمين بالموضوع لكتاب موسى ابن ميمون لـ د. اسرائيل ولفنسون، والذي اعادت طباعته بالافست دار التكوين (سوريا) يكون مفيداً
ذكر الكتاب ما يعارضه ... وذكرتُ انا بضعة منه ...
ولعل نقل الشوكاني هو الخطا ...
فلستُ اعرف الشوكاني، ومدى تثبته فيما ينقل ... وتبحره في الموضوع الذي كتب ... و ......
اما من لعنه من اليهود، فناقشه الكتاب ايضاً، ولم تناقش ما نقلته منه ...
أياً يكن، لا اعتقد ان موضوع ابن ميمون يهم احداً هنا ... لذا اعتقد ان من الافضل ترك الموضوع
تحياتي
ـ[محمد براء]ــــــــ[14 - 04 - 09, 11:34 م]ـ
فلستُ اعرف الشوكاني، ومدى تثبته فيما ينقل ... وتبحره في الموضوع الذي كتب ... و ......
ليس من شرط صحة كلام الشوكاني أن تكون تعرف ذلك.
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[15 - 04 - 09, 04:32 م]ـ
ليس من صفة اهل العلم الجدال ... والا ناقشتك ...
لقد نقلت بعض دلائل الكتاب، ولكنك تهرب من الموضوع بامور لا ترتبط بما نحن فيه باية صلة ...
ذكرتُ لك سابقاً طلبُ الادلة، ننتظر ذلك إن كنت اهلاً له
ما الذي وَثَق كلام الشوكاني؟
نتمنى ذكر الادلة ... فالعلم لا يعرف حبنا لهذا او ذاك ... كما لا يعرف نحلة الشوكااني او ابن ميمون ...
ذكر الكتاب ما يعارضه ... وذكرتُ انا بضعة منه ...
ولعل نقل الشوكاني هو الخطا ...
فلستُ اعرف الشوكاني، ومدى تثبته فيما ينقل ... وتبحره في الموضوع الذي كتب ... و ......
اما من لعنه من اليهود، فناقشه الكتاب ايضاً، ولم تناقش ما نقلته منه ...
ـ[محمد براء]ــــــــ[01 - 05 - 09, 09:27 م]ـ
انتبهت مؤخرا لردك.
وقد أجبتك عن سؤالك: " ما الذي وَثَق كلام الشوكاني؟ " بقولي: " الذي وثق كلام الشوكاني عدم قيام ما يعارضه وإلا فأنت تكذبه بلا دليل.
واليهود الذين أخبرهم الشوكاني بذلك صدقوه، وهم يهود، " وقد ذكرت لجماعة من أحبارهم بعض تحريفاته فلعنوه وتبرؤوا منه ".
وأنت المطالب بدليل لتكذيب كلام الشوكاني.
أما ولفنسون فليس كلامه دليلاً، سيما أنك لم تعرف المصدر الذي نقل منه كلام ابن ميمون.
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[02 - 05 - 09, 02:07 ص]ـ
سمعت مرة الشيخ محمود المصرى يقول: إكرام الضيف فى مصر حبسه .... ابتسامة
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[02 - 05 - 09, 02:02 م]ـ
عارض كلام الشوكاني ما ذكره كتاب ولفنسون، لم لا تطلع عليه وتاتي بادلتك في رده؟؟؟؟؟
اما قوله في من كفره من اليهود، فكلامه مسرسل بلا سند، ولا شك ان لم ير هؤلاء اليهود، والا لم يعبر عنهم بـ (القدماء) ... ودليل ذلك ما قاله عن يهود عصره الذين (يهود عصرنا فصاروا يعظمونه وذلك لجهلهم بحقيقة الحال) ...
اما حديثه مع احبار اليهود في زمانه، فلا نعلم ما قاله لهم ليتبرؤا منه ... فقد يكون الامر سوء فهمه هو ... او اطلاعه على مصادر منسوبة لابن ميمون، وقد يكون ابن ميمون منحرفاً -لا نعلم-، ولكن كتاب ولفنسون ياتي بادلة غير هذه، وكون المصدر عبري لا يمكنني معرفته -لجهلي- لا يضعف ادلته ... وعلى الباحث المنصف البحث عن عارف باللغة العبرية ...
أما ولفنسون فليس كلامه دليلاً، سيما أنك لم تعرف المصدر الذي نقل منه كلام ابن ميمون
حبذا لو اعلمتني اي مدرسة هذه التي لا تعتبر كلام (ولفنسون) دليلاً، لعدم معرفتي انا بالمصدر، واي منهج (علمي) هذا الذي تدعو اليه (غير منهج التعصب بالطبع)
انا اطالب بالتريث في الامر -لا غير-، حتى يثبت كلام الشوكاني او ولفنسون (الذي درس حياة ابن ميمون بتخصص) ...
تحياتي وامنياتي لك بالتوفيق
وارجوا ان تناقش ما ذكره ولفنسون في كتابه، بعد ان تطلع عليه -ان كنت تريد البحث بشكل علمي بالطبع-
اخي محمد بن عمران، لم اففهم ما ترمي اليه
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[02 - 05 - 09, 04:39 م]ـ
هذه حلقة أخرى من الخواطر عن مصر وأهلها .....
يسجن في القاهرة ثم يرسل ويبعد فتحتضنه سجون الإسكندرية تكرر سجنه أكثر من مرة , فلم يرده ذلك عن فتاواه المصرية , لما دخل ابن تيمية سجون القاهرة ملئها علماً وفضلاً ونشر الخير على المساجين , أمرهم بالصلاة وعلمهم الأخلاق وأحبه السجناء بعد أن صلح حال أكثرهم وتحولوا دعاة للخير أو طلاباً من طلابه , عاش ابن تيمية بنفسية المصلح المحب لربه والعامل لنفع الناس , يصف المؤرخون تلك الفترة بأن السجن تحول إلى (خانقاه) وهي كلمة تعني دار العبادة للفقراء , فقد حول ابن تيمية السجن لمدرسة كبرى للمساجين.
وكتبه: خضر بن سند
مدينة جدة حرسها الله
فضيلة الدكتور محمد العطار -حفظك الله وبارك فيك- أنا قصدت المزاح والتعليق على سجن ابن تيمية فى مصر ... فذكرت كلام الشيخ محمود المصرى تعليقًا على سجن ابن تيمية فى مصر ... أحبك فى الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/422)
ـ[محمد براء]ــــــــ[02 - 05 - 09, 05:13 م]ـ
[ SIZE=5] حبذا لو اعلمتني اي مدرسة هذه التي لا تعتبر كلام (ولفنسون) دليلاً، لعدم معرفتي انا بالمصدر، واي منهج (علمي) هذا الذي تدعو اليه (غير منهج التعصب بالطبع)
تحياتي وامنياتي لك بالتوفيق
أنا إلى الآن أناقشك أنت ولا أناقش ولفسنون، فكيف تدعي أن كلامه دليل وأنت لا تعرف مصدره؟!.
فالغلط غلطك حين تمسكت بكلام لا تعرف مصدره، وزعمت أنه دليل.
وأنت إلى الآن لم تنقد كلام الشوكاني نقداً علمياً، ولم تدفعه بوجه صحيح.
أما قولك إن كلامه مرسل بلا سند فهل كلام ولفنسون منقول بالأسانيد؟! حتى لو كان موثقاً في نفس الأمر فهو غير موثق لديك لأنك لا تعرف العبرية فلماذا عارضت كلامه بكلام الشوكاني؟
وأما قولك: " اما حديثه مع احبار اليهود في زمانه، فلا نعلم ما قاله لهم ليتبرؤا منه ... فقد يكون الامر سوء فهمه هو " إذا كان الأمر سوء فهم من الشوكاني فلم لم يصحح أولئك الأحبار فهمه؟
أرأيت أنك لم تأت بوجه صحيح لدفع كلامه.
وسأرجع لكتاب ولفنسون بإذن الله، وأناقش كلامه، لكن بعد أن تقر بغلطك في اعتمادك كلاماً لا تعرف مصدره دليلاً.
وتنبه أنه حتى لو كان كلامه موثقاً صحيحاً فأنت مخطىء في طريقتك في الاستدلال والتوثيق.
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[02 - 05 - 09, 08:23 م]ـ
اخي محمد بن عمران ...
شكراً لك، وزادك الله علما ...
الاخ ابوالحسنات الدمشقي:
غريب امرك، الم اكتب في المشاركة السابقة:
انا اطالب بالتريث في الامر -لا غير-، حتى يثبت كلام الشوكاني او ولفنسون (الذي درس حياة ابن ميمون بتخصص) ...
اما بقية ما ذكرت، فكتاب ولفنسون بنفسه دليل قائم بذاته، يمكنك نقده ان كان لديك ما يعارضه ... ولا فرق بينه وبين كتاب الشوكاني ... اللهم الا فرق واحد:
ذكر ولفنسون مصدره باللغة العبرية، التي لا اعرفها انا ...
اما الشوكاني لم يذكر من خاطب من (احبار) اليهود ... -ولا نعلم مقدارهم حتى عند اليهود-.
ولذا فالاحرى ان تُلام لانك ذكرت ايضاً كلام لا تعرف مصدره ...
http://quran.al-islam.com/GenGifImages/Normal/290X800-1/2/44/1.png
عجيب امرك -وللقراء الحكم عليه- ... والجدل -وهو مما يبتعد عنه اهل العلم- من سِماته ... وهل دافعت انا عن ابن ميمون لكي تناقشني انا؟ وليس ولفنسون ... وما الفرق، عليك مناقشة الدليل من ايٍ كان ... فلم تتهرب من مناقشته؟
واترك للقراء مجدداً الحكم على معرفتك بادب الحوار ...
تحياتي وامنياتي لكم بالتوفيق
ـ[محمد براء]ــــــــ[02 - 05 - 09, 11:47 م]ـ
ما زلت تصر على كونه دليلاً مع إقرارك بعدم معرفتك العبرية!.
كيف تستدل بكلام لا تعرف مصدره؟!
أما أنا فلا ألام باعتمادي كلام الشوكاني لأنه هو المشهور عند المؤرخين، ذكره القفطي وغيره. انظر: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112240
ـ[د. محمد العطار]ــــــــ[03 - 05 - 09, 05:07 م]ـ
ولا فرق بينه وبين كتاب الشوكاني ... اللهم الا فرق واحد:
ذكر ولفنسون مصدره باللغة العبرية، التي لا اعرفها انا ...
اما الشوكاني لم يذكر من خاطب من (احبار) اليهود ... -ولا نعلم مقدارهم حتى عند اليهود-.
ولذا فالاحرى ان تُلام لانك ذكرت ايضاً كلام لا تعرف مصدره ...
وكتاب ولفنسون ايضاً مشهور بين المشتغلين بتاريخ موسى بن ميمون ...
اذن لا فرق بين الاثنين ...
لن ارد على بقية ردودك -الخالية من سمات العلم-، قبل ان تاتي بمناقشة آراء ولفنسون ... بمصادر يمكن الاحتجاج بها (تاريخياً) ...(109/423)
التعريف بكتاب التعاون والاشتراك في جيوش غير المسلمين شبهات و ردود (رسالة ماجستير)
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[05 - 04 - 09, 08:28 م]ـ
كتاب التعاون والاشتراك في جيوش غير المسلمين شبهات و ردود (رسالة ماجستير)
الحلقة الأولى
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
. أما بعد.
سوف ألقي الضوء على هذه الرسالة وعلى مباحثها وبعض الشبهات والردود.
في البداية:
هي رسالة ماجستير _ بتقدير ممتاز من كلية الشريعة والقانون _ قسم الفقه _ جامعة الأزهر بالقاهرة.
عدد الصفحات:443 صفحة من دون المراجع والفهرس.
نوع الغلاف: ورق مقوى.
طبع دار التقوى للنشر والتوزيع / وكتب على الغلاف من الداخل (ريع هذا الكتاب لصالح فقراء ومحتاجي المسلمين).
سنة النشر 1427 هجري.
السعر: 18 ريال سعودي
قال المؤلف:
ونحن في بحثنا بمشيئة الله تعالى (التعاون والاشتراك في جيوش غير المسلمين شبهات و ردود)، سنرد و ننقض بعض الشبهات التي استدل بها و أثارها بعض أهل العلم، والتي قد تكون ظهرت:
- نتيجة لعدم فقه الواقع و تحقيق المناط في كثير من المسائل المتعلقة بالموضوع. مثل إدخال بعض الأمور في الضروريات وهي ليست كذلك، وبالتالي يظنون أنها تبيح بعض المحظورات، وهي في حقيقة الأمر من الحاجيات، وليست من الضروريات.
- أو نتيجة لا عتبار المصلحة دليلاً مستقلاً كالكتاب والسنة والإجماع كما قد يظن البعض فيتم بناء الأحكام عليها.
- أو نتيجة الظن أنه يمكن أن تتعارض المصلحة الشرعية والنص الشرعي.
- أو لعدم ضبط ماهية أركان الإكراه ومدى تحقق تلك الأركان للإكراه حتى يكون المسلم مكرهاً على القتال.
- أو لعدم تحقيق بعض المسائل مثل: هل أباحت الشريعة كل محرم عند تحقق الإكراه؟ وهل تحقق أركان الإكراه يبيح للمسلم أن يقاتل أو يقتل أخاه المسلم؟
- أو للضغوط المختلفة التي أوجدها ضعف لم يسبق له مثيل لأمتنا الإسلامية، فيكون مجرد الخوف من القنابل التي كل واحدة منها عدة أطنان عذراً في المسألة.
- أو لعدم دراسة و ضبط أبسط مسائل الإنتماء لهذا الدين وللعقيدة، مثل إذا حدث تعارض بين الولاء على أساس المواطنة أو الوطن أو القبيلة أو الأسرة، والولاء على أساس الإسلام أيهما يجب على المسلم أن يقدم على الآخر؟
- أو لعدم تحقيق بعض المسائل مثل الإستدلال بقوله تعالى ((َوإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلاَّ عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُم مِّيثَاقٌ وَاللّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ)) (الأنفال: 72) على عدم نصرة المسلمين المستضعفين الذين يجتاح الكفار ديارهم، وينتهكون أعرضهم، وينهبون ثرواتهم.
- أو للاعتقاد أن الدولة الإسلامية الآن قد تفرقت و أصبحت ولايات متعددة تنفرد كل ولاية بسلطة مستقلة، ولها علماؤها و أهل الحل والعقد فيها، فلا تلتزم تلك الدول بنصرة بعضها البعض، كما لو كانت بلداً واحداً بولاية واحدة مستقلة.
- أو للاستدلال على جواز التعاون مع الكافر بقصة صلح الحديبية و موافقة الرسول صلى الله عليه وسلم على رد من جاء من المسلمين من مكة بغير إذن وليه إليها.
- أو للظن أن عمل المسلمين في الصفوف الخلفية لجيوش المشركين: كتجهيز و إعداد و إصلاح الأسلحة والمعدات العسكرية أو المساعدة في عمليات إمدادات المؤن و جلب الأطعمة و الأشربة وعلاج الجرحى أو الخدمات والتمويل والإدارة وما إلى ذلك .... لا يعد من المشاركة والإعانة، وأن حكم القتال المباشر يختلف عن حكم هذه الأعمال. انتهى
انتهت الحلقة الأولى. وإلى اللقاء في الحلقة القادمة وفيها:
أبرز المباحث والفصول ومنها:
هجرة المسلم لدار الكفر وتحته
1 - مناقشة القول بانقطاع الهجرة
2 - حكم التجنس بجنسية دولة غير مسلمة
3 - حكم التحاق المسلم بجيوش المشركين (إن لم تكن في قتال ضد المسلمين)
أهم الشبهات:
من أجاز التعاون بحجة
1 - شبهة اختيار أخف الضررين عند تعارض المصالح و المفاسد
2 - شبهة الإكراه أو التقية أو الخوف
3 - شبهة العهود والمواثيق.
........... وغير ذلك من الردود على بعض المعاصرين.
والسلام عليكم
ـ[صالح الديحاني]ــــــــ[05 - 04 - 09, 10:29 م]ـ
أين الكتاب؟
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[06 - 04 - 09, 01:51 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/424)
الكتاب اشتريته من دار ابن الجوزي
وأما وجوده على الشبكة فلا أعلم له ذكر.
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[06 - 04 - 09, 03:16 م]ـ
تنبيه / سوف أحاول أن ألخص و أشير إشارات وأذكر القول الراجح الذي أختاره المؤلف من دون بسط للمسألة فليس هذا مكانها، علماً بأن المؤلف جعل تحت كل فصل مبحث وتحت كل مبحث مطلب.
الحلقة الثانية:
الفصل الأول: في الهجرة إلى غير بلاد المسلمين.
أختار المؤلف تعريف الهجرة للإمام القرطبي حيث قال:
هي ترك الأوطان و الأهل والقرابة في الله أو في دين الله.
ورأى المؤلف أنه أفضل التعريفات لأنه:
1 - لم يقرر أن الهجرة تكون من دار الحرب أو الكفر إلى دار الإسلام فقط، وإنما قال ترك الأوطان والأهل والقرابة، وقد يكون ذلك أيضاً من دار الكفر إلى الإسلام أو من دار كفر مركب (دار خوف) إلى دار كفر مجرد (دار أمن) "1" أو من دار بدعة ومعصية إلى دار سنة.
2 - ثم قرر أن الهجرة لابد أن تكون لله أو في سبيل الله وليس لأي هدف آخر.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
"1" كالهجرة من مكة دار خوف إلى الحبشة دار أمان
مفهوم الهجرة في عصرنا:
تغير مفهوم الهجرة في زماننا عما كان عليه عند سلفنا فلم يعد هناك معنى عند كثير من المسلمين لدار الحرب أو لدار الإسلام ولم يعد نصرة الإسلام والمسلمين هدفاً يستحق أن يضحى من أجله كثير من المسلمين ولم يعد حفظ الدين والفرار من الفتن سبباً كافياً للهجرة في سبيل الله. و آثار هذا الفهم المنحرف واضحة ولا تحتاج إلى بيان فانتشر المسلمون وكثير منهم من أصحاب العقول والتخصصات المميزة في شتى بقاع الأرض طلب للدنيا و زخرفتها، ضعافاً بلا قوة تجمعهم أو راية تظلهم.
أحكام الهجرة تنقسم إلى أربعة أقسام:
الهجرة الواجبة:
وتكون عندما لا يستطيع المسلم إظهار دينه ولا يستطيع أن يتفادى إكراه المشركين له على تكثير سوادهم.
فتجب عليه الهجرة إن قدر عليها و يأثم إن لم يفعل ذلك.
الهجرة المندوبة:
وهذه من أهم المسائل ويظهر فيها خلاف كبير بين العلماء نظراً لقدرة المسلم على إظهار دينه من ناحية، و إقامته الدائمة في دار الكفر من ناحيةٍ أخرى.
واختار المؤلف:
أنه لا يجوز للمسلم أن يقيم بين المشركين باختياره لدنيا يصيبها أو لحياة سهلة يبتغيها إلا إذا قصد نصرة هذا الدين وترجحت و وضحت وثبتت عنده هذه المصلحة وتيقنت عنده نتائجها وثمارها و أمن على نفسه ودينه وذلك لما في المقام بينهم من جريان أحكام الكفر على المسلم دون اضطرار ولما في ذلك من فتن لا يعلمها إلا الله، حيث أن التفكك الأسري والانهيار الاجتماعي والتحلل الخلقي كلها أمور مقننة تحميها اللوائح والتشريعات والدساتير و يطلبها ويدافع عنها غلب المجتمعات والشعوب الغربية بخلاف المجتمعات المسلمة التي يرفض أغلبها شتى أنواع الفساد، فالإقامة بينهم قد تأثر على المسلم، وحتى إذا أعطوه الأمان وتركوه، فإنه لا يأمن بعد ذلك أن ينقضوا أمانه ويؤذوه.
الهجرة المباحة (ليست واجبة ولا مندوبة)
وتكون لمن يعجز عنها لمرض أو إكره على الإقامة أو ضعف من النساء والولدان وشبههم فهذا لا هجرة عليه.
الهجرة المحرمة:
الحالة الأولى /
إن قدر على الاعتزال والامتناع في دار الحرب (ويمكن التعبير عن ذلك في عصرنا بالحصول على الحكم الذاتي) لأنه بمقامه في تلك الدار تصير دار إسلام و إذا هاجر منها تعود دار حرب، ولما يرجى بمقامه من دخول غيره في الإسلام.
الحالة الثانية /
إذا كانت المصلحة ببقائه راجحة على هجرته.
ومن الأدلة على ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر النجاشي بالهجرة إلى المدينة وبترك دياره رغم أن الحبشة دار كفر ... وما ذلك إلا لأن في إقامته في بلاده كملك بعض المصالح التي تفوق مصلحة الهجرة.
وبناء على ما سبق فإنه يكره وقد لا يجوز هجرة من يجعله الله سبباً لإنقاذ المسلمين من الذوبان في مجتمعات الكفر.
الحالة الثالثة /
هجرة المسلم من ديار الإسلام إذا احتلت من الكفار لأن دار الإسلام تظل حكماً دار إسلام إلى يوم القيامة ولأنه لو حدث وهجرها جميع المسلمين ستصبح دار كفر، ولأنه كما هو معلوم إذا نزل الكفار ببلد من بلاد الإسلام فإنه يتعين الجهاد على كل مستطيع.
ولكن إذا كانت الهجرة إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المسلمين بهدف المقاومة أو هجرة لدول مجاورة ينطلق منها الجهاد والمقاومة كان ذلك واجباً.
انتهى
والحلقة القادمة مع التجنس بجنسية دولة غير إسلامية(109/425)
سؤال عن الغلاء في المهور؟
ـ[الصابرة]ــــــــ[05 - 04 - 09, 10:02 م]ـ
في الحقيقة أصرت الوالدة حفظها الله على مهر غالي نوعا ما.وقد طلب أهل الخاطب التخفيض فرفضت وقد حاولت معها على التنازل لكن تقول ماطلبته ليس كثيرا. ثم وافق اهل الخاطب على المهر.
سؤالي هنا هو أني أفكر في حديث:أعظم النساء بركة أيسرهن مؤنة وإن كان ضعفه الشيخ الألباني رحمه الله وقال:
له إسناد خير من هذا عند أحمد وغيره بلفظ: " إن من يمن المرأة تيسير خطبتها وتيسير صداقها وتيسير رحمها ". أخرجه أحمد (6/ 77 و 91) وابن حبان (1256) والبيهقي من طرق عن أسامة بن زيد عن صفوان بن سليم عن عروة عنها مرفوعا به. قال عروة: " يعني تيسير رحمها للولادة. قال عروة: وأنا أقول من عندي: من أول شؤمها أن يكثر صداقها ". ومن هذا الوجه وبهذه الزيادة أخرجه الحاكم (2/ 181) وقال: " صحيح على شرط مسلم ". ووافقه الذهبي. وهو عندي حسن للخلاف المعروف في أسامة بن زيد وهو الليثي وأما إن كان العدوي - وبه جزم الهيثمي (4/ 255) ولم يتبين لي مسنده - فهو ضعيف. والله أعلم.
"إرواء الغليل "
تقريبا معنى الحديث صحيح حسب مافهمت. وإني أخشى أن تمحق البركة مني. فما رأيكم وتوجيهكم بارك الله فيكم؟
وليتكم توجهون لها هنا نصيحة لأني سأطلب منها قراءتها لكن برجاء جعل النصيحة عامة دون أن تشعر بأني طلبت منكم ذلك فإني سأجعلها تقرأ الردود دون الموضوع الأصل
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[05 - 04 - 09, 11:23 م]ـ
نبارك لأختنا الصابرة الزواج
ونسأل الله أن يوفقها ويرزقها الذرية الصالحة (وأن يجعلهم من أهل الحديث) آمين يارب
كما نسأله تعالى أن يرزق جميع الصابرات الأزواج الصالحين
أما المهر فلعله قد انتهى أمره بالموافقة من الزوج وأهله ولكن لتدارك ما تريدينه يمكن أن تعطيك
الوالدة لأنفاقه على عش الزوجية وبذلك تكون قد ردت إلى الزوج بضاعته و كانت نفقته له(109/426)
هل يجوز للحاكم أو لي الأمر أن يضرب الوجه؟
ـ[عبد الله المصري الأثري]ــــــــ[06 - 04 - 09, 02:18 ص]ـ
السلام عليكم
قرأت في كتب الفقه أن التعزير يكون على ارتكاب جريمة لا حد فيها ولا كفارة، وقرأت أن كيفية التعزير متروكة للحاكم أو الهيئات القضائية وأن التعزير قد يكون بالزجر أو السجن أو الضرب وغير ذلك.
والسؤال هو: هل يجوز للحاكم أو القاضي أن يأمر بعقوبة شخص بضربه على وجهه كأن يضربه بكفة اليد على خديه أم أن هذه العقوبة فيها ظلم للمجرم ومنهي عنها؟
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[06 - 04 - 09, 02:40 ص]ـ
النهي عن ضرب الوجة عام يخرج من العموم إلا بدليل
ـ[أبو عبد الرحمن الشريف]ــــــــ[06 - 04 - 09, 09:19 ص]ـ
[إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه؛ فإن الله خلق آدم على صورته] 862 السلسله الصحيحه
هذا هو الأصل و الذي يستثني الحاكم عليه الدليل و الله أعلم
وأظن أن هذا مراد الأخ م ع بايعقوب باعشن
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[06 - 04 - 09, 02:43 م]ـ
صدقت أخي أبو عبد الرحمن الشريف
وجزاك الله خيرا
ـ[مدارج]ــــــــ[07 - 04 - 09, 08:59 ص]ـ
مواصفات أداة الضرب
1 - أن يكون معتدل الحجم فيكون بين القضيب والعصا
2 - أن يكون معتدل الرطوبة فلا يكون رطباً يشق الجلد لثقله، ولاشديد اليبوسة، فلا يؤلم لخفته
3 - ولا يتعين لذلك نوع بل يجوز بسوط زبعود وخشبة وطرف ثوب بعد فتله حتى يشتد.
عن زيد بن أسلم: أن رجلا أعترف بنفسه بالزنى على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسوط فأتي بسوط مكسور فقال: (فوق ذلك) فأتي بسوط جديد لم تقطع ثمرته فقال: (بين هذين) فأتي بسوط قد لان وركب به فأمر به فجلد. رواه ملك في الموطأ
* طريقة الضرب
قال الشيخ الفقيه شمس الدين الانباني كيفية ضرب الصبي:
1 - أن يكون مفرقا لا مجموعا في محل واحد
2 - أن يكون بين الضربتين زمن يخف به ألم الأول
3 - ألا يرفع الضارب ذراعه لينقل السوط لأعضده حتى يرى بياض إبطه فلا يرفعه لئلا يعظم ألمه
وقد كان عمر يقول للضارب: لا ترفع إبطك. أي لاتضرب بكل قوة يدك
* مكان الضرب
أن لا يضرب الوجه أو الفرج-والرأس عند الحنفية- عن على رضي الله عنه أنه أتي برجل سكران أو في حد فقال: اضرب وأعط كل عضو حقه واتق الوجه والمذاكير.
عن على رضي ا(109/427)
كذبة أفريل
ـ[أمجد فلاح]ــــــــ[06 - 04 - 09, 03:24 ص]ـ
قال الشيخ: العثيمين رحمه الله
الكذب لا يجوز مازحاً ولا جاداً لأنه من الأخلاق الذميمة التي لا يتصف بها إلا أهل النفاق ومن المؤسف أننا نسمع كثيراً من بعض الناس أنهم يقسمون الكذب إلى قسمين كذبٍ أبيض وكذبٍ أسود فإذا ترتب على الكذب ضررٌ بأكل مالٍ أو اعتداءٍ أو ما أشبه ذلك فهو عندهم كذبٌ أسود وإذا لم يتضمن ذلك فهو عندهم كذبٌ أبيض وهذا تقسيمٌ باطل فالكذب كله أسود ولكن يزداد سواداً كلما ترتب عليه ضرراً أعظم وبهذه المناسبة أحذر أخواني المسلمين مما يصنعه بعض السفهاء من كذبة إبريل وأظن أنه قريبٌ هذه الكذبة التي تلقوها عن اليهود والنصارى والمجوس وأصحاب الكفر ثم إن هي مع كونها كذبٌ والكذب محرم شرعاً وكونها تشبهاً بغير المسلمين والتشبه بغير المسلمين محرم وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم من تشبه بقومٍ فهو منهم قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إسناده جيد وأقل أحواله التحريم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم هي مع تضمنها لهذين المحظورين هي أيضاً إذلالٌ للمسلم أمام عدوه لأن من المعلوم بطبيعة البشر أن المقلد يفخر على من قلده ويرى أنه أقدم منه يرى أنه أقدم منه ولذلك ضعف مقلده حتى قلده فهي فيها إذلالٌ للمؤمن بكونه ذليلاً وتبعاً للكفار المحظور الرابع أن غالبها أي غالب هذه الكذبة الخبيثة تتضمن أكلاً للمال بالباطل أو ترويعاً للمسلم فإنه ربما يكذب فيكلم أهل البيت ويقول إن فلاناً يقول ترى عندنا جماعة اليوم فيطبخوا غداءً كثيراً ولحماً وما أشبه ذلك أو ربما يخبرهم بأمرٍ يروعهم كأن يقول قيمكم دعسته سيارة وما أشبه ذلك من الأمور التي لا تجوز بدون أن تكون بهذه الحال فعلى المسلم أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يكون عزيزاً بدينه فخوراً به معجباً به لأجل أن يهابه أعداء المسلمين ويحترموه وأنا ضامن لكل من اعتز بدين الله أن يكون عزيزاً أمام الناس ولكل من ذل أمام أعدائه أن يكون أذل وأذل عند الله وعند أعدائه فلا تظن أيها المسلم أن متابعتك للكفار وأخذك أخلاقهم لا تظن أن ذلك يعزك في نفوسهم بل إنه يذلك غاية الذل وأنت تعلم ذلك أنت الآن لو أن أحداً اقتدى بك في أفعالك لرأيت لنفسك فخراً عليه ورأيت أنه ذل أمامك حيث كان مقلداً لك وهذا أمرٌ معلوم معروف بطبيعة البشر وكلما رأى أعداؤنا أننا أقوياء وأعزاء بديننا وأننا لا نبالي بهم ولا نعاملهم إلا بما يقتضيه شريعة الله التي هي شريعة كل العالم بعد بعثة الرسول عليه الصلاة والسلام (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً) وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهوديٌ ولا نصرانيٌ ثم لا يؤمن بما جئت به إلا كان من أهل النار) فإذا كان هذا في أهل الكتاب وهم أهل كتاب فما بالك بغيرهم من الكفار كل من سمع بمحمدٍ صلى الله عليه وسلم ولم يتبعه فإنه من أهل النار فإذا كان كذلك فما بالنا نحن المسلمين نذل أنفسنا ونتبع غيرنا وكلنا يعلم ما جرى في محاورة هرقل عظيم الروم مع أبي سفيان وهو كافر حينما تحرز أبو سفيان أن يكذب في حق النبي صلى الله عليه وسلم خوفاً من أن تؤخذ عليه هذه الكذبة مع أنه يود أن يكذب في ضد صالح الرسول صلى الله عليه وسلم فإذا كان هذا كافراً فما بالك أيها المؤمن تكذب والله الموفق.(109/428)
الرجل عندما يمر بحادث سيارة هل يتقدم لينقذ المصابين في الحادث وإذا كان من بينهم نساء
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[06 - 04 - 09, 02:30 م]ـ
السؤال: هذه رسالة من السائل ص ع من القصيم البكيرية يقول الرجل عندما يمر بحادث سيارة هل يتقدم لينقذ المصابين في الحادث وإذا كان من بينهم نساء هل يجوز حمل هؤلاء النساء في سيارته مع عدم وجود محرم لهن أن ماذا يفعل فربما لو تركهن لتضاعف الألم وربما تحدث نتائج غير طيبة.
الجواب
الشيخ: نقول إنه يجب على المرء المسلم إذا رأى أخاه المسلم في أمرٍ يخشى منه الهلاك يجب عليه أن يسعى لإنقاذه بكل وسيلة حتى إنه لو كان صائماً صيام الفرض في رمضان وحصل شيء يخشى منه الهلاك على أخيه المسلم واضطر إلى أن يفطر لإنقاذه فإنه يفطر لإنقاذه وعلى هذا فإذا مررت بحادث سيارة ورأيت الناس في حال يخشى عليهم من التلف أو من تضاعف الضرر فإنه يجب عليك إنقاذهم بقدر ما تستطيع وفي هذه الحال لا بأس أن تحمل النساء وإن لم يكن معهن محارم لأن هذه ضرورة.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 08:15 م]ـ
أخرج البخاري في صحيحه عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
أقبلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من خيبر وإني لرديف أبي طلحة وهو يسير وبعض نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم رديف رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذ عثرت الناقة فقلت المرأة. فنزلت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنها أمكم. فشددت الرحل وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دنا أو رأى المدينة قال: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون.
وفي رواية أخرى أخرجها البخاري عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه أقبل هو وأبو طلحة مع النبي صلى الله عليه وسلم ومع النبي صلى الله عليه وسلم صفية مردفها على راحلته فلما كانوا ببعض الطريق عثرت الناقة فصرع النبي صلى الله عليه وسلم والمرأة وإن أبا طلحة قال أحسب قال اقتحم عن بعيره فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله جعلني الله فداءك هل أصابك من شيء. قال: لا ولكن عليك بالمرأة. فألقى أبو طلحة ثوبه على وجهه فقصد قصدها فألقى ثوبه عليها فقامت المرأة فشد لهما على راحلتهما فركبا فساروا حتى إذا كانوا بظهر المدينة أو قال أشرفوا على المدينة قال النبي صلى الله عليه وسلم: آيبون تائبون عابدون لربنا حامدون. فلم يزل يقولها حتى دخل المدينة.
قال ابن حجر في فتح الباري تعقيبا على الرواية الأولى:
وفي الحديث أنه لا بأس للرجل أن يتدارك المرأة الأجنبية إذا سقطت أو كادت تسقط فيعينها على التخلص مما يخشى عليها.(109/429)
[الزواج لا يعوق عن طلب العلم] لشيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[06 - 04 - 09, 04:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
[الزواج لا يعوق عن طلب العلم]
لشيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله تعالى -
السؤال: فضيلة الشيخ: هناك طالب علم شرعي يريد أن يتزوج ولكنه يخشى إن تزوج أن يتعطل وينشغل عن طلب العلم، فما نصيحتكم له؟ وماذا تشيرون عليه إذا أراد ترك الدراسة للجهاد؟
الجواب: الزواج لا يعوق عن طلب العلم، بل ربما يعين على طلب العلم؛ قد يوفق الإنسان لامرأة تقرأ وتكتب وتساعده، فإن لم تكن فأقل ما يكون أن يذهب عنه الوساوس والتفكير في الزواج، فالزواج يعين على طلب العلم؛ وإذا كان أبوه يريد أن يزوجه فلا يرفض، فخير البر عاجله، ولعل الله يهديه. أما ترك الدراسة للجهاد فالذي أشير عليه به أن يبقى في الدراسة إذا كان عنده استعداد للعلم؛ لأن الناس يختلفون؛ لو جاءنا رجل قوي شجاع لكنه في طلب العلم ليس ذلك الرجل فهنا نقول: الأفضل له الجهاد، ولو جاءنا إنسان دون ذلك في القوة وفي الشجاعة لكنه وعاء علم نقول: الأفضل طلب العلم، فإن تساوى الأمران فطلب العلم أفضل.
يتبع إن شاء الله تعالى ..
ـ[أبو الوليد الهاشمي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 08:14 م]ـ
الشيخ حماد الأنصاري قال رحمة الله عليه: لا انصح طالب العلم بالزواج، ذكره عنه في المجموع.
أما شيخنا العباد فقد قال ما تلذذنا بالعلم إلا بعد الزواج، أو كما قال رضي الله عنه.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[19 - 04 - 09, 10:26 م]ـ
الأخ الكريم"أبا الوليد الهاشمي" بارك الله فيك ..
و الشيح حماد الأنصاري - رحمة الله عليه - قال فيما أذكر لما يرى فتور طلبة العلم المتزوجين يقول: (ضاع العلم بين أفخاض النساء).اهـ. والله أعلم.
وممن حض على الزواج لطالب العلم و أنه يساعده في طلب العلوم الشرعية إذا أخلص النية، شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين - رحمة الله عليه - كما سبق ذكر بل عارض قول بعض السلف كما في تعليقه على مقدمة المجموع للحافظ النووي - رحمه الله تعالى - وينظر كلامه أيضا كما في جواب لسؤال في شرحه على بلوغ المرام أفادنيه أحد الإخوة بارك الله في لجميع. والله الموفق.
ـ[طارق أبوالعزم]ــــــــ[19 - 04 - 09, 11:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وماذا عن الذي لا يملك الباءة حتى يتزوج, هل الأولى له تخصيص جزء من وقته للتجهيز حتى يكون قادرًا على الزواج المبكر؟ أم له أن يصرف نظر لفترة من الزمن عن ذلك ويفرغ الهم لطلب العلم ويبذل المال والجهد فيه حتى إذا يسر الله له الزواج تزوج؟
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - 04 - 09, 12:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وماذا عن الذي لا يملك الباءة حتى يتزوج, هل الأولى له تخصيص جزء من وقته للتجهيز حتى يكون قادرًا على الزواج المبكر؟ أم له أن يصرف نظر لفترة من الزمن عن ذلك ويفرغ الهم لطلب العلم ويبذل المال والجهد فيه حتى إذا يسر الله له الزواج تزوج؟
الأخ الكريم/ طارق أبو العزم: و جزاكم الله بمثله ..
أما من لا يملك الباءة فالحديث صريح صحيح في قوله: (فعليه بالصوم)، وقد أفادني أحد الإخوة أنه سمع سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن بعد الله بن باز - رحمه الله تعالى - يقول من خشي على نفسه الزنى له أن يستدين، و استدل بحديث؟: (ثلاث على الله عونهم .. )، والله أعلم.
ـ[طارق أبوالعزم]ــــــــ[20 - 04 - 09, 12:23 ص]ـ
صحح كتابتك لإسم الشيخ إن كنت متواجدًا أخي.
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 12:41 ص]ـ
لعل الواقع يختلف من بلد إلى بلد و من شخص إلى شخص
فمنهم من يتزوج فتضعف همته في طلب العلم, و منهم عكس ذلك, كما أن الواقع الذي يعيش فيه الشخص له دور كبير في ذلك.
و الله تعالى أعلم.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - 04 - 09, 12:46 ص]ـ
الأخ الكريم/ طارق أبو العزم: و جزاكم الله بمثله ..
أما من لا يملك الباءة فالحديث صريح صحيح في قوله: (فعليه بالصوم)، وقد أفادني أحد الإخوة أنه سمع سماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله تعالى - يقول من خشي على نفسه الزنى له أن يستدين، و استدل بحديث؟: (ثلاث على الله عونهم .. )، والله أعلم.
تعديل: يرجى من المشرف الكريم تعديل اسم الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى، بوركتم.
ـ[طارق أبوالعزم]ــــــــ[20 - 04 - 09, 01:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي لكن دعني أوضح قصدي:
تعلم أن الزواج في أغلب البلاد العربية مكلف, دعني أتحدث عن مصر -واعذر استخدامي لبعض العامية- لو الشقة متوفرة يتبقى للأخ تجهيز الأثاث والمهر والشبكة ووو يعني لو قلنا بالمقاسمة كما هو العرف فالمبلغ يتراوح -حسب الحالة الاجتماعية- بين 30 الف جنيه و70 الف ولو الشقة غير متوفرة يبقى نذكر الأخ بحكم الانتحار زجرًا له عنه -ابتسامه- ويُراعى أن كلامي عن الطبقة المتوسطة -وهي التي لا تملك الكثير من المال لكنها تتمسك بمستوى إجتماعي معين حتى لو ضحت في سبيله-:
الأخ لا يملك المبلغ وتجميعه يحتاج منه لجهد وعمل وادخار معظم دخله مع ضيق وقته لإنصراف أغلبه في طلب الرزق -وهذا التجهيز قد يصل لسنين وليس شهور.
فهل يفعل الأخ ذلك ويتزوج مع تخصيص وقت وجهد أقل للطلب, أم يتفرع للعلم ويصرف نظره عن التجهيز للزواج ويزهد نفسه فيه إلى أن يوسع الله عليه في الرزق ويبارك له في الجهد والوقت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/430)
ـ[عماد الجيزى]ــــــــ[20 - 04 - 09, 01:34 ص]ـ
هداك اللهُ .. لاتيأس .. !
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - 04 - 09, 01:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي لكن دعني أوضح قصدي:
تعلم أن الزواج في أغلب البلاد العربية مكلف, دعني أتحدث عن مصر -واعذر استخدامي لبعض العامية- لو الشقة متوفرة يتبقى للأخ تجهيز الأثاث والمهر والشبكة ووو يعني لو قلنا بالمقاسمة كما هو العرف فالمبلغ يتراوح -حسب الحالة الاجتماعية- بين 30 الف جنيه و70 الف ولو الشقة غير متوفرة يبقى نذكر الأخ بحكم الانتحار زجرًا له عنه -ابتسامه- ويُراعى أن كلامي عن الطبقة المتوسطة -وهي التي لا تملك الكثير من المال لكنها تتمسك بمستوى إجتماعي معين حتى لو ضحت في سبيله-:
الأخ لا يملك المبلغ وتجميعه يحتاج منه لجهد وعمل وادخار معظم دخله مع ضيق وقته لإنصراف أغلبه في طلب الرزق -وهذا التجهيز قد يصل لسنين وليس شهور.
فهل يفعل الأخ ذلك ويتزوج مع تخصيص وقت وجهد أقل للطلب, أم يتفرع للعلم ويصرف نظره عن التجهيز للزواج ويزهد نفسه فيه إلى أن يوسع الله عليه في الرزق ويبارك له في الجهد والوقت.
أخي الكريم:
1 - أخلص النية في طلب العلم، وحقق العبودية لله تعالى و ادعوا للتوحيد و سيفتح الله لك أبواب و ييسر لك الأمر في الزواج من حيث لا تحتسب.
2 - ماذا لو استدان الأخ وتزوج وهو يطلب العلم الشرعي، ثم يعمل بما قدر له ويسدد دينه؟
3 - تأكد أن وقت الطلب مع الزواج سيقل لكن فيه بركة إن شاء الله تعالى، وقد يزيد حفظك و تركيزك على ما كان عليه أيام العزوبية أعاذنا الله منها.
والله أعلم.
ـ[طارق أبوالعزم]ــــــــ[20 - 04 - 09, 01:39 ص]ـ
هداك اللهُ .. لاتيأس .. !
امين واياك, جزاك الله خيرًا على النصيحة أخي الكريم.
ملحوظة: انا لا اتحدث عن نفسي فأنا خاطب ولله الحمد لكن الموضوع يشغل بالي.
ـ[طارق أبوالعزم]ــــــــ[20 - 04 - 09, 01:42 ص]ـ
أخي الكريم:
1 - أخلص النية في طلب العلم، وحقق العبودية لله تعالى و ادعوا للتوحيد و سيفتح الله لك أبواب و ييسر لك الأمر في الزواج من حيث لا تحتسب.
2 - ماذا لو استدان الأخ وتزوج وهو يطلب العلم الشرعي، ثم يعمل بما قدر له ويسدد دينه؟
3 - تأكد أن وقت الطلب مع الزواج سيقل لكن فيه بركة إن شاء الله تعالى، وقد يزيد حفظك و تركيزك على ما كان عليه أيام العزوبية أعاذنا الله منها.
والله أعلم.
بارك الله فيك.
كلامك رائع أخي, لكن الرأي الاخر هل هو جائز بلا كراهه أم هو خلاف الأولى أم مخالف للسّنة؟
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[20 - 04 - 09, 02:07 ص]ـ
بارك الله فيك.
كلامك رائع أخي, لكن الرأي الاخر هل هو جائز بلا كراهه أم هو خلاف الأولى أم مخالف للسّنة؟
أخي الفاضل/ في الحديث: (ثلاث حق على الله عونهم: الناكح يريد العفاف، والمستدين يريد القضاء، والمجاهد في سبيل الله) أذكره من حفظي، فالمعذرة إن كان هناك خطأ في لفظه. والمهم هو المعنى: فغالب الظن أن القول الآخر له وجه من الصواب ما دام مبني على دليل من سنة النبي - صلى الله عليه و سلم -، فأنت ستستدين للتحصن والله سيقضي دينك، و تريد النكاح للتحصن، و طلب العلم الشرعي أدخله بعض العلماء في الجهاد بل هو جهاد، ففي كلت الحالات مع صدق النية سيعينك الله تعالى، والله الله في الإخلاص و الصدق مع الله تعالى، والإعتناء بالتوحيد والدعوة إليه، والله ييسر لك الأمور و يرزقك زوجة صالحة تعينك على طلب العلم، اللهم آمين.
ـ[طارق أبوالعزم]ــــــــ[17 - 11 - 09, 05:28 م]ـ
جزاك الله خيرا, للرفع
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[21 - 11 - 09, 11:18 م]ـ
وإياكم أخي الكريم ...
و لابأس من نقل هذه الفوائد من كلام الشيخ العلامة عبد الكريم الخضير - نفع الله به-:
1/ شريط: (العبادة في زمن الفتن):
سائلٌ يقول: هل يقدم الزواج على طلب العلم؟
الجواب: الزواج لا شك أنه سنة المصطفى -عليه الصلاة والسلام- ولا تعارض بينه وبين طلب العلم، بل هو خير معين وميسر لطلب العلم، لا سيما إذا كانت الزوجة لها رغبة في العلم، وفيها تدين ذات دين، فلا شك أنها تعينه وتيسير له أسبابه أسباب طلب العلم، ولو لم يكن في ذلك إلا الراحة النفسية، الشاب قبل الزواج لا شك أنه مشتت، وأحياناً يريد أن يحفظ ثم بعد ذلك لا يستطيع؛ لأنه مشتت، قلبه هنا وهناك، لا سيما إذا كانت رغبته في الزواج شديدة، مثل هذا لا يستطيع أن يطلب العلم إلا إذا تزوج، نعم الزواج له ضريبة، وفيه أيضاً شيئ مما يعوق، لا يعني أنه معين من كل وجه، نعم، الزوجة لها مطالب ولها حقوق ولها واجبات ولها أيضاً متطلباتها التي أحياناً لا تكون بيد الزوج، فيحتاج إلى أن ينشغل بها، وعلى كل حال الانشغال بالزوجة وهي سنة من سنن المرسلين، وهي سنة النبي -عليه الصلاة والسلام- ومن رغب عنها فليس منه -عليه الصلاة والسلام- مثل هذا خير ما يعين على طلب العلم وتحصيله، ولا إشكال إن شاء الله تعالى في أن يتزوج الإنسان، وهذا مجرب، مجرب، يعني إنسان إذا هيئت له جميع الأسباب، نظفت ثيابه وجهز طعامه وحتى كتبه رتبت، يعني هذا خير معين لطالب العلم، فالزواج لا شك أنه خير من العزوبة. اهـ
2/ شرح سنن الترمذي:
سؤال: هل من الممكن أن يجتمع لطالب العلم الزواج مع النبوغ والإمامة في العلم؟
الجواب: الزواج مما يسر طلب العلم ويعين عليه. اهـ
والله الموفق.(109/431)
ومضات ... (2) إن هذا من صِدْقٍ = قليل ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[06 - 04 - 09, 09:44 م]ـ
ومضات ... (2) إنَّ هذا من صِدْقٍ = قليل ..
حدث يونس بن حبيب قال: ((دخلت على أبي عمرو الشيباني، وبين يديه قمطر فيه أشياء من الكتب يسيرة، فقلت له أيها الشيخ: هذا علمك؟ فتبسم إلي وقال: إنه من صِدْقٍ = كثير)).
لله درك يا أبا عمر فما أكثر الكتب والمرويات والحكايات والأقوال وما أقل الصدق الصريح ..
فكتب أبي عمرو التي تستقلها يا يونس= يُنبيك أبو عمرو أن هذا القليل في عينيك لهو والله كثير كثير: إن كان صدقاً ..
وأين هو ذياك الصدق (؟؟)
فالصدق فيما بين أيدي الناس قليل ولا يبلغ الصدق أن يكون كل هذا الذي تراه يا يونس ..
وكأنك يا أبا عمرو ترمي إلى ما روي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه: ((العلم نقطة كَثَرَها الجاهلون)).
إي والله لقد صدقتم ..
والنور الأول والصدق الذي جاء به النبي صلى الله عليه وسلم وكان عليه أصحابه ونجهدُ ويجهد كل عامل في طلبه = لم يضعف أو يتناقص ليكون ضعفه أو تناقصه هو سبب جهدنا اليوم ..
وإنما نجهد ونشقى؛ أن ترادفت من حوله الظُلم وأفراد الكذب فهي تحوطه من كل جانب وتُكاثره في قلوب العباد .. تُجلب بخيلها ورجلها عليه وتزيد في الركام المتطاول حتى تُنَقِبَ عن هذا الصدق القليل والنور الأول وسط ركام ما يكتبه الناس = فإذا هو قليل مبارك وإذا ما عداه من تكثير الجاهلين وتهويش المضلين ولا حول ولا قوة إلا بالله رب العالمين ..
فاللهم إنا نسألك الهداية لهذا النور الأول ونسألك التوفيق لهذا الصدق القليل،ونعوذ بك من الفرح بالكذب والاشتغال بالباطل،ونعوذ بك من باطل يستخفي وكذب يتوارى، ونعوذ بك أن نكون ممن ألهاهم التكاثر .. وشغلتهم عن الصدق المفاخر ..
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[06 - 04 - 09, 09:47 م]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - 04 - 09, 01:02 م]ـ
وفيك بارك الله ...
ـ[وضاح اليمن]ــــــــ[07 - 04 - 09, 01:55 م]ـ
بارك الله في عقلك وعلمك وقلمك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[07 - 04 - 09, 09:02 م]ـ
رفع الله قدرك وجزاك الله خيراً ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 04 - 09, 01:18 م]ـ
للفائدة(109/432)
اغتيال الحياء
ـ[أبو معاذ الأسمري]ــــــــ[06 - 04 - 09, 10:27 م]ـ
(اغتيال الحياء)
طبيعة الحياة التي بِتْنَا ندُوك فيها، جعلتنا محاصرين بكل ما له علاقة بالتبذل، والتفسخ، وفقر العفة، لا بد - وهذا هو منطق العقل - أن تُفرز مقاومه ذاتيه بين ذلك القادم (الصائل) الغريب، وبين قيمة الحياء النبيلة، فإذا بالناس إثر تداعيات تلك المطاولات والمنافحات، على ثلاثة أضرب:
الضرب الأول: لَفَظ ذلك التَّبَذُّلَ، والتفسخ، والقِحَة، فاستقام على صراطه، وأقام من تحت يده من النساء والذرية، فهم ينظرون إليه دومًا بعين السائل المسترشد، وهو يحاورهم بدوره بلسان الناصح الموجه.
الضرب الثاني: ما زال في أتُّون المطارحة (المعركة)، يتقدم حينًا، ويتأخر حينًا، وأحيانًا كثيرة يودُّ لو وصل إلى مرحلة توافقية بين النقيضين، فلن نتحدث عن هذا حتى يفرغ من مكابدته، إما غانمًا، وإما خاسرًا كاسفًا.
الضرب الثالث: هو مَن عليه مدار حديثنا، ذات يوم نزغته جاهليته، فاشتمل بردته، وحمل على عاتقه بقايا حيائه، ونفذ على رسله، حتى أَطَلَّ على وادٍ سحيق، وهناك رمى بالحمل الذي أثقله، اشتعل طربًا وهو يرى من نفسه خفة لم يعهدها من قبل، سينطلق كما يريد مفكوك القيد، منحلَّ الضوابط، عانى كثيرًا من قيد الحياء، كلما رغبت نفسه الضئيلة في إطلاق العبارات المستقبَحة في المجالس واللقاءات، خنقوه بحبل الحياء، كان هذا زمن الصبا والنزق والطيش.
وعندما اشتعل رأسه شيبًا - ودونما قصد منه - كان يمارس دور الضد مع زوجته وبناته الجامعيات، يقول لهن على استحياء، وبنبرة مكتومة: "هذا عيب، نحن نستحيي من الناس".
حتى التفَّتْ حزمة من الدواعي الخبيثة في رأسه القابلِ لكل شيء، فقرر عن اقتدار وصلافة أن زمن الحياء ولَّى واندثر من حياته الستينية، ولا يريد لبناته وأحفاده أن يصطدموا بذلك الهاجس الذي عكر عليه كل أهوائه.
ذات مساء، أبصره الجميع خارجًا من مسكنه بوجه المحارب هذه المرة، سينتصر لنفسه كما زعم، كان داخلاً لذلك السوق (المرتع)، ومحارمُه مِن خلفه يقفون أثره في حالة من التبرج، والسفور، والروائح النسائية التي تستدعي مكامن الشباب، لم يترك سوقًا إلا وولغ فيه، وكأنه في حملة انتخابية يرفع لها الرايات: "ساهموا معنا في سفك الحياء"!
الرجل الستيني أجهده السير، فانعطف إلى زاوية قصية؛ ليأخذ قسطًا من الراحة وحده، بينما واصلت النسوة المسيرة، وعيناه تلمعان، وشعوره بالزهو لا ينقطع، وهو يشاهدهن يخالطن الرجال، ويتضاحكن معهم، لم يجانب الصوابُ عمرَ الفاروق عندما قال: "من ذهب حياؤه، مات قلبه"، مات قلب صاحبنا، وأجدبت منه نبضات الحياء.
نحن لن نطلب من هذا وأضرابه حياءً كحياء عائشة - رضي الله عنها - وهي تستحيي من خلع ملابسها بعد أن دُفن الفاروق عمر في حجرتها، فهذا هو الحياء من الأموات، ونحن لا نطلب إلا الحياء من الأحياء.
ثانيًا: لن نطلب من هذا وأضرابه حياء الأموات، كما ذكر ابن خلكان في "وفيَاته"، أن نساء الخوارج لم يمنعهن من مشاركة رجالهن في قتال العدو إلا الحياء، قالت إحداهن: "أخشى أنهم بعد قتلي يصلبونني، وتبدو عورتي للناس"، فهذا هو حياء الأموات، ونحن نريد حياء الأحياء.
الحياء درجات، وإدراك الغاية منه لا يتأتى لكافة الناس، نحن نطلب فقط أصل الحياء، الذي يحفظ حياتنا من أن تغشاها الرذائل، وإلا لما امتاز عثمان - رضي الله عنه - عمَّن سواه في هذه الفضيلة.
ماجد الأسمري
ـ[الدر المصون]ــــــــ[06 - 04 - 09, 10:58 م]ـ
الذنوب تُذْهب الحياء
إن الذنوب تُضْعِف الحياء من العبد، حتى ربما انسلخ منه بالكلية، حتى ربما انه لا يتأثر بعلم الناس بسوء حاله ولا باطلاعهم عليه، بل كثير منهم يخبر عن حاله وقبح ما يفعله، والحامل على ذلك انسلاخه من الحياء، وإذا وصل العبد إلى هذه الحالة؛ لم يبق في صلاحه مطمع.
وإذا رأى إبليس طلعة وجهه حيا وقال: فديت من لا يفلح
والحياء مشتق من الحياة والغيث يسمى حَيَا بالقصر؛ لأن به حياة الأرض والنبات والدواب، وكذلك سميت بالحياء حياة الدنيا والآخرة، فمن لا حياء فيه ميت في الدنيا شقي في الآخرة.
وبين الذنوب وبين قلة الحياء وعدم الغيرة تلازم من الطرفين وكل منهما يستدعي الآخر ويطلبه حثيثًا، ومن استحيى من الله عند معصيته؛ استحى الله من عقوبته يوم يلقاه، ومن لم يستح من من معصيته؛ لم يستح الله من عقوبته.
المرجع: الداء والدواء
للإمام: ابن القيم -رحمه الله-
ـ[أبو عبد الرحمن فتوح]ــــــــ[07 - 04 - 09, 12:36 م]ـ
جزاكما الله خيراً
فالحياء شعبة من شعب الإيمان
اللهم ارزقنا حياءاً وإيماناً
ـ[أبو معاذ الأسمري]ــــــــ[08 - 04 - 09, 10:38 ص]ـ
الدر المصون
وأبا عبد الرحمن
جزاكما الله خيراً(109/433)
تعيين قراءة سورة الفاتحة بعدد ..
ـ[القرشية]ــــــــ[07 - 04 - 09, 01:00 ص]ـ
هل ورد في السنة تعيين عدد لقراءة سورة الفاتحة؟
أفيدونا مأجورين مشكورين. .
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[07 - 04 - 09, 09:26 ص]ـ
في أي مسألة أردتِ
هل في القراءة على المريض فقد ورد
أم في غيرها؟
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[08 - 04 - 09, 12:54 ص]ـ
في أي مسألة أردتِ
هل في القراءة على المريض فقد ورد
أم في غيرها؟
بارك الله فيك أبو العز ...
ولكن ما هو الدليل ...
ـ[القرشية]ــــــــ[08 - 04 - 09, 01:24 ص]ـ
نريد تحرير المسألة تامة تامة نفع الله بك ..
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 09, 02:19 ص]ـ
تلاوة القرآن ليس لها حد معين، فيشرع قراءة القرآن على العموم سواء كان ذلك بتكرار سورة من القرآن أو بآيات معينة أو بغير ذلك.
ـ[أبو السها]ــــــــ[08 - 04 - 09, 02:57 ص]ـ
حدثنا هناد حدثنا أبو معاوية عن الأعمش عن جعفر بن إياس عن أبي نضرة عن أبي سعيد الخدري قال: (بعثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم في سرية فنزلنا بقوم فسألناهم القرى فلم يقرونا فلدغ سيدهم فأتونا فقالوا هل فيكم من يرقي من العقرب قلت نعم أنا ولكن لا أرقيه حتى تعطونا غنما قال فأنا أعطيكم ثلاثين شاة فقلنا فقرأت عليه الحمد لله سبع مرات فبرأ وقبضنا الغنم قال فعرض في أنفسنا منها شيء فقلنا لا تعجلوا حتى تأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال فلما قدمنا عليه ذكرت له الذي صنعت قال وما علمت أنها رقية اقبضوا الغنم واضربوا لي معكم بسهم قال أبو عيسى هذا حديث حسن وأبو نضرة اسمه المنذر بن مالك بن قطعة ورخص الشافعي للمعلم أن يأخذ على تعليم القرآن أجرا ويرى له أن يشترط على ذلك واحتج بهذا الحديث وجعفر بن إياس هو جعفر بن أبي وحشية وهو أبو بشر وروى شعبة وأبو عوانة وهشام وغير واحد عن أبي بشر هذا الحديث عن أبي المتوكل عن أبي سعيد عن النبي صلى الله عليه وسلم).
قال الترمذي: حديث حسن
وصححه الشيخ الألباني في صحيح الترمذي:4/ 398
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 11:50 ص]ـ
بارك الله فيك أبو العز ...
ولكن ما هو الدليل ...
وفيك بارك الله
قال الإمام أحمد (10648)
حَدَّثَنَا أَبُو مُعَاوِيَةَ حَدَّثَنَا الْأَعْمَشُ عَنْ جَعْفَرِ بْنِ إِيَاسٍ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ
بَعَثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي سَرِيَّةٍ ثَلَاثِينَ رَاكِبًا قَالَ فَنَزَلْنَا بِقَوْمٍ مِنْ الْعَرَبِ قَالَ فَسَأَلْنَاهُمْ أَنْ يُضَيِّفُونَا فَأَبَوْا قَالَ فَلُدِغَ سَيِّدُهُمْ قَالَ فَأَتَوْنَا فَقَالُوا فِيكُمْ أَحَدٌ يَرْقِي مِنْ الْعَقْرَبِ قَالَ فَقُلْتُ نَعَمْ أَنَا وَلَكِنْ لَا أَفْعَلُ حَتَّى تُعْطُونَا شَيْئًا قَالُوا فَإِنَّا نُعْطِيكُمْ ثَلَاثِينَ شَاةً قَالَ فَقَرَأْتُ عَلَيْهَا الْحَمْدُ لِلَّهِ سَبْعَ مَرَّاتٍ قَالَ فَبَرَأَ قَالَ فَلَمَّا قَبَضْنَا الْغَنَمَ قَالَ عَرَضَ فِي أَنْفُسِنَا مِنْهَا قَالَ فَكَفَفْنَا حَتَّى أَتَيْنَا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ فَذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ قَالَ فَقَالَ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّهَا رُقْيَةٌ اقْسِمُوهَا وَاضْرِبُوا لِي مَعَكُمْ بِسَهْمٍ
ورواه الترمذي (1989) وابن ماجة (2147) وابن أبي شيبة (5 - 446) وغيرهم من طريق أبي معاوية به
قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ وَأَبُو نَضْرَةَ اسْمُهُ الْمُنْذِرُ بْنُ مَالِكِ بْنِ قُطَعَةَ
وروى الحديثَ شعبة وأبو عوانة وهشيم عن جعفر عن أبي المتوكل عن أبي سعيد في الصحيحين وغيرهما
قال الحافظ في الفتح
، فَأَمَّا التِّرْمِذِيّ فَقَالَ: طَرِيق شُعْبَة أَصَحّ مِنْ طَرِيق الْأَعْمَش، وَقَالَ اِبْن مَاجَهْ إِنَّهَا الصَّوَاب، وَرَجَّحَهَا الدَّارَقُطْنِيُّ فِي " الْعِلَل " وَلَمْ يُرَجِّح فِي " السُّنَن " شَيْئًا وَكَذَا النَّسَائِيُّ، وَالَّذِي يَتَرَجَّح فِي نَقْدِي أَنَّ الطَّرِيقَيْنِ مَحْفُوظَانِ لِاشْتِمَالِ طَرِيق الْأَعْمَش عَلَى زِيَادَات فِي الْمَتْن لَيْسَتْ فِي رِوَايَة شُعْبَة وَمَنْ تَابَعَهُ، فَكَأَنَّهُ كَانَ عِنْد أَبِي بِشْر عَنْ شَيْخَيْنِ فَحَدَّثَ بِهِ تَارَة عَنْ هَذَا وَتَارَة عَنْ هَذَا وَلَمْ يُصِبْ اِبْن الْعَرَبِيّ فِي دَعْوَاهُ أَنَّ هَذَا الْحَدِيث مُضْطَرِب فَقَدْ رَوَاهُ عَنْ أَبِي سَعِيد أَيْضًا مَعْبَد بْن سِيرِينَ كَمَا سَيَأْتِي فِي فَضَائِل الْقُرْآن، وَسُلَيْمَان بْن قَتَّة وَهُوَ بِفَتْحِ الْقَاف وَتَشْدِيد الْمُثَنَّاة كَمَا أَخْرَجَهُ أَحْمَد والدَّارَقُطْنِيُّ، وَسَأَذْكُرُ مَا فِي رِوَايتهم من الفوائد
وقال أيضا
قَوْله: (وَيَقْرَأ الْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ)
فِي رِوَايَة شُعْبَة " فَجَعَلَ يَقْرَأ عَلَيْهَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَاب " وَكَذَا فِي حَدِيث جَابِر، وَفِي رِوَايَة الْأَعْمَش " فَقَرَأْت عَلَيْهِ الْحَمْد لِلَّهِ " وَيُسْتَفَاد مِنْهُ تَسْمِيَة الْفَاتِحَة الْحَمْد وَالْحَمْد لِلَّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ، وَلَمْ يَذْكُر فِي هَذِهِ الطَّرِيق عَدَد مَا قَرَأَ الْفَاتِحَة، لَكِنَّهُ بَيَّنَهُ فِي رِوَايَة الْأَعْمَش وَأَنَّهُ سَبْع مَرَّات، وَوَقَعَ فِي حَدِيث جَابِر ثَلَاث مَرَّات، وَالْحُكْم لِلزَّائِدِ.
انتهى
فيستفاد من ذلك مشروعية قراءة الفاتحة سبع مرات على المريض
ومما يقوِّيها ورود التسبيع في عددٍ من أذكار الرُّقية كما في حديث عثمان بن أبي العاص وغيره
والله أعلم وأحكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/434)
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[08 - 04 - 09, 04:11 م]ـ
أحسنت أبا العز ...
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[08 - 04 - 09, 07:30 م]ـ
التحديد بعدد معين يدخل في إحداث في دين الله ما ليس منه ما لم يوجد نص
ينظر الرابط التالي (مشاركة رقم 22)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=168692
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 02:59 م]ـ
عفوا مكرر
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 03:01 م]ـ
التحديد بعدد معين يدخل في إحداث في دين الله ما ليس منه ما لم يوجد نص
ينظر الرابط التالي (مشاركة رقم 22)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=168692
هل ذكرنا شيئاً محدداً بلا دليل أم ماذا تقصد؟(109/435)
ما الدليل على أنّ عدّة الأمَة حيضتان؟
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[07 - 04 - 09, 10:18 ص]ـ
سؤال لو سمحتم
ما الدليل على أنّ عدّة الأمَة حيضتان؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 04 - 09, 10:32 ص]ـ
قال شيخنا الفقيه حمد الحمد في (شرح الزاد):
(قال: [وللأمة نصفها]
فالأمة عدتها نصف عدة الحرة، أي شهران وخمس ليالٍ بأيامهن قياساً على عدة الأمة المطلقة، فقد اتفق الصحابة؛ على أن عدة الأمة المطلقة حيضتان، على نصف عدة الحرة، وإنما لم تكن عدة الأمة حيضة ونصف، لأن الحيض لا يتبعض، قالوا: فكذلك في عدة الوفاة، تكون على نصف عدة الحرة، وهذا باتفاق أهل العلم) اهـ.
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[07 - 04 - 09, 10:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا وجزى الله الشيخ حمد خيرا
سؤال لو سمحت: من نقل إتفاق الصحابة؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 04 - 09, 11:00 ص]ـ
وإياكم.
قال ابن المنذر في (الإجماع):
(وأجمعوا على أن عدة الأمة التي تحيض من الطلاق حيضتان) اهـ.
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[07 - 04 - 09, 11:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي عليّ
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 04 - 09, 11:04 ص]ـ
وقال أبو الحسن ابن القطان في (الإقناع في مسائل الإجماع):
(وكذلك قال الجميع: عدتها من الطلاق حيضتان إلا ابن سيرين، واتبعته فرقة شذت فلم يعرج عليها أحد من الفقهاء) اهـ.
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[07 - 04 - 09, 11:05 ص]ـ
جزاك الله الحسنى وزيادة
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[11 - 05 - 09, 12:59 ص]ـ
ألا يكون الصحابة قد استعملوا قياس العكس في هذه المسألة.
حيث أن الأمة عليها نصف عذاب المحصنة الحرة - إن أتت بفاحشة -،
فكذلك لها نصف ما للحرة في النكاح.
مصنف عبد الرزاق ج7/ص222
(12879) عبد الرزاق عن معمر عن مغيرة عن إبراهيم عن بن مسعود قال: يكون عليها نصف العذاب ولا يكون لها نصف الرخصة (1)!(109/436)
هل يجب الغسل في هذه الحالة؟
ـ[سعدان]ــــــــ[07 - 04 - 09, 10:23 ص]ـ
أيها الإخوة،
هل استمتاع الرجل بزوجته دون إيلاج (تفخيذا أو بين الإليتين) يوجب عليها الغسل أم لا؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 04 - 09, 10:40 ص]ـ
أيها الإخوة،
هل استمتاع الرجل بزوجته دون إيلاج (تفخيذا أو بين الإليتين) يوجب عليها الغسل أم لا؟
لا يوجب عليها الغسل إلا إذا أنزلت هي.
وكذا زوجها لا يلزمه الغسل إذا كان فقط تفخيذا دون إنزال.
وإما إذا وقع الجماع في الفرج وأولج ومس الختان الختان فقد وجب الغسل عليهما كليهما، وإن لم ينزلا.
والله أعلم.(109/437)
هل من افادة للكتابة في احد الائمة وجهوده في السنة
ـ[ابو ايمن السلفي]ــــــــ[07 - 04 - 09, 01:38 م]ـ
انا بحاجة للكتابة في موضوع كرسالةماجستير واحتاج من يذكر لي احد الائمة الذين لم يسبق احد لدراسة جهوده في السنة وبارك الله فيكم لاني اخذت وقتا كبيرا للكتابة في موضوع
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[08 - 04 - 09, 12:50 ص]ـ
الإمام الزيلعي ... ما أدري هل أحد كتب عنه ... فإن لم يكن فأرجوا أن تكتب عن منهجه ...
ـ[ابو ايمن السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 06:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الحبيب ابو ركان كتب فيه بحثا الزيلعي محدثا وكذلك منهجه في التخريج
ـ[سمير بن لوصيف]ــــــــ[08 - 04 - 09, 12:56 م]ـ
الإمام أبو عبيد القاسم بن سلاّم الهروي
ـ[ابو ايمن السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 07:00 م]ـ
بارك الله فيك اخي الحبيب سمير وارجوان تتحفنا بمثل هذه العبارات الطيبة القيمة فما اجمل المسلم وهو يتبع اثار السلف وكلامهم فكم من قتبل لابليس قد احيوه بكلامهم النافع وعملهم الزاهر(109/438)
هل قال أحد من أهل العلم بامتداد وقت صلاة الفجر إلى وقت الظهر؟
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[07 - 04 - 09, 03:31 م]ـ
هل قال أحد من أهل العلم بامتداد وقت صلاة الفجر إلى وقت الظهر؟
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[07 - 04 - 09, 10:22 م]ـ
لم يقل به أحد من اهل العلم.
و الإمام الخطابي لما ذكر الخلاف في آخر وقت الفجر ذكر قولين فقط و لم يذكر قولا ثالثا إلى صلاة الظهر.
و الله أعلم.
فمن كان لديه علم بالمسألة أكثر فليتحفنا بذلك.
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[18 - 07 - 09, 02:01 م]ـ
فتح الباري لابن حجر - (ج 2 / ص 352)
بَاب وَقْتِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ وَقَالَ أَبُو بَرْزَةَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْتَحِبُّ تَأْخِيرَهَا
قَوْله: (بَاب وَقْت الْعِشَاء إِلَى نِصْف اللَّيْل)
فِي هَذِهِ التَّرْجَمَة حَدِيث صَرِيح أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ مِنْ حَدِيث عَبْد اللَّه بْن عَمْرو بْن الْعَاصِ فِي بَيَان أَوَّل الْأَوْقَات وَآخِرِهَا وَفِيهِ " فَإِذَا صَلَّيْتُمْ الْعِشَاء فَإِنَّهُ وَقَّتَ إِلَى نِصْف اللَّيْل ". قَالَ النَّوَوِيّ: مَعْنَاهُ وَقَّتَ لِأَدَائِهَا اِخْتِيَارًا، وَأَمَّا وَقْتُ الْجَوَاز فَيَمْتَدُّ إِلَى طُلُوع الْفَجْر، لِحَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ عِنْد مُسْلِم " إِنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاة حَتَّى يَجِيء وَقْتُ الصَّلَاة الْأُخْرَى ". وَقَالَ الْإِصْطَخْرِيُّ إِذَا ذَهَبَ نِصْف اللَّيْل صَارَتْ قَضَاءً. قَالَ: وَدَلِيلُ الْجُمْهُور حَدِيث أَبِي قَتَادَةَ الْمَذْكُور.
قُلْت: وَعُمُوم حَدِيث أَبِي قَتَادَةَ مَخْصُوص بِالْإِجْمَاعِ فِي الصُّبْح، وَعَلَى قَوْل الشَّافِعِيّ الْجَدِيد فِي الْمَغْرِب فَلِلْإِصْطَخْرِيّ أَنْ يَقُولَ إِنَّهُ مَخْصُوص بِالْحَدِيثِ الْمَذْكُور وَغَيْره مِنْ الْأَحَادِيث فِي الْعِشَاء وَاَللَّه أَعْلَم. اهـ
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[18 - 07 - 09, 03:02 م]ـ
بداية المجتهد - (ج 1 / ص 82)
واتفقوا على أن أول وقت الصبح طلوع الفجر الصادق، وآخره طلوع الشمس إلا ما روي عن ابن القاسم، وعن بعض أصحاب الشافعي من أن آخر وقتها الاسفار.
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[18 - 07 - 09, 03:06 م]ـ
هذا بالاجماع و لا أعلم من نقل الاجماع (أنه لا يمتد الى الظهر)
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[18 - 07 - 09, 03:28 م]ـ
أليس الإجماع مفهوما من كلام الحافظ ابن حجر السابق؟
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[18 - 07 - 09, 03:45 م]ـ
حكى بعض مشايخنا القول:
بأن وقت الفجر ينتهي بطلوع الشمس وحُكي الإجماع عليه خلافاً لمن شّذ. ويُحكي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنّه لا ينتهي وقت الصبح إلاّ بأذان الظهر أو بالزوال ولكن الصحيح أنّه ينتهي بطلوع الشمس، لأنّ النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: "وقت الصبح ما لم تطلع الشمس". اهـ
فلا أدري أقصد قول الإصطخري السابق أم أراد قولا جديدا.
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[18 - 07 - 09, 03:47 م]ـ
أما الإجماع
فلعل مرادهم أن الإجماع منعقد على أن الشمس إذا طلعت فقد خرج و قت الفجر
سواء كان القائل الاصخري أو غيره
قال الشوكاني
ـ[عبد السلام بن محمد - أبو ندى]ــــــــ[18 - 07 - 09, 03:50 م]ـ
أما الإجماع
فلعل مرادهم أن الإجماع منعقد على أن الشمس إذا طلعت فقد خرج و قت الفجر
سواء كان القائل الاصخري أو غيره
قال ابن رجب
(وأماآخر وقت الفجر: فطلوع الشمس، هذا قول جمهور العلماء من السلف والخلف، ولا يعرف فيه خلاف، إلا عن الاصطخري من الشافعية، فإنه قال: إذا أسفر الوقت جداً خرج وقتها وصارت قضاء.
)
قال الشوكاني
(حَدِيثِ أَبِي قَتَادَةَ عِنْدَ مُسْلِمٍ وَفِيهِ {لَيْسَ فِي النَّوْمِ تَفْرِيطٌ إنَّمَا التَّفْرِيطُ عَلَى مَنْ لَمْ يُصَلِّ الصَّلَاةَ حَتَّى يَجِيءَ وَقْتُ الصَّلَاةِ الْأُخْرَى} فَإِنَّهُ ظَاهِرٌ فِي امْتِدَادِ وَقْتِ كُلِّ صَلَاةٍ إلَى دُخُولِ وَقْتِ الصَّلَاةِ الْأُخْرَى إلَّا صَلَاةَ الْفَجْرِ فَإِنَّهَا مَخْصُوصَةٌ مِنْ هَذَا الْعُمُومِ بِالْإِجْمَاعِ.)
ـ[أحمد بن عباس المصري]ــــــــ[22 - 06 - 10, 12:39 ص]ـ
وَسُئِلَ أي شيخ الإسلام ابن تيمية:
عَنْ أَقْوَامٍ يُؤَخِّرُونَ صَلَاةَ اللَّيْلِ إلَى النَّهَارِ، لِأَشْغَالِ لَهُمْ مِنْ زَرْعٍ أَوْ حَرْثٍ أَوْ جَنَابَةٍ أَوْ خِدْمَةِ أُسْتَاذٍ، أَوْ غَيْرِ ذَلِكَ. فَهَلْ يَجُوزُ لَهُمْ ذَلِكَ؟ أَمْ لَا؟.
فَأَجَابَ:
لَا يَجُوزُ لِأَحَدِ أَنْ يُؤَخِّرَ صَلَاةَ النَّهَارِ إلَى اللَّيْلَ، وَلَا يُؤَخِّرَ صَلَاةَ اللَّيْلِ إلَى النَّهَارِ لِشُغْلِ مِنْ الْأَشْغَالِ، لَا لِحَصْدِ وَلَا لِحَرْثِ وَلَا لِصَنَاعَةٍ وَلَا لِجَنَابَةِ. وَلَا نَجَاسَةٍ وَلَا صَيْدٍ وَلَا لَهْوٍ وَلَا لَعِبٍ وَلَا لِخِدْمَةِ أُسْتَاذٍ، وَلَا غَيْرِ ذَلِكَ؛ بَلْ الْمُسْلِمُونَ كُلُّهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ عَلَيْهِ أَنْ
مجموع الفتاوى [22/ 27]
يُصَلِّيَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ بِالنَّهَارِ، وَيُصَلِّيَ الْفَجْرَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَلَا يَتْرُكَ ذَلِكَ لِصَنَاعَةٍ مِنْ الصِّنَاعَاتِ،
مجموع الفتاوى [22/ 28]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/439)
ـ[علي حسن جمالي]ــــــــ[22 - 06 - 10, 01:46 ص]ـ
بارك الله فيكم وبارك لصاحب الموضوع(109/440)
عاجل: ما الفرق بين الفضائل و الخصائص؟
ـ[بن نعمان]ــــــــ[07 - 04 - 09, 05:55 م]ـ
ساعدوني يا إخواني في بيان الفرق بين الخصائص والفضائل أو أنهما بمعنى واحد؟
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[08 - 04 - 09, 12:47 ص]ـ
الفضائل: قد يشترك صاحب الفضيلة مع غيره ...
الخصائص: هي تخص صاحبها ولايشاركه فيها أحد ...
والله أعلم ...
ـ[ابوحمزة المسيلي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 02:09 ص]ـ
والفضائل لا تكون الا محمودة، بخلاف الخصائص فمنها المذموم و الممدوح.
ـ[بن نعمان]ــــــــ[08 - 04 - 09, 09:17 ص]ـ
شكرا لكما
هل من مزيد؟(109/441)
جاء عن شيخ الإسلام ابن تيمية انه كان يكرر الفاتحة من الفجر الي طلوع الشمس فهل هناك بأس لو اقتديت به
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[07 - 04 - 09, 06:49 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت أنه كان من اوراد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله
تكرير الفاتحة من الفجر الي طلوع الشمس
جاء في كتاب: (الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية للحافظ عمر بن علي البزار):
الفصل الرابع
في ذكر تعبده
(وكان قد عرفت عادته لا يكلمه أحد بغير ضرورة بعد صلاة الفجر فلا يزال في الذكر يسمع نفسه وربما يسمع ذكره من إلى جانبه مع كونه في خلال ذلك يكثر من تقليب بصره نحو السماء هكذا دأبه حتى ترتفع الشمس ويزول وقت النهي عن الصلاة.
وكنت مدة إقامتي بدمشق ملازمه جل النهار وكثيرا من الليل وكان يدنيني منه حتى يجلسني إلى جانبه وكنت اسمع ما يتلو وما يذكر حينئذ فرأيته يقرأ الفاتحة ويكررها ويقطع ذلك الوقت كله اعني من الفجر إلى ارتفاع الشمس في تكرير تلاوتها
ففكرت في ذلك لم قد لزم هذه السورة دون غيرها فبان لي والله اعلم ان قصده بذلك ان يجمع بتلاوتها حينئذ بين ما ورد في الأحاديث وما ذكره العلماء هل يستحب حينئذ تقديم الأذكار الواردة على تلاوة القرآن أو العكس فرأى رضي الله عنه ان في الفاتحة وتكرارها حينئذ جمعا بين القولين وتحصيلا للفضيلتين وهذا من قوة فطنته وثاقب بصيرته).
السؤال / هل هناك بأس لو اقتديت بشيخ الإسلام في هذا الأمر
وجزا الله خيرا من بصرنا ورفع عنا الجهل
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[08 - 04 - 09, 01:13 ص]ـ
زادك الله حرصا و لا تعد:)
السؤال / هل هناك بأس لو اقتديت بشيخ الإسلام في هذا الأمر
ينبغي أن يكون السؤال: هل لهذا العمل أصل شرعي أم لا؟
إن وجد له أصل فافعله، لا لأن ابن تيمية فعَله بل لأن له أصل شرعي
و إن لم يكن ثمة أصل (كما هو الحال هنا)، فلا تفعله و إن فعله ابن تيمية
و مثل هذا قوله رحمه الله: من واظب على أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر ياحي ياقيوم لا إله إلا أنت برحمتك استغيث حصلت له حياة القلب، ولم يمت فلبه، ذكره عنه تلميذه ابن القيم في مدارج السالكين
وهذه من الأمور التي تحتاج لدليل صحيح حتى يعملها الإنسان او يتقوّل بها و لا يصح الاستدلال لهذا الفعل بمطلق النصوص في الذكر بعد الفجر لأن ما كان مطلقا لا يقيّد إلا بدليل و لا دليل.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[08 - 04 - 09, 01:25 ص]ـ
بارك الله فيك. قد أفدت وأبنت
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 09, 01:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ما فعله شيخ الإسلام ابن تيمية امر مشروع لامحذور فيه بحال، وقراءة القرآن ليس لها حد معين بل يتلو ما يشاء من القرآن ويكرره على ما يشاء.
ولايخفي قصة الصحابي الذي كان يكرر قراءة قل هو الله احد في صلاته بعد الفاتحة ويكرر ذلك.
فالتلاوة مشروعة وتحزيبها مشروع والتكرار غير ممنوع.
فيجوز للمسلم أن يكرر سورة معينة أو آيات معينة بالعدد الذي يريده من باب العبادة أو للحفظ أو للاستشفاء أو غير ذلك.
أما قول ياحي ياقيوم بعد أذان الفجر فقد سبق بحثها وتبين أن شيخ الإسلام رحمه الله كا متبعا للسلف في ذلك
ينظر هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=58627#post58627
ـ[أبو السها]ــــــــ[08 - 04 - 09, 03:28 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت أنه كان من اوراد شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله
تكرير الفاتحة من الفجر الي طلوع الشمس
جاء في كتاب: (الأعلام العلية في مناقب ابن تيمية للحافظ عمر بن علي البزار):
الفصل الرابع
في ذكر تعبده
(وكان قد عرفت عادته لا يكلمه أحد بغير ضرورة بعد صلاة الفجر فلا يزال في الذكر يسمع نفسه وربما يسمع ذكره من إلى جانبه مع كونه في خلال ذلك يكثر من تقليب بصره نحو السماء هكذا دأبه حتى ترتفع الشمس ويزول وقت النهي عن الصلاة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/442)
وكنت مدة إقامتي بدمشق ملازمه جل النهار وكثيرا من الليل وكان يدنيني منه حتى يجلسني إلى جانبه وكنت اسمع ما يتلو وما يذكر حينئذ فرأيته يقرأ الفاتحة ويكررها ويقطع ذلك الوقت كله اعني من الفجر إلى ارتفاع الشمس في تكرير تلاوتها
ففكرت في ذلك لم قد لزم هذه السورة دون غيرها فبان لي والله اعلم ان قصده بذلك ان يجمع بتلاوتها حينئذ بين ما ورد في الأحاديث وما ذكره العلماء هل يستحب حينئذ تقديم الأذكار الواردة على تلاوة القرآن أو العكس فرأى رضي الله عنه ان في الفاتحة وتكرارها حينئذ جمعا بين القولين وتحصيلا للفضيلتين وهذا من قوة فطنته وثاقب بصيرته).
السؤال / هل هناك بأس لو اقتديت بشيخ الإسلام في هذا الأمر
وجزا الله خيرا من بصرنا ورفع عنا الجهل
لا حرج إن شاء الله في هذا-دون تحديد التلاوة بعدد معين- فالقرآن يقرأ في كل وقت مع التكرار او من غير تكرار خاصة إذا وجد القارئ لذة في تلاوته وأحس باجتماع القلب في ذلك الوقت، ولعل شيخ الإسلام كان وقتها-حين لازمه الحافظ البزار في دمشق-كان قلبه مشدودا مع القرآن أكثر من الذكر والأوراد، وإلا فقد نص هو على أن أذكار الصباح والمساء فعلها في وقتها أفضل من غيرها من القربات، يقول رحمه الله -مقررا لهذا الأصل:
سئل ابن تيمية عمن يحفظ القرآن أيما أفضل له: تلاوة القرآن أم الذكر؟
فأجاب: "الحمد لله، جواب هذه المسألة ونحوها مبني على أصلين: فالأصل الأول أن جنس تلاوة القرآن أفضل من جنس الأذكار، كما أن جنس الذكر أفضل من جنس الدعاء، كما في الحديث الذي في صحيح مسلم عن النبي أنه قال: ((أفضل الكلام بعد القرآن أربع، وهن من القرآن: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر))، وفي الترمذي عن أبي سعيد عنه أنه قال: ((من شغله قراءة القرآن عن ذكري ومسألتي أعطيته أفضل ما أعطي السائلين))، وكما في الحديث الذي في السنن في الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إني لا أستطيع أن آخذ شيئا من القرآن فعلمني ما يجزئني في صلاتي، قال: ((قل: سبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر))، ولهذا كانت القراءة في الصلاة واجبة، فإن الأئمة لا تعدل عنها إلى الذكر إلا عند العجز، والبدل دون المبدل منه، وأيضا فالقراءة تشترط لها الطهارة الكبرى دون الذكر والدعاء، وما لم يشرع إلا على الحال الأكمل فهو أفضل، كما أن الصلاة لما اشترط لها الطهارتان كانت أفضل من مجرد القراءة، كما قال النبي: ((استقيموا ولن تحصوا، واعلموا أن خير أعمالكم الصلاة))، ولهذا نص العلماء على أن أفضل تطوع البدن الصلاة، أيضا فما يكتب فيه القرآن لا يمسه إلا طاهر، وقد حكي إجماع العلماء على أن القراءة أفضل، لكن طائفة من الشيوخ رجحوا الذكر، ومنهم من زعم أنه أرجح في حق المنتهي المجتهد، كما ذكر ذلك أبو حامد في كتبه، ومنهم من قال: هو أرجح في حق المبتدئ السالك، وهذا أقرب إلى الصواب.
وتحقيق ذلك يذكر في الأصل الثاني، وهو أن العمل المفضول قد يقترن به ما يصيره أفضل من ذلك، وهو نوعان:
أحدهما ما هو مشروع لجميع الناس، والثاني ما يختلف باختلاف أحوال الناس.
أما الأول: فمثل أن يقترن إما بزمان أو بمكان أو عمل يكون أفضل، مثل ما بعد الفجر والعصر ونحوهما من أوقات النهي عن الصلاة، فإن القراءة والذكر والدعاء أفضل في هذا الزمان، وكذلك الأمكنة التي نهي عن الصلاة فيها كالحمام وأعطان الإبل والمقبرة، فالذكر والدعاء فيها أفضل، وكذلك الجنب الذكر في حقه أفضل، والمحدث القراءة والذكر في حقه أفضل، فإذا كره الأفضل في حال حصول مفسدة كان المفضول هناك أفضل، بل هو المشروع، وكذلك حال الركوع والسجود فإنه قد صح عن النبي أنه قال: ((نهيت أن أقرأ القرآن راكعا أو ساجدا، أما الركوع فعظموا فيه الرب، وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء، فقمن أن يستجاب لكم))، وقد اتفق العلماء على كراهة القراءة في الركوع والسجود، وتنازعوا في بطلان الصلاة بذلك على قولين، هما وجهان في مذهب الإمام أحمد، وذلك تشريفا للقرآن، وتعظيما له أن لا يقرأ في حال الخضوع والذل، كما كره أن يقرأ مع الجنازة، وكما كره أكثر العلماء قراءته في الحمام، وما بعد التشهد هو حال الدعاء المشروع بفعل النبي وأمره، والدعاء فيه أفضل، بل هو المشروع دون القراءة والذكر، وكذلك الطواف، وبعرفة ومزدلفة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/443)
وعند رمي الجمار، المشروع هناك هو الذكر والدعاء، وقد تنازع العلماء في القراءة في الطواف، هل تكره أم لا تكره؟ على قولين مشهورين.
والنوع الثاني: أن يكون العبد عاجزا عن العمل الأفضل، إما عاجزا عن أصله كمن لا يحفظ القرآن ولا يستطيع حفظه، كالأعرابي الذي سأل النبي صلى الله عليه وسلم، أو عاجزا عن فعله على وجه الكمال، مع قدرته على فعل المفضول على وجه الكمال، ومن هنا قال من قال: إن الذكر أفضل من القرآن، فإن الواحد من هؤلاء قد يخبر عن حاله، وأكثر السالكين بل العارفين منهم إنما يخبر أحدهم عما ذاقه ووجده، لا يذكر أمرا عاما للخلق، إذ المعرفة تقتضي أمورا معينة جزئية، والعلم يتناول أمرا عاما كليا، فالواحد من هؤلاء يجد في الذكر من اجتماع قلبه وقوة إيمانه، واندفاع الوسواس عنه، ومزيد السكينة والنور والهدى، ما لا يجده في قراءة القرآن، بل إذا قرأ القرآن لا يفهمه، أو لا يحضر قلبه وفهمه، ويلعب عليه الوسواس والفكر، كما أن من الناس من يجتمع قلبه في قراءة القرآن وفهمه وتدبره ما لا يجتمع في الصلاة، بل يكون في الصلاة بخلاف ذلك، وليس كل ما كان أفضل يشرع لكل أحد، بل كل واحد يشرع له أن يفعل ما هو أفضل له، فمن الناس من تكون الصدقة أفضل له من الصيام، وبالعكس وإن كان جنس الصدقة أفضل، ومن الناس من يكون الحج أفضل له من الجهاد كالنساء، وكمن يعجز عن الجهاد، وإن كان جنس الجهاد أفضل، قال النبي: ((الحج جهاد كل ضعيف))، ونظائر هذا متعددة.
إذا عرف هذان الأصلان عرف بهما جواب هذه المسائل، إذا عرف هذا فيقال: الأذكار المشروعة في أوقات معينة، مثل ما يقال عند جواب المؤذن، هو أفضل من القراءة في تلك الحال، وكذلك ما سنه النبي صلى الله عليه وسلم فيما يقال عند الصباح والمساء، وإتيان المضجع، هو مقدم على غيره، وأما إذا قام من الليل فالقراءة له أفضل إن أطاقها، وإلا فليعمل ما يطيق، والصلاة أفضل منهما، ولهذا نقلهم عند نسخ وجوب قيام الليل إلى القراءة، فقال: {إِنَّ رَبَّكَ يَعْلَمُ أَنَّكَ تَقُومُ أَدْنَى? مِن ثُلُثَىِ ?لَّيْلِ وَنِصْفَهُ وَثُلُثَهُ وَطَائِفَةٌ مّنَ ?لَّذِينَ مَعَكَ وَ?للَّهُ يُقَدّرُ ?لَّيْلَ وَ?لنَّهَارَ عَلِمَ أَن لَّن تُحْصُوهُ فَتَابَ عَلَيْكُمْ فَ?قْرَءواْ مَا تَيَسَّرَ مِنَ ?لْقُرْءانِ} [المدثر:20] الآية، والله أعلم"جموع الفتاوى (23/ 56 - 60).
ـ[أم ديالى]ــــــــ[08 - 04 - 09, 04:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[08 - 04 - 09, 07:41 ص]ـ
قد حثّ الله على ذكره في جميع الأوقات وبجميع الألفاظ الواردة في الكتاب والسنة وكذلك ما لم يرد مما أراد المسلم أن يدعو به
فلو أراد رجل أن يقرأ كل يوم بعد صلاة العصر مثلا سورة التوبة من غير أن يعتقد أن قراءتها في هذا الوقت بخصوصه سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم لكنه واظب على ذلك لأن الشرع أمر بقراءة القرآن ولأنه يجد لقراءته لها في هذا الوقت من النفع خيرا كثيرا، فهل يقال إنه أتى ببدعة وأمر مشروع؟ ّ
ما أظن أحدا يقول بذلك
فما فعله شيخ الإسلام هو من هذا الباب سواء بقراءته لسورة الفاتحة أو قول (يا حي يا قيوم لا إله إلا أنت) بين سنة وصلاة الفجر وأنها تحيي القلب
مع أن قراءته للفاتحة هي حادثة عين لعله صودف ذلك اليوم أنه يقرؤها كذلك
ومثل هذا الرقى التي ذكرها أهل العلم في كتبهم كالتي ذكرها إبن القيم في الطب النبوي وما كان يكتبه شيخ الإسلام على النازف (يا أرض إبلعي ماءك) الآية
فإن هذا لم يرد بخصوصه في السنة لكنه داخل تحت عمومات الدعاء والرقية
فلم يعدّ ذلك بدعة
والفارق بين هذه الأمور والأذكار البدعية التي يأتي بها الصوفية وغيرهم
أنهم يأتون بأذكار غير مشروعة كقولهم (هو هو) (الله الله) ونحوها
أو أذكار بأحوال غير مشروعة كالذكر مع الرقص والطبل والزار
أو بالإجتماع عليها
أو إعتقاد أنها أفضل مما ورد في السنة
ونحو هذا
أما ما فعله شيخ الإسلام وغيره فليس من هذا الباب في شيء
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 09, 07:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا
أما قراءة القرآن فلا تدخل في هذا الباب الذي ذكرته، فمشروعية قراءة القرآن في اي وقت لكسب الثواب أو التعلم أو الاستشفاء او غير ذلك لاباس به حتى لو خصصها بوقت معين لأمر يراه كزيادة في انشراح صدره أو نحوها.
فامر قراءة القرآن واسع جدا.
أما تخصيص الدعاء كيا حي ياقيوم مثلا بوقت محدد بعدد معين فهذا يحتاج إلى نص،والمذكور أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله كان يواظب عليها وليست حادثة عين، وفعلها قبله عدد من السلف، فلعلك تطلع على الرابط السابق وما فيه من كلام وفقك الله.
أما الرقى وكتابها فهذا باب آخر، وهو الاستشفاء بالقرآن.
أما الاستدلال بالعمومات فلا يكفي فيما يتعلق بتحديد الأذكار، بل لابد من ورود نص محدد خاصة مع المواظبة عليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/444)
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[08 - 04 - 09, 08:20 ص]ـ
أحسن الله إليك
قد اطلعت من قبل على ذلك الرابط
وما ذكرته من العدد قد ورد نحوه عن السلف في أذكار أخرى
وقد ورد عن السلف بعض العبادات والأذكار مما لم يرد في السنة ولم يعد ذلك بدعة
ولا فرق بين القرآن والأذكار فكل ذكر لله ولا دليل على التفريق بينهما
وعمل أهل العلم على عدم إنكار ما فعله شيخ الإسلام وهذه سيرتهم قرنا بعد قرن
وهم أعلم منا وأتقى لله وأتبع للسنة
ومثل هذه الأمور ما ورد من الدعاء المجرب لوجود الضالة وهو (يا جامع الناس ليوم لا ريب فيه إجمع بيني وبين ضالتي) فقد ذكر عدد من أهل العلم كالنووي وبعض شيوخه أنه مجرب وأنهم جربوه فلم يكد أن ينخرم، وقد جربته أنا كثيرا فلا يكاد ينخرم، والفضل لله وحده
فمثل هذه الأذكار والأدعية لا بأس بها سواء بعدد محدود أو بغير عدد محدود
ونحو هذا من الأدعية المجربة الواردة عن السلف دعاء (يا ودود يا ودود .. ) إلخ
فكذلك ما دعا به شيخ الإسلام وتحديده بأربعين وأنه يحيي القلب هذا لعله مما ثبت لهم ولمشايخهم بالتجربة أنه يحيي القلب، فالعمل به ليس من البدعة في شيء
وقد يكون أصله التجربة أو بعض الرؤى
ومثل هذا موجود في أدعية السلف ومن راجع التراجم والسير علم ذلك يقينا
فلا ننكر أمرا لم ينكروه (ولو كان خيرا لسبقونا إليه) (وليسعنا ما وسعهم) فهم أعلم بالسنة والبدعة منا ومع ذلك لم يأت عنهم حرف واحد ببدعية هذه الأدعية
وصدقوني لن يهدينا الله لما أضل عنه كل أولئك الأئمة الكرام وهم العدول الذين قال عنهم النبي عليه الصلاة والسلام (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله) وهم (ورثة الأنبياء)
ليس هذا من التقليد المذموم
بل هو من الإتباع فليس في الشرع ما يقرر بدعية هذه الأمور
والعمل بها هو كالإجماع بين أهل العلم، وإجماع العلماء حجة
والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 09, 08:44 ص]ـ
بارك الله فيك
أما ما ذكرته من ورود عدد من العبادات عن السلف والأذكار مما لم يرد في الكتاب والسنة فلعلك تذكر أمثلة على ذلك وتتم مدارستها بإذن الله.
أماالتفريق بين القرآن والأذكار فهذاوارد
أما الأدعية المجربة فهذه تحتاج لدعامة، وإن فعلها عالم لنفسه فقد يكون له اجتهاده أما أخذها عنه وفعلها لغيره فهذا أمر في مشروعيته نظر.
والنووي رحمه الله له أخطاء متعددة في كتابه الأذكار فيما ذكر من بعض الأدعية وغيرها.
وقد ذكر بعضهم مجربات متعددة في الأدعية مخالفة للكتاب والسنة بل هي من البدع والضلالات.
أما قولك أنه لم يرد عنهم حرف واحد في إنكار ذلك فهذه دعوى عريضة!
وقولك إن هذا منهج السلف جيلا بعد جيل دعوى أخرى تحتاج لبيان وتفصيل، وقد ورد عن السلف إنكار عدد من هذه الأمور.
وأما حديث يحمل هذا العلم فلا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[08 - 04 - 09, 08:57 ص]ـ
أحسن الله إليك
- راجع تراجم السلف تجد ذلك معروفا منهم
- ما دليل التفريق في هذا الباب؟ هل تتكرم بذكره فلست أعلمه
- أنا لم احتج بفعل النووي لكني أحتج بعادة العلماء في مثل هذه الأمور وأنهم لا ينكروها مع إنكارهم لغيرها مما جاء به الصوفية ونحوهم، فتفريقهم بين الأمرين يدل على أنهما عندهم (ليسوا سواء)
- قد ذكرت أصول الأدعية الصوفية المجربة وغير المجربة في المشاركة السابقة.
- أما قولك وفقك الله (فهي دعوى عريضة)
فهل تتكرم وتأتيني بحرف واحد عن عالم واحد من المشهود لهم بالفضل أنكر على شيخ الإسلام أو غيره مثل هذه الأمور؟ أنا والله بعلمي القاصر لا أعلم فأتني أكن لك من الشاكرين
- وهل لك أن تأتيني بحرف واحد عن السلف أنهم أنكروا ما نحن فيه أو ما كان مثله؟ فأنا والله لا أعلم ولا أدعي إستقصاء كلامهم لكني أقول بما علمتُ من سيرتهم.
- حديث (يحمل .. ) إن لم يصح عندك فقد صح عند غيرك والأمر في هذا واسع والحمد لله.
بارك الله فيك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 09, 09:03 ص]ـ
وفقك الله
أنت عليك حفظك الله أن تثبت دعواك في أن هذا منهج السلف بذكر أمثلة أو بنص عالم أو نحو ذلك، ثم بعدها نكمل النقاش إن شاء الله.
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[08 - 04 - 09, 09:13 ص]ـ
أُثبت ماذا بارك الله فيك؟!!
أمر يفعلونه وينقله عنه تلاميذهم وأتباعهم
ويكتب ويُنقل في الكتب قرنا بعد قرن
ثم لا نجد عالما واحدا أنكره طوال هذه القرون، مئات السنين
ثم يقال أثبت أنّ هذا منهج السلف؟!
لماذا أنكر العلماء الأذكار والأدعية المبتدعة ولم ينكروا ما نتكلم عليه؟!
أليس هذا لتفريقهم بين الأمرين
بلى والله
وكل خير في اتباع من سلف ... وكل شر في ابتداع من خلف
أخي الكريم الإجماع نوعان
إجماع نصي
وإجماع تقريري
فالأول كقول (أجمع العلماء على كذا)
والثاني كأمر يشتهر بين العلماء فلا يُنكرونه فيدل على رضاهم به
وكثير من إجماعات السلف هي من الثاني ويعبرون عنه أحيانا (لا نعلم في هذا خلافا)
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/445)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 09, 09:22 ص]ـ
بارك الله في أخي الفاضل
والدعاوى مالم يقيموا عليها بينات أصحابها أدعياء.
أريد أن تذكر أمثلة فقط حتى تثبت دعواك حفظك الله.
ولعلي اذكر لك بعض الأمثلة من كلام بعض السلف (وهو غيض من فيض):
1 - عن عبيدة السلماني، أنه قال لما سمع مصعباً يكبر ويهلل بعد صلاته مستقبل القبلة: ماله، قاتله الله، نعار بالبدع.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 01:13 م]ـ
الشيخ الفاضل أين وجه البدعة الذي أنكره عبيدة؟؟
ـ[ابوحمزة المسيلي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 02:30 م]ـ
لعل عبيدة السلماني ــ رحمه الله تعالى ــ أنكر هيئة الذكر (مستقبل القبلة) لا مجرد الذكر، و قد كان مصعب بن الزبير يومها أميرا يقتدى به، فخشي أن يأخذها الناس عنه سنة فأنكرها عليه ... وقد كان بعضهم يقوم بعد الصلاة مستقبلا القبلة رافعا يديه يدعو،فأنكروا عليه ذلك، فهذا من ذاك.
وعلى كل حال لو أن رجلا صنع ما صنعه ابن تيمية في خاصة نفسه،ولم يدع اليه غيره،لم يكن آثما إن شاء الله،فالاقتداء بالصالحين فيما له أصل أمر مشروع والأدلة على ذلك لا تخفى على أمثالكم. والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 03:26 م]ـ
حتى هيئة الذكر عقب الصلاة مستقبلاً القبلة ... ما وجه البدعة فيها (؟؟)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 09, 04:04 م]ـ
بارك الله فيكم
الهدف ذكر بعض أمثلة عن السلف في إنكار بعض الطرق في الأدعية والأذكار بغض النظر عن الراجح في الأمر.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 04 - 09, 04:49 م]ـ
حتى هيئة الذكر عقب الصلاة مستقبلاً القبلة ... ما وجه البدعة فيها (؟؟)
نفع الله بكم
وجه ذلك أن مصعب بن الزبير كان يصلي بهم إماما
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=138012
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=153895&highlight=%C7%E1%E1%E5%E3+%DE%E4%ED+%DA%D0%C7%C8%D F+%ED%E6%E3+%CA%C8%DA%CB+%DA%C8%C7%CF%DF
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 05:25 م]ـ
أحسنتَ أحسن الله إليك .. فمحل البدعة هاهنا يا شيخ عبد الرحمن في العدول عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم في استقبال المأموين بوجهه عقيب الفراغ من الصلاة ولا علاقة هاهنا لذلك بهيئة الأذكار إلا على سبيل التبع ولذا فلا يصلح هذا إيراداً في هذا الموضوع ...
ـ[ابوحمزة المسيلي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 05:27 م]ـ
حتى هيئة الذكر عقب الصلاة مستقبلاً القبلة ... ما وجه البدعة فيها (؟؟) قد علمت أيها الموفق أنه يغتفر في حق العامة ما لا يغتفر في حق الأئمة المقتدى بهم،ألا ترى كيف أنكر مالك رحمه الله على عبد الرحمن بن مهدي رحمه الله وضع ثوبه في قبلته، ولو فعله غيره لما أنكر عليه.وبدع الهيئات تجر الى بدع الإعتقادات. أسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا.
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[08 - 04 - 09, 06:37 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا ..
لايخفي قصة الصحابي الذي كان يكرر قراءة قل هو الله احد في صلاته بعد الفاتحة ويكرر ذلك
هذا الصحابي أقره النبي صلى الله عليه وسلم فتبيّن أنها سنة تقريرية بخلاف فعل ابن تيمية رحمه الله.
فالتلاوة مشروعة وتحزيبها مشروع والتكرار غير ممنوع. فيجوز للمسلم أن يكرر سورة معينة أو آيات معينة بالعدد الذي يريده من باب العبادة أو للحفظ أو للاستشفاء أو غير ذلك.
على أن لا يلتزم بذلك فإن التزمه صار إحداثا في دين الله، فتقييد عباة بعدد معين أو زمن معين لم يقيده الشارع الحكيم، يدخل في باب الإحداث و لا شك في ذلك، والأمور التعبدية (مثل الذكر و تلاوة القرآن) الأصل فيها التوقيف والمنع من جهة الكيفيات أو الأحوال والتفاصيل كما أنه لا يجوز أن نخصص ما أطلقة الشرع أو نطلق ماقيده الشرع، كما بيّن ذلك العلماء منهم ابن دقيق العيد حيث جعل الخصوصيات بالوقت أو بالحال والهيئة والفعل المخصوص يحتاج إلى دليل خاص يقتضي استحبابه بخصوصه كما في الاحكام
وحتى يكون العمل موافقا للسنة فلابد أن يكون موافقا في ستة أمور: السبب، الجنس، الزمان، المكان، العدد، الكيفية
فإذا كان فعل أبي العباس موافقا للجنس أو السبب فإنه غبر موافق للزمان، بمعنى تحديد جنس قراءة الفاتحة بين الفجر و طلوع الشمس و المداومة عليه، هذا يدخل في باب الإحداث اللهم إلا ان الإنسان لا يحافظ على ذلك أو يفعلها دونما اتفاق فلا يعد إحداثا في الدين، و هذا الذي يُظن بابن تيمية أنه لم يتعاهد ذلك خصوصا أن ابن القيم يذكر عنه "غدوته" اليومية دون ما ذكره البزار و المعروف ابن القيم أعلم بأحوال ابن تيمية من البزار
أما قول ياحي ياقيوم بعد أذان الفجر فقد سبق بحثها وتبين أن شيخ الإسلام رحمه الله كا متبعا للسلف في ذلك
هذا الفعل غير موافق للشريعة لأن أحد الامور الستة آنفة الذكر و هو العدد لم ينطبق (أربعين مرة) و هذا الرابط في ما يتعلق من ملاحظات على كتاب مدارج السالكين و من ضمنها هذه الملاحظة (تنظر المشاركة رقم 48) و هذا مقتطف منها:
قوله: وسمعته يقول (أي ابن تيمية): من واظب على أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر: ياحي! ياقيوم! لا إله إلا أنت، برحمتك استغيث؛ حصلت له حياة القلب، ولم يمت فلبه. (1/ 592، 3/ 246).
ولا يخفى أن هذا تشريع في الدين بغير دليل! فمن أين له أن من فعل ذلك لم يمت قلبه؟!، قال الشيخ عامر بن علي ياسين [محقق المدارج]: وقد بحثت عن أصل شرعي مقبول لهذا فما وجدت! بل ظاهر كلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله يرجّح أن المسألة دعوى مجردة ليس إلا!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21512
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/446)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 09, 07:43 م]ـ
جزاك الله خيرا على ما تفضلتم به
أما القرآن فقد ورد في الشرع ما يدل على جواز التحزيب والتكرار له ونحو ذلك، والقرآن له شأن آخر ففيه شفاء الصدور ونور القلوب، فإذا وجد المسلم في بعض الآيات أو السور نفعا له في قلبه أو بدنه ونحو ذلك ولو بعدد معين أو في وقت معين لرقية أو غير ذلك فلا يدخل في حيز البدع أو تخصيص ما أطلقه الشرع ونحو ذلك
وكما في حديث الرقية بالفاتحة والمعوذات، وما يفعله بعضهم من تخصيص بعض الايات للقراءة على المسحور أو رقية العين ونحو ذلك فلا يعتبر ذلك بدعة، وخاصة أن الاستشفاء من التطبب وهو مباح.
أما الاستدلال بفعل الصحابي الذي كان يكرر قراءة قل هو الله أحد فلبيان جواز التكرار للقرآن سواء كان للتعظيم لسورة معينة أو للحفظ أوللتعلم، فلو أن رجلا يريد حفظ سورة البقرة وكان يقرأها يوميا في وقت محدد لذلك فلا تدخل في باب البدع، كذلك لو قرأها للرقية في وقت محدد من كل يوم أو أسبوع على حسب نشاطه وفراغة.
فالقصد حفظك الله أن قراءة القرآن تختلف عن غيرها في الجملة.
أما تعقيبك حفظك الله على ما ذكرته من اتباع ابن تيمية رحمه الله للسلف في قول هذا الدعاء بين أذت الفجر والإقامة فليس في محله حفظك الله، فكل ما ذكرته مقبول وصحيح ولا نختلف فيه إن شاء الله، إنما العبرة في كون شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله لم يكن يفعل هذا الأمر من كيسه! بل له سلف في ذلك منهم الإمام أحمد وقبله غيره، كما ذكر عن عدد من الصالحين وقد يكون مستندهم في ذلك اثر لم نقف عليه، وهذا هو الظن بهم، فلعلك تراجع الرابط السابق ففيه بيان ذلك بإذن الله تعالى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=58627#post58627
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[08 - 04 - 09, 08:12 م]ـ
لابد من مراجعة و فهم الأمور الستة التي ذكرت آنفا و فهمها جيدا مع الأمثلة، فهي التي تضبط البدعة من غيرها .. إن ترديد سورة أو آيات بقصد الحفظ جائز لأن السبب شرعي و ليس بدعي
أما الرقية فوجود النص يكفي
و اما ان الإنسان يفعل ذلك لما يراه من تأثير القرآن على قلبه فصحيح على أن لا يلتزم به فإن التزم فقد أحدث، لأن التزامه به يعني خرق لبعض الامور الستة و هو الكيفية
و قس على ذلك
أما حسن الظن فهو موجود و الحمد لله، حسن الظن بجميع اهل العلم ابن تيمية او غيره وهذا الذي ذكرته حين قلت:
هذا الذي يُظن بابن تيمية أنه لم يتعاهد ذلك خصوصا أن ابن القيم يذكر عنه "غدوته" اليومية دون ما ذكره البزار و المعروف ابن القيم أعلم بأحوال ابن تيمية من البزار
و لا يعني ذلك اتباعهم في أمور علمنا أنها خطأ، و الأخ كاتب الموضوع كان يسأل أنه يريد أن يقتدي بابن تيمية في هذا العمل فمن الخطأ أن يقال له بجواز فعل هذا الأمر و الدليل هو فعل ابن تيمية، هذا لسان الحال و إن لم يكن لسان المقال
قال أبو شامة كما في باعثه (ولا ينبغي تخصيص العبادات بأوقات لم يخصصها بها الشرع بل تكون أفعال البر مرسلة في جميع الأزمان ليس لبعضها على بعض فضل إلا ما فضله الشرع وخصه بنوع العبادة)
بورك فيكم جميعا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 09, 08:43 م]ـ
لعلك حفظك الله تراجع كلام العلماء حول القرآن وتحزيبه والنصوص الواردة في ذلك، وطريقة تحزيب السلف للقرآن،حتى تعلم أن الأمر فيه سعة إن شاء الله.
ولو أن رجلا لم يكن يحفظ إلا سورة واحدة فكان يرددها مرارا وتكرارا سواء كان بعد الفجر أو اي وقت فلا حرج في ذلك.
وأما قولك أن المقصود الاقتداء بابن تيمية رحمه الله ففيه بعد وفقك الله
فلا يظن بالسائل ولاغيره أنه يقصد اتباع ابن تيمة لذاته، وإنما يسأل عن المشروعية كما يتضح من السؤال.
ـ[أبو يحيي المصري]ــــــــ[08 - 04 - 09, 09:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا علي البحث في هذه المسألة فقد أشكلت علي الكثير ولعل البحث فيها يفضي إلي تحقيق القول
في ذهني أشياء أعرضها عليكم وبانتظار ردكم
ما ذكر عن الإمام ابن تيمية من تكرار الفاتحة و تكرار (يا حي يا قيوم) تختلف الأنظار فيه فبحسب قواعد الشاطبي الأمر واضح وهو أنه لا يجوز
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/447)
لكن أثناء قراءتي للعز بن عبد السلام وهو من أشد الناس مقاومة للبدع العملية وجدته يبدع بشدة صلاة الرغائب وكلامه فيها مشهور لكن وجدته يقول: لا بأس بالمصافحة بعد صلاة الصبح وصلاة العصر
قال النووي: وأما تخصيص المصافحة بما بعد صلاتي الصبح والعصر فقد مثل ابن عبد السلام في " القواعد " البدعة المباحة (لغويا طبعا) بها قال النووي: وأصل المصافحة سنة وكونهم حافظوا عليها في بعض الأحوال لا يخرج ذلك عن أصل السنة.
قلت (أبو يحيي) من كلام النووي والعز بن عبد السلام يمكن أن يقال: إن تخصيص بعض السنن ببعض الاوقات لا شيء فيه مع اعتبار:
1 - أن يكون ذلك لتنظيم الأذكار و صلوات التطوع المطلق
2 - ألا يعتقد فضلا في هذا الوقت بذاته
3 - ألا يدعو أحدا إلي التزام ما التزمه
4 - ألا يوقعه تخصيصه هذا في مخالفة سنة كمن يصلي تطوعا مطلقا في أوقات الكراهة
وكلام الشيخ الفاضل عبد الرحمن الفقيه عن تكرار آيات القرآن متجه واضح لكن هناك إشكالا أيضا في تخصيصه بوقت معين (كتكرار الفاتحة المنقول هنا عن أبي العباس بن تيمية)
والإشكال هو: أن كثيرا من المشايخ العصريين صرحوا ببدعية قراءة (قل هو الله أحد) ثلاثا في الترويحة رغم ما ورد من أنها تعادل ثلث القرآن فمن قرأها ثلاثا فكأنما قرأ القرآن لكنهم صرحوا بالبدعية لتخصيصها بوقت الترويحة
وأري أن المسألتين من باب واحد فإن قيل بأن قراءة آيات القرآن وتكرارها فيه سعة وأنه يجوز تخصيصها بوقت لحضور القلب ونحوه فينبغي ألا ينكر ما نقل عن ابن تيمية و لا ما يفعله الناس في الترويحة وإن قيل بالمنع في واحدة فينبغي أن يقال بالمنع في الثانية فما رأيكم حفظكم الله؟
وقال تاج الدين السبكي في طبقاته في ترجمة والده الشيخ تقي الدين السبكي:
(حضرت الوالد رحمه الله مرة في ختمة وقد وصل القراء إلى سورة الإخلاص فقرءوها ثلاث مرات على العادة وكان على يمينه قاضي القضاة عماد الدين علي بن أحمد الطرسوسي الحنفي فالتفت إلى الشيخ الإمام وقال: في خاطري دائما أن أسأل عن الحكمة في إطباق الناس على تكريرها ثلاثا
فقال له الشيخ الإمام:لأنه قد ورد أنها تعدل ثلث القرآن فتحصل بذلك ختمة
فقال القاضي عماد الدين: فلم لا يقرءونها ثلاثا بعد الواحدة التي تضمنتها الختمة ليحصل ختمتان
فقال الشيخ الإمام: مقصود الناس تحقيق ختمة واحدة فإن القارئ إذا وصل إليها فقرأها ثم أعادها مرتين كان على يقين من حصول ختمة إما التي قرأها من الفاتحة إلى آخر القرآن وإما ثوابها بقراءة الإخلاص ثلاثا وليس المقصود ختمة أخرى وهذا معنى مليح اهـ
قلت: وفي هذا مثل سابقه تكرار سورة الإخلاص ثلاثا وهو مطلب عام لكنه قيد في وقت خاص وهو أثناء ختم القرآن و هذا لا ينكره السبكي كما اتضح من كلامه هنا
والسبكي في كلامه في كتابه (ضوء المصابيح): بدّع وأنكر بشدة صلاة الرغائب فيفهم أنه- كالعز بن عبد السلام والنووي- يفرق بين استحداث هيئة جديدة وبين تقييد ما ورد مطلقا ببعض الوقت فيمنع الأول و يبيح الثاني
فما رأيكم في ما قلته كله؟
رزقنا الله اتباع السنة بفضله و كرمه
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[08 - 04 - 09, 10:39 م]ـ
بارك الله فيك
اما قراءة القرآن وتكراره فهذا أمر مشروع لايحتاج لدليل أو برهان فكل القرآن له فضائل، وسورة الفاتحة لها فضل خاص، فلو كررها أحد ليحصل على الفضل الخاص بها أو لرقية أو نحوها فلا حرج في ذلك.
أما الخلط بين فعل ابن تيمية رحمه الله في تكرار سورة الفاتحة وبين قول ياحي ياقيوم بين أذان الفجر وصلاته فليس بسديد، فقد سبق بيان ماورد في قول ياحي ياقيوم عن السلف وأنهم متبعون في ذلك وليس ابن تيمية هو الذي فعله ابتداء، وغالب الظن أن لهم أثرا في ذلك كما سبق في الرابط.
أما تكرار سورة الفاتحة بقصد الحصول على فضلها والانتفاع بما فيها من الخيرات فهذا أمر سائغ سواء كان في الصبح أو الظهر أو المساء أو غيرها.
وليس كل من صحب ابن تيمة رحمه الله ذكر ذلك عنه، فقد يستدل على ذلك بكونه قد يفعلها أحيانا ولم يكن مواظبا عليها، والبزار في ترجمته لابن تيمية ذكر بعض الروايات عنه عن بعض من يثق به فيها عجائب وغرائب.
أما العز بن عبدالسلام والنووي والسبكي رحمهم الله فعندهم اضطراب في مسائل العقيدة وبعض الأمور الأخرى، ولاشك في قبول ما وافقوا فيه الصواب والثناء عليهم به، ولكنهم ليسوا من أئمة السلف المقتدى بهم لموافقتهم للأشاعرة والجهمية في بعض الأمور.
أما شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فقد حاز سبقا عظيما في اتباع السلف والمنافحة عن عقيدتهم ومنهجهم فرحم الله الجميع.
واستحداث مصافحة معينة في وقت معين مخالفة لما كان عليه السلف الصالح لم ترد في نص أو في عمل السلف.
ـ[أبو يحيي المصري]ــــــــ[09 - 04 - 09, 12:37 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
إذن تكرار القرآن و تخصيصه بوقت فيه سعة وعليه فلا ينكر ما جاء عن الإمام ابن تيمية من ذلك
فأرجو أن تبين لي وجه إنكار كثير من المشايخ علي من يقرأ "قل هو الله أحد" ثلاثا في جلسة الترويحة وأثناء ختم القرآن
فعلي ما قررتَه أخي الكريم ينبغي ألا ينكر هذان الفعلان لأن هذه السورة لها فضل خاص معلوم وهناك سعة في تخصيصها بوقت كما ذكرتَه
والله تعالي أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/448)
ـ[أبو يحيي المصري]ــــــــ[09 - 04 - 09, 01:23 ص]ـ
وكذلك قول بعض الناس عند استلام الحجر (اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك واتباعا لسنة نبيك) عده كثير من المشايخ بدعة لكنه وارد عن بعض السلف
فإن كانت المواظبة علي قول (يا حي يا قيوم) في الغدوة لا بأس به لوروده عن بعض السلف فكذلك قول (اللهم إيمانا بك ............. ) عند استلام الحجر لا بأس به لوروده عن بعض السلف
فإن كانت المسألتان من باب واحد فما وجه تسويغ واحدة و إنكار الأخري؟
وإن كانت المسألتان بينهما فرق فأرجو بيانه
وأرجو من الجميع المشاركة لمزيد تحرير في هذه المسائل المهمة
والله تعالي أعلم
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[09 - 04 - 09, 06:41 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
إذن تكرار القرآن و تخصيصه بوقت فيه سعة وعليه فلا ينكر ما جاء عن الإمام ابن تيمية من ذلك
فأرجو أن تبين لي وجه إنكار كثير من المشايخ علي من يقرأ "قل هو الله أحد" ثلاثا في جلسة الترويحة وأثناء ختم القرآن
فعلي ما قررتَه أخي الكريم ينبغي ألا ينكر هذان الفعلان لأن هذه السورة لها فضل خاص معلوم وهناك سعة في تخصيصها بوقت كما ذكرتَه
والله تعالي أعلم
فرق بين الأمرين: ابن تيمية جعل الفاتحة من مطلق الذكر وهو الأمر بذكر الله في الصباح
والسبكي جعلها ذكرا مقيدا تابعا للصلاة وهذا بدعة. ولو جعل ابن تيمية الفاتحة ذكرا تابعا للصلاة لكان هذا خطأ.
والسلف في مطلق الذكر كانت لهم أوراد خاصة فقد جاء عن أبي هريرة أن ورده كان كذا وكذا تسبحيه في اليوم
أما من قيد هذه الأذكار بإعداد يعتقد فضلها فهذا لابد من دليل من الشرع كما جاء عن ابن تيمية - رحمه الله - في مسألة (يا حي يا قيوم) فلا تكفي التجربة في ذلك. وابن تيمية نفسه في (الاقتضاء) رد على من واظب على دعاء مجرب لعالم معين وبين أن استحابة الرب قد تكون لحال ذلك العالم لا للفضل ذاك الذكر نفسه و أرشد إلى الأذكار المأثورة
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[09 - 04 - 09, 07:45 ص]ـ
و هذا الرابط في ما يتعلق من ملاحظات على كتاب مدارج السالكين و من ضمنها هذه الملاحظة (تنظر المشاركة رقم 48) و هذا مقتطف منها:
قوله: وسمعته يقول (أي ابن تيمية): من واظب على أربعين مرة كل يوم بين سنة الفجر وصلاة الفجر: ياحي! ياقيوم! لا إله إلا أنت، برحمتك استغيث؛ حصلت له حياة القلب، ولم يمت فلبه. (1/ 592، 3/ 246).
ولا يخفى أن هذا تشريع في الدين بغير دليل! فمن أين له أن من فعل ذلك لم يمت قلبه؟!، قال الشيخ عامر بن علي ياسين [محقق المدارج]: وقد بحثت عن أصل شرعي مقبول لهذا فما وجدت! بل ظاهر كلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله يرجّح أن المسألة دعوى مجردة ليس إلا!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21512
لقد أخطا محمد الفقي رحمه الله كثيرا في تعليقاته على مدارج السالكين وأساء إلى الكتاب وكاتبه
وذهب ينتقد إبن القيم ويستدرك عليه حتى كاد أن يصفه بالتصوف والإبتداع!!
لا تغرنك تعليقاته وتعليقات غيره فما حصل ذلك إلا لنقص علمهم وكمال علم إبن القيم بالنسبة إليهم
هم لا يفهمون كلام إبن القيم ولا يعونه، قد يستخدم إبن القيم بعض العبارات الصوفية لكنه يقصد بها معاني سنية
ومن تفكر في كلامه بان له الحق لا مرية فيه
وهذا يذكرني بأحد المشايخ السلفيين ألّف رسالة عن العلاقة بين التصوف والتشيع فذكر من أئمة الصوفية أبو يزيد البسطامي وسهل التستري والسري السقطي وشيخ الطائفة الجنيد وغيرهم!!! فجعل أئمة أهل السنة هؤلاء صوفية!!، سبحانك هذا بهتان عظيم
قد سبق في مشاركاتي أسئلة لم يجب عليها الأخ الفقيه وفقه الله فلا أدري ما يمنعه؟!
يفرّق بين القرآن والأذكار بغير حجة ولا دليل، يجوز في القرآن ولا يجوز في الذكر والدعاء!! ما الدليل يا شيخنا الكريم؟!
الأخوة بارك الله فيهم يريدون أن ينتقدوا على إبن تيمية فعله ويقولون بدعة وإحداث!!
إبن تيمية الذي علّم الأمة في زمانه وبعده السنة والبدعة هل جهلهما وعلمتموهما أنتم؟!
إيتوني بعالم واحد ممن سبق يوافقكم على ما تقولون وإلا فالصمت والسكوت خير لكم
يا أخوتي (إقتدوا ولا تبتدوا) و (اتبعوا ولا تبتدعوا) واقتدوا بالإمام أحمد إذ قال (لا تتكلم في مسألة ليس لك فيها إمام)
كل هؤلاء الأئمة والعلماء لم ينكروا هذه الأذكار والأدعية وأنكرتموها أنتم؟! هداكم الله لما أضل أولئك الأئمة عنه؟!
(إنّ هذا لشيء عجاب)
أنا لا أستدل على فعل عالم أو عالمين أو تقرير عالم أو إثنين
بل بهذا الإطباق والإجماع من أهل العلم (فليسعكم ما وسعهم)
تفرقون بين الرقى وبين صنيع إبن تيمية؟! بأي حجة أو دليل؟! إلا دعاوى لا دليل عليها
الذي تجيزونه في الرقى يلزمكم إجازته في الدعاء والذكر إذ لا فرق فكلها أدعية وأذكار
وهذا الشيخ إبن باز رحمه الله ومشايخه من قبل يقولون بعلاج السحر والعين بالسدر سبع ورقات .. وإلخ، فأين تجدون هذا في الكتاب والسنة؟! إنما هذه تجارب، فما ثبت منها فهي حق، وكذلك ما فعله شيخ الإسلام
فليلزم كل إمرء قدره (وأنزلوا الناس منازلهم)
لست أقول بعصمة إبن تيمية لكنه قد وافق الحق
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/449)
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[09 - 04 - 09, 10:28 ص]ـ
و لذكر الله أكبر
كم ضيع الإنسان من أوقات في لهو ونسيان و غفلة
و و الله لحري به أن يذكر الله في كل وقت دون انقطاع على مافرط من الخير و ما مافاته من القناطير المقنطرة من الحسنات
و الله الموفق و الهادي إلى سواء الصراط
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[09 - 04 - 09, 12:46 م]ـ
الذي تجيزونه في الرقى يلزمكم إجازته في الدعاء والذكر إذ لا فرق فكلها أدعية وأذكار
وهذا الشيخ إبن باز رحمه الله ومشايخه من قبل يقولون بعلاج السحر والعين بالسدر سبع ورقات .. وإلخ، فأين تجدون هذا في الكتاب والسنة؟! إنما هذه تجارب، فما ثبت منها فهي حق، وكذلك ما فعله شيخ الإسلام
فليلزم كل إمرء قدره (وأنزلوا الناس منازلهم)
لست أقول بعصمة إبن تيمية لكنه قد وافق الحق
والله أعلم
هناك فرق بين التدواي بسبع ورقات سدر فهذا من باب الطب كمن تعالج بسبع حبات بندول للسحر، فالسحر مرض من جملة الأمراض يقتل ويمرض وتنفع معه الأدوية الحسية
بخلاف الذكر المرتب على عدد معين، فمثلا رتب النبي على بعض الأذكار وأعدادها أجور معينة كأذكار الصباح والمساء أو حفظ من أمر معين أو نفع في أمر معين، فمثل هذا لابد له من دليل و لا تكفي التجربة في مثل هذا قال العلامة الألباني في الضعيفة تحت حديث
(إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد: يا عباد الله احبسوا علي، يا عباد
الله احبسوا علي، فإن لله في الأرض حاضرا سيحبسه عليكم) [بعد تخريجه] قال (و سنده ضعيف، لكن قال النووي: إنه جربه هو و بعض أكابر شيوخه ". قلت: العبادات لا تؤخذ من التجارب، سيما ما كان منها في أمر غيبي كهذا الحديث، فلا يجوز الميل إلى تصحيحه بالتجربة!
كيف و قد تمسك به بعضهم في جواز الاستغاثة بالموتى عند الشدائد و هو شرك خالص.
و الله المستعان. و ما أحسن ما روى الهروي في " ذم الكلام " (4/ 68 / 1) أن
عبد الله بن المبارك ضل في بعض أسفاره في طريق، و كان قد بلغه أن من اضطر (
كذا الأصل، و لعل الصواب: ضل) في مفازة فنادى: عباد الله أعينوني! أعين،
قال فجعلت أطلب الجزء أنظر إسناده. قال الهروي: فلم يستجز. أن يدعو بدعاء لا
يرى إسناده ". قلت: فهكذا فليكن الاتباع. و مثله في الحسن ما قال العلامة
الشوكاني في " تحفة الذاكرين " (ص 140) بمثل هذه المناسبة: " و أقول: السنة
لا تثبت بمجرد التجربة، و لا يخرج الفاعل للشيء معتقدا أنه سنة عن كونه مبتدعا
. و قبول الدعاء لا يدل على أن سبب القبول ثابت عن رسول الله صلى الله عليه
وسلم، فقد يجيب الله الدعاء من غير توسل بسنة و هو أرحم الراحمين، و قد تكون
الاستجابة استدراجا ")
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[09 - 04 - 09, 04:26 م]ـ
إنما ذكرت رقية السدر لأنّ فيها القراءة على الماء بعدد معيّن من الآيات لكني إختصرتها لشهرتها
وقول (يا عباد الله إحبسوا) وارد العمل به عن بعض السلف
وليس هو من الإستغاثة بالأموات لأن من فعله من السلف إنما قصد به الملائكة إن كان منهم أحد أو الجن
ومثل هذا من غرق في اليم فجعل يستغيث (أغيثوني أغيثوني) مع علمه أنه ليس عند أحد لكن قصد لعل أحدا يسمعه فيغيثه، فهل يقول أحد إستغاثته هذه شرك أو تؤدي للشرك؟!!
ففعل السلف مثل هذا ولا فرق
والشيخ الألباني رحمه الله له إنتقادات على شيخ الإسلام وعلى إبن القيم وهو فيها مخطئ ويدعي فيها الإتباع للسنة، والحق يقال أنهما أحق منه باتباع السنة وهم أفقه منه وأعلم بل هو لا يبلغ أن يكون تلميذا صغيرا من تلاميذهم رحمه الله ورحمهم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[09 - 04 - 09, 05:45 م]ـ
إنما ذكرت رقية السدر لأنّ فيها القراءة على الماء بعدد معيّن من الآيات لكني إختصرتها لشهرتها
وقول (يا عباد الله إحبسوا) وارد العمل به عن بعض السلف
وليس هو من الإستغاثة بالأموات لأن من فعله من السلف إنما قصد به الملائكة إن كان منهم أحد أو الجن
ومثل هذا من غرق في اليم فجعل يستغيث (أغيثوني أغيثوني) مع علمه أنه ليس عند أحد لكن قصد لعل أحدا يسمعه فيغيثه، فهل يقول أحد إستغاثته هذه شرك أو تؤدي للشرك؟!!
ففعل السلف مثل هذا ولا فرق
والشيخ الألباني رحمه الله له إنتقادات على شيخ الإسلام وعلى إبن القيم وهو فيها مخطئ ويدعي فيها الإتباع للسنة، والحق يقال أنهما أحق منه باتباع السنة وهم أفقه منه وأعلم بل هو لا يبلغ أن يكون تلميذا صغيرا من تلاميذهم رحمه الله ورحمهم
وفقك الله للعلم النافع
أخي الفاضل هذه المسألة قد يصعب عليك فهمها والكلام فيها، ورحم الله امرءا عرف قدر نفسه، لعلك تترك الترجيح بين أهل العلم في مسائل عويصة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
ـ[المعلمي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 07:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أليس هذا يا شيخ عبد الرحمن داخل في " تخصيص وقت بعبادة "؟!
لكن قد يقال أن شيخ الإسلام لم يقصد التعبد بهذا النحو من التخصيص سواء في العدد أو الزمن، كأن يقال أن هذا التخصيص اتفاقي لا تقصدي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/450)
ـ[أبو يحيي المصري]ــــــــ[09 - 04 - 09, 07:59 م]ـ
فرق بين الأمرين: ابن تيمية جعل الفاتحة من مطلق الذكر وهو الأمر بذكر الله في الصباح
والسبكي جعلها ذكرا مقيدا تابعا للصلاة وهذا بدعة ولو جعل ابن تيمية الفاتحة ذكرا تابعا للصلاة لكان هذا خطأ.
أخي أنت تتكلم في نقطة أخري!
السبكي ليس له كلام في قراءة الفاتحة بعد الصلاة ولا في قراءة سورة الإخلاص في جلسة الترويحة و إنما كلامه في قراءة الإخلاص ثلاثا أثناء الختم
وحتي علي التسليم بما قلتَه من أن:
الذكر مطلوب مطلقا في الصباح و جعل ابن تيمية الفاتحة من الذكر وكررها و لا بأس في ذلك
فالذكر مطلوب مطلقا دبر كل صلاة فمن جعل سورة الإخلاص من الذكر وكررها فينبغي ألا ينكر عليه
إذن لا فرق حتي الآن بين المسألتين!
وأرجو مزيد نظر من الجميع لعل الله عز وجل يفتح لنا باب فهم جديد
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[10 - 04 - 09, 02:50 ص]ـ
، لعلك تترك الترجيح بين أهل العلم في مسائل عويصة.
.
وهل في هذه المسألة خلاف بين اهل العلم؟!!
قد سالتك أن تأتي بواحد يوافقك فها أنت تتهرب وأنا أطلب منك الآن أن تثبت الخلاف فيها ولن تستطيع
ثم أنت ترجح عدم مشروعيتها وتأمرني أن لا أرجح!!
لا تجعل بارك الله فيك رأسك برأس شيخ الإسلام فتنقده وتستدرك عليه وتخطؤه
بغير حجة ولا دليل ولا احد من اهل العلم وافقك على ما تذهب إليه
دعوا شيخ الإسلام عنكم وابتغوا أحدا غيره تتصيدون عليه بدعة أو ضلالة
أما شيخ الإسلام رحمه الله فدعوه لمن يعرفه حق معرفته رضي الله عنه وقدّس روحه وضريحه
فما مثله ومثلكم إلا كما قال الشاعر
اعلمه الرماية كل يوم ... فلما اشتد ساعده رماني
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 04 - 09, 09:16 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أليس هذا يا شيخ عبد الرحمن داخل في " تخصيص وقت بعبادة "؟!
لكن قد يقال أن شيخ الإسلام لم يقصد التعبد بهذا النحو من التخصيص سواء في العدد أو الزمن، كأن يقال أن هذا التخصيص اتفاقي لا تقصدي.
أحسنت، بارك الله فيك وجزاك خيرا.
فلو أن رجلا أراد أن يقرأ سورة الفاتحة أو غيرها من السورة في الصباح مثلا لوجود وقت فراغ عنده، ولحاجته إلى ذلك لرقية أو لطلب بركة السورة و نحو ذلك من الأمور المشروعة، كتكرار سورة الإخلاص لكونها ثلث القرآن، ولم يقصد بذلك أنها سنة في هذا الوقت وبهذا العدد، فهو كما تفضلت حفظك الله من كونه اتفاقا لاقصدا.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 04 - 09, 09:32 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
إذن تكرار القرآن و تخصيصه بوقت فيه سعة وعليه فلا ينكر ما جاء عن الإمام ابن تيمية من ذلك
فأرجو أن تبين لي وجه إنكار كثير من المشايخ علي من يقرأ "قل هو الله أحد" ثلاثا في جلسة الترويحة وأثناء ختم القرآن
فعلي ما قررتَه أخي الكريم ينبغي ألا ينكر هذان الفعلان لأن هذه السورة لها فضل خاص معلوم وهناك سعة في تخصيصها بوقت كما ذكرتَه
والله تعالي أعلم
وجزاك الله خيرا وبارك فيك
التخصيص بالوقت هنا ليس من باب اعتباره سنة، وإنما حصل اتفاقا لوجود وقت فراغ مثلا أو لغير ذلك من الأسباب. فلا يعتقد أن فعله هذا في الصباح مثلا أفضل من فعله في الضحى أو في أي وقت آخر غير الأوقات والأماكن الفاضلة شرعا.
وأما تكرار سورة الإخلاص عند الختم أو في أواخر صلاة التراويح أحيانا وعدم اعتبار ذلك سنة فالأمر فيه سعة، ومثل هذه الأمور تكون خاصة بشخص معين يفعلها باجتهاده ويسوغ له ذلك، أما نشرها بين كل من يصلي بالناس التراويح وجعلها سنة والإنكار على من تركها فهذا هو الخطأ.
القصد سلمك الله أن ما جاء عن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله مستنده في ذلك والله أعلم أن بعض السلف كان يفعله وعندهم فيه اثارة من علم أو أنه وقف على أثر مرفوع في ذلك لم نقف عليه، فقد جاء عن الإمام أحمد رحمه الله أنه كان يفعل ذلك، ومعلوم أن الإمام أحمد رحمه الله من اشد الناس حرصا واتباعا للأثر والتحذير من المحدثات، وكذلك كان يفعله الصالحون، فعلى هذا لايقال إن شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله فعله من تلقاء نفسه أو أنه خصص هذا الوقت من عنده بل فعله بأثر.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 04 - 09, 09:45 ص]ـ
وكذلك قول بعض الناس عند استلام الحجر (اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك واتباعا لسنة نبيك) عده كثير من المشايخ بدعة لكنه وارد عن بعض السلف
فإن كانت المواظبة علي قول (يا حي يا قيوم) في الغدوة لا بأس به لوروده عن بعض السلف فكذلك قول (اللهم إيمانا بك ............. ) عند استلام الحجر لا بأس به لوروده عن بعض السلف
فإن كانت المسألتان من باب واحد فما وجه تسويغ واحدة و إنكار الأخري؟
وإن كانت المسألتان بينهما فرق فأرجو بيانه
وأرجو من الجميع المشاركة لمزيد تحرير في هذه المسائل المهمة
والله تعالي أعلم
بارك الله فيك
الدعاء عند استلام الحجر بقول اللهم إيمانا بك وتصديقا بكتابك .... يروى مرفوعا وهو وارد عن عدد من الصحابة رضوان الله عليهم من فعلهم.
والذي يقول ببدعيته قد يكون مستنده ضعف هذه الآثار وعدم صحتها، وعلى هذا يرى أنه بدعة، أو يرى أنها موقوفة على الصحابة ولا حجة إلا في المرفوع، وهذه المسائل فيها نزاع وخلاف، وليس قصدنا هنا بيان حكم هذا الأثر أو الكلام على مسألة الاحتجاج بالموقوفات والتفصيل فيها.
وقد جاء عن الإمام مالك رحمه الله الإنكار على هذا الفعل كما في المدونة، فكأنه لم يثبت عنده.
فليس هناك فرق بين المسألتين من كون مستدنها أمر شرعي.
فقد سبق أن شيخ افسلام رحمه الله فعل هذا الأمر لأثر، والدعاء عند استلام الحجر جاء في الأثر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/451)
ـ[أبو يحيي المصري]ــــــــ[10 - 04 - 09, 05:23 م]ـ
التخصيص بالوقت هنا ليس من باب اعتباره سنة، وإنما حصل اتفاقا لوجود وقت فراغ مثلا أو لغير ذلك من الأسباب. فلا يعتقد أن فعله هذا في الصباح مثلا أفضل من فعله في الضحى أو في أي وقت آخر غير الأوقات والأماكن الفاضلة شرعا.
وأما تكرار سورة الإخلاص عند الختم أو في أواخر صلاة التراويح أحيانا وعدم اعتبار ذلك سنة فالأمر فيه سعة، ومثل هذه الأمور تكون خاصة بشخص معين يفعلها باجتهاده ويسوغ له ذلك، أما نشرها بين كل من يصلي بالناس التراويح وجعلها سنة والإنكار على من تركها فهذا هو الخطأ.
بارك الله فيك أخي الكريم
وضحت مسألة القرآن تماما
إذن فقراءة القرآن يجوز تخصيصها بوقت بشرط:
1 - أن يكون ذلك لتنظيم الأعمال كوجود فراغ مثلا
2 - ألا يعتقد فضلا في هذا الوقت بذاته
3 - ألا يدعو أحدا إلي التزام ما التزمه ولا ينكر علي من لا يفعل مثل ما فعله
4 - ألا يوقعه تخصيصه هذا في مخالفة سنة معلومة كمن يقرأ القرآن في وقت محدد فيتأخر عن صلاة الجماعة مثلا.
لكني أود منك يا أخي أن تبسط الأسباب التي دعت إلي التفرقة بين القرآن والأذكار فلا أخفي عليك يا أخي: أن كثيرا من الناس عندما يحدد لنفسه أذكارا مما وردت به السنة الصحيحة و يحدد لها وقتا معينا فإنه يلتزم بها أما إذا تركها بلا تحديد فتمر الأيام والليالي و هو لا يكاد يلتزم بالأذكار النبوية
فهل يمكن أن يقال في الأذكار ما قلتَه في القرآن مع مراعاة نفس الضوابط؟
أرجو ألا أكون أثقلت عليك لكن هذه المسائل دقيقة و تباحثنا فيها مثمر إن شاء الله تعالي
فقد سبق أن شيخ الإسلام رحمه الله فعل هذا الأمر لأثر، والدعاء عند استلام الحجر جاء في الأثر.
بارك الله فيك هذا ما خطر لي
وعلي كلامك فلا ينكر علي من دعا بهذا الدعاء عند استلام الحجر فهو وارد عن بعض السلف
والله تعالي أعلم
ـ[السدوسي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 06:03 م]ـ
أهل الملتقى الكرام يجب ألا يختلفوا على أن مايقع من أئمتنا دون دليل صحيح صريح مردود مع توقيرهم واحترامهم وإن لم نكن كذلك فلن نستطيع أن نرد على المبتدعة بالحجة والبيان.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 04 - 09, 08:42 م]ـ
أهل الملتقى الكرام يجب ألا يختلفوا على أن مايقع من أئمتنا دون دليل صحيح صريح مردود مع توقيرهم واحترامهم وإن لم نكن كذلك فلن نستطيع أن نرد على المبتدعة بالحجة والبيان.
أسأل اله أن يبارك فيك ويحفظك
لاشك أن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله أو غيه من السلف قد يقع في الخطأ، ولايجوز لأحد أن يبرر خطأه أو يدافع عنه إذا تبين له بطلانه.
أما إذا وجد دليلا له مثل ما سبق في قراءة الفاتحة أو غيرها فلا باس بالدفاع عنه والذب عنه.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[10 - 04 - 09, 09:27 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
وضحت مسألة القرآن تماما
إذن فقراءة القرآن يجوز تخصيصها بوقت بشرط:
1 - أن يكون ذلك لتنظيم الأعمال كوجود فراغ مثلا
2 - ألا يعتقد فضلا في هذا الوقت بذاته
3 - ألا يدعو أحدا إلي التزام ما التزمه ولا ينكر علي من لا يفعل مثل ما فعله
4 - ألا يوقعه تخصيصه هذا في مخالفة سنة معلومة كمن يقرأ القرآن في وقت محدد فيتأخر عن صلاة الجماعة مثلا.
لكني أود منك يا أخي أن تبسط الأسباب التي دعت إلي التفرقة بين القرآن والأذكار فلا أخفي عليك يا أخي: أن كثيرا من الناس عندما يحدد لنفسه أذكارا مما وردت به السنة الصحيحة و يحدد لها وقتا معينا فإنه يلتزم بها أما إذا تركها بلا تحديد فتمر الأيام والليالي و هو لا يكاد يلتزم بالأذكار النبوية
فهل يمكن أن يقال في الأذكار ما قلتَه في القرآن مع مراعاة نفس الضوابط؟
أرجو ألا أكون أثقلت عليك لكن هذه المسائل دقيقة و تباحثنا فيها مثمر إن شاء الله تعالي
بارك الله فيك هذا ما خطر لي
وعلي كلامك فلا ينكر علي من دعا بهذا الدعاء عند استلام الحجر فهو وارد عن بعض السلف
والله تعالي أعلم
بارك الله فيك أخي الكريم
وضحت مسألة القرآن تماما
إذن فقراءة القرآن يجوز تخصيصها بوقت بشرط:
1 - أن يكون ذلك لتنظيم الأعمال كوجود فراغ مثلا
2 - ألا يعتقد فضلا في هذا الوقت بذاته
3 - ألا يدعو أحدا إلي التزام ما التزمه ولا ينكر علي من لا يفعل مثل ما فعله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/452)
4 - ألا يوقعه تخصيصه هذا في مخالفة سنة معلومة كمن يقرأ القرآن في وقت محدد فيتأخر عن صلاة الجماعة مثلا.
لكني أود منك يا أخي أن تبسط الأسباب التي دعت إلي التفرقة بين القرآن والأذكار فلا أخفي عليك يا أخي: أن كثيرا من الناس عندما يحدد لنفسه أذكارا مما وردت به السنة الصحيحة و يحدد لها وقتا معينا فإنه يلتزم بها أما إذا تركها بلا تحديد فتمر الأيام والليالي و هو لا يكاد يلتزم بالأذكار النبوية
فهل يمكن أن يقال في الأذكار ما قلتَه في القرآن مع مراعاة نفس الضوابط؟
أرجو ألا أكون أثقلت عليك لكن هذه المسائل دقيقة و تباحثنا فيها مثمر إن شاء الله تعالي
بارك الله فيك هذا ما خطر لي
وعلي كلامك فلا ينكر علي من دعا بهذا الدعاء عند استلام الحجر فهو وارد عن بعض السلف
والله تعالي أعلم
جزاك الله خيرا وبارك فيك
والمرء يفرح بمدارسة المسائل مع أمثالك من أهل النجابة والفطنة
ولعلنا نبدا بمسالة الدعاء عند استلام الحجر
فقد ذكرت لك سابقا أنه قدر روي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقد روي موقوفا على جمع من الصحابة، فمن أخذ بذلك قاصدا اتباع السنة وما جاء عن الصحابة باعتبار فعلهم حجة فهو متبع للأثر، وإن كان قد يضعفه بعضهم فقد يرى بعضهم تقويه العمل به بما جاء عن الصحابة وإن كان في اسانيدها ضعف إلا أن منهم من يرى أن هذا كافيا للعمل به في الأذكار ونحوها من غير الأحكام.
ومن أنكر ذلك كالإمام مالك فإنما أنكره لعدم ثبوته عنده أو عدم العمل عليه أو غير ذلك.
فالقصد حفظك الله أنه لاحجة فيمن يستدل بعمل السلف في هذه المسألة على جواز تخصيص بعض الأذكار في زمن معين أو مكان معين بدون دليل شرعي.
فبودي حفظك الله أن تترك الاستدلال بمثل هذه الأمور لأنها واردة في نصوص شرعية.
وتكون مناقشة المسألة على ما تفضلت به من بحث جواز تخصيصها بوقت معين وضوابط ذلك.(109/453)
هل أوثر نهي عن التسمي ب وِد
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[07 - 04 - 09, 08:38 م]ـ
السلام عليكم
تسمية البنت بأسم وِد بكسر الواو ما حكمه؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[08 - 04 - 09, 06:27 م]ـ
للرفع
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 11:33 م]ـ
لم يُؤثر نهي في ذلك فيجوز تسمية المولود ذكراً كان أم أنثى به
فالود بضم الواو وكسرها يطلق في اللغة على الصديق والمحب كثير الحب
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[09 - 04 - 09, 01:53 ص]ـ
أثر هكذا ــ أثرـ وليست هكذا ــ أوثر ــ كما كتبها أخونا(109/454)
القاتل بعد العفو
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[08 - 04 - 09, 12:22 ص]ـ
السلام عليكم
هل إذا عفا وليّ المقتول عن القاتل, ثم بعد فترة قتله
هل يُقتل؟
أم لا يُقتل لأنه أخذ بثأره وكان قصاصا؟
مع ذكر الدليل جزاكم الله خيرا
ـ[ابوحمزة المسيلي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 03:00 ص]ـ
إذا كان العفو الى بدل ــ أعني أنه عفا عن الدم وأخذ الديةـ فإن قتله بعد ذلك قتل به وليس للحاكم أن يعفو عنه حتى ولو عفا عنه أولياء المقتول لقوله تعالى: (فمن اعتدى بعد ذلك فله عذاب اليم)،أما إذا كان عفوا بغير عوض ثم قتله فالجمهور على أنه يقتل به لأن القاتل المعفو عنه قد صار محقون الدم بذلك العفو،وذهب بعض أهل العلم الى القول بإسقاط القصاص عنه ولكنه يعزر بما يراه الحاكم لأنه رجع في هبته.
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[08 - 04 - 09, 12:30 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[08 - 04 - 09, 02:34 م]ـ
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فمن قتل بعد العفو أو أخذ الدية فهو أعظم جرما ممن قتل ابتداء، حتى قال بعض العلماء: " إنه يجب قتله حدا ولا يكون أمره لأولياء المقتول " اهـ من كتاب السياسة الشرعية
الرابط:
http://ar.wikisource.org/wiki/%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D8%A9_%D8%A7% D9%84%D8%B4%D8%B1%D8%B9%D9%8A%D8%A9_%D9%81%D9%8A_% D8%A5%D8%B5%D9%84%D8%A7%D8%AD_%D8%A7%D9%84%D8%B1%D 8%A7%D8%B9%D9%8A_%D9%88%D8%A7%D9%84%D8%B1%D8%B9%D9 %8A%D8%A9/5
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[08 - 04 - 09, 07:43 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا عبدالله على هذه الإضافة(109/455)
سؤال عن حديث تزين أم سليم لزوجهل عند وفاة ابنهما
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[08 - 04 - 09, 01:05 ص]ـ
كان ابن لأبي طلحة رضي الله عنه يشتكي فخرج أبو طلحة
44 - وعن أنس رضي الله عنه قال: كان ابن لأبي طلحة رضي الله عنه يشتكي فخرج أبو طلحة فقبض الصبي فلما رجع أبو طلحة قال: ما فعل ابني؟ قالت أم سليم وهي أم الصبي: هو أسكن ما كان فقربت إليه العشاء فتعشى ثم أصاب منها، فلما فرغ قالت: واروا الصبي فلما أصبح أبو طلحة أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره فقال أعرستم الليلة قال نعم قال اللهم بارك لهما فولدت غلاماً فقال لي أبو طلحة احمله حتى تأتي به النبي صلى الله عليه وسلم وبعث معه بتمرات فقال أمعه شيء قال نعم تمرات فأخذها النبي رضي الله عنهم فمضغها ثم أخذها من فيه فجعلها في فى الصبي ثم حنكه وسماه عبد الله متفق عليه وفي رواية للبخاري قال ابن عيينة فقال رجل من الأنصار فرأيت تسعة أولاد كلهم قد قرؤوا القرآن يعني من أولاد عبد الله المولود. وفي رواية لمسلم مات ابن لأبي طلحة من أم سليم فقالت لأهلها: لا تحدثوا أبا طلحة بابنه حتى أكون أنا أحدثه، فجاء فقربت إليه عشاء فأكل وشرب ثم تصنعت له أحسن ما كانت تصنع قبل ذلك فوقع بها، فلما أن رأت أنه قد شبع وأصاب منها قالت: يا أبا طلحة، أرأيت لو أن قوماً أعاروا عاريتهم أهل بيت فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم؟ قال لا فقالت فاحتسب ابنك
قال الشيخ العثيمين فى جواب السؤال الاتى
تجمل أم أنس لزوجها أبى طلحة يدل على القوة وعدم الحزن مع ان هذا يناف العادة فهل هذا موقف قسوم ام موقف ضعف؟
فأجاب لا فهذه تريد معاملة الزوج لا لنفسها انتهى
وقال بن حجر
وكان الحامل لم سليم على ذلك المبالغة فى الصبر والتسليم لأمر الله ورجاء اخلافه عليها ما فات منها اذ لو أعلمت أبا طلحة بالأمر فى أول الحال لتنكد عليه وقته ولم تبلغ الغرض الذى أرادته انتهى
وسؤالى هو
هل الصبر الذى اشار له بن حجر بهذه الطريقة يُحمد لأنه ثبت ان النبى كان يبكى فى مثل ذلك وهو المثل العلى فى الصبر
ثم مامعنى الكلام الملون عليه بالأحمر بالضبط(109/456)
في تسمية المنتوجات بأسماء مزارات الأضرحة وما حكم بيعها واستهلاكها؟
ـ[سمير زمال]ــــــــ[08 - 04 - 09, 01:16 ص]ـ
في حكم تسمية المنتوجات بأسماء مزارات الأضرحة
السؤال:
ما حكمُ تسمية المنتوجات التجارية بأسماء لأهل القبور والأضرحة؟ وما حكم بيعها واستهلاكها؟
الجواب:**الشيخ فركوس **حفظه الله ** ( http://www.ferkous.com/rep/Bq123.php)
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعد:
فلا يجوز تسميةُ المنتوجات التجارية بأسماء أماكن مَزَارات الأضرحة والقبور التي تُقصَد للتبرُّك وتفريج الكروب وشفاء المرضى وتهوين الصِّعاب، ولا وضع شعارات أهل الهوى والبدع عليها ومعتقداتهم الفاسدة، ولا ترويج صور الأضرحة والقِباب لما فيها من تعظيمٍ للشِّرك في الأماكن والأشخاص، وتقديس قبور الصالحين والسلوك بها مسلك الأصنام في أهل الأوثان، وإغراء العوامِّ بِبَرَكَةِ المنتوجات والسِّلع بمثل هذه الصُّور والتسميات، وقتل واجب الإنكار لمظاهر الشِّرك والحوادث بإحلال المنكر محل المعروف ونحو ذلك من المفاسد.
لذلك فإنَّ عقيدةَ المسلم تأبى المشاركة في الترويج والاستهلاك ولو من أجل التسمية إلاَّ ما احتاج المسلم إليه واضطرَّ مع قيام الإنكار وعدم الرضى بذلك.
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 20 ربيع الأول 1430ه
الموافق ل: 17 مارس 2009م
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 08:02 ص]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ فركوس.(109/457)
سؤال حول قضاء الجمعة ظهرا (طاريء)
ـ[وليد بن محمد الجزائري]ــــــــ[08 - 04 - 09, 07:12 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ......
أحد العوام قد فاتته صلاة الجمعة ....
بدأ يتبجج بعذره و هو كونه أخذ جماعة من الأطفال المرضى إلى حديقة التسلية و أذن المؤذن للجمعة فلم يأبه بالذهاب إلى المسجد فصلاها ظهرا أربع ركعات ......
عذره هو كونه كان في فعل خير و خاف على الأطفال .....
للعلم لم يكن أصلا عازما على حضور الجمعة .....
السؤال هل صلاته صحيحة في نفسها مع الإثم ......
أم أنه لا ظهر عليه أي أنه إن صلاه فهو باطل و عليه التوبة فقط .....
أرجو التفصيل فإن هذا الشخص سيذهب معه جماعة كبيرة في المرة القادمة ..... و ربما صلوا الظهر جماعة وقت الجمعة .....
المطلوب كلام أهل العلم مدعم بالأدلة في المسألتين ....
1_هل عذره يعتبر عذر شرعا.
2_هل على من فاتته صلاة الحمعة عمدا من غير عذرا أن يصلي الظهر أم لا مع التفصيل.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 08:00 ص]ـ
أما عذره فعذر لا قيمة له شرعا، والأعذار المبيحة للتخلف عن الجماعة مبسوطة في كتب الفقهاء.
وأما من تعمد تفويت الجمعة فإنه يلزمه أن يصلي ظهرا، فالظهر عبادة مستقلة وليست بدلا عن الجمعة، وصاحبك صلاته صحيحة، مع الإثم لتخلفه عن الجمعة دونما عذر.
والله أعلم.
ـ[وليد بن محمد الجزائري]ــــــــ[08 - 04 - 09, 09:42 ص]ـ
بارك الله فيك أخي .....
هل ممن مزيد مشاركات ......(109/458)
أكتب بحوث من إعداد الطالبات فهل علي إثم؟
ـ[شيخة باقيس]ــــــــ[08 - 04 - 09, 07:45 ص]ـ
من المتعارف عليه كثرة طلبات المعلمات من الطالبات وأكثرها تكون عبارة عن بحوث ومطويات ولوحات ومجسمات، ولإن بعض الطالبات ليس لديهن وقت أو ميول يقمن بتكليفي بإعدادها، فهل علي إثم في كتابة: من إعداد الطالبة ..
علماً بأنها لا تشاركني في الجهد شيء؟
حيث أنه ناقشتني أختاً لي في الله أن هؤلاء الطالبات يحصلن على درجات نتيجة هذه المشاركات، وأخشى أن أكون قد ساعدتهن في الحصول عليها بدون إجتهاد منهن؟
أرجوا إفادتي ولكم خير الجزاء
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[08 - 04 - 09, 08:15 ص]ـ
سؤال موجه إلى اللجنة الدائمه
س: إنني أعمل بمكتبة قرطاسية، ويأتيني بعض الطلبة من المدارس المتوسطة والثانوية، ويطلبون مني عمل بحوث في بعض المواد أو المواضيع التي يطلب منهم مدرسوهم بالمدرسة؛ تحت دعوى أن ليس عندهم وقت، أو أن ليس لديهم مراجع للبحث، وأقوم بعمل تلك البحوث لهم مقابل أجر نقدي، وقد تكلم معي بعض الإخوة الصالحين وقال لي: إن ذلك لا يجوز؛ حيث إنه يعد من باب الغش، وقد سألت بعض مشايخنا، فأفتاني بعضهم بأن ذلك ليس به شيء؛ حيث إن المدرسين يعلمون بذلك، ويعطونهم الدرجات على ذلك، وكذلك إن هذه البحوث لا تتضمن أمورا تخالف العقيدة الصحيحة، وإنها في مواد ليست شرعية، كالاقتصاد والإدارة وغيرها، ولما رأيت أن في الأمر اختلاف بين رافض ومحرم لذلك الأمر وبين مؤيد له؛ قلت: يجب أن أرسل لسماحتكم أستفتيكم في هذه المسألة، ورغبة منا أن يكون كسبنا حلالا.
الجواب: عمل البحث المطلوب من الدارس في المدارس الحكومية أو غيرها واجب دراسي، له أهداف: من تمرين الطالب على البحث، والتعرف على المصادر، ومعرفة مدى قدرته على استخراج المعلومات، وترتيبها .. إلى آخر ما يهدف إليه طلب إعداد البحث؛ لهذا فإن قيام بعض المدرسين أو غيرهم بذلك نيابة عن الطالب، مقابل أجرة أو بدون أجرة، هو عمل محرم، والأجرة عليه كسب حرام؛ لما فيه من الغش والكذب والتزوير، وهذا تعاون على الإثم، والله سبحانه يقول: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ} وقال صلى الله عليه وسلم: «من غشنا فليس منا»، والخلاصة: إنه لا يجوز للطالب الاستنابة في عمل البحث عنه، ولا يجوز لأحد عمله نيابة عنه في السر، ولا أخذ الأجرة عليه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(12/ 204)
ـ[شيخة باقيس]ــــــــ[08 - 04 - 09, 08:34 ص]ـ
محمد بن فهد
جزاك الله خير الجزاء
وبارك الله في نقلك للفتوى
أود معرفة إذا كان العمل للمعلمة وليس للطالبة
بمعني مساعدتها في إنجاز مهامها المكلفة بها
مثل تنسيق الفصول والأركان واللوحات الفنية والأنشطة اللامنهجية
هل يدخل هذا أيضاً في دائرة الحكم السابق؟(109/459)
صلاة النَوافِل جَهراً
ـ[أحمد أبو حفصة]ــــــــ[08 - 04 - 09, 08:55 ص]ـ
هَل يَجُوز أَن أُصَلي صَلاة النافِل مِن غَير قِيام اللَيل مِثل الرَواتِب جَهراً لا سِراً أَو مَرَةً هَكَدَا وَمَرَةً هَكَذَا
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 09:33 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=160394&highlight=%DA%CC%E3%C7%C1(109/460)
قواعد هامة عامة في أصول المنهج الشيخ / محمد حسين يعقوب (حفظه الله)
ـ[سمير زمال]ــــــــ[08 - 04 - 09, 05:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
منقول من موقع الشيخ / محمد حسين يعقوب (حفظه الله)
إنَّ الحمد لله نحمده تعالى، ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.
اللهم صلّ على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
ـ أما بعد ـ
أخي في الله،،،
قد آذن الركب بالرحيل، ومازلت أراك حائرًا، تتعثر خطاك، تقول: كيف السبيل؟ كيف أطلب العلم؟ من أين أبدأ؟
وإنْ كان مضى طرفٌ من ذلك عارضًا فيما مرَّ، فذا أوان بيانه، فامضِ بإذن الله موفقًا، واللهَ أسأل أن يرزقنا الصدق والإخلاص في القول والعمل، وأنْ يكتب لنا الصواب ويجنبنا الزلل، إنَّه ولي ذلك والقادر عليه.
أيها المتفقه،،،
لابد لك من منهجين يمضيان معًا، لا ينفك أحدهما عن الآخر؛ منهج في تلقي العلوم الشرعية، ومنهج في التربية، فأنت تعلم أنَّ أصول المنهج ثلاثة: التوحيد والاتباع والتزكية.
قال الله تعالى: {رَبَّنَا وَابْعَثْ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِكَ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَيُزَكِّيهِمْ إِنَّكَ أَنتَ العَزِيزُ الحَكِيمُ} البقرة/129.
وقال تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُواْ مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِين} آل عمران/164.
وقال جل وعلا: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِّنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ} الجمعة/2.
فرسالة الأنبياء وورثتهم من بعدهم تتناول تلك الجوانب الثلاثة، فلابد من علم وعمل ودعوة، لابد من تزكية للنفوس وشحذ للعقول، والمنهج الذي لا يراعي هذه الجوانب الثلاثة منهج يجانب الصواب.
قواعد هامة عامة في أصول المنهج:
1) لقبول العبادة شرطان: الإخلاص ومتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم: قيل: (قولوا لمن لم يك مخلصاً: " لا تتعنّ ").
فلذلك؛ حرر الإخلاص، واجتهد في ذلك، واحرص على أن يكون عملك لله وحده لا رياء الناس، ولا شهوة، ولا هوى وحظ نفس، ولا لطلب الدنيا والعلو فيها، والأمر يحتاج إلى جهاد وصبر ومثابرة.
2) قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " من عَمِل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد " صحيح مسلم_1718.
فلا تتعبد إلا بالوارد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وبفهم السلف لأصول العبادات، ولا تبتدع في دينك، فالبدعة شر من المعصية.
3) التدرج أصل في هذا المنهج فأوغل في الدين برفق، وراع فقه النفس، ولا تحملها فوق طاقتها فتستحسر وتترك، ولكن لا يكون التدرج تكأة للتفريط، ولا مدعاة للكسل، ولا سبيلاً لسقوط الهمة وعدم طلب الأعلى والأكمل والأفضل. قال ابن الجوزي: (للنفس حظ، وعليها حق، فلا تميلوا كل الميل، وزنوا بالقسطاس المستقيم).
4) والصبر أصل آخر؛ فلا تظن أنك ستجد قرة العين في الصلاة من أول مرة، أو تستشعر حلاوة ولذة القيام في البداية، أو تجد الخشوع والدموع عند تلاوة القرآن منذ الآية الأولى، كلا ولا، فالأمر يحتاج إلى صبر وصدق ومعاناة.
قال بعض السلف: (عالجت قيام الليل سنة، ثم تمتعت به عشرين سنة) فاصبر سنة وسنوات لتنال الرتب العالية.
5 - المجاهدة والمعاناة أصل مع الصبر والاصطبار؛ قال بعض العلماء: (من أراد أن تواتيه نفسه على الخير عفواً، فسينتظر طويلاً، بل لابد من حمل النفس على الخير قهراً). وهذا هو الحق المطلوب؛ أن يحمل الإنسان نفسه على الخير حملاً.
قال بعض السلف: (عودوا أنفسكم على الخير، فإن النفوس إذا اعتادت الخير ألفته) جاهد نفسك لعمل الخير، جاهد نفسك لتحقيق الإخلاص، جاهد نفسك لتحسين العمل، جاهد نفسك للارتفاع بمستوى إيمانك، جاهد نفسك لتكون من المتقين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/461)
6 - تدرب ذهنياً على العبادات قبل أدائها؛ بمعنى أنك ينبغي أن تقرأ عن الصلاة، وفضل قيام الليل، وجزاء الصائمين القائمين، وعاقبة المتصدقين قبل أداء هذه العبادات، وكذلك قراءة أحوال النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة والصالحين لتكوين صورة لهذه العبادات ذهنياً، واستشعارها قلبياً، ثمَّ الدخول في هذه العبادات بهذا التصور، فيكون الأمر أسلم وأدعى لتحصيلها على أحسن صورها وأكمل أحوالها.
7 - لا تستخف بقدراتك وكن مستعداً للمجازفة.
إنَّ عدم المجازفة نتيجة الخوف من الفشل عائق للنجاح، إنَّ العبد الرباني هو الذي يعتمد على الله ويتوكل عليه، ثم يحزم أمره، وينطلق في عمله.
قال الله تعالى: {وإذا عزمت فتوكل على الله} آل عمران/159
وقال جل وعلا: {فإذا عزم الأمر فلو صدقوا الله لكان خيراً لهم} محمد/21
أنت قوي فتوكل على الله، وأنت تستطيع الكثير، ولست أقل ممَّن وصلوا إلى المراتب العليا في العلم والعمل. بقي لك الصدق والتوكل، ثمَّ إذا أخفقت أو فشلت، فأعمل فكرك كيف تجنب نفسك الإخفاق مرة أخرى.
8 - اطلب النتيجة لا الكمال.
إنَّ المسلم الحكيم هو الذي يطلب النتيجة الصحيحة عبر مقدماتها الصحيحة دون أن يبالغ في مطلبه، فينزع إلى اشتراط الكمال في مواهبه، فإذا وجد قصوراً في نفسه ـ وهو لا شك واجد ـ سارع إلى إصلاحه، واجتهد في تصحيحه، وليس شرطاً أن يصير صحيحاً مائة في المائة، لابد من قصور (فاستمتع بها على عوج).
إنَّ الانشغال بتحسين نتائج العمل خير ألف مرة من اشتراط الكمال في الأعمال، لأن ذلك مثبط عن الأعمال، ودافع إلى الانقطاع والاستحسار.
9) تكامل الشخصية الإيمانية بتكامل أعمال الإيمان.
قالوا: (لو أنَّ للنفوس بصمات لكانت أشد اختلافاً من بصمات الأصابع). ومن ثمَّ؛ فليس كل علاج موصوفاً يناسب جميع النفوس، وقد علم فاطر النفوس سبحانه أنَّ خلقه هكذا، فجعل مراضيه سبحانه متعددة، تناسب إمكانات النفوس وطاقاتها وقدراتها، فشرع سبحانه الصيام والصلاة، والذكر والصدقة، والقرآن وخدمة المسلمين، وطلب العلم وتعليم الناس، والحج والعمرة .. كل من هذه العبادات وعشرات غيرها منها فرائض ومنها نوافل، وجعل سبحانه الفرائض بقدر ما لا يشق على النفوس، ثمَّ فتح الباب في النوافل يستزيد منها من يشاء، ولا حرج على فضل الله، فقم بالفرائض فأدِّها كما ينبغي، ثمَّ اعمد إلى النَّوافل فاستزد ممَّا تجد في نفسك رغبة وهمة إليه.
قال الله في الحديث القدسي: {وما تقرب إليَّ عبدي بشيءٍ أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليَّ بالنوافل حتى أحبه} رواه البخاري_6502، فزد في النوافل قدر ما تستطيع، ولكنّ لكل نفس باباً يفتح لها من الخير، تلج فيه إلى منتهاه.
قال ابن مسعود ـ رضي الله عنه ـ: "أنا لا أصوم ـ يعني النوافل ـ لأن الصوم يضعفني عن الصلاة، وأنا أفضِّل الصلاة على الصيام".
هذا المنهج يناسب ـ إن شاء الله تعالى ـ جميع النفوس، حاولت أن أستوعب فيه جميع جوانب العبادة، ولكن إذا وجدت من نفسك همة ونشاطاً في جوانب العبادة فاسلكه، ولا تتوان وزد فيه، ولا تتأخر لعل الله يجعل فيه زكاة نفسك، والتزم جميع الجوانب بقدر الإمكان، فإنها مكملات لشخصيتك الإيمانية.
10 - المتابعة أم المداومة والاستمرار أبو الاستقرار.
لابد لك من شيخ متابع، أو أخ كبير معاون، أو على الأقل زميل مشارك، لا تكن وحدك: "فإنَّما يأكل الذئب القاصية" حسنه الألباني في صحيح الجامع5701، فليكن لك شيخ يتابعك إيمانياً، كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتابع أصحابه يومياً فيقول: "من أصبح منكم اليوم صائماً؟ من أطعم اليوم مسكيناً؟ من عاد اليوم مريضاً؟ " صحيح مسلم_1028.
وقد أمره ربه بذلك في أصل أصول التربية فقال:
{واصْبرْ نَفْسَكَ مَعَ الّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بالْغدَاة والْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ} الكهف/28. فابحث لك عن شيخ وبالإخلاص ترزق، وابحث عن أخ كبير تستشيره، فهو ذو خبرة سابقة تنفعك، وائتلف مجموعة من الإخوة الأقران يكونون عوناً لك على طاعة الله ورسوله، فتكونون: {كَزَرْعٍ أخْرَجَ شَطْأهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِم الْكُفَّارَ} الفتح/29.
11 - لا تمنن تستكثر
اعلم ـ أخي ـ رزقني الله وإياك الإخلاص في القول والعمل والسر والجهر، أنَّ التحدث بالعمل لا يخلو من آفات، فإمَّا أن يكون إظهار العمل للرياء والفخر والسمعة فيحبط عملك أو تحسد. فالإيمان يتعرض للحسد فتحصل الانتكاسة، فاكتم عملك، وأسرَّ بقرباتك، ولا تحدث بطاعاتك تسلم.
ونصيحة أخرى: إنَّك لا تدري أي أعمالك حاز القبول، ونلت به الرضا، فمهما كثر عملك، فلتكن على وجل خوفَ الرد وعدم القبول أو حَذر الحسد وإفساد الأحوال، ولا تفتر فتهلك.
نعوذ بالله من تكدير الصافي، ونسأل الله السلامة والمسامحة.(109/462)
من هم العلماء و الدعاة المفتين عبر الشبكة الإسلامية؟
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[08 - 04 - 09, 10:49 م]ـ
سؤالي
من هم العلماء الذين يفتون في الشبكة الإسلامية؟
ما هي أسماءهم؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[09 - 04 - 09, 01:02 ص]ـ
لعلك تجد على هذا الرابط بغيتك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=75801(109/463)
الفوزان: الجمع من أجل الغبار من محدثات الشباب!!!
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[09 - 04 - 09, 01:10 ص]ـ
أفاد العلامة الشيخ صالح الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
أنه ماورد في الجمع من أجل الغبار شيء ولم ير أن أحداً فعله
وأن هذا من محدثات الشباب ..
وسئل عن إعادة صلاة من جمع من أجله؟؟
فأجاب:
إن أعاد فهو أبرأ للذمة.
درس مغرب يوم الأحد 9/ 4/1430هـ
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[09 - 04 - 09, 01:37 ص]ـ
أفاد العلامة الشيخ صالح الفوزان
عضو هيئة كبار العلماء
أنه ماورد في الجمع من أجل الغبار شيء ولم ير أن أحداً فعله
وأن هذا من محدثات الشباب ..
وسئل عن إعادة صلاة من جمع من أجله؟؟
فأجاب:
إن أعاد فهو أبرأ للذمة.
درس مغرب يوم الأحد 9/ 4/1430هـ
بارك الله فيك ...
ولكن الجمع غير القصر فالقصر ليس له إلا سبب واحد وهو السفر ...
وأما الجمع فأسبابه كثيرة, فإذا وجدت المشقة العامة, بحيث لايتمكّن من حضور الصلاة إلا بمشقة شديدة فلماذا لا نجمع, والأمر ليس من محدثات الشباب كما قال شيخنا نفع الله به الأمة وكشف الله به الغمة ...
حيث أن بعض الناس يمرض فعلاً بسبب الغبار الذي حصل وأنا لا أخالف شيخنا ... بل أسأل الله أن يوفقه ويسدده ...
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[09 - 04 - 09, 03:19 ص]ـ
او ليس الجمع عام لكل من اراد الصلاة اما من كان يشق عليه الحضور للصلاة بسبب الغبار وتعذر عليه ذلك فلعله معذور بترك الجماعة اما التعميم على كل احد بالجمع ففيه نظر والرأي لكبار علمائنا
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 04 - 09, 03:25 ص]ـ
أنعم وأكرم بالعلامة الفوزان, ولكن أفتى ابن تيمية قبله بالجمع للغبار بضوابط!!
ـ[أبو لجين]ــــــــ[09 - 04 - 09, 04:27 ص]ـ
هل لو كان هناك غبار شديد جماعة أصلاً؟
وهل من السنة أن يقول المؤذن بدلاً من حي على الصلاة (صلوا في بيوتكم) أو (الصلاة في البيوت)؟
ـ[الجبرتي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 04:34 ص]ـ
أنعم وأكرم بالعلامة الفوزان, ولكن أفتى ابن تيمية قبله بالجمع للغبار بضوابط!!
لكن أخي الكريم لو ذكرت كلام ابن تيمية لتعم الفائدة والله الموفق.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - 04 - 09, 05:43 ص]ـ
لقد قرأتُ موضوعا أظنه للأخ الفاضل: (المسيطر) ذكر قول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في ذلك، بحثت عنه؛ لأضعه هنا، ولا أدري أين هو!
ـ[محمد الدلمي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 06:43 ص]ـ
لقد قرأتُ موضوعا أظنه للأخ الفاضل: (المسيطر) ذكر قول الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في ذلك، بحثت عنه؛ لأضعه هنا، ولا أدري أين هو!
ماذا يقول السادة العلماء في حكم الجمع بين الصلاتين لأجل الغبار الشديد؟
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى:
الثاني:
قوله: «ووحل» الوحل: الزلق والطين؛ فإذا كانت الأسواق قد ربصت من المطر فإنه يجوز الجمع، وإن لم يكن المطر ينزل، وذلك لأن الوحل والطين، يشق على الناس أن يمشوا عليه.
وعلم من قوله: بين العشائين أنه لا يجوز الجمع بين الظهرين لهذه الأسباب وهو المذهب. والراجح أنه جائز لهذه الأسباب وغيرها بين الظهرين والعشائين عند وجود المشقة بترك الجمع، كما يفيده حديث ابن عباس رضي الله عنه.
الثالث:
قوله: «وريح شديدة باردة» اشترط المؤلف شرطين للريح:
1 ـ أن تكون شديدة.
2 ـ وأن تكون باردة.
وظاهر كلامه: أنه لا يشترط أن تكون في ليلة مظلمة، بل يجوز الجمع للريح الشديدة الباردة في الليلة المقمرة أيضاً.
فإذا قال قائل: ما هو حد الشدة والبرودة؟
فالجواب على ذلك: أن يقال: المراد بالريح الشديدة ما خرج عن العادة، وأما الريح المعتادة فإنها لا تبيح الجمع، ولو كانت باردة، والمراد بالبرودة ما تشق على الناس.
فإن قال قائل: إذا اشتد البرد دون الريح هل يباح الجمع؟ قلنا: لا لأن شدة البرد بدون الريح يمكن أن يتوقاه الإِنسان بكثرة الثياب، لكن إذا كان هناك ريح مع شدة البرد فإنها تدخل في الثياب، ولو كان هناك ريح شديدة بدون برد فلا جمع؛ لأن الرياح الشديدة بدون برد ليس فيها مشقة، لكن لو فرض أن هذه الرياح الشديدة تحمل تراباً يتأثر به الإِنسان ويشق عليه، فإنها تدخل في القاعدة العامة، وهي المشقة، وحينئذٍ يجوز الجمع.
فإذا قال قائل: ما الدليل على اختصاص الجمع للريح الشديدة والمطر والوحل بالعشائين.
قلنا: الدليل أن الرسول صلّى الله عليه وسلّم: «جمع بين العشائين في ليلة مطيرة» [(568)] ولكن هذا الحديث فيه نظر، والذي رواه النجاد، وليس البخاري كما في بعض نسخ الروض.
وأيضاً كونه جمع في ليلة مطيرة لا يمنع أن يجمع في يوم مطير، لأن العلة هي المشقة، ولهذا كان القول الصحيح في هذه المسألة: أنه يجوز الجمع بين الظهرين لهذه الأعذار، كما يجوز الجمع بين العشائين، والعلة هي المشقة، فإذا وجدت المشقة في ليل أو نهار جاز الجمع.
فأسباب الجمع هي: السفر، والمرض، والمطر، والوحل، والريح الشديدة الباردة، ولكن لا تنحصر في هذه الأسباب الخمسة، بل هذه الخمسة التي ذكرها المؤلف كالتمثيل لقاعدة عامة وهي: المشقة، ولهذا يجوز الجمع للمستحاضة بين الظهرين، وبين العشائين لمشقة الوضوء عليها لكل صلاة، ويجوز الجمع أيضاً للإِنسان إذا كان في سفر وكان الماء بعيداً عنه، ويشق عليه أن يذهب إلى الماء ليتوضأ لكل صلاة، حتى وإن قلنا بعدم جواز الجمع في السفر للنازل، وذلك لمشقة الوضوء عليه لكل صلاة.
المصدر:
المكتبة المقروءة: الفقه: الشرح الممتع على زاد المستقنع - المجلد الرابع
http://www.ibnothaimeen.com/all/book...le_18060.shtml (http://www.ibnothaimeen.com/all/books/article_18060.shtml)
استفدناه من الأخ
عبدالملك ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=17493)
وفقه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/464)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - 04 - 09, 07:35 ص]ـ
نعم نعم هذه هي المشاركة - فتح الله عليك - ..
وربما سبب اختلاط الأمر عندي في صاحب الموضوع الأصلي، أن الأخ " المسيطر " - وفقه الله - أحالنا على هذا الرابط ..
معذرة أخي الفاضل، فإنك قد وضعت الملف الشخصي لأخينا (عبد الملك)، ولم تضع موضوعه ..
تفضل، هذا هو الموضوع ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=140808
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 04 - 09, 08:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
قد يقصد الشيخ صالح وفقه الله التساهل الشديد في الجمع عند رؤية الغبار اليسير.
وهذا رابط قد يفيد:
جمع الصلاة لأجل الريح الشديدة التي تحمل ترابا. ( http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96935)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[09 - 04 - 09, 10:06 ص]ـ
الحمد لله، ذاكرتي على ما يرام!(109/465)
هل يسن صوم أيام السود؟
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[09 - 04 - 09, 06:21 ص]ـ
حاشيتا قليوبي - وعميرة - (ج 5 / ص 397)
.
قَوْلُهُ: (الثَّالِثَ عَشَرَ) أَيْ فِي غَيْرِ ذِي الْحِجَّةِ لِأَنَّهُ مِنْ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ فَيُبَدَّلُ بِالسَّادِسِ عَشَرَ مِنْهُ.
قَوْلُهُ: (لِأَنَّهَا تَبْيَضُّ إلَخْ) فَحِكْمَةُ صَوْمِهَا شُكْرُ اللَّهِ تَعَالَى عَلَى هَذَا النُّورِ الْعَظِيمِ وَيُنْدَبُ صَوْمُ أَيَّامِ اللَّيَالِيِ السُّودِ، وَهِيَ الثَّامِنُ وَالْعِشْرُونَ وَتَالِيَاهُ وَسُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِأَنَّهَا تَسْوَدُّ بِالظُّلْمَةِ مِنْ عَدَمِ الْقَمَرِ مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ إلَى آخِرِهِ فَحِكْمَةُ صَوْمِهَا طَلَبُ كَشْفِ تِلْكَ الظُّلْمَةِ الْمُسْتَمِرَّةِ وَتَزْوِيدُ الشَّهْرِ الَّذِي عَزَمَ عَلَى الرَّحِيلِ بَعْدَ كَوْنِهِ كَانَ ضَيِّقًا.
وَيُسَنُّ صَوْمُ السَّابِعِ وَالْعِشْرِينَ مَعَهَا احْتِيَاطًا لِنَقْصِ الشَّهْرِ فَإِنْ لَمْ يَصُمْهُ وَنَقَصَ الشَّهْرُ أَبْدَلَهُ مِنْ أَوَّلِ الشَّهْرِ بَعْدَهُ، وَعَلَى هَذَا هَلْ يُطْلَبُ لِهَذَا الشَّهْرِ ثَلَاثَةُ أَيَّامٍ أُخْرَى أَوْ أَنَّهُ يَكْفِي لِلشَّهْرَيْنِ رَاجِعْهُ، وَيُنْدَبُ صَوْمُ ثَلَاثَةِ
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[13 - 04 - 09, 11:34 ص]ـ
.....(109/466)
حديث (من هم بحسنة فلم يعملها ... )
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[09 - 04 - 09, 07:27 ص]ـ
عن ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال: (إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بين ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله عنده حسنة كاملة وإن هم بها فعملها كتبها الله سيئة واحدة) رواه البخاري ومسلم.
هل تكتب الحسنات لمن همّ بفعلها ثم تركها لهوى فى نفسه؟ كرجل أراد أن يتصدق .. ثم بعدما قام و همّ بالفعل جاءه شيطانه فثبطه فلم يفعل.
أم أنه يجب أن يكون ترك الفعل عن عذر شرعى كوجود حائل منع من فعل الحسنة؟
جزاكم الله خيرا(109/467)
الفوائد العلمية من مجموع فتاوى شيخ الإسلام إبن تيمية (المجلد الخامس)
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[09 - 04 - 09, 07:56 ص]ـ
(1)
(وفرعون ملك مصر - وفي نسخة: ملك القبط الكفار - هو إسم جنس لا اسم علم)
5/ 21
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[09 - 04 - 09, 07:57 ص]ـ
(2)
المنحرفون عن طريق السلف ثلاث طوائف:
1 - أهل التخييل: وهم الفلاسفة ومن تبعهم وهم يقولون إن ما أخبر به الرسول صلى الله عليه وسلم من الإيمان بالله واليوم الآخر إنما هو تخييل للحقائق لينتفع به الخلق.
2 - أهل التأويل: وهم المؤولة.
3 - أهل التجهيل: وهم الذين يقولون لم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعون يعرفون معاني تلك النصوص.
5/ 31 - 34
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[09 - 04 - 09, 07:57 ص]ـ
(3)
(أبو نعيم الأصفهاني سلفي العقيدة)
5/ 60
يصف الشيخ الحارث المحاسبي ب (الإمام)
5/ 65
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[09 - 04 - 09, 07:58 ص]ـ
(4)
(وهو معكم أينما كنتم) (دل ظاهر الخطاب على أن حكم هذه المعية ومقتضاها أنه مطلع عليكم شهيد عليكم ومهيمن علام بكم)
5/ 103
(لاتحزن إنّ الله معنا) (دلّت الحال على أنّ حكم هذه المعية هنا معية النصر والإطلاع والتأييد)
5/ 104
(فرق بين المعية ومقتضاها وربما صار مقتضاها من معناها فيختلف باختلاف المواضع)
5/ 104
(علمه بهم من لوازم المعية)
5/ 127
دلّت هذه النقول العظيمة عن شيخ الإسلام رحمه الله على أنّ ما ورد عن السلف من تفسيرهم معية الله لخلقه ب (العلم) أنه ليس تفسيرا لحقيقة المعية بل لمقتضاها وحكمها ولازمها وأثرها، أمّا حقيقة المعية فهو ما قرّره شيخ الإسلام في الواسطية من أنّ الله معنا حقيقة كما أنه على العرش حقيقة، من غير إختلاط وامتزاج بين الخالق والمخلوق.
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[09 - 04 - 09, 07:58 ص]ـ
(5)
(والله يعلم أني بعد البحث التام ومطالعة ما أمكن من كلام السلف ما رأيت كلام احد منهم يدل لا نصا ولا ظاهرا ولا بالقرائن على نفي الصفات الخبرية في نفس الأمر، بل الذي رأيته أنّ كثيرا من كلامهم يدل إما نصا وإما ظاهرا على تقرير جنس هذه الصفات، ولا أنقل عن كل واحد منهم إثبات كل صفة بل الذي رأيت أنهم يثبتون جنسها في الجملة وما رأيت أحدا منهم نفاها)
5/ 109 - 110
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[09 - 04 - 09, 07:59 ص]ـ
(6)
(جماع الأمر أن الأقسام الممكنة في آيات الصفات وأحاديثها ستة أقسام كل قسم عليه طائفة من أهل القبلة:
قسمان يقولان تجري على ظواهرها
وقسمان يقولان هي على خلاف ظاهرها
وقسمان يسكتون)
فالأولون المشبهة والسلف
والآخرون المؤولة والقائلون الله أعلم بما أراد بها لكنا نعلم أنه لم يرد بها صفة خارجية
والأواخر الواقفة والقائلون يجوز أن يكون ظاهرها اللائق بجلال الله ويجوز أن لا يكون صفة لله.
5/ 113 - 117
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[09 - 04 - 09, 08:00 ص]ـ
(7)
((ونحن أقرب إليه من حبل الوريد) هو قرب ذوات الملائكة وقرب علم الله)
5/ 129
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[09 - 04 - 09, 08:00 ص]ـ
(8)
(تفتيح أبواب الجنة وتغليق أبواب النار وتصفيد الشياطين إذا دخل شهر رمضان إنما هو للمسلمين الذين يصومون رمضان لا الكفار الذين لا حرمة لهم)
5/ 131
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[09 - 04 - 09, 08:01 ص]ـ
(9)
(الصواب قول السلف أنه ينزل ولا يخلو منه العرش)
5/ 132
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[09 - 04 - 09, 08:02 ص]ـ
(10)
السماوات كرّية والعرش مقبّب.
5/ 150
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 09:29 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:14 ص]ـ
بارك الله فيك
وفيك بارك الله وجزاك خيرا
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:14 ص]ـ
(11)
الإختلاف الثابت عن الصحابة والتابعين في تفسير القرآن أكثره لا يخرج عن وجهين:
الأول: أن يُعبّر كل واحد منهم بعبارة غير عبارة صاحبه.
الثاني: أن يذكر كل واحد منهم بعض أنواعه أو أعيانه على سبيل التمثيل.
5/ 160 - 161
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:15 ص]ـ
(12)
(الحقيقة هو اللفظ المستعمل فيما وضع له، وقد يراد المعنى الموضوع للفظ الذي الذي يستعمل اللفظ فيه)
5/ 200
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:15 ص]ـ
(13)
(قال بعض كبار أصحاب الشافعي في القرآن ألف دليل أو أزيد تدل على أن الله عال على الخلق وأنه فوق عباده. وقال غيره فيه ثلاثمائة دليل تدل على ذلك)
5/ 226
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:16 ص]ـ
(14)
(المعية لا تدل على الممازجة والمخالطة، وكذلك لفظ القرب)
5/ 229
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:17 ص]ـ
(15)
(القرب كله خاص وليس في الكتاب والسنة قط قرب ذاته من جميع المخلوقات في كل حال)
5/ 240
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:17 ص]ـ
(16)
(وقال الشافعي: حكمي في أهل الكتاب أن يُضربوا بالجريد والنعال ويطاف بهم في العشائر ويُقال هذا جزاء من ترك الكتاب والسنة وأقبل على الكلام.
قال أبو يوسف القاضي: من طلب الدين بالكلام تزندق.
قال أحمد: ما ارتدى أحد بالكلام فأفلح.
قال بعض العلماء: المعطل يعبد عدما والممثل يعبد صنما، المعطل أعمى والممثل أعشى، ودين الله بين الغالي فيه والجافي عنه)
5/ 261
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/468)
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:20 ص]ـ
(17)
(إثبات ذات مجردة عن جميع الصفات أمر يقدره الذهن وإلا فوجوده في الخارج ممتنع، ولفظ ذات يقتضي ذلك فإن ذات هي في الأصل تأنيث ذو، وأصل الكلمة ذات الصفات أي النفس ذات الصفات)
5/ 283
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:21 ص]ـ
(18)
(لازم الضروري حق)
5/ 300
(ليس كل من تكلم بالكفر يكفر حتى تقوم عليه الحجة المثبتة لكفره، فإذا قامت عليه الحجة كفر حينئذ)
5/ 306
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:21 ص]ـ
(19)
(الصفات هل هي زائدة على الذات أم لا؟
فمن أراد بالذات الذات المجردة فالصفات زائدة عليها
ومن أراد بالذات الذات الموصوفة فليست الصفات مباينة للذات الموصوفة بصفاتها اللازمة لها)
5/ 338
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:22 ص]ـ
(20)
(الصمد) قيل الذي لا جوف له، وقيل السيد الذي كمل في سؤدده (وكلا القولين حق فإن لفظ الصمد في اللغة يتناول هذا وهذا)
5/ 353
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:52 ص]ـ
(21)
قال بعد ذكره لأثر الإمام مالك في الإستواء
(ومثل هذا الجواب ثابت عن ربيعة شيخ مالك، وقد روي هذا الجواب عن أم سلمة رضي الله عنها موقوفا ومرفوعا ولكن ليس إسناده مما يعتمد عليه)
5/ 365
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:53 ص]ـ
(22)
قال بعد ذكره لرواية النسائي لحديث النزول وفيه أنه يأمر مناديا فينادي من يدعوني فأستجيب له ..
(إن كان ثابتا عن النبي صلى الله عليه وسلم فإنّ الرب يقول ذلك ويأمر مناديا بذلك)
5/ 372
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:53 ص]ـ
(23)
(القائلون بأنه يخلو منه العرش طائفة قليلة من أهل الحديث، وجمهورهم على أنه لا يخلو منه العرش وهو المأثور عن الأئمة المعروفين بالسنة)
5/ 396
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:54 ص]ـ
(24)
(رسالة أحمد بن حنبل إلى مسدد بن مسرهد مشهورة عند أهل الحديث والسنة من أصحاب أحمد وغيرهم تلقوها بالقبول)
5/ 396
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:55 ص]ـ
(25)
قال في حديث (تجيء البقرة وآل عمران كأنهما .. )
(هو ثواب قارئ القرآن ليس المراد به أنّ نفس كلامه الذي تكلم به)
5/ 399
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:56 ص]ـ
(26)
((ثم استوى إلى السماء وهي دخان) قالوا قصد وعمد وهذا تأويل طائفة من أهل العربية، والصواب إرتفع)
5/ 403
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:56 ص]ـ
(27)
(النداء كان من موضع معيّن وهو الوادي المقدس طوى من شاطئ الوادي الأيمن من جانب الطور الأيمن من الشجرة)
5/ 463
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:57 ص]ـ
(28)
((ينزل ربنا حين يبقى ثلث الليل الآخر) هذا في الصحيحين، وأما رواية النصف والثلثين فانفرد بها مسلم في بعض طرقه)
(والذي لا شك فيه إذا بقي ثلث الليل الآخر، فإن صحت تلك فهو حق، فيكون النزول أنواعا ثلاثة: الأول إذا مضى ثلث الليل الأول، ثم إذا انتصف وهو أبلغ، ثم إذا بقي ثلث الليل وهو أبلغ الأنواع الثلاثة)
5/ 470
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:57 ص]ـ
(29)
(لفظ الليل والنهار في كلام الشارع إذا أُطلق فالنهار من طلوع الفجر)
(وأما إذا قال الشارع صلى الله عليه وسلم نصف النهار فإنما يعني به النهار المبتدئ من طلوع الشمس)
5/ 470 - 471
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:58 ص]ـ
(30)
(لازم القول ليس بقول، فإنهم لو عرفوا أنّ هذا يلزمهم ما التزموه)
5/ 477
ـ[السدوسي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 11:13 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء أمتعتنا بكلام الإمام ابن تيمية متعك الله بالصحة والعافية ... وكم هو جميل تعقيبك الماتع.
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[13 - 04 - 09, 01:13 ص]ـ
بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء أمتعتنا بكلام الإمام ابن تيمية متعك الله بالصحة والعافية ... وكم هو جميل تعقيبك الماتع.
وفيك بارك الله ورضي الله عن شيخ الإسلام وقدّس روحه ونوّر ضريحه
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:29 ص]ـ
(31)
(الجنيد رضي الله عنه سيد الطائفة إمام هدى)
5/ 491
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:30 ص]ـ
(32)
(ليس في الكتاب والسنة وصفه بقرب عام من كل موجود، حتى يقولوا بالعلم والقدرة والرؤية) أي النفاة للصفات
(وكأنهم ظنوا أن لفظ القرب مثل لفظ المعية)
5/ 494
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:31 ص]ـ
(33)
(قال إبن المبارك: إن كان أحد بخراسان من الأبدال فمعدان)
5/ 496
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:32 ص]ـ
(34)
(المعنى المتفق عليه عندهم يكون بتقريبه قلب الداعي إليه كما يقرّب إليه قلب الساجد) (ومتى إقترب أحد الشيئين من الآخر صار الآخر إليه قريبا بالضرورة) وإن لم تصدر منه حركة.
5/ 509
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/469)
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:32 ص]ـ
(35)
((من تقرّب إليّ شبرا تقرّبت إليه ذراعا) هذه الزيادة تكون على الوجه المتفق عليه بزيادة تقريبه للعبد إليه جزاء على تقربه باختياره، فكلما تقرّب العبد باختياره قيد شبر زاده الرب قربا إليه حتى يكون كالمتقرب بذراع)
5/ 510
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:33 ص]ـ
(36)
(إن قيل إذا كان الله عاليا على المخلوقات كما تقدم فكيف يقال ثم إرتفع إلى السماء وهي دخان أو يقال ثم علا على العرش؟
قيل: هذا كما أخبر أنه ينزل إلى السماء الدنيا ثم يصعد وروي ثم يعرج وهو سبحانه لم يزل فوق العرش فإن صعوده من جنس نزوله، وإذا كان في نزوله لم يصر شيء من المخلوقات فوقه فهو سبحانه يصعد وإن لم يكن منها شيء فوقه)
5/ 521
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:36 ص]ـ
(37)
(فإن قيل فإذا كان إنما استوى بعد أن خلق السماوات والأرض في ستة أيام فقبل ذلك لم يكن على العرش؟
قيل: الإستواء علو خاص فكل مستو على شيء عال عليه وليس كل عال على شيء مستو عليه)
5/ 522
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:37 ص]ـ
(38)
(الذي أخبر الله أنه كان بعد خلق السماوات والأرض الإستواء لا مطلق العلو، مع أنه يجوز أنه كان مستويا عليه قبل خلق السماوات والأرض لما كان عرشه على الماء ثم لما خلق هذا العالم كان عاليا عليه ولم يكن مستويا عليه فلما خلق هذا العالم إستوى عليه)
5/ 523
و بهذين النقلين السابقين يتضح قول إبن عباس رضي الله عنهما (إن الله كان على عرشه قبل أن يخلق شيئا فكان أول ما خلق الله القلم فأمره وكتب ما هو كائن وإنما يجري الناس على أمر فُرغ منه) رواه الدرامي في الرد على الجهمية واللالكائي وابن بطة.
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:37 ص]ـ
(39)
(يقول بعض السلف: القلوب جوّالة قلب يجول حول العرش وقلب يجول حول الحش)
5/ 524
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:39 ص]ـ
(40)
(قد عُرف أن أبدانا كثيرة لا يأكلها التراب كأبدان الأنبياء وغير الأنبياء من الصديقين وشهداء أحد وغير شهداء أحد والأخبار بذلك متواترة)
(ومعلوم أن أبدان الأنبياء في القبور إلا عيسى وإدريس)
5/ 526
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:29 ص]ـ
(41)
الحارث المحاسبي أمر أحمد بهجره لأنه كان من الكلابية.
5/ 533
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:30 ص]ـ
(42)
نفاة الصفات (يقولون هذا كله أعراض والأعراض لا تقوم إلا بأجسام والأجسام محدثة، فلو قامت به الصفات لكان محدَثا)
5/ 536
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:30 ص]ـ
(43)
(والقائلين بأنه لم يزل فعّالا كما يقوله البخاري وغيره)
5/ 537
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:32 ص]ـ
(44)
قال عن من لا يقول بحوادث لا أول لها
(حقيقة هذا القول أن الله سبحانه لم يكن قادرا على الفعل في الأزل بل صار قادرا على الفعل بعد أن لم يكن قادرا عليه)
5/ 541
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:33 ص]ـ
(45)
((لا يمسه إلا المطهرون) فإذا كان ورقه لا يمسه إلا المطهرون فمعانيه لا يهتدي بها إلا القلوب الطاهرة)
5/ 551
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:33 ص]ـ
(46)
((لا تخل الملائكة بيتا فيه كلب) فالمعاني التي تحبها الملائكة لا تدخل قلبا فيه أخلاق الكلاب المذمومة ولا تنزل الملائكة على هؤلاء)
5/ 552
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:35 ص]ـ
(47)
(العقل الصريح لا يدل على قدم شيء بعينه من العالم لا فلك ولا غيره وإنما يدل على أن الرب لم يزل فاعلا، وحينئذ إذا قُدّر أنه لم يزل يخلق شيئا بعد شيء كان كل ما سواه مخلوقا محدَثا مسبوقا بالعدم ولم يكن شيء من العالم قديم)
5/ 563
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:36 ص]ـ
(48)
((ثم استوى إلى السماء وهي دخان) هذا الدخان هو بخار الماء الذي كان حينئذ موجودا كما جاءت بذلك الآثار عن الصحابة والتابعين)
5/ 564
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:37 ص]ـ
(49)
(تلك الأيام لم تكن مقدار حركة هذه الشمس وهذا الفلك فإن هذا مما خُلق في تلك الأيام، بل تلك الأيام مقدرة بحركة أخرى)
5/ 564
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:37 ص]ـ
(50)
(الغضب وإن كان بعض الناس يقول إنه غليان دم القلب، فهو صفة تقوم بنفس الغضبان غير غليان دم القلب وإنما ذلك أثره، فإن حرارة الغضب تُسخّن الدم حتى يغلي، فإن مبدأ الغضب من النفس هي التي تتصف به أولا ثم يسري ذلك إلى الجسم، وكذلك الحزن والفرح وسائر الأحوال النفسانية، والحزن يوجب دخول الدم ولهذا يصفرّ لون الحزين)
5/ 570
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[16 - 04 - 09, 06:55 ص]ـ
(51)
(الجِلسة والقِعدة واللبسة والإِكلة والضِّجعة ونحو ذلك بالكسر هي النوع الخاص، وهو بالفتح للمرة الواحدة)
5/ 575
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/470)
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[16 - 04 - 09, 06:56 ص]ـ
(52)
الحركة لله عز وجل (كثير من أهل الحديث والسنة يقول المعنى صحيح لكن لا يُطلق هذا اللفظ لعدم مجيء الأثر به)
5/ 578
تم النقل من المجلد الخامس بحمد الله
ويليه المجلد السادس إن شاء الله(109/471)
قاعدة: الـ (خمس دقائق).
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 04 - 09, 09:57 ص]ـ
المشايخ الأفاضل /
الإخوة الأكارم /
تأملتُ في الكثير من أعمالنا ... في عباداتنا ... في واجباتنا ... في أذكارنا ... في قراءاتنا ... في مواعيدنا ... في زياراتنا ... في تأخيرنا لبعض الأعمال الهامة ... ونحو ذلك.
فوجدت أن أكثرها ... لايتجاوز تنفيذه والعمل به ... أكثر من خمس دقائق ...
فاستفدت من قاعدة لطيفة مناسبة ... سماها من أطلقها:
قاعدة: الـ (5) دقائق.
تقول هذه القاعدة:
" إن بإمكانك أن تقوم بالكثير من الأعمال الهامة، والمهمة، والأقل أهمية ... في وقت لايزيد عن (5) دقائق ".
فإن خذّلك الشيطان ... أو ثبّطتك النفس الأمارة بالسوء ... أو أقعدك الهوى ... أو أعجزك الكسل ...
فقل لنفسك مباشرة:
" فقط (5) دقائق "
بيان:
هذه القاعدة لاتعني الاقتصار على أداء العمل في هذا الوقت فقط ... ولكنها حركة ذكية لترويض النفس، والمبادرة إلى الطاعات، وإنجاز الأعمال والمتأخرات.
مثال:
- بادر إلى الصلاة قبل الأذان أو عنده ... وقل: (فقط خمس دقائق)، لتترك ما أنت فيه أو عليه.
- عند توقيت الساعة على أمر معين " للصلاة أو غيرها " فوقّت المنبه على أن يكون قبل الوقت، وقل: (فقط خمس دقائق)، وهذه الخمس لن تفيد في النوم أو التأجيل.
- إن عَجلتَ في الخروج من المسجد ... فقل: (فقط خمس دقائق) ثم اجلس للتلاوة أو الذكر.
- إن كسلت عن قراءة كتاب الله ... فبادر للقراءة الآن، وقل: (فقط خمس دقائق).
- إن أعجزك الشيطان عن ذكر الأذكار الشرعية، فقل: (فقط خمس دقائق) ثم بادر لقولها.
- إن مللت من قراءة كتب أهلم العلم ... فتَخَول نفسك، وقل لها: (فقط خمس دقائق).
- إن أكثرت من تأجيل عمل معين ... فبادر له الآن، وقل: (فقط خمس دقائق) وأنتهي منه.
- إن احتاج بيتك أو مكتبتك أو سيارتك للترتيب والتنظيم ... فبادر الآن، وقل: (فقط خمس دقائق) ثم ابدأ بالعمل.
- إن التزمت بموعد معين، فاحرص على أن تبكّر إليه، وقل: (فقط خمس دقائق).
- إن لاحطت أنك تسرع في قيادة السيارة، فقل: (فقط خمس دقائق)، وهو الوقت بين القيادة بسرعة أو القيادة الهادئة - غالبا -.
- عند تأجيلك لزيارة من تجب عليك زيارته، ثم أتاك مايشغلك مما هو أقل أهمية، ونفسك ترغبه، فقل لها: (فقط خمس دقائق)، ثم بادر للزيارة.
- وعند إحساسك بالتقصير في حق أقاربك، فأمسك الهاتف الآن، واتصل عليهم، وقل: (فقط خمس دقائق) ... - وقت الاتصالات غالبا -.
- عند شعورك بالسمنة، وأنه يجب عليك التحكم في الأكل، فقل: (فقط خمس دقائق) ثم تقوم من المائدة.
إن لم تعجبك قاعدة: الـ (خمس دقائق) ... فقل: لايضر ... (فقط خمس دقائق) لقراءتها:).
.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[09 - 04 - 09, 11:35 ص]ـ
رائع يا أبا محمد.
وأضف مثالا لهذه القاعدة جربته بنفسي:
اخرجْ من البيت مبكرا بخمس دقائق: للجامعة، أو للعمل .. أو غير ذلك
وقد لاحظت أني إذا بكرت في ذهابي للجامعة خمس دقائق أستفيد عدة أمور:
1.أجلس في المقاعد الأولى.
2.أتفادى مشكلة الزحام التي تحصل يوميًا من الطلاب المتأخرين الحاضرين قبل المحاضرة بقليل أو أثنائها.
3.أهدأ نفسيًا؛ لأن المحاضرة لن تفوتني فلذا؛ لا أسرع.
شكرًا لك.
ـ[السوادي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 01:38 م]ـ
الله يجزاك الخير ويرحم والديك
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 01:47 م]ـ
الأخ الكريم المسيطير
جزاك الله خيراً على ما تتحفنا به من النكت واللطائف.
دمت موفقاً ومسدداً.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 02:07 م]ـ
نعم، و لكن أرجو أن نغلوا في هذه القاعدة!
فإني أحيانا .. أخرج قبل الموعد بساعة ونصف):.
طبعا لأني لا أحب أن أكون يكون باليَ مشغولا بشيء!
فلا أستطيع مثلا استخدام الانترنت و أنا بعد ساعة سأضطر للخروج لزيارة الأقارب!
بارك الله فيك.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 02:33 م]ـ
يقول الشيخ عائض القرني في كتابه: حدائق ذات بهجة صـ 19 طبعة مكتبة العيكان:
" الدقيقة من عمرك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/472)
وجدتُ أنَّ الدقيقة من الزمن يمكن أن يُفعل فيها خيرٌ كثيرٌ، إما قراءة آيات، كل آية فيها عشرات الحروف، كل حرف بعشر حسنات، فتُصبحُ مئات الحسنات، و لو حسبت مئة: (سبحان الله و بحمده) لجاءت في دقيقة واحدة. ومن قال: (سبحان الله و بحمده) مئة مرة غُفِرَتْ له ذنوبُه، و إن كانت مثل زبد البحر.
و أمررتُ عيني على ما يُقارب أربع صفحات من كتاب في دقيقة واحدة، و قرأتُ الفاتحة سبع مرات سردا و سرا في دقيقة واحدة، و بعضهم حَسَبَ حسنات قراءة الفاتحة فإذا هي أكثر من ألف و أربعمئة حسنة، و تُقْرأ سورة الإخلاص عشرين مرة سردا و سرا في دقيقة واحدة، فليجرب.
قصدي إخبارك بقيمة الدقيقة الواحدة من عمرك، و أنها تمثل حدثا هائلا في الذكر و التلاوة و الدعاء و التدبر و المطالعة و الكتابة.
دقيقة واحدة فقط يمكن أن تزيد في عمرك، في عطائك، في فكرك، في فهمك، في حفظك، في حسناتك.
دقيقة واحدة تُكتب في صحيفة أعمالك إذا عرفتَ كيف تستمثرها و تحافظ عليها، فانظر كم من دقيقة؛ بل من ساعة؛ بل من يوم؛ بل من شهر؛ بل من سنة ذهب منّا هدرًا، و ضاع منّا لغوا و عبثًا، و طار هباءً منثورًا؟! و ليتَ من ضيّعها ينجو رأسا لا له و لا عليه؛ بل تجد خلاف ذلك من ذنوب و خطايا و سيئات، و الله المستعان.
أقول: في الدقيقة تستطيع أن تقول: لا إله إلا الله و حدة لا شريك له، له الملك، و له الحمد، و هو على كل شيء قدير، عشرين مرة، و أجرها كعتق ثماني رقاب في سبيل الله من ولد إسماعيل.
وكما سبق فإن قراءة (قل هو الله أحد) في الدقيقة عشرين مرة تُعادل كل القرآن سبع مرات، و ذلك لأن (قل هو الله أحد) تعادل ثلث القرآن. فكم بربك من فائدة ذهبت؟! ومن حسنة أُهدِرَتْ؟! و من لحطة سُلِبَتْ في القيل و القال، و الغيبة و النميمة، و تتبُّعِ أخبار الناس، و الغفلة عن الرحيل، و اللهو في كل باطل، و التسويف مع كل لاهٍ؟!
أما في عالم التأليف، فإنك تستطيع أن تكتب في الدقيقة: أربعة أسطر من الذاكرة، و من النقل السريع خمسة، أي ما يقارب ثلث الصفحة، أي أنك لو كتبت كل يوم خمسة أسطر لكتبت في الشهر عشر صفحات، و في السنة مئة و عشرين صفحة، و في عشر سنوات ألفا و مئتي صفحة، بقدر كتاب زاد المعاد لابن القيم، و أقل قليلا من تفسير ابن كثير، و لو قرأتَ كل يوم في دقيقة واحدة عشرين مرة: (قل هو الله أحد) لقرأت في الشهر ستمئة مرة (قل هو الله أحد) و في السنة سبعة آلاف و مئتي مرة، وهي تعادل في الأجر قراءة القرآن ألفين و أربعمئة مرة.
و قد جربت حفظ بيت شعر فكررته عشرين مرة في دقيقة واحدة حتى حفظته، فلو حفظتَ كل يوم بيت حكمة من الشعر لحفظت في عشر سنوات ثلاثة آلاف و ستمئة بيت شعر، تكون على طرف لسانك أُنسًا في مجلسك، و حكمة في منطقك، و تهذيبا للغتك.
و تستطيع أن تصلي على النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خمسين مرة في الدقيقة الواحدة بصيغة: - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فيصلي الله عليك مقابلها خمسمئة مرة، لأن الصلاة الواحدة بعشر أمثالها.
و يستطيع من صلى ركعتين خفيفتين يقتصر فيهما على الواجبات فقط كقراءة الفاتحة، و ثلاث تسبيحات في الركوع و السجود. أقول: يستطيع أن يصليهما فيما يقارب الدقيقة، فمن صلى كل يوم ركعتين ضحى نافلة صلى في السنة أكثر من سبعمئة ركعة، و كل ركعة فيها سجدتان، أي: يسجد في السنة في صلاة الضحى أكثر من ألفٍ و أربعمئة سجدة.
و في الحديث الصحيح: (إنك لن تسجد لله سجدة إلا رفعك بها درجة، و حطَّ عنك بها خطيئة).
في الدقيقة الواحدة تستطيع أن ترضي الرب، و تمحو الذنب، و أن تكتبَ لك عند الله بها أجرا، و تمحو بها وزرا، و تجعلها لك عنده ذخرا، و تستطيع في الدقيقة مع الدقيقة أن تؤلف، و أن تكتب، و أن تحفظ، و أن تنمي موهبتك، و أن تجود ذاكرتك، و أن تزيد من علمك، و أن تحافظ على وردك، و أن تعمق ثقافتك، و توسع معارفك، و تنوع مواهبك، لكن الأمر يحتاج - يا أخي - إلى همة، أعوذ بالله من موت الهمم، وبرود العزائم، و خسة الطبع. "
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[09 - 04 - 09, 02:42 م]ـ
ارك الله فيك شيخنا (المسيطير)
,
,
,
,
,
ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 02:44 م]ـ
بارك الله فيك يالمسيطير ومشكور ياأبا خالد على هالكلمات الرائعات.
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[09 - 04 - 09, 02:46 م]ـ
جزاك الله خيرا أيها الأخ الحبيب المسيطير على هذه الفوائد وإن شاء الله تعالى نجربها والشكر موصول للأخ الحبيب أبي خالد على نقله لكلام الشيخ القرني، نفع الله بكم العباد
ـ[أبو أحمد السكندرى]ــــــــ[09 - 04 - 09, 03:34 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[09 - 04 - 09, 08:00 م]ـ
نفع الله بكم
موضوع جميل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/473)
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[09 - 04 - 09, 08:14 م]ـ
أحسنت يا أبامحمد ...
جزاك الله خيراً ...
ـ[أبوعبدالرحمن المياسي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 09:48 م]ـ
بارك الله فيك ... وجزاك الله خيرا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 04 - 09, 06:51 ص]ـ
المشايخ الأكارم /
الإخوة الأفاضل /
أبا الوليد التويجري
السوادي
علي بن حسين فقيهي
أباخالد الكمالي
ابن المهلهل
أباالهنوف العنزي
ابن عبدالحميد
أباأحمد السكندري
جهاد حلس
أباراكان الوضاح
أباعبدالرحمن المياسي
أشكركم شكرا جزيلا على تفضلكم بالمرور والتعليق والإضافة والإفادة ... فجزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
وأثني بالشكر للأخ الكريم / أبي خالد الكمالي على إضافته الرائعة الشائقة ... لاعدمناك.
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:57 ص]ـ
بارك الله فيكم على إفاداتكم وعوائدكم النيرة أسأل الله لكم التوفيق والسداد
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 04 - 09, 12:26 ص]ـ
مما يمكن أن يذكر ... من أمثلة قاعدة: الـ (خمس دقائق):
- قد تكون في مجلس عام - صغير أو كبير - مع بعض الأقارب أو الإخوة ... فتكون في جدال مع نفسك ... هل تلقي عليهم كلمة يسيرة تفيدهم بها أم لا ... فقل لنفسك ولمن حولك: (فقط خمس دقائق) نستفيد فيها من الوقت ... ثم احرص على الإلتزام بالوقت.
- قد تكون في مسجد ... وترغب أن تلقي عليهم كلمة بعد الصلاة ... تفيدهم فيها ... فتتردد ... فقل لنفسك وللحضور: (فقط خمس دقائق) نتذاكر فيها ما يفيد، وقد ينفع الله بها.
- قد ترى منكرا معينا ... تتردد في نصح فاعله ... مواجهة أو اتصالا أو مراسلة ... فيخذّلك الشيطان ... فقل لنفسك: (فقط خمس دقائق) ثم بادر للمواجهة أو كتابة الرسالة وإرسالها.
أصلح الله أحوالنا.
الشيخ الكريم / عبدالله الميمان
أسعدك الله في الدارين ... كما أسعدتنا بإطلالتك.
ـ[عبدالله بن عامر]ــــــــ[12 - 04 - 09, 01:36 ص]ـ
أحتاج إلى خمس دقائق ... الآن أذكر نفسي وإخواني فيها ... بما هي الأشياء التي تحتاجها لكي تكون نافعا لإخوانك في هذا الملتقى وهم في أماكن من العالم لعل المنية تدركك ولم تصلها ..
خمس دقائق فقط ... ولا تنظر إلى إخوانك الذين تميزوا بالنفع بعين العاجز بل أنظر بعين الراغب في أن يفتح الله لك من أبواب كرمه وفضله ما لا يخطر لك على بال ..
خمس دقائق فقط ... تدعوا لصاحب موضوعٍ نفعك في نقل أو نبهك على دقيقة من الدقائق والخفايا التي غفلت عنها .... فتخصه بدعوه أن يشرح الله صدره وييسر أمره ..
خمس دقائق فقط ... تحتاجها أن تذكرك بأمر يسير وقد تنجز فيها شيئا يسيرا كذلك وعظيماً هو أن تخطط لأمر قد خلقت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل ...
خمس دقائق في خمس دقائق ....... إن الحياة دقائق وثواني ... اللهم اشرح صدرونا وييسر أمورنا وعافنا واعفو عنا لا إله إلا أنت
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[12 - 04 - 09, 02:47 ص]ـ
جزى الله شيخنا المسيطر وابا خالد على النصح الكريم وقاعدة جميلة حقا انها الانجاز والمبادرة في كل شئ
وامتثالا لقول الله تعالى "وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ "آال عمران 133
وقوله تعالى "سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاء وَالْأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ " الحديد 21
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 12:45 ص]ـ
حفظ حديثٍ واحد حفظا متقنا لا يأخذ أكثر من خمس دقائق!
و لك أيها الكريم أن لا تجعل هذه الدقائق من وقت أكلك .. أو شربك .. أو حتى لهوك المباح!
بل اجعلها من وقت نومك!! فسهلٌ - إن شاء الله - أن تستيقظ قبل الموعد المعتاد بخمس دقائق!
لكن الشيطان يجعل الأمر صعبا .. و هو سهل!
اللهم اجزِ أخانا المسيطير خيرا كثيرا.
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[13 - 04 - 09, 01:51 ص]ـ
حفظ حديثٍ واحد حفظا متقنا لا يأخذ أكثر من خمس دقائق!
و لك أيها الكريم أن لا تجعل هذه الدقائق من وقت أكلك .. أو شربك .. أو حتى لهوك المباح!
بل اجعلها من وقت نومك!! فسهلٌ - إن شاء الله - أن تستيقظ قبل الموعد المعتاد بخمس دقائق!
لكن الشيطان يجعل الأمر صعبا .. و هو سهل!
اللهم اجزِ أخانا المسيطير خيرا كثيرا.
نعم جزاك الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 04 - 09, 10:11 م]ـ
الإخوة الأكارم /
عبدالله بن عامر
أحمد بن صفوت سلام
أبوخالد الكمالي
أشكركم شكرا جزيلا كثيرا على تفضلكم بالمرور والتعليق والإضافة والإفادة ... فجزاكم الله خيرا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 04 - 09, 10:26 م]ـ
يمكن تطبيق قاعدة: الـ (خمس دقائق) أثناء الجلوس الأولاد وتربيتهم:
- أحضر ياولدي المصحف ... لنقرأ آيات من كتاب الله لمدة (خمس دقائق فقط).
- اجعل لك ولأولادك وقتا لقراءة كتاب الله مجتمعين في مكان واحد ... ولو لمدة (خمس دقائق فقط) كمرحلة تعويدية أولى.
- أحضري يابُنيتي كتاب رياض الصالحين أو كتابا آخر ... لنقرأ ماتيسر منه لمدة (خمس دقائق فقط).
- أحضر يابُني كتاب القصص ... لنقرأ قصة أو قصتين لمدة (خمس دقائق فقط).
- لنذكر أذكار الصباح أو المساء ... لمدة (خمس دقائق فقط).
- لنتناقش في المشكلة التي حصلت اليوم بين فلان وفلان - من أبنائك - لمدة (خمس دقائق فقط).
- اعمل مسابقة إلقاء بين أولادك بحيث يتحدث كل واحد منهم ... لمدة (خمس دقائق فقط).
- اعمل مسابقة للقصة القصيرة بين أولادك ... بحيث يكون تأليفها في مدة (خمس دقائق فقط) - وأثر ذلك أثرٌ عجيب ... ولو شاركتَهم مع والدتهم في التأليف فسيكون ذلك أكثر تأثيرا بإذن الله.
- اجعل أحد أولادك يطرح موضوعا للنقاش ... بحيث يكون عرضه وطرحه في مدة (خمس دقائق فقط).
وغير ذلك مما يتحفنا به الأفاضل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/474)
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 02:35 ص]ـ
تأملتُ قبل قليل في سجل المكالمات .. و تحديدا آخر مكالمة أجريتُها .. فوجدت أن الوقت الذي استغرقته: أربعون دقيقة.
و لم يكن فيها إلا الهزل و الضحك!
لو كانت هذه الأربعين، في حفظ أحاديث النبي الكريم - صلى الله عليه و سلم - .. لكنت انتهيتُ من حفظ ثمانية أحاديث.
الوقت الضائع كثيرٌ جدا، و يحتاج الإنسان لقليلٍ من الحزم مع نفسه ليروضها على استغلال الوقت بكل ما هو نافع مفيد.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 02:36 ص]ـ
احرص على استغلال الوقت الاستغلال الصحيح
محمد بن سرّار اليامي
دقاتُ قلب المرء قائلةً له ... إن الحياة دقائق وثوانِ
فالوقت هو الحياة، ذاهبٌ لن يعود، فماض بَادَ، وواقعُ عادَ، ومستقبلٌ جَادّ .. لا ينتظرني، ولا ينتظرك أبداً سواءً كنت فقيراً تنام على الرصيف، أو غنياً تنام على المفارش والمطارف ..
وأدهشني من الغرب ما يفعله أحدهم إذا سافر في طائرة؟ فلا تراهُ إلا بكتابه، تارةً يطالع، وأخرى يحفظ، وثالثة يتأمل، وأحدنا يغطُّ غطيطاً في نوم عميق، أضاع الطريق، فترك الكتاب، وهو خير رفيق، يقول المتنبي:
أعز مكان في الدُنا سرج سابح ... وخير جليس في الزمان كتابُ
فالوقت أنفاسٌ لا تعود، ولو جمعت لها الحرس والبنود، ماضيةٌ علينا، وعلى الرومان والهنود، فهل من مستعد ...
يقسم الرحمن بأجزاء من الوقت، وقسمهُ جَلَّ وعز بمخلوقٍ من مخلوقاته فيه دلالة على عظم شأن ذلك المخلوق ...
فيقسم حيناً بالعصر، وحيناً بالضحى، وحيناً بالفجر، وحيناً بالليل إذا يسري، وحيناً بالنهار إذا جَلالها، وهكذا يقسم جل وعز بأجزاء من هذا الوقت، وفي هذا دلالة على عظم شأنه، وخطر أمره.
فالله الله باستغلاله وترتيبه، حتى يعود عليك بالنفع العميم، ويكون استغلالك له سرَ من أسرار نجاحك ..
وأخيراً
والآن .. وقد علمت ما علمت، اسمح لي أن أطرح عليك سؤالاً .. وهو: هل عرفت كيف تكون ناجحاً؟!
فإذا عرفت، فإلزم الطريق ففيه بإذن الله التوفيق.
وإن لم تعرف فأعد قراءة الموضوع مراتٍ، ومرات، ثم اسأل نفسك: كيف أكون ناجحاً؟!
فإنك سوف تجدُ الإجابة بيضاءَ نقية، كشمسٍ في رابعة النهار.
وفقنا الله وإياك للنجاح في الدارين والفلاح والصلاح، إنه وليُّ ذلك والقادرُ عليه.
تَمَّ المقصود على ما فيه من خللٍ واضح ونقصٍ بَيَّن، وسائلاً المولى جلَّ وعز القبول، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 04 - 09, 09:04 م]ـ
يمكن أن نستفيد من قاعدة: الـ (خمس دقائق) في مكتبتك الخاصة ... كأن:
- تتصفح كتابا ... للتوِ قد اشتريتَه ... فتقرأ في مقدمته، وخاتمته، وفهارسه، وعناوينه الرئيسة ... في (خمس دقائق فقط).
- تتصفح مقدمة الكتب الأمهات في مختلف العلوم ... والتي أعجزك التسويف عن الإطلاع عليها ... في أوقات مختلفة ... في (خمس دقائق فقط).
- تعيد ترتيب مكتبتك بشكل سريع ... في (خمس دقائق فقط).
- تنظف الغبار المتراكم ... على الكتب والأرفف ... في (خمس دقائق فقط).
- تعيد الكتب التي تم إنزالها أثناء بحثك ... في (خمس دقائق فقط).
أخيرا /
إذا لم تكفك الـ (خمس دقائق) ... فتسلف (خمس دقائق) من الفقرة التي لاتعنيك ... واستفد منها في غيرها مما يعنيك. (ابتسامة).
.
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 04 - 09, 09:05 م]ـ
الأخ الحبيب / أباخالد الكمالي
بارك الله فيك ... وزادك من واسع فضله ... وأسعدك ومن تحب في الدارين.
لاعدمناك أخا مباركا حبيبا ناصحا.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[25 - 04 - 09, 01:24 ص]ـ
الأخ الحبيب المسيطير نفعنا الله بمشاركاتك الطيبة ..
قاعدة رائعة فريدة، استخدمتها في أوقات زهيدة، فوجدتها طيبة مفيدة ..
فبارك الله لك في أمورك كلها ..
ولعل هذا الأثر، يفيد في هذا الباب ...
عن ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما- قال:
«ما يمنع أحدكم إذا رجع من سوقه، أو من حاجته، فاتّكأ على فراشه، أن يقرأ ثلاث آيات من القرآن»
مسند الدارمي (3336)
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[25 - 04 - 09, 02:16 ص]ـ
قال الشيخ عائض القرني: " ما أكثر نومَ الكسالى، وما عادَ عليهم بصحةٍ في الأبدان، ولا بخيرٍ في الأديان ".
حدثني أحد الأقارب أن أحدَ زملائه من غير العرب، قد حفظ القرآن و تفسير السعدي .. و ذكر لي أنه حاول حفظ المعجم ... فسأله قريبي عن كيفية حفظه و إتقانه ..
فقال: " بتقليل النوم و الطعام ".
ـ[الوقار المسلمة]ــــــــ[25 - 04 - 09, 07:51 ص]ـ
انظر في المرفق (فقط خمس دقائق)
ـ[أبو بكر المكي]ــــــــ[25 - 04 - 09, 01:44 م]ـ
وصلت لأحد الإخوة عبر البريد الالكتروني! ثم رأيت أصلها هنا!!
الحمد لله، ونحثُّ على نشرها ..
ليهنك الأجر أخي المسيطير .. أثابك الله وزادك من فضله.
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[25 - 04 - 09, 02:31 م]ـ
جزاك الله خير أخي الفاضل
وأستأذنك في نشرها لتعم الفائدة ولك أجرها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/475)
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 04 - 09, 01:25 ص]ـ
الإخوة الأكارم /
جهاد حلس
أبوخالد الكمالي
الوقار المسلمة
أبو بكر المكي
محمد مشعل العتيبي
أشكر لكم تفضلكم بالمرور والتعليق والإضافة والإفادة والتوجيه ... فجزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، واوفاه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 04 - 09, 01:32 ص]ـ
تأملت في عدد الدقائق في اليوم الواحد ... فوجدتها: 1440 دقيقة في اليوم ... !!.
فسألت نفسي:
(خمس دقائق فقط) ... من أصل (1440 دقيقة) ... هل يمكن أن تكون سببا في تأخير أعمالنا في اليوم والليلة؟!.
بالتأكيد: لا.
أصلح الله أحوالنا.
ـ[الوقار المسلمة]ــــــــ[30 - 04 - 09, 01:57 ص]ـ
لماذا لا تكتبون عن إحتساب النيات
مثلا في العمل الواحد أكثر من نية عند مهاتفة الأقارب أحصل على أجر 1_ صلة الرحم 2 _ إدخال السرور 3_ تفريج كربة 4_ الدعوة إلى الله وغيرها الكثير ..
فعلمونا مما علمكم الله ببعض هذه النيات وننشرها بإذن الله
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 05 - 09, 06:36 م]ـ
يمكن أن نستفيد من قاعدة: الـ (خمس دقائق) في:
1 - قراءة كتاب في التفسير ... خاصة ما يكثر قراءته ... كسورة الفاتحة، وقصار السور، وآية الكرسي، وآخر آيتين من سورة البقرة.
2 - قراءة ماتيسر من أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم قراءة خاصة ... أو مع أبنائك.
3 - قراءة ماتيسر من كتب السيرة النبوية ... كالرحيق المختوم ونحوه.
4 - قراءة ماتيسر من قصص الصحابة والسلف الصالح.
5 - قراءة ماتيسر من الفتاوى لمن يوثق في دينهم وعلمهم.
6 - قراءة ماتيسر من الكتب التقنية والتكنولوجية ... وكتب الاختراعات والالغاز ... ومايناسب النفس وماترغبه ... مما لاحرج فيه ولامحذور.
(خمس دقائق) * (30 يوم) = 150 دقيقة ...
أي في ساعتين ونصف شهريا ... تستطيع أن تنهي كتابا ... من كل فن .... تقريبا.
أي: ستة كتب في الشهر.
أي: (36) كتابا في السنة.
أي: (360) كتابا في عشر سنوات.
وهكذا.
فهل نستغل هذه الـ (خمس دقائق)؟!.
---
الأمثلة كأمثلة فقط.
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 05 - 09, 06:41 م]ـ
لماذا لا تكتبون عن إحتساب النيات
مثلا في العمل الواحد أكثر من نية عند مهاتفة الأقارب أحصل على أجر 1_ صلة الرحم 2 _ إدخال السرور 3_ تفريج كربة 4_ الدعوة إلى الله وغيرها الكثير ..
فعلمونا مما علمكم الله ببعض هذه النيات وننشرها بإذن الله
جزاكم الله خيرا.
والأمر مطروح للجميع.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 10:32 م]ـ
شيخنا المسيطير:
قلتُم: " قراءة ماتيسر من الكتب التقنية والتكنولوجية ... وكتب الاختراعات والالغاز ".
فهل تقترح علينا كتابا في هذا المجال؟
وجزاك الله خيرا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 05 - 09, 10:08 م]ـ
المسيطير:
قلتُم: " قراءة ماتيسر من الكتب التقنية والتكنولوجية ... وكتب الاختراعات والالغاز ".
فهل تقترح علينا كتابا في هذا المجال؟
وجزاك الله خيرا.
جزاك الله خيرا ... ونفع بك.
الكتب العلمية والتعليمية ... التأسيسة والمتقدمة كثيرة جدا ...
وبعض المكتبات تضع لها جناحا خاصا ...
وبعضها تؤلف على هيئة سلسلة تعليمية في عدة كتب، مثل (سلسلة إقرأ عن) (سلسلة جسم الإنسان) (سلسلة الإختراعات) ونحو ذلك.
ويوجد في مكتبة العبيكان في جناح الأطفال الكثير منها ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 05 - 09, 10:25 م]ـ
قال الأستاذ / فهد الأحمدي في مقال له بعنوان: (الدقائق المتناثرة):
في حياتنا دقائق مهدرة أغلى من حبيبات الذهب المتطايرة، فجميعنا يشتكي من ضيق الوقت وكثرة المشاغل، ولكن حتى لو كنا مشغولين جداً (وهو ما يبالغ به معظم الناس)، فإننا نضيع أكثر من ساعتين في اليوم هي مجموع الدقائق المتناثرة.
فاثناء توقفك عند الإشارة ..
وأثناء سيرك إلى البقالة ..
وخلال انتظارك في الطابور ..
وأثناء وجودك تحت الدش (للإغتسال) ..
يضيع منك وقت ثمين يمكن استغلاله بقليل من المهارة والتخطيط!!.
أنا شخصياً تعلمت الدرس وطبقته أكثر من مرة!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/476)
- فقبل عشر سنوات حين قررت إتقان لغة أجنبية مختلفة كنت أكتب الكلمات الجديدة على ورقة صغيرة انظر اليها في (الوقت الضائع) .. كنت أنظر إليها أثناء خروجي من العمل، وأثناء توقفي عند الإشارة، وأثناء نزولي إلى المنزل ... وفي المنزل كنت أشبكها بمرآة المغسلة كي آراها كلما توضأت أو فرشت أسناني!.
- أما التجربة الثانية فكانت في رمضان 1416حين حفظت سورة الكهف بترديدي لعشر آيات يومياً فقط أثناء المشي من الحرم إلى البيت!!.
- التجربة الثالثة كانت حين أهداني صديق 208 شريط للشيخ محمد الشنقيطي تضم دروساً من كتاب عمدة الأحكام.
ولأول وهلة اعتقدت استحالة توفر الوقت لسماع كل هذه الأشرطة .. ولكني انتهيت منها في زمن قياسي بالاستماع يومياً لشريط واحد أثناء قيادة السيارة!!.
- أما التجربة الرابعة فمازلت أعيشها وأصبحت نمط حياة، فبحكم عملي في تحرير هذه الزاوية يتوجب علي قراءة ومتابعة كم هائل من المعلومات والأخبار العلمية، وبما أنني أعمل في الصباح أاكتب في المساء لم يبق أمامي غير استغلال (الدقائق المتناثرة) لمتابعة آخر المستجدات.
وهكذا أصبحت أضع كتاباً جديداً في السيارة بين الحين والآخر، وأهب للعمل بصحف ومجلات متأخرة، وأملأ جيوبي بقصاصات مختارة، بل إنني أملك مكتبة في الحمام (وهو ما سبق واعترض عليه بعض القراء)!!.
عموماً لا أفترض أن كل القراء لديهم اهتمامات مماثلة، ولكن بيت القصيد هو استغلال الدقائق المتناثرة لقضاء أمور معلقة (اصبح همها أكبر من حجمها).
فعلى سبيل المثال حين يتوفر لديك ثلاث دقائق أقترح أن تفعل التالي:
- اتصل بعمتك التي لم تزرها منذ عام!.
- اعمل تمارين (للكرش)!.
- مزق البطاقات الزائدة في المحفظة!.
- اقطع ورقة التقويم واحفظ ما خلفها!.
- راجع سورة نسيتها!.
- استعلم عن الرصيد!.
ركّب لمبة المطبخ!.
- راجع الفواتير!.
- افحص ماء الرديتر!.
- شذب شواربك!.
- قص أظافرك!.
- نظف المكتب!.
- داعب الرضيع!.
- تصفح الجريدة!.
- رتب أشرطة السيارة!.
- امسح النظارة!.
وأخيراً ..
قص هذا المقال وضعه على المغسلة!!
---
انتهى بتصرف يسير.
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 05 - 09, 12:12 ص]ـ
قد يناسب استخدام قاعدة: الـ (خمس دقائق) عند القيلولة أو الغفوة.
وهي طريقة مجربة ومريحة ورائعة ...
وفيها ترويض للنفس على استغلال الوقت بما ينفع ... بدلا من تضييعه بالنوم الطويل الذي لا ينفع.
اطلب من أهلك أن يوقظوك ... ثم استرخِ في مكان هادئ ... وقل لهم (خمس دقائق فقط) ... وستجد النشاط والراحة بعد قيامك من هذه الغفوة - بإذن الله -.
ومن لم يجرب ليس يعرف قدره ... فجرب تجد تصديق ما قد ذكرناه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 05 - 09, 03:46 م]ـ
يمكن لمن فرّط في استغلال يوم الجمعة بفضائل الأعمال - وكلنا ذاك الرجل - أن نستخدم قاعدة: الـ (خمس دقائق) ... فأقول:
- بادر إلى قراءة سورة الكهف ... فإن ثبّطك الشيطان أو سوّفت لك نفسك ... فقل: (خمس دقائق فقط) ...
- إن رأيت من نفسك تفريطا في ساعة الاستجابة ... في آخرساعة من يوم الجمعة ... فقل: (خمس دقائق فقط) ثم أقبل على ربك ... واسأله من خيري الدنيا والآخرة.
- إن رأيت من نفسك تفريطا في الصلاة على الرسول صلى الله عليه وسلم في هذا اليوم المبارك ... فقل: (خمس دقائق فقط) ... واحتسب الأجر في ذلك.
أخيرا /
لنحرص على تربية أولادنا وإخواننا ... على معرفة فضل اليوم الجمعة ... ونؤكد على استغلالهم له ... وعدم التفريط في ساعاته.
أصلح الله الأحوال.
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 06 - 09, 06:27 ص]ـ
يمكن أن نستفيد من قاعدة: الـ (خمس دقائق) في الجلوس مع جهازنا الجوال ... كأن:
- نراجع صندوق الرسائل الواردة ... فنحذف ما لاداعي له.
- نراجع صندوق الرسائل الصادرة ... فنحذف ما لاداعي له.
- نراجع صندوق الرسائل ... فننقل المهم منها إلى صندوق المحفوظات ... والمسمى (حافظتي).
- نراجع قائمة أرقام الهاتف لديك ... فنعيد تسمية بعضها أو نعيد تنسيقه.
- نراجع قائمة أرقام الهاتف لديك ... فنحذف ما لاداعي له.
- نكتب بعض الأعمال المهمة لدينا في خانة التقويم ... والتي لابد من إنجازها خلال اليوم أو خلال الأسبوع أو الشهر.
- الاطلاع على خدمات جهازك الجوال، والدخول في عمق ... عمق ... عمق أيقونات الخدمات ... كالاطلاع على أيقونة الرسائل ثم الغوص فيها ... أو أيقونة المكتب ثم الغوص فيها ... أو أيقونة التقويم ثم الغوص فيه ... أو المحول ثم الغوص فيه ... أو الأوضاع ... أو الأدوات ... أو الضبط ... ونحو ذلك.
.
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 06 - 09, 07:45 ص]ـ
يمكن أن نستفيد من قاعدة: الـ (خمس دقائق) في أوقات المذاكرة للإختبارات ... مثل:
- التركيز على معلومة ما ... وتكرارها ... لمدة (خمس دقائق فقط) ... لتثبت بإذن الله.
- إذا أغلقت عليك المسائل ... فتوقف، واسترخِ ... ثم استغفر الله، واذكره تعالى ... لمدة (خمس دقائق).
- تحدد لك أو لأبنائك المختَبرين (خمس دقائق فقط) ... بين كل ساعة مذاكرة ... ليأخذ وقتا للراحة ... يلاعب فيها إخوانه ... يمارس هوايته المباحة بشكل سريع ... يذهب لمؤانسة الثلاجة والحديث معها:) ... ونحو ذلك.
- أعط لنفسك وقتا للمشي ... لمدة (خمس دقائق فقط) ... وتكون الحركة في المكان الذي أنت فيه أو حوله ... لستعيد نشاطك وحماسك بإذن الله.
- قم بإعداد برّادا من الشاي ... ليكون أنيسك في المذاكرة:) ... لمدة (خمس دقائق فقط).
- إذا كان أحدنا ممن لاتروق له المذاكرة مطلقا ... فيقول لنفسه: المذاكرة لمدة (خمس دقائق فقط) ... وباقي الوقت راحة ... (ابتسامة).
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/477)
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[15 - 06 - 09, 04:35 م]ـ
يذهب لمؤانسة الثلاجة والحديث معها:) ... ونحو ذلك.
- إذا كان أحدنا ممن لاتروق له المذاكرة مطلقا ... فيقول لنفسه: المذاكرة لمدة (خمس دقائق فقط) ... وباقي الوقت راحة ... (ابتسامة).
.
اضحك الله سنك اخي الفاضل
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[25 - 06 - 09, 08:43 م]ـ
قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-:
ما يمنع أحدكم إذا رجع من سوقه، أو من حاجته، فاتّكأ على فراشه، أن يقرأ ثلاث آيات من القرآن
الدارمي (3336)
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 07 - 09, 11:30 م]ـ
قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-:
ما يمنع أحدكم إذا رجع من سوقه، أو من حاجته، فاتّكأ على فراشه، أن يقرأ ثلاث آيات من القرآن
الدارمي (3336)
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب ... وأسعدك في الدارين ...
إضافة بديعة متميزة ... لاحرمك الله أجرها.
ومما يناسب ذكره في هذا المقام:
(خمس دقائق فقط) بعد كل فرض من فروض الصلاة ... تقرأ فيها آيات من كتاب الله بتدبر ...
تختم بعدها كتاب الله تعالى في شهر واحد فقط ... على تقصير ...
والله المستعان.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[28 - 07 - 09, 12:11 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الحبيب ... وأسعدك في الدارين ...
وفيكم بورك أخانا - شيخنا -:) المسيطير، ونشهد الله على حبكم.
سامحك الله، وغفر لك،
لم أطرق أبواب الكهولة، حتى توصلني إلى الشيخوخة (ابتسامة)
فاللقب مرفوض لفظاً ومعناً:)
لست إلا طويلب علم صغير - إن صحت التسمية - فأنزل الناس منازلهم.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[28 - 07 - 09, 12:37 ص]ـ
أوصى بعض السلف أصحابه فقال:
إذا خرجتم من عندي فتفرقوا، لعل أحدكم يقرأ القرآن في طريقه،
ومتى اجتمعتم تحدثتم.
الآداب الشرعية لإبن مفلح المقدسي (457/ 3)
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[28 - 07 - 09, 06:54 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[28 - 07 - 09, 07:18 م]ـ
من الخمس دقائق بتوعي أحيك وأسأل الله لك أن يسهل عليك كما أردت أن تسهل علينا بهذه الإتحافات وبوركت يامسيطير
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 08 - 09, 03:34 م]ـ
يقول أحد الإخوة:
اتفقت مع نفسي أن أقرأ ما تيسر من كتاب الله تعالى ... كلما أردت أن أدخل إلى الشبكة العنكبوتية ...
وكان الوقت قريب من (خمس دقائق) أو تزيد قليلا ...
وفي فترات متقطعة كثيرة في اليوم الواحد ... فحصل لي من ذلك خير كثير.
---
الإخوة الأكارم /
جهاد حلس
أبوالبراء عامر
سعد أبوإسحاق
جزاكم الله خير الجزاء، أجزله، وأوفاه ... وأسأل الله أن يستجيب دعائكم، والدعاء لكم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[31 - 08 - 09, 11:27 م]ـ
بيتٌ خَالي وسَندٌ عَالِي
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
وقيل للإمام يحيى أو علي بن المديني في مرضه: ماذا تشتهي؟ قال: "بيت خالي، وسند عالي "، خلو البيت مهم للعالم ولطالب العلم ليخلو بربه، والخلوة مطلوبة، إذا تعبد الإنسان، ويبعد عن الأنظار، ويستريح من الأكدار والأغيار.
فكون الإنسان يخلو بربه، يخلو بنفسه، يذكر الله ما شاء، يصلي ما شاء، يقرأ ما شاء، يتدبر، يتيسر له أن يناجي الله - جل وعلا -، وأن يحضر قلبه بخلاف ما إذا كان البيت مأهول ومشغول، هذه أمنية.
لكن من يطيق منا الجلوس في بيت خال؛ لأننا اعتدنا كثرة القيل والقال، والاجتماع والروحات والجيات، فيصعب علينا الخلوة في البيوت، هذه صعبة جداً، حتى النساء يصعب عليها البقاء في البيت وحدها في عصرنا هذا من الصالحات فضلاً عن غيرهن، يستبعد أن تجلس ليلة خميس أو ليلة جمعة في البيت، لا بد أن يروحون يمين يسار، ويتوسعون يشوفون ويشافون من العوام.
فالجلوس في البيوت صار الناس لا يطيقونه، ومن أشق الأمور إذا كنت في البيت وحدك، وواعدت واحد يشيلك يمين أو يسار وإلا تروحون مشوار وإلا شيء، يتأخر عليك خمس دقائق كأنها خمسة أيام.
لكن لو عودنا أنفسنا على الخلوة، واستثمرنا الوقت فيما ينفعنا في الآخرة، ما ضاقت صدورنا، وإذا شغل المرء نفسه فيما ينفعه في الآخرة ما عليه أن يحضر أحد أو لا يحضر، هذه الخمس الدقائق التي تأخر فيها بإمكانك أن تقول:
- استغفر الله خمسمائة مرة، وهي خمس دقائق.
- أو تقول: سبحان الله وبحمده ثلاثمائة مرة، لكن ما عودنا أنفسنا على هذا.
- بإمكانك أن تقرأ في الخمس الدقائق ربع جزء أو على أقل الأحوال ورقة بالتدبر، هذه كم فيها، الورقة كم فيها من حسنة، فيها على أقل تقدير عشرة آلاف حسنة، هذه مجرد الحروف، لكن إذا أضيف إلى ذلك التدبر والتفكر والاعتبار والإفادة من كلام الله - جل وعلا -، ومناجاة الله.
هو الكتاب الذي من قام يقرأه ... كأنما خاطب الرحمن بالكلمِ
لكن لا نطيق البقاء في مكان خال، وبعض الناس يستوحش من بقائه في المسجد وحده، المسجد بيت كل تقي.
وخير مقام قمت فيه وحلية ... تحليتها ذكر الإله بمسجدِ
فالإنسان إذا صار بمفرده تيسر له أن يذكر الله - جل وعلا - بحضور قلب، تيسر له أن يبكي من خشية الله، من غير مراءاة ولا ملاحظة، نعم، لكن إذا كان عنده أحد، الله المستعان إما يشوش عليه فلا يستطيع أن يتذكر، أو يخشى من رياء أو غيره، فيؤدي العبادة حقها.
http://www.khudheir.com/ref/1471
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/478)
ـ[الاحسائي]ــــــــ[31 - 08 - 09, 11:56 م]ـ
بوركت أخي المسيطير ونفع بك
فعلا موضوع يستفاد منه في الحياة العملية
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[01 - 09 - 09, 12:28 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 09 - 09, 09:20 م]ـ
مما يفيد ... استخدام قاعدة: الـ (خمس دقائق) في أوقات العيد ...
فترتب زيارتك لأقاربك ... في (خمس دقائق).
وتسلم عليهم أو تزورهم زيارات خطافية:) ... في (خمس دقائق).
أو تخرج جهازك الجوال ... وتهاتف من له حق عليك ... في (خمس دقائق) ... وقد تزيد.
أو ترسل رسائل التهنئة في (خمس دقائق).
أو ترد على رسائل المعايدة في (خمس دقائق).
أسأل الله أن يتقبل من الجميع.
---
الأخوين الكريمين /
الأحسائي
أبامعاذ السلفي
جزاكما الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 09 - 09, 01:30 ص]ـ
قال صاحب كتاب (إرشادات الحياة):
" قدّم ساعتك ... بمقدار خمس دقائق ".
ـ[الجعفري]ــــــــ[27 - 09 - 09, 06:53 ص]ـ
جزاك الله خيراً ..
لقد أفدتنا بهذه الفكرة الجميلة وسأنقلها للفائدة ..
لعل الله يكتب لك ولنا الأجر ..
ـ[أ. محمد حسن]ــــــــ[28 - 09 - 09, 12:20 ص]ـ
رائعة جداً
وبالفعل .. مما نلتمسه في الحياة ..
فلو عجلت بخمس دقائق .. لحقت جماعة المسجد
ولو عجلت بخمس دقائق .. لأدركت لتكبيرة الأولى
ولو زدت خمس دقائق .. لاستطعت مراجعة المسألة وبالتالي أحصل على درجة عالية
وهكذا الحياة ..
شكر الله جهدك
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 11 - 09, 06:23 م]ـ
في (خمس دقائق): يمكن أن تجلس مع نفسك جلسة خاصة، وتجتمع مع روحك اجتماعا مغلقا ... تحاسب فيها نفسك، وتراجع فيها أعمالك، وتستغفر فيها من ذنوبك، وتأطرها على فعل المعروف، وبذل الخير، ونشر العلم بين الناس، ويكون بينكما معاهدة تحرص كل الحرص على أن لا تنقضها أو تتنازل عن بعض بنودها.
--
الأخوين الكريمين /
الجعفري
أ. محمد حسن
جزاكما الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
ـ[عمرو عبدالكريم]ــــــــ[22 - 11 - 09, 09:10 م]ـ
الأخ الفاضل ذو الخواطر الزواهر
والله كانك تتكلم عنى وأنا أبحث عن طريقة لنشاط الجسدي والذهني
جزاك الله خيراً على هذه الموضوع حقاً جزاك الله خير اً أخي المفضال
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 10:03 م]ـ
الشيخ المسيطير , جزاك الله كل خير , مواضيعك دائما توقض الضمير , ولها وقع في النفوس غير
عظم الله أجرك
ـ[أبو محمد الحلوانى]ــــــــ[24 - 11 - 09, 07:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أم عمار الشامي]ــــــــ[25 - 11 - 09, 01:06 ص]ـ
جميل جدا ً!
نفع الله بكم
وأستأذن في النشر ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 02 - 10, 01:52 م]ـ
يمكن تطبيق قاعدة: الـ (خمس دقائق) لأصحاب الأوزان الثقيلة:):
- في (خمس دقائق) .. يمكن لأحدنا مراجعة نفسه ومحاسبتها تجاه وزنه الثقيل .. وأن يعزم على التخفيف.
- في (خمس دقائق) .. تقرأ في كتاب يتحدث عن الأنظمة الغذائية .. وما يناسب من الأطعمة وما لايناسب.
- في (خمس دقائق) .. تكتب لك جدولا يحوي الأطعمة التي ستبدأ تخيفيف وزنك على أساسها.
- في (خمس دقائق) .. تمشي مشي خفيفا خارج منزلك .. أو في داخله (دوران في الحوش أو الصالة أو في غرفة النوم) .. أو في أي مكان يناسبك .. فيجوز أن تمشي في مساحة صغيرة جدا على هيئة الدوران:).
- في (خمس دقائق) .. تقوم بعمل بعض التمارين الرياضية لجسمك " تمارين سويدية " .. في أي مكان يناسبك .. في المنزل أو في المكتب .. أو في غيرهما - مما يناسب -.
- وتستطيع أن تتفق مع نفسك على تحديد (خمس دقائق فقط) .. للأكل .. وتقوم بعدها مباشرة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 04 - 10, 12:32 ص]ـ
قال الشيخ المبارك / عبدالكريم الخضير وفقه الله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/479)
أيضاً مما يُوصى بِهِ المُسلم عُمُوماً لا يزال لِسَانُهُ رطب بذكر الله -جل وعلا-، و الذِّكر لا يُكلِّف شيء، الذِّكر لا يُكلِّف .. يعني سُبحان الله وبحمدِهِ مئة مرَّة حُطَّت عنهُ خطاياهُ وإنْ كانت مثل زبد البحر، سُبحان الله وبحمدِهِ بالتَّجربة تحتاج إلى دقيقة ونصف، ما يحتاج مثل الآصار والأغلال التِّي كانت على من قبلنا أنْ يأخذ الإنسان سيف ويقتل نفسه لِيتُوب اللهُ عليه، ما يلزم هذا، دقيقة ونصف سُبحان الله وبحمدِهِ حُطَّت عنهُ خطاياه وإنْ كانت مثل زبد البحر.
من لزم الاستغفار، وللاستغفار فوائِدُهُ شيء لا يخطُر على البال، يعني لهُ دور في شرح النَّفس، وطيب العيش، وكثرة المال والولد، والبركة في الرِّزق، لا إله إلا الله وحدهُ لا شريك لهُ، لهُ الملك ولهُ الحمد، وهو على كلِّ شيء قدير، عشر مرَّات، كمن أعتق أربعة من ولد إسماعيل، عشر مرَّات تُقال بدقيقة، مائة مرَّة عاد هذا أمر لا يكون أحد مثله إلا إذا أتى بِمثلِهِ أو زاد، حرز من الشيطان، و مائة درجة، ويُمحى عنهُ مائة سيِّئة، و كمن أعتق عشرة من ولد إسماعيل، أُجُور؛ لكن يا الإخوان الحرمان ليست لهُ نهاية.
تجد كثير من النَّاس إذا ذهب إلى أمرٍ من الأُمُور ووجد صاحب الأمر غير موجُود ولا خرج مشوار يأتي بعد رُبع ساعة، الرُّبع ساعة الخمسة عشر دقيقة هذه أثقل عليه في الانتظار من خمسة عشر سنة، تجدُهُ يتوهَّج ويتأسَّف ويتألَّم وشوي يخرج وشوي يدخل ينتظر هذا لماذا؟ ما عوَّد نفسهُ على الذِّكر، يعني لو شرع في قراءة جُزء من القرآن بربع هالسَّاعة، ألا يود أنْ يتأخَّر صاحبهُ حتَّى يُكمل هذا الجُزء؟ إذا كان لهُ وِرْد ونصيب يومي من القُرآن ألا يتمنَّى أنْ تتأخَّر الإقامة قليلاً حتَّى يُكمل قراءَتهُ؟ والله هذا الحاصل يا الإخوان؛ لكنْ الذِّي يتَّخِذ القرآن لمُجرَّد إمضاء وقت، أو يتَّخِذ الذِّكر لذلك ما يُفلح، بس ينتظر الإقامة وينتظر الباب متى يأتي الإمام لماذا؟ لأنَّهُ ما عوَّد نفسهُ، ولا تعرَّف على الله في الرَّخاء ليُعْرف في مثل هذه الشَّدائد.
لكنْ لو تأخَّر المُوظَّف الذِّي ينتظرُهُ عشر دقائق أو رُبع ساعة وتعوَّد إنْ كان لا يحفظ القرآن في جيبِهِ جُزء من القرآن قرأهُ يكفيه مائة ألف حسنة أفضل من العمل الذِّي جاء من أجلِهِ أفضل بكثير من العمل الذِّي جاء من أجلِهِ؛ لكنْ باعتبار أنَّنا ما عوَّدنا أنفُسنا على هذا نتضايق كثيراً.
الإنسان في طريقه في مِشوارِهِ رايح وجاي، ويضيع أكثر أوقات النَّاس في السَّيَّارات الآن، وكثير من النَّاس لا يُحْسِن استغلال مثل هذه الأوقات، اقرأ قُرآن، اذكُر من الأذكار ما جاء الشَّرع بالحثِّ عليهِ، اسمع أشرطة علميَّة تستفيد.
المقصُود أنَّ على الإنسان أنْ يحفظ الوقت؛ لأنَّ العُمر هو عبارة عن هذه الأنفاس وهذه الدَّقائق وقبلها الثَّواني وبعدها السَّاعات هذا هُو عُمر الإنسان؛ بل هذا هو حقيقة الإنسان، فإذا ضيَّع الإنسان نفسهُ فعلام يُحافظ؟ إذا ضيَّع الإنسان نفسهُ يعني انتهت بالكُلِّيَّة ما سوى شيء، وكم من شخص يُمَد لهُ في العُمر إلى مائة سنة فإذا طُلب من أهلهِ وذويه ماذا أنجز خلال هذه المائة سنة؟ والله ما نشوف شيء.
http://www.khudheir.com/text/147
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[09 - 04 - 10, 01:00 ص]ـ
سبحان الله! رحم الله السلف
الـ خمس دقائق عندهم، قيمتها، كالسنين عندنا!
قالوا لعمر بن عبد العزيز -رحمه الله-:
لو ركبت وتروحت؟
فقال لهم: فمن يجزىء عني عمل ذلك اليوم؟
فقالوا: تؤجله إلى الغد.
فقال لهم: فدحني عمل يوم واحد فكيف إذا اجتمع عليّ عمل يومين؟!
قال الجنيد-رحمه الله-:
كان سري السقطي رضي الله عنه متصل الشغل، وكان إذا فاته شيء من ورده لا يقدر أن يعيده.
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 06 - 10, 11:33 م]ـ
بمناسبة الاختبارات:
يمكن أن نستفيد من قاعدة: الـ (خمس دقائق) في أوقات المذاكرة للإختبارات ... مثل:
- التركيز على معلومة ما ... وتكرارها ... لمدة (خمس دقائق فقط) ... لتثبت بإذن الله.
- إذا أغلقت عليك المسائل ... فتوقف، واسترخِ ... ثم استغفر الله، واذكره تعالى ... لمدة (خمس دقائق).
- تحدد لك أو لأبنائك المختَبرين (خمس دقائق فقط) ... بين كل ساعة مذاكرة ... ليأخذ وقتا للراحة ... يلاعب فيها إخوانه ... يمارس هوايته المباحة بشكل سريع ... يذهب لمؤانسة الثلاجة والحديث معها:) ... ونحو ذلك.
- أعط لنفسك وقتا للمشي ... لمدة (خمس دقائق فقط) ... وتكون الحركة في المكان الذي أنت فيه أو حوله ... لستعيد نشاطك وحماسك بإذن الله.
- قم بإعداد برّادا من الشاي ... ليكون أنيسك في المذاكرة:) ... لمدة (خمس دقائق فقط).
- إذا كان أحدنا ممن لاتروق له المذاكرة مطلقا ... فيقول لنفسه: المذاكرة لمدة (خمس دقائق فقط) ... وباقي الوقت راحة ... (ابتسامة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/480)
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 06 - 10, 12:51 ص]ـ
قالت الكاتبة وفقها الله تعليقا على الموضوع في إحدى المنتديات:
ياجماعة قاعدة الخمس دقايق فعلاً مفيدة وأنا الحمدلله أستفدت منها وادعي للكاتب انه يجزاه عني خير.
تجربتي معها هي:
دائما أتاخر في النوم ماقدرأقوم للصلاة مع اني اركب المنبه لكن كل مادق اقول شوية خمس دقايق ثم المرة الثانية كذا الى ان يخرج وقت الصلاة.
لكن بعد ماقريت الموضوع قررت أطبقه فصار اذا دق المنبه أقوم وأقول خلاص خمس دقايق ماراح تنفعني بالنوم لكن بتنفعني بالصلاة والحمدلله صرت أنتظم بالصلاة أكثر من الله الله يثبتني.
جربوها بيقين وبأذن الله بتستفيدون.
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 07 - 10, 08:57 م]ـ
مما يفيد في قاعدة: (الخمس دقائق):
- المشي لمدة: (خمس دقائق)، وخاصة بعد الوجبات.
- إن واجهك زحام أو توقف إشارة .. فقل لنفسك اصبري .. فقط (خمس دقائق).
- إن غضبت أو دخلت في نقاش أغضبك فاصمت ولو (خمس دقائق) .. وستجد أن نفسك أخذت قسطها من الراحة، وفوران الدم:).
- الاغتسال .. وخاصة في أوقات الصيف .. فإن قالت لك نفسك: بعدين .. فقل لها: فقط (خمس دقائق).
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 10 - 10, 06:19 م]ـ
إن تقاعستْ نفسك عن أداء الراتبة القبلية أو البعدية .. فقل لها: يا نفس؛ فقط (خمس دقائق).
وأن تكاسلتْ عن الوتر في آخر الليل أو قبله .. فقل لها: فقط (خمس دقائق).
وإن تخاذلت عن النوافل الواردة مع توقانٍ لفعلها .. فقل لنفسك: فقط (خمس دقائق).
ـ[نور بنت عمر القزيري]ــــــــ[14 - 10 - 10, 11:00 م]ـ
جزاكم الله خيرًا شيخنا المبارك ..
حقيقةً جربتُ الأمر سابقًا قبل قراءتي لمقالكم الكريم، وأقنعتُ نفسي به؛ فحُلّت أمورٌ عدّة ولله الحمد ..
غير أني كنتُ أضع فسحةً في المدّة ـ ربع ساعة لن تضرّ شيئا ـ، ولعل البركة تكون أعظم بإنهاء الأهم فالأهمّ ..
بورك علمكم، وتُقبّل منكم ..
ـ[أم هاجر المصري]ــــــــ[15 - 10 - 10, 02:38 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[محمد بن خضير الخضيري]ــــــــ[16 - 10 - 10, 03:14 ص]ـ
لكني جلست خمسة عشر دقيقة حتى أقرأ هذه المشاركات الرائعة ..
ولذلك؛ ردعًا لك: سأنقل هذا الموضوع وأنشره حتى يكثر الأجر وينتشر الذكر ..
والله يتولاك بحفظه ..
وبالمناسبة هذه أول مشاركة لي.
ـ[أبو معاذ المقاطي]ــــــــ[17 - 10 - 10, 01:54 م]ـ
موضوع تشكر عليه أخانا الفاضل وشيخنا الكريم ... وفعلا موضوع مهم والقاء واسلوب رائع ... بارك الله في علمك وقلمك
ـ[أبو مالك الحويني]ــــــــ[19 - 10 - 10, 03:52 ص]ـ
و الله إني استفدت منها.
جعلها الله في ميزان حسناتك.
ـ[محمد بن خضير الخضيري]ــــــــ[19 - 10 - 10, 10:56 ص]ـ
فعلاً لقد استفدت منها كثيرًا، ولعلها تكون خطوة لننتقل إلى عشر دقائق وربع ساعة ..
عسى أن نبني أنفسنا لنصبر ساعات على المناشط الجادة,,
ـ[مصطفى سلامه]ــــــــ[20 - 10 - 10, 10:40 م]ـ
قال ابن عبّاس- رضي اللّه عنهما-:
ما يمنع أحدكم إذا رجع من سوقه، أو من حاجته، فاتّكأ على فراشه، أن يقرأ ثلاث آيات من القرآن
الدارمي (3336)
جزاكم الله خير
ـ[أبو دجانة النجدي]ــــــــ[20 - 10 - 10, 10:59 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو طه الجزائري]ــــــــ[21 - 10 - 10, 02:32 ص]ـ
سئل بعض الحكماء عن الفرق بين العقل والمروءة
فقال: العقل يأمرك بالأنفع، والمروءة تأمرك بالأجمل
ـــــــــــــ
شيخنا الكريم المسيطير جزاك الله خيرا
و الشكر موصول لكل الاحباب الافاضل
على افاداتهم الرائعة ......
جزاكم الله خيرا .. أحسنتم و أفدتم ..
ـ[ابن ربيعة الأزدي]ــــــــ[21 - 10 - 10, 12:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا،، حقا هذه القاعدة مفيدة وهي خير علاج للتسويف الذي يكاد يفتك بنا
اللهم لا تشغلنا بالمفضول عن الفاضل
ـ[محمد بن لحسن ابو اسحاق]ــــــــ[21 - 10 - 10, 04:26 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو طه الجزائري]ــــــــ[21 - 10 - 10, 05:07 م]ـ
سئل بعض الحكماء عن الفرق بين العقل والمروءة
فقال: العقل يأمرك بالأنفع، والمروءة تأمرك بالأجمل
تعقيب: و الشرع يأمرنا بالأعقل و الأجمل و الأقوم
حفظكم الله تعالى و رعاكم ...
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[27 - 10 - 10, 09:03 م]ـ
جزاكم الله خير
وإياكم أخي المبارك ...
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[27 - 10 - 10, 09:06 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/481)
وصلتني رسالة عبر البريد أعجبني عنوانها، أنقلها لكم بعد إذن شيخنا
أصبحتُ أعشق ساعات الانتظار!!
قال لي صديقي: أمس ضحكت زوجتي مني فقد كنت أقرأ في الصباح سورة آل عمران،
وخرجتُ لعملي، وإذا بي قبل النوم أقرأُ سورة هود ..
فقالت: ما بك؟ أصبحتَ تتنقَّل بين السور على غير عادتك في ختم القرآن!
هل لأنك تحب سورة هود أم أنك تقرأ وردك برموش عينيك .. ؟
قلت لها: سأحكي لكي لاحقًا، لكنها نامت.
في الصباح كنَّا على موعدٍ عائلي، ولمَّا كانت زوجتي تتأخر في "الجهوزية" ..
فقد لبستُ ثياب الخروج، وأمرت الكبار بمساعدة الصغار وإنزال الشنط للسيارة.
وسحبت كرسي وجلست بجوار باب الخروج، ومعي مصحفي، فكانت
تتوقع مني أن أرفع صوتي وأصيح بصوتي الجهوري لها هيَّا .. تأخرتي ..
لكنها كانت تسمع قراءة القرآن، وعند آيات الرحمة كنت أرفع صوتي فهمَّت زوجتي
وقالت: سبحان الله ربنا يهدي .. أين موشحات الحِفاظ على الموعد وضرورة السرعة في "الجهوزية"؟
ضحكتُ وقلت لها: يكفي23 عامًا من النصائح.
وكان لي موعد عند أحد الزبائن لكنه أبقاني في حجرة الجلوس نصف ساعة
معتذرًا بأدب، فتناولت مصحفي وأنهيتً وردي.
خرجتُ في مشوارٍ إلى وسط البلد بزحامها وضوضائها وزخمها أخذتُ
ابني معي ليقود السيارة، وتناولت مصحفي ولم أحس بالزحام ولا الضوضاء
ولا أي شيء بل السكون والراحة والسلام يملأ حياتي،
لكن الدموع نزلت من عيني ليست دموع الفرح ولا دموع تأثُّري بالآيات الجليلة،
إنما هي دموع الندم .. يا الله! كم فرطنا من ساعاتٍ، هل يُعقل أنني أختم القرآن
في حوالي 5 أيام من ساعات الانتظار، هذه الأوقات التي كانت كلها توتُّر وتبرُّم وضيق وانزعاج ..
فكم قصَّرتُ في حق نفسي .. ؟ هل يُعقل أنني أصبحت أحبُّ ساعات الانتظار!!.
في انتظار الطعام ذلك الموعد المقدس الذي أحافظ عليه مع أولادي
حين يتأخر الطعام كنت أنزعج .. لكني أمسكت مصحفي وعلا صوتي
عند الآية ?وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ? (الإسراء: من الآية 82).
قالت لي زوجتي: إن قراءتك هذه تركت انطباعًا طيبًا لدى الأولاد كلهم كبارًا وصغارًا،
فهم بالرغم من أنهم يحفظون القرآن منذ الصغر إلا أن صوتك الطيب بحشرجته الخفيفة
وإحساسك بالمعاني جعلهم يشتاقون لذلك، ويقولون: إنهم يتذكَّرون الآيات التي قرأتها ويقلدونك.
أين أنت يا رجل .. ؟!
يا الله! نزلت عليَّ الملاحظة كالصاعقة، فكم قصَّرت في حقهم،
فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: "كلكم راعٍ وكلكم مسئول عن رعيته" ..
فغياب القدوة في القرآن بالبيت وغياب القدوة في الأذكار والصيام والأوراد ..
يجعل تعليماتك لهم بأداء أعمالهم التعبدية باهتةً ودون روح ..
وتصبح التعليمات أمرًا من ضمن آلاف الأوامر التي يسمعونها صباحَ مساء.
يا الله! كم ضيعت عليهم ساعات الطمأنينة والهدوء والسلام التي كان يحققها القرآن؟.
. ضيعت عليهم الرحمة والنور ومباركة الملائكة .. ضيعت عليهم الشفاء
وينابيع الخير والعطاء التي يمنحنا إيَّاها القرآن، أأنا السبب؟ .. الله المستعان ..
لكن عذرًا فأنا من سيزرع فيهم عشق ساعات الانتظار ..
اللهم أكرمنا بكرم القرآن, وشرِّفنا بشرف القرآن, واجعلنا من أهله.(109/482)
ترجمة الشيخ محمد أبو زهرة بقلم أحمد تمام
ـ[راشد الكعبي]ــــــــ[09 - 04 - 09, 12:20 م]ـ
أبو زهرة .. عالم يعرف قدره
أحمد تمام
العلامة محمد أبو زهرة لا يخلو عصر من العصور من قائم لله بحجة، يدعو الناس إلى الحق، وينير لهم الطريق ويكشف لهم الزيف، ويفند بين أيديهم الباطل، يتقدم الصفوف بلا خوف أو وجل، كأنه نجم يهتدي الناس به، يستشعر أنه واقف على ثغرة من ثغر الإسلام، فلا يبرحها إلا إذا فاضت روحه إلى بارئها. ويتعجب الناس من صموده أمام الأعاصير الكاسحة وهو شامخ كالطود، صامد لا يلين، ثابت لا يهتز، مقدام لا يتراجع، لا ترهبه سطوة سلطان أو يغريه منصب ومال، موصول الصلة بالله وثيق المعرفة به .. هذا هو شأن الدعاة المصلحين الذين تأبى عليهم نخوتهم حين يرون أمتهم ترسف في أغلال الجهل والضعف إلا أن يمدوا لها يدًا، أو يقدموا إليها نصحًا، أو يهزوها هزا حتى تستيقظ من سباتها وتستفيق من غفلتها، وتعود إلى ما كانت عليه من قوة وعز وجاه.
المولد والنشأة
ولد محمد بن أحمد بن مصطفى بن أحمد المعروف بأبي زهرة في المحلة الكبرى التابعة لمحافظة الغربية بمصر في (6 من ذي القعدة 1315هـ=29 من مارس 1898م)، ونشأ في أسرة كريمة عنيت بولدها، فدفعت به إلى أحد الكتاتيب التي كانت منتشرة في أنحاء مصر تعلم الأطفال وتحفظهم القرآن الكريم، وقد حفظ الطفل النابه القرآن الكريم، وأجاد تعلم مبادئ القراءة والكتابة، ثم انتقل إلى الجامع الأحمدي بمدينة طنطا، وكان إحدى منارات العلم في مصر تمتلئ ساحاته بحلقات العلم التي يتصدرها فحول العلماء، وكان يطلق عليه الأزهر الثاني؛ لمكانته الرفيعة.
وقد سيطرت على الطالب النجيب روح الاعتزاز بالنفس واحترام الحرية والتفكير وكره السيطرة والاستبداد .. وقد عبر أبو زهرة عن هذا الشعور المبكر في حياته بقوله: "ولما أخذت أشدو في طلب العلم وأنا في سن المراهقة .. كنت أفكر: لماذا يوجد الملوك؟ وبأي حق يستعبد الملوك الناس؟، فكان كبر العلماء عندي بمقدار عدم خضوعهم لسيطرة الخديوي الذي كان أمير مصر في ذلك الوقت".
وبعد ثلاث سنوات من الدراسة بالجامع الأحمدي انتقل إلى مدرسة القضاء الشرعي سنة 1335هـ=1916م بعد اجتيازه اختبارًا دقيقًا كان هو أول المتقدمين فيه على الرغم من صغر سنه عنهم وقصر المدة التي قضاها في الدراسة والتعليم، وكانت المدرسة التي أنشأها محمد عاطف بركات تعد خريجها لتولي مناصب القضاء الشرعي في المحاكم المصرية. ومكث أبو زهرة في المدرسة ثماني سنوات يواصل حياته الدراسية في جد واجتهاد حتى تخرج فيها سنة 1343هـ=1924م، حاصلا على عالمية القضاء الشرعي، ثم اتجه إلى دار العلوم لينال معادلتها سنة 1346هـ=1927م فاجتمع له تخصصان قويان لا بد منهما لمن يريد التمكن من علوم الإسلام.
في قاعات العلم
وبعد تخرجه عمل في ميدان التعليم ودرّس العربية في المدارس الثانوية، ثم اختير سنة 1352هـ=1933م للتدريس في كلية أصول الدين، وكلف بتدريس مادة الخطابة والجدل؛ فألقى محاضرات ممتازة في أصول الخطابة، وتحدث عن الخطباء في الجاهلية والإسلام، ثم كتب مؤلفًا عد الأول من نوعه في اللغة العربية، حيث لم تُفرد الخطابة قبله بكتاب مستقل.
ولما ذاع فضل المدرس الشاب وبراعته في مادته اختارته كلية الحقوق المصرية لتدريس مادة الخطابة بها، وكانت تُعنى بها عناية فائقة وتمرن طلابها على المرافعة البليغة الدقيقة، وهذا ما يفسر كثرة الخطباء البلغاء من خريجي هذه المدرسة العريقة.
وبعد مدة وجيزة عهدت إليه الكلية بتدريس مادة الشريعة الإسلامية، وكان أبو زهرة أهلا لهذه الثقة الكبيرة، فزامل في قسم الشريعة عددًا من أساطين العلماء، مثل: أحمد إبراهيم، وأحمد أبي الفتح، وعلي قراعة، وفرج السنهوري، وكان وجود مثل هؤلاء معه يزيد المدرس الشاب دأبا وجدة في الدرس والبحث حتى يرتقي إلى صفوفهم ومكانتهم الرفيعة، وكانت فيه عزيمة وإصرار وميل إلى حياة الجد التي لا هزل فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/483)
وقد تدرج أبو زهرة في كلية الحقوق التي شهدت أخصب حياته الفكرية حتى ترأس قسم الشريعة، وشغل منصب الوكالة فيها، وأحيل إلى التقاعد سنة 1378هـ=1958م، وبعد صدور قانون تطوير الأزهر اختير الشيخ أبو زهرة عضوًا في مجمع البحوث الإسلامية سنة 1382هـ=1962م، وهو المجمع الذي أنشئ بديلا عن هيئة كبار العلماء، وإلى جانب هذا كان الشيخ الجليل من مؤسسي معهد الدراسات الإسلامية بالقاهرة، وكان يلقي فيه محاضراته في الشريعة الإسلامية احتسابًا لله دون أجر، وكان هذا المعهد قد أنشئ لمن فاتته الدراسة في الكليات التي تُعنى بالدراسات العربية والشرعية، فالتحق به عدد كبير من خريجي الجامعات الراغبين في مثل هذه الدراسات.
الإنتاج العلمي
كتب الشيخ أبو زهرة مؤلفات كثيرة تمثل ثروة فكرية ضخمة عالج فيها جوانب مختلفة في الفقه الإسلامي، وجلّى بقلمه فيها موضوعات دقيقة؛ فتناول الملكية، ونظرية العقد، والوقف وأحكامه، والوصية وقوانينها، والتركات والتزاماتها، والأحوال الشخصية في مؤلفات مستقلة.
وتناول ثمانية من أئمة الإسلام وأعلامه الكبار بالترجمة المفصلة التي تظهر جهودهم في الفقه الإسلامي في وضوح وجلاء، وهم: أبو حنيفة، ومالك، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وزيد بن علي، وجعفر الصادق، وابن حزم، وابن تيمية.
وقد أفرد لكل واحد منهم كتابًا مستقلاً في محاولة رائدة ترسم حياتهم العلمية، وتبرز أفكارهم واجتهاداتهم الفقهية، وتعرض لآثارهم العلمية التي أثرت في مسيرة الفقه الإسلامي. وقد وفق الشيخ أبو زهرة فيما كتب وتناول؛ فهو فقيه متخصص عرف الأصول والفروع وأمعن النظر في مؤلفات الفقه ودانت له أسرارها؛ فمؤرخ الفقهاء المتمكن لا بد أن يكون فقيها لا مؤرخا فحسب يقص علينا حياة المترجم له وإنسانيته وصلته بالعلوم المختلفة.
وإلى جانب الفقه وقضاياه كان لأبي زهرة جهود طيبة في التفسير والسيرة؛ فكان يفسر القرآن في أعداد مجلة لواء الإسلام الغراء، وأصدر كتابًا جامعًا بعنوان "المعجزة الكبرى" تناول فيه قضايا نزول القرآن وجمعه وتدوينه وقراءته ورسم حروفه وترجمته إلى اللغات الأخرى.
وختم حياته بكتابه خاتم النبيين تناول فيه سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، معتمدًا فيه على أوثق المصادر التاريخية، وكتب السنة المعتمدة، وقد طبعت هذه السيرة في ثلاثة مجلدات.
جهاده الفكري
لم يكن الإمام محمد أبو زهرة من الذين ينشغلون بالتأليف عن متابعة الواقع والدعوة إلى الإصلاح والتغيير، بل قرن الكلمة المكتوبة بالقول المسموع والعلم الغزير بالعمل الواضح، وكان هذا سر قوته وتلهف الناس إلى سماع كلمته؛ فهو العالم الجريء الذي يجهر بالحق ويندد بالباطل ويكشف عوراته غير هياب أو وجل، وكانت صراحته في مواجهة الظالمين واضحة لا لبس فيها ولا غموض، وقد حورب من أجلها فما تخاذل أو استكان، قاطعته الصحف ووسائل الإعلام الأخرى وآذته بالقول وشهّرت به؛ فما زاده ذلك إلا تمسكًا بالحق وإصرارًا عليه.
كان أبو زهرة من أعلى الأصوات التي تنادي بتطبيق الشريعة الإسلامية في الحياة، وقرر أن القرآن أمر بالشورى؛ ولذا يجب أن يختار الحاكم المسلم اختيارًا حرًا؛ فلا يتولى أي سلطان حكمًا إلا بعد أن يختار بطريقة عادلة، وأن اختيار الحكام الصالحين هو السبيل الأمثل لوقاية الشريعة من عبث الحاكمين، وكل تهاون في ذلك هو تهاون في أصل من أصول الإسلام.
ووقف أبو زهرة أمام قضية "الربا" موقفًا حاسمًا، وأعلن عن رفضه له ومحاربته بكل قوة، وكشف بأدلة علمية فساد نظرية الربا وعدم الحاجة إليها، وأن الإسلام حرّم الربا حمايةً للمسلمين ولمجتمعهم، وانتهى إلى أن الربا لا مصلحة فيه ولا ضرورة تدعو إليه.
ورأى بعض من لا علم لهم بالشريعة يكتبون في الصحف بأن من الصحابة من كان يترك العمل بالنص إلى رأيه الخاص الذي اجتهد فيه إذا اقتضت المصلحة ذلك، واستشهدوا على ذلك بوقائع لعمر بن الخطاب حين أبطل العمل بحد السرقة في عام الرمادة؛ فقام الشيخ بجلاء هذا الموقف، وبيّن أن المصلحة تعتمد على النص وترجع إليه، وأن القول دونما نص أو قاعدة كلية إنما هو قول بالهوى؛ فأصول الفقه تستند على أدلة قطعية، وأنه لا يجوز أن يعتمد على العقل في إثبات حكم شرعي، وأن المعول عليه في إثبات الأحكام الشرعية هو النصوص النقلية، وأن العقل معين له، وأبان الشيخ اليقظ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/484)
أن عمر بن الخطاب وأمثاله من مجتهدي الصحابة لم يتركوا العمل بالنص، وإنما فهموه فهمًا دقيقًا دون أن يبتعدوا عنه.
شجاعته واعتزازه بعلمه
اشتهر أبو زهرة بين علماء عصره باعتزازه بعمله وعلمه وحرصه على كرامته وإقدامه على بيان ما يراه حقا، في وقت سكتت فيه الأصوات؛ التماسًا للأمن والسلامة من بطش ما كانت بيدهم مقاليد الأمور في البلاد، ولم يكن يردعهم خلق أو دين أو تحكم تصرفاتهم نخوة أو مروءة؛ فابتليت بهم البلاد وانكفأ الناس حول أنفسهم خوفا من هول ما يسمعون، ولكن الشيخ الفقيه لم يكن من هؤلاء، وإنما كان من طراز ابن تيمية والعز بن عبد السلام، ويروى له في ذلك مواقف محمودة تدل على أخلاق الرجل وشجاعته.
دعي الشيخ أبو زهرة إلى مؤتمر إسلامي مع جماعة من كبار علماء في العالم الإسلامي، وكان رئيس الدولة الداعية من ذوي البطش والاستبداد؛ فافتتح المؤتمر بكلمة يعلن فيها ما يسميه اشتراكية الإسلام، ودعا الحاضرين من العلماء إلى تأييد ما يراه والدعوة له. وبعد انتهاء الكلمة ساد قاعة الاحتفال صمت رهيب قطعه صوت الشيخ أبو زهرة طالبًا الكلمة، فلما اعتلى المنبر قال في شجاعة: إننا نحن علماء الإسلام الذين نعرف حكم الله في قضايا الدولة ومشكلات الناس، وقد جئنا إلى هنا لنصدع بما نعرف، وإن على رؤساء الدول أن يعرفوا قدرهم ويتركوا الحديث في العلم إلى أهله، ثم اتجه إلى رئيس الدولة الداعية قائلا: إنك تفضلت بدعوة العلماء لتسمع أقوالهم لا لتعلن رأيًا لا يجدونه صوابا مهما هتف به رئيس؛ فلتتق الله في شرع الله. فبهت رئيس الدولة وغادر القاعة.
مؤلفات الإمام أبي زهرة
بارك الله في وقت الشيخ فألف ما يزيد عن 30 كتابًا غير بحوثه ومقالاته، رزقها الله القبول فذاعت بين الناس وتهافت الناس على اقتنائها والاستفادة منها؛ فوراءها عقل كبير وقدرة على الجدل والمناظرة وذاكرة حافظة واعية، وقد ضرب بها المثل في قدرتها على الحفظ والاستيعاب. ومن أشهر مؤلفاته غير ما ذكرناه:
- تاريخ المذاهب الإسلامية.
- العقوبة في الفقه الإسلامي.
- الجريمة في الفقه الإسلامي.
- علم أصول الفقه.
- محاضرات في النصرانية.
- زهرة التفاسير، وقد نشر بعد وفاته.
- مقارنات الأديان.
وفاة الشيخ
وبعد حياة حافلة بجلائل الأعمال وبكل ما يحمد عليه توفي الشيخ سنة 1394هـ=1974م تاركا تراثا خالدا وذكرى عطرة ومواقف مشرفة.
ونص الحديث إلى أهله فإن الوثيقة في نصه
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[29 - 06 - 09, 05:08 م]ـ
رحم الله الشيخ وجزاك الله خيراً ورحمة الله على الإمام ابن الجوزي إذ قال: كتاب العالم ولده المخلد كما في العلماء العزاب للشيخ عبد الفتاح أبي غُدة رحمه الله.
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[05 - 02 - 10, 09:24 م]ـ
ومن الكنوز التي وقعت عليها ترجمة للشيخ العلامة محمد أبي زهرة:
قمم إسلامية: أبو زهرة للشيخ أبي بكر عبد الرازق - مكتبة دار الفضيلة ص ب: 15765 هاتف: 694968 [دبي] في ثلاثة أجزاء:
1 - ترجمة الشيخ.
2 - ماقيل عنه.
3 - أبو زهرة وقضايا العصر.
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 02 - 10, 09:05 م]ـ
دكتورنا الفاضل / عبدالله الجبوري يثني عليه كثيرة من ناحية حفظه واستحضاره(109/485)
كيف يكون التعريض بخطبة المعتدة في هذا الزمان؟
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[09 - 04 - 09, 03:42 م]ـ
كيف يكون التعريض بخطبة المعتدة في هذا الزمان؟
أليس من الممكن أن يترتب عليه مفسدة -في هذا الزمان انا لا أتكلم عن التشريع و لكن عن الفهم الخاطيء للناس - حين يعلم أهل المعتدة بهذا و لجهل الناس بهذا الحكم؟
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[10 - 04 - 09, 01:49 ص]ـ
التعريض كأن يقال مازلتي صغيرة وحقك الزواج او مثلك يطمع فيه اي بالتلميح دون التصريح والله اعلم(109/486)
حكم دفع مبالغ مالية من أجل الحصول على بطاقة الهوية الفلسطينة
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[09 - 04 - 09, 09:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني طلبة العلم وفقكم الله ...
نحبذ من حضراتكم سؤال أهل العلم عن هذه النازلة ألا وهي ....
((ما حكم دفع مبلغا معينا من المال مقابل الحصول على الهوية الفلسطينية)) ....
واقع القصة:
هناك بعض المغتربين الذين يعيشون خارج فلسطين ويعودون إليها للزيارة أو للإستقرار لمن جمع أموالا أو أنهى دارسة أو حقق مشروعا ....
نلاحظ تزايد عدد الأشخاص الذين يدفعون أموالا مقابل الحصول على الهوية الفلسطينية، لإن إجراء هذه المعاملة من الصعوبة بمكان، حيث أن اليهود يعيقون إجراء هذا النوع من المعاملات بقصد التضييق على أبناء الشعب الفلسطيني وبقصد التقليل من عددهم ...
يعني هذه نازلة في نظركم أم هي رشوة محرمة من كبائر الذنوب ....
نرجو من حضراتكم عرض مثل هذا السؤال على أهل هذا الشأن .....
جزاكم الله خيرا
ـ[طاهر المجرشي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 01:57 ص]ـ
بسم الله
اعانكم الله -الله اعلم تكييف المسالة من باب - الحرب خدعة -؟
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[10 - 04 - 09, 04:26 م]ـ
ملاحظة:
المبلغ المالي يدفع لموظفي السلطة الفلسطينية، وهم بدورهم يقومون بالتنسيق مع الإسرائليين ........
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[26 - 04 - 09, 11:00 م]ـ
أخي الحبيب
اعلم أن السلطة الوطنية الفلسطينة ليس لها أي دخل في اخراج بطاقات جمع الشمل و هم مهمتهم اخراج الأسماء التى وافق عليها الطرف اليهودي، هذا كل ما في الأمر.
و اعلم حفظك الله أن كل من قال لك أنه يستطيع اخراج بطاقة جمع شمل فهو كذاااااااااااااااااااااااااااب!!!
فلا تصدق ذالك حفظك الله
و ما أكثر الذين يدعون انهم يقدرون وهم لا يقدرون، و رب قائل يقول أنه يقدر و هو في حقيقة الأمر لا يقدر، فيأخذ المال من أحد الأشخاص فاذا باسم الشخص يخرج و الذي أخذ المال لم يسعى له، و لكنها الصدفة، فيشتهر بانه يستطيع، و آخذ المال لا يأخذه الا سحتا عافانا الله، فلا تنخدع بما يقولون، و نبه من وقع في هذه الحفرة أو ينوي الوقوع فيها، و ما عليه الا أن يقدم الأوراق و التوفيق من الملك جل في علاه، فأنا ابن البلاد و اسمع كل يوم بمصاب نسال الله التوفيق و السداد.(109/487)
غِرٌّ كَرِيمٌ
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[10 - 04 - 09, 06:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
ربي رحيم رؤوف لطيف بعباده المؤمنين
أرسل لهم محمد بن عبد الله صلوات ربي وسلامه عليه
{لَقَدْ جَاءكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَّحِيمٌ} (التوبة128)
ومن هو المؤمن؟
، فيما يلي يطلعنا الحبيب عليه السلام على بعض صفاته.
(قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُؤْمِنُ غِرٌّ كَرِيمٌ) (*)
" أَي ليس بذي نُكْر،
فهو ينْخَدِع لانقياده ولِينِه وهو ضد الخَبّ يقال:
فتى غِرٌّ وفتاة غِرٌّ وقد غَرِرْتَ تَغَرُّ غَرارةً يريد:
أَن المؤمن المحمودَ منْ طَبْعُه الغَرارةُ وقلةُ الفطنة للشرّ وتركُ البحث عنه
وليس ذلك منه جهلاً ولكنه كَرَمٌ وحسن خُلُق
...
فإِنَ منْ آثرَ الخمولَ وإِصلاحَ نفسه والتزوُّدَ لمعاده ونَبَذَ أُمور الدنيا
فليس غِرًّا فيما قَصَد له ولا مذموماً."
[لسان العرب]
ـــــــــ،،ــــــــــ
(*) أخرجه الترمذي وغيره وحسنه الألباني.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[10 - 04 - 09, 07:58 م]ـ
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ:
(لَا يُلْدَغُ الْمُؤْمِنُ مِنْ جُحْرٍ وَاحِدٍ مَرَّتَيْنِ) (أخرجه البخاري)
أَيْ: لَيْسَ مِنْ شَأْن الْمُؤْمِن أَنْ يُصَدِّق الْكَاذِب الَّذِي ظَهَرَ كَذِبه مَرَّة ثَانِيَة،
لِقَوْلِهِ تَعَالَى {إِنْ جَاءَكُمْ فَاسْقِ بِنَبَأٍ}
[حاشية السندي]
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[11 - 04 - 09, 12:41 ص]ـ
جزاك الله خيراً فائدة طيبة وقل من يتفطّن لها ...
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[11 - 04 - 09, 05:55 ص]ـ
جزاك الله خيراً فائدة طيبة وقل من يتفطّن لها ...
وجزاك الله خيرا أخي الفاضل.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[11 - 04 - 09, 06:24 م]ـ
عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ:
" لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ " (أخرجه البخاري)
فالمؤمن مخموم القلب لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد، يعرف حق أخيه عليه، ومكانة أهل الإيمان فلا يتجرأ على أذيتهم وظلمهم، لأنه يعرف عقوبة ذلك، وقد قال الشاعر:
لا تضع من عظيم قدر وإن كنـ*ـت مشارا إليه بالتعظيم
فالكبير العظيم يصغر قدرا * بالتجري على الكبير العظيم (1)
ــــ،،،ــــ
للحيص بيص، ينظر شرح المفصل لابن يعيش.
ــ، ــ
هذا ما تيسر
والحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.(109/488)
من يفيدنا بسرد اسماء الصحابة الذين كانو من أهل الكتاب
ـ[الرميصاء]ــــــــ[10 - 04 - 09, 11:20 ص]ـ
السلام عليكم
الأخوة الأكارم
من يفيدنا بسرد
اسماء الصحابة الذين كانو من أهل الكتاب
مأجورين
ـ[سامح رضا]ــــــــ[10 - 04 - 09, 11:26 ص]ـ
عبد الله بن سلام
عدي بن حاتم
ـ[الرميصاء]ــــــــ[10 - 04 - 09, 05:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي سامح
وفي انتظار المزيد
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[10 - 04 - 09, 11:14 م]ـ
وكذلك سلمان الفارسي
ـ[أم ديالى]ــــــــ[11 - 04 - 09, 04:10 ص]ـ
سلمان الفارسي رضي الله عنه كان مجوسي ولم يكن من اهل الكتاب
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 04:35 ص]ـ
تميم الدارى كان نصرانيا فأسلم (كما جاء فى حديث الجساسة)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[11 - 04 - 09, 06:18 ص]ـ
سلمان الفارسي رضي الله عنه كان مجوسي ولم يكن من اهل الكتاب
الأصح أن يقال "كان مجوسياً" بالألف. نعم، كان، ثم دخل النصرانية وهرب من بيت أبيه إلى الشام وتنقل من دير إلى آخر حتى رحل إلى المدينة وأسلم رضي الله عنه. ولعن الله القوميين الفرس ... بلغت بهم العصبية أن أحدهم زعم أن سلمان الفارسي هو الذي علم الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - القرآن، وما درى الكافر أن سلمان قد أسلم بالمدينة!
ـ[الحاج أحمد]ــــــــ[11 - 04 - 09, 09:05 ص]ـ
مخيريق ..
ورقة بن نوفل .. على خلاف ..
عبد الله بن أريقط .. على خلاف ..
رضي الله عنهم ..
ـ[الرميصاء]ــــــــ[11 - 04 - 09, 12:37 م]ـ
لا حرمكم الله الأجر
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 02:28 ص]ـ
النجاشى واصحابه رضى الله عنهم
ـ[الرميصاء]ــــــــ[12 - 04 - 09, 02:31 ص]ـ
ومن أصحابه؟
بوركتم
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:09 ص]ـ
سلمان الفارسي رضي الله عنه كان مجوسي ولم يكن من اهل الكتاب
نعم كان رضي الله عنه مجوسيا ثم هرب من والده وتنصر ومن الراهب الذي كان يعمل عنده في الكنيسة اخذ اوصاف النبي عليه الصلاة والسلام فعليه فيمكن عده من اهل الكتاب قبل اسلامه
ـ[علي الكناني]ــــــــ[14 - 04 - 09, 02:49 م]ـ
أحسنتم ... أحسنتم
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[15 - 04 - 09, 05:02 ص]ـ
1. الأصبغ بن عمرو بن ثعلبة بن حصن بن ضمضم بن عدي بن جناب الكلبي القضاعي كان نصرانيا
2. أكيدر بن عبد الملك بن عبد الجن بن اعيا بن الحارث بن معاوية بن خلاوة بن أبامة بن سلمة بن شكامة بن شبيب بن السكون صاحب دومة الجندل ذكره بن منده وأبو نعيم في الصحابة وكان نصرانيا
3. بجير بن بجرة كان نصرانيا وذكر سيف بن عمر في الفتوح أنه استشهد بالقادسية
4. بشير بن معاوية كان نصرانيا فلم يزل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى استشهد
5. بحيرا الراهب ذكره بن منده وتبعه أبو نعيم
6. الجارود بن المعلى كان نصرانيا ولقب الجارود لأنه غزا بكر بن وائل فاستأصلهم
7. حجار بن أبجر بن جابر العجلي كان نصرانيا
8. جبر مولى بني عبد الدار ذكر الواقدي أنه كان بمكة وكان يهوديا فسمع النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ سورة يوسف فأسلم
9. حير نجرة الإسرائيلي كان يهوديًا فأسلم
10. ذكوان بن يامين بن عمير بن كعب من بني النضير كان يهوديا فقيل إنه أسلم
11. زيد بن سعنة الحبر الإسرائيلي روى قصة إسلامه الطبراني وابن حبان والحاكم وأبو الشيخ.
12. عبد القدوس الإسرائيلي
13. اسد بن سعية القرظي احد من اسلم من اليهود.
14. بستاني الإسرائيلي.
15. جريج الإسرائيلي كان يهوديًا فاسلم
16. جرجرة الإسرائيلي.
17. سلمة بن سلام كان يهوديا فأسلم.
18. أسد بن كعب.
19. أسيد ابن كعب
20. ثعلبة بن قيس
21. وسلام بن اخت عبد الله
22. سلام بن أخي عبدالله بن سلام
23.يامين بن يامين
24. عبدالله بن صوريا وكان من أحبار اليهود
25. محمد بن عبد الله بن سلام بن الحارث الإسرائيلي
26. جبل بن جوال بن صفوان بن بلال بن أصرم بن إياس بن عبد غنم بن جحاش بن بخالة بن مازن بن ثعلبة بن سعد بن ذبيان الشاعر الذبياني ثم الثعلبي قال الدار قطني في الؤتلف له صحبة وقال هشام بن الكلبي كان يهوديا مع بني قريظة فأسلم
وأظن أن هناك غيرهم كثير
والله أعلم
المصدر: الإصابة في تمييز الصحابة لابن حجر
الرابط:
http://www.al-eman.com/Islamlib/viewtoc.asp?BID=397
.
ـ[الرميصاء]ــــــــ[15 - 04 - 09, 08:10 ص]ـ
لله درك يا أبا عبد الله
جمعت فأوعيت
ـ[الرميصاء]ــــــــ[15 - 04 - 09, 08:16 ص]ـ
ولكن مازال السؤال قائما:
من من هؤلاء ثبتت صحبتهم؟
بوركتم
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[15 - 04 - 09, 09:20 ص]ـ
عداس (العراقي) من نينوى
والذي كان خادماً أو عبداً لدى عتبة وشيبة ابني ربيعة - في حائطهما بالطائف
وله قصة لطيفة مع النبي صلى الله عليه وسلم - إن صحت -(109/489)
أتعرف الكتاب الذي كان يقدم مع مهور النساء؟؟ ((دعوة للمشاركة))
ـ[العابري]ــــــــ[10 - 04 - 09, 03:21 م]ـ
عناية السلف بالمرأة وتعليمهم إياها أمور دينها -بل ومشاركتها في الحركة العلمية- حقيقة تشربت بها صفحات التاريخ، واتفق عليها المنصفون إلا من جهلها أو تجاهلها من خفافيش الظلام الذين عميت أبصارهم عن نور الحقيقة!!!
وهاك يا أخي صورة رائعة من الصور الكثيرة التي تجلت فيها عناية المسلمين الأوائل بالمرأة؛ وهي على أبواب الدخول إلى عش الزوجية، وتكوين أسرة جديدة؛عندما يجعل مع مهرها للنكاح كتاب من كتب العلم تتفقه فيه، وتتعلم منه أحكام دينها فلك أن تتخيل ما مدى تأثيره النفسي عليها، والذكريات الجملية التي سينقشها في ذاكرتها كلما أبصرته أو نظرت فيه،،،،،،،،،،،،،،،
قال الحافظ الذهبي وهو يتكلم عن مختصر المزني وعناية الناس به وكثرت تداوله:
"وامتلات البلاد ب " مختصره " في الفقه، وشرحه عدة من الكبار، بحيث يقال: كانت البكر يكون في جهازها نسخة ب " مختصر " المزني". سير أعلام النبلاء - (12/ 493)
- أتمنى من الأخوة التكرم بذكر الكتب التي كان لها الرواج والحظوة من الانتشار والشهرة حتى يسعى المرء في اقتنائها والاستفادة منها لكن وفق الضوابط التالية:
1 - أن يكون الكتاب ليس فيه محالفات عقدية ككتب الرافضة والطرقية
2 - أن يذكر من نص على انتشاره وشهرته من أهل العلم المعتبرين.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو الوليد الهاشمي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 03:44 م]ـ
أعرف من أخواتنا من كان من مهرها نسخة من كتاب الله.
بل أعرف أخا عقد على زوجته أم أولاده، بنسخة من مصحف مرتل للعجمي فقط!! (فقظ هنا للتقليل لا للتهوين)
ـ[العابري]ــــــــ[10 - 04 - 09, 03:50 م]ـ
2 - مقدمة العلامة ابن الصلاح
قال الحافظ ابن حجر ((فلهذا عكف الناس عليه وساروا بسيره، فلا يحصى كم ناظم له ومختصر، ومستدرك عليه ومقتصر، ومعارض ومنتصر!) (مقدمة النزهة)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 04:27 م]ـ
** حرز الأماني ووجه التهاني للإمام القاسم بن فِيرُّه الشاطبي (متن الشاطبية في القراءات السبع)
يقول الإمام الذهبي في كتابه معرفة القراء الكبار:
"ولقد سارت الركبان بقصيدته حرز الأماني وعقيلة أتراب القصائد اللتين في القراءات والرسم وحفظهما خلق لا يحصون وخضع لها فحول الشعراء وكبار البلغاء وحذاق القراء فلقد أبدع وأوجز وسهل الصعب لذا تلقاها العلماء في سائر الأعصار والأمصار بالقبول الحسن وعنوا بها أعظم عناية"
ـ[العابري]ــــــــ[10 - 04 - 09, 05:51 م]ـ
4_ تفسير القرطبي
قال السيوطي عن القرطبي ((مصنف التفسير المشهور الذي سارت به الركبان)) طبقات المفسرين (1/ 79)
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[10 - 04 - 09, 06:42 م]ـ
5 - تفسير الطبري.
قال الذهبي في السير:
وقد اشتهر ببغداد " تفسير " ابن جرير، وتزاحم على تحصيله العلماء، وسارت به الركبان، ولم نعرف مثله في معناه، ولا ألف قبله أكبر منه، وهو في عشرين مجلدة، وما يحتمل أن يكون عشرين ألف حديث، بل لعله خمسة عشر ألف إسناد، فخذه، فعده إن شئت. اهـ
6 - تهذيب الكمال، للمزي.
قال الصفدي في الوافي بالوفيات:
وصنف كتاب "تهذيب الكمال" في أربعة عشر مجلدا، كسف به الكتب المتقدمة في هذا الشأن، وسارت به الركبان، واشتهر في حياته. اهـ
7 - المغني عن حمل الأسفار في الأسفار، للعراقي.
قال ابن فهد المكي في لحظ الألحاظ:
ثم اختصره في مجلد ضخم سماه "المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار"، فاشتهر، وكتب منه نسخ عديدة، وسارت به الركبان إلى الأندلس، وغيرها من البلدان. اهلطيفة حول بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع:
قال ابن قطلوبغا في تاج التراجم (ص: 327، 328):
أبو بكر بن مسعود بن أحمد الكاساني، علاء الدين، ملك العلماء.
صاحب كتاب "البدائع".
تفقه على علاء الدين محمد بن أحمد بن أبي أحمد السمرقندي.
وتزوج ابنته فاطمة الفقيهة، من أجل أنه شرح كتاب "التحفة" للسمرقندي هذا، وسماه "البدائع"، فجعله مهر ابنته، فقال فقهاء العصر: شرح تحفته، وزوَّجه ابنته!
ـ[العابري]ــــــــ[11 - 04 - 09, 12:11 ص]ـ
8 - وفيات الأعيان لابن خلكان
قال الحافظ السخاوي ((وهو خمس مجلدات، كثر تداول الناس له)) الإعلان بالتوبيخ ((ص 185))(109/490)
هل يجوز كتابة البحوث والرسائل العلمية للأخ أو الزوج ومساعدته في ذلك؟
ـ[الوقار المسلمة]ــــــــ[10 - 04 - 09, 03:49 م]ـ
للحذف بسبب خطأ في المتصفح مما أدى إلى تكرار المشاركة
ـ[مهند أبو الوفاء]ــــــــ[13 - 02 - 10, 01:58 م]ـ
المساعدة جائزة ولا ضير في ذلك
وهذا واضح ومتعارف عليه حيث يتقدم الباحث بالشكر لمن قدم له المساعده من باب الإعتراف بالفضل لأهل الفضل ومن لم يشكر الناس لم يشكر الله
أما كتابه البحث وتقديمه بغير اسم صاحبه فهذا إخلال بالأمانة وشتان مابين هذا وذاك.
والله أعلى وأعلم.(109/491)
هل يجوز كتابة البحوث والرسائل العلمية للأخ أو الزوج ومساعدته في ذلك؟
ـ[الوقار المسلمة]ــــــــ[10 - 04 - 09, 03:50 م]ـ
هل يجوز أن أكتب بحث علمي لأخي أو زوجي؟ أو مساعدته في كتابته على الكمبيوتر حيث أن جهدي في رسالته من حيث البحث والقراءة والكتابة أكثر من جهده هو؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 06:51 ص]ـ
أو مساعدته في كتابته على الكمبيوترالسؤال:
إذا كلف الطالب بكتابة بحث فهل يجوز أن ينيب شخصاً في كتابته سواء بأجرة أو بغير أجرة؟
الجواب:
(لا. لا يجوز هذا؛ لأن المقصود تمرين الطالب على البحث، وكيف يرتبه، وماذا يُعلم عن جودته في النحو وغير النحو) اهـ العلامة العثيمين (الفتاوى الثلاثية).
ـ[الوقار المسلمة]ــــــــ[11 - 04 - 09, 04:47 م]ـ
أقصد في رسالة الماجستير بالأخص لا التمارين والبحوث خلال الدراسة
ننتظر ردود الفضلاء
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 05:53 م]ـ
أقصد في رسالة الماجستير بالأخص لا التمارين والبحوث خلال الدراسة
ننتظر ردود الفضلاء
يبدو أن القياس ممنوع!!
وما الفرق؟!!
بل إن الماجستير أولى بالمنع لأنه يترتب عليه شهادة، ودرجة عمل ومرتب، وهذا ظاهر لصاحب الفقه.
والله أعلم.
ـ[الوقار المسلمة]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:27 م]ـ
صدقتم
ـ[أحمد البنا]ــــــــ[12 - 04 - 09, 03:28 م]ـ
بارك الله فيكم إخواني.
والشيء بالشيء يذكر: فقد دعاني بعض زملائي للعمل معه في بحث -على سبيل المعاونة- وكنت أظن أن هذا البحث له خاصة، فلما علمت منه أنه سيتقدم به إلى إحدى المؤسسات لم أقبل أن أعاونه إلا بعد عرض الموضوع كاملا خشية أن يكون فيه شبهة، وعلمت منه أن هذه المؤسسة تكلف بعضا من الباحثين بكتابة الأبحاث وبعد الفراغ من كتابة البحث يأخذ الكاتب مبلغا من المال على ألا يذكر في يوم أو مجلس أنه قام بكتابة هذا البحث، ثم ينشر هذا البحث باسم صاحب المؤسسة ليكون هو القائم بهذا العمل، فتوجهت بعد علمي بالقصة إلى العديد من المشايخ ليفتونا في الأمر فما خالف أي واحد منهم رأي الآخر، وإنما قالوا جميعا بعدم الجواز.
هذا ومن باب النصح أذكر لكم اسم المؤسسة حتى تتجنبوا هذا الكذب الكائن منهم، ففي البداية يُوهَم الباحث -من قبل المؤسسة- بأن البحث سيكون باسمه ضمن أبحاث المؤسسة والواقع غير هذا.
مؤسسة المنصور الثقافية
لها موقع على الإنترنت.(109/492)
للمشائخ الفضلاء من يحل هذا الإشكال في الولادة الطبيعية والولادة بالمخدر
ـ[الوقار المسلمة]ــــــــ[10 - 04 - 09, 04:06 م]ـ
_ أن من النساء من تذهب للمستشفى الخاص بسبب المخدر الذي يضعونه بحيث لا تشعر الحامل بالطلق.
_ ومن النساء من تذهب للمستشفى الحكومي بسبب أنها لا تريد المخدر حتى تشعر بالطلق بسبب أنه جاء رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما فقال: (حملت أمي على رقبتي من خراسان حتى قضيت بها مناسك الحج أتراني جزيتها. قال: لا ولا طلقة من طلقاتها
أريد الضابط في ذلك حيث أني دخلت بنفسي مع أحد الواضعات وسألتها عندما وضعوا لها الكمام هل تشعرين بالطلق فقالت لا أشعر إلا أني في عالم آخر ليس إلا
ومن ناحية أخرى أرى أن الخاص غالي الثمن أليس يدخل ذلك في الإسراف؟
أريد إجابة وافية
ـ[أبو يحيي المصري]ــــــــ[10 - 04 - 09, 05:02 م]ـ
أختي الكريمة:
في المستشفيات الحكومية وكذلك الخاصة يتم إعطاء عقار من عقاقير التخدير لمن هي في الولادة لتخفيف الألم
و تخفيف الألم هذا مطلب مشروع
بل هناك من النساء كمريضات القلب لو لم يخفف ألمها لأفضي ذلك إلي الوفاة في كثير من الحالات
فالفارق بين العام والخاص ليس في الطب بل في دفع الأموال!
والطب عموما (ومنه التخدير) يباح فيه بعض ما حرم للضرورة والأصل في ذلك ما رواه مسلم عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه" أن أم سلمة رضي الله عنها استأذنت رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحجامة فأمر النبي صلي الله عليه وسلم أبا طيبة أن يحجمها "
ومعلوم أن الحجامة لها مواضع كثيرة منها أعلي القذال وهذا يستلزم ضرورة كشفه
فيعلم أن التطبب يباح لأجله ما حرم في غيره
والضرورة و تقدر بقدرها
والله تعالي أعلم
ـ[الوقار المسلمة]ــــــــ[10 - 04 - 09, 06:27 م]ـ
أنا اسأل عن المرأة التي ليس بها أعراض أو أمراض بل هي بعافية وتلد في الخاص حيث تدخل الواضعة منهن غرفة الولادة قبل الولادة بثلاث أو أربع ساعات واضعة الكمام فكيف تشعر تلك بالطلق إلا اليسير منه فهل أجرها كأجر من تصبر على الطلق وتحتسب إلى حين الولادة؟ هذا ما أشكل علينا.
وللعلم بإذن الله سأجمع ردود الفضلاء وأطبعها وأنشرها بإذن الله ولكن نريد الفائدة المرجوة من حل هذا الإشكال الذي يحدث غالبا بين النساء فهل من إجابة وافية كافية.
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 10:03 م]ـ
الأخت الكريمة، من المعلوم أن كل مايصيب المسلم من مصائب تكفر الذنوب، فإذا صبر يؤجر على ذلك، وفرق بين حالة التي تستعمل المخدر -وان كان جائزا- وبين من لاتستعمل في الألم.
ـ[فاطمة السمرقندي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 10:31 م]ـ
والتي تستعمل المخدر لن تشعر بالألم،فكيف تأخذ الأجر؟، فالأجر يكون على الصبر على الألم
ـ[الوقار المسلمة]ــــــــ[10 - 04 - 09, 10:33 م]ـ
الذي أعلمه أن المخدر لا يوضع إلا لحاجة ولو فرضنا ذلك قلنا لها أن تضعه أثناء الولادة لكن أن تضعه مع بداية الطلق إلى نهاية الولادة بمعدل أربع أو خمس ساعات أريد الحكم الشرعي في ذلك؟ أريد أجابة علمية لا مجرد رأي
ـ[الوقار المسلمة]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:33 م]ـ
نريد جواب
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 08:13 م]ـ
الألم ليس غرضاً يُطلب للثواب ... فالله غني عن تعذيب أحدنا نفسه ... أما إذا أصيب به المرء من غير سعي فوجب عليه الصبر طلباً للأجر ...
ومن طلب الدواء لتفادي الألم فهذا مباح شرعاً بلا نزاع أعلمه ...
يبقى النزاع في خصوص التخدير ...
ـ[أبو السها]ــــــــ[12 - 04 - 09, 01:54 ص]ـ
رقم الفتوى: 43960
عنوان الفتوى: حكم استخدام المخدر عند الولادة
تاريخ الفتوى: 19 ذو الحجة 1424/ 11 - 02 - 2004
السؤال
هل يجوز استخدام بنج موضعي لتخدير النصف السفلي حتى تتم ولادة دون ألم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في استعمال المخدر هو الحرمة إلا إذا دعت الضرورة أو الحاجة لذلك، كما هو مبين في الفتوى رقم: 28553.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/493)
وعليه؛ إذا كانت الولادة طبيعة فإننا ننصح بعدم استعمال المخدر، لكن إذا كان يصيب المرأة ما لا تطيقه، وكانت الولادة غير طبيعية، فلا بأس باستعمال المخدر، على أن تخدير النصف الأسفل من الحامل قد يفضي -في ما نتصور- إلى تثبيط عضلات الرحم التي تدفع بالجنين إلى الخارج، مما يؤدي إلى تأخر خروج الجنين لا إلى الإسراع به، فإذا ثبت أن الأمر كذلك فقد لا يفيد، والمرجع إلى أهل الاختصاص في شؤون الولادة.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://english.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=43960
هل تؤجر الأم على الولادة بعملية يستعمل فيها المخدر؟
سؤالي حول الولادة وما ورد في أجرها للمرأة، أريد أن أعرف ما صح عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيها، وهل يصح أن نترك ما ظهر الآن من مخدِّرٍ موضعي (إبرة الظهر) حتى نؤجر على الولادة؟ وهل من تأخذ هذا المخدر لا أجر لها كما يتوارد بين العامة؟
الحمد لله
تتحمل المرأة من آلام الولادة الشيء الكثير، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا) الأحقاف/15.
قال ابن كثير رحمه الله:
" أي: بمشقة من الطلق وشدته " انتهى.
"تفسير القرآن العظيم" (7/ 280).
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:
" ومعنى: " وضعته كرهاً ": أنها في حالة وضع الولد تلاقي من ألم الطلق وكربه مشقة شديدة كما هو معلوم. وهذه المشاق العظيمة التي تلاقيها الأم في حمل الولد ووضعه، لا شك أنها يعظم حقها بها، ويتحتم برها والإحسان إليها كما لا يخفى " انتهى.
"أضواء البيان" (7/ 326).
غير أن ذلك لا يقتضي منع المرأة من اتخاذ التدابير المخففة من آلام الوضع، فإن النبي صلى الله عليه وسلم (لم يكن يخير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثماً) رواه البخاري (3560).
فالمسلم يسعى في إزالة كل ما يؤذيه أو يضره، فإذا قَدَّر الله عليه من الشدة ما لا يجد لها مخرجاً، فالواجب عليه أن يصبر على قدر الله تعالى.
وهذا كلامٌ لابن مسعود رضي الله عنه يبين هذا المعنى:
عن عبد الرحمن بن غنم قال: سألت معاذ بن جبل: (أأتسوك وأنا صائم؟ قال: نعم. قلت: أي النهار أتسوك؟ قال: أي النهار شئت، إن شئت غدوة، وإن شئت عشية. قلت: فإن الناس يكرهونه عشية، قال: ولم؟ قلت: يقولون إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك). فقال: سبحان الله! لقد أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسواك حين أمرهم وهو يعلم أنه لا بد أن يكون بفي الصائم خلوف وإن استاك، وما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا أفواههم عمدا، ما في ذلك من الخير شيء، بل فيه شر، إلا من ابتلي ببلاء لا يجد منه بدا. قلت [أي عبد الرحمن بن غنم]: والغبار في سبيل الله أيضا كذلك، إنما يؤجر فيه من اضطر إليه ولم يجد عنه محيصاً؟ قال: نعم، وأما من ألقى نفسه في البلاء عمدا فما له من ذلك من أجر).
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 70) وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/ 202): بإسناد جيد.
فلا حرج على المرأة أن تأخذ ما يخفف عنها آلام الولادة، بل هذا أقرب إلى مقاصد الشرع، لما فيه من التخفيف والتيسير.
وانظري جواب السؤال رقم (110531) فقد نقلنا فيه فتوى الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في ذلك.
وأما من حيث الأجر، فأمر ذلك إلى الله تعالى.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/112702/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A9
تخشى أن تحرم الثواب إن أجرت عمليات للولادة من غير آلام
يوجد عدة طرق لتخفيف الألم أثناء الولادة، قد يصل بعضها إلى عدم الشعور بأية آلام، ولكني أعرف أن في هذا الألم ثواباً جزيلاً، فهل سأنال هذا الثواب إذا كانت الولادة بدون ألم؟
الحمد لله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/494)
كل ما يصيب المؤمن من تعب أو مشقة أو ألم فإنه يكفر عن خطاياه، كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ) رواه البخاري (5642) ومسلم (2573).
وليس معنى ذلك أن يطلب الإنسان المشقة، ولا يحاول تجنبها، بل كلما كان الفعل أيسر وأسهل كان أقرب إلى محبة الله تعالى، ما لم يكن إثماً ولهذا قالت عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: (مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا) رواه البخاري (3560). وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ) رواه أحمد (5832) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (564).
وعلى هذا، فلا حرج من استعمال ما يؤدي إلى تخفيف الألم عند الولادة، أو عدم حصوله تماماً، وعملية الولادة لا تخلو من مشقة ومخاطرة، وفضل الله تعالى واسع.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين:
سائلة تقول بأنها امرأة ضعيفة الجسم، وقد ولدت طفلاً بصعوبة، أعطوها مادة سائلة يقولون بأنها طلق صناعي لأن طلقها ضعيف، ومع هذا الطلق الصناعي تقول كأنني أشعر كأني أفقد عقلي، وتعبت كثيراً بعد الولادة، وظل التعب لمدة سنة تقريباً، تقول بأنها حملت بعد ذلك بابنها الثاني فنصحها البعض بالذهاب إلى مستشفى خاص، وأعطوها إبرة تخدير لأنها لن تتحمل الطلق الصناعي، أيضاً تقول بعد أن أعطوني إبرة التخدير لم أشعر بألم الولادة، ونمت قليلاً.
هل هذا جائز يا فضيلة الشيخ، تقول لأنها حامل في شهرها الثالث؟
أرجو الإفادة جزاكم الله خيرا؛ لأن البعض أخبرني بأن هذا لا يجوز؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
" إذا كانت المرأة يشق عليها الطلق والولادة، وأخذت من الأدوية المباحة ما يعينها على ذلك، فإن هذا لا بأس به، وهو من باب التنعم بنعم الله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى من كرمه وجوده وفضله يحب لعباده أن يتنعموا بنعمه التي مَنَّ بها عليهم، ويحب من عبده أن يرى أثر نعمته عليه، واستعمال هذه المسكنات أو المقويات في الطلق أو ما أشبه ذلك من الأشياء المباحة لا بأس به ولا حرج؛ لأن الله سبحانه وتعالى يحب اليسر لعباده، كما قال الله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ) " انتهى.
"فتاوى نور على الدرب" (الجنائز/الأحكام الطبية).
أما مقدار الثواب، فهذا أمره إلى الله تعالى.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/110531
ـ[أبو السها]ــــــــ[12 - 04 - 09, 01:56 ص]ـ
رقم الفتوى: 43960
عنوان الفتوى: حكم استخدام المخدر عند الولادة
تاريخ الفتوى: 19 ذو الحجة 1424/ 11 - 02 - 2004
السؤال
هل يجوز استخدام بنج موضعي لتخدير النصف السفلي حتى تتم ولادة دون ألم؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالأصل في استعمال المخدر هو الحرمة إلا إذا دعت الضرورة أو الحاجة لذلك، كما هو مبين في الفتوى رقم: 28553.
وعليه؛ إذا كانت الولادة طبيعة فإننا ننصح بعدم استعمال المخدر، لكن إذا كان يصيب المرأة ما لا تطيقه، وكانت الولادة غير طبيعية، فلا بأس باستعمال المخدر، على أن تخدير النصف الأسفل من الحامل قد يفضي -في ما نتصور- إلى تثبيط عضلات الرحم التي تدفع بالجنين إلى الخارج، مما يؤدي إلى تأخر خروج الجنين لا إلى الإسراع به، فإذا ثبت أن الأمر كذلك فقد لا يفيد، والمرجع إلى أهل الاختصاص في شؤون الولادة.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://english.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=43960
هل تؤجر الأم على الولادة بعملية يستعمل فيها المخدر؟
سؤالي حول الولادة وما ورد في أجرها للمرأة، أريد أن أعرف ما صح عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم فيها، وهل يصح أن نترك ما ظهر الآن من مخدِّرٍ موضعي (إبرة الظهر) حتى نؤجر على الولادة؟ وهل من تأخذ هذا المخدر لا أجر لها كما يتوارد بين العامة؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/495)
الحمد لله
تتحمل المرأة من آلام الولادة الشيء الكثير، وقد أشار الله تعالى إلى ذلك في قوله: (وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا) الأحقاف/15.
قال ابن كثير رحمه الله:
" أي: بمشقة من الطلق وشدته " انتهى.
"تفسير القرآن العظيم" (7/ 280).
وقال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله:
" ومعنى: " وضعته كرهاً ": أنها في حالة وضع الولد تلاقي من ألم الطلق وكربه مشقة شديدة كما هو معلوم. وهذه المشاق العظيمة التي تلاقيها الأم في حمل الولد ووضعه، لا شك أنها يعظم حقها بها، ويتحتم برها والإحسان إليها كما لا يخفى " انتهى.
"أضواء البيان" (7/ 326).
غير أن ذلك لا يقتضي منع المرأة من اتخاذ التدابير المخففة من آلام الوضع، فإن النبي صلى الله عليه وسلم (لم يكن يخير بين أمرين إلا اختار أيسرهما، ما لم يكن إثماً) رواه البخاري (3560).
فالمسلم يسعى في إزالة كل ما يؤذيه أو يضره، فإذا قَدَّر الله عليه من الشدة ما لا يجد لها مخرجاً، فالواجب عليه أن يصبر على قدر الله تعالى.
وهذا كلامٌ لابن مسعود رضي الله عنه يبين هذا المعنى:
عن عبد الرحمن بن غنم قال: سألت معاذ بن جبل: (أأتسوك وأنا صائم؟ قال: نعم. قلت: أي النهار أتسوك؟ قال: أي النهار شئت، إن شئت غدوة، وإن شئت عشية. قلت: فإن الناس يكرهونه عشية، قال: ولم؟ قلت: يقولون إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك). فقال: سبحان الله! لقد أمرهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالسواك حين أمرهم وهو يعلم أنه لا بد أن يكون بفي الصائم خلوف وإن استاك، وما كان بالذي يأمرهم أن ينتنوا أفواههم عمدا، ما في ذلك من الخير شيء، بل فيه شر، إلا من ابتلي ببلاء لا يجد منه بدا. قلت [أي عبد الرحمن بن غنم]: والغبار في سبيل الله أيضا كذلك، إنما يؤجر فيه من اضطر إليه ولم يجد عنه محيصاً؟ قال: نعم، وأما من ألقى نفسه في البلاء عمدا فما له من ذلك من أجر).
رواه الطبراني في "المعجم الكبير" (20/ 70) وقال ابن حجر في "التلخيص الحبير" (2/ 202): بإسناد جيد.
فلا حرج على المرأة أن تأخذ ما يخفف عنها آلام الولادة، بل هذا أقرب إلى مقاصد الشرع، لما فيه من التخفيف والتيسير.
وانظري جواب السؤال رقم (110531) فقد نقلنا فيه فتوى الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله في ذلك.
وأما من حيث الأجر، فأمر ذلك إلى الله تعالى.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/112702/%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%84%D8%A7%D8%AF%D8%A9
تخشى أن تحرم الثواب إن أجرت عمليات للولادة من غير آلام
يوجد عدة طرق لتخفيف الألم أثناء الولادة، قد يصل بعضها إلى عدم الشعور بأية آلام، ولكني أعرف أن في هذا الألم ثواباً جزيلاً، فهل سأنال هذا الثواب إذا كانت الولادة بدون ألم؟
الحمد لله
كل ما يصيب المؤمن من تعب أو مشقة أو ألم فإنه يكفر عن خطاياه، كما قال النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا يُصِيبُ الْمُسْلِمَ مِنْ نَصَبٍ وَلَا وَصَبٍ وَلَا هَمٍّ وَلَا حُزْنٍ وَلَا أَذًى وَلَا غَمٍّ حَتَّى الشَّوْكَةِ يُشَاكُهَا إِلَّا كَفَّرَ اللَّهُ بِهَا مِنْ خَطَايَاهُ) رواه البخاري (5642) ومسلم (2573).
وليس معنى ذلك أن يطلب الإنسان المشقة، ولا يحاول تجنبها، بل كلما كان الفعل أيسر وأسهل كان أقرب إلى محبة الله تعالى، ما لم يكن إثماً ولهذا قالت عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا: (مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا، مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا) رواه البخاري (3560). وقال صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ) رواه أحمد (5832) وصححه الألباني في "إرواء الغليل" (564).
وعلى هذا، فلا حرج من استعمال ما يؤدي إلى تخفيف الألم عند الولادة، أو عدم حصوله تماماً، وعملية الولادة لا تخلو من مشقة ومخاطرة، وفضل الله تعالى واسع.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين:
سائلة تقول بأنها امرأة ضعيفة الجسم، وقد ولدت طفلاً بصعوبة، أعطوها مادة سائلة يقولون بأنها طلق صناعي لأن طلقها ضعيف، ومع هذا الطلق الصناعي تقول كأنني أشعر كأني أفقد عقلي، وتعبت كثيراً بعد الولادة، وظل التعب لمدة سنة تقريباً، تقول بأنها حملت بعد ذلك بابنها الثاني فنصحها البعض بالذهاب إلى مستشفى خاص، وأعطوها إبرة تخدير لأنها لن تتحمل الطلق الصناعي، أيضاً تقول بعد أن أعطوني إبرة التخدير لم أشعر بألم الولادة، ونمت قليلاً.
هل هذا جائز يا فضيلة الشيخ، تقول لأنها حامل في شهرها الثالث؟
أرجو الإفادة جزاكم الله خيرا؛ لأن البعض أخبرني بأن هذا لا يجوز؟
فأجاب رحمه الله تعالى:
" إذا كانت المرأة يشق عليها الطلق والولادة، وأخذت من الأدوية المباحة ما يعينها على ذلك، فإن هذا لا بأس به، وهو من باب التنعم بنعم الله سبحانه وتعالى، والله سبحانه وتعالى من كرمه وجوده وفضله يحب لعباده أن يتنعموا بنعمه التي مَنَّ بها عليهم، ويحب من عبده أن يرى أثر نعمته عليه، واستعمال هذه المسكنات أو المقويات في الطلق أو ما أشبه ذلك من الأشياء المباحة لا بأس به ولا حرج؛ لأن الله سبحانه وتعالى يحب اليسر لعباده، كما قال الله تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمْ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمْ الْعُسْرَ) " انتهى.
"فتاوى نور على الدرب" (الجنائز/الأحكام الطبية).
أما مقدار الثواب، فهذا أمره إلى الله تعالى.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/110531
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/496)
ـ[الوقار المسلمة]ــــــــ[17 - 04 - 09, 04:02 ص]ـ
السؤال
ما هو تعريف الضرورة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فالضرورة في اللغة:اسم من الاضطرار، والاضطرار: الاحتياج الشديد، تقول: حملتني الضرورة على كذا وكذا، وقد اضطر فلان إلى كذا، وعرفها الجرجاني في التعريفات بقوله:^هي النازل مما لا مدفع له.^^ وعرفها الفقهاء بأنها بلوغ الإنسان حداً إن لم يتناول الممنوع هلك أو قارب، كالمضطر للأكل أو اللبس، بحيث لو بقي جائعا أو عريانا لمات، أو تلف منه عضو، وهذا يبيح تناول المحرم. وليعلم أن كثيرا من الناس قد حصل منهم التساهل فوقعوا في المحرمات، بحجة أنهم مضطرون إلى ذلك، كالمريضة تتساهل في الذهاب إلى طبيب رجل مع وجود من يقوم بتطبيبها من النساء، أو رجل يريد بناء بيت فيطمع في اتساعه دون حاجة إليه، فيقترض بالربا معتبرا ذلك ضرورة، كما أننا ننبه إلى أن قاعدة (الضرورات تبيح المحظورات) مقيدة بقاعدة أخرى وهي (الضرورة تقدر بقدرها)، والأصل في ذلك قوله تعالى (فمن اضطر غير باغٍ ولا عادٍ فلا إثم عليه) فمن زاد على قدر الضرورة فقد بغى واعتدى وأثم،وللفائدة راجع الجواب رقم: 23533 والله أعلم.
_________________
المفتي: مركز الفتوى بالشبكة الاسلامية(109/497)
هل يجوز جمع الصلاة في هذه الحالة؟
ـ[الوقار المسلمة]ــــــــ[10 - 04 - 09, 04:20 م]ـ
في ليلة الزفاف تتزين المرأة غالبا بعد صلاة الظهر وعندما تأتي صلاة العصر ربما تصلي بوضوئها لكن صلاة المغرب والعشاء ربما تحتاج تجديد فلا تستطيع مسح المكياج والعبث في التسريحة.
فلما سألت أغلب المستقيمات في ماذا يفعلن في هذه الحالة وجدت أن أغلبهن يستعملن حبوب إنزال العادة الشهرية قبل الزواج بإسبوع حيث أن اليوم الأخير هو يوم زواجها لذا لا تصلي ذاك اليوم لعدم الطهارة.
فقلت أليس رسول الله ورد عنه أنه جمع بغير عذر فهل فيها إشكال أن تجمع العاروس صلاة المغرب والعشاء؟ فلن يحدث ذلك إلا مرة في العمر وهل يعتبر هذا لحاجة؟
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 06:54 م]ـ
فى حديث ابن عباس فى صحيح مسلم (جمع رسول الله فى المدينة فى غير سفر ولامرض قالوا ماذا اراد بذلك قال الا يحرج امته)
قال العلامة احمد شاكر فى تعليقه على سنن الترمذى يجوز الجمع بغير عذر لمن لم يتخذه عادة ونسب هذا الرأى لبعض التابعين
و يمكن للاخت ان تجمع يوم الزفاف استنادا لهذا القول
والله تعالى اعلم
ـ[الوقار المسلمة]ــــــــ[10 - 04 - 09, 07:02 م]ـ
_أخت أجبرت للذهاب إلى مكان عام مع أخيها وحان وقت العصر والمغرب ودخل العشاء ولم تصلي بسبب المنع فقد منعها من الصلاة وخرج فهل لها أن تصلي بالسيارة أم ماذا عليها أن تفعل؟
ـ[الوقار المسلمة]ــــــــ[21 - 04 - 09, 03:50 ص]ـ
للرفع هل من مجيب؟
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 08:51 ص]ـ
اختى اليك هذا الرابط بارك الله فيك http://www.islam-qa.com/ar/ref/21869
ـ[الوقار المسلمة]ــــــــ[21 - 04 - 09, 05:19 م]ـ
الصلاة في السيارة والطائرة
أنا امرأة أسكن في إحدى المدن وأذهب مع زوجي إلى مدينة أخرى لعمل ما أو بغرض أن نتمشى أو نتسوق وتدركنا صلاة المغرب أو العشاء فنذهب للبحث عن مسجد فيه مصلى نساء أحيانا لا نجد فيصلي زوجي في المسجد وأنا لا أجد مكاناً أصلي فيه والله يعلم أننا نبحث وبشكل جدي ولكن للأسف كما قلت أحيانا لا نوفق فأضطر أن أصلي في السيارة وأنا جالسة (السؤال: هل تصح صلاتي بهذه الطريقة علما أنني فعلت هكذا أكثر من مرة) أفيدوني
الحمد لله
عملك هذا أيتها الأخت غير صحيح، لأن القيام مع القدرة ركن من أركان الصلاة فيمكنك أن تصلي في المسجد (قسم الرجال) بعد خروج الرجال منه، فإن لم تجدي مسجداً فإنك تصلين على الأرض في أي مكان.
والصلاة في السيارة أو الطائرة أو القطار أو غيرها من المراكب إذا كان المصلي لا يستطيع استقبال القبلة والصلاة قائماً لا تجوز في الفريضة إلا بشرطين:
1 - أن يخشى خروج وقت الفريضة قبل وصوله، أما إن كان سينزل قبل خروج الوقت فإنه ينتظر حتى ينزل ثم يصلي.
2 - ألا يستطيع النزول للصلاة على الأرض، فإن استطاع النزول وجب عليه ذلك.
فإذا وجد الشرطان جاز له الصلاة في هذه المراكب والدليل على جواز الصلاة على هذه الحال عموم قوله تعالى: {لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها} البقرة / 286 وقوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} التغابن / 16، وقوله تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} الحج / 78.
فإن قيل: إذا جاز لي الصلاة على هذه المراكب، فهل أستقبل القبلة، وهل أصلي جالساً مع القدرة على الصلاة قائماً؟
فالجواب:
إن استطعت أن تستقبل القبلة في جميع الصلاة وجب فعل ذلك؛ لأنه شرط في صحة صلاة الفريضة في السفر والحضر انظر سؤال رقم (10945).
وإن كان لا يستطيع استقبال القبلة في جميع الصلاة فليتق الله ما استطاع؛ لما سبق من الأدلة.
هذا في الفرض، أما النافلة فأمرها واسع، فيجوز للمسلم أن يصلي على هذه المذكورات حيثما توجهت به - ولو استطاع النزول في بعض الأوقات -؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفل على راحلته حيث كان وجهه، لحديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يصلي التطوع وهو راكب في غير القبلة " رواه البخاري 1094، لكن الأفضل أن يستقبل القبلة عند الإحرام حيث أمكنه في صلاة النافلة حين سيره في السفر. أنظر فتاوى اللجنة الدائمة 8/ 124
وأما صلاة الفريضة جالساً مع القدرة على القيام فإنها لا تجوز لعموم قوله تعالى: (وقوموا لله قانتين) البقرة / 238، وحديث عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (صلِّ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب) رواه البخاري 1117 وبالله التوفيق.
فتاوى اللجنة الدائمة 8/ 126.
جزاكم الله خيرا
أفهم من هذا أنه لا يصح لي الصلاة في السيارة إن مضى وقت صلاة المغرب ودخل العشاء؟ إذن كيف أصليهما أجمعهما بعد عودتي للمنزل أجمع العصر والمغرب والعشاء!!!
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[22 - 04 - 09, 09:51 ص]ـ
المفهوم من فتوى اهل العلم السابقة ان الصلاة تجوز للضرورة وان تعذر النزول من السيارة او القطار وحالة الاخت السائلة واضح ان الاخ متعنت هداه الله فلامانع من ان تصلى العصر فى السيارة خشية فوات الوقت ويمكن واستنادا لاثر ابن عباس السابق وفتوى العلامة احمد شاكر ان تجمع بين المغرب والعشاء حال وصولها
والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/498)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 04 - 10, 06:59 ص]ـ
عنوان الفتوى: الصلاة في السيارة خشية خروج الوقت
رقم الفتوى: 1 التاريخ: 10/ 6/1430هـ الموافق 3/ 6/2009م
نص الفتوى: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الخلق وسيد المرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد.
فقد اطلعت لجنة الفتوى بموقع الفقه الإسلامي على السؤال الوارد إليها برقم (1) وتاريخ1/ 6/1430هـ ونصه: نحن فتيات نعمل مدرسات في منطقة بعيدة عن مواقعنا، الأمر الذي يتطلب خروجنا مبكرين قبل دخول وقت الفجر، ثم يدخل علينا الوقت، ونحن في السيارة، ولا نصل إلا بعد شروق الشمس، ولا نستطيع النزول للصلاة في المسجد بسبب الخوف، فهل يجوز لنا الصلاة في السيارة، أم نؤخرها حتى نصل ونصليها؟.
وبعد الاطلاع والدراسة أجابت اللجنة بما يأتي:
مما علم ضرورة أن الله تعالى قد أوجب على عباده الصلاة، وجعل لها شروطا وأركانا وواجبات ومستحبات، وبيَّن سبحانه ما يدل على أن الوقت من آكد فروض الصلاة وواجباتها، فقال تعالى: ({فَإِذَا قَضَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَاذْكُرُواْ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَى جُنُوبِكُمْ فَإِذَا اطْمَأْنَنتُمْ فَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَّوْقُوتاً} النساء-103. وفي الصحيحين من حديث ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيُّ الْأَعْمَالِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: (الصَّلَاةُ لِوَقْتِهَا وَبِرُّ الْوَالِدَيْنِ ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ). البخاري 6980، مسلم 123. وعند مسلم من حديث أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا أَبَا ذَرٍّ إِنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ يُمِيتُونَ الصَّلَاةَ فَصَلِّ الصَّلَاةَ لِوَقْتِهَا فَإِنْ صَلَّيْتَ لِوَقْتِهَا كَانَتْ لَكَ نَافِلَةً وَإِلَّا كُنْتَ قَدْ أَحْرَزْتَ صَلَاتَكَ). مسلم 1028. وغير ذلك من الأدلة الدالة على عظم حق الوقت، وخطر تأخير الصلاة عن وقتها.
وفيما يتعلق بالسؤال فإنه لما كانت تعظم الحاجة إلى بيان بعض المسائل المشابهة له، نرى التفصيل فيه على النحو الآتي.
فمتى كان الشخص في السيارة وخشي خروج الوقت، فلا يخلو من حالين:
الحال الأولى: أن تكون الصلاة مما لا يجمع لما بعدها كالفجر والعصر والعشاء، فإنه يصلي على حسب حاله، ولا يجوز له تأخير الصلاة إلى أن يخرج وقتها، فإن تمكن من استقبال القبلة والإتيان بأركان الصلاة وواجباتها على هيئتها وجب عليه ذلك، وإن شق عليه فلا حرج أن يصلي حيث كان وجه السيارة، ويومئ بالركوع والسجود، لقوله تعالى: {فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ} التغابن-16، وقوله صلى الله عليه وسلم: (وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ) أخرجه البخاري (6744) ومسلم (238).
الحال الثانية: أن تكون الصلاة مما يجمع لما بعدها كصلاة الظهر والمغرب، فإن كان مسافراً وغلب على ظنه التمكن من أدائها بأركانها كاملة في وقت الأخرى، فيجب عليه تأخيرها ويصليها مع التي تليها جمع تأخير، أما إذا لم يكن مسافراً، وخشي خروج الوقت كما يقع هذا كثيرا في المدن الكبيرة، عند شدة الزحام، فإن هذه المسألة فيها قولان لأهل العلم:
القول الأول: أن الصلاة في الوقت واجبة، وأنه لا يجوز تأخيرها حتى يخرج وقتها، فيصليها على حسب حاله، وأصحاب هذا القول لحظوا وجوب المحافظة على الصلاة في وقتها، غير أن هذا القول يترتب عليه التجاوز في استقبال القبلة وفي القيام والركوع والسجود، مع وجود المخرج الشرعي.
القول الآخر: أن الشخص له أن يؤخر الصلاة بنية جمعها مع الصلاة التي تليها؛ ووجه هذا القول أن جمع الصلاة في وقت الثانية، مع الإتيان بالأركان والواجبات والشروط على وجهها، أولى من الصلاة في وقت الأولى مع الإخلال بالأركان والواجبات والشروط، لاسيما مع مشروعية الجمع في الحضر لما هو أقل حرجا من هذه الحال. فعند مسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: (جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء بالمدينة في غير خوف ولا سفر) (1151). وفي رواية: (ولا مطر). قيل لابن عباس: ما أراد إلى ذلك؟ قال: أراد أن لا يحرج أمته. قال ابن حجر رحمه الله: " وقد ذهب جماعة من الأئمة إلى الأخذ بظاهر هذا الحديث، فجوزوا الجمع في الحضر للحاجة مطلقاً، لكن بشرط ألا يتخذ ذلك عادة ". فتح الباري 2/ 24.
وهذا القول هو الراجح لما تقدم، ولما فيه من التخفيف ورفع الحرج والتيسير على المكلف، مع الإتيان بالصلاة بأركانها وواجباتها تامة، وتحقيق مقاصد الشريعة في الصلاة من الخشوع والطمأنينة.
و نوصي الاخوة السائقين، والادارات الخاصة بالموضوع أن يتقوا الله تعالى في الحفاظ على الصلوات، وترتيب أوقات الباصات بما يحفظ أوقات الصلوات على الأخوات، وان هذه مسؤولية كبرى، فأول ما يسأل الإنسان يوم القيامة عنه في الصلاة في وقتها
والله تعالى أعلم.
الأعضاء الموافقون على الفتوى
رقم 1 بشأن الصلاة في السيارة خشية خروج الوقت، هم:
أ. د علي محي الدين القره داغي
الشيخ سليمان بن عبد الله الماجد
د. يوسف بن عبد الله الشبيلي
د. عبد الله بن ناصر السلمي
د. عطية السيد فياض.
د. عقيل بن محمد المقطري.
http://www.islamfeqh.com/Lagna/ViewLagnaFatawaDetails.aspx?ID=6(109/499)
نرجو من حضراتكم الرد للأهمية القصوى ((حكم التأمين الصحي بهذه الصورة))
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[10 - 04 - 09, 07:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إخواني وفقهم الله ...
ما حكم التأمين الصحي إذا كان بصورة مؤقتة لشهرين مثلا ...
سأضرب مثالا حتى يتضح المعنى ...
يعني امرأة سوف تلد، فقامت بعقد تأمين صحي قيمته ((50دولار شهريا))
يعني هي في الأشهر الأخيرة من الحمل عقدت التأمين الصحي لإن تكلفة العملية 1000 دولار أو يزيد، فهي بعد الحمل وبعد الخروج من المستشفى ستوقف هذا التأمين
يعني هو فقط من أجل دفع مبلغ مالي أقل .....
أرجو منكم الرد وجزاكم الله خيرا ..
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[11 - 04 - 09, 04:13 م]ـ
يرفع .....
ـ[أبو السها]ــــــــ[11 - 04 - 09, 05:40 م]ـ
هذه الصورة اشتملت على عقد التأمين الصحي أو الطبي وهو محرم عند جمهور العلماء وكذلك على التحيل -حتى عند من يجيز هذا النوع من التأمين- لأن كل شركة تأمين تمنع التأمين ضد أي خطر غير احتمالي، أي أن الخطر لا بد أن يكون محتمل الوقوع وعدم الوقوع حتى يكون قابلا للتأمين،وهذا البند من شروط عقد التأمين،
والتأمين الصحي -بصفة عامة-هو من التأمين التجاري الذي يقوم على الربا المحض وعلى القمار وعلى الغرر وكلها من أنواع أكل أموال الناس بالباطل وهو محرم بنص القرآن: " يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل ".
نص السؤال:
فضيلة الشيخ في موقع وزارة الأوقاف في قطر وإن أمكن فالشيخ علي السالوس ... نفع الله بعلمكم الإسلام والمسلمين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ................... أما بعد:
فسؤالي عن التأمين الصحي وسبق أن إطلعت على فتاوى كثير من العلماء في بيان حرمته وأنه من الميسر وأفتى المجمع الفقهي بذلك ........ ؟
ولكن الوضع هنا في أمريكا يختلف عن الوضع في البلاد الإسلامية،حيث أن العلاج فيها مرتفع الثمن ولا يستطيع آحاد الناس دفع كافة التكاليف وبخاصة العمليات الجراحية وعمليات الولادة فقد تكلف عملية الولادة على سبيل المثال مابين 5000 إلى 8000 دولارأوأكثرهذة الولادة الطبيعية .. ؟ أما العملية القيصرية فقد تتجاوز 12000 دولار وقس علىذلك بقية العلاجات فيندر أن تكون هناك كشفية لطبيب بأقل من 50دولار فإن استدعى الأمر إلى تحاليل أو أشعة أو .... إرتفع السعر أكثر فأكثر، لذا تجد أن دخل الطبيب من أعلىالدخول في أمريكا بل يكاد يكون على مستوى العالم. فإن كان الحال ما ذكر فهل يجوز للمقيمين فى هذا البلد من المسلمين سواء كانت الإقامة للدراسة أو للعمل أو .. أو .. الحصول على التأمين الصحي من باب الإضطرار والحاجة كما قال تعالى"فمن أضطر غير باغ ولا عاد فلا إثم عليه .. "
أرجو منكم ياشيخنا الفاضل بيان الحكم فى هذة المسألة المعضلة خصوصا لأهل الدخل المحدود .... وجزاكم الله خير وأحسن إليكم.
نص الإجابة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
نود أن يعرف السائل أن المجمع الفقهي لا يصدر قراراته بالنظر إلى بلد معين أو حالة مخصوصة، وإنما يراعي اختلاف البيئات، وتنوع الأحوال وينص على ذلك.
وما قرره المجمع في تحريم ذلك التأمين هو الصواب.
وعلى المسلم أن يتوكل الله ويعتمد عليه ويفوض الأمر إليه، وعلى المسلمين أن يسعوا لإنشاء صناديق تعاونية لدفع الأخطار، ومواجهة الأزمات، والله أعلم.
مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[11 - 04 - 09, 06:12 م]ـ
جزاك الله خيرا .....
الخلاصة: أنه من باب التحيل .......
لكن أخي أكرمك الله هل رأيت فيما نقلته أو وضعته عن التأمين الصحي نوعا جائزا .....
ـ[أبو السها]ــــــــ[12 - 04 - 09, 10:48 ص]ـ
جزاك الله خيرا .....
الخلاصة: أنه من باب التحيل .......
لكن أخي أكرمك الله هل رأيت فيما نقلته أو وضعته عن التأمين الصحي نوعا جائزا .....
وإياك أخي
والتأمين التجاري بكل أنواعه سواء كان على المرض أو على الممتلكات أو على النفس فإنه كله من عقود الغر ووجه من وجوه أكل أموال الناس بالباطل، ولا يغرك المسميات الإسلامية التي يضفونها على هذا النوع من التأمينات كقولهم التأمين الإسلامي أو التعاوني فهذا كله من باب تغيير الشكل من أجل الأكل- كما يقال-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(109/500)
غير أن بعض العلماء حاولوا أن يكيفوا التأمين وأصبغوه بصبغة إسلامية، فقالوا لابأس بالتأمين التعاوني أو التاكافلي على المرض أو على غيره بناء على قوله تعالى "وتعاونوا على البر والتقوى" [المائدة:2]. وعلى قوله صلى الله عليه وسلم في حديث الأشعريين "إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم بالمدينة جمعوا ما كان عندهم في ثوب واحد ثم اقتسموه بينهم في إناء واحد بالسوية فهم مني وأنا منهم". أخرجه الشيخان.
وقد ورد تعريف التأمين التكافلي في قرار المجلس الأوربي للإفتاء والبحوث في دورته بدبلن بما نصه: والبديل الشرعي لذلك هو التأمين التكافلي القائم على تكوين محفظة تأمينية لصالح حملة وثائق التأمين، بحيث يكون لهم الغنم وعليهم الغرم، ويقتصر دور الشركة على الإدارة بأجر، واستثمار موجودات التأمين بأجر أو بحصة على أساس المضاربة. وإذا حصل فائض من الأقساط وعوائدها بعد دفع التعويضات فهو حق خالص لحملة الوثائق، وما في التأمين التكافلي من غرر يعتبر مغتفراً؛ لأن أساس هذا التأمين هو التعاون والتبرع المنظم، والغرر يتجاوز عنه في التبرعات".
وعرفه بعضهم: باعتباره نظاما هو تعاون مجموعة من الأشخاص يسمون "هيئة المشتركين" يتعرضون لخطر أو أخطار معينة على سبيل التبرع على تلافي آثار الأخطار التي قد يتعرض لها أحدهم بتعويضه عن الضرر الناتج من وقوع هذه الأخطار وذلك بالتزام كل منهم بدفع مبلغ معين يسمى "القسط" أو "الاشتراك" تحدده وثيقة التأمين أو "عقد الاشتراك" وتتولى شركات التأمين الإسلامية إدارة عمليات التأمين واستثمار أمواله نيابة عن هيئة المشتركين في مقابل حصة معلومة من عائد استثمار هذه الأموال باعتبارها مضارباً أو مبلغا معلوما باعتبارها وكيلاً أو هما معاً).
و" أنه يقوم على مبدأ التعاون الإسلامي وأن أساسه عقد التبرع الشرعي وأن هذا التبرع يلزم بالقول على رأي الإمام مالك رضي الله عنه وعلى ذلك فإن "عضو" ما يسمى "بهيئة المشتركين" يصبح ملتزما بدفع القسط بمجرد توقيعه على عقد التأمين وإن كان أساس دفع القسط هو التبرع.
ويتميز التأمين التكافلي أساساً بأن الاشتراكات أو الأقساط التي يدفعها المؤمن لهم قد تكون متغيرة حسب نتائج أعمال كل سنة فللهيئة الحق في مطالبة أعضائها بأنصبتهم في العجز في الاشتراكات المحصلة عن التعويضات والمصروفات الفعلية كما أن للأعضاء الحق في استرداد الفائض إن وجد.
وقد يكون ذلك من حيث المبدإ فقط بدفع نسبة مقدرة فقط تمثل الحد الأقصى المقدر للاشتراك أو أن يتم دفع اشتراك ثابت فعلا. لتتماشى والطريقة المثلى في الشرع إلا أنهم في الواقع وفي الغالب إنما يدفعون قسطاً ثابتاً.
ولا فرق بين أنوا ع التأمينات إذا خلا عقد التأمين من عنصر المقامرة والغرر كما هو الأمر فيما يسمى التأمين التجاري
ولمزيد الفائدة راجع هذا الرابط "
http://www.islamtoday.net/bohooth/artshow-86-12728.htm
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:27 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي ........(110/1)
قال الشافعي: لا تسكنن بلدا لا يكون فيه عالم يفتيك، أين المصدر؟
ـ[أبو الربيعة]ــــــــ[10 - 04 - 09, 08:23 م]ـ
قال الشافعي:
لا تسكنن بلدا لا يكون فيه عالم يفتيك عن دينك، ولا طبيب ينبئك عن أمر بدنك
في أي كتاب أجد هذا القول بحثت فلم أجده(110/2)
افضل الكتب لأئمة المساجد
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[10 - 04 - 09, 08:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
وددت السؤال ايها الفضلاء عن اي الكتب افضل لأئمة المساجد اذ ان كثيرا منها لوحظ عليه اختصار مخلا ولا يلبي كثيرا من ما يحتاجه جماعة المسجد من تقفه في امور دينهم ودنياهم شاكرا لكم مقدما تفضلكم بالاجابة والله الموفق
ـ[مصلح]ــــــــ[10 - 04 - 09, 08:47 م]ـ
الكتب المناسبة كثيرة، سأبدأ منها بكتاب في الاعتقاد
إنه الكتاب الرائع الذي لم يأخذ حظه من الذيوع، أعني كتاب:
((الإرشاد إلى صحيح الاعتقاد)) للشيخ صالح الفوزان أثابه الله
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[10 - 04 - 09, 11:08 م]ـ
بوركت اخي مصلح ووفقك الله نريد المزيد منك ومن الاخوة الفضلاء
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[11 - 04 - 09, 12:33 ص]ـ
كتاب الملخص الفقهي ..
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 02:48 ص]ـ
ماذا عن رياض الصالحين أو زاد المعاد؟ أو حتى المسجد وبيت المسلم لأبو بكر الجزائري؟
ـ[أبو حفص السعدي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 03:54 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم.
مما ينتفع به-بإذن الله- في توجيه الأئمة كتاب: (رسالة إلي إمام المسجد) للشيخ هشام آل عقدة
وفق الله الجميع
ـ[مصلح]ــــــــ[11 - 04 - 09, 02:12 م]ـ
ماذا عن رياض الصالحين أو زاد المعاد؟ أو حتى المسجد وبيت المسلم لأبو بكر الجزائري؟
رياض الصالحين من أنسب الكتب لذلك، وأظنه قُرئ في مساجد المملكة السعودية بدون مبالغة مئات الآلاف من المرات:)
أما زاد المعاد فعلى حسن تصنيفه وغناه بالفوائد، فيه مواضع كثيرة لا تصلح لغير طلبة العلم
ولعل القراءة في اختصاره للشيخ محمد بن عبدالوهاب أنفع، ولعل مختصر الشيخ صالح الشامي فيما يخص السيرة في زاد المعاد أنفع وأنفع ..
بقي أن اشير إلى كتاب آخر أقترحه:
كتاب الآداب الشرعية للشيخ فؤاد الشلهوب
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 02:30 م]ـ
بارك الله فيكم.
هناك كتاب هام ومفيد جدا، ومناسب لقراءته على عامة الناس:
كتاب (فتاوى أركان الإسلام) للعلامة العثيمين.
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[11 - 04 - 09, 02:42 م]ـ
كتاب الشّيخ بن باز رحمه الله:
الدّروس المهمّة لعامّة الأمّة
للتّحميل بصيغتي وورد و بي دي اف ( http://www.islamhouse.com/p/1871)
و يمكنك أن تستفيد من تعليقات الشّيخ عبدالكريم الخضير ـ حفظه الله ـ عليه.
و هي مفرغة: الرّابط ( http://khudheir.net/list/81).
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 03:40 م]ـ
وبلوغ المرام
مختصر البخاري
كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب
وفتاوى اللجنة
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 03:40 م]ـ
بلوغ المرام
مختصر البخاري
كتب الشيخ محمد بن عبدالوهاب
وفتاوى اللجنة(110/3)
هل للمنتقبة المتزوجة أن تتخلى عن القفازات؟
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[10 - 04 - 09, 08:52 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
لاحظت في العديد من الأحيان أن الأخوات المنتقبات المتزوجات (و قليل ما هن في بلادنا) لا يلبسن القفازات أي يكشفن عن أيديهن، فهل هذا فعل شخصي و يجب الإنكار عليهن، أو أن لهن دليلا صريحا أو اجتهادا لأحد العلماء، أو مثلا أن اليدان تُعرف بهما الخصوبة و إذا تزوجت المرأة فلا حاجة لتغطيتهما، و جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[10 - 04 - 09, 09:20 م]ـ
قال الشيخ محمد عبد المقصود حفظه الله: أما الكفان فلم أجد دليلا صريحا، وحديث المرأة التى خضبت يدها حديث ضعيف، وأما الحديث الذى ثبت بالصحيح أن النبى صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العيد ذهب إلى النساء فوعظهن وذكرهن فجعلن يخلعن خواتمهن وأساورهن ويلقينها فى حجر بلال، فلا يلزم من هذا الحديث أن تكون المرأة قد كشفت الكف، يجوز لها أن تفعل هذا من تحت الخمار.
فيرى الشيخ محمد عبد المقصود أن الكف عورة ... أى أن المرأة عورة كلها إلا وجهها.
هذا رأيه حفظه الله وله فيه سلف وهى أظن رواية عن أحمد فيما أذكر.
فالمترجح عند الشيخ أن اليد عورة لا يجوز كشفها بحال من الأحوال.
ونعم الأخوات تتساهل فى هذا جدا ... وودت والله لو قام أحد طلبة العلم بإحتساب الأجر عند الله عز وجل وصنف فى هذا .... فى باب تساهل النساء فى بعض أمور الدين .... وكثير من النساء الملتزمات تتساهل فى كثير من أمور الدين وقد تكون تشعر أو لا تشعر لكن بلا شك أنهن إذا ذُكرن تذكرن .... فهذا طلب إلى طلبة العلم ... ولو كنت منهم لسارعت فى ذلك .. والله المستعان
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[10 - 04 - 09, 09:58 م]ـ
هل هذا فعل شخصي و يجب الإنكار عليهن.
لا , لا يجب الإنكار عليهن في هذه المسألة ولا في كل مسائل الخلاف المعتبر ,وبالنسبة لهذه المسألة فهي مما شاع فيه الخلاف من لدْن الصحابة حتى اليوم , ولا إنكار فيها على قائل بجواز الكشف أو وجوب السَّتر. والله أعلم
أو أن لهن دليلا صريحا أو اجتهادا لأحد العلماء.؟
نعم عندهن دليلٌ وكلامٌ في جواز ذلك للصحابة والتابعين ومن بعدهم حتى عصرنا هذا.
أو مثلا أن اليدان تُعرف بهما الخصوبة و إذا تزوجت المرأة فلا حاجة لتغطيتهما؟.
هذا أمرٌ عجيب , هل بالإمكان توضيحه.؟
ـ[الوقار المسلمة]ــــــــ[10 - 04 - 09, 10:24 م]ـ
أرى ذلك كثيرا في المملكة حتى رأيت أستاذة وطالبة علم فلما سألتها قالت لابأس أن أضعها داخل العباءة هكذا.
قلت في نفسي: لكن لا يليق بطالبة علم.
_ خرجت مرة من المسجد إلى غرفة مجاورة لاتبعد سوى أربع خطوات ولم أرتدي القفازين فقالت أحدى الأخوات تستري ما أدراك فلو قبضت روحك الآن؟؟؟؟
_ في أحد مرافق الوضوء رأيت فتاة بالعشرين متسترة جدا وعند غسل القدم رأيتها تلبس البنطلون فقلت لها كيف تتحملين هذا الحر فالجو صيف والحرارة عالية بنطلون ثم ثوب ثم عباءة وغطاء قالت حدثني أخي أنه رأى فتاة في الشارع ملقاة أثر حادث وكانت متكشفة جدا وما أن سمعته قلت: أخشى والله أن أخرج من المنزل فيحصل لي ما حدث لها فأتكشف أمام الرجال.
قلت فليهنأك الحياء يا أخياتي
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[10 - 04 - 09, 10:50 م]ـ
هناك من يتساهلن في كشف القدمين أيضا
حتى بعض المتنقبات
رأيتهن لابسات سندل وليس على قدمهن جوارب
وكثير من السنادل تُجمل القدم!
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[10 - 04 - 09, 11:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا على التفاعل و نفع الله بكم
أخي أبا زيد، قصدت بقولي (أو مثلا أن اليدان تُعرف بهما الخصوبة و إذا تزوجت المرأة فلا حاجة لتغطيتهما)، أن المنتقبة تكشف وجهها و كفيها عند الرؤية الشرعية، لأن الوجه مجمع الجمال، والكفين مجمع الصحة و الخصوبة،كما قرر ذلك العلماء، و بعد الزواج تتخلى بعض المنتقبات عن تغطية الكفين لأن الغرض قد تم بالزواج،
و هذا تخمين مني ربما أكون مخطئا فيه، و قد طرحته للنقاش و الله أعلم.
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[11 - 04 - 09, 01:53 ص]ـ
سبحان الله نحن نبين الحق بدليله، وندعو إليه، ونحض عليه، بل ونصبر على الأذى فيه إن شاء الله.
خاصة أن كثيرات من النساء تفعلن هذا بجهل وعدم علم وعدم بحث واجتهاد، أما اللاتى أجتهدن فتوصلت إلى أن كشف المرأة لكفها جائز فهذه فوق الرأس، أو المقلدة كذلك .... لكن بعض النسوة جاهلات ومتساهلات فى بعض الأمور الدينية .... أتريدون الدليل؟؟؟
الدليل قول الأخت: (هناك من يتساهلن في كشف القدمين أيضا
حتى بعض المتنقبات
رأيتهن لابسات سندل وليس على قدمهن جوارب
وكثير من السنادل تُجمل القدم!)
وهو والله أمر واقع من بعض المنتقبات ... بل أزيد بيانًا: أحيانًا وأنا فى المواصلات أو فى الشارع أجد بعض المنتقبات تتحدث فى الهاتف وغالب ساعدها ظاهر .. وأنا والله لا أتعمد النظر .. ولكنه دليل أنه مما عم به البلوى ... أنا صراحة عندما أرى ذلك أقول ياليتها كشفت وجهها الذى هو محل خلاف عند العلماء (والراجح عند شيخى أن النقاب فضيلة) وسترت نفسها .. أليس كذلك؟؟؟
ولا شك أن كشف القدمين لا يجوز بلا خلاف فيما أعلم ... فإلى الله المشتكى .. والله فى القلب حُرقة، المرء منا يعانى فى نصح القريبات من ذوى المحارم فى بعض الأمور المسلمات. فالله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/4)
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[11 - 04 - 09, 01:58 ص]ـ
أنا ما زلت أدعو طلبة العلم إلى عمل بحث يشتمل على أخطاء النساء المنتشرة ... حتى لو يكتب كل أخ من طلبة العلم خطأ منتشر ودليل مخالفته للشرع من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ثم يُجمع ويُجعل على النت.
وأنا سوف أبدأ لا من باب أنى من الجنس المذكور آنفًا والله ... إنما من باب التعاون على البر والتقوى. وسوف ابدأ بحكم نظر المرأة إلى الرجال عما قريب إن شاء الله.
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[11 - 04 - 09, 02:07 ص]ـ
وبفضل الله رب العالمين للفقير إلى ربه رسالة بعنوان "حض المؤمنات على التشبه بالحور المقصورات .. حول قوله تعالى وقرن فى بيوتكن" مع أنى غير راض عن نفسى فيها ... وعندى عليها زيادات كثيرة اسأل الله أن يرزقنى علو الهمة فى إدراجها.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[11 - 04 - 09, 02:13 ص]ـ
وبفضل الله رب العالمين للفقير إلى ربه رسالة بعنوان "حض المؤمنات على التشبه بالحور المقصورات .. حول قوله تعالى وقرن فى بيوتكن" مع أنى غير راض عن نفسى فيها ... وعندى عليها زيادات كثيرة اسأل الله أن يرزقنى علو الهمة فى إدراجها.
ما شاء الله سددك الله أخونا محمد ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 04 - 09, 06:35 ص]ـ
حكم تغطية الكفين في حضور الرجال الأجانب
ما حكم تغطية الكفين - علماً بأني ألبس النقاب ولكن بسبب ظروف الدراسة من كتابة واستخدام الأجهزة كالكمبيوتر والأجهزة التعليمية الأخرى لا أستطيع الالتزام بتغطية الكفين لأن ذلك يعوقني، والمكان لا يخلو من الرجال؟.
الحمد لله
لا يجوز للمرأة – وخاصة أنها تقول إنها منقبة - أن تخالط الرجال الأجانب وأن تجالسهم سواء كان ذلك في دراسة أو عمل، وقد بيَّنا حكم الاختلاط وما يترتب عليه من مفاسد في أجوبتنا على الأسئلة: (1200 ( http://islamqa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=1200) ) و (20784 ( http://islamqa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=20784)) و (12837 ( http://islamqa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=12837)) .
ومن مفاسد هذا الاختلاط: نظر كل من الطرفين إلى الآخر، وهو أمر محرَّم، وقد أمر الله تعالى المؤمنين والمؤمنات بغض البصر عما لا يحل لهم.
ولا يجوز أن يرى الأجانب منها شيئاً، ولا يحل لها أن تتهاون في لباسها ليظهر منها ما لا يحل لها إظهاره.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
وحقيقة الأمر أن الله جعل الزينة زينتين: زينة ظاهرة، وزينة غير ظاهرة، ويجوز لها إبداء زينتها الظاهرة لغير الزوج وذوات المحارم، وكانوا قبل أن تنزل آية الحجاب كان النساء يخرجن بلا جلباب يرى الرجل وجهها ويديها، وكان إذ ذاك يجوز لها أن تظهر الوجه والكفين، وكان حينئذ يجوز النظر إليها لأنه يجوز لها إظهاره، ثم لما أنزل الله آية الحجاب بقوله: (يأَيُّهَا النَّبِىُّ قُل لاَِزْوَجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَآءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلاَ يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً): حجب النساء عن الرجال ...
والجلباب هو الملاءة، وهو الذي يسميه ابن مسعود وغيره الرداء، وتسميه العامة الإزار، وهو الإزار الكبير الذي يغطي رأسها وسائر بدنها، ثم يقال: فإذا كن مأمورات بالجلباب لئلا يعرفن وهو ستر الوجه أو ستر الوجه بالنقاب: كان الوجه واليدان من الزينة التي أمرت أن لا تظهرها للأجانب، فما بقي يحل للأجانب النظر إلا إلى الثياب الظاهرة.
وعكس ذلك الوجه واليدان والقدمان ليس لها أن تبدي ذلك للأجانب على أصح القولين بخلاف ما كان قبل النسخ، بل لا تبدي إلا الثياب.
" مجموع الفتاوى " (22/ 110 - 114) باختصار.
وقد بينا في جواب الأسئلة: (11774 ( http://islamqa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=11774) ) و (21536 ( http://islamqa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=21536)) حكم تغطية الوجه والكفين.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://islamqa.com/ar/ref/45869/ النقاب
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[11 - 04 - 09, 01:53 م]ـ
الرسالة التى عن حكم نظر المرأة للرجل بعنوان "جمع الشتات في حكم نظر النساء للرجال والشاشات" سأضعها قريبًا إن شاء الله.
ورسالة حض المؤمنات هذا رابطها http://almeshkat.com/books/open.php?cat=19&book=2965
ـ[الوقار المسلمة]ــــــــ[11 - 04 - 09, 04:53 م]ـ
قد سألت العديد من المشائخ بشأن الدراسة الشرعية على يد دكاترة الجامعة والإظطرار للنظر إليهم خلال الشرح وأني لا أرغب بذلك فقالوا (إن كنتِ تأمنين الفتنة فأستمري وإن خشيتي من ذلك فأتركيها) هذا الضابط أما أن تقول الطالبة المستقيمة سأترك وغيرك يترك فمن سيدرس الجيل القادم إلا العاميات المتساهلات!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/5)
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[11 - 04 - 09, 06:15 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا عبد الرحمن و نفع الله بعلمك
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:05 م]ـ
قد سألت العديد من المشائخ بشأن الدراسة الشرعية على يد دكاترة الجامعة والإظطرار للنظر إليهم خلال الشرح وأني لا أرغب بذلك فقالوا (إن كنتِ تأمنين الفتنة فأستمري وإن خشيتي من ذلك فأتركيها) هذا الضابط أما أن تقول الطالبة المستقيمة سأترك وغيرك يترك فمن سيدرس الجيل القادم إلا العاميات المتساهلات!
نعم قلتى للإضطرار: تأملى:قال الله "مِنْ أَبْصَارِهِمْ" و "مِنْ أَبْصَارِهِنَّ" أتى سبحانه بأداة (من) الدالة على التبعيض؛ فإنه يجوز النظر في بعض الحالات لحاجة كنظر الشاهد والخاطب ومثل ذلك.
والضرورات تبيح المحظورات والضرورة تُقدر بقدرها.
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[29 - 04 - 09, 04:18 م]ـ
تم بحمد الله تعالى
"جمع الشتات فى حكم نظر النساء للرجال والشاشات"
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=1032698#post1032698
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[29 - 04 - 09, 08:20 م]ـ
بوركتم.
جزاك الله خيرا(110/6)
ما الإعجاز العلمي في قوله تعالى" .. مثنى وثلاث ورباع .. "
ـ[عبد الله المصري الأثري]ــــــــ[10 - 04 - 09, 11:20 م]ـ
السلام عليكم
س: ما الإعجاز العلمي في قوله تعالى" .. مثنى وثلاث ورباع .. "
وذلك في في أية رقم 3 من سورة النساء [وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُواْ فِي الْيَتَامَى فَانكِحُواْ مَا طَابَ لَكُم مِّنَ النِّسَاء مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُواْ فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلاَّ تَعُولُواْ].
حيث صدر هذا السؤال من شخص غير مسلم فقال: ما السبب أن قال الله [ .. مثنى وثلاث ورباع .. ] ولم يقل وخمسة وستة وسبعة؟ يقصد ما العلة أن حدد العدد بأربعة فقط ولم يزد على ذلك؟
وجزاكم الله خيرا(110/7)
إذا رن الهاتف وأنت في الصلاة أو في المسجد أو في مجلس علم .. الشيخ محمد حاج عيسى
ـ[سمير زمال]ــــــــ[10 - 04 - 09, 11:49 م]ـ
1 - إذا رن الهاتف وأنت في الصلاة
وإذا نسيت ولم تغلق الهاتف فاتصل بك وأنت في المسجد أو في الصلاة، فلتبادر إلى إسكاته ثم إغلاقه حتى لا يعاود المتصل مرة أخرى، ولا حرج في حركة غلق الهاتف في الصلاة، لأنها من مصلحة الصلاة ومن مصلحة المصلين.
3 - موقفنا ممن نسي الجوال مفتوحا؟
ينبغي علينا أن نعذره إذا نسي جواله مفتوحا، أو جهل كيف يتصرف إذا اتصل به وهو في الصلاة، لكن لا يجوز لنا تأخير النصيحة له وتعليمه وجوب المسارعة إلى إغلاقه، وإن كانت النغمة فيها موسيقى أخبرناه بتحريم ذلك، كل ذلك بأسلوب لين لا إحراج فيه ولا تعنيف، وذلك اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم الذي أحسن معاملة الأعرابي الذي بال في المسجد، وقال: «فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين» (البخاري).
4 - في مجالس العلم
لا ينبغي استعمال الهاتف في مجالس العلم لأن تكليم الناس والرد عليهم ينافي أدب المجلس ويذهب بهيبته، ويشغل المدرس ويؤذيه ويقطع المتعلمين عن متابعة الدرس ويشوش عليهم، ومن كان له اتصال مهم يجريه أو يستقبله، فليستأذن وليبتعد عن المجلس حتى إذا فرغ من الكلام عاد، وهكذا يقال في كل مجلس يسوده الجد والوقار.
من رسالة بعنوان: آداب الهاتف الجوال(110/8)
مطلوب باحث متخصص في مجال علم اللغة
ـ[أحمد محمد منير]ــــــــ[11 - 04 - 09, 03:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مطلوب باحث متخصص من مصر في مجال علم اللغة من الحاصلين على درجة الماجستير بأجرٍ مجزٍ
ترسل السيرة الذاتية على
hadeth60@yahoo.com
وجزاكم الله خيرا(110/9)
ينادي: يا قوم ليس بي سفاهة.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[11 - 04 - 09, 05:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
ينادي: يا قوم ليس بي سفاهة.
يحتاج بعض الدعاة إلى مثل هذا النداء، وبصوت عال ليسمع الجميع ...
يظن البعض أن الداعية يكتب ليزكي نفسه أو ليخدم أغراضه الدنيوية ...
وكم كتب البعض ناصحا وموجها للدعاة بأن يخلصوا لله الواحد القهار، ولابد من التركيز اليوم على تذكير الناس بحسن الظن ....
يكتب العالم أو يلقي درسا ليخاطب الملايين، فيظن أنه يتحدث عن نفسه، ويخدم هواه، ويبحر بعض الناس في البحث عن تفاصيل حياة الداعية حتى لا يفوتهم صيد المادة العلمية التي يتحدث فيها الداعية عن أمر يلامس حياته ويحكي واقعه فهو إنسان قد يعيش بعض الظروف التي يمر بها الكثير، ولكنه أيضا يدعو إلى دين شمل كل جوانب الحياة، فماذا يفعل بإنسانيته.
فرفقا بأهل العلم، ورفقا بأنفسكم، فلم يهلك كل الناس، ومؤكد أن الداعية سيحب لكم ما يحب لنفسه، فكروا هكذا حتى يثبت العكس، والحمد لله تعالى.(110/10)
توفيق كبار العلماء في دفع إيهام تعارض نصوص الشريعة الغراء.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 10:07 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد:
فهذا جمع مبارك لكلام كبار العلماء في التوفيق بين نصوص الشريعة الغراء مما يوهم تعارضها، وسميته:
توفيق كبار العلماء في دفع إيهام تعارض نصوص الشريعة الغراء
العلامة ابن باز – رحمه الله تعالى -:
(1) التوفيق بين حديثي ((لا عدوى ولا طيرة)) و ((فر من المجذوم فرارك من الأسد)).
كيف نوفق بين الحديثين الشريفين: ((لا عدوى ولا طيرة)) و ((فر من المجذوم فرارك من الأسد))؟
(لا منافاة عند أهل العلم بين هذا وهذا وكلاهما قاله النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: ((لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر ولا نوء ولا غول))، وذلك نفي لما يعتقده أهل الجاهلية من أن الأمراض كالجرب تعدي بطبعها، وأن من خالط المريض أصابه ما أصاب المريض وهذا باطل، بل ذلك بقدر الله ومشيئته، وقد يخالط الصحيح المريض المجذوم ولا يصيبه شيء كما هو واقع ومعروف، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله عن الإبل الصحيحة يخالطها البعير الأجرب فتجرب كلها، قال له عليه الصلاة والسلام: ((فمن أعدى الأول))، وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ((فر من المجذوم فرارك من الأسد))، وقوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر: ((لا يورد ممرض على مصح))، فالجواب عن ذلك: أنه لا يجوز أن يعتقد العدوى ولكن يشرع له أن يتعاطى الأسباب الواقية من وقوع الشر وذلك بالبعد عمن أصيب بمرض يخشى انتقاله منه إلى الصحيح بإذن الله عز وجل كالجرب والجذام، ومن ذلك عدم إيراد الإبل الصحيحة على الإبل المريضة بالجرب ونحوه توقيا لأسباب الشر وحذرا من وساوس الشيطان الذي قد يملي عليه أنما أصابه أو أصاب إبله هو بسبب العدوى) اهـ.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء السادس
(2) الجمع بين حديثين متعلقين بالقضاء والاجتهاد
كيف نوفق بين الحديثين التاليين: قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((القضاة ثلاثة واحد في الجنة واثنان في النار، فأما الذي في الجنة فرجل عرف الحق فقضى به، ورجل عرف الحق فجار فهو في النار، ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار)) [1] رواه أبو داود. وحديث الرسول صلى الله عليه وسلم ومعناه: (المجتهد إذا أصاب فله أجران، وإذا أخطأ فله أجر واحد). وفقوا بين الحديثين؟ [2]
الجواب:
(ليس بينهما بحمد الله تعارض، بل المعنى واضح، فالحديث الأول فيمن قضى للناس على جهل ليس عنده علم لشرع الله يقضي به بين الناس فهو متوعد بالنار؛ لقوله على الله بغير علم، وهكذا الذي يعلم الحق ولكن يجور من أجل الهوى لمحبته لشخص أو لرشوة أو ما أشبه ذلك فيجور في الحكم فهذان في النار، لأن الأول ليس عنده علم يقضي به فهو جاهل فليس له القضاء، أما الثاني فقد تعمد الجور والظلم فهو في النار. أما الأول فقد عرف الحق وقضى به فهو في الجنة.
أما حديث الاجتهاد الذي رواه عمرو بن العاص رضي الله عنه وما جاء في معناه وهو في الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران وإذا حكم فاجتهد فأخطأ فله أجر))، فهذا في العالم الذي يعرف الأحكام الشرعية وليس بجاهل، ولكن قد تخفى عليه بعض الأمور وتشتبه عليه بعض الأشياء فيجتهد ويتحرى الحق وينظر في الأدلة الشرعية من القرآن والسنة ويتحرى الحكم الشرعي لكنه لم يصبه، فهذا له أجر الاجتهاد ويفوته أجر الصواب وخطئه مغفور؛ لأنه عالم عارف بالقضاء، ولكن في بعض المسائل قد يغلط بعد الاجتهاد والتحري والنية الصالحة، فهذا يعطى أجر الاجتهاد ويفوته أجر الصواب.
الثاني: اجتهد طلب الحق واعتنى بالأدلة الشرعية وليس له قصد سيء بل هو مجتهد طالب للحق فوفق له واهتدى إليه وحكم بالحق، فهذا له أجران أجر الإصابة وأجر الاجتهاد. وبهذا يُعلم أنه ليس بين الحديثين تعارض والحمد لله) اهـ.
----------------------------------
[1] أخرجه أبو داود برقم 3102 (كتاب الأقضية)، باب في القاضي يخطئ.
[2] سؤال أجاب عنه سماحته في تاريخ 28/ 5/1412هـ.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثالث والعشرون.
(3) كيف الجمع بين حديث: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا))، وحديث: ((كانت أحب الشهور إليه أن يصومه شعبان ثم يصله برمضان))؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/11)
لقد قرأت في صحيح الجامع الحديث رقم (397) تحقيق الألباني وتخريج السيوطي (398) صحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا انتصف شعبان فلا تصوموا حتى يكون رمضان)). ويوجد حديث آخر خرجه السيوطي برقم (8757) صحيح، وحققه الألباني في صحيح الجامع برقم (4638) عن عائشة رضي الله عنها قالت: كانت أحب الشهور إليه - صلى الله عليه وسلم أن يصومه، شعبان ثم يصله برمضان)) فكيف نوفق بين الحديثين؟
الجواب:
(بسم الله والحمد لله، وبعد:
فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شعبان كله وربما صامه إلا قليلاً كما ثبت ذلك من حديث عائشة وأم سلمة، أما الحديث الذي فيه النهي عن الصوم بعد انتصاف شعبان فهو صحيح، كما قال الأخ العلامة الشيخ ناصر الدين الألباني، والمراد به النهي عن ابتداء الصوم بعد النصف، أما من صام أكثر الشهر أو الشهر كله فقد أصاب السنة، والله ولي التوفيق) اهـ.
نشر في مجلة الدعوة بتاريخ 3/ 11/1414هـ - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.
(4) الجمع بين قوله (يمحو الله ما يشاء ويثبت) وحديث (رفعت الأقلام وجفت الصحف).
كيف نوفق بين قوله تعالى: ((يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)) [الرعد:39] وبين حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: رُفعت الأقلام وجفت الصحف؟ وضحوا لنا جزاكم الله خيراً.
الجواب:
(لا منافاة بين الأحاديث وبين الآية الكريمة، فإن الآية فسرها أهل العلم بأن المراد منها الشرائع يمحو الله ما يشاء مما شرع ويثبت منها ما شاء سبحانه وتعالى، فينسخ شيئاً ويثبت شيئاً مما شرع سبحانه وتعالى، والبعض فسرها بالحسنات والسيئات، يمحو الله ما يشاء من السيئات بالتوبة وبالحسنات، ويمحو بعض الحسنات بتعاطي ما حرم الله عز وجل مما يزيلها. فالحاصل أنها ليست المراد بها ما سبق به القدر، ما سبق به القدر لا يمحى، ما استقر في علم الله أنه يقع لا يُمحى، بل الأقدار ماضية (رفعت الأقلام وجفت الصحف) فما قدره الله وسبق في علمه أنه يكونُ يكون، وما سبق في علمه أنه لا يكون لا يكون، فهو غير داخل في الآية الكريمة، وإنما الآية فيما يتعلق بالشرائع والأحكام أو بالحسنات والسيئات لا فيما يتعلق بالأقدار، هذا هو أصح ما قيل في الآية الكريمة) اهـ.
(نور على الدرب).
(5) كيف نوفق بين حديث: (مات الرسول عن فدك)، وحديث (مات ولم يورث شيئا)؟!
قرأت بأن النبي- صلى الله عليه وسلم- مات عن فدك -كتبت هكذا- وأموال، وكذلك قرأت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- مات ولم يترك ديناراً ولا درهماً, كيف أوفق بين هذين؟
الجواب:
(نعم توفي وما خلف نقودا، ما جاء من النقود أنفقه-عليه الصلاة والسلام-؛ لكن خلف أراضي في خيبر وفي فدك أراضي للمسلمين لمصلحة المسلمين, فالرسل والأنبياء ما يورثون لا دينارا ولا درهما إنما يورثون ما هو نفع المسلمين، ما تركوه هو صدقة تصرف في مصارف المسلمين, كما قال-صلى الله وعليه وسلم-: (نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه فهو صدقة).
فهو ما ورث دراهم ولا دنانير, وإنما خلف أرضاً في خيبر وفدك) اهـ.
(نور على الدرب).
(6) صلة الرحم من أسباب بركة العمر.
كيف نوفق بين الأحاديث التي وردت في زيادة العمر وذلك حين صلة الرحم وليلة القدر وغير ذلك مما ورد فيها أحاديث التي ورد أنها مما يزاد في العمر وينسأ في الأجل، ومعنى الحديث الذي ورد أن الإنسان حينما يتكون أو يصير في أربعين يوماً يكتب أجله وشقي أو سعيد أفيدونا مأجورين؟ [1]
الجواب:
(ليس بين الأحاديث منافاة ولا تناقض فإن الله جل وعلا قَدَّر الأشياء؛ قدر الآجال، قدر الأرزاق، قدر الأعمال والشقاء والسعادة، وقدر أسبابها، وقدر أن هذا يبر والديه ويصل أرحامه، ويكون له بسبب ذلك زيادة في عمره، وقدر أن الآخر يكون قاطعاً وغير بار ويكون النقص في العمر وقد يكون هذا، هذا طويل العمر وهذا قصير العمر لأسباب أخرى، فالله قدر الأشياء وقدر أسبابها سبحانه وتعالى فلا منافاة؛ فبر الوالدين وصلة الأرحام من أسباب بركة العمر وطوله، والقطيعة والعقوق من أسباب قصره ومحق بركته، ولا منافاة بين هذا وبين كون الأجل معدوداً ومحدوداً، وليس هناك زيادة ولا نقص فيما قدره الله سبحانه وتعالى، لكن هذه الأقدار مقدرة بأسبابها فهذا يطول عمره إلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/12)
كذا بأسباب كذا وكذا، وهذا ينقص عمره بأسباب كذا وكذا، وهذا يقتل لسن كذا وكذا، وهذا يموت لسن كذا وكذا إلى آخره، ربنا قدر الأشياء بأسبابها سبحانه وتعالى) اهـ.
----------------------------------
[1] من أسئلة حج عام 1406هـ الشريط الثالث.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.
(7) كيف نجمع بين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أفتان أنت يا معاذ)) وفعله هو عليه الصلاة والسلام حيث ثبت عنه أنه قرأ بالبقرة وآل عمران والمائدة والأعراف وغيرها؟
الجواب:
(مراده صلى الله عليه وسلم الحث على التخفيف إذا كان إماماً يصلي بالناس؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: ((أيكم أم الناس فليخفف فإن فيهم الصغير والكبير والضعيف وذا الحاجة وإذا صلى لنفسه فليطول ما شاء)) [1]، وكان صلى الله عليه وسلم أخف الناس صلاة في تمام، كما قال أنس رضي الله عنه: ((ما صليت خلف أحد أتم صلاة ولا أخف صلاة من النبي صلى الله عليه وسلم)) [2] متفق عليه.
أما إذا صلى لنفسه فليطول ما شاء. وقراءته صلى الله عليه وسلم بالبقرة والنساء وآل عمران كانت في تهجده بالليل. وفق الله الجميع) اهـ.
----------------------------------
[1] رواه البخاري في (الأذان) برقم (662)، ومسلم في (الصلاة) برقم (714).
[2] رواه البخاري في (الأذان) برقم (66)، ومسلم في (الصلاة) برقم (721).
من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته من (المجلة العربية) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الثاني عشر
(8) الجمع بين حديث النهي عن الصلاة والدفن في ثلاث ساعات، وحديث التعجيل بالجنازة.
كيف نجمع بين نهيه صلى الله عليه وسلم عن الصلاة والدفن في ثلاث ساعات، وبين حديث التعجيل بالجنازة، وكانت الجنازة مثلا بعد العصر؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الجواب:
(ليس بين الأحاديث تعارض، فالسنة تعجيل الصلاة على الجنازة ودفنها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم))، ولكن إذا صادف ذلك وقت الساعات الثلاث أجلت الصلاة عليها ودفنها؛ لقول عقبة بن عامر رضي الله عنه: (ثلاث ساعات كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهانا أن نصلي فيهن وأن نقبر فيهن موتانا: حين تطلع الشمس بازغة حتى ترتفع، وحين يقوم قائم الظهيرة حتى تزول الشمس، وحين تضيف الشمس للغروب حتى تغرب) أخرجه مسلم في صحيحه. وهذه الساعات الثلاث كلها قليلة لا يضر تأخير الصلاة على الميت فيها ولا تأخير دفنه، ولله الحكمة البالغة سبحانه في ذلك، وهو سبحانه أرحم الراحمين وأحكم الحاكمين، والله الموفق) اهـ.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثالث عشر.
يتبع ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 10:09 ص]ـ
(9) الجمع بين حديثين في الطيرة.
كيف نجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا طيرة ولا هامة))، وقوله: ((إن كانت الطيرة ففي البيت والمرأة والفرس)) أفيدونا جزاكم الله خيراً؟ [1]
الجواب:
(الطيرة نوعان: الأول من الشرك وهي التشاؤم من المرئيات أو المسموعات فهذه يقال لها: طيرة وهي من الشرك ولا تجوز، الثاني: مستثناة وهذا ليس من الطيرة الممنوعة؛ ولهذا في الحديث الصحيح: ((الشؤم في ثلاث: في المرأة وفي الدار وفي الدابة)) [2]، وهذه هي المستثناة وليست من الطيرة الممنوعة؛ لأن بعضهم يقول: إن بعض النساء أو الدواب فيهن شؤم وشر بإذن الله، وهو شر قدري، فإذا ترك البيت الذي لم يناسبه، أو طلق المرأة التي لم تناسبه، أو الدابة أيضاً التي لم تناسبه فلا بأس فليس هذا من الطيرة) اهـ.
----------------------------------
[1] نشر في كتاب فتاوى إسلامية، جمع وترتيب محمد المسند، ج 4، ص121.
[2] أخرجه البخاري في كتاب الجهاد والسير، باب ما يكره من شؤم الفرس برقم 2646، ومسلم في كتاب السلام، باب الطيرة والفأل وما يكون فيه من الشؤم، برقم 4128.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.
(10) لا تعارض بين الآيتين.
سائل يسأل فيقول: كيف نجمع بين هاتين الآيتين: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وقوله تعالى: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى وهل بينهما تعارض؟
الجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/13)
(ليس بينهما تعارض، فالآية الأولى في حق من مات على الشرك ولم يتب فإنه لا يغفر له ومأواه النار كما قال الله سبحانه: إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ [1] وقال عز وجل: وَلَوْ أَشْرَكُوا لَحَبِطَ عَنْهُمْ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [2] والآيات في هذا المعنى كثيرة.
أما الآية الثانية وهي قوله سبحانه: وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى [3] فهي في حق التائبين وهكذا قوله سبحانه: قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ [4] أجمع العلماء على أن هذه الآية في التائبين. والله ولي التوفيق) اهـ.
----------------------------------
[1] سورة المائدة الآية 72.
[2] سورة الأنعام الآية 88.
[3] سورة طه الآية 82.
[4] سورة الزمر الآية 53.
مجلة الدعوة العدد 983 في 27/ 6/1405هـ - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الرابع.
(11) الجمع بين حديث: ((يقطع الصلاة الحمار والمرأة ... )) وبين حديث أن عائشة كانت تنام أمام رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلي.
كيف نجمع بين حديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم أخبر أنه لا يقطع الصلاة إلا المرأة والكلب الأسود والحمار، وبين حديث أن عائشة رضي الله عنها كانت تنام أمام الرسول صلى الله عليه وسلم وهو يصلي حتى إذا أراد أن يوتر غمزها فقامت؟
الجواب:
(ليس بين الحديثين تخالف؛ لأن وجودها أمامه وهي في الفراش لا يسمى مروراً، وهكذا انسلالها من الفراش ليس مروراً) اهـ.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد التاسع والعشرون.
(12) عن عائشة رضي الله عنها قالت: [كنت ألعب بالبنات، فربما دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندي الجواري، فإذا دخل خرجنا وإذا خرج دخلنا]، كيف نجمع بين هذا الحديث وبين تحريم المجسمات ذوات الأرواح، وهل يجوز اقتناء لعب الأطفال المجسمة باعتبارها مهانة؟
الجواب:
(هذه المسألة اختلف فيها العلماء رحمة الله عليهم، فمنهم من أجاز ذلك احتجاجاً بحديث عائشة وما عندها من اللعب، وقالوا: إن النبي صلى الله عليه وسلم أقرها وهو لا يُقر على باطل، فدل على أنه يسمح اللعب للبنات ليتمرن على خدمة الأولاد وتربية الأولاد بتمرنهن على هذه اللعب؛ ولأنها في حكم الامتهان والابتذال فرخصوا فيها، وقال آخرون: إن هذا كان قبل النهي، قبل نهيه صلى الله عليه وسلم عن الصور، وقبل لعنه المصورين، وقبل أمره بطمس الصور، فلا يسمح لهن بذلك، وقالوا: إنما يسمح لهن بالشيء الذي ليس فيه صورة، كاللعب العادية التي في الأعواد والعظام، فتلبس بعض الثياب وهي ليست صورة، إنما هي شبه صورة، يعتادها البنات سابقاً من غير تصوير، وهذا القول محتمل وهو أحوط، ولكن قول من قال بالجواز بلعب البنات قول قوي، والأصل عدم النسخ. ويجمع بين النصوص بأن لعب البنات في حكم الامتهان، ولأن فيها تدريباً لهن على خدمة الأطفال وتربية الأطفال، فيكون هذا مستثنى من الأحاديث العامة، التي فيها النهي عن اقتناء الصور، والأمر بطمسها، وتكون ذلك في حكم الصور التي تكون في البسط والوسائد، لها حكم الامتهان) اهـ.
(نور على الدرب).
(13) الجمع بين قوله تعالى (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا) وحديث السبعون ألفا الذين يدخلون الجنة.
كيف نجمع بين قوله - صلى الله عليه وسلم -: سبعون ألفاً من أمتي يدخلون الجنة بلا حساب ولا عقاب، أو كما قال - صلى الله عليه وسلم -، وبين قوله تبارك وتعالى: ((وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا)) [مريم:71]؟
الجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/14)
(ليس بين الآية وبين الحديث اختلاف، فالورود هو المرور على الصراط وكل الناس يمرون عليه كل أهل الجنة يمرون عليه، لأنه الطريق إلى دخول الجنة، والصراط منصوب على متن جهنم فيمر أولهم عليه كالبرق وكلمح البصر ثم كالريح ثم كالطير ثم كأجاود الخيل والركاب تجري بهم أعمالهم، هذا مرور لكن ليس فيه عذاب وإنما هو مرور بغير عذاب، إلا من أراد الله جل وعلا تعذيبه من العصاة الذين قد تأخذهم الكلاليب ويسقطون في النار لمعاصيهم وكبائرهم التي لم يتوبوا إلى الله منها، فإن على الجسر كلاليب تخطف الناس بأعمالهم لا يعلم قدرها إلا الله سبحانه وتعالى، فمن الناس من يمر يمشي ومنهم من يمر يزحف ومنهم من تخدشه الكلاليب ولكن يسلم ومنهم يخدش ويلقى في النار بسبب معاصيه وكبائره التي مات عليها، أما الكفار فإنهم لا يمرون عليه بل يساقون إلى النار نسأل الله العافية، فالحاصل أن هذا ا لمرور لا بد منه وهو الورود المذكور في قوله تعالى (وَإِنْ مِنْكُمْ إِلَّا وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْماً مَقْضِيّاً ثُمَّ نُنَجِّي الَّذِينَ اتَّقَوْا وَنَذَرُ الظَّالِمِينَ فِيهَا جِثِيّاً) (مريم: 71 - 72) فالمتقون ينجيهم الله ويمرون والظالمون يساقون إلى جهنم فيدخلونها، والعصاة على خطر عظيم منهم من ينجو ومنهم من يسلم، ومنهم من يدخل النار ويعذب بقدر معاصيه ثم يخرجه الله منها بفضل رحمته سبحانه وتعالى؛ لأنه مات على التوحيد والإسلام، وتحل الشفاعة فالنبي يشفع، والملائكة يشفعون، والمؤمنون يشفعون والمؤمنون يشفعون، والأفراط يشفعون.
أما الكفار فإنهم لا شفاعة فيهم، بل خلودهم في النار دائم قال الله تعالى (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) (المدثر:48) (مَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ حَمِيمٍ وَلا شَفِيعٍ يُطَاعُ) (غافر: من الآية18)، فالكفار مخلدون في النار وليس فيهم شفاعة، وإنما الشفاعة في العصاة الذين يدخلون النار بمعاصيهم فإنهم يشفع فيهم الأنبياء، ويشفع نبينا - صلى الله عليه وسلم - في عصاة أمته ويشفع المؤمنون وتشفع الأفراط، ويبقى بقية في النار من أهل المعاصي يخرجهم الله من النار سبحانه بفضل رحمته، بعدما يمضي فيهم أمر الله، وتنتهي مدة عذابهم في النار يخرجهم الله منها بسبب توحيدهم وإسلامهم إلى نهر يقال له نهر الحياة فينبتون فيه كما تنبت الحبة في حميل السيل كما جاءت به الأحاديث الصحيحة عن رسول الله عليه الصلاة والسلام) اهـ.
(نور على الدرب).
(14) الجمع بين قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا عليكم أنفسكم} وقول النبي: (كلكم راع).
قال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)) [المائدة:105]، هل تتقابل، أو كيف نجمع بينها وبين قول الرسول: كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته؟
الجواب:
(ليس بين الآية المذكورة الكريمة وبين الحديث الشريف المذكور تخالف ولا تضاد، هذه الآية والحديث متفقان والله يقول - سبحانه وتعالى -: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ))، والمعنى عليكم أن تجاهدوا أنفسكم، عليكم إصلاح أنفسكم، ولا يضركم من ضل إذا اهتديتم، يعني لا يضركم من ضل إذا أديتم الواجب من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والقيام بما أوجب على الله العبد، فإن هذه هي الهداية، لا يكون العبد مهتدياً حتى يقوم بالواجب، وكونه يرعى من تحت يده ويقوم بما يلزم، وكونه يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر ويدعو إلى الله كل هذا من طرق الهداية، فلا يكون مهتدياً حتى يؤدي ما أوجب عليه من الواجبات العينية والواجبات المتعلقة بالمجتمع، من أمرٍ بالمعروف ونهيٍ من المنكر وغير هذا مما يلزم المجتمع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/15)
فالحاصل أن قوله - سبحانه وتعالى - ((لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ)) معناه إذا أديتم الواجب، ومن ترك الحبل على الغالب ولم يأمر بالمعروف ولم ينه عن منكر، ولم يقم بحق الرعية ما أدى الواجب ولا اهتدى الهداية الكاملة، بل هدايته ناقصة غير كاملة فيكون مؤاخذ بذلك، يكون هذا الرجل الذي قصر بالواجب يكون مؤاخذاً بما قصر فيه؛ لأن هدايته ناقصة والله يقول: (لا يضركم من ضل إذا اهتديتم)، والذي لم يأمر بالمعروف ولم ينهَ عن المنكر ولم يقم بالدعاية التي عليه ما يكون متهدياً الهداية المطلقة الكاملة، فتكون هدايته ناقصة ضعيفة فيها خلل، فيؤاخذ بهذا الخلل وبهذا النقص) اهـ.
(نور على الدرب).
(15) الجمع بين حديث (من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت) وحديث (غسل الجمعة واجب على كل محتلم).
سماحة الشيخ: قال - صلى الله عليه وسلم-:
(من توضأ يوم الجمعة فبها ونعمت, ومن اغتسل فالغسل أفضل). رواه أحمد, وحديث:
(غسل الجمعة واجب على كل محتلم) رواه الشيخان.
كيف نجمع بين هذين الحديثين، وهل الاغتسال سنة أم واجب، وما معنى: (على كل محتلم) واشرحوا لنا الأحاديث؟
الجواب:
(معنى واجب يعني متأكد ليس معناه الوجوب الذي يأثم به، معناه متأكد ولهذا جاء في حديث فيما معناه: أن يستاك وأن يتطيب، والسواك والطيب مستحب عند الجميع، بإجماع أهل العلم، وجاء في الحديث: (من توضأ يوم الجمعة ثم أتى المسجد وصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يبدأ الخطبة كتب له ثواب الجمعة وما بعده إلى الجمعة الأخرى)، المقصود أن كونه يتوضأ ولا يغتسل لا حرج فيه، لكن الغسل أفضل، وقوله في رواية أبي سعيد: (واجب) يعني متأكد، لأن هذا في وجه بين الروايات، الغسل متأكد وليس بفريضة، هذا هو الصواب) اهـ.
(نور على الدرب).
(16) الجمع بين حديث: (من ستر مسلما ستره الله يوم القيامة)، وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
كيف نجمع بين الحديث الذي فيما معناه: بأن "من ستر على مسلم ستره الله يوم القيامة", وبين فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؟
الجواب:
(تأمره وتستر عليه، إذا رأيته يتعاطى ما حرم الله من خمر أو نحوه تستر عليه، ما تقول: رأيت فلان يشرب الخمر! تأمره بالمعروف وتنهاه عن المنكر تنصحه توصيه بالخير ولا تفضحه عند الناس، إلا إذا هو فضح نفسه فيشرب الخمر عند الناس فضح نفسه، من أعلن المعاصي ما له غيبة، هو الذي فضح نفسه، لكن إذا كان يتستر في بيته ورأيته صادفته لا تكشف ستره، لا تعلن أمره، يقول النبي:
(من ستر مسلماً ستره الله في الدنيا والآخرة)، لكن تنصحه تأمره بالمعروف تنهاه عن المنكر ولا تفضحه) اهـ.
(نور على الدرب).
يتبع ....
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 10:10 ص]ـ
(17) الجمع بين حديث (إن الله يغفر الذنوب جمعا إلا الغيبة ... )، وقوله تعالى: {إن الله لا يغفر أن يشرك به ... }
ما مدى التوفيق بين الآية الكريمة وبين قول الرسول - صلى الله عليه وسلم – (بأن الله يغفر جميع الذنوب إلا الغيبة فلا يغفرها لنا إلا بأن نستسمح الشخص المغتاب)، أما الآية فهي قوله تعالى:
((إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ)) [النساء:48]؟
الجواب:
(الآية عامة، والحديث عن الغيبة ليس بصحيح، لا أصل له، والآية عامة تعم جميع الذنوب كلها تحت المشيئة، الغيبة والقتل جميع الذنوب، حتى القتل الذي هو أعظم من الغيبة تحت المشيئة، لكن حق المخلوق لا يضيع، الله جل وعلا يعوضه عن حقه إذا تاب توبةً صادقة يعوض المغتاب عن حقه، الذي اغتابه غيره، فالحاصل أن الذنوب كلها تحت المشيئة، سواء كانت الذنوب تتعلق بحق الله، أو كانت تتعلق بحق المخلوق كالغيبة والقتل والنميمة، ونحو ذلك فكلها تحت مشيئة الله، إن شاء الله سبحانه غفر لصاحبها، وإن شاء عذبه بها ما لم يتب، أما إذا تاب فإنها تمحى عنه الذنوب بالتوبة، ولكن حق المخلوق لا يضيع عليه، بل يجازيه الله عن حقه الذي تاب صاحبه منه، ... به الله سبحانه ويرضيه عن ذلك جل وعلا إذا صدق التائب في توبته، فالله يرضي عنه المظلوم بما يشاء سبحانه وتعالى، والواجب على الظالم أن يستسمح المظلوم إن استطاع إذا كان موجوداً، يقول: فعلت كذا يا أخي إن كان مالاً يرد عليه مالاً، إن كان عمل يوجب القصاص مكنه من القصاص، إن كان غيبة قال: يا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/16)
أخي أنا اغتبتك فسامحني واعف عني، فإن سمحه وإلا أعطاه حقه، مكنه من القصاص، رد عليه المال، دعا له وذكره بالخير في المجالس التي ذكره فيها بالسوء، يذكره بأعماله الطيبة التي يعلمها عنه حتى يكون ذلك قائماً مقام هيبته له، وإذا كان يخشى أنه إذا أخبره بالغيبة أنه يحصل فساد فلا يخبره ولكن يدعو له ويترحم عليه ويذكره بمحاسنه التي يعلمها عنه وخصاله الطيبة التي يعلمها عنه في المجالس والمجامع التي اغتابه فيها حتى يكون هذا مقام هذا) اهـ.
(نور على الدرب).
(18) التوفيق بين (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) و (كمل من الرجال كثير) الحديث.
قال الله تعالى: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13]، وقال -صلى الله عليه وسلم-: (كمل من الرجال كثير ولم يكمل من النساء إلا مريم بنت عمران، وآسيا بنت مزاحم، وفاطمة بنت محمد، وخديجة .. ) الحديث، هل هناك تعارض بين الآية والحديث؟، وما معنى الكمال في الحديث؟
الجواب:
(ليس بين الآية والحديث المذكور ...... تعارض، فالآية تبين لنا أن أكرم الناس عند الله أتقاهم، لا أعظمهم نسباً ولا أكثرهم مالاً، ولا أرفعهم وظيفة، يقول -جل وعلا-:
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ} [الحجرات: 13]، فأكرم الناس عند الله وأفضلهم عنده أتقاهم له، ومعنى أتقاهم: يعني أقومهم بحقه في طاعته -سبحانه- وترك معصيته -جل وعلا-، وهم الرسل -عليهم الصلاة والسلام-، ثم العلماء المستقيمون على طاعة الله وتقواه وهم طبقات، ثم الأكمل فالأكمل والأفضل فالأفضل في طاعة الله -عز وجل-، فالمقصود أن أكمل الناس بعد الرسل هم أتقاهم هم أكمل الناس وأكرم الناس عند الله -عز وجل-، ولما سئل الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن أكرم الناس قال: (أتقاهم). أما ....... خديجة وآسيا ومريم بنت عمران وعائشة -كذلك- وفاطمة كل هذا مسلم صحت به السنة وليس فيه تعارض، خديجة -رضي الله عنها- أم المؤمنين وهي أم أكثر أولاد النبي -عليه الصلاة والسلام-، وهكذا فاطمة بنتها -عليه الصلاة والسلام-، وهكذا مريم بنت عمران أم عيسى -عليه الصلاة والسلام- وهكذا آسيا بنت مزاحم امرأة فرعون، وهكذا عائشة -رضي الله عنها- كلهن من كمّل النساء، والكامل النساء أقل من الكامل الرجال، فالكمل في الرجال كثيرون ومن النساء قليلون، ولهذا بينه الرسول -صلى الله عليه وسلم- في هذا الحديث، والكمال بالنظر إلى تقوى الله والقيام بحقه -سبحانه وتعالى-، وقال في عائشة -رضي الله عنها-، يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (فضل عائشة على النساء كفضل الثريد على سائر الطعام)، والثريد هو الخبز واللحم خبز الحنطة واللحم يقال الثريد، وهذا الطعام وهو أفضل الطعام وأنفعه، اللحم والحنطة: البر، والمقصود أن عائشة لها فضل كبير وخديجة كذلك ومريم وآسيا وفاطمة هؤلاء خمس هن أكمل النساء وأفضل النساء، وهن متساويات في الفضل، وقد اختلف العلماء في تفضيل بعضهن على بعض، فيكفينا أنهن أفضل النساء -رضي الله عنهن وأرضاهن ورحمهن-، وكمالهن من جهة تقواهن لله، وقيامهن بحقه، واستقامتهن على دينه. لكن الكمل من الرجال في تقوى الله أكثر لأنهم أصبر على التقوى، وهم أعلم بالله في الأغلب، وأكثر اطلاعاً على كتاب الله وسنة رسوله -عليه الصلاة والسلام-، وأكثر اطلاعا على حلقات العلم، وأسفاراً لطلب العلم، فبهذا يغلب على الرجال أن يكون علمهم أكثر من علم النساء، وكمالهم أكثر، بسبب ما حباهم الله من القوة على طلب العلم، والحرص على تحصيله، ولما جبل عليه النساء من الضعف في بعض النواحي، والعجز عن تحصيل العلوم من كل وجه، لما يعتريهن من الحمل والولادة وحاجات البيت وحاجات الزوج وغير ذلك، فالمقصود أن الكمل من الرجال بنص النبي -صلى الله عليه وسلم- أكمل من الكمل من النساء، فالكمل من النساء قليلون لأسباب كثيرة، والكمل من الرجال كثيرون، ولا تعارض بين الحديث وبين الآية الكريمة) اهـ.
(نور على الدرب).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/17)
(19) حديث الصعب بن جثامة رضي الله عنه أنه أهدى لرسول الله صلى الله عليه وسلم حماراً وحشياً وهو بالأبواء أوبودان فرده عليه وقال: ((إنا لم نرده عليك إلا أنا حرم)) [1] متفق عليه.
هل هو ناسخ لحديث أبي قتادة رضي الله عنه في قصة صيده الحمار الوحشي وهو غير محرم قال: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه وكانوا محرمين: ((هل منكم أحد أعانه أو أشار إليه بشيء؟ قالوا: لا. قال: فكلوا ما بقي من لحمه)) متفق عليه.
لأن حديث أبي قتادة في الحديبية وحديث الصعب في الصلح؟ هل ورد في بعض الروايات أنه حي؟ أبو قتادة هل صاده لأجلهم أم أنه أهداه لهم؟
الجواب:
(لا تعارض بينهما؛ لأن أبا قتادة لم يصده للمحرمين ولم يعينوه عليه. وأما الصعب فقد أهداه للنبي -صلى الله عليه وسلم- حياً والمحرم ممنوع من الصيد الحي كما أنه ممنوع من أكل ما صيد من أجله ولو كان صاحبه قد ذبحه، هذا هو الجمع بين الحديثين ويدل على ذلك أيضاً حديث جابر -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ((صيد البر لكم حلال ما لم تصيدوه أو يُصَدْ لكم)) [2].
في بعض الروايات أنه حي، وفي بعضها: ((أنه أهدي عجز حمار أو رجل حمار))، ورواية: ((رجل حمار أو عجز حمار)) محمولة على أنه صاده من أجل النبي -عليه الصلاة والسلام-.
وأبو قتادة لم يصده لأجلهم، وإنما أهداه لهم كما تقدم.
والله ولي التوفيق) اهـ.
----------------------------------
[1] رواه البخاري في (الحج) باب إذا أهدي للمحرم حماراً وحشياً حياً لم يقبل برقم 1852، ومسلم في (الحج) باب تحريم الصيد للمحرم برقم 1193.
[2] رواه أبو داود في (المناسك) باب لحم الصيد للمحرم برقم 1851.
من ضمن أسئلة موجهة لسماحته في درس بلوغ المرام - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السابع عشر.
(20) كثر القول في تحية المسجد منهم من قال: إنها لا تفعل في أوقات النهي مثل عند طلوع الشمس وعند غروبها، ومنهم من قال: إنها تجوز حيث إنها من ذوات الأسباب التي لا توقيت لها وتفعل حتى ولو كانت الشمس قد مضى نصفها في الغروب: أرجو إفادتي عن ذلك تفصيليا.
الجواب:
(في هذه المسألة خلاف بين أهل العلم، والصحيح أن تحية المسجد مشروعة في جميع الأوقات حتى بعد الفجر وبعد العصر لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين)) متفق على صحته، ولأنها من ذوات الأسباب كصلاة الطواف وصلاة الخسوف والصواب فيها كلها أنها تفعل في أوقات النهي كلها كقضاء الفوائت من الفرائض لقول النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الطواف: ((يا بني عبد مناف لا تمنعوا أحداً طاف بهذا البيت وصلى أية ساعة شاء من ليل أو نهار)) أخرجه الإمام أحمد وأصحاب السنن بإسناد صحيح، ولقوله صلى الله عليه وسلم: في صلاة الكسوف: ((إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته فإذا رأيتموهما فادعوا الله وصلوا حتى تنكشف)) [1] متفق على صحته، وقوله صلى الله عليه وسلم: ((من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها لا كفارة لها إلا ذلك)) [2]، وهذه الأحاديث تعم أوقات النهي وغيرها، وهذا القول هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه العلامة ابن القيم رحمة الله عليهما، والله ولي التوفيق) اهـ.
----------------------------------
[1] رواه البخاري في (الجمعة) برقم (1000)، ومسلم في (الكسوف) برقم (1522) واللفظ له.
[2] رواه البخاري في (مواقيت الصلاة) برقم (562)، ومسلم في (المساجد ومواضع الصلاة) برقم (1103).
نشرت في (كتاب الدعوة) الجزء الأول ص (54) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الحادي عشر.
(21) ورد في القرآن الكريم آية كريمة في مجال تعدد الزوجات تقول: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً} [1] الآية، وورد في مكان آخر قوله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} [2] الآية، ففي الأولى اشتراط العدل للزواج بأكثر من واحدة، وفي الثانية أوضح أن شرط العدل غير ممكن، فهل يعني هذا نسخ الآية الأولى وعدم الزواج إلا من واحدة؛ لأن شرط العدل غير ممكن؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/18)
(ليس بين الآيتين تعارض وليس هناك نسخ لإحداهما بالأخرى، وإنما العدل المأمور به هو المستطاع وهو العدل في القسمة والنفقة، أما العدل في الحب وتوابعه من الجماع ونحوه فهذا غير مستطاع وهو المراد في قوله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} .. الآية، ولهذا ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- من حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت:
(كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقسم بين نسائه فيعدل ويقول: ((اللهم هذا قسمي فيما أملك فلا تلمني فيما تملك ولا أملك)) [3] رواه أبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه ابن حبان والحاكم. والله ولي التوفيق) اهـ.
----------------------------------
[1] سورة النساء، الآية 3.
[2] سورة النساء، الآية 129.
[3] رواه أبو داود في (كتاب النكاح) باب في القسم بين النساء، حديث رقم (1822).
نشر في (المجلة العربية) - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء الحادي العشرون.
(22) معنى الخلود في النار.
السؤال:
قال عز وجل: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} وقال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا ... } الآية.
أرجو من فضيلة الشيخ أن يذكر الجمع بين الآيتين الكريمتين؟
الجواب:
(ليس هناك بحمد الله بينهما اختلاف، فالآية الأولى فيها بيانه سبحانه لعباده أن ما دون الشرك تحت مشيئته قد يغفره فضلا منه سبحانه، وقد يعاقب من مات على معصية بقدر معصيته لانتهاكه حرمات الله ولتعاطيه ما يوجب غضب الله، أما المشرك فإنه لا يغفر له بل له النار مخلدا فيها أبد الآباد إذا مات على ذلك - نعوذ بالله من ذلك -.
وأما الآية الثانية:
ففيها الوعيد لمن قتل نفسا بغير حق وأنه يعذب وأن الله يغضب عليه بذلك؛ ولهذا قال تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا}.
معنى ذلك: أن هذا هو جزاؤه إن جازاه سبحانه وهو مستحق لذلك، وإن عفا سبحانه فهو أهل العفو وأهل المغفرة جل وعلا، وقد يعذب بما ذكر الله مدة من الزمن في النار ثم يخرجه الله من النار، وهذا الخلود خلود مؤقت، ليس كخلود الكفار، فإن الخلود خلودان:
خلود دائم أبدا لا ينتهي، وهذا هو خلود الكفار في النار، كما قال الله سبحانه في شأنهم: {كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ}.هكذا في سورة البقرة.
وقال في سورة المائدة:
{يُرِيدُونَ أَنْ يَخْرُجُوا مِنَ النَّارِ وَمَا هُمْ بِخَارِجِينَ مِنْهَا وَلَهُمْ عَذَابٌ مُقِيمٌ}.
أما العصاة: كقاتل النفس بغير حق والزاني والعاق لوالديه وآكل الربا وشارب المسكر إذا ماتوا على هذه المعاصي وهم مسلمون وهكذا أشباههم، هم تحت مشيئة الله كما قال سبحانه:
{وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} فإن شاء جل وعلا عفا عنهم لأعمالهم الصالحة التي ماتوا عليها وهي توحيدهم وإخلاصهم لله وكونهم مسلمين، أو بشفاعة الشفعاء فيهم مع توحيدهم وإخلاصهم.
وقد يعاقبهم سبحانه ولا يحصل لهم عفو فيعاقبون بإدخالهم النار وتعذيبهم فيها على قدر معاصيهم ثم يخرجون منها، كما تواترت بذلك الأحاديث عن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- أنه يشفع للعصاة من أمته، وأن الله يحد له حدا في ذلك عدة مرات، يشفع ويخرج جماعة بإذن الله ثم يعود فيشفع، ثم يعود فيشفع، ثم يعود فيشفع عليه الصلاة والسلام (أربع مرات)، وهكذا الملائكة، وهكذا المؤمنون، وهكذا الأفراط كلهم يشفعون ويخرج الله سبحانه من النار بشفاعتهم من شاء سبحانه وتعالى، ويبقي في النار بقية من العصاة من أهل التوحيد والإسلام فيخرجهم الرب سبحانه بفضله ورحمته بدون شفاعة أحد، ولا يبقى في النار إلا من حكم عليه القرآن بالخلود الأبدي وهم الكفار.
وبهذا تعلم السائلة الجمع بين الآيتين وما جاء في معناهما من النصوص، وأن أحاديث الوعد بالجنة لمن مات على الإسلام على عمومها إلا من أراد الله تعذيبه بمعصيته فهو سبحانه الحكيم العدل في ذلك يحكم ما يشاء ويفعل ما يريد جل وعلا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/19)
ومنهم من لا يعذب فضلا من الله لأسباب كثيرة من أعمال صالحة ومن شفاعة الشفعاء، وفوق ذلك رحمته وفضله سبحانه وتعالى) اهـ (مجموع فتاويه).
(23) الغسل يوم الجمعة سنة مؤكدة.
السؤال:
هل غسل الجمعة واجب أم مستحب؟
الجواب:
(الغسل يوم الجمعة سنة مؤكدة؛ لما ورد في ذلك من الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم، منها: قوله صلى الله عليه وسلم: غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم وأن يستاك ويتطيب وقوله صلى الله عليه وسلم: من اغتسل ثم أتى الجمعة فصلى ما قدر له ثم أنصت حتى يفرغ الإمام من خطبته ثم يصلي معه غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وفضل ثلاثة أيام رواه مسلم في صحيحه، وفي لفظ له: من توضأ فأحسن الوضوء ثم أتى الجمعة فاستمع وأنصت غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى وزيادة ثلاثة أيام ومن مس الحصا فقد لغا مع أحاديث كثيرة في الباب.
وقوله صلى الله عليه وسلم: واجب على كل محتلم معناه عند أكثر أهل العلم: متأكد، كما تقول العرب: (العدة دين، وحقك علي واجب)، ويدل على هذا المعنى: اكتفاؤه صلى الله عليه وسلم بالوضوء في بعض الأحاديث.
وهكذا الطيب، والاستياك، ولبس الحسن من الثياب، والتبكير إلى الجمعة، كله من السنن المرغب فيها، وليس شيء منها واجبا) اهـ.
نشرت في جريدة البلاد في العدد (10708) ليوم الأحد الموافق 16/ 5 / 1413هـ وفي مجلة الدعوة في العدد (1355) بتاريخ 29/ 2 / 1413هـ وفي في كتاب الدعوة (الفتاوى) لسماحته الجزء الثاني ص 68.
(24) الجمع بين حديث: «إن الميت يعذب ببكاء أهله عليه» (1) وقوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (2)
س: يوجد حديث عند الإمام البخاري رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم «أن الميت يعذب ببكاء أهله عليه» (3). وحديث آخر عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها ترفض هذا القول وتقول: حسبكم القرآن: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (4) فما جوابكم أثابكم الله عن هذه المسألة؟ هل الميت يعذب ببكاء أهله عليه، أم أنه ليس للإنسان إلا ما سعى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (5)؟ (6).
الجواب:
(ليس هناك تعارض بين الأحاديث والآية التي ذكرتها عائشة -رضي الله عنها- فقد ثبت عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- من حديث ابن عمر ومن حديث المغيرة وغيرهما في الصحيحين وليس في البخاري وحده أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:
«إن الميت يعذب بما يناح عليه» (7)
وفي رواية للبخاري: "ببكاء أهله عليه" (8) والمراد بالبكاء النياحة وهي رفع الصوت، أما البكاء الذي هو دمع العين فهذا لا يضر، وإنما الذي يضر هو رفع الصوت بالبكاء وهو المسمى بالنياحة. والرسول -صلى الله عليه وسلم- قصد بهذا منع الناس من النياحة على موتاهم، وأن يتحلوا بالصبر ويكفوا عن النوح، ولا بأس بدمع العين وحزن القلب، كما قال عليه الصلاة والسلام -لما مات ابنه إبراهيم-:
«العين تدمع والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون» (9) فالميت يعذب بالنياحة عليه من أهله، والله أعلم بكيفية العذاب الذي يحصل له بهذه النياحة، وهذا مستثنى من قوله تعالى: {وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} (10) فإن القرآن والسنة لا يتعارضان، بل يصدق أحدهما الآخر ويفسر أحدهما الآخر فالآية عامة، والحديث خاص، والسنة تفسر القرآن وتبين معناه، فيكون تعذيب الميت بنياحة أهله عليه مستثنى من الآية الكريمة، ولا تعارض بينها وبين الأحاديث.
وأما قول عائشة -رضي الله عنها- فهذا من اجتهادها وحرصها على الخير، وما قاله النبي صلى الله عليه وسلم مقدم على قولها وقول غيرها لقول الله سبحانه: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} (11) وقوله عز وجل: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا} (12) والآيات في هذا المعنى كثيرة.
والله الموفق) اهـ.
__________
(1) صحيح البخاري الجنائز (1242).
(2) سورة الأنعام الآية 164
(3) صحيح البخاري الجنائز (1242).
(4) سورة الأنعام الآية 164
(5) سورة الأنعام الآية 164
(6) من برنامج (نور على الدرب).
(7) رواه الإمام أحمد في (مسند الكوفيين) من حديث المغيرة بن شعبة برقم (17737)، والبخاري في (الجنائز)، باب ما يكره من النياحة على الميت برقم (1291)، ومسلم في (الجنائز) باب الميت يعذب ببكاء أهله عليه برقم (933).
(8) رواه البخاري في (الجنائز) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم -: ''يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه'' برقم (1288).
(9) رواه البخاري في (الجنائز) باب قول النبي صلى الله عليه وسلم -: ''إنا بك محزونون'' برقم (1303) واللفظ له، ومسلم في (الفضائل) باب رحمته صلى الله عليه وسلم الصبيان والعيال برقم (2315).
(10) سورة الأنعام الآية 164
(11) سورة الشورى الآية 10
(12) سورة النساء الآية 59
يتبع – إن شاء الله تعالى – بالعلامة ابن عثيمين، ثم العلامة الألباني، ثم العلامة الفوزان ....
والحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/20)
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[11 - 04 - 09, 11:29 ص]ـ
جمع طيّب، ما شاء الله.
واصل وصلك الله بمنّه و توفيقه.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 04 - 09, 11:52 ص]ـ
العلامة ابن عثيمين-رحم الله تعالى-:
(1) التوفيق بين حديثي: ((لا عدوى ولا طيرة) وقوله: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)).
السؤال:
فضيلة الشيخ! كيف نوفق بين قوله صلى الله عليه وسلم:
(لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر)، وبين قوله صلى الله عليه وسلم: (فر من المجذوم فرارك من الأسد)؟
الجواب:
(نوفق بينهما: بأن النفي في قوله: (لا عدوى ولا طيرة) نفي لما يعتقده أهل الجاهلية بأن العدوى مؤثرة بنفسها دون تقدير الله عز وجل، وأما الأمر بالفرار من الأسد فهو أمر بالفرار مما يخشى شره؛ لأن الجذام -نسأل الله العافية- من الأمراض المعدية السريعة العدوى، فالأمر بالفرار منه أمر بالأسباب الواقية كما نقول مثلاً: اتق النار بالبعد عنها، مع أن قربك من النار وبعدك عنها كله بقضاء الله وقدره، فيكون النفي مُنْصبّاً على ما كان معهوداً أو معتقداً عندهم في الجاهلية من أن العدوى مؤثرة بنفسها، ولهذا لما أُورد عند النبي عليه الصلاة والسلام إيرادٌ بأن الرجل تكون عنده الإبل صحيحة ليس فيها شيءٌ من الجرب، فيخالطها البعير الأجرب فتجرب، فهذه عدوى، قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (فمن أعدى الأول؟!) يعني: أن إعداءها بتقدير الله عز وجل، كما أن وجود الجرب في الأول من الله عز وجل) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (6) وجه أ.
(2) التوفيق بين كره العاصي والتلطف معه.
السؤال:
كيف يتم التوفيق بين الحب في الله والكره فيه، والتودد إلى العصاة لجذبهم إلى الهداية؟
الجواب:
(الحب في الله: أن تحب الرجل لا تحبه إلا لله، والكره في الله: أن تكرهه لا تكرهه إلا لله.
وأما التودد لشخص من أجل تأليف قلبه للإسلام أو للطاعة إذا كان عاصياً فهذا ليس حباً، ولكنه تلطف، فأنت تتودد إليه تلطفاً فقط في المعاملة، أما قلبك فيكرهه ويكره ما عليه من المعاصي، فهذا هو الفرق، الحب في الله قلبك يحبه، وأما التودد لشخص من أجل أن نحمله على التقوى إن كان عاصياً، أو على الإسلام إن كان كافراً، فهذا ليس حباً له ولكن حباً لما ندعوه إليه مع كراهتنا لعمله وكفره) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (95) ب.
(3) التوفيق بين جمع لفظة (السبيل) المضافة إلى الله سبحانه وتعالى في القرآن وبين إتيانها جمعا (سبلنا).
السؤال:
ذكر الله تعالى لفظة السبيل في القرآن بصيغة الإفراد، كقوله سبحانه: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ} [الأنعام:153]؛ لأن السبيل الموصل إلى الله تبارك وتعالى واحد، وهو: طريق الرسول صلى الله عليه وسلم، إذ قال سبحانه: قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي [يوسف:108].
ولكن ذكر في مواطن أخرى في القرآن الكريم لفظة السبيل بصيغة الجمع، كقوله سبحانه وتعالى: {وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا} [العنكبوت:69]، وقوله: {وَمَا لَنَا أَلَّا نَتَوَكَّلَ عَلَى اللَّهِ وَقَدْ هَدَانَا سُبُلَنَا} [إبراهيم:12] فكيف نحل هذه الإشكال يا شيخ جزاكم الله خيرا؟
الجواب:
(السبيل المضاف إلى الله تعالى تارة يكون مفرداً، وتارة يكون جمعاً؛ لكن إذا كان جمعاً، فإنه لا بد أن يكون مضافاً إلى الله، وأما إذا كان غير مضاف إلى الله فهو سبل الضلال، يُفْرَد السبيل المضاف إلى الله تعالى؛ لأنه واحد سبيل واحد يوصل إلى الله، وهو الإسلام، وتُجْمَع سبل الضلال؛ لأنها متفرقة هذا نصراني، وهذا يهودي، وهذا شيوعي، وهذا بعثي، وهذا ملحدُ، إلى آخره، فهي سبل متفرقة، وكلها ضلال، وما جمعه الله تعالى من السبيل المضاف إليه، فإنما يجمعه لتنوع العبادات التي هي سبيل الله عز وجل؛ هذه صلاة، وهذه زكاة، وهذا صيام، وهذا حج، وهذا جهاد، وهذا أمر بمعروف ونهي عن منكر، وهذه دعوة إلى الله عز وجل، فصار جمعه له وجه، وإفراده له وجه آخر.
أما سبل الضلال فإنها متفرقة فلا تكون إلا مجموعة) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (131) أ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/21)
(4) التوفيق بين حديثين في الهم بالسيئة ثم تركها: أحدهما فيه تكتب له حسنة، والآخر لا تكتب له.
السؤال:
وردت بعض النصوص الشرعية تدل على أن من هم بالسيئة ولم يعملها تكتب له حسنة، ونصوص أخرى: من هم بالسيئة ولم يعملها لا تكتب له. فكيف التوفيق؟
الجواب:
(الهم بالسيئة في الواقع له أقسام:
القسم الأول: أن يهم بالسيئة ويعمل لها ولكن يحال بينه وبينها، فهذا يكتب عليه وزرها، دليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قالوا: يا رسول الله! هذا القاتل فما بال المقتول؟ قال: لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه).
القسم الثاني: أن يهم بها ثم يدعها لله عز وجل، فهذا تكتب له حسنة، لأنه في الحديث الذي أشرت إليه قال الله تعالى: (إنما تركها من جرّائي) أي: من أجلي.
القسم الثالث: أن يهم بها ثم يدعها لا خوفاً من الله ولا عجزا عنها، لكن طابت نفسه، فهذا لا له ولا عليه، فالميزان بالقسط، لأن الرجل لم يتركها لله حتى يؤجر ولم يحرص عليها حتى يأثم، فهذا لا شيء عليه وليس له شيء) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (153) ب.
(5) الجمع بين قوله تعالى (ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم)، وقوله –صلى الله عليه وسلم- (وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله تعالى عنده حسنة كاملة).
السؤال: يقول الله تبارك وتعالى: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [الحج:25]، ويقول صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى في آخر الحديث: (وإن هم بسيئة فلم يعملها كتبها الله تعالى عنده حسنة كاملة) كيف نجمع بين الآية والحديث؟
الجواب:
(الجمع بين الآية والحديث من أحد وجهين: الوجه الأول: أن قوله: {وَمَنْ يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ} [الحج:25] أي: من يهم فيفعل، لقول الله تبارك وتعالى في سورة الأنعام وهي مكية: {وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا} [الأنعام:160] ولم يقل: ومَن هَمَّ، بل قال: وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ [الأنعام:160] فيكون المعنى: مَن يرد فيه بإلحاد بظلم ويفعل، وعلى هذا فلا تعارض.
الوجه الثاني: أن يقال: إن قوله: (ومن هم بسيئة فلم يعملها كتبت له حسنة) هذا في غير مكة وتكون مكة مستثناة من ذلك، أي: أنه يؤاخذ الإنسان فيها بالهم، وفي غيرها لا يؤاخذ.
ولكن هنا نسأل: إذا هم بالسيئة وتركها، هل يؤجر على كل حال؟ لا. يؤجر إذا تركها لله، ولهذا جاء في تعليل هذا الحديث: (فإنه إنما تركها من جرائي) أي: من أجلي؛ لأن من هم بالسيئة ولم يعملها تختلف أحواله:
إذا هم بالسيئة فتركها لله عزَّ وجلَّ فإنه يُثاب، ولا سيما إذا كانت هذه السيئة تدعو إليها النفس دعوة شديدة فإنه يثاب أكثر، ولهذا جاء في الحديث: أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله (ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله) ترك المعصية مع قدرته عليها خوفاً من الله.
الثانية: أن يدع السيئة التي هَمَّ بها خجلاً من الناس لا خوفاً من الله، فهذا لا أجر له، بل قد يأثم على ذلك؛ لأن هذا الترك -أعني: ترك المعصية- عبادة، والعبادة لا تكون إلا لله.
الثالث: أن يدعها عجزاً عنها، فهذا يعاقب على نيته السيئة، ولا ينفعه عدم الفعل؛ لأنه غير قادر.
الرابع: أن يدعها عجزاً عنها مع فعل الوسائل التي توصل إليها، فهذا يُكْتَب عليه وزر الفاعل، لقول النبي صلى الله عليه وآله وسلم: (إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار! قالوا: يا رسول الله! هذا القاتل، فما بال المقتول؟! قال: لأنه كان حريصاً على قتل صاحبه).
فترك المعصية ينقسم إلى أربعة أقسام:
الأول: أن يتركها خوفاً من الله، فهذا يؤجر.
الثاني: أن يتركها خوفاً من الناس، فهذا يأثم.
الثالث: أن يتركها عجزاً دون أن يفعل الوسائل التي توصل إليها، فهذا أيضاً يأثم بالنية.
الرابع: أن يتركها عجزاً مع فعل الوسائل التي توصل إليها؛ لكن لا يتحقق مراده، فهذا يكتب عليه إثم الفاعل.
أما مَن لم يهم بالسيئة، ولم تطرأ له على بال، فهذا ليس عليه إثم وليس له أجر) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (25) ب.
(6) التوفيق بين قوله تعالى (إن أكرمكم عند الله أتقاكم) و قول: إن جنس العرب أفضل من جنس العجم.
السؤال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/22)
فضيلة الشيخ! كيف التوفيق بين قول الله عز وجل: {إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات:13] وبين ما هو ثابت من أن جنس العرب أفضل من جنس العجم، وكذلك فضل قريش على سائر العرب, كيف نوفق بين هذا؟ وجزاكم الله خيراًَ.
الجواب:
(أقول: لا تَنافي، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (الناس معادن كمعادن الذهب والفضة)، وأخبر عليه الصلاة والسلام أن: (خيار الناس في الإسلام خيارهم في الجاهلية)، وعلى هذا فأكرم الناس من قريش أتقاهم لله، وأكرم الناس من تميم أتقاهم لله، وهَلُمَّ جَرَّاً.
أما الجنس فالجنس شيء آخر، فجنس العرب أفضل من جنس العجم، لا شك، وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام:
(إن الله اصطفى من بني إسماعيل كنانة، واصطفى من كنانة قريشاً، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم)، فهنا الخيار يعني بين الناس من هؤلاء، أما عند الله فأكرمهم أتقاهم، حتى وإن كان من الجنس المفضَّل ... ) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (125) ب.
(7) التوفيق بين قوله تعالى: (في يوم كان مقداره ألف سنة) وقوله: (في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة).
السؤال:
ورد في سورة السجدة قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ} [السجدة:5]، وفي سورة المعارج قوله تعالى: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج:4] فما التوفيق بين الآيتين؟
الجواب:
(أما آية السجدة فإن الله يقول: {يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مِنَ السَّمَاءِ إِلَى الْأَرْضِ ثُمَّ يَعْرُجُ إِلَيْهِ} [السجدة:5] هذا في الدنيا، فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ أَلْفَ سَنَةٍ [السجدة:5] وذلك أنه قد جاء في الحديث:
(أن بين الأرض والسماء الدنيا خمسمائة سنة، وأن كثف السماء خمسمائة سنة). فعلى هذا يكون خمسمائة وخمسمائة ألفاً.
أما في سورة المعارج فإن ذلك في الآخرة، ولهذا يظهر لي أن قوله تبارك وتعالى: {فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ} [المعارج:4] متعلق بقوله: بِعَذَابٍ وَاقِعٍ * لِلْكَافِرِينَ [المعارج:1 - 2] أي: أن هذا العذاب الواقع للكافرين في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، وليس متعلقاً بقوله: {تَعْرُجُ الْمَلائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ} [المعارج:4] بل تعرج الملائكة والروح إليه في الدنيا حسب ما جاء في سورة: (ألم تنزيل) السجدة، هذا الذي يظهر لي) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) الشريط (157) ب.
(8) التوفيق بين قول الله تعالى: (وسيرت الجبال فكانت سراباً) وقوله: (وترى الجبال تحسبها جامدة).
السؤال:
قول الله تعالى: وَسُيِّرَتِ الْجِبَالُ فَكَانَتْ سَرَاباً [النبأ:20]، وفي آية النمل: {وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ} [النمل:88] كيف التوفيق بينهما؟
الجواب:
(وردت نصوص في اليوم الآخر مختلفة في هذا وفي غيره، حتى في بني آدم ورد أنهم يحشرون زرقاً يعني: المجرمين منهم، وورد: {يَوْمَ تَبْيَضُّ وُجُوهٌ وَتَسْوَدُّ وُجُوهٌ} [آل عمران:106] وكلها لا تعارض بينها؛ لأن يوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة، فتتغير الأحوال وتتنقل وتختلف، وإذا كنا نرى أن الجو يختلف في الدنيا بين عشية وضحاها، وبين يوم وآخر، وبين أسبوع وأسبوع، وبين شهر وشهر، وبين السنة أولها وآخرها، فإن الجبال والأحوال يوم القيامة تتغير من شيء إلى آخر، ولذلك نقول كل النصوص في يوم القيامة التي ظاهرها التعارض ليس فيها تعارض، والجواب: تحمل على تغيير الأحوال، يعني: يوم القيامة مقداره خمسون ألف سنة) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (158) ب.
يتبع ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:09 ص]ـ
جمع طيّب، ما شاء الله.
واصل وصلك الله بمنّه و توفيقه.
آمين وإياك، طيب الله أنفاسك، ووصلك الله برحمة منه ومغفرة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 03:36 م]ـ
تابع العلامة العثيمين:
(9) التوفيق بين صلاة الرسول قبل ليلة الإسراء والمعراج وكونها فرضت في ليلة الإسراء والمعراج.
السؤال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/23)
فضيلة الشيخ: ثبت أن الصلوات الخمس المفروضة فرضت على النبي عليه الصلاة والسلام ليلة الإسراء والمعراج، وكذلك ثبت أيضاً أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يصلي وكذلك الصحابة قبل الإسراء والمعراج، فكيف التوفيق بين هذا؟ وكيف كانت نوعية الصلاة التي تصلى: هل هي نفس الصلاة التي فرضت ليلة المعراج أم ماذا؟
الجواب:
(الذي نعلمه أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي قبل المعراج في الصباح والمساء بكرة وعشياً، وكيف كان يصلي؟
لا أعلم، الله أعلم.
السائل: هل كان باجتهاد منه – عليه الصلاة والسلام -؟
الشيخ: الله أعلم، هو لا شك أنه كان باجتهاد أو بوحي، إن كان بوحي فهو منسوخ، وإن كان باجتهاد فقد تبين الشرع) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (164) أ.
(10) التوفيق بين حديث (ما مِن أيامٍ العملُ الصالحُ ... ) و قوله تعالى: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ ... }.
السؤال:
هل يستفاد من الحديث الذي صدَّرتم به اللقاء أن الحج أفضل من الجهاد في سبيل الله؟
الشيخ: من أي ناحية؟
السائل: من ناحية بقيته: (ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل ... )؟
الجواب:
(أما بعمومه: (ما مِن أيامٍ العملُ الصالحُ ... ) فهو يقتضي هكذا؛ لكن إذا كان الجهاد في هذه الأيام صار أفضل من غيره، فقوله: (ولا الجهاد في سبيل الله) يعني: في غير هذه الأيام، وحينئذٍ يكون الجهاد في سبيل الله في هذه الأيام أفضل من غيره في هذه الأيام.
السائل: وكيف التوفيق بين هذا الحديث وآية: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ ... } [التوبة:19]، وقد قال شيخ الإسلام بأفضلية الجهاد استناداً إلى هذه الآية: {أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الْحَاجِّ وَعِمَارَةَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللّهِ [التوبة:19]؟! أفيدونا يرحمكم الله!
الشيخ: المشركون يفتخرون على المسلمين بأنهم يسقون الحجيج ويعمرون المسجد الحرام، فقال الله تعالى: أجعلتم هذا كهذا، أنتم لو عملتم هذا فسقيتم الحاج وعمرتم المسجد الحرام ومُتُّم على الكفر، فلا حَظَّ لكم في هذا، {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُوراً} [الفرقان:23]) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (3) أ.
(11): التوفيق بين حديث:
(لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب)، وأنه (لا يجتمع فيها دينان)، وكون الرسول صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي.
السؤال:
قضية بقاء اليهود والنصارى في جزيرة العرب؛ كيف نوفق بين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لأخرجن اليهود والنصارى من جزيرة العرب)، وأنه (لا يجتمع فيها دينان)، وكون الرسول صلى الله عليه وسلم مات ودرعه مرهونة عند يهودي، وعمر بن الخطاب رضي الله عنه الذي أخرج يهود خيبر وأجلاهم عن الجزيرة قتله مجوسي فقال: [الحمد لله إذ لم يقتلني رجل سجد لله سجدة]، فكيف نجمع بين هذا وذاك؟
الجواب:
(أما قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يجتمع في جزيرة العرب دينان) فالمعنى: لا تقام شعائر الكفر في جزيرة العرب، أي: لا تُبنى الكنائس، ولا ينادى فيها بالناقوس وما أشبه ذلك، وليس المعنى أنه لا يتدين أحد من الناس في نفسه فقط، المراد أنه لا يكون لهم كنائسُ أو معابدُ أو بِيَعٌ كما للمسلمين مساجد.
وأما قوله: (أخرجوا اليهود و النصارى من جزيرة العرب) فالمراد منها السُّكنى، وأما الأجراء وما أشبه ذلك فلا يدخلون في هذا؛ لأنهم ليسوا قاطنين بل سيرحلون.
وأما إبقاء الرسول صلى الله عليه وسلم يهود خيبر فيها، فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يبقهم إبقاءً مطلقاً عاماً، بل قال: (نقركم فيها ما شاء الله -أو قال-: ما شئنا) يعني: إلى أمد، وهذا الأمد كان لانتهائه سبب، وذلك في عهد عمر رضي الله عنه، حيث اعتدوا على عبد الله بن عمر وعلى الرجل الذي بات عندهم، ولم يفوا بما عليهم؛ فطردهم عمر رضي الله عنه) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (39) ب
(12) الجمع بين قوله تعالى: (ما يبدل القول لدي) وبين مراجعة الرسول لربه في تخفيف الصلاة ليلة الإسراء.
السؤال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/24)
فضيلة الشيخ: كيف نوفق بين قول الله عز وجل: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [ق:29] وبين مراجعة الرسول لربه في حديث الإسراء في تخفيف الصلاة من خمسين إلى خمس صلوات؟ وجزاك الله خيراً.
الجواب:
(لا تعارض بين قوله تعالى: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وَمَا أَنَا بِظَلَّامٍ لِلْعَبِيدِ} [قّ:29] وبين ما ذكرت، فهل قال الله تعالى: ما نبدل القول؟ لا.
إنما قال: {مَا يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ} [ق:29] فإنه: {لا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ} [يونس:64] لا أحد يستطيع أن يبدل كلمات الله.
وإذا قلنا: الآية مبنية لما لم يسمَّ فاعله، وأنه هو نفسه لا يبدل ما قال عز وجل؛ فنقول: إن ما حدث من مراجعته عليه الصلاة والسلام ربه في الصلاة كان لإتمام القول الذي ارتضاه أولاً أنها خمس، لكنه عز وجل شرع لنبيه خمسين لحكمة، وهي ظهور مدى تقبل الرسول صلى الله عليه وسلم ما يفرضه الله عليه هذا من وجه.
والوجه الثاني: أن يكتب لهذه الأمة أجر خمسين صلاة؛ لأننا الآن نصلي خمساً لكننا كالذي يصلي خمسين، ليس من باب أن الحسنة بعشر أمثالها، فكل عمل صالح الحسنة فيه بعشر أمثالها، لكن من باب أن الصلاة الواحدة تكتب لنا عشر صلوات، وهذه نعمة كبيرة، وهي من حكمة الله عز وجل ورحمته.
فيكون الأصل هو القول الأول الذي ارتضاه الله عز وجل وقضى بأنها ستكون خمس صلوات، لكنه فرضها خمسين لهذه الحكمة؛ أولاً: ليظهر مدى تقبل الرسول صلى الله عليه وسلم لفرائض الله تعالى، وإن كانت في صورة شاقة، ولا شك أن الرسول صلى الله عليه وسلم أشد الناس قبولاً لما ألزمه به ربه تبارك وتعالى.
وثانياً: من أجل أن يكتب للأمة أجر خمسين صلاة مع أن الأمة تؤديها خمساً بالفعل، وهذا من رحمة الله تعالى بهذه الأمة) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) الشريط (49) ب.
(13) التوفيق بين حديث (أفطر الحاجم والمحجوم) بلا ريب، لكن وجدنا من حديث أنس: (رخص النبي صلى الله عليه وسلم في الحجامة للصائم).
السؤال:
فضيلة الشيخ: نقل الحافظ ابن حجر في الفتح عن ابن حزم أنه قال: صح حديث (أفطر الحاجم والمحجوم) بلا ريب، لكن وجدنا من حديث أنس: (رخص النبي صلى الله عليه وسلم في الحجامة للصائم) وإسناده صحيح، فوجب الأخذ به؛ لأن الرخصة إنما تكون بعد العزيمة، فدل على نسخ الفطر بالحجامة سواء كان حاجماً أو محجوماً انتهى.
وذكر الحافظ -أيضاً- حديثاً عن رجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم قال: (نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الحجامة للصائم، وعن المواصلة، ولم يحرمها إبقاءً على أصحابه) وهذا أيضاً ذكره ابن حجر رحمه الله تعالى وقال: إسناده صحيح، والجهالة بالصحابي لا تضر، فكيف نوفق بين هذه الأدلة وبين ما ذهبتم إليه -حفظكم الله- من إفطار الصائم بالحجامة؟
الجواب:
(نرد على هذا بما رد به الإمام أحمد: أنه قد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (أفطر الحاجم والمحجوم) وحديث أنس بن مالك الذي أشرت إليه ضعيف هذا أمر.
الأمر الثاني: إن قولنا بالإفطار هو من مصلحة الصائم في الواقع؛ لأن من المعروف أن الإنسان إذا سحب منه الدم فسوف يلحقه هزال ومشقة وتعب، فإذا قلنا: إنه يفطر بالحجامة، معناه أنك لا تحتجم إلا للضرورة، فإذا كنت صائماً صيام فرض واحتجمت للضرورة فكل واشرب واقض ذلك اليوم، والآخرون يقولون: إذا احتجمت للضرورة فلابد أن تبقى على صومك ولو كنت في غاية ما يكون من الضعف.
فصار القول بأنه يفطر هو الأيسر الذي تقتضيه مصلحة الصائم وتدل عليه الأدلة الشرعية؛ لأننا نقول: إن كنت لا تحتاج إلى الحجامة فلا تحتجم إلا في الليل، وإن كنت تحتاج إليها ولابد -كما لو هاج به الدم- فنقول: احتجم، ونرخص له أن يأكل ويشرب حتى يستعيد قوته؛ فتبين بهذا أن القول بأنها تفطر هو القول الموافق للحكمة.
وقد حقق شيخ الإسلام رحمه الله ذلك في رسالة له صغيرة تسمى: حقيقة الصيام، ومن أحب أن يتسع له الجواب فليرجع إليها.
والتبرع بالدم مثل الحجامة، ولهذا لا يجوز للإنسان أن يتبرع بالدم وهو صائم صيام فرض إلا للضرورة، فإذا اضطر الذي يحتاج للدم، فإنه يسحب منه، ويأكل ويشرب) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (49) ب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/25)
(14) الجمع بين حديث الذين يدخلون الجنة ولم يسجدوا لله سجدة، وأحاديث كفر تارك الصلاة.
السؤال:
كيف التوفيق بين قوله صلى الله عليه وسلم في أقوام يدخلون الجنة ولم يسجدوا لله سجدة، والأحاديث التي جاءت بكفر تارك الصلاة؟
الجواب:
(يحمل قوله صلى الله عليه وسلم: إنهم يدخلون الجنة ولم يسجدوا لله سجدة، على أناس يجهلون وجوب الصلاة، كما لو كانوا في بلاد بعيدة عن الإسلام أو في بادية لا تسمع عن الصلاة شيئاً، أويحمل -أيضاً- على من ماتوا فور إسلامهم دون أن يسجدوا لله سجدة، وإنما قلنا بذلك؛ لأن هذا الحديث -الذي ذكرت- من الأحاديث المتشابهة، وأحاديث كفر تارك الصلاة من الأحاديث المحكمة البينة، والواجب على المؤمن في الاستدلال بالقرآن أو السنة أن يحمل المتشابه على المحكم، واتباع المتشابه واطراح المحكم من سيرة من في قلوبهم زيغ والعياذ بالله، كما قال الله تعالى: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ} [آل عمران:7].
ولعله بلغك قصة الأصيرم من بني عبد الأشهل الذي خرج إلى أحد وقتل فوجده قومه في آخر رمق وقالوا: يا فلان! ما الذي جاء بك؟ أحدب على قومك، أم رغبة في الإسلام؟ قال: بل رغبة في الإسلام، ثم طلب منهم أن يقرأوا السلام على النبي –صلى الله عليه وسلم-، فأخبروا النبي صلى الله عليه وسلم وأظنه قال: (إنه من أهل الجنة) مع أن هذا الرجل ما سجد لله سجدة، لكنه منَّ الله عليه بحسن الخاتمة، نسأل الله أن يحسن لنا ولكم الخاتمة) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (53) ب.
(15) التوفيق بين حديثي:
(النهي عن التشاؤم) و: (الشؤم في ثلاثة).
السؤال:
فضيلة الشيخ! كيف نوفق بين حديث (نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التشاؤم) وقوله صلى الله عليه وسلم: (الشؤم في ثلاثة: في الفرس والمرأة والدار)؟
الجواب:
(التشاؤم هو التطير بمرئي أو مسموع أو زمان، فيتطير مثلاً من النكاح في شوال، كما يفعل أهل الجاهلية، أو يسمع صوتاً يكون فيه مخالفة لما يريد فيتشاءم، أو يرى طيراً يطير أو ما أشبه ذلك فيتشاءم، والتشاؤم منهي عنه؛ لأنه يؤدي إلى سوء الظن بالله، وإلى عدم الإقدام على ما فيه مصلحة العبد، وإلى التذبذب في أموره، وربما يؤدي إلى الوساوس التي يحصل بها المرض النفسي، فلهذا نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما حديث: (الشؤم في ثلاثة: في الفرس والمرأة والدار) فهذا ورد الحديث فيه على وجهين:
وجه: (إنما الشؤم في ثلاثة).
ووجه آخر: (إن كان الشؤم في شيء ففي ثلاثة).
ومراد الرسول صلى الله عليه وسلم: أن نفس هذه الأشياء قد يكون فيها شؤم، فمثلاً: قد يسكن الإنسان الدار و يكون من حين دخلها يضيق صدره ويقلق ويتألم، أو المركوب ويكون فيه حوادث كثيرة من حين اشترى -مثلاً- هذه السيارة؛ صار عليها حوادث ونواقص كثيرة، فيتشاءم منها ويبيعها، والمرأة كذلك، قد يتزوج هذه المرأة وتكون سليطة اللسان بذيئة، تحزنه كثيراً وتقلقه كثيراً، فهذا هو الشؤم الذي يذكر في هذه الثلاثة التي ذكرها النبي صلى الله عليه وسلم إن كان الشؤم، وليس الشؤم المنهي عنه الذي ليس له أصل، والذي يوجب للإنسان ما ذكرناه من المفاسد) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (58) ب
(16) الجمع بين قول السلف في المعية وقول ابن تيمية.
السؤال:
فضيلة الشيخ! المعهود عن السلف أنهم يفسرون المعية بالعلم، فيقولون في مثل قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد:4] قالوا: أي بعلمه، وتفسيرهم المعية بالعلم إنما لقرينة السياق والسباق، كما سئل علي بن المديني عن قوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ} [المجادلة:7] فقال: اقرأ ما قبله {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} [المجادلة:7] السؤال: كيف نوفق بين ما قاله السلف وبين ما قاله شيخ الإسلام في أن المعية حقيقية؟
الجواب:
(الواقع أنه لا منافاة بين القولين؛ لأن السلف فسروها بلازمها، فإن من لازم المعية أن يكون عالماً بالخلق، سامعاً لهم، مبصراً لهم، له السلطان عليهم، كل ما تتضمنه الربوبية داخل في قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد:4] وتفسير الكلام باللازم لا بأس به، لا سيما وأنه فيما سبق كان قد فشا مذهب الجهمية الحلولية، الذين يقولون: إن الله معنا بذاته في مكاننا في الأرض، ولهذا قال عبد الله بن المبارك: (ولا نقول: إنه ها هنا في الأرض).
أي: كما تقول الجهمية، ومن المعلوم أن عامة الناس لا يتصورون معنى المعية حقيقة مع علو الله عز وجل، فكان أقرب ما يكون لأفهامهم أن يقال إنها هي العلم، وكذلك السمع والبصر وما أشبه ذلك، والتفسير باللازم لا بأس به.
السائل: سواء إذا كانت الحاجة تدعو إلى أنه يبين أنها حقيقية ثم يذكر اللازم ...
فالعامة لا يعرفون، وكما قلت لك إنه شاع مذهب الجهمية هناك، لو قلت -مثلاً- لعامي قد شاع عنده مذهب الجهمية: إن الله بذاته في الأرض، وقلت: معنا حقاً ماذا سيفهم؟ يفهم أنه في الأرض، لكن إذا قلت معنا يعني: يعلمنا؛ والذي يعلمك كأنه معك، يسمعنا؛ والذي يسمعك كأنه معك، ويبصرنا؛ والذي يبصرك كأنه معك، فلهذا فسروها باللازم، وإلا فقد احتج الأشاعرة وغيرهم من المعطلة على أهل السنة قالوا: كيف تقولون وهو معكم تقولون وهو يعلمكم؟ قل هو معنا وهو في السماء ولا مانع؛ لأن الله تعالى محيط بكل شيء بالسماوات السبع والأرضين السبع، كلها في كف الرحمن كأنها خردلة في كف أحدنا، ولا مانع من أن يكون الشيء معك وهو في السماء، وقد ضرب شيخ الإسلام رحمه الله مثلاً لذلك في العقيدة الواسطية، وفي الفتوى الحموية بأن العرب يقولون: ما زلنا نسير والقمر معنا، أو ما زلنا نسير والنجم الفلاني معنا، ومعلوم أن القمر في السماء وكذلك النجم، فهذه عبارة عربية معروفة) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (65) ب.
يتبع ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/26)
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:57 ص]ـ
بارك الله فيك أخونا الفاضل علي ..
موضوع شيّق وممتع أسأل أن يطرح فيه البركة ....
أخونا علي: لو تجمع الموضوع في مذكّرة أو في كتاب لكي يعم النفع بها ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 07:09 ص]ـ
بارك الله فيك أخونا الفاضل علي ..
موضوع شيّق وممتع أسأل أن يطرح فيه البركة ....
أخونا علي: لو تجمع الموضوع في مذكّرة أو في كتاب لكي يعم النفع بها ...
آمين، جزاكم الله خيرا.
وأبشر، حبا وكرامة يا أبا راكان.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[15 - 04 - 09, 03:44 م]ـ
آمين، جزاكم الله خيرا.
وأبشر، حبا وكرامة يا أبا راكان.
بشّرك الله بالجنة ...
وإذا أخرجت الموضوع في مذكّرة أو كتاب ... فالكتاب الأول يكون لي هدية ..... (ابتسامة) ....
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 09:21 ص]ـ
بشّرك الله بالجنة ...
وإذا أخرجت الموضوع في مذكّرة أو كتاب ... فالكتاب الأول يكون لي هدية ..... (ابتسامة) ....
آمين وإياكم يا أبا راكان، وأبشر بإذن الله تعالى.
تابع: العلامة العثيمين.
(16) الجمع بين قول السلف في المعية وقول ابن تيمية.
السؤال:
فضيلة الشيخ! المعهود عن السلف أنهم يفسرون المعية بالعلم، فيقولون في مثل قوله تعالى: {وَهُوَ مَعَكُمْ} [الحديد:4] قالوا: أي بعلمه، وتفسيرهم المعية بالعلم إنما لقرينة السياق والسباق، كما سئل علي بن المديني عن قوله: {مَا يَكُونُ مِنْ نَجْوَى ثَلاثَةٍ} [المجادلة:7] فقال: اقرأ ما قبله {أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ} [المجادلة:7] السؤال: كيف نوفق بين ما قاله السلف وبين ما قاله شيخ الإسلام في أن المعية حقيقية؟
الجواب:
(الواقع أنه لا منافاة بين القولين؛ لأن السلف فسروها بلازمها، فإن من لازم المعية أن يكون عالماً بالخلق، سامعاً لهم، مبصراً لهم، له السلطان عليهم، كل ما تتضمنه الربوبية داخل في قوله: {وَهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ مَا كُنْتُمْ} [الحديد:4] وتفسير الكلام باللازم لا بأس به، لا سيما وأنه فيما سبق كان قد فشا مذهب الجهمية الحلولية، الذين يقولون: إن الله معنا بذاته في مكاننا في الأرض، ولهذا قال عبد الله بن المبارك: (ولا نقول: إنه ها هنا في الأرض).
أي: كما تقول الجهمية، ومن المعلوم أن عامة الناس لا يتصورون معنى المعية حقيقة مع علو الله عز وجل، فكان أقرب ما يكون لأفهامهم أن يقال إنها هي العلم، وكذلك السمع والبصر وما أشبه ذلك، والتفسير باللازم لا بأس به.
السائل: سواء إذا كانت الحاجة تدعو إلى أنه يبين أنها حقيقية ثم يذكر اللازم ...
لا، لأن العامة لا يعرفون، وكما قلت لك إنه شاع مذهب الجهمية هناك، لو قلت -مثلاً- لعامي قد شاع عنده مذهب الجهمية: إن الله بذاته في الأرض، وقلت: معنا حقاً ماذا سيفهم؟ يفهم أنه في الأرض، لكن إذا قلت معنا يعني: يعلمنا؛ والذي يعلمك كأنه معك، يسمعنا؛ والذي يسمعك كأنه معك، ويبصرنا؛ والذي يبصرك كأنه معك، فلهذا فسروها باللازم، وإلا فقد احتج الأشاعرة وغيرهم من المعطلة على أهل السنة قالوا: كيف تقولون وهو معكم تقولون وهو يعلمكم؟ قل هو معنا وهو في السماء ولا مانع؛ لأن الله تعالى محيط بكل شيء بالسماوات السبع والأرضين السبع، كلها في كف الرحمن كأنها خردلة في كف أحدنا، ولا مانع من أن يكون الشيء معك وهو في السماء، وقد ضرب شيخ الإسلام رحمه الله مثلاً لذلك في العقيدة الواسطية، وفي الفتوى الحموية بأن العرب يقولون: ما زلنا نسير والقمر معنا، أو ما زلنا نسير والنجم الفلاني معنا، ومعلوم أن القمر في السماء وكذلك النجم، فهذه عبارة عربية معروفة) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (65) ب.
(17) التوفيق بين حديث: (رغم أنف امرئ ذكرت عنده ولم يصلِّ عليّ) وحديث: (من قال لصاحبه: أنصت).
السؤال:
في حديث: (رغم أنف امرئ ذكرت عنده ولم يصلِّ عليّ) والحديث الآخر: (من قال لأخيه: صه فقد لغا) كيف نوفق بين الحديثين في خطبة الجمعة؟
الجواب:
أما الأول: (رغم أنف امرئٍ ذكرت عنده فلم يصلِ عليّ) فقد أخذ منه بعض العلماء: أن الإنسان إذا سمع ذكر الرسول -صلى الله عليه وسلم- وجب عليه أن يقول: صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/27)
وأما الثاني: فالرسول عليه الصلاة والسلام يقول: (من قال لصاحبه: أنصت) وهذا خطاب للبشر, والدعاء خطاب لله وليس للبشر, فالفرق بينهما: أن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم دعاء، وقولك لصاحبك: أنصت خطاب آدميين) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (113) أ.
(18) التوفيق بين قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} وكون الشياطين يعملون أعمالا غير عادية.
السؤال:
في قول الله عز وجل عن الشيطان: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} [إبراهيم:22] دليل على أن دعوة الشيطان وأنصاره وأعوانه هي الوسوسة والإيحاء, ثم نرى ونسمع كثيراً أن بعض الناس من أولياء الشيطان يطيرون في الهواء، و يأتون بأعمال خارقة, فكيف نوفق بين أن الله قال في أمر الشيطان: إنه دعوة, ثم إتيانهم بأعمال غير عادية, فنريد التوضيح؟
الجواب:
(هؤلاء الذين يقومون بأفعال خارقة للعادة تعينهم الشياطين على ذلك؛ لأنهم أجابوا دعوة الشيطان، فأعانتهم الشياطين على ما يريدون، فمثلاً: لا يمكن هؤلاء أن يقوموا بما يقومون به من هذه الخوارق, إلا بعد أن يشركوا بالله ويكفروا به بطاعة الشيطان, إما أن يقول له الشيطان: اسجد له, أو اذبح له, أو ما أشبه ذلك مما يكون شركاً وكفراً, ثم تعينهم الشياطين في هذه الأمور, والشياطين تحملهم فعلاً إلى الأماكن البعيدة لكن الناس لا يرونهم, فيظن الإنسان أن هؤلاء الذين فعلوا هذه الخوارق من أولياء الله, وهم في الحقيقة من أعداء الله وأولياء الشياطين.
وقوله: {إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي} [إبراهيم:22] أعم مما ذكرت, حتى إذا دعا الإنسان إلى الشرك وأشرك فإنه يكون قد أجاب الشيطان.
فهو يقول: أنا ما لي عليكم من سلطان، ولا عليكم من قوة ولا قدرة ولا حجة، لكني دعوتكم إلى ما دعوتكم إليه فاستجبتم لي).اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (117) ب.
(19) الجمع بين قوله تعالى: (وهم فيها لا يسمعون) وقوله: (سمعوا لها شهيقاً).
السؤال:
كيف يجمع بين قول الله عز وجل: {لَهُمْ فِيهَا زَفِيرٌ وَهُمْ فِيهَا لا يَسْمَعُونَ} [الأنبياء:100]، وقوله تعالى: {إِذَا أُلْقُوا فِيهَا سَمِعُوا لَهَا شَهِيقاً وَهِيَ تَفُورُ} [الملك:7]؟
الجواب:
(ما هو الإشكال؟
السائل: كيف نوفق بين الآيتين؟
الشيخ: لا يسمعون كلام الناس من خارجها، لكن يسمعون شهيقها -والعياذ بالله-) اهـ.
(لقاء الباب الفتوح) شريط (162) ب.
(20) الجمع بين أمر الله لموسى باللين مع فرعون، وغلظة موسى على فرعون.
السؤال:
فضيلة الشيخ: بالنسبة لقول الله سبحانه وتعالى: {فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّناً لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى} [طه:44] نجد في سورة الإسراء أن موسى حصل بينه وبين فرعون كلام فيه شدة وغلظة ومنه قول موسى: {وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَوْنُ مَثْبُوراً} [الإسراء:102] كيف نجمع بين هذه الآية والقول باللين؟
الجواب:
(الجمع بينهما أنه خاطبه باللين أولاً، فلما طغى وشمخ وارتفع كان حقه أن يهان، وهذا من التدرج في الدعوة إلى الله بالحكمة، تتكلم مع المدعو أولاً باللين والسهولة، فإذا أصر وعاند فليس جزاؤه إلا أن يغلظ عليه) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (16) أ.
(21) الجمع بين آية: ( .. عليكم أنفسكم لا يضركم من ضل إذا اهتديتم) وحديث: (من رأى منكم منكراً فليغيره .. ).
السؤال:
كيف نجمع بين قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} [المائدة:105]، وبين قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه،) إلى آخر الحديث؟
الجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/28)
(ليس بين الآية والحديث منافاة، وليس بين الآية وبين قوله تعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَر} [آل عمران:104] منافاة؛ لأن الآية التي ذكرت قوله: {لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة:105] ومن هدايتنا أن نأمر بالمعروف وننهى عن المنكر، لكن إذا كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لا يفيد شيئاً فحينئذٍ على الإنسان بخاصة نفسه، ولهذا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (مر بالمعروف، وانه عن المنكر، حتى إذا رأيت شحاً مطاعاً، وهوىً متبعاً، ودنيا مؤثرة، وإعجاب كل ذي رأي برأيه، فعليك بخاصة نفسك، ودع عنك أمر العوام).
فآية المائدة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ} [المائدة:105] هي فيما إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يأمر بالمعروف أو ينهى عن المنكر، أو كان أمره ونهيه لا يفيد، ولهذا قرأ أبو بكر هذه الآية، وقال: (أيها الناس! إنكم تقرءون قول الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ} [المائدة:105] وإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقابه)) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (31) أ.
(22) الجمع بين حديثي: إتيان العراف، وتصديقه.
السؤال:
كيف نجمع بين الحديثين التاليين: حديث: (مَن أتى عرافاً فسأله عن شيء فَصَدَّقه، لم تُقْبَل له صلاةٌ أربعين يوماً).
وحديث: (من أتى عرافاً أو كاهناً فصدَّقه فقد كفر بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم)؟ فالسؤال هنا: هل التصديق يستمر مع الشخص، أم أنه ينقطع، حيث أنه صدقه في تلك اللحظة فقط، ولم يستمر في التصديق، كأن سأله شخص آخر، فدله، وهكذا؟
الجواب:
(أما لفظ الحديث الأول فليس فيه (فَصَدَّقه) والصحيح: (من أتى عرافاً فسأله عن شيء لم تقبل له صلاةٌ أربعين يوماً) وليس فيه لفظ التصديق.
أما الثاني: ففيه التصديق، ووجهُ كُفْرِه بما أنزل على محمد: أنه إذا استقر في نفسه أن هذا صادق وهو أمر غيبي مُسْتَقْبَل؛ فإن ذلك يتضمن الكفر بقوله تعالى: {قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ} [النمل:65].
والتصديق يكفي فيه أن يصدقه في أول الأمر، وليس معناه أن ينتظر حتى يصدقه الواقع، أو لا يصدقه؛ لأنه إذا انتظر وقال: ننظر، هل يقع ما قال أو لا يقع، فهذا لم يصدقه في الواقع؛ لكن لا تُقْبَل له صلاةٌ أربعين يوماً.
فالتصديق أن يطمئن إلى قوله، ويرى أنه حق وأنه واقع.
أما أن يقول: سأجرب، فهذا ما صدَّقه.
كذلك أيضا لو أتى كاهناً أو عرافاً فسأله ليُظْهِر كذبه، فإن هذا لا بأس به، فقد سأل النبيُّ صلى الله عليه وسلم ابن صياد الذي يدعي أنه يأتيه مَن يأتيه، سأله عن شيءٍ أضْمَرَه له النبي –صلى الله عليه وسلم- (الدُّخان)، فقال: الذي في نفسك هو (الدُّخ) ولم يتمكن من الوصول إلى التلفظ به كاملاً، فقال له النبي عليه الصلاة والسلام: (اخسأ! فلن تَعْدُوَ قَدْرَك)) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (44) ب.
(23) التوفيق بين حديث: (من قال: إله إلا الله ... دخل الجنة) وكون بعض الرافضة والمبتدعة يموت على قول: (لا إله إلا الله).
السؤال:
كيف نجمع بين الحديث الذي أخرجه البخاري و مسلم: عن أبي الأسود الدؤلي أن أبا ذر حدثه فقال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم، وعليه ثوب أبيض، ثم أتيته فإذا هو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ، فجلست إليه، فقال: (ما من عبد قال: (لا إله إلا الله)، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة! قلت: وإن زَنَى وإن سرق؟ قال: وإن زَنَى وإن سرق! قلت: وإن زَنَى وإن سرق؟ قال: وإن زَنَى وإن سرق! ثلاثاً، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر، فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رَغِمَ أنفُ أبي ذر). ما الجمع بين
وبين ما نراه وما نقرأه عن أصحاب الفرق الضالة؛ كـ الرافضة و الخوارج، وما يكون من المنافقين؛ حيث إنهم يشهدون شهادة التوحيد، ويموتون عليها؟ أفيدونا وفقكم الله وأثابكم؟
الجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/29)
(الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
حديث أبي ذر -كما سمعتم- يدل دلالة ظاهرة على أن هذا القائل -أي: قائلَ: (لا إله إلا الله) - مؤمن حقاً؛ لكن سولت له نفسه ففعل بعض المعاصي، بل بعضَ الكبائر من الزنا والسرقة وغير ذلك.
وطريقُ أهل السنة والجماعة أن الإنسان المؤمن، وإن فعل الكبيرة مآله الجنة، وما قبل الجنة من العقوبة راجع إلى الله عزَّ وجلَّ، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، ودليل ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48]، فصار جميع فاعلي المعاصي -وإن عَظُمَت- إذا كانت دون الكفر لا تمنع من دخول الجنة، فمآل فاعلها إلى الجنة؛ لكن قد يُعذَّب بما فعل من ذنب، وقد يغفر الله له، والأمر راجع إلى الله، {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48].
أما المنافقون، وأهل البدع المكفِّرة التي تكفِّرهم بدعُهم فإنهم حقيقة لم يقولوا: (لا إله إلا الله) بقلوبهم؛ لأن هذا الانحراف الذي أدى إلى الكفر ينافي الإخلاص، وقولُ: (لا إله إلا الله) لابد فيه من الإخلاص.
أما أن يقول: (لا إله إلا الله) وهو يعتقد أن لا رب ولا إله -والعياذ بالله- أو يعتقد أن مع الله إلهاً يدبر الكون، أو يعتقد -مثلاً- أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ارتدوا كلهم بعد موته، أو يعتقد أن أبا بكر و عمر ارتدا بعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام، أو ما أشبه ذلك من البدع المكفِّرة، فهؤلاء لم يخلصوا في قول: (لا إله إلا الله)، فكانت بدعُهم هذه تنافي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله -أو من قال: (لا إله إلا الله) - دخل الجنة).
السائل: أمَا قال الرسول –صلى الله عليه وسلم-: من قال: (لا إله إلا الله)، هذا اللفظ ألا يدل على أن أي واحد قال: لا إله إلا الله، دخل الجنة؟!
الشيخ: لا، لا.
بل لابد من الإخلاص، ولهذا استَمِعْ إلى قول الله تعالى في المنافقين: {يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً} [النساء:142]، وفي نفس السورة يقول: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً} [النساء:145]، ويقول عنهم: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} [المنافقون:1] هذه شهادة بالرسالة، {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون:1] أي: كاذبون في قولهم: نشهد إنك لرسول الله) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (45) أ.
(24) الجمع بين حديثي: (إن البحر هو جهنم) و (يؤتى بجهنم يوم القيامة ولها سبعون زمام).
السؤال:
فضيلة الشيخ! ما وجه الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم: (البحر هو جهنم) وقوله صلى الله عليه وسلم: (يؤتى يوم القيامة بجهنم ولها سبعون ألف زمام مع كل زمام سبعون ألف ملك يجرونها) كيف نجمع بينهما؟
الجواب:
(أما الأول وهو قولك إنه قال: (إن البحر هو جهنم) فلا أعلم هذا عن النبي عليه الصلاة والسلام، لكن كثيراً من العلماء قالوا في قول الله تعالى: {وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ} [التكوير:6]: إنها هي جهنم، ومعنى سجرت: أوقدت فتكون ناراً.
ولا منافاة بين هذا وهذا؛ لأن أحوال يوم القيامة لا تقاس بأحوال الدنيا؛ أحوال يوم القيامة لا يعرفها أحد -أي: لا يعرف حقيقتها وكنهها- إلا الله عز وجل، أو من شاهدها يوم القيامة، أما الآن فأحوال الآخرة لا يمكن أن نقيسها بأحوال الدنيا، فيمكن أن تكون هذه البحار يؤتى بها يوم القيامة وهي نار تجر، ولا غرابة في ذلك.
وأقول لكم: إنه لا يمكن أن تقاس أحوال الآخرة بأحوال الدنيا لئلا يشتبه عليكم شيء آخر أعظم من هذا، وهو أنه يوم القيامة تدنو الشمس من الرؤوس حتى تكون على قدر ميل، والميل هو: إما هو ميل المكحلة وهو قصير جداً، وإما ميل المسافة الذي هو كيلو ونصف تقريباً، وأياً كان فإننا لو قسنا أحوال الآخرة بأحوال الدنيا لكانت الشمس إذا قربت من الناس إلى هذا الحد انمحوا من الوجود لشدة حرارتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/30)
وأيضاً أخبر النبي -صلى الله عليه وسلم- أن الناس يعرقون يوم القيامة على قدر أعمالهم، فمنهم من يبلغ العرق إلى كعبيه، ومنهم من يبلغ العرق إلى ركبتيه، ومنهم من يبلغ العرق إلى حقويه، ومنهم من يلجمهم العرق، وهم في مكان واحد!.
ولو قسنا هذا بأحوال الدنيا لكان ذلك متعذراً، لكن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا، وهذا أمر يجب على الإنسان أن يتفطن له وألا يقيس أحوال الآخرة بأحوال الدنيا، كما أنه لا يجوز أن يقيس صفات الله عز وجل بصفات المخلوقين، فمثلاً: إذا جاء الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الله ينزل إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر) وهو نزول حقيقي يليق بجلاله وعظمته، وجاءت الآية الكريمة: {وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ} [البقرة:255] وقوله: {وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} [الزمر:67] فيقول: كيف يكون هذا؟! كيف يكون نزول الله عز وجل إلى السماء الدنيا، والسماء الدنيا بالنسبة إليه ليست بشيء؟!
فيقال: يجب عليك السمع والتصديق في الأخبار، والسمع والطاعة في الأحكام، سواءٌ أدرك ذلك عقلك أم لم يدركه؛ لأن ما يتعلق بالرب جل وعلا لا يشبه ما يتعلق بالمخلوقين، فنحن نؤمن بأن الله ينزل نزولاً حقيقياً إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر، ولكن كيف ذلك؟ الله أعلم، وقد سئل الإمام مالك رحمه الله عن قول الله: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] فقيل له: يا أبا عبد الله {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} [طه:5] كيف استوى؟ فأطرق برأسه حتى علاه الرحضاء -وهو العرق- خجلاً وحياءً، وتحملاً لهذا السؤال العظيم، ثم رفع رأسه وقال: الاستواء غير مجهول، والكيف غير معقول، والإيمان به واجب، والسؤال عنه بدعة) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (60) أ.
(25) قول الله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)) [الذايات:35 - 36].
السؤال:
كيف نجمع بين قول الله تعالى: {فَأَخْرَجْنَا مَنْ كَانَ فِيهَا مِنَ الْمُؤْمِنِينَ)) [الذايات:35] * {فَمَا وَجَدْنَا فِيهَا غَيْرَ بَيْتٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ)). [الذريات:36]؟
الجواب:
(ما فيها إشكال، لأن الدار دار لوط عليه الصلاة و السلام دار إسلام، بيته الذي فيه مسلمون، حتى زوجته الكافرة لا تعلن كفرها، لكن لما أراد الله إنجاء أهل الدار، أنجى المؤمنين الذي إيمانهم ظاهر وباطن، فبقيت هي لأنها مسلمة وليست مؤمنة) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (182) ب.
(26) الجمع بين قوله تعالى:
(خشعاً أبصارهم يخرجون من الأجداث) الآية، وقوله تعالى: (يوم يخرجون من الأجداث سراعاً ... ) الآية.
السؤال:
أشكل عليَّ الجمع بين قوله تعالى: {خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ} [القمر:7] وبين قوله تعالى: {يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُبٍ يُوفِضُونَ} [المعارج:43] أي: كأنهم يعرفون طريقهم بالعلامات التي يذهبون إليها؟
الجواب:
أنت تدري يوم القيامة كم يوم؟
السائل: خمسون ألف سنة.
طيب، تتغير الأحوال، فهم كأنهم جراد منتشر، ثم بعد ذلك يهتدون إلى الطريق ويسعون) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (182) ب.
يتبع ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 10:09 ص]ـ
تابع: العلامة العثيمين.
(27) الجمع بين قوله تعالى في الحديث القدسي: (يؤذيني ابن آدم: يسب الدهر)، وقوله تعالى: (في أيام نحسات) و قوله تعالى {وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ}.
السؤال:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم، يقول الله تعالى: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر) فما حكم مدح الدهر؟ وما تفسير قول الله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} [فصلت:16]؟
الجواب:
(قوله تعالى في الحديث القدسي: (يؤذيني ابن آدم يسب الدهر) أي: يسب الزمن -الوقت- الليل والنهار، وسب الليل والنهار سب لله عز وجل؛ لأنه هو سبحانه وتعالى هو المدبر لما يكون في الليل والنهار، ولهذا قال تعالى في الحديث نفسه: (وأنا الدهر بيدي الأمر أقلب الليل والنهار).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/31)
أما مدح الدهر باعتبار أن الإنسان يثني على ربه بذلك لا على الأيام والليالي فلا بأس، فهذا طيب، يقول: هذه الأيام مثلاً أيام سرور، وأيام أمن ورخاء ولله الحمد، فهي أيام مباركة، وما أشبه ذلك هذا لا بأس به، وأما أن يثني على الدهر ناسياً خالقه عز وجل وهو الله، فهذا لا يجوز؛ لأن الثناء على السبب مع التغافل عن المسبِّب فيه- الحقيقة - غضٌ وانتقاص للمسبب وهو الله عز وجل.
وأما قوله تعالى: {فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمْ رِيحاً صَرْصَراً فِي أَيَّامٍ نَحِسَاتٍ} [فصلت:16] فالذي ذم هذه الأيام هو الله عز وجل وله أن يثني على ما شاء من خلقه، وأن يعيب ما شاء من خلقه.
لكن قل لي: ما الجواب عن قوله تعالى عن لوط: {وَقَالَ هَذَا يَوْمٌ عَصِيبٌ} [هود:77] فالجواب عنه يقال: إن لوطاً عليه الصلاة والسلام، لم يرد به القدح في هذا، إنما أراد الخبر عن هذا اليوم لأنه عصيب، ويفرق في الأشياء بين القصد وعدم القصد، أرأيت لو جاء شخص يسأل مريضاً، فجعل المريض يخبر هذا الرجل مجرد خبر فقط، وجاء آخر يسأل مريضاً آخر فجعل المريض يخبره يتشكى إليه!، فالأول عمله جائز والثاني عمله مذموم، إذ كيف يتشك إلى المخلوق؟!!، وقد قيل:
وإذا شكوت إلى ابن آدم إنما** تشكو الرحيم إلى الذي لا يرحم) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (9) ب.
(28) الجمع بين قوله تعالى: (للذكر مثل حظ الأنثيين) وبين قوله عليه الصلاة والسلام: (اعدلوا بين أبنائكم).
السؤال:
أراد رجل أن يقسم بين أولاده مالاً هل يعطى للذكر مثل حظ الأنثيين لقوله تعالى في الآية: {يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ}.
} [النساء:11] أم يقسم بينهم بالتساوي لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (اعدلوا بين أبنائكم) وإذا فعل الأولى في حياته ثم توفي فهل يسترد ما أخذه الذكور ويعطى للإناث؟
الجواب:
(أولاً نسأل: هل هذا الذي أعطاه نفقة أو تبرع زائد؟
إن كان نفقة فإنه يعطى كل إنسان ما يحتاجه قليلاً كان أو كثيراً، فإذا قُدر أن أحد الأولاد احتاج إلى زواج،فإنه يزوجه، ولا يعطي الآخرين مثله؛ ولو فرضنا أن إحدى البنات مرضت وأنفق على دوائها نفقات باهظة فإنه لا يعطي الآخرين.
أما إذا كان تبرعاً فإنه يعطي الذكر مثل حظ الأنثيين؛ لأنه لا قسمة أعدل من قسمة الله عز وجل، فإذا أعطى الذكر مائة يعطي الأنثى خمسين؛ ولا يسترد بعد موته ما أعطى الذكور؛ لأن هذا حق وعدل أن للذكر مثل حظ الأنثيين، والحديث قال: (اعدلوا بين أبنائكم). والعدل بينهم اتباع ما دل عليه الشرع، هذا هو العدل.
وينبغي أن نعرف الفرق بين العدل والمساواة، الآن كثير من الناس يقول: الإسلام دين المساواة، وهذا غلط، ليس في القرآن كلمة مساواة أو أن الناس سواء، بل لو تأملت لوجدت أكثر ما في القرآن تجد نفي المساواة: {لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ} [الحديد:10]، {لا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أولي الضرر} [النساء:95]، {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الْأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَمْ هَلْ تَسْتَوِي الظُّلُمَاتُ وَالنُّورُ} [الرعد:16] وما أشبه ذلك، فأكثر ما في القرآن نفي للمساواة فيما بينهما اختلاف.
في القرآن العدل: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإحْسَانِ} [النحل:90] {اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} [المائدة:8]، وفرق بين العدل والمساواة، لو أخذنا بظاهر كلمة المساواة لقلنا: الذكر والأنثى سواء كما ينادي به الآن المتفرنجون!، لكن إذا قلنا العدل أعطينا الذكر ما يستحق والأنثى ما تستحق، ولهذا نرجو من إخواننا الكُتّاب وغير الكتاب أن ينتبهوا إلى هذه النقطة؛ لأن كلمة المساواة أدخلها بعض المعاصرين، والله أعلم كيف أدخلوها؟!، قد يكون عن سوء فهم، وقد يكون تصنعا للكفار وأدباء الكفار.
إنما الدين دين العدل، والعدل إعطاء كل أحد ما يستحق) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (13) أ.
(29) الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم: (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً) وبين ما ثبت في صحيح مسلم أنه كان يصلي ركعتين بعد الوتر جالساً.
والجمع بين قوله تعالى (ولا يكتمون الله حديثا) وقولهم {وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ}.
السؤال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/32)
ما رأيكم فيما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه صلى ركعتين بعد الوتر جالساً، وهل هي سنة تفعل دائماً؟
الجواب:
(يعني! ما هو رأيي في الجمع بين الأحاديث لا في الأحاديث نفسها؛ لأن الحديث ليس لنا فيه رأي، لكن الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض، وكذلك بين الآيات التي ظاهرها التعارض، ينبغي على الإنسان أن يسأل عنه إذا وقع في نفسه شك؛ لأن الآيات أو الأحاديث التي ظاهرها التعارض إذا لم يعرف الإنسان وجه الجمع بينهما بقي قلقاً.
ويجب أن نعلم أنه لا يمكن أن يوجد تعارض بين كلام الله عز وجل، ولا بين السنة الصحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،فمثلاً لو قال قائل: إن الله يقول في القرآن: {يَوْمَئِذٍ يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَعَصَوُا الرَّسُولَ لَوْ تُسَوَّى بِهِمُ الْأَرْضُ وَلا يَكْتُمُونَ اللَّهَ حَدِيثاً}. [النساء:42].
هذه الآية تدل على أنهم لا يكتمون الله حديثاً، وفي آية أخرى يقول الله عز وجل: {ثُمَّ لَمْ تَكُنْ فِتْنَتُهُمْ إِلَّا أَنْ قَالُوا وَاللَّهِ رَبِّنَا مَا كُنَّا مُشْرِكِينَ} [الأنعام:23] فهنا كتموا، كيف يكون هذا؟ آية تنفي أن يكتموا الله حديثاً، وآية تثبت أنهم يكتمون الله حديثاً.
نقول: إن الجمع بينهما هو أن لهم أحوالاً، ففي بعض الأحوال يكتمون الله حديثاً، وفي بعض الأحوال لا يكتمون.
كذلك أيضاً بالنسبة للوتر ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً)، وثبت في صحيح مسلم أنه كان يصلي ركعتين بعد الوتر جالساً، فكيف يمكن الجمع بين فعله وقوله؟ نقول: الحقيقة أنه لا تعارض.
أولاً: أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يداوم على هاتين الركعتين بل يفعلهما أحياناً.
ثانياً: أن ابن القيم رحمه الله قال: إن هاتين الركعتين ليستا مستقلتين بل هما تابعتان للوتر، فهما بالنسبة للوتر كراتبة الفريضة، فلا يكون ذلك مخالفاً لقوله: (اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وتراً)) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) الشريط (20) أ.
(30) الجمع بين قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يأتي زمان) وبين انتشار الصحوة الإسلامية.
السؤال:
فضيلة الشيخ! كيف يكون الجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يأتي زمان إلا والذي بعده أشر منه) وبين ما نراه في واقعنا من إقبال الناس على الله؟! فنحن نجزم ونقطع قطعاًَ أن هذا الوقت أحسن من أوقاتٍ قد مضت من قلة المنكرات، وإقبال الناس على الله، وهذا شيء مشاهَد، وهو ما يُسمى الآن بالصحوة، ومعلوم أن هذه الصحوة لا تكون إلا بعد غفلة، فكيف يكون الجمع بين هذا وهذا؟
الجواب:
(يجب أن نعلم أن القرآن وصحيح السنة لا يخالف الواقع أبداً، فإذا وقع شيء يخالف ظاهر القرآن والسنة فاعلم أنك أخطأت في فهم الكتاب والسنة، وأن المراد بذلك معنىً لا يخالف الواقع.
الواقع الآن -كما تفضل الأخ- أن هناك إقبالاً شديداً ولله الحمد من الشباب على دين الله، ونسأل الله لهم الثبات وأن يوفقهم إلى الصواب؛ لكن هناك شر مستطير مستطير مستطير بالنسبة لكثير من الناس! فيه إقبال والحمد لله؛ لكن يوجد شر عظيم أيضاً؛ المنكرات الموجودة الآن في المسلمين هل كانت توجد من قبل؟! ما كانت توجد، ما كنا نصدق أن إنساناً يشرب الخمر! والآن الخمر في بعض بلاد الإسلام يُباع علناً، ويوضع في الثلاجات كما يوضع الشراب الحلال! وما كنا نظن أن شخصاً يلوط بمثله! والآن في بعض البلاد الإسلامية يُعْرَض الذكر على الإنسان كأنه امرأةٌ حلال! والمخدرات المهلكات للأمم هل كنا نعرفها؟! لا.
فالأمة الآن فيها خير كثير، وفيها شر، وإذا قارنت بين هذا وهذا فقد تقول: إن الخير أغلب إن شاء الله، وإذا لم يُرْدَع مِن قِبل أهل الشر فسَيَغلِب أهلُ الخير.
لكن المراد بالحديث: الوُلاة؛ لأن سبب ذكر أنس رضي الله عنه لهذا الحديث أن الناس جاءوا إليه يشكون ما يجدون مِن الحجاج، و الحجاج بن يوسف الثقفي معروف، فقال لهم: (اصبروا فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إنه لا يأتي على الناس زمان إلا وما بعده شر منه حتى تلقوا ربكم)، وهذا واقع بالنسبة للولاة، فما يأتي على الناس زمانٌ إلا وما بعده شر منه.
انظر الآن إلى البلاد الإسلامية، ولا سيما العربية التي نحن نعرف!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/33)
فمصر -مثلاً- لما كانت ملكية هل هي أحسن، أم بعد أن صارت جمهورية؟! الأول أحسن بكثير، ثم الجمهوريات التي توالت عليها، كل جمهورية شر من التي قبلها! وانظر إلى العراق! ستجده كذلك! وانظر إلى الشام! ستجده كذلك! فالناس بالنسبة للولاة لا يأتي زمان إلا وما بعده شر منه، في الظلم، والبُعد عن الدين، وقمع أهل الحق، وغير ذلك.
أعرفتَ الآن؟! فصار المراد بذلك -فيما يظهر- هم الولاة؛ (لا يأتي على الناس زمان إلا وما بعده شر منه).
قَدْ يَرِدْ على هذا خلافة عمر بن عبد العزيز رحمه الله، فإن الخلفاء قبله كانوا شراً منه، وهو خير منهم بلا شك، خيرٌ ممن سبقه، لا سيما القريبين منه، فيقال: هذا لا يخالف الحديث؛ لأن نصوص الكتاب والسنة أحياناً تأتي على الأغلب، ليس على كل عين وكل فرد) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (22) ب.
(31) الجمع بين حديثي: (كلتا يديه يمين) و (يقبض الله السماوات بيمينه والأرض بشماله).
السؤال:
فضيلة الشيخ: جاء في حديث وصف يده سبحانه وتعالى (بأن كلتا يديه يمين)، وجاء في حديث آخر في صحيح مسلم: (أن الله عز وجل يوم القيامة يقبض السماوات والأرض بيمينه وتبقى شماله فارغة) فكيف الجمع بين الحديثين؟
الجواب:
ليس هذا نص الحديث وإنما نصه هكذا: (يقبض الله السماوات بيمينه والأرض بشماله) والجمع بين الحديثين واضح، أن الله تعالى له يمين وشمال، لكن كلتا اليدين يمين، أي: يُمن وخير وبركة، فلا يتوهم واهم أنه إذا كانت له يد شمال أن يده الشمال قاصرة كما هي في المخلوقين، فالمخلوقون أشرفهم البشر، والبشر يده الشمال قاصرة عن يده اليمين، ولهذا نُهي الإنسان أن يأكل بشماله، أو يشرب بشماله، أو يأخذ بشماله، أو يعطي بشماله، فلما كان البشر هكذا صفة اليد الشمال عندهم، رُفع هذا الوهم بقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (كلتا يديه يمين)) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (30) ب.
(32) الجمع بين ترك طلب الدعاء من الغير، وطلب عمر من أويس أن يدعو له.
السؤال:
فضيلة الشيخ! هل في طلب الإنسان من غيره ممن يرى على ظاهره الصلاح الدعاء له بظهر الغيب، هل في ذلك ضعف في توكل ذلك الشخص الطالب للدعاء؟ وإن كان كذلك فما توجيهكم في طلب عمر من أويس القرني الدعاء له مع أن عمر أفضل من أويس؟
الجواب:
(طلب الإنسان من غيره أن يدعو له لو لم يكن فيه إلا أنه سأل الناس، وقد كان من مبايعات الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ألا يسألوا الناس شيئاً.
و (شيئاً) نكرة في سياق النفي تعم كل شيء، هذه هي القاعدة الأصولية، حتى كان عصا أحدهم يسقط منه وهو على راحلته فينزل ويأخذه لا يقول لأحد: ناولني العصا؛ لأنهم بايعوا النبي صلى الله عليه وسلم ألا يسألوا الناس شيئاً، لو لم يكن فيه إلا هذا لكفى، لكن ربما يكون في قلب الإنسان احتقارٌ لنفسه وسوء ظنٍ فيسأل غيره، فيقال: يا أخي! أحسن الظن بالله عز وجل.
وأنت إذا كنت لست أهلاً لقبول الدعاء، فإن دعاء غيرك لا ينفعك، فعليك أن تحسن الظن بالله، ولا تجعل واسطة بينك وبين الله يدعو لك؛ ادع ربك أنت، فالله عز وجل يقول: {ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعاً وَخُفْيَةً} [الأعراف:55] ثم إن دعاءك أنت لله نفسه عبادة، فكيف تفوت على نفسك هذا؟
و لأن بعض الناس إذا طلب من شخص يظهر فيه الصلاح أن يدعو له فإنه ربما يعتمد على دعائه هذا ولا يدعو لنفسه الدعاء المشروع، ثم إن فيه -أيضاً- مسألة ثالثة: وهي أنه ربما يحصل للذي طُلب منه الدعاء غرور بنفسه، وأنه أهل لأن يطلب منه الدعاء.
لكن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله قال: إذا طلبت من أخيك الدعاء -تريد بذلك نفعه بإحسانه إليك، أو نفعَه إذا دعا لك بظهر الغيب- فإن الملك يقول: آمين، ولك بمثله- فهذا لا بأس به، هذه نية طيبة، أما إذا أردت مجرد انتفاعك أنت فقط؛ فهذا من المسألة المذمومة.
أما ما ذكرت من طلب عمر رضي الله عنه من أويس أن يدعو له رضي الله عنه فهذا بأمر النبي صلى الله عليه وسلم فهو خاص بالرجل، ولهذا لم يطلب من عمر أو غيره أن يقول لـ أبي بكر رضي الله عنه: ادع الله لنا، و أبو بكر أفضل من عمر، وأفضل من أويس، وأفضل من بقية الصحابة، لكن هذا خاص بهذا الرجل الذي حث النبي صلى الله عليه وسلم ممن أدركه أن يقول له: ادع الله لي، والمسائل الخاصة لا تتعدى محلها) اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/34)
(لقاء الباب المفتوح) شريط (46) ب.
(33) التوفيق بين عدد تكبيرات الجنازة التي جاءت في السنة.
السؤال:
ورد في صحيح مسلم أن من صفات الصلاة على الجنازة أن تكون أربع تكبيرات، فكيف الجمع بين الوارد في ذلك من أنها خمس .. ؟
الجواب:
(أكثر ما يكبر النبي صلى الله عليه وسلم على الجنازة أربع تكبيرات فقط، لكن ثبت عنه أنه صلى الله عليه وسلم كبر خمساً؛ كما في حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه، وكذلك روي عنه الست إلى السبع، ولهذا قال العلماء: لا بأس بالزيادة على الأربع إلى السبع.
والأفضل للإنسان أن يأخذ بما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم تارة وتارة: تارةً أربعاً، وتارة خمساً، وتارة ستاً، وتارةً سبعاً، كما جاءت به السنة، لكن الأكثر الأربع.
كل شيء وردت به السنة على وجوه متنوعة فالأفضل أن تأخذ بهذا تارة وبهذا أخرى) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (59) أ.
(34) الجمع بين آثار السلف في الإنكار على الولاة علنا، وحديث (من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية).
السؤال:
فضيلة الشيخ! هناك من يقول: إن الإنكار على الولاة علناً من منهج السلف، ويستشهد بحديث أبي سعيد الخدري في إنكاره على مروان بن الحكم حينما قدم الخطبة على الصلاة، وبقوله صلى الله عليه وسلم: (ستكون أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برئ، ومن أنكر فقد سلم) وبحديث (سيد الشهداء رجل قام إلى إمام جائر فأمره ونهاه فقتله) فهل هذا الكلام صحيح؟ وكيف الجمع بين هذه الآثار الصحيحة وبين قوله عليه الصلاة والسلام: (من أراد أن ينصح لذي سلطان فلا يبده علانية) نرجو التفصيل في هذه المسألة، حيث أن كثيرا من شباب الصحوة يجهل الحكم الصحيح في هذه المسألة، وبخاصة أن هناك من الدعاة من يقول: إن الإنكار على الولاة علناً من منهج السلف، مما يجعل الشباب يثور ويظن أن عدم الإنكار علناً دليل على المداهنة في الدين وغير ذلك، ولما لهذه المسألة من خطورة، نرجو التفصيل وجزاكم الله خيراً؟
الجواب:
(هذا السؤال مهم، وجوابه أهم منه في الواقع، ولا شك أن إنكار المنكر واجب على كل قادر عليه، لقول الله تبارك وتعالى: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ * وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [آل عمران:104 - 105] واللام في قوله: (ولتكن) لام الأمر، وقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر، ولتأخذن على يدي السفيه، ولتأطرنه على الحق أطراً أو ليضربن الله قلوب بعضكم على بعض، ثم يلعنكم كما لعنهم) أي: كما لعن بني إسرائيل الذين قال الله عنهم: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ} [المائدة:78 - 79].
ولكن يجب أن نعلم أن الأوامر الشرعية في مثل هذه الأمور لها محالّ، ولا بد من استعمال الحكمة، فإذا رأينا أن الإنكار علناً يزول به المنكر ويحصل به الخير فالحكمة أن ننكر علناً، وإذا رأينا أن الإنكار علناً لا يزول به الشر، ولا يحصل به الخير بل يزداد ضغط الولاة على المنكرين وأهل الخير، فإن الخير أن ننكر سراً، وبهذا تجتمع الأدلة، فتكون الأدلة الدالة على أن الإنكار يكون علناً فيما إذا كنا نتوقع فيه المصلحة، وهي حصول الخير وزوال الشر، والنصوص الدالة على أن الإنكار يكون سراً فيما إذا كان إعلان الإنكار يزداد به الشر ولا يحصل به الخير.
وأقول لكم: إنه لم يضل من ضل من هذه الأمة إلا بسبب أنهم يأخذون بجانبٍ من النصوص ويدعون جانباً، سواء كان في العقيدة أو في معاملة الحكام أو في معاملة الناس، أو في غير ذلك، ونحن نضرب لكم أمثالاً حتى يتضح الأمر للحاضرين وللسامعين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/35)
مثلاً: الخوارج و المعتزلة رأوا نصوص الوعيد التي فيها الوعيد على بعض الذنوب الكبيرة فأخذوا بهذه النصوص، ونسوا نصوص الوعد التي تفتح باب الرجاء، -فمثلاً- قالوا: إذا قتل الإنسان مؤمناً عمداً فإنه يكون كافراً -على رأي الخوارج -مباح الدم مخلداً في النار، وعلى رأي المعتزلة يقولون: إذا قتله خرج من الإسلام لكن لا يدخل في الكفر؛ لأننا لا نستطيع أن نجزم بأنه كافر، فنقول: خرج من الإسلام وكان في منزلة بين الإسلام وبين الكفر، ولكنه مخلد في النار، ثم نسوا آيات الوعد ونصوص الوعد الدالة على أن الله سبحانه وتعالى يخرج من النار من كان في قلبه أدنى مثقال حبة خردل من الإيمان.
ثم قابلهم آخرون وقالوا: الإنسان مهما عمل من المعاصي التي دون الكفر فإنه مؤمن كامل الإيمان ولا يدخل النار أبداً، وقالوا: إن قوله تعالى: {وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ.} [النساء:93] هذه في الكافر إذا قتل مؤمناً، الآن لماذا ضل هؤلاء وهؤلاء؟ لأنهم أخذوا بجانبٍ واحد من النصوص.
كذلك -مثلاً- في صفات الله عز وجل، بعض الناس قال: إن الله عز وجل لا يمكن أن يجيء بنفسه، ولا يمكن أن ينزل إلى السماء الدنيا، وليس له وجه، وليس له يدان، لماذا؟ قالوا: لأن الله قال: {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11] قالوا: وأنت إذا أثبت هذه الأمور مثَّلت الله.
وقابلهم أناس آخرون فقالوا: إن الله تعالى أثبت لنفسه وجهاً، وأثبت له يدين، وأثبت أنه ينزل، وأنه يجيء، فوجهه كوجوهنا، ويده كأيدينا، ونزوله كنزولنا، ومجيئه كمجيئنا؛ لأننا لا نعقل من المجيء واليد والوجه إلا ما نشاهد، والله خاطبنا بما يمكن إدراكه، فيكون مجيء الله ووجه الله ويد الله ونزول الله مثل ما يثبت لنا.
إذاً: هؤلاء في طرف وهؤلاء في طرف، وكلهم ضالون؛ لأن كل واحد أخذ بجانب، فنحن نقول: إن الله تعالى له وجه وله يدان ويجيء وينزل لكن ليس كأيدينا و لاكوجوهنا وحاشاه من ذلك عز وجل؛ لأنه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ} [الشورى:11].
كذلك أيضاً في مسألة مناصحة الولاة، من الناس من يريد أن يأخذ بجانب من النصوص وهو إعلان النكير على ولاة الأمور، مهما تمخض عنه من المفاسد، ومنهم من يقول: لا يمكن أن نعلن مطلقاً، والواجب أن نناصح ولاة الأمور سراً كما جاء في النص الذي ذكره السائل، ونحن نقول: النصوص لا يكذب بعضها بعضاً، ولا يصادم بعضها بعضاً، فيكون الإنكار معلناً عند المصلحة، والمصلحة هي أن يزول الشر ويحل الخير، ويكون سراً إذا كان إعلان الإنكار لا يخدم المصلحة، لا يزول به الشر ولا يحِل به الخير.
وأنتم تعلمون -بارك الله فيكم- أن ولاة الأمور لا يمكن أن يرضُوا جميع الناس أبداً، حتى إمام المسجد، هل يرضي جميع المصلين؟ لا.
بعضهم يقول: تبكر! وبعضهم يقول: تتأخر! وبعضهم يقول: تطول! وبعضهم يقول: تقصر؛ وفي الشتاء يتنازعون يقول: صل في الشمس والذي يقول صل في الظلال، لا يحصل الاتفاق.
فإذا أعلن النكير على ولاة الأمور استغله من يكره، وجعل من الحبة قبة، وثارت الفتنة، وما ضر الناس إلا مثل هذا الأمر! الخوارج كانوا مع علي بن أبي طالب رضي الله عنه على جيش الشام، وعندما تصالح علي مع جيش الشام حقناً لدماء المسلمين صاروا ضده، وقالوا: أنت كافر.
كفروا علي بن أبي طالب -والعياذ بالله- لماذا؟ لأن رعاع الناس وغوغاء الناس لا يمكن ضبطهم أبداً، وإعلان النكير على ولاة الأمور يستغله هؤلاء الغوغائيون ليصلوا إلى مآربهم، وكما قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إن الشيطان يئس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكنه رضي بالتحريش بينهم) بين من؟ بين سكان الجزيرة، يحرش بينهم حتى تؤدي المسائل إلى القتل ويلاقي الإنسان أخاه في الإسلام وربما أخاه في النسب أو ابن عمه أو صهره فيقتله على أي شيء؟ لا على شيء!.
فالحاصل أننا نقول: يجب على شباب الصحوة أن ينظروا إلى النصوص من جميع الجوانب، وألا يقْدموا على شيء حتى ينظروا ما عاقبته، إذا كان النبي عليه الصلاة والسلام يقول:
(من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت)،
فاجعل هذا ميزاناً لك في كل أقوالك، وكذلك في كل أفعالك، والله الموفق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/36)
سائل آخر: عن ضابط سؤال الأخ، من الذي يقرر أن ينكر علنيا لمنكرات معروفة في المجتمع هم العلماء أم هم الدعاة؟
الشيخ: هو يتكلم عن الإنكار على الولاة، وليس على المنكرات الشائعة، أي: -مثلاً- عندنا الآن منكرات شائعة مثل الربا والميسر، والتأمينات الآن الموجودة عندنا أكثرها من الميسر، والغريب أن الناس أخذوها بالقبول، ولا تكاد تجد أحداً ينكرها مع أن الله تعالى قرنها بالخمر والأنصاب والأزلام، ولكن الناس -سبحان الله! - لا تجد أحداً ينكرها، تؤمن على سيارتك أو على بيتك، تسلم دراهم، ولا تدري هل تخسر أكثر أم أقل، وهذا هو الميسر.
فأقول: أما إنكار المنكرات الشائعة فأنكرها، لكن كلامنا على الإنكار على الحاكم مثل أن يقوم الإنسان -مثلاً- في مسجد ويقول: الدولة ظلمت الدولة فعلت، فيتكلم في نفس الحكام، هذا هو كلامنا فيه.
ثم هناك فرق بين أن يكون الأمير أو الحاكم الذي تريد أن تتكلم عليه بين يديك وبين أن يكون غائباً؛ لأن جميع الإنكارات الواردة عن السلف إنكارات حاصلة بين يدي الأمير أو الحاكم.
وهناك فرق بين كون الأمير حاضراً أو غائباً.
الفرق أنه إذا كان حاضراً أمكنه أن يدافع عن نفسه، ويبين وجهة نظره، وقد يكون مصيباً ونحن مخطئون، لكن إذا كان غائباً وبدأنا نحن نفصل الثوب عليه على ما نريد، هذا هو الذي فيه الخطورة، والذي ورد عن السلف كله في مقابلة الأمير أو الحاكم، ومعلوم أن الإنسان لو وقف يتكلم في واحد من الناس وليس من ولاة الأمور وذكره في غيبته، فسوف يقال: هذه غيبة، إذا كان فيك خير فَرُحْ انصحه وقابله.
السائل: بعض الناس يستغل المنكرات الشائعة فينكرها بطريقة يربط بينها وبين كأن لولاة الأمر دخلاً في هذا، بحيث يفيد السامع أن ولاة الأمر هم السبب في هذا، فهذا أيضاً ولو أنه منكر شائع ولكن يُعد من استغلاله ضد ولاة الأمر؟
الشيخ: لا. ليس هكذا، أنا أريد مثلاً أن أقول للناس: اجتنبوا الربا، ويأتي ويقول: هذه بيوت الربا معلنة ورافعة البناء، لا يقول هكذا، يعني: هذا إنكار ضمني على الولاة، لكن يقول: تجنبوا الربا والربا محرم وإن كثر بين الناس، الميسر حرام وإن أقر وما أشبه ذلك.
) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (62) أ
(35) التوفيق بين القول: إن أحوال الآخرة لا تقاس بالدنيا، و بين كون شدة الحر من فيح جهنم.
السؤال:
فضيلة الشيخ ذكرت في الآية أن أحوال الآخرة لا تقاس بأحوال الدنيا، ومثلت بالضريع، فهو شجر ولكنه ليس كشجر الدنيا، وجاء في غير موضع من الأحاديث أن الرمضاء أو الحر الشديد من فيح جهنم، فكيف نوجه هذا الأمر؟
الجواب:
(توجيهها سهل؛ لأن قوله: (من فيح جهنم) لا يعني أنها هي جهنم، فقوله: من فيحها، أي: من حرارتها، والإنسان إذا كان حول النار أصابه من حرها، لكن الحر الذي يصيبه من النار عند قربه منها ليس كالحر الذي يصيبه لو دخل فيها.
فمعنى " من فيح جهنم " من حرارتها، ولهذا قال الرسول –عليه الصلاة والسلام-: " إن النار اشتكت إلى ربها، فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء من الزمهرير، ونفس في الصيف من الحرارة) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (59) أ.
(36) الجمع بين حديث وائل بن حجر رضي الله عنه وبين حديث أبي هريرة في تقديم أو تأخير اليدين في السجود.
السؤال:
فضيلة الشيخ! كيف يتم الجمع بين حديث وائل بن حجر رضي الله عنه وبين حديث أبي هريرة، حديث وائل بن حجر: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقدم ركبتيه في السجود قبل يديه، وبين حديث أبي هريرة رضي الله عنه عندما قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير، وليضع يديه قبل ركبتيه) مع أن الحافظ ابن حجر رجح في بلوغ المرام حديث أبي هريرة وهو موقوف، والحافظ ابن القيم في الزاد تكلم عليه من عشرة وجوه، فما قولكم في ذلك؟
الجواب:
(قولي في ذلك: أنه ليس بينهما تعارض، وأن معناهما متفق، فحديث وائل بن حجر أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضع ركبتيه قبل يديه يوافق حديث أبي هريرة تماماً؛ لأن حديث أبي هريرة يقول: (إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير) والبعير إذا برك يقدم يديه كما يعرفه من شاهده، فكان مطابقاً تماماً لحديث وائل بن حجر؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم نهى في حديث أبي هريرة أن يضع الرجل يديه قبل ركبتيه؛ لأنه إذا فعل ذلك صار كالبعير، وقد توهم بعض الناس فقال: إن ركبتي البعير في يديه، وصدق فإن ركبتي البعير في يديه، ولكن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل: فلا يبرك على ما يبرك عليه البعير، بل قال: فلا يبرك كما يبرك البعير، فالنهي في الحقيقة نهيٌ عن الهيئة والصفة، وكل من شاهد البعير عند بروكه يجد أنه يقدم يديه أولاً وبذلك يتطابق حديث أبي هريرة رضي الله عنه مع حديث وائل بن حجر، ويبقى النظر في قوله في آخر الحديث: (وليضع يديه قبل ركبتيه) فإن هذا لا شك وهم من الراوي وانقلاب عليه، إذ أنه لا يتطابق مع أول الحديث، وأول الحديث هو العمدة وهو الأساس وآخره فرع عليه، وإذا كان فرعاً وجب أن يكون الفرع مطابقاً للأصل، وحينئذٍ لا يطابق الأصل إلا كان لفظه: وليضع ركبتيه قبل يديه) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (7) أ.
يتبع ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/37)
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[20 - 04 - 09, 08:41 م]ـ
بارك الله فيك ..... سلمت أناملك أخونا علي ..... واصل ....
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 04 - 09, 06:56 ص]ـ
بارك الله فيك ..... سلمت أناملك أخونا علي ..... واصل ....
آمين وإياكم.
بتوفيق الله سأواصل، وسأتوسع رجوعا إلى المتقدمين ومن بعدهم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 04 - 09, 01:00 م]ـ
تابع العلامة العثيمين:
(37) الجمع بين ذم القرآن للذين يستخفون من الناس عند المعاصي وأمر السنة بالاستتار وعدم المجاهرة.
السؤال:
ورد في القرآن الكريم ذم الذين يستخفون من الناس عند المعاصي
{يَسْتَخْفُونَ مِنَ النَّاسِ وَلا يَسْتَخْفُونَ مِنَ اللَّهِ} [النساء:108] وورد في السنة الأمر بالاستتار وعدم المجاهرة فما الجمع بينهما؟
الجواب:
(الجمع بينهما أن الآية في المنافقين، المنافقون إذا كانوا جميعاً بيتوا ما لا يرضي الله عز وجل، وإذا كانوا مع الناس أظهروا للناس الحسنى وأنهم مسلمون.
أما المؤمن العاصي فإنه إذا ابتلي بالمعصية فإن الأفضل ألا يجاهر بها وألا يخبر بها أحداً، وأن يستتر بستر الله ويتوب إلى الله، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (كل أمتي معافى إلا المجاهرون)، المجاهرون هم الذين يعملون السيئات ثم يصبحون يتحدثون للناس بما صنعوا، فمن أصاب شيئاً من هذه القاذورات فليستتر بستر الله، وليتب إلى الله عز وجل ولا يخبر بها أحداً) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (13) أ.
(38) الجمع بين النصوص التي تنهى وتحذر من التشبه بالكفار وبين كون النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تكلم بلغة الكفار في قوله:
(هذا سنا سنا يا أم خالد).
السؤال:
فضيلة الشيخ-عفا الله عنك-! جاءت نصوص تنهى وتحذر من التشبه بالكفار وثبت أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم تكلم بلغة الكفار في قوله: (هذا سنا يا أم خالد) وأيضاً ثبت أنه حفر الخندق ولم يعرف قبل أنه من طريقة المسلمين، فكيف الجمع بين النصوص؟
الجواب:
(التشبه بالكفار فيما يختص بهم، لا في لغتهم ولا في الأخذ من صنائعهم وتجاربهم، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم زيد بن ثابت أمراً أن يتعلم لغة اليهود، من أجل أن يستقبل كتبهم ويرد عليهم بلغتهم، وليس هذا من باب التشبه، التشبه أن يتشبه بما يختص بهم مثل: أن يلبس كلباسهم، أو يسمي بأسمائهم الخاصة بهم، أو ما أشبه ذلك، وأما التشبه بهم بما ينفع في الصنائع وغيرها فهذا لا بأس به.
السائل: ما معنى خصائص يا شيخ؟!
الشيخ: يعني مثلاً الآن هناك زي معين للكفار بلباسهم، بحيث أنك إذا رأيت رجلاً قلت هذا من الكافرين، فهذا يحرم عليك، كذلك مثلاً لو افترضنا شعورهم يجعلونها على صفة معينة، فهذا لا يجوز التشبه بهم، أما ما كان خارجاً فهذا لا أثر له ولا يضر) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (75) أ.
(39) الجمع بين حديث مكافأة صانع المعروف، وحديث عدم قبول الهدية مقابل الشفاعة.
السؤال:
فضيلة الشيخ هذان حديثان صحيحان يوهم ظاهرهما التعارض: الأول: قوله صلى الله عليه وسلم: (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه). الحديث رواه الإمام أحمد و أبو داود و النسائي بإسناد صحيح. والحديث الثاني: (من شفع لأخيه شفاعة فأهدى له هدية عليها فقبلها؛ فقد أتى باباً عظيماً من أبواب الربا) رواه أبو داود وهو حديث حسن، وهذا الإنسان الذي شفع لأخيه لا شك أنه صنع معه معروفاً، فإذا أراد أن يكافئه فكيف يعتبر من الربا، أفيدونا جزاكم الله خيراً؟ وهل يحمل هذا على اشتراط الأجرة أو أخذ أجرة في هذا؟
الجواب:
(أولاً: لا يوجد تعارض في القرآن بين آياته وأيضاً لا يوجد تعارض بين السنة الصحيحة، هذه قاعدة معروفة عند أهل العلم، وإذا قرأت آيتين ظننت أنهما متعارضتان، فأعد النظر مرة بعد أخرى، فإن لم تصل إلى نتيجة فاسأل أهل العلم، وكذلك أيضا يقال في الحديثين الصحيحين كذلك أنه لا يمكن التعارض بينهما، فإن أشكل عليك شيء فأعد النظر مرة بعد أخرى، فإن لم يظهر لك الجمع فانظر أي الحديثين أقوى؛ لأن الأحاديث الواردة عن الرسول عليه الصلاة والسلام ليست كالقرآن، فهي منقولة بخبر الآحاد وبخبر التواتر، وخبر الآحاد من المعلوم أن بعض المخبرين أقوى من البعض، فانظر أيهما أقوى، فإذا كانا سواءً في القوة فاحمل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/38)
أحدهما على محمل لا يتعارض مع الآخر.
فهذا الحديث وهو: هدية من شفع له أن يهدي إلى الشافع يراد بذلك الشفاعة التي يريد بها الإنسان وجه الله عز وجل فإنه لا يَقبل؛ لأن ما أريد به الآخرة لا يكون سبباً لنيل الدنيا، ولأن الشافع الذي يشفع يريد بذلك وجه الله إذا أُعطي هدية فإن نفسه قد تغلبه في المستقبل فينظر في شفاعته إلى ما في أيدي الناس، فلهذا حُذر من قبول الهدية.
وأما: (من صنع إليكم معروفاً فكافئوه) فالمراد به ما سوى الشفاعة التي منعت، فيكون هذا عاماً وهذا مخصصاً) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (83) أ.
(40) الجمع بين حديث (النهي عن الاغتسال بفضل المرأة والعكس) وحديث (اغتسال النبي مع زوجته ميمونة).
السؤال:
جاء في حديثٍ أن النبي صلى الله عليه وسلم (نهى أن تغتسل المرأة بفضل الرجل والرجل بفضل المرأة وليغترفا جميعاً)، وجاء في حديث آخر أن النبي صلى الله عليه وسلم (اغتسل بفضل ميمونة)، فكيف الجمع بين هذين الحديثين؟ أحسن الله إليك.
الجواب:
(الجمع بينهما أن النبي صلى الله عليه وسلم أن النهي بَيَّنَ السببَ، قال: (لا يغتسل الرجل بفضل المرأة، ولا المرأة بفضل الرجل، وليغترفا جميعاً) ومعلوم أنهما إذا اغترفا جميعاً سوف يغتسلان جميعاً، ولهذا كان هدي الرسول الفعلي كهديه القولي، أن الرجل يغتسل هو وزوجته من إناءٍ واحدٍ؛ لأن هذا أبلغ في الألفة والمودة، وليس هناك عورة يجب اتقاؤها بين الرجل وامرأته؛ لهذا الرسول قال: لا يفعل كذا، وليفعل كذا، لو أطلق صار بين الحديثين شيء من التعارض؛ لكن لما قال: (وليغترفا جميعاً) كأنه نهانا عن التفرق أن يغتسل كل واحد منا على حِدَة، وأمرنا أن نجتمع على الماء.
تقول عائشة: (إنها كانت تغتسل مع النبي صلى الله عليه وسلم في إناء واحد، تختلف أيدينا فيه) يعني: هو قد رفع الماء، وهي نزلت لتغترف من الماء؛ هذا هو المشروع، وليس معنى ذلك أنه لو تقدمت المرأة في غسلها بدون اتفاق بينهما على التقدم والتأخر فإن الرجل يُنهى أن يغتسل بعد هذا، لا، ليس فيه نهي، الرسول عليه الصلاة والسلام اغتسل بفضل ميمونة، حتى إنه اغتسل بفضل إحدى زوجاته وقد كانت جنباً، قال: (إن الماء لا يجُِْنب)، فهذه الحكمة، ربما بعض الناس يأنف أن يكون هو وزوجته في الحمام يغتسلان جميعاً! فنقول: ليس فيها أنفة، إذا كان الرسول عليه الصلاة والسلام وهو أشد الناس حياءً؛ يفعل ذلك مع أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها فما المانع؟ فالنهي المراد به: الإرشاد إلى حال أخرى وهي: أن يغترفا جميعاً) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (128) ب.
(42) الجمع بين وجوب القصر ووجوب الجماعة في السفر.
السؤال:
فضيلة الشيخ! جزاك الله خيراً، بالنسبة لصلاة المسافر، نحن نعلم أن صلاة المسافر ليس لها مسافة معينة ولا مدة معينة، وأن الصحيح أن كل ما يطلق عليه سفر يجوز لصاحبه أن يقصر الصلاة، وأن أكثر أهل العلم أوجب عليه القصر ولم يجعله رخصة يُتِم أو يقصر بل أوجبه عليه، فكيف نجمع بين إيجاب القصر على المسافر، وإيجاب أن يصلي مع الجماعة، هذا أولاً.
ثانياً: إذا كان هذا المسافر يستطيع أن يصلي مع جماعة من المسافرين ويقصرون الصلاة فهل يجب عليه أن يصلي مع جماعة المسجد أم يصلي مع الرفقة التي معه؟
الجواب:
(أما قولك: إن أكثر العلماء أوجبوا عليه القصر فهذا ليس بصحيح، بل أكثر العلماء على عدم وجوب القصر، والمسألة فيها خلاف معروف مشهور، والذي يظهر بعد التأمل: أن القصر ليس بواجب، ودليل ذلك: ما يكاد يكون إجماعاً من الصحابة حيث إن أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه كان يقصُر الصلاة في منى في أيام الحج وفي آخر خلافته صار يُتِم، فأنكر عليه ذلك مَن أنكر من الصحابة، ومنهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/39)
عبد الله بن مسعود، حتى إنه لما بلغه أن عثمان أتَمَّ قال: [إنا لله وإنا إليه راجعون]، واستدل لإنكاره هذا بأن الرسول صلى الله عليه وسلم و أبا بكر و عمر كانوا يقصُرون الصلاة، ثم كان يصلي هو خلف عثمان ويُتِم، وكذلك الصحابة يصلون خلفه ويتمون، وسئل عن ذلك فقال: [إن الخلاف شر]، ولو كان الصحابة يرون أنه واجب -أي: القصر- ما أتموا خلف عثمان؛ لأن من رأى أنه واجب قال: إذا زاد على ركعتين بطلت صلاته، ولا يمكن أن يصلوا خلف عثمان صلاة باطلة؛ لأن هذا محرم، فكنتُ أقول في الأول: إن القصر واجب، استناداً إلى حديث عائشة: (أول ما فرضت الصلاة ركعتين، فأُقِرَّت صلاة السفر وزِيْدَ في صلاة الحضر)؛ لكن من فعل الصحابة رضي الله عنهم يترجح أن القصر ليس بواجب؛ ولكنه سنة مؤكدة لا شك، وإذا قلنا: إنه سنة مؤكدة فإننا نقول: إذا ائتم المسافر بمقيم وجب عليه أن يتم؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: (ما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا).
ولقول ابن عباس حين سئل عن الرجل المسافر يصلي ركعتين ومع الإمام أربعاً قال: [تلك هي السنة].
ويبقى هل يجب عليه أن يصلي مع الجماعة أم لا؟ نقول: يجب عليه أن يصلي مع الجماعة لعموم الأدلة الدالة على أن من سمع النداء وجب عليه أن يحضر، وأن يجيب؛ لكن لو فاتته الصلاة أو كان في مكان بعيد يشق عليه أن يذهب إلى المسجد الذي تقام فيه الجماعة فإنه يصلي صلاة مسافر، وإذا كانوا جماعة أقاموا الجماعة) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (138) ب.
(43) الجمع بين قوله عليه الصلاة والسلام: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) وقوله تعالى: (وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا).
السؤال:
كيف يمكن أن نجمع بين قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) وقوله تعالى: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} [الأعراف:204] والخشوع في الصلاة؟
الجواب:
(الجمع بينهما أن قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب) خاص، وقوله: {وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا} [الأعراف:204] عام، ما ذكر الله تعالى الصلاة ولا غير الصلاة، فيكون هذا العموم مخصوصاً بقوله صلى الله عليه وسلم: (لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب)، ونقول للمأموم مع إمام يجهر بصلاته: اقرأ فاتحة الكتاب فقط، والباقي يجب عليك الإنصات.
وكل أحد يعلم أن النصوص العامة قد يلحقها تخصيص، ولهذا جاء في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه (أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم ذات يوم صلاة الفجر ثم انصرف وقال للصحابة: مالي أنازع القرآن؟ ثم قال لهم: إذا سمعتم الإمام فلا تقرءوا إلا بأم الكتاب، فإنه لا صلاة لمن لم يقرأ بها).
وهذا في صلاة الفجر وهي صلاة جهرية) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (143) أ.
(44) الجمع بين قوله تعالى: (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) وقوله: (فذكر إن نفعت الذكرى).
السؤال:
قلنا: عند قوله تعالى: {وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ} [الذاريات:55] وجوب التذكير على كل حال، وماذا يقال -يا شيخ- في قوله تعالى: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} [الأعلى:9]؟
الجواب:
(هذا الخاص، فهناك تذكير تذكر شخصاً معيناً، هذا يذكر من نفعته الذكرى، أما إذا علمنا أنه متمرد ويعرف الحق ولكنه معاند فلا.
وأما إذا كان عموماً فهو عام يذكّر على كل حال، هذا إذا قلنا: إن (إنْ) الشرطية يراد بها: حقيقة الشرط، أما إذا قلنا بالقول الآخر: {فَذَكِّرْ إِنْ نَفَعَتِ الذِّكْرَى} [الأعلى:9] المعنى: سواء نفعت أم لم تنفع، مثلما يقال للإنسان: علم هذا إن كان ينفعه العلم، المعنى: كرر عليه التعليم، وهذا أسلوب معروف في اللغة العربية أنه يُقصد بالشرط الاستمرار، فالعلماء لهم فيها قولان:
هل الشرط شرط مقصود بمعنى: ذكر إن رأيت في الذكرى منفعة وإلا فلا، فحينئذٍ نحملها على الخصوص لشخص معين أو طائفة معينة.
أما إذا قلنا: (إنْ) هنا بمعنى: إن نفعت أو لم تنفع يعني معناه: إن هؤلاء لا توجد فائدة ذكرت أو لم تذكر، فلا يقتضي التخصيص) اهـ.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (156) ب.
يتبع ....
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[27 - 04 - 09, 01:23 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/40)
أين أنت شيخنا علي .... والله موضوع شيق وممتع .... أمتعك الله بالنظر إليه يوم القيامة .....
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 04 - 09, 11:41 ص]ـ
.... والله موضوع شيق وممتع .... أمتعك الله بالنظر إليه يوم القيامة .....
جزاكم الله خيرا أخي المكرم أبا راكان على تشجيعكم.
وعودا للإمام ابن باز:
تابع العلامة ابن باز – رحمه الله تعالى -:
(45) التوفيق بين حديث ( ... ولا قبراً مشرفاً إلا سويته) وبين الآثار في رفع القبر شبرا.
السؤال:
البعضيذكر أن القبر يرفع عن الأرض بمقدار شبر، فهل هذا صحيح أم لا، وما دليله؟، وإن زيدعلى شبر فما حكمه؟
وكيف نوفق بين ذلك وبين ما ورد عن علي -رضي الله عنه- كما ورد فيمسلم: (هل أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا تدع صورة إلاطمستها، ولا قبراً مشرفاً إلا سويته)؟
الجواب:
(نعم، القبور لا بأس أن ترفع قدر شبر، كما ثبت من حديث سعد بن أبي وقاصأنه رفع قبره قدر شبر، وأن قبر النبي - صلى الله عليه وسلم - كان كذلك، والسر كذلكلتعرف أنها قبور حتى لا تمتهن وحتى لا توطأ وحتى لا يُجلس عليها، فإنه إذا سويتبالأرض قد تخفى معالمها، فإذا رفعت قدر شبر وما يقاربه فهذا يعفى عنه ومشروع لتعرفأنها قبور، ولتصان ولا تداس.
أما حديث علي وما جاء في معناه فالمراد: الإشراف الزائدعلى هذا، كأن يبنى عليها مساجد أو قباب أو بنيّة، هذه تزال، وإنما ترفع بترابها، نفسالتراب الذي أخذ من اللحد هذا يجعل فوقه، لأنه إذا دفن بقي بعض التراب الذي من اللحد، وبعض التراب الآخر، لأنه لو كان مرصوصا أولا ... عظيما ثم بعدما أخرج يتراكم بعضه علىبعض ويبقى بقية إذا دفن الميت، فهذه البقية تجعل على القبر علامة على أنه قبر، وقد نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يزاد على ترابه، والتراب الذي بقي من الميتيكون هو المرفوع على محله علامة على أنه قبر، ولا يؤتى بزيادة أخرى تراب أو لبِن أوحصى أو غير ذلك، بل يكفي التراب، وتوضع النصائب علامة على أنه قبر في طرفيه علامة أنهقبر ولا بأس أن يوضع عليه شيء من الحصباء لحفظ التراب ويرش بالماء لا بأس كل هذا لابأس به) اهـ.
(نور على الدرب).
(46) التوفيق بين قوله تعالى:
{وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ}، وحديث النبي (إن الله تعالى تجاوز عن أمتي ما وسوست به صدورها ما لم تعمل به أو تتكلم).
السؤال:
ما معنى قوله تعالى: {وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ} [1] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4733#_ftn1#_ftn1)، وكيف نجمع بين معناها وبين الحديث الشريف الذي معناه: أن الله تعالى تجاوز عن أمة محمد صلى الله عليه وسلم ما حدثت به أنفسها ما لم تفعله أو تتكلم به؟
السؤال:
(هذه الآية الكريمة قد أشكلت على كثير من الصحابة رضي الله عنهم لمّا نزلت، وهي قوله تعالى: لِّلَّهِ ما فِي السَّمَاواتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَإِن تُبْدُواْ مَا فِي أَنفُسِكُمْ أَوْ تُخْفُوهُ يُحَاسِبْكُم بِهِ اللّهُ فَيَغْفِرُ لِمَن يَشَاء وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاء وَاللّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ [2] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4733#_ftn2#_ftn2)، شق عليهم هذا الأمر، وجاءوا للنبي صلى الله عليه وسلم وذكروا أن هذا شيء لا يطيقونه، فقال لهم صلى الله عليه وسلم: ((أتريدون أن تقولوا كما قال مَن قبلكم: سمعنا وعصينا، قولوا: سمعنا وأطعنا)) فقالوا: سمعنا وأطعنا، فلما قالوها وذلت بها ألسنتهم أنزل الله بعدها قوله سبحانه: آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ وَقَالُواْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ * لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا [3] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4733#_ftn3#_ftn3).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/41)
فسامحهم الله وعفا سبحانه وتعالى، ونسخ ما دل عليه مضمون هذه الآية، وأنهم لا يُؤاخذون إلا بما عملوا، أو بما أصروا عليه وثبتوا عليه، وأما ما يخطر من الخطرات في النفوس والقلوب فهذا معفوٌ عنه؛ ولهذا صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفسها ما لم تعمل أو تتكلم)).
فزال هذا الإشكال والحمد لله، وصار المؤمن غير مؤاخذ إلا بما عمله أو قاله أو أصرّ عليه بقلبه، عملاً بقلبه، كإصراره على ما يقع له من الكِبر والنفاق ونحو ذلك.
أما الخواطر والشكوك التي تعرض ثم تزول بالإيمان واليقين، فهذه لا تضر، بل هي عارضة من الشيطان لا تضر؛ ولهذا لما قال الصحابة: يا رسول الله، إن أحدنا يجد في نفسه ما أن يخر من السماء أسهل عليه من أن ينطق به. أو كما قالوا، قال صلى الله عليه وسلم: ((ذاك صريح الإيمان)).
فتلك الوسوسة من الشيطان؛ إذا رأى من المؤمن الصدق والإخلاص وصحة الإيمان والرغبة فيما عند الله وسوس عليه بعض الشيء، وألقى في قلبه خواطر خبيثة؛ فإذا جاهدها وحاربها بالإيمان والتعوذ بالله من الشيطان سلم من شرها؛ ولهذا جاء في الحديث الآخر يقول عليه الصلاة والسلام: ((لا يزال الناس يتساءلون حتى يقولوا: هذا الله خلق كل شيء فمن خلق الله؟ فمن وجد ذلك فليقل: آمنت بالله ورسله))، وفي لفظ: ((فليستعذ بالله وَلْيَنتهِ)).
هذا يدلنا على أن الإنسان عُرضة للوساوس الشيطانية، فإذا عرض له وساوس خبيثة وخطرات منكرة فليبتعد عنها وليقل: آمنت بالله ورسله، أعوذ بالله من الشيطان الرجيم، ولينته، ولا يلتفت إليها؛ فإنها باطلة ولا تضره، وهي من الخطرات التي عفا الله عنها سبحانه وتعالى) اهـ.
[1] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4733#_ftnref1#_ftnref1) البقرة: 284.
[2] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4733#_ftnref2#_ftnref2) البقرة: 284.
[3] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4733#_ftnref3#_ftnref3) البقرة: 285، 286.
(فتاوى نور على الدرب) الجزء الأول.
(47) التوفيق بين قوله تعالى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ}، وقوله تعالى: {قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا}.
السؤال:
يقول الله تعالى: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ [1] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4772#_ftn1#_ftn1)، ويقول تعالى: قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا [2] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4772#_ftn2#_ftn2) فما معنى الآيتين؟ وكيف نجمع بينهما علماً بأن ظاهرهما التعارض؟
الجواب:
(ليس هناك تعارض يا أخي; فالله جل وعلا بين لنا أن ما أصابنا هو بأسباب كسبنا، وبين أن ما يقع فهو بقضائه وقدره قُلْ لَنْ يُصِيبَنَا إِلَّا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَنَا فقد سبق علمه وقدره وكتابته لكل شيء، ولكنه سبحانه علق ما أصابنا مما يضرنا بأنه بأسباب معاصينا وإن كانت مكتوبة مقدرة، لكن لنا كسب ولنا عمل ولنا اختيار.
فكل شيء يقع بقدر سواء من الطاعات والمعاصي، فما وقع منا من معاصٍ فهو من كسبنا ومن عملنا ونحن مؤاخذون به إذا فعلناه، ولنا عقول ومشيئة وقدرة وعمل ولهذا قال سبحانه: وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ [3] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4772#_ftn3#_ftn3)، والآية الأخرى: مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ [4] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4772#_ftn4#_ftn4).
فلا تنافي بين القدر وبين العمل; فالقدر سابق ولله الحجة البالغة سبحانه وتعالى، والأعمال أعمالنا كالزنا وشرب الخمر وترك الصلاة والعقوق وقطيعة الرحم، فهي من أعمالنا ونحن نستحق عليها العقوبة بسبب تفريطنا وتقصيرنا لأن لنا اختياراً ولنا عمل ينسب إلينا، وإن كان سبق في علم الله كتابته وتقديره.
فالقدر ليس حجة على فعل المعايب والمنكرات، فالله سبحانه وتعالى له الحكمة البالغة فيما مضى به قدره وعلمه وكتابته، ونحن مسئولون عن أعمالنا وعن تقصيرنا، ومؤاخذون بذلك إلا أن يعفو ربنا عنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/42)
وبهذا تعلم أنه لا منافاة بين الآيتين، فإحداهما تدل على أن أعمالنا من كسبنا، وأننا نستحق عليها العقوبة إذا كانت غير صالحة، وهي أعمال لنا باختيارنا، والآية الأخرى تدل على أنه مضى في علم الله كتابتها وتقديرها، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله قدر مقادير الخلائق قبل أن يخلق السماوات والأرض بخمسين ألف سنة وكان عرشه على الماء)) أخرجه مسلم في صحيحه.
فهو سبحانه الحكيم العليم، العالم بكل شيء، الذي سبق علمه بكل شيء سبحانه وتعالى، وكتب كل شيء.
وفي آية أخرى يقول سبحانه وتعالى: مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ [5] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4772#_ftn5#_ftn5).
فكتاب الله سابق، وعلمه سابق سبحانه وتعالى، وقدره سابق، وأعمالنا محصاة علينا، ومنسوبة إلينا، ومكتوبة علينا، وهي من كسبنا وعملنا واختيارنا، فنجزى على الطيب الجزاء الحسن، من الطاعات وأنواع الخير والذكر، ونستحق العقاب على سيئها من العقوق، والزنا، والسرقة، وسائر المعاصي والمخالفات. والله المستعان) اهـ.
[1] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4772#_ftnref1#_ftnref1) الشورى: 30.
[2] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4772#_ftnref2#_ftnref2) التوبة: 51.
[3] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4772#_ftnref3#_ftnref3) الشورى: 30.
[4] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4772#_ftnref4#_ftnref4) النساء: 79.
[5] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/4772#_ftnref5#_ftnref5) الحديد: 22.
(فتاوى نور على الدرب) الجزء الأول.
(48) الجمع بين حديث الوضوء لمن أكل من لحوم الإبل، وترك الوضوء مما مست النار.
السؤال:
عنجابر بن سمرة رضي الله عنه أن رجلاً سأل النبي صلى الله عليه وسلم: (أأتوضأ من لحومالغنم؟ قال: إن شئت، قال أتوضأ من لحوم الإبل؟ قال: نعم)، وفي الحديث الآخر: (إنهكان آخر الأمرين منه صلى الله عليه وسلم عدم الوضوء مما مست النار)، ما الحكمة في هذينالحديثين ولاسيما الوضوء من لحم الإبل، وكيف نجمع بين هذين الحديثين؟
الجواب:
(بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد:
فحديث جابر بن سمرة المشهور صحيح رواه مسلم في الصحيح أن النبي - صلىالله عليه وسلم - لما سئل عن لحوم الإبل أمر بالوضوء منها، أما في الغنم فقال: (إنشئت)، وثبت في حديث البراء بن عازب - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (توضئوا من لحوم الإبل)، فأمر الوضوء منها، فهذا يدل على أن لحم الإبل ينقضالوضوء، وأن الواجب على من أكل من لحم الإبل من الرجال والنساء الوضوء، وأما تركهالوضوء مما مست الناس فهذا عام يُستثنى منه لحم الإبل، كان النبي - صلى الله عليهوسلم - أمر بالوضوء مما مست النار ثم ترك ذلك، وقال جمهور أهل العلم إنه منسوخ وقالآخرون إنما ترك ذلك من جهة بيان عدم الوجوب، وإلا فيستحب الوضوء من لحم الغنم ونحوه، الحاصل أن ترك الوضوء مما مست النار أمرٌ عام يعم الإبل والبقر والغنم وغير ذلك،فجاءت أحاديث لحم الإبل تستثني يدل على أنه ما أراده - صلى الله عليه وسلم - إنماأراد البقر والغنم والخيول ونحو ذلك، أما الإبل فهو باقي ولهذا جمع بينهما، لما سئلعن لحم الإبل قال توضأ، وعن لحم الغنم قال إن شئت، فدل هذا على أنه ما جاء نسخ وجوبالوضوء مما مست النار) اهـ.
(نور على الدرب).
(49) الجمع بين النصوص التي فيها أن المسلم يدخل الجنة بعمله، وبين حديث (لن يدخل أحدٌ الجنة بعمله).
السؤال:
يقولالحق - تبارك وتعالى -: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم:
{إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواوَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًاخَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا} [الكهف:107،108].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/43)
ويقول - سبحانه وتعالى -: {أَمَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ فَلَهُمْجَنَّاتُ الْمَأْوَى نُزُلًا بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ} [السجدة:19] إلى غير ذلك منالآيات التي توضح ثواب الذين آمنوا عملوا الصالحات، والتي وردت في القرآن الكريم، وقد سمعت حديثاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول فيه: (لن يدخل أحدٌ عملهالجنة، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته). والسؤال: كيف نوفق بين مفهوم الحديث الشريف وبين مفهوم الآيات الكريمة؟
الجواب:
(بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول اللهوعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: فليس بحمد الله بين الآيات وبينالأحاديث اختلاف، فالله -جل وعلا- بين أن أسباب دخولهم الجنة أعمالهم الصالحة؛ كماقال- عز وجل -: ادْخُلُواْ الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ [(32) سورةالنحل]. إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُالْفِرْدَوْسِ نُزُلًا [(107) سورة الكهف]. والآيات في هذا المعنى كثيرة تبين أنالأعمال الصالحة هي أسباب دخول الجنة، كما أن الأعمال الخبيثة هي أسباب دخول النار، والحديث يبين أن دخولهم الجنة ليس بمجرد العمل، بل لا بد من عفو الله ورحمته - سبحانه وتعالى - فهم دخولها بأسباب أعمالهم، ولكن الذي أوجب ذلك رحمته - سبحانهوتعالى – وعفوه ومغفرته، ولهذا يقول - صلى الله عليه وسلم -: (والذي نفسي بيده لايدخلن الجنة أحدكم بعمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أنيتغمدني الله برحمة منه وفضل). فالباء هنا باء العوض هي ليست عوض العمل، ولكنه مجردرحمة الله وعفوه - سبحانه وتعالى - حصل بذلك قبول العمل، ودخول الجنة والنجاة منالنار، فهو الذي تفضل بالقوة على العمل، ويسر العمل وأعان عليه، فكل خير منه - سبحانه وتعالى -، ثم تفضل بإدخال العبد الجنة وإنجائه من النار بأسباب أعمالهالصالحة، فالمعوّل على عفوه ورحمته لا عمل العبد، فعمل العبد لو شاء الله -جل وعلا- لما كان هذا العمل، ولا ما وفق له، فهو الذي وفق له وهدى له - سبحانه وتعالى - فلهالشكر وله الحمد -جل وعلا-، فدخولهم الجنة برحمته وفضله ومغفرته لا بمجرد أعمالهم، بل أعمالهم أسباب والذي يسرها وأوجب دخول الجنة ومنَّ بذلك هو الله - سبحانهوتعالى) اهـ.
(نور على الدرب).
(50) الجمع بين الأحاديث التي وردت في كيفيةالسجود في مسألة النزول على الركبتين أو على اليدين.
سيدي الفاضل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فتعقيباً على ما جاء في كتابكم كيفية صلاة النبي صلى الله عليه وسلم في ص16 ونصه: (( ... ويسجد مكبراً واضعاً ركبته قبل يديه إذا تيسر ذلك فإن شق عليه قدم ركبتيه مستقبلاً .. حتى ... انبساط الكلب)) وهذا خلاف ما كتب الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في كتابه (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم من التكبير إلى التسليم) عن سجود اليدين قبل الركبتين.
وما قول فضيلتكم في الحديث الذي رواه أبو داود جاء فيه: ((إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه)).
كذلك أرجو من فضيلتكم التوضيح لحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه وبيان سنده حول القراءة زيادة على الفاتحة في الآخرين.
وفقنا الله لما فيه الخير العميم ونسأله أن يبعد عنا الشر والأشرار والنار والدمار آمين وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين. أختكم في الإسلام/ ح. ع. ن.
الجواب:
(من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخت في الله ح. ع. وفقها الله لكل خير وأتم عليها نعمة الإسلام آمين. سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: [1] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/3352#_ftn1#_ftn1)
فإجابة لرسالتك المؤرخة في يوم السبت 23/رجب/1413هـ.
والتي تعقبين فيها على رسالة سابقة منك بتاريخ 17/ربيع الأول/1413هـ. لقد سرني فيها حرصك على العلم واهتمامك بالبحث في الأمور الشرعية زادك الله توفيقاً ورزقك الله العلم النافع والعمل الصالح.
أما الرسالة الأولى فلا أذكرها. واستيضاحك عن حديث أبي هريرة رضي الله عنه في بروك البعير ومدى مخالفته لحديث وائل بن حجر في كيفية سجود رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/44)
أفيدك بأن نص حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبيته)) [2] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/3352#_ftn2#_ftn2)، وصدر الحديث لا يخالف حديث وائل بن حجر الذي قال فيه: ((رأيت النبي صلى الله عليه وسلم إذا سجد وضع ركبتيه قبل يديه)) [3] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/3352#_ftn3#_ftn3).
وذلك في تقديم الركبتين، لأن البعير يبرك على يديه أولاً، فإذا قدّم المصلي ركبتيه لم يبرك بروك البعير.
وأما قوله في آخره: (وليضع يديه قبل ركبتيه) فالأظهر أن ذلك انقلاب على الراوي لأنه يخالف صدر الحديث.
والصواب: وليضع ركبتيه قبل يديه حتى يتفق آخر الحديث مع أوله، ومع حديث وائل بن حجر المذكور وما جاء في معناه.
أما حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه الذي سألت عنه فقد رواه مسلم في صحيحه وهذا نصه: ((قال كنا نحرز قيام رسول الله صلى الله عليه وسلم في الظهر والعصر، فحرزنا قيامه في الركعتين الأوليين من الظهر قدر ألم تنزيل السجدة وفي الأخريين قدر النصف من ذلك، وفي الأوليين من العصر على قدر الأخريين من الظهر، والأخريين على النصف من ذلك)) [4] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/3352#_ftn4#_ftn4)، وفقك الله لما فيه خيراً الدنيا والآخرة، وزادكِ الله حرصاً وطاعة لله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته) اهـ.
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
[1] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/3352#_ftnref1#_ftnref1) صدرت من مكتب سماحته برقم 2852/ 1 في تاريخ 16/ 12/1413هـ.
[2] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/3352#_ftnref2#_ftnref2) أخرجه أحمد في باقي مسند المكثرين برقم 8598 وأبو داود في كتاب الصلاة، باب كيف يضع ركبتيه قبل يديه برقم 714.
[3] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/3352#_ftnref3#_ftnref3) أخرجه النسائي في كتاب التطبيق، باب أول ما يصل إلى الأرض من الإنسان في سجوده برقم 1077.
[4] ( http://www.ibnbaz.org.sa/mat/3352#_ftnref4#_ftnref4) أخرجه مسلم في كتاب الصلاة، باب القراءة في الظهر والعصر برقم 687.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الخامس والعشرون.
(51) الجمع بين الرفق في الدعوة، وبين قوله تعالى:
{أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَمِنْ دُونِ اللَّهِ}.
السؤال:
كيفالجمع بين الرفق بالناس في الدعوة إلى الله والحكمة في ذلك مع تطبيق هذه الآيات:
((أُفٍّ لَكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ)) [الأنبياء:67] .. ((وَبَدَابَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ)) [الممتحنة:4]، وهل البغض فيالله يكفي بالقلب أم لابد من إظهاره في كل الظروف والأحوال في مجال الدعوة إلى الله تعالى؟
الجواب:
(الرفق بالدعوة لا ينافي هذا، الله جل وعلا قال:
{قَدْ كَانَتْ لَكُمْأُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْإِنَّا بُرَاء مِنكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْوَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاء أَبَدًا حَتَّىتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ} (4) سورة الممتحنة، وقال عن إبراهيم إنه قال لقومه {أُفٍّ لَّكُمْ وَلِمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} (67) سورةالأنبياء، فالإنسان إذا علّم ودعا إلى الله وأرشد ولم يُستجب له، يصرح لهم، يصرح لهمبالعداوة والبغضاء لأنه أدى ما عليه وهذا ما ينافي الحكمة، لا يسبهم ولا يلعنهم، ولكن يدعوهم الله ويدعو لهم بالهداية، وإذا صرح لهم بالعداوة والبغضاء؛ لأن هذاديننا يوجب البغضاء والعداوة من المسلم للكافر، كما أمر الله نبيه وخليله إبراهيم أنيقول ذلك، ويقول تباً لآلهتكم، إذا كانت من الأصنام ونحوها، تباً لها، وإذا كانت منالأموات الكفار تباً لهم، وإذا كان المعبودون أنبياء أو صالحين لا، لا يقول هذا، يقول: هم بُرَاءُ منكم، الأنبياء والصالحون بُرَاءٌ من عابديهم من دون الله، يتبرؤون من عابديهم، فالواجب على الداعي إلى الله أن يكون عنده حكمة، يرفق فيالدعوة ويرشد إلى الله، بالكلام الطيب والأسلوب الحسن مع بيان بطلان العبادة لغيرالله، وأن الكفار أعداء للمسلمين وبينهم العداوة والبغضاء، هذا واجبهم) اهـ.
(نور على الدرب).
(52) الجمع بين حديث (صلاة في مسجدي .. )،
وحديث: (صلاة الرجل في بيته أفضل إلاالمكتوبة).
السؤال:
أنا منسكان المدينة النبوية -والحمد لله على هذه النعمة- إذ أديت صلاة الفريضة في المسجدالنبوي, فسؤالي عن الراتبة البعدية، فأنا في حيرة بين الحديثين، الأول: (صلاة فيمسجدي هذا خير من ألف صلاة) الحديث, والآخر: (صلاة الرجل في بيته أفضل إلاالمكتوبة)؟
الجواب:
(السنة للمؤمن أن يصلي الراتبة في بيته، هذا هو الأفضل، لقوله صلىالله عليه وسلم في الحديث الصحيح: (أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) هكذا علمأصحابه في المدينة في مسجده الشريف، وذكر صلاتك في البيت أفضل من صلاتك في المسجد، لك أجرٌ عظيم؛ لأنك امتثلت أمر الرسول صلى الله عليه وسلم وأطعت توجيهه عليه الصلاةوالسلام، فإذا صليت الفريضة في المسجد فالرواتب تكون في البيت أفضل، إذا كانت فيالمسجد بألف صلاة، ففي البيت أكثر؛ لأنك أطعت الرسول صلى الله عليه وسلم وامتثلتالسنة، وهكذا في مكة وهكذا في كل مكان، الفريضة تكون في المسجد والرواتب تكون فيالبيت في مكة والمدينة وغيرهما، والأجر في صلاتها في البيت أعظم من صلاتها فيالمسجد الحرام والمسجد النبوي، الرواتب والتهجد بالليل وصلاة الضحى كلها في البيتأفضل، لقوله صلى الله عليه وسلم: (أفضل صلاة المرء في بيته إلا المكتوبة) ويلحقبالمكتوبة ما شرعت له الجماعة، مثل صلاة التراويح في المسجد أفضل مثل صلاة الكسوفصلاة الجنازة، يصليها أفضل من البيت) اهـ.
(نور على الدرب).
يتبع .......
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/45)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 01:04 م]ـ
تابع العلامة ابن ابن باز - رحمه الله تعالى -:
(53) الجمع بين حديث (إن الرقى ... شرك) وأحاديث جواز الرقى.
السؤال:
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الرقى والتمائم والتولة شرك» (2) وعن جابر رضي الله عنه قال: («كان لي خال يرقي من العقرب فنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرقى، قال فأتاه فقال: يا رسول الله إنك نهيت عن الرقى وأنا أرقي من العقرب فقال: من استطاع منكم أن ينفع أخاه فليفعل» (3)، ما هو الجمع بين أحاديث المنع والجواز في موضوع الرقى؟ وما حكم تعليق الرقى من القرآن على صدر المبتلى؟ ع. س. ف من الرياض.
الجواب:
(الرقى المنهي عنها هي الرقى التي فيها شرك، أو توسل بغير الله، أو ألفاظ مجهولة لا يعرف معناها، أما الرقى السليمة من ذلك فهي مشروعة ومن أعظم أسباب الشفاء، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا» (4) وقوله صلى الله عليه وسلم: «من استطاع أن ينفع أخاه فلينفعه» (5) خرجهما مسلم في صحيحه، وقال صلى الله عليه وسلم: «لا رقية إلا من عين أو حمة» (6) ومعناه، لا رقية أولى وأشفى من الرقية من هذين الأمرين وقد رقى النبي صلى الله عليه وسلم ورُقي.
أما تعليق الرقى على المرضى أو الأطفال فذلك لا يجوز، وتسمى الرقى المعلقة: (التمائم) وتسمى الحروز والجوامع؛ والصواب فيها أنها محرمة ومن أنواع الشرك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودع الله له» (7) وقوله صلى الله عليه وسلم: «من تعلق تميمة فقد أشرك» (8) وقوله صلى الله عليه وسلم: «إن الرقى والتمائم والتولة شرك» (9).
واختلف العلماء في التمائم إذا كانت من القرآن أو من الدعوات المباحة هل هي محرمة أم لا؟ والصواب تحريمها لوجهين:
أحدهما: عموم الأحاديث المذكورة، فإنها تعم التمائم من القرآن وغير القرآن. والوجه الثاني: سد ذريعة الشرك فإنها إذا أبيحت التمائم من القرآن اختلطت بالتمائم الأخرى واشتبه الأمر وانفتح باب الشرك بتعليق التمائم كلها، ومعلوم أن سد الذرائع المفضية إلى الشرك والمعاصي من أعظم القواعد الشرعية.
والله ولي التوفيق) اهـ.
__________
(1) نشر في كتاب الدعوة جـ 1 ص 20 - 21.
(2) سنن أبو داود الطب (3883) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 381).
(3) صحيح مسلم السلام (2199) ,سنن ابن ماجه الطب (3515).
(4) صحيح مسلم السلام (2200) ,سنن أبو داود الطب (3886).
(5) صحيح مسلم السلام (2199).
(6) صحيح البخاري الطب (5378) ,صحيح مسلم الإيمان (220).
(7) مسند أحمد بن حنبل (4/ 154).
(8) مسند أحمد بن حنبل (4/ 156).
(9) سنن أبو داود الطب (3883) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 381).
(الفتاوى) ج6 ص381.
(54) الجمع بين الأحاديث الحاثة على القعود في الفتنة، وبين الحاثة على النصرة.
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم فضيلة الشيخ: ع , ح , خ. وفقه الله لما فيه رضاه وزاده من العلم والإيمان آمين.
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته , أما بعد:
فقد وصلني كتابكم الكريم المؤرخ في 24 \ محرم \ 1411 هـ وصلكم الله بهداه , واطلعت على جميع ما ذكرتم. ويسرني أن أخبركم أن الأحاديث المتعلقة بالفتن والتحذير منها محمولة عند أهل العلم على الفتن التي لا يعرف فيها المحق من المبطل فهذه الفتن المشروع للمؤمن الحذر منها , وهي التي قصدها النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «القاعد فيها خير من القائم والماشي خير من الساعي» (1) الحديث.
أما الفتن التي يعرف فيها المحق من المبطل والظالم من المظلوم فليست داخلة في الأحاديث المذكورة بل قد دلت الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة على وجوب نصر المحق والمظلوم على الباغي والظالم.
ومن هذا الباب ما جرى بين علي ومعاوية رضي الله عنهما.
فإن المصيب عند أهل السنة هو علي وهو مجتهد وله أجران.
ومعاوية ومن معه مخطئون وبغاة عليه لكنهم مجتهدون طالبون للحق فلهم أجر واحد رضي الله عن الجميع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/46)
وأما الاستعانة ببعض الكفار في قتال الكفار عند الحاجة أو الضرورة فالصواب أنه لا حرج في ذلك إذا رأى ولي الأمر الاستعانة بأفراد منهم , أو دولة في قتال الدولة المعتدية لصد عدوانها عملا بالأدلة كلها. فعند عدم الحاجة والضرورة لا يستعان بهم , وعند الحاجة والضرورة يستعان بهم على وجه ينفع المسلمين ولا يضرهم , وفي هذا جمع بين الأدلة الشرعية؛ لأنه صلى الله عليه وسلم استعان بالمطعم بن عدي لما رجع من الطائف ودخل في مكة بجواره , واستعان بعبد الله بن أريقط الديلي ليدله على طريق المدينة وكلاهما مشرك , وسمح للمهاجرين من المسلمين بالهجرة إلى الحبشة مع كونها دولة نصرانية لما في ذلك من المصلحة للمسلمين وبعدهم عن أذى قومهم من أهل مكة من الكفار.
واستعان بدروع من صفوان بن أمية يوم حنين وهو كافر «وقال في حديث عائشة رضي الله عنها للذي أراد أن يخرج معه في بدر وهو مشرك: ارجع فلن نستعين بمشرك» (2) وأقر اليهود بخيبر بعد ذلك , واستعان بهم في القيام على مزارعها ونخيلها لحاجة المسلمين إليه واشتغال الصحابة بالجهاد , فلما استغنى عنهم أجلاهم عمر رضي الله عنه، والأدلة في هذا كثيرة.
والواجب على أهل العلم الجمع بين النصوص وعدم ضرب بعضها ببعض. ودولة البعث أخطر على المسلمين من دولة النصارى؛ لأن الملحد أكفر من الكتابي كما لا يخفى. وما فعله حاكم العراق البعثي في الكويت يدل على الحقد العظيم والكيد للإسلام وأهله.
ومما يجب التنبيه عليه أن بعض الناس قد يظن أن الاستعانة بأهل الشرك تعتبر موالاة لهم , وليس الأمر كذلك فالاستعانة شيء والموالاة شيء آخر. فلم يكن النبي صلى الله عليه وسلم حين استعان بالمطعم بن عدي , أو بعبد الله بن أريقط , أو بيهود خيبر مواليا لأهل الشرك , ولا متخذا لهم بطانة , وإنما فعل ذلك للحاجة إليهم واستخدامهم في أمور تنفع المسلمين ولا تضرهم.
وهكذا بعثه المهاجرين من مكة إلى بلاد الحبشة ليس ذلك موالاة للنصارى , وإنما فعل ذلك لمصلحة المسلمين وتخفيف الشر عنهم. فيجب على المسلم أن يفرق ما فرق الله بينه , وأن ينزل الأدلة منازلها , والله سبحانه هو الموفق والهادي لا إله غيره ولا رب سواه , ونشفع لكم نسخة مما كتبناه في ذلك , ونسخة من قرارات المؤتمر بمكة المكرمة في الفترة من 21 - 23\ 2 \ 1411 هـ , ونسخة من وثيقة مكة المكرمة الصادرة عن المؤتمر المذكور.
وأسأل الله عز وجل أن يمنحنا وإياكم الفقه في الدين والثبات عليه والدعوة إليه على بصيرة , وأن يعيذنا وإياكم وسائر إخواننا من مضلات الفتن إنه سميع قريب.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرئيس العام لإدارات البحوث العلمية
والإفتاء والدعوة والإرشاد
__________
(1) صحيح البخاري المناقب (3407) ,صحيح مسلم الفتن وأشراط الساعة (2886) ,مسند أحمد بن حنبل (2/ 282).
(2) صحيح مسلم الجهاد والسير (1817) ,سنن الترمذي السير (1558) ,سنن أبو داود الجهاد (2732) ,سنن ابن ماجه الجهاد (2832) ,مسند أحمد بن حنبل (6/ 149) ,سنن الدارمي السير (2496).
(الفتاوى).
(55) الجمع بين حديث: (كان لا يدع ثلاثا صيام العشر، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغداة).
وحديث عائشة رضي الله عنها قولها: (ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط).
السؤال:
(روى النسائي في سننه عن أم المؤمنين حفصة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم «كان لا يدع ثلاثا: صيام العشر، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتين قبل الغداة» (1). وروى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قولها: «ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط» (2). وفي رواية: لم يصم العشر قط.
وقد ذكر الشوكاني في الجزء الرابع ص 324 من نيل الأوطار قول بعض العلماء في الجمع بين الحديثين، حديث حفصة وحديث عائشة، إلا أن الجمع غير مقنع، فلعل لدى سماحتكم جمعا مقنعا بين الحديثين؟ (3).
الجواب:
(قد تأملت الحديثين واتضح لي أن حديث حفصة فيه اضطراب، وحديث عائشة أصح منه. والجمع الذي ذكره الشوكاني فيه نظر، ويبعد جدا أن يكون النبي صلى الله عليه وسلم يصوم العشر ويخفى ذلك على عائشة، مع كونه يدور عليها في ليلتين ويومين من كل تسعة أيام؛ لأن سودة وهبت يومها لعائشة، وأقر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك، فكان لعائشة يومان وليلتان من كل تسع. ولكن عدم صومه صلى الله عليه وسلم العشر لا يدل على عدم أفضلية صيامها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قد تعرض له أمور تشغله عن الصوم.
وقد دل على فضل العمل الصالح في أيام العشر حديث ابن عباس المخرج في صحيح البخاري، وصومها من العمل الصالح فيتضح من ذلك استحباب صومها في حديث ابن عباس، وما جاء في معناه. وهذا يتأيد بحديث حفصة وإن كان فيه بعض الاضطراب، ويكون الجمع بينهما على تقدير صحة حديث حفصة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يصوم العشر في بعض الأحيان، فاطلعت حفصة على ذلك وحفظته، ولم تطلع عليه عائشة، أو اطلعت عليه ونسيته. والله ولي التوفيق) اهـ.
__________
(1) صحيح مسلم الصيام (1160) ,سنن الترمذي الصوم (763) ,سنن أبو داود الصوم (2453) ,سنن ابن ماجه الصيام (1709).
(2) صحيح مسلم الاعتكاف (1176) ,سنن الترمذي الصوم (756) ,سنن أبو داود الصوم (2439).
(3) من أسئلة مقدمة لسماحته من ع. س. م. وقد أجاب عنها سماحته بتاريخ 7\ 2 \ 1414 هـ.
(الفتاوى) ج15 ص 417.
يتبع ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/47)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 05 - 09, 12:53 م]ـ
تابع العلامة ابن باز:
(56) الجمع بين حديثي عائشة وابن عباس وبين حديث جابر –رضي الله عنهم- في كم يسعى المتمتع بين الصفا والمروة.
قال – رحمه الله تعالى-:
(طواف الإفاضة، وطواف الزيارة، وهو ركن من أركان الحج لا يتم الحج إلا به، وهو المراد في قوله عز وجل: {ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ وَلْيُوفُوا نُذُورَهُمْ وَلْيَطَّوَّفُوا بِالْبَيْتِ الْعَتِيقِ} (1)
ثم بعد الطواف وصلاة الركعتين خلف المقام يسعى بين الصفا والمروة إن كان متمتعا، وهذا السعي لحجه، والسعي الأول لعمرته.
ولا يكفي سعي واحد في أصح أقوال العلماء؛ لحديث عائشة رضي الله عنها قالت: «خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم» فذكرت الحديث، وفيه فقال: «ومن كان معه هدي فليهل بالحج مع العمرة ثم لا يحل حتى يحل منهما جميعا. . .» (2) إلى أن قالت: «فطاف الذين أهلوا بالعمرة بالبيت وبالصفا والمروة ثم حلوا ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى لحجهم» (3) رواه البخاري ومسلم.
وقولها رضي الله عنها - عن الذين أهلوا بالعمرة -: " ثم طافوا طوافا آخر بعد أن رجعوا من منى لحجهم " تعني به: الطواف بين الصفا والمروة، على أصح الأقوال في تفسير هذا الحديث، وأما قول من قال: أرادت بذلك طواف الإفاضة، فليس بصحيح؛ لأن طواف الإفاضة ركن في حق الجميع وقد فعلوه، وإنما المراد بذلك: ما يخص المتمتع، وهو الطواف بين الصفا والمروة مرة ثانية بعد الرجوع من منى لتكميل حجه، وذلك واضح بحمد الله، وهو قول أكثر أهل العلم، ويدل على صحة ذلك أيضا ما رواه البخاري في الصحيح تعليقا مجزوما به، عن ابن عباس رضي الله عنهما، أنه «سئل عن متعة الحج، فقال: أهل المهاجرون والأنصار وأزواج النبي صلى الله عليه وسلم، في حجة الوداع وأهللنا، فلما قدمنا مكة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اجعلوا إهلالكم بالحج عمرة إلا من قلد الهدي (4)، فطفنا بالبيت وبالصفا والمروة، وأتينا النساء، ولبسنا الثياب، وقال: من قلد الهدي فإنه لا يحل حتى يبلغ الهدي محله (5)، ثم أمرنا عشية التروية أن نهل بالحج، فإذا فرغنا من المناسك جئنا فطفنا بالبيت وبالصفا والمروة». انتهى المقصود منه، وهو صريح في سعي المتمتع مرتين. والله أعلم.
وأما ما رواه مسلم عن جابر رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لم يطوفوا بين الصفا والمروة إلا طوافا واحدا طوافهم الأول فهو محمول على من ساق الهدي من الصحابة؛ لأنهم بقوا على إحرامهم مع النبي صلى الله عليه وسلم حتى حلوا من الحج والعمرة جميعا والنبي صلى الله عليه وسلم قد أهل بالحج والعمرة وأمر من ساق الهدي أن يهل بالحج مع العمرة، وألا يحل حتى يحل منهما جميعا. والقارن بين الحج والعمرة ليس عليه إلا سعي واحد، كما دل عليه حديث جابر المذكور وغيره من الأحاديث الصحيحة.
وهكذا من أفرد الحج وبقي على إحرامه إلى يوم النحر ليس عليه إلا سعي واحد، فإذا سعى القارن والمفرد بعد طواف القدوم كفاه ذلك عن السعي بعد طواف الإفاضة، وهذا هو الجمع بين حديثي عائشة وابن عباس وبين حديث جابر المذكور رضي الله عنهم، وبذلك يزول التعارض ويحصل العمل بالأحاديث كلها.
ومما يؤيد هذا الجمع أن حديثي عائشة وابن عباس حديثان صحيحان، وقد أثبتا السعي الثاني في حق المتمتع، وظاهر حديث جابر ينفي ذلك، والمثبت مقدم على النافي، كما هو مقرر في علمي الأصول ومصطلح الحديث، والله سبحانه وتعالى الموفق للصواب، ولا حول ولا قوة إلا بالله) اهـ.
(مجموع فتاويه) ج16 ص79 - 81
__________
(1) سورة الحج الآية 29
(2) صحيح البخاري الحج (1481) ,صحيح مسلم الحج (1211) ,سنن النسائي مناسك الحج (2763).
(3) رواه البخاري في (الحج) باب طواف القارن برقم (1638)، ومسلم في (الحج) باب بيان وجوه الإحرام برقم (1211).
(4) رواه البخاري معلقا في (الحج) باب قول الله تعالى: (ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام).
(5) رواه البخاري معلقا في (الحج) باب قول الله تعالى: (ذلك لمن لم يكن أهله حاضري المسجد الحرام).
(57) الجمع بين آيات السيف، وبين آيات الكف عن المشركين وترك قتالهم.
قال –رحمه الله تعالى-:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/48)
( .. وبعض أهل العلم حكى الإجماع على عدم قتل النساء والصبيان، وقد ثبت عن رسول الله عليه الصلاة والسلام النهي عن قتل النساء والصبيان في الأحاديث الصحيحة , وقد جاء في أحاديث السنن النهي عن قتل الرهبان والشيوخ الفانين وأشباههم، وذكر بعض أهل العلم أن آية السيف وهي قوله جل وعلا: {فَإِذَا انْسَلَخَ الْأَشْهُرُ الْحُرُمُ فَاقْتُلُوا الْمُشْرِكِينَ حَيْثُ وَجَدْتُمُوهُمْ} (1) الآية، ليست ناسخة ولكن الأحوال تختلف , وهكذا قوله جل وعلا: {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ} (2) الآية , وقوله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قَاتِلُوا الَّذِينَ يَلُونَكُمْ مِنَ الْكُفَّارِ وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (3) وهكذا قوله سبحانه: {وَقَاتِلُوا الْمُشْرِكِينَ كَافَّةً كَمَا يُقَاتِلُونَكُمْ كَافَّةً وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ} (4) وهكذا قوله سبحانه: {وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ} (5)
فهذه الآيات وما في معناها قال بعض أهل العلم ليست ناسخة لآيات الكف عمن كف عنا وقتال من قاتلنا وليست ناسخة لقوله: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} (6) ولكن الأحوال تختلف فإذا قوي المسلمون وصارت لهم السلطة والقوة والهيبة استعملوا آية السيف وما جاء في معناها وعملوا بها وقاتلوا جميع الكفار حتى يدخلوا في دين الله أو يؤدوا الجزية إما مطلقا كما هو قول مالك - رحمه الله - وجماعة , وإما من اليهود والنصارى والمجوس على القول الآخر.
وإذا ضعف المسلمون ولم يقووا على قتال الجميع فلا بأس أن يقاتلوا بحسب قدرتهم ويكفوا عمن كف عنهم إذا لم يستطيعوا ذلك فيكون الأمر إلى ولي الأمر إن شاء قاتل وإن شاء كف , وإن شاء قاتل قوما دون قوم على حسب القوة والقدرة والمصلحة للمسلمين لا على حسب هواه وشهوته، ولكن ينظر للمسلمين وينظر لحالهم وقوتهم , فإن ضعف المسلمون استعمل الآيات المكية , لما في الآيات المكية من الدعوة والبيان والإرشاد والكف عن القتال عند الضعف. وإذا قوي المسلمون قاتلوا حسب القدرة فيقاتلون من بدأهم بالقتال وقصدهم في بلادهم ويكفون عمن كف عنهم فينظرون في المصلحة التي تقتضيها قواعد الإسلام وتقتضيها الرحمة للمسلمين والنظر في العواقب كما فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - في مكة وفي المدينة أول ما هاجر، وإذا صار عندهم من القوة والسلطان والقدرة والسلاح ما يستطيعون به قتال جميع الكفار أعلنوها حربا شعواء للجميع , وأعلنوا الجهاد للجميع كما أعلن الصحابة ذلك في زمن الصديق وعمر وعثمان - رضي الله عنهم - وكما أعلن ذلك الرسول - صلى الله عليه وسلم - في حياته بعد نزول آية السيف , وتوجه إلى تبوك لقتال الروم وأرسل قبل ذلك جيش مؤتة لقتال الروم عام 8 من الهجرة وجهز جيش أسامة في آخر حياته - صلى الله عليه وسلم -.
وهذا القول ذكره أبو العباس شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - واختاره، وقال: إنه ليس هناك نسخ ولكنه اختلاف في الأحوال؛ لأن أمر المسلمين في أول الأمر ليس بالقوي وليس عندهم قدرة كاملة أذن لهم بالقتال فقط , ولما كان عندهم من القدرة بعد الهجرة ما يستطيعون به الدفاع أمروا بقتال من قاتلهم وبالكف عمن كف عنهم , فلما قوي الإسلام وقوي أهله وانتشر المسلمون ودخل الناس في دين الله أفواجا أمروا بقتال جميع الكفار ونبذ العهود وألا يكفوا إلا عن أهل الجزية من اليهود والنصارى والمجوس إذا بذلوها عن يدهم صاغرون.
وهذا القول اختاره جمع من أهل العلم واختاره الحافظ ابن كثير - رحمه الله - عند قوله جل وعلا في كتابه العظيم: {وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} (7)
وهذا القول أظهر وأبين في الدليل؛ لأن القاعدة الأصولية أنه لا يصار إلى النسخ إلا عند تعذر الجمع بين الأدلة , والجمع هنا غير متعذر , كما تقدم بيانه، والله ولي التوفيق) اهـ.
(مجموع الفتاوي) ج18 ص130 - 133
__________
(1) سورة التوبة الآية 5
(2) سورة التوبة الآية 73
(3) سورة التوبة الآية 123
(4) سورة التوبة الآية 36
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/49)
(5) سورة الأنفال الآية 39
(6) سورة البقرة الآية 256
(7) سورة الأنفال الآية 61
يتبع .....
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 05 - 09, 12:57 م]ـ
تابع العلامة ابن باز:
(58) الجمع بين حديث جابر في كون متعة النساء حرمت عام الفتح، ظاهر حديث علي في كونها حرمت عام خيبر. والتوفيق بين النصوص في ذلك.
قال – رحمه الله تعالى -:
(مما أجيب به دعوى بأن المراد بقول الله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} (1) متعة النساء النسخ فإن الذين قالوا ذلك من العلماء جزموا بنسخها ثم اختلفوا في ناسخها هل هو القرآن أو الحديث أو هما معا كما أوضحه الإمام أبو جعفر النحاس في كتاب: (الناسخ والمنسوخ من القرآن) حيث قال بعد استعراضه أقوال أهل العلم في تلك الآية: " قال جماعة من العلماء: كانت المتعة حلالا ثم نسخ الله جل ثناؤه ذلك بالقرآن، وممن قال هذا سعيد بن المسيب، وهو يروي عن ابن عباس وعائشة وهو قول القاسم وسالم وعروة كما قرأ علي أحمد بن محمد بن الحجاج، عن يحيى بن سليمان، قال: حدثنا علي بن هشام عن عثمان عن عطاء الخراساني عن أبيه، عن ابن عباس في قوله تعالى: {فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً} (2) قال: نسختها {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ فَطَلِّقُوهُنَّ لِعِدَّتِهِنَّ} (3) يقول الطلاق للطهر الذي لم يجامعها فيه. قرأ علي محمد بن جعفر عن يوسف بن موسى، قال: حدثنا وكيع عن سفيان عن داود بن أبي هند عن سعيد بن المسيب قال: نسخت المتعة آية الميراث يعني {وَلَكُمْ نِصْفُ مَا تَرَكَ أَزْوَاجُكُمْ} (4) قال أبو جعفر: وذلك أن المتعة لا ميراث فيها، فلهذا قال بالنسخ وإنما المتعة أن يقول لها: أتزوجك يوما وما أشبه ذلك على أنه لا عدة عليك ولا ميراث بينهما ولا طلاق ولا شاهد يشهد على ذلك، وهذا هو الزنا بعينه، ولذلك قال عمر بن الخطاب: لا أوتى برجل تزوج متعة إلا غيبته تحت الحجارة. قرأ علي أحمد بن محمد بن الحجاج عن يحيى بن عبد الله بن بكير قال: حدثنا الليث عن عقيل عن ابن شهاب قال: قال لي سالم بن عبد الله وهو يذاكرني: يقولون بالمتعة هؤلاء، فهل رأيت نكاحا لا طلاق فيه ولا عدة له ولا ميراث فيه. وقال: قال لي القاسم بن محمد بن أبي بكر: كيف تجترئون على الفتيا بالمتعة وقد قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ} (5) {إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ} (6) {فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ} (7) قال أبو جعفر: وهذا قول بين؛ لأنه إذا لم تكن تطلق ولا تعتد ولا ترث فليست بزوجة، وقال قوم من العلماء: الناسخ للمتعة الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما قرأ علي أحمد بن محمد الأزدي عن إبراهيم بن أبي داود، قال: حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء، قال: حدثنا جويرية عن مالك بن أنس عن الزهري، أن عبد الله بن محمد بن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، والحسن بن محمد حدثاه عن أبيهما أنه سمع علي بن أبي طالب رضي الله عنه يقول لابن عباس: إنك رجل تائه يعني مائل، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن المتعة، قال أبو جعفر: ولهذا الحديث طرق فاخترنا هذا لصحته، ولجلالة جويرية من طريق أسماء؛ ولأن ابن عباس لما خاطبه علي رضي الله عنه بهذا لم يحاججه، فصار تحريم المتعة إجماعا؛ لأن الذين يحلونها اعتمادهم على ابن عباس، وقال قوم: نسخت المتعة بالقرآن والسنة جميعا وهذا قول أبي عبيد. اهـ.
وقد روى الربيع بن سبرة عن أبيه «أن النبي صلى الله عليه وسلم حرم المتعة يوم الفتح» (8) وقد صح من الكتاب والسنة التحريم (9).
مواقف أئمة العلم من اختلاف الروايات في الوقت الذي حرمت فيه المتعة، مع اتفاقهم على أن هذا الاختلاف لا يقدح فيها قدحا يقتضي تركها والاستمرار على الإباحة، وأما دعوى أن اختلاف الروايات الواردة في تاريخ تحريم متعة النساء يقدح فيها قدحا يقتضي البقاء على أصل الإباحة، فقد أجيب عنها بما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/50)
1 - قال القاضي عياض في شرح صحيح مسلم في تلك الأحاديث ما نصه: " ذكر مسلم عن سلمة بن الأكوع إباحتها يوم أوطاس، ومن رواية سبرة إباحتها يوم الفتح، وهما واحد ثم حرمت يومئذ، وفي حديث علي تحريمها يوم خيبر وهو قبل الفتح، وذكر غير مسلم عن علي أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عنها في غزوة تبوك، من رواية إسحاق بن راشد عن الزهري عن عبد الله بن محمد بن علي عن أبيه عن علي، ولم يتابعه أحد على هذا، وهو غلط منه، وهذا الحديث رواه مالك في الموطأ وسفيان ابن عيينة والعمري، ويونس وغيرهم عن الزهري وفيه يوم خيبر وكذا ذكره مسلم عن جماعة عن الزهري وهذا هو الصحيح. وقد روى أبو داود من حديث الربيع بن سبرة عن أبيه النهي عنها في حجة الوداع، قال أبو داود: وهذا أصح ما روي في ذلك، وقد روي عن سبرة أيضا إباحتها في حجة الوداع، ثم نهى النبي صلى الله عليه وسلم عنها حينئذ إلى يوم القيامة. وقد روي عن الحسن البصري أنها ما حلت قط إلا في عمرة القضاء، وروي هذا عن سبرة الجهني أيضا ولم يذكر مسلم في روايات حديث سبرة تعيين وقت إلا في رواية محمد بن سعيد الدارمي، ورواية إسحاق بن إبراهيم ورواية يحيى بن يحيى فإنه ذكر فيها يوم فتح مكة قالوا: وذكر الرواية بإباحتها يوم حجة الوداع خطأ؛ لأنه لم يكن يومئذ ضرورة ولا عزوبة وأكثرهم حجوا بنسائهم، والصحيح أن الذي جرى في حجة الوداع مجرد النهي كما جاء في غير رواية ويكون تجديده صلى الله عليه وسلم النهي عنها لاجتماع الناس، وليبلغ الشاهد الغائب ولتمام الدين، وتقرر الشريعة كما قرر كل شيء وبين الحلال والحرام يومئذ وبت تحريم المتعة حينئذ؛ لقوله: " إلى يوم القيامة " قال القاضي: ويحتمل ما جاء من تحريم المتعة يوم خيبر، وفي عمرة القضاء ويوم الفتح، ويوم أوطاس أنه حدد النهي، في هذه المواطن؛ لأن حديث تحريمها يوم خيبر صحيح، لا مطعن فيه، بل هو ثابت من رواية الثقات الأثبات، لكن في رواية سفيان أنه نهى عن المتعة، ولحوم الحمر الأهلية يوم خيبر، فقال بعضهم هذا الكلام فيه انفصال، ومعناه أنه حرم المتعة، ولم يبين زمن تحريمها ثم قال: ولحوم الحمر الأهلية يوم خيبر، فيكون يوم خيبر لتحريم الحمر خاصة ولم يبين وقت تحريم المتعة ليجمع بين الروايات قال هذا القائل: وهذا هو الأشبه أن تحريم المتعة كان بمكة، وأما تحريم لحوم الحمر فبخيبر بلا شك، قال القاضي: وهذا أحسن لو ساعده سائر الروايات عن غير سفيان، قال: والأولى ما قلناه: أنه قرر التحريم لكن يبقى بعد هذا ما جاء من ذكر إباحته في عمرة القضاء، ويوم الفتح ويوم أوطاس فتحتمل أن النبي صلى الله عليه وسلم أباحها لهم للضرورة بعد التحريم ثم حرمها تحريما مؤبدا فيكون حرمها يوم خيبر وفي عمرة القضاء ثم أباحها يوم الفتح للضرورة ثم حرمها يوم الفتح أيضا تحريما مؤبدا وتسقط رواية إباحتها يوم حجة الوداع؛ لأنها مروية عن سبرة الجهني، وإنما روى الثقات الأثبات عنه الإباحة يوم فتح مكة، والذي في حجة الوداع إنما هو التحريم، فيؤخذ من حديثه ما اتفق عليه جمهور الرواة ووافقه عليه غيره من الصحابة رضي الله عنهم، من النهي عنها يوم الفتح، ويكون تحريمها يوم حجة الوداع، تأكيدا وإشاعة له كما سبق. وأما قول الحسن: إنما كانت في عمرة القضاء لا قبلها ولا بعدها، فترده الأحاديث الثابتة في تحريمها يوم خيبر، وهي قبل عمرة القضاء وما جاء من إباحتها يوم فتح مكة، ويوم أوطاس مع أن الرواية بهذا إنما جاءت عن سبرة الجهني وهو راوي الروايات الأخرى، وهي أصح، فيترك ما خالف الصحيح، وقد قال بعضهم: هذا مما تداوله التحريم والإباحة والنسخ مرتين، والله أعلم " انتهى كلام القاضي عياض ونقله عنه النووي في شرح صحيح مسلم ج 9 ص 180، 181 وتعقبه ص 181 بقوله: " والصواب المختار أن التحريم والإباحة كانا مرتين، وكانت حلالا قبل خيبر ثم حرمت يوم خيبر ثم أبيحت يوم فتح مكة وهو يوم أوطاس لاتصالهما، ثم حرمت يومئذ بعد ثلاثة أيام تحريما مؤبدا إلى يوم القيامة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/51)
واستمر التحريم ولا يجوز أن يقال: إن الإباحة مختصة، بما قبل خيبر والتحريم يوم خيبر للتأبيد كما اختاره المازري والقاضي؛ لأن الروايات التي ذكرها مسلم في الإباحة يوم الفتح صريحة في ذلك فلا يجوز إسقاطها ولا مانع يمنع تكرير الإباحة، والله أعلم " اهـ.
الثاني: ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في منهاج السنة، وشمس الدين ابن القيم في زاد المعاد في هدي خير العباد. فقد قال شيخ الإسلام في الجزء الثاني من منهاج السنة. (ج 2 ص 156): " قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه حرم متعة النساء بعد الإحلال هكذا رواه الثقات في الصحيحين وغيرهما عن الزهري عن عبد الله والحسن ابني محمد بن الحنفية عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال لابن عباس رضي الله عنهما لما أباح المتعة: «إنك امرؤ تائه، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم المتعة ولحوم الحمر الأهلية عام خيبر» (10) رواه عن الزهري أعلم أهل زمانه بالسنة وأحفظهم لها أئمة الإسلام في زمانهم مثل مالك بن أنس وسفيان بن عيينة وغيرهما ممن اتفق على علمهم وعدلهم وحفظهم، ولم يختلف أهل العلم في أن هذا حديث صحيح متلقى بالقبول ليس في أهل العلم من طعن فيه، وكذلك ثبت في الصحيح أنه حرمها في غزاة الفتح إلى يوم القيامة وقد تنازع رواة حديث علي رضي الله عنه، هل قوله: عام خيبر، توقيت لتحريم الحمر فقط، أو له ولتحريم المتعة؟ والأول قول ابن عيينة، وغيره قالوا: إنما حرمت عام الفتح ومن قال بالآخر قال: إنها حرمت ثم أحلت، وادعت طائفة ثالثة: أنها أحلت بعد ذلك ثم حرمت في حجة الوداع، والروايات المستفيضة المتواترة متواطئة على أنه حرم المتعة بعد إحلالها. وأنها بعد أن حرمت لم تحل، وأنها لما حرمت عام فتح مكة لم تحل بعد ذلك ولم تحرم عام خيبر، بل عام خيبر حرمت لحوم الحمر الأهلية وكان ابن عباس يبيح المتعة وأكل لحوم الحمر الأهلية فأنكر علي بن أبي طالب ذلك عليه، وقال له: «إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم متعة النساء وحرم لحوم الحمر يوم خيبر» (11) فقرن بينهما في الذكر، لما روى ذلك لابن عباس رضي الله عنهما؛ لأن ابن عباس كان يبيحها، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه رجع عن ذلك لما بلغه حديث النهي عنها، فأهل السنة يتبعون عمر وعليا رضي الله عنهما، وغيرهما من الخلفاء الراشدين فيما رووه عن النبي صلى الله عليه وسلم، والشيعة خالفوا عليا فيما رواه عن النبي صلى الله عليه وسلم واتبعوا قول من خالفه " اهـ.
وقال الإمام ابن القيم في فوائد غزوة فتح مكة من زاد المعاد في هدي خير العباد حيث قال:
" ومما وقع في هذه الغزوة إباحة متعة النساء، ثم حرمها أي رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل خروجه من مكة، واختلف في الوقت الذي حرمت فيه المتعة، على أربعة أقوال:
أحدهما: أنه يوم خيبر وهذا قول طائفة من العلماء، منهم: الشافعي وغيره.
والثاني: أنه عام فتح مكة وهذا قول ابن عيينة وطائفة.
والثالث: أنه عام حنين، وهذا في الحقيقة هو القول الثاني لاتصال غزاة حنين بالفتح.
والرابع: أنه عام حجة الوداع وهو وهم من بعض الرواة، سافر فيه وهمه من فتح مكة إلى حجة الوداع كما سافر وهم معاوية من عمرة الجعرانة إلى حجة الوداع حيث قال: قصرت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمشقص على المروة في حجته، وقد تقدم في الحج، وسفر الوهم من زمان إلى زمان، ومن مكان إلى مكان ومن واقعة إلى واقعة، كثيرا ما يعرض للحفاظ فمن دونهم. والصحيح أن المتعة إنما حرمت عام الفتح (12)؛ لأنه قد ثبت في صحيح مسلم أنهم استمتعوا عام
الفتح مع النبي صلى الله عليه وسلم بإذنه ولو كان التحريم زمن خيبر للزم النسخ مرتين، وهذا لا عهد بمثله في الشريعة البتة ولا يقع مثله فيها، وأيضا فإن خيبر لم يكن فيها مسلمات وإنما كن يهوديات، وإباحة نساء أهل الكتاب لم يكن ثبت بعد، إنما أبحن بعد ذلك في سورة المائدة، بقوله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/52)
{الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} (13) وهذا متصل بقوله: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ} (14) وبقوله: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ دِينِكُمْ} (15) وهذا كان في آخر الأمر بعد حجة الوداع أو فيها فلم تكن إباحة نساء أهل الكتاب ثابتة زمن خيبر، ولا كان للمسلمين رغبة في الاستمتاع بنساء عدوهم قبل الفتح، وبعد الفتح استرق من استرق منهن وصرف إماء للمسلمين ".
ثم قال ابن القيم: " فإذا قيل: فما تصنعون بما ثبت في الصحيحين من حديث علي بن أبي طالب «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن متعة النساء يوم خيبر وعن أكل لحوم الحمر الإنسية» (16) وهذا صحيح صريح (17) قيل هذا الحديث قد صحت روايته بلفظين هذا أحدهما. والثاني: الاقتصار على نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن نكاح المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر هذه رواية ابن عيينة عن الزهري قال: قاسم بن أصبغ: قال سفيان بن عيينة - يعني - أنه نهى عن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر لا عن نكاح المتعة ذكره أبو عمر ابن عبد البر في التمهيد ثم قال: على هذا أكثر الناس " (18) اهـ. فتوهم بعض الرواة أن يوم خيبر ظرف لتحريمهن فرواه حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعة زمن خيبر والحمر الأهلية. واقتصر بعضهم على رواية بعض الحديث فقال: حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم المتعة زمن خيبر فجاء بالغلط البين.
قال ابن القيم: " فإن قيل: فأي فائدة في الجمع بين التحريمين إذا لم يكونا قد وقعا في وقت واحد وأين المتعة من تحريم الحمر؟ قيل: هذا الحديث رواه علي بن أبي طالب رضي الله عنه محتجا به على ابن عمه عبد الله بن عباس في المسألتين فإنه كان يبيح المتعة ولحوم الحمر فناظره علي بن أبي طالب في المسألتين، وروى له التحريمين وقيد تحريم لحوم الحمر الأهلية بزمن خيبر، وأطلق تحريم المتعة وقال: «إنك امرؤ تائه إن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم المتعة وحرم لحوم الحمر الأهلية يوم خيبر» (19) كما قاله سفيان بن عينية وعليه أكثر الناس، فروى الأمرين محتجا عليه بهما لا مقيدا لهما بيوم خيبر (20) والله الموفق " ...... ) اهـ.
مجموع فتاويه ج20 ص317 - 329
__________
(1) سورة النساء الآية 24
(2) سورة النساء الآية 24
(3) سورة الطلاق الآية 1
(4) سورة النساء الآية 12
(5) سورة المؤمنون الآية 5
(6) سورة المؤمنون الآية 6
(7) سورة المؤمنون الآية 7
(8) سنن النسائي النكاح (3368) ,سنن ابن ماجه النكاح (1962) ,مسند أحمد بن حنبل (3/ 405) ,سنن الدارمي النكاح (2196).
(9) الناسخ والمنسوخ ص 105، 106.
(10) صحيح البخاري الحيل (6560) ,صحيح مسلم النكاح (1407) ,سنن الترمذي النكاح (1121) ,سنن النسائي النكاح (3365) ,سنن ابن ماجه النكاح (1961) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 142) ,موطأ مالك النكاح (1151) ,سنن الدارمي النكاح (2197).
(11) صحيح البخاري المغازي (3979) ,صحيح مسلم النكاح (1407,1407,1407,1407) ,الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان (1407) ,سنن الترمذي النكاح (1121) ,الأطعمة (1794) ,سنن النسائي النكاح (3365,3366) ,الصيد والذبائح (4334) ,سنن ابن ماجه النكاح (1961) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 103,1/ 142,1/ 79) ,سنن الدارمي الأضاحي (1990) ,النكاح (2197).
(12) نقل الحافظ ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري) ج 9 ص 169 عن السهيلي أنه قال في كلامه في وقت تحريم متعة النساء: '' ومن قال من الرواة كان في غزوة أوطاس فهو موافق لمن قال عام الفتح. وذكر أن أوطاسا وحنينا واحدة، ثم تعقب كلام السهيلي، وأما قوله - أي السهيلي -: لا مخالفة بين أوطاس والفتح ففيه نظر؛ لأن الفتح كان في رمضان ثم خرجوا إلى أوطاس في شوال، وفي سياق مسلم أنهم لم يخرجوا من مكة حتى حرمت. ولفظه: أنه غزا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفتح فأذن لنا في متعة النساء، فخرجت أنا ورجل من قومي فذكر قصة المرأة إلى أن قال - ثم استمتعت فلم أخرج حتى حرمها '' وفي لفظ له: '' رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم قائما بين الركن والباب وهو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/53)
يقول بمثل حديث ابن نمير، وكان قد تقدم في حديث ابن نمير أنه قال: أيها الناس إني قد كنت أذنت لكم في الاستمتاع من النساء وإن الله قد حرم ذلك إلى يوم القيامة '' وفي رواية له: أمر أصحابه بالتمتع من النساء فذكر القصة قال: فكن معنا ثلاثا ثم أمرنا رسول صلى الله عليه وسلم بفراقهن '' وفي لفظ: '' فقال: إنها حرام من يومكم هذا إلى يوم القيامة '' فأما أوطاس فلفظ مسلم: رخص لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم عام أوطاس في المتعة ثلاثا ثم نهى عنها، وظاهر الحديثين المغايرة لكن يحتمل أن يكون أطلق على عام الفتح عام أوطاس لتقاربهما، ولو وقع في سياقه أنهم تمتعوا من النساء في غزوة أوطاس لما حسن هذا الجمع نعم ويبعد أن يقع الإذن في غزوة أوطاس بعد أن يقع التصريح قبلها في غزوة الفتح بأنها حرمت إلى يوم القيامة ا هـ.
(13) سورة المائدة الآية 5
(14) سورة المائدة الآية 3
(15) سورة المائدة الآية 3
(16) صحيح البخاري المغازي (3979) ,صحيح مسلم النكاح (1407,1407,1407,1407) ,الصيد والذبائح وما يؤكل من الحيوان (1407) ,سنن الترمذي النكاح (1121) ,الأطعمة (1794) ,سنن النسائي النكاح (3365,3366) ,الصيد والذبائح (4334) ,سنن ابن ماجه النكاح (1961) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 103,1/ 142,1/ 79) ,سنن الدارمي الأضاحي (1990) ,النكاح (2197).
(17) قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في (فتح الباري) ج 9 ص 169: ذكر ابن عبد البر من طريق قاسم بن أصبغ أن الحميدي ذكر عن ابن عيينة أن النهي زمن خيبر عن لحوم الحمر الأهلية، وأما المتعة فكان في غير يوم خيبر ثم راجعت مسند الحميدي من طريق قاسم بن أصبغ عن أبي إسماعيل السلمي عنه فقال بعد سياق الحديث قال ابن عيينة - يعني: أنه نهى عن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر ولا يعني نكاح المتعة قال ابن عبد البر: وعلى هذا أكثر الناس اهـ. المراد منه، وقد راجعت أنا مسند الحميدي من طريق ابن علي بشر بن موسى فوجدنا فيه ج 1 ص 22 طبعة المجلس العلمي ما نصه: حدثنا الحميدي حدثنا سفيان ثنا الزهري أخبرني حسن وعبد الله ابنا محمد بن علي عن أبيهما أن عليا رضي الله عنه قال لابن عباس رضي الله عنهما: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن نكاح المتعة وعن لحوم الحمر الأهلية زمن خيبر، ولا يعني نكاح المتعة اهـ. وفي هذا كله دلالة على أن في عبارة زاد المعاد خللا لعله من بعض النساخ.
(18) مما يدل على ما قاله ابن عبد البر ما ذكره الحافظ في (فتح الباري) ج 9 ص 169 حيث قال: '' وقال أبو عوانة في صحيحه: سمعت أهل العلم يقولون: معنى حديث علي أنه نهى يوم خيبر عن لحوم الحمر وأما المتعة فسكت عنها وإنما نهى عنها يوم الفتح '' اهـ.
(19) صحيح البخاري الحيل (6560) ,صحيح مسلم النكاح (1407) ,سنن الترمذي النكاح (1121) ,سنن النسائي النكاح (3365) ,سنن ابن ماجه النكاح (1961) ,مسند أحمد بن حنبل (1/ 142) ,موطأ مالك النكاح (1151) ,سنن الدارمي النكاح (2197).
(20) قال الحافظ ابن حجر في (فتح الباري) بعد إيراد قول ابن عيينة وأبي عوانة المتقدمين: '' يؤيد ظاهر حديث علي ما أخرجه أبو عوانة وصححه من طريق سالم بن عبد الله أن رجلا سأل ابن عمر عن المتعة، فقال: حرام، فقال: إن فلانا يقول فيها، فقال: والله لقد علم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم حرمها يوم خيبر وما كنا مسافحين '' اهـ.
يتبع ....
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 05 - 09, 03:03 م]ـ
تابع العلامة ابن باز:
(59) الجمع بين قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (1) وبين أن القوم لا يستطيعون أن يغيروا ما كتب لهم.
السؤال:
(ما هو تفسير قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (2) وتقول السائلة: مع أن الله هو الذي خلق الأنفس وهو الذي يتحكم بتغييرها فكيف يستطيع القوم أن يغيروا ما بأنفسهم ويغيروا ما كتب عليهم، أرجو التفضل بالشرح الوافي حول هذا الموضوع وجزاكم الله خيرا؟ (3)
الجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/54)
(الله سبحانه هو مدبر الأمور وهو مصرف العبادة كما يشاء سبحانه وتعالى وله الحكمة البالغة والحجة الدامغة، وهو سبحانه قد شرح لعباده الأسباب التي تقربهم منه وتسبب رحمته وإحسانه إليهم، ونهاهم عن الأسباب التي تسبب غضبه عليهم وبعدهم منه وحلول العقوبات بهم وهم مع ذلك لا يخرجون عن قدره، بفعل الأسباب التي شرعها لهم والتي نهاهم عنها، وهم بذلك لا يخرجون عن قدره سبحانه فالله أعطاهم عقولا وأعطاهم أدوات وأعطاهم أسبابا يستطيعون بها أن يتحكموا فيما يريدون من جلب خير ودفع شر، وهم بهذا لا يخرجون عن مشيئته كما قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ} (4) {وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ} (5) وقد سئل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن هذا، «قالوا له: يا رسول الله، إن كان ما نفعله قد كتب علينا وفرغ منه ففيم العمل؟ قال عليه الصلاة والسلام: اعملوا فكل ميسر لما خلق له {فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى} (6)» هكذا قوله جل وعلا: {إِنَّ اللَّهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ وَإِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ سُوءًا فَلَا مَرَدَّ لَهُ وَمَا لَهُمْ مِنْ دُونِهِ مِنْ وَالٍ} (7)
فأمره نافذ سبحانه وتعالى لكنه جل وعلا يغير ما بالناس إذا غيروا، فإذا كانوا على طاعة واستقامة ثم غيروا إلى المعاصي غير الله حالهم من الطمأنينة والسعادة واليسر والرخاء إلى غير ذلك، وقد يملي لهم سبحانه ويتركهم على حالهم استدراجا، ثم يأخذهم على غرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله، كما قال تعالى: {وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ} (8) وقال سبحانه: {فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ فَتَحْنَا عَلَيْهِمْ أَبْوَابَ كُلِّ شَيْءٍ حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً فَإِذَا هُمْ مُبْلِسُونَ} (9)
فالواجب الحذر، وعلى المؤمن أن يتقي الله ويسعى في الحق، وأن يستقيم عليه، وألا يحيد عنه إلى الباطل، فإنه متى حار عنه إلى الباطل فقد تعرض لغضب الله أن يغير قلبه، وأن يغير ما به من نعمة إلى ضدها من جدب وقحط وفقر وحاجة وغير ذلك، وهكذا بعد الصحة إلى المرض، وهكذا بعد الأمن إلى الخوف إلى غير ذلك بأسباب الذنوب والمعاصي، وهكذا العكس إذا كانوا في معاص وشرور وانحراف ثم توجهوا إلى الحق وتابوا إلى الله ورجعوا إليه واستقاموا على دينه، فإن الله يغير ما بهم سبحانه من الخوف والفقر والاختلاف والتشاحن إلى أمن وعافية واستقامة إلى رخاء، وإلى محبة وإلى تعاون وإلى تقارب، فضلا منه سبحانه، ومن هذا قوله تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنْفُسِهِمْ} (10) فالعبد عنده أسباب، وعنده عمل، وعنده إرادة، وعنده مشيئة، ولكنه بذلك لا يخرج عن قدر الله ومشيئته. فالواجب عليه أن يستعمل ما استطاع في طاعة الله ورسوله، وأن يستقيم على ما أمره الله به، وأن يحذر ما نهى الله عنه ورسوله عليه الصلاة والسلام، وأن يسأل ربه العون والتوفيق، والله سبحانه هو المتفضل، وهو الموفق، وهو الهادي جل وعلا، وله الفضل، وله النعمة، وله الإحسان، سبحانه وتعالى بيده الفضل، وبيده توفيق العباد، وبه هدايتهم، وبيده إضلالهم، يهدي من يشاء ويضل من يشاء سبحانه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/55)
والخلاصة: أن العبد له أسباب وأعمال، والله أعطاه أدوات يعرف بها الضار والنافع، والخير والشر، فإذا استعمل عقله وأسبابه في الخير جازاه الله على ذلك بالخير العظيم، وأدر عليه نعمه، وجعله في نعمة وعافية بعدما كان في سوء وشر - فإذا تاب إلى الله وأناب واستقام فالله جل وعلا بجوده وكرمه يغير حاله السيئة إلى حالة حسنة، وهكذا إذا كان العبد على راحة واستقامة وهدى، ثم انحرف وحاد عن الطريق، وتابع الهوى والشيطان، فالله سبحانه قد يعاجله بالعقوبة، وقد يغير عليه سبحانه وتعالى، فينبغي له أن يحذر وأن لا يغتر بأنعم الله تعالى عليه سبحانه وتعالى) اهـ.
(مجموع فتاويه) ج24 ص 252 - 256.
__________
(1)، (2) سورة الرعد الآية 11.
(3) السؤال من (برنامج نور على الدرب).
(4) سورة التكوير الآية 28
(5) سورة التكوير الآية 29
(6) مسند أحمد بن حنبل (3/ 304)،و أخرجه البخاري في كتاب (التوحيد) باب قول الله تعالى: وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ برقم (6996) ومسلم في كتاب (القدر) باب: كيفية خلق الآدمي برقم (4787).
(7) سورة الرعد الآية 11
(8) سورة إبراهيم الآية 42
(9) سورة الأنعام الآية 44
(10) سورة الأنفال الآية 53
(60) الجمع بين أحاديث غربة الدين،وأحاديث الطائفة المنصورة.
السؤال:
(ما الجمع بين حديث «بدأ الإسلام غريبا» (1) وحديث: «لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق» (2)؟ (3)
الجواب:
(لا منافاة بينهما: فالأول ظاهر من الواقع، وتمامه: «فسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء» (4) وفي رواية لغير مسلم: «يحيون ما أمات الناس من سنتي» (5) وفي رواية أخرى: «الذين يصلحون ما أفسد الناس» (6).
والحديث الثاني يدل على بقاء الإصلاح والدعوة والعلم والتعليم، وفيه بشارة أن هنالك طائفة لا تزال ظاهرة على الحق.
فالغربة لا تنافي الطائفة، ولا يلزم أن تكون بمكان واحد، والحق لا بد من بقائه حتى يخرج الدجال، وحتى تأتي الريح.
ثم إن هذه الغربة قد تزداد في مصر من الأمصار وتقل في مصر آخر، وقد تكون الغربة ذات معان متعددة: في كثرة البدع أو إنكار صلاة الجماعة أو عدم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ومن أعظمها، غربة أهل التوحيد وظهور الشرك. نسأل الله العافية. وقد يظهر الإسلام في ناحية ويكون فيها أحسن مما قبل كما هو الواقع، وقد يكون في زمان أفضل من زمان آخر.
أما حديث: «لا يأتي زمان إلا والذي بعده شر منه» (7) فهو محمول على الأغلب فلا يمنع أن يكون في بعض الزمان أحسن مما قبله، كما جرى في زمان عمر بن عبد العزيز فإن زمانه أحسن من زمان سليمان والوليد، وكما حصل في زمان شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم من ظهور السنة والرد على المبتدعة، وكما جرى في الجزيرة بعد دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب رحمه الله) اهـ.
(مجموع فتوى العلامة ابن باز) ج25 ص103 - 105
__________
(1) صحيح مسلم الإيمان (145) ,سنن ابن ماجه الفتن (3986) ,مسند أحمد بن حنبل (2/ 389).
(2) صحيح مسلم الإمارة (1920) ,سنن الترمذي الفتن (2229) ,سنن أبو داود الفتن والملاحم (4252) ,سنن ابن ماجه الفتن (3952) ,مسند أحمد بن حنبل (5/ 279).
(3) نشر في كتاب فتاوى إسلامية جمع وترتيب محمد المسند، ج 4، ص 136.
(4) أخرجه مسلم في كتاب الإيمان، باب بيان أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا، برقم 208.
(5) أخرجه ابن قتيبة في كتاب تأويل مختلف الحديث 1\ 115.
(6) أخرجه الترمذي في كتاب الإيمان، باب ما جاء أن الإسلام بدأ غريبا وسيعود غريبا، برقم 2554.
(7) أخرجه البخاري في كتاب الفتن، باب لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه، برقم 6541.
(61) الجمع بين حديثي «ثم يطوي الأرضين بشماله» و «إن كلتا يديه يمين».
السؤال:
(ما موقفنا من حديث ابن عمر موقوفا عند مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «ثم يطوي الأرضين بشماله ثم يقول: أنا الله، أين الجبارون، أين المتكبرون؟» (1) وكيف يجمع بينه وبين قوله صلى الله عليه وسلم: «إن كلتا يديه يمين» (2)؟
الجواب:
(كلها أحاديث صحيحة عند علماء السنة، وحديث ابن عمر مرفوع صحيح، وليس موقوفا وليس بينها اختلاف بحمد الله؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/56)
فالله سبحانه توصف يداه باليمين والشمال من حيث الاسم، كما في حديث ابن عمر، وكلتاهما يمين مباركة من حيث الشرف والفضل، كما في الأحاديث الصحيحة الأخرى.
وكما دل على ذلك قوله تعالى: {وَالسَّماوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ} (3) وقوله صلى الله عليه وسلم: «يمين الله ملآى لا تغيضها نفقة» (4) الحديث، واليمين ضدها الشمال بنص الحديث.
والمقصود من الآيات والأحاديث بيان أن الله سبحانه وتعالى له يمين وشمال من جهة الاسم، أما من جهة الفضل فكلتاهما يمين مباركة. ليس فيهما نقص بوجه من الوجوه، بل له سبحانه الكمال المطلق، في كل شيء بإجماع أهل السنة والجماعة، وهم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وأتباعهم بإحسان، كما قال الله عز وجل: {بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ} (5)) اهـ.
(مجموع فتوى الشيخ) ج25 ص 126 - 127
__________
(1) صحيح البخاري التوحيد (6977) ,صحيح مسلم صفة القيامة والجنة والنار (2788) ,سنن ابن ماجه الزهد (4275) ,مسند أحمد بن حنبل (2/ 88).
(2) صحيح مسلم الإمارة (1827) ,سنن النسائي آداب القضاة (5379) ,مسند أحمد بن حنبل (2/ 160).
(3) سورة الزمر الآية 67
(4) صحيح البخاري تفسير القرآن (4407) ,صحيح مسلم الزكاة (993) ,سنن الترمذي تفسير القرآن (3045) ,سنن ابن ماجه المقدمة (197) ,مسند أحمد بن حنبل (2/ 313).
(5) سورة المائدة الآية 64
(62) التوفيق بين حديث: «صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية ... » (1) وأنه - عليه الصلاة والسلام - ثبت عنه أنه لم يصمه.
السؤال:
سؤال عن حديث «صيام يوم عرفة يكفر السنة الماضية والباقية» (2) وقد ثبت أنه لم يصمه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأرجو تبيين ذلك حتى لا يفوت فضل صيام يوم عرفة؟ (3).
ج: «سئل رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن صيام يوم عرفة فقال: يكفر الله به السنة التي قبلها والتي بعدها» (4). «وسئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: يكفر الله به السنة التي قبلها» (5). هذا من قوله - صلى الله عليه وسلم - سواء صامه أو ما صامه علم الأمة، ومعنى يكفرها: إذا اجتنب الكبائر يكفر الصغائر؛ لقوله - صلى الله عليه وسلم -: «الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان كفارات لما بينهن إذا اجتنبت الكبائر» (6). والنبي - صلى الله عليه وسلم - إذا أخبر عن شيء وشرع للأمة يكفي، ولو لم يفعله - صلى الله عليه وسلم -، القول أقوى من الفعل.
__________
(1) سنن الترمذي الصوم (749) ,سنن ابن ماجه الصيام (1730) ,مسند أحمد بن حنبل (5/ 296).
(2) سنن الترمذي الصوم (749) ,سنن ابن ماجه الصيام (1730) ,مسند أحمد بن حنبل (5/ 296).
(3) من أسئلة حج عام 1418هـ.
(4) أخرجه الإمام أحمد في باقي مسند الأنصار برقم 21492، والترمذي في كتاب الصوم، باب ما جاء في فضل صوم يوم عرفة، برقم 680، وابن ماجه في كتاب الصيام، باب صيام يوم عرفة، برقم 1720.
(5) أخرجه الترمذي في كتاب الصوم، باب ما جاء في الحث على صوم يوم عاشوراء، برقم 683.
(6) صحيح مسلم الطهارة (233) ,سنن الترمذي الصلاة (214) ,سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1086) ,مسند أحمد بن حنبل (2/ 400).
يتبع ....
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[13 - 06 - 09, 09:27 ص]ـ
بارك الله فيك وسدد خطاك وجعل الجنة مثواك ...
اشتقنا شيخنا علي للموضوع .... فهل من مزيد ...
معذرة على الإزعاج ...
(وراك وراك والزمن طويل) ... (ابتسامة) ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - 06 - 09, 06:17 م]ـ
أضحك الله سنك يا أبا راكان، أبشر سأواصل هذا الموضوع، متى وجدت فرصة لذلك، وعندى موضوعان آخران لم أنته منهما:
(خلاصة المستفيد).
(فوائد من السماع).
فبمجرد ما أنتهي من (المنتقى الحباب)، أكمل هذه المواضيع بتوفيق الله تعالى بدء بهذا الموضوع (توفيق كبار العلماء).
كذلك (فوائد في الصيام) لم أكمله، لعلي أكمله في رمضان، إن بلغني الله تعالى رمضان، بلغك الله تعالى أخي أبا راكان رمضان وسائر الإخوة وكل موحد.(110/57)
هل من أثر على رقية الزروع أو الثمار
ـ[جمال العاتري]ــــــــ[11 - 04 - 09, 02:27 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين
وبعد ... السلام عليكم ورحمة الله تعالى ...
تعرض للمرء أحيانا حوادث فيفاجئه السؤال: ماحم الشرع في ذلك؟ مخافة أن يقع في المحظور من بدعة أو ما شابه ,عصمنا الله وإيكم من ذلك كله ... آمين. وكما يروى عن الامام سفيان الثوري رحمه الله قوله:الحديث درج والرأي مرج فإذا كنت على الدرج فاحذر أن تزل قدمك فتندك عنقك وإذا كنت في المرج فسر حيث شئت وإن استطعت ألا تحك رأسك إلا بدليل فافعل. وهذا في الحقيقة هو المطلوب من كل من يريد أن يحتاط من الوقوع في الشبهات و كل ما يريب الانسان.
وقد علمنا بالنصوص الشرعية جواز رقية الانسان والدابة والبيت كما أنه قيس على ذلك رقية السيارة وما شابه .... فهل من رقية للزروع والاشجار والثمار والارض المخصصة للزراعة ... وهل من أثر في ذلك؟
نرجوا الافادة بارك الله لكم في علمكم ... ويسر لنا ولكم الهدى , وو قنا وإياكم للصالح من الاعمال.(110/58)
أيهما أصح: (تنبيه هام) أم (تنبيه مهم)؟
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[11 - 04 - 09, 05:10 م]ـ
أيهما أصح: (تنبيه هام) أم (تنبيه مهم)؟
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[12 - 04 - 09, 02:48 ص]ـ
اعتقد الاولى (تنبيه هام) وجرى العرف على ذلك
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[12 - 04 - 09, 03:33 ص]ـ
بل يُقال: أن لفظة: (تنبيه هام) خاطئة، والصحيح: (تنبيه مهم) ..
والله أعلم ..
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[12 - 04 - 09, 03:39 ص]ـ
تفضّل أخي الفاضل:
ما الفرق بين هام و مهم؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111438)
الفرق بين هام ومهم!! مهم جداً ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=101220)
هام ومهم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=133835)
ـ[أبو محمد الخليفي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 11:06 ص]ـ
الله يعطيك العافية على هذه المعلومات
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 10:15 م]ـ
روى البخاري في الأدب المفرد:
عن جابر يعني ابن عبد الله -رضي الله عنهما- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- (دعا في مسجد الفتح ثلاثا يوم الإثنين ويوم الثلاثاء ويوم الأربعاء، فاستجيب له يوم الأربعاء بين الصلاتين، فعرف البشر في وجهه.
قال جابر:
فلم ينزل بي أمر مهم غليظ إلا توخيت تلك الساعة، فأدعو فيها فأعرف الإجابة).
ورواه أحمد والبزار وغيرهما وإسناد أحمد جيد.
وحسنه الألباني.
ورأيت أكثر أهل العلم يستخدمون لفظة (مهم) ولا يستخدمون لفظة (هام).
والله أعلم.
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[12 - 04 - 09, 10:27 م]ـ
جزاك الله خيرًا على هذه الفائدة.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[12 - 04 - 09, 10:49 م]ـ
سبق أن قلت في أحد الروابط المشار إليها أعلاه:
طالما نبَّه أصحاب التصحيح اللغوي إلى هذه اللفظة
ولكن!
هل هناك فرق صحيح بين همَّ وأهمَّ؟
يقول صاحب القاموس 4/ 194 (همَّه الأمرُ: حَزَنَهُ كأهمَّه)، وإذن: الهامّ والمهمّ كلاهما صحيح
وأما قول الأخ الفاضل (هام: من الهم وهو الحزن ... ومهم: من الأهمية) يحتاج إلى توثيق، ولا يخفى أن كلمة (أهمية) مصدر صناعي لم يعرفه العرب في عصر الاستشهاد.
بل إن (أهمَّ)، التي تُستعمل للتفضيل بمعنى (أجلَّ)، فيها نظر! والظاهر أن أقرب معانيها إلى الصواب أن تكون بمعنى أكبر عزيمة (فلان أهمَّ من فلان)
والموضوع يحتاج إلى مزيد من النظر
والآن أقول:
إما أن يكون كلاهما صوابًا، وإما أن يكون كلاهما خطأً!
لأن المقصود منهما ترجمة الكلمة الإفرنجية ( important)، وكلاهما يصلح لذلك، من باب التوسع اللغوي. وقد اشتقوا المصدر الصناعي (أهمية) لهذا الغرض.
ولا تكون إحداهما أصحّ لغوياً من الأخرى، لأن العرب لا يقولون هام ولا مهم للمعنى المشار إليه، وإنما يقولون (ذو شأن، جليل، خطير)، والهام والمهم في لغة العرب هو ما يجعلك تهتمّ، ولو لم يكن خطيراً في ذاته.
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[12 - 04 - 09, 11:07 م]ـ
انظر هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=140962
[ الموضع الثاني](110/59)
حلق اللحية ذنب مستمر؟؟
ـ[خالد المحايد]ــــــــ[11 - 04 - 09, 05:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد قرأت قبل مدة فائدة فقهية مضمونها: أن حلق اللحية هو الذنب الوحيد المستمر مع الإنسان ليلا ونهارا
وإذا لم أهم أن هذا من كلام شيخ الإسلام.
من مرت عليه هذه الفائدة يفيدني بها وله دعوة في ظهر الغيب فقد بحثت عنها ولم أجدها
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[11 - 04 - 09, 05:53 م]ـ
هذه الفائدة استفدناها منذ سنوات من شيخنا عبد المالك رمضاني لما كان مقيما في الجزائر
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:11 م]ـ
نعم هو ذنب مستمر ... لكن ليس الوحيد ..
فمثلا: قاطع الرحم .... أو بواطن الإثم وغير ذلك الكثير بل جدا.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[11 - 04 - 09, 07:40 م]ـ
نعم ليس الوحيد فهناك النمص والقزع والوشم وووو ... الخ ...
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[11 - 04 - 09, 10:05 م]ـ
- نعم من يعتاد حلق لحيته يأثم وعليه الذنب كلما حلقها.
*- لقد سئلت اللجنة الدائمة:- فتوى رقم (327).
س: ما حكم إعفاء اللحية فى الاسلام وهل بأثم من يحلقها أو لا؟
ج: " ما مختصره "
قال النبى صلى الله عليه وسلم:" خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب " البخارى ومسلم واحمد
والصحيح أن الأمر للوجوب كما هو فى الأصل فيه وخاصة إذا احتفت به قرائن، فمن حلق لحيته فقد أساء وخالف مقتضى الفطرة باتفاق المسلمين، وأثم بحلقه لها.
ـ[خالد المحايد]ــــــــ[12 - 04 - 09, 05:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا
لكن أريد المصدر من كلام أهل العلم المتقدمين هل سبق أن مرت على أحد
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[14 - 04 - 09, 05:05 ص]ـ
جاء فى كتاب "وجوب اعفاء اللحية" للإمام المحدث العلامة محمد زكريا الكاندهلوى ومع الكتاب تعليقات نفيسة وتقريظ للعلامة عبد العزيز بن باز ما نصه:
ص 12:10: إن المعاصى عديدة كالزنا واللواط وشرب الخمر وغيرها لكنها يؤثم عليها المرء وقت ارتكابها، كما أشار إليه الرسول ثلى الله عليه وسلم بقوله ..... إلى أن قال: فهذه المعاصى تنتهى بإنتهاء فعلها وأما حلق اللحية وقصرها قصرا غير شرعى فإنما هو إثم مستمر فى كل حيث وآن لما أنه يجب على المؤمن دائما فى كل وقت أن تكون لحيته معفاة موافقة للشريعة الغراء بإستمرار. فإذا خالف أمر الشرع كان آثمًا فى كل لحظة تمر من حياته إلى أن يتوب وتطول لحيته حسب ما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم، فحالق اللحية يصوم ويصلى ويحج ويعتمر وفى حال تعبده بهذه العبادات العظيمة أيضا تجده مرتكبا لهذه المعصية وحتى فى حال نومه ومأكله ومشربه تراه مرتكبا لها، شاء أم أبى تزداد فى كل ثانية صحيفته سوادًا وآثامًا بسبب هذه المعصية الخبيثة المستمرة.
وقال ص 68: والمعصية مهما كانت لا ينبغى للمؤمن أن يستهين بها خاصة هذه المعصية فإنها تتكرر من مرتكبها بإستمرار فيصر عليها بعضهم كل يوم مرة وبعضهم كل يوم مرتين والإصرار على المعصية يجعلها كبيرة، فقد أخرج البيهقى فى (الشُعب) عن ابن عباس:"كلُّ ذنبٍ أصرَّ عليه العبدُ كبيرة".
ـ[خالد المحايد]ــــــــ[14 - 04 - 09, 10:05 م]ـ
محمد بن عمران
هذا ما أريد أصبت كبد مطلبي
بارك الله بوقتك وجهدك ومالك وعلمك وعملك وولدك وجعلك مباركا أين ماكنت
لك مني دعوة بظهر الغيب بإذن الله
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[15 - 04 - 09, 10:48 ص]ـ
اذكر أن للشيخ ابن عثيمين كلاماً يذكر فيه أن حالق اللحية عاصٍ وقت الحلق دون الاستدامة
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 12:06 م]ـ
الشيخ ابن عثيمين ذكر ذلك في إمامة الفاسق ..
و قال بأن إمامة الفاسق لا تصح، و عدَّ من يحلق لحيته فاسقاً، لأن الفاسق هو الذي يعمل الكبيرة، و حلق اللحية و إن لم يكن كبيرة لكن الإصرار عليه يحيله كبيرة .. لأنه (لا صغيرة مع الاصرار)
عهدي بالكلام قديم ..
أرجو الإفادة ..
رعاكم الله
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[15 - 04 - 09, 04:12 م]ـ
محمد بن عمران
هذا ما أريد أصبت كبد مطلبي
بارك الله بوقتك وجهدك ومالك وعلمك وعملك وولدك وجعلك مباركا أين ماكنت
لك مني دعوة بظهر الغيب بإذن الله
جزاك الله خيرا أخى الحبيب وهذا من واجبك علىّ.
ـ[ابو مهند العدناني]ــــــــ[16 - 04 - 09, 06:42 م]ـ
هناك فرق بين المعصية والأثر الحاصل بها.
فقد يقال إن الإثم واقع على خصوص الفعل دون أثره.
وقد يقال بل الإثم واقع على مجموعهما.
وقد يقال هو واقع على الأول والثاني لازم له، فالمتولد من عمله داخل فيه.
ويراد بالأثر الصورة الباقية بعد الفعل.
كما لو قطع أصبع إنسان فبقي الكف بأربعة أصابع.
ويراد به ما تولد عن الفعل كالسراية في الجراحات إلى النفس أو ما دونها.
فهل العفو عن الشيء يكون عفوا عن أثره؟ فيه نزاع.
ويراد به إيجاد الباعث والداعي عن الغير.
كما لو سن سنة حسنة أو سيئة، فان هذا من اثأر فعله، وليس هو من فعله.
وحلق اللحية هو بالمعنى الأول.
وهو ما تؤول إليه صورة الوجه بعد الحلق.
فهل يكون الإثم مستمرا متزايدا ببقاء صورة الوجه على تلك الحال؟
فالذي يقول بالتزايد كالذي يقول إن من قطع أصبع معصوم بغير حق لا يزال الإثم مستمرا باقيا في حقه بديمومة بقاء صورة اليد على تلك الحال.
وكل أثر يحدثه في جسد إنسان كالشق أو الجرح يكون الإثم مستمرا ببقاء ذلك الأثر.
وإذا كان هذا باطلا بالاتفاق، فكذلك تلك الصورة الحاصلة بحلق اللحية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/60)
ـ[سيد سعيد الأثرى]ــــــــ[23 - 04 - 09, 02:10 م]ـ
قال الشيخ / ابن ياز
لا أعلم أحداً من أهل العلم قال بجواز حلق اللحية. (فتاوى ابن باز)
لذلك حالقها يمكن وصفة بالفسق.
*- وفى " العقود الدرية في تنقيح الفتاوى الحامدية " كتاب الشهادة "
فَحَيْثُ أَدْمَنَ عَلَى فِعْلِ هَذَا الْمُحَرَّمِ يَفْسُقُ.
*- قال الشيخ الألباني: تزين بعضهم بحلق اللحية فإنه فسق (9)
*-وقالت اللجنة الدائمة: حلق اللحية حرام وفاعله فاسق لمخالفته للأحاديث الآمرة بتوفيرها وإعفائها
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[25 - 04 - 09, 01:57 ص]ـ
و لكن اذا كان فسقاً فماذا نفعل بفتاوى المجامع الفقهية التي من أعضائها بعض الحليقين؟
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[28 - 04 - 09, 12:20 م]ـ
ياأخى الفاضل: العلم لا يؤخذ من أشخاص ولا من جماعات ولا من هيئات. إلا إذا وافق قولهم وفعلهم قول ربنا جل وعلا فى القرآن. وسنة النبى صلى الله عليه وسلم.
*- وسٌئلت اللجنة الدائمة أيضاً
س- كثير من العلماء قدموا للإسلام وللمسلمين كثيراً، أضاءوا الطريق وأحرقوا أنفسهم مازالوا يقد مون للمسلمين إلى أن يشاء الله، يُعتبرون من الذين حملوا راية لا إله إلا الله، وهم مع هذا كله يحلقون الذقن مثال " الشيخ سيد قطب، والشيخ محمد الغزالي " صاحب فقه السيرة، ألا تظنون أنهم لا يعرفون هذه الأحاديث التى أمر بها الرسول r من إعفاء اللحية وقص الشوارب أيعقل أنهم ارتكبوا إثماً ومعصية؟
ج- ابن آدم خطاء ولو كان عالماً، لقول النبي r : " كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" (2)، لأنه ليس بمعصوم ومن ذكرت من العلماء وأمثالهم يعرفون ما ورد من الأحاديث في النهى عن حلق اللحية والأمر بقص الشارب، وهم مع ذلك يخالفون تلك النصوص، إما لهوى في النفس أو لتأويل أو لأمور أخرى وهم على كل حال آثمون عاصون فئ حلقهم لحاهم، مُصيبون مُحسنون فيما قاموا به من نشر العلم ونصر الحق، وبذلك يكونون ممن خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً (3)، ونسأل الله أن يعفو عنا وعنهم.
*- وسٌئلت اللجنة الدائمة أيضاً (4):-
س – ما حكم الإسلام في حلق اللحية، لأن الناس فيها إشكال فمنهم من ينكرها فيقول لك الدين في القلب وليس في الشكل، ومنهم من يحلقها وهم كثيرون حتى العلماء، حتى ذهبت العامة إلى تقليد العلماء، وإذا قلت لهم حلقها لا يجوز يقول لك الشيخ حلقها، أنت لست أعلم منه، وإذا سئُل الشيخ الذي حلقها يتساهل فيها، لأن فاقد الشئ لا يعطيه؟
ج – إعفاء اللحية واجب، وحلقها حرام. وليس حلق بعض العلماء لحاهم حجة على جواز حلقها ..(110/61)
الحث بالإستفادة من أهل السلوك والتربية.
ـ[جامع الهيراني]ــــــــ[11 - 04 - 09, 06:40 م]ـ
الحمد لله والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلاّ على الظالمين وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
إن صيت أهل السلوك والتربية مستفيض فهم قوم عرفوا بقطع العلائق وتجريد الهمّة ودوام المراقبة وملاعاة الفرائض والسنن وحفظ الأوقات أن تذهب ضائعة.
قال شيخ الطريقة وإمام الطائفة الجنيد بن محمد قدس الله روحه: ((الطرق كلها مسدودة إلاّ طريق من إقتفى آثار النبي صلى الله عليه وسلم فإن الله عزّ وجلّ يقول " وعزتي وجلالي لو أتوني من كل طريق واستفتحوا من كل باب لما فتحت لهم حتي يدخلوا خلفك ")). وقال بعض العارفين: ((كل عمل بلا متابعة فهو عيش النفس)).
وهذه من وصايا كبار أهل التصوف الصحيح المتفق مع القرآن والسنة يوصون ويحثون بالمتابعة ويرون أن كل حال ووجد وذوق وشهود لا يشرق عليه نور العلم المؤيد بالدليل فهو من عبث النفس وحظوظها! ولهذا صغت قلوب كثير من علماء الإسلام إليهم وكانوا يستدلون بأقوالهم عند ذكرالسلوك والتربية لأنّهم كانوا أحق بها وأهلها كما ينقل ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية عنهم كثيرا وهذا تلميذه الإمام ابن القيّم يشرح في بعض كتبه كتاب [محاسن المجالس] لأبي العباس الشهير ب (ابن العريف) الصوفي المعروف ويقول "أنصف فيه وأذكر ماله وماعليه "
قال شيخ الإسلام عن الصوفية والتصوف: ((ولأجل ماوقع في كثير منهم من الإجتهاد والتنازع فيهم تنازع الناس في طريقهم فطائفة ذمت الصوفية والتصوف وقالوا: إنّهم مبتدعون خارجون عن السنّة ونقل عن طائفة من الأئمة في ذلك من الكلام ماهو معروف في ذلك وتبعهم على ذلك طوائف من أهل الفقه والكلام.
وطائفة غلت فيهم وادعوا أنهم أفضل الخلق وأكملهم بعد الأنبياء وكلا طرفي هذه الأمور ذميم.
والصواب أنهم مجتهدون في طاعة الله ففيهم السابق المقرب بحسب إجتهاده وفيهم المقتصد الذي هو من أهل اليمين وفي كل من الصنفين من قد يجتهد فيخطئ وفيهم من يذنب فيتوب أولايتوب.
ومن المنتسبين إليهم من هو ظالم لنفسه عاص لربه وقد إنتسب إليهم طوائف من أهل البدع والزندقة ولكن عند المحققين من أهل التصوف ليسوا منهم كالحلاج مثلا فإن أكثر مشايخ الطريق أنكروه وأخرجوا عن الطريق مثل الجنيد بن محمد سيّدالطائفة وغيره كماذكر ذلك الشيخ أبوعبدالرحمن السلمي في [طبقات الصوفية] وأبوبكرالخطيب في [تاريخ بغداد] فهذا أصل التصوف)). [مجموع الفتاوى 11/ 17 - -18].
ثم نسمع اليوم من بعض من يدعى السلفية ويحمل بعض العلم المجرد عن العمل يطعن في هؤلاء القوم كافة بل في الصالحين منهم وهذه آفة أبلي كثير منهم الذين هم في الحقيقة قطاع الطرق على السالكين إلى الله وسوّلت لهم أنفسهم أن الطعن فيهم قربة إلى الله وفي الحقيقة عداوة لأولياء الله! ومعاونة للشيطان! ومن تلبيسات الشيطان وخدعه لهم ومكره بهم! فالحذر من هؤلاء القطاع اللصوص!!.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
ـ[جامع الهيراني]ــــــــ[19 - 04 - 09, 05:36 م]ـ
قال الجنيد رحمه الله تعالى ((مذهبنا هذا مقيد بالأصول: بالكتاب والسنّة فمن لم يحفظ الكتاب ويكتب الحديث ويتفقّه لا يقتدى به)) إغاثة اللهفان 1/ 325 لأبن القيّم رحمه الله.(110/62)
كيف نجمع بين فضل الصف الأول و النهي عن الصلاة بين السواري
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[11 - 04 - 09, 08:42 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
هل النهي عن الصلاة بين السواري للتحريم أم للكراهة؟
إذا كان الصف الأول به بعض السواري فهل النهي مقدم على الترغيب أم العكس؟
هل هذا النهي عام أم خاص بالنوافل فقط؟
إذا عرفتُ الحكم،هل لي أن أنكر على المخالف أم للمسألة أقوال؟
و جزاكم الله خيرا.
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[13 - 04 - 09, 08:50 م]ـ
يا اخوة، هل من مجيب بارك الله فيكم.
ـ[أبو الشيماء]ــــــــ[13 - 04 - 09, 09:20 م]ـ
النهي للكراهة، عن أنس رضي الله عنه قال: "كنا نُنْهَى عن الصلاة بين السواري ونُطْرَدُ عنها" رواه الحاكم وصححه.
وللحاجة يصلي الناس بينها كضيق المسجد.
ومن الأفضل أن يتأخروا عن السواري فيكون الصف خلفها أو يتقدموا أمامها إن أمكن للا تقطع الصفوف.
قال العلامة ابن باز رحمه الله: ((السنة أن تستقيم الصفوف متصلة والأعمدة خلفهم تكون الأعمدة خلفهم، والصف يكون مستقيماً أمام الأعمدة ولا تقطع الصفوف, إلا عند الضرورة إذا ازدحم المسجد وضاق المسجد وصف الناس بين السواري فلا حرج للحاجة، ولهذا قال أنس: "إنهم كانوا يتقون ذلك"، يتقون الوقوف بين السواري يعني عند عدم الحاجة إلى ذلك، فالسنة أن يتقدم المأمومون وتكون الأعمدة خلفهم ولا يضر لو تقدم قليل من جهة العمود الذي خلفه العمود. لكن ينبغي للذين بين العمودين أن يتقدموا قليلاً حتى يستقيم الصف، وحتى يكون الذي خلفه عمود وغيره سواء سواء مستقيمين في الصف لا يتقدم أحد على أحد.)) أ. هـ
أما المنفرد والإمام فيجوز له أن يصلي بين السواري لما رواه عبد الله بن عمر: " أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لما دخل الكعبة صلى بين الساريتين ". رواه البخاري ومسلم.
الفتوى رقم (19578)
س: عندنا مسجد نريد فرشه، وقد سمعت أنه لا يجوز الصلاة بين الأعمدة، وأريد أن أتلافى خطوط الصف بين
(الجزء رقم: 6، الصفحة رقم: 329)
الأعمدة، فما حكم الصلاة بين الأعمدة، وعندما أردنا ترميم المسجد جاءنا أحد الإخوة وقال: إن أحد طلبة العلم يقول: لا يجوز أو تكره الصلاة في المحراب؛ بمعنى: تكره الصلاة داخل المحراب، فهل هذا صحيح؟
ج: تكره الصلاة بين السواري إذا قطعن الصفوف إلا لحاجة، كما إذا ضاق المسجد بالمصلين واحتاجوا إلى الصلاة بين السواري فإنها تزول الكراهة.
وكذلك يكره للإمام أن يصلي داخل الطاق (أي: المحراب)؛ لأن غالب المأمومين لا يرونه فلا يتم الاقتداء به، لكن هذا لا يمنع اتخاذ المحراب أو ترميم المسجد.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء.
أما مسألة الإنكار فتراعى المصلحة ولا يصل الأمر إلى التشنيع إنما بسط المسألة وتوضيح الحكم بطريقة ترغب في اتباع السنة.
والله أعلم.
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[13 - 04 - 09, 11:27 م]ـ
أخي أبا الشيماء جزاك الله خيرا و نفع الله بك و زادك هدى و بصيرة(110/63)
ما السنّة في القراءة في صلاة المغرب؟
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[11 - 04 - 09, 08:52 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
ينتشر في جميع المساجد تقصير القراءة في صلاة المغرب،فتجد الإمام يقرأ بقصار السور أو بآيات موجزات، و يداوم على ذلك يوميا، حتى يكون عدد المسبوقين الأكثر بين بقية الصلوات، فهل كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يفعل هكذا أم السنة غير ذلك، و جزاكم الله خيرا.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[11 - 04 - 09, 09:22 م]ـ
كان يقرأ عليه الصلاة والسلام سورة التين، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قرأ بالأعراف.
ـ[عبدالله الجوفي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 05:36 ص]ـ
ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قراء في صلاة المغرب بـ (الطور) , وكذلك بـ (المرسلات).
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 10:37 ص]ـ
كان يقرأ عليه الصلاة والسلام سورة التين، كما ثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قرأ بالأعراف.
لعلَّكِ وهمتِ فالتين قرأها في العشاء وليس المغرب
ولم يأت حديث صريح في قراءة - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في المغرب بقصار المفصل كما سأذكره إن شاء الله
ـ[أبو السها]ــــــــ[12 - 04 - 09, 11:04 ص]ـ
قال ابن القيم (زاد المعاد:1/ 203):
"وأما المغرب فكان هديه فيها خلاف عمل الناس اليوم فإنه صلاها مرة بـ (الأعراف) فرقها في الركعتين ومرة بـ (الطور) ومرة بـ (المرسلات)
قال أبو عمر بن عبد البر: روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قرأ في المغرب بـ (المص) وأنه قرأ فيها بـ (الصافات) وأنه قرأ فيها بـ (حم الدخان) وأنه قرأ فيها بـ (سبح اسم ربك الأعلى) وأنه قرأ فيها بـ (التين والزيتون) وأنه قرأ فيها بـ (المعوذتين) وأنه قرأ فيها بـ (المرسلات) وأنه كان يقرأ فيها بقصار المفصل قال: وهى كلها آثار صحاح مشهورة انتهى
وأما المداومة فيها على قراءة قصار المفصل دائما فهو فعل مروان بن الحكم ولهذا أنكر عليه زيد بن ثابت وقال: ما لك تقرأ في المغرب بقصار المفصل؟! وقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقرأ بطولى الطوليين قال: قلت: وما طولى الطوليين؟ قال: (الأعراف) وهذا حديث صحيح رواه أهل السنن
وذكر النسائي عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ في المغرب بسورة (الأعراف) فرقها في الركعتين فالمحافظة فيها على الآية القصيرة والسورة من قصار المفصل خلاف السنة وهو فعل مروان بن الحكم"
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 12:00 م]ـ
قال ابن القيم (زاد المعاد:1/ 203):
قال أبو عمر بن عبد البر: روي عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قرأ في المغرب بـ (المص) وأنه قرأ فيها بـ (الصافات) وأنه قرأ فيها بـ (حم الدخان) وأنه قرأ فيها بـ (سبح اسم ربك الأعلى) وأنه قرأ فيها بـ (التين والزيتون) وأنه قرأ فيها بـ (المعوذتين) وأنه قرأ فيها بـ (المرسلات) وأنه كان يقرأ فيها بقصار المفصل قال: وهى كلها آثار صحاح مشهورة انتهى
"
بوركت
في هذا نظر
أما المغرب فقال النسائي في السُّنن
الْقِرَاءَةُ فِي الْمَغْرِبِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى
974 - أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ عَنْ جَابِرٍ قَالَ
مَرَّ رَجُلٌ مِنْ الْأَنْصَارِ بِنَاضِحَيْنِ عَلَى مُعَاذٍ وَهُوَ يُصَلِّي الْمَغْرِبَ فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ فَصَلَّى الرَّجُلُ ثُمَّ ذَهَبَ فَبَلَغَ ذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَفَتَّانٌ يَا مُعَاذُ أَفَتَّانٌ يَا مُعَاذُ أَلَّا قَرَأْتَ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا وَنَحْوِهِمَا
كذا فيه (المغرب) وهو وهم والصواب العشاء كما في الصحيحين وغيرهما
أما التين
فروى عبد حميد في مسنده (495) وابن أبي شيبة (1=393)
من طريق إسرائيل، عن جابر، عن عامر، عن عبد الله بن يزيد الأنصاري، قال: «كان النبي صلى الله عليه وسلم يقرأ في المغرب: (والتين والزيتون)
وهذا إسناد ضعيف لضعف جابر الجعفي بل هو متروك
أما المعوِّذات فالصواب أنها في راتبة المغرب البعدية كما سيذكر
ابن حجر
قال الحافظ في الفتح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/64)
الْأَحَادِيثُ الَّتِي ذَكَرَهَا الْبُخَارِيُّ فِي الْقِرَاءَةِ هُنَا ثَلَاثَةٌ مُخْتَلِفَةُ الْمَقَادِيرِ لِأَنَّ الْأَعْرَافَ مِنْ السَّبْعِ الطِّوَالِ، وَالطُّورَ مِنْ طِوَالِ الْمُفَصَّلِ، وَالْمُرْسَلَاتِ مِنْ أَوْسَاطِهِ. وَفِي اِبْنِ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ اِبْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَرَأَ بِهِمْ فِي الْمَغْرِبِ بِاَلَّذِينَ كَفَرُوا وَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ، وَلَمْ أَرَ حَدِيثًا مَرْفُوعًا فِيهِ التَّنْصِيصُ عَلَى الْقِرَاءَةِ فِيهَا بِشَيْءٍ مِنْ قِصَارِ الْمُفَصَّلِ إِلَّا حَدِيثًا فِي اِبْنِ مَاجَهْ عَنْ اِبْنِ عُمَرَ نَصَّ فِيهِ عَلَى الْكَافِرُونَ وَالْإِخْلَاصِ، وَمِثْلُهُ لِابْنِ حِبَّانَ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ. فَأَمَّا حَدِيثُ اِبْنِ عُمَرَ فَظَاهِرُ إِسْنَادِهِ الصِّحَّةُ إِلَّا أَنَّهُ مَعْلُولٌ، قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: أَخْطَأَ فِيهِ بَعْضُ رُوَاتِهِ. وَأَمَّا حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ فَفِيهِ سَعِيدُ بْنُ سِمَاكٍ وَهُوَ مَتْرُوكٌ، وَالْمَحْفُوظُ أَنَّهُ قَرَأَ بِهِمَا فِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَاعْتَمَدَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا وَغَيْرُهُمْ حَدِيثَ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّهُ قَالَ " مَا رَأَيْت أَحَدًا أَشْبَه صَلَاةً بِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ فُلَانٍ، قَالَ سُلَيْمَانُ: فَكَانَ يَقْرَأُ فِي الصُّبْحِ بِطِوَالِ الْمُفَصَّلِ وَفِي الْمَغْرِبِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ " الْحَدِيثُ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ وَصَحَّحَهُ اِبْنُ خُزَيْمَةَ وَغَيْرُهُ. وَهَذَا يُشْعِرُ بِالْمُوَاظَبَةِ عَلَى ذَلِكَ، لَكِنْ فِي الِاسْتِدْلَالِ بِهِ نَظَرٌ يَأْتِي مِثْلُهُ فِي " بَابِ جَهْرِ الْإِمَامِ بِالتَّأْمِينِ " بَعْدَ ثَلَاثَةَ عَشَرَ بَابًا. نَعَمْ حَدِيثُ رَافِعٍ الَّذِي تَقَدَّمَ فِي الْمَوَاقِيتِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَنْتَضِلُونَ بَعْدَ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ يَدُلُّ عَلَى تَخْفِيفِ الْقِرَاءَةِ فِيهَا، وَطَرِيقُ الْجَمْعِ بَيْنَ هَذِهِ الْأَحَادِيثِ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ أَحْيَانًا يُطِيلُ الْقِرَاءَةَ فِي الْمَغْرِبِ إِمَّا لِبَيَانِ الْجَوَازِ وَإِمَّا لِعِلْمِهِ بِعَدَمِ الْمَشَقَّةِ عَلَى الْمَأْمُومِينَ، وَلَيْسَ فِي حَدِيثِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ ذَلِكَ تَكَرَّرَ مِنْهُ، وَأَمَّا حَدِيثُ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ فَفِيهِ إِشْعَارٌ بِذَلِكَ لِكَوْنِهِ أَنْكَرَ عَلَى مَرْوَانَ الْمُوَاظَبَةَ عَلَى الْقِرَاءَةِ بِقِصَارِ الْمُفَصَّلِ، وَلَوْ كَانَ مَرْوَانُ يَعْلَمُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَاظَبَ عَلَى ذَلِكَ لَاحْتَجَّ بِهِ عَلَى زَيْدٍ، لَكِنْ لَمْ يُرِدْ زَيْدٌ مِنْهُ فِيمَا يَظْهَرُ الْمُوَاظَبَةَ عَلَى الْقِرَاءَةِ بِالطِّوَالِ، وَإِنَّمَا أَرَادَ مِنْهُ أَنْ يَتَعَاهَدَ ذَلِكَ كَمَا رَآهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. وَفِي حَدِيثِ أُمِّ الْفَضْلِ إِشْعَارٌ بِأَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَقْرَأُ فِي الصِّحَّةِ بِأَطْوَلَ مِنْ الْمُرْسَلَاتِ لِكَوْنِهِ كَانَ فِي حَالِ شِدَّةِ مَرَضِهِ وَهُوَ مَظِنَّةُ التَّخْفِيفِ، وَهُوَ يَرُدُّ عَلَى أَبِي دَاوُدَ اِدِّعَاءَ نَسْخِ التَّطْوِيلِ لِأَنَّهُ رَوَى عَقِبَ حَدِيثِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ مِنْ طَرِيقِ عُرْوَةَ أَنَّهُ كَانَ يَقْرَأُ فِي الْمَغْرِبِ بِالْقِصَارِ، قَالَ: وَهَذَا يَدُلُّ عَلَى نَسْخِ حَدِيثِ زَيْدٍ، وَلَمْ يُبَيِّنْ وَجْهَ الدَّلَالَةِ، وَكَأَنَّهُ لَمَّا رَأَى عُرْوَةَ رَاوِيَ الْخَبَرِ عَمِلَ بِخِلَافِهِ حَمَلَهُ عَلَى أَنَّهُ اِطَّلَعَ عَلَى نَاسِخِهِ، وَلَا يَخْفَى بُعْدُ هَذَا الْحَمْلِ، وَكَيْفَ تَصِحُّ دَعْوَى النَّسْخِ وَأُمُّ الْفَضْلِ تَقُولُ: إِنَّ آخِرَ صَلَاةٍ صَلَّاهَا بِهِمْ قَرَأَ بِالْمُرْسَلَاتِ. قَالَ اِبْنُ خُزَيْمَةَ فِي صَحِيحِهِ: هَذَا مِنْ الِاخْتِلَافِ الْمُبَاحِ، فَجَائِزٌ لِلْمُصَلِّي أَنْ يَقْرَأَ فِي الْمَغْرِبِ وَفِي الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا بِمَا أَحَبَّ، إِلَّا أَنَّهُ إِذَا كَانَ إِمَامًا اُسْتُحِبَّ لَهُ أَنْ يُخَفِّفَ فِي الْقِرَاءَةِ كَمَا تَقَدَّمَ ا ه. وَهَذَا أَوْلَى مِنْ قَوْلِ الْقُرْطُبِيِّ: مَا وَرَدَ فِي مُسْلِمٍ وَغَيْرِهِ مِنْ تَطْوِيلِ الْقِرَاءَةِ فِيمَا اِسْتَقَرَّ عَلَيْهِ التَّقْصِيرُ أَوْ عَكْسُهُ فَهُوَ مَتْرُوكٌ
انتهى كلام الحافظ رحمه الله
وحديث رافع الذي أشار إليه الحافظ لفظه
رَافِعَ بْنَ خَدِيجٍ قال
كُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنَا وَإِنَّهُ لَيُبْصِرُ مَوَاقِعَ نَبْلِهِ
والله أعلم وأحكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/65)
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[12 - 04 - 09, 02:40 م]ـ
كما فهمته من مشاركاتكم أن النبي صلى الله عليه و سلم قرأ تارة بالطوال و تارة بالقصار، فلم يواظب على قراءة معينة كما اعتاده أغلب الأئمة اليوم و الله المستعان،
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[12 - 04 - 09, 06:07 م]ـ
جزاكم الله خيرًا على ما تفضّلتم به.
إضافةٌ للفائدة:
السّؤال:
ذكر سيد سابق أن المداومة في صلاة المغرب على قصار المفصل دائماً فعل مروان بن الحكم وهو خلاف السنة، بالعكس من النووي الذي ذكر أن ذلك هو السنة، فما هو الصحيح؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم،
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه
أما بعد:
فالصواب هو ما ذكره السيد سابق؛
لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم- ما كان يحافظ على قصار المفصل، بل تارةً يقرأ من قصار المفصل وتارةً يقرأ من طوال المفصل وتارةً يقرأ بغير ذلك، من غير المفصل، فالأفضل للإمام في المغرب أن يقرأ تارةً كذا وتارةً كذا اقتداءً بالنبي عليه الصلاة والسلام ولا يلازم المفصل ولا يلازم طوال المفصل، ولا أوساطه ولكن تارةً وتارةً يتأسى بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في ذلك،
فقد ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم - أنه كان يقرأ بقصار المفصل في المغرب، وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه قرأ فيها بالمرسلات في آخر حياته وهي ليست من قصار المفصل بل هي من طواله، وقرأ فيها بالطور وهي من طوال المفصل أيضاً، وقرأ فيها بالأعراف قسمها في ركعتين، وهي سورة طويلة،
فعلم بذلك أن السنة أن يقرأ فيها تارةً بقصار وتارةً بغيرها، فلا يلزم حالةً معينة.
الشّيخ عبد العزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ.
المصدر ( http://www.binbaz.org.sa/mat/15138)
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[12 - 04 - 09, 06:21 م]ـ
قال الشّيخ عبد الله بن جبرين ـ حفظه الله ـ: وكذلك أيضا صلاة المغرب، المغرب معروف أنه يجهر فيها بالقراءة في الركعتين الأولتين، ولكنه تارة يطيل القراءة، وتارة يتوسط، وتارة يخفف. ذكروا أن مروان بن الحكم لما كان أميرا على المدينة كان يقصر يقرأ دائما بقصار السور؛ أنكر عليه بعض الصحابة، وقال: إنك تقرأ بهذه السور القصيرة، وإن النبي -صلى الله عليه وسلم- قرأ فيها بطول الطوليين، طول الطوليين يعني الطول من السورتين الطويلتين المكيتين وهما الأنعام والأعراف، والطولى هي الأعراف فإنها أكثر من مائتي آية، وتزيد أو تقرب من جزء، وتقريبا جزء وربع وزيادة قرأ بها -صلى الله عليه وسلم- في المغرب، لكنه قسمها بركعتين يعني هي نحو ست وعشرون صفحة كما هي معروفة في المصاحف. ست وعشرون صفحة أكملها في صلاة المغرب. دليل على أنه كان يطيل صلاة المغرب أحيانا.
كذلك أيضا ثبت أنه -صلى الله عليه وسلم- قرأ فيها بالطور، وهي أكثر من صفحتين يعني نحو صفحتين وربع صفحة، وقرأ فيها أيضا بالمرسلات، وكان يقرأ فيها ولكنه لا يداوم على قراءة سورة معينة، بل أحيانا هذه وأحيانا هذه، فتكون هذه قراءته.
ولا بأس أن يقرأ بقصار المفصل أحيانا، قصار المفصل أولهن سورة: {وَالضُّحَى} إلى آخر القرآن. اهـ
المصدر ( http://ibn-jebreen.com/book.php?cat=7&book=96&toc=6718&page=5934)(110/66)
هل يجوز حلق اللحية عند السفر أم لا؟
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[11 - 04 - 09, 11:25 م]ـ
- شيوخى الأفاضل: - لى سؤال.
- نجد كثير من الأخوة الملتحين عند السفر من دولة إلى دولة. يحلق لحيته. ويستدل أن هناك بعض أهل العلم المعاصرين أباح ذلك.
فهل يجوز حلق اللحية عند السفر من دولة لدولة أم لا؟ مع ذكر أقوال أهل العلم فى ذلك. سواء العلماء
السابقين أو العلماء المعاصرين. مع ذكر الأدلة سواء من الكتب. أو من الشرائط؟
وجزاكم الله خيرا
*
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 12:43 ص]ـ
رقم الفتوى 8796 حدود الضرر المبيح لحلق اللحية
تاريخ الفتوى: 04 ربيع الثاني 1422
السؤال
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أود السؤال عن قضية راودتني كثيرا:
أنا شاب جزائري في العشرين من العمر أردت استخراج جواز السفر بنية العمرة و لكن لقيت عراقيل إدارية عندنا تتمثل في قانون إداري يمنع الصورة الشخصية في جواز السفر
وأنا ملتح؟
أفيدونا جزاكم الله خيرا في حكم حلق اللحية وأنا في هذا الوطن الذي يدع الإسلام ظاهرا، مع أني لا أملك
صورا لي سابقة بدون لحية وبارك الله فيكم
والسلام عليكم.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فيحرم على الرجل حلق لحيته، وقد تقدم بيان ذلك برقم (3707) (3198) (3707)،
ولا يباح حلق اللحية إلا إذا ترتب على إعفائها حصول ضرر محقق، كالقتل أو التشريد أو الحبس.
ومنه يعلم أنه لا يجوز حلق اللحية لأجل الذهاب إلى العمرة.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 12:45 ص]ـ
سؤال رقم 52886: هل يجوز له الأخذ من لحيته حتى لا يتعرض للأذى؟
سيتزوج صديقي في إحدى الدول الإسلامية، وهو مستقيم ويتبع السنة (يعفي لحيته)، والدولة التي سيسافر إليها تحتجز الأشخاص الملتحين في المطار ثم تقوم الشرطة السرية بمتابعتهم، وصديقي لا يريد أن يسبب صعوبات لعائلة زوجته، حيث من المتوقع أن تتم متابعتهم ويتعرضون لمضايقات من قبل الحكومة، لذلك فإنه يرغب في تهذيب لحيته قليلا لهذه المناسبة فقط، ثم يطلقها مرة أخرى، وهو لم يكن ليقصر لحيته لولا الأسباب المذكورة.
الحمد لله
إعفاء اللحية واجب شرعي، وحلقها محرم، وقد سبق في جواب السؤال
رقم (1189) بيان حكم حلق اللحية وأن
حلقها من المحرمات.
وقد نقل ابن حزم رحمه الله اتفاق العلماء على أن حلق اللحية لا
يجوز.
" المحلى " (2/ 189).
وأما حلقها خوفاً من الاعتقال أو تعرض معفيها للأذى: فإن هذا
الخوف ليس على درجة واحدة، فمنه ما يكون ظنّاً راجحاً، ومنه ما يكون وهماً، ومنه
ما يستوي طرفاه.
ولا يجوز له حلق لحيته أو تخفيفها إلا في حالة الظن الراجح، ولا
يجوز فيما عداه.
ويدخل هذا الفعل في باب الضرورة، قال الله تعالى: (فَمَنِ
اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ) البقرة/173، أو في باب الإكراه، قال الله تعالى: (مَنْ
كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ
مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ
غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) النحل/106.
والإكراه المعتبر في هذا: أن يلحقه ضرر من عدم حلقها، أما مجرد
المضايقة والسؤال والتحقيق، فإن هذه الأمور لا يسلم منها حالق اللحية، ولا تجيز
لصاحبها الوقوع في الإثم.
وللإكراه شروط لا بدَّ من تحققها حتى يجوز للمسلم أن يترخص بفعل
الحرام أو قوله إذا حصل له، ومعرفتها أمر هام لادعاء كثيرين أنهم مكرَهون وليس
كذلك.
قال ابن قدامة:
ومن شرط الإكراه ثلاثة أمور:
أحدها: أن يكون من قادرٍ.
الثاني: أن يغلب على ظنه نزول الوعيد به إن لم يجبه إلى ما
طلبه.
الثالث: أن يكون مما يستضر به ضرراً كثيراً , كالقتل والضرب
الشديد، والقيد , والحبس الطويل، فأما الشتم والسب فليس بإكراه، وكذلك أخذ
المال اليسير.
فأما الضرر اليسير فإن كان في حق من لا يبالي به: فليس بإكراه
، وإن كان في بعض ذوي المروءات على وجه يكون إخراقا بصاحبه (أي إهانةً) , وغضّاً
له وشهرة في حقه فهو كالضرب الكثير في حق غيره.
وإن تُوُعِد بتعذيب ولده: فقد قيل: ليس بإكراه؛ لأن الضرر
لاحق بغيره، والأولى: أن يكون إكراها؛ لأن ذلك عنده أعظم من أخذ ماله، والوعيد
بذلك إكراه , فكذلك هذا.
" المغني " (7/ 292) باختصار.
وإذا كان الأذى يُدفع بتخفيف اللحية فلا يحلقها بل يكتفي
بالتخفيف، فالحلق أشد من التخفيف.
وينبغي التنبه إلى أنه يجب أن يكون محتاجاً إلى السفر لهذا البلد
، أما مع عدم الحاجة إلى ذلك فلا يجوز له حلق لحيته من أجل السفر، لأنه غير مضطر
إلى ذلك.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/67)
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[12 - 04 - 09, 02:33 ص]ـ
سؤال رقم 52886: هل يجوز له الأخذ من لحيته حتى لا يتعرض للأذى؟
" المحلى " (2/ 189).
وأما حلقها خوفاً من الاعتقال أو تعرض معفيها للأذى: فإن هذا
الخوف ليس على درجة واحدة، فمنه ما يكون ظنّاً راجحاً، ومنه ما يكون وهماً، ومنه
ما يستوي طرفاه.
ولا يجوز له حلق لحيته أو تخفيفها إلا في حالة الظن الراجح، ولا
يجوز فيما عداه.
ويدخل هذا الفعل في باب الضرورة، قال الله تعالى: (فَمَنِ
اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلَا عَادٍ فَلَا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ) البقرة/173، أو في باب الإكراه، قال الله تعالى: (مَنْ
كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ
مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ وَلَكِنْ مَنْ شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْرًا فَعَلَيْهِمْ
غَضَبٌ مِنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ) النحل/106.
والإكراه المعتبر في هذا: أن يلحقه ضرر من عدم حلقها، أما مجرد
المضايقة والسؤال والتحقيق، فإن هذه الأمور لا يسلم منها حالق اللحية، ولا تجيز
لصاحبها الوقوع في الإثم.
وللإكراه شروط لا بدَّ من تحققها حتى يجوز للمسلم أن يترخص بفعل
الحرام أو قوله إذا حصل له، ومعرفتها أمر هام لادعاء كثيرين أنهم مكرَهون وليس
كذلك.
قال ابن قدامة:
ومن شرط الإكراه ثلاثة أمور:
أحدها: أن يكون من قادرٍ.
الثاني: أن يغلب على ظنه نزول الوعيد به إن لم يجبه إلى ما
طلبه.
الثالث: أن يكون مما يستضر به ضرراً كثيراً , كالقتل والضرب
الشديد، والقيد , والحبس الطويل، فأما الشتم والسب فليس بإكراه، وكذلك أخذ
المال اليسير.
فأما الضرر اليسير فإن كان في حق من لا يبالي به: فليس بإكراه
، وإن كان في بعض ذوي المروءات على وجه يكون إخراقا بصاحبه (أي إهانةً) , وغضّاً
له وشهرة في حقه فهو كالضرب الكثير في حق غيره.
وإن تُوُعِد بتعذيب ولده: فقد قيل: ليس بإكراه؛ لأن الضرر
لاحق بغيره، والأولى: أن يكون إكراها؛ لأن ذلك عنده أعظم من أخذ ماله، والوعيد
بذلك إكراه , فكذلك هذا.
" المغني " (7/ 292) باختصار.
وإذا كان الأذى يُدفع بتخفيف اللحية فلا يحلقها بل يكتفي
بالتخفيف، فالحلق أشد من التخفيف.
وينبغي التنبه إلى أنه يجب أن يكون محتاجاً إلى السفر لهذا البلد
، أما مع عدم الحاجة إلى ذلك فلا يجوز له حلق لحيته من أجل السفر، لأنه غير مضطر
إلى ذلك.
والله أعلم.
جزاك الله خيرا امتعت وأفدت ولكن احس بالفتوى الثانية انه اقرب للواقع وليس من منظار بعيد وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 03:05 ص]ـ
نسيتُ أن أذكُرَ أنّ مصدر الفتوى الثانية هو (الإسلام سؤال وجواب) بإشراف الشيخ المنجّد.
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[12 - 04 - 09, 01:00 م]ـ
جزاكم الله خيراً
أخى أبو عمرو الأندلسى.
وأخى أحمد صفوت.
وبارك الله فيكما وفى علمكما. وجعلكم الله فى نصرة الدين واعلاء كلمته.
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[12 - 04 - 09, 03:02 م]ـ
إضافةٌ للفائدة:
السؤال:
إذا سافر الواحد منا إلى بلاد أخرى هل يجوز له أن يحلق لحيته حتى لا يقال أنه إرهابي؟ وهل يجوز تقصير اللحية الكبيرة؟
الاجابة:
لا يجوز ذلك إلا إذا خاف على نفسه من سجن، أو ضرب، أو إبعاد، أو تعذيب، أو تنكيل فيعتبر حينئذ مكرها غير موافق، والإكراه عذر حتى في الكفر لقوله تعالى: إِلَّا مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالْإِيمَانِ ( http://quran.al-islam.com/Display/Display.asp?l=arb&nType=1&nSora=16&nAya=106) وفي الحديث: عفي لأمتي عن الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه ولا يجوز تقصير اللحية الكبيرة إلا إذا كانت مشوهة تلفت الأنظار ويصير لصاحبها شهرة بسببها. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
المصدر ( http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=12950&parent=144)
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[12 - 04 - 09, 09:14 م]ـ
بارك الله فيك أبو محمد
وزادك الله علما
ـ[احمد السعد]ــــــــ[13 - 04 - 09, 06:59 ص]ـ
طيب
ماتقولون اخواني حالياً في بعض اهل العلم والملتزمين الذين قاموا بتخفيف لحاهم بعدما كانوا مطلقينها
وقد اصبحت ظاهره مشاهده وبنسبه كبيره
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[13 - 04 - 09, 12:09 م]ـ
طيب
ماتقولون اخواني حالياً في بعض اهل العلم والملتزمين الذين قاموا بتخفيف لحاهم بعدما كانوا مطلقينها
وقد اصبحت ظاهره مشاهده وبنسبه كبيره
اليس يوجد حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم " اعذر أخاك سبعين عذراً فإن
لم تجد له عذراً .. فقل لعل الله أوجد له عذراً "
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 12:59 م]ـ
طيب
ماتقولون اخواني حالياً في بعض اهل العلم والملتزمين الذين قاموا بتخفيف لحاهم بعدما كانوا مطلقينها
وقد اصبحت ظاهره مشاهده وبنسبه كبيره
أخي هذا السؤال لا نفع فيه، المهم أن نعلم الحكم الشرعي لهذه المسألة و كما قيل "و المنصفون يكتفون بالنبي" صلى الله عليه و سلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/68)
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[13 - 04 - 09, 04:24 م]ـ
أهل العلم ورجال الدين وخطباء المساجد وحلق لحاهم
من الأخطاء بل من المحرمات التى يقع فيها كثير من المسلمين في هذه الأيام. التهاون والاستهتار في حلق اللحية. وعدم إعفاؤها، بل والتساهل في أمر حلقها ونجد من بين هؤلاء الناس من هم من العلماء ورجال الدين وخطباء المساجد والوعاظ والمتصدرين للفتوى () في القنوات الفضائية والدائمين ظهور على قنواتها المختلفة. يحلقون لحاهم بل ويجاهرون بذلك بل وإذا سئُلوا أو تحدثوا عن حكم اللحية.ظنوا بفهمهم الخاطئ وتفكيرهم الغير الصحيح واستدلالهم الضعيف بأن إعفاء اللحية سنة عن النبي? فجائز " حلقها أو إعفائها " وأنه لا توجد آية في كتاب الله تأمر بإطلاق اللحية وعدم حلقها.وأن إعفاءها أمر عادى، فهذه حرية لكل مسلم فكل إنسان حر في جسده يفعل فيه ما يشاء حسب ظروفه وحسب هيئته ومظهره وحسب سلوكه وحسب عادته وحسب بيئته وحسب المجتمع الذي يعيش فيه.فمن أطلق لحيته فقد أصاب السنة ومن حلقها فلا إثم عليه ولا ذنب عليه.
فحلقوا لحاهم وعصوا الله ورسوله.وأضلوا الناس بهذه الفتاوى الباطلة وصاروا يحملون أوزارهم وأوزار من حلقوا لحاهم على ظهورهم إلى يوم القيامة.
* - قال الإمام ابن حجر: وكانت الأئمة بعد النبي ? يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها أي إذا لم يكن فيها نص بحكم معين وكانت على أصل الإباحة فمراده ما احتمل الفعل والترك احتمالا واحدا وأما ما عرف وجه الحكم فيه فلا، وأما تقييده بالأمناء فهي صفة موضحه لأن غير المؤتمن (أي من أهل العلم) لا يستشار ولا يلتفت لقوله (2)
*- قال الشيخ محمود خطاب السبكى: قد تساهل في هذا الزمان كثير من المتعلمين فحلقوا لحاهم ووفروا شواربهم وتشبه جماعة منهم ببعض الكافرين فحلقوا أطراف الشوارب ووفروا ما تحت الأنف واغتر بهم كثير من الجاهلين (3). أ هـ
*- يقول الشيخ ابن عثيمين: وليس إبقاء اللحية من الأمور العادية كما يظنه بعض الناس. وإنما هو من الأمور التعبدية والتي أمر بها رسول الله ? والأصل في أوامر النبي? التعبد والوجوب حتى يقوم دليل على خلاف ذلك (4).
*- قال الشيخ الألباني: وفي كون الإعفاء من الفطرة رد صريح على بعض الشيوخ المنحرفين الذين يحلقون لحاهم ويزعمون أن الإعفاء عادة وليس بعبادة: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} الروم30 (5)
.....................................
(1) - العبرة بالفتوى الدليل،لا المألوف ولا العادات ولا التقاليد ولا المناصب ولا الولايات. (هامش تعظيم الفتيا (20)
(2) – فتح الباري (13/ 342).
(3) المنهل العذب المورود في شرح سنن أبى داوود.
(4) - الضياء اللامع (ص144).
(5) - أنظر تحقيق الشيخ وتعليقاته على رياض الصالحين / للنووي (ح 1212 / ص 434).
************************************************** ************************
*- وسٌئلت اللجنة الدائمة ():-
س- كثير من العلماء قدموا للإسلام وللمسلمين كثيراً، أضاءوا الطريق وأحرقوا أنفسهم مازالوا يقد مون للمسلمين إلى أن يشاء الله، يُعتبرون من الذين حملوا راية لا إله إلا الله، وهم مع هذا كله يحلقون الذقن مثال " الشيخ سيد قطب، والشيخ محمد الغزالي " صاحب فقه السيرة، ألا تظنون أنهم لا يعرفون هذه الأحاديث التى أمر بها الرسول ? من إعفاء اللحية وقص الشوارب أيعقل أنهم ارتكبوا إثماً ومعصية؟
ج- ابن آدم خطاء ولو كان عالماً، لقول النبي ?: " كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" (2)، لأنه ليس بمعصوم ومن ذكرت من العلماء وأمثالهم يعرفون ما ورد من الأحاديث في النهى عن حلق اللحية والأمر بقص الشارب، وهم مع ذلك يخالفون تلك النصوص، إما لهوى في النفس أو لتأويل أو لأمور أخرى وهم على كل حال آثمون عاصون فئ حلقهم لحاهم، مُصيبون مُحسنون فيما قاموا به من نشر العلم ونصر الحق، وبذلك يكونون ممن خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً (3)، ونسأل الله أن يعفو عنا وعنهم.
*- وسٌئلت اللجنة الدائمة أيضاً (4):-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/69)
س – ما حكم الإسلام في حلق اللحية، لأن الناس فيها إشكال فمنهم من ينكرها فيقول لك الدين في القلب وليس في الشكل، ومنهم من يحلقها وهم كثيرون حتى العلماء، حتى ذهبت العامة إلى تقليد العلماء، وإذا قلت لهم حلقها لا يجوز يقول لك الشيخ حلقها، أنت لست أعلم منه، وإذا سئُل الشيخ الذي حلقها يتساهل فيها، لأن فاقد الشئ لا يعطيه؟
ج – إعفاء اللحية واجب، وحلقها حرام. وليس حلق بعض العلماء لحاهم حجة على جواز حلقها ..
*- يقول د/ يوسف القرضاوى: لم ينقل عن احد من السلف أنه ترك هذا الواجب قط. وبعض علماء العصر يُبيحون حلقها (5). تأثراً بالواقع وإذعاناً لما عمت به البلوى. ولكنهم يقولون:
إن إعفاء اللحية من الأفعال العادية للرسول ? وليس من أمور الشرع التي يٌتعبد بها.
والحق أن إعفاء اللحية لم يثبت بفعل الرسول وحده. بل بأمره الصريح المعلل بمخالفة الكفار (6).
*- يقول الشيخ / محمد عبد الحكيم القاضي: اللحية. هي الشعر النابت على الذقن نازلاً من سالفتى المرء، هي من سنن الفطرة. حتم واجب، وقد رأينا القوم حلقوا لحاهم فتشبهوا بالنساء.
وتشبهوا بالمجوس. وتشبهوا بنصارى الروم. وتشبهوا بأهل الأوثان. وخلق الله واجب لا مستحب خلافاً لما يدعى أهل الجهالة ممن ينتسبون إلى العلم (7).
.................................................. ............
(1) – فتوى رقم (6290).
(2) - حسن: ابن ماجه (4251) - الترمذي (2499) – الحاكم في " المستدرك " (7617) – المصنف / ابن
أبى شيبه (34216) – البيهقى في " شعب الإيمان " (7127) – مسند عبد بن حميد (1197).
وحسنه الشيخ الألباني في " صحيح ابن ماجه (3428) - وصحيح الجامع (4515) – ومشكاة المصابيح
(2341) – وصحيح الترغيب والترهيب (3139).
(3) – إشارة إلى قوله تعالى ({وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ
إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} التوبة102 (4) - فتوى رقم (5316).
(5 – يقول الشيخ عبد العزيز ابن باز: أما الحلق. فلا أعلم أحداً من أهل العلم قال بجوازه. (فتاوى ابن باز/ج 3).
(6) - لحلال والحرام (93 - 94). (7) - باس والزينة (ص 116)
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[13 - 04 - 09, 04:50 م]ـ
أهل العلم ورجال الدين وخطباء المساجد وحلق لحاهم
من الأخطاء بل من المحرمات التى يقع فيها كثير من المسلمين في هذه الأيام. التهاون والاستهتار في حلق اللحية. وعدم إعفاؤها، بل والتساهل في أمر حلقها ونجد من بين هؤلاء الناس من هم من العلماء ورجال الدين وخطباء المساجد والوعاظ والمتصدرين للفتوى () في القنوات الفضائية والدائمين ظهور على قنواتها المختلفة. يحلقون لحاهم بل ويجاهرون بذلك بل وإذا سئُلوا أو تحدثوا عن حكم اللحية.ظنوا بفهمهم الخاطئ وتفكيرهم الغير الصحيح واستدلالهم الضعيف بأن إعفاء اللحية سنة عن النبي? فجائز " حلقها أو إعفائها " وأنه لا توجد آية في كتاب الله تأمر بإطلاق اللحية وعدم حلقها.وأن إعفاءها أمر عادى، فهذه حرية لكل مسلم فكل إنسان حر في جسده يفعل فيه ما يشاء حسب ظروفه وحسب هيئته ومظهره وحسب سلوكه وحسب عادته وحسب بيئته وحسب المجتمع الذي يعيش فيه.فمن أطلق لحيته فقد أصاب السنة ومن حلقها فلا إثم عليه ولا ذنب عليه.
فحلقوا لحاهم وعصوا الله ورسوله.وأضلوا الناس بهذه الفتاوى الباطلة وصاروا يحملون أوزارهم وأوزار من حلقوا لحاهم على ظهورهم إلى يوم القيامة.
* - قال الإمام ابن حجر: وكانت الأئمة بعد النبي ? يستشيرون الأمناء من أهل العلم في الأمور المباحة ليأخذوا بأسهلها أي إذا لم يكن فيها نص بحكم معين وكانت على أصل الإباحة فمراده ما احتمل الفعل والترك احتمالا واحدا وأما ما عرف وجه الحكم فيه فلا، وأما تقييده بالأمناء فهي صفة موضحه لأن غير المؤتمن (أي من أهل العلم) لا يستشار ولا يلتفت لقوله (2)
*- قال الشيخ محمود خطاب السبكى: قد تساهل في هذا الزمان كثير من المتعلمين فحلقوا لحاهم ووفروا شواربهم وتشبه جماعة منهم ببعض الكافرين فحلقوا أطراف الشوارب ووفروا ما تحت الأنف واغتر بهم كثير من الجاهلين (3). أ هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/70)
*- يقول الشيخ ابن عثيمين: وليس إبقاء اللحية من الأمور العادية كما يظنه بعض الناس. وإنما هو من الأمور التعبدية والتي أمر بها رسول الله ? والأصل في أوامر النبي? التعبد والوجوب حتى يقوم دليل على خلاف ذلك (4).
*- قال الشيخ الألباني: وفي كون الإعفاء من الفطرة رد صريح على بعض الشيوخ المنحرفين الذين يحلقون لحاهم ويزعمون أن الإعفاء عادة وليس بعبادة: {فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ} الروم30 (5)
.....................................
(1) - العبرة بالفتوى الدليل،لا المألوف ولا العادات ولا التقاليد ولا المناصب ولا الولايات. (هامش تعظيم الفتيا (20)
(2) – فتح الباري (13/ 342).
(3) المنهل العذب المورود في شرح سنن أبى داوود.
(4) - الضياء اللامع (ص144).
(5) - أنظر تحقيق الشيخ وتعليقاته على رياض الصالحين / للنووي (ح 1212 / ص 434).
************************************************** ************************
*- وسٌئلت اللجنة الدائمة ():-
س- كثير من العلماء قدموا للإسلام وللمسلمين كثيراً، أضاءوا الطريق وأحرقوا أنفسهم مازالوا يقد مون للمسلمين إلى أن يشاء الله، يُعتبرون من الذين حملوا راية لا إله إلا الله، وهم مع هذا كله يحلقون الذقن مثال " الشيخ سيد قطب، والشيخ محمد الغزالي " صاحب فقه السيرة، ألا تظنون أنهم لا يعرفون هذه الأحاديث التى أمر بها الرسول ? من إعفاء اللحية وقص الشوارب أيعقل أنهم ارتكبوا إثماً ومعصية؟
ج- ابن آدم خطاء ولو كان عالماً، لقول النبي ?: " كل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون" (2)، لأنه ليس بمعصوم ومن ذكرت من العلماء وأمثالهم يعرفون ما ورد من الأحاديث في النهى عن حلق اللحية والأمر بقص الشارب، وهم مع ذلك يخالفون تلك النصوص، إما لهوى في النفس أو لتأويل أو لأمور أخرى وهم على كل حال آثمون عاصون فئ حلقهم لحاهم، مُصيبون مُحسنون فيما قاموا به من نشر العلم ونصر الحق، وبذلك يكونون ممن خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً (3)، ونسأل الله أن يعفو عنا وعنهم.
*- وسٌئلت اللجنة الدائمة أيضاً (4):-
س – ما حكم الإسلام في حلق اللحية، لأن الناس فيها إشكال فمنهم من ينكرها فيقول لك الدين في القلب وليس في الشكل، ومنهم من يحلقها وهم كثيرون حتى العلماء، حتى ذهبت العامة إلى تقليد العلماء، وإذا قلت لهم حلقها لا يجوز يقول لك الشيخ حلقها، أنت لست أعلم منه، وإذا سئُل الشيخ الذي حلقها يتساهل فيها، لأن فاقد الشئ لا يعطيه؟
ج – إعفاء اللحية واجب، وحلقها حرام. وليس حلق بعض العلماء لحاهم حجة على جواز حلقها ..
*- يقول د/ يوسف القرضاوى: لم ينقل عن احد من السلف أنه ترك هذا الواجب قط. وبعض علماء العصر يُبيحون حلقها (5). تأثراً بالواقع وإذعاناً لما عمت به البلوى. ولكنهم يقولون:
إن إعفاء اللحية من الأفعال العادية للرسول ? وليس من أمور الشرع التي يٌتعبد بها.
والحق أن إعفاء اللحية لم يثبت بفعل الرسول وحده. بل بأمره الصريح المعلل بمخالفة الكفار (6).
*- يقول الشيخ / محمد عبد الحكيم القاضي: اللحية. هي الشعر النابت على الذقن نازلاً من سالفتى المرء، هي من سنن الفطرة. حتم واجب، وقد رأينا القوم حلقوا لحاهم فتشبهوا بالنساء.
وتشبهوا بالمجوس. وتشبهوا بنصارى الروم. وتشبهوا بأهل الأوثان. وخلق الله واجب لا مستحب خلافاً لما يدعى أهل الجهالة ممن ينتسبون إلى العلم (7).
.................................................. ............
(1) – فتوى رقم (6290).
(2) - حسن: ابن ماجه (4251) - الترمذي (2499) – الحاكم في " المستدرك " (7617) – المصنف / ابن
أبى شيبه (34216) – البيهقى في " شعب الإيمان " (7127) – مسند عبد بن حميد (1197).
وحسنه الشيخ الألباني في " صحيح ابن ماجه (3428) - وصحيح الجامع (4515) – ومشكاة المصابيح
(2341) – وصحيح الترغيب والترهيب (3139).
(3) – إشارة إلى قوله تعالى ({وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ
إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} التوبة102 (4) - فتوى رقم (5316).
(5 – يقول الشيخ عبد العزيز ابن باز: أما الحلق. فلا أعلم أحداً من أهل العلم قال بجوازه. (فتاوى ابن باز/ج 3).
(6) - لحلال والحرام (93 - 94). (7) - باس والزينة (ص 116)
جزاك الله خيرا وثبتك الله على الحق
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 05:49 م]ـ
قولك "رجال دين" بتخصيصك طائفة دون أخرى خطأ، و هذا اللفظ من كلام النصارى، فكلنا رجال دين ...
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[13 - 04 - 09, 09:46 م]ـ
جزاك الله خيراً أخى الكريم.
على هذا التصحيح.
ولكنى كنت أقصد أن العلماء ومن بعدهم من الخطباء والوعاظ. هم يعلمون أمور كثيرة فى كافة علوم الدين وأقسامة مقارنة بغيرهم من عامة الناس. فهم يحملون أمانة التبليغ للناس مما علمهم الله من علم، وأن يعملوا بهذا العلم، ولم أقصد أن أنسب لهم الدين وحدهم كما فهمت أنت من كلامى. أو أكون أقصد التشبه بالنصارى أو غيرهم، فهذا لا يكون أبداً أن يكون ذلك منى، ولكن قد يكون هذا سهواً منى بدون عمد أو قصد، فأحسن الظن بى ياأخى.
ولكن قصد أنهم يعلمون قدراً كبيراً من العلم مما يتعلق. بأمور الدين وأحكامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/71)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 10:19 م]ـ
أخي الكريم، لقد فهمت قصدك، أنا أتكلم عن العبارة و ليس عنك.
فهذه العبارة من كلامهم لأنهم خصصوا أناسا يسمون برجال الدين، أما نحن في ديننا فهناك العالم و العامي،
و أنا و الحمد لله ما أسأت الظن بك أخي ...
غفر الله لنا أجمعين ...
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[13 - 04 - 09, 10:45 م]ـ
أرجوا من الله أن يغفر لى ولك ولعامة المسلمين.
وبرغم أننى لم أراك من قبل. لكنى أحبك فى الله.
وأرجوا من الله يجعلنى أنا واياك والقائمين على الملتقى، وجميع أعضائه فى نصرة الدين.
وأن يجمعنا يوم القيامة فى جنته ... آمين .. آمين .. آمين
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 10:51 م]ـ
أحبَّك الله، جزاك الله خيرا أخي الكريم.(110/72)
عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[12 - 04 - 09, 12:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها
فائدة من كتاب الفوائد لأبن القيم رحمه الله.
1ـ علم لا يعمل به
2ـ وعمل لا اخلاص فيه ولا اقتداء
3ـ ومال لا ينفق منه فلا يستمتع به جامعه في الدنيا ولا يقدمه أمامه الى الآخرة
4ـ وقلب فارغ من محبة الله والشوق اليه والأنس به
5ـ وبدن معطل من طاعته وخدمته
6ـ ومحبة لا تتقيد برضاء المحبوب, وامتثال أوامره
7ـ ووقت معطل عن استدراك فارط, أو اغتنام بر وقربة, وفكر يجول فيما لا ينفع
8ـ وخدمة من لا تقربك خدمته الى الله, ولا تعود عليك بصلاح دنياك
9ـ وخوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله, وهوأسير في قبضته, ولا يملك لنفسه ضرا ولا
نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا
10ـ سعي ضائع.
وأعظم هذه الاضاعات اضاعتان هما أصل كل اضاعة: اضاعة القلب واضاعة
الوقت, فاضاعة القلب من ايثار الدنيا على الآخرة, واضاعة الوقت من طول الأمل,
فاجتمع الفساد كله في اتباع الهوى وطول الأمل, والصلاح كله في اتباع الهدى
والاستعداد للقاء, والله المستعان.
العجب ممن تعرض له حاجة فيصرف رغبته وهمته فيها الى الله ليقضيها له ولا
يتصدى للسؤال لحياة قلبه من موت الجهل والاعراض وشفائه من داء الشهوات
والشبهات, ولكن اذا مات القلب لم يشعر بمعصيته.(110/73)
ما حكم الاحتفال بشم النسيم؟
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[12 - 04 - 09, 01:46 م]ـ
نجد الأمة الاسلامية فى كل عام فى شهر ابريل تحتفل بما يسمى " عيد شم النسيم ".
فأنا لى عدة أسئلة -
أولاً: ما حكم الأحتفال بشم النسيم؟
ثانياً: نجد الهيئات والمصالح الحكومية والمدارس والجامعات. تأخذ عطلة رسمية. فهل لو أخذت هذة الأجازة معهم أكون مشاركاُ " النصارى " لأن هذا العيد ينسب اليهم. وقد نهى النبى عن التشبه باليهود والنصارى كما فى الحديث الصحيح.
ثالثاً: هل يجوز شراء البيض أو أكله فى هذا اليوم، أو أكل الترمس؟
رابعاً: أطفال المسلمين يلبسون الثياب الجديد ويحملون أكياس بها بيض ملون وفاكهة وغيرها من الطعام ويخرجون إلى الحقول والمتنزهات. للعب وللفسح.
ولى أطفال صغار فهل أمنعهم من فعل هذة الأشياء وأحبسهم فى البيت وأمنعهم من أكل البيض ومشاركة هؤلاء الأطفال فى هذا اللعب والأحتفال وأتركهم يبكون ويصرخون لأنهم لم يلعبوا ويأكلوا مثل باقى الأطفال
. أم أتركهم يأكلوا ويلعبوا لأنهم لا يعرفون فى هذا اليوم إلا الأكل واللعب، ولا يعلمون الأحكام الشرعية ولا تعيها عقولهم. أرجوا الأجابة ولو كان هناك أقوال لأهل العلم المعاصرين. فأرجوا إيضاح ذلك مع ذكر الادلة إن تيسر ذلك.
ـ[أسامة أمين]ــــــــ[12 - 04 - 09, 02:36 م]ـ
أسئلة مهمة جدا نأمل أن نجد من يحرر الإجابة!
جزاكم الله خيرا أخي الكريم
....
كنت قد قرأت كلاما طيبا للشيخ عطية صقر منع فيه من هذه الأشياء وأتى بكلام غاية في الدقة حول مراسم الاحتفال به عند النصارى وتعلق ذلك بعقائد فاسدة ..
لكني لا أقف على هذا الكلام الآن ... ربما لو وجدته آتيك به إن شاء الله ..
ـ[ابو العابد]ــــــــ[12 - 04 - 09, 02:49 م]ـ
عيد شم النسيم ..
أصله، وشعائره، وحكم الاحتفال به
الحمد لله رب العالمين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فإن الله سبحانه وتعالى اختار لنا الإسلام ديناً كما قال تعالى: [إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللهِ الإِسْلَامُ] {آل عمران:19} ولن يقبل الله تعالى من أحد ديناً سواه كما قال تعالى: [وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآَخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ] {آل عمران:85}، وقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «والذي نفسي بيده لا يسمع بي يهودي ولا نصراني ثم يموت ولم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار» (1)، وجميع الأديان الموجودة في هذا العصر -سوى دين الإسلام- أديان باطلة لا تقرب إلى الله تعالى؛ بل إنها لا تزيد العبد إلا بعداً منه سبحانه وتعالى بحسب ما فيها من ضلال.
وقد أخبر النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن فئة من أمته سيتبعون أعداء الله تعالى في بعض شعائرهم وعاداتهم، وذلك في حديث أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب تبعتموهم، قلنا: يا رسول الله اليهود والنصارى، قال: فمن؟» (2) وفي حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «ليأتين على أمتي ما أتى على بني إسرائيل مثلاً بمثل حذو النعل بالنعل حتى لو كان فيهم من نكح أمه علانية كان في أمتي مثله» (3)
وقد وقع ما أخبر به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وانتشر في الأزمنة الأخيرة في كثير من البلاد الإسلامية؛ إذ اتبع كثير من المسلمين أعداء الله تعالى في كثير من عاداتهم وسلوكياتهم، وقلدوهم في بعض شعائرهم، واحتفلوا بأعيادهم.
وكان ذلك نتيجة للفتح المادي، والتطور العمراني الذي فتح الله تعالى به على البشرية، وكان قصب السبق فيه في الأزمنة المتأخرة للبلاد الغربية النصرانية العلمانية، مما كان سبباً في افتتان كثير من المسلمين بذلك، لا سيما مع ضعف الديانة في القلوب، و فشو الجهل بأحكام الشريعة بين الناس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/74)
وزاد الأمر سوءا الانفتاح الإعلامي بين كافة الشعوب، حتى غدت شعائر الكفار وعاداتهم تُنقل مزخرفة مبهرجة بالصوت والصورة الحية من بلادهم إلى بلاد المسلمين عبر الفضائيات والشبكة العالمية –الإنترنت- فاغتر بزخرفها كثير من المسلمين.
وقد لاحظت -كما لاحظ غيري- احتفال كثير من المسلمين في مصر بعيد شم النسيم، واحتفال غيرهم في كثير من البلدان العربية والغربية بأعياد الربيع على اختلاف أنواعها ومسمياتها وأوقاتها، وكل هذه الأعياد الربيعية -فيما يظهر- هي فرع من عيد شم النسيم، أو تقليد له. لأجل ذلك رأيت تذكير إخواني المسلمين ببيان خطورة الاحتفال بمثل هذه الأعياد الكفرية على عقيدة المسلم.
منشأ عيد شم النسيم وقصته:
عيد شم النسيم من أعياد الفراعنة، ثم نقله عنهم بنو إسرائيل، ثم انتقل إلى الأقباط بعد ذلك، وصار في العصر الحاضر عيداً شعبياً يحتفل به كثير من أهل مصر من أقباط ومسلمين وغيرهم.
كانت أعياد الفراعنة ترتبط بالظواهر الفلكية، وعلاقتها بالطبيعة، ومظاهر الحياة؛ ولذلك احتفلوا بعيد الربيع الذي حددوا ميعاده بالانقلاب الربيعي، وهو اليوم الذي يتساوى فيه الليل والنهار وقت حلول الشمس في برج الحمل.
ويقع في الخامس والعشرين من شهر برمهات وكانوا يعتقدون- كما ورد في كتابهم المقدس عندهم- أن ذلك اليوم هو أول الزمان، أو بدء خلق العالم.
وأطلق الفراعنة على ذلك العيد اسم (عيد شموش) أي بعث الحياة، وحُرِّف الاسم على مر الزمن، وخاصة في العصر القبطي إلى اسم (شم) وأضيفت إليه كلمة النسيم نسبة إلى نسمة الربيع التي تعلن وصوله.
يرجع بدء احتفال الفراعنة بذلك العيد رسمياً إلى عام 2700 ق. م أي في أواخر الأسرة الفرعونية الثالثة، ولو أن بعض المؤرخين يؤكد أنه كان معروفاً ضمن أعياد (هيليوبوليس) ومدينة (أون) وكانوا يحتفلون به في عصر ما قبل الأسرات.
بين عيد الفصح وشم النسيم:
نقل بنو إسرائيل عيد شم النسيم عن الفراعنة لما خرجوا من مصر، وقد اتفق يوم خروجهم مع موعد احتفال الفراعنة بعيدهم.
واحتفل بنو إسرائيل بالعيد بعد خروجهم ونجاتهم، وأطلقوا عليه اسم عيد الفصح، والفصح كلمة عبرية معناها (الخروج) أو (العبور)، كما اعتبروا ذلك اليوم – أي يوم بدء الخلق عند الفراعنة- رأساً لسنتهم الدينية العبرية تيمناً بنجاتهم، وبدء حياتهم الجديدة.
وهكذا انتقل هذا العيد من الفراعنة إلى اليهود، ثم انتقل عيد الفصح من اليهود إلى النصارى، وجعلوه موافقاً لما يزعمونه قيامة المسيح، ولما دخلت النصرانية مصر أصبح عيدهم يلازم عيد المصريين القدماء -الفراعنة- ويقع دائماً في اليوم التالي لعيد الفصح أو عيد القيامة.
كان الفراعنة يحتفلون بعيد شم النسيم؛ إذ يبدأ ليلته الأولى أو ليلة الرؤيا بالاحتفالات الدينية، ثم يتحول مع شروق الشمس إلى عيد شعبي تشترك فيه جميع طبقات الشعب كما كان فرعون وكبار رجال الدولة يشاركون في هذا العيد.
من مظاهر الاحتفال به:
يخرج المحتفلون بعيد شم النسيم جماعات إلى الحدائق والحقول والمتنزهات؛ ليكونوا في استقبال الشمس عند شروقها، وقد اعتادوا أن يحملوا معهم طعامهم وشرابهم، ويقضوا يومهم في الاحتفال بالعيد ابتداء من شروق الشمس حتى غروبها، وكانوا يحملون معهم أدوات لعبهم، ومعدات لهوهم، وآلات موسيقاهم، فتتزين الفتيات بعقود الياسمين (زهر الربيع)، ويحمل الأطفال سعف النخيل المزين بالألوان والزهور، فتقام حفلات الرقص الزوجي والجماعي على أنغام الناي والمزمار والقيثار، ودقات الدفوف، تصاحبها الأغاني والأناشيد الخاصة بعيد الربيع، كما تجري المباريات الرياضية والحفلات التمثيلية.
كما أن الاحتفال بالعيد يمتد بعد عودتهم من المزارع والمتنزهات والأنهار إلى المدينة ليستمر حتى شروق الشمس سواء في المساكن حيث تقام حفلات الاستقبال، وتبادل التهنئة أو في الأحياء والميادين والأماكن العامة حيث تقام حفلات الترفيه والندوات الشعبية.
أطعمة هذا العيد:
كان لشم النسيم أطعمته التقليدية المفضلة، وما ارتبط بها من عادات وتقاليد أصبحت جزءًا لا يتجزأ من الاحتفال بالعيد نفسه، وهي الطابع المميز له وقد انتقلت من الفراعنة عبر العصور الطويلة إلى عصرنا الحاضر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/75)
وتشمل قائمة الأطعمة المميزة لمائدة شم النسيم: (البيض-والفسيخ-والبصل-و الخس-والملانة) وقد أخذ كثير ممن يحتفلون بأعياد الربيع في دول الغرب والشرق كثيراً من مظاهر عيد شم النسيم ونقلوها في أعيادهم الربيعية.
بيض شم النسيم:
يعد البيض الملون مظهراً من مظاهر عيد شم النسيم، ومختلف أعياد الفصح والربيع في العالم أجمع، واصطلح الغربيون على تسمية البيض (بيضة الشرق).
بدأ ظهور البيض على مائدة أعياد الربيع -شم النسيم- مع بداية العيد الفرعوني نفسه أو عيد الخلق حيث كان البيض يرمز إلى خلق الحياة، كما ورد في متون كتاب الموتى وأناشيد أخناتون الفرعوني. وهكذا بدأ الاحتفال بأكل البيض كأحد الشعائر المقدسة التي ترمز لعيد الخلق، أو عيد شم النسيم عند الفراعنة.
أما فكرة نقش البيض وزخرفته، فقد ارتبطت بعقيدة قديمة أيضاً؛ إذ كان الفراعنة ينقشون على البيض الدعوات والأمنيات، ويجمعونه أو يعلقونه في أشجار الحدائق حتى تتلقى بركات نور الإله عند شروقه -حسب زعمهم- فيحقق دعواتهم ويبدءون العيد بتبادل التحية (بدقة البيض)، وهي العادات التي ما زال أكثرها متوارثاً إلى الآن، نعوذ بالله من الضلال.
أما عادة تلوين البيض بمختلف الألوان وهو التقليد المتبع في جميع أنحاء العالم، فقد بدأ في فلسطين بعد زعم النصارى صلب اليهود للمسيح -عليه السلام- الذي سبق موسم الاحتفال بالعيد، فأظهر النصارى رغبتهم في عدم الاحتفال بالعيد؛ حداداً على المسيح، وحتى لا يشاركون اليهود أفراحهم. ولكن أحد القديسين أمرهم بأن يحتفلوا بالعيد تخليداً لذكرى المسيح وقيامه، على أن يصبغوا البيض باللون الأحمر ليذكرهم دائماً بدمه الذي سفكه اليهود.
وهكذا ظهر بيض شم النسيم لأول مرة مصبوغاً باللون الأحمر، ثم انتقلت تلك العادة إلى مصر وحافظ عليه الأقباط بجانب ما توارثوه من الرموز والطلاسم والنقوش الفرعونية.
ومنهم انتقلت عبر البحر الأبيض إلى روما، وانتشرت في أنحاء العالم الغربي النصراني في أوربا وأمريكا، وقد تطورت تلك العادة إلى صباغة البيض بمختلف الألوان التي أصبحت الطابع المميز لأعياد شم النسيم والفصح والربيع حول العالم.
الفسيخ (السمك المملح):
ظهر الفسيخ، أو السمك المملح من بين الأطعمة التقليدية في العيد في الأسرة الفرعونية الخامسة عندما بدأ الاهتمام بتقديس النيل: نهر الحياة، (الإله حعبى) عند الفراعنة الذي ورد في متونه المقدسة عندهم أن الحياة في الأرض بدأت في الماء ويعبر عنها بالسمك الذي تحمله مياه النيل من الجنة حيث ينبع حسب معتقدهم.
وقد كان للفراعنة عناية بحفظ الأسماك، وتجفيفها وتمليحها وصناعة الفسيخ والملوحة واستخراج البطارخ، كما ذكر هيرودوث (4) فقال عنهم: "إنهم كانوا يأكلون السمك المملح في أعيادهم، ويرون أن أكله مفيد في وقت معين من السنة، وكانوا يفضلون نوعاً معيناً لتمليحه وحفظه للعيد، أطلقوا عليه اسم (بور) وهو الاسم الذي حور في اللغة القبطية إلى (يور) وما زال يطلق عليه حتى الآن.
بصل شم النسيم:
ظهر البصل ضمن أطعمة عيد شم النسيم في أواسط الأسرة الفرعونية السادسة وقد ارتبط ظهوره بما ورد في إحدى أساطير (منف) القديمة التي تروى أن أحد ملوك الفراعنة كان له طفل وحيد، وكان محبوباً من الشعب، وقد أصيب الأمير الصغير بمرض غامض عجز الأطباء والكهنة والسحرة عن علاجه، وأقعد الأمير الصغير عن الحركة، ولازم الفراش عدة سنوات، امتُنِع خلالها عن إقامة الأفراح والاحتفال بالعيد مشاركة للملك في أحزانه.
وكان أطفال المدينة يقدمون القرابين للإله في المعابد في مختلف المناسبات ليشفي أميرهم، واستدعى الملك الكاهن الأكبر لمعبد (آمون) فنسب مرض الأمير الطفل إلى وجود أرواح شريرة تسيطر عليه، وتشل حركته بفعل السحر.
وأمر الكاهن بوضع ثمرة ناضجة من ثمار البصل تحت رأس الأمير في فراش نومه عند غروب الشمس بعد أن قرأ عليها بعض التعاويذ، ثم شقها عند شروق الشمس في الفجر ووضعها فوق أنفه ليستنشق عصيرها. كما طلب منهم تعليق حزم من أعواد البصل الطازج فوق السرير وعلى أبواب الغرفة وبوابات القصر لطرد الأرواح الشريرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/76)
وتشرح الأسطورة كيف تمت المعجزة وغادر الطفل فراشه، وخرج ليلعب في الحديقة وقد شفي من مرضه الذي يئس الطب من علاجه، فأقام الملك الأفراح في القصر لأطفال المدينة بأكملها، وشارك الشعب القصر في أفراحه، ولما حل عيد شم النسيم بعد أفراح القصر بعدة أيام قام الملك وعائلته، وكبار رجال الدولة بمشاركة الناس في العيد، كما قام الناس -إعلاناً منهم للتهنئة بشفاء الأمير- بتعليق حزم البصل على أبواب دورهم، كما احتل البصل الأخضر مكانه على مائدة شم النسيم بجانب البيض والفسيخ.
ومما هو جدير بالذكر أن تلك العادات التي ارتبطت بتلك الأسطورة القديمة سواء من عادة وضع البصل تحت وسادة الأطفال، و تنشيقهم لعصيره، أو تعليق حزم البصل على أبواب المساكن أو الغرف أو أكل البصل الأخضر نفسه مع البيض والفسيخ ما زالت من العادات والتقاليد المتبعة إلى الآن في مصر وفي بعض الدول التي تحتفل بعيد شم النسيم أو أعياد الربيع.
خس شم النسيم:
كان الخس من النباتات التي تعلن عن حلول الربيع باكتمال نموها ونضجها، وقد عرف ابتداء من الأسرة الفرعونية الرابعة حيث ظهرت صوره من سلال القرابين التي يقربونها لآلتهم من دون الله تعالى بورقه الأخضر الطويل وعلى موائد الاحتفال بالعيد، وكان يسمى الهيروغليفية (حب) كما اعتبره الفراعنة من النباتات المقدسة الخاصة بالمعبود (من) إله التناسل، ويوجد رسمه منقوشاً دائماً تحت أقدام الإله في معابده ورسومه تعالى الله عن إفكهم وشركهم.
حمص شم النسيم:
هي ثمرة الحمص الأخضر، وأطلق عليه الفراعنة اسم (حور - بيك) أي رأس الصقر لشكل الثمرة التي تشبه رأس حور الصقر المقدس عندهم.
وكان للحمص -كما للخس- الكثير من الفوائد والمزايا التي ورد ذكرها في بردياتهم الطبية. وكانوا يعدون نضج الثمرة وامتلاءها إعلاناً عن ميلاد الربيع، وهو ما أخذ منه اسم الملانة أو الملآنة.
وكانت الفتيات يصنعن من حبات الملانة الخضراء عقوداً، وأساور يتزين بها في الاحتفالات بالعيد، كما يستعملنها في زينة الحوائط ونوافذ المنازل في الحفلات المنزلية.
ومن بين تقاليد شم النسيم الفرعونية القديمة التزين بعقود زهور الياسمين وهو محرف من الاسم الفرعوني القديم (ياسمون) وكانوا يصفون الياسمين بأنه عطر الطبيعة التي تستقبل به الربيع، وكانوا يستخرجون منه في موسم الربيع عطور الزينة وزيت البخور الذي يقدم ضمن قرابين المعابد عند الاحتفال بالعيد. (5)
حكم الاحتفال بعيد شم النسيم:
مما سبق عرضه في قصة نشأة هذا العيد وأصله ومظاهره قديماً وحديثاً يتبين ما يلي:
أولاً: أن أصل هذا العيد فرعوني، كانت الأمة الفرعونية الوثنية تحتفل به ثم انتقل إلى بني إسرائيل بمخالطتهم للفراعنة، فأخذوه عنهم، ومنهم انتقل إلى النصارى، وحافظ عليه الأقباط ولا يزالون.
فالاحتفال به فيه تشبه بالأمة الفرعونية في شعائرها الوثنية؛ إذ إن هذا العيد شعيرة من شعائرهم المرتبطة بدينهم الوثني، والله تعالى حذرنا من الشرك ودواعيه وما يفضي إليه؛ كما قال سبحانه مخاطباً رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: [وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ * بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُنْ مِنَ الشَّاكِرِينَ] {الزُّمر: 65 - 66}، ولقد قضى الله سبحانه -وهو أحكم الحاكمين- بأن من مات على الشرك فهو مخلد في النار؛ كما قال سبحانه: [إِنَّ اللهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا] {النساء:116}.
ثانياً: أن اسم هذا العيد ومظاهره وشعائره من بيض مصبوغ أو منقوش وفسيخ (سمك مملح) وبصل وخس وغيرها هي عين ما كان موجوداً عند الفراعنة الوثنين، ولها ارتباط بعقائد فاسدة كاعتقادهم في البصل إذا وضع تحت الوسادة أو علق على الباب أو ما شابه ذلك فإنه يشفي من الأمراض ويطرد الجان كما حصل في الأسطورة الفرعونية، ومن فعل ذلك فهو يقتدي بالفراعنة في خصيصة من خصائص دينهم الوثني، والنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: «من تشبه بقوم فهو منهم» (6)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/77)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ: هذا الحديث أقل أحواله أن يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله تعالى: [وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللهَ لَا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ] {المائدة:51} (7)
وقال الصنعاني ـ رحمه الله تعالى ـ:فإذا تشبه بالكفار في زي واعتقد أن يكون بذلك مثله كفر، فإن لم يعتقد ففيه خلاف بين الفقهاء: منهم من قال: يكفر، وهو ظاهر الحديث، ومنهم من قال: لا يكفر ولكن يؤدب. (8)
وهذه الاعتقادات التي يعتقدونها في طعام عيد شم النسيم وبيضه وبصله مناقضة لعقيدة المسلم، فكيف إذا انضم إلى ذلك أنها مأخوذة من عُبَّاد الأوثان الفراعنة؟ لا شك في أن حرمتها ستكون أشد؛ لأنها جمعت بين الوقوع في الاعتقاد الباطل وبين التشبه المذموم.
ثالثاً: ذكر الشيخ الأزهري علي محفوظ ـ رحمه الله تعالى - عضو هيئة كبار العلماء في وقته في مصر- بعض ما شاهده من مظاهر هذا العيد، وما يجري فيه من فسوق وفجور فقال ـ رحمه الله تعالى ـ:وناهيك ما يكون من الناس من البدع والمنكرات والخروج عن حدود الدين والأدب في يوم شم النسيم، وما أدراك ما شم النسيم؟ هو عادة ابتدعها أهل الأوثان لتقديس بعض الأيام؛ تفاؤلاً به أو تزلفاً لما كانوا يعبدون من دون الله تعالى، فعمرت آلافاً من السنين حتى عمت المشرقين، واشترك فيها العظيم والحقير، والصغير والكبير ....
إلى أن قال ـ رحمه الله تعالى ـ:فهل هذا اليوم -يوم شم النسيم- في مجتمعاتنا الشرعية التي تعود علينا بالخير والرحمة؟ كلا، وحسبك أن تنظر في الأمصار بل القرى فترى في ذلك اليوم ما يزري بالفضيلة، ويخجل معه وجه الحياء من منكرات تخالف الدين، وسوءات تجرح الذوق السليم، وينقبض لها صدر الإنسانية.
الرياضة واستنشاق الهواء، ومشاهدة الأزهار من ضرورات الحياة في كل آن، لا في ذلك اليوم الذي تمتلئ فيه المزارع والخلوات بجماعات الفجار وفاسدي الأخلاق، فتسربت إليها المفاسد، وعمتها الدنايا، فصارت سوقاً للفسوق والعصيان، ومرتعاً لإراقة الحياء، وهتك الحجاب، نعم، لا تمر بمزرعة أو طريق إلا وترى فيه ما يخجل كل شريف، ويؤلم كل حي، فأجدر به أن يسمى يوم الشؤم والفجور!!
ترى المركبات والسيارات تتكدس بجماعات عاطلين يموج بعضهم في بعض بين شيب وشبان ونساء وولدان ينزحون إلى البساتين والأنهار!!
ترى السفن فوق الماء مملوءة بالشبان يفسقون بالنساء على ظهر الماء، ويفرطون في تناول المسكرات، وارتكاب المخازي، فاتبعوا خطوات الشيطان في السوء والفحشاء في البر والبحر، وأضاعوا ثمرة الاجتماع فكان شراً على شر، ووبالاً على وبال.
تراهم ينطقون بما تصان الأذان عن سماعه، ويخاطبون المارة كما يشاءون من قبيح الألفاظ، وبذيء العبارات؛ كأن هذا اليوم قد أبيحت لهم فيه جميع الخبائث، وارتفع عنهم فيه حواجز التكليف [أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ المُفْلِحُونَ] {المجادلة:22}.
فعلى من يريد السلامة في دينه وعرضه أن يحتجب في بيته في ذلك اليوم المشئوم، ويمنع عياله وأهله، وكل من تحت ولايته عن الخروج فيه حتى لا يشارك اليهود والنصارى في مراسمهم، والفاسقين الفاجرين في أماكنهم، ويظفر بإحسان الله ورحمته. أ. هـ (9)
رحم الله تعالى الشيخ الأزهري علي محفوظ فقد تفطن لخطورة هذا العيد، وصدع بالحق، وأنكر هذا العيد في وقته الذي انتشر الاحتفال به بين الناس، فحري بأهل مصر أن يدعوا لشيخهم، وأن يقبلوا تحذيره من هذا العيد المشئوم.
رابعاً: ظهر من كلام الشيخ علي محفوظ الآنف الذكر، وكلام من نقلنا عنهم في مظاهر هذا العيد الوثني الفرعوني، أنه عيد ينضح بالفجور والفسوق، ويطفح بالشهوات والموبقات، وكل من كتب عن هذا العيد من المعاصرين -فيما وقفت عليه من مصادر- يذكرون ما فيه من اختلاط، وتهتك في اللباس، وعلاقات محرمة بين الجنسين، ورقص ومجون، إضافة إلى المزامير والطبول وما شاكلها من آلات اللهو، فيكون قد أضيف إليه مع كونه تشبهاً بالوثنيين في شعائرهم جملة من مظاهر الفسق والفجور كافية في التنفير عنه، والتحذير منه.
موقف المسلم من عيد شم النسيم:
من عرضنا السابق لأصل هذا العيد ونشأته ومظاهره وشعائره فإنه يمكن تلخيص ما يجب على المسلم في الآتي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/78)
أولاً: عدم الاحتفال به، أو مشاركة المحتفلين به في احتفالهم، أو حضور الاحتفال به؛ وذلك لما فيه من التشبه بالفراعنة الوثنيين ثم باليهود والنصارى، والتشبه بهم فيما يخصهم محرم فكيف بالتشبه بهم في شعائرهم؟!
قال الحافظ الذهبي ـ رحمه الله تعالى ـ: فإذا كان للنصارى عيد ولليهود عيد كانوا مختصين به فلا يشركهم فيه مسلم كما لا يشاركهم في شرعتهم ولا قبلتهم. أ.هـ (10)
ثانياً: عدم إعانة من يحتفل به من الكفار أقباطاً كانوا أم يهوداً أم غيرهم بأي نوع من أنواع الإعانة، كالإهداء لهم، أو الإعلان عن وقت هذا العيد أو مراسيمه أو مكان الاحتفال به، أو إعارة ما يعين على إقامته، أو بيع ذلك لهم، فكل ذلك محرم؛ لأن فيه إعانة على ظهور شعائر الكفر وإعلانها، فمن أعانهم على ذلك فكأنه يقرهم عليه؛ ولهذا حرم ذلك كله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ:لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نار ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك، ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار الزينة، وبالجملة: ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام) (11)
وقال ابن التركماني الحنفي ـ رحمه الله تعالى ـ:فيأثم المسلم بمجالسته لهم وبإعانته لهم بذبح وطبخ وإعارة دابة يركبونها لمواسمهم وأعيادهم. (12)
وقد أحسن الشيخ محفوظ ـ رحمه الله تعالى ـ حينما أوصى كل مسلم في بلاد يحتفل بهذا العيد فيها أن يلزم بيته، ويحبس أهله وأولاده عن المشاركة في مظاهر هذا العيد واحتفالاته.
ثالثاً: الإنكار على من يحتفل به من المسلمين، ومقاطعته في الله تعالى إذا صنع دعوة لأجل هذا العيد، وهجره إذا اقتضت المصلحة ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ:وكما لا نتشبه بهم في الأعياد فلا يعان المسلم في ذلك؛ بل ينهى عن ذلك، فمن صنع دعوة مخالفة للعادة في أعيادهم لم تُجب دعوته، ومن أهدى من المسلمين هدية في هذه الأعياد مخالفة للعادة في سائر الأوقات غير هذا العيد لم تقبل هديته خصوصاً إن كانت الهدية مما يستعان بها على التشبه بهم كما ذكرناه، ولا يبيع المسلم ما يستعين به المسلمون على مشابهتهم في العيد من الطعام واللباس ونحو ذلك؛ لأن في ذلك إعانة على المنكر. (13)
وبناء على ما قرره شيخ الإسلام فإنه لا يجوز للتجار من المسلمين في مصر أو في أي بلاد يحتفل فيها بشم النسيم أن يتاجروا بالهدايا الخاصة بهذا العيد من بيض منقوش، أو مصبوغ مخصص لهذا العيد، أو سمك مملح لأجله، أو بطاقات تهنئة به، أو غير ذلك مما هو مختص به؛ لأن المتاجرة بذلك فيها إعانة على المنكر الذي لا يرضاه الله تعالى ولا رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. كما لا يحل لمن أهديت له هدية هذا العيد أن يقبلها؛ لأن في قبولها إقراراً لهذا العيد، ورضاً به.
ولا يعني ذلك الحكم بحرمة بيع البيض أو السمك أو البصل أو غيره مما أحله الله تعالى في ذلك اليوم، وإنما الممنوع بيع ما خصص لهذا العيد بصبغ أو نقش أو تمليح أو ما شابه ذلك، ولكن لو كان المسلم يتاجر ببعض هذه الأطعمة، ولم يخصصها لهذا العيد لا بالدعاية، ولا بوضع ما يرغب زبائن هذا العيد فيها، فلا يظهر حرج في بيعها ولو كان المشترون منه يضعونها لهذا العيد.
رابعاً: عدم تبادل التهاني بعيد شم النسيم؛ لأنه عيد للفراعنة ولمن تبعهم من اليهود والنصارى، وليس عيداً للمسلمين، وإذا هنئ المسلم به فلا يرد التهنئة، قال ابن القيم ـرحمه الله تعالى ـ: وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل: أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم عند الله وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر، وقتل النفس، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك وهو لا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه. أ. هـ (14)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/79)
خامساً: توضيح حقيقة عيد شم النسيم وأمثاله من الأعياد التي عمت وطمت في هذا الزمن، وبيان حكم الاحتفال بها لمن اغتر بذلك من المسلمين، والتأكيد على ضرورة تميز المسلم بدينه، ومحافظته على عقيدته، وتذكيره بمخاطر التشبه بالكفار في شعائرهم الدينية كالأعياد، أو بما يختصون به من سلوكياتهم وعاداتهم؛ نصحاً للأمة، وأداءً لواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر الذي بإقامته صلاح البلاد والعباد.
والواجب على علماء مصر أن يحذروا المسلمين من مغبة الاحتفال بعيد شم النسيم، أو مشاركة المحتفلين به، أو إعانتهم بأي نوع من أنواع الإعانة على إقامته، وحث الناس على إنكاره ورفضه؛ لئلا يكون الدين غريباً بين المسلمين.
وقد لاحظت أن كثيراً من إخواننا المسلمين في مصر يحتفلون بهذا العيد ولا يعرفون حقيقته وأصله، وحكم الاحتفال به، وبعضهم يعرف حقيقته، ولكنهم يقللون من خطورة الاحتفال به ظناً منهم أنه أصبح عادة وليس عبادة، وحجتهم أنهم لا يعتقدون فيه ما يعتقده الفراعنة أو اليهود والنصارى، وهذا فهم خاطئ فإن التشبه في شعائر الدين يؤدي إلى الكفر سواء اعتقد المتشبه بالكفار في هذه الشعيرة ما يعتقدون فيها أم لم يعتقد. بخلاف التشبه فيما يختصون به من السلوكيات والعادات فهو أخف بكثير، ولا سيما إذا انتشرت بين الناس ولم تعد خاصة بهم، وكثير من الناس لا يفرق بين الأمرين.
ولذا نرى المسلم يأنف من لبس الصليب؛ لأنه شعار النصارى الديني بينما نراه يحتفل بأعيادهم أو يشارك المحتفلين بها، وهذا مثل هذا إن لم يكن أعظم؛ لأن الأعياد من أعظم الشعائر التي تختص بها الأمم.
وكون عيد شم النسيم تحول إلى عادة كما يقوله كثير من المحتفلين به وهم لا يعتقدون فيه ما يعتقده أهل الديانات الأخرى لا يبيح الاحتفال به؛ ودليل ذلك ما رواه ثابت بن الضحاك ـ رضي الله عنه ـ قال: "نذر رجل على عهد رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن ينحر إبلاً ببوانه، فأتى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال: إني نذرت أن أنحر إبلاً ببوانة، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ قالوا: لا، قال: فهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ قالوا: لا، قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما لا يملك ابن آدم" (15)
فيلاحظ في الحديث أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ اعتبر أصل البقعة، ولم يلتفت إلى نية هذا الرجل في اختيار هذه البقعة بعينها، ولا سأله عن ذبحه لمن يكون: أهو لله تعالى أم للبقعة؛ لأن ذلك ظاهر واضح أنه يريد الذبح لله تعالى، وإنما سأله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن تاريخ هذه البقعة: هل كان فيها وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟ وهل كان فيها عيد من أعيادهم؟ فلما أجيب بالنفي أجاز الذبح فيها لله تعالى.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله تعالى ـ: وهذا يقتضي أن كون البقعة مكاناً لعيدهم مانع من الذبح بها وإن نذر، كما أن كونها موضع أوثانهم كذلك، وإلا لما انتظم الكلام ولا حسن الاستفصال، ومعلوم أن ذلك إنما هو لتعظيم البقعة التي يعظمونها بالتعييد فيها أو لمشاركتهم في التعييد فيها، أو لإحياء شعار عيدهم فيها، ونحو ذلك؛ إذ ليس إلا مكان الفعل أو نفس الفعل أو زمانه، .. وإذا كان تخصيص بقعة عيدهم محذوراً فكيف نفس عيدهم؟ "أ. هـ (16)
قلت: وعيد شم النسيم ليس في زمان العيد ومكانه فحسب، بل هو العيد الوثني الفرعوني عينه في زمانه وشعائره ومظاهر الاحتفال به، فحرم الاحتفال به دون النظر إلى نية المحتفل به وقصده، كما يدل عليه هذا الحديث العظيم.
فالواجب على المسلم الحذر مما يخدش إيمانه، أو يخل بتوحيده، وتحذير الناس من ذلك.
أسأل الله تعالى أن يحفظني والمسلمين من موجبات سخطه، وأن يمنَّ علينا بالتقوى والإخلاص في الأقوال والأعمال، والحمد لله رب العالمين.
--------------------
(1) رواه مسلم (153)
(2) رواه البخاري (732) ومسلم (2669).
(3) رواه الحاكم (1/ 129).
(4) هو مؤرخ إغريقي اعتنى بتواريخ الفراعنة والفرس، وفاته كانت 425 قبل الميلاد كما في الموسوعة العربية الميسرة 2/ 1926.
(5) انظر هذه المعلومات وغيرها في: موسوعة أغرب الأعياد وأعجب الاحتفالات لسيد صديق عبد الفتاح 516 - 526، وأعياد مصر بين الماضي والحاضر للدكتور سعيد محمد حسن الملط 19 - 22، ومعجم المعبودات والرموز في مصر القديمة، لمانفرد لوركر، ترجمة صلاح الدين رمضان ص80
(6) رواه أحمد 3/ 50 وأبو داود (5021).
(7) الاقتضاء 1/ 314.
(8) سبل السلام 8/ 248.
(9) الإبداع في مضار الابتداع 275 - 276.
(10) من تشبه الخسيس بأهل الخميس، رسالة منشورة في مجلة الحكمة عدد4،ص193.
(11) مجموع الفتاوى 25/ 329.
(12) اللمع في الحوادث والبدع 2/ 519 - 520.
(13) الاقتضاء 2/ 519 - 520.
(14) أحكام أهل الذمة 1/ 441 - 442.
(15) رواه أبو داود (3313) وصححه شيخ الإسلام في الاقتضاء 1/ 436، والحافظ في البلوغ (1405).
(16) الاقتضاء 1/ 443.
ــــــــــــــ
* داعية بوزارة الشؤون الإسلامية
ابراهيم الحقيل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/80)
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[12 - 04 - 09, 02:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي أسامة.
وأرجوا من الله عز وجل أن يعلمنى الله واياك وعامة المسلمين.
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[12 - 04 - 09, 04:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخى أبو العابد.
على تلك المعلومات القيمة، التى لم أعرفها من قبل أنا وغيرى من المسلمين.
وأرجوا من الله عز وجل أن يزيدك علماً وإيماناً وتواضعاً، وأن يجعل ذلك فى ميزان حسناتك.
ـ[ابو العابد]ــــــــ[13 - 04 - 09, 02:53 م]ـ
ما أنا إلا ناقل
واسأل الله أن يجزيك على حسن ظنك بي
وأن يعين أهل السنة على نشر السنة.(110/81)
ما حكم التهديد بالسحر؟
ـ[بنت السنة]ــــــــ[12 - 04 - 09, 02:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مع انتشار الخدم في منازلنا انتشر السحر بل ان بعض العوائل اصيبت بأكملها به و لا حول و لا قوة الا بالله - خصوصا من العمالة الآسيوية التي لا تجد حرجا في استخدام السحر.
و لقد سمعت من بعض الناس أنهم يقومون بأخذ شيء من شعر الخادمة قبل سفرها
من أجل تخويفها و تهديدها حتى لا تؤذيهم بسحر أو نحوه.
فما حكم ذلك؟ مع العلم أنهم يعتقدون بحرمته و لا نية لديهم في عمل السحر بل من أجل التخويف فقط.
و ماحكم تفتيش أغراض الخادمة الشخصية قبل سفرها , في حال الشك فيها؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 06:51 ص]ـ
و لقد سمعت من بعض الناس أنهم يقومون بأخذ شيء من شعر الخادمة قبل سفرها
من أجل تخويفها و تهديدها حتى لا تؤذيهم بسحر أو نحوه.
فما حكم ذلك؟ مع العلم أنهم يعتقدون بحرمته و لا نية لديهم في عمل السحر بل من أجل التخويف فقط.
و ماحكم تفتيش أغراض الخادمة الشخصية قبل سفرها , في حال الشك فيها؟
قطعا مثل هذا الفعل لا يجوز، فليس هو من أفعال المؤمنين، ولكن ادفع بالتي هي أحسن، يُحضر لها كتيبات بلغتها عن الإسلام ومحاسن الإسلام، وعن مكارم الأخلاق، وكتيبات عن حرمة السحر وتعلمه وخطره على الإنسان.
وتفتيش أغراضها أيضا لا يجوز إلا إذا وجدت قرائن تشير إلى خيانتها أو إلى مثل هذا الفعل الخبيث.
وخير من هذا كله هو تجنب الدول التي تتعاطى مثل هذه الأمور، وقد قالوا في الأمثال العامية:
الباب اللي يجيك منّه الريح سدّه واستريح.
والله أعلم.
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 08:38 ص]ـ
قطعا مثل هذا الفعل لا يجوز، فليس هو من أفعال المؤمنين، ولكن ادفع بالتي هي أحسن، يُحضر لها كتيبات بلغتها عن الإسلام ومحاسن الإسلام، وعن مكارم الأخلاق، وكتيبات عن حرمة السحر وتعلمه وخطره على الإنسان.
وتفتيش أغراضها أيضا لا يجوز إلا إذا وجدت قرائن تشير إلى خيانتها أو إلى مثل هذا الفعل الخبيث.
وخير من هذا كله هو تجنب الدول التي تتعاطى مثل هذه الأمور، وقد قالوا في الأمثال العامية:
الباب اللي يجيك منّه الريح سدّه واستريح.
والله أعلم.
جزاكَ اللهُ خيرا.
والغاية لا تُبرِّرُ الوسيلة.
ـ[بنت السنة]ــــــــ[14 - 04 - 09, 04:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا(110/82)
إشكال في كلام ابن تيمية حول حديث "بين كل أذانين صلاة".
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[12 - 04 - 09, 06:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ورد في الصحيحين (1) من حديث عبد الله بن المغفل 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {بين كل أذانين صلاة - ثلاثًا - لمن شاء}.
وورد في البخاري (2) عن ابن المغفل عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: {صلو قبل صلاة المغرب} قال في الثالثة: {لمن شاء} كراهية أن يتخذها الناس سنة.
يتبع إن شاء الله.
ـــــــــــــــ
(1) البخاري (624 - 627)، مسلم (838).
(2) 1183.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:25 م]ـ
سأعرض كلام الشراح للحديث الأول، ثم أسوق كلام شيخ الإسلام - رحمه الله -.
قال ابن رجب (1) «وأمابين الاذانين قبل المغرب، فهذا الحديث يدل على مشروعية الصلاة فيه.
وقد اختلف العلماء في ذلك:
فمنهم من كرهه، وقال: لا يزول وقت النهي حتى يصلي المغرب، وهو قول الكوفيين وغيرهم.
ومنهم من قال: باستحبابها، وهو رواية عن أحمد، وقول طائفة من السلف؛ لهذا الحديث؛ ولحديث أنس في الباب الماضي. (2)
ومنهم من قال: هي مباحة، غير مكروهة ولا مستحبة، والامر بها إطلاق من محظور، فلا يفيد أكثر من الاباحة، وهو رواية عن أحمد، وسيأتي القول فيها بأبسط من هذا في موضع آخر - إن شاء الله تعالى-» انتهى كلامه رحمه لله.
ولا أدري هل أتم المسألة في مكان آخر من شرحه أم لا؟
وقال ابن حجر (3) «ولم يختلف العلماء في التطوع بين الأذان والإقامة إلا في المغرب».
وقال في موضع آخر (4) «وحمل بعض العلماء حديث الباب (5) على ظاهره فقال: دل قوله " ولم يكن بينهما شيء " على أن عموم قوله " بين كل أذانين صلاة " مخصوص بغير المغرب، فإنهم لم يكونوا يصلون بينهما بل كانوا يشرعون في الصلاة في أثناء الأذان ويفرغون مع فراغه ... إلى أن قال: وقال القرطبي وغيره: ظاهر حديث أنس أن الركعتين بعد المغرب وقبل صلاة المغرب كان أمرا أقر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه عليه وعملوا به حتى كانوا يستبقون إليه، وهذا يدل على الاستحباب، وكأن أصله قوله صلى الله عليه وسلم: " بين كل أذانين صلاة ".
وأما كونه صلى الله عليه وسلم لم يصلهما فلا ينفي الاستحباب، بل يدل على أنهما ليستا من الرواتب. وإلى استحبابهما ذهب أحمد وإسحاق وأصحاب الحديث، وروي عن ابن عمر قال: ما رأيت أحدا يصليهما على عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعن الخلفاء الأربعة وجماعة من الصحابة أنهم كانوا لا يصلونهما. وهو قول مالك والشافعي، وادعى بعض المالكية نسخهما فقال: إنما كان ذلك في أول الأمر حيث نهى عن الصلاة بعد العصر حتى تغرب الشمس، فبين لهم بذلك وقت الجواز، ثم ندب إلى المبادرة إلى المغرب في أول وقتها، قلو استمرت المواظبة على الاشتغال بغيرها لكان ذلك ذريعة إلى مخالفة إدراك أول وقتها. وتعقب بأن دعوى النسخ لا دليل عليها، والمنقول عن ابن عمر رواه أبو داود من طريق طاوس عنه، ورواية أنس المثبتة مقدمة على نفيه، والمنقول عن الخلفاء الأربعة رواه محمد بن نصر وغيره من طريق إبراهيم النخعي عنهم، وهو منقطع، ولو ثبت لم يكن فيه دليل على النسخ ولا الكراهة».
يتبعُ إن شاء الله.
ـــــــــــ
(1) فتح الباري (5/ 357) ط. مكتبة الغرباء.
(2) هو حديث أنس في البخاري (625): "كان المؤذن إذا أذّن قام ... الحديث".
(3) فتح الباري (2/ 439) ط. دار طيبة.
(4) (2/ 442).
(5) هو حديث أنس في البخاري (625): "كان المؤذن إذا أذّن قام ... الحديث".
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:44 م]ـ
الآن نأتي لقول شيخ الإسلام رحمه الله.
قال -قدس الله روحه-: "وثبت عنه في الصحيح أنه قال: «بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، بين كل أذانين صلاة، ثم قال في الثالثة: لمن شاء» كراهية أن يتخذها الناس سنة، ففي هذا الحديث: أنه يصلي قبل العصر، وقبل المغرب، وقبل العشاء، وقد صح أن أصحاب النبي (ص) يصلون بين أذان المغرب وإقامتها ركعتين، والنبي (ص) يراهم فلا يناهم، ولم يكن يفعل ذلك.
فمثل هذه الصلوات حسنة وليست سنة، فإن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كره أن تتخذ سنة" أ. هـ. (23/ 123 - 124) وفي الصفحات التالية لهاتين الصفحتين مزيد كلام.
وجه الإشكال: استشكل علي كلامه - رحمه الله- أن الصلاة قبل المغرب ليست بسنة، وربما قصد حديث أنس السابق ذكره، والظاهر أنه وهم -رحمه الله- فأدخل حديث ابن المغفل المتفق عليه، بحديثه الآخر الذي رواه البخاري.
فقد ورد التصريح في الحديث الذي رواه البخاري: بأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: لمن شاء؛ كراهة أن يتخذها الناسُ سنة، وهذا معدوم في الحديث المتفق عليه، بل إن تأكيد النبي صلى الله عليه وسلم عليها دالٌ على فضلها واستحبابها، وقد مر معنا كلام القرطبي.
إضافة إلى أن الركعتين المندوب إليهما في حديث أنس؛ داخلتان في عموم قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: «بين كل أذانين صلاة»، كما ذكر الحافظ ابن رجب.
ما رأي المشايخ في هذا؟
بارك الله فيكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/83)
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[13 - 04 - 09, 04:25 م]ـ
قوله: «فمثل هذه الصلوات حسنة وليست سنة، فإن النبي كره أن تتخذ سنة.»، هو نفسه المذهب الثالث الذي ذكره ابن رجب فقال: «ومنهم من قال: هي مباحة، غير مكروهة ولا مستحبة، والامر بها إطلاق من محظور، فلا يفيد أكثر من الاباحة، وهو رواية عن أحمد، وسيأتي القول فيها بأبسط من هذا في موضع آخر - إن شاء الله تعالى-» والله أعلم
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[19 - 04 - 09, 04:27 م]ـ
أحسنتم.
وقد كنتُ استشكلت كلامه قبل أن أعلم بالخلاف.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[20 - 04 - 09, 06:22 م]ـ
تنبيه:
ما أوردتُه أعلاه عن ابن حجر من قوله: "وحمل بعض العلماء ... " هو من نقل ابن حجر عن ابن المنير على ما ظهر لي.(110/84)
أسئلة في الميراث،أرجو الجواب
ـ[عبد الله المصري الأثري]ــــــــ[12 - 04 - 09, 06:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذه بعض الأسئلة في الميراث فأرجو الجواب
س1:هل يطلق على الأخوة الأشقاء والأخوة لأب لفظ كلالة في علم الميراث حيث قرأت أن الأخوة لأم هم الكلالة؟
س2: هل يَحجب الأخ الشقيق الأخ لأب والأخ لأم؟ وهل يَحجب الأخ لأب الأخ لأم؟
س3: هل تَحجب الأخت الشقيقة الأخ لأب والأخ لأم؟
س4:هل يقوم ابن الابن مقام الابن عند عدم وجود أبيه في الميراث؟
س5:هل الجدة لأم تعتبر جدة فاسدة أم لا وهل ترث عند عدم وجود الأم أم لا ترث؟
س6:قرأت أن الأخت الشقيقة أو الأخوات الشقيقات مع البنت أو بنت الابن من أقسام العصبة مع غيره.
فما هو نصيبهم في هذه الحالة؟
وهل تعتبر الأخت لأب والأخت لأم عصبة مع البنت أو بنت الابن؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 09:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هذه بعض الأسئلة في الميراث فأرجو الجواب
س1:هل يطلق على الأخوة الأشقاء والأخوة لأب لفظ كلالة في علم الميراث حيث قرأت أن الأخوة لأم هم الكلالة؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم يُطلق عليهم بنص الآية قال تعالى
يَسْتَفْتُونَكَ قُلِ اللَّهُ يُفْتِيكُمْ فِي الْكَلَالَةِ إِنِ امْرُؤٌ هَلَكَ لَيْسَ لَهُ وَلَدٌ وَلَهُ أُخْتٌ فَلَهَا نِصْفُ مَا تَرَكَ وَهُوَ يَرِثُهَا إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا وَلَدٌ فَإِنْ كَانَتَا اثْنَتَيْنِ فَلَهُمَا الثُّلُثَانِ مِمَّا تَرَكَ وَإِنْ كَانُوا إِخْوَةً رِجَالًا وَنِسَاءً فَلِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ أَنْ تَضِلُّوا وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ
قال النووي في شرح مسلم
وَأَجْمَعَ الْمُسْلِمُونَ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِالْإِخْوَةِ وَالْأَخَوَات فِي الْآيَة الَّتِي فِي آخِر سُورَة النِّسَاء مَنْ كَانَ مِنْ أَبَوَيْنِ، أَوْ مِنْ أَب عِنْد عَدَم الَّذِينَ مِنْ أَبَوَيْنِ، وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الْمُرَاد بِاَلَّذِينَ فِي أَوَّلهَا الْإِخْوَة وَالْأَخَوَات مِنْ الْأُمّ. فِي قَوْله تَعَالَى: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلَالَةً أَوْ اِمْرَأَةٌ وَلَهُ أَخٌ أَوْ أُخْتٌ}.
وقال الحافظ بن كثير في تفسيره
وقوله: {وَإِنْ كَانَ رَجُلٌ يُورَثُ كَلالَةً} الكلالة: مشتقة من الإكليل، وهو الذي يحيط بالرأس من جوانبه، والمراد هنا من يرثه من حواشيه لا أصوله ولا فروعه، كما روى الشعبي عن أبي بكر الصديق: أنه سئل عن الكلالة، فقال: أقول فيها برأيي، فإن يكن صوابًا فمن الله، وإن يكن خطأ فمني ومن الشيطان، والله ورسوله بريئان منه: الكلالة من لا ولد له ولا والد. فلما ولي عمر بن الخطاب قال: إني لأستحيي أن أخالف أبا بكر في رأي رآه. رواه ابن جرير وغيره
وقال ابن أبي حاتم، رحمه الله، في تفسيره: حدثنا محمد بن عبد الله بن يزيد، حدثنا سفيان، عن سليمان الأحول، عن طاوس قال: سمعت عبد الله بن عباس يقول: كنت آخر الناس عهدا بعمر بن الخطاب، فسمعته يقول: القول ما قلت، وما قلت وما قلت. قال: الكلالة من لا ولد له ولا والد
وهكذا قال علي بن أبي طالب وابن مسعود، وصح من غير وجه عن عبد الله بن عباس، وزيد بن ثابت، وبه يقول الشعبي والنخعي، والحسن البصري، وقتادة، وجابر بن زيد، والحكم. وبه يقول أهل المدينة والكوفة والبصرة. وهو قول الفقهاء السبعة والأئمة الأربعة وجمهور السلف والخلف بل جميعهم. وقد حكى الإجماع على ذلك غير واحد، وورد فيه حديث مرفوع. قال أبو الحسين بن اللبان: وقد روي عن ابن عباس ما يخالف ذلك، وهو أنه لا ولد له. والصحيح عنه الأول، ولعل الراوي ما فهم عنه ما أراد.
ويدل عليه أيضا حديث جابر في الصحيحين عندما سأل
فقال (لا يرثني الا كلالة 000 الحديث)
فعلى هذا يدخل في مسمى الكلالة (إذا لم يكن للوارث ولد ولا والد) الأعمام وأبناؤهم والأخوة وأبناؤهم
والله أعلم وأحكم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 10:25 م]ـ
س2: هل يَحجب الأخ الشقيق الأخ لأب والأخ لأم؟ وهل يَحجب الأخ لأب الأخ لأم؟
الاخ الشقيق يحجب الاخَ لإب فقط ولا يحجب الأخ لأم
أمَّا الأخ لاب فلا يحجب الأخ لأم من باب أولى
س3: هل تَحجب الأخت الشقيقة الأخ لأب والأخ لأم؟
لا تحجب الأخت الشقيقة الأخ لإم
أما الاخ لإب فتحجبه إذا كانت عصبةً مع الغير فحينئذ تقوم مقام الأخ الشقيق
قال الناظم
والأخت إذا بالبنت عصبوها = = = تحجب من يحجبه أخوها
س4:هل يقوم ابن الابن مقام الابن عند عدم وجود أبيه في الميراث؟
نعم
س5:هل الجدة لأم تعتبر جدة فاسدة أم لا وهل ترث عند عدم وجود الأم أم لا ترث؟
ليست فاسدة إلا إذا دخل بينها وبين الميت ذكر وهي ترث عند عدم الأم بالاجماع
س6:قرأت أن الأخت الشقيقة أو الأخوات الشقيقات مع البنت أو بنت الابن من أقسام العصبة مع غيره.
فما هو نصيبهم في هذه الحالة؟
نصيبهن على حسب ما بقي وقد يسقطن إذا استُكملت الفروض
وهل تعتبر الأخت لأب والأخت لأم عصبة مع البنت أو بنت الابن؟ تعتبر الأخت لإب فقط
هذا الجواب اختصاراً فإن رُمت الإطالة فعليك بالمطولات
والله تعالى أحكم وأعلم(110/85)
هل هذا حديث صحيح؟
ـ[عبد الله المصري الأثري]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
س: هل هذا الكلام حديث صحيح حيث ورد على لسان أحد المدرسين في إحدى المدارس واستشهد به على أنه حديثا نبويا ونصه كما يلي:
" سبحان من أحل النساء وهي جيف"
ـ[د. المجولي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:13 م]ـ
لم أجد له أصلا ..(110/86)
نقل فريد مهم لابن تيمية يتعلق سماع الغناء!!
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:33 م]ـ
أوقفني أحد مشايخي الكرام على هذا الموضع من الكتاب الذي صدر مؤخرًا عن دار عالم الفوائد لشيخ الإسلام ابن تيمية
واسم الكتاب: الرد على الشاذلي.
وأسوق لك النقل، ثم أعلِّق بما فهمته.
قال رحمه الله (ص 45):
(والله مَسَخَ قومًا قِرَدة وخنازير لنوع من الكفر؛ كاستحلال المحرمات؛ من سَبِّ الصحابة والخمر والمعازف، ونحو ذلك).
التعليق:
هذا النقل الفريد المهم يشتمل على أمرين مخيفين لمبيحي الغناء:
أنه - رحمه الله - يقرن سماع الغناء بسب الصحابة وشرب الخمر!! والقرين بالمقارَن يقتدي. وشناعة الأخيرين مستقر في الأذهان، لكن الشأن في الغناء.
أنه - رحمه الله - يرى أن مُستَحِلَّ الغناء كافر!! وهذا أعجب الأمرين وأقواهما. ومعلوم الإجماع منعقد على تحريم الغناء، وقد حكاه شيخ الإسلام؛ فقد قال (مجموع الفتاوى (11/ 577): (ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا).
وقال قبلها: (11/ 576) (وأما إذا فعلها على وجه التمتع والتلعب فذهب الأئمة الأربعة: أن آلات اللهو كلها حرام)
وقال عن مذهب الأئمة الأربعة كما في (منهاج السنة النبوية - (3/ 439): (فإنهم متفقون على تحريم المعازف التي هي آلات اللهو كالعود ونحوه)
-فماذا يقول المتهاونون بالمعازف الموسيقى بحجة أن فلانًا عبر القرون أباحه؟!!
* أرجو من طلبة العلم توجيهي في صحة فهمي من عدمه
ـ[د. المجولي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:44 م]ـ
بخصوص النقطة الثانية فلا أعتقد أن شيخ الإسلام يرى أن مستحل الغناء كافر .. ومرتكب الكبيرة ليس بكافر أصلا!!
وهو ما ارتكبها إلا لأنه استحلها .. ولم أقف على كامل كلامه .. كما أن لفظة (نوع من الكفر) تحتاج إلى توجيه
وأنا معك من المنتظرين من أهل العلم البيان ..
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:57 م]ـ
فلا أعتقد أن شيخ الإسلام يرى أن مستحل الغناء كافر .. ومرتكب الكبيرة ليس بكافر أصلا!!
أخي د. المجولي:
أشكرك، وأظنك تتفق معي أن ثمت فرقًا بين مدلول عبارتك الأولى والثانية؟!
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[12 - 04 - 09, 08:10 م]ـ
عفوًا:
سقطت جملتان - سهوًا - من النص المذكور أعلاه.
والسقط لا يؤثر على الأصل الذي أعتمدتُه، لكن من باب الأمانة أسوقهما.
وهذا النص بتمامه.
قال رحمه الله (الرد على الشاذلي ص 45):
(والله مَسَخَ قومًا قِرَدة وخنازير لنوع من الكفر، وكذلك يمسخ من هذه الأمة قومًا قِردة وخنازير، وهذا في أنواع من الكفر؛ كاستحلال المحرمات؛ من سَبِّ الصحابة والخمر والمعازف، ونحو ذلك).
ـ[د. المجولي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 09:08 م]ـ
أخي د. المجولي:
أشكرك، وأظنك تتفق معي أن ثمت فرقًا بين مدلول عبارتك الأولى والثانية؟!
بارك الله فيك أخي الكريم ..
لكن أنا إنما قصدت أن أقول إنه لو كان شيخ الإسلام يحكم على مرتكب الغناء بالكفر، فالأولى الحكم على شارب الخمر بالكفر، والمعلوم أن شرب الخمر كبيرة، والكبيرة لا تكفر، فكيف بالغناء؟!
وأقول إن ثمة توجيها لكلمة (نوع من الكفر) يعيه أهل العلم، وأرجو منهم إفادتنا ..
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[12 - 04 - 09, 10:37 م]ـ
د. المجولي:
لا يمكن لشيخ الإسلام ولا غيره من علماء السنة أن يحكم على مرتكب الغناء بالكفر، ولكنه - حسبما فهمتُ مما نقلتُ- يحكم على مستحل الغناء بالكفر
ولا زلتُ أؤكد الفرق بين الاستحلال والارتكاب
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[12 - 04 - 09, 11:03 م]ـ
الامر في الاستحلال فليس كله كفر فقد يظنه حلالا شرعا
قال في المغني
فَصْلٌ: وَمَنْ اعْتَقَدَ حِلَّ شَيْءٍ أُجْمِعَ عَلَى تَحْرِيمِهِ , وَظَهَرَ حُكْمُهُ بَيْنَ الْمُسْلِمِينَ , وَزَالَتْ الشُّبْهَةُ فِيهِ لِلنُّصُوصِ الْوَارِدَةِ فِيهِ , كَلَحْمِ الْخِنْزِيرِ , وَالزِّنَى , وَأَشْبَاهِ هَذَا , مِمَّا لا خِلافَ فِيهِ , كُفِّرَ ; لِمَا ذَكَرْنَا فِي تَارِكِ الصَّلاةِ. وَإِنْ اسْتَحَلَّ قَتْلَ الْمَعْصُومِينَ , وَأَخْذَ أَمْوَالِهِمْ , بِغَيْرِ شُبْهَةٍ وَلا تَأْوِيلٍ , فَكَذَلِكَ , وَإِنْ كَانَ بِتَأْوِيلٍ , كَالْخَوَارِجِ , فَقَدْ ذَكَرْنَا أَنَّ أَكْثَرَ الْفُقَهَاءِ لَمْ يَحْكُمُوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/87)
بِكُفْرِهِمْ مَعَ اسْتِحْلالِهِمْ دِمَاءَ الْمُسْلِمِينَ وَأَمْوَالَهُمْ , وَفِعْلِهِمْ لِذَلِكَ مُتَقَرِّبِينَ بِهِ إلَى اللَّهِ تَعَالَى , وَكَذَلِكَ لَمْ يُحْكَمْ بِكُفْرِ ابْنِ مُلْجَمٍ مَعَ قَتْلِهِ أَفْضَلَ الْخَلْقِ فِي زَمَنِهِ , مُتَقَرِّبًا بِذَلِكَ , وَلا يُكَفَّرُ الْمَادِحُ لَهُ عَلَى هَذَا , الْمُتَمَنِّي مِثْلَ فِعْلِهِ , فَإِنَّ عِمْرَانَ بْنَ حِطَّانَ قَالَ فِيهِ يَمْدَحُهُ لِقَتْلِ عَلِيٍّ: يَا ضَرْبَةً مِنْ تَقِيٍّ مَا أَرَادَ بِهَا إلا لِيَبْلُغَ عِنْدَ اللَّهِ رِضْوَانَا إنِّي لأَذْكُرُهُ يَوْمًا فَأَحْسَبُهُ أَوْفَى الْبَرِيَّةِ عِنْدَ اللَّهِ مِيزَانَا وَقَدْ عُرِفَ مِنْ مَذْهَبِ الْخَوَارِجِ تَكْفِيرُ كَثِيرٍ مِنْ الصَّحَابَةِ , وَمَنْ بَعْدَهُمْ , وَاسْتِحْلالُ دِمَائِهِمْ , وَأَمْوَالِهِمْ , وَاعْتِقَادُهُمْ التَّقَرُّبَ بِقَتْلِهِمْ إلَى رَبِّهِمْ , وَمَعَ هَذَا لَمْ يَحْكُمْ الْفُقَهَاءُ بِكُفْرِهِمْ ; لِتَأْوِيلِهِمْ. وَكَذَلِكَ يُخَرَّجُ فِي كُلِّ مُحَرَّمٍ اُسْتُحِلَّ بِتَأْوِيلٍ مِثْلِ هَذَا. وَقَدْ رُوِيَ أَنَّ قُدَامَةَ بْنَ مَظْعُونٍ شَرِبَ الْخَمْرَ مُسْتَحِلا لَهَا , فَأَقَامَ عُمَرُ عَلَيْهِ الْحَدَّ , وَلَمْ يُكَفِّرْهُ. وَكَذَلِكَ أَبُو جَنْدَلِ بْنُ سُهَيْلٍ , وَجَمَاعَةٌ مَعَهُ , شَرِبُوا الْخَمْرَ بِالشَّامِ مُسْتَحِلِّينَ لَهَا , مُسْتَدِلِّينَ بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا} الآيَة. فَلَمْ يُكَفَّرُوا , وَعُرِّفُوا تَحْرِيمَهَا , فَتَابُوا , وَأُقِيمَ عَلَيْهِمْ الْحَدُّ. فَيُخَرَّجُ فِيمَنْ كَانَ مِثْلَهُمْ مِثْلُ حُكْمِهِمْ. وَكَذَلِكَ كُلُّ جَاهِلٍ بِشَيْءٍ يُمْكِنُ أَنْ يَجْهَلَهُ , لا يُحْكَمُ بِكُفْرِهِ حَتَّى يُعَرَّفَ ذَلِكَ , وَتَزُولَ عَنْهُ الشُّبْهَةُ , وَيَسْتَحِلَّهُ بَعْدَ ذَلِكَ. وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ: مَنْ قَالَ: الْخَمْرُ حَلالٌ. فَهُوَ كَافِرٌ يُسْتَتَابُ , فَإِنْ تَابَ , وَإِلا ضُرِبَتْ عُنُقُهُ. وَهَذَا مَحْمُولٌ عَلَى مَنْ لا يَخْفَى عَلَى مِثْلِهِ تَحْرِيمُهُ ; لِمَا ذَكَرْنَا. فَأَمَّا إنْ أَكَلَ لَحْمَ خِنْزِيرٍ , أَوْ مَيْتَةً , أَوْ شَرِبَ خَمْرًا , لَمْ يُحْكَمْ بِرِدَّتِهِ بِمُجَرَّدِ ذَلِكَ , سَوَاءٌ فَعَلَهُ فِي دَارِ الْحَرْبِ أَوْ دَارِ الإِسْلامِ ; لأَنَّهُ يَجُوزُ أَنْ يَكُونَ فَعَلَهُ مُعْتَقِدًا تَحْرِيمَهُ , كَمَا يَفْعَلُ غَيْرَ ذَلِكَ مِنْ الْمُحَرَّمَاتِ
ـ[أبو ابراهيم الحربي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 11:13 م]ـ
هناك فرق في الحكم بين الاستحلال وعدم الاستحلال، فإذا فعل الكبيرة بدون أن يستحلها فإنه لا يكفر، أما إذا استحل الكبيرة فإنه يكفر سواء فعلها أو لم يفعلها.
فهنا فرق كبير بين الاستحلال وعدم الاستحلال بالنسبة للحكم.
ـ[أبو ابراهيم الحربي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 11:19 م]ـ
قول د. الخولي أنه ما ارتكبها إلا لأنه استحلها! هذا لا يلزم قد يكون يرتكب الكبيرة ويعتقد تحريمها وأنه عاصي وأثم.
ـ[أبو ابراهيم الحربي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 11:20 م]ـ
آسف د. المجولي وليس الخولي معذرة غفر الله للجميع
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 04:33 ص]ـ
يا جماعة اقرأوا الكلام جيدا
شيخ الاسلام يقول (يستحل)
فلاحظوا الفرق.!!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 04:47 ص]ـ
لا أدري ما الإشكال (؟؟)
فاستحلال الحرام يكون كفراً في حالتين:
1 - تحليل الحرام المجمع عليها إجماعاً ضرورياً.
2 - استحلال الحرام ممن لا شبهة عنده في التحريم.
وحرمة المعازف ليست محل إجماع لا عند شيخ الإسلام ولا عنده من المحققين .. فكفر صاحبها لا يكون إلا من القسم الثاني ..
فمستحل المعازف لا يكون كافراً إلا في حالة واحدة: أن يكون التحريم ثابتاً عنده ثم هو يزعمه حلالاً بلا شبهة ولا تأويل ..
ـ[محمد الاسلام]ــــــــ[13 - 04 - 09, 05:00 ص]ـ
قد قلت ذلك في المشاركة السابعة وأوردت كلام صاحب المغني مثالا
لكن الاخوة يتجاوزون ولا ينظرون ثم يردون ويستشكلون
ـ[د. المجولي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 11:40 ص]ـ
بارك الله فيكم إخوتي وإنما منكم نتعلم ..
قد زال الإشكال .. شكر الله لكم وغفر لكم.
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[13 - 04 - 09, 01:24 م]ـ
أخي أبو فهر:
أشكرك وباقي الإخوة، لكن عندي سؤال أستفهم منكم جوابه، وهو
ألا ترون أن النقول التي سُقْتُها كافية في إثبات الإجماع على تحريم المعازف، وبناءً عليه فمستحلها مخالف للإجماع الذي حكاه ابن تيمية - رحمه الله -؟
أرجو الجواب الواضح القاطع مشكورين
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 01:31 م]ـ
ليس هناك نقل واحد منها يُفيد الإجماع فإن كان فيها ولم أنتبه له فأرجو دلالتي عليه ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/88)
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[13 - 04 - 09, 01:53 م]ـ
1 - ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا.
2 - ذهب الأئمة الأربعة: أن آلات اللهو كلها حرام.
3 - فإنهم متفقون على تحريم المعازف التي هي آلات اللهو كالعود ونحوه.
والنقل الأول أعم من الأخيرين
ولعل الأخ أبا فهر يدرك الفرق في كلام أهل العلم بين التعبير بالسماع أو الغناء وبين المعازف أوالموسيقى أو آلات اللهو؟
والكلام هنا عن نقل الإجماع في القسم الثاني وليس الأول!
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 02:10 م]ـ
النقل هاهنا لاتفاق الأئمة الأربعة وليس نقلاً للإجماع بارك الله فيك ...
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[13 - 04 - 09, 05:54 م]ـ
أخي بارك الله فيك:
أليس النقل الأول بالذات هو الدال عى الإجماع؟
وأزيدك نقولاً، فانظر - مشكورًا - هل تعضد ما فهمتُه:
قال رحمه الله: مجموع الفتاوى (29/ 552)
وأما هذا الغناء فإنما نهي عنه لأنه قد يدعو إلى الزنا كما حرم النظر إلى الأجنبية؛ ولأن فيه خلافا شاذا)
ثم قال بعده: (وأما غناء الرجال للرجال فلم يبلغنا أنه كان في عهد الصحابة .. ولكن نصب مغنية للنساء والرجال: هذا منكر بكل حال)
وقال (30/ 212): (فالرجل لو يسمع الكفر والكذب والغيبة والغناء والشبابة من غير قصد منه؛ بل كان مجتازا بطريق فسمع ذلك لم يأثم بذلك باتفاق المسلمين. ولو جلس واستمع إلى ذلك ولم ينكره لا بقلبه ولا بلسانه ولا يده: كان آثما باتفاق المسلمين)
وقال أيضًا (30/ 215): (ذكر ابن المنذر اتفاق العلماء على المنع من إجارة الغناء والنوح فقال: أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على إبطال النائحة والمغنية ... وبه نقول).
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 06:54 م]ـ
بوركتَ
كل ذلك من حكاية اتفاق الأئمة الأربعة ليس فيه حكاية إجماع عام ونص هو بنفسه في نقلك أنتَ على الخلاف وإن جعله شاذاً .. بل هو في سياقه هذا يستدل بوقوع الخلاف على تخفيف رتبة تحريم الغناء عن تحريم الظلم .. فحكايته للخلاف هنا ليست مجرد حكاية بل هي في مقام الاحتجاج ..
وهذا قاطع للنزاع وأنه لا يريد إجماعاً عاماً ...
وهو يُعقب على قول ابن المنذر الذي نقلتَه (مع أن سياقه في الإجارة لا في مجرد الغناء) بقوله: ((
فإذا كان قد ذكر إجماع من يحفظ عنه من أهل العلم على ابطال اجارة النائحة والمغنية والغناء للنساء فى العرس والفرح جائز وهو للرجل إما محرم وإما مكروه وقد رخص فيه بعضهم فكيف بالشبابة التى لم يبحها أحد من العلماء لا للرجال ولا للنساء لا فى العرس ولا فى غيره وإنما يبيحها من ليس من الأئمة المتبوعين المشهورين بالإمامة فى الدين)).
وهذا قاطع للنزاع وأنه لا يريد إجماعاً عاماً ...
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:10 م]ـ
أشكرك على أدبك وامتثالك ما في توقيعك ولي عودة قريبة بإذن الله
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:21 م]ـ
بوركتَ وجعلها الله عودة خير وسنة .... ويعلم الله أني أستفيد من تلك المتابعات فائدة جليلة جداً .. بارك الله في من فتح باب الخير هذا بدءاً من صاحب الملتقى وانتهاء بالأعضاء مروراً بالمشرفين ونحوهم ...
ـ[أبو الحارث الحنبلي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 11:25 م]ـ
النقل هاهنا لاتفاق الأئمة الأربعة وليس نقلاً للإجماع بارك الله فيك ...
* قال ابن الصلاح: وأما إباحة هذا السماع وتحليله، فليعلم أن الدف والشبابة والغناء إذا اجتمعت، فاستماع ذلك حرام، عند أئمة المذاهب وغيرهم من علماء المسلمين. ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح هذا السماع.
[إغاثة اللهفان 1/ 228]
* قال الحافظ - الحافظ! - ابن رجب: سماع آلات الملاهي لا يعرف عن أحد ممن سلف الرخصة فيه، وإنما يعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به، ومن حكى شيئاً من ذلك فقد أبطل!! [نزهة الأسماع 69]
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[14 - 04 - 09, 12:12 ص]ـ
أرى بعض الإخوة سلمهم الله خلطوا مسالة استماع الغناء باستماع المعازف مع أن بينهما فرقا
فالغناء هو الشعر الملقى الملحن
أما المعازف فهي آلات اللهو.
وكلاهما فيه خلاف، والخلاف في كليهما ضعيف، لكن الخلاف في المعازف أضعف من الخلاف في استماع الغناء الفاحش البذيء والله أعلم.
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[14 - 04 - 09, 12:20 ص]ـ
لكن يا شيخ عبد الله ما تقول فيما قاله الحافظ ابن رجب؟
* قال الحافظ - ابن رجب: سماع آلات الملاهي لا يعرف عن أحد ممن سلف الرخصة فيه، وإنما يعرف ذلك عن بعض المتأخرين من الظاهرية والصوفية ممن لا يعتد به، ومن حكى شيئاً من ذلك فقد أبطل!! [نزهة الأسماع 69]
ـ[راشدالشمري]ــــــــ[14 - 04 - 09, 01:08 ص]ـ
.. كما أن لفظة (نوع من الكفر) تحتاج إلى توجيه
..
إن كل معصية تعتبر كفرا
فالكفر منه أكبر ومنه أصغر
وكذلك المعاصي تسمى كفرا
قال عليه الصلاة والسلام (ثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في الأنساب والنياحة على الميت)
وقال (ليس بين الرجل وبين الكفر والشرك إلا ترك الصلاة) على قول من يرى أن ترك الصلاة معصية لا تخرج من الإسلام
وقال إبن عمر وسئل عن إتيان المرأة في دبرها (تسألني عن الكفر؟!)
فتوجيه كلمة شيخ الإسلام رحمه الله من هذا الباب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/89)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 01:23 م]ـ
الفاضل أبا الحارث ..
ما نقلته هو عن نفر من أهل العلم لهم طريقة غير فاضلة في إهدار أجناس من الخلاف والمخالفين ... وطريقة السلف وشيخ الإسلام أهدى من تلك الطريقة ولذلك تجد طريقتهم أقوم في حكاية هذا الخلاف وتقويمه ...
الفاضل راشد الشمري ..
تقعيدك عن أن المعاصي من شعب الكفر صحيح ولكن لا أظن أنه يكون مراد الشيخ هاهنا .. لمكان لفظ الاستحلال ولا يمكننا إهدار دلالة هذا اللفظ في تفسيرنا لكلام الشيخ ...
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 01:29 م]ـ
أرى بعض الإخوة سلمهم الله خلطوا مسالة استماع الغناء باستماع المعازف مع أن بينهما فرقا
فالغناء هو الشعر الملقى الملحن
أما المعازف فهي آلات اللهو.
وكلاهما فيه خلاف، والخلاف في كليهما ضعيف، لكن الخلاف في المعازف أضعف من الخلاف في استماع الغناء الفاحش البذيء والله أعلم.
صدقتَ وأصبتَ ...
لكن هل ترى أن الخلاف في استماع الغناء غير الفاحش على غير جهة التعبد= ليس ضعيفاً؟؟
ـ[راشدالشمري]ــــــــ[15 - 04 - 09, 07:29 ص]ـ
تقعيدك عن أن المعاصي من شعب الكفر صحيح ولكن لا أظن أنه يكون مراد الشيخ هاهنا .. لمكان لفظ الاستحلال ولا يمكننا إهدار دلالة هذا اللفظ في تفسيرنا لكلام الشيخ ...
فإذا صح إطلاق (نوع من الكفر) على المعاصي من غير إستحلال
فإطلاقها عليها مع الإستحلال من باب أولى
كلام شيخ الإسلام لا لبس فيه بارك الله فيك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 01:59 م]ـ
ليس الكلام في الأولى .. الكلام في عين كلامه ما أراد هو منه بالضبط .. ما الذي يجعلنا نرتحل لما ذكرتَ ولفظ الاستحلال في الغرفة المجاورة؟؟!!
وليس البحث في مجرد الإطلاق .. البحث في الإطلاق والدلالة .. وما ذكرتَه لا ينفع في تحديد مراده بهذا الإطلاق أما لفظ الاستحلال فيبينه ...
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[15 - 04 - 09, 04:09 م]ـ
بخصوص النقطة الثانية فلا أعتقد أن شيخ الإسلام يرى أن مستحل الغناء كافر .. ومرتكب الكبيرة ليس بكافر أصلا!!
وهو ما ارتكبها إلا لأنه استحلها .. ولم أقف على كامل كلامه .. كما أن لفظة (نوع من الكفر) تحتاج إلى توجيه
وأنا معك من المنتظرين من أهل العلم البيان ..
بارك الله فيك اخي الكريم
لكن كلام شيخ الاسلام - رحمه الله - واضح
ولست بحاجة اخي الكريم لتعرف من مثلي الفرق بين الاستحلال والاصرار والتكرار للذنب ....
فلا أعتقد أن شيخ الإسلام يرى أن مستحل الغناء كافر .. ومرتكب الكبيرة ليس بكافر أصلا!!
من قال ان فاعل الكبيرة كافر؟؟؟ نحن نقول كما قال شيخ الاسلام مستحل الكبيرة كافر ... (ولا شك ان الغناء من الكبائر التي ورد فيها وعيد) ..
وهو ما ارتكبها إلا لأنه استحلها ..
هذاصحيح .. فمن استحل الغناء كافر ...
هناك فرق بين من يسمع الغناء وهو يعتقد حرمته وبين من يسمع الغناء معتقدا حله (مع بيان الحرمة له ونقل اجماع الامة له) وبين من يسمع الغناء متقربا به الى الله
فالاول عاصي والثاني مخالف للاجماع فهو كافر والثالث كافر جملة واحدة ..
هذا الذي اظنه ما اعلم اذا اخواني لهم نظرة اعمق مني .. لعلنا نستفيد
جزاكم الله خير
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[15 - 04 - 09, 04:17 م]ـ
إن كل معصية تعتبر كفرا
فالكفر منه أكبر ومنه أصغر
وكذلك المعاصي تسمى كفرا
قال عليه الصلاة والسلام (ثنتان في الناس هما بهم كفر الطعن في الأنساب والنياحة على الميت)
وقال (ليس بين الرجل وبين الكفر والشرك إلا ترك الصلاة) على قول من يرى أن ترك الصلاة معصية لا تخرج من الإسلام
وقال إبن عمر وسئل عن إتيان المرأة في دبرها (تسألني عن الكفر؟!)
فتوجيه كلمة شيخ الإسلام رحمه الله من هذا الباب
جزاك الله خير اخي
لكن اظن - اذا سمحت لي- ان كلامك الرائع .. هو تأويل لكلام شيخ الاسلام من غير قرينة من كلام الشيخ تدل على ذلك ...
لعلك تتحفنا براي او توجيه
بارك الله فيك
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 07:25 م]ـ
حديث الناذرة هو هذا: أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّى نَذَرْتُ أَنْ أَضْرِبَ عَلَى رَأْسِكَ بِالدُّفِّ. قَالَ: «أَوْفِى بِنَذْرِكِ»
والصور في المسألة كالتالي:
1 - نصب مغنية للنساء والرجال هذه حرفتها = حرام.
2 - نصب مغنية للنساء والرجال بعوض = حرام.
3 - سماع الرجال لغناء النساء الإماء والحرائر لحاجة كالعرس والوفاء بنذر من غير أن تكون مهنة للمرأة ولا أن تأخذ عليه عوض = جائز
4 - غناء الرجال للرجال بنى الشيخ على عدم نقله عن الصحابة وفي موضع آخر فاتني الآن = جعله من تشبه الرجال بالنساء.
فالأصل في غناء المرأة يسمعه الرجل هو التحريم ... إلا في الصورة الثالثة المذكورة ..
هذا ما عقلتُه من كلام الشيخ في هذا الموطن (29/ 552 - 553) فمن كان عنده زيادة علم فليهدنا بها ... فالشيخ في مواطن أُخر يوحي كلامه أن السماع في الأفراح هو للنساء والصبيان (وقد توحي مواطن أخرى بأن المختص بالنساء هو القيام بالغناء لا السماع) .. لكن خبر الناذرة صريح في سماع الرجل لغناء الحرة ..
===========
فائدة في إثبات عدم وجود إجماع .. قال شيخ الإسلام: ((ومعلوم فى كل عمل تنازع المسلمون فيه هل هو محرم أو مباح ليس بقربة أن من جعله قربة فقد خالف الإجماع وإذا فعله متقربا به كان ذلك حراما بإلاجماع كما لو تقرب بلعب النرد والشطرنج وبيع الدرهم بالدرهمين وإتيان النساء فى الحشوش وإستماع الغناء والمعازف ونحو ذلك مما للناس فيه قولان التحريم والإباحة))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/90)
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[16 - 04 - 09, 02:32 م]ـ
عفوًا أيها الإخوة:
أراكم قد شَطَّ بكم المَزار، وبعدت بكم الدار عن أصل الموضوع الذي طرحته!!!
ولم أجد من يشفي عليلاً أو يروي غليلاً - خلا أبا فهر في بعض طرحه.
فإني إنما طرحت ما طرحته لنتباحَث فقط في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
دون الخوض في تفريعات المسألة!
وألخِّص إشكالي فيما يلي:
* أليس نص كلامه - رحمه الله - يدل على كفر مستحل المعازف؟
* ألا يفهم من قوله - الآنف ذكره أولاً - على أن المعازف محرمة بالإجماع؟
ولأجل ألا نعود مرة أخرى في تشعيب الموضوع؛ فإليكم مواضع نحرر فيها محل النزاع والتنازع.
ابن تيمية من أشد العلماء تورعًا عن التكفير بالنوع فضلاً عن العين
ابن تيمية كغيره يقرر أن المستحل للمجمع على تحريمه هو الذي يكفر
ابن تيمية يفرِّق بين المعازف وبين السماع وبين الغناء.
ابن تيمية عالم مجتهد محيط بأقوال الأئمة والأتباع، وأعطي من البيان والفصاحة والنصح والعلم ما يعرف كيف يقرر به كلامه.
أعود وأعيد:
أرجو من الإخوة عموما تركيز مداخلاتهم على فهم كلام ابن تيمية في شأن مستحل الغناء
رحم الله الإمام ابن تيمية؛ حيث جمع ونفع الله به القلوب
وما هذه المباحثة إلا من آثاره (ما قدموا وآثارهم)
****فائدة مهمة*****
نقل الإجماع على تحريم الغناء جمع كبير من العلماء، منهم:
1 - زكريا بن يحي الساجي في كتابه "اختلاف العلماء" في القرن الثالث
2 - أبو القاسم الدولعي الشامي الشافعي في القرن السادس.
3 - العز بن عبد السلام في القرن السابع. ونقله
4 - ابن مفلح في القرن الثامن.
5 - العراقي
6 - البزازي الحنفي في القرن التاسع.
7 - ونقله الآلوسي
8 - أحمد الطحطاوي في القرن الثالث عشر.
9 - أبو بكر الآجري (ت360هـ)
10 - أبو الطيب الطبري الشافعي (ت450هـ) وقال: إن استباحتها فسق.
11 – ابن قدامة المقدسي (ت: 540هـ): .. ولنا أنه آلة للمعصية بالإجماع
12– شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728هـ): ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا)
13– قال ابن رجب ـ من الحنابلة ـ (ت 795هـ): وأما استماع آلات الملاهي المطربة المتلقاه من وضع الأعاجم فمحرم مجمع على تحريمه ولا يعلم عن أحد منهم الرخصة في شيء من ذلك ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يعتد به فقد كذب وافترى)
14 – ابن حجر الهيتمي قال (ت: 974هـ): الأوتار والمعازف " كالطنبور والعود والصنج أي ذي الأوتار والرباب والجنك والكمنجة والسنطير والدريبج وغير ذلك من الآلات المشهورة عند أهل اللهو والسفاهة والفسوق وهذه كلها محرمة بلا خلاف ومن حكى فيها خلافا فقد غلط أو غلب عليه هواه حتى أصمه وأعماه ومنعه هداه وزل به عن سنن تقواه.)
15ـ قال ابن عبد البر رحمه الله: (من المكاسب المجمع على تحريمها الربا ومهور البغايا والسحت والرشا وأخذا الأجرة على النياحة والغناء وعلى الكهانة وادعاء الغيب وأخبار السماء وعلى الزمر واللعب الباطل كله .. )
16ـ الغُماري: (حتى إبليس داخلٌ في إجماع العقلاء على تحريمه) ..
فهؤلاء 16 عالمًا نقلوا وحكوا الإجماع على تحريم الغناء.
للتوسع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8576
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[16 - 04 - 09, 03:00 م]ـ
نعم يفهم ذلك ...
وان كان لا يفهم فقد نقلت لنا اخي الكريم لنا الاجماع وانتهى بارك الله فيك
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[16 - 04 - 09, 03:53 م]ـ
أبا عبد الرحمن
أشكرك على إبداء فهمك وتصويتك بارك الله فيك
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[16 - 04 - 09, 06:52 م]ـ
أخي راشد وفقني الله وإياك للصواب
أجل ناظريك في النقول التي نقلتَها عن شيخ الإسلام رحمه الله في أول المقال تجد فيه أنه يتحدث عن (المعازف) و (آلات اللهو) والمقصود بهما فيما أرى: الموسيقى ونحوها وليس مراده الغناء
ثم إن الغناء كلام حسنه حسن وقبيحه قبيح فلا يطلق القول بتحريمه
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[16 - 04 - 09, 07:22 م]ـ
أخي عبد الله:
كلامك لا غبار عليه، وهذا الذي أرنو من قبل ومن بعد إليه
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 11:47 م]ـ
الفاضل عبد الله الميمان ..
بل النزاع واقع في نفس الغناء ولو لم يفحش لفظه .. وإن كان الخلاف فيه قوي على عكس الخلاف في المعازف ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/91)
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[17 - 04 - 09, 10:08 م]ـ
للتأكيد أعيد
عفوًا أيها الإخوة:
أراكم قد شَطَّ بكم المَزار، وبعدت بكم الدار عن أصل الموضوع الذي طرحته!!!
ولم أجد من يشفي عليلاً أو يروي غليلاً - خلا أبا فهر في بعض طرحه.
فإني إنما طرحت ما طرحته لنتباحَث فقط في كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله -
دون الخوض في تفريعات المسألة!
وألخِّص إشكالي فيما يلي:
* أليس نص كلامه - رحمه الله - يدل على كفر مستحل المعازف؟
* ألا يفهم من قوله - الآنف ذكره أولاً - على أن المعازف محرمة بالإجماع؟
ولأجل ألا نعود مرة أخرى في تشعيب الموضوع؛ فإليكم مواضع نحرر فيها محل النزاع والتنازع.
ابن تيمية من أشد العلماء تورعًا عن التكفير بالنوع فضلاً عن العين
ابن تيمية كغيره يقرر أن المستحل للمجمع على تحريمه هو الذي يكفر
ابن تيمية يفرِّق بين المعازف وبين السماع وبين الغناء.
ابن تيمية عالم مجتهد محيط بأقوال الأئمة والأتباع، وأعطي من البيان والفصاحة والنصح والعلم ما يعرف كيف يقرر به كلامه.
أعود وأعيد:
أرجو من الإخوة عموما تركيز مداخلاتهم على فهم كلام ابن تيمية في شأن مستحل الغناء
رحم الله الإمام ابن تيمية؛ حيث جمع ونفع الله به القلوب
وما هذه المباحثة إلا من آثاره (ما قدموا وآثارهم)
****فائدة مهمة*****
نقل الإجماع على تحريم الغناء جمع كبير من العلماء، منهم:
1 - زكريا بن يحي الساجي في كتابه "اختلاف العلماء" في القرن الثالث
2 - أبو القاسم الدولعي الشامي الشافعي في القرن السادس.
3 - العز بن عبد السلام في القرن السابع. ونقله
4 - ابن مفلح في القرن الثامن.
5 - العراقي
6 - البزازي الحنفي في القرن التاسع.
7 - ونقله الآلوسي
8 - أحمد الطحطاوي في القرن الثالث عشر.
9 - أبو بكر الآجري (ت360هـ)
10 - أبو الطيب الطبري الشافعي (ت450هـ) وقال: إن استباحتها فسق.
11 – ابن قدامة المقدسي (ت: 540هـ): .. ولنا أنه آلة للمعصية بالإجماع
12– شيخ الإسلام ابن تيمية (ت 728هـ): ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا)
13– قال ابن رجب ـ من الحنابلة ـ (ت 795هـ): وأما استماع آلات الملاهي المطربة المتلقاه من وضع الأعاجم فمحرم مجمع على تحريمه ولا يعلم عن أحد منهم الرخصة في شيء من ذلك ومن نقل الرخصة فيه عن إمام يعتد به فقد كذب وافترى)
14 – ابن حجر الهيتمي قال (ت: 974هـ): الأوتار والمعازف " كالطنبور والعود والصنج أي ذي الأوتار والرباب والجنك والكمنجة والسنطير والدريبج وغير ذلك من الآلات المشهورة عند أهل اللهو والسفاهة والفسوق وهذه كلها محرمة بلا خلاف ومن حكى فيها خلافا فقد غلط أو غلب عليه هواه حتى أصمه وأعماه ومنعه هداه وزل به عن سنن تقواه.)
15ـ قال ابن عبد البر رحمه الله: (من المكاسب المجمع على تحريمها الربا ومهور البغايا والسحت والرشا وأخذا الأجرة على النياحة والغناء وعلى الكهانة وادعاء الغيب وأخبار السماء وعلى الزمر واللعب الباطل كله .. )
16ـ الغُماري: (حتى إبليس داخلٌ في إجماع العقلاء على تحريمه) ..
فهؤلاء 16 عالمًا نقلوا وحكوا الإجماع على تحريم الغناء.
للتوسع:
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=8576
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 10:28 م]ـ
فائدة في إثبات الشيخ لوجود الخلاف ..
قال شيخ الإسلام: ((ومعلوم فى كل عمل تنازع المسلمون فيه هل هو محرم أو مباح ليس بقربة أن من جعله قربة فقد خالف الإجماع وإذا فعله متقربا به كان ذلك حراما بإلاجماع كما لو تقرب بلعب النرد والشطرنج وبيع الدرهم بالدرهمين وإتيان النساء فى الحشوش واستماع الغناء والمعازف ونحو ذلك مما للناس فيه قولان التحريم والإباحة))
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 11:13 م]ـ
مع ملاحظة أن المروي في ذلك عن الصحابة لا يثبت منه شيء بإسناد صحيح ..
وأما عن من بعدهم ففيه وفيه ...
ونبهتُ أن الاستحلال يُكَفِر من آمن بالتحريم أولاً ثم استحل من غير شبهة ولا تأويل أما مع التأويل فلا يُكفر باتفاق أهل السنة ..
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[25 - 04 - 09, 02:24 ص]ـ
بعيدًا عن التشعبات التي تفرع منها الإخوة في تعليقاتهم وبعيدًا عن مسألة الإجماع في تحريم الموسيقى أعيد لكم صورة فهمي بصيغة سؤال فأقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/92)
هل الإمام ابن تيمية يرى كفر مستحل استماع المعازف والموسيقى من خلال النص المنقول؟
أرجو التكرم بالإجابة المحددة.
وأشكر للمُداخلين تفاعلهم.
ـ[أيوب بن عبدالله العماني]ــــــــ[25 - 04 - 09, 05:38 ص]ـ
لا أظن أن في كلام شيخ الإسلام إشكالا .. ولكن الإشكال هو في فهم القارئ! فإنه لم يقل أحد من أهل السنة بأن مستحل الغناء كافر - ليس مرتكب ولكن مستحل - لأنه إن قيل كافر بالإطلاق فهو الكفر الأكبر المخرج من الملة ولجاز لأحدهم بأن يعمد إلى تكفير أبي محمد بن حزم - وهذا ما لم ولن يحصل - ولجاز لأحدهم بأن يكفر الغزالي - المصري المعاصر - والقرضاوي فإن هؤلاء استحلوه وتلككوا حرفوا مدلول حديث رسول الله .. فإن سماع الغناء أسوأ أحكامه أنها كبيرة .. ولا يقول بأن مرتكب الكبيرة كافر إلى مبتدع وحاشا لشيخ الإسلام أن يقول بمثل هذا .. إلا اللهم أن يكون مقصوده الكفر الأصغر كفر النعمة - كفر دون كفر - وذهب هذا المذهب لأجل الإصرار على الغناء والسماع وهو يفيد الإستحلال .. فبذلك فقط يستقيم الأمر .. وحتى لو قال الجمهور أو انعقد الإجماع على أن استحلال الغناء محرم وكبيرة .. فهذا كله شئ .. وكون مرتكب ذلك يكفر هو شئ آخر! إلا إن كان قصد من قال بذلك هو كفر النعمة الأصغر .. اللهم فقهنا.
هل الإمام ابن تيمية يرى كفر مستحل استماع المعازف والموسيقى من خلال النص المنقول؟
.
يا أخي الفاضل .. شيخ الإسلام كأحسن توجيه للظن حوله فإنه لا يظن سلفي بأنه كان يرى تكفير مرتكب الكبيرة - وجميع كلامه يفيد عدم ذلك في جميع كتبه - ولا مخرج لكلامه هذا إلا الكفر الأصغر الذي هو دون كفر لأجل حصول الإستحلال .. ولا يظن أحد يعرف شيخ الإسلام بأن الشيخ كان يعني الكفر الأكبر المخرج من الملة .. لأن ذلك لا يستقيم ابدا حتى لو صرح بذلك من غير تقييد نوعية الكفر - فإن الإطلاق يعني الكفر الأكبر - ولكن بالنظر إلى جميع كلامه يفهم المؤمن هذه الكلمة من غير تكلف ولا تحميل الأمور ما لا تحتمل .. يعني أنت نفسك تستبعده على شيخ الإسلام ولأجل ذلك سألت بينما تدرك بأنه يستحيل قول مثله من مثله - واعلم بأنه ليس أحد في هذه الأمة كلها - وليس فقط أهل الملتقى - يحمل مثل فهم وعلم شيخ الإسلام ولكنه ربما قال كلاما مختصرا شاملا لطلاب العلم الذين هم في مستوى تلاميذه في عصره فيتعثر فيه الصغار بعصرنا ليس لأن الكلام فيه خفاء ولكن الأفهام تختلف .. فالأمر لا يحتاج كل هذا التكبير والتعميق لأن مثل هذا الكلام بهذا الفهم منك لا يمكن أن يستقيم مع مثل شيخ الإسلام لأنه يستحيل أصلا أن يقول به على أنه كفر أكبر .. ولا يستخفن أحدنا بنفسه فيظن أنه سيتعقب على شيخ الإسلام .. الله المستعان.(110/93)
من هو الصحابي؟ أريد الإجابة.
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 09:43 م]ـ
من هو الصحابي الذي عندما سمع بوفاة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سأل الله تعالى أن يقبض روحه, فاستجاب الله له؟!
نرجو الإجابة , وهل هذا السؤال صحيح؟
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[23 - 07 - 09, 03:45 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبيه الكريم أما بعد:
فوفقك الله أخي الفاضل [أبو عبد العزيز] على هذا السؤال الذي ذكرتنا به بتلك اللحظات التي ما مرت على الأمة الإسلامية لحظاة مثلها وهي عندما فارق حبيبي وحبيبك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هذه البسيطة .....
وسأضع لك ما طلبت وأزيدك أشياء .... لعل الله أن يجعل فيها أثر لمن قرأها .....
أولا: جاء في الروض الأنف - (4/ 444)
وَأَمّا عَبْدُ اللّهِ بْنُ أُنَيْسٍ [أي عندما سمعوا خبر وفاة النبي صلى الله عليه وسلم]، فَأُضْنِيَ حَتّى مَاتَ كَمَدًا ....
وأما الزيادة فهي:
ما جاء في: غاية السؤل في سيرة الرسول - (1/ 64)
أعلم أيدك الله أن أعظم مصاب كان في الإسلام هو موته صلى الله عليه وسلم ولهذا دهش جماعة من صحابته
1 - فمنهم من حصل عنده حالة تشبه الجنون وغيبوبة العقل، كما وقع للسيد عمر رضي الله عنه حتى قال من قال إن محمدا مات علوته بسيفي
2 - وأما السيد عثمان رضي الله عنه فإنه لما بلغه موته صلى الله عليه وسلم أخرس لسانه
وأقعد
3 - أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه
والله تعالى اعلى وأعلم ...
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[23 - 07 - 09, 10:49 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[24 - 07 - 09, 08:06 ص]ـ
وإياك يا فاضل ....(110/94)
افتتاحية مجلة البيان مقال رائع
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[12 - 04 - 09, 10:34 م]ـ
لا تمنعوها أو تُضيِّقوا مسالكها!
إنها سبيل النجاة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على البشير النذير الداعي إلى كل خُلُق حميد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فإن من الأمور التي فضَّل الله بها الإنسان على غيره ممن خلق؛ القدرةَ على التمييز بين الخير والشر، وقدرته على الاهتداء للحق والعمل به والدعوة إليه، فامتاز بذلك عما سواه من المخلوقات الأخرى كالجمادات والحيوانات؛ من أجل ذلك أمر الله - تعالى - الإنسان بالخير ونهاه عن الشر، وأعطاه من الأدوات ما يتمكَّن به من إدراك ذلك على الوجه الصحيح؛ فأرسل له الرسل وأنزل عليه الكتب لإخراجه من الظلمات إلى النور بإذن ربه إلى صراط العزيز الحميد.
وإلى جانب اهتداء الإنسان بما أنزل الله إليه؛ فقد كُلِّف بأن يقوم بما يقوم به الأنبياء والمرسلون من الدعوة إلى الله - تعالى - وإلى دينه القويم، ومن ذلك: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
والمعروفُ كلُّ أمرٍ أقرَّته الشريعة أو قبلته وحضَّت على الإتيان به، والمنكَر كل أمر أَبَتْه الشريعة ورفضته ودعت إلى الابتعاد عنه وعدم قربانه. وقد علم الله - تعالى - أن القيام بهذه الفريضة (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر) ليس بالأمر الهين أو اليسير، بل تعترضه عقبات وصعوبات من نواحٍ متعددة. ونظراً لما يترتب على القيام بها من منافع وخيرات تعود على الفرد والجماعة في دروب الحياة جميعها؛ فقد بينت النصوص فضل هذه الفريضة وفضل القائمين بها، وحرَّضت على القيام بها أيما تحريض، كما حذَّرت من التقاعس عن القيام بأدائها، أو معاندتها، أو محاولة القيام بأي شيء يساعد على تعطيلها أو التضييق عليها، أو على القائمين بها، حتى قرنت عقاب المانعين لها بعقاب الكفر بآيات الله وقتل الأنبياء، فقال - تعالى -: {إنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ حَقٍّ وَيَقْتُلُونَ الَّذِينَ يَأْمُرُونَ بِالْقِسْطِ مِنَ النَّاسِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ} [آل عمران: 12].
فضائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
وقد تعددت النصوص في بيان فضل القيام بهذه الفريضة وفضل القائمين بها، وهي كثيرة وليس المقام مقام تعدادها، ويكفي هذه الفريضةَ شرفاً وفضلاً أن جعلها الله - تعالى - من الصفات اللصيقة التي مدح بها رسولَه الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - فقال - تعالى -: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوباً عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإنجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ} [الأعراف: 751]، كما وصف بها أصحابه وأتباعه إلى يوم الدين فقال: {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} [التوبة: 17]، ثم جاءت الآية الجامعة التي جعلت هذه الشعيرة عنواناً لخيرية هذه الأمة، فقال - تعالى -: {كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ} [آل عمران: 011].
كما بينت النصوص أن القيام بها دليل فلاح القائمين بها، فقال - تعالى -: {وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ} [آل عمران: 401]، والأحاديث في ذلك كثيرة أيضاً.
صفات من يعاندون أو يعارضون هذه الفريضة:
وهذه الفريضة على ما فيها من شرف وفضل وعلوِّ منزلة؛ إلا أن هناك من يبغضها ويعاندها ويسعى في إبطالها ويعمل بعكسها؛ فيكون من الآمرين بالمنكر بدلاً من الآمرين بالمعروف، ومن الناهين عن المعروف بدلاً من الناهين عن المنكر، وهذه حالة معكوسة وقلوب أصحابها منكوسة، لا تحب الخير أو تلتذُّ به، بل تزدريه، وتستعذب الشرور وترتاح لها، فهو كمن يستعذب المياه النجسة وتأبى نفسه الارتواء بماء زمزم؛ لذا لا يقع فيها من خالط الإيمانُ قلبَه وسرت فيه حلاوته، وقد قال الله - تعالى - في أشباههم: {وَإن يَرَوْا سَبِيلَ الْغَيِّ يَتَّخِذُوهُ سَبِيلاً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/95)
عَنْهَا غَافِلِينَ} [الأعراف: 641]. وقد بينت النصوص صفة الذين يعارضون هذه الفريضة ويعاندونها فيأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، ونعتتهم بالوصف الكاشف لهم المجلِّي لحقيقة إيمانهم، فقال - تعالى -: {الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُم مِّنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ نَسُوا اللَّهَ فَنَسِيَهُمْ إنَّ الْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} [التوبة: 76]. وهم في أمرهم بالمنكر متابعون للشيطان عدوِّ بني آدم. قال الله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَن يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ} [النور: 12]. فكان الأمر بالمنكر والنهي عن المعروف سمة بارزة وعلامة فارقة مميزة تدل على نفاق من اتصف بذلك رجلاً كان أو امرأة، وهو في ذلك من أتباع الشيطان وحزبه: {أَلا إنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ} [المجادلة: 91]. وسالك طريق بني إسرائيل المغضوب عليهم والضالين، قال الله - تعالى - فيهم: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَّكَانُوا يَعْتَدُونَ * كَانُوا لا يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ} [المائدة: 87 - 97]، فكان العصيان والعدوان وترك النصيحة والنهي عن المنكرات من أوصاف بني إسرائيل الذين لُعنوا بسببها على ألسنة أنبيائهم.
تعدد صور مخالفة هذه الشعيرة ومعاندتها:
والأمر بالمنكر والنهي عن المعروف لا تتحدد له صورة نمطية واحدة، بل يأخذ صوراً متعددة بتعدُّد مسالك أهل الضلال والفساد، وتعدُّد إمكانياتهم وسلطاتهم؛ فقد تكون الصورة مباشرة من حيث الدعوة إلى ذلك صراحة بغير مواربة؛ وذلك عندما يأمنون العقوبة في ظل غفلة أهل الخير أو ضعفهم، أو بصورة غير مباشرة من حيث تزيين الباطل وتحسينه بأنواع من الدعاية الكاذبة والكلام الذي ظاهره فيه الرحمة وباطنه من قِبَله العذاب، والإشادة بكل قول أو عمل يخالف الخير والفضيلة، أو بوضع القوانين والأنظمة التي تضيِّق العمل بهذه الفريضة وتُوقِع من يحاول القيام بها في الحرج الشديد حتى يصرفه عن القيام بها، أو إدخال هذه الشعيرة في حزمة من التنظيمات الأخرى بحيث تفقد هويتها وتميزها؛ فتنماع فيها كما ينماع الملح في الماء، أو إسناد القيام بها إلى أناس لا تتوفر فيهم الشروط المناسبة لهذه الشعيرة، أو التضييق في الإنفاق عليها حتى تتقلَّص عملياتها ونشاطاتها والحد من تزويدها بالأجهزة الحديثة المتوافقة مع التقنية المعاصرة التي تمكِّنها من القدرة على تحقيق أهدافها، ومن ذلك أيضاً: إزالة الحواجز والعوائق أمام الانفلات والتفلُّت العقدي والفكري والخلقي، والإشادة بأولئك المتفلتين وتقديمهم لشباب الأمة على أنهم نموذج ينبغي أن يحتذى، والوقوع في أهل الخير من الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر في محاولة لتشويههم، وتهييج العامة ومن له سلطان عليهم والإغراء بهم.
لقد أدرك أعداء الأمة من خلال متابعة تاريخها وسيرتها على مرِّ الأزمان وكرِّ الدهور أن مجتمع المسلمين يكون في أمن وأمان وعفو وعافية متى ما كان عَلَم هذه الشعيرة مرفوعاً، وكذلك تكون دولتهم قوية منصورة؛ فهم ظاهرون على عدوهم مدة استمساكهم بها؛ لذلك عمل أعداء الأمة على توهين هذه الشعيرة في قلوب المسلمين عن طريق وسائل الإعلام المتعددة؛ من مقروء ومسموع ومنظور، والتي بلغ تأثيرها بفعل التقدُّم التقني شأواً بعيداً، وراموا من خلال هذه الوسيلة إحداث تغيير جذري في العقائد والأفكار، وعاونهم في ذلك أتباع لهم وأشياع ممن رضوا بالدنية في دينهم مقابل عَرَض زائل حقير، وكان للتدخل في المناهج الدراسية وتغييرها وشحنها بمادة علمية مغلوطة أثر كبير في تغييب هذه الشعيرة عند بعض المسلمين وإضعافها عند بعضهم الآخر.
لقد لَقِيَتْ هذه الشعيرة معارضة كبيرة على مدى التاريخ؛ فمنذ بدأ الله الخلق وكفر إبليس بربه وهو يقود أتباعه ويؤزُّهم أزّاً للوقوف في وجه كل خير والدعوة إلى كل شر؛ وذلك أن القيام بهذه الفريضة بالنسبة لهم يؤدي إلى أمرين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/96)
الأول: منع أهل الفساد والضلال من شهواتهم الباطلة ومنع وصول إفسادهم إلى عباد الله تعالى.
الثاني: الشهادة على أهل الفساد والضلال بفسادهم وضلالهم.
وهم لا يريدون أيّاً من الأمرين؛ فهم يأبون أن تكون لتصرُّفاتهم ضوابط أو قيود، ويرون - بزعمهم - في ذلك حَجْراً على تصرفاتهم وغَمْطاً لأقدارهم، بل يريدونها إباحة متفلتة غير منضبطة، أو مقيدة بأية قيود، ويرون أن في ذلك الحريةَ الحقة التي تعطي للشخص تميزه وإحساسه بذاته، وقديماً قال قائل بلسانهم: {يَا شُعَيْبُ أَصَلاتُكَ تَأْمُرُكَ أَن نَّتْرُكَ مَا يَعْبُدُ آبَاؤُنَا أَوْ أَن نَّفْعَلَ فِي أَمْوَالِنَا مَا نَشَاءُ}؟ [هود: 78]، ولا زال إخوانهم وأحفادهم يستمسكون بالفكرة نفسها ويدورون حولها بأساليب مختلفة ويريدون ألا يكون لتصرفاتهم قيود أو ضوابط إلا ما وافق أهواءهم ورغباتهم، وينعتون من يدعونهم إلى التمسك بالخير والبعد عن السوء بالتحجُّر وإقصاء الآخر، والنظرة الأحادية التي تأبى التعددية وتمنع حق الاختلاف في الأمور الاجتهادية، ويقرنون بين الهيئات التي تقوم بهذه الشعيرة وبين محاكم التفتيش التي ابتدعها النصارى والتي كانت تنقب عما استتر في قلوب الناس، وليس في أعمالهم وتصرفاتهم الظاهرة.
كما أنهم لا يقبلون أن يُقَوِّم تصرفاتهم أحد أو أن يشهد على مسلكهم أحد، ويجعلون ذلك سبباً لنقمتهم على القائمين بتلك الشعيرة كما قال - تعالى - في حق أشباههم: {قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ هَلْ تَنقِمُونَ مِنَّا إلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة: 95]، فلم تكن نقمتهم على أهل الخير والدعاة إليه لشيء يعيبونهم به، وإنما كان السبب في ذلك إيمانهم بالله وبما أنزل على رُسله، وشهادة المؤمنين على أهل الكتاب أن أكثرهم فاسقون. قال ابن كثير - رحمه الله تعالى -: وقوله: {وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فَاسِقُونَ} [المائدة: 95] معطوف على {أَنْ آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنزِلَ إلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ مِن قَبْلُ} [المائدة: 95] أي: وآمنا بأن أكثركم فاسقون، أي: خارجون عن الطريق المستقيم».
التجارب الراسخة والتجارب الرائدة:
وِلايةُ الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الولايات الشرعية التي كان لها وجود حقيقي في النظام السياسي الإسلامي، لكن بمرور الأيام بدأ يضعف هذا الأمر وزاد هذا الضعف كثيراً بعد وقوع دول المسلمين في قبضة الدول الكافرة زمن الاستعمار، وقد ألغيت هذه الولاية في أكثر البلاد الإسلامية، وهناك تجارب راسخة ما زالت قائمة تؤدي عملها، وتكف عن الأمة طوفان الفتنة والضلال؛ فمن ذلك: هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في بلاد الحرمين، فقد «أكدت الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر أنها ضبطت نحو 434 ألف شخص في قضايا تتعلق بالعقيدة والأخلاق والمخدرات والآداب العامة والصور والأفلام الخليعة والابتزاز وغيرها خلال عام واحد». وهناك تجارب رائدة تحاول أن تعود بالأمة في مجال الخير والفضيلة إلى سابق عهدها وعزها؛ فقد أُعلن منذ ستة عشر شهراً عن تأسيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في اليمن، تحت اسم «هيئة الفضيلة» وقد اتخذت لها شعار «حتى لا تغرق السفينة»، والغريب أن هناك ثماني منظمات حقوقية وصحفية وثقافية أصدرت بياناً مندِّداً بالهيئة، وهناك مطالبات جادة في أكثر من بلد بإنشاء مثل هذه الهيئة كالكويت وغيرها من البلاد؛ لما في ذلك من الخير ودفع الشرور.
نداء إلى الذين يعقلون:
إن المحافظة على هذه الفريضة إنما هو لخيري الدنيا والآخرة، ونظرة واحدة يلقيها المرء إلى المجتمعات والدول التي أهملت أمر هذه الشعيرة كفيلة ببيان الدمار والدركات التي انحطت إليها تلك البقاع. وإذا كان هناك من تغلبه شهواته وشبهاته في أمر هذه الشعيرة، ويعاند في التمسك بها؛ إما لشهوة في نفسه، أو لخوف من عدوه فيحاول أن يستميله إليه بذلك؛ فيقال له:
من يعاند الله رب العالمين فهو مغلوب ومقهور وإن مُدَّ له في الأمر. قال الله - تعالى -: {كَتَبَ اللَّهُ لأَغْلِبَنَّ أَنَا وَرُسُلِي} [المجادلة: 12]، وقال: {وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ} [يوسف: 12]، ولكن {قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} [الطلاق: 3]. وقد أهلك الله من قبلُ كثيراً من الطواغيت الجبارين، وسُنَّة الله ماضية جارية على المتقدمين والمتأخرين، وليس جبَّارو اليوم وطواغيتهم أكرمَ على الله - تعالى - ممن سبقهم من الذين ساروا على الدرب نفسه. قال - تعالى -: {أَكُفَّارُكُمْ خَيْرٌ مِّنْ أُوْلائِكُمْ أَمْ لَكُم بَرَاءَةٌ فِي الزُّبُرِ} [القمر: 34].
فيا أيها المعاندون! اتعظوا واعتبروا بمن سبقكم من الظَّلَمة والطواغيت الذين آتاهم الله من أسباب الملك والقوة حتى ظنوا أنه لا غالب لهم، فطغوا وبغوا وأفسدوا، ثم أتاهم من حيث لم يحتسبوا فأخذهم أخذ عزيز مقتدر كما قال - تعالى -: {فَكُلاًّ أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُم مَّنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُم مَّنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُم مَّنْ خَسَفْنَا بِهِ الأَرْضَ وَمِنْهُم مَّنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِن كَانُوا أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ} [العنكبوت: 04] واستدركوا أمركم قبل أن يأتي يوم لا مردَّ له من الله، وحينئذ لا يلومَنَّ امرؤ إلا نفسه، وكل ما هو آت قريب، وانتظروا إنَّا معكم منتظرون.(110/97)
سؤال في الميراث!!!!
ـ[أبو نور السعداوي سعيد]ــــــــ[13 - 04 - 09, 11:35 ص]ـ
سئلت هذا السؤال وأرجو الإجابة بدليل أو نقل فتاوى مشابهة لبعض العلماء.
أب لديه ثلاثة بنات وطفل صغير، وخاف الأب على ضياع الابن من بعده؛ فأراد أن يكتب الشقة باسم البنت الكبرى؛ لأنها العاقلة وستتدبر أمر الطفل بعد موت الأب.
ولكن عاجلها القدر وماتت البنت الكبرى، وكان لديها ابنا صغيرا.
فخاصم زوجها أسرتها وقال بأن الشقة لي ولابني ولا حق لأخيها الصغير فيها.
وكما قيل لي بأنه كان يعلم بالأمر منذ البداية.
وعندما ذكروه بالله، قال إن قال الشرع خلاف ذلك فسأنفذ.
أرجو الإجابة أو نقل فتاوى مشابهة.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو نور السعداوي سعيد]ــــــــ[13 - 04 - 09, 06:14 م]ـ
أرجو الإجابة بسرعة للأهمية!!!!!!!!!
ـ[أبو جمانة السلفي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 06:25 م]ـ
أخي الكريم أنصحك أن تذهب إلى القضاء لأن الأمر يحتاج إلى فتوى وسلطان ليأخذ الحق لأهله.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 06:27 م]ـ
مسائل النزاعات المالية لا ينبغي أن تطرح هكذا بارك الله فيك
بل يُرجع فيها للقضاء
ـ[أبو نور السعداوي سعيد]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:00 م]ـ
يا إخوة المسألة واضحة.
فالقانون قانون.
ولكن من ناحية الشرع، هل على الزوج عقاب.
أم أن الخطأ هو خطأ الأب من الأول؟؟
وهل هناك مسائل شبيهة.
وهذه ليست فتوى ولكن للعلم فقط.
ـ[أبو نور السعداوي سعيد]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:00 م]ـ
يا إخوة المسألة واضحة.
فالقانون قانون.
ولكن من ناحية الشرع، هل على الزوج عقاب.
أم أن الخطأ هو خطأ الأب من الأول؟؟
وهل هناك مسائل شبيهة.
وهذه ليست فتوى ولكن للعلم فقط.
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[13 - 04 - 09, 08:14 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
،، وبعد
لا شك فى أن الأب قد أخطأ فى هذه المسألة - غفر الله له -، فهو من جهة قد ترك التوكل على الله عز وجل ووكل أمر ابنه الصغير الى أخته ولم يكله الى من خلقه،، قال عز وجل: {وَلْيَخْشَ الَّذِينَ لَوْ تَرَكُواْ مِنْ خَلْفِهِمْ ذُرِّيَّةً ضِعَافاً خَافُواْ عَلَيْهِمْ فَلْيَتَّقُوا اللّهَ وَلْيَقُولُواْ قَوْلاً سَدِيداً} النساء:9
،، ومن جهة أخرى لم يترك ما تولى الله عز وجل قسمته ليُقسم كما أنزل الله، واتبع ما انتهى اليه هواه مدفوعا بالخشية من الأقدار، وترك قسمة مقدر الأقدار سبحانه.
،، نسأل الله له العفو و المغفرة
،، وأما من الناحية الشرعية - حسب فهمى وعلمى -،، فإن فعل الأب لا يجوز , ويقع كأن لم يكن، وتوزع التركة (الشقة) على البنات الثلاث والابن،، وتفصيل ذلك
،، فإن كتابة هذه الشقة لا يخلو من تكييفه على حالات ثلاث
- فى حال اعتبار كتابة هذه الشقة للبنت الكبرى، بغرض نقل الملكية اليها كعقد بيع، فهو إذن بيع صورى لا قيمة له لإختلال بعض أركانه لأنه بلا عوض، فلا يترتب عليه إنتقال الملكية للبنت الكبرى من هذا الوجه.
- وإن كان يقصد بهذه الكتابة، عقد وصية للبنت الكبرى، فهو باطل من هذه الجهة أيضا، فلا وصية لوارث، وفى حالتنا هذه قد أوصى الأب بكل مايملك لأحد الورثة من دون الآخرين فأضرهم وأذهب حقهم، فتبطل الوصية.
- وإن كان المقصود بها، عقد هبة للبنت الكبرى لتتولى شئون أخيها الصغير، فللعلماء قولان فى العدل والتسوية بين الاولاد فى الهبة والعطية، أرجحهما الوجوب،،، وذلك لما أخرج البخاري من حديث النعمان بن بشير أن أباه أتى به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: "إني نحلت ابني هذا غلاماً، فقال أكل ولدك نحلت مثله؟ قال: لا. قال: فأرجعه".
كما أن من شروط صحة الهبة، أن يدفع الواهب الهبة للموهوب له على سبيل التملك والإنتفاع،، وهذا لم يحدث فى مسألتنا هذه، فهو فاسد من هذه الجهة أيضا.
،، وإنما كان تصرف هذا الأب مدفوع بخشيته من نوائب الدهر على إبنه، فهو المالك على الحقيقة لهذه الشقة حال حياته وحتى لحظة وفاته
،، وعليه تقسم تركته شرعا على ورثته، وهم هذا الإبن الصغير والبنات الثلاث
فللبنت الكبرى وأختيها لكل واحدة منهن الخمس، وللولد الخمسان
، ونصيب هذ الزوج فقط فى ميراث زوجته (البنت اكبرى) هو ربع الخمس ولابنها باقى الخمس
والله أعلى وأعلم(110/98)
هل هذا الأثر صحيح؟؟ عاجل
ـ[أبو أميمة احمد]ــــــــ[13 - 04 - 09, 01:57 م]ـ
حدثنا أبو بكر قال نا وكيع عن العلاء بن عبد الكريم اليامي عن عمار بن عمران رجل من زيد الله عن امرأة منهم عن عائشة أنها شوفت جارية وطافت بها وقالت لعلنا نصطاد بها شباب قريش
مصنف بن أبي شيبة ـ برقم (
17664)
أيها الأخوة ما ذا تعلمون عن هذا الأثر هل يصح أو هل مكذوب أرجوا الإفادة عنه بارك الله فيكم
تنبيه من المشرف:
يظهر في مواضيعك عدم التزامك بوضوح العناوين وهي مخالفة لشروط الكتابة في الملتقى، فسيتم إلغاء مواضيعك في حالة التكرار.
إضافة إلى أن هذا الأثر قد نوقش سابقا في الملتقى فلعلك تبحث عنه في محرك البحث قبل السؤال.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 02:58 م]ـ
إسناده ضعيف لجهالة المرأة
وعمار بن عمران ذكره ابن أبي حاتم وسكت عنه
وقال العجلي كوفى ثقة
والأثر رواه إبراهيم الحربي في غريب الحديث (881) عن ابن أبي شيبة به
ـ[أبو السها]ــــــــ[13 - 04 - 09, 09:19 م]ـ
لكن هذا الأثر يشهد له ما رواه الشيخان
عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن أباه كتب إلى عمر بن عبد الله بن الأرقم الزهري يأمره أن يدخل على سبيعة بنت الحرث الأسلمية فيسألها عن حديثها وعما قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم حين استفتته فكتب عمر بن عبد الله إلى عبد الله بن عتبة يخبره أن سبيعة أخبرته أنها كانت تحت سعد بن خولة وهو من بني عامر بن لؤي وهو ممن شهد بدرا فتوفي عنها في حجة الوداع وهي حامل فلم تنشب أن وضعت حملها بعد وفاته فلما تعلت من نفاسها تجملت للخطاب فدخل عليها أبو السنابل بن بعكك رجل من بني عبد الدار فقال لها ما لي أراك متجملة لعلك ترتجين النكاح إنك والله ما أنت بناكح حتى تمر عليك أربعة أشهر وعشر قالت سبيعة فلما قال لي ذلك جمعت علي ثيابي حين أمسيت فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فسألته عن ذلك فأفتاني بأني قد حللت حين وضعت حملي وأمرني بالتزويج إن بدا لي قال بن شهاب ولا أرى بأسا أن تتزوج حين وضعت وإن كانت في دمها غير أنه لا يقربها زوجها حتى تطهر، رواه الشيخان
قال الشيخ الألباني رحمه الله في "الصحيحة" [رقم 2722]:
و في الحديث فوائد فقهية أخرى ساق الحافظ الكثير الطيب منها كقوله
: " و فيه جواز تجمل المرأة بعد انقضاء عدتها لمن يخطبها، لأن في رواية الزهري
عند البخاري: فقال: مالي أراك تجملت للخطاب، و في رواية ابن إسحاق: فتهيأت
للنكاح و اختضبت. و في رواية معمر عن الزهري: و قد اكتحلت، و في رواية
الأسود: فتطيبت و تصنعت ". قلت: فما رأي المتحمسين للقول بأن المرأة كلها
عورة دون استثناء في هذا الحديث الصحيح، و ما ذكره الحافظ من الفائدة؟! لعلهم
يقولون - كما هي عادتهم في مثل هذا النص الصريح -: كان ذلك قبل نزول آية
الحجاب! فنجيبهم: رويدكم! فقد كان ذلك بحجة الوداع كما في " الصحيحين " * (
فهل من مدكر) * انظر كتابي " جلباب المرأة المسلمة " (ص 69 - الطبعة الجديدة)
وهناك آثار أخرى تشهد للأثر المروي عن عائشة لعلي أسوقها في وقت آخر إن شاء الله
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[13 - 04 - 09, 10:09 م]ـ
السلام عليكم
أولاً قول الأخ النجدي صحيح وإن وجد له شاهد فرضاً
فقولة إسناد صحيح خلاف قولة حديث صحيح
ثانياً
أبو سها: أين ما يشهد للحديث الأول في الحديث الثاني؟!(110/99)
[فتوى] عقيدة بعض شراح البخاري
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[13 - 04 - 09, 02:00 م]ـ
السؤال
بعض الشراح الذين يذكرهم ابن حجر - رحمه الله تعالى - كابن بطال وابن أبي جمرة وغيرهم .. ما هي عقيدتهم؟
الجواب
في الغالب أنهم على طريقة الأشاعرة كابن بطال وابن التين في الغالب أنهم ليسوا على معتقد أهل السنة والجماعة يؤولون الصفات في الغالب، فمثلا مسألة العقيدة إذا تكلموا في العقيدة أو في الصفات لا تأخذ عنهم، لكن تستفيد منهم من شرحهم للحديث. كذلك الحافظ ابن حجر - رحمه الله -، على طريقة الأشاعرة في الغالب أنه فسر الصفات على طريقة الأشاعرة وهم علماء كبار، ولهم أياد عظيمة، ولهم اليد الطولى في الحديث، لكن ما وفقوا لمشايخ أهل السنة والجماعة ينشِّئونهم على معتقد أهل السنة والجماعة واجتهدوا وظنوا أن هذا هو الحق، وأن هذا هو التنزيل، فلا تأخذ عن هؤلاء الشراح عقيدة، لا ابن حجر ولا ابن بطال ولا ابن التين ولا غيرهم.
من موقع الشيخ: عبد العزيز الراجحي.(110/100)
فائدة مختصرة في ضبط: (بلقينة/البلقيني)
ـ[أبو سليمان المحمد]ــــــــ[13 - 04 - 09, 02:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
المشهور كسر القاف [وهو الذي في معجم البلدان والقاموس ولب اللباب وغيرها]
-ولكن في تبصير المنتبه لابن حجر ضبطه بفتح القاف [ضبط قلم-كمافي المطبوع1/ 170 - ،وقال: (واضح)!]، بل ضبطها ابن ناصر الدين الدمشقي في توضيح المشتبه ضبط حروف: (فتح القاف). وفي تاج العروس: (صوبه شيخنا، وقال: هو المعروف المشهور على ألسنة المصريين).
-وهو مارجحه الزركلي في الأعلام-عند ترجمة السراج وابنه- بعد حكايته القول المشهور، وبنى ترجيحه على قافية أبيات فيها ذكر البلقيني في الضوء اللامع10/ 208 - طبعة القدسي-
-وفي الرسالة المستطرفة: (مفتوحة أو مكسورة).
-ولم أر من خالف في ضم الباء.(110/101)
التقريب لمسألة القيام
ـ[أبو سليمان المحمد]ــــــــ[13 - 04 - 09, 02:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد:
فلقد كثر كلام أهل العلم على مسألة القيام، حتى ألف بعضهم [كأبي موسى المديني والنووي] كتابا مفردا فيها، ولكي يصل طالب العلم إلى تصور المسألة [وتصور المسائل أول درجات الفقه]، ثم معرفة الصحيح فيها فلابد من مقدمتين:-
أولا: تحرير محل النزاع/وهو في مسألتنا هذه كما يلي:
اتفقوا على جواز القيام إلى الرجل لتلقيه أو معانقته ونحو ذلك.
اتفقوا على تحريم القيام على الرجل-قصدا- وهو جالس إلا لعارض كحمايته من عدو ونحو ذلك.
ج- مدار أكثر النزاع في هذا الباب على صورة القيام للرجل عند مجيئه لا لمعانقة ونحوها.
وهذه الصورة الأخيرة فيها كلام كثير للعلماء، من حيث الحكم نفسه ومن حيث ضوابط الحكم [راجع: مشكل الطحاوي3/ 150،البيان والتحصيل4/ 359،رسالةالنووي، مدخل ابن الحاج1/ 158،الفتح لابن حجر11/ 49،وكتب الآداب ككتاب ابن مفلح والسفاريني].
ومدار الضوابط على:-
أ-قصد التكبر.
ب-التشوف لذلك.
ج-أمن الفتنة وخوفها.
د-التفريق بين العالم والوالد ونحوهما وغيرهم.
ه-التفريق بين التعظيم و الإكرام.
و-التفريق بين ما كان عارضا وما يكون عادة وديدنا.
ز-التفريق بين الأمر والإلزام بذلك وما لم يكن كذلك.
ح-التشبه [بالأعاجم أو بالجبابرة].
ثانيا: معرفة الأحاديث التي عليها مدار الباب، وطريقة احتجاج العلماء بها أو إجابتهم عنها.
وهي في مسألتنا هذه كما يلي:
1/حديث أبي سعيد (قوموا إلى سيدكم) متفق عليه
/حديث كعب في قصة توبته (فقام إلي طلحة) متفق عليه
3/حديث عائشة أن فاطمة (كانت إذا دخلت عليه صلى الله عليه وسلم قام إليها، فأخذ بيدها، وقبلها، وأجلسها في مجلسه ... ) رواه الثلاثة، وصححه ابن حبان والحاكم والألباني، وأعله غيرهم.
4/حديث عائشة (قدم زيد بن حارثة المدينة ... فقام إليه رسول الله ... فاعتنقه وقبله) رواه الترمذي، وضعفه الألباني.
5/حديث جابر (إن كدتم آنفا لتفعلون فعل فارس والروم؛ يقومون على ملوكهم وهم قعود؛ فلاتفعلوا) رواه مسلم
6/حديث المسور ومروان في قصة صلح الحديبية (والمغيرة بن شعبة قائم على رأس النبي ومعه السيف ... ) رواه البخاري
7/حديث أنس (لم يكن شخص أحب إليهم من رسول الله، وكانوا إذا رأوه لم يقوموا لما يعلمون من كراهيته لذلك) صححه الترمذي
8/حديث معاوية (من أحب أن يتمثل له الرجال قياما فليتبوأ مقعده من النار) رواه أبو داود والترمذي، وصححه جماعة من المتأخرين [بل بالغ بعضهم فقال بتواتره!]، وقد أعله ابن أبي عاصم وأبو موسى المديني.
-ومن أشهر من فصل وجمع بين أدلة هذا الباب: العلامة ابن القيم في حاشية السنن8/ 82،92 [وإن كان مسبوقا إلى ذلك-في الجملة-]، وقد تبعه على تقريره هذا كثير من العلماء المتأخرين؛ كابن إبراهيم في فتاويه، والسعدي في مجموع الفوائد، والألباني في حواشي الأدب المفرد وغيره، وابن عثيمين في شرح رياض الصالحين وغيره، وبعض أئمة الدعوة-كما في (الدررالسنية) -،وغيرهم.
وتقريره كالتالي:-
أ/القيام<إلى> غيرك لمعانقة ونحوها جائز [وعليه تحمل الأحاديث من 1 إلى 4].
ب/القيام<على> غيرك وهو جالس، وهو محرم [وعليه يحمل الحديث الخامس / فإن كان لعارض من حماية ونحوها جاز-حكى النووي الاتفاق على هذا في رسالته ص59 - ، وعليه يحمل الحديث السادس].
ج-القيام<ل>غيرك أي: لأجله تعظيما له لا لمعانقة ونحوها؛ فهذا منهي عنه [وعليه يحمل الحديث السابع والثامن].
تنبيهات:-
لم يفرق بعض العلماء بين تعدي القيام باللام أو بإلى، وبعضهم فرق تفريقا مغايرا لتفريق ابن القيم [ولايلزم من هذا الاختلاف اختلافهم في أحكام الصور المذكورة، فبعضهم-كالبخاري في الأدب المفرد (باب قيام الرجل لأخيه) - يعبر عن القيام إلى الرجل بالقيام للرجل، ولكنه لايخالف ابن القيم في الحكم].
2 - يوجد عند بعض المتكلمين في هذه المسألة قلة تحرير في نسبة الأقوال، أو في حمل الأحاديث على بعض الصور.
هناك بعض الأدلة التي لم تذكر لوضوح ضعفها؛ من جهة الإسناد، أو من جهة دلالتها على المراد.
4 - قال ابن تيمية: (وإذا كان من عادة الناس إكرام الجائي بالقيام، ولو ترك لاعتقد أن ذلك لترك حقه أو قصد خفضه، ولم يعلم العادة الموافقة للسنة=فالأصلح أن يقام له؛ لأن ذلك أصلح لذات البين، وإزالة التباغض والشحناء). الفتاوى1/ 375
وبنحوه أفتى العز بن عبدالسلام [فتاويه297]، والقرافي [الفروق4/ 251 والذخيرة13/ 300] وغيرهم.(110/102)
من السنن المهجورة
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:15 م]ـ
هذه بعض السنن المهجورة ...
- ذكر الإمام أحمد عن عبد الله بن بسر قال: نزل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أبي أو قال أبي لرسول الله صلى الله عليه و سلم انزل علي قال فنزل عليه فاتاه بطعام أو بحيس قال فأكل ثم أتاه بشراب قال فشرب قال ثم ناول من عن يمينه قال وكان إذا أكل ألقي النواة وصف شعبة انه وضع النواة على السبابة والوسطى ثم رمى بها فقال له أبي يا رسول الله ادع لنا فقال اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم
قال شعيب الأرنؤوط: إسناده صحيح على شرط مسلم ..
- روى البخاري عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا قدم من سفر، فنظر إلى جدرات المدينة أوضع راحلته، وإن كان على دابة حركها.
وقوله: يوضع هو، من أوضع البعير راكبه: إذا حمله على سرعة السير
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[15 - 04 - 09, 03:10 م]ـ
- روى النسائي أَنَّ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَصُوم ثَلَاثَة أَيَّام مِنْ كُلّ شَهْر: يَوْم الِاثْنَيْنِ مِنْ أَوَّل الشَّهْر , ثُمَّ الْخَمِيس الَّذِي يَلِيه , ثُمَّ الْخَمِيس الَّذِي يَلِيه ...
وقد جاء على صفة أخرى - كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يصوم ثلاثة أيام من كل شهر يوم الخميس ويوم الإثنين من الجمعة الأولى ومن الجمعة الثانية يوم الإثنين.(110/103)
هل يزكي على ثمن البيع؟
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:28 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
ذكر لنا أخ كريم فتوى لأحد المشايخ أنه قال مثلا إذا كان للإنسان سيارة له و لأهله لا ينوي بها تجارة ثم بعد مرور سنين أراد بيعها لاقتناء أخرى، فعليه زكاة في ثمن البيع إذا كان الثمن فوق النصاب، و قال هذا الشيخ -حفظه الله- أن هذا البيع نوع من أنواع عروض التجارة ...
فهل هذا القول معتبر؟
ـ[محمد بن فهد]ــــــــ[13 - 04 - 09, 03:37 م]ـ
ما دليله على هذا؟!
عروض التجارة هي ما أعد للبيع بقصد الربح راجع غير مأمور كتاب القرضاوي في الزكاة (فقه الزكاة)(110/104)
هل يجوز بيع ماكينات الحلاقة " وشفرة الحلاقة " والمعجون المستخدم فى الخلاقة للحية؟
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[13 - 04 - 09, 04:37 م]ـ
*- رجل يبيع سلع وغيرها فى محل بقالة، ومن ضمن هذة الأشياء الموجودة بالمحل. ماكينات الحلاقة
وشفرة الحلاقة " الموسى ". والمعجون المستخدم فى الحلاقة. الذى يوضع على شعر اللحية
*- فهل يجوز له بيع هذه الأشياء لمن يعلم أنه سيستخدمها فى حلق لحيته، أو يستخدمها فى حلاقة لحية غيره " مثل " الحلاق " وغيره.
*- وإذا باع هذة الأشياء لمن يستخدمها فى حلاقة اللحية هل مكسبها حلال أم حرام؟
*- وإذا فعل ذلك يكون مشارك فى الذنب مع من يحلق لحيته. أو يحلق لحية غيره؟
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[14 - 04 - 09, 11:47 ص]ـ
هل من مجيب على هذا السؤال.
حتى يتبين الحلال من الحرام؟
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[15 - 04 - 09, 07:59 ص]ـ
ليست فتوى ولكن مدارسة
لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخمر عشرة
عاصرها ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها واَكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة له
فهل من شبه بين هذا وذاك
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[15 - 04 - 09, 04:36 م]ـ
أريد اجابة سريعة على سؤالى: عن بيع ماكينة الحلاقة والشفرة والمعجون المستخدم فى حلق اللحية
هل يجوز بيع هذة الأشياء؟
*- ولم أجد اجابة حتىا لآن والأمر عاجل:
أطلب من أحد الأخوة الكرام: ارسال هذا السؤال إلى الشيخ/ عبد الرحمن الفقيهة. بالرسائل الخاصة به.
لأنى لاأعرف كيف أرسل هذا السؤال له.
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[15 - 04 - 09, 06:06 م]ـ
بسم الله والحمدلله وصلى اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى اله وصحبه وسلم ...
الذي عليه جماهير اهل العلم ان اعفاء اللحية واجب يحرم حلقها
فقال تعالى: ولا تعاونوا على الاثم والعدوان .. الاية
ولا شك ان هذا من التعاون على الاثم والعدوان ومخالفة امر الشارع فلا يجوز لك ذلك ..
وقد قال النبي صلى الله عليه واله وسلم: انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً، فقال: رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنصره إذ كان مظلوماً، أفرأيت إذا كان ظالماً كيف أنصره؟! قال: تحجزه أو تمنعه من الظلم، فإن ذلك نصره. الحديث
فلا بد لك من نصرة اخيك المسلم بدفعه عن هذا الظلم والاثم. فان غلب على ظنك ان المشتري انما اشترى هذه الاداة لحلاقة اللحية فلا يجوز بيع ماكنة الحلاقة او شفرة الحلاقة او ما شابهها ..
ونسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد
والله تعالى اعلم
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[15 - 04 - 09, 08:22 م]ـ
جزاك الله خيراً ياأخى.
ولكن هل هناك أحد من أهل العلم المعاصرين أفتى أو له قول فى هذا الموضوع؟ وفى أى كتاب أو أى شريط.
فأنا أحتاج إلى الدليل. لأن هذا السؤال واجابته سأضعها فى بحث أعمل فيه.
وبارك الله فيك فأنا لا أقلل من قولك. ولا أشك فيما أوضحته. ولكنى أحتاج إلى قول أحد العلماء مع الدلليل.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 08:24 م]ـ
الفتوى رقم (8234)
س: إن والدي يعمل في العراق، ويرسل لنا المصروف وبجانب المصروف يرسل لنا علب أمواس حلاقة لنبيعها، ونصرف من ثمنها؛ وذلك لأن هذا الأمر أفضل من ناحية التغير للعملات، ونظرا لأن هذه الأمواس غالبا ما تستخدم في حلق اللحية، ونادرا ما تستخدم في الشارب والعانة، نظرا لذلك فقد داخلنى الشك، هل هي حلال أم حرام، أي هل بيعها يجوز أم لا؟ وماذا نفعل بثمنها؟ وإذا كان الأهل مصرين على بيعها فما يكون موقفي؟
ج:
(لا يحرم عليكم بيعها والانتفاع بثمنها، ولكن يحرم على من كانت في حوزته أن يستعملها في محرم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم) اهـ.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[15 - 04 - 09, 08:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا. وبارك فيك.
هل من أدلة أخرى. فأنا أحتاج الى مزيد من الأقوال الاخرى لأدعم بها البحث.
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[16 - 04 - 09, 04:21 م]ـ
اخي الكريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/105)
وجدت نفس كلام العبد الفقير في مركز الفتوى هنا
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=58980&Option=FatwaId
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 04:47 ص]ـ
هذه ثلاث فتاوى لعلها تنفعك في بحثك
-فتوى الشيخ خالد المصلح (موقع الشيخ)
السؤال:
أنا صاحب محل تجاري أسأل عن حكم بيع شفرات الحلاقة وكذلك أدوات الحلاقة.
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأصل في البيع الحل والإباحة لقول الله تعالى: ?وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا? (البقرة: 275) وعليه فإن الأصل في بيع هذه الشفرات الإباحة لكن لما كان من الناس من يستعملها في حلق ما يحرم حلقه من الشعر كشعر اللحية مثلاً بالنسبة للرجل فان بيع هذه الشفرات لا يخلو من أحوال ثلاث:
الحالة الأولى: أن يتيقن استعمالها في محرّم فلا يحل لك بيعها لقول الله تعالى: ?وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإثْمِ وَالْعُدْوَانِ? (المائدة: 2) وكذلك إذا غلب على ظنه استعمالها في محرّم.
الحالة الثانية: أن يتيقن ألا يستعملها في محرّم فبيعها حلال لما تقدم، وكذلك إذا غلب على ظنه ألا يستعملها في محرّم.
الحالة الثالثة: ألا يعلم وجه استعماله فالذي يظهر لي جواز البيع في مثل هذه الحال عملاً بأصل الإباحة ما لم يغلب استعمالها في المحرّم فهذا لا يجوز إلا إذا علم استعماله في مباح.
أخوك
خالد بن عبدالله المصلح
14/ 9/1424 هـ
-فتوى الشيخ محمد فركوس (موقع الشيخ)
السؤال: ما حكم بيع أدوات الحلاقة؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:
فأدوات الحلاقة لها حكم مقاصدها، فإذا استعملت في معصية كحلق اللحى والوجه وما يمنع من الجسد أخذه، وكذلك المثلة شعر الرأس والقزع وغيرها، فإنّ الحكم هو منع بيعها وحرمة ثمنها لما فيه من الإعانة على المعصية لقوله تعالى:?ولا تعاونوا على الإثم والعدوان? [المائدة:2]، أمّا إذا استعملت في المواضع المباحة على الوجه المطلوب والمشروع صح البيع والثمن لما فيه من التعاون على البر والتقوى، غير أنّه لمّا كان في هذا المجتمع استعمال النّاس لهذه الأدوات على غير الوجه الشرعي فالواجب اتقاء الشبهات خشية الوقوع في الحرام، ذلك لأنّ معظم الشيء يقوم مقام كلّه على ما تقرر في القواعد، هذا ويجوز –في كلّ الأحوال- معاملة من علم من حاله على وجه التعيين استعمالها بما لا يتنافى مع تعاليم الشريعة.
والله أعلم، وفوق كلّ ذي علم عليم، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين.
-الأستاذ أحمد الكردي (شبكة الفتاوى الشرعية)
سؤالي: ما حكم بيع الأدوات التي تستعمل فى الحلاقة وخاصة أمواس الحلاقة التي تحلق بها اللحية وكذلك بيع الولاعات للمدخنيين؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يحرم بيع هذه الأدوات إلا إذا غلب على الظن أن المشتري سيستخدمها في الحرام، فعليك أن تمتنع عن بيعها له عندئذ، والتنزه عن بيع هذه الأدوات أصلا أولى.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[20 - 04 - 09, 04:23 م]ـ
جزاك الله خيرا أخى أبو معاذ.
وبارك الله فيك، ورزقك الله واياى الاخلاص فى القول والعمل
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[20 - 04 - 09, 04:27 م]ـ
أخى أبو معاذ. هؤلاء المشايخ الذى ذكرتهم. أنا لم أسمع بهم من قبل.
فهلا. عرفتنى بهم وبسيرتهم ومن أى دولة.
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 07:16 م]ـ
جزاك الله خيرا أخى أبو معاذ.
وبارك الله فيك، ورزقك الله واياى الاخلاص فى القول والعمل
و إياك أخي الفاضل
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 07:23 م]ـ
أخى أبو معاذ. هؤلاء المشايخ الذى ذكرتهم. أنا لم أسمع بهم من قبل.
فهلا. عرفتنى بهم وبسيرتهم ومن أى دولة.
تفضل أخي
-سيرة الشيخ خالد المصلح
http://www.almosleh.com/almosleh/article_1292.shtml
- سيرة الشيخ محمد الفركوس
http://www.ferkous.com/rep/A1.php
http://www.ferkous.com/rep/A2.php
- الدكتور أحمد الحجي الكردي
http://www.islamic-fatwa.com/fatawa/index.php?module=sheikh&action=sheikhdetails&id=12
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[21 - 04 - 09, 08:07 م]ـ
رزقك الله أخى العزيز.
علماً نافعا وقلباُ خاشعا وجسداً على البلاء صابرا
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[21 - 04 - 09, 08:34 م]ـ
هل يُفرق الأمر بين من يعرف أنه سيستخدم المكينة لحلق اللحية أم لحلق شيء آخر؟
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[21 - 04 - 09, 09:31 م]ـ
أخى العزيز.نعم تستطيع التفرقة بين:-
من يستخدمها فى حلق لحيته. إذا كان هذا الرجل حالق اللحية. فلابد أنه سيستخدمها فى حلق لحيته. وقد يستخدمها استخدام آخر مثل (قص الشارب أو حفه - أو حلق العانة ... وغيرها) ولكن الأنطباع الأولى، والأكثر دلاله أنه سيستخدمها فى حلق لحيته. وهذا يستطيع أن يعرفه البائع بسهوله. إذا كان فى مدينة أو قرية أو حارة أو شارع أو غير ذلك فهو يعرف معظم أهل المكان المتعايش فيه فهو يعرف من هو مطلق اللحية ومن هو حالق اللحية.
أما الأخ المطلق اللحية. فإنه يأخذها لأستعمالها فى (قص الشارب أو حفه - أو حلق العانة ... وغيرها).(110/106)
ما حكم إنابة شخص في الامامة .. للضرورة
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 05:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال للضرورة:
--امام مسجد يأخذ أجرا على امامته (والاجر بعدد الصلوات التي يصليها) هل اذا قدم شخصا يصلي عنه يكون هذا جائزا؟.
--
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[13 - 04 - 09, 07:01 م]ـ
مافيه مانع ولكن يقدّم مثله أو أفضل منه إن وجد ....
إذا كان للضرورة ...
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 08:23 م]ـ
الامام لم يقم بالعمل لأخذ الاجر؟؟؟
والامر الاخر اذا لم تكن هناك ضرورة؟
عفوا: السؤال للضرورة وليست الانابة.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[13 - 04 - 09, 08:30 م]ـ
الامام لم يقم بالعمل لأخذ الاجر؟؟؟
والامر الاخر اذا لم تكن هناك ضرورة؟
عفوا: السؤال للضرورة وليست الانابة.
أرجوا التوضيح ...
الذي فهمته:
أن الإمام سيذهب لظرف ضروري ويريد أن ينيب أو يوكّل مكانه أحد الاخوان ...
هل هذا الفهم صحيح ...
ـ[ابو عمر الهلالي]ــــــــ[13 - 04 - 09, 08:53 م]ـ
لا ... ليس هذا بارك الله فيكم:
أنا قصدت ان السؤال ضروري:
لكن عمل الامام ليس ضرورة ...
1 - اذا كان الامام موجود ولكنه قدم شخصا آخر يصلي.
2 - اذا كان الامام يريد ان يغيب فأناب أحدا يصلي عنه
والامران ليسا للضرورة.
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[14 - 04 - 09, 06:55 ص]ـ
اذا قدم الامام احدا ما يصلي فلربما كان لعذر كمرض او بحة في صوته او لغرض تدريب من قدمه للامامة مع وجوده فتحري العذر للامام مطلوب
اذا غاب الامام ووكل من ينوب عنه فهذا جائز له شرعا ونظاما ففي رسول الله اسوة حسنة فقد كان ينيب عنه احدا من اصحابه كابن ام مكتوم والنظام يسمح له بانابة غيره حال غيابه
مايأخذه الامام رزق من بيت المال ولايعتبر راتبا شهريا وانما لاعانته على القيام بمهام الامامة والله اعلم
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:34 ص]ـ
لا ... ليس هذا بارك الله فيكم:
أنا قصدت ان السؤال ضروري:
لكن عمل الامام ليس ضرورة ...
1 - اذا كان الامام موجود ولكنه قدم شخصا آخر يصلي.
2 - اذا كان الامام يريد ان يغيب فأناب أحدا يصلي عنه
والامران ليسا للضرورة.
بالنسبة للنقطة الأولى:
إذا كان لحاجة وليس ديدنه ذلك .. فلا مانع إن شاء الله ...
وبالنسبة للنقطة الثانية:
لفظة (يريد) تُشعر بأنه متساهل ... ولكن إذا كان لمصلحة معتبرة فلا مانع وإلا قدّم الإمامة لأنها أوجب عليه من غيرها ..
والله أعلم ..(110/107)
من روائع الشيخ الأديب الأريب عبد الحليم توميات
ـ[سمير زمال]ــــــــ[13 - 04 - 09, 05:44 م]ـ
آدَابُ المُفَسِّرِ
الحمد لله، والصّلاة والسّلام على رسول الله، أمّا بعد:
فلبّيك أيّها الأخ الكريم، فيسهِم معكم أخوكم في الله الّذي تسمّى في منتداكم الطيّب النّافع ب: "ابن باديس "، ولست سوى محبّا لكم وشاكرا لمجهودكم وبخاصّة الشّيخ المفضال أبو يزيد حفظه الله تعالى.
فالمقصود بالمفسّر الّذي يُطالَب بهذه الآداب والشّروط هو من يفسّر القرآن ابتداءً، أو يرجّح قولا على قول من كلام المفسّرين، وثمرة معرفة هذه الشّروط والآداب أن يحسن الطّالب للتّفسير اختيار الكتب في ذلك.
وأهمّ هذه الآداب:
1 - صحّة الاعتقاد: الاعتقاد في الله، واليوم الآخر، والأنبياء، والقدر، والملائكة، والكتاب، وذلك لا بدّ منه، فإنّ القرآن وإن سلم من تحريف ألفاظه، فإنّه لم يسلم من تحريف معانيه، لذلك جاء في مسند الإمام أحمد عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه قَالَ: كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: ((فِيكُمْ مَنْ يُقَاتِلُ عَلَى تَأْوِيلِ الْقُرْآنِ، كَمَا قَاتَلَ عَلَى تَنْزِيلِهِ))، ولا شكّ أنّه يقصد مقاتلة أبي بكر رضي الله عنه لأهل الردّة، ومقاتلة عليّ رضي الله عنه للخوارج.
وقد حذّر الله من هؤلاء في كتابه، فقال: {فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِه} [آل عمران: من الآية 7]، جاء في الصّحيحين عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها قَالَتْ: تَلَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم هَذِهِ الْآيَةَ: {هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاءَ تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ}، قَالَ صلى الله عليه وسلم: ((فَإِذَا رَأَيْتِ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ فَأُولَئِكِ الَّذِينَ سَمَّى اللَّهُ فَاحْذَرُوهُمْ)).
فربّما فسّر كلام الله على غير مراده، كما هو حال أهل الإلحاد، من الباطنيّة والاتّحاد، أو أهل التّأويل كالمعنزلة وغيرهم.
ألا ترى كيف فسّر الباطنيّة قوله تعالى: {وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ} [الإسراء: من الآية 23] أنّ المراد: حَكَم الله أنّه ما عبد أحد شيئا إلاّ وهو يعبد الله، فالمجوس لمّا عبدوا النّار ما عبدوا إلاّ الواحد القهّار، وكذلك تأويلهم لنصوص اليوم الآخر، وللأسماء والصّفات، وغير ذلك ممّا لا يُحصى.
2 - التجرّد عن الهوى: فلربّما كان على اعتقاد سليم في باب الأسماء والصّفات والإيمان باليوم الآخر وغير ذلك، ولكنّه ابتُلي بالعصبيّة للمذهب والشّيخ، أو بالضّعف أمام سلطان الجاه والمال، فتراه يحمل آيات الله على وفق مراده، فيشتري بآيات الله ثمنا قليلا. كمن أحلّ قليل الرّبا مستدلاّ بقوله تعالى: {لاَ تَأْكُلُوا الرِّبا أَضْعَافاً مُضَاعَفَةً} [آل عمران: من الآية 130].
3 - أن يفسّر القرآن بالقرآن والسنّة: فليس هناك أعلم بمراد الله تعالى من الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم، فما أطلق في موضع ربّما قيّد في موضع آخر، أو في السنّة، وكذلك ما عمّم، وما أجمل، وهذا لا شكّ أنّه يتطلّب من المرء الاعتناء بالقرآن من أوّله إلى آخره، وبالسنّة رواية ودراية.
مثال على ذلك: قوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّم} [المائدة: من الآية 3]، لفظان عامّان، جاء في القرآن ما يقيّد كلاّ منهما، فميتة البحر قال تعالى فيها: {أُحِلَّ لَكُمْ صَيْدُ الْبَحْرِ وَطَعَامُهُ مَتَاعاً لَكُم} [المائدة: من الآية 96]، وقيّد الدّم بقوله في سورة الأنعام: {قُلْ لا أَجِدُ فِي مَا أُوحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلَّا أَنْ يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَسْفُوحاً} [الأنعام: من الآية 145].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/108)
والسنّة كذلك خصّصت من عموم القرآن، فقد روى ابن ماجه عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ- والعلماء يرجّحون وقفه ولكنّه في حكم المرفوع-: ((أُحِلَّتْ لَكُمْ مَيْتَتَانِ وَدَمَانِ، فَأَمَّا الْمَيْتَتَانِ: فَالْحُوتُ وَالْجَرَادُ، وَأَمَّا الدَّمَانِ فَالْكَبِدُ وَالطِّحَالُ)).
والأمثلة من السنّة كثيرة جدّا، إمّا أن تخصّص العمومات كما ذكرنا، أو تبيّن المعنى، كتفسيره صلّى الله عليه وسلّم لقوله تعالى: {فَسَوْفَ يُحَاسَبُ حِسَاباً يَسِيراً} [الانشقاق] بأنّه مجرّد عرض الأعمال، وتفسيره للظّلم في قوله تعالى: {الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ} [الأنعام] فسّره بالشّرك كما في قوله تعالى على لسان لقمان: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [لقمان: من الآية:13]، وغير ذلك من الآيات.
4 - أن يفسّره بكلام الصّحابة رضي الله عنهم، فهم جمعوا بين أمرين عظيمين: حسن الفهم، وحسن القصد، وظهر من بعدهم: سوء الفهم وهو الجهل، وسوء القصد وهو الظّلم، فلا يُعدل إلى كلام غيرهم إن صحّ السّند إليهم، وعلى رأسهم تفسير الخلفاء الأربعة، وابن مسعود الّذي جاء في صحيح البخاري ومسلم عَنْهُ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: (وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ غَيْرُهُ مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ أَيْنَ أُنْزِلَتْ، وَلَا أُنْزِلَتْ آيَةٌ مِنْ كِتَابِ اللَّهِ إِلَّا أَنَا أَعْلَمُ فِيمَ أُنْزِلَتْ، وَلَوْ أَعْلَمُ أَحَدًا أَعْلَمَ مِنِّي بِكِتَابِ اللَّهِ تُبَلِّغُهُ الْإِبِلُ لَرَكِبْتُ إِلَيْهِ).
ومثله ابن عبّاس رضي الله عنه، وروى البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: ضَمَّنِي رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم وَقَالَ: ((اللَّهُمَّ عَلِّمْهُ الْكِتَابَ))، ويأتي بعدهم أبيّ بن كعب رضي الله عنه، ثمّ غيرهم.
5 - الاعتناء بأقوال التّابعين: فإذا لم يجد عن الصّحابة خبرا، ولم يلق لهم أثرا اعتمد كلام تلامذة هؤلاء الصّحابة:
فمن أشهر تلاميذ ابن عبّاس رضي الله عنه بمكّة: سعيد بن جبير، ومجاهد بن جبر، وعكرمة مولى ابن عبّاس، وعطاء بن أبي رباح، وطاووس بن كيسان.
ومن أشهر تلاميذ ابن مسعود رضي الله عنه بالكوفة: علقمة بن قيس، والأسود بن يزيد، ومسروق بن الأجدع، وقتادة بن دعامة بالوساطة، وعامر الشّعبي.
وأشهر تلاميذ أبيّ بن كعب رضي الله عنه بالمدينة: زيد بن أسلم، وأبو العالية، ومحمّد بن كعب القرظي.
6 - العلم باللّغة العربيّة: فلا شكّ أنّ هذا لا بدّ منه لأنّ القرآن عربيّ، ولا يعني ذلك الاعتناء بالألفاظ الغريبة، ولكن لا بدّ أن يعرف أسلوب التّخاطب بين العرب، فإنّ الإنشاء قد يراد منه الخبر، والخبر قد يراد منه الإنشاء، ولا بدّ من معرفة ضوابط وشروط المجاز، كما أنّ المقصود من ذلك معرفة قدر لا بأس به من حياة العرب.
ومن الأمثلة على ذلك قوله تعالى: {وَمَا قَتَلُوهُ يَقِيناً} فالضّمير- على الأصحّ - يعود على الظنّ أي: وما قتلوا الظنّ يقينا، ولا يعود على عيسى عليه السّلام، ومن أساليب العرب أنّهم يقولون: قتلت المسألة يقينا وبحثا.
وقوله تعالى: {وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِناً} فهو أمر في صورة الخبر، والّذي لم يفقه أسلوب العرب هذا ظنّ الآية خبرا فقال: كيف يكون آمنا وقد ثبت أنّ هناك من اعتُدِي عليه بالحرم؟!
ومن أساليبهم استعمال المجاز كقوله تعالى: {حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} فلمّا أشكل ذلك على الصّحابيّ الجليل نزل قوله تعالى: {مِنَ الْفَجْرِ} يبيّن له المعنى الحقيقيّ.
ولذلك يروي ابن أبي حاتم في " تفسيره " بسند ضعيف والطّبريّ من طريق أخرى عن ابن عبّاس رضي الله عنه أنّه قال: " التفسير على أربعة أوجه: وجه تعرفه العرب من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته، وتفسير يعلمه العلماء، وتفسير لا يعلمه إلاّ الله ".
7 - العلم بالعلوم المتّصلة بالقرآن: كعلم النّاسخ والمنسوخ، والقراءات، وقواعد التّفسير، وأسباب النّزول.
8 - دقّة الفهم، وهذا ما يسمّيه الشّافعيّ بجودة القريحة، كالاستنباط الّذي ينقل عن العلماء في كثير من الآيات:
فقد استنبطوا أكثر من ثلاث وعشرين حكما من قوله تعالى: {وَالْوَالِدَاتُ يُرْضِعْنَ أَوْلادَهُنَّ} [الآية من البقرة].
واستنبطوا من قوله تعالى: {وَكَلْبُهُمْ بَاسِطٌ ذِرَاعَيْهِ بِالوَصِيدِ} أنّ الملائكة لا تدخل بيتا فيه كلب، لأنّ الكلب بقِي بالوصيد وهو باب الغار.
واستنبطوا من قوله تعالى: {وَفَرِيقًا تَقْتُلُونَ} أنّ النّبيّ صلّى الله عليه وسلّم تقتله اليهود، لأنّه لم يقُل: (وفريقا قتلتم) بصيغة الماضي، وغير ذلك.
وسبحانك اللهمّ وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك.]
من مشاركات الشيخ أبو جابر عبد الحليم توميات في منتديات تبسة الإسلامية ( http://tebessa.forume.biz/montada-f10/topic-t2409.htm#6875)(110/109)
تراث الشيخ سليمان بن حمدان رحمه الله
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[13 - 04 - 09, 05:46 م]ـ
السلام عليكم
هل يوجد من خدم تراث الشيخ سليمان بن حمدان رحمه الله.
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[13 - 04 - 09, 08:22 م]ـ
الشيخ عبد الإله الشايع له عناية به وبمؤلفات و قد أخرج عدة كتب له كالدر النضيد على أبواب كتاب التوحيد و كشف النقاب عن مؤلفات الأصحاب والدرة الثمينة فيما يشرع ويمنع في حق قاصد المدينة.
وهناك سلسة اسمها (وُصلة الخلان بؤلفات سليمان ابن حمدان) تصدر عن دار التوحيد مما طبع منها كتابه ملاحظات حال مطالعاتي بتحقيق سعد السعدان.
ـ[عبد الله الطيب]ــــــــ[13 - 04 - 09, 08:54 م]ـ
وطبع له ثبت الرواية، باعتناء بازمول.
ـ[محمد ابو ناصر]ــــــــ[13 - 04 - 09, 10:17 م]ـ
للفائدة ..
كتاب طبقات الحنابلة للشيخ سليمان الحمدان من الكتب المفقودة كما ذكره الشيخ بكر ابو زيد رحمه الله تعالى فهل عثر عليه وحقق ام لا؟
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[13 - 04 - 09, 11:15 م]ـ
بارك الله فيكم.
أين تباع في المملكة.(110/110)
حكم استخدام الآيات القرآنية لضرب الأمثال.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[13 - 04 - 09, 08:24 م]ـ
(حكم ضرب الأمثال بالقرآن):
وسئل الشيخ: (محمد بن صالح العثيمين) - رحمه الله - عن حكم ذلك:
السؤال: بالنسبة لضرب الأمثال بالقرآن, مثلاً: يقول أحدهم لرجل احتال عليه: {وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ} [الأنفال:30] أو يقول: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء:142]؟
الجواب: ((إذا صح أن تنطبق الآية على هذا المعنى فلا بأس, لأن الرسول صلى الله عليه وسلم استشهد بالقرآن حينما خرج الحسن و الحسين يعثران في ثيابهما ثم نزل من المنبر, وأخذهما وجعلهما بين يديه, ثم قال: (صدق الله: {إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ} [التغابن:15]). لكن المهم أن تنطبق, أما أن تقول لرجل: {يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ} [النساء:142] وهو مؤمن، فهذا لا يجوز, لأن هذه الآية في المنافقين)) انتهى.
المصدر: سلسلة (لقاء الباب المفتوح) شريط 111، الأسئلة.
منقول من موقع إسلام ويب (تسجيلات الشبكة الإسلامية) ..
********
((حكم استخدام الآيات القرآنية لضرب الأمثال)) لفضيلة الشيخ: (صالح بن فوزان الفوزان) - حفظه الله تعالى -:
رقم الفتوى: 1543
عنوان الفتوى: استخدام الآيات القرآنية لضرب الأمثال.
نص السؤال: نسمع كثيرًا من الإخوان يستخدمون الآيات القرآنية لضرب أمثلة كقوله تعالى: (لَا يُسْمِنُ وَلَا يُغْنِي مِنْ جُوعٍ) [الغاشية: 7] وقوله: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ) [طه: 55] فهل هذا جائز أم لا؟ وإذا كان جائزًا ففي أي الحالات يمكن ذكرها وترديدها جزاكم الله خيرًا؟
نص الإجابة: لا بأس بالتمثل بالقرآن الكريم إذا كان لغرض صحيح كأن يقول: (هذا الشيء لا يسمن ولا يغني من جوع) أو يقول: (مِنْهَا خَلَقْنَاكُمْ وَفِيهَا نُعِيدُكُمْ) [طه: 55] إذا أراد التذكير بحالة الإنسان مع الأرض وأنه خلق منها ويعود إليها بعد الموت ثم يبعثه الله منها، فالتمثل بالقرآن الكريم إذا لم يكن على وجه السخرية والاستهزاء لا بأس به، أما إذا كان على وجه السخرية والاستهزاء فهذا يعتبر ردة عن الإسلام؛ لأن من استهزأ بالقرآن الكريم أو بشيء من ذكر الله - عز وجل - وهزل بشيء من ذلك فإنه يرتد عن دين الإسلام كما قال تعالى: (قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِؤُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ) [التوبة: 65 - 66] فيجب تعظيم القرآن واحترامه.
http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Fata...px?PageID=1543 (http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/Fata...px?PageID=1543)
* ( من عنده علم في كلام أهل العلم بخصوص هذه المسألة فلا يبخل علينا) ..
بوركتم أينما كنتم ..
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[14 - 04 - 09, 12:17 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى -: (وهذا إن كان سائغًا فيسوغ بقدر الحاجة)
من الرد على الشاذلي (ص47).
وقد ألف السيوطي رسالة ضمن الحاوي للفتاوي ـ (1/ 248)
وهي باسم رقع الباس وكشف الالتباس في ضرب المثل من القرآن والاقتباس
ومما قال فيها:
مسألة: استعمال ألفاظ القرآن في المحاورات والمخاطبات والمجاوبات والإنشاءات والخطب، والرسائل، والمقامات مراداً بها غير المعنى الذي أريدت به في القرآن يسمى عند الصدر الأول من الصحابة والتابعين فمن بعدهم من الأئمة والعلماء ضرب مثل وتمثلاً واستشهاداً إذا كان في النثر، وقد يسمى اقتباساً بحسب اختلاف المورد، فإذا كان في الشعر سمي اقتباساً لا غير، فأما الأول وهو الذي في النثر سواء كان تمثلاً أو اقتباساً فجائز في مذهبنا بلا خلاف عندنا نص عليه الأصحاب إجمالاً وتفصيلاً واستعملوه في خطبهم وإنشائهم ورسائلهم ومقاماتهم
وقال (1/ 251)
قال ابن عبد البر في التمهيد: في هذا الحديث جواز الاستشهاد بالقرآن فيما يحسن وبحمل، وذكر ابن رشيق مثله في شرح الموطأ وهما مالكيان وقال النووي في شرح مسلم: في الحديث جواز الاستشهاد في مثل هذا السياق بالقرآن في الأمور المحققة، وقد جاء لهذا نظائر كثيرة كما ورد في فتح مكة: (أنه صلى الله عليه وسلّم جعل يطعن في الأصنام ويقول: (جاء الحق وما يبدىء الباطل وما يعيد جاء الحق وزهق الباطل)، قال: وإنما يكره ضرب الأمثال من القرآن في المزح ولغو الحديث فيكره.
وفي الحاوي للفتاوي ـ للسيوطى - (1/ 256)
عند علماء البلاغة هذا الأمر شرطاً من شروط الإنشاء قال ابن الأثير في كتابه المثل السائر يفتقر صاحب هذا الفن إلى ثمانية أنواع من الآلات: الأول معرفة العربية من النحو والتصريف. الثاني: معرفة اللغة. الثالث: معرفة أمثال العرب وأيامهم ومعرفة الوقائع التي جاءت في حوادث خاصة بأقوام فإن ذلك يجري مجرى الأمثال. الرابع: الاطلاع على تأليفات من تقدمه من أرباب هذه الصناعة المنظوم منه والمنثور والتحفظ للكثير منه. الخامس: معرفة الأحكام السلطانية. السادس: حفظ القرآن الكريم والتدرب باستعماله وإدراجه في مطاوي كلامه. السابع: حفظ ما يحتاج إليه من الأخبار الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلّم والسلوك بها مسلك القرآن الكريم في الاستعمال انتهى.
وقد أطبق أرباب الفن على اشتراط ذلك واستعماله في مطاوي الخطب، والرسائل،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/111)
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[14 - 04 - 09, 01:27 ص]ـ
لا حُرمتم الأجر والثواب، من الكريم الوهاب ..
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم، أخي الفاضل ..(110/112)
ما رأيكم في دعوة النساء عن طريق الشات
ـ[أبو حارثة المصري]ــــــــ[13 - 04 - 09, 09:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله
أحبتي واخواني من فترة دخلت الشات وبدأت في الدعوة الى الله واحيانا تقابلني بعض الاخوات فكنت اكلمها مرة واحدة تسمعني فيها مايك ولا تتكلم وبعد فترة بدأت اعمل دروس للبنات فقط يسمعون ولا يتكلمون وبعد الدرس من عندها سؤال تكتبه ولا أخفيكم وجدت بعض الثمرة فمنههن من انتقبت ومنهن من تركت الغناء وبدأن يحافظن على الصلاة وانتهين عن دخول الشات المهم هناك من تابت وعادت الى الله ولكني تركت الدرس منذ اسبوع بسبب اني اتكلم مع البنات وان كنت لا اسمع لا اعرف هل تركي تلبيس من الشيطان ام دعوة البنات هذه تلبيس من الشيطان افيدوني بارك الله فيكم
رجاء توضيح المسألة
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[13 - 04 - 09, 10:03 م]ـ
جزاك الله خيرا
والشات أنواع
فمنة المحادثة في الغرف العامة
ومنها المحادثة منفرداً مع رجل أو بنت في غرفة خاصة
وهنا أعتقد أن هنا تقع الفتنة في الغرف الخاصة
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[14 - 04 - 09, 12:14 ص]ـ
فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 12:30 ص]ـ
أولى لك أن تصرف هذا الجهد المبارك في نصيحة ودعوة الشباب
ـ[ابو البراء البرقاوي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 12:35 ص]ـ
أخي ابو حارثة الشيطان نعوذبالله منه مداخله كثيرة وللأخوه ارائهم حفظنا الله واياك ومن يقرأ من الشيطان الرجيم
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[14 - 04 - 09, 02:18 ص]ـ
أخى الكريم.
أجعل جهدك فى الدعوة إلى الله على الشات. يكون التحدث مع الرجال. وخصوصاً الشباب. الذى لم يجد من ينصحة أو يوجهه إلى الطريق المستقيم. وضاعف جهدك فى هذا. لأن البيت المسلم لا يستقيم إلا إذا استقام الرجل. لأن الله جعل القوامة فى يده. وكلما كان الرجل مستقيماً. محافظاً على شرع الله وحدوده. فلم يترك أمه أو زوجته أو أخته أو ابنته تخرج متبرجة أو متعطرة أو غير ذلك. ولكنه سيلزمهم بالمحافظة على شرع الله ولبس الحجاب الشرعى. فإذا هدى الله رجلاً على يديك. سيظهر ذلك وينعكس ذلك على أهل بيته فى لباسهم وأفعالهم وسلوكهم.
واجعل الدعوة إلى الله بالنسبة. للاخوات.
تكون على يد أخت ملتزمه عندها من العلم. تستطيع أن تقوم بالدور الذى كنت تقوم به انت.
وهكذا يكون كلاً منا قام بدوره. بدون أى مخالفات. ولا تلبيسات، ولا فتحنا مدخلاً للشيطان يدخل منه.
وبارك الله فيك، وجزاك الله خير الجزاء، وأن يعلمنا الله العلم النافع لنا ولاعامة المسلمين.
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[14 - 04 - 09, 09:21 ص]ـ
وهنا مناقشة نافعة لهذا الموضوع ( http://majles.alukah.net/showthread.php?t=18897)
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[14 - 04 - 09, 09:53 ص]ـ
فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه
اقول بقول اخى عبد الله
السلامة لايعدلها شىء
ـ[صخر]ــــــــ[14 - 04 - 09, 10:13 ص]ـ
قد صنعت خيرا أخي ..(110/113)
أعطيْنا زيدًا، أعطانا زيدٌ. لماذا جاء الفعل أعطى بياء مرة وبألف مرة أخرى؟
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[13 - 04 - 09, 11:13 م]ـ
أعطيْنا زيدًا، أعطانا زيدٌ. لماذا جاء الفعل أعطى بياء مرة وبألف مرة أخرى؟
ـ[أبو الشيماء]ــــــــ[13 - 04 - 09, 11:31 م]ـ
أعطينا زيداً
أصل الفعل أعطى + نا الفاعلين (ضمير متصل في محل رفع فاعل)
الجملة الثانية: أعطانا زيدٌ الفعل أعطى +نا (ضمير في محل نصب مفعول به) زيد فاعل.
يتضح الفرق في الفعل أكرم: فنقول: زيدٌ أكرَمَنَا ..
ونقول: أكرمْنا الضيوف فالضمير هو الفاعل أي نحن أكرمنا الضيوف ولو فتحت الميم لصار الضيوف فاعل قام بفعل الكرم وهو خلاف المراد.
والله أعلم.
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[14 - 04 - 09, 06:47 ص]ـ
في جملة أعطينا زيدا هنا زيدا اعرابها مفعول به منصوب وعلامة نصبه الفتحة الظاهرة
اما أعطانا زيد فتعرب زيد على انها فاعل مرفوع وعلامة رفعه الضمة الظاهرة على اخره
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[14 - 04 - 09, 10:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..........
الظاهر أن سؤالي غامض .........
توضيحه: أن الفعل أعطى فعل ماضي مبني على الفتح المقدر على الألف التي أصلها ياء ............
فلما اتصلت به (نا) المفعولين بقي الفعل كما هو مبنيا على الفتح المقدر على الألف ...............
ولما اتصلت به (نا) الفاعلين فهو إما مبني على الفتح المقدر أو على السكون، مذهبان .........
فسؤالي: لو أخذنا أنه مبني على الفتح المقدر فلماذا لم نقدر الفتح على الألف كما في (نا) المفعولين؟
ولو أخذنا أنه مبني على السكون فلماذا قلبت الألف وهي ساكنة ياء؟
أرجو التصحيح إن كنت أخطأت التوصيف ...............
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[16 - 04 - 09, 09:23 ص]ـ
الفعل المعتل الآخر يصحح آخره ويرجع الى أصله إذا اتصل بضمير المتلكلم وكان هذا الضمير فاعل فتقول فيما أصله ياء:
أعطيت وأعطينا , قضيت وقضينا ,أهديت وأهدينا ,أخفيت وأخفينا , وهكذا .... وتقول فيما أصله واوا
دعوت ودعونا , رجوت ورجونا ,سهوت وسهونا ,هكذا.
أما إذا كان هذا الضمير في محل نصب فإن النصب لابد له من فتحة والفتحة يناسبها الألف فلذلك تنقلب لام الفعل (آخره) ألفا فتقول في هذه كلها
أعطانا , قضانا وأهدانا وأخفانا- وللشيء أخفا عنا- ودعانا فيما يتعدى بنفسه وتزيد حرف جر فيما لا يتعدى بنفسه كسها عنا.
وأعرضت عن رجانا فإنا الرجاء لا يكون إلا لله سبحانه.
والله أعلم.(110/114)
هل للإمام في الصلاة ثواب زائد عن المأمومين لأجل وقوفه إماما؟
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[13 - 04 - 09, 11:16 م]ـ
هل للإمام في الصلاة ثواب زائد عن المأمومين لأجل وقوفه إماما؟
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[15 - 04 - 09, 02:01 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[19 - 04 - 09, 09:52 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 12:49 ص]ـ
-مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية
ما فضل الإمام في الصلاة، هل له مثل أجر المصلين أم أكثر؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإمامة الصلاة وظيفة شريفة وفضلها عظيم لكون الإمام ضامناً للمأمومين صلاتهم، وهي وظيفة أئمة الخير والصلاح، قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة: وقد روي عن داود بن أبي هند قال: حدثت أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مرني بعمل أعمله، قال: كن إمام قومك، قال: فإن لم أقدر، قال: فكن مؤذنهم. رواه سعيد. إلى أن قال شيخ الإسلام: وأما إمامته صلى الله عليه وسلم وإمامة الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم فمثل الإمارة والقضاء، وذلك أن الولايات وإن كانت خطرة لكن إذا أقيم فيها أمر الله لم يعدلها شيء من الأعمال، وإنما يهاب الدخول فيها أولاً خشية أن لا يقام أمر الله فيها لكثرة نوائبها وخشية أن يفتن القلب بالولاية لما فيها من العز والشرف، وقد روى عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة من كثبان المسك يوم القيامة: عبد أدى حق الله وحق مواليه، ورجل أمَّ قوما وهم به راضون، ورجل ينادي بالصلوات الخمس في كل يوم وليلة. رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب. انتهى.
وعليه؛ فالإمامة في الصلاة لها فضل عظيم، والإمام والمأموم مشتركان في الأجر لكون كل منهما كان سببا للآخر في حصول فضل الجماعة، كما ذكر ذلك الشيخ العز بن عبد السلام، راجع الفتوى رقم: 36264.
وعلى ما تقدم من فضل الإمامة والترغيب فيها كما جاء في الأحاديث السابقة يظهر لنا -والله أعلم- أن أجر الإمام الكامل الأهلية أكثر من أجر المأموم، ويستأنس لهذا بقول بعض الفقهاء إنه إذا تشاح من هم مستوون في الأهلية للإمامة من أجل الحصول على حيازة الثواب أقرع بينهم، قال خليل المالكي في مختصره: وإن تشاح متساوون لا لكبر بل لطلب الثواب ونحو ذلك من الأغراض الشرعية اقترعوا. اتنهى كلام خليل ممزوجاً بكلام بعض شراحه.
والله أعلم.
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[20 - 04 - 09, 04:53 م]ـ
جزاك الله خيرا ....
ـ[أبو معاذ الأندلسي السلفي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 07:15 م]ـ
جزاك الله خيرا ....
و إياك اخي الكريم.
ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[22 - 04 - 09, 12:14 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة: وقد روي عن داود بن أبي هند قال: حدثت أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: مرني بعمل أعمله، قال: كن إمام قومك، قال: فإن لم أقدر، قال: فكن مؤذنهم. رواه سعيد ............ وقد روى عبد الله بن عمر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاثة من كثبان المسك يوم القيامة: عبد أدى حق الله وحق مواليه، ورجل أمَّ قوما وهم به راضون، ورجل ينادي بالصلوات الخمس في كل يوم وليلة. رواه الترمذي وقال: حديث حسن غريب. انتهى.
الحديثان ضعيفان و لا أظن يصح في فضل الإمامة شئ و الله أعلم
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[22 - 04 - 09, 01:06 ص]ـ
هاك فتوى أخرى أخي الكريم:
السّؤال:
ما هو ثواب الإمام على المصلين؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالإمامة في الصلاة لها فضيلة في نفسها، فمن تقلدها وقام بحقها فقد حصل على أجر عظيم، وقد تولاها النبي صلى الله عليه وسلم والخلفاء الراشدون من بعده، ولم يتولوا الأذان وهم لا يختارون إلا الأفضل؛ ولأن الإمامة يختار لها من هو أكمل حالاً وأفضل، ولذلك ذهب أكثر الفقهاء إلى أن تولي الإمامة أفضل من تولي الأذان. وأما الثواب بين الإمام والمأموم فمشترك، كما أشار إلى ذلك العز بن عبد السلام في قواعد الأحكام، حيث قال: ومنهم من فضل الإمامة لتسبب فضل الإمامة إلى إفادة فضل الجماعة لنفسه وللحاضرين، وصلاة الجماعة تزيد على صلاة المنفرد بخمس وعشرين درجة أو سبع وعشرين درجة على ما جاءت به السنة، ولا يوجد مثل هذا في الأذان، فإن قيل: هل يؤجر المؤتم على إفادته الإمام فضل الجماعة؟ قلنا: نعم، لقوله عليه السلام: (من يتصدق على هذا؟). اهـ
والله أعلم.
الشّبكة الإسلاميّة / مركز الفتوى
المصدر ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=36264)(110/115)
ماهو حكم اجتناء الكمأة للمحرم؟
ـ[أبي الأنوار]ــــــــ[14 - 04 - 09, 11:44 ص]ـ
الإخوة الكرام:
ماهو حكم اجتناء الكمأة للمحرم؟(110/116)
رد اللجنة الدائمة على ابن حجر في مسألة البول على الفأس لحل الربط الجنسي
ـ[أبو السها]ــــــــ[14 - 04 - 09, 12:57 م]ـ
قال الحافظ ابن حجر -رحمه الله- (فتح الباري – 10/ 233، 234): (ثم وقفت على صفة النشرة في " كتاب الطب النبوي "، لجعفر المستغفري قال: وجدت في خط نصوح بن واصل على ظهر جزء من " تفسير قتيبة بن أحمد البخاري " قال: قال قتادة لسعيد بن المسيب: رجل به طب أخذ عن امرأته أيحل له أن ينشر؟ قال لا بأس، إنما يريد به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه 0 قال نصوح: فسألني حماد بن شاكر: ما الحل وما النشرة؟ فلم أعرفهما، فقال: هو الرجل إذا لم يقدر على مجامعة أهله وأطاق ما سواهما فإن المبتلى بذلك يأخذ حزمة قضبان وفأسا ذا قطارين ويضعه في وسط تلك الحزمة ثم يؤجج نارا في تلك الحزمة حتى إذا حمي الفأس استخرجه من النار وبال على حره فإنه يبرأ بإذن الله تعالى)
جاء في فتوى عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برقم (18876) تاريخ 15/ 06 / 1417:
(الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده 00 وبعد: فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتى العام من المستفتي .... بواسطة مركز الدعوة بـ ... والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (2759) وتاريخ 24/ 05/1417 وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه: (أنه تقدم إلينا بعض المواطنين يسألون عن مشروعية ما يستخدمه أحد القراء بمحافظة ... ويكنى ... وهو يستخدم حديدة بطول شبر تقريبا وعرض ثلاثة أصابع ذات رأسين مدببين من جهة ومسطحة من جهة أخرى تحمى على النار وتوضع تحت الشخص المصروف عن زوجته ولا يستطيع جماعها ثم يصب عليه ماء قد قرئ به كلام الله حتى يصعد الدخان إلى عورة المطبوب وأفاد القارئ أن هذا العمل أثبت فائدته بإذن الله مع كثير من المرضى وقد تم إيقاف هذا عن عمله المذكور حتى تصدر فتوى شرعية فيه مع الوقوف على أصل لهذا العمل في كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري في كتاب الطب ولكن مع فارق وهو بول المطبوب على الحديد فأرجو من فضيلتكم الرفع لسماحة المفتى للإفادة حفظكم الله ووفق الجميع لهداه)
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن حل السحر بسحر مثله لا يجوز وهو من عمل الشيطان كما جاء في الحديث وما يفعله هذا الرجل في حل السحر من إحماء الحديدة بالنار وصب الماء المقروء فيه عليها لأجل حل السحر هو من هذا القبيل فلا يجوز ويجب منعه منه والإنكار عليه، وما ذكره الحافظ ابن حجر في فتح الباري عن بعض الأشخاص لا دليل عليه من الكتاب والسنة ولا يعتمد عليه وكون هذا العمل قد يحصل به المقصود لا يدل على جوازه لأن ذلك قد يكون من باب الابتلاء والامتحان والاستدراج، فلا دليل إلا من الكتاب والسنة وحل السحر المباح هو ما كان بقراءة القرآن والأدعية المشروعة والأدوية المباحة كما ذكر ذلك الإمام ابن القيم في الطب النبوي من زاد المعاد. والله تعالى أعلم،وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم)
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء:
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -
نائب الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ -
عضو: عبدالله بن عبدالرحمن الغديان -
عضو: بكر بن عبدالله أبو زيد -
عضو صالح بن فوزان الفوزان -
نقلت هذه الفتوى لما رأيت كثيرا-وكنت أنا من ضمنهم- ينصحون مرضاهم من أجل فك الربط عنهم بهذا العمل وحجتهم ما نقله ابن حجر في الفتح وهي حجة غير كافية، مع أن صورة العلاج أقرب للشعوذة منها إلى الرقية الشرعية
ـ[أبو أسامة الحضرمي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 02:46 م]ـ
مناقشةلما تقدم
العلاج ثلاثة أقسام
1 - مدرك وهذا لا إشكال فيه
2 - غير مدرك وفيه محضور وهذا لا اشكال في تحريمه
3 - غير مدرك وليس فيه محضور فهذا الأولى الابتعاد عنه ولكن لماذا يمنع
خصوصا اذا ثبت بالتجربة نفعه
وقد نقل ابن القيم البول على الفأس في آخر الطب النبوي وانه علاج لفك سحر الربط
وقد سألت الشيخ خالد السبت عنه فلم ينكره وقال الأولى تركه
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 04 - 09, 03:35 م]ـ
بارك الله فيكم
فوائد ذات صلة
قتل الجن
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3304
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/117)
(الثاني: أن تكون بالسحر؛ كالأدوية والرقى والعقد والنفث وما أشبه ذلك؛ فهذا له حكم السحر على ما سبق.
ومن ذلك ما يفعله بعض الناس، أنهم يضعون فوق رأس المسحور طشتاً فيه ماء ويصبون عليه رصاصاً ويزعمون أن الساحر يظهر وجهه في هذا الرصاص؛ فيستدل بذلك على من سحره، وقد سئل الإمام أحمد عن النشرة، فقال: إن بعض الناس أجازها، فقيل له: إنهم يجعلون ماء في طشت، وإنه يغوص فيه، وإنه يبدو وجهه، فنفض يده وقال: ما أدري ما هذا؟ ما أدري ما هذا؟ فكأنه رحمه الله توقف في الأمر وكره الخوض فيه.
)
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله
(قوله: (أو سُحر له)؛ أي: طلب من الساحر أن يسحر له، ومنه النشرة عن طريق السحر؛ فهي داخلة فيه، وكانوا يستعملونها على وجوه متنوعة، منها أنهم يأتون بطست فيه ماء، ويصبون فيه رصاصاً، فيتكون هذا الرصاص بوجه الساحر؛ أي: تكون صورة الساحر في هذا الرصاص، ويسمونها العامة
عندنا (صب الرصاص)،
وهذا من أنواع السحر المحرم، وقد تبرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم من فاعله (4).
)
انتهى
وكلام الإمام أحمد في المغني
(قال الأثرم سمعت أبا عبد الله سئل عن رجل يزعم أنه يحل السحر، فقال: قد رخص فيه بعض الناس.
قيل لأبي عبد الله: إنه يجعل الطنجير ماء، ويغيب فيه، ويعمل كذا، فنفض يده كالمنكر، وقال: ما أدري ما هذا؟ قيل له: فترى أن يؤتى مثل هذا يحل السحر؟ فقال: ما أدري ما هذا؟
أنه سئل عن امرأة يعذبها السحرة، فقال رجل: أخط خطا عليها، وأغرز السكين عند مجمع الخط، وأقرأ القرآن.
فقال محمد: ما أعلم بقراءة القرآن بأسا على حال، ولا أدري ما الخط والسكين؟)
--------
وفي فتاوى الشيخ ابن جبرين
رقم الفتوى (2933)
موضوع الفتوى ما حكم صب الرصاص
السؤال س: أفيدكم بأنه قد انتشر عند بعض الناس ما يُسمى بصب الرصاص وهو عبارة عن إناء يوضع فوق رأس الإنسان فيه ماء ثم يوضع رصاص مذاب بالنار فإذا تشكل هذا الرصاص ادعى العامل له بأن هذا الإنسان الذي وضع على رأسه الإناء سوف يكون له كذا وكذا، أو أنه يشتكي من المرض الفلاني وذلك ادعاء منه أنه قام بقراءة ما تشكل من الرصاص، فما حكم ذلك؟
الاجابة
لا شك أن صب الرصاص من عمل السحرة أو المُشعوذين، فلا يجوز مثل هذا العمل؛ فالرصاص معدن معروف إذا جُعل على النار يذوب حتى يكون كالماء، فوضعه على رأس الإنسان وادعاء أنه يُعرف به نوع المرض أو أن هناك قراءة يقرأها تُشكل هذا الرصاص أرى أن ذلك كله لا حقيقة له، وأنه من عمل السحرة، فلا يُغتر بمن يفعله، بل يجب الأخذ على يدي من يعمله كائنًا من كان.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?parent=786&subid=2933&view=vmasal
وهنا فتوى الشيخ ابن عثيمين
امرأة قيل لها أنك معمول لك سحر ويحتاج إلى فك ولكن ادفعي مبلغ أربعة آلاف ريال وأنا أفكك من هذا أفكك من هذا السحر فما هو الحل في ذلك وفقكم الله? ما هي أقسام حل السحر؟ صب الرصاص على رأس المسحور ليعلم من سحر ما حكمه؟ ما حكم النشرة؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[15 - 04 - 09, 03:46 م]ـ
،،،،،،
يعمد بعض المعالجين - وفقهم الله لكل خير - إلى استخدام طريقة في علارج المربوط عن أهله تعتمد على بول المربوط على فأس محمى على حزمة من الحطب وإليكم التفصيل في المسألة:
ذكر الحافظ بن حجر في الفتح: (ثم وقفت على صفة النشرة في (كتاب الطب النبوي)، لجعفر المستغفري قال: وجدت في خط نصوح بن واصل على ظهر جزء من (تفسير قتيبة بن أحمد البخاري) قال: قال قتادة لسعيد بن المسيب: رجل به طب أخذ عن امرأته أيحل له أن ينشر؟ قال لا بأس، إنما يريد به الإصلاح، فأما ما ينفع فلم ينه عنه 0 قال نصوح: فسألني حماد بن شاكر: ما الحل وما النشرة؟ فلم أعرفهما، فقال: هو الرجل إذا لم يقدر على مجامعة أهله وأطاق ما سواهما فإن المبتلى بذلك يأخذ حزمة قضبان وفأسا ذا قطارين ويضعه في وسط تلك الحزمة ثم يؤجج نارا في تلك الحزمة حتى إذا حمي الفأس استخرجه من النار وبال على حره فإنه يبرأ بإذن الله تعالى، وأما النشرة فإنه يجمع أيام الربيع ما قدر عليه من ورد المفارة وورد البساتين ثم يلقيها في إناء نظيف ويجعل فيهما ماء عذبا ثم يغلي ذلك الورد في الماء غليا يسيرا ثم يمهل حتى إذا فتر الماء أفاضه عليه فإنه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/118)
يبرأ بإذن الله تعالى 0 قال حاشد: تعلمت هاتين الفائدتين بالشام 0 قلت: وحاشد هذا من رواة الصحيح عن البخاري، وقد أغفل المستغفري أن أثر قتادة هذا علقه البخاري في صحيحه وأنه وصله الطبري في تفسيره، ولو اطلع على ذلك ما اكتفى بعزوة إلى تفسير قتيبة بن أحمد بغير إسناد وأغفل أيضا أثر الشعبي في صفته وهو أعلى ما اتصل بنا من ذلك) (فتح الباري - 10/ 233 - 234) 0
قال الشيخ مصطفى العدوي – حفظه الله – في تحقيقه وتعليقه على " تفسير المعوذتين لابن القيم " بعد أن ساق قول الحافظ بن حجر في الفتح (10/ 223): (وهذه الأفعال كلها ليست واردة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فمن جربها فنفعته فذلك الفضل من الله) (تفسير المعوذتين - ص 56) 0
قلت: ويلاحظ القارئ الكريم بأن الشيخ - وفقه الله للخير فيما ذهب إليه - يتجوز هذا الفعل طالما أنه قد جرب فنفع، وقد خفي عليه أمور هامة تتعلق بهذه المسألة ومنها استخدام هذا الأسلوب من قبل السحرة والمشعوذين وكذلك زرع الاعتقاد لدى العامة بخاصية هذا الاستخدام، هذا وسوف تتضح الرؤية كاملة بعد دراسة المسألة من كافة أبعادها وجوانبها، وكذلك الاضطلاع على نص الفتوى الصادرة من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء كما سوف يتضح لاحقا 0
ويعقب الدكتور مسفر بن غرم الله الدميني - وفقه الله للخير - فيما ذهب إليه على كلام الحافظ بن حجر في الفتح قائلا: (قلت ولو لم يبل عليه بل وضعه في ماء وقرأ عليه قوله تعالى: (وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) (سورة الحديد – الآية 25) ثلاثا أو سبعا ثم اغتسل به وشرب منه برأ بإذن الله تعالى فإنه مجرب) (السحر - حقيقته، وحكمه، والعلاج منه - ص 65 - 66) 0
وقد صدرت فتوى عن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء برقم (18876) تاريخ 15/ 06 / 1417 هـ مضمونها الآتي:
(الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده 00 وبعد: فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتى العام من المستفتي ------------------- / بواسطة مركز الدعوة بـ ------ 0 والمحال إلى اللجنة من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم (2759) وتاريخ 24/ 05/1417 هـ 0 وقد سأل المستفتي سؤالا هذا نصه أنه تقدم إلينا بعض المواطنين يسألون عن مشروعية ما يستخدمه أحد القراء بمحافظة ----- ويكنى ------- وهو يستخدم حديدة بطول شبر تقريبا وعرض ثلاثة أصابع ذات رأسين مدببين من جهة ومسطحة من جهة أخرى تحمى على النار وتوضع تحت الشخص المصروف عن زوجته ولا يستطع جماعها ثم يصب عليه ماء قد قرئ به كلام الله حتى يصعد الدخان إلى عورة المطبوب وأفاد القارئ ----- أن هذا العمل أثبت فائدته بإذن الله مع كثير من المرضى وقد تم إيقاف هذا عن عمله المذكور حتى تصدر فتوى شرعية فيه مع الوقوف على أصل لهذا العمل في كتاب فتح الباري شرح صحيح البخاري في كتاب الطب ولكن مع فارق وهو بول المطبوب على الحديد فأرجو من فضيلتكم الرفع لسماحة المفتى للإفادة حفظكم الله ووفق الجميع لهداه) 0
وبعد دراسة اللجنة للاستفتاء أجابت بأن حل السحر بسحر مثله لا يجوز وهو من عمل الشيطان كما جاء في الحديث 0 وما يفعله هذا الرجل في حل السحر من إحماء الحديدة بالنار وصب الماء المقروء فيه عليها لأجل حل السحر هو من هذا القبيل فلا يجوز ويجب منعه منه والإنكار عليه 0 وما ذكره الحافظ بن حجر في فتح الباري عن بعض الأشخاص لا دليل عليه من الكتاب والسنة ولا يعتمد عليه وكون هذا العمل قد يحصل به المقصود لا يدل على جوازه لأن ذلك قد يكون من باب الابتلاء والامتحان والاستدراج، فلا دليل إلا من الكتاب والسنة وحل السحر المباح هو ما كان بقراءة القرآن والأدعية المشروعة والأدوية المباحة كما ذكر ذلك الإمام ابن القيم في الطب النبوي من زاد المعاد 0 والله تعالى أعلم 0 وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم) (اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء 0 الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - نائب الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ - عضو: عبدالله بن عبدالرحمن الغديان - عضو: بكر بن عبدالله أبو زيد - عضو صالح بن فوزان الفوزان) 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/119)
قلت: والمشكلة التي يعاني منها كثير ممن تصدر للرقية الشرعية اليوم عدم مراجعة العلماء وطلبة العلم للاسترشاد بآرائهم والأخذ بفتاواهم، وخطورة ما يقوم به هؤلاء وأمثالهم تكمن في نواحي كثيرة أذكر منها:
1) - يعتقد الكثيرون خاصة العامة أن هؤلاء الرجال قدوة في السلوك والتصرف، وبالتالي يكونون مدعاة للاتباع والانقياد، مع أن بعض الجوانب المعتمدة في مسلكهم وطريقتهم في الرقية والعلاج مبني على الضلال والزيغ والباطل، وهنا تكمن أهمية لجوء أهل الحسبة لمحاربة هذه الفئة ومن على شاكلتها، وكذلك التصدي لكل من تسول له نفسه لخدش العقيدة أو هدمها أو إدخال بدع محدثة لا تمت بصلة لهذا الدين من قريب أو بعيد 0
2) - في اعتقادي الجازم أن هؤلاء الرجال أشد خطرا على العقيدة والدين من السحرة والمشعوذين، لأن مرتادي السحرة أناس خوت نفوسهم من الإيمان والتقوى والصلاح، أما من يطرق أبواب هؤلاء الجهلة فيعتقد أنهم على صلاح وهدي مستقيم، وبالتالي فإن هذه الفئة تكون مدعاة للإخلال بالعقيدة بل قد تؤدي إلى تدميرها والعياذ بالله 0
3) - وأمر هام لا بد من الإشارة إليه تحت هذا العنوان أن سكوت أهل الحسبة ورجال الدعوة عن تلك التصرفات يعتبر إقرارا لتلك الأعمال الشائنة والمخلة بالعقيدة والدين، وهذا يورث اعتقادا لدى الناس حتى الطيبين ومن يشهد لهم بالصلاح أن هذه الفئة على خير، ولولا ذلك لمنعت من ممارسة هذا الأمر ومقارعته 0
4) - وهناك أمر هام جدا لا يخفى على المعالِج صاحب العلم الشرعي المتمرس الحاذق في صنعته، أنه ليس كل ما يقرأ في الكتب صحيح ويعتد به، وعلى ذلك فلا بد من مراجعة العلماء وطلبة العلم في كثير من المسائل المشكلة التي تحتاج لإيضاح وتفسير لينأى بنفسه من الوقوع في المحظور والإثم والضلال 0
ومن نظرة الباحث للكلام آنف الذكر، ومع أن ظاهر فعله واستخدامه دون الاعتقاد به لا يوحي بمضمونه الحقيقي، ومع ذلك تبين اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء أن ذلك يعد سحرا وكهانة، ولا بد من إدراك النظرة الثاقبة بعيدة المدى للعلماء قبل إصدار فتواهم 0
وقد يفضي استخدام ذلك إلى الوقوع فيما هو شر منه، وقد سدت الشريعة الذرائع الموصلة لمثل ذلك، وبنظرة ثاقبة متفحصة لما يحصل على الساحة اليوم يجد الإنسان نفسه تائها بين كثير من الأمور المبتدعة المحدثة التي تفوق الوصف والخيال، فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله 0
وقد وقع بيدي كتاب من أخطر كتب السحر هو (الرحمة في الطب والحكمة) منسوب للإمام السيوطي - رحمه الله - وهذا الكتاب لا رحمة فيه ولا طب ولا حكمة، إنما سحر وشعوذة ودجل، وقد كذب من ادعى نسبته للعلامة السيوطي – رحمه الله – وقد نقل فيه الآتي:
(تكتب هذه الأسماء في فأس ويحمى في النار ويطفى في الماء تحته ويشرب من ذلك الماء ويدهن، وهذه الأسماء 000 – وذكر أسماء غريبة والله أعلم أنها من أسماء الجن والشياطين –ثم ذكر فصار كل فرق كالطود العظيم) (الرحمة في الطب والحكمة – ص 122) 0
وهذا مما يؤكد فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بأن ذلك الفعل يعد ضربا من ضروب السحر والشعوذة والكهانة، فيجب الحذر والتثبت في كثير من المسائل المتعلقة بالرقية والعلاج عن طريق العلماء وطلبة العلم وسؤالهم والاسترشاد بنصحهم وإرشاداتهم 0
إن الشريعة الإسلامية تؤخذ من منابعها وأصولها الثلاثة، ولا بد للمعالِج من تقوى الله وعدم إقحام نفسه وغيره في البدعة والمعصية، فلا بد من تحري الحق وأهله، وأن يعلم المعالِج أن فعل المخالف للشرع يورث سخطا وعقوبة من الخالق سبحانه وتعالى، كما ثبت من حديث جرير - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها، وأجر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أجورهم شيء، ومن سن في الإسلام سنة سيئة فعليه وزرها، ووزر من عمل بها من بعده، من غير أن ينقص من أوزارهم شيء)
(أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب الزكاة (69) – برقم 1017 – وكتاب العلم (15) – برقم 2673)
قال النووي - رحمه الله -: (هذا الحديث صريح في الحث على استحباب سن الأمور الحسنة، وتحريم سن الأمور السيئة، وأن من سن سنة حسنة كان له مثل أجر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة، ومن سن سنة سيئة كان عليه مثل وزر كل من يعمل بها إلى يوم القيامة، وأن من دعا إلى هدى كان له مثل أجور متابعيه، أو إلى ضلالة كان عليه مثل آثام تابعيه، سواء كان ذلك الهدى والضلالة هو الذي ابتدأه أم كان مسبوقا إليه، وسواء كان ذلك تعليم علم، أو عبادة، أو أدب، أو غير ذلك 0
قوله صلى الله عليه وسلم: " فعمل بها بعده " معناه أن سنها سواء كان العمل في حياته أو بعد موته 0 والله أعلم) (صحيح مسلم بشرح النووي - 16،17،18/ 172) 0
قال الأخ فتحي الجندي: (أما أن يفتح الباب لكل سائبة ومتردية ونطيحة وأكيلة سبع لتدخل وتمر تحت ستار: (مشروعية النشرة) فهذا تفريط خطير لا يمكن أن يقبل بحال، وإن قال به فلان وفلان من أهل العلم، لأن أقوالهم قد صارت قنطرة تعبر عليها الخزعبلات باسم الرقية الشرعية، وإلا فقل لي بربك أية شرعية في جمع قضبان وفأس ذي قطارين ونار وبول! ولماذا حزمة قضبان؟ ألا يغني عنها الزفت والقطران؟! ومن أين اشترطوا أن يكون الفأس ذا قطارين؟ أما كان يكفي أن يكون الفأس ذا قطار؟! 0 فالحمد لله لقد جلبت المشقة التيسير، وصرنا مع قطارين إلى قطار، وغدا ربما تكفي حذوة حمار، أو حلقة أو مسمار!) (النذير العريان - ص 117) 0
هذا ما تيسر لي بخصوص هذه المسألة، بارك الله في الجميع، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية:
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني
http://ruqya.net/forum/showthread.php?t=5280&page=2
انتهى(110/120)
هل يجوز أن أقول عند دعائي لله لأمر ما أن أقول اللهم عاجلا غير آجل؟
ـ[الصابرة]ــــــــ[14 - 04 - 09, 04:15 م]ـ
أرجو الافادة. وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[14 - 04 - 09, 06:28 م]ـ
حدثنا ابن أبي خلف حدثنا محمد بن عبيد حدثنا مسعر عن يزيد الفقير عن جابر بن عبد الله قال
أتت النبي صلى الله عليه وسلم بواكي فقال اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريئا مريعا نافعا غير ضار عاجلا غير آجل قال فأطبقت عليهم السماء (أبو داوود)
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول وجاءه رجل فقال استسق الله لمضر قال فقال إنك لجريء ألمضر قال يا رسول الله استنصرت الله عز وجل فنصرك ودعوت الله عز وجل فأجابك قال فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يقول اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريعا مريئا طبقا غدقا عاجلا غير رائث نافعا غير ضار قال فأحيوا قال فما لبثوا أن أتوه فشكوا إليه كثرة المطر فقالوا قد تهدمت البيوت قال فرفع يديه وقال اللهم حوالينا ولا علينا قال فجعل السحاب يتقطع يمينا وشمالا (مسند أحمد)
ـ[الصابرة]ــــــــ[14 - 04 - 09, 06:33 م]ـ
أعلم ذلك ولكن خشيت ان يكون جائز فقط في دعاء الاستسقاء(110/121)
أسئلة قليلة عاجلة في فقه البيوع، حبذا جوابها.
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:11 م]ـ
السؤال الأول
هل يصحّ بيع الصيارفة للنقود على الهاتف، على اعتبار شرط التقابض؟.
الثاني
شركة تجارية تعلن أن من اشترى منها سلعة ما بالأقساط المؤجلة، فإنها تعطيها نقدا حالاّ من قيمة الصفقة، بنسبة خمس بالمئة مثلا؟.
الثالث
رجل اشترى من تاجر ذهب وزنا معلوما من الذهب، على ان يسدد قيمته "قمحا" -أو واحدا من الأصناف الربوية المذكورة في الحديث- بعد شهر مثلا.
وهل تختلف الحال، إذا اتفقا على التسديد ببضاعة غير ربوية؟، كأنه يسدده قماشا؟
الرابع
رجل اشترى ذهبا من صائغ، على أن يسدده قيمتها أعمالا خشبية -مطبخا أو غرف نوم مثلا-، ويسلمه العمل بعد أيام أو أسابيع؟
ونعتذر عن الإطالة، ولكنها حاجة العلم.
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[14 - 04 - 09, 08:17 م]ـ
سؤال آخر
هل يشترض التقابض في غير النقدين -الذهب والفضة-؟، كأن يشتري أحد صاعا من تمر بخمس من بر، فهل يشترض التقابض فيها؟
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[15 - 04 - 09, 12:41 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد،،
بداية، لابد من تأصيل صغير يحال عليه الأجوبة، وبه تتضح - إن شاء الله - أصل المسائل
أولا: علة الربا فى الذهب والفضة هو مطلق الثمنية فى أصح الأقوال، وبالتالى يدخل فيه كل ما جُعل ثمنا للأشياء كالأوراق النقدية اليوم، وبهذا أفتت المجامع الفقهية والمؤتمرات الإسلامية
ثانيا: علة الربا فى الأصناف الأربعة الباقية الواردة بالحديث، هو كونها تُقتات وتدخر مع الكيل أو الوزن، فيدخل فى هذا كل مكيل أو موزون من السلع المدخرة، كالأرز والبقول وغيرها
ثالثا: بيع أى صنف من هذه الأصناف المذكورة بجنسه لابد فيه من التقابض والتماثل فى مجلس العقد، بغض الطرف عن كون أحد العوضين أردأ ام أجود من الآخر.
رابعا: بيع أى صنف من هذه الأصناف بصنف ربوى من غير جنسه، لا يشترط فيه التماثل، ولكن لابد من التقابض فى مجلس العقد، وإن تأخر القبض شيئا يسيرا بعد إنتهاء مجلس العقد، دخل فى ربا النسيئة.
خامسا: بيع أى صنف من هذه الأصناف بسلعة غير ربوية لا يشترط فيه التقابض أو التماثل.
،، وبإعتبار هذه الأصول، يصبح الجواب بحول الملك الوهاب فى غاية السلاسة والإطناب، كالتالى:-
السؤال الأول
هل يصحّ بيع الصيارفة للنقود على الهاتف، على اعتبار شرط التقابض؟
يصح فقط إذا قام مقام التقابض ما ينوب عنه، مثل أن تحول المال الى رصيد الطرف الآخر فى حسابه المصرفى، ويقوم هو بنفس العملية، ويشترط أن يتم ذلك فى مجلس العقد وهو مدة المكالمة التليفونية، فبانقطاعها أو انتهائها ينتهى مجلس العقد،، ومن الممكن أن يتم هذا أيضا بإن يدفع المال الى وكيلك فى بلده وتقوم أنت بالمثل فى آن واحد.
الثاني
شركة تجارية تعلن أن من اشترى منها سلعة ما بالأقساط المؤجلة، فإنها تعطيها نقدا حالاّ من قيمة الصفقة، بنسبة خمس بالمئة مثلا؟.
ما فهمته أن هذه الشركة تبيع السلعة حالا بأرخص من سعرها آجلا بنسبة خمسة بالمائة، فإن كان ذلك كذلك فهى معاملة صحيحة، عليها جمهور العلماء فيجوز بيع السلعة آجلا بسعر أعلى من السعر الحالى لأجل الوقت.
الثالث
رجل اشترى من تاجر ذهب وزنا معلوما من الذهب، على ان يسدد قيمته "قمحا" -أو واحدا من الأصناف الربوية المذكورة في الحديث- بعد شهر مثلا.
وهل تختلف الحال، إذا اتفقا على التسديد ببضاعة غير ربوية؟، كأنه يسدده قماشا؟
جواب هذه فى الأصول السابقة.
ولمزيد تفصيل:
* شراء الذهب بالقمح الى أجل لا يجوز لأن السلعتين ربويتان
* شراء الذهب بسلعة أخرى غير ربوية أيضا لايجوز، لأن الأصل فى أثمان شراء الأشياء الآن، النقود الورقية المتداولة الآن، وعليه يتم تقييم ثمن الذهب بالنقود، وطالما كانت النقود هى الثمن، فلابد من دفع ثمن الذهب حالا بالنقود، ثم تُجرى عملية بيع أو شراء أخرى بهذه النقود،
- فانطوت هذه المعاملة على بيع الذهب بمبلغ متفق عليه فى الذمة، ثم يُسدد هذا المبلغ بما قيمته قماشا،، فهى من جهة بيع الذهب الى أجل، وأيضا بيعتان فى بيعة
،، ملاحظة: قد تجوز هذه المعاملة - على حسب فهمى - فى الأزمان الغابرة، حينما كانت النقود تُسك من الذهب والفضة، أى عندما كانا يمثلان النقود المتداولة فى ذلك العصر، أما الآن فهما سلعتان تُباعان وتُبتاعان بالأوراق النقدية المعروفة اليوم.
الرابع
رجل اشترى ذهبا من صائغ، على أن يسدده قيمتها أعمالا خشبية -مطبخا أو غرف نوم مثلا-، ويسلمه العمل بعد أيام أو أسابيع؟
تقدم تفصيل هذه المعاملة فى السداد بالقماش، فلهما نفس المخرج.
سؤال آخر
هل يشترض التقابض في غير النقدين -الذهب والفضة-؟، كأن يشتري أحد صاعا من تمر بخمس من بر، فهل يشترض التقابض فيها؟
أى نعم يُشترط ذلك مادامت السلع المتبادلة ربوية، وقد ذكرنا ضابط وحد السلع الربوية فى الأصول المذكورة عاليه
ونعتذر عن الإطالة، ولكنها حاجة العلم.
لا عليك أخى الكريم فإخوانك فى هذا المنتدى، هم أحرص الناس على نشر العلم وإفادة إخوانهم - نحسبهم كذلك والله حسيبهم، وكلنا دائما فى حاجة الى العلم، فمن عنده فضل علم لن يبخل به أو ينأى به عن إخوانه، هذا عهدنا بهذا الملتقى المبارك وأهله ورواده
والله أعلى وأعلم
** ملاحظة: أرجو الا تأخذ هذه الأجوبة على أنها فتاوى، فما ذكرتها فقط إلا للمدارسة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/122)
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[15 - 04 - 09, 11:03 م]ـ
بارك الله فيك أخي مصطفى وجزاك رضوانا ..
أوفيت وأجزلت ..
ولكن بقي السؤال الثاني، فكان نصا وجوابا هكذا:
الثاني
شركة تجارية تعلن أن من اشترى منها سلعة ما بالأقساط المؤجلة، فإنها تعطيها نقدا حالاّ من قيمة الصفقة، بنسبة خمس بالمئة مثلا؟.
ما فهمته أن هذه الشركة تبيع السلعة حالا بأرخص من سعرها آجلا بنسبة خمسة بالمائة، فإن كان ذلك كذلك فهى معاملة صحيحة، عليها جمهور العلماء فيجوز بيع السلعة آجلا بسعر أعلى من السعر الحالى لأجل الوقت.
فلعلي لم أعرضه واضحا، فالشركة تبيع بأجل مقسّط، وتعطيك بعد الصفقة خمسا بالمئة من قيمة الصفقة المنعقدة "المؤجلة المقسّطة"؟؟.
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[15 - 04 - 09, 11:04 م]ـ
بارك الله فيك أخي مصطفى وجزاك رضوانا ..
أوفيت وأجزلت ..
ولكن بقي السؤال الثاني، فكان نصا وجوابا هكذا:
الثاني
شركة تجارية تعلن أن من اشترى منها سلعة ما بالأقساط المؤجلة، فإنها تعطيها نقدا حالاّ من قيمة الصفقة، بنسبة خمس بالمئة مثلا؟.
ما فهمته أن هذه الشركة تبيع السلعة حالا بأرخص من سعرها آجلا بنسبة خمسة بالمائة، فإن كان ذلك كذلك فهى معاملة صحيحة، عليها جمهور العلماء فيجوز بيع السلعة آجلا بسعر أعلى من السعر الحالى لأجل الوقت.
فلعلي لم أعرضه واضحا، فالشركة تبيع بأجل مقسّط، وتعطيك بعد الصفقة خمسا بالمئة "نقدا" من قيمة الصفقة المنعقدة "المؤجلة المقسّطة"؟؟.
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[16 - 04 - 09, 03:46 م]ـ
بارك الله فيك أخي مصطفى وجزاك رضوانا ..
أوفيت وأجزلت ..
ولكن بقي السؤال الثاني، فكان نصا وجوابا هكذا:
الثاني
شركة تجارية تعلن أن من اشترى منها سلعة ما بالأقساط المؤجلة، فإنها تعطيها نقدا حالاّ من قيمة الصفقة، بنسبة خمس بالمئة مثلا؟.
ما فهمته أن هذه الشركة تبيع السلعة حالا بأرخص من سعرها آجلا بنسبة خمسة بالمائة، فإن كان ذلك كذلك فهى معاملة صحيحة، عليها جمهور العلماء فيجوز بيع السلعة آجلا بسعر أعلى من السعر الحالى لأجل الوقت.
فلعلي لم أعرضه واضحا، فالشركة تبيع بأجل مقسّط، وتعطيك بعد الصفقة خمسا بالمئة "نقدا" من قيمة الصفقة المنعقدة "المؤجلة المقسّطة"؟؟.
وإياك أخى مؤمنا، ولك بمثله وزيادة
أما هذه المسألة، فأنا متوقف فيها لأنى لم أجد لها تخريجا فقهيا أعلمه، وهى من النوازل التى تحتاج بالفعل للمجامع الفقهية، فلعل أحد الإخوة الكرام يساعدنا فيها،،
فكلما حاولت إسقاط تخريجا، وجدته غير محكم، وعموما سأشاركك ما توصلت اليه:-
* إذا اعتبرت أن هذه النقود التى تمنحها الشركة من قبيل الجائزة، فلما تجعلها الشركة نقدية ولم تجعلها عينية، وفى الأصل الشركة هى المستحقة لهذه النقود كشئ من فبيل الدفعة المقدمة لا العكس.
* ومن جانب آخر إذا كانت هذه الشركة تمنح هذا المبلغ على سبيل الخصم، فلم لا تضعه من إجمالى الدين؟!
* ومن جانب ثالث، هل هذا المبلغ تستقطعه هذه الشركة من ربحها لصالح العملاء، أم أنها فى الحقيقة تزيده على أثمان البضائع، ثم تدعى بعد ذلك تنازلا عنه لتغرى العملاء بالشراء؟!
* وماذا لو كان هذا المبلغ كبيرا جدا، بحيث تكون الإستفادة النقدية من هذه المعاملة هى الأجدى من الإستفادة من السلعة المقسطة، فتكون هناك شبهة التحايل على الربا، وتعتبر هذه المعاملة شراء نقد عاجل بأزيد منه الى أجل ووجود هذه السلعة من أجل التحليل ليس إلا.
،، عموما ما توصلت اليه كالآتى:-
* إن كان هذا المال الممنوح من قبل الشركة ذا حجم صغير جدا مقارنة بثمن السلعة، فأرجو له الجواز شريطة ألا يزيد سعر السلعة عن مثيلتها، وشريطة الا يكون خادعا للعميل بحيث توهمه الشركة بأنها تتنازل له عن هذا المبلغ وهى فى الأساس تزيده على ثمن السلعة.
* وإن كان هذا المبلغ ذا قيمة معتبرة، فقد يكون فيها شبهة بيع العينة، أو شراء نقد بنقد أزيد منه نسيئة
* وقد يكون الأمر برمته من قبيل التحايل على العملاء لترويج بضائع راكدة أو غير هامة للمستهلكين، و يقوم الناس بشرائها طمعا فى هذا المبلغ النقدى
،، فالله أعلم بذلك كله
وبالله التوفيق
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[17 - 04 - 09, 01:57 ص]ـ
بوركت أخي مصطفى ..
واعذرني -غفر الله لك-، فأنا أبدو بطول مسائلي، كالمُعترّ الذي وجد موسعا .. وحاجة المستعلم للعلم أشدّ من جوعة الجائع!!.
فهذا سؤال مُلِح:
ذلك أن معظم التجار اليوم، يشترون الدقيق ومشتقاته، كالسميد والبرغل والفريكة والجريشة، والملح والتمر، بعقود مؤجلة!، فهل الأصل أن تشترى هذه الأصناف دون تأجيل؟؟.
وماذا على من يشتري من البَقّالة مؤونته، وفيها الدقيق والملح، ويسدد بعد أيام؟؟
سؤال في العينة:
اشترى أحد المتبايعين السلعة بثمن آجل -كما تعلم العينة- ثم عاد بعد حين -لعله يوم ولعلها أيام- لذات البائع الأول، فباعه السلعة نفسها بثمن حال أقل مما اشتراه به ..
السؤال: هل للفترة -يوم أو أيام- علّة في الحكم، أم هي كعدمها؟
وهل تختلف المسألة إن كان المشتري بيّت النية على ما فعل، أو أنها عرضت له دون تبييت؟، أهما سواء؟؟
سؤال:
رجل أقرض رجلا قرضا على أن يرده بعد شهر، ثم جاء المقرض وعرض على المقترض أن يخصم ربع القرض إن هو دفعه قبل أجله؟.
سؤال:
تاجر جملة، يطلب منه التجار بضائعهم، فيطلب هو بدوره من التاجر الأول الذي يشتري هو منه، أن يُحول البضاعة إلى المشترين مباشرة، دون أن يقبضها ويحوزها، فهل يدخل هذا في "لا تبع ما ليس عندك"!.
سؤال أخير:
تاجر يذهب معه زبونه إلى الشركة التي يشتري منها التاجر بضاعته، ثم ينتقي الزيون ما يشاء من بضاعته، ثم يشتريها التاجر لهذا الزيون مشمولة بربحه طبعا؟.
فأوف لنا الكيل أخانا مصطفى وتصدق علينا إن الله يجزي المتصدقين!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/123)
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[17 - 04 - 09, 02:37 م]ـ
* شراء الذهب بالقمح الى أجل لا يجوز لأن السلعتين ربويتان
لكن علة الربا في الذهب تختلف عن علة القمح!
ممكن تشير إلى من ذهب إلى هذا المذهب أخي مصطفى
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[17 - 04 - 09, 05:35 م]ـ
لكن علة الربا في الذهب تختلف عن علة القمح!
ممكن تشير إلى من ذهب إلى هذا المذهب أخي مصطفى
بارك الله بك أخى حمد
،، قد ذكرنا قيدا فى عدم الجواز، وهو الفاصل الزمنى بين إستخدام النقود حينما كانت من الذهب والفضة - أى من الدنانير الذهبية والدراهم الفضية - وبين الأزمان التى اُستبدلت فيها النقود بالأوراق المالية المعروفة اليوم
،، فعندما كان الدينار والدرهم هما النقد السائد المُثمِّن للأشياء، كانت المعاملة صحيحة وعليها عمل المسلمين أجمعين من لدن الصحابة والتابعين
،، ولما كانتا (الذهب والفضة) أستخدمتا فى عصرنا هذا للقنية والزينة وانصرفتا عن تقويم وتثمين وتسعير الأشياء، زال من وصفهما صفة النقدية، وأصبحتا سلعتان تُباعان وتُبتعان كالسلع الربوية الأخرى، وأصبحتا تُقومان فى نفسيهما بالأوراق النقدية
،، فإنك إذا أردت شراء صاعا من قمح مثلا، وكان لديك ذهبا، وأردت أن توفى التاجر حقه من الذهب، فإنك ستحتكم الى الصائغ الذى سيخبرك عن عدد جرامات ذهبك هذا وثمن الجرام بالريال - مثلا أو بعملة بلدك، حتى تقومه بتلك العملة، ثم إنك ستدفع منه للتاجر على قدر ثمن هذا القمح بنفس تلك العملة
أى ان التكييف الشرعى لهذه المعاملة هو بيع الذهب بالعملة المالية فى الذمة للتاجر ليوفيك بدينك هذا قمحا
،،، وكما ذكرت آنفا أن هذه المعاملة تنطوى على مخالفتين شرعيتين، هو بيع ربوى بربوى من جنسه نسيئة، وبيعتين فى بيعة
،، فالعبرة أخى الكريم ليس فى القمح، بل العبرة فى معاملة الذهب، وكنت قد ذكرت هذا التفصيل تاليا للإجابة، ولكننى نسيت أن اضبط الحكم وأحكم العبارة،، فجزاك الله خيرا أن نبهتنى له
،،، وأما من قال بذلك، فكما ذكرت لك أن جميع كتب المتقدمين والمتأخرين على جواز هذه المعاملة لأن النقد السائد وقتئذ هو الذهب والفضة،، وما ذكرته ذكرته تفقها ومدارسة، فلا أعلم أحداً من علمائنا المعاصرين تطرق لهذه المسألة لندرتها وندرة من يسأل عنها فيما أظن.
وهذا ما ذكرته قيدا لعدم إعتبارى للجواز حاليا
،، ملاحظة: قد تجوز هذه المعاملة - على حسب فهمى - فى الأزمان الغابرة، حينما كانت النقود تُسك من الذهب والفضة، أى عندما كانا يمثلان النقود المتداولة فى ذلك العصر، أما الآن فهما سلعتان تُباعان وتُبتاعان بالأوراق النقدية المعروفة اليوم.
،، وعودة إلى أخى مؤمن
ذلك أن معظم التجار اليوم، يشترون الدقيق ومشتقاته، كالسميد والبرغل والفريكة والجريشة، والملح والتمر، بعقود مؤجلة!، فهل الأصل أن تشترى هذه الأصناف دون تأجيل؟؟.
وماذا على من يشتري من البَقّالة مؤونته، وفيها الدقيق والملح، ويسدد بعد أيام؟؟
أخى الكريم - أعتذر اليك، فالتقصير منى، كان لابد حين وضعت القواعد الخمسى فى صدر الإجابة، أن اُحكم ضبطها، ولم أفعل حتى التبس الأمر وجاء هذا السؤال، فاسمح لى أن أُعيد صياغتها
* بيع الربوى بجنسه إذا كانا متحدا العلة (الثمنية فى الذهب والفضة وما يتبعهما حكما)، (والإقتيات مع الكيل أو الوزن وما يتبعهم حكما)،، فلابد من التقابض والتماثل فى مجلس العقد.
* بيع الربوى بغير جنسه إذا كانا متحدا العلة (ذهب بنقود، أو قمح بتمر،، .... ) يُشترط التقابض ولا يُشترط التماثل.
* بيع الربوى بغير جنسه إذا اختلفا فى العلة فلا يُشترط التقابض ولا التماثل - كحال سؤالك هذا
(مع القيد الذى ذكرته فى إجابة الأخ حمد - حسب علمى
سؤال في العينة:
اشترى أحد المتبايعين السلعة بثمن آجل -كما تعلم العينة- ثم عاد بعد حين -لعله يوم ولعلها أيام- لذات البائع الأول، فباعه السلعة نفسها بثمن حال أقل مما اشتراه به ..
السؤال: هل للفترة -يوم أو أيام- علّة في الحكم، أم هي كعدمها؟
وهل تختلف المسألة إن كان المشتري بيّت النية على ما فعل، أو أنها عرضت له دون تبييت؟، أهما سواء؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/124)
لا أعلم أحدا من العلماء إعتبر الوقت أو عامل الزمن مؤثرا فى إعتبار وقوع بيع العينة من عدمه، فأركان بيع العينة هى بيع سلعة عاجلة على من أبتعتها منه آجلا بثمن أقل، فلم أجد إعتبارا لعامل الوقت، وفى رأيى أنه مهما إمتد الوقت، فطالما بيعت السلعة الى صاحبها كانت من أجل تحليل قرضا بأزيد من قيمته من أجل النسأ
،، إلا أن يكون مقصدك بعامل الوقت هو أن الحرمة الواقعة فى هذه المعاملة أتت لأت البيعتين تتمان فى مجلس واحد، فليس التحريم من أجل هذه، وإن كانت داخلة فيها.
سؤال:
رجل أقرض رجلا قرضا على أن يرده بعد شهر، ثم جاء المقرض وعرض على المقترض أن يخصم ربع القرض إن هو دفعه قبل أجله؟.
هذه المعاملة تُعرف عند الفقهاء بمسألة ((ضع وتعجل))، ولم يجزها جمهور العلماء، وأجازها المحققون من أهل العلم وهو الصحيح - إن شاء الله تعالى، وتفاصيلها فى الرابط أدناه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=783455&postcount=8
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=783459&postcount=9
سؤال:
تاجر جملة، يطلب منه التجار بضائعهم، فيطلب هو بدوره من التاجر الأول الذي يشتري هو منه، أن يُحول البضاعة إلى المشترين مباشرة، دون أن يقبضها ويحوزها، فهل يدخل هذا في "لا تبع ما ليس عندك"!.
سؤال أخير:
تاجر يذهب معه زبونه إلى الشركة التي يشتري منها التاجر بضاعته، ثم ينتقي الزيون ما يشاء من بضاعته، ثم يشتريها التاجر لهذا الزيون مشمولة بربحه طبعا؟.
جواب هذان فى الحديثين التاليين:-
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «مَنِ ابْتَاعَ طَعَامًا فَلاَ يَبِعْهُ حَتَّى يَقْبِضَهُ». قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ وَأَحْسِبُ كُلَّ شَىْءٍ بِمَنْزِلَةِ الطَّعَامِ. - أخرجه مسلم
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ ابْتَعْتُ زَيْتًا فِى السُّوقِ فَلَمَّا اسْتَوْجَبْتُهُ لِنَفْسِى لَقِيَنِى رَجُلٌ فَأَعْطَانِى بِهِ رِبْحًا حَسَنًا فَأَرَدْتُ أَنْ أَضْرِبَ عَلَى يَدِهِ فَأَخَذَ رَجُلٌ مِنْ خَلْفِى بِذِرَاعِى فَالْتَفَتُّ فَإِذَا زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ فَقَالَ لاَ تَبِعْهُ حَيْثُ ابْتَعْتَهُ حَتَّى تَحُوزَهُ إِلَى رَحْلِكَ فَإِنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- نَهَى أَنْ تُبَاعَ السِّلَعُ حَيْثُ تُبْتَاعُ حَتَّى يَحُوزَهَا التُّجَّارُ إِلَى رِحَالِهِمْ.
رواه أبو داود،وحسنه الألبانى
وبالله التوفيق
وأكرر: هذا من قبيل المدارسة والأخذ والرد،، وجزاكم الله خيراً
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[17 - 04 - 09, 06:18 م]ـ
أخي مصطفى:
لا بد أن تعلم أنّ الذهب والفضة لا تزول عنهما الثمنية أبداً، وإن استعيض عنهما.
وسترى أنّه إذا خربت عملة دولة ما فسيأتمن الناس مباشرة بالذهب والفضة
اقرأ هذا:
http://www.haridy.com/ib/showthread.php?t=56063
المشاركة رقم 6 وما بعدها.
الذهب بالذات، في عصرنا الحالي، والذهب والفضة على مر العصور، تعتبر الملاذ الآمن لأي مستثمر يبحث عن ضمان عدم ضياع مدخراته وشقاء عمره
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[17 - 04 - 09, 11:12 م]ـ
صدقني أخي مصطفى، هذا آخر سؤال -بإذن الله- (ابتسامة عريضة جدا)!.
كنت أضفتها أمس، ولكنني تأخرت في استدراكها.
آخر سؤال بإذن الله:
سائق سيارة يجتمع له من العملة الفكّة أو "فراطة"، فيأخذها لصديق له صاحب بقالة، ليعطيه بها ورقا صحيحا "ماسك"، فهل يشترط التقابض، أم يسقط هذا الشرط على اعتبار تداول المصلحة للطرفين خارج عقود التبايع؟؟.
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[18 - 04 - 09, 11:45 ص]ـ
أخي مصطفى:
لا بد أن تعلم أنّ الذهب والفضة لا تزول عنهما الثمنية أبداً، وإن استعيض عنهما.
وسترى أنّه إذا خربت عملة دولة ما فسيأتمن الناس مباشرة بالذهب والفضة
اقرأ هذا:
http://www.haridy.com/ib/showthread.php?t=56063
المشاركة رقم 6 وما بعدها.
لم أنف عنهما صفة الثمنية أخى الكريم، فالذهب والفضة كانا وسيظلا أنفس معادن الدنيا والآخرة
قال الله عز وجل: {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُندُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِن فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَاباً طَهُوراً} الإنسان21
{أُوْلَئِكَ لَهُمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمُ الْأَنْهَارُ يُحَلَّوْنَ فِيهَا مِنْ أَسَاوِرَ مِن ذَهَبٍ وَيَلْبَسُونَ ثِيَاباً خُضْراً مِّن سُندُسٍ وَإِسْتَبْرَقٍ مُّتَّكِئِينَ فِيهَا عَلَى الْأَرَائِكِ نِعْمَ الثَّوَابُ وَحَسُنَتْ مُرْتَفَقاً} الكهف31
،، ولكن ما نفيته عنهما صفة النقدية فى العصر الحالى، فلا يوجد الآن ريالات أو جنيهات ذهبية او دنانير أو دراهم تُتداول كثمن للأشياء، ولكن فقط للبيع كسلعة، وأنظر إلى قول ابن القيم رحمه الله:
فإن الدراهم والدنانير أثمان المبيعات والثمن هو المعيار الذي به يعرف تقويم الأموال فيجب أن يكون محدودا مضبوطا لا يرتفع ولا ينخفض إذ لو كان الثمن يرتفع وينخفض كالسلع لم يكن لنا ثمن نعتبر به المبيعات بل الجميع سلع وحاجة الناس إلى ثمن يعتبرون به المبيعات حاجة ضرورية عامة وذلك لا يمكن إلا بسعر تعرف به القيمة وذلك لا يكون إلا بثمن تقوم به الأشياء ويستمر على حالة واحدة ولا يقوم هو بغيره إذ يصير سلعة يرتفع وينخفض فتفسد معاملات الناس ويقع الخلف ويشتد الضرر كما رأيت من فساد معاملاتهم والضرر اللاحق بهم حين اتخذت الفلوس سلعة تعد للربح فعم الضرر وحصل الظلم ولو جعلت ثمنا واحدا لا يزداد ولا ينقص بل تقوم به مددت الأشيام ولا تقوم هي بغيرها لصلح أمر الناس
،، وإجابة عن ما أوردته فى الرابط، نعم أوافقك فى أن الناس تهرع الى شراء الذهب لتحفظ أموالها حين تنخفض أسعار العملات، ولكن هل يتعاملون فيما بينهم بيعاً وشراءاً بالذهب؟!،أم يكنزونه حتى ترتفع أسعار العملات مرة أخرى؟، وانظر الى ماحدث فى العراق بعد الإحتلال الصليبى وانهار الدينار العراقى، هل كان الناس يتبايعون بالذهب والفضة؟!!!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/125)
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[18 - 04 - 09, 12:18 م]ـ
صدقني أخي مصطفى، هذا آخر سؤال -بإذن الله- (ابتسامة عريضة جدا)!.
كنت أضفتها أمس، ولكنني تأخرت في استدراكها.
آخر سؤال بإذن الله:
سائق سيارة يجتمع له من العملة الفكّة أو "فراطة"، فيأخذها لصديق له صاحب بقالة، ليعطيه بها ورقا صحيحا "ماسك"، فهل يشترط التقابض، أم يسقط هذا الشرط على اعتبار تداول المصلحة للطرفين خارج عقود التبايع؟؟.
أدام الله ابتسامتك،، ولا عليك، سل ما بدى لك، فما عرفته سأجيب عنه إن شاء الله تعالى، ومالا فلا،،
هذان فتوتان قد جمعتا بعضا من مسائل المعاملات فى التعامل النقدى الآجل والصرف، وأحكام العملات المعدنية والورقية
رقم الفتوى: 75936
عنوان الفتوى: صرف العملات بمثلها نسيئة
تاريخ الفتوى: 21 جمادي الثانية 1427/ 18 - 07 - 2006
السؤال
سمعت منذ فترة أن ترك الباقي عند البائع ثم أخذه في وقت آخر يعتبر من ربا الفضل، وقال المفتي الذي أفتى بهذه الفتوى "وهو الشيخ محمد الشنقيطى" أن هذا الأمر قد لا ينتبه إليه بعض طلبة العلم" فهل هذا صحيح؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلعل ما أراده الشيخ الذي نقلت فتواه هو أن من أراد صرف قطعة من النقود ولم يتيسر له ذلك، فإنه قد يلجأ إلى أخذ جزء منها وترك القطعة عند من أعطاه ذلك الجزء، على أن يستكمل منه ما بقي بعدُ. ولنضرب لهذا مثلا ليتضح: فمن كان عنده قطعة عشر دولارات مثلا، وأراد صرفها إلى عشر قطع كل واحدة منها دولار واحد. فإذا وجد عند التاجر خمس قطع فقط، فإنه قد يضطر إلى أخذها وترك قطعة العشر دولارات عنده على أن يأخذ باقيها في دفعة أو دفعات قادمة. وهذا يعتبر من ربا النساء وليس من ربا الفضل. لأن الذي حصل هو تأخير بعض الصرف وهذا هو النسيئة.
ففي الحديث الشريف: الذهب بالذهب، والفضة بالفضة، والبر بالبر، والشعير بالشعير، والتمر بالتمر، والملح بالملح مثلا بمثل، سواء بسواء، يدا بيد، فإذا اختلفت هذه الأصناف، فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد. رواه مسلم من حديث عبادة بن الصامت.
وتلحق العملات الحالية بالذهب والفضة في هذا الحكم لأنها قامت مقامهما فأصبحت ثمنا لكل مثمن وقيمة لكل مقوم، فلا يجوز صرف عملة بمثلها أو بغير مثلها إلا مناجزة.
ويمكن تفادي هذا النهي بأن يستلف طالب الصرف من غيره القدر الذي يحتاج إليه، ويترك عند المسلِف القطعة على سبيل الرهن. ثم إذا تيسر له القدر الذي استلفه رده وأخذ قطعته.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
************************************
رقم الفتوى: 110524
عنوان الفتوى: حكم إبقاء المشتري بعض نقوده عند البائع ليأخذها لاحقا لعدم وجود صرف أو فكة عند البائع
تاريخ الفتوى: 18 رجب 1429/ 22 - 07 - 2008
السؤال
سمعت فتوى لبعض العلماء، أن من اشترى شيئا مثلا بقيمة (10) دراهم، وأعطى البائع مائة درهم، ليرجع له الباقي وهو (90) درهما، ولكن البائع ليس عنده صرف، فقال البائع للمشتري: سأعطيك الباقي بعد ساعة أو غدا، فوافق المشتري على أن يأخذ الباقي من النقود بعد مدة ساعات أو يوم، فأفتى هذا العالم بأن هذا لا يجوز وأن هذا عقد جديد، وفيه ربا، لأنه ليس يدا بيد.
أرجو بيان الحكم بتفاصيله، وتكييف هذا الحكم وأدلته ومن قال به من الفقهاء، لأننا جميعا نقع في هذه المعاملة، وذلك لتسهيل الأمور والثقة في الناس، وقد جرت أعرافنا على ذلك وخاصة عند الباعة الذين هم من أهل البلد ونعرفهم ونتعامل معهم وهم ثقة.
أليس قد تم التقابض كاملا في هذه العملية الشرائية، أعطانا البضاعة، وأخذ حقه من النقود، ولكن بقي في ذمته مبلغ من المال لنا، ألا يُعد هذا الباقي في ذمته، دينا في رقبته، فيكف يكون ربا؟!!
ولكم جزيل الشكر والثناء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد اختلف أهل العلم في هذه المسألة بين مانع ومجيز، وسبب اختلافهم في الحكم هو اختلافهم في التكييف الفقهي لها، فمن قال بجوازها كيفها على أنها أمانة أي أن المشتري يترك الباقي له من دراهمه أمانة عند صاحب المتجر. ومن رأى منعها كيفها على أنها تجمع بين بيع وصرف.
ومن أصحاب الرأي الأول ـ وهو القول بالجوازـ: اللجنة الدائمة فقد أجابوا على السؤال التالي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/126)
أفيدكم بأني صاحب بقالة، وقد واجهتني مشكلة في البيع، وهي أني أحيانا إذا جاءني المشتري واشترى بعض الأشياء وأعطاني مبلغا فيبقى له باقي، فإذا لم يكن لدي صرف أي بقي له عندي مبلغ يقول: غدا آتيك وآخذ الباقي، مثال ذلك: (إذا اشترى بملبغ 50 ريالا يعطيني 100، فلا أجد عندي 50 ريالا، فيقول: أبقها عندك إلى وقت آخر)، فهذا يا سماحة الشيخ أخبرني بعض الناس أنها صورة من صور الربا، وأنا لا أستطيع إقناع المشترين، فأرجوا من سماحتكم تزويدي بفتوى خطية عاجلة لكي أكون على بصيرة ..
فأجابت بما يلي:
ليس في إبقاء المشتري بعض نقوده عند البائع شيء من الربا؛ لأن هذا من باب البيع وائتمان البائع على بقية الثمن، وليس من باب الصرف.
ومن أصحاب الرأي الثاني ـ وهو المنع ـ: الشيخ محمد بن صالح العثيمين، فقد أجاب في لقاء الباب المفتوح على السؤال التالي:
فضيلة الشيخ! ذكرت في شريط: الأسلوب الأمثل في الدعوة: أنك إذا اشتريت مثلا من صاحب بقالة بقيمة أربعين ريالا فأعطيته خمسين وبقي لك عشرة ريال فقلت: إنه ربا نسيئة، ما هو الدليل على ذلك لأن كثيرا من الناس وقع في ذلك؟
فأجاب بما يلي: هذه الصفقة بارك الله فيك جمعت بين بيع وصرف، الخمسين ريالا الآن صارت عوضا لصرف وبضاعة فأما البضاعة فمعروف أنه ليس بينها وبين الدراهم ربا، وأما الصرف الذي هو باقي قيمة الخمسين فهو بيع نقد بنقد، فلا يجوز أن تفارقه حتى تأخذ منه ما بقي من الخمسين، وحل هذه المشكلة سهل بدلا من أن يقول: هذه الخمسين ويبقى عندك لي عشرة ريالات يذهب إلى جاره ويصرف الخمسين ويعطيه أربعين ....
والراجح إن شاء الله هو القول بالجواز، لأن الصرف في مثل هذه الصفقة ليس مقصودا؛ ولأن أهل العلم لم يتفقوا على امتناع اجتماع البيع والصرف في عقد واحد. ومن منع ذلك منهم علل المنع بالاختلاف في بعض الأحكام. وذهب المالكية إلى جواز اجتماع البيع والصرف في نحو الدينار معللين ذلك بأن قلة ما اجتمعا فيه تفيد أن اجتماعهما ليس مقصودا.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
*************************************
ما يستفاد منهما
1 - صرف العملات بمثلها الى أجل، أو إبقاء بعض منها عند الصارف لأجل يُعتبر من ربا النسيئة، وهذا جواي مسألتك.
2 - إذا تضمنت المعاملة بيعا وصرفا، وأبقى المشترى بعضا من باقى الثمن عند البائع لعدم وجود صرافة، فهو جائز لأنه غير مقصود لذاته، ويد البائع عليه أمانة حتى يمتلكه ويرده إلى المشترى.
3 - بيع عملات معدنية بأكثر منها ورقية، من العلماء المعاصرين من ذهب به الى التحريم الشديد لأنه عين اربا على إعتبار إتحاد العلة والجنس، ومنهم من أجازه لحاجة الناس اليه، ولينظر الى الرابطين التاليين:
رأى الشيخ محمد المختار الشنقيطى ( http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=29559)
رأى الشيخ ابن جبرين ( http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?parent=786&subid=8908&view=vmasal)
والله أعلى وأعلم
ـ[مؤمن محمد ناصر الدين]ــــــــ[18 - 04 - 09, 03:58 م]ـ
جزاك الله بكل جواب هداية فيه جلّ وعلا!!
وقد صدقتك وانتهت مسائلي، إلا أن يعضني الجهل، فأطرق بابك، ثم عليك ما تعلم من الصدقات!.
حفظك الله مصطفى وأرضاك.(110/127)
فائدة: كل ما ورد به الشرع مطلقا بلا ضابط منه و لا من اللغة يرجع فيه إلى العرف
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[14 - 04 - 09, 07:13 م]ـ
قال السيوطي رحمه الله في كتابه الماتع:الأشباه والنظائر - (1/ 98):"
المبحث الخامس
قال الفقهاء كل ما ورد به الشرع مطلقا ولا ضابط له فيه ولا في اللغة يرجع فيه إلى العرف ومثلوه بـ:
1 - الحرز في السرقة.
2 - والتفرق في البيع.
3 - والقبض.
4 - ووقت الحيض وقدره.
5 - والإحياء.
6 - والاستيلاء في الغصب.
7 - والاكتفاء في نية الصلاة بالمقارنة العرفية بحيث يعد مستحضرا للصلاة على ما اختاره النووي وغيره.
** وقالوا في الأيمان إنها تبنى أولا على اللغة ثم على العرف
والله أعلم
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[14 - 04 - 09, 08:16 م]ـ
بارك الله فيك أخونا علي ... فائدة طيبة ...
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[18 - 04 - 09, 12:40 ص]ـ
بارك الله فيك أخونا علي ... فائدة طيبة ...
وفيك أخي الفاضل أبا راكان
ونحن لا ندخل هنا والله إلا لنستفيد - أولا - أو نفيد - ثانيا -.
وفق الله الجميع
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[17 - 10 - 09, 11:44 م]ـ
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[05 - 06 - 10, 05:20 م]ـ
هل هناك أمثلة أخرى؟؟!!
بارك الله فيكم ...(110/128)
كيف ينظر المسلمون إلى غير المسلمين، وكيف يتعاملون معهم وفق شريعة الإسلام.
ـ[سامي عبد العزيز]ــــــــ[14 - 04 - 09, 08:35 م]ـ
الجواب:
الحمد لله ..
1 - الإسلام دين رحمة و عدل
2 - المسلمون مأمورون بدعوة غير المسلمين بالحكمة و الموعظة الحسنة و الجدال بالتي هي أحسن قال الله تعالى (ولا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن إلا الذين ظلموا منهم)
3 - لا يقبل الله غير الإسلام دينا قال تعالى (و من يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين)
4 - يجب على المسلمين أن يُمَكِِِِِّنوا أي كافر من سماع كلام الله قال تعالى (وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ثم أبلغه مأمنه)
5 - يفرق المسلمون بين أنواع الكفار في المعاملة , فيسالمون من سالمهم و يحاربون من حاربهم و يجاهدون من وقف عائقا دون نشر رسالة الإسلام و تحكيمه في الأرض.
6 - موقف المسلمين من غير المسلمين في مسألة الحب والبغض القلبي مبني على موقف هؤلاء من الله عز وجل فإن عبدوا الله لا يشركون به شيئا أحبوهم و إن أشركوا بالله و كفروا به و عبدوا معه غيره أو عادوا دينه و كرهوا الحق كرهوهم بالقلب و جوبا.
7 - إن البغض القلبي لا يعني الظلم بأي حال من الأحوال لأن الله قال لنبيه صلى الله عليه وسلم فيما يجب عليه من الموقف تجاه أهل الكتاب (وأمرت لأعدل بينكم الله ربنا وربكم لنا أعمالنا ولكم أعمالكم) مع كونه مسلماً وهم على ملة اليهودية و النصرانية.
8 - يعتقد المسلمون بأنه لا يجوز لمسلم بحال من الأحوال أن يظلم غير المسلم المسالم فلا يعتدي عليه ولا يخيفه ولا يرهبه ولا يسرق ماله ولا يختلسه ولا يبخسه حقه ولا يجحد أمانته ولا يمنعه أجرته ويؤدي إليه ثمن البضاعة إذا اشتراها منه وربح المشاركة إذا شاركه.
9 - يعتقد المسلمون أنه يجب على المسلم احترام العهد إذا عقده مع طرف غير مسلم فإذا وافق على شروطهم في إذن الدخول إلى بلدهم (الفيزا) و تعهد بالإلتزام بذلك فلا يجوز له أن يفسد فيها ولا أن يخون ولا أن يسرق ولا أن يقتل ولا أن يرتكب عملاً تخريباً وهكذا.
10 - يعتقد المسلمون أن غير المسلمين الذين يحاربونهم ويخرجونهم من ديارهم ويعينون على إخراجهم بأن دماء هؤلاء وأموالهم حلال للمسلمين.
11 - يعتقد المسلمون بأنه يجوز للمسلم أن يحسن إلى غير المسلم المسالم سواء بالمساعدة المالية أو الإطعام عند الجوع أو القرض عند الحاجة أو الشفاعة في الأمور المباحة أو اللين في الكلام و رد التحية وهكذا قال الله تعالى: (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين و لم يخرجوكم من دياركم أن تبروهم و تقسطوا إليهم إن الله يحب المقسطين)
12 - لا يمانع المسلمون من التعاون مع غير المسلمين في إحقاق الحق و إبطال الباطل ونصرة المظلوم ورد الأخطار عن البشرية كالتعاون في محاربة التلوث وسلامة البيئة ومحاصرة الأمراض الوبائية ونحو ذلك.
13 - يعتقد المسلمون بأن هناك فرقا بين المسلم وغير المسلم في أحكام معينة مثل الدية والميراث والزواج والولاية في النكاح ودخول مكة وغيرها كما هو مبين في كتب الفقه الإسلامي وهذا مبني على أوامر الله ورسوله محمد صلى الله عليه وسلم ولا يمكن المساواة بين من آمن بالله وحده لا شريك له وبين من كفر بالله وحده وبين من كفر بالله وأشرك به وأعرض عن دينه الحق.
14 - المسلمون مأمورن بالدعوة إلى الله في جميع البلاد الإسلامية وغيرها وعليهم أن يقوموا بتبليغ دين الله الحق إلى العالمين و بناء المساجد في أنحاء العالم وإرسال الدعاة إلى الأمم غير المسلمة ومخاطبة عظمائها للدخول في دين الله.
15 - ويعتقد المسلمون أن غيرهم من أهل الملل والأديان الأخرى ليسوا على دين صحيح، ولذلك فإن المسلمين لا يسمحون لغيرهم ببث دعاة أو مبشرين أو بناء كنائس في بلدان المسلمين قال الله تعالى (أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون) فمن ظن أن الإسلام يتساوى مع غيره من الأديان فهو مخطئ خطأً عظيماً وعلماء المسلمين يفتحون الباب للمحاورة مع غير المسلمين ويتيحون الفرصة للنقاش والسماع من غير المسلمين وعرض الحق عليهم.
وأخيراً فقد قال الله تعالى (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا و بينكم أن لا نعبد إلا الله و لا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعض أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون) وقال الله تعالى: (ولو آمن أهل الكتاب لكن خيراً لهم).(110/129)
اتركوا الغرائب أيها الوعاظ
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 03:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فإن الرجل يحزن عندما يرى الدعاة الوعاظ في هذا الزمان يلجؤون إلى ما لا يصح نسبته إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فينسبون للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قولا لم يقله! ...
و كذلك ما ينسبونه للأشخاص مما لا يمكن قبوله شرعا ولا عقلا، بل إن كثيرا من العوام يستغرب و يُكذب الأمر هذا!
بل و بعضهم يظنُّ أن الصالحين هكذا وضعهم .. يكذبون ليُقنعوا الناس بالتوبة و الإنابة!
يقول الشيخ عائض القرني في كتابه (هكذا حدثنا الزمان. صـ 180): "
اتركوا الغرائب أيها الوعاظ
بعض الوعاظ يُريد اصطياد قلوب الناس بغرائب القصص و عجائب الحكايات، و كثير منها لا يصدقها العقل ولا يؤيدها النقل، و لماذا هذا الإغراب على الناس؟ أليس في كتاب الله عز وجل و سنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكلام سلف الأمة ما يكفي في باب الوعظ؟! ولماذا يعرض الواعظ نفسه لتهمة الكذب بإيراده شواذ الأخبار من كرامات معاصرة ما سمع الناس بها، ومن حوادث مذهلة ما شهد بصحتها أحد، و من مغامرات و مجازات تُحيِّرُ الإنسان؟ فالصدقَ الصدقَ! و حدثوا الناس بما يعرفون، و دعوا ما ينكرون، و خاطبوا الناس على قدر عقولهم، و السلام. "
و قد ذكر الشيخ عائض القرني في أحد البرامج التلفزيونية عن رجل أراد أن يحكيَ للناس عن شجاعة عمر بن الخطاب ..
فقال: إن الميت يأتيه ملكان فيسألانه: من ربك؟ وما دينك؟ و من نبيك؟ ..
و لكن عمر بن الخطاب لما جاءه الملكان بادر هو إلى سؤالهما فقال: من ربكما؟ وما دينكما؟ و من نبيكما؟
فهل إثبات شجاعة عمر يحتاج إلى مثل هذا؟
و مرة في برنامج البالتوك، و كان أحد الأخوة يعظ بعض العصاة، و فجأة! حصل تناقض لا يُمكن حلُّه في القصة!
فالرجل الذي ذهب و حجز تذكرة على إحدى شركات الطيران! في أثناء سفره إلى تلك الدولة حدث له حادث!
فكيف اجتمع أن يُسافر بطائرة .. و يحصل له بالطريق حادث سيارة!
و قد انتبه بعضهم إلى هذا! و لعل الفتنة التي تحصل بسبب هذه الكذب التي لا تصدق أكبر من الفائدة التي يُظنُّ أنها سوف تتحقق ..
يقول الدكتور فيصل بن سعود الحليبي في مقالٍ له بعنوان: مهلا أيها الوعاظ، منشور الموقع المبارك: صيد الفوائد ( http://www.saaid.net/Doat/faisal/10.htm (http://www.saaid.net/Doat/faisal/10.htm) ) :
" ... الوقفة السابعة: أن يتحرّى الواعظ الصدق فيما ينقله من قصص وأخبار؛ فإن الواقعية والمعقولية في ذكر القصص لعامة الناس طريقان سريعان للتقبل والعمل، ليس على الأمد القريب فحسب؛ بل حتى البعيد أيضًا، وانظر إلى وصف الله تعالى قصصه في القرآن بقوله: {إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْقَصَصُ الْحَقُّ} متأملاً أثرها الخالد إلى يوم القيامة، وعليه: فمن الخطأ أن ينظر الواعظ ما سيحصل بين يديه من التأثر بما لم يثق فيه من القصص المؤثرة، مقابل أن يهمل مصداقيته المستقبلية في وعظه.
وليس هذا فحسب، بل إن الواعظ حتى لو تأكد من صدق قصته أو خبره، لكنه إن رأى أن فيها من الغرائب ما لا يصدقه عامة الناس، فالأولى ألا يحدث بها حتى لا تنعدم ثقة الناس فيه وفي علمه، ولقد كان سلف الأمة يفرون من غرائب الأخبار، ومن ذلك قول أيوب السختياني _ رحمه الله _: (إِنَّمَا نَفِرُّ أَوْ نَفْرَقُ مِنْ تِلْكَ الْغَرَائِبِ) كما أورد ذلك عنه مسلم في صحيحه، بل كانوا يقرنونها بالمناكير من الأحاديث، ومن ذلك قول الترمذي رحمه الله: (زِيَادُ ابْنُ عَبْدِ اللَّهِ كَثِيرُ الْغَرَائِبِ وَالْمَنَاكِيرِ).
"
اللهم نسألك الفردوس الأعلى.
ـ[أبو الهنوف العنزي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 02:30 م]ـ
جعلك الله مباركاً أينما كنت ...
ـ[عبدالملك محمد]ــــــــ[16 - 04 - 09, 12:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا
للأسف أصبح أمر هؤلاء القصاص كثر
وللأسف أيضا أن بعض هؤلاء الوعاظ أصبح كل كلامه في قصص خياليه ويكثرون من قصص اللواط والزنا والسحاق
وكأنك لست في مسجد أو خطبة جمعة والله أن الأنسان ليستحي من بعض القصص التي يعرضونها
باسم التحذير من هذا الفعل ولم يعلم أنه وقع فيما هو أعظم منه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/130)
واقصد بكلامي هذا الذين يفصلون في قضية اللواط والزنا ويذكر الحدث بتفاصيله
وكلكم يعلم ما أريد توضيحه فهل من رادع لهؤلاء السفهاء وليس الوعاظ
والله المستعان
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 02:29 ص]ـ
بعض تلك القصص التي يُراد منها النصح و الإرشاد .. قد تؤدي إلى تنبيه الغافلين، كذكر الدولة التي مارس فيها العاصي جريمة الزنا - مثلا -!
أو ذكر موقع إنترنت و نحوِ ذلك.
بل إني سمعت أن من ينقل تلك الأخبار هو من الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا.
من بين الأمور التي تُؤلِم .. أن يخبرَني أحد العوام بأن هناك شيخا قال لأخيه: " زوجَّك الله امرأةً زانية "!
فاستغربت .. و قلَّبتُ اللفظ حتى اهتديتُ إلى أن الشيخ قال لشقيق صاحبنا: " زوجَّك الله امرأةً لا تصلي ولا تصوم " (يقصد الحور العين) ..
و لكن انظر كيف فهم هذا الأخ ... و أمثالُه كثر!
و هذه أسهل من غيرها ..
فبعضهم يذكر حديث تسابق النبي - صلى الله عليه و سلم - مع عائشة .. وهو يقول: (تخيل النبي لابس كذا و كذا) ..
الله المستعان!
و بعضهم يُبيِّن كيف يأتي الشيطان للإنسان في صلاته، و لكنه يُنوِّهُ للحضور بأن شيطانه انجليزي!
فإذا أتاه في الصلاة يقول له ( please ) !
و يكون ذلك في المسجد وسط ضحكات الحضور ..
أما عن القصص الخيالية، فحدِّثْ ولا حرج!
و أصبحت الأقسام الإسلامية في منتديات العوام لا فائدة منها في الغالب، لأن أكثرها قصص خيالية منقولة!
و أيضا يدخل في هذا كلِّه، ما يُقال بأنه إعجاز علمي ..
نعم هناك إعجاز، و هناك علماء كبار يبذلون جهدا كبيرا جزاهم الله خيرا ..
و لكن بعض المواضيع المنتشرة على الساحة ......... تُضحك! و تفتح مجالا للعلمانيين ليسخروا منا!
بل قد فعلوا! فروّجوا كذبة .. فتسارع الناس إلى نشرها في المنتديات!
والله إن في القرآن الكريم، و صحيح السنة، و من أقوال السلف .. ما يُغنينا عن كثيرٍ من هذا الهراء، ولكنَّ يُخيِّلُ الشيطان إلينا أن الدعوة لا تُفلِح إلا بهذه الأساليب.
اللهم اهدنا فيمن هديت.
ـ[فارس النهار]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:16 ص]ـ
جُزيت خيرا أخي ..
وقد سمعت واعظا يتكلم عن علو همة السلف في طلب العلم إلى أن قال: إن أحد العلماء كان يقرأ ليلا على ضوء المصباح فانطفأ المصباح فجأة فأشعل ذلك العالم النار في أصبعه حتى لا ينقطع عن القراءة!! (سمعتُها بأذني)
إن مثل هذه الغرائب لعلها تؤدي إلى عكس المطلوب في نفوس كثير من المستمعين.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 02:06 م]ـ
جُزيت خيرا أخي ..
وقد سمعت واعظا يتكلم عن علو همة السلف في طلب العلم إلى أن قال: إن أحد العلماء كان يقرأ ليلا على ضوء المصباح فانطفأ المصباح فجأة فأشعل ذلك العالم النار في أصبعه حتى لا ينقطع عن القراءة!! (سمعتُها بأذني)
إن مثل هذه الغرائب لعلها تؤدي إلى عكس المطلوب في نفوس كثير من المستمعين.
وهل مثل هذا الموضوع يحتاج لمثل هذه الكذبة؟
الله المستعان، فإن علو الهمة عند سلفنا مشهور معروف، و القصص الحقيقية في ذلك معروفة، بل و أشد تأثيرا من هذه القصة الخيالية!!
بارك الله فيك.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 03:37 م]ـ
للفائدة
وأما حديث عمر رضي الله عنه الذي أشرت إليه، فقد رُوي من طرق ضعيفة،
منها ما أخرجه عبد الرزاق في مصنفه (6738) مرسلا عن عمرو بن دينار أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعمر: (كيف بك يا عمر بفتاني القبر إذا أتياك يحفران الأرض بأنيابهما، ويطآن في أشعارهما، أعينهما كالبرق الخاطف، وأصواتهما كالرعد القاصف، معهما مزربة لو اجتمع عليها أهل منى لم يقلوها. قال عمر: وأنا على ما أنا عليه اليوم؟ قال: وأنت على ما أنت عليه اليوم. قال: إذاً أكفيكهما إن شاء الله).
قال العراقي في تخريج الإحياء (4/ 223): " أخرجه ابن أبي الدنيا في كتاب القبور هكذا مرسلا ورجاله ثقات
. قال البيهقي في الاعتقاد: رويناه من وجه صحيح عن عطاء بن يسار مرسلا.
قلت: ووصله ابن بطة في الإبانة من حديث ابن عباس، ورواه البيهقي في الاعتقاد من حديث عمر وقال غريب بهذا الإسناد تفرد به مفضل، ولأحمد وابن حبان من حديث عبد الله بن عمر فقال عمر: أترد إلينا عقولنا؟ فقال " نعم كهيئتكم اليوم " فقال عمر: بفيه الحجر " انتهى.
وقال الأستاذ فريح بن صالح البهلال، في تحقيق "الاعتقاد" للبيهقي، (ص 254) بعد أن أشار إلى الطرق الضعيفة: "
ولعله بهذه الطرق والشواهد يكون إسناده حسنا " انتهى.
موقع الاسلام للمنجد
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[24 - 06 - 09, 06:31 م]ـ
موضوع هام جدًا؛ خاصةً في ظل انتشار القصاصين في هذا الزمان ...
جزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 09:22 م]ـ
لا شيئ أنفعُ من تخويف هؤلاء المرتزقة بالله , وإن لم ينتهوا عمَّا يقولون فلا خيار لحملة السُّنَّة سوى فضحُ عواهرهم وكشف زيفهم وجهالتهم مهما أوتوا من شهرة وأتباعٍ وأشياع ومشالح وعدد إصدارات ولقاءات في المجلات ومنسقين ومنسقات.(110/131)
الحافظ ابن حجر اسم على مسمى (وما جرى له بين يدي شيخه البلقيني)
ـ[العابري]ــــــــ[15 - 04 - 09, 10:56 ص]ـ
وأنت تتحدث عن علوم الحديث وتراجم الرجال؛ لا حاجة أن ترفد وصف الحافظ بقولك ابن حجر، لأن هذا أصبح من الزوائد، ومن توضيح الواضح، وكفى بذلك دليلاً على إمامة هذا العلم الشامخ، وهذه واقعة جرت للحافظ – رحمه الله – بين يدي شيخه سراج الدين البلقيني (ت 805) تدل على حفظه العجيب الذي شهد له به أشياخه فضلاً عمن جاء بعدهم ...
ويقول الحافظ في وصف طريقة شيخه في إسماع الحديث:"وكان لا يترك البحث بحيث وجدتهم في عدة طباق يصفونه بأنه كان يكثر الكلام عند السماع، وسرى هذا الداء حتى كانت مجالس تسميعه لا تخلو عن ذلك " (المجمع المؤسس ص 301)
ثم ذكر الكتب التي قرأها على شيخه ثم قال – وهذا هو محل الشاهد من هذا الموضوع -:" وجرت لي معه في حال قراءتها نوادر، وذلك أنه كان يستكثر ما يقع لي من النكت الحديثية في المجلس ويقول: هذا لا يصدر إلا عن تبييت مطالعة ومراجعة، فكنت أتنصل من ذلك، فلا يقبل إلى أن أمرني بترك الجزء الذي نقرأ فيه عنده تلك الليلة، وكان يعرف أن لا نسخة لي فتركته عنده، فلما أصبحنا وشرعت في القراءة مرّ إسناد فيه، ثنا تمتام، فقطع القراءة وقال: من تمتام هذا؟ فإنني راجعت الأسماء فلم أجده وظنتته تصحيفاً، فقلت: لا بل هو لقب واسمه محمد بن غالب بن حرب حافظ مشهور!!، قال: من ذكره؟ قلت: الخطيب في تاريخ بغداد، وله ترجمه عندكم في ((الميزان)) للذهبي لأن بعض الناس تكلم فيه، فسكت الشيخ، وقال له ولده الشيخ جلال الدين: هذا حافظ فلا تمتحنه ((فلم يعدها)) " (المجمع المؤسس ص 304)، فرحم الله الحافظ رحمة واسعة،،،،
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 10:54 م]ـ
جزاك الله خيراً ورحم الحافظ وغفر له.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[15 - 07 - 09, 12:00 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.(110/132)
ماذا تعرف عن شروح كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله
ـ[خالد الحماد]ــــــــ[15 - 04 - 09, 11:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحثت في خانة البحث الخاصة بالمنتدى عن شروح كتاب التوحيد أريد التوسع في معرفة ميزة كل شرح فلم أجد ما يشفي
نأمل وضع مزية كل شرح كما تراه وكما استفدت منه
وبارك الله في أعمالكم
ـ[خالد الحماد]ــــــــ[18 - 04 - 09, 09:28 ص]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو عُمر يونس الأندلسي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 10:25 ص]ـ
لعلّ هذه المواضيع تنفعُكَ، أخي الكريم.
إهداء للأحبة موسوعة شرح كتاب التوحيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100028
الشروح والتعليقات والتخريج على كتاب التوحيد ..........
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=42794
شروح كتاب التوحيد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23827(110/133)
ما لم يذكره عبدالله الجديع في حلق اللحية من أقوال
ـ[أبو عبدالعزيز السني]ــــــــ[15 - 04 - 09, 11:36 ص]ـ
- علة اعفاء اللحية هي المخالفة فقط
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في (الاقتضاء) (قال رسول الله صلى الله عليه وسلم خالفوا المشركين، أحفوا الشوارب، وأوفوا اللحى». رواه البخاري ومسلم وهذا لفظه فأمر بمخالفة المشركين مطلقا ثم قال: «أحفوا الشوارب، وأوفوا اللحى». وهذه الجملة الثانية بدل من الأولى، فإن الإبدال يقع في الجمل كما يقع في المفردات كقوله تعالى: {يَسُومُونَكُمْ سُوءَ الْعَذَابِ يُذَبِّحُونَ أَبْنَاءَكُمْ وَيَسْتَحْيُونَ نِسَاءَكُمْ} فهذا الذبح والاستحياء هو سوء العذاب كذلك هنا هذا هو المخالفة للمشركين المأمور بها هنا لكن الأمر بها أولا بلفظ مخالفة المشركين دليل على أن جنس المخالفة أمر مقصود للشارع وإن عينت هنا في هذا الفعل فإن تقديم المخالفة علة تقدم العام على الخاص كما يقال: أكرم ضيفك: أطعمه، وحادثه. فأمرك بالإكرام أولا دليل على أن إكرام الضيف مقصود، ثم عينت الفعل الذي يكون إكراما في ذلك الوقت والتقرير من هذا الحديث شبيه بالتقرير من قوله: لا يصبغون فخالفوهم. وقد روى مسلم في صحيحه عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس».فعقب الأمر بالوصف المشتق المناسب، وذلك دليل على أن مخالفة المجوس أمر مقصود للشارع، وهو العلة في هذا الحكم، أو علة أخرى، أو بعض علة، وإن كان الأظهر عند الإطلاق: أنه علة تامة)
2 - كل ما كان ضد الحلق فهو إعفاء
قال ابن عبدالبر في "الإستذكار " (أما الإحفاء فهو عند أهل اللغة الاستئصال بالحلق والإعفاء عندهم ترك الشعر لا يحلقه) وقال نحوه في التمهيد. وقال ابن حجر في "الفتح " (في قوله أعفوا وأحفوا ثلاثة أنواع من البديع: الجناس والمطابقة والموازنة) ومراده بالمطابقة: الطباق: هو الجمع بين ضدين، فدل على أن كل ما كان ضدا لإحفاء الشعر فهو إعفاء ولذلك قال أبو الوليد الباجي في "شرح الموطأ" (وَيَحْتَمِلُ عِنْدِي أَنْ يُرِيد أَنْ تُعْفَى اللِّحَى مِنْ الْإِحْفَاءِ)
و الإحفاء في اللغة: كل شئ استُؤصل فقد احتفى، ومنه إحفاء الشعر قاله في "تهذيب اللغة "
قال ابن حجر في (الدراية): قوله إن المسنون في اللحية أن تكون قدر القبضة، روى أبو داود والنسائي من طريق مروان بن سالم: رأيت ابن عمر يقبض على لحيته ليقطع ما زاد على الكف، وأخرجه ابن أبي شيبة وابن سعد ومحمد بن الحسن. وروى ابن أبي شيبة عن أبي هريرة نحوه، وهذا من فعل هذين الصحابيين يعارضه حديث أبي هريرة مرفوعا: (احفوا الشوارب واعفوا اللحى). أخرجه مسلم. وفي الصحيحين عن ابن عمر مرفوعا: " خذوا الشوارب واعفوا اللحى ". ويمكن الجمع بحمل النهي على الاستئصال أو ما قاربه، بخلاف الأخذ المذكور. ولا سيما أن الذي فعل ذلك هو الذي رواه)
قال ابن جرير الطبري - بواسطة ابن بطال - (قد ثبت الحجة عن النبى عليه السلام على خصوص هذا الخبر وأن من اللحية ماهو محظور إحفاؤه وواجب قصه) فدل على أن الإعفاء عنده هو ما كان ضد الإحفاء لأنه المحظور عنده.
3 - أطلق أصحاب الطبقة الوسطى من مذهب أحمد استحباب الإعفاء كصاحب الشرح الكبير وابن تميم في مختصره وغيرهما
الرابط http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26174
- ظاهر كلام شيخ حنابلة نجد - في عصره - العلامة البابطين. كراهة الحلق
جاء في (الدرر السنية)
وسئل: عن أخذ الرجل من طول لحيته إذا كانت دون القبضة؟
فأجاب: الظاهر الكراهة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أعفوا اللحى " 3، وفي حديث آخر: "أرخوا اللحى "؛ والسنة عدم الأخذ من طولها مطلقاً، وإنما رخص بعض العلماء في أخذ ما زاد عن القبضة لفعل ابن عمر رضي الله عنه، وبعض العلماء يكره ذلك، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أعفوا اللحى ". وأما حلق ما على الخدين من الشعر فلا شك في كراهته، لمخالفة قول النبي صلى الله عليه وسلم: "أعفوا اللحى "؛ واللحية في اللغة: اسم للشعر النابت على الخدين والذقن؛ ومعنى قوله: "أعفوا اللحى " أي: وفروها واتركوها على حالها، مع أنه ورد حديث في النهي عن ذلك، فروى الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من مثل بالشعر ليس له عند الله خلاق " 1؛ قال الزمخشري، معناه: صيره مثلة بأن نتفه، أو حلقه من الخدود، أو غيره بسواد، وقال في النهاية، مثل بالشعر: حلقه من الخدود، وقيل نتفه أو تغييره بسواد؛ فهذا الحديث ظاهر في تحريم هذا الفعل، والله أعلم.
وقال أصحابنا: يباح للمرأة حلق وجهها وحفه، ونص أحمد على كراهة حف الرجل شعر وجهه، والحف أخذه بالمقراض، والحلق بالموسى؛ فإذا كره الحف فالحلق أولى بالكراهة، ويكفي في ذلك أنه مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: "أعفوا اللحى "، وفي الحديث: "وفروا اللحى، خالفوا المشركين " 2.)
- قال الشيخ موسى شاهين - رحمه الله - في (فتح المنعم شرح مسلم) (2/ 178) (وجمهور العلماء على أن إعفاء اللحية سنة، وأن حلقها مكروه) وقال (وشذ جماعة فقالوا بوجوب الإعفاء اللحية وتحريم حلقها) وفيه نزاع هل هذا قول الجمهور أو لا
-لا يلزم من كون الشيء مثلة تحريم الفعل عند الفقهاء، فحلق رأس المرأة مثلة، والصحيح من مذهب الحنابلة أنه مكروه كما قاله المرداوي والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/134)
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[15 - 04 - 09, 04:20 م]ـ
وأضيف على ذلك أيضاً:
شبهات وجوابها حول وجوب إعفاء اللحية
أفتى العديد من علماء المسلمين بأن توفير اللحية واجب على كل مسلم. والحكمة من ذلك عدم التشبه بالكفار كما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في أكثر من حديث شريف. ولكن الجميع يلاحظ على شاشات التلفاز أن الكثير من اليهود يعفون اللحى، فألا يسقط هذا حكمة إعفاء اللحى وتحول الأمر إلى سنة فقط؟ كذلك ألم يكن أمر مخالفة الكفار بإطلاق اللحية سببه اختلاط المسلمين بهم في عصر الفتوحات الإسلامية فأراد الرسول صلى الله عليه وسلم أن يميزنا عنهم وقد سقط هذا الشيء الآن بسبب سيادة الإسلام في أرضنا العربية ولله الحمد ... فهل هذا يحول الأمر إلى سنة أيضاً؟
الحمد لله
أولا:
سبق بيان أدلة تحريم حلق اللحية في جواب السؤال (1189).
ثانيا:
وأما القول بأن العلة من وجوب إعفاء اللحية هي مخالفة المشركين، وقد زالت هذه العلة الآن، وعليه فلا يجب إعفاء اللحية.
فالجواب على هذا القول بما يلي:
1 - القول بزوال العلة الآن، قول مخالف للواقع، لأنه يقال: أيهما أكثر في المشركين: من يحلقون لحاهم أم من يعفونها؟ لا شك أن الأكثر هم الذين يحلقون لحاهم.
2 - وأيضاً: ليست العلة الوحيدة هي مخالفة المشركين، حتى يقال بزوال الحكم إذا زالت العلة، بل هناك علل أخرى، منها: أن في حلق اللحية تشبهاً بالنساء، وتغييراً لخلق الله. وأن إعفاءها من سنن الفطرة، وسنن المرسلين.
فعلى فرض أن علة " مخالفة المشركين " قد زالت يبقى الحكم مشروعاً كما هو بالعلل الأخرى.
وقد سُئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: عما يقوله بعض الناس من أن علة إعفاء اللحى مخالفة المجوس والنصارى كما في الحديث، وهي علة ليست بقائمة الآن، لأنهم يعفون لحاهم؟
فأجاب:
" جوابنا على هذا من وجوه:
الوجه الأول: أن إعفاء اللحية ليس من أجل المخالفة فحسب، بل هو من الفطرة كما ثبت ذلك في صحيح مسلم، فإن إعفاء اللحي من الفطرة التي فطر الله الناس عليها وعلى استحسانها، واستقباح ما سواها.
الوجه الثاني: أن اليهود والنصارى والمجوس الآن ليسوا يعفون لحاهم كلهم، ولا ربعهم، بل أكثرهم يحلقون لحاهم كما هو مشاهد وواقع.
الوجه الثالث: أن الحكم إذا ثبت شرعاً من أجل معنى زال وكان هذا الحكم موافقاً للفطرة أو لشعيرة من شعائر الإسلام فإنه يبقى ولو زال السبب، ألا ترى إلى الرَّمَل في الطواف كان سببه أن يُظهر النبيُّ صلى الله عليه وسلم وأصحابه الجَلَد والقوة أمام المشركين الذين قالوا إنه يقدم عليكم قوم وهنتهم حُمَّى يثرب، ومع ذلك فقد زالت هذه العلة، وبقى الحكم، حيث رَمَل النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع.
فالحاصل: أن الواجب على المؤمن إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يقول سمعنا وأطعنا، كما قال الله تعالى: (إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) النور/51.
ولا يكونوا كالذين قالوا سمعنا وعصينا أو يلتمسوا العلل الواهية والأعذار التي لا أصل لها، فإن هذا شأن من لم يكن مستسلما ًغاية الاستسلام لأمر الله ورسوله يقول الله عز وجلّ: (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً) الأحزاب/ 36.
ويقول تعالى: (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً) النساء/65.
ولا أدري عن الذي يقول مثل هذا الكلام هل يستطيع أن يواجه به ربه يوم القيامة، فعلينا أن نسمع ونطيع وأن نمتثل أمر الله ورسوله على كل حال " انتهى.
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (11/ 129_130).
وقال رحمه الله أيضا: " إعفاء اللحية من سنن المرسلين، قال الله تعالى عن هارون أنه قال لأخيه موسى: (قَالَ يَبْنَؤُمَّ لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِى وَلاَ بِرَأْسِى إِنِّى خَشِيتُ أَن تَقُولَ فَرَّقْتَ بَيْنَ بَنِى? إِسْر??ءِيلَ وَلَمْ تَرْقُبْ قَوْلِى) طه / 94.
وكان خاتمهم وأفضلهم محمد صلى الله عليه وسلم قد أعفى لحيته، وكذلك كان خلفاؤه، وأصحابه، وأئمة الإسلام وعامتهم في غير العصور المتأخرة التي خالف فيها الكثير ما كان عليه نبيهم صلى الله عليه وسلم وسلفهم الصالح رضوان الله عليهم، فهي هدي الأنبياء والمرسلين وأتباعهم، وهي من الفطرة التي خلق الله الناس عليها، كما ثبت ذلك في صحيح مسلم، ولهذا كان القول الراجح تحريم حلقها كما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله؛ لأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفائها وتوفيرها.
وأما كون الحكمة من إبقائها مخالفة اليهود، وانتفت الا?ن فغير مسلَّم؛ لأن العلة ليست مخالفة اليهود فقط.
بل الثابت في الصحيحين: (خالفوا المشركين) وفي صحيح مسلم: أيضاً (خالفوا المجوس)، ثم إن المخالفة لهؤلاء ليست وحدها هي العلة؛ بل هناك علة أخرى أو أكثر،
مثل: موافقة هدي الرسل عليهم الصلاة والسلام في إبقائها.
ولزوم مقتضى الفطرة.
وعدم تغيير خلق الله فيما لم يأذن به الله.
فكل هذه علل موجبات لإبقائها وإعفائها مع مخالفة أعداء الله من المشركين والمجوس واليهود.
ثم إن ادعاء انتفائها غير مسلم، فإن أكثر أعداء الله اليوم من اليهود وغيرهم، يحلقون لحاهم، كما يعرف ذلك من له خبرة بأحوال الأمم وأعمالهم، ثم على فرض أن يكون أكثر هؤلاء اليوم يعفون لحاهم، فإن هذا لا يزيل مشروعية إعفائها؛ لأن تشبه أعداء الإسلام بما شُرع لأهل الإسلام لا يسلبه الشرعية، بل ينبغي أن تزداد به تمسكاً حيث تشبهوا بنا فيه وصاروا تبعاً لنا، وأيدوا حسنه ورجعوا إلى مقتضى الفطرة " انتهى.
" مجموع فتاوى ابن عثيمين " (16/ 46_47).
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/135)
ـ[أبو عبدالعزيز السني]ــــــــ[16 - 04 - 09, 07:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا والمقصود أن المسألة خلافية لا إجماع فيها صحيح(110/136)
حمل ما يقرب من ستين فائدة مختصرة، منسوبة إلى مصادر شتى
ـ[فرحان بن سميح العنزي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 02:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه بعض الفوائد، التي كنت أقيدها أثناء قراءتي وبحثي في بعض الكتب وسماعي لبعض الدروس، أضعها بين يدي أحبتي رجاء أن ينفعني الله وإخواني بها.
وإن لأرجو الله أن ييسر لي طرح ما قد جمعته سوى ما وضعت هنا (وهو بحمد الله كثير) في هذا الموقع المبارك، ومن ساعدني من إخوتي بفكرة أو فهرسة حول هذا الموضوع فله مني وافر الدعاء.
تفضل هنا:
http://www.mediafire.com/?zjmwmnmiymi
والحمد لله أولا وآخرا وظاهرا وباطنا
والسلام(110/137)
أين أجد هذه الكتب
ـ[أبو عبد الخالق]ــــــــ[15 - 04 - 09, 02:24 م]ـ
هناك مؤلفين للجديع في اللحية، والغناء والموسيقى.
هل من يدلنا عليها، أو على روابطها، جزاكم الله خير
لننظر إلى الشبه الموضوعة في هذين الكتابين ,(110/138)
حكم ذهاب المرأة مع زوجها إلى المقابر؟؟؟؟
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[15 - 04 - 09, 04:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حكم ذهاب المرأة مع زوجها إلى المقابر؟؟؟؟؟
قد قرأنا خلاف العلماء في حكم ذهاب المرأة لوحدها .....
ولكن ما حكم ذهابها مع زوجها ...
جزاكم الله خيرا
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[15 - 04 - 09, 06:39 م]ـ
up>>>
ـ[أبو مريم مغربي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 07:08 م]ـ
السؤال:
سلام الله عليك ...
شيخنا حفظه الله ...
قد عرفنا أن المرأة يحرم عليه زيارة المقابر بدليل من السنة، وقد إستثنى العلماء عدم قصدها لذلك كأن تذهب لزيارة أحد من أقاربها وفي طريقها قد تمر بالمقابر فهذا لا حرج فيه .. ولكن يا شيخ ما هو رأي الشرع في نظرك بخصوص زيارة المرأة المقبرة مع زوجها قصدا من البيت ......
الاجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد:
زيارة القبور للنساء محرم لأن النبي صلى الله عليه وسلم لعن زائرات القبور فلا يحل للمرأة أن تزور المقبرة سواء كان خروجها لوحدها أو حتى مع زوجها إذا خرجت من بيتها لقصد زيارة المقبرة، أما إذا مرت بالمقبرة بدون قصد الزيارة فلا حرج عليها أن تقف وأن تسلم على أهل القبور.
والله أعلم.
الشيخ خالد بن علي المشيقح
http://www.almoshaiqeh.com/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=29764
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 07:55 م]ـ
لا حرج أخي في زيارة القبور للنساء بشرط عدم الإكثار من الزيارات لأن نهي النساء جاء في الإكثار من الزيارات و أسوق إليك كلام الشيخ الألباني رحمه الله تعالى في زيارة النساء للقبور:
" ....
والنساء كالرجال في استحباب زيارة القبور، لوجوه:
الاول: عموم قوله صلى الله عليه وسلم ( .. فزوروا القبور) فيدخل فيه النساء،وبيانه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما نهى عن زيارة القبور في أول الامر. فلا شك أن النهي كان شاملا للرجال والنساء معا، فلما قال (كنت نهيتكم عن زيارة القبور) كان مفهوما أنه كان يعني الجنسين ضرورة أنه يخبرهم عما كان في أول الامر من نهي الجنسين، فإذا كان الامر كذلك، كان لزاما أن الخطاب في الجملة الثانية من الحديث وهو قوله: (فزوروها) إنما أراد به الجنسين أيضا. ويؤيده أن الخطاب في بقية الافعال المذكورة في زيادة مسلم في حديث بريدة المتقدم آنفا: (ونهيتكم عن لحوم الاضاحي فوق ثلاث فأمسكوا ما بدا لكم، ونهيتكم عن النبيذ إلا في سقاء فاشربوا في الاسقية كلها ولا تشربوا مسكرا)، أقول:فالخطاب في جميع هذه الافعال موجه إلى الجنسين قطعا، كما هو الشأن في الخطاب الاول: (كنت: نهيتكم)، فإذا قيل بأن الخطاب في قوله (فزوروها) خاص بالرجال،اختل نظام الكلام وذهبت طراوته، الامر الذي لا يليق بمن أوتي جوامع الكلم،ومن هو أفصح من نطق بالضاد، صلى الله عليه وسلم،ويزيده تأييدا الوجوه الاتية:
الثاني:مشاركتهن الرجال في العلة التي من أجلها شرعت زيارة القبور: (فإنها ترق القلب وتدمع العين) وتذكر الاخرة).
الثالث: أن النبي صلى الله عليه وسلم قد رخص لهن في زيارة القبور، في حديثين حفظتهما لنا أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها:
1 - عن عبد الله بن أبي مليكة: (أن عائشة أقبلت ذات يوم من المقابر،فقلت لها:يا أم المؤمنين من أين أقبلت؟ قالت: من قبر عبد الرحمن بن أبي بكر،فقلت لها: أليس كان رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن زيارة القبور؟ قالت:نعم: ثم أمر بزيارتها).وفي رواية عنها (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رخص في زيارة القبور).أخرجه الحاكم (1/ 376) وعنه البيهقي (4/ 78) من طريق بسطام بن مسلم عن أبي التياح يزيد بن حميد عن عبد الله بن أبي مليكة، والرواية الاخرى لابن ماجه (1/ 475)
قلت: سكت عنه الحاكم، وقال الذهبي (صحيح)، وقال البوصيري في (الزوائد) (988/ 1): (إسناده صحيح رجاله ثقات).وهو كما قالا. وقال الحافظ العراقي في (تخريج الاحياء) (4/ 418): (رواه ابن أبي الدنيا في (القبور) والحاكم بإسناد جيد)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/139)
2 - عن محمد بن قيس بن مخرمة بن المطلب أنه قال يوما:ألا أحدثكم عني وعن أمي؟ فظننا أنه يريد أمه التي ولدته، قال: قالت عائشة: ألا أحدثكم عني وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قلنا: بلى: قالت: (لما كانت ليلتي المتي كان النبي صلى الله عليه وسلم فيها عندي، انقلب فوضع رداءه، وخلع نعليه، فوضعهما عند رجليه، وبسط طرف إزاره على فراشه، فاضطجع، فلم يلبث إلا ريثما ظهر أنه قد رقدت، فأخذ رداءه رويدا، وانتعل رويدا، وفتح الباب [رويدا]، فخرج، ثم أجافه رويدا،فجعلت درعي في رأسي واختمرت:وتقنعت إزاري،ثم انطلقت على اثره حتى جاء البقيع، فقام فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرات،ثم انحرف فانحرفت، وأسرع فأسرعت. فهرول فهرولت. فأحضر فأحضرت، فسبقته، فدخلت، فليس إلا أن اضجعت، فدخل فقال، مالك يا عائش حشيا رابية؟ قالت: قلت:لا شئ [يا رسول الله]، قال: لتخبرني أو ليخبرني اللطيف الخبير، قالت: قلت:يا رسول الله بأبي أنت وأمي، فأخبرته [الخبر]، قال: فأنت السواد الذي رأيت أمامي؟ قلت: نعم، فلهزني في صدري لهزة أوجعتي، ثم قال: أظننت أن يحيف الله عليك ورسوله!؟ قالت:مهما يكتم الناس يعلمه الله، [قال]:نعم قال فان جبريل أتاني حين رأيت فناداني - فأخفاه منك، فأجبته،فأخفيته منك، ولم يكن ليدخل عليك، وقد وضعت ثيابك وظننت أن قد رقدت، فكرهت أن أو فظك.وخشيت أن تستوحشي -فقال:إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع فتستغفر لهم،قالت: قلت: كيف أقول لهم يا رسول الله؟ قال:قولي:السلام على أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، ويرحم الله المستقدمين منا والمستأخرين، وإنا إن شاء الله بكم للاحقون).أخرجه مسلم (3/ 14) والسياق له والنسائي (1/ 286، 2/ 160،160 - 161) وأحمد (6/ 221) والزيادات له إلا الاولى والثالثة فإنها للنسائي
الرابع: إقرار النبي صلى الله عليه وسلم المرأة التي رآها عند القبر في حديث أنس رضي الله عنه: (مر رسول الله صلى الله عليه وسلم بامرأة عند قبر وهي تبكي، فقال لها: اتقي الله واصبري .. ) رواه البخاري وغيره، وقد مضى بتمامه في المسألة (19) (ص 22)، وترجم له (باب زيارة القبور)، قال الحافظ في (الفتح): (وموضع الدلالة منه أنه صلى الله عليه وسلم لم ينكر على المرأة قعودها عند القبر، وتقريره حجة). وقال العيني في (العمدة) (3/ 76):
(وفيه جواز زيارة القبور مطلقا، سواء كان الزائر رجلا أو امرأة: وسواء كان المزور مسلما أو كافرا، لعدم الفصل في ذلك).
وذكر نحوه الحافظ أيضا في آخر كلامه على الحديث فقال عقب قوله (لعدم الاستفصال في ذلك):
(قال النووي: وبالجواز قطع الجمهور، وقال صاحب الحاوي: لا تجوز زيارة قبر الكافر وهو غلط. انتهى).
وما دل عليه الحديث من جواز زيارة المرأة هو المتبادر من الحديث، ولكن إنما يتم ذلك إذا كانت القصة لم تقع قبل النهي، وهذا هو الظاهر، إذا تذكرنا ما أسلفناه من بيان أن النهي كان في مكة،وأن القصة رواها أنس وهو مدني جاءت به أمه أم سليم إلى النبي صلى الله عليه وسلم حين قدم المدينة، وأنس ابن عشر سنين، فتكون القصة مدنية،فثبت أنها بعد النهي.فتم الاستدلال بها على الجواز، وأما قول ابن القيم في (تهذيب السنن) (4/ 350): (وتقوى الله، فعل ما أمر به وترك ما نهى عنه، ومن جملتها النهي عن الزيارة). فصحيح لو كان عند المرأة علم بنهي النساء عن الزيارة وأنه استمر ولم ينسخ، فحينئذ يثبت قوله: (ومن جملتها النهي عن الزيارة) أما وهذا غير معروف لدينا فهو استدلال غير صحيح، ويؤيده أنه لو كان النهي لا يزال مستمرا لنهاها رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الزيارة صراحة وبين ذلك لها، ولم يكتف بأمرها بتقوى الله بصورة عامة، وهذا ظاهر إن شاء الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/140)
120 - لكن لا يجوز لهن الاكثار من زيارة القبور والتردد عليها،لان ذلك قد يفضي بهن إلى مخالفة الشريعة، من مثل الصياح والتبرج واتخاذ القبور مجالس للنزهة، وتضييع الوقت في الكلام الفارغ، كما هو مشاهد اليوم في بعض، البلاد الاسلامية، وهذا هو المراد - إن شاء الله - بالحديث المشهور: (لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم (وفي لفظ: لعن الله) زوارات القبور).وقد روي عن جماعة من الصحابة: أبو هريرة، حسان بن ثابت،وعبد الله ابن عباس.
1 - أما حديث أبي هريرة، فهو من طريق عمر بن أبي سلمة عن أبيه عنه. أخرجه الترمذي (2/ 156 - تحفة) وابن ماجه (1/ 478) وابن حبان 789) والبيهقي (4/ 78) والطيالسي (1/ 171 - ترتيبه) وأحمد (2/ 337)، واللفظ الاخر للطيالسي والبيهقي، وقال الترمذي:
(حديث حسن صحيح، وقد رأى بعض أهل العلم أن هذا كان قبل أن يرخص النبي في زيارة القبور. فلما رخص دخل في رخصته الرجال والنساء، وقال بعضهم: إنما كره زيارة القبور في النساء لقلة صبرهن وكثرة جزعهن).
قلت: ورجال إسناد الحديث ثقات كلهم، غير أن في عمر بن أبي سلمة كلاما لعل حديثه لا ينزل به عن مرتبة الحسن، لكن حديثه هذا صحيح لما له من الشواهد الاتية.
2 - وأما حديث حسان بن ثابت، فهو من طريق عبد الرحمن بن بهمان عن عبد الرحمن بن ثابث عن أبيه به. أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 141) وابن ماجه (1/ 478) والحاكم (1/ 374) والبيهقي وأحمد (2/ 243) وقال البوصيري في (الزوائد) (ق 98/ 2): (إسناده صحيح، رجاله ثقات).
كذا قال، وابن بهمان هذا لم يوثقه غير ابن حبان والعجلي،وهما معروفان بالتساهل في التوثيق، وقال ابن المديني فيه: (لا نعرفه)، ولذا قال الحافظ في (التقريب): (مقبول) يعني عند المتابعة،ولم أجد له متابعا، لكن الشاهد الذي قبله وبعده في حكم المتابعة،فالحديث مقبول.
3 - وأما حديث ابن عباس،فهو من طريق أبي صالح عنه باللفظ الاول إلا أنه قال: (زائرات القبور) وفي رواية (زوارات).أخرجه ابن أبي شيبة (4/ 140) وأصحاب السنن الاربعة و ابن حبان (788) والحاكم والبيهقي والطيالسي والرواية الاخرى لهما، وأحمد (رقم2030،2603،2986،3118) وقال الترمذي: (حديث حسن، وأبو صالح هذا مولى أم هاني بنت أبي طالب واسمه باذان، ويقال: باذام).
قلت: وهو ضعيف بل اتهمه بعضهم، وقد أوردت حديثه في (سلسلة الاحاديث الضعيفة) لزيادة تفرد بها فيه، وذكرت بعض أقوال الائمة في حاله فيراجع (223).
فقد تبين من تخريج الحديث أن المحفوظ فيه إنما هو بلفظ ((زوارات)) لاتفاق حديث أبي هريرة وحسان عليه وكذا حديث ابن عباس في رواية الاكثرين، على ما فيه من ضعف فهي إن لم تصلح للشهادة فلا تضر، كما لا يضر في الاتفاق المذكور الرواية الاخرى من حديث ابن عباس كما هو ظاهر، وإذا كان الامر كذلك فهذا اللفظ ((زوارات)) إنما يدل على لعن النساء اللاتي يكثرن الزيارة.بخلاف غيرهن فلا يشملهن اللعن،فلا يجوز حينئذ أن يعارض بهذا الحديث ما سبق من الاحاديث الدالة على استحباب الزيارة للنساء، لانه خاص وتلك عامة. فيعمل بكل منهما في محله،فهذا الجمع أولى من دعوى النسخ،وإلى نحو ما ذكرنا ذهب جماعة من العلماء، فقال القرطبي: (اللعن المذكور في الحديث إنما هو للمكثرات من الزيارة لما تقتضيه الصيغة من المبالغة، ولعل السبب ما يفضي إليه ذلك من تضييع حق الزوج والتبرج. وما ينشأ من الصياح ونحو ذلك وقد يقال: إذا أمن جميع ذلك فلا مانع من الاذن لهن،لان تذكر الموت يحتاج إليه الرجال والنساء)
.... "
أحكام الجنائز للشيخ العلامة الألباني رحمه الله تعالى
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[15 - 04 - 09, 08:03 م]ـ
سبحان الله ...
السؤال الذي وضعته أنت بالأحمر أنا الذي أرسلته للشيخ خالد المشيقح ولم تصلني إجابته ...
جزاك الله خيرا
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[15 - 04 - 09, 08:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا .......(110/141)
هل هناك من رد لاحد العلماء على ابن الجوزى فى ذكره أقوال ليست صحيحة عن اللحية
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[15 - 04 - 09, 04:53 م]ـ
*- أيها الأخوة الكرام.
ذكر ابو الفرج ابن الجوزى: فى كتابه " أخبار الحمقى والمغفلين " (ص 18، 19 ... وغيرها).
أقوال لبعض العلماء والحكماء ... وغيرهم. ليست صحيحة عن اللحية.
بل أننى اعتبرها. استهزاء باللحية وقيمتها.منها:-
*- قال الأحنف ابن قيس: إذا رأيت الرجل عظيم الهامة، طويل اللحية، فاحكم عليه بالرقاعة، حتى ولو كان، أمية ابن عبد شمس.
*- قال بعض الحكماء: الحمق سماد اللحية، فمن طالت لحيته كثر حمقه.
ومن منطلق هذا الكلام أخذ كثير ممن هم ضعاف النفوس، وضعاف الأيمان، وأثاروا شبهة فى هذا الكلام، وأخذوا يقولون أننا لن نطلق لحيتنا تطول حتى لا نتصف بالحمق. كما ذكر ابن الجوزى.
بل وهناك منهم من قال أنا لن أعفى لحيتى حتى لا أكون كذلك.
*- فها هناك أقوال لاهل العلم من السلف أو المعاصرين يرد على هذا الكلام، مع ذكر الأدلة على ذلك
من الكتب أو الشرائط.
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[16 - 04 - 09, 04:01 م]ـ
أخوانى الأعزاء.
هل من مجيب على أخى أبو عبد الله سيد السبيعى.
فأنا أحتاج إلى معرفة الإجابة.
أفيدونا أفدكم الله.
ـ[رغيد الأثري]ــــــــ[16 - 04 - 09, 10:34 م]ـ
أخي الحبيب راجع الرابط التالي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84443
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[20 - 04 - 09, 04:33 م]ـ
جزاك الله خيرا ياأخى.
ومن عنده معلومات أخرى من أخوانى الكرام. فليزيد أكثر بارك الله فيكم.
ـ[سيد سعيد الأثرى]ــــــــ[23 - 04 - 09, 02:03 م]ـ
أحتاج إلى أقوال أحد العلماء فى هذا الموضوع(110/142)
أريد كتاب تفسير أحلام
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[15 - 04 - 09, 06:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل منكم من يعرف كتابا في تفسير الأحلام يلتزم قواعد علماء السلف أو كتاب موثوق في مؤلفه
مع ذكر دار النشر وهل يباع في دولة الإمارات
وجزاكم الله خيرا
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[15 - 04 - 09, 06:49 م]ـ
تستطيع تصفح هذا الرابط وستجد فيه ضالتك إن شاء الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=90437
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[15 - 04 - 09, 09:06 م]ـ
جزاك الله خيرا
لكنّي حاولت أن أفتح هذا الرابط http://www.shefaa.org/book/kwaed.pdf
ولكنّه لا يعمل عندي
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[15 - 04 - 09, 10:18 م]ـ
إليك أخي الكتاب
ولا تنسانا من صالح دعائك
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[15 - 04 - 09, 10:56 م]ـ
جزاك الله خيرا
ووفّقك الله لما يحبّه ويرضاه(110/143)
جدول جامع لأحكام سجود السهو
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[15 - 04 - 09, 08:13 م]ـ
بسم الله والحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه
وبعد،،
أتانى على بريدى الإلكترونى هذا الجدول، وأُعجبت به كثيرا، فأردت أن أنشره وأشاركه الأحباب، جزى الله واضعه خيرا، ورحم الله مؤلفه وواضع أحكامه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=66343&stc=1&d=1239811689
ملاحظة:
لم أراجع ماورد بهذا الجدول على مؤلفات الشيخ رحمه، فالعهدة على صاحب الجدول، ولعل أحد الإخوة الكرام ممن لهم خبرة وعهد بأعمال الشيخ رحمه له، يؤكد ذلك.
وبالله التوفيق
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[16 - 04 - 09, 03:01 ص]ـ
أحسن الله إليكم رسالة طيبة.(110/144)
ختمت القران فبأي كتاب أبدا حفظه بعد القران
ـ[عبدالرحمن هوساوي]ــــــــ[15 - 04 - 09, 11:51 م]ـ
ختمت القران فبأي كتاب أبدا حفظه بعد القران وجزاكم الله خيرا
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[16 - 04 - 09, 12:06 ص]ـ
بارك الله لك، ونفعك به ..
نسأل المنان من فضله ..
أنصحك أخي الكريم، بحفظ متن عمدة الأحكام، مع الاطلاع على شروحات العلماء له، ما دام أنك أتممت حفظ القرآن العظيم ..
والله الموفق ..
ـ[عبدالرحمن هوساوي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 11:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[16 - 04 - 09, 11:54 ص]ـ
احفظ الأربعين النووية وإذا أتممتها اكمل عليها واحفظ الزيادات التي اضافها ابن رجب مع الاطلاع على شروحات أهل العلم الصوتية والمكتوبة ومن ثم عرج على كتاب عمدة الأحكام ومن ثم بلوغ المرام ومن ثم الكتب الستة وياحبذا أن يكون حفظك ودراستك للحديث على شيخ مقتن
وهذا سلم لحفظ أحاديث سول الله صلى الله عليه سلم
ويظهر من لقبك انك من اهل المدينة أو مكة فإن كان كذلك فاظفر بمقرأة الشيخ يحيى اليحيى للحديث التي تقام في مكة والمدينة وغيرها من المدن
وفقك الله يا أخي ,, وبارك فيك ونفعك ونفع بك
يستفاد من هذه الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=167592&highlight=%D1%CC%C8
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[17 - 04 - 09, 02:27 ص]ـ
الحديث الحديث بارك الله فيك ومن كتبه اللؤلؤ والمرجان
ـ[ابو البراء البرقاوي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 03:01 ص]ـ
الأخ عبدالرحمن حياك الله ماشاء الله تبارك الله اهم شئ يأخ عبدالرحمن المراجعة ثم المراجعة فالقرآن كما اخبر النبي صلى الله عليه وسلم اشد تفلتا من الابل في عقلها او كما قال صلى الله عليه وسلم ثم إليك يأخ عبدالرحمن اجابة للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله بأي شئ يبدأ طالب العلم وفقنا الله وإياك ومن يقرأ إلى كل خير
ـ[ابو البراء البرقاوي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 03:02 ص]ـ
آسف يأخ عبدالرحمن نسيت الرابط هذا هو الرابط http://www.binbaz.org.sa/mat/10444
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[17 - 04 - 09, 03:08 ص]ـ
الحديث الحديث بارك الله فيك ومن كتبه اللؤلؤ والمرجان
وفقك الله وبارك فيك
نصيحة جيدة.
لكن حتى لا يتشتت الأخ فاللؤلؤ يكون بعد أن يتم بلوغ المرام
ـ[عبدالرحمن هوساوي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 08:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الله سيد السبيعى]ــــــــ[21 - 04 - 09, 07:59 م]ـ
أخى الكريم أحيلك إلى كلام الشيخ ابن عثيمين رحمة الله.
قال الشيخ ابن عثيمين
114ـ وسئل فضيلة الشيخ ـ حفظه الله تعالى ورعاه ـ: ما هي نصيحتكم لمن ابتدأ في طلب العلم؟ بأي شيء يبدأ؟
فأجاب فضيلته بقوله: عندي أن أهم شيء في طلب العلم أن يتعلم الإنسان تفسير كلام الله ـ عز وجل ـ؛ لأن كلام الله هو العلم كله، قال تعالى) وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدىً) (النحل: من الآية89) وكان الصحابة لا يتجاوزون عشر آيات حتى يتعلموها وما فيها من العلم والعمل، فتعلموا القرآن والعلم والعمل جميعاً، هذا أهم شيء عندي، وعلى هذا فيبدأ الشاب ولا سيما الصغار من الشباب بحفظ القرآن، والآن حفظ القرآن ـ ولله الحمد ـ متيسر، ففي المسجد حلقات يحفظون القرآن، وعليهم أمناء من القراء يحفظونهم القرآن، ثم إنه في هذه المناسبة أود من إخواني الأغنياء أن يولوا أهمية لهذه الحلقات بتشجيعهم ماديًّا ومعنويًّا، وليعلموا أنهم إذا عانوا في تعليم القرآن فإن لهم مثل أجر المعلم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من جهز غازياً فقد غزى" (89). ولأن الله تعالى قال) وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى) (المائدة: الآية2). ولم يأمرنا بالتعاون إلا أن لنا أجراً، لذا أحث إخواني الأغنياء على دعم هذه الحلقات بالمال سواء كان المال نقداً أو كان عقارات توقف لهذه الحلقات تنفعه بعد موته. وأحث أيضاً القائمين على الحلقات على أن يهتموا بإنشاء ما يدر على هذه الحلقات في المستقبل؛ لأن التبرع المقطوع ينتهي، لكن إذا حرصوا على أن يؤسسوا منشآت تؤجر كان هذا حماية لهذه الحلقات من التوقف في المستقبل.
بعد ذلك على الطالب أن يهتم بالسنة؛ لأنها هي مصدر التشريع الثاني، ولا أقول الثاني بالترتيب المعنوي، لكن بالترتيب الذكري؛ لأن ما ثبت في السنة كما ثبت في القرآن سواء بسواء؛ لأن الله تعالى يقول (وَأَنْزَلَ اللَّهُ عَلَيْكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ) (النساء: الآية113). فليحفظ السنة، ومن الكتب المختصرة في السنة "عمدة الأحكام" وهي أيضاً موثوقة؛ لأن جامعها ـ رحمه الله ـ جمع فيها ما اتفق البخاري ومسلم على إخراجه، ولم يشذ عن هذا القيد إلا في أحاديث يسيرة، وإذا ترقى الإنسان شيئاً ما فليحفظ "بلوغ المرام" وهو من أحسن ما ألف في الحديث؛ لأنه ذكر الحديث ويذكر مرتبته فيعطي الإنسان قوة وقدرة على معرفة مرتبة الحديث؛ لأن الحديث ليس كالقرآن، فالقرآن لا يحتاج إلى البحث في سنده؛ لأنه ثابت متواتر، أما السنة فلا يتم الاستدلال بها إلا بأمرين: الأول: صحة الحديث، الثاني: دلالة الحديث على الحكم المطلوب. ولهذا إذا قال لك إنسان هذا حرام والدليل قوله صلى الله عليه وسلم كذا وكذا، فعليك أن تطالبه بصحة النقل؛ لأن هناك أحاديث ضعيفة، وأحاديث مكذوبة على الرسول صلى الله عليه وسلم مثل:"حب الوطن من الإيمان" (90).
59ـ سئل الشيخ: أريد أن أتعلم العلم الشرعي وأبدأ في التعلم ولا أعرف كيف أبدأ، فبماذا تنصحوني في ذلك؟
فأجاب فضيلته بقوله: خير منهج لطالب العلم أن يبدأ الطالب بفهم كلام الله عز وجل ـ من كتب التفسير الموثوق بها كتفسير ابن كثير والبغوي، ثم بفهم ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم من السنة من الكتب الحديثية الموثوقة كبلوغ المرام والمنتقى وأصول كتب الحديث الملتزمة بالصحيح كصحيحي البخاري ومسلم ثم بكتب العقيدة السليمة مثل العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية، ثم بكتب الفقه المختصرة ليتفقه بها على المذهب الذي يراه أقرب إلى الكتاب والسنة، وحين يترقى في العلم يقرأ الكتب المطولة ليزداد بها علماً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/145)
ـ[أبو إبراهيم الحربي]ــــــــ[22 - 04 - 09, 09:55 م]ـ
عليك بعلم النحو فإنه مفتاح العلوم
ـ[سيد سعيد الأثرى]ــــــــ[23 - 04 - 09, 01:45 م]ـ
أحفظ بعض المتون الصغيرة.-
1 - الآجرومية فى النحو.
2 - الأربعون النووية فى الحديث.
3 - الدرر البهية للشوكانى فى الفقة
4 - مختصر أبى شجاع فى الفقه.
5 - الفية العراقى فى الحديث.
6 - مختصر سيرة النبى صلى الله علية وسلم.(110/146)
استفسار عن فضل ماء زمزم. .
ـ[بن نصار]ــــــــ[16 - 04 - 09, 12:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته. .
قول النبي صلى الله عليه و سلم: زمزم لما شرب له.
هل فائدة ما زمزم فقط في الشرب لظاهر النص و النصوص الأخر. . أم أن الأمر أوسع من الشرب فيدخل الغسل و التقطير بالعين و الأذن و غيرها مما يصيبها من الأوجاع؟؟(110/147)
مهم: الجمع بين من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، وكون بعض الرافضة يموت على لا إله إلا الله. العثيمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 08:42 ص]ـ
السؤال:
كيف نجمع بين الحديث الذي أخرجه البخاري و مسلم: عن أبي الأسود الدؤلي أن أبا ذر حدثه فقال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وهو نائم، وعليه ثوب أبيض، ثم أتيته فإذا هو نائم، ثم أتيته وقد استيقظ، فجلست إليه، فقال: (ما من عبد قال: (لا إله إلا الله)، ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة! قلت: وإن زَنَى وإن سرق؟ قال: وإن زَنَى وإن سرق! قلت: وإن زَنَى وإن سرق؟ قال: وإن زَنَى وإن سرق! ثلاثاً، ثم قال في الرابعة: على رغم أنف أبي ذر، فخرج أبو ذر وهو يقول: وإن رَغِمَ أنفُ أبي ذر). ما الجمع بين
وبين ما نراه وما نقرأه عن أصحاب الفرق الضالة؛ كـ الرافضة و الخوارج، وما يكون من المنافقين؛ حيث إنهم يشهدون شهادة التوحيد، ويموتون عليها؟ أفيدونا وفقكم الله وأثابكم؟
الجواب:
(الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
حديث أبي ذر -كما سمعتم- يدل دلالة ظاهرة على أن هذا القائل -أي: قائلَ: (لا إله إلا الله) - مؤمن حقاً؛ لكن سولت له نفسه ففعل بعض المعاصي، بل بعضَ الكبائر من الزنا والسرقة وغير ذلك.
وطريقُ أهل السنة والجماعة أن الإنسان المؤمن، وإن فعل الكبيرة مآله الجنة، وما قبل الجنة من العقوبة راجع إلى الله عزَّ وجلَّ، إن شاء عذبه، وإن شاء غفر له، ودليل ذلك قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48]، فصار جميع فاعلي المعاصي -وإن عَظُمَت- إذا كانت دون الكفر لا تمنع من دخول الجنة، فمآل فاعلها إلى الجنة؛ لكن قد يُعذَّب بما فعل من ذنب، وقد يغفر الله له، والأمر راجع إلى الله، {إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ} [النساء:48].
أما المنافقون، وأهل البدع المكفِّرة التي تكفِّرهم بدعُهم فإنهم حقيقة لم يقولوا: (لا إله إلا الله) بقلوبهم؛ لأن هذا الانحراف الذي أدى إلى الكفر ينافي الإخلاص، وقولُ: (لا إله إلا الله) لابد فيه من الإخلاص.
أما أن يقول: (لا إله إلا الله) وهو يعتقد أن لا رب ولا إله -والعياذ بالله- أو يعتقد أن مع الله إلهاً يدبر الكون، أو يعتقد -مثلاً- أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ارتدوا كلهم بعد موته، أو يعتقد أن أبا بكر و عمر ارتدا بعد موت الرسول عليه الصلاة والسلام، أو ما أشبه ذلك من البدع المكفِّرة، فهؤلاء لم يخلصوا في قول: (لا إله إلا الله)، فكانت بدعُهم هذه تنافي قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (من شهد أن لا إله إلا الله -أو من قال: (لا إله إلا الله) - دخل الجنة).
السائل: أمَا قال الرسول –صلى الله عليه وسلم-: من قال: (لا إله إلا الله)، هذا اللفظ ألا يدل على أن أي واحد قال: لا إله إلا الله، دخل الجنة؟!
الشيخ: لا، لا.
بل لابد من الإخلاص، ولهذا استَمِعْ إلى قول الله تعالى في المنافقين: {يُرَاءُونَ النَّاسَ وَلا يَذْكُرُونَ اللَّهَ إِلَّا قَلِيلاً} [النساء:142]، وفي نفس السورة يقول: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيراً} [النساء:145]، ويقول عنهم: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ قَالُوا نَشْهَدُ إِنَّكَ لَرَسُولُ اللَّهِ} [المنافقون:1] هذه شهادة بالرسالة، {وَاللَّهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنَافِقِينَ لَكَاذِبُونَ} [المنافقون:1] أي: كاذبون في قولهم: نشهد إنك لرسول الله) اهـ.
العلامة العثيمين.
(لقاء الباب المفتوح) شريط (45) أ.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[20 - 05 - 09, 07:40 ص]ـ
اخي الكريم كلام الشيخ رحمه الله هنا ليس فيمن قالها عند موته ووفق لحسن الخاتمة بقولها
وانما كلامه عمن قالها في حياته وهومع ذلك يقع في الشركيات وغيرها من المعاصي
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 05 - 09, 08:05 ص]ـ
اخي الكريم كلام الشيخ رحمه الله هنا ليس فيمن قالها عند موته ووفق لحسن الخاتمة بقولها
وانما كلامه عمن قالها في حياته وهومع ذلك يقع في الشركيات وغيرها من المعاصي
حياكم الله تعالى أخي أبا محمد.
ولكنّ استدراكك عجيب أو أني لم أفهمه!!
ذلك أن عنوان هذه الفائدة:
الجمع بين من قال لا إله إلا الله دخل الجنة، وكون بعض الرافضة يموت على لا إله إلا الله ....
وأصل سؤال السائل عن هذا ... فتأمله.
فهل ترى تعارضا بين ما تفضلت به أنت هنا، وبين ما قدمته أنا من عنوان للفائدة؟!
بعض الرافضة مشركون، وقد تسمع من أحدهم كلمة التوحيد قبل موته!
هذا الذي سقت الفائدة من أجله، وأكدته أنت بالمفهوم.
فالله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/148)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 12:51 م]ـ
من كان آخر كلامه"لا إله إلا الله" دخل الجنة
إجابة الشيخ خالد الرفاعي - مراجعة الشيخ سعد الحميد
تاريخ الإضافة: 24/ 06/2007 ميلادي - 8/ 6/1428 هجري
زيارة: 591
--------------------------------------------------------------------------------
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل من كان آخر كلامه قبل الموت "لا إله إلا الله" دخل الجنة، حتى لو كان على أعمال تقدح بالتوحيد؟
جزاكم الله خيراً
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع السلف على أن من وفق لكلمة التوحيد عند الموت دخل الجنة، وإن كان قبلها من أئمة الكفر؛ لأن الأحكام في الدنيا تُبنى على الظاهر، قال الله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النساء:94]، وفي الصحيحين عن أبي ذر - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: ((ما من عبد قال لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك، إلا دخل الجنة))، وروى مسلم عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله، دخل الجنة)).
والأحاديث في هذا المعنى متواترة، وأكثر من أن تحصر في فتوى، وهذه الأحاديث تشمل المسلم، والكافر الذي وفق للنطق بالشهادتين؛ وقد وردت أحاديث كثيرة خاصة بالكافر منها:
1) ما رواه البخاري ومسلم عن سَعِيدِ بن الْمُسَيَّبِ عن أبيه قال لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بن أبي أُمَيَّةَ بن الْمُغِيرَةِ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يا عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إلا الله كلمة أَشْهَدُ لك بها عِنْدَ اللَّهِ فقال أبو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بن أبي أُمَيَّةَ يا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عن مِلَّةِ عبد الْمُطَّلِبِ فلم يَزَلْ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُهَا عليه وَيُعِيدُ له تِلْكَ الْمَقَالَةَ حتى قال أبو طَالِبٍ آخِرَ ما كَلَّمَهُمْ هو على مِلَّةِ عبد الْمُطَّلِبِ وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إلا الله فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَا والله لَأَسْتَغْفِرَنَّ لك ما لم أُنْهَ عَنْكَ فَأَنْزَلَ الله عز وجل {ما كان لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى من بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لهم أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} وَأَنْزَلَ الله تَعَالَى في أبي طَالِبٍ فقال لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم {إِنَّكَ لَا تَهْدِي من أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي من يَشَاءُ وهو أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}.
2) وروى البخاري عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان غلامٌ يهوديٌّ يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرض؛ فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم – يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: ((أسلم))، فنظر إلى أبيه - وهو عنده -؟ فقال له: أطع أبا القاسم! فأسلم؛ فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: ((الحمد لله الذي أنقذه من النار)).
3) وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم))؛ رواه مسلم.
4) وقال لأسامة في الرجل الذي قتله - بعد أن قال: لا إله إلا الله -: ((لِمَ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْجَعَ فِي الْمُسْلِمِينَ وَقَتَلَ فُلَانًا وَفُلَانًا وَسَمَّى لَهُ نَفَرًا وَإِنِّي حَمَلْتُ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَأَى السَّيْفَ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَتَلْتَهُ؟! قَالَ نَعَمْ قَالَ فَكَيْفَ تَصْنَعُ بـ"لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟! قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي قَالَ وَكَيْفَ تَصْنَعُ بـ"لا إله إلا الله" إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟! قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَزِيدُهُ عَلَى أَنْ يَقُولَ كَيْفَ تَصْنَعُ: كيف تصنع بـ"لا إله إلا الله" إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟!))، رواه مسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/149)
5) وروى أحمد عن المقداد بن عمرو قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت رجلاً ضربني بالسيف فقطع يدي، ثم لاذ مني بشجرة، ثم قال: "لا إله إلا الله"، أأقتله؟ قال: لا. فعدت مرتين أو ثلاثاً، فقال: لا. إلا أن تكون مثله قبل أن يقول ما قال، ويكون مثلك قبل أن تفعل ما فعلت)).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في "الصارم المسلول": "ولا خلاف بين المسلمين أن الحربي إذا أسلم عند رؤية السيف وهو مُطلَق أو مُقيد، يصح إسلامه، وتُقبل توبته من الكفر، وإن كانت دلالة الحال تقتضي أن باطنه خلاف ظاهره، فعلم أن من أظهر الإسلام والتوبة من الكفر قُبِل ذلك منه".
واعتبر - رحمك الله - بحال صاحب البطاقة الذي أخبرنا عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – حين قال: ((إن الله عز وجل يستخلص رجلا من أمتي، على رءوس الخلائق يوم القيامة؛ فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا، كل سجل مد البصر، ثم يقول له أتنكر من هذا؟! شيئا أظلمتك كتبتي الحافظون؟! قال: لا يا رب. فيقول ألك عذر، أو حسنة؟! فيبهت الرجل؛ فيقول: لا يا رب؛ فيقول: بلى، إن لك عندنا حسنة واحدة، لا ظلم اليوم عليك؛ فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول: أحضروه؛ فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟! فيقال: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة، قال: فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، ولا يثقل شيء بسم الله الرحمن الرحيم))؛ أخرجه الترمذي.
وقال -صلى الله عليه وسلّم-: ((إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع؛ فيسبق عليه الكتاب؛ فيعمل بعمل أهل الجنة؛ فيدخلها))؛ متفق عليه.
فالعبرة بما يُختم به. نسأل الله الثبات وحسن الختام.
وهذا كلُّه فيما يتعلَّق بالحكم عليه من جهتنا؛ لأن صحة نطقه بالشهادة أمر قلبي لايطلع عليه إلا رب العالمين.
أما إن كان نطقه بها ليدرأ عن نفسه قتلاً، أو نطق بها مع إصراره على مايناقضها، وقد انتفت موانع الكفر في حقِّه: فلا ينفعه نطقه بها، وهذا في الغالب لا يمكن معرفته، بل يتولاَّه الله.
تنبيه: قد يظن كثير من الناس أن التوفيق للنطق بالشهادتين عند الموت يستطيعه كل أحد، وهذا من الوهم والغرور؛ فالتوفيق عند الموت بيد الله وحده، والناجي مَن وفقه الله، والخواتيم ميراث السوابق - في الأغلب - قال عبد العزيز بن أبي رواد: "حضرت رجلا عند الموت يلقن الشهادة "لا إله إلا الله"، فقال في آخر ما قال: هو كافر بما تقول ومات"؛ ذكره ابن رجب في "جامع العلوم والحكم"، وقال: "وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار، وفي باطنه خصلة خفيه من خصال الخير؛ فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره؛ فتوجب له حسن الخاتمة".
فكم من عامل يعمل في ظاهره، بما يتناقض مع ما في باطنه! وكم من عامل يعمل عمل الخير في الظاهر، ومن وراء ذلك دسيسة سوء، تكون سبباً لسوء خاتمته، والعياذ بالله تعالى! وكم من عامل يعمل عمل الشر في الظاهر، وفيه خصلة خفية حميدة، يتداركه الله بسببها برحمة منه وفضل؛ فيختم له بخير!
وبالجملة، فإن الانقلاب من الشر إلى الخير كثير، ولله الحمد، وأما الانقلاب من الخير إلى الشر؛ فقليل. والله أعلم.
--------------------------------------------------------------------------------
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 12:52 م]ـ
من كان آخر كلامه"لا إله إلا الله" دخل الجنة
إجابة الشيخ خالد الرفاعي - مراجعة الشيخ سعد الحميد
- 8/ 6/1428 هجري
--------------------------------------------------------------------------------
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، هل من كان آخر كلامه قبل الموت "لا إله إلا الله" دخل الجنة، حتى لو كان على أعمال تقدح بالتوحيد؟
جزاكم الله خيراً
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/150)
فقد تظاهرت الأدلة من الكتاب والسنة وإجماع السلف على أن من وفق لكلمة التوحيد عند الموت دخل الجنة، وإن كان قبلها من أئمة الكفر؛ لأن الأحكام في الدنيا تُبنى على الظاهر، قال الله تعالى: {وَلا تَقُولُوا لِمَنْ أَلْقَى إِلَيْكُمُ السَّلامَ لَسْتَ مُؤْمِناً تَبْتَغُونَ عَرَضَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} [النساء:94]، وفي الصحيحين عن أبي ذر - رضي الله عنه – قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم –: ((ما من عبد قال لا إله إلا الله، ثم مات على ذلك، إلا دخل الجنة))، وروى مسلم عن عثمان رضي الله عنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((من مات وهو يعلم أنه لا إله إلا الله، دخل الجنة)).
والأحاديث في هذا المعنى متواترة، وأكثر من أن تحصر في فتوى، وهذه الأحاديث تشمل المسلم، والكافر الذي وفق للنطق بالشهادتين؛ وقد وردت أحاديث كثيرة خاصة بالكافر منها:
1) ما رواه البخاري ومسلم عن سَعِيدِ بن الْمُسَيَّبِ عن أبيه قال لَمَّا حَضَرَتْ أَبَا طَالِبٍ الْوَفَاةُ جَاءَهُ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَوَجَدَ عِنْدَهُ أَبَا جَهْلٍ وَعَبْدَ اللَّهِ بن أبي أُمَيَّةَ بن الْمُغِيرَةِ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يا عَمِّ قُلْ لَا إِلَهَ إلا الله كلمة أَشْهَدُ لك بها عِنْدَ اللَّهِ فقال أبو جَهْلٍ وَعَبْدُ اللَّهِ بن أبي أُمَيَّةَ يا أَبَا طَالِبٍ أَتَرْغَبُ عن مِلَّةِ عبد الْمُطَّلِبِ فلم يَزَلْ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَعْرِضُهَا عليه وَيُعِيدُ له تِلْكَ الْمَقَالَةَ حتى قال أبو طَالِبٍ آخِرَ ما كَلَّمَهُمْ هو على مِلَّةِ عبد الْمُطَّلِبِ وَأَبَى أَنْ يَقُولَ لَا إِلَهَ إلا الله فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَا والله لَأَسْتَغْفِرَنَّ لك ما لم أُنْهَ عَنْكَ فَأَنْزَلَ الله عز وجل {ما كان لِلنَّبِيِّ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِرُوا لِلْمُشْرِكِينَ وَلَوْ كَانُوا أُولِي قُرْبَى من بَعْدِ ما تَبَيَّنَ لهم أَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ} وَأَنْزَلَ الله تَعَالَى في أبي طَالِبٍ فقال لِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم {إِنَّكَ لَا تَهْدِي من أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي من يَشَاءُ وهو أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ}.
2) وروى البخاري عن أنس - رضي الله عنه - قال: كان غلامٌ يهوديٌّ يخدم النبي - صلى الله عليه وسلم - فمرض؛ فأتاه النبي - صلى الله عليه وسلم – يعوده، فقعد عند رأسه فقال له: ((أسلم))، فنظر إلى أبيه - وهو عنده -؟ فقال له: أطع أبا القاسم! فأسلم؛ فخرج النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يقول: ((الحمد لله الذي أنقذه من النار)).
3) وقال - صلى الله عليه وسلم -: ((لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس، ولا أشق بطونهم))؛ رواه مسلم.
4) وقال لأسامة في الرجل الذي قتله - بعد أن قال: لا إله إلا الله -: ((لِمَ قَتَلْتَهُ؟ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْجَعَ فِي الْمُسْلِمِينَ وَقَتَلَ فُلَانًا وَفُلَانًا وَسَمَّى لَهُ نَفَرًا وَإِنِّي حَمَلْتُ عَلَيْهِ فَلَمَّا رَأَى السَّيْفَ قَالَ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقَتَلْتَهُ؟! قَالَ نَعَمْ قَالَ فَكَيْفَ تَصْنَعُ بـ"لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ" إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟! قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ اسْتَغْفِرْ لِي قَالَ وَكَيْفَ تَصْنَعُ بـ"لا إله إلا الله" إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟! قَالَ: فَجَعَلَ لَا يَزِيدُهُ عَلَى أَنْ يَقُولَ كَيْفَ تَصْنَعُ: كيف تصنع بـ"لا إله إلا الله" إِذَا جَاءَتْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ؟!))، رواه مسلم.
5) وروى أحمد عن المقداد بن عمرو قال: قلت: يا رسول الله، أرأيت رجلاً ضربني بالسيف فقطع يدي، ثم لاذ مني بشجرة، ثم قال: "لا إله إلا الله"، أأقتله؟ قال: لا. فعدت مرتين أو ثلاثاً، فقال: لا. إلا أن تكون مثله قبل أن يقول ما قال، ويكون مثلك قبل أن تفعل ما فعلت)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/151)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - في "الصارم المسلول": "ولا خلاف بين المسلمين أن الحربي إذا أسلم عند رؤية السيف وهو مُطلَق أو مُقيد، يصح إسلامه، وتُقبل توبته من الكفر، وإن كانت دلالة الحال تقتضي أن باطنه خلاف ظاهره، فعلم أن من أظهر الإسلام والتوبة من الكفر قُبِل ذلك منه".
واعتبر - رحمك الله - بحال صاحب البطاقة الذي أخبرنا عنه رسول الله - صلى الله عليه وسلم – حين قال: ((إن الله عز وجل يستخلص رجلا من أمتي، على رءوس الخلائق يوم القيامة؛ فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا، كل سجل مد البصر، ثم يقول له أتنكر من هذا؟! شيئا أظلمتك كتبتي الحافظون؟! قال: لا يا رب. فيقول ألك عذر، أو حسنة؟! فيبهت الرجل؛ فيقول: لا يا رب؛ فيقول: بلى، إن لك عندنا حسنة واحدة، لا ظلم اليوم عليك؛ فتخرج له بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا عبده ورسوله، فيقول: أحضروه؛ فيقول: يا رب، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات؟! فيقال: إنك لا تظلم، قال: فتوضع السجلات في كفة، قال: فطاشت السجلات، وثقلت البطاقة، ولا يثقل شيء بسم الله الرحمن الرحيم))؛ أخرجه الترمذي.
وقال -صلى الله عليه وسلّم-: ((إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع؛ فيسبق عليه الكتاب؛ فيعمل بعمل أهل الجنة؛ فيدخلها))؛ متفق عليه.
فالعبرة بما يُختم به. نسأل الله الثبات وحسن الختام.
وهذا كلُّه فيما يتعلَّق بالحكم عليه من جهتنا؛ لأن صحة نطقه بالشهادة أمر قلبي لايطلع عليه إلا رب العالمين.
أما إن كان نطقه بها ليدرأ عن نفسه قتلاً، أو نطق بها مع إصراره على مايناقضها، وقد انتفت موانع الكفر في حقِّه: فلا ينفعه نطقه بها، وهذا في الغالب لا يمكن معرفته، بل يتولاَّه الله.
تنبيه: قد يظن كثير من الناس أن التوفيق للنطق بالشهادتين عند الموت يستطيعه كل أحد، وهذا من الوهم والغرور؛ فالتوفيق عند الموت بيد الله وحده، والناجي مَن وفقه الله، والخواتيم ميراث السوابق - في الأغلب - قال عبد العزيز بن أبي رواد: "حضرت رجلا عند الموت يلقن الشهادة "لا إله إلا الله"، فقال في آخر ما قال: هو كافر بما تقول ومات"؛ ذكره ابن رجب في "جامع العلوم والحكم"، وقال: "وكذلك قد يعمل الرجل عمل أهل النار، وفي باطنه خصلة خفيه من خصال الخير؛ فتغلب عليه تلك الخصلة في آخر عمره؛ فتوجب له حسن الخاتمة".
فكم من عامل يعمل في ظاهره، بما يتناقض مع ما في باطنه! وكم من عامل يعمل عمل الخير في الظاهر، ومن وراء ذلك دسيسة سوء، تكون سبباً لسوء خاتمته، والعياذ بالله تعالى! وكم من عامل يعمل عمل الشر في الظاهر، وفيه خصلة خفية حميدة، يتداركه الله بسببها برحمة منه وفضل؛ فيختم له بخير!
وبالجملة، فإن الانقلاب من الشر إلى الخير كثير، ولله الحمد، وأما الانقلاب من الخير إلى الشر؛ فقليل. والله أعلم.
--------------------------------------------------------------------------------
ـ[المعلمي]ــــــــ[24 - 06 - 09, 02:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذا باب مشكل وعظيم،،،
فأهل القبلة جرى اختلافهم قديما، وقد اتخذنا أئمتنا واسطة بيننا وبين الله تعالى ونقلوا لنا عقائد الصحابة والتابعين فاتبعناها ..
وأهل البدع كذلك اتخذوا أئمتهم واسطة بينهم وبين الله تعالى، وهنا ينقدح إشكال لم أجد له جوابا حتى يومي هذا.
كيف تم تعديل الرواة هل تم تعديلهم قبل روايتهم أم بعدها وماهو الميزان المتبع في التعديل؟
الرافضي سيعدل الرافضي ويجرح السني بمعلومه من عقيدته، وكذلك السني سيجرح الرافضي ويعدل السني بمقتضى معلومه من عقيدته.
وهذه تقود إلى دور واضح!!!
والعلاقة بين كلامي الآنف وهذا الموضوع علاقة إشارية ليس أكثر ..
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[24 - 06 - 09, 03:10 م]ـ
أولا الأدلة على بطلان دين الرافضة ليست من السنة فحسب أخى الحبيب، بل القرآن هو العمدة الأولى فى ذلك.
ثانيا دين الرافضة لم يعرف علم الحديث إلا بعد أبو عمرو بن الصلاح الإمام الشافعى المتأخر رحمه الله، وهم يقرون بهذا، فليس لهم كتب فى الرجال والجرح والتعديل قبل هذا الزمان.
ثالثا هم يقرون بأن بعد كل هذا ليس ثمة من ضابط مانع جامع لمعرفة الصحيح من الضعيف عندهم.
راجع مقال الأخ الأزهرى السلفى حول علم الحديث عند الرافضة، تجده هنا فى الملتقى.
مما فات يتبين لك حل إشكالك.
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[24 - 06 - 09, 03:12 م]ـ
أولا الأدلة على بطلان دين الرافضة ليست من السنة فحسب أخى الحبيب، بل القرآن هو العمدة الأولى فى ذلك.
ثانيا دين الرافضة لم يعرف علم الحديث إلا بعد أبو عمرو بن الصلاح الإمام الشافعى المتأخر رحمه الله، وهم يقرون بهذا، فليس لهم كتب فى الرجال والجرح والتعديل قبل هذا الزمان.
ثالثا هم يقرون بأن بعد كل هذا ليس ثمة من ضابط مانع جامع لمعرفة الصحيح من الضعيف عندهم.
راجع مقال الأخ الأزهرى السلفى حول علم الحديث عند الرافضة، تجده هنا فى الملتقى.
مما فات يتبين لك حل إشكالك.(110/152)
رجل دعا على نفسه ثمّ رجع عن دعائه!
ـ[أبو يحيى المسلم]ــــــــ[16 - 04 - 09, 03:26 م]ـ
السلام عليكم
هنا مسألة وأرجو الإفادة
رجل دعا على نفسه بأن لا يشهد جنازتَه أحدٌ من أقاربه, وبعد فترة من الزمن تذكّر أنّه دعا بهذا الدعاء واستغفر الله على ذلك.
هل الرجوع عن الدعاء يقبله الله, أم أنّ الدعاء الأول ينفذه الله؟(110/153)
الاختيارات الجلية من شرح النووية للشيخ الخضير
ـ[أم حنان]ــــــــ[16 - 04 - 09, 04:43 م]ـ
الاختيارات الجلية من شرح النووية للشيخ عبدالكريم الخضير
هذه كلمات انتقيتها من شرح النووية للشيخ عبدالكريم الخضير -حفظه الله-، أسأل الله أن ينفعني وإياكم بها:
1 - ثم بعد ذلك قال المؤلف -رحمه الله تعالى-: "الحمد لله رب العالمين" ولسنا بحاجة إلى إعادة ما مر بنا مراراً من الكلام على الحمد، وأن كثيراً من أهل العلم يفسره بالثناء على الله -جل وعلا-، وأن ابن القيم -رحمه الله تعالى- انتقد هذا التعريف بحديث أبي هريرة في صحيح مسلم: ((قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين: فإذا قال العبد: {الحمد لله رب العالمين} قال: حمدني عبدي، فإذا قال: {الرحمن الرحيم} قال: أثنى علي عبدي)) فالثناء ليس هو الحمد، الحمد المكرر المثنى مرتين وثلاثاً، تكرار المحامد هي: الثناء على الله -جل وعلا -، ولذلك لم يفسر النبي -عليه الصلاة والسلام-، الله -جل وعلا- في الحديث الصحيح ما قال: إذا قال العبد: [الحمد لله رب العالمين} قال: أثنى علي عبدي، إنما قال: حمدني عبدي، فإذا قال: {الرحمن الرحيم} يعني كرر هذا الثناء وهذا الحمد سمي ثناءً، قال: أثنى علي عبدي، والتعريف المرضي عند ابن القيم -رحمه الله- أن الحمد: هو ذكر الله -جل وعلا- بأوصافه، بأوصافه التي بجميعها يستحق المدح، فجميع أوصاف الله -جل وعلا- متضمنة للمدح والحمد، فذكره -جل وعلا- بهذا الأوصاف هو حمده، وتكرار هذا الحمد هو الثناء، فالثناء هو الحمد المكرر، والحمد والشكر بينهما عموم وخصوص عند أهل العلم، والكلام في هذه المسألة يطول.
2 - إلى المكلفين" من بلغ سن التكليف فالمكلفون هم الإنس والجن ممن تعدى مرحلة رفع القلم، فهم جميع الإنس والجن ماعدا الثلاثة الذين رفع عنهم القلم: ((الصغير حتى يبلغ، والمجنون حتى يفيق، والنائم حتى يستيقظ)) مع أن النائم مكلف، بمعنى أن رفع القلم عنه مؤقت، زوال رفع القلم عنه أسرع من زواله عن الصغير وعن المجنون، الصغير قد يقرب من بلوغ الحلم وقد يبعد لكنه رفع عنه القلم حتى يحتلم، والمجنون حتى يفيق، قد يفيق وقد لا يفيق، أما النائم فنومه ساعات ثم يستيقظ فيعود عليه التكليف، لكنه أثناء النوم القلم عنه مرفوع وهذا في حقوق الله -جل وعلا-، أما في حقوق الخلق وما يكون التكليف فيه من باب ربط الأسباب بالمسببات فيكون من الحكم الوضعي لا من التكليفي، فجمهور أهل العلم يرون أن الصبي والمجنون تجب عليهم الزكاة، والثلاثة تلزمهم قيم المتلفات وأروش الجنايات، ولا يقال: إن القلم مرفوع عنهم فلا تجب عليهم هذه الأمور؛ لأنها ليست من الأحكام التكليفية وإنما هي من الأحكام الوضعية، ربط الأسباب بالمسببات فإذا وجد السبب وجد المسبب، نائم انقلب على أو تحرك فكسر متاعاً لغيره يضمن، صغير يضمن في مثل هذه الصورة، مجنون جنا يضمن والمراد بالضمان ضمان وليه في المال، على كل حال هذه مسألة معروفة عند أهل العلم.
3 - ] في صحيح البخاري سبيلاً وسنة، شرعة ومنهاجاً: سبيلاً وسنة، فالشرعة هي السنة، والمنهاج هو السبيل؛ لأن أهل العلم يقولون: إن هذا من اللف والنشر المشوش، شرعة ومنهاجاً: سبيلاً وسنة، الشرعة هي السنة، والمنهاج هو السبيل
4 - وهناك النعم الخفية والله -جل وعلا- أسبغ النعم على عباده، وأعظم هذه النعم على الإطلاق نعمة الإسلام، نعمة الإسلام وهذا هو رأس المال، افترض أن المسلم كما هو الأصل فيه أنه مبتلى بالمصائب، مبتلى بالأمراض، هل يمكن أن تقارن حالة أقل المسلمين شأناً في أمور الدنيا بأعظم الكفار شأناً في أمور الدنيا؟ أبداً، ولذا المؤمن كخامة الزرع، المصائب تعتريها من كل وجه، وأما الكافر مثل الأرزة -شجرة صلبة متينة عريضة لا تحركها الرياح- فلا تعتريها العوارض، لكن الإنسان يحمد الله -جل وعلا- أن جعله من هذه الأمة ويفتخر بإسلامه ويرفع رأسه بدينه {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ} [(33) سورة فصلت]، يعتز بدينه ويفتخر به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/154)
5 - "وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له" وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له بدأ بالبسملة، ثم ثنى بالحمد، ثم ثلث بالشهادة وجاء في ذلك الأحاديث المعروفة من طرق كثيرة: ((كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه ببسم الله فهو أبتر، وكل أمر ذي بال -يعني شأن يهتم به شرعاً- لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أقطع أو أجذم)) كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذمى، على كل حال يمتثلون هذه الأحاديث وإن كانت لا تسلم من مقال، بل بعض العلماء حكم على جميع ألفاظها بالضعف، وأما لفظ الحمد على وجه الخصوص فقد حسنه النووي وجمع من أهل العلم ابن الصلاح وغيرهما، ولا يعني أننا إذا ضعفنا الأحاديث بجميع ألفاظها وطرقها أننا لا نبدأ بالبسملة، القرآن ابتدئ بالبسملة، والحمد ابتدئ به القرآن بفاتحة الكتاب وخطب النبي -عليه الصلاة والسلام- تفتتح بالحمد والشهادة أيضاَ.
لإن بعض الناس إذا سمع التضعيف قال: لا داعي لأن نبدأ بالبسملة والحمد له والشهادة ما له داعي ما دام الأحاديث الضعيفة، والعمل بالحديث الضعيف لا يجوز العمل به على ما سيأتي تقريره في هذه المقدمة، المؤلف يرى العمل بالحديث الضعيف لكن يأتي تقرير هذه المسألة، من يقول: إن الحديث الضعيف لا يعمل به مطلقاً، ثم يأتي إلى هذا الحديث ويقول: الأحاديث ضعيفة فيبدأ بغير البسملة والحمد له والشهادة يدخل في مراده مباشرة، ومع الأسف أنه وجد بعض الكتب، أنا وقفت على كتاب واحد حقيقة وموضوعه شرعي، يقول: كانت الكتب التقليدية تبدأ بالبسملة والحمد له، لكن هذا المجدد رأى أن والبسملة الحمد له لا داعي لها مع ضعف الأحاديث، هذا قصور قصور في الفهم، لا يفرق بين ما ثبت بأصول متضافرة متكاثرة، وبين ما لم يرد إلا في هذا الحديث الضعيف
6 - يقول: ((أنا سيد ولد آدم ولا فخر)) فهو سيد الثقلين، وأشرف الخلق أجمعين، وأعلم الناس وأعرفهم وأتقاهم وأخشاهم لله -جل وعلا- فهو السيد فهو سيدنا.
وفي الكلام المرسل المطلق الذي لا يتعبد بلفظه لا مانع من قول سيدنا محمد، لكن في ا لألفاظ المتعبد بها كالتشهد مثلاً لا يجوز أن تقول: وأشهد أن سيدنا محمداً عبده ورسوله؛ لأن هذه متعبد عبادات توقيفيه لا يجوز الزيادة عليها.
7 - "وحبيبه وخليله" "وخليله أفضل المخلوقين" بلا نزاع فهو أفضل الرسل فضلاً عن غيرهم، وجاء عنه -عليه الصلاة والسلام-: ((لا تفضلوا بين الأنبياء ولا تفضلوني على يونس بن متا)) فمنع التفضيل -عليه الصلاة والسلام- وهذا محمول على حالة واحدة وهي: إذا ما اقتضى المقام تنقص المفضل عليه، إذا اقتضى المقام تنقص المفضول، يقال: لا تفضلوا الأنبياء، وإلا فالتفضيل بين الأنبياء في منطوق الكتاب العزيز تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ} [(253) سورة البقرة] والمنع من تفضيل الأنبياء ((لا تفضلوا بين الأنبياء)) معروف أنه حينما يقتضى هذا التفضيل التنقص للمفضول كما هو ظاهر في قوله: ((لا تفضلوني على يونس بن متا))، لأن ما حصل من يونس -عليه السلام- قد يتطاول عليه بعض السفهاء الذي لا يعرف منازل الأنبياء والرسل صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين، الذي يقرأ عنه قد يقع في نفسه شيء من التنقص، لكن الله -جل وعلا- أنجاه {فَلَوْلَا أَنَّهُ كَانَ مِنْ الْمُسَبِّحِينَ* لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ} [(143 - 144) سورة الصافات] {لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [(87) سورة الأنبياء] دعوة أخي ذو النون، وليست خاصة به بل له ولغيره ممن يقولها في هذه المضايق {وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ} [(88) سورة الأنبياء] ليست خاصة بيونس، على كل حال إذا اقتضى التفضيل تنقص المفضول منع وحسمت مادته ((لا تفضلوا بين الأنبياء))، وإلا فالأصل أن التفضيل واقع وثابت في منطوق القرآن.
8 - أكثر أهل العلم على أن الصلاة خاصة على سبيل الاستقلال بالأنبياء، والترضي عن الصحابة، والترحم على من بعدهم هذا العرف العلمي عند أهل العلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/155)
9 - و"أما بعد" الإتيان بها في الخطب والمراسلات والدروس، الإتيان بها سنة ثبتت عن أكثر من ثلاثين صحابياً عنه -عليه الصلاة والسلام-، فالإتيان بها سنة ولا يقوم غيرها مقامها، وإبدال الواو مكان أما هذا عرف عند المتأخرين، ويقولون: إن الواو تقوم مقام أما، لكنه لا يحصل به الامتثال والإقتداء بالنبي -عليه الصلاة والسلام-، والأصل أن "أما بعد" تابعة للانتقال من موضوع إلى موضوع، من المقدمة إلى صلب الموضوع، أو من موضوع إلى موضوع أخر.
10 - "أما بعد: فقد روينا عن علي بن أبي طالب" النووي يروي "عن علي بن أبي طالب، وابن مسعود، ومعاذ بن جبل، وأبي الدرداء، وابن عمر، وابن عباس ... إلى آخره، يروى عنهم مباشرة وإلا بواسطة؟ بوسائط روينا يعني بالوسائط، بالأسانيد، ولذا رأي ابن الصلاح في مثل هذا أن يقول: روّينا، ما يقول: روَينا: يقول: إيش، يقول: روّينا عن علي بن أبي طالب -أمير المؤمنين-، وعبد الله بن مسعود بن غافل الهذلي، ومعاذ بن جبل، وأبي الدرداء، وابن عمر، وابن عباس، وأنس بن مالك، وأبي هريرة، وأبي سعيد الخدري -رضي الله عنهم- من طرق كثيرات بروايات متنوعات"، مروي عن جمع غفير من الصحابة، وكل صحابي له رواة، وكل تابع له رواة، فالأسانيد كثيرة جداً، والطرق لهذا الحديث كثيرة، لكنه ضعيف بجميع طرقه وألفاظه اتفق الحفاظ على ضعفه، وكلها شديدة الضعف، كلها شديدة الضعف ولذا ابن الجوزي أورد الحديث في العلل المتناهية بطرقه وبين أنها كثير منها موضوع، ومنها ما هو شديد الضعف فلا يجبر بعضها بعضاً، وإلا فالضعيف الذي ليس ضعفه بشديد إذا جاء من طرق يجبر بعضها بعضاً ويرتقي إلى الحسن لغيره، وإن كان السيوطي وبعض المتأخرين يجعلون شديد الضعف كالضعيف لا سيما إذا تعددت طرقه تعدداً كثيراً؛ لأنه إذا وجد ضعيفاً ليس ضعفه بشديد ووجد مثله يرتقي به إلى الحسن لغيره، لكن افترضنا أنه شديد ضعف مع شديد ضعف، نعم على طريقة السيوطي ومن يقول بقوله، إنه شديد ضعف مع شديد ضعف ارتقى إلى ضعيف ليس ضعفه بشديد على جهة الترقية، ثم الثاني والثالث كل واحد يخفف هذا الضعف إلى أن يكون كالذي بُدئ كما يقول السيوطي في ألفيته، يعني يكون مثل الضعيف خفيف الضعف، يعني إذا قلنا: إن الضعيف بحديث أخر مثله مساويٍ له أو فوقه يرتقي إلى الحسن لغيره، الشديد الضعف بمثله يرتقي إلى الضعيف، يعني على طريقتهم في ترقية الضعيف إلى الحسن، والحسن إلى الصحيح، الشديد الضعف يرتقي إلى الضعيف، ومثله ومثله ومثله يخف الضعف، يخف، يخف إلى أن يصل إلى الحسن عند الحسن لغيره عند السيوطي، وعامة أهل العلم على أن الضعيف شديد الضعف وجوده مثل عدمه، وجوده مثل عدمه، ولذا حكم أو اتفق الحفاظ كما سيأتي في كلام المؤلف أنه ضعيف وإن كثرت طرقه، وهذا هو المعمول به عند أهل العلم أن شديد الضعف وجوده مثل عدمه،
11 - ثم يقول -رحمه الله تعالى-: "وقد استخرت الله تعالى، وقد استخرت الله تعالى في جمع أربعين حديثاً عملاً بالحديث، وإلا إقتداء بهؤلاء الأئمة الأعلام، يقول: "اقتداء بهؤلاء الأئمة الأعلام وحفاظ الإسلام"، لكن هل العبرة بما ثبت عن الله وعن رسوله، أو بما ثبت عن غيره عن غير الله وعن غير رسوله -عليه الصلاة والسلام- مهما رسخت قدمه في الإسلام وعلا شأنه، العبرة بما ثبت عن الله وعن رسوله.
العلم قال الله قال رسوله
هذه هي الحجج الملزمة أما كونه ثبت عن فلان أو علان أو فعل كذا، لا شك أن كون الإمام السابق من أهل الإقتداء والإئتساء والإتباع تستروح النفس وتميل إلى تقليده؛ لأن عادته وديدنه ألا يعمل إلا بشيء له أصل، لكن يبقى أن الإقتداء وأن الأسوة إنما تكون بالنبي -عليه الصلاة والسلام-
12 - وقولهم: كونه يندرج تحت أصل عام، الأصل العام لا يخلوا إما أن يدل عليه دلالة مطابقة أو دلالة موافقة في الجملة، موافقة من وجه ومخالفة من وجه، فإذا دل النص -الأصل العام- على مطابقة فهذا لا مانع من العمل به، مثل إيش مثل من جلس حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين، ركعتين ليس لهما صفة زائدة عما جاء عن النبي -عليه الصلاة والسلام- ركعتين كما يصلي تحية المسجد، كما يصلي ركعتي الفجر، كما يصلي ليس لها صفة زائدة، فنقول: إذا جلس حتى تطلع الشمس بفعل النبي -عليه الصلاة والسلام- ثم صلى ركعتين سواء كانت المذكورة في حديث: ((من صلى الصبح في جماعة ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين فكان له أجر حجة))، المقصود إن كان يقصد هذا الثواب فلا إشكال فيه؛ لأن هاتين الركعتين ليست لهما صفة زائدة وجاءت نصوص تدل عليها باعتبارها صلاة الضحى، سواء كانت هذه أو ذاك لا إشكال فيها؛ لأنه ليس لها صفة زائدة لكن ماذا عن صلاة التسابيح أو صلاة الرغائب؟ فيه أوصاف كثيرة زائدة عما شرعه الله -جل وعلا- فمثل هذه لوجود هذه المخالفة لا يتعبد بها؛ لأن الأصل العام لا يدل عليها، الأصل العام يدل على الركعتين بعد طلوع الشمس، لكن الأصل العام لا يدل على صلاة الرغائب ولا على صلاة التسابيح لماذا؟ لأن لها صفات زائدة لم ترد في الأصل العام، فيفرق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/156)
ـ[أم حنان]ــــــــ[16 - 04 - 09, 07:01 م]ـ
13 - لكن إذا أدى الاحتياط كما يقول شيخ الإسلام: إذا أدى الاحتياط إلى ارتكاب محظور أو ترك مأمور فالاحتياط في ترك هذا الاحتياط، الاحتياط في ترك هذا الاحتياط، أحياناً ما تستطيع ما في مفر إن احتطت للواجب فرطت في المحرم أو العكس، فأنت حينئذ لا بد أن تعمل بالراجح، لا بد أن تعمل بالراجح ولا تحتاط في مثل هذه المسألة؛ لأن الاحتياط يلزم عليه ارتكاب محظور أو ترك مأمور، فليس العمل بالاحتياط جادة مضطردة وإنما إذا وجد المبرر، والأحوط لا يترتب عليه ارتكاب محظور ولا ترك مأمور، فيعمل بالاحتياط.
14 - يتفقون على أن الضعيف لا يحتج به في العقائد والأحكام أيضاً، إلا أن الباحث في كتب الفقه في الأحكام في الحلال والحرام يجد أن هذه الكتب مملوءة بالأحاديث الضعيفة، كيف يقررون ويقعدون أن الضعيف لا يعمل به في الأحكام، ومع ذلك كتب الأحكام فيها أحاديث ضعيفة، حتى كتب أحاديث الأحكام فيها أحاديث ضعيفة؟ كيف نقرر كلام نظري ثم عند العمل والتطبيق نخالف؟
يعني لو رجعت إلى المجموع للنووي وجدت فيه أحاديثاً ضعيفة، وهو ممن يجمع بين الفقه والحديث، وإذا رجعت إلى المغني فيه أحاديث ضعيفة، إذا رجعت إلى كتب الحنيفة كذلك، كتب المالكية كذلك، كيف يقولون: إن الضعيف لا يعمل به في الأحكام يتفقون على هذا ثم بعد ذلك كتبهم مملؤة، مرد ذلك إلى عدم علمهم بهذه الصنعة
15 - قلنا: إن إيراد هذه الأحاديث الضعيفة في كتب الأحكام مع أنه لا يحتج بها في الأحكام اتفاقاً إنما هو من باب غفلة مؤلفيها عن الصنعة الحديثية، ناهيك عما في كتب التفسير، وما في كتب المغازي، وما في السير، وما في التواريخ والأدب من الأخبار الضعيفة والباطلة والواهية هذا فيه كثير.
16 - وإذا قلنا: إن الضعيف لا يحتج به مطلقاً سد الباب على أمثل أولئك الذين يشغلون طلاب العلم بما لم يثبت عما ثبت، يشغلون طلاب العلم بما لم يثبت عما ثبت، ويشغلون العامل بالعمل بما لم يثبت عن العمل بما ثبت، تجد كثيراً ممن غلب عليه جانب العمل عنده شيء من الغفلة عن العلم، فتجد كثيراً من أعماله مبناه على أحاديث ضعيفة، وإذا تشبث الإنسان بالضعيف لا شك أنه سيغفل لا محالة عن ما ثبت عن النبي -عليه الصلاة والسلام-، ولذا لو كان معول طالب العلم وعمدته على الصحيحين قبل غيرهما، فإذا أتقن الأحاديث الصحيحة طلب المزيد مما صح من غيرهما كان تمسكه بالصحيح فيه مشغلة عن التمسك بما لم يصح، بخلاف من اعتمدوا على أحاديث وعلى كتب وعظية، وكتب ترغيب، وكتب ما يكتبه العبّاد ويستدلون به وغالبه من الضعيف، بل فيه كثير من الموضوعات، وانشغلوا بأعمال بناء على ما رتب عليها من أجور اشتغلوا بها عما صح عن النبي -عليه الصلاة والسلام-.
فالقول بحسم المادة وعدم العمل بالضعيف مطلقاً، هو الذي يجعل طالب العلم يعمل بما صح ويسدد ويقارب ويحرص على استيعاب ما صح، وفيه ما يشغله عما لم يصح.
ـ[أم حنان]ــــــــ[16 - 04 - 09, 11:08 م]ـ
18 - ((نضر الله امرأً سمع مقالتي فوعاها فأداها)) فوعاها: يعني عقلها وحفظها فأداها إلى غيره كما سمعها يعني بحروفها، كما سمعها لم يغير فيها شيئاً، الذي يروي الحديث بالمعنى يدخل في هذه الدعوة وإلا ما يدخل؟
الظاهر، ظاهر اللفظ أن من روى الحديث بالمعنى لا يدخل؛ لأنه لا بد أن يؤديها كما سمعها والذي يؤدي بالمعنى لا يدخل لا يكون أداها كما سمعها، لكن قد يدخل ليبلغ الشاهد الغائب، يدخل في نصوص كثيرة ولذا جمهور أهل العلم على أن رواية الأحاديث بالمعنى جائزة بشروطها هو رأي الجمهور، رأي الجمهور أن رواية الحديث بالمعنى جائزة، ولذا حديث الأعمال بالنيات مروي في سبعة مواضع يختلف بعضها عن بعض زيادة ونقص، امرأة ينكحها، امرأة يتزوجها، دنياً يصيبها المقصود أنها الألفاظ في صحيح البخاري فضلاً عن غيره متفاوتة، أيضاً حديث النعمان بن بشير ((مشتبهات)) ((متشابهات)) ((مشبهات)) وألفاظ كثيرة فيها زيادة
على كال حال من روى الحديث بلفظه كما هو الأصل، ومن رواه بالمعنى بشروطه:
أن يكون عارفاً بمدلولات الألفاظ وما يحيل المعاني.
وألا يكون المتروك يعني المحذوف، أو المغير المذكور في الحديث له ارتباط بالمغير،
وألا يكون أيضاً النص مما يتعبد بلفظه، ألا يكون النص مما يتعبد بلفظه، ففي حديث النوم حديث البراء بن عازب لما ذكر النبي -عليه الصلاة والسلام- الحديث ((ونبيك الذي أرسلت)) قال عند عرض الحديث على النبي -عليه الصلاة والسلام- قال: ورسولك الذي أرسلت قال: ((لا، قل: ونبيك الذي أرسلت)).
19 - شرح النووي مختصر جداً لكنه مع ذلك فيه فوائد ونفائس واستنباطات للمؤلف لا توجد لغيره، على ما يؤخذ عليهم من مسألة التأويل في الصفات كما يؤخذ على شرحه على مسلم هذا الأمر وغيره من مؤلفاته؛ لأنه أشعري -رحمه الله- وهذه من المأخذ عليه، وإن كان ليس إماماً مجتهداًً في الباب منظراً يعني لا يساوى النووي بالرازي مثلاً في هذا الباب، ولذا يرى جمع من أهل العلم أن هذه المسألة، هذه القضية قضية التأويل عنده بالنسبة لحسناته، وما عنده من علم وعمل على عظمها، يعني مسألة هو
أولاً: ليس بالمجتهد وإنما هو في عداد المقلدين في هذا الباب.
الأمر الثاني: أنه ليس إنكاره للصفات على جهة العناد، وإنما هو على طريقة التأويل.
الأمر الثالث: أنه عنده من الحسنات من علم وعمل ونفع وإخلاص فيما يبدو، ويغلب على الظن وإن كنا لم نطلع على السرائر، لكن إفادة الناس من كتبه وكثرة ما كتبه من المؤلفات النافعة في عمره القصير يدل على شيء من هذا
وأظن الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله- في فتاويه سئل عنه وأجاب بشيء قريب من هذا، المقصود أن مسألة الاعتقاد عندنا لها شأن عظيم، لها شأن عظيم، والعقيدة رأس المال وهي أصل الأصول، والأصل أن يقتدى فيها بسلف الأمة وأئمتها، فما أجمعوا عليه لا يجوز بحال أن ينازع فيه، وما دل عليه الدليل الصحيح الصريح لا يجوز أن يخالف بحال، والاجتهاد بابه مفتوح لا سيما في مسائل الفروع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/157)
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 11:15 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[17 - 04 - 09, 01:03 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو عبدالرحمن محمد العمري]ــــــــ[17 - 04 - 09, 07:57 ص]ـ
السلام عليكم
انا وضعت تعليق هنا لماذا حذف؟؟؟
اليس الاصل الاستأذان في الحذف؟؟؟
ـ[أم حنان]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:27 م]ـ
*هل الحديث الضعيف ضعفاً يسيراً إذا جرى عليه العمل، هل يكون ذلك كاف بترقية الحديث إلى درجة الاحتجاج به، فمثل هذا لو صح الحديث ولم يجري عليه العمل، هل هذا كافي في رده، وكيف نوجه كلام الشافعي وغيره "الحديث إذا ثبت فهو حجة بنفسه"؟
أولاً: عمل العالم بمقتضى حديث لا يدل على صحته؛ لأنه قد يوجد في الباب أدلة أخرى، كما أن تركه للعمل بحديث لا يدل على ضعفه؛ لأنه قد يكون تركه لمعارض راجح، أو لم يبلغه، أو تأوله أو ما أشبه ذلك من الأعذار التي ذكرها أهل العلم.
فليس العمل ولا تركه بقادح في الخبر، أو مصحح له، إنما أهل العلم يستروحون بعمل أهل العلم بالحديث كصنيع الترمذي حينما يقول: وعليه العمل يستروحون إلى تقوية الخبر بمثل هذا، لكن إذا كان الضعف ظاهراً فلا يمكن أن يتقوى إلا بما يجبر هذا الضعف، لا بمجرد العمل، نعم إذا الأمة تلقت هذا الخبر بالقبول، وعمل به عامة أهل العلم، واستدلوا به وأوردوه بمعرض الاحتجاج والاستدلال، نعم يدل على ثبوته، والحافظ ابن حجر يقول: تلقي الأمة بالقبول للحديث أقوى من مجرد كثرة الطرق، ومعروف كلام أهل العلم في حديث ((لا وصية لوارث))، وأن العلماء تلقوه بالقبول، وإن كان لا يسلم
*يقول: لقد ذكر شيخ الإسلام مثالاً على جواز العمل بالحديث الضعيف، في وروود أجر عظيم على ذكر من أذكار الثابت، يعني الذكر بالنص على ألا يكون في الحديث تقييد إلا ذكر الأجر؟
يعني مثل ما قالوا في حديث: ((من صلى الصبح في جماعة، ثم جلس في مصلاه يذكر الله حتى تتطلع الشمس، ثم صلى ركعتين، كان له أجر حجة)) هذا تضمن ذكر الأجر، وإلا فالجلوس إلى انتشار الشمس من فعله-عليه الصلاة والسلام- ثابت في صحيح مسلم، وصلاة الضحى ثابتة بحديث أخرى، والجمع بينهما وترتيب الثواب هذا هو الحديث الذي فيه الكلام لأهل العلم وإن كان قابلاً للتحسين، فعلى كلام الشيخ هذا أن مجرد ترتيب الثواب على الذكر الثابت أصله في نصوص صحيحة هو الذي يعمل به، ومع ذلك لا يجزم بهذا الثواب إنما يرجو مثل هذا الثواب، يعمل بالجلوس إقتداء بجلوسه-عليه الصلاة والسلام-، ويصلى الركعتين باعتبار أنهما ركعتا الضحى، ويرجو ثواب الله -جل وعلا- لعل الخبر أن يصح، وإن لم يصح فعمله شرعي بدونه.
*إذا قلنا: نواك الله بخير، أي: قصدك هل نحتاج إلى نص أن مثل هذا المسند، يمكن يسند إلى الله -جل وعلا- أو لا نحتاج؟ الأسماء والصفات توقيفية لا يخالف في هذا أحد، لكن مثل هذا الإخبار يحتاج إلى توقيف، وإلا دائرة الإخبار أوسع؟
الطالب: أوسع
نعم دائرة الإخبار أوسع، ولذا يرددونها في الشروح من غير نكير.
((إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى)) هذا أيضاً حصر، والحصر عند أهل العلم ينقسم إلى:
حصر حقيقي.
وحصر إضافي.
لا إله إلا الله، لا معبود بحق إلا الله -جل وعلا- حصر حقيقي؛ لأنه لا يخرج عن هذا الحصر أحد، وهناك حصر إضافي"] {إِنَّمَا أَنتَ مُنذِرٌ} [/ [(7) سورة الرعد]،إضافي لأن له صفات أخرى غير النذارة، ((إنما الربا في النسيئة))، "إنما الشاعر حسان" هذا يسمونه حصر إضافي للاهتمام والعناية بشأن من حصر فيه الوصف وإن وجد غيره.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[19 - 04 - 09, 01:08 ص]ـ
أحسنتم بارك الله فيكم واصلوا,,,,,
ـ[أم حنان]ــــــــ[19 - 04 - 09, 04:42 م]ـ
وفيكم،بارك الله
*طيب معلم يعلم الناس الخير وقصد نفع الأخوة الحاضرين، هذا له أجره بهذا القصد وبهذه النية، لكن لو استحضر نية من ينتفع بهؤلاء الحاضرين يؤجر عليها وإلا ما يؤجر؟ يؤجر عليها ولذلك فضل الله واسع، فاستحضار مثل هذه الأمور، ومثل هذا الجمل حقيقة يفتح آفاقاً وأبواباً للأجور مما لا يخطر على بال، يعني لو شيخ مثلاً قال: والله ما أنا بجالسٍ علشان واحد، طالب واحد ما حضر إلا وحده أنا والله ما أنا بجالس، أنت استحضر نية نفع هذا الطالب ومن ينتفع بهذا الطالب، وقد يتسلسل الأمر إلى قيام الساعة وأجورك ماشية وهذه فائدة قوله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/158)
((وإنما لكل امرئ ما نوى))، ليس لك من عملك إلا ما نويت.
* ((الهجرة)): عمل شرعي، وأصلها الترك،
في اللغة: الترك.
وفي الاصطلاح: الانتقال من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام
وهي واجبة إلى قيام الساعة، حكمها باقي إلى قيام الساعة، وأما حديث: ((لا هجرة بعد الفتح)) فإنما المراد به من مكة؛ لأنها صارت دار إسلام، أما البقاء بدار الكفر، والإقامة بدار الكفر فلا تجوز بحال ولا يعفى عن أحد يستطيع، أما الذي لا يستطيع ولا بالحيلة فإنه معذور {إِلاَّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاء وَالْوِلْدَانِ لاَ يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلاَ يَهْتَدُونَ سَبِيلاً} (98) سورة النساء] الذي لا يستطيع ما يستطيع {لاَ يُكَلِّفُ اللّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [(286) سورة البقرة]، لكن المستطيع القادر على الهجرة يجب عليه أن يهاجر، وذلك لعظم أمر البقاء بين ظهراني الكفار، كم من إنسان انحرف؟ كم من شخص ارتد؟ كم من إنسان ابتلي وامتحن حتى صرف عن دينه؟ وأما ما يحصل لذراري المسلمين في بلاد الكفر فحدث ولا حرج، والوقائع التي تنقل عنهم يندى لها الجبين، ويعتصر لها القلب ألماً.
وقد برء المعصوم من كل مسلم ... يقيم بدار الكفر غير مصارم
((أو امرأة يتزوجها، فهجرته إلى ما هاجر إليه)) كرر، فقال: من كنت هجرته إلى الله ورسوله، فهجرته إلى الله ورسوله، كرر ذلك تعظيماً لشأن هذه الهجرة إلى الله ورسوله. أما في الجملة الثانية: ((من كانت هجرته إلى دنيا يصيبها، أو امرأة يتزوجها أو ينكحها، فهجرته إلى ما هاجر إليه))، ما قال: ((إلى دنيا))، أو ((إلى امرأة)) ما كرر مثل الجملة الأولى تحقيراً لشأن الهدف والقصد من هذه الهجرة
*إذا نظرنا في العلل الإمام البخاري إمام في العلل، لكن أيضاً هناك أئمة علي بن المديني إمام، أبو حاتم إمام، يحيى بن معين وغيرهم أئمة كبار، ومن باب أولى الإمام مسلم، وهذا يدلنا على فضل التأليف،لو أقول لمجموعة من الطلاب من يذكر لي اسم ابن واره رباعي من يذكره، وما منزلته بين أهل الحديث؟ إمام جبل كبير ليس بالسهل، لكن التأليف خلد ذكر الإمامين، وجعلهما في كل وقت، وفي كل حين، وفي كل بلد يقال: قال الإمام البخاري -رحمه الله تعالى-، قال الإمام مسلم -رحمه الله تعالى-، لكن من يقول ابن واره -رحمه الله-، إلا إذا ورد ذكره في كتب أهل العلم؟ فهذا يدل على أن للتأليف شأناً، وهو الذي يخلد الرجال إذا كان نابعاً من إخلاص لله -جل وعلا-، فأول من يستفيد من من المؤلَف المؤلِف.
*نعم لا يستطاع العلم براحة الجسم، لا يستطاع العلم براحة الجسم؛ لأن هذه أمور: السياق، وترتيب المتون، والأسانيد، وجودة التصرف هذه ما تأتي من فراغ، ما يأتي العلم بهذه الطريقة، يأتي العلم بالسهر عليه، وصرف الجهد، وبذل نفيس الأوقات على العلم، ومعاناة العلم، فعلى طالب العلم أن يعنى بهذا ويهتم به، ويجعل الصحيحين بعد القرآن ديدنه، وتكون دراسته للبخاري، ثم يضم إليه ما زاده الإمام مسلم، ثم ما زاده أبو داود وهكذا، في طريقة شرحنها وبينها في مناسبات كثيرة من أراد الإفادة منها يرجع إليها.
ـ[عبد الحق آل أحمد]ــــــــ[19 - 04 - 09, 11:14 م]ـ
الأخت الفاضلة الكريمة/أم حنان .. بارك الله فيك ..
و قليل أمثالك ..
وأسأل الله تعالى أن يرزقك العلم النافع و العمل الصالح .. اللهم آمين.
ـ[أم حنان]ــــــــ[20 - 04 - 09, 07:58 م]ـ
الأخت الفاضلة الكريمة/أم حنان .. بارك الله فيك ..
و قليل أمثالك ..
وأسأل الله تعالى أن يرزقك العلم النافع و العمل الصالح .. اللهم آمين.
الأخ الفاضل عبدالحق، وفيك بارك الله
اللهم اغفر لي مالايعلمون واجعلني خيرآ مما يظنون ولاتؤاخذني بما يقولون
وأسأله عزوجل أن يرزقك العلم النافع والعمل الصالح، اللهم آمين
*يقول: حصل لبس عند بعض طلبة العلم في مسألة ذكر اسم المخالف؛ لأن فيه غيبة؟ فما هي السنة في ذلك، وهل يكتفى بالتعميم عن الخطأ دون ذكر المخطئ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/159)
على كل حال المسألة الأصل ألا يذكر الاسم، إذا خشي، إذا فندت، أو فند هذا الخطأ وهذه المخالفة بالأدلة، ونوقش صاحبها، وبذلت له النصيحة فلم ينتصح، وخشي من انتشار شره واغترار الناس به؛ لأن بعض الناس ما يفهم إلا بالتصريح، إذا رجحت المصلحة بالتصريح بحيث يخشى شره أن ينتشر في الناس، وتنتشر بدعته في الناس لا مانع من التصريح باسمه، والعلماء صرحوا بأسماء الرواة، وقدحوا فيهم، وجرحوهم؛ لأن المصلحة راجحة بل متعينة، فالشخص المبتدع الذي يخشى من نشر بدعته، أو عنده أمور يخشى من ضرر الناس بسببها، هذا لا مانع أن يصرح باسمه بعد أن تبذل الأسباب لإيقاف هذه البدعة، والتحذير من البدعة، ونصح هذا المبتدع، إذا لم يرتدع وأصر وعاند ما معنا إلا التصريح؛ لأن كثير من الناس ما يفهم بالتلميح.
* ((أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك))، ((أن تعبد الله كأنك تراه)) يعني تراقب الله -جل وعلا- وتستحضر اسمه الرقيب، فمنزلة المراقبة لا تحصل لكل أحد؛ لأن الغفلة غطت على قلوب كثير من الناس، تجد الجسم في المسجد والقلب في الشارع، في السوق، في البيت، في التجارة، في الزراعة، في الدراسة، القلب حضوره قليل عند كثير من الناس في هذا الوقت، والعبرة به بالقلب وخطاب الشرع جميعه متجه إلى القلب {يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [(88 - 89) سورة الشعراء فلا بد من المراقبة، مراقبة الله -جل وعلا- فإنه هو المطلع على السرائر، {يَعْلَمُ السِّرَّ وَأَخْفَى} [(7) سورة طه]، {يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ} [(19) سورة غافر].
*وابن عمر صحابي مدرك للنبي -عليه الصلاة والسلام- تابع مؤتسي مقتدي، يحرص على الإتباع وإن كان في بعض ما أداه إليه اجتهاده لا يوافق عليه، وعلى كل حال هو من مشاهير الصحابة، ومن المكثرين لرواية الحديث، وهو أحد العبادلة من الصحابة الذين تأخروا حتى أحتاج الناس إلى علمهم، عبد الله بن عمر، وعبد الله بن عباس، عبد الله بن عمرو بن العاص، وعبد الله بن الزبير، ابن مسعود ليس منهم وإن كان من الجلالة والمكانة العظيمة البينة الواضحة في الدين، في القران وما يتعلق به في الأحكام في الحلال والحرام إمام، لكن مع ذلك تقدمت وفاته توفي قبلهم بنحو من أربعين سنة، فاحتاج الناس إلى علم هؤلاء الذين تأخروا، وهذا سبب من أسباب انتشر علمهم؛ لأن الناس احتاجوا إليه، أما من مات قديماً فهذا مع توافرالكبار قد لا تحصل له المنزلة التي تحصل لمن تأخر بعده.
ـ[أم حنان]ــــــــ[21 - 04 - 09, 04:55 م]ـ
*يقول المؤلف -رحمه الله تعالى- في الحديث الرابع: عن أبي عبد الرحمن وجرى على عادته في ذكر الكنية والكنى مما ينبغي أن يهتم به طالب العلم؛ لأنه يأتي في بعض الأسانيد الكنية مقتصر عليه عن أبي عبد الرحمن مثلاً، فإذا عرفت أن كنية ابن مسعود هذه، أو كنية ابن عمر، أو كنية ابن عباس، أو كنية فلان أو علان سهل عليك تمييز المهمل، والعلماء ألفوا في الكنى كتباً كثيرة لابن عبد البر كتاب: "الاستغناء في معرفة المشهورين بالكنى" في ثلاث مجلدات، هناك كتب أخرى" "الكنى والأسماء" للدولابي وغيرهم، المقصود أن هذا محل عناية لأهل العلم، وعلى طالب العلم أن يعنى به ويهتم به؛ لأن هذه الكنى قد تأتي من غير ذكر للاسم.
*وابن مسعود من الدين بمكان، وجاء في فضائله ومناقبه ما جاء، وهو أيضاً محل عناية من الخلفاء بدأً بأبي بكر، ثم عمر، ثم عثمان، وفي الصحيح أن عثمان قال لابن مسعود: يا أبا عبد الرحمن، ألا نزوجك فتاتي تعيد لك ما مضى من شبابك، العرض وكان عمره سبعين فقال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم- ((يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج))، وأقول في هذا العرض منقبة للطرفين، منقبة للعارض، ومنقبة للمعروض عليه، العارض ما يتردد في كون هذا كبير سن إنما اشتراه واشترى دينه، اشترى الإرث الذي في صدره، والمعروض عليه ما قال فرصة أنا عمره سبعين سنة لو يخطب من الناس كلهم ما زوجوه -هذه فرصة العمر-، فالطرفين كلاهما يدرك حقائق الأمور والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/160)
*يقول ابن مسعود: "حدثنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم-"، وحدثنا بالجمع يقولها: من يروي بطريق السماع من لفظ الشيخ مع غيره، ولو كان منفرداً لقال حدثني، أو سمعت إذا كان معه غيره، قال حدثنا: وإذا شك هل معه غيره، وليس معه غيره منهم من يقول: حدثني؛ لأنه هو المتيقن ومن عداه مشكوك فيه، ومنهم من يقول: حدثنا؛ لأن حدثني أقوى عند أهل العلم من حدثنا؛ لأن حدثني تدل على أنه مقصود بالتحديث الكلام موجه إليه، وعلى كل حال هذا بصدد صحابي -رضوان الله عليه- لا يفرق بين أن يقول: حدثني، أو حدثنا، أو سمعت ما في فرق.
*لأن العمر هو عبارة عن هذه الأيام، فماذا عما يوضع في هذه الأيام، -التي هي في الحقيقة خزائن يودع فيها الإنسان ما شاء مما يسوء أو مما يسر-؟ افترض أن شخصاً عاش مائة سنة، وبعدين السبت الأحد الاثنين، السبت الأحد الاثنين، صيف شتاء، صيف شتاء، ثم بعدين انتهى لا شيء، فالعبرة بمن يستغل هذه الأيام {أَفَرَأَيْتَ إِن مَّتَّعْنَاهُمْ سِنِينَ* ثُمَّ جَاءهُم مَّا كَانُوا يُوعَدُونَ * مَا أَغْنَى عَنْهُم مَّا كَانُوا يُمَتَّعُونَ} [(205 - 206 - 207) سورة الشعراء] ما يفيد هذا، ما ينفع، لو عمروا عمر نوح ما يفيد، العبرة بما يودع في هذه الخزائن، العبرة بما يودع في هذه الخزائن، فعلى الإنسان أن يستغل هذه الأوقات، وهذه الأنفاس، التي هي في الحقيقة عبارة عن عمره ونفسه، والله المستعان.
* ((فوالله الذي لا إله غيره، فوالله الذي لا إله غيره)) يقسم النبي -عليه الصلاة والسلام- ويحلف من غير استحلاف، ويحلف على الأمور المهمة من غير استحلاف، وفي هذا جواز القسم بالله -جل وعلا- على الأمور المهمة؛ لئلا يجعل الله عرضة للأيمن فيقتصر على الأمور المهمة.
*الحديث المقيد: ((وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة فيما يبدو للناس، وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار فيما يبدو للناس)) حديث ابن مسعود هذا مخيف مخيف، الإنسان لا يأمن ولا يضمن ولو عاش طول عمره، ولو اتفقت ألسنة الناس على مدحه طيلة عمره فلان وفلان، فلان يفعل كذا، وفلان، لا هذا حديث مخيف سوء العاقبة كان السلف يخافونها، ويلهجون بحسن الخاتمة، طيب خفي عليهم حديث: ((فيما يبدو للناس)) ما خفي عليهم، قيدوا المطلق بالمقيد وإلا ما قيدوا؟ لأن الخوف من سواء العاقبة يجب أن يستصحبه كل أحد، واللهج بالدعاء بحسن الخاتمة ينبغي أن يكون ديدن كل مسلم، وكان سلف على الأمة على وجل عظيم من سوء الخاتمة، وما قالوا والله الرسول يقول: فيما يبدو للناس، واحنا لا محنا، نحن هذا ليس وصف لنا، احنا نعمل من قلب وإخلاص، لا هذه تزكية للنفس، هو ما يدريك أن يزل بك قدمك في آخر لحظة، ما تدري أنه يختم لك فسلف هذه الأمة فيما يؤثر عنهم من نصوص كثيرة لم يقولوا بتقييد المطلق هنا، بل صاروا على وجل عظيم وخجل شديد من سوء العاقبة، وهكذا ينبغي أن يكون المسلم لا سيما من عنده شيء من العلم؛ لأن القلوب بين أصبعين من أصابع الرحمن، وكثيراً ما يقول النبي -عليه الصلاة والسلام- ((يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك))، فيسأل الله الثبات في كل لحظة من لحظاته، ويسأل الله -جل وعلا- أن يحسن له الخاتمة، وأن يستعمله فيما يرضيه، هو لا يعتمد على مثل الرواية المقيدة، ويزكي نفسه يقول: أنا أعمل مخلص، وظاهري مثل باطني هذا الكلام ليس بصحيح؛ لأن هذا اغترار، وإعجاب بالنفس، إعجاب بالنفس
.
والعجب فاحذره إن العجب مجترف ... أعمال صاحبه في سيله العرم
* يقول: نتمنى أن نرى شيخنا في قناة المجد؟
إن كان القصد تتمنى أن تسمع من العلم ما ينفعك فهو موجود -الدروس الصوتية موجود-، والصورة لا خير فيها.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[21 - 04 - 09, 05:52 م]ـ
بوركِ فيكِ أختي أم حنان على هذه الفوائد
وبارك الله في الشيخ الكريم
ـ[أم حنان]ــــــــ[21 - 04 - 09, 09:49 م]ـ
وفيك بارك الله، أختي طويلبة علم
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 11:10 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابو احمد القرني]ــــــــ[22 - 04 - 09, 01:48 ص]ـ
بارك الله فيك و نفع بك
ـ[أم حنان]ــــــــ[22 - 04 - 09, 04:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/161)
* وحديث: ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)) هل مفهومه أن الذي لا يتفقه في الدين أراد الله به شراً؟ لا، لم يرد الله به خيراً، لأن الخير والشر ليسا بنقيضين، وإنما هما ضدان نعم لا يجتمعان، لكن قد يرتفعان، فهذا شخص عنده الأموال، وعنده نصيب من التعبد والإنفاق في سبيل الله، لكنه عامي لا يقرأ، ولا يكتب، نقول: هذا أراد الله به شراً لا، هذا أريد به خيراً من جهة، ولم يرد به خيراً من جهة.
*وهل يقال للنبي -عليه الصلاة والسلام- أبو المؤمنين؟ أيضاً خلاف {مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ} [(40) سورة الأحزاب]، ولكن المقصود بذلك أبوة التبني بعد إلغائه، وأما في الاحترام والتعظيم والتقدير فهذا ثابت له، ((وأنا كالوالد لكم)) كما جاء في بعض الأحاديث.
*عمر -رضي الله تعالى عنه- جمع الناس على صلاة التراويح، وخرج ذات يوم وقال: "نعمت البدعة" لما رآهم يصلون أعجب، .......... فخشي أن يقال: ابتدعت يا عمر، فقال: نعمت البدعة، هذه البدعة يقرر شيخ الإسلام -رحمه الله- التي قالها عمر يقرر أنها بدعة لغوية، وتبعه على ذلك كثير من الشيوخ من أهل العلم، ومنهم من قال مجاز مثل الشاطبي، وإذا نظرنا في حد البدعة اللغوية وأنه: ما عمل على غير مثال سابق، ما عمل على غير مثال سابق فنجد هذا التعريف لا ينطبق على صلاة، على جمع عمر الناس على صلاة التراويح، فالبدعة اللغوية لا تتجه، البدعة الشرعية أبعد لماذا؟ لأن هذا العمل سبق له شرعية من فعله -عليه الصلاة والسلام- جماعة بأصحابه صلى بهم ليلتين، أو ثلاث ثم ترك خشية أن تفرض عليه، فليست ببدعة لا شرعية ولا لغوية، إذا كيف يقول عمر: ابتدعت؟ عمر خشي أن يقال: ابتدعت يا عمر، فقال: نعمت البدعة، ومثل هذا يسمى في عمل البديع: "المشاكلة"، المشاكلة والمجانسة.
قالوا اقترح شيئاً نجد لك طبخه ... قلت اطبخوا لي جبة وقميصا
هذه المشاكلة {وَجَزَاء سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِّثْلُهَا} [(40) سورة الشورى] فالأولى سيئة وجزائه ليست بسيئة معاقبة الجاني ليست بسيئة، لكن من باب المشاكلة والمجانسة في التعبير؛ لأنه سبق لها شرعية من فعله -عليه الصلاة والسلام.
*الكنية بالولد هي الأصل لأن الذكر أفضل جنس من الأنثى، وسيأتي في الحديث الذي يليه الكنية بالأنثى عن أبي رقية، التكني بالأنثى جائز عند أهل العلم, لكن الأصل التكني بالذكر لأن جنس الذكر أفضل من جنس الأنثى، والمقصود بالكنية, كما يقصد بالاسم, واللقب هو: التعريف فإذا عرف بكنيته والأصل أن تكون بالذكر بها ونعمة، إذا عرف بالأنثى بشهرتها وقد تكون البنت أفضل من أخيها لأن تفضيل الجنس لا يعني تفضيل الأفراد, لا يعني تفضيل الأفراد، ولذا يقول أبو حيان في كتاب جمعه في بيان محاسن ابنته واسمها النظار يقول: هي أفضل من أخيها حيان أفضل من أخيها حيان، فيوجد في الجملة يعني: من النساء من تفضل بعض الرجال لكن يبقى أن [الجنس جنس الرجال أفضل من جنس النساء, (وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللّهُ عَزِيزٌ حَكُيمٌ) سورة البقرة:228] تفضيل شرعي لكن لا يعني أنه تفضيل أفراد في مقابل أفراد، تفضيل جملي، يعني: في الجملة الرجال أفضل من النساء، وهنا كني النعمان بولده عبد الله, وفي الحديث اللاحق كني تميم الداري بابنته رقية، وقد يكنى الرجل للتعريف به ولما يولد له فعائشة أم عبد الله, ولم يولد لها ليس لها ولد، وقد ويكنى بشيء له في أدنى ملابسة ولو كان حيوان كما كني عبد الرحمن بن صخر الدوسي, بأبي هريرة، وقد يكنى بمجموع ولد ويقال: أبو الرجال مثلاً أبو الأشبال وما أشبه ذلك وهذه الكنى معروفة لكن عندنا في الحديث الأول الكنية بالولد, والثاني بالبنت،،الأصل في الكنية أن تكون بأكبر الأولاد, كما قال النبي - عليه الصلاة والسلام- قال: ((هل لك من ولد؟ قال: نعم قال: فمن أكبرهم قال: الحكم، قال: أنت أبو الحكم)) [/قال: أنت أبو شريح قال: شريح لأنه كان يكنى يلقب بالحكم، قال: فما أكبرهم, قال: شريح, قال: أنت أبو شريح، لأن الأكبر لا منازع له بين أخوته الصغار لأن السن له دور والذي جاء في الحديث الصحيح: ((كبر، كبر)) لكن لقب الرجل بأصغر أولاده أو بأوسطهم لميزة له مثلاً كما كني الإمام أحمد وصالح أكبر من عبد الله فلا مانع من ذلك، إذا كان هناك مبرر وخلت المسألة من المفسدة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/162)
لأن هذا قد يجر إلى مفسدة بين الأولاد يكون فيها شحناً وإذا عرف الأب بالابن الصغير مع أنه يوجد من هو أكبر منه هذا قد يوغر نفس الكبير على أبيه, وعلى أخيه، على كل حال الأمر في هذا تدرس في الأحوال والظروف المحيطة.
ـ[أم حنان]ــــــــ[25 - 04 - 09, 10:27 م]ـ
*استعمال بعض الاصطلاحات والألفاظ الأعجمية، مع وجود ما يقوم مقامها من الألفاظ العربية، يعني: تجد بعض الناس يخاطب ببعض الألفاظ الأعجمية, يقول: إن هذا لا يؤثر في كون اللغة العربية هي الأصل، نقول: إن هذا لو وجد في غير هذا العصر الذي ظهرت فيه الأمة مظهر الضعف وأن من تكلم بهذه الألفاظ يقتدي بالكفار ويلهج بلهجتهم من باب الإعجاب بهم كما هو ظاهر، يعني: مرة في سؤال على الهاتف سأل واحد سؤال شرعي يسأل عن حكم شرعي لما انتهى من السؤال قال: أوكي، هذا لا يليق بشخص لاسيما في مثل هذا المقام، لا شك أن هذا يدل على شيء من الانهزامية, وعلى المسلم أن يعتز بدينه بدينه, ولغته التي حملت هذا الدين، تجدون بعض الألفاظ يتشدق بعض الناس من باب الإعجاب، نقول: هذا لا شك من منعه لكن قد تكون الحاجة داعية إلى بعض تعلم أو تعلم بعض اللغات والتخاطب بها والتحدث بها عند الحاجة هذا أمر لا إشكال فيه إن شاء الله - تعالى- لكن لا لجميع الناس وإنما لمن يحتاجه فقط، الأصل المنع والحاجة تقدر بقدرها لكن المشكلة في حينما يتخاطب الناس به بين أهليهم وذويهم وأقرانهم, وأمثالهم ونظرائهم يتشدقون بها هذا هو محل النظر.
* اتقى الشبهات هذه الأمر المشبه عليك الذي لم يتبين ولم يتحرر لك أنه من النوع الأول أو من النوع الثاني عليك أن تتقيه استبراء للدين طلباً لبراءة دينك, وعرضك، ولا شك أن طلب البراءة لدين هذا أمر مطلوب عيني لتخرج من العهدة بيقين اترك هذا الأمر، اترك هذه الشبهة وعليك أن تجعل بينك وبينها وقاية طلب لبراءة دينك, وأنت مطالب بهذا، لكن ما معنى استبراء العرض؟ استبراء العرض يعني: أن الناس إذا رأوك تتناول هذه الأمور وتزاول هذه الأمور لاكتك ألسنتهم فمنهم من يقول: فلان يرتكب حرام، لأن ميله إلى أن هذا الأمر المشتبه من النوع الثاني ومنهم من يقول: يرتكب حلال، ومنهم من يقول: هذا لا يحتاط لدينه، فتبقى حديثاً للناس في مجالسهم ينالون من عرضك الذي هو محل المدح, أو الذم ما ينالون, فأنت عليك أن تطلب البراءة لعرضك.
*وقدم الإسلام لا تثبت إلا على قنطرة التثبيت، ولذلك إذا تعارضت هذه الأقوال مع النصوص الصريحة الصحيحة نضرب بها عرض الحائط، نضرب بها عرض الحائط، ونقرر أن العقل في القلب كما اتفقت على ذلك النصوص كلها، يعني: وإن قلنا: بقول هو رواية عن الإمام أحمد أن له اتصال بالدماغ، محله القلب وله اتصال بالدماغ، بمعنى: أنه يتأثر بتأثر الدماغ وبذلك تجتمع الأقوال، ويكون المحل الأصلي، والمقر الأصلي للعقل هو القلب, ويكون هناك مؤثر أخر وهو الدماغ، يعني: كما يتركب الكهرباء من السالب والموجب, يعني: لا يمكن أن يقوم الكهرباء بواحد منهما, وعلى كل حال القول المحقق أن العقل محله القلب كما يقرره عامة أهل العلم.
*إذا كان القلب بالنسبة للمسلم بهذه المثابة مدار الصلاح والفساد عليها, فلماذا يغفل كثير من الناس عن إصلاح قلبه، وتجد كثير من الأمراض المتعلقة بالقلب مستعصية لدى كثير من المسلمين حتى من بعض من ينتسب إلى العلم وطلبه, تجده يقول: حاولنا وعجزنا، حاولنا إصلاح النية, وعجزنا طيب، حاولنا الإقبال على الله والخشوع في الصلاة عجزنا، حاولنا ترك الحسد عجزنا، حاولنا محاربة العجب عجزنا، وتجده يسعى جاهداً لمعرفة أحكام الصلاة, وأحكام الصيام هذا مطلوب: ((من يرد الله به خيراً يفقه في الدين)) لكن المدار على القلب، لماذا لا نسعى في إصلاحه؟ ونجد الكتابات مع أن القرآن والسنة الاهتمام فيهما ظاهر بالقلب وما يصلح القلب ظاهر, لكن نجد المؤلفات عند أهل العلم أقل بكثير من كتب الفقه العملي الظاهر، ونحن بحاجة إلى إصلاح الباطن، لأن المدار على هذا الباطن، والنبي - عليه الصلاة والسلام- يقول: ((التقوى هاهنا)) نعم التقوى خفية محلها القلب لكن علامتها, وعلامات صدق هذه الدعوة تظهر على الجوارح.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[26 - 04 - 09, 01:52 ص]ـ
واهًا!
رائع، رائق ..
درر بهية، وفوائد زكية ..
جزاك الله خيرا أختنا الحبيبة، ووفقك في الدارين، (وبلغك الفردوس الأعلى، وأنا معك) ..
ـ[أم حنان]ــــــــ[26 - 04 - 09, 10:38 م]ـ
واهًا!
رائع، رائق ..
درر بهية، وفوائد زكية ..
جزاك الله خيرا أختنا الحبيبة، ووفقك في الدارين، (وبلغك الفردوس الأعلى، وأنا معك) ..
وجزاك بمثله أختي الكريمة، ووفقك في الدارين، ورزقك العلم النافع والعمل الصالح، وبلغك الفردوس الأعلى، اللهم آمين.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[27 - 04 - 09, 01:13 ص]ـ
الأخت الفاضلة أم حنان .... واصلي وصلك الله بطاعته ....
والله إنها كلمات مضيئة ونصائح جليلة من هذا العالم المحقق المدقق الرباني ....
نسأل الله أن يمد بعمره على طاعته .... وأن يثبته على دينه ..... وأن يحسن له الخاتمة .....
سبحان الله: الشيخ عبدالكريم فيه مِيزَة قلَّ أن تجدها عند غيره وفي غيره الخير والبركة: ألاوهي:
نصائحه الجليلة وكلماته النابعة من خبرة طويلة خاض غمارها في ميدان العلم والعمل, كذلك نحسبه ولانزكي على الله أحد .. ولذلك تجد نصائحه وتوجيهاته ووصاياه للطلبة, كأنه والدهم يرشدهم ويربيهم ويوصّيهم بكلماته المحررة والمحققة .... إنه بحق مثال للسلف الصالح في هديه وسمته ومعاملته وتوجيهاته ...
فهو عالم عامل رباني بكل ماتعنيه هذه الكلمة .... أسأل الله أن يثبت قلبه وأن يحفظه من كل سوء ومكروه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/163)
ـ[أم حنان]ــــــــ[28 - 04 - 09, 06:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا
*يقول هذا: هل الأسهم من الأمور المشتبه التي يجب الابتعاد عنها؟
أولاً: الأمور المشتبهة ليست على درجة واحدة, فمنها: ما يجب الابتعاد عنه, إذا قويت فيه الشبهة، ومنها: ما ينبغي الابتعاد عنه, وهو ما إذا كانت الشبهة ضعيفة، فالأسهم لا شك أن الشبهة فيها واردة؛ لأن أركان البيع من حيازة المبيع, وقيام هذه المعاملات على أمور أشبه ما تكون بالوهمية فيها: الغرر, وفيها: الخداع، وفيها: النجش، وفيها: أمور كثيرة, ووجد في الواقع ما يجعل الإنسان يجزم بالمنع، لكن المنع على العموم يحتاج إلى شيء من مزيدٍ من النظر في بعض الشركات، أما الشركات التي تسمونها مختلطة لا أدنى ريب ولا شك في منعها, والتي يسمونها النقية, والسلمية هذه الشبهة فيها واردة، وهي التي ينبغي اجتنابها، أما ما وجد فيه الاختلاط بين المباح والمحرم, فإن مثل هذا يجب اجتنابها.
*يقول: أشكل علي قولكم بأن المتشابهة هو الذي يراعى فيه نظر الناس؟
أولاً: يراعى فيه الشرع ((فقد استبرأ لدينه)) ثم بعد ذلك قد يراعى فيه قالة الناس ولذا قال:
((وعرضه))، فإذا خشي أن تقرضه الألسنة بفعله هذا الأمر فليتركه، يعني: ولو كان مباحاً ما لم يضر به فيتركه من أجل أن لا يقع فريسة لألسن الناس، ولئلا يقع في أمر يأثم به الناس من أجله، هذا استبراء للعرض يقول: مع أن النبي - صلى الله عليه وسلم - امتنع عن قتل المنافقين حتى لا يقال أن محمداً يقتل أصحابه مع أنه بين لكن لما يترتب على ذلك ...... النبي - عليه الصلاة و السلام - لما قال هذا الكلام لئلا يقال: إن محمداً يقتل أصحابه, لم يراع في ذلك - عليه الصلاة والسلام – شخصه, وإنما راعى الدين خشية أن يكن ذلك صاداً عن دخول بعض الناس في الإسلام؛ لأنهم إذا سمعوا أن النبي - عليه الصلاة والسلام - قتل من هم معه في الظاهر خشوا على أنفسهم من القتل فامتنعوا عن الدخول في الدين.
*الدين النصيحة، الدين عرفناه أنه بعمومه يشمل جميع أبواب الدين، كله محصور في النصيحة وهي حيازة الحظ للمنصوح له، حيازة الحظ للمنصوح له، من قولهم: نصحت العسل إذا خلصته من الشوائب، أو نصحت الثوب إذا خطته، وكل هذا فيه تسديد للنقص الحاصل، سواء كان في المنصوح, أو في العسل المخلص من الشوائب، أو في الثوب المرفو بالخياطة، هذه حيازة حظ للمنصوح له، ((الدين النصيحة)) قالوا: ولا يوجد كلمة تجمع الخير كله مثل هذه الكلمة, ومثل كلمة: "الفلاح" النصيحة بجميع ما تحمله هذه الكلمة من حيازة للحظ، لمن أسديت له هذه النصيحة، في بعض الروايات ثلاثاً، ((الدين النصيحة، الدين النصيحة، الدين النصيحة))، ثلاث مرات كررها لأهميتها، وسكت - عليه الصلاة والسلام -، سكت -عليه الصلاة و السلام-، لكن الصحابة -رضوان الله عليهم- لا يتركون مثل هذا الأمر المجمل حتى يبيَن، وهذا فيما يُحتاج إليه، يقيض الله - جل وعلا - من يسأل ويستفصل، أما ما لا يحتاج إليه فقد يستمر فيه الإجمال لعدم الحاجة إليه؛ لأن هناك أمور مجملة في الكتاب والسنة ليس المكلف بحاجة إلى معرفتها، وهناك مبهمات في الكتاب والسنة ما قال الصحابة - رضوان الله عليهم- من هو؟ {وَجَاء رَجُلٌ مِّنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ} [سورة القصص:20] ما قالوا: من هو يا رسول الله، لماذا؟ لأنه لا يترتب على معرفته فائدة للمكلف، ولو ترتب على ذلك فائدة لبينه النبي - عليه الصلاة والسلام - ابتداء أو لقيض الله له من يسأل عنه، ولا أحرص من الصحابة، يعني بعض طلاب العلم اليوم تجد وده يتمنى أن ينتهي الدرس بسرعة، فتمر أمور مجملة في كلام المعلم فلا يستفصل خشية أن يطول الكلام، صحيح هذا موجود، فهمت يا أخي يقول لك: والله ما فهمت، ليش ما سألت، ما سأل على شان ينتهي الدرس، لكن هل هذا يتصور في الصحابة؟ لا يمكن.
((قلنا: لمن يا رسول الله!))، النصيحة لمن ما دام الدين النصيحة من ننصح؟، ((قال: لله ولكتابه ولرسوله، ولأئمة المسلمين، وعامتهم)). [رواه مسلم].
فهذا يدلنا على أن ما لم يسأل عنه الصحابة لا سيما بعد جمع الطرق للخبر، الذين لم يسألوا عنه نجزم بأننا لسنا بحاجة إلى معرفته، ولو كنا بحاجة إلى معرفته لقيض الله من يسأل عنه كما هنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/164)
((ولأئمة المسلمين وعامتهم)) وهؤلاء بحاجة إلى النصح, بمعناه العرفي، ((ولأئمة المسلمين))، أئمة المسلمين طائفتان من الناس كما يقرر ذلك أهل العلم، هم ولاة الأمور, ممن ولاهم الله - جل وعلا - أمور المسلمين، هؤلاء هم الأئمة, وأئمة المسلمين هم علماؤهم، علماء الأمة المجتهدون, المخلصون الناصحون لله ولرسوله، كلا الطائفتين داخلتان في أئمة المسلمين, فكيف ينصح أئمة المسلمين سواء قلنا: هم العلماء, أو الحكام؟ ينصحون، بالنسبة للحكام لا شك أنهم بشر، يعتريهم ما يعتري البشر، وقد يزيدون على البشر باعتبار أن الله - جل وعلا - مكنهم، مكنهم من دماء الناس, وأموالهم, وأعراضهم؛ لأن بأيديهم القوة, والسلطة, فهذه الأعمال مظنة لوقوع ما يُمنع شرعاً، فالنصيحة لهم تكون ببيان الحق لهم، وتنبيههم على ما يقعون فيه من مخالفات، ويجب أن يكون هذا بأسلوب يحقق المصلحة ولا يترتب عليه مفسدة؛ لأن المنكر لا يجوز أن يزال بمنكر، المنكر لا يجوز إزالته بمنكر، وقالوا: أيضاً من النصح لولي الأمر جمع الكلمة عليه، وعدم تفريق الناس عنه، ونشر محاسنه لتجتمع عليه الكلمة, والكف عن ذكر مساوئه لئلا تنفر القلوب عنه، مع بيان أن هذا العمل من غير تنصيص على أن يكون من فلان أوعلان، أن هذا العمل محرم؛ لأن البيان لا بد منه وقد أخذ العهد والميثاق على أهل العلم أن يبينوا؛ لأنه إذا ارتكب محرم ولم يبين عامة الناس يظنونه مباح، لكن لا يلزم أن يقال: أن الأمير فلان، أو الوزير فلان, أو فلان أوعلان ارتكب كذا, أو فعل كذا؛ بل الأسلوب الشرعي: "ما بال أقوام يفعلون كذا" , البيان لا بد منه, بما يحقق المصلحة، وولي الأمر ينصح، وكذالك عامة الناس الأصل في النصيحة أن تكون سراً؛ لأنها أقرب إلى الإخلاص وأدعى إلى القبول؛ لأن الإنسان إذا نصح علناً ولو كان من آحاد الناس الاحتمال الأقوى أنه يصر ويعاند, ويستكبر, لكن إذا نصح سر بالأسلوب المناسب فإنه في الغالب يقبل، وولي الأمر من أولى الناس بذلك، لكن لا يعني: أنها تمر الأمور المحرمة وتمشي على عامة الناس من غير بيان لحكمها، يبين أن هذا الأمر محرم، لكن قد يقول قائل: أنه قد لا يمكن البيان في بعض الأمور إلا بمعرفة أصحابها، يعني: بعض الأمور يستقل بها شخص من الناس، يصرح بتصريح أو يأمر بأمر فيه معصية، وتتناقله الوسائل ويعرف الناس كلهم أن هذا صدر من فلان، فإذا بين على المنبر عرف الناس أن المقصود فلان، مثل هذا لا شك أنه يبادر بالنصيحة سراً ليرجع عنه ويبين هو بنفسه للناس، لكن لا يمنع أنه إذا مرت هذه المسألة وجاء لها مناسبة بين حكم الله فيها، لتقوم الحجة على من أراد أن يفعل مثل هذا الفعل، ولعل من فعله أن يرتدع من غير تسمية له, ومن غير إجلاب عليه, وإثارة لعموم الناس.
*يقول: وهل المحدث كما قيل في كتب المصطلح من كتب عشرين ألف حديث إملاءً, وهل الشيخ الألباني يصح أن يطلق عليه؟
في عصر الأئمة قد يقال: إن من يكتب عشرين ألف حديث في تسميته محدث نظر؛ لأنه يوجد من يحفظ خمسمائة ألف حديث، سبعمائة ألف حديث، مائة ألف حديث فهذا عشرين ألف حديث طويلب بالنسبة لعصرهم, لكن ماذا عن عصرنا الذي يحفظ الأربعين يقال له إمام، - والله المستعان-، المسائل نسبية كل عصر له أهله، ولكل زمان دولة ورجال، يعني: الذي يحفظ مثلاً ألف حديث بأسانيدها يمكن أن يقال: له محدث الآن، وإذا لم يصح تسمية الشيخ الألباني - رحمه الله - وهو الإمام المجدد في هذا الباب إذا لم يصح أن يقال له: محدث، فلا أعرف أحد يستحق هذا الوصف إلا أن يكون الشيخ ابن باز- رحمة الله عليه - الذي يجمع بين الرواية والدراية فالشيخ الألباني – رحمه الله - رأس من رؤوس الحديث في هذا العصر.
*العاصي جاهل، شاء أم أبى, ولذا فالمقرر أنما يحمله الفساق ليس بعلم؛ لأن العلم ما نفع، والعلم الذي لا ينفع صاحبه هذا لا يستحق أن يسمى علماً. وفي الحديث: ((يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله)) , والمراد به: حث العدول على حمل العلم, وعدم ترك المجال للفساق بحمله, بدليل الرواية الأخرى: ((ليحمل)) بلام الأمر ((هذا العلم من كل خلف عدوله)) وإن رأى ابن عبد البر أن كل من يحمل العلم يحكم له بالعدالة، لكن هو قول مردود عليه ضعيف، قلت:
ولابن عبد البر كل من عني ... بحمله العلم ولم يوهن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/165)
فإنه عدل بقول المصطفى ... يحمل هذا العلم لكن خولف
المصدر: http://www.khudheir.com/ref/3444/text
ـ[أم حنان]ــــــــ[30 - 04 - 09, 11:20 م]ـ
*يقول: هل يجب على طالب العلم أن يتبنى قول إذا كان هناك خلاف قوي بين العلماء؟
نعم, عليه أن يعمل بقول واحد ولا يكون حائراً بين قولين مرة يعمل بهذا, ومرة يعمل بهذا, والترجيح الأصل فيه الدوران مع الأدلة، فإذا كان طالب العلم مبتدئ لا يستطيع أن يتصرف ويتعامل مع الأدلة ويرجح, فإن هذا يرجح باعتبار القائلين, فيقلد أوثقهما وأعلمهما؛ لأنه حينئذ يكون فرضه فرض العامي, سؤال أهل العلم فإذا اختلف أهل العلم فيقلد الأوثق، يقلد الأوثق ولا يعمل بمقتضى هواه.
*لكن قول الصحابي: أمرني - صلى الله عليه وسلم-، أو نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم- أو أمرنا بالتصريح بالآمر والناهي، هذا لا يختلف في كونه من قبيل المرفوع، لا يختلف في كونه من قبيل المرفوع، لكن الاختلاف من بعض المتكلمين, وداود الظاهري يقولون: لا يحمل على حقيقة الأمر المقتضية للوجوب حتى يصرح الصحابي باللفظ النبوي، يعني: لو قال أمرنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أو نهانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كذا لا يحمل على الأمر, ولا على النهي المقتضي للوجوب والتحريم حتى ينقل لنا اللفظ النبوي لماذا؟ قالوا: لأن الصحابي قد يسمع لفظاً يظنه أمراً فيعبر عنه بالأمر، أو يظنه نهياً فيعبر عنه بالنهي، والحقيقة ليست كذلك في الواقع ليست كذلك، هذا على حسب دعوى ما نسب إلى داود الظاهري, وبعض المتكلمين، لكن هذا القول له وجه أو لا وجه له؟ ليس له حظ من النظر، ليس له حظ من النظر؛ لأنه إذا جاء اللفظ الذي فهم من الصحابي أنه أمر أو نهي، واستغلق ذلك على الصحابي من يفهمه بعد الصحابي؟ من يفهمه بعد الصحابي؟، الصحابي عاصر النبي - عليه الصلاة والسلام - وعرف أحواله, وسيرته, ومنهجه, وعرف مدخله ومخرجه، وأهدافه ومقاصده فإذا لم يكن الصحابي أعرف من غيره في هذه الأمور في المصطلحات الشرعية, من يعرفها؟، وهم عرب أقحاح يفهمون الكلام، يعني يترك الفهم لمن جاء بعدهم بعد الاختلاط بالأعاجم، لا، ومثل هذا الخلاف لا ينبغي أن يعد خلافاً.
*قال - عليه الصلاة والسلام-: ((أمرت أن أقاتل الناس))، ((أمرت أن أقاتل حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله))، أولاً: أقاتل الناس المراد بهم الكفار، أو من ارتكب ما يستدعي المقاتلة، ما يستدعي المقاتلة من المسلمين؛ لأنه ثبت في الصحيح: "أن النبي - عليه الصلاة والسلام- إذا غار على قوم، انتظر حتى يأتي وقت الصبح، فإن سمع الأذان كف، وإن لم يسمع الأذان قاتل"، فالشعائر الظاهرة إذا اتفق على تركها فئام أو جماعة من المسلمين فإنهم يقاتلون, حتى يذعنوا, أو اتفق قوم على ترك صلاة العيد مثلاً, حتى على القول بأنها سنة, أو فرض كفاية يقاتلون؛ لأنها شعيرة ظاهرة من شعائر الدين لا يجوز تعطيلها، مثل الأذان على الخلاف بين أهل العلم في وجوبه, وسنيته, نظريه سواء بسواء، وهكذا الشعائر الظاهرة.
*وما الذي أخرج الصحابة من المدينة إلى الآفاق إلا قتال الطلب, وهل قتال الطلب للتشفي والانتقام من الأعداء أو رحمة للعالمين، من أجل جرهم إلى الجنة بالسلاسل وإبعادهم عن النار، وزحزحتهم عن النار, ليفوزوا في الدنيا والآخرة، يعني: فرق بين قتال المسلمين لغيرهم لإدخالهم في الإسلام، وبين قتال غيرهم من الكفار للتغلب عليهم, والتسلط عليهم، والتحكم في أموالهم, ودمائهم, وأعراضهم، فرق بين هذا وهذا، فحينما تُشن الحرب على الجهاد, لا سيما جهاد الطلب لأنه إرهاب مثلاً, هل هذا الكلام صحيح؟ هل القتل والتسلط على الآخرين هل هو هدف من أهداف الجهاد؟ أبداً كلا والله، وإنما الهدف منه رحمة العالمين {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ} [سورة الأنبياء:107] كيف يرحم من يُقاتل ويُقتل؟ يرحم، نعم حتى يشهد إن لا إله إلا الله، ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله))، هناك خيارات إما لعموم الناس على قول، أو لفئام أو فئات من الناس، إما لأهل الكتاب, ومن يلحق بهم كالمجوس، فيكون البدل على المقاتلة الجزية: {حَتَّى يُعْطُواْ الْجِزْيَةَ عَن يَدٍ وَهُمْ صَاغِرُونَ} [سورة التوبة:29] هذا مثل إما لليهود والنصارى والمجوس على قول، أو للعموم لعموم الكفار تأخذ منهم الجزية, على خلاف بين أهل العلم.
* ((أمرت أن أقاتل الناس)) , فرق بين القتال والمقاتلة، ما قال: أمرت أن أقتل الناس لا، ((أقاتل))، والمقصود من المقاتلة: الإذعان، والمقصود من القتل: الإبادة، ((أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله))، من أجل إخراجهم من عبودية العباد إلى عبودية الله - جل وعلا- الواحد الأحد, الفرد الصمد.
يقول: كيف نوفق بين هذا الحديث المتضمن مقاتلة الناس حتى يدخلوا في الإسلام، وقوله -جل وعلا-: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ} [سورة البقرة:256]؟
{لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ}، لا إكراه في الدين، يعني: مع وجود الخيار؛ لأن هناك خيار هناك جزية، من دفع الجزية لا يُكره، لكن من امتنع عن الدخول في الإسلام وامتنع عن الجزية فإنه يقاتَل.
*يقول: ما حكم الاستفادة واستعمال الانترنت اللاسلكي، علماً بأنني غير مشترك في خدمة، وأستفيد من هذه خلال الخدمة من خلال جيراني المشتركين في هذه الخدمة؟
هناك أمور جاء الشرع بأنها لا تمنع ممن يستفيد منها، إذا أمكن الإفادة منها من غير ضرر بصاحبها، رجل مستظل بجدار بيت، هل لصاحب البيت أن يقول لهذا المستظل: قم عن هذا الظل هذا ظل جداري؟ أو مستصبح بمصباحه، السور عليه كهرباء فأراد أن يقرأ ورقة معه استصبح، هل لصاحب البيت أن يطرده من غير تضرر؟ لكن إذا كان يتضرر لا, فإذا كانت هذه الخدمة يمكن استخدامها من غير ضرر بوجه من الوجوه فلا تزاد عليه الرسوم, ولا يختل استعماله لهذه الخدمة بحال من الأحوال, فاستخدامه لها مستواه لا يتغير باستخدام غيره, فهذا مثل الاستظلال بجداره و الاستضاءة بنوره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/166)
ـ[أم حنان]ــــــــ[02 - 05 - 09, 10:42 م]ـ
* يقول: نرى بعض طلاب العلم أثناء مراجعته للقرآن يقلب المصحف أو ينكسه؟
ان كان يقبله على الأرض فلا شك أن هذا امتهان للقرآن, ولا يجوز بحال، وإن كان القصد منه أنه يقلبه بأن يجعل أعلى صفحة أسفل والأسفل أعلى فهذا أخف، أما كونه ينكسه على الأرض فهذا شر من أن يبقيه منشوراً, وقد نص أهل العلم على كراهية أن يفتح المصحف ويبقى منشوراً كما يفعله كثير من القراء إذا أرادوا سجود التلاوة، إذا سجد للتلاوة ترك المصحف منشور, وهذا فيه شيء من الامتهان، الحمد لله الآن هناك أشياء وضعت للدلالة على الموضع والموقف الذي وقف فيه, الخيط الموجود في المصاحف إنما وضع لهذا, فلا يبق منشوراً فضلاً عن أن ينكس، وتكون الصفحات إلى جهة الأرض، وكلام الله - جل وعلا- يباشر به الأرض، أما وضع المصحف على الأرض لعدم وجود شيء مرتفع يوضع عليه فهذا نص أهل العلم على أنه خلاف الأولى، خلاف الأولى يعني الأولى أن يجعل على شيء مرتفع ويبحث عن شيء مرتفع لكن لا شيء فيه.
* يقلب المصحف أو ينكسه فإذا أراد أن يفتح على نفسه نظر فيه, ثم يعود وينكسه فما حكم تنكيس المصحف؟ وذلك بأن يجعل أوراق القرآن وكتاباته على الأرض؟
هذا لا يجوز، هذا امتهان ظاهر, ومنعه ظاهر.
* أبو هريرة اختلف في اسمه واسم أبيه على نحو من ثلاثين قولاً والذي اختاره المؤلف أنه عبد الرحمن بن صخر الدوسي يختاره كثير من أهل العلم وهو المتجه المرجح، وإن كان لا يجزم به، عبد الرحمن بن صخر الدوسي حافظ الأمة على الإطلاق، والذي لا يحبه- بعد دعوة النبي - عليه الصلاة والسلام - لا شك أن في قلبه شعبة من شعب النفاق, وفي إيمانه خلل لماذا؟ لأنه بواسطته نقل لنا الدين, أو على الأقل قل نصف الدين ولذلك تتجه السهام من أعداء الملة إلى أبي هريرة أكثر من غيره لماذا؟ لأنه بالقضاء عليه -على حد زعمهم- يقضون على نصف الدين، تجد الطعون في أبي هريرة من الفرق الضالة من القديم، ولكل قوم وارث، ما زال الكلام فيه والمؤلفات تصدر في القدح فيه، والطعن فيه وليس الهدف شخص أبي هريرة إنما الهدف الطعن في الدين، والمستشرقون لهم كلام طويل والطوائف والفرق الضالة لهم أيضاً كلام يقدحون في دينه، وفي أخلاقه ووصل الأمر أن قدح في جميع ما يتعلق به وليس المراد شخص أبي هريرة أبداً, إنما المراد الدين ولذا لا تجدون مثل هؤلاء يقدحون في المقلين من الصحابة, أبيض بن حمال ما طعن فيه أحد لماذا؟ لأنه ما يروي إلا حديث واحد فيحتاج الطاعن أن يطعن في خمسة آلاف صحابي مثل الأبيض بن حمال ليكون مساوياً لأبي هريرة، فالطعن في أبي هريرة طعنٌ في الدين.
* يقول: حديث أبي هريرة الذي نحن بصدده يمثل بعض علماء المصطلح بأنه مقلوب فما توجيه قولهم ذلك؟ وما توضيح السياق الذي فيه القلب؟
ابن القيم أطال في حديث أبي هريرة وقال: إنه مقلوب: ((إذا سجد أحدكم فلا يبرك كما يبرك البعير وليضع يديه قبل ركبتيه)) يقول: إنه مقلوب باعتبار أن البعير يضع يديه قبل ركبتيه فيكون آخره معارض لأوله, ونقول: إنه ليس بمقلوب؛ لأن مجرد وضع اليدين على الأرض ليس ببروك، ولا يلزم من التشبيه أن يكون من كل وجه، والأمثلة على ذلك كثيرة, ونقول: مجرد وضع اليدين هذا ليس ببروك، وإنما البروك النزول على الأرض بقوة, سواء كان على اليدين أو على الركبتين، وفي صحيح البخاري: "فبرك عمر بين يدي النبي - عليه الصلاة و السلام - على ركبتيه" على ركبتيه, يعني: نزل على الأرض بقوة؛ فالذي ينزل على يديه بقوة هذا يبرك كما يبركم البعير، ونسمع من ينزل بقوة على ركبتيه هذا ممنوع، ومن ينزل بقوة على يديه هذه ممنوع، والمطلوب في الصلاة عدم مشابهة البهائم، فالبعير ينزل بقوة يثير الغبار يفرق الحصى, وإذا وضع يديه المصلي قبل ركبتيه هذا لا يسمى باركاً بروك البعير، بل ممتثلاً لقوله: ((وليضع يديه على ركبتيه)).
انتهى
ملاحظة: لم يكمل الشيخ الخضير-حفظه الله- فيما يبدو شرح الأربعين النووية، حيث يوجد تسع دروس فقط على موقع الشيخ، توقف فيها عند الحديث التاسع، والله أعلم.
جمعت الموضوع في ملف في المرفقات.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[02 - 05 - 09, 10:48 م]ـ
جزيتِ خيرًا أختاه ..
وأفضل ما فرحتُ به رفعك لهذا الموضوع على ملف وورد ..
شكرًا لك ..
ـ[أم حنان]ــــــــ[05 - 05 - 09, 04:10 م]ـ
وجزاك بمثله، أختي الكريمة(110/167)
مسائل فرضية في جداول
ـ[الفرضي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 06:36 م]ـ
وضعت بعض هذه المسائل التي وردت في المنتدى في جداول للفائدة والملاحظة.
66378
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 01:11 ص]ـ
أخي الكريم زادك الله علماً
الأصح في المسألة الأولى أن تقول (تعول) الى 15
ثم أعدِ النظرَ في قسمة المسألة (1)
وتأصيلَ المسألة رقم (4) و (5)
ـ[الفرضي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 12:26 م]ـ
شكرا لك أخي أبو العز النجدي وفقك الله وبارك فيك على الملاحظة الجيدة وإلى الأمام دائماً.(110/168)
طلب هام وضروري
ـ[بلال محمد]ــــــــ[16 - 04 - 09, 06:39 م]ـ
طلب/ طلب هام ضروري مستعجل: أرجوك الرد سريعا
أنا أعمل بحث تخرج في الفحص الطبي قبل الزواج، والفحص بشكل عام كفحص الطبيب للمرأة فعلى من عنده ما يتعلق بهذين البحثين أرجوكم رفعها على الموقع للضرورة ومشكور(110/169)
[فائدة] قرر المحققون أن ترتيب أحداث يوم القيامة كالتالى .... للشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 07:56 م]ـ
هذه المسألة المهمة أخذتها من
كتاب اتحاف السائل بما فى الطحاوية من مسائل
للشيخ صالح آل الشيخ - حفظه الله تعالى -
[المسألة التاسعة]:
وهذه المسألة في ترتيب هذه الأشياء يوم القيامة، وهي مسألة مهمة.
فإنَّ ما يحصل يوم القيامة وما يكون فيه الذي جاء في الكتاب والسنة أشياء كثيرة، مثل ما ذَكَرْ قيام الناس، الحوض، الميزان، الصحف، الحساب، العرض، القراءة، تطاير الصحف، الكتاب، الصراط، الظلمة، وهذه أشياء متنوعة، فكيف ترتيبها؟
الظاهر والذي قرَّرَهُ المحققون من أهل العلم أنَّ ترتيبها كالتالي:
1 - إذا بُعث الناس وقاموا من قبورهم ذهبوا إلى أرض المحشر، ثم يقومون في أرض المحشر قياماً طويلا، تشتد معه حالهم وظمؤُهُم، ويخافون في ذلك خوفاً شديداً؛ لأجل طول المقام ويقينهم بالحساب وما سيُجري الله - عز وجل - عليهم.
2 - فإذا طال المُقام رَفَعَ الله - عز وجل - لنبيه صلى الله عليه وسلم أولاً حوضه المورود، فيكون حوض النبي صلى الله عليه وسلم في عرصات القيامة إذا اشتد قيامهم لرب العالمين في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة.
فمن مات على سنّته غير مًغَيِّرٍ ولا مُحْدِثٍ ولا مُبَدِّلْ وَرَدَ عليه الحوض وسُقِيَ منه فيكونُ أول الأمان له أن يكون مَسْقِيَاً من حوض نبينا صلى الله عليه وسلم، ثم بعدها يُرْفَعُ لكل نبي حوضه، فيُسْقَى منه صالح أمته.
3 - ثم يقوم الناس مُقاماً طويلاً ثم تكون الشفاعة العظمى -شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم- بأن يُعَجِّلَ الله - عز وجل - حساب الخلائق في الحديث الطويل المعروف أنهم يسألونها آدم ثم نوحاً ثم إبراهيم إلى آخره، فيأتون إلى النبي صلى الله عليه وسلم ويقولون له: يا محمد، ويصِفُونَ له الحال وأن يقي الناس الشدة بسرعة الحساب، فيقول صلى الله عليه وسلم بعد طلبهم اشفع لنا عند ربك، يقول «أنا لها، أنا لها»، فيأتي عند العرش فيخر فيحمد الله - عز وجل - بمحامد يفتحها الله - عز وجل - عليه، ثم يقال: يا محمد ارفع رأسك وسل تُعْطَ واشْفَعْ تُشَفَّعْ. فتكون شفاعته العظمى في تعجيل الحساب. (1)
4 - بعد ذلك يكون العرض -عرض الأعمال-.
5 - ثم بعد العرض يكون حساب.
6 - وبعد الحساب الأول تتطاير الصحف، والحساب الأول من ضمن العرض؛ لأنه فيه جدال ومعاذير، ثُمَّ بعد ذلك تتطاير الصحف ويُؤْتَى أهل اليمين كتابهم باليمين وأهل الشمال كتابهم بشمالهم فيكون قراءة الكتاب.
7 - ثم بعد قراءة الكتاب يكون هناك حساب أيضاً لقطع المعذرة وقيام الحجة بقراءة ما في الكتب.
8 - ثم بعدها يكون الوزن، الميزان، فتوزن الأشياء التي ذكرنا.
9 - ثم بعد الميزان ينقسم الناس إلى طوائف وأزواج؛ أزواج بمعنى كل شكل إلى شكله، وتُقَامْ الألوية -ألوية الأنبياء- لواء محمد صلى الله عليه وسلم، ولواء إبراهيم، ولواء موسى إلى آخره، ويتنوع الناس تحت اللواء بحسب أصنافهم، كل شَكْلٍ إلى شكله.
والظالمون والكفرة أيضاً يُحْشَرُونَ أزواجاً يعني متشابهين كما قال {احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ} [الصافات:22 - 23]؛ يعني بأزواجهم يعني أشكالهم ونُظَرَاءَهُمْ، فيُحْشَرْ علماء المشركين مع علماء المشركين، ويُحْشَرْ الظلمة مع الظلمة، ويُحْشَرْ منكري البعث مع منكري البعث، ويُحْشَرْ منكري الرسالة وهكذا في أصناف.
10 - ثُمَّ بعد هذا يَضْرِبُ الله - عز وجل - الظُّلمة قبل جهنم والعياذ بالله، فيسير الناس بما يُعْطَونَ من الأنوار، فتسير هذه الأمة وفيهم المنافقون، ثُمَّ إذا ساروا على أنوارهم ضُرِبَ السُّور المعروف {فَضُرِبَ بَيْنَهُمْ بِسُورٍ لَهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِنْ قِبَلِهِ الْعَذَابُ (13) يُنَادُونَهُم ْ أَلَمْ نَكُنْ مَعَكُمْ قَالُوا بَلَى} [الحديد:13 - 14] الآيات، فيُعْطِيْ الله - عز وجل - المؤمنين النور فيُبْصِرُون طريق الصراط، وأما المنافقون فلا يُعْطَون النور فيكونون مع الكافرين يتهافتون في النار، يمشون وأمامهم جهنم والعياذ بالله.
11 - ثم يأتي النبي صلى الله عليه وسلم أولاً ويكون على الصراط، ويسأل الله - عز وجل - له ولأمته فيقول: «اللهم سلّم سلم، اللهم سلّم سلم». فَيَمُرْ صلى الله عليه وسلم وتَمُرُّ أمته على الصراط، كُلٌ يمر بقدر عمله ومعه نور أيضاً بقدر عمله، فيمضي مَنْ غَفَرَ الله - عز وجل - له، ويبقى في النار يسقط في النار في طبقة الموحّدين من شاء الله - عز وجل - أن يُعَذبه.
ثم إذا انتهوا من النار اجتمعوا في عَرَصَات الجنة يعني في السّاحات التي أعدها الله - عز وجل -؛ لأن يُقْتَصَّ أهل الإيمان بعضهم من بعض ويُنْفَى الغل حتى يدخلوا الجنة وليس في قلوبهم غل.
12 - فيدخل الجنة أول الأمر بعد النبي صلى الله عليه وسلم فقراء المهاجرين، فقراء الأنصار إلى آخره ثم فقراء الأمة، ويُؤَخَرْ الأغنياء لأجل الحساب الذي بينهم وبين الخلق ولأجل محاسبتهم على ذلك.
إلى آخر ما يحصل في ذلك مما جاء في القرآن العظيم. أسأل الله - عز وجل - أن يجعلني وإياكم من أهل الجنة، وأن يعيذنا من سَخَطِهِ والنار.
اللهم لَقِّنَّا حُجَّتَنَا في القبور واجعلنا ممن يأخذه كتابه باليمين وتُحَاسِبُهُ حساباً يسيراً يا أكرم الأكرمين.
أسأل الله - جل جلاله - لي ولكم ولأحبابنا جميعاً ولمن له حق علينا المغفرة والرضوان، وأن لا يؤاخذنا بسيئات أعمالنا وأن يغفر لنا ذنوبنا فإنه سبحانه أهل للجود والكرم والمغفرة والرحمة.
سبحانك اللهم وبحمدك اشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك.
وصلى الله وسلم بارك على نبينا محمد.
------------------------
(1) حديث الشفاعة في البخاري (4476) / مسلم (495)
منقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/170)
ـ[الكتب]ــــــــ[16 - 04 - 09, 09:49 م]ـ
تفصيل وترتيب
أحسبه جيد
ـ[العوضي]ــــــــ[23 - 05 - 09, 12:12 م]ـ
شكرا لك على ردك
يورفع للفائدة
ـ[أبو عمر الجداوي]ــــــــ[23 - 05 - 09, 09:43 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[24 - 05 - 09, 04:23 ص]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[24 - 05 - 09, 08:06 ص]ـ
حلي بهذا التصوير والترتيب أن يخلع القلوب من أماكنها لمن كان له قلب
جزاك الله خيرً يا أخي ومن قال جزاك الله خيرًا فقد أبلغ في الثناء
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[24 - 05 - 09, 08:37 ص]ـ
لا إله إلا الله يا لهول المطلع فاللهم ارحمنا برحمتك يا أرحم الراحمين.
ـ[أبو طه الجزائري]ــــــــ[25 - 05 - 09, 04:29 م]ـ
لا اله الاّ الله محمد رسول ..
جزاك الله خيرا و نفع بكم
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[06 - 06 - 09, 06:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا (حمص) فيها ترتيب المواقف
الحاء:حساب
الميم: ميزان
الصاد: صراط
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 05 - 10, 01:21 ص]ـ
للنفع ..
ـ[مصطفى سمير]ــــــــ[11 - 05 - 10, 06:29 ص]ـ
الله المستعان .. جزاكَ الله خيراً أخي الحبيب.
- من يدخلون الجنة بدون حساب, على هذا الترتيب أين يوضعون .. ؟!
- والأغنياء .. فيم يقفون للمحاسبة بعد مرورهم الميزان والصراط وقد تمت محاسبتهم .. ؟!
وأعلم مقدماً أن هذا الترتيب محل اجتهادٍ ..
نجّاني الله وإياكم من ناره.
ـ[أبو عبيدة التونسي السلفي]ــــــــ[12 - 05 - 10, 05:48 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا النقل المبارك
ـ[فهد السيسي]ــــــــ[12 - 05 - 10, 07:05 م]ـ
نقل جميل و الشيخ صالح - حفظه الله - هذه طبيعة فوائده الغالية و تستحق أنْ تأخذها بأسانيد عالية ....
و نجّانا الله من هول المطلع و الله إنّ لفي هذه الفائدة جمع للعلم بذكر الترتيب و للعمل بالخوف من الرقيب جزاك الله عنّا بها خيرا ....(110/171)
ما الفرق بين البدعة و الابداع
ـ[فتاة السنة و التوحيد]ــــــــ[16 - 04 - 09, 08:30 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
ذكر القرطبي في تفسيره لقوله تعالى {بديع السماوات و الارض} أن المبدع هو الموجد للشيئ
المخترع له على غير حد و لا مثال و أن من انشأ ما لم يسبق اليه غيره فهو مبدع.
انطلاقا من هذا التفسير و من قول عمر رضي الله عنه" نعمت البدعة هذه" أود ان اعرف
ما العلاقة بين البدعة و الابداع؟ و ما الفرق بينهما؟ و هل من احدث في الدين أمرا غير مذموم
"بدعة ممدوحة" يدخل في سياق مقولة عمر؟ أفيدوني جزاكم الله.
اضافة: أرسلت مرة رسالة هاتفية لاحدى الاخوات كتبت فيها "جمعة مباركة",فردت علي:" هذه
بدعة لم تتبث في السنة "!
ـ[فتاة السنة و التوحيد]ــــــــ[18 - 04 - 09, 01:27 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أليس منكم في هذا الملتقى من يجيبني و له مني الدعاء!؟
ـ[عمر السلمي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 02:52 م]ـ
ـ[عمر السلمي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 03:04 م]ـ
حرره المشرف لمخالفته للعقيدة السلفية.
وقد سبق أن نبهناك يا أخ عمر في عدم الكتابة فيما يخالف عقيدة أهل السنة والجماعة، والمسلمون على شروطهم.(110/172)
أفيدوني حول إشاعة مكائن الخياطة والتكييف الفقهي لها؟
ـ[طاهر المجرشي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 08:37 م]ـ
السلام عليكم
الشائعات والكذب محرمة شرعا باجماع المسلمين المبني على نصوص الوحيين
ماحكم أخذ المال الذي: بني على هذه الاشاعات والكذب كمكائن السنجر انها بمئة الف ريال وهي بمئتين ريال جديدة 0
بعلة وجود الزئبق الاحمر ............ ؟
تستفتي العامة (من باب الورع) عن حكم أخذ المبالغ الطائلة على مكائنهم؟؟؟؟؟؟؟؟
للنقاش والمباحثة
ـ[العنود المطيري]ــــــــ[16 - 04 - 09, 11:49 م]ـ
قد ناقشتُ الشيخ د. عبد الله الركبان فيها و قال فيما خلاصته:
" الأمر فيه ضبابية، ولا نعلم مدى صحة الشائعة من كذبها، لذا لا يمكننا أن نستصدر حكماً إلا بعد التأكد، قلتُ: ألا يكفي الغلاء الفاحش ليعوّل عليه؟ قال: لا "
ـ[سعود النجدي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 12:44 ص]ـ
ألا ترون أن فيها تدليس وغبن فاحش؟ وهل يثبت للمشتري الخيار؟
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[18 - 04 - 09, 12:50 ص]ـ
لو قلنا فرضًا أنه وجد بإحدى هذه المكائن الزئبق الأحمر الذي لأجله قامت هذه الشائعات
هل سيذهب صاحبها لتسليمها للساحر الذي أرادها .. !!
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[18 - 04 - 09, 04:08 ص]ـ
قد ناقشتُ الشيخ د. عبد الله الركبان فيها و قال فيما خلاصته:
" الأمر فيه ضبابية، ولا نعلم مدى صحة الشائعة من كذبها، لذا لا يمكننا أن نستصدر حكماً إلا بعد التأكد، قلتُ: ألا يكفي الغلاء الفاحش ليعوّل عليه؟ قال: لا "
هذا هو المفيد الله يحفظك التأكد والتحقق ومن ثم النظر والفتوى
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[18 - 04 - 09, 06:22 م]ـ
ماذا يريد الناس بالزئبق الاحمر؟
الى الآن لم أفهم سبب هذا التهافت على الزئبق؟
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 11:39 ص]ـ
سَتُبْدي لكَ الأيامُ مَا كُنْتَ جَاهلا ... وَيَأتيك بالأخْبَارِ مَنْ لَمْ تُزَوِّدِ.
والأمر غريب جداً
ـ[العنود المطيري]ــــــــ[20 - 04 - 09, 01:14 ص]ـ
الزئبق الأحمر من المواد الكيميائية التي اختلف في وجودها الكيميائيون
فهيئة الطاقة الذرية تنكر وجوده، بينما الروس، والموساد، وبعض علماء أمريكا يقرون بوجوده.
أما بخصوص فائدة:
فهناك ثلاث فئات تبحث عنه:
الأولى: الحكومات، فإن الزئبق الأحمر يدخل بشكل كبير في تصنيع القنابل النووية والذرية، بل هو أفضل من اليورانيوم بكثير و في إضافة لتصنيع القنابل النووية فإنه يقوم: على تصغير حجمها بشكل كبير حيث أن القنبلة ذات حجم 10 كيلو جرام تدمر مساحة نصف قطرها 600 م.
الثانية: السحرة، حيث أن الزئبق الأحمر ارتبط بخرافة تحضير نوعاً من الجن وهو الذي يجلب الكنوز والثروات العظيمة، بل إن بعض السحرة يقولون إنه يحضر إبليس برأسه - كما يزعمون -، ومما يذكر أن الجن هم الذين يطلبون من الساحر هذه المادة لأنها تعيد الشباب و تخلدهم في الحياة!!!
الثالثة: الخيميائيون (وليس الكيميائيون) و لهم علاقة واضحة بالمشعوذيين ربما السحرة أخذوا عنهم.
أنا اسميهم صراحة (السحرة المثقفون).
و هم الذين يبحثون عن إكسير الحياة، حجر الفلاسفة، حجر الحكماء.
وكلها لها مدلول واحد: يعتقدون أن بواسطته تحوّل المواد الخسيسة إلى مواد غالية كالرصاص إلى ذهب، وكذلك خلق الحياة البشرية، أيضاً هو دواء عن كل الآفات والأمراض حتى الموت و يخلد الإنسان ويبقيه في شبابه.
و للمعلومية قرأتُ مقالاً جديداً منشوراً في الأنترنت لمن ينتصر لهذا القول ويعتقده وكتب موضوعاً طويلاً لوى عنق النصوص القرآنية لتخدم مصلحته حتى انتهى إلى أن قارون وجد هذا الاكسير لذلك أصبح صاحب ثروة عظيمة، وكذلك السامري حوّل بواسطة هذا الإكسير ذهب القوم إلى عجل .. !!
وهذه الفئة ليست وليدة العصر إنما هي امتداد فلاسفة اليونان ومن تأثر بهم من الفلاسفة المنتسبون إلى الإسلام.
ـ[طاهر المجرشي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 01:58 ص]ـ
بارك الله فيكم يا مشايخ هل من مزيد(110/173)
قاعدة في تأصيل مسائل الفرائض
ـ[الفرضي]ــــــــ[16 - 04 - 09, 09:12 م]ـ
الفرضيون يقسمون الفروض المقدرة إلى مجموعتين:
1ـ النصف والربع والثمن
2ـ السدس والثلث والثلثين
ثم يقولون: إذا جاء النصف مع أحد المجموعة الثانية فالمسألة من (6)
وإذا جاء الربع فالمسألة من (12)
وإذا جاء الثمن فالمسألة من (24)
هذا أحببت نقله للفائدة. والله الموفق ولاتنسوني من صالح الدعاء.
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[16 - 04 - 09, 11:07 م]ـ
الفرضيون يقسمون الفروض المقدرة إلى مجموعتين:
1ـ النصف والربع والثمن
2ـ السدس والثلث والثلثين
ثم يقولون: إذا جاء النصف مع أحد المجموعة الثانية فالمسألة من (6)
وإذا جاء الربع فالمسألة من (12)
وإذا جاء الثمن فالمسألة من (24)
هذا أحببت نقله للفائدة. والله الموفق ولاتنسوني من صالح الدعاء.
بارك الله فيك ورفع قدرك وأعلى ذكرك , لله درك أخي الفرضي , لقد أهمل هذا العلم , فلا تكاد تجد أحدا في الملتقى يتطرق إليه , فجزاك الله خير الجزاء , وأتمنى لي ولك المزيد , وأنا ما أزال أشرح متن الرحبية وصلت فيه إلى باب الجد والإخوة ولم أكمله بعد , ويسرني أخي أن تبدي ملحوظاتك , وأن تثري هذا الشرح بأفكارك النيرة , واللهَ أسأل لي ولك التوفيق في حياتنا العلمية والعملية , إنه ولي ذلك والقادر عليه.
محبك / خالد بن سالم باوزير
ـ[الفرضي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 12:30 م]ـ
شكراً لك أخي خالد ووفقك الله لاكمال شرح هذا العلم العظيم ولامانع أن نتعاون في حل المسائل والمراسلة عن طريق الايميل. hasanar840@hotmail.com والسلام عليكم ورحمة الله.(110/174)
(ما حكم المنتديات المختلطة)
ـ[ابو اروى الأثري]ــــــــ[16 - 04 - 09, 10:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني
أنا مشارك في منتدى اسلامي
لكن هناك قسم معروف في غالب المنتديات اسمه
قسم الترحيب
والمطلوب إخواني رأيت ان الاعضاء صاروا يتجاوزون الحد وصار في اختلاط كبير بين الجنسين الذكور والاناث
والادارة لا تريد حذف القسم
لكن هل من فتوى او كلام للمشايخ في هذا يعني لعل الاعضاء يتذكرون ان هذا الامر غير جائز
انتظركم بفارغ الصبر
ـ[أبو السها]ــــــــ[17 - 04 - 09, 06:48 م]ـ
من إجابات فضيلة الشيخ د: خالد بن عثمان السبت
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله هذه إجابات لبعض الأسئلة التي طلب بعض الأخوان القائمين على بعض المواقع النسائية أن يجاب عنها لكثرة ما يقع وما يشاهدونه من المخالفات.
س/ ما هي ضوابط مشاركة المرأة في المنتديات المختلطة خاصة وفي المنتديات النسائية عامة؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد .. فقد ذكر النبي صلى الله عليه و سلم أن المرأة عورة , و العورة هي كل شيء يحتاط له ويتخوف عليه فتطلب صيانته وحفظه فالمرأة ينبغي أن يكون اشتغالها بما تشتغل به سواء كان في هذه المنتديات أو في غيرها أن يلاحظ فيه ذلك فلا ينبغي للمرأة أن تدخل في مجال سواء كان في هذه الشبكة أو في غيرها بحيث يكون سبيلاً إلى التغرير بها أو جذبها واستهوائها و إيقاعها فيما لا تحمد عاقبته.
أما أولئك الذين يدخلون في المواقع السيئة التي ينتشر فيها الفحش والبذاءة والانحرافات بجميع أنواعها سواء كانت تلك الانحرافات في الأفكار و المبادئ والعقائد أو كان ذلك في السلوك و الأخلاق فإن هذا لا يجوز للإنسان أن يعرض قلبه و سمعه وبصره لمثل هذه الأمور. يقول الله عز وجل: "" {وَلاَ تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً} (36) سورة الإسراء ""
ولا يدخل في المواقع التي تذكر فيها الشبهات - التي لربما تنطلي على الكثير- إلا طائفة قليلة من أهل الاختصاص ممن رسخت أقدامهم في العلم , وتمكنوا فيه وصاروا على دربة ودراية ليس في العلم فحسب بل في أصول الجدل والرد والنقاش فقد يكون الإنسان عالماً ولكنه لا يحسن المناقشة والرد فيكسر ويعتقد أهل الباطل أنهم قد ظهروا على الحق ويغتر بذلك من يغتر.
فالمرأة المسلمة ينبغي أن تراعي هذه الأمور فلا تدخل في المواقع التي تعلق بسببها الشبهات في قلبها ولا تدخل أيضاً في المواقع المشينة التي يترخص فيها بكثير من القول ويتكلم الناس فيها بما لا يليق مما يستحي العاقل منه. هذا في الجملة. وأما المواقع الأخرى التي ليس فيها مثل هذه الأوضار الفكرية أو السلوكية فإن المرأة أيضاً يجب أن تكون على حذر وتتوقى المواقع التي يمكن أن تكون سبيلاً لتكوين علاقات وارتباطات مع الرجال وقد تقع في أمور من هذا القبيل لا تخطر لها على بال ولم تحسب لها حساباً في أول الأمر ولكنها خطوات الشيطان شيئاً فشيئاً حتى يقع ما لا يحمد عقباه.
http://www.alhekmah.tv/forum/showthread.php?t=647
قلت -أنا أبو السها-: فالأسلم أن لا يكون الترحيب بين الرجال والنساء لأن الشبه خطافة ولا يأمن أحدنا-سواء ذكرا كان أم أنثى-على نفسه فكم من كلمة خرجت على حسن نية فأثرت في القلب تأثيرا بليغا وفتحت بلاء عظيما، ورأيت في بعض المنتديات-محسوبة على أهل الخير- يرحبون بصور الورود وبالألوان الزاهية التي ما إن يراها الإنسان إلا وتحركت فيه الشهوة للجنس الآخر، فانظر- بارك فيك إلى خطوات الشيطان- كما قال الشيخ-
فالأولى- أخي - أن يجعل في منتدى الترحيب قسم للرجال والآخر للنساء فهذا الأسلم للدين والخلق ولا نجعل للشيطان علينا سبيلا.
ـ[ابو اروى الأثري]ــــــــ[21 - 04 - 09, 01:31 ص]ـ
أشكرك أخي الطيب(110/175)
التنبيه على حكم الاستنجاء من خروجِ الريح.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[17 - 04 - 09, 02:18 ص]ـ
هذه ورقةٌ كتبتُها بعدَ جدالٍ جادلنيه أحد المعلِّمين، وقرَّر أنه لابدَّ من الاستنجاء لمن أراد الوضوء إذا خرجَ منه ريحٌ، وذلك بعدما بيَّنتُ لجماعة المسجدِ أنَّ هذا من أخطاء الطهارة، ثم كتبتها؛ لتوزيعها.
______________
«التنبيهُ على حُكْمِ الاسْتِنْجَاءِ مِنْ خُرُوْجِ الرِّيْحِ»
الحَمْدُ للهِ وَحْدَه، والصَّلاةُ والسَّلامُ على مَنْ لا نبيَّ بعدَه؛ أمَّا بعدُ:
فإنَّ الصلاةَ هي آكَدُ أركانِ الإسلامِ؛ إذْ هِيَ الرُّكْنُ الثَّاني بعدَ الشَّهادتين، ولذلكَ؛ فإنَّ معرفةَ أحكامِها مِنْ شُرُوطٍ، وأركانٍ، وواجباتٍ، وسُنَنٍ أمرٌ ينبغي للمسلمِ العنايةُ به، وتعلُّمُه، وتعليمُه.
وثمَّةَ مَسْألةٌ مُهِمَّةٌ تختلطُ على كثيرٍ من المتعلِّمين؛ فضلاً عن الجاهلينَ، مما رَسَّخَ الخطأَ في عُقُولِ كثيرٍ منهم، وهي المسألةُ المشارُ إليها في عنوانِ هذه الأُكْتُوبَة، أرجو من اللهِ أن يكونَ هذا من تبليغِ العِلْمِ، ونُصْرَةِ السُّنَّة.
وصُوْرَةُ هذِه المسألةِ: أنَّ كثيراً من المصلِّينَ إذا أرادَ أن يتوضأَ؛ دخلَ الخلاءَ (الحمَّامَ)، وغَسَلَ فَرْجَيْهِ، دونَ أنْ تكونَ هناك حاجةٌ من غائطٍ أو بولٍ، أو يكون قد خرجَ منه الرِّيحُ؛ فيدخل الخلاءَ، ويغسلُ فرجيه، ويرى أنَّ هذا الفِعْلَ من التَّطَهُّرِ، ويداومُ على ذلك كلَّما أرادَ الوضوءَ.
وبيانُ حُكْمِ هذه المسألةِ أنْ يُقَال:
* إنَّ خروجَ الرِّيحِ مِن الدُّبُرِ ينقضُ الوُضُوءَ بإجماعِ أهل العلمِ؛ لقولِ النبيِّ ^ عندما سُئلَ عن الرجلِ يُخيَّلُ إليه أنَّه يجدُ الشيءَ في الصلاة: «لا يَنْصَرِفُ حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتاً أو يَجِدَ رِيْحاً» – كما في حديثِ عبدِ الله بن زيدٍ t في الصَّحِيْحَيْنِ -. فدلَّ ذلكَ على أنَّ خُرُوجَ الرِّيحِ من الدُّبرِ ناقِضٌ للوضوءِ، وعليه اتَّفَقَ العلماءُ- كما سَيأتي بيانُه إن شاءَ اللهُ -.
أمَّا حُكْمُ الاستنجاءِ لمن خرجَ منه الرِّيح؛ فليسَ بمشروعٍ (أي ليسَ بواجبٍ، ولا سنَّة)، بل ذهبَ جَمْعٌ من الفقهاءِ إلى كراهتهِ أو تحريمِه!، وهذا القولُ- أي: عدم مشروعيَّتِهِ - قولُ أكثرِ أهلِ العلمِ من السَّلفِ والخلفِ، وهو مُعْتَمَدُ المذاهبِ الأربعةِ (المذهبِ الحنفيِّ، والمالكيِّ، والشافعيِّ، والحنبليِّ)؛ خلافاً لمن شذَّ، ودُونَك نصوصهم في ذلك.
· مذهب الحنفيَّة: قال الكاساني - رحمه الله -: (لا اسْتِنْجَاءَ فِي الرِّيحِ؛ لأنَّهَا لَيْسَتْ بِعَيْنٍ مَرْئِيَّةٍ). بدائع الصنائع (1/ 83). والاستنجاءُ من الريحِ= من البدعِ عندهم؛ كما في تبيين الحقائق (1/ 372)، وحاشية ابن عابدين (1/ 335)، ومراقي الفلاح (ص: 18)
· مذهب المالكيَّة: في المدَوَّنة (1/ 117): «وَقَالَ مَالِكٌ {رحمه الله}: لا يُسْتَنْجَى مِنْ الرِّيحِ، وَلَكِنْ إنْ بَالَ أَوْ تَغَوَّطَ؛ فَلْيَغْسِلْ مَخْرَجَ الْأَذَى وَحْدَهُ فَقَطْ».
· مذهب الشَّافعيَّة: قال النَّوويُّ - رحمه الله - في المجموع (2/ 113): «وأجمعَ العلماءُ على أنه لا يجبُ الاستنجاءُ من الرِّيحِ «.
· مذهب الحنابلة: قال الإمامُ أَحْمَدُ - رحمه الله -: (لَيْسَ فِي الرِّيحِ اسْتِنْجَاءٌ، لا فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلا فِيسُنَّةِ رَسُولِ اللَّهِ ^!). نقلَهُ ابنُ قدامةَ - رحمه الله - في المغني (1/ 100) بعد قوله: «وليسَ على من نامَ، أو خرجت منه رِيْحٌ استنجاءٌ، ولا نعلم في هذا خلافا».
وقال الشيخُ ابنُ عُثَيْمِين - رحمه الله – في الشرح الممتع (1/ 140):
«ويُستثنى من ذلك {أي الخارج من السبيلَيْن} الرِّيحُ؛ لأنها لا تُحْدِثُ أثراً فهي هواءٌ فقط، وإِذا لم تُحْدِثْ أثراً في المحلِّ فلا يجبُ أنْ يُغسَلَ؛ لأنَّ غَسْلَه حينئذٍ نوعٌ من العبث، وسواء كان لها صوتٌ أم لا، فهي طاهِرةٌ، وإِن كانت رائحتُها خبيثةً».
فهذه نُصُوْصُ الأئمةِ في ذلك، كلُّهم - كما ترى - يحكي عدمَ شرعيَّةِ هذا العمل، بل جعله بعضُ العلماءِ من المحدثاتِ؛ إذْ فيه التزامٌ بعبادَةٍ لم يأتِ بها الشَّرْعُ على وجهٍ يُضاهي المشروعَ، فلم يَبْقَ للمداومِ على فعلِ ذلكَ كلَّما أرادَ الوضوءَ دليلٌ؛ إلاَّ ما ألِفَه واعتادَهُ مما لم يدلّ على فعلِه دليلٌ شرعيٌّ، فينبغي للمسلمِ الحرصُ على السُّنَّةِ، والوقوفُ عِندها؛ إذْ فيها فلاحُهُ، وفَوْزُهُ.
واللهُ أعلم.(110/176)
فائدة: ذكر ابن القيم في كتابه زاد المعاد رأيه في الدعاء بعد الصلاة + استحبابه الدعاء عقيب الصلاة
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[17 - 04 - 09, 05:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جاء في كتاب زاد المعاد لابن القيم - رحمه الله تعالى - مايلي:-
[مَوَاضِعُ الدّعَاءِ فِي الصّلَاةِ]
وَأَمّا الْمَوَاضِعُ الّتِي كَانَ يَدْعُو فِيهَا فِي الصّلَاةِ فَسَبْعَةُ مَوَاطِنَ.
أَحَدُهَا: بَعْدَ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ فِي مَحَلّ الِاسْتِفْتَاحِ.
الثّانِي: قَبْلَ الرّكُوعِ وَبَعْدَ الْفَرَاغِ مِنْ الْقِرَاءَةِ فِي الْوِتْرِ وَالْقُنُوتِ الْعَارِضِ فِي الصّبْحِ قَبْلَ الرّكُوعِ إنْ صَحّ ذَلِكَ فَإِنّ فِيهِ نَظَرًا.
الثّالِثُ: بَعْدَ الِاعْتِدَالِ مِنْ الرّكُوعِ كَمَا ثَبَتَ ذَلِكَ فِي " صَحِيحِ مُسْلِمٍ " مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ اللّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى: كَانَ رَسُولُ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ إذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرّكُوعِ قَالَ: ((سَمِعَ اللّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ اللّهُمّ رَبّنَا لَكَ الْحَمْدُ مِلْءَ السّمَوَاتِ وَمِلْءَ الْأَرْضِ وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ اللّهُمّ طَهّرْنِي بِالثّلْجِ وَالْبَرَدِ وَالْمَاءِ الْبَارِدِ اللّهُمّ طَهّرْنِي مِنْ الذّنُوبِ وَالْخَطَايَا كَمَا يُنَقّى الثّوْبُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْوَسَخِ)). (1)
الرّابِعُ: فِي رُكُوعِهِ كَانَ يَقُولُ ((سُبْحَانَكَ اللّهُمّ رَبّنَا وَبِحَمْدِك اللّهُمّ اغْفِرْ لِي)). (2)
الْخَامِسُ: فِي سُجُودِهِ وَكَانَ فِيهِ غَالِبُ دُعَائِهِ.
السّادِسُ: بَيْنَ السّجْدَتَيْنِ.
السّابِعُ: بَعْدَ التّشَهّدِ وَقَبْلَ السّلَامِ وَبِذَلِكَ أَمَرَ فِي حَدِيثِ أ َبِي هُرَيْرَةَ (3) َحَدِيثِ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ (4) وَأَمَرَ أَيْضًا بِالدّعَاءِ فِي السّجُودِ.
[رَأْيُ الْمُصَنّفِ فِي الدّعَاءِ بَعْدَ الصّلَاةِ]
وَأَمّا الدّعَاءُ بَعْدَ السّلَامِ مِنْ الصّلَاةِ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ أَوْ الْمَأْمُومِينَ فَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ مِنْ هَدْيِهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ أَصْلا وَلا رُوِيَ عَنْهُ بِإِسْنَادٍ صَحِيحٍ وَلاَ حَسَنٍ.
وَأَمّا تَخْصِيصُ ذَلِكَ بِصَلَاتَيْ الْفَجْرِ وَالْعَصْرِ فَلَمْ يَفْعَلْ ذَلِكَ هُوَ وَلَا أَحَدٌ مِنْ خُلَفَائِهِ وَلَا أَرْشَدَ إلَيْهِ أُمّتَهُ وَإِنّمَا هُوَ اسْتِحْسَانٌ رَآهُ مَنْ رَآهُ عِوَضًا مِنْ السّنّةِ بَعْدَهُمَا وَاَللّهُ أَعْلَمُ.
وَعَامّةُ الْأَدْعِيَةِ الْمُتَعَلّقَةِ بِالصّلَاةِ إنّمَا فَعَلَهَا فِيهَا وَأَمَرَ بِهَا فِيهَا وَهَذَا هُوَ اللّائِقُ بِحَالِ الْمُصَلّي فَإِنّهُ مُقْبِلٌ عَلَى رَبّهِ يُنَاجِيهِ مَا دَامَ فِي الصّلَاةِ فَإِذَا سَلّمَ مِنْهَا انْقَطَعَتْ تِلْكَ الْمُنَاجَاةُ وَزَالَ ذَلِكَ الْمَوْقِفُ بَيْنَ يَدَيْهِ وَالْقُرْبُ مِنْهُ فَكَيْفَ يَتْرُكُ سُؤَالَهُ فِي حَالِ مُنَاجَاتِهِ وَالْقُرْبِ مِنْهُ وَالْإِقْبَالِ عَلَيْهِ ثُمّ يَسْأَلُهُ إذَا انْصَرَفَ عَنْهُ؟!
وَلَا رَيْبَ أَنّ عَكْسَ هَذَا الْحَالِ هُوَ الْأَوْلَى بِالْمُصَلّي إلّا أَنّ هَاهُنَا نُكْتَةً لَطِيفَةً وَهُوَ أَنّ الْمُصَلّيَ إذَا فَرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ وَذَكَرَ اللّهَ وَهَلّلَهُ وَسَبّحَهُ وَحَمِدَهُ وَكَبّرَهُ بِالْأَذْكَارِ الْمَشْرُوعَةِ عَقِيبَ الصّلَاةِ اُسْتُحِبّ لَهُ أَنْ يُصَلّيَ عَلَى النّبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ بَعْدَ ذَلِكَ وَيَدْعُو بِمَا شَاءَ
[استحباب الدعاء عقيب الصلاة]
وَيَكُونُ دُعَاؤُهُ عَقِيبَ هَذِهِ الْعِبَادَةِ الثّانِيَةِ لا لِكَوْنِهِ دُبُرَ الصّلَاةِ فَإِنّ كُلّ مَنْ ذَكَرَ اللّهَ وَحَمِدَهُ وَأَثْنَى عَلَيْهِ وَصَلّى عَلَى رَسُولِ اللّهِ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ اُسْتُحِبّ لَهُ الدّعَاءُ عَقِيبَ ذَلِكَ كَمَا فِي حَدِيثِ فَضَالَةَ بْنِ عُبَيْدٍ ((إذَا صَلّى أَحَدُكُمْ فَلْيَبْدَأْ بِحَمْدِ اللّهِ وَالثّنَاءِ عَلَيْهِ ثُمّ لِيُصَلّ عَلَى النَبِيّ صَلّى اللّهُ عَلَيْهِ وَسَلّمَ ثُمّ لِيَدْعُ بِمَا شَاءَ)) قَالَ التّرْمِذِيّ: حَدِيثٌ صَحِيحٌ. (4)
ـــــــــــــــــ
(1) أخرجه مسلم: 1067 , من حديث عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه
(2) أخرجه البخاري: 794 , ومسلم: 1085
(3) أخرجه مسلم: 1324 , وأبو داود: 983
(4) أخرجه أبو داود: 1481 , والترمذي: 3477 , والنسائي: (3/ 44) , وقال الترمذي: حديث صحيح , وصححه الحاكم: (1/ 218) , ووافقه الذهبي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/177)
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[17 - 04 - 09, 06:35 ص]ـ
جَاءَ فِيْ صَحِيْحِ مُسْلِمٍ - 1676 - عَنِ الْبَرَاءِ قَالَ كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينِهِ يُقْبِلُ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ - قَالَ - فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ «رَبِّ قِنِى عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ - أَوْ تَجْمَعُ - عِبَادَكَ».
قال الحافظ ابن رجب في فتح الباري (5/ 258)
فيه: ذكر الدعاء بعد الصلاة.
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[17 - 04 - 09, 07:54 ص]ـ
جاء في تحفة الأحوذي للمباركفوري:
[300] قوله (أخبرنا شداد أبو عمار) هو شداد بن عبد الله القرشي الدمشقي ثقة (قال حدثني أبو أسماء الرحبي) اسمه عمر بن مرثد ويقال اسمه عبد الله ثقة من الثالثة مات في خلافه عبد الملك كذا في التقريب
قوله (إذا أراد أن ينصرف من صلاته) وفي رواية مسلم إذا انصرف من صلاته
قال النووي المراد بالانصراف السلام (استغفر ثلاث مرات) قال مسلم في صحيحه بعد رواية هذا الحديث قال الوليد فقلت للأوزاعي كيف الاستغفار قال يقول أستغفر الله أستغفر الله وقد استشكل استغفاره صلى الله عليه وسلم مع أنه مغفور له
قال بن سيد الناس هو وفا ء بحق العبودية وقيام بوظيفة الشكر كما قال أفلا أكون عبدا شكورا وليبين للمؤمنين سنته فعلا كما بينها قولا في الدعاء والضراعة ليقتدي به في ذلك انتهى (أنت السلام) وفي رواية غير الترمذي اللهم أنت السلام
قوله (هذا حديث صحيح) أخرجه الجماعة إلا البخاري
فائدة قال الحافظ بن القيم في زاد المعاد وأما الدعاء بعد السلام من الصلاة مستقبل القبلة أو المأمومين فلم يكن ذلك من هديه صلى الله عليه وسلم أصلا ولا روى عنه بإسناد صحيح ولا حسن
وأما تخصيص ذلك بصلاتي الفجر والعصر فلم يفعل ذلك هو ولا أحد من خلفائه ولا أرشد إليه أمته وإنما هو إستحسان راه من راه عوضا من السنة بعدهما والله أعلم
وعامة الأدعية المتعلقة بالصلاة إنما فعلها فيها وأمر بها فيها وهذا هو اللائق بحال المصلي فإنه مقبل على ربه يناجيه ما دام في الصلاة فإذا سلم منها انقطعت تلك المناجاة وزال ذلك الموقف بين يديه والقرب منه فكيف يترك سؤاله في حال مناجاته والقرب منه والإقبال عليه ثم يسأل إذا انصرف عنه ولا ريب أن عكس هذا الحال هو الأولى بالمصلى إلا أن ها هنا نكتة لطيفة وهو أن المصلي إذا فرغ من صلاته وذكر الله وهلله وسبحه وحمده وكبره بالأذكار المشروعة عقيب الصلاة استحب له أن يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك ويدعو ما شاء ويكون دعاءه عقيب هذه العبادة الثانية لا لكونه دبر الصلاة فإن كل من ذكر الله وحمده وأثنى عليه وصلى على رسول الله صلى الله عليه وسلم استجيب له الدعاء عقيب ذلك كما في حديث فضالة بن عبيد إذا صلى أحدكم فليبدأ بحمد الله والثناء عليه ويصلي على النبي صلى الله عليه وسلم ثم ليدع بما شاء
قال الترمذي حديث صحيح انتهى كلام بن القيم وتعقبه الحافظ بن حجر كما نقله القسطلاني في المواهب بقوله ما ادعاه من النفي مطلقا مردود فقد ثبت عن معاذ بن جبل أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له يا معاذ والله إني لأحبك فلا تدع دبر كل صلاة أن تقول اللهم أعنى على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
أخرجه أبو داود النسائي وحديث زيد بن أرقم سمعته صلى الله عليه وسلم يدعو في دبر الصلاة اللهم ربنا ورب كل شيء
أخرجه أبو داود والنسائي وحديث صهيب رفعه
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا انصرف من الصلاة يقول اللهم أصلح لي ديني الحديث
أخرجه النسائي وصححه بن حبان وغير ذلك
فإن قيل المراد بدبر الصلاة قرب اخرها وهو التشهد
قلت قد ورد الأمر بالذكر دبر الصلاة والمراد به بعد السلام إجماعا فكذا هذا حتى يثبت ما يخالفه
وقد أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة قيل أي الدعاء أسمع فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم جوف الليل الأخير ودبر الصلوات المكتوبات
وأخرج الطبراني من رواية جعفر بن محمد الصادق قال الدعاء بعد المكتوبة أفضل من الدعاء بعد النافلة كفضل المكتوبة على النافلة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/178)
وفهم كثير من الحنابلة أن مراد بن القيم نفي الدعاء بعد الصلاة مطلقا وليس كذلك فإن حاصل كلامه أنه نفاه بقيد استمرار المصلى القبلة وإيراده عقب السلام وأما إذا نفل بوجهه أو قدم الأذكار المشروعة فلا يمنع عنده الاتيان بالدعاء حينئذ انتهى كلامه
قلت لا ريب في ثبوت الدعاء بعد الانصراف من الصلاة المكتوبة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قولا وفعلا وقد ذكره الحافظ بن القيم أيضا في زاد المعاد حيث قال في فصل ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول بعد انصرافه من الصلاة ما لفظه وقد ذكر أبو حاتم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول عند إنصرافه من صلاته اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته عصمة أمري واصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي اللهم إني أعوذ برضاك من سخطك وأعوذ بعفوك من نقمتك وأعوذ بك منك لا مانع لما أعطيت ولا معطى لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد
وذكر الحاكم في مستدركه عن أبي أيوب أنه قال ما صليت وراء نبيكم صلى الله عليه وسلم إلا سمعته حين ينصرف من صلاته يقول اللهم اغفر لي خطاياي وذنوبي كلها اللهم ابعثني واحيني وارزقني واهدني لصالح الأعمال والأخلاق إنه لا يهدي لصالحها ولا يصرف سيئها إلا أنت
وذكر بن حبان في صحيحه عن الحارث بن مسلم التميمي قال قال لي النبي صلى الله عليه وسلم إذا صليت الصبح فقل قبل أن تتكلم اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من يومك كتب الله لك جوارا من النار وإذا صليت المغرب قبل أن تتكلم اللهم أجرني من النار سبع مرات فإنك إن مت من ليلتك كتب الله لك جوارا من النار
انتهى كلام بن القيم
فقوله أما الدعاء بعد السلام من الصلاة مستقبل القبلة أو المأمومين فلم يكن ذلك من هديه صلى الله عليه وسلم لا أدري ما معناه وما مراده بهذا إلا أن يقال نفاه بقيد استمرار المصلى القبلة وإيراده عقب السلام كما قال الحافظ والله تعالى أعلم
فائدة أعلم أن علماء أهل الحديث قد اختلفوا في هذا الزمان في أن الامام إذا انصرف من الصلاة المكتوبة هل يجوز له أن يدعو رافعا يديه ويؤمن من خلفه من المأمومين رافعي أيديهم فقال بعضهم بالجواز وقال بعضهم بعدم جوازه ظنا منهم أنه بدعة قالوا إن ذلك لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بسند صحيح بل هو أمر محدث وكل محدث بدعة وأما القائلون بالجواز فاستدلوا بخمسة أحاديث
الأول حديث أبي هريرة
قال الحافظ بن كثير في تفسيره ص 172 ج 3 قال بن أبي حاتم حدثنا أبو معمر المقرئ حدثني عبد الوارث حدثنا علي بن زيد عن سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع يديه بعد ما سلم وهو مستقبل القبلة فقال اللهم خلص الوليد بن الوليد وعياش بن أبي ربيعة وسلمة بن هشام وضعفة المسلمين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا من أيدي الكفار
وقال بن جرير حدثنا المثنى حدثنا حجاج حدثنا حماد عن علي بن زيد عن عبد الله أو إبراهيم بن عبد الله القرشي عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في دبر صلاة الظهر اللهم خلص الوليد وسلمة بن هشام وعياش بن أبي ربيعة وضعفه المسلمين من أيدي المشركين الذين لا يستطيعون حيلة ولا يهتدون سبيلا
ولهذا الحديث شاهد في الصحيح من غير هذا الوجه كما تقدم انتهى ما في تفسير بن كثير قلت وفي سند هذا الحديث علي بن زيد بن جدعان وهو متكلم فيه
الحديث الثاني حديث عبد الله بن الزبير ذكر السيوطي في رسالته فض الوعاء عن محمد بن يحيى الأسلمي قال رأيت عبد الله بن الزبير ورأى رجلا رافعا يديه قبل أن يفرغ من صلاته فلما فرغ منها قال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يرفع يديه حتى يفرغ من صلاته
قال رجاله ثقات
قلت وذكره الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد وقال رواه الطبراني وترجم له فقال محمد بن يحيى الأسلمي عن عبد الله بن الزبير ورجاله ثقات انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/179)
الحديث الثالث حديث أنس أخرجه الحافظ أبو بكر أحمد بن محمد بن إسحاق السني في كتابه عمل اليوم والليلة قال حدثني أحمد بن الحسن حدثنا أبو إسحاق يعقوب بن خالد بن يزيد البالسي حدثنا عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي عن خصيف عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ما من عبد بسط كفيه في دبر كل صلاة ثم يقول اللهم إلهي وإله إبراهيم وإسحاق ويعقوب وإله جبريل وميكائيل وإسرافيل أسألك أن تستجيب دعوتي فإني مضطر وتعصمني في ديني فإني مبتلي وتنالني برحمتك فإني مذنب وتنفي عني الفقر فإني متمسكن إلا كان حقا على الله عز وجل أن لا يرد يديه خائبتين
قلت في سنده عبد العزيز بن عبد الرحمن القرشي
قال في الميزان اتهمه أحمد وقال بن حبان كتبنا عن عمر بن سنان عن إسحاق بن خالد عنه نسخة ثبتها بمائة حديث مقلوبة منها ما لا أصل له ومنها ما هو ملزق بإنسان لا يحل الاحتجاج به بحال
وقال النسائي وغيره ليس بثقة وضرب أحمد بن حنبل على حديثه انتهى
الحديث الرابع حديث الأسود العامري عن أبيه قال صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر فما سلم انحرف ورفع يديه ودعا الحديث رواه بن أبي شيبة في مصنفه كذا ذكر بعض الأعلام هذا الحديث بغير سند وعزاه إلى المصنف ولم أقف على سنده فالله تعالى أعلم كيف هو صحيح أو ضعيف
الحديث الخامس حديث الفضل بن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم الصلاة مثنى مثنى تشهد في كل ركعتين وتخشع وتضرع وتمسكن ثن تقنع يديك يقول ترفعهما إلى ربك مستقبلا ببطونهما وجهك وتقول يا رب يا رب ومن لم يفعل ذلك فهو كذا وكذا وفي رواية فهو خداج
رواه الترمذي واستدلوا أيضا بعموم أحاديث رفع اليدين في الدعاء قالوا إن الدعاء بعد الصلاة المكتوبة مستحب مرغب فيه وأنه قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الدعاء بعد الصلاة المكتوبة وأن رفع اليدين من اداب الدعاء وأنه قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع اليدين في كثير من الدعاء
وأنه لم يثبت المنع عن رفع اليدين في الدعاء بعد الصلاة المكتوبة بل جاء في ثبوته الأحاديث الضعاف قالوا فبعد ثبوت هذه الأمور الأربعة وعدم ثبوت المنع لا يكون رفع اليدين في الدعاء بعد الصلاة المكتوبة بدعة سيئة بل هو جائز لا بأس على من يفعله
أما الأول والثاني فقد أخرج الترمذي من حديث أبي أمامة قيل يا رسول الله أي الدعاء أسمع قال جوف الليل الأخير ودبر الصلوات المكتوبات
وقال هذا حديث حسن
وأخرج النسائي في سننه عن عطاء بن مروان عن أبيه أن كعبا حلف له بالله الذي فلق البحر لموسى إنا لنجد في التوراة أن داود نبي الله صلى الله عليه وسلم كان إذا انصرف من صلاته قال اللهم أصلح لي ديني الذي جعلته لي عصمة وأصلح لي دنياي التي جعلت فيها معاشي الحديث وفي اخره قال وحدثني كعب أن صهيبا حدثه أن محمدا صلى الله عليه وسلم كان يقولهن عند إنصرافه من صلاته والحديث صححه بن حبان كما في فتح الباري وقد تقدم في كلام بن القيم حديث أبي أيوب وحديث الحارث بن مسلم في الدعاء بعد الصلاة المكتوبة
وأما الثالث والرابع فقد أخرج أبو داود والترمذي وحسنه من حديث سلمان رفعه إن ربكم حيي كريم يستحي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا بكسر المهملة وسكون الفاء أي خالية
قال الحافظ سنده جيد
وأخرج مسلم عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا الحديث وفيه ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعت أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب يا رب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذى بالحرام فأني يستجاب لذلك
وقال الحافظ في الفتح فيه أحاديث كثيرة أفردها المنذري في جزء سرد منها النووي في الأذكار وفي شرح المهذب جملة وعقد لها البخاري أيضا في الأدب المفرد بابا ذكر فيه حديث أبي هريرة قدم الطفيل بن عمرو على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إن دوسا عصت فادع الله عليها فاستقبل القبلة ورفع يديه فقال اللهم اهد دوسا وهو في الصحيحين دون قوله ورفع يديه
وحديث جابر أن الطفيل بن عمر وهاجر فذكر قصة الرجل الذي هاجر معه وفيه فقال النبي صلى الله عليه وسلم اللهم وليديه فاغفر ورفع يديه وسنده صحيح وأخرجه مسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/180)
وحديث عائشة أنها رأت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو رافعا يديه يقول اللهم إنما أنا بشر الحديث وهو صحيح الاسناد ومن الأحاديث الصحيحة في ذلك ما أخرجه المصنف يعني البخاري في جزء رفع اليدين رأيت النبي صلى الله عليه وسلم رافعا يديه يدعو لعثمان
ولمسلم من حديث عبد الرحمن بن سمرة في قصة الكسوف فانتهيت إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو رافع يديه يدعو
وعنده في حديث عائشة في الكسوف أيضا ثم رفع يديه وفي حديثها عنده في دعائه لأهل البقيع فرفع يديه ثلاث مرات الحديث
ومن حديث أبي هريرة الطويل في فتح مكة فرفع يديه وجعل يدعو
وفي الصحيحين من حديث أبي حميد في قصة بن اللتبية ثم رفع يديه حتى رأيت عفرة إبطيه يقول اللهم هل بلغت
ومن حديث عبد الله بن عمرو أن النبي صلى الله عليه وسلم ذكر قول إبراهيم وعيسى فرفع يديه وقال اللهم أمتى
وفي حديث عمر كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا نزل عليه الوحي يسمع عند وجهه كدوي النحل فأنزل الله عليه يوما ثم سرى عنه فاستقبل القبلة ورفع يديه فدعا الحديث
أخرجه الترمذي واللفظ له والنسائي والحاكم
وفي حديث أسامة كنت ردف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات فرفع يديه يدعو فمالت به ناقته فسقط خطامها فتناوله بيده وهو رافع اليد الأخرى أخرجه النسائي بسند جيد
وفي حديث قيس بن سعد عند أبي داود ثم رفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه وهو يقول اللهم صلواتك ورحمتك على ال سعد بن عبادة الحديث وسنده جيد
والأحاديث في ذلك كثيرة انتهى كلام الحافظ
قلت وفي رفع اليدين في الدعاء رسالة للسيوطي سماها فض الوعاء في أحاديث رفع اليدين في الدعاء
واستدلوا أيضا بحديث أنس رضي الله تعالى عنه قال أتى رجل أعرابي من أهل البدو إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الجمعة فقال يا رسول الله هلكت الماشية هلك العيال هلك الناس فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يديه يدعو ورفع الناس أيديهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون الحديث رواه البخاري
قالوا هذا الرفع هكذا وإن كان في دعاء الاستسقاء لكنه ليس مختصا به ولذلك استدل البخاري في كتاب الدعوات بهذا الحديث على جواز رفع اليدين في مطلق الدعاء
قلت القول الراجح عندي أن رفع اليدين في الدعاء بعد الصلاة جائز لو فعله أحد لا بأس عليه إن شاء الله تعالى والله تعالى أعلم
تنبيه إعلم أن الحنفية في هذا الزمان يواظبون على رفع اليدين في الدعاء بعد كل مكتوبة مواظبة الواجب فكأنهم يرونه واجبا ولذلك ينكرون على من سلم من الصلاة المكتوبة وقال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والاكرام ثم قال ولم يدع يرفع يديه
وصنيعهم هذا مخالف لقول إمامهم الامام أبي حنيفة وأيضا مخالف لما في كتبهم المعتبرة قال العيني في عمدة القارىء قال أبو حنيفة كل صلاة يتنفل بعدها يقوم وما لا يتنفل بعدها كالعصر والصبح فهو مخير وهو قول أبي مجلز لا حق بن حميد انتهى وقال في البحر الرائق ولم يذكر المصنف ما يفعله بعد السلام وقد قالوا إن كان إماما وكانت صلاة يتنفل بعدها بإنه يقوم ويتحول عن مكانه إما يمنة أو يسرة أو خلفه والجلوس مستقبلا بدعة وإن كان لا يتنفل بعدها يقعد مكانه وإن شاء انحرف يمينا أو شمالا وإن شاء استقبلهم بوجهه انتهى
وقال في العالم كيرية
وإذا سلم الامام من الظهر والمغرب كره له المكث قاعدا لكنه يقوم إلى التطوع ولا يتطوع في مكان الفريضة ولكن ينحرف يمنة أو يسرة أو يتأخر وإن شاء رجع إلى بيته يتطوع فيه وإن كان مقتديا أو يصلي وحده إن لبث في مصلاه يدعو جاز وكذا إن قام إلى التطوع في مكانه أو تأخر أو انحرف يمنة أو يسرة جاز والكل سواء
وفي صلاة لا تطوع بعدها كالفجر والعصر يكره المكث قاعدا في مكانه مستقبل القبلة والنبي صلى الله عليه وسلم سمى هذا بدعة ثم هو بالخيار إن شاء ذهب وإن شاء جلس في محرابه إلى طلوع الشمس وهو أفضل ويستقبل القوم بوجهه إذا لم يكن بحذائه مسبوق فإن كان ينحرف يمنة أو يسرة والصيف والشتاء سواء هو الصحيح كذا في الخلاصة انتهى
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[28 - 12 - 09, 10:48 م]ـ
جزاكم الله خيرًا وللأسف , بعض الأئمة اليوم لا يعطون لمن خلفهم فرصة أن يدعون الله قبل التسليم ولا حتى في السجود فتجدهم يسرعون في القيام في السجود والتسليم .. ورحم الله الشيخ الحواشي يعطيك فرصة في أن تدعو الله وأنت مطمئن مرتاح بل والتنويع بين الأدعية الواردة في الموضع المعين .. يا ليت لنا إمام مثله.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[30 - 12 - 09, 08:16 ص]ـ
بارك الله في حبيبنا أبا زارع ..
نكتة لطيفة و فائدة دقيقة ..
وفقك ربي للعلم النافع و العمل الصالح ..
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[30 - 12 - 09, 08:21 ص]ـ
الله يرضى عليك أبى راكان ويعلي قدرك وشأنك وأنت حقيقة ممن نحب , أسأل الله أن يصب عليك الخير صبًا صبا.(110/181)
ما هو جدول الدروس في الحرمين المكي و المدني؟
ـ[محمد ين منير اليعقوبي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 02:00 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اخواني الافاضل من يدلني علي جدول الدروس في الحرمين المكي و المدني؟
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[17 - 04 - 09, 02:17 م]ـ
تفضّل أخي الكريم:
الحرم المكّي ( http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.LectSchedByDay&cityid=1&dayid=1&CFID=2403401&CFTOKEN=43244523)
الحرم المدني ( http://gate.gph.gov.sa/index.cfm?do=cms.LectSchedByDay&cityid=2&dayid=1&CFID=2403401&CFTOKEN=43244523)
ـ[محمد ين منير اليعقوبي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 10:09 م]ـ
الله يجزاك الجنة يا اخي الكريم
اخي العنوان ان الجدول لسنة 1429؟ هل الدروس ما زالت في نفس الاوقات ام انها تغيرت؟
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[18 - 04 - 09, 12:58 ص]ـ
جميل جدا بارك الله فيك أخي الفاضل
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[18 - 04 - 09, 06:18 م]ـ
حيّاكم الله إخواني.
اخي العنوان ان الجدول لسنة 1429؟ هل الدروس ما زالت في نفس الاوقات ام انها تغيرت؟
لا أدري أخي الفاضل،
ليت الإخوة طلّاب العلم من أهل مكّة و المدينة يفيدوننا في ذلك.
وفّقكم الله.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[08 - 05 - 09, 02:41 ص]ـ
للنفع ..
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[13 - 05 - 09, 04:07 م]ـ
وللرفع
حيث ننتظر الإجابة على:
اخي العنوان ان الجدول لسنة 1429؟ هل الدروس ما زالت في نفس الاوقات ام انها تغيرت؟
...................................
سبحان الله العظيم وبحمده
....................................(110/182)
جواز بيع المسلم فيه قبل قبضه .. لأنه بيع موصوف لا بيع معين .. كيف يرد عليه؟؟
ـ[عبدالعزيز الألمعي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 02:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كنت في نقاش مع أحد طلبة العلم .. وتطرقنا لمسألة بيع المسلم فيه قبل قبضه ..
فقال لي: أخطأ جمهور العلماء .. حينما ساقوا الأدلة على تحريم بيع الطعام قبل قبضه .. وقالوا المسلم فيه مثله .. وأدلتهم كحديث حكيم بن حزام: لا تبع ما ليس عندك .. كلها تحمل على بيع المعين ..
أما المسلم فيه فبيع موصوف في الذمة .. وليس بمعين ..
وبذلك يجوز بيع المسلم فيه قبل قبضه ..
فهل كلامه صحيح؟؟ وكيف يرد عليه حال مجانبته للصواب؟؟
هل يعقل أن يستدل العلماء بأدلة بعيدة عن المسألة ..
بانتظار توجيهكم ..
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[17 - 04 - 09, 10:00 م]ـ
هل يعقل أن يستدل العلماء بأدلة بعيدة عن المسألة ..
قد يحدث أحيانا في بعض المسائل، أما في هذه المسألة فدليل الجمهور ليس حديث حكيم بن حزام المشار إليه بل حديث أبي سعيد عند أبي داود (من أسلف في شيء فلا يصرفه إلى غيره) و الحديث صريح في بيع ما كان موصوفا في الذمة لا المعيّن، و الحديث فيه عطيه العوفي ضعيف.
و خلافا لما ذهب إليه الجمهور أجاز مالك و الأوزاعي و داود بيع المسلم فيه قبل قبضه اللهم إلا أن يكون المسلم فيه طعاما فمنعوه لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك كما في حديث ابن عباس المتفق على صحته.
و أجاز ابن تيمية وابن القيم بيع المسلم فيه قبل القبض بشرط عدم جريان الربا في البيع الجديد و أن لا يربح أي زيادة إذ لو ربح لكان ربحا فيما لم يضمن و هذا القول هو رواية عن أحمد و قول في مذهب الشافعية.(110/183)
فتوى في زكاة الأموال الباطنة ما رأيكم فيها هل ما جاء فيها صحيح
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[17 - 04 - 09, 02:51 م]ـ
السؤال / من كان لديه أرض معدة للبيع وحال عليها الحول وكان عليه دين فهل يخصم قيمة الأرض ويزكي الباقي؟
الجواب / هذه الأرض تسمى عروض تجارة والعلماء قسموا الأموال التي تجب فيها الزكاة إلى قسمين أموال باطنة وأموال ظاهر والأموال الباطنة هي الأثمان وعروض التجارة. والأموال الظاهرة هي السائمة والحبوب والثمار وقال بعضهم السائمة والخارج من الأرض.
فسؤال السائل متعلق بالأموال الباطنة , فنقول وبالله التوفيق , أن الدين يمنع وجوب الزكاة في الأموال الباطنة إذا كان الدين يستغرق النصاب أو ينقصه وهي رواية واحدة في مذهب أحمد وقال بهذا عطاء, وسليمان بن يسار , وميمون ابن مهران , والحسن , والليث , ومالك , والثوري , والأوزاعي , وإسحاق , وأبو ثور.
أي بمعنى تخصم الديون من المال فإن بقي نصاب زكى الباقي. والدليل على عدم وجوبها في الأموال الباطنة هو أثر عثمان رضي الله عنه أنه كان يخطب فقال: (أيها الناس إن هذا شهر زكاة أموالكم فمن كان عليه دين فليقضه ثم ليزك) وفي لفض ذكره صاحب المغني (فمن كان عليه دين فليقضي دينه وليزكي بقية ماله) قال ذالك بمحضر من الصحابة فلم ينكروه فدل على اتفاقهم عليه. وهذا الأثر يدل على أن موعد الزكاة وإن حل فإنها لا تجب الزكاة في قيمة الدين.
وأيضا حديث معاذ ابن جبل رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له حين بعثه إلى اليمن (فأعلم أن الله افترض عليهم صدقة في أموالهم تؤخذ من أغنيائهم وترد في فقراءهم) دل هذا الحديث على أنها تجب على الأغنياء ولا تدفع إلا إلى الفقراء وهذا (أي المدين) ممن يحل له أخذ الزكاة فيكون فقيرا فلا تجب عليه الزكاة لأنها لا تجب إلا على الأغنياء. لحديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (لا صدقه إلا عن ظهر غنى). والزكاة إنما شرعة للفقراء , وشكرا لنعمة الغنى والمدين محتاج إلى قضاء دينه كحاجة الفقير.
وأيضا فإن هذا المال الذي في يد المدين وهو متعلق بالذمة لدائن فإن الدائن يجب عليه أن يؤدي زكاته في كل عام وهذا ما صدر في قرار مجمع الفقه الإسلامي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في الدورة المنعقدة في جدة في (10 - 16 ربيع الثاني 1406) وجاء في القرار ما نصه (أنه تجب الزكاة على رب الدين كل سنه إذا كان المدين مليئا باذلا). فكيف تجب الزكاة على المال مرتين في نفس الوقت من المدين ومن الدائن وهذا لم يقل به أحد.
وأيضا فإن من شروط وجوب الزكاة الملك التام. وهذا غير متحقق للمال في يد المدين لأنه متعلق بالذمة للدائن بدليل أن المدين لو مات في يومه فإن المال الذي في يده لا يقسم على الورثة وإنما يبدأ بسداد دينه ولو لم يحل موعده.
وكما أن المدين من المستحقين للزكاة لأنه من الغارمين فكيف يكون من المستحقين للزكاة وفي نفس الوقت يجب عليه أن يؤديها لغيره.
فكل هذه أدله تدل على عدم وجوب الزكاة في الأموال الباطنة على من كان عليه دين يستغرق النصاب أو ينقصه
وكما أنه بعض لا فرق بين الدين الحال والدين المؤجل ومثل بعضهم لذالك بصداق الزوجة المؤجل للفراق.
وقد أفتى من المعاصرين بعدم وجوب الزكاة في الأموال الباطنة مع وجود الدين الذي يستوفي النصاب أو ينقصه الشيخ عبدالرحمن السعدي. والشيخ عبدالله البسام. وغيرهم كثير
هذا والله أعلم ونسبة العلم إليه أسلم وصلى الله على سيدنا محمد وعلى أله وصحبه وسلم.
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[17 - 04 - 09, 10:11 م]ـ
أين أنتم يا أهل الحديث
ـ[أبو السها]ــــــــ[18 - 04 - 09, 04:12 ص]ـ
رقم الفتوى: 6336
عنوان الفتوى: كيف يزكي من لديه مال وعليه ديون؟
تاريخ الفتوى: 16 صفر 1420/ 01 - 06 - 1999
السؤال
أملك رصيداً في البنك مقداره (300000) ثلثمائة ألف ريال، وأملك قطعتين من الأرض تبلغ قيمتهما نحو (250000) مائتين وخمسين ألف ريال. وعلي دين بمبلغ (360000) ثلثمائة وستين ألف ريال. أسدده على أقساط شهرية، وذلك مقابل عمارة بنيتها بالتقسيط.
وسؤالي هو: هل أزكي كل ماأملك مما ذكرت سابقا أو أزكي ما زاد عن الدين فقط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/184)
أرجو منكم سرعة الرد فقد حان الوقت الذي اعتدت فيه إخراج الزكاة من كل عام.
وجزاكم الله خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فجمهور أهل العلم على أن الدَّين يمنع وجوب الزكاة في الأموال الباطنة وهي الذهب، والفضة، والنقود، وعروض التجارة، وهذا مذهب أبي حنيفة ومالك والشافعي في القديم وأحمد.
فإذا كان الدين يستغرق النصاب أو ينقصه فلا زكاة في هذه الأموال.
وكذلك الأموال الظاهرة من الزروع والثمار والماشية، لا تجب الزكاة فيها مع الدين عند أحمد، وبعض أهل العلم.
وذهب الشافعي في الجديد من قوليه إلى أن الدين لا يمنع وجوب الزكاة. والراجح ما ذهب إليه الجمهور لأدلة معلومة مذكورة في كتب الفقه، منها ما روى أبو عبيد في الأموال أن عثمان رضي الله عنه كان يقول: "هذا شهر زكاتكم فمن كان عليه دين فليؤده حتى تخرجوا زكاة أموالكم". وفي رواية: " فمن كان عليه دين فليقض دينه وليترك بقية ماله".
وقد قال ذلك بمحضر من الصحابة فلم ينكروه، فدل على اتفاقهم عليه، كما يقول ابن قدامة - رحمه الله - في المغني 2/ 630.
فإن كان الدين لا ينقص النصاب حسم من مال الزكاة بقدره وزكي الباقي.
ومن كان له مال آخر لا تجب فيه الزكاة فائض عن حوائجه الأساسية فإنه يجعله في مقابل الدين، ليسلم المال الزكوي فيخرج زكاته.
والمقصود بالحوائج الأساسية: المسكن والملبس والمركب الذي يستعمله مثله.
إذا تقرر هذا، فمالك الزكوى حسب ما ورد في السؤال ثلاثمائة ألف ريال + مائتان وخمسون ألف ريال = خمسمائة وخمسون ألف ريال.
وهذا على فرض أن قطعتي الأرض معدتان للتجارة، وأن هذا ثمنهما الآن عند حولان الحول.
فإن كان لديك عروض وأموال ـ غير زكوية ـ كبيوت وسيارات ومصانع وآلات تساوي قيمة دينك (360000) ألفاً.
فالواجب عليك حينئذ إخراج زكاة الخمسمائة والخمسين ألفاً. لأن ما لديك من الأموال الأخرى جُعل في مقابل دينك.
وإن كان ما لديك من الأموال غير الزكوية لا يساوي قيمة الدين كله وإنما يساوي بعضه، فالأمر بحسبه.
مثال ذلك: أن يكون لديك من السيارات أو الأبنية أو الأمتعة الفاضلة عن حاجتك الأساسية ما يساوي مائة ألف ريال.
فتجعل هذه المائة في مقابل مائة ألف من الدين، فيبقى 260000 مائتان وستون ألفاً. وهذه تحسم من أموالك الزكوية. فتكون الزكاة واجبة عليك في 290000 ألفاً.
وإن لم يكن لديك فائض عن حوائجك الأساسية: حسمت الدين كله من مال الزكاة: 550000 ـ 360000 = 190000.
فيجب عليك حينئذ أن تزكي عن 190000 ألف ريال فقط.
وينبغي أن تجتهد في تقدير ما لديك من الأموال ـ غير الزكوية ـ الفائضة عن حوائجك الأساسية، وأن تعلم أن الزكاة بركة ونماء للمال، وشكر لنعمة الله تعالى. وفقنا الله وإياك لما يحب ويرضى. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=6336
قلت -أنا أبو السها-: وقد سمعت الشيخ الألباني -رحمه الله- لما سئل عن هذه المسألة قال: مادام عنده مال، فإما أن يسدد الدين الذي عليه وإما أن يزكي عن الذي بين يديه
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[18 - 04 - 09, 05:49 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبو السها
ولكني أقصد هل الأدلة التي وردت في الفتوى والإستدلال بها في محله
وإلا فإني قد قرأت في الشرح الممتع وكان رأي الشيخ العثيمين مثل رأي الالباني وأيضا نقل أن هذا إختيار الشيخ إبن باز وأيضا اللجنة الدائمة تفتي بمثل ذالك وهو أن الدين لا يمنع الزكاة ولا تحسم قيمة الدين من النصاب
ولكن العبرة بالدليل ولقد نظرت في ما جاء في الفتوى التي سقتها فوجدت أن لها حظا من النظر وأحببت أن أستشير مشائخنا في المنتدى
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[19 - 04 - 09, 05:29 م]ـ
???????????????(110/185)
أخبار أبو دلامة وأشعب
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[17 - 04 - 09, 06:14 م]ـ
القصص في الكتب الأدبية القديمة التي فيها تندّر مثل / أخبار أبو دلامة وأشعب , وأحيانا تذكر أسماء لأناس تصفهم بالحمق والبخل , حكاية هذه القصص هل يعد من الغيبة مع أننا لاندري عن صحة تلك الأخبار؟(110/186)
أيهما اولى اليوم محاربة الشبهات ام محاربة الشهوات؟
ـ[حاتم الدوسي]ــــــــ[17 - 04 - 09, 08:30 م]ـ
السلام عليكم
لو اتيت لاي شاب اليوم وقلت ما رايك في الروافض سيلعنهم ويشتمهم باقذع السب
ولكن لو قلت له تعال ارسل لك مقطع سيوافق بدون تردد
من هنا ارى ان الساحة اليوم تركز على اهل الشبهات وهذا حق وواجب وامر مهم حتى نفضح ونكشف زيفهم ولكن هناك نقص في محاربة الشهوات على مستوى المواضيع اتمنى من الشيوخ الكرام التركيز على الشهوات فقد دخلت كل بيت وابتلي بها كل المسلمين اليوم فيجب تاليف الكتب لمحاربتها باسلوب شيق والرد على العلمانيين وفضحهم ودعاة قيادة المرأة والتبرج ويجب الدخول لمنتديات الشباب ومواقع الشات وتحذير الشباب والفتيات وتذكيرهم بالله وبعذاب القبر وعقاب الزاني وعمل مطويات في ذلك وتوزيعها في الاسواق
اتمنى ان نرى التركيز بشكل اكبر على محاربة الشهوات مع عدم اغفال محاربة الشبهات
ـ[ابوحمزة المسيلي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 12:52 ص]ـ
الشبهات أبواب تنفذ منها الشهوات، فمن سد الباب استراح .............(110/187)
حال العبد في الفاتحة
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[17 - 04 - 09, 08:41 م]ـ
حال العبد في الفاتحة *
فينبغي بالمصلي أن يقف عند كل آية من الفاتحة وقفة يسيرة، ينتظر جواب ربِّه له، و كأنه يسمعه
و هو يقول: " حمدني عبدي " إذا قال: {الحمدُ للهِ ربِّ العالمينَ}.
فإذا قال: {الرَّحمن الرَّحيم} وقفَ لحظة ينتظر قوله: " أثنى عليَّ عبدي ".
فإذا قال: {مالكِ يومِ الدِّينِ} انتظر قوله: " مجَّدني عبدي ".
فإذا قال: {إيَّاك نَعبدُ و إيَّاك نَستعين} انتظر قوله تعالى: " هذا بيني و بين عبدي ".
فإذا قال: {اهدِنا الصِّراط المُستقيم} إلى آخرها انتظر قوله: " هذا لعبدي و لعبدي ما قال ".
و مَن ذاق طعم الصلاة عَلِمَ أنه لا يقوم مقام التكبير و الفاتحة غيرهما مقامها، كما لا يقوم غير
القيام و الركوع و السجود مقامها، فلكلٍّ عبوديته من عبودية الصلاة سرٌّ و تأثيرٌ و عبودية لا
تحصل في غيرها، ثمَّ لكل آية من آيات الفاتحة عبودية و ذوق و وجد يخُصُّها لا يوجد في غيرها.
فعند قوله: {الحمد لله رب العالمين} تجد تحت هذه الكلمة إثبات كللّ كمال للرب و وصفا و اسما، و تنزيهه سُبحَانه و بحمده عن كلِّ سوء، فعلاً و وصفاً و اسماً، و إنما هو محمود في أفعاله و أوصافه و أسمائه، مُنزَّه عن العيوب و النقائص في أفعاله و أوصافه و أسمائه.
فأفعاله كلّها حكمة و رحمة و مصلحة و عدل و لا تخرج عن ذلك، و أوصافه كلها أوصاف كمال، و نعوت جلال، و أسماؤه كلّها حُسنى.
* كتاب أسرار الصلاة / لإبن قيم الجوزية رحمه الله.(110/188)
ما صحة مقولة (إنه من خالط دمي دمَه يدخل الجنة ولو كان كافرا)
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[17 - 04 - 09, 11:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حيّا الله جميع الإخوة والأخوات أعضاء وزوار ومشرفي هذا الملتقى المبارك - ملتقى أهل الحديث - الذي أسأل الله تعالى أن يبارك لي ولكم فيه.
أحبتي الكرام، في الجمعة المنصرمة، صلّيت عند أحد الأئمة، وكان موضوع خطبته عموما في سيرة المصطفى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وشرع يتحدّث عن خروج النبي عليه الصلاة والسلام إلى الطائف فأدموا رجليه الشرفتين وكان معه زيد بن حارثة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - فاختلط دم زيد بدم رسول الله، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: إنه من خالط دمي دمَه يدخل الجنة ولو كان كافرا، وبالطبع هذا الكلام ذكره من غير دليل ولا مرجع، فماهو ردّكم ذلك جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[18 - 04 - 09, 12:38 ص]ـ
هذا ليس بصحيح وقد دلّت الأدلة القاطعة بعدم دخول الكافرإذا مات على كفره الجنة وأنه من أهل النار خالداً مخلّداً فيها أبد الآبدين ودهر الداهرين .. نسأل الله أن لايزيغ قلوبنا .... وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ...
ـ[عادل القطاوي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 12:39 ص]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك ..
شرب دم النبي صلى الله عليه وسلم، لا يعرف لزيد في أي حديث حسب علمي ..
ودخول الكافر الجنة لهذه العلة غريب جدا .. بل عم النبي صلى الله عليه وسلم وهو من دمه قطعا وكذا أبويه على الصحيح، ولا نعرف لهم في الجنة مكانا .. والعلم عند الله تعالى ..
وإنما هو مشهور عن عبد الله بن الزبير ومالك بن سنان والد أبي سعيد الخدري وغيرهما ..
وإن كانت الأحاديث لا أعرف درجتها صحة وضعفا ..
وإنما للفائدة، أنقل الموضوع برمته من خصائص السيوطي الكبرى:
قال رحمه الله:
باب اختصاصه {صلى الله عليه وسلم} بطهارة دمه وبوله وغائطه:
أخرج الغطريف في جزئه والطبراني وأبو نعيم عن سلمان الفارسي أنه دخل على رسول الله {صلى الله عليه وسلم} فإذا عبد الله بن الزبير معه طست يشرب ما فيه فقال له رسول الله {صلى الله عليه وسلم} (ما شأنك قال أحببت أن يكون من دم رسول الله {صلى الله عليه وسلم} في جوفي قال ويل لك من الناس وويل للناس منك لا تمسك النار إلا قسم اليمين).
وأخرج ابن حبان في الضعفاء عن ابن عباس قال حجم النبي {صلى الله عليه وسلم} غلام لبعض قريش فلما فرغ من حجامته أخذ الدم فذهب به فشربه ثم أقبل فنظر في وجهه فقال ويحك ما صنعت بالدم قال يا رسول الله نفست على دمك أن أهريقه في الأرض فهو في بطني فقال (إذهب فقد أحرزت نفسك من النار).
وأخرج الدارقطني في سننه عن أسماء بنت أبي بكر قالت إن النبي {صلى الله عليه وسلم} احتجم فدفع دمه إلى إبني فشربه فأتاه جبريل فأخبره فقال ما صنعت قال كرهت أن أصب دمك فقال النبي {صلى الله عليه وسلم} (لا تمسك النار ومسح على رأسه وقال ويل للناس منك وويل لك من الناس).
وأخرج البزار وأبو يعلى وابن أبي خيثمة والبيهقي في السنن والطبراني عن سفينة قال احتجم النبي {صلى الله عليه وسلم} قال لي غيب الدم فذهبت فشربته ثم جئت فقال ما صنعت قلت غيبته قال شربته قلت نعم فتبسم.
وأخرج البزار والطبراني والحاكم والبيهقي في السنن بسند حسن عن عبد الله ابن الزبير قال احتجم النبي {صلى الله عليه وسلم} فأعطاني الدم فقال اذهب فغيبه فذهبت فشربته ثم أتيت النبي {صلى الله عليه وسلم} فقال لي ما صنعت قلت غيبته قال لعلك شربته قلت شربته.
وأخرج الحاكم عن أبي سعيد الخدري قال شج رسول الله {صلى الله عليه وسلم} يوم أحد فتلقاه أبي فملج الدم عن وجهه بفمه وازدرده فقال النبي {صلى الله عليه وسلم} من سره أن ينظر إلى من خالط دمي دمه فلينظر إلى مالك بن سنان.
وأخرجه ابن السكن والطبراني في الأوسط بلفظ فقال: خالط دمه بدمي ولا تمسه النار.
وأخرج أبو يعلى والحاكم والدارقطني والطبراني وأبو نعيم عن أم أيمن قالت قام النبي {صلى الله عليه وسلم} من الليل إلى فخارة فبال فيها فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربت ما فيها فلما أصبح أخبرته فضحك وقال أما أنك لا يتجعن بطنك أبدا ولفظ أبي يعلى إنك لن تشتكي بطنك بعد يومك هذا أبدا.
وأخرج الطبراني والبيهقي بسند صحيح عن حكيمة بنت أميمة عن أمها قالت كان للنبي {صلى الله عليه وسلم} قدح من عيدان يبول فيه ويضعه تحت سريره فقام فطلبه فلم يجده فسأل عنه فقال أين القدح قالوا شربته برة خادم أم سلمة التي قدمت معها من أرض الحبشة فقال النبي {صلى الله عليه وسلم} لقد احتظرت من النار بحظار.
وأخرج الطبراني في الأوسط عن سلمى امرأة أبي رافع قالت اغتسل النبي {صلى الله عليه وسلم} فشربت ماء غسله فأخبرته فقال اذهبي فقد حرم الله بدنك على النار. اهـ من الخصائص الكبرى للسيوطي.
وكما قلت أعلاه: الأحاديث في حاجة إلى تخريج، ولا يسعفني الوقت الآن لدراستها ..
فلعل أحد الأخوة يتفضل ويتصدق علينا بهذا الجهد ..
لكي نعلم ما صح وما لم يصح في هذا الباب ..
شكر الله للجميع .. وسسد الخطى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/189)
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[18 - 04 - 09, 01:03 ص]ـ
هذا ليس بصحيح وقد دلّت الأدلة القاطعة بعدم دخول الكافرإذا مات على كفره الجنة وأنه من أهل النار خالداً مخلّداً فيها أبد الآبدين ودهر الداهرين .. نسأل الله أن لايزيغ قلوبنا .... وأن يثبتنا بالقول الثابت في الحياة الدنيا والآخرة ...
جزاك الله خيرا أيها الأخ الحبيب أبو راكان وشكرا جزيلا عن الرد، لكن يا أخي الحبيب أنا أريدكم أن تبيّنوا لي درجة ها الحديث الذي ذكر
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[18 - 04 - 09, 01:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الحبيب عادل القطاوي، وجعل ماذكرت في موازين حسناتك يوم القيامة
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[18 - 04 - 09, 01:23 ص]ـ
ومن أين لنا بمعرفة درجته إن كان هو أخرجه من رأسه؟ [ابتسامة]
ـ[ابوحمزة المسيلي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 01:44 ص]ـ
حديث (من مس دمي دمه لم تضره النار) أخرجه الحاكم والطبراني والخطيب وقال الذهبي في التلخيص اسناده مظلم،و أورده الهيثمي في المجمع وقال "في اسناده مجاهيل ....
ـ[أبو وائل غندر]ــــــــ[18 - 04 - 09, 01:45 ص]ـ
أخي ابن عبد الحميد الظاهر أن إمامكم غفر الله له وقع له خلط فقد أخرج الحاكم وغيره ما يشبه ما أورده صاحبكم لكن في غزوة أحد لا عند خروجه إلى الطائف وليس فيه لفظة (دخل الجنة ولو كان كافرا) وخذ الحديث من مصدره
قال الإمام الحاكم رحمه الله:
أنبأ عبد الرحمن بن حمدان الجلاب بهمدان ثنا أبو حاتم الرازي ثنا محمد بن عيسى بن الطباع ثنا موسى بن محمد بن علي الحجبي حدثتني أمي من ولد أبي سعيد الخدري عن أم عبد الرحمن بنت أبي سعيد عن أبيها أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
شج رسول الله صلى الله عليه و سلم في وجهه يوم أحد فتلقاه أبي مالك بن سنان فلحس الدم عن وجهه بفمه ثم ازدرده فقال النبي صلى الله عليه و سلم: ((من سره أن ينظر إلى من خالط دمي فلينظر إلى مالك بن سنان)) المستدرك على الصحيحين (6386)
قال الحافظ الذهبي في التلخيص: إسناده مظلم.
ويتوجب عليك نصح هذا الخطيب من ناحيتين.
الأولى: أن قوله هذا يخالف أصول معتقد أهل السنة في أن الكافر خالد مخلد في النار لا تنفعه شفاعة الشافعين.
الثانية: أن يتقي الله فيما ينقله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم خاصة مثل هذه الأحاديث المنكرة الباطلةالتي رائحة الوضع تفوح منها، فلو كانت من الأحاديث الضعيفة التي وردت في السيرة مما اشتهر وذاع في كتب السير لهان الخطب،
فصاحبكم جمع بين خطأين كبيرين، أفحشفا وسوء كيل.
فعليك بنصحه بالتي هي أحسن وليكن مقصودك الأكبر رجوعه للحق ولا ينبغي أن تؤثر فيك شدة عبارتنا التي علقنا بها فهي تعليق على الحادثة فقط، ولكن حاول أن تظهر له أنكم استفدتم من خطبه ولها أثر في نفوسكم، لكن لك ملاحظة بسيطة قل له: أتمنى أن تضعها بعين الاعتبار فتحسن التسلّل إلى قلبه لأن القصد الإصلاح فهو مبتغاك.
نسأل الله لنا وله ولسائر المسلمين الهداية والتوفيق للعلم النافع والعمل الصالح
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[18 - 04 - 09, 02:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا أيها الأخ الحبيبُ أبو وائل على هذا التوضيح، وإن شاء الله تعالى نوصلُ له الفكرة بالتي هيَ أحسن، ولستُ أنا فقط من أخذته الريبة من كلام الخطيب، حتى بعض الناس تحدث عن هذا وقال الخطيب في خطيته أيضا أن الشمس والقمر خُلقت من نوره صلى الله عليه وسلم، فماذا تقولون في ذلك أحبتي الكرام؟
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[18 - 04 - 09, 02:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا أيها الأخ الحبيبُ أبو وائل على هذا التوضيح، وإن شاء الله تعالى نوصلُ له الفكرة بالتي هيَ أحسن، ولستُ أنا فقط من أخذته الريبة من كلام الخطيب، حتى بعض الناس تحدث عن هذا وقال الخطيب في خطيته أيضا أن الشمس والقمر خُلقت من نوره صلى الله عليه وسلم، فماذا تقولون في ذلك أحبتي الكرام؟
لاحول ولاقوة إلا بالله ....
ينبغي نصح هذا الخطيب وتحذيره من هذه الخرافات ...
ومامصدره ومامرجعه في نقل تلك الخزعبلات ....
(ابن عبدالحميد):سددك الله لكل خير ... وضح له الطريق وانصحه بالتي هي أحسن واستفسر منه: من أين أتيت بتلك النقولات ....
بارك الله فيك ...(110/190)
لاتيأس، هذا ليس بحل! عبدالكريم الخضير
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[18 - 04 - 09, 02:04 ص]ـ
لا بد أن نتعلم العلم، وأنتم لا شك أنكم من طلاب العلم، وأخذتم منه بقسط كافٍ -إن شاء الله تعالى- لكن المزيد هو المطلوب، والله -جل وعلا- ما أمر نبيه من الاستزادة من شيء إلا من العلم، {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [(114) سورة طه].
فنحن بحاجة ماسة إلى الازدياد من العلم، بعض الناس يقول: أنا والله تخرجت، درست عشرين سنة، خمسة وعشرين سنة، والآن أحمل أعظم الشهادات، يعني إلى متى؟ نقول: الرسول -عليه الصلاة والسلام- قيل له: {وَقُل رَّبِّ زِدْنِي عِلْمًا} [(114) سورة طه].
وبعض الناس يقول: أنا والله درست عشر سنين، عشرين سنة، ثلاثين سنة، وإذا سئلت عن شيء ما قدرت، ما استفدت، فأترك.
نقول: يا أخي النتيجة ليست بيدك، النتيجة عند الله -جل وعلا-، عليك أن تبذل السبب، فبذل السبب منك مطلوب: ((من سلك طريقاً))، السبب سلوك الطريق، ابذل سلوك الطريق، فاسلك الطريق تضمن لك النتيجة: ((من سلك لك طريقاً يلتمس فيه علماً سهل الله له به طريقاً إلى الجنة)).
حضر معنا عند المشايخ بعض الناس أدركناه في الخامسة والسبعين من العمر، درس على شيوخنا، وعلى شيوخهم، وكان زميلاً لشيوخيهم، فدرس مع الشيوخ، ومع شيوخهم، ودرس مع الطلاب، وتأخر عنا في الطلب حتى مات، ما يقرب عن تسعين سنة، لكنه بالفعل ما أدرك شيئاً؛ لأنه إذا سمع شيئاً يحثه على العمل عمل به، فهذا مع صدق النية سهل الله -جل وعلا- به طريقاً إلى الجنة، فالنتيجة مضمونة، النتيجة في الآخرة مضمونة، لكن في الدنيا هل ضمن لك أن تكون عالماً؟ لا ما ضمن لك أن تكون عالماً؛ ولذا اليأس ما هو بوارد، ليس بوارد، لا في العلم، ولا في العمل؛ لأن بعض الناس –أيضاً- بالنسبة للعمل، يقول: حاولت وعجزت، كيف حاولت؟ حاولت الإخلاص وما قدرت، يأتي كثير من طلاب العلوم الشرعية، والكليات، يقولون: والله نحن حاولنا الإخلاص، ومن شرط العلم الإخلاص؛ لأنه من أمور الآخرة المحضة، لا يجوز فيه التشكيك، فأخشى أن أكون من أول ما تسعر بهم النار، أترك طلب العلم، يقال له: لا تترك ولا تيأس، الترك ليس بحل، الترك ليس بحل، لكن عليك أن تجاهد، تجاهد نفسك، وحينئذ إذا علم الله منك صدق النية أعانك.
ـ[سعود النجدي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 12:13 م]ـ
سلمت أناملك.وجزاك الله خير
كلام يكتب بماء الذهب
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[19 - 04 - 09, 12:54 ص]ـ
سلمت أناملك.وجزاك الله خير
كلام يكتب بماء الذهب
وإياك أخوي سعود,,,,
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 07:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي أبا راكان.
و جزى الله تعالى الشيخ الخضير خيرا على هذه الكلمات النافعات.
ـ[محمود حجي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 07:45 ص]ـ
بوركت أخي أبو راكان
ـ[آبو ريّان الفيفي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 09:30 ص]ـ
جزاك الله وشيخنا - بالنصب- خيرا.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[20 - 04 - 09, 04:06 ص]ـ
الاخوة الكرام:
علي الفضلي,,,,,,,محمود حجي,,,,,,,,أبو ريان الفيفي,,,,,,,
بارك الله فيكم,,,,,,,بارك الله فيكم,,,,,,,,,بارك الله فيكم,,,,,,,
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[04 - 05 - 09, 01:32 ص]ـ
بارك الله في القائل والناقل ...
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[04 - 05 - 09, 03:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
سئل الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله-
سابعا وأخيرا قول القائل: هل تظن بأنك ستبلغ مبلغ العالم فلان في العلم؟
يقال لمن هذا رأيه وقوله: ليس الغرض من طلب العلم هو أن يشار إليك ولكن الغرض من طلب العلم هو أن تعبد الله تعالى على علم وبصيرة ..... الخ) ص125 من كتاب الطريقة المثلى في تحصيل العلم ومدارسته وتبليغه
ـ[آبو يحيى الشآمي]ــــــــ[04 - 05 - 09, 08:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي أبا راكان.
و جزى الله تعالى الشيخ الخضير خيرا على هذه الكلمات النافعات.
اللهم آمين ..
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[04 - 05 - 09, 07:08 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم ونفع بكم,,,,
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[08 - 12 - 09, 11:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا
سئل الشيخ صالح آل الشيخ -حفظه الله-
سابعا وأخيرا قول القائل: هل تظن بأنك ستبلغ مبلغ العالم فلان في العلم؟
يقال لمن هذا رأيه وقوله: ليس الغرض من طلب العلم هو أن يشار إليك ولكن الغرض من طلب العلم هو أن تعبد الله تعالى على علم وبصيرة ..... الخ) ص125 من كتاب الطريقة المثلى في تحصيل العلم ومدارسته وتبليغه
بارك الله فيك اخي
هل اجد الكتاب عندك pdf او وورد او اي شيئ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[محبة للخير]ــــــــ[09 - 12 - 09, 12:20 ص]ـ
جزيتم خير الجزاء على نقلكم القيم.
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[09 - 12 - 09, 01:55 ص]ـ
كلام جميل جدا
جزاك الله خير
ـ[أحمد الصقعبي]ــــــــ[09 - 12 - 09, 09:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا،
كلمات تكتب بماء الذهب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/191)
ـ[صالح الطريف]ــــــــ[09 - 12 - 09, 10:09 م]ـ
العلامة الخضير شامة في جبين الأمة ..
لله دره من عالم فاضل .. هكذا نحسبه والله حسيبه ولانزكي على الله أحدا ...
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[11 - 12 - 09, 08:15 م]ـ
الإخوة الكرام:
محبة الخير ..
أحمد أبو معاذ ..
أحمد الصقعبي ..
صالح الطريف ..
جزاكم ربي خير الجزاء وبارك الله فيكم ...
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 06:46 ص]ـ
والله إني أحب هذا الشيخ ..
أسأل الله أن يوفقه للحق و الصواب ..(110/192)
ما حكم قول: (أدخُل على الله، لم أفعل كذا وكذا)؟
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[18 - 04 - 09, 04:31 ص]ـ
أيها الأخوة الأكارم:
كثير من الناس، يقول: (أدخُل على الله، لم أفعل كذا وكذا)، وكأنه أراد بذلك " القسم "، وبعضهم يقول: (دخيلك لا تفعل هذا الفعل)، وبعضهم يقول خبرا لا يعلم ما مدى صحته، ثم يُسارع، ويقول: (أدخُل على الله، أدخُل على الله) أي: الله أعلم، لا أريد أن أظنّ بالرجل ظن سوء ..
أتمنى أن تكون المسألة قد اتّضحت لكم، وقد وصل ما أريد إيصاله إليكم، وربما أهل نجد هم مَن يعرفون مقصدي جيدا؛ لأنهم يُكثرون التلفظ بها ..
فهل هناك فتاوي لأهل العلم في حكم التلفظ بهذه اللفظة؟!
ومن يأتيني بالجواب الكافي، سأكون له من الشاكرات، ولفضله من الذاكرات ..
والله الموفق ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 04 - 09, 05:00 ص]ـ
رقم الفتوى (12543)
لفضيلة الشيخ العلامة عبدالله بن جبرين حفظه الله، وشفاه، وأطال في عمره على طاعته.
السؤال:
ما حكم قول القائل: " جيرة الله عليك "، أو " أسألك بوجهك "، أو " وجه الله عليك "، أو " داخل عليك وعلى الله أن تلبي دعوتي "؟.
الاجابة:
هذه الألقاب فيها شيء من التفصيل وفيها شيء من الكراهة، نحو قوله: وجه الله عليك، هذا لا يجوز، فلا يسأل بوجه الله إلا الجنة، وكذلك قوله: جيرة الله، مثلا إذا كان يقصد أنت بجوار الله أو أنا بجوار الله فلا بأس، يعني: أستجير بالله وأنا أو أنت بجوار الله يعني في حماية الله وفي حفظه، وأما إذا كان يقصد بالجوار الجوار الحسي فلا يجوز يعني: أنه جار لله، يعني: مجاوره، كذلك أيضا يدخلك على الله قد يكون هذا جائزا، مثلا إني أستجير بالله، والعامة يستعملون أدخل على الله أو أنا دخيل الله ثم دخيلك أبهم* يقصدون الحماية، يعني: أنا في حماية الله وحفظه، هذا قد يكون متساهلا فيه.
http://ibn-jebreen.com/ftawa.php?view=vmasal&subid=12543&parent=786
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
انتهى.
----
(*) أبهم ... لعلها " أنهم ".
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 04 - 09, 05:03 ص]ـ
ووجدت فتوى تُنسب للشيخ / سليمان بن عبدالله الماجد ... هذا نصها:
الشيخ سليمان بن عبدالله الماجد
الفتاوى: المناهي اللفظية
قول: (ادخل على الله ألا تفعل كذا)
س: ما حكم قول بعضهم: أدخل على الله أن لا تفعل هذا الشيء! إذا أردت أن أنهى عن شيء معين؟.
ج: قول: أدخل على الله أن لا تفعل هذا الشيء جائز؛ لأنه بمعنى الاستجارة بالله تعالى أن يُفعل هذا. والله أعلم.
---
والرابط فيها دعايات لايناسب الإشارة إليها هنا ... ومن أراد التأكد فليبحثها في قوقل.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[18 - 04 - 09, 02:42 م]ـ
أخي الفاضل (المسيطير):
لكم وافر شكري وتقديري، على نقولاتكم الطيبة المباركة ..
طيّب الله أعمالكم، وجعلكم مباركين أينما كنتم ..
أسأل الرحمن أن لا يحرمكم أجر من يدخل هذه الصفحة، ويقتبس منها الفائدة الكريمة التي نقلتموها ..
جزاكم الله الخير الكثير، والثواب الوفير، والأجر الغزير ..(110/193)
ماصحه الاثر عن علي رضي الله
ـ[السوادي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 05:52 ص]ـ
ماصحه الاثر عن علي رضي الله عنه قراءه الفاتحه 7 مرات بعد الصلوت تمنع الفقر وماهو الحزب النووي
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 07:45 ص]ـ
ماصحه الاثر عن علي رضي الله عنه قراءه الفاتحه 7 مرات بعد الصلوت تمنع الفقر وماهو الحزب النووي
أما أثر علي - رضي الله عنه - فلا أصل له.
وأما الحزب النووي: فهو عبارة عن دعاء مبتدع طويل اشتمل على أدعية كثيرة، ومنها ما له أصل في السنة، زعموا أنه للحفظ من العين والحسد والجن، وهذا الحزب من بدع الصوفية وهو موجود في "الفيوضات الربانية في المآثر والأوراد القادرية" وهو من كتب الصوفية الضالة، وينسبون هذا الحزب للعلامة النووي كعادة المبتدعة والضلال إذا ابتدعوا أمرا نسبوه لعالم وإمام مشهور، لكي ينفق سوقه على العوام.
و النووي - والله أعلم - لا يدري عن هذا الحزب المبتدع المنسوب له شيئا.
وقد شرحه بعض صوفية اليمن.
وبداية هذا الدعاء:
(بسم اللّه الرحمن الرحيم، بسمِ اللهِ، اللهُ أكبرُ الله أكبرُ اللهُ أكبرُ، أقولُ على نفسي، وعلى دِيني، وعلى أهلي، وعلى أولادي، وعلى مالي، وعلى أصحابي، وعلى أديانهم، وعلى أموالهم؛ ألف بسمِ اللهِ، اللهُ أكبرُ الله أكبرُ اللهُ أكبرُ أقول على نفسي، وعلى دِيني، وعلى أهلي،وعلى أولادي، وعلى مالي، وعلى أصحابي، وعلى أديانهم، وعلى أموالهم؛ ألف ألفِ بسمِ اللهِ، اللهُ أكبرُ الله أكبرُ اللهُ أكبرُ، أقول على نفسي، وعلى دِيني، وعلى أهلي،وعلى أولادي، وعلى مالي، وعلى أصحابي، وعلى أديانهم، وعلى أموالهم؛ ألف ألفِ لا حول ولا قوة إلاّ باللّه العلي العظيم ..... ).
والله أعلم.
ـ[السوادي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 01:24 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[المعلمي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 12:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عبارات الدعاء جميلة ومعانيه جيدة ..
فلا أعتقد أن هناك بأس في أن يجعله الإنسان في دعاءه دون اعتقاد مزية فيه لا في لفظ ولا معنى ولا يخصه بزمن ولا عدد.
والله أعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 12:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عبارات الدعاء جميلة ومعانيه جيدة ..
فلا أعتقد أن هناك بأس في أن يجعله الإنسان في دعاءه دون اعتقاد مزية فيه لا في لفظ ولا معنى ولا يخصه بزمن ولا عدد.
والله أعلم.
بارك الله فيكم أخي المعلمي، لكنّ القوم يأبون أن يتقيدوا بهذه الشروط ... فما العمل؟!!
أن نحذر منهم ومن طرقهم المبتدعة التي ما أنزل الله بها من سلطان.
والله الهادي.(110/194)
الفوائد العلمية من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية (المجلد السادس)
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[18 - 04 - 09, 07:16 ص]ـ
(1)
(روح المصلي تقرب إلى الله في السجود وإن كان بدنه متواضعا وهذا الذي دلت عليه نصوص الكتاب)
6/ 7
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[18 - 04 - 09, 07:16 ص]ـ
(2)
((واعبد ربك حتى يأتيك اليقين) أي الموقَن به من الموت وما بعده)
6/ 9
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[18 - 04 - 09, 07:17 ص]ـ
(3)
بعض المثبتة للصفات (جعلوا كل آية فيها ما يتوهمون أنه يضاف إلى الله إضافة صفة من آيات الصفات كقوله تعالى (فرطت في جنب الله))
6/ 14
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[18 - 04 - 09, 07:18 ص]ـ
(4)
((فأينما تولوا فثم وجه الله) ليست من آيات الصفات)
6/ 16
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[18 - 04 - 09, 07:18 ص]ـ
(5)
(الأمر وغيره من الصفات يطلق على الصفة تارة وعلى متعلقها تارة أخرى، فالرحمة صفة لله ويُسمى ما خلق رحمة، والقدرة من صفات الله تعالى ويُسمى المقدور قدرة، ويسمى تعلقها بالمقدور قدرة)
6/ 18
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[18 - 04 - 09, 07:19 ص]ـ
(6)
((إن الذي تدعونه أقرب إلى أحدكم من عنق راحلته) من حمله على قرب نفسه قربا لازما أو عارضا فلا كلام، ومن قال المراد كونه يسمع دعاءهم ويستجيب لهم وما يتبع ذلك فهذا بتأويل من الكتاب والسنة فلا محذور فيه)
6/ 22
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[18 - 04 - 09, 07:20 ص]ـ
(7)
(الصفاتية هم السلف والأئمة وجميع الطوائف المثبتة للصفات كالكلابية والكرامية والأشعرية والسالمية وغيرهم من طوائف الأمة)
6/ 40
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[19 - 04 - 09, 06:39 ص]ـ
(8)
(قال المحققون كل من نفى شيئا من الأسماء والصفات الثابتة بالكتاب والسنة فإنه متناقض لا محالة، فإن دليل نفيه فيما نفاه هو بعينه يقال فيما أثبته)
6/ 47
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[19 - 04 - 09, 06:40 ص]ـ
(9)
أبو الحسن الأشعري (في أصل مقالته ليس على السنة المحضة بل هو مقصر عنها تقصيرا معروفا)
6/ 53
المراد حتى بعد عودته للسنة لم يكن على السنة المحضة
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[19 - 04 - 09, 06:40 ص]ـ
(10)
أبو حامد الغزالي (كلامه في الإحياء غالبه جيد لكن فيه مواد فاسدة، مادة فلسفية، ومادة كلامية، ومادة من ترهات الصوفية، ومادة من الأحاديث الموضوعة)
6/ 55
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[19 - 04 - 09, 06:41 ص]ـ
(11)
الأشاعرة (هم في الجملة أقرب المتكلمين إلى مذهب أهل السنة والحديث)
6/ 55
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[19 - 04 - 09, 06:42 ص]ـ
(12)
(المسائل الخبرية قد تكون بمنزلة المسائل العملية، وإن سميت تلك مسائل أصول وهذه مسائل فروع، فإن هذه تسمية محدثة قسّمها طائفة من الفقهاء والمتكلمين)
(الحق أن الجليل من كل واحد من القسمين مسائل أصول، والدقيق مسائل فروع)
6/ 56
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[19 - 04 - 09, 06:42 ص]ـ
(13)
(المسائل الخبرية قد تكون واجبة الإعتقاد، وقد تجب في حال دون حال، وعلى قوم دون قوم، وقد تكون مستحبة غير واجبة، وقد تستحب لطائفة أو في حال، كالأعمال سواء، وقد تكون معرفتها مضرة لبعض الناس فلا يجوز تعريفه بها)
6/ 59
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[19 - 04 - 09, 06:43 ص]ـ
(14)
(إذا رأيت المقالة المخطئة قد صدرت من إمام قديم فاغتُفرت لعدم بلوغ الحجة له، فلا يغتفر لمن بلغته الحجة ما اغتُفر للأول، فلهذا يُبدّع من بلغته أحاديث عذاب القبر ونحوها إذا أنكر ذلك ولا تُبدّع عائشة ونحوها ممن لم يعرف بأن الموتى يسمعون في قبورهم، فهذا أصل عظيم فتدبره فإنه نافع)
6/ 61
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[19 - 04 - 09, 06:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا فوائد طيبة غفر الله لك
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[20 - 04 - 09, 06:53 ص]ـ
جزاك الله خيرا فوائد طيبة غفر الله لك
وجزاك الله خيرا وغفر لك
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[20 - 04 - 09, 06:54 ص]ـ
(15)
(الكمال والنقص من الأمور النسبية والمعاني الإضافية، فقد تكون الصفة كمالا لذات نقصا لذات أخرى، وهذا نحو الأكل والشرب والنكاح كمال للمخلوق ونقص للخالق، وكذا التعاظم والتكبر والثناء على النفس كمال للخالق ونقص للمخلوق)
6/ 70
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[20 - 04 - 09, 06:54 ص]ـ
(16)
(كل كمال ثبت للمخلوق فالخالق أحق بثبوته منه إذا كان مجردا عن النقص، وكل ما يُنزّه عنه المخلوق من نقص وعيب فالخالق أولى بتنزيهه عنه)
6/ 81
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[20 - 04 - 09, 06:55 ص]ـ
(17)
(الحمد نوعان حمد على إحسانه إلى عباده وهو من الشكر، وحمد لما يستحقه هو بنفسه من نعوت كماله)
6/ 84
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[20 - 04 - 09, 06:55 ص]ـ
(18)
(فرض عرض قائم بنفسه لا صفة له كفرض صفة لا تقوم بغيرها وكلاهما ممتنع، فماهو قائم بنفسه فلا بد له من صفة وما كان صفة فلا بد له من قائم بنفسه متصف به)
6/ 99
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/195)
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[20 - 04 - 09, 06:56 ص]ـ
(19)
(الكمال الذي يجب إتصافه به هو الممكن الموجود، وأما الممتنع فليس من الكمال الذي يتصف به موجود)
6/ 107
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[20 - 04 - 09, 06:56 ص]ـ
(20)
(وجودها في الوقت الذي إقتضته مشيئته وقدرته وحكمته هو الكمال، ووجودها بدون ذلك نقص، وعدمها مع إقتضاء الحكمة عدمها كمال، ووجودها حيث إقتضت الحكمة وجودها هو الكمال)
6/ 108
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[20 - 04 - 09, 06:57 ص]ـ
(21)
(الظلم من الله إما أن يقال هو ممتنع لذاته لأن الظلم هو تصرف المتصرف في غير ملكه والله له كل شيء، أو الظلم مخالفة الأمر الذي تجب طاعته والله تعالى يمتنع منه التصرف في ملك غيره أو مخالفة أمر من يجب عليه طاعته، فإذا الظلم ليس إلا هذا أو هذا إمتنع الظلم منه
وإما أن يقال هو ممكن لكنه سبحانه لا يفعله لغناه وعلمه بقبحه ولإخباره انه لا يفعله ولكمال نفسه يمتنع وقوع الظلم منه ... وهذا قول الجمهور من أهل السنة)
6/ 127، 138
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[20 - 04 - 09, 06:58 ص]ـ
(22)
(قال جمهور أهل الحديث والسنة نصفه أيضا بإدراك اللمس لأن ذلك كمال لا نقص فيه وقد دلت عليه النصوص بخلاف إدراك الذوق فإنه مستلزم للأكل وذلك مستلزم للنقص)
6/ 136
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[23 - 04 - 09, 07:06 ص]ـ
(23)
(يُفرّق بين دعائه والإخبار عنه فلا يُدعى إلا بالأسماء الحسنى وأما الإخبار عنه فلا يكون باسم سيء لكن قد يكون باسم حسن أو باسم ليس بسيء وإن لم يُحكم بحسنه مثل إسم شيء وذات وموجود إذا أريد به الثابت، وأما إذا أريد به الموجود عند الشدائد فهو من الأسماء الحسنى)
6/ 142
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[23 - 04 - 09, 07:07 ص]ـ
(24)
قال عن تأويل الإمام أحمد لإحدى الصفات
(منهم من غلّط حنبل، ومنهم من قال قاله أحمد إلزاما لهم، ومنهم من جعله رواية خاصة كابن الزاغوني)
6/ 156
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[23 - 04 - 09, 07:08 ص]ـ
(25)
((ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) أي أنه تكلم به بعد أن لم يكن تكلم به بعينه، وإن كان قد تكلم قبله بغيره)
6/ 161
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[23 - 04 - 09, 07:08 ص]ـ
(26)
(الله متكلم إن شاء تكلم وإن شاء سكت)
6/ 178
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[23 - 04 - 09, 07:09 ص]ـ
(27)
(ثبت بالسنة والإجماع أن الله يوصف بالسكوت، لكن السكوت يكون تارة عن التكلم، وتارة عن إظهار الكلام وإعلامه كما في (أرايت سكوتك بين التكبير والقراءة ما تقول))
6/ 179
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[25 - 04 - 09, 06:19 ص]ـ
(28)
(الإسم للمسمى)
6/ 187
((تبارك إسم ربك) قال بعض الناس أن ذكر الإسم هنا صلة والمراد تبارك ربك ليس المراد الإخبار عن إسمه بأنه تبارك، وهذا غلط ومعلوم أن نفس أسمائه مباركة وبركتها من جهة دلالتها على المسمى)
6/ 193
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[25 - 04 - 09, 06:19 ص]ـ
(29)
(أمر الله بتسبيح إسمه كما أمر بذكر إسمه والمقصود بتسبيحه وذكره هو تسبيح المسمى وذكره)
6/ 199
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[25 - 04 - 09, 06:20 ص]ـ
(30)
(هؤلاء الذين أطلقوا من الجهمية والمعتزلة أن الإسم غير المسمى مقصودهم أن أسماء الله غيره وما كان غيره فهو مخلوق)
6/ 204
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[25 - 04 - 09, 06:21 ص]ـ
(31)
الإسم (مشتق من السمو كما قال النحاة البصريون، وقال النحاة الكوفيون هو مشتق من السمة وهي العلامة ... وكلاهما صحيح ... لكن إشتقاقه من السمو هو الإشتقاق الخاص الذي يتفق فيه اللفظان في الحروف وترتيبها، ومعناه أخص وأتم فإنهم يقولون في تصريفه سميت ولا يقولون وسمت، وفي جمعه أسماء لا أوسام، وفي تصغيره سمى لا وسيم، ويقال لصاحبه مسمى لا موسوم، وهذا المعنى أخص فإن العلو مقارن للظهور وكلما كان الشيء أعلى كان أظهر)
6/ 208
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[25 - 04 - 09, 06:21 ص]ـ
(32)
(من أُعطي الصبر واليقين جعله إماما في الدين)
6/ 215
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[26 - 04 - 09, 02:24 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[26 - 04 - 09, 06:33 ص]ـ
بارك الله فيك
وفيك بارك الله
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[26 - 04 - 09, 06:34 ص]ـ
(33)
(الصفات الإختيارية هي الأمور التي يتصف بها الله عز وجل فتقوم بذاته بمشيئته وقدرته، مثل كلامه وسمعه وبصره وإرادته ومحبته ورضاه ورحمته وغضبه وسخطه، ومثل خلقه وإحسانه وعدله، ومثل إستوائه ومجيئه وإتيانه ونزوله ونحو ذلك)
6/ 217
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[26 - 04 - 09, 06:34 ص]ـ
(34)
قال عن إعتقاد السلف في كلام الله (يقولون إنه صفة ذات وفعل هو يتكلم بمشيئته وقدرته كلاما قائما بذاته)
6/ 219
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[26 - 04 - 09, 06:35 ص]ـ
(35)
(الذي عليه جماهير المسلمين من السلف والخلف أن الخلق غير المخلوق، فالخلق فعل الخالق والمخلوق مفعوله)
6/ 229
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/196)
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[26 - 04 - 09, 06:35 ص]ـ
(36)
(الأفعال نوعان متعد ولازم، فالمتعدي مثل الخلق والإعطاء ونحوذلك، واللازم مثل الإستواء والنزول والمجيء والإتيان)
6/ 233
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[26 - 04 - 09, 06:36 ص]ـ
(37)
((الحمد لله) حمد مطلق فإن الحمد إسم جنس، والجنس له كمية وكيفية، فالثناء كميته، وتكبيره وتعظيمه كيفيته)
6/ 266
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[26 - 04 - 09, 06:37 ص]ـ
(38)
(الأمر بالشيء نهي عن ضده، والنهي عن الشيء أمر بأحد أضداده)
6/ 281
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[26 - 04 - 09, 06:37 ص]ـ
(39)
(القادر على أحد الضدين لا يخلو منه ومن ضده، وحينئذ إذا كان الرب لم يزل قادرا لزم منه أنه لم يزل فاعلا لشيء أو لضده، فيلزم من ذلك أنه لم يزل فاعلا .. لأنه أكمل .. ) وكذا في كلامه سبحانه
6/ 282
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[27 - 04 - 09, 07:48 ص]ـ
(40)
(جميع ما يحتج به المبطل من الأدلة الشرعية والعقلية إنما تدل على الحق لا تدل على قول المبطل)
6/ 288
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[27 - 04 - 09, 07:50 ص]ـ
(41)
(نفس الدليل الذي يحتج به المبطل هو بعينه إذا أُعطي حقه وتميّز ما فيه من حق وباطل وبُيّن ما يدل عليه تبيّن أنه يدل على فساد قول المبطل المحتج به في نفس ما احتج به عليه، وهذا عجيب وقد تأملته فيما شاء الله من الأدلة السمعية فوجدته كذلك)
6/ 288
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[27 - 04 - 09, 07:53 ص]ـ
(42)
((لا تدركه الأبصار وهو يدرك الأبصار) تدل على إثبات الرؤية ونفي الإحاطة)
6/ 289
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[27 - 04 - 09, 07:55 ص]ـ
(43)
(قال بعض السلف: أول من قاس إبليس وما عُبدت الشمس والقمر إلا بالمقاييس)
6/ 300
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[27 - 04 - 09, 07:56 ص]ـ
(44)
كلام الله (هل يقال أحدثه في ذاته؟ على قولين أصحهما أنه يقال ذلك كما قال تعالى (ما يأتيهم من ذكر من ربهم محدث) وقال صلى الله عليه وسلم (إن الله يحدث من أمره ما شاء وإن مما أحدث أن لا تكلموا في الصلاة)
6/ 328
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[27 - 04 - 09, 07:57 ص]ـ
(45)
الذات في كلام النبي صلى الله عليه وسلم كقوله (لم يكذب إبلراهيم في ذات الله إلا ثلاث كذبات) وكلام الصحابة كقول خبيب (وذلك في ذات الله وإن يشأ .. ) والعربية المحضة أي في جهة الله وناحيته أي لأجل الله وابتغاء وجهه، ليس المراد به النفس بل هذا إصطلاح المتأخرين، لكن إن صح حديث (تفكروا في آلاء الله ولا تفكروا في ذات الله) فيكون قد وُجد إطلاق لفظ الذات على النفس.
6/ 342
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[27 - 04 - 09, 07:57 ص]ـ
(46)
السلف (يقولون إن المعتزلة مخانيث الفلاسفة والأشعرية مخانيث المعتزلة. وكان يحيى بن عمار يقول: المعتزلة الجهمية الذكور والأشعرية الجهمية الإناث)
6/ 359
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[29 - 04 - 09, 07:20 ص]ـ
(47)
قال عن الأشاعرة (من قال منهم بكتاب الإبانة الذي صنفه الأشعري في آخر عمره ولم يظهر مقالة تناقض ذلك فهذا يعد من أهل السنة، لكن مجرد الإنتساب إلى الأشعري بدعة)
6/ 359
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[29 - 04 - 09, 07:21 ص]ـ
(48)
(من لغة القوم إستعمال لفظ الواحد في الجمع كقوله (إن الإنسان لفي خسر)، ولفظ الجمع في الواحد (الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم)، ولفظ الجمع في الإثنين (فقد صغت قلوبكما)، أما إستعمال الواحد في الإثنين، أو الإثنين في الواحد فلا أصل له)
6/ 365
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[29 - 04 - 09, 07:22 ص]ـ
(49)
(المختار عندنا أن التخصيص بالذكر بعد قيام المقتضي للعموم يفيد الإختصاص بالحكم)
6/ 381
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[29 - 04 - 09, 07:23 ص]ـ
(50)
سمى الكتاب والسنة الله نور السماوات والأرض، وأن الله نور، وأنه إحتجب بالنور، فهذه ثلاثة أنوار.
6/ 386
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[29 - 04 - 09, 07:25 ص]ـ
(51)
نار موسى تسمى نورا ونارا، وكذا سمى الله المصباح نورا، بخلاف النار المظلمة كنار جهنم فلا تسمى نورا.
6/ 387
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[29 - 04 - 09, 07:26 ص]ـ
(52)
(وقد كتبت قديما في بعض كتبي لبعض الأكابر إن العلم ما قام عليه الدليل، والنافع ما جاء به الرسول (صلى الله عليه وسلم) فالشأن في أن نقول علما وهو النقل المصدَّق والبحث المحقق، فإن سوى ذلك وإن زخرف مثله بعض الناس خزف مزوّق وإلا فباطل مطلق)
6/ 388
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[01 - 05 - 09, 07:04 ص]ـ
(53)
(وليُعرض عن تفسير مقاتل والكلبي)
6/ 389
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[01 - 05 - 09, 07:05 ص]ـ
(54)
(فإذا كان نوره في القلوب هو نور وهو منوّر فهو في نفسه أحق بذلك)
6/ 392
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[01 - 05 - 09, 07:05 ص]ـ
(55)
(وتمام هذا أني لم أجدهم تنازعوا إلا في مثل قوله تعالى (يوم يكشف عن ساق) فروي عن إبن عباس وطائفة أن المراد به الشدة ... وعن أبي سعيد وطائفة أنهم عدوها في الصفات ... ولا ريب أن ظاهر القرآن لا يدل على أن هذه من الصفات فإنه قال (يوم يكشف عن ساق) نكرة في الإثبات ولم يضفها إلى الله ولم يقل عن ساقه ... ومثل هذا ليس بتأويل)
6/ 394
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/197)
ـ[أبو اسحاق الجزائري]ــــــــ[01 - 05 - 09, 12:51 م]ـ
احسن الله اليكم
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[02 - 05 - 09, 09:16 ص]ـ
(56)
((الحجر الأسود يمين الله في الأرض فمن صافحه وقبّله فكأنما صافح يمين الله وقبّل يمينه) روي عن النبي صلى الله عليه وسلم بإسناد لا يثبت، والمشهور إنما هو عن إبن عباس، والحجر ليس من صفات الله وتدبر اللفظ يدل على ذلك فإنه قال (يمين الله في الأرض) ولم يطلق، وقال (فكأنما صافح) ومعلوم أن المشبه غير المشبه به. والحديث بمنزلة تقبيل يد العظماء)
6/ 397
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[02 - 05 - 09, 09:19 ص]ـ
احسن الله اليك
وإليك أحسن الله
لا تستعمل ضمائر الجمع في مخاطبة العبيد إلا أن يكونوا من أهل العلم والقدر
بارك الله فيك
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[02 - 05 - 09, 09:20 ص]ـ
(57)
((إني أجد نفس الرحمن من قبل اليمن) أي جاء منها الذين يحبهم ويحبونه الذين قال فيهم (من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه) وقال (أتاكم أهل اليمن أرق قلوبا وألين أفئدة الإيمان يمان والحكمة يمانية) وهؤلاء هم الذين قاتلوا أهل الردة وفتحوا الأمصار فبهم نفّس الرحمن عن المؤمنين الكربات، وقد روي أنه سئل عن هؤلاء في قوله (بقوم يحبهم ويحبونه) فذكر أنهم قوم أبي موسى الأشعري)
6/ 398
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[02 - 05 - 09, 09:20 ص]ـ
(58)
قال عن حديث رؤية الله في الجنة يوم الجمعة
(ومضمون هذا الحديث أن أزواجهم لم تكن معهم في جمعة الآخرة ولا في سوقها لكنه لا ينفي أنهن رأين الله في دورهن)
6/ 419
(الظاهر أنهن يرينه)
6/ 420
(الدليل على أنهن يرينه أن النصوص المخبرة للرؤية في الآخرة للمؤمنين تشمل النساء لفظا ومعنى)
6/ 430
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[02 - 05 - 09, 09:21 ص]ـ
(59)
قال عن ميمون بن سياه الذي أخرج له البخاري ووثقه أبو حاتم
(عن إبن معين قال فيه: ضعيف. لكن هذا الكلام يقوله إبن معين في غير واحد من الثقات، وأما كلام إبن حبان ففيه إبتداع في الجرح)
6/ 426
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[02 - 05 - 09, 09:21 ص]ـ
(60)
(وقد صح لكل رجل من أهل الجنة زوجتان من الإنسيات سوى الحور العين)
6/ 432
ـ[إبن محيبس]ــــــــ[02 - 05 - 09, 09:23 ص]ـ
(61)
(إذا قرأت القرآن من أوله إلى آخره وجدت غالب عموماته محفوظة لا مخصوصة مثل (الحمد لله رب العالمين) فالله رب كل شي (مالك يوم الدين) (هدى للمتقين) ... )
6/ 442
(فالذي يقول بعد هذا ما من عام إلا خص إلا كذا وكذا، إما في غاية الجهل وإما في غاية التقصير في العبارة .. )
6/ 444(110/198)
هل يجوز نشر بعض التسجيلات التي تضم اسلام بعض نساء النصاري أم الأولي المنع؟
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 07:36 ص]ـ
السلام عليكم
انتشر مؤخرا تسجيل لخت مصرية كانت نصرانية و اسلمت من خلال غرفة الاخ وسام علي البالتوك
و قد استمعت الي التسجيل لما وجدته علي طريق الاسلام
ثم وجدته منتشرا علي نطاق واسع علي النت
و هو بصراحة مؤثر جدا جدا
فقد بكت الاخت و ابكت
و لقد انكر علي بعض اخواننا نشري للتسجيل و قال هذه فتنة للرجال
و لكن السؤال هنا
هل مصلحة نشر هذا التسجيل سواءا اثره علي النصاري و المسلمين ترجح نشره
ام
الاصل منعه لان صوت المراة عورة لا سيما و هي شابة صغير و كانت تبكي و تتهدج و فعلا قد يخشي فتنة ذوي القلوب المريضة به
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[18 - 04 - 09, 08:17 ص]ـ
إلى أخينا الحبيب الكريم - سعيد السلفي -:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته،
الأولى المنع ولا ريب، مع أداء الأمر على سبيل الرواية وعلى هدي السلف الصالح من الكفاية بالأمر أو بالحديث مكتوبا في تلك الحال، وبه يتحقق المراد، والله المستعان.
وإذا أراد الأخ التأثير في الناس بالسماع وليس بمجرد الكتابة، فيحكي الواقعة دون صوت المرأة لدرء الفتنة، وسلامة القلب والخاطر.
ـ[ابو معاذ المصرى السلفي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 09:27 ص]ـ
مامعنى يُفتن بسماعها هل بعد سماع الفتاة سيخرج هائما فى الشوارع تاركا التزامه الدينى؟
هل معنى هذا انه يعيش معزولا عن العالم ولايسمع صوت نسائى ابدا
ولو سلمنا بهذا جدلا
يمكن ان يكون الجواز من باب ارتكاب اخف الضررين فانظر ايهما اشد فتنة على دين المسلم
انتشار التنصير ام سماع صوت فتاة تحكى تجربتها
هدانا الله واياكم
ـ[أبو حسن الشامي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 10:07 ص]ـ
هل صوت المرأة عورة؟
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=1524
http://www.islamqa.com/ar/ref/26304
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35884
ـ[صخر]ــــــــ[18 - 04 - 09, 12:29 م]ـ
هلك المتنطعون
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 04:02 م]ـ
هل صوت المرأة عورة؟
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=1524
http://www.islamqa.com/ar/ref/26304
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35884
اخي بارك الله فيكم
اعلم ان الراجح ان صوت المراة ليس بعورة
و لكن لو سمعت هذا التسجيل لعلمت ماذا اقصد و لماذا اسال
الاخت _ثبتها الله_تبكي و تصرخ و تنوح و غير هذا مما قد يخشي منه الفتنة
و لو حكت الاخت قصتها بهدوء و باسلوب غير هذا لما كان لموضوعي اي داعي
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 04:03 م]ـ
هلك المتنطعون
احسن الله اليك
لا اظن ذلك تنطعا و الله اعلم
علما باني اسال
جزيت خيرا
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 07:54 ص]ـ
و لقد انكر علي بعض اخواننا نشري للتسجيل و قال هذه فتنة للرجال
و لكن السؤال هنا
هل مصلحة نشر هذا التسجيل سواءا اثره علي النصاري و المسلمين ترجح نشره
ام
الاصل منعه لان صوت المراة عورة لا سيما و هي شابة صغير و كانت تبكي و تتهدج و فعلا قد يخشي فتنة ذوي القلوب المريضة به
جزاكم الله خيرا
سبحان الله .. من أين لك أخي الكريم بأن صوت المرأة عورة .. لا يوجد في كتاب الله ولا سنة نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دليل واحد على أن صوت المرأة عورة .. وهل كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تدرس وتفتي وتعلم الناس وهي تعلم بأن صوتها عورة ..
أنا استمتعت إلى الشريط وليس فيه أي شيء .. شريط طيب ومؤثر ونافع جداً .. وليس فيه أي فتنة لا من قريب ولا من بعيد .. لا للقلوب المريضة ولا السليمة ..
الأخ أبوبكر الأثري .. اتق الله في نفسك ولا تتصدر للفتوى بدون دليل .. هات دليلاً على منع الرجال من سماع أصوات النساء ..
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[19 - 04 - 09, 09:03 ص]ـ
[ SIZE=6]
الأخ أبوبكر الأثري .. اتق الله في نفسك ولا تتصدر للفتوى بدون دليل .. هات دليلاً على منع الرجال من سماع أصوات النساء ..
أحيي الأخ سعيد السلفي على طلبه الورع وتحريه لتقوي القلب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/199)
سبحان الله! ما يقول أحد بأن الصوت في ذاته عورة، فهذا الادعاء في ذاته عورة، أما ما قلت - بارككم الله - بالنص مرة ثانية لأزيل الالتباس:
إن الأولى المنع ولا ريب، بدليل حديث النبي - صلى الله عليه وسلم - " رفقا بالقوارير" يعني يقول لأنجشة الأولى الترفق بالنساء، مع أن السبب كان صوتا!!!!!!!!! وهذا يقرر أصل الورع.
ثم قلت - بالنص - كذلك:
" وإذا أراد الأخ التأثير في الناس بالسماع وليس بمجرد الكتابة، فيحكي الواقعة دون صوت المرأة لدرء الفتنة، وسلامة القلب والخاطر. "
والدليل " فلا تخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض " فعلمت بذلك أن صوت المرأة في قولي " دون صوت المرأة " هو المؤدي للفتنة وليس مطلق الصوت، أما إذا قلت أن صوت المرأة فتنة فغلط وإذا قلت إن صوت المرأة عورة فغلط أيضا، فشتان بين ماقيد وما أطلق، والمعنى واضح وما يحتاج لمثل الإسهاب، فتفهموا يا أولي الألباب.
وأقول ثانية: " الأولى المنع ولا ريب" وليس في ذلك غضاضة فمستوى الحادثة ليس مناط الحكم
والخضوع بالقول له احساس وافتتان، كنحو التمطيط والتليين والتميّع و رفع الصوت وذلك كنحو الكلام الرقيق أو البكاء أو الصراخ أو العويل أو كل ما خالط القلب واشتبه به اللب.
وبللنسبة لحاجة الدعوة فالمراد الحاجة الملحة التي لايقوم بدونها الدعوة، فيمكن الرواية - مجرد الرواية- دون تسجيل أصوات، وهذا الأفضل.
ثم تعالوا إلى باب الورع والسلامة التي لا يعادلها شيء، وقول النبي العظيم - صلى الله عليه وآله وسلم -:
" دع ما يريبك إلى مالا يريبك."
وقوله: " المرأة عورة "
وقوله: " ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء"
والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ...
أحبائي ...
والله أود أن أحيي مرات عديدة ...
الأخ الحبيب الشيخ سعيد السلفي
على طلبه الورع وتحريه لتقوي القلب
وتأملوا قوله: "الاخت _ثبتها الله_تبكي و تصرخ و تنوح و غير هذا مما قد يخشي منه الفتنة "
والله ما يقول مثل هذا إلا صاحب بصيرة من الله، ولا نزكي على الله أحدا.
ـ[أبو طلحة العتيبي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 10:52 ص]ـ
وبالمناسبة فقد اعتذرت الأخت التي أسلمت عن إلقائها بهذه الطريقة ولم تكن تتصور أن ينتشر التسجيل بهذه الطريقة العجيبة .. وبيّنت أنها كانت الجو عليها باردًا وحالها وقتئذٍ غير مستقر، مما جعل الإلقاء بهذه ا لطريقة ..
نسأل الله لها الثبات على دينها حتى المماتا
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[21 - 04 - 09, 10:42 م]ـ
نسأل الله لها الثبات على دينها حتى المماتا
آمين ...
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[24 - 04 - 09, 12:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[25 - 04 - 09, 10:17 ص]ـ
للرفع(110/200)
كيف التوفيق بين أحاديث الثعبان
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[18 - 04 - 09, 04:42 م]ـ
بسم الله والحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله,
جاء في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم ... وذكر "الحية",,
وصحح شيخنا الألباني أحاديث السنن: "اقتلوا الأسودين في الصلاة الحية و العقرب" وفي رواية "اقتلوا الحية و العقرب و إن كنتم في الصلاة ".
ولكن جاء أيضا في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: إن لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم شيئاً منها فحرجوا عليها ثلاثاً، فإن ذهب وإلا فاقتلوه فإنه كافر.
وقصة الصحابي الذي قَتل الحية التي في بيته فقُتل معروفة,
فظاهر التوفيق والله أعلم أن الذي يُقتل مباشرة ما كان خارج البيت, ولكن يتأنى مع جنان البيت كما ورد في الحديث.
السؤال المطروح:
أنا أصلي في بيتي ومرّت من أمامي أفعى,
فهل أقتلها لحديث "اقتلوا الأسودين في الصلاة الحية والعقرب" أم أحرج عليها ثلاثا كما في حديث مسلم؟
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[18 - 04 - 09, 04:46 م]ـ
قلت في نفسي , تَقتل الحية اذا كنت في الصلاة -للحديث الوارد-, لأن الجن المسلم لا يمر بين يدي المصلي -والله أعلم- , والأظهر أن الذي يمر هو الكافر, فلا يُحرج عليه ويقتل مباشرة.
وهذا اجتهاد مني ينتظر التصويب منكم.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 05:20 م]ـ
كلاَّ أيها الحبيبُ فما هكذا التوفيقُ ولا دليلَ على أنَّ الجنَّ المسلم لا يمر بين يدي المصلي بل ثبتت السنة بمرور الإنسي المسلم وسنيةِ مدافعته فما الذي يمنعُ الجني المسلم من ذلك.؟
*إنَّما يحمَلُ التحريجُ المذكورُ وإنذارُ الحيَّاتِ و يختصُّ بما كان منها داخل مدينة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وحدها دون سائر بقاع المعمورة والمخصصُ هو قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {استغفروا لأخيكم ثم قال إن بالمدينة جناً قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئاً فأذنوه ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان} قال أهل هذا القول ولا يعلَمُ أأسلمَ من جنِّ غير المدينة أحدٌ أو لم يسلم ولذا نقولُ بقتل الحيات خارج المدينة سواءً كانت عوامر بيوت أو خارجها , وعلى ذلك تحمَلُ عندنا أحاديثُ القتل العامةُ أي على الحيات في كل بقعة غير المدينة واستدلوا بان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حين أمر بقتلهنَّ لم يذكر إنذاراً ولا غيرهُ , وحين كان في المدينة أمر بالتحريج والإنذار فدل ذلك على اختصاصها به.
*وذهب بعضُ أهل العلم إلى تعميم التحريج والإنذار لكل ساكنات البيوت وإن كانت خارج المدينة ووجهوا نصوص الأمر بالقتل إلى ما كان خارج البيوت في البراري والمزارع والطرقات وغيرها والله أعلم.
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[18 - 04 - 09, 06:39 م]ـ
هذا نقل من كتاب أحكام القرآن لابن العربي من سورة الجن لعله يفيد:
ففي الحديث الصحيح عن مالك ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16867) وغيره عن أبي السائب مولى هشام بن زهرة {أنه دخل على أبي سعيد الخدري في بيته ; قال: فوجدته يصلي، فجلست أنتظره حتى تقضى صلاته، فسمعت تحريكا في عراجين من ناحية البيت، فالتفت فإذا حية، فوثبت لأقتلها، فأشار إلي أن أجلس، فجلست، فلما انصرف أشار إلى بيت في الدار، فقال: أترى هذا [ص: 273] البيت؟ فقال: نعم. فقال: كان فيه فتى منا حديث عهد بعرس. قال: فخرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى الخندق، فكان ذلك الفتى يستأذن رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنصاف النهار، فيرجع إلى أهله، فاستأذنه يوما، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذ عليك سلاحك ; فإني أخشى عليك قريظة. فأخذ الرجل سلاحه، ثم رجع، فإذا امرأته بين البابين قائمة، فأهوى إليها بالرمح ليطعنها به، وأصابته غيرة، فقالت له: كف عليك رمحك، وادخل البيت حتى تنظر ما الذي أخرجني، فدخل، فإذا حية عظيمة منطوية على الفراش، فأهوى إليها بالرمح، فانتظمها، ثم خرج به فركزه في الدار، فاضطربت عليه فما ندري أيهما كان أسرع موتا: الحية أم الفتى. قال: فجئنا إلى النبي صلى الله عليه وسلم فذكرنا له ذلك، قلنا: ادع الله يحييه لنا. فقال: استغفروا لصاحبكم. ثم قال: إن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/201)
بالمدينة جنا قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئا فآذنوه ثلاثا، فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه، فإنما هو شيطان ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=46&ID=2451&idfrom=2427&idto=2432&bookid=46&startno=2#docu)} .
وفي الصحيح أنه صلى الله عليه وسلم قال: {إن لهذه البيوت عوامر، فإذا رأيتم منها شيئا فحرجوا عليها ثلاثا، فإن ذهب وإلا فاقتلوه، فإنه كافر ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=46&ID=2451&idfrom=2427&idto=2432&bookid=46&startno=2#docu) } .
أو قال: {اذهبوا فادفنوا صاحبكم ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=46&ID=2451&idfrom=2427&idto=2432&bookid=46&startno=2#docu)} .
ومن حديث ابن عجلان عن أبي السائب ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=11864) عن أبي سعيد ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=44): أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: {إن بالمدينة نفرا من الجن أسلموا، فمن رأى شيئا من هذه العوامر فليؤذنه ثلاثا، فإن بدا له بعد فليقتله، فإنه شيطان ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=46&ID=2451&idfrom=2427&idto=2432&bookid=46&startno=2#docu)} .
وقد روى ابن أبي ليلى ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=12526){ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن الحيات التي تكون في البيوت، فقال: إذا رأيتم منهن شيئا بعد ذلك فقولوا: نشدتكم العهد الذي أخذ عليكم [ص: 274] نوح نشدتكم العهد الذي أخذ عليكم سليمان ألا تؤذونا، فإن رأيتم منهن شيئا بعد ذلك فاقتلوهن. ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=46&ID=2451&idfrom=2427&idto=2432&bookid=46&startno=2#docu)} المسألة الرابعة قال مالك ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16867) في رواية ابن وهب ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16472) عنه في التقديم إلى الحيات يقول يا عبد الله ; إن كنت تؤمن بالله ورسوله وكنت مسلما فلا تؤذنا ولا تشعفنا، ولا تروعنا، ولا تبدون لنا، فإنك إن تبد بعد ثلاث قتلتك. قال ابن القاسم: قال مالك ( http://www.islamweb.net/newlibrary/showalam.php?ids=16867): يحرج عليه ثلاث مرات ألا يبدو لنا، ولا يخرج.
وقال أيضا عنه: أحرج عليك بأسماء الله ألا تبدو لنا.
قال القاضي: ثبت في الصحيح {أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مع أصحابه في غار، وهو يقرأ: {والمرسلات عرفا ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=46&ID=2451&idfrom=2427&idto=2432&bookid=46&startno=2#docu)} وإن فاه لرطب بها، حتى خرجت حية من غار، فبادرناها، فدخلت جحرا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وقيت شركم، ووقيتم شرها ; ولم يأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم بإنذار ولا تحريج} لأنها لم تكن من عوامر البيوت.
وأمر في الصحيح وغيره بقتل الحيات مطلقا من غير إنذار ولا تحريج، فدل على أن ذلك من الإنذار إنما هو لمن في الحضر، لا لمن يكون في القفر، وقد ذهب قوم إلى أن ذلك مخصوص بالمدينة، لقوله في الصحيح: إن بالمدينة جنا أسلموا. وهذا لفظ مختص بها، فتختص بحكمها.
قلنا: هذا يدل على أن غيرها من البيوت مثلها ; لأنه لم يعلل بحرمة المدينة، فيكون ذلك الحكم مخصوصا بها، وإنما علل بالإسلام، وذلك عام في غيرها، ألا ترى قوله في الحديث مخبرا عن الجن الذين لقي ; فروي أنهم كانوا من جن الجزيرة، وهذا بين يعضده قوله: ونهى عن عوامر البيوت، وهذا عام. المسألة الخامسة اختلف الناس في إنذارهم والتحريج [عليهم]: هل يكون ثلاثة أقوال في ثلاثة أحوال، أم يكون ثلاثة أقوال في حالة واحدة؟ والقول محتمل لذلك [ص: 275] ولا يمكن حمله على العموم، لأنه إثبات لمفرد في نكرة، وإنما يكون العموم في المفردات إذا اتصلت بالنفي حسبما بيناه في أصول الفقه، وفيما سبق هاهنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/202)
والصحيح أنه ثلاث مرات في حالة واحدة ; لأنا لو جعلناها ثلاث مرات في ثلاث حالات لكان ذلك استدراجا لهن وتعريضا لمضرتهن، ولكن إذا ظهرت تنذر كما تقدم، فإن فرت وإلا أعيد عليها القول فإن فرت وإلا أعيد عليها الإنذار ثلاثا، فإن فرت وإلا أعيد لها الإنذار، فإن فرت وغابت وإلا قتلت المسألة السادسة قال من لم يفهم أو من لم يسلم: كيف ينذر بالقول ويحرج بالعهد على البهائم والحشرات، وهي لا تعقل الأقوال، ولا تفهم المقاصد والأغراض؟ قلنا: الحيات على قسمين: قسم حية على أصلها، فبيننا وبينها العداوة الأصلية في معاضدة إبليس على آدم، وإلى هذا وقعت الإشارة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما سالمناهن منذ حاربناهن.
فهذا القسم يقتل ابتداء من غير إنذار ولا إمهال وعلامته البتر والطفى لقوله صلى الله عليه وسلم: {اقتلوا الأبتر وذا الطفيتين ( http://www.islamweb.net/newlibrary/display_book.php?bk_no=46&ID=2451&idfrom=2427&idto=2432&bookid=46&startno=2#docu)} ; فإن كانت على غير هذه الهيئة احتمل أن تكون حية أصلية، واحتمل أن تكون جنيا [تصور] بصورتها، فلا يصح الإقدام بالقتل على المحتمل، لئلا يصادف منهيا عنه حسبما يروى للعروس بالمدينة حين قتل الحية، فلم يعلم أيهما كان أسرع موتا هو أم الحية.
ويكشف هذا الخفاء الإنذار، فإن صرم كان علامة على أنه ليس بمؤمن، أو أنه من جملة الحيات الأصليات، إذ لم يؤذن للجن في التصور على البتر والطفى، ولو تصورت في هذا كتصورها في غيره لما كان لتخصيص النبي صلى الله عليه وسلم بالإطلاق بالقتل في ذين والإنذار في سواهما معنى. وإنما تعلق البليد والمرتاب بعدم فهمهن، فيقال: إيه انظر إلى [ص: 276] التقسيم، إن كنت تريد التسليم لا يخلو أن تكون حية جنية أو أصلية، فإن كانت جنية فهي أفهم منك، وإن كانت أصلية فصاحب الشرع أذن في الخطاب، ولو كان لمن لا يفهم لكان أمرا بالتلاعب. ولا يجوز ذلك على الأنبياء. فإن شك في النبوة، أو في خلق الجن، أو في صفة من هذه الصفات فلينظر في المقسط والمتوسط والمشكلين يعاين الشفاء من هذا الإشكال إن شاء الله تعالى.
فإن قيل: إنما يحتاج الإنذار للتفرقة بين الجان والحيوان، فإن كف فهو جن مؤمن، وإلا كان كافرا أو حيوانا.
قلنا: أما الحيوان فقد جعلت له علامة. وأما غيره فقد خص بالإنذار ; والحيوان يفهم بالإنذار كما يفهم بالزجر ; ولهذا تؤدب البهيمة. والله أعلم. .
انتهى بنصه ..
ـ[سيف جمعه]ــــــــ[19 - 04 - 09, 08:22 م]ـ
قال الشيخ محمد ابن الشيخ العلامة علي آدم الأثيوبي _ المدرس بدار الحديث بمكة _ في كتابه
ذخيرة العقبى في شرح المجتبى وإن شئت قلت (غاية المنى في شرح المجتنى) والأول هو المثبت على طرة الكتاب وهو شرح لسنن النسائي المجلد الخامس والعشرون ص11:
اختلف أهل العلم في حكم قتل الحيات على أقوال جمعها الحافظ أبو عمر ابن عبد البر رحمه الله تعالى في كتابه التمهيد:
أحدها:
قتلهن مطلقاً في البيوت والصحارى بالمدينة وغيرها على أي صفة كن وتمسك هؤلاء بالعمومات في قتلهن مع الترغيب في ذلك والتحذير من تركه.
ثانيها:
قتلهن إلا ما كان في البيوت بالمدينة خاصة دون غيرها على أي صفة كن، فلا يقتلن إلا بعد الإنذار ثلاثاً وبهذا قال نافع والمازري والقاضي عياض وغيرهم، وتمسك هؤلاء بحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال
صلى الله عليه وسلم: إن بالمدينة جناً قد أسلموا فإذا رأيتم منها شيئاً فأذنوه ثلاثة أيام فإن بدا لكم بعد ذلك فاقتلوه فإنما هو شيطان. رواه مسلم في صحيحه.
وقال ابن عبد البر في حديث سهل سعد رضي الله عنه مرفوعاً إن لهذه البيوت عوامر فإذا رأيتم منها شيئاً فتعوذوا منه فإن عاد فاقتلوه) وهذا يحتمل أن يكون أشار به إلى بيوت المدينة وهو الأظهر ويحتمل أن يكون إلى جنس البيوت.
ثالثها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/203)
استثناء ذوات البيوت سماء كن بالمدينة أو غيرها إلا بعد الإنذار وهو محكي عن الإمام مالك رحمه الله تعالى وصاحبه عبد الله بن وهب وحكي عن مالك أيضاً أنه يقتل ما وجد منها في المساجد. واستدل هؤلاء بما في سنن أبي داود عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن حيات البيوت؟ فقال: إذا رأيتم منهن شيئاً في مساكنكم فقولوا أنشدكن العهد الذي أخذه عليكم نوح أنشدكن العهد الذي أخذه عليكن سليمان أن تؤذونا فإن عدن فاقتلوهن) [حديث ضعيف رواه أبو داود برقم 5260.
فلم يخص في هذا الحديث بيوت المدينة من غيرها قال ابن عبد البر وهو عندي محتمل التأويل والأظهر فيه العموم.
وقال أبو العباس القرطبي: إن هذا القول وهو عدم التخصيص بذوات البيوت في المدينة هو الأولى لعموم نهيه عن قتل الحيات في البيوت ولقوله صلى الله عليه وسلم ((خمس فواسق يقتلن في الحل والحرم)) وذكر فيهن الحية و لأنا قد علمنا قطعاً أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رسول إلى الجن والإنس. و أنه بلغ الرسالة إلى النوعين و أنه قد آمن به خلق كثير من النوعين بحيث لا يحصرهم بلد ولا يحيط بهم عدد والعجب من ابن نافع كأنه لم يسمع قوله تعالى [وإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِّنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِم مُّنذِرِينَ (الأحقاف: 29) ولا قوله صلى الله عليه وسلم (إن وفد جن نصيبين أتوني ونعم الجن هو فسألوني الزاد .... ) الحديث فهذه نصوص في أن من جن غير المدينة من أسلم فلا يقتل شيء منها حتى يحرج عليه كما تقدم.
رابعها:
استثناء ذوات البيوت مطلقاً فلا يقتلن ولا بعد الإنذار هو ظاهر قوله في حديث أبي لبابة أنه نهى عن ذوات البيوت ولم يذكر إنذارهن.
خامسها:
استثناء ذوات البيوت، فلا يقتلن إلا ذا الطفيتين و الأبتر فهما يقتلان بالمدينة وغيرها بلا إنذار و يدل لهذا حديث ابن عمر عن أبي لبابة (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن قتل الحيات التي تكون في البيوت إلا أن يكون ذا الطفيتين و الأبتر فإنهما يخطفان البصر و يطرحان ما في بطون النساء) [حديث صحيح أخرجه أبو داود 5253.
قال ابن عبد البر أجمع العلماء على جواز قتل حيات الصحارى صغاراً كن أو كباراً أي نوع كن من الحيات قال: وترتيب هذه الأحاديث وتهذيبها باستعمال حديث أبي لبابة و الاعتماد عليه فإن فيه بياناً لنسخ قتل حيات البيوت و أن ذلك كان بعد الأمر بقتلها جملة و فيه استثناء ذي الطفيتين و الأبتر فهو حديث مفسر لا إشكال فيه لمن فهم وعلم فهو الصواب في هذا الباب وعليه يصح ترتيب الآثار فيه.
سادسها:
روى أبو داود في سننه عن عبد الله رضي الله عنه أنه قال: اقتلوا الحيات كلها إلا الجنان الأبيض الذي كأنه قضيب فضة. قال ابن عبد البر وهذا قول غريب حسن.*
قال الجامع عفا الله تعالى عنه: تبين بما ذكر أن الأرجح قتل جميع أنواع الحيات غير ذوات البيوت فإنها لا تقتل إلا بعد الإنذار ثلاثاً إلا ذا الطفيتين والأبتر منها فإنهما يقتلان بلا إنذار وبهذا تجتمع الأحاديث في هذا الباب كما أشار إليه أبو عمر والقرطبي رحمهما الله تعالى في كلامهما السابق والله تعالى أعلم بالصواب وإليه المرجع والمآب.
انتهى بنصه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* أشار الشيخ في الحاشية إلى كتاب (طرح التثريب) 8/ 128 - 129
وأظن الشيخ يقصد كتاب التمهيد لا بن عبد البر.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[29 - 06 - 09, 05:15 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الحبيب أبا زيد,
كتب الله لك اجرك ورفع لك قدرك, وعذرا على تأخر الرد,
وبارك الله في أخونا سيف على نقله الطيب,
وربما
كان الصواب مع الفريق الثاني في تعميم التحريج لكل ساكنات البيوت حتى وإن كانت خارج المدينة النبوية, فإذا كانت القرينة أو العلة هي اسلام الجن فما الذي يمنع أن يكون هناك جن مسلم خارج المدينة النبوية مثلاً؟
وجزاكم الله خيرا وأحسن اليكم.(110/204)
مسائل فرضية مجدولة
ـ[الفرضي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 06:41 م]ـ
هذه المسائل سبق أن وضعت لكن لوجود أخطاء تم تصحيحها وإعادتها مع العذر
66421
ـ[الفرضي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 06:44 م]ـ
عذراً المسألة رقم (2) ولد الأم نصيبه السدس لأنه منفرد.
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[19 - 04 - 09, 07:57 م]ـ
عذراً المسألة رقم (2) ولد الأم نصيبه السدس لأنه منفرد.
شكر الله لكم أخي , لكن أعد النظر في حل المسألة كاملا , فإنك قد رددت على الزوج والزوج لا يرد عليه وكذا الزوجة , فليراجع , وفقني الله تعالى وإياك لما يحب ويرضى.(110/205)
كلام نفيس لابن القيم رحمه الله في الأتباع
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[18 - 04 - 09, 09:29 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله:
" ولا يحبك الله إلا إذا اتبعت حبيبه ظاهراً وباطناً, وصدقته خبراً وأطعته أمراً وأجبته
دعوةً وآثرته طوعاً وفنيت عن حكم غيره بحكمه , وعن محبة غيره من الخلق بمحبته
وعن طاعة غيره بطاعته وإن لم يكن ذلك فلا تتعنّ, وارجع من حيث شئت فالتمس
نوراً فلست على شيئ " مدارج3/ 39
ـ[السوادي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 01:22 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[19 - 04 - 09, 01:59 ص]ـ
وفيكم بارك الله أخي السوادي
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[19 - 04 - 09, 02:57 ص]ـ
يارب كلنا مانرجعش ونكون كذلك يامام بن قيم الجوزية
جزاك الله خيرا ابوعبادة
ـ[أبو عبادة]ــــــــ[19 - 04 - 09, 12:08 م]ـ
اللهم آمين
وبارك الله بك أخي أحمد صفوت سلام.(110/206)
تاريخ تشريع الحدود كحد السرقة، وحد الردة،،
ـ[أبو أحمد بن خليل سلامة]ــــــــ[18 - 04 - 09, 10:44 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
إخواني الكريم،، هل مر مع أحد منكم بحث في تحديد تاريخ تشريع هذه الحدود وبالذات حد السرقة، وحد الردة،،، وهل شرع حد الردة بعد ردة عبيدالله بن جحش في الحبشة أم قبله، وما تاريخ ردته
أرجو الإفادة،،
جزاكم الله خيرا(110/207)
المدينة المنورة ... أم المدينة النبوية
ـ[أبو معاذ المقاطي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 12:23 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه،أما بعد:
أيهما أفضل قولك "المدينة النبوية" أم " المدينة المنورة"؟
قال الشيخ العثيمين-رحمه الله – في الشريط رقم 172 من سلسلة لقاء الباب المفتوح:
" .... أنا أنبهك على مسألة: الآن عند الناس عامة على المستوى الرسمي والشعبي المدينة المنورة، وأنا لا أقول في هذا شيئ، لكن أختار وصفاً أحسن من هذا تشرف به المدينة أكثر، وهي المدينة النبوية، هذا الفخر، المدينة المنورة كل بلدة دخلها الإسلام فهي منورة، قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمْ بُرْهَانٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُوراً مُبِيناً} [النساء:174] فمتى دخل هذا النور في أي بلد فهي منورة، لكن المدينة النبوية من يحصل؟ أي بلد يحصلها إلا مدينة الرسول عليه الصلاة والسلام.
ولهذا كانت عبارة علمائنا وسلفنا على وجهين: إما المدينة فقط، وإما المدينة النبوية.
فهمتم؟ هذا الموجود. حتى في القرآن المدينة فقط، وهل يمكن أن نعظم المدينة أكثر من تعظيم الله لها؟ لا يمكن.
إذاً أنا أفضل ولا أمنع من المنورة، ولا تقولوا: منعنا!، أنا لا أمنع من المنورة؛ لأن هذا المصطلح عليه الآن، لكن أفضل إذا أردنا وصفها -زادها الله شرفاً- أن نقول: المدينة النبوية،هذا هو الأحسن؛ أفهمتم؟
أولاً: هذا هو المتابعة لسلفنا.
وثانياً: إذا قلنا المدينة المنورة صار هذا عام؛ لأن كل مدينة دخل فيها الإسلام فهي منورة، لكن المدينة النبوية خاص ما يدخل فيها إلا المدينة التي سكنها رسول الله صلى الله عليه وسلم، جعلنا الله وإياكم من أتباعه."
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[19 - 04 - 09, 12:45 ص]ـ
بارك الله فيكم
فائدة طيبة ..
ـ[ابو هبة]ــــــــ[19 - 04 - 09, 01:41 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
سابق:
لا يقال عن المدينة أنها المدينة المنورة ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=51550)
المدينة المنورة، متى أطلق العلماء هذا الوصف عليها؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=47551)
هل يُقال: المدينة " النبويّة " أم " المنوّرة "؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144486)(110/208)
موضوع: فاكهة حرمها الله ولا زلنا نأكل منها
ـ[سمير زمال]ــــــــ[19 - 04 - 09, 02:02 ص]ـ
فاكهة حرمها الإسلام ..
إنها تلك الفاكهة التي أحبها الناس بشراهة في زماننا هذا،
وتفننوا في أكلها في كل وقت وحين ... في كل مكان وكل مجال ...
إنها الفاكهة التي أصبحت تسلي الناس في أوقات فراغهم، فضلا عن ساعات عملهم ...
إنها الفاكهة التي يأكلها الغني والفقير ... إنها الفاكهة التي حرمها الله في
كتابه الكريم ووصف آكلها بأبشع صفة ... ونهانا الحبيب صلى الله عليه وسلم عن أكلها ...
لعلكم عرفتموها ..... إنها الغيبة ....... نعتها الحسن البصري بـ ' فاكهة النساء '
وما أحسبها تقتصر على النساء فقط، فقد أصبحت فاكهة للكل .. رجالا كانوا أم نساء
. نعم تتضح أكثر عند النساء .. ولكنها موجودة عند الرجال أيضا .. فهل آن الآوان كي
نحرم علي أنفسنا هذه الفاكهة .. ؟؟ تعالوا نشغل أنفسنا بذكر الله بدلا من الخوض
في أعراض هذه وهذا ويكفي أن الله قال فيها: ' ولا يغتب بعضكم بعضا أيحب أحدكم
أن يأكل لحم أخيه ميتا فكرهتموه ' هذا هو تشبيه الله .. أسأل الله تعال أن يشغلنا
بذكره وطاعته ويطهر ألسنتنا من كل ما يغضبه
منقول لعموم الفائدة.(110/209)
فرائد ملتقطة من كتاب الفوائد
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[19 - 04 - 09, 02:26 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله محمد صلى الله عليه وسلم أما بعد:،
فإن القارئ لكتاب {"الفوائد"} لشيخ الإسلام وحبر الزمان ابن قيم الجوزية رحمه الله.
لا بد وأن يعيد قراءته مرة أخرى ليكتشف في كل مرة يقرئه ماس مدفون، ودر مكنون، و جوهر مزبون.
وإني أحببت أن أضع بين أيديكم بعض هذه الفوائد التي دونتها.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[19 - 04 - 09, 02:36 ص]ـ
أصول الخطايا كلها ثلاثة:
الكبر: وهو الذي أصار إبليس إلى ما أصاره.
والحرص: وهو الذي أخرج آدم من الجنة.
والحسد: وهو الذي جرّأ أحد ابني آدم على أخيه.
فمن وقي شر هذه الثلاثة فقد وقى الشر.
فالكفر من الكبر,
والمعاصي من الحرص,
والبغي والظلم من الحسد.
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[19 - 04 - 09, 02:55 ص]ـ
أعوذ بالله من الكبر والحرص والحسد ورحم الله الامام محمد ابو بكر ذلك الامام العالم بن العالم المرابط نحسبه كذلك ولا نزكه على الله
وجزى الله اخي الحبيب جهاد خيرا الجزاء
ـ[السوادي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 05:35 ص]ـ
جزاك الله خير
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[19 - 04 - 09, 02:24 م]ـ
الإخوة الكرام
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[19 - 04 - 09, 02:28 م]ـ
اللذة من حيث هي مطلوبة للإنسان بل ولكل حي فلا تذم من جهة كونها لذة وإنما تذم ويكون تركها خيرا من نيلها وأنفع إذا تضمنت فوات لذة أعظم منها وأكمل أو أعقبت ألما حصوله أعظم من ألم فواتها فههنا يظهر الفرق بين العاقل الفطن والأحمق الجاهل ضمن عرف العقل بين فمتى علاف التفاوت بين اللذتين الألمين وأنه لا نسبة لأحدهما إلى الآخر هان عليه ترك أدنى اللذتين لتحصيل أعلاهما واحتمال أيسر الألمين لدفع أعلاهما وإذا تقررت هذه القاعدة فلذة الآخرة أعظم وأدوم ولذة الدنيا أصغر واقصر وكذلك ألم الآخرة وألم الدنيا والمعوّل في ذلك على الإيمان واليقين فإذا قوي اليقين وباشر القلب آثر الأعلى على الأدنى في جانب اللذة واحتمل الألم الأسهل على الأصعب والله المستعان
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[19 - 04 - 09, 03:05 م]ـ
الله المستعان وعليه التكلان
احسن جزئية اعجبتني في الكتاب هي درجات العالم فان توقف عند مرحلة لم يكمل
واقل جزئية عجبتني في الكتاب هي ان الجيولوجيا وغيرها من العلوم غير نافعة بينما الفقه ومالى ذلك فقط هو النافع
رحمه الله جمعنا به مع الرسول صلى الله عليه وسلم في جنات النعيم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[19 - 04 - 09, 03:19 م]ـ
عشرة أشياء ضائعة لا ينتفع بها:
علم لا يعمل به
وعمل لا إخلاص فيه ولا اقتداء
ومال لا ينفق منه فلا يستمتع به جامعه في الدنيا, ولا يقدمه أمامه إلى الآخرة
وقلب فارغ من محبة الله والشوق إليه والأنس به
وبدن معطل من طاعته وخدمته
ومحبة لا تتقيد برضاء المحبوب, وامتثال أوامره
ووقت معطل عن استدراك فارط, أو اغتنام بر وقربة
وفكر يجول فيما لا ينفع
وخدمة من لا تقربك خدمته إلى الله, ولا تعود عليك بصلاح دنياك
وخوفك ورجاؤك لمن ناصيته بيد الله, وهو أسير في قبضته, ولا يملك لنفسه ضرا ولا نفعا ولا موتا ولا حياة ولا نشورا.
وأعظم هذه الإضاعات إضاعتان:
هما أصل كل إضاعة:
إضاعة القلب وإضاعة الوقت,
فإضاعة القلب من إيثار الدنيا على الآخرة, وإضاعة الوقت من طول الأمل, فاجتمع الفساد كله في اتّباع الهوى وطول الأمل, والصلاح كله في اتّباع الهدى والاستعداد للقاء, والله المستعان.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[19 - 04 - 09, 03:33 م]ـ
(فائدة جليلة)
إنما يجد المشقة في ترك المألوفات والعوائد من تركها لغير الله.
أما من تركها صادقا مخلصا في قلبه لله فانه لا يجد في تركها مشقة إلا في أول وهلة ليمتحن أصادق هو في تركها أم كاذب, فان صبر على تلك المشقة قليلا استحالت لذة.
قال ابن سيرين: سمعت شريحا يحلف بالله ما ترك عبد لله شيئا فوجد فقده. وقولهم:" من ترك لله شيئا عوضه الله خيرا منه" حق, والعوض أنواع مختلفة, وأجلّ ما يعوض به الأنس بالله ومحبته, وطمأنينة القلب به, وقوته ونشاطه وفرحه ورضاه عن ربه تعالى.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[19 - 04 - 09, 04:33 م]ـ
بارك الله فيكم.
تعقيبًا على كلامه حول إضاعة الوقت، فقد قال -رحمه الله- في نفس الكتاب:
"إضاعة الوقت أشد من الموت؛ لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة، و الموت يقطعك عن الدنيا وأهلها ".
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[20 - 04 - 09, 05:22 م]ـ
الاجتماع بالإخوان قسمان:
أحدهما: اجتماع على مؤانسة الطبع وشغل الوقت, فهذا مضرته أرجح من منفعته, وأقل ما فيه أنه يفسد القلب ويضيع الوقت.
ثانيهما: الاجتماع بهم على التعاون على أسباب النجاة والتواصي بالحق والصبر, فهذا من أعظم الغنيمة وأنفعها,
ولكن فيها ثلاث آفات:
الأولى: تزين بعضهم لبعض.
الثانية: الكلام والخلطة أكثر من الحاجة.
الثالثة: أن يصير ذلك شهوة وعادة ينقطع بها عن المقصود.
وبالجملة, فالاجتماع والخلطة لقاح أما للنفس الأمارة وأما للقلب والنفس المطمئنة, والنتيجة مستفادة من اللقاح, فمن طاب لقاحه طابت ثمرته, وهكذا الأرواح الطيّبة لقاحها من الملك, والخبيثة لقاحها من الشيطان, وقد جعل الله سبحانه بحكمته الطيبات للطيبين, والطيبين للطيبات وعكس ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/210)
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[21 - 04 - 09, 01:39 ص]ـ
اشعر ان معظم كتبه الفها رحمه الله عندما كان شابا او رجلا شاب فاذا كان كذلك فسبحان من اعطى له هذا الفتح والعلم وفوق كل ذي علم عليم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[22 - 04 - 09, 07:47 م]ـ
قال سهل بن عبد الله:
ترك الأمر عند الله أعظم من ارتكاب النهي, لأن آدم نهي عن أكل الشجرة فأكل منها فتاب عليه,
وإبليس أمر أن يسجد لآدم فلم يسجد فلم يتب عليه
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[24 - 04 - 09, 01:14 ص]ـ
الاستغناء بالله
إذا استغنى الناس بالدنيا استغن أنت بالله, وإذا فرحوا بالدنيا فافرح أنت بالله, وإذا أنسوا بأحبابهم فاجعل أنسك بالله, وإذا تعرفوا إلى ملوكهم وكبرائهم وتقربوا إليهم لينالوا بهم العزة والرفعة فتعرف أنت إلى الله, وتودد إليه تنل بذلك غاية العز والرفعة. قال بعض الزهاد: ما علمت أن أحدا سمع بالجنة والنار تأتي عليه ساعة لا يطيع الله فيها بذكر أو صلاة أو قراءة أو إحسان. فقال له رجل: إني أكثر البكاء. فقال: إنك إن تضحك وأنت مقر بخطيئتك خير من أن تبكي وأنت مدل بعملك (منان مجترئ به) , فإن المدل لا يصعد عمله فوق رأسه. فقال: أوصني. فقال: دع الدنيا لأهلها كما تركوا همّ الآخرة لأهلها, وكن في الدنيا كالنحلة, إن أكلت أكلت طيبا, وإن أطعمت أطعمت طيبا, وإن سقطت على شيء لم تكسره ولم تخدشه.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[28 - 04 - 09, 12:36 م]ـ
نصيحة:
هلم إلى الدخول على الله ومجاورته في دار السلام بلا نصب ولا تعب ولا عناء بل من أقرب الطرق وأسهلها, وذلك أنك في وقت بين وقتين, وهو في الحقيقة عمرك, وهو وقتك الحاضر بين ما مضى وما يستقبل, فالذي مضى تصلحه بالتوبة والندم والاستغفار, وذلك شيء لا تعب عليك فيه ولا نصب, ولا معاناة عمل شاق, إنما هو عمل قلب, وتمتنع فيما يستقبل من الذنوب, وامتناعك ترك وراحة وليس هو عملا بالجوارح يشق عليك معاناته, وإنما هو عزم ونية جازمة تريح بدنك وقلبك وسرك, فما مضى تصلحه بالتوبة, وما يستقبل تصلحه بالامتناع والعزم والنية, وليس للجوارح في هذين نصب ولا تعب, ولكن الشأن في عمرك وهو وقتك الذي بين الوقتين فإن أضعته أضعت سعادتك, ونجاتك, وإن حفظته مع إصلاح الوقتين اللذين قبله وبعده بما ذكر نجوت وفزت بالراحة واللذة والنعيم. وحفظه أشق من إصلاح ما قبله وما بعده, فإن حفظه أن تلزم نفسك بما هو أولى بها وأنفع لها وأعظم تحصيلا لسعادتها. وفي هذا تفاوت الناس أعظم تفاوت, فهي والله أيامك الخالية التي تجمع فيها الزاد لمعادك, إما إلى الجنة وإما إلى النار, فإن اتخذت إليها سبيلا إلى ربك بلغت السعادة العظمى, والفوز الأكبر في هذه المدة اليسيرة التي لا نسبة لها إلى الأبد, وإن آثرت الشهوات والراحات, واللهو واللعب, انقضت عنك بسرعة, وأعقبتك الألم العظيم الدائم الذي مقاساته ومعاناته أشق وأصعب وأدوم من معاناة الصبر عن محارم الله, والصبر على طاعته, ومخالفة الهوى لأجله.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[28 - 04 - 09, 12:43 م]ـ
التخويف من العذاب
يا مغرورا بالأماني لعن إبليس وأهبط من منزل العز بترك سجدة واحدة أمر بها, وأخرج آدم من الجنة بلقمة تناولها, وحجب القاتل بعد أن رآها عيانا بملء كف من آدم, وأمر بقتل الزاني أشنع القتلات بإيلاج قدر الأنملة فيما لا يحل, وأمر بإيساع الظهر سياطا بكلمة قذف أو بقطرة من مسكر, وأبان عضوا من أعضائك بثلاثة دراهم (قطع يد السارق إذا سرق ما مقداره ثلاثة دراهم) , فلا تأمنه أن يحبسك في النار بمعصية واحدة من معاصيك: {وَلا يَخَافُ عُقْبَاهَا} الشمس 15. "دخلت امرأة النار في هرة" "وإن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يلقي لها بالا يهوي بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب", "وإن الرجل ليعمل بطاعة الله ستين سنة, فإذا كان عند الموت جار في الوصية فيختم له بسوء عمله فيدخل النار". العمر بآخره والعمل بخاتمته. من أحدث قبل السلام بطل ما مضى من صلاته, ومن أفطر قبل غروب الشمس ذهب صيامه ضائعا, ومن أساء في آخر عمره لقي ربه بذلك الوجه. لو قدمت لقمة وجدتها, ولكن يؤذيك الشره. كم جاء الثواب يسعى إليك فوقف بالباب فرده بواب "سوف ولعل وعسى". كيف الفلاح بين إيمان ناقص, وأمل زائد, ومرض لا طبيب له ولا عائد, وهوى مستيقظ, وعقل راقد, ساهيا في غمرته, عمها في سكرته, سابحا في لجّة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/211)
جهله, مستوحشا من ربه, مستأنسا بخلقه, ذكر الناس فاكهته وقوته, وذكر الله حبسه وموته, لله منه جزء يسير من ظاهره, وقلبه ويقينه لغيره.
لا كان من لسواك فيه بقية ..... يجد السبيل بها إليه العذل
ـ[السوادي]ــــــــ[28 - 04 - 09, 05:28 م]ـ
وفقك الله لما احبه
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[28 - 04 - 09, 09:40 م]ـ
شكر الله لك مرورك أخي الكريم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[06 - 05 - 09, 08:26 م]ـ
كمال النفس
كمال النفس المطلوب ما تضمن أمرين:
أحدهما: أن يصير هيئة راسخة وصفة لازمة لها.
الثاني: أن يكون صفة كمال في نفسه. فإذا لم يكن كذلك لم يكن كمالا, فلا يليق بمن يسعى في كمال نفسه المنافسة عليه, ولا الأسف على فوته, وذلك ليس إلا معرفة بارئها وفاطرها ومعبودها وإلهها الحق الذي لا صلاح لها ولا نعيم ولا لذة إلا بمعرفته, وإرادة وجهه, وسلوك الطريق الموصلة إليه, وإلى رضاه وكرامته. وأن تعتاد ذلك فيصير لها هيئة راسخة لازمة. وما عدا ذلك من العلوم والإرادات والأعمال فهي بين ما لا ينفعها ولا يكملها, وما يعود بضررها ونقصها وألمها, ولا سيما إذا صار هيئة راسخة لها, فإنها تعذب وتألم به بحسب لزومه لها. وأما الفضائل المنفصلة عنها كالملابس والمراكب والمساكن والجاه والمال, فتلك في الحقيقة عوار أعيرتها مدة, ثم يرجع فيها المعير, فتتألم وتتعذب برجوعه فيها بحسب تعلقها بها, ولا سيما إذا كانت هي في غاية كمالها, فإذا سلبتها أحضرت أعظم النقص والألم والحسرة فليتدبر من يريد سعادة نفسه ولذتها هذه النكتة, فأكثر هذا الخلق إنما يسعون في حرمان نفوسهم وألمها وحسرتها ونقصها من حيث يظنون أنهم يريدون سعادتها ونعيمها. فلذتها بحسب ما حصل لها من تلك المعرفة والمحبة والسلوك. وحسرتها بحسب ما فاتها من ذلك. ومتى عدم ذلك, وخلا منه, لم يبقى فيه إلا القوى البدنية النفسانية, التي بها يأكل ويشرب, وينكح ويغضب, وينال سائر لذاته, ومرافق حياته. ولا يلحقه من جهتها شرف ولا فضيلة, بل خساسة ومنقصة. إذا كان إنما يناسب بتلك القوى البهائم ويتصل بجنسها ويدخل في جملتها ويصير كأحدها. وربما زادت في تناولها عليه واختصت دونه بسلامة عاقبتها, والأمن من جلب الضرر عليها فكمال تشاركك فيه البهائم وتزيد عليك وتختص عنك فيه بسلامة العاقبة حقيق أن تهجره إلى الكمال الحقيقي الذي لا كمال سواه, وبالله التوفيق
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[06 - 05 - 09, 11:19 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[12 - 05 - 09, 12:08 م]ـ
وخيرا جزيت أخي الكريم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[12 - 05 - 09, 12:10 م]ـ
التقوى ثلاث مراتب:
إحداها: حمية القلب والجوارح عن الآثام والمحرّمات.
الثانية: حميتها عن المكروهات.
الثالثة: الحمية عن الفضول وما لا يعني.
فالأولى تعطي العبد حياته,
والثانية تفيد صحته وقوته,
والثالثة تكسبه سروره وفرحه وبهجته.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[12 - 05 - 09, 12:21 م]ـ
أثر المعصية:
إياك والمعاصي فإنها أذلّت عز {اسْجُدُوا} وأخرجت إقطاع {أَسْكَنَ}. يا لها لحظة أثمرت حرارة القلق ألف سنة ما زال يكتب بدم الندم سطور الحزن في القصص, ويرسلها مع أنفاس الأسف حتى جاءه توقيع {فَتَابَ عَلَيْه}.فرح إبليس بنزول آدم من الجنة, وما علم أن هبوط الغائص في اللجة خلف الدر صعود. كم بين قوله لآدم: {إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ} البقرة 30, وقوله لك {اذْهَبْ فَمَنْ تَبِعَكَ مِنْهُمْ} الاسراء63.
ما جرى على آدم هو المراد من وجوده, "لو لم تذنبوا .. "
يا آدم لا تجزع من قولي لك: {اخْرُجْ مِنْهَا} فلك ولصالح ذريتك خلقتها. يا آدم كنت تدخل علي دخول الملوك على الملوك, واليوم تدخل علي دخول العبيد على الملوك. يا آدم لا تجزع من كأس زلل كانت سبب كيسك فقد استخرج منك داء
يا آدم لم أخرج إقطاعك إلى غيرك, إنما نحيّتك عنه لأكمل عمارته لك, وليبعث إلى العمّال نفقة: {تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ .. } السجدة 16.تالله ما نفعه عند معصية عز {اسجدوا} ولا شرف: {وَعَلَّمَ آدَمَ .. } ولا خصيصة: {لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ .. } ص 75,ولا فخر: {وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي .. } الحجر 29. وإنما انتفع بذل: {رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا ... } الأعراف 23, لما لبس درع التوحيد على بدن الشكر وقع سهم العدو منه في غير مقتل فجرحه فوضع عليه جبار الانكسار فعاد كما كان فقام الجريح كأن لم يكن به قلبة.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[22 - 05 - 09, 11:55 م]ـ
فاعلم بأنه سفيه.
يا من ضيّع القوة ولم يحفظها, وخلط في مرضه وما احتمى, ولا صبر على مرارة الاستفراغ, لا تنكر قرب الهلاك, فالداء مترام إلى الفساد. لو ساعد القدر فأعنت الطبيب على نفسك بالحمية من شهوة خسيسة ظفرت بأنواع اللذات وأصناف المشتهيات. ولكن بخار الشهوة غطى عين البصيرة, فظننت أن الحزم بيع الوعد بالنقد. يا لها بصيرة عمياء, جزعت من صبر ساعة, واحتملت ذل الأبد. سافرت في طلب الدنيا وهي عنها زائلة, وقعدت عن السفر إلى الآخرة وهي إليها راحلة. إذا رأيت الرجل الخسيس بالنفيس ويبيع العظيم بالحقير, فاعلم بأنه سفيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/212)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[22 - 05 - 09, 11:59 م]ـ
ليس العجب ..
ليس العجب من قوله (يحبونه) , إنما العجب من قوله (يحبهم).
ليس العجب من فقير مسكين يحب محسنا إليه, إنما العجب من محسن يحب فقيرا مسكينا.
ليس العجب من مملوك يتذلل لله ويتعبّد له ولا يمل من خدمته مع حاجته وفقره إليه, إنما العجب من مالك يتحبب إلى مملوكه بصنوف إنعامه ويتودد إليه بأنواع إحسانه مع غناه عنه
ـ[أبو سهيل بن مهدي]ــــــــ[23 - 05 - 09, 12:16 ص]ـ
أحسنت أخي جهاد بارك الله فيك؛
و إن مما يجمل أن يطلع الناسُ على ما يُعجب غيرهم من كلمات الأوائل ..
فإن القلوب تتفاوت في تأثرها و إدراكها .. و لربما تأثر قلبُك بكلماتٍ لم يتأثر قلبي بها و أنا إليها أحوج منك.
جزاك الله تعالى خيرًا .. استمرّ أدامك الله على كل عملٍ صالح.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[24 - 05 - 09, 09:12 م]ـ
بورك فيك أخي الكريم.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[24 - 05 - 09, 09:14 م]ـ
قاعدة جليلة في الإنتفاع بالقرآن الكريم
إذا أردت الانتفاع بالقرآن فاجمع قلبك عند تلاوته وسماعه, والق سمعك, واحضر حضور من يخاطبه به من تكلّم به سبحانه منه إليه, فإنّه خطاب منه لك, على لسان رسوله, قال تعالى: {إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَنْ كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ} (قّ:37)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[29 - 05 - 09, 12:07 ص]ـ
فائدة جليلة في معنى قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً}
قوله تعالى: {هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ وَإِلَيْهِ النُّشُورُ} الملك15 أخبر سبحانه أنه جعل الأرض ذلولا منقادة للوطء عليها وحفرها وشقّها والبناء عليها, ولم يجعلها مستصعبة ممتنعة على من أراد ذلك منها. وأخبر سبحانه أنه جعلها مهادا وفراشا وبساطا وقرارا وكفاتا (بطنها لأمواتكم وظهرها لأحيائكم من قول الشعبي). وأخبر أنه دحاها وطحاها وأخرج منها ماءها ومرعاها, وثبّتها بالجبال, ونهج فيها الفجاج والطرق, وأجرى فيها الأنهار والعيون, وبارك فيها وقدّر فيها أقواتها, ومن بركتها أن الحيوانات كلها وأرزاقها وأقواتها تخرج منها. ومن بركتها أنك تودع فيها الحب تخرجه لك أضعاف أضعاف ما كان ومن بركتها أنها تحمل الأذى على ظهرها وتخرج لك من بطنها أحسن الأشياء وأنفعها, فتوارى منه كل قبيح وتخرج له كل مليح. ومن بركتها أنها تستر قبائح العبد وفضلات بدنه وتواريها وتضمّه وتؤويه, وتخرج له طعامه وشرابه, فهي أحمل شئ للأذى وأعوده بالنفع, فلا كان من التراب خيرا منه و أبعد من الأذى وأقرب إلى الخير.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[05 - 06 - 09, 12:14 ص]ـ
قال أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
إني لا أحمل هم الإجابة, ولكن هم الدعاء, فإذا ألهمت الدعاء فإن الإجابة معه. وعلى قدر نية العبد وهمته ومراده ورغبته في ذلك يكون توفيقه سبحانه وإعانته. فالمعونة من الله تنزل على العباد على قدر هممهم وثباتهم ورغبتهم ورهبتهم, والخذلان ينزل عليهم على حسب ذلك, فالله سبحانه أحكم الحاكمين وأعلم العالمين, يضع التوفيق في مواضعه اللائقة به, والخذلان في مواضعه اللائقة به وهو العليم الحكيم, وما أتي من أتي إلا من قبل إضاعة الشكر وإهمال الافتقار والدعاء, ولا ظفر من ظفر بمشيئة الله وعونه إلا بقيامه بالشكر وصدق الافتقار والدعاء.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[30 - 07 - 09, 07:07 م]ـ
الصبر عن الشهوة أسهل من الصبر على ما توجبه الشهوة, فإنها إما إن توجب ألما وعقوبة, وإما أن تقطع لذة أكمل منها, وإما أن تضيع وقتا إضاعته حسرة وندامة, وإما أن تثلم عرضا توفيره أنفع للعبد من ثلمه, وإما أن تذهب مالا بقاؤه خير له من ذهابه, وإما أن تضع قدرا وجاها قيامه خير من وضعه, وإما أن تسلب نعمة بقاؤها ألذ وأطيب من قضاء الشهوة, وإما أن تطرق لوضيع إليك طريقا لم يك يجدها قبل ذلك, وإما أن تجلب هما وغما وحزنا وخوفا لا يقارب لذة الشهوة, وإما أن تنسي علما ذكره ألذ من نيل الشهوة, وإما أن تشمت عدوا وتحزن وليا, وإما أ، تقطع الطريق على نعمة مقبلة, وإما أ، تحدث عيبا يبقى صفة لا تزول, فإن الأعمال تورث الصفات والأخلاق.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[20 - 08 - 09, 11:19 ص]ـ
الغضب مثل السبع إذا أفلته صاحبه بدأ بأكله, والشهوة مثل النار إذا أضرمها صاحبها بدأت بإحراقه, والكبر بمنزلة منازعة الملك ملكه فإن لم يهلكك طردك عنه, والحسد بمنزلة معاداة من هو أقدر منك, والذي يغلب شهوته وغضبه يفرق الشيطان من ظله. ومن تغلبه شهوته وغضبه يفرق من خياله
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[23 - 10 - 09, 12:18 م]ـ
علمت كلبك, فهو يترك شهوته في تناول ما صاده احتراما لنعمتك, وخوفا من سطوتك,
وكم علمك معلم الشرع وأنت لا تقبل!
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[02 - 11 - 09, 08:39 ص]ـ
من عظم وقار الله في قلبه أن يعصيه, وقّره الله في قلوب الخلق أن يذلّوه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/213)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[13 - 11 - 09, 06:58 ص]ـ
إذا علقت شروش المعرفة في أرض القلب نبتت فيه شجرة المحبّة، فإذا تمكّنت وقويت أثمرت الطّاعة، فلا تزال الشّجرة تؤتي أكلها كلّ حين بإذن ربّها.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[23 - 12 - 09, 10:56 م]ـ
من أعجب الأشياء أن تعرفه ثمّ لا تحبّه!
وأن تسمع داعيه ثمّ تتأخّر عن الإجابة!
وأن تعرف قدر الرّبح في معاملته ثمّ تعامل غيره!
وأن تعرف قدر غضبه ثمّ تتعرّض له!
وأن تذوق ألم الوحشة في معصيته ثمّ لا تطلب الأنس بطاعته!
وأن تذوق عصرة القلب عند الخوض في غير حديثه والحديث عنه ثمّ لا تشتاق إلى انشراح الصّدر بذكره ومناجاته!
وأن تذوق العذاب عند تعلّق القلب بغيره ولا تهرب منه إلى نعمى الإقبال عليه والإنابة إليه!
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[23 - 12 - 09, 11:01 م]ـ
ليكتشف في كل مرة يقرئه ماس مدفون، ودر مكنون، و جوهر مزبون.
للتو أنتبه لها، الصحيح يقرأه
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[25 - 04 - 10, 06:21 ص]ـ
من الناس من يعرف الله بالجود والإفضال والإحسان,
ومنهم من يعرفه بالعفو والحلم والتجاوز
ومنهم من يعرفه بالبطش والانتقام
ومنهم من يعرفه بالعلم والحكمة
ومنهم من يعرفه بالعزة والكبرياء
ومنهم من يعرفه بالرحمة والبر واللطف
ومنهم من يعرفه بالقهر والملك
ومنهم من يعرفه بإجابة دعوته وإغاثة لهفته وقضاء حاجته.
وأعلم هؤلاء معرفة من عرفه من كلامه, فإنه يعرف ربا قد اجتمعت له صفات الكمال ونعوت الجلال, منزّه عن المثال بريء من النقائص والعيوب له كل اسم حسن وكل وصف كمال فعّال لما يريد فوق كل شيء ومع كل شيء وقادر على كل شيء ومقيم لكل شيء آمر ناه متكلم بكلماته الدينية والكونية أكبر من كل شيء وأجمل من كل شيء أرحم الراحمين وأقدر القادرين وأحكم الحاكمين فالقرآن أنزل لتعريف عباده به وبصراطه الموصل إليه وبحال السالكين بعد الوصول إليه.
ـ[محمد أبومروان]ــــــــ[26 - 04 - 10, 12:02 ص]ـ
جزاك الله خيرًا يا أخ جهاد(110/214)
التحية العسكرية من أفراد الشرطة للضباط.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 09:14 ص]ـ
السؤال:
ما حكم التحية العسكرية التي تُعطى للضباط، مع العلم أنها إلزامية على الجندي؟
الجواب:
(الجمع بين السلام القولي والإشارة لا بأس به، مثل أن يقول: السلام عليكم، لكن الخبط بالرجل هذا ليس له أصل إطلاقاً، ولا ينبغي أن يخبط بالرجل، فربما يؤثر على رجله أو يؤثر على الأرض التي تحته إذا كانت من خشب أو ما أشبه ذلك، ولكن نرجو الله سبحانه وتعالى أن يهدي المسلمين إلى إلغاء مثل هذه الأمور، وإلى أن ينظروا إلى من سبقهم من هذه الأمة لا إلى من تخلف عنهم من الأمم الحاضرة، نحن مسلمون والأولى بنا أن نقتدي بهدي المسلمين، إذا مر قال: السلام عليكم، وإذا كان بعيداً جمع بين الإشارة والقول، وإذا كان أصم المسلم عليه جمع له أيضاً بين القول والإشارة، أما بدون ذلك مثل أن نقتصر على الإشارة فقط فهذا غلط.
ثم إني رأيت بعض الجنود صاروا يسلمون تسليماً غريباً، يعكف يده على صدره (تحية الرشاشة)، نسأل من الله أن يهدي المسئولين إلى اتباع هدي السلف الصالح، إذا مر الضابط عليه أن يسلم فيقول: السلام عليكم؛ لأن أخاه هذا مسلم، وإن كان أقل منه رتبة، والثاني يقول: وعليكم السلام، والله لو فعلوا هذا كان هذا دعاء وعبادة وثواب وأجر، الآن الجيش كلهم معتادون الدعاء لهم بالسلامة، فهل أفضل أن نقول: السلام عليكم؛ لأنهم كلهم يريدون السلامة، فنرجو الله تعالى أن يفطن المسئولون لهذا الأمر، وأن يكون لهم شعار خاص وهو الشعار الذي كان عليه الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه) اهـ.
العلامة العثيمين (لقاء الباب المفتوح) شريط (13) أ.
و قال العلامة حمود التويجري في كتابه (الإيضاح والتبيين):
(ومن التشبه بأعداء الله تعالى: الإشارة بالأصابع عند السلام، وكذلك: الإشارة بالأكف مرفوعة إلى جانب الوجه، فوق الحاجب الأيمن، كما يفعل ذلك الشرط وغيرهم، وكذلك ضرب الشرط بأرجلهم عند السلام.
ويسمون هذا الضرب المنكر، والإشارة بالأكف: التحية العسكرية، وهي: تحية مأخوذة عن الإفرنج وأشباههم من أعداء الله تعالى، وهي بالهزء والسخرية أشبه منها بالتحية.
ولكن ما الحيلة فيمن غيرت طباعهم المدنية الإفرنجية؟ وأثرت فسادا كثيرا في أخلاقهم وأفعالهم، حتى صاروا يستحسنون من أفعال الإفرنج وغيرهم من الأعاجم، ما يستقبحه أولو العقول السليمة والفطر المستقيمة.
وهذه التحية المستهجنة من جملة المنكر الذي ينبغي تغييره والنهي عنه، لحديث عبد الله بن عمر، رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم" رواه الإمام أحمد، وأبو داود، وصححه ابن حبان، وغيره من الحفاظ.
وفي جامع الترمذي، عن عبد الله بن عمرو، رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ليس منا من تشبه بغيرنا، لا تشبهوا باليهود، ولا بالنصارى، فإن تسليم اليهود: الإشارة بالأصابع، وتسليم النصارى: الإشارة بالأكف".
وروى الحافظ أبو يعلى، والطبراني في الأوسط، والبيهقي في شعب الإيمان، عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تسليم الرجل بأصبع واحدة يشير بها فعل اليهود" قال الهيثمي: رجال أبي يعلى رجال الصحيح، وقال المنذري: رواته رواة الصحيح.
وفي رواية للبيهقي: "لا تسلموا تسليم اليهود والنصارى، فإن تسليمهم إشارة بالكفوف، والحواجب" قال البيهقي: إسناده ضعيف، قلت: له شاهد مما تقدم، وما يأتي، وهو ما رواه النسائي بسند جيد، عن جابر رضي الله عنه مرفوعا: "لا تسلموا تسليم اليهود، فإن تسليمهم بالرؤوس، والإشارة".
وفي مستدرك الحاكم من حديث ابن جريج عن محمد بن قيس بن مخرمة، عن المسور بن مخرمة رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "هدينا مخالف لهديهم" يعني المشركين.
قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، ووافقه الذهبي في تلخيصه، وقد رواه الشافعي في مسنده، من حديث ابن جريج، عن محمد بن قيس بن مخرمة مرسلا، ولفظه: "هدينا مخالف لهدي أهل الأوثان والشرك".
إذا علم هذا، فقد اختص الله تبارك وتعالى المسلمين بأفضل التحيات وأكملها وأزكاها، وهو السلام الذي علمه الله تبارك وتعالى لآدم أبي البشر، حين نفخ فيه الروح، وأخبره أنه تحيته، وتحية ذريته من بعده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/215)
كما في الصحيحين والمسند، عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعا، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك - نفر من الملائكة جلوس - فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك، وتحية ذريتك; فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله; فزادوه: ورحمة الله ... " 1 الحديث.
وقد شرع الله تبارك وتعالى لهذه الأمة: أن يسلم بعضهم على بعض، بهذه التحية المباركة الطيبة، فقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ} [سورة النور آية: 27].
وقال تعالى: {فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُوا عَلَى أَنْفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِنْ عِنْدِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً} [سورة النور آية: 61] قال سعيد بن جبير، والحسن البصري، وقتادة، والزهري، يعني: فليسلم بعضكم على بعض.
وفي جامع الترمذي عن أبي تميمة الهجيمي، عن رجل من قومه قال: طلبت النبي صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث، وفيه: فقال - يعني النبي صلى الله عليه وسلم: "إذا لقي الرجل أخاه المسلم، فليقل: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته" 1.
وفيه أيضا عن أبي تميمة الهجيمي، عن أبي جري جابر بن سليم الهجيمي، رضي الله عنه قال: "أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: عليك السلام، فقال: لا تقل عليك السلام، ولكن قل: السلام عليكم" 2 قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وبهذا السلام المبارك الطيب يسلم الرب تبارك وتعالى على المؤمنين إذا دخلوا الجنة، كما قال تعالى: {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [سورة يس آية: 58]، وقال تعالى: {تَحِيَّتُهُمْ يَوْمَ يَلْقَوْنَهُ سَلامٌ} [سورة الأحزاب آية: 44].
وروى ابن ماجه في سننه، وابن أبي حاتم، والبغوي في تفسيريهما عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بينا أهل الجنة في نعيمهم إذ سطع لهم نور، فرفعوا رؤوسهم، فإذا الرب تعالى قد أشرف عليهم من فوقهم، فقال: السلام عليكم يا أهل الجنة، قال: وذلك قول الله تعالى: {سَلامٌ قَوْلاً مِنْ رَبٍّ رَحِيمٍ} [سورة يس آية: 58] 3").
وبهذا السلام المبارك الطيب، تسلم الملائكة على المؤمنين إذا دخلوا الجنة، كما قال تعالى: {وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ} [سورة الرعد آية: 23 - 24]، وقد تقدم تسليمهم على آدم بهذا السلام المبارك الطيب.
وكما أن السلام هو تحية المسلمين فيما بينهم في الدنيا، فكذلك هو تحيتهم فيما بينهم في الدار الآخرة، كما قال تعالى: {دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ} [سورة يونس آية: 10]، وقال تعالى: {وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلامٌ} [سورة إبراهيم آية: 23].
وإذا علم فضل السلام، وأنه تحية المسلمين في الدارين، فليعلم أيضا أنه لا أسفه رأيا ممن رغب عن ذلك، واستبدل عنه بإشارات الإفرنج وضربهم بالأرجل شبه البغال والحمير، إذا أحست بشيء يدبُّ على أرجلها.
ومن توقف في هذه المشابهة، فلينظر إلى البغال والحمير إذا كانت في مواضع القردان، فجعلت تضرب بأرجلها، ولينظر إلى ضرب الشرط بأرجلهم عند أداء تحيتهم العسكرية، حتى يرى تمام المشابهة، من أحد الجنسين للآخر.
بل ضرب الشرط بأرجلهم أفحش وأنكر من ضرب البغال والحمير بأرجلها; وكفى بالتحية العسكرية مهزأة ومنقصة عند كل عاقل سالم، من أمراض المدنية الإفرنجية وأدناسها.
والله المسؤول: أن يوفق ولاة أمور المسلمين، لمنع هذه الأفعال المخالفة للشريعة المحمدية) اهـ.
انتهى من الدرر السنية.
والله الهادي.
ـ[طاهر المجرشي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 02:09 ص]ـ
والله المسؤول: أن يوفق ولاة أمور المسلمين، لمنع هذه الأفعال المخالفة للشريعة المحمدية) اهـ
ـ[أم صفية وفريدة]ــــــــ[21 - 04 - 09, 11:05 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/216)
نعم، هذه التحية من أشكال التشبه باليهود والنصارى، بل قد يكون هذا من التعظيم المنهي عنه
لكن الأمر يختلف عند الإشارة في الصلاة لرد السلام، وأنقل هذه المشاركة (بتصرف) لتوضيح كيفية الإشارة بالأكف في الصلاة:
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
الأخ الكريم / البدر الساطع وفقه الله
حكم جواب السلام في الصلاة
... فائدة:
[وَاتَّفَقَ الْأَئِمَّةُ الْأَرْبَعَةُ عَلَى أَنَّ رَدَّ السَّلَامِ بِالْقَوْلِ فِي الصَّلَاةِ مُبْطِلٌ لَهَا] الموسوعة الفقهية.
وقال النووي رحمه الله:
هذه الأحاديث فيها فوائد:
منها تحريم الكلام في الصلاة سواء كان لمصلحتها أم لا وتحريم رد السلام فيها باللفظ وأنه لا تضر الاشارة بل يستحب رد السلام بالاشارة وبهذه الجملة قال الشافعي ...
وفي حديث جابر رضي الله عنه رد السلام بالإشارة وأنه لا تبطل الصلاة بالإشارة ونحوها من الحركات اليسيرة "
وقال الصنعاني رحمه الله في السبل (1/ 140) وما بعدها:
وَعَنْ " ابْنِ عُمَرَ " - رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا - قَالَ {: قُلْت لِبِلَالٍ: كَيْفَ رَأَيْت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَرُدُّ عَلَيْهِمْ؟ أَيْ عَلَى الْأَنْصَارِ كَمَا دَلَّ لَهُ السِّيَاقُ حِينَ يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي؟ قَالَ: يَقُولُ هَكَذَا، وَبَسَطَ كَفَّهُ} أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد وَالتِّرْمِذِيُّ وَصَحَّحَهُ، وَأَخْرَجَهُ أَيْضًا أَحْمَدُ وَالنَّسَائِيُّ وَابْنُ مَاجَهْ وَأَصْلُ الْحَدِيثِ: {أَنَّهُ خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إلَى قُبَاءَ يُصَلِّي فِيهِ، فَجَاءَتْ الْأَنْصَارُ وَسَلَّمُوا عَلَيْهِ، فَقُلْت لِبِلَالٍ: كَيْفَ رَأَيْت؟} الْحَدِيثَ،
وَرَوَاهُ أَحْمَدُ، وَابْنُ حِبَّانَ، وَالْحَاكِمُ أَيْضًا، مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ: " أَنَّهُ سَأَلَ صُهَيْبًا عَنْ ذَلِكَ " بَدَلَ بِلَالٍ، وَذَكَرَ التِّرْمِذِيُّ أَنَّ الْحَدِيثَيْنِ صَحِيحَانِ جَمِيعًا.
وَالْحَدِيثُ دَلِيلٌ أَنَّهُ إذَا سَلَّمَ أَحَدٌ عَلَى الْمُصَلِّي رَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ بِإِشَارَةٍ دُونَ النُّطْقِ،
وَقَدْ أَخْرَجَ مُسْلِمٌ عَنْ {جَابِرٍ: أَنَّ رَسُولَ صلى الله عليه وسلم بَعَثَهُ لِحَاجَةِ، قَالَ: ثُمَّ أَدْرَكْته وَهُوَ يُصَلِّي فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ فَأَشَارَ إلَيَّ، فَلَمَّا فَرَغَ دَعَانِي وَقَالَ: إنَّك سَلَّمْتَ عَلَيَّ فَاعْتَذَرَ إلَيْهِ بَعْدَ الرَّدِّ بِالْإِشَارَةِ}.
وَأَمَّا {حَدِيثُ ابْنِ مَسْعُودٍ: أَنَّهُ سَلَّمَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وَلَا ذَكَرَ الْإِشَارَةَ بَلْ قَالَ لَهُ بَعْدَ فَرَاغِهِ مِنْ الصَّلَاةِ إنَّ فِي الصَّلَاةِ شَغْلًا} إلَّا أَنَّهُ قَدْ ذَكَرَ الْبَيْهَقِيُّ فِي حَدِيثِهِ: {أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أَوْمَأَ لَهُ بِرَأْسِهِ}، وَقَدْ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي رَدِّ السَّلَامِ فِي الصَّلَاةِ عَلَى الْمُصَلِّي، فَذَهَبَ جَمَاعَةٌ؛ إلَى أَنَّهُ يَرُدُّ بَعْدَ السَّلَامِ مِنْ الصَّلَاةِ؛ وَقَالَ قَوْمٌ يَرُدُّ فِي نَفْسِهِ؛ وَقَالَ قَوْمٌ: يَرُدُّ بِالْإِشَارَةِ، كَمَا أَفَادَهُ هَذَا الْحَدِيثُ، وَهَذَا هُوَ أَقْرَبُ الْأَقْوَالِ لِلدَّلِيلِ
ولعل أحد الإخوة يرجع إلى كتاب الشيخ مصطفى العدوي _ صحيح المسند من أذكار اليوم والليلة " في الحاشية في الحديث عن رواية جعفر، وأظنه رجح فقط هذه الكيفية (بسط اليد). فعهدي بالكتاب بعيد، ولبعدي أيضاً عن مكتبتي صانها الله.
وَأَمَّا كَيْفِيَّةُ الْإِشَارَةِ:
فَفِي الْمُسْنَدِ مِنْ حَدِيثِ " صُهَيْبٍ " قَالَ: {مَرَرْت بِرَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يُصَلِّي فَسَلَّمْت فَرَدَّ عَلَيَّ إشَارَةً}
قَالَ الرَّاوِي: لَا أَعْلَمُهُ إلَّا قَالَ " إشَارَةً بِأُصْبُعِهِ ".
وَفِي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ فِي وَصْفِهِ لِرَدِّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْأَنْصَارِ: " أَنَّهُ صلى الله عليه وسلم قَالَ: هَكَذَا، وَبَسَطَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ - الرَّاوِي عَنْ ابْنِ عُمَرَ - كَفَّهُ وَجَعَلَ بَطْنَهُ أَسْفَلَ، وَجَعَلَ ظَهْرَهُ إلَى فَوْقُ ". فَتَحَصَّلَ مِنْ هَذَا أَنَّهُ يُجِيبُ الْمُصَلِّي بِالْإِشَارَةِ إمَّا بِرَأْسِهِ، أَوْ بِيَدِهِ، أَوْ بِأُصْبُعِهِ، وَالظَّاهِرُ أَنَّهُ وَاجِبٌ،؛ لِأَنَّ الرَّدَّ بِالْقَوْلِ وَاجِبٌ، وَقَدْ تَعَذَّرَ فِي الصَّلَاةِ، فَبَقِيَ الرَّدُّ بِأَيِّ مُمْكِنٍ، وَقَدْ أَمْكَنَ بِالْإِشَارَةِ، وَجَعَلَهُ الشَّارِعُ رَدًّا، وَسَمَّاهُ الصَّحَابَةُ رَدًّا، وَدَخَلَ تَحْتَ قَوْله تَعَالَى {أَوْ رُدُّوهَا} "
وقال أيضاً " وَالْأَخْبَارُ السَّابِقَةُ تُبِيحُ السَّلَامَ عَلَى الْمُصَلِّي وَالرَّدَّ بِالْإِشَارَةِ وَهِيَ أَوْلَى بِالِاتِّبَاعِ "
وقال الشوكاني رحمه الله في النيل (ويجمع بين الروايات بأنه صلى الله عليه وآله وسلم فعل هذا مرة، وهذا مرة فيكون جميع ذلك جائزا ويفعل هذا تارة وهذا تارة) [2/ 378]
والله أعلم
محبكم: أبو العالية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/217)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 05 - 09, 06:41 ص]ـ
بارك الله فيكم.(110/218)
هذا ما أختم به مشاركاتي في هذا الملتقى الطيب
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 04:46 م]ـ
أختم في هذا الملتقى الكتاب الذي كان يوصي بقرآته كثيرا شيخنا العلامة محمد ابراهيم شقرة، و قد أوصاني به كثيرا، و أذكر ذالك جيدا عندما كتب لي اجازة بخطه و أمرني بالحفاظ عليها ن و الكتاب هو (أي بني خذ عني بعضا مني)، و اني كلما هممت بقرآة هذا الكتاب تعلمت أشياء و أشياء، فاقرأوه اخواني تحصل لكم الفائدة.
(بني خذ عني بعضا مني)
للعلامة محمد ابراهيم شقرة يحفظه الله تعالى
كلمات آصراتٌ آسرات، خفيفات ثقيلاتٌ، آخذاتٌ معطيات، ألقت بها التجاربُ الآمرات الناهيات، على قلبٍ يتوقُ إلى كلِّ إحسانٍ يبذله في شفافية النور، ووحشة الظلام، وكدورة الجهل، وصفاءِ المعرفة، واختيال الظلم، وتواضع العدل، وشحِّ المعروف، وسخاءِ المنكر، فلم يقوَ إلا أن يظهرها، فتكون بين عينيك حكمةً لا تُخلفُ ظنَّك، وسلوى مفصحةً لك عن حبٍّ يملأُ صدرك، ورجاءً باسماً ثغره يرفع قدرك، فخذها بقوة وتصديق من والدك أبي مالك لتنير دربك.
وفقك الله ورعاك وسدَّدَ على درب الهدى خطاكَ.
وسلام عليك يوم ولدت، وفي كل يوم من أيام عمرك العامر بالطاعة والتقوى، ويوم تموت، ويوم تبعث يوم القيامة حيا.
(1)
أي بُني ,’
الذي بتُّ أشفق عليه من نفسه، وأُريده أن يكون له غَلَبةٌ عليها في الشدة والرخاءِ، في المكره والمنشط,’
في السَّقم والعافية فلا يُعْثِره طمعٌ، ولا يستذلُّه أملٌ، ولا يستدرجه سرابٌ يبني بالطاعة،’
ويسعَدُ بالمعروف، وتُحزنه المعصية ويُنْهزه إلاَّ الرجاءُ فيما عند الله،’
ولا يضعف همته إلا الأملُ فيما عند الناس، وهو في منزلة بين المنزلتين،’
بين الرجاء في رحمة ربه يرجوها
وبين الخشية من عذاب الله يَحذَرُه
وقفت على باب الله فأعزني، ونظرت في وجوه الناس مستبصراً فعلمت أن أحسَنَ الحُسْن أن لا ترى عِزَّتك إلا في الخضوع إليه،’
وإن لا ترى غناك إلا في الافتقار إليه، وأن لا ترى قوتك إلا بتفويض أمرك كلِّه إليه,’
0
0
فخُذ عني ما علَّمَتْني السنون، ولا تبخل عن نفسك أن تُصْغي إلى كلماتي، فتصيب بها خيراً يدني إليك البعيد، ويسهِّل عليك الشديد، وتجمع بها بين الطارف والتَّليد،’
والله سبحانه من قبلُ ومن بعدُ إليه الأمر كلُّه، وهو الفعَّال لما يريد,’
ولست أملك لك من أمرك إلا دعواتٍ -أرجو الله أن تكون طيِّبات صالحات مقبولات- أتقرَّب بها إلى ربي، وأرجو بها إدناءَ رحمته، بأن أكون بشفاعة نبيِّه يوم لا تكون الشفاعة إلا بإذنه،’
فلتصغ إليها، ولتحفظ منها ما استطعت
فإنها -وربِّي- من خير ما كتبتُ وسطَّرت، مشت معي عقود حياتي، وأخذت عليَّ طرائق نفسي، وأظهرتني على سرِّي وعلانيتي، وأسلمتني إلى الرضا بما قضى فيَّ ربي،’
فلا زلت -أي بُني- في عافية الرضا الإلهي
فَدُرْ مع القرآن حيث دار، واقْفُ أثر المصطفى بهديه وسنته حيثما سار، واجْثُ بشكر النعمة التي أنعم الله بها عليك، على ركبتيك في الليل والنَّهار،’
وضَعْ جبهتك الصابرة على التراب الذي خلقك منه وسوَّاك، طلباً لرضاه، وسعياً في نوالِ حُبِّه، وأخذاً بكلِّ ما تعلم أنه يقرِّبُك إليه،’
فلا تبخَل عن ذاتك بما لو رآك الناس فيه، لعلموا أن الفضل الرَّاجيَ يُلْتمس عندك، ويُطلب في ردائك، ولا يُنال إلا من مثلك،’
فتفوز بذلك فوزاً عظيماً، وتعلِّمُهم من ذلك ما لم تكن تعلم أنَّ أيسرَ العمل الموافق لرضا الله وحبه، خيرٌ وأرفعُ قدراً، وأجلبُ لعافية الصلاح في الناس من مئات الكتب والرسائل النافعة التي تُكتَب وتُؤلَّف،’
إذ العلم لا يكون إلا بالعمل
ولا خيْرَ في علمٍ لا يتبعه عمل يكون أحسن منه، فمن أراد أن يكون له حظٌّ من فضلٍ، فليصبر على كل صالح عمل ولو اشتدّ وحَمُز، فإنَّ أحبَّ الأعمال أحُمزُها وأصدقُها وإن قل,’
وحسنٌ منك -أي بُني- أن لا يكون منك إيثار ما أنت فيه
-على ما هو فيه-
على الماضي الذي انقضى وذهب بما هو فيه، وعلى ما هو فيه،’
فلعلَّ حاضرك يبيِّت لك بمستقبله سوءاً وأنت لا تدري، ولعلَّ ماضيك انقطع بخير وأنت لا تعلمه،’
ولكن
ارضَ بالحاضر، واحذر أن تعصي الله فيه، بجلٍّ ظاهر، أو بدقٍّ خفيٍّ،’
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/219)
وأرضَ بالماضي، واندمْ على ما كان من معصيةٍ فيه، فالرضا يبعث في قلبك الخير، ويحضُّك على تولِّيه والحرص على معناه كلِّه، أينما كان وحيث وكيف كان، فلا تضيِّعْه بأن لا ترضى، فقدر الله يحكم كل خلقٍ وأمرٍ,’
وحين أكتب إليك أي بُني، فإنما أُفضي إليك من ذاتي إلى ذاتي،’
فليس يصلح إيمان العبد المؤمن، إلا بما أودع الله قلبه -وهو يعلمه- من حبِّ الخير لإخوانه ما يحبُّه لنفسه،’
فهل لك أي بُني أينما كنت وفي أيَّة بقعةٍ من بقاع الأرض، أن تصغي لحديثي إليك،’
فكلُّ كلمةٍ فيه
وكلُّ جملة من جمله
وكلُّ معنى
كلُّها تظهر تلك الكلمة، أو تنبتُه هذه الجملة، وما هيَ كلُّها مجتمعةً ومنفردةً، إلا من حصاد العمر، وتجربةِ الأيام، وجني النظر المتأمِّل الواقف عند أمر الله ونهيه،’
فخذ بأحسنه لأحسنك، ودع ما يثقل عليك إن كان غير موثوق إلى دين الحق،’
يكن لك إن شاء الله ردءاً في غدوِّك وأصيلك، وصبحك وعَشِيِّك، وحين تظهر وتروح
فلا تعجل على نفسك بتركه والزهد فيه، واحمد المولى سبحانه على ضراءَ مسّتك، كما تحمده على سرَّاءَ أنعم الله بها عليك، واصبر على ما أصابك، وزيِّن قلبك بالتقوى، وأقبل على ربك بالطاعة والصدق،’
وإياك أن يخالطك الرضا بما صنعت، وكن على وجلٍ من تزيين النفس والشيطان أنك قد أحسنت،’
واجعل قبلة قلبك السماءَ، وأدم دعاءَه بقولك:
«اللهم رضِّني بقضائك، وقنِّعني بعطائك، وأخلف لي في كلِّ غائبةٍ خيراً».
(2)
أي بُني,’
لا تشرب الماء إلا علاًّ,’
ولا ترد طعاماً أُكل منه,’
ولا تلبس قميصاً لبسه غيرك,’
ولا تساكن فخوراً، ولا خوَّاناً ولا أثيماً,’
ولا تُصاحب جباناً، ولا بخيلاً، ولا جحوداً,’
0
0
ولا تجالس من يرى لنفسه فضلاً عليك، ولا ممارياً غثَّ الحديث، ولا ثقيلا تستمسج كلامه، ولا مفاخراً بفعال غيره،’
0
0
ولا ودوداً بأهل المعاصي، ولا باراً بأخلاءِ السوءِ،’
ولا لاتَّاً بمغراف غيره، ولا عائباً على الناس ما لا يراه فيه وهو الأحقُّ به،’
ولا حائماً حول أعراض الناس بمكاره اللسان، ولا مُنَقِّباً عن عيوب الآخرين،’
وعيوبك لو وُزِّعت عليهم لكفتهم،’
ولا تتمنَّ نعمةً أصابها حاسرٌ
(3)
أي بُني,’
خير لك، وليكن أحبَّ إليك، أن تستدفئ بالمزن المثقلة بالماء في الشتاء،’
وأن تبترد بلهيب الشمس في الصيف، وأن تفترش الشوك اليابس القوي في ليل ونهار،’
0
0
وأن تكتحل بالرَّماد المحمَّى،’
0
0
وأن تأكل طحين الزجاج، وأن تشرب الماءَ الملح الأجاج،’
من أن تضع مختاراً غلَّ الذُّل في عنقك،’
أو أن تأكل سحتاً خبيثاً، أو أن تصيب حراماً يشينك عند الله في سر أو علانية،’
في الدنيا أو في الآخرة.
(4)
أي بُني,’
اعلم أن العاقل البصير هو الذي يعجل إلى تدارك ما بقي من سبب يُرجى به صلاح الأمر الذي توعَّر على القوانين،’
واختلطت به الحقوق،’
وتجاذبته في آن معاً الأهواء والكروب حتى صار أو كاد قطعة من تاريخ فسيح الأرجاء،’
أُذيب في أتون.
(5)
أي بُني,’
لم يعد لواحد من الأمة أن يأذن لنفسه أن ينصرف عن أمر -مهما بدا صغيراً- يؤَمِّل في صلاحها،’
ورأب صدعها، وتوحيد صفها،’
فالطامَّة الكبرى التي ألبستها الرزايا، وردَّتها الفتن والبلايا، وساقتها إلى الحتوف والمنايا،’
لا تؤذن بشيء من مثله,’
فقد حان الوقت في إعجال أمر، لم يعد له مكان في الريث، وإلا فإن ذلك يكون من سوء العيث،’
وتُقيل الحيث.
(6)
أي بُني,’
ارتضع رمال البيد العطاش، وانهل من ثرى الصحارى الغارقة في الجدب والظلام،’
ولا تفلت حبل الثريا من يدك من يأس،’
فإنك إن تفعل، فقد أدنيت نفسك من مصرع الرجاءِ الآفل،’
واحتطب لحنيذك من أطراف الشمس، وامضغ الصَّبر بشوكه، ولا تعدل عن روائع الموت الآزفة بالنقيع،’
وأرِشْ سهمك لتفَوِّقه إلى حلوق الخطوب إن رامتك بضراءَ بيد الظلم الشَّثنة،’
ومدَّ بصرك إلى الآفاق الراعشة بذوامر القنوط ,’
فأبطل كيدها أن تُصيب به نفوس البائسين المستضعفين.
(7)
أي بُني,’
انظر بني، ما أحسن أن يعرف المرءُ قدر نفسه، فلا يعدوه،’
فإنه إن عرف قدره عزَّ عليه أن يشتار العسل إلا من قمم الشامخات الراسيات، وأن يشرب الماءَ إلا من المزن المعصرات العاليات،’
واعلم رعاك الله أن أهنأ الحب ما تزول به ضرَّاءُ القلوب،’
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/220)
وتتقطع به أوكيةُ الشر التي أحكمتها يد البغضاء والحسد، وسوءِ الظن، والتشحُّط في الأعراض، والكبر السخيف،’
واختلاس المعروف.
(8)
أي بُني,’
اطلب الحلال من الزَّاد على قلَّةٍ، ولا تَمِلْ بعينك إلى الحرام على كثرةٍ،’
وإيَّاك أن يكون لنفسك عليك سلطان في شبهةٍ ولو على مسغبةٍ،’
وألقِ بجسدك طعاماً سائغاً شهياً للسباع
بصون العرض،’
ونقاءِ السريرة،’
والنُّصح للناس كلِّهم وللعشيرة،’
وأمسك عليك حتى قلامة الظفر أن تُنالَ بهوانٍ من ذا وذاك.
(9)
أي بُني,’
اعلم؛ أن أرفع الناس قدراً من يحفظ عليك ودَّكَ بوفاءِ حقٍّ لمعروفٍ أصابه منك،’
وأنزلَ الناس قدراً من يضيع ودَّك باجتراحك معه خطأً لا يذكر إلى جانب معروف،’
يعمرُ أرضاً شاسعة من البور،’
فاقدر لكلٍّ قدره، وأبْصر بمآلات الذين أصابتهم مودَّة الشيطان بحمَّاها اللاَّهبة،’
وكن من نفسك على محاذرةٍ من أن تجنح بك إلى سبيل لا تعرفها، ’
فتضل وتشقى،’
وأسلم قيادك في طمأنينة إلى قلبك، فإنه يهديك إلى سواءِ القصد،’
ولا يفتَرَّ ثغركَ عن ابتسامةٍ إلا وهي سالبةٌ من صدركَ بغضاً، أو جالبةٌ لك حبّاً، والغبْ في صواب الحقِّ،’
ولا تستهويك سهولة الباطل، فتُكَبَّ على وجهك وأنت تمشي سوياً،’
ولا تخف شيئاً إلا إن يكون فيه معصيةٌ تفرح لها،’
أو طاعة تخشى فواتها.
(10)
أي بُني,’
لا يُحْزِنُكَ أن يفوتك شيءٌ تحسبه نافعاً، ولا يُفْرحك أن يفوتك شيءٌ تحسبه ضاراً،’
إذ لستَ تدري أين النفع أو أين الضرُّ في أحدهما، والله سبحانه يقول,’
{عَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ والله يعلم وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ}
واستَبْقِ النافع بالتضرع إلى الله أن يقيمك على شكره، وادَّرِأ الضارَّ بالرضا بقضاءِ الله فيك،’
واعلم أن ما أصابك ما كان ليخطئِك، وما أخطأك ما كان ليصيبك،’
والله يقدِّر الأشياءَ كلَّها بحكمته وإرادته،’
والخير كلُّه في التسليم بما أراد الله،’
ولا تستعجل ما أخَّره الله، ولا تستبطئْ ما أعجله الله، وارضَ بما قدَّره الله، وتوكَّل على الحيِّ الذي لا يموت , وسبِّح بالعشيِّ والإِبكار،’
واعلم أن ما يكون من ظلام في الليل يعقبه ضوءٌ في النَّهار.
(11)
أي بُني,’
إن خيِّرت بين أن تشرب كأس المنيَّة مدهوقةً عزةً، وبين أن تشرب كأس الحياة يخالطها بعض يسيرٌ من الذِّلة،’
فاشفع الأولى منهما بثانيةٍ، وأنت مبتهجٌ جذلان،’
ومرِّغ جبهتك بالصخور الصلدة الخشنة في يسيرٍ من الطاعة،’
تلقى بها ربك إن أوثقتك المنيَّةُ إليها،’
واحذر أن تمسَّ ناعم الحرير في معصيةٍ، فينتهبك الموت وأنت في لذتها الماتعة،’
ولا تنتعل إلا جلود السباع العاديات،’
ولا تطعم إلا من أجواف الكواسر الراعبات،’
ولا تصحب إلا الصقور في قممها العاليات.
(12)
أي بُني,’
حسبك من التوبة وهي قريبةٌ منك، وليست بنائيةٍ عنك,’
أن تستحضر ما كان من تقصيرٍ مدَّ يوماً رواقه عليك،’
فغمَّ عليك ذنبك حتى توارى بدموعٍ ساخنةٍ سحَّت بها عيناك على وجنتيك، وأماطت الحوبة التي اقترفتها يدكَ،’
أو مشت إليها قدمُك، أو لقفتها أذنك، أو أبصرت بها عينُك، أو جاش بها صدرك، أو أطافتها نفسك من حولك،’
فلم يَعُدْ لشيءٍ مضى أن يعود على صاحبه إلا بِعبْرَةٍ بها، يفيد منها في يومه وغده،’
وما كان لأمر مرَّ وانقضى أن يثوبَ إلا بعظة تهديه إلى حال يأخذ منها أو يدع وهو موقن أنها ذاهبةٌ عنه,’
وليس يحسن بالمرء أن يُلِمَّ بفكرةٍ إلا ليبصر منها بحسنةٍ، أفلتت منه يوماً،’
لعلَّه أن يصيب أحسن منها.
(13)
أي بُني,’
إذا أولجتك مصيبةٌ في بلاءٍ، فألن لها جنبك، حتى لا تكسر فيه فيعجزك،’
وأحسن البصر ما قنَّعك بالقليل، ورضَّاك بما أنت فيه، ونجَّاك من شرِّ نفسك،’
وباعد بينك وبين الإثم، وأدناك من المعروف، وصبَّرك عن الشهوات،’
وأماط عن قلبك الطمع،’
وحبَّب إليك الضعفاءِ، وكرَّه إليك صحبة العصاة والأشراف وأهل الكبر،’
وأقامك على الحق وإن كان صعباً مرَّاً،’
وأعجلك عن الباطل وإن بدا لك سهلاً حلواً.
(14)
أي بُني,’
ليس الضعيف من يشتد ذراعه بالأقوياء،’
إنَّما الضعيف من يرى في أمثاله الضعفاءِ ظهيراً له فهو قويٌّ بهم،’
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/221)
وليس القويُّ من يرى في قوته بيدراً يجبى إليه حصاد الآخرين،’
بل القويُّ من يأخذ من بيدره، ليفرح به جيوبَ الآخرين،’
فاحم بيدرك بالصَّدقات، واحرس حصيدك بطيِّب العطاءِ،’
ولا تقبض يدك أو تبسطها، فينتقص أو ينتهب، وأنت في غمرة الفرح،’
واعلم أن الدنيا رهينةٌ عندك بما هي فيه،’
فإن أصبتَ منها فهو ما أصبت،’
وإن أعرضَتْ عنك فهو عليك لا منك ولا إليك.
(15)
أي بُني,’
اعلم أن أدوم ما يكون الوصل في الناس،’
بتقوى الله
وحسن الخلق
وصالح العمل
وأقطعُ ما يكون لما وصلتَ
بذهاب التقوى
وشرِّ العمل
وسوءِ الخلق
فلا تضنَّ على نفسك بإحسان لا يشق عليك بذله، ولا تُلْجِئْها إلى وهم أنك تعجز عن صنائع المعروف،’
فإن خيرَ الناس من يَحملُ في النائبات، وإن أعياه همُّهم،’
ويحرص على خيرهم وإن أثقله غِيُهم،’
ويرضى عن سيئهم ويكافئُ محسنهم وإن رابه أمرهم.
(16)
أي بُني,’
إن من خير الناس، من تأْمنه على سرِّك لا يذيع،’
ويدنيك منه ويقدِّمك على نفسه بعزوفها عن شيءٍ وهو قريب منه وإن شقَّ عليه تركه،’
ويهديك إلى صوابٍ تصيبُ به حقاً، ويدفع عنك باطلاً،’
في غير منٍّ منه ولا أذىً،’
وينزلك من نفسه في أشرف منزلة بما يعلم فيك من خشية من الله تبدو عليك من أعمالك,’
ويردُّ عنك الألسن في غيبتك،’
ولا يرقب منك معروفاً ليكافيك، ولا يكافيك لتزيد من معروفك له،’
ولا يقبل عليك في رخاءٍ، ويدبر عنك في شدَّة،’
ولا يرصدك في خطأ ليذيعه، أو في صواب فيحبسه.
(17)
أي بُني,’
إن من شرِّ الناس من يوافيك بزَّلتك فيعرض عنك، وبحسنتك فيقبل عليك،’
وخيرهم، من لا يرقب منك زلةً ولا حسنة،’
فتكون عنده الصاحب الودود،’
والشِّربَ المورود،’
والحبل المتين الممدود،’
وأصدقهم لك مودَّةً من لا يعدو عليك في سرٍّ، ويرد عنك في علانية، فيقول فيه الناس قولاً حسناً، ويذكرونه ذكراً جميلاً،’
وأضّلهم مودَّة عنك من يرى في نعمةٍ يصيبها منك مغنماً واجباً، وإذا مسّته منك ضراءُ خفيفة، جعلك غرضاً يُرمى،’
يثخنك بجراح سهامه.
(18)
أي بُني,’
اعلم أنَّ الجمال والقبح ضدان لكنهما نسبيان,’
وأن خير النساءِ من تستميل الرجل إليها بعقلها، فيكون به جمالها،’
وأن شر النساء من تُقصى الرجل عنها بحمقها وإن كانت أجمل النساء،’
وكم من امرأة استمالت الرجل إليها بحسن عشرتها، فحسنت في عينه وهي قبيحة،’
وكم من امرأة صدَّت الرجل عنها بسوءِ عشرتها، فقبحت في عينه وهي جميلة،’
وكم من امرأة بهر الناس جمالها فأودَت ببيتها,’
وكم من امرأة قال الناس عنها إنها قبيحة فملأت بيتها بهجة ورجاءً,’
فإذا طلبت امرأة لتكون لك حليلةً تحصن بها بيتك على أنها
صالحة عاقلة،’
ولا يخدعنَّك الجمال الذي يذوي ثم أنت به تشقى.
(19)
أي بُني,’
1 - اعلم وقاك الله السوء أن من الناس من إن تحرص على إدنائه أعرض عنك، وإن حرصت على إقصائه أقبل عليك.
2 - ومن الناس من إذا شام منك تواضعاً استكبر عليك. ومن إن رأى منك ما يظنُّه استكباراً كان كالعبد بين يديك.
3 - ومن الناس من إذا أحسنت إليه حسبك راهباً منه، ومن إذا أسأت إليه ظنك راغباً فيه.
4 - ومن الناس من لا يستقيم أمره إلا والعصا تقرع رأسه، ومنهم لا يستقيم أمره إلا بنظرة ودادٍ تخالط نفسه.
5 - ومن الناس من إذا رأى منك ابتسامةً تمرَّد عليك، ومنهم من إذا أدمت العبوس في وجهه أدام الخضوع عند قدميك.
6 - ومن الناس حاله في الإحسان كحال النساءِ، إن أحسنت إليه الدهر، ثم أسأت إليه مرة، قال:
ما رأيت منك إحساناً قط.
واعلم يا رعاك الله,’
إن من خير الناس في كلِّ زمان من وفاك بإحسانك إليه إحساناً من وفاءِ الكلب، ومن ذاق عرف، ومن جرَّب علم,’
واعلم يا رعاك الله,’
أن أسوأ الناس من شاع ذكرهم في الناس مقروناً بما قيل فيهم:
«تَمَسْكَنَ حتى تَمَكَّن»
وأحسنهم من إذا أعجزه معروفك عن ردِّ ولو بعضاً منه، أحزنه ذلك فجاءَك معتذراً قائلاً: فضلك عليَّ لا ينسى في الدنيا إلا بالموت، أما عند الله فهو مذخور في سجلٍ
لا يبلى ولا يحور.
(20)
أي بُني,’
الولد
إما عار شنار لا تحرقه النار، وإما فخر مكسوٌّ بياضاً يسعى عزيزاً كريماً في ظلام الليل ووضح النَّهار,’
والمرأة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/222)
إن كانت عصيَّة على الرجال أطمعتهم فيها بشرفٍ وعزٍّ نوال، وإن كانت سهلةً عليهم، أجاءَها إليهم رخيصُ النَّوال،’
والأمُّ الصالحة
تبني القلاع والحصون، وتعلي صروح العلم والمعرفة، وتشق الأنهر في الصخور القاسية القوية، وتزرع الأرض بالزروع والثمار الشهية،’
وتمسك بحبال النُّجوم والكواكب القصيَّة، وتسقي الجدب بندى الحبِّ، وهي لابثةٌ في كسر بيتها راضية مرضيَّة،’
وتستمطر السماءَ وهي جاثية على ركبتيها تناغي طفلها في جنح الليل والظلمة الخفيَّة.
(21)
أي بُني,’
خلِّ ما بينك وبين اللهب التقوى، وخلِّ ما بينك وبين العباد بالحذر،’
وإن عراكَ فيهم رجاءٌ، فلا تعجل إليهم بحسن الظنِّ واستبطن قلوبهم بالتوكُّل على الله،’
أما ظاهرهم فخذ منه اليسير اليسير،’
وإياكَ إياكَ
والإغراق في الإحسان إليهم بحسن الظنِّ فيهم، فلعلك تفجع يوماً في واحدٍ أكثرت من الإحسان إليه،’
فيزهدك في الإحسان إلى من يستحق منك الإحسان، حتى ولو كنت مقيماً عليه، فيذهب عنك الأجر، ولا ينالك من بعد إلا
التعب والنصب،’
وإن أردت أن تريح وتستريح، فتعلَّم أن تدع للآخرين كل ما يريدون منك، ويحملونك عليه من غير أن تنتظر منهم شكوراً أو جزاءً،’
وإن حدَّثوا أنفسهم أن يصنعوا معك معروفاً، فقل لهم معزِّياً من قبل أن يظهروه,’
عظَّم الله أجركم.
(22)
أي بُني,’
حسنٌ أن يذكِّر العبد نفسه الموت، وأن يكثر من ذكره
في نفسه،’
لكن خيرٌ من ذلك أن يتعلَّم العلم الذي إذا انتهى أجله، يكون قد انتهى إليه، وهو على حيطةٍ يعرف بها حقَّ الموت عليه،’
إذ الموت لحظة سريعة، لا يطول وقوف المرءِ عندها،’
وهو في حاجةٍ دائمةٍ ما دام حيَّاً أن يعرف حقَّ الحياة عليه، وأنها رحلةٌ يجب أن يدأب فيها على الاستعداد لتلك اللحظة السريعة الخاطفة،’
وهي التي يجتمع فيها أمر الإنسان كلُّه، فيرى منها مكانه،’
فأحسن لنفسك أي بُني،’
أن تكون عارفاً قدر نفسك، ثم أن تحيط علماً بما تحسن فتأتيه من قبل أن يفوتك،’
وما لا تحسن فتصرفه عنك بودع أسبابه واجتنابها.
(23)
أي بُني,’
اعلم أن أهل القرآن هم أهل صُفَّة الرحمن، ينَعِّمهم الله فيها بالنظر إليهم غدوَّاً وعشيَّاً وحين يظهرون،’
فمن نازعهم فيها ليخرجهم منها، سلَّط الله عليه من لا يتَقيه فيه فيرديه،’
وما زال الناس في خيرٍ ما قدَّموا أهل القرآن،’
فلما أخَّروهم أخَّرهم الله، وأحلَّهم دار الهوان،’
فهل لهم أن ينجوا أنفسهم بكرامة أهل القرآن؟!
فأهل القرآن هم أهل كرامة الرحمن.
(24)
أي بُني,’
اعلم أن الناس لا ينتقصون بالموت، بل بانتقاصهم في دينهم،’
والانتقاص في الدين لا يكون حين يأتي عليه كلِّه، بل يكون حين يبدأُ،’
والعاقل من يدَّاركُ دينه من قبل أن يكون انتقاص،’
فالله قد حفظ لنا الدين، فلا يكون منَّأ حيف عليه على غير ما أراد الله له سبحانه له،’
وانتقاص الدين كالدَّاءِ، يبدأُ قليلاً، ثم يتكاثر بإهماله، حتى يغرق من يصيبه،’
فيرى المنكر معروفاً،’
وغير مستنكر ولا مستبشع،’
ثم لينظر الأول ما كان من أمره بصبره على الانتقاص،’
وتركه يغدو ويروح فيه، من ظنٍّ حسن في نفسه، أنَّه لا يؤْذي غيره بانتقاصه الدين وصبره عليه،’
وغاب عنه أنَّ الشر لا يستطير إلا من البداية.
(25)
أي بُني,’
اعلم أن الكبر لبوس السفهاءِ،’
يعرفون به فيجتنبهم العقلاءُ،’
والتواضع لبوس العقلاءِ،’
يعرفون به، فيصلح الله بهم السفهاء،’
وما رأيت متكبراً إلا والشر أقرب وأحبُّ إليه من الخير، وما رأيت متواضعاً إلا والخير أقرب وأحبُّ إليه من الشر،’
والكبر لا يليق إلا بالأراذل الجهلاء،’
والتواضع لا يليق إلا بالنبلاء الشرفاء،’
وما عرفت متواضعاً إلا والناس مجمعون على حبِّه ولو كان فاسقاً، وما عرفت متكبراً إلا والناس مجمعون على بغضه ولو كان فيما يبدو للناس تقيَّاً صالحاً،،
فكن من الكبر على حذر، ولا تعزف نفسك عن تواضع،’
فتصيبك ندامةٌ باغتةٌ جاسية.
(26)
أي بُني,’
ما رأيت أمنع للعلم من العربية، ولا أصون له من الإخلاص،’
ولا أمتع به من العمل، ولا أبقى له من المدارسة، ولا أروح للنفس فيه من استحضار مسائله، ولا أشوق للتزوُّد به من رؤْية آثاره في الناس،’
والأرفع في الناس قدراً من أهله، ولا أجمع للخير من الإقبال والحرص عليه،’
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/223)
ولا أضلَّ ممن يتَّخذ إليه سبيلاً غير سبيله،’
وأيسر سبيل إليه أن تصونه بالإخلاص والعمل، وإياك أن تهجر بقولٍ فلربما كان به غصَّة،،
إذاً ,’
فليس خيراً من أن تضع طرف لسانك على لهاتك، فإن تقضي مُمسكاً عليك لسانك، خير من أن تموت وأنت تحركه بكلمة تؤْذي به إخوانك,’
واعلم رعاك الله أن العاقل من يعرف مواقع عقله ولسانه، فلا يقع على واحد منها إلا وهو آمن على عقله أن يغتال،’
وعلى لسانه أن يقطع.
(27)
أي بُني,’
اعلم,’ أن العالم هو الذي يعلم المسألة من مسائل العلم، فيكون
عقله حافظاً لها، ولسانه قائلاً بها، وجوارحه عاملةٌ بها، وسمته داعياً لها,’
واعلم,’ أن الفقيه ليس هو بالذي يحفظ النصوص، فكم من حافظ لها هو أجهل الناس،’
لكن الفقيه هو الذي يستخرج منها الأحكام والفوائد،’
وهي معروضةٌ أمام عقله وناظريه، يأخذ منها للناس أكثر مما يأخذ الناس منها،’
فإن وافق الحقَّ وأصابه فذاك، وإلا فقد أوفر لنفسه أجراً
عند ربه سبحانه.
(28)
أي بُني,’
اعلم أن اللسان أمةٌ وافرةُ العَدَد، كثيرة العُدَد،’
يشرف بها إمامُها وهو العقل،
ويعزُّ بها اللائذ بها وهو العييُّ،
ويسمو بها دانيها وهو الحائر،
وينجو بها حسيرُها وهو المتأخِّر،
ويشتد بها ضعيفها وهو الحَييُّ،’
فانظر أي بُني أعزك الله، من تكون في أُمة اللسان، ومن ستكون مع من أسلمته قيادك,’
واعلم رعاك الله أن الصبر والجزع طرفان يفصل بينهما حاجزٌ، فإلى أيهما كنت فقد سقط الحاجز،’
لكن إن كنت إلى الجزع أدنى، فاستذكر قول الله سبحانه:
{إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَاب}
وإن كنت إلى الصبر أقرب والجزع -منك حينئذٍ- كفٌّ ممسكةٌ بعنان الصبر، فهو نعمة أفاءَ الله بها عليك وجمَّلك بها,’
واعلم يا رعاك الله، أن أصدق الشوق وأصفاه وألذَّه ما يُفرح بالقرب، ويُحزن بالبعد،’
واعلم أن النجاح معقودٌ بأربعة,’
الإخلاص في التصور، والأمانة في الأداءِ، والإتقان في العمل، وإيثار أمر الجماعة
على أمر الفرد.
(29)
أي بُني,’
اتخذ الصبر درعاً تقيك، وتدفع عنك أذى مبغضيك،’
فإن أرادك أحدٌ بسوءٍ، فبسط به يده إليك لم يصل إلى عبوس فيك، وإن أرادك أحدٌ بخير فلم ينفذ إليه،’
فاحسنْ إليه بأحسنَ مما كان سينالك منه لو كان له نفاذ إليه،’
ولا تجعل يدك مغلولةً عن معروفٍ مهما صغر، وإياكَ أن تجعل من إساءَةِ من أحسنت إليه حائلاً بينك وبين تضعيف الإحسان إليه،’
واعلم أي بُني أن النادم على معروفٍ يبذله لا يستأْهل حتى أن يكون حاضراً في قلبه فيذكره،’
والنَّاسي أنه صانع معروف هو أهله الذي يردُّ إليه عند الحاجة إليه.
(30)
أي بُني,’
اعلم أنَّ الجعلان لا تعيش إلا في السباطات، ولا تكبر وتنمو إلا في القاذورات والنتن،’
وأن النَّحل لا تحط إلا على الأزهار والورود،’
فكن مع النحل في البحث عن رحيق الزهر،’
وإياك أن تُمِرَّ ذِهْنَك بالجعلان،’
والتمس لأهل الحق والصدق عذراً باساءَتهم إليك، وأما أهل السَّفاهة وظعائن الأهواءِ، فأحسن ما يكون لك الإعراض عنهم، ونبذهم من وراءِ ظهرك،’
ولا تمنن على نفسك بأنك صبرت على الأذى والقذى، فلرب يومٍ يمر بك ترى أنك في حاجة إلى من يصبر عليك، كحاجتك إلى الهواءِ إذ يضيق بك صدرك أو كحاجتك إلى الماءِ حين يشتد بك الظمأ،’
أو كحاجتك إلى رغيف الخبز حين يستبدُّ بك الجوع.
(31)
أي بُني,’
إن كنت عاقلاً، فلا تجعل في نفسك فرقاً بين من عظمت جثَّته بأكلٍ وشربٍ وكبر مقطَّع، وبين بعوضةٍ عظُم جرمها بمص الدماءِ,’
وليس في الناس أسوأ ممن يرى في صنيعك الخير معروفاً، غيرك أحق بأن يكافأ عليه،’
فإذا سألته: لماذا كان منك هذا،’
قال: لئلا يفوتني خير أرجوه منه، ونسي المسكين أنه قد لا يأتيه معروف إلا ممن أسلف له المعروف،’
وكن دائماً باسطاً يدك به، ولا تعجل على نفسك بالملالة، فإن قطار الموت دائب الحركة والسفر، فلعلك تصعد إليه في سفر لا تؤوب منه،’
واذكر نعمة الله عليك،’
إذ كنت فقيراً فأغناك الله،’
وكنت ضعيفاً فقوَّاك الله،’
وكنت محروماً فأعطاك الله،’
فإياك إياك أي بُني والبخل عن نفسك، وتصدَّق بالمعروف على من هو أهلٌ، وعلى من ليس بأهل، فإن وافق معروفُك أهلَه فهو أهلُه،’
وإلا فأنت أهله وأهلُه وأهلُه.
(32)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/224)
وما ضرَّك أي بُني لو أنَّ طائفاً من نفسك يبقى طائفاً بك يقول لك,’
أن يُقال إنك جاهلٌ والحق منك قريب خيرٌ من أن يقال,’
إنك عالم، والحق عنك بعيد، والنفس الكسيرة بالحقِّ خيرٌ من النفس المتيبِّسة بالباطل,’
وإياك أي بُني أن ترمي بسهمك إلا في حلق صيد يكافِئُه،’
فإن اخطأت أو نسيت، فأنالك بخطئك أو بنسيانك صيداً غير مكافئٍ فدعه،’
طيِّبةً به نفسك للمهازيل، المبلَّلة ألسنتهم بلعابِ الأطماع الرخيصة,’
ولا تغذُ نفسك بعسلٍ إلا أن يكون من رؤُوس الشامخات الراسيات،’
ولا تشرب الماءَ إلا من أثداءِ المزن المعصرات العاليات،’
ولا تبحث عن علف فرسك إلا في طلع أشجار النخيل الباسقات.
(33)
أي بُني,’
إن أردت أن تعرف أين تكون أنت من كلماتي هذه التي جمعت لك حروفها، وأبنت لك عن فحواها، ووضعتها أمام عينيك تقرؤُها وتتملاَّها،’
فاعلم يا رعاك االله ,’
أن الكلمة أصبحت حبيسةً أسيرة نفسها، وقد آثرت ذلك لا -رغبة منها واختياراً، فما من شيء في الدنيا إلا وهو يحب الحرية والانطلاق بها- بل للعجز الذي حطَّ عليها،’
من قلمٍ مثلومٍ بخط حروفها،’
أو لسانٍ عييٍّ لا يحسن النطق بها،’
أو فكرٍ قاصرٍ عاثرٍ يعجز عن الإبانة عن صورتها،’
فأين إذاً ستذهب الكلمة على مثل عجزها هذا، لو قُدِّر لها أن تكسر قيدها، لكي تنطلق، وتمشي حرَّة ملءَ عطفيها رجاءٌ أن يكون لها حياة تزهو بها نطقاً باللسان،’
وكتابةً بالقلم، وتفكراً بالعقل.
(34)
أي بُني,’
لا أحسبك إلا أنك تحبُّ أن تتحلَّى بأجمل حلية كان يحلِّي بها رسول الله صلى الله عليه وسلم عنقه،’
فيزداد بها جمالاً على جمال،’
وبهاءً على بهاء،’
وسناءً يرقى به فوق الخلائق،’
إن كنت تحب، فاعلم أنها الصبر، فما يكادُ أحد يُلمُّ بطرف من سيرته عليه الصلاة والسلام -وبخاصةٍ ما كان منها في العهد المكي- إلا وتطالعه حروف الصبر مرقومةً أينما يوجِّه بصره،’
تخبره بكلِّ ما تشكل من كلمات متفرقة ومجموعة، أن الصبر هو العدَّة المنيعة، التي كان الرسول عليه السلام يتقي بها البلاءَ،،
وهو يحمل أعباءَ الرسالة،’
يبلغها الناس،’
ويدعوهم إليها،’
وينشئُ في صدورهم قدسيَّة التكاليف التي خاطبهم الله بها،’
قولاً وعملاً،’
عقيدةً وتصوراً،’
أدباً وفضيلةً,’
أمراً ونهياً،’
يقف بهم على جادَّة القصد في غير عناءٍ ولا حرج، لكأنَّما الأعمال والأقوال جاءَت من كل آفاق الحياة،’
لتقول بملء فمها، لكل من يعقلها، معانيَ حاضرةً في النفس، وأعمالاً تشهد بها الجوارح، في نوم وفي يقظة,’
ليس من الحكمة في شيء إن أتاك نبأ سوءٍ أن تعجل لاستجلائه، إلا أن يكون في وسعك صرفه والتخفيف من ضرائه،’
أما إن كان غير ذلك فخذ نفسك بقوله عليه السلام
«من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»
وصلى الله وسلم وبارك على نبيِّنا محمد وعلى آله وصحبه,’
بقلم شيخنا الوالد محمد ابراهيم شقرة يجفظه الله
ابن قرية عين كارم من أعمال القدس المحتلة
ـ[علي سليم]ــــــــ[19 - 04 - 09, 04:52 م]ـ
بارك الله فيك اخي الحبيب ... يرعاك ربي
ـ[محمود غنام المرداوي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 09:25 م]ـ
و انت بارك فيك(110/225)
كتب الشيخ العابدين بن حنفية المعسكري
ـ[المهدي الجزائري]ــــــــ[19 - 04 - 09, 07:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
كتابين للشيخ العابدين بن حنفية المعسكري الجزائري
السنة التركية و القول الثبت في صيام يوم السبت
26 D0KJJ.rar - 96.0 Kb (http://www.salafishare.com/arabic/27TERRIC
السؤال
OU5/26D0KJJ.rar)
وان شاء الله في المرة القادمة اضع دروس الشيخ الصوتية لأن النت ضعيف عندي اليوم
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[20 - 04 - 09, 02:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا(110/226)
عاجل بارك الله فيكم ارجو الاجابة موقع الشبكة الاسلامية كان مركز الفتوى فيه برئاسة الشيخ د عبد الله
ـ[عادل ابو عبد الله الفرجي]ــــــــ[19 - 04 - 09, 11:54 م]ـ
السلام عليكم
قرات في موضوع في هذا المنتدى ان موقع الشبكة الاسلامية كان مركز الفتوى فيه برئاسة الشيخ د عبد الله الفقيه و الان تحت رئاسة الشيخ عباد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74573
ارجوا منكم ان تجيبوني هل اخذمنه الفتوى ام لا خاصة في فقه العبادات لانني لست طالب علم بل عامي و هل من العلماء و طلبة العلم من ينصح به و لقد وجدت الشيخ وحيد بالي يضعه في موقعه و حاولت الاتصال به ولم اجده
ـ[عادل ابو عبد الله الفرجي]ــــــــ[20 - 04 - 09, 12:57 م]ـ
السلام عليكم
ارجو من الاخوة الكرام المساعدة
بارك الله فيكم(110/227)
منزلتك عند الله على قدر علمك ((واسمع وتأكد))
ـ[بدر احمد عبدالرحيم]ــــــــ[20 - 04 - 09, 12:49 ص]ـ
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=26916
هذا رابط استفدت منه اشتمل على نصائح غالية لطالب العلم ..... انصح اخواني بسماعه لاني والله استفدت منه كثيرا --واريد ان ينتفع الاخوة كما انتفعتُ ... وفيه فوائد جمه على قصره
يلقيها الشيخ الواعظ محمد بن محمد المختار الشنقيطي
اسأل الله ان ينفعنا واياكم بهذه النصائح ويرزقنا جميعا العمل بها
((بعد ان تضغط على الرابط)) اضغط على كلمة (للحفظ) حتى تسمع
وفقكم الله(110/228)
قال: عبد الفتاح أبوغدة: من أنفع أهل المغرب: ..
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[20 - 04 - 09, 07:38 م]ـ
فائدة:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وسلم.
قال الأستاذ محمد بن عبد الله آل رشيد: سمعت شيخنا - عبد الفتاح أبو غدة- يقول: من أنفع أهل المغرب:
السيد محمد المنُوني والسيد محمد الأمين بوخبزة. (1)
1 - (إمداد الفتاح ص: 47)(110/229)
استفتاء عن الأحكام الشرعية الناتجة عن طريقة انسحاب أحد الشريكين
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[20 - 04 - 09, 08:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرجاء إفادتنا في مسألتنا هذه
نص الاستفتاء:
بسم الله الرحمن الرحيم
اشترك اثنان على العمل في المجال الفكري خدمة المصاحف والكتب العلمية:
ـ الأول منهما: بعلمه وفكره "الابتكارات" وتنفيذها ومتابعة من يعمل معه في التنفيذ، والمساهمة بالمال.
ـ الثاني منهما: بماله، وكان الطرف الثاني قد سلم للقائم على العمل مبلغا بعملة غير عملة البلد فاشترى ما هو ضروري للعمل أجهزة كمبيوتر وطابعات والماسح الضوئي، والأوراق وأحبار الطابعات لطبع النماذج من العمل، وكذا دفع منها بعض رواتب من يعمل معه، ثم أعطاه بعد فترة مبلغا بعملة البلد.
وكان ما أخذه من الطرف الثاني لا يساوي أي شيء مع الذي دفعه من عند نفسه.
في هذه الفترة حدثت مشكلة خطيرة للطرف الأول رأى أنه قد لا يتمكن من الاستمرار في العمل فقال لشريكه نتحاسب ونعطيك أمانتك فأنت تعرف جيدا الظرف الذي أنا به فقال له: لا بل نصبر ونستمر. وبالفعل استمرا في العمل، والطرف الأول يجد ويجتهد في عمله، وفي كل حين يطلع شريكه على ما وصل إليه في عمله.
في هذه الفترة كلم الطرف الأول شريكه فيما يخص حقوق التأليف كيف تكون؟ فقال له: كما ترى. فقال له أنا أحتفظ بحقوقي. فوافق على طلبه.
ـ لما انتهى الطرف الأول من إعداد عدد من المصاحف أرسل بعضها إلى المغرب وبعضها إلى تونس، واتفقا على أن يسافر الطرف الأول إلى مصر لتقديمها إلى لجنة مراقبة المصاحف بالأزهر للمراقبة، ولدراسة ظروف إنشاء شركة هناك، وذلك لعدة اعتبارات منها: أن أمور عملهما ميسرة هناك أكثر، ولقربهما من الأزهر وشيوخه، ولسهولة التوزيع على مختلف بلدان العالم.
ـ لما وصل إلى هناك قيل له: المصحف لا يقدم باسم شخص بل يجب أن يكون باسم هيئة لها الحق في الطباعة، فقام بتسجيله لدى الأزهر باسم شركة الطرف الثاني، إلى حين إنشاء شركتهما التي تطبع أعمالهما العلمية باسمهما.
ثم سافرا معا إلى مصر لإنشاء الشركة المتفق عليها، وكان قد اقترح الطرف الثاني على الطرف الأول إدخال عامله المصري بالأوراق ويأخذ على ذلك راتبا مقابل متابعة أعمال الشركة لدى الجهات المختصة، فوافق العامل المصري أول الأمر، ثم غير رأيه، وقال أنا لابد أن أكون شريكا، فحدث بينهما ما حدث لأن الطرف الأول لا يرضى أن يشاركه في عمله شخص آخر ولكنه وافق آخر الأمر.
وكان من بين الشروط التي اشترطها الطرف الأول: أن مدة الشركة لا تحدد بـ 25 سنة كما اقترح الشريك المصري. واشترط أيضا أن يكون للشركة حق الطبع باسمها لا باسم شركة أحدهما كما اقترح كلا من الشريك الثاني والثالث "المصري".
علما أن الشريك المصري اقترحه الطرف الثاني وزكاه تزكية مطلقة، وهو بدوره أخذ الأوراق إلى محاسب قانوني مختص بمتابعة إنشاء الشركات، وأثناء العمل على تأسيس الشركة قيل لهما: لا يحق للشركة طباعة المنتوج العلمي باسمها، فاستمروا في العمل دون إخبار الطرف الأول الذي اشترط ذلك وأكد عليه، وكذلك مدة الشركة حيث حددت مدة الشركة بـ 25 سنة على عكس المشروط صراحة!!!
والقشة التي قصمت الظهر أن الشركة أنشئت ولكن لا يحق لعمالها أخذ الإقامات عليها إلا بعد أن يدفع الشريك الأول والثاني 35000 دولار أميركي أي: 700000 للاثنين فاعتذر الطرف الثاني عن المواصلة. فطلب منه الطرف الأول ما يلي:
1 ـ العمل على فسخ الشركة التى أقيمت بمصر فهو لا يمكنه فتح شركة خاصة به أو بالشراكة مع غيره ما دامت الأولى قائمة.
2 ـ كتابة التنازل عن المصحفين المسجلين باسم شركته لدى إدارة الأزهر.
3 ـ تصفية حساب الشركة التي أقيمت بمصر فقد دفع لهما حصته من رأس مال الشركة كاملا.
فاتصل أمامه بعامله بمصر وطلب منه أن يقوم بكتابة التنازل عن المصحفين لأنه لديه التوكيل العام منه. وطلب منه العمل على فسخ الشركة وتصفية حساباتها.
وكان الطرف الثاني طلب من الأول أن يكتب له اعترافا بما أخذه منه للعمل فقال له: سأكتب لك ذلك، فقال لا أريد أن يكون مصادقا عليه بالبلدية فقال له: أنا مسافر وليس لدي الوقت للذهاب إلى البلدية. فقال له: وأحبذ أن يكون لدى الموثق فقال له: لا يمكنني هذا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/230)
وفي الغد اتصل الطرف الأول بشريكه وأكد عليه فيما طلبه منه فطمأنه، وقال له: إذا كان يمكنك أن تؤمن لي المبلغ الذي بيني وبينك فقال له: سأسعى لذلك، وبحول الله يكون جاهزا بعد أسبوع، ويكون عند فلان، وبالفعل قام باستقراضه من أحد معارفه وتركه عند الشخص المذكور.
وسافر الطرف الأول إلى مصر لقضاء مصالحه بناء على الوعود التي وعده بها شريكه فاتصل بعامل شريكه ليكتب له التنازل عن المصحفين ويفك الشركة، فكان في كل مرة يعتذر باعذار تارة بأنه يجب عليك أن تأتيني باسم الشركة التي يطبع المصحف باسمها، وتارة، بأنه لديه أشغال، وتارة بأنه يحضر للزواج، فاستمر في متابعته مدة عشرة أيام دون أن يقوم بأي شيء فلما رأى مصاحفه معطلة، وهو مقيد بشركة وهمية، والمصاريف تتراكم عليه شك في النية، فاتصل بالطرف الثاني وأخبره بفعل عامله فقال له: وأنا لا يرد علي، فقال وأنت لم تعطيني المبلغ فقال له عساني أعطيكه هنا بمصر، واعلم أنني لم آخذه منك دينا حتى تحاصرني.
علما أنه جهز نصف المبلغ ليدفعه لعامله بمصر، ولكنه فوجئ بالعامل يقول له: لانكتب لك التنازل إلا بعد أن تدفع المبلغ الذي عليك!!!!
فاتصل بشريكه ليتأكد مما سمع، وليعلمه أنه جهز له نصف المبلغ، فلم يرد عليه فاستمر في الاتصال فلم يرد، فكتب له رسالة: أرجو الرد أو الاتصال فلم يستجب. فكتب له اتق الله في ورد علي. فلم يتعظ. فكتب له: إلى متى لا ترد علي؟ فلم ينفع. فاتصل بمن اتصل به وقال له: إنه يريد أن يتأكد من صحة ما أخبره به عاملك، فقال له: سأتصل به في الحين. فاتصل الطرف الأول به مرة أخرى فلم يرد عليه ولم يتصل به.
والسؤال هو:
أولا: ما حكم الخسائر التي لحقت الشركة الأولى فقد صرفت فيها أموال كبيرة القسط الأكبر دفعه الطرف الأول إضافة إلى الجهد الكبير الذي بذله، ويكفي للدلالة على ذلك أنه أنهى ستة مصاحف ستتة منها لدى الجهات المختصة للمراقبة، وهناك غيرها من المصاحف والكتب التي هي على وشك الانتهاء؟ علما أن الطرف الأول لم يطلب الانسحاب من العمل؛ بل طلب شريكه بالاستمرار.
ثانيا: على من تكون خسائر الشركة الثانية التي أنشئت على غير ما اشترطه الطرف الأول الذي هو قطب الرحى في العمل، فالشركة قائمة على إنتاجاته العلمية؟
ثالثا: المبلغ الأول المسلم بالعملة ارتفع سعر عملته ارتفاعا يقارب الربع من قيمته يوم أن أخذه هل يحسب بقيمته يوم أن أُخذ أم يحسب بقيمته يوم أن توقف العمل.
رابعا: يطالب الطرف الأول بالتعويض عن الأضرار التي لحقته بسبب انسحاب الطرف الثاني من الشركة، وبسبب تماطله في القيام بما يجب عليه من فك الشركة والتنازل عن المصاحف، فهل له ذلك أم لا.
ومما ينبغي التذكير به هاهنا أن الطرف الأول لما نزل به ما نزل اعتذر لشريكه عن مواصلة العمل كي لا يعطله، فطلب منه الطرف الثاني أن يصبر!!!
خامسا: هل يحق للطرف الثاني الشريك المنسحِب أن يحمّل الطرف الأول الخسائر كلها ويستمر في رفض ما طُلب منه إلا بعد الالتزام من الطرف الأول بأن يدفع كل الخسائر؟
وجزاكم الله عنا خير الجزاء والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[20 - 04 - 09, 09:09 م]ـ
إخوتنا بارك الله فيكم
الرجاء ابلاغ هذه المسألة إلى كبار العلماء لأنها جد مهمة
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[21 - 04 - 09, 06:25 م]ـ
للرفع(110/231)
اريد كتبا بلا حقوق يصلح ترجمتها الى لغات تعنى بالمرأة
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[21 - 04 - 09, 12:08 ص]ـ
اريد كتب بلا حقوق يصلح ترجمتها الى لغات تعنى بالمرأة
واتمنى ان يكون بعضها مستند الى المناقشة العقلية اكثر من النصية لانها سوف توزع على غير معتنقي الاسلام
واتمنى ان تكون من ناحية:
1 - الفقه الخاصة بالمرأة
2 - مناقشة ورد على شبهات الاعداء حول المرأة في الاسلام
3 - بيان حقوق المرأة المسلمة
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[24 - 04 - 09, 11:59 م]ـ
من يفيدنا
ـ[أبو ظفير]ــــــــ[26 - 04 - 09, 01:40 م]ـ
السلام عليكم
لعل هذا الموقع يفيدك كثيرا
والشيخ كتبه كلها غير محفوظة الحقوق فيما أحسب وتستطيع مواصلة الشيخ للتأكد
وبعض الكتب مترجمة إلى بعض اللغات
http://www.salemalajmi.com/
وبارك الله فيك
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[26 - 04 - 09, 04:11 م]ـ
لعل هذه الكتب تفيدك(110/232)
ما معنى قضى في قوله تعالى (هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده) مع بيان وجه العطف بثم
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[21 - 04 - 09, 10:52 ص]ـ
ما معنى قضى في قوله تعالى (هو الذي خلقكم من طين ثم قضى أجلا وأجل مسمى عنده) مع بيان وجه العطف بثم؟
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[22 - 04 - 09, 11:06 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[20 - 05 - 09, 11:55 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[21 - 05 - 09, 02:38 ص]ـ
قال الآلوسي، رحمه الله: " {ثم قضى} أي قدر وكتب، {أجلا} أي حدا معينا من الزمان للموت. و {ثم} للترتيب في الذكر دون الزمان، لتقدم القضاء على الخلق. وقيل الظاهر الترتيب في الزمان، ويراد بالتقدير والكتابة ما تعلم به الملائكتة وتكتبه كما وقع في حديث الصحيحين: (إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نطفة، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يرسل إليه الملك فينفخ فيه الروح، ويؤمر بأربع كلمات، بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد" اهـ من روح المعاني ج7 ص87.
قال الجبوري: أظن أن هذه رواية مسلم، وروايات البخاري بتقديم الأمر بكتابة الكلمات على نفخ الروح.
والله أعلم.
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[21 - 05 - 09, 11:59 ص]ـ
من تفسير الشوكاني رحمه الله:قوله: "ثم قضى أجلاً وأجل مسمى عنده" جاء بكلمة ثم لما بين خلقهم وبين موتهم من التفاوت. وقد اختلف السلف ومن بعدهم في تفسير الأجلين، فقيل "قضى أجلاً" يعني الموت "وأجل مسمى عنده" يعني القيامة، وهو مروي عن ابن عباس وسعيد بن جبير والحسن وقتادة والضحاك ومجاهد وعكرمة وزيد بن أسلم وعطية والسدي وخصيف ومقاتل وغيرهم، وقيل الأول ما بين أن يخلق إلى أن يموت، والثاني ما بين أن يموت إلى أن يبعث، وهو قريب من الأول. وقيل الأول مدة الدنيا، والثاني عمر الإنسان إلى حين موته. وهو مروي عن ابن عباس ومجاهد. وقيل الأول قبض الأرواح في النوم، والثاني قبض الروح عند الموت. وقيل الأول ما يعرف من أوقات الأهلة والبروج وما يشبه ذلك، والثاني أجل الموت. وقيل الأول لمن مضى، والثاني لمن بقي ولمن يأتي. وقيل إن الأول الأجل الذي هو محتوم، والثاني الزيادة في العمر لمن وصل رحمه، فإن كان براً تقياً وصولاً لرحمه زيد في عمره، وإن كان قاطعاً للرحم لم يزد له، ويرشد إلى هذا قوله تعالى: "وما يعمر من معمر ولا ينقص من عمره إلا في كتاب"
ومن تفسير الطبري رحمه الله: القول في تأويل قوله: {ثُمَّ قَضَى أَجَلا وَأَجَلٌ مُسَمًّى عِنْدَهُ}
قال أبو جعفر: اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك.
فقال بعضهم: معنى قوله:"ثم قضى أجلا"، ثم قضى لكم، أيها الناس،"أجلا". وذلك ما بين أن يُخْلق إلى أن يموت ="وأجل مسمى عنده"، وذلك ما بين أن يموت إلى أن يبعث.
* ذكر من قال ذلك:
13054 - حدثنا ابن وكيع وهناد بن السري قالا حدثنا وكيع قال، حدثنا أبي، عن أبي بكر الهذلي، عن الحسن في قوله:"قضى أجلا"، قال: ما بين أن يخلق إلى أن يموت ="وأجل مسمى عنده"، قال: ما بين أن يموت إلى أن يبعث. (1)
13055 - حدثنا بشر بن معاذ قال، حدثنا يزيد بن زريع قال، حدثنا سعيد، عن قتادة قوله:"ثم قضى أجلا وأجلٌ مسمى عِنده"، كان يقول: أجل حياتك إلى أن تموت، وأجل موتك إلى أن تُبْعث. فأنت بين أجَلين من الله تعالى ذكره.
13056 - حدثنا القاسم قال، حدثنا الحسين قال، حدثنا أبو تميلة، عن عبيد بن سليمان، عن الضحاك بن مزاحم:"قضى أجلا وأجل مسمى عنده"، قال: قضى أجل الموت، وكل نفسٍ أجلها الموت
ـ[أبو سهيل بن مهدي]ــــــــ[21 - 05 - 09, 12:21 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته؛
أرى من سؤالك عن وجه العطف بثمَّ؛ أنك قد اشتبه عليك ترتيب (القضاء) بعد (الخلق)!! ..
و لا تعارض؛
فهذا تقديرٌ خاصٌ يأتي بعد الخلق و ليس هو التقديرُ الأزليِّ المكتوب في اللوح المحفوظ و الله أعلم.
فابتداءًا أخي الكريم:
(القضاء) هو انفاذ ما قدَّره الله، و (القدر) هو مُحكم التقدير السابق.
و لكن الكلمتين إذا افترقتا اجتمعتا و إذا اجتمعتا افترقتا؛ فيأتي (القضاءُ) عند انفراده بمعنى (القدر).
و (قضى) هنا و الله أعلم هي كتابة الأجل.
قال ابن كثيرِ في تفسير الآية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/233)
(وَهُوَ تَقْدِيرُ الْأَجَلِ الْخَاصِّ، وَهُوَ عُمُرُ كُلِّ إِنْسَانٍ)
و ثانيًا:
فإن الإيمان بكتابة المقادير يكون إيمانًا بخمس تقديرات:
التقدير الأول: التقدير الأزلي:
و هو كتابة مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ.
قال تعالى: {مَا أَصَابَ مِن مُّصِيبَةٍ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي أَنفُسِكُمْ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مِّن قَبْلِ أَن نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ} [الحديد 22].
التقدير الثاني: كتابة الميثاق:
و هو كنايةٌ عن الفطرة التي يشهد بها قلب العبد؛ و ليس حجة مستقلة على العباد.
قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ ألَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَن تَقُولُوا يَوْمَ القِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ} [الأعراف 172]
التقدير الثالث: التقدير العمري عند تخليق النطفة في الرحم.
قال صلى الله عليه و سلم: ((إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما. ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك. ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك. ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح. و يؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقي أو سعيد. فوالذي لا إله غيره! إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع. فيسبق عليه الكتاب. فيعمل بعمل أهل النار. فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار. حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع. فيسبق عليه الكتاب. فيعمل بعمل أهل الجنة. فيدخلها)) [مسلم 2643]
فأنت ترى في الحديث أن الله قد جمع خلق الإنسان في بطن أمه أربعين يومًا نطفة؛ ثم مثلها علقة؛ ثم مثلها مضغة – على خلاف هل كل ذلك في أربعين يومًا أم في مئة و عشرين و الصحيح الأول للترتيب بثم -؛ فهذا خلقه.
ثم يبعث الله الملك فينفخ فيه الروح و يأمر الملك بكتابة الرزق و الأجل و العمل و المآل؛
و هذا هو التقدير الخاص أو بكلماتٍ أخرى هو كتابة هذه المقادير الأربعة في كتابٍ خاص بعد الخلق ..
التقدير الرابع: التقدير الحوْلي في ليلة القدر
قال تعالى: {فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان 4]
قال ابن كثير: (أَيْ: فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ يُفْصَلُ مِنَ اللَّوْحِ الْمَحْفُوظِ إِلَى الْكَتَبَةِ أَمْرُ السَّنَةِ، وَمَا يَكُونُ فِيهَا مِنَ الْآجَالِ وَالْأَرْزَاقِ، وَمَا يَكُونُ فِيهَا إِلَى آخِرِهَا. وَهَكَذَا رُوِيَ عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَأَبِي مَالِكٍ، وَمُجَاهِدٍ، وَالضَّحَّاكِ، وَغَيْرِ وَاحِدٍ مِنَ السَّلَفِ.)
التقدير الخامس: التقدير اليومي.
و هو سَوْقُ المقادير إلى مواقيتها التي قٌدِّرت لها فيما سبق.
قال تعالى: {يَسْأَلُهُ مَن فِي السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ} [الرحمن 29]
قال ابن كثير: (قَالَ الْأَعْمَشُ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ: (كُلَّ يَوْمٍ هُوَ فِي شَأْنٍ)، قَالَ: مِنْ شَأْنِهِ أَنْ يُجِيبَ دَاعِيًا، أَوْ يُعْطِيَ سَائِلًا أَوْ يَفُكَّ عَانِيًا، أَوْ يَشْفِيَ سَقِيمًا.
وَقَالَ ابْنُ أَبِي نَجِيحٍ، عَنْ مُجَاهِدٍ قَالَ: كُلَّ يَوْمٍ هُوَ يُجِيبُ دَاعِيًا، وَيَكْشِفُ كَرْبًا، وَيُجِيبُ مُضْطَرًّا وَيَغْفِرُ ذَنْبًا.
وَقَالَ قَتَادَةُ: لَا يَسْتَغْنِي عَنْهُ أَهْلُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، يُحْيِي حَيًّا، وَيُمِيتُ مَيِّتًا، وَيُرَبِّي صَغِيرًا، وَيَفُكُّ أَسِيرًا، وَهُوَ مُنْتَهَى حَاجَاتِ الصَّالِحِينَ وَصَرِيخُهُمْ، وَمُنْتَهَى شَكْوَاهُمْ).
و التقديرُ اليوميُّ هو تفصيلٌ من التقديرِ الحَوْلِيِّ،
و الحَوْلِيِّ تفصيلٌ من العُمري عند تخليق النُّطفة و كذا عند تخليق الطين كما في الآية و يدلُّ عليه قول ابن كثيرٍ في تفسير الآية بأنه (وَهُوَ تَقْدِيرُ الْأَجَلِ الْخَاصِّ، وَهُوَ عُمُرُ كُلِّ إِنْسَانٍ)،
و العمري تفصيلٌ من التقديرِ يوم الميثاقِ،
و تقديرُ يومِ الميثاقِ تفصيلٌ من التقديرِ الأزليِّ الذي خطَّه القلمُ في الإمام المبين،
و الإمام المبين هو من علم الله عز و جل، و الله وَسِعَ كل شيءٍ علمًا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(110/234)
{هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}
[مستفادٌ بتصرف من كيف نؤمن بالقدر؛ شرح فصل الإيمان بالقضاء و القدر من كتاب معارج القبول]
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[21 - 05 - 09, 10:10 م]ـ
ثم وجدت شيخ الإسلام ابن تيمية، رحمه الله، يقول: "أما قوله سبحانه: {ثُمَّ قَضَى أَجَلا وَأَجَلٌ مُّسمًّى عِندَهُ} فالأجل الأول هو: أجل كل عبد؛ الذي ينقضي به عمره، والأجل المسمى عنده هو: أجل القيامة العامة؛ ولهذا قال: {مُّسمًّى عِندَهُ} فإن وقت الساعة لا يعلمه ملك مقرب ولا نبي مرسل، كما قال: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ السَّاعَةِ أَيَّانَ مُرْسَاهَا قُلْ إِنَّمَا عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَا إِلاَّ هُوَ}. بخلاف ما إذا قال: {مُّسمًّى} كقوله: {إِذَا تَدَايَنتُم بِدَيْنٍ إِلَى أَجَلٍ مُّسَمًّى}، إذ لم يقيد بأنه مسمى عنده، فقد يعرفه العباد.
وأما أجل الموت فهذا تعرفه الملائكة الذين يكتبون رزق العبد، وأجله وعمله، وشقى أو سعيد، كما قال في الصحيحين عن ابن مسعود قال: حدثنا رسول الله وهو الصادق المصدوق: «إن أحدكم يُجمَع خلقه في بطن أمه أربعين يوما نُطْفَة، ثم يكون عَلَقَة مثل ذلك، ثم يكون مُضْغَة مثل ذلك، ثم يبعث إليه الملك، فيؤمر بأربع كلمات، فيقال: اكتب رزقه، وأجله، وعمله، وشقى أو سعيد ثم ينفخ فيه الروح»، فهذا الأجل الذي هو أجل الموت قد يعلمه الله لمن شاء من عباده.
وأما أجل القيامة المسمى عنده فلا يعلمه إلا هو". اهـ
الرابط:
http://ar.wikisource.org/wiki/%D9%85%D8%AC%D9%85%D9%88%D8%B9_%D8%A7%D9%84%D9%81% D8%AA%D8%A7%D9%88%D9%89/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AC%D9%84%D8%AF_%D8%A7%D9%84% D8%B1%D8%A7%D8%A8%D8%B9_%D8%B9%D8%B4%D8%B1/%D8%AA%D9%81%D8%B3%D9%8A%D8%B1_%D9%82%D9%88%D9%84% D9%87_%D8%AA%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%89_%D8%AB%D9%85_ %D9%82%D8%B6%D9%89_%D8%A3%D8%AC%D9%84%D8%A7
ـ[صلاح الدين حسين]ــــــــ[22 - 05 - 09, 12:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ......(110/235)