قال الشيخ عبدالكريم الخضير:هذا في أوقات الفتن المدلهمة التي لايستطيع الإنسان فيها أن يخرج سالما ولهذا أجازوا تمني الموت في زمن الفتن ,جاء النهي عن تمني الموت (لايتمنى أحدكم الموت لضر نزل به) ,لكن جاء انه في آخر الزمان يأتي الرجل إلى صاحب القبر يقول ياليتني مكانك لماذا لأن الضرر محقق بالبقاء فالموت وزوال الدنيا أسهل بكثير من أن يعرض الدين للخطرفإذا وصل الحد إلى هذا الأمر جاز للإنسان أن يتمنى الموت. أ.هـ
فماهو الحل للخروج من هذه الفتن
لاشك أن الاعتصام بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم هو المخرج من هذه الفتن
ولكن ماذا عن الناس
ماذا يفعلون بعد الاعتصام بالكتاب والسنة
هل يبقون على الخلطة أم لابد من العزلة
أيهما أفضل الخلطة أم العزلة
جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ـ رضى الله عنه ـ أَنَّهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم " يُوشِكُ أَنْ يَكُونَ خَيْرَ مَالِ الْمُسْلِمِ غَنَمٌ، يَتْبَعُ بِهَا شَعَفَ الْجِبَالِ وَمَوَاقِعَ الْقَطْرِ، يَفِرُّ بِدِينِهِ مِنَ الْفِتَنِ ".
إذا وجدت الفتن وتلاطمت وعجز الإنسان عن حماية نفسه وخشي على نفسه أن يتأثر وهو ليس بمؤثر في غيره ينطبق عليه هذا الحديث وهذا الحديث في الفتن التي لايدرى وجه الصواب فيها
قال الشيخ عبدالكريم الخضير أطال الله بقاءه على الطاعة ونفعنا بعلمه: فالشخص المؤثر في غيره لاشك أن الصبر على مخالطة الناس وتحمل أذاهم وبذل الجهد في نفعهم هذا هو المتعين.
العزلة والخلطة يبحثها أهل العلم ابوسليمان الخطابي له كتاب من انفع الكتب في فضل العزلة
وهناك عزلة كلية وعزلة جزئية
فشخص يصلي الجمع والجماعة ويحضر المناسبات لكنه لايكثر الخلطة مع الناس لان كثرة الخلطة في الناس لاشك أن أثرها على القلب ظاهر وهذا يختلف باختلاف الناس ,في الجملة إن كثرة الخلطة مع الناس لابد أن يكون لها اثر على القلب ,فالعزلة فيها نفع عظيم لاسيما في الفتن التي لايستطاع دفعها ولا رفعها ويخشى من تأثر الإنسان بها فإذا كان الإنسان من النوع المؤثر هذا لايجوز له أن يعتزل الناس بل لابد أن يخالط الناس ويؤثر فيهم وأما إذا كان يتأثر ولا يؤثر فمع وجود هذه المنكرات وغيرها عليه أن يعتزل ,وقد قال شراح البخاري وغيره "المتعين في هذه الأزمان العزلة لعدم خلو المحافل من المنكرات "يقولون هذا قبل الانفتاح وقبل الدشوش وقبل اختلاط المسلمين بغيرهم وقبل العادات الوافدة من الكفار ,شراح بعضهم في القرن الثامن وبعضهم في القرن التاسع أي قبل 600 سنه و500 سنة.أ. هـ
وإليك أخي الكريم شيء مماذكره الخطابي في كتابه العزلة:
قال أبو سليمان وأنشدت هذا البيت:
هذا الزمان الذي كنا نحذره
في قول كعب وفي قول ابن مسعود
إن دام هذا ولم يحدث له غير
لم يبك ميت ولم يفرح بمولود
قال أبو سليمان حدثنا إبراهيم بن فراس حدثنا احمد بن علي بن سهل قال حدثنا العباس بن الحسين قال أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها أنها كانت تتمثل بهذين البيتين:
ذهب الذين يعاش في أكنافهم
وبقيت في خلف كجلد الأجرب
يتحدثون مخانة وملاذة
ويعاب قائلهم وإن لم يشغب
قال أبو معاوية قالت عائشة رضي اله عنها: ويح لبيد لو أدرك هذا الزمان.
قال عروة وكيف لو عاشت عائشة رضي الله عنها إلى هذا الزمان؟
قال هشام: فكيف لو بقي عروة إلى هذا الزمان؟
وقال أبو معاوية: فكيف لو بقى هشام إلى هذا الزمان؟
وقال العباس بن الحسين نحو ذلك.وقال احمد بن علي: وقال ابن فراس مثله.
أخبرنا أبو سليمان قال: أخبرني محمد بن سعدوية قال: حدثنا ابن الجنيد قال: حدثنا قتيبة قال: حدثنا أبو سعد الأعمى قال: حدثنا عافية القاضي، عن ابن أبي ليلى: قال: «سيأتي على الناس زمان يقال له زمان الذئاب فمن لم يكن في ذلك الزمان كلبا أكلوه» قال أبو سليمان قال قتيبة: هو هذا الزمان
وختم كلامه عن العزلة رحمه الله بهذه الرائعة:
قد انتهى منا الكلام في أمر العزلة إلى حيث شرطنا أن نبلغه وأوردنا فيها من الأخبار ما خفنا أن نكون قد حسنا معه الجفاء من حيث أردنا الاحتراز منه، وليس إلى هذا أجرينا ولا إياه أردنا فإن الإغراق في كل شيء مذموم وخير الأمور أوسطها والحسنة بين السيئتين، وقد عاب رسول الله صلى الله عليه وسلم الإغراق في عبادة الخالق عز وعلا والحمل على النفس منها ما يؤودها ويكلها ويدها، فما ظنك بما دونها من باب التخلق والتكلف
ومع ذلك لابد للإنسان من مخالطة الناس فقد ذكر الخطابي
عن وهيب بن الورد قال: «قلت لوهب بن منبه: إني أريد أن أعتزل الناس، فقال لي: لا بد لك من الناس وللناس منك؛ لك إليهم حوائج، ولهم إليك حوائج، ولكن كن فيهم أصم سميعا أعمى بصيرا سكوتا نطوقا»
أخبرنا بشر بن رافع قال: أخبرني شيخ من أهل صنعاء يقال له أبو عبد الله قال: سمعت وهب بن منبه، يقول: إني وجدت في حكمة آل داوود: «حق على العالم أن لا يشغل عن أربع ساعات: ساعة يناجي فيها ربه وساعة يحسب فيها نفسه، وساعة يفضي فيها إلى إخوانه الذين يصدقونه عيوبه وينصحونه في نفسه، وساعة يخلو فيها بين نفسه وبين لذاتها مما يحل ويجمل. فإن هذه الساعة عون لهذه الساعات، واستجمام للقلوب، وفضل، وبلغة، وعلى العاقل أن يكون عارفا بزمانه، ممسكا بلسانه، مقبلا على شأنه»
نسأل الله أن يعصمنا من الفتن ماظهر منها ومابطن
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم(97/312)
حكم السباحة للنساء
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[20 - 06 - 08, 04:31 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
إخوتي في الله ما هو حكم السباحة للنساء بالضوابط الشرعية من لباس الجلباب الشرعي و عدم وجود الرجال في الشاطىء بمعية الزوج؟
هل هناك محظور في هذا؟
بطبيعة الحال قد نقول الأفضل لها أن لا تفعل لكن هل يحرم عليها ذلك؟
ـ[عادل علي]ــــــــ[20 - 06 - 08, 06:48 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=273
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 07:30 م]ـ
السؤال:
ما حكم المرأة الّّتي تسبح؟ بناءا على القول " و علّموا أولادكم السباحة و الرّماية و ركوب الخيل"، وما نصيحتكم في هذا الأمر. نأمل الإرشاد و التفصيل،لأنَّ هذا الأمر قد التبسَ كثيراً.
الجواب:
قول عمر بن الخطاب رضي الله عنه "علموا أولادكم السباحة والرماية وركوب الخيل " المراد به الذكور دون الإناث وأما سباحة المرأة فهي من الأمور المباحة بالشروط التالية:
أولاً:
أن تكون المرأة ساترة لعورتها.
وعورة المرأة المسلمة إذا كانت بين نساء مسلمات أو بين نساء كافرات فالواجب ستر جميع الجسد إلا الوجه والكفين وما يبدو عند المهنة غالبا لأن الله تعالى يقول: (ولا يبدين زينتهن إلا لبعولتهن أو آبائهن أو آباء بعولتهن أو أبنائهن أو أبناء بعولتهن أو إخوانهن أو بني إخوانهن أو بني أخواتهن أو نسائهن) [النور:31].
وأما عورتها بالنسبة لمحارمها: فهي غير الوجه والرأس واليدين والرجلين فيحرم عليها كشف الصدر والثديين ونحو ذلك. ويحرم على محارمها رؤية ذلك منها. وذكر أهل العلم في لباس المرأة أنه يكون ساتراً صفيقاً غير شفاف، وفضفاضاً غير ضيق ولا محدد لحجم الأعضاء.
ثانياً:
أن لا يكون هناك اختلاط مع الرجال.
ثالثاً:
أن تكون الحاضرات ساترات لعوراتهن.
رابعاً:
أن يكون المكان مأموناً، بحيث تأمنَّ إطلاع الرجال عليكن.
خامساً:
إذن الزوج، فإن أذن لك ذهبت وإلا فلا، وذلك أن طاعة الزوج في المعروف واجبة، وذهابك إلى المسبح مباح، ولا يقدم مباح على واجب. وهذه الأيام لا تتوفر هذه الضوابط في المسابح غالبا. والله أعلم
الشيخ / ذياب بن سعد الغامدي ( http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa2&task=view&Itemid=0&catid=1433&id=2465)
ـ[الدرة المصونة]ــــــــ[21 - 06 - 08, 08:34 م]ـ
لو يعلم العلماء مايحدث في أماكن السباحة للنساء لحرموه.
والله المستعان
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 09:38 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمّد محمّد الزّواوي،
بارك الله فيكم.
ـ[أبو يوسف الثبيتي]ــــــــ[22 - 06 - 08, 12:41 ص]ـ
فصل: فأما النساء فليس لهن دخوله مع ما ذكرنا من الستر إلا لعذر من حيض أو نفاس أو مرض أو حاجة إلى الغسل ولا يمكنها أن تغتسل في بيتها لتعذر ذلك عليها أو خوفها من مرض أو ضرر فيباح لها إذا سترت عورتها وغضت بصرها ولا يجوز من غير عذر لما [روي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: ستفتح أرض العجم وستجدون فيها حمامات فامنعوا نسائكم إلا حائضا أو نفساء] و [روي أن عائشة دخل عليها نساء من أهل حمص فقالت: لعلكن من النساء اللاتي يدخلن الحمامات سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: إن المرأة إذا خلعت ثيابها في غير بيت زوجها هتكت سترها بينها وبين الله تعالى] رواهما ابن ماجة
والكلام هنا في دخول الحمام - ما يسمى السونا- وفي دخولها حاجة , فما بالك بالمسابح!!
ـ[السيد زكي]ــــــــ[22 - 06 - 08, 12:45 م]ـ
زادكم الله علما
ـ[عبد العزيز التميمي]ــــــــ[23 - 06 - 08, 07:38 م]ـ
و عدم وجود الرجال في الشاطىء بمعية الزوج؟
أخي الموفق: وأنّى لها ذلك؟ وهل يوجد شاطيء لا رجال فيه؟
ـ[أبو العباس الجزائري]ــــــــ[23 - 06 - 08, 08:52 م]ـ
بارك الله فيكم احبتي في الله ولاكن يوجد شواطئ خالية من الرجال والله اعلم
ـ[ابو صهيب العنزي]ــــــــ[23 - 06 - 08, 11:14 م]ـ
أخي الادريسي لماذا قلت قد نقول الأفضل أنها لاتفعل؟؟
و تساؤلي هذا مبني على أننا كثيرا ما نرى من المفتين أو طلبة العلم إذا كانت المسألة فيها شقائقنا النساء شدوا عليها بدون تحفظ و لا تروي في بعض المرات مع أن المسألة على الإباحة ولا تستدعي الهواجيس والغيرة الزائدة عن حدها اللتي هي أقرب ما تكون للشك في المحارم ..
ـ[أبو عائشة التميمي]ــــــــ[24 - 06 - 08, 12:44 ص]ـ
الحمد لله وحده, ...
لاشك أن المسابح النسائية اليوم و هذا ما أسمعه منهن لدينا في الكويت أن فيها من النساء ما لا تريد لبناتك و نساء المسلمين أن يختلطن بهن!
فمنهن المسترجلات اللاتي يدخلن الحمامات هذه و المنتزهات النسائية للتحرش بالنساء جنسياً!
و منهن اللاتي يخلعن أجزاء من ثيابهن و يلبسن ثياباً غير محتشمة و قد ترى الصغيرة هذا المنظر! أو قد ترى العفيفة منظرها فتشمئز منها!
و الله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/313)
ـ[الدرة المصونة]ــــــــ[24 - 06 - 08, 04:19 ص]ـ
صدق الأخ التميمي
ـ[ابوعبدالله القزلان]ــــــــ[24 - 06 - 08, 09:43 ص]ـ
السلام عليكم
اتوقع ان المرأه لا يمكنها ان تسبح في هذا الزمن لان هذا الزمن فيها الكذب والخدع مثلا يقولون النادي للمرأه تفضلي عندنا وانحفي واعملي الرجيم وايضا السباحه ثم يقولون لها ممنوع الجوال الكاميرا مع انهم معاهم كاميرا جوال فهذا يخوف قد تكون تصورها وهي لا تدري والامر فيها شبهات والافضل ان تسبح في بيتها اذا كان عندهم مسبح والبيت امين جدا جدا بعيد عن تجسس والمطالعه فالصواب من الله والخطأمن نفسي والشيطان والله اعلم
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[24 - 06 - 08, 11:55 ص]ـ
إخوتي في الله أنا ما كنت أقصد النادي في سؤالي لكن أعطيت حالة معينة و هي الشاطئء بعدم وجود أحد، بالجلباب الشرعي و بمعية الزوج، حتى لا نخرج عن صميم السؤال بارك الله فيكم.(97/314)
هل من معين؟ أبحث عن أبحاث وفتاوى لمسألة الفرق بين بيع ما لا يملك والسلم؟
ـ[عبد الكريم عبد الله]ــــــــ[20 - 06 - 08, 05:14 م]ـ
أبحث عن أبحاث وفتاوى لمسألة الفرق بين بيع ما لا يملك والسلم؟
ـ[عبد الكريم عبد الله]ــــــــ[20 - 06 - 08, 11:21 م]ـ
للرفع
هل من معين
فهي في نظري مسألة شائكة ومتشابهة والخلاف يسير(97/315)
صلاة الصبح في غير وقته مع الجماعة واجب
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[20 - 06 - 08, 06:11 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده،
فكما لا يخفى عليكم أنه في كثير من مساجد المسلمين لا يصلون الصبح في وقته و ذلك لأن مواقيت الصلاة تعتمد على التقويم الفلكي الذي يخالف التقويم الشرعي.
ففي هذه الحالة ما العمل؟
ذهب بعض العلماء إلى أنه يصلي في البيت و لا يذهب إلى المسجد و قد أخبرني به بعض الإخوة أما القول الذي بان لي و الله أعلم، أن المسلم يصلي مع الجماعة في المسجد و تحسب له نافلة ثم يعود و يؤم بأهله لصلاة الفريضة.
و قد ذهب الإمام الألباني رحمه الله لوجوب صلاته مع الجماعة و ذلك لحديث النبي صلى الله عليه و سلم في صحيح مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه قال، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم كيف أنتم أو قال كيف أنت إذا بقيت في قوم يؤخرون الصلاة عن وقتها. فصل الصلاة لوقتها. ثم إن أقيمت الصلاة فصل معهم. فإنها زيادة خير. و في رواية أخرى لمسلم كيف أنت إذا كانت عليك أمراء يؤخرون الصلاة عن وقتها، أو يميتون الصلاة عن وقتها؟ قال قلت: فما تأمرني؟ قال صل الصلاة لوقتها. فإن أدركتها معهم فصل. فإنها لك نافلة.
و لا فرق بين تأخير الصلاة أو تقديمها كما قال الألباني.
و هذا كلام الإمام الألباني رحمه حينما سأله الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله حول وقت صلاة الفجر.
و الله تعالى أعلم.(97/316)
بيان من الشيخ عن قضية الحجاب والاختلاط
ـ[أبو ثابت الشمالي]ــــــــ[20 - 06 - 08, 06:23 م]ـ
((الخميس 15/ 6/1429هـ بيان فضيلة الشيخ عسى المبلع .. في قضية الحجاب والاختلاط))
وآ أسفى على الحجاب و العفاف
الحمد لله وحده و الصلاة و السلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فمنذ أكثر من ألف و أربع مئة وعشرين سنة. و بنت الجزيرة العربية – بلاد الحرمين ومهبط الوحي و إشعاع نور الرسالة – مفتخرة بتاجها، ومتمسكة بحجابها، الحياء كساؤها و العفة رداؤها، و الشرف وسامها.
شعارها:
أصون عرضي بمالي لا أدنسه ..... لا بارك الله بعد العرض بالمال
رضيت بما اختاره الله لها، بل أنست به و ابتهجت، لأنه وافق فطرتها، وحمى من الدنس بشرتها و أنوثتها.
و قد اختلفت الولايات على أرض الجزيرة العربية و تنوعت، و تبدلت كثير من معالم الشريعة و تكدرت. من ولاية الأمويين ثم العباسيين ثم العثمانيين و أخيراً آل سعود.
و الأمة خلال تلك القرون تمرض و تشفى، و تضعف و تقوى، وتوافق السنة و تخالفها، و تحقق التوحيد و تنقضه، إلا شيء واحد لم يتغير ولم يتبدل، بل لم يدن حماه، و تزهق الأرواح فداه، إنه الشرف إنه العرض، وتاجه و شعاره الحجاب، الحجابُ بمفهومه الشامل الحسي و المعنوي. وقد جرى الإجماع العلمي خلال تلك القرون على وجوب تغطية المرأة وجهها. ولزومها بيتها إلا لضرورة وحاجة مع تسترها وعدم تبرجها و بعدها عن الرجال و خلطتهم. وقد حكى الإجماع جمع من الأئمة الأعلام كابن عبد البر و النووي و ابن تيمية. قال ابن حجر (لم تزل عادة النساء قديماً و حديثاً أن يسترن وجوههن عن الأجانب). ا هـ. وذلك إلى منتصف القرن الرابع عشر الهجري.
ثم هبت رياح التغيير على البلاد الإسلامية فجرفتها إلا من رحم الله. وها هي اليوم رياح التغيير تهب بل تعصف بأرض الجزيرة العربية - بلاد الحرمين الشريفين – لتنزع حجاب العفيفات، و تكسر حواجز العفة لتجلس بنت الجزيرة بجانب الرجل سافرة ضاحكة متجملة متطيبة في مكتب أو إدارة أو مؤتمر أو ندوة أو مهرجان أو قاعة دراسية أو مستشفى أو طائرة أو غير ذلك. حقاً إنه العار و الدمار و الشنار.
وها هي الشبه تقذف حممها، و يتلقفها كل جاهل و غافل، فمن قائل: حجاب الوجه ليس واجباً
ومن قائل: المحرم الخلوة فقط لا الاختلاط. و يستدل بشبه الأدلة و التعليل و يعرض عن الأدلة المحكمة و أقوال الأئمة الملهمة قال تعالى {هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ} آل عمران7
ولدحض الشبة أسوق الأدلة المحكمة الدافعة على وجوب تغطية الوجه، وبيان ضوابط الاختلاط و حدوده قال تعالى {ليَهْلِكَ مَنْ هَلَكَ عَن بَيِّنَةٍ وَيَحْيَى مَنْ حَيَّ عَن بَيِّنَةٍ}
فخذ يا باغي الحق ما صح من الأدلة الخالية من التأويل و العلة.
? قال تعالى {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً} الأحزاب33
? و قال تعالى {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعاً فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاء حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ...... الآية) الأحزاب53
? و قال تعالى {يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً} الأحزاب59
? و قال تعالى {وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ ..... الآية}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/317)
? و قال تعالى {وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ .... الآية}
? و قال تعالى مستثنياً من يحل لها كشف الوجه من القواعد و من في حكمهن {وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاء اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} النور60
فما الذي يفهمه العربي الأصيل الذي نزل القرآن بلسانه {كِتَابٌ فُصِّلَتْ آيَاتُهُ قُرْآناً عَرَبِيّاً لِّقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} فصلت3 المتجرد من الهوى و التبعية و لرأي غيره من تلك الآيات؟
أليس الصحابة رضي الله عنهم هم أهل اللغة العربية، وأهل التجرد من الهوى و التبعية؟ فانظروا إلى فهمهم و تطبيقهم العملي لمقاصد تلك الآيات و معانيها حيث فهموا أن المقصد تغطية الوجه و ستره.
ففي مسند الإمام أحمد و سنن أبي داود: تقول عائشة رضي الله عنها (كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله –صلى الله عليه وسلم – محرمات فإذا حاذوا بنا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفناه.
وفي صحيح ابن خزيمة: تقول أسماء بنت أبي بكر -رضي الله عنهما- (كنا نغطي وجوهنا من الرجال).
وفي البخاري و غيره: تقول عائشة رضي الله عنها –: يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما نزلت (َلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) شققن مروطهن فاختمرن بها.
قال ابن حجر و الشنقيطي: اى غطين وجوههن.
وفي الصحيحين: تقول عائشة _ رضى الله عنها- كنَّ نساء المؤمنات يشهدن مع رسول الله – صلى الله عليه وسلم- صلاة الفجر متلفعات بمروطهن ثم ينقلبن إلى بيوتهن حين يقضين الصلاة لا يعرفهن أحد من الغلس.
بل إن من أعظم الشواهد الإذن للخاطب أن ينظر إلى وجه المخطوبة ولو خفية ولو كانت الوجوه مكشوفة لما احتاج إلى الاختفاء. يقول جابر – رضى الله عنه- قال رسول الله صلى الله عليه وسلم – إذا خطب أحدكم المرأة فان استطاع أن ينظر إلى ما يدعوه إلى نكاحها فليفعل فخطبت جارية فكنت أتخبأ لها حتى رأيت منها ما دعاني إلى نكاحها وتزوجتها (رواه أحمد وأبو داود)
بل خذ يا طالب الحق ما هو أقوى دلالة وأشمل، يقول صلى الله عليه وسلم: المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون من رحمة ربها وهي في قعر بيتها (رواه الترمذي) يقول الإمام أحمد و مالك: كل شيء منها عورة حتى ظفرها.
ولتحقيق كمال العفة وصون العرض وسد أبواب الفساد شرع الله أحكاما شرعية كالسياج و الحصن الواقي و الحافظ للشرف و الكرامة. فمن ذلك:
• جعل القوامة للرجال على النساء {الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيّاً كَبِيراً} النساء34
• ومنها أمرهن بالقرار في البيوت لأنه أعظم حجاب إلا الخروج لحاجة أو ضرورة مع وجوب التستر وعدم التبرج {وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى ... الآية)
• ومنها وعيد ولعن المتبرجة السافرة: يقول صلى الله عليه وسلم: صنفان من أهل النار لم أرهما ... وذكر نساء كاسيات عاريات مميلات مائلات رؤوسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة و لا يجدن ريحها .. (رواه مسلم) وقال: سيكون في أمتي رجال يركبون على سروج أشباه الرحال (أي السيارات) ينزلون على أبواب المساجد نساؤهم كاسيات عاريات على رؤوسهن كأسنمة البخت العجاف العنوهن فإنهن ملعونات (رواه احمد) فمادمن يُلعنَّ وهن على أبواب المساجد فكيف إذا كنَّ بغير تلك الأماكن؟
• ومنها نهيهن عن الخضوع بالقول عند الحاجة لمخاطبة الرجال (فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً} الأحزاب32
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/318)
• ومنها نهيهن عن التطيب عند الخروج: ففي سنن النسائي يقول صلى الله عليه وسلم: أيما امرأة استعطرت ثم خرجت فمرت على قوم ليجدوا ريحها فهي زانية.
• ومنها الأمر بغض البصر {قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ} النور30، {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ ... الآية) النور31
وكيف يستطيع غض بصره عن من جلست أمامه امرأة على طاولة واحدة!
• ومنها تحريم سفر المرأة بلا محرم كما في الأدلة المشهورة.
• ومنها أمر النساء بلزوم حافات الطريق و البعد عن وسطه ليبتعدن عن الرجال.
• بل حتى في الصلاة خير صفوف النساء آخرها لبعدهن عن الرجال و الفتنة.
• ومنها تحريم مس الرجل بدن المرآة الأجنبية حتى المصافحة كما في الأحاديث الصحيحة.
• ومنها أمر النساء بالخروج من المسجد قبل الرجال بل إن صلاة المرأة في بيتها أفضل من صلاتها في المسجد بخمس و عشرين درجة
فهذه السبل وغيرها مما شأنه أن يدرأ الفتنة و يحفظ العفة كثير في أحكام الشريعة.
فهل بعد هذا يجيز عاقل فضلاً عن عالم للمرأة أن تكشف وجهها وتخالط الرجال بناءً على الأدلة الضعيفة أو المشتبهة أو العلل المقتبسة، بدعوى طهارة القلوب وحسن النوايا وحاجة المجتمع لاختلاط المرأة مع الرجال في العمل وعدم تعطيل نصف المجتمع؟
فما دام أطهر القرون وأفضلها حُرّمَ عليهم ذلك وهم أطهر الناس قلوباً و أزكاهم أرواحاً حيث قال تعالى (ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ) فكيف بنا في هذا العصر ونحن نشاهد التبرج و السفور و العري وقلة الحياء مما تستحي البهائم من رؤيته عبر الشاشات و في الأسواق و الاجتماعات. فلو كان حلالاً للقرون الأولى المفضلة لحرم علينا اليوم. وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث قال: (ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء).
فأنادي أهل الغيرة و الرجولة و العفة و الكرامة بان يكون سداً منيعاً وحصناً حصيناً أمام مخططات الأعداء لإفساد بنت الجزيرة و بلاد الحرمين الشريفين حفيدات عائشة و أسماء من أن ينزلقن في الهاوية ويكنَّ فريسة للزبانية.
كما أنادي المؤمنات العفيفات أن يرضين بما شرع الله لهن، و أن يكنَّ متبوعات بالخير لا تابعات بالشر قال تعالى {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالاً مُّبِيناً} الأحزاب36
وليطلعن على كتابات و صرخات عقلاء و عاقلات الغرب و الشرق ممن ذاقوا مرارة التبرج و السفور و الاختلاط أثاره المحذره من التبرج و السفور و الاختلاط. بل جهدهم و سعيهم لعزل النساء عن الرجال في الجامعات و الحافلات و غير ذلك كما في أميركا و غيرها.
ونحن قادرون على تهيئة بيئة منعزلة تماماً عن الرجال كما في مدارسنا فلماذا لا نعمم ذلك في مستشفياتنا و أسواقنا و منتزهاتنا و ما احتاجته المرأة من إدارت متعلقة بشئونها و موافقة لفطرتها و أنوثتها ليعملن مطمئنات النفوس آمنات من الفتنة حافظات لشرع الله.
علماً أن وظيفة النساء الكبرى و مهمتهن العظمى ما اصطفاه الله لهن من القيام بالحمل و الولادة و الرضاعة و التربية و القيام بشئون المنزل وحقوق الزوج. يقول أحد أعضاء الكونجرس الأمريكي (إن المرأة تستطيع أن تخدم الدولة حقاً إذا بقيت في البيت الذي هو كيان الأسرة).
وأخيراً أرفع صوتي و ندائي لمقام قائدنا ووالدنا خادم الحرمين الشريفين حفظه الله و رعاه فأقول: إن والدكم الملك عبد العزيز غفر الله له كتب له التاريخ صفحة من ذهب بتحكيمه الشرع و نشر الأمن و العدل وجمع الكلمة و تطوير البلاد و ازدهارها وقد جمع بين المحافظة على أحكام الشريعة و الاستفادة من تقنيات العصر و منتجاته. فتحققت المصالح الشرعية و المصالح الدنيوية. بينما ((كمال أتاتورك)) كتب له التاريخ صفحة سوداء بقضائه على الخلافة الإسلامية و مواكبة الانحراف الغربي و الخلقي فهاهي بلاده تعيش فقراً وضعفاً. وأنت يا والدنا و قائدنا: بين علماء و دعاة و صالحين يدعونك و يرغبونك بالمحافظة على إرث والدكم و ما شيده وما بناه.واقتفاء خطاه. وبين قوم يرغبونكم بمسلك كمال أتاتورك وخطاه ليقضى على تلك الولاية الإسلامية المباركة
ولا نظنك إن شاء الله تحيد عن مسلك ووصايا والدكم غفر الله له وقد قال صلى الله عليه وسلم (ما من وال إلا وله بطانتان، بطانة تأمره بالمعروف و تنهاه عن المنكر و بطانة لا تألوه خبالاً فمن وقي شرها فقد وقي وهو إلى من يغلب عليه منها)
حفظ الله ديننا و أمننا و نساءنا وصرف عنا الفتن ما ظهر منها و ما بطن. وأصلح الله ولاة أمورنا و رزقهم البطانة الصالحة الناصحة.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
بقلم / عيسى بن درزي المبلع
خطيب جامع الأمير سعود الفيصل بحائل
الخميس 15/ 6/1429هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/319)
ـ[السدوسي]ــــــــ[20 - 06 - 08, 06:41 م]ـ
جزاك الله خيرا والواجب على العلماء مضاعفة الجهد في المناصحة.
ـ[أبو ثابت الشمالي]ــــــــ[20 - 06 - 08, 06:43 م]ـ
أخوي السدوسي بارك الله فيك(97/320)
إذا قال الرجل لزوجنه علي الحرام
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[20 - 06 - 08, 06:33 م]ـ
السلن عليكم أخواني في الله:
إذا قال الرجل لزوجته (علي الحرام إن كذا ففعلت فمعلوم أن كثيرا من أهل العلم بقولون إن نوى الطلاق حصل الطلاق ولإن نوى التهديد يكفر كفارة يمين
الشؤال كيف تنعفد هذه اليمين وهي ليست بالله ولا باسم من أسمائه أو صفة من صفاته
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 11:44 ص]ـ
هل من مجيب وله الاجر فأنه شؤال مشكل حقا مع كثرت السائلين عنه
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[26 - 06 - 08, 11:47 ص]ـ
سمعت شيخي بالأمس يذكر أن ابن تيمية ـ رحمه الله ـ لا يوقع الطلاق بذلك اليمين.
ـ[أبو السها]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:15 م]ـ
إذا قال لزوجته: أنت علي حرام
إذا قال الزوج لزوجته: أنت علي حرام، فهل يكون هذا طلاقاً؟
صفحة جديدة 1
الحمد لله
تحريم الزوج لزوجته مما اختلف الفقهاء في حكمه، فمنهم من حكم بأنه ظهار، ومنهم من حكم بأنه طلاق.
ولعل أرجح الأقوال: أنه إن نوى الطلاق أو الظهار أو اليمين، فالأمر على ما نواه.
وإن لم ينو شيئا لزمه كفارة يمين، وهذا مذهب الإمام الشافعي رحمه الله.
ويدل على ذلك: أن هذا اللفظ يصلح لأن يكون طلاقاً أو ظهاراً أو يميناً، فكان المرجع في تحديد ذلك إلى نية القائل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).
وعن ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: (إِذَا حَرَّمَ الرَّجُلُ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ فَهِيَ يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا) رواه البخاري (4911) ومسلم (1473).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" إن قال قائل: ما هو الفرق بين هذه الأمور الثلاثة (يعني: الطلاق والظهار واليمين)؟ قلنا: الفرق بينهم:
الحال الأولى: في اليمين هو ما نوى التحريم، لكن نوى الامتناع إما معلقا وإما منجزا، مثل أن يقول: إن فعلت كذا فأنت عليّ حرام، هذا معلق. فهنا ليس قصده أنه يحرم زوجته بل قصده أن تمتنع زوجته من ذلك.
وكذلك: أنت علي حرام، قصده أن يمتنع من زوجته، فنقول: هذا يمين؛ لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ ... ) إلى أن قال: (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ) وقوله: (مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) "ما" اسم موصول يفيد العموم، فهو شامل للزوجة وللأمة وللطعام والشراب واللباس، فحكم هذا حكم اليمين. قال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا قال لزوجته: أنت علي حرام فهي يمين يكفرها. والاستدلال على ذلك بالآية ظاهر.
والحالة الثانية: أنه يريد به الطلاق، فينوي بقوله أنت علي حرام، يعني: يريد أن يفارقها بهذا اللفظ. فهذا طلاق، لأنه صالح للفراق، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).
الحالة الثالثة: أن يريد به الظهار، ومعنى الظهار أن يريد أنها محرمة عليه، فهذا قال بعض أهل العلم: إنه لا يكون ظهارا لأنه لم يوجد فيه لفظ الظهار. وقال بعض العلماء: إنه يكون ظهارا؛ لأن معنى قول المظاهر لزوجته: أنت علي كظهر أمي، ليس معناه إلا أنت حرام، لكنه شبهها بأعلى درجات التحريم وهو ظهر أمه، لأنه أشد ما يكون حراما عليه، فهذا يكون ظهارا) انتهى من "الشرح الممتع" (5/ 476).
وننبه إلى خطورة الألفاظ المتصلة بهذا الجانب، وضرورة الحذر من إطلاقها، حفاظا على ميثاق الزواج الغليظ، من أن ينحل وينهار.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
تنبيه: كان الأولى بك- أخي أبا أنس- أن يكون سؤالك في المنتدى الشرعي فهو ألصق به
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 06:52 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا السها السؤال ليس عن الحكم السؤال هو كيف نقول أنه في حكم اليمين إذا نوى اليمين وليست هذه اليمين باسم من أسماء الله ولا صفة من صفاته
هذا موضع الاشكال
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[29 - 06 - 08, 01:06 م]ـ
أخي الحبيب و هل هذه صيغة قسم؟ و القسم لا يكون إلا بالواو أو الباء أو التاء
الواضح أنها صيغة نذر لا يمين فكأنه قال يلزمنى كذا.
ـ[أبو أنس العواضي]ــــــــ[03 - 07 - 08, 11:35 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/321)
أخبرني أحد الاخوة-والعهدة عليه-أن الشيخ ابن عثيمين استشكل هذا الامر أيضا وما أدري وماهو الكتاب الذي ذكر الشيخ فيه هذه المسألة ولعله كتاب التوحيد
ـ[عبدالرحمن العنزي]ــــــــ[03 - 07 - 08, 11:31 م]ـ
والله انا انصحك ياا اخوي انك تسئل المشايخ ولا تحط اي احد من الاخوان مكان الاجابة لان من المعلوم الجواب بدون علم كارثه فلا تعرض الاخوان لاي جواب بدون علم
..... وشكراا
ـ[أحمد عبد الله الدوسي]ــــــــ[06 - 07 - 08, 06:30 م]ـ
إذا قال لزوجته: أنت علي حرام
إذا قال الزوج لزوجته: أنت علي حرام، فهل يكون هذا طلاقاً؟
صفحة جديدة 1
الحمد لله
تحريم الزوج لزوجته مما اختلف الفقهاء في حكمه، فمنهم من حكم بأنه ظهار، ومنهم من حكم بأنه طلاق.
ولعل أرجح الأقوال: أنه إن نوى الطلاق أو الظهار أو اليمين، فالأمر على ما نواه.
وإن لم ينو شيئا لزمه كفارة يمين، وهذا مذهب الإمام الشافعي رحمه الله.
ويدل على ذلك: أن هذا اللفظ يصلح لأن يكون طلاقاً أو ظهاراً أو يميناً، فكان المرجع في تحديد ذلك إلى نية القائل، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات، وإنما لكل امرئ ما نوى).
وعن ابْنَ عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قَالَ: (إِذَا حَرَّمَ الرَّجُلُ عَلَيْهِ امْرَأَتَهُ فَهِيَ يَمِينٌ يُكَفِّرُهَا) رواه البخاري (4911) ومسلم (1473).
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" إن قال قائل: ما هو الفرق بين هذه الأمور الثلاثة (يعني: الطلاق والظهار واليمين)؟ قلنا: الفرق بينهم:
الحال الأولى: في اليمين هو ما نوى التحريم، لكن نوى الامتناع إما معلقا وإما منجزا، مثل أن يقول: إن فعلت كذا فأنت عليّ حرام، هذا معلق. فهنا ليس قصده أنه يحرم زوجته بل قصده أن تمتنع زوجته من ذلك.
وكذلك: أنت علي حرام، قصده أن يمتنع من زوجته، فنقول: هذا يمين؛ لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ ... ) إلى أن قال: (قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ) وقوله: (مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ) "ما" اسم موصول يفيد العموم، فهو شامل للزوجة وللأمة وللطعام والشراب واللباس، فحكم هذا حكم اليمين. قال ابن عباس رضي الله عنهما: إذا قال لزوجته: أنت علي حرام فهي يمين يكفرها. والاستدلال على ذلك بالآية ظاهر.
والحالة الثانية: أنه يريد به الطلاق، فينوي بقوله أنت علي حرام، يعني: يريد أن يفارقها بهذا اللفظ. فهذا طلاق، لأنه صالح للفراق، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى).
الحالة الثالثة: أن يريد به الظهار، ومعنى الظهار أن يريد أنها محرمة عليه، فهذا قال بعض أهل العلم: إنه لا يكون ظهارا لأنه لم يوجد فيه لفظ الظهار. وقال بعض العلماء: إنه يكون ظهارا؛ لأن معنى قول المظاهر لزوجته: أنت علي كظهر أمي، ليس معناه إلا أنت حرام، لكنه شبهها بأعلى درجات التحريم وهو ظهر أمه، لأنه أشد ما يكون حراما عليه، فهذا يكون ظهارا) انتهى من "الشرح الممتع" (5/ 476).
وننبه إلى خطورة الألفاظ المتصلة بهذا الجانب، وضرورة الحذر من إطلاقها، حفاظا على ميثاق الزواج الغليظ، من أن ينحل وينهار.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
تنبيه: كان الأولى بك- أخي أبا أنس- أن يكون سؤالك في المنتدى الشرعي فهو ألصق به
بارك الله فيك
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[06 - 07 - 08, 08:36 م]ـ
أخبرني أحد الاخوة-والعهدة عليه-أن الشيخ ابن عثيمين استشكل هذا الامر أيضا وما أدري وماهو الكتاب الذي ذكر الشيخ فيه هذه المسألة ولعله كتاب التوحيد
الشيخ رحمه الله تعالى يرى أنه من الأيمان الغير مشروعة , ولكن لو وقع فيه الإنسان ونوى اليمين فعليه الكفارة إن حنث.
قال رحمه الله:
(الحلف بهذه الصيغة خلاف لما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت فإذا كنت تريد الحلف فاحلف بالله قل والله وما أشبه ذلك وأما أن تحلف بهذه الصيغة فإن ذلك مخالف لأمر النبي صلى الله عليه وسلم) انتهى
ويقول رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/322)
(النبي صلى الله عليه وسلم يقول (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت) والحلف بالطلاق أو بالحرام ليس من الأحلاف المشروعة ولكن إذا وقع للإنسان فإنه يعتبر في حكم اليمين فيكفر عنه كفارة يمين إذا خالف ما حلف عليه) انتهى
وللفائدة -وإن لم يكن السؤال عن الحكم- يقول رحمة الله عليه في شرح كتاب الأيمان:
والصحيح أن تحريم الزوجة كغيرها، وحكمه كحكم اليمين؛ لعموم قوله تعالى: {{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}}.
فإذا قال قائل: النبي صلّى الله عليه وسلّم إنما حرم العسل؟ فالجواب: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب، فالله ـ عزّ وجل ـ لم يقل للنبي: «يا أيها النبي لِم تحرم العسل؟»، وإنما قال: {{لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ}} و (ما) من صيغ العموم فتشمل حتى الزوجة.
فإذا قال لزوجته: أنت علي حرام فهو يمين، إذا جامعها وجب عليه كفارة يمين فقط، وله أن يفعل الكفارة قبل وتكون تحلة، أو بعدُ وتكون كفارة.
ويؤيد ذلك قوله تعالى: {{لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ *وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلاَقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ}}، والإيلاء في الواقع أن يحلف أن لا يطأ زوجته، وهذا في معنى التحريم، ومع ذلك فإن عليه الكفارة.
فإن قال: أنا أردت بقولي: إنها علي حرام، الطلاقَ، قلنا: إذا أردت الطلاق، فإن هذا اللفظ قابل لهذه النية؛ لأن المطلقة حرام على زوجها، حتى وإن كانت رجعية فليست كالزوجات، فإذا أردت بهذا اللفظ ـ الصالحِ للفراقِ ـ طلاقاً صار طلاقاً؛ لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى».
وإذا قال: أردتُ به الظهار، أي: أردت به «أنت علي حرام كحرمة أمي» قلنا: هو ظهار؛ لأن اللفظ مطلق والنية قيدته، وقد قال النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى».
فإذا قال: أنا قلت: أنت علي حرام، ولم أنوِ الطلاق، ولا الظهار، ولا اليمين، فيُجعل يميناً؛ لأن هذا مقتضى اللفظ المطلق. فإذا أطلق كان يميناً.
فصار الذي يقول لزوجته أنت علي حرام له أربع حالات:
الأولى: أن ينوي الظهار.
الثانية: أن ينوي الطلاق.
الثالثة: أن ينوي اليمين.
الرابعة: أن لا ينوي شيئاً.
فإذا نوى الظهار فظهار، أو الطلاق فطلاق، أو اليمين فيمين، والعمدة عندنا قول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى».
فإذا لم ينوِ شيئاً صار يميناً، والدليل قوله تعالى: {{يَاأَيُّهَا النَّبِيُّ لِمَ تُحَرِّمُ مَا أَحَلَّ اللَّهُ لَكَ تَبْتَغِي مَرْضَاةَ أَزْوَاجِكَ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قَدْ فَرَضَ اللَّهُ لَكُمْ تَحِلَّةَ أَيْمَانِكُمْ}}.
فإذا قال قائل: هل تجرون هذه الأحكام في لفظ الظهار، فتقولون: إذا قال الرجل لزوجته: أنت علي كظهر أمي، فإنه يقع ما نواه من طلاق، وظهار، ويمين، فإن لم ينوِ شيئاً فظهار؟
الجواب: لا؛ لأن اللفظ هنا صريح في الظهار، ولو جعلناه طلاقاً لكنَّا وافقنا حكم الجاهلية، وهذا لا يجوز؛ لأنه تغيير للحكم الشرعي، فنقول: إذا قلت: أنت عليَّ كظهر أمي، فهو ظهار بكل حال.
فإن قلت: وإذا أجراه مجرى اليمين، بأن قال: إن فعلتُ كذا فزوجتي علي كظهر أمي؟
الجواب: هذا حكمه حكم اليمين ما لم ينوِ الظهار؛ لأنه ظاهر فيه أن المقصود الامتناع.
وبهذا نعرف أن القول الراجح في مسألة التحريم أنه لا فرق بين الزوجة وغيرها.
ولو قال رجل لأمته التي يتسرَّاها: أنت عليَّ حرام، فهذه يمين وليست ظهاراً، حتى على المذهب لقول المؤلف: «ومن حرَّم حلالاً سوى زوجته من أمة» أو إطعام أو لباس فلا تكون الأمة كالزوجة بل يكون تحريم الأمة يميناً. انتهى(97/323)
جولة سياحية في كتاب: براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأُمة
ـ[خديجة المسلمة]ــــــــ[20 - 06 - 08, 07:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الأخوة الكرام: بين يدي كتاب نافع عظيم الفائدة وهو كتاب: (براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأُمة) بتقديم سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله.
الجولة الأولى: (مؤلف الكتاب):
هو: فضيلة الشيخ العلامة: بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله ورعاه وشفاه، ولا يخفى شخصه على أحد غالباً إذ أن سماحته عضو متقاعد – بسبب المرض – عن هيئة كبار العلماء، وعلامة سلفي، و منجنيق ناري على أهل الأهواء والبدع، ألف كتباً عظيمة القدر، كثيرة النفع، رفيعة المباني والمعاني منها:
1 - حكم الانتماء للفرق والأحزاب الجماعات الإسلامية.
2 - خصائص جزيرة العرب.
3 - تصنيف الناس بين الظن واليقين.
4 - هجر المبتدع.
5 - الكتاب الذي بين أيدينا (براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأُمة).
وغيرها مما لم يحضرني كثير وجلها ردود على المخالفين، فهو علم من فوقه نارٌ، ثبته الله على السنة وقمع به أهل الأهواء المضلة.
الجولة الثانية: (تعريف بموضوع الكتاب):
هذا الكتاب العظيم النفع، المحلى بمقدمة عظيمة لإمام عظيم رحمه الله، صنفه مؤلفه في التحذير من رجلين وهما:
1 - محمد زاهد بن الحسن الكوثري.
2 - من تكنى به ونسب نفسه إِليه: أَبو زاهد عبد الفتاح أبو غدة الكوثري.ولقد وصف المؤلف (العلامة بكر أبو زيد) الأول منهما بقوله: "وكان الأَول ((صريع أَهل السنة)) " و " المهاتر " وغيرها من الأوصاف. و وصف الثاني بقوله: " البائس" و " حاضن مبتدعها " – أي: أن عبدالفتاح أبو غدّة هو حاضن المبتدع: محمد زاهد الكوثري، و وصفهما بأقبح وصف فقال: " هذه الحطة المندسة في صفوفهم ".
ولخص المؤلف حفظه الله سبب تأليفه للكتاب، مبينا أن ليس المراد فضح المبتدع الأفاك محمد زاهد الكوثري فقط، إنما كشف من حمل لواءه دفاعاً عنه، وانسياقاً خلف باطله، وهو: عبدالفتاح أبو غدّة فقال حفظه الله: " ثم لتنفض عن الأَنظار غبار الترويج, وتحسر عن أُناس يحملون على رؤوسهم بياضاً, وفي قلوبهم سواداً, معلنةً أَنه لا مكان للمُسْتَخْفِين و الساربين هنا: ذلك بما عملته أَيديهم. و به تعلم أَنه ليس القصد هنا الكشفَ عن ذاك المبتلى, وإِنما المسير إِلى الكشف عمن خلفه بالعض على هذا البلاء بطريق نصرته البالغة لبائس تشعبت به الأَهواء, قد فرغ أَهل السنة من الإِطاحة به ".
واعتذر المؤلف حفظه الله عن إقدامه على ذلك بأسباب وهي:
1 - كشف حال أهل الضلال – وهذين بالخصوص - حتى يتبين ذلك لأهل العلم الذين قد يخفى عليهم حال الأشخاص وحتى لا يُظن أنهم في جملة أهل الحق والإتباع فيضل بهم أقوام. قال حفظه الله: " ليرى أَهل العلم ماذا يحتضنون, وماذا يراد بهم وهم نائمون ". و قال: " وكان الأَول ((صريع أَهل السنة)) قد فُرغ منه, إِذ أطيح به بردود متعاقدةٍ متناصرة, كاشفة خبيئته, موضحة حقيقته:
جَاءَتْ تَهَادى مُشْرِفاً ذراها ** تحن أُولاها على أُخْرها
فطاح جملةً واحدة, ولن تجد له بَعْدُ من الراسخين في العلم تَبِيعاً, لا سيما بعد صدور كتابَي ((التنكيل. . .)) و ((طليعته)) لذهبي العصر العلامة المعلمي, المتوفى سنة 1386هـ - رحمه الله تعالى -. ". وفي هذا بيان أن بعض أهل العلم قد يخفى عليه حال بعض أهل البدع، فمن علم حجة على من لا يعلم.
2 - أن الرد على المخالف، والتحذير منه، وبيان بدعته وجرحه سنة ماضية سنها رسوله الله صلى الله عليه وسلم وحابته وأتباعهم إلى أن تقوم الساعة، فلا لوم على من عرف الحق وعمل به و دعا إليه وعرف الباطل واجتنبه، وحذّر منه.قال المؤلف حفظه الله عقب كلامه المقتبس السابق مباشرةً: " وهذه (أي الردود على أهل المخالفة) - ولله الحمد - سُنَّة ماضية "
3 - أن الرد على المخالف من حفظ الله لدينه، قال حفظه الله بعد كلامه المقتبس السابق مباشرةً " في حفظ الله لدينه مادام في الأَرض كتابٌ يتلى, وسُنَّة تدرس, وفي القلوب عقل وإِيمان. فإِن هذا وأَمثاله لا مكان لهم في سجل العلماء المعتدِّ بهم إِلا على سبيل إِسبال بُردة التفنيد, والرمي في وجهته بكل نقدٍ وتنقيد.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/324)
4 - ليحذر محب الحق وأهله من هؤلاء، قال حفظه الله في سياقه بيان سبب تأليفه: " ليبتعد المفلحون عن هذه الحطة المندسة في صفوفهم, ويغسلوا أَيديهم من كاتبها وما كتب ".
5 - وجود دعاية للمردود عليه يغتر بها الغر، ولولا هذه الدعاية لاستمر طي بساط التحذير منه، ولكن منهج أهل السنة يأبى ذلك قال حفظه الله " وكم تَمَنَّينا لو طوى الثوب على غِرة, ليستمر طي بساط التحذير بِمَرّة, لكنه أَورث البحثرة بالدعاية لهذا البائس, والغبطة به, وبمزاعمه المنبوذة, والبادئ أَظلم, فلا بد إِذاً أَن يحمل أَهل السنة في أَناملهم أَقلام النُّصرة لها بكلمة حق يخر لها ((الباطل)) صعقاً, ولتفضح ((المبطل)) بنشر مُثل من بواطله تحذيراً من فتنه وبواقره, ودفعاً لخبائثه ".
6 - الذب عن علماء السنة الذين طعن بهم هذين، وصيانة لأفكار الناشئة والعامة من كل فكر دخيل، قال حفظه الله: " وهذا الدفاع مما نحتسبه عند الله كفاحاً عن أَعراض العلماء, وصوناً لأَفكار الناشئة من هذا الوباء, مبتعدين عن النزاع والمماظة, والخوض في تلك المخاضة, ولكن ((من جر أَذيال الناس بباطلٍ جروا ذيله بحق)). ".
ثم بين العلامة السلفي بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله ثمرة من ثمرات الرد على هذين الرجلين أن هذا يعد تنويرا لطالب العلم بأخطائهما وضلالاتهما، فيحذرهما وذلك بالإعراض عن كتبهما وهجرهما حتى يتوبا فتأمل قوله: " منتجة الإِشراق أَمام كل طالب علم - لمحيا تقعيد لا ينفذ, وتأْصيل لا ينقطع, بالإِعراض عن هذا الطراز وإِنتاجهم, وعدم النقل أَو العزو إِليهم, حتى يخوضوا في حديثٍ غيره. وَلْيُعْلَمَ أَن في علماء السنة غِنىً عن هذا الغثاء, وفي كتبهم وإِنتاجهم ما يشفي غلة كل غليل. ".
فتأمل حفظك الله ما في هذه المقتبسات من عبر يستفيد منها من ألقى السمع وهو شهيد.
الجولة الثالثة: [/ color]( مع مقدمة الإمام عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - رحمه الله - لهذا الكتاب):
جاءت مقدمة الإمام ابن باز رحمه الله لهذا الكتاب لتجهز على قول كل خطيب في بيان حال من ألف فيهم الكتاب، وهذه المقدمة فيها فوائد كثيرة منها:
1 - بيان منهج أتباع السلف وهم (السلفيون)، وذلك بالبراءة من كل مخالفة للكتاب والسنّة مهما كان مصدرها وقائلها
2 - أن أهل السنّة لهم ميزان يزنون الرجال فيه، وهو ميزان شرعي لا بدعي يلزم يلزم بذكر حسنات المحذر منه أو المبين خطئه وبدعته. وقد بين هذا الأمر أئمتنا وعلمائنا وعلى رأسهم الإمام ابن باز والإمام ابن عثيمين والإمام الألباني رحمهم الله والعلامة الفوزان حفظه الله وغيرهم كما سبق أن نقلت عنهم ذلك موثقاً.
3 - بيان أن الحكمة في الدعوة إلى الله والرد على المخالفة ليست في التميع معه، أو كما يقال: (انقد الفكرة ودع المفكر) أو كما يقال: (يكفي الرد على القول دون تسمية القائل) أو (انقد ولا تجرح)، بل الحكمة هي في وضع الشيء في موضعه، بلا إفراط ولا تفريط، فلكل مقام مقال، ولكل شخص ما يناسبه؛ من الرد عليه دون ذكر اسمه، أو الرد عليه مع ذكر اسمه، أو الرد عليه مع ذكر اسمه و جرحه والتحذير منه و وصفه بأشد الأوصاف كما هو واضح في هذه المقدمة وضوح الشمس.
4 - بيان شروط قبول توبة الناشر للبدعة أو المدافع عن المبتدعة ويتلخص ذلك في قول الإمام حفظه الله في مقدمته: " و قد سبق أَن نصحناه بالتبرؤ منه, وإِعلان عدم موافقته له على ما صدر منه, وأَلححنا عليه في ذلك ".
ففي هذه المقدمة المباركة يتمثل إمامنا ابن باز رحمه الله منهج أهل السنّة في هذا الباب، فتأمل مقدمته حيث يقول: " من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إِلى حضرة الأَخ المكرم صاحب الفضيلة العلامة الدكتور بكر بن عبد الله أَبو زيد وكيل وزارة العدل. لازال مسدداً في أَقواله وأَعماله, نائلاً من ربه نواله, آمين سلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أَما بعد: فقد اطلعت على الرسالة التي كتبتم بعنوان: ((براءة أَهل السنة, من الوقيعة في علماء الأُمة)) و
(فضحتم) فيها (المجرم) (الآثم) , محمد زاهد الكوثري بنقل ما كتبه من السَّبِّ, والشَّتم, والقذف لأَهل العلم والإِيمان, واستطالته, في أَعراضهم وانتقاده لكتبهم إِلى آخر ما فاه به ذلك
(الأَفَّاك) (الأَثيم) , (عليه من الله ما يستحق) , كما أَوضحتم أَثابكم الله تعالى تعلُّق: تلميذه الشيخ عبد الفتاح أَبو غدة به, وولاءه له, وتبجحه باستطالة شيخه المذكور في أَعراض أَهل العلم والتُّقَى, ومشاركته له في الهمز واللمز, و قد سبق أَن نصحناه (بالتبرؤ منه) , وإِعلان عدم موافقته له على ما صدر منه, وأَلححنا عليه في ذلك, ولكنه أَصر على موالاته له هداه الله للرجوع إِلى الحق, وكفى المسلمين شره وأَمثاله. وإِنا لنشكركم على ما كتبتم في هذا الموضوع ونسأَل الله أَن يجزيكم عن ذلك خير الجزاء, وأَفضل المثوبة لتنبيه إِخوانكم إِلى المواضع التي زلت فيها قدم هذا (المفتون) -أَعني: محمد زاهد الكوثري-. كما نسأَله سبحانه أَن يجعلنا وإِياكم دعاة الهدى, وأَنصار الحق إِنه خير مسئول, وأَكرم مجيب. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد "
منقول ويتبع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/325)
ـ[خديجة المسلمة]ــــــــ[20 - 06 - 08, 07:18 م]ـ
(2)
الجولة الرابعة: (إطلالة سريعة على الكتاب):
بدأ الشيخ المؤلف حفظه الله بذكر ثلاث مؤلفات وهي: ((الرفع والتكميل)) و ((الأَجوبة الفاضلة)) كلاهما للشيخ عبد الحي اللكنوي, المتوفى سنة 1304هـ - رحمه الله تعالى-. ((إِنهاء السكن)) مقدمة ((إِعلاء السنن)) للشيخ ظفر التهانوي, المتوفى سنة 1394هـ وبين حفظه الله أن هذه الكتب أُسست لنصرة أُصول مدرسة أَهل الرأْي ((الحنفية))، و بين الشيخ أن الداعي لذكر هذه الثلاثة الكتب أسباب منها:
1 - أن عبدالفتاح أبو غدة أَثقلها بالحواشي المبنية على الانتصار للمذهب الحنفي تعصبا.
2 - ما قذفه في تلك الحواشي من التمشعر.
3 - ما ملأ به المحشِّي – أبو غدة – هذه الكتب – وغيرها - من الغمز واللمز تارة، والطعن الصريح و التكفير تارات بعلماء السنّة وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم رحمهما الله، سواءً كان هذا الطعن تصدراً أو موافقة وثناءً على كتب شيخه الكوثري الضال المليئة بتكفير علماء أهل السنّة وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية.
4 - سكوته في حواشيه على هذه الكتب عن الأَحاديث المرفوضة سندا ومتناً المؤيدة لمسلك القبوريين.
5 - متابعته لطعن شيخه الكوثري بأمير المؤمنين في الحديث الإمام البخاري.
ثم قال الشيخ المؤلف حفظه الله بعد أن ساق ما لخصته من أسباب ذكره لهذه الكتب وهو ما يوجد في حواشيها من الضلال قال متحدثاً عن الكوثري شيخ أبو غدّة بعد أن ألف كتابه المسمى بـ: ((تبديد الظلام المخيم على نونية ابن القيم)) وهو كتاب ملأه طعنا في السنة، وملأه ألفاظاً قبيحة وصف بها الإمام ابن القيم وصل فيها إلى تكفيره قال المؤلف: " ومن أَجلها: انقلب إِلى الدرك الأَسفل من حرفة: التكفير, والقذف, والتنقص لكل من يناهض هذه المشارب, فقذف غيظاً, ورجم غيباً: بَرَكَ الإِسلام, وأَئمته الأَعلام, وطالت نباله بعض الصحابة - رضي الله عنهم- فطوَّح به نزق التمرد إِلى رميه أَنساً - رضي الله عنه - بما يعني (الهرم واختلال الضبط). وبالتالي رفض مروياته؟ ورحم الله أَبا حاتم الرازي إِذ قال: (علامة أَهل البدع الوقيعة في أَهل الأَثر). و (علامة المبتدع إِطراء المبتدعة). ومن انساب قلمه في هذه المفازة المُضِلَّة غلبت شهوته وعاطفتُه: عِلْمَه وَرَوِيَّه. ".
ثم قال الشيخ المؤلف حفظه الله معلقاً على موقف –أبو غدة – من كتاب شيخه السابق قال حفظه الله:
" ثم يأْتي التلميذ, ولا ينفي ذلك عن ابن القيم, بل يقبض قبضة من آثار أُستاذه فينبذها في حواشيه, وتعليقاته مشتدة حفاوته بهذا الكتاب, ممجداً له هو ومؤلفه فيقول: (وتجد نماذج كثيرة من هذا النوع, في ((نونيته)) المسماة ((الكافية الشافية)). وقد استوفى نقد ما فيها الإِمام تقي الدين السبكي في كتابه: ((السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل)). وشيخنا الإِمام الكوثري في تعليقه عليه الذي سماه: ((تبديد الظلام المخيم على نونية ابن القيم)) اهـ. وقال أَيضاً: (ولشيخنا الكوثري - رحمه الله تعالى - كلمة جامعة في حال الذهبي فقف عليها في تعليقه على رد السبكي على نونية ابن القيم, المسمى: ((السيف الصقيل في الرد على ابن زفيل)).) اهـ. وقد شحن هذه التعليقة الآثمة بسهام خاسئة من الثلب, وسافل الكلم في حق الحافظ الذهبي, والنقول على أَعدائه في ذلك في سبع صفحات من: (ص / 176) , إِلى: (ص / 182) بما لا يُستكثر منه بجانب ما سمعته عنه في حق ابن القيم وغيره. " ثم قال الشيخ المؤلف: "نقول: الله حسبه, وهو سبحانه الموعد, والكلام الساقط مسقط لقائله. والشأْن هنا أَن تنظر - رحمك الله تعالى - كيف يُثني التلميذ على هذه التعليقة المثقلة بذلكم الهذيان من ذلك المهذار المهاتر, وهي في حقيقتها نقض لاعتقاد السلف ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/326)
قال الشيخ المؤلف حفظه الله بعد أن ساق ما يدل على امتعاضه وغضبه الشديد لأئمة الإسلام والسنة الذي طعن فيهم هذين الرجلين – الكوثري و تلميذه عبدالفتاح أبو غدة – وذلك بطعون الأول للأئمة و بدلالة الثاني على كتب شيخه المملوءة بالطعون بل وموافقته له قال محذرا منهما: " كيف يصح لأَهل السنة بعد هذا: شهر كتبه, والحفاوة به وبها. وبالتالي بمن ينفخ بشأْنه وشأْنها, ويذكي جذوتها. إِن لم تكن علوم الحديث إِلا عند هؤلاء فعليها وعلى حملتها السلام ".
الجولة الخامسة: (مع توثيق الشيخ طعون الضال المجرم زاهد الكوثري في أئمة الإسلام ثم موافقة تلميذه له):
صنع المؤلف الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد صنيعاً حسنا، و ذلك بأن قام بتوثيق طعون هذين الضالين لأئمة الإسلام، وابتدأ بسوق طعون الكوثري الضال بشيخ الإسلام ابن تيمية، مع التوثيق وهكذا بقية أئمة الإسلام، وأكتفي بذكر طعن واحد مما وثقه المؤلفه في سِفره المبارك قال حفظه الله: " وإِن كنت لا تزال في ريب مما يَدْعُو إِليه ونُحَذِّر منه فإِليك نماذج تعطيك برد اليقين في كشف الكمين"
1 - عدوانه على شيخ الإِسلام ابن تيمية -رحمه الله تعالى-:
يقول الكوثري في ((صفعات البرهان)): (ص / 29): (ومن اتخذه – أي شيخ الإسلام - إِماماً إِنما اتخذه إِماماً في الزيغ والشذوذ من غير أَن يتهيب ذلك اليوم الذي يدعى فيه كل أُناس بإِمامهم) اهـ
2 - عدوانه على علماء الحديث:
في ((المقالات)): (ص / 418) تجديعه للعلامة الشوكاني لأَنه يناصر السلفية: (إِنه يهودي مُنْدَسٌّ بين المسلمين لإِفساد دينهم).
3 - عدوانه على إِمام الأَئمة ابن خزيمة - رحمه الله تعالى -:في ((المقالات)): (ص / 409) قال: (ولهذين الكتابين -يعني كتاب السنة, وكتاب نقض الدارمي- ثالث في مجلد ضخم يسميه مؤلفه ابن خزيمة ((كتاب التوحيد)) وهو عند محققي أَهل العلم كتاب الشرك, وذلك لما حواه من الآراء الوثنية. . .) اهـ.
4 - عدوانه على عبد الله بن الإِمام أَحمد - رحمه الله تعالى -:
في ((المقالات)): (ص / 402) عنوان باسم: ((كتاب يسمى كتاب السنة وهو كتاب الزيغ)) ومما قاله عنه (ص / 403): (والآن نتحدث عن كتاب السنة هذا تحذيراً للمسلمين عما فيه من صنوف الزيغ, لاحتمال انخداع بعض أُناس من العامة بسمعة والد المؤلف, مع أَن الكفر كفر كائناً من كان الناطق به. . .)
5 - عدوانه على الإِمام عثمان بن سعيد الدارمي - رحمه الله تعالى -:
في خمسين صفحة من ((المقالات)): (ص / 352, 401) نَفَضَ - وحسابه على الله - غيظه على هذا الإِمام, ومن تابعه في الاعتقاد, ومما قاله (ص / 356): (فيا ترى: هل يوجد في البسيطة من يكفر هذا الكفر الأَخرق سوى صاحب ((النقض)) ومتابعيه. . .) اهـ
ثم ساق طعون عظيمة موثقة وهي:
6 - قذفه للخطيب البغدادي - رحمه الله تعالى - بالصِّبية والسكر.
7 - قذفه للحافظ ابن حجر - رحمه الله تعالى.
8 - عدوانه على الإِمام الشافعي ورميه في نجاره - رحمه الله تعالى.
وبعد أن ساق المؤلف الشيخ حفظه الله هذه الطعون الموثقة للضال الفاجر الكوثري قال متحدثاً عن تلميذه عبدالفتاح أبو غدّة مبينا منهج السلف في معاملة المبتدعة محذرا مما خالف ذلك:
" ماذا بعد هذا إِن كان التلميذ يؤمن به ويُؤَمِّن على دعاء شيخه المذكور- دعاؤه على أئمة السنة بالهلاك - فكيف يرضى لنفسه ديانة أَن يقيم بين ظهراني من يحكم شيخه بأَنهم كفار لا تجوز مناكحتهم ولا إِمامتهم. . .؟ وإِن كان لا يرتضيه فكيف لا ينفيه ويذب عن إِخوته في الإِسلام؟ وأَقل الأَحوال: لماذا لا يطوي الثوب على غِرَّة, فيترك التمجيد له بِمَرَّة؟ ".
وقال: " ومع هذا: فهذا التلميذ الوفي لتلكم المشارب الكدرة: يزنه بميزان علماء السلف, مع ما رأْته عينك الباصرة في هذه النماذج من فحش القول وقبحه, والتبرقع بالصفاقة, والحماقة, وبث الرِّيَب, وتنزيل السباب والشتائم. وهذا التلميذ أَثقل رسائله, وتعليقاته بالنقل عنه بما يزيد عن مائة وعشرين مرة -بما يمثل مجموعة مجلدة مستقلة مستغفلاً لعباد الله كأَنه يصيح بها في وادٍ لا يُنْبِتُ إِلا أَغفالاً شربوا من تلك الأَرض. من عمل ((جُلَّق)). كل هذا يسوقه بقلم الحفاوة والرضا, أَليس هذا هو عين المساوقة في: الاعتقاد والرضا؟! ".
وقال: " والمسكين بقدر ما احترق في ((الكوثري)) , تهالك في مشاربه "
وقال حفظه الله مبينا خطر المندسين في صفوف أهل السنّة المتحدثين بلسانهم، وأنهم هم الخطر الأعظم، حيث وصف أبا غدة بأنه يستخفي خوفاً من أهل السنّة ولكن يمرر اعتقاده بطريقة لا تثير الغضب قال المؤلف حفظه الله:
" التلميذ تحت وطأَة الإِقليم, والعيش الرغيد ينشرها بكلمات يلف حبلها على غاربها عن طريق النقل المجرد, وترك النص بلا تعليق " ثم قال الشيخ في حاشية هذه الصفحة معلقاً على كلامه: " سبحان الله متى كانت المجاملة في الاعتقاد ديناً؟ نعوذ بالله من حياة الذل, وعيش العذاب الهون ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/327)
ـ[خديجة المسلمة]ــــــــ[20 - 06 - 08, 07:19 م]ـ
(3)
الجولة السادسة: (وقفات مع كلمات ذهبية في هذه الرسالة):
قال العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد حفظه الله: محذرا من كتب أهل المخالفة لمنهج السلف واعتقادهم:
" يا أَيها الراغب في السنة: اعتبر اعتبار أُولي الأَبصار, وكن من كتب عصبة التعصب على تَقِيَّة, فإِنها ليست بِنَقِيَّةٍ, وفيها دَسَائس خَلَفية، وَتَبَصَّر أَي الفريقين أَحق بالأَمن من الهوى وغَلَبة العصبية واحذر العزو إِليها فإِن فوتها غنيمة, والظفر بها هزيمة. ".
وقال مبيناً أن النقل عن أهل البدع دون الإشارة لبدعهم أو التحذير منهم ليس من النصيحة في الدين، قال:
" كيف يرضى ((السلفي)) باعتماد النقل عن هذا البائس- الكوثري - مع إِغراقه في العصبية, ولا تحذير؟ أَليس الدين النصيحة؟ ".
وقال حفظه الله مجيباً عن من يقول: إن نقلت حقاً فلا تثريب علي إن لم أشير إلى بدعته أو ابتداعه قال:
" وإِذا رضي ذلك لأَن ما ينقله يعتقده حقاً, فكيف لا يبين للناس تهالكه في عتبة التجهم والاعتزال. وهذا من واجب البيان, ولا يجوز تأْخيره عن وقت الحاجة.".
وقال العلامة السلفي بكر أبو زيد حفظه الله في رده على من يقول: لا بأس أن تقرأ كتب المبتدعة و المخلطين بالبدع وتأخذ النافع وتجتنب الضار، قال مجيباً:
" ومن قال: آخذ ما صفى, وأَدع ما كدر, قيل: هذا غير مقبول فيمن غلا وجفا, ونأَى عن الصدق والتُّقى مع السكوت عن مسالكه في: التضليل والردى. والمعقود في: اعتقاد أَهل السنة والجماعة أَنه لا ولاء إِلا ببراء, فلا موالاة للسنة إِلا بالبراءة من البدعة, ولا موالاة لعلماء السنة وأَهلها, إِلا بالبراءة من علماء المبتدعة وحملتها, وهلم جرا. فالمنابذة مستحكمة, والرحم جَذَّاء بين السنة والفعلات الشنعاء ".
وقال مبيناً أهمية الرد على المخالف، والتحذير من البدع والمبتدعة والحذر منهم وأن هذا من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر:
" النهي عن المنكر من واجبات الشريعة الغراء, وكل امرئ بقدر ما فيه يكون الولاء و البراء, و يناصح وينبه على خَطَئِهِ وخطله, على ضوء شريعة رب الأَرض والسماء ".
وقال حفظه الله مبيناً علامة أهل الأهواء والبدع وعلامة أهل السنة والاتباع:
" هل يصدق من قال: بأَنه تائب من البدعة, وهو محتضن لحاملها, متنكر لمفترعها ".
" لا يجتمع الولوع بين المتضادين فكما لا يجتمع في قلب عبدٍ: حب القرآن وحب الغناء, فكذلك لا يجتمع حب السنة والبدعة, ولا حب السني والمبتدع ".
" من ينحو في الاعتقاد منحى السلف, المعروف عند الإِطلاق, ينفض يديه من المبتدعة, ويغسل كتبه من الخلفية, ويكف قلمه عن المدح, والتمجيد, والحفاوة بمن يلعن السلف, ويسبهم, ويكفرهم ".
" من مارس لغة المرتاب عُرِف في لحن خطابه. وكيف يصافحُ أَهْلَ السنة مَنْ يَداهُ مشغولتان بحمل المبتدعة؟ "
وقال العلامة السلفي المؤلف لهذه الرسالة مؤكداً أهمية توحيد المشرب على الكتاب والسنّة، والحذر من البدع والأفكار الدخيلة، و مبينا خطر انشطار المجتمع إلى فئات مختلفة كل له فكره، واعتقاده، و ولاؤه و براؤه على مبادئه المجرد عن الدليل وفهم السلف قال حفظه الله:
" تعدد الاتجاهات, والتموجات العَقَدية, والفكرية في البلد الواحد, تورث انشطار أَهله, وصراعهم, وضعفهم".
" دين الإِسلام واحد لا يقبل الفرقة ولا الانقسام, ويأْبى هذه النواقض أَشد الإِباء, فيجب على من بسط الله يده أَن يقلم أَظافير الفتن, ويقمع نوابت الضلال, وطوبى له في حماية الإِسلام والمسلمين".
الجولة السابعة: (مع الخاتمة)
ختم العلامة السلفي بكر بن عبدالله ابو زيد حفظه الله هذه الرسالة المباركة بنصيحة مشفق، نصح بها طلاب العلم، وهي من أثمن ما يتناصح به المتناصحون، ألا وهو الاستسلام للحق متى عرف وظهر وبان، والحذر من المخاصمة بجهل، أو هوى، قال حفظه الله:
" وجميل بمن سمع الحق: أَن يقيم الوزن بالقسط فيتبعه بوضوح وجلاء, فالاعتقاد لا يحتمل المجاملة ولا المتاجرة, ولا نثر ماء الوجه وإِهداء صيانته. فليصل العبد قلبه بربه. وليقطع أَسباب مثل تلك المحبة الجامحة به إِلى الهلكة.وليبحث: ليعلم. وليكتب: ليفيد. ولينقد: لنصرة الحق والحقيقة المستقيمة على الطريقة بمثل ما كان عليه النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وأَصحابه -رضي الله عنهم-. ومن حاد: فسيكون علمه وبالاً, وبحثه ضلالاً, وجهده هباءً. نعوذ بالله من الشقاء, والفتن الصماء. وإِن وراء الأَكمة رجالاً, وللحق أَنصاراً. {وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ} ".
في ختام جولتنا السياحية في هذا الكتاب المبارك أسأل الله تعالى أن يجزي المؤلف خير الجزاء على هذا السِفر المبارك، وأن يجنبنا غوائل النفس ومداخل الشيطان وأن يغفر للإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله و جزى الله علماءنا خير الجزاء ورفع قدرهم وأعلى شأنهم.
والحمد لله رب العالمين
منقول(97/328)
أَنْتَ أَحَدُ أَرْبَعَةِ نَفَرٍ فاعْرِفْ نَفْسَكَ ... (مَوْعِظَةٌ)
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[20 - 06 - 08, 11:08 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحَمْدُ للهِ وَ الصَّلاَةُ وَ السَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وَ عَلَى آلِهِ وَ صَحْبِهِ وَ مَن اهْتَدَى بِهُدَاه، أَمَّا بَعْدُ:
قال الإمام أَحْمَدُ بْنُ مَرْوَانٍ أَبُو بَكْرٍ الدَّيْنَوَرِيُّ (ت333) -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى-:
حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيْمُ الحَرْبِيُّ نا ابْنُ نُمَيْرٍ قَالَ: قَالَ ابْنُ أَبْجُر:
" سَمِعْتُ بَعْضَ الحُكَمَاءِ يَقُولُ: الرِّجَالُ أَرْبَعَةٌ:
جَوَادٌ. . . وَ بَخِيْلٌ. . . وَ مُسْرِفٌ. . . وَ مُقْتَصِدٌ.
فَالجَوَادُ: الَّذِي يَجُودُ بِنَصِيْبِ دُنْيَاهُ وَ نَصِيْبِ آخِرَتِهِ جَمِيْعًا فِي أَمْرِ آخِرَتِهِ.
وَ البَخِيْلُ: الَّذِي لاَ يُعْطِي مِنْهُماَ نَصِيْبًا.
وَ المُسْرِفُ: الَّذِي يَجْمَعُهُمَا لِدُنْيَاهُ.
وَ المُقْتَصِدُ: الَّذِي يُلْحِقُ بِكُلِّ وَاحِدٍ مُنْهُمَا نَصِيْبَهُ."
إنْتَهَى مِنْ كِتَابِ المُجَالَسَةِ (ج6/ص378 أثر رقم:2784 ط: مشهور)
--------------------------
قُلْتُ: إبْنُ أَبْجُر هُوَ عَبْدُ المَلِكِ بْنُ سَعِيْدٍ بْنِ حَيَّانٍ روى لَهُ مُسْلِمٌ وَ أَبُو دَاوُدَ وَ التِّرْمِذِيُّ وَ النَّسَائِيُّ.
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ الإِمَامِ أَحْمَدٍ سَأَلْتُ أَبِي عَنْ ابْنِ أَبْجُر فَقَالَ: بَخٍ ثِقَةٌ.
وَ زِيَادَةٌ عَلَى مَظَانِّ رِجَالِ السِّتَّةِ تَرْجَمَ لَهُ الذَّهَبِيُّ فِي تَارِيْخِ الإِسْلاَمِ فِي (وَفَيَاتِ 141 - 160/ص209)
و لأنَّهُ كَانَ -رَحِمَهُ اللهُ تَعَالَى- طَبِيْبًا فَقَدْ تَرْجَمَ لَهُ ابْنُ أَبِي أُصَيْبِعَة فِي "عُيُونُ الأَنْبَاءِ فِي طَبَقَاتِ الأَطِبَّاءِ".
و اللهُ الهَادِي لأَقْوَمِ سَبِيْلٍ.(97/329)
إتحاف الإخوان المقيمين ببلاد الإسبان
ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 12:51 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... حياكم الله وبياكم وجمعني بكم في جناته
فقد كنت قد أرسلت لشيخنا الحبيب أبي جابر حفظه المولى ورفع قدره في الدارين منذ مدة أسئلة للإخوان المقيمين في بلاد الإسبان و التى تحمل في طياتها إنشغالاتهم وأمور تخصهم أرادوا معرفة حكم الشرع فيها ... وقد تفضل الشيخ حفظه الله مؤخرا بالرد عليها في موقع منار الجزائر حفظ الله القائمين عليها وزادهم من فضله ..... ولما كانت هذه الاسئلة والاجوبة فيها الخير الكثير أردت أن أنقلها لإخواني هنا على منتدانا المبارك عسى الله أن ينفع بها والله من وراء القصد وهو يهدي السبيل
محبكم في الله وخادمكم
ابو عبد الرحمن محمد الاندلسي
كان الله له
أجاب عن أسئلتهم الشيخ عبد الحليم توميات - إمام خطيب مسجد عمر بن الخطاب/ الجزائر العاصمة
http://www.manareldjazair.com/images/icon-free-download.gif (http://www.manareldjazair.com/images/telechargements/ithaf%20el%20ikwan.doc) تحميل
بسم الله الرّحمن الرّحيم
إنّ الحمد لله، نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، وسيّئات أعمالنا، من يهد الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، وأشهد أنّ محمّدا عبده ورسوله، أمّا بعد:
فإنّ الله تعالى قد أنعم علينا بنعم لا تعدّ ولا تحصى، ولا يُحاط بها ولا تستقصى، نِعَمٌ لا يشعر بعظمتها إلاّ المحروم منها، ولا يقدر لها قدرها إلاّ المبعد عنها، ومن أعظم هذه النّعم هي الاستقامة، أي الاهتداء والثّبات على هذا الدّين، قال الله تعالى: (الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلامَ دِيناً) [المائدة: من الآية3]. ثمّ أوجب الله علينا اتّباعه، وحذّرنا من الانحراف عنه، فقال: (وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [الأنعام:153]. وأرشدنا إلى أن نُقبِل وندعوه الاهتداء إليه، والثّبات عليه، ونقول ونحن ماثلون بين يديه: (اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ (7)) ..
هذه الآية العظيمة الّتي يحفظها الأمّي والأديب، الذّكي والأريب، يتلوها الصّغير والكبير، العزيز والحقير، لو تأمّلها المسلمون كما يجب لأدركوا تمام الإدراك، أنّ من شروط الاستقامة، والفوز يوم القيامة، مخالفة أصحاب الجحيم، من المغضوب عليهم والضالّين ..
المغضوب عليهم .. هم اليهود، الأمّة الغضبيّة، وأخبث الأمم طويّة، وأنجسهم سجيّة، أهل الكذب والبهتان، والغدر والمكر والكفران، أكلة السّحت وقتلة الأنبياء، أصحاب الكيد ومعذّبو الأتقياء، عادتهم البغضاء، وديدنهم العداوة والشّحناء، أبعد الخلق عن الرّحمة، وأقربهم من النّقمة، لا يعرفون لمن خالفهم في كفرهم حُرمة، ولا يرقبون في مؤمن إلاّ ولا ذمّة، أخبثهم هو أعقلهم، وأحذقهم أغشّهم، أضيق الخلق صدورا، وأظلمهم قلوبا، تحيّتهم لعنة، ولقاؤهم محنة .. قاتلهم الله أنّى يؤفكون ..
والضالّون .. هم النّصارى، الأمّة المثلّثة، أمّة الضّلال وعبّاد الصّليب، أمّة الانحلال والمجون الرّهيب، الّذين سبّوا اللهَ سبَّة ما سبّه إيّاها أحد من العالمين، فنطقوا بالشّرك والكفر المبين، أنكروا أنّه الواحد الأحد، الفرد الصّمد، الّذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد، قالوا في الله ما تكاد السّموات يتفطّرن منه وتنشقّ الأرض وتخرّ الجبال هدّا، أن دعوا للرّحمن ولدا، دينهم عبادة الصّلبان، وطاعة القساوسة والرّهبان، فالحلال ما أحلّوه، والحرام ما حرّموه، فسبحان الله عمّا يشركون ..
إخوتي الكرام ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/330)
فقد وصلتني رسالتكم منذ أمد بعيد، منذ شهر أو يزيد، تضمّنت أسئلة تدمي القلب، وتزيد الكرب، حتّى إنّني أردت أن أسمّي الإجابة عنها: (أحكام أهل الذمّة) .. كما سمّاها من قبل عَلَم الأمّة، الشّيخ الهُمام وشيخ الإسلام ابن القيّم عليه من الله سحائب الرّحمات .. إلاّ أنّه عنى بأهل الذمّة أهلَ الكتاب الّذين يعيشون تحت كنف أهل الإسلام، وأنا أعني بهم المسلمين الّذين يعيشون تحت كنف أهل الكفر اللّئام ..
ووجه الشّبه ظاهر لكلّ ذي عينين، لا شكّ في ذلك أو مين، لِما ضُرِب من الذلّة على المسلمين بين أظهر الكفّار والمشركين، حتّى ما استطاعوا أن يعيشوا في طاعة، متّبعين هدي صاحب الوسيلة والشّفاعة ..
فالتمست من أسئلتكم الخير في قلوبكم الّتي تنبض بالإيمان، وفي الوقت نفسه التمست الضّعف الّذي ضرب عليكم من كلّ مكان، حتّى إنّ جلّ الأسئلة الّتي طرحت، فيها البحث عن فُرَجٍ فُسحت، باسم الحاجة تارة، وباسم الضّرورة تارة، حتّى تحلّ عُرى هذا الدّين القويم عروة عروة باسم الضّرورات والحاجات .. وصدق من قال:
(أبكي على الإسلام من كمد وأزفر الآه تلو الآه من ألم)
فقبل الإجابة عن كلّ تلكم الأسئلة، أنادي قلوبكم الّتي آمنت بالله ربّا، وبالإسلام دينا، وبمحمّد نبيّا ورسولا، أن تفيقوا من غفلتكم، وتستيقظوا من نومتكم، وتنفضوا رفاتكم، وتجمعوا شتاتكم، وتعودوا إلى بلاد أهل الإسلام على عُجرها وبُجرها، وعلى ضررها وكدرها، فالبون شاسع، والفرق واسع، إلاّ أنّ الشّيطان لبّس على كثير من الإخوان، فصوّر لهم البلدين سيّان.
ومع ذلك، فلن آلوَ جهدا، ولن أدّخر وسعا، في أن أجيب إخواني الّذين نُشهد الله تعالى أنّنا نحبّهم في الله، ونسأله سبحانه أن يجمعنا مع النبيّ الكريم صلّى الله عليه وسلّم في دار كرامته، ومستقرّ رحمته.
السّؤال الأول:
ما حكم الإقامة في بلاد الكفر، والسّفر إليها، مع التّفصيل وذكر الشّروط؟ وما معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم: ((أَنَا بَرِيءٌ .. )) كما جاء في الحديث؟
الجواب:
لا يخلو المقيم في بلاد الكفر من أربع حالات وهي:
1 - أن لا يستطيع إظهار دينه، ويمكنه الهجرة.
فهذا قد اتّفق أهل العلم على أنّ الهجرة في هذه الحالة واجبة عليه، وأنّ الّذي لا يهاجر فهو المعنِيّ بالوعيد الشّديد، الّذي أتى في كلام ربّ العبيد: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً} [النساء:97].
بل إن كانت أنثى لا تجد مَحرَمًا، وكانت تأمن على نفسها في الطّريق وجبت عليها الهجرة.
2 - أن لا يستطيع إظهار دينه، ولا يمكنه الهجرة، فهذا قد اتّفق أهل العلم أيضاً في مثل هذه الحالة على عدم وجوب الهجرة لقوله تعالى: {إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلا يَهْتَدُونَ سَبِيلاً}، وعدم الاستطاعة هنا إمّا أن تكون لمرض، أو إكراه على الإقامة في دار الكفر، أو ضعف كالنّساء والولدان، أو غير ذلك من أنواع العجز المسقط لحكم وجوب الهجرة.
3 - أن يستطيع إظهار دينه في دار الكفر، ولا يمكنه الهجرة، وهذا لا تجب الهجرة في حقّه من باب أولى، ولكنها تستحبّ.
4 - أن يستطيع إظهار دينه، و يمكنه الهجرة، فالصّحيح من أقوال أهل العلم وجوب الهجرة، ويأثم القادر عليها ولم يهاجر.
ذلك لأنّ الله لم يعذره، وهذا مذهب عامّة أهل السلف، وهو قول اللّجنة الدّائمة (فتوى رقم 1393)، والشّيخ الألباني (شريط رقم 730)، وابن عثيمين وغيرهم، والأدلّة ما يلي:
أ) قوله تعالى في الآية السّالف ذكرها: {إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الْأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيراً}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/331)
ب) عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيٍّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: ((أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ لَا تَرَاءَى نَارُهُمَا)) رواه أبو داود.
ج) عَنْ جَرِيرِ بنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: أَتَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم أُبَايِعُهُ فَقُلْتُ: هَاتِ يَدَكَ وَاشْتَرِطْ عَلَيَّ وَأَنْتَ أَعْلَمُ بِالشَّرْطِ، فَقَالَ صلّى الله عليه وسلّم: ((أُبَايِعُكَ عَلَى أَنْ لَا تُشْرِكَ بِاللَّهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ وَتَنْصَحَ الْمُسْلِمَ وَتُفَارِقَ الْمُشْرِكَ)) رواه أحمد.
د) عَنْ بَهْزِ بْنِ حَكِيمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: ((لَا يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْ مُشْرِكٍ أَشْرَكَ بَعْدَ مَا أَسْلَمَ عَمَلًا حَتَّى يُفَارِقَ الْمُشْرِكِينَ إِلَى الْمُسْلِمِينَ)) رواه أحمد.
وممّا يؤيّد هذا القول مقاصد الشّرع، ونذكر منها:
1 - وجوب هجر المكان الذي يكفر فيه بالله، قال تعالى: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ}.
2 - تكثيف سواد المسلمين.
3 - تيسير الجهاد على أهل الإسلام.
4 - اجتناب المفاسد المترتبة من الإقامة بين الكفّار ومنها: خطر الردّة عن الدّين، الزّواج بالكافرات، الجناية على الأبناء، التجنّس بجنسيّتهم-وفي هذا إعلان الولاء التامّ لهم-، محبّة الكفّار وموالاتهم دون أن يشعر المسلم مع الأيّام، ذهاب الغيرة والحمية على الدّين، الذلّ والصّغار الّذي يلحق المقيم بينهم، كثرة التّفكير في السّفر لبلاد الكفر.
فالأصل وجوب الهجرة من بلاد الكفر إلا لحاجة وبشروط، وسيأتي بيان ذلك في الحديث عن السفر إلى بلاد الكفر.
(تنبيه مهّم): يعتقد كثير من الناس أنّ المقصود من إظهار الدّين هو إقامة الصّلاة، والصّيام، وقراءة القرآن في الدّيار الكافرة، دون أذيّة أو اعتداء، وأنّ من فعل ذلك فقد أظهر دينه بينهم، وهذا غلط فظيع، وخطأ شنيع، ويحسن بنا أن ننقل كلام أهل العلم في بيان معنى إظهار الدّين:
قال الشّيخ محمّد بن عبد الوهّاب كما في " الدّرر السنيّة ": "وإظهار الدّين تكفيرهم وعيب دينهم، والطّعن عليهم، والبراءة منهم، والتحفظ من مودتهم والركون إليهم، واعتزالهم، وليس فعل الصلوات فقط إظهاراً للدين، وقول القائل إنّا نعتزلهم في الصلاة ولا نأكل ذبيحتهم حسن، لكن لا يكفي في إظهار الدين وحده بل لا بدّ ممّا ذكر ".
وقال الشّيخ حمد بن عتيق رحمه الله تعالى: " والمراد التصريح باستمرار العداوة والبغضاء لمن لم يُوَحّد ربه، فمن حقّق ذلك علماً وعملاً، وصرح به حتى يعلمه منه أهل بلده، لم تجب عليه الهجرة من أي بلد كان، وأمّا من لم يكن كذلك، بل ظنّ أنّه إذا تُرِك يصلي ويصوم ويحج، سقطت عنه الهجرة، فهذا جهل بالدين، وغفول عن زبدة رسالة المرسلين".
و قال الشّيخ محمّد بن إبراهيم آل الشيخ: " إظهاره دينَه ليس مجرّد فعل الصّلاة وسائر فروع الدّين واجتناب محرّماته من الرّبا وغير ذلك، إنّما إظهار الدّين مجاهرته بالتّوحيد، والبراءة ممّا عليه المشركون من الشّرك بالله في العبادة وغير ذلك من أنواع الكفر والضلال".
أماّ السفر إلى بلاد الكفر:
فإنّه محرّم لما سبق من الأدلّة، ولما في ذلك من الخطر على العقيدة والأخلاق، بسبب ما ينتشر في هذه الدول من الكفر والفسوق والانحلال، وأغلب الناس سريع التأثر بما عليه الكفار، وخاصة في زماننا هذا الذي نرى فيه حرص كثير من المسلمين على تقليد الكفار واتباعهم وهم في ديار الإسلام فكيف الحال بمن هو بين أظهرهم، والمسافر عندما يشاهد أهل الكفر أول مرة قد يستغرب ما هم فيه وينكر عليهم ويبغض ذلك، لكن بالتكرار يألفه ويعتاده، وكثرة المساس تفقد الإحساس.
فالأصل: تحريم السفر لبلاد الكفر لما سبق ذكره، ولكن قد يجوز ذلك إذا كان لحاجة شرعية - كالعلاج والتجارة وتعلّم التخصصات النافعة التي لا يمكن الحصول عليها إلاّ بالسفر إليهم - و إذا انتهت الحاجة وجب الرجوع إلى بلاد المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/332)
ويشترط للذاهب في هذه الحالة أن يكون معه علم يدفع به الشّبهات، وإيمان يدفع به الشهوات، وأن يكون مظهرًا لدينه معتزًا بإسلامه، مبتعدًا عن مواطن الشر، حذِرًا من دسائس الأعداء ومكايدهم، وكذلك يجوز السفر أو يجب إلى بلادهم إذا كان لأجل الدعوة إلى الله ونشر الإسلام.
أمّا معنى قوله في هذا الحديث وغيره من الأحاديث: (أنا بريء)، ومثله قول: (ليس منّا) فقد ذكر ابن حجر أقوالاً للعلماء في تفسير ذلك منها:
أ) ليس منّا: أي من أهل سنتنا وطريقتنا، وليس المراد به إخراجه عن الدين، ولكن فائدة إيراده بهذا اللّفظ المبالغة في الرّدع عن الوقوع في مثل ذلك، كما يقول الرّجل لولده عند معاتبته: لست منك ولست منّي، أي ما أنت على طريقتي.
ب) المراد أن الواقعَ في ذلك يكون قد تعرض لأن يهجر ويعرض عنه، فلا يختلط بجماعة السنة تأديبا له.
ج) وحكى الزين بن منيّر عن سفيان أنه كان يكره الخوض في تأويله، ويقول ينبغي أن يمسك عن ذلك ليكون أوقع في النفوس وأبلغ في الزجر.
د) وقيل المعنى ليس على ديننا الكامل، أي أنه خرج من فرع من فروع الدين وإن كان معه أصله، حكاه ابن العربي.
السؤال الثاني:
- ما حكم التجنس بجنسية الكفار، علمًا أنّه يطلب من طالب الجنسية أن يحلف على احترام وتطبيق القوانين والتي لا يخفى تنافيها مع الشريعة، ولقد سمعت بعض من قال أنه لا بأس بذلك، لأن الموافقة تكون ظاهرًا، أما الباطن فهو مطمئن بالإيمان، وأن الدول الإسلامية لا تطبق الشريعة فهي ودول الكفر سواء، بل إنّ هذه الدول تسمح بحرية الدين والمعتقد، فما رأيكم شيخنا؟
الجواب:
لا يجوز للمسلم أن يتجنّس بجنسية دولة كافرة، لأنّ ذلك وسيلة إلى قبول أحكامهم وموالاتهم والموافقة على ما هم عليه من الباطل، أمّا ما يرجوه المتجنّس من الامتيازات الّتي يتوقّعها بعد حصوله على الجنسيّة فليست بشيء أمام الأخطار التي قد يتعرض لها دينه، بل قد ذهب بعض أهل العلم إلى كفر من فعل ذلك (كالشيخ: عبد الحميد ابن باديس، والشيخ أحمد حماني مفتي الجزائر الأوّل ورئيس المجلس الإسلامي الأعلى سابقا).
وبناء على ما سبق فإن الأصل العام في المسألة أنه: يحرم على المسلم أن يتجنس بجنسية دولة كافرة، ولكن قد يجوز ذلك في حالة الضرورة، ولبيان ذلك ننقل فتوى للشيخ خالد الماجد (عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية):
السؤال: ما حكم التجنّس بالجنسية الأوربية للمسلم الذي يأتي للبلاد الأوروبية فارّاً بدينه من الظلم الذي وقع عليه في بلده الأصلي، وفقد فيه هويته، وفقد أمل الرجوع إلى وطنه؟
الجواب: الحمد لله، للجواب على هذا السؤال يلزم بيان أمرين:
الأول: كون الإقامة في بلد الكفار جائزة.
الثاني: قيام الحاجة إلى أخذ الجنسية.
تفصيل الأمر الأول: الإقامة في بلاد الكفار لا تجوز إلا بالشروط الآتية:
1 - وجود الحاجة الشرعية المقتضية للإقامة في بلادهم ولا يمكن سدّها في بلاد المسلمين، مثل التجارة والدعوة، أو التمثيل الرسمي لبلد مسلم، أو طلب علم غير متوفر مثله في بلد مسلم من حيث الوجود، أو الجودة والإتقان، أو الخوف على النفس من القتل أو السجن أو التعذيب، وليس مجرد الإيذاء والمضايقة، أو الخوف على الأهل والولد من ذلك، أو الخوف على المال.
2 - أن تكون الإقامة مؤقتة، لا مؤبّدة، بل ولا يجوز له أن يعقد النية على التأبيد، وإنما يعقدها على التأقيت، لأن التأبيد يعني كونها هجرة من دار الإسلام إلى دار الكفر، وهذا مناقضة صريحة لحكم الشرع في إيجاب الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، ويحصل التأقيت بأن ينوي أنه متى زالت الحاجة إلى الإقامة في بلد الكفار قطع الإقامة وانتقل.
3 - أن يكون بلد الكفار الذي يريد الإقامة فيه دار عهد، لا دار حرب، وإلا لم يجز الإقامة فيه، ويكون دار حرب إذا كان أهله يحاربون المسلمين.
4 - توفر الحرية الدينية في بلد الكفار، والتي يستطيع المسلم بسببها إقامة شعائر دينه الظاهرة.
5 - تمكنه من تعلّم شرائع الإسلام في ذلك البلد، فإن عسر عليه لم تجز له الإقامة فيه لاقتضائها الإعراض عن تعلم دين الله.
6 - أن يغلب ظنه بقدرته على المحافظة على دينه، ودين أهله وولده. وإلا لم يجز له؛ لأن حفظ الدين أولى من حفظ النفس والمال والأهل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/333)
فمن توفرت فيه هذه الشروط -وما أعسر توفرها- جاز له أن يقيم في بلاد الكفار، وإلاّ حرم عليه، للنصوص الصريحة الواضحة التي تحرم الإقامة فيها، وتوجب الهجرة منها، وهي معلومة، وللخطورة العظيمة الغالبة على الدين والخلق، والتي لا ينكرها إلا مكابر.
ثانياً: تحقق الحاجة الشرعية لأخذ الجنسية، وهي أن تتوقف المصالح التي من أجلها أقام المسلم في دار الكفار على استخراج الجنسية، وإلا لم يجز له، لما في استخراجها من تولى الكفار ظاهراً، وما يلزم بسببها من النطق ظاهراً بما لا يجوز اعتقاده ولا التزامه، كالرضا بالكفر أو بالقانون، ولأن استخراجها ذريعة إلى تأبيد الإقامة في بلاد الكفار وهو أمر غير جائز - كما سبق - فمتى تحقق هذان الأمران فإني أرجو أن يغفر الله للمسلم المقيم في بلاد الكفار ما أقدم عليه من هذا الخطر العظيم، وذلك لأنه إما مضطر للإقامة والضرورة تتيح المحظورة، وإما للمصلحة الراجحة على المفسدة، والله أعلم. اهـ
أمّا قول من قال أنه لا بأس بذلك، لأن الموافقة تكون ظاهرًا، أما الباطن فمطمئن بالإيمان، فالجواب عليه بأن يقال:
إنّ الشرع لم ينه عن موافقة الكفّار في الباطن فقط، بل إنّ ذلك من المعلوم بالدين من الضرورة، وإنما نهى عن موافقتهم ومشابهتهم في جميع شؤونهم، فعَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: ((مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ)).
قال المناوي شارحا: " من تشبه بقوم: أي تزيا في ظاهره بزيهم وفي تعرفه بفعلهم وفي تخلقه بخلقهم وسار بسيرتهم وهديهم في ملبسهم وبعض أفعالهم أي وكأن التشبه بحق قد طابق فيه الظاهر الباطن ".
ومن التعاريف النافعة للتشبه ما أورده الشيخ الدكتور ناصر العقل حيث قال: " هو مماثلة الكافرين بشتى أصنافهم، في عقائدهم، أو عباداتهم، أو عاداتهم، أو في أنماط السلوك التي هي من خصائصهم ".
و النصوص من القرآن التي تنهى عن مشابهة الكفار كثيرة نذكر منها:
- قوله سبحانه وتعالى: ((اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ، صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلا الضَّالِّينَ))، فمن أهم مقتضيات الصراط المستقيم البعد عن سبيل المشركين.
- قوله تعالى: ((ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلا تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ، إِنَّهُمْ لَنْ يُغْنُوا عَنْكَ مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَإِنَّ الظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَاللَّهُ وَلِيُّ الْمُتَّقِينَ)
قال شيخ الإسلام في اقتضاء الصراط المستقيم: " وأهواءهم: هو ما يهوونه وما عليه المشركون من هديهم الظاهر الذي هو من موجبات دينهم الباطل وتوابع ذلك، فهم يهوونه وموافقتهم فيه اتباع لما يهوونه ".
وأما ما ورد من الأحاديث وفيه الترهيب من التشبه بهم، فما رواه أحمد عَن ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: ((بُعِثْتُ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ)).
وهذا أشهر حديث في باب التشبه بالكفار، قال شيخ الإسلام في المصدر السابق: "وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم، كما في قوله: ((وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)) ".
وقد جاءت بعض الأحاديث بالأمر ببعض الأفعال أو النهي عن بعضها مع التعليل لذلك الأمر أو النهي بمخالفة أهل الكتاب منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/334)
1 - ما رواه أبو داود عَنْ أَبِي عُمَيْرِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ عُمُومَةٍ لَهُ مِنْ الْأَنْصَارِ قَالَ: ((اهْتَمَّ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم لِلصَّلَاةِ كَيْفَ يَجْمَعُ النَّاسَ، لَهَا فَقِيلَ لَهُ: انْصِبْ رَايَةً عِنْدَ حُضُورِ الصَّلَاةِ فَإِذَا رَأَوْهَا آذَنَ بَعْضُهُمْ بَعْضًا فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ، قَالَ: فَذُكِرَ لَهُ الْقُنْعُ - يَعْنِي الشَّبُّورَ وَقَالَ زِيَادٌ: شَبُّورُ الْيَهُودِ - فَلَمْ يُعْجِبْهُ ذَلِكَ، وَقَالَ:" هُوَ مِنْ أَمْرِ الْيَهُودِ " قَالَ: فَذُكِرَ لَهُ النَّاقُوسُ فَقَالَ: " هُوَ مِنْ أَمْرِ النَّصَارَى")).
قال شيخ الإسلام: "وهذا يقتضي نهيه عن كل ما هو من أمر اليهود والنصارى".
2 - عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: ((خَالِفُوا الْيَهُودَ فَإِنَّهُمْ لَا يُصَلُّونَ فِي نِعَالِهِمْ وَلَا خِفَافِهِمْ)) وهذا تصريح منه صلّى الله عليه وسلّم بالأمر بالمخالفة.
ومن أراد الاستزادة فعليه بكتاب شيخ الإسلام ابن تيمية " اقتضاء الصراط المستقيم ".
فهذه النصوص وغيرها تدل على تحريم مشابهة الكفار في جميع خصائصهم، والعلة في ذلك أن المشابهة في الظاهر تفضي للمشابهة في الباطن، قال ابن تيمية رحمه الله: " إنّ المشاركة في الهدي الظّاهر تورث تناسبًا وتشاكلاً بين المتشابهين، يقود إلى موافقة ما في الأخلاق والأعمال، وهذا أمر محسوس، فإنّ اللاّبس لثياب أهل العلم يجد من نفسه نوعَ انضمام إليهم، واللاّبس لثياب الجند المقاتلِة مثلاً يجد من نفسه نوع تخلّق بأخلاقهم، ويصير طبعه متقاضيًا لذلك، إلاّ أن يمنعه مانع ".
وقال: "المشابَهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابَهة ومشاكلة في الأمور الباطنة على وجه المسارقة والتّدريج الخفيّ ".
وصدق رحمه الله، فإنّه لما حرَص بعض المنتسبين إلى الإسلام على التشبّه بالكفّار من اليهود والنصارى، في كلّ صغيرة وكبيرة وتركوا ما أوجب الله عليهم من البراءة منهم وكراهيتهم، وتخلّوا عن هذه الشّعيرة المهمّة من شعائر الإيمان، آلَ بهم الأمر إلى تصحيح أديان هؤلاء الكفار، بل والدّعوة إلى توحيدها مع دين الإسلام، وهو ما يعرف بوحدة الأديان، كلّ ذلك أثرٌ من آثار التشّبه بالكفّار والتدرّجِ في مضاهاتهم في كلّ صغيرة وكبيرة والله المستعان.
أما القول بأنّ الدول الإسلامية لا تطبّق الشّريعة فهي ودول الكفر سواء، فهو غير صحيح، ولا يجوز للمسلم أن يسوّي بين دول الكفر والدّول الإسلاميّة وإن كانت لا تطبّق الشّريعة، فإنّها مع ذلك أهون بكثير من ديار الكفر، والشّرع الحنيف لم ينه عن مخالطة الكفار والإقامة بينهم بسبب عدم الحكم بالشّريعة فقط، بل هناك علل أخرى ومن أظهرها عداوتهم لله ورسوله المؤمنين وقد أشار الله تعالى إلى هذه العلّة بقوله: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَاداً فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ))
وأما القول بأنّ هذه الدّول تسمح بحرّية الدّين والمعتقد، فالجواب عليه من أوجه:
أ) إنّ الواجب على المسلم التّسليم والانقياد لحكم الله ورسوله، ولا يكون مؤمناً حقاً حتى يُحَكِّم النّصوص الشّرعية سواء وافقت عقله القاصر وهواه أو لم توافقه، يقول سبحانه: ((وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً مُبِيناً))، وعلى العبد أن يوقن أن حكم الله فيه غاية المصلحة والخير الدنيوي والأخروي للعباد، وأن العبد إذا ظهر له خلاف ذلك فإنما هو لقصوره البشري، لأن سبحانه هو واضع هذه الأحكام، وهو أدرى بمصالح العباد من أنفسهم، يقول تعالى: ((وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ)).
ب) قد سبق أن بينّا أن الصّحيح من أقوال أهل العلم من السّلف والخلف وجوب الهجرة من بلاد الكفر على من استطاع ذلك وإن أمكنه إظهار دينه.
ج) إنّ ما يذكر عن هذه الدول من حرية الدين والمعتقد هو مجرّد دعوى، والنّاظر لواقع كثير من هذه البلدان يرى ما يعانيه المسلمون من التّضييق، منها ما جاء في السّؤال السّادس من قولكم: (فإنّكم تعلمون عدم سماع الأذان في هذه الديّار)، ومنها القرار الفرنسي القاضي بمنع الحجاب، والأمثلة على ذلك كثيرة، فأين هي حرّية الدّين و المعتقد المزعومة؟!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/335)
ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 12:53 ص]ـ
السؤال الثالث:
- ما ضابط تقصير الصلاة في السفر، وهل له زمن محدد أم لا؟
الجواب:
إنْ كان المقصود من الضّابط هو ضابط المسافة، فإنّ العلماء قد اختلفوا في ذلك اختلافا كبيرا، والصّحيح منها قول من لم يحدّد ذلك بمسافة، وأرجع ذلك إلى العُرف، وهو قول جمع من المحقّقين كابن حزم، وابن قدامة، وابن تيمية، وابن القيم، وهذه أقوالهم:
قال ابن حزم كما في " المحلّى " (5/ 21): " لا حدّ لذلك أصلا، إلاّ ما سمّي سفرا في لغة العرب الّتي بها خاطبهم عليه السّلام، إذ لو كان لمقدار السّفر حدّ غير ما ذكرنا لما أغفل عليه السّلام بيانَه ألبتّة، ولا أغفلوا هم سؤالَه عليه السّلام عنه، ولا اتّفقوا على ترك نقل تحديده في ذلك إلينا ".
وقال ابن قدامة في المغني (3/ 109): " التقدير بابه التوقيف، فلا يجوز المصير إليه برأي مجرد، سيما وليس له أصل يُرد إليه، ولا نظير يقاس عليه، والحجّة مع من أباح القصر لكل مسافر، إلا أن ينعقد الإجماع على خلافه ".
وقال ابن تيمية (24/ 15): "ولكن لا بد أن يكون ذلك مما يُعَدّ في العرف سفراً، مثل أن يتزوّد له، ويبرز للصّحراء ".
و قال ابن القيّم في " زاد المعاد ": " ولم يحُدّ لأمّته مسافة محدودة للقصر والفطر، بل أطلق لهم ذلك في مطلق السفر والضّرب في الأرض، كما أطلق لهم التيمّم في كلّ سفر، وأمّا ما يُروى عنه من التحديد باليوم أو اليومين أو الثلاثة فلم يصحّ عنه منها شيء البتة والله أعلم ".
وأما تحديد الزّمن: فإنّ ذلك يختلف باختلاف حالات المسافر:
الحالة الأولى: أن يكون المسافر في الطريق، فاتفق العلماء على مشروعية القصر.
الحالة الثانية: أن يصل المسافر إلى البلد الذي يقصده، ولم يجمع على الإقامة إلاّ بمقدار قضاء حوائجه، فقد أجمع العلماء أيضا على مشروعية القصر، ونقل الإجماع ابن المنذر فقال: " أجمع أهل العلم أنه يشرع للمسافر القصر ما لم يجمع إقامة، وإن أتى عليه سنون "، وبه قال ابن مفلح في "المبدع" (2/ 115)، و ابن قدامة في " المغني " (2/ 292)، والشّيرازي في " شرح المهذّب "، وأبو الحسن المالكي في " كفاية الطّالب الربّاني " (1/ 462)، والكاساني في " بدائع الصّنائع " (1/ 97)، والأدلّة على ذلك:
1 - عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه قَالَ: ((أَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم بِتَبُوكَ عِشْرِينَ يَوْمًا يَقْصُرُ الصَّلَاةَ)) رواه أَبُو دَاوُد.
2 - عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنه كَانَ يَقُولُ: (أُصَلِّي صَلَاةَ الْمُسَافِرِ مَا لَمْ أُجْمِعْ مُكْثًا وَإِنْ حَبَسَنِي ذَلِكَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً) رواه مالك.
3 - وروى البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: (أَقَامَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم بِمَكَّةَ تِسْعَةَ عَشَرَ يَوْمًا يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ).
4 - وروى مالك أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ رضي الله عنه كَانَ يَقُولُ: (أُصَلِّي صَلَاةَ الْمُسَافِرِ مَا لَمْ أُجْمِعْ مُكْثًا وَإِنْ حَبَسَنِي ذَلِكَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ لَيْلَةً).
5 - وعن أنس رضي الله عنه أنّه أقام سنتين بنيسابور يقصر الصّلاة. [رواه الطّبراني في "الكبير" كما في "مجمع الزّوائد" (2/ 158)].
6 - وقال أبو مجلز: قلت لابن عمر رضي الله عنه: إنّي آتي المدينة فأقيم بها السّبعة أشهر والثّمانية طالبا حاجة؟ فقال: صلّ ركعتين. [أخرجه عبد الرزّاق في "المصنّف" (4364)].
7 - وقال أبو إسحاق السّبيعي: أقمنا بسجستان ومعنا رجال من أصحاب ابن مسعود رضي الله عنه سنتين نصلّي ركعتين. [ذكره ابن عبد البرّ في "التّمهيد"].
8 - وروى البيهقيّ (3/ 152) " أنّ ابن عمر رضي الله عنه أقام بأذربيجان يصلّي ركعتين ركعتين، وكان الثّلج حال بينهم وبين القفول"، وكان يقول: " إذا أزمعت إقامة فأتم ّ". [صحّحها الحافظ في "الدّراية" (ص129)، والألباني في "الإرواء" (3/ 28)].
9 - وعن نصر بن عمران قال: قلت لابن عبّاس رضي الله عنه: " إنّا نطيل المقام بالغزو بخراسان، فكيف ترى؟ قال: (صلّ ركعتين وإن أقمت عشر سنين) [ذكرها ابن عبد البرّ أيضا].
قال ابن عبد البرّ رحمه الله في "التّمهيد" (11/ 184):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/336)
" محمل هذه الأحاديث عندنا على من لا نيّة له في الإقامة لواحد من هؤلاء المقيمين هذه المدد المتقاربة، وإنّما ذلك مثل أن يقول: أخرج اليوم، أخرج غدا، وإذا كان هكذا فلا عزيمة ههنا على الإقامة، قيل لأحمد بن حنبل: فإذا قال: أخرج اليوم، أخرج غدا يقصر؟ قال: هذا شيء آخر، هذا لم يعزم".
الحاصل: ملخّص ما ذكرناه أنّ المسافر إذا كان في الطّريق أو دخل بلدة لا ينوي الإقامة بها لعذر أو مانع أو قضاء حاجة، فهذا يقصر باتّفاق.
الحالة الثالثة: أن يصل المسافر إلى البلد الذي يقصد، ويُجمِع ويعزم على الإقامة، فاختلف العلماء في ذلك، و الرّاجح في المسألة هو التّفصيل:
- فإن لم يعزم على الإقامة الّتي تخرجه عن حدّ السّفر (ويُدرَك ذلك بالعرف)، فإنّه يقصر كما فعل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم والصحابة في الآثار السابقة.
- أما إن أجمع على الإقامة التي تخرجه عن حد السفر عرفا، بأن يتّخذ ذلك وطنا له مؤقّتا، فإنّه يُتِم لأنّه ليس مسافرا لا لغة ولا عرفا ولا شرعًا:
أمّا لغة: فإنّ النّاس صنفان: مقيم ومسافر، فإن لم يكن مسافرا لغةً فهو مقيم، وليس هناك وسط.
أما عرفا: فلا زال السلف يرحلون في طلب العلم، وينتقلون من بلد لآخر ويقيمون سنوات، و كانوا يتمون صلاتهم، بل بعضهم يصير إماما في تلك البلد مع عزمه على الرجوع إلى بلده.
أما شرعا: فلأنه لا يدخل في حكم ابن السبيل فلا يعطى من الزكاة، كما لا يحل له المسح ثلاثًا، ولا تسقط عنه الجمعة، ولا يحل له الفطر في رمضان وغير ذلك من الأحكام.
السؤال الرابع:
- إذا زار المقيم هنا أهله في بلده الأصلي، فهل يقصّر أم يتم؟
الجواب:
إذا زار المقيم أهله في بلده الأصلي، يجب عليه تقصير الصلاة لأنه مسافر، والله أعلم.
السؤال الخامس:
- ما حكم الصّلاة وراء العاصي (كحالق اللحية والمسبل)، ووراء من ظهرت منه بعض البدع؟ وهل الأولى لمُّ الجمع أو تعدد الجماعات والصلاة منفردًا؟
الجواب:
ينبغي للمسلم أن يختار الإمامَ الذي يصلي خلفه، فلا يصلي وراء العاصي (كحالق اللحية والمسبل) وهو يقدر على الصلاة خلف التقيّ، لأنّ حلق اللّحية والإسبال حرام، فإن لم يجد سواه نصحَه وصلّى خلفه وصلاته صحيحة، وكذلك لا يصلي خلف مبتدع، وهو يقدر على الصّلاة خلف الإمام السنّي، فإن لم يقدر على أن يصلّي في جماعة إلاّ خلف المبتدع نصحه عسى أن يتخلّى عن بدعته، ويصلّي وراءه، ولا يدع الجمعة ولا الجماعة لكون الإمام فاسقاً أو مبتدعا ما دام أنّه مسلم، فإنّ حضور الجمعة والجماعات مصلحتها أعظم من مصلحة ترك الصّلاة خلف مثل هؤلاء، وقد كان الصّحابة رضي الله عنهم يصلّون خلف الأمراء الظّلمة، كما صلّى ابن عمر رضي الله عنه خلف الحجّاج، وما زال أهل العلم يصلّون خلف الأئمّة، فلا يعطّلون شعائر الإسلام بفجور الإمام أو بدعته.
وقد حُفِظ عن الحسن البصريّ رحمه الله قوله حين سئل عن الصّلاة خلف المبتدع: " صَلِّ وَعَلَيْهِ بِدْعَتُهُ "، وكان يقول: " لا تضرّ المؤمنَ صلاتُه خلف المنافق، ولا تنفع المنافقَ صلاة المؤمن خلفَه "، وكان الشّافعي يُفتِي بذلك ويقول: " وإن كان غير محمود الحال في دينه ".
هذا فيمن كانت بدعته غير مكفّرة، أمّا من كانت بدعته شركيّة كمن يستغيث بالأموات أو يدعوَهم من دون الله أو يذبح لهم فلا يصلّي وراءه لأنّه كافر وصلاته باطلة، ولا يصحّ أن يجعل إماما، والله أعلم.
السّؤال السّادس:
- هل من ملك ورقة مواقيت الصلاّة تجب عليه صلاة الجماعة في المسجد كما تجب عليه عند سماع الأذان فإنّكم تعلمون عدم سماع الأذان في هذه الديّار، وما هي المسافة التي يجب بها حضور الجمعة، وما رأيكم فيمن تفوته الجمعة بحجّة العمل وأنّه عبادة؟
الجواب:
الضّابط في وجوب حضور الجماعة، هو أن يكون الشخص في مكان يَسمَعُ منه الأذان من مؤذِّن صيِّتٍ في وقت صحوٍ على ظهر المسجد دون مكبّر صوت عادةً، فمن وُجد في مثل هذا المكان وجب عليه حضور الجماعة، والورع والتّقوى يلعبان دورا كبيرا في تحديد ذلك، وليست العبرة بمن ملك ورقة مواقيت الصّلاة، ولا بالسّماع من مكبّر الصّوت، فقد يُسمعُ الأذان من مسافة بعيدة جدًا، وقد لا يَسمعُ الأذان من هو بجوار المسجد بسبب فتح المسجّل مثلاً، و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/337)
أما المسافة الّتي يجب بها حضور الجمعة: فإنّها تجب على المسلمين المستوطنين في مدينة أو قرية.
أمّا تضييع صلاة الجمعة بحجة العمل فلا يجوز، لأنّ الله تعالى أمر المؤمنين بشهود الجمعة وافترضها عليهم ونهاهم عن التّشاغل عنها ببيع أو شراء أو غيرهما فقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّه وَذَرُوا الْبَيْعَ))، وقد ثبت عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أحاديث كثيرة تحذر من التهاون بها منها:
- ما رواه النسائي عَنْ ابْنَ عَبَّاسٍ وَابْنَ عُمَرَ رضي الله عنهما يُحَدِّثَانِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ وَهُوَ عَلَى أَعْوَادِ مِنْبَرِهِ ((لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ وَدْعِهِمْ الْجُمُعَاتِ أَوْ لَيَخْتِمَنَّ اللَّهُ عَلَى قُلُوبِهِمْ وَلَيَكُونُنَّ مِنْ الْغَافِلِينَ)).
- عَنْ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ لِقَوْمٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ الْجُمُعَةِ: ((لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلًا يُصَلِّي بِالنَّاسِ ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنْ الْجُمُعَةِ بُيُوتَهُمْ)) [رواه مسلم].
- وعَنْ أَبِي الْجَعْدِ الضَّمْرِيِّ رضي الله عنه وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: ((مَنْ تَرَكَ ثَلَاثَ جُمَعٍ تَهَاوُنًا بِهَا طَبَعَ اللَّهُ عَلَى قَلْبِهِ)) [رواه أبو داود].
وليس العمل عذرا في التخلّف عن الجمعة ولو بأمر صاحب العمل، فإنّه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وهذا من شؤم الإقامة في بلاد الكفر.
ومن باب التّذكير لمثل من يقول ذلك: فليَعلم أنّ العلماء قد قرّروا وفي مصنّفاتهم قد سطّروا أنّ أفضل العبادات على الإطلاق ما كان موافقا للحال والزّمان .. ففي وقت تكون الصّلاة أفضل العبادات، وعند حضور مجلس العلم يكون العلم أفضل من النّوافل، وعند دخول وقت الرّواتب يكون أداؤها أفضل من عمل آخر، وعند احتياج الأخ إليك تكون إعانته أفضل القربات، ووقت العمل يكون العمل أفضل وهكذا، والأصل في المسلم أن لا يفرغ من عبادة الله، قال تعالى: {فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ (7) وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ (8)}.
السؤال السابع:
- قام مؤخرا أحد البنوك المعروفة LA CAIXA ( وتبعته بنوك أخرى) بإنشاء خدمة لزبائنه وللجالية المغتربة استحسنها كثير من المسلمين، وهي أن يقدم الزبون مبلغًا معيّنًا من المال (12 أورو) شهريًا، وفي المقابل يقوم البنك في حالة وفاة هذا المشترك بنقله إلى بلده الأصليّ، وتقديم مبلغ يقدّر بحوالي (1000 أورو) لأهل الميّت، فبغضّ النّظر عن حكم نقل الميّت من بلد لأخر، ما حكم هذه المعاملة؟ وما حكم دفن المسلم في بلاد الكفر؟ وهل يجوز دفن المسلم في مقبرة الكفّار إذا كان بمعزل عنهم؟
الجواب:
الظّاهر من هذه المعاملة أنّها محرّمة لوجوه منها:
1 - أنّ فيها غررا ومخاطرة، لأنّ هذا الزّبون قد يُعمَّر كثيرًا، ويكون بذلك قد دفع من المال أكثر من الّذي سينفقه البنك لنقله إلى بلده الأصليّ، ومن المبلغ الذي سيقدّمه لأهله، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنّ الزبون قد يتوفّاه الله تعالى في غير البلد الذي يوجد فيه هذا البنك، فيكون بذلك قد فقد ماله الّذي دفعه.
2 - أنّ هذه المعاملة قد تؤدّي إلى الرّبا، لأنّ الزّبون قد لا يُعمَّر كثيرا، فتكون تكاليف نقله لبلده الأصليّ أكثر من المال الّذي دفعه، وفي هذه الحالة يكون المال الزائد الذي دفعه البنك عبارة عن فوائد للمبالغ المالية التي كان يدفعها، وهذا ربا.
3 - في هذه المعاملة إعانة على الإثم و العدوان، لأنّ الأموال الّتي يدفعها الزّبائن سيستثمرها البنك في مشاريع محرّمة قطعًا.
أمّا حكم دفن المسلم في بلاد الكفر: فإن كان دفن المسلم في بلاد الكفر في مقبرة خاصة بالمسلمين فيجوز ذلك، أمّا أن يُدفن المسلم في مقبرة الكفاّر، فهذا محرّم، وقد أفتت اللّجنة الدائمة بما يلي:
" لا يجوز للمسلمين أن يدفنوا مسلماً في مقابر الكافرين؛ لأنّ عمل أهل الإسلام من عهد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم والخلفاء الرّاشدين ومن بعدهم مستمرّ على إفراد مقابر المسلمين عن مقابر الكافرين، وعدم دفن مسلم مع مشرك، فكان هذا إجماعاً عملياً على إفراد مقابر المسلمين عن مقابر الكافرين، ولما رواه النسائي عن بشير ابْن الْخَصَاصِيَةِ قال: كُنْتُ أَمْشِي مَعَ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم فَمَرَّ عَلَى قُبُورِ الْمُسْلِمِينَ فَقَالَ: ((لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ شَرًّا كَثِيرًا))، ثُمَّ مَرَّ عَلَى قُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَقَالَ: ((لَقَدْ سَبَقَ هَؤُلَاءِ خَيْرًا كَثِيرًا))، فدل هذا على التفريق بين قبور المسلمين وقبور المشركين.
وعلى كل مسلم ألاّ يستوطن بلداً غير إسلاميّ، وألاّ يقيم بين أظهر الكافرين، بل عليه أن ينتقل إلى بلد إسلامي فراراً بدينه من الفتن، ليتمكّن من إقامة شعائر دينه، ويتعاون مع إخوانه المسلمين على البرّ والتّقوى، ويكثِّر سواد المسلمين إلاّ من أقام بينهم لنشر الإسلام، وكان أهلاً لذلك قادراً عليه، وكان ممّن يُعهد فيه أن يؤثِّر في غيره، ولا يغلب على أمره، فله ذلك وكذا من أضطر إلى الإقامة بين أظهرهم، وعلى هؤلاء أن يتعاونوا ويتناصروا، وأن يتخذوا لأنفسهم مقابر خاصة يدفنون فيها موتاهم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " اهـ. [فتوى رقم (1841).
أمّا دفن المسلم في مقبرة الكفار إذا كان بمعزل عنهم: فقد جاء في فتوى اللّجنة الدّائمة برقم (8909):
س: هل يجوز دفن الميت المسلم في مقبرة تكون واقعة على قطعة على حدّه، ولكن في سور واحد مع مقابر أهل الكتاب، وهل فيه هناك حديث نبويّ في هذا الباب؟
ج: لا يدفن داخل سور مقبرة الكفار، ولو في قطعة أرض منها على حده؛ لأن جميع ما في داخل سورها يعتبر منها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم "اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/338)
ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 01:01 ص]ـ
السؤال الثامن:
- ما حكم شراء بيت بواسطة البنك (عن طريق الربا) بدعوى الضرورة، وأصدقك القول شيخنا أن هناك بعض المناطق والمدن يصعب فيها تأجير البيوت لأسباب كثيرة منها: العنصريّة والصورة السيّئة للمغتربين، وغير ذلك من الأسباب، وليس لهذه الأسر إلاّ شراء هذه البيوت عن طريق البنك.
- فما الحلّ شيخنا؟ وهل من ضابط؟
- ما حكم شراء سيارة بالطريقة السّابقة بدعوى أنها ضرورية للعمل؟
- ما حكم من يؤجِّر غرفة في بيت اشتراه صاحبه عن طريق البنك، فهل بأجرته يعتبر مشاركًا في هذه المعصية، علمًا أنّ ثمن الكراء يضيفه صاحب البيت إلى المال الذي يدفعه للبنك؟
الجواب:
لا يجوز الاقتراض من البنك بفائدة لشراء بيت ولا غيره، لأنّ هذا ربا محض، و الله تعالى يقول: {وَأَحَلَّ اللَّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبا}، و قد توعّد الله جلّ وعلا المرابين بما لم يتوعّد غيرهم فقال: {فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ} فأخذ القرض بفائدة ربويّة محرّم بالكتاب و السنّة وإجماع المسلمين الذين يُعتدّ بقولهم.
وأما الفتوى بجواز الاقتراض بالربا، فهذا لمن كان في حالة اضطرار، فيكون حاله مثل حال من أشرف على الهلاك من الجوع، فيجوز له أكل الميتة والخنزير لينقذ حياته، وشراء منزل للسّكن لا يعدّ ضرورة ملجئة مع إمكان الحصول على السّكن بالأجرة.
ثمّ إنه لو قلنا بجواز الاقتراض من البنك للضّرورة فإنّ الأمر لا يترك لكلّ شخص، بل إنّ المفتي الثّقة ينظر في كلّ حالة على حدة ليحدّد الضّرورة من عدمها، فإنّ من المسلمين من يدّعي الضرورة في الاقتراض ولا ضرورة، بل هو من قبيل الحصول على الامتيازات الدّنيوية.
أمّا الحل: فعلى المسلم أن يتّقي الله تعالى ويلتزم بأمره، وقد وعد الله تعالى من فعل ذلك بالفرج والرزق في الدنيا، والسعادة والنجاة في الآخرة فقال: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً}، ومن ترك الحرام مخافة الله عوّضه الله بالحلال أضعاف ما فاته من الحرام، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله خيراً منه.
وعلى المرء أن يحرص على التماس الحلال في أكله، وشربه، وبيعه، وشرائه، وسائر عقوده، ومن تحرّى الحلال وفّقه الله لاستجابة الدعاء، كما أن الكسب الحرام سبب لعدم القبول، وقد ذكر النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ؟!)).
أما أن يؤجر غرفة في بيت اشتراه صاحبه عن طريق البنك، فالأولى ترك ذلك إن وجد غيره، أما إن لم يجد جاز له ذلك ولاشيء عليه، فقد كان النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يعامل الكفّار مع أنّهم يتعاملون فيما بينهم بالحرام، والله أعلم.
السؤال التاسع
- ما المراد بكون طعام أهل الكتاب حلّ لنا كما جاء في سورة المائدة؟ وما المقصود بالطّعام في الآية؟ وهل يجب لآكل ذبيحة أهل الكتاب أن يذكر اسم الله عليها أو يكفي الذّبح فقط؟ لأنّ من الناس من يشتري اللحوم بأنواعها من أسواق الكفار ويستدل بهذه الآية.
الجواب:
المراد بكون طعام أهل الكتاب حلاًّ لنا: أنّ الله تعالى أجاز لنا أن نأكل طعامهم، و المقصود بأهل الكتاب هم اليهود والنّصارى لا غيرهم.
والمقصود بالطعام في الآية: الذّبائح، والدّليل على ذلك:
أ) ما رواه البخاري عن ابْنُ عَبَّاسٍ رضي الله عنه أنّه قَالَ: (طَعَامُهُمْ ذَبَائِحُهُمْ).
ب) لو كان المقصود بالطعام غير الذّبيحة لما خصّه الله تعالى بأهل الكتاب، لأنّ طعام المشركين من غير الذبائح حلال أيضا.
ج) لو فُرض أنّه تعالى لا يريد الذّبائح خاصّة، فيقال: تدخل الذّبائح في العموم.
أمّا التّسمية على ذبيحة أهل الكتاب: فإن كنت تقصِد المسلم فهذا واجب ولو كانت ذبيحة مسلم، بل التّسمية واجبة على كلّ طعام ولو لم يكن لحما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/339)
أمّا إن كنت تقصد هل تجب التّسمية على الكتابيّ الذّابح نفسهِ فاعلم أمرين:
الأوّل: أنّه تحرم ذبيحة الكتابيّ إذا أهلّ عليها غير اسم الله، كاسم المسيح والعذراء، وغير ذلك.
الثّاني: ذبيحة الكتابيّ إذا لم يذكر عليها اسم الله ولا اسم غير الله، فللعلماء قولان في ذلك:
أنّها لا تحلّ، لأنّها إذا وجبت في حقّ المسلم فوجوبها على غيره أولى، ويخصّ عموم قوله تعالى: {وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ} بقوله تعالى: {وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْق} [الأنعام: من الآية121].
أنّها تحلّ مطلقا، سواء اشترطنا التّسمية على ذبيحة المسلم أو لم نشترطها، قال النّووي رحمه الله في " المجموع " (9/ 78): " فذبيحة أهل الكتاب حلال سواء ذكروا اسم الله تعالى عليها أم لا لظاهر القرآن العزيز ".
والصّواب أنْ يُرجع إلى القواعد العامّة الّتي يرجّح بها عند التّعارض، فهناك عمومان:
عموم حظر، وهو النّهي عن أكل ما لم يُذكر اسم الله عليه.
وعموم إباحة: وهو إباحة ذبائح أهل الكتاب.
فنرى فريقا من العلماء يريد تخصيص النّص الثّاني بالأوّل، وفريقا يريد العكس، والقواعد تقتضي النّظر في أيّ العمومين خُصّ، فيُخصَّ مرّة أخرى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في " اقتضاء الصّراط المستقيم " (ص256):
" فلمّا تعارض العموم الحاظر وهو قوله تعالى: وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللهِ، والعموم المبيح وهو قوله: وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الِكتَابَ حِلٌّ لَكُمْ، اختلف العلماء في ذلك، والأشبه بالكتاب والسنّة ما دلّ عليه أكثر كلام أحمد من الحظر .. وذلك لأنّ عموم قوله تعالى: وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللهِ بِهِ عموم محفوظ لم تخصّ منه صورة، بخلاف طعام الّذين أوتوا الكتاب، فإنّه يشترط له الذّكاة المبيحة، فلو ذكّى الكتابيّ في غير المحلّ المشروع لم تُبَح ذكاته، ولأن غاية الكتابي أن تكون ذكاته كالمسلم .. ".
تنبيه: إذا غلب على أهل الكتاب الالتزام بدينهم فإنّه لا يشترط العلم بتسميتهم على الذّبائح، قال ابن القيّم رحمه الله في " أحكام أهل الذمّة ": " إنّ الشّرط متى شقّ العلم به وكان فيه أعظم الحرج سقط اعتبار العلم به، كذبيحة المسلم، فإنّ التّسمية شرط فيها ولا يُعتبر العلم بذلك، وقد ثبت عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّه قيل له:" إنّ ناسا يأتوننا باللّحم لا ندري أسمّوا الله أم لا؟ " فقال صلّى الله عليه وسلّم: ((سَمُّوا أَنْتُمْ وَكُلُوا)) ". فإنّما يشترط العلم بذلك إذا كان الغالب عليهم أنّهم لا يسمّون ولا يبالون-كما هو في أغلب أهل كتاب عصرنا هذا-.
السؤال العاشر:
- شيخنا ما ضابط الضرورة؟ فقد توسع كثير من الناس، حتى أنّي سمعت من أنكرت عليه أكل اللّحوم غير الشّرعية يقول: إنّها ضرورة، وأنّ اللّحم الحلال لا يوجد في تلك المنطقة، وكأنّ عدم أكله اللّحم سيهلكه!
الجواب:
أجمع العلماء على إباحة المحرّم للضّرورة، وقد ذكرت آية المائدة ضابط الضّرورة، وهي المخمصة، قال تعالى: ((فَمَنِ اضْطُرَّ فِي مَخْمَصَةٍ غَيْرَ مُتَجَانِفٍ لإِثْمٍ فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ))، والمخمصة: هي شدة الجوع المفضي للهلاك.
أمّا مجرّد أنّه يشتهيه فهذا ممّا لا ينبغي للمسلم أن يفعله، وبهذا تذهب ديانة المرء، وخاصّة إذا تعلّق الأمر بالمأكل والملبس الّذي سبق أن ذكرنا أنّه من موانع إجابة الدّعاء.
وانتبه أخي القارئ الكريم إلى ألفاظ الحديث السّابق ذكره ترى بيّك صلّى الله عليه وسلّم: ((ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ لِذَلِكَ)) فهلاّ تساءلت عن سرّ هذا الوصف الدّقيق لهذا الدّاعي؟!
إنّه صلّى الله عليه وسلّم يذكر أسباب إجابة الدّعاء:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/340)
أحدها: إطالة السّفر، والسّفر بمجرّده يقتضي إجابة الدّعاء كما في حديث أبي هريرة رضي الله عنه عَنِ النَّبِيِّ صلّى الله عليه وسلّم قَالَ: ((ثَلاَثُ دَعَوَاتٍ مُسْتَجَابَاتٌ لاَ شَكَّ فِيهِنَّ: دَعْوَةُ المَظْلُومِ، وَدَعْوَةُ المُسَافِرِ، وَدَعْوَةُ الوَالِدِ لِوَلَدِهِ)) [خرّجه أبو داود] .. ومتى طال السّفر كان أقرب إلى إجابة الدّعاء، لأنّه مظنّة حصول انكسار النّفس بطول الغربة عن الأوطان، وتحمّلُ المشاقّ والانكسارُ من أعظم أسباب إجابة الدّعاء.
والثّاني: حصول التبذّل في اللّباس والهيئة بالشّعث والإغبار، وهو أيضا من المقتضيات لإجابة الدّعاء كما في الحديث المشهور عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((رُبَّ أَشْعَثَ أَغْبَرَ ذِي طِمْرَيْنِ مَدْفُوعٍ بِالأَبْوَابِ لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللهِ لَأَبَرَّهُ)) ولمّا خرج النبيّ صلّى الله عليه وسلّم للاستسقاء خرج متبذّلا متواضعا متضرّعا ..
الثّالث: مدّ يديه إلى السّماء، وهو من آداب الدّعاء الّتي يرجى بسببها إجابته، وفي حديث سلمان رضي الله عنه عن النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((إِنَّ اللهَ تَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِى إِذَا رَفَعَ الرَّجُلُ إِلَيْهِ يَدَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا خَائِبَتَيْنِ)) [خرّجه الإمام أحمد وأبو داود والتّرمذي وابن ماجه].
والرّابع: الإلحاح على الله عزّ وجلّ بتكرير ذكر ربوبيّته، وهو من أعظم ما يطلب به إجابة الدّعاء.
قيل لسعد بن أبي وقّاص رضي الله عنه: تستجاب دعوتك من بين أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم؟ قال: " مَا رفعت إلى فمي لقمة إلاّ وأنا عالم من أين مجيئها ومن أين خرجت؟ " وعن وهب بن منبه قال: " من سرّه أن يستجيب الله دعوته فليطيِّب طعمته "، وعن يوسف بن أسباط قال: " بلغنا أنّ دعاء العبد يُحبَس عن السّموات بسوء المطعم ".
السؤال الحادي عشر:
- هناك بعض الأسواق والمراكز تبيع لحوما تدعي أنها حلال، وتضع عليها ملصقات مكتوب عليها "حلال"، فهل يكفي هذا لجواز أكلها؟ وهل تجوز شهادة الكافر في هذه الحالة وغيرها؟
الجواب:
- هذا الأصل يؤخذ به إذا كنت بين المسلمين أو أهل الكتاب الّذين تعلم أنّهم يصدقون في ذلك، فيكون ذلك حينها كافيا، ما لم يتبيّن أو يغلب على الظنّ أنّ ذلك غير صحيح، وقد تبيّن أنّ نسبة معتبرةً من اللّحوم المعروضة في الأسواق هناك لا تكون قد ذكّيت ذكاة شرعية، لذلك وجب تركها من باب الاحتياط، لأنّ القاعدة المقرّرة أنّه متى تعارض الأصل مع الظّاهر فيؤخذ بالغالب.
السؤال الثاني عشر:
- هل يجب التدقيق والتحقيق في كلّ مكوّنات المنتجات الغذائية، أو أنّ ذلك يُعدّ من التنطّع والتّضييق، علما -شيخنا- أنّ بعض هذه المنتجات يستعمل فيها خلّ الخمر وشحم الخنزير وغيرهما؟
الجواب:
ما قصدك بالتّدقيق والتّحقيق؟ فإن قصدك أن تسأل عن المكوّنات المكتوبة المصرّح بها فلا يجب ذلك، قال الله تعالى: ((وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج))، ويكفي ما يُكتب عليها مما يبيّن محتواها، فإذا استُعمِل فيها ما هو محرّم لم يجز أكلها، كجيلاتين الخنزير، والخمر.
أمّا إن كان قصدك قراءة المحتوى، فهذا لا بدّ منه، وإلاّ لم يجز أكلها.
أمّا قولك " خلّ الخمر "، ففيه لَبْسٌ، فإنّ الخلّ غير الخمر، وإنّما العصير لكي يصير خلاّ لا بدّ أن يمرّ بمرحلة الخمر، لذلك جاز اتّخاذ خلّ أهل الكتاب وإن كنّا نعلم أنّ أصلها خمر، روى أشهب عن مالك: إذا خلّل النّصرانيّ خمرا فلا بأس بأكله.
أمّا الخلّ المحرّم هو الخلّ الّذي نعلم أنّ المسلم صنعه فاقتنى من أجله خمرا، والمقرّر أنّ خلّ المسلم لا تحلّ إلاّ في حالتين:
الأولى: أن تتخلّل وحدها دون قصد، وهو قول عمر وقبيصة رضي الله عنهما وابن شهاب وربيعة ومالك والشّافعيّ في قول، وهو ما جرى عليه محقّقو الشّافعيّة، ونقل ابن تيمية رحمه الله اتّفاق العلماء عليه في " مجموع الفتاوى " (21/ 481).
الثّانية: تخليلها بوضع بعض الخلّ أو الملح ونحوهما عليها، فتستحيل كلّها خلاً، وهذه حلال بالإجماع.
أمّا اقتناء الخمر لتخليلها فلا يباح بحال، والأدلّة على تحريم اقتناء الخمر لاتّخاذها خلاّ كثيرة منها: ما رواه التّرمذي عَنْ أَبِى طَلْحَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: يَا نَبِيَّ اللهِ، إِنِّي اشْتَرَيْتُ خَمْرًا لأَيْتَامٍ فِى حِجْرِي. قَالَ صلّى الله عليه وسلّم: ((أَهْرِقِ الْخَمْرَ وَاكْسِرِ الدِّنَانَ)). ووجه الدّلالة من وجهين:
أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أطلق الحكم ولم يُرخِّص في اتّخاذها خلاّ، والخلّ مالٌ، وقد نهى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم عن إضاعة المال.
وأطلق النّهي ولو كانت لأيتام.
- وروى مسلم عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم سُئِلَ عَنْ الْخَمْرِ تُتَّخَذُ خَلًّا؟ فَقَالَ: ((لَا)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/341)
ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 01:03 ص]ـ
السؤال الثالث عشر:
ما حكم العمل في المطاعم والمقاهي: نادلا ( camarero)، ، أو طباّخا أو غسّالا للأواني أو منظّفا؟
وما حكم العمل في جني عنب الخمر بحجّة الضّرورة، وسمعت من حدّدها بثلاثة أيّام؟
الجواب:
إذا كان المقهى أو المطعم يقدّم فيه لزبائنه الحلال والحرام، جاز للمسلم العمل فيه بشرط أن لا يباشِر الحرام بنفسه، فلا يحلّ له أن يقدّم الخمر، أو لحم الخنزير للزّبائن، أو يتولّى شراء ذلك، هذا كلّه من حيث الحل والحرمة، والأفضل للمسلم أن يبتعد عن مواطن المحرّمات بل الشّبهات.
أما العمل في جني عنب الخمر فإنه محرم لقوله تعالى: {وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلا تَعَاوَنُوا عَلَى الْأِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، و عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضي الله عنه قَالَ: ((لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم فِي الْخَمْرِ عَشْرَةً عَاصِرَهَا وَمُعْتَصِرَهَا وَشَارِبَهَا وَحَامِلَهَا وَالْمَحْمُولَةُ إِلَيْهِ وَسَاقِيَهَا وَبَائِعَهَا وَآكِلَ ثَمَنِهَا وَالْمُشْتَرِي لَهَا وَالْمُشْتَرَاةُ)).
أما تحديد جواز ذلك بثلاثة أيام فممّا لا دليل عليه.
السؤال الرابع عشر:
-ما حكم الجمع بين الظهر والعصر، والمغرب والعشاء بحجة؟ وهل يجوز الصلاة بلباس العمل؟
الجواب:
فالأصل في الصّلاة أن تؤدّى لوقتها، لقوله تعالى: {فَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا (103)} [النّساء]، وسئل النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أَيُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ؟ قَالَ: ((الصَّلَاةُ عَلَى وَقْتِهَا)).
ولكن شرع الله الجمع بين الصّلاتين في حالة المطر، والسّفر، والخوف، وهذا لا خلاف فيه. إنّما اختلفوا في الجمع في الحضر إذا كان هناك حرج، والصّواب جوازه لما رواه مسلم عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي الله عنه قَالَ: ((جَمَعَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم بَيْنَ الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ وَالْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِالْمَدِينَةِ فِي غَيْرِ خَوْفٍ وَلَا مَطَرٍ، وَفِي حَدِيثِ أَبِي مُعَاوِيَةَ قِيلَ لِابْنِ عَبَّاسٍ مَا أَرَادَ إِلَى ذَلِكَ؟ قَالَ: أَرَادَ أَنْ لَا يُحْرِجَ أُمَّتَهُ)).
فهذه الرخصة تجوز عند الحاجة، لكن بشرط أن لا يكون ذلك على وجه الاستمرار، لأنّه لم يكن من هديه صلّى الله عليه وسلّم،وإنّما فعله أحيانا للحاجة.
ومن الحاجة في عصرنا عمل شرطيّ المرور الّّذي لا يمكنه ترك عمله لما فيه من مصلحة المسلمين، أو الطّبيب الّذي يعلم أنّ العمليّة الجراحيّة ستستغرق وقتا طويلا تفوته به الصّلاة، وبناءً على هذا فالجمع بحجة ضيق وقت الراحة أثناء العمل غير جائز، والله أعلم.
أما الصلاة بلباس العمل فتجوز إن لم يكن عليه نجاسة، و الأولى للمسلم أن يتّخذ لباسًا خاصًّا للصّلاة، لما رواه أبو داود أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ((مَا عَلَى أَحَدِكُمْ إِنْ وَجَدَ أَنْ يَتَّخِذَ ثَوْبَيْنِ لِيَوْمِ الْجُمُعَةِ سِوَى ثَوْبَيْ مِهْنَتِهِ)) [وصحّحه الألباني رحمه الله].
السؤال الخامس عشر:
-هل يجوز فتح حساب بنكي (في بنك ربوي) للضرورة، لأنه من الأوراق المطلوبة في ملفّ العمل؟
الجواب:
لا يجوز فتح حساب في البنوك الربوية حتى ولو لم يأخذ عليها فائدة (ربا)، لأنّ هذا من التعاون على الإثم والعدوان، لكن إن كان من الأوراق المطلوبة في ملفّ العمل فيجوز للضّرورة، والضّرورة تقدر بقدرها، فلا يُبْقِي في حسابه من المال إلاّ ما يتمّ به فتح الحساب، والله أعلم.
السؤال السادس عشر:
- ما حكم تقاسم كراء بيت مع رجل متزوّج، وذلك لصعوبة وجود بديل، وما نصيحتكم؟
الجواب:
إن كان هذا البيت لكافر فلا يجوز السكن معه، لما سبق من الأدلة، و لما في ذلك من تعرّض المسلم للفتنة بأخلاق الكفرة ونسائهم، أمّا إن كان البيت لمسلم متزوّج فالأولى اجتناب ذلك لخشية الافتتان والاختلاط بالنّساء، ويحاول المسلم أن يشترك مع أخٍ له في كراء بيت.
فإن كان ولا بدّ، فليجعل لنفسه مدخلا للبيت من غير المدخل المؤدّي إلى بيت المتزوّج، فإنّ الشّيطان يجري من الإنسان مجرى الدّم، ومن اتّقى الشّبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/342)
أمّا النصيحة: يزيد من ثمن الكراء ولا يفتح على نفسه باب شقاء، فليشترِ الهناء بالمال.
السؤال السابع عشر:
- عن بريدة رضي الله عنه أنّ النبيّ صلّى الله عليه وسلّم قال: ((لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدَنَا فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدَكُمْ فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ)).
شيخنا، يكثر في إسبانيا عند المخاطبة قول: ( seneor / seneora، سيدي / سيدتي)، وأظنه لايستعمل حسب معناه في اللغة العربية، فما حكم ذلك؟ وما معنى قوله: (إِنْ يَكُ سَيِّدَكُمْ)؟
- ما حكم بدأ الكافر بالتحية من غير السّلام الشّرعي؟
الجواب:
لا يجوز مخاطبة الكافر بأي عبارة فيها تسويد له، لأنّ في ذلك تعظيما له ونحن منهيّون عن ذلك.
قال الشّيخ بكر بن عبد الله أبو زيد في " معجم المناهي اللّفظية " (297):
"سِستَر: هذه اللفظة في اللغة الانكليزية بمعنى الأخت، وقد انتشر في النداء بها في المستشفيات للمرضات وبخاصة الكافرات. وما أقبح بمسلم ذي لحية يقول لممرضة كافرة أو سافرة: يا سستر أي: يا أختي .. إلى أن قال: ومثله قولهم للرّجل: (سير, أو مستر) بمعنى: سيّد، فعلى المسلم أن يحسب للّفظ حسابه، وأن لا يَذِلّ وقد أعزّه الله بالإسلام ".
وقال في صفحة (303): " السيّدة عائشة رضي الله عنها، ههنا أمور: - ثم قال في الأمر الثاني- تسمية كل امرأة " سيدة " مسلمة كانت أو كافرة، صالحة أم فاسقة، هذا لا يجوز لأن تسويد الفاسق و الكافر مما نهى عنه الشرع المطهر، ومنه ما ثبت عن النبيّ عن بريدة رضي الله عنه أنّ رسول الله صلّى الله عليه وسلّم قال: ((لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدَنَا فَإِنَّهُ إِنْ يَكُ سَيِّدَكُمْ فَقَدْ أَسْخَطْتُمْ رَبَّكُمْ عَزَّ وَجَلَّ)) رواه أحمد وأبو داود والنسائي)) " اهـ
وقال ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/ 771): " وأمّا أن يخاطب بسيدنا و مولانا ونحو ذلك، فحرام قطعًا، وفي الحيث المرفوع: ((لَا تَقُولُوا لِلْمُنَافِقِ سَيِّدَنَا فَإِنَّهُ إِنْ يَكُن سَيِّدَكُمْ فَقَدْ أَغضبتُمْ رَبَّكُمْ)).
أما بدأ الكافر بالتحية من غير السلام الشّرعي، فقد قال الشّيخ ابن عثيمين:
" ولا يجوز كذلك أن يُبدئوا بالتحية كأهلاً وسهلاً، وما أشبهها لأنّ في ذلك إكراماً لهم وتعظيماً لهم، ولكن إذا قالوا لنا مثل هذا فإننا نقول لهم مثل ما يقولون، لأنّ الإسلام جاء بالعدل وإعطاء كلّ ذي حق حقّه، ومن المعلوم أنّ المسلمين أعلى مكانة ومرتبة عند الله - عز وجل - فلا ينبغي أن يذلوا أنفسهم لغير المسلمين فيبدؤوهم بالسلام ".
وإذا كانت هناك حاجة داعية إلى بدء الكافر بالتحية جاز ذلك، قال ابن القيم رحمه الله تعالى في "زاد المعاد" (2/ 424) في ابتداء الكفار بالتحية: "و قالت طائفة - أي من العلماء -: يجوز الابتداء لمصلحة راجحة من حاجة تكون إليه، أو خوف من أذاه، أو لقرابة بينهما، أو لسبب يقتضي ذلك " اهـ.
أما معنى قوله: (إِنْ يَكُ سَيِّدَكُمْ) فقال صاحب عون المعبود: "قيل معناه: إن يك سيدا لكم فتجب عليكم طاعته، فإذا أطعتموه فقد أسخطتم ربكم، أو لا تقولوا لمنافق سيد، فإنكم إن قلتم ذلك فقد أسخطتم ربكم، فوضع الكون موضع القول تحقيقا له كذا في " المرقاة " ملخصا، وقال ابن الأثير: لا تقولوا للمنافق سيّد، فإنّه إن كان سيدكم وهو منافق، فحالكم دون حاله، والله لا يرضى لكم ذلك ".
السؤال الثامن عشر:
- هل إذا كان للمسلم أصدقاء كفّار في العمل أو غيره يطعن ذلك في مسألة الولاء والبراء؟ وما ضابط البراء حفظكم الله؟
الجواب:
لا يجوز اتخاذ أصدقاء من الكفار لأن في ذلك موالاة لهم، و المسلم يجب عليه بغض أعداء الله ويتبرأ منهم، قال الله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ}.
وقال أيضًا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ}، فكيف يليق بمسلم أن يصاحب عدو الله وعدوه ويصادقه؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/343)
وسئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز بما نصه: " يسكن معي شخص مسيحي، وهو يقول لي: يا أخي، ونحن إخوة، ويأكل معنا ويشرب فهل يجوز هذا العمل أم لا؟
فأجاب رحمه الله: " الكافر ليس أخًا للمسلم، والله تعالى يقول: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، ويقول صلّى الله عليه وسلّم: ((الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ)) فليس الكافر - يهوديًا أو نصرانيًا أو وثنيًا أو مجوسيًا أو شيوعيًا أو غيرهم - ليس أخًا للمسلم، ولا يجوز اتخاذه صاحبًا وصديقًا، لكن إذا أكل معكم بعض الأحيان من غير أن تتخذوه صاحبًا وصديقًا، وإنّما يصادف أن يأكل معكم، أو في وليمة عامة فلا بأس.
أمَّا اتخاذه صاحبًا وصديقًا وجليسًا وأكيلاً، فلا يجوز، لأنّ الله قطع بيننا وبينهم المحبة والموالاة، فقال الله سبحانه وتعالى في كتابه العظيم {قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَداً حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ}، وقال سبحانه: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ -يعني يحبون- وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ} [المجادلة: من الآية 22].
فالواجب على المسلم البراءة من أهل الشرك وبغضهم في الله، ولكن لا يؤذيهم ولا يضرّهم ولا يتعدّى عليهم بغير حقّ، لكن لا يتّخذهم أصحابًا ولا أخدانًا، ومتى صادف أن أكل معهم في وليمة عامّة أو طعام عارض من غير صحبة ولا ولاية ولا مودّة فلا بأس " اهـ
(عن الموقع الرّسمي للشّيخ رحمه الله [رقم السّؤال (166)].
و هذا لا يعني المقاطعة التامة بين المسلم والكافر، بل يجوز معاملته بالرفق واللين -من غير مودة قلبية - إذا كان الغرض من ذلك دعوته وتأليف قلبه على الإسلام.
- أمّا البراء: فإنه يطلق في اللغة على عدة معان منها: البعد، والتنزه، والتخلص، والعداوة.
وقال الشيخ عبد الرزاق عفيفي: "والبراءة: مظهر من مظاهر كراهية الباطل وأهله، وهذا أصل من أصول الإيمان ".
وهناك صور شتى ومظاهر عديدة للبراءة، منها:
- بغض المشركين والكفار، وإظهار العداوة لهم.
- هجر بلاد الكفر، وعدم السفر إليها.
- عدم مناصرة الكفار، ولا مدحهم، ولا إعانتهم على المسلمين.
- عدم مشاركتهم في أعيادهم وأفراحهم، ولا تهنئتهم بها.
- ترك الاستغفار لهم، و الترحم عليهم.
- هجر مجالسهم وعدم صحبتهم وبدئهم بالسّلام.
- عدم تعظيمهم بقول أو فعل.
ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 01:05 ص]ـ
السؤال التاسع عشر:
- في رأيكم –شيخنا- ما هي أحسن الوسائل للدعوة إلى الله، وتمثيل الصورة الحقيقية للإسلام في هذه الديّار؟
الجواب:
إنّ الدعوة إلى الإسلام من فرائض هذا الدّين الحنيف، وقد جاءت النصوص الشرعية في التأكيد على مسؤولية المسلمين في القيام بهذا الواجب العظيم، قال تعالى: {قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي}، و يؤكّد الله هذا الواجب بقوله: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}، قال ابن كثير: "و المقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن، وإن كان ذلك واجبا على كل فرد من الأمة بحسبه ".
ومن وسائل الدعوة في ديار الكفر:
1 - المجادلة بالحكمة والموعظة الحسنة، و ذلك بمخاطبة المدعو - إن كان نصرانيًا - بنداء الفطرة المقتضي توحيد الله، ومنافاة الفطرة والعقل لعقيدة التثليث، وببيان سماحة الإسلام، وعدله، وإحسانه، وشمولية تعاليمه للجانب الروحي والنفسي، والعقلي، والعملي للإنسان، وتحقيق أحكامه للمصالح والمنافع والملذات الدنيوية والأخروية
2 - الاطلاع على الشبه التي يثيرها الكفار ضد الإسلام مع معرفة الجواب عليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/344)
3 - الحرص على اللين والرّفق في الدّعوة، مع التزام الابتسامة والكلمة الطيّبة مع المدعو، و لا بأس أن يصاحب ذلك بعض الهدايا لتهيئة القلب لاستقبال ما يرد عليه من الخير.
4 - تقديم الأشرطة و المطويّات والكتب، خاصة القرآن (المترجم ترجمة تفسيريّة)، فإن تفكر الإنسان في الحق حال انفراده بنفسه أدعى لقبوله والإذعان له.
5 - الاعتزاز بالدين، والالتزام بتعاليمه، وليعلم الداعي أن لسان الحال أبلغ من لسان المقال، وأن الدعوة بالسلوك والعمل أقوى في الإقناع، والقدوة الحسنة لا يساويها شيء في التأثير، يقول أحدهم عن سبب إسلامه: " فإن الفضل يعود إلى ذلك الرجل البسيط الملاّح الذي كان في تقواه حافزًا لي لأعود إلى الله وإلى الإسلام "، ويقول آخر وهو يتحدث عن عوامل نجاح الدعوة الإسلامية " كذلك نجد أن أداء الصلوات الخمس كل يوم على جانب عظيم من التأثير، سواء في جذب الناس أو الاحتفاظ بالمسلمين منهم ".
قال عمر بن عبد العزيز رحمه الله: " كونوا دُعاة إلى الله وأنتم صامتون " فقيل: كيف ذلك؟ قال: بأخلاقكم.
فعلى المسلمين في ديار الكفر أن يهتموا بسلوكهم الاهتمام البالغ، لئلا يستغل أعداء الدين خللهم وتقصيرهم في تشويه صورة الإسلام.
6 - ومن وسائل الدعوة النافعة في هذا العصر، ما يعرف بالبريد الإلكتروني الذي يعدّ أفضل بكثير من البريد العادي من حيث عامل الوقت والكلفة، ويمكن استعمال هذه الأداة وذلك بإرسال رسائل إلى هؤلاء الكفار ودعوتهم إلى الإسلام، وإيراد الشبهات عليهم والتي أقل الأحوال أنها تزعزع ثقتهم بدينهم، وعناوين مثل هؤلاء الأشخاص يمكن الحصول عليها من طريق الصحف والمجلات التي تهتم بنشر عناوين قرائها.
السؤال العشرون:
- هل المسلم في ديار الكفر مطالب بالدّعوة إلى الإسلام وتبليغه، وهل يأثم إذا لم يحدث من يعرف عن الإسلام بنية الدعوة؟
الجواب:
تقدم الجواب عليه في السؤال السابق.
السؤال الحادي والعشرون:
- ما رأيكم –شيخنا- فيمن يرى بنظرية تقارب الأديان، وأنّنا كلنا عبيد لله، فلمَ الاختلاف مادام الجميع يعبد الله والغاية واحدة؟
الجواب:
إنّ الدعوة إلى وحدة الأديان، والتّقارب بينها وجعلها في قالب واحد هي دعوة خبيثة ماكرة، الغرض منها خلط الحق بالباطل، وضرب الإسلام وهدم دعائمه، وجَرِّ أهله إلى الردة والكفر، ومصداق ذلك قوله تعالى: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا}، وقوله: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً}.
وأصول هذه الدّعوة ماسونية، تستغل النّصارى في القضاء على الإسلام، وإخضاع شعوبه، وتتخذ أسماءً جذابة مثل: الدّعوة العالمية، أو التوفيق بين النّصرانية والإسلام، أو الدعوة إلى الإيمان الإبراهيمي، أو حوار الأديان.
وتقوم فلسفة هذه الدعوة على زعم أن هناك قواعد مشتركة بين الإسلام والنصرانية، كالإيمان بالله وملائكته ورسله واليوم الآخر، وتكريم أم المسيح عليه الصلاة والسلام، وأن الخلاف بين الإسلام والنصرانية خلاف شكلي وليس جوهري، ثم تبنت هذه الدعوة الصهيونية العالمية.
وتعتبر الفلسفة الهندية الجذور الأولى لهذه الدعوة، يقول شانكرا: " اعبد الله في أي معبد شئت، أو اركع أمام أي إله بغير تفريق "، وقد وجدت هذه الدعوة الباطلة عند اليهودية والنصرانية وبعض الفلسفات اليونانية، كما وجدت عند الباطنية وملاحدة الصوفية، قال الحلاج: " واعلم أن اليهودية والنصرانية والإسلام، وغير تلك الأديان هي ألقاب مختلفة، وأسماء متغايرة، والمقصود منها لا يتغير ولا يختلف"
ومن نتائج هذه الدعوة:
1 - الصلاة المشتركة التي أقيمت في 27 أكتوبر 1987، وشارك فيها بعض مدعي الإسلام، بالإضافة للنصارى واليهود والبوذيين.
2 - إنشاء جمعية: المؤمنون متحدون في أبريل 1987.
ومن أهدافها وأثارها:
1 - المساواة بين الأديان، بما فيها البهائية والبوذية والماسونية والمؤمنون الأحرار.
2 - إقامة مسجد وكنيسة ومعبد في محيط واحد.
3 - طبع القرآن الكريم المحفوظ، والتوراة والإنجيل المحرفين في غلاف واحد.
4 - كسر حاجز النفرة بين المسلمين والكفار، فلا ولاء ولا براء ولا جهاد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/345)
وأمام هذه الأصول الاعتقادية والحقائق الشرعية، فإن الدعوة إلى: (وحدة الأديان) إن صدرت من مسلم فهي تعتبر ردة صريحة عن دين الإسلام، لأنها تتصادم مع أصوله، فالإيمان بهذه الفكرة رضا بالكفر بالله، ويبطل صدق القرآن ونسخه لجميع ما قبله من الكتب، ويبطل نسخ الإسلام لجميع ما قبله من الشرائع والأديان، وبناء على ذلك فهي فكرة مرفوضة شرعاً، محرمة قطعاً بجميع أدلة التشريع في الإسلام من قرآن وسنة وإجماع.
لذلك أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء فتوى بهذا، وبينت فيه:
1 - أنه لا يجوز لمسلم يؤمن بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد نبياً ورسولاً، الدعوة إلى هذه الفكرة الآثمة، والتشجيع عليها، وتسليكها بين المسلمين، فضلاً عن الاستجابة لها، والدخول في مؤتمراتها وندواتها، والانتماء إلى محافلها.
2 - لا يجوز لمسلم طباعة التوراة والإنجيل منفردَين، فكيف مع القرآن الكريم في غلاف واحد!! فمن فعل ذلك أو دعا إليه فهو في ضلال بعيد، لما في ذلك من الجمع بين الحق (القرآن الكريم) والمحرف أو الحق المنسوخ (التوراة والإنجيل).
3 - كما لا يجوز لمسلم الاستجابة لدعوة: (بناء مسجد وكنيسة ومعبد) في مجمع واحد، لما في ذلك من الاعتراف بدين يعبد الله به غير دين الإسلام، وإنكار ظهوره على الدين كله، ودعوة مادية إلى أن الأديان ثلاثة ولأهل الأرض التدين بأي منها، وأنها على قدم التساوي، وأن الإسلام غير ناسخ لما قبله من الأديان، ولا شك أن إقرار ذلك أو اعتقاده أو الرضا به كفر وضلال؛ لأنه مخالفة صريحة للقرآن الكريم والسنة المطهرة وإجماع المسلمين، واعتراف بأن تحريفات اليهود والنصارى هي من عند الله -تعالى الله عن ذلك -.
كما أنه لا يجوز تسمية الكنائس (بيوت الله) وأن أهلها يَعبدون الله فيها عبادة صحيحة مقبولة عند الله؛ لأنها عبادة على غير دين الإسلام، والله تعالى يقول: ((وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الإسلام دِيناً فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ))، بل هي: بيوت يكفر فيها بالله، نعوذ بالله من الكفر وأهله.
السؤال الثاني و العشرون:
- تقام محافل الكفار، وخاصة الدينية منها كـ ( semana santa ) أي: (الأسبوع المقدس) حيث تحمل الصلبان والأصنام وغيرها، وتسير القوافل بها عبر الشوارع، فما حكم حضور مثل هذه المحافل بحجة التعرف على ثقافات البلدان وحب الاطلاع لا غير؟
الجواب:
إن العلماء قاطبة أجمعوا على لأنّ حضور أعياد الكفّار كبيرة من كبائر الذنوب، ومعصية لعلاّم الغيّوب، والأدلة على ذلك ما يلي:
1 - قال الله تعالى: {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً} [الفرقان:72]، قال أئمّة التفسير كمحمّد ابن سيرين والرّبيع ابن أنس: " الزّور هو أعياد الكفّار".
2 - وروى أبو داود عَنْ ثَابِت بْنِ الضَّحَّاكِ قَالَ: نَذَرَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم أَنْ يَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم فَقَالَ: إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ إِبِلًا بِبُوَانَةَ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم: ((هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ؟))، قَالُوا: لَا، قَالَ صلّى الله عليه وسلّم: ((هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ؟))، قَالُوا: لَا، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: ((أَوْفِ بِنَذْرِكَ، فَإِنَّهُ لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ، وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ)).
3 - روى أبو داود عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم: ((مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ)).
4 - من العهود التي أخذها عمر بن الخطاب رضي الله عنه على أهل الذمة من النّصارى: (ألاّ يُظهروا أعيادهم وشعائرهم، وإلاّ فلا ذمة لهم)، فكيف يأتي اليوم المسلمون فيحضروا هذه الأعياد الكفرية أو يظهروها.
5 - وقال عمر رضي الله عنه: (لا تدخلوا على النّصارى يوم عيدهم، فإنّ السخط والغضب ينزل عليهم).
6 - وقال عبد الله بن عمرو رضي الله عنه: (من بنى بأرض العجم وشهد نيروزهم وعيدهم فمات فقد برئ من الإسلام).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/346)
7 - قال ابن القيّم رحمه الله في " أحكام أهل الذمّة ": " إنّ الاحتفال بأعياد الكفّار إن لم يكن كفرا فهو حرام "، وبمثله قال ابن تيمية رحمه الله.
وعل المسلم أن يعلم أنّ إظهار أو حضور شيء من شعائر النّصارى وأعيادهم فيه ولاء لهم، وقد قال الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} [المائدة:51]، وقال أيضًا: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَق}.
السؤال الثالث و العشرون:
- ما حكم شرب شراب خميرة الجعة (منزوع الكحول) فهو مفيد في تصفية الكلى كما هو معروف ومجرب؟، وما حكم استهلاك المواد الغذائية والأدوية التي تحتوي على كحول؟
الجواب:
الأصل في مثل هذا الشراب الحل، ويدل لذلك قول الله – عز وجل -: "ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث"، وأيضاً قول الله – عز وجل -: (هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً) [البقرة: من الآية29]، فهذا هو الأصل، ما لم يكن هناك محرم كخمر ونحوه.
قال الشيخ: عبد الرحمان بن أحمد بن فايع الجرعي عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد:
" وجود الكحول في المأكول والمشروب، فمن المعلوم أن الكحول مادة مسكرة أو مخدرة، وبالتالي فإذا وجدت في الأكل أو الشرب، وكانت مؤثرة فيه بمعنى أنه يترتب على التناول إسكار فالتناول في هذه الحالة حرام قطعاً؛ لأن علة تحريم الخمر، هي: الإسكار، وقد وجدت هنا، والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً.
أمّا إذا كانت مادة الكحول الموجودة في المأكول أو المشروب قليلة ويسيرة، ولا يظهر أثرها، واستهلكت في المشروب ونحوه، فالصحيح أن هذه الكمية اليسيرة من الكحول لا أثر لها في تحريم هذا الطعام أو الشراب، فهو مثل النجاسة المستهلكة في الماء، فعلى القول الصحيح -إن شاء الله- أن هذه النجاسة ما لم يظهر أثرها في الماء، في طعمه، أو لونه، أو ريحه، فالماء باق على طهوريته قليلاً كان أو كثيراً، وفي (صحيح البخاري، ك72، ب12) – تعليقا- قَال أَبُو الدَّرْدَاء رضي الله عنه فِي الْمُرِي: ذَبَحَ الْخَمْرَ النِّينَانُ وَالشَّمْسُ"، والنينان: جمع نون، وهو: الحوت، والمري: أكلة تتخذ من السمك المملح، يوضع في الخمر ثم يعرّض للشمس فيتغير طعمه عن طعم الخمر، ومعنى قول أبي الدّرداء رضي الله عنه هذا: أنّ الحوت لمّا ملِّح ووضع في الشّمس أذهب الخمر فصار حلالاً، ومما يدل على عدم الحرمة هنا: أن الخمر إنما حرمت لوصف الإسكار الموجود فيها، فإذا انتفى هذا الوصف انتفت الحرمة.
وممّا يشار إليه هنا أن البعض يظن أن المخلوط بالخمر حرام مطلقاً، سواء قلّت نسبة الخمر - بحيث لا تؤثر في المخلوط– أو كثرت، وظنوا أن ذلك هو معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم: ((مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ)) [رواه أحمد (5648) واللّفظ له، وابن ماجة (3392)، والدارقطني (4/ 254)، وهو صحيح " الإرواء " برقم (2375)].
فقالوا: هذا فيه قليل من الخمر الذي يُسكر كثيره فيكون حراماً، وقد أجاب الشيخ ابن عثيمين – رحمه الله – في " مجموع فتاويه " (4/ 260) عن هذا الفهم، فقال: يقال هذا القليل من الخمر استهلك في غيره فلم يكن له أثر وصفي ولا حكمي، فبقي الحكم لما غلبه في الوصف، وأما حديث "ما أسكر كثيره فقليله حرام" (سبق تخريجه) فمعناه: أنه إذا كان الشراب إن أكثر منه الشارب سكر، وإن قلل لم يسكر، فإن القليل منه يكون حراماً؛ لأن تناول القليل وإن لم يسكر ذريعة إلى تناول الكثير، ويوضح ذلك حديث عائشة -رضي الله عنها-: قالت: قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: ((كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ، مَا أَسْكَرَ الفَرْقُ مِنْهُ فَمِلْءُ الكَفِّ مِنْهُ حَرَامٌ)) [أخرجه أبو داود (3687)، والترمذي (1866)، وأحمد (24992)، وهو صحيح (الإرواء برقم 2376)]، والفرق: مكيال يسع ستة عشر رطلاً. ومعنى الحديث: أنه إذا وجد شراب لايسكر منه إلا الفرق، فإن ملء الكف منه حرام، فهو معنى قوله صلّى الله عليه وسلّم: ((مَا أَسْكَرَ كَثِيرُهُ فَقَلِيلُهُ حَرَامٌ)) [سبق تخريجه] اهـ.
ومع ذلك فالأولى فيما يظهر لي -والله أعلم- أن يتجنب الإنسان تناول الأطعمة والأشربة المحتوية على هذه المواد المسكرة المستهلكة في الطعام والشراب ما لم يحتج إلى ذلك، لكن هذا من باب الورع لا التحريم، والله أعلم ".
السؤال الرابع و العشرون:
- نحن نفكر – شيخنا- في إنشاء مكتبة سمعية في مسجدنا " السّلام " سلّمكم الله -وهو في الحقيقة صغير المساحة- نقوم من خلالها بإعارة أشرطة مقابل سعر رمزي بغرض اقتناء أشرطة علمية وغيرها، ولمساعدة المسجد في حاجياته، لكن المشكل يا شيخ أنه لا يوجد مكان لهذا الأمر سوى هذا المسجد، ومن المعلوم حرمة هذه المعاملات في المسجد وما اتصل به، فما هو الحل شيخنا أثابكم الله؟
الجواب:
الحكم كما جاء في السؤال، وهو عدم جواز هذه المعاملات في المسجد، والحل هو أن يوضع صندوق - في المكتبة- للتبرعات دون إلزام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/347)
ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 01:10 ص]ـ
السؤال الخامس و العشرون:
- ما حكم زواج المصلحة، أي: زواج الأوراق؟ وهل ينعقد هذا الزواج ويصبح له حكم الزواج الشرعي؟
الجواب:
1 - إذا كان الاتفاق بين الرجل والمرأة على الزواج إلى مدة مؤقتة لاستخراج أوراق معينة ثم يكون بعد ذلك الطلاق فإن هذا من نكاح المتعة المحرّم.
2 - وإذا كان الزواج دون اتفاق، وإنما في نية الزوج أنه إذا استخرج الأوراق فإنه سيطلقها فهذه مسألة (النكاح بنية الطلاق)، وقد اختلف فيها أهل العلم، والرّاجح أنّه محرّم لما فيه من الظّلم والتّغرير بالمرأة، ولا يرضاه المرء لابنته ولا لأخته فكيف يرضاه لغيرهنّ.
السؤال السادس و العشرون:
- شيخنا ما هي نصيحتكم للآباء في تربية أبنائهم، وما هي الطريقة المثلى لذلك في هذه الديّار؟ وما هي الوسيلة التي يمكن بها تعليم الصغار اللغة العربية والمحافظة علة ألسنتهم ونطقهم؟
الجواب:
إنّ تربية الأبناء مسؤولية كبيرة، وواجب عظيم يشترك فيه الآباء والأمّهات، فالأبناء أمانة، والوالدان مسؤولان أمامَ الله عن هذه الأمانةِ، روى البخاري عَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلّى الله عليه وسلّم يَقُولُ: ((كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ، وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا))، وقال تعالى: ((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَاراً وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ))، وهذه بعض النصائح والتوجيهات:
1 - يجب التذكير بأن مرحلة الطفولة مرحلة مهمّة جدا في توجيه الولد وتأديبه، وهي مرحلة تأسيس لكثير من أخلاقه وطباعه وتفكيره، لهذا فليحذر الأب من إدخاله المدارس الأجنبية، و عليه أن يلحقه بأي مدرسة إسلامية.
2 - تعميق الإيمان بالله ورسوله في قلوب الأبناء، وتحببيب الإسلام لهم، ولا بأس من التفنن في الأساليب والوسائل والاستعانة بالقصص والروايات وغيرها.
3 - تثبيت عقيدة الولاء والبراء في أنفسهم، والتركيز على عداوة الكفّار وبغضهم.
4 - يجب الاستعانة بالله دائما وأبداً في تثبيت الدين في القلوب، ثم الاستعانة بالمراكز الإسلامية هناك لتزويدهم بما يعين على الحفاظ على الأبناء ودينهم من التغريب في بلاد الكفر والذوبان في معتقداتهم.
5 - كسب قلوب الأبناء واحتوائهم وشمولهم بالرعاية، والحنان، والحب، والعطف، والهدايا.
6 - لا بد أن يكون بين المسلمين الملتزمين هناك تواصل وتزاور بهدف إيجاد البيئة المسلمة للأطفال، حتى يزدادوا قناعة بدينهم لما يجدوا غيرهم متمسكين به وبمبادئه.
7 - الحذر من الاختلاط بأبناء الكفّار ومصاحبتهم، واجتناب الذهاب إلى المنتزهات و أماكن اللهو.
8 - الحرص على تحفيظهم كتاب الله تعالى، ومتابعة ذلك، مع تقديم الهدايا والمكافآت، و تعليمهم أصول العقيدة الإسلامية والآداب والأذكار الشرعية، و التأكيد على تعليمهم الوضوء والصلاة، وذلك بالتطبيق العملي أمامهم.
9 - يجب أن يكون الآباء والأمهات قدوة صالحة لأبنائهم، من خلال الاعتزاز بالدين والفرح به، والتمسك بمبادئه وتعاليمه.
10 - لا تنسوا كثرة الالتجاء إلى الله بالدعاء وحده أن يثبت أبناءكم على الدين، وأن يربط على قلوبهم بالحق فإنه لا يرد سائله ولا يخذله، وتوكلوا عليه واعتصموا بأمره.
كما يجب العمل على تعليم الصغار اللغة العربية والمحافظة على ألسنتهم ونطقهم، ولتحقيق ذلك ننصح بما يلي:
1 - الاجتهاد على التكلم باللغة العربية في البيوت، وأن يكون الوالدان قدوة للأولاد في هذا، وأن يتعمّدا أحيانا عدم إجابة الولد إذا لم يتكلّم باللغة العربية.
2 - الحرص على إدخال الأولاد المدارس والأكاديميات العربية ما أمكن ذلك.
3 - العيش في تجمعات سكنيّة عربية.
4 - الاجتهاد في إقامة دورات لتعليم اللغة العربية و متابعة ذلك في الكتب والأشرطة والوسائل التعليمية الحديثة.
5 - السماع المستمر للقرآن الكريم المسجّل وأشرطة الدروس والمحاضرات الإسلامية باللغة العربية.
7 - تشجيع أفراد الأسرة على إلقاء بعض الكلمات، ولو ذكر حديث واحد مع شرحه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/348)
8 - الفرار الفرار قبل وقت الخسار، فإنّه لو عشّش حبّ بلاد الكفر في قلب الولد فلن يقدِر الوالد على نزعه مهما فعل.
السؤال السابع والعشرون:
-شيخنا ماهي درجة الخطورة في احتكاك المرأة المسلمة بالكافرة، وما درجة تأثير هذه الأخيرة بالمرأة المسلمة؟ وكيف يمكن للمرأة المسلمة أن تساهم في المحافظة على بيتها المسلم في ديار الكفر؟
الجواب:
لا شك أنّ احتكاك المسلمة بالكافرة مضرّ لها في دينها، والكافرة لا تتخلّق بما تتخلّق به المسلمة، ولا تَدين لله تعالى بدين الإسلام، وعليه فإنّها لا تتورّع عن فعل ما يضرّ هذه المسلمة في أخلاقها ودينها، بل قد تسعى لإفسادها، كما أنّ مصادقتها والأنُس بها قد يولّد في القلب نوعاً من الرّضا ببعض ما تؤدّيه من شعائر دينها وتُضعف البراءة والمعاداة في الله.
والواجب على المرأة المسلمة أن تتّقي الله في نفسها وفي زوجها وأولادها، فتقوم بحقوق زوجها وتربية أولادها وتعليمهم، وأن تتعلّم أمور دينها، وأن تجتنب الخروج من بيتها إلاّ للضّرورة بالشّروط المعلومة، وأن تبتعد عن التشبه بالكافرات في تسريحة شعرها ولباسها وزيّها، وأن لا تلتفت إلى الدِّعايات المغرضة الّتي تريد أن تسلب المرأة كرامتها وعفّتها، فتدعوها إلى الخروج عن الآداب الشرعية والتمرد على زوجها، ولتحذر المرأة كل الحذر من الاختلاط بالكافرات والفاسقات، ويجب عليها المحافظة على بيتها فلا تدخله من لا يرضى دينها، وأن تعمل على جعل منزلها روضة من رياض الجنّة، فتخرج منه كلَّ المنكرات والمحرمات من تلفاز وموسيقى وصور، وتعمِّرَه بذكر الله و الصّلاة والأعمال الصّالحات.
السؤال الثامن والعشرون:
- في رأيكم -شيخنا- ما هي أهمّ الكتب و العلوم الشّرعية الّتي يجب أن تدرّس في ديار الكفر، والّتي يجب أن توجد في البيت المسلم، والّتي يجب أن يوليها الأئمّة أكبر اهتمام؟
الجواب:
من جهة كونكم في دار كفر، وكون أهلها يدينون بالباطل، وهم على كفرهم لا يعتدون على المسلمين اعتداءً في أبدانهم، فهذا المجتمع يصنّف في المجتمع الحبشيّ الّذي يجب فيه على المسلمين أن يكونوا فيه دُعاة إلى الله عاملين، لا أن يكونوا في مجتمع الكافرين ذائبين وعن العمل خاملين. وذلك لن يكون أبدا إلاّ بدراسة:
1 - كتب الردّ على النّصارى والسّبيل إلى دعوتهم بالحجّة والبرهان، وردّ شبههم بالدّليل والبيان.
2 - كتب العقيدة والتّوحيد الصّحيح، لانتشار أهل البدع هناك بشكل رهيب وبخاصّة أهل الطّرق الصّوفيّة.
3 - كتب الأخلاق والتّزكية، فإنّ ذلك ممّا يعِين على نشر الدّعوة.
السؤال التاسع والعشرون:
- ما رأيكم شيخنا فيمن يقول إنّ مال الكافر الّذي بلده يعادِي الإسلام ويحاربه غنيمة، ولا بأس في أخذه بطريقة أو أخرى، ولا إثم في ذلك؟
الجواب:
من دخل بلاداً في أي دولة بأمان وبعهد وذمة فلا يجوز له نقض العهد، ولا يجوز النهب ولا السلب ولا القتل ولا الغصب، ولا الاعتداء على الأموال أو الأعراض أو الأنفس، ولو كان أهل تلك الدولة كفاراً أو حربيّين أو مخالفين في الدّين، لأنّه دخل بعهد وأمان، والأدلّة على ذلك:
1 - قوله تعالى: ((فَأَتِمُّوا إِلَيْهِمْ عَهْدَهُمْ إِلَى مُدَّتِهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ)) (التوبة: من الآية4)
2 - وقال سبحانه: ((وَأَوْفُوا بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً)) (الاسراء: من الآية34)
3 - أن ذلك من الغدر والخيانة، روى البخاري عَنْ الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ وَمَرْوَانَ قالا: كَانَ الْمُغِيرَةُ صَحِبَ قَوْمًا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَتَلَهُمْ وَأَخَذَ أَمْوَالَهُمْ ثُمَّ جَاءَ فَأَسْلَمَ فَقَالَ النَّبِيُّ صلّى الله عليه وسلّم "أَمَّا الْإِسْلَامَ فَأَقْبَلُ وَأَمَّا الْمَالَ فَلَسْتُ مِنْهُ فِي شَيْءٍ."
قال ابن حجر في (الفتح 5/ 402):" ويستفاد منه – أي من الحديث – أنه لا يحل أخذ أموال الكفار في حال الأمن غدراً؛ لأن الرفقة يصطحبون على الأمانة، والأمانة تؤدى إلى أهلها مسلماً كان أو كافراً، وأن أموال الكفار إنما تحل بالمحاربة والمغالبة ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/349)
4 - وروى البخاري عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صلّى الله عليه وسلّم بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ فَقَالَ: ((اتَّقِ دَعْوَةَ الْمَظْلُومِ فَإِنَّهَا لَيْسَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ اللَّهِ حِجَاب)) فلا يجوز الظلم بحال ولو كان للكفار.
ومن يستحلّ أخذ أموال الكفّار فمذهبه قائم على قول اليهود: {وَمِنْهُمْ مَنْ إِنْ تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لَا يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلَّا مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَائِمًا ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الْأُمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ}.
ومن أقوال أهل العلم:
قال الشافعي رحمه الله في " الأمّ " (4/ 284): " وإذا دخل رجل مسلم دار الحرب بأمان .. وقدر على شيء من أموالهم لم يحل له أن يأخذ منه شيئا قل أو كثر؛ لأنّه إذا كان منهم في أمان، فهم منه في مثله، ولأنّه لا يحلّ له في أمانهم إلاّ ما يحلّ له من أموال المسلمين وأهل الذمّة ".
وقال السرخسي الحنفيّ في " المبسوط (10/ 96): " أكره للمسلم المستأمن إليهم في دينه أن يغدر بهم لأنّ الغدر حرام "، والكراهة عند السّرخسيّ هنا معناها التّحريم.
وقال ابن قدامة في " المغني " (9/ 237): "وأمّا خيانتهم فمحرّمة، لأنّهم إنّما أعطوه الأمان مشروطا بتركه خيانتهم وأمنه إيّاهم من نفسه، وإن لم يكن ذلك مذكورا في اللّفظ فهو معلوم في المعنى، ولذلك من جاءنا منهم بأمان فخاننا كان ناقضا لعهده، فإذا ثبت هذا لم تحلّ له خيانتهم لأنّه غدر، ولا يصلح في ديننا الغدر، وقد قال النبيّ صلّى الله عليه وسلّم: ((المُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ)) فإن خانهم أو سرق منهم أو اقترض شيئا وجب عليه ردّ ما أخذ إلى أربابه، فإن جاء أربابه إلى دار الإسلام بأمان أو إيمان ردّه عليهم، وإلاّ بعث به إليهم، لأنّه أخذه على وجه حرم عليه أخذه فلزمه ردّ ما أخذ، كما لو أخذه من مال مسلم ".
وقال المرغينانِي: " وإذا دخل المسلم دار الحرب تاجرًا؛ فلا يحلّ له أن يتعرّض لشيءٍ من أموالهم، ولا من دمائهم " [بداية المنتهي (ص: 118)].
ومن المفاسد المترتبة على الإقدام على مثل هذا العمل:
- فيه تشويه لصورة الإسلام، والمسلم مطالب بحفظ سمعة الإسلام وسمعته، ولا يجوز له أن يدنسها لأجل المال، ولا أن يصد عن دين الله بمثل هذه الممارسات.
- المسلم بهذا العمل يعرض نفسه وأهله وذويه للخطر من سجن، أو طرد، أو إيذاء، وهو في غنى عن كل ذلك، وليس للمسلم أن يذل نفسه، ولا يجوز أن يعرض من تحت يده للفتن حين يلقي بنفسه بأسباب تؤدي به إلى السجن والانقطاع عنهم.
السؤال الثلاثون:
-هل يجب احترام كلّ قوانين البلد المقام فيه وتطبيقها أو هناك تفصيل؟
الجواب:
إذا دخل المسلم بلاد الكفر فقد دخل بعقد والتزام، وعهد وميثاق، وحينئذ يجب عليه الوفاء بالعهد والعقد، وأن يلتزم بأنظمة البلد الذي دخل إليه، فإن ذلك مقتضى تأشيرة الدخول، ولكن عليه أن يتجنب من تلك الأنظمة ما يخالف الشريعة الإسلامية، بل لا يجوز له أن يعمل بشيء من ذلك، فإن أُكره على ذلك فيتأكّد عليه الهجرة أكثر من قبل.
السؤال الواحد والثلاثون:
-ماهو ضابط وشروط الزّواج من الأجنبيّات (النّصرانيّات)؟
الجواب:
الأصل هو حِلّ نساء أهل الكتاب عند جمهور أهل العلم، لقوله تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ}.
ولكنّ هناك شروطا متّفقا عليها، وذلك لنصّ القرآن أو السنّة عليها، وإنّ هناك شروطا مختلفا فيها، وشروطا اشترطها الفقهاء من بعد لتغيّر الزّمان وأحوال النّاس، ومجمل هذه الشّروط ما يلي:
1 - الإحصان: وهذا شرط نصّت عليه الآية، والمقصود من قوله تعالى: {وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ} [المائدة: من الآية5]، والمقصود بالإحصان هنا: العفّة والحرّية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/350)
وهذا الشّرط ليس بغريب فهو يشترط أيضا في نكاح المسلمة أيضا، قال تعالى في اشتراط العفّة: {الزَّانِي لا يَنْكِحُ إِلَّا زَانِيَةً أَوْ مُشْرِكَةً وَالزَّانِيَةُ لا يَنْكِحُهَا إِلَّا زَانٍ أَوْ مُشْرِكٌ وَحُرِّمَ ذَلِكَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ} [النور:3]، ولا يتسامح في هذا الشّرط بحال من الأحوال لا مع المسلمة ولا مع غيرها.
وقال تعالى في اشتراط الحرّية: {وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ مِنْكُمْ طَوْلاً أَنْ يَنْكِحَ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ فَمِنْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ مِنْ فَتَيَاتِكُمُ الْمُؤْمِنَات} [النّساء: من الآية25]، وهذا الشّرط يتسامح فيه مع المسلمة إذا لم يستطع المسلم نكاح الحرّة وخشي على نفسه العنت، وإن كان يُفضي إلى أن يصير ابنها عبدا تابعا لها فيملكه مالكها.
ولا يُتسامح في هذا الشّرط مع الكتابيّة، لسببين اثنين:
أوّلا: لدخول النّقص عليها من جهتين: جهة الكفر، وجهة الرقّ.
ثانيا: أنّ الأمة المسلمة إذا ولدت يصبح ولدها ملكا لمالكها وهو المسلم، فحتّى لو باعها فإنّه لا يبيعها لكافر، أمّا الأمة الكافرة يمكن بيعها لكافر، وهناك يدخل الولد تحت ولاية الكافر تبعا لأمّه، والله يقول: {وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلاً} [النساء: من الآية141].
وممّن فسّر الإحصان بالعفّة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه، فقد أخرج البيهقيّ في " سننه " (7/ 172) وابن أبي شيبة في "المصنّف" (3/ 474) عن أبي وائل قال: تزوّج حذيفة رضي الله عنه يهوديّة، فكتب إليه عمر رضي الله عنه أن يفارقها، فقال: (إِنِّي أَخْشَى أَنْ تَدَعُوا المُسْلِمَاتِ، وَتَنْكِحُوا المُومِسَاتِ) قال البيهقيّ: " وهذا من عمر رضي الله عنه على طريق التّنزيه والكراهية، ففي رواية أخرى أنّ حذيفة رضي الله عنه كتب إليه: أحرام هي؟ قال: (لا، ولكنّي أخاف أن تعاطوا المومسات منهنّ) قال أبو عبيدة: يعني العواهر.
وقال الشّعبي في قوله تعالى: {وَالمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ}: " إحصان اليهودية والنّصرانية: أن تغتسل من الجنابة وأن تحصن فرجها .. " [" أحكام القرآن " للجصّاص (2/ 324)]، وممّن قال بذلك: السدّي، ومجاهد وسفيان.
2 - ألاّ تكون في دار الحرب:
إنّ آية المائدة الّتي دلّت على جواز زواج المسلم بالكتابية، لم تفرّق بين أن يتزوّجها في دار الإسلام أو في دار الحرب.
ولكن دار الحرب تختلف عن دار الإسلام، بأنّ السّيطرة في دار الإسلام للمسلمين الذين هم أهل الحل والعقد، يحكمون بشريعة الله التي أنزلها في كتابه وفي سنة رسوله صلّى الله عليه وسلّم، وتظهر فيها شعائر الإسلام، واحتمال ميل الزوجة إلى دين زوجها المسلم وارد، كما أن احترامها لآداب الإسلام، وعدم مجاهرتها بما يخالفها أقرب، إرضاءً لزوجها الذي يغيظه مخالفة دينه في الأخلاق وارتكاب المحرمات، وإن تساهل فيه مراعاة لمعتقدها الذي تزوجها مع علمه به.
وهذا بخلاف دار الحرب التي تكون الهيمنة والسيطرة فيها للكفار الذين هم أهل الحل والعقد، والحكم فيها إنما يكون بقوانينهم التي تخالف الإسلام، كما أن الشعائر الظاهرة فيها هي شعائر الكفر، وليست شعائر الإسلام، والأخلاق السائدة فيها هي أخلاق الكفار.
ولهذا تكون الزوجة الكتابية في بلاد الحرب، أكثر تمسكا بدينها وأخلاقها وعاداتها، وأقل ميلا إلى دين زوجها وأخلاقه بل إنه ليخشى على زوجها المسلم أن يتأثر بمحيط الكفر الذي يعيش فيه، ويخشى أكثر على ذريته من التدين بدين أمهم التي تربيهم عليه.
ولهذا اختلف العلماء الذين أجازوا زواج المسلم بالكتابية في دار الإسلام، في زواجه بها في دار الحرب.
- فقد ذكر القرطبي رحمه الله: أن ابن عبّاس رضي الله عنه سئل عن نكاح أهل الكتاب إذا كانوا حربا؟ فقال: " لا يحلّ-وتلا قوله تعالى: {قَاتِلُوا الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلاَ بِاليَوْمِ الآخِرِ} إلى قوله تعالى: {وَهُمْ صَاغِرُونَ} قال الرّاوي عنه: حدّثت بذلك إبراهيم النّخعي فأعجبه-يعني أنّ إبراهيم يقول بالتّحريم كذلك- وكره مالك تزوّج الحربيات، لعلّة ترك الولد في دار الحرب، ولتصرفها في الخمر والخنزير. اهـ[الجامع لأحكام القرآن 3/ 69].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/351)
فمذهب ابن عبّاس وعليّ بن أبي طالب رضي الله عنهما وإبراهيم النخعي، تحريم زواج المسلم بالكتابية في دار الحرب، ويحتمل أن تكون كراهة الإمام مالك رحمه الله لذلك، كراهة تحريم.
كما أنّ امرأته الحربيّة قد تنشئ أولاده وتربّيهم على النّصرانية وبغض المسلمين، وغير ذلك من المفاسد المترتبة على زواجه بالحربية في دار الحرب.
وقد صرّحت كتب المذاهب الفقهية بكراهة الزواج بالكتابية في دار الجرب، إلا أن بعضهم يفسرون الكراهة بكراهة التحريم، وبعضهم يفسرونها بكراهة التنزيه، ورجّح الفقيه الحنفي محمّد أمين المشهور بابن عابدين رحمه الله أنّ الكراهة هنا كراهة تحريمية، وليست كراهة تنزيه. [حاشية رد المحتار على الدر المختار (3/ 45)].
وصرّح الدكتور وهبة الزحيلي في كتابه " الفقه الإسلامي وأدلّته " (7/ 145) أن الحنفية يحرمون الزواج بالحربية في دار الحرب.
وقال في " الشّرح الصّغير " (2/ 420) في المذهب المالكي: " وتأكد الكره-أي الكراهة-إن تزوجها بدار الحرب، لأن لها قوة بها لم تكن بدار الإسلام، فربما ربت ولده على دينها، ولم تبال باطلاع أبيه على ذلك ".
وقال النووي رحمه الله في " المنهاج " (2/ 187): "وتحل كتابية، ولكن تكره حربية، وكذا ذمية على الصحيح" وقال في الحاشية: "لكن الحربية أشد كراهة منها ". وكذلك قال ابن قدامة في " المغني " (9/ 292 - 293).
وقال ابن القيم رحمه الله في " أحكام أهل الذمّة " (2/ 420):
"وإنّما الّذي نصّ عليه أحمد، ما رواه ابنه عبد الله، قال: أكره أن يتزوّج الرّجل في دار الحرب، أو يتسرّى من أجل ولده، وقال في رواية إسحاق بن إبراهيم: لا يتزوّج ولا يتسرّى الأسير، ولا يتسرّى بمسلمة، إلاّ أن يخاف على نفسه، فإذا خاف على نفسه لا يطلب الولد ".
وبهذا يظهر أن مذهب الإمام أحمد، أكثر صراحة في تحريم زواج المسلم بالكتابية في دار الحرب، بل لا يبيح له وطء أمته المسلمة أو امرأته في دار الحرب إلا للضرورة، مع توقي إنجاب الولد. ويلي مذهب الإمام أحمد في الصراحة بالتجريم المذهب الحنفي.
أسباب تحريم العلماء زواج المسلم بالكتابية في دار الحرب.
والذي دعا العلماء إلى القول بتحريم زواج المسلم بالكتابية في دار الحرب أو كراهته، يتلخص في ثلاثة أمور رئيسة:
الأمر الأول: الخوف على ذرية المسلم المولودين في دار الحرب.
من أن يُرَبُّوا على غير دين أبيهم، فيكون بذلك قد غرس لأعداء الإسلام غرسا يكثر به سوادهم، ويخسر بذلك المسلمون الذين هم أولى بتكثير سوادهم، وقد علم أن حفظ النسل ضرورة من ضرورات الحياة التي يجب حفظها وحمايتها، والمقصد الأساسي من حفظ النسل البشري في الأرض، أن يكون النسل محققا لعبادة الله، لأن الله تعالى إنما خلق الخلق لعبادته، كما قال تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذّاريات: 56].
الأمر الثاني: الخوف من اختيار المسلم المقام بين ظهراني الكفار الحربيين، لما في ذلك من المفاسد:
المفسدة الأولى: مخالفة الأمر بالهجرة إلى بلاد الإسلام. وفي ذلك تعريض المسلم نفسه لعذاب الله وسخطه، وإذلال نفسه لعدوه.
المفسدة الثانية: تكثير سواد الكافرين، وتقليل سواد المسلمين، وفي ذلك تقوية للكفار، وإضعاف للمسلمين.
المفسدة الثالثة: تعريض ذريته للكفر، أو الاسترقاق، ولو كانوا مسلمين، ذلك أن امرأته قد يأسرها المسلمون وهي حامل، فيكون ولدها رقيقا.
المفسدة الرابعة: ما قد يتعرض له المسلم من المنكر، ومن ذلك تعاطي المحرمات التي قد لا يستطيع الإفلات من تعاطيها، ومشاهدة المنكرات الكثيرة التي تجعله يألفها ولا ينكرها قلبه، بل قد يموت قلبه فيرضى بها لكثرتها.
المفسدة الخامسة: ما تمارسه امرأته من منكرات، فقد تمارس أنواعا كثيرة من تلك المنكرات، وقد يميل مع طول الوقت والمعايشة، إلى كثير من تلك المنكرات المخالفة لدينه، إن سلم من الارتداد عنه.
ومن هنا يبدو رجحان القول بتحريم زواج المسلم بالكتابية في دار الحرب، لأن زواجه بالكتابية في دار الإسلام مباح مع الكراهة، ومعلوم أن تناول المباح إذا أدى إلى مفاسد تفوق المصلحة من تناوله، غلب جانب المفسدة الراجحة فيدخل في الحرام بذلك، ومفاسد نكاح الكتابية في دار الحرب تفوق المصالح المترتبة عليه كما هو واضح مما تقدم، و الله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/352)
فلا غرابة من اشتراط الباحثين والعلماء اليوم شروطا كثيرة في جواز الزّواج من كتابيّة، فهي كلّها مستقاة من تلكم المقاصد الّتي بُثَّت في كتب العلماء القدماء حيث النّقاء والصّفاء، فكيف في عصر ذاعت فيه الفحشاء، ومجملها:
التأكّد من كونها من أهل الكتاب.
الإحصان.
ألاّ تكون حربيّة.
توفّر شروط العقد.
عدم الخشية على الأولاد: من الانسلاخ من الدّين، وأكل الحرام.
رجاء إسلام تلك المرأة.
أن يكون المسلم متين العقيدة.
أن يكون مستقيما على تعاليم الإسلام.
وإلاّ، فإنّه آثم بزواجه ووقع فيما حذّر الله منه: {أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [البقرة: من الآية221].
السؤال الثاني والثلاثون:
- قرأت لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في مجموع الفتاوى (23/ 164) قوله:
(ويرخّص للآمر بالمعروف والناهي عن المنكر أن يأتي بعض ما ينهى الناس عنه إن كان إتيانه بغرض الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حسما لمادة الفساد، فيجوز له حضور مجالس المنكر بغرض الإنكار على أهله، ويجوز له التخلّف عن صلاة الجمعة أحيانا لينظر من لا يصليها فيعاقبه .. ).
هل هذا الأمر يعمّ كلّ من يأمر أو ينهى، أو هو خاصّ بمن ولاّهم الحاكم كهيئة الحسبة؟ وما معنى قول شيخ الإسلام: (يأتي بعض ما ينهى الناس عنه .. ) هل معناه أن فعل ذلك الأمر أو إتيانه بمعنى حظوره؟
الجواب:
الله أعلم، ولم أقف على كلامه هذا، فإن صحّ عنه ذلك، فلا بدّ من النّظر أهو ناقل لكلام غيره ليردّه، أو نحو ذلك، فإن كان قد قاله فهو مخالف للنّصوص الكثيرة والثرّة الغزيرة الّتي تنهى المسلم أن ينهى عن الشّيء ويأتيه، ومخالف أيضا لما ذكره رحمه الله في موضع آخر فقال:
" ولا يجوز لأحد أن يحضر مجالس المنكر باختياره لغير ضرورة، كما في الحديث أنّه قال: ((مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَاليَوْمِ الآخِرِ فَلاَ يَجْلِسْ عَلَى مَائِدَةٍ يُشْرَبُ عَلَيْهَا الخَمْرُ)) ورُفِع لعمر بن عبد العزيز قومٌ يشربون الخمر فأمر بجلدهم فقيل له: إنّ فيهم صائما. فقال: ابدءوا به، أما سمعتم الله يقول: {وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آَيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ}؟ فبيّن عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه أنّ الله جعل حاضرَ المنكر كفاعله، ولهذا قال العلماء: إذا دُعِي إلى وليمة فيها منكر كالخمر والزمر، لم يجز حضورها، وذلك أنّ الله تعالى قد أمرنا بإنكار المنكر بحسب الإمكان، فمن حضر باختياره ولم ينكره فقد عصى الله ورسوله صلّى الله عليه وسلّم بترك ما أمره به من بغضّ إنكاره والنّهي عنه ".
السؤال الثالث والثلاثون:
- هناك بعض الأسواق الأسبوعيّة وغيرها أين يباع فيها الأغراض المستعملة، وبعض السّلع الرّخيصة وغيرها، وهناك بطبيعة الحال بعض اللّصوص الذّين يبيعون سلعهم، ولكن في كثير من الأحيان لا يعرفهم المشتري، فهل هناك بأس على من يشتري في هذه الأسواق، وهل عليه التحقّق والسّؤال عن هذا البائع، أم الأمر واسع؟
الجواب:
في مثل هذه القضايا فإنّ الحكم والعبرة بالغالب، فمتى غلب عليك شيء فعليك أن تحكم بموجبه:
فإِنْ كان الغالب على هذه الأسواق أن يباع فيها الأشياء المسروقة فلا يجوز الشّراء منها إلاّ ممّن يوثق به.
أمّا إن كان الغالب خلاف ذلك، جاز إلاّ إذا علم المشتري أنّ السّلعة مسروقة، أو أنّ البائع معروف بالسرقة.
هذا واللهَ نسأل أن يوفّقنا وإيّاكم لما يحبّه ويرضاه، وأن يثبّتنا على طاعته وتقواه، إنّه وليّ ذلك والقادر عليه، والسّلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلاّ أنت، أستغفرك وأتوب إليك.
وكتبه أبو جابر عبد الحليم توميات لأخيه الفاضل والعزيز أبي عبد الرّحمن الأندلسيّ المالقي.
ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 01:18 ص]ـ
أسئل الله يا شيخنا أن يجازيكم عنا وعن المسلمين خير الجزاء وأن يرفع قدركم في الدارين و أن يثبت أقدامكم ويشرح صدوركم ويحفظكم بحفظه وأن يجمعنا بكم في الدنيا - عاجلا غير آجل - على حبه وطاعته وفي الآخرة في دار كرامته في يوم مزيده مع طب القلوب ودوائها سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
محبكم في الله وخادمكم
محمد
كان الله له
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[23 - 06 - 08, 07:19 م]ـ
جزاك الله خيراً.
فهذه من مواضيع الساعة التي ابتُلي بها كثير من المسلمين، هذا إن لم نكن ابتُلينا نحن ببعضها، والله المستعان!!!
ـ[محمد احمد الحقاني الافغاني]ــــــــ[23 - 06 - 08, 07:29 م]ـ
جزاك الله خيراً اخي الحبيب الاندلسي واسئل الله تعالي بالتضرع والدموع ان يوفقنا لفتح الاندلس مرة اخري
واسئل منه سبحانه وتعالي ان يوفقني لتادية الصلاة في مساجد القرطبة والغرناطة, وما ذلك علي الله بعزيز, انه علي كل شيء قدير وبالاجابة جدير, وبنعمته تتم الصالحات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/353)
ـ[ابو هبة]ــــــــ[23 - 06 - 08, 08:31 م]ـ
بارك الله فيك أخانا وبارك في الشيخ.
لو تجعلها لنا على ملف وورد أو بي دي أف ليسهل التحميل.
ـ[ابو عبد الرحمن الأندلسي]ــــــــ[24 - 06 - 08, 02:04 ص]ـ
وفيكم بارك الله أخي الفاضل ........ ولكم ما طلبت لا تنسنا و الشيخ من دعائكم
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[24 - 06 - 08, 02:20 ص]ـ
ماشاء الله تبارك الله اجوبة رصينة تدل على علم الشيخ بارك الله به وبناقل الاسئلة.
ـ[يوسف الجزائري]ــــــــ[25 - 06 - 08, 02:23 م]ـ
أحسن الله إليك أخي محمد
و حفظ الله شيخنا أبو جابر و زاده علما و فهما
ـ[مهدي أبو عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 08 - 08, 04:22 م]ـ
بارك الله في الشيخ أبو جابر عبد الحليم توميات حفظه الله ورعاه وجعل الجنّة مثواه ـ آمين ـ
و زاده علما و حفظه من الفتن و بارك الله فيك أخي محمد
______________________________________
www.manareldjazair.com (http://www.manareldjazair.com)
toumiete@hotmail.fr(97/354)
حقوق الجيل الناشئ علينا للشيخ العلامة محمد البشير الإبراهيمي
ـ[عبد القادر بن محي الدين]ــــــــ[21 - 06 - 08, 03:01 ص]ـ
حقوق الجيل الناشئ علينا
(1) نشرت في العدد 145 من جريدة (البصائر) 5 مارس1951,انظر آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي 3/ 273_276
للجيل الآتي علينا حقوق أوّليه مؤكّدة, لا تبرأ ذممنا منها عند الله ولا تسقط شهادة التاريخ علينا بها, إلا إذا أدّيناها لهم كاملةً غير مبخوسة وملاك هذا الحقوق
أن نعدّهم للحياة على غير الطريقة التي أعدّنا بها آباؤنا للحياة.
الأخلاق والآداب, والأفكار والإحساسات, والاتجاهات العامة, والمشخّصات هي الأمتعة التي يرثها جيل عن جيل, ومنها يتكوّن مزاجه صحة واعتلالاً؛ فماذا
وَرِثْنا عن آبائنا؟ وماذا نورث أبناءنا منها؟
ليس من العقوق أن نقول: إن آباءنا لم يورثونا شيئاً نافعاًَ من هذه الأمتعة, وليس من العقوق أن تقول: إن أباك خلفك فقيراً إذا كان عاش فقيراً ومات فقيراً.
بل من الإنصاف لهم أن نقولَ: إنهم ورثونا هذه الصفقة الخاسرة التي هي رأس مالنا اليوم من أخلاق لاتزنُ جناحَ بعوضة, وآداب لا تستقيم عليها حياة, وأفكار
بدائية لا تجول في المدار الواسع من الحياة, وعقول تقدّر فتخطئ, وتدبِّر فتبطئ, وإحساسات مذبذبة, واتجاهات خاطئة مدبّرة؛ وغير ذلك مما تركنا غرباءَ عن
عصرنا وأهل عصرنا, وصيّر الحياةَ منا في غير دار إقامة؛ فهل يحسن بنا أن نورث بنينا هذا السقط من الأمتعة بعد شعورنا ويقيننا بعدم كفايتها للحياة؟
يعذر هذا الجيل الذي نحن منه بأنه استلم التركة العامة أدوات معطلةً, وأسلحةً مفلولة, وأجهزة باليه من جيل انتهى به زمنه إلى درجة من الإفلاس المادّي
والأدبي, صيّرته في غير زمنه.
ولكنه لا يعذر إذا سلّمها كما هي إلى الجيل الآتي, ويقترف جريمة غش لا تغفر إذا حمل أوزاره وأوزار أجيال قبله على الجيل الآتي, بعد أن كشف
عررها, وتبين ضررها.
فتح جيلنا هذا عينه في ظلمات مضطرّبة, بعضها فوق بعض تتخللها بروق معشية, ورعود صاخَّة, ثم رجع بصره فإذا ذئاب تتخطف, وصوالجة تتلقّف،
وطفيليات أنبتها الدهر في دمنته، ثم رجع البصر كرتين فإذا أمامه مسافاتٌ مما قطع السائرون؛ ثم طلب الحياة, فإذا سبلها وعرة, والصراط إليها أرقّ (1) من
الشعرة وما زال هذا الجيل يتعثر في أذيال الماضي, ويتخبط في ظلمائه, ويحمل من أثقاله ما يقعد به كلما رام النهوض وإن أثقل ما يعانيه من تلك الأوزار,
اختلافُ الرأي حتى فيما تبينت طريقته, ولجاجُ الفكر حتى فيما ظهرت حقيقته.
حرام علينا أن نرضى للجيل الآتي بما لم نرض به لأنفسنا, وأن نجرّعهم هذا الحنظل الذي تجرّعناه, وأن نلوّث نفوسهم البريئة بهذه القاذورات، وأن نبتليهم بما
ابتلانا به آباؤنا من أدواء التفرُّق المهلك، والأنانية الكاذبة، والغرور المدُلي، والتنكر للقريب، والخضوع للغريب.
حرام علينا أن نقلدهم هذه الأسلحة المسمومة؛ فيتفانون كما تفانينا، ويذوق بعضهم بأسَ بعض، ويشقون جميعاً، ويسعد بشقائهم الغير.
حرام علينا أن نسلم إليهم شيئاً من هذه التركة التي يجب أن تنفقَ في جهاز الميت فتدفنَ معه، ويأمن الأحياء شرها، إذ لم ينالوا خيرها.
السبيل القويم الذي يؤدي إلى حفظ الجيل الجديد من هذه
(1) هكذا في الأصل ولعلها: أدق (م).
الشرور المتوارثة، وإلى توثيق عُرى الأخوة بين أفراده، وإلى توحيد أفكاره ومشاربه واتجاهاته، وإلى تصحيح فهمه للحياة، وتسديد نظرته إليها، وتشديد
عزيمته في طلبها هو المدرسة العربية التي تصقل الفكر والعقل واللسان، وتسيطر عليها، وتوجيهُ الجيل الناشئ إلى الإسلام والعرب، وإلى الشرق
والروحانية؛ فعلى هذه المدرسة يتوقَّف جزء كبير من ذلك الواجب الثقيل، وعليها يتوقف حظ كبير مما نرجوه لهذا الجيل وبهذه المدرسة نستطيع أن نبرئ ذممنا
من حقوق أبنائنا، وأن نكفر عن سيئات اجترحها أجيالنا الماضية.
لا نغالط أنفسنا، فنزعم لها أن هذه اليقظة البادية الآثار، المتفشية في الجيل القديم كافيةٌ في توجيه الجيل الجديد إلى الخير، وفي توحيد ميوله على الخير، أو
نزعم لها أن هذا الحظ التافه الذي حصلنا عليه من التعليم الأجنبي يغنينا أو يعيننا في هذا الصدد، أو نزعم لها أن الحالة الحاضرة للمدرسة العربية توصل إلى
هذه النتيجة المرغوبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/355)
فاليقظة موجودة، ولكنها لم تصل بعدُ إلى الصحو الصاحي، وما زالت تغالبها بقايا من النوم الثقيل الطويل؛ والتعليم الأجنبي على تفاهته في الكيف
وقلته في الكم، وعلى اضطرارنا إليه وإقبالنا عليه يسبقه جهل، وتقترن به آفات، وتعقبه مفاسد، وهو على ذلك كله يفتح عيناً؛ ليعمي عيناً، ومن بلغ إلى
غايته منَّا أصبح بالطبيعة متنكراً لماضيه ودمه وقومه؛ لأن ذلك التعليم وجده فارغاً؛ فملأه بما يشاء هو، لا بما نشاء نحن.
وأما حالة المدرسة العربية الحاضرة فهي محل الشاهد.
ما هي الغاية من المدرسة العربية الحديثة؟
ما دُمنا من بناة هذه المدرسة، ومن أول الداعين إليها، والقائدين لحركتها، والواضعين لبرامجها، والمشرفين على كل دقيقة وجليلة
فيها، والمعرّضين للبلاء في سبيلها ففينا من الجرأة ما يدفعنا إلى الجواب عن هذا السؤال.
الغاية من هذه المدرسة هي تربية هذا الجيل وتعليمه.
وغاية الغايات من التربية هي توحيدُ النشء الجديد في أفكاره ومشاربه، وضبطُ نوازعه المضطربه، وتصحيح نظراته إلى الحياة، ونقله من ذلك المُضْطَرَب
الفكري الضيق الذي وضعه فيه مجتمعه، إلى مضطرَب أوسع منه دائرة، وأرحب أفقاً، وأصح أساساً؛ فإذا تمَّ ذلك، وانتهى إلى مداه طمعنا أن تخرِّج لنا
المدرسة جيلاً متلائمَ الأذواق، متَّحدَ المشارب، مضبوط النزعات، ينظر إلى الحياة كما هي نظرةً واحدة، ويسعى في طلبها بإرادة متحدة، يعمل لمصلحة
الدين والوطن بقوة واحدة، في اتجاه واحد.
غاية التعليم هي تفقيهه في دينه ولغته، وتعريفه بنفسه بمعرفة تاريخه.
تلك الأصول التي جهلها آباؤه فَشَقُوا بجهلها، وأصبحوا غرباء في العالم، مقطوعين عنه، لم يعرفوا أنفسهم؛ فلم يعرفهم أحد.
فهذه هي الغاية السامية التي في تحقيقها نجهد ونكدح، وللوصول إليها نعمل، وفي العمل لها نلقى الأذى، وفي الأذى فيها نلقى راحة الضمير واطمئنان النفس،
وببلوغها إن شاء الله نكون قد أدَّينا الأمانة، وقضينا المناسك، وكفَّرنا عن جريمة التقصير، وفزنا بالعاقبة؛ فحمدنا السرى.
وبماذا يتم تمامُ هذه الغاية؟
لا يتم هذا على وجهه المثمر إلا بتوحيد منهاج التربية، وبرنامج التعليم، ولا يتم توحيد المنهاج والبرنامج إلا بتوحيد الإدارة، ولا يتم توحيد الإدارة إلا بتوحيد
الإشراف العام، درجات متلازمة سبقتنا بها الأمم التي بنتْ حياتها على تجربة النافع والأخذ بالأنفع، فقطعت الأشواط البعيدة في الزمن القريب.
وهذه هي المعاني التي دعتنا إلى جمع المدارس العربية تحت إدارة واحدة، وإشراف واحد، وإلى حشر المعلمين تحت لواء واحد؛ لِعِلمنا أن توحيد الغايات لا
يأتي إلا بتوحيد الوسائل.
يسوؤنا والله ويسوء الحق، أن تكون الحقيقة في هذه القضية أوضحَ من الشمس، وأن يكون رأينا فيها بعيداً من اللبس، ثم يتمارى بعض الناس فيها
فيشاقُّوننا في الرأي والعمل، وتأبى بعض الهيئات إلا أن تنفرد بمدرسة أو بضع مدارس، ويأبى بعض أبنائنا الطلبة أن يكونوا إلا ملوكَ طوائف: إمارة بلا
عمارة، وزعامة بلا دعامة، كل ذلك لدواعٍ من الجبن، أو بواعثَ من الحسد أو دوافعَ من الغرور والأنانية، أو كل ذلك مضروباً بعضُه في بعضه، ومن ادَّعى
منهم خلافَ هذا فلا يصدقه الناس؛ لأن قاعدة السبر الأصولي لا تقتضي إلا هذا.
لو رزق الله إخواننا هؤلاء عقولاً تزن الأمور بعواقبها، وإخلاصاً يُذيب الحسد، ويذهب بالأنانية لعلموا أن الخير كل الخير في الاجتماع، وأن القوة كل القوة
في الاتحاد، وأن الخروج على الجماعة أهلكَ من قبلنا، وهم في نهاية القوة؛ فكيف لا يهلكنا ونحن في نهاية الضعف؟ وأن الثمرات التي نرجوها من المدرسة
للجيل الجديد لا تأتي مع هذا التفرُّق والتشتيت، وأن من يريد الإصلاح فليدخل فيما دخل فيه الناس، وليعالج مخلصاً من الداخل، أما محاولته للإصلاح
وهو خارج فليست إلا هدماً وتخريباً؛ وأن الجيل الذي تخرجه هذه المدارس المتغايرة المتنافرة لا يأتي إلا متغايراً متنافراً، لا يزيد شيئاً عن خرِّيجي الزوايا في
العهد القديم، لا يجمعهم من الخلال إلا أبلغها في تفريقهم وهو تعصُّب كل تلميذ لزاويته، والحلفُ برأس شيخها؛ وبئس الجيل جيل يكون هذا مبلغه من التربية
والعلم، وبئس المربون نحن إن رضينا لهم هذه المنزلة.(97/356)
((ما حكم)) شاتم النبي صلى الله عليه وسلم؟
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 03:10 ص]ـ
ما حكم شاتم النبي صلى الله عليه وسلم اذا تاب وأخلص في توبته مع التفصيل والمراجع جزاكم الله خير(97/357)
سؤال للطلاب في جامعة الإمام
ـ[النجيلي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 07:37 ص]ـ
أحبابي طلاب جامعة الإمام
أنا متخرج من جامعة الإمام محمد بن سعود من سبع سنوات وأريد أن أدرس مرة أخرى في كلية الشريعة قسم إقتصاد إسلامي، فأرجو ممن له تواصل بالجامعة أن يسأل لي القسم المذكور هل أستطيع الدخول لهذا القسم إنتساباً مع العلم أن موقع الجامعة ليس فيه معلومات وافية.
وليحتسب الأخ الذي سوف يأتيني بالخبر لأنني والله محتاج لهذه المعلومات ضروري جداً وأنا بعيد
عن الجامعة وليس لي طريقة للسؤال وجزاكم الله خيراً.(97/358)
مقارنة بين النظرة التكاملية الإسلامية بين الرجل والمرأة والنظرة التنافسية العلمانية
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[21 - 06 - 08, 12:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مقارنة بين النظرة التكاملية الإسلامية بين الرجل والمرأة والنظرة التنافسية العلمانية
نشهد في هذه الأيام صراعاً فكرياً وعقدياً على صفحات الجرائد والمجلات، ووسائل الإعلام المختلفة والمنتديات حول مساواة المرأة بالرجل في مجالات العمل، ومزاحمته والاختلاط به في النوادي والملاهي والمؤتمرات، وشتى التجمعات.
وذلك بسبب تزايد ارتفاع الأصوات العلمانية المدعومة من الغرب في هذه الأيام بمثل هذه الدعوى، والترويج لها، خدمة وتطبيقاّ للنظرة العلمانية الغربية في الدعوة إلى المساواة بين الرجل و المرأة في كافة الحقوق والواجبات.
على الرغم من أن النظرة الغربية لا تستند إلى مبادئ أخلاقية، ولا إلى حقائق منطقية عقلانية، و لا إلى دراسات علمية تجريبية، وإنما تستند إلى ثورة عبثية
لا أخلاقية على الأديان والأخلاق والقيم والفضائل قامت بها الثورة الفرنسية والانجليزية وغيرها من الثورات التي توالت في الغرب ضد الدين والكنيسة والأخلاق والقيم. ثم روّج لها الاستعمار في دول العالم الثالث ومنها دول العالم الإسلامي بعد أن وجد في هذه الدول حلفاء مارقين عن دينهم وقيمهم وأخلاق مجتمعاتهم من المنافقين العلمانيين والذين في قلوبهم مرض الشهوات والشبهات. فكانوا قوة وسنداً للمستعمرين في فرض هذه النظرة على بلدانهم، وترويجها بالنيابة عنهم.
وللرد على هؤلاء ومعلميهم الغربيين، نعقد المقارنة بين النظرة التكاملية الإسلامية بين الرجل والمرأة، والنظرة التنافسية العلمانية التي تقوم على دعوى المساواة بينهما، ومنافسة المرأة للرجل في كافة الحقوق والواجبات.
النظرة الإسلامية:
إن حقيقة العلاقة بين الرجل والمرأة في الإسلام أنها علاقة تكاملية وليست علاقة تنافسية كما هي عند الغرب. بمعنى أن كلاً منهما يكمل الآخر.
فالإسلام ينظر إلى الرجل والمرأة على أنهما شيء واحد هو الإنسان، وأن هذا الإنسان جنسان أو قُل جزآن متكاملان هما الرجل والمرأة، وأنهما ليسا متساويين في التكوين والقدرات، وبالتالي فيستحيل أن يتساويا في الحقوق والواجبات، لأن المساواة في أي شيء بين المختلفين نقص في العقل، وظلم في الحكم. وإن من حكمة الله الخالق جل وعلا أنه لم يجعل الاختلاف بين الرجل
و المرأة في التكوين الجسمي والنفسي اختلاف تضاد، بل جعله اختلاف تكامل. فطبيعة الرجل الجسمانية مكملة لطبيعة المرأة، وكل منهما لا يستغني عن أن يكمّل نفسه بالآخر، ولذلك أصبح الزواج ضرورة إنسانية، نظراً لأن الجنسين
لا يمكن أن يستقل أحدهما عن الآخر.
كذلك فإن بقاء الجنسين في هذه الحياة لا يكون إلى عن طريق هذا التكامل، ولو استقل كل منهما عن الآخر ليكون منافساً له – كما تصوره النظرة التنافسية العلمانية التي تدعي المساواة – لفنيَ بنو الإنسان، وانتهت الحياة.
إن قوة الرجل الجسمانية والنفسانية تناسب مواجهة ظروف الحياة الخارجية للأسرة لحمايتها وتموينها، وإن ضعف المرأة الجسماني والنفساني يناسب الطمأنينة والسكينة التي تحتاجها الأسرة في جوها الأسري الداخلي.
ولذلك فالعلاقة التكاملية بين الرجل والمرأة تحيط الأسرة بسياج أمني لحياتها المعيشية، وجوّ مخملي لطيف لحياتها النفسية والاجتماعية.
إن المرأة ليست أقل ولا أكثر من الرجل في قيمتها الإنسانية، ولا منزلتها الإيمانية، فهما سواء في القيمة، ولكنهما مختلفان في الدور والوظيفة.
إن كلاُ من الرجل والمرأة إنسان مكلف في الإسلام، ولكن وظيفة كل منهما في الحياة تختلف باختلاف طبيعته الجسمانية والنفسانية، واختلاف إمكاناته الفطرية التي فطره الله عليها.
هذا هو عدل الإسلام، ورحمة الإسلام، وحكمة الإسلام.
إن الرجل والمرأة لكل منهما في الأسرة المسلمة والمجتمع المسلم دوره الذي يكمل دور الآخر، ووظيفته التي لا تتعارض مع وظيفة الآخر، وقُل إن شئت إنهما شيء واحد جزآه يكمل بعضهما الآخر.
النظرة العلمانية:
أما العلاقة التنافسية بين الرجل والمرأة القائمة على دعوى المساواة بينهما، كما في النظرة العلمانية، فإن من صفاتها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/359)
1/ أنها تقوّض الأسرة التي هي نواة المجتمع الأولى بإبعاد المرأة عن دورها الأساسي في الأسرة وهو الأمومة ورعاية الأسرة، وتحرم الطفولة من رعاية الأمومة وحنانها، وتجعل المنزل أشبه بالفندق أو النادي الذي يعج بالفوضى والمتاعب.
2/ أنها تقوّض الحياة التنموية والاقتصادية حين تخرج المرأة إلى ميادين الرجل لتنافسه، وتحرمه كثيراً من فرصه الوظيفية، وأدواره التنموية، مع قصورها عن أداء دوره، والقيام بمهمته. ولا يخفى أن معظم معاناة كثير من دول العالم لمشكلة البطالة، إنما كان سببه مزاحمة النساء للرجال في وظائفهم، مع ترك البيوت شاغرة عمن يشغل وظيفة الأمومة والرعاية الأسرية.
3/ إن خروج المرأة للعمل أو غيره مقروناً بدعوى الحرية – كما في النظرة العلمانية – يقوّض الأخلاق، ويدفع بالمرأة إلى الانحلال والتبذل، ويعرِّضها للابتزاز، ويشيع الفواحش والفضائح في المجتمعات، ويبدد معاني العفة والفضيلة والاحتشام.
ونتائج ذلك مسجلة في الإحصاءات الغربية حيث تتضاعف فيها معدلات الزنا والاغتصاب والجرائم الأخلاقية المتنوعة مئات الأضعاف عن غيرها من البلدان الملتزمة بالقواعد الأخلاقية، والحياة الطبيعية للإنسان.
4/ إن العلاقة التنافسية وفق نظرية المساواة بين الرجل والمرأة، تشيع روح العداء و التسخط بين الجنسين، كما تحيل العلاقة بين الجنسين من علاقة مودة ورحمة إلى علاقة تحدٍ واستعلاء.
وهذا معروف في صرخات التحدي والمطالبات والشكوى المرة التي ترتفع في الجمعيات النسائية المشحونة بالكره والحقد على سلطة الرجل السائدة في المجتمع. وأكثر ما تكون في المجتمعات الغربية التي تدعي المساواة بين الرجل والمرأة، وذلك لأنها في نفس الوقت تشحن المرأة بمشاعر القهر والظلم وروح التحدي والعداء.
5/ إن هذه الروح العدائية للمرأة ضد الرجل في المجتمعات الغربية وغيرها من المجتمعات العلمانية، وهذه المطالبات النسائية الحقوقية للمساواة بالرجل، لن تجدي شيئاً، ولن تغيّر من طبيعة الإنسان وفطرته التي فطره الله عليها. فستظل المرأة امرأة والرجل رجلاً. وستظل السيادة خارج المنزل للرجل في أي مجتمع كان. وإن ظهر بعض المسترجلات الشواذ من النساء في أدوار رجالية، فستظل المرأة التي أخرجتها الفلسفة الغربية العلمانية من وظيفتها الإنسانية العظمى وهي الأمومة ورعاية الأسرة، ضحية السير في الطريق المعاكس للفطرة والحياة الطبيعية الإنسانية.
6/ إن جريمة إبعاد المرأة عن دورها الأسري الذي يتمثل في الأمومة ورعاية الأسرة، والزج بها في الشارع المزدحم بشتى المنافسات، هي جريمة العصر الذي نعيشه الكبرى، والتي تولى كبرها فلاسفة الغرب الملاحدة وحكوماته الاستعمارية الماكرة، وعمل لهم في بلدان الإسلام منافقوا هذه الأمة ومغفلوها، حتى أصبحت قضية العصر التي تتردد على كل لسان، وينعق بها كل ناعق.
لذا فإنه يجب إيقاف هذه الدعوة الشاذة المنحرفة عن بلاد المسلمين ومحو آثارها السيئة من مجتمعاتهم، و إن كانت بلدان إسلامية كثيرة قد ابتليت بها قهراً، أو بسبب الترويج العلماني الماكر، فإنه يجب أن ترفض رفضاً باتاً في بلد الحرمين الشريفين، ويحاسب مروجوها، ويحاكموا بحكم الإسلام الذي شرعه الله لعباده في هذه الحياة الدنيا.
وكتبه:
أبو حامد محمد بن حامد آل عثمان الغامدي
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[21 - 06 - 08, 12:34 م]ـ
بارك الله فيكم وفي صاحب هذا المقال
لفتة رائعة في الفرق بين معطيات وحي السماء وبين إملاء الشارع الغربي.
ـ[عبدالله العلاف]ــــــــ[22 - 06 - 08, 05:08 ص]ـ
أبو عبدالرحمن المدني
آمين
جزاك الله خيرا(97/360)
أهل مصر يقولون عن " السيدة " " ست "! (فتوى الإمام النووي).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 12:30 م]ـ
سؤال:
إذا سمى بنته " ست الناس "، أو " ست العلماء "، أو " ست العرب " ما حكمه؟ وهل هذه اللفظة صحيحة عربية أم لا؟
الجواب:
[هذه اللفظة ليست عربية بل هي باطلة من حيث اللغة، وقد عدها أهل العربية في لحن العوام، فقالوا:
لحنهم قولهم: ست بمعنى سيدة.
وأما حكمها من حيث الشرع فمكروهة كراهة شديدة، وينبغي لمن جهل وسمى به أن يغير الاسم، وثبت في الصحيح أن النبي – صلى الله عليه وسلم – غيّر اسم امرأة فسماها زينب.
والله أعلم] اهـ.
انتهى من فتاوى الإمام النووي.ص 148.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 12:46 م]ـ
والذي دفعني لكتابة هذه الفتوى خطأ مني في قراءة كلام أحد الإخوة، وخطأ منه في الكتابة:)
فقد قال الأخ:
الست تقول
اقتباس:
ونحن هنا نتكلم عن حكم شرعي فلينتبه لذلك
يعنى معناها اننى تكلمت فى غير محل وهدف الموضع (فى نظرى)
فظننته يقول: السِّتْ تقول:)، ثم تبين لي بعد تأمل:) أنه يقصد ألسْتَ تقول:)
ـ[أبو حُذيفة النجدي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 02:49 م]ـ
كلمة دارجة في الوطن العربي وليس في مصر فقط ..
شكراً على التنبيه يا طيب ..
ـ[عبد الملك السلفي الأثري]ــــــــ[21 - 06 - 08, 03:23 م]ـ
السلام عليكم
معذرة اخواني أريد معرفة ما وجه بطلانها من حيث اللغة وبالتالي كراهتها
فأنا لم أفهم معناها
وجزاكم الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 06 - 08, 05:27 م]ـ
بارك الله فيكم ياشيخ / علي ... فائدة بديعة ... لاحرمكم الله الأجر.
وأستأذنك بهذه الإضافة اللغوية.
يقول أحمد تيمور في كتابه: (معجم تيمور الكبير في الألفاظ العامية) ج4/ 80:
(نزهة الجليس 2/ 276، 358 - 359، التذكرة - رقم 435 أدب - ص 28: الكلام على لفظ ست بمعنى سيدة.
من مجلة الموسوعات 2/ 464 من مقالة لأحمد بك نجيب أن (ست) اسم قديم معناه أميرة، ومذكره (سا) أي الابن.
ثم ذكر المواضع التي ذُكر فيها اسم (ست) فقال:
بيتان لابن نباتة فيهما تورية بست في آخر ص 342 من قرة العين في شرح البيتين.
ورد لفظ ست في حديث للأصمعي في إرشاد الأريب.
بيتان لابن مليك الحموي فيهما (ست الجميع).
وذكر مواضع عدة.
يقولون في مصر والريف والمدن: الست الجدة.
وفي اسكندرية والأرياف فقط بقولون للجد: سيد.
وقد صار البعض يعبرون عن الزوجة بقولهم: الست بتاعتي، تبعا للأفرنج.
وستيتة من أعلام النساء عند العامة.
وفي نفح الطيب 1/ 511: ست الفواخت.
وفي الدرر الكامنة 1/ 18 في ترجمة إبراهيم بن أبي بكر ذكر ست الفقهاء، وفي ص56 ست الوزراء، وفي 194 ست الأهل، وفي 645 - 650 من أسماء ست مضافة للخلفاء والوزراء) أ. هـ.
وفي المبحث فوائد لطيفة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 05:41 م]ـ
بارك الله فيكم شيخ سامي على إضافتك.
ووجدت على العنكبوتية:
لقب " ست " و" سى " هي ألقاب فرعونية ..
فكان الفراعنة ينادون على " ربة المنزل " -أوكما يقولون الآن فى الكفر بالعامية- " ست الدار " ..
ينادون عليها بـ {ست ان بر}
(ترجمة صحيحة من أوراق البردى)
ومعنى هذا أن الاسم تناقلته الأجيال وتحول إلى ست الدار ..
واختصره البعض إلى " ست ".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 05:43 م]ـ
كلمة دارجة في الوطن العربي وليس في مصر فقط ..
شكراً على التنبيه يا طيب ..
جزاك الله خيرا.
أخي عبد الملك: المقصود أن هذه الكلمة عامية، وليست من اللغة العربية الفصحى.
ـ[عبد الملك السلفي الأثري]ــــــــ[21 - 06 - 08, 05:50 م]ـ
السلام عليكم
لقد سألت سؤالا ولم يجيبني أحد
طالما أن معناها ربة المنزل أو أميرة ما وجه الكراهة الشديدة إذن
أرجوا التواضع والرد
وجزاكم الله خيرا
ـ[المحقق]ــــــــ[21 - 06 - 08, 06:20 م]ـ
هناك شقان في السؤال الموجه للنووي:
الأول: عن حكم قولهم ست مضافة للكلمات: العرب والعلماء والناس
والثاني: عن عربية كلمة ست.
فأجاب النووي عن الشق الثاني بتلحينها وأنها باطلة لغة
وعن الأول: وهو حكم قولهم ست العرب ونحوه بالكراهة الشديدة
وليست الكراهة في كلامه رحمه الله مرادًا بها من ينادي السيدة في مصر ولا في غيرها من البلدان بلفظ: ست!!
ففرق بين حكم ست وبين حكم ست العرب والعلماء ونحوها
فينبغي التنبيه والتنبه
وجواب النووي عن قولهم: ست النساء و العرب وووو = معروف مثله عن أهل العلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 06:41 م]ـ
بارك الله فيكم أخي المحقق.
أخي عبد الملك السلفي: أنا أجبتك، لكن عن سؤالك لم هو ليس من اللغة العربية؟، أما الكراهة الشديدة، فلم أتنبه لها في سؤالك، على كل حال أخونا المحقق كفى ووفى، وظننت أن الأمر ظاهر لذا لم أبين، وإلا فالإطلاق - فيما يبدو - هو سبب الكراهة الشديدة.
وقد تبادر إلى ذهني سبب الكراهة الشديدة قبل أن أنزل المشاركة، لأني تأملته فقلت: لم الكراهة الشديدة؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/361)
ـ[عبد الملك السلفي الأثري]ــــــــ[21 - 06 - 08, 06:42 م]ـ
جزاك الله أخي المحقق على هذا التوضيح
ومعذرة على هذا الإلحاح وقلة الفهم
ما هو المعنى التي تحمله هذه الكلمة عند الإضافة والتي به تكون مكروها
وجزى الله خير الجزاء أخي الفضلي
ـ[عبد الملك السلفي الأثري]ــــــــ[21 - 06 - 08, 06:49 م]ـ
أوجه اعتذاري الشديد الى الأخ علي الفضلي والى المسيطيرعلى ما قلته
((أرجوا التواضع والرد)) وجزاكم الله خيرا وجعل ما تقدمونه في ميزان حسناتكم(97/362)
ماهو ضابط المخالفة لليهود والنصارى التي أمرت بها النصوص؟ وهل عدمها يعد تشبهاً؟؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[21 - 06 - 08, 04:11 م]ـ
بمعنى هل المخالفة مطلوبة دائما في كل وقت أم أنه يُحتاج اليها عند الاختلاط باأهل الكتاب ليكون التميز بيننا وبينهم؟؟
أم أنها من الأمور المباحة الجائزة
كما قرر ذلك ابن دقيق العيد رحمه الله؟؟
وكما نرى من بعض أهل العلم وغيرهم من عامة الناس
يترك لحيته بيضاء ولا يغير الشيب.
وكذلك عدم الصلاة بالأحذية
ونحو ذلك؟؟(97/363)
من يدلنى على هؤلاءالمشايخ وله الأجر
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[21 - 06 - 08, 06:52 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخوانى الكرام من يدلنى على مكان الأستاذة الملكة /فاطمة أحمدالشريف
وهى من مصر وقد قرأ عليها بعض المشايخ متن التحفة والجزرية وعندها أسانيد فيهما فمن يدلنا على مكانها تحديدا له الأجر إن شاء الله
وكذلك الشيخ أحمدإسماعيل مكتى، أرجو من يعرف مكانه وكيفة الوصول إليه يراسلنى على البريد أعزكم الله
وكلاهما من مصر
وجزاكم الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 08:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخوانى الكرام من يدلنى على مكان الأستاذة الملكة /فاطمة أحمدالشريف
وهى من مصر وقد قرأ عليها بعض المشايخ متن التحفة والجزرية وعندها أسانيد فيهما فمن يدلنا على مكانها تحديدا له الأجر إن شاء الله
وكذلك الشيخ أحمدإسماعيل مكتى، أرجو من يعرف مكانه وكيفة الوصول إليه يراسلنى على البريد أعزكم الله
وكلاهما من مصر
وجزاكم الله خيرا
بخصوص الملكة فاطمة لا أظن أن هناكم من يرد عليك , وحاول قبلك الأخ / عماد الجيزي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=96497&highlight=%DD%C7%D8%E3%C9
وبالنسبة للشيخ / أحمد اسماعيل فهو في المدينة النبوية , راجع الرد رقم 9
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=838893
والله الموفق(97/364)
كم ركعة يصلي بعد الجمعة؟ (السنة البعدية للجمعة)
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 09:04 م]ـ
نصلى ركعتي فرض الجمعة، ثم يقوم الجمع بصلاة عدد من السنن والنوافل. فما هو العدد الصحيح لهذه الصلوات؟
الحمد لله
ورد في عدد الركعات التي تُصلى بعد الجمعة عدة أحاديث:
الحديث الأول: أنها ركعتان.
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (كَانَ لاَ يُصَلِّى بَعْدَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، فَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ). رواه البخاري (937)، ومسلم (882).
الحديث الثاني: أنها أربع ركعات.
فعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ الْجُمُعَةَ فَلْيُصَلِّ بَعْدَهَا أَرْبَعًا). رواه مسلم (881).
وقد اختلف العلماء في ذلك على عدة أقوال بناء على اختلاف هذه الأحاديث.
القول الأول: أنه يصلي ركعتين: جاء ذلك من فعل ابن عمر رضي الله عنهما.
والقول الثاني: وإليه ذهب أكثر الفقهاء استحباب صلاة أربع ركعات بعد الجمعة. يروى ذلك عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأصحابه، كما في "مصنف ابن أبي شيبة" (2/ 40 - 41)، وهو اختيار الحنفية، كما في "رد المحتار" (2/ 12 - 13)، واختيار الإمام الشافعي في "الأم" (7/ 176) حيث قال: "أما نحن فنقول: يصلي أربعا " انتهى.
والقول الثالث: التخيير بين الركعتين والأربع.
قال الإمام أحمد: " إن شاء صلى بعد الجمعة ركعتين , وإن شاء صلى أربعا " انتهى. "المغني" (2/ 109).
القول الرابع: التفصيل: فمن صلى سنة الجمعة البعدية في المسجد صلاها أربعا، ومن صلاها في البيت صلى ركعتين فقط:
قال ابن القيم رحمه الله:
" قال شيخنا أبو العباس ابن تيمية: إن صلى في المسجد صلى أربعا، وإن صلى في بيته صلى ركعتين.
قلت (ابن القيم): وعلى هذا تدل الأحاديث، وقد ذكر أبو داود عن ابن عمر أنه كان إذا صلى في المسجد صلى أربعا، وإذا صلى في بيته صلى ركعتين " انتهى.
"زاد المعاد" (1/ 417).
وقد اختار هذا القول علماء اللجنة الدائمة للإفتاء.
وانظر "فتاوى اللجنة الدائمة" (6/ 131).
القول الخامس: استحباب ست ركعات: وهو مروي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وعن جماعة من السلف: انظر "مصنف ابن أبي شيبة" (2/ 40 - 41)، وهو اختيار أبي يوسف والطحاوي من الحنفية: انظر "شرح معاني الآثار" (1/ 337)، وهو رواية عن الإمام أحمد ذكرها ابن قدامة في "المغني"، واستغربها الحافظ ابن رجب في "القواعد" (ص/15).
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
"كيف يجمع بين قول النبي عليه الصلاة والسلام: (إذا صلى أحدكم الجمعة فليصل بعدها أربعا)، وبين فعله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أنه كان يصلي في بيته ركعتين؟
فأجاب:
"اختلف بهذا أهل العلم:
فقال بعضهم: إنه يصلي ستاً، ركعتان ثبتتا بالسنة الفعلية، وأربع بالسنة القولية، هذا قول.
قول ثانٍ: أن المعتبر القول، وهو أن يصلي أربعاً، فتكون سنة الجمعة أربعاً فقط.
القول الثالث: التفصيل: إن صلى في المسجد صلى أربعاً، وإن صلى في بيته فركعتان.
وهذا اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
والحمد لله، الأمر واسع، يعني: لو أنه ذهب إلى البيت وصلى أربعاً بتسليمتين كان حسناً ما يضر إن شاء الله " انتهى.
"لقاءات الباب المفتوح" (لقاء رقم/214، سؤال رقم/8).
والذي يظهر ـ والله أعلم ـ إما التخيير بين الركعتين وبين الأربع، وإما التفريق بين من صلى في المسجد أو صلى في البيت. والأمر في هذا واسع. والله أعلم.
تنبيه:
قد يفهم من السؤال أنهم يصلون هذه الراتبة جماعة ً، فإن كان الأمر كذلك فهو مخالف لسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
والأفضل في صلاة النافلة أن تكون فرادى، وإذا صلاها أحياناً جماعة فلا حرج ..
والله أعلم
http://www.islamqa.com/ar/ref/112031(97/365)
من يصدق .. كتاب " المعايير الشرعية " مجلد واحد قيمته 470 ريال [صورة الكتاب]
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[21 - 06 - 08, 10:21 م]ـ
الحمدُ للهِ والصلاةُ والسلامُ على رسولِ الله ...
كنا في مجلس مع بعض الأحبة ودار النقاشُ على قضية المعاملات المالية والمصرفية، وذكر أحدهم أن أحد الدكاترة المهتمين بالمعاملات المصرفية المعاصرة أوصي بكتاب جيد نفيس في المعاملات المالية المعاصرة واسمه " المعايير الشرعية "، وأشار أنه من إصدار " هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية " في البحرين.
والكتاب مجلد واحد تقريبا في 500 صفحة، فتواصينا بإحضاره، وطلبتُ من أحد الأحبة في البحرين بشراء الكتاب، وأحضره مشكورا مأجورا لكن الصاعقة الكبرى سعر الكتاب، ولم أصدق السعر 470 ريال سعودي.
وقد قرأت أسماء تجار كبار ضمن هذه الهيئة ما يغنيهم عن سعرٍ كهذا بل يكون في حقهم توزيعه بالمجان لطلبة العلم المهتمين بالمعاملات المعاصرة، وقد يزهد فيه كثير من طلبة العلم بسبب سعره الفاحش جدا، وبسعره قد يبني طالب العلم مكتبة كاملة بأهم الكتب التي يحتاجها.
فدار في ذهني سؤال لعلي أجد جوابه عند أحد من الأحبة هنا: لماذا يباع هذا الكتاب بسعر كهذا؟!
أتمنى من عنده علم فليفدنا عن سبب غلاء هذا الكتاب
http://up.damasgate.com/files/3ajfc8s5cn6buvjb60a7.jpg
ـ[أبو حازم المسالم]ــــــــ[22 - 06 - 08, 03:58 م]ـ
السعر غريب حقا .. ولو كان لموسوعة حاسوبية كبيرة لاستغليناه.
نأمل أن تقوم بتصويره وطرحه على الشبكة لنقدر على تصفحه على الأقل.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[22 - 06 - 08, 05:12 م]ـ
لعله مخصص للشركات لكي تستند في أعمالها إليه.
والله أعلم.
وليتك تقوم بتصويره وإرفاقه مشكورا بارك الله فيك.
ـ[أبو أسامة محمد]ــــــــ[23 - 06 - 08, 01:35 ص]ـ
تجده مصورا في مكتبة الصواب بالرياض طريق عثمان بن عفان بقرب جامعة الإمام محمد بن سعود
ـ[فرات الشام]ــــــــ[23 - 06 - 08, 07:00 ص]ـ
لماذا هذا السعر؟!
ـ[احمد ابن صالح]ــــــــ[23 - 06 - 08, 07:26 ص]ـ
إن أمم الكفر لديها من الاحترام لحقوق الملكية ماليس عندنا فهذا الكتاب تسابق البعض بطلب تحميله أوالدلالة على مكان وجوده مصورا والله عزوجل يقول" ولاتبخسوا الناس أشياءهم " أقول هذا مع انه لايعنيني الكتاب او مصدره ولكن كلملت اردت ان اعرف منكم محلها من الصواب والخطأ
ـ[العوضي]ــــــــ[23 - 06 - 08, 09:49 ص]ـ
ذكرتني بأحد شروح البردة الصوفية يباع بـ 50 درهم
والكتاب عبارة عن مجلدين وكل مجلد 400 صفحة , و طبعة محققة , و ورق شامواه!
ومرة كان الشيخ هاشم جميل يتحدث عن رسالته في الدكتوراه (فقة سعيد بن المسيب) وقرر بأنه لن يطبع لأن المكتبة التي طبعته كانت تبيع المجلد الواحد بـ 100 ريال سعودي
والله المستعان لا أعرف إلى أين نريد أن نصل
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[23 - 06 - 08, 12:38 م]ـ
بارك الله فيكم
فعلا السعر غريب جداً
وهذا بدوره يدفعنا بجدية للسؤال عن قيمته العلمية
فليت الإخوة الذين اقتنوا الكتاب يفيدوننا
فإن كان جيداً أوصينا الإخوة في الرياض بتصوير الكتاب
ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[23 - 06 - 08, 03:17 م]ـ
الإخوة الفضلاء / هذا الكتاب للمتخصصين في المعاملات المالية المعاصرة،
والمتخصص فيها يرى أن السعر غير مهم في مقابل ما يقدّمه الكتاب له.
وفي رأيي أن طالب العلم غير المتخصص في المعاملات المالية المعاصرة بالذات، ليسَ بحاجة للكتاب.
لأن الكتاب في أساسخ موجه للباحثين في هذا المجال بالإضافة للمؤسسات المصرفية الإسلامية والبنوك الإسلامية ونحوها.
بالإضافة إلى أن الكتاب عبارة عن جهد وثمرة كبار علماء الشريعة والاقتصاديين المتخصصين في هذا المجال، وهو نتيجة بحوثهم وعصارة آرائهم وتقنيناتهم لبعض المسائل.
ولديهم اجتماع سنوي من أجل مناقشة بعض القضايا والمسائل لكي يخرجوا في النهاية بإضافة معايير وضوابط جديدة.
أرجو أنني أوصلت الصورة بشكل مناسب لسبب غلاء سعره، فضلاً عن اهميته.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[23 - 06 - 08, 06:26 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمد الحمدان ...
لقد أضرمت نار الشوق إلى الكتاب.
لكن لدي سؤال آخر أطرحه لمن قرأ الكتاب:
ما الإضافة العلمية الموجودة في الكتاب:
1 - من جهة المادة المتعلقة بموضوعه "المعايير الشرعية".
2 - من جهة الأدوات التي تم بها عرض الكتاب.
ـ[محمد احمد الحقاني الافغاني]ــــــــ[23 - 06 - 08, 07:08 م]ـ
بارك الله فيكم
السعر غريب جداً جدا , وان كان باستطاعتي قمت بتصوير الكتاب ثم بتوزيعه في جميع المواقع الاسلامية الكتابية مجانا, جزاء للدار , اهذا هو الانصاف مع الباحثين والطلاب؟
(ابتسامة) (ابتسامة) (ابتسامة)
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[24 - 06 - 08, 12:29 ص]ـ
تجده مصورا في مكتبة الصواب بالرياض طريق عثمان بن عفان بقرب جامعة الإمام محمد بن سعود
جزاك الله خيرا أخي أبا أسامة
وبناء على إشارتك أخبرت أحد طلبة العلم في الرياض فانتدب مشكورا بزيارة المكتبة
لكن للأسف فإن الأخ الذي جاء بالكتاب من البحرين سحبه من المكتبة
ليطول بذلك سر الكتاب أو سر الـ 470
فلعل بعض الإخوة يصوره لنا ويضعه في أحد المكتبات
وبغض النظر عن سعر الكتاب فإنه يحمل عنوانا مثيرا وهو "المعايير الشرعية" وفي قضية تخص علماً توالت عليه الطفرات الحديثة وتراكمت فيه المنتجات المتشعبة
ومن زاوية أخرى فإن الكتاب صادر من هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية
ولا يخفى على الجميع تباين أهل العلم في العصر الحديث في تكييف كثير من القضايا التي تستطع أن تقول: لا تزال عالقة.
فجاء هذا الكتاب ليحمل على عاتقه حملا ثقيلا وهو تحديد المعايير الشرعية في مثل هذه المسائل الشائكة.
وكل ما سبق ترديد لحديث النفس بثثته بين إخوتي
ولك أن تقول:
دعك من فلسفة العلم ....
إنما هو رجع لصدى الصدمة من السعر المرقوم!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/366)
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[24 - 06 - 08, 02:13 ص]ـ
معارض ومؤتمرات: اختتمت فعاليات المؤتمر السادس للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية الإسلامية ,,,
هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية تصدر معاييرا جديدة
اختتم في العاصمة البحرينية المنامة المؤتمر السادس للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية الإسلامية والذي جاء ضمن سلسلة من المؤتمرات بهدف وضع معايير اكثر دقة للعمل المصرفي الاسلامي.
وكان من نتائج ذلك وضع معايير ساهمت بشكل أو بآخر في تطور ونمو الصناعة المصرفية الإسلامية على المستوى العالمي، إلى جانب التوفيق بين الهيئات الشرعية العاملة في البنوك والمصارف والمؤسسات المالية الإسلامية، ما ساهم في توضيح وتبسيط بعض المسائل الخلافية في الفقه الإسلامي.
الدكتور محمد نضال الشعار الأمين العام لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، أوضح أن هناك توجها خلال العامين المقبلين لرفع المعايير المحاسبية للمؤسسات المالية الإسلامية إلى نحو 92 معيارا بعد أن وصلت إلى 68 معيارا حاليا.
واشار الى المؤتمر السادس الذي اختتم أعماله أخيرا والمؤتمرات الخمسة التي سبقته، هي جزء من مسار تتبعه هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية، بهدف تطوير وتنمية الصناعة المصرفية الإسلامية. وفي كل مؤتمر نبحث عن نقاط وأمور ساخنة تكون مهمة للصناعة المالية الإسلامية، وتأتينا الأفكار من هذه الصناعة، ونحن نتعامل مع السوق ونهتم بما يهم السوق، وبالتالي كل المواضيع التي تبرز وتناقش في هذا المؤتمر هي مواضيع ذات أهمية كبرى بالنسبة للبنوك والمصارف والمؤسسات المالية الإسلامية بشكل عام. ومن الممكن اعتبار هذا المؤتمر هو محطة من المحطات للتطوير وتنمية التي تقوم بها الهيئة للصناعة بشكل عام. كما أن المؤتمر جزء من نشاط الهيئة كجهة منظمة ومصدرة لمعايير العمل المصرفي والمالي في جميع أنحاء العالم.
وحول تطبيق توصيات وقرارات المؤتمر اوضح انه دائما تتبلور بعض النقاشات على أرض الواقع بحسب التوصيات والتي تصاغ من قبل الهيئة المختصة، والتي ترسل إلى المجلس الشرعي في الهيئة والمؤلف من 16 عالما وشيخا بعضهم يمثل المصارف وبعضهم لديه خبرته ومكانته في الصناعة المالية الإسلامية، وهم من خيرة المشايخ المتخصصين في أمور الاقتصاد المالي الإسلامي. وهذه التوصيات بعض منها يتم إنتاج معيار من خلاله والبعض الآخر يتضمن المعايير الموجودة حاليا ويعتبر نوع من أنواع التعديلات له. وكل ما يخرج به هذا المؤتمر من توصيات مختلفة تذهب إلى المجالس المختصة سواء مجلس المعايير المحاسبي أو المجلس الشرعي والاثنين تابعان للهيئة.
واكد ان هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية هي منظمة دولية مستقلة مؤلفة من أكثر من 140 عضوا من 40 بلدا، ومهمتنا إصدار المعايير في عدد من المجالات كالمحاسبة والمراجعة والضوابط الأخلاقية والشريعة، وإلى الآن أصدرنا 68 معيارا في هذه الجوانب، وإن شاء الله خلال العامين المقبلين سيكون لدينا بحدود 92 معيارا، لنغطي كافة جوانب العمل المصرفي والمالي الإسلامي، وحتى نجعلها تنسجم مع بعضها ومع الواقع التجاري المحيط وتسهل على المستثمر والمستهلك من جهة، وتيسر على البنوك إدارة أموالها وتحقيق عائد أكبر وتوفير بيئة آمنة من حيث تقليل مستوى المخاطرة من جهة أخرى.
واشار الى ان» بازل1 «و» بازل2 «مصممة في الأساس للبنوك التقليدية، ولم يذكر في أنظمة» بازل «المصارف الإسلامية، ونحن لدينا معايير تتعلق بكفاية رأس المال والحوكمة والأخلاقيات تغنينا في الوقت الحالي عن بازل «. وربما يقوم نظام» بازل «بعمل شيء يخص المصارف الإسلامية، وأشك في ذلك في الوقت الحالي على الأقل، فالمعايير الموجودة حاليا الصادرة عن الهيئة تغني وتفيد المصارف الإسلامية فيما يخص المواضيع التي عالجتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/367)
وقال: نحن في هيئة المحاسبة والمراجعة الإسلامية نصدر المعايير ومن ثم البنوك المركزية في الدول تقرر إذا كانت تريد إلزام هذه المعايير أو استخدامها كاسترشادية. وحاليا أكثر من عشرة بنوك مركزية ألزمت البنوك والمؤسسات المالية الإسلامية بمعايير الهيئة، والدول الأخرى استخدمت معايير الهيئة كاسترشادية، لكن ممكن ان نقول إن 90 في المائة من المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية بذاتها واختيارها تقوم باستخدام معايير الهيئة سواء بطريقة إلزامية أو استرشادية بحسب البلد التي يعمل به هذا البنك.
واوضح ان إنشاء بنك إسلامي من البداية كما هو أي مشروع اقتصادي جديد، وتحويل البنك من تقليدي إلى إسلامي أصبح حاليا أمرا واقعيا، وأغلب البنوك التقليدية تقوم في الفترة الأخيرة بالتحول، لسبب بسيط جدا وهو أن هذه البنوك الإسلامية أثبتت جدارتها وقدرتها. واشار الى ان الخلافات بين دول مجلس التعاون الخليج وبين دول جنوب شرق آسيا في بعض المسائل الفقهية خلافات طبيعية، وهذا عائد إلى طبيعة الدين الإسلامية .. وهذه الاختلافات هي في الفتاوى التي تصدر من المشايخ، واختلافات المذاهب، وهي اختلافات في الشكل وليس في الجوهر .. وهدفنا في الهيئة تنمية المنتجات المالية الإسلامية بحيث تكون الفروق عبر الدول وعبر الأسواق بسيطة، لأن الفروق عندما تكون جوهرية تصبح مشكلة، وذلك لأنه يصعب تسويق المنتجات عبر الأسواق والبلدان، ولكن إذا أصبحت الفروق بسيطة تصبح لها أثرا إيجابيا ومنها تتنوع. والتنويع في التسويق أمر هام جدا، فإذا قدرنا نخلق هيكل موحد للمنتجات الإسلامية، ونحن نسعى لهذا الهدف من خلال إصدار المعايير، لأن المعايير بطبيعتها تعمل مزج وتنويع للمنتجات المالية الإسلامية بحيث تصبح المنتجات كلها متشابهة.
وحول جديد الهيئة قال نعمل حاليا على إنتاج برنامج المراقب الشرعي المشابه لبرنامج المحاسب القانوني الإسلامي، ويتم من خلاله تدريب وتأهيل ومنح شهادات مهنية في مجال المراقبة والمراجعة، وسيتم تحضيره هذا العام وإطلاقه في 2008 وهو معترف به عالميا ومسجل في جميع الدول التي تتواجد فيها الصناعة المالية الإسلامية.
شهادة علمية
من ناحية أخرى وفي بادرة عالمية تعتبر الأولى من نوعها على مستوى الصناعة المصرفية الإسلامية، استحدثت البحرين شهادة علمية رفيعة، لإعداد وتخريج مراقبين ماليين مؤهلين لمراقبة العمليات المصرفية الإسلامية، حيث تم تخريج أول دفعة من حملة هذه الشهادة خلال فعاليات المؤتمر السادس للهيئات الشرعية للمؤسسات المالية الإسلامية.
وقال وكيل وزارة المالية رئيس مجلس أمناء هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية الشيخ إبراهيم بن خليفة آل خليفة: إن الهيئة التي تتولى إعداد هذه الكوادر اعتمدت برامج تدريبية مكثفة قبل عامين في كل من البحرين وماليزيا، حيث سيتم تخريج 32 طالبا هذا العام، على أن تبدأ دورة تدريبية أخرى الشهر المقبل، وستضاف جمهورية مصر في قائمة الدول المؤهلة لشهادة (سيبا) التي استحدثتها الهيئة في هذا المجال.
وأضاف آل خليفة: هناك اهتمام عالمي كبير، بتطبيق المعايير المحاسبية والشرعية والأخلاقية ومعايير المحاسبة التي تعتمد من قبل الهيئة التي تتخذ من البحرين مقرا لها، حيث وصلت نسبة التزام المؤسسات المالية الإسلامية بتطبيق المعايير التي تصدر عن الهيئة بشكل إلزامي، 90% من المؤسسات، فيما بلغ عدد المعايير المنجزة والصادرة من قبل الهيئة والمعتمدة من قبل المستخدمين، 68 معيارا حتى اليوم، ونتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى 90 معيارا مع حلول نهاية العام المقبل.
وتضم قائمة المعايير المعتمدة من قبل الهيئة مؤخرا، اثنى عشر معيارا شرعيا حول: عقود الامتياز، التمويل المصرفي المجمع، الوكالة، الجمع بين العقود، التأمين الإسلامي، المؤشرات، التورق، الخدمات المصرفية في المصارف الإسلامية، ضوابط الفتوى وأخلاقياتها، توحيد القوائم المالية، استقلالية هيئة الرقابة الشرعية، وأسس الضبط للمؤسسات المالية الإسلامية. أما المعايير قيد الإعداد، فتضم اثنين وعشرين معيارا منها 17 معيارا شرعيا حول: الودائع وتوزيع الأرباح، التصرف في الحقوق، ضوابط الغرر في المعاملات المالية، العوارض الطارئة على الالتزامات، الوقف، الزكاة، إجارة الأشخاص، التحكيم،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/368)
التطبيقات المعاصرة لبطاقات الائتمان والحسم العاجل، بيع الدين ورهنه، الاستيراد والتصدير الدوليان، التسهيلات الائتمانية، تنقية الكسب غير المشروع، إعادة التأمين الإسلامي، الرهن، التعاملات المالية بالانترنت، والسداد المبكر. كما تضم المعايير المحاسبية قيد الإعداد، فتضم قائمتها اربعة معايير حول: العرض والإفصاح العام في القوائم المالية لمؤسسات الوقف، تنقية الدخل غير المشروع في صناديق حقوق الملكية أو صناديق الاستثمار، الاستثمار على أساس عقد الوكالة أو التولية، الاستثمار في المشاريع المشتركة والمؤسسات الرديفة، فيما تضم قائمة معايير الضبط معيارا واحدا حول متطلبات الإفصاح عن المسئولية الاجتماعية للمؤسسات المالية الإسلامية. أما المعايير قيد المراجعة فهي: بيان المحاسبة المالية رقم (1)، أهداف المحاسبة المالية للمصارف والمؤسسات الإسلامية، وبيان المحاسبة المالية رقم (2)، مفاهيم المحاسبة المالية للمصارف والمؤسسات الإسلامية. ما هي هيئة المراجعة من جانب آخر، قال الشيخ إبراهيم آل خليفة: إن الهيئة تعتبر أكبر منظمة إسلامية من حيث عدد الأعضاء المشتركين فيها، وهي عضوية تقتصر على المؤسسات المالية والإسلامية، يصل عددها حتى اليوم إلى 145 مؤسسة، حيث يعكس هذا العدد الأهمية المتزايدة التي تحظى بها الهيئة والمعايير المنظمة للعمل المصرفي التي تصدر عنها، كما يعكس الاعتراف والتقدير العالمي بدور الهيئة التي استطاعت أن تحقق هدفا مهما للغاية خلال السنوات الثلاث الماضية، وهو الاستقلال المالي، حيث يعزز هذا الجانب، استقلاليتها الكاملة في إصدار المعايير التي تتناسب مع واقع وأطر عمل المؤسسات المالية الإسلامية. من يمول الهيئة؟ إجابة عن هذا التساؤل، قال الشيخ إبراهيم بن خليفة: التمويل وفي ضوء الإدارة المنضبطة التي تدير الهيئة على اعتبارها مؤسسة غير ربحية، والتي استطاعت أن توفر لها استقلالا ماليا مهما جدا، يعتبر أحد الأمور الحيوية لاستمراريتها في هذا العطاء الركن الأساسي من ركائز المساندة التي تقدمها الهيئة للعمل المصرفي الإسلامي.
ومن جانبه قال الرئيس التنفيذي لمصرف الشامل محمد حسين ان المؤتمر يمثل وسيلة نادرة وهامة لتطوير قطاع الصناعة المصرفية الإسلامية ومن شأن تبادل الأفكار خلال هذه الفعالية ألا يساهم فقط في تعزيز وزيادة المعرفة لدينا، بل سيؤدي أيضاً إلى تحقيق الامتياز والتفوق في عملنا. ويعتبر المؤتمر الشرعي لهيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية وسيلة ممتازة لمناقشة ووضع المعايير الخاصة بميثاق السلوك الذي ينظم أنشطة الأعمال المالية الإسلامية وتتيح هذه الفعالية كذلك الفرصة لنا للالتقاء وعقد اجتماعات تعارف مباشرة مع كبار الفقهاء وعلماء الشريعة والخبراء من جميع قطاعات الصناعة المصرفية الإسلامية، وهو ما من شانه المساعدة في تأسيس العلاقات المهنية ووضع الأسس اللازمة للتعاون المستقبلي.
وشارك في فعاليات المؤتمر والدورة التدريبية التابعة للمؤتمر عشرات من الخبراء والمسئولين العرب في مجال صناعة الصيرفة الإسلامية حيث ناقشوا عدداً من المحاور المهمة في مجال المعايير الشرعية للمصارف الإسلامية وقد تضمنت جلسات المؤتمر في يومه الأول سلسلة من المحاور في مجال المعايير التشريعات الضابطة لأعمال الصيرفه الاسلاميه ودراسات مقارنة للقوانين المصرفية المنظمة للمؤسسات المالية الإسلامية والتعليق قي عقود المعاوضات والعقود النمطية للأدوات المالية الإسلامية، بالإضافة إلى محور هام يتعلق بسبل وآليات وضع نموذج لائحة عمل محددة للهيئات الشرعية ولوائح خاصة بخطابات الارتباط.
وتقوم هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية بإعداد وإصدار المعايير المحاسبة والمراجعة والأخلاقيات ومعايير التدقيق والمعايير الشرعية للصناعة المصرفية والمالية الإسلامية.
http://mosgcc.com/mos/magazine/article.php?storyid=429
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[24 - 06 - 08, 12:10 م]ـ
مهما قيل من مبررات فالسعر غال جدا وكان الأولى أن لا يتجاوز 25 ريالا.
وهناك مؤلفات مكث فيها مؤلفوها أو محققوها سنين عددا ولم يكن هذا مبررا لغلاء السعر، ومبدأ المتاجرة والمغالاة بالعلم الشرعي خطير.
وحق مثل هذا الكتاب أن يهجر ولا يقتنى وليس العلم بالمعاملات متوقفا عليه.
ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[24 - 06 - 08, 01:36 م]ـ
وحق مثل هذا الكتاب أن يهجر ولا يقتنى
لو قالها غيرك يا شيخ عبد الرحمن السديس.
العلماء المتخصصون في المعاملات المالية المعاصرة ينصحون به ويؤكدون على نصيحتهم به، وعلى رأسهم فضيلة الشيخ د. عبدالرحمن الأطرم والشيخ يوسف الشبيلي وغيرهم كثير.
أنا لا أقول أبرر سعرهم بقدر ما أنقل سبب ارتفاع السعر.
والأمر الآخر الذي نسيت أن أخبركم
أن الكتاب يباع في الأصل بالقيمة المذكورة
ولكن لو قيل لهم أن المشتري فرد (خاص) وليس تابعاً لمؤسسة فالكتاب بـ110 ريالات تقريباً.
يعني بربع السعر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/369)
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[24 - 06 - 08, 02:17 م]ـ
والأمر الآخر الذي نسيت أن أخبركم
أن الكتاب يباع في الأصل بالقيمة المذكورة
ولكن لو قيل لهم أن المشتري فرد (خاص) وليس تابعاً لمؤسسة فالكتاب بـ110 ريالات تقريباً.
يعني بربع السعر.
بارك الله فيك أخي محمد
فالظاهر أن سعر الكتاب إنما يعكس الدراسة القائمة فيه فالمؤسسات الإسلامية تستفيد منه كالجهاز الذي يقوم بضبط المنتجات بالمعاييير الإسلامية
فهو كالنسخة الأصلية لـ ويندوز
أو ثمن:
جامع الفقه الإسلامي.
-------------
يبقى سؤال ملح ..
وهو:
ألا يوجد للكتاب منافذ بيع في الرياض أو جدة
أو
عن طريق إيداع المبلغ في حسابهم وإرساله بالبريد
----------------
من كان عنده الكتاب فليفدنا بالمعلومات المسجلة فيه عن موزع الكتاب أو موقعهم أو البريد الالكتروني.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 05:22 م]ـ
الكتاب لا يستغني عنه طالب علم في هذا العصر، فضلاً عن المختص بالمعاملات، وهو عبارة عن متن فقهي مركز ومشروح شرحاً فقهياً متوسطاً، بذكر الدليل والتعليل لكل مادة من مواده، في المعاملات المالية المعاصرة، بطريقة القوانين الحديثة، ومذكراتها التفسيرية، وهو معتمد في كثير من المصارف الإسلامية، فمن أراد أن يعرف ما يجري عليه العمل في المصارف الإسلامية في البحرين وماليزيا وغيرها من الدول فليقتنِ الكتاب.
والكتاب يعطيك تصوراً سريعاً لكل باب من أبواب المعاملات: كالسلم والسلم الموازي، وكالتورق والتورق المصرفي، وكالاستصناع والاستصناع الموازي،، وبطاقات الحسم وبطاقات الائتمان، والأوراق المالية من أسهم وسندات، وصكوك الاستثمار .... الخ
ومع ذلك كله فمهر الكتاب مبالغ فيه، لكن لسان حال هذه الهيئة:
سيذكرني قومي إذا جد جدهم ... وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به ... وما كان يغلو التبر لو نفق الصفر
ونحن أناس لا توسط بيننا ... لنا الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا ... ومن خطب الحسنان لم يغله المهر
ـ[احمد ابن صالح]ــــــــ[25 - 06 - 08, 09:14 م]ـ
فعلاً الشيخ السديس لوقالها غيرك, وان توفر الكتب إن تحميلاً أوتدني سعر ساهم في ابتذاله وبالله عليكم ايتوني بعالم اوطالب علم ساهم ارتفاع السعر في عدم نموعلمه طبعاً لايوجد وارتفاع سعر الشي يدل على أنه عزيز وغال وانا افرح لوجود كتاب شرعي بهذا السعر لعلمي بالجهد الذي بذل فيه والا لما تجرأ من طبعه ببيعه بهذا السعر أما من يقول سيرفع الكتاب على النت فانه سيرفعه للناس الذين لايحتاجونه الذين يتصفحونه اما من في حاجة ماسه له فاعتقد انهم اشتروه منذ زمن ثم يا اخوان اخيرا روايات هي زبالات فكرية تباع باسعار مرتفعة جدا ويشريها الأخيار اليوم أفتستكثرون على كتاب يبين الحلال والحرام ذلك
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 06 - 08, 01:14 ص]ـ
الذي أراه أن هذا الكتاب هو الوحيد في التاريخ المعاصر الذي بلغ هذا المبلغ، ومهما قيل في قيمته العلمية = فهو مبالغ فيه، ومطالبتي بهجره = ليرتدع من غالى فيه، ويرفق بطلبة العلم والعلماء الذي سوادهم الأعظم من الفقراء ومتوسطي الدخل، ولكي لا يكون فاتحة سوء تجر غيرهم لمثل صنيعهم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 05:29 م]ـ
ومن الكتب التي تعجبت من ارتفاع ثمنها
كتاب لايتجاوز 200 صفحة على ماأظن، ترجمة لحياة الشاعر اليمني عبدالله البردوني
تعطيه إذا رأيته 15 ريالا وبالكثير 20 ريالا، يباع بـ 70 ريالا
ـ[حارث همام]ــــــــ[26 - 06 - 08, 06:14 م]ـ
ثمن الكتاب مبالغ فيه.
وعلى أهميته فإن سائر مراجع المعاملات المالية المعاصرة لكبار الباحثين وكذا بحوث المجمعيين لا يبلغ أحدها قيمة هذا الكتاب، والقول بأنه أفضل أو أهم من سائرها مجازفة.
وعلى كل حال لا أجد في نفسي رغبة -رغم اهتمامي- في شراء كتاب كهذا بهذا الثمن، وأنا جازم بأني لم أفقد كثيراً بل سأجد بغيتي في غيره فليس علم هذا الشأن محصورا في ذلك الكتاب!
ـ[الشيشاني]ــــــــ[26 - 06 - 08, 10:53 م]ـ
إنني أؤيد الشيخ عبد الرحمن السديس!
هذا الغلاء في السعر أمر لا يمكن قبوله البتة!
يستفيد منه الغني وماذا يفعل طالب العلم الفقير؟
طبعا الذين وضعوا هذا السعر لا يعرفون - بل ربما لا يفكرون في أن يعرفوا - حال طالب العلم الفقير الذي يحفظ كل يوم 5 ريالات أو 5 جنيهات ليشتري به بعد شهر كتابا.
والله المستعان!
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 11:28 م]ـ
أقترح ياشيخ عبدالله، أن تفرد موضوعا خاصا بالكتب المبالغ جدا في سعرها، شريطة أن تكون المداخلات بعلم وعدل
ـ[ابن المنير]ــــــــ[27 - 06 - 08, 01:51 ص]ـ
هذا الكتاب أعد أصلاً لخدمة البنوك الإسلامية والعاملين فيها وهذا الثمن لايمثل شيئاً بالنسبة للبنوك وإذا لم تبع هيئة المحاسبة والمراجعة هذا الكتاب بمثل هذا الثمن فكيف ستستمر هذه الهيئة في عملها وكيف ستدفع رواتب موظفيها وهي لايهمها عدم شراء هذا الكتاب من قبل بعض طلبة العلم لأنه لم يؤلف لهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/370)
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[28 - 06 - 08, 06:02 م]ـ
للاطلاع:
شهادة المراقب والمدقق الشرعي
وهي إحدى مجالات:
هيئة المحاسبة والمراجعة المالية الإسلامية.
التي أصدرت كتاب "المعايير الشرعية".
----------
والملف مرفق وهو يحتوي على:
أهداف البرنامج
محتوى البرنامج
الموجه إليهم البرنامج
تفاصيل البرنامج
توثيق المشاركة في البرنامج
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[28 - 06 - 08, 06:03 م]ـ
? كلمة الأمين العام
دأبت هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية منذ تأسيسها عام 1991 على تلبية احتياجات المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية إلى الأطر والإجراءات النظامية التي توفق بين الممارسات المحاسبية التي تسير عليها هذه المؤسسات، حيث أصدرت حوالي 70 معياراً في مجال العمل المصرفي والمالي الإسلامي إلى الآن، وهي تعمل على صياغة المزيد من المعايير ومراجعة المعايير السابقة للتصدي لكل ما يستجد في متطلبات واحتياجات هذه المؤسسات، إضافة الى الأبحاث والاستشارات التي تضطلع بها الهيئة لتفعيل كل الجهود والخبرات المتوفرة في مجال العمل المصرفي الإسلامي. كما تسعى الهيئة إلى تطوير آلية صياغة المعايير لخلق أدوات مالية اسلامية جديدة بتوظيف أسس ومفاهيم الهندسة المالية. وقد أثمرت هذه الجهود الى إشادة منظمات دولية مهمة متعددة بدور الهيئة الريادي في إرساء أسس متينة وراسخة للعمل المصرفي الإسلامي.
وخلال هذه المدةّ اتخذت الهيئة العديد من الخطوات الأساسية الهادفة إلى تشجيع عملية تطبيق وتنفيذ معاييرها في جميع أنحاء العالم. وقد حققنا ذلك من خلال صياغة معايير عالية الجودة أصبحت تحظى بالتقدير والاعتراف الدوليين. وبذلنا جهوداً خاصة لضمان التعاون الوثيق بين الأطراف ذات العلاقة في وضع المعايير. وقد أدى ذلك إلى تنفيذ وتطبيق معايير الهيئة من قبل العديد من المراكز المالية والمصرفية الإسلامية في العالم، ومنها على سبيل الذكر لا الحصر مملكة البحرين والسودان والأردن وسورية ولبنان وماليزيا وسنغافورة وقطر والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا، حيث اكتسبت معايير الهيئة فيها طابعاً إلزامياً أو إرشادياً. ومن خلال التقدير والاعتراف الدولي إضافة إلى التطبيق المستمر لهذه المعايير، فإن المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية استطاعت جني مزايا وفوائد مهمة من جراء تطبيق معايير الهيئة، وهذا ما يؤكده ارتفاع عدد أعضاء الهيئة حالياً إلى حوالي 180 عضواً من أكثر من 46 بلداً.
واستشرافاً للمستقبل فإن استمرارية نجاح أي هيئة يعتمد على قدرتها على بناء فريق من المتخصصين المتفانين في عملهم وذوي خبرات طويلة، إضافة الى إرساء قواعد راسخة من النظم الإدارية. وهذا ما يمثل مهمتنا وهدفنا خلال المرحلة القادمة مع استمرارنا في تطوير معايير جديدة وتشجيع الأطراف ذات العلاقة على تبني واعتماد هذه المعايير. أضف إلى ذلك المؤتمرات والندوات التي تخطط الهيئة لإقامتها في هذا الصدد بهدف التعريف بمعاييرنا وتحقيق مستوى أفضل من التجانس في العمل المصرفي الإسلامي. كما أن الهيئة تشارك في تنفيذ العديد من المشاريع الاستشارية في مجالات إعداد التقارير المالية وعمل المصارف والأسواق المالية للتأكد من توظيف الخبرة التي اكتسبناها على مدى هذه السنوات. وخير مثال على ذلك جهود الهيئة في إطلاق وتنظيم برنامج المحاسب القانوني الإسلامي وبرنامج المراقب والمدقق الشرعي اللذان يرفدان القطاع المصرفي والمالي بالموارد البشرية المؤهلة في مجال المحاسبة المالية الاسلامية والرقابة الشرعية الداخلية، وهذا يعتبر بحد ذاته مساهمة حيوية في الارتقاء بامكانيات هذا القطاع التقنية والمهنية. وسنستمر في العمل والتعاون مع الهيئات الأخرى والوكالات الدولية المختصة بوضع المعايير وذلك من أجل تحسين القطاع وتطويره.
إننا على ثقة بأنه لايزال أمامنا الكثير لننجزه ولا يسعنا في هذا الصدد الا أن نرحب بكل دعم ومساندة من كافة الأطراف، كما نقدر في الوقت نفسه كل مساعدة حصلت عليها الهيئة على مدى أكثر من عقد ونصف من الزمن.
الدكتور محمد نضال الشعار
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[28 - 06 - 08, 06:04 م]ـ
هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الاسلامية: التأسيس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/371)
ان ظهور المصارف والمؤسسات المالية الإسلامية بصفتها مؤسسات حديثة نسبيا، والتحدي الكبير الذي تواجهه لإثبات وجودها وتثبيت أقدامها خدمة للمجتمعات التي توجد فيها، قد أدى إلى أن تبحث عن أنسب الأساليب لإعداد وتطبيق معايير محاسبية مالية بالتعاون مع المهتمين من ذوي الاختصاص في الشريعة الإسلامية من ناحية، وفي المحاسبة من ناحية أخرى، للتمكن من تقديم معلومات كافية وموثوق بها وملائمة لمستخدمي القوائم المالية. ولهذا أهمية قصوى في القرارات الاقتصادية التي يتخذها المتعاملون مع تلك المصارف، وأثر هام على تخصيص الموارد الاقتصادية وتوجيهها الوجهة التي يستفيد منها المجتمع.
ان مبادئ الشريعة الإسلامية توازن دائماً بين مصلحة الفرد ومصلحة المجتمع، ومن المعروف ان أساس حركة العجلة الاقتصادية في أي مجتمع هي عملية الاستثمار. وليس كل الأفراد لديهم القدرة على الاستثمار المباشر، ومن هنا تأتي أهمية دور المصارف لاجتذاب مدخرات الأفراد وتحويلها إلى استثمارات مفيدة للفرد والمجتمع.
والإسلام كما يحض على الانفاق يشجع بوضوح تام على الاستثمار، ولهذا عندما فرض الزكاة دعا إلى استثمار الأموال وإلا أكلتها الزكاة، وفي ذلك ورد الأثر (اتجروا في أموال اليتامى لا تأكلها الزكاة) ولكي يتسنى تحقيق الاستثمار لابد أن تتوافر ثقة الأفراد في قدرة المصارف على تحقيق أهدافهم من استثمار أموالهم لديها. وإذا لم تتوافر تلك الثقة فقد يحجم كثير من الأفراد عن الاستثمار بسبب عدم قدرتهم على التأكد من أن المصارف قادرة على استثمار أموالهم بكفاية وبأساليب مشروعة لا تشوبها شائبة. ولا تأتي هذه الثقة إلا من خلال تقديم معلومات تطمئن على قدرة هذه المصارف على تحقيق أهداف المستثمرين والمتعاملين معها. ومن أهم مصادر تلك المعلومات ما تحتوي عليه التقارير المالية التي يتم إعدادها وفقاً لمعايير محاسبية ملائمة للمصارف. ومن أجل إعداد هذه المعايير يجب تحديد أهداف ومفاهيم المحاسبة المالية للمصارف، ولا ضير في أن نبدأ من حيثى انتهى الآخرون إذا ثبت صلاح ما انتهوا إليه وعدم تعارضه مع الشرع الحنيف. وقد بدأ الاهتمام بإعداد معايير المحاسبة المالية للمصارف منذ عام 1987م من خلال دراسات قدمت لهذا الغرض تم تجميعها في خمس مجلدات أودعت في مكتبة المعهد الإسلامي للبحوث والتدريب بالبنك الإسلامي للتنمية.
وقد نتج عن تلك الدراسات انشاء هيئة المحاسبة والمراجعة للمؤسسات المالية الإسلامية وتم تسجيلها في دولة البحرين هيئة غير هادفة للربح بتاريخ 12/ 9/1411هـ = 27/ 3/1991م. وقد قامت الهيئة منذ انشائها بمواصلة الدراسات من خلال اجتماعات دورية للجنة التنفيذية للتخطيط والمتابعة، كما قامت اللجنة بالسعي لتنفيذ الخطة التي اعتمدتها كل من لجنة الاشراف التي هي السلطة العليا للهيئة ومجلس معايير المحاسبة المالية للمصارف والمؤسسات المالية الإسلامية المنبثق من الهيئة، حيث قامت اللجنة بذلك بالتعاون مع العديد من المستشارين الخبراء في مجال الشريعة الإسلامية وعلم المحاسبة وممارسيها والعاملين في المصارف.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[28 - 06 - 08, 06:06 م]ـ
أهداف المحاسبة المالية:
المحاسبة المالية: آلياتها وأهدافها العامة
تتفرع المحاسبة عامة إلى عدة فروع، ومما هو متعارف عليه في تحديد فروعها أن تتكون من المحاسبة المالية والمحاسبة الإدارية، ومحاسبة التكاليف، ومحاسبة المنشآت غير الهادفة للربح. ويهمنا في هذا المجال "المحاسبة المالية".
3/ 1 المحاسبة المالية
نشأت المحاسبة المالية وتطورت مع الزمن لاعتبارات عملية تتعلق باحتياجات المنشآت في تحديد حقوقها والتزاماتها المالية ونتائج أعمالها وإبلاغ الاطراف ذات العلاقة الحالية أو المرتقبة بالمنشأة دورياً عن مركزها المالي ونتائج أعمالها وتدفقاتها النقدية حتى يتسنى لهؤلاء الاطراف اتخاذ القرارات الملائمة تجاه علاقاتهم مع المنشأة. ومن ثم تؤدي المحاسبة المالية دوراً هاماً في توجيه الموارد الاقتصادية بين المنشآت المختلفة في المجتمع، نتيجة للقرارات التي تتخذها الاطراف ذات العلاقة بالمنشأة، بناء على المعلومات المتاحة لهم عن طريق المحاسبة المالية باعتبارها احدى مصادر المعلومات الأساسية اللازمة لاتخاذ تلك القرارات. ولقد تكونت خلال الزمن مجموعة من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/372)
القواعد والمبادئ حددت آليات المحاسبة المالية وأهدافها العامة وأوجه القصور في المعلومات التي تنتجها.
3/ 2 آليات المحاسبة المالية
تتكون آليات المحاسبة المالية أساسا مما يلي:
(أ) الإثبات المالي لما للمنشأة من حقوق وما عليها من التزامات في تاريخ معين، والتغيرات التي حدثت على حقوقها والتزاماتها نتيجة للمعاملات التي نفذتها والأحداث التي مرت بها خلال فترة معينة.
(ب) قياس التأثير المالي على حقوق المنشأة والتزاماتها المالية نتيجة للمعاملات التي تمت بينها وبين الأطراف الأخرى والاحداث التي مرت بها خلال فترة معينة.
(ج) تصنيف تأثير المعاملات التي تمت بين المنشأة والأطراف الأخرى والأحداث التي مرت بها بهدف تحديد نتائج اعمالها والتغيرات الاخرى في مركزها المالي بما في ذلك التدفقات النقدية.
(د) إعداد تقارير مالية دورية للمنشأة عن مركزها المالي كما هو عليه في تاريخ معين وعن نتائج أعمالها والتدفقات النقدية. خلال فترة محددة تنتهي بتاريخ مركزها المالي ومايتعلق بها من معلومات.
3/ 3 الأهداف العامة للمحاسبة المالية
تهدف المحاسبة المالية الى مساعدة مستخدمي ماتنتجه من معلومات في اتخاذ قراراتهم تجاه علاقاتهم بالمنشأة، وذلك عن طريق اصدار تقارير مالية دورية عن مركزها المالي ونتائج اعمالها والتدفقات النقدية، تحتوي على معلومات ملائمة لاتخاذ تلك القرارات.
وتمثل القوائم المالية (قائمة المركز المالي، وقائمة الدخل، وقائمة التدفقات النقدية، والايضاحات حول تلك القوائم المالية) الشكل الأساسي الذي تأخذه التقارير المالية التي تنتج عن المحاسبة المالية.
وتقدم المحاسبة المالية معلومات هامة تساعد ادارة المنشأة في اتخاذ القرارات المتعلقة بتوجيه الموارد الاقتصادية المتاحة لها. ومن ثم تسهل مهمتها في تخطيط نشاط المنشأة وتوجيهه والاشراف عليه، كما تسهل مهمة الهيئات الحكومية المسئولة عن الاشراف على الاقتصاد القومي وجباية الضريبة والزكاة من خلال المعلومات المالية التي تنتجها.
3/ 4 القصور في المعلومات التي تنتجها المحاسبة المالية
لا تقدم المحاسبة المالية جميع المعلومات التي قد ترغبها الأطراف ذات العلاقة بالمنشأة لاتخاذ قراراتهم تجاه علاقاتهم بالمنشأة. ويرجع ذلك الى عدة أسباب منها مايتعلق بطبيعة آليات المحاسبة المالية، ومنها مايتعلق باعتبارات التكلفة والمنفعة. ونورد فيما يلي الجوانب الرئيسة من أوجه القصور في المعلومات التي تنتجها المحاسبة المالية وأسبابها.
3/ 5 القصور الناتج عن طبيعة آليات المحاسبة المالية
أ - تعتمد آليات المحاسبة المالية في انتاج المعلومات عن المنشأة على القياس المالي لتأثير العمليات التي نفذتها، وتأثير الأحداث التي تمر بها المنشأة، على مركزها المالي، ونتائج أعمالها، والتدفقات النقدية. وبالتالي لا يتيسر للمحاسبة المالية انتاج معلومات تساعد على تقويم اداء المنشأة في تحقيق أهداف لا تخضع للقياس المالي لعدم وجود وسيلة موضوعية تمكن من قياسه.
ب - لا تفرق آليات المحاسبة المالية بين أداء المنشأة واداء ادارتها، وبالتالي لا تستطيع المحاسبة المالية تقديم معلومات تساعد على تقويم الادارة تقويما شاملا بمعزل عن اداء المنشأة. فعلى الرغم من أن أداء الادارة يعتبر من العوامل التي تسهم في اداء المنشأة إلا ان هناك عوامل أخرى تؤثر على اداء المنشأة ولا تخضع لسيطرة الادارة مثل الكوارث الطبيعية والتغيرات السياسية أو الاقتصادية الخارجة عن سيطرة الادارة.
ج - تركز آليات المحاسبة المالية في انتاج المعلومات المالية عن المنشأة على القياس المالي للعمليات المنفذة والاحداث التي مرت بها المنشأة. وبالتالي تعتبر المعلومات المالية التي تنتجها المحاسبة المالية معلومات تاريخية قد تكون مؤشرا للمستقبل وقد لا تكون، في حين ان القرارات التي تتخذها الأطراف ذات العلاقة بالمنشأة تتعلق أساسا بتقدير ماقد يترتب من نتائج في المستقبل نتيجة لهذه القرارات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/373)
د - تعتمد آليات المحاسبة المالية في انتاج المعلومات المالية - الى حد كبير- على عنصر التقدير عند قياس تأثير العمليات والأحداث على المركز المالي للمنشأة ونتائج أعمالها، مثل نسبة الاستهلاك للموجودات الثابتة، والمخصصات اللازمة لمقابلة الديون المشكوك في تحصيلها. ويترتب على ذلك ان المعلومات التي تنتجها المحاسبة المالية تحتوي على تقديرات محاسبية تعتمد على فرضيات تخضع للتقدير الشخصي لادارة المنشأة مما يجعل هذه المعلومات غير دقيقة اذا لم تتحقق فرضيات التقدير.
3/ 6 القصور الناتج عن اعتبارات التكلفة والمنفعة
المعلومات التي تستطيع المحاسبة المالية انتاجها لها تكلفة في تجهيزها وإعدادها وعرضها واستخدامها. ولقد نتج عن ذلك أن اعتبارات تكلفة انتاج المعلومات مقارنة بالمنفعة المتوقعة منها تحكم ماتنتجه المحاسبة المالية من معلومات. ومن نتائج ذلك تركيز المحاسبة المالية على انتاج تقارير مالية ذات غرض عام يخدم ذوي الاحتياجات المشتركة من خارج المنشأة.
4 - أهمية تحديد أهداف المحاسبة المالية
للمصارف والمؤسسات المالية الإسلامية
4/ 1 أهمية تحديد الأهداف
ثبت من التجربة ان اي عمل لا تكون له أهداف واضحة منذ البداية يشوب السعي الى تحقيقه كثير من القصور والتناقض وعدم وضوح الرؤية. ويشمل ذلك المحاسبة المالية والتقارير المالية حيث وجد المفكرون والممارسون ان عملية إعداد معايير المحاسبة المالية بدون تحديد أهدافها ادى الى تناقض بعض المعايير وعدم توافق بعضها مع بيئتها.
ويؤدي تحديد أهداف للمحاسبة المالية للمصارف الى عدة فوائد منها أنه:
(أ) يعتبر بمثابة مرشد لمجلس معايير المحاسبة المالية للمصارف والمؤسسات المالية الإسلامية عند إعداد المعايير، مما يقلل من احتمال تناقض هذه المعايير بعضها مع بعض.
(ب) يساعد المصارف على اختيار المعالجات المحاسبية الملائمة في حالة عدم وجود معايير محاسبية معتمدة لمعالجة بعض العمليات أو الاحداث.
(ج) يساعد على وضع حدود للتقدير الشخصي - اذا لزم الأمر - وينظم طريقة الوصول اليه.
(د) يؤدي الى زيادة ثقة مستخدمي المعلومات المحاسبية في هذه المعلومات وزيادة فهمهم لها، وبالتالي زيادة ثقتهم في المصارف.
(هـ) يؤدي الى اعداد معايير أكثر توافقا واتساقا مما يزيد من الثقة في التقارير المالية للمصارف.
4/ 2 اختلاف أهداف المحاسبة للمصارف الإسلامية عن غيرها
بما أن المحاسبة تهدف بصورة رئيسة الى تزويد المتعاملين مع المنشأة بالتقارير المالية التي تساعدهم على اتخاذ قراراتهم، وبما أن المتعاملين مع المصارف يهمهم أولا اٍرضاء الله عز وجل من خلال الاستثمار والتعامل الحلال تحقيقا لقوله تعالى: يا أيها الناس كلوا مما في الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين (سورة البقرة، الآية 168). وحيث إن الدراسات المحاسبية السائدة حاليا في مجملها نشأت في مجتمعات غير إسلامية، لذلك كان طبيعيا ان يكون هناك اختلاف في أهداف المحاسبة المالية تبعا لاختلاف أهداف المستخدمين واحتياجاتهم من المعلومات. ولا يعني ذلك ان كل ماتم التوصل اليه في الفكر المحاسبي المعاصر من أهداف المحاسبة غير ملائم للمصارف، فالمستثمر المسلم وغير المسلم يشتركان في رغبتهما في تنمية أموالهما وتحقيق ربح من استثمارهما. وهي رغبة أو هدف أقره الشرع الحنيف وهو يعتبر امتثالا وتحقيقا لقوله تعالى: هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه (سورة الملك، الآية 15).
وبالاضافة الى اختلاف أهداف واحتياجات مستخدمي التقارير المالية للمصارف فإن هناك أسباباً أخرى تتطلب ضرورة صياغة أهداف خاصة بالمحاسبة المالية للمصارف نذكر منها:
أ - ضرورة التزام المصارف في جميع معاملاتها وعملياتها بأحكام الشريعة الإسلامية.
ب - اختلاف وظائف المصارف في جوهر معاملاتها اختلافا جذريا عن المصارف التقليدية التي أخذت بنموذج البنوك الغربية في معاملاتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/374)
ج - اختلاف علاقة المتعاملين مع المصارف الإسلامية عنها في المصارف التقليدية. فالعلاقة لدى المصارف الإسلامية تستبعد أهم ماتعول عليه المصارف التقليدية، وهو عنصر الفائدة على الاقتراض والاقراض. فالمصارف التقليدية تقترض أموال الغير على أساس الفائدة الربوية، ثم تقرض تلك الأموال بالفائدة، في حين ان المصارف الإسلامية تستقبل أموال الغير على أساس المضاربة (المشاركة في الربح بتقديم المال من المستثمر والجهد من المصرف) وذلك من خلال حسابات الاستثمار، ثم يقوم المصرف باستثمار تلك الأموال بصيغ استثمارية بعضها على أساس المضاربة أوالمشاركة في الربح والخسارة، وبعضها على أساس المعاملات الآجلة المشروعة.
وللأسباب المشار اليها قد لا تكون المعايير التي تم تطويرها في الغرب للبنوك التقليدية ملائمة للمصارف الإسلامية في الجملة، ومع ذلك لا يوجد ما يمنع من ان يسترشد المجلس في تطوير معايير المحاسبة المالية للمصارف بأهداف ملائمة للتقارير المالية لتلك المصارف ومفاهيم واضحة على ان تتسق تلك الأهداف والمفاهيم مع أحكام الشريعة الإسلامية.
5 - أسلوب تحديد أهداف المحاسبة المالية
للمصارف والمؤسسات المالية الإسلامية
من خلال النقاش الذي دار في الاجتماعات المختلفة للجان المنبثقة عن المجلس تبلور اتجاهان لأسلوب تحديد أهداف المحاسبة المالية للمصارف:
الاتجاه الأول يرى ضرورة تحديد الأهداف انطلاقا من مبادىء الإسلام وتعاليمه، وبعد ذلك يتم النظر في الأهداف التي حددها علماء المحاسبة ومفكروها المعاصرون.
والاتجاه الثاني يرى انه لا بأس من أن نبدأ بالنظر في أهداف المحاسبة المالية التي تم التوصل اليها في الفكر المحاسبي المعاصر ونعرضها على الشرع، فما اتفق معه قبلناه وما اختلف معه استبعدناه، وذلك على أساس ان هذا من قبيل الفكر الانساني المشترك الذي يسوغ اقتباسه والعمل به ما لم يظهر فساده أو مخالفته للشريعة.
وتوفيقا بين الرأيين تم تكليف أحد علماء الشريعة بإعداد تصور لأهداف المحاسبة المالية حسب الاتجاه الأول، وتكليف أحد خبراء المحاسبة بإعداد تصور للأهداف آخذا في الاعتبار الأهداف التي تم التوصل اليها من الدراسات السابقة في علم المحاسبة، وبعد دراستها تم إعداد ورقة عمل مشتركة بين متخصص في الشريعة الإسلامية ومتخصص في المحاسبة، وعقدت عدة اجتماعات مشتركة عرضت فيها أوراق العمل المذكورة ونوقشت، وتم الاتفاق على ان يقوم احد علماء الشريعة ممن حضروا المناقشات بإعداد ملخص لما تم التوصل اليه من خلال أوراق العمل والمناقشات. وقد عرضت الورقة الأخيرة في اجتماع ضم علماء الشريعة وعلماء المحاسبة مع اللجنة المنبثقة من المجلس وظهرت بعض الملاحظات، وتم الاتفاق على الاتجاه الثاني الذي يبدأ بالنظر في أهداف المحاسبة المالية التي تم التوصل اليها في الفكر المحاسبي المعاصر ويعرضها على الشرع فما اتفق مع الشرع قبل وما اختلف استبعد.
5/ 1 تحديد المستخدمين الرئيسين للتقارير المالية
تشمل التقارير المالية القوائم المالية وأي وسيلة أخرى لتوصيل المعلومات التي تتعلق بطريقة مباشرة أو غير مباشرة بالمعلومات التي تنتجها المحاسبة المالية. وتحدد أهداف المحاسبة المالية أنواع وطبيعة المعلومات الواجب ان تحتوي عليها التقارير المالية، حتى يتسنى لمستخدمي تلك التقارير اتخاذ القرارات تجاه علاقتهم بالمصرف، لذلك انصب أسلوب تحديد تلك الأهداف على الاحتياجات المشتركة من المعلومات المالية لمستخدمي التقارير المالية، مع التركيز على احتياجات الفئات التي ليست لديها السلطة أو القدرة على الحصول على المعلومات الملائمة لاحتياجاتها، وذلك لاستطاعة الآخرين الحصول على المعلومات من المنشأة مباشرة بحكم ما لديهم من سلطة تخولهم ذلك. ولأن المعلومات التي يمكن أن تشملها القوائم المالية محدودة بعوامل تفرض الاختيار بين احتياجات المستخدمين المختلفة يجب ان تعنى أهداف المحاسبة والتقارير المالية بالاحتياجات المشتركة للمستخدمين. ولا يعني هذا ان التقاريرالمالية لن تكون مصدرا مفيدا للفئات الأخرى من ذوي السلطة أو القدرة على الحصول على المعلومات.
وتشمل فئات مستخدمي التقارير المالية للمصارف التي ركز على احتياجاتها هذا البيان الفئات الرئيسة التالية:
أ - اصحاب حقوق الملكية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/375)
ب - اصحاب حسابات الاستثمار.
ج - أصحاب الحسابات الجارية وحسابات الادخار.
د - المتعاملين مع المصرف من غير المساهمين أو أصحاب الحسابات.
هـ - مؤسسات الزكاة (في حال عدم الالزام القانوني بإخراجها).
و - الجهات الإشرافية.
5/ 2 الاحتياجات المشتركة لمستخدمي التقارير المالية الذين ليس لهم سلطة الحصول على معلومات اضافية من المصرف
تتعدد وتتنوع الاحتياجات المشتركة لمستخدمي التقارير المالية كلما زادت فئاتهم، مثل المستثمرين بمن فيهم اصحاب حقوق الملكية وأصحاب حسابات الاستثمار، والدائنون بمن فيهم أصحاب الحسابات الجارية وحسابات الادخار، والمدينون والعاملون بالمصرف، والمؤسسات المالية والمصرفية، والمتعاملون مع المصارف، وجميع ذوي العلاقة بها.
واذا كانت الجهات والمؤسسات الحكومية تملك حق التنظيم والمراقبة والاشراف وبالتالي الحصول على معلومات أكثر تفصيلا عن المصارف، فإن بقية مستخدمي التقارير المالية لا يتيسر لهم سوى المعلومات المنشورة في هذه التقارير، لذلك كان لابد من مراعاة الاحتياجات المشتركة لهذه الفئات من مستخدمي التقارير المالية وبخاصة انها لا تملك سلطة الحصول على معلومات اضافية. ونظرا لعنصر الكلفة والوقت وعناصر أخرى فإنه قد يصعب عمليا تلبية جميع الاحتياجات المتعددة والمتنوعة (بصورة شاملة وتفصيلية).
وعليه يمكن تلخيص أهم أنواع المعلومات التي تلبي الاحتياجات المشتركة لهذه الفئات فيما يلي:
(أ) معلومات تساعد على تقويم التزام المصارف بأحكام الشريعة الإسلامية وتحقيق مقاصدها في جميع النشاطات والمعاملات سعيا لتحقيق الهدف الأعظم وهو رضا الله سبحانه وتعالى باتباع شريعته التي جاء بها رسوله صلى الله عليه وسلم في تشغيل المال.
(ب) معلومات تساعد في تقويم كفاية المصارف في:
1 - استخدام الموارد الاقتصادية والمحافظة عليها وحمايتها وتنميتها بمعدلات مرضية.
2 - القيام بالمسئولية الاجتماعية التي يحض عليها الدين الحنيف من رعاية الموارد المتاحة والمحافظة عليها وحسن الاستفادة منها وعدم الافساد في الأرض أو الاضرار بالآخرين.
3 - استمرار تطوير تلبية الاحتياجات الاقتصادية للمتعاملين.
4 - توفير السيولة النقدية بتدفقات مناسبة وملائمة.
(ج) معلومات تساعد العاملين بالمصارف على تقويم علاقتهم ومستقبلهم بها والحفاظ على حقوقهم وتنميتها واستمرارية تنمية مهاراتهم وكفايتهم الإدارية والإنتاجية.
ويمكن افتراض ان انواع المعلومات المذكورة تمثل الحد الأدنى لتلبية الاحتياجات المشتركة لفئات مستخدمي التقارير المالية.
5/ 3 التقارير المالية الأخرى
تم النظر في المعلومات التي يحتاجها المتعاملون مع المصارف لزيادة الثقة في قدرتها على تحقيق أهدافهم وتقسيمها الى قسمين أساسيين هما:
الأول: ما تنتجه انظمة المحاسبة المالية حاليا في شكل قوائم مالية وايضاحات عنها.
الثاني: ما تستطيع انظمة المحاسبة المالية أو غيرها من انظمة المصارف انتاجه في شكل تقارير مالية أخرى، ولا تظهر حاليا للكافة.
ويعود هذا التمييز في المرحلة الحاضرة من عمل المجلس الى ان "الأول" وهو القوائم المالية وايضاحاتها هو المنتج الأساسي للمحاسبة المالية المتعارف عليه حاليا. وان تلك القوائم معرفة على نحو معقول، وتعد وفقا لمعايير محاسبية مالية تمكن من القول بدرجة معقولة من الاقتناع بأنها تظهر بعدل الوضع المالي للمنشأة ونتائج اعمالها ومصادر واستخدامات اموالها. أما التقارير المالية الأخرى التي قد تنتجها المحاسبة المالية فلا ينطبق عليها هذا الوصف، ويعود ذلك الى عدة أمور أهمها القصورفي آليات المحاسبة المالية المعاصرة عن تقديم معلومات متكاملة عن العديد من التقارير المالية التي يحتاجها المتعاملون مع المصارف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/376)
ونظرا الى أ ن القوائم المالية وايضاحاتها هي جوهر التقارير المالية وتكون مع التقارير المالية الأخرى في مجموعها المعلومات التي يحتاجها المستثمرون والمتعاملون مع المصارف لزيادة الثقة في قدرتها على تحقيق أهدافهم، فسيتم اعداد الأهداف للتقارير المالية بصفة عامة لاستخدامها مستقبلا باعتبارها مرشدا لإعداد معايير المحاسبة المالية للمصارف. وسيتم مستقبلا دراسة أهداف التقارير المالية الأخرى، ومفاهيمها، ووضع المعايير اللازمة لإعدادها، وسبل التحقق من معقولية ودقة المعلومات التي تحتويها وفقا للخطة التي يضعها المجلس مستقبلا.
ومن أمثلة التقارير المالية الأخرى للمصارف:
(أ) تقارير مالية تحليلية عن مصادر أموال الزكاة وأوجه انفاقها
فعلى الرغم من أن القوائم المالية للمصارف سوف تفصح عن الوعاء الخاضع للزكاة ومقدار ما تم إنفاقه منها، فإن مستخدمي القوائم والتقارير المالية قد يهتمون بالاطلاع على تقارير مالية تفصيلية عن مصادر أموال الزكاة وأساليب تحصيلها وكيفية إحكام الرقابة عليها وما إذا كانت الاجراءات المتبعة في تحصيل تلك الأموال قد تمت بطريقة سليمة تحافظ على هذه الأموال وكذلك تقارير تفصيلية عن أوجه انفاق هذه الأموال.
(ب) تقارير مالية تحليلية عن الكسب والصرف المخالفين للشريعة
فعلى الرغم من أن القوائم المالية للمصارف سوف تفصح عن مقدار الكسب المخالف للشريعة وفصله وكيفية التصرف فيه ومقدار الصرف المخالف للشريعة فإن مستخدمي القوائم المالية والتقارير المالية قد يهتمون بالاطلاع على تقارير مالية تفصيلية عن الكسب المخالف للشريعة توضح أسباب حدوثه، ومصادر الحصول عليه، والاجراءات التي اتبعت بشأنه وماذا تم من اجراءات بشأن التصرف فيه وكذلك مقدار الصرف المخالف للشريعة وبيان التدابير التي اتخذت لتجنب القيام بتصرفات مخالفة للشريعة.
(ج) تقارير عن اداء المصارف لمسئوليتها تجاه المجتمع
اهتم الإسلام منذ ظهوره بمفهوم (المسئولية الاجتماعية)، بشقيه، سواء المسئولية عن نفع المجتمع، أو المسئولية عن منع الإضرار. ويتضح ذلك جليا في نصوص القرآن والسنة وأحكام فقه المعاملات، من ذلك: قوله تعالى: وابتغ فيما آتاك الله الدار الآخرة، ولا تنس نصيبك من الدنيا، وأحسن كما أحسن الله إليك، ولا تبغ الفساد في الأرض، إن الله لا يحب المفسدين (سورة القصص، الآية 77). وقوله صلى الله عليه وسلم (أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس)، وقوله صلى الله عليه وسلم (لا ضرر ولا ضرار) فلا يجوز للمسلم أن يتسبب في اضرار نفسه أو الحاق الضرر بالآخرين أو بالبيئة أو بالمجتمع، في سبيل تحقيق أهدافه المادية. وهذا يثبت سبق الاسلام في الدعوة الى هذا المفهوم الذي لم يظهر في الفكر الغربي إلا حديثاً.
(د) تقارير عن تطوير الموارد البشرية المتاحة للمصارف
قد تشتمل هذه التقارير على بيان الانفاق على تدريب العاملين في النواحي الشرعية أو الاقتصادية وتشجيعهم على اتقان أعمالهم ورفع كفايتهم الانتاجية.
6 - أهداف المحاسبة المالية والتقارير المالية
للمصارف والمؤسسات المالية الإسلامية
6/ 1 أهداف المحاسبة المالية
(أ) تحديد حقوق والتزامات كافة الأطراف ذات العلاقة، بما في ذلك الحقوق المترتبة على العمليات والانشطة غير المكتملة، بمقتضى أحكام الشريعة الإسلامية ومقاصدها من مفاهيم العدل والإحسان والالتزام بأخلاقيات التعامل الإسلامي.
(ب) الإسهام في توفير الحماية لموجودات وحقوق المصارف وحقوق الاطراف المختلفة0
(ج) الإسهام في رفع الكفاية الادارية والانتاجية وتشجيع الالتزام بالسياسات والأهداف الموضوعة، وتشجيع الالتزام بالشريعة الإسلامية في جميع الانشطة والعمليات والمعاملات.
(د) تقديم معلومات مفيدة من خلال التقارير المالية لمستخدمي هذه التقارير بما يمكنهم من اتخاذ قراراتهم المشروعة في تعاملهم مع المصارف.
6/ 2 أهداف التقارير المالية
تهدف التقارير المالية الموجهة الى مستخدميها من خارج المصارف الى تقديم معلومات تشمل مايلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/377)
(أ) معلومات عن التزام المصرف بالشريعة الإسلامية في عملياته ومعاملاته، وتوثيق هذا الالتزام وتوفير معلومات تساعدعلى تحديد الكسب والصرف المخالفين للشريعة - في حالة حدوثهما - والتحقق من فصل الكسب المخالف للشريعة وكيفية التصرف فيه.
(ب) معلومات عن الموارد الاقتصادية للمصرف والالتزامات الناشئة عن هذه الموارد (التزام المصرف بتحويل موارد لأطراف أخرى ولحقوق الملاك) وتأثير العمليات والأحداث والظروف التي تؤدي الى تغيير في الموارد والالتزامات المترتبة على ذلك. ويجب ان تساعد هذه المعلومات مستخدم التقارير المالية أساسا على تقويم كفاية رأس مال المصرف وتقويم درجة المخاطرة الكامنة في استثماراته وتقدير درجة السيولة المتاحة في موجوداته ومتطلبات السيولة الكامنة في التزاماته المختلفة.
(ج) معلومات تساعد الجهة المختصة على تحديد الزكاة الواجبة في أموال المصرف وأوجه صرفها.
(د) معلومات تساعد على تقدير التدفقات النقدية التي يمكن ان تتحقق لمن يتعامل مع المصرف وتوقيت هذه التدفقات ودرجة المخاطرة المحيطة بتحققها. ويجب ان تساعد هذه المعلومات مستخدم التقارير المالية أساسا على تقويم مقدرة المصرف على توليد الدخل وتحويله الى نقد، وكفاية هذا النقد لاستخدامات أموال المصرف بما في ذلك توزيع الأرباح على اصحاب حقوق الملكية وأصحاب حسابات الاستثمار.
(هـ) معلومات تساعد على تقويم اداء المصرف للأمانة المنوطة به في حفظ الأموال وتنميتها بالمستوى الملائم، ومعلومات عن معدلات أرباح الاستثمار ومعدلات توزيع الأرباح الاستثمارية على اصحاب حقوق الملكية واصحاب حسابات الاستثمار.
(و) معلومات عن أداء المصرف لمسئولياته تجاه المجتمع.
المبادئ العامة للمراجعة
- يجب على المراجع أن يلتزم بـ " أخلاقيات وسلوكيات المحاسبين المهنيين " الصادرة عن الهيئة، وعن الاتحاد الدولي للمحاسبين بما لا يتعارض مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية. وعلى المراجع أن يلتزم في ادائه لمسئولياته المهنية - على وجه الخصوص - بالمبادئ الأخلاقية والسلوكية الآتية:
أ - الاستقامة.
ب - النزاهة.
ج - الأمانة.
د - العدل.
هـ - الصدق.
و - الاستقلالية.
ز - الموضوعية.
ح - الكفاية المهنية.
ط - الحرص اللازم.
ي - السرية.
ك - السلوك المهني.
ل - المعايير الفنية.
- يجب على المراجع أن يقوم بالمراجعة وفقاً لمعايير المراجعة الصادرة عن الهيئة. وتحتوي هذه المعايير على مبادئ أساسية وإجراءات جوهرية إلى جانب الإرشادات المتعلقة بها في شكل بيانات تفسيرية ومواد أخرى.
- يجب على المراجع أن يخطط وينفذ عملية المراجعة بالكفاية المهنية، والحرص اللازم مدركاً إمكانية وجود ظروف قد تؤدي إلى خلل ذي أهمية نسبية في القوائم المالية. ومن أمثلة ذلك أن يتوقع المراجع وجود أدلة بحسب الظاهر لتأييد بيانات الإدارة، وعليه ان لا يفترض تلقائياً أن تلك البيانات صحيحة بالضرورة.
نطاق المراجعة
- يقصد بتعبير " نطاق المراجعة " إجراءات المراجعة التي يرى المراجع أنها ضرورية حسب مقتضيات الظروف لتحقيق الهدف من المراجعة. وينبغي أن يحدد المراجع الإجراءات المطلوبة لتنفيذ أعمال المراجعة وفقاً لمعايير المراجعة الصادرة عن الهيئة، وعليه عندئذ أن يأخذ بالاعتبار ما هو ملائم من متطلبات كل من: أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، ومعايير المراجعة الصادرة عن الهيئة، والصادرة عن الهيئات المهنية، والتشريعات والأنظمة ذات العلاقة التي لا تتعارض مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية. كما عليه أن يأخذ في الاعتبار شروط مهمة تنفيذ عملية المراجعة ومتطلبات إعداد التقارير حيثما كان ذلك مناسباً.
هذا، ويتم الرجوع لمعايير المراجعة الدولية في الأمور التي لا تغطيها بالتفصيل معايير المراجعة الصادرة عن الهيئة بشرط أن لا تتعارض هذه المعايير مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية.
التأكد المعقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/378)
- يتم تصميم عملية المراجعة لتوفير تأكد معقول بأن القوائم المالية في الجملة خالية من خلل ذي أهمية نسبية. والتأكد المعقول هو مفهوم يرتبط بتجميع أدلة الإثبات في المراجعة الضرورية التي يتمكن بها المراجع من استنتاج عدم وجود خلل ذي أهمية نسبية في القوائم المالية في الجملة، كما يرتبط التأكد المعقول بعملية المراجعة في الجملة.
- ويعني التأكد المعقول أيضاً أن المعاملات التي فحصها المراجع خلال عملية المراجعة تتفق مع أحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية حسب ما تقرره الهيئة الشرعية للمؤسسة.
- ينبغي التنبه الى أن هناك قصوراً متأصلاً في عملية المراجعة يؤثر على مقدرة المراجع في معرفة الخلل ذى الأهمية النسبية. وينجم هذا القصور عن عوامل مثل:
- استخدام النماذج (العينات) لاختبار العمليات والأرصدة.
- القصور المتأصل في أي نظام للمحاسبة وللرقابة الداخلية (ومن أمثلته إمكانية التواطؤ).
- أن معظم أدلة الإثبات في المراجعة هي للإقناع وليست مطلقة أو قاطعة.
- ثم إن العمل الذي ينفذه المراجع لتكوين رأي حول القوائم المالية يرتكز على تقديره، وبخاصة في ما يلي:
أ - تجميع أدلة الإثبات في المراجعة، ومن الأمثلة على ذلك: تحديد طبيعة وتوقيت ومدى إجراءات المراجعة.
ب - وضع الاستنتاجات على أساس أدلة الإثبات في المراجعة التي تم تجميعها، ومن الأمثلة على ذلك: معقولية تقديرات الإدارة في إعداد القوائم المالية.
- وهناك أيضاً عوامل قصور أخرى قد تؤثر على مدى إقناع أدلة الإثبات في المراجعة المتوافرة التي يتم على أساسها استخلاص النتائج عن الجوانب الخاصة بالقوائم المالية (مثلا: العمليات بين الأطراف ذات العلاقة). وفي هذه الحالات تحدد بعض معايير المراجعة الصادرة عن الهيئة إجراءات معينة قد توفر- نتيجة لطبيعة هذه الجوانب - أدلة إثبات في المراجعة تكون كافية وملائمة في حالة عدم وجود أحد أمرين:
أ - ظروف غير عادية تزيد من مخاطر الخلل ذى الأهمية النسبية بشكل أكبر مما هو متوقع في الظروف العادية،
ب - أية دلالة على وجود خلل ذى أهمية نسبية.
المسئولية عن القوائم المالية
- مع أن المراجع هو المسئول عن تكوين وإبداء رأي حول القوائم المالية، إلا أن مسئولية إعداد وعرض القوائم المالية وفقاً لأحكام ومبادئ الشريعة الإسلامية، والتشريعات والأنظمة ذات العلاقة، تقع على إدارة المؤسسة، مع مراعاة ما يقصد بالإدارة في النظم والقوانين المحلية ذات العلاقة، لذلك فإن مراجعة القوائم المالية لا تعفي إدارة المؤسسة من هذه المسئولية.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[28 - 06 - 08, 06:15 م]ـ
الملف مرفق:
شهادة المحاسب القانوني الإسلامي
وعناصره هي
عناصر الملف المرفق سابق في:
شهادة المراقب والمدقق الشرعي
وهي:
أهداف البرنامج
محتوى البرنامج
الموجه إليهم البرنامج
تفاصيل البرنامج
توثيق المشاركة في البرنامج
-------------------------------------------------------
هذا رابط الهيئة
http://www.arabic.aaoifi.com/
مقر الهيئة:
مجمع 304، شارع المثنى، يتيم سنتر
بناء رقم 71، الطابق الرابع، مكتب رقم 403
المنامة
العنوان البريدي:
ص. ب: 1176، المنامة، مملكة البحرين
هاتف: 244496 17 973+
فاكس: 250194 17 973+
--------------------------
وفي موقعهم على الشبكة نماذج شراء إصداراتهم.(97/379)
برامج النشر المكتبي
ـ[يوسف الحوشان]ــــــــ[22 - 06 - 08, 12:39 ص]ـ
غفر الله للجميع
آمل من أخواني الكرام (حسب تجربتهم) الاشارة علي بافضل برامج النشر المكتبي
خاصة المحتوية على القران الكريم (مصاحف النشر)
دعواتي لمن يتكرم بافادتنا(97/380)
مقالات أ. د. فريد الأنصاري مكناس - المغرب
ـ[صخر]ــــــــ[22 - 06 - 08, 09:09 ص]ـ
الله ربًّا هو بدء تدفق الجمال على عقيدة الإسلام، إذ إن جمال الرب عز وجل يفيض من بهاء ذاته تعالى وصفاته. وإنما صفاته تعالى هي صفات الجمال والجلال، إنه النور الخارق الذي لا يطاق. فعن أبي موسى رضي الله عنه قال: قام فينا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم بخمس كلمات، فقال: "إن الله لا ينام، ولا ينبغي له أن ينام، يخفض القِسْطَ ويرفعه. يُرْفَعُ إليه عملُ الليل قبل عمل النهار، وعملُ النهار قبل عَمَلِ الليل، حِجَابُهُ النور، لو كشفه لأحرقتْ سُبُحَاتُ وجْهِهِ ما انتهى إليه بصرُه من خلقه." (رواه ابن ماجه) والسُّبُحَات جمع سُبْحَة: وهي ما يفيض عن الذات الجميلة من لآلئ النور، ونوابض الحسن، وأشعّة الجمال. ومن هنا وصف سبحانه أسماءه -وهي أسماء صفات- بكونها "حسنى". إنها أنوار متدفقة من مشكاة الله ذات البهاء الدرّي، قال تعالى: ?وَللهِ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا? (الأعراف:180). وقال سبحانه: ?قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى? (الإسراء:110). ومن هنا كانت البداية في قصة المحبة.
النعمة الأولى .. الخلق
الله .. هو الأول بلا ابتداء، والآخر بلا انتهاء. سبحانه وتعالى علوا كبيرا. إنما عرفه الإنسان أول ما عرفه "ربا"، فلما عرف منه تعالى ما عرف، ألِهَه قلبه فعبَده. إن أول نعمة إلهية ظاهرة فاضت أنوارها على الإنسان من مشكاة أسماء الله الحسنى "الخالق" و"البارئ" و"المصور"، وما إليها من الأسماء والصفات كانت هي خلق آدم عليه السلام. ثم توالت عليه بعد ذلك النعم تترى مما لا يحصى ثناء وشكرا، رزقا ورعاية وهداية ... إلخ. ولذلك وجب أن يكون أول ما ينطق به الإنسان -أي إنسان- في حق ربه سبحانه وتعالى هو الحمد والشكر أولا وقبل أي شيء. ومن عجيب أمر الله الكوني سبحانه، أن أول كلمة نطق بها آدم عليه السلام بُعَيْدَ ما انبعث فيه الروح هي ?اَلْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ? (الفاتحة:2) (انظر: ابن حبان والحاكم). ولذلك فإن القرآن الكريم -وهو كتاب الله- افتتح بالحمد لرب العالمين، وتمجيد أسمائه الحسنى، ثم بعد ذلك ثنى بالعبادة التي هي نتيجة للربوبية. فكانت سورة الفاتحة وهي فاتحة القرآن.
الربوبية والعبودية
إن توحيد الربوبية هو اعتراف بسيادة الله على الكون والخلق أجمعين، اعترافا يتضمن الرضى به ربا وسيدا، والإيمان بما له تعالى من صفات الجمال والجلال. فربوبيته سبحانه إنما تعرف من خلال صفاته تعالى؛ ولذلك فقد سمى عز وجل نفسه بأسمائه الحسنى، وطلب منا إحصاءها والدعاء بها؛ أي أن نوحده في إلهيته تعالى بها، وذلك باب العبادة. ومن هنا كان توحيد الإلهية موصولا بتوحيد الربوبية، وهو منطوق القرآن ومفهومه. قال تعالى: ?وَهُمْ يَكْفُرُونَ بِالرَّحْمَنِ قُلْ هُوَ رَبِّي لاَ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ مَتَابِ? (الرعد:30). فأثبت الربوبية أولا من خلال اسمه الرحمن، ثم ثنى بكلمة الإخلاص باب التعبد. والجميل حقا أن ربوبيته تعالى تتجلى في أسمائه الحسنى، ومن هنا كان البدء بها في القرآن، وفي كل أمر ذي بال. إن جمال الربوبية المتجلي في جمال الصنعة، وكمال الخلق، وتدفق الإنعام، والفيض على العالمين بالحياة ... إلخ. هو الذي بهر القلوب المحبة للجمال، فخضعت له عابدة متبتلة في محاريب الإيمان، مقرة أنه "لا إله إلا الله". إن المحب الذي فني في المحبوب إنما حصل له ما حصل لما رآه في محبوبه من خصال الجمال والجلال.
"الله" .. هذا الاسم العظيم، الدال على الذات الإلهية، يثقل وقعه في القلب العارف به تعالى حتى التصدع، قال صلى الله عليه وسلم: "ولا يَثْقُلُ مع اسم الله تعالى شيء" (رواه الإمام أحمد). إنه ثقل الربوبية الذي ينزل بجلاله وجماله الذي لا يطاق على الصخر فيجعله دكا، ?فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ مُوسَى صَعِقًا? (الأعراف:143)، ?لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللهِ? (الحشر:21).
المحبة ثمرة المعرفة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/381)
من هنا إذن كانت معرفة الربوبية مورثة لمحبة الله، أي لعبادته. ولذلك فقد وردت التوجيهات التربوية النبوية للأمة العابدة المحبة لربها أن تذكره تعبدا بجلال ربوبيته سبحانه. قال صلى الله عليه وسلم: "من قال رضيت بالله ربًّا وبالإسلام دينا وبمحمد نبيا وجبت له الجنة" (رواه أبو داود). وذكر النبي صلى الله عليه وسلم في هذا السياق قصة طريفة مفادها أن عبدا من عباد الله قال: "يا ربي، لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك" فَعَضَلَتْ بالملَكَين فلم يدريا كيف يكتبانها. ( ... ) فقال الله عز وجل: اكتباها كما قال عبدي حتى يلقاني فأجزيه بها" (رواه الإمام أحمد).
إن الإعضال الذي حصل للملائكة الكتبة، إنما هو بسبب أن هذا العبد قد حمد الله حمدا موصوفا بصفة الله المطلقة "كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك"، وهو ما لا يمكن أن يحيط به عبد من عباد الله علما، لأنه متعلق بما هو عليه الله "ربا" في ذاته تعالى وصفاته، من جمال وجلال، وبما يفيض عن سلطانه العظيم من تقدير وتدبير على الإطلاق. وعلم ذلك هو عين المستحيل، فكان أن فزع المَلَكان إلى الله من هذا التعبير الذي أربكهما إرباكا. إنها عظمة الربوبية التي توجب الخضوع لله الواحد القهار.
إن هيبة الجمال والجلال في ذات الرب العظيم، تورث العبودية في القلب المؤمن بالله. ومن هنا كان ذلك الفضل الكبير الذي بشّر به النبي صلى الله عليه وسلم لمن أحصى أسماء الله الحسنى أو حفظها لما لهذه الأسماء من أنوار لا تفتأ تفيض عن ذات الرب سبحانه وتعالى بمعاني الكمال والجلال. قال المصطفى صلى الله عليه وسلم: "إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما، لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة،" (متفق عليه). والحفظ المذكور في الحديث لا يدل على المعنى الشكلي للفعل، من عدّ أو استظهار فحسب، وإنما يدل على الحفظ بمعنى الاستيعاب القلبي والاستحضار الشعوري كما في قوله تعالى على لسان يوسف عليه السلام: ?قَالَ اجْعَلْنِي عَلَى خَزَائِنِ الأَرْضِ إِنِّي حَفِيظٌ عَلِيمٌ? (يوسف:55)، مشيرا بالحفظ إلى الأمانة وهي معنى قلبي محض.
إن تَمَثُّلَ مقتضيات أسماء الله الحسنى تمثل المحب المتعلق ببابه الكريم يرجو وصاله والنهل من أنواره، هو الذي يفتح الطريق للعبد السائر إلى الله للحصول على الإذن الملكي العالي إكراما لمحبته والتعلق بأسمائه.
جمال وجلال .. بجانب الطور الأيمن
ومن أطرف المواقف الإلهية، وأكثرها جمالا وجلالا، خطابه تعالى لنبيه موسى عليه السلام، بجانب الطور الأيمن .. إنه حدث وجداني عظيم يهز القلب هزا ... موسى تائه في غسق الليل بين الجبال، يسير بأهله، يبحث عن دفء، حتى إذا تفرّد بين الشعاب باحثا سمع الله يتكلم .. أتدرون ما تقرؤون؟ إنه سمع الله يتكلم ... وتلك حقيقة كونية رهيبة لا تسعها العقول تصورا، ولا القلوب استشعارا. ولكن الأجلَّ في الموقف أنه يتكلم معه "هو" بالذات ... الله الملك العظيم رب الأرضين والسماوات، رب الفضاءات والمدارات ... يكلم هذا العبد الضئيل، بل هذه الذرّة الدقيقة التائهة في الفلَوات ... هل تستطيع أن تتصور نفسك هناك؟ إذن أنصت لكلام الله: ?إِنَّنِي أَنَا اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي? (طه:14).
موسى التائه الباحث يسمع متكلما، فيجده أنه يخاطبه ويعرّفه بنفسه، فكانت هذه الكلمات الجليلة العظيمة: ?إِنَّنِي أَنَا اللهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا? ... عبارات شارحة لمعنى الإسلام وعقيدة الإسلام، عقيدة المحبة العليا .. فقد سمّى الله نفسه سبحانه باسمه العَلَم معرفا بذاته "الله". وهو الاسم الجامع لكل الأسماء الحسنى والصفات العُلَى .. ثم قرّر ما ينبغي أن يعرفه العبد عن ربه: ?لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا?، فلا ينبغي أن يسكن قلبَك يا موسى حُبُّ سواي، ولا أن تجرد وجدانك لغيري، فمقام الإلهية يقتضي من الخلق الانتظام في سلك الخدمة والطاعة لسيد الكون، الربّ الأعلى. وذلك تفريغ القلب من كل المقاصد سوى قصد الله، وتجريده غصنا فقيرا بين يديه تعالى، إلا من أنداء الشوق وخضرة الرضى، تنساب مستجيبة لأنسام المحبة الإلهية أنىَّ هبّتْ، انسيابا لا يجد معه العبد كلفة ولا شقّا، بل هو انسياب الواجد راحته ولذّته في عبوديته لرب العالمين، واهب الألطاف الخفية، والأسرار البهية، الملك الحليم ذي الجمال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/382)
والجلال.
الله .. الاسم الجامع لكل الأسماء
?إِنَّنِي أَنَا اللهُ? .. هذا الاسم العظيم الجامع لكل معاني الربوبية والإلهية، يقتضي تمثله على مستوى القلب شعورا بالرغبة والرهبة، وهما صفتان تفيضان عن القلب الذي وجد لمسة الحب، وهو مخ العبودية. وإنما العباد سالكون بين ضفّتي الرغبة والرهبة، والخوف والرجاء. فأنْعِمْ به مِنْ جمال في السير، وأكْرِمْ به مِنْ بهاءٍ في السُّرَى. ولذلك قال له بَعْدُ ?لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا?؛ لأن المتمثل لحقيقة "الله"، ?إِنَّنِي أَنَا اللهُ? ربوبيةً وألوهيةً، لا يملك إلا أن يخضع لله شاكرا وعابدا. فليكن إذن خضوعا لا يشرك معه فيه أحدًا.
?لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا? .. تقرير اعتقاد، نعم، لكنه من العبد شعور .. يحتاج إلى مصداق من الأعمال والفعال. وهل يملك من يجد في قلبه شيئا أن يكتمه؟ خاصة إذا كان هذا الذوق الموجود من الجمال والجلال ما لا يستطيع قلب بشري أن يحتمله سرًّا إلى الأبد. فلا بد إذن من التعبير، وذلك هو أركان الإسلام الخمسة: النطق بالشهادتين، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت من استطاع إليه سبيلا. أعمال وأفعال كلُّها تسلك بالعبد مسلك الخدمة والطاعة لله رب العالمين، وتشعر صاحبها بمقدار ما يجده في قلبه من الحب، وما يعترف به من إقرار على نفسه، إذ شهد أنه "لا إله إلا الله". فإلى أي حد هو صادق فيما عبر به عن نفسه؟ إنها شهادة على القلب. أفَتراه كان صادقا كل الصدق أم بعضه؟ ولذلك قال عز وجل لموسى: ?فَاعْبُدْنِي وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي?. العبادة إذن هي "التعبير" .. التعبير الظاهر عما وجده المسلم في الباطن، إذ شهد ألا إله إلا الله. إنها تعبير المحب عما وجد من حب، وأيّ محبٍّ يستطيع الكتمان؟
الصلاة .. أمّ العبادات
وبقيت الصلاة في الإسلام كما كانت في الأديان السابقة أم العبادات. ولذلك خصها الله بالذكر هنا رمزا لكل خضوع وخشوع ?وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي? .. وما كل أركان الإسلام في الجوهر -مهما تعددت أشكالها- وهيآتها إلا "صلاة"! ولذلك قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم: "رأس الأمر الإسلام، وعموده الصلاة" (رواه أحمد). فكأنه عليه الصلاة والسلام يقول الإسلام هو الصلاة، لما في معنى الصلاة من جمع لكل مواجيد التعبد والخضوع لله رب العالمين، وذلك هو المقتضى العملي لكلمة الإخلاص "لا إله إلا الله". والترجمة الفعلية للأمر الملكي: ?فَاعْبُدْنِي? الذي جاء تفسيره وبيانه بعدُ مباشرة ?وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي?. فيا لجمال "الذِّكْرِ" في سياق الصلاة! ذلك التعبير المليء بالإيحاءات الوجدانية، التي تحدو الأحبة بالتراتيل الملتهبة شوقا لديار المحبوب.
وذكر الله هو مقام الأدب مع الله .. فالعبد الحقيقي هو الذي لا يفتأ يذكر سيده فلا ينساه .. وهل ينساه حقا؟ إذن ليس بعبد، وإنما العبد من كان دائم الحضور بباب الخدمة، لا يفتأ واقفا بأدب العبودية إلى جانب الأعتاب العليا .. فأنى ينسى مولاه؟ أن تصلي يعني أن تكون دائم الذكر لله .. ولذلك كانت الصلاة أرقى تعبير عن حضور القلب مع الله: ?وَأَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي?.
تلك معان كلها تفيض عن شهادة أن "لا إله إلا الله". كلمة الإخلاص وعنوان الإسلام لله رب العالمين. وهي الكلمة التي يفزع إليها المؤمن من الغم والكرب، تماما كما يفزع الصبي إلى أمه عندما يلم به مكروه. أتدرون لماذا؟ لأنها ببساطة أقرب الناس إلى وجدانه، ولو لم تكن كذلك لما نادى صبي في الدنيا إذا استغاث "أماه! ". إلا أن العبد الذي سكن قصد الرب الأعلى قلبه، وامتلك عليه وجدانه لا يفزع إلا إليه، بمقتضى "لا إله إلا الله".
هل سمعت يونس عليه السلام إذ التقمه الحوت فغاص في ظلمات بطنه، وظلمات البحر والليل، ثم ظلمة الغم الشديد الضاربة على تلك الظلمات جميعا، ألم تسمع ماذا قال؟ يقول رب العزة حاكيا عنه: ?فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ? (الأنبياء:87). لقد كان أول التعبير استغاثة وجدانية ?لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ? .. لا يملك مواجيدَ القلب إلا أنت! لا محبوب، ولا مرغوب، ولا مرهوب إلا أنت! ثم كان التسبيح والتنزيه فالاستغفار ... يا سلام ... أي جمال هذا وأي كمال؟! وأي أفق كريم فيما يتيحه هذا الدين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/383)
السماوي للقلب من سياحة وسباحة في عرض الملكوت لاستدرار واردات الأنس والرحَموت؟ يونس هذا العبد العظيم الذي أدرك -وهو في بطن حوت ضخم جدا، يخوض به المجهول، في قاع المحيطات الرهيبة- أن القلب إذا امتلأ بنور الله كان الله معه؛ ومن كان الله معه أمن أمنا كليا، فلا يعدو هول البحرِ والحوتِ حينئذ مقدار حشرة في مستنقع .. الله أكبر!
حقيقة الشرك وجذوره القلبية
إن شهادة ألا إله إلا الله لهي توقيع عقد، وإمضاء التزام، بضمان الهوى لله وحده كما في الحديث: "لا يؤمن أحدكم حتى يكون هواه تبعا لما جئت به" (فتح الباري، 13/ 289)، وكل ما جاء به صلى الله عليه وسلم هو "الإسلام". وقد علمتَ ما في هذا العبارة من معاني الخضوع للرب الأعلى. خضوع يفرغ القلب مما سوى الله. وهو أمر في غاية العمق الوجداني، والتحقيق الشعوري، ولذلك صعبت كلمة "لا إله إلا الله" على كفار قريش أن يقولوها، وهو أمر طبيعي، فقد أدركوا بفطرتهم اللغوية السليمة أن هذه الكلمة تعبيد لمشاعرهم، قبل أن تكون تعبيدا لأفعالهم. وهو الأمر الذي لم يقبلوه، إذ كان "الشرك" قد ران على قلوبهم فلم يستطيعوا منه فكاكا. وما حقيقة "الشرك" إلا أهواء ومواجيد، سكنت قلوبهم فلم تصْفُ بذلك لربها الملك الأعلى. إن الشرك بهذا الإدراك معنى قلبي كالتوحيد تماما. أعني من حيث إنهما معا شعور يحدث في القلب، وإن كانا متناقضين، كتناقض الحب والبغض، أو السخط والرضى.
فلم يكن من منطق الأشياء أن تدور معركة، بل معارك مريرة، بين الرسول صلى الله عليه وسلم وبين العرب من أجل أحجار هي الأصنام، التي كانت تعبد من دون الله. بل إن حقيقة المعركة كانت حول ما ترمز إليه تلك الأحجار، من أهواء ساكنة في قلوب العباد. فما كان صمود العرب في وجه الدعوة الإسلامية كل تلك المدة، حتى عام الفتح، حبا في الأوثان لذاتها، وإنما حبا فيما كانت ترمز إليه، وما كان يقع باسمها في قلوبهم من حب لمجموعة من الأهواء، هي الآلهة الحقيقية التي كانت تعبد من دون الله؛ من حب للجاه، وحب للسيادة، وحب للمال، وحب للتسلط على الفقراء والعبيد باسم الآلهة، أو قل باسم الصخور الجامدة. تلك الأهواء إذن هي الآلهة الحقيقية، التي كانت تعبد من دون الله، وما كانت الأحجار إلا تجسيدا لها في عالم المادة، ورمزا لما في عالم الإحساس، ?أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ? (الجاثية:23).
ومن هنا حرص النبي صلى الله عليه وسلم على الإطاحة بأوثان الشعور، قبل الإطاحة بأوثان الصخور! وقد ظل بمكة يعبد الله قبل الهجرة ويطوف بالبيت العتيق وقد أحاطته الأصنام من كل الجهات، لأن عمله حينئذ كان هو إزالة أصولها القلبية، وجذورها النفسية؛ حتى إذا أتم مهمته تلك، كانت إزالة الفروع نتيجة تلقائية، لما سلف من إزالة للجذور ليس إلاّ. ولذلك قلتُ: إن الشرك معنى قلبي وجداني، قبل أن يكون تصورا عقليا نظريّا.
إن "لا إله إلا الله" -وقد سُمّيت كلمة الإخلاص- ليست إلا تجريدا قلبيا للهوى حتى يكون خالصا لله وحده. وكل حبّ تفرقت به الأهواء لم يكن إلا كذبا. والشهادة في الإسلام إقرار من صاحبها على نفسه، وما يجد في قلبه بالتصديق. فانظر أي قرار يتخذه الإنسان، حينما "يُسلم" لله رب العالمين، ويشهد "أن لا إله إلا الله"!
__________________
للشيخ
أ. د. فريد الأنصاري
(*) جامعة مولاي إسمعيل، ورئيس المجلس العلمي بـ"مكناس" / المغرب
ـ[صخر]ــــــــ[22 - 06 - 08, 09:16 ص]ـ
كلمة البدء في الإسلام هي "لا إله إلا الله"، وهي كلمةُ سِرٍّ، سر في غاية اللطافة والبهاء. نعم، كل المسلمين يقولونها، ولكن القليل منهم هم الذين يتذوقونها حقا؛ ذلك أن انصرافهم إلى التصورات الكلامية في مجال العقيدة قد صرفهم عن فضاءاتها الجميلة ومواجيدها الجليلة.
الإسلام عقيدة تربوية في الأساس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/384)
إن عقيدة الإسلام لم تكن في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية إلا لمسة تربوية ذات أثر روحي عميق على الوجدان والسلوك. وقد كان المسلمون عندما يتلقونها بعباراتها القرآنية الجليلة، يتفاعلون معها تفاعلا عجيبا؛ إذ يتحولون بسرعة وبعمق كبير من بشر عاديين، مرتبطين بعلائق التراب، إلى خلائق سماوية تنافس الملائكة في السماء، وما هم إلا بشر يأكلون الطعام ويمشون في الأسواق. ولذلك حقق الله بهم المعجزات في الحضارة والتاريخ. إن الكيمياء الوحيدة التي كانوا يتفاعلون بها هي "لا إله إلا الله"، لكن ليس كما صورها علم الكلام بشتى مدارسه ومذاهبه، وإنما كما عرضها القرآن آيات بينات ومحكمات.
إن التقسيمات الكلامية للعقيدة الإسلامية التي أملتها ضرورة حجاجية حينا، وضرورة تعليمية حينا آخر، ليست ذات جدوى في عالم التربية الإيمانية؛ لخلوها من روحها الرباني وسرها التعبدي، الذي لا تجده إلا في كلمات القرآن وأحرفه: "من قرأ حرفا من كتاب الله فله حسنة، والحسنة بعشر أمثالها. لا أقول "الم" حرف، ولكن ألف حرف، ولام حرف، وميم حرف" (رواه الترمذي). ثم إن التعبير عن حقيقة الذات الإلهية لا يكون على كمال صدقه، جلالا وجمالا، إلا إذا كان بما عبر الله به عن ذاته سبحانه وصفاته. وما كان للنسبي المحدود أن يحيط وصفا وعلما بالمطلق غير المحدود. ومن هنا كان التوقيف في مجال التعبير العقدي في الإسلام.
تفعيل العقيدة
كثير من الناس يتكلم في العقيدة اليوم ولكن قليلا منهم يتفاعل معها؛ لأن العلم الجدلي ما كان له أن يؤتي ثمارا قلبية، وهو قد أنتج أساسا لإشباع رغبات العقل المماري، لا لإشباع حاجات القلب الساري. وقد كان الرسول عليه الصلاة والسلام يخاطب بالعقيدة الإيمانية العقول، خطابا ينفذ من خلالها إلى القلوب، حيث تستقر بذرة، تنبت جنات وأشجارا.
إن السر الذي تتضمنه عقيدة "لا إله إلا الله" والذي به غيرت مجرى التاريخ مرات ومرات والذي به صنعت الشخصيات التاريخية العظيمة في الإسلام، إنما يكمن في "جمالها". الجمال، ذلك الشيء الذي لا يدرك إلا بحاسة القلب. إنه إحساسُ: "كم هو جميل أن يكون المرء مسلما! ". ودون هذا الإدراك اللطيف للدين، إدراكات أخرى من أشكال التدين، لا تغني من الحق شيئا. لقد ضاع صفاء الدين وجماله السماوي في غبار التأويلات ورسوم التقسيمات. وقد ذم قوم "الكلامَ"، لكنهم لم يدركوا أنهم في خضم الصراع المذهبي ردوا وقسموا "فتكلموا"، وسقط عنهم بذلك بهاء الدين وجماله وهم لا يشعرون. أو -على الأقل- لم يترك ذلك في الأتباع لمسات الجمال، وأذواق الصفاء في السلوك الذي يصنفون به على أنهم "مسلمون". فكانت التصورات في واد، والتصرفات في واد آخر. وذلك لعمري هو الخسران المبين.
إن القرآن الكريم والسنة النبوية يقولان لنا حقيقة جليلة عظيمة، لم يستطع أن يوصلها إلينا علم الكلام: هي أن عقيدتنا جميلة.
عقيدة جمالية
ولكم هو مؤسف حقا أن يضيع هذا المعنى من تدين كثير من المسلمين اليوم، فلا يرون في الدين إلا خشونة وحزونة. هذا التخشب في الأقوال والفعال، الذي سيطر على تدين كثير من الناس اليوم؛ إنما كان لأسباب سياسية واجتماعية مختلفة، ليس هذا مجال بيانها. ولا يجوز أبدا أن تكون مسوغا للانحراف عن بهاء الدين وجماله. وإنما أنزله الله ليكون جميلا، تتذوقه القلوب، وتتعلق به الأنفس؛ فلا تستطيع منه فكاكا، فتُسْلِمُ -بجذبه الخفي وإغرائه البهي- لله رب العالمين.
"لا إله إلا الله" -إذ يقولها العبد مستشعرا دلالتها اللطيفة– كلمة "قلبية" مدارها على وصف حال، والاعتراف بذوق صفات الكمال والجلال. إنها تعبير عن الخضوع الوجداني التام لله. نعم، قلت "الوجداني" لأنها -ببساطة- كذلك وردت في سياقها القرآني الأصيل.
ولو تأملت هذه العبارة العظيمة في اللغة، لوجدتها تقوم على لفظتين أساسيتين، هما مدار الإسلام كله: "الله" و "الإله".
فأما كلمة: "الله" فهو لفظ الجلال، الاسم العَلَم على الذات الإلهية، الاسم الجامع لكل الأسماء الحسنى والصفات الإلهية العُلَى. ولفظ "الله" فرد في اللغة، فلا يجمع ولا يتعدد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/385)
وأما كلمة "الإله" فهو لفظُ وصفٍ، يدل على معنى شعوري قلبي؛ ولذلك فهو يتعدد، إذ يجمع على "آلهة". وأما باقي العبارات في "لا إله إلا الله" فهي "لا" النافية، و"إلا" الحاصرة، تقومان بدور البناء والتركيب اللغوي؛ للنفي والإثبات، الذي يربط نوع العلاقة في قلب المؤمن بين الوصف "إله" والاسم "الله". وحقيقة تلك العلاقة هي ما يهمنا في هذا البحث. إنها علاقة تملأ الوجدان بما يفيض به قلب العبد المعبّر بها حقا وصدقا من الاعتقاد والشعور تجاه مولاه جلّ علاه.
ذلك أن كلمة "إله" في أصل الاستعمال اللغوي كلمة قلبية وجدانية، كما ذكرنا. أعني أنها لفظ من الألفاظ الدالة على أحوال القلب كالحب والبغض والفرح والحزن والأسى والشوق والرغبة والرهبة ... إلخ. أصلها قول العرب: "ألِهَ الفَصيلُ - يَألَهُ - ألَهاً" إذا ناح شوقا إلى أمه. والفصيل ابن الناقة إذا فطم، وفصل عن الرضاع، يحبس في الخيمة وتترك أمه في المرعى، حتى إذا طال به الحال ذكر أمه وأخذه الشوق والحنين إليها -وهو آنئذ حديث عهد بالفطام- فناح وأرغى رغاء أشبه ما يكون بالبكاء، فيقولون: "ألِهَ الفصيلُ" فأمه إذن ههنا هي "إلهه" بالمعنى اللغوي، أي ما يَشُوقُه. ومنه قول الشاعر: "ألِهْتُ إليها والرَّكائِبُ وُقّفٌ"
جاء في اللسان: اسم "الله": تفرد سبحانه بهذا الاسم، لا يشركه فيه غيره، فإذا قيل: "الإله" انطلق على الله سبحانه وعلى ما يعبد من الأصنام. وإذا قلت "الله" لم ينطلق إلا عليه سبحانه وتعالى. وقيل في اسم الباري سبحانه: إنه مأخوذ من ألِهَ - يَأْلَهُ: إذا تحيَّرَ، لأن العقول تَأْلَهُ في عظمته. وأَلِهَ يَألَهُ ألَهاً: أي تحيَّرَ، وأصله وَلِهَ يَوْله وَلَهاً. وقد أَلِهْتُ على فلان: أي اشتد جزعي عليه مثل وَلِهْتُ. وقيل: هو مأخوذ مِن ألِهَ يَألَهُ إلى كذا، أي: لجأ إليه؛ لأنه سبحانه الْمَفْزَعُ الذي يُلْجَأُ إليه في كل أمر" (1). إذ "الإله" في هذا السياق اللغوي هو: ما يَشُوقُ القلب، ويأخذ بمجامع الوجدان، إلى درجة الانقياد له والخضوع. قال عز وجل: ?أفَرَأيْتَ مَن اتَّخَذَ إلَهَهُ هَوَاهُ? (الجاثية:22).
والراجح فعلا أن "ألِهَ" هو من "وَلِه" ومنه اشتق الاسم العلم "الله"؛ لأن مدار كلا المادتين على معاني القلب، فأبدلت من الواو همزة. قال الراغب الأصفهاني: "ألَه فلانٌ - يأله: عَبَدَ. وقيل: أصله وِلاه، فأبدل من الواو همزة، وتسميته بذلك لكون كل مخلوق والِهاً نحوه، إما بالتسخير فقط كالجمادات والحيوانات، وإما بالتسخير والإرادة كبعض الناس، ومن هذا الوجه قال بعض الحكماء: الله محبوب الأشياء كلها" (2).
و"الوَلَهُ": هو الجنون الحاصل بسبب الحب الشديد، أو الحزن الشديد، يقال: امرأة وَلُوهٌ: إذا أحبت حتى جنت، أو إذا ثكلت؛ فحزنت حتى جنت. قال ابن منظور: "الْوَلَهُ: الحزن. وقيل هو ذهاب العقل والتحير من شدة الوجد، أو الحزن أو الخوف. والوله: ذهاب العقل لفقدان الحبيب وناقة مِيلاهٌ: هي التي فقدت ولدها فهي تَلِهُ إليه. يقال: وَلَهَتْ إليه تَلِهُ أي تحنّ إليه وناقة وَالِهٌ: إذا اشتد وجدها على ولدها" (3).
عقيدة حب ووجدان
وهكذا فأنت ترى أن مدار المادتين "أله" و"وله" هو على معان قلبية، ترجع في مجملها إلى التعلق الوجداني والامتلاء بالحب، فيكون قول المؤمن "لا إله إلا الله" تعبيرا عما يجده في قلبه من تعلق بربه تعالى، أي لا محبوب إلا الله، ولا مرهوب إلا الله، ولا يملأ عليه عمارة قلبه إلا قصد الله. إنه أشبه ما يكون بذلك الفصيل الصغير الذي ناح شوقا إلى أمه، إذْ أحس بألم الفراق ووحشة البعد. إن المسلم إذ "يشهد" ألا إله إلا الله، يقر شاهدا على قلبه أنه لا يتعلق إلا بالله رغبةً ورهبةً وشوقاً ومحبةً. وتلك لعمري "شهادة" عظيمة وخطيرة، لأنها إقرار واعتراف بشعور، لا يدري أحد مصداق ما فيه من الصدق إلا الله، ثم الشاهد نفسه، ومعاني القلب لا تحد بعبارات ولا تحصرها إشارات. ومن هنا كانت شهادة "ألا إله إلا الله" من اللطافة بمكان، بحيث لا تدرك على تمام حقيقتها إلا ذوقا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/386)
قال ابن القيم رحمه الله: "إن محبة العبد لربه فوق كل محبة تقدر، ولا نسبة لسائر المحابّ إليها، وهي حقيقة لا إله إلا الله! " (4) إلى أن يقول في نص نفيس تشد إليه الرحال: "فلو بطلت مسألة المحبة لبطلت جميع مقامات الإيمان والإحسان، ولتعطلت منازل السير إلى الله. فإنها روح كل مقام ومنزلة وعمل. فإذا خلا منها فهو ميت لا روح فيه. ونسبتها إلى الأعمال كنسبة الإخلاص إليها، بل هي حقيقة الإخلاص، بل هي نفس الإسلام. فإنه الاستسلام بالذل والحب والطاعة لله. فمن لا محبة له لا إسلام له البتة، بل هي حقيقة شهادة أن لا إله إلا الله. فإن "الإله" هو الذي يألهه العباد حبا وذلا، وخوفا ورجاء، وتعظيما وطاعة له، بمعنى "مألوه": وهو الذي تألهه القلوب. أي تحبه وتذل له فالمحبة حقيقة العبودية" (5).
معنى الإسلام
ذلك أن معنى "الإسلام" هو الخضوع لله رب العالمين، والاستسلام لأمره تعالى. إنه الاعتراف الوجداني، أي التعبير العملي عن الشعور الحقيقي الذي يلامس القلب، عندما يدرك العبد و"يجد" أنه "عبد" لسيد هذا العالم العظي.! وحقيقة كون المسلم عبدا هي الحقيقة التي تغيب عن أكثر المسلمين، فيحدث بسبب ذلك الانحراف بشتى ألوانه وأشكاله.
إن "العبد" مسلوب الإرادة. ليس بالمعنى الكلامي ولكن بالمعنى الوجداني، أعني أن تجد الشعور بأنك أيها المسلم مِلْكٌ لله الواحد القهار، تدور في فلك العبودية والخدمة كما تدور الكواكب في الأفلاك. ?لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا بِآيَاتِ اللهِ أُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ? (الزمر:60). وتلك هي مدارات اللفظ (عبد) في اللغة. إنها لا تخرج عن معاني الذلة والخضوع والخنوع والانقياد، كما تنقاد الأنعام المذللة لمالكيها رغبةً ورهبةً، انقياداً لا تشنّج فيه ولا تَفَلُّت.
والعبد لا يكون إلا في باب الخدمة بين يدي مولاه، واقفا على العتبة ينتظر الأمر والنهي بشوق المحب، ليبادر إلى التنفيذ دون سؤال: علامَ ولِمَهْ؟ ?لاَ يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ وَهُمْ يُسْأَلُونَ? (الأنبياء:23). إنه الرب المحبوب الأعظم، المرغوب المرهوب، رب الكون والخلق أجمعين. يُمكنك أن تُعَرِّفَ عقيدة الإسلام في نهاية المطاف، فتقول إنها ميثاق المحبة بين الله وعباده،! أو هي دستور السلام.
وحينما نقول "المحبة" فهي بمفهومها القرآني الجامع المانع، لا ما ذهبت إليه طوائف من الغلاة من هذا الاتجاه أو ذاك، ممن قالوا بها فأبطلوا كل منازل الإيمان من خوف ورجاء. فانتهى بهم الأمر إلى دعاوى عريضة يتشدقون بها، ما أنزل الله بها من سلطان. كلا، بل لا تقوم المحبة بقلب العبد الصادق إلا على جناحي الخوف والرجاء، وما تفرع عن ذلك من معاني الرَّغَبِ والرَّهَبِ. والقرآن العظيم والسنة النبوية واضحان في هذا غاية الوضوح. ولا يزيغ عنهما إلا جاهل أو صاحب هوى. والمحب الحقيقي الصادق يخاف من الحرمان، ويخشى من العقوبة؛ بقدر ما يرجو ويشتاق. فإذا جرد المحبة عن الخوف والرجاء كان من الكاذبين.! كيف ورب العالمين يقول عن صفوة من أنبيائه ورسله: ?إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ? (الأنبياء:90). كيف وهذا محمد رسول الله صلى الله عله وسلم سيد الأولين والآخرين يعلنها في الأمة: "أمَا والله إني لأخشاكم لله وأتقاكم له. [وفيه قال:] فمن رغب عن سنتي فليس مني" (متفق عليه). ألا وإن أي انحراف عن هذه السبيل لا يكون إلا جهلا بالدين أو زيغا من الضلال المبين.
فعلى هذا الوِزَانِ إذن نقول إن عقيدة الإسلام قائمة على المحبة، بل إنها ميثاق المحبة. وبذلك المعنى كانت تفيض بأنوار الجمال ومباهج الجلال. فليس عبثا أن يقول النبي صلى الله عله وسلم: "إن الله تعالى قد حرم على النار من قال "لا إله إلا الله" يبتغي بذلك وجه الله" (متفق عليه). أكلمة واحدة تتلفظ بها فتدخل الجنة؟ نعم، ولكنْ، إنها ليست بكلمة ولا كلمات، إنها توجه قلبي وميل وجداني، إنها مسألة "حب". وإن من أحب الله أحبه الله. إنها حقيقة جميلة وعظيمة. وإن عدم إدراكها ذوقا ووجدانا قد كان سببا في تضييع معاني الدين، وانحراف كثير من الناس عن منهاجه المستقيم.
____________________
الهوامش
(1) لسان العرب: مادة "أله".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/387)
(2) المفردات في غريب القرآن: مادة "أله".
(3) لسان العرب: مادة "وله".
(4) مدارج السالكين لابن القيم، 3/ 18.
(5) مدارج السالكين: 3/ 26.
للشيخ أ. د. فريد الأنصاري
(*) جامعة مولاي إسمعيل، ورئيس المجلس العلمي بـ"مكناس" / المغرب
ـ[صخر]ــــــــ[22 - 06 - 08, 09:23 ص]ـ
أسرار هذا الدين ولطائفه أن باب عقيدته هو التفكر. قال عز وجل في مخاطبة المنكرين عبر رسوله الكريم: ?قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا? (سبأ:46). آية في غاية الجمال والسمو. وإني أشهد أني مذ ذقتها وجدت أن بها بحرا من الأسرار التربوية لا يعلم مداه إلا الله. وإن لها لذوقا وجدانيا خاصا.
التفكر
أرأيت كيف أن الله تعالى يخاطب هؤلاء، بالقيام له، والتفرغ لشأنه، قبل الإيمان به؟ وذلك حتى يمكنهم من الوصول إلى حقيقة الإسلام، هذا الدين الذي هم له منكرون. وقد شرط الله عليهم شرطا في كيفية القيام له: وهو الخلوة به وحده سبحانه. والعدد الوارد في الآية: ?مَثْنَى وَفُرَادَى? على حقيقته، إذ ليس هناك في السياق ما يصرفه عن هذه الحقيقة. لكن لماذا التنصيص على الفردانية، أو الثنائية، بالضبط؟ لماذا كان ذلك شرطا لتوقيع "التفكر"؟ إنه أمر عجيب.
العقل آلة تلتقط الحقائق، وتعقلها، ولكنها لا تتخذ القرار. وإنما الذي يتخذ القرار هو القلب بمعناه القرآني الخاص: ?أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفالُهَا? (محمد:24)، ومنه قوله تعالى: ?لَهُمْ قُلُوبٌ لاَ يَفْقَهُونَ بِهَا? (الأعراف:179). فإذا كان القلب محجوبا بحجب المادة والكثرة عجز عن الوصول إلى ما يعرضه عليه العقل من صور معقولات. فلا يتخذ القرار المناسب في الوقت المناسب. ومن هنا كان جوهر التفكر في القرآن قلبيا. ولذلك فقد وجدناه ينتج عنه شعور قلبي هو الخوف نظرا لرهبة القلب مما يحلله له العقل ويعرضه عليه من صور. وذلك نحو ما في الآية السابقة من سورة سبأ، إذ قال سبحانه في تتمتها: ?مَا بِصَاحِبِكُمْ مِنْ جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَكُمْ بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ? (سبأ:46)، وأظهر منه آية التفكر في سورة آل عمران: ?وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ? (آل عمران:191). إنه شعور الوجدان بهول الحقيقة وعظمتها، ولذلك قلت "إن التفكر فعل وجداني في العمق".
وهو لذلك لا يقع من الناس إلا آحادا، وإن حكي عنهم بضمير الجماعة، كما في الآية الأخيرة، فإنما المقصود أنه يحصل ذلك منهم فرادى لا مجتمعين، كما يدل عليه أول الآية: ?الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَى جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ في خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ? (آل عمران:191). فهذه صور تحيل على الناس وهم في شؤونهم الخاصة، بين منازلهم وأفرشتهم ونومهم وقيامهم. وأغلب ذلك كله أحوال فردية. والآية الأولى ?قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا للهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا? (سبأ:46) نص في فردانية فعل التفكر. أما الثنائية "مثنى" فهي ملحقة من حيث الفائدة بالفردانية. والمثنى في العربية ملحق بالمفرد. وإنما يبدأ الجمع في اللغة بالثلاثة. ثم إن التفكر بين اثنين "نجوى"، وهي أشبه ما تكون بتحديث الفرد نفسه. أما فائدة ذلك فهي أن التفرغ لله عز وجل في خلوة، لا يكدر صفوها عليك أحد من الخلق، يتيح للقلب أن يتفاعل في صفاء مع معطيات الفكر، ويتواجد متلذذا بمواجيد الشعور بمعية الله، وحقائق الكون الكبرى. ومثل ذلك لا يحصل في لغط النقاش الجماعي، وضوضاء الجدل المتعدد.
رفيق النجوى
نعم رفيق النجوى، وهو الثاني (مَثنَى)، يكون معك على موجدة واحدة في التأمل، وتبادل المشاعر والمواجيد. تماما كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يخلو لربه فردا، أو مع صاحبه أبي بكر الصديق رضي الله عنه أحيانا، أو غيره من الصحابة الكرام. فإذن تكون أبواب القلب أكثر انفتاحا لتقبل ما يلقى عليها من واردات الحب، والشوق، والمعرفة الربانية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/388)
ومما يزيد هذه الآية دقة فيما نحن فيه التعبير بـ"ثم" التي تفيد الترتيب. فكأنه تعالى جعل شكل التفكر ?مَثْنَى وَفُرَادَى? هو الكفيل وحده بنجاح عملية التفكر، ولذلك قال سبحانه: ?ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا?.
?قُلْ إنَّمَا أعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ? فعل واحد لا ثاني له، كفيل بأن يقود الإنسان إلى الحقيقة: التفكر. هل خلوتَ بنفسك يوما؟ أو ناجيت رفيقا لك في أمر الكون والحياة والمصير؟ عندما يمتد الفكر سائحا في أقاضي الكون يضل ويتيه. وأنَّى له أن يهتدي في دروب ومسالك ينتهي الخيال ولا تنتهي منافذها؟! إذن يرجع الفكر منكسرا عاجزا. وإن ذلك لعمري هو الإسلام؛ الخضوع للعظمة المطلقة فوق الزمان والمكان، والاعتراف بالقصور عن الإحاطة؛ ولا بأي طرف من أطرافها. ?مَا تَرَى فِي خَلْقِ الرَّحْمَنِ مِنْ تَفَاوُتٍ فَارْجِعِ الْبَصَرَ هَلْ تَرَى مِنْ فُطُورٍ * ثُمَّ ارْجِعِ الْبَصَرَ كَرَّتَيْنِ يَنْقَلِبْ إِلَيْكَ الْبَصَرُ خَاسِئًا وَهُوَ حَسِيرٌ? (الملك:3 - 4). الرجوع إلى الصف الآدمي للانضمام إلى سلك "العادة الطبيعية"، رجوع في العمق إلى مقام الخدمة والعبودية. موجدة ليست في حاجة -حينئذ- إلا إلى الإفصاح والتعبير: "لا إله إلا الله".
وهنا يكمل جمال الدين، الدفء الحاصل عند الشعور بالانسجام مع سائر الخلق السيار، كل في سربه وفلكه: ?تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَنْ فِيهِنَّ وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِنْ لاَ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورً? (الإسراء:44). هذا التوحيد الكوني في التعبير، بل هذا التناسق الكلي في نفث المواجيد، عبر شتى ألوان العبادة، له ذوق "الأنس" الذي يملأ القلب نشاطا وحبا للحياة الممتدة طولا وعرضا.
التنافس في طريق المحبة
التنافس هنا إذن هو في طريق "المحبة". الكل يحب، والمحبوب واحد. تلك هي القضية. إذن أيّنا يبذل أكثر؟ وأيّنا يشكر أكثر؟ فهذا مجال الإفصاح عن مواجيد الذلة لملك القلوب ومالكها. وكلما كان الحب أصدق كان أكثر إذلالا لصاحبه. ولكنها ذلة اللذة والمتعة العليا، والشعور بالراحة في سبيل رضى المحبوب، وينطلق السباق ... وتلك لذة أخرى، لها قصة أخرى.
الله! هذا المعنى العظيم الذي ننطلق منه لِنُقِرَّ أنه "لا إله إلا هو". تدخل إلى ملكوته من باب "التفكر" بوجدان المحبة الكبرى. ولكن كيف؟
لطالما كنت أقرأ عن رواد الحب الإلهي، فكنت أتعجب كيف يجدون هذه الموجدة، بهذا الشوق كله!؟ فتفكرت دهرا، فإذا الباب ينفتح بمفتاح "الربوبية": الله، هذا السيد العظيم هو الخالق لكل شيء من الجلائل والدقائق. وما أنت أيها العبد في ملك الله العظيم، الممتد بلا حدود، إلا ذرة من البلايين التي لا يحصرها خيال، من الذرات السائرة في متاهة الكون الفسيح. ألم يكن ممكنا في قدر الله وقدرته تعالى ألا تكون أصلا؟ إنها نعمة الخلق إذن، فأعظم بها من نعمة لا تحصى حمدًا ولا تحاط شكرا، ولو عشت أعمار الخلائق جميعا حامدا وشاكرا. ?هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا? (الإنسان:1). لمسة "الحياة" هي النعمة الكبرى بعد الخلق .. ألم يكن ممكنا أن تكون جمادا؟ ثم إنها حياة الروح أكبر هبة إلهية للإنسان.
تأملات تملأ القلب حَيرة وعجبا. أن يكون بين الناس في ظل هذه الحقائق الرهيبة منكرون ... عجبًا .. عجبا! ولا يملك المتفكر في آلاء الله ونعمائه العظمى إلا العجب.
أن تتفكر في جمال الإحسان الرباني، يعني أن تقع أسير أنواره، وجلال كماله، مؤمنا خاشعا متبتلا. ذلك هو سر المحبة، وهو المعراج السري لقافلة المحبين السائرين إلى منازل الحبيب. قال بديع الزمان النورسي رحمه الله: "ما دام ذلك الحكيم المطلق سلطانًا ذا جلال بشهادة جميع إجراءاته الحكيمة، وبما يظهره من آثار جليلة .. وربًّا رحيمًا واسع الرحمة بما يُبديه من آلاء وإحسانات .. وصانعًا بديعًا يحب صنعته كثيرًا بما يعرضه من مصنوعات بديعة .. وخالقًا حكيمًا يريد إثارة إعجاب ذوي الشعور وجلب استحسانهم بما ينشره من تزيينات جميلة وصنائع رائعة ... فإنه يُفهَم مما أبدعه من جمال يأخذ بالألباب في خلق العالم أنه يريد إعلام ذوي الشعور من مخلوقاته ما المقصود من هذه التزيينات؟ ومن أين تأتي المخلوقات وإلى أين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/389)
المصير؟ " (1) فهو إذن "يعرِّف نفسَه ويودّدها، بمخلوقاته -غير المحدودة- ذات الزينة والجمال .. ويُوجب الشكر والحمد له، بنعمه -التي لا تحصى- ذات اللذة والنفاسة .. ويشوّق الخلق إلى العبادة نحو ربوبيته؛ بعبوديةٍ تتسم بالحب والامتنان، والشكر إزاء هذه التربية، والإعاشة العامة، ذات الشفقة والحماية". (2)
فعلا ... إن الذي يشعر بالنعمة المسداة إليه يجد نفسه مطوقا بحقها في الشكر، ولكنها نعمة أكبر بكثير من أن تحصى أو تحصر. فكيف تشكر إذن؟ هنا يمتلك القلبَ الشعورُ بالعجز والذلة والخضوع التام، وتلك هي "لا إله إلا الله".
"الله" .. هذا الاسم الجميل كلمة تدل على الحياة العليا والنعمة الكبرى .. منه سبحانه نستمد الكينونة والحياة. وعطاؤه تعالى لا ينقطع أبدا، ولا يحصى عددا. أن تملأ قلبك بمعرفة الله، يعني أنك تملؤه بالحياة. أن تملأ قلبك بمعرفة الله، يعني أنك تملؤه بالحب. وأن تعبر عن ذلك كله، يعني أن تقول: "لا إله إلا الله"، أي لا مرغوب ولا مرهوب إلا الله، ولا محبوب إلا الله، ولا يملك عليك مجامع القلب والوجدان إلا الله .. هذا السيد الجميل، والملك الجليل، والرب العظيم الرحيم.
إن العبد المسكون بحقيقة "لا إله إلا الله" لا يملك إلا أن يتدفق منجرفا إلى الله .. تماما كما تتدفق الأنهار سارية وساربة إلى مالكها .. فأنى له إذن أن يتخلف إذا سمع داعي الله ينادي أنْ "حي على الصلاة"، أو "حي على الفلاح"؟!
طُيُوبُ الْحُبِّ إنْ مَسَّتْ فُؤادًا جَرِيحَ الْوجْدِ كَانَ لَهَا نُشُوبُ!
وَهَلْ فِي الْعَاشِقِينَ الْغُرِّ غُصْنٌ يُنَادِيهِ الْحَبِيبُ وَلاَ يُجِيبُ؟
يتخلف؟ كيف؟ والمسلم، إنما هو ذلك العبد الذي يحمل جمرة الشوق إلى الله .. يُسبغ الوضوء على المكاره، وينقل الخطى إلى المساجد يسري في الظُّلَم، ويسرب في الهجير، متقلبا بين حَرٍّ وقَرٍّ، ويجاهد في سبيل الله .. ينثر روحه أزهارا على الثرى، طمعا في رضى المحبوب، الذي تعلقت به القلوب. والمسلم هو ذلك العبد الذي فاض قلبه بحب الله؛ فلا تجد من سلوكه إلا مسكا، ولا ترى من خطوته إلا كياسة وفطنة، ولا يلقاك إلا بالكلمة الطيبة والسريرة الحسنة.
الإسلام، هذا الجمال الإلهي العالي، دين ليس كأي دين. لكن ... لو كان له ذوّاق ... ذلك هو "الإسلام" دين المحبة. وذلك هو المسلم السالك مَدارِجَ المحبين. وأنَّى لمن خفق قلبه بلمسة الحب أن يكون شريرا؟ الحب، هذا الشعور الفياض بالجمال، إذا خالط قلبا أحاله جداول من الإيمان واليقين. وامرؤ كان ذلك شأنَه لا يتصور فيه أن يؤذي أحدا أبدا، لأنه لا يملك من المواجيد في قلبه إلا الحب. وكل إناء يرشح بما فيه. إنه لا يملك إلا أن يملأ المكان بمواجيد المحبة، ورياحين الشوق في سيره الوجودي إلى الله.
للشيخ
أ. د. فريد الأنصاري
(*) جامعة مولاي إسمعيل، ورئيس المجلس العلمي بـ"مكناس" / المغرب
ـ[صخر]ــــــــ[22 - 06 - 08, 09:30 ص]ـ
العبادة، هي عنوان الجمال في الإسلام، وشعار المحبة. وإذا أحب الله الإنسان خاطبه بلفظ "عبدي" أو "عبادي" .. فنسبه إليه تعالى نسبة خصوص وإضافة.
والعبودية دالة على خضوع وانقياد، في غير سخط ولا إكراه، ولكنه خضوع المحب الرَّضِيِّ. ومن هنا لم تكن الأعمال لترتقي إلى مستوى العبادة حقيقة إلا إذا أدّاها العبد برضاه .. ولو كانت هذه الأعمال من أركان الإسلام، من صلاة وصيام وزكاة وحج. وقد ذكر العلماء أن الغني إذا امتنع عن أداء الزكاة، فقَوَّمَ السلطان عليه ماله وانتزع منه مقاديرها وصرفها في وجوهها، فإن ذلك يسقط عنه حقوق المستحقين، ولا يكلف بإعادة إخراجها بعد، ولكنه لا يسقط عنه حق الله؛ لأن حق الله في العمل إنما هو الشعور بالتعبد. وهو معنى الرضى والمحبة الذي يُخالط قلب العامل عند الدخول في عمله. ومن هنا كانت حقيقة العبادة شعورا وجدانيا قبل أن تكون أعمالا مادية، وكانت إحساسا بحب من يوجه إليه العمل وهو الله تعالى، لا "ضريبة" يؤديها المرء وهو كاره.
رغبة لا رهبة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/390)
إن العبادة "رغبة" قبل أن تكون "رهبة"، ?لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ? (البقرة:256)؛ أما "الخوف" المذكور مع "الرجاء" في سياق التعبد فله مدلول آخر. ومن هنا كان وصف الإنسان بأنه "عبد" من أحب الأسماء والصفات الإيمانية إلى الله، ومن أحسنها في تسمية الإنسان، كما ورد في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: "إن أحب أسمائكم عند الله: عبد الله، وعبد الرحمن" (رواه مسلم)؛ وذلك لأن هذين الاسمين فيهما نسبة العبد إلى اسم الجلالة "الله"، وإلى أعظم صفة لله عز وجل "الرحمن": ?قُلِ ادْعُوا اللهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ أَيًّا مَا تَدْعُوا فَلَهُ الأَسْمَاءُ الْحُسْنَى? (الإسراء:110). وفي ذلك ما فيه من شرف الانتساب التعبدي لله الواحد القهار.
وبهذا المعنى استُعْمِلَ مصطلح "الانتساب الإيماني" أو "التعبدي" في الفكر الإسلامي؛ للدلالة على خصوص استناد العبد إلى الله في كل أمره، وما يجده في ذلك من أذواق وجمال.
ولعل الأستاذ بديع الزمان النورسي -رحمه الله- هو أول من استعمله بهذا الوضوح الاصطلاحي، في سياق تجديد الفكر التربوي الإسلامي؛ إذْ كَشَفَ النقاب بقوة عن مشاهده الجميلة، فرسم بذلك لوحة وجدانية خالدة، كلما طالعتَ أنوارَها تَدَفَّقَتْ بالأسرار. ذلك أن المسلم عند النورسي لم يعد -باعتباره عبدا لله- مجردَ اسْمٍ عَلَمٍ ينادَى، أي: "عبد الله" أو "عبد الرحمن"، وإنما هو صاحب وظيفة مستنبطة من التفكر الخفي، والتدبر الْمَلِيِّ؛ لطبيعة العلاقة بين المضاف والمضاف إليه، في اسم "عبد الله" الذي هو اسم وظيفي -لا عَلَمِي- لكل مسلم حق. إن الإضافة النحوية لها دلالة عظيمة، على مستوى المعاني بالقصد البلاغي والإيماني معا؛ أعني من حيث إنها تفيد اختصاص المضاف إليه بالمضاف، وتفرده به، على سبيل "الامتلاك". وكذا اختصاص المضاف بالمضاف إليه، على سبيل "الاستناد" و"الانتماء".
علاقة النسبي بالمطلق
وهنا تكمن خطورة المصطلح "الانتساب"؛ لأنه تصوير لعلاقة المطلق بالنسبي وما يكتسبه هذا من ذاك. فعلاوة على دقة العلاقة بين مفهومين لا يجمعهما في المنطق إلا معنى التضاد؛ بينما هما هنا يلتقيان في المعنى الإسلامي، في التناسب الجميل المستفاد من علاقة العبادة، وما تحمله من ظلال روحية هادئة. علاوة على ذلك كله فإن المصطلح المدروس يصور بأدقّ ما يكون التصوير الرقي الإنساني، في مدارج الإيمان، حتى يكون أهلا لمقام العطف الرباني والتضييف الرحماني.
وإني لأحسب أن تجديد التدين في المجتمع الإسلامي، لو أنه سعى هذا المسعى القائم على تحقيق معنى "العبودية"، حيث كانت الإضافة فيها إلى الرحمن نقطة استناد؛ لكان له اليوم شأن آخر؛ إذ يمنح العبد معنى القوة والمنعة والحياة، كما في قوله تعالى ?إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً? (الإسراء:65). فـ"ياء" الضمير (المضاف إليه) الدال على الذات الإلهية، يخص المضاف (عباد) بخصوص "الانتساب" الذي يكتسب منه "العبد" شرف النسبة إلى الملك العظيم رب السموات والأرض. فذلك ما عبّر عنه الأستاذ النورسي بـ"الانتساب الإيماني"، كما في قوله يخاطب المؤمن: "إنك تنتسب بهوية الانتساب الإيماني إلى سلطان عظيم ذي قدرة مطلقة". (1)
الانتسابية
وبهذا المعنى فسَّرَ رحمه الله سِرَّ بدء الأعمال كلها في الإسلام بـ"بسم الله الرحمن الرحيم". يقول: "إن الذي يتحرك ويسكن، ويصبح ويمشي بهذه الكلمة "بسم الله" كمن انخرط في الجندية، يتصرف باسم الدولة، ولا يخاف أحدا، حيث إنه يتكلم باسم القانون، وباسم الدولة، فينجز الأعمال ويثبت أمام كل شيء" (2) .. فهذا التشبيه البليغ مقصود للدلالة على الطبيعة الوظيفية، للخدمة التعبدية التي بها فقط ينال المسلم شرف الانتساب الإيماني، ذلك أنه -كما يقول رحمه الله- "يرقى إلى مقام الضيف الكريم في هذا الكون، وإلى مقام الموظف المرموق فيه، رغم أنه ضئيل وصغير بل هو معدوم، وذلك بسموّه إلى مرتبة خطاب ?إِيَّاكَ نَعْبُدُ? أي: انتسابه لمالك يوم الدين، ولسلطان الأزل والأبد". (3)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/391)
ومن هنا كان الإيمانُ الْمُبَلِّغُ إلى مقام الانتساب انخراطًا وظيفيًّا في حركة الجمال، حيث عمل النورسي على تحسيس طلاّبه بالذوق الانتمائي للإسلام، وتجديد مفهوم الصفة الإسلامية التي أبْلتْها العادات الاجتماعية، وطمستها الظلمات الإلحادية الزاحفة. (4)
ثم إن الناظر في النصوص الشرعية المتضمنة لمفهوم "الانتساب" في القرآن الكريم والسنة النبوية، يجد أن لله عز وجل في مناداة الإنسان وتسميته باعتبار "النسبة" ثلاثة أحوال: الأولى أن ينسبه إلى جِبِلَّتِه وطبيعته الخِلقية، فيسمّيه "الإنسان". والثانية أن ينسبه إلى أبيه؛ فيسمّيه "ابن آدم" و"بني آدم". والثالثة أن ينسبه إليه تعالى فيسمّيه "عبدا"، أو "عبدي" أو "عبادي". ووحدها هذه النسبة الأخيرة تكون في سياق المحبة الإلهية العالية للعباد. فلا يذكر الإنسان بوصفة عبدا إلا للدلالة على حب الله له؛ إذ العبودية محبة متبادلة بين الرب الأعلى والمخلوق الأدنى.
لماذا "الإنسان"؟
ولبيان تفرد وصف الناس "بالعباد" بمعاني المحبة والتقريب، نذكر خلاصة مركزة عن كل من التسمية "بالإنسان"، والمناداة بـ"بني آدم": ففي الأولى يسمي الله الإنسان "إنسانا" في سياق الابتلاء، وتحميله المسؤولية والأمانة. وهي عبارة ذات وقع حيادي على نفس المتلقي والقارئ للقرآن. ولذلك كانت أوضح الآيات في هذا المعنى قول الله عز وجل: ?إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَنْ يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولاً? (الأحزاب:72). فبقيت عبارة "الإنسان" في القرآن محملة بهذه الدلالة، ومشحونة بهذا الإيحاء. إنه إذن صاحب أمانة؛ أمانة تكليف واستخلاف. ولا أمانة إلا وهي تلقي على صاحبها تبعات كبرى، أقلّ ما فيها المتابعة والمحاسبة.
ومن هنا كان بتحمله الأمانة ظلوما لنفسه، جهولا بخطورة ما تحمل وتقلد. فكان الحكم الابتدائي عليه بالخسران، لأنه راهن على شيء أكبر من حجمه؛ فلا ينجو من حيث هو "إنسان" إلا على سبيل الاستثناء ?وَالْعَصْرِ * إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ * إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ? (العصر:1 - 3). وهو استثناء ثقيل يحمل -بعد الإيمان والعمل الصالح- شروطا ثقيلة: التواصي بالحق والتواصي بالصبر، وتلك هي خلاصة الأمانة. فالإنسان إذن مخلوق مغلول إلى التزامه، مرتهن بقضيته ?وَكُلَّ إِنْسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنْشُورًا? (الإسراء:13)، ?أَيَحْسَبُ الإِنْسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى? (القيامة:36). بل هو ملزم بالسير الدائم إلى ربه، سير تتخله المشاق والصعاب؛ لأنه يشق طريقا تخالف ما تشتهيه نفسه البشرية، من دَعَةٍ وملذات دنيوية ورغبات حيوانية؛ ولذلك عبر الله عز وجل عن هذا المعنى بـ"الكدح"، وفي ذلك ما فيه من الإيحاء بمشقة السير، ووعورة الطريق؛ قال سبحانه ?يَا أَيُّهَا الإِنْسَانُ إِنَّكَ كَادِحٌ إِلَى رَبِّكَ كَدْحًا فَمُلاَقِيهِ? (الانشقاق:6).
ولم يكن ابتلاء الإنسان مهددا بالخسران؛ إلا لأنه ارتبط ابتلاؤه هذا بطبيعته الطينية، التي تشده إلى الأرض وإلى علائق التراب، بينما غاية "ابتلائه" أن يرتقي إلى السماء. فأعظم به من امتحان عسير، قال عز وجل: ?إِنَّا خَلَقْنَا الإِنْسَانَ مِنْ نُطْفَةٍ أَمْشَاجٍ نَبْتَلِيهِ? (الإنسان:2). فكانت الآيات بمساقاتها تشير إلى أنه كلما انْقَضَّتْ عليه طبيعته الطينية، استجاب لأهوائه وشهواته.
ولذلك كانت له في القرآن الكريم -بهذا الاعتبار- صفات وأحوال كلها تدور حول هذا المعنى، يقول عز وجل ?وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ الإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ? (إبراهيم:34). (5) إنها إذن؛ صفات مرتبطة بالخلق والطبيعة الجبلية، ولذا كان التعبير عنها في كثير من الآيات بلفظ ?كَانَ? للدلالة على الثبات والاستمرار كما في التعبير بها عن صفات الله عز وجل في القرآن، وذلك نحو: ?وَيَدْعُ الإِنْسَانُ بِالشَّرِّ دُعَاءَهُ بِالْخَيْرِ وَكَانَ الإِنْسَانُ عَجُولًا? (الإسراء:11). (6)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/392)
هذا هو الإنسان! تعبير لا يوحي بالأنس والطمأنينة والسلام وإنما يوحي بالتكليف والحساب!
التوصيف بالآدمية
وأما الثانية فهي نداء الله عباده بتعبير "بني آدم"، وهو قريب في الدلالة من لفظ "الإنسان". بل إن بينهما تداخلا واشتراكا؛ لأنه إذ ينسب إلى أبيه آدم عليه السلام يحيل على خصائص "الآدمية". وآدم عليه السلام هو ذلك المخلوق من طين، المنفوخ فيه من روح رب العالمين. إلا أن الإيحاء هنا لا يركز على جانب الأمانة والمسؤولية والتكليف، بقدر ما يركز على جانب واحد من ذلك كله؛ ظاهر على كل الصفات المضمرة في "الآدمية"، المشاركة للفظ "الإنسان". وهذا الوصف الظاهر البارز في النداء بـ"بني آدم" هو: ضعف العزيمة والنسيان، وهو مأخوذ من قول الله عز وجل: ?وَلَقَدْ عَهِدْنَا إِلَى آدَمَ مِنْ قَبْلُ فَنَسِيَ وَلَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْمًا? (طه:115). ولذلك كان النداء بـ"بني آدم" دالا على معنى التذكير والتنبيه؛ إذ تعلق بمخلوق شأنه العام هو النسيان وضعف العزيمة. قال تعالى مذكرا ?أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لاَ تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ? (يس:60). وهذا العهد هو المذكور في قوله تعالى ?وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِنْ بَنِي آدَمَ مِنْ ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنْفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُوا بَلَى شَهِدْنَا أَنْ تَقُولُوا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّا كُنَّا عَنْ هَذَا غَافِلِينَ? (الأعراف:172).
وهو التنبيه الذي تكرر على سبيل التحذير في قوله تعالى: ?يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ? (الأعراف:27). إنه تذكير للإنسان بـ"آدميته" ?كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ?.
وكل ما عبر فيه بوصف الـ"آدمية" والنسبة إلى الأب الأول، ملحق بهذا المعنى، ولو جاء في سياق التكليف الجزئي، فإنه يحمل في داخله التنبيه إلى خاصية النسيان، وضعف العزيمة، والتحذير منها، كما في قوله تعالى: ?يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ? (الأعراف:35). إنه تعبير يحمل في دلالته ذلك الإيحاء الأول بالتذكير بالعهد؛ أن تخرمه العزائم الضعيفة، والتنبيه من الغفلة والنسيان أن تحاصره الآدمية.
وقد تحيل عبارة "ابن آدم" على معنى "الإنسان" من حيث هو مخلوق على جبلة طينية شرهة، وقد أسلفنا أنَّ بين العبارتين اشتراكا. وعلى هذا المجرى جرى كثير من الأحاديث النبوية التي تضمنت هذا التعبير "ابن آدم". وذلك نحو قوله صلى الله عليه وسلم: "لو كان لابن آدم واد من مال لابتغى إليه ثانيا! ولو كان له واديان لابتغى لهما ثالثا! ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب! ويتوب الله على من تاب" (متفق عليه). وقوله صلى الله عليه وسلم: "إن ابن آدم إن أصابه حَرٌّ قال: حَسِّ، وإن أصابه بَرْدٌ قال: حَسِّ" (رواه الإمام أحمد في المسند) وعبارة "حَسِّ" اسم فعل مضارع بمعنى: "أتضجّر".
وهذان الحديثان إنما هما ترجمة لما ورد في القرآن عن "الإنسان" في مثل قوله تعالى عن المعنى الأول: ?إِنَّ الإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ * وَإِنَّهُ عَلَى ذَلِكَ لَشَهِيدٌ * وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ? (العاديات:6 - 8). (7)
التوصيف بالعبودية
ويتفرد النداء الإلهي والتعبير القرآني بوصف الناس بـ"العباد"؛ للدلالة على الرضى والحب والإشفاق وكل المعاني الراجعة إلى صفات الله الرحمن الرحيم الودود الغفور؛ وذلك لما للإنسان بوصفه "عبدا" عند الله من مقام وقرب. وإنما العبد: من انقاد قلبه لربه رغبا ورهبا، وخضعت جوارحه لمولاه طاعة وحبا. وتلك هي الصفة التي جاء الدين لإسباغها على الإنسان؛ فيرقيه إلى أعلى منازل العبودية. وذلك أساس مقتضى شهادة "لا إله إلا الله". فكأن الدين كل الدين إنما هو إعطاء صفة "عبد" لهذا المخلوق (الإنسان)، أو كما قال الشاطبي رحمه الله عن وظيفة الدين المقاصدية، إنما هي "إخراج المكلف عن داعية هواه؛ حتى يكون عبدا لله اختيارا، كما هو عبد لله اضطرارا". (8)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/393)
ثم إن وصف "عبد" أو "عباد"، ولو ورد مجردا عن الإضافة، لا معنى له إلا بتقدير الإضافة. وهي النسبة إلى الله سبحانه؛ أي "عبد الله" و "عباد الله". وقد تأتي العبارة صريحة النسبة والإضافة إلى الله، وهذا فرق جوهري هام جدا، في إطلاق ألفاظ: "الإنسان"، و"ابن آدم"، و"عبد الله"؛ إذ ينسب في الأول إلى أصله الخِلقي الجبلي، وينسب في الثاني إلى أبيه، وما تحمله هذه النسبة من دلالة على طبيعة "آدم"، بينما يتفرد التعبير الأخير بنسبته إلى "الله"، وكفى بذلك شرفا ورفعة وجمالا.
ولذلك كان وصف "العبودية" في القرآن لا يرد إلا في سياق البشارة والمحبة والرضى الإلهي الكريم. وما لم يكن ظاهره من الآيات كذلك فهو ملحق بهذا الأصل في المعنى؛ لأن الكلية الاستقرائية إذا استقرت "كلية" رجع إليها كل جزئي، ولو بدا أنه شاذ عنها، كما هو مقرر في الأصول. (9) وأوضح مثال لذلك قوله تعالى: ?وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ? (البقرة:186).
إن هذه الآية الكريمة هي عنوان محبة الرب لعباده في القرآن الكريم .. إنها شلال الواردات الخفي، الهامي بالرحمة والمغفرة على قلوب عباده التائبين، الطارقين باب الله، فقراء محتاجين! ولقد التقط الأستاذ سيد قطب رحمه الله منها لطائف من رَوْح الله فقال: "إضافة العباد إليه، والرد المباشر عليهم منه .. لم يقل: "فقل لهم إني قريب" .. إنما تولى بذاته العلية الجواب على عباده بمجرد السؤال: قريب! (…) إنها آية عجيبة .. آية تسكب في قلب المؤمن النداوة الحلوة والود المؤنس، والرضى المطمئن، والثقة واليقين .. ويعيش منها المؤمن في جناب رضي، وقربى ندية، وملاذ أمين وقرار مكين". (10)
ذلك أن الطريقة الغالبة في السؤال والجواب في القرآن -كما قرره علماء القرآن- أن يجيب الله عز وجل على أسئلة الناس بقوله تعالى لنبيّه محمد صلى الله عليه وسلم: ?قُلْ?؛ إمعانا في ترسيخ نبوته، ورسالته إلى الناس، معلّما ومربّيا ورسولا. وتلك خلاصة "عقيدة الاتباع" في شهادة "أن محمدا رسول الله"، وهو أغلب أسلوب القرآن في هذا الشأن. وذلك نحو قوله تعالى: ?يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ? (البقرة:189)، وقوله عز وجل:?وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى? (البقرة:222) ونحو ذلك كثير جدا. (11)
وإنما المهم عندنا هنا أن خلو هذه الآية ?وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي? من لفظ "قُلْ"، يدل على خصوص السؤال الآتي من "العباد"؛ ذلك أنهم هنا يسألون عن "معبودهم" لا عن كيف يعملون في أمور الدين! إذ إن قضايا الشريعة والأحكام هي شأنُ الرسول الْمُعَلِّم، الذي بُعِثَ ليعلّم الناس كيف يعبدون الله. أما هؤلاء فإنهم الآن يسألون عن الله ذاته سبحانه، لا عن كيف يعبدونه! يسألون عن باب معرفته ورضاه! إنه سؤال محبة وشوق ووجدان؛ فهو مثل ذلك الذي قال الله تعالى فيه، في الحديث القدسي: "ذلك بيني وبين عبدي .. ولعبدي ما سأل! " (رواه مسلم)
إذن فالقضية "عبادة"، والعبادة وجدان، لا تصح إلا إذا خلَتْ من كل شريك، ولو كان نبيّا! والدين إنما هو إخلاص القلب لله وحده. وهؤلاء إنما سألوا عن مثل هذا، فلا موضع لـ "قُلْ" هذه؛ في هذا السياق! فاعبد ربك تجده أمامك بلا واسطة، ولا حجاب يحجبه عن قلبك المحب المشوق! ?أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ? .. إنه يجيبك أيها العبدُ الداعي ربَّكَ تضرعا وخفية، وإنما "الدعاء هو العبادة" (12) كما قال النبي صلى الله عليه وسلم .. هكذا على سبيل الاستغراق والشمول. ولا عبادة حقة إلا خالصة لله ..
العبودية تشريف وتحبيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/394)
فغالب الخطاب إذن للعباد -بوصفهم عبادا- تبشير وتحبيب مشوق للقلوب إلى ديار الحبيب. قال عز وجل في سياق التبشير: ?فَبَشِّرْ عِبَادِ? (الزمر:17) وقال سبحانه: ?ذَلِكَ الَّذِي يُبَشِّرُ اللهُ عِبَادَهُ? (الشورى:23). وإنما يتوب الله عز وجل على "العباد"، إذ هم الأحبة الذين يتجاوز الرب الكريم عن سيئاتهم مهما كثرت؛ ما داموا هم "العباد" الذين ذلوا لله وخضعوا له. قال سبحانه: ?وَهُوَ الَّذِي يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَعْفُو عَنِ السَّيِّئَاتِ وَيَعْلَمُ مَا تَفْعَلُونَ? (الشورى:25).
وتوبة "العبد" لحظة فرح عند الله سبحانه، فرح يليق بجمال وجهه، وجلال سلطانه تعالى. وقد بيَّنه الحديث القدسي بيانا جميلا، فيه من معاني الشوق والقرب والتقرب، والتقريب المتبادل بين العبد وربه؛ ما يملأ القلب ببهجة السرور والاحتفال. إنه جمال الرب الذي يبادل "عبده" -وإنما هو عبده- بحبه حُبًّا أكرم وأعظم، وبتقربه تقريبا أشرف وأحلم. فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "قال الله عز وجل: أنا عند ظنّ عبدي بي، وأنا معه حيث يذكرني. واللهِ لَلهُ أفْرَحُ بتوبة عبده مِن أحدكم يجد ضالَّته في الفلاة! " (رواه مسلم).
ومن أروع التعابير القرآنية في هذا السياق، آية تتدفق كلماتها بل حروفها بكَوثر المحبة الإلهي الفياض جمالاً يغمر قلوب كل من سمّاهم الرحمن "عبادي". ولو كانوا حديثي عهد بالضلال البعيد، والتّيه الرهيب، وشرّدوا بعيدا في ظلمات الآثام والذنوب! ثم جاؤوا فُقراء يطرقون الباب، وما بأيديهم من حسنات إلا هذه التوبة النصوح .. قال عز وجل: ?قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ? (الزمر:53). فعلامَ ييأس "العبد" أو يقنط؟! وها الله تعالى يغفر الذنوب جميعا .. نعم جميعا! أأنت الذي جئت تطرق باب الله تائبا؟ إذن، أنت آمن إن شاء الله؛ لا تُخفك أهوال الذنوب التي تجرها وراءك، ما دمت قد جئت في الوقت المناسب .. ودخلت إلى حضرة الرحمة الإلهية من باب الانتساب إلى الله "عبدا".
نعم، إن "العباد" -وهم عباد السلام- ينعمون عند الله بالأمن والطمأنينة والسلام، سكينة تملأ الوجدان شوقا إلى لقاء الله. قال عز وجل: ?يَا عِبَادِ لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ وَلاَ أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ? (الزخرف:68). إنهم الآمنون المحميّون بجواره الحصين في الدنيا والآخرة ?أَلَيْسَ اللهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ? (الزمر:36) .. بلى! وإنّ من كفاه الله حماية وحفظا لهو الآمن حقا؛ فما له وللخوف أو القلق والضياع؟ ولذلك فقد توعد إبليس اللعين أن يُضِلَّ الناسَ، ويتّخذ منهم نصيبا مفروضا، فقال له الله تعالى: ?إِنَّ عِبَادِي لَيْسَ لَكَ عَلَيْهِمْ سُلْطَانٌ وَكَفَى بِرَبِّكَ وَكِيلاً? (الإسراء:65).
فلك الحمد إلهي! .. لك الحمد؛ إذ أكرمت "عبادك" بالحفظ الجليل، والستر الجميل ...
وإن للستر جمال القرب، والتناجي الودود مع الرب الكريم. أخبر النبي المصطفى صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي، محدثا عن تجلي الرحمن لعبده يوم القيامة، تجليا يليق بكماله .. كان ذلك في حديث النجوى، وما أدراك ما النجوى! فعن صفوان بن مُحرز قال: "قال رجلٌ لابن عمر: كيف سمعتَ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول في النجوى؟ قال: سمعته يقول: يُدْنَى المؤمنُ يوم القيامة من ربه عز وجل؛ حتى يضع عليه كَنَفَهُ (13) فيقرره بذنوبه فيقول: هل تعرف؟ فيقول: أَيْ رب أعرف. قال: فإني قد سترتها عليك في الدنيا، وإني أغفرها لك اليوم، فَيُعْطَى صحيفةَ حسناته. وأما الكفار والمنافقون فينادَى بهم على رؤوس الخلائق: "هؤلاء الذين كذبوا على ربهم! " (متفق عليه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/395)
وَيْ .. ! وما أفضل من أن يكون المرء مشمولا بوصف "عباد الله" و"عباد الرحمن"؟! ألا إنها أوصاف المحبين في الدنيا وفي الجنة معا؟! فهم هنا يسلكون إلى الله بمسالك عباد الرحمن، خُشَّعًا لله، حلماء، كرماء .. يَسْرُونَ بالليل ويسربون بالنهار، مع قافلة العبّاد، على طريق الخضرة والنور، على أثر الأنبياء الأصفياء، بعيدا عن مستنقعات الجهل بالله، والخوض في دخان الحرائق المشتعلة بأسواق الفساد: ?وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلاَمًا * وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا? (الفرقان:63 - 64) .. إلى آخر السورة. وللآيات بعدها انسياب الماء المشع برضاء الله، وعطائه الغيداق من كمالات الصفات. كمالات تغري القلب بمواجيد ذات أشواق، وكؤوس ذات أذواق. لا يغنيك بذوقها حق الذوق كأسا كأسا غير المصحف الكريم.
قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ناثرا من كلام الله العلي سنى قدسيا: "قال الله تعالى: قسمت الصلاة بيني وبين عبدي نصفين ولعبدي ما سأل .. فإذا قال العبد: ?اَلْحَمْدُ لِلهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ?، قال الله تعالى: حمِدني عبدي!. وإذا قال: ?اَلرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ?، قال الله تعالى: أثنى عليّ عبدي!. وإذا قال: ?مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ?؛ قال الله تعالى: مجّدني عبدي. فإذا قال: ?إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ?، قال: هذا بيني وبين عبدي، ولعبدي ما سأل. فإذا قال: ?اِهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ?، قال: هذا لعبدي، ولعبدي ما سأل" (رواه مسلم).
فأيّ كرم هذا، وأي نعماء؟ وأي فيض هذا وأي عطاء؟ فمن يأنف أن يكون "عبدا" لله إذن؛ إلا عديم الذوق متخشب الإحساس؟! "هذا بيني وبين عبدي .. ولعبدي ما سأل" أتسمع؟ إنه يخاطبك: "عبدي! " فأنتما هناك يصل "بينكما" ودّ التناجي: "بيني وبين عبدي"! إنه وُدّ خفي، إنه بينكما .. تذوقه أنت وحدك، هناك في محراب التعبد السَّني، الموصول بواردات السماء؛ حيث التجلي الجليل يفيض عليك بالنجوى، جمالا وسلاما ... فهنيئا لك يا عبد!
وما سمى الله أنبياءه الأصفياء -وهم خير العباد- إلا "عِبادا" .. فذلك كمال رضاه تعالى عليهم: شرف نسبتهم إليه سبحانه. وما كان منه ذلك إلا في سياق الرضى الواسع البديع. قال تعالى في شأن محمد صلى الله عليه وسلم سيد العابدين: ?سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً? (الإسراء:1)، وقال: ?الْحَمْدُ لِلهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ? (الكهف:1)، وكذا قوله: ?فَأَوْحَى إِلَى عَبْدِهِ مَا أَوْحَى? (النجم:10).
وقد مدح الله الأنبياء السابقين فوصفهم بصفة العبودية له. قال سبحانه: ?وَاذْكُرْ عِبَادَنَا إبْرَاهِيمَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ?. (14)
بل إن العبودية كانت -قبل ذلك وبعده- من أرقى مقامات الملائكة؛ قال تعالى يُجَهِّلُ الكفارَ الْمُفْتَئِتِينَ على الله: ?وَجَعَلُوا الْمَلاَئِكَةَ الَّذِينَ هُمْ عِبَادُ الرَّحْمَنِ إِنَاثًا? (الزخرف:19).
الأمن والسلام لعباد الله
"العباد" إذن؛ هم الآمنون السالمون بإذن الله .. هم الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون. وما ذكر الخوف في شأنهم إلا لنكتة خاصة، كما في قوله تعالى: ?ذَلِكَ يُخَوِّفُ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ يَا عِبَادِ فَاتَّقُونِ? (الزمر:16). فمثل هذا إنما هو تخويف محبة لا تخويف بغض وغضب .. والله عز وجل أرحم بعباده من الأم؛ إذ تحنو بثديها الثر على رضيعها. إن الله عز وجل قد قرر مبدأ ثابتا قبل ذلك، فقال سبحانه: ?وَاللهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ? (البقرة:207).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/396)
ويا لروعة التعبير القرآني! إذ يفصل هذا المعنى الذي هو واقع منه تعالى بقصد "التخويف" التربوي، إذْ يكشف الله تعالى فيه عن جمال من سر الحب الإلهي عجيب .. جمالٍ يضرب بأنواره الباهرة في أعماق الوجدان؛ فيبهر القلوب، ويخطف العواطف! قال سبحانه ?يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ رَسُولٍ إِلاَّ كَانُوا بِهِ يَسْتَهْزِئُونَ? (يس:30). يا سلام! نعم، صحيح أن الله تعالى -كما تنقل تفاسير السلف- لا يتحسّر! وإنما يصور سبحانه بأسلوب جذّاب أخّاذ ما يقع بقلب العبد المؤمن من أسى وحسرة؛ إذ يشاهد مآل الكفار ومصيرهم البئيس التعيس، وما فرطوا فيه من النعيم المقيم والخير العميم، مما لا يملك معه الإنسان إلا الحسرة والأسى. (15) بَيْدَ أن العبارة دالّة أيضا على منتهى الرحمة في خطاب الله لعباده ولو كانوا كافرين. وأي قلب لا يتحسر إذ يدرك هذه الحقيقة الرهيبة؟! هؤلاء الناس الذين يتسابقون سراعا نحو هاوية الجحيم، يلقون بأنفسهم في غياباتها تباعا. ?يَا حَسْرَةً? والتعبير بـ"الحسرة" لا يكون إلا في سياق الأسى على فوت محبوب، أو ضياع مرغوب. ولذلك فهو دال على المحبة. والله عز وجل -تنزّه عن التحسر- إذ ذكر ذلك مصورا عاطفة إيمانية بشرية، سمّى أولئك الكفار "عبادا"؛ لأن السياق سياق محبة وإشفاق. والأصل في الأمر الكوني أن الله تعالى يحب الناس، كل الناس. وما كان يرضى لهم ما وقعوا فيه من كفر وضلال، فهو الذي قال: ?وَلاَ يَرْضَى لِعِبَادِهِ الْكُفْرَ? (الزمر:7) .. ولكن هم ظلَموا أنفسهم إذْ أغضبوا الله عز وجل ?ذَلِكَ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيكُمْ وَأَنَّ اللهَ لَيْسَ بِظَلاَّمٍ لِلْعَبِيدِ? (آل عمران:182) .. أفلا يستوجب الأمر إذن أن تصرخ: ?يَا حَسْرَةً عَلَى الْعِبَادِ?؟! .. كلمات في قمّة البلاغة ودقّة التعبير .. كلمات ذات إيحاء لطيف لا يُكشف عن سره إلا ذوقا ..
______________
الهوامش
(1) اللمعات لسعيد النورْسي، ص 388؛ وانظر: الشعاعات لسعيد النورْسي، ص13.
(2) الكلمات لسعيد النورسي، ص6 – 7؛ وانظر: اللمعات لسعيد النورْسي، ص278.
(3) الكلمات لسعيد النورْسي، 1/ 45.
(4) نقلا عن كتابنا "مفاتح النور" بتصرف يسير. ص279 - 283.
(5) وانظر: النحل:4؛ المعارج:19 - 21.
(6) وانظر: الإسراء:67، 100.
(7) ونظر: الفجر:19 - 20؛ لمعارج:19 - 21.
(8) الموافقات للشاطبي، 2/ 168.
(9) الموافقات للشاطبي، 2/ 53.
(10) في ظلال القرآن للسيد قطب، 1/ 173.
(11) وانظر: البقرة:215، 217، 219، 220؛ الأنفال:1؛ الإسراء:85؛ الأحزاب:63.
(12) رواه الإمام أحمد في المسند، وابن أبي شيبة، والبخاري في الأدب المفرد.
(13) قال ابن حجر: "كَنَفَهُ: بفتح الكاف والنون، بعدها فاء، أي جانبه، والكَنَفُ أيضا: السِّتْرُ، وهو المراد هنا. والأول مجاز في حق الله تعالى، كما يقال: فلان في كنف فلان؛ أي في حمايته وكلاءته." فتح الباري لابن حجر، 10/ 488.
(14) وانظر: سورة ص:45، 30، 17، 41، 44؛ الإسراء:3.
(15) وقيل أيضا: هو بيان لما يقع بقلوب الناس من حسرة وندامة؛ مما فرطوا في جنب الله؛ فكفروا وكذبوا! رواه الطبري عن مجاهد وقتادة، ونحوه عن ابن عباس: جامع البيان: 23/ 2،3. وهذا المعنى وذاك كلاهما وارد عند الطبري والقرطبي وابن كثير في تفسير الآية من سورة يس.
__________________
للشيخ أ. د. فريد الأنصاري
(*) جامعة مولاي إسمعيل، ورئيس المجلس العلمي بـ"مكناس" / المغرب
ـ[صخر]ــــــــ[22 - 06 - 08, 05:42 م]ـ
جمال الإنسان
الإنسان جميل، بل هو أجمل مخلوق في الأرض، وتلك حقيقة قرآنية ووجودية؛ ذلك أن مصادر الدين في الإسلام تحدثنا أن الله قد خلق الإنسان في أجمل صورة وأحسنها، وقارن بينه وبين سائر الحيوانات -وهي غاية في الجمال- ظاهرا وباطنا. قال عز وجل: (اَللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ اْلأَرْضَ قَرَارًا وَالسَّمَاءَ بِنَاءً وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ) (غافر: 64) وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: "خلق الله آدم على صورته" (متفق عليه)، ثم جعل له الكون من كل حواليه جميلا، وحسنه تحسينا، عساه يكون في تدينه حسنا جميلا. قال تعالى: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى اْلأَرْضِ زِينَةً لَهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً) (الكهف: 7) فالزينة الكونية مبعث وجداني للتحلي بالزينة الإيمانية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/397)
إن الناظر في هذا العالم الكوني الفسيح، يدرك بسرعة أن الإنسان يعيش في فضاء فنّي راق؛ بيئة واسعة بهية هي آية من الجمال الذي لا يبارى؛ بدءً بالأرض حتى أركان الفضاء، الممتدة بجمالها الزاخر في المجهول، تسير في رونق الغرابة الزاهي، إلى علم الله المحيط بكل شيء. ومن ذلك قوله سبحانه: (وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ) (الحجر: 16) وجعل الأرض الحية تتنفس بالجمال نِعَماً لا تحصى ولا تنتهي (قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) (الأعراف:32). وأرشد ذوق الإنسان إلى تبين معالم هذا الجمال في كل شيء: (وَاْلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) (النحل: 5 - 6).
ثم انظر إلى هذا الجمال المتدفق كالشلال، من الآيات التاليات؛ يقول سبحانه بعد الآية السابقة بقليل، في سياق الْمَنِّ بهذه النعم الجميلة الجليلة: (هُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً لَكُمْ مِنْهُ شَرَابٌ وَمِنْهُ شَجَرٌ فِيهِ تُسِيمُونَ * يُنْبِتُ لَكُمْ بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالْأَعْنَابَ وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومُ مُسَخَّرَاتٌ بِأَمْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) (النحل: 10 - 12).
بانوراما الأرض
إنها صورة كلية شمولية ذات ألوان وأنوار حية متحركة، إنها» بانوراما «كاملة للأرض بتضاريسها وبحارها وأشجارها وأنهارها وأحيائها جميعا. ثم بفضائها الرحب الفسيح بما يملأ ذلك كله من حركة الحياة، والنشاط الإنساني بكل صوره مما أتيح له في هذه الأرض وفضائها من المسخَّرات الحيوية. هذا كله هو قصرك الزاهي أيها الإنسان، ومجالك الواسع، محاطا بكل آيات التسخير وكرامات التدبير، المتدفقة بين يديك بكل ألوان النعم والجمال؛ لتصريف العمر كأعلى ما يكون الذوق، وكأجمل ما تكون الحياة.
وفي سورة الأنعام صور تنبض بجمال الخصب والنماء، جمال أرْضِيّ لا يملك معه من له أدنى ذرة من ذوق سليم إلا أن يخضع لمقام الجمال الأعلى، الجمال الرباني العظيم. قال جل جلاله: (وَهُوَ الَّذِي أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُخْرِجُ مِنْهُ حَبٌّا مُتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِنْ طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ انْظُرُوا إِلَى ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ إِنَّ فِي ذَلِكُمْ لآياتٍ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) (الأنعام:99). ويلحق بها قوله تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ ثَمَرَاتٍ مُخْتَلِفًا أَلْوَانُهَا وَمِنَ الْجِبَالِ جُدَدٌ بِيضٌ وَحُمْرٌ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهَا وَغَرَابِيبُ سُودٌ * وَمِنَ النَّاسِ وَالدَّوَابِّ وَالأَنْعَامِ مُخْتَلِفٌ أَلْوَانُهُ كَذَلِكَ إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ) (فاطر:27 - 28).
فالصورة تبتدئ -في الآيات الأولى ثم التي بعدها- من لحظة نزول المطر، إلى لحظة خروج النبات والشجر من التربة الندية، إلى مرحلة خروج الحب المتراكب في السنابل، وخروج القِنْوَان، (أي: العراجين والعُذُوق المثقلة بالفاكهة) بجمالها وبهائها، ثم ما يلامسها بعد ذلك من نضج وينع، فتراها -وقد تهيأت للقِطاف- متدليةً خلال خمائل الجنات والبساتين، ناظرة إلى الناس في دلال خلاب. والآيات لا تغفل الحركة الحية للألوان، في تطورها من الخضرة إلى سائر ألوان النضج والينع، مما يتاح للخيال أن يتصوره -تَوَرُّداً واصْفِرَاراً واحْمِرَاراً واسْوِدَاداً ... إلخ- في الزروع، والتمور، والأعناب، والزيتون، والرمان ونحوها، إلى ما يحيط ذلك كله، أو يتخلله، من ألوان الجبال وجُدَدِهَا، وهي: مسالكها أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/398)
خطوطها والتواءاتها المتشكلة منها، وهي غالبا ما تكون ذات انحناءات مختلفة الألوان، كما قال الله تعالى بيض وحمر إلى ما يزينها من غرابيب سود، وهي الصخور الناصعة السواد ... إلى حركة اللون المنتشرة هنا وهناك في الحيوان والإنسان، مما لا يملك المؤمن معه إلا أن يكون من الساجدين لمن أفاض على الكون بهذا الجمال كله، الجمال الحي المتجدد. وإنها لآيات تربي الذوق الإنساني على جمالية التوحيد والتفريد، مما تعجز الأقلام والألوان عن تجسيد صورته الحية النابضة، وأي ريشة في الأرض قادرة على رسم الحياة!؟
وإنني لو قصدت إلى استقصاء جماليات القرآن الكريم من السور والآيات لجئت به كله، فهذه عباراته الصريحة وإشاراته اللطيفة كلها، كلها مشعة بتوجيهات ربانية لتربية الذوق الإنساني حتى يكون في مستوى تمثل مقاصد الدين البهية، بتدينه الجميل. فهل عبثا نصَّ القرآنُ على جمالية الكون والنعم والحياة؟ وهل عبثا نبه القرآن الحس البشري الإسلامي، وربَّاه لالتقاط دقائق الحسن والبهاء في مناظر الفضاء والأرض والجبال والشجر والنبات والبحار والأنهار والأنوار والأطيار؟!
إن الله تعالى خلق الحياة على مقاييس الجمال الإلهية الباهرة الساحرة، وأرسل الرسل بالجمال ليتدين الناس على ذلك الوِزان وبتلك المقاييس. ولذلك قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم سيد الأتقياء، وإمام المحبين: "إن الله تعالى جميل يحب الجمال" (رواه مسلم). وفيه زيادة صحيحة: "ويحب معالي الأخلاق ويكره سِفْسافَها" (رواه الطبراني وابن عساكر)؛ مما يشير إلى أن الجمال مطلوب في أداء المسلم شكلا ومضمونا، مبنى ومعنى، رسما ووجدانا.
مواكب الجمال
فليكن الدين إذن سيرا إلى الله في مواكب الجمال (يَا بَنِي آدَمَ خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا وَلا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ * قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَّتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ) (الأعراف: 29 - 30) وإنها للطافة كريمة أن يجمع الحق سبحانه في مفهوم الدين، من خلال هذه الكلمات النورانية بين جمالين: جمال الدين وجمال الدنيا: (قُلْ هِيَ لِلَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ) ليكون ذلك كله هو صفة المسلم.
ولقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تربية صحابته الكرام على كل هذه المعاني. وكيف لا، وهو أول من انبهر بجمال ربه وجلاله؛ فأحبه حتى درجة الخلة. قال عليه الصلاة والسلام لأصحابه يوما: "لو كنت متخذا من أهل الأرض خليلا لاتخذت ابن أبي قحافة (أبا بكر) خليلا، ولكن صاحبكم خليل الله" (رواه مسلم)، وصح ذلك عنه صلى الله عليه وسلم في سياق آخر: "إني أبرأ إلى الله أن يكون لي منكم خليل، فإن الله تعالى قد اتخذني خليلا كما اتخذ إبراهيم خليلا" (رواه مسلم). وكان يعلمهم كيفية سلوك طريق المحبة بعبارات وإشارات شتى، ما تزال تنبض بالنور إلى يومنا هذا، فانظر إن شئت، إلى قوله صلى الله عليه وسلم: "أنتم الغُرُّ الْمُحَجَّلُونَ يوم القيامة من إسباغ الوضوء، فمن استطاع منكم فليطل غرته وتحجيله! " (رواه مسلم) والغرة بياض في ناصية الحصان، والتحجيل بياض في يديه؛ فتلك سيم الجمال في وجوه المحبين وأطرافهم، يوم يرِدُون على المصطفى صلى الله عليه وسلم، وهي سيم "ليست لأحد من الأمم" (متفق عليه)، بها يعرفون في كثرة الخلائق يوم القيامة، كالدر المتناثر في دجنة الفضاء. هذه ومضة الإبراق النبوي تبشر برشح الأنوار على أطراف المتوضئين الساجدين، رشحا لا يذبل وميضه أبدا!
النبي الكريم ميز جمال المحبين وسط الزحام واحدا واحدا. قال صلى الله عليه وسلم: "ما من أمتي من أحد إلا وأنا أعرفه يوم القيامة! قالوا: وكيف تعرفهم يا رسول الله في كثرة الخلائق؟ قال: "أرأيت لو دخلتَ صُبْرَةً (محجرا) فيها خيلٌ دُهْمٌ، بُهْمٌ، وفيها فرَسٌ أغَرُّ مُحَجَّلٌ، أما كنتَ تعرفه منها؟ " قالوا: بلى. قال: "فإن أمتي يومئذ غُرٌّ من السجود، مُحَجَّلون من الوضوء! " (رواه أحمد) فأي تذويق فني هذا للدين؟ وأي ترقية لطيفة للشعور هذه وأي تشويق؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/399)
ولم يفتأ النبي صلى الله عليه وسلم يرقي الذوق على مستوى التصرف والسلوك، ليس في مجال المعاملات فحسب، ولكن أيضا في مجال الدعوة والإرشاد. وليس قوله صلى الله عليه وسلم: "إن الله تعالى رفيق يحب الرفق ويعطي عليه ما لا يعطي على العنف" (رواه البخاري) وقوله: "يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا" (متفق عليه) وقوله أيضا في فرض الإحسان على المؤمن في كل تصرفاته وأعماله التعبدية والعادية: "إن الله كتب الإحسان على كل شيء" (رواه مسلم)، إلا نموذجا لعشرات الأحاديث المنضوية تحت هذا المعنى الكلي الكبير: الإحسان في كل شيء؛ في الشعور والأخلاق والمعاملات والتصرفات والسلوك.
أسس الجمالية في الإسلام
ومن هنا - بعد هذه الشواهد النموذجية والمقارنات التقريبية - يمكن أن نخلص إلى أن أسس "الجمالية" في الإسلام تقوم على أركان ثلاثة، هي: المتعة والحكمة والعبادة. وباجتماعها جميعا في وعي الإنسان ووجدانه يتكامل المفهوم الكلي للجمالية في الإسلام.
1. الحكمة: فأما الحكمة فمعناها -هنا- أنه ما من "جمال" إلا وله هدف وجودي، ووظيفة حيوية، يؤديها بذلك الاعتبار. ذلك أنه ما من جمال في هذا الكون إلا وهو رسالة ناطقة بمعنى معين، هو حكمة وجوده ومغزى جماليته. فليس جميلا لذاته فحسب بل هو جميل لغيره أيضا. فعند التأمل في كل تجليات الجمال في الطبيعة، تجد أنها تؤدي وظائف أخرى هي سر جماليتها؛ من مثل الأهداف التناسلية الضرورية لاستمرار الحياة في الكائنات من الإنسان والحيوان والطيور والنبات ... إلخ. ففي هذا السياق تقع استعراضات الجمال الخارق مما وهبه الله للكائن الحي؛ لإنتاج الشعور بالجمالية مما ينتج عنه أروع التعابير اللغوية أو الرمزية، على جميع المستويات البشرية والحيوانية والطبيعية عموما، كل على درجة طبقته الفطرية من الوعي بالحياة والوجود الخِلقي. وما ذلك كله في نهاية المطاف إلا ضربا من قوانين التوازن في الحياة، واستقرار الموجودات والخلائق، تماما كما هو دور قانون الجاذبية في استقرار الحياة الأرضية، وتوازن الأجرام والكواكب في الفضاء. فالإحساس الجمالي- بما فيه من عواطف جياشة لدى الإنسان مثلا - ما هو إلا وسيلة وجودية لاستمراره وتوازنه. قال تعالى: (وَمِنْ أَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَكُمْ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ إِذَا أَنْتُمْ بَشَرٌ تَنتَشِرُونَ * وَمِنْ أَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) (الروم:20 - 21).
ونفس الحقيقة الجمالية التي نراها في الطبيعة والجبال والبحار والنجوم ... إلخ؛ ما هي -رغم التصريح القرآني بجماليتها في مقاصد الخلق- إلا مخلوقات تؤدي وظائف في سياق التدبير الإلهي للكون؛ خلقاً وتقديراً ورعايةً. ومن ذلك قوله تعالى على سبيل المثال: (يَسْأَلُونَكَ عَنِ الأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ) (البقرة:189). وقوله تعالى: (هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ) (يونس:5) مشيرا بذلك إلى أن وظيفة الأقمار والأفلاك إنما هي إنتاج مفهوم الزمان؛ لتنظيم الحياة الكونية والإنسانية في أمور المعاش والمعاد معا، أي مجال العادات والعبادات على السواء. وكذلك ما ذكره الله من الوظيفة الجيولوجية والتسخيرية للجبال والأنهار والمسالك، في مثل قوله تعالى: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلا لَّعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ وَعَلامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ) (النحل:15 - 16).
فكل المشاهد الجميلة في الحياة والكون -كما عرضها القرآن الكريم- لا تخرج عن هذا القانون الكلي، من حكمة الوجود ووظيفة الخلق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/400)
2. المتعة والإمتاع: وأما الركن الثاني للجمالية في الإسلام فهو المتعة والإمتاع، سواء في ذلك ما هو على المستوى الحسي أو ما هو على المستوى النفسي والذوقي، أعني العاطفي والوجداني. ومعنى ذلك أن الله جل جلاله خلق في الإنسان مجموعة من الحاجات، كحاجته إلى الطعام والشراب واللباس؛ فكانت منها حاجة التمتع والاستمتاع بالجمال من حيث هو جمال. ومن هنا سعيه الدائم إلى البحث عنه والانجذاب إليه، وهذا صريح في كثير من الآيات والأحاديث النبوية الشريفة. ومن ذلك أن تلك الحقائق الكونية نفسها، التي ذُكرت في سياق هدفها الوجودي، وحكمتها الْخِلْقِيَّة، هي عينها ذُكِرَتْ لها أهداف إمتاعية في مساقات أخرى. قال تعالى مصرحا بفوائد الأنعام والبهائم الإمتاعية (الجمالية)، إلى جانب منافعها التسخيرية: (وَاْلأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ * وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ * وَتَحْمِلُ أَثْقَالَكُمْ إِلَى بَلَدٍ لَمْ تَكُونُوا بَالِغِيهِ إِلا بِشِقِّ الأَنفُسِ إِنَّ رَبَّكُمْ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ * وَالْخَيْلَ وَالْبِغَالَ وَالْحَمِيرَ لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً وَيَخْلُقُ مَا لا تَعْلَمُونَ) (النحل:5 - 8).
فقوله تعالى: (وَلَكُمْ فِيهَا جَمَالٌ حِينَ تُرِيحُونَ وَحِينَ تَسْرَحُونَ) ثم قوله بَعْدُ: (لِتَرْكَبُوهَا وَزِينَةً)، دال بوضوح -بما في السياق اللغوي من حروف التخصيص والتعليل- على قصد إشباع الحاجة الجمالية للإنسان، إلى جانب حاجته البيولوجية إلى الطعام والشراب، وسائر حاجاته المعيشية من الخدمات.
وعلى هذا يجرى ما ذكر في القرآن من مشاهد الجمال والتزيين.
3. العبادة: وأما الركن الثالث فهو العبادة. العبادة بما هي سلوك وجداني جميل، يمارسه الإنسان في حركته الروحية السائرة نحو رب العالمين، الله ذي الجلال والجمال. وهذا من الوضوح بمكان حيث إن النصوص التي ذكرت قبلُ كافية في إثباته وبيانه. ذلك أنه هو الركن الغائي من خلق الجمال نفسه، بل هو غاية الغايات من الخلق كله، وما به من حقائق الزينة والْحُسْنِ المادية والمعنوية على السواء.
إن إشباع الحاجات الجمالية لدى الإنسان لو تأملتها تجدها لا تخرج عن معنى حاجة الإنسان الفطرية إلى التعبد والسلوك الروحي. ولذلك فإن الإنسان الغربي إنما يمارس بإبداعه الجمالي ضربا من العبادة الخفية أو الظاهرة، التي يوجهها نحو الطبيعة حينا، ونحو ذاته أحيانا أخرى. إنه بدل أن يسلك بإنتاجه الجمالي مسلك التعبد لله الواحد الأحد، مصدر الجمال الحق، وغايته المطلقة في الوجود كله؛ ينحرف بها إلى إشباع شهواته أو أهوائه. ثم يمارس نوعا من الوثنية المعنوية أو المادية. ولذلك كانت فنونه الجميلة تميل إلى التجسيم والتشكيل، محكومة بمثل قوله تعالى: (وَاتَّخَذَ قَوْمُ مُوسَى مِنْ بَعْدِهِ مِنْ حُلِيِّهِمْ عِجْلاً جَسَدًا لَهُ خُوَارٌ أَلَمْ يَرَوْا أَنَّهُ لا يُكَلِّمُهُمْ وَلا يَهْدِيهِمْ سَبِيلاً اتَّخَذُوهُ وَكَانُوا ظَالِمِينَ) (الأعراف:148).
من هنا إذن أطَّرَ الإسلامُ الجماليةَ بمفهوم العبادة؛ حتى يصح الاتجاه في مسيرة الإبداع، ويستبصر الفنان بتواضعه التعبدي مصدرَ الجمال الحق؛ فيكون إبداعه على ذلك الوزان، وتتجرد مواجيده لتلك الغاية، وتلك هي جمالية التوحيد، عسى أن يستقيم سير البشرية نحو نبع النور العظيم، النور الذي هو (الله نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ) (النور:35).
والعبادة في الإسلام سلوك جمالي محض. وذلك بما تبعثه في النفس من أنس وشعور بالاستمتاع. فالسير إلى الله عبر الترتيل والذِّكْرِ والتدبر والتفكر والصلاة والصيام وسائر أنواع العبادات إنما هو سير إليه تعالى في ضوء جمال أسمائه الحسنى بما هو رحمن رحيم مَلِكٌ قدوس سلام ... إلخ. وليس عبثا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصف الصلاة بما يجده فيها من معاني الراحة الروحية، ويقول لبلال رضي الله عنه: "يا بِلالُ! أقِمِ الصلاة! .. أرِحنا بها! " (رواه أحمد وأبو داود) ومن العجيب حقا أنه عليه الصلاة والسلام ذكر متع الدنيا وجماليتها فجعل منها الصلاة، مع العلم أن الصلاة عمل أخروي لا دنيوي، وذلك قوله الصريح الواضح: "حُبِّبَ إليَّ من الدنيا النساء والطِّيب، وجُعل قُرَّةُ عَيني في الصلاة" (رواه النسائي) وتوجيه الحديث دال بسياقه على أنه صلى الله عليه وسلم أحب من الدنيا جماليات النساء والطيب وما يوحي به الأمران من جمال العواطف والمظاهر، ويقول في السياق نفسه: "وَجُعِلَ قُرَّةُ عَيْنِي في الصَّلاَة" أي كمال سعادتي وجمال لذتي في صلاتي لله الواحد القهار؛ وذلك لما كان يجده صلى الله عليه وسلم من أنس وراحة تامين على مستوى الوجدان الآني الدنيوي، بغض النظر عن المآلات الأخروية؛ لأن التعبير صريح في تصنيف الصلاة في هذا السياق ضمن محبوبات الدنيا. وقد أُثِرَ عن غير واحد من السلف والزهاد تعلُّقُهم بالدنيا لا من أجل ذاتها ولكن من أجل ما يجدون فيها من لذة العبادة، وجمالية السير إلى الله وهذا من أدق المعاني وألطف الإشارات الوجدانية.
فالجمالية الإسلامية إنما تكتمل بهذه الأركان الثلاثة جميعا: الحكمة والمتعة والعبادة. وعليه؛ فإن السلوك الإسلامي انطلق متحليا بجماليته إلى جميع مناحي الحياة الفنية والإبداعية والثقافية والعمرانية والأخلاقية والاجتماعية. فكانت له في كل ذلك تجليات خاصة تتميز بخصوص المفهوم الإسلامي للجمال.
مقال للشيخ
أ. د. فريد الأنصاري
(*) جامعة مولاي إسمعيل، ورئيس المجلس العلمي بـ"مكناس" / المغرب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/401)
ـ[صخر]ــــــــ[25 - 06 - 08, 06:11 ص]ـ
للرفع
ـ[صخر]ــــــــ[25 - 06 - 08, 07:29 ص]ـ
الفِطْرِيَّةُ: مصدر صناعي أخذناه من الفِطْرَةِ. وهو دَالٌّ – بمصدريته تلك - على معنى دعوي. أي على "فِعْلٍ" واقعٍ في الفطرة ومن أجلها، سواء في النفس أو في المجتمع. ومن هنا سَكَكْنَاهُ مصطلحاً نعبر به عن مشروع دعوي عام، وعن تصور كلي للعمل الإسلامي، نرجو أن يوفقنا الله إليه. وهو ما نتوسل إلى محاولة ضبطه بمسمى الفطرية.
فأما حَدُّهَا فهو:
إِقَامَةُ الوَجْهِ للِدِّينِ حَنِيفاً، خَالِصاً للهِ؛ وذلك بِمُكَابَدَةِ القُرْآنِ ومُجَاهَدَةِ النَّفْسِ بِهِ تَلَقِّيّاً وبَلاَغاً؛ قَصْدَ إِخْرَاجِهَا مِنْ تَشَوُّهَاتِ الْهَوَى إلَى هُدَى الدِّينِ الْقَيِّمِ؛ ومِنْ ظُلُمَاتِ الضَّلاَلِ إلَى نُورِ الْعِلْمِ بِاللهِ.
فبناء على هذا التعريف؛ تكون "الفِطْرِيَّةُ" بمثابة عملية إصلاحية وجدانية، تقوم أساسا على تصحيح ما فسد من فطرة الإنسان، المجبول أصلا على إخلاص التوحيد، وإصلاح ما أصابها من تشوهات تصورية وسلوكية، في شتى امتداداتها العمرانية.
ذلك مقتضى الآيات - عِبَارةً وإشارةً وسياقاً - من قوله تعالى، الجامع المانع في هذا المعنى العظيم، وهو النص القرآني الفريد الذي يقول فيه الله جل جلاله: ((بَلِ اتَّبَعَ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَهْوَاءَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ فَمَن يَهْدِي مَن اَضَلَّ اللَّهُ وَمَا لَهُم مِّن نَّاصِرِينَ. فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا. لاَ تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ. ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ. وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ. مُنِيبِينَ إِلَيْهِ وَاتَّقُوهُ وَأَقِيمُوا الصَّلاَةَ. وَلاَ تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ.)) (الروم:29 - 31).
وهي دائرة من حيث المنهج على تلقي رسالات القرآن، من خلال تلقي آياته كلمةً كلمةً، ومكابدة حقائقه الإيمانية مَنْزِلَةً مَنْزِلَةً، إذ لا تَخَلُّقَ للنفس إلا بمعاناة! ولا تخلص لها من أهوائها إلا بمجاهدة! فالقرآن هو خطاب الفطرة، من حيث هي راجعة إلى "إقامة الوجه للدين"، (فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَةَ اللهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا). وقد كان ذلك - منذ كان - بتلقي آيات القرآن، وما تجدد قط في التاريخ إلا بتجديد التلقي لها، بناءً وتربيةً وتثبيتاً، على مُكْثٍ من الزمان.
ذلك هو المنهج الدعوي الأصيل الذي يصرح به القرآن: (وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْلَا نُزِّلَ عَلَيْهِ الْقُرْآنُ جُمْلَةً وَاحِدَةً كَذَلِكَ لِنُثَبِّتَ بِهِ فُؤَادَكَ وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً) (الفرقان: 32). (وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً) (الإسراء: 106). وتلك هي الحكمة الأولى من تنجيم القرآن على مدى ثلاث وعشرين سنة! فإما أن تستقيم الدعوة والتربية على هذا الوِزَانِ؛ وإلا فلا تَخَلُّقَ ولا تَحَقُّقَ، ثم لا صَلاَحَ وإصْلاَح!
ومن هنا كان مدار التربية الفِطْرِيَّةِ ومحورها الأساس، إنما هو كتاب الله جل علاه، إذْ هو كتاب الفطرة الذي عليه استقامت يوم قامت، وعليه يجب أن تستقيم كلما انحرف بها المسار. ولا يكون ذلك إلا بأن تستأنف تلقي حقائقه الإيمانية مرة أخرى، وتتغذَّى من روحه العظيم، تخلقا وتحققا، ثم تشتغل ببلاغ ما تلقته بالمنهج نفسه – أعني تخلقا وتحققا - أي بتلقين ذلك للآخرين عبر مجالس القرآن، التي هي المحاضن التربوية للفطرية، وأحد أهم مسالكها الإصلاحية.
ذلك أنه قد تقرر بنصوص القرآن وبما تواتر من سنة النبي العدنان - عليه أفضل الصلاة والسلام - أن الصلاح والإصلاح لا يكونان - على الوجه الحقيقي - إلا عبر مسلك القرآن! وأن من لم يكابد القرآن لم يذق حلاوة الإيمان! وأن من لم يعان وقع الفرقان على الوجدان لم يجد أشواق الجِنَان، ولا رَهَبَ النيران! وأن من حُرِمَ ذلك كله لم يذق معنى محبة الرحمن!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/402)
فأي دعوة تكون أم أي داعية، إذا كان فؤاده فارغا من هذه الحقائق والمعاني؟ شاردا عنها في تيه شقشقات الكلام، ومهاترات الجدل والخصام؟ ولا هو كان ممن اتخذ لنفسه مسلكا إلى الله عبر ربانية القرآن؟ وكيف لا؟ وها الرحمن جل علاه يبين الطريق للعباد - بما لا يدع مجالا للشك ولا للتردد - بقوله الواضح الصريح: (وَلَكِن كُونُواْ رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنتُمْ تَعْلَمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنتُمْ تَدْرُسُونَ!) (آل عمران: 79). (وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِيَ اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُوراً!) (الفرقان:30). وختم سورة النمل ببيان هذا المنهج الرباني الفريد، فقال على لسان رسوله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّمَا أُمِرْتُ أَنَ اَعْبُدَ رَبَّ هَذِهِ الْبَلْدَةِ الَّذِي حَرَّمَهَا وَلَهُ كُلُّ شَيْءٍ وَأُمِرْتُ أَنَ اَكُونَ مِنَ الْمُسْلِمِينَ. و! َأَنَ اَتْلُوَ الْقُرْآنَ فَمَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَقُلِ اِنَّمَا أَنَا مِنَ الْمُنذِرِينَ. وَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ سَيُرِيكُمُ آيَاتِهِ فَتَعْرِفُونَهَا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ!) (النمل: 91 - 93).
والمصطلح المفتاح لمنهج التعامل مع القرآن، في مدرسة "الفطرية"، هو مصطلح: "التلقي". لأن التربية القرآنية في مجالس القرآن لا تكون إلا بتلقي الرسالات الكامنة في الآيات! تلك الرسالات هي التي تتضمن حقائق الإيمان المقصودة بالتخلق والتحقق، في طريق الدعوة والسير إلى الله صلاحا وإصلاحا.
فمن قرأ سورة الإخلاص ولم يتخلق بالإخلاص، ولا هو تحقق به، فمعناه أنه لم يَتَلَقَّ سورةَ الإخلاص! ولا هو ممن تلاها حقّاً، ولو ظل يرددها آلاف المرات! (الَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلاَوَتِهِ أُوْلَئِكَ يُؤْمِنُونَ بِهِ وَمن يَكْفُرْ بِهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ!) (البقرة: 121). وكذلك من قرأ المعوذتين ولم يتحقق بما فيهما من أمان، ولا نزلت عليه سكينتهما، فإنه لم يتلق شيئا من السورتين! ومن قرأ سورة الفاتحة ولم يجد نفسه قد تخلق بالحمد، ثم اندرج بمدارج "إياك نعبد وإياك نستعين"؛ طلباً لهداية الرضى والتثبيت، فإنه لم يتلق الفاتحة بعد!
وإنما يكون "التلقي للقرآن" باستقبال القلب للوحي على سبيل الذِّكْرِ. وبيان ذلك هو كما يلي:
كثيرون هم أولئك الناس الذين يتلون القرآن اليوم، أو يستمعون له على الإجمال، على أشكال وأغراض مختلفة. ولكن قليل منهم من (يَتَلَقَّى) القرآن!
وإنما يؤتي القرآنُ ثمارَ الذكر حقيقةً لمن تَلَقَّاهُ! وإنما كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يَتَلَقَّى القرآن من ربه. قال تعالى: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) (النمل:6). ولا يزال القرآن معروضا لمن يتلقاه، وليس لمن يتلوه ظاهرا فقط!
وأما تلقي القرآن: فهو استقبال القلب للوحي. إما على سبيل النبوءة، كما هو الشأن بالنسبة للرسول صلى الله عليه وسلم. على نحو ما سبق في قول الله تعالى: (وَإِنَّكَ لَتُلَقَّى الْقُرْآنَ! مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ عَلِيمٍ) (النمل:6)، ونحو قوله تعالى: (وَمَا كُنتَ تَرْجُو أَن يُلْقَى إِلَيْكَ الْكِتَابُ إِلاَّ رَحْمَةً مِّن رَّبِّكَ فَلاَ تَكُونَنَّ ظَهِيراً لِّلْكَافِرِينَ) (القصص:86)، حيث ألقى الله عليه القرآن بهذا المعنى، كما فسره الراغب الأصفهاني من قوله تعالى: (إنا سَنُلْقِي عليك قولا ثقيلا) (المزمل:5) قال رحمه الله: (إشارة إلى ما حُمِّلَ من النبو ة والوحي!) ([2]).
وإما أن يكون (تلقي القرآن) بمعنى: استقبال القلب للوحي، على سبيل الذِّكْرِ.
وهو عام في كل مؤمن أخذ القرآن بمنهج التلقي. فذلك المنهج هو الذي به تنبعث حياة القلوب. لأنها تتلقى آنئذ القرآن (روحا) من لدن الرحمن. قال تعالى:: (وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا. مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلاَ الْإِيمَانُ. وَلَكِن جَعَل ْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا. وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ) (الشورى:52 - 53).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/403)
و (تلقي القرآن) بمعنى استقبال القلب للوحي، على سبيل الذِّكْرِ؛ إنما يكون بحيث يتعامل معه العبد بصورة شهودية، أي كأنما هو يشهد تنزله الآن غضا طريا! فيتدبره آيةً، آيةً، باعتبار أنها تنزلت عليه لتخاطبه هو في نفسه ووجدانه، فتبعث قلبه حيا في عصره وزمانه! ومن هنا وصف الله تعالى العبد الذي (يتلقى القرآن) بهذا المعنى؛ بأنه (يُلْقِي) له السمع بشهود القلب! قال تعالى: (إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ) (ق:37). ذلك هو الذاكر بالقرآن حقا، الذي يُحَصِّلُ ثمرة الذكرى ولا يكون من الغافلين.
فأن تتلقى القرآن: معناه إذن؛ أن تصغي إلى الله يخاطبك! فتبصر حقائق الآيات وهي تتنزل على قلبك روحا. وبهذا تقع اليقظة والتذكر، ثم يقع التَّخَلُّقُ بالقرآن، على نحو ما هو مذكور في وصف رسول الله صلى الله عليه وسلم، من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها، لما سئلت عن خُلُقِه عليه الصلاة والسلام؛ فقالت: (كان خُلُقُهُ القرآنَ!) ([3]).
وأنْ تتلقى القرآن: معناه أيضا أن تتنزل الآيات على موطن الحاجة من قلبك ووجدانك! كما يتنزل الدواء على موطن الداء! فآدم عليه السلام لما أكل هو وزوجه من الشجرة المحرمة؛ ظهرت عليهما أمارة الغواية؛ بسقوط لباس الجنة عن جسديهما! فظل آدم عليه السلام كئيبا حزينا. قال تعالى: (فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا! وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ. وَعَصَى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوَى) (طه:121). ولم يزل كذلك حتى (تلقَّى) كلمات التوبة من ربه فتاب عليه؛ فكانت له بذلك شفاءً! وذلك قوله تعالى: (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيم) (البقرة:37). فهو عليه السلام كان في حاجة شديدة إلى شيء يفعله أو يقوله؛ ليتوب إلى الله، لكنه لا يدري كيف؟ فأنزل الله عليه - برحمته تعالى - كلمات التوبة؛ ليتوب بها هو وزوجه إلى الله تعالى. وهي – كما يقول المفسرون - ق! وله تعالى: (قَالاَ رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) (الأعراف:23) فبمجرد ما أن تنزلت الآيات على موطن الحاجة من قلبه؛ حتى نطقت بها الجوارح والأشواق؛ فكانت له التوبة خُلُقاً إلى يوم القيامة! وكان آدم عليه السلام بهذا أول التوابين! وذلك بأخذه كلمات التوبة من ربه على سبيل (التلقي): (فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ)!
فعندما تقرأ القرآن إذن؛ استمع وأنصت! فإن الله جل جلاله يخاطبك أنت! وادخل بوجدانك مشاهد القرآن، فإنك في ضيافة الرحمن! هناك حيث ترى من المشاهد ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر! ([4]). وبذلك تخرج إلى الناس في هذا العصر العصيب – بكل تعقيداته وظلماته - تحمل رسالة القرآن! كما حمل موسى عليه السلام من قبل عصاه، فتُلْقِي آيَاتِهَا كلمةً كلمةً على سِحْرِ الشهوات والشبهات، وعلى سائر الأهواء والأدواء! (فَإِذَا هِيَ تَلَقَّفُ مَا يَافِكُونَ. فَوَقَعَ الْحَقُّ وَبَطَلَ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ. فَغُلِبُواْ هُنَالِكَ وَانقَلَبُواْ صَاغِرِينَ! وَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سَاجِدِينَ. قَالُواْ آمَنَّا بِرِبِّ الْعَالَمِينَ!) (الأعراف: 117 - 121).
نعم، ذلك هو فعل القرآن في هذا الزمان، على النفس وعلى المجتمع، كما كان في كل زمان، لكن لمن تلاه حق تلاوته.
بهذا المنهج إذن تتلقى عزيمتُك رسالةَ الكلمات، فتشعر بمعاناتها، ويتلقى قلبُك هدايةَ الآيات، فيشعر بمكابداتها، وتجد نفسَكَ أنك تترقى حقيقة بمدارج الإيمان، تشاهد ذلك وتبصره! فلا يمضي عليها إلا وقت وجيز حتى تراها – بإذن الله - قد تحولت إلى منزلة أعلى من منازل الصلاح والإصلاح؛ فتتحول المعاناة إلى لذة، وتصير المكابدة إلى حلاوة! ويصير الخوف إلى أمان. وإنما الموفَّق من وفقه الله.
تلك هي الفطرية، وذلك هو منهاجها لمن شاء أن يتخذ إلى ربه سبيلاً!
د. فريد الأنصاري
ـ[صخر]ــــــــ[25 - 06 - 08, 05:10 م]ـ
للرفع رفع الله قدر الشيخ وشافاه .. وبارك الله في القارئين ...
امين امين امين
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[27 - 06 - 08, 03:14 م]ـ
أسال الله أن يشفيه فهو في تركيا الآن وقد اخبرني بعض طلبته في مكناس عن حالته وذكر عنه أمورا طيبة.
ـ[صخر]ــــــــ[10 - 07 - 08, 08:21 م]ـ
أسال الله أن يشفيه فهو في تركيا الآن وقد اخبرني بعض طلبته في مكناس عن حالته وذكر عنه أمورا طيبة.
اللهم امين ..
نحسبه كذلك والله حسيبه ..
وجزاك الله خيرا أخي الحبيب طارق ...
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[12 - 05 - 09, 01:05 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[صخر]ــــــــ[18 - 05 - 09, 07:32 ص]ـ
بوركت اخي الكريم
ـ[أحمد وفاق مختار]ــــــــ[10 - 08 - 09, 02:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/404)
ـ[صخر]ــــــــ[28 - 10 - 09, 04:24 م]ـ
وجزاك أخي الكريم ..
ـ[صخر]ــــــــ[20 - 11 - 09, 03:14 م]ـ
رحم الله العلامة فريد الأنصاري ..
ـ[يونس خليل]ــــــــ[22 - 12 - 09, 07:58 م]ـ
رحمه اللهُ رحمة واسعة
ـ[هاني درغام]ــــــــ[23 - 12 - 09, 03:35 م]ـ
جزاكم الله خيرا كثيرا وبارك لكم
ـ[أبو البراء السبعاوي]ــــــــ[23 - 12 - 09, 10:35 م]ـ
الذي أعلمه أن الدكتور الأنصاري توفي منذ قرابة الشهر في تركيا ... ، أخبرني بذلك الثقات .... ، والله تعالى أعلم.
ـ[محمد إسماعيل السجلماسي]ــــــــ[26 - 07 - 10, 11:06 م]ـ
رحم الله الشيخ المربي.
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[26 - 07 - 10, 11:55 م]ـ
رحمه الله. و شكر لك.
رأيت له مقطعا مرئيا و هو يكتب روايته " عودة الفرسان". عزيمة و همة. و صدق العلامة كولن لما قال عنه: إنه ما يبدأ بشيءٍ إلا و ينهيه.
حبَّذا لو جمعت مقالاته في ملف وورد أو كتاب إلكتروني.
ـ[صخر]ــــــــ[23 - 08 - 10, 08:17 ص]ـ
نعم أخي الفاضل ذا المعالي .. مقطع مؤثر جدا ..
ـ[أبو مالك المغترب]ــــــــ[23 - 08 - 10, 03:48 م]ـ
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يرحم الشيخ و أن يعلي قدره في الجنان و أن يجمعنا به برفقة النبيين و الصديقيين و الشهداء و حسن أولئك رفيقا.(97/405)
اعرب ياولدى!!!!!! هل رأيت هذا الإعراب؟؟؟
ـ[عبدالرحمن المشد]ــــــــ[22 - 06 - 08, 10:55 ص]ـ
: قال الأستاذ للتلميذ
قف وأعرب ياولدى
" عشقالمسلم أرض فلسطين "
: وقف الطالب وقال
" نسىالمسلم أرض فلسطين "
الأول: فعل مبنى فوق جدار الذلوالتهميش
والفاعل: مستتر فى دولة صهيون
والمسلم: مفعول!!! إبل مكبول فى محكمة التفتيش
وأرض فلسطين: ظرف مكان مجروراًقسراً مذبوح منذ سنين
: قالالمدرس
ياولدى مالك غيرت فنون النحو وقانون اللغة؟
ياولدى إليك محاولة أخرى
" صحتالأمة من غفلتها "
أعرب
: قالالتلميذ
الفعل: ماضٍ ولى .. والمستقبل مأمول
والتاء: ضمير تخاذل ... ذل وهوان
الأمة: اسم كان رمز النصر على أعداء الإسلاموبات اليوم ضمير الصمت فى مملكة الأقزام
ومن: حرف جرالغفلة ... غطى قلوب الفرسان فباتوا للدنيا عطشى شروها بأغلىالأثمان
الهاء: نداء رضيع ... مات أسير الحرمان
: قالالمدرس
ياولدى نسيت اللغة وحرفت معانى التبيان
: قال التلميذ
بل إيمان قل
وقلب هجر القرآن نسيناالعزة
صمتنا باسم السلم وعاهدنا بالإستسلام دفنا الرأس فى قبرالغرب
وخنا عهد الفرقان معذرة حقاً أستاذى فسؤالك حرك أشجانىألهب وجدانى
معذرة فسؤالك نار تبعث أحزانى وتهدكيانى وتحطم صمتى
عفواً أستاذى نطق فؤادى قبل لسانى(97/406)
فهرسة موضوعية لمسائل وبحوث منتقاة من الأرشيف
ـ[أبو أنس النجدي]ــــــــ[22 - 06 - 08, 10:58 ص]ـ
الحمد لله وصلاةً وسلاماً على رسول الله أما بعد:
فلا يخفى على الجميع ما لأرشيف الملتقى من أهمية كبيرة، إذ إنه يحتوي على الكثير من المسائل والنقاشات والبحوث المفيدة
ولكن الراغب في الوصول إلى هذه الفوائد يجد صعوبة في ذلك أحياناً.
ولذا فمن المهم جداً أن تكون هناك فهرسة موضوعية لأرشيف الملتقى حتى يسهل الوصول للمسائل وتتحقق الفائدة من الثروة الكبيرة التي تكونت طيلة السنوات الماضية
ومع يقيني بأن هذا العمل لا يقوم به فرد واحد، إلا أني رغبت المشاركة في هذه الموضوع بما تيسر
فوضعت فهرسة موضوعية لمسائل وبحوث منتقاة من أرشيف الملتقى الموجود ضمن المكتبة الشاملة عن طريق القص واللزق لكامل الموضوع، وليست الفهرسة للعناوين فحسب.
وقد صنفت مواضيع الأرشيف بحسب اختلاف العلوم، وجمعت المسائل المتشابهة في مكان واحد حتى يسهل الوصول إليها
وقد استغرق ذلك مني قرابة ستة أشهر من العمل المتواصل
ومع ذلك فإني لا أدعي الكمال، وقد حال ضيق الوقت دون إعادة النظر والمراجعة والتدقيق.
وختاماً فإن هذه العمل يقتصر على السنوات الأربع الأولى من عمر هذا الملتقى تقريباً، وهو بحاجة إلى من يحتسب الأجر ويكمل العمل من حيث انتهى، فمن يرى من نفسه القدرة على ذلك فلا يتردد، وليتذكر أنه من الصدقة الجارية، ولو تم تقسيمه بين بعض الإخوة لكان حسناً.
أسأل الله سبحانه أن يجعله لوجهه خالصاً، وأن يكتب فيه البركة، وينفع به الجميع 0
ونظراً لكبر حجم الملف فقد قسّمته إلى خمسة ملفات، كما هو مرفق، عسى أن أكون وُفقت في طريقة الرفع.
وأعتذر مرة عن كل خلل وتقصير.
الملف الأول:
http://www.hazza.org/up/download.php?filename=437f76cfb6.rar
الملف الثاني:
http://www.hazza.org/up/download.php?filename=4920a0929a.rar
الملف الثالث:
http://www.hazza.org/up/del.php?x=0948d7abb463d9469b23e55466d846ff1214080
الملف الرابع:
http://www.hazza.org/up/del.php?x=0948d7abb463d9469b23e55466d846ff1214080
الملف الخامس:
http://up5.m5zn.com/o6im6lbkd4s0/____________.rar.htm
ـ[أبو أنس النجدي]ــــــــ[23 - 06 - 08, 12:25 م]ـ
أيها الأحبة
أخوكم بذل من الجهد والوقت الشيء الكثير حتى أنجز هذا العمل
وهاهو يقدمه لكم على طبق من ذهب لتستفيدوا منه
آمل من الجميع الاطلاع وإبداء الرأي
كما آمل من المشرف تثبيت الموضوع حتى تعم الفائدة
وهذه روابط جديدة للملف الأول والثاني والثالث والرابع لعلها تكون أسرع في التحميل، وأوضح في الطريقة 0
الملف الأول
http://up5.m5zn.com/hu9wf6kros02/__________.rar.htm
الملف الثاني
http://up5.m5zn.com/680b8we3ym04/____________.rar.htm
الملف الثالث
http://up5.m5zn.com/8p6xzgur5zue/____________.rar.htm
الملف الرابع
http://up5.m5zn.com/4ya2348y6ilp/____________.rar.htm
ـ[أبو أنس النجدي]ــــــــ[19 - 07 - 08, 02:26 م]ـ
آمل من المشرف ـ حفظه الله ـ تثبيت الموضوع حتى تتم الاستفادة منه
خاصةً وأنه يخدم الموقع، ويسهل الوصول إلى المشاركات القديمة.
ومثلكم يقدر الجهود.
ـ[أبو جابر الجزائري]ــــــــ[19 - 07 - 08, 03:05 م]ـ
بارك الله في جهودك وجعلها في ميزان حسناتك
آمين(97/407)
هل نظام الحكم الإسلامى يسمح بوجود أحزاب ملحدة على الساحة السياسية؟
ـ[عمرو عبدالحافظ]ــــــــ[22 - 06 - 08, 12:22 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ظهر واحد من الدعاة معروف بشعبيته الكبيرة عند جماهير الأمة فى برنامج حوارى على إحدى القنوات الفضائية فى حوار حول حقوق الإنسان و الحرية فى الإسلام. و عندما سئل عن موقف الإسلام من قيام الأحزاب الملحدة فى الدولة الإسلامية، فأجاب بأنه لا مانع من هذا، و استدل بموقف أمير المؤمنين على بن أبى طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مع الخوارج حينما قال لهم:
(
فقال لهم: إن لكم عندنا ثلاثًا:
1 - لا نمنعكم صلاة في هذا المسجد.
2 - ولا نمنعكم نصيبكم من هذا الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا.
3 - ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1)).
) [2]
فهل هناك من بحث هذه المسألة و حرر قواعدها؟
أفيدونا مأجورين ... بارك الله فيكم.
------------------------------------------------------------------------------------------------
([1]) مصنف ابن أبي شيبة (15/ 328،327) , والشافعي في الأم (4/ 136) , وتاريخ الطبري (5/ 688) بسند ضعيف للانقطاع على أن للسند شواهد وقد توبع, قاله الألباني في إرواء الغليل (8/ 118،117).
[2] من كتاب "سيرة أمير المؤمنين على بن أبى طالب" للدكتور على الصلابى.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[22 - 06 - 08, 12:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
هذا كلام باطل، فلا يمكن للإسلام أن يجيز قيام أي حزب ملحد مهما كان الأمر.
ثم إن الخوارج - على ضلالهم - ليسوا ملحدين، ومع ذلك قاتلهم علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، كما أمره النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بقتالهم، وبشره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بذلك.
بل واستمر قتال الخوارج حتى قضي على كثير منهم وتم قتل كبارهم واستئصال شأفتهم، على يد كبار القواد في الدولة الأموية.
ولم يثبت عن أحد من الحكام في تاريخ الدول الإسلامية أن أشكرهم في الحكم أو رضي بظهورهم على ساحة الحكم.
نعوذ بالله من الجهل.
ـ[عمرو عبدالحافظ]ــــــــ[22 - 06 - 08, 10:09 م]ـ
الأخ صقر بن حسن ... جزاكم الله خيرا
كنت أود لو تكرم أحد الإخوة و أرشدنا إلى دراسة أو بحث مفصل حول هذا الموضوع ... (حرية الرأى و التعددية الحزبية فى الدولة الإسلامية)
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[23 - 06 - 08, 12:51 م]ـ
لا ينبغي الرد على كل شبهة و خاصة إذا كانت شبهة ساقطة كهذه
فعلي رضي الله عنه كان يرى أن الخوارج لا يخرجون من دائرة الإسلام، فكيف يقيس هذا الشيخ الخوارج بأحزاب كافرة!
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[24 - 06 - 08, 02:25 ص]ـ
الرسول عليه الصلاة والسلام يقول من بدل دينه فاقتلوه.فاي احزاب ملحدة راح تبقى في النظام الاسلامي.
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[24 - 06 - 08, 12:19 م]ـ
،، ومن قال ان الإسلام يُبيح التفرق والتحزب من الأساس، الا تروا قول الله عز وجل: -
إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمْ وَكَانُواْ شِيَعاً لَّسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ} الأنعام159
فلا يوجد فى الاسلام جزب سياسى او اقتصادى او غيرهما، وانما هو الانتماء الى جماعة المسلمين، ومن استقل عنهم بحزب فقد رأى انهم ليسوا على خير وانه هو من أتى بخير ليس موجودا فى الشريعة الاسلامية، ولعمر الله ما اقبح هذا
ـ[علاء المسلم]ــــــــ[24 - 06 - 08, 01:34 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ظهر واحد من الدعاة معروف بشعبيته الكبيرة عند جماهير الأمة فى برنامج حوارى على إحدى القنوات الفضائية فى حوار حول حقوق الإنسان و الحرية فى الإسلام. و عندما سئل عن موقف الإسلام من قيام الأحزاب الملحدة فى الدولة الإسلامية، فأجاب بأنه لا مانع من هذا، و استدل بموقف أمير المؤمنين على بن أبى طالب مع الخوارج حينما قال لهم:
(
فقال لهم: إن لكم عندنا ثلاثًا:
1 - لا نمنعكم صلاة في هذا المسجد.
2 - ولا نمنعكم نصيبكم من هذا الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا.
3 - ولا نقاتلكم حتى تقاتلونا ([1]).
) [2]
فهل هناك من بحث هذه المسألة و حرر قواعدها؟
أفيدونا مأجورين ... بارك الله فيكم.
------------------------------------------------------------------------------------------------
([1]) مصنف ابن أبي شيبة (15/ 328،327) , والشافعي في الأم (4/ 136) , وتاريخ الطبري (5/ 688) بسند ضعيف للانقطاع على أن للسند شواهد وقد توبع, قاله الألباني في إرواء الغليل (8/ 118،117).
[2] من كتاب "سيرة أمير المؤمنين على بن أبى طالب" للدكتور على الصلابى.
---------
هذا الكلام مقنع ومهم
لأن الفكر لا يقابل إلا بالفكر
أما الحجر والمنع لن يأتينا من وراءه إلا كل بلاء
ثم هذه الأحزاب العلمانية أفرادها من المسلمين والخوارج الذين قال لهم سيدنا على هذا الكلام قال عنهم النبى أو عن قادتهم على الأقل يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/408)
ـ[عمرو عبدالحافظ]ــــــــ[26 - 06 - 08, 10:42 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد بن سيف]ــــــــ[27 - 06 - 08, 06:45 م]ـ
(الفكر لا يقابل إلا بالفكر!
أما الحجر والمنع لن يأتينا من وراءه إلا كل بلاء).
ترفق أخي علاء. فهذه المقولة ليست سوى مقطوعة إعلامية رائجة اليوم. لكن لا وزن لها في الشرع ولا في العقل.
ما الذي يلزم الناس بفسح المجال لكل فكر؟
وهل صحيح أن الفكر لا يقابل إلا بالفكر؟
وهل يوجد على وجه الأرض أحدٌ يطبق هذه القاعدة الخرافية؟
أو أن الجميع متفقون على خطوط حمراء يختلفون في تحديدها؟
وهل الحجر على الأفكار المنحلة لا يأتي من ورائه إلا كل بلاء؟
أسئلة ليس هذا مكان مناقشتها. فمحلها منتديات السياسة وما اصطلح على تسميته (فكراً). فتلك المقولة المسؤول عنها، ليست سوى فرعٍ عن فتنة العصر الكبرى: (الديمقراطية).
أما ههنا فالحديث والسؤال المطروح عن الحكم الشرعي، لمثل هذه المقولة.
ويكفي في رد هذا الشعار باب حد الردة في الفقه. فهو بابٌ مخصص لقطع رؤوس ذوي الأفكار المريضة التي تتجاوز حدود الإسلام. وهو الطريق الذي رسمه المصطفى ـ صلى الله عليه وسلم ـ حين قال: (من بدل دينه فاقتلوه)، ولم يقل واجهوه بالفكر فقط لا غير؟
نعم جاء الشرع بالاستتابة، وإزالة الشبهة عن المرتد. لكنه لم يتوقف عند ذلك. فإن تاب المرتد بعد مواجهة فكره بالحجة، وإلا أسقط رأسه بين رجليه بسيف الشريعة. وهاهو الصديق ومعه سائر الصحابة، رفعوا السيف في وجه بني حنيفة، ولم يحترموا فكرهم حين قنعوا بنبوة مسيلمة. ولم يفسحوا لهم المجال ليمارسوا حريتهم ويتبعوا نبيهم. ولم يقولوا: فكرهم لا يواجه إلا بالفكر!
أما الاستدلال بكلمة علي ـ رضوان الله عليه ـ الموجهة للخوارج. فذلك استدلال مبتورٌ. سمعته كثيراً من متبعي المتشابه، الذين يتجاوزون النصوص المحكمة، والإجماع الظاهر، ليأخذوا كلمةً مقطوعةً عن سياقها، ثم يقيموا عليها بنيان شبهتهم. وإلا فإن الأمر بقتال الخوارج هو منصوص سنة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
وعلي ـ رضوان الله عليه ـ إنما قال لهم تلك المقولة أولَ أمرهم، حين اعتزلوه بعد صفين. وظهرت منهم مقدمات بدعتهم. ولم يكن قد تحقق أمرهم، و أنهم الذين ذكرهم رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وأمر بقتالهم.
ثم إن تركهم وعدم قتالهم شيءٍ، وإفساح المجال لهم لينشروا ما عندهم شيءٌ آخر. وأبعد من هذا كله القول بأن مقولة علي تدل على جواز السماح لأحزاب كفرية ملحدة لتنشط في المجتمع المسلم بالدعوة لكفرها، والسعي للوصول لحكم الدولة المسلمة.
الذمي المعاهد لو دعا مسلماً لدينه لانتقض عهده وأبيح دمه، فكيف يقال: إن للملحد الفاجر الذي لا عهد له ولا ذمة أن يعلن بباطله ويدعو إليه في ظل دولة مسلمة؟.
علي ـ رضوان الله عليه ـ الذي قال تلك الكلمة للخوارج، هو نفسه الذي قال: (لا يفضلني أحد على أبي بكر وعمر ـ رضي الله عنهما ـ إلا جلدته جلد المفتري). وهو نفسه الذي حرَّقَ من غلوا فيه ولم يواجه غلوهم بالفكر وحده.
تلك الأحكام كلها مما اتفقت عليه كلمة أهل الإسلام قبل أن تدخل عليهم النظم الغربية السياسية التي بنيت على نبذ الدين وإقصائه، ورفض جعله ميزاناً للنظام السياسي للدولة ..
وأختم هنا بإجماعٍ ذكره ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في الصارم المسلول، فقد تحدث هناك عن حكم معاهدة أهل الكتاب على أن لهم إظهار الطعن في الدين، فقال: " إظهار الطعن في الدين لايجوز للإمام أن يعاهدهم مع وجوده منهم أعني مع كونهم ممكنين من فعله إذا أرادوا. وهذا مما أجمع المسلمون عليه. ولهذا بعضهم يعاقبون على فعله بالتعزير وأكثرهم يعاقبون عليه بالقتل. وهو مما لايشك فيه المسلم ومن شك فيه فقد خلع ربقة الاسلام من عنقه".(97/409)
فتوى: هل يجب إتلاف الرأس في الصور لزوال التحريم؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[22 - 06 - 08, 11:39 م]ـ
السلام عليكم
من فتاوى الشيخ العثيمين رحمه الله:
سئل فضيلة الشيخ: هل يجب إتلاف الرأس في الصور لزوال التحريم؟ أو يكفي فصله عن الجسم؟ وما حكم الصور التي في العلب والمجلات والصحف ورخص القيادة والدراهم؟ وهل تمنع من دخول الملائكة؟.
فأجاب بقوله: إذا فصل الرأس عن الجسم فظاهر الحديث " مر برأس التمثال فليقطع" أنه لا يجب إتلاف الرأس، لأنه لم يذكر في الحديث إتلافه وإن كان في ذلك شيء من التردد.
وأما الجسم بلا رأس فهو كالشجرة لا شك في جوازه.
أما بالنسبة لما يوجد في العلب والمجلات والصحف من الصور: فما يمكن التحرز منه فالورع تركه، وأما ما لا يمكن التحرز منه، والصورة فيه غير مقصودة فالظاهر أن التحريم يرتفع فيه بناء على القاعدة الشرعية {وما جعل عليكم في الدين من حرج} (1) والمشقة تجلب التيسير والبعد عنه أولى.
وكذلك بالنسبة لما يوجد في رخص القيادة، وحفائظ النفوس، والشهادات والدراهم، فهو ضرورة لا إثم فيه، ولا يمنع ذلك من دخول الملائكة.
وأما قوله، صلى الله عليه وسلم،: "وأن لا تدع صورة إلا طمستها" ففيه احتمال قوي؛ أن المراد كل صورة مقصودة اتخذت لذاتها لا سيما في أوقاتهم، فلا تجد صورة في الغالب إلا مقصودة لذاتها. ولا ريب أن الصور المقصودة لا يجوز اقتناؤها كالصور التي تتخذ للذكرى أو للتمتع بالنظر إليها أو للتلذذ بها ونحو ذلك.
ـ[أبو محمد عبد الله الحسن]ــــــــ[23 - 06 - 08, 12:04 ص]ـ
السّلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
جزاكم الله خيرًا على النّقل الموفّق،
و رحم الله الشّّيخ بن عثيمين.
و هذه فتوى ذات صلة من موقع الشّيخ رحمه الله تعالى:
السؤال:
ما حكم الاحتفاظ بالكتب التي تحتوي على صور لإنسان أو حيوان أو طير وهل نقوم بطمس تلك الصور كاملةً أم الرأس فقط أم بوضع خطٍ على الرقبة أم ماذا نفعل علماً بأن هذه الكتب مفيدة وليس من الكتب السخيفة كذلك بالنسبة لبعض المجلات الإسلامية.
الجواب:
هذه الصور المشار إليها في الكتب بعض المجلات الدينية إذا تمكن الإنسان من طمسها أي طمس وجوهها ورؤوسها فهذا خير لأن الصورة هي الرأس حقيقة الإنسان تعرف برأسه عين الإنسان تعرف برأسه ووجهه فعلى هذا فالواجب أن يطمس الرأس والوجه هذا إذا تمكن أما إذا شق عليه ذلك فإنه لا حرج عليه إن شاء الله لا سيما وأن هذه الصور تكون في كتب مغلقة وليست منشورةً مبسوطة مشهورة فلهذا نرى أنه لا بأس به إذا كان عليه مشقة من طمسها وإزالتها نعم.
الرّابط ( http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1737.shtml)(97/410)
إنعام النظر ببعض ما جاء في المجموعة الجديدة من جامع المسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[23 - 06 - 08, 12:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمالحمد لله حمداً طيبا كثيرا مباركا فيه ملء السموات وملء والأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت من شيء بعد، أهل الثناء والمجد، أحق ما قال العبد وكلنا لك، اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجدُّ
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد.
أما بعد.
فهذه ورقات من المجموعة الجديدة من جامع المسائل في سلسلة آثار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، وقد تضمنت إجابة شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن السؤال الذي ورد عليه في حكم دفع الأخ ما وجب عليه من الزكاة لأخيه، وقد احتوت كذلك على جوابه على من منع ذلك بحجة أن دفعها إليه يؤدي إلى أن يقي المزكي بها ماله وذلك بإسقاط النفقة عنه.
وكعادته أسهب ابن تيمية رحمه الله في بيان الوجوه والدلائل على صحة ما ذكر، وفي دفع الإيرادات والاعتراضات.
وكعادته أيضا أحسن ابن تيمية رحمه الله في ذكر جملة من النظائر التي تفيد ما ذكر من ناحية، وتلزم المخالف الذي يعتبر هذه الوجوه من ناحية أخرى.
وما انتهى إليه ابن تيمية رحمه الله كنتُ قبل أن أظفر بهذه الورقات، أجد في نفسي ميلا إليه وهو الجواز، ولكن يمنعني منه الاعتراض المشهور
فجاءت هذه الفتوى لتشرق بالبرهان الساطع حتى احتجب منه اعتراض المخالف و غار ....
وقد ذكر ابن تيمية رحمه الله كما في جواب الاعتراضات المصرية على الفتيا الحموية () في لفتة لطيفة:
أنه ليس كل من وجد العلم قدر على التعبير عنه والاحتجاج له، فالعلم شيء، وبيانه شيء آخر، والمناظرة عنه وإقامة دليله شيء ثالث، والجواب عن حجة مخالفه شيء رابع.
بل قد ذكر ابن تيمية رحمه الله في بعض كتبه:
أن طوائف من أهل العلم وقع منهم أن حصَّلوا معانٍ صحيحة في باب القدر لكن فاتهم أنه لم ينطقوا به فصيحا.
فرحمه الله وغفر له ورفع درجته، كما نسأله سبحانه أن يفقهنا في الدين وأن يعلمنا التأويل، وأن يزيدنا علما، وأن يفعنا بما يعلمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا إنه هو العليم الحكيم، ربنا إنك سميع الدعاء.
مسألة ()
في رجل فقير وعليه دين وله أخ لأبويه وهو غني، هل للغني دفع الزكاة لأخيه الفقير دون الأجانب؟ وهل يجوز له تعجيل الزكاة له سنة أو سنتين؟ ()
جواب الشيخ تقي الدين أحمد بن تيمية
نعم، يجوز له أن يدفع إليه من زكاته ما يستحقه مثله من الزكاة، وهو أولى من أجنبي ليس مثله في الحاجة، ويجوز تعجيل الزكاة.
وذلك لأن نصوص الكتاب والسنة تتناول القريب والبعيد في الإعطاء من الزكاة، وامتاز إعطاء القريب بما فيه من الصلة وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "صدقتك على المسكين صدقة، وصدقتك على ذي الرحم صدقة وصلة". والصدقة في الصلة أفضل من الصدقة المجردة.
والذين منعوا من إعطاء الزكاة له قالوا: نفقته واجبة على الأخ، فيكون مستغنيا بها، فلا يعطيه ما يقوم مقام النفقة الواجبة.
وهذا القول ضعيف لوجوه:
أحدها: أنه قد لا تكون النفقة واجبة عليه، بأن لا يكون للزكي فضل ينفقه على أخيه، وهذا حال كثير من الناس. فإذا حُرِم الصدقة مع النفقة كان هذا ضد مقصود الشارع.
الثاني: أن يقال: هب أن نفقته واجبة عليه، فإنما ذلك بشرط أن لا يكون قادرا على الكسب وأن يطالب بها، فإذا كان متمكنا من أخذ الزكاة واختار ذلك لم تجب النفقة في هذا الحال.
كما لو اختار أخذ الزكاة من أجنبي، فإن النفقة لا تجب في هذا الحال إجماعاً. وليس أن يُمنع من الزكاة لأجل وجوب النفقة بأولى من أن يُمنع من النفقة لأجل وجوب الزكاة بل هذا أولى، لأن الصدقة مال أباحه الله له ولأمثاله، فإذا كان قادرا عليه لم يكن به حاجة إلى النفقة، والنفقة إنما وجبت عند العجز عن الاكتساب، وأخذ الزكاة من جملة وجوه الاكتساب.
وكما أن الصدقة لا تحل لغني ولا لذي مرَّة سوي، فهو أيضا لا يستحق النفقة.
الوجه الثالث: لو وجبت نفقته على غيره، وامتنع ذلك الغير من إعطائها كان له أخذ الزكاة بالاتفاق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/411)
فهذا القريب لو قدر امتناعه من الإنفاق لم يحرم على هذا أخذ زكاته. ولا يقال: الزكاة لم تسقط عن ذلك، بل غاية ما يقال: إنه عاص بترك النفقة.
الرابع: أن يقال: لا ريب أنه يجب إغناء هذا الفقير، فإما أن يغنيه قريبه من ماله وإما من الزكاة فالواجب إما الإنفاق عينا وإما الزكاة عينا وإما أحدهما، وإيجاب الإنفاق عينا مع تمكن المحتاج من أخذ الزكاة ومع اختياره لذلك لا يقول به أحد، وأما إيجاب إعطاء الزكاة عينا مع اختيار رب المال أن يصل رحمه من ماله فلا يقول به أحد، فمتى اختار الفقير أخذ الزكاة فله ذلك، ومتى اختار الغني صلته من ماله فله ذلك إذا اختار الفقير، ولو أراد الفقير أن لا يقبل الصلة وقال: لا أخذ إلا من الزكاة فله ذلك.
وإن أراد المطالبة بالنفقة وقال: لا أريد إلا النفقة دون الزكاة فهذا فيه نظر ونزاع
وأما إذا اتفقا على الصلة جاز بالاتفاق، فكذلك إذا اتفقا على الإعطاء من الزكاة هوجائز أيضاً.
كما لو كان الغني يعطيه من صدقة موقوفة أو من صدقة هو وكيل فيها أو ولي عليها.
فإن قيل: إذا أعطاه وقى بها ماله، وقد ذكر الإمام أحمد عن سفيان ابن عيينة قال: كان العلماء يقولون: لا يقي بها ماله، ولا يحابي بها قريبا، ولا يدفع بها مذمة.
قيل: هذا إنما يكون إذا كان القريب من عياله فيعطيه ما يستغني به عن النفقة المعتادة، ففي مثل هذه الصورة لا يجزئه على الصحيح، وهو المنقول عن ابن عباس وغيره، أفتوا بأنه إذا كان من عياله لم يعطه ما بدفع به الإنفاق عليه.
حتى لو كان متبرعا بالإنفاق على رجل لم يكن له أن يعطيه ما يقي به ماله، لأنه هنا دفع عن نفسه بالزكاة، فأخرجها لغرضه لا لله، والزكاة عليه أن يخرجها لله، وإن لم يكن هذا واجبا بالشرع، لكن العادات لازمة لأصحابها.
والمحاباة أن يعطي القريب وهناك من هو أحق منه، وأما إذا استويا في الحاجة وأعطاه لم يكن هذا محاباة.
وهذا بخلاف ما إذا لم تكن عادته الإنفاق على الأخ، فإن وجوب النفقة عليه مشروط بعدم قدرته على الأخذ من الزكاة واختيار ذلك، فمتى كان قادرا على الأخذ مريدا له لم يستحق في هذه الحال نفقة.
كما لو حصل ذلك مع غني أجنبي، فإنه إذا اختار الأخذ من زكاته لم يجب عليه أخيه في هذه الحال الإنفاق عليه.
الوجه الخامس:
أن يقال: لو أعطي الزكاة للإمام فأعطى الإمام أخاه من ذلك جاز، وكذلك لو أعطاها لمن يقسمها بين المستحقين فأعطاه أخاه، فكذلك إذا قسمها هو.
وسبب ذلك أن الزكاة يجب صرفها إلى الله تعالى، الذي يثيب صاحبها والفقراء يأخذونها من الله، لا يستحق أرباب الأموال عليهم معاوضة.
فهو كما أعطى الإمام من بيت المال وناظر الوقف من الوقف، وإذا كان كذلك فأخذه من زكاة قريبه وغيره سواء، كأخذه من مال ينظُر عليه قريبه، سواء كان سلطانيا أو وقفا أو نذرا.
يدل على ذلك أن أبا طلحة لما قال للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أحب أموالي إلي بَيْرَحَاء، وإنها صدقة لله أرجو برَّها وذُخرها عند الله، فضعها يا رسول الله حيث شئت، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "إني أرى أن تجعلها في الأقربين".
فالنبي صلى الله عليه وسلم أمر بجعلها في الأقربين بعد أن جعلها لله وخرج عنها.
والله سبحانه أعلم.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[23 - 06 - 08, 03:51 ص]ـ
ماشاء الله بارك الله لكم
عهد خروج الكتاب قريب وها انتم تستفيدون منه وتقتبسون مواضيعه وتتدارسونه
جعلك الله من العالمين العاملين قل آمين
ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 12:31 ص]ـ
ما شاء الله ....
بالنسبة لجزء جواب الاعتراضات المصرية ... فكم صفحة هو؟ وما نسبة الجزء المفقود؟ وما إمكانية كتابته ووضعه على الشبكة أو مسحه ضوئياً ... فلا أخفيك أنني في أشد الشوق لقراءة هذا الجزء!!
وجزاك الله خيراً ورحم الله شيخ الإسلام
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[25 - 06 - 08, 12:40 ص]ـ
ماشاء الله بارك الله لكم
عهد خروج الكتاب قريب وها انتم تستفيدون منه وتقتبسون مواضيعه وتتدارسونه
جعلك الله من العالمين العاملين قل آمين
آمين
وأنتم كذلك وطلبة العلم وأهله
فجزاك الله خيرا على هذا الدعاء وعلى هذا التشجيع وكثر الله من أمثالك
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[25 - 06 - 08, 12:53 ص]ـ
ما شاء الله ....
بالنسبة لجزء جواب الاعتراضات المصرية ... فكم صفحة هو؟ وما نسبة الجزء المفقود؟ وما إمكانية كتابته ووضعه على الشبكة أو مسحه ضوئياً ... فلا أخفيك أنني في أشد الشوق لقراءة هذا الجزء!!
وجزاك الله خيراً ورحم الله شيخ الإسلام
وجزاك الله أنت خيرا وبارك فيك
عدد صفحات مقدمة المحقق 29 صفحة
عدد صفحات الجزء المحقق177 صفحة من غير الفهارس
كما ذكر المحقق في مقدمته أن الكتاب الأصل في أربع مجلدات وأنه يعد من مؤلفات الكبار لابن تيمية كما أن كتاب "بيان تلبيس الجهمية" يعد تتمة لمباحثه
وقد عثر المحقق على قطعتين للكتاب
محتويات القطعة الأولى:
تبدأ بذكر جواب المعترض عن الأحاديث التي يحتج بها في إثبات الصفات من أربعة وجوه:
1 - أنها أخبار آحاد.
2 - أنها ليست نصوصا في ذلك بل هي ظاهرة قابلة للتأويل.
3 - أن السلف تأولوا كثيرا منها، ومنهم ابن عباس.
4 - أن الأدلة العقلية عارضتها فيجب تأويلها.
ثم قام المؤلف بالرد عليها بالتفصيل
فقال:
أما قوله: "أخبار الآحاد لا تفيد العلم" فكان جوابه من ثلاثة طرق:
1 - بيان موافقة الأحاديث والآثار للقرآن وتفسيرها له.
2 - بيان وجوب قبولها.
3 - بيان صحة الاعتقاد الراجح بها.
ثم انتقل إلى النقطة الثانية وهي بيان وجوب قبول الأخبار الصحيحة فقسم الأخبار ثلاثة أقسام:
متواتر لفظا ومعنى
ومستفيض متلقى بالقبول
وخبر الواحد العدل الذي يجب قبوله.
وتكلم عن كل قسم بتفصيل، وبين إفادته العلم.
ثم انتقل إلى بيان صحة الاعتقاد الراجح بها وأنه لا فرق فيها بين المسائل العلمية والخبرية.
---------------
إلى هنا كان الجواب عن السؤال الأول.
والباقي أكملة في وقت آخر إن شاء الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/412)
ـ[محمد نور الدين الشامي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 01:02 ص]ـ
جزاك الله خيراً على الرد السريع وبانتظار التكملة إن شاء الله
ـ[المقدادي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 01:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذا العرض الماتع
هل المعترض هو ابن جهبل أو غيره؟ أم ان الشيخ رحمه الله لم يصرّح باسمه؟
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[27 - 06 - 08, 02:56 م]ـ
يقول الشيخ محمد عزير شمس محقق الكتاب: ثم بدأ ص 54 في الجواب عن السؤال الثاني وهو قوله:
"ليست الأحاديث نصوصا في ذلك، بل هي ظاهرة قابلة للتأويل"وقد أجاب عنه بجواب مجمل مجمل ثم بجواب مفصل ....
ثم ذكر الأمثلة على ذلك ......
وقال في آخره:
ما عمنا أحدا من الصحابة والتابعين ردوا حديثا صحيحا وتأولوه على خلاف مقتضاه لمخالفة ظاهر القرآن في فهمهم أو لمخالفة العقول أو القياس إلا كان الصواب مع الحديث ومن اتبعه فكيف بمن بعدهم؟!
ثم تحدث عن خاصية أبي بكر الصديق فإنه لم يعرف له فتوى ولا كلام يخالف شيئا من الأحاديث .....
وفي أثنائه تكلم عن علاقة القرآن بالسنة، والتحديث لأهل الأهواء والبدع، ومعنى العبادة وكيف تختلف عن العادة.
ثم عقد فصلا تكلم فيه عن معنى التأويل عند السلف وعند المتأخرين ...
وذكر أن من اعترض على السنة والجماعة بنوع تأويل: قياس أو ذوق أو تأويل منه خالف به سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ففيه شوب من الخوارج.
أما الاعتراض الثالث:
"أن السلف تأولوا كثيرا من الأحاديث والآيات"
فذكر الجواب عنه من وجوه .......
وفي الأخير جاء إلى الأمر الرابع وهو قوله: "عارضتها الأدلة القطعية فيجب تأويلها"
ورد عليه من وجوه عديدة ......
وأما القطعة الثانية: فهي خاصة بالكلام على حديث "خلق آدم على صورته" ...... ونقل نصوصا مهمة ....
ونظرا لأهميته وما فيه من مناقشات قوية اعتمد عليه تلميذ المؤلف ابن القيم في "الصواعق المرسلة" فهو ينقل عنه نصوصا عديدة من القطعة الأولى، وينسبها أحيانا إلى شيخه ويغفل نسبتها أخرى على طريقة استفادته من كتب شيخ الإسلام.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[27 - 06 - 08, 03:02 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا العرض الماتع
هل المعترض هو ابن جهبل أو غيره؟ أم ان الشيخ رحمه الله لم يصرّح باسمه؟
شكر الله لك دعاءك وثناءك
يقول المحقق حفظه الله:
الكتاب جواب لتأليف أحد القضاة الذي يصفه المؤلف بأفضل القضاة المعارضين، وتدلنا مخطوطة القطعة الثانية أن المقصود به القاضي السروجي وهو شمس الدين أبو العباس أحمد بن إبراهيم بن عبد الغني السروجي الحنفي قاضي القضاة بمصر المتوفى سنة 710
يقول في ذلك ابن كثير:
له اعتراضات على الشيخ تقي الدين ابن تيمية في علم الكلام أضحك فيها على نفسه، وقد رد عليه الشيخ في مجلدات وأبطل حججه"
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - 07 - 08, 10:11 م]ـ
وفقكم الله.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=846788&postcount=524
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[19 - 07 - 08, 03:10 ص]ـ
بارك الله فيكم(97/413)
الدعاء الذ بعد الأذان هل يقال بعد اقمة أيضا؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[23 - 06 - 08, 02:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم قول المصلي بعدالإقامة للصلاة وقبل تكبيرة الإحرام " اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة ... "سواء أكان منفردا أو مأموما أو إماما
حيث ورد هذا الدعاء عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد سماع الأذان، لكن ما حكمه في هذا الموضع حيث أن العبادات توقيفية؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[23 - 06 - 08, 09:50 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[23 - 06 - 08, 12:07 م]ـ
يشرع القول مثل ما يقول المقيم إلا أنه يقول أقامها الله وأدامها عند قول المقيم: قد قامت الصلاة , لما روى أبو داود عن بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم [أن بلالا أخذ في الاقامة فلما أن قال: قد قامت الصلاة قال النبي صلى الله عليه وسلم: أقامها الله وأدامها]
ويقول بعد ذلك اللهم رب هذه الدعوة التامة إلخ
والإقامة نداء ودعوة تامة , وهذا هو المذهب عند الحنابلة.
وإن كان الحديث فيه ضعف إلا أنه يعملون به في الفضائل.
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[23 - 06 - 08, 12:22 م]ـ
جاء في فتوى اللجنة الدائمة رقم (2801):
س: الإمام بعد صلاة الجمعة أفادنا وقال: إذا تم المؤذن الإقامة فلا أحد منكم يدعو بأي شيء من الدعاء، لم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يرد في الكتاب ولا في السنة، إذا ذكر المؤذن الله في الإقامة فاذكروا الله واسكتوا حتى يكبر الإمام - واليوم الجماعة مشغولون من كلام الإمام، نرجو منكم الإفادة سريعاً حتى نطمئن؟
جـ: السنة أن المستمع للإقامة يقول كما يقول المقيم؛ لأنها أذان ثان فتجاب كما يجاب الأذان، ويقول المستمع عند قول المقيم: (حي على الصلاة، حي على الفلاح) لا حول ولاقوة إلا بالله، ويقول عند قوله: (قد قامت الصلاة) مثل قوله، ولا يقول: أقامها الله وأدامها؛ لأن الحديث في ذلك ضعيف، وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول" وهذا يعم الأذان والإقامة، لأن كلا منهما يسمى أذانا. ثم يصلي على النبي صلى الله عليه وسلم بعد قول المقيم (لا إله إلا الله) ويقول: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة ... الخ كما يقول بعد الأذان، ولا نعلم دليلاً يصح يدل على استحباب ذكر شيء من الأدعية بين انتهاء الإقامة وقبل تكبيرة الإحرام سوى ما ذكر.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
نائب رئيس اللجنة: عبدالرزاق عفيفي
عضو: عبدالله بن قعود
http://islamtoday.al-eman.com/feqh/v...BID=262&CID=24
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[23 - 06 - 08, 12:55 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81242(97/414)
الأقصى في مشكلة نريد الحل؟
ـ[أحمد الفلسطيني]ــــــــ[23 - 06 - 08, 02:38 ص]ـ
اخوني طلاب العلم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أريد منكم طلب؟
هل ورد حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم في تحديد حرم المسجد الأقصى الذي يحصل فيه أجر مضاعفة الصلاة؟
لأن الناس يظنون أن الأجر حاصل فقط في المسجد الذي بناه عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وكذلك هناك مشروع تسقيف المسجد الأقصى كاملا من جميع الأسوار المحيطه حتى يصبح مثل المسجد النبوي.
وكذلك أين كانت قبلة النبي صلى الله عليه وسلم لما صلى بالأنبياء في المسجد وكانت قبلتهم المسجد الأقصى؟
ولكم مني جزيل الشكر والمحبه.
ـ[ابوعبدالله القزلان]ــــــــ[23 - 06 - 08, 04:41 ص]ـ
اين الردود؟؟؟؟؟؟؟(97/415)
ممكن دخول لأهل العلم
ـ[ابوعبدالله القزلان]ــــــــ[23 - 06 - 08, 04:53 ص]ـ
السلام عليكم
لقد ورد مني سؤال من سائل يريد ان يقتنع بهذا السؤال طبعا لا حياء في الدين سؤال هو:
ما حكم العاده السريه لدى الرجال وما فوائده وما اضراره وكيفية الخلاص منها؟
ارجوا ردوود كثيرة
وفقكم الله العلم النافع والعمل الصالح
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[23 - 06 - 08, 05:03 ص]ـ
لو بحثت بالملتقى لوجدت عدة مواضيع تتكلم عن هذا الأمر
والشيخ عبد الرحمن الفقيه وفقه الله وفر لك مع خانة البحث القديمة خانة اخرى عن طريق جوجل ـ ابتسامه ـ(97/416)
خدمات مرورية
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[23 - 06 - 08, 06:22 ص]ـ
لمعرفة الرقم التسلسلي للمركبة وعدد الملاك السابقين ورقم الهيكل وتاريخ الصنع ونوع المركبة أرسل رقم اللوحة مصحوبة برقم الهوية أو الإقامة على الرقم 88905
لمعرفة مخالفاتك المرورية
أرسل رقم الهوية أو الإقامة برسالة قصيرة على الرقم 88993
لمعرفة رصيدك المالي لدى المرور
أرسل رسالة قصيرة تحتوي على رقم الهوية أو الإقامة متبوعا بعلامة * ثم 12 إلى الرقم 88988
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[01 - 07 - 08, 01:25 ص]ـ
39 مشاهد ولا واحد كتب شكرا أو مشكور أو جزاك الله خير؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[01 - 07 - 08, 02:37 ص]ـ
السبب أن القراء لا يعرفون عن أي بلد تتحدث أنت؟ وجزاك الله خيرا على كل حال.
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[06 - 07 - 08, 07:48 م]ـ
هذه الخدمة موجودة في السعودية
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[07 - 07 - 08, 01:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا
هل يوجد عندهم برنامج قطاف:)
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[07 - 07 - 08, 02:11 م]ـ
جزاك الله خيرا
هل يوجد عندهم برنامج قطاف:)
ما المقصود بعندهم برنامج قطاف؟؟؟؟؟؟
ـ[البتيري]ــــــــ[07 - 07 - 08, 04:31 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي السبيعي.
ارجو منكم اخوتي توقير العلم اكثر، فهذا ملتقى لاهل الحديث وطلبة العلم وليس لامور الدنيا الاقليمية الضيقة.
واعتقد ان صاحب المخالفات المرورية يستطيع ان يصل الى مراده في مواقع متخصصة بذلك.
وان كان لا بد من طرح هذه المعلومات في ملتقانا المبارك هذا فليكن في المنتدى الخاص وليس في المنتدى الشرعي العام او في احد المنتديات العلمية التي ينتظر زوارها علما شرعيا اخرويا نافعا.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عبد الله القصيمي]ــــــــ[07 - 07 - 08, 05:29 م]ـ
جزاك الله خيراً، (ما على المحسنين من سبيل)
وأسأل أخي عن تكلفة الرسالة؟
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[08 - 07 - 08, 12:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي السبيعي.
ارجو منكم اخوتي توقير العلم اكثر، فهذا ملتقى لاهل الحديث وطلبة العلم وليس لامور الدنيا الاقليمية الضيقة.
واعتقد ان صاحب المخالفات المرورية يستطيع ان يصل الى مراده في مواقع متخصصة بذلك.
وان كان لا بد من طرح هذه المعلومات في ملتقانا المبارك هذا فليكن في المنتدى الخاص وليس في المنتدى الشرعي العام او في احد المنتديات العلمية التي ينتظر زوارها علما شرعيا اخرويا نافعا.
وجزاكم الله خيرا.
جزاك الله خير ولكن ما المانع من نفع إخوانا المسلمين والمشاهدين لهذا الملتقى مع العلم أنه ليس فيه محذور شرعي(97/417)
الرد على من زعم ان الشيخ ابن عثيمين يحرم اللغة الانجليزية
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[23 - 06 - 08, 09:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الرد على من زعم ان الشيخ ابن عثيمين يحرم اللغة الانجليزية
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا ونبينا محمد عبد الله ورسوله
اما بعد اخواني
عند تصفحي ذات يوم على الشبكة صادفني ان قرأت في احد المواقع .. فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله ,تقول ان الشيخ رحمه الله يحرم اللغة الانجليزية! ووجدت هذه الفتوى منتشرة جدا في منتديات الشيعة بل وبدأت الصوفية اقتباس هذه الشبهة الى منتدياتها
فتعجبت كثيراً لذلك؟ وتعجبت اكثر حيث أنني قرات ذات مرة ان الشيخ ابن عثيمين كان ينصح بتعلم اللغة وانه يود تعلمها , فقمت بالبحث في موقع الشيخ رحمه الله فوجدت ان الحقيقة شيء آخر تماما
فوجدت تدليس وتلبيس واخفاء للحقائق من قبل هؤلاء الذين يكذبون على اهل العلم حتى يُظهِروهم بلباس (المتشددين , المتنطعيين .. الخ) .. فعزمت على ان ابين هذا التحريف مستعينا بالله.
أولا: هذا هو نص الشبهة التي يستدل بها هؤلاء:
[
: الجزء الموضوع داخل المستطيل المبين بالصورة غير موجود بالشريط المذكور (زاد المستقنع-كتاب النكاح-الشريط الثاني الجزء الثاني)؟
وهذا هو الشريط المذكور كاملا اضغط هنا للتحميل
2 - اما الجزء الآخر فهو مبتور من الشريط, فالشيخ كان يتكلم عن عقد النكاح باللغة الانجليزية في كون الزوجين يعرفون العربية ثم رجح بجواز هذا
, فاخذ يتكلم على الذين يٌعلمون اطفالهم اللغة الانجليزية تعشقا لها وتعظيما لاهلها حتى يقول الطفل"باي باي "بدلا من السلام عليكم.فهذا هو الذي رفضه الشيخ حتى اننا نجد وفي نفس الشريط أن الشيخ يقول بجواز تعلم اللغة الأجنبية لاجل الدعوة بل ولاجل التجارة وو .. الخ بل وسئل عن الاطفال ممن يتعلمون اللغة فى المدرسة مع باقي المواد فقال الشيخ لاباس بهذا (كما سيأتي).
ومن هنا نعلم مقصود الشيخ دون أي غموض والحمد لله , فالشيخ فقط رفض ممن يعلمون اطفالهم اللغة الانجليزية من اجل حبها والكلام بها في الحياة العادية حتى انه يقول باي باي بدلا من السلام عليكم ,وهذا العمل لاشك ممايؤدي الى زوال اللغة العربية اذا اصبح الكلام العامي في الحياة باللغة الاجنبية , وهذا ما ينادي به العلمانية للاسف. فكلنا يعلم ان اللغة تضعف وتموت كما يموت البشر.
والآن:
اليكم كلام الشيخ كاملا:
يقول الشيخ في الشريط:
(حتى بلغني ان بعض الناس والعياذ بالله يعلم صبيانه اللغة الانجليزية ويقول اذا اراد ان يودعه او يسلم عليه " باي باي" سبحان الله ... الى ان قال .. ولهذا فيما ارى ان الذي يعلم صبيه اللغة الانجليزية من الصغر سوف يحاسب عليه يوم القيامة لانه يؤدي الى محبة هذا الصبي لهذه اللغة وايثارها على اللغة العربية وبالتالى يؤدي الى محبة من ينطق بها من اهلها واستهجان من ينطقون بغير هذه اللغة فسوف يحاسب الرجل يوم القيامة اذا ادخل اولاده لتعلم اللغة الانجليزية وهم صغار , [/ color] اما من كبر وترعرع وقال انا اريد ان اتعلم اللغة الانجليزية او غيره من اللغات الاجنبية لادعوا الله بها فنقول له هذا خير ونساعدك على هذا ونشج
, او قال انا أحتاج اللغة غير العربية لانني امارس التجارة مع هؤلاء القوم فأريد أن اتعلم لاتمكن , كل هذا لابأس به هذا عمل مقصود وغرض صحيح فلا باس
,اما الانسان يفعل ذلك تعشقالها وتعظيما لقومها وايثارا لها على اللغة العربية فهذا خطأ))
اضغط هنا للاستماع (الدقيقة 01.39)
ولا شك ان هذا الجزء الذي بتره هؤلاء المبتدعة غير فتوى الشيخ كليا ً, وزادها توضيحا ..
...
وهنا سؤال هام حول الغش فى اللغة الانجليزية , فيصرح الشيخ بأنه لا يجوز ويقول كلاما في غاية الروعة والنفاسة ,عن اللغة الانجليزية وفضل تعلمها, ويقول فيه الشيخ انه يتمنى لو تعلم هذه اللغة .. ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/418)
السؤال: فضيلة الشيخ! وفقكم الله ورعاكم: تعلمون أن الاختبارات على الأبواب، وبعض الطلاب يستحلون الغش في اختبار مادة الإنجليزي ويقولون: هذه لغة الكفار ولا يجوز تعلمها، فما حكم ذلك؟ وهل للمدرس أن يغض النظر عن الغش في هذه المادة؟ ثم من سبق له الغش في هذه المادة معتقداً حل ذلك ماذا عليه الآن؟ وهل المال الذي يدخل عليه من شهادته فيه شيء من الحرام؟ أفيدونا وفقكم الله.
الجواب: الامتحان ويقال له: الاختبار، معناه أن الطالب يختبر لينظر مدى تحصيله في هذا العام الدراسي، وينبني على ذلك أن يعطى شهادة يجتاز بها هذه المرحلة إلى المرحلة التي تليها، سواء كان من الابتدائي إلى المتوسط أو من المتوسط إلى الثانوي، أو من الثانوي للجامعة، أو من الجامعة للدراسات العليا، أو كان من سنة إلى سنة في كل مرحلة هذه الشهادة، وإذا كان كذلك فإنه لا يحل للطالب أن يغش فيها؛ لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (من غشنا فليس منا) وهذا عام في كل غش؛ ولأن ولاة الأمر رتبوا على هذه الشهادات أشياء معينة كالرواتب والمراتب .. وما أشبه ذلك، فكيف يمكن أن تنال هذه الرواتب وهذه المكافآت والمراتب وهي السلم الوظيفي؟ كيف يحل لك أن تأخذ هذه المراتب أو هذه الرواتب وأنت لم تبلغ ما تستحقه بهذه المراتب إلا بالغش؟ فنقول: الغش حرام، حتى في اللغة الإنجليزية .. الغش حرام؛ لأن ولاة الأمور قرروها، وجعلوا من شروط اجتياز هذه المرحلة أن تجيد هذه اللغة. وأما قوله: إنها لغة الكفار. فهذا غير صحيح، فكم من أناس مسلمين لغتهم الإنجليزية، كل المسلمين الذين يتكلمون باللغة الإنجليزية في جميع أقطار الدنيا كلهم مسلمون، واللغة لا صنع للإنسان فيها، وإن كنا نرى كما هو واقع أن اللغة العربية أفضل اللغات وأشرفها؛ لأنها لغة القرآن الكريم ولغة سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام، لكن هذه لغة عالمية مشهورة يتكلم بها المسلم والكافر، ثم هي مقررة عليك حتى وإن كانت لغة الكفار، فإنك ربما تحتاجها في يوم من الأيام، أنا أتمنى أني أعرف هذه اللغة؛ لأني وجدت فيها مصلحة كبيرة، يأتي رجل ليسلم بين يديك فلا تستطيع أن تتفاهم معه، وترى مسلماً يخل في أشياء من واجبات الدين في الصلاة، أو في الصوم، أو في الزكاة، أو في الحج، أو في غير ذلك فلا تستطيع أن تتكلم معه؛ ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم
زيد بن ثابت أن يتعلم لغة اليهود؛ اللغة العبرية؛ حتى إذا جاءت الكتب من اليهود يقرأها زيد ويكتب ردها. فلا يمكن أن ينكر الآن مدى احتياج الناس إلى تعلم اللغة الإنجليزية، وأنها قد تكون وسيلة بالغة للدعوة إلى الله عز وجل. افرض أنك في مجتمع لا يعرف إلا اللغة الإنجليزية سواء كان إنجليزياً أو غير إنجليزي، كيف تدعو إلى الله؟ هل يمكن أن تدعو بالإشارة؟ مهما بلغت من الإشارة لا تستطيع أن تدله أو تدعوه كما تدعوه بالعبارة. فهذا التصور تصور غير صحيح. وصحيح أنه لا يمكن أن نقول للناس الذين منَّ الله عليهم باللغة العربية: انتقلوا إلى اللغة الإنجليزية، أو إلى اللغة الفارسية أو الأردية أو غيرها، لا نرى أن الإنسان يتخطى اللغة العربية إلى لغة أخرى، فيجعلها هي لغة التخاطب والتفاهم، لكن كونه يتعلم لغة الغير لأجل الدعوة إلى الله عز وجل أو للمصالح الدنيوية التي ليست حراماً فلا أحد ينكره أبداً. المهم أن الغش في اللغة الإنجليزية في الاختبار حرام، ولا يجوز للمصحح أن يتهاون في ذلك أيضاً، بل الواجب عليه أن يعامل الإجابة في اللغة الإنجليزية كما يعامل الإجابة في غيرها من مواد الدراسة ... ولا فرق.
الرابط الصوتي للفتوى .. اضغط هنا للتحميل
هذا والحمد لله رب العالمين
أضافها أبو صهيب السلفى
http://www.alaqida.net/vb/showthread.php?t=2519(97/419)
تلقي الركبان المنهي عنه شرعا ... ما هي صوره في البيوع المعاصرة؟
ـ[تماضر]ــــــــ[23 - 06 - 08, 11:12 ص]ـ
تلقي الركبان المنهي عنه شرعا ... ما هي صوره في البيوع المعاصرة؟
وجزاكم الله خيرا.(97/420)
هل يشعر الميت بزيارة أهله لقبره؟
ـ[سمير زمال]ــــــــ[23 - 06 - 08, 03:10 م]ـ
سؤال حيرني كثيرا لطالما بحثت عن الإجابة عنه ولكن لم أحصل على الجواب الكافي ... لكني وجدت بعض الأجوبة على الأنترنت ... هذه بعض منها ... ولمن عنده معلومات فلا يبخل
وقد وضعت السؤال في بعض المنتديات التي فيها ثلة من طلبة العلم مثل هذا الملتقى الجيد لعلى أجمع ما يفيدني و أفيد به غيري ... والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
بسم الله الرحمن الرحيم
هل يشعر الميت بزيارة أهله لقبره؟
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالميت ينقطع عمله إلا من ثلاث كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلمإذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) أخرجه مسلم.
وللمييت حياة غير حياتنا، تحكمها قوانين لا نستطيع إدراكها بعقولنا، فعلينا أن نسلم بما أخبرنا به الشارع الحكيم فيما لا قدرة لنا على معرفته، وقد جاء أن الميت يشعر بمن يزوره وهو في قبره، فقد ورد عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «ما من أحد مرّ بقبر أخيه المؤمن كان يعرفه في الدنيا، فسلّم عليه إلا عرفه وردّ عليه السّلام» أخرجه الخطيب وابن عساكر وابن النجار، وسنده جيد كما في كنز العمال، وورد عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم «أنّه أمر بقتلى بدر، فألقوا في قليب، ثمّ جاء حتّى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم: يا فلان ابن فلان، ويا فلان ابن فلان، هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً، فإنّي وجدت ما وعدني ربّي حقاً، فقال له عمر رضي الله تعالى عنه: يا رسول اللّه، ما تخاطب من أقوام قد جيّفوا، فقال عليه الصلاة والسلام: والّذي بعثني بالحقّ، ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنّهم لا يستطيعون جواباً» أخرجه أحمد، وورد عن النّبيّ صلى الله عليه وسلم أنّه قال: «إنّ العبد إذا وضع في قبره وتولّى عنه أصحابه إنّه ليسمع قرع نعالهم» أخرجه البخاري ومسلم، ولهذا أمر النّبي صلى الله عليه وسلم بالسّلام على الموتى، حيث جاء أنّه صلى الله عليه وسلم كان يعلّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: «السّلام عليكم أهل الدّيار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون» أخرجه النسائي.
قال ابن القيّم: وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد، والسّلف مجمعون على هذا، وقد تواترت الآثار بأنّ الميّت يعرف زيارة الحيّ له ويستبشر به.
وجاء في فتاوى العزّ بن عبد السّلام: والظّاهر أنّ الميّت يعرف الزّائر، لأنّا أمرنا بالسّلام عليهم، والشّرع لا يأمر بخطاب من لا يسمع.
والله تعالى أعلم.
ـ[ابو هيلة]ــــــــ[23 - 06 - 08, 07:01 م]ـ
الاخ سمير زمال
السلام عليكم
قرأت في كتاب الصارم المنكي لابن عبدالهادي قوله ان النبي عليه الصلاة والسلام اذا سلم عليه احد او صلى عليه فإن النبي عليه الصلاة والسلام لا يسمع ذلك , بل هناك ملائكة هم الذين يعرضون ذلك , واستدل بحديث (ان لله ملائكة سياحين يبلغوني عن امتي السلام .. وقد جعل حديث (الا رد الله علي روحي ... ) على سبيل العموم , يخصصه حديث تبليغ الملائكة .. !
فإذا صح هذا الكلام فإن غير رسول الله صلى الله عليه وسلم من باب اولى.
عهدي بكلام ابن عبدالهادي قديم.
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[23 - 06 - 08, 10:05 م]ـ
سئل الشيخ الالباني رحمة الله هل يشعر المقبور بزياره الناس له فأجاب رحمه الله
أبداً ليس عندة هذا الشعور ولا ذاك العلم بالزائر للمزور
السائل يعني الدعاء لا يصل في الحال في نفس الوقت
الشيخ دعائه اذا كان مقبولاً يصل الله فيستجيب له أما الميت فلا يشعر به
لكن لو فرضنا مثلاً ان الميت كان يعذب ورفع العذاب عنه كلاً او جزءاً بسبب دعاء الرجل الصالح فهو يشعر بالفرق بين العذاب الذي كان فيه وبين ارتفاع العذاب كلاً او جزءاً لكن هو لا يدري السبب فهمتني
السائل نعم
وهذا الرابط الصوتي للفتوى
هل المقبور يشعر بزيارة الناس له؟ ( http://www.alalbany.name/audio/229/229_18.rm)
ـ[صلاح الدين الشريف]ــــــــ[24 - 06 - 08, 07:09 م]ـ
الأخ سمير زمال
بارك الله فيكم
*صحيح البخاري 1338ـ كتاب الجنائز ـ باب 67:
الميت يسمع خفق النعال
عن أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال:"العبد إذا وضع في قبره وتولي وذهبَ أصحابه حتى إنّهُ لَيَسْمَعُ قرع نعالهم ..
*
وفي صحيح البخاري (1370): من حديث نافع أن بن عمر رضي الله عنهما أخبره قال:
اطَّلع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أهل القليب فقال: "وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ "
فقيل له: تدعو أمواتا؟
فقال: "ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون".
*ويُروى عن علي ّ رضي الله عنه أنه دخل مع أصحابه المقبرة فقال: السلام عليكم أهل الديار الموحشة .....
ثم قال: أيها الموتى إن أموالكم قد قسمت وإن نساءكم قد تزوجن بغيركم وإن دوركم قد سكنت فهذا خبر ما عندنا، فما خبر ما عندكم؟
ثم التفت إلى أصحابه فقال: أما لو أذن لهم لأخبروكم أن خير الزاد التقوى.
فإذا أضفت إلى ذلك ما ذكرتَه عن ابن القيم والعز بن عبد السلام رحمهما الله تعالى:
سمير زمال
أنّه صلى الله عليه وسلم كان يعلّم أصحابه إذا زاروا القبور أن يقولوا: «السّلام عليكم أهل الدّيار من المؤمنين والمسلمين، وإنّا إن شاء اللّه بكم لاحقون» أخرجه النسائي.
قال ابن القيّم: وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب بمنزلة خطاب المعدوم والجماد، والسّلف مجمعون على هذا، وقد تواترت الآثار بأنّ الميّت يعرف زيارة الحيّ له ويستبشر به.
وجاء في فتاوى العزّ بن عبد السّلام: والظّاهر أنّ الميّت يعرف الزّائر، لأنّا أمرنا بالسّلام عليهم، والشّرع لا يأمر بخطاب من لا يسمع.
كان الأرجح أن الميت يسمع من زاره.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/421)
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[25 - 06 - 08, 02:07 م]ـ
كيف نجمع بين المشاركة رقم 3 و 4؟
ـ[سمير زمال]ــــــــ[28 - 06 - 08, 03:15 م]ـ
صلاح الدين الشريف
يزيد المسلم
ابو هيلة
بارك الله فيكم ونفعنا بعلمكم
أخي أبو شهيد سؤالك في محله
كيف نجمع بين المشاركة رقم 3 و 4؟
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[29 - 06 - 08, 12:18 ص]ـ
هذا رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعلم ما حدث بعده وهو افضل الخلق
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إني فرطكم على الحوض من مر علي شرب ومن شرب لم يظمأ أبدا ليردن علي أقوام أعرفهم ويعرفونني ثم يحال بيني وبينهم فأقول: إنهم مني. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك؟ فأقول: سحقا سحقا لمن غير بعدي
متفق عليه
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[29 - 06 - 08, 12:24 ص]ـ
من دروس الشيخ الالباني
الجمع بين الأدلة التي تثبت السماع للموتى والأدلة التي تنفي السماع
السؤال
قلت في مسألة: إن الموتى لا يسمعون، وقد جاء في أحاديث إثبات السماع للموتى مثل: (إن الميت يسمع قرع نعال المشيعين عند انصرافهم عنه) فهل يصح هذا الحديث؟ وكيف نوفق بينه وبين ما سبق أن قلت في هذا الخصوص؟
الجواب
أولاً: هذا الحديث صحيح؛ لأنه مخرج في صحيح البخاري: (إذا وضع الميت في قبره وانصرف الناس عنه إنه ليسمع قرع نعالهم وهم عنه مدبرون) هذا الحديث صحيح، لكن هذا كذاك، أي: هذا مستثنى من القاعدة العامة؛ لأنه يقول: (حين) فهو ليس في كل حين يسمع، فنفس الحديث يعطيك تخصيصاً ولا يعطيك العموم: (يسمع قرع نعالهم حين ... ) فما معنى (حين)؟ أي: وقت، (حين يولون عنه مدبرين) لكن هل يعني الحديث: أن الموتى كلما مر مار من المقابر فهم مشغولون بسماع قرع نعالهم؟ الجواب: لا.
السائل: يا شيخ! ألا يحمل المعنى على وجه البلاغة كما في بعض الإعلانات؟ الشيخ: ما هو الذي يحمل يا أخي! حدد كلامك؟ السائل: في قوله: (يسمع قرع نعالهم) مثلاً: في إعلان عن شقة، نقول: شقة ترى البحر، فهي لا ترى البحر ولكنها في موضع يسمح لمن فيها برؤية البحر، فهنا المعنى يحمل على أن الصوت يصل إليهم، فلو أن حياً في مكانهم لسمع قرع النعال.
الشيخ: أتعني أنهم لا يسمعون؟ السائل: نعم.
الشيخ: في النهاية أنك تعني: أنهم لا يسمعون قرع نعالهم؟ السائل: أنا أتصور والله أعلم.
الشيخ: أنا أسألك حتى أفهم منك، أتعني أنهم لا يسمعون قرع النعال؟ السائل: قد يحمل المعنى على ذلك، والله أعلم.
الشيخ: وقد لا يحمل، فما الذي تستفيده من القدقدة؟! ثم أنا أذكر السائل وسائر الحاضرين بقاعدة لغوية مهمة جداً: إذا دار الأمر بين التقدير وعدمه؛ فالأصل عدم التقدير.
بعبارة أخرى: إذا أمكننا أن نفسر العبارة أو الجملة العربية من كلام الله، أو من حديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، أو أي جملة عربية إذا أمكننا أن نفسرها على الحقيقة؛ فلا يجوز تفسيرها على المجاز، إلا إذا قامت القرينة الشرعية أو العقلية، فحينئذٍ يقال: وجدت القرينة التي تضطرنا إلى تفسير الآية أو الحديث، أو الجملة العربية على المجاز وليس على الحقيقة.
لكن إذا دار الأمر بدون وجود قرينة بين تفسير الجملة على الحقيقة أو على المجاز؛ فالأصل الحقيقة وليس المجاز، وإلا فسدت اللغة، وفسد استعمالها بين الناس، فإذا قال قائل: جاء الأمير، فهل يجوز للسامع أن يفهم جاء خادم الأمير؟ على الرغم من أن هذا التعبير عربي معروف، وهو بتقدير مضاف محذوف، لكن لا يجوز؛ لأنه ليس هناك ما يضطر السامع أن يتأول قول القائل: جاء الأمير.
بمعنى: ليس الأمير، وإنما جاء خادمه، أو نائبه إلخ، ولو فتح هذا الباب لفسد التفاهم بين الناس باللغة العربية، ومن هنا كان من رد العلماء والفقهاء على غلاة الصوفية الذين يقولون -بما يعرف عند العلماء- بوحدة الوجود، والذين يتكلمون بعبارات صريحة في الكفر وفي وحدة الوجود، فيأتي المدافعون بالباطل عن أولئك الصوفية فيتأولون كلامهم تأويلاً يتفق في نهاية المطاف مع الشريعة، فنحن نقول لهؤلاء: بهذه الطريقة لا يمكن أن نقول: إن هذا الكلام كفر، وقد قلت مرة لبعضهم: ائتني بأي جملة فيها كفر في ظاهر العبارة، وأنا -على طريقتكم- أجعلها توحيداً خالصاً؛ وهذه الطريقة هي تأويل النصوص، مثلاًَ: لما قال قائلهم المغرق في الضلال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/422)
وما الكلب والخنزير إلا إلهنا وما الله إلا راهب في كنيسته
فيتكلفون في تأويل: (وما الكلب والخنزير إلا إلهنا).
أي: إلا إلى هنا، (إلى) حرف جر بعده (هنا)، ما هذا التأويل؟! لذلك مثل هذا التأويل يمكن إجراؤه على أي عبارة، مثلاً: أنا أقول لو قال قائل: القسيس خلق السموات والأرض، ما رأيكم في هذا الكلام يجوز أو لا يجوز؟ بالإجماع لا يجوز، لكن أنا أجعله توحيداً بطريقة الصوفية، وهو رب القسيس، وهذا معروف في اللغة، وهو تقدير مضاف محذوف، على حد قوله تعالى: {وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ} [يوسف:82] اسأل ماذا؟ حيطانها؟! شجرها؟! لا.
إنما أهلها، كذلك العير، لكن هذا المضاف المحذوف، الأسلوب العربي نفسه يوحي به إلى السامع، فهنا لا يتساءل أحد: يا ترى هل المقصود هنا فعلاً القرية؟ الجواب: لا.
ولذلك تسمية هذا التعبير في اللغة العربية بالمجاز مما يدفعه ابن تيمية رحمه الله في رسالته الخاصة بالحقيقة والمجاز، يقول: إن تسمية هذه العبارة بأنها مجاز من باب حذف المضاف، فهذا اصطلاح طارئ، وإلا فالعرب ما كانوا يفهمون من هذه العبارة إلا معنى واحداً هو الذي يسمونه بالمجاز بحذف المضاف، كذلك -مثلاً- في الأسلوب العربي: سال الميزاب، على طريقة المتأخرين في تقسيم الكلام إلى حقيقة ومجاز، حقيقة هذه العبارة سال الميزاب، أي: الميزاب من شدة الحرارة ذاب وصار سائلاً؛ لكن مَن من العرب إذا سمع هذه العبارة يتبادر إلى ذهنه المعنى الذي يسمونه حقيقة؟ فيقولون: هنا المقصود المجاز، هذا المعنى الذي يسمونه مجازاً في هذا المثال هو المعنى الحقيقي المراد منه، سال الميزاب، أي: سال ماء الميزاب، مثل: واسأل القرية تماماً، وهكذا أمثلة كثيرة يذكرها ابن تيمية، منها مثلاً: جرى النهر، النهر: هو الأخدود الذي يجري فيه الماء، فعندما يقول العربي: جرى النهر، فلا هو يعني: جرى الأخدود نفسه بدون ماء، ولا السامع منهم من العرب يفهم إلا الذي أراده، أي: جرى ماء النهر.
إذاً: تسمية هذه التعابير بأنها مجاز يقول ابن تيمية: هذا خطأ، المجاز: هو الذي يخرج المعنى الظاهر من العبارة إلى معنى آخر لوجود قرينة، لكن هنا لا معنى آخر إلا معنى واحد محدد وهو: اسأل القرية، أي: أهلها سال الميزاب، أي: ماؤه جرى النهر أي: ماؤه، من هنا يصل ابن تيمية إلى الرد على المتأخرين الذين يتأولون آيات وأحاديث الصفات، بأن يلجئوا إلى ارتكاب طريق التأويل وهو سلوك طريق المجاز، لكن ما الذي يضطرهم إلى ترك فهم المعاني من هذه الآيات وتلك الأحاديث المتعلقة كلها بالصفات على حقائقها، لا سيما وهم يقولون -المتقدمون منهم والمتأخرون- الأصل في كل عبارة أن تفسر على حقيقتها، فمثلاً قوله تبارك وتعالى: {وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفّاً صَفّاً} [الفجر:22] أي: بذاته، فيقولون: لا يجوز هذا الفهم، ويتأولونه (جاء رحمة ربك)، فأيّ مضاف محذوف يقدمونه؟ وعلى ذلك فقس، ونحن نقول: الحق كما نطق الحق في كتابه (وجاء ربك) لكن كيف يجيء؟ لا ندري، وهذا البحث طرقه العلماء قديماً وحديثاً، ونحن في مناسبة قريبة تعرضنا لمثله أيضاً.
الخلاصة: أن الكلام العربي أول ما ينبغي أن يفسر به هو على الحقيقة، فقوله عليه الصلاة والسلام: (إذا وضع الميت في قبره فإنه ليسمع قرع نعالهم وهم عنه مدبرون) فهو يسمع قرع النعال على الحقيقة، بل أنا أقول خلاف ما قلت أنت، فلا يمكن أن نتصور أنه يسمع كل شيء؛ لأنه هو بكل شيء سميع، وهذا أمر مستحيل! لكن ما دام أن الأصل أن الموتى لا يسمعون كما شرحنا لكم آنفاً، فإذا جاء نص ما يعطي لميت ما أو موتى سماعاً ما نستثنيه من القاعدة، نقول: إن المشركين في القليب سمعوا قول الرسول صلى الله عليه وسلم، لكن ما كان يجري حولهم من أحاديث الصحابة، وحينما قال عمر: يا رسول الله! إنك لتنادي أجساداً لا أرواح فيها.
لا نقول إنهم سمعوا قول عمر؛ لأن سماعهم لقول الرسول معجزة للرسول فيوقف عندها.
كذلك في هذا الحديث: يسمع الميت قرع نعالهم وحسب، وما نزيد على ذلك، لسببين اثنين: أولاً: أنه خلاف الأصل، وهو: أن الموتى لا يسمعون.
ثانياً وأخيراً: أن الأمور الغيبية -وهذا من الغيب في البرزخ- لا يتوسع فيها أبداً، والحق الوقوف عند النص، وعدم الزيادة عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[29 - 06 - 08, 12:41 ص]ـ
أخي يزيد زادك الله علما ونفع بك
ولكن ألا ترى أن في نص حديث البخاري عبارة مطلقة:
"ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون". ومعنى العبارة واضح: انتم لستم اسمع منهم
أي أثبت السمع المطلق فكيف يؤول ذلك!!!
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[29 - 06 - 08, 01:03 ص]ـ
قال سبحانه وتعالى: "وما أنت بمسمعٍ من في القبور" [فاطر:22]، وقال عز وجل: "إنك لا تسمع الموتى" [النمل:80]، وهذا هو الأصل أن الميت لا يسمع في قبره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/423)
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[29 - 06 - 08, 01:10 ص]ـ
احسنت
ولكنك زدتني اشكالا
ولا اقول ذلك الا من اجل العلم
الحديث يثبت ان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كلمهم وانهم بسمعونه
والآيات تنفي!!!!!!!
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[29 - 06 - 08, 01:26 ص]ـ
راجع كتاب الآيات البينات
في عدم سماع الأموات
على مذهب الحنفية السادات
تحقيق العلامة المحدث
محمد ناصر الدين الألباني
ففي هذا الكتاب يبحث الشيخ المسأله بالتفصيل وان شاء الله ينتهي الاشكال وتجد ضالتك
وزادك الله حرصاً ونفع بك الامه
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[29 - 06 - 08, 08:22 م]ـ
راجع كتاب الآيات البينات
في عدم سماع الأموات
على مذهب الحنفية السادات
تحقيق العلامة المحدث
محمد ناصر الدين الألباني
ففي هذا الكتاب يبحث الشيخ المسأله بالتفصيل وان شاء الله ينتهي الاشكال وتجد ضالتك
وزادك الله حرصاً ونفع بك الامه
أين أجد هذا الكتاب بارك الله فيك
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[29 - 06 - 08, 10:02 م]ـ
لإثراء الموضوع انقل لكم
السؤال
بمجرد وفاة الإنسان هل يشعر بمن حوله ويعرفهم؟ وهل يسمع ما يدار من حديث حوله؟ وهل بمجرد دفنه يتحرك ويجلس لحسابه؟ وهل ثقل وزنه بعد وفاته دليل كثرة ذنوبه؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المسائل المتعلقة بالميت وأحواله في قبره، وهل يسمع ما يدور من حديث حوله، ونحو ذلك، تعتبر من الغيب الذي لا يجوز الخوض فيه إلا عند وجود الدليل الصريح من الكتاب أو صحيح السنة.
وقد اختلف العلماء في مسألة سماع الأموات كلام الأحياء، فمنهم من قال بأنهم يسمعون كلام الأحياء، ومنهم من نفى ذلك.
واستدل المثبتون بأدلة منها:
1 - ما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال - عن الميت - "إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا ".
2 - حديث خطاب النبي صلى الله عليه وسلم قتلى بدر من المشركين - بعد أن تركهم ثلاثة أيام - " يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، فسمع عمر رضي الله عنه ذلك فقال: يا رسول الله! كيف يسمعوا وأنى يجيبوا، وقد جيفوا؟ فقال: " والذي نفسي بيده، ما أنت بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ". ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر. رواه البخاري ومسلم.
وقد سئل الإمام ابن تيمية رحمه الله هل الميت يسمع كلام زائره؟ فأجاب: نعم يسمع في الجملة، واستدل بما سبق.
3 - ما ثبت في الصحيحين من غير وجه أنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالسلام على أهل القبور فيقول: " قولوا السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون".الحديث.
قالوا: فهذا خطاب لهم، وإنما يخاطب من يسمع، إلى غير ذلك.
والقائلون بسماع الموتى منهم من قال بسماع الموتى مطلقاً، ومنهم قيد ذلك بقوله: فهذه النصوص وأمثالها تبين أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي، ولا يجب أن يكون السمع له دائماً، بل قد يسمع في حالٍ دون حال، وهذا السمع سمع إدراك، ليس يترتب عليه جزاء، ولا هو السمع المنفي بقوله: (إنك لا تسمع الموتى) فإن المراد بذلك: سمع القبول والامتثال وهذا اختيار الإمام ابن تيمية.
وقد أنكرت عائشة رضي الله عنها: سماع الموتى لكلام الأحياء محتجة بقوله تعالى: (إنك لا تسمع الموتى) وبقوله: (وما أنت بمسمع من في القبور). [فاطر: 22].
وقد وافق عائشة جماعة من العلماء الحنفية، وقالوا: بأن سماع أهل القليب للنبي معجزة، أو خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم، وأما حديث: " يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه " فقالوا: بأن ذلك خاص بأول الوضع في القبر مقدمة للسؤال جمعاً بينه وبين الآيتين.
والحق أن هذه المسألة قد أطال العلماء فيها الكلام، ومن هؤلاء: الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى، والحافظ ابن كثير حيث انتصر لسماع الموتى في تفسير سورة الروم، والحافظ ابن رجب في كتابه: أهوال القبور، وصاحب تكملة أضواء البيان .. وقد انتصر الألوسي في: الآيات البينات في عدم سماع الأموات عند الحنفية السادات، لعدم سماع الموتى.
والحق الذي لا مراء فيه أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي، ولا يلزم أن يكون السمع له دائماً، بل قد يسمع في حال دون حال، كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية، وأما دعوى المخالفين: الخصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم فلا دليل عليها في هذه المسألة.
وأما قولك هل بمجرد دفنه يتحرك ويجلس لحسابه؟
فقد ثبت ذلك في حديث البراء الذي رواه أحمد، وأبو داود، وغيرهما وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فتعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله. فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ". الحديث.
وأما قولك: هل ثقل وزنه بعد وفاته دليل على كثرة ذنوبه؟
فالجواب: إننا لا نعلم لذلك دليلاً من كتاب ولا سنة، والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=4276&Option=FatwaId
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/424)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[29 - 06 - 08, 10:05 م]ـ
فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله
هل يعرف الميت أخبارنا، وكيف ذلك إذا كان يعرفها، وهل يسمعنا إذا ذهبنا إلى مكان القبر وكلمناه؟
هذا فيه تفصيل، أما كونه يسمع أخبارهم على الإطلاق فلا، يقول الله سبحانه: إِنَّكَ لَا تُسْمِعُ الْمَوْتَى .. (80) سورة النمل، ويقول سبحانه: .. وَمَا أَنتَ بِمُسْمِعٍ مَّن فِي الْقُبُورِ (22) سورة فاطر، ويقول صلى الله عليه وسلم: (إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)، ومن ذلك السمع ينقطع، إلا ما جاء به النص، يعني هو مستثنى، الرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الميت إذا انصرفوا عنه فإنه يسمع قرع نعالهم)، هذا جاء به النص، كونه يسمع في قبره الملك إذا سأله من ربك؟ من دينك؟ هذا جاء به النص، أما كونه يسمع أخبارهم في بيوتهم، لا، لا دليل عليه، ولا يعلم أخبارهم ولا يسمعها، أما من جاء يسلم عليه فهذا فيه خلاف بين أهل العلم، وفيه أخبار جاءت فيها ضعف، أنه إذا سلم عليه من يعرفه رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام، هذا قول له قوة، ومن هذا: الحديث الصحيح يقول صلى الله عليه وسلم: (ما من أحدٍ يسلم عليّ إلا رد الله عليّ روحي حتى أرد عليه السلام)، فهذا قول قوي، إذا سلم عليه من يعرفه في الدنيا وكونه ترد عليه روحه حتى يرد السلام قول قوي، ولكن الأحاديث في صحتها نظر، فيها ضعف، فيقال: يمكن هذا، الله أعلم يمكن، إن صحت الأخبار؛ لأن الأخبار فيها ضعف.
http://www.binbaz.org.sa/mat/10378
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[29 - 06 - 08, 10:07 م]ـ
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): التوحيد والعقيدة
السؤال: الله يحييك هذا المستمع فكري لبيب مصري يعمل في المملكة يقول لي هذا السؤال يا فضيلة الشيخ هل قراءة القرآن على القبور تفيد الميت وهل يسمع الأحياء أرجو الإفادة؟
الجواب
الشيخ: قراءة القرآن على القبور ليست من هدي النبي صلى الله عليه وسلم ولا هدي أصحابه رضي الله عنهم وعلى هذا فتكون بدعة وأفضل مكان يقرأ فيه القرآن هو بيوت الله المساجد كما قال النبي عليه الصلاة والسلام (ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده) وأما القراءة عن القبور فليست من السنة بل هي من البدعة وأما كونها تنفع الميت فإنها لا تنفع الميت لأن البدعة لا تنفع صاحبها ولا غيره ولكن العلماء اختلفوا فيما لو قرأ القارئ قرآناً على غير وجه البدعة ونوى أن يكون ثوابه لشخص معين هل يصل إليه هذا الثواب أو لا يصل فقال بعض أهل العلم إن الأصل في العبادات التوقيف وأنه لا يصل إلى الميت إلا ما دلت السنة على وصوله كالصدقة مثلاً وقضاء الصوم الواجب وقضاء الحج الواجب وما عدا ذلك مما لم ترد به السنة فإنه لا ينفع الميت ولا يصل إليه واستدلوا بقول الله تعالى (وأن ليس للإنسان إلا ما سعى) قالوا هذه الآية عامة بأن الإنسان ليس له إلا ما سعى إلا ما جاءت به السنة فيكون ما جاء به السنة مخصصاً لهذا العموم ونقتصر عليه ولا شك أن هذا القول كما سمعت قول قوي لقوة تعليله ووضوح دليله وقال بعض أهل العلم إن الإنسان إذا عمل طاعة ونوى أن يكون ثوابها لشخص من المسلمين فإن ذلك ينفعه سواء كانت هذه العبادة مما جاءت به السنة أي مما جاءت السنة بجواز جعل ثوابها لشخص معين أم لا وقالوا إن ما جاءت به السنة قضايا أعيان لا عموم لها ولا تمنع من أن يقاس عليها مثلها فإذا كانت السنة جاءت بجواز إهداء ثواب الأعمال لشخص معين في أشياء معينة فغيرها مثلها وهذا هو المشهور من مذهب الإمام أحمد رحمه الله وقد ذكر فقهاء الحنابلة رحمهم الله كلمة عامة في هذا فقالوا أي قربة فعلها وجعل ثوابها لميت أو حي من المسلمين نفعه ذلك ومع هذا فإني أقول إن خيراً من هذا كله أن يدعو الإنسان للميت فإن دعاءه للميت أفضل من الصدقة له وأفضل من الصيام له وأفضل من العمرة له وأفضل من الطواف له وأفضل من أي عمل صالح يجعله للميت ودليل هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاثة إلا من صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له) فهنا قال النبي عليه الصلاة والسلام أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/425)
ولد صالح يدعو له لم يقل أو ولد صالح يصوم له أو يصلي له أو يقرأ له أو يتصدق له بل قال ولد صالح يدعو له فعدل عن ذكر الأعمال إلى الدعاء مع أن السياق سياق الحديث في ذكر الأعمال فعدوله عن ذكر الأعمال مع أنه مقتضى السياق يدل على أن الدعاء أفضل من جعل ثواب الأعمال للميت وعلى هذا فإني أنصح أخواني أن يجعلوا الأعمال الصالحة لأنفسهم لأنهم هم محتاجون إلى هذه الأعمال وأن يتفضلوا على إخوانهم الأموات بالدعاء فإن هذا هو الأفضل والأجدى والأنفع وأما قول السائل وهل يسمع الميت يعني قراءة الحي أو قراءة أو دعاؤه له أو ما أشبه ذلك فهذه مسألة اختلف العلماء فيها فمنهم من قال إن الميت في قبره لا يسمع شيئاً مما يقال عنده حتى السلام عليه لا يسمعه ولا يرده وضعفوا الحديث الذي فيه أن الرجل إذا وقف على قبر الرجل فسلم عليه وهو يعرفه في الدنيا فإن الله يرد عليه روحه فيرد عليه السلام مع أن عبد البر صحح هذا الحديث حكاه عنه ابن القيم في كتاب الروح وأقره أقول من العلماء من قال إن الميت لا يسمع شيئاً إلا ما دلت السنة عليه مثل وقوف النبي عليه الصلاة والسلام على القتلى المشركين الذين قتلوا في بدر وألقوا في قليب هناك وقف عليهم فجعل يدعوهم بآبائهم بأسمائهم وأسماء آبائهم يا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعد ربكم حقاً فإني وجدت ما وعدني ربي حقا قالوا يا رسول الله قالوا كيف تكلِّمُ قوماً قد جيفوا فقال ما أنتم بأسمع مما أقول منهم فأخبر أنهم يسمعون قال ولكنهم لا يجيبون وكذلك ما ورد في الحديث الصحيح أن الميت إذا دفن وتولى عنه أصحابه حتى إنه ليسمع قرع نعالهم أتاه ملكان يسألان عن ربه ونبيه ودينه فقال إنه حتى ليسمع قرع نعالهم قالوا فما جاءت به السنة فإنه يجب القول بمقتضاه وأما ما لم تأت به السنة فالأصل أن الموتى لا يسمعون ولكن في الاستدلال بهذا نظر لأن قوله إنك لا تسمع الموتى يعني بذلك موتى القلوب الذين قلوبهم في أكنة مما يدعوهم إليه النبي صلى الله عليه وسلم بدليل أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما كان يخرج إلى المقابر يدعو أهل المقابر لدينه وإنما كان يدعو قوماً مشركين لكنهم والعياذ بالله موتى القلوب لا يسمعون هذا هو معنى الآية وعلى هذا فنقول إن ما ورد به السنة من سماع الموتى يجب علينا الإيمان به وما لم تأت به السنة فموقفنا فيه الوقوف ونقول الله أعلم ولكن الدعاء للميت هو الذي شرعه النبي عليه الصلاة والسلام في قوله أو ولد صالح يدعو له وكذلك قول المؤمنين الذين جاءوا من بعد الصحابة يقولون (رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْأِيمَانِ وَلا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلّاً لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ) فهذا هو المشروع في حق الأموات أن ندعو الله لهم بالمغفرة والرحمة وما ينفعهم من الدعاء.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1127.shtml
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[30 - 06 - 08, 09:12 م]ـ
هذا كتاب الايات البينات للالباني رحمه الله
ـ[سمير زمال]ــــــــ[30 - 06 - 08, 09:49 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وأحسن الله إليكم
وأدام مثل هذه النقاشات المفيدة الطيبة
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[05 - 07 - 08, 02:23 م]ـ
هذا كتاب الايات البينات للالباني رحمه الله
أخي يزيد الرابط لا يعمل عندي
لم اتمكن من تنزيل الملف
ـ[رائد دويكات]ــــــــ[05 - 07 - 08, 03:18 م]ـ
ولكن في الاستدلال بهذا نظر لأن قوله إنك لا تسمع الموتى يعني بذلك موتى القلوب الذين قلوبهم في أكنة مما يدعوهم إليه النبي صلى الله عليه وسلم بدليل أن الرسول عليه الصلاة والسلام ما كان يخرج إلى المقابر يدعو أهل المقابر لدينه وإنما كان يدعو قوماً مشركين لكنهم والعياذ بالله موتى القلوب لا يسمعون هذا هو معنى الآية
أرى أن في هذا الكلام فيه نظر مع تقديري واحترامي للمفتي الكريم وذلك من وجوه:
1 - المعنى من الآية ماذكره المفتي، إلا أنها نص قاطع في عدم سماع الموتى
ولا أرى أحد ينازع في ان المشبه به لا بد أن يتفق على صوابه حتى تقوم به الحجة
2 - أن معنى الآية تعريض بالكفار بأنهم مثل الموتى سواء لا يسمعون ولا يستجيبون وقدقال الله عزو جل (إنما يستجيب الذين يسمعون والموتى يبعثهم الله ثم إليه يرجعون)
ومعنى ذلك إثبات عدم سماع الموتى وهو استدلال صحيح لا غبار عليه.
3 - أن الله عزو جل قد بين في آية أخرى محددة أكثر مع أن السياق ايضا تعريض بالكفر فقال سبحانه
وما أنت بمسمع من في القبور إن أنت إلا نذير
4 - التفريق بين سماع أهل القبور وإسماعهم لا وجه له لأنه إذا عطلت إحدى الحاستين (النطق (ايصال الكلام) أو السمع) فالنتيجة واحدة وهي أن المراد اسماعه لن يسمع قطعا
5 - أما ان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يكن يخرج ليدعو أهل المقابر وهو دليل على أن المراد في الآية ليس إلا موتى القلوب؛ فهو استدلال - لعمري - غريب من فضيلته ولا أقول ذلك قدحا أو لمزا معاذ الله إنما فهما وبحثا وتحقيقا،وذلك أن الآية بالمعنى الذي ذكره في معرض تشبيه لا معرض تكليف!! وهو واضح من سياقها.
6 - لو كان معنى الآية أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يسمع الكفار - موتى القلوب - بخلاف الموتى وأصحاب القبور، لنبه على ذلك سبحانه فإنه أدعى لذمهم
وذلك كقوله سبحانه (أولئك كالأنعام بل هم أضل)
الخلاصة أن الصورة (والحكم) في المشبه به أقوى وأوضح من المشبه وهذا واضح جلي في إقامة الحجج وتقريرها، فعندما يقول سبحانه إنك لا تسمع الموتى فحتى عندما يقصد بذلك الكفار فإن نفي السمع عن المشبه به (الموتى) هو آكد وأوضح فيه من المشبه (الكفار) وهذا واضح ولله الحمد
هذا والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/426)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[05 - 07 - 08, 03:33 م]ـ
لإثراء الموضوع أنقل بعض الفتاوى التي تخص الموضوع
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن رؤية الميت لمن يزوره مسألة غيبية يتوقف إثباتها على الأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة، ولا نعلم دليلاً يثبت ذلك.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: وفيه آثار عن عائشة. وأما سماع الأموات كلام الأحياء فقد اختلف فيه العلماء فمنهم من أثبته ومنهم من نفاه، والصحيح أن الميت يسمع كلام الأحياء لما ثبت في الصحيحين عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الميت إذا وضع في قبره إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا. وقد ثبت في الصحيحين عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم وقف على القليب فقال: هل وجدتم ما وعد ربكم حقاًً ... إلى أن قال: والذي نفس محمد بيده ما أنتم بأسمع لما أقول منهم.
وقد ثبت في الصحيحين من غير وجه أنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالسلام على أهل القبور ويقول: قولوا السلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين وإنا إن شاء الله بكم لاحقون ... الحديث
قال ابن تيمية: فهذا خطاب لهم وإنما يخاطب من يسمع. وقال في موضع آخر: إن الميت يسمع من الجملة كلام الحي ولا يجب أن يكون السمع له دائماً، بل قد يسمع في حال دون حال كما قد يعرض للحي، فإنه قد يسمع أحياناً خطاب من يخاطبه وقد لا يسمع لعارض له. اهـ
أما إحساس الميت وعلمه بما يجري في العالم، فقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: قد جاءت الآثار بتلاقيهم وتساؤلهم وعرض أعمال الأحياء على الأموات كما روى ابن المبارك عن أبي أيوب الأنصاري: إذا قبضت نفس المؤمن تلقاها أهل الرحمة من عباد الله كما يتلقون البشير في الدنيا فيقبلون عليه ويسألونه فيقول بعضهم لبعض انظروا أخاكم يستريح، فإنه كان في كرب شديد، قال: فيقبلون عليه ويسألونه ما فعل فلان وما فعلت فلانة هل تزوجت. اهـ
وإسناده جيد كما قال الحافظ العراقي في تخريج الإحياء، وروي مرفوعاً ولكن إسناده ضعيف جداً كما قال العراقي والألباني، ولعل هذا هو سبب إعراض ابن تيمية عن المرفوع إلى الموقوف، والموقوف هنا له حكم الرفع لأن الغيبيات لا تعرف بالعقل.
وأما وضع ورق النخيل على القبر فهو محل خلاف بين أهل العلم والراجح عدم مشروعيته، وأن وضعه على القبر كان خاصاً بالنبي صلى الله عليه وسلم راجع الفتوى رقم: 24505.
وأما سكب الماء، فإن كان المقصود سكبه على القبر فيجوز إذا قصد به تماسك التربة وحفظ الميت من كشف التراب عنه، ولا يكون هذا إلا بعد الدفن، وأما ما يفعله العامة من رش القبر عند الزيارة فهو بدعة، وإن كان مقصود السائل سقي ورق النخيل فهو غير مشروع.
أما زيارة النساء للقبور فالراجح جوازها للاتعاظ وتذكر اليوم الآخر شريطة ألا تفضي إلى محرم من شق الجيوب والنياحة وغير ذلك من المنكرات، وراجع الفتوى رقم: 3592 ولا تأثير لزيارة القبر على صحة الحج.
أما قراءة القرآن وإهداء ثوابه للميت فالصحيح أنه يصل إليه الثواب، ولكن دون تخصيص القراءة عند القبر، لأن هذا مكروه كما سبق في الفتوى رقم: 14865.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/S...ang=A&Id=54990
*****************************
السؤال
هل يتقابل الموتى في قبورهم وهل يعرفون أخبار أهل الدنيا وهل إذا مات أحد ودفن تقابلوا معه واستقبلوه وعرفوا منه أخبار أهليهم في الدنيا؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد تكلم عن هذه المسألة العلامة ابن القيم في كتابه (الروح) فأطال، ونحن ننقل لك أهم ما ورد باختصار قال ص 5 فما بعدها: هل تعرف الأموات زيارة الأحياء وسلامهم أم لا؟ قال ابن عبد البر ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "ما من مسلم يمر على قبر أخيه كان يعرفه في الدنيا فيسلم عليه إلا رد الله عليه روحه حتى يرد عليه السلام".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/427)
وفي الصحيحين عنه من وجوه متعددة أنه أمر بقتلى بدر، فألقوا في قليب، ثم جاء حتى وقف عليهم وناداهم بأسمائهم: "يا فلان بن فلان، ويا فلان بن فلان هل وجدتم ما وعدكم ربكم حقاً؟ فإني وجدت ما وعدني ربي حقاً" فقال له عمر: يا رسول الله، ما تخاطب من أقوام قد جيفوا! فقال: "والذي بعثني بالحق ما أنتم بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يستطيعون جواباً".
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم: أن الميت يسمع قرع نعال المشيعين له إذا انصرفوا عنه.
وقد شرع النبي صلى الله عليه وسلم لأمته إذا سلموا على أهل القبور أن يسلموا عليهم سلام من يخاطبونه، فيقول: السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وهذا خطاب لمن يسمع ويعقل، ولولا ذلك لكان هذا الخطاب منزلة خطاب المعدوم والجماد، والسلف مجمعون على هذا وقد تواترت الآثار عنهم بأن الميت يعرف زيارة الحي له ويستبشر به.
قال أبو بكر عبد الله بن محمد بن عبيد بن أبي الدنيا في كتاب القبور: باب معرفة الموتى بزيارة الأحياء: حدثنا يحيى بن يمان عن عبد الله بن سمعان عن زيد بن أسلم عن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما من رجل يزور قبر أخيه ويجلس عنده إلا استأنس به ورد عليه حتى يقوم".
حدثنا محمد بن قدامة الجوهري حدثنا معن بن عيسى القزاز أخبرنا هشام بن سعد حدثنا زيد بن أسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: إذا مر الرجل بقبر أخيه يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام وعرفه، وإذا مر بقبر لا يعرفه فسلم عليه رد عليه السلام.
حدثنا محمد بن الحسين حدثني يحيى بن بسطام الأصغر حدثنى مسمع حدثني رجل من آل عاصم الجحدري قال: رأيت عاصماً الجحدري في منامي بعد موته بسنتين فقلت: أليس قد مت؟ قال: بلى، قلت: فأين أنت؟ قال: أنا والله في روضة من رياض الجنة، أنا ونفر من أصحابي نجتمع كل ليلة جمعة وصبيحتها إلى بكر بن عبد الله المزني فنتلقى أخباركم، قال: قلت: أجسادكم أم أرواحكم؟ قال: هيهات بليت الأجسام، وإنما تتلاقى الأرواح، قال: قلت: فهل تعلمون بزيارتنا إياكم؟ قال: نعم نعلم بها عشية الجمعة كله ويوم السبت إلى طلوع الشمس، قال: قلت فكيف ذلك دون الأيام كلها؟ قال: لفضل يوم الجمعة وعظمته.
وحدثنا حمد بن الحسين حدثنا بكر بن محمد حدثنا حسن القصاب قال: كنت أغدو مع محمد بن واسع في كل غداة سبت حتى نأتي الجبان، فنقف على القبور، فنسلم عليهم، وندعو لهم ثم ننصرف، فقلت: ذات يوم لو صيرت هذا اليوم يوم الاثنين، قال: بلغني أن الموتى يعلمون بزوارهم يوم الجمعة ويوما قبلها ويوما بعدها .. وذكر آثاراً كثيرة ثم قال: وهذا باب في آثار كثيرة عن الصحابة، وكان بعض الأنصار من أقارب عبد الله بن رواحة يقول: اللهم إني أعود بك من عمل أخزى به عند عبد الله بن رواحة كان يقول ذلك بعد أن استشهد عبد الله ويكفي في هذا تسمية المسلم عليهم زائراً، ولولا أنهم يشعرون به لما صح تسميته زائراً، فإن المزور إن لم يعلم بزيارة من زاره لم يصح أن يقال زاره .. هذا هو المعقول من الزيارة عند جميع الأمم، وكذلك السلام عليهم أيضاً، فإن السلام على من لا يشعر ولا يعلم بالمسلم محال، وقد علم النبي أمته إذا زاروا القبور أن يقولوا: سلام عليكم أهل الديار من المؤمنين والمسلمين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون يرحم الله المستقدمين منا ومنكم، والمستأخرين نسأل الله لنا ولكم العافية.
وهذا السلام والخطاب والنداء لموجود يسمع ويخاطب ويعقل ويردوا إن لم يسمع المسلم الرد، وإذا صلى الرجل قريباً منهم شاهدوه، وعلموا صلاته وغبطوه على ذلك.
قال يزيد بن هارون: أخبرنا سليمان التيمي عن أبي عثمان النهدي أن ابن ساس خرج في جنازة في يوم، وعليه ثياب خفاف فانتهى إلى قبر، قال: فصليت ركعتين ثم اتكأت عليه، فوالله إن قلبي ليقظان إذ سمعت صوتاً من القبر: إليك عني لا تؤذني، فإنكم قوم تعملون ولا تعلمون، ونحن قوم نعلم ولا نعمل، ولأن يكون لي مثل ركعتيك أحب إلي من كذا وكذا، فهذا قد علم باتكاء الرجل على القبر وبصلاته. وقال: وهذه المرائي وإن لم تصح بمجردها لإثبات مثل ذلك فهي على كثرتها، وأنها لا يحصيها إلا الله قد تواطأت على هذا المعنى.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم قد تواطأت على أنها في العشر الأواخر. يعني: ليلة القدر".
فإذا تواطأت رؤيا المؤمنين على شيء كان كتواطؤ روايتهم له وكتواطؤ رأيهم على اسحتسانه واستقباحه، وما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن، وما رأوه قبيحاً فهو عند الله قبيح على أنا لم نثبت هذا بمجرد الرؤيا، بل بما ذكرناه من الحجج وغيرها. وقال: وقد ثبت في الصحيح أن الميت يستأنس بالمشيعين لجنازته بعد دفنه فروى مسلم في صحيحه من حديث عبد الرحمن بن شماسة المهري قال: حضرنا عمرو بن العاص هو في سياق الموت، فبكى طويلاً وحول وجهه إلى الجدار، فجعل ابنه يقول: ما يبكيك يا أبتاه؟ أما بشرك رسول الله بكذا، فأقبل بوجهه، فقال: إن أفضل ما نعد شهادة أن لا إله إلا الله، وأن محمدا رسول الله، وإني على أطباق ثلاث ... ثم ذكر الحديث، وفيه: فإذا أنا مت فلا تصحبني نائحة ولا نار، فإذا دفنتموني فسنوا على التراب سنا، ثم أقيموا حول قبري قدر ما تنحر جزور، ويقسم لحمها حتى أستأنس بكم، وأنظر ما أراجع به رسل ربي، ثم قال: فدل على أن الميت يستأنس بالحاضرين عند قبره، ويسر بهم.
وقد ذكر عن جماعة من السلف أنهم أوصوا أن يقرأ عند قبورهم وقت الدفن، قال عبد الحق يروى أن عبد الله بن عمر أمر أن يقرأ عند قبره سورة البقرة، وقال: ويدل على هذا أيضاً ما جرى عليه عمل الناس قديماً، وإلى الآن من تلقين الميت في قبره ولولا أنه يسمع ذلك وينتفع به لم يكن فيه فائدة، وكان عبثاً. وقد سئل عنه الإمام أحمد رحمه الله فاستحسنه واحتج عليه بالعمل.
وانظر الفتوى رقم: 24019، والفتوى رقم: 15281، والفتوى رقم: 8268.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/428)
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[05 - 07 - 08, 03:49 م]ـ
السؤال
بمجرد وفاة الإنسان هل يشعر بمن حوله ويعرفهم؟ وهل يسمع ما يدار من حديث حوله؟ وهل بمجرد دفنه يتحرك ويجلس لحسابه؟ وهل ثقل وزنه بعد وفاته دليل كثرة ذنوبه؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن المسائل المتعلقة بالميت وأحواله في قبره، وهل يسمع ما يدور من حديث حوله، ونحو ذلك، تعتبر من الغيب الذي لا يجوز الخوض فيه إلا عند وجود الدليل الصريح من الكتاب أو صحيح السنة.
وقد اختلف العلماء في مسألة سماع الأموات كلام الأحياء، فمنهم من قال بأنهم يسمعون كلام الأحياء، ومنهم من نفى ذلك.
واستدل المثبتون بأدلة منها:
1 - ما ثبت في الصحيحين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال - عن الميت - "إنه ليسمع خفق نعالهم إذا انصرفوا ".
2 - حديث خطاب النبي صلى الله عليه وسلم قتلى بدر من المشركين - بعد أن تركهم ثلاثة أيام - " يا أبا جهل بن هشام، يا أمية بن خلف، فسمع عمر رضي الله عنه ذلك فقال: يا رسول الله! كيف يسمعوا وأنى يجيبوا، وقد جيفوا؟ فقال: " والذي نفسي بيده، ما أنت بأسمع لما أقول منهم، ولكنهم لا يقدرون أن يجيبوا ". ثم أمر بهم فسحبوا فألقوا في قليب بدر. رواه البخاري ومسلم.
وقد سئل الإمام ابن تيمية رحمه الله هل الميت يسمع كلام زائره؟ فأجاب: نعم يسمع في الجملة، واستدل بما سبق.
3 - ما ثبت في الصحيحين من غير وجه أنه صلى الله عليه وسلم كان يأمر بالسلام على أهل القبور فيقول: " قولوا السلام عليكم دار قوم مؤمنين، وإنا إن شاء الله بكم لاحقون".الحديث.
قالوا: فهذا خطاب لهم، وإنما يخاطب من يسمع، إلى غير ذلك.
والقائلون بسماع الموتى منهم من قال بسماع الموتى مطلقاً، ومنهم قيد ذلك بقوله: فهذه النصوص وأمثالها تبين أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي، ولا يجب أن يكون السمع له دائماً، بل قد يسمع في حالٍ دون حال، وهذا السمع سمع إدراك، ليس يترتب عليه جزاء، ولا هو السمع المنفي بقوله: (إنك لا تسمع الموتى) فإن المراد بذلك: سمع القبول والامتثال وهذا اختيار الإمام ابن تيمية.
وقد أنكرت عائشة رضي الله عنها: سماع الموتى لكلام الأحياء محتجة بقوله تعالى: (إنك لا تسمع الموتى) وبقوله: (وما أنت بمسمع من في القبور). [فاطر: 22].
وقد وافق عائشة جماعة من العلماء الحنفية، وقالوا: بأن سماع أهل القليب للنبي معجزة، أو خصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم، وأما حديث: " يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه " فقالوا: بأن ذلك خاص بأول الوضع في القبر مقدمة للسؤال جمعاً بينه وبين الآيتين.
والحق أن هذه المسألة قد أطال العلماء فيها الكلام، ومن هؤلاء: الإمام ابن تيمية في مجموع الفتاوى، والحافظ ابن كثير حيث انتصر لسماع الموتى في تفسير سورة الروم، والحافظ ابن رجب في كتابه: أهوال القبور، وصاحب تكملة أضواء البيان .. وقد انتصر الألوسي في: الآيات البينات في عدم سماع الأموات عند الحنفية السادات، لعدم سماع الموتى.
والحق الذي لا مراء فيه أن الميت يسمع في الجملة كلام الحي، ولا يلزم أن يكون السمع له دائماً، بل قد يسمع في حال دون حال، كما قرره شيخ الإسلام ابن تيمية، وأما دعوى المخالفين: الخصوصية للنبي صلى الله عليه وسلم فلا دليل عليها في هذه المسألة.
وأما قولك هل بمجرد دفنه يتحرك ويجلس لحسابه؟
فقد ثبت ذلك في حديث البراء الذي رواه أحمد، وأبو داود، وغيرهما وفيه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " فتعاد روحه في جسده، فيأتيه ملكان فيجلسانه، فيقولان له: من ربك؟ فيقول: ربي الله. فيقولان له: ما دينك؟ فيقول: ديني الإسلام، فيقولان له: ما هذا الرجل الذي بعث فيكم؟ فيقول: هو رسول الله، فيقولان له: وما علمك؟ فيقول: قرأت كتاب الله فآمنت به وصدقت ". الحديث.
وأما قولك: هل ثقل وزنه بعد وفاته دليل على كثرة ذنوبه؟
فالجواب: إننا لا نعلم لذلك دليلاً من كتاب ولا سنة، والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/S...lang=A&Id=4276
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[05 - 07 - 08, 10:23 م]ـ
أخي يزيد الرابط لا يعمل عندي
لم اتمكن من تنزيل الملف
ان شاء هذا الرابط يعمل وهو من موقع الشيخ الالباني رحمه الله
http://www.alalbany.name/books/books/ayat_baynat.zip
الآيات البينات في عدم سماع الأموات علي مذهب الحنفية السادات
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[21 - 10 - 09, 10:28 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[خالد السهلي]ــــــــ[08 - 01 - 10, 03:47 م]ـ
الأخ رائد يقول
(أرى أحد ينازع في ان المشبه به لا بد أن يتفق على صوابه حتى تقوم به الحجة)
كلام منطقي ولكن يرد عليه
أن الله شبههم ببعض في شيئ فماهو
إما أن يكون عدم السماع مطلقا وهذا يرد عليه أن قريش يسمعون ولايستجيبون
وإما أن يكون السماع الذي لايستفيد منه المستمع وهذا هومايتفقون فيه
فيكون وجه الشبه عدم التأثر بالكلام والتأثر هو الانتفاع والاستجابة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/429)
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[08 - 01 - 10, 05:54 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع
إذن المسأله عن سماع الموتى لنا ومعرفة أحوال الأحياءفيها اختلاف
ـ[سمير زمال]ــــــــ[12 - 08 - 10, 03:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وقد وجدت هذه الكلمة المفرغة للشيخ صالح السحيمي في مسالة سماع الموتى
"مسألة سماع الموتى"
قد مرَّ بنا ما يشير إليها عند آية فاطر، {وَلَوْ سَمِعُوا مَا اسْتَجَابُوا لَكُمْ} [1].
الموتى في قبورهم هل يسمعون كل شيء، كما يزعم بعض الناس؟
الناس في هذا طرفانِ ووسط؛ فالقبوريون والخرافيون وعبَّادُ القبور يدعون أن الموتى يسمعون كلَّ شيء؛ بل إنهم يقدِرونَ على الإجابة –على حد زعمهم- وهذا هو الشرك بعينه، وعلى حدهم فئة أخرى يقولون أنهم يسمعون؛ ولكنهم لا يستطيعون الإجابة؛ فالإطلاق هذا باطل أيضًا.
هناك جماعة أخرى على النقيض من ذلك؛ وقالوا: الموتى لا يسمعون شيئًا مطلقًا، ونَفُوا نفيًا كليًّا.
الذي عليه المحققون من أهل السنة والجماعة؛ يقولون: السماع أمرٌ غَيْبِيّ، لا يمكن أن يُثبَت إلا بالشَّرع، ونحن ثَبتت عندنا في السماع قضيتان: إحداهما: قول النبي صلى الله عليه وسلم عندما قال: ((يا عتبة! يا شيبة! يا أبا جهل! هل وجدتم ما وعدكم ربكم؟)) قال: كيف يا رسول الله! تخاطبهم وقد جيَّفُوا؟ يعني تعفنوا؛ قال: ((إنكم لستم بأسمعَ منهم)) [2]؛ يعني هم يسمعون ما أقوله لهم.
والأمر الثاني: أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أنه يسمع خفق نعالَ أهلِهِ، وفي رواية: قَرعَ نعالَ أهله. هذان الأمران ثابتان؛ لكن السؤال: هل نؤمن بهما ونتوقف عندهما أم نتوسع في القياس عليهما في المسائل الغيْبِيَّة؟ ما الجواب؟ نتوقف. نؤمن أن هذا قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وأن أهل القليب قد سمعوا الكلام من النبي صلى الله عليه وسلم. نؤمن بأن الميت يسمع خفق نعال أهله؛ لكن لا يجوز أن نتوسع في ذلك في أمور غيبيَّة لا يطلِعُ عليها إلا الله؛ فهذا هو الحق الذي يجب المصير إليه.
وهناك مُؤلَّف للآلوسي –رحمه الله-، وقد زَانَه تحقيق الشيخ: محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله-؛ وعنوانه: "الآيات البيِّنَات في عَدمِ سَمَاعِ الأموَات على مَذهَبِ الحنَفيَّةِ السَّادَات" هذا كتابٌ جميل، نفى فيه سماع الموتى إلا ما دلَّ الدليلُ عليه، والباقي يُتوقَفُ فيه، {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ} [3] فالباقي يُتوقَفُ فيه، ونقتصر على ما دلَّ الدليلُ عليه. وأسأل الله الكريم رب العرش العظيم بأسمائه الحسنى، وصفاته العلى أن يوفقني وإياكم لما فيه رضاه، وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
هنا مشكلة، قد تشكل على بعض الناس؛ قد يسمع بعض الجهلة –ولاسيما الذين يتعلَّقُون بغير الله- قد يسمعون أصواتًا تصدُرُ من بعض أصحاب المقابر والأضرحة، وقد يكون الصوت هو نفسه صوتَ ذلك المقبور الذي يعرفونه؛ يُشبِهُهُ؛ يعني يكادون يجزمون أنه نفس صوت هذا المتوفَى، فما الموقف من مثل هذا؟
أنتم تعلمون –رحمني الله وإيَّاكم- أن الشيطان قد قطع عهدًا على نفسه أن يُغوِي بني آدم ما دامت أرواحهم في أجسادهم؛ فهي في مثل هذه الأحوال قد تُسمِعُ الناس شيئًا من هذه الأصوات، وقد تُرِيهم حركاتٍ عجيبة، وقد تُرِيهم صورة الميت نفسه، وقد تُرِيهم، وقد تُرِيهم، ومن هنا يقول الإمام الشافعي –رحمه الله- لما سمع مقالة الليث بن سعد –رحمه الله-: "لو رأيت مبتدعًا يطير في الهواء فلا تصدقه" قال: "أما إنه قد قَصَّر؛ بل ولو رأيته يمشي على الماء، فلا تصدقه".
فكثيرٌ من الناس قد ينخدع ببعض الحركات وببعض الأشياء التي يفعلها الشيطان من أجل إضلال الناس، فاحذر يا عبد الله!
هناك خوارق للعادة أحيانًا تحصل للفتنة، الدجال يأتي آخر الزمان –نعوذ بالله وإياكم من فتنته -ولذلك أُمرنا أن نستعيذ بالله من فتنته، "ومن فتنة المسيح الدجال"، كل صلاة نقول هذا- يأتي بغرائب –يعني- يكتسح الأرض يجوبها طولاً وعرضًا في أربعين يومًا! يومٌ كسنة ويومٌ كشهر ويومٌ كأسبوع والبقية كبقية الأيام المعروفة؛ يعني معنى ذلك أنه أسرع من السيارات، ومعه جنة ونار فيما يبدو للناس؛ لكن ناره جنة وجنته نار، يقول للسماء: أمطري؛ فتُمطر، ويقول للأرض: أنبتي فتُنبت، هذه لا يغتر بها المؤمن إذا رأى مثل هذه الوقائع؛ بل المؤمن لا يزداد بهذه الأشياء إلا إيمانًا، والكافر ينحرف ويغتر. فيقول له: نعم، أنت ربي فيتبعه، والعياذ بالله.
فاحرصوا –رحمني الله وإياكم- على الحذر من هذه الأشياء، من التمائم، من الرقى غير الشرعية، من السحرة، من الدجاجلة، من دعاء غير الله، من التعلق بغير الله، من التمائم، من كل ما يخالف الشرع؛ حتى تسلم لكم عقيدتكم، ويسلم لكم دينكم. نعم، تفضل.
الطالب: أحسن الله إليكم شيخنا. إذًا وردت آيات تدل على سماع الأموات، ووردت أخرى تضادها.
الشيخ: ما في آيات صريحة تدل على سماع الموتى؛ لكن الآية الصريحة في النفي، ولا أعرف آية تدلُّ على أنهم يسمعون، أن أحدًا يسمع. أبدًا؛ بل هناك أحاديث قد يستشف منها بعض من الجُّهَّال السماع؛ مثل حديث: ((مَا منْ عبدٍ يُسلِّمُ عليَّ إلا رَدَّ اللهُ عليَّ روحي فأرد عليه السلام)) [4] هل في هذا الحديث ما يدل على السماع؟ أبدًا؛ بل يدل على أن الله تعالى يرد عليه روحه، أما الكيفية فلا نتدخل فيها؛ لأن حياة النبي صلى الله عليه وسلم حياة برزخيِّة غيْبيَّة لا يعلمها إلا الله –سبحانه وتعالى-، لا تقاس بالحياة الدنيا ومظاهرها وطقوسها، وأحوالها أبدًا. نعم.
--------------------------
[1] [فاطر: 14].
[2] رواه البخاري ومسلم.
[3] [فاطر: 22].
[4] عَن أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا مِنْ أَحَدٍ يُسَلِّمُ عَلَيَّ إِلَّا رَدَّ اللَّهُ عَلَيَّ رُوحِي حَتَّى أَرُدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ)) صحيح سنن أبي داود: 2041 وصححه الألباني.
المصدر ( http://www.alsoheemy.net/play.php?catsmktba=2077)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/430)
ـ[احمد بن خليل]ــــــــ[12 - 08 - 10, 05:15 ص]ـ
وفي صحيح البخاري (1370): من حديث نافع أن بن عمر رضي الله عنهما أخبره قال:
اطَّلع النبي صلى الله عليه وآله وسلم على أهل القليب فقال: "وجدتم ما وعد ربكم حقا؟ "
فقيل له: تدعو أمواتا؟
فقال: "ما أنتم بأسمع منهم ولكن لا يجيبون".
واضح ان هذه حالة خاصة فمن قال ان الاموات يشعرون بمن يزورهم مطالب بالدليل(97/431)
هل هذا يصح عن الدكتور عبدالله المصلح!!!
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[23 - 06 - 08, 03:23 م]ـ
تسببت فتوى أطلقها رجل دين سعودي بانقسام علماء الأزهر في مصر بين مؤيد ومعارض لاجتهاد يبيح إقامة المطلقين، من الآباء والأمهات، مع أولادهما في منزل واحد لرعايتهم، شرط الابتعاد عن "المخالفات الشرعية".
وجاءت فتوى الأمين العام لهيئة الإعجاز العلمي في السعودية الداعية عبد الله المصلح، في إطار ردّه على سؤال طرحته على متصلة في برنامجه التلفزيوني. إذ عرضت المتصلة إقامة والدها ووالدتها، المطلقين منذ 13 عاماً، مع بعضهما في المنزل نفسه، حتى لا يتشرد أبناؤهما، متساءلة عن شرعية هذا الوضع من الناحية الدينية.
وعلى الفور، ردّ الداعية السعودي أنه، حين وقوع الطلاق، وانتهاء عدّة المرأة، "صارت كأي امرأة موجودة خارج البيت، بمعنى أنها تكون أجنبية عنه، ولا تجوز له مطلقاً، وتنطبق عليها كل الأحكام الشرعية المتعلقة بالمرأة الأجنبية".
وأشار إلى عدم وجود مانع شرعي من بقاء المطلقين معاً، تحت سقف واحد، إذا كانت المرأة في مكان والرجل في مكان آخر وكل منهما في حاله ولا تحصل بينهما خلوة شرعية، وعرف كل من الطرفين الضوابط الشرعية لهما رغم أنهما يعيشان في بيت واحد ولكن كأجنبيين وليس كزوجين.
ونقلت مجلة "لها" الأسبوعية، التي أثارت الموضوع في عددها الأخير، آراء مجموعة من علماء الأزهر بمصر، والذين اختلفت آراؤهم بين مؤيد ومعارض للفتوى. من المؤيدين العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية الدكتورة آمنة نصير، التي أشارت إلى أن بقاء المطلقين معاً له آثار ايجابية على الاستقرار النفسي للأولاد، و"هذا خير ألف مرة من افتراقهما وقيام كل منهما بالزواج من جديد وما قد ينتج عن ذلك من أضرار نفسية للأولاد نتيجة المشاكل التي ستحدث حتماً بينهم وبين زوجة الأب أو زوج الأم".
واعتبرت أن المهم "ليس بقاء الوالدين المطلقين معاً في منزل واحد، وإنما مدى إلمامهما ومعرفتهما بأحكام الشرع في حدود العلاقة بينهما. فإذا التزما بذلك فهذا أفضل من عيش كل منهما في منزل مستقل. والقاعدة الفقهية تؤكد لأن درء المفسدة مقدم على جلب المنفعة.
ورأت نصير أن المفسدة ليست في بقاء الوالدين المطلقين معاً، بل "المفسدة الأكثر هي ضياع الأولاد وتشردهم".
عودة للأعلى
مرفوض شرعاً
في المقابل، أكد مفتي مصر السابق نصر فريد أن "الأحكام الشرعية لا تقبل المجاملة بأي شكل"، معتبراً أن بقاء المطلقين تحت سقف واحد "مرفوض شرعاً، لأن احتمال الخطأ والانحراف وارد، وبقوة".
ولفت إلى أنه، لهذا، نهى الشرع عن بقاء الرجل والمرأة الأجنبية معاً في خلوة بعيداً عن الناس، "لأن الشيطان سيكون ثالثهما، وسيوقعهما في المحظور شرعاً، ولو بعد فترة".
كما اعتبرت العميدة السابقة لكلية الدراسات الإسلامية في جامعة الأزهر سعاد صالح أن سكن المطلقين معاً بحجة رعاية الاولاد مرفوض شرعاً، "لأن أضراره أكثر من فوائده، واحتمالات الانحراف أقوى بكثير من احتمالات الاستقامة"، وفق ما أشارت المجلة في عددها الصادر في 18 يونيو 2008.
كذلك عارض أستاذ العقيدة والفلسفة في كلية أصول الدين جامعة الأزهر محمد المسير أي مبرر لبقاء المطلقة مع زوجها، حتى وإن كان لديهما 10 أبناء، لأن أحكام الشرع مقدمة على العاطفة وفيها حماية للمطلقين باعتبارهما أجنبيين عن بعضهما من الوقوع في المحظور الشرعي، "وهو لا يقتصر هنا كما يظن البعض على الجماع بل ومقدماته من النظرة بشهوة أو اللمس أو الخلوة بالبقاء معاً ولو للحظات بعيداً عن الأبناء لأن هذه المقدمات لا بد أن تؤدي إلى نتائج كارثية".
عودة للأعلى
رأي علم الإجتماع
من جهتها، رأت أستاذة علم الاجتماع في جامعة عين شمس سامية الساعاتي أن الاقتراح وجيه، "وقد تكون فيه بعض الجوانب الايجابية على استقرار الأسرة وما فيها من أبناء"، لكنها تستدرك بالإشارة إلى احتمال ظهور مشكلة اجتماعية كبرى، لأن المجتمع يرفض بقاء رجل وامرأة أجنبية من الناحية الشرعية معاً، في منزل واحد وستطاردهما الشائعات القاتلة وسوء السمعة، وذلك بحكم التقاليد الشرقية. وتقترح إخضاع الاقتراح للمزيد من الدراسة تضع في الاعتبار الجوانب الدينية والاجتماعية والتربوية والنفسية في الحسبان.
أما أستاذ الصحة النفسية في جامعة عين شمس الدكتور سيد صبحي فأظهر خشيته من أن يتسبب وجود المطلقين في منزل واحد بضياع الأولاد، بدلاً من استقرارهم نفسياً، "أنه لو كان الآباء والأمهات فيهم خيراً لفضلوا البقاء معاً في حياة زوجية شرعية حتى وان كان كل منهما منفصل حقيقة عن الآخر".
المصدر ( http://http://www.alarabiya.net/articles/2008/06/23/51963.html)(97/432)
تلقي الركبان ... ما هي صورة المعاصرة؟
ـ[تماضر]ــــــــ[23 - 06 - 08, 05:56 م]ـ
تلقي الركبان ... ما هي صورة المعاصرة؟
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[24 - 06 - 08, 04:05 م]ـ
من صوره ما يحدث في حراج السيارات حيث يتلقى السماسرةُ الزبائنَ قبل دخولهم الحراج، طبعا من له دراية يعرف هذه الأعمال (هذا في حراج السيارات في السعودية و لا أدري هل هو موجود في بقية البلدان أم لا؟)
و كذلك ما يحدث في الموانئ البحرية أو الجوية و ذلك عندما يكون المتعارف عليه أن البضائع تنقل من الميناء إلى السوق و من ثم تباع هنالك، فقيام البعض بتلقي هذه البضائع في الميناء و شرائها قبل دخولها السوق، يدخل في (تلقي الركبان) ..
و الله أعلم
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[25 - 06 - 08, 03:57 م]ـ
ومن صوره الواضحة ما يحدث عندما ينزل الريفي الى المدينة ليبيع سلعته فقبل أن ينزل إلى السوق يتلقاه المشتري فيشتري منه السلعة بثمن بخس دون أن يعرف البائع أسعار السوق.
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[25 - 06 - 08, 09:37 م]ـ
ومن صوره الواضحة ما يحدث عندما ينزل الريفي الى المدينة ليبيع سلعته فقبل أن ينزل إلى السوق يتلقاه المشتري فيشتري منه السلعة بثمن بخس دون أن يعرف البائع أسعار السوق.
جزاكم الله خيرا
كان الاستفسار عن الصور المعاصرة و ما ذكرته غير معاصر بل هي صورة قديمة جدا ..
ـ[أبو الحارث الحنبلي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 05:00 ص]ـ
موضوع مفيد ..
للزيادة
ـ[ابوعمرالتميمي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 01:58 م]ـ
ومنه أيضا ما يكثر في سوق الأغنام، فإن الكثير من الباعة هداهم الله لا يتلقى الزبائن فقط وإنما يمسكون بأيديهم يسوقونهم سوقا لمكان أغنامهم،،،
ـ[حسن عبد الله]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:31 م]ـ
والسؤال: إذا خرج المرء لحاجة أو لإنهاء عمل له فتلقى هؤلاء فاشترى منهم وهو يعلم بالنهي هل يقع تحت النهي أم لا؟
الإجابة: على قولين: الأول: لا يقع لأنه لم يقصده أصلاً.
الثاني: يقع تحت طائلة النهي وهذا أقرب لأن النظر فيها يكون للضرر الواقع على البائع وأهل السوق.(97/433)
أرجو الإجابة الآن امرأة تريد أن تعتمر و على عبايتها فصوص
ـ[أبو مازن العوضي]ــــــــ[24 - 06 - 08, 12:20 ص]ـ
امرأة تريد أن تعتمر و على عبايتها فصوص، فهل هذه الفصوص من محرمات الإحرام و شكراً
ـ[أبو عبد الله القصيمي]ــــــــ[24 - 06 - 08, 05:59 م]ـ
لا أدري عن مرادك أخي بالفصوص ..
لكن إن كانت من الحلي فلبس الحلي للمحرمة جائز ما دام حليَّا مباحاً، ما لم يصل حدَّ الإسراف، ولكن تستره عن الرجال.
لما في صحيح البخاري مع الفتح 3/ 405: (ولم ترَ عائشة بأساً بالحلي والثوب الأسود والمورَّد والخف للمرأة).
ولعدم الدليل على المنع.
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[24 - 06 - 08, 11:16 م]ـ
إن كنت تقصد العبائات المزينة بالفصوص من الظاهر فهي وإن كانت ليست من محضورات الإحرام إلا أنها محرمة على المرأة فكيف وهي في عبادة!!
كيف يجوز للمرأة أن تخرج هذه الزينة للرجال!!!
الله المستعان,,(97/434)
البعير بالبعيرين الى إبل الصدقة
ـ[تائه عريب]ــــــــ[24 - 06 - 08, 02:42 ص]ـ
أخواني الكرام ... السلام عليكم ورحمة اله تعالى وبركاته .. أما بعد:
الرجاء منكم الإفادة في حكم هذا الحديث فقد أشكل علي كثيرا وهو:: حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمره أن يجهز جشياً فنفذت الإبل، فأمره أن يشتري البعير بالبعيرين والبعيرين بالثلاثة إلى إبل الصدقة ...... [1]- أخرجه أبو داود في سننه (3/ 652) رقم (3357) وأحمد في مسنده (2/ 171) والداراقطني في سننه (3/ 69/70) رقم (318)، والحاكم في المستدرك (2/ 57)، والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 287/288) وقال: (له شاهد صحيح) وقاله الحافظ في الفتح (4/ 419): (إسناده قوي) وقد حسنه الألباني في إرواء الغليل (5/ 205) رقم(97/435)
إذا نُسب إلى أحد من العلماء شيء يُستنكر فافعل ما يلي: (كلام مهم من الشيخ العثيمين)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[24 - 06 - 08, 12:32 م]ـ
قال الشيخ العثيمين رحمه الله عند الحديث عن النصيحة لأئمة المسلمين - العلماء-:
الثالث: الذبّ عن أعراضهم، بمعنى أن لا تقرّ أحداً على غيبتهم والوقوع في أعراضهم، وإذا نسب إلى أحدٍ من العلماء الربانيين شيء يُستنكر فعليك أن تتخذ هذه المراحل:
المرحلة الأولى: أن تتثبت من نسبتهِ إليه، فكم من أشياء نسبت إلى عالم وهي كذب، فلابد أن تتأكد، فإذا تأكدت من نسبة الكلام إليه فانتقل إلى المرحلة الثانية وهي:
أن تتأمل هل هذا محل انتقاد أم لا؟ لأنه قد يبدو للإنسان في أول وهلة أن القول منتقد، وعند التأمل يرى أنه حق، فلابد أن تتأمل حتى تنظر هل هو منتقد أو لا؟
المرحلة الثالثة: إذا تبيّن أنه ليس بمنتقد فالواجب أن تذبّ عنه وتنشر هذا بين الناس، وتبين أن ما قاله هذا العالم فهو حق وإن خالف ما عليه الناس.
المرحلة الرابعة: إذا تبين لك حسب رأيك أن ما نسب إلى العالم وصحت نسبته إليه ليس بحق، فالواجب أن تتصل بهذا العالم بأدب ووقار، وتقول: سمعت عنك كذا وكذا، وأحب أن تبين لي وجه ذلك، لأنك أعلم مني، فإذا بيّن لك هذا فلك حق المناقشة، لكن بأدب واحترام وتعظيم له بحسب مكانته وبحسب ما يليق به.
أما مايفعله بعض الجهلة الذين يأتون إلى العالم الذي رأى بخلاف مايرون، يأتون إليه بعنف وشدة، وربما نفضوا أيديهم في وجه العالم، وقالوا له: ما هذا القول الذي أحدثته؟ ما هذا القول المنكر؟ وأنت لا تخاف الله، وبعد التأمل تجد العالم موافقاً للحديث وهم المخالفون له، وغالب ما يؤتى هؤلاء من إعجابهم بأنفسهم، وظنهم أنهم هم أهل السنة وأنهم هم الذين على طريق السلف، وهم أبعد ما يكون عن طريق السلف وعن السنة.
فالإنسان إذا أعجب بنفسه - نسأل الله السلامة - رأى غيره كالذر، فاحذر هذا.
الأمر الرابع من النصيحة للعلماء: أنك إذا رأيت منهم خطأ فلا تسكت وتقول: هذا أعلم مني، بل تناقش بأدب واحترام، لأنه أحياناً يخفى على الإنسان الحكم فينبهه من هو دونه في العلم فيتنبه وهذا من النصيحة للعلماء.
(شرح الأربعين النووية الحديث 7)
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[24 - 06 - 08, 12:43 م]ـ
الله يجزيك خير على هذا النقل ولا حرمك الأجر وغفر الله لشيخنا ابن عثيمين وجعله في الفردوس الأعلى
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 11 - 08, 11:04 ص]ـ
للفائدة
ـ[أبا محمد المكي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 08:00 ص]ـ
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله:
"من الغلط الفاحش الخطر قبول قول الناس بعضهم ببعض، ثم يبني عليه السامع حباً وبغضاً، ومدحاً وذماً، فكم حصل بهذا الغلط أمور صار عاقبتها الندامة، وكم أشاع الناس عن الناس أموراً لا حقائق لها بالكلية .. فالواجب على العقل التثبت التحرز وعدم التسرع، وبهذا يعرف دين العبد ورزانته وعقله"
ـ[أبو عاصم المغربي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 08:21 ص]ـ
رفع الله قدرك .. كم نفعتني هذه الكلمات ...
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[01 - 12 - 08, 10:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كلمات من ذهب، رحمك الله يا شيخنا ابن عثيمين وأسكنك فسيح جنانك. آمين
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا النقل المفيد(97/436)
ما حكم تعليق صور ذوات الأرواح في الماسنجر؟
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[24 - 06 - 08, 01:05 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، أما بعد ...
ما حكم وضع صور ذوات الأرواح في أعلى برامج المحادثات الكتابية (الماسنجر)، وهل يعد وضعها بهذا الشكل من التعليق المحرم؟
موضوع مهم بحاجة لفتاوى العلماء والمشايخ، وأرجو ألا يخرج الموضوع عما وضع له، حتى ننتهي منه، وجزاكم الله خيرا.(97/437)
رد الشيخ الفوزان على أحد الكتاب (وجدول دروسه بالطائف)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[24 - 06 - 08, 02:43 م]ـ
قرأت للكاتب: حماد السالمي مقالا في جريدة الجزيرة في العدد الصادر يوم الأحد 11/ 6/1429هـ بعنوان: (من مكة عبد الله أسمعها) ساق فيه الكاتب مضامين كلمة خادم الحرمين الشريفين: الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ومما قاله في آخر ما كتب: أولاً: نحن إذن أمام رؤية حضارية جديدة تبلورت صورتها في مكة ونأت بالدين الإسلامي أن يكون وسيلة للتخاصم والعدوان والاستعداء: ((لكم دينكم ولي دين)) الكافرون: 6 والملاحظ على هذه الجملة:
1 - قوله نحن إذن أمام رؤية حضارية جديدة تبلورت صورتها من مكة – نقول للكاتب هذه الرؤية ليست جديدة وإنما هي رؤية الإسلام ماضياً وحاضراً ومستقبلاً. فالملك حفظه الله إنما نادى باسم الإسلام الذي جاء به محمد صلى الله عليه وسلم منذ أربعة عشر قرنا وزيادة.
2 - قوله: ونأت بالدين الإسلامي أن يكون وسيلة للتخاصم والعدوان والاستعداء ونقول للكاتب: التخاصم طبيعة البشر كما قال تعالى: ((ولا يزالون مختلفين * إلا من رحم ربك) هود: 118 - 119 فلا يسلم من التخاصم إلا من رحمه الله بإتباع الأنبياء والتمسك بالدين الصحيح. ولا بد من مخاصمة المخالفين للرسل بدعوتهم إلى الحق ورد شبهاتهم قال تعالى: ((وجادلهم بالتي هي أحسن)) النحل: 125 قال تعالى: ((فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهاداً كبيراً)) الفرقان: 52. أي جادلهم بالحجج القرآنية والبراهين الربانية أعظم الجهاد وأكبره ((ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإن الله لسميع عليم)) الأنفال: 42 وليس ذلك من العدوان وإنما هو من الدعوة إلى الله لصالح المخالف ليرجع إلى الحق.
3 - قوله تعالى: ((لكم دينكم ولي دين)) الكافرون: 6 إنما تقال للكفار إذا رفضوا قبول الحق ودعونا إلى إتباعهم فحينئذ نتمسك بديننا ونتبرأ من دينهم. وليس معنى ((لكم دينكم ولي دين)) أننا نتركهم على كفرهم دون أن ندعوهم إلى الحق لإخراجهم من الظلمات إلى النور ونجاهدهم إذا تطلب الأمر جهادهم لكف عدوانهم على الإسلام والمسلمين كما قال تعالى: ((ولا يزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا)) البقرة 217 فهذا الدين قام على الدعوة والجهاد كما قال تعالى: ((ولتكن منكم أمةٌ يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون)) فلا يجوز للمسلمين ترك البشرية تعيش في ضلالها وعند المسلمين الهدى والنور قال تعالى: ((كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله)) آل عمران: 110 فهذه الأمة مكلفة بدعوة غيرها من الأمم لإخراجها من الظلمات إلى النور قال تعالى: ((كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات إلى النور)) إبراهيم 1.
ثانياً: ثم قال الكاتب: وإذا أردنا أن نثبت مصداقيتنا في ترجمة شفافة لهذه الصورة الجميلة التي رسمناها بأنفسنا في مواجهة بقية أصحاب الديانات الأخرى فينبغي أن نعمد فوراً إلى تربية أسرية وشعبية خالية من كل شوائب الماضي الذي ينضح بالكراهية ويحرض على العداء ويعمم التخلف ويسوق الطالبانية الظلامية من طرق عدة في بلدنا هذا وفي كثير من بلدان المسلمين والملاحظ على هذا المقطع من كلام الكاتب:
1 - أن الصورة الجميلة لم نرسمها نحن وإنما رسمها لنا ديننا منذ أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم فما علينا إلا إتباع ما جاء به ديننا لأنه دين كامل كما وصفه الله تعالى بقوله: ((اليوم أكملت لكم دينكم)) المائدة: 3 وبين لنا ربنا في هذا الدين الكامل كيف نواجه أصحاب الديانات الأخرى وذلك بالدعوة ونشر الخير وكف العدوان.
2 - قوله: نعمد فوراً إلى تربية خالية من كل شوائب الماضي الذي ينضح بالكراهية ويحرض على العداء .. إلخ ما قال.
نقول له:
1 - ماضي المسلمين وحاضرهم (والحمد لله) ليس فيه شوائب ما دام مستمداً من كتاب الله وسنة رسوله وما عليه سلف الأمة وأئمتها بل هو طريق مستقيم أمرنا الله بإتباعه والسير عليه فقال سبحانه: ((وأن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذالكم وصاكم به لعلكم تتقون)) الأنعام 152 فهو دين خالص من الشوائب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/438)
2 - ديننا لا ينضح بالكراهية إلا لمن يكرهه الله ورسوله من الكفار والمنافقين فنحن نكره من يكرههم الله ورسوله ونحب من يحبهم الله ورسوله قال تعالى: ((لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوآدون من حاد الله ورسوله ولو كانوا أبآءهم أو أبناءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم أولئك كتب في قلوبهم الإيمان وأيدهم بروح منه ويدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها رضي الله عنهم ورضوا عنه أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون)) السجدة 22 والولاء والبراء في الله أصل من أصول عقيدتنا لن نتخلى عنه.
3 - قوله عن ماضينا أنه يعمم التخلف ويسوق الظلامية من طرق عدة في بلدنا هذا – نقول له: ماضينا والحمد لله السائر على الكتاب والسنة يعمم التقدم والرقي وبلدنا هذا ولله الحمد بلاد العقيدة السليمة والأمن والاستقرار والحكم بالشريعة التي أنزلها الله.
ثالثاً: قال: ينبغي أن نستبدل ثقافة التسامح بثقافة التصادم.
نقول له: التسامح يكون في حدود ما شرعه الله من الأحكام الشرعية ولا يكون بالتنازل عن شيء من ديننا لإرضاء الآخرين فذلك هو المداهنة المحرمة بالكتاب والسنة وليس من التسامح.
رابعاً: قال: وأن نعيد ترتيب البيت الإسلامي في المجتمع الإسلامي من خلال تعليم محايد.
نقول له: ترتيب البيت الإسلامي يكون بالرجوع إلى الكتاب والسنة والاعتقاد السليم وهذا ما يقوم عليه التعليم عندنا ولله الحمد من خلال ما نَدْرسه ونُدَرِسه من كتب العقيدة المقررة في مدارسنا ومساجدنا وهي عقيدة تحارب الشركيات والمبتدعات وتحث على اجتماع الكلمة على الحق ومنهج الكتاب والسنة ونحن لا ندعو الناس إلى أن يتبعونا أو يتبعوا فلاناً وعلاناً وإنما ندعوهم إلى إتباع الكتاب والسنة وما كان عليه سلف الأمة وهذا هو التعليم المحايد الذي لا انحياز فيه وهو كلمة سواء بيننا وبين المخالف: ((قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أرباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون)) آل عمران 15 وأخيراً أسأل الله لي وللكاتب: حماد السالمي التوفيق لما فيه الخير والصلاح. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
المصدر ( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/MyNews/tabid/87/Default.aspx?more=454&new_id=122)
دروس معالي الشيخ الفوزان في الصيف
18/ 06/2008 10:14:00 ص
بمشيئة الله تعالى يلقي معالي الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان –حفظه الله-، عضو هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للإفتاء، دروسه خلال فترة الصيف لهذا العام 1429هـ، وذلك على النحو الآتي:
اليوم المكان الدرس
السبت جامع التوحيد كتاب التوحيد حق الله على العبيد
الأحد جامع والدة خادم الحرمين كتاب الكبائر لشيخ الإسلام
الاثنين المسجد الحرام تفسير القرآن الكريم
الثلاثاء جامع خادم الحرمين الشريفين بلوغ المرام
يذكر أن الدروس تبدأ يوم السبت 17/ 6/1429 هـ بعد المغرب، وتبدأ دروس جامع والدة خادم الحرمين الشريفين بحي الفيصلية يوم الأحد 25/ 6/1429هـ.
وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[24 - 06 - 08, 04:00 م]ـ
رفع الله قدر الشيخ عنده كما رفع سيفه في الدفاع عن الدين و الرد على اهل الاهواء
اللهم حفظ الشيخ وبارك في عمره و ابو الحسن الأثري
ـ[أبو محمد]ــــــــ[24 - 06 - 08, 07:02 م]ـ
جزاه الله خيرا .. وبارك فيه .. ونصر به الحق .. وشد به ظهور أهله.
أليس شيئا مؤلما أن الشيخ يكاد أن يكون الوحيد -أقول: يكاد- ممن ينافح في وسائل الإعلام ضد هذه الفتنة العمياء التي غزتنا هذه الأيام .. أعني: تمييع عقيدة الولاء والبراء التي -مع الأسف الشديد- يقدح زنادها لفيف من ليبراليين مرذولين، انطلت أفكارهم على بعض أصحاب القرار وممن بسط الله يدهم بالسلطان فركن إليهم بعض الشيء .. ويزيد الأمر سوءا أنه قد ركب الموجة -كما يقال- بعض الإسلاميين (!!) .. أصحاب فكر ودعوة .. زعموا.
أقول: ألا يؤلم المسلم الصادق أن الشيخ ينافح ويكافح وحيدا والبقية من الكبار - ساكتون -إلا أقل القليل- وكأنه هو الشاذ؟
والله إن هذه الأيام لها ما وراءها .. فإما أن تسلم السفينة .. وإلا فاللهم سلم .. وسيندم من لم يكن له مشاركة في جهاد الكلمة.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[25 - 06 - 08, 03:23 م]ـ
تكاثرت الظباء على خراش @@ فما يدري خراش ما يصيد
ـ[معاد الجزائري]ــــــــ[26 - 06 - 08, 12:49 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[26 - 06 - 08, 03:02 ص]ـ
جزاه الله خيرا .. وبارك فيه .. ونصر به الحق .. وشد به ظهور أهله.
أليس شيئا مؤلما أن الشيخ يكاد أن يكون الوحيد -أقول: يكاد- ممن ينافح في وسائل الإعلام ضد هذه الفتنة العمياء التي غزتنا هذه الأيام .. أعني: تمييع عقيدة الولاء والبراء التي -مع الأسف الشديد- يقدح زنادها لفيف من ليبراليين مرذولين، انطلت أفكارهم على بعض أصحاب القرار وممن بسط الله يدهم بالسلطان فركن إليهم بعض الشيء .. ويزيد الأمر سوءا أنه قد ركب الموجة -كما يقال- بعض الإسلاميين (!!) .. أصحاب فكر ودعوة .. زعموا.
أقول: ألا يؤلم المسلم الصادق أن الشيخ ينافح ويكافح وحيدا والبقية من الكبار - ساكتون -إلا أقل القليل- وكأنه هو الشاذ؟
والله إن هذه الأيام لها ما وراءها .. فإما أن تسلم السفينة .. وإلا فاللهم سلم .. وسيندم من لم يكن له مشاركة في جهاد الكلمة.
صدقت، والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/439)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 03:48 م]ـ
جزا الله العلامة الشيخ الفوزان خيرا .. وبارك فيه .. ونصر به الحق
و بارك الله فيك يا ابا الحسن
ـ[ظافر الخطيب]ــــــــ[26 - 06 - 08, 04:19 م]ـ
اوافقك وبشدة يابامحمد(97/440)
تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[24 - 06 - 08, 03:12 م]ـ
السلام عليكم
قال ابن المبارك رحمه الله: "تعلمنا الأدب ثلاثين عاماً، وتعلمنا العلم عشرين"،
وقال ابن سرين: "كانوا يتعلمون الهديَ كما يتعلمون العلم" ..
وروى ابن المبارك عن ابن الحسن قال: "نحن إلى كثير من الأدب أحوج منا إلى كثير من حديث"
وجاء في السير للذهبي عن عبد الله بن وهب قال: ما نقلنا من أدب مالك أكثر مما تعلمنا من علمه.
ولقد كان أئمة السلف يوجهون طلابهم إلى تعلم الأدب قبل الخوض في غوالي العلم والخلاف، فهذا إمام دار الهجرة يقول لفتى من قريش: يا ابن أخي تعلم الأدب قبل أن تتعلم العلم.
(منقول بتصرف)
_____________
وقد كان مشايخنا يعلموننا الأدب مع العلماء، حتى في طريقة السؤال
فتعلمنا الأدب والعلم معا
ومع هذا ما يزال ينقصنا الكثير من الأدب والأخلاق
أسأل الله أن يزرقنا الأدب وحسن الخلق.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 11 - 08, 11:04 ص]ـ
للتذكير والفائدة
ـ[مكتب زهير الشاويش]ــــــــ[29 - 11 - 08, 11:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا. فائدة هامة وذكرى نافعة.(97/441)
جنايات على العلم والمنهج (7) .. أن يُذهِبَ اختلافُ الآراء ائتلافَ القلوب ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 08, 03:48 م]ـ
جنايات على العلم والمنهج (7) .. أن يُذهِبَ اختلافُ الآراء ائتلافَ القلوب
بسم الله والحمد لله والصلاة والصلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..
فتتفرد هذه الجناية من بين الجنايات بكونها من أعظم الجنايات ضرراً على العلم والمنهج والدين والدنيا والعقل والقلب جميعاً ..
ولا أكون مبالغاً-إن شاء الله- إذا قلتُ أنه إليها ترجع أكثر أسباب فشل وسقوط كل أمة وحضارة لطالما ملأت جنبات الدنيا حركة وحياة، ثم لم يلبث أبناؤها أن تنازعو ففشلوا فذهبت ريحهم .. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وسأحاول تفسير الفكرة التي أصبو إلى تقريرها بهذا الموضوع عبر النقاط التالية:
1 - ائتلاف القلوب هو: عقد من الحقوق الشرعية ينفي كل عداء وتشاحن وتباغض، ثبت هذا العقد بثبوت موجب وهو الانضواء تحت راية الإسلام، فيثبت عقد التآلف هذا لكل مسلم لا يُزيله عنه إلا الدخول في الكفر والعياذ بالله، وبموجب هذا العقد يثبت حب خاص ورحمة خاصة وحقوق خاصة تثبت للمسلم على المسلم، لا تزال باقية واجبة ما بقي اسم الإسلام، قطع الله به كل افتراق يؤدي إلى التدابر والتشاحن والتعادي والتباغض،وتلك هي أضداد ذلك الائتلاف فلا محل لها ولا مجال بين المسلم والمسلم، وهذا الائتلاف هو الذي لا ينبغي أبداً أن يُضيعه أي اختلاف في الرأي مهما كان مبلغه مادام لم يُخرج المخالف عن الإسلام.
قال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}.
2 - قال الله تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
وقال رسول الله http://majles.alukah.net/images/smilies/salah.gif : (( يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِى عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِى أَنْفُسِكُمْ أَلَمْ آتِكُمْ ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمُ اللَّهُ وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ)).
نعم. فقلوب العباد بين أصابع الرحمن يُقلبها كيف يشاء، وهو وحده القادر سبحانه على إلقاء الألفة والمودة في القلوب وبين القلوب، وهو وحده القادر على انتزاعها؛ولكنا مأمورون بطرق الأبواب وتلمس السبل والأسباب التي تعين على حصول التآلف بين القلوب وتوكيده إذا حصل ..
ومأمورون بسد ذرائع اختلاف القلوب وتنافرها، منهيون عن فعل كل شئ يؤدي إلى هذا التخالف ويكون سبباً في انتفاء التآلف ..
عَنْ أَبِى الْقَاسِمِ الْجَدَلِىِّ قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ «أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ». ثَلاَثًا «وَاللَّهِ لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ». قَالَ فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ وَرُكْبَتَهُ بِرُكْبَةِ صَاحِبِهِ وَكَعْبَهُ بِكَعْبِهِ.
3 - وقد هدانا الله معاشر المسلمين إلى أعظم أسباب الائتلاف وأوطدها وأرسخها =أعني اجتماع القلوب على الإيمان بالله وحده ..
ثم امتن الله علينا بأن ألف بين هذه القلوب وجمعها فقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
وهل يجمل بقلوب اجتمعت على الإيمان بالله ومحبته وطاعته أن يحصل بينها ما ينقض هذا الائتلاف العظيم ..
4 - وإن من أعظم البلاء الذي حل بالناس حتى لا يكادون يجدون عنه مخرجاً=ما يقع بينهم من تنافر القلوب تبعاً لاختلاف الآراء ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/442)
وقد اشتكى الناس في الطارف والتالد من هذا البلاء العظيم؛ حتى إنك تجد في أمثال الناس المحدثة والذي يكاد أن يكون مثلاً عالمياً: ((اختلاف الرأي لا يُفسد للود قضية)).
وأتى دين الإسلام بأوضح وبيان وأتم تفسير لذلك المعنى، فكان الخلاف في الرأي سعة ورحمة بالأمة،مالم يؤدِ إلى زوال أو تضييع ائتلاف القلب =فإن الخلاف عندها يكون تفرقاً محرماً مذموماً ..
قال تعالى: {شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ}.
وفي الآية تقسيم الدين إلى قسمين كما يقول الشيخ:
الأول: الدِّينَ الْمُشْتَرَكَ وَهُوَ الْإِسْلَامُ وَالْإِيمَانُ الْعَامُّ.
والثاني: وَهُوَ الْإِسْلَامُ وَالْإِيمَانُ الْخَاصُّ.
ثم الأمر بِإِقَامَةِ هَذَا الدِّينِ كُلِّهِ الْمُشْتَرَكِ وَالْمُخْتَصِّ وَنَهَانَا عَنْ التَّفَرُّقِ فِيهِ.
ثم اعلم-هُديت للرشد-أن الاختلاف في كلام الله تعالى هو الافتراق لاغير، ولا يُطلق الخلاف في كتاب الله إلا ويُراد به هذا المعنى،ولا يُطلق الاختلاف- أبداً-ويُراد به خلاف الرأي الذي لا يؤدي إلى الافتراق.
ومن البين المقطوع به أن الله تبارك وتعالى لم ينهانا عن مجرد اختلاف الرأي،وإنما نهانا الله تبارك وتعالى عن التفرق، وموجب التفرق المؤدي لحصوله أمران:
الأول: التقصير في التزام الحق بعد تميزه والإعراض عن البينات بعد ظهورها.
الثاني: أن يختلف الناس في تمييزالحق فيجاوزن الحد ويبغي بعضهم على بعض.
قال تعالى: {وَمِنَ الَّذِينَ قَالُوا إنَّا نَصَارَى أَخَذْنَا مِيثَاقَهُمْ فَنَسُوا حَظًّا مِمَّا ذُكِّرُوا بِهِ فَأَغْرَيْنَا بَيْنَهُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ إلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ}.
وقال سبحانه: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ}
وقال عز وجل: {كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ وَمَا اخْتَلَفَ فِيهِ إلَّا الَّذِينَ أُوتُوهُ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَتْهُمُ الْبَيِّنَاتُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ}.
وقال الله: {فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ}
قال الشيخ: ((سَبَبُ الْفُرْقَةِ: تَرْكُ حَظٍّ مِمَّا أُمِرَ الْعَبْدُ بِهِ، وَالْبَغْيُ بَيْنَهُمْ)).
وقال: ((وَأَنْتَ إذَا تَأَمَّلْت مَا يَقَعُ مِنْ الِاخْتِلَافِ بَيْنَ هَذِهِ الْأُمَّةِ عُلَمَائِهَا وَعُبَّادِهَا وَأُمَرَائِهَا وَرُؤَسَائِهَا وَجَدْت أَكْثَرَهُ مِنْ هَذَا الضَّرْبِ الَّذِي هُوَ الْبَغْيُ بِتَأْوِيلِ أَوْ بِغَيْرِ تَأْوِيلٍ كَمَا بَغَتْ الجهمية عَلَى الْمُسْتَنَّةِ فِي مِحْنَةِ الصِّفَاتِ وَالْقُرْآنِ؛ مِحْنَةِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ وَكَمَا بَغَتْ الرَّافِضَةُ عَلَى الْمُسْتَنَّةِ مَرَّاتٍ مُتَعَدِّدَةً وَكَمَا بَغَتْ النَّاصِبَةُ عَلَى عَلِيٍّ وَأَهْلِ بَيْتِهِ وَكَمَا قَدْ تَبْغِي الْمُشَبِّهَةُ عَلَى الْمُنَزِّهَةِ وَكَمَا قَدْ يَبْغِي بَعْضُ الْمُسْتَنَّةِ إمَّا عَلَى بَعْضِهِمْ وَإِمَّا عَلَى نَوْعٍ مِنْ الْمُبْتَدِعَةِ بِزِيَادَةِ عَلَى مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَهُوَ الْإِسْرَافُ الْمَذْكُورُ فِي قَوْلِهِمْ: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَإِسْرَافَنَا فِي أَمْرِنَا}. وَبِإِزَاءِ هَذَا الْعُدْوَانِ تَقْصِيرُ آخَرِينَ فِيمَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ الْحَقِّ أَوْ فِيمَا أُمِرُوا بِهِ مِنْ الْأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْيِ عَنْ الْمُنْكَرِ فِي هَذِهِ الْأُمُورِ كُلِّهَا)).
5 - إذاً فضابط الاختلاف المذموم الذي هو فرقة وعذاب=أمران:
الأول: التقصير في التزام الحق بعد تميزه والإعراض عن البينات بعد ظهورها.
الثاني: أن يختلف الناس في تمييزالحق فيجاوزن الحد ويبغي بعضهم على بعض.
ويقع هذان الأمران من المختلفين في العلميات والعمليات جميعاً،ولا يختصان بواحد منهما ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/443)
وإنما يقعُ إثم الافتراق وتبعاته على من أحدث واحداً من موجبي الافتراق وضابطيه هذين، ولا يؤخذ بتبعة ذلك كلُ من حدث ببينهم هذا الافتراق.
6 - فيا أيها الذين أمنوا إن الاختلاف في تمييز الحق وتفسير مراد الله من عباده سنة كونية، وقد ثبت لكم ولمخالفيكم عقدُ الإسلام وظاهر الالتزام بحدود الإيمان،وهذا من أعظم موجبات حصول ائتلاف القلوب، ولا يجوز أن يُضيع هذا الائتلاف العظيم بخلاف الرأي في العلميات أو العمليات، وإنما تُوزن كل مسألة بحسبها، ولا يُزيل ألفة القلب إلا الكفر البواح والخروج عن شريعة الإسلام، أما ما دون ذلك فرتب ودرجات ليسوا سواء ..
وسبيل العدل .. واتقاء البغي في ذلك يتضح بأصول:
الأصل الأول: أن يُعلم أن كل من استفرغ وسعه في طلب الاجتهاد وأدواته في مسألة من مسائل العلم جلت أو دقت،في العلميات أو العمليات؛فأخطأ =فهو مغفور له خطأه مأجور على اجتهاده واستفراغه وسعه، وأنه لا يُتَّبَع في خطأه،ولا يُتْبَع ويُحط عليه بسبب خطأه.
قال شيخ الإسلام في ((مجموع الفتاوى)): ((وَالْخَطَأُ الْمَغْفُورُ فِي الِاجْتِهَادِ هُوَ فِي نَوْعَيْ الْمَسَائِلِ الْخَبَرِيَّةِ وَالْعِلْمِيَّةِ)).
وقال: ((بل يضل عن الحق من قصد الحق وقد اجتهد فى طلبه فعجز عنه فلا يعاقب وقد يفعل بعض ما أمر به فيكون له أجر على اجتهاده وخطؤه الذي ضل فيه عن حقيقة الأمر مغفور له.
وكثير من مجتهدى السلف والخلف قد قالوا وفعلوا ما هو بدعة ولم يعلموا انه بدعة إما لأحاديث ضعيفة ظنوها صحيحة وإما لآيات فهموا منها ما لم يرد منها وإما لرأى رأوه وفي المسألة نصوص لم تبلغهم)) 19/ 191.
وقال شيخ الإسلام: ((والتكفير هو من الوعيد فإنه وان كان القول تكذيباً لما قاله الرسول؛ لكن قد يكون الرجل حديث عهد بإسلام، أو نشأ ببادية بعيدة، ومثل هذا لا يكفر بجحد ما يجحده حتى تقوم عليه الحجة.
وقد يكون الرجل لم يسمع تلك النصوص أو سمعها ولم تثبت عنده أو عارضها عنده معارض آخر أوجب تأويلها وإن كان مخطئاً)) (الفتاوى 3/ 231).
ويقول الشيخ عمن خالف ما في عقيدته الواسطية: ((وَلَيْسَ كُلُّ مَنْ خَالَفَ فِي شَيْءٍ مِنْ هَذَا الِاعْتِقَادِ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ هَالِكًا فَإِنَّ الْمُنَازِعَ قَدْ يَكُونُ مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا يَغْفِرُ اللَّهُ خَطَأَهُ وَقَدْ لَا يَكُونُ بَلَغَهُ فِي ذَلِكَ مِنْ الْعِلْمِ مَا تَقُومُ بِهِ عَلَيْهِ الْحُجَّةُ وَقَدْ يَكُونُ لَهُ مِنْ الْحَسَنَاتِ مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ سَيِّئَاتِهِ، وَإِذَا كَانَتْ أَلْفَاظُ الْوَعِيدِ الْمُتَنَاوَلَةُ لَهُ لَا يَجِبُ أَنْ يَدْخُلَ فِيهَا الْمُتَأَوِّلُ وَالْقَانِتُ وَذُو الْحَسَنَاتِ الْمَاحِيَةِ وَالْمَغْفُورُ لَهُ وَغَيْرُ ذَلِكَ: فَهَذَا أَوْلَى، بَلْ مُوجِبُ هَذَا الْكَلَامِ أَنَّ مَنْ اعْتَقَدَ ذَلِكَ نَجَا فِي هَذَا الِاعْتِقَادِ وَمَنْ اعْتَقَدَ ضِدَّهُ فَقَدْ يَكُونُ نَاجِيًا وَقَدْ لَا يَكُونُ نَاجِيًا كَمَا يُقَالُ مَنْ صَمَتَ نَجَا)).
وانظر: ((مجموع الفتاوى)) (1/ 113،12)، (4/ 501)، (5/ 306)،و ((جامع المسائل)) (3/ 151)،و ((الدرر السنية)) (10/ 93 - 95).
الأصل الثاني: الواجب أن يكون أعظم اشتغال العلماء والدعاة والمصلحين بنقض المقالات الباطلة، وأن يضيقوا مجاري الكلام في طلب الحكم على أعيان وأشخاص القائلين بالباطل؛إذ أغلب أبواب الحكم على الأعيان مزلة أقدام، ولا يكاد يسلم المتكلم فيها من الخرص والتخمين وتقدير مالم يكن، ولا يعني ذلك هجر باب الحكم على الأعيان بالكلية وإنما الغرض تضييق مجاريه وحصر وتقليل من يجوز لهم الكلام فيه.
قال شيخ الإسلام: ((وقد تنازع الناس هل يمكن مع الاجتهاد واستفراغ الوسع أن لا يبين للناظر المستدل صدق الرسول أم لا
وإذا لم يبين له ذلك هل يستحق العقوبة في الآخرة أم لا
وتنازع بعض الناس في المقلد منهم أيضا والكلام في مقامين
المقام الأول: في بيان خطأ المخالف للحق وضلاله وهذا مما يعلم بطرق متعددة عقلية وسمعية وقد يعرف الخطأ في أقوال كثيرة من أهل القبلة المخالفين للحق وغير أهل القبلة بأنواع متعددة من الدلائل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/444)
والمقام الثاني: الكلام في كفرهم واستحقاقهم الوعيد في الآخرة ... وإذا كان كذلك فنحن فيما نناظر فيه أهل الكتاب متقدميهم ومتأخريهم، تارة نتكلم في المقام الأول وهو بيان مخالفتهم للحق وجهلهم وضلالهم فهذا تنبيه لجميع الأدلة الشرعية والعقلية؛وتارة نبين كفرهم الذي يستحقون به العذاب في الدنيا والآخرة فهذا أمره إلى الله ورسوله لا يتكلم فيه إلا بما أخبرت به الرسل كما أنا أيضا لا نشهد بالإيمان والجنة إلا لمن شهدت له الرسل)).
فقد ثبت أن طرق إبطال المقالات أكثر وأوسع وأيسر من طرق الحكم على الأعيان وما لهم في الآخرة من المآلات ..
الأصل الثالث: لزوم التفريق في الحكم على الأعيان بالأسماء والأحكام بين الظاهر والباطن، والظاهر-هنا-هو ما يتعلق بنا وبظاهر الأحكام الدنيوية، والباطن هو ما يتعلق بالله عز وجل وعلمه واطلاعه على الخفيات مما يوجب الأحكام الأخروية.
1 - فمن تلبس بشرك أوفسق أو بدعة أو معصية بجهل أو تقليد أو حداثة عهد أو تأويل أو اجتهاد أخطأ فيه، فيجوز –عند أمن الالتباس-أن تطلق عليه أسماء الذم (المشرك والمبتدع والعاصي) أي: بالنسبة لنا وما ظهر لنا ..
2 - أما أن يلحقه ما يترتب على هذه الأسماء من العقوبات الأخروية =فهذا من أحكام الباطن التي لا يُستطاع الجزم بحصولها ولا يمكن الحكم بها على الأعيان إلا من طريق الله ورسوله؛ إذ استيفاء شروط حصولها وانتفاء موانع تحقيقها،ومعرفة هل الجاهل تمكن من العلم، وهل المقلد جاز له التقليد، وهل المجتهد استفرغ وسعه وخلت نفسه من نوازع الهوى =كل ذلك لا يُعلم على التحقيق إلا من جهة الله ورسوله.
قال شيخ الإسلام: ((وَقَدْ فَرَّقَ اللَّهُ بَيْنَ مَا قَبْلَ الرِّسَالَةِ وَمَا بَعْدَهَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا فِي أَسْمَاءَ وَأَحْكَامٍ وَذَلِكَ حُجَّةٌ عَلَى الطَّائِفَتَيْنِ: عَلَى مَنْ قَالَ: إنَّ الْأَفْعَالَ لَيْسَ فِيهَا حَسَنٌ وَقَبِيحٌ. وَمَنْ قَالَ: إنَّهُمْ يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ عَلَى الْقَوْلَيْنِ. أَمَّا الْأَوَّلُ فَإِنَّهُ سَمَّاهُمْ ظَالِمِينَ وَطَاغِينَ وَمُفْسِدِينَ؛ لِقَوْلِهِ: {اذْهَبْ إلَى فِرْعَوْنَ إنَّهُ طَغَى} وَقَوْلِهِ: {وَإِذْ نَادَى رَبُّكَ مُوسَى أَنِ ائْتِ الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ} {قَوْمَ فِرْعَوْنَ أَلَا يَتَّقُونَ} وَقَوْلِهِ: {إنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ إنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ} فَأَخْبَرَ أَنَّهُ ظَالِمٌ وَطَاغٍ وَمُفْسِدٌ هُوَ وَقَوْمُهُ وَهَذِهِ أَسْمَاءُ ذَمِّ الْأَفْعَالِ؛ وَالذَّمُّ إنَّمَا. يَكُونُ فِي الْأَفْعَالِ السَّيِّئَةِ الْقَبِيحَةِ فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ الْأَفْعَالَ تَكُونُ قَبِيحَةً مَذْمُومَةً قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ لَا يَسْتَحِقُّونَ الْعَذَابَ إلَّا بَعْدَ إتْيَانِ الرَّسُولِ إلَيْهِمْ؛ لِقَوْلِهِ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا}. وَكَذَلِكَ أَخْبَرَ عَنْ هُودَ أَنَّهُ قَالَ لِقَوْمِهِ: {اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إلَهٍ غَيْرُهُ إنْ أَنْتُمْ إلَّا مُفْتَرُونَ} فَجَعَلَهُمْ مُفْتَرِينَ قَبْلَ أَنْ يَحْكُمَ بِحُكْمِ يُخَالِفُونَهُ؛ لِكَوْنِهِمْ جَعَلُوا مَعَ اللَّهِ إلَهًا آخَرَ فَاسْمُ الْمُشْرِكِ ثَبَتَ قَبْلَ الرِّسَالَةِ؛ فَإِنَّهُ يُشْرِكُ بِرَبِّهِ وَيَعْدِلُ بِهِ وَيَجْعَلُ مَعَهُ آلِهَةً أُخْرَى وَيَجْعَلُ لَهُ أَنْدَادًا قَبْلَ الرَّسُولِ وَيُثْبِتُ أَنَّ هَذِهِ الْأَسْمَاءَ مُقَدَّمٌ عَلَيْهَا وَكَذَلِكَ اسْمُ الْجَهْلِ وَالْجَاهِلِيَّةِ يُقَالُ: جَاهِلِيَّةً وَجَاهِلًا قَبْلَ مَجِيءِ الرَّسُولِ وَأَمَّا التَّعْذِيبُ فَلَا .. )).
3 - ثم تبقى بعض العقوبات الدنيوية كهجر المبتدع وحد الواقع فيما يوجب الحدود –تأولاً-وإيقاع العقوبة على الجاهل سداً لذريعة ادعاء الناس الجهل فراراً من الاحكام=كل ذلك مما يعود تقديره لأولي الأمر من العلماء والأمراء والقضاة بحسب المصلحة وتحصيلها والمفسدة وتقليلها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/445)
قال شيخ الإسلام: ((وَأَمَّا مَنْ أَظْهَرَ مَا فِيهِ مَضَرَّةٌ فَإِنَّهُ تُدْفَعُ مَضَرَّتُهُ وَلَوْ بِعِقَابِهِ وَإِنْ كَانَ مُسْلِمًا فَاسِقًا أَوْ عَاصِيًا أَوْ عَدْلًا مُجْتَهِدًا مُخْطِئًا بَلْ صَالِحًا أَوْ عَالِمًا سَوَاءٌ فِي ذَلِكَ الْمَقْدُورُ عَلَيْهِ وَالْمُمْتَنِعُ .. وَكَذَلِكَ يُعَاقَبُ مَنْ دَعَا إلَى بِدْعَةٍ تَضُرُّ النَّاسَ فِي دِينِهِمْ؛ وَإِنْ كَانَ قَدْ يَكُونُ مَعْذُورًا فِيهَا فِي نَفْسِ الْأَمْرِ لِاجْتِهَادِ أَوْ تَقْلِيدٍ)).
ويقول: ((وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ كَذَلِكَ فَعُقُوبَةُ الدُّنْيَا غَيْرُ مُسْتَلْزَمَةٍ لِعُقُوبَةِ الْآخِرَةِ وَلَا بِالْعَكْسِ. وَلِهَذَا أَكْثَرُ السَّلَفِ يَأْمُرُونَ بِقَتْلِ الدَّاعِي إلَى الْبِدْعَةِ الَّذِي يُضِلُّ النَّاسَ لِأَجْلِ إفْسَادِهِ فِي الدِّينِ سَوَاءً قَالُوا: هُوَ كَافِرٌ أَوْ لَيْسَ بِكَافِرِ)).
4 - فإذا جاز إطلاق الأسماء عند أمن اللبس ..
وعُلقت الأحكام الدنيوية على ما ذكر ..
وعُلقت الأحكام الباطنة الأخروية على ما ذكر ..
لم يَجُز –بعد مراعاة ما تقدم- البغي ولا تعدي حدود ما أمر اللهُ به، ووجب أن يكون مع ما تقدم من إحقاق الحق =رحمة بالخلق، فلا تضيع الألفة والمحبة التي ثبتت لهذا المخالف الذي تلبس بالشرك أو البدعة أوالمعصية بعقد الإسلام السابق الذي لم يُنقض بالأحكام الدنيوية ولم يوقف على نقضه في الأحكام الأخروية، ثم لا تضيع الألفة التي ثبتت لهذا المخالف وزادت بعد الإسلام بآلاف المسائل التي وافق فيها الحق وأهله ..
قال شيخ الإسلام: ((وَمَنْ لَمْ يَعْدِلْ فِي خُصُومِهِ وَمُنَازَعِيهِ وَيَعْذُرْهُمْ بِالْخَطَأِ فِي الِاجْتِهَادِ بَلْ ابْتَدَعَ بِدْعَةً وَعَادَى مَنْ خَالَفَهُ فِيهَا أَوْ كَفَّرَهُ فَإِنَّهُ هُوَ ظَلَمَ نَفْسَهُ. وَأَهْلُ السُّنَّةِ وَالْعِلْمِ وَالْإِيمَانِ يَعْلَمُونَ الْحَقَّ وَيَرْحَمُونَ الْخَلْقَ؛ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ فَلَا يَبْتَدِعُونَ. وَمَنْ اجْتَهَدَ فَأَخْطَأَ خَطَأً يَعْذُرُهُ فِيهِ الرَّسُولُ عَذَرُوهُ)).
الأصل الرابع: أنه إذا استوفي ما ذُكر في الأصل السابق وجب أن يُوزن الحب والبغض بميزان عدل تام لا يجور ومما يجب مراعاته فيه:
1 - لا يُسوى بين ما يجوز فيه حصول بعض البغض للمخالفة كمسائل الخلاف غير السائغ،وبين ما لا يُجوز حصول أدنى درجة من البغض كمسائل الخلاف السائغ، وما كان فيه تأويل سائغ.
2 - لا يُسوى في البغض بين من خالف الحق لعناد وهوى أمكن الوقوف عليهما وبين غيره.
3 - أن يكون محل البغض فيمن لهم أعذار ظاهرة هو نفس التلبس بالباطل والوقوع فيه، وما كانت هذه سبيلة لم يثلم الألفة والمحبة الثابتة بحق الإسلام وحق الموافقة على مسائل أخرى من الصواب،وحق رعاية حسن قصد المجتهد المخطئ ..
4 - أن يُفرق بين الداعية إلى الباطل وغيره.
5 - أن يُفرق بين من أقيمت عليه الحجة ومن لا.
6 - أن يفرق بين من كان في مكان وزمان طمست فيه آثار الرسالة وقلت فيه دعاة الحق ومن لا.
7 - وجوب التفرقة بين خطأ من عرف عنه اتباع معتقد أهل السنة وسيره على أصولهم في التلقي والاستدلال وبين غيره ممن لم تكن هذه حاله.
8 - ثم ينظر بعد كل ذلك كم للمخالف من موافقات توجب الألفة والمحبة وتزيد على الألفة الأصلية الثابتة بحق الإسلام ووزن ذلك بما أخطأ فيه ..
يقول الشيخ: ((وأهل السنة والجماعة، يقولون مادل عليه الكتاب والسنة والإجماع: وهو أن المؤمن يستحق وعد الله وفضله: الثواب على حسناته، ويستحق العقاب على سيئاته؛ فإن الشخص الواحد يجتمع فيه ما يثاب عليه، وما يُعاقب عليه، وما يُحمد عليه، وما يُذم عليه، وما يُحَبّ منه، وما يُبْغّض منه؛ فهذا وهذا)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/446)
ويقول: ((والواجب على كل مسلم: أن يكون حبه وبغضه، وموالاته ومعاداته، تابعًا لأمر الله ورسوله- صلى الله عليه وسلم - فيحب ما أحب اللهُ ورسولُهُ، ويُبْغِض ما أبغضه الله ورسوله، ويوالي من يوالي الله ورسوله، ويعادي من يعادي الله ورسوله، ومن كان فيه ما يوالى عليه من حسنات، وما يُعادى عليه من سيئات؛ عومل بموجب ذلك، كفساق أهل الملة؛ إذ هم مستحقون للثواب والعقاب، والموالاة والمعاداة، والحب والبغض، بحسب ما فيهم من البر والفجور، قال تعالى: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ (7) وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ (8)}،وهذا مذهب أهل السنة والجماعة، بخلاف الخوارج والمعتزلة، وبخلاف المرجئة والجهمية؛ فإن أولئك يميلون إلى جانب، وهؤلاء يميلون إلى جانب، وأهل السنة والجماعة وسط ... )).
ويقول: ((وإذا اجتمع في الرجل الواحد خير وشر وفجور، وطاعة ومعصية، وسنة وبدعة؛ استحق من الموالاة والثواب بقدر ما فيه من الخير، واستحق من المعاداة والعقاب بِحَسَبِ ما فيه من الشر؛ فيجتمع في الشخص الواحد موجبات الإكرام والإهانة، فيجتمع له من هذا وهذا، كاللص الفقير: تُقْطَع يده لسرقته، ويُعْطَى من بيت المال ما يكفيه لحاجته، هذا هو الأصل الذي اتفق عليه أهل السنة والجماعة، وخالفهم الخوارج والمعتزلة ومن وافقهم عليه، فلم يجعلوا الناس إلا مستحقًّا للثواب فقط، وإلا مستحقًّا للعقاب فقط، وأهلُ السنة يقولون: إن الله يعذِّب بالنار من أهل الكبائر من يعذِّبه، ثم يخرجهم منها بشفاعة من يأذن له في الشفاعة بفضل رحمته ... )).
الأصل الخامس: أن يُعلم أن ما يقع في الردود والمناقشات العلمية من شدة في العبارة أو إغلاظ في اللفظ، لا يجب أن يثلم أو ينقض الألفة القلبية،بل يجب أن يُعفى عنه وأن يُعلم ((ان ما يجرى من نوع تغليظ أو تخشين على بعض الأصحاب والاخوان ما كان يجرى بدمشق ومما جرى الان بمصر فليس ذلك غضاضة ولا نقصا فى حق صاحبه ولا حصل بسبب ذلك تغير منا ولا بغض بل هو بعد ما عومل به من التغليظ والتخشين أرفع قدرا وأبنه ذكرا وأحب وأعظم وإنما هذه الأمور هى من مصالح المؤمنين التى يصلح الله بها بعضهم ببعض فان المؤمن للمؤمن كاليدين تغسل إحداهما الاخرى وقد لا ينقلع الوسخ الا بنوع من الخشونة لكن ذلك يوجب من النظافة والنعومة ما نحمد معه ذلك التخشين)) 28/ 53 - 54
وهذا اعتذار منا عن هذه الشدة وليس تقريراً لها وإلا فالأولى عدمها أو تقديرها بحسبها ..
المهم أنه لا يجب أن يغضب منها من أُغلظ عليه غضباً يقود إلى النفرة وزوال الألفة القلبية، بل الواجب أن تبقى وأن يعذر هو أخاه ..
الأصل السادس: أن من أجناس الخلاف ما يُحكم عليه بأنه سائغ بيقين، ومنها ما يحكم عليه بأنه غير سائغ بيقين، وبينهما أنواع هي محل اجتهاد ونظر فيُلحقها البعض بهذا ويلحقها آخرون بذاك، فمتى حصلت الشبهة لك فلم تستطع إلحاق الصنف المجتهد فيه بأيهما أو كان إلحاقك إياها بالصنف غير السائغ مبني على عدم العلم الجازم =جاز لك التحذير من القول الذي تراه باطلاً،ولم يجز لك إيقاع العقوبات الدنيوية بهذا الظن ...
قال شيخ الإسلام: ((وَمَنْ اشْتَبَهَ أَمْرُهُ مِنْ أَيِّ الْقِسْمَيْنِ هُوَ. تُوُقِّفَ فِيهِ فَإِنَّ الْإِمَامَ إنْ يُخْطِئْ فِي الْعَفْوِ خَيْرٌ مِنْ أَنْ يُخْطِئَ فِي الْعُقُوبَةِ لَكِنْ لَا يُتَوَقَّفُ فِي رَدِّ مَا خَالَفَ الْكِتَابَ وَالسُّنَّةَ فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {مَنْ عَمِلَ عَمَلًا لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ}. فَلَا يَسُوغُ الْخُرُوجُ عَنْ مُوجَبِ الْعُمُومِ وَالْإِطْلَاقِ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ بِالشُّبُهَاتِ وَلَا يَسُوغُ الذَّمُّ وَالْعُقُوبَةُ بِالشُّبُهَاتِ وَلَا يَسُوغُ جَعْلُ الشَّيْءِ حَقًّا أَوْ بَاطِلًا أَوْ صَوَابًا أَوْ خَطَأً بِالشُّبُهَاتِ)).
الأصل السابع: ولو كان المخالف من الفرق الثنتين والسبعين الخارجة عن أهل السنة والجماعة، فلا ينبغي أبداً أن يؤدي ذلك إلى ترك الائتلاف،بل الألفة باقية بيننا وبينه وإن أباها هو، وإذا ما تجاوزنا ساحة الخلاف بمقتضياتها=فلا ينبغي أن يُرى بيننا وبين المسلم من هذه الفرق إلا موجبات هذا الائتلاف وإلا الحذر مما ينافيه ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/447)
يقول شيخ الإسلام متحدثاً عن أهل البدع من أهل القبلة: ((وإذا لم يكونوا في نفس الأمر كفارا لم يكونوا منافقين فيكونون من المؤمنين فيستغفر لهم ويترحم عليهم وإذا قال المؤمن: {رَبَّنَا اغْفِرْ لَنَا وَلِإِخْوَانِنَا الَّذِينَ سَبَقُونَا بِالْإِيمَانِ وَلَا تَجْعَلْ فِي قُلُوبِنَا غِلًّا لِلَّذِينَ آَمَنُوا رَبَّنَا إِنَّكَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ}؛ يقصد كل من سبقه من قرون الأمة بالإيمان، وإن كان قد أخطأ في تأويل تأوله فخالف السنة أو أذنب ذنبا فإنه من إخوانه الذين سبقوه بالإيمان فيدخل في العموم وإن كان من الثنتين والسبعين فرقة فإنه ما من فرقة إلا وفيها خلق كثير ليسوا كفارا بل مؤمنين فيهم ضلال وذنب يستحقون به الوعيد كما يستحقه عصاة المؤمنين
والنبي صلى الله عليه و سلم لم يخرجهم من الإسلام بل جعلهم من أمته ولم يقل إنهم يخلدون في النار فهذا أصل عظيم ينبغي مراعاته)).
وكان شيخ الإسلام –رحمه الله-من أعظم الناس مراعاة لهذا الأصل، ومن المعلوم أن أعداء شيخ الإسلام يوشك أن يكون أغلبهم من أئمة أهل البدع والخلافات غير السائغة؛ لذا فأنا أحب أن أنقل شيئاً من سيرته معهم مما يدل على مراعاته –رحمه الله-لموجبات الائتلاف وما يُساعد و يتضح به مرادنا بهذا الائتلاف ويكون كالمثال الذي يُقتدى به ..
1 - قال شيخ الإسلام: ((فأهل السنة يستعملون معهم-أي المخالفين-العدل والإنصاف، ولا يظلمونهم، فإن الظلم حرام مطلقاً)).
2 - قال ابن القيم: ((وكان بعض أصحابه الأكابر يقول: وددت أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه وما رأيته يدعو على أحد منهم قط وكان يدعو لهم وجئت يوما مبشرا له بموت أكبر أعدائه وأشدهم عداوة وأذى له فنهرني وتنكر لي واسترجع ثم قام من فوره إلى بيت أهله فعزاهم وقال: إني لكم مكانه ولا يكون لكم أمر تحتاجون فيه إلى مساعدة إلا وساعدتكم فيه ونحو هذا من الكلام فسروا به ودعوا له وعظموا هذه الحال منه)).
3 - قال شيخ الإسلام: ((وَابْنُ مَخْلُوفٍ لَوْ عَمِلَ مَهْمَا عَمِلَ وَاَللَّهِ مَا أَقْدِرُ عَلَى خَيْرٍ إلَّا وَأَعْمَلُهُ مَعَهُ وَلَا أُعِينُ عَلَيْهِ عَدُوَّهُ قَطُّ. وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إلَّا بِاَللَّهِ. هَذِهِ نِيَّتِي وَعَزْمِي، مَعَ عِلْمِي بِجَمِيعِ الْأُمُورِ. فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّ الشَّيْطَانَ يَنْزَغُ بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَلَنْ أَكُونَ عَوْنًا لِلشَّيْطَانِ عَلَى إخْوَانِي الْمُسْلِمِينَ)).
4 - وقال: ((وَالنَّاسُ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ كَانَ بَيْنَ الْحَنْبَلِيَّةِ وَالْأَشْعَرِيَّةِ وَحْشَةٌ وَمُنَافَرَةٌ. وَأَنَا كُنْت مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ تَأْلِيفًا لِقُلُوبِ الْمُسْلِمِينَ وَطَلَبًا لِاتِّفَاقِ كَلِمَتِهِمْ وَاتِّبَاعًا لِمَا أُمِرْنَا بِهِ مِنْ الِاعْتِصَامِ بِحَبْلِ اللَّهِ وَأَزَلْت عَامَّةَ مَا كَانَ فِي النُّفُوسِ مِنْ الْوَحْشَةِ وَبَيَّنْت لَهُمْ أَنَّ الْأَشْعَرِيَّ كَانَ مِنْ أَجَلِّ الْمُتَكَلِّمِينَ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْإِمَامِ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَنَحْوِهِ الْمُنْتَصِرِينَ لِطَرِيقِهِ كَمَا يَذْكُرُ الْأَشْعَرِيُّ ذَلِكَ فِي كُتُبِهِ)).
5 - قال ابن عبد الهادي: ((فلما كان في رابع شهر رجب من سنة إحدى عشرة وسبعمائة جاء رجل فيما بلغني إلى أخيه الشيخ شرف الدين وهو في مسكنه بالقاهرة فقال له إن جماعة بجامع مصر قد تعصبوا على الشيخ وتفردوا به وضربوه
فقال حسبنا الله ونعم الوكيل وكان بعض أصحاب الشيخ جالسا عند شرف الدين قال فقمت من عنده وجئت إلى مصر فوجدت خلقا كثيرا من الحسينية وغيرها رجالا وفرسانا يسألون عن الشيخ فجئت فوجدته بمسجد الفخر كاتب المماليك على البحر واجتمع عنده جماعة وتتابع الناس وقال له بعضهم يا سيدي قد جاء خلق من الحسينية ولو أمرتهم أن يهدموا مصر كلها لفعلوا
فقال لهم الشيخ لأي شيء (؟)
قالوا: لأجلك
فقال لهم: هذا ما يحق
فقالوا: نحن نذهب إلى بيوت هؤلاء الذين آذوك فنقتلهم ونخرب دورهم فإنهم شوشوا على الخلق وأثاروا هذه الفتنة على الناس فقال لهم هذا ما يحل قالوا فهذا الذي قد فعلوه معك يحل هذا شيء لا نصبر عليه ولا بد أن نروح إليهم ونقاتلهم على ما فعلوا
والشيخ ينهاهم ويزجرهم.
فلما أكثروا في القول قال لهم: إما أن يكون الحق لي أو لكم أو لله فإن كان الحق لي فهم في حل منه وإن كان لكم فإن لم تسمعوا مني ولا تستفتوني فافعلوا ما شئتم وإن كان الحق لله فالله يأخذ حقه إن شاء كما يشاء
قالوا: فهذا الذي فعلوه معك هو حلال لهم
قال هذا الذي فعلوه قد يكونون مثابين عليه مأجورين فيه
قالوا فتكون أنت على الباطل وهم على الحق فإذا كنت تقول إنهم مأجورين فاسمع منهم ووافقهم على قولهم.
فقال لهم ما الأمر كما تزعمون فإنهم قد يكونون مجتهدين مخطئين ففعلوا ذلك باجتهادهم والمجتهد المخطىء له أجر)).
ختاماً ..
ثم اعلم بارك الله فيك أن نفراً من أهل زماننا ركبوا في أنفسهم مذهباً عجيباً .. فتجدهم مع الواحد المعين من أهل العلم ممن يخالفهم ويرون له وفيه ضلال وشذوذ=من أقل الناس قياماً بالنصح وشرحاً لبطلان المقالة، ومن أكثر الناس تعرضاً للحكم على هذا الواحد المعين بمختلف الأسماء والأحكام التنفيرية، وليس في كلامهم قول بالحق ولا قيام بالعدل، فضيعوا خيره، وأذاعوا شره، ولا تجد الواحد منهم –إلا ما رحم ربك-يذكر في تضاعيف كلامه ما يدل على حرصه على الألفة وحبه الخير والهدى للمخالف،مع نسيان الفضل وهدر الحسنات .. وخاتمة أمرهم .. أن يسلكوا بالسني مسلك غير السني وبغير الداعية مسلك الداعية وبالمجتهد مسلك المعاند .. حيف وجور وسوء كيلة ..
فاللهم إنا نبرأ إليك مما يفعلون ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/448)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 12:22 ص]ـ
............
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 06 - 08, 06:01 م]ـ
للربط
ولي عودة مع تعليق ومطارحة لك يا شيخنا في بعض ما جنحت إليه
محبكم
أبو الحسن الأثري
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 06:35 م]ـ
بار الله فيك .. وهذا ما أرجوه ..
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[29 - 06 - 08, 12:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،،
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
إن حوار الأفاضل من الإخوة طلاب العلم يفيدُ المبتدي و لا يستغني عنه المنتهي وصاحبي الأخير وأرجوا أن أكون الأول ... أبدأ مع الأخ أبو فهرٍ السلفي سدد الله قلبه وحفظه على ما سطر في مقالته وأسأل الله أن يوفقنا الله وإياه لكل خير وأن يحفظنا على التوحيد والسنة حتى نلقاه
قال حفظه الله:
بسم الله والحمد لله والصلاة والصلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد ..
فتتفرد هذه الجناية من بين الجنايات بكونها من أعظم الجنايات ضرراً على العلم والمنهج والدين والدنيا والعقل والقلب جميعاً ..
ولا أكون مبالغاً-إن شاء الله- إذا قلتُ أنه إليها ترجع أكثر أسباب فشل وسقوط كل أمة وحضارة لطالما ملأت جنبات الدنيا حركة وحياة، ثم لم يلبث أبناؤها أن تنازعو ففشلوا فذهبت ريحهم .. ولله الأمر من قبل ومن بعد.
وسأحاول تفسير الفكرة التي أصبو إلى تقريرها بهذا الموضوع عبر النقاط التالية:
1 - ائتلاف القلوب هو: عقد من الحقوق الشرعية ينفي كل عداء وتشاحن وتباغض، ثبت هذا العقد بثبوت موجب وهو الانضواء تحت راية الإسلام، فيثبت عقد التآلف هذا لكل مسلم لا يُزيله عنه إلا الدخول في الكفر والعياذ بالله، وبموجب هذا العقد يثبت حب خاص ورحمة خاصة وحقوق خاصة تثبت للمسلم على المسلم، لا تزال باقية واجبة ما بقي اسم الإسلام، قطع الله به كل افتراق يؤدي إلى التدابر والتشاحن والتعادي والتباغض،وتلك هي أضداد ذلك الائتلاف فلا محل لها ولا مجال بين المسلم والمسلم، وهذا الائتلاف هو الذي لا ينبغي أبداً أن يُضيعه أي اختلاف في الرأي مهما كان مبلغه مادام لم يُخرج المخالف عن الإسلام.
قال تعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ}.
2 - قال الله تعالى: {وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ}.
وقال رسول الله: ((يَا مَعْشَرَ الأَنْصَارِ مَا قَالَةٌ بَلَغَتْنِى عَنْكُمْ وَجِدَةٌ وَجَدْتُمُوهَا فِى أَنْفُسِكُمْ أَلَمْ آتِكُمْ ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمُ اللَّهُ وَعَالَةً فَأَغْنَاكُمُ اللَّهُ وَأَعْدَاءً فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ)).
نعم. فقلوب العباد بين أصابع الرحمن يُقلبها كيف يشاء، وهو وحده القادر سبحانه على إلقاء الألفة والمودة في القلوب وبين القلوب، وهو وحده القادر على انتزاعها؛ولكنا مأمورون بطرق الأبواب وتلمس السبل والأسباب التي تعين على حصول التآلف بين القلوب وتوكيده إذا حصل ..
ومأمورون بسد ذرائع اختلاف القلوب وتنافرها، منهيون عن فعل كل شئ يؤدي إلى هذا التخالف ويكون سبباً في انتفاء التآلف ..
عَنْ أَبِى الْقَاسِمِ الْجَدَلِىِّ قَالَ سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ يَقُولُ أَقْبَلَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- عَلَى النَّاسِ بِوَجْهِهِ فَقَالَ «أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ». ثَلاَثًا «وَاللَّهِ لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ». قَالَ فَرَأَيْتُ الرَّجُلَ يُلْزِقُ مَنْكِبَهُ بِمَنْكِبِ صَاحِبِهِ وَرُكْبَتَهُ بِرُكْبَةِ صَاحِبِهِ وَكَعْبَهُ بِكَعْبِهِ.
3 - وقد هدانا الله معاشر المسلمين إلى أعظم أسباب الائتلاف وأوطدها وأرسخها =أعني اجتماع القلوب على الإيمان بالله وحده ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/449)
ثم امتن الله علينا بأن ألف بين هذه القلوب وجمعها فقال تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آَيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}
وهل يجمل بقلوب اجتمعت على الإيمان بالله ومحبته وطاعته أن يحصل بينها ما ينقض هذا الائتلاف العظيم ..
- أرى أخي الحبيب أبي فهر لم يعرج على ذكر أمر مهم وهو أن عقد الاجتماع وفضل الله عز وجل كان بأمرين الأول هو الإيمان بالله عز وجل (وقد ذكره الشيخ الفاضل) الثاني وهو مقتضى الإيمان بالله عز وجل هو طاعة الرسول وتحكيمه فيما شجر قال جل وعلا (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم) وقال جل علا (قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله) وسميت هذه الآية آية الابتلاء كما لا يخفى .. والشاهد على هذا الأصل أكثر من أن يذكر ولا يخفى صاحبي ..
- إذا تقرر هذا فلا شك أن أهل الإسلام المتمسكين بالسنة الذابين عنها الدائرين في فلك أهلها لمحبين لها مخطؤهم ومصيبهم قريبهم منها وبعيدهم عن رأس الأمر المجتهد في الحق الضال عنه لعارض ما ..... لا شك أننا من حبه (الضال) تنفير الناس عنه حتى لا يُضِلَ الناس فيحمل أوزارهم يوم لا ينفع مال و لابنون إلا من أتى الله بقلب سليم ...
- تنبيه الضال عن الحق من أهل الإسلام يكتنفه أمران وينظر إليه الإنسان بعينين (عين القدر) وهو الشفقة عليه ورحمته وخشية أن يُحذلَ الإنسان عياذً بالله فيسلك سبيله نسأل الله العافية والسلامة (عين الشرع) وهو أن تحمله على الشرع وتأمره به وتبينه له وتجري عليه أحكام الشرع في حقه ....
- فيبنى على ما سبق أن الائتلاف المطلوب والمأمور به هو الأئتلاف الشرعي على الحق وعلى طريق النبي صلى الله عليه وسلم لا مجرد الأئتلاف على بدع تنسب للإسلام و الإسلام منها براء .. نسأل الله أن يهدي ضال المسلمين
قال الشيخ حفظه الله
- فيا أيها الذين أمنوا إن الاختلاف في تمييز الحق وتفسير مراد الله من عباده سنة كونية، وقد ثبت لكم ولمخالفيكم عقدُ الإسلام وظاهر الالتزام بحدود الإيمان،وهذا من أعظم موجبات حصول ائتلاف القلوب، ولا يجوز أن يُضيع هذا الائتلاف العظيم بخلاف الرأي في العلميات أو العمليات، وإنما تُوزن كل مسألة بحسبها، ولا يُزيل ألفة القلب إلا الكفر البواح والخروج عن شريعة الإسلام، أما ما دون ذلك فرتب ودرجات ليسوا سواء ..
جزاك الله خيرا وهنا لعله لا يكون اعتراضاً وإنما توضيح إذا صحت التسمية ..
فلا شك أن الألفة للمسلم باقية بعقد الإسلام و لا يعني هذا عدم بغض بعض المسلمين لمخالفتهم هدي سيد المرسلين وما بين رأس في الضلالة ومبتدع متأول مراتب كما لا يخفى!! فالألفة لا يلزم منه تقديم المبتدع بين يدي أهل السنة ووضعه على المحاريب يدرس الناس والدفاع أو الإستماتة في تأويل أخطاء المبتدع!! بل وجفاء من يتعرض له من أهل السنة .. والله المستعان
واللبيب بالإشارة يفهم:)
ثم قصد الشيخ إلى سبيل العدل سلك الله بنا وبه سبيل الجنة.
الأصل الأول: أن يُعلم أن كل من استفرغ وسعه في طلب الاجتهاد وأدواته في مسألة من مسائل العلم جلت أو دقت،في العلميات أو العمليات؛فأخطأ =فهو مغفور له خطأه مأجور على اجتهاده واستفراغه وسعه، وأنه لا يُتَّبَع في خطأه،ولا يُتْبَع ويُحط عليه بسبب خطأه.
وهذا أخي الحبيب حق عندما نتوجه إلى الكلام عن ما بينه وبين الله وهذا ليس لنا
- تنبيه أراه مهما ولا يخفى على الشيخ العمل الصالح يحتاج إلى أمرين:
1 - الإخلاص (وهذا ما بينه وبين الله وقد يعذر فيه وعليه ينصب كلامك فلا ندخل نحن ولا أنت فيه)
2 - المتابعة (وهذا الذي جرى فيه الخلاف وهو الذي سطرت لأجله الردود وأخرج من أخرج من السنة به وكلامنا مع المخالف فيه لا في الأول)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/450)
- وهنا يا إخوتي زلت الأقدام فعندما تتكلم على خطأ المخطئ أتاك المحبون والمعظمون بحسناته ومقامه في الإسلام بل وتحدثوا عن إخلاصه ... إلخ، ولو أدركوا أن أهل السنة لا يقولون أنه من أهل النار وأنه ليس عنده من الخير شيء حتى وإن حذروا منه بل قد يحطون من قدر بعض علماء اهل السنة الذين أخطأوا في مسألة وإن كانت في عين الناظر يسيره وهنا أنقل (واستطرد)
قال الإمام مسلم يعرض بالبخاري رحم الله الجميع (جاهل خامل الذكر لا وزن له ولا اعتبار في العلم) وقد أجاب عن هذا الإشكال العلامة المعلمي (وأهل العلم إذا بغلهم خطأ العالم أو الصالح وخافوا أن يغتر الناس بجلالته ربما وضعوا من فضله وغبروا في وجه شهرته مع محبتهم له ومعرفتهم منزلته لكن يظهرون تحقيره لئلا يفتتن به الناس ومن ذلك ما ترى في مقدمة صحيح مسلم من الحط الشديد على البخاري .......... إلخ كلامه رحمه الله) رفع الاشتباه في معنى العبادة والإله 154 والتنكيل (1/ 11) بواسطة المحرر في الحديث
- إذا تقرر هذا فالأصل الذي ذكرت رعاك الله إنما هو فيما بينه وبين الله وهذا لا خلاف فيه وأضفتُ إليه المتابعة وهي التي وقع في الخلاف ودارت فيها معارك أهل الحديث ذبا عن إمامهم وقدوتهم هو بأبي وأمي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
قال الأخ الحبيب أبوفهر
الأصل الثاني: الواجب أن يكون أعظم اشتغال العلماء والدعاة والمصلحين بنقض المقالات الباطلة، وأن يضيقوا مجاري الكلام في طلب الحكم على أعيان وأشخاص القائلين بالباطل؛إذ أغلب أبواب الحكم على الأعيان مزلة أقدام، ولا يكاد يسلم المتكلم فيها من الخرص والتخمين وتقدير مالم يكن، ولا يعني ذلك هجر باب الحكم على الأعيان بالكلية وإنما الغرض تضييق مجاريه وحصر وتقليل من يجوز لهم الكلام فيه.
الحمدلله الذي لم تجنح إلى ما جنح إليه بعضهم من إغلاق الكلام على الأعيان ويرجع الموضوع في هذا إلى المتصدي إلى هذا الأمر (النقد والرد) فالمصلحة هو الذي يقدرها وعليه أن يتقي الله في أن يتكلم بالعدل و العلم إذا أراد وليرفق بهم وعلى كل حال لا يشدد على الناقد لأن هذا الأمر لا يعود على أصل النقد بشيء فالمسلم عليه أن يتبع الحق إذا تبين و لا يضيره الأسلوب إذا لاحت له شمس السنة
أطال الشيخ في النقل عن ابن تيمية ولعله خفي عليه هذا التقييد
وتنازع بعض الناس في المقلد منهم أيضا والكلام في مقامين
فالكلام في المقلد لا في الإمام وهذا لا خلاف فيه فإن المخالف المقلد ليس من أهل العلم بالإجماع
وعليه ليس الكلام معه
قال الشيخ أبو فهر
الأصل السابع: ولو كان المخالف من الفرق الثنتين والسبعين الخارجة عن أهل السنة والجماعة، فلا ينبغي أبداً أن يؤدي ذلك إلى ترك الائتلاف،بل الألفة باقية بيننا وبينه وإن أباها هو، وإذا ما تجاوزنا ساحة الخلاف بمقتضياتها=فلا ينبغي أن يُرى بيننا وبين المسلم من هذه الفرق إلا موجبات هذا الائتلاف وإلا الحذر مما ينافيه ..
هذه عائمة أبا فهر:) فنحتاج إلى بيان حد الألفة المراد والذي تنشده
على كل حال كثير من هذه الأمور تدخل في باب السياسة الشرعية في كيفية التعامل مع أهل الإسلام المخالفين لأهل السنة أو المنتسبين إليها المخطئين في بعض الأفراد والله أعلى وأعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 12:47 ص]ـ
سأعود لردكم غداً لتأخر الوقت ..
فقط أشير إلى هذه:
فالكلام في المقلد لا في الإمام وهذا لا خلاف فيه فإن المخالف المقلد ليس من أهل العلم بالإجماع
وعليه ليس الكلام معه
وهذا عجيب جداً (!!)
فقد ذكر شيخ الإسلام النزاع في المجتهد أولاً ..
ثم ذكر أنهم تنازعوا في المقلد أيضاً ..
ثم عقب بذكر المقامين اللذين يُرد وفقاً لهما على المجتهد والمقلد جميعاً ..
فقال: ((وقد تنازع الناس هل يمكن مع الاجتهاد واستفراغ الوسع أن لا يبين للناظر المستدل صدق الرسول أم لا
وإذا لم يبين له ذلك هل يستحق العقوبة في الآخرة أم لا
وتنازع بعض الناس في المقلد منهم أيضا والكلام في مقامين ..... ))
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 12 - 08, 06:22 م]ـ
للفائدة ...
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[18 - 12 - 08, 07:31 م]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بكم.
ـ[جعفر بن مسافر]ــــــــ[18 - 12 - 08, 08:53 م]ـ
جزاك الله خير .. وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله: العلم رحمة بين أهله.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 12 - 08, 02:22 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[04 - 04 - 09, 02:00 م]ـ
للفائدة ..(97/451)
أزور مكة بلا عمرة!!
ـ[أبو عبد الله القصيمي]ــــــــ[24 - 06 - 08, 05:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
أريد أن آخذ رأي الأحبة في فكرتي هذه قبل العزم عليها، وهي: أني سأسافر إلى مكة بلا عمرة؛ لما هو معلوم من وضع المسعى فلم يطمئن قلبي لأداء العمرة في المسعى الجديد، وأما الزيارة فلتحصيل ثواب المضاعفة، وللطواف، وحتى لا يبعد العهد بالبيت العتيق ..
فإن كانت مناسبة فلعل الأحبة يفطنون لهذا ممن لا يرون السعي في المسعى الجديد فيتركوا الزيارة.
وأنا هنا لا أريد الرأي الفقهي للدخول بلا نسك فهذا لا إشكال عندي في جوازه ..
ـ[أبو محمد]ــــــــ[24 - 06 - 08, 06:50 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
الشيخ عبد المحسن العباد -متعنا الله به- يفعل ذلك ..
استعن بالله .. وتقبل منك.(97/452)
إخواني: هل من مساعد عن المفاضلة بين المذاهب
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[24 - 06 - 08, 07:04 م]ـ
إخواني أهل الحديث: أخوكم درس ما قدر الله له من كتب السادة المالكية بحكم أنه المذهب المعتمد في البلد،لكن كنت أراجع من أجل المقارنة مذهب الحنابلة والشافعية، ولا أخفيكم - وهذا رأي يخصني- أني أجد متعة عند قراءة كتب الحنابلة والشافعية أكثر مما أجده عند المالكية،سيما في كتب المتأخرين أو بما يصطلح عليه كتب الفتيا ومعتمد المذهب ...... فلا أخفيكم أني لما أقرأ خليل وبعض شروحه كأني أقرأ كتابا في القانون لا في الفقه، وأجد بونا شاسعا من جهة جمالية العرض لما أطالع حاشية ابن قاسم على الروض المربع .............................
وأنا أعلم يقينا أن التمذهب هو بمنزلة علوم الآلة يساعد على تصوير المسائل الفقهية ويمرن الطالب على التفقه وليست مسائله في نفسها حجة،لذا لا أتعصب لواحد منها بل أحبها جميعا لكونها تستند للشريعة في دق أمرها وجله،ولكن الذي يحيرني:
-هل أنتفع لو خالفت ما عليه أهل بلدي وسلكت مذهب الحنابلة أو الشافعية.؟
-يشكل علي أيضا أني لا أجد كتب القواعد الفقهية منظومة ومخدومة عند السادة الحنابلة، كذا لم أجد لهم كتبا في أحكام القرآن،ولا في الفروق، بل وقيل لي أن كتبهم الأصولية متوسطة ولا تبلغ ما عند غيرهم، فأنا في حيرة من أمري،وقد قررت ألا أدرس كتب الاسادة المالكية لما أجده في نفسي من ميل شديد لغيرها ....
فأرجو منكم إخواني النصح رزقكم الله الفردوس الأعلى.
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[24 - 06 - 08, 10:21 م]ـ
يا إخواننا هل من مشارك وفقكم الله وناصح أمين.(97/453)
جواب ابن تيمية المفصَّل على من احتج بوقوع الخلاف على عدم الإنكار في مسألة الحيل
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[25 - 06 - 08, 01:53 ص]ـ
[ CENTER][COLOR="Indigo"] مكرر
بالخطأ
الرجاء من المشرف حذفه(97/454)
جواب ابن تيمية المفصَّل على من احتج بوقوع الخلاف على عدم الإنكار في مسألة الحيل
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[25 - 06 - 08, 01:56 ص]ـ
جواب ابن تيمية المفصَّل
على من احتج بوقوع الخلاف على عدم الإنكار
في مسألة الحيل! أبدأ بمشيئة الله وحوله وقوته بقراءة كلامه ثم أتبع ذلك بسرد النتائج، والله المعين هو حسبنا ونعم الوكيل:
يقول ابن تيمية رحمه الله في كتابه "بيان الدليل على إبطال التحليل":
فإن قيل:
هذه الحيل مما اختلف فيها العلماء, فإذا قلَّد الإنسان من يفتي بها فله ذلك, والإنكار في مسائل الخلاف غير سائغ:
1 - لاسيما على من كان متقيدا بمذهب من يرخص فيها.
2 - أو قد تفقه فيها ورأى الدليل يقتضي جوازها.
وقد شاع العمل بها عن جماعات من الفقهاء, والقول بها معزوا إلى مذهب أبي حنيفة والشافعي رضي الله عنهما.
وما قاله مثل هؤلاء الأئمة:
لا ينبغي الإنكار البليغ فيه , لاسيما على من يعتقد أن الأئمة المجوزين لها أفضل من غيرهم، وقد ترجح عنده متابعة مذهبهم إما على سبيل الإلف والاعتياد , أو على طريق النظر والاجتهاد, وهب هذا الاعتقاد باطلا ألستم تعرفون فضل هؤلاء الأئمة ومكانهم من العلم والفقه والتقوى وكون بعضهم أرجح من غيره , أو مساويا له أو قريبا منه؟
فإذا قلد العامي, أو المتفقه واحدا منهم:
1 - إما على القول بأن العامي لا يجب عليه الاجتهاد في أعيان المفتين.
2 - أو على القول بوجوبه إذا ترجح عنده أن من يقلّده فيها هو الأفضل , لاسيما إن كان هو المذهب الذي التزمه.
لا وجه للإنكار عليه إلا أن يقال: إن المسألة قطعية لا يسوغ فيها الاجتهاد.
وهذا إن قيل كان فيه طعن على الأئمة لمخالفة القواطع وهذا قدح في إمامتهم , وحاشا الله أن يقولوا ما يتضمن مثل هذا.
ثم قد يفضي ذلك إلى المقابلة بمثله , أو بأكثر منه , لاسيما ممن يحمله هوى دينه , أو دنياه على ما هو أبلغ من ذلك , وفي ذلك خروج عن الاعتصام بحبل الله سبحانه , وركوب للتفرق المنهي عنه , وإفساد ذات البين , وحينئذ فتصير مسائل الفقه من باب الأهواء وهذا غير سائغ.
وقد علمتم أن السلف كانوا يختلفون في المسائل الفرعية, مع بقاء الألفة والعصمة وصلاح ذات البين.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[25 - 06 - 08, 01:57 ص]ـ
قلنا:
نعوذ بالله سبحانه:
مما يقضي إلى الوقيعة في أعراض الأئمة, أو انتقاص بأحد منهم , أو عدم المعرفة بمقاديرهم وفضلهم , أو محادتهم وترك محبتهم وموالاتهم
نرجو من الله سبحانه:
أن نكون ممن يحبهم ويواليهم ويعرف من حقوقهم وفضلهم ما لا يعرفه أكثر الأتباع , وأن يكون نصيبنا من ذلك أوفر نصيب وأعظم حظ، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
لكن دين الإسلام إنما يتم بأمرين:
أحدهما: معرفة فضل الأئمة وحقوقهم ومقاديرهم , وترك كل ما يجر إلى ثلبهم.
والثاني: النصيحة لله سبحانه ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم , وإبانة ما أنزل الله سبحانه من البينات والهدى.
ولا منافاة إن شاء الله سبحانه بين القسمين لمن شرح الله صدره , وإنما يضيق عن ذلك أحد رجلين:
1 - رجل جاهل بمقاديرهم ومعاذيرهم.
2 - أو رجل جاهل بالشريعة وأصول الأحكام.
وهذا المقصود يتلخص بوجوه:
أحدها: أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة , وهو من الإسلام وأهله بمكانة عليا قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور , بل مأجور لا يجوز أن يتبع فيها مع بقاء مكانته ومنزلته في قلوب المؤمنين.
واعتبر ذلك:
بمناظرة الإمام عبد الله بن المبارك قال:
كنا بالكوفة فناظروني في ذلك - يعني النبيذ المختلَف فيه - فقلت لهم: تعالوا فليحتج المحتج منكم عن من شاء من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بالرخصة , فإن لم يتبين الرد عليه عن ذلك الرجل بشدة صحت عنه , فاحتجوا فما جاءوا عن أحد برخصة إلا جئناهم بشدة , فلما لم يبق في يد أحد منهم إلا عبد الله بن مسعود وليس احتجاجهم عنه في شدة النبيذ بشيء يصح عنه إنما يصح عنه أنه لم ينبذ له في الجر الأخضر.
قال ابن المبارك:
فقلت للمحتج عنه في الرخصة: يا أحمق عد أن ابن مسعود لو كان هاهنا جالسا فقال: هو لك حلال وما وصفنا عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في الشدة كان ينبغي لك أن تحذر , أو تجر , أو تخشى.
فقال قائلهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/455)
يا أبا عبد الرحمن، فالنخعي والشعبي وسمى عدة معهما كانوا يشربون الحرام فقلت لهم: دعوا عند الاحتجاج تسمية الرجال، فرب رجل في الإسلام مناقبه كذا وكذا وعسى أن يكون منه زلة أفَلِأحد أن يحتج بها؟
فإن أبيتم فما قولكم في عطاء وطاوس , وجابر بن زيد وسعيد بن جبير , وعكرمة؟
قالوا: كانوا خيارا , قلت: فما قولكم في الدرهم بالدرهمين يدا بيد فقالوا: حرام , فقال ابن المبارك: إن هؤلاء رأوه حلالا فماتوا وهم يأكلون الحرام.؟
فبهتوا وانقطعت حجتهم.
قال ابن المبارك:
ولقد أخبرني المعتمر بن سليمان قال: رآني أبي وأنا أنشد الشعر فقال: لا يا بني لا تنشد الشعر فقلت: له يا أبت كان الحسن ينشد وكان ابن سيرين ينشد فقال لي: أي بني إن أخذت بشر ما في الحسن وبشر ما في ابن سيرين اجتمع فيك الشر كله.
وهذا الذي ذكره ابن المبارك متفق عليه بين العلماء , فإنه ما من أحد من أعيان الأمة من السابقين الأولين ومن بعدهم إلا لهم أقوال وأفعال خفي عليهم فيها السنة وهذا باب واسع لا يحصى مع أن ذلك لا يغض من أقدارهم ولا يسوغ اتباعهم فيها , كما قال سبحانه: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول}.
قال ابن مجاهد والحكم بن عتيبة ومالك وغيرهم:
ليس أحد من خلق الله إلا يؤخذ من قوله ويترك إلا النبي صلى الله عليه وسلم.
وقال سليمان التيمي:
إن أخذت برخصة كل عالم اجتمع فيك الشر كله.
قال ابن عبد البر:
هذا إجماع لا أعلم فيه خلافا.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في هذا المعنى ما ينبغي تأمله:
فروى كثير بن عبد الله بن عمر , وابن عوف المزني , عن أبيه , عن جده قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: {إني لأخاف على أمتي من بعدي من أعمال ثلاثة قالوا: وما هي يا رسول الله؟ قال: أخاف عليهم من زلة العالم , ومن حكم جائر ومن هوى متبع}.
وقال زياد بن حدير: قال عمر: (ثلاث يهدمن الدين: زلة العالم وجدال المنافق بالقرآن وأئمة مضلون)
وقال الحسن: قال أبو الدرداء: (إن مما أخشى عليكم زلة العالم وجدال المنافق بالقرآن , والقرآن حق وعلى القرآن منار كأعلام الطريق.
وكان معاذ بن جبل يقول في خطبته كل يوم - قل ما يخطيه أن يقول ذلك -:
الله حكم قسط هلك المرتابون , إن وراءكم فتنا يكثر فيها المال ويفتح فيها القرآن حتى يقرأه المؤمن والمنافق والمرأة والصبي الأسود والأحمر فيوشك أحدهم أن يقول قد قرأت القرآن فما أظن أن يتبعوني حتى أبتدع لهم غيره , قال: فإياكم وما ابتدع فإن كل بدعة ضلالة , وإياكم وزيغة الحكيم , فإن الشيطان قد يتكلم على لسان الحكيم بكلمة الضلالة , وإن المنافق قد يقول كلمة الحق فتلقوا الحق عمن قد جاء به فإن على الحق نورا , قالوا: وكيف زيغة الحكيم؟ قال: هي كلمة تروعكم وتنكرونها وتقولون ما هذه فاحذروا زيغته ولا يصدنكم عنه فإنه يوشك أن يفيء وأن يراجع الحق , وإن العلم والإيمان مكانهما إلى يوم القيامة فمن ابتغاهما وجدهما)
وقال سلمان الفارسي: (كيف أنتم عند ثلاثة: زلة العالم وجدال المنافق بالقرآن ودنيا تقطع أعناقكم , فأما زلة العالم فإن اهتدى فلا تقلدوه دينكم تقول: نصنع مثل ما يصنع فلان وننهى عما ينهى عنه فلان إن أخطأ فلا تقطعوا إياسكم منه فتعينوا عليه الشيطان، وأما مجادلة منافق بالقرآن فإن للقرآن منارا كمنار الطريق فما عرفتم منه فخذوه وما لم تعرفوه فكلوه إلى الله سبحانه، وأما دنيا تقطع أعناقكم فانظروا إلى من هو دونكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم)
وعن ابن عباس قال: (ويل للأتباع من عثرات العالم قيل كيف ذاك؟ قال يقول العالم شيئا برأيه ثم يجد من هو أعلم منه برسول الله صلى الله عليه وسلم فيترك قوله ذلك , ثم يمضي الأتباع.)
وهذه آثار مشهورة رواها ابن عبد البر وغيره.
فإذا كنا:
1 - قد حذرنا من زلة العالم وقيل لنا: إنها أخوف ما يخاف علينا.
2 - وأمرنا مع ذلك أن لا يرجع عنه [قال المحقق: أي نبقي على تقدير العالم وحفظ منزلته]
فالواجب على من شرح الله صدره للإسلام:
إذا بلغته مقالة ضعيفة عن بعض الأئمة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/456)
أن لا يحكيها لمن يتقلدها بل يسكت عن ذكرها إلى أن يتيقن صحتها وإلا توقف في قبولها فما أكثر ما يحكى عن الأئمة ما لا حقيقة له وكثير من المسائل يخرجها بعض الأتباع على قاعدة متبوعة مع أن ذلك الإمام لو رأى أنها تقضي إلى ذلك لما التزمها , والشاهد يرى ما لا يرى الغائب , ومن علم فقه الأئمة وورعهم علم أنهم لو رأوا هذه الحيل وما أفضت إليه من التلاعب بالدين لقطعوا بتحريم ما لم يقطعوا به أولا.
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[25 - 06 - 08, 01:58 ص]ـ
الوجه الثاني:
أن الذين أفتوا من العلماء ببعض مسائل الحيل, أو أخذ ذلك من بعض قواعدهم لو بلغهم ما جاء في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لرجعوا عن ذلك يقينا, فإنهم كانوا في غاية الإنصاف , فكان أحدهم يرجع عن رأيه بدون ما في هذه القاعدة, وقد صرح به غير واحد منهم , وإن كانوا كلهم مجتمعين على ذلك.
قال الشافعي رضي الله عنه: إذا صح الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فاضربوا بقولي الحائط "
وهذا قول لسان حال الجماعة, ومن أصولهم: أن أقوال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المنتشرة لا تترك إلا بمثلها , وقد ذكرنا في التحليل والعينة وغيرهما من الأحاديث والآثار ما يقطع معه اللبيب أن لا حجة لأحد في مخالفتها ولم تشتمل كتب من خالفها من الأئمة عليها حتى يقال: إنهم تأولوها فعلم أنها لم تبلغهم.
الوجه الثالث:
أن القول بتحريم الحيل قطعي ليس من مسائل الاجتهاد كما قد بيناه وبينا إجماع الصحابة على المنع منها بكلام غليظ يخرجها من مسائل الاجتهاد, واتفاق السلف على أنها بدعة محدثة, وكل بدعة تخالف السنة وآثار الصحابة فإنها ضلالة, وهذا منصوص الإمام أحمد وغيره.
وحينئذ:
1 - فلا يجوز تقليد من يفتي بها.
2 - ويجب نقض حكمه.
3 - ولا يجوز الدلالة لأحد من المقلدين على من يفتي بها.
مع جواز ذلك في مسائل الاجتهاد , وقد نص أحمد على هذه المسائل في مثل هذا، وإن كنا نعذر من اجتهد من المتقدمين في بعضها , وهذا كما أن أعيان المكيين والكوفيين لا يجوز تقليدهم في مسألة المتعة والصرف والنبيذ ونحوها بل عند فقهاء الحديث أن من شرب النبيذ المختلف فيه حد , وإن كان متأولا واختلفوا في رد شهادته فردها مالك دون الشافعي وعن الإمام أحمد روايتان , مع أن الذين قالوا بالمتعة والصرف معهم فيهما سنة صحيحة , لكن سنة المتعة منسوخة , وحديث الصرف يفسره سائر الأحاديث , فكيف بالحيل التي ليس لها أصل من سنة ولا أثر أصلا بل السنن والآثار تخالفها.
وقولهم:
(مسائل الخلاف لا إنكار فيها)
ليس بصحيح فإن الإنكار:
1 - إما أن يتوجه إلى القول بالحكم.
2 - أو العمل.
أما الأول:
فإذا كان القول:
1 - يخالف سنة, أو إجماعا قديما وجب إنكاره وفاقا.
2 - وإن لم يكن كذلك فإنه ينكر بمعنى بيان ضعفه عند من يقول: المصيب واحد وهم عامة السلف والفقهاء.
وأما العمل:
1 - فإذا كان على خلاف سنة, أو إجماع وجب إنكاره أيضا بحسب درجات الإنكار كما ذكرناه من حديث شارب النبيذ المختلف فيه , وكما ينقض حكم الحاكم إذا خالف سنة , وإن كان قد اتبع بعض العلماء.
2 - وأما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ لم ينكر على من عمل بها مجتهدا, أو مقلدا.
وإنما دخل هذا اللبس من جهة:
أن القائل يعتقد أن مسائل الخلاف هي مسائل الاجتهاد كما اعتقد ذلك طوائف من الناس.
والصواب الذي عليه الأئمة:
أن مسائل الاجتهاد ما لم يكن فيها دليل يجب العمل به وجوبا ظاهرا, مثل حديث صحيح لا معارض من جنسه فيسوغ له - إذا عدم ذلك فيها - الاجتهاد لتعارض الأدلة المتقاربة، أو لخفاء الأدلة فيها.
وليس في ذكر كون المسألة قطعية طعن على من خالفها من المجتهدين كسائر المسائل التي اختلف فيها السلف، وقد تيقنا صحة أحد القولين فيها.
مثل:
1 - كون الحامل المتوفى عنها تعتد بوضع الحمل.
2 - وأن الجماع المجرَّد عن إنزال يوجب الغسل.
3 - وأن ربا الفضل والمتعة حرام.
4 - وأن النبيذ حرام.
5 - وأن السنة في الركوع الأخذ بالركب.
6 - وأن دية الأصابع سواء.
7 - وأن يد السارق تقطع في ثلاثة دراهم ربع دينار.
8 - وأن البائع أحق بسلعته إذا أفلس المشتري.
9 - وأن المسلم لا يقتل بالكافر.
10 - وأن الحاج يلبي حتى يرمي جمرة العقبة.
11 - وأن التيمم يكفي فيه ضربة واحدة إلى الكوعين.
12 - وأن المسح على الخفين جائز حضرا وسفرا.
إلى غير ذلك مما لا يكاد يحصى.
وبالجملة:
من بلغه ما في هذا الباب من الأحاديث والآثار التي لا معارض لها فليس له عند الله عذر بتقليد من ينهاه عن تقليده ويقول له: لا يحل لك أن تقول ما قلت حتى تعلم من أين قلت, أو يقول: إذا صح الحديث فلا تعبأ بقولي.
ولو لم يكن في الباب أحاديث, فإن المؤمن يعلم بالاضطرار أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ممن يعلم هذه الحيل ويفتي بها هو ولا أصحابه, وأنها لا تليق بدين الله أصلا, وهذا القدر لا يحتاج إلى دليل أكثر من معرفة حقيقة الدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/457)
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[25 - 06 - 08, 01:59 ص]ـ
الوجه الرابع:
أنا لو فرضنا أن الحيل من مسائل الاجتهاد - كما يختاره في بعضها طائفة من أصحابنا وغيرهم - فإنا إنما بينا الأدلة الدالة على تحريمها كما في سائر مسائل الاجتهاد , فأما جواز تقليد من يخالف فيها ويسوغ الخلاف فيها وغير ذلك فليس هذا من مواضع الكلام فيه, وليس الكلام في هذا مما يختص هذا الضرب من المسائل , فلا يحتاج إلى هذا التقرير أن يجيب عن السؤال بالكلية, وحينئذ فمن وضح له الحق وجب عليه اتباعه , ومن لم يتضح له الحق فحكمه حكم أمثاله في مثل هذه المسائل.
الوجه الخامس:
أن المتأخرين أحدثوا حيلا لم يصح القول بها عن واحد من الأئمة ونسبوها إلى مذهب الشافعي , أو غيره , وهم مخطئون في نسبتها إليه على الوجه الذي يدعونه خطأ بينا يعرفه من عرف نصوص كلام الشافعي وغيره , فإن الشافعي رضي الله عنه ليس معروفا بأن يفعل الحيل ولا يدل عليها ولا يشير على مسلم أن يسلكها ولا يأمر بها من استنصحه، بل هو يكرهها وينهى عنها بعضها كراهة تحريم وبعضها كراهة تنزيه , وكثير من الحيل أو أكثر الحيل المضافة إلى مذهبه من تصرفات بعض المتأخرين من أصحابه تلقوها عن المشرقيين.
نعم، الشافعي رضي الله عنه يجري العقود على ظاهر الأمر بها من غير سؤال المعاقد عن مقصوده، كما يجري أمر من ظهرت زندقته , ثم أظهر التوبة على ظاهر قبول التوبة منه من غير استدلال على باطنه، وكما يجري كنايات القذف وكنايات الطلاق على ما يقول المتكلم إنه مقصوده من غير اعتبار بدلالة الحال, وربما أخذ من كلامه عدم تأثر العقد في الظاهر بما يسبقه من المواطأة وعدم فساده بما يقارنه من النيات على خلاف عنه في هذين الأصلين.
أما أن الشافعي رضي الله عنه , أو من هو دونه يأمر الناس بالكذب والخداع بما لا حقيقة له، وبشيء يتيقن بأن باطنه خلاف ظاهره فما ينبغي أن يحكى هذا عن مثل هؤلاء؛ فإن هذا ليس في كتبهم , وإنما غايته أن يؤخذ من قاعدتهم، فرب قاعدة لو علم صاحبها ما تفضي إليه لم يقلها.
فمن رعاية حق الأئمة أن لا يحكى هذا عنهم - ولو روي عنهم - لفرط قبحه.
ولهذا كان الإمام أحمد رضي الله عنه يكره أن يحكي عن الكوفيين والمدنيين والمكيين المسائل المستقبحة.
مثل:
1 - مسألة النبيذ.
2 - والصرف.
3 - والمتعة.
4 - ومحاش النساء.
إذا حكيت لمن يخاف أن يقلدهم فيها، أو ينتقصهم بسببها , وفرق بين أن آمر بشيء. أو أفعله , وبين أن أقبل من غيري ظاهره.
وقد كان بين الأئمة من أصحاب الشافعي من ينكرون على من يحكي عنه الإفتاء بالحيل:
مثل ما قاله الإمام ابن عبد الله ابن بطة:
سألت أبا بكر الآجرِّي - وأنا وهو في منزله في مكة - عن هذا الخلع الذي يفتى به الناس - وهو أن يحلف رجل أن لا يفعل شيئا لا بد له من فعله , فيقال له: اخلع زوجتك , وافعل ما حلفت عليه , ثم راجعها - , واليمين بالطلاق ثلاثا.
وقلت:
إن قوما يفتون الرجل الذي يحلف بأيمان البيع ويحنث أن لا شيء عليه , ويذكرون أن الشافعي لم ير على من حلف بيمين البيعة شيئا.
فجعل أبو بكر يعجب سؤالي عن هاتين المسألتين في وقت واحد.
ثم قال لي:
اعلم منذ كتبت العلم وجلست للكلام فيه , والفتوى ما أفتيت في هاتين المسألتين بحرف.
ولقد سألت أبا عبد الله الزبيري الضرير عن هاتين المسألتين , كما سألتني عن التعجب ممن يقدم على الفتوى فيهما فأجابني بجواب كتبته عنه.
ثم قام فأخرج لي كتاب أحكام الرجعة والنشوز من كتاب الشافعي , وإذا مكتوب على ظهره بخط أبي بكر:
سألت أبا عبد الله الزبيري فقلت له: الرجل يحلف بالطلاق ثلاثا أن لا يفعل شيئا , ثم يريد أن يفعله. وقلت له: إن أصحاب الشافعي يفتون فيها بالخلع ; يخالع ثم يفعل فقال الزبيري ما أعرف هذا من قول الشافعي , ولما بلغني أن له في هذا قولا معروفا, ولا أرى من يذكر هذا عنه إلا محيلا.
وقلت له:
الرجل يحلف بأيمان البيعة , فيحنث ويبلغني أن قوما يفتونهم أن لا شيء عليه , أو كفارة يمين , فجعل الزبيري يتعجب من هذا.
وقال:
أما هذا فما بلغني عن عالم ولا بلغني فيه قول ولا فتوى، ولا سمعت أن أحدا أفتى في هذه المسألة بشيء قط.
قلت للزبيري:
ولا عندك فيها جواب.
فقال:
إن ألزم الحالف نفسه جميع ما في يمين البيعة, وإلا فلا أقول غير هذا.
قال الإمام أبو عبد الله ابن بطة:
فكتبت هذا الكلام من ظهر كتاب أبي بكر وقرأته عليه.
ثم قلت له:
فأنت إيش تقول يا أبا بكر؟
فقال:
هكذا أقول , وإلا فالسكوت عن الجواب أسلم لمن أراد السلامة إن شاء الله تعالى.
ذكر هذا الإمام ابن عبد الله ابن بطة في جزء صنفه في الرد على من يفتي بخلع اليمين وذكر الآثار فيه عن السلف بالرد له وأنه محدث في الإسلام.
وأبو عبد الله الزبيري أحد الأئمة الأعلام من قدماء أصحاب الشافعي رضي الله عنه فإذا كان هذا في خلع اليمين فكيف أن يهبه شيئا ليقفه عليه وأمثالها!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/458)
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[25 - 06 - 08, 02:01 ص]ـ
ملخص كلام ابن تيمية السابق
الإيراد ولك أن تقول: (الشبهة):لا يسوغ الإنكار في مسائل الحيل لأنها مما اختلف فيها العلماء لاسيما على من رأى الدليل في جوازها أو كان متقيدا بمذهب من أجازها، وهم جماعة من الأئمة ومنزلتهم في العلم والفضل والدين لا تخفى
وعليه فلا إنكار فيها إلا أن يقال بقطعية المسألة، وهذا إن قيل فهو قدح في إمامتهم لمخالفتهم القواطع.
ثم إن هذا يفضي ذلك إلى المقابلة بمثله, أو بأكثر منه مما يوقع التفرق المنهي عنه, وإفساد ذات البين, فتصير مسائل الفقه من باب الأهواء، وأن السلف إنما كانوا يختلفون في المسائل الفرعية , مع بقاء الألفة والعصمة وصلاح ذات البين.
جواب ابن تيمية رحمه الله نلخصه في هذه النتائج:1 - تعوذ ابن تيمية مما يفضي إلى الوقيعة في أعراض العلماء، ورجا أن يكون ممن يحبهم ويواليهم ويعرف من حقوقهم ما لا يعرفه أكثر الأتباع.
2 - دين الإسلام إنما يتم بأمرين:
أحدهما: معرفة فضل الأئمة وحقوقهم.
والثاني: النصيحة لله سبحانه ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم , وإبانة ما أنزل الله سبحانه من البينات والهدى.
3 - لا منافاة بين القسمين, وإنما يضيق عن ذلك أحد رجلين:
1 - رجل جاهل بمقاديرهم ومعاذيرهم.
2 - أو رجل جاهل بالشريعة وأصول الأحكام.
4 - ذكر ابن تيمية رحمه الله أن المقصود يتلخص بوجوه خمسة:
الوجه الأول: أن الرجل الجليل الذي له في الإسلام قدم صالح وآثار حسنة , وهو من الإسلام وأهله بمكانة عليا قد تكون منه الهفوة والزلة هو فيها معذور , بل مأجور لا يجوز أن يتبع فيها مع بقاء مكانته ومنزلته في قلوب المؤمنين.
والواجب على من بلغته مقالة ضعيفة عن بعض الأئمة: أن لا يحكيها لمن يتقلدها بل يسكت عن ذكرها إلى أن يتيقن صحتها وإلا توقف في قبولها فما أكثر ما يحكى عن الأئمة ما لا حقيقة له وكثير من المسائل يخرجها بعض الأتباع على قاعدة متبوعة مع أن ذلك الإمام لو رأى أنها تقضي إلى ذلك لما التزمها , والشاهد يرى ما لا يرى الغائب , ومن علم فقه الأئمة وورعهم علم أنهم لو رأوا هذه الحيل وما أفضت إليه من التلاعب بالدين لقطعوا بتحريم ما لم يقطعوا به أولا.
الوجه الثاني: أن الذين أفتوا من العلماء ببعض مسائل الحيل, أو أخذ ذلك من بعض قواعدهم لو بلغهم ما جاء في ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لرجعوا عن ذلك يقينا, فإنهم كانوا في غاية الإنصاف , فكان أحدهم يرجع عن رأيه بدون ما في هذه القاعدة, وقد صرح به غير واحد منهم , وإن كانوا كلهم مجتمعين على ذلك.
ومن أصولهم: أن أقوال أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم المنتشرة لا تترك إلا بمثلها.
الوجه الثالث: أن القول بتحريم الحيل قطعي ليس من مسائل الاجتهاد، وبينا إجماع الصحابة على المنع منها بكلام غليظ يخرجها من مسائل الاجتهاد, واتفاق السلف على أنها بدعة محدثة, وكل بدعة تخالف السنة وآثار الصحابة فإنها ضلالة.
وحينئذ:
1 - فلا يجوز تقليد من يفتي بها.
2 - ويجب نقض حكمه.
3 - ولا يجوز الدلالة لأحد من المقلدين على من يفتي بها.
مع جواز ذلك في مسائل الاجتهاد
وقولهم:
(مسائل الخلاف لا إنكار فيها)
ليس بصحيح فإن الإنكار:
1 - إما أن يتوجه إلى القول بالحكم.
2 - أو العمل.
أما الأول:
فإذا كان القول:
1 - يخالف سنة, أو إجماعا قديما وجب إنكاره وفاقا.
2 - وإن لم يكن كذلك فإنه ينكر بمعنى بيان ضعفه عند من يقول: المصيب واحد وهم عامة السلف والفقهاء.
وأما العمل:
1 - فإذا كان على خلاف سنة, أو إجماع وجب إنكاره أيضا بحسب درجات الإنكار.
2 - وأما إذا لم يكن في المسألة سنة ولا إجماع وللاجتهاد فيها مساغ لم ينكر على من عمل بها مجتهدا, أو مقلدا.
وإنما دخل هذا اللبس من جهة:
أن القائل يعتقد أن مسائل الخلاف هي مسائل الاجتهاد كما اعتقد ذلك طوائف من الناس.
والصواب الذي عليه الأئمة:
أن مسائل الاجتهاد ما لم يكن فيها دليل يجب العمل به وجوبا ظاهرا, مثل حديث صحيح لا معارض من جنسه فيسوغ له - إذا عدم ذلك فيها - الاجتهاد لتعارض الأدلة المتقاربة، أو لخفاء الأدلة فيها.
وليس في ذكر كون المسألة قطعية طعن على من خالفها من المجتهدين كسائر المسائل التي اختلف فيها السلف، وقد تيقنا صحة أحد القولين فيها.
وبالجملة: من بلغه ما في هذا الباب من الأحاديث والآثار التي لا معارض لها فليس له عند الله عذر بتقليد من ينهاه عن تقليده.
ولو لم يكن في الباب أحاديث, فإن المؤمن يعلم بالاضطرار أن نبي الله صلى الله عليه وسلم لم يكن ممن يعلم هذه الحيل ويفتي بها هو ولا أصحابه, وأنها لا تليق بدين الله أصلا, وهذا القدر لا يحتاج إلى دليل أكثر من معرفة حقيقة الدين.
الوجه الرابع: أنا لو فرضنا أن الحيل من مسائل الاجتهاد فإنا إنما بينا الأدلة الدالة على تحريمها كما في سائر مسائل الاجتهاد , فأما جواز تقليد من يخالف فيها ويسوغ الخلاف فيها وغير ذلك فليس هذا من مواضع الكلام فيه, وليس الكلام في هذا مما يختص هذا الضرب من المسائل , فلا يحتاج إلى هذا التقرير أن يجيب عن السؤال بالكلية, وحينئذ فمن وضح له الحق وجب عليه اتباعه , ومن لم يتضح له الحق فحكمه حكم أمثاله في مثل هذه المسائل.
الوجه الخامس: أن المتأخرين أحدثوا حيلا لم يصح القول بها عن واحد من الأئمة ونسبوها إلى مذهب الشافعي , أو غيره , وهم مخطئون في نسبتها إليه على الوجه الذي يدعونه خطأ بينا.
نعم، الشافعي رضي الله عنه يجري العقود على ظاهر الأمر بها من غير سؤال المعاقد عن مقصوده.
أما أن الشافعي رضي الله عنه , أو من هو دونه يأمر الناس بالكذب والخداع بما لا حقيقة له، وبشيء يتيقن بأن باطنه خلاف ظاهره فما ينبغي أن يحكى هذا عن مثل هؤلاء؛ فإن هذا ليس في كتبهم , وإنما غايته أن يؤخذ من قاعدتهم، فرب قاعدة لو علم صاحبها ما تفضي إليه لم يقلها.
وقد كان بين الأئمة من أصحاب الشافعي من ينكرون على من يحكي عنه الإفتاء بالحيل.(97/459)
الحكمة من تحريم معاشرة النساء أثناء الحيض
ـ[أبو القعاع]ــــــــ[25 - 06 - 08, 01:59 ص]ـ
الحكمة من تحريم معاشرة النساء أثناء المحيض
http://www.55a.net/firas/ar_photo/1199050030flower.jpg بقلم الدكتور عمر الأشقر
حرَّم الله على الرجال نكاح أزواجهم إذا كن حُيَّضاً، ونص القرآن على علة التحريم، وهي كون المحيض أذى (ويسألونك عن المحيض قل هو أذىً فاعتزلوا النساء في المحيض) البقرة/ 222. والدراسات العلمية في هذا المجال كشفت لنا عن شيء من الأذى الذي أشارت إليه الآية الكريمة، ولكنهم لم يصلوا إلى التعرف على جميع الأذى الذي عناه النص القرآني، فالعلم في تقدم مستمر، وفي كل يوم يكتشف جديداً، ينبئنا هذا الجديد أن علمنا كان قاصراً.
يقول الدكتور محيي الدين طالو العلبي: ((يجب الامتناع عن جماع المرأة الحائض لأن جماعها يؤدي إلى اشتداد النزف الطمثي، لأن عروق الرحم تكون محتقنة وسهلة التمزق وسريعة العطب، كما أن جدار المهبل سهل الخدش، وتصبح إمكانية حدوث الالتهابات كبيرة مما يؤدي إلى التهاب الرحم أيضاً أو يحدث التهاب في عضو الرجل بسبب الخدوش التي تحصل أثناء الانتصاب والاحتكاك، كما أن جماع الحائض يسبب اشتمئزازاً لدى الرجل وزوجه على السواء بسبب وجود الدم ورائحته، وبالتالي قد يؤثر على الزوج فيصاب بالبرود الجنسي (العنة).
وجماع النفساء له نفس أضرار الحائض، يضاف له عدم شعور كل من الزوجين باللذة بسبب تمدد جوف المهبل خلال الولادة، ويسبب الآلام خلال الجماع، والتي تنجم عن تنبيه تقلص الرحم وآلامها.
ويقول الدكتور البار متحدثاً عن الأذى الذي في المحيض: ((يُقذف الغشاء المبطن للرحم بأكمله أثناء الحيض، وبفحص دم الحيض تحت المجهر نجد بالإضافة إلى كرات الدم الحمراء والبيضاء قطعاً من الغشاء المبطن للرحم، ويكون الرحم متقرحاً نتيجة لذلك، تماماً كما يكون الجلد مسلوخاً، فهو معرض بسهولة لعدوان البكتيريا الكاسح، ومن المعلوم طبياً أن الدم هو خير بيئة لتكاثر الميكروبات ونموها، وتقل مقاومة الرحم للميكروبات الغازية نتيجة لذلك، ويصبح دخول الميكروبات الموجودة على سطح القضيب يشكل خطراً داهماً على الرحم.
ومما يزيد الطين بلة أن مقاومة المهبل لغزو البكتيريا تكون في أدنى مستواها أثناء الحيض، إذ يقل إفراز المهبل للحامض الذي يقتل الميكروبات، ويصبح الإفراز أقل حموضة إن لم يكن قلوي التفاعل، كما تقل المواد المطهرة الموجودة بالمهبل أثناء الحيض إلى أدنى مستوى لها، وليس ذلك فحسب، ولكن جدار المهبل المكون من عدة طبقات من الخلايا يرق أثناء الحيض، ويصبح رقيقاً ومكوناً من طبقة من الخلايا بدلاً من الطبقات العديدة التي نراها في أوقات الطهر، وخاصة في وسط الدورة الشهرية حيث يستعد الجسم بأكمله للقاء الزوج.
لهذا فإن إدخال القضيب إلى الفرج والمهبل في أثناء الحيض ليس إلا إدخالاً للميكروبات في وقت لا تستطيع فيه أجهزة الدفاع أن تقاوم، كما أن وجود الدم في المهبل والرحم يساعد على نمو تلك الميكروبات وتكاثرها.
ومن المعلوم أن على جلد القضيب ميكروبات عديدة، ولكن المواد المطهرة والإفراز الحامض للمهبل يقتلها أثناء الحمل، أما أثناء الحيض فأجهزة الدفاع مشلولة، والبيئة الصالحة لتكاثر الميكروبات متوفرة)).
ويرى الدكتور البار أن الأذى لا يقتصر على ما ذكره من نمو الميكروبات في الرحم والمهبل الذي يصعب علاجه، ولكن يتعداه إلى أشياء أخرى منها:
1 ـ امتداد الالتهابات إلى قناتي الرحم تسدها، أو تؤثر على شعيراتها الداخلية التي لها دور كبير في دفع البويضة من المبيض إلى الرحم، وذلك يؤدي إلى العقم، أو إلى الحمل خارج الرحم، وهو أخطر أنواع الحمل على الإطلاق، ويكون الحمل عندئذ في قناة الرحم الضيقة ذاتها، وسرعان ما ينمو الجنين وينهش في جدار القناة الرقيق، حتى تنفجر القناة الرمية، فتنفجر الدماء أنهاراً إلى أقتاب البطن، وإن لم تتدارك الأم في الحال بإجراء عملية جراحية سريعة فإنها لا شك تلاقي حتفها.
2 ـ امتداد الالتهاب إلى قناة مجرى البول، فالمثانة فالحالبين فالكلى، وأمراض الجهاز البولي خطيرة ومزمنة.
3 ـ ازدياد الميكروبات في دم الحيض وخاصة ميكروب السيلان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/460)
ويبين لنا الدكتور البار أن المرأة الحائض تكون في حالة جسمية ونفسية لا تسمح لها بالجماع، فإن حدث فإنه يؤذيها أذى شديداً، ثم يعرض لنا ما يصحب المرأة أثناء حيضها من علل وأوجاع وآلام فيقول:
1 ـ يصاحب الحيض آلام تختلف في شدتها من امرأة إلى أخرى، وأكثر النساء يصبن بآلام وأوجاع الظهر واسفل البطن، وبعض النساء تكون آلامهن فوق الاحتمال مما يستدعي استعمال الأدوية والمسكنات، ومنهن مَن يحتجن إلى زيارة الطبيب من أجل ذلك.
2 ـ تصاب كثير من النساء بحالة من الكآبة والضيق أثناء الحيض وخاصة عند بدايته، وتكون المرأة عادة متقلبة المزاج سريعة الاهتياج قليلة الاحتمال، كما أن حالتها العقلية والفكرية تكون في أدنى مستوى لها أثناء الحيض.
3 ـ تصاب بعض النساء بالصداع النصفي (الشقيقة) قرب بداية الحيض، وتكون الآلام مبرحة وتصحبها زغللة في الرؤية وقيء.
4 ـ تقل الرغبة الجنسية لدى المرأة وخاصة عند بداية الطمث، بل إن كثيراً من النساء يكن عازفات تماماً عن الاتصال الجنسي أثناء الحيض، ويملن إلى العزلة والسكينة، وهو أمر فسيولوجي وطبيعي، إذ إن فترة الحيض هي فترة نزيف دموي من قعر الرحم (الغشاء المبطن للرحم من الداخل). وتكون الأجهزة التناسلية بأكملها في حالة شبه مرضية، فالجماع في هذه الآونة ليس طبيعياً، ولا يؤدي أي وظيفة، بل على العكس يؤدي إلى الكثير من الأذى.
5 ـ على الرغم من أن الحيض عملية فسيولوجية (طبيعية) بحتة، فإن استمرار فقدان الدم كل شهر يسبب نوعاً من فقر الدم لدى المرأة، وخاصة إذا كان الحيض شديداً غزيراً في كميته.
6 ـ تصاب الغدد الصماء بالتغير أثناء الحيض، فتقل إفرازاتها الحيوية المهمة للجسم إلى أدنى مستوى لها أثناء الحيض.
7 ـ تنخفض درجة حرارة المرأة أثناء الحيض درجة مئوية كاملة، وذلك لأن العلميات الحيوية التي لا تتوقف في الكائن الحي تكون في أدنى مستوى لها أثناء الحيض، وتسمى هذه العمليات بالأيض أو الاستقلاب، ونتيجة لذلك يقل إنتاج الطاقة من الجسم، كما تقل عمليات التمثيل الغذائي.
8 ـ ومع انخفاض درجة حرارة الجسم في المرأة نتيجة للعوامل السابقة يبطئ النبض وينخفض ضغط الدم، فيسبب الشعور بالدوخة والفتور والكسل.
ويذكر الدكتور البار أيضاً أن: الأذى لا يقتصر على الحائض في وطئها، وإنما ينتقل إلى الرجل الذي وطئها أيضاً، فإدخال القضيب إلى المهبل المليء بالدماء يؤدي إلى تكاثر الميكروبات والتهاب قناة مجرى البول لدى الرجل، وتنمو الميكروبات السبحية والعنقودية على وجه الخصوص في مثل هذه البيئة الدموية.
وتنتقل الميكروبات من قناة مجرى البول إلى البروستاتا والمثانة، والتهاب البروستاتا سرعان ما يزمن لكثرة قنواتها الضيقة الملتفة، والتي نادراً ما يصلها الدواء بكمية كافية لقتل الميكروبات المختفية في تلافيفها، فإذا أزمن التهاب البروستاتا فإن الميكروبات سرعان ما تغزو بقية الجهاز البولي التناسلي، فتنتقل إلى الحالبين، ومنه إلى الكلى، وما أدراك ما التهاب الكلى المزمن، إنه العذاب حتى يحين الأجل .. ولا علاج.
وقد تنتقل الميكروبات من البروستاتا إلى الحويصلات المنوية، فالحبل المنوي، فالبربخ، فالخصيتين. وقد يسبب ذلك عقماً نتيجة انسداد قناة المني أو التهاب الخصيتين، كما أن الآلام المبرحة التي يعانيها المريض تفوق ما قد ينتج عن ذلك الالتهاب من عقم.
وأخيراً يذكر الدكتور البار أنه ظهر بحث قدمه البروفيسور عبدالله باسلامة إلى المؤتمر الطبي السعودي السادس جاء فيه أن الجماع أثناء الحيض قد يكون أحد أسباب سرطان عنق الرحم، ويحتاج هذا الأمر إلى مزيد من الدراسة للتأكد.
وصدق الله العظيم إذ يقول: (ويسألونك عن المحيض قل هو أذىً) البقرة/ 222. نعم هو أذى للزوجة وأذى للزوج، وعدم قربان المرأة في المحيض طهارة، طهارة من الأنجاس والأمراض. والله يحب التوابين ويحب المتطهرين (ولا تقربوهنّ حتى يطهرن فإذا تطهَّرن فأتوهنّ من حيث أمركم الله إن الله يحب التوابين ويحب المتطهرين) البقرة (222.
http://www.55a.net/firas/images/back.gifhttp://www.55a.net/firas/images/send.gifhttp://www.55a.net/firas/images/print.gif (http://www.55a.net/firas/arabic/print_details.php?page=show_det&id=1577)(97/461)
التحذير من قناة إسلامية! تساهم في تمييع ثوابت الشريعة وقطعياتها
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 06:12 ص]ـ
التحذير من قناة إسلامية! تساهم في تمييع ثوابت الشريعة وقطعياتها
السؤال: خرجت علينا قناة تدعي أنها إسلامية، ويديرها من يدَّعي أنه من أهل العلم، وهي تميع الدين بدرجة عالية جدّاً، كإثارة التصويتات حول مواضيع وأحكام ثابتة في الدين، كيف نحذر منها؟ وبأي أسلوب؟ فقد مللنا من هذه القنوات السيئة، وهؤلاء أنصاف العلماء، فماذا تنصحوننا؟
الجواب:
الحمد لله
هذه القناة المشار إليها في السؤال معروفة بالسوء، مشهورة بالضلال، فتأسيسها يأتي ضمن باقة قنوات تساهم في إفساد الناس، وقد أوجد صاحبها ما يفسد الناس في أخلاقهم وسلوكهم، وبقي الدين، فجاءت هذه القناة لتؤدي هذا الغرض، وهي معدودة في " القنوات الإسلامية "! عند من لا يفرق بين الحق والباطل، والهدى والضلال، والناظر في برامجها يجد ما يجده في غيرها من القنوات من المخالفات الشرعية، ففيها الموسيقى، والتمثيليات، والتبرج، والبدع والضلالات، وفيها التسويق لدعاة التصوف والقبور – كالجفري -، ومن أخطر ما فيها: عرض الثوابت الشرعية، والأحكام القطعية للتصويت! فيستضيف مديرها في برنامجه سيء الذِّكر " الوسطية " دعاة سوء، وضلال، ليسوق لأفكارهم، وانحرافهم، في نقاش يسيطر هو عليه، ويفصل هو في الموضوع في نهاية المطاف، وقبل ذلك يعرض المسألة المتناقش فيها على جمهوره في الاستديو للتصويت، وغالباً ما يسمعون لأول مرة في المسألة ذاتها، فضلاً عن معرفتهم بأدلتها وأحكامها، ويجعل لهم نسبة في التصويت، ونسبة أخرى للمشاهدين، مسلمهم، وكافرهم! وهي مهزلة تأتي في سياق مهازل هذا المدير الذي يسعى لتمييع الدين، والعبث بثوابته باسم الوسطية!.
والواجب على المسلمين أمور:
1. الحذر من الاغترار بما تعرضه من أحكام وفتاوى ومناهج منسوبة للشرع.
2. التحذير من هذه القناة، ورفع نسبة الإسلام عنها، فهي قناة من ضمن قنوات " روتانا " لا أكثر، ولها رسالة خبيثة في تمييع الدين، وتسويق البدع والضلال.
وينبغي أن يكون التحذير مما فيها موثقاً بالبينات، ومدلَّلاً على مخالفته بالكتاب والسنَّة، ولعلَّ أحداً من الطلاب الجادين أن يتولَّى ذلك، ضمن برنامج للحصول على درجة علمية من جامعة إسلامية، وهو أمر جدير بالاهتمام به.
3. تحذير أهل السنَّة من الخروج فيها في برامج أو استضافات، وقد ساءنا أن يكون لشخصية دعوية مشهورة من أهل السنَّة برنامج فيها، وقد وُضعت هذه الشخصية في موقف لا تُحسد عليه، حيث صدحت الموسيقى، وعلا صوت الغناء فوق رأسه، وهو جالس لا يدري ما يفعل، وكان صاحبه الذي معه أحسن منه تصرفاً؛ حيث خرج مباشرة من الاستديو عند أول تلك الموسيقى، وذلك الغناء.
4. عدم المشاركة في التصويت لمن ابتلي بمشاهدة برنامج يصوَّت فيه على شيء من ثوابت الشريعة.
5. استصدار فتاوى من أهل العلم الموثوقين بما تفعله تلك القناة من مخالفات للشرع.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/117293
ـ[صخر]ــــــــ[25 - 06 - 08, 06:37 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو محمد]ــــــــ[25 - 06 - 08, 06:38 ص]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل.
جزاك الله خيرا على نقل هذه الفتوى القيمة.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[25 - 06 - 08, 08:56 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
وليتهم ذكروا اسمها.
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[25 - 06 - 08, 09:20 ص]ـ
الحمد لله ليس عندي تلفاز و لكن لا شك أنهم يقصدون قناة الرسالة قبحها الله من رسالة
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 09:32 ص]ـ
احسنت
بارك الله فيكم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 03:09 م]ـ
إخواني
اجعلوا هذا الموضوع في توثيق ما في القناة من ضلال وانحراف
وحبذا أن يتم فتح ملف برنامج " الوسطية " ليتم جمع مادة يطلع عليها علماؤنا وخاصة من يخرج منهم على القناة أو يزكيها
هذا أفضل من كثير من الكلام
والقناة تنشر موادها على موقعها
فحبذا الاهتمام بالعمل النافع ليتم التحذير بعلم وبرهان فلعل الغشاوة تزول عن بعض من لا يزال يثق في هؤلاء أن يقدموا دين الإسلام خاليا من الشوائب
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 05:08 م]ـ
فتوى قيمة، بارك الله فيك
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 06:45 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا إحسان .. ونعتذر إليكم
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[25 - 06 - 08, 07:11 م]ـ
الشيخ الحبيب إحسان العتيبي، وهبَ اللهُ لكَ السلامة. وأدامَ لكَ الكرامة، ورزقَكَ الاستقامة، ورفعَ عَنْكَ النَّدَامة. جزاك الله خيراً.
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[25 - 06 - 08, 09:33 م]ـ
مثل هذه الفتاوي ينبغي أن تستسقى من قبل كبار أهل العلم المشهود لهم بالفتيا، خاصة أن فتاويهم دائما ما تذيّل بأسمائهم و الحمد لله ..
الفتاوى مجهولة (المفتي) غالبا ما تفسد أكثر مما تصلح، هذا رأيي و إلا فإني لا أعلم عن أي قناة تتحدثون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/462)
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[25 - 06 - 08, 09:35 م]ـ
من باب التوثيق .. !!
أذكر أنه في حلقة من الحلقات خرج الدكتور محمد عمارة في برنامج حواري ولم أكن أن أشاهد هذه القناة إلا لمعرفة ما بها من خبث ..
خرج محمد عمارة وقال كلاماً لايخرج من رجل يشهد أن لا إله إلاالله وهو رغبته أن تكون الكنائس في مصر كعدد المساجد .. !!!
ولما سألتُ أحدَ أهلِ العلمِ قالَ: أن هذا الكلام كفر بالله عز وجل .. لأنه لاأحد يرغب أن ينتشر الكفر في الأرض ..
(وليعلم الإخوة أني لاأكفر أحداً بعينه)
وقد كان استضاف السويدان في تلك الحلقة أحد القسيسين المصريين .. وخرج فيها طوام .. !!
أسأل الله لهم الهداية .. والملاحظات على هذه القناة أكثر من أن تحصى ..
وأستغرب من أهل العلم عدم تشهيرهم بها, بل وخروج بعضهم بها ..
أعوذ بالله من الخذلان .. ونسأل الله الثباتَ ......
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[25 - 06 - 08, 11:39 م]ـ
هل برنامج الوسطية هو الذي يقدمه السويدان .. ؟؟
ـ[معاد الجزائري]ــــــــ[26 - 06 - 08, 12:34 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[26 - 06 - 08, 03:08 ص]ـ
هل برنامج الوسطية هو الذي يقدمه السويدان .. ؟؟
نعم أخى
وهذا آخر استفتاء موجود على موقعهم
الولاء و البراء مصطلح قديم يسبب اشكالات في واقعنا اليوم:
أوافق ويجب تعديله
لا أوافق ويجب المحافظة عليه
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[26 - 06 - 08, 06:07 ص]ـ
(وليعلم الإخوة أني لاأكفر أحداً بعينه)
اخي الكريم هذا الكلام باطل على اطلاقه بل هو مذهب المرجئة ونحن اهل السنة وسط بينهم وبين الخوارج.
فالمعين يكفر اذا كان كذلك.
وأستغرب من أهل العلم عدم تشهيرهم بها, بل وخروج بعضهم بها ..
بحمد الله لم يخرج فيها احد من اهل العلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 06:26 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
والملاحظ أننا نتحدث عمن يريد تقديم " رسالة " من خلال هذه القناة، وليس المقصود نشر الإسلام الصحيح
وإلا فلم لم يدعم صاحبها القنوات الإسلامية الخالصة من الشوائب؟
ولماذا لم يدعوه ما في القناة من إسلام لغلق قنواته الأخرى الفاسدة؟!
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[26 - 06 - 08, 08:54 ص]ـ
من ضلالات القناة التي وجدتها في موقعها هذه الفتوى التي لم أتوقع أن تصدر عن مسلم فضلاً عن شيخ و علامة ولاحول و لاقوة الابالله
السؤال:
كمقدمة برنامج أو كمضيفة في برنامج أو كمشاركة من الجمهور وكممثلة في فيلم أو مسلسل أو مسرحية (نظرا لعدم توافر المواد) مع التزامنا بضوابط الإحتشام وعدم الإبتذال وإثارة الغرائز.
1. ما هو رأيكم حول ظهور المرأة غير محجبة ولكنها محتشمة (بمعنى لا تثر الغرائز أو تخضع بالقول أو نحو ذلك) في برامج متخصصة اجتماعية أو طبية أو علمية ... ومافي حكمها حيث أن وجودها أحياناً قد يكون لبيان رأيا علمياً متخصصا أو نحو ذلك كما في برامج المرأة والطفل مثلاً وذلك نظراً لعدم توافر البديل المناسب مع التزامها بالإحتشام الكامل؟
عن ظهور المرأة في البرامج والدراما، مثل: أن تكون مقدمة برامج، أو ضيفة فيه، أو مذيعة أخبار، أو مشاركة من الجمهور، أو ممثلة في فيلم أو مسلسل .. الخ. هل يجوز ظهورها غير محجبة، ولكنها محتشمة، .. الخ؟
ونحن هنا نُقِر أمرين مهمين:
الأول: إنه لا يمكن لقناة تليفزيونية أن تستغني عن المرأة تماما، إلا إذا استغنت عن نصف المجتمع. فالمرأة جزء من الحياة البشرية، كما قال تعالى: {بعضكم من بعض} آل عمران: 195.
ومنذ خلق الله آدم أبا البشر، خلق له من نفسه –أي من جنسه– زوجا ليسكن إليها، وقال له: اسكن أنت وزوجك الجنة، وألزمهما معا بأول تكليف إلهي {ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين} البقرة:35.
وقد رأينا المرأة في قصص الأنبياء: بعد آدم، نوح وإبراهيم ويوسف وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة السلام. ولذا لا يتصور أن تخلو الحياة من المرأة إلا استنكافا واعتسافا.
والأمر الثاني: أننا إذا أردنا أن ندخل معترك الإعلام، ونُقِيم لنا إعلاما ملتزما ينافس إعلام الآخرين، بل يتفوق عليهم، فلا بد أن نتبنى في فقهنا الإسلامي أصلين أساسيين أراهما ضروريين:
الأصل الأول: التيسير. لا بد أن نتبنى التيسير لا التعسير، والتبشير لا التنفير، وبعض الأخوة ينكرون هذا ويقولون: نحن مع الدليل، سواء جاء باليسر أو بالعسر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/463)
وأنا أقول لهم: إن التيسير منهج نبوي، أمر به النبي الكريم أبا موسى ومعاذا حين أرسلهما إلى اليمن، وأمر به الأمة كلها فيما رواه أنس عنه "يسروا ولا تعسروا " فلا بد أن يكون لهذا التيسير معنى. وقد قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه، حين همُّوا بالصحابي الذي بال في المسجد: "لا تزرموه (أي لا تقطعوا عليه بوله) وصُبّوا عليه ذنوبا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين" رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة.
ومعنى هذا: أنه لو كان هناك قولان متكافئان أو متقاربان أحدهما أحوط، والآخر أيسر، فبماذا نفتي عموم الناس؟ أما أنا فأفتيهم بالأيسر، وخصوصا في عصرنا، الذي رَقّ فيه الدين، وقَلّ فيه اليقين. ودليلي على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم (ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما).
ولا شك أن الفقهاء يتفاوتون في التشديد والتيسر، فمنهم من يتمسك بحرفية النص، ومنهم من ينظر إلى مقصوده، ومنهم من يتوسع في الأخذ بالرخص، ومنهم من يُضَيِّق، وقد عرف تراثنا شدائد ابن عمر، ورخص ابن عباس.
وأرى أن الإعلام خاصة أحوج ما يكون إلى فقه التيسير، فإذا كان هناك من يُشَدِّد ويقول: الوجه عورة، فعلى الفقه الإعلامي أن يأخذ بقول من يقول: الوجه ليس بعورة. وإذا كان هناك من يُحَرِّم التصوير، فلا بد لنا من ترجيح القول بجواز التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني وغيرهما. وإذا كان هناك من يُحَرِّم الغناء بآلة أو بغير آلة، وهناك من يجيزه بشروط فلا بد لنا أن نرجح جوازه بشروط. وهكذا.
الأصل الثاني: هو (التدرج) والتدرج: سنة كونية، وسنة شرعية، ولا يمكن أن نُوجد إعلاما إسلاميا يحقق الأهداف، ويُشْبع طموحات المؤمنين، بغير أن نُعد له القوة، ونهيئ له الأسباب، ومنها الطاقات أو (الكوادر) البشرية الفنية المتخصصة والمدربين، وهذا يحتاج إلى زمن طويل، وإلى أعداد كبيرة من البشر، وإلى أموال غزيرة تجند لتهيئتهم للقيام برسالتهم المتنوعة والمتعددة.
ونحن نعلم كيف تدرجت تعاليم الإسلام وأحكامه، في فرض الفرائض، وتحريم المحرمات، ولعل تحريم الخمر على مراحل من أوضح ما يذكر هنا. فلماذا ننسى هذا في إقامة مجتمع إسلامي معاصر قادر على منافسة المجتمعات المتقدمة، مع المحافظة على أصوله وقيمه ومعتقداته وشرائعه؟!
بناء على تقرير هذين الأصلين: التيسير والتدرج، لا أرى مانعا من استخدام المرأة غير المحجبة في غير تقديم البرامج؛ لأن مقدمة البرامج موظفة أساسية في القناة أما الأمور الأخرى فلا مانع منها، إذا لم تكن متبرجة ولا مبتذلة، ولكنها تلتزم بالحشمة المعقولة.
وهذا بحكم الضرورة، أو الحاجة التي تنزل منزلة الضرورة، وللضرورات أحكامها، ولكن ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها، وما ألحق بالضرورات من الحاجات – خاصة كانت أوعامة – يأخذ حكمها. وهذا من فضائل هذه الشريعة.
على أن تسعى القناة ما أمكنها للبحث عن المحجبات والملتزمات، كلما وجدت إلى ذلك سبيلا، فهي تتعامل مع الواقع، مع السعي في إصلاح الحال.
ـ[أبوأحمد الحتاوي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 10:23 ص]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل
ولله قول ابن سيرين - رحمه الله تعالى -: (إن هذا العلم دين. فانظروا عمن تأخذون دينكم)
نعم يجب أن ننظر عمن نأخذ ديننا .... ونحن نرى فتننا كقطع الليل المظلم
ونرى تخبط أوضح من الشمس في غسق النهار
تخبط في أناس يتكلمون بأسم الدين
وإلى الله المشتكى إذا صارت ثوابت الدين ترجح بالتصويت والعويل وحسببنا الله ونعم الوكيل
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[26 - 06 - 08, 01:19 م]ـ
و اللهِ إن القلبَ ليحزن و إن العينَ لتدمع و إنّا على ضياعِ الأمانةِ لمحزونونَ لمحزونون
جزاكم الله خيرا يا شيخنا الكريم إحسان
ـ[مصلح بن سالم]ــــــــ[26 - 06 - 08, 01:20 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
لقد سمعت محاضرة في إذاعة القرآن الكريم حول الفتوى والتصدر لها بغير علم وقد تطرق لهذا الأسلوب أقصد أسلوب الإستفتاء على ثوابت المسلمين
المحاضرة كانت لعالم من علمائنا وأريد أن أتوثق اولا.
ثم لعلي أبحث عن الماحضرة و أوافيكم بها
ـ[ابوعمرالتميمي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 01:55 م]ـ
كان بودي أن يكون هناك تعيين لهذه القناة لتكون رادعة لها،،، ولا أظن أن التحفظ على اسم القناة فيه مصلحة
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:03 م]ـ
بارك الله فيك يا شيخ إحسان و لا شك أن هذه القناة و أمثالها تدعو إلى الإنسلاخ من الشريعة من انحلال و فساد و عرض نصوص الشريعة إلى الرأي و مما زادني هماً أن أغلب الناس يحبون ما تدعوا إليه مثل هذه القنوات لأنهم كما يقولون فيها الوسطية و الإعتدال و الإنفتاح فحينما ينظرون إلينا و إلى ما نقول، يقولون أنتم تُشددون.
فالله المستعان.
ـ[زهير بني حمدان]ــــــــ[26 - 06 - 08, 03:09 م]ـ
هذا الغبيّ الدعيّ مرة في رسالته!
كان يعمل لقاء مع اعلاميين ومن ضمنهم مدير قناة الهدى وكان ينكر عليه انكم لماذا ياصحاب قناة الهدى لاتخرجون النساء على قناتكم؟!
وسؤاله كان على وجه التهمة ناهيك عن مافي قناته من دجل وضلال!!
جزاك الله خيرا شيخنا احسان والاخوة الاكارم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/464)
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[26 - 06 - 08, 03:44 م]ـ
اخي الكريم هذا الكلام باطل على اطلاقه بل هو مذهب المرجئة ونحن اهل السنة وسط بينهم وبين الخوارج.
فالمعين يكفر اذا كان كذلك.
بحمد الله لم يخرج فيها احد من اهل العلم.
أخي عبدالمصور .. ليس قصدي أقرر عقيدة ..
وأنا أعتقد أن المعين يكفر ..
وإنما معنى كلامي أني لست من أهل العلم الذين يحققون في وجود الشروط وإنتفاء الموانع ..
إنما أنا طويلب علم ناقل .. ولست أهلاً لأن أكفر
وهذا الأمر يوكل لأهل العلم
ـ[السيد زكي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 03:45 م]ـ
اللهم ازل هذه الفتن واصلح الامة واهدها للحق وثبت علماء السنة وقوهم لدفع الشبه والفتن عن الامة
ـ[محمد النافع]ــــــــ[27 - 06 - 08, 03:19 ص]ـ
المصيبة أن أخطاء السويدان ليست أخطاء عابرة أو غير مقصودة بل هي منهج يقوم الرجل على تبنيه بخيله ورجله منهج المميعة الجدد!! فكثير من قضايا الدين قد طرحها للنقاش في برنامجه الذي أشار له الإخوة وكذلك في المواقع التي يشرف عليها ويتبناها على الانترنت ,وحقيقة يذكرني الرجل بالمشروع الأمريكي في المنطقة والساعي لهدم الدين لا أدري لماذا ربما لأن الرجل قد بالغ في تنازلاته الفجة والممجوجة إلى درجة أنه وافق القوم في مرادهم.
ولا أخفيكم سرا أنني ومن وقت طويل كنت أرى في الرجل نار فتنة تلوح من بعيد خصوصا بعد أشرطته التي أخرجها في الكلام على الفتنة التي دارت بين الصحابة الكرام ثم أتبعها بشريط مسجل مع زعماء الشيعة جاء فيه بطوام منها أنه يرى أن أهل السنة لم يعطوا أهل البيت حقهم بل تعدى حده في ذلك الشريط وطلب من الشيعة إذا كانوا ولابد سيسبون بعض الصحابة فلا يسبونهم في العلن!
الرجل سلك طريقا منحرفا ولا يشك في ذلك إلا من أعمى الله بصيرته فيجب علينا القيام بواجب النصح والذب عن الشريعة بدلا من المجاملات الباردة التي مازال يسلكها البعض هدا لله الجميع.
ـ[مصلح بن سالم]ــــــــ[27 - 06 - 08, 04:08 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
قد وجدت المحاضرة كما وعدتكم تجدونها على هذا الرابط وهي لفضيلة الشيخ عبدالكريم الخضير وفي موقعه
http://www.khudheir.com/ref/2449/text
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[27 - 06 - 08, 09:04 م]ـ
وتلكم أختها التي تساندها في تسويق الدين المغشوش المنقوص.!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139047
ـ[أبوعبدالله بن محمد بن عبدالله]ــــــــ[27 - 06 - 08, 09:22 م]ـ
إخواني
اجعلوا هذا الموضوع في توثيق ما في القناة من ضلال وانحراف
وحبذا أن يتم فتح ملف برنامج " الوسطية " ليتم جمع مادة يطلع عليها علماؤنا وخاصة من يخرج منهم على القناة أو يزكيها
هذا أفضل من كثير من الكلام
والقناة تنشر موادها على موقعها
فحبذا الاهتمام بالعمل النافع ليتم التحذير بعلم وبرهان فلعل الغشاوة تزول عن بعض من لا يزال يثق في هؤلاء أن يقدموا دين الإسلام خاليا من الشوائب
ونعم الرأي يا شيخ إحسان ..
وحبذا أن يسمح مشرفو ملتقى أهل الحديث بوضع الروابط تثبيتا لما في القناة من ضلال.
ولو لم يسمح الأخوة هنا ممكن أن يوضع الموضوع في موقع الألوكة مثلا.
والقصد من ذلك أنه إذا تم جمع عدد كبير من الانتقاد لم يبق مقال لقائل لعل وعسى ويصبح من كان ضدك بسبب تعميم الكلام يصبح بعد الادلة والتوثيقات معك مؤيدا لك هذا من جهة.
ومن جهة أخرى أن ذلك يحقق الغرض الذي أشار اليه الاخوة وهو التحذير من الضلال والفساد وكل من أراد التحذير يحيل الى هذا الموضوع هنا وفي ذلك خير كبير ويمكن بعد اكتمال عدد لا باس به من التوثيقات جعلها في ملف وورد ونشرها في شتى المواقع.
وقد أحسن الأخوة اعلاه بذكر عدد لا باس به من الامثلة.
وإلى الاخوة الذين يسألون عن اسم القناة هي قناة الرسالة افتح google واكتب بحث قناة الرسالة وسيظهر لك الموقع.
وستجدون في اول صفحة التصويت الذي اشار اليه الاخوة
الولاء و البراء مصطلح قديم يسبب اشكالات في واقعنا اليوم:
أوافق ويجب تعديله
لا أوافق ويجب المحافظة عليه
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[27 - 06 - 08, 10:25 م]ـ
ٌقد أحسنتم جميعا بارك الله فيكم وجزاكم خيرا. لكن جاء في الفتوى المنقولة أن من الواجب تحذير أهل السنَّة من الخروج فيها في برامج أو استضافات، وقد ساءنا أن يكون لشخصية دعوية مشهورة من أهل السنَّة برنامج فيها ... وهذا حق لكنني أستغرب من مشاركة الشيخ محمد المنجد المشرف العام على الموقع الذي أصدر هذه الفتوى أستغرب من مشاركته في قناة اقرأ التي لاتقل عن قناة الرسالة في السوء. وقد نفى بعض الإخوة خروج أحد من أهل العلم في الرسالة، والمعروف أنه يخرج فيها عدد من الدعاة والمختصين في الشريعة كاالدكتور سلمان العودة، والدكتور عايض القرني، والدكتور محمد العريفي، والدكتور إبراهيم الدويش، والدكتور عبدالله المصلح، وكل هؤلاء من حملة الدكتوراه في علوم الشريعة، ولهم برامج دائمة في هذه القناة مع الأسف الشديد، وتفتخر القناة بين الفينة والأخرى بإظهار صورهم في الفواصل الإعلامية مع الجفري الضال وعمرو خالد الجاهل، بل قبل رمضان الماضي كانوا ينشرون صورهم أو أكثرهم في حوائط إعلانية في الشوارع دعاية للرسالة. وكانوا في رمضان يعرضون سهرات رمضانية بعض المذكورين مع الجفري داعية الضلالة يجمعهم مكان واحد وموضوع واحد وكل يجامل الآخر مع الأسى المديد، وإلى الله المشتكى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/465)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[28 - 06 - 08, 12:17 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=117439
وهذا تفريغ كلام الشيخ المنجد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=716545#post716545
ومن المضحكات أن أحد المنتكسين وأحد الدروز استهجنا انبطاح هذا الشخص في أحد المؤتمرات الأروبية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=792340#post792340
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 02:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
اللهم اجعلنا هداة مهتدين غير ضالين ولا مضلين.
ـ[*أبو محمد*]ــــــــ[28 - 06 - 08, 01:23 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا إحسان
ويا ليت يتم بيان تلك القنوات
للتحذير منها ومن شرها0
وفقكم الله
ـ[أبو محمدالنجدي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 02:36 م]ـ
نسأل الله أن يكفينا شره ..
وقد حذر منه الشيخ عبدالعزيز الراجحي قديماً , وقال لاتسمعوا لأشرطته.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 06 - 08, 05:56 م]ـ
أكثر من مرة أدخل لأعلق
ولكن ....
الحمدلله على كل حال
بذلت لهم نصحي عند منعرج اللوى @@ فلم يستبينوا الرشد إلى ضحى الغد
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[28 - 06 - 08, 06:32 م]ـ
لعل البيت هكذا وقد نسب لدريد بن الصمة وقيل غيره.
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد
ديوان الحماسة ج1/ص337
جمهرة أشعار العرب ج1/ص180
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 06 - 08, 06:36 م]ـ
لعل البيت هكذا وقد نسب لدريد بن الصمة وقيل غيره.
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا الرشد إلا ضحى الغد
ديوان الحماسة ج1/ص337
جمهرة أشعار العرب ج1/ص180
شكراً على التصحيح
ـ[ابوطلال]ــــــــ[29 - 06 - 08, 03:27 م]ـ
أظن أنه إذا غلب شرها فيحذر منها كلية أما إذا غلب عليها الخير فيحذر من الشر الذي فيها والله أعلم
ـ[السدوسي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 02:56 ص]ـ
شكر الله للشيخ الفاضل إحسان إثارة هذا الأمر والتحذير من هذه القناة ومما يضاف أيضا:
1 - تقرير راند نص على قناة الرسالة في معرض ذكره القنوات التي ينبغي أن تدعم من أمريكا لمواجهة الإسلام المتطرف زعموا
2 - مدير القناة زوج ابنته من أمريكي وقد نشر ذلك في وسائل الإعلام في حينه.
3 - إختيار الوليد بن طلال له يدل على أنه على وفاق معه وقد أثنى عليه في عدة لقاءات.
أما خروج المشايخ فلعلهم نظروا إلى قول الله تعالى (بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق) والأزهر أسس لنشر البدعة!!
لكني لاأرتضي والله خروجهم وليتهم يتركونهم كي لا يخدعوا الجهلة وفي القنوات الدعوية غنية لهم.
ـ[علاء المسلم]ــــــــ[30 - 06 - 08, 03:46 ص]ـ
أين رابط الفتوى لأن الرابط الموجود فى الموضوع لا يشير لشىء؟
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[30 - 06 - 08, 01:38 م]ـ
نعم أخى
وهذا آخر استفتاء موجود على موقعهم
الولاء و البراء مصطلح قديم يسبب اشكالات في واقعنا اليوم:
أوافق ويجب تعديله
لا أوافق ويجب المحافظة عليه
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
بارك الله بك أخي العزيز أبا مالك:
فطارق سويدان يحسب الإسلام مثل النصرانية وغيرها من الأديان الشركية، يغيرون دينهم بأيديهم. فالولاء لله ولرسوله وللمؤمنين والبراءة من أعداء الله ثابت بآيات نزلت من رب العزة محفوظة، لو اجتمعت الأنس والجن على تغيير حرف لما أفلحوا .... قال تعالى:
(قل إن كانءابائكم وأبنائكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين) التوبة 24
والآيات كثيرة في هذا الباب .......
وليس على ما يرغب به الناس ...... ولو كان كذلك لهدم الإسلام من زمان!!!
وقال عبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: الجماعة ان تكون على الحق ولو كنت واحدا ........
وهناك ملايين في إيران وبلاد الشيعة الأخرى، يسبون أبا بكر وعمر وعثمان وعائشة رضي الله عنهم، فهل أصبح ذلك هو الحق؟
أفلا يعرف ذلك ... ؟؟
والله الموفق
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[30 - 06 - 08, 01:40 م]ـ
وبارك الله بشيخنا أبي طارق، سباق الى الخير دوما ...
ـ[ابى عبد الله السلفى]ــــــــ[30 - 06 - 08, 06:10 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/466)
جزى الله الشيخ إحسان خيراً وللعلم فقناة إقرأ لا تختلف كثيراً فى منهجها عن قناة الرسالة.
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[02 - 07 - 08, 05:40 م]ـ
والأزهر أسس لنشر البدعة!!
أخي الكريم ((السدوسي)) وفقه الله
((لم أفهم ماذا تقصد بهذه العبارة))
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 07 - 08, 07:11 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[04 - 07 - 08, 08:56 م]ـ
الشيخ الحبيب إحسان.
جزاك اللهُ خيراً على نقل الفتوى.
ودعني أنقل لك طامة من طوام طارق السويدان، وكاتب هذه الطامة ليس محسوبا على تيار إسلامي، بل الكاتب موغول في الانحراف، وهو الذي قرر أن كلمة التوحيد لا معنى لها - فض الله فاه -، فالكاتب عن طارق السويدان عندما شاهد التقرير الذي نشر عن الدعاة الجدد وما يتقاضونه من أموال في أرصدتهم اشتعل في قلبه الحسد، وكتب عن طارق السويدان باقعة لو عُرضت على أصغر طالب علم لحكم بها على مقولته.
قال الكاتب: " كان شهر يناير الماضي يلملم ذيوله، وفي السادس والعشرين منه انعقد المؤتمر الذي نظمته "مؤسسة أوروبا للثقافة والفنّ" في العاصمة الإيطاليّة روما، وكان موضوع المؤتمر أو المهرجان هو "الغرب كما تراه وسائل الإعلام العربيّة"، وكان المدعوون للحديث في المؤتمر مشارب شتى، فمن نجدة أنزور المخرج السوري، إلى طارق السويدان، وهو واحدٌ من أبرز من يسمّون بالدعاة الجدد، وكذلك فيصل القاسم صاحب برنامج "الاتجاه المعاكس" في قناة "الجزيرة"، وأخيراً كاتب هذه السطور ...
أوردت ما سبق مدخلاً لما أردت الحديث عنه في هذا المقال، دار الحوار ساخناً بين المتحدثين والحضور، وتحدّث الدكتور طارق السويدان بحديثٍ غريبٍ عجيبٍ بالنسبة لي، فقد قال -فيما قال- إنه يمثّل حركةً إسلاميةً هي الأكبر في العالم الإسلامي- لا أدري حتى الساعة عن أيّ حركةٍ يتحدث! -، وقال إن خطاب بن لادن لا يؤيده من الحركات الإسلامية إلا أقلها حجماً!، ثمّ تحدّث عن الرؤية التي يمثّلها– وأنا أنقل من نوتةٍ كتبتها أثناء الندوة ولم تصلني بعد النسخة المصوّرة للندوة- فقال: نحن ضدّ إقامة حكوماتٍ إسلاميةٍ، ونحن نؤمن بالديمقراطية، ونؤمن بالحرية، ونؤمن أنّ من رضي عنه الناس فليحكم، وأننا مع حوار الحضارات!
واسترسل في حديثٍ حاول فيه التماهي مع أهمّ المفاهيم الغربية الحديثة كالديمقراطية والحرية وغيرهما، حتى وصل الأمر بفيصل القاسم أن قال لي بعد الندوة: لقد خجلت من طريقة تملّقه للغرب بهذه الطريقة، ليس هذا أغرب ما سمعت، ولكن عندما ابتدأت المداخلات من الجمهور الحاضر بكثافة في مقاعد المسرح، كنّا جميعاً على موعدٍ مع سؤالٍ صادمٍ وشديد التركيز ألقته نائبةٌ إيطالية في البرلمان الأوروبي تعليقاً على قول السويدان: إن منع الحجاب في جامعات فرنسا هو أمرٌ ضدّ حريّة الفرد التي يؤيدها بشدة، كان السؤال الذي ألقته النائبة الأوروبية كالتالي: أنت ضد منع الحجاب في جامعات فرنسا انطلاقاً من مبدأ حرية الفرد الذي تؤمن به وأنا معك في هذا، ولكن دعني أسألك ما رأيك في البلاد الإسلامية أن نقول كما أنّ للفتاة الحقّ في وضع الحجاب، فهل لها الحريّة في أن تخرج سرّتها كذلك؟
كان السؤال مباشراً وصادماً وانتظرت بفارغ الصبر جواباً من السويدان، فجاء جوابه كالتالي: قال الله تعالى "وقل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر"، وقال تعالى: "لست عليهم بمسيطر"، وقال تعالى:"لا إكراه في الدين"، فإذا كان الإنسان مسموحا له أن يكفر بالله فكل ما سواه أسهل، لكننا ندعو الناس إلى الأخلاق ... فالحرية أساس دعوتنا!
إذاّ فالدكتور طارق السويدان يرى أن الإنسان مسموحٌ له أن يكفر بالله، والفتاة من حقها أن تخرج سرّتها من باب أولى، ثمّ إن الموقف الشرعي من هذا كله يقتصر على "دعوة الناس إلى الأخلاق"!، هذه هي المحصّلة النهائية من هذا الجواب الصادم الذي أدلى به السويدان مخاطباً للغرب، وهي مفرداتٌ كما هو ظاهرٌ لا يستطيع السويدان طرحها في العالم العربي، ما يدلّنا على قدرة خطاب الدعاة الجدد على التشكّل والتلوّن، وأنّه خطابٌ بلا ثوابت إلا ثوابت الهيمنة على عقول الأتباع، وإيصال "الدعوة" إلى كلّ الناس وبأي شكلٍ وبكلّ وسيلةٍ، بغض النظر عن موقف الشريعة أو الدخول في تفاصيل أدلّتها وأساسيّاتها ".ا. هـ.
هذه حقيقة طارق السويدان كما ينقلها الكاتب المنحرف تبين التلون لمدير قناة الرسالة.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 07 - 08, 09:10 م]ـ
ألا تعجبون يا قومُ من نوعية الضيوف التي يختارها الرجل في برنامجه , فهو يستقطب أقواماً بضاعتهم مزجاةٌ ويتلعثم أحدهم عند مفاجأة الإمام السويدان له بالأسئلة فتراه كالطفل الذي أجرم جرماً يرجو أن لا يكشفه أحدٌ ولوا مخافة الغيبة لسمَّيتُ , ويستمر الوضع كذلك حتى تتعالى صفقات الحضور البسطاء الذين تمتلئ بهم مقاعد المسرح.!!
فما مراده من ذلك.؟
وما الذي جعل أولئك يستجيبون لدعوته السخيفة على قناة الضرار هذه.؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/467)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 07 - 08, 04:19 م]ـ
ما يدلّنا على قدرة خطاب الدعاة الجدد على التشكّل والتلوّن، وأنّه خطابٌ بلا ثوابت إلا ثوابت الهيمنة على عقول الأتباع، وإيصال "الدعوة" إلى كلّ الناس وبأي شكلٍ وبكلّ وسيلةٍ، بغض النظر عن موقف الشريعة أو الدخول في تفاصيل أدلّتها وأساسيّاتها ".ا. هـ.
صدق
كائنا من كان
جزاك الله خيرا شيخ عبد الله
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 07 - 08, 04:20 م]ـ
قناة الضرار
صدقت في هذا الوصف
ـ[مجود]ــــــــ[07 - 07 - 08, 03:51 م]ـ
في آخر برنامج شاهدته كان عن الولاء والبراء مع الطوائف المنتسبة "زورا" إلى الاسلام .. والا سلام منها براء
ما لفت نظري حقيقة هو تواجد عدد من يحسب على أهل العلم .. وبالطبع هم مغمورون لم أعرفهم إلا من خلال ذلك البرنامج .. إنما تم احضارهم لأداء مهمة معينة وهي تمييع العلاقات الشرعية مع أناس نختلف معهم في أصول الدين وليس فروعه فحسب ..
كان السويدان يجر منهم الأفكار جرّا ويلقنهم ما يريد هو أن يقولوه .. ومن أراد منهم أن يستفيض ويتوسع في الشرح كان يقاطعهم طالبا أن يعطيه الزبدة "المتفق عليها"
الطريقة السمجة والأهداف كانت في غاية الوضوح للمشاهدين ..
صاحب الفطرة السليمة يشم من طرح السويدان الريبة ..
ـ[أحمد الصدفي]ــــــــ[07 - 07 - 08, 04:20 م]ـ
ألا تعجبون يا قومُ من نوعية الضيوف التي يختارها الرجل في برنامجه , فهو يستقطب أقواماً بضاعتهم مزجاةٌ ويتلعثم أحدهم عند مفاجأة الإمام السويدان له بالأسئلة فتراه كالطفل الذي أجرم جرماً يرجو أن لا يكشفه أحدٌ ولوا مخافة الغيبة لسمَّيتُ , ويستمر الوضع كذلك حتى تتعالى صفقات الحضور البسطاء الذين تمتلئ بهم مقاعد المسرح.!!
فما مراده من ذلك.؟
وما الذي جعل أولئك يستجيبون لدعوته السخيفة على قناة الضرار هذه.؟
لقد عجبت من ذلك، فأكثرهم من "دكاترة المسألة الواحدة" لا يعرفون من الشريعة إلا المسألة التي نالوا بها شهادة "الدكتوراه"، فيستضيفهم هذا السويدان في الحلقة التي يتحدث فيها عن هذه المسألة، وعندما يعرفهم للمشاهد يقول: أنت يادكتور بحثت هذه المسألة ست سنوات، ودرستها دراسة كاملة وأنت وأنت ..... ، فيظن المغفل أنه أعلم خلق الله!!!
ولهذا يتخبطون إذا خاضوا في بعض مسائل علوم الآلة التي تبنى عليها المسألة المبحوثة.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[07 - 07 - 08, 07:18 م]ـ
لقد عجبت من ذلك، فأكثرهم من "دكاترة المسألة الواحدة" لا يعرفون من الشريعة إلا المسألة التي نالوا بها شهادة "الدكتوراه"، فيستضيفهم هذا السويدان في الحلقة التي يتحدث فيها عن هذه المسألة، وعندما يعرفهم للمشاهد يقول: أنت يادكتور بحثت هذه المسألة ست سنوات، ودرستها دراسة كاملة وأنت وأنت ..... ، فيظن المغفل أنه أعلم خلق الله!!!
ولهذا يتخبطون إذا خاضوا في بعض مسائل علوم الآلة التي تبنى عليها المسألة المبحوثة.
أخي العزيز: بارك الله بك، وما هي مصداقية أكثر هذه الجامعات في تبليغ شرع الله؟؟
فكثير من طلبتها لا يصلون مجرد صلاة! فكيف يتخرج منها طلاب في الشريعة لا يصلون!
وهناك طالبات تحمل شهادة في الشريعة وهن كاسيات عاريات، نسأل الله السلامة!
وهناك من أجيز بشهادة دكتوراه في العقيدة برسالة أن الفرقة الرافضية هي الفرة الناجية، (من دولة سنية المذهب) ونسأل الله السلامة .....
ومسكين من هو مثل طارق سويدان، يأكل لدنياه بدينه!
ومن السلف الصالح من قال:لأن أءكل بالدف والمزمار أحب الي من أءكل بديني ..
والله أعلم والله الموفق.
ـ[ابن المهلهل]ــــــــ[07 - 07 - 08, 09:34 م]ـ
عفوا:
مدير القناة زوج ابنته من أمريكي وقد نشر ذلك في وسائل الإعلام في حينه!!!
وما المانع؟ إذا كان مسلما.
مع العلم أن هذا الطالب يقدم رسالته في صحيح البخاري!! فما المانع
والدكتور طارق السويدان له وعليه!!
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 07 - 08, 09:44 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[أبو سارة حسام]ــــــــ[08 - 07 - 08, 12:35 ص]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[أحمد الصدفي]ــــــــ[08 - 07 - 08, 08:36 ص]ـ
أخي العزيز: بارك الله بك، وما هي مصداقية أكثر هذه الجامعات في تبليغ شرع الله؟؟
فكثير من طلبتها لا يصلون مجرد صلاة! فكيف يتخرج منها طلاب في الشريعة لا يصلون!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/468)
وهناك طالبات تحمل شهادة في الشريعة وهن كاسيات عاريات، نسأل الله السلامة!
وهناك من أجيز بشهادة دكتوراه في العقيدة برسالة أن الفرقة الرافضية هي الفرة الناجية، (من دولة سنية المذهب) ونسأل الله السلامة .....
ومسكين من هو مثل طارق سويدان، يأكل لدنياه بدينه!
ومن السلف الصالح من قال:لأن أءكل بالدف والمزمار أحب الي من أءكل بديني ..
والله أعلم والله الموفق.
الله المستعان
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 07 - 08, 01:59 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين , وبعد:
فجزاك الله خيراً على حرصك وشفقتك على إخوتك , وكم كنتُ أتمنى أن لو لم تخلط بين مقام الفتيا ومقام التحذير من دعاة الفسق والفجور المجاهرين بفسقهم والداعين إليه عبر كل وسيلة مسموعة أو مكتوبة أو مقروءة, إذْ لا رابط بين الاثنين تماماً.
فجميع ما تفضلت به من آثار ومواقف لعلماء ربانيين تتعلق بالفتوى في الأحكام الشرعية التي تحتاج في الحكم إلى نظر العلماء الثاقب وبصيرتهم النافذة وإحاطتهم بمقاصد الشريعة ولا يختلف اثنان من أهل الملتقى معك فيما سقته من تقرير لذلك جملةً وتفصيلاً.
لكني -وربما غيري- نخالفك في السكوت عمن يلج ديار المسلمين بلا استئذانٍ يحلق دين ناشئتهم ويرضعهم اللبن المغشوش المورث لرقة الدين وانحلال الأخلاق وتغريب القول والفعل والفكر , ثُمَّ نتورَّعُ عن وصفه بما يفتخر هو به ويسره ذكره به.
مع العلم أنَّ من أقررت بإكرام الله لك بملازمتهم لا يسكتون إن اقتضى المقامُ إذاعةً وتشهيراً , وهذا آخرهم الشيخ الفوزان بارك الله فيه لا يكادُ يعرفُ اليومَ قلمٌ مجاهدٌ واقفٌ أمام كل ناعقٍ يسمَّي أشخاص المتعالمين المفسدين ويرد عليهم ولا يخاف عقباها.
ومن قبلُ لم يتورع الشيخ بن بازٍ رحمه الله عن تسميته للمفسدين (المسعري والفقيه وبن لادن) يوم صرح بأسمائهم ووصفهم بما هم أهله من أوصاف الإفساد والتخريب فقال ما نصه:
(أما ما يقوم به الآن محمد المسعري وسعد الفقيه وأشباههما من ناشري الدعوات الفاسدة الضالة فهذا بلا شك شر عظيم، وهم دعاة شر عظيم، وفساد كبير، والواجب الحذر من نشراتهم، والقضاء عليها، وإتلافها، وعدم التعاون معهم في أي شيء يدعو إلى الفساد والشر والباطل والفتن؛ لأن الله أمر بالتعاون على البر والتقوى لا بالتعاون على الفساد والشر، ونشر الكذب، ونشر الدعوات الباطلة التي تسبب الفرقة واختلال الأمن إلى غير ذلك.
هذه النشرات التي تصدر من الفقيه، أو من المسعري أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر والفرقة يجب القضاء عليها وإتلافها وعدم الالتفات إليها، ويجب نصيحتهم وإرشادهم للحق، وتحذيرهم من هذا الباطل، ولا يجوز لأحد أن يتعاون معهم في هذا الشر، ويجب أن ينصحوا، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يدَعوا هذا الباطل ويتركوه. ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يسلك سبيلهم أن يدَعوا هذا الطريق الوخيم، وأن يتقوا الله ويحذروا نقمته وغضبه، وأن يعودوا إلى رشدهم، وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منهم، والله سبحانه وعد عباده التائبين بقبول توبتهم، والإحسان إليهم، كما قال سبحانه: (قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ * وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ) وقال سبحانه: (وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) والآيات في هذا المعنى كثيرة.) أهـ
وشواهد تسمية علمائنا المعاصرين وسابقيهم من سلف هذه الأمة صحابةً وتابعين ومن بعدهم لأسماء المفسدين ونعت أشخاصهم لا تكاد تعد ولا تحصى.
وما ذكرته عن الشيخ صالح الفوزان في مسجد الملز حادثةٌ مبهمةٌ لا نعرف المسؤول فيها عنه حتى نقيسه على صاحبنا هذا هداه الله وأرشده للحق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/469)
وهذا الرجل أصلحه الله ظلمنا وظلم ناشئتنا و (لا يحب الله الجهر بالسوء من القول إلا من ظُلم) وأشاع فينا مفسدات الدين وحالقات الفضائل والأخلاق عبر قنواته التي لا يتورع هو عن دعمها بالإشراف عليها وبث فكره الرَّث على أثيرها, وهذا الصنيعُ منه مجاهرةٌ بالفسق والفساد والإفساد والإذلال والإضلال.
قال القرطبي رحمه الله عند قول الله تعالى (ولا يغتب بعضكم بعضاً) ما نصه - (وفي آثاره ما لا يصح عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - لكنّ العبرة بجملته -:
ليس من هذا الباب غيبة الفاسق المعلن به المجاهر فإن في الخبر: [من ألقى جلباب الحياء فلا غيبة له] و [قال صلى الله عليه وسلم: اذكروا الفاجر بما فيه كي يحذره الناس]
فالغيبة إذا في المرء الذي يستر نفسه.!
وروي عن الحسن أنه قال: ثلاثة ليست لهم حرمة: صاحب الهوى والفاسق المعلن والإمام الجائز وقال الحسن لما مات الحجاج: اللهم أنت أمته فاقطع عنا سنته وفي رواية شينه فإنه أتانا أخيفش أعيمش يمد بيد قصيرة البنان والله ما عرق فيها غبار في سبيل الله يرجل جمته ويخطر في مشيته ويصعد المنبر فيهدر حتى تفوته الصلاة لا من الله يتقي ولا من الناس يستحي فوقه الله وتحته مائة ألف أو يزيدون لا يقول له قائل: الصلاة أيها الرجل ثم يقول الحسن: هيهات! حال دون ذلك السيف والسوط وروى الربيع بن صبيح عن الحسن قال: ليس لأهل البدع غيبة. انتهى
و سئل شيخ الإسلام رحمه الله تعالى عن قوله {لا غيبة لفاسق} وما حد الفسق ورجل شاجر رجلين احدهما شارب خمر او جليس فى الشرب أو آكل حرام او حاضر الرقص او السماع للدف او الشبابة فهل على من لم يسلم عليه اثم.؟
فأجاب:
اما الحديث فليس هو من كلام النبى ولكنه مأثور عن الحسن البصرى أنه قال اترغبون عن ذكر الفاجر اذ كروه بما فيه يحذره الناس وفى حديث آخر من القى جلباب الحياء فلا غيبة له وهذان النوعان يجوز فيهما الغيبة بلا نزاع بين العلماء
أحدهما ان يكون الرجل مظهرا للفجور مثل الظلم والفواحش والبدع المخالفة للسنة فاذا أظهر المنكر وجب الانكار عليه بحسب القدرة كما قال النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من رأى منكم منكرا فلغيره بيده فان لم يستطع فبلسانه فان لم يستطع فبقلبه وذلك اضعف الايمان رواه مسلم وفى المسند والسنن عن ابى بكر الصديق رضى الله عنه انه قال ايها الناس انكم تقرأون القرآن وتقرآون هذه الآية وتضعونها على غير مواضعها ياأيها الذين آمنوا عليكم انفسكم لا يضركم من ضل اذا اهتديتم وانى سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول ان الناس اذا رأوا المنكر ولم يغيروه أوشك ان يعمهم الله بعقاب منه فمن أظهر المنكر وجب عليه الانكار وان يهجر ويُذَمَّ على ذلك فهذا معنى قولهم القى جلباب الحياء فلا غيبة له بخلاف من كان مستترا بذنبه مستخفيا فان هذا يستر عليه لكن ينصح سرا ويهجره من عرف حاله حتى يتوب ويذكر امره عى وجه النصيحة.) انتهى بنصه 28/ 222
قال الإمام ابن حجر الهيتمي في الزواجر عن اقتراف الكبائر: الأصل في الغيبة الحرمة؛ وقد تجب أو تباح لغرض صحيح شرعي لا يتوصل إليه إلا بها.
ثم ذكر الأبواب التي تجوز فيها الغيبة ومنها قوله:
الرابع:تحذير المسلمين من الشر ونصيحتهم كجرح الرواة والشهود والمصنفين والمتصدين لإفتاء أو إقراء مع عدم أهلية، أو مع نحو فسق أو بدعة وهم دعاة إليها ولو سراً فيجوز إجماعاً بل يجب. وكأن يشير وإن لم يستشر على مريد تزوج أو مخالطة لغيره في أمر ديني أو دنيوي، وقد علم في ذلك الغير قبيحاً منفراً كفسق أو بدعة أو طمع أو غير ذلك كفقر في الزوج ..... الخامس: أن يتجاهر بفسقه أو بدعته كالمكاسين وشربة الخمر ظاهراً وذوي الولايات الباطلة، فيجوز ذكرهم بما تجاهروا به دون غيره، فيحرم ذكرهم بعيب آخر إلا أن يكون له سبب آخر مما مر انتهى.
وفي الصحيح عن رسول الله يوم قال للمستأذن عليه (بئس أخو العشيرة) قال أهل العلم إن هذا أصل لجواز غيبة الفاسق المعلن بفسقه ومن يحتاج الناس إلى التحذير منه وأرجو أن ترجع لشرحه وستجد شفاء عليلك أيها الحبيب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/470)
قال الشيخ الدكتور/محمد المختار الشنقيطي (المدرس بالحرم النبوي الشريف) في تفسير قول الله تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا) ما نصه:
قوله: (يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ) يقال: شاع الخبر يشيع شيوعاً إذا ذاع وانتشر أي: يحبون أن تذيع الفاحشة وتنتشر بين أهل الإيمان، وهذا من أبغض الصفات، ذلك أن الفاحشة إذا سُتِرت ولم تتعد موضعها، ووئدت في مهدها بأن اقتصرت على الشخص الذي فعلها، وسُتِر إن كان الله ستره، فإن ذلك أدعى لصيانة المجتمع؛ ولكن إذا انتشر بين الناس ذكر الفواحش والكلام القبيح، ونسبة الناس إلى الأمور القبيحة فإن ذلك والعياذ بالله مظنة لفتنة الناس، وصدهم عن التخلق بالأخلاق الفاضلة. وبناءً على هذا الوجه الثاني تكون هذه الآية الكريمة جاءت بقصد تأديب عباد الله المؤمنين حتى يحفظ كل واحد منهم لسانَه فلا يتكلم بالأمر القبيح ولا يشيعه بين الناس، ولذلك كان من علامة المؤمن الصادق في إيمانه أنه لا يحب سماع الفحش ولا ينقل ذلك القول الفاحش، ولذلك قالوا: مَن نَقَل الفاحشة فهو أفحش، أي: إذا رضي بها واعتنى بنشرها بين الناس، والغالب أنك إذا رأيت الرجل الذي يحرص على نشر الفاحشة بين الناس أن تجده متخلقاً بصفتين: إحداهما: ضعف إيمانه والعياذ بالله، ونقص خوفه من الله تبارك وتعالى. والصفة الثانية: نقص عقله. ولذلك تجد نقلة الأحاديث الذين يعتنون بإشاعة الفاحشة والأخبار السيئة بين المؤمنين يتخلقون بالصفتين والعياذ بالله. أما أهل الإيمان فهم أعف الناس لساناً، وأثبتهم في طاعة الله جَناناً، تشاع الفاحشة فيحسنون الظن بعباد الله، ويدفعون التهمة عن أولياء الله، وهم أطهر وأعف ألسنةً مِن تهمة الناس، يحبون للمسلمين ما يحبون لأنفسهم، ويكرهون لأهل الإيمان ما يكرهون لأنفسهم، ولذلك كان مِن وصية السلف الصالح رحمهم الله: أنه لا ينبغي إشاعة الحوادث التي فيها فُحش وأمرٌ قبيح؛ لأن ذلك وَهَن في المجتمع وضعف فيه، ولذلك ورد عن سفيان الثوري رحمه الله قوله: إنه لا ينبغي للمؤمن إذا سمع الأمر القبيح أن يكون ناقلاً له لأن ذلك ثلمةٌ في الإسلام، فإذا وقعت الفاحشة بين أهل الإيمان، واعتُني بنشرها ونقلها وإذاعتها كان ذلك أدعى أن يجترئ أهل الفسق على الفسق حتى يقول القائل: إنني سأفعل كما فعل فلان، ولكن إذا كان الناس أبعد عن إشاعة هذه الأخبار الخبيثة وهذه الأمور القبيحة كان ذلك أدعى للحشمة والعفة.
وليس معنى ذلك السَّتْرُ على أهل الفسوق والفجور، ولذلك صح عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث معاوية رضي الله عنه أنه قام في الناس خطيباً فقال (ألا تَرْعَوُون؟! اذكروا الفاسق بما فيه كي يحذره الناس). فاستثنى أهلُ العلم رحمهم الله أن يكون الرجل مجاهراً بفسقه، فمثل هذا تُشاع شنيعته وتُفضح قبيحته، حتى يكون ذلك أدعى لبُعد الناس عن هواه، ومجانبتهم لفاحشته وطغيانه واعتدائه لحدود ربه، ولذلك إذا شُهِّر بالفاسق المجاهر بفسقه كان ذلك أدعى لكف الناس أو انكفاف غيره عن فحشه.
فالمقصود أن النهي عن إشاعة الفاحشة مقيد بأحوال، كما سبق في النص الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم. (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ) انظر رحمك الله كيف أخبر الله عز وجل أن مجرد محبة إشاعة الفاحشة بين المؤمنين توجب عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، فكيف بمن فعل؟! وكيف بمن نشر؟! وكيف بمن دعا وسهَّل؟! وللعلماء في هذه الآية الكريمة -بناءً على الوجه الثاني- وجه آخر؛ وهو: أن إشاعة الفاحشة المراد بها أن يدعو الإنسان غيره إلى الفاحشة، فيحب أن يصبح المجتمع والعياذ بالله مجتمعاً فاسقاً، لا يرعى ديناً ولا حرمةً من حرمات ربه والعياذ بالله. وعلى هذا يكون قوله: (إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ) المراد منه تحذير المسلم أن يقول قولاً أو يفعل فعلاً يدعو غيره به إلى فعل الفاحشة، كما يفعل أهل الفسوق والفجور والعياذ بالله، فأخبر الله تبارك وتعالى أن مَن دعا إلى الفحش أنه سيذيقه عذاب الدنيا وعذاب الآخرة، وعْداً مِن الله مفعولاً. ولذلك حذر العلماء رحمهم الله عند الكلام على الآداب والأخلاق -كما هو منهج الشريعة- من أن الإنسان يَسُنُّ السُّنَّة القبيحة التي تفضي بوقوع غيره والعياذ بالله في الفحشاء والمنكر، ولقد بين بعض العلماء أن الدعوة إلى الفاحشة تكون باللسان، وتكون كذلك بالجوارح والأركان والعياذ بالله الرحمن، فقالوا: إن الإنسان قد يدعو غيره إلى الفاحشة بلسانه، ولذلك قالوا: لو أن إنساناً أشاع الفاحشة في قوم فإنه يلقى الله بآثامهم، فعلى سبيل المثال: الرجل يأخذ الشباب والصبية الصغار في السن يسهِّل لهم السبيل لحدود الله، ويحببهم في فعل معاصي الله، فهذا يعتبر من إشاعة الفاحشة في الذين آمنوا، وصاحبه موعود بعذاب الدنيا والآخرة والعياذ بالله! ولذلك قرر بعض العلماء رحمهم الله أن الإنسان إذا دعا إلى الفاحشة بلسانه فسهل سبيلها لغيره كأن يدعوه إلى الزنا أو إلى شرب الخمر أو غير ذلك من الفواحش ما ظهر منها وما بطن، فإنه لن يفعل تلك الفواحش أحد، ولن يتأثر مخلوق بمقاله إلا لقي الله بوزره وإثمه، ولذلك قال الله عز وجل في الشعراء: {وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ} قال بعض العلماء: لِمَا في الشعر من مفاتن الغزل التي تدعو إلى تعدي حدود الله وانتهاك محارمه، فأخبر الله تبارك وتعالى أنهم بهذا الصنيع قد غَوَوا وضلوا وأضلوا والعياذ بالله. فالمقصود: أن الإنسان قد يدعو إلى الفاحشة بلسانه وبأفعاله. انتهى
وأمَّا كون داره ومكتبه معروفان فهذا لا يعني سهولة الوصول واللقيا به واستجابته للناصح , والله تعالى أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/471)
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[08 - 07 - 08, 06:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ألحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، أما بعد:
نعم أخي "الموسى" فالصورة اتضحت، وجزاك الله خيرا:
أخي العزيز:
ولكن الأمور التي يتخبط بها هؤلاء ليست من الفتاوى التي "ربما" يتوقف فيها، (ولو كانت من هذا القبيل أيضا فلا يجوز السكوت لمن يحفظ. فمن يحفظ وينقل فبارك الله به: فلو كانت مسألة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وبفهم الصحابة ثابتة وتوجيه التابعين والتابعين لهم بإحسان إلى يومنا هذا وفهمناها أيضا من العلماء الذين ساروا على هذا النهج إلى يومنا هذا ولنقل من الذين توفاهم الله قريبا، بن باز وابن عثيمين والألباني ومن هو على طريقهم، ثم أفتى بذلك طالب علم في أيامنا هذه فيكون هكذا محمودا مشكورا محترما ولا ينبغي أن يلومه لائم! ومن لامه فهو المعتدي، والله لا يحب المعتدين ... وما ينبغي له أن يسكت لأنه صاحب حق، ومعنى سكوته أن ينتصب أهل الباطل فيتكلمون ...... !! وقال شمس الدين الذهبي ما معناه: (إذا سكت أصحاب الحق قامت الزنادقة على المنابر) وهذا ما يحصل كثيرا في زماننا الحاضر .....
لكن الفاجعة من يقول أنه يدري وهو لا يدري، وقد ثبت عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنه قال: (لا أدري نصف العلم)
ومع ذلك، نقول أن المسألة موضوع النقاش في هذا المنتدى، هي من أركان العقيدة الإسلامية، وأصول الدين، المتفق عليها، ولا يزيغ عنها إلا زائغ!!
هولا يتنكبها إلا ضال ....
فهل الدعوات إلى الإنحلال والإختلاط وما شابه ذلك، مما يتساهل عنه؟
حتى أن أحدهم شوهد على القناة الفضائية وهو يناول ابنته مفتاح سيارة أهداها لها والبنت في ملابس فاضحة ... فلماذا يفعل هذا على الملأ إلا ظلما وعدوانا؟؟
وقال تعالى:
(إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ) النور19
وهل الرغبة أن تكثر الكنائس كذلك أيضا، وهل معنى ذلك إلا انتشار الشرك؟
ومنهم من زار دولة رافضية، وظهر على الشاشة وهو يقبل يد المرشد الروحي هناك!! فعلى ماذا يقبل يده؟ أعلى تكذيب الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أم على شتم أبي بكر وعائشة أم على سب عمر بن الخطاب رضي الله عنهم جميعا!
والحديث بإسم الإسلام لهدم الإسلام ليس جديدا أخي العزيز، " الموسى" بارك الله بك، بل ظهر على حياة النبي صلى الله عليه وسلم، ومنهم الذين ابتنوا مسجدا ضرارا من المنافقين وقال تعالى:
(وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِمَنْ حَارَبَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ مِنْ قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلا الْحُسْنَى وَاللَّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) (107) التوبة.
فمنهاج الدين ثابت بكتاب الله، فقال تعالى:
(اللَّهُ الَّذِي أَنزلَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ وَالْمِيزَانَ وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السَّاعَةَ قَرِيبٌ (17) الشورى.
وقال صلى الله عليه وسلم:
(تركت فيكم شيئين، لن تضلوا بعدهما: كتاب الله، و سنتي، و لن يتفرقا حتى يردا علي الحوض) حديث متفق عليه بألفاظ متقاربة في الصحيحين وغيرهما وهذا اللفظ صححه الألباني في صحيح الجامع 2937.
وما سمعنا الصحابة رضوان الله عليهم يهادنون مع من يقع في هذه الأصول، فهذا عمر بن الخطاب رضي الله عنه يشبع غيلان القدري ضربا بالدرة ... وآخر عراقي حتى ظن أنه قاتله ...
وعبد الله بن عمر رضي الله عنهم مع أصحاب القدر من العراق ....
وعائشة وباقي الصحابة رضوان الله عليهم مع الحرورية والخوارج حتى قتلهم في مقتلة عظيمة في واقعة النهروان
وعلي رضي الله عنه حرق جماعة من الزنادقة (وكل ذلك متفق عليه في الصحيحين) .... ولم يختلف الصحابة على قتلهم أبدا ...
وأمر علي رضي الله بقتل عبد الله بن سبأ مع أنه تفلت من العقاب!!
والأمثلة كثيرة جدا ... ومن جاء بعدهم من علماء الفرقة الناجية، هل هادنوا الزنادقة والمبتدعة والمنحرفين ... هل سكتوا عن الجهم بن صفوان ... هل توقفوا في واصل بن عطاء، هل تماروا في أحمد بن أبي دوؤاد .... ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/472)
وهل سكتوا عن الذين يضعون الحديث على النبي صلى الله عليه وسلم والمتروكين والكذابين وغيرهم أم فضحوهم على الملإ وحذروا منهم؟
وربما تورع هؤلاء المارقة في أفعال وأقوال كثير من "دعاة" عصرنا هذا .... ولكن الزمان غير الزمان .... فإلى الله المشتكى ..... وصدق الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم القائل "دعاة على أبواب جهنم من أجابهم إليها قذفوه فيها"
(فعن أبي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيَّ أَنَّهُ سَمِعَ حُذَيْفَةَ بْنَ الْيَمَانِ يَقُولُ كَانَ النَّاسُ يَسْأَلُونَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الْخَيْرِ وَكُنْتُ أَسْأَلُهُ عَنْ الشَّرِّ مَخَافَةَ أَنْ يُدْرِكَنِي فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا فِي جَاهِلِيَّةٍ وَشَرٍّ فَجَاءَنَا اللَّهُ بِهَذَا الْخَيْرِ فَهَلْ بَعْدَ هَذَا الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ قُلْتُ وَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الشَّرِّ مِنْ خَيْرٍ قَالَ نَعَمْ وَفِيهِ دَخَنٌ قُلْتُ وَمَا دَخَنُهُ قَالَ قَوْمٌ يَهْدُونَ بِغَيْرِ هَدْيِي تَعْرِفُ مِنْهُمْ وَتُنْكِرُ قُلْتُ فَهَلْ بَعْدَ ذَلِكَ الْخَيْرِ مِنْ شَرٍّ قَالَ نَعَمْ دُعَاةٌ عَلَى أَبْوَابِ جَهَنَّمَ مَنْ أَجَابَهُمْ إِلَيْهَا قَذَفُوهُ فِيهَا قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ صِفْهُمْ لَنَا قَالَ هُمْ مِنْ جِلْدَتِنَا وَيَتَكَلَّمُونَ بِأَلْسِنَتِنَا قُلْتُ فَمَا تَأْمُرُنِي إِنْ أَدْرَكَنِي ذَلِكَ قَالَ تَلْزَمُ جَمَاعَةَ الْمُسْلِمِينَ وَإِمَامَهُمْ قُلْتُ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ جَمَاعَةٌ وَلاَ إِمَامٌ قَالَ فَاعْتَزِلْ تِلْكَ الْفِرَقَ كُلَّهَا وَلَوْ أَنْ تَعَضَّ بِأَصْلِ شَجَرَةٍ حَتَّى يُدْرِكَكَ الْمَوْتُ وَأَنْتَ عَلَى ذَلِكَ) متفق عليه.
فالخلاصة أن هؤلاء المتكلم فيهم موضوع هذا النقاش يقعون في ثوابت الشريعة وأصولها التي لا يجوز السكوت على الإنحراف عنها بل يجب التحذير منهم وإلا يكون المرء غاشا للمسلمين ساكتا على الحق والعياذ بالله، والله أعلم والله ولي التوفيق .............
ـ[حذيفة الفلسطيني]ــــــــ[08 - 07 - 08, 06:43 م]ـ
هذا ممّا ابتليت به الأمّة في هذه الأيّأم بمثل هذه الفضائيّات وعلماء السوء علماء السلطان ودعاة على أبواب جهنّم , دعاة يخدمون المشروع الصليبي في المنطقة , ويخدمون المشروع الامريكي بتمييع العقيدة والدين سواء بالفضائيّات أو بعلماء السوء , وهذا كله نتج من عدم الصدع بالحقّ الواضح البيّن من أهل الحقّ والأسلام في بلاد خراسان " أفغانستان " والعراق والصومال , وغيرهم الذين وضعوا نصب أعينهم رفع لواء العزّة للإسلام , ثمّ وللأسف نلوم هذه الفضائيّة ومثلها قد كثر كقناة اقرأ وغيرهاوالله المستعان
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 07 - 08, 07:18 م]ـ
اشكر لكم تواضعكم وتنزلكم للاجابة على استفساري وكلي امتنان لكم ولكن لن اناقشكم في فقه مسح المشاركة فالمنتدى لكم وانا ضيف وعلى الضيف ان يرضى بما يقدمه له مضيفه .. ولكن لي عدة وقفات في تعقيبكم على تعليقي اولها:
"أن لو لم تخلط بين مقام الفتيا ومقام التحذير من دعاة الفسق والفجور المجاهرين بفسقهم والداعين إليه عبر كل وسيلة مسموعة أو مكتوبة أو مقروءة, إذْ لا رابط بين الاثنين تماما"ً
التحذير والفتوى شقيقان بل (الفتوى) اعم و (التحذير) اخص ..
لقد اشترط العلماء في المحدث أن يكون عالماً "ولما كان الدين هو الذي جاءنا عن الله عزوجل وعن رسوله صلى الله عليه وسلم بنقل الرواة حق علينا معرفتهم ووجب الفحص عن الناقلة والبحث عن احوالهم، واثبات الذين عرفناهم بشرائط العدالة والثبت في الرواية مما يقتضيه حكم العدالة في نقل الحديث وروايته، بأن يكونوا امناء في انفسهم، علماء بدينهم، اهل ورع وتقوى" الجرح والتعديل
واشترطوا في الناقد له ان يكون عالماً: " فان قيل فبماذا تعرف الآثار الصحيحة والسقيمة؟ قيل: بنقد العلماء الجهابذة الذين خصهم الله عزوجل بهذه الفضيلة، ورقهم هذه المعرفة، في كل دهر وزمان. حدثنا أبو محمد عبد الرحمن بن محمد بن ادريس بن المنذر الحنظلي نا ابى قال اخبرني عبدة بن سليمان المروزى قال قيل لابن المبارك: هذه الاحاديث المصنوعة؟ قال: يعيش لها الجهابذة". الجرح والتعديل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/473)
وفي المحتسب ان يقدم العالم على غيره: "ليس لعامي يجهل حكم ما رآه أن ينكره حتى يخبره عالم بأنه مجمع عليه أو في اعتقاد الفاعل , ولا لعالم أن ينكر مختلفا فيه حتى يعلم من الفاعل" (كتاب السير / تحفة المحتاج)
فهذه مصالح اشترط فيها ان يكون المقدم عليها من اهل العلم او ممن زكي بالعلم: " فان قيل فما الدليل على صحة ذلك؟ قيل له اتفاق اهل العلم على الشهادة لهم بذلك. ولم ينزلهم الله عزوجل هذه المنزلة إذ أنطق ألسنة اهل العلم لهم بذلك الا وقد جعلهم اعلاما لدينه" الجرح والتعديل
في تصوري انه قد ظهر لكم الرابط .. فكما ان من شروط المفتي ان يكون عالما كذلك من شروط المحذر ان يكون عالما او ناقلا لقول عالم خصوصا اذا كان ما سيحذر منه امرا نازلا ..
تلميذك
الموسى
أخي الفاضل الأريب:
أراك خلطت بيني وبين المشرف - كيقيني أنك خلطت بين الفتوى والتحذير وإن زعمت كونهما واحداً- حين قلت (لن اناقشكم في فقه مسح المشاركة فالمنتدى لكم) , فما أنا وأنت في المنتدى إلا شيء واحد ولعلك أحظى وأوجَهُ فيه.
ثانيا: أرجو ألا تجعل مقام اختلافنا هذا ساحةً تسرد لنا فيها ما نحن متفقون عليه من الثوابت والأصول مما لا يفيدنا مثقال ذرة بصدد ما نحن فيه كاشتراط العلماء في المحدث أن يكون عالماً ووجوب الفحص عن الناقلة والبحث عن احوالهم، واثبات الذين عرفناهم بشرائط العدالة والثبت في الرواية .......... الخ
فهذا محل اتفاقٍ بيننا ومحاولتك تطبيقَه على كلامنا في قنوات الضرار دونها ما دونها , فالفيصل في ذلك إعمالك (الريموت كنترول) لدقيقة ليرجع إليك البصر خاسئاً وهو حسيرٌ على أفعال المتاجرين باسم الدعوة والإسلام والعصرانية والتنوير.
والفتوى - التي يشترط لها ما ذكرته أعلاه وغيره مما لم تذكره - هي ما يتعلق الأمر فيها بالتحليل والتحريم الصادر عن العلم بحكم الله ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , والتي ألزمنا الله فيها بالرجوع إلى أهل العلم بقوله (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) وقوله (ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم). كما يقول ابن عاشور رحمه الله في معاني الإسلام:
(أن يكون متطلبا لمراد الله مما أشكل عليه فيه واحتاج إلى جريه فيه على مراد الله: يتطلبه من إلحاقه بنظائره التامة التنظير بما علم أنه مراد الله)
فهذه الفتوى شرعا التي يقوم العالم الرباني فيها بتجلية وتوضيح ما كان مستترا عن أبصار العيون و معارف القلوب, وهذا يجليه قول الله (يستنبطونه منهم) للدلالة على أنها منزلة لا يصلها كل أحد , أما في إنكار المنكر فمن تيقن حرمة ما تقع عليه عينه من أفعال الناس المجاهرين بها فقد وجب عليه الإنكار بحسب استطاعته , فمن استطاع زيارة المكاتب وضمن الدخول إلى مديري هذه القنوات فهذا واجبه , ومن استطاع الكتابة في الصحف والمنتديات والجرائد فهذا واجبه , ومن استطاع الخروج في قنوات جيدة فهذا واجبه ومن استطاع الهتمام والاغتمام فهذا أيضاً واجبه , ومن لم يستطع إلا ترك النَّاس تتغعبد الله بإنكار التشكيك في ثوابت الدين وأصوله فهذا أيضا واجبه ,لا أن يقوم العصرانيون بالاستفتاء في أصول الدين ثمَّ ننتظر علمائنا حتى يحكموا ويفتوا , ونبحث عن الأسماء الرباعية وتواريخ الميلاد لنقلة هذا المنكر والحاملين على أربابه ولسنا إن التزمن ذلك ببعيد ممن يستشهدُ على إضاءة الشمس واحمرار الشفق , ولو فعلنا ذلك في كل منكَرٍ لما قيم لله بعبادة النهي عن المنكر.!!
وقد أخطأت أيها الحبيب حين ظننت الرابط بين التحذير وإنكار المنكر والفتوى في الحلال والحرام قد بينتها نقولك لشروط المفتي ..
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[08 - 07 - 08, 08:02 م]ـ
والأزهر أسس لنشر البدعة!!
أخي الكريم ((السدوسي)) وفقه الله
((لم أفهم ماذا تقصد بهذه العبارة))
ربما يقصد أخى أن بداية تأسيسه لنشر المذهب الشيعى وهذا معروف وهذا قبل تحوله لمذهب أهل السنة وتدريس المذاهب السنية الأربعة والله أعلم
ـ[الموسى]ــــــــ[09 - 07 - 08, 12:34 م]ـ
قرأت تعليق الشيخ الفاضل ابا زيد الشنقيطي, وأسأل الله تعالى أن يثيبه لقاء جهده في الذب عن الشريعة واهلها ,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/474)
شكر الله للشيخ الفاضل توضيحه وبيانه, وجعل تعقيبه مما يبيض وجهه يوم القيامة, وأنا لاأشكك في علمكم وفضلكم ودقة بحثكم واستفادتنا جميعاً.
سرد قيم .. وكلام عميق .. لا غرابة ان يصدر من أمثالكم شيخنا العزيز .. ويعلم الله اني قد استفدت منك كثيراً فلكم منا الدعاء وجزاكم الله خيراً ..
واذكرك بأني لست حامل عود الثقاب .. بل أنا معك في طفاية الحريق ..
ولكن اعتقد انك قرأت الكتابات التي كتبت في التعليق على الموضوع وكيف تدحرجت ككرة الثلج حتى لطمت الرجل واهله ومن يناسبهم والى غير ذلك مما اجمع المسلمون على حرمته من كشف الستر والتدخل فيما هو ليس له علاقة فلا اعتقد ان زوج بنته له علاقة "بالوسطية" وضيوفها، ولااعتقد ان زوجته لها علاقة بالعصرانية وجذورها .. هذا ما تعجبت منه واستنكرته فاردت التحذير من الاسترسال وهذا ان دل .. دل على فقد الرزانة اثناء انكارنا للمنكر واصول السلف في التعامل معهم .. تقوس حاجباي في السماء دهشة مما قرأت من نزول تلك المشاركات وعلمت بأن المسألة تحولت وللأسف باسم انكار المنكر الى القدح في الذوات منذ متى اخي العزيز كان العلماء ينشغلون بالذوات في انكار المنكر .. لقد كان كل شغلهم بيان الخطأ والتحذير من الخطئ نفسه فلم يدخلوا يوماً الى بيت الشخص والتنقيب عن اسرته واهله ومسكنه وجيرانه وشارعه ... الخ ارجوك اعرض ما جرى في تعدي بعض الكتاب على هذا الرجل على منهج من تفضلت بالاستدلال بتصرفاتهم كالعلامة الفوزان والفقيه الشنقيطي .. لن تجد منهم الا التوبيخ من هذا التصرف فانا اعرف الشيخ محمد حق المعرفة وبيني وبينه سؤالات ومودة اثناء زيارتي له او لقائه بي واعرف كيف يوبخ من يفعل مثل هذا التجاوزات ولي على ذلك شواهد .. لقد استضاف الشيخ محمد بجدة اشهر المغنين _ هدانا الله واياهم وستر علينا وعليهم بستره _ فناصحه ولم اسمع كلمةً تساوي عشر ما تلفظ به من تناصر فعلهم .. ريدكم .. رويدكم .. ياطلبة العلم .. لن يبارك الله لكم في العلم اذا لم تسلكوا جادت علمائكم .. الا هل بلغت .. اللهم فاشهد .. اللهم فاشهد ..
اما قولكم شيخي الفاضل:
"لا أن يقوم العصرانيون بالاستفتاء في أصول الدين ثمَّ ننتظر علمائنا حتى يحكموا ويفتوا"
فأرجوا توضيح المراد ولكم خالص الشكر والعرفان ..
وأنا أقل من أن أعلمكم وجوه الرد, بل أنتم أعلم وأفضل, وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يزكي قلوبنا جميعاً بالايمان والاخلاص والتفات القلب عن ثناء المخلوقين ..
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[09 - 07 - 08, 01:50 م]ـ
ولكن اعتقد انك قرأت الكتابات التي كتبت في التعليق على الموضوع وكيف تدحرجت ككرة الثلج حتى لطمت الرجل واهله ومن يناسبهم والى غير ذلك مما اجمع المسلمون على حرمته من كشف الستر والتدخل فيما هو ليس له علاقة فلا اعتقد ان زوج بنته له علاقة "بالوسطية" وضيوفها، ولااعتقد ان زوجته لها علاقة بالعصرانية وجذورها .. هذا ما تعجبت منه واستنكرته فاردت التحذير من الاسترسال وهذا ان دل .. دل على فقد الرزانة اثناء انكارنا للمنكر واصول السلف في التعامل معهم .. تقوس حاجباي في السماء دهشة مما قرأت من نزول تلك المشاركات وعلمت بأن المسألة تحولت وللأسف باسم انكار المنكر الى القدح في الذوات منذ متى اخي العزيز كان العلماء ينشغلون بالذوات في انكار المنكر ..
لقد كان كل شغلهم بيان الخطأ والتحذير من الخطئ نفسه فلم يدخلوا يوماً الى بيت الشخص والتنقيب عن اسرته واهله ومسكنه وجيرانه وشارعه ... الخ
ارجوك اعرض ما جرى في تعدي بعض الكتاب على هذا الرجل على منهج من تفضلت بالاستدلال بتصرفاتهم كالعلامة الفوزان والفقيه الشنقيطي .. لن تجد منهم الا التوبيخ من هذا التصرف فانا اعرف الشيخ محمد حق المعرفة وبيني وبينه سؤالات ومودة اثناء زيارتي له او لقائه بي واعرف كيف يوبخ من يفعل مثل هذا التجاوزات ولي على ذلك شواهد .. لقد استضاف الشيخ محمد بجدة اشهر المغنين _ هدانا الله واياهم وستر علينا وعليهم بستره _ فناصحه ولم اسمع كلمةً تساوي عشر ما تلفظ به من تناصر فعلهم .. ريدكم .. رويدكم .. ياطلبة العلم .. لن يبارك الله لكم في العلم اذا لم تسلكوا جادت علمائكم .. الا هل بلغت .. اللهم فاشهد .. اللهم فاشهد ..
يا أيها الأخ الفاضل: الموسى
لقد عدتَّ ثالثةً لتحملني وزر من اغتاب الرجل ووقع فيه , وأنا والله لا أقر ذلك ولا أرضاه على أي إنسانٍ فضلاً عن أخ تربطني به أعظم آصرة وهي لا إله إلا الله.
وعجبتُ لك وأنت تسألني: متى اخي العزيز كان العلماء ينشغلون بالذوات في انكار المنكر.؟
فأنا لم أتكلم في ذاته ولا هيئته ولا لبسه ولا عبوسه أو تبسمه أو زوجته وبنيه ليقيني بحرمة ذلك وعدم اتصاله بما ننكره عليه من بث الأفكار التي يحملها على قنوات الفضاء الرحب, فسلْ من قام بذلك يجبْكَ أمَّا أنا فأبرأ إلى الله من صنيعه وأشهدك على ذلك.
ولذلك أعتذر لك عن عدم عرض ما قام به الإخوة , لأن خلافي معك إنما كان في أصل مشروعية الموضوع وأضرابه من مواضيع التحذير ممن يغرر بناشئة الأمة ويلعب بعقولهم , وما دمتَ تنقِمُ على الإخوة وقيعتهم فيه وحديثهم عما لا صلة له بالموضوع فأنا وأنت بحمد الله متفقان والله يتولى الجميع بعنايته ورعايته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/475)
ـ[محمد المراكشي]ــــــــ[09 - 07 - 08, 03:36 م]ـ
من ضلالات القناة التي وجدتها في موقعها هذه الفتوى التي لم أتوقع أن تصدر عن مسلم فضلاً عن شيخ و علامة ولاحول و لاقوة الابالله
السؤال:
كمقدمة برنامج أو كمضيفة في برنامج أو كمشاركة من الجمهور وكممثلة في فيلم أو مسلسل أو مسرحية (نظرا لعدم توافر المواد) مع التزامنا بضوابط الإحتشام وعدم الإبتذال وإثارة الغرائز.
1. ما هو رأيكم حول ظهور المرأة غير محجبة ولكنها محتشمة (بمعنى لا تثر الغرائز أو تخضع بالقول أو نحو ذلك) في برامج متخصصة اجتماعية أو طبية أو علمية ... ومافي حكمها حيث أن وجودها أحياناً قد يكون لبيان رأيا علمياً متخصصا أو نحو ذلك كما في برامج المرأة والطفل مثلاً وذلك نظراً لعدم توافر البديل المناسب مع التزامها بالإحتشام الكامل؟
عن ظهور المرأة في البرامج والدراما، مثل: أن تكون مقدمة برامج، أو ضيفة فيه، أو مذيعة أخبار، أو مشاركة من الجمهور، أو ممثلة في فيلم أو مسلسل .. الخ. هل يجوز ظهورها غير محجبة، ولكنها محتشمة، .. الخ؟
ونحن هنا نُقِر أمرين مهمين:
الأول: إنه لا يمكن لقناة تليفزيونية أن تستغني عن المرأة تماما، إلا إذا استغنت عن نصف المجتمع. فالمرأة جزء من الحياة البشرية، كما قال تعالى: {بعضكم من بعض} آل عمران: 195.
ومنذ خلق الله آدم أبا البشر، خلق له من نفسه –أي من جنسه– زوجا ليسكن إليها، وقال له: اسكن أنت وزوجك الجنة، وألزمهما معا بأول تكليف إلهي {ولا تقربا هذه الشجرة فتكونا من الظالمين} البقرة:35.
وقد رأينا المرأة في قصص الأنبياء: بعد آدم، نوح وإبراهيم ويوسف وموسى وعيسى ومحمد عليهم الصلاة السلام. ولذا لا يتصور أن تخلو الحياة من المرأة إلا استنكافا واعتسافا.
والأمر الثاني: أننا إذا أردنا أن ندخل معترك الإعلام، ونُقِيم لنا إعلاما ملتزما ينافس إعلام الآخرين، بل يتفوق عليهم، فلا بد أن نتبنى في فقهنا الإسلامي أصلين أساسيين أراهما ضروريين:
الأصل الأول: التيسير. لا بد أن نتبنى التيسير لا التعسير، والتبشير لا التنفير، وبعض الأخوة ينكرون هذا ويقولون: نحن مع الدليل، سواء جاء باليسر أو بالعسر.
وأنا أقول لهم: إن التيسير منهج نبوي، أمر به النبي الكريم أبا موسى ومعاذا حين أرسلهما إلى اليمن، وأمر به الأمة كلها فيما رواه أنس عنه "يسروا ولا تعسروا " فلا بد أن يكون لهذا التيسير معنى. وقد قال صلى الله عليه وسلم لأصحابه، حين همُّوا بالصحابي الذي بال في المسجد: "لا تزرموه (أي لا تقطعوا عليه بوله) وصُبّوا عليه ذنوبا من ماء، فإنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين" رواه البخاري وغيره عن أبي هريرة.
ومعنى هذا: أنه لو كان هناك قولان متكافئان أو متقاربان أحدهما أحوط، والآخر أيسر، فبماذا نفتي عموم الناس؟ أما أنا فأفتيهم بالأيسر، وخصوصا في عصرنا، الذي رَقّ فيه الدين، وقَلّ فيه اليقين. ودليلي على هذا أن النبي صلى الله عليه وسلم (ما خير بين أمرين إلا اختار أيسرهما).
ولا شك أن الفقهاء يتفاوتون في التشديد والتيسر، فمنهم من يتمسك بحرفية النص، ومنهم من ينظر إلى مقصوده، ومنهم من يتوسع في الأخذ بالرخص، ومنهم من يُضَيِّق، وقد عرف تراثنا شدائد ابن عمر، ورخص ابن عباس.
وأرى أن الإعلام خاصة أحوج ما يكون إلى فقه التيسير، فإذا كان هناك من يُشَدِّد ويقول: الوجه عورة، فعلى الفقه الإعلامي أن يأخذ بقول من يقول: الوجه ليس بعورة. وإذا كان هناك من يُحَرِّم التصوير، فلا بد لنا من ترجيح القول بجواز التصوير الفوتوغرافي والتلفزيوني وغيرهما. وإذا كان هناك من يُحَرِّم الغناء بآلة أو بغير آلة، وهناك من يجيزه بشروط فلا بد لنا أن نرجح جوازه بشروط. وهكذا.
الأصل الثاني: هو (التدرج) والتدرج: سنة كونية، وسنة شرعية، ولا يمكن أن نُوجد إعلاما إسلاميا يحقق الأهداف، ويُشْبع طموحات المؤمنين، بغير أن نُعد له القوة، ونهيئ له الأسباب، ومنها الطاقات أو (الكوادر) البشرية الفنية المتخصصة والمدربين، وهذا يحتاج إلى زمن طويل، وإلى أعداد كبيرة من البشر، وإلى أموال غزيرة تجند لتهيئتهم للقيام برسالتهم المتنوعة والمتعددة.
ونحن نعلم كيف تدرجت تعاليم الإسلام وأحكامه، في فرض الفرائض، وتحريم المحرمات، ولعل تحريم الخمر على مراحل من أوضح ما يذكر هنا. فلماذا ننسى هذا في إقامة مجتمع إسلامي معاصر قادر على منافسة المجتمعات المتقدمة، مع المحافظة على أصوله وقيمه ومعتقداته وشرائعه؟!
بناء على تقرير هذين الأصلين: التيسير والتدرج، لا أرى مانعا من استخدام المرأة غير المحجبة في غير تقديم البرامج؛ لأن مقدمة البرامج موظفة أساسية في القناة أما الأمور الأخرى فلا مانع منها، إذا لم تكن متبرجة ولا مبتذلة، ولكنها تلتزم بالحشمة المعقولة.
وهذا بحكم الضرورة، أو الحاجة التي تنزل منزلة الضرورة، وللضرورات أحكامها، ولكن ما أبيح للضرورة يقدر بقدرها، وما ألحق بالضرورات من الحاجات – خاصة كانت أوعامة – يأخذ حكمها. وهذا من فضائل هذه الشريعة.
على أن تسعى القناة ما أمكنها للبحث عن المحجبات والملتزمات، كلما وجدت إلى ذلك سبيلا، فهي تتعامل مع الواقع، مع السعي في إصلاح الحال.
أظن أن هذا كلام القرضاويو قاله عندما أفتى بجواز التعامل مع الأبناك و لا حولا و لا قوة إلا بالله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/476)
ـ[الجعفري]ــــــــ[09 - 07 - 08, 09:21 م]ـ
حسبنا الله ونعم الوكيل ..
كيف يهدم الدين باسم الدين؟؟!!؟
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[26 - 07 - 08, 06:45 م]ـ
الفتوى حذفت من الموقع المشار إليه!!
يراجع الرابط التالي (المشاركة رقم 2 و ما بعدها)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=143695
ـ[د/ألفا]ــــــــ[26 - 07 - 08, 09:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أكتب هذه الكلمات طلبا لمرضاة الله عز وجل , الدكتور طارق السويدان فى برنامجه الوسطية المزعوم وقناته الرسالة والتي جاءت لنشر رسالة التمييع لثوابت الدين واستغلال السذج وهم كثر من مشاهدي هذه القناة لتضليلهم وإضلالهم عن مناهج أهل الحق من الدعاة الى الله , ويصدق على هذه القناة قول احد الإخوة هنا أنها قناة الضرار كما كان مسجد الضرار الذي أقامه المنافقون فى العهد النبوي.
والإشكال إيها الإخوة ان القناة لها جماهير عريضة تتفرج بسذاجة تامة وتتشرب الضلالات المذاعة خاصة فى برنامج الوسطية الذي جاء ليضرب بقوة كل الثوابت العقدية بأسلوب ماكر.
ـ[العوضي]ــــــــ[26 - 07 - 08, 10:02 م]ـ
الفتوى حذفت من الموقع المشار إليه!!
يراجع الرابط التالي (المشاركة رقم 2 و ما بعدها)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=143695
ليتنا نعرف سبب الحذف
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[27 - 07 - 08, 12:30 م]ـ
اعتبروا يا أولي الأبصار
كنا نحذر من هذا الرجل قبل ثمان سنوات
وكان أهل التمييع على عادتهم يقفون شوكةً في حلوقنا
والآن نجد منهم من يحذر منه
تأمل هاتين الكلمتين العظيمتين
قال ابن عون: أسرع الناس ردةً أهل الأهواء
قلت وهذا صحيح فالبدعة أشبه بالكفر من السنة _ إذ السنة والكفر نقيضان _
وقال البربهاري ((واحذر صغار المحدثات فإنها تعود كباراً))
لا عجب من أن يكون هذا الرجل إمام الحنابلة في عصره
ـ[أبو أحمد السكندرى]ــــــــ[27 - 07 - 08, 01:00 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[27 - 07 - 08, 03:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزى الله الشيخ احسان خير الجزاء وأحسن إليه في الدنيا والآخرة ..
هذا حوار جرى بيني وبين أحد كبار العاملين في قناة (إقرأ) (!!!) في جدة قبل أكثر من سبع سنوات
وكان يحدثني بقوله (فيما معناه)
أن هذه القناة تخسر أكثر بكثير مما تربح ... وأن (صالح كامل) مصرا على ابقائها (لله) (فيما أذكر من معنى الكلام) ...
فسألته مستغربا. بما أن الرجل بهذا (الصلاح) فلم عنده باقة قنوات الأفلام والأغاني و و و ... فكان الرد التالي وهو أيضا بالمعنى ولكنه ينضح (حكمة تنقصها الحكمة)
(((نظرية (الشيخ صالح) بأن هذه القنوات (الماجنة) داخلة إلى بلادنا ولا بد فندخلها نحن إلى بلادنا لنكون من يضع ضوابطها ويتحكم فيها!!!!)))
ذكاء عجيب وخشية من الله أعجب ...
اللهم اهده وأصلحه يا رحمن يا رحيم
ـ[د/ألفا]ــــــــ[29 - 07 - 08, 01:31 ص]ـ
الشيخ وجدي غنيم على موقعه أفرد رسالة صوتية لمدير القناة السويدان
حفظه الله وجعل الجنة مثواه الشيخ وجدي.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[29 - 07 - 08, 11:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وجزى الله الشيخ احسان خير الجزاء وأحسن إليه في الدنيا والآخرة ..
هذا حوار جرى بيني وبين أحد كبار العاملين في قناة (إقرأ) (!!!) في جدة قبل أكثر من سبع سنوات
وكان يحدثني بقوله (فيما معناه)
أن هذه القناة تخسر أكثر بكثير مما تربح ... وأن (صالح كامل) مصرا على ابقائها (لله) (فيما أذكر من معنى الكلام) ...
فسألته مستغربا. بما أن الرجل بهذا (الصلاح) فلم عنده باقة قنوات الأفلام والأغاني و و و ... فكان الرد التالي وهو أيضا بالمعنى ولكنه ينضح (حكمة تنقصها الحكمة)
(((نظرية (الشيخ صالح) بأن هذه القنوات (الماجنة) داخلة إلى بلادنا ولا بد فندخلها نحن إلى بلادنا لنكون من يضع ضوابطها ويتحكم فيها!!!!)))
ذكاء عجيب وخشية من الله أعجب ...
اللهم اهده وأصلحه يا رحمن يا رحيم
إنّ هذا لشيءٌ عُجَابٌ.!!!
عن الأصمعي قال: جاء رجل من الأعراب إلى عمه فقال: يا عم، إن ولد جارية آل فلان مني فافتده. ففعل!
ثم جاءه مرة أخرى فقال له مثل ذلك؛ فقال له عمه: لو عزلت! قال: بلغني أن العزل مكروه .. !!
ولا أرى فرقاً بين الشيخ كامل وهذا الرجل الذي يولد المرأة سفاحاً ويتورع عن العزل الذي بلغه أنه مكروه, وكذلك الشيخ يعلم بنينا وبناتنا في كل بيت من بيوت المسلمين عبر قنوات باقته الحالقة للفضيلة والعفاف كيف يرقصون ويتواعدون ويتعاشقون بالحران ويعرض لهم الأجسام الفاتنة والأفكار الهدامة عبر البرامج ويتعذر بأنها داخلةٌ داخلةٌ فلنكن نحن القائمين عليها لندخلها بالضوابط.!!
وأرجو أن توصل له هذه الرسالة للشيخ ومن يعمل معه ما دمت تعرفهم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139047
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/477)
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[29 - 07 - 08, 12:12 م]ـ
وأرجو أن توصل له هذه الرسالة للشيخ ومن يعمل معه ما دمت تعرفهم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139047
كنت أتمنى هذا .. فهذا الشخص الذي قلت عنه من كبار العاملين هو ما زال في القناة إلى الآن إلا أن علاقتي مقطوعة معه منذ وقت طويل .. وليس هذا ما يدعوني لعدم مراسلته فهاتفه معي .. لكنه للأسف الشديد من أبرز وأقدم كتاب أحد المواقع العلمانية الكفرية وإن لم يصرح هو بشئ من كفرهم فجل أصدقائه منهم ..
وانقل لك حال موظف آخر من نفس موظفي (إقرأ) أيضا التقيت به مرة واحدة وخلاصة ما نضحه فكره في مجالستي معه تدور حول الآتي ..
((أنه يؤمن بنظرية فرويد القائلة بالعلاقة الجنسية بين الطفل وأمه (!!!)))
(هذا ما أذكر وإلا فإني لا أحفظ شيئا لفرويد هذا)
وعندما سألته ما معنى هذا أراد أن يضرب مثلا توضيحيا فقال لي (بالمعنى)
- لن أضرب مثالا بك لئلا تغضب بل سأضرب مثلا بنفسي ...
يقول .. أنا عندما رضعت من أمي فهذه علاقة جنسية بيني وبينها -
هذا فيما أذكر وبالمعنى كما قلت
فلا حول ولا قوة إلا بالله
وسؤالي .. ماذا تنتظرون من قناة أبرز موظفيها منهم من هو
1 - (علماني) وإن لم يكن فنشاطه علماني في موقع علماني وأصدقائه من هذا الضرب .. - بل إن إحدى (زميلاته) في الملتقى العلماني كانت تعتذر لاصدقائها بقرب غيابها عن الموقع العفن الذي هم فيه بسبب سفرها فقالت كلاما لا اضبطه يدور حول (لا تتقاتلوا بعد خروجي وليضع كل منكم إلهه على جنبه) عياذا بالله ..
2 - والموظف الآخر في (إقرأ) الذي يؤمن بنظرية فرويد الجنسية ...
فسؤالي وعذرا للإطالة .. ماذا نتوقع من قناة هؤلاء هم موظفوها ومعدوها؟؟؟؟
حسبي الله ونعم الوكيل
ـ[ابن سفران الشريفي]ــــــــ[30 - 07 - 08, 03:02 م]ـ
2 - مدير القناة زوج ابنته من أمريكي وقد نشر ذلك في وسائل الإعلام في حينه.
.
أستنكر بشدة منحى السويدان وأمثاله، ولكن ما العيب في أن يتزوج أمريكي ابنته؟
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 11:17 ص]ـ
كنتُ الآن في منتدى تابعٍ لموقع أحد الضيوف الدائمين على قتاة اقرأ والرسالة وغيرها من قنوات الضرار , فوجدت عجباً في خانات الإعلان.!!!
خانةٌ عن سباق في الخير , وبجوارها أخرى عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وثالثةٌ عن حفل غنائي لمطربٍ شابٍ , فعجبت لتخمة هذا الموقع وتمرد داعية الخلط والتضليل هذا.
ولا زلت أعجبُ كيف يستنكر البعض إنكارنا عليه وهو يجاهر باستهتاره وتماديه في الغي باسم العصرنة والتنوير والانفتاح.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[31 - 08 - 08, 01:32 م]ـ
ولا زلت أعجبُ كيف يستنكر البعض إنكارنا عليه وهو يجاهر باستهتاره وتماديه في الغي باسم العصرنة والتنوير والانفتاح.
هي الحزبية العمياء التي رُبوا عليها ... لذوات أولئك لا للسنة والدين عصمنا الله وإياك أبازيد
محبكم
ـ[أبو عبيدة التونسي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 06:03 م]ـ
أعتقد أن قناة الرسالة من الفضائحيات -و ليس الفضائيات- كما يسميها فضيلة الشيخ أبو اسحاق الحويني حفظه الله.
ـ[أبوعبدالرحمن المكي التميمي]ــــــــ[31 - 08 - 08, 07:25 م]ـ
الشيخ وجدي غنيم على موقعه أفرد رسالة صوتية لمدير القناة السويدان
حفظه الله وجعل الجنة مثواه الشيخ وجدي.
سمعتُ المقطع فظننتُ المتكلم شيخ من أئمة الدعوة وليس الأستاذ وجدي غنيم (اقصد في الأسلوب والأدلة) ....
جزاه الله خيرا الأستاذ وجدي غنيم فعلا رجل منصف لم يجاملهم على هذا الضلال وفي المقطع نفسه تكلم على القرضاوي وقال إذا كانت هذه هي الوسطية فأنا أول كافر بها ...
وبعض الناس الذين لازالوا يتعصبون للسويدان وأمثاله ويحبون هذه القنوات ينفع لهم كلام الأستاذ وجي غنيم لأنه محبوب عندهم وقد جربتُ ذلك فما عليكم إلا أن ترسلوا عبر البلوتوث هذا المقطع لمن وجدتموه من هذا الصنف وسترون قبولا إن شاء الله ....
ـ[ابوالبراءاليمني]ــــــــ[05 - 09 - 08, 07:05 م]ـ
أخي عبدالمصور .. ليس قصدي أقرر عقيدة ..
وأنا أعتقد أن المعين يكفر ..
وإنما معنى كلامي أني لست من أهل العلم الذين يحققون في وجود الشروط وإنتفاء الموانع ..
إنما أنا طويلب علم ناقل .. ولست أهلاً لأن أكفر
وهذا الأمر يوكل لأهل العلم
نعم أخي الكريم هذا الذي فهمناه من ردك ولكن أخانا خانه الفهم فرد غيرة على عقيدة أهل السنة فأفول حنانيك على أخانا
ولا أنسى أن أشكر الشيخ إحسان العتيبي على هذا الموضوع والنقل وأضم صوتي للقائلين بتسمية القناة لفضحهم وتبيين ذلك للناس ليحذروها
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[19 - 09 - 08, 09:17 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 09 - 08, 10:13 م]ـ
والمعروف أنه يخرج فيها عدد من الدعاة والمختصين في الشريعة كاالدكتور سلمان العودة، والدكتور عايض القرني، والدكتور محمد العريفي، والدكتور إبراهيم الدويش، والدكتور عبدالله المصلح، وكل هؤلاء من حملة الدكتوراه في علوم الشريعة، ولهم برامج دائمة في هذه القناة مع الأسف الشديد
إن كان العودة له برنامج دائم في قناة العهر الإم بي سي (ولذلك لم يتكلم عن المسلسلات التركية الإفسادية) فلا يستغرب برنامجه في الرسالة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/478)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 09 - 08, 10:18 م]ـ
هذا ممّا ابتليت به الأمّة في هذه الأيّأم بمثل هذه الفضائيّات وعلماء السوء علماء السلطان ودعاة على أبواب جهنّم , دعاة يخدمون المشروع الصليبي في المنطقة , ويخدمون المشروع الامريكي بتمييع العقيدة والدين سواء بالفضائيّات أو بعلماء السوء , وهذا كله نتج من عدم الصدع بالحقّ الواضح البيّن من أهل الحقّ والأسلام في بلاد خراسان " أفغانستان " والعراق والصومال , وغيرهم الذين وضعوا نصب أعينهم رفع لواء العزّة للإسلام , ثمّ وللأسف نلوم هذه الفضائيّة ومثلها قد كثر كقناة اقرأ وغيرهاوالله المستعان
قال محمد محمد حسين رحمه الله في (الإسلام والحضارة الغربية) ص 47:
"أما الوسيلة الأخرى التي اتخذها الاستعمار لإيجاد هذا التفاهم المفقود [بين المسلمين والمستعمرين] وعمل على تنفيذها فهي أبطأ ثماراً من الوسيلة الأولى [تربية العلمانيين]، ولكنها أبقى آثاراً، كما لاحظ اللورد لويد، وهي تتلخص في: تطوير الإسلام نفسه، وإعادة تفسيره؛ بحيث يبدو متفقاً مع الحضارة الغربية، أو قريباً منها، وغير متعارض معها على الأقل، بدل أن يبدو عدواً لها، أو معارضاً لقيمها وأساليبها."انتهى.
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[20 - 09 - 08, 03:39 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ,وابشركم اخوانى اننى قمت باستطلاع للراى فى منطقتى فوجدت ان الغالبيه العظمى من سكان منطقتى وهم كعينه متماثله عادة فى المجتمع المصرى وجدتهم بالفطره مع اختلاف درجاتهم العلميه والثقافيه لايحبذون متابعة امثال طارق سويدان او الجفرى او عمرو خالد والذى يعتبرونه موضه وانتهت ولايتابعون برامجهم وانهم يشاهدون بدلا منها القنوات التى يظهر فيها الشيخ محمد حسان وابى اسحق ومصطفى العدوى ويعقوب وانهم يفهمونهم ويحبونهم ويتمنون مشاهدتهم ليل نهار.
فامثال قناة الرساله جمهورها مغمور مثلها ومتابعى المودرن اسلام قليلون او غير مؤثرين وتوعية الناس وتبيين اخطاءهم سهل ويسير باذن الله.
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[20 - 09 - 08, 03:42 ص]ـ
قال تعالى (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُواً أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ) لقمان6. ذكر الطبري في تفسيره، عن سعيد بن جبير، عن أبي الصهباء البكري،أنه سمع عبدالله بن مسعود وهو يُسأل عن هذه الآية (وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ) فقال عبدالله: الغناء والذي لا اله الاهو. يرددها ثلاث مرات.
ففي زماننا هذا انتشرت المحطات الفضائية ووسائل الإعلام الأخرى تَبُثّ الغناء والرذيلة، ودواعي الانحراف الأخلاقي وما هو أخطر من ذلك حتى وصلت إلى فساد الدِّين والتلبيس على الناس أمور دينهم بمظهر الدعوة إلى الإسلام المتحضر، أو الإسلام الجديد ذي الروح العصريه المزعومة، فالله المستعان عما يصفون.
والذي يهمنا ذلك الإسلامي (أو الذي يتسمى به) فقد ظهر الكثير من تلك المحطات بعضها ايجابي والسواد الأعظم منها سلبي، بل خطره قد يكون وخيماً جداً خصوصاً إذا قام بتحليل الحرام وتحريم الحلال، كل ذلك بغطاء الشريعة وتَحت لافِتة الروح العصرية الجديدة، كما في قناة ((الرسالة)) التي يقوم عليها أساتذة ودعاة،
لانعتقد أنهم يجهلون بعض الأمور التي تبثها محطاتهم،
فإن كانو ولا بد مُرغمين على بث الغناء فليتذكروا قوله عز وجل
(وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ) الأعراف175.
فليتقوا الله ويبرئوا ذممهم أمام الله، فهناك من هو جاهل بأمور دِينه الذي لا يكاد يعلم منها إلا صلاته، فلا يكونوا سبباً في هلاكه، فيحملوا أوزاره مع أوزارهم.
قال تعالى (لِيَحْمِلُواْ أَوْزَارَهُمْ كَامِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَمِنْ أَوْزَارِ الَّذِينَ يُضِلُّونَهُم بِغَيْرِ عِلْمٍ أَلاَ سَاء مَا يَزِرُونَ) النحل25 ذكر ابن كثير في تفسير الآيه: أي ليحملوا خطيئة ضلالهم في أنفسهم، وخطيئة إغوائهم لغيرهم، واقتداء أولئك بهم.
كما جاء في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم: " من دعا إلى هدى كان له من الجر مثل أجور من تبعهم، لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا، ومن دعا إلى ضلاله، كان عليه من الإثم مثل آثام من أتبعه، لا ينقص ذلك من آثامهم شيئا ".
كما لايخفى أن الشركة القائمه على تلك القناة من أكبر مشاريع الفساد في الأرض ونشر الرذيلة، وإنفاق الأموال على حثالة العالم العربي من الفنانين والفنانات، الذين لا يزيدون الأمه إلا ذلاً وعارا.
بينما المسلمين تتكالب عليهم الأمم وهم بحاجه لعدة وجهاد فالله المستعان.
الإسلام فليس بحاجة إلى روحهم العصريه التحريفية الباطلة
قال تعالى في وصف المنافقين وادعائهم إصلاح الأرض والدِّين وهم عكس ذلك
(وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُواْ فِي الأَرْضِ قَالُواْ إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ) البقرة11.
فليتركوا التلبيس على الناس بِرَفْع لافتات إسلاميه تُخْفِي ورائها الكيد للدِّين وأهله، فهو تهديد للأمه في عقيدتها، وأخلاقها، تجعلها تعيش في جو من اللبس والتضليل والخداع، فلا يرى الحق بصورته المضيئه ولا الباطل بصورته القاتمة المظلمة، بل قد يصل بها المكر والخداع إلى أن ترى غالبيتها الحق باطلاً والباطل حقاً، ويلتبس سبيل المجرمين بسبيل المؤمنين، وهذا ما نتوقع حدوثه.
فهاهم يرفعون شعارات ظاهرها الإسلام وحُبّ الدِّين والدعوة إليه عن طريق وجوه دعوية قد لا تُدرك ذلك، اسْتُغِلّت بشكل من الأشكال. ويبطنون الكيد والمكر والخداع، ويحصل من جراء ذلك أن ينخدع كثير من المسلمين بهذه الشعارات، فينشغلون بها، وبالثناء على أهلها بدلاً من فضحها وكشف زيفها وتعرية باطلها ..
منقول للأهمية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/479)
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[20 - 09 - 08, 03:44 ص]ـ
ومنقول من شبكة فلسطين للحوار الاتى
كما عودنا الشيخ عائض القرني على اعتداله ورفضه للميوعة هاهو في هذا الخبر يستمر على نفس النهج حيث وكما جاء في هذا الرابط فقد رفض الشيخ طلبا من الامير السعودي الوليد بن طلال للانضمام الى قناته " الرسالة " التي تساهم في تمييع الدين الاسلامي بدل الدفاع عنه.
وحقيقة ما قرأته وسمعته ان الامر لا يتوقف عند حد الشيخ القرني بل هناك كثيرون رفضوا هذه الدعوة , وارى هنا ان نفرق بين العمل داخل القناة وبين السماح لها بنقل بعض البرامج او المشاركة في بعض برامجها , لانه قد يسأل سائل , ما الفرق بين إقرأ والرسالة؟؟؟؟؟؟؟؟ حقيقة لا فرق اذا كنا نتحدث عن مصدر التمويل , فالشيخ صالح والامير السعودي الوليد واحد في الفساد ونشر الميوعة والانحلال الخلقي , الاول من خلال قنوات الإي أر تي والثاني من خلال قنوات العري روتانا , لكن الفرق ان مالك روتانا اراد من الشيخ ومن آخرين العمل داخل القناة.
بعض الاسلاميين لديهم اجتهادات خاصة بهم ترى بان العمل في هكذا قنوات ممولة من رجال فاسدين عرفوا بنشر الرذيلة امر اضطروا إليه حتى لا يتركوا الساحة لأعداء الدين , ونحن هنا نقول , لماذا؟؟!! هل كتب علينا ان لا تفتح قناة الا وتخرج من عباءة قنوات العري؟!! هل هذا العدد الهائل من رجال الاعمال المسلمين غير قادرين على تأسيس قناة واحدة؟!! الفضائحيات العربية اليوم تتناسل اكثر من الذباب وللاسف مانزال غير قادرين على تأسيس قناة واحدة تعبر عن مبادئنا ومشاعرنا كمسلمين بعيدا عن سيطرة ارباب الفساد والانحلال الخلقي في العالم العربي وفي مقدمتهم مالك اقرأ ومالك الرسالة.
http://www.attajdid.ma/def.asp?codelangue=6&po=2
الشيخ عائض القرني للأمير الوليد بن طلال: إغلاق ''روتانا'' أحب إلى الله من إنشاء قناة ''الرسالة"
رفض عدد من كبار الشيوخ والعلماء في العالم الإسلامي الانضمام لقناة ''الرسالة'' الفضائية التي طرحت نفسها كطبعة جديدة من الفضائيات الإسلامية ذات الخطاب المعتدل، سواء كمقدمين للبرامج أو كضيوف فيها.
وأكدت مصادر داخل القناة أن على رأس العلماء الذين رفضوا الانضمام لأسرة ''الرسالة'' الشيخ عائض القرني العالم السعودي الكبير وصاحب كتاب ''لا تحزن'' الذي حقق أعلى مبيعات في العالم العربي.
وكشفت عن أن القرني تلقى اتصالا هاتفيا من الأمير الوليد بن طلال ـ صاحب ومؤسس قناة الرسالة ـ عرض عليه خلاله الانضمام لأسرة القناة مقابل عائد مادي ضخم، إلا أن القرني رفض العرض بحسم، مؤكدا أن رسالة القناة تتسم بالميوعة الشديدة وعدم الالتزام بالأصول الشرعية، على حد تعبيره.
وأضافت أن الشيخ دعا الأمير الوليد بن طلال خلال الاتصال إلى إغلاق قنوات روتانا، مشددا على أن ذلك أحب إلى الله من إنشاء قناة ''الرسالة''.
وفي السياق ذاته، رفض الدكتور منير جمعة ـ الأستاذ بجامعة المنوفية وعضو هيئة كبار علماء الجمعية الشرعية بمصر وأحد تلاميذ الدكتور يوسف القرضاوي ـ أيضا الانضمام إلى القناة، بعد أن تلقى اتصالا من الدكتور طارق السويدان المشرف على قناة الرسالة للعمل فيها، إلا أن جمعة رفض عرض السويدان لنفس الأسباب التي ذكرها الشيخ عائض القرني.
--------------------------------------------------------------------------------
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[20 - 09 - 08, 06:58 ص]ـ
من باب التوثيق .. !!
أذكر أنه في حلقة من الحلقات خرج الدكتور محمد عمارة في برنامج حواري ولم أكن أن أشاهد هذه القناة إلا لمعرفة ما بها من خبث ..
خرج محمد عمارة وقال كلاماً لايخرج من رجل يشهد أن لا إله إلاالله وهو رغبته أن تكون الكنائس في مصر كعدد المساجد .. !!!
ولما سألتُ أحدَ أهلِ العلمِ قالَ: أن هذا الكلام كفر بالله عز وجل .. لأنه لاأحد يرغب أن ينتشر الكفر في الأرض ..
(وليعلم الإخوة أني لاأكفر أحداً بعينه)
وقد كان استضاف السويدان في تلك الحلقة أحد القسيسين المصريين .. وخرج فيها طوام .. !!
أسأل الله لهم الهداية .. والملاحظات على هذه القناة أكثر من أن تحصى ..
وأستغرب من أهل العلم عدم تشهيرهم بها, بل وخروج بعضهم بها ..
أعوذ بالله من الخذلان .. ونسأل الله الثباتَ ......
نسأل الله العفو والعافية ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/480)
ما هذا .. يا أخي أصابتني الدهشة .. لهذا الحد .. !!
ماذا يريدون؟؟
ـ[ابوالبراءاليمني]ــــــــ[18 - 10 - 08, 07:59 م]ـ
ومنقول من شبكة فلسطين للحوار الاتى
كما عودنا الشيخ عائض القرني على اعتداله ورفضه للميوعة هاهو في هذا الخبر يستمر على نفس النهج حيث وكما جاء في هذا الرابط فقد رفض الشيخ طلبا من الامير السعودي الوليد بن طلال للانضمام الى قناته " الرسالة " التي تساهم في تمييع الدين الاسلامي بدل الدفاع عنه.
وحقيقة ما قرأته وسمعته ان الامر لا يتوقف عند حد الشيخ القرني بل هناك كثيرون رفضوا هذه الدعوة , وارى هنا ان نفرق بين العمل داخل القناة وبين السماح لها بنقل بعض البرامج او المشاركة في بعض برامجها , لانه قد يسأل سائل , ما الفرق بين إقرأ والرسالة؟؟؟؟؟؟؟؟ حقيقة لا فرق اذا كنا نتحدث عن مصدر التمويل , فالشيخ صالح والامير السعودي الوليد واحد في الفساد ونشر الميوعة والانحلال الخلقي , الاول من خلال قنوات الإي أر تي والثاني من خلال قنوات العري روتانا , لكن الفرق ان مالك روتانا اراد من الشيخ ومن آخرين العمل داخل القناة.
بعض الاسلاميين لديهم اجتهادات خاصة بهم ترى بان العمل في هكذا قنوات ممولة من رجال فاسدين عرفوا بنشر الرذيلة امر اضطروا إليه حتى لا يتركوا الساحة لأعداء الدين , ونحن هنا نقول , لماذا؟؟!! هل كتب علينا ان لا تفتح قناة الا وتخرج من عباءة قنوات العري؟!! هل هذا العدد الهائل من رجال الاعمال المسلمين غير قادرين على تأسيس قناة واحدة؟!! الفضائحيات العربية اليوم تتناسل اكثر من الذباب وللاسف مانزال غير قادرين على تأسيس قناة واحدة تعبر عن مبادئنا ومشاعرنا كمسلمين بعيدا عن سيطرة ارباب الفساد والانحلال الخلقي في العالم العربي وفي مقدمتهم مالك اقرأ ومالك الرسالة.
http://www.attajdid.ma/def.asp?codelangue=6&po=2
الشيخ عائض القرني للأمير الوليد بن طلال: إغلاق ''روتانا'' أحب إلى الله من إنشاء قناة ''الرسالة"
رفض عدد من كبار الشيوخ والعلماء في العالم الإسلامي الانضمام لقناة ''الرسالة'' الفضائية التي طرحت نفسها كطبعة جديدة من الفضائيات الإسلامية ذات الخطاب المعتدل، سواء كمقدمين للبرامج أو كضيوف فيها.
وأكدت مصادر داخل القناة أن على رأس العلماء الذين رفضوا الانضمام لأسرة ''الرسالة'' الشيخ عائض القرني العالم السعودي الكبير وصاحب كتاب ''لا تحزن'' الذي حقق أعلى مبيعات في العالم العربي.
وكشفت عن أن القرني تلقى اتصالا هاتفيا من الأمير الوليد بن طلال ـ صاحب ومؤسس قناة الرسالة ـ عرض عليه خلاله الانضمام لأسرة القناة مقابل عائد مادي ضخم، إلا أن القرني رفض العرض بحسم، مؤكدا أن رسالة القناة تتسم بالميوعة الشديدة وعدم الالتزام بالأصول الشرعية، على حد تعبيره.
وأضافت أن الشيخ دعا الأمير الوليد بن طلال خلال الاتصال إلى إغلاق قنوات روتانا، مشددا على أن ذلك أحب إلى الله من إنشاء قناة ''الرسالة''.
وفي السياق ذاته، رفض الدكتور منير جمعة ـ الأستاذ بجامعة المنوفية وعضو هيئة كبار علماء الجمعية الشرعية بمصر وأحد تلاميذ الدكتور يوسف القرضاوي ـ أيضا الانضمام إلى القناة، بعد أن تلقى اتصالا من الدكتور طارق السويدان المشرف على قناة الرسالة للعمل فيها، إلا أن جمعة رفض عرض السويدان لنفس الأسباب التي ذكرها الشيخ عائض القرني.
--------------------------------------------------------------------------------
أعتقد أن هذا النقل غير دقيق وذلك أن الشيخ عايض القرني يشارك في تلك القناة المأفونة! وكان له برنامج "أسعد امرأة" وحالياً "روائع من السيرة" وفي الموقع تجده تحت رابط نجوم القناة!
فما أنتشر في المنتديات وغيرها عن هذا لا أظنه إلا محظ افتراء وكنا نتمنى أن يكون ذلك صحيحاً
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[18 - 10 - 08, 09:00 م]ـ
رسالة إلى الرسالة
أورد الجاحظ في كتابه الحيوان تحت عنوان: شعر العرب والمولدين ما يلي:
وأنا رأيت أبا عمرو الشيباني ـ وقد بلغ من استجادته لهذين البيتين، ونحن في المسجد يوم الجمعة ـ أن كلف رجلا حتى أحضره دواة وقرطاسا حتى كتبهما له.
وأنا أزعم أن صاحب هذين البيتين لا يقول شعرا أبدا، ولولا أن أدخل في الحكم بعض الفتك لزعمت أن ابنه لا يقول شعرا أبدا، وهما قوله:
لا تحسبن الموت موت البلى×××فإنما الموت سؤال الرجال
كلاهما موت ولكن ذا ××××××××أفظع من ذاك لذل السؤال
رحمك الله ياأبا عثمان، فما أشبه ما نحن فيه بما كنت تعانيه!
لقد ابتلينا في زمن الشعارات والتبعية للظلمة بكثير من أبناء أمتنا يخوضون في كل ميدان، ويفتون في كل نازلة، وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا، معيارهم الوحيد لتقويم نجاحهم هو الجمهور المتواصل معهم، ولو كانوا من أحفاد أشعب، فالجواب بكلمة واحدة في الشاشة الخضراء يستحق صاحبه 50 دولارا، وقد يتضاعف إذا برق في الشاشة الحمراء، ولست أدري أي اللونين أغلى وأسمى؟!
بعض مقدمي برامج هذه القناة أخطأوا الطريق، ومقامهم المناسب منصات السرك. ورحم الله من عرف قدره، ووقف عند حده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/481)
ـ[معن الصالح]ــــــــ[16 - 03 - 09, 06:47 م]ـ
ارجو منك شيخنا ان تضيفوا كل القنوات المشهورة بهذا المنهج وهو منهج التمييع وتنشروها حتى يتم التحذير منها
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[16 - 03 - 09, 07:53 م]ـ
إن كان العودة له برنامج دائم في قناة العهر الإم بي سي (ولذلك لم يتكلم عن المسلسلات التركية الإفسادية) فلا يستغرب برنامجه في الرسالة
أخي محمد الأمين فما رأيك بمشاركة الشيخ سعد الشثري حفظه الله في قناة الرسالة تلك!! وهذا ما أدهشني ... ولا بد أن المشايخ رؤوا مصلحة في مشاركتهم في هذه القنوات ولو أني أظن أنهم لو قاطعوا جميع هذه القنوات لأفلست من متابعيهم ممن يغرهم حضور هؤلاء الكرام من المشايخ ..
ارجو منك شيخنا ان تضيفوا كل القنوات المشهورة بهذا المنهج وهو منهج التمييع وتنشروها حتى يتم التحذير منها
أخي الكريم ولو أني لست من وجهت له السؤال لكن بإمكانك القول جميع القنوات باستثناء الرحمة والحكمة والناس وقنوات المجد حسب علمي ... وتستطيع إضافة قناة حياة (وهي قناة إذاعية) أيضا وألمحت إلى إحدى أعاجيبها في سؤال لي هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=165935)
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[16 - 03 - 09, 10:17 م]ـ
طبعا أقصد إضافة قناة حياة إلى القنوات الفاسدة لا إلى تلك المذكورة في مشاركتي السابقة
ـ[ابو البراء الثبيتي]ــــــــ[16 - 03 - 09, 11:25 م]ـ
بحمد الله لم يخرج فيها احد من اهل العلم.
بل خرج فيها بعض العلماء ولعلهم مجتهدون وهم بين الأجر والأجرين بإذن الله.(97/482)
ما حكم أخذ المال مقابل الخروج من المزاد؟
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[25 - 06 - 08, 04:57 م]ـ
رجل دخل في ((مزاد)) علني لبيع قطعة أرض.
وأراد بعض الناس ممن يشاركون في هذا المزاد أن يخرجوه لتقل المنافسة مثلاً.
فقالوا له: نعطيك عشرين ألفاً وتخرج مِن هذا المزاد.
مع العلم أنّ هذا الرجل ما دخل إلا من أجل الشراء وليس من أجل النجش.
فهل يجوز له أن يأخذ هذا المبلغ مقابل خروجه مِن المزاد؟
ونرجو ذكر الأدلة، وفتاوى أهل العلم.
وجزاكم الله خيراًَ.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[31 - 10 - 08, 12:36 ص]ـ
أرجو الإفادة(97/483)
هل هذا الدعاء خاص بصلاة بالفجر؟؟؟
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[25 - 06 - 08, 05:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله صلى الله عليه وسلم
أما بعد:
عندي استفسار بالنسبة لهذا الحديث:
(سنن أبي داود)
1353 حدثنا محمد بن عيسى حدثنا هشيم أخبرنا حصين عن حبيب بن أبي ثابت ح و حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن حصين عن حبيب بن أبي ثابت عن محمد بن علي بن عبد الله بن عباس عن أبيه عن ابن عباس أنه رقد عند النبي صلى الله عليه وسلم فرآه استيقظ فتسوك وتوضأ وهو يقول (إن في خلق السموات والأرض) حتى ختم السورة ثم قام فصلى ركعتين أطال فيهما القيام والركوع والسجود ثم انصرف فنام حتى نفخ ثم فعل ذلك ثلاث مرات بست ركعات كل ذلك يستاك ثم يتوضأ ويقرأ هؤلاء الآيات ثم أوتر قال عثمان بثلاث ركعات فأتاه المؤذن فخرج إلى الصلاة وقال ابن عيسى ثم أوتر فأتاه بلال فآذنه بالصلاة حين طلع الفجر فصلى ركعتي الفجر ثم خرج إلى الصلاة ثم اتفقا وهو يقول اللهم اجعل في قلبي نورا واجعل في لساني نورا واجعل في سمعي نورا واجعل في بصري نورا واجعل خلفي نورا وأمامي نورا واجعل من فوقي نورا ومن تحتي نورا اللهم وأعظم لي نورا.
فهل هذا الدعاء عند الذهاب إلى المسجد فقط عند الذهاب إلى صلاة الفجر؟؟؟
الرجاء ذكر أقوال العلماء موثقة
وبارك الله فيكم
ـ[صالح العقل]ــــــــ[25 - 06 - 08, 05:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم:
هذا الحديث اختلف فيه:
والأصح: أن هذا الدعاء مكانه في الصلاة.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[25 - 06 - 08, 06:03 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك
الحديث صححه الشيخ الالباني في صحيح سنن أبي داود
فهل هذا الدعاء عند الذهاب إلى المسجد فقط عند الذهاب إلى صلاة الفجر؟؟؟
الرجاء ذكر أقوال العلماء موثقة
مازلت أنتظر بارك الله فيكم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:11 ص]ـ
مازلت أنتظر بارك الله فيكم(97/484)
ياأهل التجويد ((كيف يجوز أن نتكلف إخفاء حرف أنزله الله بلسان العرب))؟؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[25 - 06 - 08, 06:19 م]ـ
قد يُقبل من أحكام التجويد المحدثة ما يؤيِّده شرع الله في عمومه مثل الإظهار
لأن حرفًا أصليًّا أنزله الله تعالى في كتابه لا بدَّ من التلفُّظ به بقدر استطاعة المسلم
وموافقته للغة قومه العربية الفصيحة،
وقد تُقبل القلقلة الصغرى لإظهار الحرف الساكن الذي لا يظهر إلا بها بشرط ألا يُبدل السكون بحركة أخرى مثل الكسرة
كما يفعل كثير من القراء عند لفظ (قَدْ) و (أبْواب) و (إبْراهيم) فهذا تنطُّع منكر قد يصل إلى التحريف والتبديل عياذًا بالله.
وإن من مكايد الشيطان ومصايده صَدُّ المسلم عن تدبر آيات القرآن الكريم
(وهو فرض من فرائض الله)
بما دون ذلك من النوافل فضلًا عن شقشقة معلِّم هذا البرنامج
(وما يماثله من البرامج في هذه الإذاعة وما دونها من الإذاعات)
وتشدُّقه وتفيهقه وتنطعه بالمصطلحات المحدثة
مثل: الاستعلاء والاستفال والانطباق والانفتاح والرَّوم والإشمام ونحوها.
وإذا جاز تكلف القلقلة لإظهار حرفٍ أنزله الله بلسان العربِ
فكيف يجوز تكلف إخفاء حرف أنزله الله بلسان العرب قوم رسوله؟
لا عجب، فالتكلف والتقليد (بلا دليل) يُبعدان العبد عن الشرع والعقل
فيُلزِم نفسه وغيره بعبادة الله بما لم يشرعه تقرّبًا إليه بالغلو والابتداع
والإسراف والانشغال بذلك عن هدى الله تعالى وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم؛
وقال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [ص: 29]،
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر من علامات الساعة
(كثرة القرّاء وقلّة الفقهاء)؛
ونرى اليوم كثرة الحرص على تحفيظ القرآن وتجويده وندرة العمل على تدبره،
وحتى يضمن الشيطان صرف طلاب العلم عن التّدبّر إلى الحفظ والتّجويد
سوّل لبعض الدّعاة إلى الله صرف اهتمامهم إلى سرعة الحفظ
(بين سبعة وعشرين يومًا وستّين يومًا).
وكان النبي صلى الله عليه وسلم ينهَى أصحابه رضي الله عنهم عن قراءة القرآن
في أقل من سبع (كما عند البخاريِّ) وثلاث (كما عند غيره)
خشية من عدم تدبّره حقّ تدبره فكيف بالتّنافس على سرعة حفظه؟
وحذّر النبي صلى الله عليه وسلم من شباب يحقر الناس قراءتهم عند قراءتهم ولكنّ
(قراءتهم للقرآن لا تتجاوز تراقيهم)
لأنهم لا يفقهون ما يقرؤون وبالتالي لا يعملون به بل بأهوائهم
فيميلون عن السنة ويخرجون على الجماعة والإمامة.
وذكر ابن تيمية رحمه الله من أصناف من يُسيء سماع القرآن
[ومثلهم من يسيء تلاوته]
قوم يسمعونه ولا يفقهونه [وأنَّى لهم العمل به بل تبليغه]
مستدلًا بقول الله تعالى:
{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء} [البقرة: 171].
(مجموع الفتاوى ج 16 ص8 - 12).
منقووول/ للشيخ سعد الحصين
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[25 - 06 - 08, 06:59 م]ـ
سبحان الله ....
صحيح أحكام التجويد محدثة لكنها أحدثت لأجل تقويم النطق و تصحيح المخارج التي قل بل ندر أن تجد السلامة فيها في زماننا هذا و قد اعوجت الألسنة و شاع اللحن.
يعني هذا الاخفاء و الاظهار و الادغام و غيرها مما استحدثه العارفون بعلوم اللغة و القراءات من مصطلحات،هي الأصل في اللسان العربي الفصيح،و لا ينكر عاقل فائدتها في معالجة عيوب النطق و ضبط المخارج و الحروف بل قد أصبح تعلم أحكام التجويد ضرورة ملحة لاتقان القراءة و تجويد القرآن باعطاء كل حرف حقه و مستحقه مثله مثل علم النحو، و لا يكفي التلقي سماعا و مشافهة لوحدهما.
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[25 - 06 - 08, 07:55 م]ـ
أشكر مرور الاخت الكريمة
وأود أن أنقل كلام شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله16/ 50:
(ولا يجعل همَّته فيما حُجب به أكثر النَّاس من العلوم عن حقائق القرآن:
إمَّا بالوسوسة في خروج حروفه وترقيقها وتفخيمها وإمالتها
والنُّطق بالمدِّ الطّويل والقصير والمتوسط، أو غير ذلك؛
فإن هذا حائل للقلوب قاطع لها عن فهم مراد الرَّبِّ من كلامه
وكذلك شغل النطق ب (أأنذرتهم) وضم الميم من (عليهم) ووصلها بالواو وكسر الهاء أو ضمها ونحو ذلك وكذلك مراعاة النغم وتحسين الصوت).
وقال العلامة العثيمين رحمه الله في كتاب العلم السؤال70:
لا أرى وجوب الالتزام بأحكام التجويد التي فصلت بكتب التجويد، وإنما أرى أنها من باب تحسين القراءة، وباب التحسين غير الإلزام، وقد ثبت في صحيح البخاري عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنهما ـ أنه سئل كيف كانت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم؟ فقال: كانت مدًّا، ثم قرأ"بسم الله الرحمن الرحيم"يمدّ ببسم الله، ويمد بالرحمن، ويمد بالرحيم.
والمد هنا طبيعي لا يحتاج إلى تعمده والنص عليه هنا يدل على أنه فوق الطبيعي.
ولو قيل بأن العلم بأحكام التجويد المفصلة في كتب التجويد واجب للزم تأثيم أكثر المسلمين اليوم، ولقلنا لمن أراد التحدث باللغة الفصحى: طبق أحكام التجويد في نطقك بالحديث وكتب أهل العلم وتعليمك ومواعظك.
وليعلم أن القول بالوجوب يحتاج إلى دليل تبرأ به الذمة أمام الله ـ عز وجل ـ في إلزام عباده بما لا دليل على إلزامهم به من كتاب عبد الرحمن بن سعدي ـ رحمه الله ـ في جواب له أن التجويد حسب القواعد المفصلة في كتب التجويد غير واجب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/485)
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 11:26 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي العزيز .....
الذي يظهر من كلام ابن تيميه رحمه الله هو أنه ينهى أن يكون الاهتمام بالتجويد هو ديدن طالب العلم بحيث يشغله عما هو أهم و ليس نهيه عن الأمر بكامله
ثانيا يا عزيزي علم التجويد هو أداة لحفظ القراءه الصحيحه فتغير حركه في كلمه قد يقلب معناها 180 درجه و لهذا يجب الحرص على معرفة كيفية النطق الصحيح
و نقدر أن نقول أن الاشتغال بعلم التجويد بشكل محترف تعلما و تعليما هو فرض كفايه
و دمت لأخيك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 11:31 م]ـ
الله الذي أنزل هذا الحرف هو الذي أنزله بالإخفاء، ومن قال بغير ذلك فلا يعرف مراد القراء.
وظاهر الكلام المنقول بأعلى وجوب ترك الإخفاء!!! ولم يقل به أحد.
ـ[ضيف الله الشمراني]ــــــــ[25 - 06 - 08, 11:58 م]ـ
الحمد لله على نعمة العقل
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[26 - 06 - 08, 12:00 ص]ـ
وإن من مكايد الشيطان ومصايده صَدُّ المسلم عن تدبر آيات القرآن الكريم
(وهو فرض من فرائض الله)
بما دون ذلك من النوافل فضلًا عن شقشقة معلِّم هذا البرنامج
(وما يماثله من البرامج في هذه الإذاعة وما دونها من الإذاعات)
وتشدُّقه وتفيهقه وتنطعه بالمصطلحات المحدثة
مثل: الاستعلاء والاستفال والانطباق والانفتاح والرَّوم والإشمام ونحوها.
وإذا جاز تكلف القلقلة لإظهار حرفٍ أنزله الله بلسان العربِ
فكيف يجوز تكلف إخفاء حرف أنزله الله بلسان العرب قوم رسوله؟
لا عجب، فالتكلف والتقليد (بلا دليل) يُبعدان العبد عن الشرع والعقل
فيُلزِم نفسه وغيره بعبادة الله بما لم يشرعه تقرّبًا إليه بالغلو والابتداع
والإسراف والانشغال بذلك عن هدى الله تعالى وهدي رسوله صلى الله عليه وسلم؛
وقال الله تعالى: {كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ} [ص: 29]،
وورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر من علامات الساعة
(كثرة القرّاء وقلّة الفقهاء)؛
ونرى اليوم كثرة الحرص على تحفيظ القرآن وتجويده وندرة العمل على تدبره،
منقووول/ للشيخ سعد الحصين
الصراحة الشيخ لم يحسن في الكثير مما كتبه و إن أحسن القصد.
ففرق أن ينبه على كراهة الاشتغال بتجويد القرآن، و الاهتمام بأدنى التفاصيل التي لا يضر تركها أو بتحسين الصوت مثلا،على حساب التدبر في معانيه و الحرص على اتيان أوامره و تجنب نواهيه [و هذا الذي أشار إليه ابن تيمية رحمه الله في الفتوى التي نقلتها أعلاه.]
وبين أن يعيب على علم كامل له مكانته بين علوم القراءات،بل ثبت تواتره عن سلف هذه الأمة،فيسمي ذلك تشدقا و شقشقة؟ فوالله لتشدق هؤلاء و شقشقتهم-كما يدعي،، غفر الله له- خير عندي من تفيقه بعضهم و تعالمهم ..
أما فتوى الشيخ العثيمين رحمه الله فهي في حكم تعلم تجويد القرآن بين الوجوب و الاستحباب و معلوم الاختلاف الحاصل في هذا.
وفقنا الله و اياكم
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[26 - 06 - 08, 04:36 ص]ـ
الله الذي أنزل هذا الحرف هو الذي أنزله بالإخفاء، ومن قال بغير ذلك فلا يعرف مراد القراء.
وظاهر الكلام المنقول بأعلى وجوب ترك الإخفاء!!! ولم يقل به أحد.
الاخ الفاضل أبا مالك هل لك أن تدلل على قولك:
أن هذا الحرف أنزله الله بالإخفاء ..
الأخ ضيف الرحمن المدني:
أشكر مرورك وعلى اثراءك الموضوع بالفوائد ولا تنس ان تدعو لنا بالعافية!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 04:44 ص]ـ
كيف تتعلم القرآن يا أخي الكريم؟!
أمن المصحف تتعلمه أم من أفواه المشايخ؟
وكيف تثق أن القرآن الذي بين الدفتين هو القرآن الذي أنزله الله على رسوله؟!
المقصود أن الطعن في نقلة القرآن وعلماء القراءات يستلزم الطعن في هذا القرآن الذي بين أيدينا؛ لأنه لم ينقل إلينا إلا عن طريقهم، وليس بينهم خلاف في ذلك، كما قال ابن الجزري:
والأخذ بالتجويد حتم لازم ................. من لم يجود القران آثم
لأنه به الإله أنزلا ................. وهكذا منه إلينا وصلا
وموطن الاستشهاد هو البيت الثاني؛ لأن وجوب التجويد مختلف فيه.
ـ[علاء المسلم]ــــــــ[26 - 06 - 08, 11:53 ص]ـ
سبحان الله
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[26 - 06 - 08, 01:12 م]ـ
كلام عجيب
سبحان الملك
ـ[السيد زكي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 03:53 م]ـ
اللهم اهدنا للحق والف بين قلوبنا
ـ[بوخليفه]ــــــــ[26 - 06 - 08, 03:56 م]ـ
كيف تتعلم القرآن يا أخي الكريم؟!
أمن المصحف تتعلمه أم من أفواه المشايخ؟
وكيف تثق أن القرآن الذي بين الدفتين هو القرآن الذي أنزله الله على رسوله؟!
المقصود أن الطعن في نقلة القرآن وعلماء القراءات يستلزم الطعن في هذا القرآن الذي بين أيدينا؛ لأنه لم ينقل إلينا إلا عن طريقهم، وليس بينهم خلاف في ذلك، كما قال ابن الجزري:
والأخذ بالتجويد حتم لازم ................. من لم يجود القران آثم
لأنه به الإله أنزلا ................. وهكذا منه إلينا وصلا
وموطن الاستشهاد هو البيت الثاني؛ لأن وجوب التجويد مختلف فيه.
صدقت فالقراءة متواترة
والمتواتر لا يحتاج إلى إسناد
ولو تُرك كل إنسان يقرأ على حسب فهمه لما فهمنا القران
مثل قوله (بسم الله مجريها)
والشيخ ابن عثيمين لم ينكر هذا العلم بل نفى الوجوب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/486)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 06 - 08, 04:06 م]ـ
من تكلم بغير فنه أتى بمثل هذه العجائب!
وكلامه هذا يدل على جهل بهذا العلم، بل وبالعربية الذي نزل هذا الكتاب بلسانها، وعلى وفق سننها في النطق، وبعلم القراءات التي نقل بها القرآن رطبا كما أنزل، وتلقاه الناس جيلا بعد جيل بالأسانيد من أفواه القراء.
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[26 - 06 - 08, 04:17 م]ـ
كيف تتعلم القرآن يا أخي الكريم؟!
أمن المصحف تتعلمه أم من أفواه المشايخ؟
وكيف تثق أن القرآن الذي بين الدفتين هو القرآن الذي أنزله الله على رسوله؟!
المقصود أن الطعن في نقلة القرآن وعلماء القراءات يستلزم الطعن في هذا القرآن الذي بين أيدينا؛ لأنه لم ينقل إلينا إلا عن طريقهم، وليس بينهم خلاف في ذلك، كما قال ابن الجزري:
والأخذ بالتجويد حتم لازم ................. من لم يجود القران آثم
لأنه به الإله أنزلا ................. وهكذا منه إلينا وصلا
وموطن الاستشهاد هو البيت الثاني؛ لأن وجوب التجويد مختلف فيه.
الأخ الفاضل أبا مالك وفقه الله:
اللاوازم التي ذكرتها غير متوجهة والا لقلنا بمثل هذه اللاوازم عند كلامنا على مسألة هل ترتيب السور توقيفي أم لا ونحوها؟؟
وكذلك عند كلامنا عن أي مسألة من المسائل التي تتعلق بعلوم القرآن!!
وتأمل معي بارك الله فيك كيف انسحب الكلام في الموضوع الى أن تنقل لنا كلام الجزري بأن من لم يقرأ بالتجويد فانه آثم!! وهذا هو الذي نخشى منه أن نؤثم الناس على شيء لايعتبر اثما وليس هناك دليل على وجوبه سوى مايتناقله معلمو التجويد من هذه الأبيات وأما استدلالهم بآية (ورتل القرآن ترتيلا) فقد قال عنها ابن عباس رضي الله عنه: بيِّنه بيانًا. وقال الحسن: اقرأه قراءة بيّنة. وقال مجاهد: تَرَسَّل فيه ترسلا. وقال قتادة: تثبت فيه تثبتًا. وعن ابن عباس أيضا: اقرأه على هينتك ثلاث آيات أو أربعًا أو خمسًا.
وأما استدلالهم بقوله تعالى (يتلونه حق تلاوته)
فقد ورد في تفسيرها أن معنى ذلك يتبعونه حق اتباعه
و
عن ابن عباس:يتبعونه حق اتباعه. وقيل:
لا يحرفونه عن مواضعه.
قال عبد الله بن مسعود: والذي نفسي بيده، إن حق تلاوته: أن يحل حلاله ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأول منه شيئا على غير تأويله.
وأنكر الامام أحمد على حمزة القراءة بالإمالة ..
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله:
http://www.binbaz.org.sa/themes/binbaz_default/images/download.jpg (http://www.binbaz.org.sa/audio/noor/029912.mp3)
ما حكم قراءة القرآن الكريم من غير تجويد، وخصوصاً بأنه يعلم التلاميذ؟
لا حرج في ذلك، إذا قرأه باللغة العربية لا حرج، أن يقرأه بغير التجويد، إذا أوضح القراءة وبين الحروف وأوضحها فلا بأس، ولو كان لا يحسن الإدغام أو الترقيق أو الإظهار أو ما أشبه ذلك إنما ذلك مستحب، يعني التجويد مما يستحب ومما يحسن به التلاوة، وهو من تحسين التلاوة، ولكن لا يجب على الصحيح.
http://www.binbaz.org.sa/mat/19543 (http://www.binbaz.org.sa/mat/19543)
وقد سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله
(وهو من نوادر من اهتم بمعرفة التجويد من علمائنا الأوائل)
عن دعوى مُدَرِّسٍ للتجويد:
أن التجويد العمليَّ واجب على كلِّ مسلم ومسلمة مستدلًا بقول الله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل: 4]،
فأجاب بتاريخ 13/ 11/1415 بقوله:
(لا أعلم دليلًا شرعيًا يدلُّ على وجوب الالتزام بأحكام التجويد، أمَّا قول الله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} فهو يدل على شرعية التَّمهُّل بالقراءة وعدم العجلة) ويؤيده قول الله تعالى: {وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً} [الفرقان: 32].
على العموم أخي الكريم أنا أرى أن التجويد مستحب ولكن لايصل الى درجة الوجوب وتأثيم من لم يجوّد ــ كما قال الجزري ومعلمو التجويد ــ أو وصفه بالجهل
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 04:28 م]ـ
الأخ (أبو فيصل) أنت تتكلم خارج محل النزاع، فتدبر!!
كلامك كله حول (هل التجويد واجب أو مستحب؟)
وأنا أسألك الآن: هل قال أحد من العقلاء إن التجويد حرام؟!!
الخلاف يا أخي فقط في أنه (واجب) أو (مستحب)، ولا يمكن أن يكون الخلاف هكذا إلا إذا كان أمرًا مشروعا قد أنزله الله عز وجل؛ لأن المستحبات لا تؤلف!!
فالذين قالوا إن التجويد مستحب لم يقل أحد منهم إن الإخفاء في محله حرام كما يزعم الزاعم؟!
فإن كنت ترى أن التجويد مستحب، فهذا معناه أنك لا توافق على الكلام المنقول أعلى، فحدد موقفك.
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[26 - 06 - 08, 06:56 م]ـ
نريد أن نثبت العرش ثم ننقش
أولا نريد دليل مشروعية (الاخفاء)
ثم بعد ذلك سنبحث هل هو واجب أم مستحب .. ؟
فأين الدليل على مشروعيته؟؟
وأما قولكم:
((ولا يمكن أن يكون الخلاف هكذا إلا إذا كان أمرًا مشروعا قد أنزله الله عز وجل؛
لأن المستحبات لا تؤلف!!))
فهذا استدلال (عقلي) في محل النزاع ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/487)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 07:22 م]ـ
يا أخي الكريم
أعطني أنت دليلا على أن القرآن الذي تقرؤه هو ما كان يقرؤه رسول الله!!!
أعطني دليلا على أن مخرج الحاء من الحلق؟!!!
أعطني دليلا على أن الضاد مفخمة والدال مرققة!!!!
تأمل يا أخي الفاضل الموضوع قبل أن ترد هذه الردود التي لا معنى لها!
الأمر واضح جدا، فلا أدري فيم تجادل؟!
القرآن الذي معنا كيف وصلنا؟؟ وكيف عرفنا أنه كلام الله؟؟!! وكيف عرفنا طريقة تلاوته؟!!
وصلنا القرآن عن طريق هؤلاء الأئمة أئمة القراءات، وهم الذين عرفونا كيف نقرأ القرآن، وهم الذين أخبرونا أن القرآن نزل هكذا؛ لأنهم ينقلونه بالمشافهة طبقة عن طبقة.
فهل تريد دليلا من السنة مثلا؟!!! هل تريد حديثا يقول مثلا (عليكم بالإخفاء؛ فإنه يجلو الصوت)!!
وهل السنة أقوى من القرآن من جهة الثبوت؟!!
اقرأ يا أخي كلام العلماء أولا، ولا تناقش في البدهيات.
ومن العجائب أنك تقول: إن هذا استدلال عقلي!!!
يعني العلماء اختلفوا هل هو واجب أو مستحب!!! فإذا قلتُ: إن معنى هذا أنه ليس بمحرم، فهل هذا استدلال بالعقل في محل النزاع؟!!
عجبا والله!
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[26 - 06 - 08, 07:40 م]ـ
أخي أبا مالك،إنما اللوم يقع على "الشيخ" كاتب المقال الذي يسمي النطق الصحيح للحرف (تكلفا)!!
و علما متوترا عن السلف مكننا من قراءة القرآن و سماعه كما كان يرتله الرسول عليه الصلاة و السلام بلسان عربي مبين (شقشقة و تشدقا)!!
بأسلوب ... (تكلف و تقليد بلا دليل!!،،غلو و ابتداع!!) حتى يظن القارىء أنه يتحدث عن معلم موسيقى و ألحان لا معلم ترتيل القرآن.
و الغريب أن أعجب أمر قاله هذا الشيخ،هو ما حرص الأخ أبو فيصل على انتقائه كعنوان لموضوعه،و يبحث الآن عن دليل لمشروعيته!!!!
نسأل الله العافية.
ـ[محمد أسامة علي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 08:10 م]ـ
الأخ الكريم أبو فيصل السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل أبا مالك وفقه الله:
اللاوازم التي ذكرتها غير متوجهة والا لقلنا بمثل هذه اللاوازم عند كلامنا على مسألة هل ترتيب السور توقيفي أم لا ونحوها؟؟
وكذلك عند كلامنا عن أي مسألة من المسائل التي تتعلق بعلوم القرآن!!
وتأمل معي بارك الله فيك كيف انسحب الكلام في الموضوع الى أن تنقل لنا كلام الجزري بأن من لم يقرأ بالتجويد فانه آثم!! وهذا هو الذي نخشى منه أن نؤثم الناس على شيء لايعتبر اثما وليس هناك دليل على وجوبه سوى مايتناقله معلمو التجويد من هذه الأبيات وأما استدلالهم بآية (ورتل القرآن ترتيلا) فقد قال عنها ابن عباس رضي الله عنه: بيِّنه بيانًا. وقال الحسن: اقرأه قراءة بيّنة. وقال مجاهد: تَرَسَّل فيه ترسلا. وقال قتادة: تثبت فيه تثبتًا. وعن ابن عباس أيضا: اقرأه على هينتك ثلاث آيات أو أربعًا أو خمسًا.
وأما استدلالهم بقوله تعالى (يتلونه حق تلاوته)
فقد ورد في تفسيرها أن معنى ذلك يتبعونه حق اتباعه
و
عن ابن عباس:يتبعونه حق اتباعه. وقيل:
لا يحرفونه عن مواضعه.
قال عبد الله بن مسعود: والذي نفسي بيده، إن حق تلاوته: أن يحل حلاله ويحرم حرامه، ويقرأه كما أنزله الله، ولا يحرف الكلم عن مواضعه، ولا يتأول منه شيئا على غير تأويله.
وأنكر الامام أحمد على حمزة القراءة بالإمالة ..
وسئل العلامة ابن باز رحمه الله:
http://www.binbaz.org.sa/themes/binbaz_default/images/download.jpg (http://www.binbaz.org.sa/audio/noor/029912.mp3)
ما حكم قراءة القرآن الكريم من غير تجويد، وخصوصاً بأنه يعلم التلاميذ؟
لا حرج في ذلك، إذا قرأه باللغة العربية لا حرج، أن يقرأه بغير التجويد، إذا أوضح القراءة وبين الحروف وأوضحها فلا بأس، ولو كان لا يحسن الإدغام أو الترقيق أو الإظهار أو ما أشبه ذلك إنما ذلك مستحب، يعني التجويد مما يستحب ومما يحسن به التلاوة، وهو من تحسين التلاوة، ولكن لا يجب على الصحيح.
http://www.binbaz.org.sa/mat/19543 (http://www.binbaz.org.sa/mat/19543)
وقد سُئل الشيخ ابن باز رحمه الله
(وهو من نوادر من اهتم بمعرفة التجويد من علمائنا الأوائل)
عن دعوى مُدَرِّسٍ للتجويد:
أن التجويد العمليَّ واجب على كلِّ مسلم ومسلمة مستدلًا بقول الله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} [المزمل: 4]،
فأجاب بتاريخ 13/ 11/1415 بقوله:
(لا أعلم دليلًا شرعيًا يدلُّ على وجوب الالتزام بأحكام التجويد، أمَّا قول الله تعالى: {وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً} فهو يدل على شرعية التَّمهُّل بالقراءة وعدم العجلة) ويؤيده قول الله تعالى: {وَرَتَّلْنَاهُ تَرْتِيلاً} [الفرقان: 32].
على العموم أخي الكريم أنا أرى أن التجويد مستحب ولكن لايصل الى درجة الوجوب وتأثيم من لم يجوّد ــ كما قال الجزري ومعلمو التجويد ــ أو وصفه بالجهل
ما استدل أخاك الا بالبيت الثاني
لأنه به الإله أنزلا ................. وهكذا منه إلينا وصلا
فدعك من الرد على البيت الأول
والأخذ بالتجويد حتم لازم ................. من لم يجود القران آثم
فقد أخبرك هو بأنه مكان نزاع أصلا
وموطن الاستشهاد هو البيت الثاني؛ لأن وجوب التجويد مختلف فيه. وفقنا الله وإياك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/488)
ـ[مسلمه مصريه]ــــــــ[26 - 06 - 08, 08:10 م]ـ
أعتذر إن كان في لهجتي شيء من الحدة،و إنما ساءني الذي قرأت و تعجبت كيف يصدر ذلك من طالب علم.
و الشيخ (سعد الحصين) لا أعرفه من قبل صراحةً، و قد بحثت الآن في قوقل و وجدت أن له موقعا خاصا و تصفحت بعض ما فيه و وجدت خيرا كثيرا.
لكن هذا لا يمنع من التنبيه على خطإ الشيخ فيما نقله الأخ أبو فيصل و ليت أحدا من الاخوة الفضلاء يتكرم بمراسلته عن طريق موقعه عله يوضح قصده و يتراجع عن بعض ما قاله.
و نص المقال، كاملا هنا: http://www.saad-alhusayen.com/articles/93
ـ[أبوقتادة السعدي الأثري]ــــــــ[26 - 06 - 08, 08:32 م]ـ
أعتذر منكم لأني لست أهل للكتابة بين يدي طلبة العلم
أخي أبوفيصل من المعلوم أن كثير من أهل الجزيرة ينطق الضاد ظاء هذا ما تعودوا عليه لكن عند قراءة القرأن لابد أن يجاهد هذا التعود ليخرج الحرف ضاد كما أنزله الله في كتابه فهل نسمي هذا تكلفا؟
لقد صليت في الرياض وراء إمام قرأ (وجوه يومئذ ناظرة إلى ربها ناظرة) فما رأيك أليس هذا تحريف في كتاب الله؟
عذرا مرة أخرى على تجرئي على الكتابة!
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[26 - 06 - 08, 09:04 م]ـ
والله إننا لنعيش في زمن غريب!
اسأل شيخك ماذا قرأ من كتب التجويد والقراءات وعلى من قرأ حتى يتصدر للناس ويكتب مثل هذا الكلام في مجلة يتناقلها أهل العلم وغيرهم؟!
يقولون هذا عندنا غير جائز ... فمن أنتمُ حتى يكون لكم عندُ
عجيب والله هذا الزمن؛ يحفظ أحدهم بلوغ المرام وزاد المستقنع فيتصدر للناس مفتيا في الشاشات والإذاعات!
ويحفظ أحدهم المقدمة والتحفة فيتكلم في مسألة الأحرف!
بل يحفظ أحدهم عمدة الأحكام والبيقونية ثم يخطئ أبا زرعة وأبا حاتم!!
لكن ليست المشكلة أن يجتهد أحدهم _ وهو ليس أهلا للاجتهاد _ فيتكلم بغير علم، لكن المشكلة أن ينسب ذلك لأهل العلم مثل صاحبنا.
فاته أن يستدل بقول السخاوي:
لا تحسب التجويد مدا مفرطا ... أو مد مالا مد فيه لوان
على بدعية التجويد كما فعل بكلام ابن تيمية!
لا يفرق بين التنطع والتجويد المعتبر، ولا يفرق بين كون التجويد مستحبا وكونه بدعة ثم يتكلم بما تكلم به وينقل ما نقله، ويأتي من العوام من يشتغل بكلامه!
أخي الحبيب اتق الله فإنك ستسأل عما كتبت بغير علم، كيف تجرأ أن تتكلم في هاته المسائل وأنت لا تعرف كتب القراءات وأعلامها فضلا عن قراءة كتبهم؟!
يا أخي الحبيب ما يضرك أن تبحث ثم تقرر.
هل تعلم التبعات المترتبة على كلامك؟!
هل تعلم أن أدنى ما يترتب على كلامك إبدال الظاء ذالا في نحو قوله تعالى: {وما كان عطاء ربك محظورا}؟!
أجزم أنك لا تعلم بذلك لذلك نقلت هذا الكلام:
وتشدُّقه وتفيهقه وتنطعه بالمصطلحات المحدثة
مثل: الاستعلاء والاستفال والانطباق والانفتاح والرَّوم والإشمام ونحوها.
علما بأن الشيخ الطويل حفظه الله لم يكن متنطعا وهذا متضح من برنامجه ولكن أكثر الناس لا يفقهون.
وقد رد الشيخ الطويل على شيخك الكريم ردا على قدر صاحب المقال في مجلة الدعوة.
يا أهل التجويد ((كيف يجوز أن نتكلف إدغام حرف أنزله الله بلسان العرب))؟!(97/489)
هل يصح الاستنجاء بالمناديل الورقيه؟؟؟
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[25 - 06 - 08, 07:20 م]ـ
اذا تعذر وجود الماء هل يصح الاستنجاء بالمناديل الورقيه من البول والغائط؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو رشيد]ــــــــ[25 - 06 - 08, 09:25 م]ـ
http://www.islam-qa.com/ar/ref/2138/ الاستنجاء
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[25 - 06 - 08, 10:37 م]ـ
جزاك الله الجنه(97/490)
سؤال حول مراد عبارة الشاطبي حفظه الله في الموافقات
ـ[شريف سالم]ــــــــ[25 - 06 - 08, 08:27 م]ـ
السلام عليكم
اخوتي الكرام
اريد ان استفسر حول معنى عبارة الشاطبي ادناه:
واختلفت في ذلك أقوالهم فصاروا محمودين لأنهم اجتهدوا فيما أمروا به كإختلاف أبي بكر وعمر وزيد في الجد مع الأم وقول عمر وعلي في أمهات الأولاد وخلافهم في الفريضة المشتركة وخلافهم في الطلاق قبل النكاح وفي البيوع وغير ذلك مما اختلفوا فيه وكانوا مع هذا أهل مودة وتناصح أخوة الإسلام فيما بينهم قائمة
ما المراد من كلمة الفريضة المشتركة؟
افيدوني بارك الله فيكم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 09:32 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
المسألة المشتركة أو المشركة مسألة مشهورة في الفرائض، وأشهر صورها (زوج وأم وإخوة لأم وإخوة أشقاء)، فللزوج النصف فرضًا، وللأم السدس فرضًا، وللإخوة لأم الثلث فرضًا، فنجد أن الفروض استوعبت التركة ولم يبق للإخوة الأشقاء شيء!!
فاختلف العلماء في ذلك، فبعضهم قضى بهذا القضاء، على ظاهر النصوص، وبعضهم شرّك الإخوة الأشقاء مع الإخوة لأم؛ وقالوا: لم يزدهم الأب إلا قربا.
لأن الأخ الشقيق يمت إلى الميت بصلة الأم والأب، والأخ لأم يمت إلى الميت بصلة الأم فقط، فكيف يقدم الأخ لأم على الأخ لأب؟
وقد قضى عمر بن الخطاب أولا بعدم توريث الإخوة الأشقاء، ثم قضى بعد ذلك بتشريك الإخوة الأشقاء معهم، وصار هذا هو القول المشهور المعمول به عند الفقهاء والقضاة.
والله تعالى أعلم.(97/491)
حكم الحيوان المذبوح بالصعق الكهربائي للشيخ ابن باز
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:41 ص]ـ
حكم الحيوان المذبوح بالصعق الكهربائي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أما بعد:
فقد اطلعت على الفتوى التي نشرت في جريدة المسلمون بالعدد 14 في 21\ 8 \ 1405هـ. لفضيلة الشيخ يوسف القرضاوي، وقد جاء فيها ما نصه: (اللحوم المستوردة من عند أهل الكتاب كالدجاج ولحوم البقر المحفوظة مما قد تكون تذكيته بالصعق الكهربائي ونحوه حل لنا ما داموا يعتبرون هذا حلالا مذكي. . . . . إلخ) اهـ.
وأقول: هذه الفتوى فيها تفصيل مع العلم بأن الكتاب والسنة قد دلا على حل ذبيحة أهل الكتاب، وعلى تحريم ذبائح غيرهم من الكفار - قال تعالى: {الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ} (1) فهذه الآية نص صريح في حل طعام أهل الكتاب وهم اليهود والنصارى وطعامهم ذبائحهم، وهي دالة بمفهومها على تحريم ذبائح غيرهم من الكفار - ويستثنى من ذلك عند أهل العلم ما علم أنه أهل به لغير الله، لأن ما أهل به لغير الله منصوص على تحريمه مطلقا، لقوله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ} (2) وأما ما ذبح على غير الوجه الشرعي كالحيوان الذي علمنا أنه مات بالصعق أو بالخنق ونحوهما فهو يعتبر من الموقوذة أو المنخنقة حسب الواقع، سواء كان ذلك من عمل أهل الكتاب أو عمل المسلمين، وما لم نعلم كيفية ذبحه فالأصل حله إذا كان من ذبائح المسلمين أو أهل الكتاب، وما صعق أو ضرب وأدرك حيا وذكي
__________
(1) سورة المائدة الآية 5
(2) سورة المائدة الآية 3
على الكيفية الشرعية فهو حلال، قال الله تعالى: {حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُمْ وَمَا ذُبِحَ عَلَى النُّصُبِ وَأَنْ تَسْتَقْسِمُوا بِالْأَزْلَامِ ذَلِكُمْ فِسْقٌ} (1) فدلت الآية على تحريم الموقوذة والمنخنقة، وفي حكمهما المصعوقة إذا ماتت قبل إدراك ذبحها - وهكذا التي تضرب في رأسها أو غيره فتموت قبل إدراك ذبحها يحرم أكلها للآية الكريمة المذكورة.
وبما ذكرنا، يتضح ما في جواب الشيخ يوسف - وفقه الله - من الإجمال، أما كون اليهود أو النصارى يستجيزون المقتولة بالخنق أو الصعق فليس ذلك يجيز لنا أكلهما كما لو استجازه بعض المسلمين - وإنما الاعتبار بما أحله الشرع المطهر أو حرمه - وكون الآية الكريمة قد أجملت طعامهم لا يجوز أن يؤخذ من ذلك حل ما نصت الآية الأخرى على تحريمه من المنخنقة والموقوذة ونحوهما، بل يجب حمل المجمل على المبين كما هي القاعدة الشرعية المقررة في الأصول.
أما حديث عائشة الذي أشار إليه الشيخ يوسف، فهو في أناس مسلمين حدثاء عهد بالإسلام، وليسوا كفارا فلا يجوز أن يحتج به على حل ذبائح الكفار التي دل الشرع على تحريمها وهذا نصه: (عن عائشة رضي الله عنها «أن قوما قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: إن قوما يأتونا باللحم لا ندري أذكر اسم الله عليه أم لا، فقال: سموا عليه أنتم وكلوه - قالت: وكانوا حديثي عهد بالكفر» (2) رواه البخاري.
ولواجب النصح والبيان والتعاون على البر والتقوى جرى تحريره، وأسأل الله أن يوفقنا وفضيلة الشيخ يوسف وسائر المسلمين لإصابة الحق في القول والعمل إنه خير مسئول، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
الرئيس العام
لإدارات البحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________
(1) سورة المائدة الآية 3
(2) صحيح البخاري الذبائح والصيد (5188,5188) ,سنن النسائي الضحايا (4436,4436) ,سنن أبو داود الضحايا (2829,2829) ,سنن ابن ماجه الذبائح (3174,3174) ,موطأ مالك الذبائح (1054,1054) ,سنن الدارمي الأضاحي (1976,1976).
ـ[ابو الياس]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل على الفتوى المباركة، نفع الله بك وغفر ذنبك وجعل الجنة منزلك ...
ـ[السيد زكي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 04:04 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[26 - 06 - 08, 05:17 م]ـ
الإخوة الكرام /
ابو الياس
السيد زكي
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[12 - 09 - 08, 12:57 ص]ـ
سئل الشيخ العثيمين رحمه الله عن حكم الذبائح بالصعق الكهربائي
وهذا هو نص السؤال:
السؤال
طريقة الذبح بالصعق الكهربائي قبل استعمال السكين، سواءً كان من المسلمين، أم من أهل الكتاب؟
الجواب
يقول هذا: طريقة الذبح بالصعق الكهربائي، هل هو حلال أو حرام؟ نقول: أما إذا اقتُصِر على الصعق بالكهرباء حتى ماتت فهي حرام؛ لأنها وقيذ؛ موقوذة.
وأما إذا كان تُصعق ثم تُذبح ويخرج الدم قبل أن تموت، فالذبيحة حلال؛ لكن الصعق فيه أذية لها، وفيه تعذيب، وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: (إذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة).
لكن قالوا لي: إنهم كانوا يستعملونه في البقر والشيء الكبير الذي يعجزون عن طرحه، فيضربونه بشيء يصعق به، حتى يُغمى عليه، ثم يذبحونه، فإذا كانوا لا يقدرون عليه إلا على هذا الوجه صار حلالاً، أما إذا كان يمكن أن يُذبح بدون الصعق فالصعق لا شك أنه أذية، وأنه خلاف ما أمر به النبي عليه الصلاة والسلام من إحسان الذبح.
جلسات رمضانية لعام 1410هـ الدرس الثالث(97/492)
لأن العلم شجون يستدعي بعضه بعضا.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[26 - 06 - 08, 05:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
قال الشيخ/ عبد الله بن زيد آل محمود:
" فإن من واجب العالم المحتسب القيام ببيان ما وصل إليه علمه
من معرفة الحق بدليله مشروحا بتوضيحه، والدعوة إليه والصبر على الأذى فيه
لكون العلم أمانة والكتمان خيانة،
ومن المعلوم أن العلوم تزداد وضوحا،
والشخص يزداد نضوجا بتوارد أفكار الباحثين،
وتعاقب تذاكر الفاحصين،
لأن العلم شجون يستدعي بعضه بعضا،
وملاقاة التجاوب من الرجال تلقيح لألبابها وعلى قدر رغبة الإنسان في العلم
وطموح نظره في التوسع فيه بطريق البحث والتفتيش عن الحق في مضانه
تقوى حجته وتتوثق صلته بالعلم والدين،
لكون العلم الصحيح والدين الخالص الصريح شقيقين يتفقان ولا يفترقان،
ورأسهما خشية الله وتقواه:
{وَاتَّقُواْ اللّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللّهُ} (البقرة:282)."أهـ
مجموعة رسائل الشيخ عبدالله آل محمود.
مجلد /1 /ص: 134.(97/493)
تحقيق موقف الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من الأسهم المختلطة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 06 - 08, 07:22 ص]ـ
المشايخ الفضلاء /
سبق أن كُتب هذا الموضوع في موضوعات مختلفة، وكانت هذه المشاركة تدرج في أثنائه، وقد تخفى على البعض ولا يقرأها، ولأهميتها؛ أفردتها في موضوع مستقل، ولعل الله أن ينفع بها:
قال الشيخ صالح بن مقبل العصيمي وفقه الله في كتابه:
" الأسهم المختلطة "
المبحث الخامس
موقف الشيخ الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (من الأسهم المختلطة *)
حيث كثر السؤال عن موقفه من هذه الأسهم نظراً لقدره وعلمه وإمامته. ولقد نقل بعضهم – وفقنا الله وإياهم إلى الحق والخير والصواب – عنه القول بالجواز؛ ولكني وجدت له عدة فتاوى تنص على التحريم، وهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، بل إنها أوضح من الفتوى التي قد فُهم منها الجواز.
ومن هذه الفتاوى:
الفتوى الأولى:
سئل – رحمه الله – عمن يشتري الأسهم ولا يريد الاتجار بها، لكنه يساهم قبل التخصيص من أجل انتظار ارتفاع أسعارها.
فما رأيكم جزاكم الله خيراً؟.
الجواب:
(لابد من معرفة نوع الأسهم المراد شراؤها، فإذا كانت أسهم بنوك، فهي محرمة مطلقاً، ولا يجوز لأحد أن يساهم فيها، وأما غيرها من المساهمات فالأصل الحل، إلى أن يقوم الدليل على أن هذه المساهمة حرام.
ومن المحرم في المساهمة أن تكون الشركة تتعامل بالربا وإن كان أصلها ليس بربوي، مثل: أن تودع أموالها في البنوك وتأخذ عليها ربا، أو أن تأخذ من البنوك وتدفع الربا، فتكون عندئذٍ آكلة للربا وموكلة له، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم (آكل الربا وموكله).
فإذا علم المساهم أن الشركة تتعامل مع البنوك هذه المعاملة التي وصفت، وقبض الربح وعلم مقدار النسبة الربوية، فعليه إخراجها تخلصاً منها، وإذا لم يعلم مقدار النسبة فعليه أن يتصدق بنصف الربح احتياطاً لا له ولا عليه.
فهذه هي القاعدة في المساهمات، وهي تتلخص فيما يأتي:
أولاً: المساهمة في البنوك حرام بدون تفصيل.
ثانياً: المساهمة في غيرها، الأصل فيها الحل، إلا إذا علمت أنها تتعامل مع البنوك معاملة ربوية، فإنه لا يجوز الاشتراك فيها، وإذا كنت قد تورطت فأخرج نسبة الربا من الربح الذي أعطيته، وإن لم تعلم النسبة فأخرج نصف الربح.
هذه هي خلاصة القول في المساهمات.
أما كون الإنسان يساهم قبل التخصيص من أجل انتظار ارتفاع الأسعار، فهذا لا بأس به، لأنه يريد الاتجار بالسهم). انتهى. لقاء الباب المفتوح 1/ 58 - 59.
ففي هذه الفتوى أكد الشيخ – رحمه الله – على تحريم المساهمة في الشركات المحرمة ولو كان إنشاؤها لغرض مباح، وأكد أن مجرد تعامل الشركة مع البنوك معاملة محرمة فهذا كافٍ لجعل أسهم هذه الشركة حرام، كما أكد في الشق الآخر على جواز المضاربة في الشركات ولو لم يقصد الاستثمار مع مراعاة الابتعاد عن المحرمات.
الفتوى الثانية:
وسئل – رحمه الله -: ما الحكم الشرعي في أسهم الشركات المتداولة في الأسواق؟ وهل تجوز المتاجرة فيها؟.
الجواب:
لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال؛ لأن الشركات الموجودة في الأسواق تختلف في معاملاتها بالربا، فإذا علمت أن هذه الشركة تتعامل بالربا، وتوزع أرباح الربا على المساهمين، فإنه لا يجوز الاشتراك فيها، وإن كنت قد اشتركت ثم عرفت بعد ذلك أنها تتعامل بالربا، فإنك تذهب إلى الإدارة وتطلب فك اشتراكك، فإن لم تتمكن فإنك تبقى على الشركة، ثم قُدمت لك الأرباح، وكان الكشف قد بين فيه موارد تلك الأرباح، فإنك تأخذ الأرباح الحلال، وتتصدق بالأرباح الحرام تخلصاً منها، وإن كنت لا تعلم بذلك، فإن الاحتياط أن تتصدق بنصف الربح تخلصاً منه، والباقي لك، لأن هذا ما في استطاعتك، وقد قال تعالى: ((فاتقوا الله ما استطعتم)). انتهى. فتاوى إسلامية.جمع وترتيب محمد المسند 2/ 263.
وهنا أكد الشيخ أن مجرد معرفة أن هذه الشركة تتعامل بالربا يحرم التعامل معها، بل ولابد عنده من فك الاشتراك، فإذا عجزت فأخرج النسبة المحرمة، وهنا أوجب الشيخ الخروج من هذه المساهمات، والخروج الآن سهل، لأن البيع والشراء متوفر عبر شاشات التداول.
الفتوى الثالثة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/494)
وسئل أيضاً بما نصه: ما حكم المساهمة مع الشركات؟.
فأجاب رحمه الله:
وضع الأسهم في الشركات فيه نظر، لأننا سمعنا أنهم يضعون فلوسهم لدى بنوك أجنبية أو شبه أجنبية، ويأخذون عليها أرباحاً، وهذا من الربا، فإن صح ذلك فإن وضع الأسهم فيها حرام ومن كبائر الذنوب، لأن الربا من أعظم الكبائر، أما إن كانت خالية من هذا فإن وضع الأسهم فيها حلال إذا لم يكن هناك محذور شرعي آخر). انتهى. مجموع فتاوى الشيخ ج18/ 112 - 113.
الفتوى الرابعة:
وقال حول أن تكون المساهمات في شركات لم تُنشأ للربا أصلاً، ولكن ربما يدخل في بعض معاملاتها مثل: شركة صافولا ونحوها مما وقع السؤال عنه، فهذه الأصل فيها: جواز المساهمة لكن إذا غلب على الظن أن في بعض معاملاتها رباً فإن الورع هجرها وترك المساهمة فيها لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام)).
فإن كان قد تورط فيها أو أبى أن يسلك سبيل الورع فساهم فإنه إذا أخذ الأرباح وعلم مقدار الربا وجب عليه التخلص منه بصرفه في أعمال خيرية من دفع حاجة فقير أو غير ذلك، ولا ينوي بذلك التقرب إلى الله بالصدقة بها لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً، ولأن ذلك لا يبرئ ذمته من إثمها، ولكن ينوي بذلك التخلص منها ليسلم من إثمها لأنه لا سبيل له للتخلص منها إلا بذلك.
وإن لم يعلم مقدار الربا فإنه يتخلص منه بصرف نصف الربح). انتهى. فتاوى علماء البلد الحرام ص686.
وفي هذه الفتوى التي فرح بها المجيزون وشرقوا بها وغربوا لأنهم فهموا منها الجواز فجعلوها عمدتهم وأهملوا غيرها من فتاوى الشيخ الصريحة ومع ذلك فهي ليست حجة لهم، بل هي عليهم. وكان يجب عليهم ما يلي:
أ- أن يفهموا منهج الشيخ الذي عرف بدقة ألفاظه وعباراته حيث قال في هذه الفتوى: بأن المساهم إذا ساهم في هذه الشركات وكان يغلب على ظنه أن فيها ربا، فيفهم من هذا أنه لو كان متيقناً أن فيها رباً فعليه عدم الدخول.
ب- عندما طلب الشيخ من المساهم إخراج النسبة المحرمة بعد علمه بها، هل قال له استمر في المساهمة؟ الصحيح لا.
وهنا الفرق بين فتوى الشيخ وفتاوى من زعموا أنهم مقلديه، فالشيخ طلب إخراج النسبة المحرمة وفك الاشتراك والتخلص من هذه المساهمة نهائياً، وهم يقولون يخرج النسبة المحرمة، ويستمر في أكل الربا ولا إثم عليه بل الإثم على مباشري الربا فقط.
الترجيح:
الذي يترجح لدي – والله أعلم – أن الشيخ – رحمه الله – يميل إلى التحريم لما يلي:
1 - أن الفتاوى التي يذهب فيها إلى التحريم واضحة، وبخاصة رقم (1)، (2)، (3).
2 - الفتوى التي فهم منها البعض الجواز لها عدة احتمالات ذكرتها فيما سبق، مع أن الاحتمال الأقرب أنه رجع عنها بدليل أنها كتبت بتاريخ 21/ 4/1412هـ، والمتأخر هو المقدم.
3 - الشيخ عرف بعدم تساهله في أمر الربا، بل حرم على المسلم العمل بالمؤسسات الربوية حتى لو كان سائقاً أو حارساً، فكيف إذاً يظن به أن يجيز المحرم الصريح والربا الواضح؟.
4 - أن الشيخ – رحمه الله – يمنع من كل تعامل يؤول عن طريق التحايل إلى الربا، كمنعه – رحمه الله – بيع المرابحة للآمر بالشراء، وما جوز بيع التورق إلا للحاجة، فإذا كان – رحمه الله – يمنع التحايل إلى ما يؤول إلى الربا، فكيف يجيز الدخول في شركات تتعامل بالربا صراحة؟
5 - للشيخ أقوال كثيرة في التحريم، فكيف يليق بباحث أن يأخذ قولاً يتيماً ويروج له، ويجعله مستنده في الإباحة للأسهم المختلطة ضارباً عرض الحائط بالأقوال الأخرى للمصدر نفسه؟.
6 - لم يعرف عن الشيخ – رحمه الله – أنه قال ولو لمرة واحدة أخرجوا النسبة المحرمة ثم استمروا في هذه الشركات، بل القول في التطهير قول محدث لم يدعُ إليه الشيخ – رحمه الله – فنسبته إلى الشيخ خطأ فادح، فعلى من نسبه إليه أن يستغفر ويتوب، والله أعلم.
وإني لأسأل بعد هذا التوضيح:
هل عند المجيزين المعتمدين على قول الشيخ فقط استعداد للتراجع عن رأيهم بعد أن اتضح لهم بأن الأقرب أن الشيخ يميل إلى التحريم أو على الأقل له أكثر من قول؟!
----
(*) زيادة توضيح من الناقل.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[26 - 06 - 08, 10:39 ص]ـ
ذب الله عنك كما ذبيت عن شيخنا رحمة الله عليه و حاشاه وحاشاه أن يقول في الربا بقول يغضب الله و هو الذي لم يستظل بظل البنك الربوي ليقيه من الشمس
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[26 - 06 - 08, 10:57 ص]ـ
جزى الله الشيخ المسيطير خير الجزاء، ورفع درجته في عليّين، وألحقنا وإياه بالصالحين ... والله تعجّبت لما سمعتُ هذه النسبة للشيخ رحمه الله، وقلتُ في نفسي: هذه النسبة تحتاج إلى تحقيق؛ فليست على رسمه، والحمد لله على كلّ حال.
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 07 - 08, 06:40 ص]ـ
الشيخين الفاضلين /
مختار الديرة
حمد بن صالح المري
جزاكما الله خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، وأوفاه.(97/495)
هل وقع الطلاق ثلاثاً أم أحد الطلقات كانت في حالة إغلاق؟
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 07:52 ص]ـ
قابلت أمس شخصاً أعرفه، وكان قد طلّق زوجته ثلاث طلقات (الأولى منذ 3 سنوات، الثانية منذ سنتين، والثالثة منذ أشهر) وافترقا، فأخبرني أنه سيسافر للعمرة مع زوجته!! فاستنكرت وقلت له: ألم تطلِّقها ثلاثاً؟! فقال لي: تدخّل المفتي شخصيًّا والشيخ فلان بقضيّتي ودرسوها، وحكموا أن الطلاق الأول (الذي وقع منذ 3 سنوات) كان في حالة إغلاق! فلم يعدّوه شيئاً!! وعقدوا له نكاحاً جديداً -أظن لأنهما لم يعودا لبعضهما بعد الطلاق الثالث لأكثر من ثلاثة أشهر - وحذّروه أنّه ما زال يملك طلقة واحدة!!!
فهل يصحّ هذا الفعل؟
وهل الأحوط الحكم بأن الطلاق الأول وقع ولم يكن إغلاقاً اتقاءً للشبهة، إذ درسوه بعد ثلاث سنوات وهي مدة طويلة كي يتذكر الشخص هل كان في حالة إغلاق أم لا؟
أم الأحوط الحكم أنها ما زالت زوجته؟
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[26 - 06 - 08, 12:28 م]ـ
بارك الله فيك
ما داموا أهلا للعلم فهم أدرى بذلك ولا داعي للتشكيك وإن خالف رأيك واجتهادك(97/496)
تجنيد الفتيات في الجيش
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 10:05 ص]ـ
تكلم اللواء محمود شيت خطّاب رحمه الله (1337 - 1419هـ) في كتابه "الوسيط في رسالة المسجد العسكرية" (ص 263) عن مقاتلة النساء في صفوف المسلمين في أيام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ثم قال:
ولا بد من وقفة قصيرة عند بحث تجنيد النساء، فما لا شك فيه أن النساء قاتلن في عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفي عهد الفتح الإسلامي، لكن كُنَّ يخرجن بصحبة أزواجهن أو أبنائهن، ومعنى ذلك أنه لا يجوز خروجهن بدون محرم من زوج أو ولد، كما أن المجاهدين يخافون الله ويتمسّكون بمُثُلهم العليا، فكان عرض النساء في حصن حصين، وكان الجار لا ينظر إلى جارته، بل يموت دفاعاً عن عرضها، واليوم يتغزّل الشاب أول ما يتغزّل ببنت الجار، كما أن خوف الله لا يسيطر على قلوب الناس، وهم قلّما يلتزمون بالمُثُل العليا.
وقد جرى تجنيد الفتيات في قسم من الدول العربية ليعملن غالباً في مجال القضايا الإدارية والطبابة والإسعاف، ومع ذلك تَرَدَّت أخلاقهن تردِّياً مخجلاً كما نصَّت عليه التقارير الرسمية المعتمدة في تلك الدول.
وشتان بين الدول الغربية والعدو الصهيوني وبين الدول العربية والإسلامية!
وقد رأيت تدريب الفتيات وهُنَّ يرتدين الألبسة العسكرية ويتخذن أوضاع الرمي الثلاثة: الوقوف، البروك، الانبطاح، فكانت النظرات الفاجرة تتعقّبهنّ في أثناء التدريب، فإذا خلا المتدربون إلى أنفسهم واجتمعوا في الأندية أو في مكانٍ آخر، أخذوا يعلِّقون على ما رأوه وسمعوه من الفتيات تعليقاً غير شريف وغير عفيف ..... ولا أزيد!
وقد جعل الدين الحنيف مَن يُقتَل دفاعاً عن عرضه شهيداً، والذي يحرص على عرضه من الآباء لا يرتاح إلى نظرات المدربين الفاسقة، وأخشى أن يستشهد في أيام السلام دفاعاً عن عرض ابنته قبل أن تخوض غمار الحرب.
لقد شهد حرب حزيران (يونيو) 1967م بين العرب والعدو الصهيوني ثلاثة بالألف فقط من العرب، بينما شهدها من الصهاينة أحد عشر بالمئة من تعداد السكان، والمعقول أن يزُجّ العرب والمسلمون بكل ما يقدرون عليه من مقاتلين، وحينذاك يدرِّبون النساء ويزجّوهن في القتال إذا احتاجوا لقتالهنّ!
أما أن يكون القادرون من الرجال على القتال قاعدين، ونطالب النساء بالتدريب العسكري والقتال، فهذا غير منطقي ولا معقول.
إنني لا أتفق مع الذين يحشدون الفتيات للتدريب العسكري بحجّة الاستحضار للحرب، وعلى هؤلاء أن يحشدوا فتيانهم للتدريب العسكري استحضاراً للحرب، إن كانوا فاعلين أولاً وصادقين ثانياً.
وأخشى ما أخشاه أن يكون حشد الفتيات للتدريب مظاهرة من المظاهرات الهوائية هزلاً لا جدّ فيه، إذ لو كانوا حقًّا بهذه الدرجة من الحرص على حشد الطاقات البشرية كافة للمجهود الحربي، لِما بقيت الصهيونية في الأرض العربية ساعة أو بعض ساعة من الزمان. اهـ.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 09:44 ص]ـ
يُرفَع للفائدة.
ـ[مجاهد بن محمد]ــــــــ[30 - 05 - 10, 06:32 م]ـ
جزيت خيراً أبا معاوية.
وأزيدك من الشعر بيتاً، حيث نقل الشيخ العلامة بكر أبو زيد -رحمه الله- في كتابه الماتع (حراسة الفضيلة) عن الشيخ العلامة أحمد شاكر في (عمدة التفسير) قوله: " ... فيخرجون المرأة عن خدرها، وعن صونها وسترها الذي أمر الله به، فيدخلونها في نظام الجند، عارية الأذرع والأفخاذ، بارزة المقدمة والمؤخرة، متهتكة فاجرة!! يرمون بذلك -في الحقيقة- إلى الترفيه الملعون عن الجنود الشبان المحرومين من النساء في الجندية، تشبهاً بفجور اليهود والإفرنج، عليهم لعائن الله المتتابعة إلى يوم القيامة" ص62.
وكذلك نقله -رحمه الله- عن الحافظ ابن كثير -رحمه الله- قوله في حوادث سنة 586 من (تاريخه) في حرب عكَّا بين المسلمين والنصارى: "أنه لغرض مصابرة جند النصارى على مقاتلة المسلمين نثروا بينهم ثلاثمائة مومسة" ص62.
ونقله عن الشيخ علي الطنطاوي -رحمه الله- قوله في (الذكريات): "ثم اخترعوا نظام المرشدات وهو مثل نظام الكشفية للأولاد، وصرن يذهبن في رحلات قصيرة في قرى دمشق، ثم جاءت المصيبة التي أنست ما قبلها من المصائب وهي نظام الفتوة، أي: إلباس الطالبات لباس الجند، وتدريبهن على حمل السلاح، لماذا؟ وهل انقرض الرجال حتى نقاتل بربات الحجال؟ ولمن تترك إدارة البيوت وتربية الأطفال؟ لماذا والشباب يتسكعون في الطرقات ويزدحمون على أبواب السينمات، فندع الشباب لهذا ونقاتل أعداءنا بالبنات؟! " ص62.
نسأل الله أن يحفظ بنات المسلمين، وأن يهديهنَّ إلى الصراط المستقيم.
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 11:19 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي على النقل.(97/497)
ما حكم بول الغلام الذي يرضع لبنا صناعيا
ـ[هاني إسماعيل]ــــــــ[26 - 06 - 08, 12:06 م]ـ
الأخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
ما حكم بول الغلام (لم يجاوز شهرين) ويرضع لبنا صناعيا فقط؟
أو لبن طبيعي مع لبن صناعي.
وبارك الله فيكم
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[26 - 06 - 08, 01:41 م]ـ
يا أخي الحديث واضح
فعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ”بول الغلام الرضيع يُنضح وبول الجارية يُغْسَل“ رواه الإمام أحمد, والترمذي و حسنه
فلا تتكلف
رعاك الله وسددّك
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:10 م]ـ
فلا تتكلف
رعاك الله وسددّك
ليس هذا من التكلف أخي الحبيب
رأي الشيخ الراجحي أن هذا الحليب أكل وعليه تترتب الأحكام المسؤول عنها.
http://sh-rajhi.net/rajhi/?action=Display&page=m00136.htm&docid=16
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:18 م]ـ
غذاء الرضيع باللبن الصناعي هل له حكم لبن الأم؟
سُئل سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى في برنامج نور على الدرب:
إذا غُذِّي الرضيع باللبن الصناعي في الحولين هل يعتبر مفطوماً، وهل يغير ذلك من حكم نجاسته؟.
فقال رحمه الله:
أما بعد الحولين فإنه يعتبر مفطوماً فلو أرضعه أحدٌ بعد الحولين فإنه لا يعتبر رضاع، أما في حال الحولين فإذا ارتضع من امرأةٍ خمس رضعات أو أكثر في حال الحولين فإنه يعتبر ولداً لها وأخاً لأولادها، وابناً لزوجها، وأما حكم بوله في الحولين حال ارتضاعه باللبن غير لبن أمه فهذا محل نظر والأقرب -والله أعلم- أنه كالذي يرتضع من أمه، لا يقال إنه يتغذى بالطعام حينئذ فإنه يتغذى بلبن قام مقام لبن أمه، فالأقرب -والله أعلم- أن بوله يكفي فيه الرش والنضح، كبول الصبي الذي لا يأكل الطعام إذا كان يتغذى بلبن أمه، هذا هو الأقرب والأظهر، والله أعلم.
http://www.binbaz.org.sa/mat/11790
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[26 - 06 - 08, 08:27 م]ـ
غذاء الرضيع باللبن الصناعي هل له حكم لبن الأم؟
سُئل سماحة الشيخ / عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى في برنامج نور على الدرب:
إذا غُذِّي الرضيع باللبن الصناعي في الحولين هل يعتبر مفطوماً، وهل يغير ذلك من حكم نجاسته؟.
فقال رحمه الله:
أما بعد الحولين فإنه يعتبر مفطوماً فلو أرضعه أحدٌ بعد الحولين فإنه لا يعتبر رضاع، أما في حال الحولين فإذا ارتضع من امرأةٍ خمس رضعات أو أكثر في حال الحولين فإنه يعتبر ولداً لها وأخاً لأولادها، وابناً لزوجها، وأما حكم بوله في الحولين حال ارتضاعه باللبن غير لبن أمه فهذا محل نظر والأقرب -والله أعلم- أنه كالذي يرتضع من أمه، لا يقال إنه يتغذى بالطعام حينئذ فإنه يتغذى بلبن قام مقام لبن أمه، فالأقرب -والله أعلم- أن بوله يكفي فيه الرش والنضح، كبول الصبي الذي لا يأكل الطعام إذا كان يتغذى بلبن أمه، هذا هو الأقرب والأظهر، والله أعلم.
http://www.binbaz.org.sa/mat/11790
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
معروف للجميع أن الطفل قد يحنك، وهذا لا يغير الحكم،.
فعَنْ أَسْمَاءَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا:
أَنَّهَا حَمَلَتْ بِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الزُّبَيْرِ قَالَتْ فَخَرَجْتُ وَأَنَا مُتِمٌّ فَأَتَيْتُ الْمَدِينَةَ فَنَزَلْتُ بِقُبَاءٍ فَوَلَدْتُهُ بِقُبَاءٍ ثُمَّ أَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَوَضَعْتُهُ فِي حَجْرِهِ ثُمَّ دَعَا بِتَمْرَةٍ فَمَضَغَهَا ثُمَّ تَفَلَ فِي فِيهِ فَكَانَ أَوَّلَ شَيْءٍ دَخَلَ جَوْفَهُ رِيقُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ حَنَّكَهُ بِتَمْرَةٍ ثُمَّ دَعَا لَهُ وَبَرَّكَ عَلَيْهِ وَكَانَ أَوَّلَ مَوْلُودٍ وُلِدَ فِي الْإِسْلَامِ" (أخرجه البخاري).
لذلك فإن أهل العلم ذهبوا إلى أن حكم النضح لا يبطل إذا كان الطفل يحنك بالعسل أو التمر؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان من عادته تحنيك الأطفال بالتمر عند ولادتهم كما ورد في الحديث السابق، وإنه لا يخلوا من ذلك مولود غالبا،
وإنما يزال حكم النضح إذا أكل الطفل الطعام وأراده واشتهاه تغذيا له.
ينظر:
تحفة المودود، لابن القيم/ وشرح صحيح مسلم،للنووي/ وفتح الباري، لابن حجر/ والمنتقى،للباجي.
وفي العادة يُغَذى الطفل بالماء والشاي، وهذا لا يزيل حكم النضح، فالضابط:
" أن حكم النضح يزال إذا أكل الطفل الطعام وأراده واشتهاه تغذيا "
فكذلك الحليب الصناعي، لا يعتبر طعاما.
والله أعلى وأعلم وأحكم.
ـ[هاني إسماعيل]ــــــــ[27 - 06 - 08, 03:40 م]ـ
شكرا لكم جيمعا أيها الأخوة الأفاضل على الإفادة
ـ[أبو محمد]ــــــــ[27 - 06 - 08, 07:10 م]ـ
هذه المسألة فيما يظهر محل تأمل .. ولا يسلم أن حكم اللبن الصناعي كلبن الأم؛ إذ اللبن الصناعي عبارة عن أنواع من المكونات الغذائية من نشويات وسكريات وفيتامينات وربما حليب حيواني تخلط مع بعضها وتطحن حتى تكون مثل البودرة .. فما الفرق بينها وبين الطعام؟
وما وجه إلحاقه بلبن الأم؟
ويؤكد أن اللبن الصناعي يختلف عن لبن الأم أن الأطباء لا ينصحون باللبن الصناعي، ويرون أن الصناعي لا يغني عنه، بل إنه يسبب تأثيرا سلبيا على الطفل.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/498)
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[27 - 06 - 08, 09:20 م]ـ
هذه المسألة فيما يظهر محل تأمل .. ولا يسلم أن حكم اللبن الصناعي كلبن الأم؛ إذ اللبن الصناعي عبارة عن أنواع من المكونات الغذائية من نشويات وسكريات وفيتامينات وربما حليب حيواني تخلط مع بعضها وتطحن حتى تكون مثل البودرة .. فما الفرق بينها وبين الطعام؟
وما وجه إلحاقه بلبن الأم؟
ويؤكد أن اللبن الصناعي يختلف عن لبن الأم أن الأطباء لا ينصحون باللبن الصناعي، ويرون أن الصناعي لا يغني عنه، بل إنه يسبب تأثيرا سلبيا على الطفل.
والله أعلم.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
هذا المكان للمدارسة.
لذلك:
اللبن الصناعي لا خلاف في أنه مضر بالطفل لحد ما، وبالأصح لا يعوضه عن لبن الأم فخلق الله لا يعوضه شيء.
لكن قد يشرب الطفل اللبن الصناعي لأسباب مختلفة.
والأطفال كان الله في عونهم منذ سنين أمورهم تسير بهذا النوع من الحليب، مع وجود المضار المعروفة، إذن هذا الحليب وإن كان ليس بالجودة المطلوبة إلا انه يؤدي الغرض، فحل بذلك محل حليب الأم، أليس كذلك؟!
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 01:35 ص]ـ
ذكرت هذه المسألة في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78577&highlight=%C7%E1%CD%E1%ED%C8+%C7%E1%D5%E4%C7%DA%ED
الحليب الصناعي كحليب الأم في نضح البول
أجاب عليه فضيلة الشيخ د. سعد بن تركي الخثلان
التصنيف الفهرسة/الركن العلمي/الفقه/الطهارة
رقم السؤال 15491
السؤال
من المعلوم أن بول الغلام الذي لا يأكل الطعام لا يغسل بل ينضح، لكن في حال أن الطفل يشرب الحليب الصناعي بدلاً من حليب الأم، فهل يتغير الحكم؟
الاجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يأخذ حكم حليب الأم؛ لأن المعوَّل عليه هو ألا يأكل الطفل الطعام لشهوة، وهذا متحقق في الطفل الذي يعتمد على الحليب الصناعي، على أن المراد بالنضح الكافي في غسل بول الغلام، الذي لم يأكل الطعام هو غمره بالماء من غير عصر، وليس المراد به مجرد الرش، كما نص على ذلك بعض الفقهاء.
والله _تعالى_ أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://www.almoslim.net/rokn_elmy2/s...n.cfm?id=15491
والشيخ عبدالمحسن الزامل يقول أن الحليب الصناعي ليس كحليب الأم , فيجب غسل بول الصبي ولاينضح.
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[28 - 06 - 08, 02:35 ص]ـ
سئل العلامة الفوزان حفظه الله:
هل الحليب الصناعي اليوم يعتبر من الطعام فتكون النجاسة غير مخففة؟
الجواب: لا ما يعتبر، الحليب سواء كان من ثدي المرأة أو كان مجففا، أو كان من الحيوانات كله سواء لا يعتبر من الطعام، وإنما يعتبر من الرضاع.
(فتاوى الدروس العلمية
شرح العمدة للفوزان)
ـ[أبو محمد]ــــــــ[28 - 06 - 08, 01:33 م]ـ
ماذا لو أعطي الرضيع (خضارا) -مثلا- مهروسة وأضيف إليها الماء في قارورة فأصبحت سائلة كالحليب (وقامت مقام الحليب)، بمعنى: أدت دوره وأصبح يتغذى بها وحدها ..
(وأخذها بدون شهوة طعام) .. وإنما نحن الذين نرضعها إياه إرضاعا ..
هل ستأخذ حكم لبن الأم؟
وإذا قيل بالنفي .. فما الفرق بينها وبين الحليب الصناعي؟
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[28 - 06 - 08, 05:40 م]ـ
ماذا لو أعطي الرضيع (خضارا) -مثلا- مهروسة وأضيف إليها الماء في قارورة فأصبحت سائلة كالحليب (وقامت مقام الحليب)، بمعنى: أدت دوره وأصبح يتغذى بها وحدها ..
(وأخذها بدون شهوة طعام) .. وإنما نحن الذين نرضعها إياه إرضاعا ..
هل ستأخذ حكم لبن الأم؟
وإذا قيل بالنفي .. فما الفرق بينها وبين الحليب الصناعي؟
أخي الفاضل أبو محمد:
سألت الجدة لأنها الأكثر خبرة في مثل هذه الأمور.
الطفل لا يستطيع أن يأكل مثل هذه الأشياء حتى يصل عمره إلى 4 شهور تقريبا حتى وإن فعل بها ما قلت من هرس وإضافة للماء. هذا أولا.
أما ثانيا: فالبعض قديما قد يعطي الطفل أبو شهرين (الساقو أو السقدانه) مهروسة هرسا ناعما جدا كمدعم غذائي للأطفال الذين يحتاجون لذلك، مثل الأم التي ترضع صغيرها وتعطيه أيضا اللبن الصناعي كمساعد، فالحالات تختلف.
وبصراحة لم أرى طفل أبو شهرين يستمتع بالأكل، ولا بد أن نذكر:
فالضابط:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(97/499)
" أن حكم النضح يزال إذا أكل الطفل الطعام وأراده واشتهاه تغذيا "
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[28 - 06 - 08, 07:46 م]ـ
ذكرت هذه المسألة في هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78577&highlight=%C7%E1%CD%E1%ED%C8+%C7%E1%D5%E4%C7%DA%ED
الحليب الصناعي كحليب الأم في نضح البول
أجاب عليه فضيلة الشيخ د. سعد بن تركي الخثلان
التصنيف الفهرسة/الركن العلمي/الفقه/الطهارة
رقم السؤال 15491
السؤال
من المعلوم أن بول الغلام الذي لا يأكل الطعام لا يغسل بل ينضح، لكن في حال أن الطفل يشرب الحليب الصناعي بدلاً من حليب الأم، فهل يتغير الحكم؟
الاجابة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
يأخذ حكم حليب الأم؛ لأن المعوَّل عليه هو ألا يأكل الطفل الطعام لشهوة، وهذا متحقق في الطفل الذي يعتمد على الحليب الصناعي، على أن المراد بالنضح الكافي في غسل بول الغلام، الذي لم يأكل الطعام هو غمره بالماء من غير عصر، وليس المراد به مجرد الرش، كما نص على ذلك بعض الفقهاء.
والله _تعالى_ أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://www.almoslim.net/rokn_elmy2/s...n.cfm?id=15491
والشيخ عبدالمحسن الزامل يقول أن الحليب الصناعي ليس كحليب الأم , فيجب غسل بول الصبي ولاينضح.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد:
أما بعد:
عندي ملاحظة على العبارة التالية:
" على أن المراد بالنضح الكافي في غسل بول الغلام، الذي لم يأكل الطعام هو غمره بالماء من غير عصر، وليس المراد به مجرد الرش، "
روى الإمام مسلم في صحيحه بإسناده عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
" أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ فَيُبَرِّكُ عَلَيْهِمْ وَيُحَنِّكُهُمْ فَأُتِيَ بِصَبِيٍّ فَبَالَ عَلَيْهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَأَتْبَعَهُ بَوْلَهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ "
وفي لفظ: (فدعا بماء فصبه عليه) (صحيح مسلم)
لهذا فسر الخطابي لفظ النضح الوارد في الحديث: بإمرار الماء عليه من دفقا من غير مرس ولا دلك " أهـ
وفسر الغسل: بأنه الغسل المعروف الذي يكون بصب الماء ومرس الثوب وعصره " أهـ
فهناك فرق بين الغسل وصب الماء، فلا يصح أن نصف عملية صب الماء على أنها نوع من أنواع الغسل، لأنا إذا فعلنا ذلك كنا كمن يبطل الحكم إذا صح التعبير، فالنضح لا يشترط فيه المكاثرة بالماء حتى يزال الأثر.
والله أعلى وأعلم وأحكم,(97/500)
قال الإمام أحمد: إنها لشديدة، إنها لشديدة! فقال حاتم الأصم: وليتك تسلم! ...
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 02:42 م]ـ
قال ابن عبد الهادي-رحمه الله تعالى-:
وجدت بخط شيخنا ابن قندس، أن أبا جعفر الهروي قال:
كنت مع حاتم الأصم، وقد أراد الحج، فلما وصل بغداد قال لي: يا أبا جعفر: أحب أن ألقى أحمد بن حنبل.
فسألنا عن منزله، ومضينا إليه، فطرقت على أحمد الباب، فلما خرج، قلت: يا أبا عبد الله، أخوك حاتم.
قال: فسلم عليه، ورحب به، وقال له بعد بشاشته: فيم التخلص من الناس يا حاتم؟!
قال: يا أحمد في ثلاث خصال!.
قال: وما هنَّ؟!
قال: بأن تعطيهم مالك، ولا تأخذ من مالهم شيئا، وتقضي حقوقهم، ولا تستقضي أحدا منهم حقا لك، وتحمَل مكروههم، ولا تُكرهَ أحدا منهم على شيء.
قال: فأطرق أحمد، فنكت بأصبعه الأرض، ثم رفع رأسه إليه، ثم قال:
يا حاتم: إنها لشديدة، إنها لشديدة!.
فقال حاتم: وليتك تسلم!، وليتك تسلم!، وليتك تسلم!.
انتهى من (مراقي الجنان بالسخاء وقضاء حوائج الإخوان) لابن عبد الهادي.
قلت (علي): وهذا الأثر في (السير) للذهبي-كما أشار المحقق- ولكن بشيء من الاختصار، وفيه أيضا أن الذي خرج إلى الآخر هو الإمام أحمد.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 03:16 م]ـ
يا حاتم: إنها لشديدة، إنها لشديدة!.
فقال حاتم: وليتك تسلم!، وليتك تسلم!، وليتك تسلم!.
لم أفهم مراد حاتم رحمه الله في رده على الإمام أحمد ..
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[26 - 06 - 08, 03:29 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك.
لم أفهم مراد حاتم رحمه الله في رده على الإمام أحمد ..
أخي لعله يقصد السلامة من الناس
قال: ... فيم التخلص من الناس يا حاتم؟!
ـ[الدرة المصونة]ــــــــ[26 - 06 - 08, 04:31 م]ـ
رحم الله الإمام
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[26 - 06 - 08, 07:13 م]ـ
مشاركة في قمة الروعة , بارك الله فيكم أخي عليا وجعله في ميزان حسناتكم.
لازلتم مباركين ياأعضاء الملتقى.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 06 - 08, 08:20 م]ـ
بارك الله فيكم ياشيخ / علي .... وجعل ماتقدمونه في ميزان حسناتكم.
لم أفهم مراد حاتم رحمه الله في رده على الإمام أحمد ..
يعني - فيما يظهر -:
- تعطي الناس مالك ولا تأخذ منه شيئا.
- وتقضي حقوقهم ولاتطلب حقك منهم.
- وتحمل مكروههم، ولا تكرهم على شيء.
ومع هذا ليتك تسلم منهم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 06 - 08, 01:59 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا، وأشكر الأخ الشيخ سامي المسيطير على إضافته وتوضيحه.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 06 - 08, 02:01 م]ـ
مشاركة في قمة الروعة
أنت أروع - حفظك الله تعالى -.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[11 - 06 - 10, 08:01 ص]ـ
بارك الله فيكم، يرفع للفائدة
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[12 - 06 - 10, 02:16 ص]ـ
مشاركة جميلة ..
لكن أفتقد الأخ الحبيب الفاضل علي الفضلي منذ فترة طويلة فهل من خبرٍ عنه ..(98/1)
سؤال عن الصلاة
ـ[النذير1]ــــــــ[26 - 06 - 08, 08:04 م]ـ
رجل مسافر مع جماعة لم يصل الظهر والعصر معهم، ثم أراد الجماعة أن يصلوا المغرب والعشاء جمع تقديم مع قصر العشاء، فاستفتاهم الرجل فنصحه أحدهم أن يصلي الظهر والعصر أولا جمعا وقصرا ثم يلحق بالجماعة في صلاة المغرب، وأخبره آخر أن يصلى مع الجماعة الذين يصلون المغرب والعشاء ثم يقضي الظهر والعصر بعد العشاء فما الرأي الأرجح، مع الدليل وأقوال الفقهاء إن تيسر ذلك، وجزاكم الله خيرا
ـ[النذير1]ــــــــ[27 - 06 - 08, 10:17 م]ـ
للرفع، رفع الله قدر من أجاب ومن دل على الإجابة ومن لم يجب
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 08:07 م]ـ
للرفع، رفع الله قدر من أجاب ومن دل على الإجابة ومن لم يجب
إذا كان الجميع سواء في شمول الدعاء،فلم بتعنى احدنا جوابك يا نذير؟ لكن "ما عليهش" لن أحجر واسعا. وأقول:
قد اختلف العلماء في الفائتة يذكرها الرجل قبل ان يدخل في الحاضرة أو بعد احرامه بها. فأجمعوا على انه يقضي الفائتة إذاذكرها قبل احرامه بالحاضرة،لقوله صلى الله عليه وآله وسلم ـ من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها متى ذكرها. وفي لفظ "فذلك وقتها "ولفعله عليه الصلاة والسلام ذلك يوم الخندق،حيث صلى العصر ثم المغرب و ذلك بعد ان دخل وقت المعرب.
أما من أحرم بالحاضرة ثم ذكر صلاة فائتة فإنه يستمر في أدائه عند الشافعي وأحمد، فإذا فرغ منها قضى الفائتة ثم اعاد الحاضرة عند احمد وقال الشافعي يقضي الفائتة فقط.
وأما الامامان مالك والنعمان فإنهما يذهبان الى أن من ذكر فائتة في صلاة حاضرة بطلت تلك الصلاة، وهل يخرج منها بسلام ام بغير سلام؟ خلاف.
وعليه فإنه يتعين على هؤلاء الذين فاتتهم صلاة العصر وقد دخل وقت المغرب، أن يصلوا العصر جماعة ثم يصلوا المغرب لثبوت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم. والعلم عند الله تعالى
ـ[ابوطلال]ــــــــ[29 - 06 - 08, 03:24 م]ـ
أذكر أن الشيخ عبدالعزيز ال الشيخ حفظه الله سئل عمن فاتته المغرب وأدرك قوما يصلون العشاء أن له أن يصلي معهم بنية المغرب، ثم يقضي العشاء، وقد تقاس هذه على هذه، أي يصلي مع القوم اللذين أدركهم بنية الظهر أو العصر ويقضي ما بعدها(98/2)
ما هو الاسم الأعظم؟!
ـ[أبو عاصم المغربي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 08:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحبابي: ما هو الإسم الأعظم لله عزو جل؟!
قال ابن حجر في (الفتح 11/ 224):
((وجملة ما وقفت عليه من ذلك أربعة عشر قولاً:
الأول: الاسم الأعظم (هو).
نقله الفخر الرازي عن بعض أهل الكشف واحتج له بأن من أراد ان يعبر عن كلام معظم بحضرته لم يقل له أنت قلت كذا وانما يقول هو يقول تأدبا معه.
الثاني: (الله).
لأنه اسم لم يطلق على غيره ولأنه الأصل في الأسماء الحسنى ومن ثم اضيفت إليه.
الثالث: (الله الرحمن الرحيم).
ولعل مستنده ما أخرجه بن ماجة عن عائشة انها سألت النبي صلى الله عليه و سلم ان يعلمها الاسم الأعظم فلم يفعل فصلت ودعت اللهم اني ادعوك الله وادعوك الرحمن وادعوك الرحيم وادعوك بأسمائك الحسنى كلها ما علمت منها وما لم اعلم الحديث وفيه انه صلى الله عليه و سلم قال لها انه لفي الأسماء التي دعوت بها قلت وسنده ضعيف وفي الاستدلال به نظر لا يخفى.
الرابع: (الرحمن الرحيم الحي القيوم).
لما اخرج الترمذي من حديث أسماء بنت يزيد ان النبي صلى الله عليه و سلم قال اسم الله الأعظم في هاتين الايتين وإلهكم إله واحد لا إله إلا هو الرحمن الرحيم وفاتحة سورة آل عمران الله لا إله إلا هو الحي القيوم أخرجه أصحاب السنن الا النسائي وحسنه الترمذي وفي نسخة صحيحة وفيه نظر لأنه من رواية شهر بن حوشب.
الخامس: (الحي القيوم).
اخرج بن ماجة من حديث أبي امامة الاسم الأعظم في ثلاث سور البقرة وآل عمران وطه قال القاسم الراوي عن أبي امامة التمسته منها فعرفت انه الحي القيوم وقواه الفخر الرازي واحتج بأنهما يدلان من صفات العظمة بالربوبية مالا يدل على ذلك غيرهما كدلالتهما.
السادس: (الحنان المنان بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام الحي القيوم) ورد ذلك مجموعا في حديث أنس عند احمد والحاكم وأصله عند أبي داود والنسائي وصححه بن حبان.
السابع: (بديع السماوات والأرض ذو الجلال والاكرام).
أخرجه أبو يعلى من طريق السري بن يحيى عن رجل من طي واثنى عليه قال كنت اسأل الله ان يريني الاسم الأعظم فأريته مكتوبا في الكواكب في السماء.
الثامن: (ذو الجلال والإكرام).
اخرج للترمذي من حديث معاذ بن جبل قال سمع
النبي صلى الله عليه و سلم رجلا يقول ياذا الجلال والاكرام فقال قد استجيب لك فسل واحتج له الفخر بأنه يشمل جميع الصفات المعتبرة في الإلهية لان في الجلال إشارة إلى جميع السلوب وفي الاكرام إشارة إلى جميع الاضافات.
التاسع: (الله لا إله إلا هو الأحد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد).
أخرجه أبو داود والترمذي وبن ماجة وبن حبان والحاكم من حديث بريدة وهو أرجح من حيث السند من جميع ما ورد في ذلك.
العاشر: (رب رب).
أخرجه الحاكم من حديث أبي الدرداء وبن عباس بلفظ اسم الله الأكبر رب رب واخرج بن أبي الدنيا عن عائشة إذا قال العبد يا رب يا رب قال الله تعالى لبيك عبدي سل تعط رواه مرفوعا وموقوفا.
الحادي عشر: (دعوة ذي النون).
اخرج النسائي والحاكم عن فضالة بن عبيد رفعه دعوة ذي النون في بطن الحوت: (لا اله الا أنت سبحانك اني كنت من الظالمين) لم يدع بها رجل مسلم قط الا استجاب الله له.
الثاني عشر: نقل الفخر الرازي عن زين العابدين انه سأل الله ان يعلمه الاسم الأعظم فرأى في النوم هو (الله الله الله الذي لا إله إلا هو رب العرش العظيم).
الثالث عشر: هو مخفي في الأسماء الحسنى ويؤيده حديث عائشة المتقدم لما دعت ببعض الأسماء وبالاسماء الحسنى فقال لها صلى الله عليه و سلم انه لفي الأسماء التي دعوت بها.
الرابع عشر: (كلمة التوحيد).
نقله عياض كما تقدم قبل هذا)). ا. هـ
والله أعلم
وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه إلى يوم الدين
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[26 - 06 - 08, 09:35 م]ـ
إن لم تخني الذاكرة الشيخ صلاح الخالدي يرجح انه (الحي القيوم) والله أعلم
بارك الله فيك
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 09:57 م]ـ
أهلا أهلا بالأخ الكريم نضال، لقد فجعتنا، فحمدا لله على سلامتك.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 06 - 08, 09:58 م]ـ
عذرا أبا عاصم، بارك الله فيك على الفائدة.
ـ[ابوطلال]ــــــــ[30 - 06 - 08, 02:37 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/3)
أخي الفاضل وفقه الله لكل خير
قال تعالى: ولله الأسماء الحسنى فادعوه بها
فالواجب دعاء الله سبحانه وتعالى والإلحاح عليه وتحري أوقات الإجابة
وهذا ما أوصى به السلف، لأن الإسم الأعظم مخفي لحكمة أرادها الله
هذا ما أراه وجزاك الله خيرا
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[02 - 10 - 08, 09:42 م]ـ
أولاً نسأل الله تبارك وتعالى أن يرحم الأخ صاحب الموضوع ابا عاصم المغربي برحمته الواسعة وان يتقبله في الشهداء
رحمه الله رحمة واسعة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=149099
*****
*****
ثانيا // أقول مستعيناً بالله
- عن أنس قال: كنت جالسا مع النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد ورجل يصلي فقال: اللهم إني أسألك بأن لك الحمد لا إله إلا أنت الحنان المنان بديع السماوات والأرض يا ذا الجلال والإكرام يا حي يا قيوم أسألك فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " دعا الله باسمه الأعظم الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ". رواه الترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجه. وصححه الألباني - رحمه الله -.
*******
*******
ثالثا
أما ما نقله عن ابن حجر
[[قال ابن حجر في (الفتح 11/ 224):
((وجملة ما وقفت عليه من ذلك أربعة عشر قولاً:
الأول: الاسم الأعظم (هو).
نقله الفخر الرازي عن بعض أهل الكشف واحتج له بأن من أراد ان يعبر عن كلام معظم بحضرته لم يقل له أنت قلت كذا وانما يقول هو يقول تأدبا معه.]]
- فنستعيذ بالله من هذا الكلام الذي لا يفرح به إلا الصوفية الذين يتقربون إلى الله بالنباح مثل الكلاب يبدؤون بقولهم هو هو هو هو هو .... إلى أن يصبحون يقولون هَوْ هَوْ هَوْ هَوْ .... وتلاحظون الكلام مأخوذ من عندهم (اهل الكشف).
- يعني علم الغيب وبالأحرى اسم الله الأعظم يعرف بالكشف؟؟؟ هذا مخالف لعقيدة السلف الصالح. نحن نأخذ عقائدنا من النصوص الشرعية فقط. وليس بالكشف.
- والله عجيب أمرهم الصوفية.(98/4)
دفاع المورسكيين عن النبي محمد صلى الله عليه و سلم
ـ[هشام زليم]ــــــــ[26 - 06 - 08, 11:29 م]ـ
منذ أن بعث الله نبينا محمد صلى الله عليه و سلم و قلوب الكفار مملوءة غيظا و حنقا على شخصه و على ما جاء به من نور لإخراج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد. فماترك المجرمون من نعث قبيح إلا و نعتوا به الرسول صلى الله عليه و سلم مع علمهم الجازم ببطلان اتهامتهم له, لكنهم أمام عجزهم عن رد دعوته السمحة و الطاهرة لجؤوا إلى أسلوب الضعفاء المبني على السب و الشتم و الرسم. و هذا ما يقرره الدكتور الفرنسي فارنند برودال في مقدمته لكتاب "المورسكيون الأندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية" (ص16):" إن التهجمات ضد محمد أو ضد القرأن, هي ولاشك أقل حجة و إقناعا من إلحاح المسلمين و تركيزهم على إنسانية المسيح. و هي طريقة لإنكار إلاهيته و رفض التثليت و التي بمفردها تعد نفيا لوحدانية الله."
و هذا مشاهد فكلما فتحت حوارا مع النصارى و غيرهم عن صلب التوحيد جروك إلى مناقشة شبهات حول القرأن و النبي محمد صلى الله عليه و سلم.
لكن ما يغيظ الكفار أكثر هو رفض المسلم ,عالما كان أو عاميا أو بين ذلك , أن يُمسّ جناب نبيه محمد صلى الله عليه و سلم.
ما أريد طرحه من خلال هذا الموضوع هو رد فعل المورسكيين الأندلسيين أمام سب النبي صلى الله عليه و سلم خلال فترة مجاورتهم للنصارى بإسبانيا في القرن السادس عشر و بداية القرن السابع عشر أي بُعيد طردهم من إسبانيا.
بداية فالمورسكيون هم أولئك المسلمون الذين عاشوا في إسبانيا في ظل الحكم المسيحي بعد سقوط دولة الإسلام بالأندلس سنة 1492م و أُجبروا على التنصر و تغيير أسمائهم و أزيائهم و عاداتهم الإسلامية. و لمراقبتهم أسس النصارى محاكم التفتيش لتتبع عمليات تنصيرهم و معاقبة من يتشبت بالإسلام و تقديمه للمحاكمة حيث يتم سجنه أو مصادرة أمواله أو تعذيبه أو قتله أو جميع ذلك في أن واحد. بل من صدرت منه إشارة بسيطة قد تكون خاصة بالمسلمين عُرض على محاكم التفتيش لتقصي أمره.
رغم كل هذه الإجراءات ظل المورسكيون يحفظون بالإسلام باطنا و يخفوه بكل حذر عن أعين و مسامع جواسيس محاكم التفتيش في انتظار فرج يأتي من عند الله عز وجل.
في ظل هذه الظروف الصعبة استغل النصارى الفرصة فراحوا يتهجمون على النبي صلى الله عليه و سلم و ذكره بسوء أمام المورسكيين و ذلك للتثبت من مدى أخلاصهم للمسيحية, لكن المورسكيون كانوا يجابهون كل حقير نصراني يسب النبي محمد صلى الله عليه و سلم مع علمه بما سيجلبه عليه هذا الموقف من تبعات أليمة أمام محاكم التفتيش. لكن ما العمل و المقام مقام النبي صلى الله عليه و سلم و سبه ينفطر له القلب ألما.
أضع بين أيديكم شهادات دونتها محاضر محاكم التفتيش الإسبانية في القرن السادس عشر عن حالات توبع فيها مورسكيون بتهمة إخفاء الإسلام.
يذكر الدكتورالفرنسي لويس كاردياك في كتابه "المورسكيون الأندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية" ترجمة الدكتور عبد الجليل التميمي:
"في كثير من الأحيان, كان الموريسك لا يتحملون من يسب أو يشتم الرسول. من ذلك أن أحد الموريسك عندما (وصل ليقتني خمرا من الحانة) قد استُقبل عند مدخل الحانة بهذه الألفاظ: (لتحرق النار الخالدة محمدا) غير أنه لم يتماسك عن الرد: (إن محمدا يعد رجلا خيرا و طيبا) "من أرشيف محاكم التفتيش بكوينكا. ملف255. الصفحة3455.".
و في نفس الكتاب يذكر كاردياك:
"اسم محمد يظهر دوما على لسان المسيحيين عندما يحلفون, وفي أحد الأيام بطليطلةكان مسيحيان في نقاش كبير عندما قال أحدهما: (إني أحلف باسم الله) و قد أخذ عليه رفيقه أن يستعمل مثل هذه العبارات قائلا له: (احلف باسم من لا تؤمن به). و قد رد عليه المسيحي قائلا: (إني أحلف باسم محمد البغي الشرير) إلا أن أحد الموريسك كان حاضرا هذه المجادلة, سرعان ما استولى على هراوة (وكله يرتجف) قد هدد الشاتم قائلا له: (ماذا فعل لك محمد؟) و بالطبع فإن المورسكي هو الذي سيدفع الثمن بسوقه إلى دواوين التحقيق نتيجة شكاية المسيحي" من الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني. ملف193. الصفحة 17.
و يتابع كاردياك:
"في سنة 1614م , لنفس هذا السبب, تمثلت بياتريس هارننداز أمام المحكمة, و على الرغم من صفتها المورسكية, فإنها استطاعت أن تبقى بإسبانيا بعد عملية الطرد النهائية: غير أن عددا من جيرانها كانوا يرتابون في ابتداعها, وفي إحدى الأمسيات , قضت سهرتها عند أحد أفراد جيرانها, وبينما كان رب البيت يشعل النارفي المدفئة, أصابه حرق و صاح: (بغي أنت يا محمد) و قد ردت عليه (لم يكن بغيا, ولكنه رسول) ... " من الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني. ملف 193. الصفحة 16.
كما لاحظتم فهذه مواقف تسجل بماء الذهب فنسأل الله أن يرحم هؤلاء القوم الذين غلبوا على أمرهم و رغم ذلك حاولوا بما أوتوا من استطاعة الدفاع عن إسلامهم و نبيهم صلى الله عليه و سلم.(98/5)
هل ترجم محمد بن سعد لنفسه في كتابه الطبقات الكبرى!
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[27 - 06 - 08, 05:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
هل ترجم محمد بن سعد لنفسه في كتابه الطبقات الكبرى!
" محمد بن سعد صاحب الواقدي
وهو مولى الحسين بن عبد الله بن عبيد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، وتوفي ببغداد يوم الأحد لأربع خلون من جمادى الآخرة سنة ثلاثين ومائتين ودفن في مقبرة باب الشام وهو بن اثنتين وستين سنة، وهو الذي ألف هذا الكتاب كتاب الطبقات واستخرجه وصنفه وروي عنه، وكان كثير العلم كثير الحديث والرواية كثير الكتب كتب الحديث وغيره من كتب الغريب والفقه." أهـ
ينظر: الطبقات الكبرى، لابن سعد.(98/6)
(إنما الأعمال بالنيات) و (لكل امرئ ما نوى) هل هما بمعنى واحد أم مختلفتان؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[27 - 06 - 08, 06:34 م]ـ
قال الشيخ العثيمين رحمه الله:
(الأعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ النيات: جمع نية وهي: القصد. وشرعاً: العزم على فعل العبادة تقرّباً إلى الله تعالى، ومحلها القلب، فهي عمل قلبي ولاتعلق للجوارح بها.
وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ أي لكل إنسانٍ مَا نَوَى أي ما نواه.
وهنا مسألة: هل هاتان الجملتان بمعنى واحد، أو مختلفتان؟
الجواب:
يجب أن نعلم أن الأصل في الكلام التأسيس دون التوكيد،
ومعنى التأسيس: أن الثانية لها معنى مستقل.
ومعنى التوكيد: أن الثانية بمعنى الأولى.
وللعلماء رحمهم الله في هذه المسألة رأيان، يقول أولهما: إن الجملتان بمعنى واحد، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا الأَعْمَالُ بالنِّيَّاتِ وأكد ذلك بقوله: وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى.
والرأي الثاني يقول: إن الثانية غير الأولى، فالكلام من باب التأسيس لامن باب التوكيد.
*والقاعدة: أنه إذا دار الأمر بين كون الكلام تأسيساً أو توكيداً فإننا نجعله تأسيساً، وأن نجعل الثاني غير الأول، لأنك لو جعلت الثاني هو الأول صار في ذلك تكرار يحتاج إلى أن نعرف السبب.
* والصواب: أن الثانية غير الأولى، فالأولى باعتبار المنوي وهو العمل.
والثانية باعتبار المنوي له وهو المعمول له، هل أنت عملت لله أو عملت للدنيا.
ويدل لهذا ما فرعه عليه النبي صلى الله عليه وسلم في قوله: (فمَنْ كَانَتْ هِجْرَتُهُ إِلَى اللهِ وَرَسُوْلِهِ فَهِجْرَتُهُ إلَى اللهِ وَرَسُولِهِ) وعلى هذه فيبقى الكلام لاتكرار فيه.
والمقصود من هذه النية تمييز العادات من العبادات، وتمييز العبادات بعضها من بعض.
* وتمييز العادات من العبادات مثاله:
- أولاً: الرجل يأكل الطعام شهوة فقط، والرجل الآخر يأكل الطعام امتثالاً لأمر الله عزّ وجل في قوله: (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا) (الأعراف: الآية31) فصار أكل الثاني عبادة، وأكل الأول عادة
- ثانياً: الرجل يغتسل بالماء تبرداً، والثاني يغتسل بالماء من الجنابة، فالأول عادة، والثاني: عبادة، ولهذا لوكان على الإنسان جنابة ثم انغمس في البحر للتبرد ثم صلى فلا يجزئه ذلك، لأنه لابد من النية، وهو لم ينو التعبّد وإنما نوى التبرّد.
ولهذا قال بعض أهل العلم: عبادات أهل الغفلة عادات، وعادات أهل اليقظة عبادات. عبادات أهل الغفلة عادات مثاله: من يقوم ويتوضأ ويصلي ويذهب على العادة. وعادات أهل اليقظة عبادات مثاله: من يأكل امتثالاً لأمر الله، يريد إبقاء نفسه، ويريد التكفف عن الناس، فيكون ذلك عبادة. ورجل آخر لبس ثوباً جديداً يريد أن يترفّع بثيابه، فهذا لايؤجر، وآخرلبس ثوباً جديداً يريد أن يعرف الناس قدر نعمة الله عليه وأنه غني، فهذا يؤجر. ورجل آخر لبس يوم الجمعة أحسن ثيابه لأنه يوم جمعة، والثاني لبس أحسن ثيابه تأسياً بالنبي صلى الله عليه وسلم، فهو عبادة.
* تمييز العبادات بعضها من بعض مثاله:
رجل يصلي ركعتين ينوي بذلك التطوع، وآخر يصلي ركعتين ينوي بذلك الفريضة، فالعملان تميزا بالنية، هذا نفل وهذا واجب، وعلى هذا فَقِسْ.
*
إذاً المقصود بالنيّة: تمييز العبادات بعضها من بعض كالنفل مع الفريضة، أوتمييز العبادات عن العادات.) ا. هـ.
(شرح الأربعين - حديث 1)(98/7)
ماحكم التذميم بقوله لأخيه بذمتك أو بقوله أنت بحرج إن فعلت كذا؟ (الشيخ إبن باز)
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 01:24 ص]ـ
هل يجوز التذميم بقوله لأخيه بذمتك أو بصلاتك أو بقوله أنت بحرج إن فعلت كذا، فمثل هذه العادات منتشرة بين النساء والأطفال، نرجو التوجيه جزاكم الله خيراً؟
المجيب: الإمام إبن باز رحمه الله
الحمد لله
لا يجوز الحلف لا بالصلاة ولا بالذمة ولا بالحرج ولا بغير ذلك من المخلوقات، فالحلف يكون بالله وحده. فلا يقول: بذمتي ما فعلت كذا ولا بذمة فلان، ولا بحياة فلان، ولا بصلاتي، ولا أطالبه فأقول: قل بذمتي ولا بصلاتي، بزكاتي، كل هذا لا أصل له، لأن الصلاة فعل العباد، والزكاة فعل العباد، وأفعال العباد لا يحلف بها وإنما الحلف بالله وحده سبحانه وتعالى أو بصفاته، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت) متفق على صحته، ولقوله عليه الصلاة والسلام: (من حلف بشيء دون الله فقد أشرك) أخرجه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر رضي الله عنه وأخرجه الترمذي وأبو داود بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله تعالى عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم بلفظ: (من حلف بغير الله فقد كفر أو أشرك) وقال عليه الصلاة والسلام: (من حلف بالأمانة فليس منا) فالواجب على كل مؤمن ومؤمنة أن يحذر من ذلك وألا يحلف إلا بالله وحده سبحانه وتعالى، فيقول: بالله ما فعلت كذا، والله ما فعلت كذا، إذا دعت الحاجة. والمشروع أن يحفظ يمينه، ولا يحلف إلا لحاجة، قال تعالى: (واحفظوا أيمانكم) المائدة/89، لكن إذا دعت الحاجة يحلف فيقول: والله ما فعلت كذا إذا كان صادقاً، والله ما ذهبت إلى فلان، تالله ما ذهبت إلى فلان، فإذا كان صادقاً فلا حرج عليه، لأن هذا حلف بالله سبحانه وتعالى عند الحاجة إلى ذلك. أما الحلف بالأمانة أو بالنبي صلى الله عليه وسلم أو بالكعبة أو بحياة فلان أو بشرف فلان، أو بصلاتي أو بذمتي فلا يجوز كما تقدم للأحاديث السابقة.
أما إذا قال: في ذمتي، فهذا ليس بيمين، يعني هذا الشيء في ذمتي أمانة. أما إذا قال بذمتي أو بصلاتي أو بزكاتي أو بحياة والدي فهذا لا يجوز؛ لأنه حلف بغير الله سبحانه وتعالى، نسأل الله للجميع الهداية.
كتاب مجموع فتاوى ومقالات متنوعة لسماحة الشيخ العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله. م/9 ص/345.(98/8)
القراءة من المصحف في الصلاة. (مبحث مقتطع من الكتاب الجامع المتحف في أحكام المصحف).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 03:25 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أفضل المرسلين أما بعد:
فهذا مبحث في القراءة من المصحف في الصلاة، قمت باقتطاعه، وكتابته من الكتاب الجامع (المتحف في أحكام المصحف) للشيخ الدكتور صالح بن محمد الرشيد وفقه الله تعالى.
قال-غفر الله له- في الكتاب المذكور:
القراءة من المصحف في الصلاة
مذاهب العلماء في القراءة من المصحف في الصلاة.
إن المتتبع لأقوال أهل العلم في هذه المسألة يتحصل له فيها مذهبان رئيسان في الجملة: أحدهما: الترخيص؛ وثانيهما: الحظر.
ثم إن المرخصين قد اختلفوا في محل ذلك الترخيص، فمنهم من أطلق ليتناول الفرض والنفل،وحال الإمامة وحال الانفراد، وحال الاضطرار وحال الاختيار، ومنهم من أناط الحكم بحال الانفراد، ومنهم من فرّق بين حال الحافظ وحال غير الحافظ، فرخص للأول دون الثاني، لئلا يكون كالمعتمد على غيره في صلاته.
وأما القائلون بالحظر، فقد اختلفوا أيضا في درجة ذلك الحظر، فمنهم من وصفه بالكراهة ولم يفسد به الصلاة، ومنهم من وصفه بالحرمة وقطع معه بفساد الصلاة.
وسبب اختلافهم - والله أعلم – تعارض الآثار في هذا الباب على ما سيجري بيانه وإيضاحه.
وهاك التفصيل بعد الإجمال:
*المجوزون:
ذهب جمهور الفقهاء إلى القول بجواز القراءة من المصحف في الصلاة على اختلاف بينهم في كون الجواز على إطلاقه، أم أن ذلك يكون مرهونا بحال الاضطرار إليه، بأن لم يكن معه من القرآن ما يردده ويكتفي به.
والجمهور أيضا على القول بوجوب القراءة في المصحف إذا عجز عن قراءة الفاتحة عن ظهر قلب، وكان يحسنها فيه. (1)
أما غير العاجز عن قراءة الفاتحة عن ظهر قلب، فقد جوز له فريق من أهل العلم القراءة من المصحف في صلاته مطلقا من غير كراهة، سواء كان القارئ حافظا أو غير حافظ، احتاج إلى حمله ووضعه وتقليب أوراقه، أم كان منشورا أمامه، وسواء كانت الصلاة فرضا أم نفلا، وهذا هو المذهب عند الشافعية (2) والحنابلة (3) ... قالوا: لأن القراءة عبادة والنظر في المصحف عبادة أخرى، فإذا انضمت إحدى العبادتين إلى الأخرى، فليس في الشرع ما يمنع من ذلك، لا سيما أنه قد روي عن أم المؤمنين عائشة –رضي الله عنها- أنها كانت تقرأ بالمصحف في صلاتها في رمضان، وفي غيره.
وروي عنها أنها أمرت مولاها ذكوان أن يؤمها في رمضان بالمصحف.
ولأن القراءة من المصحف في الصلاة في قيام رمضان مروية عن أنس، وجمع من التابعين، كابن سيرين، وعطاء والحسن البصري وعائشة بنت طلحة (4).
ولأن الزهري حين سئل عن الرجل يصلي لنفسه، أو يؤم قوما هل يقرأ في المصحف؟
قال: " نعم، لم يزل الناس يفعلون ذلك منذ كان الإسلام ".
وفي لفظ: " كان خيارنا يقرؤون في المصاحف " (5).
وعن عطاء: " أنه كان لا يرى بأسا أن يؤم الرجل القوم بالمصحف " (6).وهو إحدى الروايات عنه.
وعن يحيى بن سعيد الأنصاري قال: " لا أرى بالقراءة من المصحف في رمضان بأسا " (7).
قالوا: ولأن القراءة في المصحف وحمله وتقليب أوراقه أحيانا عمل يسير لمصلحة الصلاة، ولا يشعر الإعراض (8).
وذهب فريق من أهل العلم إلى تقييد القول بجواز قراءة المصلي من المصحف في صلاته في حال الاضطرار، وهو إحدى الروايات عن الحسن البصري، وبه قال الإمام مالك فيما رواه عنه ابن وهب قال: سمعت مالكا وسئل عمن يؤم الناس في رمضان في المصحف فقال: " لا بأس بذلك إذا اضطروا إلى ذلك " (9)؛ وهو رواية عن الإمام أحمد نقلها علي بن سعيد وصالح (10)، وحكاها إسحاق بن منصور الكوسج عن أحمد أيضا في مسائله قال: قلت: " هل يؤم في المصحف في شهر رمضان؟ قال: ما يعجبني إلا أن يضطروا إلى ذلك فلا بأس " (11).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/9)
وحكى ابن منصور أيضا عن إسحاق بن راهويه أنه قال بنحو قول أحمد (12)؛ وذكر ابن منصور في موضع آخر من مسائله أن إسحاق قال: " وأما المصلي وحده وهو ينظر في المصحف أو يقلب الورق له، وكل ما كان من ذلك حين إرادة أن يختم القرآن، أو يؤم قوما ليسوا ممن يقرؤون فهو سنة، كان أهل العلم عليه، وقد فعلته عائشة-رضي الله عنها-، ومن بعدها من التابعين اقتدوا بفعالها، ولم يجئ ضده عن أهل العلم، وإن قلّب له الورق كان أفضل، وإن يكن له قلب هو لنفسه " (13).
وظاهر من كلام إسحاق المتقدم أن من أهل العلم من يفرق في مسألة جواز القراءة من المصحف في الصلاة بين حال الانفراد، وبين حال إمامة الجماعة، فيجوزها في الأول، ويمنعها في الثاني، إلا أن تكون الجماعة أمية ليس فيها من يقرأ.
واختار جمع من أهل العلم القول بقصر جواز القراءة من المصحف في الصلاة على صلاة النفل خاصة، وهو أشهر الروايتين عن الإمام مالك (14)، ورواية ثانية عن الإمام أحمد؛ قال أبو يعلى في " المجرد ": إن قرأ في التطوع في المصحف لم تبطل صلاته، وإن فعل ذلك في الفريضة فهل يجوز؟
على روايتين.
وقال أحمد: لا بأس أن يصلي بالناس القيام وهو يقرأ في المصحف، قيل له: الفريضة؟ قال: لم أسمع فيها بشيء (15).
إلا أن الإمام مالكا وأصحابه قد قيدوا القراءة بالمصحف في النفل بما كان في أول الصلاة، لا في أثنائها، لكثرة الشغل في ذلك، ولأنه يغتفر في النفل ما لا يغتفر في الفرض (16).
وقيده قوم بما إذا تعايا في صلاته، فعن جرير بن حازم قال: " رأيت محمد بن سيرين متربعا والمصحف إلى جنبه، فإذا تعايا في شيء، أخذه فنظر فيه ".
وعن هشام عن محمد بن سيرين مثله، وفي لفظ: " كان محمد ينشر المصحف فيضعه في جانبه، فإذا شك في شيء نظر فيه وهو في صلاة التطوع ".
وفي رواية: " أنه دخل على ابن سيرين وهو يصلي قاعدا يقرأ في المصحف " (17).
وخص قوم الترخيص في حق من كان حافظا، وهو مروي عن الإمامين أبي حنيفة وأحمد، لأنه إذا لم يكن حافظا، وقرأ في المصحف كان كالمعتمد على غيره في صلاته، وكان بمثابة من يلقن القرآن تلقينا (18).
واشترط فريق من أهل العلم عكس المسألة الأولى، فجوزوا القراءة من المصحف في الصلاة لغير الحافظ، وكرهوا ذلك للحافظ، وقالوا: يردد ما معه من القرآن، ولا ينظر في المصحف (19).
وهو محكي عن جمع من السلف، فعن قتادة عن سعيد بن المسيب: أنه كان يكره أن يقرأ الرجل في المصحف في صلاته، إذا كان معه ما يقوم به ليله، وقال: يكرر أحب إلي.
ومثله عن الحسن البصري (20)، وهو قول عند أصحاب أبي حنيفة على ما ذكره العيني (21)، وهو اختيار القاضي أبي يعلى من أصحابنا الحنابلة (22).
ونقل عن أبي حنيفة التفريق بين من يحمل المصحف في صلاته ليقرأ فيه، وبين من كان المصحف منشورا بين يديه يقرأ فيه من غير حمل، فرخص له في الثانية دون الأولى (23).
** المانعون:
وذهب جمع من أهل العلم إلى القول بمنع القراءة من المصحف في الصلاة مطلقا، ثم اختلفوا في درجة هذا المنع، وأثر القراءة من المصحف في الصلاة على صحتها، فقالت طائفة بالكراهة مع الصحة، وبالغت طائفة أخرى فأبطلت الصلاة إذا قرأ المصلي فيها من المصحف.
وقد ذهب إلى القول بكراهة القراءة من المصحف في الصلاة جمع من علماء السلف والخلف، وهو محكي عن عمر بن الخطاب وابن عباس –رضي الله عنهم- وسويد بن حنظلة البكري، ومجاهد، والحسن البصري في رواية عنه، والنخعي، وابن المسيب، وأبي عبد الرحمن السلمي، والشعبي، وسفيان، والليث، والربيع، والحكم، وحماد (24)، وهو محكي عن الأئمة أبي حنيفة (25)، ومالك (26)، والشافعي (27)، وأحمد (28) في روايات عنهم، إلا أن الحكاية عن الشافعي في هذا الشأن قد تفرد بها ابن حزم، وقد أنكرها بعض المحققين.
والقول بكراهة القراءة من المصحف في الصلاة محكي عن أبي يوسف، ومحمد بن الحسن الشيباني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/10)
وبالغ فريق من أهل العلم وطائفة ممن ذكرهم آنفا فقالوا ببطلان صلاة من قرأ من المصحف وهو يصلي، وأفسدوا بذلك صلاته مطلقا، وهو مروي عن أبي حنيفة، وحمله أبو بكر الرازي من أصحابه على غير الحافظ، والقول ببطلان صلاة من قرأ فيها من المصحف هو مذهب أهل الظاهر، وقول عند أصحابنا الحنابلة، وحكاه بعضهم رواية عن الإمام أحمد، وعزاه ابن حزم إلى الشافعي، بيد أن بعض أهل التحقيق قد غلّطه كما مر.
واختلف عن أبي حنيفة في القدر المبطل، فالمشهور أنها تبطل بالقليل والكثير، وقيل بالآية، وقيل بقدر الفاتحة (29).
** حجة المانعين:
احتج القائلون بمنع القراءة بالمصحف في الصلاة بحجج نقلية وعقلية، فمن المنقول عموم قوله عليه السلام في الحديث المتفق عليه: ((إن في الصلاة شغلا)).
وبما رُوي عن ابن عباس-رضي الله عنهما- أنه قال: " نهانا أمير المؤمنين عمر أن يؤم الناس بالمصاحف " (30).
وما روي عن عمار بن ياسر أنه كان يكره أن يؤم الرجل الناس بالليل في شهر رمضان في المصحف، قال هو من فعل أهل الكتاب (31).
وروي أن سويد بن حنظلة مر على رجل يؤم قوما في مصحف، فضربه برجله!، وفي لفظ أن سويد بن حنظلة مر بقوم يؤمهم رجل في المصحف فكره ذلك في رمضان، ونحى المصحف (32).
وبما روي عن إبراهيم النخعي أنه قال: " كانوا يكرهون أن يؤمهم وهو يقرأ في المصحف، فيتشبهون بأهل الكتاب ".
وفي لفظ عنه أيضا قال: " كانوا يكرهون أن يؤم الرجل في المصحف كراهية شديدة أن يتشبهوا بأهل الكتاب " (33).
وبما روي عن الحسن البصري: " أنه كره أن يؤم الرجل في المصحف قال: كما تفعل النصارى " (34).
كما رويت الكراهة عن مجاهد وسعيد بن المسيب وأب عبد الرحمن السلمي وقتادة وحماد وغيرهم (35).
فهذه النقول تعلل كراهة القراءة من المصحف في الصلاة، بكونها عملا يخل بالخشوع فيها، ويتنافى مع وجوب التفرغ لها، ويشغل عن بعض سننها وهيآتها، فيفوت سنة النظر إلي موضع السجود، ووضع اليمنى على الشمال، ويفضي إلى التشبه بأهل الكتاب، فضلا عن كونه إحداثا في الدين لم يرد الشرع بإباحته ...
قالوا: ونظير القراءة في المصحف أن ينظر إلى كتاب فيه حساب، أو كلام غير القرآن فيأخذ بقلبه، فهذا مما لا خلاف فيه أنه لا يفسد الصلاة، ذكر ذلك الجصّاص في كتابه " مختصر اختلاف العلماء " للطحاوي في معرض مناقشة أبي جعفر الطحاوي لدليل مجوزي القراءة من المصحف في الصلاة، قال: (وقالوا: إن أخذه ما في المصحف بقلبه كنطقه بلسانه، ولو نطق بالقرآن لم يفسد كذلك أخذه بقلبه. فيقال له: لو كان كذلك لوجب أن يكون نظره إلى ما في المصحف، وأخذه له بقلبه كنطقه بلسانه، فكان يجب أن يجزئ من تلاوته وهو لا يقول ذلك، فثبت بذلك أن صلاة غير متأمل غير القرآن إذا أخذه بقلبه إنما بطلت، لأن ذلك عمل كسائر الأعمال المنافية للصلاة، فوجب أن يكون أخذه القرآن بقلبه من المصحف بنظره، كعمله بيده يكتبه إياه فيفسد صلاته) (36).
قال ابن حزم: (ولا يحل لأحد أن يؤم وهو ينظر ما يقرأ به في المصحف، لا في فريضة ولا نافلة، فان فعل عالما بأن ذلك لا يجوز بطلت صلاته وصلاة من ائتم به عالما بحاله عالما بأن ذلك لا يجوز.
قال علي: من لا يحفظ القرآن فلم يكلفه الله تعالى قراءة ما لا يحفظ، لأنه ليس ذلك في وسعه، قال تعالى: (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) فإذا لم يكن مكلفا ذلك فتكلفه ما سقط عنه باطل، ونظره في المصحف عمل لم يأت بإباحته في الصلاة نص، وقد قال عليه السلام: (إن في الصلاة لشغلا) اهـ كلام ابن حزم (37).
وقال السرخسي في المبسوط: (ولأبي حنيفة رحمه الله تعالى طريقان أحدهما أن حمل المصحف وتقليب الأوراق والنظر فيه والتفكر فيه ليفهم عمل كثير وهو مفسد للصلاة كالرمى بالقوس في صلاته وعلى هذا الطريق يقول إذا كان المصحف موضوعا بين يديه أو قرأ بما هو مكتوب على المحراب لم تفسد صلاته، والأصح أن يقول: إنه يلقن من المصحف فكأنه تعلم من معلم، وذلك مفسد لصلاته ألا ترى أن من يأخذ من المصحف يسمى صحفيا، ومن لا يحسن قراءة شيء عن ظهر قلبه يكون أميا يصلى بغير قراءة، فدل أنه متعلم من المصحف، وعلى هذا الطريق لا فرق بين أن يكون موضوعا بين يديه أو في يديه، وليس المراد بحديث ذكوان:" أنه كان يقرأ من المصحف في الصلاة "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/11)
، إنما المراد بيان حاله أنه كان لا يقرأ جميع القرآن عن ظهر القلب، والمقصود بيان أن قراءة جميع القرآن في قيام رمضان ليس بفرض) اهـ كلام السرخسي (38).
قال العيني: (أثر ذكوان إن صح فهو محمول على أنه كان يقرأ من المصحف قبل شروعه في الصلاة، أي ينظر فيه ويتلقن منه ثم يقوم فيصلي، وقيل ما دل فإنه كان يفعل بين كل شفعين فيحفظ مقدار ما يقرأ من الركعتين، فظن الراوي أنه كان يقرأ من المصحف، فنقل ما ظن ليؤيد ما ذكرناه أن القراءة في المصحف مكروهة، ولا نظن بعائشة –رضي الله عنها- أنها كانت ترضى بالمكروه، وتصلي خلف من يصلي بصلاة مكروهة) اهـ كلام العيني (39)
وعبارة الكاساني في البدائع: (وَأَمَّا حَدِيثُ ذَكْوَانَ فَيَحْتَمِلُ أَنَّ عَائِشَةَ وَمَنْ كان من أَهْلِ الْفَتْوَى من الصَّحَابَةِ لم يَعْلَمُوا بِذَلِكَ وَهَذَا هو الظَّاهِرُ بِدَلِيلِ أَنَّ هذا الصَّنِيعَ مَكْرُوهٌ بِلَا خِلَافٍ وَلَوْ عَلِمُوا به (((بذلك))) لَمَا مَكَّنُوهُ من عَمَلِ الْمَكْرُوهِ في جَمِيعِ شَهْرِ رَمَضَانَ من غَيْرِ حَاجَةٍ.
وَيُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ قَوْلُ الرَّاوِي: "كان يَؤُمُّ الناس في رَمَضَانَ وكان يَقْرَأُ من الْمُصْحَفِ" إخْبَارًا عن حَالَتَيْنِ مُخْتَلِفَتَيْنِ أَيْ كان يَؤُمُّ الناس في رَمَضَانَ وكان يَقْرَأُ من الْمُصْحَفِ في غَيْرِ حَالَةِ الصَّلَاةِ، إشْعَارًا منه أَنَّهُ لم يَكُنْ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ ظَاهِرُهُ فَكَانَ يَؤُمُّ بِبَعْضِ سُوَرِ الْقُرْآنِ دُونَ أَنْ يَخْتِمَ، أو كان يَسْتَظْهِرُ كُلَّ يَوْمٍ وِرْدَ كل لَيْلَةٍ لِيُعْلَمَ أَنَّ قِرَاءَةَ جَمِيعِ الْقُرْآنِ في قِيَامِ رَمَضَانَ لَيْسَتْ بِفَرْضٍ) اهـ كلام الكاساني (40).
كلام ابن نصر:
ذكر ابن نصر مسألة القراءة من المصحف في الصلاة في كتابه " قيام رمضان " متعرضا لذكر الخلاف فيها إلى أن قال: (قال محمد بن نصر ولا نعلم أحدا قبل أبي حنيفة أفسد صلاته، إنما كره ذلك قوم لأنه من فعل أهل الكتاب، فكرهوا لأهل الإسلام أن يتشبهوا بهم، فأما إفساد صلاته فليس لذلك وجه نعلمه، لأن قراءة القرآن هي من عمل الصلاة، ونظره في المصحف كنظره إلى سائر الأشياء التي ينظر إليها في صلاته، ثم لا يفسد صلاته بذلك في قول أبي حنيفة وغيره فشبه ذلك بعض من يحتج لأبي حنيفة بالرجل يعترض في كتب حسابه أو كتبا وردت عليه، فيقرأها في صلاته، وإن لم يلفظ فإن ذلك يفسد صلاته فيما زعم.
قال محمد بن نصر رحمه الله: وقراءة القرآن بعيدة الشبه من قراءة كتب الحساب والكتب الواردة، لأن قراءة القرآن من عمل الصلاة، وليست قراءة كتب الحساب من عمل الصلاة في شيء، فمن فعل ذلك فهو كرجل عمل في صلاته عملا ليس من أعمال الصلاة، فما كان من ذلك خفيفا يشبه ما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه فعله في صلاته مما ليس هو من أعمال الصلاة أو كان يقارب ذلك جازت الصلاة وما جاوز ذلك فسدت صلاته) (41).
خلاصة القول في القراءة من المصحف في الصلاة:
وقد تحصل مما مر أن الأقوال في مسألة قراءة المصلي من المصحف قد تعددت، فمنها المرخص بإطلاق، ومنها المانع بإطلاق، ومنها ما خص الجواز بما كان من الصلاة نفلا،، ومنها ما قيده بقيام رمضان بخصوصه، ومنها ما جعله رهنا بحال الاضطرار، ومنها ما فرق بين حال الانفراد وحال الاجتماع، فجعل الجواز خاصا بالأول دون الثاني، على أن من أهل العلم من قال بالجواز مع الكراهة لمكان التشبه بأهل الكتاب، وهو محكي عن فريق كبير من أهل العلم، وقد بالغت طائفة منهم فقالت ببطلان الصلاة بالقراءة من المصحف لكونه إحداثا في الدين مردودا على محدثه.
ولا يسع المتأمل في هذه الأقوال جميعا، والمتمعن في حجج كل قول إلا أن يميل إلى جانب المنع ن ولو على سبيل الكراهة، لما تقرر في الأصول من أن العبادات مبناها على التوقيف، والأصل فيها الحظر، ما لم يرد دليل صحيح صريح على مشروعيتها، وإعمالا لقوله عليه الصلاة والسلام: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) ولما يترتب على الترخيص في القراءة من المصحف في الصلاة من العزوف عن حفظ القرآن، اتكالا على إمكان الاعتياض بالقراءة من المصحف نظرا في المواطن التي يحتاج فيها إلى قراءة القرآن، والرغبة في الإتيان على جميعه كقيام رمضان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/12)
مثلا، ولا يخفى ما في ظاهرة الاتكال على القراءة نظرا في المصحف من تضييع لسنة حفظه في الصدور، وهذا التضييع بعينه مفسدة كبيرة لا تُعارض بمصلحة التيسير على الناس بالترخيص لهم في القراءة من المصحف في صلاتهم، إذ تقرر في الأصول أيضا أن " درء المفاسد مقدم على جلب المصالح ".
والله أعلم بالصواب.
انتهى من كتاب ((المُتْحف في أحكام المُصحف)).
... الحواشي:
(1) روضة الطالبين،وأسنى المطالب.
(2) الحاوي للماوردي، وحلية العلماء للقفال الشاشي.
(3) الإفصاح للوزير ابن هبيرة، والمغني مع الشرح الكبير.
(4) مصنف ابن أبي شيبة، ومصنف عبد الرزاق.
(5) المصاحف لابن أبي داود، والمعني مع الشرح.
(6) مصنف ابن أبي شيبة، والمصاحف.
(7) المصاحف، والمغني.
(8) المغني، والمجموع.
(9) المصاحف، والإشراف للقاضي عبد الوهاب البغدادي.
(10) المغني.
(11) مسائل إسحاق بن منصور.
(12) المرجع السابق.
(13) مسائل إسحاق بن منصور.
(14) البيان والتحصيل لابن رشد، والحوادث والبدع للطرطوشي.
(15) المغني مع الشرح الكبير، والفروع، والإنصاف، والمبدع.
(16) المدونة، والإشراف للقاضي.
(17) مصنفا ابن أبي شيبة وعبدالرزاق
(18) الأصل للشيباني، ومختصر اختلاف العلماء للطحاوي.
(19) مصنف بن أبي شيبة، والمصاحف.
(20) مصنف ابن أبي شيبة، والمصاحف.
(21) البناية شرح الهداية.
(22) المغني مع الشرح الكبير، والفروع، والإنصاف.
(23) المبسوط للسرخسي، والبدائع للكاساني.
(24) مصنفا ابن أبي شيبة وعبد الرزاق.
(25) مختصر اختلاف العلماء للطحاوي.
(26) البيان والتحصيل، والذخيرة للقرافي.
(27) المحلى لابن حزم.
(28) الفروع لابن مفلح.
(29) المحلى لابن حزم، والمبسوط للسرخسي.
(30) المصاحف لابن أبي داود.
(31) الخطيب في تاريخه.
(32) المصاحف.
(33) مصنفا عبد الرزاق وابن أبي شيبة.
(34) مصنف ابن أبي شيبة، والمصاحف.
(35) مصنف ابن أبي شيبة.
(36) اختصار الجصّاص لاختلاف العلماء.
(37) المحلى لابن حزم.
(38) المبسوط.
(39) البناية للعيني.
(40) بدائع الصنائع للكاساني.
(41) مختصر كتاب قيام رمضان للمروزي.
ملاحظة:
الحواشي لم أنقل منها كل ما ذكره المصنف من مراجع، كذا لم أنقل تخريجاته، ومن أراده فليرجع إلى الكتاب.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 08 - 08, 03:58 م]ـ
يرفع بمناسبة شهر رمضان المبارك.(98/13)
أزمة العقل الليبرالي والتجني على شيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 03:56 م]ـ
تعكس الكتابات الأخيرة في التيار الليبرالي السعودي حالة الإرباك والضعف التي يعيشها هذا التيار وقصوره عن تقديم إنجازات ورؤى فكرية جادة تنزل إلى وعي الجماهير أو تقدم قناعات حقيقية قادرة على اختراق صفوف الممانعة في التيار السلفي التقليدي في السعودية.
فبعد سقوط خيارات التيار الليبرالي السعودي الدعائية والترويجية بالضرب على وتر الإصلاحات الحقوقية والسياسية وفشله في الاستفادة من التشويشات التي ألحقها بعض أبناء هذا التيار ممن تبنوا الخط العنفي، لجأ التيار إلى ممارسة أسلوب النقد التشكيكي والهدمي على الفكر السلفي وامتداداته في الفكر الإسلامي عامة، بغرض تقويض البنى المفاهيمية التي يشكل فيها الموروث العلمي والفكري لشيخ الإسلام ابن تيمية أهم الأعمدة المنهجية والفهمية فيه.
في هذا السياق، تناول مؤخرا سعود السرحان - سلفي سابق وليبرالي سعودي صاعد - بحثا مثيرا للجدل بعنوان " الحكمة المصلوبة: مدخل إلى موقف ابن تيمية من الفلسفة " حاول فيه توضيح الموقف الذي يدعيه على الواقع العلمي والثقافي في المملكة العربية السعودية، وهو الموقف الذي يحاكي الفكرة التقليدية المتجددة لليبراليين الحداثيين العرب، أمثال أركون، الجابري، أبو زيد، وحسن حنفي .. الخ، حيث الدعوة إلى إقامة مفاصلة عقلانية في الفكر والموروث الإسلامي جملة، وتحديد لحظة الجمود فيه بلحظات الأئمة الذين قادوا مراحل الفكر الإسلامي، ومن ثم تجاوز اجتهادا تهم؛ بحجة تأهيل الفكر الإسلامي إلى اجتهاد حداثي عصراني جديد، لنجد الجابري مثلا يكرس لحظة هذا الجمود بلحظة الغزالي، واركون وأبو زيد في لحظة الشافعي، وحسن حنفي في لحظة شيخ الإسلام ابن تيمية، وتجددها ادعاءات السرحان المتمذهب بمذهب حسن حنفي وعبد المتعال الصعيدي وسعيد فودة - اشعري - في البعد الفلسفي عند شيخ الإسلام، بحجة أن ابن تيمية لم يكن فيلسوفا بقدر ما كان ملفقا ومدعيا للفلسفة ومنتجا لحالة التكلس فيها.
فلحظة ابن تيمية كما يراها سعود السرحان؛ قد أوقعت العقل السلفي في أزمة التقليد وصناعة القوالب الفكرية الجامدة التي تعامل بها السلفيون مع تراث ابن تيمية الفلسفي، الذي لم يكن على كل الأحوال فيلسوفا حقيقيا بقدر ما كان ملفقا لموقفه الفلسفي من أقوال من سبقه من الفلاسفة والمناطقة المسلمين، مستفيدا في ذلك أيضا من مماحكاتهم وسجلاتهم الفلسفية، واعتماد ابن تيمية على مصادر غير دقيقة في إيراد مقالات فلاسفة اليونان، ناهيك انه كان يتبع منهجا نفعيا في كل ذلك.
في كتابه " الهادي والهاذي: ابن تيمية جلاد الحكمة المصلوبة " تصدى عبد الله بن عبد العزيز الهدلق لتلك الادعاءات التي انتصر بها سعود السرحان لخطه الليبرالي الجديد بعد انقلابه على المدرسة السلفية، وقد رافع الهدلق عن شيخ الإسلام مرافعة موضوعية وحقيقية غير متحيزة، تضمنت الكثير من الأدلة والشهود العلمية التي تؤكد العقلية الفلسفية التي تمتع بها شيخ الإسلام منذ نعومة إظفاره وكاشفا في ذات الوقت هزل تلك التلفيقات والافتراءات السرحانية.
فادعاء السرحان فقر الموروث العلمي الفلسفي عند ابن تيمية بحجة ما تجسده الحالة العلمية السلفية على الواقع الثقافي السعودي بعدم توافر كليات الفلسفة في الجامعات السعودية، في الوقت الذي ينصب فيه هذا الواقع الثقافي على التراث الديني من تفسير وحديث وفقه .. الخ، ليس دليل البتة على عدم وجود مساقات فلسفية عن فلسفة ابن تيمية في الجامعات السعودية، لأن المساقات نفسها متضمنه لهذه الفلسفة، وهذا معروف ليس عند التيار السلفي فحسب؛ بل عند من لا ينتسبون إلى مدرسة شيخ الإسلام من ليبراليين وعلمانيين وإسلاميين آخرين أمثال علي عبد الرازق وأبو يعرب المرزوقي ومحمد جلال شرف وعبد الفتاح احمد فؤاد ومحمد عمارة وعبد الحليم أجهر .. الخ، فكلهم يؤكدون أن ابن تيمية كان فيلسوف السلفية وحكيمها، وانه كان خبيرا في الفلسفة اليونانية فضلا عن معرفته الواسعة بالمذاهب الفلسفية الإسلامية وفلاسفة الإسلام وناقدا ممعنا في الفلسفة الارسطية بخاصة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/14)
أما ادعاء السرحان أن ابن تيمية لم يكن عقلانيا بقدر ما كان يبحث عن عضد عقلي ينتصر به على مخالفيه، فيبين الهدلق ضعف هذه الدعوة حاشدا لها أقوال العديد من العلماء التي تؤكد أن شيخ الإسلام قد عرف الفلسفة ومارسها في سن مبكرة من عمره، وفي العشرينات تحديدا،أي إن تحصيلها تم مع تحصيل العلم الشرعي وليس اعتضادا بعقل فلسفي للدفع عن الشريعة كما ادعى السرحان.
وحيث يدعي السرحان أن بن ابن تيمية لم يكن ينقل بدقة في إيراده لمقالات فلاسفة اليونان، كما لم يكن يترجم أو ينقل مباشرة بقدر اعتماده على الفلاسفة الإسلاميين الذين سبقوه؛ سيما الغزالي وابن رشد وابن ملكا البغدادي، فان الهدلق لا يرى غضاضة في ارتكاز أقوال ابن تيمية على من سبقه، ولكنه يشير إلى أن السرحان قد غفل أن ابن تيمية وهو يفيد من هؤلاء الفلاسفة فانه لم يتفق معهم دائما، كما أنه كان محققا لأقوالهم ومعلقا أو مستدركا عليها أو مبطلا لبعضها في كثير من الأحيان.
فابن تيمية لم يكن مجرد ملفق للفلسفة ومنتفعا بها، فقد دخل عالم الفلسفة دارسا أو متعلما؛ بل ودخله مخاصما ومجادلا، ولم يدرسها دراسة نفعية أو تلفيقية من أقوال الغزالي أو الشهرستاني ... الخ في ردوده على خصومه من الفلاسفة، ويجد الهدلق كفاية في قول عبد الحكيم اجهر لرد هذه التهمة حيث عمد ابن تيمية إلى الفلسفة من الداخل ونقضها بأدواتها، فكان من المنهج سلوك طرائق الفلاسفة أنفسهم بنوع من الدينامية الفكرية " الديالكتيكية " التي يفيد منها الفيلسوف في فلسفته واستقراءاته العلمية، وهكذا كان ديدن الفلاسفة السابقين والمحدثين على مر العصور، وهكذا كان ابن تيمية.
يرى الهدلق أن سعود السرحان وقع في كثير من الأخطاء في كتابه المذكور، وخاصة الفصل الذي أسماه " مآخذ على ابن تيمية " الذي ملأه بالباطل فيكشف الهدلق أن السرحان زج بوهمه ولم يفرق بين نص لأبن تيمية، وما أورده ابن تيمية من كلام لابن عربي في تعليقاته عليه، مثل قول - ابن عربي – " وأما الإيمان بالرسل فقد ادعوا أن خاتم الأولياء أعلم من خاتم الأنبياء يأخذون العلم بالله من مشكاة خاتم الأولياء " وفي موضع آخر يحاول تشويه أقوال ابن تيمية في مقالة الكليات الوجودية " المثل الافلاطونية " بإضافة أقوال تلميذ ابن عربي " القونوي " على اعتبار أنها أقوال ابن تيمية، فكانت مقالة السرحان مقالة تشويهية وصيد في الماء العكر سرعان ما يَبين زيفها ويُكتشَف تهافتها.
ويخطيء السرحان مره أخرى في تقديره لعقلية ابن تيمية الفلسفية عندما نقل نصوصا لما اسماهم " الدارسين لموقف ابن تيمية من المنطق الارسطي " في صورة تشكيكية مقصودة، يردها الهدلق، في أن رفض ابن تيمية للمنطق الارسطي جاء واعيا وعن دراسة وفهم عميق، موضحا ومبينا بعض ما أثبته شيخ الإسلام من تهافت هذا المنطق بالأدلة القاطعة وعدم كفايته للوصول إلى الموقف الحق أو المنتج المعرفي الرصين الذي يمكن الاعتماد عليه بالموازاة مع منطق الوحي بخاصة.
فقد كان شيخ الإسلام صاحب مذهب نقدي مكتمل، وواحد من أكابر العقول العلمية التي عرفها تاريخ الإنسانية، ورائد دعوة تجديدية تنويرية قل أن بلغتها دعوة مجدد في الإسلام، ويتضح مصداق هذا فيما توسل له أبناء الفلسفة الأوروبية ذاتها حديثا من قصور المنتج المنطقي الارسطي للحقائق المعرفية بشقيها الحسي والماورائي، وهو ما يترجمه نقد الفلاسفة التجريبيين الغربيين الحداثيين أمثال فرنسيس بيكون وديكارت ولوك وجان لاك للمنطق الارسطي إذ اثبتوا قصوره عن موادعة الحقائق، فكان شيخ الإسلام له قصب السبق إلى ذلك، وان دل ذلك على شيء، فلا يدل إلا على العقلية الفلسفية الفذة لشيخ الإسلام التي وسعتها عقول الفلاسفة الغربيين أكثر مما ضاقت به بعض صدور أبناء الإسلام المنقلبين عليه، ممن لم يكونوا صادقين مع أنفسهم بقدر ما كانوا نفعيين مشوشين، وعراة مفضوحين. فهل من عودة إلى جادة الحق بعد البيان؟؟؟.
http://www.alrased.net/show_topic.php?topic_id=982 (http://www.alrased.net/show_topic.php?topic_id=982)
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 07:26 م]ـ
جزاك الله خيرا واسمح لي بهذا التعديل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/15)
تعكس الكتابات الأخيرة في التيار الليبرالي السعودي حالة الإرباك والضعف التي يعيشها هذا التيار وقصوره عن تقديم إنجازات ورؤى فكرية جادة تنزل إلى وعي الجماهير أو تقدم قناعات حقيقية قادرة على اختراق صفوف الممانعة في التيار السلفي التقليدي في السعودية.
فبعد سقوط خيارات التيار الليبرالي السعودي الدعائية والترويجية بالضرب على وتر الإصلاحات الحقوقية والسياسية وفشله في الاستفادة من التشويشات التي ألحقها بعض أبناء هذا التيار ممن تبنوا الخط العنفي، لجأ التيار إلى ممارسة أسلوب النقد التشكيكي والهدمي على الفكر السلفي وامتداداته في الفكر الإسلامي عامة، بغرض تقويض البنى المفاهيمية التي يشكل فيها الموروث العلمي والفكري لشيخ الإسلام ابن تيمية أهم الأعمدة المنهجية والفهمية فيه.
في هذا السياق، تناول مؤخرا سعود السرحان - سلفي سابق وليبرالي سعودي صاعد - بحثا مثيرا للجدل بعنوان " الحكمة المصلوبة: مدخل إلى موقف ابن تيمية من الفلسفة " حاول فيه توضيح الموقف الذي يدعيه على الواقع العلمي والثقافي في المملكة العربية السعودية، وهو الموقف الذي يحاكي الفكرة التقليدية المتجددة لليبراليين الحداثيين العرب، أمثال أركون، الجابري، أبو زيد، وحسن حنفي .. الخ، حيث الدعوة إلى إقامة مفاصلة عقلانية في الفكر والموروث الإسلامي جملة، وتحديد لحظة الجمود فيه بلحظات الأئمة الذين قادوا مراحل الفكر الإسلامي، ومن ثم تجاوز اجتهادا تهم؛ بحجة تأهيل الفكر الإسلامي إلى اجتهاد حداثي عصراني جديد، لنجد الجابري مثلا يكرس لحظة هذا الجمود بلحظة الغزالي، واركون وأبو زيد في لحظة الشافعي، وحسن حنفي في لحظة شيخ الإسلام ابن تيمية، وتجددها ادعاءات السرحان المتمذهب بمذهب حسن حنفي وعبد المتعال الصعيدي وسعيد فودة - اشعري - في البعد الفلسفي عند شيخ الإسلام، بحجة أن ابن تيمية لم يكن فيلسوفا بقدر ما كان ملفقا ومدعيا للفلسفة ومنتجا لحالة التكلس فيها.
فلحظة ابن تيمية كما يراها سعود السرحان؛ قد أوقعت العقل السلفي في أزمة التقليد وصناعة القوالب الفكرية الجامدة التي تعامل بها السلفيون مع تراث ابن تيمية الفلسفي، الذي لم يكن على كل الأحوال فيلسوفا حقيقيا بقدر ما كان ملفقا لموقفه الفلسفي من أقوال من سبقه من الفلاسفة والمناطقة المسلمين، مستفيدا في ذلك أيضا من مماحكاتهم وسجلاتهم الفلسفية، واعتماد ابن تيمية على مصادر غير دقيقة في إيراد مقالات فلاسفة اليونان، ناهيك انه كان يتبع منهجا نفعيا في كل ذلك.
في كتابه " الهادي والهاذي: ابن تيمية جلاد الحكمة المصلوبة " تصدى عبد الله بن عبد العزيز الهدلق لتلك الادعاءات التي انتصر بها سعود السرحان لخطه الليبرالي الجديد بعد انقلابه على المدرسة السلفية، وقد رافع الهدلق عن شيخ الإسلام مرافعة موضوعية وحقيقية غير متحيزة، تضمنت الكثير من الأدلة والشهود العلمية التي تؤكد العقلية الفلسفية التي تمتع بها شيخ الإسلام منذ نعومة إظفاره وكاشفا في ذات الوقت هزل تلك التلفيقات والافتراءات السرحانية.
فادعاء السرحان فقر الموروث العلمي الفلسفي عند ابن تيمية بحجة ما تجسده الحالة العلمية السلفية على الواقع الثقافي السعودي بعدم توافر كليات الفلسفة في الجامعات السعودية، في الوقت الذي ينصب فيه هذا الواقع الثقافي على التراث الديني من تفسير وحديث وفقه .. الخ، ليس دليل البتة على عدم وجود مساقات فلسفية عن فلسفة ابن تيمية في الجامعات السعودية، لأن المساقات نفسها متضمنه لهذه الفلسفة، وهذا معروف ليس عند التيار السلفي فحسب؛ بل عند من لا ينتسبون إلى مدرسة شيخ الإسلام من ليبراليين وعلمانيين وإسلاميين آخرين أمثال علي عبد الرازق وأبو يعرب المرزوقي ومحمد جلال شرف وعبد الفتاح احمد فؤاد ومحمد عمارة وعبد الحليم أجهر .. الخ، فكلهم يؤكدون أن ابن تيمية كان فيلسوف السلفية وحكيمها، وانه كان خبيرا في الفلسفة اليونانية فضلا عن معرفته الواسعة بالمذاهب الفلسفية الإسلامية وفلاسفة الإسلام وناقدا ممعنا في الفلسفة الارسطية بخاصة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/16)
أما ادعاء السرحان أن ابن تيمية لم يكن عقلانيا بقدر ما كان يبحث عن عضد عقلي ينتصر به على مخالفيه، فيبين الهدلق ضعف هذه الدعوة حاشدا لها أقوال العديد من العلماء التي تؤكد أن شيخ الإسلام قد عرف الفلسفة ومارسها في سن مبكرة من عمره، وفي العشرينات تحديدا،أي إن تحصيلها تم مع تحصيل العلم الشرعي وليس اعتضادا بعقل فلسفي للدفع عن الشريعة كما ادعى السرحان.
وحيث يدعي السرحان أن بن ابن تيمية لم يكن ينقل بدقة في إيراده لمقالات فلاسفة اليونان، كما لم يكن يترجم أو ينقل مباشرة بقدر اعتماده على الفلاسفة الإسلاميين الذين سبقوه؛ سيما الغزالي وابن رشد وابن ملكا البغدادي، فان الهدلق لا يرى غضاضة في ارتكاز أقوال ابن تيمية على من سبقه، ولكنه يشير إلى أن السرحان قد غفل أن ابن تيمية وهو يفيد من هؤلاء الفلاسفة فانه لم يتفق معهم دائما، كما أنه كان محققا لأقوالهم ومعلقا أو مستدركا عليها أو مبطلا لبعضها في كثير من الأحيان.
فابن تيمية لم يكن مجرد ملفق للفلسفة ومنتفعا بها، فقد دخل عالم الفلسفة دارسا أو متعلما؛ بل ودخله مخاصما ومجادلا، ولم يدرسها دراسة نفعية أو تلفيقية من أقوال الغزالي أو الشهرستاني ... الخ في ردوده على خصومه من الفلاسفة، ويجد الهدلق كفاية في قول عبد الحكيم اجهر لرد هذه التهمة حيث عمد ابن تيمية إلى الفلسفة من الداخل ونقضها بأدواتها، فكان من المنهج سلوك طرائق الفلاسفة أنفسهم بنوع من الدينامية الفكرية " الديالكتيكية " التي يفيد منها الفيلسوف في فلسفته واستقراءاته العلمية، وهكذا كان ديدن الفلاسفة السابقين والمحدثين على مر العصور، وهكذا كان ابن تيمية.
يرى الهدلق أن سعود السرحان وقع في كثير من الأخطاء في كتابه المذكور، وخاصة الفصل الذي أسماه " مآخذ على ابن تيمية " الذي ملأه بالباطل فيكشف الهدلق أن السرحان زج بوهمه ولم يفرق بين نص لأبن تيمية، وما أورده ابن تيمية من كلام لابن عربي في تعليقاته عليه، مثل قول - ابن عربي – " وأما الإيمان بالرسل فقد ادعوا أن خاتم الأولياء أعلم من خاتم الأنبياء يأخذون العلم بالله من مشكاة خاتم الأولياء " وفي موضع آخر يحاول تشويه أقوال ابن تيمية في مقالة الكليات الوجودية " المثل الافلاطونية " بإضافة أقوال تلميذ ابن عربي " القونوي " على اعتبار أنها أقوال ابن تيمية، فكانت مقالة السرحان مقالة تشويهية وصيد في الماء العكر سرعان ما يَبين زيفها ويُكتشَف تهافتها.
ويخطيء السرحان مره أخرى في تقديره لعقلية ابن تيمية الفلسفية عندما نقل نصوصا لما اسماهم " الدارسين لموقف ابن تيمية من المنطق الارسطي " في صورة تشكيكية مقصودة، يردها الهدلق، في أن رفض ابن تيمية للمنطق الارسطي جاء واعيا وعن دراسة وفهم عميق، موضحا ومبينا بعض ما أثبته شيخ الإسلام من تهافت هذا المنطق بالأدلة القاطعة وعدم كفايته للوصول إلى الموقف الحق أو المنتج المعرفي الرصين الذي يمكن الاعتماد عليه بالموازاة مع منطق الوحي بخاصة.
فقد كان شيخ الإسلام صاحب مذهب نقدي مكتمل، وواحد من أكابر العقول العلمية التي عرفها تاريخ الإنسانية، ورائد دعوة تجديدية تنويرية قل أن بلغتها دعوة مجدد في الإسلام، ويتضح مصداق هذا فيما توسل له أبناء الفلسفة الأوروبية ذاتها حديثا من قصور المنتج المنطقي الارسطي للحقائق المعرفية بشقيها الحسي والماورائي، وهو ما يترجمه نقد الفلاسفة التجريبيين الغربيين الحداثيين أمثال فرنسيس بيكون وديكارت ولوك وجان لاك للمنطق الارسطي إذ اثبتوا قصوره عن موادعة الحقائق، فكان شيخ الإسلام له قصب السبق إلى ذلك، وان دل ذلك على شيء، فلا يدل إلا على العقلية الفلسفية الفذة لشيخ الإسلام التي وسعتها عقول الفلاسفة الغربيين أكثر مما ضاقت به بعض صدور أبناء الإسلام المنقلبين عليه، ممن لم يكونوا صادقين مع أنفسهم بقدر ما كانوا نفعيين مشوشين، وعراة مفضوحين. فهل من عودة إلى جادة الحق بعد البيان؟؟؟. [/ SIZE]
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[21 - 06 - 09, 07:30 م]ـ
يرفع للفائدة(98/17)
وقفات مع دعاء الذهاب إلى المسجد
ـ[العوضي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 04:55 م]ـ
وقفات مع دعاء الذهاب إلى المسجد
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين .. أما بعد:
حياة النبي - صلى الله عليه وسلم - كلها لله - عز وجل -: صلاته لله، نسكه لله، حياته لله، مماته لله قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ1، فكان في كل وقته ذاكراً لله - عز وجل -؛ يذكر الله في قيامه وقعوده، وذهابه وإيابه ممتثلاً قول ربه: وَاذْكُرِ اسْمَ رَبِّكَ بُكْرَةً وَأَصِيلًا2.
ما أجملها من حياة: ذكر ودعاء، خوف ورجاء، ذل وبكاء .. إنها والله بساتين غناء؛ لعلنا نقطف زهرة منها؛ نشم عبيرها؛ ونحيا نسيمها، ننتقل إلى صاحب هذه الجنات؛ إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وهو يسير إلى الرياض الغناء، يسير إلى ربه ليناجيه؛ ليشكو همومه بين يديه، وقبل هذا اللقاء؛ قبل الدخول على ملك الملوك؛ يتمتم - صلى الله عليه وسلم - بكلمات يجعلها بين يدي ربه - عز وجل - قبل القدوم عليه ((اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، وفي سمعي نوراً، وفي بصري نوراً)) 3، وعن ابن عباس - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان يقول: ((اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي لساني نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، ومن فوقي نوراً، ومن تحتي نوراً، ومن أمامي نوراً، ومن خلفي نوراً، واجعل لي في نفسي نوراً، وأعظم لي نوراً)) 4.
وكان في دعائه: ((اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، واجعل لي نوراً)) وزاد بعضهم: ((وفي لساني نوراً)) وذكر: ((وعصبي ولحمي، ودمي وشعري، وبشري))، وفي رواية لهم5: ((واجعل في نفسي نوراً، وأعظم لي نوراً)) 6.
النبي - صلى الله عليه وسلم - يطلب من ربه النور؛ لأنه - صلى الله عليه وسلم - يعلم من أين يأتي النور؟ ومن أين ينبثق؟ ومن أين ينتشر الضياء؟ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِن شَجَرَةٍ مُّبَارَكَةٍ زَيْتُونِةٍ لَّا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُّورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَن يَشَاء وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ7، والله - عز وجل - يجعل لعبده من النور بقدر ما يقترب إليه؛ فكلما ناجاه، وطلب رضاه، وترك ما يأباه؛ آتاه نوراً وهداه؛ فمن النور ما يكون في الصلاة كما في الحديث عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((الطهور شطر الإيمان، والحمد لله تملأ الميزان، وسبحان الله والحمد لله تملآن (أو تملأ) ما بين السماوات والأرض، والصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء، والقرآن حجة لك أو عليك، كل الناس يغدو فبايع نفسه فمعتقها أو موبقها)) 8، " (الصلاة نور) معناه أنها تمنع من المعاصي، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، وتهدي إلى الصواب؛ كما أن النور يستضاء به"9، إنك ترى النور في من قام يصلي لله - عز وجل - في الأسحار؛ قيل للحسن البصري - رحمه الله تعالى -: ما بال المتهجدين أحسن الناس وجوها؟ فقال: "لأنهم خلوا بالرحمن فألبسهم نوراً من نوره"10.
النور نجده يتجلى في الحياة مع كتاب الله - عز وجل - قال - تعالى-: قَدْ جَاءكُم مِّنَ اللّهِ نُورٌ وَكِتَابٌ مُّبِينٌ11، تجد النور في بيوت الله - عز وجل - إذ تملأ الآفاق نوراً، يرِدُها عباد الله لينهلوا من معينها، ويهتدوا بنورها، فبعد أن ذكر الله نوره الذي تحيا به السموات والأرض؛ أخبر سبحانه أن المساجد تمتلئ بهذا النور قال - تعالى-: فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ12.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/18)
نعم النور يُقسَّم بين العباد: فهذا تهديه آية يسمعها، وذاك تنفعه موعظة أنصت إليها، وآخر تعمه دعوة صالحة، هذا النور يقسم بين أصحاب الهمم العالية الذين لم تلههم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة قال - تعالى -:ِرجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْمًا تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ13.
ولما علم النبي - صلى الله عليه وسلم - ذلك كله؛ كان وهو ذاهب إلى ذلك النور يسأل ربه أن يجعل النور في قلبه ولسانه، وسمعه وسائر جوارحه، يسأله أن يحفه بالنور من كل الجهات، فهلا تأملت هذا الدر المنثور!!
أتعلم أننا نحتاج - خاصة في هذه الأيام - نوراً يضيء لنا السبل، يشق ظلمات الجهالة، يهدينا سواء الطريق باعثاً الحياة في أرواحنا، نوراً يملأ القلب إيماناً وثباتاً، ويقيناً يحفظه الله به من الشهوات والشبهات، نوراً يملأ السمع والبصر؛ فلا يسمع ولا يبصر إلا ما أحل الله -تعالى - له، نور يملأ اللسان؛ فلا يتكلم إلا بما يرضي الله؛ نور نواجه به نصب الحياة، نسير به إلى الله، قال الإمام النووي - رحمه الله تعالى - في شرح الحديث: "سأل النور في أعضائه وجهاته، والمراد به بيان الحق، وضياؤه، والهداية إليه؛ فسأل النور في جميع أعضائه، وجسمه، وتصرفاته، وتقلباته، وحالاته، وجملته في جهاته الست؛ حتى لا يزيغ شيء منها عنه"14، وقال أبو الحسن السندي: "اجعل في قلبي نوراً .. الخ المراد بالنور أما الهداية والتوفيق للخير، وهذا يشمل الأعضاء كلها؛ لظهور آثاره في الكل، أو المراد ظاهر النور؛ والمقصود أن يجعل الله - تعالى- له في كل عضو من أعضائه نوراً يوم القيامة يستضيء به في تلك الظلم ومن تبعه، والله تعالى أعلم"15.
نور يملأ قبورنا، مؤنساً لنا في وحشتنا، نور يشع بقدر إيماننا؛ ليشق طريقه في ظلمات يوم القيامة؛ يوم يتخبط المقصرون، يوم يفتضح الذين هجروا منابع النور ففقدوا الضياء، والسرور، تركوا بيوت الله - عز وجل -، واغتروا بوميض من شعاع الدنيا؛ تراهم يوم القيامة يتشبثون بمن يعرفون من المؤمنين، المؤمنون الذين كانوا يلتمسون النور في الظلم؛ وهم يسيرون إلى صلاة الفجر، أوصلاة العشاء كما جاء عن بريدة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: ((بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة)) 16، يأتي إليهم أهل النفاق ينادونهم انظرونا نقتبس من نوركم؛ يَوْمَ يَقُولُ الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ لِلَّذِينَ آمَنُوا انظُرُونَا نَقْتَبِسْ مِن نُّورِكُمْ قِيلَ ارْجِعُوا وَرَاءكُمْ فَالْتَمِسُوا نُورًا فَضُرِبَ بَيْنَهُم بِسُورٍ لَّهُ بَابٌ بَاطِنُهُ فِيهِ الرَّحْمَةُ وَظَاهِرُهُ مِن قِبَلِهِ الْعَذَابُ17، ارجعوا فالتمسوا النور ممن جعلتموهم أحب إليكم من الله ورسوله، من الشهوات التي غرقتم في بحارها، من الشبهات التي صدتكم عن سبيل الله - عز وجل -، وإن كنا معكم في الدنيا لكننا كنا نلتمس النور من بيوت الله - تعالى-، نلتمسه من الصلاة، نلتمسه من كتاب الله، فاليوم نفترق يُنَادُونَهُمْ أَلَمْ نَكُن مَّعَكُمْ قَالُوا بَلَى وَلَكِنَّكُمْ فَتَنتُمْ أَنفُسَكُمْ وَتَرَبَّصْتُمْ وَارْتَبْتُمْ وَغَرَّتْكُمُ الْأَمَانِيُّ حَتَّى جَاء أَمْرُ اللَّهِ وَغَرَّكُم بِاللَّهِ الْغَرُورُ18، حتى أهل الإيمان لا يستوي نورهم؛ فمنهم المقل، ومنهم المكثر، كل يجازى بحسب طاعته، ثم ينصرف أهل المساجد، أهل الصلاة، أهل القرآن؛ ينصرفون إلى النور؛ ينصرفون إلى ربهم، وهو النور الذي لطالما اشتاق أولياؤه إليه، فيمنُّ عليهم ربهم بأعظم نعيم في الجنة ألا وهو النظر إليه، فيزدادون نضارة إلى نضارتهم، ونوراً إلى نورهم.
اللهم لا تحرمنا لذة النظر إلى وجهك الكريم، واجعل لنا منك نوراً نهتدي به سواء السبيل، اللهم لا نور إلا نورك فاهدنا إليه، واصرف عنا كل ظلام وضلال وتيه.
والحمد لله رب العالمين.
--------------------------------
1 سورة الأنعام (162).
2 سورة الإنسان (25).
3 رواه البخاري ومسلم والإمام أحمد.
4 أحمد، والنسائي، وصححه الألباني في الجامع الصغير وزياداته.
5 البخاري ومسلم.
6 ذكر هذه الروايات الألباني في مشكاة المصابيح.
7 سورة النور (35).
8 صحيح مسلم.
9 صحيح مسلم بتعليق محمد فؤاد عبد الباقي.
10 إحياء علوم الدين.
11 سورة المائدة (15).
12 سورة النور (36).
13 سورة النور (37).
14 شرح النووي على مسلم.
15حاشية السندي على النسائي.
16 سنن أبي داود، وصححه الألباني.
17 سورة الحديد (13).
18 سورة الحديد (14).
http://www.imam.ws/ref/1166
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[28 - 06 - 08, 06:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خير أخي الكريم / العوضي
و لي تنبيه:
الشيخ الألباني والشيخ مشهور بن حسن والشيخ حسين العوايشة وغيرهم لا أستحضر أسمائهم الآن
قالوا أن دعاء الذهاب إلى المسجد {اللهم اجعل في قلبي نورا ..... }
خاص بصلاة الفجر فقط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/19)
ـ[ابوطلال]ــــــــ[30 - 06 - 08, 02:07 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:04 ص]ـ
سبحان الله!!! كم هو فضل العلم .....
فقبل أيام سمعت من أحد الإخوة طلاب شيخنا الشيخ إحسان العتيبي " حفظه الله " فائدة تتعلق بهذا الحديث
وهي:
أنه لا يقال في الذهاب للمسجد، وأن هذه من الأخطاء التي يقع فيها الناس وعندما راجعنا الشيخ فيها في جلسة جلستها معه أمس وبعض الأحبة سألته عن الحديث فقال لنا حفظه الله أنه لا يقال إلا:
1 - في صلاة قيام الليل إما في الدعاء فيها.
2 - أو في استفتاحها.
3 - أو قبيل السلام ....
... وهذا الحديث هو مما ورد في صحيح البخاري ....
لكن الإخوة يضعونه في مكان لم يرد فيه أصلا ....
فكانت فائدة جميلة أضفناها لأخواتها الكثيرات التي جنيناها من الشيخ حفظه الله تعالى ....
ومن باب الفائدة هو في النفل لا في الفرض ....
نفع الله الجميع ..
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[31 - 08 - 09, 02:54 ص]ـ
للشيخ الطريفي كلام حول جعل هذا الدعاء عند الخروج إلى المسجد ... وقد ذكره في كتابه صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
لعلي أنقله في وقت آخر
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[24 - 10 - 09, 08:02 م]ـ
للشيخ الطريفي كلام حول جعل هذا الدعاء عند الخروج إلى المسجد ... وقد ذكره في كتابه صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم
لعلي أنقله في وقت آخر
ماذا حصل معك أخي الفاضل أبا البراء القصيمي قصم الله بك ظهور الأعداء ....
أنتظر ردك منذ أمد لذا رفعت المقال ....
حفظك الله والجميع .....
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[02 - 07 - 10, 07:09 ص]ـ
ماذا حصل معك أخي الفاضل أبا البراء القصيمي قصم الله بك ظهور الأعداء ....
أنتظر ردك منذ أمد لذا رفعت المقال ....
حفظك الله والجميع .....
خذ الفائدة اخي علي و ادع لي في ظهر الغيب
يقول الشيخ المحدث عبدالعزيز الطريفي -حفظه الله-: ((ولم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه و سلم في الاتيان الى الصلاة دعاء معلوم , و اما ما رواه مسلم في صحيحه من حديث محمد بن علي بن عبدالله بن عباس عن ابيه عن عبدالله بن عباس رضي الله عنه في قصة بيتوتته عند خالته ميمونة أن النبي عليه الصلاة و السلام خرج إلى الصلاة , ثم قال: "اللهم اجعل في قلبي نورا و في سمعي نورا و في بصري نورا" فهذا الحديث غلط و وهم و أورده الامام مسلم في صحيحة معِلّاً له , بعد رواية حديث كريب مولى عبدالله بن عباس عن عبدالله بن عباس أن النبي عليه الصلاة و السلام قال ذلك في صلاته , فهذا الدعاء في السجود و في الليل و ليس في الذهاب الى المسجد , كما مال إلى هذا الامام البخاري حينما ترجم على هذا الحديث قال: "باب الدعاء إذا انتبه من الليل" و ترجم على هذا الامام النسائي في سننه قال: "باب الدعاء في السجود"
و الصواب أن هذا الدعاء إنما هو في السجود و ليس في الذهاب الى المسجد و قد وهم فيه محمد بن علي في روايته عن ابيه عن عبدالله بن عباس , وإيراد الامام مسلم له بعد ان اورده من حديث كريب مولى عبدالله بن عباس معِلّاً له لا محتجّا به)) اهـ. كتاب صفة صلاة النبي ص 28 - 29.(98/20)
ما الحكم في هذه المسألة؟
ـ[أبوقتادة السعدي الأثري]ــــــــ[28 - 06 - 08, 06:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعرف أخ يريد الفتوى في هذه المسألة هو عاقد على زوجته ولكن لم يدخل بها ثم سافر إلى بلد عربي حتي يؤسس بيت الزوجية فهل يجوز أن تسافر إليه زوجته بمفردها بالطائرة والمسافة لمدة ساعتين لأن تكاليف السفر مكلفة جدا وفي نفس الوقت هو يريد أن يعف نفسه ولا يريد أن تظل زوجته بعيدا عنه فما الحكم؟ لأني لم أستطع الإجابة
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 06 - 08, 06:51 م]ـ
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=6219&Option=FatwaId
ـ[أبوقتادة السعدي الأثري]ــــــــ[28 - 06 - 08, 08:24 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا وجعلنا الله وإياك ممن يتبعون الحق وإن خالف هوى نفوسهم الأمارة بالسوء
ـ[ابوطلال]ــــــــ[29 - 06 - 08, 03:13 م]ـ
بارك الله فيكما وجزاكما الله خيرا وجعلنا الله وإياكما ممن يتبعون الحق وإن خالف هوى أنفسهم الأمارة بالسوء(98/21)
فائدة: عائشة –رضي الله عنها- تزوجها رسول الله –صلى الله عليه وسلم- عن طريق الوحي.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 06 - 08, 07:40 م]ـ
قال البخاري –رحمه الله تعالى-:
حَدَّثَنَا عُبَيْدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ عَنْ هِشَامٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أُرِيتُكِ فِي الْمَنَامِ مَرَّتَيْنِ إِذَا رَجُلٌ يَحْمِلُكِ فِي سَرَقَةِ حَرِيرٍ، فَيَقُولُ هَذِهِ امْرَأَتُكَ، فَأَكْشِفُهَا فَإِذَا هِيَ أَنْتِ، فَأَقُولُ إِنْ يَكُنْ هَذَا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ يُمْضِهِ].
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين:
[في هذا الحديث بيان أن عائشة –رضي الله عنها- زُوّجت عن طريق الوحي بالمنام، وزينب عن طريق الوحي بالقرآن.
والفرق بينهما ظاهر، لأن زينب –رضي الله عنها- زوّجها الله عزوجل لأجل أن يطمس عقيدة كانت سائدة عند العرب، وهي أن زوجة ابن التّبنّي لا يتزوجها من تبناه، فأراد الله –عزوجل- أن يبين لعباده أنّ هذه عقيدة فاسدة، وليست من شرع الله.
وأما عائشة فإنها زُوّجت عن طريق المنام، ورؤيا الأنبياء وحي ..... ] اهـ من شرح صحيح البخاري. كتاب النكاح.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 01 - 09, 03:46 م]ـ
يرفع للفائدة.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[05 - 01 - 09, 10:21 م]ـ
جزاك الله خيرا.(98/22)
هل يأثم صاحب المال الحلال ويدخل في ماله مال حرام؟
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[28 - 06 - 08, 08:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
إذا أراد سين من الناس أن يشارك شين من الناس
أما سين فماله حلال
أما شين فماله حرام (قرض ربوي)
كل واحد عنده مليون ريال على سبيل المثال
والمشروع شراء بيت، ثم بيعه متى ما ارتفع ثمنه قليلا.
فهل يأثم سين من الناس بسبب هذه المشاركة مع شين من الناس ويدخل في ماله مال حرام.؟
أتمنى الإجابة في أقرب فرصة، فالأمر مهم.
جزاكم الله تعالى كل خير.
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[29 - 06 - 08, 12:40 ص]ـ
الحمد لله قد أجمع العلماء على جواز كل أنواع المعاملات التجارية المشروعة مع غير المسلمين،وقد علم يقينا أن أموالهم لا تخلو من حرام، بل وأجاز الشرع الأكل من طعامهم مع اخباره لنا بأنهم أكلة ربا. وما ذلك الا لأن الحرمة لا تتعلق بعين المال،وإنما تتبع الطريق الذي اكتسب به. ففي الصورة المذكورة الحرمة ثيتت لكون هذا المال جاء عن طريق محرم (قرض ربوي) فالاثم لاحق بصاحب هذه المعاملة، ثم إذا هو استثمره في الحلال كان ما يفيده منه حلالا. والعلم عند الله تعالى
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[29 - 06 - 08, 05:07 ص]ـ
الحمد لله قد أجمع العلماء على جواز كل أنواع المعاملات التجارية المشروعة مع غير المسلمين،وقد علم يقينا أن أموالهم لا تخلو من حرام، بل وأجاز الشرع الأكل من طعامهم مع اخباره لنا بأنهم أكلة ربا. وما ذلك الا لأن الحرمة لا تتعلق بعين المال،وإنما تتبع الطريق الذي اكتسب به. ففي الصورة المذكورة الحرمة ثيتت لكون هذا المال جاء عن طريق محرم (قرض ربوي) فالاثم لاحق بصاحب هذه المعاملة، ثم إذا هو استثمره في الحلال كان ما يفيده منه حلالا. والعلم عند الله تعالى
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أما بعد:
أخي الفاضل جزاك الله تعالى كل خير، وأبعد عنك كل شر.
يظهر أن ما قلته هو الراجح والله أعلم وأحكم.
و بصراحة هذا السؤال وجه إلي واحترت بسببه، وقد قضيت وقتا في البحث أيضا فوجدت التالي:
الأخذ ممن يتعامل بالحرام
هل يجوز لي الأخذ من مال رجل يتعامل بالربا؟.
الحمد لله
هذه المسألة مما اختلف فيه السلف رحمهم الله؛ فبعضهم رخص في ذلك، وبعضهم منع منه، وفَصَّلَ بعض أهل العلم بين من كان أكثر ماله الحرام، فينبغي اجتنابه، وجوبا أو استحبابا، وبين من كان أكثر ماله الحلال، فتجوز معاملته والأكل من ماله.
[انظر تفصيل المسألة في جامع العلوم والحكم، لابن رجب، شرح الحديث السادس].
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: هل يجوز أخذ الهدية من رجل يتعامل بالربا؟
فقال رحمه الله:
(القاعدة أن ما حرم لكسبه، فهو حرام على الكاسب فقط، دون من أخذه بطريق مباح؛ وقد قبل النبي صلى الله عليه وسلم الهدية من اليهود؛ فقد أهدته المرأة الشاة بخيبر، وعاملهم، ومات ودرعه مرهونة عند يهودي، مع أنهم يتعاملون بالربا، كما أخبر الله تعالى عنهم: (فَبِظُلْمٍ مِنْ الَّذِينَ هَادُوا حَرَّمْنَا عَلَيْهِمْ طَيِّبَاتٍ أُحِلَّتْ لَهُمْ وَبِصَدِّهِمْ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ كَثِيرًا * وَأَخْذِهِمْ الرِّبَا وَقَدْ نُهُوا عَنْهُ وَأَكْلِهِمْ أَمْوَالَ النَّاسِ بِالْبَاطِلِ وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ مِنْهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا) النساء/160 - 161.
فعلى هذا يجوز قبول الهدية ممن يتعامل بالربا، وأيضا يجوز معه البيع والشراء، إلا إذا كان في هجره مصلحة، فنعم، فنمتنع من هذا لأجل المصلحة.
أما ما حرم لعينه، فهو حرام على الآخذ وغيره.
فالخمر ـ مثلا ـ لو أهداها إليَّ يهودي أو نصراني، ممن يرون إباحة الخمر، فلا يجوز قبولها، لأنها حرام لعينها.
وكذلك لو سرق شخص مالا وأعطى غيره منه، فلا يجوز قبوله منه، لأن هذا المال حرام لعينه). لقاءات الباب المفتوح، اللقاء الثاني 1/ 76 بتصرف يسير.
الإسلام سؤال وجواب
قال ابن رجب في جامع العلوم والحكم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/23)
" ويتفرَّعُ على هذا معاملة من في ماله حلال وحرام مختلط، فإنْ كان أكثرُ ماله الحرامَ، فقال أحمد: ينبغي أنْ يجتنبه إلا أنْ يكونَ شيئاً يسيراً، أو شيئاً لا يعرف، واختلف أصحابنا: هل هو مكروه أو محرَّم؟ على وجهين:
وإنْ كان أكثرُ ماله الحلال، جازت معاملته والأكلُ من ماله. وقد روى الحارث عن عليِّ أنَّه قال في جوائز السلطان: لا بأس بها، ما يُعطيكم من الحلال أكثر مما يُعطيكم من الحرام. وكان النبيُّ - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه يُعاملون المشركين وأهلَ الكتاب مع علمهم بأنَّهم لا يجتنبون الحرامَ كلَّه.
وإنْ اشتبه الأمر فهو شبهة، والورع تركُه. قال سفيان: لا يعجبني ذلك، وتركه أعجب إليَّ.
وقال الزُّهريُّ ومكحول: لا بأس أنْ يؤكل منه ما لم يعرف أنَّه حرامٌ بعينه، فإنْ لم يُعلم في ماله حرام بعينه، ولكنه علم أنَّ فيه شبهةً، فلا بأس بالأكل منه، نصَّ عليه أحمد في رواية حنبل.
وذهب إسحاق بنُ راهويه إلى ما رُوي عن ابن مسعود وسلمانَ وغيرِهما منَ الرُّخصة، وإلى ما رُوي عَنِ الحسنِ وابنِ سيرين في إباحةِ الأخذ مما يقضي من الرِّبا والقمار، نقله عنه ابنُ منصور.
وقال الإمام أحمد في المال المشتبه حلاله بحرامه: إنْ كان المالُ كثيراً، أخرج منه قدرَ الحرام، وتصرَّف في الباقي، وإنْ كان المالُ قليلاً، اجتنبه كلَّه، وهذا لأنَّ القليل إذا تناول منه شيئاً، فإنَّه تَبْعُدُ معه السلامةُ من الحرام بخلاف الكثير، ومن أصحابنا مَنْ حَمَل ذلك على الورع دُون التَّحريم، وأباح التصرُّف في القليل والكثير بعد إخراج قدر الحرام منه، وهو قولُ الحنفيَّة وغيرهم، وأخذ به قومٌ مِنْ أهل الورع منهم بشرٌ الحافي.
ورخَّص قومٌ من السَّلف في الأكل ممن يعلم في ماله حرام ما لم يعلم أنّه من الحرام بعينه، كما تقدَّم عن مكحولٍ والزُّهريِّ. وروي مثلُه عن الفُضيل بن عياض.
وروي في ذلك آثارٌ عن السَّلف، فصحَّ عن ابن مسعود أنَّه سُئِلَ عمَّن له جارٌ يأكلُ الرِّبا علانيةً ولا يتحرَّجُ من مالٍ خبيثٍ يأخُذُه يدعوه إلى طعامه، قال: أجيبوهُ، فإنَّما المَهْنأُ لكم والوِزْرُ عليه. وفي رواية أنَّه قال: لا أعلمُ له شيئاً إلاّ خبيثاً أو حراماً، فقال: أجيبوه. وقد صحح الإمام أحمد هذا عن ابن مسعود، ولكنَّه عارضه بما رُوي عنه أنَّه قال: الإثم حَوَازُّ القلوب.
وروي عن سلمان مثلُ قولِ ابنِ مسعود الأول، وعن سعيد بن جبير، والحسن البصري، ومُورِّق العِجلي، وإبراهيم النَّخعي، وابنِ سيرين وغيرهم، والآثار بذلك موجودة في كتاب " الأدب " لحُمَيد بن زَنجويه، وبعضها في كتاب " الجامع " للخلال، وفي مصنفي عبد الرزاق وابن أبي شيبة وغيرهم.
ومتى علم أنَّ عينَ الشيء حرامٌ، أُخِذَ بوجه محرم، فإنَّه يحرم تناولُه، وقد حَكى الإجماعَ على ذلك ابنُ عبد البرِّ وغيرُه، وقد رُوي عن ابن سيرين في الرجل يُقضى من الربا، قال: لا بأس به، وعن الرجل يُقضى من القمار قال: لا بأس به، خرَّجه الخلال بإسناد صحيح، ورُوي عن الحسن خلاف هذا، وأنَّه قال: إنَّ هذه المكاسب قد فسدت، فخذوا منها شبه المضطَر.
وعارض المروي عن ابن مسعود وسلمان، ما روي عن أبي بكر الصدِّيق أنَّه أكل طعاماً ثم أخبر أنَّه من حرام، فاستقاءه.
....
وبكل حال فالأمور المشتبهة التي لا تتبين أنَّها حلال ولا حرام لكثير من الناس، كما أخبر به النَّبيُّ - صلى الله عليه وسلم -، قد يتبيَّنُ لبعضِ النَّاس أنَّها حلال أو حرام، لما عِنده مِنْ ذلك من مزيدِ علمٍ، وكلام النَّبيِّ - صلى الله عليه وسلم - يدلُّ على أنَّ هذه المشتبهات مِنَ النَّاسِ من يعلمُها، وكثيرٌ منهم لا يعلمها، فدخل فيمن لا يعلمها نوعان:
أحدهما: من يتوقَّف فيها؛ لاشتباهها عليه.
والثاني: من يعتقدُها على غيرِ ما هي عليه، ودل كلامُه على أنَّ غير هؤلاء
يعلمها، ومرادُه أنَّه يعلمها على ما هي عليه في نفس الأمر من تحليل أو تحريم، وهذا من أظهر الأدلة على أنَّ المصيبَ عند الله في مسائل الحلال والحرام المشتبهة المختلفِ فيها واحدٌ عند الله - عز وجل -، وغيره ليس بعالم بها، بمعنى أنَّه غيرُ مصيب لحكم الله فيها في نفس الأمر، وإنْ كان يعتقدُ فيها اعتقاداً يستندُ فيه إلى شبهة يظنُّها دليلاً، ويكون مأجوراً على اجتهاده، ومغفوراً له خطؤه لعدم اعتماده.
..... " أهـ
ووجدت التالي:
جاء في المدونة للإمام مالك:
« ... ابن وهب قال: وأخبرني أشهل بن حاتم عن عبدالله ابن عباس وسأله رجل هل يشارك اليهودي والنصراني قال لا تفعل فإنهم يربون والربا لا يحل لك». «ابن وهب وبلغني عن عطاء بن أبي رباح مثله قال إلا أن يكون المسلم يشتري ويبيع قال الليث مثله. وجاء فيها: «قلت هل تصح شركة النصراني للمسلم واليهودي المسلم في قول مالك (قال) لا إلا أن يكون لا يغيب النصراني واليهودي على شيء في شراء ولا بيع ولا قبض ولا صرف ولا تقاضي دين إلا بحضرة المسلم معه فإذا كان يفعل هذا الذي وصفت لك وإلا فلا».
وقال صاحب المهذب من الشافعية:
«ويكره أن يشارك المسلم الكافر، (وعلل) بأنهم يربون والربا لا يحل: أي قد يتعاملون بالربا وساق الأثر المروي عن ابن عباس».
وفي مغني المحتاج:
«ويكره مشاركة الكافر ومن لا يحترز عن الربا ونحوه وإن كان المتصرف مشاركتها لما في أموالهما من الشبهة».
وجاء في المغني:
«قال أحمد: يشارك اليهودي والنصراني، ولكن لا يخلو اليهودي والنصراني بالمال دونه، ويكون هو الذي يليه لأنه يعمل بالربا، وبهذا قال الحسن والثوري «قال ابن قدامة: ولنا، ما روى الخلال بإسناده، عن عطاء قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مشاركة اليهودي والنصراني، إلا أن يكون الشراء والبيع بيد المسلم.
قال الإمام أحمد - رحمه الله -: «فأما ما يشتريه أو يبيعه من الخمر بمال الشركة، أو المضاربة، فإنه يقع فاسداً، وعليه الضمان، لأن عقد الوكيل يقع للموكل، والمسلم لا يثبت ملكه على الخمر، والخنزير، فأشبه ما لو اشترى به ميتة، أو عامل بالربا، وما خفي أمره فلم يعلم فالأصل إباحته وحله». "أهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/24)
ـ[ابوطلال]ــــــــ[29 - 06 - 08, 02:57 م]ـ
جزيتم ووقيتم وكفيتم
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[03 - 07 - 08, 06:59 ص]ـ
جزيتم ووقيتم وكفيتم
جزاك الله خيرا على الدعاء الطيب أخي الفاضل
ــــــــــــــــــــــــــــــ
وهذا موضوع كتبه الشيخ الفاضل المسيطير، رأيت أن أنقله هنا للفائدة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
تحقيق موقف الشيخ ابن عثيمين رحمه الله من الأسهم المختلطة.
المشايخ الفضلاء /
سبق أن كُتب هذا الموضوع فيموضوعات مختلفة، وكانت هذه المشاركة تدرج في أثنائه، وقد تخفى على البعض ولايقرأها، ولأهميتها؛ أفردتها في موضوع مستقل، ولعل الله أن ينفع بها:
قال الشيخ صالح بن مقبل العصيمي وفقه اللهفي كتابه:
" الأسهم المختلطة "
المبحثالخامس
موقف الشيخ الإمام العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله (منالأسهم المختلطة *)
حيث كثر السؤال عن موقفه من هذه الأسهمنظراً لقدره وعلمه وإمامته. ولقد نقل بعضهم – وفقنا الله وإياهم إلى الحق والخيروالصواب – عنه القول بالجواز؛ولكني وجدت له عدة فتاوى تنص علىالتحريم، وهي واضحة وضوح الشمس في رابعة النهار، بل إنها أوضح من الفتوى التي قدفُهم منها الجواز.
ومن هذه الفتاوى:
الفتوى الأولى:
سئل – رحمه الله – عمن يشتري الأسهم ولا يريد الاتجار بها، لكنه يساهم قبلالتخصيص من أجل انتظار ارتفاع أسعارها.
فما رأيكم جزاكم الله خيراً؟.
الجواب:
(لابد من معرفة نوع الأسهم المراد شراؤها، فإذاكانت أسهم بنوك، فهي محرمة مطلقاً، ولا يجوز لأحد أن يساهم فيها، وأما غيرها منالمساهمات فالأصل الحل، إلى أن يقوم الدليل على أن هذه المساهمة حرام.
ومن المحرم في المساهمة أن تكون الشركة تتعامل بالربا وإن كان أصلها ليسبربوي، مثل: أن تودع أموالها في البنوك وتأخذ عليها ربا، أو أن تأخذ من البنوكوتدفع الربا، فتكون عندئذٍ آكلة للربا وموكلة له، وقد لعن النبي صلى اللهعليه وسلم (آكل الربا وموكله).
فإذا علم المساهم أن الشركة تتعامل معالبنوك هذه المعاملة التي وصفت، وقبض الربح وعلم مقدار النسبة الربوية، فعليهإخراجها تخلصاً منها، وإذا لم يعلم مقدار النسبة فعليه أن يتصدق بنصف الربحاحتياطاً لا له ولا عليه.
فهذه هي القاعدة في المساهمات، وهي تتلخصفيما يأتي:
أولاً: المساهمة في البنوك حرام بدون تفصيل.
ثانياً: المساهمة في غيرها، الأصل فيها الحل،إلا إذا علمت أنها تتعاملمع البنوك معاملة ربوية، فإنه لا يجوز الاشتراك فيها، وإذا كنتقد تورطتفأخرج نسبة الربا من الربح الذي أعطيته، وإن لم تعلم النسبة فأخرج نصفالربح.
هذه هي خلاصة القول في المساهمات.
أما كون الإنسان يساهمقبل التخصيص من أجل انتظار ارتفاع الأسعار، فهذا لا بأس به، لأنه يريد الاتجاربالسهم). انتهى. لقاء الباب المفتوح 1/ 58 - 59.
ففي هذهالفتوى أكد الشيخ – رحمه الله – على تحريم المساهمة في الشركات المحرمة ولو كانإنشاؤها لغرض مباح، وأكد أن مجرد تعامل الشركة مع البنوك معاملة محرمة فهذا كافٍلجعل أسهم هذه الشركة حرام، كما أكد في الشق الآخر على جواز المضاربة في الشركاتولو لم يقصد الاستثمار مع مراعاة الابتعاد عن المحرمات.
الفتوى الثانية:
وسئل – رحمه الله -: ما الحكمالشرعي في أسهم الشركات المتداولة في الأسواق؟ وهل تجوز المتاجرة فيها؟.
الجواب:
لا أستطيع أن أجيب عن هذا السؤال؛ لأن الشركاتالموجودة في الأسواق تختلف في معاملاتها بالربا،فإذا علمت أن هذهالشركة تتعامل بالربا، وتوزع أرباح الربا على المساهمين، فإنه لا يجوز الاشتراكفيها، وإن كنت قد اشتركت ثم عرفت بعد ذلك أنها تتعامل بالربا، فإنك تذهبإلى الإدارة وتطلب فك اشتراكك، فإن لم تتمكن فإنك تبقى على الشركة، ثم قُدمت لكالأرباح، وكان الكشف قد بين فيه موارد تلك الأرباح، فإنك تأخذ الأرباح الحلال،وتتصدق بالأرباح الحرام تخلصاً منها، وإن كنت لا تعلم بذلك، فإن الاحتياط أنتتصدق بنصف الربح تخلصاً منه، والباقي لك، لأن هذا ما في استطاعتك، وقد قالتعالى: ((فاتقوا الله ما استطعتم)). انتهى. فتاوى إسلامية.جمع وترتيب محمدالمسند 2/ 263.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/25)
وهنا أكد الشيخ أن مجرد معرفة أن هذهالشركة تتعامل بالربا يحرم التعامل معها، بل ولابد عنده من فك الاشتراك، فإذاعجزت فأخرج النسبة المحرمة، وهنا أوجب الشيخ الخروج من هذه المساهمات، والخروجالآن سهل، لأن البيع والشراء متوفر عبر شاشات التداول.
الفتوى الثالثة:
وسئل أيضاً بما نصه: ما حكمالمساهمة مع الشركات؟.
فأجاب رحمه الله:
وضع الأسهم في الشركات فيه نظر، لأننا سمعنا أنهم يضعون فلوسهم لدىبنوك أجنبية أو شبه أجنبية، ويأخذون عليها أرباحاً، وهذا من الربا، فإن صح ذلك فإن وضع الأسهم فيها حرام ومن كبائر الذنوب، لأن الربا منأعظم الكبائر،أما إن كانت خالية من هذا فإن وضع الأسهم فيها حلال إذا لميكن هناك محذور شرعي آخر). انتهى. مجموع فتاوى الشيخ ج18/ 112 - 113.
الفتوى الرابعة:
وقال حول أن تكون المساهمات في شركات لمتُنشأ للربا أصلاً، ولكن ربما يدخل في بعض معاملاتها مثل: شركة صافولا ونحوها مماوقع السؤال عنه، فهذه الأصل فيها: جواز المساهمةلكن إذا غلب علىالظن أن في بعض معاملاتها رباً فإن الورع هجرها وترك المساهمة فيهالقولالنبي صلى الله عليه وسلم: ((فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ومن وقع فيالشبهات وقع في الحرام)).
فإن كان قد تورطفيها أو أبى أن يسلك سبيل الورع فساهم فإنه إذا أخذ الأرباح وعلم مقدار الربا وجبعليه التخلص منه بصرفه في أعمال خيرية من دفع حاجة فقير أو غير ذلك، ولا ينوي بذلكالتقرب إلى الله بالصدقة بها لأن الله طيب لا يقبل إلا طيباً،ولأن ذلك لا يبرئ ذمته من إثمها، ولكن ينوي بذلك التخلصمنها ليسلم من إثمها لأنه لا سبيل له للتخلص منها إلا بذلك.
وإن لم يعلم مقدارالربا فإنه يتخلص منه بصرف نصف الربح). انتهى. فتاوى علماء البلد الحرام ص686.
وفي هذه الفتوى التي فرح بها المجيزون وشرقوا بهاوغربوا لأنهم فهموا منها الجواز فجعلوها عمدتهموأهملوا غيرهامن فتاوى الشيخ الصريحةومع ذلك فهي ليست حجة لهم،بل هي عليهم.وكان يجب عليهم ما يلي:
أ- أن يفهموا منهج الشيخالذي عرف بدقة ألفاظه وعباراته حيث قال في هذه الفتوى: بأن المساهم إذا ساهم فيهذه الشركات وكان يغلب على ظنه أن فيها ربا،فيفهم من هذا أنهلو كان متيقناً أن فيها رباً فعليه عدم الدخول.
ب- عندما طلبالشيخ من المساهم إخراج النسبة المحرمة بعد علمه بها، هل قال له استمر في المساهمة؟ الصحيح لا.
وهنا الفرق بين فتوى الشيخ وفتاوى من زعموا أنهم مقلديه، فالشيخطلب إخراج النسبة المحرمة وفك الاشتراك والتخلص من هذه المساهمة نهائياً، وهميقولون يخرج النسبة المحرمة، ويستمر في أكل الربا ولا إثم عليه بل الإثم علىمباشري الربا فقط.
الترجيح:
الذييترجح لدي – والله أعلم – أن الشيخ – رحمه الله – يميل إلى التحريم لما يلي:
1 - أن الفتاوى التي يذهب فيها إلى التحريم واضحة، وبخاصة رقم (1)، (2)، (3).
2 - الفتوى التي فهم منها البعض الجواز لها عدة احتمالات ذكرتها فيما سبق،مع أن الاحتمال الأقرب أنه رجع عنها بدليل أنها كتبت بتاريخ 21/ 4/1412هـ، والمتأخرهو المقدم.
3 - الشيخ عرف بعدم تساهله في أمر الربا،بل حرم على المسلم العمل بالمؤسسات الربوية حتى لو كان سائقاً أو حارساً، فكيفإذاً يظن به أن يجيز المحرم الصريح والربا الواضح؟.
4 - أن الشيخ – رحمه الله – يمنع من كل تعامل يؤول عن طريق التحايل إلى الربا، كمنعه – رحمه الله – بيع المرابحة للآمر بالشراء، وما جوز بيع التورق إلا للحاجة، فإذاكان – رحمه الله – يمنع التحايل إلى ما يؤول إلى الربا، فكيف يجيزالدخول في شركات تتعامل بالربا صراحة؟
5 - للشيخ أقوال كثيرة فيالتحريم، فكيف يليق بباحث أن يأخذ قولاً يتيماً ويروج له، ويجعله مستنده فيالإباحة للأسهم المختلطة ضارباً عرض الحائط بالأقوال الأخرى للمصدر نفسه؟.
6 - لم يعرف عن الشيخ – رحمه الله – أنه قال ولو لمرة واحدة أخرجوا النسبةالمحرمة ثم استمروا في هذه الشركات، بل القول في التطهير قول محدث لم يدعُ إليهالشيخ – رحمه الله – فنسبته إلى الشيخ خطأ فادح، فعلى من نسبه إليه أن يستغفرويتوب، والله أعلم.
وإني لأسأل بعد هذا التوضيح:
هل عند المجيزينالمعتمدين على قول الشيخ فقط استعداد للتراجع عن رأيهم بعد أن اتضح لهم بأن الأقربأن الشيخ يميل إلى التحريم أو على الأقل له أكثر من قول؟!
----
(*) زيادة توضيح من الناقل.
http://72.232.160.194/~ahl/vb/showthread.php?t=141500
ــــــــــــــــــــــ
ــــــــــــ(98/26)
تلخيص رسالة دكتوراه "منهج التيسير المعاصر "
ـ[ابو العابد]ــــــــ[28 - 06 - 08, 10:45 م]ـ
P
m
الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن، والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذا تلخيص لرسالة جامعية مطبوعة في كتاب بعنوان (منهج التيسير المعاصر، دراسة تحليلية) لـ (عبد الله بن إبراهيم الطويل)، وقد دفعنا إلى تلخيص بعض الكتاب طلبُ شيخنا الفاضل: فضيلة الشيخ الدكتور/ خالد بن علي المشيقح، حفظه الله؛ حيث انه أراد بتلخيصه نفع طلاب العلم به، وذلك لأهمية الموضوع وشدة الحاجة إليه، فاستعنّا بالله وبدأنا بالتلخيص، فلا يستغنى فيه عن الأصل , ونسأل الله عز وجل أن يجعل من ورائه النفع والفائدة.
1. محمد بن عبد الله الشنو
2. أحمد بن صلاح يونس
أصول اليسر في الإسلام
أولاً/ أصول اليسر في القرآن الكريم:
1 - قال تعالى: ? يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ? [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1) .
تبين هذه الآية أن الله تعالى أراد بتشريعه الأحكام: اليسر والتخفيف والرحمة ونفي الحرج، ونحو ذلك، والآية وإن كانت واردة في شأن الرخص في الصيام إلا أن المراد منها العموم كما صرح بذلك غير واحد من المفسرين.
2 - قال تعالى: ? يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا ? [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2).
هذا تذكير بأن الله يوالي رفقه بهذه الأمة، وإرادته بها اليسر دون العسر. والضعف المشار إليه هو ضعف الإنسان أمام الشهوة الجنسية؛ لأن الآية تتحدث عن ترخيص الله تعالى بنكاح الإماء المؤمنات لمن عجز عن زواج الحرائر.
3 - قال تعالى: ? لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ? [3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn3).
بيان أن الله سبحانه وتعالى لا يكلف النفس إلا في حدود قدرتها الميسرة دون بلوغ غاية الطاقة.
ثانياً/ أصول اليسر في السنة النبوية:
لقد وصف الله عز وجل رسوله ص بقوله: ? قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ? [4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn4) ، ولقد كان الوحي وهو ينزل يأخذ النبي ص والمؤمنين معه بمنهج اليسر، ويقوّم معوجّ المسلمين في هذا الجانب، ويسددهم حين يكون الانحراف. وسلك الرسول ص هذا المنهج الذي أراده الله لهذه الأمة؛ فقام على تحقيقه في نفسه وفي الآخرين، فكانت السنة النبوية حافلة بمواضع عديدة تدل على اليسر، وهي على ثلاثة أنواع:
1 - أحاديث يستفاد منها سماحة هذا الدين ويسره:
أ) عن أبي هريرة ر عن النبي ص قال: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" [5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn5).
ب) عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله ص قالت: ما خيّر رسول الله صبين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما [6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn6).
ج) عن جابر ر أن رسول الله ص قال: " إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا " [7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn7).
2- أحاديث تفيد في جملتها خشية النبي ص أن يكون قد شق على أمته:
أ) جاء عنه ص أنه قال: " إني لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز كراهية أن أشق على أمه " [8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn8).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/27)
ب) عن عائشة رضي الله عنها أن النبي ص خرج من عندها وهو قرير العين طيب النفس، ثم رجع إليها وهو حزين، فقال: " إني دخلت الكعبة وودت أني لم أكن فعلت؛ إني أخاف أن أكون قد أتعبت أمتي من بعدي " [9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn9).
3- أحاديث يأمر أصحابه فيها بالتخفيف، وينكر عليهم فيها التشديد والغلو:
أ) قوله ص: " يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا " [10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn10).
ب) عن ابن مسعود ر قال: قال رسول الله ص: " هلك المتنطعون " ثلاثاً. [11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn11).
ثالثا / منهج الصحابة ومن بعدهم في الأخذ بالتيسير:
1 - خرج عمر ر في ركب فيهم عمرو بن العاص، حتى وردوا حوضا، فقال عمرو: يا صاحب الحوض هل ترد حوضك السباع؟، فقال عمر: لا تخبرنا فإنا نرد السباع وترد علينا.
2 - مر عمر ر مع صاحب له، فسقط عليه شيء من ميزاب، فقال صاحبه: يا صاحب الميزاب ماؤك طاهر أم نجس؟، فقال عمر: يا صاحب الميزاب لا تخبرنا. ومضى.
3 - يقول عمير بن إسحاق: لما أدركت من أصحاب رسول الله ص أكثر ممن سبقني منهم فما رأيت قوما أيسر سيرة ولا أقل تشدداً منهم.
cdcdcdcdcd
ضوابط اليسر في الإسلام
إذا تقرر ما مضى من بناء الشريعة في أصولها وأهدافها على اليسر، فإن هذا اليسر له ضوابط تنظمه وتضبطه، ولعل هذه الضوابط تتلخص في العناصر التالية:
1 - أن يكون التيسير ثابتاً بالكتاب أو السنة:
فالتيسير لا بد أن يكون ثابتا بأحد الوحيين، حتى يتسنى للمسلمين العمل به واعتماده، لا أن يكون التيسير بحسب الهوى والتشهّي واستحسان العباد واستقباحهم. فكل تيسير لا يستند إلى الكتاب أو السنة فهو تيسير ملغى مطّرح؛ لأن الشرع لا يثبت بمجرد الاستحسان العقلي دون التقيد بأي دليل. كما ينبغي أن لا يكون التيسير ناتجا عن ضغط الواقع القائم في مجتمعاتنا المعاصرة، وهو واقع لم يصنعه الإسلام بعقيدته وشريعته وأخلاقه، ولم يصنعه المسلمون بإرادتهم وعقولهم وأيديهم، إنما هو واقع صُنع لهم وفُرض عليهم في زمن غفلة وضعف وتفكك منهم. فليس معنى التيسير أن نحاول تسويغ هذا الواقع على ما فيه، وجرّ النصوص من تلابيبها لتأييده.
2 - عدم مجاوزة النص في الأخذ بالتيسير:
فلا يجوز الاستزادة في التخفيف والتيسير كمّاً أو كيفاً على ما ورد به النص، فلا يصح مثلاً أن يُقال أن مشقة الحرب بالنسبة للجنود تقتضي وضع الصلاة عنهم أو تأخيرها إلى القضاء فيما بعد. وإنه كلما كان التمسك بالنص الشرعي والتزام الحكم المستفاد منه، كان ما يفيده من التيسير ورفع الحرج أبلغ.
3 - أن لا يعارض التيسير نصّاً من الكتاب أو السنّة:
فلا اجتهاد مع النص، فالكتاب والسنة هما المصدر الأساس لهذا الدين، وبقية الأدلة والأصول الشرعية تبع لهما، فمتى حصل تعارض بينهما وجب المصير إلى الأخذ بالنص.
4 - أن يكون التيسير مقيّداً بمقاصد الشريعة:
فالشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق مصالح الخلق، واليسر يجب أن ينطلق من الشرع ويتقيد بقيوده، فلا التفات إلى تيسير يحكم به العقل وحده، بل لابد أن يكون راجعاً إلى حفظ مقصود من مقاصد الشرع، فإن ناقضه فليس بتيسير.
cdcdcdcdcd
مفهوم التيسير المعاصر
أولاً / مفهوم منهج التيسير المعاصر عند العلماء المعاصرين:
العلماء في الإسلام لهم منزلة ليست لغيرهم؛ فقد جعل لهم الشارع مقاماً رفيعاً، وجعلهم أدلّاء للناس على أحكام الله عز وجل، فهم الذين يقومون بدور الطلائع الذين يكتشفون الخطر قبل وقوعه، وينبهون الأمة على المزالق قبل التورط فيها.
والعلماء المعاصرون تأسّوا بسلفهم من السابقين، فحذروا من الغلوّ في الدين والتشدد فيه، وحذّروا كذلك من التساهل والتفريط، وتتركز جهودهم في مجابهة التيسير غير المنضبط في التأصيل الشرعي لموضوع اليسر ورفع الحرج، وكذلك في الرد على أصحاب هذا المنهج ومناصحتهم. ومن الكتب التي ألّفها علماء الإسلام في هذا المجال:
1 - (رفع الحرج في الشريعة الإسلامية ضوابطه وتطبيقاته) للدكتور صالح بن حميد.
2 - (رفع الحرج في الشريعة الإسلامية) لمنّاع القطّان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/28)
3 - (يسر الإسلام وأصول التشريع العام) لمحمد رشيد رضا.
ثانياً / مفهوم منهج التيسير المعاصر عند العلمانيين:
لقد اتخذ دعاة العلمانية والعصرنة من التيسير باباً يتسللون منه لينالوا من الشريعة، بل ويعطّلوا كثيراً من النصوص القطعيّة الثابتة، فهم يرون أن من التيسير أن يكون التشريع من حق العلمانية، وليس من حق الإسلام أن يحكم المجتمع ويشرّع له ويُحلّل ويُحرّم، ويرون أن التيسير يقتضي أن لا تبقى المفاهيم والمعتقدات والقيم على حالها، بل لابد من مواكبة العصر. ويمثّلون لهذا بأمثلة كثيرة كالربا، والفوائد البنكية، وكون ميراث المرأة نصف ميراث الرجل، وحجاب المرأة، وقطع يد السارق، ونحو ذلك.
ولعل الفساد الذي لحق بعقول هؤلاء هو أنهم لم يفرّقوا بين اليسر واللذة والشهوة؛ لأن المنافع ليست هي ما يوافق الأغراض والشهوات دائما، ولم يفرقوا بين اليسر الموهوم واليسر الحقيقي.
cdcdcdcdcd
أصول منهج التيسير المعاصر
أولاً/ النظر إلى المقاصد دون النصوص:
لخّص الإمام الشاطبي – رحمه الله – شروط المجتهد في الاتصاف بوصفين:
1 - فهم مقاصد الشريعة على كمالها.
2 - التمكن من الاستنباط بناء على فهمه منها.
وتكلم عن علاقة مقاصد الشارع بنصوصه، حيث أشار إلى وجود ثلاثة اتجاهات في ذلك:
1 - الاتجاه الظاهري: وهو الذي يقتصر على ما صرحت به ظواهر النصوص دون أن يُعطي كبير اهتمام لعلل الأحكام.
2 - الاتجاه الباطني: وهو الذي يسعى إلى التخلص من ظواهر النصوص بحجة أنها ليست مقصودة لذاتها، ويعتمد في اكتشاف مقاصد الشارع وتقدير المصالح على تقديره هو.
3 - الاتجاه المتوسط: وهو اعتبار ظواهر النصوص ومعانيها في مسلك توافقي لا يسمح بإهدار أحد الجانبين على حساب الآخر ولا بطغيان أحدهما على الآخر.
وحديثنا سيكون عن الاتجاه الثاني، وهم المبالغين في إطراء المصلحة وتقديمها على النص، وهذا ما لا يُسلّم لأصحاب هذا الاتجاه، وذلك أن الشارع الحكيم جاء بمصالح العباد، وجعل النصوص محققة للمصالح ابتداء؛ لأنها رحمة للعالمين، ولو لم تكن نصوص الوحيين الشريفين محققة للمصالح والحكمة فكيف تكون رحمة وهدى للعالمين؟
ومعلوم ما قرره الفقهاء قديماً وحديثاً من أن الحكم يدور مع علته لا مع حكمته، وذلك لظهور العلّة في الوقت الذي قد لا تتضح فيه الحكمة ظاهراً، فالعلة وصف منضبط، في حين أن الحكمة أمر راجع إلى تقدير الناس، والناس يختلفون في تقدير المصالح.
واستدل العديد من دعاة التيسير على منهجهم هذا، بأمور منها:
1 - اجتهاد عمر بن الخطاب ر في عام المجاعة في وقف تنفيذ حد السرقة، فقد نظر إلى المقصد من الحد ولم يطبّق النص القرآني عملا بتغيّر الظروف التي أحاطت بالسرقة. وللرد على هذا القول نقول أنه من الواضح أن عمر ر إنما درأ الحد بالشبهة، وانتفاء الشبهة من شروط قطع يد السارق، وأخذ السارق ما يحتاج إليه لسد رمقه من أعظم الشُبه وأقواها.
2 - أن الأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان وأنه لا يمكن تطبيق الشريعة على المستجدات والظروف والأحوال المختلفة المتباينة إلا بتأسيس معقولية الأحكام الشرعية حتى تصبح الشريعة مسايرة للتطور وقابلة للتطبيق في كل زمان ومكان، واحتجوا بما ثبت من تغير فقه الشافعي رحمه الله القديم حين كان بالعراق إلى فقهه الجديد حين انتقل إلى مصر. وللرد على هذا نقول أن تعليل تغير فقه الشافعي بتغير الظروف فيه نظر، فالسبب لم يكن لتغير ظروف مصر عن ظروف العراق، ولكن لأن الشافعي رحمه الله اكتشف أخطاء في اجتهاده القديم، وإعادته النظر في آرائه القديمة وتغيّر اجتهاده فيها أمر عادي بسبب زيادة علمه لا بسبب تغير الظروف، يقول الإمام أحمد عن ذلك: (عليك بالكتب التي وضعها بمصر، فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ولم يحكمها ثم رجع إلى فصر فأحكم تلك).
وخلاصة القول أن قاعدة تغير الفتاوى تختلف عن مصطلح تغير الأحكام، فإن الأحكام الأساسية والقواعد الكلية هي أحكام وقواعد خالدة وثابتة، و تغيرها نسخ، والنسخ قد انقطع بانقطاع الوحي، أما الفتاوى وتغيرها فهو انتقال المجتهد من حكم إلى حكم آخر لتغيّر صورة المسألة، فهو تبدل يستند إلى تبدل العوائد والأعراف، وليس نسخاً للحكم أو اختلافاً في أصل الخطاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/29)
ثانياً / التوسّع في فهم خاصية اليسر في الإسلام:
إن شريعة الإسلام بُنيت على اليسر ورفع الحرج، فلا يكلّف الله نفساً إلا وسعها، إلا أن هذا اليسر هو يسر في حدود وضوابط، والقاعدة الأصولية المعروفة (المشقة تجلب التيسير) إنما هي في حدود ما جاءت به الشريعة الإسلامية، فليس لمشقة مخالفة الهوى مكان في يسر الإسلام، لذا فالشارع لا يقابل تلك المشقة باليسر والتسامح، بل يعد اتباع الهوى خطأً في السلوك وضلالاً عن سبيل الله، قال تعالى: ? وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ? [12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn12) .
وقد عمد أصحاب هذا المنهج في تفعيل هذا الأصل إلى أمور، منها:
1 - تغليب روح التيسير، وإهمال جانب الترهيب والعزائم الثابتة في الشريعة. وهذا خطأ؛ لأن الشريعة الإسلامية وسط في كل أمورها، فلا يجوز بحال الغلو والإفراط أو التوسع والتفريط في جانب على حساب آخر، فكما أن الإسلام دين يسر وسماحة وترغيب، فهو كذلك دين عزيمة وقوة وترهيب.
2 - الدعوة إلى التدرج في تطبيق أحكام الإسلام وشريعته في المجتمعات الإسلامية المعاصرة، ودعاة المرحلية والتدرج كثيرون، ومنهم فهمي هويدي الذي يقول: (ولست أدعو إلى أن نختار بين أن نأخذ الإسلام كله أو نتركه كله. فقط أنبّه إلى أن سعينا لا بد أن يتدرج، مبتدئا بالأهم فالمهم حتى يبلغ الغاية بثقة واطمئنان). وهذه شبهة باطلة أثيرت للحيلولة دون تطبيق الشريعة تطبيقاً كاملاً في المجتمع الإسلامي المعاصر، وإلا فإن عهد التدرج في أخذ المسلمين بأحكام التشريع قد انتهى بتكامل الإسلام وبنزول قوله تعالى: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا? [13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn13).
ثالثاً/ تتبع الرخص:
شرع الله تعالى من الأحكام الأصلية والرخص ما يتناسب مع أحوال المكلفين، والمشقة التي تستوجب الرخص ليست هي المشقة المعتادة المألوفة، وإنما هي المشقة غير المعتادة التي تشوش على النفوس في تصرفها. واليسر في الإسلام ليس غاية في ذاته، وإنما هو وسيلة واقعة في طريق الامتثال لأوامر الله، تعين على تحقيق الغاية. أما الذي يتلمس التخفيفات ويتتبع الرخص ويبحث عن مواطنها بعيدا عن الغاية الحقيقية من تمام العبودية وخالص الخضوع والطاعة لله وحده، ويتهاون بمسائل الحلال والحرام في المطاعم والمشارب والمعاملات، مدعيا أنه لا حرج في الدين، فقد أخطأ وضلّ السبيل.
والمقصود بتتبع الرخص هنا: تتبع رخص المذاهب الفقهية، وذلك بأن يتتبع المقلد لمذهب ما ما يكون أيسر له وأخف عليه في في مذهب إمام آخر غير إمامه فيقلّده، ولا يكون مدار اختياره قوة الدلائل أو النوع أو الاحتياط، بل يكون مدار اختياره التخفيف واليسر والسهولة.
وللعلماء في مسألة تتبع الرخص آراء ثلاثة، فمنهم المتشدد المانع، ومنهم المخفّف المجيز، ومنهم المتوسط القائل بالتفصيل، ولكنهم جميعا مجمعون على المنع إذا كان الدافع هوى النفس أو الهروب من أداء الواجب أو التلاعب بالأحكام والتحايل عليها.
وأصحاب منهج التيسير المعاصر يرون أن من أصولهم للأخذ بالتيسير: تتبع الرخص، يقول أحدهم: (ما العيب في أن يأخذ الناس بالأيسر في كل مذهب فقهي؟!). وهذا أصل خطير ومنهج خاطئ لقضية التيسير، وقد اعترض بعض مناصري منهج التيسير المعاصر على منع تتبع الرخص بأنه لم يأت في الكتاب أو السنة أو في عمل المسلمين دليل يفيد المنع، وهذا الاعتراض فيه نظر؛ لأن العمل بسد الذرائع واقع، واتباع التشهّي وهوى النفس من المحظورات التي قام عليها أكثر من دليل.
رابعاً / ترك المحكم واتباع المتشابه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/30)
فالمتشابه الواقع في النصوص على ضربين: أولهما: حقيقي، وهو الذي ليس للناس سبيل إلى فهم معناه حتى أهل العلم، ككيفيات صفات الله عز وجل، وثانيهما: إضافي، وهو ما صار متشابها بالنسبة إلى الناظر في النص، وإلا فالنص نفسه غير متشابه في حقيقة الأمر، وهذا هو المقصود هنا.
ومردّ التشابه هذا إما أن يكون إلى تقصير الناظر في الاجتهاد والنظر إلى النصوص، وإما أن يكون إلى زيغان الناظر باتباعه الهوى. والواجب نحو هذا النوع أن يرد إلى عالمه، والعالم عليه أن يرد المتشابه إلى المحكم. ولخطورة اتباع المتشابه كان السلف رحمهم الله يردعون متبعه ويؤدبونه تأديبا بالغاً؛ لكون هذا يؤدي إلى الانحراف عن الحق. ولقد سلك بعض دعاة فقه التيسير هذا المسلك فأخذوا به في مجالات متعددة، نكتفي هنا بذكر مثال واحد عليها:
سفر المرأة بغير محرم: فد وردت أدلة واضحة صريحة تدل على تحريم سفر المرأة بغير محرم، من ذلك حديث ابن عباس ر قال: قال رسول الله ص: " لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم " [14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn14) ، وهناك أدلة أخرى قائمة على ذلك، ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله بعد أن ساق هذه الأدلة، يقول: (وهو إجماع في غير الحج والعمرة والخروج من دار الشرك). ومع هذا نجد أن بعضهم أجاز سفر المرأة بغير محرم مستدلين بقوله ص: " يوشك أن تخرج الظعينة من الحيرة تقدم البيت لا زوج معها " [15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn15) ، وهذا الحديث إنما سيق فيه ما سيق مدحاً لظهور الإسلام وانتشار الأمان في الأرض، ولم يسق لموضوع السفر ونحوه، وهو حكاية للواقع الذي يجري ولا يلزم إقرار النبي ص له أو محبته ورضاه به، مثل ما أخبر به من أحاديث الفتن والهرج والقتل ونحو ذلك.
خامساً / تعميم قاعدة عموم البلوى في التخفيف:
وعموم البلوى هو شيوع البلاء بحيث يصعب على المرء التخلص منه والابتعاد عنه، إلا أنه ليس كل ما عمت به البلوى يجلب التيسير والتخفيف، فهناك شروط وضوابط لاعتبار عموم البلوى سبباً للتيسير وهي:
1 - أن يكون عموم البلوى متحققا لا متوهما، بحيث يعسر الاحتراز منه ويكون وقوعه عاما لجميع المكلفين وشاملا لهم.
2 - أن يكون عموم البلوى من طبيعة الشيء وحاله، لا أن يكون ناشئاً من تساهل المكلف في التلبس يذلك الشيء.
3 - أن لا يدخل المكلف في الحادثة التي تعمّ بها البلوى بقصد حصول الرخصة.
4 - أن يكون الترخص في حال عموم البلوى مقيدا بتلك الحال، ويزول بزوالها.
سادساً / جعل الخلاف دليلاً:
فقد اتخذ كثير من دعاة منهج التيسير المعاصر من الخلاف توسعة على الناس، بمعنى أنه يسع كل واحد أن يأخذ بما شاء من الأقوال، وأصبحنا نسمع ونقرأ بكثرة: (المسألة فيها خلاف فلا حرج عليك). وهذا غير صحيح فالخلاف يعد توسعة في مجال الاجتهاد ووجوده يدل على أن الأمر معروض للنقاش والترجيح لا على أن الناس لهم أن يأخذوا بقول أي واحد منهم وإن لم يكن الحق عنده.
والمتخيّر بين الأقوال المختلفة بمجرد موافقة الغرض الذي في نفسه لا يخلو من ثلاث حالات:
1 - إما أن يكون حاكماً بهذا القول، فلا يصح اختياره على الإطلاق؛ لأنه إن كان متخيرا بلا دليل فلا حق لأحد الخصمين على التالي، لأن هذا لن يخلو من الحيف على الطرف الثاني.
2 - وإما أن يكون مفتيا به، فهذا قد أفتى في النازلة بالإباحة وإطلاق العنان، وهو قول ثالث خارج عن القولين، وهذا لا يجوز له إن لم يبلغ درجة الاجتهاد باتفاق.
3 - وإما أن يكون عاميا، فهو قد استند إلى شهوته وهواه، واتباع الهوى عين مخالفة الشرع.
cdcdcdcdcd
أسباب ظهور منهج التيسير المعاصر
والأسباب الداعية لظهور هذا المنهج كثير متعددة، نكتفي هنا بذكر بعض منها:
أولاً / الجهل بأحكام الشريعة ومقاصدها:
وهذا السبب يدور حول ثلاث محاور:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/31)
1 - الجهل بالنصوص الشرعية: فتجد البعض يفتي – تيسيراً للناس – بما يناقض أحاديث الصحيحين أو أحدهما مناقضة صريحة، ومن ذلك قول الشيخ الغزالي رحمه الله: (وأوصي الدعاة الذين يذهبون إلى كوريا ألا يفتوا بتحريم لحم الكلاب، فالقوم يأكلونها، وليس عندنا دليل يفيد الحرمة)، وقد ثبت عن النبي ص أنه قال: " كل ذي ناب من السباع فأكله حرام " [16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn16)، قال العلماء: (يدخل في هذا الأسد والنمر والفهد والذئب والكلب).
2 - سوء فهم النصوص الشرعية: وهذه آفة قديمة اُبتليت بها النصوص الشرعية، ومنها تخصيص ما هو عام أو تقييد ما هو مطلق دون مخصص ولا مقيّد، أو أن ينظر إلى النصوص معزولة عما قبلها وما بعدها، أو معزولة عما ورد في موضوعها من نصوص أخرى تحدد مدلولها، أو معزولة عما يؤيدها من إجماع يقيني لم يخرقه أحد على مر العصور، بل قد لا يقف الأمر عند حد سوء الفهم، بل يصل إلى حد التحريف الجائر لكلام الله تعالى وكلم رسوله ص وإخراجه عن المراد به تماماً. فمن ذلك مثلا ما ادعاه بعضهم من أن تفسير قوله تعالى: ? وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ? [17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn17) أي من الوقار، وليس من القرار!، وفي هذا مخالفة لجمهور العلماء الذين قالوا بأن (قرن) من القرار.
3 - الجهل بمقاصد الشريعة: فمتى جهل المفتي بمقاصد الشريعة كان ذلك مجالاً واسعاً لتنزيل النصوص على وقائع مغايرة لمراد النص، فيظن في حكمٍ ما تيسيراً وما هو كذلك، جهلاً منه بالمقصد.
4 - الجهل بما تؤول إليه الأحكام: إن العلم بما تؤول إليه الأحكام، وفقه الموازنة بين المصالح والمفاسد؛ فقه عزيز لا يناله من العلماء إلا من وُفّق. يقول ابن القيم رحمه الله: (فإذا حرّم الرب تعالى شيئاً، وله طرق ووسائل تفضي إليه فإنه يحرّمها ويمنع منها، تحقيقاً لتحريمه وتثبيتاً له، منعاً أن يقرب حِماه، ولو أباح الوسائل والذرائع المفضية إليه لكان ذلك نقضاً للتحريم)، ثم ذكر رحمه الله جملة من الأمثلة، منها:
أ) أن الله تعالى أمر بغض البصر، وإن كان إنما يقع على محاسن الخلقة والتفكر في صنع الله؛ سداً لذريعة الإرادة والشهوة المفضية إلى المحظور.
ب) أن النبي ص كان يكفّ عن قتل المنافقين مع كونه مصلحة؛ لئلا يكون ذريعة إلى تنفير الناس عنه.
ثم قال ابن القيم بعد أن ذكر الأمثلة: (وباب سد الذرائع أحد أرباع التكليف؛ فإنه أمر ونهي، والأمر نوعان: احدهما مقصود لنفسه، والثاني وسيلة إلى المقصود، والنهي نوعان: أحدهما ما يكون المنهي عنه مفسدة في نفسه، والثاني ما يكون وسيلة إلى المفسدة).
ومن الأمثلة على الجهل بما تؤول إليه الأحكام: ما أفتى به أحدهم من تحريم شرب القهوة، وعلل ذلك بأنها مفترة بل ومسكرة – كما يقول – ومضرة للبدن، وأنها لم تكن في الصدر الأول. وأفتى آخر بحل وجواز شرب ماء (الماحيا) المسكرة الذي يصنعه اليهود شراباً لهم، وزعم أنها لا تسكر. والفتويان خطأ؛ وذلك بسبب عدم معرفة العالم لواقع ما أفتى به.
ثانياً / ردة فعل لظاهرة الغلو:
فمن أهم أسباب التيسير غير المنضبط أنه انعكاس لما حصل من غلوّ وتشدد عند البعض، كانت نتيجته ردة فعل قوية في الاتجاه المعاكس. والمتأمّل في أطروحات دعاة التيسير – لاسيما في علاجهم للغلو – ليجد أنهم قد وقعوا في خطأ مقابل نتيجة لفقدان التوازن في معالجة هذا الخطأ – أعني الغلو -، فتجد منهم مثلاً من ينظر إلى الشاب المعفي لحيته المقصر لجلبابه على أنه غال في الدين، ويشنّع عليه.
ثالثاً / ترغيب الناس في الدين:
من الواجب على أهل الإسلام أن يُحسنوا عرض هذا الدين للناس، ويحببونه إليهم، وذلك بطَرْق الوسائل والأساليب الدعوية التي من شأنها ترغيب الناس في الدين، فلا ينتهجون من أساليب الدعوة ما يُعطي صورة سيئة عن الدين؛ إلا أن البعض ظنّ أن من مقتضى التيسير موافقة رغبة الناس، رغبة في تقريبهم من التمسّك بالشرع الشريف. ولكن الواقع أثبت أن هؤلاء لا يدخلون إلى الدين من باب إلا ويخرجون من باب آخر.
رابعاً / اتباع الهوى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/32)
والمقصود بالهوى: كل ما خالف الهدي الشرعي من الكتاب والسنة،ومن ذلك اتباع أهواء العامة والجري وراء إرضائهم بالتساهل، ويدخل فيه كذلك حب الظهور والشهرة بين الناس، وتوهم المفتي أن التيسير للناس براعة والتشديد عجز، ويدخل فيه أيضاً أن يكون العالم قد تورّط ببعض ما يُسأل عنه في حياته الشخصية فيحمله ذلك على البحث عن مخرج هنا أو هناك لما يعيشه من تلك القضايا حتى لا يُتّهم بالخروج عن النصوص الشرعية.
خامساً / مسايرة الواقع (ضغط الواقع):
قلنا سابقاً أن هذا الواقع لم يصنعه المسلمون بإرادتهم ولم ينعه الإسلام بعقيدته وشريعته،وإنما هو واقع فرض على المسلمين.
ولمسايرة هذا الواقع تجد من المعاصرين من يركب الصعب والذلول لتطويع النصوص للواقع، على حين يجب أن يُطوّع الواقع للنصوص، لأن النصوص هي الميزان المعصوم الذي يحتكم إليه ويعوّل عليه، والواقع يتغير فلا ثبات له ولا عصمة، ولهذا يجب ربد المتغير إلى الثابت، وغير المعصوم إلى المعصوم.
فتجد ضغط الواقع قد أثّر - مع الأسف – على آراء بعض المعاصرين من العلماء، منهم الذين لا يزال الدين أعزّ عليهم من كل شيء، ولكن الواقع يضغط عليهم بقوة، وهذا ما جعل كثيراً من أهل العلم يقرّون أشياء كانوا يُنكرونها منذ سنوات غير بعيدة.
سادساً / المؤثرات البيئية:
إن الإنسان لا يستطيع أن ينفك عن محيطه الذي نشأ فيه أو ينسلخ عن المؤثرات في تكوينه بشكل نهائي وإن حاول ذلك، لابد أن ترتسم فيه بصمات بيئته ووسطه الذي يعيش فيه، والإنسان ابن بيئته. والمؤثرات البيئية تندرج تحت قسمين أساسيين:
الأول: الأسباب الداخلية:-
1 - المؤثرات المكانية:
وقد ذكر ابن خلدون رحمه الله فصلاً في مقدمته جمع فيه جملة من المؤثرات في تكوين الإنسان بصفة عامة، ثم ذكر أن العوامل المكانية له أثر في أمزجة الناس وأخلاقهم وطباعهم، فنشأة العام أو الفقيه بين بداة تجعل حركته الفقهية أقل تطورا ممن ينشأ في الحضر والمدن التي تزدحم فيها الأقضية الجديدة.
ولعل من أبرز الأمثلة هنا هما الإمامان الجليلان: ابو حنيفة ومالك رحمهما الله، أما أبو حنيفة فقد نشأ في بلاد العراق وهي بلد كثر عمرانها فكثر فيها المال وتنامت تجارتها، واشتدت دولتها، فكان أبو حنيفة متكلماً في معاملات الناس كلام الخبير، بل أصبح فقيه العراق الأول، فقد فقه الحياة فامتد بصره الثاقب ليشمل المستقبل وما ينطوي عليه من أحداث واحتمالات، فأصّل لفقهه وعلمه واحترز للبلاء قبل وقوعه، قم إن بيئته التي نشأ فيها كانت بيئة متأثرة بالحضارة الفارسية التي تجمعت بها طوائف من العرب الفاتحين وأخرى من سكان البلاد الأصليين، واختلط فيها ما روي من صحيح الحديث بالمكذوب الموضوع، فاحتاط لنفسه في الأخذ بالأثر، واتسعت دائرة القول بالرأي في المسائل الفقهية. وأما الإمام مالك فقد نشأ في المدينة المنورة حيث ينتشر حفّاظ الحديث ورواته، مما أغنى ثروة الإمام مالك الفقهية المستندة في الغالب إلى الآثار وأقوال الصحابة والتابعين، ولذلك ألّف كتابه الشهير (الموطّأ).
2 - المؤثرات الزمانية:
راعت الشريعة الإسلامية هذه المؤثرات في بناء الأحكام الشرعية وسايرت فترات الإنسان بما يضمن لها البقاء،ويحقق للإنسان مصلحته العاجلة والآجلة. وقد وردت بعض الأحكام في السنة النبوية بنيت على رعاية أحوال الناس وأخلاقهم في زمن النبوة، ثم تبدلت أحوال الناس بعدهم، فتغيرت الفتاوى، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (لو أدرك النبي ص ما أحدث النساء لمنعهن كما مُنعت نساء بني إسرائيل) [18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn18) .
قال القسطلاني رحمه الله: (واستحباب خروجهن مطلقاً إنما كان في ذلك الزمن حيث كان الأمن من فسادهن.
3 - المؤثرات العرفية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/33)
والعرف كما يقول ابن تيمية: (هو ما اعتاده الناس في دنياهم مما يحتاجون إليه). يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (ومن أفتى الناس بمجرد المنقول على اختلاف عرفهم وعوائدهم، وأزمنتهم وأمكنتهم وأحوالهم وقرائن أحوالهم: فقد ضل وأضل، وكانت جنايته على الدين أعظم من جناية من طبب الناس كلهم على اختلاف بلادهم وعوائدهم وأزمنتهم وطبائعهم، بما في كتاب من كتب الطب على أبدانهم، بل هذا الطبيب الجاهل، وهذا المفتي الجاهل أضر على أديان الناس وأبدانهم والله المستعان). هذا بالنسبة للعرف المعتبر الصحيح، أما العرف الفاسد: وهو ما يخالف أحكام الشريعة وقواعدها الثابتة، مثل: تعارف الناس على كثير من المنكرات، كالتعامل بالربا، وشرب الخمر، وحلق اللحى، ونحوها، فهذا عرف غير معتبر، إلا أن بعض دعاة منهج التيسير المعاصر عدّ هذا العرف سبباً للتيسير.
4 - المؤثرات العلمية:
إن تأثر العالم والمفكر بمشربه العلمي ووسطه المعرفي الذي استقى منه علومه ومعارفه أمر لا يختلف فيه اثنان، فالعالم يتأثر بشيخه، وهذا مُلاحظ معلوم؛ فالشيخ لا بد أن يترك أثراً على تلميذه، إما في منهجه في التأليف أو طريقته في الاستنباط أو بتبني بعض آرائه، أو في كل ما سبق وربما أكثر. ومن أبرز الأمثلة المشهورة عند أهل العلم الأثر الواضح الذي تركه شيخ الإسلام ابن تيمية على تلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى، فقد كان التلميذ كأنه جزء قُدَّ من شيخه. ومما نراه الآن التأثر الواضح الذي يُلحظ في منهج الدكتور القرضاوي تأثراّ بشيخه محمد الغزالي رحمه الله وبشيخه مصطفى الزرقا رحمه الله، ومن قرأ طرقهم في الاستنباط وعرض القضايا في كثير من المسائل يظن أنها لكاتب واحد، ومن هذه المسائل: سفر المرأة بلا محرم، عمل المرأة، رجم الزاني، إضافة إلى تهوينهم من فروع المسائل، ونحو ذلك.
الثاني: الأسباب الخارجية:-
1 - الترغيب في الدخول في الإسلام:
إن دعوة غير المسلمين إلى الإسلام وترغيبهم في الدخول فيه من أوجب الواجبات على أهل الإسلام، لا سيما الدعاة والعلماء منهم، وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة تُرَغّب في ذلك وتدعو إليه، قال تعالى: ? وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ? [19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn19). وقال ص لعلي بن أبي طالب ر: " فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدا خير لك من حُمر النعم " [20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn20) . قال ابن القيم رحمه الله تعليقا على هذا الحديث: (إذا اهتدى رجل واحد بالعالِم كان ذلك خيراً له من حُمر النعم، وهي خيارها وأشرفها عند أهلها، فما الظن بمن يهتدي به كل يوم طوائف من الناس). ولم ينتشر هذا الدين إلا بسبب عوامل عديدة من أبرزها يسر الإسلام.
ومن تتبع أحوال بعض دعاة فقه التيسير المعاصر يرى أن هذا السبب قد طغى على كتاباتهم، وأن الترغيب في الدخول إلى الإسلام يمثل الهمّ الأكبر لبعضهم – فجزاهم الله خيراً -، لكن هذا الهم – على جلالته – مَثَّل مزلقاً أُهدرت فيه كثير من قواعدنا العلمية وقضايانا الفقهية ومسائلنا الدينية. لقد أصبح واضحاً على دعاة هذا المنهج أن الرغبة في نشر الإسلام بدا غاية تذلل أمامها كل العقبات، ويسلك لأجلها جميع القنوات حتى ولو كان بعضها محرّما، فهاهو الغزالي ينصح ويوجه دعاة الأمة بقوله: (وأوصي الدعاة الذين يذهبون إلى كوريا ألا يفتوا بتحريم لحم الكلاب، فالقوم يأكلونها، وليس لدينا نص يفيد الحرمة، ولا نريد أن نضع عوائق أمام كلمة التوحيد وأصول الإسلام). ويا سبحان الله! هل يمكن أن يصدق أحد أن المانع لهؤلاء القوم من الإسلام هي هذه الأمور، بل إن من يفعل ذلك سيخسر الاثنين، فلا القوم أسلموا حين أُذن لهم بأكل لحوم الكلاب، ولا هذا حفظ كرامة النصوص من التغيير والتبديل.
2 - كثرة الهجرة والابتعاث إلى بلاد الغرب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/34)
ومع أن الابتعاث كان ولا يزال رافداً من أهم روافد الاتصال الحضاري بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، وقد أفرزته المعطيات الحضارية وفروقها بين الحضارتين؛ إلا أن الكثير ممن هناك تسيطر على عقليته مظاهر الانبهار والتأثر سلباً بفكر المجتمع الغربي وسلوكه، وعند الرجوع إلى أرض الوطن يكون سفيراً لتوجهات فكرية وسلوكية تنتمي إلى حضارة أجنبية، والتاريخ شاهد على ذلك، فقد عاد كثير من المبتعثين المسلمين إلى بلادهم وهم يحملون أفكار الغربيين لا علومهم وتقدمهم، فكانوا نواة لحركة تغريبية – كما سبق – في العالم الإسلامي.
3 - الانبهار بالحضارة الغربية:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فالانتفاع بآثار الكفار والمنافقين في أمور الدنيا جائز، كما يجوز السُّكنى في ديارهم ولبس ثيابهم وسلاحهم .... وأخذ علم الطب من كتبهم مثل الاستدلال بالكافر على الطريق واستطبابه، بل هذا أحسن، لأن كتبهم لم يكتبوها لمعين من المسلمين حتى تدخل فيها الخيانة)
ويقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (والتقسيم الصحيح يحصر أوصاف المحل الذي هو الموقف من الحضارة الغربية في أربعة أقسام لا خامس لها، حضرا عقليا لا شك فيه: الأول: ترك الحضارة نافعها وضارها، الثاني: أخذها كلها ضارها ونافعا، الثالث: أخذ ضارها وترك نافعها، الرابع: أخذ نافعها وترك ضارها. فنرجع بالسبر الصحيح إلى هذه الأقسام الأربعة، فنجد ثلاثةً منها باطلةً لا شك، وواحداً صحيحاً بلا شك)
cdcdcdcdcd
آثار ظهور منهج التيسير المعاصر
أولاً / الآثار التشريعية:
1 - التفلّت من بعض الأحكام الشرعية:
فمن باب ما يسمى بـ (فقه الأولويات) ظهرت اختلالات كثير في مراتب الأعمال والأحكام الشرعية – لأجل الأخذ بالتيسير – في كثير من كتابات أصحاب هذا الاتجاه، ومن أبرز ما نتج عن ذلك أمران:
الأول: التهوين بالمسائل الفرعية: ولقد ضُيّع كثير من السنن، بل الواجبات، بحجة الاهتمام بقضايا الأمة الكبرى وتفعيل فقه الأولويات، وإنك لترى وتسمع من إذا أنكرت عليه تقصيرا في ترك سنة أو واجب أو ارتكاب لمحظور شارع بإجابتك بأن الأمة يحيط بها أعداؤها من كل مكان ويكيدون لها وأنت تنكر عليّ هذه المسألة؟! وهكذا في سلسلة لا تنتهي من التفلتات من فرائض الشريعة وسننها بحجة التيسير على الأمة في ترتيب اهتماماتها، وهذا المنهج الذي اختطه دعاة التيسير انتهى ببعضهم إلى أبعاد خطيرة، فقد خرج من يوبخ طلبة العلم الذي يبحثون حتى الآن في مسألة: هل الربا وفوائد البنوك حلال أم حرام؟ بينما الأمريكان يتابعون رحلات الفضاء الهائلة التي تجاوزت كوكب نيوتن.
الثاني: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فأصحاب هذا المنهج يدعون إلى ترك الإنكار في أي مسألة خلافية، وقد سُئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: هل يُنكر على المرأة التي تكشف الوجه أم أن المسألة خلافية، والمسائل الخلافية لا إنكار فيها؟، فأجاب رحمه الله: (لو أننا قلنا المسائل الخلافية لا ينكر فيها على الإطلاق، ذهب الدين كله حين تتبع الرخص، لأنك لا تكاد تجد مسألة إلا وفيها خلاف بين الناس).
2 - الإخلال بمقاصد الشريعة:
ويتمثل هذا في عدة أمور، منها:
أ) التوسع في تحديد مقاصد الشريعة: بعدم الاقتصار على ما ذكره فقهاء الأمة واتفقوا عليه فيما يدخل ضمن الضروريات والحاجيات والتحسينات، ومنها ما يقوله الدكتور الجابري من أن مصالح العباد اليوم لم تعد مقصورة على حفظ الضروريات الخمس (الدين والنفس والعقل والنسل والمال) بل إنها تشمل كذلك: الحق في حرية التعبير، وحرية الانتماء السياسي والحق في انتخاب الحاكمين، والحق في التعليم والعلاج ... إلى غير ذلك من الحقوق الأساسية للمواطن في المجتمع المعاصر.
ب) حصر مقاصد الشريعة على فهم معين: فمثلا تحريم الربا، يرى الجابري أنه إنما حرم لأن فيه استغلال، فإذا لم يوجد فهو مباح، يقول: (ومعلوم أن منع الاستغلال هو الحكمة من تحريم الربا).
ثانياً / الآثار السلوكية:
1 - التفرّق:
وقد أنتج منهج التيسير المعاصر التفرّق من وجهين:
الأول: أن التساهل والتفريط والتيسير غير المنضبط هو في حد ذاته مفارقة لجماعةالمسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/35)
الثاني: أن في البحث عن الرخص وتتبعها والتنقل من عالم لآخر بحثا عن الأسهل، وما يكون من جراء ذلك من نقل كلامهم إما للعامة أو بعضهم لبعض، في ذلك كله من التفرق والتنافر ما لا يخفى.
2 - الوقوع في المحظورات:
ولعل من أبرز المحظورات التي تجرأ عليها بعض المسلمين نتيجة للتيسير غير المنضبط:
أ) التعامل بالربا: فمع أن الربا من المعاملات المحرمة شرعا، التي لا تقبل جدالاً أو نقاشاً، إلا أن بعض المسلمين تجرؤوا على الوقوع فيه شيئا فشيئا. فأصبحنا نرى المصارف الربوية المدعمة بالفتاوى من أصحاب منهج التيسير، تراها تدعو بطريقة يظنها الجاهل إسلامية شرعية، وذلك بإضافة بعض العبارات ذات الصبغة الإسلامية مثل (وفق الضوابط الشرعية) أو (الفوائد الإسلامية) ونحو ذلك من العبارات التي ظاهرها فيه الجواز وباطنها فيه التحريم.
ب) تحرير المرأة: لقد مر تحرير المرأة في العالم الإسلامي بمراحل تدريجية، وتدريجيا في ظل الحرية المزعومة سقط الكثير من محصّنات المرأة المسلمة، وأولها الحجاب، ثم غدا الاختلاط باسم التيسير على المرأة وتطورها ورقيها أمرا مألوفا، بل ادعى بعضهم أن الاختلاط بات ضرورة عصرية، وآخر زعم بأن المطالبة بعزل الطالبات عن الطلاب مخالفة للشريعة.
3 - النيل من شعائر الإسلام وعلمائه:
نتج عن منهج التيسير لمعاصر الكثير من الآفات تجاه شعائر الإسلام الظاهرة، من ذلك النيل من المتمسكين ببعض الشعائر الإسلامية كتوفير اللحية مثلا، فنجد أن ذلك أصبح مجالاً رحبا – مع الأسف – للنيل من صاحبها ووصفه بما لا يليق. يقول محمد الغزالي الغزالي رحمه الله: (وهناك من حلق رأسه وشواربه بالموسى، وأطلق شعر لحيته على نحو يشعرك بأن كل شعرة أعلنت حربا على جارتها، فهناك امتداد وتنافر يثيران الدهشة، قلت في نفسي: لم يبق إلا أن يحلق حاجبيه بالموسى هي الأخرى لتكتمل الدمامة في وجهه، ولم أر مساءلته لمَ فعل ذلك؟ لأني أعلم إجابته، سيقول: هذه هي السنة).
فانظر إلى هذه الجرأة على متبعي السنة والتجاوز البيّن للمنهج الرشيد في الحوار والردود، والاستهانة والنيل من شعائر الإسلام، وإذا كان هؤلاء لهم الجرأة في نقد الحق، فيجب أن نكون أكثر جرأة في نقد الباطل.
4 – التقليد والتبعية للغرب:
معلوم أن الشارع الحكيم كثيرا ما ينهى عن التقليد الأعمى، وبخاصة تقليد الكفار، ولعل من أخطر الآثار السلوكية لمنهج التيسير المعاصر التي تأثرت بها معظم المجتمعات الإسلامية: التقليد للغرب والتبعية لهم ومجاملتهم، وهو نتاج لأمور عديدة كالتغريب والانبهار الشديد من التقدم المادي المذهل عند الغرب، فبرزت مقولة ابن خلدون الشهيرة: (المغلوب مولع بتقليد الغالب).
لقد زعم بعض المسلمين أننا في حاجة إلى التقليد والتبعية للغرب في كل شيء، نعتاد عاداتهم ونلبس لباسهم ونأكل طعامهم، ومن ذلك ما كتبه مدير مجلة الأزهر يقول: (إن الأمم الإسلامية لفي حاجة إلى تقليد الغربيين في كل شيء حتى ملاهيهم ومراقصهم وإلحادهم إن أرادت أن تبلغ شأوهم في حلبة الحياة).
cdcdcdcdcd
[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref1) سورة البقرة، آية 185
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref2) سورة النساء، آية 28
[3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref3) سورة البقرة، آية 286
[4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref4) سورة التوبة، آية 128
[5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref5) رواه البخاري
[6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref6) رواه البخاري ومسلم
[7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref7) رواه مسلم
[8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref8) رواه البخاري ومسلم
[9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref9) رواه الترمذي، وقال: حديث حسن صحيح
[10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref10) رواه البخاري
[11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref11) رواه مسلم
[12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref12) سورة ص، آية 26
[13] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref13) سورة المائدة، آية 3
[14] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref14) رواه مسلم.
[15] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref15) رواه البخاري.
[16] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref16) رواه مسلم.
[17] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref17) سورة الأحزاب، آية 33
[18] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref18) رواه البخاري.
[19] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref19) سورة فصلت، الآية 33
[20] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref20) رواه البخاري، ومسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/36)
ـ[أبو محمد]ــــــــ[28 - 06 - 08, 11:24 م]ـ
أحسنت بارك الله فيك ..
وهذه الرسالة المفيدة رسالة ماجستير لا دكتوراه.
ـ[ابو عبد الرحمن المكي]ــــــــ[29 - 06 - 08, 12:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[29 - 06 - 08, 03:41 ص]ـ
اختصار رائع بارك الله فيكم
والبحث عبارة عن رسالة ماجستير بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[29 - 06 - 08, 02:01 م]ـ
جزاء الله الشيخ المشيقح خيرا على هذه الفكرة ..
ـ[ابو العابد]ــــــــ[29 - 06 - 08, 02:53 م]ـ
أنا بعيد العهد عن هذه الرسالة
ونسيت أنها رسالة ماجستير
فجزاك الله خيرا أخي أنس
لأني في سفر وبعيد عن مكتبتي
ـ[معاذ المزحم]ــــــــ[29 - 06 - 08, 09:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا،،،
فالشيخ عبدالله له إهتمام بالغ بالبحث العلمي والجمع والنقد فقد درسنا مادة الدعوة الإصلاحية فأجاد فيها وطلب منا بحوث مع إني لم آتي بالبحث فجزاه الله خيرا
ـ[معاذ المزحم]ــــــــ[29 - 06 - 08, 09:43 م]ـ
للفائدة: الشيخ من المشاركين في الملتقى ودائما يدعو للمشاركة فيه
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[01 - 07 - 08, 01:06 ص]ـ
تنبيه:
ليتكم كتبتكم (صلى الله عليه وسلم) عند ذكر المصطفى عليه الصلاة والسلام بدلاً من (ص)
سددّكم الله
ـ[عبد العزيز التميمي]ــــــــ[03 - 07 - 08, 12:01 ص]ـ
للفائدة: الشيخ من المشاركين في الملتقى ودائما يدعو للمشاركة فيه
هل يمكن عرض بعض مشاركات الشيخ وفقنا الله وإياك وإياه
ـ[ابو العابد]ــــــــ[03 - 07 - 08, 03:46 ص]ـ
أخي أنس نعم ما قلت
وجزاك الله خيرا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 07 - 08, 07:35 ص]ـ
جزى الله:
صاحب الرسالة (الشيخ عبدالله الطويل)
ومقترح تلخيصها (الشيخ خالد المشيقح)
والملخصين (محمد بن عبد الله الشنو و أحمد بن صلاح يونس)
والناقل (أبو العابد)
خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
--
وأقترح على الشيخ المشرف تغيير مانبه له الأخ أنس الشهري من تغيير (ص) إلى صلى الله عليه وسلم ... كمثل هذه المواضع وغيرها:
عن أبي هريرة رعن النبيص قال: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه" [5].
ب) عن عائشة رضي الله عنها أن رسول اللهصقالت: ما خيّر رسول اللهصبين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما [6].
ج) عن جابررأن رسول اللهصقال: " إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا " [7].
2 - أحاديث تفيد في جملتها خشية النبيصأن يكون قد شق على أمته:
أ) جاء عنهص أنه قال: " إني لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز كراهية أن أشق على أمه " [8].
ب) عن عائشة رضي الله عنها أن النبيصخرج من عندها وهو قرير العين طيب النفس، ثم رجع إليها وهو حزين، فقال: " إني دخلت الكعبة وودت أني لم أكن فعلت؛ إني أخاف أن أكون قد أتعبت أمتي من بعدي " [9].
3 - أحاديث يأمر أصحابه فيها بالتخفيف، وينكر عليهم فيها التشديد والغلو:
أ) قولهص: " يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا " [10].
ب) عن ابن مسعودرقال: قال رسول اللهص: "
ـ[ابو العابد]ــــــــ[04 - 07 - 08, 03:35 م]ـ
اقتراح مهم
وجزاك الله خيرا أخي المسيطر
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 - 07 - 08, 06:15 م]ـ
الرسالة طبعتها دار الفضيلة منذ سنوات
والعجيب أن عنوانها (دراسة تحليلية نقدية) فحذفت دار الفضيلة كلمة (نقدية) دون استشارة الباحث وفقه الله
ـ[الموسى]ــــــــ[08 - 07 - 08, 12:16 م]ـ
بوركتم ..
نقترح عرض مشاركات الشيخ خالد المشيقح
ـ[أبو يحيى الجيزي]ــــــــ[09 - 07 - 08, 04:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
بحث نافع جدا و مهم للغاية في هذه الأيام
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[09 - 07 - 08, 07:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لعل كاتب الموضوع حفظه الله يقوم بتعديله وتنسيقه مرة أخرى ويضعه في رد هنا في نفس الموضوع حتى يتم استبدال النص في أصل الموضوع بهذا المصحح.
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 07 - 08, 08:20 م]ـ
ـ[ابو العابد]ــــــــ[10 - 07 - 08, 09:17 م]ـ
?
?
بعد التعديل
الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن، والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/37)
فهذا تلخيص لرسالة جامعية مطبوعة في كتاب بعنوان (منهج التيسير المعاصر، دراسة تحليلية) لـ (عبد الله بن إبراهيم الطويل)، وقد دفعنا إلى تلخيص بعض الكتاب طلبُ شيخنا الفاضل: فضيلة الشيخ الدكتور/ خالد بن علي المشيقح، حفظه الله؛ حيث انه أراد بتلخيصه نفع طلاب العلم به، وذلك لأهمية الموضوع وشدة الحاجة إليه، فاستعنّا بالله وبدأنا بالتلخيص، ونسأل الله عز وجل أن يجعل من ورائه النفع والفائدة.
1. محمد بن عبد الله الشنو
2. أحمد بن صلاح يونس
أصول اليسر في الإسلام
أولاً/ أصول اليسر في القرآن الكريم:
1 - قال تعالى: ? يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ?.
تبين هذه الآية أن الله تعالى أراد بتشريعه الأحكام: اليسر والتخفيف والرحمة ونفي الحرج، ونحو ذلك، والآية وإن كانت واردة في شأن الرخص في الصيام إلا أن المراد منها العموم كما صرح بذلك غير واحد من المفسرين.
2 - قال تعالى: ? يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا ?.
هذا تذكير بأن الله يوالي رفقه بهذه الأمة، وإرادته بها اليسر دون العسر. والضعف المشار إليه هو ضعف الإنسان أمام الشهوة الجنسية؛ لأن الآية تتحدث عن ترخيص الله تعالى بنكاح الإماء المؤمنات لمن عجز عن زواج الحرائر.
3 - قال تعالى: ? لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ?.
بيان أن الله سبحانه وتعالى لا يكلف النفس إلا في حدود قدرتها الميسرة دون بلوغ غاية الطاقة.
ثانياً/ أصول اليسر في السنة النبوية:
لقد وصف الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: ? قَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ?، ولقد كان الوحي وهو ينزل يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه بمنهج اليسر، ويقوّم معوجّ المسلمين في هذا الجانب، ويسددهم حين يكون الانحراف. وسلك الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المنهج الذي أراده الله لهذه الأمة؛ فقام على تحقيقه في نفسه وفي الآخرين، فكانت السنة النبوية حافلة بمواضع عديدة تدل على اليسر، وهي على ثلاثة أنواع:
1 - أحاديث يستفاد منها سماحة هذا الدين ويسره:
أ) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه".
ب) عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قالت: ما خيّر رسول الله صبين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما.
ج) عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا ".
2 - أحاديث تفيد في جملتها خشية النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون قد شق على أمته:
أ) جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إني لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز كراهية أن أشق على أمه ".
ب) عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها وهو قرير العين طيب النفس، ثم رجع إليها وهو حزين، فقال: " إني دخلت الكعبة وودت أني لم أكن فعلت؛ إني أخاف أن أكون قد أتعبت أمتي من بعدي ".
3 - أحاديث يأمر أصحابه فيها بالتخفيف، وينكر عليهم فيها التشديد والغلو:
أ) قوله صلى الله عليه وسلم: " يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا ".
ب) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هلك المتنطعون " ثلاثاً. .
ثالثا / منهج الصحابة ومن بعدهم في الأخذ بالتيسير:
1 - خرج عمر رضي الله عنه في ركب فيهم عمرو بن العاص، حتى وردوا حوضا، فقال عمرو: يا صاحب الحوض هل ترد حوضك السباع؟، فقال عمر: لا تخبرنا فإنا نرد السباع وترد علينا.
2 - مر عمر رضي الله عنه مع صاحب له، فسقط عليه شيء من ميزاب، فقال صاحبه: يا صاحب الميزاب ماؤك طاهر أم نجس؟، فقال عمر: يا صاحب الميزاب لا تخبرنا. ومضى.
3 - يقول عمير بن إسحاق: لما أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ممن سبقني منهم فما رأيت قوما أيسر سيرة ولا أقل تشدداً منهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/38)
??????????
ضوابط اليسر في الإسلام
إذا تقرر ما مضى من بناء الشريعة في أصولها وأهدافها على اليسر، فإن هذا اليسر له ضوابط تنظمه وتضبطه، ولعل هذه الضوابط تتلخص في العناصر التالية:
1 - أن يكون التيسير ثابتاً بالكتاب أو السنة:
فالتيسير لا بد أن يكون ثابتا بأحد الوحيين، حتى يتسنى للمسلمين العمل به واعتماده، لا أن يكون التيسير بحسب الهوى والتشهّي واستحسان العباد واستقباحهم. فكل تيسير لا يستند إلى الكتاب أو السنة فهو تيسير ملغى مطّرح؛ لأن الشرع لا يثبت بمجرد الاستحسان العقلي دون التقيد بأي دليل. كما ينبغي أن لا يكون التيسير ناتجا عن ضغط الواقع القائم في مجتمعاتنا المعاصرة، وهو واقع لم يصنعه الإسلام بعقيدته وشريعته وأخلاقه، ولم يصنعه المسلمون بإرادتهم وعقولهم وأيديهم، إنما هو واقع صُنع لهم وفُرض عليهم في زمن غفلة وضعف وتفكك منهم. فليس معنى التيسير أن نحاول تسويغ هذا الواقع على ما فيه، وجرّ النصوص من تلابيبها لتأييده.
2 - عدم مجاوزة النص في الأخذ بالتيسير:
فلا يجوز الاستزادة في التخفيف والتيسير كمّاً أو كيفاً على ما ورد به النص، فلا يصح مثلاً أن يُقال أن مشقة الحرب بالنسبة للجنود تقتضي وضع الصلاة عنهم أو تأخيرها إلى القضاء فيما بعد. وإنه كلما كان التمسك بالنص الشرعي والتزام الحكم المستفاد منه، كان ما يفيده من التيسير ورفع الحرج أبلغ.
3 - أن لا يعارض التيسير نصّاً من الكتاب أو السنّة:
فلا اجتهاد مع النص، فالكتاب والسنة هما المصدر الأساس لهذا الدين، وبقية الأدلة والأصول الشرعية تبع لهما، فمتى حصل تعارض بينهما وجب المصير إلى الأخذ بالنص.
4 - أن يكون التيسير مقيّداً بمقاصد الشريعة:
فالشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق مصالح الخلق، واليسر يجب أن ينطلق من الشرع ويتقيد بقيوده، فلا التفات إلى تيسير يحكم به العقل وحده، بل لابد أن يكون راجعاً إلى حفظ مقصود من مقاصد الشرع، فإن ناقضه فليس بتيسير.
??????????
مفهوم التيسير المعاصر
أولاً / مفهوم منهج التيسير المعاصر عند العلماء المعاصرين:
العلماء في الإسلام لهم منزلة ليست لغيرهم؛ فقد جعل لهم الشارع مقاماً رفيعاً، وجعلهم أدلّاء للناس على أحكام الله عز وجل، فهم الذين يقومون بدور الطلائع الذين يكتشفون الخطر قبل وقوعه، وينبهون الأمة على المزالق قبل التورط فيها.
والعلماء المعاصرون تأسّوا بسلفهم من السابقين، فحذروا من الغلوّ في الدين والتشدد فيه، وحذّروا كذلك من التساهل والتفريط، وتتركز جهودهم في مجابهة التيسير غير المنضبط في التأصيل الشرعي لموضوع اليسر ورفع الحرج، وكذلك في الرد على أصحاب هذا المنهج ومناصحتهم. ومن الكتب التي ألّفها علماء الإسلام في هذا المجال:
1 - (رفع الحرج في الشريعة الإسلامية ضوابطه وتطبيقاته) للدكتور صالح بن حميد.
2 - (رفع الحرج في الشريعة الإسلامية) لمنّاع القطّان.
3 - (يسر الإسلام وأصول التشريع العام) لمحمد رشيد رضا.
ثانياً / مفهوم منهج التيسير المعاصر عند العلمانيين:
لقد اتخذ دعاة العلمانية والعصرنة من التيسير باباً يتسللون منه لينالوا من الشريعة، بل ويعطّلوا كثيراً من النصوص القطعيّة الثابتة، فهم يرون أن من التيسير أن يكون التشريع من حق العلمانية، وليس من حق الإسلام أن يحكم المجتمع ويشرّع له ويُحلّل ويُحرّم، ويرون أن التيسير يقتضي أن لا تبقى المفاهيم والمعتقدات والقيم على حالها، بل لابد من مواكبة العصر. ويمثّلون لهذا بأمثلة كثيرة كالربا، والفوائد البنكية، وكون ميراث المرأة نصف ميراث الرجل، وحجاب المرأة، وقطع يد السارق، ونحو ذلك.
ولعل الفساد الذي لحق بعقول هؤلاء هو أنهم لم يفرّقوا بين اليسر واللذة والشهوة؛ لأن المنافع ليست هي ما يوافق الأغراض والشهوات دائما، ولم يفرقوا بين اليسر الموهوم واليسر الحقيقي.
??????????
أصول منهج التيسير المعاصر
أولاً/ النظر إلى المقاصد دون النصوص:
لخّص الإمام الشاطبي – رحمه الله – شروط المجتهد في الاتصاف بوصفين:
1 - فهم مقاصد الشريعة على كمالها.
2 - التمكن من الاستنباط بناء على فهمه منها.
وتكلم عن علاقة مقاصد الشارع بنصوصه، حيث أشار إلى وجود ثلاثة اتجاهات في ذلك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/39)
1 - الاتجاه الظاهري: وهو الذي يقتصر على ما صرحت به ظواهر النصوص دون أن يُعطي كبير اهتمام لعلل الأحكام.
2 - الاتجاه الباطني: وهو الذي يسعى إلى التخلص من ظواهر النصوص بحجة أنها ليست مقصودة لذاتها، ويعتمد في اكتشاف مقاصد الشارع وتقدير المصالح على تقديره هو.
3 - الاتجاه المتوسط: وهو اعتبار ظواهر النصوص ومعانيها في مسلك توافقي لا يسمح بإهدار أحد الجانبين على حساب الآخر ولا بطغيان أحدهما على الآخر.
وحديثنا سيكون عن الاتجاه الثاني، وهم المبالغين في إطراء المصلحة وتقديمها على النص، وهذا ما لا يُسلّم لأصحاب هذا الاتجاه، وذلك أن الشارع الحكيم جاء بمصالح العباد، وجعل النصوص محققة للمصالح ابتداء؛ لأنها رحمة للعالمين، ولو لم تكن نصوص الوحيين الشريفين محققة للمصالح والحكمة فكيف تكون رحمة وهدى للعالمين؟
ومعلوم ما قرره الفقهاء قديماً وحديثاً من أن الحكم يدور مع علته لا مع حكمته، وذلك لظهور العلّة في الوقت الذي قد لا تتضح فيه الحكمة ظاهراً، فالعلة وصف منضبط، في حين أن الحكمة أمر راجع إلى تقدير الناس، والناس يختلفون في تقدير المصالح.
واستدل العديد من دعاة التيسير على منهجهم هذا، بأمور منها:
1 - اجتهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام المجاعة في وقف تنفيذ حد السرقة، فقد نظر إلى المقصد من الحد ولم يطبّق النص القرآني عملا بتغيّر الظروف التي أحاطت بالسرقة. وللرد على هذا القول نقول أنه من الواضح أن عمر رضي الله عنه إنما درأ الحد بالشبهة، وانتفاء الشبهة من شروط قطع يد السارق، وأخذ السارق ما يحتاج إليه لسد رمقه من أعظم الشُبه وأقواها.
2 - أن الأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان وأنه لا يمكن تطبيق الشريعة على المستجدات والظروف والأحوال المختلفة المتباينة إلا بتأسيس معقولية الأحكام الشرعية حتى تصبح الشريعة مسايرة للتطور وقابلة للتطبيق في كل زمان ومكان، واحتجوا بما ثبت من تغير فقه الشافعي رحمه الله القديم حين كان بالعراق إلى فقهه الجديد حين انتقل إلى مصر. وللرد على هذا نقول أن تعليل تغير فقه الشافعي بتغير الظروف فيه نظر، فالسبب لم يكن لتغير ظروف مصر عن ظروف العراق، ولكن لأن الشافعي رحمه الله اكتشف أخطاء في اجتهاده القديم، وإعادته النظر في آرائه القديمة وتغيّر اجتهاده فيها أمر عادي بسبب زيادة علمه لا بسبب تغير الظروف، يقول الإمام أحمد عن ذلك: (عليك بالكتب التي وضعها بمصر، فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ولم يحكمها ثم رجع إلى فصر فأحكم تلك).
وخلاصة القول أن قاعدة تغير الفتاوى تختلف عن مصطلح تغير الأحكام، فإن الأحكام الأساسية والقواعد الكلية هي أحكام وقواعد خالدة وثابتة، و تغيرها نسخ، والنسخ قد انقطع بانقطاع الوحي، أما الفتاوى وتغيرها فهو انتقال المجتهد من حكم إلى حكم آخر لتغيّر صورة المسألة، فهو تبدل يستند إلى تبدل العوائد والأعراف، وليس نسخاً للحكم أو اختلافاً في أصل الخطاب.
ثانياً / التوسّع في فهم خاصية اليسر في الإسلام:
إن شريعة الإسلام بُنيت على اليسر ورفع الحرج، فلا يكلّف الله نفساً إلا وسعها، إلا أن هذا اليسر هو يسر في حدود وضوابط، والقاعدة الأصولية المعروفة (المشقة تجلب التيسير) إنما هي في حدود ما جاءت به الشريعة الإسلامية، فليس لمشقة مخالفة الهوى مكان في يسر الإسلام، لذا فالشارع لا يقابل تلك المشقة باليسر والتسامح، بل يعد إتباع الهوى خطأً في السلوك وضلالاً عن سبيل الله، قال تعالى: ? وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ?.
وقد عمد أصحاب هذا المنهج في تفعيل هذا الأصل إلى أمور، منها:
1 - تغليب روح التيسير، وإهمال جانب الترهيب والعزائم الثابتة في الشريعة. وهذا خطأ؛ لأن الشريعة الإسلامية وسط في كل أمورها، فلا يجوز بحال الغلو والإفراط أو التوسع والتفريط في جانب على حساب آخر، فكما أن الإسلام دين يسر وسماحة وترغيب، فهو كذلك دين عزيمة وقوة وترهيب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/40)
2 - الدعوة إلى التدرج في تطبيق أحكام الإسلام وشريعته في المجتمعات الإسلامية المعاصرة، ودعاة المرحلية والتدرج كثيرون، ومنهم فهمي هويدي الذي يقول: (ولست أدعو إلى أن نختار بين أن نأخذ الإسلام كله أو نتركه كله. فقط أنبّه إلى أن سعينا لا بد أن يتدرج، مبتدئا بالأهم فالمهم حتى يبلغ الغاية بثقة واطمئنان). وهذه شبهة باطلة أثيرت للحيلولة دون تطبيق الشريعة تطبيقاً كاملاً في المجتمع الإسلامي المعاصر، وإلا فإن عهد التدرج في أخذ المسلمين بأحكام التشريع قد انتهى بتكامل الإسلام وبنزول قوله تعالى: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا?.
ثالثاً/ تتبع الرخص:
شرع الله تعالى من الأحكام الأصلية والرخص ما يتناسب مع أحوال المكلفين، والمشقة التي تستوجب الرخص ليست هي المشقة المعتادة المألوفة، وإنما هي المشقة غير المعتادة التي تشوش على النفوس في تصرفها. واليسر في الإسلام ليس غاية في ذاته، وإنما هو وسيلة واقعة في طريق الامتثال لأوامر الله، تعين على تحقيق الغاية. أما الذي يتلمس التخفيفات ويتتبع الرخص ويبحث عن مواطنها بعيدا عن الغاية الحقيقية من تمام العبودية وخالص الخضوع والطاعة لله وحده، ويتهاون بمسائل الحلال والحرام في المطاعم والمشارب والمعاملات، مدعيا أنه لا حرج في الدين، فقد أخطأ وضلّ السبيل.
والمقصود بتتبع الرخص هنا: تتبع رخص المذاهب الفقهية، وذلك بأن يتتبع المقلد لمذهب ما ما يكون أيسر له وأخف عليه في مذهب إمام آخر غير إمامه فيقلّده، ولا يكون مدار اختياره قوة الدلائل أو النوع أو الاحتياط، بل يكون مدار اختياره التخفيف واليسر والسهولة.
وللعلماء في مسألة تتبع الرخص آراء ثلاثة، فمنهم المتشدد المانع، ومنهم المخفّف المجيز، ومنهم المتوسط القائل بالتفصيل، ولكنهم جميعا مجمعون على المنع إذا كان الدافع هوى النفس أو الهروب من أداء الواجب أو التلاعب بالأحكام والتحايل عليها.
وأصحاب منهج التيسير المعاصر يرون أن من أصولهم للأخذ بالتيسير: تتبع الرخص، يقول أحدهم: (ما العيب في أن يأخذ الناس بالأيسر في كل مذهب فقهي؟!). وهذا أصل خطير ومنهج خاطئ لقضية التيسير، وقد اعترض بعض مناصري منهج التيسير المعاصر على منع تتبع الرخص بأنه لم يأت في الكتاب أو السنة أو في عمل المسلمين دليل يفيد المنع، وهذا الاعتراض فيه نظر؛ لأن العمل بسد الذرائع واقع، وإتباع التشهّي وهوى النفس من المحظورات التي قام عليها أكثر من دليل.
رابعاً / ترك المحكم وإتباع المتشابه:
فالمتشابه الواقع في النصوص على ضربين: أولهما: حقيقي، وهو الذي ليس للناس سبيل إلى فهم معناه حتى أهل العلم، ككيفيات صفات الله عز وجل، وثانيهما: إضافي، وهو ما صار متشابها بالنسبة إلى الناظر في النص، وإلا فالنص نفسه غير متشابه في حقيقة الأمر، وهذا هو المقصود هنا.
ومردّ التشابه هذا إما أن يكون إلى تقصير الناظر في الاجتهاد والنظر إلى النصوص، وإما أن يكون إلى زيغان الناظر بإتباعه الهوى. والواجب نحو هذا النوع أن يرد إلى عالمه، والعالم عليه أن يرد المتشابه إلى المحكم. ولخطورة إتباع المتشابه كان السلف رحمهم الله يردعون متبعه ويؤدبونه تأديبا بالغاً؛ لكون هذا يؤدي إلى الانحراف عن الحق. ولقد سلك بعض دعاة فقه التيسير هذا المسلك فأخذوا به في مجالات متعددة، نكتفي هنا بذكر مثال واحد عليها:
سفر المرأة بغير محرم: فد وردت أدلة واضحة صريحة تدل على تحريم سفر المرأة بغير محرم، من ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم "، وهناك أدلة أخرى قائمة على ذلك، ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله بعد أن ساق هذه الأدلة، يقول: (وهو إجماع في غير الحج والعمرة والخروج من دار الشرك). ومع هذا نجد أن بعضهم أجاز سفر المرأة بغير محرم مستدلين بقوله صلى الله عليه وسلم: " يوشك أن تخرج الظعينة من الحيرة تقدم البيت لا زوج معها "، وهذا الحديث إنما سيق فيه ما سيق مدحاً لظهور الإسلام وانتشار الأمان في الأرض، ولم يسق لموضوع السفر ونحوه، وهو حكاية للواقع الذي يجري ولا يلزم إقرار النبي صلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/41)
الله عليه وسلم له أو محبته ورضاه به، مثل ما أخبر به من أحاديث الفتن والهرج والقتل ونحو ذلك.
خامساً / تعميم قاعدة عموم البلوى في التخفيف:
وعموم البلوى هو شيوع البلاء بحيث يصعب على المرء التخلص منه والابتعاد عنه، إلا أنه ليس كل ما عمت به البلوى يجلب التيسير والتخفيف، فهناك شروط وضوابط لاعتبار عموم البلوى سبباً للتيسير وهي:
1 - أن يكون عموم البلوى متحققا لا متوهما، بحيث يعسر الاحتراز منه ويكون وقوعه عاما لجميع المكلفين وشاملا لهم.
2 - أن يكون عموم البلوى من طبيعة الشيء وحاله، لا أن يكون ناشئاً من تساهل المكلف في التلبس يذلك الشيء.
3 - أن لا يدخل المكلف في الحادثة التي تعمّ بها البلوى بقصد حصول الرخصة.
4 - أن يكون الترخص في حال عموم البلوى مقيدا بتلك الحال، ويزول بزوالها.
سادساً / جعل الخلاف دليلاً:
فقد اتخذ كثير من دعاة منهج التيسير المعاصر من الخلاف توسعة على الناس، بمعنى أنه يسع كل واحد أن يأخذ بما شاء من الأقوال، وأصبحنا نسمع ونقرأ بكثرة: (المسألة فيها خلاف فلا حرج عليك). وهذا غير صحيح فالخلاف يعد توسعة في مجال الاجتهاد ووجوده يدل على أن الأمر معروض للنقاش والترجيح لا على أن الناس لهم أن يأخذوا بقول أي واحد منهم وإن لم يكن الحق عنده.
والمتخيّر بين الأقوال المختلفة بمجرد موافقة الغرض الذي في نفسه لا يخلو من ثلاث حالات:
1 - إما أن يكون حاكماً بهذا القول، فلا يصح اختياره على الإطلاق؛ لأنه إن كان متخيرا بلا دليل فلا حق لأحد الخصمين على التالي، لأن هذا لن يخلو من الحيف على الطرف الثاني.
2 - وإما أن يكون مفتيا به، فهذا قد أفتى في النازلة بالإباحة وإطلاق العنان، وهو قول ثالث خارج عن القولين، وهذا لا يجوز له إن لم يبلغ درجة الاجتهاد باتفاق.
3 - وإما أن يكون عاميا، فهو قد استند إلى شهوته وهواه، وإتباع الهوى عين مخالفة الشرع.
??????????
أسباب ظهور منهج التيسير المعاصر
والأسباب الداعية لظهور هذا المنهج كثير متعددة، نكتفي هنا بذكر بعض منها:
أولاً / الجهل بأحكام الشريعة ومقاصدها:
وهذا السبب يدور حول ثلاث محاور:
1 - الجهل بالنصوص الشرعية: فتجد البعض يفتي – تيسيراً للناس – بما يناقض أحاديث الصحيحين أو أحدهما مناقضة صريحة، ومن ذلك قول الشيخ الغزالي رحمه الله: (وأوصي الدعاة الذين يذهبون إلى كوريا ألا يفتوا بتحريم لحم الكلاب، فالقوم يأكلونها، وليس عندنا دليل يفيد الحرمة)، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " كل ذي ناب من السباع فأكله حرام "، قال العلماء: (يدخل في هذا الأسد والنمر والفهد والذئب والكلب).
2 - سوء فهم النصوص الشرعية: وهذه آفة قديمة اُبتليت بها النصوص الشرعية، ومنها تخصيص ما هو عام أو تقييد ما هو مطلق دون مخصص ولا مقيّد، أو أن ينظر إلى النصوص معزولة عما قبلها وما بعدها، أو معزولة عما ورد في موضوعها من نصوص أخرى تحدد مدلولها، أو معزولة عما يؤيدها من إجماع يقيني لم يخرقه أحد على مر العصور، بل قد لا يقف الأمر عند حد سوء الفهم، بل يصل إلى حد التحريف الجائر لكلام الله تعالى وكلم رسوله صلى الله عليه وسلم وإخراجه عن المراد به تماماً. فمن ذلك مثلا ما ادعاه بعضهم من أن تفسير قوله تعالى: ? وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ? أي من الوقار، وليس من القرار!، وفي هذا مخالفة لجمهور العلماء الذين قالوا بأن (قرن) من القرار.
3 - الجهل بمقاصد الشريعة: فمتى جهل المفتي بمقاصد الشريعة كان ذلك مجالاً واسعاً لتنزيل النصوص على وقائع مغايرة لمراد النص، فيظن في حكمٍ ما تيسيراً وما هو كذلك، جهلاً منه بالمقصد.
4 - الجهل بما تؤول إليه الأحكام: إن العلم بما تؤول إليه الأحكام، وفقه الموازنة بين المصالح والمفاسد؛ فقه عزيز لا يناله من العلماء إلا من وُفّق. يقول ابن القيم رحمه الله: (فإذا حرّم الرب تعالى شيئاً، وله طرق ووسائل تفضي إليه فإنه يحرّمها ويمنع منها، تحقيقاً لتحريمه وتثبيتاً له، منعاً أن يقرب حِماه، ولو أباح الوسائل والذرائع المفضية إليه لكان ذلك نقضاً للتحريم)، ثم ذكر رحمه الله جملة من الأمثلة، منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/42)
أ) أن الله تعالى أمر بغض البصر، وإن كان إنما يقع على محاسن الخلقة والتفكر في صنع الله؛ سداً لذريعة الإرادة والشهوة المفضية إلى المحظور.
ب) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكفّ عن قتل المنافقين مع كونه مصلحة؛ لئلا يكون ذريعة إلى تنفير الناس عنه.
ثم قال ابن القيم بعد أن ذكر الأمثلة: (وباب سد الذرائع أحد أرباع التكليف؛ فإنه أمر ونهي، والأمر نوعان: أحدهما مقصود لنفسه، والثاني وسيلة إلى المقصود، والنهي نوعان: أحدهما ما يكون المنهي عنه مفسدة في نفسه، والثاني ما يكون وسيلة إلى المفسدة).
ومن الأمثلة على الجهل بما تؤول إليه الأحكام: ما أفتى به أحدهم من تحريم شرب القهوة، وعلل ذلك بأنها مفترة بل ومسكرة – كما يقول – ومضرة للبدن، وأنها لم تكن في الصدر الأول. وأفتى آخر بحل وجواز شرب ماء (الماحيا) المسكرة الذي يصنعه اليهود شراباً لهم، وزعم أنها لا تسكر. والفتويان خطأ؛ وذلك بسبب عدم معرفة العالم لواقع ما أفتى به.
ثانياً / ردة فعل لظاهرة الغلو:
فمن أهم أسباب التيسير غير المنضبط أنه انعكاس لما حصل من غلوّ وتشدد عند البعض، كانت نتيجته ردة فعل قوية في الاتجاه المعاكس. والمتأمّل في أطروحات دعاة التيسير – لاسيما في علاجهم للغلو – ليجد أنهم قد وقعوا في خطأ مقابل نتيجة لفقدان التوازن في معالجة هذا الخطأ – أعني الغلو -، فتجد منهم مثلاً من ينظر إلى الشاب المعفي لحيته المقصر لجلبابه على أنه غال في الدين، ويشنّع عليه.
ثالثاً / ترغيب الناس في الدين:
من الواجب على أهل الإسلام أن يُحسنوا عرض هذا الدين للناس، ويحببونه إليهم، وذلك بطَرْق الوسائل والأساليب الدعوية التي من شأنها ترغيب الناس في الدين، فلا ينتهجون من أساليب الدعوة ما يُعطي صورة سيئة عن الدين؛ إلا أن البعض ظنّ أن من مقتضى التيسير موافقة رغبة الناس، رغبة في تقريبهم من التمسّك بالشرع الشريف. ولكن الواقع أثبت أن هؤلاء لا يدخلون إلى الدين من باب إلا ويخرجون من باب آخر.
رابعاً / إتباع الهوى:
والمقصود بالهوى: كل ما خالف الهدي الشرعي من الكتاب والسنة،ومن ذلك إتباع أهواء العامة والجري وراء إرضائهم بالتساهل، ويدخل فيه كذلك حب الظهور والشهرة بين الناس، وتوهم المفتي أن التيسير للناس براعة والتشديد عجز، ويدخل فيه أيضاً أن يكون العالم قد تورّط ببعض ما يُسأل عنه في حياته الشخصية فيحمله ذلك على البحث عن مخرج هنا أو هناك لما يعيشه من تلك القضايا حتى لا يُتّهم بالخروج عن النصوص الشرعية.
خامساً / مسايرة الواقع (ضغط الواقع):
قلنا سابقاً أن هذا الواقع لم يصنعه المسلمون بإرادتهم ولم ينعه الإسلام بعقيدته وشريعته،وإنما هو واقع فرض على المسلمين.
ولمسايرة هذا الواقع تجد من المعاصرين من يركب الصعب والذلول لتطويع النصوص للواقع، على حين يجب أن يُطوّع الواقع للنصوص، لأن النصوص هي الميزان المعصوم الذي يحتكم إليه ويعوّل عليه، والواقع يتغير فلا ثبات له ولا عصمة، ولهذا يجب ربد المتغير إلى الثابت، وغير المعصوم إلى المعصوم.
فتجد ضغط الواقع قد أثّر - مع الأسف – على آراء بعض المعاصرين من العلماء، منهم الذين لا يزال الدين أعزّ عليهم من كل شيء، ولكن الواقع يضغط عليهم بقوة، وهذا ما جعل كثيراً من أهل العلم يقرّون أشياء كانوا يُنكرونها منذ سنوات غير بعيدة.
سادساً / المؤثرات البيئية:
إن الإنسان لا يستطيع أن ينفك عن محيطه الذي نشأ فيه أو ينسلخ عن المؤثرات في تكوينه بشكل نهائي وإن حاول ذلك، لابد أن ترتسم فيه بصمات بيئته ووسطه الذي يعيش فيه، والإنسان ابن بيئته. والمؤثرات البيئية تندرج تحت قسمين أساسيين:
الأول: الأسباب الداخلية:-
1 - المؤثرات المكانية:
وقد ذكر ابن خلدون رحمه الله فصلاً في مقدمته جمع فيه جملة من المؤثرات في تكوين الإنسان بصفة عامة، ثم ذكر أن العوامل المكانية له أثر في أمزجة الناس وأخلاقهم وطباعهم، فنشأة العام أو الفقيه بين بداة تجعل حركته الفقهية أقل تطورا ممن ينشأ في الحضر والمدن التي تزدحم فيها الأقضية الجديدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/43)
ولعل من أبرز الأمثلة هنا هما الإمامان الجليلان: أبو حنيفة ومالك رحمهما الله، أما أبو حنيفة فقد نشأ في بلاد العراق وهي بلد كثر عمرانها فكثر فيها المال وتنامت تجارتها، واشتدت دولتها، فكان أبو حنيفة متكلماً في معاملات الناس كلام الخبير، بل أصبح فقيه العراق الأول، فقد فقه الحياة فامتد بصره الثاقب ليشمل المستقبل وما ينطوي عليه من أحداث واحتمالات، فأصّل لفقهه وعلمه واحترز للبلاء قبل وقوعه، قم إن بيئته التي نشأ فيها كانت بيئة متأثرة بالحضارة الفارسية التي تجمعت بها طوائف من العرب الفاتحين وأخرى من سكان البلاد الأصليين، واختلط فيها ما روي من صحيح الحديث بالمكذوب الموضوع، فاحتاط لنفسه في الأخذ بالأثر، واتسعت دائرة القول بالرأي في المسائل الفقهية. وأما الإمام مالك فقد نشأ في المدينة المنورة حيث ينتشر حفّاظ الحديث ورواته، مما أغنى ثروة الإمام مالك الفقهية المستندة في الغالب إلى الآثار وأقوال الصحابة والتابعين، ولذلك ألّف كتابه الشهير (الموطّأ).
2 - المؤثرات الزمانية:
راعت الشريعة الإسلامية هذه المؤثرات في بناء الأحكام الشرعية وسايرت فترات الإنسان بما يضمن لها البقاء،ويحقق للإنسان مصلحته العاجلة والآجلة. وقد وردت بعض الأحكام في السنة النبوية بنيت على رعاية أحوال الناس وأخلاقهم في زمن النبوة، ثم تبدلت أحوال الناس بعدهم، فتغيرت الفتاوى، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (لو أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن كما مُنعت نساء بني إسرائيل).
قال القسطلاني رحمه الله: (واستحباب خروجهن مطلقاً إنما كان في ذلك الزمن حيث كان الأمن من فسادهن.
3 - المؤثرات العرفية:
والعرف كما يقول ابن تيمية: (هو ما اعتاده الناس في دنياهم مما يحتاجون إليه). يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (ومن أفتى الناس بمجرد المنقول على اختلاف عرفهم وعوائدهم، وأزمنتهم وأمكنتهم وأحوالهم وقرائن أحوالهم: فقد ضل وأضل، وكانت جنايته على الدين أعظم من جناية من طبب الناس كلهم على اختلاف بلادهم وعوائدهم وأزمنتهم وطبائعهم، بما في كتاب من كتب الطب على أبدانهم، بل هذا الطبيب الجاهل، وهذا المفتي الجاهل أضر على أديان الناس وأبدانهم والله المستعان). هذا بالنسبة للعرف المعتبر الصحيح، أما العرف الفاسد: وهو ما يخالف أحكام الشريعة وقواعدها الثابتة، مثل: تعارف الناس على كثير من المنكرات، كالتعامل بالربا، وشرب الخمر، وحلق اللحى، ونحوها، فهذا عرف غير معتبر، إلا أن بعض دعاة منهج التيسير المعاصر عدّ هذا العرف سبباً للتيسير.
4 - المؤثرات العلمية:
إن تأثر العالم والمفكر بمشربه العلمي ووسطه المعرفي الذي استقى منه علومه ومعارفه أمر لا يختلف فيه اثنان، فالعالم يتأثر بشيخه، وهذا مُلاحظ معلوم؛ فالشيخ لا بد أن يترك أثراً على تلميذه، إما في منهجه في التأليف أو طريقته في الاستنباط أو بتبني بعض آرائه، أو في كل ما سبق وربما أكثر. ومن أبرز الأمثلة المشهورة عند أهل العلم الأثر الواضح الذي تركه شيخ الإسلام ابن تيمية على تلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى، فقد كان التلميذ كأنه جزء قُدَّ من شيخه. ومما نراه الآن التأثر الواضح الذي يُلحظ في منهج الدكتور القرضاوي تأثراّ بشيخه محمد الغزالي رحمه الله وبشيخه مصطفى الزرقا رحمه الله، ومن قرأ طرقهم في الاستنباط وعرض القضايا في كثير من المسائل يظن أنها لكاتب واحد، ومن هذه المسائل: سفر المرأة بلا محرم، عمل المرأة، رجم الزاني، إضافة إلى تهوينهم من فروع المسائل، ونحو ذلك.
الثاني: الأسباب الخارجية:-
1 - الترغيب في الدخول في الإسلام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/44)
إن دعوة غير المسلمين إلى الإسلام وترغيبهم في الدخول فيه من أوجب الواجبات على أهل الإسلام، لا سيما الدعاة والعلماء منهم، وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة تُرَغّب في ذلك وتدعو إليه، قال تعالى: ? وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ?. وقال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: " فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدا خير لك من حُمر النعم ".قال ابن القيم رحمه الله تعليقا على هذا الحديث: (إذا اهتدى رجل واحد بالعالِم كان ذلك خيراً له من حُمر النعم، وهي خيارها وأشرفها عند أهلها، فما الظن بمن يهتدي به كل يوم طوائف من الناس). ولم ينتشر هذا الدين إلا بسبب عوامل عديدة من أبرزها يسر الإسلام.
ومن تتبع أحوال بعض دعاة فقه التيسير المعاصر يرى أن هذا السبب قد طغى على كتاباتهم، وأن الترغيب في الدخول إلى الإسلام يمثل الهمّ الأكبر لبعضهم – فجزاهم الله خيراً -، لكن هذا الهم – على جلالته – مَثَّل مزلقاً أُهدرت فيه كثير من قواعدنا العلمية وقضايانا الفقهية ومسائلنا الدينية. لقد أصبح واضحاً على دعاة هذا المنهج أن الرغبة في نشر الإسلام بدا غاية تذلل أمامها كل العقبات، ويسلك لأجلها جميع القنوات حتى ولو كان بعضها محرّما، فهاهو الغزالي ينصح ويوجه دعاة الأمة بقوله: (وأوصي الدعاة الذين يذهبون إلى كوريا ألا يفتوا بتحريم لحم الكلاب، فالقوم يأكلونها، وليس لدينا نص يفيد الحرمة، ولا نريد أن نضع عوائق أمام كلمة التوحيد وأصول الإسلام). ويا سبحان الله! هل يمكن أن يصدق أحد أن المانع لهؤلاء القوم من الإسلام هي هذه الأمور، بل إن من يفعل ذلك سيخسر الاثنين، فلا القوم أسلموا حين أُذن لهم بأكل لحوم الكلاب، ولا هذا حفظ كرامة النصوص من التغيير والتبديل.
2 - كثرة الهجرة والابتعاث إلى بلاد الغرب:
ومع أن الابتعاث كان ولا يزال رافداً من أهم روافد الاتصال الحضاري بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، وقد أفرزته المعطيات الحضارية وفروقها بين الحضارتين؛ إلا أن الكثير ممن هناك تسيطر على عقليته مظاهر الانبهار والتأثر سلباً بفكر المجتمع الغربي وسلوكه، وعند الرجوع إلى أرض الوطن يكون سفيراً لتوجهات فكرية وسلوكية تنتمي إلى حضارة أجنبية، والتاريخ شاهد على ذلك، فقد عاد كثير من المبتعثين المسلمين إلى بلادهم وهم يحملون أفكار الغربيين لا علومهم وتقدمهم، فكانوا نواة لحركة تغريبية – كما سبق – في العالم الإسلامي.
3 - الانبهار بالحضارة الغربية:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فالانتفاع بآثار الكفار والمنافقين في أمور الدنيا جائز، كما يجوز السُّكنى في ديارهم ولبس ثيابهم وسلاحهم .... وأخذ علم الطب من كتبهم مثل الاستدلال بالكافر على الطريق واستطبابه، بل هذا أحسن، لأن كتبهم لم يكتبوها لمعين من المسلمين حتى تدخل فيها الخيانة)
ويقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (والتقسيم الصحيح يحصر أوصاف المحل الذي هو الموقف من الحضارة الغربية في أربعة أقسام لا خامس لها، حضرا عقليا لا شك فيه: الأول: ترك الحضارة نافعها وضارها، الثاني: أخذها كلها ضارها ونافعا، الثالث: أخذ ضارها وترك نافعها، الرابع: أخذ نافعها وترك ضارها. فنرجع بالسبر الصحيح إلى هذه الأقسام الأربعة، فنجد ثلاثةً منها باطلةً لا شك، وواحداً صحيحاً بلا شك)
??????????
آثار ظهور منهج التيسير المعاصر
أولاً / الآثار التشريعية:
1 - التفلّت من بعض الأحكام الشرعية:
فمن باب ما يسمى بـ (فقه الأولويات) ظهرت اختلالات كثير في مراتب الأعمال والأحكام الشرعية – لأجل الأخذ بالتيسير – في كثير من كتابات أصحاب هذا الاتجاه، ومن أبرز ما نتج عن ذلك أمران:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/45)
الأول: التهوين بالمسائل الفرعية: ولقد ضُيّع كثير من السنن، بل الواجبات، بحجة الاهتمام بقضايا الأمة الكبرى وتفعيل فقه الأولويات، وإنك لترى وتسمع من إذا أنكرت عليه تقصيرا في ترك سنة أو واجب أو ارتكاب لمحظور شارع بإجابتك بأن الأمة يحيط بها أعداؤها من كل مكان ويكيدون لها وأنت تنكر عليّ هذه المسألة؟! وهكذا في سلسلة لا تنتهي من التفلتات من فرائض الشريعة وسننها بحجة التيسير على الأمة في ترتيب اهتماماتها، وهذا المنهج الذي اختطه دعاة التيسير انتهى ببعضهم إلى أبعاد خطيرة، فقد خرج من يوبخ طلبة العلم الذي يبحثون حتى الآن في مسألة: هل الربا وفوائد البنوك حلال أم حرام؟ بينما الأمريكان يتابعون رحلات الفضاء الهائلة التي تجاوزت كوكب نيوتن.
الثاني: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فأصحاب هذا المنهج يدعون إلى ترك الإنكار في أي مسألة خلافية، وقد سُئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: هل يُنكر على المرأة التي تكشف الوجه أم أن المسألة خلافية، والمسائل الخلافية لا إنكار فيها؟، فأجاب رحمه الله: (لو أننا قلنا المسائل الخلافية لا ينكر فيها على الإطلاق، ذهب الدين كله حين تتبع الرخص، لأنك لا تكاد تجد مسألة إلا وفيها خلاف بين الناس).
2 - الإخلال بمقاصد الشريعة:
ويتمثل هذا في عدة أمور، منها:
أ) التوسع في تحديد مقاصد الشريعة: بعدم الاقتصار على ما ذكره فقهاء الأمة واتفقوا عليه فيما يدخل ضمن الضروريات والحاجيات والتحسينات، ومنها ما يقوله الدكتور الجابري من أن مصالح العباد اليوم لم تعد مقصورة على حفظ الضروريات الخمس (الدين والنفس والعقل والنسل والمال) بل إنها تشمل كذلك: الحق في حرية التعبير، وحرية الانتماء السياسي والحق في انتخاب الحاكمين، والحق في التعليم والعلاج ... إلى غير ذلك من الحقوق الأساسية للمواطن في المجتمع المعاصر.
ب) حصر مقاصد الشريعة على فهم معين: فمثلا تحريم الربا، يرى الجابري أنه إنما حرم لأن فيه استغلال، فإذا لم يوجد فهو مباح، يقول: (ومعلوم أن منع الاستغلال هو الحكمة من تحريم الربا).
ثانياً / الآثار السلوكية:
1 - التفرّق:
وقد أنتج منهج التيسير المعاصر التفرّق من وجهين:
الأول: أن التساهل والتفريط والتيسير غير المنضبط هو في حد ذاته مفارقة لجماعة المسلمين.
الثاني: أن في البحث عن الرخص وتتبعها والتنقل من عالم لآخر بحثا عن الأسهل، وما يكون من جراء ذلك من نقل كلامهم إما للعامة أو بعضهم لبعض، في ذلك كله من التفرق والتنافر ما لا يخفى.
2 - الوقوع في المحظورات:
ولعل من أبرز المحظورات التي تجرأ عليها بعض المسلمين نتيجة للتيسير غير المنضبط:
أ) التعامل بالربا: فمع أن الربا من المعاملات المحرمة شرعا، التي لا تقبل جدالاً أو نقاشاً، إلا أن بعض المسلمين تجرؤوا على الوقوع فيه شيئا فشيئا. فأصبحنا نرى المصارف الربوية المدعمة بالفتاوى من أصحاب منهج التيسير، تراها تدعو بطريقة يظنها الجاهل إسلامية شرعية، وذلك بإضافة بعض العبارات ذات الصبغة الإسلامية مثل (وفق الضوابط الشرعية) أو (الفوائد الإسلامية) ونحو ذلك من العبارات التي ظاهرها فيه الجواز وباطنها فيه التحريم.
ب) تحرير المرأة: لقد مر تحرير المرأة في العالم الإسلامي بمراحل تدريجية، وتدريجيا في ظل الحرية المزعومة سقط الكثير من محصّنات المرأة المسلمة، وأولها الحجاب، ثم غدا الاختلاط باسم التيسير على المرأة وتطورها ورقيها أمرا مألوفا، بل ادعى بعضهم أن الاختلاط بات ضرورة عصرية، وآخر زعم بأن المطالبة بعزل الطالبات عن الطلاب مخالفة للشريعة.
3 - النيل من شعائر الإسلام وعلمائه:
نتج عن منهج التيسير لمعاصر الكثير من الآفات تجاه شعائر الإسلام الظاهرة، من ذلك النيل من المتمسكين ببعض الشعائر الإسلامية كتوفير اللحية مثلا، فنجد أن ذلك أصبح مجالاً رحبا – مع الأسف – للنيل من صاحبها ووصفه بما لا يليق. يقول محمد الغزالي الغزالي رحمه الله: (وهناك من حلق رأسه وشواربه بالموسى، وأطلق شعر لحيته على نحو يشعرك بأن كل شعرة أعلنت حربا على جارتها، فهناك امتداد وتنافر يثيران الدهشة، قلت في نفسي: لم يبق إلا أن يحلق حاجبيه بالموسى هي الأخرى لتكتمل الدمامة في وجهه، ولم أر مساءلته لمَ فعل ذلك؟ لأني أعلم إجابته، سيقول: هذه هي السنة).
فانظر إلى هذه الجرأة على متبعي السنة والتجاوز البيّن للمنهج الرشيد في الحوار والردود، والاستهانة والنيل من شعائر الإسلام، وإذا كان هؤلاء لهم الجرأة في نقد الحق، فيجب أن نكون أكثر جرأة في نقد الباطل.
4 – التقليد والتبعية للغرب:
معلوم أن الشارع الحكيم كثيرا ما ينهى عن التقليد الأعمى، وبخاصة تقليد الكفار، ولعل من أخطر الآثار السلوكية لمنهج التيسير المعاصر التي تأثرت بها معظم المجتمعات الإسلامية: التقليد للغرب والتبعية لهم ومجاملتهم، وهو نتاج لأمور عديدة كالتغريب والانبهار الشديد من التقدم المادي المذهل عند الغرب، فبرزت مقولة ابن خلدون الشهيرة: (المغلوب مولع بتقليد الغالب).
لقد زعم بعض المسلمين أننا في حاجة إلى التقليد والتبعية للغرب في كل شيء، نعتاد عاداتهم ونلبس لباسهم ونأكل طعامهم، ومن ذلك ما كتبه مدير مجلة الأزهر يقول: (إن الأمم الإسلامية لفي حاجة إلى تقليد الغربيين في كل شيء حتى ملاهيهم ومراقصهم وإلحادهم إن أرادت أن تبلغ شأوهم في حلبة الحياة).
??????????
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/46)
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 07 - 08, 10:06 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
وهذه أخطاء إملائية لمن أراد نسخ الموضوع إلى موقع آخر:
الآية (قد جاءكم) = (لقد جاءكم).
عن عائشة رضي الله عنها (أن رسول الله ص) قالت: ما خير رسول الله ... إلخ.= عن عائشة رضي الله عنها قالت.
فصر = مصر
وأخف عليه في في مذهب = في
التلبس يذلك = بذلك
الواقع لم يصنعه المسلمون بإرادتهم ولم ينعه الإسلام= يصنعه الاسلام
ولهذا يجب (ربد) المتغير إلى الثابت = لعلها (رد)
قم إن بيئته = ثم إن
اختلالات كثير = كثيرة
شارع بإجابتك = سارع
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[12 - 07 - 08, 08:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو العابد]ــــــــ[13 - 07 - 08, 04:19 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو العابد]ــــــــ[13 - 07 - 08, 04:21 م]ـ
?
استفدت من الإخوة الأفاضل الأخطاء الإملائية وصوبتها فجزاهم الله خيرا على التنبيه. ?
الحمد لله رب العالمين، وبه نستعين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجميعن، والتابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذا تلخيص لرسالة جامعية مطبوعة في كتاب بعنوان (منهج التيسير المعاصر، دراسة تحليلية) لـ (عبد الله بن إبراهيم الطويل)، وقد دفعنا إلى تلخيص بعض الكتاب طلبُ شيخنا الفاضل: فضيلة الشيخ الدكتور/ خالد بن علي المشيقح، حفظه الله؛ حيث انه أراد بتلخيصه نفع طلاب العلم به، وذلك لأهمية الموضوع وشدة الحاجة إليه، فاستعنّا بالله وبدأنا بالتلخيص، ونسأل الله عز وجل أن يجعل من ورائه النفع والفائدة.
1. محمد بن عبد الله الشنو
2. أحمد بن صلاح يونس
أصول اليسر في الإسلام
أولاً/ أصول اليسر في القرآن الكريم:
1 - قال تعالى: ? يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ?.
تبين هذه الآية أن الله تعالى أراد بتشريعه الأحكام: اليسر والتخفيف والرحمة ونفي الحرج، ونحو ذلك، والآية وإن كانت واردة في شأن الرخص في الصيام إلا أن المراد منها العموم كما صرح بذلك غير واحد من المفسرين.
2 - قال تعالى: ? يُرِيدُ اللَّهُ أَنْ يُخَفِّفَ عَنْكُمْ وَخُلِقَ الإِنْسَانُ ضَعِيفًا ?.
هذا تذكير بأن الله يوالي رفقه بهذه الأمة، وإرادته بها اليسر دون العسر. والضعف المشار إليه هو ضعف الإنسان أمام الشهوة الجنسية؛ لأن الآية تتحدث عن ترخيص الله تعالى بنكاح الإماء المؤمنات لمن عجز عن زواج الحرائر.
3 - قال تعالى: ? لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا ?.
بيان أن الله سبحانه وتعالى لا يكلف النفس إلا في حدود قدرتها الميسرة دون بلوغ غاية الطاقة.
ثانياً/ أصول اليسر في السنة النبوية:
لقد وصف الله عز وجل رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: ? لقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِنْ أَنْفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَحِيمٌ ?، ولقد كان الوحي وهو ينزل يأخذ النبي صلى الله عليه وسلم والمؤمنين معه بمنهج اليسر، ويقوّم معوجّ المسلمين في هذا الجانب، ويسددهم حين يكون الانحراف. وسلك الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المنهج الذي أراده الله لهذه الأمة؛ فقام على تحقيقه في نفسه وفي الآخرين، فكانت السنة النبوية حافلة بمواضع عديدة تدل على اليسر، وهي على ثلاثة أنواع:
1 - أحاديث يستفاد منها سماحة هذا الدين ويسره:
أ) عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه".
ب) عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما خيّر رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يكن إثما.
ج) عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله لم يبعثني معنتا ولا متعنتا ولكن بعثني معلما ميسرا ".
2 - أحاديث تفيد في جملتها خشية النبي صلى الله عليه وسلم أن يكون قد شق على أمته:
أ) جاء عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إني لأقوم إلى الصلاة وأنا أريد أن أطول فيها فأسمع بكاء الصبي فأتجوز كراهية أن أشق على أمه ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/47)
ب) عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم خرج من عندها وهو قرير العين طيب النفس، ثم رجع إليها وهو حزين، فقال: " إني دخلت الكعبة وودت أني لم أكن فعلت؛ إني أخاف أن أكون قد أتعبت أمتي من بعدي ".
3 - أحاديث يأمر أصحابه فيها بالتخفيف، وينكر عليهم فيها التشديد والغلو:
أ) قوله صلى الله عليه وسلم: " يسروا ولا تعسروا، وبشروا ولا تنفروا ".
ب) عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هلك المتنطعون " ثلاثاً. .
ثالثا / منهج الصحابة ومن بعدهم في الأخذ بالتيسير:
1 - خرج عمر رضي الله عنه في ركب فيهم عمرو بن العاص، حتى وردوا حوضا، فقال عمرو: يا صاحب الحوض هل ترد حوضك السباع؟، فقال عمر: لا تخبرنا فإنا نرد السباع وترد علينا.
2 - مر عمر رضي الله عنه مع صاحب له، فسقط عليه شيء من ميزاب، فقال صاحبه: يا صاحب الميزاب ماؤك طاهر أم نجس؟، فقال عمر: يا صاحب الميزاب لا تخبرنا. ومضى.
3 - يقول عمير بن إسحاق: لما أدركت من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ممن سبقني منهم فما رأيت قوما أيسر سيرة ولا أقل تشدداً منهم.
??????????
ضوابط اليسر في الإسلام
إذا تقرر ما مضى من بناء الشريعة في أصولها وأهدافها على اليسر، فإن هذا اليسر له ضوابط تنظمه وتضبطه، ولعل هذه الضوابط تتلخص في العناصر التالية:
1 - أن يكون التيسير ثابتاً بالكتاب أو السنة:
فالتيسير لا بد أن يكون ثابتا بأحد الوحيين، حتى يتسنى للمسلمين العمل به واعتماده، لا أن يكون التيسير بحسب الهوى والتشهّي واستحسان العباد واستقباحهم. فكل تيسير لا يستند إلى الكتاب أو السنة فهو تيسير ملغى مطّرح؛ لأن الشرع لا يثبت بمجرد الاستحسان العقلي دون التقيد بأي دليل. كما ينبغي أن لا يكون التيسير ناتجا عن ضغط الواقع القائم في مجتمعاتنا المعاصرة، وهو واقع لم يصنعه الإسلام بعقيدته وشريعته وأخلاقه، ولم يصنعه المسلمون بإرادتهم وعقولهم وأيديهم، إنما هو واقع صُنع لهم وفُرض عليهم في زمن غفلة وضعف وتفكك منهم. فليس معنى التيسير أن نحاول تسويغ هذا الواقع على ما فيه، وجرّ النصوص من تلابيبها لتأييده.
2 - عدم مجاوزة النص في الأخذ بالتيسير:
فلا يجوز الاستزادة في التخفيف والتيسير كمّاً أو كيفاً على ما ورد به النص، فلا يصح مثلاً أن يُقال أن مشقة الحرب بالنسبة للجنود تقتضي وضع الصلاة عنهم أو تأخيرها إلى القضاء فيما بعد. وإنه كلما كان التمسك بالنص الشرعي والتزام الحكم المستفاد منه، كان ما يفيده من التيسير ورفع الحرج أبلغ.
3 - أن لا يعارض التيسير نصّاً من الكتاب أو السنّة:
فلا اجتهاد مع النص، فالكتاب والسنة هما المصدر الأساس لهذا الدين، وبقية الأدلة والأصول الشرعية تبع لهما، فمتى حصل تعارض بينهما وجب المصير إلى الأخذ بالنص.
4 - أن يكون التيسير مقيّداً بمقاصد الشريعة:
فالشريعة الإسلامية جاءت لتحقيق مصالح الخلق، واليسر يجب أن ينطلق من الشرع ويتقيد بقيوده، فلا التفات إلى تيسير يحكم به العقل وحده، بل لابد أن يكون راجعاً إلى حفظ مقصود من مقاصد الشرع، فإن ناقضه فليس بتيسير.
??????????
مفهوم التيسير المعاصر
أولاً / مفهوم منهج التيسير المعاصر عند العلماء المعاصرين:
العلماء في الإسلام لهم منزلة ليست لغيرهم؛ فقد جعل لهم الشارع مقاماً رفيعاً، وجعلهم أدلّاء للناس على أحكام الله عز وجل، فهم الذين يقومون بدور الطلائع الذين يكتشفون الخطر قبل وقوعه، وينبهون الأمة على المزالق قبل التورط فيها.
والعلماء المعاصرون تأسّوا بسلفهم من السابقين، فحذروا من الغلوّ في الدين والتشدد فيه، وحذّروا كذلك من التساهل والتفريط، وتتركز جهودهم في مجابهة التيسير غير المنضبط في التأصيل الشرعي لموضوع اليسر ورفع الحرج، وكذلك في الرد على أصحاب هذا المنهج ومناصحتهم. ومن الكتب التي ألّفها علماء الإسلام في هذا المجال:
1 - (رفع الحرج في الشريعة الإسلامية ضوابطه وتطبيقاته) للدكتور صالح بن حميد.
2 - (رفع الحرج في الشريعة الإسلامية) لمنّاع القطّان.
3 - (يسر الإسلام وأصول التشريع العام) لمحمد رشيد رضا.
ثانياً / مفهوم منهج التيسير المعاصر عند العلمانيين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/48)
لقد اتخذ دعاة العلمانية والعصرنة من التيسير باباً يتسللون منه لينالوا من الشريعة، بل ويعطّلوا كثيراً من النصوص القطعيّة الثابتة، فهم يرون أن من التيسير أن يكون التشريع من حق العلمانية، وليس من حق الإسلام أن يحكم المجتمع ويشرّع له ويُحلّل ويُحرّم، ويرون أن التيسير يقتضي أن لا تبقى المفاهيم والمعتقدات والقيم على حالها، بل لابد من مواكبة العصر. ويمثّلون لهذا بأمثلة كثيرة كالربا، والفوائد البنكية، وكون ميراث المرأة نصف ميراث الرجل، وحجاب المرأة، وقطع يد السارق، ونحو ذلك.
ولعل الفساد الذي لحق بعقول هؤلاء هو أنهم لم يفرّقوا بين اليسر واللذة والشهوة؛ لأن المنافع ليست هي ما يوافق الأغراض والشهوات دائما، ولم يفرقوا بين اليسر الموهوم واليسر الحقيقي.
??????????
أصول منهج التيسير المعاصر
أولاً/ النظر إلى المقاصد دون النصوص:
لخّص الإمام الشاطبي – رحمه الله – شروط المجتهد في الاتصاف بوصفين:
1 - فهم مقاصد الشريعة على كمالها.
2 - التمكن من الاستنباط بناء على فهمه منها.
وتكلم عن علاقة مقاصد الشارع بنصوصه، حيث أشار إلى وجود ثلاثة اتجاهات في ذلك:
1 - الاتجاه الظاهري: وهو الذي يقتصر على ما صرحت به ظواهر النصوص دون أن يُعطي كبير اهتمام لعلل الأحكام.
2 - الاتجاه الباطني: وهو الذي يسعى إلى التخلص من ظواهر النصوص بحجة أنها ليست مقصودة لذاتها، ويعتمد في اكتشاف مقاصد الشارع وتقدير المصالح على تقديره هو.
3 - الاتجاه المتوسط: وهو اعتبار ظواهر النصوص ومعانيها في مسلك توافقي لا يسمح بإهدار أحد الجانبين على حساب الآخر ولا بطغيان أحدهما على الآخر.
وحديثنا سيكون عن الاتجاه الثاني، وهم المبالغين في إطراء المصلحة وتقديمها على النص، وهذا ما لا يُسلّم لأصحاب هذا الاتجاه، وذلك أن الشارع الحكيم جاء بمصالح العباد، وجعل النصوص محققة للمصالح ابتداء؛ لأنها رحمة للعالمين، ولو لم تكن نصوص الوحيين الشريفين محققة للمصالح والحكمة فكيف تكون رحمة وهدى للعالمين؟
ومعلوم ما قرره الفقهاء قديماً وحديثاً من أن الحكم يدور مع علته لا مع حكمته، وذلك لظهور العلّة في الوقت الذي قد لا تتضح فيه الحكمة ظاهراً، فالعلة وصف منضبط، في حين أن الحكمة أمر راجع إلى تقدير الناس، والناس يختلفون في تقدير المصالح.
واستدل العديد من دعاة التيسير على منهجهم هذا، بأمور منها:
1 - اجتهاد عمر بن الخطاب رضي الله عنه في عام المجاعة في وقف تنفيذ حد السرقة، فقد نظر إلى المقصد من الحد ولم يطبّق النص القرآني عملا بتغيّر الظروف التي أحاطت بالسرقة. وللرد على هذا القول نقول أنه من الواضح أن عمر رضي الله عنه إنما درأ الحد بالشبهة، وانتفاء الشبهة من شروط قطع يد السارق، وأخذ السارق ما يحتاج إليه لسد رمقه من أعظم الشُبه وأقواها.
2 - أن الأحكام تتغير بتغير الزمان والمكان وأنه لا يمكن تطبيق الشريعة على المستجدات والظروف والأحوال المختلفة المتباينة إلا بتأسيس معقولية الأحكام الشرعية حتى تصبح الشريعة مسايرة للتطور وقابلة للتطبيق في كل زمان ومكان، واحتجوا بما ثبت من تغير فقه الشافعي رحمه الله القديم حين كان بالعراق إلى فقهه الجديد حين انتقل إلى مصر. وللرد على هذا نقول أن تعليل تغير فقه الشافعي بتغير الظروف فيه نظر، فالسبب لم يكن لتغير ظروف مصر عن ظروف العراق، ولكن لأن الشافعي رحمه الله اكتشف أخطاء في اجتهاده القديم، وإعادته النظر في آرائه القديمة وتغيّر اجتهاده فيها أمر عادي بسبب زيادة علمه لا بسبب تغير الظروف، يقول الإمام أحمد عن ذلك: (عليك بالكتب التي وضعها بمصر، فإنه وضع هذه الكتب بالعراق ولم يحكمها ثم رجع إلى مصر فأحكم تلك).
وخلاصة القول أن قاعدة تغير الفتاوى تختلف عن مصطلح تغير الأحكام، فإن الأحكام الأساسية والقواعد الكلية هي أحكام وقواعد خالدة وثابتة، و تغيرها نسخ، والنسخ قد انقطع بانقطاع الوحي، أما الفتاوى وتغيرها فهو انتقال المجتهد من حكم إلى حكم آخر لتغيّر صورة المسألة، فهو تبدل يستند إلى تبدل العوائد والأعراف، وليس نسخاً للحكم أو اختلافاً في أصل الخطاب.
ثانياً / التوسّع في فهم خاصية اليسر في الإسلام:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/49)
إن شريعة الإسلام بُنيت على اليسر ورفع الحرج، فلا يكلّف الله نفساً إلا وسعها، إلا أن هذا اليسر هو يسر في حدود وضوابط، والقاعدة الأصولية المعروفة (المشقة تجلب التيسير) إنما هي في حدود ما جاءت به الشريعة الإسلامية، فليس لمشقة مخالفة الهوى مكان في يسر الإسلام، لذا فالشارع لا يقابل تلك المشقة باليسر والتسامح، بل يعد إتباع الهوى خطأً في السلوك وضلالاً عن سبيل الله، قال تعالى: ? وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ ?.
وقد عمد أصحاب هذا المنهج في تفعيل هذا الأصل إلى أمور، منها:
1 - تغليب روح التيسير، وإهمال جانب الترهيب والعزائم الثابتة في الشريعة. وهذا خطأ؛ لأن الشريعة الإسلامية وسط في كل أمورها، فلا يجوز بحال الغلو والإفراط أو التوسع والتفريط في جانب على حساب آخر، فكما أن الإسلام دين يسر وسماحة وترغيب، فهو كذلك دين عزيمة وقوة وترهيب.
2 - الدعوة إلى التدرج في تطبيق أحكام الإسلام وشريعته في المجتمعات الإسلامية المعاصرة، ودعاة المرحلية والتدرج كثيرون، ومنهم فهمي هويدي الذي يقول: (ولست أدعو إلى أن نختار بين أن نأخذ الإسلام كله أو نتركه كله. فقط أنبّه إلى أن سعينا لا بد أن يتدرج، مبتدئا بالأهم فالمهم حتى يبلغ الغاية بثقة واطمئنان). وهذه شبهة باطلة أثيرت للحيلولة دون تطبيق الشريعة تطبيقاً كاملاً في المجتمع الإسلامي المعاصر، وإلا فإن عهد التدرج في أخذ المسلمين بأحكام التشريع قد انتهى بتكامل الإسلام وبنزول قوله تعالى: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا?.
ثالثاً/ تتبع الرخص:
شرع الله تعالى من الأحكام الأصلية والرخص ما يتناسب مع أحوال المكلفين، والمشقة التي تستوجب الرخص ليست هي المشقة المعتادة المألوفة، وإنما هي المشقة غير المعتادة التي تشوش على النفوس في تصرفها. واليسر في الإسلام ليس غاية في ذاته، وإنما هو وسيلة واقعة في طريق الامتثال لأوامر الله، تعين على تحقيق الغاية. أما الذي يتلمس التخفيفات ويتتبع الرخص ويبحث عن مواطنها بعيدا عن الغاية الحقيقية من تمام العبودية وخالص الخضوع والطاعة لله وحده، ويتهاون بمسائل الحلال والحرام في المطاعم والمشارب والمعاملات، مدعيا أنه لا حرج في الدين، فقد أخطأ وضلّ السبيل.
والمقصود بتتبع الرخص هنا: تتبع رخص المذاهب الفقهية، وذلك بأن يتتبع المقلد لمذهب ما ما يكون أيسر له وأخف عليه في مذهب إمام آخر غير إمامه فيقلّده، ولا يكون مدار اختياره قوة الدلائل أو النوع أو الاحتياط، بل يكون مدار اختياره التخفيف واليسر والسهولة.
وللعلماء في مسألة تتبع الرخص آراء ثلاثة، فمنهم المتشدد المانع، ومنهم المخفّف المجيز، ومنهم المتوسط القائل بالتفصيل، ولكنهم جميعا مجمعون على المنع إذا كان الدافع هوى النفس أو الهروب من أداء الواجب أو التلاعب بالأحكام والتحايل عليها.
وأصحاب منهج التيسير المعاصر يرون أن من أصولهم للأخذ بالتيسير: تتبع الرخص، يقول أحدهم: (ما العيب في أن يأخذ الناس بالأيسر في كل مذهب فقهي؟!). وهذا أصل خطير ومنهج خاطئ لقضية التيسير، وقد اعترض بعض مناصري منهج التيسير المعاصر على منع تتبع الرخص بأنه لم يأت في الكتاب أو السنة أو في عمل المسلمين دليل يفيد المنع، وهذا الاعتراض فيه نظر؛ لأن العمل بسد الذرائع واقع، وإتباع التشهّي وهوى النفس من المحظورات التي قام عليها أكثر من دليل.
رابعاً / ترك المحكم وإتباع المتشابه:
فالمتشابه الواقع في النصوص على ضربين: أولهما: حقيقي، وهو الذي ليس للناس سبيل إلى فهم معناه حتى أهل العلم، ككيفيات صفات الله عز وجل، وثانيهما: إضافي، وهو ما صار متشابها بالنسبة إلى الناظر في النص، وإلا فالنص نفسه غير متشابه في حقيقة الأمر، وهذا هو المقصود هنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/50)
ومردّ التشابه هذا إما أن يكون إلى تقصير الناظر في الاجتهاد والنظر إلى النصوص، وإما أن يكون إلى زيغان الناظر بإتباعه الهوى. والواجب نحو هذا النوع أن يرد إلى عالمه، والعالم عليه أن يرد المتشابه إلى المحكم. ولخطورة إتباع المتشابه كان السلف رحمهم الله يردعون متبعه ويؤدبونه تأديبا بالغاً؛ لكون هذا يؤدي إلى الانحراف عن الحق. ولقد سلك بعض دعاة فقه التيسير هذا المسلك فأخذوا به في مجالات متعددة، نكتفي هنا بذكر مثال واحد عليها:
سفر المرأة بغير محرم: فد وردت أدلة واضحة صريحة تدل على تحريم سفر المرأة بغير محرم، من ذلك حديث ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لا تسافر المرأة إلا مع ذي محرم "، وهناك أدلة أخرى قائمة على ذلك، ويقول الحافظ ابن حجر رحمه الله بعد أن ساق هذه الأدلة، يقول: (وهو إجماع في غير الحج والعمرة والخروج من دار الشرك). ومع هذا نجد أن بعضهم أجاز سفر المرأة بغير محرم مستدلين بقوله صلى الله عليه وسلم: " يوشك أن تخرج الظعينة من الحيرة تقدم البيت لا زوج معها "، وهذا الحديث إنما سيق فيه ما سيق مدحاً لظهور الإسلام وانتشار الأمان في الأرض، ولم يسق لموضوع السفر ونحوه، وهو حكاية للواقع الذي يجري ولا يلزم إقرار النبي صلى الله عليه وسلم له أو محبته ورضاه به، مثل ما أخبر به من أحاديث الفتن والهرج والقتل ونحو ذلك.
خامساً / تعميم قاعدة عموم البلوى في التخفيف:
وعموم البلوى هو شيوع البلاء بحيث يصعب على المرء التخلص منه والابتعاد عنه، إلا أنه ليس كل ما عمت به البلوى يجلب التيسير والتخفيف، فهناك شروط وضوابط لاعتبار عموم البلوى سبباً للتيسير وهي:
1 - أن يكون عموم البلوى متحققا لا متوهما، بحيث يعسر الاحتراز منه ويكون وقوعه عاما لجميع المكلفين وشاملا لهم.
2 - أن يكون عموم البلوى من طبيعة الشيء وحاله، لا أن يكون ناشئاً من تساهل المكلف في التلبس بذلك الشيء.
3 - أن لا يدخل المكلف في الحادثة التي تعمّ بها البلوى بقصد حصول الرخصة.
4 - أن يكون الترخص في حال عموم البلوى مقيدا بتلك الحال، ويزول بزوالها.
سادساً / جعل الخلاف دليلاً:
فقد اتخذ كثير من دعاة منهج التيسير المعاصر من الخلاف توسعة على الناس، بمعنى أنه يسع كل واحد أن يأخذ بما شاء من الأقوال، وأصبحنا نسمع ونقرأ بكثرة: (المسألة فيها خلاف فلا حرج عليك). وهذا غير صحيح فالخلاف يعد توسعة في مجال الاجتهاد ووجوده يدل على أن الأمر معروض للنقاش والترجيح لا على أن الناس لهم أن يأخذوا بقول أي واحد منهم وإن لم يكن الحق عنده.
والمتخيّر بين الأقوال المختلفة بمجرد موافقة الغرض الذي في نفسه لا يخلو من ثلاث حالات:
1 - إما أن يكون حاكماً بهذا القول، فلا يصح اختياره على الإطلاق؛ لأنه إن كان متخيرا بلا دليل فلا حق لأحد الخصمين على التالي، لأن هذا لن يخلو من الحيف على الطرف الثاني.
2 - وإما أن يكون مفتيا به، فهذا قد أفتى في النازلة بالإباحة وإطلاق العنان، وهو قول ثالث خارج عن القولين، وهذا لا يجوز له إن لم يبلغ درجة الاجتهاد باتفاق.
3 - وإما أن يكون عاميا، فهو قد استند إلى شهوته وهواه، وإتباع الهوى عين مخالفة الشرع.
??????????
أسباب ظهور منهج التيسير المعاصر
والأسباب الداعية لظهور هذا المنهج كثير متعددة، نكتفي هنا بذكر بعض منها:
أولاً / الجهل بأحكام الشريعة ومقاصدها:
وهذا السبب يدور حول ثلاث محاور:
1 - الجهل بالنصوص الشرعية: فتجد البعض يفتي – تيسيراً للناس – بما يناقض أحاديث الصحيحين أو أحدهما مناقضة صريحة، ومن ذلك قول الشيخ الغزالي رحمه الله: (وأوصي الدعاة الذين يذهبون إلى كوريا ألا يفتوا بتحريم لحم الكلاب، فالقوم يأكلونها، وليس عندنا دليل يفيد الحرمة)، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " كل ذي ناب من السباع فأكله حرام "، قال العلماء: (يدخل في هذا الأسد والنمر والفهد والذئب والكلب).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/51)
2 - سوء فهم النصوص الشرعية: وهذه آفة قديمة اُبتليت بها النصوص الشرعية، ومنها تخصيص ما هو عام أو تقييد ما هو مطلق دون مخصص ولا مقيّد، أو أن ينظر إلى النصوص معزولة عما قبلها وما بعدها، أو معزولة عما ورد في موضوعها من نصوص أخرى تحدد مدلولها، أو معزولة عما يؤيدها من إجماع يقيني لم يخرقه أحد على مر العصور، بل قد لا يقف الأمر عند حد سوء الفهم، بل يصل إلى حد التحريف الجائر لكلام الله تعالى وكلم رسوله صلى الله عليه وسلم وإخراجه عن المراد به تماماً. فمن ذلك مثلا ما ادعاه بعضهم من أن تفسير قوله تعالى: ? وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ ? أي من الوقار، وليس من القرار!، وفي هذا مخالفة لجمهور العلماء الذين قالوا بأن (قرن) من القرار.
3 - الجهل بمقاصد الشريعة: فمتى جهل المفتي بمقاصد الشريعة كان ذلك مجالاً واسعاً لتنزيل النصوص على وقائع مغايرة لمراد النص، فيظن في حكمٍ ما تيسيراً وما هو كذلك، جهلاً منه بالمقصد.
4 - الجهل بما تؤول إليه الأحكام: إن العلم بما تؤول إليه الأحكام، وفقه الموازنة بين المصالح والمفاسد؛ فقه عزيز لا يناله من العلماء إلا من وُفّق. يقول ابن القيم رحمه الله: (فإذا حرّم الرب تعالى شيئاً، وله طرق ووسائل تفضي إليه فإنه يحرّمها ويمنع منها، تحقيقاً لتحريمه وتثبيتاً له، منعاً أن يقرب حِماه، ولو أباح الوسائل والذرائع المفضية إليه لكان ذلك نقضاً للتحريم)، ثم ذكر رحمه الله جملة من الأمثلة، منها:
أ) أن الله تعالى أمر بغض البصر، وإن كان إنما يقع على محاسن الخلقة والتفكر في صنع الله؛ سداً لذريعة الإرادة والشهوة المفضية إلى المحظور.
ب) أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يكفّ عن قتل المنافقين مع كونه مصلحة؛ لئلا يكون ذريعة إلى تنفير الناس عنه.
ثم قال ابن القيم بعد أن ذكر الأمثلة: (وباب سد الذرائع أحد أرباع التكليف؛ فإنه أمر ونهي، والأمر نوعان: أحدهما مقصود لنفسه، والثاني وسيلة إلى المقصود، والنهي نوعان: أحدهما ما يكون المنهي عنه مفسدة في نفسه، والثاني ما يكون وسيلة إلى المفسدة).
ومن الأمثلة على الجهل بما تؤول إليه الأحكام: ما أفتى به أحدهم من تحريم شرب القهوة، وعلل ذلك بأنها مفترة بل ومسكرة – كما يقول – ومضرة للبدن، وأنها لم تكن في الصدر الأول. وأفتى آخر بحل وجواز شرب ماء (الماحيا) المسكرة الذي يصنعه اليهود شراباً لهم، وزعم أنها لا تسكر. والفتويان خطأ؛ وذلك بسبب عدم معرفة العالم لواقع ما أفتى به.
ثانياً / ردة فعل لظاهرة الغلو:
فمن أهم أسباب التيسير غير المنضبط أنه انعكاس لما حصل من غلوّ وتشدد عند البعض، كانت نتيجته ردة فعل قوية في الاتجاه المعاكس. والمتأمّل في أطروحات دعاة التيسير – لاسيما في علاجهم للغلو – ليجد أنهم قد وقعوا في خطأ مقابل نتيجة لفقدان التوازن في معالجة هذا الخطأ – أعني الغلو -، فتجد منهم مثلاً من ينظر إلى الشاب المعفي لحيته المقصر لجلبابه على أنه غال في الدين، ويشنّع عليه.
ثالثاً / ترغيب الناس في الدين:
من الواجب على أهل الإسلام أن يُحسنوا عرض هذا الدين للناس، ويحببونه إليهم، وذلك بطَرْق الوسائل والأساليب الدعوية التي من شأنها ترغيب الناس في الدين، فلا ينتهجون من أساليب الدعوة ما يُعطي صورة سيئة عن الدين؛ إلا أن البعض ظنّ أن من مقتضى التيسير موافقة رغبة الناس، رغبة في تقريبهم من التمسّك بالشرع الشريف. ولكن الواقع أثبت أن هؤلاء لا يدخلون إلى الدين من باب إلا ويخرجون من باب آخر.
رابعاً / إتباع الهوى:
والمقصود بالهوى: كل ما خالف الهدي الشرعي من الكتاب والسنة،ومن ذلك إتباع أهواء العامة والجري وراء إرضائهم بالتساهل، ويدخل فيه كذلك حب الظهور والشهرة بين الناس، وتوهم المفتي أن التيسير للناس براعة والتشديد عجز، ويدخل فيه أيضاً أن يكون العالم قد تورّط ببعض ما يُسأل عنه في حياته الشخصية فيحمله ذلك على البحث عن مخرج هنا أو هناك لما يعيشه من تلك القضايا حتى لا يُتّهم بالخروج عن النصوص الشرعية.
خامساً / مسايرة الواقع (ضغط الواقع):
قلنا سابقاً أن هذا الواقع لم يصنعه المسلمون بإرادتهم ولم يصنعه الإسلام بعقيدته وشريعته،وإنما هو واقع فرض على المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/52)
ولمسايرة هذا الواقع تجد من المعاصرين من يركب الصعب والذلول لتطويع النصوص للواقع، على حين يجب أن يُطوّع الواقع للنصوص، لأن النصوص هي الميزان المعصوم الذي يحتكم إليه ويعوّل عليه، والواقع يتغير فلا ثبات له ولا عصمة، ولهذا يجب رد المتغير إلى الثابت، وغير المعصوم إلى المعصوم.
فتجد ضغط الواقع قد أثّر - مع الأسف – على آراء بعض المعاصرين من العلماء، منهم الذين لا يزال الدين أعزّ عليهم من كل شيء، ولكن الواقع يضغط عليهم بقوة، وهذا ما جعل كثيراً من أهل العلم يقرّون أشياء كانوا يُنكرونها منذ سنوات غير بعيدة.
سادساً / المؤثرات البيئية:
إن الإنسان لا يستطيع أن ينفك عن محيطه الذي نشأ فيه أو ينسلخ عن المؤثرات في تكوينه بشكل نهائي وإن حاول ذلك، لابد أن ترتسم فيه بصمات بيئته ووسطه الذي يعيش فيه، والإنسان ابن بيئته. والمؤثرات البيئية تندرج تحت قسمين أساسيين:
الأول: الأسباب الداخلية:-
1 - المؤثرات المكانية:
وقد ذكر ابن خلدون رحمه الله فصلاً في مقدمته جمع فيه جملة من المؤثرات في تكوين الإنسان بصفة عامة، ثم ذكر أن العوامل المكانية له أثر في أمزجة الناس وأخلاقهم وطباعهم، فنشأة العالم أو الفقيه بين بداوة تجعل حركته الفقهية أقل تطورا ممن ينشأ في الحضر والمدن التي تزدحم فيها الأقضية الجديدة.
ولعل من أبرز الأمثلة هنا هما الإمامان الجليلان: أبو حنيفة ومالك رحمهما الله، أما أبو حنيفة فقد نشأ في بلاد العراق وهي بلد كثر عمرانها فكثر فيها المال وتنامت تجارتها، واشتدت دولتها، فكان أبو حنيفة متكلماً في معاملات الناس كلام الخبير، بل أصبح فقيه العراق الأول، فقد فقه الحياة فامتد بصره الثاقب ليشمل المستقبل وما ينطوي عليه من أحداث واحتمالات، فأصّل لفقهه وعلمه واحترز للبلاء قبل وقوعه، ثم إن بيئته التي نشأ فيها كانت بيئة متأثرة بالحضارة الفارسية التي تجمعت بها طوائف من العرب الفاتحين وأخرى من سكان البلاد الأصليين، واختلط فيها ما روي من صحيح الحديث بالمكذوب الموضوع، فاحتاط لنفسه في الأخذ بالأثر، واتسعت دائرة القول بالرأي في المسائل الفقهية. وأما الإمام مالك فقد نشأ في المدينة المنورة حيث ينتشر حفّاظ الحديث ورواته، مما أغنى ثروة الإمام مالك الفقهية المستندة في الغالب إلى الآثار وأقوال الصحابة والتابعين، ولذلك ألّف كتابه الشهير (الموطّأ).
2 - المؤثرات الزمانية:
راعت الشريعة الإسلامية هذه المؤثرات في بناء الأحكام الشرعية وسايرت فترات الإنسان بما يضمن لها البقاء،ويحقق للإنسان مصلحته العاجلة والآجلة. وقد وردت بعض الأحكام في السنة النبوية بنيت على رعاية أحوال الناس وأخلاقهم في زمن النبوة، ثم تبدلت أحوال الناس بعدهم، فتغيرت الفتاوى، فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (لو أدرك النبي صلى الله عليه وسلم ما أحدث النساء لمنعهن كما مُنعت نساء بني إسرائيل).
قال القسطلاني رحمه الله: (واستحباب خروجهن مطلقاً إنما كان في ذلك الزمن حيث كان الأمن من فسادهن.
3 - المؤثرات العرفية:
والعرف كما يقول ابن تيمية: (هو ما اعتاده الناس في دنياهم مما يحتاجون إليه). يقول ابن القيم رحمه الله تعالى: (ومن أفتى الناس بمجرد المنقول على اختلاف عرفهم وعوائدهم، وأزمنتهم وأمكنتهم وأحوالهم وقرائن أحوالهم: فقد ضل وأضل، وكانت جنايته على الدين أعظم من جناية من طبب الناس كلهم على اختلاف بلادهم وعوائدهم وأزمنتهم وطبائعهم، بما في كتاب من كتب الطب على أبدانهم، بل هذا الطبيب الجاهل، وهذا المفتي الجاهل أضر على أديان الناس وأبدانهم والله المستعان). هذا بالنسبة للعرف المعتبر الصحيح، أما العرف الفاسد: وهو ما يخالف أحكام الشريعة وقواعدها الثابتة، مثل: تعارف الناس على كثير من المنكرات، كالتعامل بالربا، وشرب الخمر، وحلق اللحى، ونحوها، فهذا عرف غير معتبر، إلا أن بعض دعاة منهج التيسير المعاصر عدّ هذا العرف سبباً للتيسير.
4 - المؤثرات العلمية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/53)
إن تأثر العالم والمفكر بمشربه العلمي ووسطه المعرفي الذي استقى منه علومه ومعارفه أمر لا يختلف فيه اثنان، فالعالم يتأثر بشيخه، وهذا مُلاحظ معلوم؛ فالشيخ لا بد أن يترك أثراً على تلميذه، إما في منهجه في التأليف أو طريقته في الاستنباط أو بتبني بعض آرائه، أو في كل ما سبق وربما أكثر. ومن أبرز الأمثلة المشهورة عند أهل العلم الأثر الواضح الذي تركه شيخ الإسلام ابن تيمية على تلميذه ابن القيم رحمهما الله تعالى، فقد كان التلميذ كأنه جزء قُدَّ من شيخه. ومما نراه الآن التأثر الواضح الذي يُلحظ في منهج الدكتور القرضاوي تأثراّ بشيخه محمد الغزالي رحمه الله وبشيخه مصطفى الزرقا رحمه الله، ومن قرأ طرقهم في الاستنباط وعرض القضايا في كثير من المسائل يظن أنها لكاتب واحد، ومن هذه المسائل: سفر المرأة بلا محرم، عمل المرأة، رجم الزاني، إضافة إلى تهوينهم من فروع المسائل، ونحو ذلك.
الثاني: الأسباب الخارجية:-
1 - الترغيب في الدخول في الإسلام:
إن دعوة غير المسلمين إلى الإسلام وترغيبهم في الدخول فيه من أوجب الواجبات على أهل الإسلام، لا سيما الدعاة والعلماء منهم، وقد جاءت نصوص الكتاب والسنة تُرَغّب في ذلك وتدعو إليه، قال تعالى: ? وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ ?. وقال صلى الله عليه وسلم لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه: " فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحدا خير لك من حُمر النعم ".قال ابن القيم رحمه الله تعليقا على هذا الحديث: (إذا اهتدى رجل واحد بالعالِم كان ذلك خيراً له من حُمر النعم، وهي خيارها وأشرفها عند أهلها، فما الظن بمن يهتدي به كل يوم طوائف من الناس). ولم ينتشر هذا الدين إلا بسبب عوامل عديدة من أبرزها يسر الإسلام.
ومن تتبع أحوال بعض دعاة فقه التيسير المعاصر يرى أن هذا السبب قد طغى على كتاباتهم، وأن الترغيب في الدخول إلى الإسلام يمثل الهمّ الأكبر لبعضهم – فجزاهم الله خيراً -، لكن هذا الهم – على جلالته – مَثَّل مزلقاً أُهدرت فيه كثير من قواعدنا العلمية وقضايانا الفقهية ومسائلنا الدينية. لقد أصبح واضحاً على دعاة هذا المنهج أن الرغبة في نشر الإسلام بدا غاية تذلل أمامها كل العقبات، ويسلك لأجلها جميع القنوات حتى ولو كان بعضها محرّما، فهاهو الغزالي ينصح ويوجه دعاة الأمة بقوله: (وأوصي الدعاة الذين يذهبون إلى كوريا ألا يفتوا بتحريم لحم الكلاب، فالقوم يأكلونها، وليس لدينا نص يفيد الحرمة، ولا نريد أن نضع عوائق أمام كلمة التوحيد وأصول الإسلام). ويا سبحان الله! هل يمكن أن يصدق أحد أن المانع لهؤلاء القوم من الإسلام هي هذه الأمور، بل إن من يفعل ذلك سيخسر الاثنين، فلا القوم أسلموا حين أُذن لهم بأكل لحوم الكلاب، ولا هذا حفظ كرامة النصوص من التغيير والتبديل.
2 - كثرة الهجرة والابتعاث إلى بلاد الغرب:
ومع أن الابتعاث كان ولا يزال رافداً من أهم روافد الاتصال الحضاري بين الحضارة الإسلامية والحضارة الغربية، وقد أفرزته المعطيات الحضارية وفروقها بين الحضارتين؛ إلا أن الكثير ممن هناك تسيطر على عقليته مظاهر الانبهار والتأثر سلباً بفكر المجتمع الغربي وسلوكه، وعند الرجوع إلى أرض الوطن يكون سفيراً لتوجهات فكرية وسلوكية تنتمي إلى حضارة أجنبية، والتاريخ شاهد على ذلك، فقد عاد كثير من المبتعثين المسلمين إلى بلادهم وهم يحملون أفكار الغربيين لا علومهم وتقدمهم، فكانوا نواة لحركة تغريبية – كما سبق – في العالم الإسلامي.
3 - الانبهار بالحضارة الغربية:
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (فالانتفاع بآثار الكفار والمنافقين في أمور الدنيا جائز، كما يجوز السُّكنى في ديارهم ولبس ثيابهم وسلاحهم .... وأخذ علم الطب من كتبهم مثل الاستدلال بالكافر على الطريق واستطبابه، بل هذا أحسن، لأن كتبهم لم يكتبوها لمعين من المسلمين حتى تدخل فيها الخيانة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/54)
ويقول الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله: (والتقسيم الصحيح يحصر أوصاف المحل الذي هو الموقف من الحضارة الغربية في أربعة أقسام لا خامس لها، حضرا عقليا لا شك فيه: الأول: ترك الحضارة نافعها وضارها، الثاني: أخذها كلها ضارها ونافعا، الثالث: أخذ ضارها وترك نافعها، الرابع: أخذ نافعها وترك ضارها. فنرجع بالسبر الصحيح إلى هذه الأقسام الأربعة، فنجد ثلاثةً منها باطلةً لا شك، وواحداً صحيحاً بلا شك)
??????????
آثار ظهور منهج التيسير المعاصر
أولاً / الآثار التشريعية:
1 - التفلّت من بعض الأحكام الشرعية:
فمن باب ما يسمى بـ (فقه الأولويات) ظهرت اختلالات كثيرة في مراتب الأعمال والأحكام الشرعية – لأجل الأخذ بالتيسير – في كثير من كتابات أصحاب هذا الاتجاه، ومن أبرز ما نتج عن ذلك أمران:
الأول: التهوين بالمسائل الفرعية: ولقد ضُيّع كثير من السنن، بل الواجبات، بحجة الاهتمام بقضايا الأمة الكبرى وتفعيل فقه الأولويات، وإنك لترى وتسمع من إذا أنكرت عليه تقصيرا في ترك سنة أو واجب أو ارتكاب لمحظور سارع بإجابتك بأن الأمة يحيط بها أعداؤها من كل مكان ويكيدون لها وأنت تنكر عليّ هذه المسألة؟! وهكذا في سلسلة لا تنتهي من التفلتات من فرائض الشريعة وسننها بحجة التيسير على الأمة في ترتيب اهتماماتها، وهذا المنهج الذي اختطه دعاة التيسير انتهى ببعضهم إلى أبعاد خطيرة، فقد خرج من يوبخ طلبة العلم الذي يبحثون حتى الآن في مسألة: هل الربا وفوائد البنوك حلال أم حرام؟ بينما الأمريكان يتابعون رحلات الفضاء الهائلة التي تجاوزت كوكب نيوتن.
الثاني: ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: فأصحاب هذا المنهج يدعون إلى ترك الإنكار في أي مسألة خلافية، وقد سُئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله: هل يُنكر على المرأة التي تكشف الوجه أم أن المسألة خلافية، والمسائل الخلافية لا إنكار فيها؟، فأجاب رحمه الله: (لو أننا قلنا المسائل الخلافية لا ينكر فيها على الإطلاق، ذهب الدين كله حين تتبع الرخص، لأنك لا تكاد تجد مسألة إلا وفيها خلاف بين الناس).
2 - الإخلال بمقاصد الشريعة:
ويتمثل هذا في عدة أمور، منها:
أ) التوسع في تحديد مقاصد الشريعة: بعدم الاقتصار على ما ذكره فقهاء الأمة واتفقوا عليه فيما يدخل ضمن الضروريات والحاجيات والتحسينات، ومنها ما يقوله الدكتور الجابري من أن مصالح العباد اليوم لم تعد مقصورة على حفظ الضروريات الخمس (الدين والنفس والعقل والنسل والمال) بل إنها تشمل كذلك: الحق في حرية التعبير، وحرية الانتماء السياسي والحق في انتخاب الحاكمين، والحق في التعليم والعلاج ... إلى غير ذلك من الحقوق الأساسية للمواطن في المجتمع المعاصر.
ب) حصر مقاصد الشريعة على فهم معين: فمثلا تحريم الربا، يرى الجابري أنه إنما حرم لأن فيه استغلال، فإذا لم يوجد فهو مباح، يقول: (ومعلوم أن منع الاستغلال هو الحكمة من تحريم الربا).
ثانياً / الآثار السلوكية:
1 - التفرّق:
وقد أنتج منهج التيسير المعاصر التفرّق من وجهين:
الأول: أن التساهل والتفريط والتيسير غير المنضبط هو في حد ذاته مفارقة لجماعة المسلمين.
الثاني: أن في البحث عن الرخص وتتبعها والتنقل من عالم لآخر بحثا عن الأسهل، وما يكون من جراء ذلك من نقل كلامهم إما للعامة أو بعضهم لبعض، في ذلك كله من التفرق والتنافر ما لا يخفى.
2 - الوقوع في المحظورات:
ولعل من أبرز المحظورات التي تجرأ عليها بعض المسلمين نتيجة للتيسير غير المنضبط:
أ) التعامل بالربا: فمع أن الربا من المعاملات المحرمة شرعا، التي لا تقبل جدالاً أو نقاشاً، إلا أن بعض المسلمين تجرؤوا على الوقوع فيه شيئا فشيئا. فأصبحنا نرى المصارف الربوية المدعمة بالفتاوى من أصحاب منهج التيسير، تراها تدعو بطريقة يظنها الجاهل إسلامية شرعية، وذلك بإضافة بعض العبارات ذات الصبغة الإسلامية مثل (وفق الضوابط الشرعية) أو (الفوائد الإسلامية) ونحو ذلك من العبارات التي ظاهرها فيه الجواز وباطنها فيه التحريم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/55)
ب) تحرير المرأة: لقد مر تحرير المرأة في العالم الإسلامي بمراحل تدريجية، وتدريجيا في ظل الحرية المزعومة سقط الكثير من محصّنات المرأة المسلمة، وأولها الحجاب، ثم غدا الاختلاط باسم التيسير على المرأة وتطورها ورقيها أمرا مألوفا، بل ادعى بعضهم أن الاختلاط بات ضرورة عصرية، وآخر زعم بأن المطالبة بعزل الطالبات عن الطلاب مخالفة للشريعة.
3 - النيل من شعائر الإسلام وعلمائه:
نتج عن منهج التيسير لمعاصر الكثير من الآفات تجاه شعائر الإسلام الظاهرة، من ذلك النيل من المتمسكين ببعض الشعائر الإسلامية كتوفير اللحية مثلا، فنجد أن ذلك أصبح مجالاً رحبا – مع الأسف – للنيل من صاحبها ووصفه بما لا يليق. يقول محمد الغزالي رحمه الله: (وهناك من حلق رأسه وشواربه بالموسى، وأطلق شعر لحيته على نحو يشعرك بأن كل شعرة أعلنت حربا على جارتها، فهناك امتداد وتنافر يثيران الدهشة، قلت في نفسي: لم يبق إلا أن يحلق حاجبيه بالموسى هي الأخرى لتكتمل الدمامة في وجهه، ولم أر مساءلته لمَ فعل ذلك؟ لأني أعلم إجابته، سيقول: هذه هي السنة).
فانظر إلى هذه الجرأة على متبعي السنة والتجاوز البيّن للمنهج الرشيد في الحوار والردود، والاستهانة والنيل من شعائر الإسلام، وإذا كان هؤلاء لهم الجرأة في نقد الحق، فيجب أن نكون أكثر جرأة في نقد الباطل.
4 – التقليد والتبعية للغرب:
معلوم أن الشارع الحكيم كثيرا ما ينهى عن التقليد الأعمى، وبخاصة تقليد الكفار، ولعل من أخطر الآثار السلوكية لمنهج التيسير المعاصر التي تأثرت بها معظم المجتمعات الإسلامية: التقليد للغرب والتبعية لهم ومجاملتهم، وهو نتاج لأمور عديدة كالتغريب والانبهار الشديد من التقدم المادي المذهل عند الغرب، فبرزت مقولة ابن خلدون الشهيرة: (المغلوب مولع بتقليد الغالب).
لقد زعم بعض المسلمين أننا في حاجة إلى التقليد والتبعية للغرب في كل شيء، نعتاد عاداتهم ونلبس لباسهم ونأكل طعامهم، ومن ذلك ما كتبه مدير مجلة الأزهر يقول: (إن الأمم الإسلامية لفي حاجة إلى تقليد الغربيين في كل شيء حتى ملاهيهم ومراقصهم وإلحادهم إن أرادت أن تبلغ شأوهم في حلبة الحياة).
??????????
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[17 - 07 - 08, 01:58 م]ـ
هذا رابط الكتاب كاملاً
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=3768
ـ[ابو العابد]ــــــــ[17 - 07 - 08, 06:58 م]ـ
جزاك الله خيرا
لكن وجدته معطوب
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[18 - 07 - 08, 02:35 ص]ـ
هذا رابط إن شاء الله سليم،تحميل الرسالة كاملة،وأدعو جميع الأفاضل كل من عنده رسالة جامعية ويريد نشرها في موقع ثابت فليرسل لي إن شاء الله وسيرى خيرا بإذن الله
http://www.islamway.com/index.php?iw_s=library&iw_a=bk&lang=1&id=2351
ـ[سليمان إبراهيم الأسعدي]ــــــــ[18 - 07 - 08, 09:03 م]ـ
جزاكم الله خير
ـ[محمد الفردي]ــــــــ[19 - 07 - 08, 02:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[22 - 07 - 08, 02:28 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالمنعم الشنو]ــــــــ[29 - 07 - 08, 12:47 ص]ـ
أخي الغالي أبا العابد ...
جزاك الله خير و بارك الله فيك و بك و ثبتني الله و إياك على الحق. أخي ارسلت لك رسالة خاصة أرجو الإطلاع عليها والرد و أعتذر منك للتأخر في الرد عليك ... لإنشغالي و للتقصير مني و الله المستعان
ـ[ابو العابد]ــــــــ[27 - 08 - 08, 03:07 م]ـ
حمل التلخيص دون أخطاء ولا تنساني من الدعاء
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[02 - 09 - 08, 06:21 م]ـ
ماشاء الله.
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[05 - 09 - 08, 09:02 م]ـ
شكراً أبا العابد(98/56)
مبحث مختصر في: ((حكم الأذان الثاني يوم الجمعة)).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 06 - 08, 12:10 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
(الأذان لصلاة الجمعة كان أذانا واحدا – سوى الإقامة – في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – وأبي بكر وعمر –رضي الله عنهما- وكان يرفع حين يجلس الإمام على المنبر، فزاد عثمان –رضي الله عنه- أذانا ثالثا على الزوراء حين كثر الناس، دل على ذلك حديث السائب بن يزيد –رضي الله عنه-: ((إن الأذان يوم الجمعة كان أوله حين يجلس الإمام يوم الجمعة على المنبر في عهد رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر –رضي الله عنهما-، فلما كان في خلافة عثمان –رضي الله عنه-وكثر الناس (وتباعدت المنازل) أمر عثمان يوم الجمعة بالأذان الثالث، فأذّن به على الزوراء، فثبت الأمر على ذلك)).رواه البخاري وغيره، ورواية (تباعدت المنازل) لابن حميد وابن المنذر وابن مردويه كما ذكر ذلك العلامة الألباني في رسالته "الأجوبة النافعة".
والناس في هذه المسألة على قولين:
القول الأول:
قول جمهور الفقهاء وهو أن الأخذ بالأذان الثاني الذي زاده عثمان-رضي الله عنه- سنة مستحبة، ومن المعاصرين العلامتان ابن باز وابن عثيمين.
واستدلوا لذلك بما يلي:
ما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم- بأنه قال: (( ... فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين تمسّكوا بها وعضّوا عليها بالنواجذ)).رواه أحمد وأبوداود والترمذي وصححه الألباني.
ووجه الدلالة من الحديث:
أننا مأمورون باتباع سنة الخلفاء الراشدين، وعثمان –رضي الله عنه- منهم، فصار ما سنه أذانا شرعيا.
ونوقش هذا الدليل بأن قول و فعل الصحابي الراشد وغيره من الصحابة إنما يكون حجة بشرطين اثنين: الأول: ألا يخالف السنة المحمدية , والثاني: ألا يخالفه صحابي آخر، وكما ترى فإن السنة المحمدية كانت أذانا واحدا حتى زاد عثمان –رضي الله عنه- الأذان الثاني، وحينئذ فحري بنا أن نلزم السنة المحمدية، خاصة وأن عثمان –رضي الله عنه- إنما أحدث الأذان الثاني لمصلحة مرسلة دل عليها حديث السائب آنف الذكر، ألا وهي عدم سماع الناس للأذان الذي يكون في المسجد مصاحبا لخروج الخطيب، والحكم – كما هو مقرر في علم الأصول – يدور مع علته وجودا وعدما نفيا وإثباتا، فإذا انتفت هذه المصلحة والعلة انتفى الحكم، فلم يعد له داع، والأمر هنا كذلك، فإن المكبرات الصوتية، والمذياعات توصل صوت الأذان إلى أقصى البقاع، وحينئذ نرجع إلى سنة النبي –صلى الله عليه وسلم.
واستدلوا أيضا بالإجماع السكوتي للصحابة الكرام –رضي الله عنهم- حيث لم يرد إنكار أحد من الصحابة على عثمان، فكان إجماعا سكوتيا.
ويؤيد هذا الإجماع ما جاء في بعض روايات الحديث السابق: ((فلم يعب الناس ذلك عليه، وقد عابوا عليه حين أتم الصلاة بمنى)).رواه الطبراني في الأوسط.
قال الحافظ –رحمه الله تعالى- في الفتح:
((وتبين فيما مضى أن عثمان أحدثه لإعلام الناس بدخول الوقت الصلاة قياسا على بقية الصلوات، فألحق الجمعة بها، وأبقى خصوصيتها بالأذان بين يدي الخطيب))؛ وقال: ((لما زيد الأذان الأول كان للإعلام، وكان الذي بين يدي الخطيب للإنصات)) اهـ.
ونوقش هذا الإجماع السكوتي بأنه منقوض بقول وفعل طائفة من الصحابة الكرام كما سيأتي.
القول الثاني:
القول بأن الأذان الثاني يترك، وهم بين قائل بأنه إما بدعة وإما أنه خلاف الأولى.
وهؤلاء هم علي بن أبي طالب و ابن عمر وعبد الله بن الزبير-رضي الله عنهم- و الحسن البصري وعطاء والشافعي –رحمهم الله تعالى- وقول بعض الأحناف، والصنعاني والألباني.
ذكر القرطبي في "الجامع لأحكام القرآن" أن علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- (كان يُؤذن له أذانا واحدا بالكوفة).
أخرج ابن شيبة في "المصنف" عن ابن عمر-رضي الله عنه- قال: [الأذان الأول يوم الجمعة بدعة] اهـ.
وأخرج عبد الرزاق في مصنفه عن ابن الزبير (أنه لا يؤذن له حتى يجلس على المنبر، ولا يؤذن له إلا أذانا واحدا يوم الجمعة).
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنف عن الحسن البصري أنه قال:
[النداء الأول يوم الجمعة الذي يكون عند خروج الإمام،والذي قبل ذلك محدث] اهـ.
وأخرج عبد الرزاق في"المصنف" عن عطاء أنه قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/57)
[إنما كان الأذان يوم الجمعة فيما مضى واحدا قط، ثم الإقامة، فكان ذلك الأذان يؤذن به حين يطلع الإمام، فلا يستوي الإمام قائما حيث يخطب حتى يفرغ المؤذن، أو مع ذلك، وذلك حين يحرم البيع، وذلك حين يؤذن الأول، فأما الأذان الذي يؤذن به الآن قبل خروج الإمام وجلوسه على المنبر فهو باطل، وأول من أحدثه الحجاج بن يوسف] اهـ.
وقال الشافعي-رحمه الله تعالى- في "الأم":
[وأحب أن يكون الأذان يوم الجمعة حين يدخل الإمام المسجد ويجلس على موضعه الذى يخطب عليه ........ فإذا فعل أخذ المؤذن في الأذان، فإذا فرغ قام فخطب، لا يزيد عليه] اهـ.
قال الجصّاص في " أحكام القرآن ":
[" وَأَمَّا أَصْحَابُنَا فَإِنَّهُمْ إنَّمَا ذَكَرُوا أَذَانًا وَاحِدًا إذَا قَعَدَ الْإِمَامُ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَإِذَا نَزَلَ أَقَامَ عَلَى مَا كَانَ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ -رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا-] اهـ.
واحتجوا لقولهم بأثر ابن عمر-رضي الله عنهما- السابق.
ونوقش باحتمال أنه يريد أنه لم يكن في زمن النبي –صلى الله عليه وسلم- وكل ما لم يكن في زمنه يسمى بدعة.
والجواب عن ذلك أن مثل هذا الاحتمال مردود بالرواية الأخرى وفيها: (الأذان الأول يوم الجمعة بدعة، وكل بدعة ضلالة وإن رآه الناس حسنا). ذكر هذه الرواية الجصّاص في " أحكام القرآن ".
كذلك بالرواية التي رواها أبو طاهر المخلص في "فوائده" كما ذكر ذلك العلامة الألباني في رسالة الماتعة"الأجوبة النافعة"، قال ابن عمر –رضي الله عنهما-: (إنما كان النبي –صلى الله عليه وسلم- إذا صعد المنبر أذن بلال، فإذا فرغ النبي –صلى الله عليه وسلم- من خطبته أقام الصلاة، والأذان الأول بدعة).
ويؤيد ذلك ما جاء آنفا عن بعض السلف من الصحابة كعلي وابن الزبير والتابعين كما في أثري الحسن وعطاء.
الترجيح:
ويظهر – والعلم عند الله تعالى – قوة القول الثاني لما أسلفنا من أدلة أثرية ونظرية سالمة من المناقشة.
والحمد لله رب العالمين.
**أقوال بعض العلماء المعاصرين:
العلامة الألباني:
قال في رسالته " الأجوبة النافعة ":
[لا نرى الاقتداء بما فعله عثمان رضي الله عنه على الإطلاق ودون قيد، فقد علمنا مما تقدم أنه إنما زاد الأذان الأول لعلة معقولة، وهي كثرة الناس وتباعد منازلهم عن المسجد النبوي، فمن صرف النظر عن هذه العلة وتمسك بأذان عثمان مطلقا، لا يكون مقتديا به رضي الله عنه، بل هو مخالف له حيث لم ينظر بعين الاعتبار إلى تلك العلة التي لولاها لما كان لعثمان أن يزيد على سنته عليه الصلاة والسلام وسنة الخليفتين من بعده.
متى يشرع الأذان العثماني؟:
فإذن إنما يكون الاقتداء به رضي الله عنه حقا عندما يتحقق السبب الذي من أجله زاد عثمان الأذان الأول وهو "كثرة الناس وتباعد منازلهم عن المسجد" كما تقدم.
.... وهذا السبب لا يكاد يتحقق في عصرنا هذا إلا نادرا وذلك في مثل بلدة كبيرة تغص بالناس على رحبها كما كان الحال في المدينة المنورة ليس فيها إلا مسجد واحد يجمع الناس فيه وقد بعدت لكثرة منازلهم عنه فلا يبلغهم صوت المؤذن الذي يؤذن على باب المسجد وأما بلدة فيها جوامع كثيرة كمدينة دمشق مثلا لا يكاد المرء يمشي فيها إلا خطوات حتى يسمع الأذان للجمعة من على المنارات وقد وضع على بعضها أو كثير منها الآلات المكبرة للأصوات فحصل بذلك المقصود الذي من أجله زاد عثمان الأذان ألا وهو إعلام الناس: أن صلاة الجمعة قد حضرت كما نص عليه في الحديث المتقدم: وهو ما نقله القرطبي في تفسيره "18/ 100" عن الماوردي:
" فأما الأذان الأول فمحدث، فعله عثمان ليتأهب الناس لحضور الخطبة عند اتساع المدينة وكثرة أهلها ".
وإذا كان الأمر كذلك فالأخذ حينئذ بأذان عثمان من قبيل تحصيل حاصل وهذا لا يجوز لا سيما في مثل هذا الموضع الذي فيه التزيد على شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم دون سبب مبرر وكأنه لذلك كان علي بن أبي طالب رضي الله عنه وهو بالكوفة يقتصر على السنة ولا يأخذ بزيادة عثمان كما في "القرطبي "
وقال ابن عمر:
"إنما كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا صعد المنبر أذن بلال فإذا فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من خطبته أقام الصلاة والأذان الول بدعة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/58)
رواه أبو طاهر المخلص في "فوائده" "ورقة 229/ 1 - 2"
والخلاصة: أننا نرى أن يكتفى بالأذان المحمدي وأن يكون عند خروج الإمام وصعوده على المنبر، لزوال السبب المبرر لزيادة عثمان، واتباعا لسنة النبي صلى الله عليه وسلم وهو القائل:
"فمن رغب عن سنتي فليس مني "متفق عليه] اهـ.
العلامة ابن عثيمين:
في " مجموع فتاوى العلامة العثيمين ":
[رسالة
بسم الله الرحمن الرحيم
سماحة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... وبعد
فمن مدينة ( .... ) في مقاطعة ( .... ) في ( ..... ) نحييكم وننقل إليكم تحيات إخوانكم أبناء الجالية المسلمة الكبيرة والموحدة بفضل الله تعالى في إطار الوقف الإسلامي الذي منّ الله تعالى به علينا أخيراً، وتم شراؤه بتظافر الجهود، إن الوقف عندنا ينظم العمل الإسلامي بأنشطته الدعوية، والثقافية والاجتماعية، والتي تنطلق كلها من مسجد الوقف ولجانه المختلفة، ولقد درجنا ومنذ أكثر من ست سنوات ولازلنا على رفع أذان واحد يوم الجمعة، وذلك اقتداء بالسنة النبوية الشريفة، واستضفنا خلال هذه المدة علماء عديدين، ومن مناطق مختلفة، وألقوا محاضرات، ودروساً، وأقاموا فينا صلوات الجمعة التي يرفع فيها أذان واحد، وفي الآونة الأخير بدأ بعض الأخوة المصلين عندنا يطلبون برفع أذانين يوم الجمعة بدل الأذان الواحد، على اعتبار أن ذلك أيضاً سنة عمل بها الصحابة منذ زمن الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وكما هو الحال في الحرم المكي، والمدني، والمسجد الأقصى والأزهر، بل في كافة البلاد الإسلامية باستثناء عدد محدود من المساجد التي تقيم أذاناً واحداً في بعض البلاد، إن إدارة الوقف وحرصاً منها على عدم توسع الخلاف في هذا الأمر قررت التوجه إلى أهل العلم لبيان رأيهم في الموضوع، ولذلك نتوجه إلى فضيلتكم بالسؤال التالي:
هل الأفضل والأقرب إلى السنة أذان واحد للجمعة أم أذانين؟ وماذا ترون بناء على المعطيات السابقة؟ نرجو ترجيح رأي من الرأيين؟
فأجاب فضيلته بقوله: بسم الله الرحمن الرحيم. وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. الأفضل أن يكون للجمعة أذانان اقتداء بأمير المؤمنين عثمان بن عفان رضي الله عنه؛ لأنه أحد الخلفاء الراشدين الذين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم باتباع سنتهم؛ ولأن لهذا أصلاً من السنة النبوية حيث شرع في رمضان أذانين أحدهما من بلال، والثاني من ابن أم مكتوم رضي الله عنهما، وقال: «إن بلالاً يؤذن بليل ليوقظ نائمكم ويرجع قائمكم، فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر». ولأن الصحابة رضي الله عنهم لم ينكروا على أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه، فيما نعلم، وأنتم محتاجون للأذان الأول لتتأهبوا للحضور.
فاستمروا على ما أنتم عليه من الأذانين، ولا تختلفوا فتختلف قلوبكم، وتكونوا فريسة للقيل والقال بين أمم تتربص بكم الدوائر والاختلاف.
أسأل الله تعالى أن يجمع قلوبكم، وكلمتكم على الهدى، ويعيذكم من ضلالات التفرق. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. حرر في 51/ 6/8141هـ.] اهـ.
وقال العلامة ابن عثيمين في " نور على الدرب ":
[أولاً ليعلم أن الأذان الأول يوم الجمعة لا يكون إلا متقدماً على الأذان الثاني بزمن يمكن للناس أن يحضروا إلى الجمعة من بعيد، لأن سبب مشروعية هذا الأذان سببه أن الناس كثروا في عهد أمير المؤمنين عثمان - رضي الله عنه - واتسعت المدينة، فرأى أن يزيد هذا الأذان من أجل أن يحضر الناس من بعيد، ولا ريب أن عثمان - رضي الله عنه - من الخلفاء الراشدين الذين أُمرنا بإتباع سنتهم، والصحابة - رضي الله عنهم - لم ينكروا عليه فعله هذا، فيكون هذا الفعل قد دلت عليه السنة، ودل عليه عدم معارض من الصحابة - رضي الله عنهم - وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم باتباع سنة الخلفاء الراشدين، ولكن كما قلت: ينبغي أن يكون متقدماً بزمن يتمكن حضور البعيدين إلى الصلاة، وأما كونه قريباً من الأذان الثاني بحيث لا يكون بينهما إلا خمس دقائق وشبهها، فإن هذا ليس بمشروع، وغالب الناس الذين يتطوعون بركعتين إنما يفعلون ذلك في ما إذا كان الأذان الأول قريباً من الأذان الثاني، ولكن هذا من البدع، أعنى التطوع بين هذين الأذانين المتقاربين، لأن ذلك ليس معروفاً عن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/59)
الصحابة -رضي الله عنهم- فلا ينبغي للإنسان أن يصلي هاتين الركعتين، وعلى هذا فنقول: هذا الجواب يتضمن جوابين في الحقيقة: الجواب الأول: أنه ينبغي أن يكون بين الأذان الأول والثاني يوم الجمعة أن يكون بينهما وقت يتمكن فيه الناس من الحضور إلى المسجد من بعيد، لا أن يكون الأذان الثاني موالياً له؛ أما الجواب الثاني: فهو صلاة الركعتين بين الأذانين المتقاربين كما يوجد من كثير من الناس وهذا من البدع] اهـ.
العلامة عطية بن محمد بن سالم:
قال العلامة عطية بن محمد بن سالم في " شرح الأربعين ":
[ .. وبهذه المناسبة ننبه على كثيراً ما يتساءل الناس عنها ويخلطون فيها وهي: حينما يؤذن المؤذن على المنارة، وقبل أن يصعد الإمام على المنبر، في تلك البرهة لم يعد هناك زمن بين الأذانين، مع أنه في السابق كان هناك زمن يسع لفعل ما، ,نجد الناس جلوساً في المسجد فإذا سمعوا الأذان الأول قاموا فصلوا ركعتين؛ لأن أذان عثمان الذي شرعه في الأسواق نقله بنو أمية إلى باب المسجد، ثم نقله من بعدهم إلى عند المنبر، وأصبح الأذان الأول الذي كان للتنبيه قبل دخول الوقت على باب المسجد بدلاً من السوق، ثم انتقل من باب المسجد إلى عند المنبر، فأصبح أذان الوقت مع الأذان الأول ليس بينهما إلا برهة وجيزة، ومعلوم أنه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ما كان يوجد هذا الأذان، وإنما أذان الوقت والإقامة فقط، ولم يكن هناك متسع لصلاة ركعتين، أما الآن فإذا أذن المؤذن على المنارة قام الناس يركعون ركعتين، فإذا انتهوا من هاتين الركعتين صعد الإمام على المنبر ثم سلم، وقام المؤذن يؤذن أذان الوقت الذي تصح بعده الصلاة، فيتساءل الناس عن هاتين الركعتين اللتين هما بين الأذان على المنارة وبين الأذان الذي بين يدي الخطيب: أهما سنة جمعة؟ نجد ابن القيم يقول عبارة شديدة: من ظن أنها سنة فهو أجهل من حمار أهله! ولكن نجد شيخه الإمام ابن تيمية رحمه الله يقول: إن هاتين الركعتين ليعلم كل إنسان أنها لم تكن زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لم يكن إلا أذان واحد، يؤذن المؤذن على سطح المسجد، ويبدأ صلى الله عليه وسلم في الخطبة، فليس هناك مجال للصلاة، والناس يستمعون إلى الخطبة، ولا يقوم أحد للصلاة، ولكن حيث أن عثمان قد أنشأه فهو سنة خليفة راشد، فطالب العلم في حد ذاته لا يفعلها؛ لأنه يعلم يقيناً أنها ليست سنة، أما بقية عوام الناس فهل ينكر عليهم أو يتركهم على ذلك؟ ينظر: إن كان أولئك العوام يرونه موضع ثقة، ويقبلون منه، فإنه يبين لهم، وإن كان لو نهاهم عنها ظنوا أنه ينكر السنة، وسينفرون عنه، ولا يستطيع أن يبين لهم ما هو أهم من ذلك؛ فليتركهم وليلتمس لهم عذراً من عموم قوله صلى الله عليه وسلم (بين كل أذانين صلاة)، وإن كان الحديث يعني الأذان والإقامة، إلا أن هذا فعل عثمان، وهو فعل خليفة راشد، فنعتبره ونلتمس العذر لعوام الناس.
انظر إلى حكمة الدعوة عند ابن تيمية! وانظر إلى شدة القول عند تلميذه! وعلى هذا اعتبر ابن تيمية رحمه الله ما فعله عثمان سنة خليفة راشد، وبهذا تلتمس الأعذار لعوام الناس] اهـ.
وفي نهاية هذا المبحث القصير أنبه على مسألة مهمة، ألا وهي: أن هذه المسائل الفرعية الخلافية المعتبر فيها الخلاف، فلا يجوز فيها التبديع ولا التفسيق ولا الهجر، فالأمر فيها واسع لمن بذل وسعه، وأنقل هذا الكلام الجميل للعلامة ابن عثيمين:
قال العلامة ابن عثيمين في " اللقاء الشهري":
[إذا اختلف الفقهاء في سنة فقال بعضهم: هي سنة، وقال آخرون: ليست بسنة، فليس لازم قول الذين يقولون: إنها ليست بسنة أن يبدعوا الآخرين، لا يبدعونهم أبداً، لأننا لو بدعنا المخالف لنا في هذه الأمور لزم أن يكون كل الفقهاء في مسائل الخلاف مبتدعة، لأن الذي يقول لي: أنت مبتدع، أقول له: وأنت مبتدع!!، فيبقى الفقهاء كلهم في مسائل الخلاف أهل بدعة، وهذا لا قائل به، فإذا اختلف العلماء رحمهم الله في مسائل لا تتعلق بالعقيدة وليست محدثةً حدثاً واضحاً، إنما اختلفوا في مفهوم النصوص، فهنا نقول: الأمر واسع، ولا يمكن أن يبدع بعضنا بعضاً] اهـ.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 09:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عبد اللطيف العتيبي]ــــــــ[04 - 02 - 10, 11:51 م]ـ
جزاك الله خيرا ..(98/60)
كف يكون الأمر غير مشروع وجائز في نفس الوقت؟ أرجو التوضيح
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 06 - 08, 12:27 م]ـ
السلام عليكم
أرجو توضيح قول الشيخ رحمه الله الذي تحته خط
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح الأربعين:
(ولو اعتكف في غير زمنه فإنه ليس بمشروع لكنه جائز، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقرّ عمر ابن الخطاب رضي الله عنه على الاعتكاف في المسجد الحرام حين نذره.) ا. هـ.
وما علاقة نذر عمر بزمن الإعتكاف ليُستدل به عليه؟ ثم إذا كان لديهم دليل أفلا يكون مشروعا؟
أم أني فهمت كلمة "مشروعا" خطأ؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[29 - 06 - 08, 02:23 م]ـ
السلام عليكم
أرجو توضيح قول الشيخ رحمه الله الذي تحته خط
قال الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح الأربعين:
(ولو اعتكف في غير زمنه فإنه ليس بمشروع لكنه جائز، لأن النبي صلى الله عليه وسلم أقرّ عمر ابن الخطاب رضي الله عنه على الاعتكاف في المسجد الحرام حين نذره.) ا. هـ.
وما علاقة نذر عمر بزمن الإعتكاف ليُستدل به عليه؟ ثم إذا كان لديهم دليل أفلا يكون مشروعا؟
أم أني فهمت كلمة "مشروعا" خطأ؟
الذي يظهر والله أعلم أنك فهمتي كلمة مشروع التي أراد الشيخ في هذا السياق لغير ما أراد هو رحمه الله
فالذي يظهر والعلم عند الل جل وعلا أن كلمة مشروع (سنة تتخذ ويسار عليها) فالاعتكاف في غير رمضان ثابت بالسنة الفعلية والتقريرية
- حدثنا محمد بن مُقَاتِلٍ أبو الْحَسَنِ أخبرنا عبد اللَّهِ أخبرنا الْأَوْزَاعِيُّ قال حدثني يحيى بن سَعِيدٍ قال حَدَّثَتْنِي عَمْرَةُ بِنْتُ عبد الرحمن عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ e ذَكَرَ أَنْ يَعْتَكِفَ الْعَشْرَ الْأَوَاخِرَ من رَمَضَانَ فَاسْتَأْذَنَتْهُ عَائِشَةُ فَأَذِنَ لها وَسَأَلَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ أَنْ تَسْتَأْذِنَ لها فَفَعَلَتْ فلما رَأَتْ ذلك زَيْنَبُ بنت جَحْشٍ أَمَرَتْ بِبِنَاءٍ فَبُنِيَ لها قالت وكان رسول اللَّهِ e إذا صلى انْصَرَفَ إلى بِنَائِهِ فَبَصُرَ بِالْأَبْنِيَةِ فقال ما هذا قالوا بِنَاءُ عَائِشَةَ وَحَفْصَةَ وَزَيْنَبَ فقال رسول اللَّهِ e آلبر أَرَدْنَ بهذا ما أنا بِمُعْتَكِفٍ فَرَجَعَ فلما أَفْطَرَ اعْتَكَفَ عَشْرًا من شَوَّالٍ (رواه البخاري) بالإضافة إلى أثر عمر السالف الذكر ..
وعليه فمطلق الاعتكاف في غير شهر رمضان جائز ولكن لو أراد شخصٌ أن يعتكف في كل سنة شهر الله المحرم هل يعتبر عمله مشروعاً؟
يوضحه الصلاة بين الظهر والعصر عشر ركعات جائزة ولكن هل هي مشروعة
السؤال
uestion
تنبيه: أقول ما سبق تفقها حتى يأتي الله لكِ بمن يصوب ما فهمت ويشرح عبارة الشيخ على ما أراد رحمه الله
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[07 - 07 - 08, 11:29 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - في (الشرح الممتع) (3/ 332):
[وهذا الذي ذكره المؤلف - مِن كونه لا يُشرع السجود لتركه، وأنه إنْ سجد فلا بأس به - يدلُّ على قاعدة مفيدة وهي: أنَّ الشيء قد يكون جائزاً، وليس بمشروع، أي: يكون جائزاً أن تتعبَّد به، وليس بمشروع أن تتعبَّد به، وقد ذكرنا لهذا أمثلة فيما سبق يحضرنا منها:
أولاً: فِعْلُ العبادة عن الغير، كما لو تصدَّقَ إنسان لشخص ميت، فإن هذا جائز؛ لكن ليس بمشروع، أي: أننا لا نأمر الناس بأن يتصدَّقوا عن أمواتهم؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمرْ به، ولم يفعله هو بنفسه حتى يكون مشروعاً، فهو لم يقل للأمة: تصدَّقوا عن أمواتكم، أو صوموا عنهم، أو صلُّوا عنهم، أو ما أشبه ذلك، ولم يفعله هو بنفسه، غاية ما هنالك أنه أَمَرَ من مات له ميت وعليه صيام أن يصوم عنه لكن هذا في الواجب، وفَرْقٌ بين الواجب وغير الواجب.
ومنها: الرَّجُل الذي أمَّرَهُ رسول الله صلى الله عليه وسلم على سريَّة بعثها؛ فكان يقرأ ويختم لهم ب {) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (الاخلاص:1) فأقره النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك ولكنه لم يقل للأمة: إذا قرأتم في صلاتكم فاختموا بـ {) قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) (الاخلاص:1) ولم يكن هو أيضاً يفعله عليه الصلاة والسلام، فدلَّ هذا على أنه ليس بمشروع، لكنه جائز لا بأس به.
ومنها أيضاً: الوِصال إلى السَّحر للصائم، فإنه جائز، أي: يجوز ألا يفطر إلا في آخر الليل، أقرَّه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السَّحر» لكنه ليس بمشروع، أي: لا نقول للناس: الأفضل أن يمسكوا حتى يكون السَّحَر، بل نقول: الأفضل أن يبادروا بالفِطر.] ا. هـ(98/61)
وقفة تأمل مع اللعبة الشهيرة " ترافيان " ولاعبيها
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 06 - 08, 02:50 م]ـ
وقفة تأمل مع اللعبة الشهيرة " ترافيان " ولاعبيها
السؤال: انتشر في الوقت الحاضر بين الشباب لعبة تسمى ترافيان ( Travian ) وطريقة اللعبة يقوم الشخص بالتسجيل، ثم يقوم بوضع قرية له، ثم يقوم بالغزو على القرى المجاورة، بأخذ ما لديهم من قمح، وخشب، وغيره، لكن يوجد بعض الشباب يقوم بدفع المال على اللعبة، ثم يقوم دفع 50 ريالاً من أجل أن أكمل عنه اللعبة في الغزو، وعمليات الصلح، وغيره. أرجو منكم الإجابة في أقرب فرصة، وجزاكم الله خيراً، ويا ليت يتم وضع الفتوى على الموقع من أجل أن يستفيد الناس.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
يخسر كثير من الناس في التفريط في نعمتين عظيمتين، وهبهما الله تعالى لهم، وأمرهم بالحفاظ عليهما، واستثمارهما قبل أن يفوتا، وقبل أن يأتي أجل المسلم، ولا ينفعه ندمه، ولا تحسره بعدها، وهاتان النعمتان هما: الصحة، والفراغ، فترى ذلك الكثير من الناس ينخدع بصحته وعافيته، ويغتر بقوته ونشاطه، فيضيعهما فيما لا فائدة فيه.
عَنْ عَمْرِو بْنِ مَيْمُونٍ الأَوْدِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم لِرَجُلٍ وَهُوَ يَعِظُهُ: (اغْتَنِمْ خَمْسًا قَبْلَ خَمْسٍ: شَبَابَكَ قَبْلَ هَرَمِكَ، وَصِحَّتَكَ قَبْلَ سَقَمِكَ، وَغِنَاكَ قَبْلَ فَقْرِكَ، وَفَرَاغَكَ قَبْلَ شُغْلِكَ، وَحَيَاتَكَ قَبْلَ مَوْتِكَ).
رواه الحاكم (4/ 341) وصححه الألباني في " صحيح الترغيب والترهيب " (3355).
والأكثر خسارة هو من يضيعهما في معصية الله تعالى، وفعل المنكرات، وإن لم يتدارك المسلم الأمر فيغتنم فراغه قبل شغله، وصحته قبل سقمه، وحياته قبل موته: ليوشكن على ندم وحسرة لا ينفعه بعدها بكاء، ولا يقبل الله منه فداء، ولو افتدى بملء الأرض ذهباً.
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (نِعْمَتَانِ مَغْبُونٌ فِيهِمَا كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ الصِّحَّةُ وَالْفَرَاغُ) رواه البخاري (6049).
قال الإمام بدر الدين العيني – رحمه الله -: " فكأنه قال: هذان الأمران إذا لم يستعملا فيما ينبغي: فقد غُبن صاحبُهما فيهما، أي: باعهما ببخس لا تحمد عاقبته، أو ليس له في ذلك رأي ألبتة، فإن الإنسان إذا لم يعمل الطاعة في زمن صحته: ففي زمن المرض بالطريق الأولى، وعلى ذلك حكم الفراغ أيضاً، فيبقى بلا عمل، خاسراً، مغبوناً.
هذا وقد يكون الإنسان صحيحاً ولا يكون متفرغاً للعبادة لاشتغاله بأسباب المعاش، وبالعكس، فإذا اجتمعا في العبد، وقصَّر في نيل الفضائل: فذلك هو الغبن له كل الغبن، وكيف لا والدنيا هي سوق الأرباح، وتجارات الآخرة " انتهى.
" عمدة القاري " (23/ 31).
فليحرص المسلم على وقته، وليعلم أن ما يمضي من أيامه إنما يقترب به من قبره، ونهاية حياته، فالسعيد من اغتنم تلك الأيام، والشقي من ضيعها.
قال الحسن البصري - رحمه الله -: " يا ابن آدم، إنما أنت أيام، كلما ذهب يوم: ذهب بعضُك " انتهى.
ثانياً:
نأسف أن أوقات المسلمين تضيع باللهث وراء الألعاب التي ينتجها البطالون، والكفار، والتجار، والذي يحرص جميعهم على استنفاد طاقاتنا، وأموالنا، فيما ينفعهم، ويضرنا.
وهذه اللعبة الواردة في السؤال وإن كان المسلم لا يبذل من ماله شيئا يشتريها به، فهو يستطيع لعبها مجاناً على الإنترنت، فإنه يبذل فيها ما هو أنفس من ماله، بل أنفس من كل نفيس، ينفق فيها عمره وأيامه، ويستهلك فيها طاقته وشبابه بما لا ينفعه، فيضيع عمره على لا شيء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/62)
وهي لعبة حربية، يرمز اسمها – ترافيان – إلى قرية نموذجية، يسميها أصحابها " معجزة العالَم " تحصن نفسها بالمواد الغذائية، وبالدفاعات المناسبة ضد الأعداء، وهذا بحد ذاته ليس فيه كثير شيء ضار، لكنها قاتلة للوقت، مضيعة للعمُر؛ فقد يستمر اللعب بها أسابيع وشهوراً كثيرة! ويصبح لاعبها مدمناً، ينام ويستيقظ عليها، وهذا ولا شك من أضر ما يكون على المسلم الذي خُلق في هذه الدنيا لغاية شريفة، وهدفٍ نبيل سامٍ، وهو توحيد الله تعالى، وعبادته، ويستلزم منه هذا أن يقوم بما أوجبه الله تعالى عليه من طاعات، وأن يحجز نفسه عن الوقوع في المحرمات، ولا شك أن تضييع العمر فيما لا نفع فيه، وقتل الوقت بما لا يرى المسلم فائدته عند لقاء ربه: يخالف المقصود الذي خُلق من أجله، وهو – كذلك – كفر بالنعَم الجليلة التي وهبها الله تعالى إياها، كالصحة، والفراغ.
هذا، بالإضافة إلى ما في تلك اللعبة من العنف، وهو ما يكسب لاعبها من الأخلاق السيئة الشيء كثير، ولا يخفى تأثير الألعاب على تصرفات وأخلاق اللاعبين، وبخاصة إن علمنا طول الوقت المستغرق في تلك اللعبة، والتي تمتد إلى أشهر كثيرة؛ الأمر الذي يجعل لاعبها يعتاد على هذه الأخلاق التي يمارسها في لعبته، ويعتاد السطو على بلاد الآخرين وأموالهم، بدلا من أن يعتاد الجهاد في سبيل الله، وأخلاقه وآدابه.
وما فيها من قتل للوقت، وتضييع له، وما فيها من عنف: كافٍ في المنع منها، والحث على تركها، والتحذير منها، ومن اطلع على فتنة الناس بها، وعلى أثر تلك الألعاب الحربية على لاعبيها: لم يشك للحظة أن المنع منها هو الصواب.
وقد أفتى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله بحرمة الشطرنج، بناء على ما في لعبه لعبها من تضييع الأوقات، في غير ما ينفع.
فقال رحمه الله: " هذه اللعبة لا شك أنها مما يلهي كثيراً، ويستغرق وقتاً طويلاً على لاعبيه، تمضي الساعات وهم لا يشعرون بها، فيفوتون بذلك مصالح كثيرة، ومن ثم قال شيخنا عبد الرحمن بن سعدي رحمه الله: إن هذه اللعبة محرمة، ولعله أخذه من قاعدةٍ لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله بأن ما ألهى كثيراً وشغل عن الواجب، فإنه من اللهو الباطل المحرم.
وأيضاً فإنه يحدث بها من الضغائن بين اللاعبين إذا غبن أحدهم ما هو معلوم، وربما يحصل بها نزاع ومخاصمة أثناء اللعب وشتمٌ وسباب، وربما يحدث بها عوض ليس دراهم، ولكن من نوعٍ آخر.
وعلى كل حال فالإنسان العاقل المؤمن المقدر لثمن الوقت لا ينزل بنفسه إلى اللعب بها والتلهي بها " انتهى.
فتاوى نور على الدرب (13/ 252ـ ترقيم الشاملة)، وانظر فتاوى علماء البلد الحرام (1253).
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/116032
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[29 - 06 - 08, 06:03 م]ـ
الشيخ المسدد / إحسان العتيبي
أحسن الله إليك في الدارين، وبَلَّغَكَ اللهُ آمالك،وحَقَقَ في ربوعِ الجنةِ أحلامك، وجَعَلَ أيامَكَ مَطَاياك إلى آمَالِكَ، ووهبَ اللهُ لكَ السلامة. وأدامَ لكَ الكرامة، ورزقَكَ الاستقامة، ورفعَ عَنْكَ النَّدَامة
جزاكم الله خيراً على نقل هذه الفتوى الهامة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 06 - 08, 06:29 م]ـ
جزاك الله خيرا
ونفع بك
وللعلم
فأنت مغلق خاصية المراسلة الخاصة
وقد راسلتك قبل قليل عليه وكان الباب مغلقاً!
ـ[مصلح بن سالم]ــــــــ[29 - 06 - 08, 07:23 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
جزاك الله خيرا شيخ إحسان
اما بالنسبة للعبة فقد رأيت من تعلق بها وأصبحت شغله الشاغل واصبحت هي الحديث و هي فعلا مضيعة للوقت
نعمتان مغبون فيهما كثيرا من الناس الصحة والفراغ
اللهم لا تشغلْنا إلا في طاعتك
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 06 - 08, 07:28 م]ـ
وجزاك أخي الفاضل
ومن رأى جنون الناس بها: لم يشك في إصابة الفتوى
وجربوا في " جوجل " عمل بحث باسم اللعبة وانظروا النتائج!
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[29 - 06 - 08, 07:48 م]ـ
الشيخ الحبيب جَعَلَنِي اللَّهُ فِدَاكَ
أدامَ اللهُ أيامَكَ بالسرورِ عامرة، وأمطركَ بسحائبِ البهجةِ الغامرةِ، وأسْبَغَ عليكَ نِعَمَهُ ظاهرةً وباطنة
أعتذر إليك فأنا لست من ذوي الخبرة في مجال الحاسوب، فأنا بالكاد أتصفح المقالات، ولا أعلم كيف أفعل هذه الخاصية، وأنا منذ فترة لم أستقبل مراسلات الإخوان، فلعل هذا من ذاك، والله المستعان وعليه التكلان.(98/63)
ماحكم التصوير الفوتغرافي والفيديو؟؟؟
ـ[أبو القاسم النجدي]ــــــــ[29 - 06 - 08, 04:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخواني ...
كثيرا مايسألني بعض الاخوان عن حكم التصوير وقد بحثت عنه فوجدت فيه الاختلاف الكبير من نشائخنا حفظهم الله تعالى
أرجو الاجابة على الشؤال.
وجزاكم الله خيرا
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[29 - 06 - 08, 04:39 م]ـ
اخي العزيز حياك الله
هلا بحثت في الملتقى قبل ان تسأل لعلك تجد ضالتك
فقد بحث هذا الموضوع في الملتقى مراراً
واليك بعض المواضيع التي تخص التصوير
خُلاصة رأي الشيخ محمد بن صالح العثيمين في التصوير الفوتوغرافي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=136602&highlight=%C7%E1%CA%D5%E6%ED%D1)
أحكام التصوير والصور في الشريعة الإسلامية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=118494&highlight=%C7%E1%CA%D5%E6%ED%D1)
حكم التصوير بين الممنوع والا ممنوع؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=118721&highlight=%C7%E1%CA%D5%E6%ED%D1)
ما حكم التصوير بطريقة ما يسمى بالبث المباشر؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70987&highlight=%C7%E1%CA%D5%E6%ED%D1)
الجواب المفيد في حكم التصوير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33824&highlight=%C7%E1%CA%D5%E6%ED%D1)
فتاوى في التصوير جمع الشيخ عبد العزيز الخضير ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83227&highlight=%C7%E1%CA%D5%E6%ED%D1)
تحريم التصوير والرد على من أباحه للشيخ حمود بن عبد الله التويجري ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85558&highlight=%C7%E1%CA%D5%E6%ED%D1)
دليل تقني على أن التصوير بكامير الفيديو ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79777&highlight=%C7%E1%CA%D5%E6%ED%D1)
ما هو القول الفصل في التصوير الفوتوغرافي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38023&highlight=%C7%E1%CA%D5%E6%ED%D1)
سوال في التصوير؟؟؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=3137&highlight=%C7%E1%CA%D5%E6%ED%D1)
سؤال عن التصوير والرائي .. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=60210&highlight=%C7%E1%CA%D5%E6%ED%D1)
( عاجل) التصوير في ملتقى أهل الحديث (وجهة نظر). ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=46662&highlight=%C7%E1%CA%D5%E6%ED%D1)(98/64)
موقف المورسكيين الأندلسيين من لحم الخنزير
ـ[هشام زليم]ــــــــ[29 - 06 - 08, 05:48 م]ـ
قال تعالى: (إنما حرم عليكم الميتة و لحم الخنزير و ما أهل به لغير الله). البقرة /173
قال تعالى: (حرمت عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل لغير الله به و المنخنقة و الموقوذة و النطيحة و ما أكل السبع إلا ما ذكيتم).المائدة 3
و قوله تعالى (قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير، فإنه رجس) الأنعام ـ 145
و قوله عز و جل: (إما حرم عليكم الميتة و الدم و لحم الخنزير و ما أهل لغير الله به ن فمن اضطر غير باغ و لا عاد فإن الله غفور رحيم). النحل 115.
هذه الأيات القرأنية كلها تأمر المسلم بتجنب أكل لحم الخنزيروقد أصبحت صفة عدم أكل لحم الخنزير صفة ملازمة للمسلم و ذلك بفضل توفيق الله لهم ثم بفضل امثتالهم لأوامره و إعطائها كل الأهمية التي تتطلبها دون استهتار أو تجاهل أو تأويل.
لكن كيف هو حال المورسكيين الأندلسيين مع هذا الأمر الرباني؟
كيف قاوم هؤلاء المغلوبون على أمرهم بعد سقوط دولة الإسلام بالادنلس, كيف قاوموا مظاهر العيش كنصارى و القيود المفروضة عليهم و التي تجبرهم على أكل لحم الخنزير و شرب الخمرإلى غير ذلك من الأشياء المحرمة على المسلم.
نعم لقد قاوموا كل ما يتعارض مع دينهم الإسلامي رغم إجبارهم على خلغه لصالح اعتناق الكاثوليكية المسيحية و قد سطروا في هذا الباب تضحيات أغفلها الإسبان و تجاهلها المسلمون.
و من مظاهر محافظتهم على الإسلام تجنب أكلهم لحم الخنزير بل و تجنب استعمال حتى ما قد يكون مرتبطا به من سكين إلى غير ذلك. أما إذا قدر الله و أكل أحدهم عن جهل لحم الخنزير وعلم بعد ذلك أنه لحم خنزير فزيادة في ورعه و احترامه لتعاليم ربه يضع أصبعه في فمه و يتقيأ كل ما أكله.
و قد عمل المورسكيون رغم المحنة على تمرير تعاليم الإسلام لأبنائهم و حرصوا على
تربيتهم بعيدا عن تعاليم النصارى.
و من أجل توثيق ما سردته أعلاه أنقل لكم فيما يلي بعض الشهادات التاريخية الإسبانية التي تبين التزام الأندلسيين المورسكيين بتعاليم الإسلام و من بينها تجنب أكل لحم الخنزير. و هذه الشهادات استقتها من كتاب "المورسكيون الأندلسيون و المسيحيون: المجابهة الجدلية" للفرنسي لويس كاردياك ترجمة عبد الجليل التميمي. و هو كتاب يتوفر على وثائق من الأرشيف الإسباني المتعلق بحياة المورسكيين قبل طردهم سنة 1609م.
يقول لوي كاردياك:
"إن حالة فالا نوناز مهمة جدا لأنها سمحت لنا بشرح هذين المظهرين, كان هذا الشخص يعيش في هوركاجو سنة 1550, عندما أوقف من طرف دواوين التحقيق. ففي شبابه الذي قضاه بأفيلا علموه أنه وجب عليه أن يمتنع عن شرب الخمر و أكل لحم الخنزير:" و أنه سيذهب إلى جهنم, وهذا ما اعتقده و أنه بسبب ذلك قد امتنع منذ ذلك اليوم, عن أكل لحم الخنزير, و قد صرح الأن بنذر ذلك إلى الشيطان, و هو يجد طعم الخمر مرا, شأنها شأن المرارة". أما الأن فقد أنجب أطفالا و سوف يحترم نتيجة لذلك التقاليد:" و كان يشم فم أبنائه ليعرف هل أكلوا لحم الخنزير و شربوا الخمر, و إذا ما أحس بشيئ من ذلك كان ينهر أبناءه و يستفسرهم عن سبب أكلهم لحم الخنزير و يخبرهم أن أجدادهم لم يأكلوه على الإطلاق". (الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني-الملف198 - رقم15)
و قد ذهب بهم هذا الحرص الديني بعيدا: فإيزابال لاقوردا قد دعيت من طرف مسيحية لتناول طعام معها, وقد قدمت لها أكلا التهمته بشهية, إلا "أنه بعد أن تناولنا الغذاء, و جاء الحديث بأن المشوي الذي قدم لها, كان لحم خنزير, وضعت إيزابيل لا قوردا أصابعها في فمها و تقيأت كل ما أكلته" (الأرشيف التاريخي الوطني الأسباني- الملف193 - الرقم4.)
هذا الإلتزام كان يشعر به على أنه أمر و هذا إلى درجة إثارة اشمئزاز و تقزز جسمي: فجوان هرادو بالقالة قد رفض الأكل في صحون بها لحم الخنزير و امتنع أن يستعمل سكينا بحجة أنه استعمل لذبح الخنزير. و لهذا السبب كان يقطع كل ما وجب أكله بأصابعه". (الأرشيف الوطني التاريخي الإسباني-الملف 194 - رقم2)
و نفس هذا الأمر لمورسكية من كاطالانيا التي حضرت ذبح أحد الخنازير عند جزار القرية, فصاحت:"أنها لا تاكل لحم الخنزير حتى و لو توجوها ملكة" ( Ignacio Bauer y Landauer; Relaciones y manuscritos moriscos. Madrid. p60).
إن عدم أكل لحم الخنزيرأصبح إذن علامة على عقيدة الإسلام, وجوان الماريك كان لا يأكل شحم الخنزير و لا لحمه و لا المأكل التي تستعمل به, وهذا احتراما لأوامر دين محمد". و بعد إجراء تحقيق, سوف يكتشف أنه مارس " كثيرا من مظاهر دين محمد" (الأرشيف التاريخي الوطني الإسباني- الملف191 - الرقم 7)
كذلك هناك عدد من الشخصيات تتظاهر بشراء لحم الخنزير لأكله, في حين أنها تكتفي بإعطائه لكلابها: "كثير منهم يتظاهرون بشرائه, إلا أنهم لا يأكلونه, وعلى الخصوص كانت النساء المورسكيات, لا يرغبن في أي حال من الأحوال, اقتناءه" ( Ignacio Bauer p60).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/65)
ـ[إسماعيل سعد]ــــــــ[29 - 06 - 08, 07:38 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
هذا بالفعل موضوع يجب ان يشاد به، فعلى الرغم من وصول بعض أخبار المسلمين في الأندلس بعد انتكاسة التي حدثت، من محاكم التفتيش وغيرها إلا أنني أستصغر الآن ما كنت عرفته من قبل.(98/66)
الاستفسار عن حكم تكرار قراءة الآيات في الفريضة ...
ـ[سلة الخيرات]ــــــــ[29 - 06 - 08, 09:50 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الأحبة أعضاء منتدى العلوم الشرعية بملتقى أهل الحديث ....... وفقكم الله لكل خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....... وبعد: ...
فقد تعود إمام أحد المساجد في صلاة الفريضة تكرار الايات التي يقرأها (من باب شد انتباه المأمومين) لدرجة أن هذا التكرار تكاد لا تخلو منه آية من آيات السورة التي يقرأها، وهذا الأمر في كل الفروض الجهرية، وفي بعض الأحيان يكون التكرار أكثر من ثلاث مرات، ولا أُخفيكم أن كثير من المأمومين يتضجرون من هذا الأمر ...
والسؤال: ما حكم تكرار قراءة الآيات في الفريضة بهذه الصورة؟
وفقكم الله وسددكم ...(98/67)
الاستفسار عن حكم تكرار قراءة الآيات في الفريضة ...
ـ[سلة الخيرات]ــــــــ[29 - 06 - 08, 09:51 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الأحبة أعضاء منتدى العلوم الشرعية بملتقى أهل الحديث ....... وفقكم الله لكل خير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....... وبعد: ...
فقد تعود إمام أحد المساجد في صلاة الفريضة تكرار الايات التي يقرأها (من باب شد انتباه المأمومين) لدرجة أن هذا التكرار تكاد لا تخلو منه آية من آيات السورة التي يقرأها، وهذا الأمر في كل الفروض الجهرية، وفي بعض الأحيان يكون التكرار أكثر من ثلاث مرات، ولا أُخفيكم أن كثير من المأمومين يتضجرون من هذا الأمر ...
والسؤال: ما حكم تكرار قراءة الآيات في الفريضة بهذه الصورة؟
وفقكم الله وسددكم ...
ـ[ابوطلال]ــــــــ[30 - 06 - 08, 01:12 ص]ـ
ثبت أن الرسول عليه الصلاة والسلام قام ليلة بآية، يكررها حتى أصبح، هذا في قيام الليل، وما صح في الفريضة صح في النافلة والعكس كذلك إلا بدليل يفرق بينهما، هذا ماسمعته من الشيخ ابن باز رحمه الله، على طول العهد بهذا، وأرجوا ألا أكون واهما
أماالمأمومين فيجب على الإمام مراعاة حالهم والرفق بهم، وخاصة في سنن الصلاة ومالا يؤثر على صحتها
والله أعلم(98/68)
ما حكم التصفيق في المدارس القرآنية لاسيما للأطفال عند تكريمهم بدلا من التكبير
ـ[النعيمية]ــــــــ[30 - 06 - 08, 12:53 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
لدي سؤال .. أرجو الإجابة عليه ..
ما حكم التصفيق في المدارس القرآنية لاسيما للأطفال عند تكريمهم بدلا من التكبير ..
وهل هو جائز؟
وهل علينا ذنب إذ لم ننتقد ذلك؟ ونسعى لتغييره؟
ـ[العدناني]ــــــــ[30 - 06 - 08, 04:55 ص]ـ
التحقيق
في مسألة التصفيق
كتبه
ناصر بن حمد الفهد
1420
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه وبعد:
فقد رأيت في جريدة عكاظ عدد 11012 بتاريخ 24/ 5/1417 ما نصه:
(سئل فضيلة الشيخ ... عن اعتراض بعض المدرسين على التصفيق داخل الفصول من قبل الطلبة لتشجيع زملائهم بحجة أن هذا ليس من فعل المسلمين و لا يجوز قال فضيلته:
"إن من يرى هذا الأمر لا يجوز فعليه الدليل قبل كل شئ حتى نعرف الحكم الشرعي و إذا كان لديه دليل مقتنع به فإنه لا يجوز أن يمكن الطلاب منه، وأما من يرى أن ذلك لا بأس به و أن هناك مصلحة في تشجيع الطلاب وتنبيههم فلا ينكر عليهم، والذي يفعله الكفار هو أنهم يجعلون المكاء والتصدية عند البيت بدلا عن الصلاة والدعاء ولا يفعلونها عند العجب من الشئ أو استحسانه حتى يقال إن الإنسان المسلم لو صفق عند التعجب من شئ أو استحسانه لكان بذلك مشابها للكفار، إنما يقول الله عز وجل (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) فالمكاء الصفير والتصدية هي التصفيق فهم يجعلون ذلك عبادة) انتهى.
وعليها تصحيح الشيخ بتاريخ 14/ 8/1418.
وهذا القول غير صحيح، بل الصواب أن التصفيق بهذه الصورة محرم على أي وجه كان، ودلالة تحريمه من وجوه:
الوجه الأول:
أن الله سبحانه يقول ذاما للكفار (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) وقد ثبت عن ابن عباس وابن عمر وعطية ومجاهد والضحاك والحسن وقتادة أنهم قالوا (المكاء: الصفير، والتصدية: التصفيق).
وقال حسان بن ثابت رضي الله عنه يعيب على المشركين هذا الفعل:
إذا قام الملائكة انبعثم صلاتكم التصدي والمكاء
فإذا ثبت أن التصفيق كان يفعله المشركون في عبادتهم عند البيت فإنه لا يجوز فعله ولو كان على غير وجه العبادة كالاستحسان والتشجيع لوجوه:
الوجه الأول:أنه قد ثبت أن الشرع حسم مادة التشبه بالمشركين خصوصا في أمر عباداتهم حتى لو كان على وجه لا يفعله المشركون، ومن الثابت هنا أن المشركين كانوا يتخذون التصفيق عبادة، فيحرم التشبه بهم والتصفيق حتى لو كان على وجه اللعب أو التشجيع ونحوهما، ولا يشترط لتحريم التصفيق أن يقصد به ما قصده المشركون.
قال شيخ الإسلام رحمه الله (الاقتضاء) 1/ 196 - بعد أن ذكر كثيرا من الأدلة الدالة على تحريم التشبه بالمشركين في عباداتهم حتى مع اختلاف القصد-:
(وكان فيه تنبيه على أن كل ما يفعله المشركون من العبادات ونحوها مما يكون كفرا أو معصية بالنية ينهى المؤمنون عن ظاهره وإن لم يقصدوا به قصد المشركين سدا للذريعة وحسما للمادة) اهـ.
وقال ابن الجوزي رحمه الله تعالى في (تلبيس إبليس) 1/ 316:
(والتصفيق منكر يطرب ويخرج عن الاعتدال وتتنزه عن مثله العقلاء ويتشبه فاعله بالمشركين فيما كانوا يفعلونه عند البيت من التصدية وهي التي ذمهم الله عز وجل بها فقال وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية فالمكاء الصفير والتصدية التصفيق) اهـ.
الوجه الثاني: أنه في باب التشبه بالكفار لا تكاد تجد مسلما يقصد في ما وقع فيه من التشبه نفس قصد الكفار،ولا يوجد في الشرع اشتراط هذا الأمر، فلو اشترطنا أنه لا يحرم التشبه بالكفار في ظواهرهم إلا مع وجود القصد لألغينا كثيرا من نصوص السنة التي تنهى عن ذلك، والنتيجة باطلة فمقدمتها باطلة أيضا، وقد قال شيخ الإسلام رحمه الله أيضا (الاقتضاء 1/ 491) -في ذكر بعض أنواع التشبه-:
(ما كان في الأصل مأخوذا عنهم (أي عن الكفار) إما على الوجه الذي يفعلونه، وإما مع نوع تغيير في الزمان أوالمكان أو الفعل ونحو ذلك، فهذا غالب ما يبتلى به العامة) – ثم ذكر حكمه وتحريمه-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/69)
الوجه الثالث: أن التحريم في هذه المسألة وما شابهها على مراتب، فالتشبه بهم في التصفيق في العبادة أغلظ وأعظم من التشبه بهم في التصفيق مجردا عن هذا القصد وإن كان الجميع محرما، وهذا ظاهر لمن تأمل أدلة الشرع وأدلة النهي عن التشبه بالكفار –وسيأتي بعضها إن شاء الله تعالى-.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى (إغاثة اللهفان) 1/ 244:
(والمقصود أن المصفقين والصفارين في يراع أو مزمار ونحوه فيهم شبه من هؤلاء- يعني مشركي قريش- ولو أنه مجرد الشبه الظاهر فلهم قسط من الذم بحسب تشبههم بهم وإن لم يتشبهوا بهم في جميع مكائهم وتصديتهم والله سبحانه لم يشرع التصفيق للرجال وقت الحاجة إليه في الصلاة إذا نابهم أمر بل أمروا بالعدول عنه إلى التسبيح لئلا يتشبهوا بالنساء فكيف إذا فعلوه لا لحاجة وقرنوا به أنواعا من المعاصي قولا وفعلا) انتهى.
الوجه الرابع: أن التصفيق ليس من شأن الكفار في عبادتهم فقط، بل هو من عاداتهم أيضا، ولم يأت المسلمين على هذه الصفة إلا منهم وسيأتي تفصيله إن شاء الله في الوجه الآتي.
الوجه الثاني من الأوجه الدالة على منع التصفيق:
أن التصفيق بالإضافة إلى كونه هديا للكفار الأوائل في عبادتهم، فهو من هدي للكفار المعاصرين أيضا في عاداتهم، فإنهم إذا استحسنوا شيئا أو أعجبوا به أو أرادوا تشجيعه قاموا بالتصفيق والتصفير، وما انتقل للمسلمين في هذه الأزمان على هذه الهيئة إلا منهم.
وقد وردت أحاديث كثيرة في النهي عن التشبه بهم من أشهرها ما رواه الإمام أحمد وأبو داود وغيرهما عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من تشبه بقوم فهو منهم).
وقد قال شيخ الإسلام في (الاقتضاء) (1/ 83):
(وهذا الحديث أقل أحواله يقتضي يحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله تعالى (ومن يتولهم منكم فإنه منهم)) اهـ.
وقال أيضا عن الحديث في (الاقتضاء) 1/ 181:
(موجب هذا تحريم التشبه بهم مطلقا) اهـ
والكلام على تحريم التشبه بهم وأدلته من الكتاب والسنة وعمل الصحابة والسلف قد استوفاه شيخ الإسلام رضوان الله عليه في كتابه (اقتضاء الصراط المستقيم لمخالفة أصحاب الجحيم) فليراجع.
والمقصود هنا أن التصفيق من هدي الكفار في عباداتهم كما سبق في الوجه الأول، وهو من هديهم في عاداتهم كما في هذا الوجه، فهو على أي هذين الوجهين يحرم فعله لعموم النهي عن التشبه بالكفار فكيف بها إذا اجتمعت؟؟!!.
الوجه الثالث من الأوجه الدالة على منع التصفيق:
أنه قد ذكر أن التصفيق والصفير من فعل قوم لوط:
فقد روى ابن عساكر بسنده في (تاريخه50/ 321) عن أبي أمامة الباهلي قال (كان في قوم لوط عشر خصال يعرفون بها –وذكر منها والمكاء-)
وروى بسنده أيضا (50/ 321) عن علي قال (ست من أخلاق قوم لوط في هذه الأمة- وذكر منها الصفير-)
وروى بسنده (50/ 322) عن قتادة عن الحسن مرفوعا (عشر خصال عملتها قوم لوط بها أهلكوا وتزيدها أمتي بخلة- وذكر منها والصفير والتصفيق).
وهذه النصوص تدل على المنع من هذه العادة سواء صحت أو لا:
فإنها إن كانت صحيحة فأمرها ظاهر في أنه لايجوز التشبه بهم فيها خصوصا وقد ذكرت من صفاتهم المذمومة التي بها أهلكوا.
وإن كانت ضعيفة فإنها تدل على أن السلف كانوا ينكرون مثل هذه الصفات ويتحدثون بإنكارها بينهم وهم مقرون بذمها لا ينازعون فيه.
والعجيب أن التصفيق مقترن بالصفير دائما، فإن الذين نقلوا أنها عادة قوم لوط ذكروا مع التصفيق الصفير كما سبق في قوم لوط هنا، وفي الآية السابقة (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) يعني تصفيقا وتصفيرا، وهي عادة الكفار الآن فإنهم يخلطون تصفيقهم بالصفير، وانتقلت إلى المسلمين منهم على هذه الهيئة فغالبا لا تسمع تصفيقا إلا معه الصفير، والله المستعان.
الوجه الرابع من الأوجه الدالة على المنع من التصفيق:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/70)
أن التصفيق من شأن النساء، وقد نهي الرجال عن التشبه بالنساء، ففي الصحيحين من حديث سهل بن سعد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذهب إلى بني عمرو بن عوف ليصلح بينهم فحانت الصلاة فصلى أبو بكر بالناس، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم في الصلاة فصفق الناس وأكثروا من التصفيق حتى التفت أبو بكر فرأى النبي صلى الله عليه وسلم فتأخر وتقدم النبي صلى الله عليه وسلم وفي آخره قال النبي صلى الله عليه وسلم (ما لي أراكم أكثرتم من التصفيق، من نابه شئ في صلاته فليسبح فإنه إذا سبح ألتفت إليه وإنما التصفيق للنساء).
وفي هذا الحديث ما يدل على تحريم التصفيق من وجوه:
الأول: أن النبي صلى الله عليه وسلم أنكر عليهم التصفيق، ومن ادعى أن الإنكار هو لكون التصفيق في الصلاة فليأت بدليل يدل على إقراره له في غير الصلاة.
الثاني: أنه علل هذا النهي بقوله (إنما التصفيق للنساء) وهذه علة عامة غير خاصة بالصلاة، ويدل عليه قوله (إنما) وهي من أدوات الحصر، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهن ففي الصحيح مرفوعا (لعن الله المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء).
الثالث: أنه لم يأت التصفيق في الشرع –حسب علمي- إلا في موضعين وفي كلا الموضعين أنكرهما الشرع:
الموضع الأول: تصفيق الكفار في عبادتهم (وقد سبق في الوجه الأول) وقد دلت الأحاديث الناهية عن التشبه بالكفار على تحريم مشابهتهم في فعلهم.
الموضع الثاني: تصفيق الرجال هنا في صلاتهم ودل تعليل الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه من شأن النساء إلى النهي عن فعله مطلقا للرجال.
ولم يأت في موضع واحد إقراره، فدل على أن الأصل فيه المنع.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية (11/ 565)
(وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد منهم يضرب بدف ولا يصفق بكف بل قد ثبت عنه فى الصحيح أنه قال (التصفيق للنساء والتسبيح للرجال) و (لعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء) ولما كان الغناء والضرب بالدف والكف من عمل النساء كان السلف يسمون من يفعل ذلك من الرجال مخنثا ويسمون الرجال المغنين مخانيثا وهذا مشهور فى كلامهم) اهـ.
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى (الإغاثة) 1/ 244:
(والله سبحانه لم يشرع التصفيق للرجال وقت الحاجة إليه في الصلاة إذا نابهم أمر بل أمروا بالعدول عنه إلى التسبيح لئلا يتشبهوا بالنساء فكيف إذا فعلوه لا لحاجة وقرنوا به أنواعا من المعاصي قولا وفعلا) اهـ.
وقال ابن حجر في (الفتح) 3/ 77:
(ومنع الرجال من التصفيق لأنه من شأن النساء) اهـ
وقال العز بن عبدالسلام قواعد الأحكام 2/ 186:
(وقد حرم بعض العلماء التصفيق لقوله عليه السلام (إنما التصفيق للنساء) و (لعن عليه السلام المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء) اهـ
وقال ابن الجوزي في (تلبيس إبليس) 1/ 316:
(وفيه-يعني التصفيق- أيضا تشبه بالنساء والعاقل يأنف من أن يخرج عن الوقار إلى أفعال الكفار والنسوة) انتهى.
وقال ابن حجر الهيتمي في (كف الرعاع) ص298:
(وعبارة الحليمي يكره التصفيق للرجال فإنه مما يختص به النساء وقد منعوا من التشبه بهن كما منعوا من لبس المزعفر لذلك اهـ، وقال الأذرعي: وهو يشعر بتحريمه على الرجال) انتهى.
وقال الشوكاني في (النيل) 3/ 182
(قوله أكثرتم التصفيق ظاهره أن الإنكار إنما حصل لكثرته لا لمطلقه ولكن قوله (إنما التصفيق للنساء) يدل على منع الرجال منه مطلقا) انتهى
فإن قيل:
فهل يجوز للنساء التصفيق دون الرجال.
فالجواب:
لا يجوز في غير المواضع التي سمح بها الشرع (كالتنبيه في الصلاة) لعموم الأدلة الأخرى المحرمة للتصفيق.
الوجه الخامس من الأوجه الدالة على منع التصفيق:
أنه مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، فإنه لم ينقل عنهم مطلقا أنهم كانوا إذا استحسنوا شيئا صفقوا، بل إما أن يعبروا عن استحسانهم للشئ بالقول، أو بالتكبير وذكر الله، والأدلة على ذلك كثيرة منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/71)
ما في الصحيحين من حديث أبي إسحاق السبيعي عن عمرو بن ميمون عن عبد الله بن مسعود قال قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم) أما ترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة (، فكبرنا، ثم قال (أما ترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة)، فكبرنا، ثم قال (إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة).
وفي الصحيح وغيره عن أسماء بنت أبي بكر في قصة ولادة عبد الله بن الزبير وكان أول من ولد في الإسلام بالمدينة مقدم رسول الله صلى الله عليه وسلم وكانت اليهود تقول قدسحرناهم فلا يولد لهم بالمدينة ولد ذكر وفي بعض الروايات (فكبر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حين ولد عبد الله تكبيرا حتى ارتجت المدينة).
وفي قصة إسلام عمر المشهورة في السير قال عمر لما طرق باب دار الأرقم: ولم يعلموا بإسلامي فما اجترأ احد منهم أن يفتح لي حتى قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (افتحوا له فإن يرد الله به خيرا يهده) قال: ففتح لي الباب، فأخذ رجلان بعضدي حتى دنوت من رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم (أرسلوه) فأرسلوني، فجلست بين يديه،فأخذ بمجامع قميصي، ثم قال (أسلم يا ابن الخطاب اللهم اهده) فقلت (أشهد أن لا إله إلا الله وأنك رسول الله) قال (فكبر المسلمون تكبيرة سمعت في طرق مكة).
وفي الصحيح عن أبي هريرة مرفوعا (بينما راع في غنمه عدا الذئب فأخذ منها شاة، فطلبها حتى استنقذها فالتفت إليه الذئب فقال له: من لها يوم السبع ليس لها راع غيري؟ فقال الناس: سبحان الله، فقال: فإني أومن به وأبو بكر وعمر).
وفي مسلم عن جابر بن سمرة قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (لا يزال هذا الدين عزيزا إلى اثني عشر خليفة) (زاد أبو داود فكبر الناس وضجوا).
وغيرها من النصوص وهي كثيرة جدا، وكلها تدل على أن هدي النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه هو التكبير والتسبيح إذا أرادوا البيان عن استحسانهم وعجبهم، وليس من هديهم التصفيق، وقد قال تعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)، وقد قال صلى الله عليه وسلم (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي عضوا عليها بالنواجذ)، فهذه عادة رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه وهديهم، وتلك عادة الكفار، فكيف يتبدل الذي هو أدنى بالذي هو خير، فيترك هدي أفضل الخلق إلى هدي المشركين والكفار وقوم لوط؟؟.
الوجه السادس من الأوجه الدالة على منع التصفيق:
أن التصفيق عادة سخيفة مرذولة تدل على سفاهة فاعله، و رداءة عقله، وهذه العادة تنكرها الفطر السليمة ولو لم تعرف الأدلة الشرعية، لهذا فإنك لا تجد من يفعلها إلا طوائف من شرار الناس على مر العصور، وما حدثت في عصر إلا وأنكرها علماء ذلك العصر:
فقد روي أنها من عادات قوم لوط التي بها أهلكوا وقد سبق.
وكانت عادة كفار مكة في صلاتهم، وقد ذمهم الله تعالى عليها كما سبق.
ولما فعلها الصحابة رضي الله عنهم في الصلاة أنكرها الرسول صلى الله عليه وسلم.
وانتشرت بين مبتدعة الصوفية فأكثر العلماء من التشنيع عليهم كابن الجوزي في تلبيسه، وابن الصلاح في فتاويه، والعز بن عبد السلام في قواعده، وشيخ الإسلام في كثير من المواضع، وابن القيم في الإغاثة، وغيرهم.
وكانت من عادة المخنثين كما ذكره شيخ الإسلام نقلا عن السلف وقد سبق.
وهي عادة الكفار المعاصرين عند تعجبهم أو استحسانهم للشئ وقد أنكرها العلماء وانتشرت فتاويهم بتحريمها في هذا العصر.
ولا تجد أحدا له قدم صدق في الدين وقع في هذه الآفة، بل لا تكاد تجد عالما إلا وقد أنكره هذه العادة، على مر العصور، كما سبق أن شاهدت نماذج منها، وكل هذا دليل على ما استقر عندهم من أنها عادة محرمة لا تجوز والله المستعان.
********************
فإذا تقرر ما سبق يتبين الدليل الذي طلبه الشيخ في قوله:
(إن من يرى هذا الأمر لا يجوز فعليه الدليل قبل كل شئ)
وقد سبق سياق عدة أوجه مانعة من التصفيق.
وأما قوله:
(وأما من يرى أن ذلك لا بأس به و أن هناك مصلحة في تشجيع الطلاب وتنبيههم فلا ينكر عليهم)
فقد بينا لك أنه منكر أنكره الشرع في الكتاب والسنة وتتابع العلماء على إنكاره وتحريمه على مر العصور، وتشجيع الطلاب والمصلحة لا تكون بمخالفة هدي النبي صلى الله عليه وسلم وموافقة هدي الكفار في عاداتهم وعباداتهم كما سبق، وما أنكره الشرع فإن الواجب على المسلم إنكاره بحسب الاستطاعة لقوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر) ولحديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه في مسلم مرفوعا (من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان) وغيره من النصوص الدالة على وجوب إنكار المنكر.
وأما قوله:
(والذي يفعله الكفار هو أنهم يجعلون المكاء والتصدية عند البيت بدلا عن الصلاة والدعاء ولا يفعلونها عند العجب من الشئ أو استحسانه حتى يقال إن الإنسان المسلم لو صفق عند التعجب من شئ أو استحسانه لكان بذلك مشابها للكفار، إنما يقول الله عز وجل (وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية) فالمكاء الصفير والتصدية هي التصفيق فهم يجعلون ذلك عبادة)
فسبق أن بينا أن هذا غير صحيح بل لا يلزم من التشبه بهم أن يضم إلى التشبه بهم في ظاهر فعلهم نفس قصدهم من ذلك الفعل، بالإضافة إلى أنه من الثابت أن التصفيق وإن كان عبادة للماضين فهو عادة للمعاصرين منهم وهذا أمر مشهور، وقد فصلت هذه المسألة في الأوجه الثلاثة الأولى فراجعها غير مأمور.
هذا واسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا وبرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه وأن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/72)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 05:25 ص]ـ
بارك الله فيكم.
انظر هذا في هذا الرابط ففيه مزيد بيان.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=115063
ـ[النعيمية]ــــــــ[30 - 06 - 08, 11:18 م]ـ
أستاذنا الفاضل العدناني .. جزاك الله خيرا على ماكتبت وأوضحت فقد أجدت وأفدت ووفيت وكفيت أحسن الله إليك ورزقك من حيث لا تحتسب وزادك علما وفهما ..
قال صلى الله عليه وسلم:" ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا فادعوا الله له حتى تعلموا أن قد كافأتموه " أبو داود. وعند الطبراني: " ومن أتى إليكم معروفا فكافئوه فإن لم تجدوا ما تكافئوه فادعوا له حتى يرى أن قد كافأتموه "
من صُنع إليه معروف فقال لفاعله: جزاك الله خيراً فقد أبلغ في الثناء ".
رواه الترمذي
فجزاك الله خيرا
ـ[النعيمية]ــــــــ[30 - 06 - 08, 11:24 م]ـ
بارك الله فيكم.
انظر هذا في هذا الرابط ففيه مزيد بيان.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=115063
جزاك الله خيرا وأحسن إليك .. جزيت الفردوس قد اطلعت عليه وشكر جزيلا ..
ـ[عبدالعزيز الأمير]ــــــــ[01 - 07 - 08, 02:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو منار ضياء]ــــــــ[06 - 07 - 08, 08:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
غريب حقا تلك الإستدلالات الواردة من الكاتب في حرمة التصفيق، بل فيها مصادرة عجيبة لطريقة الأدلة
على العموم المتأمل في المسألة يتأكد له أنه لا دليل صريح ولا غيره يدل على الحرمة بل ولا على الكراهة
ودمتم سالمين
ـ[ابو العابد]ــــــــ[09 - 07 - 08, 11:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد
غريب حقا تلك الإستدلالات الواردة من الكاتب في حرمة التصفيق، بل فيها مصادرة عجيبة لطريقة الأدلة
على العموم المتأمل في المسألة يتأكد له أنه لا دليل صريح ولا غيره يدل على الحرمة بل ولا على الكراهة
ودمتم سالمين
نعم ما قلت أبو منار ضياء وجزاك الله خيرا
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[09 - 07 - 08, 11:54 م]ـ
وهل يختلف الحكم في المدارس غير القرآنية؟!!!!!!!!!!!!!
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[10 - 07 - 08, 12:27 ص]ـ
الكثير بدل التصفيق يكبر ويقولون نتبع السنة ولا أدري من أين اتوا بهذه السنة ... حيث يرفع احدهم أو إحداهن صوته أو صوتها ويقول تكبير والجمع الغفير يجيبه ويردد بعده الله أكبر .... بضاعتي مزجاة وزادي قليل ولكن لا أعلم على حد اطلاعي أن هذه سنه .... ومن أراد أن يكبر يكبر بينه وبين نفسه بدون التكبير الجماعي ورفع الصوت به
وإن انصرف البعض عن التصفيق درءاً للشبهات .. واتجه للتكبير الجماعي فقد ابتدع في الدين من حيث لا يدري
والله تعالى أعلم
.(98/73)
هل الأفضل الدعاء برفع الضر أم الأفضل الصبر؟
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 02:11 ص]ـ
السؤال: هل يجوز الدعاء برفع الضر من الله عز وجل، أم الأفضل الصبر؟
الجواب:
الحمد لله
لا حرج من الدعاء برفع الضرر، بل ذلك أفضل، فقد حثنا الرسول صلى الله عليه وسلم على سؤال العافية، فقَالَ: (لَا تَتَمَنَّوْا لِقَاءَ الْعَدُوِّ وَسَلُوا اللَّهَ الْعَافِيَةَ) رواه البخاري (7237)، ومسلم (1742).
وكَانَ من دعائه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا عَادَ مَرِيضًا قَالَ: (اللَّهُمَّ أَذْهِبْ الْبَأْسَ رَبَّ النَّاسِ، وَاشْفِ، فَأَنْتَ الشَّافِي، لَا شِفَاءَ إِلَّا شِفَاؤُكَ، شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا) رواه الترمذي (3565). وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
وجاء عُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ يشكو ألما يجده في بدنه فقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ضَعْ يَدَكَ عَلَى الَّذِي تَأَلَّمَ مِنْ جَسَدِكَ، وَقُلْ: بِاسْمِ اللَّهِ ثَلَاثًا، وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ: أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ مِنْ شَرِّ مَا أَجِدُ وَأُحَاذِرُ) رواه مسلم (2202).
وقد ذكر الله تعالى عن صفوة خلقه، وهم الأنبياء عليهم الصلاة والسلام، أنهم دعوه لرفع الضر، قال الله تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِي الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ) الأنبياء/38، 84.
وقال تعالى: (وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنْ الظَّالِمِينَ. فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) الأنبياء/87، 88.
وثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم لما سحره لبيد بن الأعصم اليهودي دعا رسولُ الله صلى الله عليه وسلم ربَّه تبارك وتعالى أن يعافيه من هذا البلاء.
روى مسلم (2189) عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنه قَالَتْ: سَحَرَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَهُودِيٌّ مِنْ يَهُودِ بَنِي زُرَيْقٍ، يُقَالُ لَهُ: لَبِيدُ بْنُ الْأَعْصَمِ. قَالَتْ: حَتَّى كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَفْعَلُ الشَّيْءَ وَمَا يَفْعَلُهُ، حَتَّى إِذَا كَانَ ذَاتَ يَوْمٍ أَوْ ذَاتَ لَيْلَةٍ دَعَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، ثُمَّ دَعَا، ثُمَّ دَعَا، ثُمَّ قَالَ: يَا عَائِشَةُ، أَشَعَرْتِ أَنَّ اللَّهَ أَفْتَانِي فِيمَا اسْتَفْتَيْتُهُ فِيهِ ..... إلخ الحديث).
قال النووي رحمه الله:
"قَوْله: (حَتَّى إِذَا كَانَ ذَات يَوْم أَوْ ذَات لَيْلَة دَعَا رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثُمَّ دَعَا , ثُمَّ دَعَا) هَذَا دَلِيل لِاسْتِحْبَابِ الدُّعَاء عِنْد حُصُول الْأُمُور الْمَكْرُوهَات , وَتَكْرِيره , وَحُسْن الِالْتِجَاء إِلَى اللَّه تَعَالَى" انتهى.
وبهذا يظهر أنه لا تعارض بين الدعاء برفع البلاء والصبر، فإن الله تعالى أمرنا بدعائه والتضرع إليه، ودعاؤنا له عبادة، قال الله تعالى: (وَقَالَ رَبُّكُمْ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ) غافر/60.
وهو الذي أمرنا بالصبر، ووعدنا عليه بالثواب الجزيل فقال: (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) الزمر/10.
ودعا الرسول صلى الله عليه وسلم ربه، وهو صلى الله عليه وسلم أكمل الناس صبراً، وأشدهم رضاً بقضاء الله، مما يدل على أن الدعاء لا ينافي الصبر، لأن الصبر هو حبس النفس عن التسخط والاعتراض على القضاء والقدر.
فليس هناك مانع أن يجمع العبد بين عبادتي الصبر والدعاء، بل ذلك هو الأفضل والأكمل، وهو حال نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
نسأل الله تعالى أن يلهمنا الفقه في الدين.
والله أعلم.
http://www.islam-qa.com/ar/ref/120175(98/74)
فتنة الناس بالمنامات والرؤى، وهل تقع الرؤيا عند أول تعبير لها؟ اقرأ للفائدة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 02:38 ص]ـ
فتنة الناس بالمنامات والرؤى، وهل تقع الرؤيا عند أول تعبير لها؟
السؤال: أود الاستفسار عن موضوع " تفسير الأحلام " عندي شخص مقرب لي يفسر الأحلام، والناس يتصلون عليه دائماً، استفساري: ما حكم ذلك من الناحية الشرعيَّة؟، وما حكم تفسير الأحلام أيضاً في بعض الصحف والمجلات، ونشرها؟ هل تفسير الأحلام يجعل الرؤية تتحقق كما في حديث الرسول صلى الله عليه وسلم؟
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
شُغل الناس في هذا الزمان برؤاهم وأحلامهم، واقتطعوا من أوقاتهم الشيء الكثير، بحثاً عن تعبير، وتلمساً لتأويل، وفي المقابل أشغل المعبرون الناسَ بالتعبير، وتنوعت وسائل إيصال ذلك التعبير بين الصحف، والجوالات، والفضائيات، فأشغل بعضهم بعضاً، وصار كل واحدٍ يبحث عن الآخر، ووقعت الفتنة، فالباحثون عن التعبير أقلقهم ما يرونه في منامهم، وسبحوا في فضاء التأملات والأماني، وتلقاهم المعبرون، وأشهرهم صنفان:
1. معبرون تجار، سحبوا ما في جيوب الحالمين من أموال، مقابل التعبير.
2. باحثون عن الشهرة.
ومن تأمل حال الطرفين علم مدى السوء الذي وصلت له الأمور، من تضييع للأوقات، وتعلق بأوهام وخيالات، واتكاء على المنامات مع ترك الواجبات في اليقظة.
قال الشيخ عبد المحسن العباد – حفظه الله -:
" لا ينبغي للإنسان أن يُشغل نفسه بالرؤى، لكن إذا حصلت له رؤيا، وأمكنه تعبيرها: فإنه يعبرها، وإن لم يعبرها ووثق في أحد، وسأله: عبرها له، وإن كان فيها شيء لا يعجبه: فيأخذ بالآداب التي أرشد إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما أن يشغل نفسه بالرؤى وتعبيرها: فإنه قد يشتغل بذلك عن غيره مما هو أهم منه، والعلماء ما كانوا يحرصون على الاشتغال بالرؤى ... .
فهذا يحتاج إلى وقت، ليبحث، ويقرأ عن فلان، وعن فلان، ولهذا نجد الآن بعض المعبرين الذين تصدوا للتعبير سوقهم رائجة، والناس يشغلونه أكثر مما يشغلون العلماء في مسائل الدين، وفي مسائل الفقه، والأمور التي يحتاجون إليها في أمور دينهم " انتهى.
" شرح سنن أبي داود " شريط رقم (359).
وللفائدة ينظر جواب السؤال رقم: (115945 ( http://www.islam-qa.com/ar/ref/115945) ) .
ثانياً:
قد افتتن كثير من المعبرين في زماننا هذا، فراحوا يبحثون عن الوسائل المعاصرة لتبليغ تعبيراتهم للناس، فأشغلوهم، وأكلوا أموالهم، أو تسلقوا على مناماتهم لبلوغ الشهرة وانتشار الصيت، وكثير منهم جاهل أصلاً في هذا الباب، ومن كان منهم عالِماً فإنه يعلم أن التعبير يختلف في الرؤيا الواحدة من شخص لآخر، وأن معرفة المعبِّر به، ورؤيته له لها دورٌ كبير في صحة التعبير، فكيف سيصيب هؤلاء وهم لا يعرفون الرائي هل هو ذكر أم أنثى، وهل هو متزوج أم أعزب، وهل هو مسلم أم كافر!.
وفي " حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب " – من كتب المالكية - (2/ 660):
" فلا يجوز له تعبيرها بمجرد النظر في كتاب التفسير، كما يقع الآن، فهو حرام؛ لأنها تختلف باختلاف الأشخاص، والأحوال، والأزمان، وأوصاف الرائين، ولذلك سأل رجلٌ ابنَ سيرين بأنه رأى نفسه أذَّن في النوم، فقال له: تسرق، وتُقطع يدك، وسأله آخر وقال له مثل هذا، فقال له: تحج! فوجد كلٌّ منهما ما فسره له به، فقيل له في ذلك، فقال: رأيتُ هذا سُمَيَّتُهُ حسنة، والآخر سُمَيَّتُهُ قبيحة " انتهى.
قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن محمد آل الشيخ – حفظه الله -:
" أما المعبِّرون: فالواجب عليهم تقوى الله عز وجل، والحذر من الخوض في هذا الباب بغير علم؛ فإن تعبير الرؤى: فتوى؛ لقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيَايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ) يوسف/ 43.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/75)
ومعلوم أن الفتوى بابها العلم، لا الظن، والتخرص، ثم أيضاً: تأويل الرؤى ليس من العلم العام الذي يحسن نشره بين المسلمين ليصححوا اعتقاداتهم وأعمالهم، بل هي كما قال النبي صلى الله عليه وسلم مبشرات، وكما قال بعض السلف: الرؤيا تسر المؤمن، ولا تغره هذا، وإن التوسع في باب تأويل الرؤيا - حتى سمعنا أنه يخصص لها في القنوات الفضائية، وكذلك على الهواتف، وفي الصحف، والمجلات، والمنتديات العامة من المنتجعات، وغيرها أماكن خاصة بها؛ جذباً للناس، وأكلاً لأموالهم بالباطل -: كل هذا شرٌّ عظيم، وتلاعب بهذا العلم الذي هو جزء من النبوة، قيل لمالك رحمه الله: أيعبر الرؤيا كلُّ أحدٍ؟ فقال: أبالنبوة يُلعب؟! وقال مالك: لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها، فإن رأى خيراً أخبر به، وإن رأى مكروهاً: فليقل خيراً، أو ليصمت، قيل: فهل يعبرها على الخير وهي عنده على المكروه لقول من قال: إنما على ما أولت عليه؟ فقال: لا، ثم قال: الرؤيا جزء من النبوة فلا يتلاعب بالنبوة.
فيجب على المسلمين التعاون في منع هذا الأمر، كلٌّ حسب استطاعته، ويجب على ولاة الأمور السعي في غلق هذا الباب؛ لأنه باب شر، وذريعة إلى التخرص، والاستعانة بالجن، وجر المسلمين في ديار الإسلام إلى الكهانة، والسؤال عن المغيبات، زيادة على ما فيها من مضار لا تخفى، من إحداث النزاعات، والشقاق، والتفريق بين المرء وزوجه، والرجل وأقاربه وأصدقائه، كل هذا بدعوى أن ما يقوله المعبر هو تأويل الرؤيا، فيؤخذ على أنه حق محض لا جدال فيه، وتُبنى عليه الظنون، وهذا من أبطل الباطل، كيف وصدِّيق هذه الأمة، بل خير البشر بعد الأنبياء والمرسلين لمَّا عبر الرؤيا قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أصبتَ بعضاً وأخطأت بعضاً)، ونحن لا نعلم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وهم خير القرون وأحرصهم على هدي نبينا صلى الله عليه وسلم وأتقاهم لله وأخشاهم له، لا نعلم أنهم عقدوا مجالس عامة لتأويل الرؤى، ولو كان خيراً لسبقونا إليه، وإني إبراءً للذمة، ونصحاً للأمة: لأحذر كل من يصل إليه هذا البيان، من التعامل مع هؤلاء، أو التعاطي معهم، والتمادي في ذلك، بل الواجب مقاطعتهم، والتحذير من شرهم، عصمنا الله وإياكم من مضلات الفتن ما ظهر منها وما بطن، وألزمنا وإياكم كلمة التقوى، ورزقنا اتباع سنة سيد المرسلين واقتفاء آثار السلف الصالحين، وحشرنا وإياكم في زمرة النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقاً " انتهى.
مقال " تأويل الرؤى والحذر من التوسع فيها " ضمن " مجلة البحوث الإسلامية " (67/ 16 – 18).
ثالثاً:
أما بخصوص وقوع الرؤيا بالتعبير: ففي المسألة أحاديث أشهرها:
1. عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (اعْتَبِرُوهَا بِأَسْمَائِهَا، وَكَنُّوهَا بِكُنَاهَا، وَالرُّؤْيَا لِأَوَّلِ عَابِرٍ).
رواه ابن ماجه (3915)، والحديث ضعفه كثيرون؛ ففي إسناده: يزيد بن أبان الرقاشي، وهو ضعيف.
2. عَنْ أَبِى رَزِينٍ العُقيلي قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: (الرُّؤْيَا عَلَى رِجْلِ طَائِرٍ مَا لَمْ تُعَبَّرْ فَإِذَا عُبِّرَتْ وَقَعَتْ) قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: (وَلاَ يَقُصُّهَا إِلاَّ عَلَى وَادٍّ أَوْ ذِي رَأْيٍ).
رواه الترمذي (2278) وأبو داود (5020) وابن ماجه (3914)، وحسَّنه ابن حجر في " فتح الباري " (12/ 432)، وصححه الألباني في " صحيح الترمذي ".
وقد رأى بعض العلماء أن هذه الأحاديث منكرة المتن – مع ما في أسانيدها من كلام -، ولذلك ذهبوا إلى تضعيفها، وأنها مخالفة لحديث أبي بكر الصدَّيق عندما أخطأ في بعض التعبير أمام النبي صلى الله عليه وسلم.
والصواب: أن الحديث الثاني حسن، أو صحيح، وأنه ليس في متنه نكارة، وأن معناه: أن الرؤيا يقع تعبيرها إذا عبَرها من أصاب، لا من أخطأ.
ومن عظيم فقه البخاري رحمه الله أنه بوَّب على حديث أبي بكر رضي الله قولَه: " باب من لم ير الرؤيا لأول عابر إذا لم يصب ".
وروى الحديث وفيه قول أبي بكر رضي الله عنه: فَأَخْبِرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: (أَصَبْتَ بَعْضاً وَأَخْطَأْتَ بَعْضاً).
رواه البخاري (6639) ومسلم (2269).
وهذا المعنى هو الذي ذهب إليه جماهير العلماء والشرَّاح.
قال الزمخشري: " ليس المعنى أن كل من عبَرها وقعت على ما عَبَر، ولكن إذا كان العابر الأول عالماً بشروط العبارة، فاجتهدَ، وأَدَّى شرائطها، ووُفق للصواب، فهي واقعةٌ على ما قال، دونَ غيره " انتهى.
" الفائق في غريب الحديث والأثر " (3/ 281).
وفي فوائد حديث أبي بكر قال النووي – رحمه الله -: " وأن الرؤيا ليست لأول عابر على الإطلاق، وإنما ذلك إذا أصاب وجهها " انتهى.
" شرح مسلم " (15، 30).
وقال ابن بطَّال – رحمه الله -:
" وقال أبو عبيد وغيره من العلماء: تأويل قوله: (الرؤيا لأول عابر): إذا أصاب الأول وجه العبارة، وإلا فهي لمن أصابها بعده، إذ ليس المدار إلا على إصابة الصواب فيما يرى النائم، ليوصل بذلك إلى مراد الله بما ضربه من الأمثال في المنام، فإذا اجتهد العابر وأصاب الصواب في معرفة المراد بما ضربه الله في المنام: فلا تفسير إلا تفسيره، ولا ينبغي أن يسال عنها غيره، إلا أن يكون الأول قد قصر به تأويله فخالف أصول التأويل، فللعابر الثاني أن يبين ما جهله، ويخبر بما عنده، كما فعل النبي عليه السلام بالصدِّيق فقال: (أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً)، ولو كانت الرؤيا لأول عابر سواء أصاب أو أخطأ: ما قال له الرسول صلى الله عليه وسلم: (وأخطأتَ بعضاً) " انتهى.
" شرح صحيح البخاري " (9/ 560، 561).
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/ar/ref/117665
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/76)
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[30 - 06 - 08, 02:47 ص]ـ
لطيفة
نقل العلاّمة الألباني-رحمه الله-في سلسلة الأحاديث الضعيفة والموضوعة (1/ 456) عن السيوطي-رحمه الله-أنه ساق عن أحد الصوفية قصة وفيها أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام فسأله عن حديث موضوع فقال: إنه عني وأنا قلته
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 05:32 م]ـ
بارك الله فيكم أبا طارق على هذه الفوائد، و نفع بكم، و غفر لكم، و زادكم علماً و فقهاً و هداكم و سدّدكم ..
آمين ..
آمين ..
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 06:11 م]ـ
جزاكما الله خيرا ونفع بكما
وتقبل دعاءك أخي سامي ورزقك خيرا منه
ـ[أبو ريان الزعبي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 08:02 م]ـ
جزاكم الله جزاء الخير وخير الجزاء , شيخنا أبا طارق. وليتكم تذكرون أقسام ما يراه النائم في نومه. هل كل ما يراه يعبر؟ أم هناك الرؤى وحديث النفس وأضغاث الاحلام؟ وكيف نميز بينها؟
جزيتم خيرا(98/77)
هل هناك فضيلة أو مزية لمن تزوج من بيت آلـ رسول الله صلى الله عليه وسلم وهل ينفعه ذلك
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[30 - 06 - 08, 03:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
هل هناك فضيلة أو مزية لمن تزوج من بيت آلـ رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ؟
وهل ينفعه ذلك في الدنيا أو في الآخرة .. ؟
وهل وردت أحاديث في ذلك .. ؟
وما هي الأمور التي يجب أن يراعيها من تزوج من هذا النسب المبارك .. ؟
رفع الله أقداركم وسددكم
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[30 - 06 - 08, 08:39 ص]ـ
.......
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 11:40 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
ولفظ " الأشراف " لا يتعلق به حكم شرعي، وإنما الحكم يتعلق بـ " بني هاشم "، كتحريم الصدقة، وأنهم آل محمد صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك.
" منهاج السنة النبوية " (4/ 559).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 11:52 ص]ـ
بارك الله فيكم
فضل آل البيت:
روى أحمد والحاكم والبيهقي والطبراني في الكبير عن عدد من الصحب الكرام عن النبي صلى اله عليه وسلم أنه قال:
[كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي].
قال العلامة أحمد عبد الرحمن البنا في " بلوغ الأماني من أسرار الفتح الرباني " المطبوع مع " الفتح الرباني ":
[النسبة: بالولادة، والسبب بالنكاح قاله الديلمي مُصَدِّرا بأن السبب هنا الوصلة والمودة، وكل ما يتوصل به إلى الشيء لِبعد عنه فهو سبب .... ].
قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله تعالى – في " الفصول في سيرة الرسول ":
[ومن الخصائص: أن كل نسب وسبب فإنه ينقطع نفعه وبره يوم القيامة إلا نسبه وسببه وصهره صلى الله عليه وسلم، قال تعالى {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ ولا يتساءلون} ......... قال أصحابنا: قيل معناه: أن أمته ينتسبون إليه يوم القيامة، وأمم سائر الأنبياء لا تنتسب إليهم.
وقيل: يُنتفع يومئذ بالانتساب إليه، ولا يُنتفع بسائر الأنساب.
وهذا أرجح من الذي قبله، بل ذلك ضعيف، قال الله تعالى: {ويوم نبعث في كل أمة شهيدا عليهم من أنفسهم} النحل.، وقال تعالى: {ولكل أمة رسول، فإذا جاء رسولهم قضي بينهم بالقسط وهو لا يظلمون} يونس.؛
في آي كثيرة دالة على أن كل أمة تدعى برسولها الذي أرسل إليها، والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب]. انتهى كلامه – رحمه الله تعالى -.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[01 - 07 - 08, 12:49 ص]ـ
جزآكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[محمد بن الحسني]ــــــــ[12 - 07 - 08, 06:06 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
ولفظ " الأشراف " لا يتعلق به حكم شرعي، وإنما الحكم يتعلق بـ " بني هاشم "، كتحريم الصدقة، وأنهم آل محمد صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك.
" منهاج السنة النبوية " (4/ 559).
فضيلة الشيخ إحسان:
و ما دخل ما ذكرته في السؤال؟!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[12 - 07 - 08, 09:00 م]ـ
ألأ عسى ربنا أن يكرمنا بسليلةٍ لبيت النُّبوَّة تستَودعُ ذرياتنا فيكونَ لنا ولهم شرف الاتصال بسلالته الطاهرة وفروعها الزكيَّة, اللهمَّ آمين.
وأنا أحسِبُ أنَّه يكفينا في استحباب واستحسانِ تحري التزوج والارتباط بهنَّ أنه سنةٌ راشدة عن فاروق الأمة عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - الذي أمرنا رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالاقتداء به , ألا ترون أنَّه صحَّ عنه أنه خطب إلى علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أم كلثوم فقال: أنكحنيها فقال علي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: إني أرصدها لابن أخي عبد الله بن جعفر فقال عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: أنكحنيها فوالله ما من الناس أحد يرصد من أمرها ما أرصده فأنكحه علي فأتى عمر المهاجرين فقال: ألا تهنوني؟ فقالوا بمن يا أمير المؤمنين؟ فقال: أم كلثوم بنت علي وابنة فاطمة بنت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إني سمعت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول {كل سبب ونسب منقطع يوم القيامة إلا سببي ونسبي}.
ـ[محمد بن الحسني]ــــــــ[12 - 07 - 08, 11:06 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/78)
هل هناك فضيلة أو مزية لمن تزوج من بيت آلـ رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ؟
وهل ينفعه ذلك في الدنيا أو في الآخرة .. ؟
وهل وردت أحاديث في ذلك .. ؟
وما هي الأمور التي يجب أن يراعيها من تزوج من هذا النسب المبارك .. ؟
رفع الله أقداركم وسددكم
ج1: الظاهر وجود مزية وفضيلة لمن نكح من نساء آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن حصول الولادة النبوية و البضعة الشريفة لأولاده قد يكون من جملة ما ينفعه يوم القيامة إذا توفرت الشروط و انتفت الموانع، و أصول الشرع تدل عليه. لكن من تربى على السنة المحضة، و ألف ما عليه العوام من استنكار بقاء النسل النبوي، ربما عارض في هذا الباب، ولا عبرة به.
ج2: أما هل ينفعه ذلك في الآخرة، فينبني على توفر الشروط وانتفاء الموانع، كما يقال في الأصل، و هو أهل البيت النبوي، و التابع تابع. و هذا من جهتين:
1 - من جهة حصول الولادة لأولاده و تحقق البضعة النبوية فيهم، و الله يقول (والذين آمنوا واتبعتهم ذريتهم بإيمان ألحقنا بهم ذريتهم وما ألتناهم من عملهم من شيء). و هذا يبين أهمية تربية ذريته و أولاده على الايمان حتى يحصل له رجاء ما طلب بوجه من الوجوه! فإن هؤلاء تخللتهم ولادة نبوية، و هم يدخلون في مصطلح الذرية على الصحيح من كلام الفقهاء.
2 - من جهة الاحسان إلى الزوجة التي هي من آل البيت، فإن الاحسان إليها من جملة رعاية حق النبوة، فيرعى فيها حق الزوجية، و حق النبوة، و لا ريب أن هذا أنفع للعبد.
و أما الدنيا، فاعلم أخي أن هذا ينقسم إلى امرين:
الأول: ما يتعلق بالزوج، و لا أرى أنه يتعلق به، شيء، فزوج المرأة من آل البيت ليس من آل البيت ..
الثاني: ما يتعلق بأولاده، و هوؤلاء على الصحيح، لا يقال لهم: سادة أو أشراف، بل لهم الدخول في الذرية دون اكتساب النسب، لأن النسب للآباء لا لأمهات .. و منه يعلم أنهم لا يدخلون في الأحكام المتعلقة بآل محمد على الصحيح، لأن ذلك يتعلق بولادة الأب، لأن النسب له، كما قال تعالى (و على المولود له رزقهن)، والله أعلم
ج3: ورد حديث أمير المؤمنين عمر في نكاحه لبنت أمير المؤمنين علي رضي الله عنهما. و كفى بعمر إماماً في هذه المسألة.
ج4: تقدم الجواب عنه في الوجه الثاني. و أضيف ههنا: أن تكون أصل العشرة بالمعروف، و قد يقع بينهم الغضب والهجران و نحو ذلك مما لا يكاد يسلم منه بيت، كما وقع بين النبي صلى الله عليه وسلم و أزواجه، و كما وقع بين علي وفاطمة كما هو مخرج في الصحيح في سبب تسميته بأبي تراب .. فقد كان لمغاضبة بينه وبين فاطمة رضي الله عنها ..
و يحسن هنا التنبيه على تكلف بعض الصوفية في هذا الباب، فإنهم يذكرون من الرعاية و حسن العشرة ما لا يطيقه البشر، فإن كان ذلك محققاً للمقصود النبوي و الشرعي، فلا أرى مانعاً منه، فيتساهل المرء مع زوجته من آل البيت إلا أن تنتهك حرم الله، فإن هذا لا يراعى فيه أحد، و قد تمعر وجه النبي في وجه فاطمة وعائشة و حفصة و غيرهم من كاملات النساء ..
و إن كان ذلك التساهل و حسن المرعاة مفضياً إلى غلبة مكروه أو محرم، فالمعتين تركه، وهو مقام تتفاوت فيه الأنظار، و الجادة معلومة، والله أعلم.
أخي أبا زيد الشنقيطي:
إن كنت جاداً، فدونك بنات شنقيط العلويات .. ؟!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[13 - 07 - 08, 12:00 ص]ـ
أخي أبا زيد الشنقيطي:
إن كنت جاداً، فدونك بنات شنقيط العلويات .. ؟!
هلاَّ راسلتَ على الخاص حتى لا تُقطع يدايَ ورجلايَ من خلافٍ وأمنعَ المشاركةَ معكُم أيها الفاضل (ابتسامة)
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[13 - 07 - 08, 02:35 ص]ـ
آل البيت خير وبركة .. تجد الواحد يفخر من زواجه من آل فلان وعلان من وجهاء الدنيا
فكيف بوجيه الدنيا والآخرة صلى الله عليه وسلم ...
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[13 - 07 - 08, 08:55 ص]ـ
بارك الله فيكم
يبدو أني كنت سببا في ((جمع راسين بالحلال)) - ابتسامه -
الأفاضل
الحسني
ابو زيد الشنقيطي
مستور مختاري
جزآكم الله خيرا
كنت في حاجة لما ذكرتم ومن قبلكم الشيخين إحسان والفضلي
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[28 - 12 - 09, 08:54 م]ـ
جزاكم الله خيرًا وبارك فيكم.(98/79)
ماهو ذا الطفيتين والابتر وماهي صيغة التحريج على عوامر البيوت
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[30 - 06 - 08, 02:50 م]ـ
عن عبدالله ابن عمر قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بقتل الكلاب. يقول " اقتلوا الحيات والكلاب واقتلوا ذا الطفيتين والأبتر فإنهما يلتمسان البصر ويستسقطان الحبالى ". قال سالم: قال عبدالله بن عمر: فلبثت لا أترك حية أراها إلا قتلتها. فبينا أنا أطارد حية، يوما، من ذوات البيوت، مر بي زيد بن الخطاب أو أبو لبابة. وأنا أطاردها. فقال: مهلا. يا عبدالله! فقلت: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بقتلهن. قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد نهى عن ذوات البيوت) رواه مسلم
فماهو ذا الطفيتين والأبتر
عن ابو السائب مولى هشام بن زهرة قال دخلنا على أبي سعيد الخدري. فبينما نحن جلوس إذ سمعنا تحت سريره حركة. فنظرنا فإذا حية. وساق الحديث بقصته نحو حديث مالك عن صيفي. وقال فيه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم " إن لهذه البيوت عوامر. فإذا رأيتم شيئا منها فحرجوا عليها ثلاثا فإن ذهب، وإلا فاقتلوه. فإنه كافر ". وقال لهم " اذهبوا فادفنوا صاحبكم " رواه مسلم
ماهي صيغة التحريج وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو السها]ــــــــ[02 - 07 - 08, 10:08 م]ـ
قال ابن عبد البر في التمهيد: يقال إن ذا الطفيتين حنش يكون على ظهره خطان أبيضان ويقال إن الأبتر الأفعى وقيل إنه حنش أبتر كأنه مقطوع الذنب وقال النضر بن شميل الأبتر من الحيات صنف أزرق مقطوع الذنب لا تنظر إليه حامل إلا ألقت ما في بطنها
أن نخيل الدوم وهو أحد الأنواع الهامة التي تتبع فصيلة النخيل من رتبة النخيليات
التي تضم أنواعاً عدة منها نخيل التمر ونخيل الدوم ونخيل جوز الهند وغيرها
-وفي غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب:
وذا الطفيتين اقتل وأبتر حية وما بعد إيذان ترى أو بفدفد (وذا) أي صاحب (الطفيتين) , وهو الذي في ظهره خط أسود , وهو حية خبيثة , والطفية خوصة المقل في الأصل وجمعها طفى شبه الخطين اللذين على ظهر الحية بخوصتين من خوص المقل.
قال الزمخشري في كتاب العين: الطفية حية لينة خبيثة.
وفي الصحيحين وغيرهما من حديث ابن عمر رضي الله عنهما وعائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال {: اقتلوا الحيات وذا الطفيتين , والأبتر , فإنهما يسقطان الحبلى ويلتمسان البصر} قال النووي: الطفيتان الخطان الأبيضان على ظهر الحية , فمن ثم قال الناظم: (اقتل) أي اقتل ذا الطفيتين , فذا مفعول مقدم والطفيتين مضاف إليه (و) اقتل (أبتر) , وهو (حية) غليظة الذنب كأنه قطع ذنبه.
وفي حياة الحيوان الأبتر قصير الذنب , وقال النضر بن شميل: هو صنف من الحيات أزرق مقطوع الذنب لا تنظر إليه حامل إلا ألقت ما في بطنها غالبا. وذكر مسلم في روايته عن الزهري أنه قال: نرى ذلك من سمها فهاتان الحيتان يقتلان من غير استئذان (وما بعد إيذان) لحيات البيوت اقتل إذا كانت بعد الإيذان (ترى) أي تظهر ; لأنك قد فعلت ما طلب منك , وهو الإيذان (أو) كانت الحية (بفدفد) قال في القاموس: الفدفد الفلاة [ص: 73] والمكان الصلب الغليظ , والمرتفع , والأرض المستوية.
والمراد إذا كانت الحية تظهر لك في غير البيوت من الصحراء فاقتلها بلا إيذان لك منها. قال في الآداب الكبرى: والتي في الصحراء يعني من الحيات يجوز قتلها بدون إنذارها. قال الطحاوي لا بأس بقتل الكل من الحيات , والأولى هو الإنذار والله أعلم.
مسألة: الْجُزْء الثَّانِي
مَطْلَبٌ: فِي قَتْلِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ , وَالْأَبْتَرِ مِنْ الْحَيَّاتِ بِدُونِ اسْتِئْذَانٍ:
وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ اُقْتُلْ وَأَبْتَرَ حَيَّةٍ وَمَا بَعْدَ إيذَانٍ تُرَى أَوْ بِفَدْفَدِ (وَذَا) أَيْ صَاحِبَ (الطُّفْيَتَيْنِ) , وَهُوَ الَّذِي فِي ظَهْرِهِ خَطٌّ أَسْوَدُ , وَهُوَ حَيَّةٌ خَبِيثَةٌ , وَالطُّفْيَةُ خُوصَةُ الْمُقْلِ فِي الْأَصْلِ وَجَمْعُهَا طُفَى شَبَّهَ الْخَطَّيْنِ اللَّذَيْنِ عَلَى ظَهْرِ الْحَيَّةِ بِخُوصَتَيْنِ مِنْ خُوصِ الْمُقْلِ.
قَالَ الزَّمَخْشَرِيُّ فِي كِتَابِ الْعَيْنِ: الطُّفْيَةُ حَيَّةٌ لَيِّنَةٌ خَبِيثَةٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/80)
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ وَغَيْرِهِمَا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَعَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ {: اُقْتُلُوا الْحَيَّاتِ وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ , وَالْأَبْتَرَ , فَإِنَّهُمَا يُسْقِطَانِ الْحُبْلَى وَيَلْتَمِسَانِ الْبَصَرَ} قَالَ النَّوَوِيُّ: الطُّفْيَتَانِ الْخَطَّانِ الْأَبْيَضَانِ عَلَى ظَهْرِ الْحَيَّةِ , فَمِنْ ثَمَّ قَالَ النَّاظِمُ: (اُقْتُلْ) أَيْ اُقْتُلْ ذَا الطُّفْيَتَيْنِ , فَذَا مَفْعُولٌ مُقَدَّمٌ وَالطُّفْيَتَيْنِ مُضَافٌ إلَيْهِ (وَ) اُقْتُلْ (أَبْتَرَ) , وَهُوَ (حَيَّةٌ) غَلِيظَةُ الذَّنْبِ كَأَنَّهُ قُطِعَ ذَنْبُهُ.
وَفِي حَيَاةِ الْحَيَوَانِ الْأَبْتَرُ قَصِيرُ الذَّنْبِ , وَقَالَ النَّضِرُ بْنُ شُمَيْلٍ: هُوَ صِنْفٌ مِنْ الْحَيَّاتِ أَزْرَقُ مَقْطُوعُ الذَّنْبِ لَا تَنْظُرُ إلَيْهِ حَامِلٌ إلَّا أَلْقَتْ مَا فِي بَطْنِهَا غَالِبًا. وَذَكَرَ مُسْلِمٌ فِي رِوَايَتِهِ عَنْ الزُّهْرِيِّ أَنَّهُ قَالَ: نَرَى ذَلِكَ مِنْ سُمِّهَا فَهَاتَانِ الْحَيَّتَانِ يُقْتَلَانِ مِنْ غَيْرِ اسْتِئْذَانٍ (وَمَا بَعْدَ إيذَانِ) لِحَيَّاتِ الْبُيُوتِ اُقْتُلْ إذَا كَانَتْ بَعْدَ الْإِيذَانِ (تُرَى) أَيْ تَظْهَرُ ; لِأَنَّك قَدْ فَعَلْت مَا طُلِبَ مِنْك , وَهُوَ الْإِيذَانُ (أَوْ) كَانَتْ الْحَيَّةُ (بِفَدْفَدِ) قَالَ فِي الْقَامُوسِ: الْفَدْفَدُ الْفَلَاةُ [ص: 73] وَالْمَكَانُ الصُّلْبُ الْغَلِيظُ , وَالْمُرْتَفِعُ , وَالْأَرْضُ الْمُسْتَوِيَةُ.
وَالْمُرَادُ إذَا كَانَتْ الْحَيَّةُ تَظْهَرُ لَك فِي غَيْرِ الْبُيُوتِ مِنْ الصَّحْرَاءِ فَاقْتُلْهَا بِلَا إيذَانٍ لَك مِنْهَا. قَالَ فِي الْآدَابِ الْكُبْرَى: وَاَلَّتِي فِي الصَّحْرَاءِ يَعْنِي مِنْ الْحَيَّاتِ يَجُوزُ قَتْلُهَا بِدُونِ إنْذَارِهَا. قَالَ الطَّحَاوِيُّ لَا بَأْسَ بِقَتْلِ الْكُلِّ مِنْ الْحَيَّاتِ , وَالْأَوْلَى هُوَ الْإِنْذَارُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
أقول: والمقل هو نخيل الدوم وهو أحد الأنواع الهامة التي تتبع فصيلة النخيل من رتبة النخيليات
التي تضم أنواعاً عدة منها نخيل التمر ونخيل الدوم ونخيل جوز الهند وغيرها
- وفي كتاب الآداب الشرعية:
فصل (فيما يقال لحيات البيوت قبل قتلها).
يسن أن يقال للحية التي في البيوت ثلاث مرات ذكره غير واحد ولفظه في الفصول ثلاثا ولفظه في المجرد ثلاثة أيام اذهب بسلام لا تؤذونا فإن ذهب وإلا قتله إن شاء , وإن رآه ذاهبا كره قتله وقيل: لا يكره.
وقد قال أحمد في رواية الفضل بن زياد الإيذان في حق غير ذي الطفيتين وهو الذي بظهره خط أسود , والأبتر وهو الغليظ الذنب كأنه قد قطع ذنبه فإنهما يقتلان من غير إيذان. وإن كان غير ذلك مثل هذا الدقيق الذنب فهو حيات البيوت يؤذنه ثلاثا يقول: لا تؤذونا اذهب بسلام. وهذا هو الذي في الرعاية.
وقال الميموني سئل أبو عبد الله عن قتل دواب البيوت قال لا يقتل منهن إلا ذو الطفيتين , والأبتر وذو الطفيتين خطين في ظهره , ثم ذكر حديث أبي لبابة قيل: لأبي عبد الله فما تقتل من الحيات قال {نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل دواب البيوت إلا ذي الطفيتين , والأبتر فقلنا له إنه ربما كان في البيوت منهن شيء الهائل منهن غلظا وطولا حتى يفزعن فقال إذا كان هذا فأرجو أن لا يكون في قتله أي حرج} قال فكان الأمر عنده فيه سهولة إذا كن يخفن.
وقال المروذي سئل أبو عبد الله عن الحية تظهر قال تؤذن ثلاثة قلت ثلاثة أيام , أو ثلاث مرار قال ثلاث مرارا إلا أن يكون ذو الطفيتين وهي التي عليها خطان , والأبتر هو الذي كان مقطوع الذنب يقتل ولا يؤذن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/81)
قال المروذي وكنت أحفر بئرا بين يدي أبي عبد الله فخرجت حية حمراء [ص: 352] فقلت يا أبا عبد الله أقتلها؟ فنظر إليها فقال لي لا تعرض لها دعها. وجواب أحمد رحمه الله بالنهي يدل على أنه يحرم عنده القتل قبل الإيذان لأنه ظاهر النهي عنده , وعند المالكية حيات مدينة النبي صلى الله عليه وسلم لا تقتل إلا بعد الإنذار للأخبار ويستحب قتل حيات غيرها , وعند الحنفية ينبغي أن لا تقتل الحية البيضاء لأنها من الجان وقال الطحاوي لا بأس بقتل الكل , والأولى هو الإنذار.
وفي الصحيحين عن أبي لبابة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم {ينهى عن قتل الحيات التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذا الطفيتين فإنهما اللذان يخطفان البصر ويتتبعان ما في بطون النساء.}
الطفيتان بضم الطاء المهملة وإسكان الفاء الخطان الأبيضان على ظهر الحية , وأصل الطفية خوصة المقل وجمعها طفى. شبه الخطين على ظهرها بخوصتي المقل , والمعنى يخطفان البصر ويطمسانه بمجرد نظرهما إليه لخاصة جعلها الله في بصرهما إذا وقع على بصر الإنسان.
وقيل: يقصدان البصر باللسع , والنهش , وفي الحيات نوع يسمى الناظر إذا وقع نظره على عين إنسان مات من ساعته.
وعن أبي سعيد مرفوعا {إن لبيوتكم عمارا فحرجوا عليهن ثلاثا فإن بدا لكم بعد ذلك شيء فاقتلوه} رواه أحمد , والترمذي ومسلم , وفي لفظ ثلاثة أيام , وفي لفظ له " فاقتلوه فإنه كافر " في لفظ له " فإنه شيطان " ولأبي داود " ثلاثة أيام أيضا " وروى هو وغيره بإسنادين جيدين " ثلاث مرات " من حديث أبي سعيد. وروي أيضا من رواية ابن أبي ليلى عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن حيات البيوت فقال إذا رأيتم منهن شيئا في مساكنكم فقولوا أنشدكن العهد الذي أخذ عليكن نوح , أنشدكن العهد الذي أخذ عليكن سليمان ألا تؤذوننا , فإن عدن فاقتلوهن}. ابن أبي ليلى مختلف فيه ورواه النسائي في اليوم والليلة , والترمذي وقال حسن غريب لا نعرفه من حديث ثابت إلا من حديث ابن أبي ليلى.
والعمار الحيات التي تكون في البيوت وكذا العوامر جمع عامر وعامرة قيل: سميت بذلك لطول أعمارها والتي في الصحراء يجوز قتلها بدون إنذارها.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من [ص: 353] قتل حية فكأنما قتل رجلا مشركا ومن ترك حية مخافة عاقبتها فليس منا} رواه أحمد ولأبي داود وغيره المعنى الآخر من حديثه. ومن حديث أبي هريرة وابن عباس , روي حديث ابن عباس عن عثمان عن ابن نمير عن موسى بن سالم سمعت عكرمة يرفع الحديث فيما أرى إلى ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره , كلهم ثقات ورواه أحمد ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال لا أعلمه إلا رفع الحديث قال {كان يأمرنا بقتل الحيات ويقول: من تركهن خشية , أو مخافة ثائر فليس منا}. قال وقال ابن عباس إن الحيات مسخ الجن كما مسخت القردة من بني إسرائيل ورواه الطبراني عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق وفي رواية رفع الحديث {أنه كان يأمر بقتل الحيات وقال من تركهن خشية , أو مخافة ثائر} " وباقيه مثله ".
وروى الطبراني ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا إبراهيم بن الحجاج الشامي ثنا عبد العزيز بن المختار عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {الحيات مسخ الجن كما مسخت القردة , والخنازير من بني إسرائيل} ورواه ابن حبان من حديث عبد العزيز بن المختار ورواه في المختارة من طريق أحمد والطبراني.
مسألة: الْجُزْء الثَّالِث
[ص: 351] فَصْلٌ (فِيمَا يُقَالُ لِحَيَّاتِ الْبُيُوتِ قَبْلَ قَتْلِهَا).
يُسَنُّ أَنْ يُقَالَ لِلْحَيَّةِ الَّتِي فِي الْبُيُوتُ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ذَكَرَهُ غَيْرُ وَاحِدٍ وَلَفْظُهُ فِي الْفُصُولِ ثَلَاثًا وَلَفْظُهُ فِي الْمُجَرَّدِ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ اذْهَبْ بِسَلَامٍ لَا تُؤْذُونَا فَإِنْ ذَهَبَ وَإِلَّا قَتَلَهُ إنْ شَاءَ , وَإِنْ رَآهُ ذَاهِبًا كُرِهَ قَتْلُهُ وَقِيلَ: لَا يُكْرَهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/82)
وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ فِي رِوَايَةِ الْفَضْلِ بْنِ زِيَادٍ الْإِيذَانُ فِي حَقِّ غَيْرِ ذِي الطُّفْيَتَيْنِ وَهُوَ الَّذِي بِظَهْرِهِ خَطٌّ أَسْوَدُ , وَالْأَبْتَرُ وَهُوَ الْغَلِيظُ الذَّنَبِ كَأَنَّهُ قَدْ قُطِعَ ذَنَبُهُ فَإِنَّهُمَا يُقْتَلَانِ مِنْ غَيْر إيذَانٍ. وَإِنْ كَانَ غَيْرُ ذَلِكَ مِثْلَ هَذَا الدَّقِيقِ الذَّنَبِ فَهُوَ حَيَّاتُ الْبُيُوتِ يُؤْذِنُهُ ثَلَاثًا يَقُولُ: لَا تُؤْذُونَا اذْهَبْ بِسَلَامٍ. وَهَذَا هُوَ الَّذِي فِي الرِّعَايَةِ.
وَقَالَ الْمَيْمُونِيُّ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ عَنْ قَتْلِ دَوَابِّ الْبُيُوتِ قَالَ لَا يُقْتَلُ مِنْهُنَّ إلَّا ذُو الطُّفْيَتَيْنِ , وَالْأَبْتَرُ وَذُو الطُّفْيَتَيْنِ خَطَّيْنِ فِي ظَهْرِهِ , ثُمَّ ذَكَرَ حَدِيثَ أَبِي لُبَابَةَ قِيلَ: لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ فَمَا تَقْتُلُ مِنْ الْحَيَّاتِ قَالَ {نَهَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ قَتْلِ دَوَابِّ الْبُيُوتِ إلَّا ذِي الطُّفْيَتَيْنِ , وَالْأَبْتَرَ فَقُلْنَا لَهُ إنَّهُ رُبَّمَا كَانَ فِي الْبُيُوتِ مِنْهُنَّ شَيْءٌ الْهَائِلُ مِنْهُنَّ غِلَظًا وَطُولًا حَتَّى يُفْزِعْنَ فَقَالَ إذَا كَانَ هَذَا فَأَرْجُو أَنْ لَا يَكُونَ فِي قَتْلِهِ أَيُّ حَرَجٍ} قَالَ فَكَانَ الْأَمْرُ عِنْدَهُ فِيهِ سُهُولَةٌ إذَا كُنَّ يُخِفْنَ.
وَقَالَ الْمَرُّوذِيُّ سُئِلَ أَبُو عَبْدِ اللَّه عَنْ الْحَيَّةِ تَظْهَرُ قَالَ تُؤْذَنُ ثَلَاثَةً قُلْت ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ , أَوْ ثَلَاثَ مِرَارٍ قَالَ ثَلَاثٌ مِرَارًا إلَّا أَنْ يَكُونَ ذُو الطُّفْيَتَيْنِ وَهِيَ الَّتِي عَلَيْهَا خَطَّانِ , وَالْأَبْتَرُ هُوَ الَّذِي كَانَ مَقْطُوعَ الذَّنَبِ يُقْتَلُ وَلَا يُؤْذَنُ.
قَالَ الْمَرُّوذِيُّ وَكُنْت أَحْفِرُ بِئْرًا بَيْنَ يَدَيْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ فَخَرَجَتْ حَيَّةٌ حَمْرَاءُ [ص: 352] فَقُلْت يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَقْتُلُهَا؟ فَنَظَرَ إلَيْهَا فَقَالَ لِي لَا تَعْرِضْ لَهَا دَعْهَا. وَجَوَابُ أَحْمَدَ رَحِمَهُ اللَّهُ بِالنَّهْيِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ يَحْرُمُ عِنْدَهُ الْقَتْلُ قَبْلَ الْإِيذَانِ لِأَنَّهُ ظَاهِرُ النَّهْي عِنْدَهُ , وَعِنْدَ الْمَالِكِيَّةِ حَيَّاتُ مَدِينَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تُقْتَلُ إلَّا بَعْدَ الْإِنْذَارِ لِلْأَخْبَارِ وَيُسْتَحَبُّ قَتْلُ حَيَّاتِ غَيْرِهَا , وَعِنْدَ الْحَنَفِيَّةِ يَنْبَغِي أَنْ لَا تُقْتَلَ الْحَيَّةُ الْبَيْضَاءُ لِأَنَّهَا مِنْ الْجَانِّ وَقَالَ الطَّحَاوِيَّ لَا بَأْسَ بِقَتْلِ الْكُلِّ , وَالْأَوْلَى هُوَ الْإِنْذَارُ.
وَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ أَبِي لُبَابَةَ قَالَ: سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {يَنْهَى عَنْ قَتْلِ الْحَيَّاتِ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ إلَّا الْأَبْتَرَ وَذَا الطُّفْيَتَيْنِ فَإِنَّهُمَا اللَّذَانِ يَخْطِفَانِ الْبَصَرَ وَيَتَتَبَّعَانِ مَا فِي بُطُونِ النِّسَاءِ.}
الطُّفْيَتَانِ بِضَمِّ الطَّاءِ الْمُهْمَلَةِ وَإِسْكَانِ الْفَاءِ الْخَطَّانِ الْأَبْيَضَانِ عَلَى ظَهْرِ الْحَيَّةِ , وَأَصْلُ الطُّفْيَةِ خُوصَةُ الْمُقْلِ وَجَمْعُهَا طُفًى. شَبَّهَ الْخَطَّيْنِ عَلَى ظَهْرِهَا بِخُوصَتَيْ الْمُقْلِ , وَالْمَعْنَى يَخْطَفَانِ الْبَصَرَ وَيَطْمِسَانِهِ بِمُجَرَّدِ نَظَرِهِمَا إلَيْهِ لِخَاصَّةٍ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي بَصَرِهِمَا إذَا وَقَعَ عَلَى بَصَرِ الْإِنْسَانِ.
وَقِيلَ: يَقْصِدَانِ الْبَصَرَ بِاللَّسْعِ , وَالنَّهْشِ , وَفِي الْحَيَّاتِ نَوْعٌ يُسَمَّى النَّاظِرَ إذَا وَقَعَ نَظَرُهُ عَلَى عَيْنِ إنْسَانٍ مَاتَ مِنْ سَاعَتِهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/83)
وَعَنْ أَبِي سَعِيدٍ مَرْفُوعًا {إنَّ لِبُيُوتِكُمْ عُمَّارًا فَحَرِّجُوا عَلَيْهِنَّ ثَلَاثًا فَإِنْ بَدَا لَكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ شَيْءٌ فَاقْتُلُوهُ} رَوَاهُ أَحْمَدُ , وَالتِّرْمِذِيُّ وَمُسْلِمٌ , وَفِي لَفْظٍ ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ , وَفِي لَفْظٍ لَهُ " فَاقْتُلُوهُ فَإِنَّهُ كَافِرٌ " فِي لَفْظٍ لَهُ " فَإِنَّهُ شَيْطَانٌ " وَلِأَبِي دَاوُد " ثَلَاثَةَ أَيَّامٍ أَيْضًا " وَرَوَى هُوَ وَغَيْرُهُ بِإِسْنَادَيْنِ جَيِّدَيْنِ " ثَلَاثَ مَرَّاتٍ " مِنْ حَدِيثِ أَبِي سَعِيدٍ. وَرُوِيَ أَيْضًا مِنْ رِوَايَةِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أَبِيهِ {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ حَيَّاتِ الْبُيُوتِ فَقَالَ إذَا رَأَيْتُمْ مِنْهُنَّ شَيْئًا فِي مَسَاكِنِكُمْ فَقُولُوا أَنْشُدُكُنَّ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُنَّ نُوحٌ , أَنْشُدُكُنَّ الْعَهْدَ الَّذِي أَخَذَ عَلَيْكُنَّ سُلَيْمَانُ أَلَّا تُؤْذُونَنَا , فَإِنْ عُدْنَ فَاقْتُلُوهُنَّ}. ابْنُ أَبِي لَيْلَى مُخْتَلَفٌ فِيهِ وَرَوَاهُ النَّسَائِيُّ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ , وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ حَسَنٌ غَرِيبٌ لَا نَعْرِفُهُ مِنْ حَدِيثِ ثَابِتٍ إلَّا مِنْ حَدِيثِ ابْنِ أَبِي لَيْلَى.
وَالْعُمَّارُ الْحَيَّاتُ الَّتِي تَكُونُ فِي الْبُيُوتِ وَكَذَا الْعَوَامِرُ جَمْعُ عَامِرٍ وَعَامِرَةٍ قِيلَ: سُمِّيَتْ بِذَلِكَ لِطُولِ أَعْمَارِهَا وَاَلَّتِي فِي الصَّحْرَاءِ يَجُوزُ قَتْلُهَا بِدُونِ إنْذَارِهَا.
وَعَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {مَنْ [ص: 353] قَتَلَ حَيَّةً فَكَأَنَّمَا قَتَلَ رَجُلًا مُشْرِكًا وَمَنْ تَرَكَ حَيَّةً مَخَافَةَ عَاقِبَتِهَا فَلَيْسَ مِنَّا} رَوَاهُ أَحْمَدُ وَلِأَبِي دَاوُد وَغَيْرِهِ الْمَعْنَى الْآخَرُ مِنْ حَدِيثِهِ. وَمِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ وَابْنِ عَبَّاسٍ , رُوِيَ حَدِيثُ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ عُثْمَانَ عَنْ ابْنِ نُمَيْرٍ عَنْ مُوسَى بْنِ سَالِمٍ سَمِعْتُ عِكْرِمَةَ يَرْفَعُ الْحَدِيثَ فِيمَا أَرَى إلَى ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَذَكَرَهُ , كُلُّهُمْ ثِقَاتٌ وَرَوَاهُ أَحْمَدُ ثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ ثَنَا مَعْمَرٌ عَنْ أَيُّوبَ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْن عَبَّاسٍ قَالَ لَا أَعْلَمُهُ إلَّا رَفَعَ الْحَدِيثَ قَالَ {كَانَ يَأْمُرُنَا بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ وَيَقُولُ: مَنْ تَرَكَهُنَّ خَشْيَةَ , أَوْ مَخَافَةَ ثَائِرٍ فَلَيْسَ مِنَّا}. قَالَ وَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ إنَّ الْحَيَّاتِ مَسْخُ الْجِنِّ كَمَا مُسِخَتْ الْقِرَدَةُ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ وَرَوَاهُ الطَّبَرَانِيُّ عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ إبْرَاهِيمَ عَنْ عَبْدِ الرَّزَّاقِ وَفِي رِوَايَةٍ رَفَعَ الْحَدِيثَ {أَنَّهُ كَانَ يَأْمُرُ بِقَتْلِ الْحَيَّاتِ وَقَالَ مَنْ تَرَكَهُنَّ خَشْيَةَ , أَوْ مَخَافَةَ ثَائِرٍ} " وَبَاقِيهِ مِثْلُهُ ".
وَرَوَى الطَّبَرَانِيُّ ثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ ثَنَا إبْرَاهِيمُ بْنُ الْحَجَّاجِ الشَّامِيُّ ثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ الْمُخْتَارِ عَنْ خَالِدٍ الْحَذَّاءِ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ {الْحَيَّاتُ مَسْخُ الْجِنِّ كَمَا مُسِخَتْ الْقِرَدَةُ , وَالْخَنَازِيرُ مِنْ بَنِي إسْرَائِيلَ} وَرَوَاهُ ابْنُ حِبَّانَ مِنْ حَدِيثِ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ الْمُخْتَارِ وَرَوَاهُ فِي الْمُخْتَارَةِ مِنْ طَرِيقِ أَحْمَدَ وَالطَّبَرَانِيِّ.
مسألة: الجزء الثالث
[ص: 351] فصل (فيما يقال لحيات البيوت قبل قتلها).
يسن أن يقال للحية التي في البيوت ثلاث مرات ذكره غير واحد ولفظه في الفصول ثلاثا ولفظه في المجرد ثلاثة أيام اذهب بسلام لا تؤذونا فإن ذهب وإلا قتله إن شاء , وإن رآه ذاهبا كره قتله وقيل: لا يكره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/84)
وقد قال أحمد في رواية الفضل بن زياد الإيذان في حق غير ذي الطفيتين وهو الذي بظهره خط أسود , والأبتر وهو الغليظ الذنب كأنه قد قطع ذنبه فإنهما يقتلان من غير إيذان. وإن كان غير ذلك مثل هذا الدقيق الذنب فهو حيات البيوت يؤذنه ثلاثا يقول: لا تؤذونا اذهب بسلام. وهذا هو الذي في الرعاية.
وقال الميموني سئل أبو عبد الله عن قتل دواب البيوت قال لا يقتل منهن إلا ذو الطفيتين , والأبتر وذو الطفيتين خطين في ظهره , ثم ذكر حديث أبي لبابة قيل: لأبي عبد الله فما تقتل من الحيات قال {نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل دواب البيوت إلا ذي الطفيتين , والأبتر فقلنا له إنه ربما كان في البيوت منهن شيء الهائل منهن غلظا وطولا حتى يفزعن فقال إذا كان هذا فأرجو أن لا يكون في قتله أي حرج} قال فكان الأمر عنده فيه سهولة إذا كن يخفن.
وقال المروذي سئل أبو عبد الله عن الحية تظهر قال تؤذن ثلاثة قلت ثلاثة أيام , أو ثلاث مرار قال ثلاث مرارا إلا أن يكون ذو الطفيتين وهي التي عليها خطان , والأبتر هو الذي كان مقطوع الذنب يقتل ولا يؤذن.
قال المروذي وكنت أحفر بئرا بين يدي أبي عبد الله فخرجت حية حمراء [ص: 352] فقلت يا أبا عبد الله أقتلها؟ فنظر إليها فقال لي لا تعرض لها دعها. وجواب أحمد رحمه الله بالنهي يدل على أنه يحرم عنده القتل قبل الإيذان لأنه ظاهر النهي عنده , وعند المالكية حيات مدينة النبي صلى الله عليه وسلم لا تقتل إلا بعد الإنذار للأخبار ويستحب قتل حيات غيرها , وعند الحنفية ينبغي أن لا تقتل الحية البيضاء لأنها من الجان وقال الطحاوي لا بأس بقتل الكل , والأولى هو الإنذار.
وفي الصحيحين عن أبي لبابة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم {ينهى عن قتل الحيات التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذا الطفيتين فإنهما اللذان يخطفان البصر ويتتبعان ما في بطون النساء.}
الطفيتان بضم الطاء المهملة وإسكان الفاء الخطان الأبيضان على ظهر الحية , وأصل الطفية خوصة المقل وجمعها طفى. شبه الخطين على ظهرها بخوصتي المقل , والمعنى يخطفان البصر ويطمسانه بمجرد نظرهما إليه لخاصة جعلها الله في بصرهما إذا وقع على بصر الإنسان.
وقيل: يقصدان البصر باللسع , والنهش , وفي الحيات نوع يسمى الناظر إذا وقع نظره على عين إنسان مات من ساعته.
وعن أبي سعيد مرفوعا {إن لبيوتكم عمارا فحرجوا عليهن ثلاثا فإن بدا لكم بعد ذلك شيء فاقتلوه} رواه أحمد , والترمذي ومسلم , وفي لفظ ثلاثة أيام , وفي لفظ له " فاقتلوه فإنه كافر " في لفظ له " فإنه شيطان " ولأبي داود " ثلاثة أيام أيضا " وروى هو وغيره بإسنادين جيدين " ثلاث مرات " من حديث أبي سعيد. وروي أيضا من رواية ابن أبي ليلى عن ثابت البناني عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن أبيه {أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن حيات البيوت فقال إذا رأيتم منهن شيئا في مساكنكم فقولوا أنشدكن العهد الذي أخذ عليكن نوح , أنشدكن العهد الذي أخذ عليكن سليمان ألا تؤذوننا , فإن عدن فاقتلوهن}. ابن أبي ليلى مختلف فيه ورواه النسائي في اليوم والليلة , والترمذي وقال حسن غريب لا نعرفه من حديث ثابت إلا من حديث ابن أبي ليلى.
والعمار الحيات التي تكون في البيوت وكذا العوامر جمع عامر وعامرة قيل: سميت بذلك لطول أعمارها والتي في الصحراء يجوز قتلها بدون إنذارها.
وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {من [ص: 353] قتل حية فكأنما قتل رجلا مشركا ومن ترك حية مخافة عاقبتها فليس منا} رواه أحمد ولأبي داود وغيره المعنى الآخر من حديثه. ومن حديث أبي هريرة وابن عباس , روي حديث ابن عباس عن عثمان عن ابن نمير عن موسى بن سالم سمعت عكرمة يرفع الحديث فيما أرى إلى ابن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكره , كلهم ثقات ورواه أحمد ثنا عبد الرزاق ثنا معمر عن أيوب عن عكرمة عن ابن عباس قال لا أعلمه إلا رفع الحديث قال {كان يأمرنا بقتل الحيات ويقول: من تركهن خشية , أو مخافة ثائر فليس منا}. قال وقال ابن عباس إن الحيات مسخ الجن كما مسخت القردة من بني إسرائيل ورواه الطبراني عن إسحاق بن إبراهيم عن عبد الرزاق وفي رواية رفع الحديث {أنه كان يأمر بقتل الحيات وقال من تركهن خشية , أو مخافة ثائر} " وباقيه مثله ".
وروى الطبراني ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل ثنا إبراهيم بن الحجاج الشامي ثنا عبد العزيز بن المختار عن خالد الحذاء عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {الحيات مسخ الجن كما مسخت القردة , والخنازير من بني إسرائيل} ورواه ابن حبان من حديث عبد العزيز بن المختار ورواه في المختارة من طريق أحمد والطبراني.(98/85)
مشروعية صندوف الزكاة *في الجزائر*
ـ[سمير زمال]ــــــــ[30 - 06 - 08, 03:46 م]ـ
يعتبر
قيام هيئة رسمية تتولى تحصيل الزكاة وتوزيعها على مستحقيها فريضة من فرائض الشرع وضرورة من ضرورات الواقع، و إذا أردنا سندا لذلك فإننا نجده فيما يلي:
في القرآن الكريم:
- قول الله تعالى: ? خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها وصلّ عليهم إن صلاتك سكن لهم? [التوبة: 103].
فقد جاء الأمر الإلهي للني - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بصفته حاكما للمسلمين، وهو خطاب لكل من تولى أمر المسلمين من بعده، وهذا ما فهمه الصديق أبو بكر، فقد حارب مانعي الزكاة بعد وفاة النبي ? وعدهم من المرتدين.
-قوله تعالى: ?إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم? [التوبة:60]
فجعل "العاملين عليها" وهم جباة الزكاة من بين مصارفها، دليل على أنه منصب قار في الدولة الإسلامية، لا يزول بوفاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
في السنة النبوية الشريفة:
- تعيينه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جباة بعث بهم لمختلف الأمصار لجمع الزكاة.
- قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو يوصي معاذا بن جبل حين أرسله إلى اليمن: ((أعْلِمْهُم أن اللّه افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم وترد على فقرائهم)) [أخرجه الجماعة].
من فتاوى الصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -:
- عن سهل بن أبي صالح عن أبيه قال: (اجتمع عندي نفقة فيها صدقة -يعني بلغت نصاب الزكاة- فسألت سعد بن أبي وقاص وابن عمر وأبا هريرة وأبا سعيد الخدري أن أقسمها أو أدفعها إلى السلطان؟ فأمروني جميعا أن أدفعها إلى السلطان، ما اختلف علي منهم أحد).
- و في رواية: (فقلت لهم: هذا السلطان يفعل ما ترون "كان هذا في عهد بني أمية" فأدفع إليهم زكاتي؟ فقالوا كلهم: نعم فادفعها).
- وعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (ادفعوا صدقاتكم إلى من ولاه الله أمركم، فمن بر فلنفسه ومن أثم فعليها).
- وعن المغيرة بن شعبة أنه قال لمولى له -وهو على أمواله بالطائف-: (كيف تصنع في صدقة مالي؟ قال: منها ما أتصدق به ومنها ما أدفعه للسلطان. قال: وفيم أنت من ذلك؟ -أنكر عليه أن يفرقها بنفسه-).
فهذه الأدلة كلها تجعل الزكاة أمرا إلهيا، يكلف الحاكم بالإشراف على تنفيذه، وقد جسد في بلدنا بما يعرف بـ"صندوق الزكاة".
وفي الواقع أدلة أخرى:
-فإن كثيرا من الناس قد تموت ضمائرهم أو يصيبها السقم والهزال فلا ضمان لحق الفقير إذا ترك لمثل هؤلاء.
- في أخذ الفقير حقه من الدولة لا من الشخص الغني حفظ لكرامته، وصيانة لماء وجهه أن يراق بالسؤال، ورعاية لمشاعره أن يجرحها المن والأذى.
- إن ترك هذا الأمر للأفراد يجعل التوزيع فوضى فقد ينتبه أكثر من غني لإعطاء فقير واحد، على حين يغفل عن آخرين، وربما كانوا أشد منه فقرا.
دور "صندوق الزكاة" في محاربة الفقر وتنمية المجتمع:
الفقر آفة اجتماعية تخلف آثارا وخيمة على البنية الاجتماعية، ويتجسد ذلك في مظاهر الانحراف والأمراض والآفات الاجتماعية من سرقة ومخدرات -هروبا من الواقع المرير الذي يعيشه الفقير- وهذا يؤدي إلى عدم الاستقرار وفقدان الأمن وينعكس سلبا على التنمية الاجتماعية.
ومن ثم كانت الزكاة إحدى الركائز المهمة في محاربة آفة الفقر والتسول، ودعم التنمية الاجتماعية، ضمن منظومة اقتصادية متكاملة، تبدأ بالحث على العمل ونبذ "العجز والكسل" وتنتهي بإعانة المدين دفعا "لغلبة الدين وقهر الرجال".
ولا يمكن للزكاة أن تقوم بهذا الدور المهم إذا كانت مجرد دريهمات تعطى متناثرة بين الفقراء، يفوز بها بعضهم ويغفل عن الكثير منهم، وربما ضفر بها محترفو التسول وحرم منها ?الذين لا يسألون الناس إلحافا، يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/86)
ويزيد من وضوح دور الزكاة في محاربة الفقر والتنمية الاجتماعية أن "الفهم الصحيح للزكاة ليس هو مجرد سد جوع الفقير أو إقالة عثرته بدريهمات، وإنما وظيفتها الصحيحة تمكين الفقير من إغناء نفسه بنفسه بحيث يكون له مصدر دخل ثابت يغنيه عن طلب المساعدة من غيره، ولو كان هذا الغير هو الدولة فمن كان من أهل الاحتراف أو الاتجار أعطى من صندوق الزكاة ما يمكنه من مزاولة مهنته أو تجارته، بحيث يعود عليه من وراء ذلك دخل يكفيه بل يتم كفايته وكفاية أسرته بانتظام".
لذا فإن "صندوق الزكاة" من خلال الهيكل التنظيمي الممتد من أعلى القمة التي تمثلها الهيئة المركزية لصندوق الزكاة والمكونة من مختلف المتدخلين في الشأن الاقتصادي والاجتماعي، وما يمثله هؤلاء من بعد رسمي وشعبي، إلى أدنى الهرم المكون من مختلف شرائح المجتمع المدني، يستظل بهيئة ولائية يمتزج فيها الرسمي بالشعبي وتمثل صمام الأمان في الرقابة على العدالة والفاعلية في عملية توزيع الزكاة على مستحقيها الفعليين، والعمل على إغناء ذوي الكفاءات والمؤهلات منهم بإعطائهم فرصة الاستثمار من مال الزكاة، فينتقلون من خانة المتصدق عليهم إلى خانة المتصدقين، فتتقلص الخانة الأولى بمرور السنوات وتتسع الخانة الثانية.
وقد تجسدت محاربة الفقر بواسطة "صندوق الزكاة" في أنه وكل للهيئات القاعدية النابعة من المجتمع والقريبة منه، والمعايشة لآلامه، وكل لها مهمة تحديد قائمة المستفيدين من الزكاة، و إيصالها لهم في شكل حوالات، تحفظ كرامتهم وتعفيهم من مذلة السؤال، يعد هذا جزءا مهما من التنمية الاجتماعية يكمله الجزء الثاني المتعلق باختيار ثلة من الشباب أصحاب المؤهلات والكفاءات ومن المستحقين للزكاة يختارون بمقاييس موضوعية، يمنح لهم من مال الزكاة ما يمكنهم من إقامة مشاريع استثمارية تنقلهم من دائرة مستحقي الزكاة إلى دائرة المزكين.
غير أن ما يجب أن نلحظه في النهاية، هو أنه من غير المتوقع ولا المنتظر أن تظهر النتائج الفعلية لصندوق الزكاة في السنة أو السنوات الأولى، إنما هي عملية ذات أمد بعيد يتوقف نجاحها على مدى إيمان القائمين عليها بجدواها من ناحية وبالأجر الذي يرجع عليهم من ناحية أخرى، إذ يعملون على إحياء سنة اندثرت، ويؤسسون لثقافة مجتمع كرس الاستعمار كل جهوده من أجل أن يسلخه من أقوى مقوماته ألا وهو الدين، الذي تمثل الزكاة أحد أركانه، كما يتوقف نجاحها على تفاعل المجتمع بكل شرائحه مع هذا المشروع الذي يمثل إقامة شعيرة من شعائر الدين لا يكتمل إيمانهم إلا بإقامتها.
الأستاذ محمد زغداني
رئبس المركز الثقافي الإسلامي تبسة
http://tebessa.forume.biz (http://tebessa.forume.biz)(98/87)
لماذا اتخذنا يوم الجمعة إجازة؟
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[30 - 06 - 08, 05:23 م]ـ
لماذا اتخذنا يوم الجمعة إجازة؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد
فلابد من كلمة حق أقولها للمسلمين،ذلك أن الأصل في يوم الجمعة أن يكون يوم عمل -غير إجباري- لأن عمل الصحابة جرى على ذلك كما دلت على ذلك الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وقد سبق بعضها، ولزيادة الإيضاح أسوق هذه الأحاديث الصريحة في العمل يوم الجمعة:
عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان الناس ينتابون يوم الجمعة من منازلهم من العوالي فيأتون في العباء ويصيبهم الغبار والعرق فيخرج منهم الريح فأتى رسول الله صلى الله عليه وسلم إنسان منهم هو عندي فقال: "لو أنكم تطهرتم يومكم هذا" متفق عليه وفي رواية كان الناس مهنة أنفسهم فكانوا إذا راحوا إلى الجمعة راحوا في هيئتهم فقيل لهم: "لو اغتسلتم"
وفي رواية كان الناس أهل عمل ولم يكن لهم كفاه فكانوا يكون لهم تفل فقيل لهم: "لو اغتسلتم يوم الجمعة" أخرجه البخاري ومسلم، وللبخاري قالت كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم عمال أنفسهم فكان يكون لهم أرواح فقيل لهم: "لو اغتسلتم"وفي رواية أبي داود قالت كان الناس مهان أنفسهم فيروحون إلى الجمعة بهيئتهم فقيل لهم: "لو اغتسلتم" [1].
هذه الأحاديث مع قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسَعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَذَرُوا الْبَيْع}، وقوله: {فَإِذَا قُضِيَتِ الصَّلاةُ فَانْتَشِرُوا فِي الأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ}. تدل دلالة واضحة، أن أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم في عهده كانوا يعملون يوم الجمعة.
وعلى هذا لا ينبغي أن يشدد على التعطيل يوم الجمعة، لإمكان الجمع بين قضاء المصالح العامة، وهي من رضا الله، وبين الاستعداد للصلاة وهذا هو ما جرى عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو واضح من النصوص السابقة.
وينبغي أن يعطى المسلم الحريص على التفرغ للعبادة هذا اليوم فرصة للتنظيف والتطيب والتبكير إلى المسجد وأن توقف الوظائف العملية التي تحول بين المسلم وبين هذا الحق مثل الدراسة والتدريس والعمل في المصانع وما أشبه ذلك مما يجبر المسلم على التأخر عن التبكير وما يلزمه وإذا كان لابد من التعطيل فينبغي أن يكون يوم الجمعة لا يوم السبت ولا الأحد اللذين هما من أعياد الكافرين.
الشيخ عبد الله بن أحمد قادري (مجلة الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة (24/ 457 - 479)
موقف الفقهاء من اتخاذ يوم الجمعة إجازة؟
اختلف أهل العلم حول اتخاذه إجازة من العمل:
القول الأول: فمنهم من رأى في ذلك تشبهاً بالنصارى واليهود إذا كان على وجه التعبد والتعظيم كما يفعله أهل الكتابين، فكره ترك الشغل يوم الجمعة، وأن يخص يوم الجمعة بذلك خيفة من التشبه باليهود في السبت، وبالنصارى في الأحد كما تقدم، فيحذر من هذا كله قال مالك رحمه الله: وَبَلَغَنِي أَنَّ بَعْضَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَكْرَهُونَ أَنْ يَتْرُكَ الرَّجُلُ الْعَمَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، كَمَا تَرَكَتْ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى الْعَمَلَ فِي السَّبْتِ وَالْأَحَدِ ". المدونة (1/ 389)، قال صاحب مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل (5/ 242): " يُكْرَهُ تَرْكُ الْعَمَلِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يُرِيدُ إذَا تَرَكَهُ تَعْظِيمًا لِلْيَوْمِ كَمَا يَفْعَلُ أَهْلُ الْكِتَابِ ". وراجع أيضاً شرح مختصر خليل للخرشي (5/ 220)،و التاج والإكليل لمختصر خليل (2/ 263)، والمنتقى شرح الموطأ (1/ 237)، و فيض القدير (4/ 430)، و تنوير الحوالك (1/ 94)، و اقتضاء الصراط (1/ 135)، وهذا الذي أفتى به الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ في فتاواه (3/ 23) فقال: ... أما أن يترك العمل كل يوم جمعة فهذا من مشابهة أهل الكتاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/88)
واعتبره الشيخ الألباني من بدع يوم الجمعة كما في الأجوبة النافعة (ص 67) فقال:" وإليك الآن ما وعدناك به من " بدع الجمعة " فأقول: "1 - التعبد بترك السفر يوم الجمعة،2 - اتخاذه يوم عطلة (الإحياء " 1/ 169) ".اهـ
فائدة: قَالَ مَالِكٌ: لَا يَنْبَغِي لِلْإِمَامِ أَنْ يَمْنَعَ أَهْلَ الْأَسْوَاقِ مِنْ الْبَيْعِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. المدونة (1/ 389)
القول الثاني: ومنهم من رأى أنه يوم يطالب فيه المسلمون بالتهيؤ لصلاة الجمعة وما تحتاجه من النظافة والتطيب والتكبير إلى المساجد، فناسب ذلك ترك العمل فيه، قال ابن حجر الهيتمي في الفتاوى الفقهية الكبرى (2/ 411): حِكْمَةُ تَرْكِ التَّعْلِيم وَغَيْرِهِ مِنْ الْأَشْغَالِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ أَنَّهُ يَوْمُ عِيدِ الْمُؤْمِنِينَ كَمَا وَرَدَ وَيَوْمُ الْعِيدِ لَا يُنَاسِبُهُ أَنْ يُفْعَلَ فِيهِ الْأَشْغَالُ وَأَيْضًا فَالنَّاسُ مَأْمُورُونَ فِيهِ بِالتَّبْكِيرِ إلَى الْمَسْجِدِ مَعَ التَّهَيُّؤِ قَبْلَهُ بِالْغُسْلِ وَالتَّنْظِيفِ بِإِزَالَةِ الْأَوْسَاخِ وَجَمِيعِ مَا يُزَالُ لِلْفِطْرَةِ كَحَلْقِ الرَّأْسِ لِمَنْ اعْتَادَهُ وَشَقَّ عَلَيْهِ بَقَاءُ الشَّعْرِ فَإِنَّ الْحَلْقَ حِينَئِذٍ سُنَّةٌ وَكَنَتْفِ الْإِبْطِ وَقَصِّ الشَّارِبِ وَحَلْقِ الْعَانَةِ وَقَصِّ الْأَظْفَارِ وَالتَّكَحُّلِ وَالتَّطَيُّبِ بِشَيْءٍ مِنْ أَنْوَاعِ الطِّيبِ وَأَفْضَلُهُ الْمِسْكُ مَعَ مَاءِ الْوَرْدِ وَلَا أَشُكُّ أَنَّ مَنْ خُوطِبَ بِفِعْلِ هَذِهِ الْأَشْيَاءِ كُلِّهَا مَعَ التَّبْكِيرِ بَعْدَهَا.
لَا يُنَاسِبُهُ شُغْلٌ فَكَانَ ذَلِكَ هُوَ حِكْمَةُ تَرْكِ سَائِرِ الْأَشْغَالِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ هَذَا فِيمَا قَبْلَ صَلَاةِ الْجُمُعَةِ ". اهـ
وأيضا فالناس مأمورون فيه بالتكبير إلى المسجد مع التهيؤ قبله بالغسل والتنظيف بإزالة الأوساخ وجميع ما يزال للفطرة ولا شك أن من خوطب بفعل هذه الأشياء كلها مع التبكير بعدها، لا يناسبه شغل فكان ذلك هو حكمة ترك سائر الأشغال يوم الجمعة. قال صاحب مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل (5/ 242): قَالَ صَاحِبُ الطِّرَازِ وَتَرْكُهُ – يعني العمل يوم الجمعة - لِلِاشْتِغَالِ بِأَمْرِ الْجُمُعَةِ مِنْ دُخُولِ حَمَّامٍ وَتَنْظِيفِ ثِيَابٍ وَسَعْيٍ إلَى مَسْجِدٍ مِنْ بُعْدِ مَنْزِلٍ فَحَسَنٌ يُثَابُ عَلَيْهِ انْتَهَى.راجع أيضاً شرح مختصر خليل للخرشي (5/ 220)
وأجاز فقهاء المالكية ترك العمل فيه للاستراحة، قال صاحب التاج والإكليل لمختصر خليل (2/ 263): مَنْ تَرَكَ الْعَمَلَ اسْتِرَاحَةً فَلَا بَأْسَ بِهِ، وَأَمَّا اسْتِنَانًا فَلَا خَيْرَ فِيهِ ... وراجع أيضاً مواهب الجليل في شرح مختصر الشيخ خليل (5/ 242)،و شرح مختصر خليل للخرشي (5/ 220)
فبان مما ذكر أن اتخاذ يوم الجمعة يوم إجازة أو يوم عمل، ليس فيه نص ملزم، وعليه فإذا خلا تغيير إجازة نهاية الأسبوع من قصد الميل إلى الإجازة التي عند اليهود والنصارى، وكان الحامل عليه حقيقة هو حاجة البلد إلى ذلك التغيير فلا حرج فيه.
وفضيلة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر البراك - الأستاذ المشارك بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً - وفقه الله تعالى حيثُ قال: (لم يكن المسلمون في عصورهم الأُولى يخصُّون يوماً يُترك العمل فيه , ولهذا عدَّ بعض العلماء العطلة يوم الجمعة نوعاً من التشبُّه بالكفار , لأنَّ من عادتهم ترك العمل في عيدهم الأسبوعي كالسبت لليهود , والأحد للنصارى , وقد سرى في العالم الإسلامي ترك العمل الرسمي وشبه الرسمي كالشركات في يوم الجمعة , وكان من الشبهات للتعطيل في يوم الجمعة أنَّ فيه تفرُّغاً لصلاة الجمعة , فلهذا صار عرفاً لا يُستنكر , ويُبعده عن صورة التشبه أنَّ يوم الجمعة هو عيد المسلمين الأسبوعي، فهو اليوم الذي هدى الله إليه هذه الأمة وأضلَّ عنه اليهود والنصارى، فلليهود يوم السبت، وللنصارى يوم الأحد , ولكن لَمَّا اشتدَّ داءُ التشبه في الأمة الإسلامية تنوَّعت طرقهم في التقرب إلى مناهج الأمم الكافرة، فمنهم من جعل عطلة الأسبوع السبت والأحد موافقة للدولة اليهودية والنصرانية، وهذا أقبح أنواع التشبه في هذه المسألة، ومنهم من جعل عطلة الأسبوع يومي الجمعة والسبت، ولا أظنُّ أحداً جعل عطلة الأسبوع ثلاثة أيام، ومنهم مَن كفاه في التشبه الموافقة في العدد , عدد أيام إجازة الأسبوع , فجعل إجازة الأسبوع يوم الخميس ويوم الجمعة، وهذا أهونها، وفي تطويل الإجازة مفاسد كثيرة ليس هذا موضع تفصيلها، والله أعلم).
نُشرت هذه الفتوى في 19/ 11/1427هـ بموقع المسلم , رقم السؤال 13274
والحمد لله رب العالمين
رأفت الحامد العدني
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[04 - 07 - 08, 01:15 ص]ـ
اتخاذه اجازة سنة ولا يجبر عليها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/89)
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 07 - 08, 01:43 ص]ـ
رابط قد يفيد /
أول من أقرّ الإجازة الإسبوعية في يومي الخميس والجمعة. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=67662)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[04 - 07 - 08, 06:10 م]ـ
في المملكة المغربية لدينا العطلة يوم السبت و الأحد فنحن نعمل يوم الجمعة.
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[04 - 07 - 08, 06:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
يجب التفريق بين العطلة من تحصيل العلم والعطلة من تحصيل المعيشة، فالأولى أول من سنها عمر رضي الله عنه، والثانية لم يسنها بعد أحد، فإن يوم الجمعة لا فيه تغلق الأسواق ولا المحلات ولا شيء مما يكسب الإنسان فيه معيشته.
ـ[عدنان القاهرى]ــــــــ[05 - 07 - 08, 02:45 م]ـ
في المملكة المغربية لدينا العطلة يوم السبت و الأحد فنحن نعمل يوم الجمعة.
وكيف يصلى العمال والموظفون الجمعة؟ ومو عدها يأتى ولم ينتهى موعد العمل الرسمى بعد
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[06 - 07 - 08, 02:33 ص]ـ
أخي الكريم المملكة تعطي الموظفين وقتا بين الثانية عشرة و الثانية بعد الزوال لصلاة الجمعة ثم يعودون إلى عملهم و الحمد لله.(98/90)
تمتنع أن تنجب مرة أخرى؟
ـ[عادل المامون]ــــــــ[30 - 06 - 08, 05:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد
امرأة تقول أن زوجها من طبعه عدم الاهتمام بأي شئ حتى أن الأمر تعدى زوجته وابنه الوحيد،
فهو لا يقدر شعورها، وأيضًا لا يعطيها مؤنة اليوم ولم يشتري له أي ملابس (بعض التفاصيل)
فهي تريد أن تمارس أساليب منع الحمل خاصةً في ظل عدم اهتمام زوجها بأي شئ، وتكتفي بابنها الوحيد لكي يعيش حياة طيبة؟
والزوجة تؤكد أنها لا تهتم بأمر الفاقة بقدر اهتمامها بمسئوليات زوجها؟(98/91)
مسألة في الصلاة
ـ[أبو العباس السوسي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 07:18 م]ـ
مسألة:
شيخ تجاوز السبعين من العمر يؤم اهله في الصلاة ولكنه يسهو في اثناءها مثلا: يقرأ سرا في مواضع الجهر أو ينسى التشهد أو ينقص من ركعة أو يزيد .. وينبه في كل مرة .. ويعد الفراغ من الصلاة ينبه من لدن اهله الى ضرورة الاتيان بسجود التصحيح كما هو معلوم .. كما يتلو السورة في الركعات السرية المأمور فيها بقراءة الفاتحة فقط. فما حكم الشرع في هذا؟ وهل صلاة اهله جائزة؟
والسلام
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 07 - 08, 12:20 ص]ـ
يقرأ سرا في مواضع الجهر أو ينسى التشهد أو ينقص من ركعة أو يزيد
أخي الكريم: ما دام أن هذا الشيخ عاقل لم يصل إلى حد الخرف والهذرمة، ويدرك ما يقول، وإذا نبه انتبه: فإن كان أنقص أتى بالناقص، وإن كان زاد فنبه رجع، فصلاته صحيحة.
والله أعلم.
ـ[أبو عبد الله القصيمي]ــــــــ[01 - 07 - 08, 08:26 ص]ـ
صلاته صحيحة، لكن - في ظني - لا ينبغي أن يُتخذ إماماً.
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[01 - 07 - 08, 06:51 م]ـ
ياأحبابي الفتوى شأنها خطير فهلا ترويتم قليلا قبل إطلاق الحكم بارك الله فيكم؟! فأنا أشعر أن المسألة بحاجة إلى مزيد تفصيل , وإعطاء حكم عام للمسألة المطروحة غير سديد فتأملوا وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 07 - 08, 06:01 ص]ـ
ياأحبابي الفتوى شأنها خطير فهلا ترويتم قليلا قبل إطلاق الحكم بارك الله فيكم؟! فأنا أشعر أن المسألة بحاجة إلى مزيد تفصيل , وإعطاء حكم عام للمسألة المطروحة غير سديد فتأملوا وفقني الله وإياكم لما يحب ويرضى.
أخي خالدا: الأمر كما تقول، ولكن كلمة الفتوى عامة شاملة حتى لضروريات الدين حال السؤال، وما كان خفيا عليك، ظاهر لغيرك، فهل تتصور أن إجابتي السابقة بعيدة عن تأصيلات أهل العلم؟! وهل تتصور أنني أمس عرفتُ شيئا اسمه طلب العلم، واليوم تجرأت على الفتوى؟!
على كل حال: النظر في المسائل يختلف باختلاف الناظر، فقد يكون الناظر عالما، وقد يكون طالب علم متقدم، وقد يكون متوسطا، وقد يكون مبتدئا.
واعلم أن في هذا المنتدى من أهل العلم من شابت شعورهم في النظر والطلب، ومن - وأقولها بصراحة - أستفيد منه فائدة طيبة.
والله الموفق.(98/92)
جواز المثل والتمثيل من السنة والتنزي
ـ[علاء المسلم]ــــــــ[30 - 06 - 08, 07:27 م]ـ
السلام عليكم:
فهذا مختصر للكتيب القيم لأستاذنا الشيخ / محمد حسين -حفظه الله- من علماء الإسكندرية:
جواز المثل والتمثيل من السنة والتنزيل
بعض أمثال القرآن الكريم:
قال الله تعالى:
1) "ضرب الله مثلا عبدا مملوكا لا يقدر على شيء ومن رزقناه منا رزقا حسنا فهو ينفق منه سرا وجهرا هل يستوون الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون ?75? وضرب الله مثلا رجلين أحدهما أبكم لا يقدر على شيء وهو كل على مولاه أينما يوجهه لا يأت بخير هل يستوي هو ومن يأمر بالعدل وهو على صراط مستقيم ?76?" سورة النحل
2) "مثل الذين ينفقون أموالهم في سبيل الله كمثل حبة أنبتت سبع سنابل في كل سنبلة مئة حبة والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ?261?" سورة البقرة
3) "يا أيها الذين آمنوا لا تبطلوا صدقاتكم بالمن والأذى كالذي ينفق ماله رئاء الناس ولا يؤمن بالله واليوم الآخر فمثله كمثل صفوان عليه تراب فأصابه وابل فتركه صلدا لا يقدرون على شيء مما كسبوا والله لا يهدي القوم الكافرين ?264? ومثل الذين ينفقون أموالهم ابتغاء مرضات الله وتثبيتا من أنفسهم كمثل جنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين فإن لم يصبها وابل فطل والله بما تعملون بصير ?265? أيود أحدكم أن تكون له جنة من نخيل وأعناب تجري من تحتها الأنهار له فيها من كل الثمرات وأصابه الكبر وله ذرية ضعفاء فأصابها إعصار فيه نار فاحترقت كذلك يبين الله لكم الآيات لعلكم تتفكرون ?266?" سورة البقرة
4) "إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها فأما الذين آمنوا فيعلمون أنه الحق من ربهم وأما الذين كفروا فيقولون ماذا أراد الله بهذا مثلا يضل به كثيرا ويهدي به كثيرا وما يضل به إلا الفاسقين ?26?" سورة البقرة.
والأمثال من القرآن أكثر من أن تنحصر وفيها كتب كاملة وإنما أردنا المثال ولابن القيم كتاب بعنوان "الأمثال في القرآن الكريم" يمكن تحميله من هنا:
http://www.saaid.net/book/7/1146.zip (http://www.saaid.net/book/7/1146.zip)
ـ[علاء المسلم]ــــــــ[30 - 06 - 08, 07:30 م]ـ
بعض أمثال السنة النبوية:
1) (مثلي في النبيين كمثل رجل بنى داراً، فأحسنها وأكملها وأجملها، وترك منها موضع لبنة لم يضعها، فجعل الناس يطوفون بالبنيان ويعجبون ويقولون: لو تمَّ موضع هذه اللبنة، فانا في النبيين موضع تلك اللبنة) (متفق عليه).
2) (مثلي ومثلكم كمثل رجل أوقد ناراً فجعل الفراش والجنادب يقعن فيها وهو يذبهن عنها وأنا آخذ بحجزكم عن النار وانتم تفلتون من يدي) (متفق عليه).
3) (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكره مثل الحي والميت) رواه البخاري ومسلم ولفظ مسلم: (مثل البيت الذي يذكر الله فيه والبيت الذي لا يذكر الله فيه مثل الحي والميت).
الملائكة ترشد الخلق من البشر بمواقف تمثيلية:
1) الأعمى والأقرع والأبرص:
** عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إن ثلاثة في بني إسرائيل أبرص وأعمى وأقرع بدا لله أن يبتليهم فبعث إليهم ملكا، فأتى الأبرص فقال: أي شيء أحب إليك؟ فقال: لون حسن وجلد حسن قد قذرني الناس قال: فمسحه فذهب عنه فأعطي لونا حسنا وجلدا حسنا فقال: أي المال أحب إليك قال: الإبل - أو قال: البقر هو شك في ذلك، أن الأبرص والأقرع قال أحدهما: الإبل وقال الآخر: البقر - فأعطي ناقة عشراء فقال: يبارك لك فيها.
قال: وأتى الأقرع فقال: أي شئ أحب إليك قال: شعر حسن ويذهب عني هذا، قد قذرني الناس فمسحه فذهب، وأعطي شعرا حسنا قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: البقر فأعطاه بقرة حاملا وقال: يبارك لك فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/93)
وأتى الأعمى فقال: أي شيء أحب إليك؟ قال: يرد الله إلي بصري فأبصر به الناس قال: فمسحه فرد الله إليه بصره قال: فأي المال أحب إليك؟ قال: الغنم فأعطاه شاة والدا، فأنتج هذان وولد هذا، فكان لهذا واد من الإبل، ولهذا واد من البقر، ولهذا واد من الغنم ثم إنه أتى الأبرص في صورته وهيئته فقال: رجل مسكين تقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك أسألك بالذي أعطاك اللون الحسن والجلد الحسن والمال، بعيرا أتبلغ عليه في سفري فقال له: إن الحقوق كثيرة فقال له: كأني أعرفك ألم تكن أبرص يقذرك الناس؟ فقيرا فأعطاك الله عز وجل فقال: لقد ورثت لكابر عن كابر! فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت.
وأتى الأقرع في صورته وهيئته فقال له: مثل ما قال لهذا، فرد عليه مثل ما رد عليه هذا فقال: إن كنت كاذبا فصيرك الله إلى ما كنت.
وأتى الأعمى في صورته فقال: رجل مسكين وابن سبيل وتقطعت بي الحبال في سفري فلا بلاغ اليوم إلا بالله ثم بك، أسألك بالذي رد عليك بصرك، شاة أتبلغ بها في سفري فقال: قد كنت أعمى فرد الله إلي بصري وفقيرا فقد أغناني فخذ ما شئت فوالله لا أجهدك اليوم بشيء أخذته لله عز وجل فقال: أمسك مالك فإنما ابتليتم، فقد رضي الله عنك، وسخط على صاحبيك) متفق عليه.
2) جبريل عليه السلام يعلم الصحابة كيف يتلقون العلم:
**عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: بينما نحن جلوس عند رسول الله صلى الله عليه وسلّم ذات يوم إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب شديد سواد الشّعر لا يرى عليه أثر السفر ولا يعرفه منّا أحد حتى جلس إلى النبيّ صلى الله عليه وسلم فأسند ركبتيه إلى ركبتيه ووضع كفّيه على فخذيه وقال: يا محمّد أخبرني عن الإسلام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأنّ محمدا رسول الله، وتقيم الصلاة، وتؤتي الزكاة، وتصوم رمضان، وتحجّ البيت إن استطعت إليه سبيلا" قال: صدقت فعجبنا له يسأله ويصدّقه! قال: فأخبرني عن الإيمان. قال:"أن تؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر وتؤمن بالقدر خيره وشره" قال: صدقت. قال: فأخبرني عن الإحسان. قال: "أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك" قال: فأخبرني عن الساعة. قال: "ما المسئول عنها بأعلم من السائل"
قال: فأخبرني عن أماراتها. قال:"أن تلد الأمة ربّتها وأن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون في البنيان". ثم انطلق فلبثت مليّا، ثم قال: "يا عمر أتدري من السائل؟ " قلت: الله ورسوله أعلم. قال: "فإنّه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" رواه مسلم.
تمثيل الأنبياء عليهم السلام:
1) إبراهيم عليه السلام:
** إقامة الحجة بالتفكر:
((وإذ قال إبراهيم لأبيه آزر أتتخذ أصناما آلهة إني أراك وقومك في ضلال مبين (74) وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض وليكون من الموقنين (75) فلما جن عليه الليل رأى كوكبا قال هذا ربي فلما أفل قال لا أحب الآفلين (76) فلما رأى القمر بازغا قال هذا ربي فلما أفل قال لئن لم يهدني ربي لأكونن من القوم الضالين (77) فلما رأى الشمس بازغة قال هذا ربي هذا أكبر فلما أفلت قال ياقوم إني بريء مما تشركون (78) إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين (79))) سورة الأنعام.
** تمثيل الحجة بالفعل لا بالكلام:
((ولقد آتينا إبراهيم رشده من قبل وكنا به عالمين ?51? إذ قال لأبيه وقومه ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ?52? قالوا وجدنا آباءنا لها عابدين ?53? قال لقد كنتم أنتم وآباؤكم في ضلال مبين ?54? قالوا أجئتنا بالحق أم أنت من اللاعبين ?55? قال بل ربكم رب السماوات والأرض الذي فطرهن وأنا على ذلكم من الشاهدين ?56? وتالله لأكيدن أصنامكم بعد أن تولوا مدبرين ?57? فجعلهم جذاذا إلا كبيرا لهم لعلهم إليه يرجعون ?58? قالوا من فعل هذا بآلهتنا إنه لمن الظالمين ?59? قالوا سمعنا فتى يذكرهم يقال له إبراهيم ?60? قالوا فأتوا به على أعين الناس لعلهم يشهدون ?61? قالوا أأنت فعلت هذا بآلهتنا يا إبراهيم ?62? قال بل فعله كبيرهم هذا فاسألوهم إن كانوا ينطقون ?63? فرجعوا إلى أنفسهم فقالوا إنكم أنتم الظالمون ?64? ثم نكسوا على رؤوسهم لقد علمت ما هؤلاء ينطقون ?65? قال أفتعبدون من دون الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/94)
ما لا ينفعكم شيئا ولا يضركم ?66? أف لكم ولما تعبدون من دون الله أفلا تعقلون ?67?)) سورة الأنبياء.
** تمثيل المرض حتى يتركوه ويفروا منه:
((وإن من شيعته لإبراهيم ?83? إذ جاء ربه بقلب سليم ?84? إذ قال لأبيه وقومه ماذا تعبدون ?85? أئفكا آلهة دون الله تريدون ?86? فما ظنكم برب العالمين ?87? فنظر نظرة في النجوم ?88? فقال إني سقيم ?89? فتولوا عنه مدبرين ?90? فراغ إلى آلهتهم فقال ألا تأكلون ?91? ما لكم لا تنطقون ?92? فراغ عليهم ضربا باليمين ?93? فأقبلوا إليه يزفون ?94? قال أتعبدون ما تنحتون ?95? والله خلقكم وما تعملون ?96?)) سورة الصافات.
2) يوسف عليه السلام يمثل على إخوته:
((ولما دخلوا على يوسف آوى إليه أخاه قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون ?69? فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون ?70? قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون ?71? قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم ?72? قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين ?73? قالوا فما جزآؤه إن كنتم كاذبين ?74? قالوا جزآؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين ?75? فبدأ بأوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم استخرجها من وعاء أخيه كذلك كدنا ليوسف ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك إلا أن يشاء الله نرفع درجات من نشاء وفوق كل ذي علم عليم ?76?)) سورة يوسف.
3) سليمان عليه السلام:
أخرج الشيخان عن أبي هريرة - رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم, يقول:" كانت امرأتان معهما ابناهما ,جاء الذئب فذهب بابن إحداهما فقالت صاحبتها إنما ذهب بابنك، وقالت الأخرى إنما ذهب بابنك، فتحاكمتا الى داود - عليه السلام- فقضى به للكبرى فخرجتا على سليمان بن داود عليهما السلام , فأخبرتاه فقال ائتوني بالسكين أشقه بينهما، فقالت الصغرى: لا تفعل يرحمك الله هو ابنها، فقضى به للصغرى"
4) خاتم الأنبياء عليه السلام:
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ........... وبينما امرأة في حجرها ابن لها ترضعه إذ مر بها راكب ذو شارة فقالت اللهم اجعل ابني مثل هذا قال فترك ثديها وأقبل على الراكب فقال اللهم لا تجعلني مثله قال ثم عاد إلى ثديها يمصه قال أبو هريرة فكأني أنظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يحكى على صنيع الصبي ووضعه أصبعه في فمه فجعل يمصها ...... ) (متفق عليه).
ـ[علاء المسلم]ــــــــ[30 - 06 - 08, 07:34 م]ـ
تمثيل الصحابة:
1) علي بن أبي طالب –رضي الله عنه- يمثل بأمر النبي –صلى الله عليه وسلم-:
روى ابن هشام وغيره من أصحاب السير واقعة اجتماع فتيان قريش حول دار النبي –صلى الله عليه وسلم- وفيها: (فأتى جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: لا تبت هذه الليلة على فراشك الذي كنت تبيت عليه فلما كانت عتمة من الليل اجتمعوا على بابه يرصدونه حتى ينام فيثبون عليه فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم مكانهم قال لعلي بن أبي طالب: "نم على فراشي وتسجى (أي تغطى) ببردي هذا الحضرمي الأخضر فنم عليه فإنه لن يخلص إليك شىء تكرهه منهم" وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام في برده ذلك إذا نام).
2) المغيرة بن شعبة:
روى البيهقي وابن إسحاق وأصحاب السير أن النبي –صلى الله عليه وسلم- بعث أبا سفيان بن حرب والمغيرة بن شعبة رضي الله عنهما لهدم الطاغية اللات وتسمى الربة فخرجا وأصحابهما فلما دنوا من الطائف قال المغيرة لأبي سفيان تقدم أنت على قومك وأقام أبو سفيان بماله بذي الهرم موضع بقرب الطائف ودخل المغيرة في بضعة عشر رجلا يهدمون الربة. فلما نزلوا بالطائف نزلوا عشاء فباتوا، ثم غدوا على الربة يهدمونها. فقال المغيرة لأصحابه الذين قدموا معه لأضحكنكم اليوم من ثقيف. فأخذ المعول واستوى على رأس الربة ومعه المعول وقام وقام قومه بنو معتب دونه معهم السلاح مخافة أن يصاب كما فعل بعمه عروة بن مسعود. وجاء أبو سفيان وهو على ذلك فقال كلا زعمت تقدمني أنت إلى الطاغية، تراني لو قمت أهدمها كانت بنو معتب تقوم دوني؟ قال المغيرة إن القوم قد واضعوهم هذا قبل أن تقدم فأحبوا الأمن على الخوف. وقد خرج نساء ثقيف حسرا يبكين على الطاغية، والعبيد والصبيان والرجال منكشفون. والأبكار خرجن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/95)
فلما ضرب المغيرة ضربة بالمعول سقط مغشيا عليه يرتكض فصاح أهل الطائف صيحة واحدة كلا زعمتم أن الربة لا تمتنع بلى والله لتمتنعن وأقام المغيرة مليا وهو على حاله تلك ثم استوى جالسا فقال يا معشر ثقيف، كانت العرب تقول ما من حي من أحياء العرب أعقل من ثقيف، وما من حي من أحياء العرب أحمق منكم ويحكم وما اللات والعزى، وما الربة؟ حجر مثل هذا الحجر، لا يدري من عبده ومن لم يعبده ويحكم أتسمع اللات أو تبصر أو تنفع أو تضر؟ ثم هدمها وهدم الناس معه فجعل السادن يقول - وكانت سدنة اللات من ثقيف بنو العجلان بن عتاب بن مالك. وصاحبها منهم عتاب بن مالك بن كعب ثم بنوه بعده - يقول سترون إذا انتهى إلى أساسها، يغضب الأساس غضبا يخسف بهم. فلما سمع بذلك المغيرة ولي حفر الأساس حتى بلغ نصف قامة وانتهى إلى الغبغب خزانتها وانتزعوا حليتها وكسوتها وما فيها من طيب ومن ذهب أو فضة فبهتت ثقيف وأقبل أبو سفيان والمغيرة وصحبهما حتى دخلوا على رسول الله –صلى الله عليه وسلم- بحليتها وكسوتها وأخبروه خبرهم فحمد الله تعالى على نصر نبيه وإعزازه دينه وقسم رسول الله صلى الله عليه وسلم مال الطاغية من يومه.
3) الحجاج بن علاط السلمي:
روى أهل السير والحديث قصة إسلامه فقالوا:
قال الحجاج بن علاط السلمي لرسول الله صلى الله عليه وسلم: لي بمكة مالٌ عند صاحبتي أم شيبة ابنة أبي طلحة وهي أم ابنه معرض بن الحجاج ومال متفرق بمكة فأذن لي يا رسول الله.
فأذن له.
فقال: إنه لا بد من أن أقول.
قال: قل.
فقدم الحجاج مكة فسأله أهل مكة عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وما صنع بخيبر ولم يكونوا علموا بإسلامه فقال لهم: إن يهود هزمته وأصحابه وقتل أصحابه قتلًا ذريعًا وأسر محمد وقالت يهود: لن نقتله حتى نبعث به إلى مكة فقتلوه.
فصاحوا بمكة بذلك فقال: أعينوني في جمع مالي حتى أقدم خيبر فأصيب من فل محمد وأصحابه قبل أن يسبقني التجار.
فجمعوه كله كأحث شيء.
فأتاه العباس وسأله عن الخبر فأخبره بعد أن جمع ماله بفتح خيبر وأن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أخذ صفية بنت حيي لنفسه وأنه قدم لجمع ماله وسأله أن يكتم عنه ثلاثًا خوف الطلب.
فكتم العباس الخبر ثلاثًا بعد مسيره ثم لبس حلة له وخرج فطاف بالكعبة فلما رأته قريش قالوا: يا أبا الفضل هذا والله التجلد.
قال: كلا والله! لقد افتتح محمد خيبر وأخذ ابنة ملكهم وأموالهم.
وأخبرهم بخبر الحجاج.
فقالوا: لو علمنا لكان له ولنا شأن.
4) كيف قتل بعض الصحابة كعب بن الأشرف؟:
كان كعب بن الأشرف يهجو رسول الله صلى الله عليه وسلم ويسب المسلمين، ويحرض المشركين على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، في شعره ويشبب بنساء المسلمين، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: من لي بابن الأشرف فإنه قد آذى الله ورسوله.
فقال محمد مسلمة الأنصاري: أنا لك يارسول الله، أنا أقتله، قال: فافعل إن قدرت على ذلك.
فرجع محمد بن مسلمة فمكث ثلاثاً لا يأكل ولا يشرب إلا ما تعلق نفسه، فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فدعاه، وقال له: لم تركت الطعام والشراب؟ قال: يا رسول الله قلت قولاً ولا أدري هل أفي به أم لا، فقال: إنما عليك الجهد.
فقال: يا رسول الله إنه لابد لنا من أن نقول، قال: قولوا ما بدا لكم فأنتم ما بدا لكم فأنتم في حل من ذلك، فاجتمع في قتله محمد بن مسلمة وسلكان بن سلام وأبو نائلة، وكان أخا كعب من الرضاعة، وعباد بن بشر والحارث بن أوس وأبو عيسى بن جبير، فمشى معهم رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بقيع الغرقد ثم وجههم، قال: انطلقوا على اسم الله اللهم أعنهم، ثم رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وذلك في ليلة مقمرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/96)
فاقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه فقدموا أبا نائلة فجاءة فتحدث معه ساعة وتناشدا الشعر، وكان أبو نائلة يقول الشعر ثم قال: ويحك يابن الأشرف إني قد جئتك لحاجة اريد ذكرها لك فاكتم علي، قال: أفعل، قال: كان قدوم هذا الرجل بلادنا بلاءً، عادتنا العرب ورمونا عن قوس واحدة، وانقطعت عنا السبل حتى ضاعت العيال وجهدت الأنفس، فقال كعب: انا ابن الأشرف أما والله لقد كنت أخبرتك يا بن سلامة أن الأمر سيصير إلى هذا، فقال أبو نائلة:/ إن معي أصحاباً أردنا أن تبيعنا طعامك ونرهنك ونوثق لك وتحسن في ذلك، قال: أترهنوني أبناءكم، قال: إنا نستحي أن يعير أبناؤنا فيقال هذا رهينة وسق، وهذا رهينة وسقين، قال: ترهنوني نساءكم، قالوا: كيف نرهنك نساءنا وأنت أجمل العرب ولا نأمنك، وأية امرأة تمتنع منك لجمالك؟ ولكنا نرهنك الحلقة، يعني: السلاح، وقد علمت حاجتنا إلى السلاح، قال: نعم، وأراد أبو نائلة أن لا ينكر السلاح إذا رآه فوعده أن يأتيه فرجع أبو نائلة إلى أصحابه فاخبرهم خبره.
فأقبلوا حتى انتهوا إلى حصنه ليلاً، فهتف به أبو نائلة وكان حديث عهد بعرس فوثب من ملحفته، فقالت امرأته:أسمع صوتاً يقطر منه الدم، وإنك رجل محارب، وإن صاحب الحرب لا ينزل في مثل هذه الساعة فكلمهم من فوق الحصن، فقال: إنما هو أخي محمد بن مسلمة ورضيعي أبو نائلة وإن هؤلاء لو وجدوني نائماً ما أيقظوني، وإن الكريم إذا دعي إلى طعنة بليل أجاب، فنزل إليهم فتحدث معهم ساعة ثم قالوا: يا بن الأشرف هل لك إلى أن نتماشى إلى شعب العجوز نتحدث فيه بقية ليلتنا هذه؟ قال: إن شئتم؟ فخرجوا يتماشون، وكان أبو نائلة قال: لأصحابه إني فاتل شعره فاشمه فإذا رأيتموني إستمكنت من رأسه فدونكم فاضربوه، ثم إنه شام يده في فود رأسه ثم شم يده، فقال: ما رأيت كالليلة طيب عروس قط، قال: إنه طيب ام فلان يعني امرأته، ثم مشى ساعة ثم عاد لمثلها حتى اطمأن ثم مشى ساعة فعاد لمثلها ثم أخذ بفودي رأسه حتى استمكن ثم قال: اضربوا عدو لله فاختلفت عليه أسيافهم فلم تغن شيئاً، قال محمد بن مسلمة فذكرت مغولاً في سيفي فأخذته، وقد صاح عدو الله صيحةً لم يبق حولنا حصن إلا أوقدت عليه نار، قال فوضعته في ثندوته ثم تحاملت عليه حتى بلغت عانته، ووقع عدو الله، وقد أصيب الحارث بن أوس بجرح في رأسه أصابه بعض أسيافنا، فخرجنا وقد أبطأ علينا صاحبنا الحرث ونزفه الدم، فوقفنا له ساعة ثم اتانا يتبع آثارنا فاحتملناه فجئنا به رسول الله آخر الليل وهو قائم يصلي فسلمنا عليه فخرج إلينا فأخبرناه بقتل كعب وجئنا برأسه إليه، وتفل على جرح صاحبنا.
فرجعنا إلى أهلنا فأصبحنا وقد خافت يهود وقعتنا بعدو الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من ظفرتم به من رجال يهود فاقتلوه فوثب محيصة بن مسعود على سنينة رجل من تجار اليهود كان يلابسهم ويبايعهم فقتله، وكان حويصة بن مسعود إذ ذاك لم يسلم وكان أسن من محيصة فلما قتله، جعل حويصة يضربه ويقول: أي عدو الله قتلته أما والله لرب شحم في بطنك من ماله.
قال محيصة: والله لو أمرني بقتلك من أمرني بقتله لضربت عنقك، قال: لو أمرك محمد بقتلي لقتلتني؟ قال: نعم، قال والله إن ديناً بلغ بك هذا لعجب؟ فأسلم حويصة.
5) عبد الله بن أنيس وقتله خالد بن سفيان:
روى أبو داود والبيهقي وأبو نعيم وموسى بن عقبة أن سبب ذلك أنه عليه الصلاة والسلام بلغه أن سفيان المذكور قد جمع الجموع لحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم فبعث عبد الله بن أنيس رضي الله عنه ليقتله فقال صفه لي يا رسول الله فقال إذا رايته هبته وفرقت أي خفت منه وذكرت الشيطان فقال عبد الله يا رسول الله ما فرقت من شيء قط فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بلى إنك تجد له قشعريرة إذا رأيته فقال عبد الله فاستأذنت رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقول أي ما أتوصل به إليه من الحيلة فأذن لي أي قال لي قل ما بدا لك أي وقال انتسب الى خزاعة قال عبد الله بن أنيس فسرت حتى إذا كنت ببطن عرنة وهو واد بقرب عرفة لقيته يمشي أي متوكئا على عصا يهد الأرض ووراءه الأحابيش أي اخلاط الناس ممن انضم إليه فعرفته بنعت رسول الله صلى الله عليه وسلم لأني هبته وكنت لا أهاب الرجال فقلت صدق الله ورسوله أي وكان وقت العصر فخشيت أن يكون بينى وبينه محاولة يشغلنى عن الصلاة فصليت وأنا أمشى نحوه أومىء برأسي فلما انتهيت إليه قال لي من الرجل فقلت رجل من خزاعة سمعت بجمعك لمحمد فجئت لأكون معك قال أجل إني لأجمع له فمشيت معه ساعة وحدثته فاستحلى حديثي أي وكان فيما حدثته به أن قلت له عجبت لما أحدث محمد من هذا الدين المحدث فارق الآباء وسفه أحلامهم فقال لي إنه لم يلق أحد يشبهني ولا يحسن قتاله فلما انتهى الى خبائة وتفرق عنه صحابه قال لي يا أخا خزاعة هلم فدنوت منه فقال اجلس فجلست معه حتى إذا هدأ الناس وناموا اغتررته فقتلته وأخذت رأسه ثم دخلت غارا في الجبل وصيرت العنكبوت أى نسجت على وجاء الطلب فلم يجدوا شيئا فانصرفوا راجعين ثم خرجت فكنت أسير الليل أتوارى النهار حتى قدمت المدينة فوجدت رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فلما رآني قال قد أفلح الوجه قلت أفلح وجهك يا رسول الله فوضعت رأسه بين يديه وأخبرته خبري فدفع لي عصا وقال تحضر بهذه في الجنة أي توكأ عليها فإن المتخصرين في الجنة قليل.
م ن ق و ل(98/97)
ثلاث ضمانات من العذاب
ـ[أبو محمد الزياني]ــــــــ[30 - 06 - 08, 08:37 م]ـ
ثلاث ضمانات من العذاب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد،
في هذه الأزمنة المتأخرة كثر الخبث وارتفع، وصار المؤمن يحزن لحال أمته، ويخاف نزول العذاب، بل يخاف أن ينزل قريباً منه، أو بساحته، بل يخاف أن يكون هو سببٌ في حصول العذاب.
عن أي عذاب نتحدث؟
أنه عذاب الله العزيز ذي الانتقام الذي يغار على محارمه، ولا أحد أغيرُ من الله كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم.
كم نرى من الدول والبلدان المحيطة من حولنا وما جرى لهم من أيام الله!
كم هي الدول الإسلامية التي مُكِر بأهلها وقٌتِّلوا وشرِّدوا وطوردوا!
هل ننتظر أن يحيق بنا ما حلَّ بغيرنا!؟
إن ما أخافه هو قريب قريب وهذه سنة الله في الأرض إنها سنة كونية لا تتخلف، وقدر ماضٍ لا يرد، كيف لا يحصل ما أُوعِدْنا به وقد كثر الخبث، وصار له أنظمة تحميه - وزعموا أنها إسلامية -، ومؤسسات تقوم برعايته ونشره، وأهل فكر ومكر يُرَقِّعون ويوقعون ويجيزون.
وقال الله عز وجل في سورة الإسراء {مَنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلَا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا (15) وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا (16) وَكَمْ أَهْلَكْنَا مِنَ الْقُرُونِ مِنْ بَعْدِ نُوحٍ وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا (17)}
وقالت زينب بنت جحش رضي الله عنها: يا رسول الله أنهلك وفينا الصالحون قال صلى الله عليه وسلم: (نعم إذا كثر الخبث). أخرجه البخاري (3097)، ومسلم (5128).
وأرى انطباق هذه الآيات على كثير من الأوضاع في ديار المسلمين قال الله عز وجل في سورة المائدة: {لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81)}
فترى صوراً من الصمت عن المنكرات، وصوراً كثيرة أيضاً من مولاة الكفار، وصوراً من التبرير سمجة والله المستعان.
اللهم إن أردت بعبادك فتنةً فتوفنا غير مفتونين، اللهم أحيِنا ما كانت الحياةُ خيراً لنا وتوفنا إذا كانت الوفاة خيراً لنا.
وهنا أريد أن أذكر ثلاث ضمانات من العذاب، هي تمنع بإذن الله من وقوع عذاب الله برحمة من الله.
الضمان الأول: هو وجود شخص الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، قال الله عز وجل: {وما كان الله معذِّبَهم وأنت فيهم}، وذلك كرامة لهذا النبي الرحيم بأمته، ولذلك فقد كرّم الله صحابته رضي عنهم وأرضاهم فكانوا هم أمَنَةً لأمة محمد صلى الله عليه وسلم كما جاء في الحديث (النجوم أمنة للسماء فإذا ذهبت النجوم أتى السماء ما توعد وأنا أمنة لأصحابي فإذا ذهبت أتى أصحابي ما يوعدون وأصحابي أمنة لأمتي فإذا ذهب أصحابي أتى أمتي ما يوعدون)، أخرجه مسلم.
وهذا الضمان لا نعيش في وقته وقد مضى، نسأل الله أن يحشرنا معهم وأن يقرّ أعيننا برؤيتهم.
الضمان الثاني:وجود الناصحين الذين يَصْلُحون إذا فسد الناس ويُصلِحون ما أفسد الناس وهم الغرباء فطوبى للغرباء قال الله عز وجل {وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ (هود:117)}، ولم يقل صالحون، فلا بد من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فوجود الناصحين الآمرين الناهين مانع من موانع العذاب.
فحريٌ بنا أخوتي أن نتعاون على البر والتقوى، وننصح لأنفسنا وأمتنا، عسى الله أن يفرج عنا ما نحن فيه من الذل والهوان، ويوفِّقْنا لأسباب النصر إنه ولي ذلك والقادر عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/98)
وقال جلّ شأنه: {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (104) وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ وَأُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (105)} من آل عمران.
فلما أمر المؤمنين بلزوم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عقّب ذلك بالنهي عن التفرق والاختلاف وأن ذلك يوجب العذاب العظيم، فتبين أن ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر يسبب الفُرقة والاختلاف والتي تودي المسلمين لمشابهة الكافرين والمنافقين واستحقاق العذاب الأليم.
وحكى في كتابه عن سبب هلاك الأمم الغابرة ثم أرشد إلى سبيل النجاة فقال: {أَلَمْ يَأْتِهِمْ نَبَأُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ قَوْمِ نُوحٍ وَعَادٍ وَثَمُودَ وَقَوْمِ إِبْرَاهِيمَ وَأَصْحَابِ مَدْيَنَ وَالْمُؤْتَفِكَاتِ أَتَتْهُمْ رُسُلُهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ فَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (70) وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71)} من سورة التوبة.
وقال الله عز وجل عن سبيل اليهود وما آل إليه أمرهم من التواصي على ترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر: {وَإِذْ قَالَتْ أُمَّةٌ مِنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْمًا اللَّهُ مُهْلِكُهُمْ أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا شَدِيدًا قَالُوا مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ (164) فَلَمَّا نَسُوا مَا ذُكِّرُوا بِهِ أَنْجَيْنَا الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُوا بِعَذَابٍ بَئِيسٍ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ (165) فَلَمَّا عَتَوْا عَنْ مَا نُهُوا عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ كُونُوا قِرَدَةً خَاسِئِينَ (166)}.
فأوضح أن من كان يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر إعذاراً إلى الله ورجاء النفع للمخطئ كان هو الناجي، وأما الساكتين والمتواصين فكان عاقبتهم المسخ، والعياذ بالله.
فإن كان الضمان الأول متعذِّراً الآن والثاني صعباً أو ممنوعاً منه عند بعضنا فلن نعجز عن الضمان الثالث.
الضمان الثالث: الاستغفار، وقال الله تعالى: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ (التوبة:33)}.
والكلام عن الاستغفار يطول، وهنا أريد التنبيه على ما يلي:
1 - أفضل أوقات الاستغفار السحر قال الله عز وجل (وبالأسحار هم يستغفرون).
2 - للاستغفار صيغ عديدة، وأفضلها سيد الاستغفار: فعن شَدَّادِ بْنِ أَوسٍ - رضي الله عنه -، عن النبيّ - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ أَنْ يَقُولَ العَبْدُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي لاَ إلهَ إلاَّ أنْتَ خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وأبُوءُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي، فَإنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أنْتَ. مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِناً بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِي، فَهُوَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ، وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أنْ يُصْبِحَ، فَهُوَ مِنْ أهْلِ الجَنَّةِ)). رواه البخاري (5831).
ومن الصيغ الحسنة والمهمة دعوة ذي النون قال الله عز وجل {لَا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (الأنبياء: 87)}
ومنها وما رواه عبد الله بن عمر رَضِي الله عنهما، قال: كُنَّا نَعُدُّ لرسولِ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - في المَجْلِسِ الواحِدِ مئَةَ مَرَّةٍ: ((رَبِّ اغْفِرْ لِي وَتُبْ عَلَيَّ إنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ)). رواه أبو داود والترمذي، وقال: ((حديث حسن صحيح غريب)).
وغيرها كثير ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/99)
3 - يجب علينا ألا ننسى إخواننا فلهم حق علينا فندعوا لهم بالمغفرة، قال الله عز وجل: {فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ (الأحزاب: 19)}
4 - تكرار الاستغفار بلا حد ولا عدد في كل مجلس
عن أبي هريرة - رضي الله عنه -، قال: سَمعتُ رَسُول اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يقولُ: ((وَاللهِ إنِّي لأَسْتَغْفِرُ اللهَ وَأتُوبُ إلَيْهِ فِي اليَومِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً)) رواه البخاري.
وعنه - رضي الله عنه -، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ لَمْ تُذْنِبُوا، لَذَهَبَ اللهُ تَعَالَى بِكُمْ، وَلَجَاءَ بِقَومٍ يُذْنِبُونَ، فَيَسْتَغْفِرُونَ اللهَ تَعَالَى، فَيَغْفِرُ لَهُمْ)) رواه مسلم.
ومن أعطى الاستغفار أعطي المغفرة لأن الله تعالى يقول في سورة الجن: {اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا (10) يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا (11) وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا (12)} وقال عز وجل: {وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ (آل عمران:135)}
كيف كان الاستغفار مانعاً من حصول المصائب والنقم؟؟
قال الله تعالى في سورة الشورى: {وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ (30) وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ فِي الْأَرْضِ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ وَلِيٍّ وَلَا نَصِيرٍ (31)}
وهذه من أرجى الآيات في كتاب الله ومن أخوفها، وفيها قسَّم الله عز وجل ذنوب العباد المؤمنين إلى ذنبين:
الأول: ذنوب نعاقب عليها في الدينا - وهو القليل - فهذه المصائب كفارة لهذه الذنوب في الدنيا، فإن الله كريم لا يعاقب العبد في الدنيا، ويثنِّي العقوبة عليه في الآخرة.
الثاني: ذنوب عفى الله عنها فهو أرحم الراحمين.
فلما كانت المصائب لا تصيب العبد إلا بمعصية يرتكبها، والاستغفار بما فيه من الاعتراف بالذنب وطلب مغفرته – بعفو الله ورحمة - ماحٍ للذنوب = كان مانعاً من حصول المصائب والفتن للعبد، فالعبد المستغفر وإن أصابته مصيبة أو فتنة أقرب إلى السلامة من غيره.
وعن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: قال رسولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم -: ((مَنْ لَزِمَ الاسْتِغْفَارَ جَعَلَ اللهُ لَهُ مِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجاً، وَمِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجاً، وَرَزَقهُ مِنْ حَيثُ لاَ يَحْتَسِبُ)). رواه أبو داود (1297)، وفيه الحكم بن مصعب القرشي وفيه جهالة، ومعنى الحديث صحيح إن شاء الله.
اللهم اغفر لي ولوالدي ولمن دخل بيتي مؤمناً وللمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات(98/100)
غرائب وعجائب.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 10:51 م]ـ
هذه غرائب وعجائب من سير أعلام النبلاء للإمام الذهبي
كان قد جمعها الأخ أحمد بن سليمان في موضع واحد في كتابه البديع: ((تحفة العلماء بترتيب سير أعلام النبلاء)) طبعته دار الإيمان في الإسكندرية.
(1) عن الوليد بن مسلم قال: قلت لمالك: إني حدثت عن عائشة رضي الله عنها قالت: لا تحمل المرأة فوق سنتين قدر ظل مغزل، فقال: من يقول هذا؟! هذه امرأة ابن عجلان جارتنا امرأة صدق، ولدت ثلاث أولاد في ثنتي عشرة سنة.
تحمل أربع سنين قبل أن تلد.
(2) قال ابن الأثير: اصطاد صديق لنا أرنبا لها ذكر وأنثيان ولها فرج أنثى، فلما شقوها وجدوا فيها جروين!!، سمعت هذا من جماعة كانوا معه، وقالوا: مازلنا نسمع أن الأرنب تكون سنة ذكرا وسنة أنثى.
(3) قال عبدالرحمن بن هارون: كنا في البحر سائرين إلى إفريقية، قال: فركدت علينا الريح، فأرسينا إلى موضع يقال له: البرطون، ومعنا صبي صقلبي يقال له: أيمن، معه شص يصطاد به السمك، فاصطاد سمكة نحوا من شبر، أو أقل، فكان على صنيفته اليمنى مكتوب: لا إله إلا الله.
وعلى قذالها وصنيفة أذنها اليسرى مكتوب: محمد رسول الله.
وكان أبين من نقش على حجر، وكانت السمكة بيضاء، والكتابة سوداء، كأنه كتب بحبر، قال، فقذفناها في البحر، ومنع الناس أن يصيدوا من ذلك الموضع حتى أوغلنا.
(4) عن بكر بن منير بن خالد قال: سمعت محمد بن الهيثم البجلي يقول: كان ببغداد قائد من قواد المتوكل، وكانت امرأته تلد البنات، فحملت مرة، فحلف القائد إن ولدتِ هذه المرة بنتا قتلتك بالسيف!.
فلما جلست للولادة هي والقابلة، ألقت مثل الجريب وهو يضطرب فشقوه، فخرج منه أربعون ابنا!!.
وعاشوا كلهم، وأنا رأيتهم ببغداد ركبانا خلف أبيهم، وكان اشترى لكل واحد منهم ظئرا!.
قال الذهبي: وبكر ثقة، فسبحان القادر على كل شيء.
(5) قال أبو داود في " سننه ": شبرت قثاءة بمصر ثلاثة عشر شبرا، ورأيت أترجة على بعير، وقد قطعت قطعتين، وعملت مثل عدلين.
(6) ميسرة التراس الأكول!! (1)
قال الأصمعي: قال لي الرشيد: كم أكثر ما أكل ميسرة؟ قلت: مئة رغيف، ونصف مكوك ملح، فأمر الرشيد، فطرح للفيل مئة رغيف، ففضل منها رغيفا.
وقيل: إن بعض المجان قالوا له: هل لك في كبش مشوي؟ قال: ما أكره ذلك، ونزل عن حماره، فأخذوا الحمار، وأتوه وقد جاع بالشواء.
فأقبل يأكل، ويقول: أهذا لحم فيل؟! بل لحم شيطان.
حتى فرغه، ثم طلب حماره، فتضاحكوا، وقالوا: هو والله في جوفك.
وجمعوا له ثمنه.
وقيل: نذرت امرأة أن تشبعه، فرفق بها، وأكل ما يكفي سبعين رجلا.
(1) في " الميزان " قال ابن حبان: كان ممن يروي الموضوعات عن الأثبات، ويضع الحديث، وهو صاحب حديث فضائل القرآن الطويل.
وقال أبو داود: أقر بوضع الحديث، وقال الدارقطني: متروك، وقال أبو حاتم: كان يفتعل الحديث، روى في فضل قزوين والثغور.
وقال أبو زرعة: وضع في فضل قزوين أربعين حديثا، وكان يقول: إني أحتسب في ذلك، وقال البخاري: ميسرة بن عبد ربه يرمى بالكذب.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 11:58 م]ـ
وقام الأخ الفاضل ياسر العدني أبو عمار بترتيب فوائد البداية والنهاية للحافظ العلامة ابن كثير-رحمه الله تعالى-، وسماه بـ (الهداية في ترتيب فوائد البداية والنهاية).طبعته دار الآثار في صنعاء.
ومنه أنقل لكم:
* من عجائب المخلوقات:
(1) حكى ابن الجوزي عن ثابت بن سنان أنه رأى في أيام المقتدر ببغداد امرأة بلا ذراعين ولا عضدين، وإنما كفاها ملصقان بكتفيها، لا تستطيع أن تعمل بهما شيئا، وإنما كانت تعمل برجليها ما تعمله النساء بأيديهن: الغزل والفتل ومشط الرأس وغير ذلك. (ج11ص124) 297هـ.
(2) في سنة 299هـ أرسلت هدايا من مصر وخراسان وغيرهما إلى الخليفة، وكان من جملة هدية مصر تيس له ضرع يحلب لبنا. (ج11ص132).
(3) في سنة 300هـ حملت بغلة ووضعت مهرة!! (ج11ص134).
(4) في سنة 304 اشتهر ببغداد أن حيوانا يقال له الزرنب، يطوف بالليل يأكل الأطفال من الأسرة، ويعدو على النيام فربما قطع يد الرجل وثدي المرأة وهو نائم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/101)
فجعل الناس يضربون على أسطحتهم على النحاس من الهواوين وغيرها ينفرونه عنهم، حتى كانت بغداد بالليل ترتج من شرقها وغربها، واصطنع الناس لأولادهم مكبات من السعف وغيرها، واغتنمت اللصوص هذه الشوشة فكثرت النقوب وأخذت الأموال، فأمر الخليفة بأن يؤخذ حيوان من كلاب الماء فيصلب على الجسر ليسكن الناس عن ذلك، ففعلوا فسكن الناس ورجعوا إلى أنفسهم، واستراح الناس من ذلك (ج11ص143).
(5) وصلت هدايا نائب مصر وهو الحسين بن المادراني، وفي جملتها بغلة معها فلوها!، وغلام يصل لسانه إلى طرف أنفه!!. (ج11ص165).
(6) وحكى ابن الجوزي في (المنتظم) عن ثابت بن سنان المؤرخ قال: حدثني جماعة ممن أثق بهم أن بعض بطارقة الأرمن أنفذ في سنة ثنتين وخمسين وثلثمائة إلى ناصر الدولة بن حمدان رجلين من الأرمن ملتصقين سنهما خمس وعشرون سنة، ملتحمين ومعهما أبوهما، ولهما سرتان وبطنان ومعدتان وجوعهما وريهما يختلفان!!، وكان أحدهما يميل إلى النساء والآخر يميل إلى الغلمان!!، وكان يقع بينهما خصومة وتشاجر!، وربما يحلف الآخر لا يكلم الآخر فيمكث كذلك أياما ثم يصطلحان!!، وهبهما ناصر الدولة ألفي درهم وخلع عليهما ودعاهما إلى الإسلام فيقال إنهما أسلما.
وأراد أن يبعثهما إلى بغداد ليراهما الناس ثم رجع عن ذلك، ثم إنهما رجعا إلى بلدهما مع أبيهما فاعتل أحدهما ومات وأنتن ريحه، وبقي الآخر لا يمكنه التخلص منه!، وقد كان اتصال ما بينهما من الخاصرتين، وقد كان ناصر الدولة أراد فصل أحدهما عن الآخر، وجمع الأطباء لذلك فلم يمكن، فلما مات أحدهما حار أبوهما في فصله عن أخيه، فاتفق اعتلال الآخر من غمه، ونتن أخيه، فمات غما فدفنا جميعا في قبر واحد. (ج11ص285) 352هـ.
(7) في سنة 414 هـ: ورد كتاب من يمين الدولة محمود بن سبكتكين إلى الخليفة يذكر أنه دخل بلاد الهند أيضا، وأنه فتح بلادا، وقتل خلقا منهم، وأنه صالحه بعض ملوكهم وحمل إليه هدايا سنية، منها فيول كثيرة، ومنها طائر على هيئة القمري، إذا وضع عند الخوان وفيه سم دمعت عيناه وجرى منهما ماء!!، ومنها حجر يحك ويؤخذ منه ما تحصل منه فيطلى بها الجراحات ذات الأفواه الواسعة فيلحمها، وغير ذلك.
(8) في سنة 458 هـ ولد بباب الأزج صبية لها رأسان ووجهان ورقبتان وأربع أيد، على بدن كامل ثم ماتت. (ج12ص114).
(9) في سنة 574هـ باض ديك بيضة واحدة!!، ثم باض بازي بيضتين!!، وباضت نعامة من غير ذكر!!، وهذا شيء عجيب. (ج12 ص 286).
(10) في سنة 596هـ باض ديك ببغداد!! (ج13 ص 28).
(11) في سنة 631هـ قدم رسول الأنبرو ملك الفرنج إلى الأشرف ومعه هدايا منها دب أبيض شعره مثل شعر الأسد، وذكروا أنه ينزل إلى البحر فيخرج السمك فيأكله.
وفيها طاووس أبيض أيضا. (ج13ص164).
(12) في سنة 702هـ ظهرت دابة من البحر عجيبة الخلقة من بحر النيل إلى أرض المنوفية، بين بلاد منية مسعود واصطباري والراهب، وهذه صفتها:
لونها لون الجاموس بلا شعر، وأذناها كأذن الجمل، وعيناها وفرجها مثل الناقة، يغطي فرجها ذنب طوله شبر ونصف [طرفه] كذنب السمكة، ورقبتها مثل غلظ [التليس] المحشو تبنا، وفمها وشفتاها مثل الكربال، ولها أربعة أنياب اثنان فوق واثنان من أسفل، طول كل واحد دون الشبر في عرض أصبعين، وفي فمها ثمان وأربعون ضرسا وسن مثل بيادق الشطرنج، وطول يديها من باطنها إلى الأرض شبران ونصف ومن ركبتها إلى حافرها مثل بطن الثعبان، أصفر مجعد، ودور حافرها مثل السكرجة بأربعة أظافير مثل أظافير الجمل، وعرض ظهرها مقدار ذراعين ونصف، وطولها من فمها إلى ذنبها خمسة عشر قدما وفي بطنها ثلاثة كروش، ولحمها أحمر وزفر مثل السمك، وطعمه كلحم الجمل، وغلظة أربعة أصابع ما تعمل فيه السيوف، وحمل جلدها على خمسة جمال في مقدار ساعة من ثقله على جمل وأحضروه إلى بين يدي السلطان بالقلعة وحشوه تبنا وأقاموه بين يديه والله أعلم. (ج14ص26).
(13) في سنة 743هـ اشتهر في أوائل رمضان أن مولودا ولد له رأسان وأربع أيدٍ!، وأحضر إلى بين يدي نائب السلطنة، وذهب الناس للنظر إليه في محلة ظاهر باب الفراديس، يقال لها حكى الوزير، وكنت فيمن ذهب إليه في جماعة من الفقهاء يوم الخميس ثالث الشهر المذكور بعد العصر، فأحضره أبوه - واسم أبيه سعادة - وهو رجل من أهل الجبل، فنظرت إليه فإذا هما ولدان مستقلان، فكل قد
اشتبكت أفخاذهما بعضهما ببعض، وركب كل واحد منهما ودخل في الآخر والتحمت فصارت جثة واحدة وهما ميتان، فقالوا أحدهما ذكر والآخر أنثى، وهما ميتان حال رؤيتي إليهما.
وقالوا: إنه تأخر موت أحدهما عن الآخر بيومين أو نحوهما، وكتب بذلك محضر جماعة من الشهود. (ج14ص239).
(14) في سنة 762 هـ أحضر رجل قد ولد له ولد عاش ساعة ومات، وأحضره معه وشاهده الحاضرون، وشاهده كاتب الكتاب، فإذا هو شكل سوي له على كل كتف رأس بوجه مستدير، والوجهان إلى ناحية واحدة فسبحان الخلاق العليم. (ج14 ص316 - 317).
(15) في سنة 300هـ انحسر جبل بالدينور يعرف بالتل فخرج من تحته ماء عظيم غرق عدة من القرى. (ج11 ص134).
(16) في سنة 319 هـ: خرج مؤنس الخادم إلى الحج في جيش كثيف خوفا من القرامطة، ففرح المسلمون بذلك، وزينت بغداد يومئذ، وضربت الخيام والقباب لمؤنس الخادم، وقد بلغ مؤنسا في أثناء الطريق أن القرامطة أمامه، فعدل بالناس عن الجادة، وأخذ بهم في شعاب وأودية أياما، فشاهد الناس في تلك الأماكن عجائب، ورأوا غرائب وعظاما في غاية الضخامة، وشاهدوا ناسا قد مسخوا حجارة.
ورأى بعضهم امرأة واقفة على تنور تخبز فيه قد مسخت حجرا، والتنور قد صار حجرا.
وحمل مؤنس من ذلك شيئا كثيرا إلى الخليفة ليصدق ما يخبر به من ذلك (ج11ص188 - 189).(98/102)
انتصار المورسكيين للنبي اسماعيل عليه السلام- وثائق حصرية-
ـ[هشام زليم]ــــــــ[01 - 07 - 08, 12:34 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم. و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد و على أله و صحبه و من اتبعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد,
فقد حافظ المسلمون بالأندلس بعد سقوط غرناكة سنة 1492م بأغلب تعاليم الدين الإسلامي. و قد خوّلت لهم معاهدة تسليم غرناطة التي عقدها الملكان الكاثوليكيان مع الملك المسلم أبي عبد الله الزغبي- عفا الله عنه- خولت للمسلمين الأحتفاظ بدينهم بل و حمايتهم من أذى النصارى.
فقد جاء في المادة الرابعة من المعاهدة: " يسمح صاحبا السمو, و سلالتهما, للملك أبي عبد الله الصغير و شعبه أن يعيشوا دائما ضمن قانونهم (أي بممارسة الشعائر الإسلامية) دون المساس بسكناهم و جوامعهم و مناراتهم ...... "
و جاء كذلك في المادة الثانية عشر:"لا يسمح بأي نصراني بدخول المساجد, أو أي مكان لعبادة المسلمين, دون إذن من الفقهاء. ومن يخالف ذلك يعاقبه صاحبا السمو"
و جاء في المادة الثانية و الثلاثون:"لا يجوز إرغام مسلم أو مسلمة على اعتناق النصرانية".
لكن ما كاد حبر المعاهدة يجف حتى نقض النصارى و ثيقة التسليم و كشر الصليب عن أنيابه و بدأ المسلمون الأندلسيون أطول رحلة اضطهاد في التاريخ يتعرض له شعب ما.
قام القساوسة و الرهبان بتحريض الملوك الكاثوليك ضد المسلمين و أوعزوا لهم بضرورة تنصيرهم و ذلك للمحافظة على الوحدة الدينية لإسبانية الكاثوليكية و كذلك لتجنب أي عودة محتملة للإسلام بالأندلس.
و بالفعل استجاب الملوك الكاثوليك لهذه التحريشات الصليبية و بدأوا في إصدارقوانين تحرم على المسلمين استعمال اللغة العربية و لباس الزي الإسلامي و التسمي بالأسماء الإسلامية و الإغتسال و الإحتفال بالأعياد الإسلامية بل صدرت قوانين تجبر المسلمين غلى التنصر و من خالف هذه المحظورات أُعدم أو صودرت أمواله أو عُذب حتى الموت إلى غير ذلك من فنون الإضطهاد.
إزاء هذه الفتنة الكبرى انقسم الأندلسيون المسلمون إلى ثلاقة أقسام:
- قسم هاجر من الأندلس إلى بلاد الإسلام بإفريقيا.
- و قسم رفض مفارقة أرض الأجداد و أظهر النصرانية و حافظ على الإسلام سرا في انتظار فرج من الله. فقد كانوا لا يتصورونأن الإسلام سيغيب غيبة طويلة عن الأندلس و كانوا ينتظرون بين ساعة و أخرى وصول جيش مسلم يقوده طارق أخر, لكن قدر الله و ما شاء فعل.
- أما القسم الثالث فقد ضعُف و تنصّر و العياذ بالله و انذمج في المجتمع النصراني الإسباني.
و في انتظار فرج من الله , قام المسلمون الذين ظلوا بالاندلس بتنظيم حياتهم الإسلامية السرية و قد كان الأمر في غاية الخطورة خاصة و أن محاكم التفتيش تتعقبهم و تراقب كل كبيرة و صغيرة عنهم.
لكنهم رغم ذلك حافظوا على الغقيدة الإسلامية و قاموا بما استطاعوا عليه من العبادات و نقلوا الإسلام إلى أولادهم و سطروا تاريخا مجيدا في المحافظة على الإسلام حتى طُردوا من إسبانيا سنة 1609م. نعم ... طٌردوا مرفوعي الرأس بعدما يئس القساوسة و الرهبان من تنصيرهم.
و من العبادات التي حافظ عليها المورسكيون ,خلال فترة عيشهم في جحيم الحكم النصراني, إقامة شعائر عيد الأضحى, بل لم يكتفوا بذلك ووضعوا كتبا سرية تفسر للمورسكيين معنى هذه الشعيرة.
و بما أن النصارى يتسبون حادثة التضحية لإسحاق دون إسماعيل عليهما السلام فإن المورسكيين أخذوا على عاتقهم –جزاهم الله خيرا- مهمة الدفاع عن اسماعيل عليه السلام و بينوا أن ابراهيم عليه السلام أُمر بذبح اسماعيل و ليس اسحاق و ردوا و أفحموا النصارى.
و برز ت في هذا الباب شخصيتان مورسكيتان هما الشاعر محمد الربضان و الفقيه محمد ديفارا و كلاهما من أراغون.
وقد حفظ لنا التاريخ –بفضل الله عز وجل- و ثيقتان مهمتان و قد وُجدتا بالمكتبة الوطنية الفرنسية ببالريس. و تبين هاتان المخطوطتان درجة فقه المورسكيين رغم مرور أكثر من 110 عام على محاولات تنصير مسلمي الأندلس.
و قد قام الدكتور الفرنسي لوي كاردياك بنقل مقتطفات من هذه المخطوطات فيي كتابه " المورسكيون الاندلسيون و المسيحيون" (ص 57 - 58). ومنه نقلتها في هذا الموضوع الذي أضع بين أيديكم.
يقول لوي كاردياك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/103)
"إن المسيحيين و المسلمين يدعون جميعا أنهم من سلالة إبراهيم, إلا أن المسيحيين يقولون أنهم منحدرون من فرع شريف بالتدرج المباشر لإسحاق, بينما المسلمون يعدون من أبناء إسماعيل الغير الشرعيين و قد كان المورسكيون أكثر حساسية لرؤية تاريخ شعب الله المختارحيث عبروا بتأثر عميق عن صدمتهم لذلك. فالشاعر محمد ربضان, أحد مورسكيي أراقون قد كتب قبل عدة سنوات من الطرد , قصيدة طويلة حول:"شهرة نسب" الرسول محمد و الشعب العربي. و في المقدمة النترية للقصيدة, شرح الأسباب التي دفعته ليكتب مثل هذا العمل:" إنه فوق كل ذلك, نلاحظ شيوع الرأي لدى المسيحيين الكفار و حيث يمنحون, بثقة كاملة و إصرار, صفة اللقيط لإسماعيل و لكل سلالته و ينزعون عنه مجد التضحية و يمنحونها لإسحاق. كما أن المسيحيين ينسبون إليهم إبراهيم الطيب عليه السلام.
و كانوا يقولون أنه نظرا لنسبه اللقيط, فإنه لا يمكن أن يكون نبيا, و على الرغم من أن الإيمان متمكن جدا في كل المملكة, بفضل عناية الله تعالى, فإن هؤلاء الناس يولدون دوما لدى الأشخاص الضعفاء الفتور و العار, فقلبهم ضعيف و تربيتهم الدينية مخزية, و بالإضافة إلى ذلك قد حثوا و تحت تهديد هؤلاء الكفار الذين وضعوا من أجل ذلك كل سعادتهم و غبطتهم" (155) إن رد الإعتبار هذا لإسماعيل عوض إسحاق سوف يتم انطلاقا من تفسير السورة رقم 37 من القرأن و حيث يظهر أن الإبن الذي قبل إبراهيم التضحية به هو إسماعيل, و بالفعل, اثر هذا الإمتحان, وحيث خرج الرسول منتصرا, بشر عليه السلام"بنبإ طيب": تمثل في ولادة إسحاق (156).
أما المورسكي الأراقوني محمد ديفارا فقد شرح لإخوانه أساس عيد الأضحى, وقد كتب:"أطلق عليه إبراهيم و قد جرب على ابنه الحبيب إلى نفسه إسماعيل, إلا أن تجربة الله وقعت عليه, و الذين يقولون أن ذلك وقع لإسحاق لم يدركوا شيئا, لأن الأمر كان, بالفعل, متعلقا بإسماعيل, ومحاولة التجربة قد تمت بالفعل لإبراهيم عندما لم يكن لديه إلا ابن واحد, وحدث هذا قبل ولادة إسحاق, و لو كان لإبراهيم ابنان , فإن الجواب سيكون حتما أقل نبلا, لأنه في هذه الحالة, سيبقى له ابن أخر يسليه عن التضحية عن الإبن الأول" و قد ذكر هذا المورسكي أيضا, قبول أبراهيم بتضحية ابنه و شجاعة إسماعيل ثم تدخل الملائكة و تقديم كبش بدلا عنه للتضحية:" و سوف يطلق ابراهيم ابنه اسماعيل حيث كان و سوف يبقى نسبه متعددا و مدعوما". (157)
الهوامش
(155) -مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس رقم esp.251.f°3 r° - V¨°. و قدم هذا القصيد على الشكل التالي: باسم القانون و السلالة و النسب المشهور لسيدنا و رسولنا محمد عليه السلام من خادم الله و الذي يرجو شفقته و رحمته محمد ربضان الأراغوني, أصيل مدينة رودا دو زالون ( Rauda de Xalon), في سنة 1603 من ولادة المسيح ليتقبله الله برحمته. لقد أضفنا تاريخ إقامة الإسرائيليين و سلالتهم و تاريخ القيامة برزنامة الإثنى عشر قمرا و أخيرا 99 إسما من أسماء الله سبحانه" (ص10). "إن كل القصائد الموجودة في هذا المخطوط قد نشرها اللورد ستانلي من الديرلاي ( Lord Stanley of Alderly) من مخطوطة بالمتحف البريطاني. راجع لذلك:
P. de Gayangos. Catalogue of de spanish mss in the British Museum. t1. p31)
و حسب مخطوطة المكتبة الوطنية بباريس الموجودة في:
Journal of thr Royal Asiatic Society of Great Britain and Irland (1868-1872)
أما قصيدة الإثنى عشر قمرا فقد كانت تنقص في "مخطوطة باريس". و على ضوء ملحوظة دو ساسي ( De sacy) يمكن أن نضيف أن تيكنور) Ticknor) قد نشر فقرات مطولة من قصيدة ربضان في كتابه:
Historia de la litertura espanola. Madrid; Rivadeneyra 1851-1856..LIV.pp 275-326
أما القسم المعنون Espantos del dia del juiciv من القصيدة فقد نشر في t.V pp 405-409Memorial Historico Espanol
(156) القرأن سورة الصافات. أما الإنجيل فقد قدم رواية أخرى للإنجيل سفر التكوين 12 ص1 - 19. " إن إبراهيم استفاق مبكرا, أسرج حماره و أخذ معه رفيقين و ابنه اسحاق ... " اقتبسنا فقرات الإنجيل من الترجمة: ( Ecole biblique de Jerusalem) edition du cerf; Paris. 1961.
(157) المكتبة الوطنية بباريس ms.esp.397. f°40.r°-v° وحول إبراهيم و المسلمين راجع الكتاب التالي:
ِ Claude Layron. l'homme que Dieu aime. ABRAHAM ...Paris. Les editions du cerf. 1969... 3°^partie "le premier des musulmans" pp 149-166.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[02 - 07 - 08, 10:46 م]ـ
بارك الله فيك اخي ونفع بك(98/104)
التعريف بمؤلفات بكر أبوزيد-رحمه الله-
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[01 - 07 - 08, 12:59 ص]ـ
الحمد الله وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان أما بعد:
فإن الشيخ العلامة بكر بن عبدالله أبو زيد آل غيهب القضاعي المولود عام 1365هـ والمتوفى يوم الثلاثاء الموافق 27/ 1/1429هـ من العلماء الذين تميزوا بمؤلفاتهم بل إن الشيخ لا يعرف له –حسب علمي- بعد استقراره بمدينة الرياض مطلع هذا القرن 1400هـ أن له درساً علمياً أو محاضرة عامة فكان تميزه في مؤلفاته ومشاركاته العملية خلال ترأسه لمجمع الفقه الإسلامي الدولي منذ عام 1405هـ ومن خلال عضويته للجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وهيئة كبار العلماء منذ عام 1413هـ إلى قبيل وفاته. ومعلوم أن من تخصص في شيء أبدع فيه. ومن خلال النظرة السريعة لمؤلفات الشيخ نجد أنها تميزت بما يلي:-
أولاً: التتبع والاستقراء للمسألة أو الموضوع الذي يريد التأليف فيه ولعلك تطلع على المقدمة أو الفصل الأول من أغلب كتبه تجده يسرد لك المؤلفات في هذه المسألة ومن تكلم فيها. وفي مقدمة كتابه النظائر يقول:" فتحدثا بنعمة الله تعالى على العبد المسكين أن منَّ علي سبحانه وهو المانُّ وحده بنعم عظيمه وألاء جسيمه منها:
أولا: الاهتداء من أوائل الطلب إلى التتبع والاستقراء لعزيز المسائل وبديع الفوائد" الخ ص5
ثانياً: أن الشيخ ليس ناقلاً فقط بل هو ناقل وقائل تظهر في كتبه معالم شخصيته يحرر المسائل ويلخص الأقوال والأدلة ويضع التقسيمات البديعة التي تسهل على قارئ المؤلَف الفهم والوصول للنتيجة.
ثالثاً: الفصاحة واللغة القوية والمصطلحات المحررة مع الأسلوب الأدبي.
رابعاً: التنوع والموسوعية العجيبة فهو يؤلف في أدق النوازل الفقهية ويفرد للحديث أجزاء حديثيه ويكتب في العقيدة والتاريخ والأنساب والآداب ويأصل ويفرع وفي كل مؤلَف تجده رجع إلى مئات المراجع من كتب ومجلات ومنشورات.
خامساً: أن الشيخ في مؤلفاته يعيش عصره فهو صاحب غيرة دينية على الحرمات والتراث. لما استقر به المقام في المدينة النبوية عام 1384هـ ورأى تهافت النساء على زيارة القبر الشريف ألف جزءه في زيارة النساء للقبور، ولما ولى القضاء عام 1388هـ ألف رسالته في حكم تقنين الشريعة والإلزام بذلك, انتهى منها عام 1392هـ، كما ألف عدد من الرسائل في النوازل العصرية كما سيأتي إيضاحه، ولما انتشر العبث بالتراث ألف كتابه التعاليم وتحريف النصوص ورسالته الرقابة والتحذير والبراءة، ولما وقع التصنيف لبعض العلماء والدعاة ألف رسالته التصنيف، ولما هجم دعاة الرذيلة على الحجاب ألف كتابه حراسة الفضيلة ولما اشتهرت الدعوة لوحدة الأديان ألف كتابه الإبطال ولما وقعت شبهة الإرجاء دافع هو وأعضاء اللجنة الدائمة عن عقيدة السلف وألف رسالته درء الفتنة عن أهل السنة ولما فتحت بعض المدارس الأجنبية ألف كتابه المدارس العالمية الأجنبية الاستعمارية. وهكذا تجد مؤلفاته تعالج ما يحتاجه الناس.
سادساً: أن الشيخ قد استقراء كتب ابن القيم المطبوعة وخدمها وتأثر بها كثيراً في مؤلفاته وأسلوبه ومعلوم ما تحلى به ابن القيم من اقتفاء الأثر والسنة والعناية بحكم التشريع والجمع بين المنقول والمعقول والأسلوب الأخاذ والتنوع في التأليف وسعة الإطلاع.
فلما تقدم ووفاء بحق الشيخ وعرفاناً بجميله ورغبة في نشر علمه ليكثر الدعاء له ويستمر أجره ولأني لم اجد من استقراء كتب الشيخ وعرف بها أحببت أن أستعرض ما وقفت عليه من مؤلفاته مما طبع ومما لم يطبع مما ذكره هو أو ذُكر عنه وذلك كما يلي:
أولاً: ثبت بأسماء المؤلفات المطبوعة على سبيل الإجمال.
ثانياً: التعريف بالمؤلفات المطبوعة على حسب الفقرات التالية:
1 - اسم الكتاب كما سماه مؤلفه.
2 - عدد صفحاته وتاريخ أول طبعه له.
3 - علاقته بكتبه الأخرى إن كان ثمَّ علاقة.
4 - استعرض أهم ماورد في الكتاب من سبب تأليف أو مسائل ومباحث وخلاصة ماتوصل إليه مؤلفه فيه في الغالب.
ثالثاً: أسماء المؤلفات غير المطبوعة.
رابعاً: أسماء الكتب التي حققها أو شارك في تحقيقها.
خامساً: أسماء الكتب التي أشرف على تحقيقها.
سادساً: فوائد مما سبق وخاتمه.
والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
أولاً: ثبت بأسماء المؤلفات المطبوعة على سبيل الإجمال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/105)
1 - الحدود والتعزيزات عند ابن القيم
2 - الجناية على النفس وما دونها عند ابن القيم
3 - التقريب لعلوم ابن القيم
4 - ابن القيم الجوزيه حياته آثاره موارده
5 - فقه النوازل 3 مجلدات، فيها 15 رسالة:
ج1
- التقنين والإلزام
- المواضعة في الاصطلاح
- خطاب الضمان
- جهاز الإنعاش
- طرق الإنجاب الحديثة
ج2
- التشريح الجثماني
- بيع المواعدة
- حق التأليف
- الحساب الفلكي
- دلالة البوصلة
ج3
- المثامنة على العقار
- بطاقة التخفيض
- بطاقة الائتمان
- التمثيل
- أثر الرجوع عن الإقرار بحد
6 - الأجزاء الحديثية خمسة أجزاء:
- تحبير المقالة
- مسح الوجه باليدين بعد الدعاء
- زيارة النساء للقبور
- كيفية النهوض في الصلاة
- مرويات دعاء الختم
7 - المجموعة العلمية خمس رسائل:
- التعالم
- حلية طالب العلم
- آداب طالب الحديث من الجامع
- الرقابة على التراث
- تغريب الألقاب العلمية
8 - الردود ست رسائل
- الرد على المخالف
- تحريف النصوص
- البراءة
- التحذير
- تصنيف الناس
- عقيدة القيرواني والعبث بها
9 - معجم المناهي اللفظية وفوائد الألفاظ.
10 - تصحيح الدعاء
11 - هجر المبتدع
12 - التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل
13 - معرفة النسخ والصحف الحديثية
14 - التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث
15 - النظائر 4 رسائل:
- التراجم الذاتية
- التحول المذهبي
- العزاب
- لطائف الكلم في العلم
16 - طبقات النسابين
17 - المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل
18 - علماء الحنابلة من الإمام أحمد إلى وفيات عام 1420هـ
19 - خصائص جزيرة العرب
20 - حكم الانتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية
21 - جبل إلال بعرفات
22 - أدب الهاتف
23 - الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان
24 - حد الثوب الإزار وتحريم الإسبال ولباس الشهرة
25 - تسمية المولود
26 - حراسة الفضيلة
27 - لا جديد في أحكام الصلاة
28 - السبحة
29 - فتوى جامعة في زكاة العقار
30 - فتوى جامعه في آداب العزاء
31 - العلامة الشرعية للطواف
32 - درء الفتنه عن أهل السنة
33 - بدع القرار القديمة والمعاصرة
34 - دعاء القنوت
35 - أذكار طرفي النهار
36 - المدارس العالمية الأجنبية الاستعمارية.
37 - عيد اليوبيل بدعة في الإسلام
38 - المداخل إلى أثار شيخ الإسلام ابن تيمية
ثانياً: التعريف بالمؤلفات المطبوعة:
1 - الحدود والتعزيرات عند ابن القيم – دراسة وموازنة-: مجلد في 554 صفحة طبع 1415هـ الطبعة الثانية وأصله رسالة قدمها لنيل درجة الماجستير في المعهد العالي للقضاء عام 1400هـ وهي مشتملة في قسمها الأول على ترجمة ابن القيم وقد افردها بالطبع في كتاب مستقل وهذا الكتاب من ثمار تتبع الشيخ لفقه ابن قيم الجوزية في كتبه المطبوعة. دفعه لاختياره حاجة القضاء لهذه المباحث من عالم متجرد للدليل مع التحقيق والمناقشة، وأيضاً أن الحدود والتعزيرات تعتبر من أهم أعمال القضاة إذ عليها مدار حفظ الضروريات، وأيضاً أن ابن القيم لم يفردها بمؤلف بل مباحثها متناثرة في كتبه. فلذا اشتدت الحاجة لجمعها في صعيد واحد، وأيضاً للرد على ما يشغب به المستشرقون وتلاميذهم على الحدود والتعزيرات الشرعية. وابن القيم قد كشف عن الحكم والأسرار في ذلك مما أماط اللثام عن الحق وأزهق الباطل. وقد أوضح الشيخ في مقدمة الرسالة سبب تسميته لهذا العنوان وطريقة بحثه وأنه على مسلكين:
الأول: عرض لكلام ابن القيم على الترتيب الفقهي.
الثاني: الموازنة بين رأي ابن القيم وبين أراء المذاهب الفقهية الأخرى.
وبين يدي هذين المسلكين تعريف يكشف مستغلق الألفاظ الاصطلاحية ثم مبحث في حكمة التشريع في حدود ما ذكره ابن القيم ثم مباحث الأحكام الفقهية وختم الشيخ الرسالة بخلاصة معتصرة للبحث ونتائجه. من أبرز نتائجها أن ابن القيم لم يخرق الإجماع في أي مسألة من مسائل البحث خلاف لما يدعيه خصومه ثم عرض الشيخ جملة هذه المسائل وما قيده منها أو تعقبه ورجح خلافه.
2 - أحكام الجناية على النفس وما دونها عند ابن قيم الجوزية –دراسة وموازنة-:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/106)
مجلد في 438 صفحة، طبع عام 1416هـ وأصله رسالة قدمها لنيل درجة الدكتوراه في المعهد العالي للقضاء عام 1402هـ وهذا الكتاب من ثمار تتبع الشيخ لفقه ابن القيم في كتبه المطبوعة. دفعه لاختياره هو ما سبق ذكره في الكتاب السابق. وقد صنف مباحث ابن القيم في الجناية على النفس وما دونها والمنتشرة في أثنى عشر كتاباً من مؤلفاته المطبوعة على سبعة أبواب وفي كل باب جملة فصول وكل فصل على مباحث. وبين يدي جل المباحث مقدمات تكشف عن مستغلق الألفاظ الاصطلاحية وختم الكتاب بخلاصة تضم أهم نتائج البحث وهي مجتمعة في ثلاث جوانب:
الأول: في منزلة ابن القيم العلمية.
الثاني: في مقام ابن القيم من الفقه في الدين ولذا لم يخرق الإجماع في اختياراته ولذا عرض الشيخ خلاصة ما اختاره ابن القيم في المسائل مما خالف فيه الجمهور أو وافقهم أو وافق فيه الإمام أحمد وقد تعقب الشيخ ابن القيم في بعض اختياراته.
3 - التقريب لعلوم ابن القيم: كتاب في 411 صفحة قرب فيه الشيخ علوم ابن القيم من كتبه المطبوعة ورتب الفقهيات منها على أبواب الفقه كما جاءت في كتاب زاد المستقنع فيذكر عنوان المسألة وموضوع بحثها من كتب ابن القيم المطبوعة وقد أوضح في المقدمة الطبعات التي رجع لها والسبب الذي لأجله اختار تقريب علوم هذا الإمام = وهو أنه يعتمد الدليل والتحقيق في بحوثه. وقد ضم إلى ذلك ما جمعه من علوم ابن القيم في توحيد العبادة وعلوم القرآن والحديث وعلومه وأصول الفقه وقواعده والفروق والمفاضلة واللغويات ومتفرقات بحسب ما يقع للشيخ لا بحسب التتبع والاستقراء سوى الفقه.
4 - ابن قيم الجوزية حياته آثاره موارده: مجلد في 428 صفحة طبع عام 1412هـ وهو في الأصل كتابين:
الأول: ابن قيم الجوزية حياته وآثاره: في 305 صفحة طبع عام 1400هـ فبعد أن منَّ الله على الشيخ بقراءة كتب ابن القيم وتقيِّد معارفه وعلومه على شكل موسوعة علمية شاملة رأى أن يفرد لمؤلفها هذا الكتاب ليعرف به وبيئته وعلومه وآثاره والكشف عن كثير من جوانب حياته ومنها استقلالية ابن القيم في الرأي والبحث والترجيح والاختيار.
الثاني: موارد ابن القيم في كتبه: في 75 صفحة طبع عام 1400هـ استقراء فيه الشيخ موارد ابن القيم في كتبه رداً على الواقعين فيه بقول: إنه نسخه من شيخه ابن تيمية. ومن خلال هذا الجمع تتضح أصالته واطلاعه المدهش في مؤلفات المكتبة الإسلامية على اختلاف فنونها وغيرها من مؤلفات الملل الأخرى ومن خلال هذا الجمع تحصل الفائدة بنسبة بعض الكتب لمؤلفيها ومنزلة هذه الكتب ومؤلفيها عند ابن القيم والأمانة العلمية التي تحلى بها هذا الإمام. وقد ترك الشيخ في هذا الجمع ا: ما لم يصرح ابن القيم بتسميته من الكتب ب: وموارده من كتب السنة المشهورة ج: وما نقله عن من كتبه الأخرى د: أو من شيخه ابن تيمية. وقد بلع عدد هذه الموارد 667 مورداً رتبها ترتيباً معجمياً يذكر اسم الكتاب ومؤلفه كما ذكره ابن القيم ومواطن ذكره من مؤلفات ابن القيم.
5 - فقه النوازل:3 مجلدات، فيها 15 رسالة
المجلد الأول: طبع عام 1407هـ في 281 صفحة اشتمل على خمسة رسائل هي ما يلي:
الأولى: التقنين والإلزام عرض ومناقشة. بين في المقدمة أهمية المسالة وحرر محل النزاع وهو إلزام القاضي المقلد الذي لم تتوفر فيه أدوات الاجتهاد بقول من الأقوال التي تتجاذبها أدلة الشريعة أو ترجع إلى قاعدة من قواعدها, وقد بحث هذه المسألة في ثلاثة مطالب:
الأول: عرض تاريخ نشوء فكرة الإلزام.
الثاني: أوجه القول بالإلزام مع بيان المصالح المترتبة عليه ثم مناقشتها في ثلاثة فصول.
الثالث: أدلة المنع من الإلزام مع بيان المضار المترتبة على القول بالإلزام وفيه فصلين.
وقد انتهى الشيخ في هذه الرسالة إلى القول بالمنع من الإلزام.
الثاني: المواضعة في الاصطلاح على خلاف الشريعة وأفصح اللغى دراسة ونقد:
في 99 صفحة تكلم فيها الشيخ عن مصادر المصطلحات العلمية وأنواع المصطلحات وطرق المواضعة وضوابط المواضعة على الاصطلاح وخطر تغيير المصطلحات الشرعية وختم ذلك بذكر أمثلة من المصطلحات المغيرة.
الثالثة: خطاب الضمان حقيقته وحكمه: في 14 صفحة في مبحثين:
الأول: تعريف خطاب الضمان وأركانه وأهدافه وطريقة إصداره وأنواعه ومدى استفادة البنك منه.
الثاني: الفقه الشرعي لخطاب الضمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/107)
الرابعة: جهاز الإنعاش وعلامة الوفاة بين الأطباء والفقهاء: في 23 صفحة وخمسة مباحث:
الأول: التصور الشرعي لأجهزة الإنعاش.
الثاني: علامة الموت عند الأطباء أو نازلة موت الدماغ.
الثالث: حقيقة الموت عند الفقهاء وعلاماته.
الرابع: حالات المريض تحت جهاز الإنعاش وهي ثلاث, محل الخلاف منها الثالثة وهي: إذا قامت علامات موت الدماغ الذي هو حقيقة الموت عند أكثر الأطباء.
الخامس: التكييف الفقهي لهذه النازلة وقد خلص فيه إلى جواز رفع أجهزة الإنعاش عن الميت دماغياً إذا قرر المختص المتجرد من أي غرض أن الشخص ميؤس منه, وأما إذا وقع شك فلا ترفع ولا يحكم بالوفاة في الحالين ـ والتي يترتب عليها الأحكام الشرعية من وفاة وعده ونحوها ـ إلا بيقين مفارقة الروح لسائر البدن.
الخامسة: طرق الإنجاب في الطب الحديث وحكمها الشرعي: في 38 صفحة في سبعة مباحث:
الأول: في بيان من كتب في هذه النازلة.
الثاني: قواعد شرعية أمام البحث.
الثالث: في تفسير مصطلحات طبية ونحوها يذكرها الباحثون في هذه النازلة.
الرابع: تاريخ نشوء هذه النازلة زماناً ومكاناً.
الخامس: ولائدها.
السادس: صور هذه النازلة.
السابع: تنزيل الحكم الشرعي على هذه النازلة.
وقد خلص فيها إلى المنع من باب تحريم الوسائل وما تفضي إليه من هتك المحارم. ومثلها مما يحل في مواطن الاضطرار وتقدر بقدرها وعليه فإن المكلف إذا ابتلي بهذا فعليه أن يسأل من يثق بدينه وعلمه والله تعالى أعلم.
المجلد الثاني: طبع عام 1409هـ وفيه خمس رسائل هي:
الأولى: التشريح الجثماني والنقل والتعويض الإنساني: في 42 صفحة تكلم فيها عن الممارسات الطبية الفاعلة على بدن الإنسان والتي يجمعها ثلاثة أوعية:
الأول: العمليات المجردة.
الثاني: التشريح.
الثالث: النقل والتعويض الإنساني. وقد تكلم عنها في ثمانية أبحاث:
الأول: المؤلفات فيها.
الثاني: حكم التداوي في أصل الشرع.
الثالث: التاريخ القديم لها.
الرابع: حكم التصرفات الطبية الفاعلة على بدن الإنسان.
الخامس: القواعد والأصول الشرعية التي تخرج عليها هذه النوازل جوازاً أو تحريماً.
السادس: تخريج وتنزيل الممارسات الطبية على المدارك الشرعية.
السابع: الشروط العامة للنقل والتعويض.
الثامن: حكم المعاوضات المالية على الدم والأعضاء.
وقد خلص في البحث إلى جواز النوع الأول وهو العمليات المجردة مما فيه دفع ضرر والعادة جارية بنجاحه وإنما الخلاف في بعض متعلقاته. وإلى جواز التشريح لكشف الجريمة بشروط سبعه. وأما التشريح لكشف المرض أو للتعلم أو التعليم فالشيخ متوقف. وأما النقل والتعويض الإنساني فكما يلي:
1 - نقل الدم يجوز بشروط سبعة ذكرها كما يجوز نقل عضو أو جزء منه في بدن الإنسان لمكان آخر كإجراء عملية مجردة له طرداً لقاعدة جواز التداوي بشروطه العامة. وأما النقل من حي لحي كنقل كلية أو يد فلا يجوز. وأما النقل من ميت لحي فلا يجوز إذا كان الأمر تحسيني كترقيع شفة وإن كان لأمر حاجي فحرمة الميت واجبة كحرمة الحي. وأما في أمور ضرورية كقلب ورئة وكلى فمن قال بالجواز خرجها على قاعدة المصالح والمفاسد مع شرط الإذن منه أو من وارثه.
الثانية: بيع المواعدة (المرابحة في المصارف الإسلامية) وحديث (لا تبع ما ليس عندك): في 23 صفحة سماه بيع المواعدة .. وهو يسمى عند المصارف بيع المرابحة للآمر بالشراء = لأنها في جميع صورها مبنية على الوعد ملتزماً به كان أو غير ملتزم به ولئلا يختلط على البعض مع بيع المرابحة المحرر عند الفقهاء في بيوع الأمانة على أن صورتها تدخل تحت اسم السلم الحال الوارد فية حديث " لا تبع ما ليس عندك" وقد بحث هذا البيع في سبعة مباحث:
الأول: بيع المرابحة في اصطلاح متقدمي الفقهاء.
الثاني: مدى لزوم الوفاء بالوعد.
الثالث: المؤلفات والبحوث فيه.
الرابع: صور بيع المرابحة في المصارف الإسلامية.
الخامس: سبب وجوده في المصارف.
السادس: حكمها.
السابع: ضوابطها الشرعية، وهي التي تجعل هذا البيع في دائرة الجواز وهي باختصار:
1 - خلوها من الالتزام بإتمام البيع قبل الحصول على العين بالتملك والقبض.
2 - خلوها من الالتزام بضمان هلال السلعة على أحد الطرفين بل يبقى على الأصل في الضمان.
3 - أن لا يقع العقد إلا بعد قبض المصرف للسلعة واستقرارها في ملكه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/108)
الثالثة: حق التأليف تاريخاً وحكماً: في 68 صفحة قيد فيها الشيخ خلاصة ما وقف عليه في هذا الموضوع بعد طول تتبع واستقراء عاقداً له في ستة أبحاث:
الأول: فن الطباعة تاريخاً وانتشاراً.
الثاني: حق التأليف في المجالات الدولية والحكومية والفردية.
الثالث: التاريخ القديم لحق التأليف.
الرابع: في عنوان هذه النازلة والتعريف به.
الخامس: الحقوق الواردة على التأليف وبيان حكمها.
السادس: في حق النشر والتوزيع وحكمه شرعاً.
الرابعة: الحساب الفلكي: في 26 صفحة وفيها الكلام عن مسائلتين:
الأولى: حكم إثبات دخول الشهر القمري بالحساب وهي في ثمانية مباحث ساق فيها النصوص الواردة ودلالتها وبيان الإجماع على موجبها وفند الخلاف الحادث في ذلك ونقضه وخلص فيها إلى: أن إثبات أول الشهر شرعاً بالهلال أو الإكمال.
الثانية: توحيد الرؤية وقد ألمح فيها إلى ما كتب وصدر من قرارات في هذا الشأن ومنها قرار المجمع الفقهي التابع لرابطة العالم الإسلامي وفيه الأخذ بقول الجمهور أن لكل أهل بلد رؤيتهم على ما يقرره أهل الفتوى منهم والمسألة اجتهادية وتوحيد المسلمين على تحكيم الشرع والاعتقاد الصحيح هو الأولى بالعناية.
الخامسة: دلالة البوصلة على القبلة: في 7 صفحات بحث فيها حكم أعمال الآلات في الدلالة على القبلة وما تم الوقوف عليه في خصوص البوصلة.
المجلد الثالث: (1) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=13155#1)
المثامنة في العقار نزع ملكيته للمصلحة العامة: كتيب في 47 صفحة طبع عام 1411هـ أدار البحث فيه بما يلي:
1 - التعريف.
2 - تمهيد عن الملكية.
3 - القيود الوارد على الملك في أسبابه وحقوقه.
4 - المثامنة في العقار للمصلحة العامة. وقائعها على مدى العصور وكلام الفقهاء فيها وأدلتها وشروطها وموقف المالك منها.
وقد خلص إلى جواز نزع ولي الأمر الملكية الخاصة للمصلحة العامة مع التعويض الفوري العادل لا وكس ولا شطط. وفي آخر الرسالة ملحق بقرار مجمع الفقه الإسلامي.
بطاقة التخفيض حقيقتها التجارية وأحكامها الشرعية: في 21 صفحة طبع 1416هـ ألفه لبيان حكم بطاقات التخفيض المنتشرة بأسماء متعددة وقد خلص فيه إلى تحريم إصدارها وحملها والتعامل بها.
بطاقة الائتمان حقيقتها التجارية وأحكامها الشرعية: في 73 صفحة متوسطة الحجم طبع عام 1416هـ ألفه لبيان حكم بطاقات الائتمان المنتشرة بأسماء متعددة. وهي في مقدمة وثمانية مباحث:
الأول: في تسمية من كتب في هذه النازلة.
الثاني: تعريفها.
الثالث: تاريخها.
الرابع: معرفة من له حق إصدار البطاقة.
الخامس: أنواعها وصورها.
السادس: أطراف بطاقة الائتمان.
السابع: منافع بطاقة الائتمان.
الثامن: مضارها وسوالبها.
التاسع: حكمها. وقد خلص فيه إلى تحريمها.
وفي نهاية الكتاب ملاحق لفتاوى اللجنة الدائمة.
التمثيل حقيقته تاريخه حكمه: كتيب في 60 صفحة متوسطة الحجم طبع عام 1411هـ وهو في مقدمة ذكر فيها أهمية معرفة حكم التمثيل كونه أصبح فناً له رواده ومدارسه ويشكل ظاهرة منتشرة مع أن بعض السابقين قد تعرض له في مؤلفاته وقد جعله في سبعة مباحث:
الأول: ذكر من كتب في هذه النازلة.
الثاني: حقيقة التمثيل وأسمائه.
الثالث: تاريخه.
الرابع: أنواعه.
الخامس: غايته وأهدافه.
السادس: المدرك الفقهي لحكمه.
السابع: شبه وجوابها.
وقد خلص المؤلف في خاتمة الكتاب إلى تحريمه لكونه بدعة إن كان تمثيلاً دينياً وتحريمه إن لم يكن دينياً لما فيه من التشبه فهو لهو محرم ولما يترتب عليه من آثار سيئة.
أثر الرجوع عن الإقرار بحد: كتيب في 31 صفحة متوسطة الحجم طبع عام 1412هـ قدم له معالي وزير العدل ورئيس مجلس القضاء الأعلى بالنيابة في وقته الشيخ محمد بن إبراهيم بن جبير رحمه الله. قُدم هذا البحث إلى هيئة كبار العلماء. وهي مسألة قضائية حكى فيها الأقوال الثلاثة:
الأول: قبول الرجوع مطلقاً.
الثاني: قبوله إذا اقترن بشبهة وعدم قبوله إذا لم يقترن بها.
الثالث: عدم قبوله مطلقاً. ودلل وأصل.
6 - الأجزاء الحديثية وهي خمسة أجزاء:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/109)
الأول: تحبير المقالة في حديث الحوالة: كتيب لطيف في 47 صفحة متوسطة الحجم طبع في حدود عام 1404هـ سبب تأليفه هو جمع ألفاظ الحديث الوارد في الحوالة في صعيد واحد وبيان ما حصل فيها من وهم واختلاف قد جعله المؤلف في مقدمة وفصول: الأول: في تخريج حديث الحوالة وذكر ألفاظه والحكم عليه وفي آخر الفصل ملاحق هي عبارة عن فوائد.
الثاني: في الآثار في الحوالة حال التوى ـ على وزن الهوى ـ وهو التلف واصطلاحاً هو العجز عن الوصول إلى الحق. ثم ختم الكتاب بذكر المؤلفات في الحوالة.
الثاني: مسح الوجه باليدين بعد رفعهما للدعاء: انتهى من تأليفه عام 1394هـ وأعاد نسخه في 1403هـ في 75 صفحة متوسطة الحجم طبع قبل عام 1416هـ وهو في خمسة فصول:
الأول: جمع فيه الأحاديث الواردة في المسألة وهي سبعة.
الثاني: الآثار وهي أثر واحد عن ابن عمر رضي الله عنه وسبعة عن التابعين ومن بعدهم.
الثالث: من صرح بعدم مشروعيته من السلف.
الرابع: مذاهب الأئمة فيه.
االخامس: ملاحق البحث
وهي ثلاث فوائد:
1 - حكمته عند القائلين به.
2 - مسح غير الوجه بعد الدعاء كالصدر.
3 - متفرقات.
وقد خلص المؤلف إلى أن الأحاديث القولية في المسألة لا تصح والفعلية فيها حديث لم يعرف إسناده والبقية ضعيفة ولم يصح عن الصحابة شيء في ذلك أما من بعدهم فمنهم من صرح بعدم المشروعية ومنهم من فعلة والمرد هو إلى نص المعصوم صلى الله عليه وسلم وفي المذاهب أنه غير مشروع عند المالكية وأصح الوجهين عند الشافعية ورواية عن أحمد. ومحل المسح هو بعد الدعاء على الوجه فقط على القول بمشروعيته. وأنه خارج الصلاة أهون فلو فعله الداعي أحياناً من غير ملازمة لكان له وجه.
الثالث: زيارة النساء للقبور: في 59 صفحة متوسطة الحجم طبع عام 1403هـ سبب تأليفه أن المؤلف لما استوطن المدينة النبوية عام 1384هـ ورأى تكاثر زيارة النساء للقبر الشريف على صاحبه أفضل الصلاة وأزكى التسليم وصاحبيه رضي الله عنهما فتطلع لمعرفة حكم هذه الزيارة وبيان ذلك للمسلمين لأهميتها. وقد جعله المؤلف بعد المقدمة في عناوين
الأول: اختلاف العلماء في هذه المسالة على ثلاث أقوال:
1 - الكراهية.
2 - الإباحة.
3 - التحريم.
الثاني: المخرجون لأحاديث اللعن إجمالا يعني حديث " لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زوارات القبور" وفي لفظ" زائرات".
الثالث: تفصيل روايات المخرِّجين.
الرابع والخامس: سند حديث "زائرات" والحكم عليه.
السادس: ضبط زاي "زُوارات" بضم الزاي جمع زائرة سماعاً وزائر قياساً.
السابع: تفصيل أدلة المنع.
الثامن: أدلة المجيزين والجواب عنها.
التاسع: نقل جملة من كلام أئمة التحقيق في هذه المسالة.
ومما تقدم يتضح اختيار المؤلف وهو التحريم.
الرابع: كيفية النهوض في الصلاة وضعف حديث العجن: في 110 صفحة متوسطة الحجم طبع عام 1406هـ سبب تأليفه بيان القول الصحيح في حديث العجن سنداً ومتنا لأنه انتشر العمل به على اثر تحسين الشيخ الألباني رحمه الله للحديث ودعوته للعمل به مما أوجب معرفة مشروعية هذه الهيئة عند النهوض من ركعة لأخرى أو عدمه. وفي بداية المقدمة عرض مختصر جامع للخلاف في هذه المسألة. وقد عرض المؤلف لهذا الموضوع في خمسة مباحث:
الأول: استقراء الأحاديث والآثار الواردة في كيفية النهوض في الصلاة من سجود أو جلوس وهي تسعة أحاديث عن ستة من الصحابة رضي الله عنهم.
الثاني: سياق حديث العجن وتخريجه والتعريف برجاله.
الثالث: بيان منزلته وخلاصتها أنه حديث غريب منكر.
الرابع: العجن عند الفقهاء.
الخامس: معنى العجن في لغة العرب.
وقد خلص المؤلف في هذا الكتاب إلى ضعف حديث العجن وغرابته ونكارته وإلى أن السنة نهوض المصلي في كل قيام من الصلاة على صدور قدميه وركبتيه معتمداً بيديه على فخذيه وأن الاعتماد باليدين على الأرض عند النهوض إنما يكون للحاجة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/110)
الخامس: مرويات دعاء ختم القرآن وحكمه داخل الصلاة وخارجها: كتيب في 83 صفحة متوسطة الحجم طبع عام 1407هـ ذكر في المقدمة أن لأهل العلم سبعة عشر بحثاً تتعلق بختم القرآن ثم بين حالها بإجمال ولأن دعاء ختم القرآن شاع العمل به داخل الصلاة وخارجها والمسلم مقيد في تعبده بشريعة محكمة = ألف هذا الجزء ليقف الناظر فيه على مدى تلاقي دعاء الختم في الصلاة بين قاعدة الشريعة في العبادات بالتوقيف. وبالتالي يحصل الحكم باطمئنان, وعقد لذلك فصلين:
الأول: في المروي مرفوعاُ أو موقوفاً وهو ثلاثة أنواع:
1 - ما يفيد أن الدعاء عند الختم من مواطن الإجابة.
2 - ما يفيد أدعية نبوية في ذلك.
3 - ما يفيد جمع الأهل والولد للدعاء،ومجموعها عشرة أحاديث مرفوعة وثلاثة موقوفة وواحد مقطوع.
الثاني: في فقه المروي. وقد خلص فيه إلى أن القول بمشروعيته في صلاة التراويح قبل الركوع يكاد يكون من مفردات الإمام أحمد عن الثلاثة معللاً بأنه عمل المصرين مكة والبصرة وفي رواية سهل بجعله في الوتر، ومالك يقول أنه ليس من عمل الناس وبعض العلماء استحسنه من متأخري الحنفية, وابن تيمية أفاد بأن عند كل ختمه دعوة مجابة مروي عن طائفة من السلف وأن الدعاء عقيب الختم من المشروع وبه قال تلميذه ابن القيم. وليس في كلام ابن تيمية ذكر لدعاء الختم في الصلاة. وختم المؤلف الكتاب بخلاصة أكد فيها على عدم مشروعية ختم القرآن في الصلاة مشياً على قاعدة التوقيف في العبادات ثم ذيل الكتاب بأربع فوائد موقظة تناسب الموضوع.
7 - المجموعة العلمية وهي خمس رسائل:
الأولى: التعالم وأثره على الفكر والكتاب: في 133 صفحة طبع عام 1408هـ ألفه لكشف مدعي العلم وليس بعالم وجعله في عناوين خمسة:
الأول: المؤلفات في التعالم.
الثاني: أمثلة للتعالم من السير والتاريخ ذكر خمسة عشر مثالاً.
الثالث: إجمال الحال في الحياة المعاصرة ذكر فيها أسباب التجنس الفكري وضعف التحصيل.
الرابع: ظواهر التعالم ذكر خمسة عشر مظهراً:
1 - التعالم في الفتيا.
2 - التعالم في القضاء.
3 - تعالم التافهين الفاشلين في التحصيل بتفسير كتاب الله تعالى.
4 - تعالم بعض المنتسبين لخدمة السنة المشرفة.
5 - التعالم في الفقهيات.
6 - الانتحال للكتب وتغيير أسمائها أو أخذ مباحث منها.
7 - نفخ الكتاب بالترف العملي.
8 - ضريبة الثراء المشبوه والجاه الموهوم.
9 - الصعقة الغضبية –التنمر-
10 - شغف المبتدئين بالتأليف.
11 - التجنس اللغوي.
12 - إثبات الشخصية في الرسائل.
13 - هلك الخسَّاف المتفاصح.
14 - الترديد في الكلام.
15 - الغنادر ـ جمع غندر ـ وهو المشاغب المتطاول بلسانه.
الخامس: أبحاث ستة:
1 - إخلاص النية لله سبحانه وتعالى.
2 - أن العالم لا يُتبع بزلته.
3 - الزجر من حمل الشواذ والرخص.
4 - التوقي من الغلط على الأئمة.
5 - فصل الخصام بين داعي الدليل وداعي التقليد.
6 - جرم القول على الله تعالى بلا علم.
وفي آخر الكتاب ملحق.
الثانية: حلية طالب العلم: في 69 صفحة في طبعت عام 1408هـ ألفها الشيخ بعد تأليفه لكتاب التعالم وأثره في الفكر والكتاب جمع فيها ستة وستين أدباً من آداب طالب العلم بين واجب ومستحب ومحرم ومكروه بعضها مدرك بالشرع وبعضها يعرف بالطبع وقد جعلها في سبعة فصول:
الأول: آداب الطالب في نفسه.
الثاني: كيفية الطلب والتلقي.
الثالث: آداب الطالب مع شيخه.
الرابع: آداب الزمالة.
الخامس: آداب الطالب في حياته العلمية.
السادس: التحلي بالعمل.
السابع: المحاذير.
الثالثة: آداب طالب الحديث من الجامع للخطيب أو المنتقى من الجامع للخطيب البغدادي: كتاب في 63 صفحة انتقاه الشيخ من (الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع) للخطيب البغدادي ت 463هـ لما تميز به الجامع من الجمع والتلخيص ولما انتشر في هذا العصر من حب للسنة النبوية ولأن الشيخ لم ير كتاباً مختصراً بخصوص آداب طالب الحديث مما جعل الحاجة ماسة إلى مختصر في الآداب يدرسونه قبل الخوض في الحديث وعلومه وقد انتقى الشيخ بعد مقدمة الكتاب من تراجمه وأقوال مؤلفه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/111)
الرابعة: الرقابة على التراث: في 40 صفحة طبع 1412هـ وهو خطاب دعاه إليه ما كتبه في كتابه (تحريف النصوص من مآخذ أهل الأهواء في الاستدلال) وهذا الخطاب موجه إلى علماء العصر وأساتيذه للمحافظة على نعمة التراث التي تميز بها المسلمون بل إن حرمة التراث تداخل كل واحدة من الضروريات الخمس وقد أوضح فيه أوجه العبث بالتراث ودوافعه وسبل الوقاية والنتيجة والضمانات.
الخامسة: تغريب الألقاب العلمية: كتيب في 72 صفحة متوسطة الحجم طبع عام 1403هـ ذكر المؤلف في مقدمته بعض من كتب عن الألقاب وأنه ألف هذا الكتاب ليبدي نظرة متأنية في عامل تغريب اللسان واصلا بذلك رحم لغة القرآن بعد أن قطعتها يد التغريب في الألقاب العلمية من الليسانس والبكالوريوس والماجستير والدكتوراه فقد دعى إلى تعريبها وفي آخر الكتاب ملحقين يتعلقان بنفس الموضوع.
8 - الردود وهي ست رسائل:
الأولى: الرد على المخالف من أصول الإسلام: كتاب في 95 صفحة طبع حدود عام 1411هـ ثم طبع في مجموعة الردود عام 1414هـ وهو عبارة عن أبحاث من ضنائن العلم وغوالية لبيان أصل من الأصول الشرعية وهو مشروعية الرد على المخالف ولا يقصد به مخالف معين كما أنه لا يقصد به الخلاف المحمود أو الخلاف السائغ وإنما الخلاف المذموم. وقد جعله الشيخ في ستة مباحث وخاتمة يتلوها بصيرة مهمة إلى حملة الأقلام المسمومة.
المبحث الأول: تاريخ الرد على المخالف وأدلته.
المبحث الثاني: أنواع المخالفة والرد عليها.
المبحث الثالث: شروطه وآداب الرد.
المبحث الرابع: ظاهرة التخذيل.
المبحث الخامس: في مضار السكوت عن المخالف.
المبحث السادس: ثمرات القيام بهذه الوظيفة الشرعية.
الثانية: تحريف النصوص من مآخذ أهل الأهواء في الاستدلال: كتاب في 184 صفحة طبع عام 1412هـ ألفه الشيخ لبيان المأخذ الأثيم (تحريف النصوص) بتطبيقات معاصرة مما تم الوقوف عليه بدون استيعاب وفيها دلالة على غيرها وجعله قسمين:
الأول: العلم بين الأمانة والتحريف وفيه بحوث تأصيلية عن حقيقة الأمانة العلمية وما يخرقها من التحريف بذكر تاريخه ودوافعه وأنواعه وطرقه ومخاطره وطريق الكشف عنه وطرق الوقاية منه.
الثاني: أمثلة التحريف في المعاصرين مقدماً لها بذكر من حاز فضل السبق بكشفهم. محتسباً عند الله تعالى أداء الأمانة العلمية واحترام العهد الذي أخذه الله على عباده.
الثالثة: براءة أهل السنة من الوقيعة في علماء الأمة: أكتوبة ـ هكذا سماه مؤلفه ـ صغيرة في 47 صفحة متوسطة طبع عام 1407هـ قدم له سماحة الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله الرئيس العام لإدارة البحوث العلمية والإفتاء.
سبب تأليفه وموضوعه: الكشف عن شخصين في حقيقتهما وهما محمد بن زاهد الكوثري وعبد الفتاح أبو غدة.
تجنى الأول منهما على عدد من علماء الأمة وسكت الثاني عن ذلك بل احتضن الأول وأحيا ذكره ونشر كلمته.
الرابعة: التحذير من مختصرات محمد بن علي الصابوني في التفسير: في 77 صفحة طبع في مجموعة الردود عام 1414هـ وسبق طبعه طبعة مستقلة قدمه الشيخ بذكر من رد علي الصابوني وأنه جمع
رده من ذلك وغيره مع زيادة توثيق ومعذرة. وقد جعله الشيخ في ثلاثة فصول:
الأول: أمثلة الإخلال بالأمانة العلمية.
الثاني: مسه عقيدة التوحيد بما ينابذها.
الثالث: أمثلة لجهالاته بالسنة.
وذيل الشيخ الكتاب بوقفة مع الكاتب في جولته الأخيرة. عندما رد على بعض من نبه على أخطائه.
الخامسة: تصنيف الناس بين الظن واليقين: كتاب في 89 صفحة طبع عام 1414هـ ألفه الشيخ للرد على المصنفين للعلماء والدعاة بناء على الظنون فذكر بعد المقدمة: وفادة التصنيف وواجب دفعه وطرقه وواجب دفعها وسند المصنفين ودوافعه والانشقاق به وتبعه فشو ظاهرة التصنيف. ثم أرسل ثلاث رسائل:
الأولى: لمحترف التصنيف.
الثانية: إلى من رُمي بالتصنيف ظلماً.
الثالثة: لكل مسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/112)
السادسة: عقيدة ابن أبي زيد القيرواني وعبث بعض المعاصرين بها: في 70 صفحة طبع عام 1414هـ مستقلا وطبع مع مجموعة الردود وهو في الحقيقة إخراج لمقدمة ابن أبي زيد القيرواني ت 386هـ والمتعلقة بأصول الدين عن النسخة المحققة والمطبوعة مع بقية الرسالة بدار الغرب الإسلامي عام 1406هـ مع تقديم مقدمة وافية دعاه لها ما فعله بعض محققي هذه العقيدة من تحريف وزيادة ونقص وتحوير لمقاصد مؤلفها إلى عقيدة تخالف عقيدة السلف. ذكر فيها ست حقائق تتعلق بتقرير العقيدة عند السلف ومنهجهم في ذلك وقد ألحق الشيخ بالمقدمة نظما لها لأحمد بن مشرف ت 1298هـ.
9ـ معجم المناهي اللفظية ويليه فوائد في الألفاظ: مجلد في 780 صفحة قدم له بمقدمة نفيسة في مباحث منها مبحث في وسائل جامعة لحفظ المنطق ومنها ذكر ما تم الوقوف عليه من مؤلفات في موضوع حفظ اللسان. والكتاب غزير الفوائد واسع المراجع هو ثمرة إطلاع واسع على مدار سنين متعددة.
10 - تصحيح الدعاء: مجلد في 537 صفحة طبع عام 1419هـ ألفه الشيخ لأن المحدثات في الدعاء تزداد مع فترة العلماء وجهل وقصد بذلك التبليغ والنصح عن الغلط والاعتداء في الدعاء والمراد الدعاء الشامل لنوعية دعاء المسألة ودعاء العبادة كمعنى الذكر الشامل. وقد بين ذلك في مقامين:
الأول: حصر الذكر والدعاء المشروع. الثاني: استقراء ما أُحدث في ذلك ليكون البيان والحصر للمشروع محاصراً للثاني ويكون المذكور في الثاني كالمثال وقد عقد الكلام على ذلك في أربعة فصول:
الأول: متن جامع عن الدعاء فيه فوائد جامعة عن حقيقة الدعاء ومنزلته وشروطه وآدابه وإجابته أسبابها الظاهرة والباطنة.
الثاني: قواعد التعبد بالذكر والدعاء ذكر فيها خمسة عشر قاعدة.
الثالث: في أدلة التصحيح.
الرابع: تصحيح الذكر والدعاء على أبواب العلم. وفي كل باب مبحثان مبحث في المشروع ومبحث في التصحيح.
وقد ضمن الكتاب رسالة بدع القراء القديمة والمعاصرة المطبوع 1416هـ بعد أن أضاف إليه ما يزيد على ضعفها وكذلك رسالته في دعاء القنوت المطبوعة عام 1417هـ وكتيب أذكار طرفي النهار المطبوع عام 1415هـ وخلاصة ما جاء في جزء مرويات دعاء ختم القرآن المطبوع.
11 - هجر المبتدع: في 51 صفحة طبع عام 1410هـ ألفه الشيخ لما رأى من انفتاح العالم بعضه على بعض وبروز دعوات باطلة تهدف إلى كسر حاجز الولاء والبراء ونشر الأمية الدينية مما استوجب إحياء سنة الهجر لأهميتها في التمييز والردع بضوابطها الشرعية وقد جعلها في مباحث:
الأول: مقاصد الإسلام في الهجر.
الثاني: أنواعه.
الثالث: شروطه.
الرابع: صفته.
الخامس: منزلة هجر من الاعتقاد.
السادس: الأدلة عليه من الكتاب والسنة والإجماع.
السابع: إعمال الصحابة فمن بعدهم له في مواجهة المبتدعة.
الثامن: ضوابط الهجر في الشرع.
التاسع: عقوبة من والى المبتدعة.
العاشر: التحذير من إشاعة البدعة.
12ـ التأصيل لأصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل: من (مشاريع العمر) ـ هكذا قال عنه مؤلفه ـ في ثلاثة أجزاء خرج الجزء الأول وهو المتعلق بأصول التخريج في 214 صفحة طبع عام 1413هـ. وهو كمقاصد الشريعة بالنسبة لأصول الفقه، ذكر فيه مقدمات في مبادئ أصول التخريج وتعريفه طرفي العنوان وحقيقته وتأصيله من القرآن الكريم والمؤلفات فيه. ثم عقد بابين الأول منها في ستة أبحاث:
1 - التعريف.
2 - كونه من المشترك اللفظي.
3 - تأصيله من الوحيين.
4 - فوائد التخريج.
5 - مباحثه في كتب المصطلح.
6 - المؤلفات فيه.
الباب الثاني: طرق العمل والتخريج في أربعة مباحث:
1 - طريق التأليف في التخريج.
2 - طرق استخراج الحديث.
3 - طرق التخريج.
4 - الطريق العملي للتخريج وتحقيق مراتب النظر فيه.
13ـ معرفة النسخ والصحف الحديثية: كتاب في 299 صفحة طبع في 1412هـ جعل مؤلفه أحد علوم الحديث والمراد بها الأوراق المشتملة على حديث فأكثر ينتظمها إسناد واحد فإن تعدد السند فهو الجزء أو أحاديث فلان. أراد الشيخ جمع ما وقف عليه منها والدلالة عليها مع معرفة حكمها من صحة أو ضعف أو وضع على سبيل الإجمال وجعل بين يدي ذلك مباحث سبعة مهمة:
1 - تاريخ تدوينها.
2 - غاية هذا النوع وثمرته.
3 - معارف عامة عنها حقيقتها ونظامها الخ.
4 - جهود المتقدمين في معرفة النسخ.
5 - جهود المعاصرين.
6 - كيفية الرواية لها ومنها.
7 - مراتبها الحكيمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/113)
14ـ التحديث بما قيل لا يصح فيه حديث: كتاب في 219 صفحة طبع عام 1412هـ جعله مؤلفه أحد علوم الحديث ويعبر عنه بـ: لا يصح في الباب شيء ونحوها. ذكرها بعض العلماء في مضامين كتبهم وأول من ألف فيها على استقلال –فيما يعلم الشيخ- الموصلي ت 622هـ ومن بعده تخريج له أو تعقيب أو اختصار فجمع الشيخ ما فيها وأضاف لها ما وقف عليه وجعل مسائله على كتب وأبواب الفقه وما خرج عنها جعله في كتاب جامع وقد دعاه إلى جمع هذا الكتاب تقريب العلم لطلابه حتى ينتقلوا من قليله لكثيرة.
15ـ النظائر: كتاب في 303 صفحة جمع كتباً متنوعة العناوين جمعت مادتها من بطون الكتب مما يعز وجوده مجموعاً في باب أو كتاب وإنما هي فوائد منثورة وفرائد ونوادر وملح علم. وهو يشمل أربع رسائل:
1 - التراجم الذاتية: وهو جمع لما حصل للشيخ بالتتبع من الذين ترجموا لأنفسهم من العلماء وغيرهم نادراً.
2 - التحول المذهبي: جمعه الشيخ من خلال رجوعه لطائفة كثيرة من كتب التراجم والرجال والمقصود من ذلك جمع من حصل له ذلك وذكر سببه أن وجد خلافاً لمن جعل ذلك حجة لصحة مذهبة أو منع منه وشدد. والحق هو إتباع الدليل ولو خالف المذهب ولا يلزم من ذلك تحول بل إن إتباع الدليل هو مذهب الأئمة الكبار وقد ذكر سبعة عشر فائدة قبل سرد من تحول من مذهب لآخر.
3 - العزاب: جمع فيه الشيخ من لم يتزوج من العلماء مما وقف عليه في كتب التراجم وهي من ملح العلم وما يستظرف مع تنبيه الشيخ خطأ من يجمع ذلك على وجه الحفاوة وبالغ الاهتمام مما يخدم نزعة الصوفية وجذوة الرهبانية وتخدم القضية المرة تحديد النسل.
4 - لطائف الكلم في العلم: انتخاب لما يكثر من كلمات جوامع في الكتب والمراسلات مع ذكر مصدرها حسبما يقع للشيخ.
16ـ طبقات النسابين: مجلد في 514 صفحة طبع عام 1407هـ ألفه الشيخ لأنه لم يجد من أفرد لطبقات النسابين كتاب مع عنايتهم بالأنساب في كتب التواريخ والتراجم وفي مفردات مستقلة ولما لهذا العلم من شرف في حدود الشرع فقد جرد لها هذا الكتاب ذاكراً ما وقف عليه من مؤلفات في النسب للنسابين وقد ألحق الشيخ الطبقات بملاحق:
الأول: من لم يتم الوقوف على تاريخ وفاته من النسابين.
الثاني: الأحياء في القرن الخامس العشر الهجري الذين ألفوا في النسب.
الثالث: أعجام الأعلام.
الرابع: أعجام المؤلفات.
الخامس: تصنيف المؤلفات في علم النسب على الموضوعات.
17ـ المدخل المفصل إلى فقه الإمام أحمد بن حنبل وتخريجات الأصحاب: كتاب حافل في مجلدين و 1213 صفحة من مطبوعات مجمع الفقه الإسلامي عام 1417هـ قدم له أمين المجمع د. محمد الحبيب ابن الخوجه ومما قال في مقدمته عن الكتاب "هو من أجلّ ما كُتب من المداخل في هذا العصر جمعاً وإتقاناً وتحليلاً وعمقاً ونظراً وتفصيلاً تسنده المعرفة الواسعة والفهم الصائب والتتبع الدقيق" وقال "عمل فريد ومصنف عجيب لما حواه من مقاصد وجمعه من مسائل وفوائد" جعله مؤلفه في ثمانية مداخل:
1 - معارف عامه عن التمذهب وفيه ستة أبحاث.
2 - معارف عامة عن المذهب الحنبلي وفيه ثلاث مباحث.
3 - التعريف بأصول المذهب.
4 - معرفة مصطلحات المذهب وتفسيرها وفيه تمهيد وثلاثة فصول
الأول: مصطلحات الإمام أحمد في أجوبته وفتاويه.
الثاني: مصطلحات الأصحاب في نقل مذهبه.
الثالث: مصطلحات الأصحاب في نقل بعضهم عن بعض.
5 - التعريف بطرق معرفة المذهب ومسالك الترجيح فيه. مهد له بثلاث تمهيدات ثم ذكره في ثلاثة فصول:
الأول: طرق معرفة المذهب "حقيقة" مما صدر عن الإمام وهي أربعة طرق:
1 - قوله.
2 - فعله.
3 - سكوته وإقراره.
4 - توقفه.
الثاني: طرق معرفة المذهب من تصرفات الأصحاب في كتبه المعتمدة والشيوخ المعتمدين فيه.
الثالث: مسالك الترجيح عند الاختلاف في المذهب وفيه خمسة مباحث.
6 - التعريف بالإمام احمد وفيه خمسة أبحاث:
الأول: عيون المعارف في ترجمته.
الثاني: الإمام محدث وفقيه.
الثالث: مدى تأثر فقه أحمد ومذهبه بفقه الشافعي ومذهبه.
الرابع: خبر القول بخلق القرآن.
الخامس: الخصال التي تميز بها الإمام أحمد.
7 - التعريف بعلماء المذهب وفيه ثلاثة فصول:
الأول: معرفة التآليف المفردة عن علماء المذهب من لدن الإمام إلى وفيات القرن الخامس عشر الهجري وهي سبعة أنواع.
الثاني: طبقات الأصحاب وفيه مبحثان.
الثالث: معارف عامة عن الأصحاب وفيه سبعة أبحاث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/114)
8 - التعريف بكتب المذهب وفيه تمهيد وفصلان:
الأول: أنواع كتب المذهب وفيه ثلاثون نوعاً.
الثاني: الأبحاث العلمية لمحتويات الفصل الأول وهي عشرين مبحثاً.
وقد استحوذ المدخل الثامن على المجلد الثاني للكتاب مع الفهارس.
يقول مقدم الكتاب عن هذه المداخل "أغنت بما جمعت وأفادت بما وسعت ووجهت بما صنعت فلكان صاحبها وهو ماضٍ في بحثه وتنقيبه وضبطه وتحقيقه وبذله وعطائه ليعيد على أسماعنا قول حسان
إذا قال لم يترك مقالاً لقائل بملتقطات لا ترى بينها فصلا
كفى وشفى ما في النفوس فلم يدع لذي أرب في القول جداً ولا هزلاً "
فالكتاب حافل مفيد في الدرجة الأولى لمن يتفقه على مذهب الإمام أحمد ومفيد أيضاً لمن يتفقه على غير في التمذهب وكيفية التفقه على كلام الأئمة المتبوعين.
18ـ علماء الحنابلة من الإمام أحمد المتوفى سنة 241هـ إلى وفيات عام 1420هـ رحمهم الله تعالى: مجلد في 936 صفحة طبع عام 1422هـ ألفه الشيخ تكميلا لخدمة مذهب الإمام أحمد بعد أن ألف كتابه المدخل المفصل وذكر فيه كتب المذهب في الفقه و أصوله وقواعده. وهذا الكتاب معلمة لعلماء الحنابلة اتبع فيها ذكر شهرة المترجم وتاريخ ولادته ووفاته ومكانها مرتبا لهم حسب الوفاة مقدماً الرجال على النساء ومصادر الترجمة وقد استخرجها من كتب تراجم الحنابلة وطبقاتهم المطبوعة وبعض كتب التراجم العامة.
19ـ خصائص جزيرة العرب: كتاب في 108 صفحة ألفه الشيخ لبيان أصل من أصول الملة عن الدار الأولى لظهور الإسلام جزيرة العرب في حدودها وخصائصها في الإسلام والضمانات الحافظة لها. على سبيل الإيجاز لغرس هذه النعمة في أفئدة أبناء هذه الجزيرة حمية لله ودينه وشرعه ليس إلا. وقد جعله في خمسة فصول:
الأول: المؤلفات عن جزيرة العرب.
الثاني: أسمائها وأقاليمها.
الثالث: حدودها.
الرابع: خصائصها.
الخامس: الضمانات لحماية هذه الخصائص وهي عشرون ضمانة.
20ـ حكم الإنتماء إلى الفرق والأحزاب والجماعات الإسلامية: كتاب في 195 صفحة طبع عام 1410هـ قدمه بمقدمة طرح فيها سؤالاً ملحاً عن الجماعات الإسلامية وشرعيتها وحكم الانتماء إليها. هل هي مرفوضة سنداً ومتناً؟ وأنها امتداد للفرق والطوائف التي انشقت عن جماعة المسلمين؟ وقد وضع بين يدي الجواب تمهيداً في سبعة مباحث:
الأول: الحزبية في العرب قبيل الإسلام.
الثاني: هدي الإسلام أمام هذه الحزبيات.
الثالث: لا حزبية في صدر الإسلام وتاريخ ظهورها بعده.
الرابع: انشقاق الفرق عن جماعة المسلمين.
الخامس: منازل الفرق والمذاهب من جماعة المسلمين.
السادس: تساقطها أمام جماعة المسلمين.
السابع: جماعة المسلمين أمام المواجهات.
ثم شرع في ذكر الجواب بذكر تسعة عشر أصلاً شرعياً ثم تكلم عن مضار الأحزاب وأثارها على جماعة المسلمين فذكر أربعين أثراً ثم خلص إلى المنع من تحزب أي فرقة أو جماعة تحت مظلة الإسلام. وفي ختام الكتاب خلاصة لأبحاث الكتاب.
21ـ جبل إلال بعرفات تحقيقات تاريخية شرعية: كتيب في 77 صفحة متوسطة الحجم طبع عام 1419هـ سبب التأليف أن المؤلف لم ير من أفرد الكتابة عن هذا الجبل مع ما للكتابة عنه من أهمية لما علق به في قلوب العامة من البدع والضلالات فلابد من دلالتهم على الهدى وقد وضعه المؤلف في خمسة أبحاث هي:
الأول: بيان صفة الجبل وتعيين موقعه وذرعه والمعالم الباقية لما أحدث فيه.
الثاني: أسمائه.
الثالث: أنه لا ذكر له في الرواية بعد التتبع ولا يتعلق به نسك.
الرابع: تعيين موقف النبي صلى الله عليه وسلم بعرفات وحكمه للحجاج.
الخامس: أنواع ما أُحدث في الجبل والموقف من الأبنية والأقوال والأفعال وتاريخها.
ثم خاتمة فيها خلاصة ما تقدم من أنه ليس له اسم إلا جبل إلال بالكسر على وزن هلال وبالفتح على وزن سَحاب. وجبل عرفات وما سواها محدث وأقدم نص وقف عليه المؤلف في تسميته بجبل الرحمة هو في رحلة ناصر خسرو ت 444هـ المسماة (سفر نامه) وأنه لا ذكر له في الرواية ولا يتعلق به نسك وما ذكر بعض العلماء من استحباب صعوده لا يعول عليه وأنه يجب رفع وسائل الإغراء بالجبل من المحدثات وهي أربعة عشر محدثاً من الأبنية. واثنان وثلاثون محدثاً من الأقوال والأفعال المبتدعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/115)
22ـ أداب الهاتف: كتيب في 37 صفحة متوسطة الحجم طبع سنة 1416هـ سبب تأليفه تذكره للمؤلف ولمن شاء من أخوانه وتنبيهاً على محذورين كثر تأذي الناس منها ولأن الهاتف والجوال أصبحت تكون دوراً مهماً في الحياة وقد ذكر فيه ستة عشر أدباً آخرها المهاتفة المؤذية وذكر ست صور لها.
23ـ الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان: كتيب في 125 صفحة متوسطة الحجم طبع عام 1417هـ.
سبب تأليفه وموضوعه: واضح من عنوانه وهو إبطال نازلة الدعوة لوحدة الأديان والتقريب بينها وتحذير المسلمين من ذلك.
وضع المؤلف هذا الكتاب كجواب على سؤال عن هذه النازلة ثم عقد بين يدي الجواب ثلاث مقامات:
الأول: المسرد التاريخي لهذه النظرية بداءً من عصر النبوة إلى العصر الحاضر ثم ختمه ببيان آثار هذه النظرية على الإسلام والمسلمين.
الثاني: الجواب على سبيل الإجمال وأن هذه النظرية كفر مبين.
الثالث: الجواب مفصلاً وقد جلاه بإقامة أصول ومسلمات عقدية هي: الأصل الأول: دين الأنبياء واحد وشرائعهم متعددة والكل من عند الله.
ثم فصل في ثلاثة من أصول الإيمان وهي الإيمان بالله والإيمان بالكتب المنزلة والإيمان بالرسل وبين نواقضها عند اليهود والنصارى.
ثم ختم الكتاب ببيان النتيجة الحكيمة لهذه النظرية في ستة عشر أصلاً وألحق بالكتاب ملاحق بثلاث فتاوى للجنة الدائمة.
24ـ حد الثوب والأزرة وتحريم الإسبال ولباس الشهرة: كتيب في 31 صفحة متوسطة الحجم طبع عام 1416هـ قدم له فضيلة الشيخ د. صالح بن فوزان الفوزان. وقد ذكر فيه أن في حد الثوب سنة واحدة وفي حد الأزرة ثلاث سنن وان حالات التحريم والكراهية أربع. وأن للإسبال ثلاث حالات مستثناة من التحريم, وتكلم أخيراً على السدل في الصلاة وما بينه وبين الإسبال من علاقة واشتباه. وخلص فيه إلى تحريم الإسبال أسفل الكعبين وأنه لا حق للكعبين في فضول اللباس وأن مراعاة السنة في هذا تفيد أمرين:
1 - مراعاة المعتاد في عرف البلاد.
2 - النهي عن لباس الشهرة.
ويدخل في ذلك المبالغة في رفع الثوب فوق الكعبين بما يخالف المعتاد ويورث الشهرة.
25ـ تسمية المولود آداب وأحكام: كتيب في 72 صفحة متوسطة طبع قبل عام 1416هـ ألفه الشيخ لما لاحظ كثرة الأسماء المنكرة والأعجمية ونحوها مما اقتضى بيان هدى الإسلام في تسمية المواليد وأهميته.
ثم ساق الهدي النبوي في تسمية المولود في عشرة أصول.
الأول: أهمية الاسم وآثاره على المولود ووالديه وأمته.
الثاني: وقت التسمية.
الثالث: التسمية حق للأب.
الرابع: المولود ينسب إلى أبيه لا إلى أمه.
الخامس: في حسن الاختيار.
السادس: في مراتب الأسماء استحباباً وجوازاً وذكر خمس مراتب:
1 - عبدالله و عبدالرحمن.
2 - التعبيد لأي من أسماء الله الحسنى.
3 - أسماء الأنبياء والرسل عليهم الصلاة والسلام.
4 - أسماء الصالحين من المسلمين.
5 - ما كان وصفاً صادقاً للإنسان بشروطه وآدابه.
السابع: في شروط التسمية وآدابها.
الثامن: في الأسماء المحرمة.
التاسع: في الأسماء المكروهة.
العاشر: المخرج من الأسماء المكروهة والمحرمة.
بعدها أورد جملة من الأسماء للبنين والبنات.
26ـ حراسة الفضيلة: في 175 صفحة طبع عام 1420هـ كتاب سارت به الركبان وطبع منه خلال شهرين خمسمائة ألف نسخة ألفه الشيخ لتثبيت نساء المؤمنين على الفضيلة وكشف دعاوي المستغربين إلى الرذيلة وهو في فصلين:
الأول: ذكر فيها عشرة أصول في الفضيلة وهي:
1 - وجوب الإيمان بالفوارق بين الرجل والمرأة.
2 - الحجاب العام.
3 - الحجاب الخاص.
4 - القرار في البيت.
5 - الاختلاط محرم شرعاً.
6 - التبرج والسفور محرمات شرعاً.
7 - حرمة الأسباب المفضية إلى الزنا.
8 - الزواج تاج الفضيلة.
9 - وجوب حفظ الأولاد من البدايات المضلة.
10 - وجوب الغيرة على المحارم.
الثاني: كشف دعاة المرأة إلى الرذيلة وتحذير المؤمنات من الوقوع فيها.
وفي آخر الكتاب ملحقين لفتويين من فتاوى اللجنة الدائمة.
27ـ لا جديد في أحكام الصلاة: كتيب في 76 صفحة متوسطة الحجم طبع عام 1418هـ ألفه الشيخ للتنبيه على بعض الأخطاء في أعمال وحركات وهيئات وصفات في الصلاة تميز المعتنون بنصر السنة ومتابعة الدليل بشارات وعلامات تعبديه لا دليل عليها وهي:
1 - أحداث هيئة في المصافة للصلاة.
2 - وضع اليدين على النحر تحت الذقن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/116)
3 - زيادة الانفراش والتمدد في السجود.
4 - الإشارة بالسبابة في الجلوس بين السجدتين.
5 - التنبيه على أن قيام المصلي من ركعة لأخرى على صفة العاجن ليس من سنن الهدى-وله في هذه المسألة جزء مفرد-. 6 - التنبيه على تطبيق خاطئ لحديث عبد الله بن الزبير رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قعد في الصلاة جعل قدمه اليسرى بين فخذه وساقه وفرش قدمه اليمنى" الحديث أخرجه مسلم برقم (579).
7 - قصد عقد التسبيح وعده على أصابع اليد اليمنى.
8 - ضم العقبين في السجود.
28ـ السبحة تاريخها وحكمها: كتاب في 113 صفحة طبع عام 1419هـ أصل الكتاب جزء من كتاب تصحيح الدعاء افرده ليكثر الانتفاع به وجعله في مبحثين:
الأول: في بيان المشروع في عد الذكر وأنه بالأنامل.
الثاني: في بيان غير المشروع وهو عد الذكر بغير الأنامل. وقد جصل التحول من الأول في ثلاث مراحل:
الأولى: في عد الذكر بالحصى والنوى.
الثانية: عد الذكر بالسبحة.
الثالثة: عده بآله حديثه مصنعة.
تكلم فيه عن المرحلة الأولى عما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام والتابعين من عد الذكر بالنوى والحصى.
وفي المرحلة الثانية أفاض بالكلام عن السبحة في
1 - تعريفها.
2 - أسمائها.
3 - مادتها.
4 - تاريخها عند غير العرب.
5 - وظيفتها.
6 - تاريخها عند العرب.
7 - تاريخها في العصور الإسلامية.
8 - عدد حباتها.
9 - وظيفتها عند من اتخذها من المسلمين.
10 - أسمائها عند المسلمين.
وقد خلص الشيخ إلى أن اتخاذها لتعداد الأذكار تشبه بالكفار وبدعة وعدول عن الوسيلة المشروعة وعليه فلا يجوز تصنيعها ولا بيعها ولا وقفيتها ولا إهدائها ولا تأجير المحل لمن يبيعها وأما استعمالها للتسلي واللعب بها فخليق بالمسلم الابتعاد عن التشبه بالكفار وعدم تكثير سواد المبتدعة.
29ـ فتوى جامعة في زكاة العقار: كتيب في 32 صفحة طبع عام 1421 هـ كتبها لكثرة الأسئلة وتنوعها عن زكاة العقار وقد عرف فيها العقار وأسباب تملكه وجعل الفتوى في خمسة أقسام:
الأول: عقار تجب فيه الزكاة.
الثاني: عقار تجب الزكاة في غلته دون أصله.
الثالث: عقار تجب فيه الزكاة في أصله وغلته.
الرابع: عقار لا تجب فيه الزكاة في أصله ولا غلته ومنفعته.
الخامس: معاملة من حول نيته فراراً من الزكاة بنقيض قصده.
30 - فتوى جامعه في آداب العزاء والتنبيه على بعض ما أحدثه الناس فيه: كتيب في 15 صفحة متوسط الحجم طبع عام 1417هـ أصدر هذه الفتوى لكثرة السؤال عن العزاء ذكر فيها آداب العزاء واثني عشر محدثا مما أحدثه الناس فيه.
31 - العلامة الشرعية لبداية الطواف ونهايته: كتيب في 36 صفحة طبع 1419هـ قرر فيه أن الخط الموضوع كعلامة لبداية الطواف محدث ويجب إزالته.
32 - درء الفتنة عن أهل السنة: كتيب صغير في 63 صفحة طبع عام 1419هـ ألفه قياماً بواجب النصح وتذكيراً للمسلمين بفرائض الدين وإنقاذاً لهم ممن سقطوا في الفتنة أما في جانب الغلو والإفراط في التكفير أو في جانب الجفاء والتفريط في الإرجاء والانحلال من رقعة الإسلام. وهو في سبعة فصول وفيها تقرير مذهب أهل السنة في الإيمان وتزييف المذهبين المنحرفين.
33 - بدع القراء القديمة والمعاصرة: كتيب صغير في 61 صفحة طبع عام 1416هـ هي امتداد لحبل العلماء الموصول في التنبيه على محدثات القراء مع العناية بما انتشر وهو من المحدثات وقد عقدها في أربعة أبحاث:
الأول: رؤوس المسائل لبدع القراء التي نبه عليها عليها العلماء.
الثاني: حكم تعبد القارئ بتقليد صوت قارئ آخر.
الثالث: التمايل من القارئ والسامع.
الرابع: قراءة ما يناسب الخطبة في صلاة الجمعة.
34 - دعاء القنوت: كتيب صغير في 24 صفحة طبع عام 1417هـ وهي عبارة عن عشرة تنبيهات على أمور كثر السؤال عنها أو انتشرت ولا أصل لها منها ما هو خطاء ومنها ما هو ومنها ما هو اعتداء في الدعاء ثم نص لدعاء القنوت وضوابط الزيادة فيه.
35 - أذكار طرفي النهار: رسالة صغيرة في 32 صفحة طبعت عام 1415هـ سرد فيها ورد طرفي النهار مجرداً من التخريج بعد أن قدم له بمقدمة ذكر فيها أنه اقتصر على خمسة عشر حديثاً صحيحاُ وهي التي اقتصر عليها الشيخ ابن باز في كتابه تحفة الأخيار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/117)
36 - المدارس العالمية الأجنبية الاستعمارية: كتاب في 69 صفحة طبع عام 1421هـ ألفه لما افتتحت أول مدرسة أجنبية عام 1419هـ محذراً وناصحاً لله ولكتابه ولائمة المسلمين وعامتهم عسى الله أن يقر العين بإغلاقها فنقول:
الحمد الله على ما نفسَّه من الكروب وسقوط المدرسة.
وقد جعله في تسعة بيانات:
الأول: جهود المصلحين من العلماء وغيرهم في مقاومتها.
الثاني: أسمائها.
الثالث: تبعيتها.
الرابع: تاريخها.
الخامس: الأولويات في فتح المدارس الاستعمارية.
السادس: برامج المدارس الاستعمارية وإدارتها وأساتذتها.
السابع: أهدافها وآثارها المدمرة للمسلمين.
الثامن: نماذج من أقوال العلماء وبياناتهم وفتاويهم عن المدارس الأجنبية.
التاسع: حكم الشريعة الإسلامية في المدارس الأجنبية المبني على النصوص الشرعية والقواعد العامة.
وخلص فيه إلى ما يلي:
1 - وجوب إعلان إنكارها والبراءة منها.
2 - تحريم الإذن بفتحها.
3 - وجوب كفاية المسلمين بفتح المدارس الإسلامية.
4 - تحريم الاتجار بفتحها والعمل بها.
5 - تحريم الإعانة عليها بالتأجير أو الرعاية.
6 - تحريم إدخال أولاد المسلمين فيها.
7 - تحريم فتحها في بلد الإسلام مطلقاً.
8 - تحريم فتحها في جزيرة العرب والمناشدة بإلغائها.
9 - وجوب تواصي المسلمين بالتحذير منها.
10 - واجب العلماء مواصلة البيان بإنكارها.
37 - عيد اليوبيل بدعة في الإسلام: كتيب صغير في 58 صفحة متوسطة طبع عام 1416هـ
اليوبيل: كلمة عبرية معناها قرن الكبش الذي تصنع منه الأبواق التي يستعملونها في أعيادهم. ثم انتقل إلى العيد المنصوص عليه لدى اليهود والنصارى عند مرور عدد من السنين على ميلاد أو افتتاح لمؤسسة أو مشروع. ثم انتقل للمسلمين فيقال عيد اليوبيل الفضي بعد مضي خمسة وعشرين عاماً. والذهبي بعد مضي خمسين عاماً والماسي بعد مضي ثمانين عاماً.
سبب تأليفه: الكتيب عبارة عن فتوى فيها التأصيل لأعياد الإسلام وبيان مزاياها والتحذير من غيرها ومنها عيد اليوبيل لما فيه من ابتداع وتشبه ثم ألحق المؤلف الفتوى بوثائق تسندها وتوثق معلوماتها.
38 - المداخل إلى أثار شيخ الإسلام ابن تيمية: كتاب في مجلد و117 صفحة عبارة عن مداخل لمشروع طباعة آثار شيخ الإسلام بن تيمية وما لحقها من أعمال التي أشرف الشيخ على طباعتها وهي خمسة مداخل:
الأول: بيان موضوع هذا المشروع وهو طبع ما لم يسبق طبعه وتحقيق بعض ما سبق طبعه لوجود نقص أو أغاليط وطبع ما لحق كتب ابن تيمية من اختصار أو اختيار أو شرح أو تعليق الخ وسيرته المباركة وقد جمع منها ما سبق أن كتبه مترجموه في كتب التواريخ والسير والطبقات ونحوها مع الاستقصاء ثم سياقها على الترتيب الزمني لمؤلفيها بداية من عصره إلى نهاية القرن الثالث العاشر الهجري.
الثاني: عن شيخ الإسلام ابن تيمية.
الثالث: إفادات شتى من كتبه.
الرابع: جهود المصلحين في طبع كتبه.
الخامس: أمنية العلماء بجمعها والمجامع لها وهذا المشروع وصل لجهود المصلحين وتحقيق لأمنية العلماء العاملين. وقد جمع الشيخ في المدخل الثاني والثالث عن ابن تيمية ما لم يجمعه غيره على ترتيب بديع وسياق ممتع. من قراءه أغناه عن غيره.
ثالثاً: أسماء المؤلفات التي لم تطبع - حسب علمي -:
1 - جزء في الذين دعا لهم النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - جزء في مؤذني النبي صلى الله عليه وسلم وحكم التأذين الجماعي.
3 - جزء في المفاضلة بين العمرة في رمضان وأشهر الحج.
ذكر هذه الثلاثة في مقدمة تحبير المقالة.
4 - مقدمة في فقه النوازل أو المدخل إلى فقه النوازل قال عنها " واسعة الأطراف كشفت فيها عن مسالك البحث العلمي في نوازل الأقضية والأحكام" الخ من فقه النوازل 1/ 8 التأصيل ص 64.
5 - بذل السبب في جمع أبحاث النسب.
6 - نسب بني زيد.
ذكر أن هذين الكتابين مخطوطة. انظر طبقات النسابين ص 340 النظائر ص 15.
7 - كتاب عن المؤلفين والمؤلفات فيه معجم عن المؤلفات المنحولة وما وقع في اسمه أو نسبته وهم أو غلط وثبت بذكر سريعي القراءة و الكتب التي عملت عليها ولائم أو أهديت للخلفاء والتي أتلفت الخ في ثلاث مجلدات. وأشار لمعجم المؤلفات المنحولة في كتاب التعاليم ص 73.
8 - معجم ألفاظ الجرح والتعديل مجلد.
9 - ثمرات النظر في مصنفات أهل الأثر. عدة مجلدات ثلاثة منها ماثلة للطبع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/118)
10 - دليل النوازل. فيه ذكر المؤلفات المفردة أو البحوث العارضة أو المستقلة عن نوازل العصر.
11 - مقيدات على كتابي (القصد والأمم) و (الإنباه) لابن عبد البر. قيدها الشيخ أثناء قراءته على الشيخ الأمين الشنقيطي.
12 - الضوابط العلمية نظماً ونثراً.
13 - مقيدات في ذكر الجنائز المشهودة.
14 - مقيدات في أخبار نقل الموتى من بلد إلى آخر للدفن وأسبابه.
15 - مقيدات في ذكر من رأى النبي صلى الله عليه وسلم ورؤياه في ذلك.
16 - مقيدات في مجابي الدعاء.
17 - مقيدات في الأسباب الحاملة لبعض أهل العلم على طلبه.
18 - مقيدات أخبار الحفاظ في حفظهم.
19 - معجم الجن المترجمين وأخبارهم والمؤلفات عنهم.
20 - العطل الأسبوعية والحولية.
21 - عزة العلماء. ذكر هذه الكتب والرسائل من 7 إلى21 في مقدمة الطبعة الأولى لكتاب النظائر 13 - 16
22 - أصول التخريج وقواعد الجرح والتعديل. جزئين. التأصيل ص215.
23 - خبر الكتاب ذكره في التعالم والتأصيل ص7
لفته: ينظر هل هو المذكور برقم 7؟
24 - حكم إعادة ما قطع بحد أو قصاص. بحث قصير في 3 صفحات نشر في مجلة مجمع الفقه الإسلامي عدد 6 صفر 3 ص 2163 ولا أعلمه منشوراً في غيرها.
25 - فتوى السائل في مهمات المسائل. ذكر في تصحيح الدعاء 10
26 - قبة الصخرة تحقيقات في تاريخ عمارتها وترميمها.
27 - تقريب أدب البحث والمناظرة.
28 - مدينة النبي صلى الله عليه وسلم رأي العين.
29 - ثبت بإجازته.
ذكر هذه الكتب ابن الشيخ في مجلة الدعوة عدد2130 ص 75
رابعاً: أسماء الكتب التي حققها:
1 - عقيدة ابن أبي زيد القيرواني وعبث بعض المعاصرين بها. سبقت في مجموعة الردود.
2 - تسهيل السابلة لمريد معرفة الحنابلة لمؤلفه صالح بن عبدالعزيز العثيمين –البردي- وذيله بـ فائت التسهيل لما فات التسهيل. وهو منتخب من كتابه علماء الحنابلة.
3 - السحب الوابلة على ضرائح الحنابلة لمحمد بن عبدالله بن حميد ت 1295هـ قدم له الشيخ وذكر مؤاخذاته على الكتاب ودوره في تحقيقه مع المحقق الآخر د/عبدالرحمن العثيمين وقد بين الشيخ أن السبب في إخراج الكتاب أن الكتاب طبع عام 1409هـ دون تعليق على مواطن المؤاخذة فرأى الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى أن يعاد طبعه على أصوله الخطية ويعلق على ما يحتاج لتعليق وكتب بذلك للشيخ بكر والمحقق فتم القيام بالعمل بحمد الله.
4 - هداية الأريب الأمجد لمعرفة أصحاب الرواية عن أحمد لسليمان بن عبدالرحمن بن حمدان ت 1397هـ
5 - بلغة الساغب وبغية الراغب لمحمد بن أبي القاسم محمد بن الخضر بن تيمية ت 622هـ وهو من مطبوعات مجمع الفقه الإسلامي الدولي.
6 - الربا والمعاملات المصرفية في نظر الشريعة الإسلامية لعمر بن عبدالعزيز المترك ت 1405هـ.اعتنى الشيخ بإخراجه.
7 - الجد الحثيث في بيان ما ليس بحديث لأحمد بن عبد الكريم العامري الغزى. أخرجه الشيخ على عهدة مؤلفه.
8 - فتح الله الحميد المجيد في شرح كتاب التوحيد لحامد بن محمد بن حسن من علماء الشارقة.
خامساً: أسماء الكتب التي أشرف على تحقيقها:
1 - آثار شيخ الإسلام بن تيمية وما لحقها من أعمال: طبع منها ثلاثة عشر مجلداً والبقية تحت الإعداد. وقد وضع الشيخ لهذا المشروع خمسة مداخل في مجلد, سبق ذكره في الكتب المطبوعة.
2 - آثار الإمام ابن القيم الجوزية وما لحقها من أعمال: طبع منها ثمانية عشر مجلداً والقصد من هذا المشروع هو إخراج كتب ابن القيم محققة على أفضل النسخ على طريقة سوية مقتصدة في التعليق والتحقيق وخدمة كل كتاب بمقدمة وفهارس مفصلة كاشفة وسيوضع لهذا المشروع مقدمة مطولة بعنوان المداخل إلى آثاره الإمام ابن القيم وما لحقها من أعمال, وقد ضمن المشروع كتاب الشيخ عن ابن القيم حياته وآثاره وموارده إلا أنه آخره للإضافة والتصحيح.
3 - آثار الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي: في تسعة عشر مجلداً. شملت جميع كتب الشيخ الأمين المطبوع والذي لم يسبق له الطبع.
وهذه المشاريع الثلاثة من منشورات مجمع الفقه الإسلامي.
4 - الوساطة التجارية في المعاملات المالية: رسالة دكتوراه للشيخ عبدالرحمن بن صالح الأطرم بإشراف الشيخ.
5 - التأخير وأحكامه في الفقه الإسلامي: رسالة دكتوراه للشيخ محمد بن عبد الكريم العيسى بإشراف الشيخ.
6 - فضائل الأزمان للبيهقي: دراسة وتحقيق سلطان بن عبد المحسن الخميس بإشراف الشيخ.
سادساً: فوائد مما سبق:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/119)
مما سبق نستخلص الفوائد التالية:
أ) أن عدد مؤلفات الشيخ المطبوعة باختصار 38 مؤلفا وبالتفصيل 65 مؤلفا إذ أن بعضاً منها مجموعة أو مستلة من البعض الآخر.
ب) إن للشيخ مؤلفاتً كثيرة مكتملة ولم تطبع هي 29 مؤلفا، وهناك مؤلفات أخرى غيرها أشار إليها أو تطلع لتأليفها منه أو من غيره وهي كما يلي:
1 - أجزاء حديثيه لم يكتمل ذكرها في مقدمة تحبير المقالة عام 1404هـ وأظنها قد اكتملت.
2 - كتاب في الرقى – انظر تصحيح الدعاء ص 10 -
3 - معلمه – موسوعة- للقواعد الفقهية دعاء إليها واستعد بالقيام بها إذا وافق على تبنيها مجمع الفقه الإسلامي _مجلة المجمع ع4 مجلد3_
4 - السيرة الجامعة لشيخ الإسلام ابن تيمية تجمع من مصادر سيرته وتصاغ وتوثق متسلسلة المعلومات مستوعبة لجميع مافي هذه المصادر. دعى إليها في مقدمته للجامع لسيرة شيخ الإسلام ابن تيمية خلال سبعة قرون.
5 - مدونة للأحكام الشرعية على غرار ما ألفه في تحبير المقالة.
6 - مؤلف لصد العبث بالتراث دعى إليه في كتابه تحريف النصوص.
7 - كتاب موسوعي يجمع مؤلفات ابن القيم ويرتبها على غرار مجموع فتاوى ابن تيميه – أنظر الصفحة الأخيرة من تصنيف الناس بين الظن واليقين – ولعل هذه الموسوعة عدل عنها إلى إخراج آثار ابن القيم محققة كما سبق أن تبناها مجمع الفقه الإسلامي الدولي.
ج) هناك كثيرا من كتب الشيخ لم تطبع من سنوات عديدة ولعل من أسباب تأخر طباعتها ماكان يريده الشيخ من إضافة وزيادات وتنقيحات كما أشار لذلك في مقدمته على مجموعة آثار ابن القيم وما لحقها من أعمال عن كتابة في ترجمة ابن القيم وكما أخبرني بذلك أحد محبي الشيخ عن كتابه التحديث وأصول التخريج. لذا فإني ادعوا إلى العناية بتراث الشيخ وطباعة مؤلفاته ونشر علمه فإنها مؤلفات في غاية النفاسة والتحقيق - وليس بمعصوم -. ولو أن مجمع الفقه الإسلامي الدولي تبنى ذلك وفاءً لرئيسه على امتداد عشرين عاما كما هي عادته في نشر المؤلفات النافعة = لكان حسنا.
أسأل الله تعالى بمنه وكرمه أن يغفر للشيخ بكر أبو زيد وأن يرحمه وأن يجزيه على ما قدمه وبذله وخطه يراعه خيرا الجزاء وان يعلي درجته في المهديين وان يخلفه في عقبه في الغابرين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
منقول من موقع الاسلام اليوم
ـ[العوضي]ــــــــ[29 - 07 - 08, 08:26 م]ـ
بارك الله فيك على هذا النقل الطيب النافع
ورحم الله العلامة بكر
ـ[أبو حازم فكرى زين]ــــــــ[29 - 07 - 08, 08:38 م]ـ
بارك الله فيك على هذا النقل الطيب النافع
ورحم الله العلامة بكر
آمين ... آمين ... آمين(98/120)
حكم الإكتتاب في شركة التعدين العربية السعودية (معادن) فتوى (د. العصيمي د. الشبيلي د. الف
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[01 - 07 - 08, 01:13 م]ـ
حكم الاكتتاب في شركة معادن
المفتي: د. محمد بن سعود العصيمي
6/ 23/2008
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه،
فقد اطلعت على تقرير مفصل مقدم من الزملاء في مركز الأوائل عن وضع شركة معادن، وقد اشتمل التقرير على بيان كون الشركة قد اقترضت قروضا بعضها قروض ربوية وحصلت على تسهيلات ربوية، وتتعامل بمشتقات مالية على الذهب، وحيث إن الأمر كذلك، فلا يجوز في نظري الاكتتاب بها.
وإني بهذه المناسبة أدعو القائمين على هذه الشركة العملاقة التي يراد لها أن تكون علامة فارقة في الاقتصاد السعودي أن يسلكوا في تمويلها الطريقة الشرعية الإسلامية المتاحة من كثير من البنوك، وأن يسارعوا إلى تعيين مستشار شرعي لهم يعينهم على طريق الخير في التمويل والاستثمار، فالله سبحانه وتعالى قد قال في كتابه لجميع المؤمنين: "فأسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون". ولا عذر لشركة الآن في السعودية على وجه الخصوص فالمستشارون الشرعيون كثيرون، والتمويل الإسلامي ميسر وبأسعار منافسة، والبنوك والشركات الاستثمارية تتسابق وتتنافس على جلب الشركات إلى نطاق خدماتها، والله سبحانه وتعالى قد أنذر وأعذر قبل ذلك.
وإني على يقين إن السوق السعودية لن يستمر فيها إلا الشركات التي تسلك سبيل التمويل الإسلامي في المدى المتوسط، وما ذلك على الله بعزيز.
وفق الله الجميع لكل خير، ورزقنا حسن الاتباع، ووفقنا لما يحبه ويرضاه، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد.
تاريخ الفتوى1429/ 2/16
http://www.halal2.com/ftawaDetail.asp?id=24829 (http://www.halal2.com/ftawaDetail.asp?id=24829)
السؤال: ما حكم الاكتتاب في شركة التعدين العربية السعودية (معادن)؟
المجيب: د. يوسف الشبيلي
الجواب: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد:
فإن نشاط هذه الشركة في التنقيب عن الذهب والمعادن وبيعها. وجميع ودائعها إسلامية وليس عليها قروض. وكان لديها عقود مشتقات مالية على الذهب إلا أنها أوقفت التعامل بها كما نصت على ذلك نشرة الإصدار. وقبل شهر قامت إحدى الشركات المملوكة لها بنسبة 70% - (وهي شركة معادن للفوسفات) - بتوقيع اتفاقية مع عدد من البنوك تمكنها من الحصول على تمويل معظمه إسلامي وجزء منه بقرض بفوائد محرمة من صندوق الاستثمارات العامة. وبالاتصال بمسئولي الشركة أفادوا بأن تلك الشركة إلى الآن لم تأخذ ذلك التمويل، ولا تنوي أخذ شيء منه في الفترة الراهنة اكتفاءً بأموال الاكتتاب.
وحيث إن نشاط شركة معادن وتعاملاتها المالية الحالية مباحة، فيجوز الاكتتاب فيها، لاسيما أن اتفاقية القرض هي للشركة التابعة وليست لشركة معادن المطروحة للاكتتاب، وإلى الآن لم تأخذ تلك الشركة (التابعة) شيئاً منه. ومن اكتتب ثم باع أسهمه بربح فلا يلزمه تطهير شيء منه.
وجواز الاكتتاب لا يعني أن هذه الاتفاقية مباحة، بل يجب على الشركة أن تعدل هذه الاتفاقية ليكون جميع التمويل المتوقع أخذه إسلامياً. وإني بهذه المناسبة أذكر القائمين على هذه الشركة وغيرها من الشركات بتقوى الله تعالى فيما استرعاهم عليه، وأن يطهروا شركاتهم من الربا، فهو ماحق للبركة، جالب للنقمة، وإنها أمانة، وسيسألون عنها يوم القيامة، وإن من خيانة الأمانة التعامل بمعاملات محرمة. ولا عذر لهم في ذلك فالبدائل الشرعية متاحة ولله الحمد.
والغرض من هذه الفتوى تبيين الحكم الشرعي للاكتتاب ولا يقصد منها التوصية بالاكتتاب من عدمه. والله أعلم.
http://www.shubily.com/index.php?news=159 (http://www.shubily.com/index.php?news=159)
حكم الاكتتاب في شركة "معادن" المجيب: د. عبدالعزيز بن فوزان الفوزان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/121)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. أما بعد: فإن شركة "معادن" التي سيكون الاكتتاب فيها في الفترة من 2/ 7/1429هـ إلى 11/ 7/1429هـ، (الموافق لـ 5/ 7/2008م إلى 14/ 7/2008م)، وسيتم طرح 462.500.000 سهماً للاكتتاب، بسعر 20 ريالاً للسهم الواحد (10ريالات قيمة اسمية، و10ريالات علاوة إصدار)، يتركز نشاطها حتى الآن على استخراج الذهب والمعادن الأولية والمتاجرة فيها. فنشاطها مباح في الأصل، ولكن يلاحظ على قوائمها المالية ما يأتي:
· كان لدى الشركة عقود لبيع الذهب بالآجل، وقد نصت الشركة في نشرة الإصدار ص53 على أنها قامت بتصفية كاملة لجميع عقود بيع الذهب الآجلة. ولكن يبقى السؤال هل سيلتزمون بهذا في المستقبل أم لا؟
· ورد في نشرة الإصدار أن لدى الشركة ودائع لأجل، ولم يبين طبيعة هذه الودائع المؤجلة، هل هي بفوائد ربوية، أو أنها مستثمرة في مرابحات إسلامية؟
· أعلنت الشركة بكل أسف قبل أيام قلائل، وبالتحديد في 11/ 6/1429هـ عن توقيعها لعقد تمويل مباشر مقدم من صندوق الاستثمارات العامة بما يزيد قليلاً عن أربعة مليارات ريال, وهو قرض ربوي.
· تمتلك الدولة ممثلة بصندوق الاستثمارات العامة والمؤسسة العامة للتقاعد والمؤسسة العامة للتأمينات الاجتماعية ما نسبته 55% من الشركة بعد الطرح، وعلى القول بأن الربا لا يجري بين الإنسان ونفسه فيكون مبلغ القرض لبقية الشركاء هو: 1.800.045.000ريال وهو مايعادل 30.78% من إجمالي الموجودات الحالية للشركة.
· يوجد لدى الشركة عقود مشتقات مالية، كما في نشرة الإصدار صفحة 195.
· تشتمل التسهيلات التي حصلت عليها الشركة على عقد تغطية تأمينية مع الشركة الكورية للصادرات لمدة 16 عاماً بمبلغ 750 مليون ريال سنويا، وتسهيلات سنوية مقدمة من بنك الصادرات والواردات الكوري بمبلغ 375 مليون ريال سنوياً.
وعليه فإن الشركة مختلطة بالربا فلا يجوز الاكتتاب فيها، وأسأل الله أن يهدي القائمين عليها، وألا يؤاخذنا بسببهم، وأن يوفقهم للتخلص من الربا، والاستغناء عنه بالبدائل والمنتجات الشرعية التي هي أنقى وأتقى، وأكثر بركة وخيراً، وبها يستجلبون محبة الله ومحبة الناس. والحمد لله رب العالمين.
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=160&aid=2962 (http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=160&aid=2962)
ـ[أبو لجين]ــــــــ[03 - 07 - 08, 08:45 ص]ـ
نحذر الإخوة من فتاوى الشبيلي إذ أنه يجيز بعض الربا
ورسول الله قال درهم من ربا أشد عند الله من ست وثلاثون زنية
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[03 - 07 - 08, 10:40 ص]ـ
شكرا لك أخي أبا لجين .. و الشيخ د. يوسف الشبيلي لم يجيز الربا أبدا
و إنما أجاز المساهمة في الشركات التي تتعامل بالربا مع وجوب تطهير الإيراد ..
و راجع تفصيل قوله في مذكرة له على موقعه ..
ـ[ماجد الحامد]ــــــــ[03 - 07 - 08, 03:38 م]ـ
شكرا لك أخي أبا لجين .. و الشيخ د. يوسف الشبيلي لم يجيز الربا أبدا
و إنما أجاز المساهمة في الشركات التي تتعامل بالربا مع وجوب تطهير الإيراد ..
و راجع تفصيل قوله في مذكرة له على موقعه ..
المصيبة الآن ان كثير من العوام استسهلوا الاكتتاب بالشركات المختلطة- وهي في الحقية ربوية- والشركات الربوية الخالصة والسبب هو فتاوى بعض المشائخ بجواز الاكتتاب بها إذا كان إذا كانت النسبةالربوية 30% فأقل ثم اخترعوا موضوع التطهير
وهذا تمميع للمسألة بل تمميع للدين فالربا ربا قليله وكثيرة
قال تعالى (وأحل الله البيع وحرم الربا) حتى لوكان مثقال ذرة
الله يصلح الأمور وينجينا من الربا
ـ[ظافر الخطيب]ــــــــ[04 - 07 - 08, 01:14 ص]ـ
آلأخ ابولجين أحب أن ابين لك أن" الحكم على الشي فرع عن تصوره"ولو علمت التكييف الفقهي للأسهم لماقلت هذا الكلام والشيخ سبقه علماء أجلا يفتون بهذه الفتوى0 والشيخالبيلي أنا أعده عالم من علماء المسلمين بل قال الشيخ عبد الله المطلق أنه علامة
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[04 - 07 - 08, 04:51 ص]ـ
المصيبة الآن ان كثير من العوام استسهلوا الاكتتاب بالشركات المختلطة- وهي في الحقية ربوية- والشركات الربوية الخالصة والسبب هو فتاوى بعض المشائخ بجواز الاكتتاب بها إذا كان إذا كانت النسبةالربوية 30% فأقل ثم اخترعوا موضوع التطهير
وهذا تمميع للمسألة بل تمميع للدين فالربا ربا قليله وكثيرة
قال تعالى (وأحل الله البيع وحرم الربا) حتى لوكان مثقال ذرة
الله يصلح الأمور وينجينا من الربا
أنا أوافقك أخي على قول أن الناس استسهلوا الربا ... الخ
لكن لا أوافقك أبدا على قولك أن العلماء اخترعوا موضوع التطهير ...
فهذا في ظني اساءة ظن بهم ...
وفقنا الله و إياك لما يرضيه ..
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[04 - 07 - 08, 04:53 ص]ـ
آلأخ ابولجين أحب أن ابين لك أن" الحكم على الشي فرع عن تصوره"ولو علمت التكييف الفقهي للأسهم لماقلت هذا الكلام والشيخ سبقه علماء أجلا يفتون بهذه الفتوى0 والشيخالبيلي أنا أعده عالم من علماء المسلمين بل قال الشيخ عبد الله المطلق أنه علامة
شكر الله لك أخي أبا ظافر ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/122)
ـ[أبو لجين]ــــــــ[04 - 07 - 08, 11:28 ص]ـ
الأخ ظافر ارجع إلى فتاوى الأكبار كابن باز والألباني في مثل هذه المسائل ودع عنك إيداع دينك لمن هو حي
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[04 - 07 - 08, 03:18 م]ـ
حكم الاكتتاب في شركة معادن
رقم الفتوى
26575
تاريخ الفتاوى
27/ 6/1429 هـ -- 2008 - 07 - 01
السؤال
ماحكم الاكتتاب في شركة معادن؟
الاجابة
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه إلى يوم الدين وبعد:- فإن شركة معادن المطروحة للاكتتاب اعتبارا من 2/ 7/1429هـ أصل نشاطها مباح؛ فإنها تعمل في استخراج وتصنيع الذهب والمعادن، ولكن أفادت نشرة الإصدار بأن الشركة قد اقترضت قروضا ربوية، ولديها تسهيلات بنكية، كما أن لديها عقودا لبيع الذهب بالآجل، وبيع الذهب بالآجل محرم لانتفاء شرط التقابض، وبناء على ذلك فتكون هذه الشركة من الشركات المختلطة فلا يجوز الاكتتاب فيها،وإن المسلم ليأسف أن توجد هذه المخالفات الشرعية في شركة عملاقة، ومن أبرز أسباب ذلك عدم وجود هيئة شرعية لتصحح مسار الشركة خاصة وأن مجال تعاملها الرئيس في الذهب الذي يرتبط به أحكام شرعية دقيقة في الوقت الذي يوجد للشركة فيه عدد من المستشارين القانونيين، وإنني لأوصي القائمين على هذه الشركة بتقوى الله تعالى وتصحيح مسار الشركة، وفي تقديري أنه لايمكن أن يتحقق هذا التصحيح إلا بوجود هيئة شرعية تشرف على جميع تعاملات الشركة لتكون متوافقة مع الضوابط الشرعية والله الموفق
كتبه/ د سعد بن تركي الخثلان
الأستاذ المشارك في كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
27/ 6/1429هـ
http://www.saadalkthlan.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=26575&catid=&Itemid=35
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[04 - 07 - 08, 03:35 م]ـ
نحذر الإخوة من فتاوى الشبيلي إذ أنه يجيز بعض الربا
ورسول الله قال درهم من ربا أشد عند الله من ست وثلاثون زنية
ما هكذا التعامل مع طلاب العلم بهذا الشكل الواجب إذا كان فيه ملاحظة فتذهب إليه وتناقشه في ذلك
ولا نعرف الشيخ إلا بالحرص على الخير والعلم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 07 - 08, 12:45 م]ـ
ورسول الله قال درهم من ربا أشد عند الله من ست وثلاثون زنية
هذا الحديث ضعيف.
وهذا تمميع للمسألة بل تمميع للدين
أخي وفقك الله
التهم ليست من باب العلم ولا ينبغي أن تذكر فيه، ولا يعجز المخالف أن يرشقك بمثلها أو أكثر.
وإنما الكلام في هذا يقابل بالدليل والتعليل مع إحسان الظن بأهل العلم واجتهادهم والاستغفار لهم إذا غلطوا، فالخطأ الصادر منهم عن اجتهاد هم فيه بين الأجر والأجرين.
أقول هذا مع اعتقادي تحريم الأسهم المختلطة.
ـ[ماجد الحامد]ــــــــ[07 - 07 - 08, 01:39 م]ـ
هذا الحديث ضعيف.
أخي وفقك الله
التهم ليست من باب العلم ولا ينبغي أن تذكر فيه، ولا يعجز المخالف أن يرشقك بمثلها أو أكثر.
وإنما الكلام في هذا يقابل بالدليل والتعليل مع إحسان الظن بأهل العلم واجتهادهم والاستغفار لهم إذا غلطوا، فالخطأ الصادر منهم عن اجتهاد هم فيه بين الأجر والأجرين.
أقول هذا مع اعتقادي تحريم الأسهم المختلطة.
اخي السديس
ما رأيك بالربا ولو كان مثقال ذرة وما الدليل على اباحة الربا إذا كان اقل من 30% بل إذا كا اقل من مثقال الذرة
من قال من العلماء المحققين بمصطلح التطهير من عهد النبي محمد صلى الله عليه وسلم مرور بالقرون المفضلة ومن بعدهم
ثم إن الحديث لست أن من ذكره فراجع الردود احسن الله إليك
وما رأي المجيزين بقول الله تعالى (وأحل الله البيع وحرم الربا) وقوله (ولا تقربو الربا)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 07 - 08, 02:52 م]ـ
أخي ماجد الحامد
في التنزيل (ولا تقربوا الزنى)
عموما بغض النظر عن رأي الشيخ الشبيلي - وفقه الله ونفع به - أو غيره فلا أعرف رأيه في المسألة
إذا وجد رجل يفتي بأ ن 30 % نسبة قليلة ويضع الثلث نسبة أعلى
فهذا القول باطل فهذه النسبة كبيرة جدا وقد ناقشت غير واحد من أهل الفن أعني أهل الاقتصاد
فذكروا أن هذه النسبة كبيرة جدا
فإذا أجزنا هذه النسبة فهذا يعني - شعرنا أم لم نشعر - أننا وقعنا في المصائب الاقتصادية المترتبة على الربا
فهي نسبة كبيرة كبيرة جدا وإذا قال قائل بهذا القول وقد قيل فقوله باطل وهو رأي فاسد
وإذا وجد رجل يفتي بمثل هذا فإنه يتجنب منه الفتوى في مثل هذه المسائل أو هذه المسألة تحديدا
لأن العلماء ذكروا تجنب من يتساهل الفتيا فإذا عرف عن شخص التساهل في هذه المسألة إلى درجة 33 % فيتجنب من فتاويه هذه المسائل
وفي فتوى موقع الإسلام سؤال وجواب
(وعلى المسلم أن يحذر من استفتاء من عُرف بالتساهل ومخالفة من هو أعلم منه من العلماء الثقات، وليحذر المسلم من اتباع الهوى والأخذ بالفتاوى التي توافق ما تريده نفسه وتهواه فإن المسلم مطالب بمخالفة هوى النفس، قال تعالى: (وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى)
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/123)
ـ[ماجد الحامد]ــــــــ[07 - 07 - 08, 03:21 م]ـ
[ quote= ابن وهب;853763] أخي ماجد الحامد
في التنزيل (ولا تقربوا الزنى)
جزاك الله عني كل خير
واستغفر واتوب إليه
الف شكرا لك أخي ابن وهب
لكن أخي ابن وهب ما رأيك بالربا لو كان 1% أو أقل دعك من 30%
ـ[عادل آل موسى]ــــــــ[07 - 07 - 08, 03:58 م]ـ
الأخ الكريم ماجد الحمد وفقه الله و سدّده
أحب أن أبين لك أنه لايوجد أحد من العلماء الذين أجازوا المساهمة في الشركات المختطلة يجيز الربا فقلوك و إلزاماتك التي تذكرها لاتلزمهم .. بل هم يحرمونه و يوجبون التطهير من الإيراد الربوي .. و هم إنما أجازوا المساهمة في شركة مختلطة بالربا أصل نشاطها الحل مع وجوب تطهير الإيراد .. ولهم في ذلك أدلة و منطلقات استدلوا بها .. (وأنا هنا لا أرجح قولهم بل أرى التحريم لاسيما في سوقنا في المملكة لأن الشركات الخالية من الربا تقترب من الـ 50 شركة) ..
و أتمنى منك أيها الأخ الكريم المبارك أن ترجع لأدلتهم لتعرف منطلقاتهم و تعذرهم فيها .. فانظر -مثلا- غير مأمور:
1 - الأسهم و السندات و أحكامها في الفقه الإسلامي -رسالة دكتوارة- لـ د. أحمد الخليل ط. ابن الجوزي
2 - أحكام التعامل في الأسواق العالمية -رسالة دكتوراة- لـ د. مبارك بن سليمان آل سليمان ط. كنوز اشبيليا
3 - بحوث في الإقتصاد الإسلامي لمعالي الشيخ عبدالله بن منيع ط. المكتب الإسلامي
4 - الأسهم المختلطة لـ د. عبدالله العمراني ط. كنوز اشبيليا
5 - الأسهم المختلطة ل إبراهيم السكران.
6 - الأسهم المختلطة لـ صالح بن مقبل العصيمي.
7 - فقه النوازل لـ د. سعد الخثلان. (تجده في موقع جامع شيخ الإسلام)
8 - قرارات الهيئةالشرعية بشركة الراجحي المصرفية للإستثمار 3 مجلدات
9 - = = = = = = = = بالبنك الأهلي التجاري
10 - مجلة مجمع الفقه الإسلامي
11 - الإكتتاب في الشركات المساهمة لـ د. مبارك آل سليمان ط. كنوز اشبيليا
12 - الأسهم المختلطة -بحث مطبوع- لـ أ. د. صالح بن محمد السلطان ط. ابن الجوزي
و غيرها الكثير من البحوث التي في الشبكة ...
و قولك أخي الكريم: هل أجاز المساهمة في الشركات المختلطة أحد من العلماء المحققين .. نعم أجازه الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين و غيره .. و حدد النسبة بأنه ما لم يغلب الربا في الشركة .. و هذا سمعته منه بنفسي في خطبة له عن أحكام الأسهم .. و له عدد من الفتاوى في ذلك .. علما أن الشيخ له فتاوى أخرى يحرم المساهمة في الشركات المختلطة .. فالشيخ له قولان في المسألة .. كذلك ممن أجاز المساهمة في المختلط مع وجوب التطهير الشيخ العلامة د. عبدالله بن جبرين -حفظه الله- .. وغيرهم مما لا يسع المقام لذكرهم .. وليس بودي أن استرسل أكثر ..
المهم أنه يجب أن تتسع صدورنا للخلاف مع التماس العذر للمخالف فهو بين أجرين كما بيّن الأخوة الذين علقوا على الموضوع ..
و بودي أيها الأخ الكريم -وعذرا على الإطالة- أن ترجع للمصادر السابقة للتطلع على أدلة كل فريق ..
و فقك الله أخي ماجد و سدّدك و نفع الله بك و تقبل تحيتي ..
ـ[إسحاق بن حسن]ــــــــ[07 - 07 - 08, 04:26 م]ـ
شكراً لك أيها الأخ الكريم: عادل ...
لقد بينت بيان واضح , حيال هذه المسألة ..
لكن أحب أن أذكر الأخوة كما قال الاخ عادل:
إلى وجوب أن تتسع صدورنا للخلاف الفقهي ,
وهناك أمر آخر وهو التأدب فيما بين طلبة العلم وأن لايكون إطلاق الكلام على
عواهنه بأن فلان يجيز الربا أو غير ذلك ,
لأن هذه الطريقة ليست طريقة طلاب العلم وإنما الطريقة هي بسط القول إن كان هناك رد
على رأي معين ,,
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[ماجد الحامد]ــــــــ[07 - 07 - 08, 05:48 م]ـ
أخي عادل
جزاك الله خيرا على ما كتبت وارجو أن تجيبني على التالي:
1 - هل عند المجزين دليل من الكتاب أو من السنة الصحيحةبذلك دعنا من التعليلات والاجتهادات التى لا تقاوم الأدلة الصحيحة الصريحة بتحريم الربا0
2 - مصلح التطهير من أول من قال به هل له سلف في ذلك
وشكرا لك
ـ[ابن وهب]ــــــــ[07 - 07 - 08, 06:03 م]ـ
اصدر أ. د. على احمد السالوس النائب الاول لرئيس مجمع فقهاء الشريعة بامريكا بيانا حول الاكتتاب في أسهم شركة الخليج الدولية للخدمات بين خلاله عدم جواز شراء اسهم الشركة وجاء فى البيان ان شركة الخليج الدولية للخدمات تضم ثلاث شركات:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(98/124)