ـ[عبد المتين]ــــــــ[12 - 05 - 08, 04:34 ص]ـ
يا إخواني و أخواتي أسألكم بالذي لا ربّ سواه أن يتأكّد الكثيرون من صحّة الأحاديث قبل كتابتها فالأمر قد تيسٌر في أيّامنا هذه بمنّ الله و كرمه.
و إنّي و الذي نفسي بيده أقلّب يديّ عجبا لما أرى من إصرار الكثيرين على الإعراض عن منهج المتقدّمين بعد أن تبيّن لهم الحقّ.
اللهمّ ربّ كلّ شيء و مليكه إحفظ الشّيخ المبارك إبراهيم اللاّحم القائل من نفيس كلامه: لينصرنّ الله هذا المنهج (منهج المتقدّمين) و لو بعد حين أو كما قال وفّقه الله لكلّ خير.
ـ[عبد المتين]ــــــــ[12 - 05 - 08, 04:36 ص]ـ
أثبت العرش ثمّ أنقش.
العبرة بالوحيين.
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 11:54 ص]ـ
وقدرَكم رفع ياشيخ ابن وهب
وكل أحبة الملتقى
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 05 - 08, 02:13 ص]ـ
لماذا لا يجوز؟ كونه من خوارم المروءة لا يعني التحريم
خوارم المروءة هي إتيان ما يكره المسلمون من الفعال حتى وإن كان حلالاً. وهذا مرجعه إلى العرف لا إلى الشرع، وهو يتغير بتغير المكان والزمان. وكثير من الأمور المباحة التي كان السلف يعدونها خوارماً وفقاً لأعراف مجتمعهم، لم تعد كذلك اليوم. فقد ورد أثرٌ عن ابن سيرين أنه قال: " ثلاثةٌ ليست من المروءة: الأكل في الأسواق، والإدِّهان عند العطار، والنظر في مرآة الحجام ". وهذه أمور أصبحت عادية يفعلها عامة الناس. ومن أمثلة ذلك كذلك ما قيل لشعبة: لم تركت حديث فلان؟ قال: رأيته يركض على برذون! وسئل الحكم بن عتيبة عن زاذان لِمَ لَمْ ترو عنه؟ فقال: كان كثير الكلام!! بل أحمد بن المقدام العجلي طَعَنَ فيه أبو داود لمزاحه.
قال الزنجاني في " فتح العزيز في شرح الوجيز " – كما في " فتح المغيث " (2/ 5) –: " المروءة يُرجع في معرفتها إلى العرف، فلا تتعلق بمجرد الشرع، وأنت تعلم أن الأمور العرفية قلما تنضبط، بل هي تختلف باختلاف الأشخاص والبلدان، فكم من بلد جرت عادة أهله بمباشرة أمور لو باشرها غيرهم لعد خرماً للمروءة. وفي الجملة رعاية مناهج الشرع وآدابه والاهتداء بالسلف والاقتداء بهم أمر واجب الرعاية ". أهـ.
ـ[عبد المتين]ــــــــ[13 - 05 - 08, 02:56 ص]ـ
القاعدة الفقهية الخامسة:
العادة محكّمة.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 05 - 08, 05:41 ص]ـ
فائدة
قال الزنجاني في " فتح العزيز في شرح الوجيز " – كما في " فتح المغيث " (2/ 5) –: " المروءة يُرجع في معرفتها إلى العرف، فلا تتعلق بمجرد الشرع، وأنت تعلم أن الأمور العرفية قلما تنضبط، بل هي تختلف باختلاف الأشخاص والبلدان، فكم من بلد جرت عادة أهله بمباشرة أمور لو باشرها غيرهم لعد خرماً للمروءة. وفي الجملة رعاية مناهج الشرع وآدابه والاهتداء بالسلف والاقتداء بهم أمر واجب الرعاية ". أهـ.
الزنجاني كتابه مختصر (العزيز للرافعي
واسمه نقاوة العزيز
(إبراهيم بن عبد الوهاب بن علي، عماد الدين، أبو المعالي، الأنصاري الخزرجي الزنجاني. له على الوجيز تعليق في جزئين مشتمل على فوائد، ذكر في خطبته ما حاصله أنه شرع فيه في حياة الرافعي، وانتقاه من الشرح الكبير له المسمى بالعزيز، وسماه نقاوة العزيز؛ وذكر في آخره أنه فرغ منه في شعبان سنة خمس وعشرين وستمائة، وفيه أبحاث حسنة واستدراكات قوية. وأخذ المذكور عن الإمام فخر الدين الرازي ونقل عنه في شرحه في الردة وغيرها.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 05 - 08, 05:49 ص]ـ
--------------
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 05 - 08, 05:59 ص]ـ
-------------
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 07:57 ص]ـ
شيخنا الأمين إن تقبيل الرجل امرأته امام الناس ليس فقط من خوارم المروءة بل هو مثير لشهوة الرجال وخصوصا الشباب و هذا وحد يكفي في التحريم
و قد وقعت لي قصة مشابه و رأيت رجلا يفعل ذلك مع امراته بالصدفة ... و هذا الموقف فتنة شديدة خصوصا وأني اعزب ...
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 05 - 08, 08:22 ص]ـ
نعم هو كذلك إن كان في مكان عام
لكن ماذا لو كان أمام والديها مثلاً؟ قد يكون من باب خوارم المروءة لكن لا أراه يدخل في باب التحريم
ـ[المعلمي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 10:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام:
لعله لايوجد في هذا الباب إلا هذا الأثر وإن كان ضعيفا ..
فمن يقدم ضعاف الأخبار على أقوال الرجال إن لم يوجد في الباب سواها له وجه ..
لكن يشكل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن وصف المرأة أمام الرجال فكيف بمباشرتها ولو بتقبيل ونحوه!!!
حيث ورد في الحديث الصحيح عند مسلم " إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا "
ويشكل على هذا الحديث ماروي من مراسيل عكرمة أن رجلا قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم " " يَا رَسُولَ اللَّهِ إنِّي لَأَنْفُضُهَا نَفْضَ الْأَدِيمِ " ولم ينكر عليه.
وأورد النووي خبرا عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير إسناد وفيه " " إِنِّي لَأَفْعَلَهُ أَنَا وَهَذِهِ "
لكن لعل ذلك جائزا في باب الشكاية والخصومات!
كما أن الإماء لهن أحكام خاصة وقياس الزوجة على الأمة قياس مع الفارق ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/82)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 05 - 08, 07:32 م]ـ
حيث ورد في الحديث الصحيح عند مسلم " إِنَّ مِنْ أَشَرِّ النَّاسِ عِنْدَ اللَّهِ مَنْزِلَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ الرَّجُلَ يُفْضِي إِلَى امْرَأَتِهِ وَتُفْضِي إِلَيْهِ ثُمَّ يَنْشُرُ سِرَّهَا "
أخرجه مسلم من طريق عمر بن حمزة، وهو ضعيفٌ باتفاق أهل النقد. قال أحمد: «أحاديثه أحاديث مناكير». وقال عنه ابن معين: «ضعيف»، وهو جرحٌ شديدٌ باصطلاحه. وذكره النسائي في كتاب "الضعفاء والمتروكين" (1|83) وقال: «ليس بالقوي». وقال ابن حبان: «كان ممن يخطئ». وذكره العقيلي في ضعفائه (3|153). وكذلك ذكره ابن الجوزي في "الضعفاء والمتروكين" (2|207). ولم يخرج له البخاري إلا تعليقاً. وقال عنه ابن حجر في التقريب: «ضعيف». أما قول الحاكم في المستدرك «أحاديثه كلها مستقيمة» فإن توثيق الحاكم في المستدرك غير معتبر عند أهل العلم. وهذا الحديث قد ضعفه الألباني في "ضعيف الجامع الصغير" (2|192). بل عده الذهبي في الميزان (5|230) من منكرات ابن حمزة هذا.
قال الألباني في كتاب "الزفاف" (ص61 ط4): «ويُستَنتَجُ من هذه الأقوال لهؤلاء الأئمة أن الحديث ضعيف وليس صحيح. وتوسط ابن القطان فقال كما في فيض القدير (2|539): "وعمر ضعفه ابن معين، وقال أحمد: أحاديثه مناكير، فالحديث حسنٌ، لا صحيح". ولا أدري كيف حَكَمَ بحُسنِهِ مع التضعيف الذي حكاه هو نفسه! فلعله أخذ بهيبة الصحيح. ولم أجد حتى الآن ما أشد به عضد هذا الحديث. والله أعلم». قلت: تحسين المتأخرين فيه نظر. إلا إن قصدنا حسن معنى الحديث، فهو كذلك. وللحديث شواهد لكنها ضعيفة.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 05 - 08, 07:36 م]ـ
وأورد النووي خبرا عن النبي صلى الله عليه وسلم من غير إسناد وفيه " " إِنِّي لَأَفْعَلَهُ أَنَا وَهَذِهِ
أخي الكريم
الحديث الذي تتحدث عنه أخرجه مسلم (1|272) في الشواهد: من طريق ابن وهب، قال: أخبرني عياض بن عبد الله عن أبي الزبير عن جابر بن عبد الله عن أم كلثوم عن عائشة زوج النبي r قالت: إن رجلاً سأل رسول الله r عن الرجل يجامع أهله ثم يكسل، هل عليهما الغسل؟ وعائشة جالسة، فقال رسول الله r: « إني لأفعل ذلك أنا وهذه، ثم نغتسل».
ـ[أبو جعفر الشامي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 09:23 م]ـ
شيخنا المفضال الأمين
أنا أستغرب أنك متبع لمنهج المتقدمين ومن ثم تضعف حديثا في مسلم وأنت أعلم مني بكلام ابن القيم الذي معناه أن هؤلاء الأئمة عندما يخرجون لرجل من هذا الضرب فإنهم لا يفعلون ذلك حتى يتأكدوا من انه قد حفظ هذا الحديث ... فهم ليسوا كالمتأخرين يصححون حديث الثقات دوما ويضعفون حديث الضعفاء دوماً ...
ـ[المعلمي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 09:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله،،،
جزاك الله خيرا على هذه الإبانة ..
مصنف ابن أبي شيبة - (ج 3 / ص 449)
في إخبار ما يصنع الرجل بامرأته أو المرأة بزوجها:
حدثنا أبو بكر قال نا محمد بن فضيل عن عاصم عن أبي عثمان عن سلمان قال:
ما أبالي إذا خلوت بأهلي وأغلقت بابي وأرخيت ستري حدثت به الناس أو صنعت ذلك والناس ينظرون.(95/83)
خُلاصة رأي الشيخ محمد بن صالح العثيمين في التصوير الفوتوغرافي
ـ[أبو أسامة الأزدي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 07:28 م]ـ
خُلاصة رأي الشيخ محمد بن صالح العثيمين في التصوير الفوتوغرافييستشهدُ كثيرٌ من الناس خاصة في زماننا هذا -زمن تتبع الرخص- بكلامٍ للشيخ ابن عثيمين في إباحة التصوير الفوتوغرافي على إطلاقه فأحببنا أن ننقل خلاصة رأي الشيخ في المسألة من منطوقه: (قال الشيخ رحمه الله تعالى: من محمد الصالح العثيمين إلى أخيه الْمُكرَّم الشيخ ... حفظه الله تعالى، وجعلهُ مِن عبادِه الصالحينَ، وأوليائهِ المؤمنينَ الْمُتقينَ، وحِزبهِ المفلحينَ، آمين ... ما أشرتم إليه حفظكم الله مِن تكرُّرِ جوابي على إباحةِ الصُّورةِ المأخوذةِ بالآلةِ: فإني أُفيدُ أخي أنني لَمْ أُبحْ اتخاذَ الصُّورةِ , والْمُرادُ: صُورةُ ما فيه روحٌ من إنسانٍ أو غيرهِ , إلاَّ مَا دَعَت الضرورةُ أو الحاجةُ إليه، كالتابعيةِ والرُّخصةِ، وإثباتِ الحقائقِ ونحوها. وأمَّا اتخاذُ الصُّورةِ للتعظيمِ، أو للذكرى، أو للتَّمتعِ بالنظرِ إليها، أو التلذُّذِ بها فإنِّي لا أُبيحُ ذلكَ، سواءٌ كان تمثالاً أو رقماً , وسواءٌ كانَ مَرقوماً باليدِ أو بالآلةِ، لعمومِ قولِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم: «لا تدخلُ الملائكةُ بيتاً فيه صُورةٌ». وما زلتُ أُفتي بذلكَ , وآمرُ مَن عندَهُ صُوَرٌ للذِّكرى بإتلافها، وأُشدِّدُ كثيراً إذا كانت الصُّورةُ صُورةَ ميِّتٍ. وأمَّا تصويرُ ذواتِ الأرواحِ: مِن إنسانٍ أو غيرهِ فلا رَيْبَ في تحريمهِ , وأنه مِن كبائرِ الذنوبِ، لثبوتِ لَعنِ فاعلهِ على لسانِ رسولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وهذا ظاهرٌ فيما إذا كانَ تمثالاً , أي: مُجسَّماً , أو كانَ باليدِ.أمَّا إذا كانَ بالآلةِ الفوريةِ التي تَلْتَقِطُ الصُّورةَ ولا يكونُ فيها أيُّ عَمَلٍ من الْمُلْتَقِطِ مِن تخطيطِ الوجهِ وتفصيلِ الجسمِ ونحوهِ، فإنْ التُقِطَتِ الصُّورةُ لأجلِ الذكرى ونحوِها مِن الأغراضِ التي لا تُبيحُ اتخاذ الصُّورةَ فإنَّ التقاطَها بالآلةِ مُحرَّمٌ تحريمَ الوسائلِ، وإن التُقطَتُ الصُّورةُ للضرورةِ أو الحاجةِ فلا بأسَ بذلكَ. هذا خُلاصةُ رأيي في هذه المسألةِفإنْ كانَ صواباً فمن اللهِ وَهُوَ الْمانُّ بهِ، وإنْ كانَ خَطأً فمن قُصُوري أو تقصيري , وأسألُ اللهَ أنْ يعفوَ عنِّي منه , وأن يهديني إلى الصَّوابِ , والسلامُ عليكم ورحمةُ اللهِ وبركاته) مجموع فتاوى ورسائل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين (2/ 287) ..............
هذا القول أورده الشيخ علوي السقاف في موقعه الدرر السنيةأنا هنا لا أشك في صدق الشيخ علوي حفظه الله ولكن أليس هذا القول هو قول المانعين من التصوير الفوتوغرافي من أمثال الشيخ ابن باز-رحمه الله-أرجو الإفادة بقول الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله- في هذا الباب وجزاكم الله خيراً .......
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[10 - 05 - 08, 08:28 م]ـ
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): التوحيد والعقيدة
السؤال: من حضرموت المستمع عبد الرحمن يقول فضيلة الشيخ أسأل عن حكم الصور تكون التي بالنحت أو الآلة الفوتوغرافية الكاميرا أو كانت بالرسم باليد وإنا طالب بالثانوية يلزمونني بالرسم باليد جزاكم الله خيرا؟
الجواب
الشيخ: الصور المنحوتة من خشب أو حجارة أو المصنوعة من الطين أو العجين أو ما أشبه ذلك كلها حرام إذا كانت على تمثال الحيوان له روح لما فيها من مضاهاة خلق الله عز وجل وفي الحديث الصحيح أن رسول الله صلي الله عليه وسلم لعن المصورين واللعن هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله وفي الحديث القدسي أيضا أن الله تعالى قال (ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي فليخلقوا ذرة أو ليخلقوا حبة أو ليخلقوا شعيرة) وفيه أيضا في الحديث الصحيح (أشد الناس عذاباً يوم القيامة المصورون الذين يضاهؤن بخلق الله يقال لهم أحيوا من خلقتم) والأدلة في هذا كثيرة ومن التصوير على القول الراجح المتوعد عليه أن يقوم الإنسان بتصوير ذي روح بيده فإن ذلك داخل في التصوير المتوعد عليه وهو كبيرة من كبائر الذنوب أما التصوير بالآلة الفوتغرافية الفورية فلا يظهر لي أنه من التصوير وذلك لأن المصور لم يكن يخطط أو يحاول أن يضاهي بخلق الله ولهذ ا فنرى الناس لو عرض عليهم صورة بالآلة الفوتوغرافية على حسب ما حصل من التصوير لم يقولوا ما أجود هذا المصور وما أحدقه لكن لو عرض عليهم صورة صورها بيده وخططها بيده وظهرت مطابقة لما صور فقالوا ما أحسن هذا ما أحدق هذا فدل ذلك على الفرق بين من يرسم الصورة بيده ومن يصور بالآلة الفوتوغرافية ويدل لهذا إن الإنسان لو كتب كتابا بيده ثم وضعه في آلة التصوير وخرج من الآلة فإن الناس لا ينسبون هذا المرسوم إلى الذي صور بالآلة وإنما ينسبونه إلى الكاتب الأول وما زال الناس يحفظون الوثائق بمثل هذا ولا يقولون أن هذا الذي التقطه بالآلة مبدع متقن جيد بل ربما يكون يتولى هذا رجلا أعمي أو يتولاه رجل مبصر في ظلمة لكن لو جاء شخص وعُرِض عليه خط الرجل الآخر فجاء يقلد أخر حتى ظهر وكأنه خط الرجل الأول لقال الناس ما أبدعه ما أحذقه كيف صور هذا التصوير الذي جاء مطابق للرسم وفي هذه الأمثلة يتبين أن التصوير الفوتوغرافي ليس في الحقيقة تصويرا ينسب إلى الفاعل ولا يقال أن هذا مضاهئاً لخلق الله لأنه لم يصنع شيئا والقول بالحل مشروط بأن لا يتضمن أمراً محرماً لأن الأشياء المباحة إذا أدت إلى شي محرم كانت حراماً لأن الوسائل لها أحكام المقاصد فمثلاً لا نرى أنه يجوز أن يصور الإنسان هذا التصوير للذكرى كما يقولون لما في ذلك من اقتناء الصورة التي يخشى أن تكون داخلة في قول النبي صلي الله عليه وعلى آله وسلم إن الملائكة لا تدخل بيتا فيه صورة.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1205.shtml
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/84)
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[10 - 05 - 08, 09:06 م]ـ
خلاصة قول الشيخ رحمه الله هو التفريق بين الفعل والصورة
فالفعل يرى أنه لا يدخل في حكم المصورين لأن المصور في الكاميرا الفوتوغرافية ليس له أي تصرف في الصورة، وهذا ظاهر في قوله ((ولهذ ا نرى الناس لو عرض عليهم صورة بالآلة الفوتوغرافية على حسب ما حصل من التصوير لم يقولوا ما أجود هذا المصور وما أحدقه لكن لو عرض عليهم صورة صورها بيده وخططها بيده وظهرت مطابقة لما صور فقالوا ما أحسن هذا ما أحدق هذا فدل ذلك على الفرق بين من يرسم الصورة بيده ومن يصور بالآلة الفوتوغرافية ويدل لهذا إن الإنسان لو كتب كتابا بيده ثم وضعه في آلة التصوير وخرج من الآلة فإن الناس لا ينسبون هذا المرسوم إلى الذي صور بالآلة وإنما ينسبونه إلى الكاتب الأول وما زال الناس يحفظون الوثائق بمثل هذا ولا يقولون أن هذا الذي التقطه بالآلة مبدع متقن جيد بل ربما يكون يتولى هذا رجلا أعمي أو يتولاه رجل مبصر في ظلمة))
وهذا الفعل أي التصوير إن أوصل إلى محرم فهو محرم للقاعدة " الوسائل لها أحكام المقاصد "
أما الصورة فالاحتفاظ بها محرم إلا للضرورة
وما ذكرته خلاصة جمع لأقوال الشيخ في المسألة قمت به قبل عدة سنوات
ـ[أبو أسامة الأزدي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 01:55 ص]ـ
ما العلة أو الذريعة التي جعلت الاحتفاظ بالصور محرم؟
مع العلم أن من يجيز الصور الفوتوغرافية فالجواز أيضا يشمل الاقتناء والاحتفاظ إلا لعلة محرمة كتعليقها للتعظيم ...
ـ[ماجد الحامد]ــــــــ[12 - 05 - 08, 06:45 م]ـ
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
يرى جواز التصوير الشمسي بالكاميرا للضرورة فقط للحفيظة والجواز والرخصة ونحوها أما للذكرى وفي الحفلات فلا وقد اتصلت به في العام 1412هـ بعد لقاء له مع جريدة المسلمون وقد كتبوا أن الشيخ يجيز ذلك وقد سألته عن ذلك وقال لي الكلام أعلاه
رحمه الله رحمة واسعة
ـ[أبو أسامة الأزدي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 09:17 م]ـ
إذاً الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-
لا يقول بقول بعض فقهاء العصر من جواز التصوير كما ينسب إليه
فيكون بذلك مع المانعين كابن باز-رحمه الله-
وهو الجواز للضرورة فقط
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 10:29 م]ـ
إذاً الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-
لا يقول بقول بعض فقهاء العصر من جواز التصوير كما ينسب إليه
فيكون بذلك مع المانعين كابن باز-رحمه الله-
وهو الجواز للضرورة فقط
قال الشيخ: " .. التصوير بالآلة الفوتغرافية الفورية فلا يظهر لي أنه من التصوير .. " من موقع الشيخ!
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[13 - 05 - 08, 03:44 ص]ـ
إذاً الشيخ ابن عثيمين-رحمه الله-
لا يقول بقول بعض فقهاء العصر من جواز التصوير كما ينسب إليه
فيكون بذلك مع المانعين كابن باز-رحمه الله-
وهو الجواز للضرورة فقط
نعم الشيخ رحمه الله يتفق مع المانعين في ذلك، والخلاف فقط هل هذا الفعل - وهو التصوير الفوتوغرافي - جائز أم لا؟
والله أعلم
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[13 - 05 - 08, 03:54 ص]ـ
مناقشة العلامة عبد الرحمن البراك حفظه الله لفتوى العلامة العثيمين رحمه الله في التصوير:
http://www.islamlight.net/albarrak/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=21554&Itemid=7
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 09:03 ص]ـ
فرقٌ بين التصوير والصورة ..
الشيخ يرى أن التقاط الصورة بالكاميرا لا يعد تصويراً, فلا يدخل في وعيد المصوِّرين .. ويرى أن الصورة الناتجة عن هذا الالتقاط داخلةٌ في عموم قوله عليه الصلاة والسلام (لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلبٌ ولا صورة) ويستثني من الصور ما دعت الضرورة أو الحاجة إليه ..
ـ[أبو أسامة الأزدي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:39 م]ـ
عذراً أخي أبا هاجر
إذا كان التصوير (الفعل) جائز فالصورة جائزة
والعكس صحيح
ـ[خالد المراكشي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 02:20 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب على هذا الموضوع الجميل و المفيد
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[13 - 05 - 08, 03:51 م]ـ
عذراً أخي أبا هاجر
إذا كان التصوير (الفعل) جائز فالصورة جائزة
والعكس صحيح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/85)
تأمل ما نقلتَ بارك الله فيك من كلام الشيخ رحمه الله: " أمَّا إذا كانَ بالآلةِ الفوريةِ التي تَلْتَقِطُ الصُّورةَ ولا يكونُ فيها أيُّ عَمَلٍ من الْمُلْتَقِطِ مِن تخطيطِ الوجهِ وتفصيلِ الجسمِ ونحوهِ، فإنْ التُقِطَتِ الصُّورةُ لأجلِ الذكرى ونحوِها مِن الأغراضِ التي لا تُبيحُ اتخاذ الصُّورةَ فإنَّ التقاطَها بالآلةِ مُحرَّمٌ تحريمَ الوسائلِ، وإن التُقطَتُ الصُّورةُ للضرورةِ أو الحاجةِ فلا بأسَ بذلكَ. "
وكذلك ما نقله أخونا أبو خالد الكمالي: " وذلك لأن المصور لم يكن يخطط أو يحاول أن يضاهي بخلق الله "
فالتصوير الفوري جائز لأنه ليس فيه مضاهاة لخلق الله، وعليه فالصورة جائزة، لأنه ليس فيها مضاهاة فلا تدخل في قوله صلى الله عليه وسلم: "أشد الناس عذابا يوم القيامة الذين يضاهئون بخلق الله" متفق عليه.
لكن يبقى أن الاحتفاظ في الصورة يدخل في:
1. قوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا صورة)) متفق عليه.
2. وحديث أبي الهياج قال: قال لي علي: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ ألا تدع صورة إلا طمستها " رواه مسلم.
جاء في مجموع الفتاوى (12/ 354) للعثيمين:
س- عن امرأة تقول: لي خمس أو ست سنوات ما رأيت أهلي ولا رأوني. فهل إذا تصورت وأرسلت لهم صورة علي شيء؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
ج- التصوير لهذا الغرض محرم ولا يجوز، وذلك لأن اقتناء الصور للذكرى حرام، لقوله صلى الله عليه وسلم: ((لا تدخل الملائكة بيتاً فيه صورة)). وما لا تدخله الملائكة فلا خير فيه.
وأنت من الممكن إذا كان لدى أهلك هاتف أن تتصلي بهم في الهاتف، وهذا أبلغ في الاطمئنان على صحتهم، وعلى صحتك أيضاً من أن يرسلوا إليك الصور أو ترسلي الصور إليهم. والله الموفق.
وجاء في (2/ 286)
س - عن نشر صور المشوهين الأفغان؟
ج: نشر صور المشوهين الأفغان مصلحة في الحقيقة وهي أنها توجب اندفاع الناس بالتبرع لهم، لكن أقول: إن هذا قد يحصل بدون نشر هذه الأشياء أو ربما يمكن أن نضع شيئاً على الوجه بحيث لا يتبين الرأس لأن الرأس إذا قطع لا تبقى صورة كما جاء في الحديث "ألا تدع صورة إلا طمستها ولا قبراً إلا سويته" وهذا ظاهره أن المراد بالصورة حتى صورة التلوين وإن لم يكن لها ظل لأنه لم يقل: إلا كسرتها، والطمس إنما يكون لما كان ملوناً.
وكذلك أيضاً حديث عائشة في البخاري حينما دخل عليه الصلاة والسلام فوجد نمرقة فيها صورة فوق على الباب وعرفت في وجهه الكراهية، وقال، عليه الصلاة والسلام: "إن أصحاب هؤلاء الصور يعذبون"، فهذا دليل على أنه يشمل الصورة التي لها ظل والتي ليس لها ظل وهذا هو الصحيح.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 08:08 م]ـ
هل يدخل حديث لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة، إذا كانت الصورة محفوظة و غير ظاهرة؟
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[14 - 05 - 08, 03:32 ص]ـ
هل يدخل حديث لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة، إذا كانت الصورة محفوظة و غير ظاهرة؟
* مجموع فتاوى ابن باز (10/ 418)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
س: هل يجوز الصلاة في مكان فيه صور مثل الصور في الجرائد والمجلات والكتب حتى وإن كانت في أدراج؟ وهل ذلك المنزل الذي به تلك الصور لا تدخله الملائكة؟
ج: الصلاة في مكان فيه صورة صحيحة إذا أداها المسلم على الوجه الشرعي، لكن كونه يلتمس مكانا ليس فيه صورة أولى وأفضل.
أما دخول الملائكة للمحل الذي فيه تصوير ففيه تفصيل:
فإن كانت معلقة أو مطروحة على كرسي ونحوه، فإنها تمنع دخول الملائكة؛ لعموم الأحاديث الواردة في ذلك، أما إن كانت مستورة في الدواليب ونحوها ففي منعها دخول الملائكة نظر، والأحوط للمؤمن: ألا يبقى عنده شيئا من الصور، إذا كان بحاجة إلى شيء منها جاز ذلك بعد قطع الرأس وإزالته. والله ولي التوفيق.
* لقاءات الباب المفتوح للعثيمين رقم 16
ـــــــــــــــــــــــــــ
السؤال: فضيلة الشيخ! مما لا يخفى عليكم أنه الآن قد اقترب الامتحان وكثر الشباب الذين يدرسون في المساجد، ومن المعروف خاصة في الابتدائي والثانوي والمتوسط وبعض الجامعات أنه يكون عندهم بعض الكتب التي تحوي الصور، فما حكم إدخال هذه الكتب إلى المسجد للدراسة؟
الجواب: أما الصور الظاهرة البارزة كالتي تكون على الغلاف -مثلاً- فإنه لا يجوز أن يدخل بها المسجد؛ لأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة، وإذا كانت الملائكة تتأذى من ريح البصل والكراث فتتأذى من هذه الصورة التي تمنعها -أي: تمنع الملائكة من دخول المسجد- أما إذا كانت خفية وليست مقصودة بذاتها فأرجو ألا يكون بذلك بأس؛ لأنها خفية داخل الكتاب، وأيضاً هي غير مقصودة وإن رأى الإنسان أن يفعل ما هو الأكمل والأفضل فليطمس على وجهها فإذا طمس على وجهها زال ما بها.
*********
فائدة / قال العثيمين في لقاء الباب المفتوح رقم 75
ــــــــــــــــــــــــــــــ
" وإذا كانت الصورة محرمة فالظاهر -والله أعلم- أنه إذا كانت في حجرة فإن ذلك لا يشمل كل البيت، لا سيما إذا كان أهل البيت قد كرهوا ذلك؛ لأنه يوجد في بعض العوائل يكون واحد منهم قد استهوته الشياطين وصار يقتني الصور ويضعها عنده أو يعلقها على الجدار، وأهل البيت يكرهون ذلك لكن لا يستطيعون منعه، ففي هذه الحال إن أهل البيت الذين يكرهون ذلك لا تمتنع الملائكة من دخول بيتهم، وأما الحجرة التي فيها الصور فإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/86)
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 05:27 م]ـ
* مجموع فتاوى ابن باز (10/ 418)
ــــــــــــــــــــــــــــــــ
س: هل يجوز الصلاة في مكان فيه صور مثل الصور في الجرائد والمجلات والكتب حتى وإن كانت في أدراج؟ وهل ذلك المنزل الذي به تلك الصور لا تدخله الملائكة؟
ج: الصلاة في مكان فيه صورة صحيحة إذا أداها المسلم على الوجه الشرعي، لكن كونه يلتمس مكانا ليس فيه صورة أولى وأفضل.
أما دخول الملائكة للمحل الذي فيه تصوير ففيه تفصيل:
فإن كانت معلقة أو مطروحة على كرسي ونحوه، فإنها تمنع دخول الملائكة؛ لعموم الأحاديث الواردة في ذلك، أما إن كانت مستورة في الدواليب ونحوها ففي منعها دخول الملائكة نظر، والأحوط للمؤمن: ألا يبقى عنده شيئا من الصور، إذا كان بحاجة إلى شيء منها جاز ذلك بعد قطع الرأس وإزالته. والله ولي التوفيق.
* لقاءات الباب المفتوح للعثيمين رقم 16
ـــــــــــــــــــــــــــ
السؤال: فضيلة الشيخ! مما لا يخفى عليكم أنه الآن قد اقترب الامتحان وكثر الشباب الذين يدرسون في المساجد، ومن المعروف خاصة في الابتدائي والثانوي والمتوسط وبعض الجامعات أنه يكون عندهم بعض الكتب التي تحوي الصور، فما حكم إدخال هذه الكتب إلى المسجد للدراسة؟
الجواب: أما الصور الظاهرة البارزة كالتي تكون على الغلاف -مثلاً- فإنه لا يجوز أن يدخل بها المسجد؛ لأن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة، وإذا كانت الملائكة تتأذى من ريح البصل والكراث فتتأذى من هذه الصورة التي تمنعها -أي: تمنع الملائكة من دخول المسجد- أما إذا كانت خفية وليست مقصودة بذاتها فأرجو ألا يكون بذلك بأس؛ لأنها خفية داخل الكتاب، وأيضاً هي غير مقصودة وإن رأى الإنسان أن يفعل ما هو الأكمل والأفضل فليطمس على وجهها فإذا طمس على وجهها زال ما بها.
*********
فائدة / قال العثيمين في لقاء الباب المفتوح رقم 75
ــــــــــــــــــــــــــــــ
" وإذا كانت الصورة محرمة فالظاهر -والله أعلم- أنه إذا كانت في حجرة فإن ذلك لا يشمل كل البيت، لا سيما إذا كان أهل البيت قد كرهوا ذلك؛ لأنه يوجد في بعض العوائل يكون واحد منهم قد استهوته الشياطين وصار يقتني الصور ويضعها عنده أو يعلقها على الجدار، وأهل البيت يكرهون ذلك لكن لا يستطيعون منعه، ففي هذه الحال إن أهل البيت الذين يكرهون ذلك لا تمتنع الملائكة من دخول بيتهم، وأما الحجرة التي فيها الصور فإن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه صورة "
و الصور تكون محفوظة في الدواليب عادة، و داخل (الألبومات)، و بالتالي تكون مخفية، فلا تدخل ضمن الحديث؟
فيبقى السؤال: لماذا تكون محرمة إن كانت للذكرى؟؟ طالما أنها لا تعلق، بل تبقى محفوظة مخفية!
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[16 - 05 - 08, 06:20 م]ـ
و الصور تكون محفوظة في الدواليب عادة، و داخل (الألبومات)، و بالتالي تكون مخفية، فلا تدخل ضمن الحديث؟
فيبقى السؤال: لماذا تكون محرمة إن كانت للذكرى؟؟ طالما أنها لا تعلق، بل تبقى محفوظة مخفية!
أخي الكريم /
أولاً: لم يجزم العلماء رحمهم الله بدخول الملائكة حال خفاء الصورة، وتأمل قول ابن باز رحمه الله [أما إن كانت مستورة في الدواليب ونحوها ففي منعها دخول الملائكة نظر، والأحوط للمؤمن: ألا يبقى عنده شيئا من الصور]
وقول العثيمين رحمه الله [أما إذا كانت خفية وليست مقصودة بذاتها فأرجو ألا يكون بذلك بأس]
ثانياً: حديث " لا تدخل الملائكة ......... " عام في أي صورة سواء كانت ظاهرة أو مخفية، فواجب على المؤمن الحذر، كما مال إليه ابن باز رحمه الله
ثالثاً: تأمل حديث على رضي الله عنه " ألا تدع صورة إلا طمسها " فالأمر بطمسها عام سواء ظهرت لنا العلة أم لا؟
رابعاً: القاعدة المقررة: " أن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما "، فهل علة الصور منع دخول الملائكة فقط؟
الجواب: لا، فمنها: المضاهاة لخلق الله، ومنها: خوف الوقوع في الشرك كما وقع لقوم نوح، لا سيما إن كان المصوَّر عظيما أو قدوة عن قومه، وهذا كثير في صور الذكرى للموتى، ومنها: التشيه في اليهود والنصارى.
فهذه بعض علل تحريم بقاء الصورة للذكرى ونحوه، وليست العلة منع دخول الملائكة فقط.
وعذرا على الإختصار فقد كتبت الرد على عجلة ... والله أعلم
ـ[ريم صباح]ــــــــ[16 - 05 - 08, 07:54 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء في الدارين
ـ[أبو أسامة الأزدي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 08:39 م]ـ
يقول الشيخ ابن عثيمين بعد بيانه في فتوى يبين فيها ما قال في جريدة المسلمون
بعد بيان رأيه في أن التصوير مباح ثم ذكر قادة عمة في التصوير يقول فيها:
"إذا كان الغرض شيئاً مباحاً صار العمل مباحاً بإباحة الغرض المقصود منه وإذا كان الغرض غير مباح صار هذا العمل حراماً لا لأنه من التصوير ولكن لأنه قصد به شيء حرام"
وذكر رحمه الله مثالاً على القصد الحرام وهو تصوير النساء ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/87)
ـ[أبو سنان الحراني]ــــــــ[16 - 05 - 08, 09:16 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 12:58 ص]ـ
أخي الكريم /
أولاً: لم يجزم العلماء رحمهم الله بدخول الملائكة حال خفاء الصورة، وتأمل قول ابن باز رحمه الله [أما إن كانت مستورة في الدواليب ونحوها ففي منعها دخول الملائكة نظر، والأحوط للمؤمن: ألا يبقى عنده شيئا من الصور]
وقول العثيمين رحمه الله [أما إذا كانت خفية وليست مقصودة بذاتها فأرجو ألا يكون بذلك بأس]
ثانياً: حديث " لا تدخل الملائكة ......... " عام في أي صورة سواء كانت ظاهرة أو مخفية، فواجب على المؤمن الحذر، كما مال إليه ابن باز رحمه الله
ثالثاً: تأمل حديث على رضي الله عنه " ألا تدع صورة إلا طمسها " فالأمر بطمسها عام سواء ظهرت لنا العلة أم لا؟
رابعاً: القاعدة المقررة: " أن الحكم يدور مع علته وجودا وعدما "، فهل علة الصور منع دخول الملائكة فقط؟
الجواب: لا، فمنها: المضاهاة لخلق الله، ومنها: خوف الوقوع في الشرك كما وقع لقوم نوح، لا سيما إن كان المصوَّر عظيما أو قدوة عن قومه، وهذا كثير في صور الذكرى للموتى، ومنها: التشيه في اليهود والنصارى.
فهذه بعض علل تحريم بقاء الصورة للذكرى ونحوه، وليست العلة منع دخول الملائكة فقط.
وعذرا على الإختصار فقد كتبت الرد على عجلة ... والله أعلم
جزاك الله خيرا
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[17 - 05 - 08, 01:58 ص]ـ
أخي أبا خالد: جزاك الله خيرا
يقول الشيخ ابن عثيمين بعد بيانه في فتوى يبين فيها ما قال في جريدة المسلمون
بعد بيان رأيه في أن التصوير مباح ثم ذكر قادة عمة في التصوير يقول فيها:
"إذا كان الغرض شيئاً مباحاً صار العمل مباحاً بإباحة الغرض المقصود منه وإذا كان الغرض غير مباح صار هذا العمل حراماً لا لأنه من التصوير ولكن لأنه قصد به شيء حرام"
وذكر رحمه الله مثالاً على القصد الحرام وهو تصوير النساء ...
أخي أبا أسامة: بارك الله فيك
كلام الشيخ هنا عن التصوير لا عن الصورة نفسها .. فالشيخ رحمه الله يرى أن التصوير في أصله جائز مباح، وقد يرتقى عن هذا الأصل بحسب القصد وبحسب ما كان وسيلة إليه:
فإن صور به شيئا مباحا كالأشجر والجبال والبناء ونحوه صار مباحا
وإن صور به شيئا محرما كصور النساء صار حراما، فالحرمة هنا ليست لأجل التصوير الفوري وإنما لأجل الصورة المحرمة ..
والحال هنا كحال أي شيء مباح كالمسجل مثلا فسماع القرآن فيه مشروع مرغب فيه، وسماع الغناء محرم ...
أما الصورة ... فكذلك لها أحوال:
فالصور المباحة مباحة كالأشجار ونحوه
وصور ذوات الأرواح محرمة إلا للضرورة .. وهكذا
والله تعالى أعلم
ـ[الدرر السنية]ــــــــ[04 - 06 - 08, 12:40 ص]ـ
الأخ أبا أسامة الأزدي
هذا القول: (خلاصة رأي الشيخ ابن عثيمين) ليس من عندنا بل من منطوق كلام الشيخ رحمه الله وتجده في آخر الفتوى حيث قال: (هذا خُلاصةُ رأيي في هذه المسألةِ)
المصدر: (مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين) (2/ 287)
موقع الدرر السنية(95/88)
هل توجد فرقة تسمي نفسها الوهابية؟؟
ـ[أبو مهند الشمري]ــــــــ[10 - 05 - 08, 09:49 م]ـ
لقد لفق جماعه من المشركين المبتدعين عباد الأضرحة رسائل سموها بالرد على الوهابية ولا توجد فرقة على وجه الأرض تسمى نفسها وهابية. ولكن المبتدعين والمشركين يسمون التسمية ليطلقوها على كل من يوحد الله ويتبع سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم- ويتجنب البدع والمحدثات، كما كان المشركون يسمون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مذمماً؛ بل المشركون الأولون أعقل من هؤلاء المتأخرين فإنهم سموا النبي -صلى الله عليه وسلم- باسم يدل على الذم في لغتهم وهم المذمومون، والنبي -صلى الله عليه وسلم- طاهر مطهر لا يلحق به شيء من ذمهم، وكذلك من اتبعه إلى يوم القيامة مسلمون حنفاء، لا يضيرهم ما يقول فيهم أعداؤهم.
أما المشركون المتأخرون فهم جهال بالألفاظ والمعاني كالقارئ الذي قرأ "فخر عليهم السقف من تحتهم" فقيل له: لا عقل عندك ولا قرآن، فتسمية أهل الحق بالوهابية نسبة إلى الوهاب من أحسن الأسامي. قال تعالى حكاية عن إبراهيم أبي الحنفاء الموحدين في سورة مريم: {فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب، وكلاً جعلنا نبياً، ووهبنا لهم من رحمتنا وجعلنا لهم لسان صدق علياً}.
والحنفاء في كل زمان ومكان يقتدون بأبيهم إبراهيم فيعتزلون أهل الشرك وما يعبدون من دون الله، ويدعون الله وحده راجين فضله، فيسعدون ولا يشقون، فيهب لهم وهو الوهاب، من رحمته كل ما أملوه ويجعل لهم لسان صدق علياً.
وقد أنطق الله المشركين بكلمة الحق على رغم أنوفهم فسموا أهل الحق نسبة إلى الكريم الوهاب، وسيأتي إن شاء الله في القصيدة البائية ....
(و هذه هي القصيدة البائية)
الأبيات التسعة الأولى هي من قصيدة للشيخ عمران النجى التميمي رحمة الله عليه وتكملتها من نظم الدكتور تقي الدين الهلالي:
إن كان تابع أحمد متوهباً = فأنا المقر بأنني وهابي
أنفي الشريك عن الإله فليس لي=رب سوى المتفرد الوهاب
لا قبة ترجى ولا وثن ولا = قبر له سبب من الأسباب
أيضاً ولست معلقاً لتميمة = أو حلقة أو ودعة أو ناب
لرجاء نفع أو لدفع مضرة = الله ينفعني ويدفع ما بي
كالشافعي ومالك وأبي حنـ = ـيفة ثم أحآد التقى الأواب
هذا الصحيح ومن يقول بمثله=صاحوا عليه مجسم وهابي
نسبوا إلى الوهاب خير عباده = يا حبذا نسبي إلى الوهاب
الله أنطقهم بحقٍ واضح = وهم أهالي فرية وكذاب
أكرم بها من فرقة سلفية = سلكت محجة سنة وكتابِ
وهي التي قصد النبي بقوله= هي ما عليه أنا وكل صحاب
قد غاظ عباد القبور ورهطهم = توحيدنا لله دون تحاب
عجزوا عن البرهان أن يجدوه إذ = فزعوا لسرد شتائم وسباب
وكذاك أسلاف لهم من قبلكم = نسبوا لأهل الحق من ألقاب
سموا رسول الله قبل مذمماً = ومن اقتفاه قيل هذا صاب
الله طهرهم وأعلى قدرهم = عن نبز كل معطل كذاب
الله سماهم بنصِ كتابه = حنفاء رغم الفاجر المرتاب
ما عابهم إلا المعطل والكفور = ومن غوى بعبادة الأرباب
ودعا لهم خير الورى بنضارة=ضمت لهم نصراً مدى الأحقاب
هم حزب رب العالمين وجنده = والله يرزقهم بغير حساب
وينيلهم نصراً على أعدائهم = فهو المهيمن هازم الأحزاب
إن عابهم نذل لئيم فاجر = فإليه يرجع كل ذاك العاب
ما عابهم عيب العدو وهل يضيـ = ـر البدر في العلياء نبح كلاب
يا سالكاً نهج النبي وصحبه = أبشر بمغفرة وحسن مآب
وهزيمة لعدوك الخب اللئيـ = ـم وإن يكن في العد مثل تراب
يا معشر الإسلام أوبوا للهدى = وقفوا سبيل المصطفى الأواب
أحيوا شريعته التي سادت بها الأ=سلاف فهي شفاء كل مصاب
ودعوا التحزب والتفرق والهوى = وعقائد جاءت من الأذناب
فيمينها لا يمن فيه ترونه = ويسارها يأتيكم بتباب
إن الهدى في قفو شرعة أحمد = وخلافها رد على الأعقاب
جربتم طرق الضلال فلم تروا = لصداكم إلا بريق سراب
والله لو جربتم نهج الهدى = سنة لفقتم جملة الأتراب
ولهابكم أعدائكم وتوقعوا = منكم إعادة سائر الأسلاب
أما إذا دمتم على تقليدهم = فتوقعوا منهم مزيد عذاب
وتوقعوا من ربكم خسراً على = خسر وسوء مذلة وعقاب
هذي نصيحة مشفق متعتب = هل عندكم يا قوم من إعتاب
ومن البلية عذل من لا يرعوي = ولدى الغوي يضيع كل عتاب
وزعمتم أن العروبة شرعة = وعقيدة تبنى على الأسباب
لا فرق بين مصدق لمحمد = ومكذب فالكل ذو أحساب
فيصير عندكم أبو جهل ومن = والاه من حضر ومن أعراب
مثل النبي محمد وصحابه = بئس الجزاء لسادة أقطاب
بل صار بعضكم يرجح جانب الـ= ـكفار من سفل ومن أوشاب
ماذا بنى لكم أبو جهل من المجد = المخلد في مدى الأحقاب
إلا عبادته لأصنام وإلا = وأدهم لبناتهم بتراب
وجهالة وضروب خزي يستحى = من ذكر أدناها ذوو الألباب
أفتعلون ذوي المفاخر والعلى = بحثالة كثعالب وذئاب
اللؤلؤ الكنون يعدل بالحصى = والند والهندي والأخشاب
بدلتهم نهج الهدى بضلالة = وقصور مجد شامخ بخراب
ولقد أتيتكم بنصح خالص = يشفيكم من جملة الأوصاب
واخالكم لا تقبلون نصيحتي = بل تتبعون وساوس الخراب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/89)
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 03:31 م]ـ
الوهابية فرقة قديمة إباضية تنتسب إلى عبد الوهاب رستم هي في القرن الرابع الهجري - على ما أذكر -.
هل هي سمت نفسها بهذا، أم أنها سميت به؟ لا أدري.
لكن هي فرقة قديمة، و تكلم عليها العلماء، و حذروا منها.
ارجع إلى كتاب بعنوان " تصحيح خطأ تاريخي حول الوهابية " لـ د. محمد الشويعر، و هذا الكتاب طبعته دار الإفتاء عندنا بالسعودية، و للكتاب قصة.
و فقكم الله لكل خير(95/90)
البربر باقون على الإسلام رغم إجراس الناقوس! ج1 لفضيلة العلامة الشيخ عبد الله حشروف
ـ[ابو البراء]ــــــــ[10 - 05 - 08, 11:20 م]ـ
البربر باقون على الإسلام رغم إجراس الناقوس! ج1
لفضيلة العلامة الشيخ ابي طارق البويحياوي
عبد الله حشروف
حفظه الله
إن الوجه الأصيل لمنطقة الزواوة يمتد عبر التاريخ إلى الزعيم البربري (صولات بن وزمار) زعيم قبيلة (مغراوة) الذي وفد على عثمان بن عفان الخليفة الراشد الثالث رضي الله عنه فأسلم على يديه، فعقد له على قومه، فعاد إلى بلده فأخذ في نشر الإسلام بين ربوع البربر الذين دخلوا في دين الله أفواجا، ثم تتابع توافد العرب الفاتحين أمثال عقبة بن نافع وأبي المهاجر دينار وغيرهما من الصحابة والتابعين، ولم يجدوا صعوبة في دحر الوثني الروماني من الشمال الأفريقي.
بكثير ما كان الرومان يسومونهم سوء العذاب من إذلال ومصادرة الممتلكات وإرهاق في الضرائب مما تسبب في ثورات متعددة ضد الرومانيين امتدت عبر أكثر من ستة قرون.
وانتشر الإسلام بين ربوع البربر في الشمال الأفريقي بسرعة ودخلوا فيه عن طواعية واختيار لما لمسوا فيه من دعوة إلى أخلاق فاضلة، وسماحة في المعاملة وأخوة شاملة، وبساطة في المعاشرة، وعدالة بين جميع المواطنين، ومساواة في الحقوق والواجبات بين الوافدين والقاطنين.
وقد تبين للبربر بالممارسة والمعاناة والمقارنة أن العرب لم يأتوا لاستغلالهم ولا لاستعبادهم، ولا للاستيلاء على أراضيهم، ولا لنهب ممتلكاتهم، ولا لإرغامهم على الدخول في الإسلام، وإنما أتوا ليزيحوا عن كاهلهم كابوس الكفر الوثني الروماني ثم عليهم أن يختاروا طائعين بين الدخول في الإسلام وبين ما هم عليه من وثنية كافرة أو مسيحية محرفة ولا يدين بها إلا قليلون، تطبيقا لقوله تعالى: "لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي" (البقرة 256) فاختاروا الإسلام لاستجابته مع الفطرة التي فطر الله الناس عليها، ولوضوح تكاليفه التي تتفق مع العقل والوجدان، ولخلوه مع طلاسم الكهنوت، ووثنية الصليب، وتعقيد الثالوث، وبين عشية وضحاها أصبح الشمال الأفريقي ترفرف عليه راية الإسلام، وصار دعامة ومركز انطلاق للجهاد والدعوة إلى الإسلام نحو أوربا.
ولم يمض زمن غير يسير أن برز من البربر أنفسهم زعماء يحملون راية الجهاد مع العرب أمثال طارق بن زياد الذي قاد جيشا ثلثاه بربر، فعبر به الجبل الذي طبع عليه اسمه ولا يزال (جبل طارق) ففتح الجزيرة الإبيرية، وكان هذا الفتح نواة لدولة أندلسية عربية لإسلامية لثماني قرون.
وعاش البربر والعرب في ظل الإسلام عبر قرون وإلى اليوم وإلى ما شاء الله وانصهروا في بوتقة واحدة بالمصاهرة والمجاورة والعبادة والدفاع عن بيضة الإسلام يدا واحدة ولغة واحدة وقبلة واحدة، وعدوا واحدا، وسموا أبناءهم بأسماء العروبة والإسلام ولا يزال، وأصبح الطريق ممهدا للسفر إلى المشرق العربي تعليما وحجا وإقامة وعودة ولا يزال، فكان علماء، وكان أدباء، وكان شعراء، وكان فقهاء ومفسرون ومؤرخون وفلاسفة، وصار ما يربط بينهم هو اللغة العربية والدين الإسلامي والأوطان العربية والتاريخ. إلى أن حل البلاء بالشمال الأفريقي بعد أكثر من عشرة قرون من التلاحم بين أبنائه، وهجم طاعون الكفر الوثني الفرنسي على الجزائر خصوصا فمديده النجسة وبقوة سلاح الخيانة إلى الأراضي الخصبة فملكها المعمرين وإلى أملاك الأوقاف فصادرها، وإلى المساجد فهدمها أو كنسها، وإلى مدارس اللغة العربية والقرآنية فقضى عليها، وإلى وحدة الشعب المغربي تحت راية العروبة والإسلام فشتتها وبث فيها روح العصبية والعنصرية، وإلى مجتمع العفة والفضيلة فنشر فيه العهارة وبيوت الدعارة بجلب العراهرس بلد داعر، وإلى المعاهدة التي أبرمت بينه وبين أهل الحل والعقد باحترام الممتلكات والأوقاف والدين والحريات فنقضها ودنسها وغدر بها ... ألا ما أخبثه! وما أدعره! وما أفحشه! وما أغدره!.
وأفضع من هذا وأبشع والشهادة من التاريخ أن جنرالا مجرما متوحشا قذرا دعا إلى بيع بالمزاد العلني في أحد شوارع العاصمة، فعرض خلاخل بسيقانها وأقراطا بآذانها، وسلاسل برقابها، وأسورة وخواتم بمعاصمها وأصابعها. وقطعوا رءوس الشهداء من أجسادهم ونصبوها هدفا للتسلية والرماية. (أنظر الصورة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/91)
وهل العرب الفاتحون الذين جاءوا بالإسلام وبالعدل والرحمة فعلوا فعلات هؤلاء الفرنسيين المتوحشين؟
إن العرب لم يفعلوا شيئا من هذا أبدا لأن فتوحاتهم كانت دفاعية ومشعل الهداية والنور كان يصحبهم. وإخراج البشر من حكم الطواغيت إلى العبودية لله رب العالمين كان مقصدهم، وهم أينما حلوا وارتحلوا (لا إكراه في الدين) نصب أعينهم، ووصية أبي بكر الصديق لأسامة بن زيد رضي الله عنهما هي قيد التطبيق والتنفيذ في حروبهم ونصها (لا تخونوا ولا تغلوا ولا تقتلوا طفلا صغيرا، ولا شيخا كبيرا ولا امرأة، ولا تغدروا ولا تعقروا نخلا ولا تحرقوه ولا تقطعوا شجرة مثمرة ولا تذبحوا شاة ولا بقرة ولا بعيرا إلا لأكله، وسوف تمرون بأقوام قد فرغوا أنفسهم في الصوامع فدعوهم وما فرغوا أنفسهم له).
فرق كبير بين قوم هداة ودعاة يحملون حضارة وعدلا ورحمة، وإحسانا وبين جنس همجي وحشي يحمل نعرة الهدم والإبادة، ولا يزال قلبه مليئا بالحقد والغل والضغينة، ولا يزال يكيد ويتآمر لأنه مطبوع على اللؤم والخسة والنذالة.
وهل العرب يتآمرون على وحدتنا، ويكيدون على تمزيق صفوفنا، ويشعلون نار الفتنة بين أبناء مازيغ وأبناء يعرب؟ ?
قد ينبري أحد المبررين لجرائمهم أو على الأقل يهون من شأن ما صدر منهم بحجة أن عقل الفرنسي في وقت الاحتلال كان متخلفا ثقافيا وحضاريا وكان لا يزال عقله مشحونا بالحقد الصليبي وفعل فعلاته الوحشية وهو من الجاهلين.
ولكن كيف يفسر جرائم فرنسا الوحشية في الجهاد الإسلامي التحريري لثورة نوفمبر أربع وخمسين وتسعمائة وألف وفي عصر الحضارة والمدنية أن جنديا من دولة دعاة الشعار الثالوثي المزيف (الإخاء ـ الحرية ـ المساواة) بلغت به الحقارة والخسة والنذالة أن عمد إلى رضيع وجده نائما (في الدوح) فأخذه ورماه على وجهه في كانون يشتعل نارا فأسرعت أمه بعد أن شمت رائحة شواء اللحم فأنقذته من الحرق والهلاك ولا يزال حيا يرزق بوجهه المشوه إلى اليوم، ومن أراد أن يراه فليتفضل إلى منطقة القبائل وإلى مدينة تيزي وزو.
يتبع إن شاء الله ....
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1673
ـ[ابو البراء]ــــــــ[11 - 05 - 08, 08:59 م]ـ
للفائدة(95/92)
هل يجوز اقترض شخص مالا من أحد أصدقائه وأنقضت المدة المفروض
ـ[فاضيل خليد]ــــــــ[11 - 05 - 08, 12:47 ص]ـ
اقترض شخص مالا من أحد أصدقائه وأنقضت المدة المفروض أن يؤدي فيها ماعليه من دين ,فوقعت في يد المقترض منه بضاعة لذلك الشخص تساوي فيمة المبلغ المقترض ,فهل يجوز له أخد هذه البضاعة بدون رضى صاحبها
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:08 م]ـ
هذه المسألة تسمى مسالة الظَفَر أي الظفر بالحق.
والمسألة فيها خلاف ,,,,,,,,,,,,,
لكن لعل المشائخ يفيدوننا بما عندهم ............
ـ[أبو السها]ــــــــ[13 - 05 - 08, 01:31 ص]ـ
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
عن الرجل يكون له على الرجل دين فيجحده أو يغصبه شيئا ثم يصيب له مالا من جنس ماله فهل له أن يأخذ منه مقدار حقه؟
فأجاب:
وأما إذا كان لرجل عند غيره حق من عين أو دين فهل يأخذه أو نظيره بغير اذنه؟
فهذا نوعان:
أحدهما: أن يكون سبب الإستحقاق ظاهرا لا يحتاج إلى إثبات مثل استحقاق المرأة النفقة على زوجها واستحقاق الولد أن أن ينفق عليه والده واستحقاق الضيف الضيافة على من نزل به فهنا له أن يأخذ بدون إذن من عليه الحق بلا ريب كما ثبت فى الصحيحين أن هند بنت عتبة بن ربيعة قالت يا رسول الله إن أبا سفيان رجل شحيح وأنه لا يعطينى من النفقة ما يكفينى وبنى فقال خذى مايكفيك وولدك بالمعروف، فأذن لها أن تأخذ نفقتها بالمعروف بدون إذن وليه، وهكذا من علم أنه غصب منه ماله غصبا ظاهرا يعرفه الناس فأخذ المغصوب أو نظيره من مال الغاصب، وكذلك لو كان له دين عند الحاكم وهو يمطله فأخذ من ماله بقدره ونحو ذلك
والثانى: أن لايكون سبب الإستحقاق ظاهرا، مثل أن يكون قد جحد دينه أو جحد الغصب ولا بينة للمدعى، فهذا فيه قولان:
أحدهما ليس له أن يأخذ وهو مذهب مالك وأحمد.
والثانى له أن يأخذ وهو مذهب الشافعى، وأما أبو حنيفة رحمه الله تعالى فيسوغ الأخذ من جنس الحق لأنه استيفاء ولا يسوغ الأخذ من غير الجنس لأنه معاوضة فلا يجوز إلا برضا الغريم.
والمجوزون يقولون: إذا امتنع من أداء الواجب عليه ثبتت المعاوضة بدون إذنه للحاجة، لكن من منع الأخذ مع عدم ظهورالحق إستدل بما فى السنن عن أبى هريرة عن النبى أنه قال: أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك. وفى المسند عن بشير بن الخصاصية أنه قال يا رسول الله إن لنا جيرانا لا يدعون لنا شاذة ولا فاذة إلا أخذوها فإذا قدرنا لهم على شيء أنأخذه؟ قال: لا، أد الأمانة إلى من إئتمنك ولا تخن من خانك، وفى السنن عن النبى أنه قيل له أن أهل الصدقة يعتدون علينا أفنكتم من أموالنا بقدر ما يعتدون علينا؟ قال: لا. رواه أبو داود وغيره ..
فهذه الأحاديث تبين أن حق المظلوم فى نفس الامر اذا كان سببه ليس ظاهرا أخذه خيانة لم يكن له ذلك وان كان هو يقصد اخذ نظير حقه لكنه خان الذى ائتمنه فإنه لما سلم اليه ماله فأخذ بعضه بغير اذنه والاستحقاق ليس ظاهرا كان خائنا واذا قال أنا مستحق لما اخذته فى نفس الامر لم يكن ما ادعاه ظاهرا معلوما وصار كما لو تزوج امرأة فأنكرت نكاحه ولا بينة له فإذا قهرها على الوطء من غير حجة ظاهرة فإنه ليس له ذلك ولو قدر ان الحاكم حكم على رجل بطلاق امرأته ببينة اعتقد صدقها وكانت كاذبة فى الباطن لم يكن له ان يطأها لما هو الامر عليه فى الباطن،
فإن قيل: لاريب ان هذا يمنع منه ظاهرا وليس له ان يظهر ذلك قدام الناس لانهم مأمورون بإنكار ذلك لأنه حرام فى الظاهر لكن الشأن إذا كان يعلم سرا فيما بينه وبين الله،
قيل فعل ذلك سرا يقتضى مفاسد كثيرة منهى عنها فإن فعل ذلك في مظنة الظهور والشهرة، وفيه أن لا يتشبه به من ليس حاله كحاله فى الباطن فقد يظن الإنسان خفاء ذلك فيظهر مفاسد كثيرة ويفتح أيضا باب التأويل وصار هذا كالمظلوم الذى لايمكنه الإنتصار إلا بالظلم كالمقتص الذى لايمكنه الإقتصاص إلا بعدوان فإنه لا يجوز له الإقتصاص وذلك أن نفس الخيانة محرمة الجنس فلايجوز إستيفاء الحق بها كما لو جرعه خمرا أو تلوط به أو شهد عليه بالزور لم يكن له أن يفعل ذلك فإن هذا محرم الجنس والخيانة من جنس الكذب.
فإن قيل هذا ليس بخيانة بل هو إستيفاء حق والنبى نهى عن خيانة من خان وهو أن يأخذ من ماله ما لا يستحق نظيره، قيل هذا ضعيف لوجوه:
أحدها: أن الحديث فيه (أن قوما لايدعون لنا شاذة ولا فاذة إلا أخذوها أفنأخذ من أموالهم بقدر ما يأخذون؟ فقال: لا، أد الأمانة إلى من ائتمنك ولا تخن من خانك) وكذلك قوله فى حديث الزكاة (أفنكتم من أموالنا بقدر ما يأخذون منا؟ فقال: لا.)
الثانى: أنه قال:ولا تخن من خانك، ولو أراد بالخيانة الأخذ على طريق المقابلة لم يكن فرق بين من خانه ومن لم يخنه وتحريم مثل هذا ظاهر لا يحتاج إلى بيان وسؤال وقد قال (ولا تخن من خانك) فعلم أنه أراد إنك لا تقابله على خيانته فتفعل به مثل ما فعل بك فإذا أودع الرجل مالا فخانه فى بعضه ثم أودع الأول نظيره ففعل به مثل ما فعل فهذا هو المراد بقوله ولا تخن من خانك.
الثالث: أن كون هذا خيانة لا ريب فيه وإنما الشأن فى جوازه على وجه القصاص فإن الأمور منها ما يباح فيه القصاص كالقتل وقطع الطريق وأخذ المال ومنها مالا يباح فيه القصاص كالفواحش والكذب ونحو ذلك قال تعالى فى الأول: (وجزاء سيئة سيئة مثلها) وقال: (وإن عاقبتم فعاقبوا بمثل ما عوقبتم به) وقال: (فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم) فأباح العقوبة والاعتداء بالمثل، فلما قال ههنا (ولا تخن من خانك) علم ان هذا مما لا يباح فيه العقوبة بالمثل.(95/93)
مسألة أحببت أن أستشيركم بها حول كتاب فتاوى تعدد الزوجات
ـ[أبو سارة المدني]ــــــــ[11 - 05 - 08, 01:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
توكلت على الله وأقدمت بخطوة جريئة على الزواج من إمرأة ثانية وحينما دخلت هذا الباب كنت أبحث كثيراً في بطون الكتب عن فتاوى التعدد ولاحظت أن هناك مسائل أندثرت وهناك مسائل معاصرة لم يتطرق إليها أحد فعزمت وتوكلت على الله وجمعت مجموعة كبيرة من الفتاوى المعاصرة في هذا الباب (تعدد الزوجات) وعرضتها على الشيخ الفاضل عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين وأجاب بإسهاب - حفظه الله - وأيد الفكرة وقد خرّجت الأحاديث ونقحت الرسالة وعرضتها على شيخنا ابن جبرين - سلمه الله - للمراجعة وقدم وأجاز طباعتها وقبل الشروع بالطباعة أشار علي أحد طلاب العلم الأفاضل أن أجمع مع رسالة الشيخ فتاوى الشيخ ابن باز والعثيمين - رحمهما الله - وكذلك فتاوى الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - وأخرجها بكتاب شامل ليكون مرجعاً موسعاً ..
استشرت ابن الشيخ بن جبرين فقال الأمر سيان أفعل ما تراه الأنسب فقلت لعلي استأذن الشيخ واستشيره فقال أعرف رد والدي لن يمانع من أي فكرة تراها ..
الان تقديم الشيخ صفحتين كاملة تكلم فيها عن التعدد ووضع هذه المقدمة على أنها خاصة بالرسالة، وبعض طلاب العلم يقولون أخرج الفتاوى مجموعة أنفع للناس!!
استشرت الكثير والخلاف بينهم قائم في الرأي ..
حقيقة المادة العلمية جاهزة لدي جميعها وبالفعل محتار فأريد رأيكم قبل الاستخارة ..
أخوكم أبو سارة
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 02:12 ص]ـ
أظن أنه يجب أخذ الإذن من الشيخ طالما أنه أجاز طباعة الرسالة (الخاصة) فقط، ولعل طلاب العلم و المعددين و المقبلين على التعدد و الناوين عليه يُجيبونك (ابتسامة).
ـ[آل العبدلي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 01:32 م]ـ
مبارك عليك زواجك الثاني ودعواتك لباقي الأخوة (ابتسامة)
أما أنا فأؤيد جمع فتاوى الشيخين وغيرهما إليها زيادة في الفائدة.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 08:42 ص]ـ
مبارك لك التعدد
وأقترح عليك:
جعل ما جمعته في " ملحق " في آخر الكتاب
فتجمع بين الأمرين
مقدمة الشيخ للكتاب الأصل
والفائدة في جمع فتاوى المشايخ في آخر الكتاب على شكل ملحق
وحبذا لو كانت الفتاوى مصنفة على الأبواب ومفهرسة
ولا مانع من الإشارة لرقمها في الإحالة في أصل الكتاب
ولا تنس أن تستعين بكتابي! في " التعدد " (ابتسامة)
لكن لا داعي لوضعه في " الملحق "!!
طبعا ستجد فيه فتاوى - قليلة - أخذتها من في بعض المشايخ مباشرة
وفقك الله
ـ[أبو سارة المدني]ــــــــ[13 - 05 - 08, 08:07 م]ـ
أظن أنه يجب أخذ الإذن من الشيخ طالما أنه أجاز طباعة الرسالة (الخاصة) فقط، ولعل طلاب العلم و المعددين و المقبلين على التعدد و الناوين عليه يُجيبونك (ابتسامة).
الشيخ فيه السماحة وعدم الممانعة حتى ذكرت له في تخريج بعض الاحادبث اقتراحات وكان دائما يردد أفعل ما تراه مناسباً وأبنه أكد لي ذلك ..
أخي أبا خالد الكمالي إجابتك من باب التفاؤل بالشئ لك مستقبلاً إن شاء الله (ابتسامة)
ـ[أبو سارة المدني]ــــــــ[13 - 05 - 08, 08:09 م]ـ
مبارك عليك زواجك الثاني ودعواتك لباقي الأخوة (ابتسامة)
أما أنا فأؤيد جمع فتاوى الشيخين وغيرهما إليها زيادة في الفائدة.
آل العبدلي ..
لا حرمنا الله وإياك الخير حيث كان ..
أثابك الله على رأيك ..
ـ[أبو سارة المدني]ــــــــ[13 - 05 - 08, 08:12 م]ـ
مبارك لك التعدد
وأقترح عليك:
جعل ما جمعته في " ملحق " في آخر الكتاب
فتجمع بين الأمرين
مقدمة الشيخ للكتاب الأصل
والفائدة في جمع فتاوى المشايخ في آخر الكتاب على شكل ملحق
وحبذا لو كانت الفتاوى مصنفة على الأبواب ومفهرسة
ولا مانع من الإشارة لرقمها في الإحالة في أصل الكتاب
ولا تنس أن تستعين بكتابي! في " التعدد " (ابتسامة)
لكن لا داعي لوضعه في " الملحق "!!
طبعا ستجد فيه فتاوى - قليلة - أخذتها من في بعض المشايخ مباشرة
وفقك الله
بالنسبة لجعل الرسالة ملحق هذه فكرت بها كثيراً، لكن أشكل عليّ أني أحببت أن أدمجها في الفتاوى الأخرى مصنفة تحت كل باب ..
ولو جعلتها مستقلة لربما احتجت إلى تبويب آخر مما يجعل القارئ لا يصل لما يريد مباشرة ..
أما عن كتابك فحبذا لو ترسل لي اسمه لأني جمعت كتب حول التعدد ولا أدري لماذا هي شحيحة في الأسواق أهو خوف الموحدين؟!!
أجزل الله لك الأجر ..
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 08:31 م]ـ
"أحكام التعدد في ضوء الكتاب والسنة "(95/94)
إقامة جماعتين في مسجد واحد في وقتين مختلفين .. ماحكمه؟؟
ـ[أبو أسامه المهاجر]ــــــــ[11 - 05 - 08, 01:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخي الفضلاء
لي صديق عزيز يسكن في دمشق , يقول بأنه إلتقى بأحد طلاب العلم وأخبره بأن الشيخ الألباني رحمه الله يرى عدم جواز اقامة جماعتين في مسجد واحد في أوقات مختلفة
وقد ناقش صديقي هذا الرجل , وأخبره بحديث (من يتصدق على أخيكم) أو كما قال صلى الله عليه وسلم , فقال: إن الشيخ الالباني يرى بأنه خاص وليس بعام ..
وقال: بأن الشيخ يقول: لو أتيت للمسجد وقد فاتتك الجماعة الأولى فأنك تصلي منفرداً ولاتصلي مع جماعة أخرى
فهل كلام الشيخ رحمه الله هو الكلام الذي تؤديه الأدلة الشرعيه
أرجوا الإجابة وياحبذا لوكان معها الدليل كي يستطيع صاحبنا الدر على هذا الأخ المبارك
بارك الله بكم , وجزاكم الفردوس الأعلى
ـ[ابو كريم]ــــــــ[11 - 05 - 08, 01:58 ص]ـ
اخى الفاضل
اليكم هذا الرابط
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=14684
ـ[ماجد الحامد]ــــــــ[12 - 05 - 08, 06:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
مشايخي الفضلاء
لي صديق عزيز يسكن في دمشق , يقول بأنه إلتقى بأحد طلاب العلم وأخبره بأن الشيخ الألباني رحمه الله يرى عدم جواز اقامة جماعتين في مسجد واحد في أوقات مختلفة
وقد ناقش صديقي هذا الرجل , وأخبره بحديث (من يتصدق على أخيكم) أو كما قال صلى الله عليه وسلم , فقال: إن الشيخ الالباني يرى بأنه خاص وليس بعام ..
وقال: بأن الشيخ يقول: لو أتيت للمسجد وقد فاتتك الجماعة الأولى فأنك تصلي منفرداً ولاتصلي مع جماعة أخرى
فهل كلام الشيخ رحمه الله هو الكلام الذي تؤديه الأدلة الشرعيه
أرجوا الإجابة وياحبذا لوكان معها الدليل كي يستطيع صاحبنا الدر على هذا الأخ المبارك
بارك الله بكم , وجزاكم الفردوس الأعلى
اخي العزيز
نفس الكلام الذي سقته اعلاه سمعته من الشيخ باسم فيصل الجوابرة من تلاميذ الشيخ الألباني عندما كان يدرسنا مادة الحديث في جامعة الإمام
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 05 - 08, 07:02 م]ـ
حكم تكرار الجماعة في المسجد
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=130799)
ـ[ماجد الحامد]ــــــــ[12 - 05 - 08, 08:45 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو أسامه المهاجر]ــــــــ[13 - 05 - 08, 11:36 م]ـ
جزاكم الله خيراً ونفع بكم(95/95)
المِسْكُ الأَذْفَر (2): من أعداء الإسلام الحاقدين: لويس شيخو اليسوعي
ـ[أحمد بن موسى]ــــــــ[11 - 05 - 08, 11:13 ص]ـ
رابط له علاقة: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=136549
من أعداء الإسلام الحاقدين: لويس شيخو اليسوعي (1275هـ - 1346 هـ)
بقلم الدكتور عبد المحسن بن عبد العزيز العسكر
شهد العصر الحديث في نهضته الأدبية جماعة من النصارى العرب الذين اتجهت جهودهم إلى خدمة اللغة العربية، في مفرداتها وأدبها، وفي بعث جملة من دفائنها وكنوزها الخطية.
وهؤلاء القوم النصارى وإن كان الباعث لكثير منهم في تلك الأعمال قوميا محضا، إلا أنه وجد فيهم من كان همه الدعاية إلى نحلته، وإبراز نصوصها وآثارها ومآثرها، زعموا، وأضافوا إلى ذلك سيئة أخرى، هي الطعن في الإسلام والغض من القرآن والقدح في شخص النبي محمد صلى الله عليه وسلم، ولم يقصر هؤلاء المتعصبون جهودهم على خدمة آثارهم النصرانية فحسب، ولا جعلوا عداءهم للإسلام ورجاله في كتب خاصة ألفوها استقلالا، لا يقرؤها إلا من شاء من أبناء ملتهم، ولكن أيديهم الآثمة امتدت إلى مصنفات العلماء المسلمين بدعوى طبعها ونشرها في الناس، فعبثت بها تلك الأيدي ومسختها وحرفتها، أقبح مسخ وتحريف عرفته القرون.
ويأتي في الطليعة من هؤلاء النصارى الأب لويس شيخو اليسوعي، وهو الذي أدير عليه الحوار اليوم، فمن هذا الرجل؟ وما موقفه من المسلمين وتراثهم؟
اسمه: رزق الله بن يوسف بن عبد المسيح بن يعقوب بن شيخو اليسوعي.
ولد في ماردين: بالجزيرة الفراتية عام 1275 هـ الموافق 1859 م وعزمت عليه نفسه الذهاب إلى لبنان يافعا للاتصال بأهل نحلته ومثافنتهم، فدخل مدرسة الآباء اليوسوعيين في غزير، وأبحر إلى أوروبا ليزداد تعمقا في دينه ومعرفة بعلوم عصره، فالتحق بمدارس الرهبانية اليوسوعية، ودرس هناك اللغات اليونانية واللاتينية والفرنسية، ثم قفل إلى لبنان منتظما في سلك الرهبانية سنة 1874م وتمسى بـ "لويس" وانصرف إلى تعليم الآداب العربية في كلية القديس يوسف، ثم أنشأ مجلة "المشرق " سنة 1898م، وطفق يكتب أكثر مقالاتها بقلمه مدة خمس وعشرين سنة، بهمة ونشاط، وألف جمعا من الكتب التاريخية والأدبية واللغوية ونشر كثيرا من المخطوطات في هذه الفنون نفسها، وكانت وفاته في بيروت سنة 1346 هـ الموافقة 1927 م وقد وصفه من رآه وهو كراتشكوفسكي الباحث الروسي بأنه آية في الصبر على البحث والقراءة ومداومة العمل الساعات الطويلة (انظر مع المخطوطات العربية لكراتشكوفسكي 23)
ومن أشهر مؤلفاته المطبوعة:
1 - شعراء النصرانية في الجاهلية
2 - مجاني الأدب في حدائق العرب
3 - الآداب العربية في القرن التاسع عشر
4 - الأحكام العقلية في المدارس العلمية اللادينية
5 - أسباب الطرب في نوادر العرب
ومما نشره من الكتب العربية لغيره:
1 - الالفاظ الكتابية لعبد الرحمن بن عيس الهمداني
2 - فقه اللغة للثعالبي
3 - مقالات فلسفية لبعض فلاسفة العرب
(انظر معجم المطبوعات العربية والمعربة لسركيس 2/ 1166 والأعلام للزركلي 5/ 246)
تلك بعض مؤلفات شيخو ومنشوراته، وثمة أخرى غيرها، ولقد ظل الرجل سحابة عمره وفيا لدينه النصراني، خادما لطائفته، مشيدا بهم يضع لهم المصنفات والمناهج الدراسية (انظر رواد النهضة الحديثة لمارون عبود 225 "المعاصرون لمحمد كرد علي" 318)
وأنشأ مكتبة ضخمة في دير الآباء اليوسوعين، أضحت مثابة لهم لا سيما بعد أن جمع لها نوادر المصنفات العربية، وطاف من أجلها بلاد أوروبا والشرق، واستنسخ كثيرا من الفوائد مما ضمته خزائن الكتب هنا وهناك (معجم المطبوعات العربية 2/ 1167)
ولم يكن تعصبه لنصرانيته معتدلا ولا مستورا، بل كان تعصبا عاليا عنيفا مجاهرا به، مما جعل أبناء ملته يلومونه على ذلك ويعدونه من أخطائه. (رواد النهضة الحديثة 226)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/96)
ومن آثار تعصبه أنه جعل جمهور الشعراء الجاهليين نصارى، وصنع في ذلك كتابا ذا عدة أجزاء يجمع شعرهم وأخبارهم سماه "شعراء النصرانية في الجاهية" ومضت الإشارة إليه, وهذه لا جرم مغالطة سافرة، إذ ليس الشعراء الجاهليون كلهم على دين واحد، ولقد خالف لويس شيخو في وجهته تلك جماعة من الأدباء والمؤرخين، ولا غرو أن يكون فيهم نصارى معاصريه، لأن الحق قديم، والاعتراف به شرف وفضيلة، ومن ذلك ما قاله إدورد فنديك: كتاب دواوين شعراء النصرانية جمعه القس لويس شيخو اليسوعي طبع في 2ج بيروت سنة 1890م ويتضمن أشعار شعراء النصرانية في أيام الجاهلية، وهو مجموع يعول عليه في بابه، ولو أن الجامع عدّ من النصارى كل شاعر لم يثبت إشراكه. (اكتفاء القنوع بما هو مطبوع 37)
وقال مارون عبود: سمعنا بكتاب شعراء النصرانية فاستقدمناه، فإذا هو لهذا العلامة الجليل " لويس شيخو " وإذا كل من عرفناهم من شعراء جاهلين قد خرجوا من تحت سن قلمه نصارى. كان التعميد بالماء فإذا به قد صار بالحبر. (رواد النهضة الحديثة 225)
ومن ملامح تعصب شيخو أنه حين كتب تاريخ الآداب العربية جعل يبرز أدباء النصارى مشيدا بهم في شتى الأقطار، وفيهم من لا يستحق أن يوصف بالكتابة ولا بالشعر، إنما غرض هذا الرجل التكثر بجماعته ليجعلهم طلائع النهضة الحديثة وروادها، وأغمض عينيه عن علماء الإسلام وأدار لهم ظهره، فلم يذكر منهم سوى فئة قليلة، تضيع في معمعة الأسماء النصرانية التي ساقها، وحين عوتب على ذلك أجاب بأنه لا يعرف رجال الإسلام. (المعاصرون 320و تاريخ الأدب العربي للدكتور عمر فروخ 1/ 23)
ولا ريب أن هذا منه كذب، فإنه يقرأ الصحف والمجلات العلمية، ويطالع المصنفات العصرية، ويستبعد أن يخطئ سمعه دوي الأسماء البارزة في أمة الإسلام إذ ذاك، كما أن بإمكانه السؤال والبحث والتنقير، لا سيما أنه الموصوف بالبحاثة المطلع.
ومن أثار تعصبه حملته الظالمة على العالم اللغوي الأديب أحمد فارس الشدياق المتوفى سنة 1304هـ حين اعتنق الإسلام وخلع النصرانية، فكان شيخو يعرض به، ويغمز من قناته، ويسميه الضال ويسوق شعرا في هجائه، ثم يجعل اعتناقه للإسلام منبعثا عن طمعه بالمناصب والأموال، وهداه تعصبه بأخرة - أعني شيخو- إلى أن يدعي أن الشدياق تقهقر عن دينه الإسلام إلى النصرانية عند وفاته (تاريخ الآداب العربية لشيخو 111)
أقول: وهذه من أعظم الفرى على التاريخ وعلى الشدياق نفسه، وهو كذب مكشوف، ولم يذكر هذا الخبر سوى شيخو متفردا به، وقد رد عليه ودحض زعمه الأستاذ زكي محمد مجاهد في كتابه " الأعلام الشرقية 3/ 987"
وأفادنا مارون عبود وهو من أكثر الناس إعجابا بالشدياق وإجلالا له، واطلاعا على أخباره أنه زار ضريح الشدياق ورأى فوقه هلالا، وتلك علامة صريحة بأن صاحب الضريح مسلم عند القوم، ولو كان نصرانيا لنصب فوقه الصليب. (ذكرت ذلك للاستدلال به. وإلا فشريعة الإسلام تمنع من الكتابة على القبور والرسم عليها والبناء فوقها)
هذا وبلغ بلويس شيخو بغضه للإسلام أن أبغض العرب لأن نبي الإسلام عربي صلى الله عليه وسلم، ولأن العرب هم الذين آزروا الإسلام في أول أمره، وحملوا رسالته إلى العالمين، ولذا مضى شيخو يغمط حق العرب في مدنيتهم، ويخلق لهم المثالب، ويهمزهم ما استطاع إلى ذلك سبيلا. ومن أجل ذلك سلكه الأستاذ محمد كرد علي في عداد الشعوبيين الأجلاد. (انظر المعاصرون
320)
ويظن طائفة ممن أعجبوا بلويس شخو أنه كلف مغرم بما أبدعته الحضارة الإسلامية من علوم العربية وآدابها، وأن إعجابه الشديد هو الذي دفعه إلى طبع الكتب العربية وإحيائها، ونشرها بين الناس.
وأرى غير ذلك، فإن الحق الذي لا خفاء به أن لويس شيخو إنما عمد إلى نشر كتب المسلمين لغرض خفي في نفسه، وهو أن ينفث من خلالها سمومه وأدواءه، لأنه واثق من أن تلك الكتب سيكون لها رواج في سوق المسلمين، أما مصنفاته فلن تعدو في الغالب محيط قومه وأبناء بيئته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/97)
وإذا نظرت إلى عمله في إحياء الكتب العربية الإسلامية بدا لك أنه استهله استهلالا أسود صارخا كائدا، فإنه شرع بادي الرأي بطباعة كتاب " الألفاظ الكتابية "للهمداني" و"فقه اللغة للثعالبي" وماذا فعل؟ لقد حذف منهما الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، فلاحظ عليه ذلك العلماء وأرباب الفكر والعارفون من علماء المشرقيات المستعربين، فاضطر بعد إلى الرجوع عن هذه الطريقة في الكتب التي أحياها من أسفار العرب. (انظر المعاصرون 318)
ولئن انتبه العلماء والعارفون بما فعله شيخو من حذف الآيات والأحاديث النبوية فقد لا ينتبهون إلى شيء آخر، وهو ذلك الدس والمسخ الخفي الذي قلما يتفطن له إلا بالصبر والفحص ومراجعة الأصول، ولذا فإني أمام أولئك الأسفار التي بعثها شيخو لفي ريب بالغ من كل ما خرج من بين أصابعه، مما له علاقة بإرثنا الإسلامي والعربي، وأدعو من على هذا المنبر بني أمتي على إعادة ما نشره لويس شيخو وإخوانه الآباء اليسوعيون من تراثنا، ومقابلته على أصوله الصحيحة الأولى، فإن هؤلاء قوم لا يوثق بنقلهم، لتلاعبهم وتعصبهم وتحريفهم. كما يقول الشيخ العلامة أحمد شاكر. رحمه الله (انظر تحقيقه لكتاب الشعر والشعراء لابن قتيبة 2/ 791)
وأجيئك الآن بشاهد يعزز لك ريبي ذاك في لويس شيخو وأعماله، وهو ما أفادنا به الأستاذ الكبير الدكتور شكري فيصل في مقدمة تحقيقه الجليل لديوان أبي العتاهية، فلقد دهش الدكتور شكري حقا وصدقا حين قابل بين صفحات معدودات من أصول الديوان الخطية، وبين ما أخرجه لويس شيخو باسم " الأنوار الزاهية في ديوان أبي العتاهية " لقد رأى الدكتور شكري فيصل في عمل شيخو مسخا وطمسا وحذفا وتحريفا متعمدا جاوز كل حدود التعصب والتلاعب.
وفعلات شيخو في الديوان "مست كل ما يتصل بألفاظ القرآن وتعابيره، وكل ما يتصل بالنبي صلى الله عليه وسلم ورسالته، وكل ما يتصل بمفاهيم الإسلام من الوحدانية والنشور والآخرة" (انظر أبو العتاهية أشعاره وأخباره 13)
فألفاظ التوحيد في ديوان أبي العتاهية تحولت في نشرة شيخو إلى ما يوافق عقيدة النصارى، فعبارة " لا شريك له " جاءت " لا مثيل له " في قول أبي العتاهية:
فحسبي الله لا شريك له ....
وتعبير " لست والدا " يؤول إلى " لست محدثا " في بيت أبي العتاهية:
شهدنا لك اللهم أن لست محدثا **** ولكنك المولى ولست بمولود
والشطر " هو الذي لم يولد ولم يلد " يؤول على حساب المعنى والوزن إلى " فهو الذي به رجائي وسندي " والأب لويس شيخو لا يطيق أبدا أن يرى اسم "محمد" الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم في شعر أبي العتاهية، ولهذا فهو يحرف هذا الإسم ما وجده، حتى لو تغير البيت كله، ودونك بيت أبي العتاهية المشهور:
وإذا ذكرت محمدا ومصابه **** فاذكر مصابك بالنبي محمد
جعله شيخو:
وإذا ذكرت العابدين وذلهم **** فاجعل ملاذك بالإله الأوحد
وإذا مر شيخو بعبارات " رسول الله " أو " نبي الله " أو " مرسل " بادر إلى تغييرها بما يوافق هواه، فإن أعوزته الحيلة وضاق به سبيل التحريف حذف البيت كاملا، من نحو قول أبي العتاهية:
وهو الذي بعث النبي محمدا **** صلى الإله على النبي المصطفى
فإنك لا تجد هذا البيت في " الأنوار الزاهية " وقد يطوي الأبيات ذوات العدد ويبعدها إبعادا.
وفي ختام عرضه لعمل شيخو في " ديوان أبي العتاهية " أهاب الدكتور شكري فيصل بالمهتمين والعاملين في حقل الدراسات الأدبية من المسلمين أينما كانوا أن يبادروا استنقاذا لسمعة تراثهم أن يكون من بين الذين يعملون فيه من تهون عليهم كل القيم العلمية والأخلاقية، يدوسونها من غير رادع ثم لا يتورعون، من أمثال لويس شيخو وأضرابه. (انظر أبو العتاهية أشعاره وأخباره 13)
ولقد كنت في زمن الصبا معجبا بكتاب " مجاني الأدب في حدائق العرب" لشيخو مكبا على قراءته، وهو اختيارات أدبية مبوبة من الشعر والنثر، منتخبة من عصور الأدب المختلفة وجاء في ستة أجزاء، وما زال الكتاب يقع مني موقع الرضا، إلى عهد غير بعيد، حتى وقفت على إشارة متينة من العلامة أحمد تيمور رحمه الله في إحدى حواشيه على كتاب " الآثار النبوية " ص 10 يشتكي فيها من صينع لويس شيخو حيث أورد في كتابه " المجاني " قصيدة للبحتري فيها ذكر للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وشيء من مآثره، ولكن لويس شيخو حرف وبدل واحتال حتى أسقط اسم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/98)
النبي صلى الله عليه وسلم وكل ما يشير إليه من قريب أو بعيد، وهذه اللفتة الذكية من أحمد تيمور دليل على فساد الكتاب كله، وأنه غير بريء. فلينتبه لذلك من يصفون هذا الكتاب للناشئة.
وإذا كانت تلك قصة الأب لويس اليسوعي مع تراث المسلمين فإن عنده ما هو أدهى من ذلك وأطم، ألا وهو صولاته وجولاته الخاسرة مع كتاب المسلمين المقدس " القرآن " فإنه كان يرشقه بسهامه الكائدة الماكرة على البعد، من مثل قوله في مجلته " المشرق " (وهذه المجلة تحتاج على حديث خاص) قال حين طبع كتاب " الطراز المتضمن لأسرار البلاغة وعلوم حقائق الإعجاز " ليحيى العلوي: سعت دار الكتب الخديوية بنشر كتاب الطراز .. طبعته المقتطف .. غايته إثبات إعجاز القرآن، وإنما يشتمل على إفادات لغوية جمة، وملحوظات أدبية دقيقة.
(انظر كلامه في المشرق السنة الثامنة عشرة ص 487 1920م)
لاحظ قوله: وإنما يشتمل على إفادات لغوية ... أي إنما في القرآن من الإعجاز لا يعدو أن يكون مجرد إفادات لغوية، وملحوظات أدبية.
ويظهر أخيرا أن شيخو لم يستطع كظم غيظه ولا حقده على القرآن، فحشد كل طاقته وجمع كل قواه، وأعانه على كيده قوم آخرون، فأخرج رسالة دعاها " خرافات القرآن " وترجمت إلى غير لغة لينتفع بها أعداء الإسلام ودعاة التنصير في العالم. (انظر مجلة المنار المجلد السابع عشر ص 146 ومقدمات العلوم والمناهج لأنور الجندي 1/ 297)
ولكن هيهات فقد ذهبت رسالة شيخو أدراج الرياح كما ذهب هو، ولم يبق من رسالته إلا أنها شهدت بالفضيحة والخزي على هذا الرجل وقومه، وسجلت عجزهم عن أن ينالوا من القرآن شيئا، كما عجز أسلافهم من قبل.
وبذا يظهر لنا معشر المسلمين بجلاء لا خفاء به، أن كتاب الله تعالى القرآن حصن منيع تتهاوى عنده مكايد الأعداء والمارقين على مر الأيام، وصدق رب العزة سبحانه حيث يقول " إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون " (سورة الحجر آية 9)
وبعد فهذه إلماعة عن لويس شيخو اليسوعي، أرجو أن تكون مفصحة عن حالة، وعسى أن تتاح لي أو لغيري فرصة أوسع من هذه لدرس جميع أعمال الرجل، والكشف عما حاكه من الكيد للإسلام وأهله والله المستعان.(95/99)
فضل لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[ريم صباح]ــــــــ[11 - 05 - 08, 11:27 ص]ـ
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عبد الله بن قيس! ألا أدلُّك على كنز من كنوز الجنّة؟) فقلت: بلى يا رسول الله! قال: (قل: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله) متفق عليه.
عن حازم بن حرملة الأسلمي رضي الله عنه قال: مررت بالنبي صلى الله عليه وسلم فقال لي: (يا حازم! أكْثر منْ قول: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنّها من كنوز الجنّة) صحيح ابن ماجه.
عن قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ألا أدلك على باب من أبواب الجنّة؟) قلت: بلى، قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله) صحيح الترمذي.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ألا أعلّمك – أو قال – ألا أدُلُّك على كلمة من تحت العرش من كنز الجنّة؟ تقول: لا حول ولا قوّة إلاّ بالله، فيقول الله عزّ وجلّ: أسلم عبدي واسْتسلم) رواه الحاكم (1/ 21) بسند صحيح.
قال النووي رحمه الله: قال العلماء: سبب ذلك أنّها كلمة اسْتسلام وتفويض إلى الله تعالى، واعْتراف بالإذعان له، وأنّه لا صانع غيره، ولا رادّ لأمره، وأنّ العبد لا يملك شيئاً من الأمر، ومعنى الكنز هنا: أنّه ثواب مدّخر في الجنّة، وهو ثواب نفيس، كما أنّ الكنز أنفس أموالكم)).
وقال ابن رجب رحمه الله: فإنّ المعنى: لا تحوّل للعبد من حال إلى حال، ولا قوة له على ذلك إلاّ بالله، وهذه كلمة عظيمة وهي كنز من كنوز الجنّة)).
وقال ابن القيّم رحمه الله: لمّا كان الكنز هو المال النفيس المجتمع الذي يخفى على أكثر النّاس، وكان هذا شأن هذه الكلمة، كانت كنزاً من كنوز الجنة، فأوتيها النبي صلى الله عليه وسلم من كنز تحت العرش، وكان قائلها أسلم واستسلم لمن أزمّة الأمور بيديه، وفوّض أمره إليه)).
وقال: إنّ العالم العلوي والسفلي له تحول من حال إلى حال، وذلك التحول لا يقع إلا بقوة يقع بها التحول، فذلك الحول وتلك القوة قائمة بالله وحده، وليست بالتحويل، فيدْخل في هذا كلّ حركة في العالم العلوي والسفلي، وكلّ قوة على تلك الحركة كحركة النبات، وحركة الطبيعة، وحركة الحيوان، وحركة الفلك، وحركة النفس والقلب، والقوة على هذه الحركات التي هي حول، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله)).
وقال: هذه الكلمة لها تأثير عجيب في معاناة الأشغال الصعبة، وتحمّل المشاق، والدخول على الملوك ومن يُخاف، وركوب الأهوال)).
وبيّن رحمه الله في زاد المعاد ((أنّ لهذه الكلمة تأثيراً قوياً في دفع داء الهم والغم والحزن. قال: لما فيها من كمال التفويض والتبري من الحول والقوة إلاّ به، وتسليم الأمر كلّه له، وعدم منازعته في شيء منه، وعموم ذلك لكل تحول من حال إلى حال في العالم العلوي والسفلي والقوة على ذلك التحول، وأنّ ذلك بالله وحده، فلا يقوم لهذه الكلمة شيء)).
قال: ((ولها تأثير عجيبفي طرد الشيطان)).
وقال شيخ الإسلام رحمه الله: هذه الكلمة بها تحمل الأثقال، وتكابد الأهوال، وينال رفيع الأحوال)).
وقال:هذه الكلمة كلمة استعانة، لا كلمة اسْترجاع، وكثير من النّاس يقولها عند المصائب بمنزلة الاسترجاع، ويقولها جزعاً لا صبراً)).
وفي الختام: فإنّ لا حول ولا قوة إلا بالله كنز من تحت العرش من كنوز الجنّة حقيقة، أنزلها الله تعالى على نبيه صلى الله عليه وسلم، وعلمه إياها، ومنّ عليه وعلى أمّته بها، وقد حث صلى الله عليه وسلم على الإكثار من قولها لتحصيل ثوابها المدّخر في الجنّة، وهو ثواب نفيس، وهكذا الكنز يكون نفيساً
م ن ق و ل(95/100)
أقسام اللعن ... (تقسيم رائع وجيد) لفضيلة الشيخ: صالح المغامسي.
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 11:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر الشيخ الفاضل: صالح المغامسي في الشريط الثاني أو الثالث من المجموعة الثالثة من التأملات القراءنية أقسام اللعن فأحببت إيراده من باب الفائدة وهي:
القسم الأول: لعن المؤمن المصون فهذا لا يجوز.
القسم الثاني: لعن الأوصاف العامة فهذا جائز مثل قولك: ألا لعنة الله على الظالمين وهكذا.
القسم الثالث: لعن الأوصاف الخاصة مثل قولك: لعن الله آكل الربا، لعن الله السراق وهكذ.
القسم الرابع: لعن الكافر الميت المتحقق كفره فهذا يجوز مثل لعن أبي جهل وغيره.
القسم الخامس: لعن الكافر الميت غير المتحقق كفره فهذا الأولى تركه.
القسم السادس: لعن الكافر الحي فقال الشيخ هذا لا يلعن لأن الله تعالى يقول: (إن الذين كفروا وماتوا وهم كفار أولئك عليهم لعنة الله والملائكة والناس أجمعين)
القسم السابع: لعن المسلم الفاسق فهذا إن كان الكافر الحي لا يلعن فهذا من باب أولى.
وأحثٌ الإخوة الفضلاء الكرماء النبلاء على سماع أشرطة هذا ######### ففيها من الخير الكثير والعلم الغزير ...
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً،،
محبكمـ
أبو المهند القصيمي.
ـ[أبوعبدالرحمن المياسي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 12:11 م]ـ
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك وفي الشيخ صالح المغامسي.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:34 م]ـ
جزاك الله خير أخي أبو المهند ونفع بك ...
لكن هناك مسألة الكافر المحارب ... ..
ومسألة الكافر الظالم ..
هل نقول يجوز لكن الأولى تركه .. !! أم ماذا
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:35 م]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.
لكن هناك تداخل بين القسم الأول والأخير، فالحكم واحد.
والمسلم لا يجوز لعنه أيا كان.
أما الكافر المحارب فيجوز لعنه كما لعن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رعل وذكوان وعصية، وكما لعن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة.
بسم الله الرحمن الرحيم
[ COLOR="DarkOrchid"]
وأحثٌ الإخوة الفضلاء الكرماء النبلاء على سماع أشرطة هذا العالم الجهبذ الناسك العابد ففيها من الخير الكثير والعلم الغزير ...
....
أخي الفاضل أبو مهند حنانيك لا تبالغ في الإطراء.
الشيخ صالح المغامسي نحسبه والله حسيبه ولا نزكيه على الله تعالى من طلبة العلم الفضلاء، أما هذه الأوصاف فلا يا أخي ...
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[13 - 05 - 08, 07:51 ص]ـ
يعني أيش حكم لعن بوش؟!
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 10:36 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك الله فيك وفي الشيخ صالح المغامسي.
بارك الله فيك يا أخي
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 10:38 ص]ـ
جزاك الله خير أخي أبو المهند ونفع بك ...
لكن هناك مسألة الكافر المحارب ... ..
ومسألة الكافر الظالم ..
هل نقول يجوز لكن الأولى تركه .. !! أم ماذا
وإياك ..
الشيخ يستدل باآية ولم يفرق بين المحارب وغيره بل حتى ذكر شارون ثم قال كنت سابقاً لعنته ولكن القرآن أولى أن نتبعه ..
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 10:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا، وبارك فيك.
لكن هناك تداخل بين القسم الأول والأخير، فالحكم واحد.
والمسلم لا يجوز لعنه أيا كان.
أما الكافر المحارب فيجوز لعنه كما لعن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رعل وذكوان وعصية، وكما لعن عتبة بن ربيعة وشيبة بن ربيعة.
أخي الفاضل أبو مهند حنانيك لا تبالغ في الإطراء.
الشيخ صالح المغامسي نحسبه والله حسيبه ولا نزكيه على الله تعالى من طلبة العلم الفضلاء، أما هذه الأوصاف فلا يا أخي ...
لا يا أخي ليس هناك تداخل بين القسم الأول والأخير بل القسم الأخير لعن الفاسق بعض العلماء كابن الجوزي يرى جواز لعنه وراجع فتح المجيد فقد ذكر ذلك في كلامه على حديث لعن الله من ذبح لغير الله ... الخ.
وشكراً لك على النصيحة وبورك فيك ..
ـ[أبو يوسف النجدي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 01:56 م]ـ
جزاك الله خيراً، وبارك فيك
ـ[خالد المراكشي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 02:20 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب على هذا الموضوع الجميل و المفيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/101)
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[16 - 05 - 08, 11:52 م]ـ
يعني أيش حكم لعن بوش؟!
لم يجبني أحد!
ما حكم لعن بوش؟
ما حكم لعن رجاء سلطان التي سبت الرسول؟
ما حكم لعن شارون الذي عذب المسلمين وانتهك أعراضهم اليهودي؟
ما حكم لعن لينيين وماركس الملحدان الذين ماتا على الإلحاد؟
ما حكم لعن الذين يقتلون السنة في العراق ويحرقوهم؟
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[17 - 05 - 08, 03:50 ص]ـ
لا يا أخي ليس هناك تداخل بين القسم الأول والأخير بل القسم الأخير لعن الفاسق بعض العلماء كابن الجوزي يرى جواز لعنه وراجع فتح المجيد فقد ذكر ذلك في كلامه على حديث لعن الله من ذبح لغير الله ... الخ.
وشكراً لك على النصيحة وبورك فيك ..
أخي الكريم بارك الله فيك:
أولاً: لقد قلتُ سابقا أن هناك تداخلٌ بين القسم الأول والأخير، وقصدت به: أن لعن المسلم لايجوز سواء كان عاصيا أو غير عاص، كما رجحه ابن العربي وابن تيمية وغيرهما بدليل ما رواه البخاري في صحيحه: حينما جلد رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رجلا في الخمر، فقال رجلٌ له: " اللهم اللعنه ما أكثر ما يُؤتى به " فنهاه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن لعنه .... " الحديث، وغيرها من الأحاديث الصحيحة.
ثانياً: القسم الثاني والقسم الثالث واحد لا فرق بينهما، وكلاهما من الأوصاف العامة، وليس إحداهما عاماً والآخر خاصاً، فالظالمون، والفاسقون، والمبتدعون، وآكلوا الربا، وشاربوا الخمر، والسارقون، والزناة، هذه أوصاف عامة كما ذكر ذلك أهل العلم حينما فرقوا بين النوع والعين في إطلاق الحكم على الناس أو اللعن، وليس كما ذكر الشيخ صالح المغامسي.
ثالثاً: قول الشيخ صالح المغامسي: " القسم الخامس: لعن الكافر الميت غير المتحقق كفره ... ".
أقول: كان الأولى والأصح في التعبير أن يقال: " القسم الخامس: لعن من عاش كافراً وجُهل موته على الكفر ".
رابعاً: قول الشيخ صالح المغامسي: " القسم السادس: لعن الكافر الحي فقال الشيخ هذا لا يلعن ... " الجزم هكذا يوحي أن هذا قول واحد لا خلاف فيه، وليس كذلك، فهناك خلاف بين أهل العلم هل يُلعن أو لا؟ فذهب الإمام الغزالي إلى المنع من لعن الكافر المعين مستدلا بالآية الكريمة السابقة فقد قيدت الآية استحقاق اللعنة بالوفاة على الكفر.
وذهب الإمام ابن العربي المالكي إلى جواز لعن الكافر المعين مستدلا بجواز لعنه لظاهر حاله ولجواز قتله وقِتاله.
خامساً: هناك رسالة قيمة طبعت بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية عام 1422 هـ تأليف الشيخ الدكتور باسم بن فيصل الجوابرة بعنوان [الملعونون في السنة الصحيحة] أو [مختصر مرويات اللعن] ذكر فيه مباحث قيمة منها: المبحث الثاني: من يستحق اللعن ومن لا يستحق، ذكر فيه الأقوال والأدلة والترجيح بأسلوب علمي سليم، وذكر عشرة أدلة من القرآن الكريم، وأتبعها بأدلة من السنة النبوية بلغت سبعةً وأربعين حديثا من مرويات اللعن.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=56799&stc=1&d=1210981746
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[18 - 05 - 08, 10:53 ص]ـ
أخي صقر بن حسن ..
بارك الله فيك وجزاك الله خيراً ..
منكم نستفبد ..
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[21 - 05 - 08, 01:37 م]ـ
الأخ أبو مهند القصيمي
جزاك الله كل خير وبارك فيك وزاد من فضله
ـ[أبو عبد الله الإيراني]ــــــــ[24 - 10 - 09, 04:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخي الغالي ممكن رابط تحميل هذا الكتاب الي ذكرته (الملعونون في السنة الصحيحة) اذا كان مصور
كان احسن
بارك الله فيك
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[24 - 10 - 09, 04:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
اخي الغالي ممكن رابط تحميل هذا الكتاب الي ذكرته (الملعونون في السنة الصحيحة) اذا كان مصور
كان احسن
بارك الله فيك
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذه الرسالة موجودة عندي بمكتبتي وهي الآن بعيدة عني وسأحاول إن شاء الله تعالى أن أصورها كاملة إذا رجعت إليها.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[24 - 10 - 09, 05:04 م]ـ
ونحن ننتظر ايضا .. وفقك الله واعانك على تصويرها ورفعها لننتفع بها(95/102)
الأعمال الخيرية والأُجرة.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 02:29 م]ـ
إخواني الأعزاء:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من يعمل بالإمامة أو بالخطابة أو بالتدريس أو بالتحفيظ وغيرهامن الأمور الخيرية، لايعمل إلا لأجل المال .. ماحكم هذا العمل وقد أُمرنا بالإخلاص وكيف نحمل قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (إن أحق ما أخذتم عليه أجرا كتاب الله).
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 05 - 08, 06:41 م]ـ
وكذلك من يعمل في مؤسسات خيرية ويستقبل التبرعات لطباعة المصاحف
هل هذا الموظف الذي يأخذ المال من المتبرع ويحرره في السندات له نصيب من أجر هذا المصحف .. ؟
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 12:32 م]ـ
- للرفع والفائدة -
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[03 - 12 - 08, 12:00 م]ـ
مثلاً: العلماء يحرمون الحج عن الغير من أجل المال،فهل الإمامة،والتحفيظ، والدعوة ... لها نفس الحكم، فمن فعلها لأجل المال يحرم عليه ذلك؛ لأن بعض الشباب أو كثيرا لو مُنع من المال لما قام بهذا العمل.(95/103)
السلام عليكم ... هل يصح هذا الدعاء "اللهم أرهم المكروه بكل ما اوتيت من قوه"؟
ـ[ابا عبدالعزيز]ــــــــ[11 - 05 - 08, 03:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اخواني الأحباب أردت السؤال عن:
جواز الدعاء بهذا الدعاء:
"اللهم أرهم المكروه بكل ما اوتيت من قوه"
مع العلم إن في النفس شيئا منه على عدم جوازه وسببه لما حدد باللون الأزرق.
وبارك الله فيكم
ـ[السني]ــــــــ[11 - 05 - 08, 05:59 م]ـ
نستغفر الله
بل هذا الدعاء لا يجوز، فالله جل وعلا هو الذي يمد الخلق بالقوة، فكيف .... أستغفر الله .. أستغفر الله!!
ـ[ابا عبدالعزيز]ــــــــ[11 - 05 - 08, 08:50 م]ـ
نستغفر الله
بل هذا الدعاء لا يجوز، فالله جل وعلا هو الذي يمد الخلق بالقوة، فكيف .... أستغفر الله .. أستغفر الله!!
أحسنتم وبارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:24 ص]ـ
أعوذ بالله
أستغفر الله
ـ[فيصل الحربي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 11:01 ص]ـ
نعوذ بالله من الجهل
واسباب هذا التعدي بالدعاء
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[23 - 11 - 08, 12:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اخواني الأحباب أردت السؤال عن:
جواز الدعاء بهذا الدعاء:
"اللهم أرهم المكروه بكل ما اوتيت من قوه"
وبارك الله فيكم
هذا من التعدي في الدعاء ففي إيهام بأن قوة الله لها حد!
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[23 - 11 - 08, 03:18 م]ـ
واضح ما في العبارة من مخالفة عقدية باتفاق أهل العلم جريا مع القواعد العامة في باب الأسماء و الصفات.
ـ[ابراهيم العنزي]ــــــــ[24 - 11 - 08, 08:13 ص]ـ
http://www.altafsir.com/
السؤال
uran_Search.asp
استطرد لفظ القوة من الآيات وتدبرها من تفسير ابن كثير رحمه الله(95/104)
نصاب الريالات الورقية
ـ[أبومحمد والبراء]ــــــــ[11 - 05 - 08, 06:03 م]ـ
نصاب الريالات الورقية
سؤال: ما نصاب الزكاة بمال الناس اليوم بالريالات الورقية؟ وهل يعتبر بالذهب، أم بالفضة؟
الجواب:
النصاب الأصل أنه في الذهب عشرون مثقالاً، وفي الفضة مائتا درهم، كل ذهب أو فضة، والعشرون المثقال تعادل أحد عشر جنيهاً وثلاثة أرباع الجنيه يعني تقارب اثنين أو ثلاثة وتسعين جرام، ومن عنده تسعين جرام فأكثر هذا يجب عليه الزكاة إذا كان من أهل الذهب، وإذا كان من أهل الورق والدراهم فالريال الورقي هو بدل الريال الفضة فالمنظور فيه إلى الفضة، والنصاب مائتا درهم يقدره أهل العلم بـ 56 ريال عربي فضة فَيُنْظَر كم يساوي هذا الريال العربي الفضة فتجعل قيمته هي النصاب.
مقتبس من موقع الشيخ عبدالكريم الخضير
ـ[السدوسي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 01:08 م]ـ
حسب النظام العالمي فإن العملات تغطى بالذهب لا بالفضة وعلى هذا فينظر إلى نصاب الذهب.(95/105)
هل يصح أن يُقال بأن في القرآن سجع؟
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[11 - 05 - 08, 06:16 م]ـ
آمل التكرم بإيفادتي عن بحث (معاصر) تناول هذه المسألة بشيء من التوسع
وشكراً(95/106)
هل يصح أن يُقال بأن في القرآن سجع؟
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[11 - 05 - 08, 06:18 م]ـ
أرغب في بحث معاصر عن هذه المسألة
وشكراً
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 06:42 م]ـ
مصطلح الفاصلة في القرآن
د. محمد حسين الصغير
الفاصلة في القرآن الكريم: آخر كلمة في الآية، كالقافية في الشعر، وقرينة السجع في النثر، خلافاً لأبي عمرو الداني ?ت:444ه? الذي اعتبرها كلمة آخر الجملة. إذ قد تشتمل الآية الواحدة على عدة جمل، وليست كلمة آخر الجملة فاصلة لها، بل الفاصلة آخر كلمة في الآية، ليعرف بعدها بدء الآية الجديدة بتمام الآية السابقة لها.
وتقع الفاصلة عند الاستراحة بالخطاب لتحسين الكلام بها، وهي الطريقة التي يباين القرآن بها سائر الكلام، وتسمّى فواصل، لأنه ينفصل عندها الكلامان، وذلك أن آخر الآية فصل بينها وبين ما بعدها.
وقد تكون هذه التسمية اقتباساً من قوله تعالى: ?كِتَابٌ فُصِّلَتْ أَيَاتُهُ?. ولا يجوز تسميتها قوافي إجماعاً، لأن الله لما سلب عن القرآن اسم الشعر وجب سلب القافية عنه أيضاً لأنها منه، وخاصة في الاصطلاح.
وما ورد في القرآن متناسق حروف الروي والإيقاع، موحد خاتمة الفاصلة بالصوت، ويقف فيه بالآية على الحرف الذي وقف عنده في الآية التي قبلها، فلا يسمى سجعاً عند علماء الصناعة "ولو كان القرآن سجعاً لكان غير خارج عن أساليب كلامهم، ولو كان داخلاً فيها لم يقع بذلك إعجاز، ولو جاز أن يقال: هو سجع معجز، لجاز أن يقولوا: شعر معجز، وكيف والسجع مما كان تألفه الكهّان من العرب، ونفيه من القرآن أجدر بأن يكون حجة من نفي الشعر، لأن الكهانة تنافي النبوّات بخلاف الشعر".
يبدو مما سلف أن مما تواضع عليه جهابذة الفن، وأئمة علوم القرآن، يضاف إليهما علماء اللغة، هو: أن نهاية بيت الشعر تسمى قافية، ونهاية جملة النثر تسمى سجعاً في الأسجاع، ونهاية الآية تسمى فاصلة.
وهذا التفريق الدقيق قائم على أساس يجب أن نتّخذه أصلاً، وبرنامج ينبغي القول به دون سواه، وهو أن الكلام العربي ـ مطلقاً ـ على ثلاثة أنواع:
قرآن، نثر، شعر، فليس القرآن نثراً وإن استعمل جميع أساليب النثر عند العرب، وليس القرآن شعراً وإن اشتمل على جميع بحور الشعر العربي حتى ما تداركه الأخفش على الخليل فسمي متداركاً وهو الخبب، بل هو قرآن وكفى ?إِنَّهُ لَقُرآنٌ كَرِيمٌ فِي كِتَابٍ مَّكْنُونٍ?.
وإذا تم هذا فهو كلام الله تعالى وحده، وأن يقاس كلام البشر بكلام الله، هو إذن مميز حتى في التسمية عن كلام العرب تشريفاً له، واعتداداً به، وإن وافق صور الكلام العربي، وجرى على سننه في جملة من الأبعاد، كما يقال عند البعض، أو كما يتوهم، بأن ختام فواصله المتوافقة هي من السجع، فالتحقيق يقتضي الفصل بين الأمرين، لأن مجيء كثير من الآيات على صورة السجع لا توجب كونه هو، أو أنها منه "لأنه قد يكون الكلام على مقال السجع وإن لم يكن سجعاً، لأن السجع من الكلام، يتبع المعنى فيه اللفظ الذي يؤدي السجع، وليس كذلك مما هو في معنى السجع من القرآن، لأن اللفظ وقع فيه تابعاً للمعنى، وفرقٌ بين أن يكون المعنى منتظماً دون اللفظ، وبين أن ينتظم الكلام في نفسه بألفاظه التي تؤدي المعنى المقصود فيه، ومتى ارتبط المعنى بالسّجع كان إفادة السّجع كإفادة غيره ومتى انتظم المعنى بنفسه دون السجع مستجلباً لتحسين الكلام دون تصحيح المعنى".
وقد رأينا عند تعقب هذه الظاهرة: أن التعبير المسجوع في القرآن لا تفرضه طبيعة النسق القرآني فحسب كما يخيل للكثيرين عند النظر في مثل قوله تعالى: ?أَلْهَاكُمُ التَكَاثُرُ حَتَّى زُرْتُمُ المَقَابِرَ?. بدليل أنه ينتقل منه فوراً إلى نسق آخر في فاصلة تقف عند النون دون التفات إلى الصيغة الأولى الساربة في طريقها البياني ?كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ ثُمَّ كَلاَّ سَوْفَ تَعْلَمُونَ?. فإذا جاز للقرآن الانتقال بها، جاز له الانتقال فيما قبلها كما هو ظاهر، بل أن هذا اللفظ "المقابر" يفرض نفسه فرضاً بيانياً قاطعاً، دون حاجة إلى النظر في الفاصلة معه، أو مع محسّنات الفاصلة، وذلك أن هذا الإنسان المتناسي الطاغي المتكاثر بأمواله ولذاته، وشهواته، ومدخراته، ونسائه، وأولاده، ودوره، وقصوره، وخدمه، وحشمه، وإداراته، وشؤونه، وسلطانه، وعنوانه، وهذا كله تكاثر قد يصحبه التفاخر،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/107)
والتنابز، والتنافر، أقول: إن هذا مما يناسبه لفظ "المقابر" بلاغياً ولغوياً، فالمقابر جمع مقبرة، والمقبرة الواحدة مرعبة هائلة، فإذا ضممنا مقبرة مترامية الأطراف إلى مقبرة مثلها، ومقبرة أخرى إزددنا إيحاشاً ورعباً وفزعاً، فإذا أصبحت مقابر عديدة؛ تضاعف الرعب والرهب، إذن هذا التكاثر الشهواني في كل شيء، يوافقه ـ بدقة متناهية ـ الجمع المليوني للقبور، لتصبح مقابر لا قبوراً، ولو قيل في غير القرآن بمساواة القبور للمقابر في الدلالة لما سدّ هذا الشاغر الدلالي شيء آخر من الألفاظ، فهو لها فحسب.
ولا يعني هذا التغافل عن مهمة الانسجام الصوتي، والوقع الموسيقي في ترتيب الفواصل القرآنية، فهي مرادة في حد ذاتها إيقاعياً، ولكن يضاف إليها غيرها من الأغراض الفنية، والتأكيدات البيانية، مما هو مرغوب فيه عند علماء البلاغة، فقوله تعالى: ?فَأَمَّا اليَتِيمَ فَلاَ تَقْهَرْ وَأَمَّا السَّائِلَ فَلاَ تَنْهَرْ?. فقد تقدم المفعول به في الآيتين، وهو اليتيم في الأولى، والسائل في الثانية، وحقه التأخير في صناعة الأعراب، وقد جاء ذلك مراعاة لنسق الفاصلة من جهة، وإلى الاختصاص من جهة أخرى، للعناية في الأمر.
ومهما يكن من أمر، فإن السجع عند العرب مهمة لفظية تأتي لتناسق أواخر الكلمات في الفقرات وتلاؤمها، فيكون الإتيان به أنى اتفق لسد الفراغ اللفظي، وأما مهمة الفاصلة القرآنية فليس كذلك، بل هي مهمة لفظية معنوية بوقت واحد، إنها مهمة فنية خالصة، فلا تفريط في الألفاظ على سبيل المعاني، ولا اشتطاط بالمعاني من أجل الألفاظ، بينما يكون السجع في البيان التقليدي مهمة تنحصر بالألفاظ غالباً، لذلك ارتفع مستوى الفاصلة في القرآن بلاغياً ودلالياً عن مستوى السجع فنياً، وإن وافقه صوتياً.
المصدر موقع البلاغ
http://www.quranway.net/index.aspx?function=Item&id=450&lang=
< للفائدة >
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[12 - 05 - 08, 12:47 ص]ـ
الله يعطيك العافية يا أبا خالد(95/108)
خمسة كتب من كتب السلف ذكرها الشيخ ابي إسحاق الحويني لمن أراد أن يكون فقيها في الدين
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 05 - 08, 07:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
بثت إحدى القنوات الإسلامية ليلة أمس
محاضرة للشيخ أبي إسحاق الحويني ... حفظه الله
وقد ذكر أسماء خمسة كتب من كتب السلف وقال:
من أراد أن يكون فقيها في الدين فعليه بهذه الكتب (أو كلمة نحوها)
وقال أربعة منها ذكرها الذهبي رحمه الله
والخامس أضافه هو من عنده حفظه الله
ولكن للأسف لم استطع تدوينها كاملة لعدم وجود قلم بجانبي
وكتبت أربعة كتب في الجوال وفاتني الكتاب الخامس
فهل رأى أحد من الإخوة الدرس ليقول لنا ما هو الكتاب الخامس .. ؟
والكتب التي ذُكرت هيا:
1 - الأوسط لابن المنذر
2 - المغني لابن قدامة
3 - المحلى لابن حزم
4 - السنن للبيهقي
5 - ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أسئل الله لكم العلم النافع والرزق الطيب والعمل المتقبل
ـ[عبدالعزيز فؤاد]ــــــــ[11 - 05 - 08, 08:25 م]ـ
بارك الله فيك، وجزاك خيراً
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 08:48 م]ـ
لم أشاهد الحلقة
لكن أظن أنه المجموع للنووي،
فإن ذكر الشيخ كتابا آخر، فقد ترك كتابا عظيما، والله أعلم
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[11 - 05 - 08, 09:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل أبا زراع المدني.
وأيضا من أعظم الكتب نفعا:
الاستذكار، لابن عبد البر، والتمهيد أيضا له،
والمنتقى للباجي.
ومجموع الفتاوى لابن تيمية.
ونيل الأوطار للشوكاني، وسبل السلام للصنعاني.
وشروح الحديث بشكل عام فهي مفيدة جدا.
والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 09:35 م]ـ
كل كتاب مماذكرتم لا يغني أحدهما عن الآخر والله أعلم
ـ[أبو تراب السلفى الاثري]ــــــــ[11 - 05 - 08, 09:48 م]ـ
السلام عليكم
اسمعو شريط حاشية طالب العلم من صيد الخاطر للشيخنا الحوينى على موقع اسلام واى صفحة الشيخ
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 05 - 08, 10:22 م]ـ
من أراد أن يكون فقيها في الدين فعليه بهذه الكتب (أو كلمة نحوها)
وقال أربعة منها ذكرها الذهبي رحمه الله
بارك الله فيك وفي الشيخ والظاهر أنه يعني كلام الذهبي هذا،
قال في سير أعلام النبلاء في ترجمة ابن حزم رحمه الله:
قال الشيخ عز الدين بن عبد السلام - وكان أحد المجتهدين -: ما رأيت في كتب الاسلام في العلم مثل:
1 - " المحلى " لابن حزم،
2 - وكتاب " المغني " للشيخ موفق الدين.
قلت: لقد صدق الشيخ عز الدين.
وثالثهما: " السنن الكبير " للبيهقي.
ورابعها: " التمهيد " لابن عبد البر.
فمن حصل هذه الدواوين،
وكان من أذكياء المفتين، وأدمن المطالعة فيها، فهو العالم حقا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 05 - 08, 10:26 م]ـ
لم أشاهد الحلقة
لكن أظن أنه المجموع للنووي،
فإن ذكر الشيخ كتابا آخر، فقد ترك كتابا عظيما، والله أعلم
أحسن الله إليك
لعله تركه لأن النووي لم يتمه.
ـ[أبي يحيى المكاوي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 11:01 م]ـ
ذكر شيخنا هذا أيضا في أحدىالمحاضرات من قبل والكتاب الخامس كان مصنف عبد الرزاق
ـ[أبي يحيى المكاوي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 11:29 م]ـ
لقد وهمت فالخامس كان الأوسط لإبن المنذر
وإنما الكتب التي ذكرها على لسان الإمام الذهبي
السنن الكبرى
التمهيد
المحلى
المغني
وإنما أضاف شيخنا كتب أُخر بقوله بالإضافة إلى كتب لا يستغني عنها فقيه فذكر
مصننف عبد الرزاق
ومصنف ابن أبي شيبه
وسنن الإمام الدارمي
راجعت هذا من الدرس الثاني للشيخ في سلسله شرح علم المصطلح التي تشرح كل يوم اثنين بكفر الشيخ
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 05 - 08, 11:36 م]ـ
الأخوة الأفاضل سررت والله بمروركم فجزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، وأوفاه.
شيخنا الكريم عبدالرحمن لاحرمنا الله من فوائدك النفيسة
فعلا وجدت ما نقلته في المجلد الـ 18 من السير
وعلى ذلك يكون الكتب المذكورة كالتالي:
1 - " المحلى " لابن حزم.
2 - " المغني " للشيخ موفق الدين.
3 - " السنن " الكبير " للبيهقي.
4 - " التمهيد " لابن عبد البر.
ـــــــــ
5 - " الأوسط " لابن المنذر
((وبذلك يكون الخامس هو ما أضافه الشيخ ابو إسحاق الحويني على قائمة الذهبي))
ـ[أبي يحيى المكاوي]ــــــــ[11 - 05 - 08, 11:40 م]ـ
http://www.al-heweny.com/html/modules.php?name=Video_Stream&page=watch&id=406
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[12 - 05 - 08, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=108164
ـ[خالد المراكشي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 02:25 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب على هذا الموضوع الجميل و المفيد
ـ[العوضي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 06:32 م]ـ
بارك الله فيكم وفي الشيخ الحويني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/109)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - 12 - 08, 09:42 م]ـ
فمن حصل هذه الدواوين،
وكان من أذكياء المفتين، وأدمن المطالعة فيها، فهو العالم حقا.
للفائدة
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[15 - 04 - 09, 04:15 ص]ـ
للنفع ..
ـ[صخر]ــــــــ[15 - 04 - 09, 12:18 م]ـ
بوركتم .. والمقصود بالسلف في كلامك أخي المعنى اللغوي وليس الاصطلاحي والله أعلم(95/110)
شخص سيدرس ويقرأ إحدى هذه الكتب، فبماذا يبدأ؟؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[11 - 05 - 08, 09:40 م]ـ
لو أراد شخص دراسة وقراءة إحدى هذه الكتب:
ــ سنن أبي داود.
ــ سنن النسائي.
ــ سنن البيهقي.
ــ الترمذي.
ــ ابن ماجة.
ــ ابن خزيمة.
ــ موطأ مالك.
فبماذا يبدأ؟؟
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 05 - 08, 10:09 م]ـ
هكذا:
ــ موطأ مالك.
سنن أبي داود.
ــ الترمذي.
ــ سنن النسائي.
ــ ابن ماجة ..
ــ ابن خزيمة.
ــ سنن البيهقي
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[12 - 05 - 08, 01:42 ص]ـ
هكذا:
ــ موطأ مالك.
سنن أبي داود.
ــ الترمذي.
ــ سنن النسائي.
ــ ابن ماجة ..
ــ ابن خزيمة.
ــ سنن البيهقي
هل هذا الترتيب زمني أما أنه مأخوذ عن عالم أم إجتهاد منك حفظك الله
شكر الله لك مقدم
محبكم
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:23 ص]ـ
سنن أبي داود مع شرحه معالم السنن لخطابي و تهذيب السنن لابن القيم رحمهما الله
ـ[عادل آل رشيد السعدي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:42 ص]ـ
هكذا:
ــ موطأ مالك.
سنن أبي داود.
ــ الترمذي.
ــ سنن النسائي.
ــ ابن ماجة ..
ــ ابن خزيمة.
ــ سنن البيهقي
الشيخ عبدالرحمن
وماذا تقترح بالنسبة للصحيحين ثم هل يفرق بين الدراسة الحديثية والدراسة الفقهية من حيث الترتيب ام ان الترتيب واحد ارجو الافادة للاهمية
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 05 - 08, 10:29 م]ـ
هل هذا الترتيب زمني أما أنه مأخوذ عن عالم أم إجتهاد منك حفظك الله
شكر الله لك مقدم
محبكم
الترتيب على حسب أهمية الكتب ومكانها في الإسلام، ومعلوم مكانة الموطإ والسنن الأربعة وعناية العلماء بها وتقديمها على غيرها من الكتب، وقد ذكر نحو هذا جمع من العلماء في كتب المصطلح في: "آداب طالب الحديث"، كما تجده في مقدمة أبي عمرو ابن الصلاح وما دار في فلكه، وغيرهم من أهل العلم، والأمر في الترتيب بينها قريب.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 05 - 08, 10:31 م]ـ
وماذا تقترح بالنسبة للصحيحين ثم هل يفرق بين الدراسة الحديثية والدراسة الفقهية من حيث الترتيب ام ان الترتيب واحد ارجو الافادة للاهمية
أقترح أن يبدأ بالبخاري ويقرأ أحد شروحه الكبار كالفتح وفيه الجانب الحديثي والفقهي معا.
إن كان الطالب متأهلا، قد درس قبله جملة من كتب الحديث المختصرة.
ـ[عبد الله العايضي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 11:14 م]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[31 - 01 - 09, 06:44 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[31 - 01 - 09, 05:16 م]ـ
المحدث عبدالله السعد:
قدّم سنن النسائي في الترتيب بعد البخاري ومسلم ..
في أول شرحه على صحيح البخاري ..
في أول شريط: كتاب (بدأ الوحي) ..
ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[31 - 01 - 09, 06:07 م]ـ
المحدث عبدالله السعد:
قدّم سنن النسائي في الترتيب بعد البخاري ومسلم ..
في أول شرحه على صحيح البخاري ..
في أول شريط: كتاب (بدأ الوحي) ..
قال الشيخ حاتم العوني في شرائط "دراسة منهجية لسنن النسائي وابن ماجه":
(وقال الإمام الذهبي - والإمام الذهبي كما تعرفون إمام تأخر في عصره، واستوعب تراجم العلماء وأخبارهم في كتبه الكثيرة في تواريخ الرواة، ويضرب به المثل في الاستقراء ومعرفة الرواة وأئمة الحديث، فانتبه لهذه العبارة التي يقولها والحكم الذي يقوله، الذي له وزنه الكبير جدًا - يقول: لم يكن على رأس ثلاثمائة أحفظ من النسائي أبدًا، وهو أحذق بالحديث وعلله ورجاله من مسلم ومن الترمذي ومن أبي داود، وهو جارٍ في مضمار البخاري، وأبي زرعة.
يعني: يقدمه في العلم على الإمام مسلم وعلى أبي داود، وعلى الترمذي، ويجعله في مصاف البخاري وأبي زرعة الرازي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/111)
ووافقه على ذلك أيضًا تقي الدين السبكي فقد سَأَلَ ابن السبكي الإمام الذهبي عن من يقدم: الإمام مسلم أو النسائي، فقدم الذهبي النسائي فأخبر ابن السبكي أباه تقي الدين السبكي عبد الوهاب بن عبد الكافي، فقال له: صدق النسائي مقدم على مسلم ... تَقَدم في ترجمة الإمام النسائي أنه أحد الأئمة المعدودين من أئمة الإسلام، وأنه من النقاد الأوحد الذين يُقرنون بالإمام البخاري، وأبي زرعة، وابن المديني، وأمثالهم من أفذاذ العلماء الذين يُعَدُّون بالأصابع، فهو: إمام في النقد، إمام في علم الحديث، إمام في تمييز صحيح السنة من سقيمها، إمام في اكتشاف خفايا علل الأحاديث؛ هذه مزايا اجتمعت في هذا الإمام.
ومع هذه المزايا أيضًا اجتمع فيه أنه إمام في الفقه، له قدرة تشبه قدرة الأئمة المجتهدين في قوة الاستنباط واستخراج الأحكام الخفية من نصوص الشريعة، لذلك كان من الطبيعي أن يظهر أثر هذا العلم الواسع الجليل على كتاب هذا الإمام؛ التبريز في علم الحديث، وأيضًا في علم الفقه، فهو مُبَرِّز في كلا العلمين، وهذا ما جعل كتاب النسائي شاملًا لكلا العلمين؛ علم الحديث والصناعة الحديثية والدقة في ذلك وأيضًا الدقة في الاستنباطات الفقهية ... فجاء الإمام النسائي وجمع بين الحُسْنَيَيْن، وهذا مما يتميز به النسائي، حتى أن تعبير أحد العلماء وهو ابن رُشَيْدٍ يقول: " إنه أبدع الكتب المصنفة في السنن تصنيفًا، وأحسنها توصيفًا، وهو جامع بين طريقتي البخاري ومسلم، مع حظ كبير من بيان العلل التي كأنها كهانة من المتكلم "
وعبر السخاوي عن ذلك تعبيرًا فيه نوع من المجاز واللَّطافة، قال: " زاحم البخاري ومسلم في طريقتيهما "
يعني: كأن النسائي أراد أن يجعل كتابه في مَصَافِّ أَجَلِّ كتابين عرفتهما هذه الأمة وهما صحيحا البخاري ومسلم ....
ولذلك فقد وصف السنن – سنن النسائي – جماعة من العلماء من كبار الأئمة بأنه الصحيح، أطلقوا عليه بأنه الصحيح، ومن هؤلاء الدارقطني، حتى أن ابن طاهر المقدسي لَمَّا نقل عبارة الدارقطني في وصف " المجتبى " بأنه الصحيح قال: " وكفى بوصف هذا الإمام – الدارقطني – بهذا الكتاب بالصحة " لأن الدارقطني إمام يُقرن بالبخاري في علم العلل ولم يأتِ بعده مثله في علم العلل أبدًا فعلًا.
فمنهم: الدارقطني، وابن منده الإمام المشهور صاحب كتاب " الإيمان والتوحيد " وكتب كثيرة، له كتاب اسمه " شروط الأئمة " ذكر فيه هذا الكلام، ووصف سنن النسائي " المجتبى " بأنه الصحيح، وأبو علي النيسابوري وهو أيضًا مذكور من تلامذة النسائي قبل هذه المرة ومن كبار الحفاظ، وابن السكن، وابن عدي صاحب " الكامل "، والخطيب، وأبو طاهر السِّلَفي، والخليلي، وأبو الحسن المَعَافِري، والذهبي في " الكاشف " لَمَّا ترجم للنسائي قال: " صاحب الصحيح " في " الكاشف "، وأقرهم السخاوي.
بل عندي نَقْلٌ جيد جدًّا دلني عليه أحد الإخوان، مُدَرِّس في الطائف اسمه: عبد الرحمن الغامدي، دَلَّنِي عليه، موجود في " تنزيه الشريعة المرفوعة " لابن عِرَاق الكناني؛ ابن عِرَاق أو ابن عَرَّاق، الصحيح أنه ابن عِرَاق الكناني، يقول ابن عِراق: " رأيت بخط الحافظ ابن حجر على هامش مختصر الموضوعات لابن دَرْبَاس ما نَصُّه ".
انظر كلام الحافظ ابن حجر!! يُقَرِّر فيه ما كنتُ ذكرتُه لكم آنفًا، ذكر حديثًا كان قد أورده ابن الجوزي في " الموضوعات " فتعقبه الحافظ ابن حجر بأنه ليس بموضوع، فقال في أثناء هذا التَّعَقُّب: " حديث أبي أمامة هذا أخرجه النسائي ولم يُعَلِّنْه وذلك يقتضي صحته ").
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[31 - 01 - 09, 11:41 م]ـ
بارك الله فيك يابو عبد الرحمن ..
ـ[أبو عبد الرحمن بن حسين]ــــــــ[01 - 02 - 09, 02:26 م]ـ
و بارك فيك يا أخي
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[14 - 05 - 09, 02:23 ص]ـ
للفائدة.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - 05 - 09, 07:27 ص]ـ
بارك الله فيكم.
لعل تقديم جامع الترمذي أولى لأنه كتاب جامع.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[03 - 08 - 09, 01:47 م]ـ
بارك االله فيكم أخي علي.
والشيخ المُحدّث "عبدالله السعد" يُقدّم سنن النسائي لمن أراد الفقه والحديث "لأنه أصح من غيره".
ويُقدّم جامع الترمذي لمن أراد تعلّم الصنعة الحديثية.(95/112)
رسائل جوال من (تدبر) .. خيالية ..
ـ[بنت التوحيد]ــــــــ[11 - 05 - 08, 11:16 م]ـ
.
.
.. بسم الله الرحمن الرحيم ..
....
منذ مدة طويلة اشتركت في خدمة جوال تدبر الأكثر من رائعة ..
وتأتيني منها رسائل جدا جدا مذهلة ويضيق صدري حينما يمتلئ صندوق الوارد فأضطر لحذف الرسائل
لذا سأدرجها هنا للفائدة وللرجوع إليها عند الحاجة كذلك ليطلع عليها من لا يمكنه الإشتراك بها كونه خارج السعودية ..
وقبل البدء بذلك هذه نبذه عنه:
جوال تدبر بإشراف:
أ. د.ناصر العمر.
د. محمد الخضيري.
د. عبدالرحمن الشهري.
د. محمد الربيعة.
د. عصام العويد.
د. عمر المقبل.
وآخرين:
فقط أرسل 1 إلى 81800 علما أن قيمة ا?شتراك 12 ريالا شهريا، بواقع 40 هللة يوميا،
ـ[بنت التوحيد]ــــــــ[11 - 05 - 08, 11:19 م]ـ
.
.
**
قوله تعالى: {ورفعنا لك ذكرك} [الشرح:4]، قال قتادة: رفع الله ذكره في الدنيا والآخرة، فليس خطيب ولا متشهد ولا صاحب صلاة إلا ينادي أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله! ج. تدبر 81800
**
{يا أيها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون} [المنافقون:9] في ذلك تحذير من فتنة المنافقين الذين غفلوا عن ذكر ربهم، إذ هذه علامتهم، ولذا فإن كثرة ذكر الله أمان من النفاق، والله تعالى أكرم من أن يبتلي قلبا ذاكرا بالنفاق، وإنما ذلك لقلوب غفلت عن ذكر الله عز وجل. [ابن القيم] ج. تدبر81800
**
{أخرقتها لتغرق أهلها لقد جئت شيئا إمرا} [الكهف:71] هنا ملمح لطيف: فموسى عليه السلام قال: لتغرق أهلها، ولم يذكر نفسه ولا صاحبه، رغم أنهما كانا على ظهر السفينة؛ لأن هذه أخلاق الأنبياء: يهتمون بأوضاع الناس أكثر من اهتمامهم بأنفسهم، عليهم صلوات الله وسلامه أجمعين. [د. عويض العطوي] ج. تدبر 81800
**
نموذج رائع من التفاعل الإيجابي من إحدى الأخوات، حيث كانت ترسل رسالة تدبر إلى صاحباتها في دول أخرى، تقول: (لا تتخيل فرحة أخواتنا - في مصر، والسودان، وتونس، وتركيا، والمغرب - برسائل تدبر، حتى إني إذا تأخرت عليهن أرسلن يسألن ما السبب؟ تقول إحداهن -معلمة من تونس-: أصبحت أقرؤها على الطالبات، وجعلن لها دفاتر خاصة يجمعن فيها هذه الفوائد، ويقرأنها على أهليهن.
وأخت من تركيا تقول: برسائلك اهتدى أناس، أما أنا فأصبحت أقرأ القرآن بطريقة أخرى، وأحسست أن إيماني أقوى من السابق).
انتهت رسالتها جزاها الله خيرا.
**
قوله تعالى: {فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب} [هود:71] استدل بهذه الآية على أن الذبيح إسماعيل، وأنه يمتنع أن يكون إسحاق؛ لأنه وقعت البشارة به، وأنه سيولد له يعقوب، فكيف يؤمر إبراهيم بذبحه وهو طفل صغير، ولم يولد له بعد يعقوب الموعود بوجوده؟!، ووعد الله حق لا خلف فيه، وهذا من أحسن الاستدلال وأصحه وأبينه، ولله الحمد. [ابن كثير] ج. تدبر 81800
**
شاهد سحرة موسى عصاه وهي تلقف ما يأفكون {فألقي السحرة ساجدين * قالوا آمنا برب العالمين} [الشعراء:46]، فكان ما هم عليه من العلم بالسحر -مع كونه شرا- سببا للفوز بالسعادة؛ لأنهم علموا أن هذا الذي جاء به موسى خارج عن طوق البشر، ولم يحصل هذا الإذعان من غيرهم ممن لا يعرف هذا العلم من أتباع فرعون، وإذا كانت المهارة في علم الشر قد تأتي بمثل هذه الفائدة، فما بالك بالمهارة في علم الخير؟! [الشوكاني] ج. تدبر 81800
**
قال تعالى: {وكنتم على شفا حفرة من النار فأنقذكم منها} [آل عمران:103] ثم قال في آية بعدها: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير} أي: كما عرفتم النعيم والكمال بعد الشقاء والشناعة، فالأحرى بكم أن تسعوا بكل عزم إلى انتشال غيركم من سوء ما هو فيه إلى حسنى ما أنتم عليه. [ابن عاشور] ج. تدبر 81800
**
{الذين يلمزون المطوعين من المؤمنين في الصدقات} [التوبة:79] هكذا المنافق: شر على المسلمين، فإن رأى أهل الخير لمزهم، وإن رأى المقصرين لمزهم، وهو أخبث عباد الله، فهو في الدرك الأسفل من النار. والمنافقون في زمننا هذا إذا رأوا أهل الخير وأهل الدعوة، وأهل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قالوا: هؤلاء متزمتون، وهؤلاء متشددون، وهؤلاء أصوليون، وهؤلاء رجعيون، وما أشبه ذلكم من الكلام". [ابن عثيمين] ج. تدبر 81800
**
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/113)
أمر الله عباده أن يختموا الأعمال الصالحات بالاستغفار، فكان صلى الله عليه و سلم إذا سلم من الصلاة يستغفر ثلاثا، وقد قال تعالى: {والمستغفرين بالأسحار} [آل عمران:17] فأمرهم أن يقوموا بالليل ويستغفروا بالأسحار، وكذلك ختم سورة (المزمل) وهي سورة قيام الليل بقوله تعالى: {واستغفروا الله إن الله غفور رحيم}. [ابن تيمية] ج. تدبر 81800
**
انظر إلى قوله تعالى: {ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا ألا يجدوا ما ينفقون} [التوبة:92] أترى أن الله يهدر هذا اليقين الراسخ؟ وهذه الرغبة العميقة في التضحية؟ إن النية الصادقة سجلت لهم ثواب المجاهدين؛ لأنهم قعدوا راغمين. [محمد الغزالي] ج. تدبر 81800
**
تأمل قوله تعالى: {ألم يجدك يتيما فآوى * ووجدك ضالا فهدى * ووجدك عائلا فأغنى} [الضحى:6 - 9] فلم يقل: فآواك, فهداك, فأغناك؛ لأنه لو قال ذلك لصار الخطاب خاصا بالنبي صلى الله عليه وسلم، وليس الأمر كذلك، فإن الله آواه وآوى به، وهداه وهدى به، وأغناه وأغنى به. [ابن عثيمين] ج. تدبر 81800
**
أليس من الغبن العظيم أن يقرأ الإنسان القرآن سرا وجهارا، وليلا ونهارا، أزمنة مديدة، وأياما عديدة، ثم لا تفيض عيناه من الدمع؟ والله تعالى يقول: {إن الذين أوتوا العلم من قبله إذا يتلى عليهم يخرون للأذقان سجدا * ويقولون سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا * ويخرون للأذقان يبكون ويزيدهم خشوعا} [الإسراء:107 - 109]. [صالح المغامسي] ج. تدبر 81800
**
تأمل هذه الآية: {وما تحمل من أنثى ولا تضع إلا بعلمه} [فاطر:11] قف قليلا، وتفكر: كم في هذه اللحظة من أنثى آدمية وغير آدمية؟ وكم من أنثى تزحف، وأخرى تمشي، وثالثة تطير، ورابعة تسبح، هي في هذه اللحظة تحمل أو تضع حملها؟! إنها بالمليارات! وكل ذلك لا يخفى على الله تعالى! فما أعظمه من درس في تربية القلب بهذه الصفة العظيمة: صفة العلم. [د. عمر المقبل] ج. تدبر81800
**
كان هرم بن حيان يخرج في بعض الليالي وينادي بأعلى صوته: عجبت من الجنة كيف نام طالبها؟ وعجبت من النار كيف نام هاربها؟ ثم يقول: {أفأمن أهل القرى أن يأتيهم بأسنا بياتا وهم نائمون} [الأعراف:97]. ج. تدبر 81800
**
في قوله تعالى: {فضربنا على آذانهم في الكهف سنين عددا} [الكهف:11] خص الآذان بالذكر هنا؛ لأنها الجارحة التي منها يأتي فساد النوم، وقلما ينقطع نوم نائم إلا من جهة أذنه، ولا يستحكم النوم إلا من تعطل السمع. [القرطبي] ج. تدبر 81800
**
في قوله تعالى {قد علمنا ما تنقص الأرض منهم} [ق:4] عبر بالانتقاص دون التعبير بالإعدام والإفناء؛ لأن للأجساد درجات من الاضمحلال تدخل تحت معنى النقص، فقد يفنى بعض أجزاء الجسد ويبقى بعضه، وقد يأتي الفناء على عامة أجزائه، وقد صح أن عجب الذنب لا يفنى, فكان فناء الأجساد نقصا لا انعداما. [ابن عاشور] ج. تدبر 81800
**
في قوله تعالى: {إن الإِنسان لربه لكنود} [العاديات:6] قال قتادة والحسن: الكفور للنعمة. [الدر المنثور]
وفي هذا تسلية للمرء إذا وجد قلة الوفاء من الخلق، فإذا كان جنس الإنسان كنودا جحودا لربه؛ وهو الذي أوجده وأكرمه، فكيف لا يكون فيه شيء من ذلك الجحود مع سائر الخلق وهم نظراؤه وأقرانه؟ ج. تدبر 81800
**
في قوله تعالى: {ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان} [الحشر:10] إشارة إلى أنه يحسن بالداعي إذا أراد أن يدعو لنفسه ولغيره أن يبدأ بنفسه ثم يثني بغيره، ولهذا الدعاء نظائر كثيرة في الكتاب والسنة. [د. محمد الحمد] ج. تدبر 81800
**
رسالة من مشترك:
(سبحان الله! أوشكت على أن أقترف معصية، فجاءت رسالتكم وفيها: {ولمن خاف مقام ربه جنتان} فأعانتني على تركها، فجزاكم الله خيرا، ولا تنسونا من دعائكم) انتهت رسالته.
ونقول: هكذا فليكن التدبر، وهل يراد من القرآن إلا تدبره والعمل به؟ فأكثر الله في المسلمين من أمثاله. ج. تدبر 81800
**
تأمل قول يوسف عليه السلام: {وقد أحسن بي إذ أخرجني من السجن} [يوسف:100] فلم يذكر خروجه من الجب، مع أن النعمة فيه أعظم، لوجهين:
أحدهما: لئلا يستحيي إخوته، والكريم يغضي عن اللوم، ولاسيما في وقت الصفاء.
والثاني: لأن السجن كان باختياره، فكان الخروج منه أعظم، بخلاف الجب. [الزركشي] ج. تدبر 81800
**
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/114)
تدبر قوله تعالى {ود كثير من أهل الكتاب لو يردونكم من بعد إيمانكم كفارا حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق} [البقرة:109] تجده دليلا واضحا على أن حرمان التوفيق أقعدهم عن الإيمان، فإنهم لم يحسدوا غيرهم عليه، إلا بعد أن تبينت لهم حقيقته, إذ محال أن يحسدوا غيرهم على ما هو باطل عندهم، وفي أيديهم ما يزعمون أنه خير منه. [الإمام القصاب] ج. تدبر 81800
**
عن قتادة في قوله تعالى: {ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى [طه:2]} لا والله، ما جعله الله شقيا، ولكن جعله الله رحمة ونورا ودليلا إلى الجنة. [الدر المنثور] فتأمل الآية وتعليق هذا الإمام عليها، ثم لك أن تتعجب أن يتقلب مسلم في الشقاء وكتاب الله بين يديه! ج. تدبر 81800
.
.
**
{كأنهم يوم يرونها لم يلبثوا إلا عشية أو ضحاها} [النازعات:46] تنطوي هذه الحياة الدنيا التي يتقاتل عليها أهلها ويتطاحنون، فإذا هي عندهم عشية أو ضحاها! أفمن أجل عشية أو ضحاها يضحون بالآخرة؟ ألا إنها الحماقة الكبرى التي لا يرتكبها إنسان يسمع ويرى! [سيد قطب] ج. تدبر 81800
**
عن الضحاك في قوله تعالى: {لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ... الآية} [الحشر:21]، قال: لو أنزل هذا القرآن على جبل فأمرته بالذي أمرتكم به وخوَّفته بالذي خوفتكم به إذا لخشع وتصدع من خشية الله، فأنتم أحق أن تخشوا وتذلوا وتلين قلوبكم لذكر الله. [الدر المنثور] ج. تدبر 81800
**
في قوله تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني} [آل عمران:32] عبر بلفظ الاتباع دلالة على التقرب؛ لأن من آثار المحبّة تطلّب القرب من المحبوب، وعلق محبة الله تعالى على لزوم اتباع الرسول، لأنه رسوله الداعي لما يحبه. [ابن عاشور] ج. تدبر 81800
**
تأمل كيف قرن الله بين أكل الطيبات وعمل الصالحات في قوله تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا} [المؤمنون:51] فأكل الحلال الطيب مما يعين العبد على فعل الصالحات، كما أن أكل الحرام أو الوقوع في المشتبهات, مما يثقل العبد عن فعل الصالحات. [فهد العيبان] ج. تدبر 81800
**
تأمل كيف قرن الله بين أكل الطيبات وعمل الصالحات في قوله تعالى: {يا أيها الرسل كلوا من الطيبات واعملوا صالحا} [المؤمنون:51] فأكل الحلال الطيب مما يعين العبد على فعل الصالحات، كما أن أكل الحرام أو الوقوع في المشتبهات, مما يثقل العبد عن فعل الصالحات. [فهد العيبان] ج. تدبر 81800
**
{وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات} [البقرة:126] تأمل التلازم الوثيق بين الأمن والرزق، وبين الخوف والجوع, تجده مطردا في القرآن كله، مما يؤكد أهمية ووجوب المحافظة على الأمن؛ لما يترتب على ذلك من آثار كبرى في حياة الناس وعباداتهم, واستقرارهم البدني والنفسي، وأي طعم للحياة والعبادة إذا حل الخوف؟ بل تتعثر مشاريع الدين والدنيا، وتدبر سورة قريش تجد ذلك جليا. [أ. د.ناصر العمر] ج. تدبر 81800
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 04:29 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله ..
بنت التوحيد
بارك الله فيكِ
هل هذه جميع الرسائل أو بعض منها؟
ـ[العوضي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 07:02 ص]ـ
ما شاء الله تبارك الله ..
بنت التوحيد
بارك الله فيكِ
هل هذه جميع الرسائل أو بعض منها؟
هذه بعضها فالرسائل تصل للجوال بشكل يومي
وكذلك رسائل جوال الزاد بإشراف الشيخ المنجد طيبة جدا
بارك الله في صاحبة الموضوع
ـ[بنت التوحيد]ــــــــ[13 - 05 - 08, 01:05 ص]ـ
.
.
{ولا تمسكوهن ضرارا لتعتدوا ومن يفعل ذلك فقد ظلم نفسه} [البقرة:231] إنها تربية قرآنية تؤكد على أن الاعتداء على الآخرين هو ظلم للنفس أولا؛ بتعريضها لسخط الله وغضبه. [د. عبد العزيز العويد] ج. تدبر 81800
**
هناك طوائف كبيرة وأعداد عظيمة ممن ينتسب إلى الإسلام حرمت من القيام بحق القرآن العظيم وما جاء عن الرسول صلى الله عليه وسلم، وأخشى أن ينطبق على كثير منهم قوله تعالى: {وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا} [الفرقان:3]. [ابن باز] ج. تدبر 81800
ـ[عبد الله العايضي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 11:13 م]ـ
بارك الله فيكم ..
وليتكم تكبرون الخط ..
ـ[أبو هداية]ــــــــ[13 - 05 - 08, 11:28 م]ـ
جزاك الله خيراً، وإلى المزيد
أسأل الله عزوجل أن يكتب لك بكل حرف أضعافاً مضاعفة من الحسنات.
ـ[أبو عمر النجدي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 01:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا ....
بعد هذا العرض الجميل أنوي الاشتراك فيها .....
ـ[بنت التوحيد]ــــــــ[15 - 05 - 08, 03:21 ص]ـ
تأمل قوله تعالى: {وذا النون إذ ذهب مغاضبا} [الأنبياء:87] وقوله تعالى: {ولا تكن كصاحب الحوت} [القلم:48] تجد أنه أضاف كلمة (ذا) إلى (النون)، وكلمة (صاحب) إلى (الحوت) والمقصود واحد وهو يونس عليه السلام وسر ذلك -والله أعلم- أن النون اسم للحوت العظيم، وكلمة (ذا) تطلق مع ما يدل على العظمة. [د. عويض العطوي] ج. تدبر 81800
*
*
*
كان سهل بن عبد الله التستري يقول: إنما خوف الصديقين من سوء الخاتمة عند كل خطرة، وعند كل حركة، وهم الذين وصفهم الله تعالى بقوله: {وقلوبهم وجلة} [المؤمنون:60]. ج. تدبر 81800
*
*
*
عن أبي المثاب القاضي قال: كنت عند القاضي إسماعيل يوما؛ فسئل: لم جاز التبديل على أهل التوراة، ولم يجز على أهل القرآن؟ فقال: قال الله تعالى في أهل التوراة: {بما استحفظوا من كتاب الله} [المائدة:44]، فوكل الحفظ إليهم. وقال في القرآن: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} [الحجر:9] فلم يجز التبديل عليهم! [تاريخ قضاة الأندلس]. ج. تدبر 81800
*
*
*
{ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا} [الطلاق:4] إذا رأيت أمورك متيسرة ومسهلة، وأن الله يعطيك من الخير -وإن كنت لا تحتسبه- فهذه لا شك بشرى، وإذا رأيت عكس ذلك، فصحح مسارك فإن فيك بلاء، وأما الاستدراج فيقع إذا كان العبد مقيما على المعصية. [ابن عثيمين] ج. تدبر 81800
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/115)
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[16 - 05 - 08, 09:38 م]ـ
جزاك الله خيرا و نفع الله بك(95/116)
هل الكرامات التي ذكرها ابن تيمية في كتاب الفرقان صحيحة
ـ[عبدالله الليبى]ــــــــ[12 - 05 - 08, 01:47 ص]ـ
قال شيخ الاسلام رحمه الله في كتاب الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان
ولما أرسل محمد بن مسلمة لقتل كعب بن الأشرف فوقع وانكسرت رجله فمسحها فبرئت وأطعم من شواء مائة وثلاثين رجلا كلا منهم حز له قطعة وجعل منها قطعتين فأكلوا منها جميعهم ثم فضل فضلة ودين عبد الله أبي جابر لليهودي وهو ثلاثون وسقا. قال جابر: فأمر صاحب الدين أن يأخذ التمر جميعه بالذي كان له فلم يقبل فمشى فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال لجابر جد له فوفاه الثلاثين وسقا وفضل سبعة عشر وسقا ومثل هذا كثير قد جمعت نحو ألف معجزة. وكرامات الصحابة والتابعين بعدهم وسائر الصالحين كثيرة جدا: مثل ما كان " أسيد بن حضير " يقرأ سورة الكهف فنزل من السماء مثل الظلة فيها أمثال السرج وهي الملائكة نزلت لقراءته وكانت الملائكة تسلم على عمران بن حصين؛ وكان سلمان وأبو الدرداء يأكلان في صحفة فسبحت الصحفة أو سبح ما فيها وعباد بن بشر وأسيد بن حضير خرجا من عند رسول الله صلى الله عليه وسلم في ليلة مظلمة فأضاء لهما نور مثل طرف السوط فلما افترقا افترق الضوء معهما. رواه البخاري وغيره. وقصة {الصديق في الصحيحين لما ذهب بثلاثة أضياف معه إلى بيته وجعل لا يأكل لقمة إلا ربى من أسفلها أكثر منها فشبعوا وصارت أكثر مما هي قبل ذلك فنظر إليها أبو بكر وامرأته فإذا هي أكثر مما كانت فرفعها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاء إليه أقوام كثيرون فأكلوا منها وشبعوا}. و " خبيب بن عدي " كان أسيرا عند المشركين بمكة شرفها الله تعالى وكان يؤتى بعنب يأكله وليس بمكة عنبة. و " عامر بن فهيرة: قتل شهيدا فالتمسوا جسده فلم يقدروا عليه وكان لما قتل رفع فرآه عامر بن الطفيل وقد رفع وقال: عروة: فيرون الملائكة رفعته. وخرجت " أم أيمن " مهاجرة وليس معها زاد ولا ماء فكادت تموت من العطش فلما كان وقت الفطر وكانت صائمة سمعت حسا على رأسها فرفعته فإذا دلو معلق فشربت منه حتى رويت وما عطشت بقية عمرها. و " سفينة " مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبر الأسد بأنه رسول رسول الله صلى الله عليه وسلم فمشى معه الأسد حتى أوصله مقصده. و " البراء بن مالك " كان إذا أقسم على الله تعالى أبر قسمه وكان الحرب إذا اشتد على المسلمين في الجهاد يقولون: يا براء أقسم على ربك فيقول: يا رب أقسمت عليك لما منحتنا أكتافهم فيهزم العدو فلما كان يوم " القادسية " قال: أقسمت عليك يا رب لما منحتنا أكتافهم وجعلتني أول شهيد فمنحوا أكتافهم وقتل البراء شهيدا. و " خالد بن الوليد " حاصر حصنا منيعا فقالوا لا نسلم حتى تشرب السم فشربه فلم يضره.
و " سعد بن أبي وقاص " كان مستجاب الدعوة ما دعا قط إلا استجيب له وهو الذي هزم جنود كسرى وفتح العراق. و " عمر بن الخطاب " لما أرسل جيشا أمر عليهم رجلا يسمى " سارية " فبينما عمر يخطب فجعل يصيح على المنبر يا سارية الجبل يا سارية الجبل فقدم رسول الجيش فسأل فقال يا أمير المؤمنين لقينا عدوا فهزمونا فإذا بصائح: يا سارية الجبل يا سارية الجبل فأسندنا ظهورنا بالجبل فهزمهم الله. ولما عذبت " الزبيرة " على الإسلام في الله فأبت إلا الإسلام وذهب بصرها قال المشركون أصاب بصرها اللات والعزى قالت كلا والله فرد الله عليها بصرها. ودعا " سعيد بن زيد " على أروى بنت الحكم فأعمي بصرها لما كذبت عليه فقال: اللهم إن كانت كاذبة فأعم بصرها واقتلها في أرضها فعميت ووقعت في حفرة من أرضها فماتت. " والعلاء بن الحضرمي " كان عامل رسول الله صلى الله عليه وسلم على البحرين وكان يقول في دعائه: يا عليم يا حليم يا علي يا عظيم فيستجاب له ودعا الله بأن يسقوا ويتوضئوا لما عدموا الماء والإسقاء لما بعدهم فأجيب ودعا الله لما اعترضهم البحر ولم يقدروا على المرور بخيولهم فمروا كلهم على الماء ما ابتلت سروج خيولهم؛ ودعا الله أن لا يروا جسده إذا مات فلم يجدوه في اللحد. وجرى مثل ذلك " لأبي مسلم الخولاني " الذي ألقي في النار فإنه مشى هو ومن معه من العسكر على دجلة وهي ترمى بالخشب من مدها ثم التفت إلى أصحابه فقال: تفقدون من متاعكم شيئا حتى أدعو الله عز وجل فيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/117)
فقال بعضهم: فقدت مخلاة فقال اتبعني فتبعه فوجدها قد تعلقت بشيء فأخذها وطلبه الأسود العنسي لما ادعى النبوة فقال له: أتشهد أني رسول الله. قال ما أسمع قال أتشهد أن محمدا رسول الله؟ قال نعم فأمر بنار فألقي فيها فوجدوه قائما يصلي فيها وقد صارت عليه بردا وسلاما؛ وقدم المدينة بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم فأجلسه عمر بينه وبين أبي بكر الصديق رضي الله عنهما وقال الحمد لله الذي لم يمتني حتى أرى من أمة محمد صلى الله عليه وسلم من فعل به كما فعل بإبراهيم خليل الله. ووضعت له جارية السم في طعامه فلم يضره. وخببت امرأة عليه زوجته فدعا عليها فعميت وجاءت وتابت فدعا لها فرد الله عليها بصرها. وكان " عامر بن عبد قيس " يأخذ عطاءه ألفي درهم في كمه وما يلقاه سائل في طريقه إلا أعطاه بغير عدد ثم يجيء إلى بيته فلا يتغير عددها ولا وزنها. ومر بقافلة قد حبسهم الأسد فجاء حتى مس بثيابه الأسد ثم وضع رجله على عنقه وقال: إنما أنت كلب من كلاب الرحمن وإني أستحي أن أخاف شيئا غيره ومرت القافلة ودعا الله تعالى أن يهون عليه الطهور في الشتاء فكان يؤتى بالماء له بخار ودعا ربه أن يمنع قلبه من الشيطان وهو في الصلاة فلم يقدر عليه. وتغيب " الحسن البصري " عن الحجاج فدخلوا عليه ست مرات فدعا الله عز وجل فلم يروه ودعا على بعض الخوارج كان يؤذيه فخر ميتا. و " صلة بن أشيم " مات فرسه وهو في الغزو فقال اللهم لا تجعل لمخلوق علي منة ودعا الله عز وجل فأحيا له
فرسه. فلما وصل إلى بيته قال يا بني خذ سرج الفرس فإنه عارية فأخذ سرجه فمات الفرس وجاع مرة بالأهواز فدعا الله عز وجل واستطعمه فوقعت خلفه دوخلة رطب في ثوب حرير فأكل التمر وبقي الثوب عند زوجته زمانا. وجاء الأسد وهو يصلي في غيضة بالليل فلما سلم قال له اطلب الرزق من غير هذا الموضع فولى الأسد وله زئير. وكان " سعيد بن المسيب " في أيام الحرة يسمع الأذان من قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أوقات الصلوات وكان المسجد قد خلا فلم يبق غيره. ورجل من " النخع " كان له حمار فمات في الطريق فقال له أصحابه هلم نتوزع متاعك على رحالنا فقال لهم: أمهلوني هنيهة ثم توضأ فأحسن الوضوء وصلى ركعتين ودعا الله تعالى فأحيا له حماره فحمل عليه متاعه. ولما مات " أويس القرني " وجدوا في ثيابه أكفانا لم تكن معه قبل ووجدوا له قبرا محفورا فيه لحد في صخرة فدفنوه فيه وكفنوه في تلك الأثواب. وكان " عمرو بن عقبة بن فرقد " يصلي يوما في شدة الحر فأظلته غمامة وكان السبع يحميه وهو يرعى ركاب أصحابه لأنه كان يشترط على أصحابه في الغزو أنه يخدمهم. وكان " مطرف بن عبد الله بن الشخير " إذا دخل بيته سبحت معه آنيته وكان هو وصاحب له يسيران في ظلمة فأضاء لهما طرف السوط. ولما مات الأحنف بن قيس وقعت قلنسوة رجل في قبره فأهوى ليأخذها فوجد القبر قد فسح فيه مد البصر. وكان " إبراهيم التيمي " يقيم الشهر والشهرين لا يأكل شيئا وخرج يمتار لأهله طعاما فلم يقدر عليه فمر بسهلة حمراء فأخذ منها ثم رجع إلى أهله ففتحها فإذا هي حنطة حمراء فكان إذا زرع منها تخرج السنبلة من أصلها إلى فرعها حبا متراكبا. وكان " عتبة الغلام " سأل ربه ثلاث خصال صوتا حسنا ودمعا غزيرا وطعاما من غير تكلف. فكان إذا قرأ بكى وأبكى ودموعه جارية دهره وكان يأوي إلى منزله فيصيب فيه قوته ولا يدري من أين يأتيه. وكان " عبد الواحد بن زيد " أصابه الفالج فسأل ربه أن يطلق له أعضاءه وقت الوضوء فكان وقت الوضوء تطلق له أعضاؤه ثم تعود بعده.
ـ[عبدالله الليبى]ــــــــ[17 - 05 - 08, 12:39 ص]ـ
ولما أرسل محمد بن مسلمة لقتل كعب بن الأشرف فوقع وانكسرت رجله فمسحها فبرئت
الاخوة الكرام أهل الحديث من لديه معلومة عن صحة كسر رجل محمد بن مسلمة في قتله لكعب بن الاشرف لاني بحثت عنها ولم أجدها
ارجو الافادة واحتساب الاجر والدال على الخير كفاعله
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[02 - 10 - 09, 07:51 ص]ـ
ولما أرسل محمد بن مسلمة لقتل كعب بن الأشرف فوقع وانكسرت رجله فمسحها فبرئت
الاخوة الكرام أهل الحديث من لديه معلومة عن صحة كسر رجل محمد بن مسلمة في قتله لكعب بن الاشرف لاني بحثت عنها ولم أجدها
ارجو الافادة واحتساب الاجر والدال على الخير كفاعله
هل من إفادة في هذه القصة؟؟؟؟؟
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[02 - 10 - 09, 03:04 م]ـ
الذي كسرت رجله عبدالله بن عتيك، رضي الله عنه، في قصة قتله لأبي رافع عبدالله بن أبي الحقيق اليهودي كما في صحيح البخاري وغيره.
والله أعلم
أنظر الرابط:
http://www.sonnaonline.com/Hadith1.aspx?Type=SM&manSID=213296784&SearchWords= فمسحها& HadithID=179304
ـ[أبو البشير]ــــــــ[02 - 10 - 09, 03:04 م]ـ
الذي أعرفه أن هذا حدث لعبد الله بن عتيك في قتله لسلام بن أبي الحقيق، والقصة رواها البخاري، لكن الذي فيه أيضا أن الذي مسحها فبرئت إنما هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فالله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/118)
ـ[أسامة الهاشمي]ــــــــ[03 - 10 - 09, 10:04 ص]ـ
حقا الله أعلم(95/119)
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من يدلنى على كتاب جامع شامل عن عصمة الأنبياء
ـ[محمدبن عبد الهادى]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من يدلنى على كتاب جامع شامل عن عصمة الأنبياء
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[12 - 05 - 08, 04:31 ص]ـ
هناك كتاب للدكتور
محمد أبو النور الحديدى
اسمه
عصمة الأنبياء والرد على الشبه الموجهة إليهم
ولاأدرى كيف تتحصل على الكتاب
فأنا قد حصلت على نسخة من المؤلف حفظه الله أيام كان يعطينا فى الدورة التدريبية التى تقيمها
وزارة الأوقاف للأئمة
والكتاب مكتوب عليه
مطبعة الأمانة
3شارع جزيرة بدران شبرا مصر
وفى الحقيقة كتاب ممتع جدا جدا
والغريب أن الدكتور حفظه الله كان يحض الأئمة على شراء الكتاب وبسعر زهيد جدا ولكن للأسف كانوا فى واد وكلام الدكتور فى واد
فزهدوا فى الكتاب
ففاتهم خير كثير
والله المستعان
ولا حول ولاقوة إلا بالله
ـ[محمدبن عبد الهادى]ــــــــ[12 - 05 - 08, 06:24 ص]ـ
جزاك الله خيراً
هل يوجد على الشبكة؟
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[12 - 05 - 08, 06:35 ص]ـ
لا أدرى
ـ[محمدبن عبد الهادى]ــــــــ[18 - 05 - 08, 09:54 م]ـ
ألا يوجد كتاب غير هذا؟
ـ[حذيفة الفلسطيني]ــــــــ[19 - 05 - 08, 01:39 ص]ـ
راجع كتاب حجيّة السنّة للدكتور عبد الغني عبد الخالق حيث فصّل المسألة في المقدّمة الثانية من الكتاب وقد أجاد في عرضه للموضوع وآراء العلماء في المسّلة. والكتاب مطبوع ومنتشر في المكتبات على ما أعلم(95/120)
ما حكم سب دين النصارى واليهود؟
ـ[محمدبن عبد الهادى]ــــــــ[12 - 05 - 08, 03:45 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
ما حكم سب دين النصارى واليهود؟
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[12 - 05 - 08, 04:33 ص]ـ
ما حكم سب دين اليهود والنصارى؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فقد قال الله تعالى: وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ كَذَلِكَ زَيَّنَّا لِكُلِّ أُمَّةٍ عَمَلَهُمْ ثُمَّ إِلَى رَبِّهِمْ مَرْجِعُهُمْ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ [الأنعام:108].
قال القرطبي رحمه الله تعالى في كتابه "الجامع لأحكام القرآن": قال العلماء: حكمها باقٍ في هذه الأمة على كل حال، فمتى كان الكافر في منعة وخيف أن يسب الإسلام أو النبي صلى الله عليه وسلم أو الله عز وجل، فلا يحل لمسلم أن يسب صلبانهم ولا دينهم ولا كنائسهم، ولا يتعرض إلى ما يؤدي إلى ذلك، لأنه بمنزلة البعث على المعصية. انتهى.
لكن لا مانع من قيام بعض المختصين ببيان الأخطاء والانحرافات الموجودة في كتبهم ومعتقداتهم حتى لا يغتر بها الجاهلون، وهو عمل محمود بل قد يكون واجباً كفائياً، لاسيما إذا انضاف إليه دفع الشبه والأباطيل التي تلقى على الإسلام جزافاً، والله المسؤول أن يمكن لدينه في الأرض وأن يفتح له قلوب الناس.
والله أعلم.
المصدر
اسلام ويب
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=30761&Option=FatwaId
http://www.ejabh.com/arabic_article_41985.html
......................
حكم لعن الكفار عموماً
د. سليمان الغصن
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=138&aid=250
.
ـ[أبو هارون]ــــــــ[12 - 05 - 08, 10:12 ص]ـ
سب دين النصارى
السؤال السابع من الفتوى رقم (5168)
س7: ما الحكم فيمن يقول: يلعن دين (كارتر)، يقصد به الرئيس الأمريكي السابق، أو ليس في هذا اللفظ سب لدين سماوي أنزل قبل نبينا محمد صلى الله على نبينا محمد وسلم؟
ج7: اللعن: هو الطرد والإبعاد عن رحمة الله، ولعن دين من الأديان السماوية كفر ويجب نصح من صدر منه ذلك، وبيان أنه كفر، فإن أصر على السب بعد بيان الحكم فهو كافر إلا أن يكون قصد بدين (كارتر) ما عليه النصارى اليوم من اعتقادهم أن عيسى هو ابن الله، وأنه لا يلزمهم اتباع محمد صلى الله عليه وسلم، فهذا دين باطل وليس دينا سماويا، بل هو دين محدث لا يكفر من سبه أو لعنه.
وننصحك بقراءة كتاب [الصارم المسلول على شاتم الرسول] ففيه من العلم في هذا الموضوع ما لا تكاد تجده في غيره.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
السؤال
ما حكم من سب دين النصارى
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان القصد بدين النصارى الدين الذي جاء به عيسى عليه السلام فإن ذلك لا يجوز، بل هو كفر. ولا يجوز سب أي دين من الأديان التي جاء بها الأنبياء السابقون، فالدين الذي جاء به الأنبياء جمعيا واحد، والمسلمون يؤمنون بجميع الأنبياء؛ كما قال تعالى: [آَمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آَمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ] (البقرة: 185).
وسب أي دين من أديان هؤلاء أو شتمه أو الاستهزاء به يعتبر كفرا، قال تعالى: [قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ] (التوبة: 65 - 66)
وقال تعالى: [شَرَعَ لَكُمْ مِنَ الدِّينِ مَا وَصَّى بِهِ نُوحًا وَالَّذِي أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ وَمَا وَصَّيْنَا بِهِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى أَنْ أَقِيمُوا الدِّينَ وَلَا تَتَفَرَّقُوا فِيهِ] (الشورى: 13).
أما إن كان القصد بالدين ما أحدثه النصارى من التحريف والتبديل والشرك والخزعبلات فهذا لا مانع من سبه ووصف أصحابه بالشرك والكفر.
فقد قال الله عز وجل: [لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ ثَالِثُ ثَلَاثَةٍ] (المائدة: 73).
ولكن ذلك إذا كان يؤدي إلى سب الإسلام أو نبيه فإنه لا يجوز سدا للذريعة، فقد نهى الله عز وجل عن سب أصنام المشركين حتى لا يؤدي ذلك إلى سب الله عز وجل، فقال تعالى: [وَلَا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ] (108).
ولمزيد من الفائدة نرجو الاطلاع على الفتوى رقم: 19944.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه(95/121)
ما الدليل على مشروعية قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاثا بعد صلاتي الفجر والمغرب؟
ـ[حامد المدني]ــــــــ[12 - 05 - 08, 09:15 ص]ـ
الإخوة الكرام من المشايخ وطلاب العلم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
كثيرا ما نرى بعض المشايخ يذكرون مشروعية قراءة سورة الإخلاص والمعوذتين ثلاثاً بعد صلاتي المغرب والفجر، وقد بحثت عن دليل يخص الصلاتين المكورتين بذلك فلم أجد.
لذا: أرجو من الإخوة الكرام التفضل علي بذكر الدليل على تثليث قراءة السور المذكورة عقب الصلاتين المذكورتين.
وجزاكم الله خيرا
ـ[السدوسي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 12:40 م]ـ
للشيخ العلوان كلام حول هذا بين فيه أنه لا يوجد دليل على ذلك.
وقد بحثت فلم أقف على شيء.(95/122)
القواعد الذهبية ... في أدب الخلاف ... فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الخالق
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[12 - 05 - 08, 01:15 م]ـ
القواعد الذهبية
في أدب الخلاف
فضيلة الشيخ/ عبد الرحمن بن عبد الخالق
الحمد لله الذي لا إله إلا هو له الحمد في الأولى والآخرة، وله الحكم وإليه ترجعون، والصلاة والسلام على النبي الكريم الذي كان يستفتح صلاته بقوله: الله رب جبريل وميكائيل وإسرافيل فاطر السموات والأرض اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم، وعلى آله وأصحابه ومن سار على هداهم من أهل الحق والدين إلى يوم البعث والنشور ..
وبعد،،
فهذه قواعد جمعتها في الأدب الواجب على أهل الإسلام عند الاختلاف عملاً بقوله سبحانه وتعالى: (وما اختلفتم فيه من شئ فحكمه إلى الله) الشورى: 10
وقوله سبحانه: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً) النساء: 59
وقوله تعالى: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا آل عمران): 103
أسأل الله أن ينفع بها عباده المؤمنين في مشارق الأرض ومغاربها، وقد جعلناها مختصرة موجزة ليسهل جمعها، ولا يعسر على طالب العلم التوسع فيها، وفهمها، والحمد لله رب العالمين.
القواعد الذهبية لماذا؟
قد يسأل سائل لماذا سميت هذه القواعد الذهبية؟
والجواب أن القاعدة الواحدة منها أفضل لطالب العلم ومبتغي الحق من اكتساب الألوف من دنانير الذهب.
ذكر الإمام ابن كثير - رحمه الله - في ترجمته لحبر هذه الأمة وأعلمها بكتاب الله، وهو عبد الله بن عباس رضي الله عنه هذا الخبر:
وقال بعضهم أوصى ابن عباس بكلمات خير من الخيل الدهم، وقال: (لا تكَلَّمن فيما لا يعنيك حتى تجد له موضعاً، ولا تُمار سفيهاً ولا حليماً فإن الحليم يغلبك، والسفيه يزدريك، ولا تَذْكُرَنَّ أخاك إذا توارى عنك إلا بمثل الذي تحب أن يتكلم فيك إذا تواريت عنه، واعمل عمل من بعلم أنه مجزي بالإحسان مأخوذ بالإجرام).
فقال ابن عباس: (كلمة منه خير من عشرة آلاف). البداية والنهاية 308/ 8
وهذه الكلمات من ابن عباس رضي الله عنهما قواعد في الأخلاق، وآداب الجدال لا تقدر بمال.
أولاً: قواعد عامة في الخلاف
1) ما لا يتطرق إليه الخلل ثلاثة: كتاب الله، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وإجماع الصحابة، وما سوى ذلك ليس بمعصوم:
الأصول التي يتطرق إليها الخلل والتي يجب الرجوع إليها عند كل خلاف هي كتاب الله سبحانه وتعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم الثابتة الصحيحة، ثم ما علم يقيناً أن أمة الإسلام جميعها اجتمعت عليه، وما سوى هذه الأصول الثلاثة فليس بمعصوم من الخطأ.
ويترتب على القاعدة السابقة ما يلي:
أ) لا يجوز لأحد أن يخرج عن المقطوع دلالته من كتاب الله، وسنة رسوله، وما علم يقيناً أن الأمة قد أجمعت عليه.
ب) ظني الدلالة من الكتاب والسنة يرد إلى المقطوع، والمتشابه يرد إلِى المحكم لقوله تعالى: (هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات هن أم الكتاب، وأخر متشابهات فأما الذين في خلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إلا الله والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا وما يتذكر إلا أولو الألباب) آل عمران: 7
ج) ما تنازع فيه المسلمون يجب أن يردوا الخلاف فيه إلى كلام الله، وكلام رسوله، عملاً بقوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر ذلك خير وأحسن تأويلاً) النساء: 59
2) رد المعلوم من الدين ضرورة كفر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/123)
لا يجوز الخلاف في حكم من الأحكام المقطوع بها في الإسلام، والمقطوع به هو المجمع عليه إجماعاً لا شبهة فيه، والمعلوم من الدين بالضرورة كالإيمان بالله وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره من الله تعالى، وأن القرآن الذي كتبه الصحابة ويقرؤه المسلمون جميعاً إلى يومنا هذا هو كتاب الله لم ينقص منه شيء، والصلوات الخمس، وصيام شهر رمضان، ووجوب الزكاة والحج، وحرمة الربا والزنا، والخمر، والفواحش، ونحو ذلك من المعلوم من الدين بالضرورة أنه من الإسلام، وكل ذلك لا يجوز فيه خلاف بين الأمة ورد هذا ومثله كفر.
3) الخلاف جائز في الأمور الاجتهادية:
الأحكام الاجتهادية الخلافية التي وقع التنازع فيه بين الأمة في عصور الصحابة ومن بعدهم إلى يومنا هذا يجوز فيها الاختلاف، ولا يجوز الحكم على من اتبع قولاً منها بكفر ولا فسق ولا بدعة.
ولمن بلغ درجة النظر والاجتهاد أن يختار منها ما يراه الحق، ولمن عرف الأدلة وأصول الفقه أن يرجح بين الأقوال، ولا بأس بالتصويب والتخطيء، وبالقول إن هذا راجح، وهذا مرجوح، وذلك كرؤية النبي صلى الله عليه وسلم ربه ليلة المعراج، وقراءة الفاتحة وراء الإمام في الجهرية، والجهر والإسرار ببسم الله الرحمن الرحيم، وإتمام الصلاة في السفر.
4) وقوع الاختلاف وكونه رحمة وسعة أحياناً.
الخلاف في الأمور الاجتهادية الظنية واقع من الصحابة والتابعين والأئمة وجميع علماء وفضلاء هذه الأمة، وذلك أنه من لوازم غير المعصوم، ولا معصوم إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما من بعده فلا عصمة لأحد منهم، والخطأ واقع منهم لا محالة.
وهذا الخلاف الجائز، أو السائغ، قد نص كثير من سلف الأمة أن فيه أنواعاً من الرحمة لهذه الأمة:
أ) الرحمة في عدم المؤاخذة:
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا البقرة: 286 وقد ثبت في صحيح البخاري رحمه الله أن الله قال بعد أن أنزل هذه الآية، وتلاها الصحابة: قد فعلت» والمجتهد المخطئ معذور، بل مأجور أجراً واحداً كما جاء في الصحيحين: إذا حكم الحاكم ثم اجتهد فأصاب فله أجران، وإذا اجتهد فله أجر واحد» متفق عليه.
ب) الرحمة والسعة في جواز أخذ القول الاجتهادي كما نص على ذلك غير واحد من الأئمة المجتهدين:
قال ابن قدامة رحمه الله في مقدمة كتابه المغني: (أما بعد ... فإن الله برحمته وطوله جعل سلف هذه الأمة أئمة من الأعلام مهد بهم قواعد الإسلام وأوضح بهم مشكلات الأحكام: اتفاقهم حجة قاطعة واختلافهم رحمة واسعة).
وقال الإمام الحجة القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهم: (لقد نفع الله باختلاف أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم في أعمالهم، لا يعمل العامل بعمل رجل منهم إلا رأى أنه في سعة، ورأى أن خيراً منه قد عمل عمله) جامع بيان العلم وفضله 80/ 4
وذكر ابن عبد البر في كتابه جامع بيان العلم وفضله: (أن عمر بن عبد العزيز والقاسم بن محمد اجتمعا فجعلا يتذكران الحديث فجعل عمر يجيء بالشيء مخالفاً فيه القاسم، وجعل ذلك يشقُّ على القاسم حتى تبين فيه فقال له عمر: لا تفعل فما يسرني أن لي باختلافهم حمر النعم) جامع بيان العلم وفضله 80/ 2
وذكر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (أن رجلاً صنف كتاباً في الاختلاف فقال أحمد: لا تُسمِّه كتاب الاختلاف، ولكن سمه كتاب السعة). الفتاوى 79/ 30
5) يجب اتباع ما ترجح لدينا أنه الحق:
ما تنازع فيه الصحابة وأئمة الإسلام بعدهم، وعلم بعد ذلك أن النص بخلافه فإنه يجب علينا فيه اتبع ما تبين أنه موافق للدليل، وعدم اتهام السابقين بكفر أو فسق أو بدعة وذلك: كترك الجنب الذي لا يجد ماء للصلاة حتى يجد الماء، وصرف الدينار بالدينارين، ونكاح المتعة، ومنع التمتع في الحج، وجواز القدر غير المسكر من خمر العنب، ومثل هذه المسائل كثير.
6) أسباب الخلاف التي يعذر فيها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/124)
أسباب الخلاف التي يعذر فيها المخالفون كثيرة: كمعرفة بعضهم بالدليل، وجهل بعضهم له والاختلاف حول صحة الدليل، وضعفه، وكونه نصاً على المسألة أو ظاهراً أو مؤولاً، وتفاوت فهمهم للنص وتقديم بعضهم دلالة من دلالات النص على أخرى، كمن يقدم الفحوى على الظاهر، وكمن يقدم الظاهر على الفحوى، كما اختلفوا في قوله صلى الله عليه وسلم: (لا يصلين أحدٌ العصر إلا في بني قريظة، فأدرك بعضهم العصر في الطريق، فقال بعضهم لا نصلي حتى نأتيهم وقال بعضهم، بل نصلي، لم يرد منا ذلك فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فلم يعنف واحداً منهم) متفق عليه
ومثل هذه الأسباب يعذر أصحابها إذا اجتهد كل منهم لمعرفة الحق.
7) أسباب الخلاف التي لا يعذر فيها المخالف:
وأما الأسباب الأخرى التي لا يعذر فيها المخالف فهي الحسد والبغي، والمراءاة والانتصار للنفس ومن كانت هذه دوافعه للخلاف، حرم التوفيق والإنصاف، ولم يهتد إلا للشقاق والخلاف كما قال تعالى: (كان الناس أمة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين، وأنزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه، وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغياً بينهم، فهدى الله الذين آمنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم) البقرة: 213
فالذين هداهم الله هم الذين لا يبغون.
8) وجوب طاعة الإمام في الأمور العامة وإن أساء ما لم يخرج من الإسلام:
منهج أهل السنة والجماعة الصلاة خلف أئمة الجور والجهاد معهم، وإن كانوا فجاراً، والصوم بصومهم والحج بحجهم، وإعطاء الزكاة لهم.
ففي الصلاة صلى المسلمون خلف الذين حاصروا الخليفة الراشد عثمان بن عفان رضي الله عنه، وصلى السلف خلف الحجاج والوليد، والمختار بن أبي عبيد، وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بالصلاة خلف الولاة وإن كانوا يؤخرون الصلاة عن وقتها.
وفي الزكاة قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم) متفق عليه
9) لا يجوز للإمام أن يحجر نشر علم يخالفه:
ليس لإمام المسلمين أن يحجر الناس من نشر علم يخالف رأيه، أو مذهبه، بل عليه أن يترك كل مسلم وما تولى، كما ترك عمر رضي الله عنه عماراً وغيره يذكر ما يأثره عن الرسول رضي الله عنه في التيمم.
وأفتى ابن عباس وابن عمر رضي الله عنهم بخلاف رأي عمر رضي الله عنه في متعة الحج، وأفتى حذيفة وغيره من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين بخلاف رأي عثمان رضي الله عنه في إتمام الصلاة بعرفة ومنى.
ولكن يجب على الإمام أن يمنع نشر الكفر والبدع والزندقة، وأن يقيم الحدود الشرعية في ذلك، فسب الله وسب رسوله وسب دينه يوجب القتل لقوله صلى الله عليه وسلم: من بدل دينه فاقتلوه» رواه البخاري، والساعي في المتشابهات، والتشكيك في الدين يجب تعزيره كما فعل عمر رضي الله عنه مع صبيغ بن عسل.
والمسلم المتأول المخطئ يناقش في خطئه، وتأوله كما فعل عمر رضي الله عنه أيضاً مع الذين شربوا الخمر تأولاً.
ولا يجوز الحكم على متأول إلا بعد قيام الحجة عليه.
10) لكل مسلم الحق بل عليه الواجب في إنكار المنكر والأمر بالمعروف:
لما كان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجباً من الله على كل مسلم وجب على ولي الأمر إطلاق يد المسلم في ذلك إلا ما كان من حقوقه هو كإقامة الحدود، والتعازير، وأما ما كان تحت ولاية المسلم فهذا له كتأديب الزوجة، والولد في حدود ما شرعه الله في ذلك، وكذلك إنكار المنكر باللسان، لو كان هو منكر الإمام نفسه عملاً بقوله تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون إلا الذين تابوا وأصلحوا وبينوا فأولئك أتوب عليهم وأنا التواب الرحيم) البقرة: 159 - 160
فلا يجوز للمسلم أن يكتم علماً، ولا أن يقر على باطل إذا علم أن إقراره رضا ومتابعة، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم ذلك حيث يقول: (ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن عرف برئ، ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع، قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: لا. ما صلوا) رواه مسلم
ونص الحديث أن المسلم لا يبرأ إلا بالإنكار، وقد يسلم بالسكوت وعدم الرضا إذا لم يستطع الإنكار باللسان.
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[12 - 05 - 08, 01:18 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/125)
ثانياً: الآداب التي يجب اتباعها للخروج من الخلاف
هذه جملة من الآداب التي إذا اتبعها المسلمون فيما ينشأ بينهم من خلاف اهتدوا بحول الله ومشيئته ورحمته إلى الحق.
1) التثبت من قول المخالف:
أول ما يجب على المسلم أن يتثبت في النقل، وأن يعلم حقيقة قول المخالف، وذلك بالطرق الممكنة كالسماع من صاحب الرأي نفسه، أو قراءة ما ينقل عنه من كتبه لا مما يتناقله الناس شفاهاً، أو سماع كلامه من شريط مسجل أيضاً مع ملاحظة أن الأشرطة الصوتية يمكن أن يدخل عليها القطع والوصل، وحذف الكلام عن سياقه، ولذلك.يجب سماع الكلام بكامله ولو أن أهل العلم يتثبتون فيما ينقل إليهم من أخبار لزال معظم الخلاف الذي يجري بين المسلمين اليوم، وقد أمرنا الله بالتثبت كما قال سبحانه وتعالى: (يا أيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوماً بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين) الحجرات: 6
وقال تعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً) الإسراء: 36
وقد وقفت بنفسي أنا كاتب هذه السطور على حالات كثيرة من الخلاف التي كان أساسها التسرع في النقل، وعدم التثبت فيه، وعندما وقع التثبت تبين أن الأمر بخلافه.
2) تحديد محل التنازع والخلاف:
كثيراً ما يقع الخلاف بين المخالفين، ويستمر النقاش والردود وهم لا يعرفون على التحديد ما نقاط الخلاف بينهم، ولذلك يجب أولاً قبل الدخول في نقاش أو جدال تحديد مواطن الخلاف تحديداً واضحاً حتى يتبين أساساً الخلاف، ولا يتجادلان في شيء قد يكونان هما متفقين عليه، وكثيراً ما يكون الخلاف بين المختلفين ليس في المعاني، وإنما في الألفاظ فقط فلو استبدل أحد المختلفين لفظة بلفظة أخرى لزال الإشكال بينهما.
ولذا لزم تحديد محل الخلاف تحديداً واضحاً.
3) لا تتهم النيات:
مهما كان مخالفك مخالفاً للحق في نظرك فإياك أن تتهم نيته، افترض في المسلم الذي يؤمن بالقرآن والسنة ولا يخرج عن إجماع الأمة، افترض فيه الإخلاص، ومحبة الله ورسوله، والرغبة في الوصول إلى الحق، وناظره على هذا الأساس، وكن سليم الصدر نحوه.
لا شك أنك بهذه الطريقة ستجتهد في أن توصله إلى الحق إن كان الحق في جانبك وأما إذا افترضت فيه من البداية سوء النية، وقبح المقصد فإن نقاشك معه سيأخذ منحى آخر وهو إرادة كشفه وإحراجه، وإخراج ما تظن أنه خبيئة عنده، وقد يبادلك مثل هذا الشعور، فينقلب النقاش عداوة، والرغبة في الوصول إلى الحق رغبة في تحطيم المخالف وبيان ضلاله وانحرافه.
4) أخلص النية لله:
اجعل نيتك في المناظرة هو الوصول إلى الحق وإرضاء الله سبحانه وتعالى، وكشف غموض عن مسألة يختلف فيها المسلمون، ورأب الصدع بينهم، وجمع الكلمة وإصلاح ذات البين.
وإذا كانت هذه نيتك فإنك تثاب على ما تبذله من جهد في هذا الصدد. قال تعالى: فاعبد الله مخلصاً له الدين، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى) متفق عليه
5) ادخل إلى المناظرة وفي نيتك أن تتبع الحق وإن كان مع خصمك ومناظرك:
يجب على المسلم الذي يخالف أخاه في مسألة ويناظره فيها ألا يدخل نقاشاً معه إلا إذا نوى أن يتبع الحق أني وجده، وأنه إن تبين له أن الحق مع مخالفه اتبعه وشكر لأخيه الذي كان ظهور الحق على يده لأنه لا يشكر الله من لا يشكر الناس.
6) اتهم رأيك:
يجب على المسلم المناظر وإن كان متأكداً من رأيه أنه صواب أن يتهم رأيه، ويضع في الاحتمال أن الحق يمكن أن يكون مع مخالفه، وبهذا الشعور يسهل عليه تقبل الحق عندما يظهر، ويلوح له.
7) قبول الحق من المخالف حق وفضيلة:
إن قبول الحق من مخالفك حق وفضيلة، فالمؤمن يجب أن يذعن للحق عندما يتبينه، ولا يجوز له رد الحق، لأن رد الحق قد يؤدي إلى الكفر كما قال صلى الله عليه وسلم: (لا تماروا في القرآن فإن مراء في القرآن كفر .. ) رواه أحمد وصححه الألباني في صحيح الجامع 4444
والمماراة هنا معناها المجادلة، ودفع دلالته بالباطل لأن هذا يكون تكذيباً لله ورداً لحكمه، وليس تكذيباً للمخالف.
ورد الحق كبراً من العظائم، وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم الكبر فقال صلى الله عليه وسلم: (الكبر بطر الحق وغمط الناس) رواه مسلم وبطر الحق رده.
8) اسمع قبل أن تُجِب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/126)
من آداب البحث والمناظرة أن تسمع من مخالفك قبل أن ترد وأن تحدد محل الخلاف قبل أن تخوض في الموضوع.
9) اجعل لمخالفك فرصة مكافئة لفرصتك:
يجب على كل مختلفين أن يعطي كل منهما للآخر عند النقاش فرصة مكافئة لفرصته فإن هذا أول درجات الإنصاف.
10) لا تقاطع:
انتظر فرصتك في النقاش، ولا تقاطع مخالفك وانتظر أن ينتهي من كلامه.
11) اطلب الإمهال إذا ظهر ما يحتاج أن تراجع فيه نفسك:
إذا ظهر لك أن أمراً ما يجب أن تراجع فيه النفس وتتفكر فيه لتتخذ قراراً بالعدول عن رأيك أو إعادة النظر فيه، فاطلب الإمهال حتى تقلِّب وجهات النظر. وأما إذا تحققت من الحق فبادر إعلانه، والإذعان له فإن هذا هو الواجب عليك فالذي يخاصمك بالآية والحديث يطلب منك في الحقيقة الإذعان إلى حكم الله وحكم رسوله.
وكل من ظهر له حكم الله وحكم رسوله وجب عليه قبوله فورا كما قال تعالى: (إنما كان قول المؤمنين إذا دعوا إلى الله ورسوله ليحكم بينهم أن يقولوا سمعنا وأطعنا وأولئك هم المفلحون) النور: 51
12) لا تجادل ولا تمار:
لا يكن دخولك في نقاش مع أخيك المسلم هدفه الجدال والمماراة، بل يجب أن يكون مقصدك معرفة الحق، أو توضيحه لمخالفك، لأن الجدال مذموم والمماراة مذمومة، والجدال والمماراة أن يكون الانتصار لرأيك; وقطع خصمك وإثبات جهله، أو عجزه، وإثبات أنك الأعلم أو الأفهم. أو الأقدر على إثبات الحجة.
13) حدد مصطلحاتك واعرف جيداً مصطلحات مخالفك:
كثيراً ما يتجادل اثنان ويختلف قوم ولا يكون سبب خلافهم إلا أنهم يستعملون كلمات ومصطلحات كل منهم يفهمها بمعنى يختلف عما يفهمها الآخر.
من أجل ذلك يجب عليك أن تحدد معاني كلماتك التي قد يفهمها مخالفك على صورة أخرى، وكذلك المصطلحات التي تستعملها، وأسأل مخالفك عن معاني كلماته، ومصطلحاته حتى تعرف مراده من كلامه.
ومن المصطلحات التي يختلف في معناها الناس في الوقت الحاضر:
المنهج، طريق السلف، وسائل الدعوة، أساليب الدعوة، البدعة المكفرة، الهجر، التطرف، الإرهاب، الخروج ... الخ، وكذلك يجب أن تعلم أن مخالفك يفهم هذه المصطلحات كما نفهمها أنت، أو كما هو معناها الحقيقي في اصطلاح العقيدة، الأصول، البدعة.
14) إذا تيقنت أن الحق مع مخالفك فاقبله وإذا قبل منك الحق فاشكره ولا تمن عليه:
يجب على المسلم إذا علم الحق من كلام مخالفه أن يبادر إلى قبوله فوراً لأن مخالفك في الدين يدعوك إلى حكم الله حكم رسوله، وليس إلى حكم نفسه.
وأما اذا كان رأياً مجرداً، ورأيت أن الحق معه، وأن المصلحة الراجحة في اتباعه فاقبله أيضاً لأن المسلم رجاع إلى الحق.
وأما إذا وافقك مخالفك، ورجع عن قوله إلى قولك فاشكر له إنصافه، وقبوله للحق، واحمد الله أن وفقك إلى إقالة عثرة لأخيك، وبيان حق كان غائباً عنه.
15) لا تيأس من قبول مخالفك للحق:
لا تكن عجولاً متبرماً غضوباً إلى اتهام مخالفك الذي لم يقبل ما تدلي به من حجة، وإن كنت على يقين مما عندك، ولا تيأس أن يعود مخالفك إلى الحق يوماً، ولربما خالفك مخالف الآن ثم يعود بعد مدة إلى الحق فلا تعجل.
16) أرجئ النقاش إلى وقت آخر إذا علمت أن الاستمرار فيه يؤدي إلى الشقاق والنفور:
إذا تيقنت أن النقاش والحوار سيؤدي الاستمرار فيه إلى الشقاق، والنفور فاطلب رفع الجلسة، وإرجاء النقاش إلى وقت آخر، وتذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: (أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقاً) رواه أبو داود، وحسنه الألباني في السلسلة 273
17) الإبقاء على الأخوة مع الخلاف في الرأي في المسائل الخلافية أولى من دفع المخالف إلى الشقاق والعداوة:
إذا علمت من مخالفك أنه لا يبقى أخاً إلا ببقائه على ما هو عليه من أمر مرجوح ورأي مخالف للحق في نظرك فتركه على ما هو عليه أولى من دفعه إلى الشقاق والخلاف لأن بقاء المسلمين أخوة في الدين مع اختلافهم في المسائل الاجتهادية خيرمن تفرقهم وتمزقهم وبقائهم على خلافاتهم ...
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[12 - 05 - 08, 01:19 م]ـ
ثالثاً: ما بعد الخلاف
إذا وقع الخلاف بين مسلم وآخر في المسائل التي يسوغ فيها الخلاف، وهي الأمور الاجتهادية، أو الأمور التي اختلف الصحابة والأئمة فيها قديماً فإن الواجب الشرعي هو اتباع الخطوات السابقة في أدب الخلاف والمناظرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/127)
ولا شك أنه لو اتبعت الخطوات السابقة قضي على الخلاف بإذن الله، ووصل المختلفان إلى الاتفاق، ووفقا بحول الله إلى الحق.
وأما إذا ظهر لكل منهما صحة نظره وسلامة قوله، وأنه لا يستطيع أن يدين الله إلا بما يراه، فإن واجب المختلفين ما يأتي:
1) إعذار المخالف وترك أمره لله سبحانه وتعالى:
الأدب الشرعي الأول هو إعذار من يخالفك الرأي من المسلمين في الأمور الاجتهادية، وإيكال أمره لله، وتنزيهه من فساد النية، وإرادة غير الحق ما دام ظاهره هو الدين والعدل.
2) إبقاء الأخوة:
لا يجوز لمسلم أن يقاطع أخاه المسلم لرأي ارتآه، أو اجتهاد اجتهد في ما دام يعلم أنه تحرى الحق، واتبع ما يظن أنه الصواب، ولا يجوز في مثل هذه الحالة هجران أو تعزير، ولا شك أنه لو أن كل مختلفين تهاجرا لم يبق مسلم مع مسلم.
3) لا تشنيع ولا تفسيق ولا تبديع للمخالف في الأمور الاجتهادية:
لا يجوز اتهام المخالف ولا التشنيع عليه، ولا ذكره من أجل مخالفته، ولا تبديعه، ولا تفسيقه ومن صنع شيئاً من ذلك فهو المبتدع المخالف لإجماع الصحابة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (وقد اتفق الصحابة في مسائل تنازعوا فيها على إقرار كل فريق للفريق الآخر على العمل باجتهادهم، كمسائل في العبادات، والمناكح والمواريث والعطاء، والسياسة، وغير ذلك، وحكم عمر أول عام في الفريضة الحمارية بعدم التشريك، وفي العام الثاني بالتشريك في واقعة مثل الأولى، ولما سئل عن ذلك قال: تلك على ما قضينا وهذه على ما نقضي. وهم الأئمة الذين ثَبَتَ بالنصوص أنهم لا يجتمعون على باطل ولا ضلالة، ودل الكتاب والسنة على وجوب متابعتهم) مجموع الفتاوى
وقال الإمام الذهبي في ترجمة الإمام محمد بن نصر المروزي: (ولو أنا كلما أخطأ إمام في اجتهاده في آحاد المسائل خطأ مغفوراً له قمنا عليه وبدعناه، وهجرناه، لما سلم معنا ابن نصير، ولا ابن مندة، ولا من هو أكبر منهما، والله هو هادي الخلق إلى الحق، هو أرحم الراحمين، فنعوذ بالله من الهوى والفظاظة) سير أعلام النبلاء 40/ 14
4) لا يجوز التشنيع ولا التبديع ولا التفسيق لأحد من سلف الأمة ومجتهديها إذا خالف بعض الأمور القطعية اجتهاداً:
ولا يجوز لنا التشنيع ولا التبديع ولا التفسيق لأحد من سلف الأمة المشهود لهم بالخير، إذا علم أنه خالف في بعض الأمور القطعية اجتهاداً منه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (وليس في ذكر كون المسألة قطعية طعن على من خالفها من المجتهدين كسائر المسائل التي اختلف فيها السلف، وقد تيقنا صحة أحد القولين مثل كون الحامل المتوفى عنها زوجها تعتد لوضع الحمل، وأن الجماع المجرد عن الإنزال يوجب الغسل، وأن ربا الفضل حرام، والمتعة حرام) الآداب الشرعية 186/ 1
5) يجوز بيان الحق وترجيح الصواب وإن خالف اجتهاد الآخرين:
لكل من المختلفين أن يذكر ما يراه حقاً، وينشر ما يراه صواباً، ويرجح ما يراه الراجح، وله أن يبين أن قول معارضه مرجوح لأن كلمتان العلم لا يجوز، وعلى كل مجتهد أن يذكر ما يعتقد أنه الحق، وإن خالف من خالف من الأئمة والعلماء والأقران.
وقد خالف ابن عمر وابن عباس وغيرهما رضي الله عنهما - عمر بن الخطاب، وأبا بكر الصديق - في متعة الحج، وأفتيا بخلافهما، هذا مع كمال الموالاة للصديق والفاروق
وكان كل إمام وعالم يفتي بما يراه الصواب وإن خالف غيره، وقد قال الإمام مالك: (ما منا إلا رد ورد عليه إلا صاحب هذا القبر) يعني النبي صلى الله عليه وسلم.
6) لا يجوز حمل الناس على الرأي الاجتهادي:
لا يجوز لعالم مجتهد، ولا لإمام عام أن يحمل الناس على رأيه واجتهاده.
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عمن ولي أمراً من أمور المسلمين، ومذهبه لا يجوِّز شركة الأبدان فهل يجوز له منع الناس؟
فأجاب: ليس له منع الناس من مثل ذلك، ولا من نظائره مما يسوغ فيه الاجتهاد، وليس معه بالمنع نص من كتاب، ولا سنة، ولا إجماع، ولا ما هو في معنى ذلك، لا سيما وأكثر العلماء على جواز مثل ذلك، وهو مما يعمل به عامة المسلمين في عامة الأمصار.
وهذا كما أن الحاكم ليس له أن ينقض حكم غيره في مثل هذه المسائل، ولا للعالم والمفتي أن يلزم الناس باتباعه في مثل هذه المسائل، ولهذا لما استشار الرشيد مالكاً أن يحمل الناس على موطئه في مثل هذه المسائل منعه من ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/128)
وقال: إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم تفرقوا في الأمصار، وقد أخذ كل قوم من العلم ما بلغهم، وصنف رجل كتاباً في الاختلاف، فقال أحمد: لا تسمِّه كتاب الاختلاف، ولكن سمه كتاب السعة. ولهذا كان بعض العلماء يقول: إجماعهم حجة قاطعة، واختلافهم رحمة واسعة، وكان عمر بن عبد العزيز يقول: ما يسرني أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يختلفوا لأنهم إذا اجتمعوا على قول فخالفهم رجل كان ضالاً، وإذا اختلفوا فأخذ رجل بقول هذا، ورجل بقول هذا كان في الأمر سعة، وكذلك قال غير مالك من الأئمة: ليس للفقيه أن يحمل الناس على مذهبه.
ولهذا قال العلماء المصنفون في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من أصحاب الشافعي رحمه الله وغيره: إن مثل هذه المسائل الاجتهادية لا تنكر باليد، وليس لأحد أن يلزم الناس باتباعه فيها، ولكن يتكلم فيها بالحجج العلمية، فمن تبين له صحة أحد القولين تبعه، ومن قلد أهل القول الآخر فلا إنكار عليه، ونظائر هذه المسائل كثيرة: مثل تنازع الناس في بيع الباقلا الأخضر في قشريه، وفي بيع المقاثي جملة واحدة، وبيع المعطاة والسلم، الحال، واستعمال الماء الكثير بعد وقوع النجاسة فيه إذا لم تغيره، والتوضؤ من ذلك، والقراءة بالبسملة سراً أو جهراً، وترك ذلك، وتنجيس بول ما يؤكل لحمه وروثه، أو القول بطهارة ذلك، وبيع الأعيان الغائبة بالصفة، وترك ذلك، والتيمم بضربة أو ضربتين إلى الكوعين، أو المرفقين والتيمم لكل صلاة أو لوقت كل صلاة أو الاكتفاء بتيمم واحد، وقبول شهادة أهل الذمة بعضهم على بعض، أو المنع من قبول شهادتهم.
ومن هذا الباب الشركة بالعروض، وشركة الوجوه، والمساقاة على جميع أنواع الشجر والمزارعة على الأرض البيضاء فإن هذه المسائل من جنس الأبدان بل المانعون من هذه المشاركات أكثر من المانعين من مشاركة الأبدان، ومع هذا فما زال المسلمون من عهد نبيهم وإلى اليوم في جميع الأعصار والأمصار يتعاملون بالمزارعة والمساقات، ولم ينكره عليهم أحد ولو منع الناس مثل هذه المعاملات لتعطل كثير من مصالحهم التي لا يتم دينهم ولا دنياهم إلا بها.
ولهذا كان أبو حنيفة رحمه الله يفتي بأن المزارعة لا تجوز، ثم يفرع على القول بجوازها، ويقول (إن الناس لا يأخذون بقولي في المنع، ولهذا صار صاحباه إلى القول بجوازها كما اختار ذلك من اختار من أصحاب الشافعي وغيره) الفتاوى الكبرى 79/ 30 - 81
هذا والحمد لله على منه وإحسانه.
ـ[عمر الدراوى]ــــــــ[12 - 05 - 08, 01:57 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فى نقلكم الموفق(95/129)
فائدة للألباني.
ـ[أبو المنذر المنياوي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 04:45 م]ـ
قال الشيخ الألباني في "السلسلة الصحيحة" (1/ 275) بعد أن صحح حديث " كل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء ": (قال المناوي في " فيض القدير ": " و أراد بالتشهد هنا الشهادتين، من إطلاق الجزء على الكل، كما في التحيات.
قال القاضي: أصل التشهد الإتيان بكلمة الشهادة، و سمي التشهد تشهدا لتضمنه إياهما، ثم اتسع فيه، فاستعمل في الثناء على الله تعالى و الحمد له ".
قلت: و أنا أظن أن المراد بالتشهد في هذا الحديث إنما هو خطبة الحاجة التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعلمها أصحابه: " إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و من سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، و أشهد أن محمدا عبده و رسوله ".
و دليلي على ذلك حديث جابر بلفظ: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقوم فيخطب فيحمد الله و يثني عليه بما هو أهله و يقول: من يهده الله فلا مضل له، و من يضلل فلا هادي له، إن خير الحديث كتاب الله .... " الحديث.
و في رواية عنه بلفظ:
" كان يقول في خطبته بعد التشهد: إن أحسن الحديث كتاب الله .. " الحديث رواه أحمد و غيره.
فقد أشار في هذا اللفظ إلى أن ما في اللفظ الأول قبيل " إن خير الحديث ... " هو التشهد، و هو و إن لم يذكر فيه صراحة فقد أشار إليه بقوله فيه: " فيحمد الله و يثني عليه " و قد تبين في أحاديث أخرى في خطبة الحاجة أن الثناء عليه تعالى كان يتضمن الشهادتين، و لذلك قلنا: إن التشهد في هذا الحديث إشارة إلى التشهد المذكور في خطبة الحاجة، فهو يتفق مع اللفظ الثاني في حديث جابر في الإشارة إلى ذلك. و قد تكلمت عليه في " خطبة الحاجة " (ص 32 طبع المكتب الإسلامي)، فليراجعه من شاء.
و قوله: " كاليد الجذماء " أي المقطوعة، و الجذم سرعة القطع، يعني أن كل خطبة لم يؤت فيها بالحمد و الثناء على الله فهي كاليد المقطوعة التي لا فائدة بها " مناوي.
قلت: و لعل هذا هو السبب أو على الأقل من أسباب عدم حصول الفائدة من كثير من الدروس و المحاضرات التي تلقى على الطلاب أنها لا تفتتح بالتشهد المذكور، مع حرص النبي صلى الله عليه وسلم البالغ على تعليمه أصحابه إياه، كما شرحته في الرسالة المشار إليها. فلعل هذا الحديث يذكر الخطباء بتدارك ما فاتهم من إهمالهم لهذه السنة التي طالما نبهنا عليها في مقدمة هذه السلسلة و غيرها). اهـ كلامه(95/130)
خصائص الشريعة .. تفسير لغوي للشيخ رفاعي سرور
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[12 - 05 - 08, 08:00 م]ـ
خصائص الشريعة .. تفسير لغوي
للشيخ /رفاعي سرور
التفسير اللغوي ([1])
قال الليث: الشَّريعةُ: مُنحَدَرُ الماءِ وبها سُمِّيَ ما شرَعَ الله للعباد من الصَّوْمِ والصَّلاةِ والحَجِّ والنِّكاحِ وغيرِه وفي المُفردات للرَّاغِبِ وقال بعضُهم: سُمِّيَت الشَّريعةُ تَشبيهاً بشَريعَةِ الماءِ بحيثُ إنَّ مَنْ شَرَعَ فيها على الحَقيقة المَصدوقَةِ رَوِيَ وتَطَهَّرَ قال: وأَعني بالرِّيِّ ما قال بعضُ الحُكماءِ: كنتُ أَشرَبُ ولا أَرْوَى فلمّا عرفْتُ اللهَ رَوِيتُ بلا شُرْبٍ. وبالتَّطهير ما قال عزَّ وجَلَّ: " إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عنكُمُ الرِّجْسَ أَهلَ البيتِ ويُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً "
ومن هذا الإرتباط تتحقق المقارنة بين صفات بئر الماء التي ينطبق عليها اسم الشريعة وبين خصائص الشريعة المنزلة من عند الله
وهذا ما جاء في كتب اللغة نقتصر فيها علي ماجاء في " لسان العرب" لابن منظور "وتاج العروس" للزبيدي
الشَّريعة: مورد الماء، الذي تَشْرَع فيه الدَّوابُّ وهمُّها طلبها ([2]).
شَرَعَ الوارِدُ يَشْرَعُ شَرْعًا وشُروعًًا: تناول الماءَ بفِيه.
وشَرَعَتِ الدوابُّ في الماء: أَي دخلت.
ودوابُّ شُروعٌ وشُرَّعٌ: شَرَعَتْ نحو الماء.
والشَّريعةُ، والشِّراعُ، والمَشْرَعةُ: المواضعُ التي يُنْحَدر إِلى الماء منها.
الخصائص المستنبطة من التفسير اللغوي
الدوام في الشريعة:
والعرب لا تسميها شَريعةً حتى يكون الماء عِدًّا، لا انقطاع له، ويكون ظاهرًا مَعِينًا ([3]) ..
ودوام الشريعة ينطبق على الشريعة الإسلامية من ناحية النصوص والأحكام بحفظ القرآن .. كما ينطبق من حيث الواقع ببقاء الطائفة القائمة بأمر هذا الدين حتي قيام الساعة.
عن معاوية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تزالُ طائفةٌ من أُمَّتي قائمةً بأمر الله، لا يضُرُّهُم من خذلهُم أو خالفهُم حتَّى يأتي أمرُ اللّه وهُم ظاهرُون على النّاس» ([4]).
اليسر في الشريعة:
وشَرَعَ إِبله، وشَرَّعها: أَوْرَدَها شريعةَ الماء فشربت ولم يَسْتَقِ لها.
وفي المثل: «أَهْوَنُ السَّقْيِ التَّشْريعُ»؛ وذلك لأَن مُورِدَ الإِبل إِذا وَرَدَ بها الشريعة لم يَتْعَبْ في إِسْقاءِ الماء لها ([5]).
فلا تحتاج مع ظهور مائها إِلى نَزْع بالعَلَق من البئر، ولا حَثْيٍ في الحوض. وقد مر تعريف الشريعة بقولهم والعرب لا تسميها شَريعةً حتى يكون الماء عِدًّا، لا انقطاع له، ويكون ظاهرًا مَعِينًا ([6]) .. والمَعْنُ السهل اليسير
وقوله تعالى وآوَيْناهما إلى رَبْوَةٍ ذاتِ قَرارٍ ومَعِينٍ قال الفراء ذاتِ قَرارٍ أَرضٍ منبسطة ومَعِينٍ الماءُ الظاهر الجاري
ويسر الوصول إلى الشريعة الإسلامية ويسر الالتزام بها من أهم خصائصها .. بدليل قول الله عز وجل: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ وَإِنْ كُنْتُمْ جُنُبًا فَاطَّهَّرُوا وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا فَامْسَحُوا بِوُجُوهِكُمْ وَأَيْدِيكُمْ مِنْهُ مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ وَلِيُتِمَّ نِعْمَتَهُ عَلَيْكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ} [المائدة: 6].
وقوله عز وجل: {وَجَاهِدُوا فِي اللَّهِ حَقَّ جِهَادِهِ هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ مِنْ قَبْلُ وَفِي هَذَا لِيَكُونَ الرَّسُولُ شَهِيدًا عَلَيْكُمْ وَتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ فَأَقِيمُوا الصَّلاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَاعْتَصِمُوا بِاللَّهِ هُوَ مَوْلاكُمْ فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ} [الحج: 78].
الدخول في الشريعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/131)
وفي الحديث: «فأَشرَعَ ناقتَه» ([7]) أَي: أَدخَلها في شرِيعةِ الماء، وفي حديث وضوء أبي هريرة الوضوء: « ... حتى أَشرَعَ في العضُد» ([8]) أَي: أَدخَل الماءَ إِليه.
فالالتزام بالشريعة دخولٌ فيها، ومنه الدخول في الإسلام، وفيه قوله تعالى: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا}.
والشريعةُ: موضعٌ على شاطئ البحر تَشْرَعُ فيه الدوابُّ ([9]) ويسعُها، والشريعةُ والشِّرْعةُ: ما سنَّ الله من الدِّين وأَمَر به؛ كالصوم والصلاة والحج والزكاة وسائر أَعمال البرِّ، وأما ما يؤخذ من ارتباط الشريعة «موضع الشرب» بالبحر فهو أن لكل الشرائع أصل واحد، وفيه دلالة على تعدد الشرائع «مواضع الشرب المتعددة» على البحر الواحد، ووحدة مادتها وهو الماء، ومنه تعدد الشرائع مع وحدة الدين وأصله وهو التوحيد؛ كما في قوله تعالى: {ثم جعلناك على شريعةٍ من الأَمْر} وقوله تعالى: {لكلٍّ جعلنا منكم شِرْعةً ومِنهاجًا}.
ظهور الشريعة:
والعرب لا تسميها شَريعةً حتى يكون الماء ظاهرًًا مَعِينًًا .. وفي التنزيل {شَرَعَ لكم من الدِّين ما وصَّى به نوحًا} قال ابن الأَعرابي: شَرَعَ أَي: أَظهر، وقال في قوله: {شَرَعوا لهم من الدِّين ما لم يأْذن به الله} قال: أَظهَرُوا لهم، والشارعُ: الرَّبّاني، وهو العالم العاملُ المعَلِّم، وشَرَعَ فلان: إِذا أَظْهَرَ الحَقَّ وقمَعَ الباطل ([10]).
وسُمِّيَت الشَّريعةُ تَشبيهًا بشَريعَةِ الماءِ؛ بحيثُ إنَّ مَنْ شَرَعَ فيها على الحَقيقة المَصدوقَةِ رَوِيَ وتَطَهَّرَ ([11]).
الشَّريعَةُ: (الظَّاهرُ المُستقيمُ من المَذاهِبِ) كالشِّرْعَةِ بالكسر، وهو مأْخوذٌ من أَقوال ثلاثةٍ:
أَمَّا الظَّاهِرُ: فمِنْ قول ابنِ الأَعرابيِّ: شَرَعَ أَي ظَهَرَ.
وأَمّا المُستقيمُ: فمِن قول محمَّد بنِ يزيدَ في تفسير قوله تعالى: {شِرْعَةً ومِنهاجًا} قال: المِنهاج: الطَّريق المَستقيم.
وأَمّا قوله: من المَذاهبِ: فمِن قول القُتَيْبِيِّ في تفسير قوله تعالى: {ثُمَّ جعلناكَ على شريعَةٍ} قال: أَي على مِثالٍ ومَذهَبٍ، قال الله عزَّ وجَلَّ: {لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنكُمْ شِرْعَةً ومِنهاجًا} ([12]).
الغاية في الشريعة:
وفي حديث عائشة رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا «جَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَوُجُوهُ بُيُوتِ أَصْحَابِهِ شَارِعَةٌ فِي الْمَسْجِدِ» ([13]) أَي: مَفْتُوحةً إِليه، يقال: شَرَعْتُ البابَ إِلى الطريق؛ أَي: أَنْفَذْتُه إِليه ([14]).
وكذلك الدارُ الشارِعةُ: التي قد دنت من الطريق وقَرُبَتْ من الناسِ، وهذا كله راجع إِلى شيء واحد .. إِلى القُرْب من الشيء والإِشْرافِ عليه ([15]).
ليكون معنى شريعة هو النفوذ إلى الغاية والقرب منها والإشراف عليها من غير مانع وهو تفسير القرطبي في قوله عز وجل: {حكمة بالغة} يعني القرآن ([16])؛ أي: يبلغ غايته ومنتهاه في هداية الخلق.
الاستقامة في الشريعة:
قوله: «والشِرعة» في القاموس هو بالكسر ويفتح، الجمع: شِرع بالكسر ويفتح .. وجمع الجمع: شراع: الوَتَرُ الرقيقُ، وقيل: هو الوَتَرُ ما دام مَشْدودًا على القَوْس ([17]).
والوتر المشدود لا يكون إلا مستقيمًا، وفيه قول الله عز وجل: {اهدنا الصراط المستقيم} وفي تفسير قوله تعالى: {شِرْعَةً ومِنهاجًا} هو الطَّريق المَستقيم، ويقول ابْنُ عَبَّاسٍ: {شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا} سَبِيلًا وَسُنَّةً.
التثبيت في الشريعة:
وشَرَّعَ فلان الحَبْلَ: أَي أَنْشَطه، وأَدْخَلَ قُطْرَيْه في العُرْوة ([18]).
{لا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ فَمَنْ يَكْفُرْ بِالطَّاغُوتِ وَيُؤْمِنْ بِاللَّهِ فَقَدِ اسْتَمْسَكَ بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى لا انْفِصَامَ لَهَا وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [البقرة: 256].
وعن أنس بن مالك: {بِالْعُرْوَةِ الْوُثْقَى}: القرآن.
الرفع في الشريعة:
وأَشرَعَ الشيءَ: رَفَعَه جدًّا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/132)
قال تعالى: {إِذ تأْتِيهم حِيتانُهم يوم سَبْتِهم شُرَّعاً ويوم لا يَسْبِتُون لا تأْتيهم} (الأعراف) 163 قيل: معناه رافعةٌ رُؤُوسَها وفي حديث أَبي موسى: «بينا نحن نَسِيرُ في البحر، والريحُ طَيِّبةٌ، والشِّراعُ مرفوعٌ» شِراعُ السفينة: ما يرفع فوقها من ثوب لِتَدْخُلَ فيه الريح فيُجْريها، وشَرَّعَ السفينةَ: جعل لها شِراعًا. ([19])
وتعريف أشرع الشيء بقولهم رفعه جدًّا: ينبهنا إلى لفظ «جدا» وهو الدال على تمام الرفع الذي يعني العلو لأن العلو هو غاية الرفع ومنتهاه، وهو المعنى الذي يدل على خصيصة العلو في الشريعة وهو تفسير قوله سبحانه: {وكلمة الله هي العليا} حيث فسرها رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله «من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله» وحيث فسر الإمام مالك الحديث بقوله: سبل الله كثيرة، وما من سبيل إلا يقاتل عليها أو فيها أولها، وأعظمها دين الاسلام، لا خلاف في هذا ([20]).
الكفاية في الشريعة:
شَرْعُكَ: هذا أَي حَسْبُك، وفي حديث ابن مغفل سأَله غَزْوانُ عما حُرِّمَ من الشَّرابِ فَعَرَّفَه قال: فقلت: «شَرْعي» أَي: حَسْبي.
ويقال للنبْتِ إِذا اعْتَمَّ وشَبِعَتْ منه الإِبلُ: قد أَشرَعَتْ، وهذا نَبْتٌ شُراع.
والكفاية من خصائص الشريعة وفي ذلك قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: «اتبعوا ولا تبتدعوا؛ فقد كفيتم».
عن قتادة، قال: قال حذيفة بن اليمان: «اتبعوا، ولا تبتدعوا، فقد كفيتم» ([21])
المساواة في الشريعة:
ونحن في هذا شَرَعٌ سواءٌ وشَرْعٌ واحدٌ: أَي سواءٌ لا يفوقُ بعضُنا بعضًا ([22]).
وفي الحديث: «أَنتم فيه شَرعٌ سواءٌ» أَي: متساوون لا فَضْل لأَحدِكم فيه على الآخر.
وتفسير الشرع بمعنى المساواة يدل على أن مسمى الشريعة يتضمن وقوف الناس أمامها سواء.
عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ أُسَامَةَ كَلَّمَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي امْرَأَةٍ فَقَالَ: «إِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ أَنَّهُمْ كَانُوا يُقِيمُونَ الْحَدَّ عَلَى الْوَضِيعِ وَيَتْرُكُونَ الشَّرِيفَ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَنَّ فَاطِمَةَ فَعَلَتْ ذَلِكَ لَقَطَعْتُ يَدَهَا» ([23])
فرائض الشريعة:
ومن معنى الشريعة يأتي معني فرائض الشريعة؛ فإذا كانت الشريعة هي عين الماء الذي يسقي منها الناس فإن الفريضة هي موضع السقية.
ومنه مَشارِعُ الماء وهي الفُرَضُ التي تَشْرَعُ فيها الواردةُ ([24]).
وفُرْضةُ النهر: مَشْرَبُ الماء منه، والجمع فُرَضٌ وفِراضٌ .. والفُرْضةُ: المَشْرَعةُ، يقال: سقاها بالفِراضِ؛ أَي: من فُرْضةِ النهر.
والفُرْضة: الثُّلْمة التي تكون في النهر.
والفِراضُ فُوَّهةُ النهر.
ومن مفردات اللغة العربية الدالة على منهجيتها ما سبق قوله في معنى الشريعة .. فإن الشريعة لغة هي مورد الماء الذي يرده الأحياء للشرب .. فيثبت من خلال المعنى التوافق بين الوحي والماء كما يثبت التوافق ضرورة الماء للحياة في قوله سبحانه:) وجعلنا من الماء كل شيء حي (. (الأنبياء) 30
وكذلك ضرورة الوحي للحياة في قوله تعالى:) يا أيها الذين آمنوا استجيبوا لله وللرسول إذا دعاكم لما يحييكم (فتأتى كلمة الشريعة بمعنى مورد الماء لتثبت المنهجية المتكاملة لحقائق هذا الدين.
وارتباط معنى الشريعة بالماء يثبت باعتبار الماء مثلا كونيا للوحي كما قال جاء في سورة النحل: {وَمَا أَنْزَلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ إِلَّا لِتُبَيِّنَ لَهُمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ وَهُدىً وَرَحْمَةً لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ} وفي هذه الآية أن الكتاب نزل لتبيين الاختلاف وهدي ورحمة لقوم يؤمنون ثم جاء بعدها: {وَاللَّهُ أَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَحْيَا بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ}، والعلاقة بين الآيتين هي العلاقة بين الهدى وماء السماء، وهي العلاقة الثابتة في نصوص كثيرة، ومنها قول النبي صلى الله عليه والسلام: «إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيب أصاب أرضا؛ فكان منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب والكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا ورعوا وسقوا وزرعوا، وأصابت طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك الماء ولا تنبت الكلأ، فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/133)
الله بما بعثني ونفع به فعلم وعلم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به» ([25]).
والذي يؤكد أن المقصود بالماء التمثيل بالهدى .. هو التعقيب على ظاهرة نزول الماء بقوله عز وجل: {لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ} لأن قبول الهدى يكون بالسمع ([26]).
ولكن الارتباط بين الشريعة والماء لا يقف عند هذا الحد، بل يمتد ليفسر دلالة حوض الكوثر على نهر الكوثر الواصل من الجنة؛ ليتبين لنا اختصاص حوض الكوثر بالالتزام بالشريعة؛ حيث منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم -الذي بلغ منه الوحي والشريعة- سيكون فوق حوض الكوثر؛ لتتوافق الشريعة المُبلَّغة من فوق المنبر مع حوض الكوثر.
ودليل ذلك حديث أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي» ([27]).
حيث يوضع منبر الرسول على حوضه في الجنة يوم القيامة، ليصعده ويدعو المسلمين المتبعين له ليشربوا ويرتووا من ماء الحوض، كما كان يدعوهم إلى دين الله في الدنيا.
ومن هنا لن يشرب من هذا الحوض من كان أحدث في أمر الشريعة كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إني على الحوض، أنتظر من يرد علي منكم، والله ليقتطعن دوني رجال، فلأقولن: أي رب، مني ومن أمتي! فيقول: إنك لا تدري ما عملوا بعدك، ما زالوا يرجعون على أعقابهم» ([28]).
ـــــــــــــــ
([1]) التفسير اللغوي للكلمات الواردة في هذا البحث مأخوذة من «لسان العرب» لابن منظور وتاج العروس للزبيدي، مادة «شرع»؛.
(2) لسان العرب (8/ 175)
(3) لسان العرب (2/ 313 (.
([3]) لسان العرب (8/ 175)
([4]) صحيح مسلم (3548).
([5]) لسان العرب - (ج 8 / ص 175)
([6]) لسان العرب (8/ 175)
([7]) صحيح مسلم (5328).
([8]) صحيح مسلم (362).
([9]) لسان العرب (ج 8 / ص 175)
([10]) لسان العرب (8/ 175)
([11]) تاج العروس - (ج 1 / ص 5335)
([12]) تاج العروس - (ج 1 / ص 5335)
([13]) سنن أبي داود (201).
([14]) تاج العروس - (ج 1 / ص 5337)
([15]) تفسير القرطبي (17/ 128).
([16]) تفسير القرطبي (17/ 128)
([17]) لسان العرب - (8/ 175)
([18]) لسان العرب (8/ 175)
([19]) لسان العرب (8/ 175)
([20]) تفسير القرطبي (3/ 336).
([21]) تفسير الرازي (1/ 174)، لمعة الاعتقاد (1/ 6)، الإبانة الكبرى لابن بطة (1/ 211).
([22]) لسان العرب (8/ 175)
([23]) صحيح البخاري (6289).
([24]) لسان العرب (8/ 175)
[25] البخاري في العلم باب فضل من علم وعلم رقم 2282 في الفضائل من حديث أبي موسى الأشعري
([26]) يراجع الارتباط بين السمع والهدى في القرآن.
([27]) مسلم (1391 (.
([28]) مسلم (4246).
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[12 - 05 - 08, 08:57 م]ـ
راااااااااااااائع
ما شاء الله ولا قوة إلا بالله
ـ[خالد المراكشي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 02:25 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب على هذا الموضوع الجميل و المفيد
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 05:43 م]ـ
ما شاء الله ..
فوائد غاية في النفاسة في العلاقة بين الشرع والماء ..
وما بينهما من الارتباط في اللغة وفي القرآن وفي كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم ..
وقريب منه ما ذكره الشيخ رفاعي في كتابه الماتع (علامات الساعة) عند حديث:
من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء.
والحديث في الصحيحين عن سعد.
وما ورد عند مسلم عندما يلتقي عيسى عليه السلام والدجال:
.. فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء ..
فإن الماء في الأحاديث ضد الشر وكيد أعداء الله ..
كذلك في علامات الساعة تجد الجفاف موازيًا للشقاء ..
كجفاف نخل بيسان، وجفاف بحرية طبرية ..
وحديث ما قبل الدجال ثلاث سنوات شداد، وفيه أن السماء تحبس مطرها والأرض تحبس نباتها ..
فهذا التناسب في النصوص بين الخير (من وحي وشرع ونصر وتمكين وغيرهم) والماء ..
ومقابله بين الشر (في علامات الساعة والدجال وغيرهما) والجفاف ..
له معنى ومغزى ..
والله أعلم.
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[14 - 05 - 08, 12:03 ص]ـ
راااااااااااااائع
ما شاء الله ولا قوة إلا بالله
جزاك الله خيرا،شكر الله لك.
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[14 - 05 - 08, 12:05 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب على هذا الموضوع الجميل و المفيد
بارك الله فيك أخي الحبيب نفعنا الله وإياك بالعلم النافع والعمل الصالح.
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[14 - 05 - 08, 12:11 ص]ـ
ما شاء الله ..
فوائد غاية في النفاسة في العلاقة بين الشرع والماء ..
وما بينهما من الارتباط في اللغة وفي القرآن وفي كلام المعصوم صلى الله عليه وسلم ..
وقريب منه ما ذكره الشيخ رفاعي في كتابه الماتع (علامات الساعة) عند حديث:
من أراد أهل المدينة بسوء أذابه الله كما يذوب الملح في الماء.
والحديث في الصحيحين عن سعد.
وما ورد عند مسلم عندما يلتقي عيسى عليه السلام والدجال:
.. فإذا رآه عدو الله ذاب كما يذوب الملح في الماء ..
فإن الماء في الأحاديث ضد الشر وكيد أعداء الله ..
كذلك في علامات الساعة تجد الجفاف موازيًا للشقاء ..
كجفاف نخل بيسان، وجفاف بحرية طبرية ..
وحديث ما قبل الدجال ثلاث سنوات شداد، وفيه أن السماء تحبس مطرها والأرض تحبس نباتها ..
فهذا التناسب في النصوص بين الخير (من وحي وشرع ونصر وتمكين وغيرهم) والماء ..
ومقابله بين الشر (في علامات الساعة والدجال وغيرهما) والجفاف ..
له معنى ومغزى ..
والله أعلم.
دكتور هشام عزمي
أسعدني مرورك الكريم،ونحن دائماً نسعد بوجودك وطرحك الجيد لمقاومة شبهات النصارى،فأنت على ثغر عظيم،ويكفى أن منتداكم الرائع قد أمتعنا باللقاء مع فضيلة الشيخ رفاعي سرور على منتداكم.
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5406(95/134)
تعرف على الطائفة التيجانية
ـ[سمير زمال]ــــــــ[12 - 05 - 08, 09:11 م]ـ
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على سيّد الأنبياء والمرسلين نبيّنا محمّد وعلى آله الطاهرين وعلى صحبه الغرّ الميامين وعلى من اقتدى بهم وسلك سبيلهم واستنّ بسنّتهم فلم يزيغ ذات الشمال وذات اليمين إلى يوم الدّين وبعد:
فاللهم لك الحمد على نعمة الإسلام ولك الحمد على نعمة السنّة والإيمان فاللهمّ أدمها علينا نعمة ولا تحرمنا منها طرفة عين.
يعلمُ الله كم تعبتُ في كتابة هذا الموضوع وكم كلّفني جمعه من جهد مادّي ومعنوي ولكنّي أحتسب ذلك عند ربّي العظيم الذي لا يضيع عمل عامل من ذكر أو أنثى.
إنّ هذا المؤلّف الذي بين يديك أخي القارئ الكريم عبارة عن نقد وتحليل لأحد أنذر الكتب الصوفية التيجانية تداولا في الأسواق، بل قد يكون معدوما، فقد وصل ثمنه في إحدى المكتبات على الشبكة 300 دولار أمريكي!! أي ما يعادل حوالي 25000 دينار جزائري!! يعني بطريقة أخرى هذا الكتاب يعادل خمس مرات أو أكثر من كتاب ((فتح الباري)) للحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله تعالى!! المُتكوّن من 15 مجلّدا!!
أمّا عن كيفية وقوعي على هذا الكتاب فيعلمُ الله أنّي في صراع مع صوفية منطقتي -من جماعة التبغيل وغيرهم- منذُ أن منّ الله علي بمعرفة المنهج السلفي وذلك لأنّ أغلبهم –إن لم أقل كلّهم- لا علم لهم، وشاء الله أن أتعرّف على أحدهم وهو شاب يبلغ من العمر حوالي ثلاثين عاماً أو يزيد.
أقول: تعرّفتُ على هذا الشابّ في إحدى الأيّام بالصدفة المقدّرة فكان يتكلّمُ بكلام عجيب غريب لم أعهدهُ على من ناقشتهم من الصوفية من قبل.
وكعادتي عرضتُ عليه أن أُعيرهُ بعض الكتب النّافعة في التوحيد وإخلاص العبادة لله فرحّب بالفكرة وبدوره عرض عليّ كتابا واحدا وطلب منّي أن أعيدهُ لهُ في خلال يوم واحد أو يومين على الأكثر!! –وهذا هو السبب الذي لأجله قد يجد القارئ الكريم نقصا في نقل النّصوص بطولها، فأعتذر مسبقا-
وفي الحقيقة ما كُنتُ أتخيّلُ أن أجد في هذا الكتاب ما سيمرُّ بك بعد صفحات من أمور أُشهدُ الله أنّي ما رأيتُ مثلها قبلها قطُّ.
وأنا لا أدّعي لنفسي العلم أو القدرة على استخراج كلّ ما في هذا الكتاب من الأخطاء ومناقشتها مُناقشة علمية كما هو صنيع أهل العلم وطلابه الكبار الذين يُحلّلون كُتُب أهل الأهواء صفحة صفحة سطرا سطرا فيستخرجوا منها الدّواهي والطّوام.
ولكنّي أعتبر نفسي مُتطفّلا على العلم الشرعي، أقول هذا كي يعذرني القارئ الكريم إذا صدر منّي ما لم أتعمّده من الأخطاء فأنا أهل للخطئ.
وكلّ ما أطلبه من كلّ من لاحظ فيما كتبت خطأً ما أن يدعو الله لي بالمغفرة وأن يعلم أنّي لا أُصرُّ على أخطائي وأنا مُستعدٌّ للرجوع عنها في كلّ وقت وفي كلّ حين.
هذا وأسأل الله سبحانه أن يتقبّل منّي عملي هذا وأن ينفع به كاتبه وقارئه وناشره وأن يجعله في ميزان حسناتنا يوم القيامة إنّه تعالى قريب سميع مجيب.
أخوكم: غريب الأثري القسنطيني
13 ربيع الأوّل 1429هـ الموافق ليوم الجمعة 21 مارس 2008م
معلومات عن الكتاب: الكتاب يقع في مجلّد واحد لطيف الحجم عدد صفحاته (512) صفحة ذات الحجم المتوسّط واللون الأصفر.
عُنوانُ الكتاب: ((الجواهرُ الخمس)).
كُتب على غلاف الكتاب:
كتاب الجواهر الخمس
للشيخ الإمام العالم العلامة الهمام وحيد عصره وفريد أوانه في مصره سيدي محمّد بن خطير الدّين بن بايزيد بن خواجة العطّار.
نفعنا الله به آمين.
طُبع بإذن العلامة النبيل والسند الجليل ياقوتة الزمان ومفخرة العصر والأوان ذي المدد الإلهي والفتح الربّاني مقدّم الزاوية التيجانية الكُبرى الفاسية ذات الأسرار الفاشية
الشريف العلاء إدريس بن محمّد بن العابد الحسيني العراقي
لا زال رافلا في حلل التراقي.
المأذون لهُ هو النّاشر
الحاج عبد الله اليسار التيجاني. اهـ
الكتاب مقسّمٌ إلى خمس جواهر.
الجوهر الأوّل: ((في عبادة العابدين)) وهو يمتد من الصفحة (7) إلى الصفحة (65).
الجوهر الثاني: ((في زهد الزاهدين)) وهو يمتد من الصفحة (66) إلى الصفحة (101).
الجوهر الثالث: ((في دعوة الأسماء العُظمى)) وهو يمتد من الصفحة (103) إلى الصفحة (352).
الجوهر الرابع: ((في مشرب الشطّار)) وهو يمتد من الصفحة (253) إلى الصفحة (477).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/135)
الجوهر الخامس: ((في رؤية الحقّ)) وهو يمتد من الصفحة (478) إلى الصفحة (509).
ملاحظات عاممّة عن الكتاب:
الكتاب لا يحمل اسم دار الطبع و لا سنته ولا اسم دار النّشر ولا بلدها ولا حتى عدد الطبعة.
الخلاصة عن هذا الكتاب:
بعد قراءتي للكتاب صفحة صفحة سطرا سطرا خرجتُ بنتيجة لا أرجعُ عنها أبدا هي أنّ كلّ من اعتقد ما في هذا الكتاب فهو كافر حلال الدمّ والمال وكذا من عمل بما فيه فهو مثله وكذا من شكّ في كفر مُعتقد ما في هذا الكتاب فهو كصاحبيه!
والآن إلى الجوهر الأوّل ((في عبادة العابدين)) أو بالأحرى ((في الاستهزاء بآيات ربّ العالمين))! وهو أهون الجواهر كُفراً وأقلّها ضررا!!
1) ذكر في (ص7 - 8) دعاءاً (إن صحّ تسميتهُ بذلك) مليء بالخزعبلات ثمّ قال: ((إنّه ورد في الخبر عن سيّد البشر أنّه قال من سبّح الله بهذا التسبيح لم تُكتبُ سيّئاته))!! وهذه دعوة علنية إلى ارتكاب السيّئات! فإذا كانت لا تُكتبُ فما الذي يمنعُ من شرب الخمر وارتكاب الزنا وسائر المُنكرات؟!
2) ذكر في (ص13) ((ذكر صلاة الإشراق)) ... وذكر هيئتها الخرافية ثمّ قال: ((وينوي بهذا الطريق: نويتُ أن أُصلّي لله تعالى ركعتين شكراً لله تعالى عبادة له متوجّها إلى بيت الله ... )) والله تعالى يقول: ((قل أتعلّمون الله بدينكم))؟! وقد أجمع من يُعتدُّ بقوله من العلماء أنّ الجهر بالنيّة من البدع المنكرة بل جعلها ابن القيّم رحمه الله من الجنون!!
3) (ص34) قال: ((ذكر صلاة الأسبوع ... ليلة الجمعة يصلّي بين العشائين إثني عشر ركعة ... ويصلّي بعد فرض العشاء ستّة عشر ركعة ... )) وهكذا ذكر طريقة الصلاة سائر أيّام الأسبوع. والنبي (صلى الله عليه وسلّم) يقول: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو ردّ)) رواه مسلم.
4) وذكر في (ص37) ((ذكر أوراد الأسبوع)) ذكرا ووردا لكلّ يوم.
وتحت عنوان: ((نوع آخر)) ذكر في نفس الصفحة أنواعا من الذكر لكلّ يوم، فذِكْرُ يوم السبت مثلا هو ((يا الله يا هو)) وهذا الذكر يجبُ أن يُقال ألف مرّة في اليوم وهو منقول عن سيّد الموحدّين حضرة الشيخ ظهور الحقّ والشرع والدّين!! ولستُ أدري إن كان النبيّ صلى الله عليه وسلّم وأصحابه وسائر الأنبياء والمرسلين داخلين تحت سيادة حضرة شيخه هذا أم لا؟!
ولستُ أدري من أين نقل شيخه هذا الذكر وفي أيّ كتاب من كتب السنّة عثر عليه؟!
وفي نفس الصفحة تحت عنوان ((نوع آخر)) قال: ((مروي عن شيخ الشيوخ السَهرَوَردي يقول كلّ يوم ألف مرّة ... )) وذكر أنواعا من الذكر حيث جعل لكلّ يوم ذكرا خاصّا فذكر يوم الخميس مثلا هو ((يالله يالله))!!
وفي نفس الصفحة ذكر صلاة سمّاها ((صلاة الأحزاب)) وهي صلاة تُصلّى يوم الأربعاء بعد صلاة الظهر بكيفية لا شبيه لها في السنّة الموجودة بين أيدينا!! اللهم إن زعم المؤلّف أنّه تلقّاها أو أحد شيوخه عن الله مُباشرة كما هي عادة الصوفية فهذا شأنٌ آخر!!
5) وفي (ص40) ذَكَرَ (صلاة السفر) وقال: ((إذا أراد أن يُسافر يُصلّي ركعتين يقرأ في الأولى ((الفاتحة)) و ((يس)) وفي الثانية إنّا أنزلناهُ عشراً وبعد السلام يقرأُ هذا الاسم ثلاثمائة وستين مرّة وهو هذا: ((فَقَجَمْخَمْتُ (!!) فردٌ قادرٌ جبّارٌ ... ثمّ يقوم ويلتقط لكل حرف منها حصاة أو مثلها ويُلقي ستّاً منها في الجهات الستّ ويحفظ واحدة منها فإذا وصل المنزل المقصود يُلغيه أيضا وإذا عَمل لشخص آخر لم تُشترط الصلاة)) اهـ
ففي أيّ من دواوين السنّة وجد هذه الصلاة وفي أيّ كتب الفقه ذُكرت هذه الصلاة!! وما معنا ((فَقَجَمْخَمْتُ)) وبأيّ لغة هي!؟
ألم أقل لك أنّ هذا الجوهر حريٌّ أن يُسمّى ((الاستهزاء بآيات ربّ العالمين))؟!
6) وفي (ص40) علّمنا طريقة ((لدفع العطش)) فقال: ((يلتقطُ حصاة ويقرأ ((إنّا أعطيناك الكوثر)) وينفُثُ عليها ويحفظها في الفمّ فإذا علا شرفاً يُكبّر))!!!
7) وفي (ص41) علّمنا صفة صلاة الحاجة وهذه الصلاة بالذات كثيراً ما يذكرها الصوفية في كُتُبهم وهي تختلفُ من كتاب إلى كتاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/136)
أمّا عن فضلها فقد قال: ((وردَ في الخبر عن سيّد البشر أنّهُ قال: إذا ضاق على أحدكم الأمر ووقع في يد ظالم فليُصلّ هذه الصلاة. فوالذي بعثني بالحقّ نبيّاً لو تُصلّى على ميّت أحياه الله تعالى ... )) ووصف صفة لهذه الصلاة لم نسمع بها في آباءنا الأوّلين!!
ومن الجدير بي في هذا المقام أن اُنبّه أنّهُ لم يرد في السنّة الصحيحة شيء يُسمّى ((صلاة الحاجة)) فضلا عن صلاة إحياء الموتى!! قاتله الله ما أجرأهُ على الكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
8) كما ذكر في (ص42) ((صلاة شفاء المريض)) و ((صلاة عوض صلاة الجمعة))!! وذكر لهذه الأخيرة من الفضائل الخيالية التي لا يشكّ عاقل في كذبها.
9) أما في (ص43) فقد وصف لنا طريقة ((صلاة القلب)) وهي صلاة يقرأُ فيها بالقلب ولا يحرّك لسانه! فإذا فرغ منها سجد ويدعو لحاجته ويقعد ويستغفر الله تعالى سبعين مرّة بحضور القلب ويتصوّر مُرشدهُ!!!
وفي هذه الصلاة المبتدعة جملة من الأخطاء والزلل: كالذكر بذون تحريك اللسان وهذا بالإجماع من العبث لا من الذكر في شيء.
وأمّا قضيّة تصوّر المُرشد عند ذكر الله فلا حاجة إلى التعليق عليها فرائحة الشرك تفوح منها.
10) وفي (ص44) ذكر لنا ((صلاة تنوير القلب))!! و ((صلاة كفارة الصلاة))!! وهذه الأخيرة أربع ركعات تُصلّى يوم الجمعة تُكفِّرُ لمن لم يُصلّي سبعين (70) سنة!! يقول فيها: ((نويتُ أن أصلّي لله تعالى أربع ركعات تكفيراً لقضاء ما فاتني من عمري صلاة النّفل مُتوجّهاً إلى القبلة: الله أكبر))!!
وهذه الصلاة منقولة عن شيخه الشيخ ركن الدّين (قدّس الله سرّه العزيز) –هكذا قال- التي أرسلها السلطان قطب الدّين (أنار الله برهانه لطريق الهداية والتبرّك) –هكذا قال- وإسنادها منقول عن النّبي صلى الله عليه وسلّم!!
11) وفي (ص45) قال: ((لقضاء الحوائج)): ((روى الشيخ جمال الدّين يونس السجاوندي أنّه من أهمّهُ شيء أو غلبه أمر ينبغي أن يكتب هذا الدّعاء ويطرحه في الماء الجاري (!) فإن لم تُقض حاجته في الأسبوع تكون يدُهُ يوم القيامة مُتشبّثة بذيله))!!
فبالله عليكم ما معنى هذا الكلام ومن أين حصّلوه وعمّن أخذوه؟!
12) وفي (ص46) ذكر لنا ((صلاة الجنازة)) وليس فيها ما يُشبه صلاة الجنازة عند المُسلمين اللهم إلا الإسم.
13) وفي (ص47) وصلت الوقاحة بالمؤلّف التيجاني الخبيث أن يذكر لنا ((صلاة دفع البواسير))!!! وهي ركعتين بآيات مخصوصة قال فيها: ((جُرّب لدفع البواسير))!! قاتله الله ألهذا الحدّ وصلت بهم الجرأة في الاستهزاء بآيات الله وبدينه!؟
14) وفي (ص48) علّمنا ((صلاة السنة))!! وهي صلاة تُقرأُ فيها فاتحة الكتاب ثلاثين (30) مرّة!!
وفات هذا الزنديق أن يذكر لنا صلاة الشهر!!
15) وفي نفس الصفحة وتحت عنوان ((صلاة المحرّم ودُعاؤه)): يذكر لنا هذا الدجّال حديثا مكذوبا على رسول الله صلى الله عليه وسلّم هكذا بغير إسناد ولا تخريج قال في فضله: ((من يقرأ يوم عاشوراء هذا الدُّعاء سبع مرّات لم يمُت في تلك السنة (!!!) فإذا دنا أجله لم يُوفّق لقراءته))!!
وهذا يعني أنّ من قرأ هذا الدُّعاء أو بتعبيره هو وُفّق لقراءته فله أن يصنع كلّ شيء مُحرّم وممنوع إلى غاية مغرب التّاسع من ذّي الحجّة من العام القابل فإنّه لن يموت قبل ذلك الأجل بشهادة حديث الصادق المصدوق!!!
قاتله الله ما أجرأه على دين الله.
16) وفي ص (50) قال: ((صلاة صفر)): ((يُصلّي الليلة الأولى بعد العشاء وقبل الوتر أربع ركعات)) يقرأ في هذه الصلاة الهزلية البدعية قراءة مخصوصة بأعداد مخصوصة.
أمّا عن فضلها فقد قال: ((من يقرأ كلّ يوم من أيّام صفر هذا الدُّعاء حفظه الله في تلك السنة من الآثات والبليات إلى صفر القابل ولم يصبهُ فيها بلاءٌ قط)).
أمّا عن صيغتها الكوميدية فهي كما قال: ((وهو هذا –أي الدعاء- .... وفيه: يا دهرُ، يا دَيْهور، يا ديْهار، يا كان، يا كَيْنون، يا كَيْنان، يا أزلُ، يا أبدُ، يا ... ))!!!
ثمّ قال قاتله الله: ((وأيضا قال الشيخ الكامل (!) فريدُ الدّين سَكَرَجَنْجُ (!!) رأيتُ في أوراد الخواجا مُعين الدّين قدّس الله سرّه العزيز أنّه ينزل في كلّ سنة ثلاثمائة ألف وعشرين ألفاً من البليات وكلّها في يوم الأربعاء الأخير من شهر صفر ... ))!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/137)
ولستُ أدري أنُصدّقُ رسول الله صلى الله عليه وسلّم حين قال لأصحابه ((لا صَفَرَ)) (الصحيحة 1152) أو نُصدّقُ هذا الدجّال المدعو (سَكَرَجَنْجُ)؟!
وانظر لزاما ((فتح المجيد شرح كتاب التوحيد)) الباب 28: باب ما جاء في التطيّر.
17) وفي (ص52) وتحت عنوان ((صلاة ربيع الأوّل)) قال: ((يُصلّي ليلة الأولى بعد المغرب ركعتين، وأربع ركعات في ثالث من الشهر ويهدي ثوابها إلى روح الحضرة المُطهّرة المُقدّسة النّبوية (!) ويقرأُ في العاشر والثاني عشر سورة الإخلاص ثلاثمائة وستّين مرّة وأيضا يُصلّي ركعتين في الحادي والعشرين يقرأ في كلّ ركعة منها (وذكر أمورا غريبة) ثمّ قال: ويسجدُ بعد الفراغ منها ويدعو بحاجته أيّ حاجة كانت ويقول بحضور القلب: يا غفور تغفَّرْتَ بالغُفْرانِ والغُفْرانُ في غُفْرِ غُفْرِكَ يا غَفور))!!!
وبغض النّظر عن بدعية إهداء ثواب الأعمال الصالحة (!) للنّبي صلى الله عليه وسلّم وبدعية هذه الصلاة أصلا! فأنا أسأل أهل اللغة والنّحو والبلاغة أن يشرحوا لنا ما معنى قوله: ((يا غفور تغفَّرْتَ بالغُفْرانِ والغُفْرانُ في غُفْرِ غُفْرِكَ يا غَفور))؟! قاتل الله الصوفية أينما كانوا وكيفما كانوا.
18) وفي (ص53) نقل لنا هذا الصوفي التيجاني طريقة ((صلاة ربيع الأوّل)) وهي صلاة تصلّى في الليلة الثالثة من الشهر يقول فيها: ((يا بَدُوح يا بديعُ))!! ثمّ قال في فضلها: ((فمن صلّى هذه الصلاة مرّة في عمره يحصل له معنى ((وكفى بالله وكيلا)) (!) ويُكتب له عبادة سبعين ألف سنة))!!!
وأنا أسأل العقلاء من المُسلمين جميعا: ما معنى كلمة ((بدوح))؟! وهل يجوز تسمية الله بأسماء لها مَعنى لم يُسمّي بها نفسه لا في كتابه ولا في سنّة رسوله فضلا أن نُسمّيه بما لا معنى له ك ((بدوح))؟!!
19) أمّا في (ص54) فقد قال بعد ما ذكر لنا ((صلاة جُمادى الثانية)): ((يشتغلُ بهذا التّسبيح إلى الصُّبح يكونُ عزيزا في نظر الخلائق إلى العام القابل وهو: ((يا شَمْعلُنّي)). اهـ (!!)
فيا عباد الله دلّوني على قاموس أو معجم أو شيء من هذا القبيل لأبحث فيه عن معنى ((يا شَمْعلُنّي))؟!! ومن هو ((يا شَمْعلُنّي))؟!! أهو الله تعالى؟!!
20) وفي (ص55) علّمنا هذا الصوفي ((صلاة رجب)) وذكر في كيفيتها وفي فضلها أحاديث بغير إسناد طبعاً ثمّ قال: ((وأيضاً يُصلّي صلاة الشيخ سيدي أُويس القرني في الثالث والرابع والخامس))!!!
وأنا أعجبُ من هذا الرجل ومن كتابه هذا فقد ذكر صلوات كثيرة لعدد من النّاس خاصّة بهم ولم يذكُر ولو مرّة واحدة صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلّم التي صلاها بأصحابه وعلّمها لأمّته بقوله ((صلّوا كما رأيتموني أصلّي)) رواه البخاري؟!
21) وفي (ص56) ذَكَر المؤلّفُ صلاة ليلة الرغائب المُبتدَعَة بطريقة مُخترَعة.
22) وفي (ص58 - 59) علّمنا ((صلاة المعراج)) و ((صلاة شهر شعبان)) و ((صلاة ليلة البراءة)) ذَكَر فيها من الأجر ما لا يخطُرُ على بال!
23) وفي (ص62 - 65) علّمنا هذا الصوفي ((صلاة شوّال)) و ((صلاة ذي القعدة)) و ((صلاة ذي الحجّة)) قال في الأخيرة منها: ((ومن يقرأ دُعاء السّعادة في آخر السّنة إحدى وعشرين مرّة يرى جميع أحواله الباطنة في المُعاملة ما بين النّوم واليقظة))؟!
وإلى هنا أكون قد أنهيتُ النّقل عن الجوهر الأوّل المُسمّى ((في عبادة العابدين)) وأبدأ في نقل الجوهر الثاني المُسمّى ((في زهد الزاهدين)) أو بالأحرى: ((في شرك المُشركين)).
الحمد لله ربّ العالمين والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين وسيّد النّاس أجمعين نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه أجمعين وعلى من أتفى أثرهم إلى يوم الدّين وبعد:
فكما وعدتُ إخوتي القرّاء هذا هو الجزء الثاني من ((القنبلة الذرّية في فضح الطائفة التيجانية الكافرة الشقيّة)) والذي قمتُ بنشر الجزء الأوّل منه وقد استحسنهُ جمعٌ من الإخوة الأفاضل –ولله الحمد- وطلبوا منّي الاسراع في نشر الجزء الثاني منه.
فإليكم إخوتي الأفاضل الجزء الثاني وفي انتظار الجزء الثالث –إن شاء الله- أسألكم أن تدعوا لي بالتّوفيق في طلب العلم وأن يرزقني الله الإخلاص والصدق والمتابعة والتّوفيق والسداد.
أخوكم المبتدئ: أبو عبد الله غريب الأثري القسنطيني.
02/ 05/2008م
*********
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/138)
1) قال المُؤلّف عليه من الله ما يستحقّ (ص66): ((فإذا كمل أمره في عبادة الله تعالى الظاهرية ينبغي له أن يسعى في الرياضة الباطنية التي يقال لها عبادة الأخيار ويضع قدمه فيها ويعرف الخطرات التي في الباطن بدولة الشيخ المُرشد (!) فأوّلها الخطرة الشيطانية والثانية النّفسانية والثالثة المَلَكية والرابعة الروحانية ... )) ثمّ ذكر أسماءا يجب على السالك ذكرها ليستقرّ قلبه على ما لم أفهمه من خرافاتهم! فقال: ((وهي: بسم الله الرحمن الرحيم اللهمّ يا سمراييل بحقّ يا شتخيشا يا شموطيشا يا مقروش يا شموناع يا فطلنلخ وبرهلي أغثني ... اللهمّ يا حَجَرَة يا وسنوسي ... )) وذكر من الأسماء حوالي سبعين اسما كلّها للشياطين والعفاريت بلا شكّ ولا ريب!!
وفي هذا الدعاء وفي هذه الاستغاثة من الكفر الصريح الفصيح ما لا يحتاج إلى كثير تمحيص ولا دقيق إمعان ونظر وإلا فمن هو ((مقروش)) و ((شموناع)) و ((فطلنلخ))؟! وبأيّ لغة هي؟! وهل يجوز دعاء الحجرة؟! وهل الله تعالى حَجَرة؟! تعالى الله عمّا يقوله الصوفية المُشركون علوّا كبيرا.
2) وفي (ص 70) قال: ((لمشاهدة الأنوار الإلهية))!! ثمّ روى بغير إسناد –كعادة أهل البدع- أنّ النّبي صلى الله عليه وسلّم جاءه جبريل عليه السلام وقال له: ((الله يقرئك السلام ويقول لك من قرأ هذا الدعاء وقت الاشتغال بالله سبعاً رزقه الله المشاهدة وهو هذا ... )) ثمّ قال: ((هذا الدعاء منقول عن المولى حسن البصري (!) رحمه الله وهو نقلَ عن الحضرة النّبوية صلى الله عليه وسلّم أنّه قال: ((لا دعاء أحسن من هذا فمن داوم من أمّتي على قراءة هذا الدعاء دائماً رفع الله عنه سبعين مرضاً من أمراض الظاهر والباطن ومن قرأه ثلاثة أيام بليالها ظفر على نفسه الكافرة (!) وغلب عليها ومن قرأه إحدى وعشرين يوماً كلّ يوم إحدى وعشرين مرّة كُشفَ له عن عالم الأرواح ولا يخفى عليه شيء في الباطن من الأمور (!) هذا ... )).
ثمّ قال: ((ومن لم يستقر له قلب حالة الشغل فعليه بقراءة دُعاء ((بشمخ)) إحدى عشرة مرّة بحضور القلب تندفع عنه الخطرات ولم يتطرّق إلى قلبه غير الله تعالى (!) ويزيد له العشق (!) والمحبّة وكذلك إذا غلب على أحد النّوم وقت العمل فعليه بقراءته سبعاً وهذا هو: ((بسم الله الرحمن الرحيم اللهمّ يا بشمخ (!) ذالاهاموا (!) شيطيئون (!) اللهمّ يا ذانوا ملخوئوا ذموئوا دائمون ... اللهمّ أهيا إشراهيا إذوني إصباوت ... )) إلى غيرها من أسماء الشياطين نسأل الله العافية.
3) وفي (ص78) جاء المؤلّف بما لا يُشكُّ في كذب صاحبه وضلاله وكفره فقال تحت عنوان: ((لمن أراد رؤية الحقّ سبحانه))!!! ((وأيضا إذا لم يكن لأحد قرارٌ ورواحةٌ لأجل رؤية الله تعالى يقرأ كلّ يوم ستّ عشرة مرّة هذا الدُّعاء لم يزل ملازماً مصاحباً لحضرة الله تعالى ويحصل له كمال القرار والراحة وغنى القلب ويُنوّر وجهه وقلبه ويتّصف بصفات كمال الله عزّ وجلّ ... )).
وفي هذا الكلام من الضلال ما الله به عليم، فإنّ هذا الزنديق ادّعى مقدرته وأتباعه على رؤية الله تعالى في الحياة الدُّنيا وهذا بإجماع ّأهل العلم واتّفاقهم مُحال غير ممكن!! وقد دلّ على ذلك الكتاب والسنّة والإجماع.
فأمّا الكتاب فلقوله تعالى: ((ولمّا جاء موسى لميقاتنا وكلّمه ربُّه قال ربّ أرني أنظر إليك، قال لن ترني ... )) الآية من سورة الأعراف.
وأمّا السنّة فلقوله عليه الصلاة والسلام: ((لن تروا ربّكم حتّى تموتوا)) وهو حديث صحيح أخرجه ابن ماجه (4077) وابن خزيمة في كتاب ((التوحيد)) (270) وغيرهما.
وأمّا الإجماع فقد نقله غير واحد من أهل العلم أنّ رؤية الله في الحياة الدُّنيا غير ممكنة ومستحيلة بخلاف رؤيته تعالى في الحياة الآخرة فقد دلّ عليها نصوص من الكتاب والسنّة والإجماع.
فأمّا الكتاب ففي قوله تعالى: ((وجوه يومئذ ناضرة إلى ربّها ناظرة)) وقوله: ((للذين أحسنوا الحسنى وزيادة)) وقد فسّر النّبي صلى الله عليه وسلّم هذه الآية بأنّ الحسنى: الجنّة والزيادة هي النّظر إلى الله تعالى كما في الحديث الذي رواه مسلم (181) وأحمد (4/ 332) وغيرهما.
وأمّا السنّة فلقوله عليه السلام: ((إنّكم سترون ربّكم كما ترون القمر ليلة البدر، لا تضامّون في رؤيته.)) متفق عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/139)
وأمّا الإجماع فقد نقل الإجماع على أنّ المؤمنين يروا ربّهم يوم القيامة بالأبصار غير واحد من أهل العلم بل لم يُعرفُ عن أهل السنّة والجماعة خلاف هذا القول. وانظر في ذلك كتب أصول اعتقاد أهل السنّة والجماعة.
4) وفي (ص82) قال تحت عنوان: ((لمن حضرت له خطرة نفسانية)): أي مال إلى النّساء أو إلى شهوات الدُّنيا. فماذا يصنع يا تُرى؟! قال: ((يأخذ من جانب من حصلت له الخطرة تراباً يقرأ هذا الإسم ألف مرّة ويرمي في تلك الجهة تُقهرُ الخطرةُ بكرم الله تعالى. والإسم الأعظم هو هذا: بسم الله الرحمن الرحيم يا شميعثا ... ))!! فمن هو شميعثا يا تُرى؟! قاتل الله الصوفية المُشركين.
5) وفي (ص82) أيضا وتحت عنوان عجيب: ((لدفع عذاب القبر)) قال ما لا يصدرُ إلا ممّن لم يشمّ ريح الإسلام والسنّة!!
قال قاتله الله: ((روي عن ابن عبّاس رضي الله عنه أنّهُ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لعليّ رضي الله عنه ((من مات وكُفّن فاكتبوا له هذه الآيات وضعوها على صدره يُدفعُ عنهُ عذاب القبر ولا يُعذّبُ في قبره بلا شكّ وإن كان كافراً ... )) ثمّ ذكر كلاما خلطه بين أدعية ورؤوس آيات.
وأنا أتسائلُ: هل علّم رسول الله عليه الصلاة والسلام هذا الدُّعاء لعليّ رضي الله قبل وفات أبيه أبي طالب أو بعد وفاته؟ فماذام هذا الدُّعاء يدفعُ عذاب القبر بلا شكّ حتى عن الكافر ففي رأيي أنّ أبا طالب أولى النّاس به فقد حمى رسول الله صلى الله عليه وسلّم وقدّم للإسلام والمُسلمين ما لم يُقدّم هذا الدّجال وأتباعه عشر معشاره.
وكيف يصحُّ مثل هذا الهراء والله عزّ وجلّ يقول في كتابه: ((ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبيّن لهم أنّهم أصحاب الجحيم)) وقد ورد في سبب نزول هذه الآية ما رواه إماما الحديث البخاري ومسلم في صحيحيهما عن سعيد بن المسيّب رحمه الله عن أبيه المسيّب بن حزن رضي الله عنه قال: ((لما حضرت أبا طالب الوفاة جاءه رسول الله صلى الله عليه وسلّم فوجد عنده أبا جهل بن هشام، و عبد الله بن أبي أمية بن المغيرة. قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم لأبي طالب: (يا عم: قل لا اله إلا الله، كلمة أشهد لك بها عند الله) فقال أبو جهل، وعبد الله بن أبي أمية: يا أبا طالب أترغب عن ملة عبد المطلب؟
فلميزل رسول الله صلى الله عليه وسلّم يعرضها عليه، ويعودان بتلك المقالة، حتى قال أبو طالب آخر ما كلمهم هو على ملة عبد المطلب و أبى أنيقول لا اله الا الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: (أما والله لأستغفرنّ لك ما لم أنه عنك) فأنزل الله تعالى فيه: ((ما كان للنّبيّ ... )) الآية) الحديث. متفق عليه. اللؤلؤ والمرجان (16).
وقد بوّب الإمام مسلم رحمه الله لهذا الحديث بقوله: ((باب: الدليل على صحّة إسلام من حضره الموت، ما لم يشرع في النّزع، وهو الغرغرة. ونسخ جواز الاستغفار للمشركين. والدليل على أنّ من مات على الشرك فهو في أصحاب الجحيم. ولا ينقذه من ذلك شيء من الوسائل. اهـ
وقد يقول قائل أنّ المُؤلّف صدّر هُرائه هذا بصيغة التمريض ((رُوي)) وهذا ما يدلُّ على تضعيفه لهذا الأثر! فأقول: يا ليت الواقع كان كما تقولون ولكنّ الصوفية من أبعد خلق الله عن فهم الحديث فضلا عن مُصطلحات المُحدّثين وقواعدهم. وما الأحاديث الموضوعة التي ذكرها المؤلّف في كتابه القذر هذا إلا أكبر دليل على ما أقول.
ورحم الله سماحة الشيخ أحمد حمّاني –مفتي الجزائر الأسبق- إذ قال: ((ومنذ عهد السلف كان من أكبر الوضّاعين للحديث جهلة المتصوّفة)) (صراع بين السنّة والبدعة (1/ 171 دار البعث، قسنطينة).
6) وفي (ص84) قال تحت عنوان: ((لمن غلب عليه النّسيان)): وأيضا في الخبر عن سيّد البشر أنّه قال: ((من قرأ الدُّعاء الذي يسمّى بكيمياء السعادة (!) سبعاً وقت العشاء يرى بكرم الله تعالى العجائب والغرائب)) ورُوي عن ميكائيل (!) أنّ من قرأ كلّ يوم خمسين مرّة تصير رتبته أعلى من غيره ورُوي عن موسى عليه السلام أنّه قال: من قرأه كلّ يوم خمسين مرّة يرى الله سبحانه وتعالى على كلّ حال (!) ويُكشف له من كلّ شيء (!) والدّعاء المُسمّى بكيمياء السعادة هو هذا: ... )) ثمّ ذكر خليطا من الكلام لا قيمة له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/140)
صدق والله هذا الصوفي الدجّال –وكلّ الصوفية كذلك إلا من رحم ربّي وقليل ما هم- إنّ من يقرأ هذا الكتاب يرى العجائب والغرائب!!
وقد سبق الكلام عن رؤية الله تعالى واستحالة ذلك في الحياة الدنيا وأنّ من زعم ذلك فهو دجّال كذّاب.
ثمّ ألم يقرأ هذا الكذّاب كتاب الله تعالى وفيه قوله تعالى: ((ولمّا جاء موسى لميقاتنا وكلّمه ربُّه قال ربّ أرني أنظر إليك، قال لن ترني))؟؟ فكيف يزعم هذا الصوفي الخبيث –وكلّ الصوفية كذلك إلا من رحم ربّي وقليل ما هم- أنّ موسى عليه السلام -الذي لم يرى ربّه في الحياة الدنيا وأخبره ربّه تعالى أنّه لن يراه في الحياة الدّنيا- يقول أنّ من قرأ دعاء كيمياء السعادة (!) يرى الله على كلّ حال؟!! سبحانك هذا بهتان عظيم.
7) وفي (ص86) يقول هذا الكافر الخبيث: ((لدفع الكسل في الزّهد)) بسم الله الرحمن الرحيم يا كلكاءيل!!!
وأيضا من قرأ الاسم يرزقه الله تعالى رزقاً حسناً: بسم الله الرحمن الرحيم طهيوجُ الذي هو ظاهر على كلّ شيء ... !!!
وأنا أسأل كلّ موحّد عن حكم دعاء من سمّاه بـ ((كلكاءيل))!!
ومن هو ((طهيوج)) الذي هو ظاهرٌ على كلّ شيء؟! أهو الله تعالى أم هو غيره؟!
فإن كان الله تعالى فمن أين له أنّ من أسماء الله تعالى: ((طهيوج))؟!
ثمّ ما معنى ((طهيوج)) وبأيّ لسان هي؟!
وإن كان غيره –أي غير الله تعالى- فهل ((طهيوج)) هذا ظاهر على الله تعالى القائل في كتابه: ((هو الأوّل والآخر والظاهر والباطن وهو بكلّ شيء عليم))؟!!!
وسواء كان هذا أو ذاك فإنّ الحكم لا يختلف فكفر من يقول مثل هذا الكلام لا يحتاج إلى كثير بيان.
8) وفي (ص87) قال: ((لمن أراد طلب الحقّ)) .. من أراد طلب الحقّ تعالى فليقرأ هذه المناجاة سبعين ألف مرّة (!!!!) تحصل له نورانية القلب (!!) ...
قلت: بل تحصل له هيستيريا! نسأل الله العافية.
9) وفي (ص88) ذكر صلاةً سمّاها بـ ((صلاة البخاري)) منقولة عن المدعو جلال الله البخاري وذكر في فضلها أنّها تعدلُ حجّ بيت الله الحرام ومن صلاها كان بجور النّبي صلى الله عليه وسلّم يوم القيامة!!!
وفي هذه الصلاة الخرافية تزهيد لأداء فريضة الحجّ وغيرها من العبادات، ولا أستبعدُ أنّ الزنديق الأوّل الذي افترى هذه الصلاة الخرافية كان هذا هو هدفه أي التزهيد عن الأعمال المفروضة والمشروعة بالأعمال الوهمية القليلة الجهد الخيالية الثواب ورحم الله الأستاذ الحجوي حين قال:
((حكى لي بعض القضاة قال: كان في محكمتي تسعون عدلا في البادية، وقد تقصيت أخبار الصالح والطالح منهم لأعلم مقدار ثقتي بهم في حقوق المسلمين فوجدت عشرين منهم متساهلين لا يؤتمنون على الحقوق، وحين دققت النظر في السبب تبين لي أنهم جميعاً تجانيون، فبقيت متحيرا حتى انكشف لي أن السبب هو اتكالهم على أنه لا حساب ولا عقاب يترصدهم فانتزع الخوف من صدورهم)).
قال الإمام ابن باديس رحمه الله مُعلّقا:
((هذا في العدول وهم من أهل العلم فكيف بالعامة؟
فهذه الطريقة ما وضعت إلا لهدم الإسلام ولا اجزم بأن صاحبها هو الذي وضعها هذا الوضع فقد يكون فيمن اتصل به من كاد هذا الكيد، ودسّ، وليس مثل هذا الكيد جديداً على الإسلام، قال الإمام ابن حزم في كتاب ((الأحكام)) ج3 ص21: ((فإن هذه الملة الزهراء الحنيفة السمحة كيدت في وجوه جمة، وبغيت لها الغوائل من طرق شتى، ونصبت لها الحبائل من سبل خفية، وسعي عليها بالحيل الغامضة وأشد هذه الوجوه سعي من تزيا بزيهم، وتسمى باسمهم ودسّ لهم سم الأساود، في الشهد والماء البارد، فلطف لهم من مخالفة الكتاب والسنة، فبلغ ما أراد ممن شاء الله تعالى خذلانه، وبه تعالى نستعين من البلاء، ونسأله العصمة بمنه، لا إله إلا هو)). اهـ ((من جريدة الشهاب، جـ 7، م 14، رجب 1357 هـ - سبتمبر 1938 م، وقد نشرتُ هذا المقال في المنتديات بعنوان: جواب صريح))
10) وفي نفس الصفحة قال عليه من الله ما يستحقّ: ((قال سلطان الموحدين (!) الشيخ ظهور الحقّ والشرع والدّين (!) الحاج حضور (!!) من قرأ هذا الدعاء كلّ يوم جمعة بعد الفريضة مرّة رزقه الله مفاتيح الغيب ويحصل له الترقّي في الدّارين ... ))
ومثله في (ص93 - 94) قال تحت عنوان ((الكنوز الخمسة)) أنّ من قرأ هذه الكنوز يُرزقُ الفتحُ الغيبي!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/141)
والله تعالى يقول في كتابه: ((إنّ الله عنده علم الساعة وينزّل الغيث ويعلم ما في الأرحام،، وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأيّ أرض تموت إنّ الله عليم خبير)).
والنّبي صلى الله عليه وسلّم يقول: ((مفاتيح الغيب خمس لا يعلمهنّ إلا الله ... ))
11) أمّا في (ص91) فقد علّمنا دعاءاً أكاد أجزمُ أنّه لم يخطر ببال أحدكم أبداً ولم يسمع به من قبل قط وهو ((دُعاد قرثيا)) قال هذا الصوفي:
((وأيضا إذا كمل الزهد في الزاهد ولكن لم يستقرّ في باطنه ينبغي له أن يقرأ دُعاء قرثيا -13 - [هكذا وما أدري ماذا يعني رقم 13؟!] كلّ يوم يستقرّ الزهد في باطنه ويصير محكما فيه وهو هذا:
((بسم الله الرحمن الرحيم قرثيا -3 - [؟!] وجلا، وملا، ديوثيا، تثويا، شهويا، شمويا ... دازرطا، أزرطيا ... طوطا، طوطيا، طوطنطيا ... إشراهيا ... أشروقدا ... هركرا ... سفرش ... أكويَهْ شهضرحيا، شهطرثيا، شهطرياقه هاهري، قريش. انتهى)).
قلتُ: لا تعليق!! وقد حذفتُ الكثير من الأسماء التي لم أتمكّن من كتابتها ورسمها فضلا عن نطقها.
12) وفي (ص97) علّمنا هذا الصوفي الدجّال طريقة عملية لملاقات النبيّ صلى الله عليه وسلّم وسائر الأصحاب (!) فقال:
((أيضاً من أراد أن يلاقي الحضرة النبوية المصطفوية والأصحاب رضوان الله عليهم أجمعين وجميع الأرواح ينبغي له أن يخرج من البلد ... وذكر طريقة غريبة آثرتُ أن لا أذكرها ثمّ قال: ... ثمّ يقرأ هذا الاسم سبعة آلاف مرّة بسم الله الرحمن الرحيم بسم الله أفواه يا الله (!) ... ثمّ أخبرنا هذا الساحر المُشعوذ الصوفي الهالك أنّه من قام بهذا الفعل ودعا بهذا الدعاء وعمل العمل الذي يلي الدُّعاء –وقد آثرتُ أن لا أذكره هوو الآخر- فإنّه: ((يرى النّبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه وجميع الأرواح بكرم الله تعالى فيسأل منهم حاجته (!) أيّ حاجة كانت تُقضى بحول الله وفضله وكرمه وهذا –أي استحضار أرواح الشياطين - عمله الفقير –يقصد نفسه- ... ))
وصدق هذا الصوفي في تسمية نفسه بالفقير فهو حقّاً فقير في علم التوحيد بل في الأخلاق والمروءة والرجولة!
ولعلّك لا حظت أخي القارئ الكريم الهدف من سرد هذا الدّجل والتخريف وهو الشرك بالله تعالى بسؤال غيره تعالى قضاء الحوائج أيّ حاجة كانت!! فلا حول ولا قوّة إلا بالله.
هذا وقد سمعتُ يوما صوفيّاً معاصرا وهو مفتي مصر –علي جمعة- يقول –وهو في كامل قواه العقلية- إجابة عن سؤال أحد الحظور: هل يمكن أن يرى أحدنا النّبي صلى الله عليه وسلّم يقظة لا مناماً؟
فكانت الصاعقة حين أجاب لمُفتي (!) بنعم!!
بل قال –والله على ما أقول شهيد- وأنا شفتو!!!!!!
وذكر قصّة له قال فيها أنّه بينما كان غارقا في دراسة السيرة النّبوية إذ بالباب يذقّ فلمّا فتحه وجده .. رسول الله صلى الله عليه وسلّم!!!!!
وللأسف فإنّ هذا المُفتي –صحابي القرن العشرين- لم يخبرنا ماذا دار بينه وبين رسول الله صلى الله عليه وسلّم بالرّغم من إلحاح الجمهور عليه الذين اختلطت أصواتهم وهتافاتهم بضحكهم وقهقهتهم –وحُقَّ لهم ذلك-!!!
13) وفي (ص100) ذكر لنا المؤلّف دعاءاً ينفعُ لدفع نحوسة الكواكب!!
وصدق الله إذ قال: ((أصبح من عبادي مؤمن بي وكافر ... )) الحديث.
... الاخ غريب الأثري القسنطيني
13 ربيع الأوّل 1429هـ الموافق ليوم الجمعة 21 مارس 2008م
بارك الله فيه(95/142)
في كم مجلد طبعت مجموعة آثار ابن تيمية؟
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[12 - 05 - 08, 11:17 م]ـ
احترت في أمر هذا الكتاب،فكلما سألت إلا قيل لي المجموعة الأولى،المجموعة الثانية ....... ؟؟؟؟؟
وسؤالي بسيط جدا؟ المجموع في كم مجلد،أنا وجدت الكتاب في 8مجلدات،فهل أشتريه أم تنقصه بعض المجلدات،أخبروني رحمكم الله؟
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:19 ص]ـ
يا إخوان هل من إجابة،فأنا مقبل على شراء الكتاب.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:23 ص]ـ
المجموع الأول 8 مجلدات
فيما أذكر وهو الذي في ضمنه الجامع لسيرة شيخ الإسلام
ـ[أبو هجير البيضاوي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 01:52 ص]ـ
جزاك الله خيرا،لكن يبقى السؤال عن المجموعة الثانية /من كم مجلد تتكون؟
وعن مجلدات المجموع كاملا نفع الله بكم؟
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 02:40 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
على ما أذكر فان المجموعه ليست متوفره في المكتبات
فهل تم اصدار طبعه جديده من الكتاب
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[13 - 05 - 08, 11:08 ص]ـ
قائمة بجميع كتب الشيخان ابن تيمية وابن القيم التي اخرجتها دار عالم الفوائد ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=125354)(95/143)
السبيل المستنار بسنن الأذكار {كتاب الشيخ الخطيب الإدريسي}
ـ[أبو الفداء الأندلسي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 06:35 ص]ـ
السلام عليكم
كتاب السبيل المستنار مؤلفه شيخ تونسي ضرير عمره حوالي 55 سنة, تلقى العلم الشرعي في بلاد الحرمين على ثلة من المشائخ, منهم الشيخ عبد العزيز بن باز و الشيخ سفر الحوالي, وقد عاد إلى تونس على ما أظن سنة 1997,ونشر التوحيد و السنة خصوصا في منطقته, ولم يشتهر حتى عندنا في تونس إلا السنوات الأخيرة 2005,و الشيخ له ثلاث مؤلفات وهي كتاب السبيل المستنار وهو الذي معنا, وكتاب أحكام الترتيل لآيات التنزيل, و كتاب صفة الصلاة, كما أن الشيخ كتب تفسيرا للقرآن لا يزال مخطوطا إلا أنها انتزعت من الشيخ و أخذت منه بعد اعتقاله في شهر ديسمبر 2006 وهو إلى الآن معتقل و حكم عليه بالسجن ثلاث سنوات, نسأل الله العظيم أن يفك أسر الشيخ و جميع أسرى المسلمين.
إن الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره, و نعوذ بالله من شرور أنفسنا و سيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل فلا هادي له, و أشهد أن لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له, و أشهد أن محمدا عبده ورسوله.
{يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون} <آل عمران 102>.
{يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رجالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} <النساء 1>.
{يا أيها الذين ءامنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا*يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما} <الأحزاب 70 - 71>
أما بعد فإن أصدق الكلام كلام الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار.
من المعلوم أن العبادة توقيفية, فهي اتباع بالضرورة لهدى النبي صلى الله عليه و سلم, و ما كان لبشر أبدا أن يدعي أنه أعبد و لا أهدى منه سبيلا, و هو الذي زكاه ربه فحصر الإهتداء إلى صراطه المستقيم في اتباع هداه المستبين في قوله تعالى {و إنك لتهدي إلى صراط مستقيم*صراط الله الذي له ما في السماوات و الأرض ألا إلى الله تصير الأمور} <الشورى 52 - 53>
و في أي حال-من غير معصية-يكون عليها العبد إلا و له فيها ذكر مخصوص مأثور عن النبي صلى الله عليه و سلم, به يستنير دربه و يستضيء قلبه و يتقرب إلى ربه.
و لتسديد الأمة, جعلت كتاب {السبيل المستنار بسنن الأذكار} لتقريب السنة, وقد جمعت فيه أدعية و أذكارا من الأحاديث الصحاح و الحسان و الآثار, و تركت الضعيف منها لعلي أكون بذلك قد وفرت عن طلاب الهدى عناء البحث عن الذكر الرشيد من القول السديد, و أضفت إلى بعض هذه الأدعية و الأذكار ما يوافقها من الأدلة القرآنية, فجعلت في مستهل الكتاب بابا في فضل الذكر عموما, و باب في فضل القرآن, و بابا في فضل قيام الليل, ويليها واحد وعشرون بابا ختامها {باب أدعية المجالس} ,ويتخللها أدعية متفرقة موزعة حسب أولوية تكرارها بالليل و النهار.
و الله أسأل أن يهذب به النفوس و يحي به السنة و أن يجمع به الأمة راجيا رضوانه و الجنة, إنه ولي لك و القادر عليه. و صلى الله و سلم على محمد و على آله و صحبه أجمعين, وعلى من اقتفى أثرهم إلى يوم الدين, و آخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
و كتب الخطيب الإدريسي
في 1 رجب 1424
يتبع إن شاء الله
من أراد أن يعرف منهج الشيخ فليتصل بي على الخاص
ـ[أبو الفداء الأندلسي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 06:36 ص]ـ
فضل الذكر
قال الله تعالى {فاذكروني أذكركم و اشكروا لي و لا تكفرون}
<البقرة 152>
و قال تعالى {فإذا قضيتم مناسككم فاذكروا الله كذكركم أو أشد ذكرا فمن الناس من يقول ربنا ءاتنا في الدنيا و ماله في الآخرة من خلاق}
<البقرة 200>
و قال الله تعالى {فإن خفتم فرجالا أو ركبانا فإذا أمنتم فاذكروا الله كما علمكم ما لم تكونوا تعلمون}
<البقرة 239>
و قال الله تعالى {قال رب اجعل لي ءاية قال ءايتك ألا تكلم الناس ثلاثة أيام إلا رمزا و اذكر ربك كثيرا و سبح بالعشي و الإبكار}
<آل عمران 41>
وقال الله تعالى {الذين يذكرون الله قياما و قعودا و على جنوبهم و يتفكرون في خلق السماوات ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار
<آل عمران 191>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/144)
و قال تعالى {فإذا قضيتم الصلاة فإذا قضيتم الصلاة فاذكروا الله قياما وقعودا و على جنوبكم فإذا اطمأننتم فأقيموا الصلاة إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا}
<النساء 103>
و قال الله تعالى {و اذكر ربك في نفسك تضرعا و خيفة و دون الجهر بالغدو و الآصال و لا تكن من الغافلين}
<الأعراف 205>
و قال تعالى {يا أيها الذين ءامنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}
<الأنفال 45>
و قال الله تعالى {الذين ءامنوا و تطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}
<الرعد 28>
و قال تعالى {كي نسبحك كثيرا*و نذكرك كثيرا}
<طه 33 34>
و قال الله تعالى {ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكي و نحشره يوم القيامة أعمى}
<طه 124>
قال تعالى {رجال لا تلهيهم تجارة و لا بيع عن ذكر الله}
<النور37>
و قال تعالى {إلا الذين ءامنوا و عملوا الصالحات و ذكروا الله كثيرا و انتصروا بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون}
<الشعراء 227>
و قال تعالى {و اتل ما أوحي إليك من الكتاب ز أقم الصلاة إن الصلاة تنهى عن الفحشاء و المنكر و لذكر الله أكبر و الله يعلم ما تصنعون}
<العنكبوت 45>
و قال الله تعالى {لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كلن يرجوا الله و اليوم الآخر و ذكر الله كثيرا}
<الأحزاب 21>
و قال تعالى {و اذكرن ما يتلى في بيوتكن من ءايات الله و الحكمة إن الله كان لطيفا خبيرا {
<الأحزاب 34>
و قال الله تعالى {إن المسلمين و المسلمات و المؤمنين و المؤمنات و القانتين و القانتات و الصادقين و الصادقات و الصابرين و الصابرات و الخاشعين و الخاشعات و المتصدقين و المتصدقات و الصائمين و الصائمات و الحافظين فروجهم و الحافظات والذاكرين الله كثيرا و الذاكرات أعد الله لهم مغفرة و أجرا عظيما}
<الأحزاب 35>
و قال تعالى {ي أيها الذين ءامنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا*و سبحوه بكرة و أصيلا}
<الأحزاب 41 42>
و قال الله تعالى {ومن يعش عن ذكر الرحمان نقيض له شيطانا فهو له قرين}
<الزخرف 36>
و قال تعالى {و لقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر}
<القمر 32>
و قال الله تعالى {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض و ابتغوا من فضل الله و اذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون}
<الجمعة 10>
و قال الله تعالى {يا أيها الذين ءامنوا لا تلهكم أموالكم و لا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فألائك هم الخاسرون}
<المنافقون 9>
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال {إن لله تبارك و تعلى ملائكة سيارة فضلا يتتبعون مجالس الذكر, فإذا وجدوا مجلسا فيه ذكر قعدوا معهم و حف بعضهم بعضا بأجنحتهم حتى يملؤوا ما بينهم و بين السماء} قال {فيسألهم الله هز و جل وهو أعلم بهم من أين جئتم فيقولون جئنا من عند عباد لك في الأرض يسبحونك و يكبرونك و يهللونك و يحمدونك و يسألونك. قال و ماذا يسألوني؟ قالوا يسألونك جنتك. قال و هل رأوا جنتي؟ قالوا لا, أي رب. قال فكيف إذا رأوا جنتي؟ قالوا ويستجيرونك. قال ومما يستجيرونني؟ قالوا من نارك يا رب قال و هل رأوا ناري؟ قالوا لا قالوا ويستغفرونك} قال {فيقول قد غفرت لهم فأعطيهم ما سألوا و أجرتهم مما استجاروا} ,قال {فيقولون رب فيهم فلان عبد خطاء إنما مر فجلس معهم. قال {فيقول و له غفرت. وهم القوم لا يشقى جليسهم}
<رواه البخاري و مسلم و اللفظ له>
و عن الأغر أبي مسلم أنه قال أشهد على أبي هريرة أبي سعيد الخدري أنهما شهدا على النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال {لا يقعد قوم يذكرون الله عز وجل إلا حفتهم الملائكة و غشيتهم الرحمة و نزلت عليهم السكينة و ذكرهم الله فيمن عنده}
<رواه مسلم و الترمذي>
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يسير في طريق مكة فمر جبل يقال له جمدان فقال {سيروا هذا جمدان سبق المفردون} قالوا و المفردون يا رسول الله؟ قال {الذاكرون الله كثيرا و الذاكرات}
<رواه مسلم>
و عن عبد الله بن بسر رضي الله عنه قال يا رسول الله أن شرائع الإسلام قد كثرت علي فأخبرني بشيء أتشبث به, قال , {لا يزال لسانك رطبا من ذكر الله}
<رواه الترمذي, وابن ماجة بسند صحيح>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/145)
و عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه و سلم ألا أنبئكم بخير أعمالكم و أزكاها عند مليككم و أرفعها في درجاتكم و خير لكم من إنفاق الذهب و الورق و خير لكم من أ تلقوا عدوكم فتضربوا أعناقهم و يضربوا أعناقكم؟} قالوا بلى قال {ذكر الله تعلى}.قال معاذ بن جبل رضي الله عنه ما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله}
<رواه الترمذي و ابن ماجة و صححه الألباني>
و عن أبي سعيد الخدري قال خرج معاوية عل حلقة في المسجد فقال ما أجلسكم؟ قالوا جلسنا نذكر الله قال الله ما أجلسكم إلا ذاك؟ قالوا و الله ما أجلسنا إلا ذاك. قال أما أني لم أستحلبكم تهمة لكم, وما كان أحد لمنزلتي من رسول الله صلى الله عليه و سلم أقل عنه حديثا مني, و إن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج على حلقة من أصحابه فقال {ما أجلسكم؟} قالوا جلسنا نذكر الله و نحمده على ما هدانا للإسلام ومن به علينا. قال {الله ما أجلسكم إلا ذاك} قالوا و الله ما أجلسنا إلا ذاك قال {أما أني لم أستحلفكم تهمة لكم و لكنه أتاني جبريل فأخبرني أن الله عز وجل يباهي بكم الملائكة}
<رواه مسلم و الترمذي و ابن حبان>
و عن كريمة بنت الحساس قالت سمعت أبا هريرة في بيت أم الدرداء يحدث عن النبي صلى الله عليه و سلم قال {قال الله تبارك و تعالى أنا مع عبدي ما ذكرني و تحركت به شفتاه}
<ابن حبان و ابن ماجة>
و عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {مثل الذي يذكر ربه و الذي لا يذكر ربه مثل الحي و الميت}
<رواه البخاري>
و عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال {من قال رضيت بالله ربا, و بالإسلام دينا, وبمحمد صلى الله عليه و سلم رسولا, و جبت له الجنة.}
<أبو داود و النسائي>
و عن مصعب بن سعد قال حدثني أبي قال كنا عند رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال {أيعجز أحدكم أن يكسب كل يوم ألف حسنة؟ فسأله سائل من جلسائه كيف يكسب أحدنا ألف حسنة؟ قال يسبح مائة تسبيحة, فيكتب له ألف حسنة أو يحط عنه ألف خطيئة}
<رواه مسلم>
و عن أنس بن مالك قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم {لأن أقعد مع قوم يذكرون الله تعالى من صلاة الغداة حتى تطلع الشمس أحب إلي من أن أعتق لأربعة من ولد إسماعيل, ولأن أقعد مع قوم يذكرون الله من صلاة العصر إلى أن تغرب الشمس أحب إلي من أن أعتق أربعة}
<رواه أبو داود ,وإسناده حسن>
وعن بن مسعود قال قال رسول الله صلى االله عليه و سلم {لقيت إبراهيم ليلة أسري بي فقال يا محمد, أقرئ أماك مني السلام و أخبرهم أن الجنة طيبة التربة عذبة الماء, و أنها قيعان, و أن غراسها سبحان الله و الحمد لله و لا إلاه إلا الله و الله أكبر}
<رواه الترمذي>
و عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم {لأن أقول سبحان الله و الحمد لله و لا إلاه إلا الله و الله أكبر أحب إلي مما طلعت عليه الشمس}
<أخرجه مسلم>
و عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال {من قال لا إلاه إلا الله وحده لا شريك له, له الملك و له الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مائة مرة كانتله عدل عشرة رقاب, و كتب له مائة حسنة, و محيت عنه مائة سيئة, و كانت له حرزا من الشيطان يومه ذلك حنى يمسي, و لم يأت أحد أفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك ومن قال سبحان الله و بحمده في يوم مائة مرة حطت خطاياه و لو كانت مثل زبد البحر}
<رواه البخاري و مسلم و اللفظ له>
و عن أبي موسى قال كنا مع النبي صلى الله وسلم في سفر فجعل الناس يجهرون بالتكبير فقال النبي صلى الله عليه و سلم {أيها الناس اربعوا على أنفسكم إنكم ليس تدعون أصم و لا غائبا, إنكم تدعون سميعا قريبا وهو معكم} قال و أنا خلفه و أنا أقول لا حول و لاقوة إلا بالله, فقال {يا عبد الله بن قيس, ألا أدلك على كنز من كنوز الجنة؟ قلت بلى يا رسول الله, قال {قل لا حول و لا قوة إلا بالله}
<رواه البخاري و مسلم و اللفظ له}
و عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم {كلمتان خفيفتان على اللسان ثقيلتان في الميزان حبيبتان إلى الرحمان سبحان الله و بحمده سبحان الله العظيم}
<أخرجه البخاري و مسلم>
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/146)
و عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال {استكثروا من الباقيات الصالحات} قيل وما هن يا رسول الله؟ قال {التكبير, و التهليل, و التسبيح, و الحمد لله, و لا حول و لا قوة إلا بالله}
<ابن حبان>
و عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله و سلم {يقول الله عز وجل أنا عند ظن عبدي بي, و أنا معه حين يذكرني, فإن ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي, و إن ذكرني في ملإ ذكرته في ملإ خير منه, إن تقرب مني شبرا تقربت إليه ذراعا, و إن تقرب إلي ذراعا, تقربت منه باعا, و إن أتاني يمشي أتيته هرولة}
<رواه البخاري و مسلم و الترمذي و ابن حبان>
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو الفداء الأندلسي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 06:37 ص]ـ
فضل القرآن
قال الله تعالى {و إذا قرئ القرآن فاستمعوا له و أنصتوا لعلكم ترحمون}
<الأعراف204>
و قال تعالى {إن هذا القرآن يهدي لتي هي أقوم و يبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا}
<الإسراء9>
و قال الله تعالى {فإذا قرأت القرآن جعلنا بينك و بين الذين لا يؤمنون بالآخرة حجابا مستورا}
<الإسراء 45>
قال الله تعالى {أقم الصلاة لدلوك الشمس إلى غسق الليل و قرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهودا*ومن الليل فتهجد به نافلة لك عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا}
<الإسراء 78 79>
و قال تعالى {و اتل ما أحي إليك من كتاب ربك لا مبدل لكلماته و لن تجد من دونه ملتحدا}
<الكهف 27>
و قال تعالى {و أن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنها يهتدي لنفسه و من ضل فقل إنما أنا من المنذرين}
<النمل 92>
قال تعالى {إن الذين يتلون كتاب الله و أقاموا الصلاة و أنفقوا مما رزقناهم سرا و علانية يرجون تجارة لن تبور}
<فاطر 29>
و قال تعالى {أو زد عليه و رتل القرآن ترتيلا}
<المزمل 4>
و قال تعالى {إن ربك يعلم أنك تقوم أدنى من ثلثي الليل و نصفه و ثلثه و طائفة من الذين معك و الله يقدر الليل و النهار علم أن لن تحصوه فتاب عليكم فاقرءوا ما تيسر من القرآن علم أن سيكون منكم مرضى و ءاخرون يضربون في الأرض يبتغون من فضل الله و ءاخرون يقاتلون في سبيل الله فاقرءوا ما تيسر منه و أقيموا الصلاة و ءاتوا الزكاة و أقرضوا الله قرضا حسنا و ما تقدموا لأنفسكم من خبر تجدوه عند الله هو خيرا و أعظم أجرا و استغفروا الله إن الله غفور رحيم}
<المزمل 20>
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال اقل رسول الله صلى الله عليه و سلم {من قرأ حرفا من كتاب الله فله به حسنة و الحسنة بعشر أمثالها, لا أقول {ألم} حرف و لكن ألف حرف و لام حرف و ميم حرف}
<رواه الترمذي و صححه الألباني>
عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم قال {يقال لصاحب القرآن اقرأ و رتل كما كنت ترتل في الدنيا, فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها}
<رواه الترمذي و ابن ماجة و صححه الألباني>
عن عائشة رضي الله عنها قالت قال رسول الله صلى الله عليه و سلم {الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة, و الذي يقرأ القرآن و يتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران}
<البخاري و مسلم و ابن حبان>
عن أبي موسى الأشعري عن النبي صلى الله عليه و سلم قال {مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن كالأترجة طعمها طيب و ريحها طيب, و مثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كالتمرة طعمها طيب و لا ريح لها, و مثل الفاجر الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة ريحها طيب و طعمها مر, و مثل الفاجر الذي لا يقرأ القرآن كمثل الحنظلة كعمها مر و لا ريح لها}
<البخاري و مسلم>
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان يقول قال رسول الله صلى الله عليه و سلم {لم يأذن الله لشيء ما أذن لنبي أن يتغنى بالقرآن}
<البخاري و مسلم>
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه و سلم قال {قراءة القرآن في الصلاة أفضل من قراءة القرآن في غير الصلاة, وقراءة القرآن في غير الصلاة أفضل من التسبيح و التكبير, و التسبيح أفضل من الصدقة, و الصدقة أفضل من الصوم, و الصوم جنة من النار}
<رواه الحاكم>
عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه و سلم قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفس محمد بيده لهو أشد تفلتل من الإبل في عقلها}
<البخاري>
عن جندب بن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {اقرؤوا القرآن ما ائتلفت عليه قلوبكم فإذا اختلفتم فقوموا}
<البخاري و مسلم و اللفظ له>
عن جابر قال خرج علينا رسول الله صلى الله و سلم و نحن نقرأ القرآن و فينا الأعرابي و الأعجمي قال {اقرؤوا فكل حسن و سيجيء أقوام يقيمونه كما يقام القدح يتعجلونه و لا يتأجلونه}
<أبو داود البيهقي>
عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول {حسنوا القرآن بأصواتكم فإن الصوت الحسن يزيد القرآن حسنا>
<الدارمي و صححه الألباني>
عن أبي أمامة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول {اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه}
<مسلم>
عن عبيدة المليكي و كلنت له صحبة قال قال رسول الله صلى الله و سلم {يا أهل القرأى, لا تتوسدوا القرآن و اتلوه حق تلاوته من آناء الليل و النهار, وا فشوه و تغنوه و تدبروا ما فيه لعلكم تفلحون, و لا تعجلوا ثوابه فإن له ثوابا}
<البيهقي و صححه الألباني>
عن بريدة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم {من قرأ القرآن يتأكل به الناس جاء يوم القيامة ووجهه عظم ليس عليه لحم}
<البيهقي و صححه الألباني>
عن عقبة بن عامر قال خرج رسول الله صلى الله عليه و سلم و نحن في الصفة فقال {أيكم يحب أن يغدو ألى بطحان أو العقيق فيأخذ ناقتين كوماوين زهراوين بغير إثم بالله عز و جل و لا قطع رحم؟ قالوا كلنا يل رسول الله. قال {فلأن يغدو أحدكم كل يوم إلى المسجد فيتعلم آيتين من كتاب الله عز و جل خير له من ناقتين, و إن ثلاث فثلاث مثل أعدادهن من الإبل}
<أبو داود>
يتبع إن شاء الله
تنبيه {الكتاب أظنه لا يخلو من أحاديث ضعيفة, لذلك أرجو من الإخوة الأفاضل ممن له علم بضعف بعض الأحاديث الواردة في الكتاب أن يضع لنا ما جاء في تضعيف الحديث, و ذلك كي تعم الفائدة و لعل يكون عمل مستقل في تحقيق الكتاب ينشط له أحد الإخوة الأفاضل من طلبة العلم و المشائخ, فلا تبخلو بالتوجيه و النصح}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/147)
ـ[أبو الفداء الأندلسي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 04:07 ص]ـ
باب فضل بعض السور
فضل سورة الفاتحة
عن أبي سعيد بن المعلى قال كنت أصلي فدعاني النبي صلى الله و سلم فلم أجبه قلت يا رسول الله, إني كنت أصلي قال {ألم يقل الله استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم} ثم قال {ألا أعلمك أعظم سورة في القرآن قبل أن تخر من المسجد} فأخذ بيدي فلما أردنا أن نخرج قلت يا رسول الله, إنك قلت لأعلمنك أعظم سورة من القرآن قال {الحمد لله رب العالمين} هي السبع المثاني و القرآن العظيم الذي أوتيته.
<رواه البخاري النسائي أبو داود ابن ماجة أحمد>
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم {أم القرآن هي السبع المثاني و القرآن العظيم}
<رواه البخاري>
عن أبي هريرة رضي الله عنه لأن رسول الله صلى الله عليه و سلم خرج على أبي بن كعب فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم {ي أبي} وهو يصلي, فالتفت أبي و لم يجبه, و صلى أبي فخفف ثم انصرف إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال السلام عليك يا رسول الله قال رسول الله {و عليك السلام ما منعك يا أبي أن تجيبني إذ دعوتك؟} فقال يا رسول الله إني كنت في الصلاة. قال {أفلم تجد فيما أوحى الله إلي أن {استجيبوا لله و للرسول إذا دعاكم لما يحييكم} قال بلى و لا أعود إن شاء الله, قال {أتحب أن أعلمك سورة لم ينزل في التوراة و لا في الإنجيل و لا في الزبور و لا في الفرقان مثلها؟ قال نعم يا رسول الله. قال رسول الله صلى الله عليه و سلم {كيف تقرأ في الصلاة؟ قال فقرأ بأم القرآن, فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم {و الذي نفسي بيده, ما أنزلت في التوراة و لا في الإنجيل و لا في الزبور و لا في الفرقان مثلها, و إنها سبع من المثاني و القرآن العظيم الذي أعطيته}
<رواه الترمذي ابن حبان>
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و سلم قال {من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج ثلاثا غير تمام} فقيل لأبي هريرة إنا نكون وراء الإمام فقال اقرأ بها في نفسك فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول {قال الله تعالى قسمت الصلاة بيني و بين عبدي نصفين و لعبدي ما سأل فإذا قال العبد {الحمد لله رب العالمين} قال الله تعالى حمدني عبدي و إذا قال {الرحمان الرحيم} قال الله تعالى أثنى علي عبدي. و إذا قال {مالك يوم الدين} قال مجدني عبدي و قال مرة فوض إلي عبدي. فإذا قال {إياك نعبد و إياك نستعين} قال هذا بيني و بين عبدي و لعبدي ما سأل. فإذا قال {اهدنا الصراط المستقيم*صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين} قال هذا لعبدي و لعبدي ما سأل}
<رواه مسلم>
عن أبي سعيد الخدري قال بعثنا رسول الله صلى الله عليه و سلم في سرية فنزلنا بقوم فسألناهم القرى فلم يقرونا, فلدغ سيدهم فأتونا فقالوا هل فيكم من يرقي من العقرب؟ قلت نعم, و لكن لا أرقيه حتى تعطونا غنما قال فأنا أعطيكم ثلاثين شاة فقبلنا فقرأت عليه {الحمد لله} سبع مرات فبرأ و قبضنا الغنم, قال فعرض في أنفسنا منها شيء, فقلنا لا تعجلوا حتى تأتوا رسول الله صلى الله عليه و سلم قال فلما قدمنا عليه ذكرت له الذي صنعت قال {و ما علمت أنها رقية؟ اقبضوا الغنم و اضربوا لي معكم بسهم}
<رواه الترمذي و قال حديث حسن صحيح و صححه الألباني>
فضل سورة البقرة
عن سهل بن سعد قال قال رسول الله صلى الله عليه و سلم {إن لكل شيء سناما, و إن سنام القرآن سورة البقرة من قرأها في بيته ليلا لم يدخل الشيطان بيته ثلاث ليال, ومن قرأها نهارا لم يدخل الشيطان بيته ثلاثة أيام}
<رواه ابن حبان البيهقي الطبراني>
عن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول {اقرؤوا سورة البقرة فإن أخذها بركة و تركها حسرة و لا يستطيعها البطلة}
<رواه مسلم>
عن أبي أمامة الباهلي قال سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول {اقرؤوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه و اقرؤوا الزهراوين {البقرة و سورة آل عمران} ,فإنهما تأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان, أو كأنهما غيايتان, أو كأنهما فرقان من طير صواف يحاجان عن أصحابهما, اقرؤوا سورة البقرة, فإن أخذها بركة و تركها حسرة و لا يستطيعها البطلة}
<رواه مسلم>
فضل آية الكرسي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/148)
عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله وسلم {يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك؟} قال قلت الله و رسوله أعلم, قال {يا أبا المنذر, أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم؟ قال قلت {الله لا إلاه إلا هو الحي القيوم} و قال فضرب في صدري قال {و الله ليهنك العلم أبا المنذر}
<رواه مسلم>
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال وكلني رسول الله صلى الله عليه و سلم بحفظ زكاة رمضان, فأتاني آت فجعل يحثو من الطعام فأخذته و قلت و الله لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم قال إني محتاج و علي عيال و لي حاجة شديدة قال فخليت عنه فأصبحت فقال النبي صلى الله عليه و سلم {يا أبا هريرة ما فعل أسيرك البارحة} قال قلت يا رسول الله شكا حاجة شديدة و عيالا فرحمته فخليت سبيله قال {أما إنه قد كذبك و سيعود} فعرفت أنه سيعود لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه سيعود, فرصدته فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله و سلم قال دعني فإني محتاج و علؤ عيال لا أعود فرحمته فخليت سبيله, فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم {ما فعل أسيرك؟} قلت يا رسول الله, شكا حاجة شديدة و عيالا فرحمته فخليت سبيله قال {أما إنه كذبك و سيعود} فرصدته الثالثة فجاء يحثو من الطعام فأخذته فقلت لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم و هذا آخر ثلاث مرات أنك توعم لا تعود ثم تعود. قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بها قلت ما هي؟ قال إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي {الله لا إلاه إلا هو الحي القيوم} حتى تختم الآية فإنك لن يزال عليك من الله حافظ و لا يقربنك شيطان حتى تصبح, فخليت سبيله فأصبحت فقال لي رسول الله صلى الله عليه و سلم {ما فعل أسيرك البارحة؟} قلت يا رسول الله زعم أنه يلمني كلمات ينفعني الله بها فخليت سبيله, قال {ما هي؟} قلت قال لي إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي من أولها حتى تختم {الله لا إلاه إلا هو الحي القيوم} و قال لن يزال عليك من الله حافظ و لا يقربنك شيطان حتى تصبح و كانوا أحرص شيء على الخير, فقال النبي صلى الله عليه و سلم {أما إنه قد صدقك وهو كذوب, تعلم من تخاطب منذ ثلاث ليال يا أبا هريرة} قلت لا, قال {ذلك الشيطان}
<رواه البخاري النسائي>
عن أبي بن كعب أن أباه أخبره أنه كان لهم جرين فيه تمر و كان مما يتعاهده فيحده ينقص, فحرسه ذات ليلة, فإذا هو بدابة كهيئة الغلام المحتلم قال فسلمت فد السلام, فقلت ما أنت جن أم إنس؟ فقال جن فقلت ناولني يداك, فإذا يد كلب و شعر كلب, فقلن هكذا خلق الجن, فقال لقد علمت الجن أنه فيهم من هو أشد مني, فقلت ما يحملك على ما صنعت؟ قال بلغني أنط رجل تحب الصدقة فأحببت أن أصيب من طعامك قلت فما الذي يحرزنا منكم؟ فقال هذه الآية آية الكرسي, قال فتركته, وغدا أبي إلى رسول الله صلى الله و سلم فأخبره, فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم {صدق الخبيث}
<رواه ابن حبان>
عن أبي أيوب الأنصاري أنه كانت له سهوة فيها تمر, فكانت تجيء الغول, فتأخذه قال فشكا ذلك إلى النبي صلى الله غليه وسل مقال {فاذهب فإذا رأيتها فقل فقل بسم الله أجيبي رسول الله صلى الله عليه وسلم} قال فأخذها فحلفت أأن لا تعود فأرسلها فجاء إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم فقال م {ما فعل أسيرك؟} قال حلفت أن لا تعود فقال {كذبت وهي معودة للكذب} قال فأخذها مرة أخرى, فحلفت أن لا تعود فأرسلها فجاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال {ما فعل أسيرك؟} قال حلفت أن لا تعود فقال {كذبت وهي معودة للكذب} فأخذها, فقال ما أنا بتاركك حتى أذهب بك إلى النبي صلى الله عليه و سلم, فقالت إني ذاكرة لك شيئا آية الكرسي, اقرأها في بيتك فلا يقربك شيطان و لا غيره, قال فجاء إلى النبي صلى الله عليه و سلم فقال {ما فعل أسيرك؟.} قال فأخبرته بما قالت قال {صدقت وهي كذوب}
<رواه الترمذي بإسناد صحيح>
عن علي كرم الله وجهه أنه قال لو تعلمون و ما فيها لتركتموها على حال أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال {أعطيت آية الكرسي من كنز نحن العرش لم يؤتها نبي قبلي}
<رواه الديلمي>
عن أنس مرفوعا قال {من قرأ آية الكرسي في دبر كل صلاة مكتوبة حفظ إلى الصلاة الأخرى و لا يحافظ عليها إلا نبي أو صديق أو شهيد}
<رواه البيهقي>
يتبع إن شاء الله
ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[07 - 11 - 08, 01:31 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/149)
السلام عليكم
بارك الله في أبي الفداء وجازاك الله أخي خيرا على التعريف بعالمنا الجليل شيخ السلفية ومحييها في تونس وأنا في الحقيقة فرحت جدا لما وجدت هذا الموضوع الذي لم أطلع عليه إلا الآن ... وقد كنت قد سمعت عن الشيخ كثيرا وتمكنت من الوصول إليه في ظروف صعبة جدا ولكن لله الحمد وكان ذلك قبل ستة أشهر من اعتقاله فك الله أسره وكنت لما قابلته طرحت عليه أسئلة كثيرة وتناقشنا في مسائل عديدة ولقد رايت منه علما غزيرا وإجابات مسددة وللشيخ قوة في استحضار الأدلة ماشاء الله وتواصلت بيني وبينه الإتصالات إلى بعيد اعتقاله وقد استفدت حقيقة منه ولله الحمد ... وأما الشيخ فقد هاجر إلى بلاد الحرمين سلمها الله وأقام فيها تسع سنوات وكان أخبرني ان بعض المشائخ هناك عرضوا عليه البقاء ورشحوه للتدريس لكن أبى إلا العودة وذلك في 1415 هجرية في وقت المحاولات المتتالية لوئد معالم الإسلام ولكن مثل ذلك:
كناطح صخرة يوما ليوهنها____فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
وقد نجح الشيخ بفضل توفيق الله تعالى له في الدعوة إلى المنهج السلفي القويم الذي ما كان يعرفه أحد في تونس التي كانت تسيطر عليها الفرق الصوفية الضالة والقبورية وضرب الشرك بأنواعه في انحائه وصدعت فيها النعرات المذهبية واستحكم الجهل بأهله حتى كان في ذلك الوقت من ضرب الخيال أن تسمع بطالب علم ولاحول ولاقوة إلا بالله ولكن ولله الحمد إستطاع الشيخ في بضع سنين ان يرسي قاعدة للمنهج السلفي وبدأ الإقبال على طلب العلم وتعلم التوحيد وغيره من العلوم ولعل الشيخ برز أولا في محافظته بالجنوب التونسي التي تعرف ب"علي بن عون"وهي إسم لولي وهي منطقة معروف أهلها بالعقيدة الشركية وأعمال تناقض التوحيد كذبحهم للأموات واستغاثتهم بها وغير ذلك فصدع الشيخ بالتوحيد وقد صد طبعا عن ذلك ليلقى ما لاقاه المرسلون من قومهم (وإذا قيل لهم إتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ماوجدنا عليه آباءنا) ولكن سريعا مانتشرت رغم ذلك الدعوة وكان ابرز المستجبين الشباب والذين إلتفوا حوله وأخذوا عنه العلم ثم بارك الله في هذه الدعوة فذاع صيت الشيخ في أنحاء البلاد وأصبح يسمع به الكثيرون وكانوا يستشيرون الشيخ وكان الشيخ يفتي الناس ويرد على اتصلاتهم التي لم تكن تنقطع واسئلتهم التي لا تنفد .... وقد سئلت الشيخ فرج الله عنه عن مشائخه فقال لي أن أبرزهم سعيد بن علي بن وهف القحطاني طاحب حصن المسلم وكذلك سعيد بن مسفر القحطاني رئيس قسم العقيدة في جامعة أم القرى وكان جالس سماحة الوالد بن باز وكانت دروس عامة ... والشيخ حفظه الله مجتهد ولا يرضى بغير الدليل أبدا وهو متخصص في التفسير وبارع فيه وانكب على إعداد تفسيرلكتاب الله كان يأخذ منه جل وقته وبدأ العمل فيه منذ ست سنين قبل إعتقاله وكان لا يزال مخطوط ولكن قدر الله أن تطاله الأيادي السوداء وتحجزه وهو وصل فيه إلى جزء العشرين على ما أعتقد وإن كنت خبرت من أحد طلابه بأن نسخة مخطوطة وصلت بأمان إلى دار بن حزم ولست متأكدا من الخبر وسنده ... وللشيخ مؤلفات ذكرها الأخ وهي موجودة بحمد الله قي بعض المكتبات ومنها صفة الصلاة التي كان الشيخ سيصدر منها الطبعة الثانية مع تحقيقات وتعديلات وإضافات جديدة وكنت راجعته في بعض الأحاديث المتكلم فيها وكان الكتاب يحويها واستجاب الشيخ وكان يهم بحذفها كحديث الترمدي:من أذن فهو يقيم وحديث والصحيح فيه أنه من مراسيل الزهري كذلك حديث حني السبابة قليلا عند التشهد. وهو من طريق مالك بن نمير الخزاعي عن أبيه وصححه بن خزيمة وفي مالك بعض الجهالة وكنت فيما بعد توقفت فيه ولم أرجح شيئا كذلك بعض الآثار في اول الكتب في وجوب إتباع السنة والنهي عن البدع وفي بعضها ضعف وإلا فالكتاب جيد جدا وكان الشيخ يعتزم تنقيحه كما اسلفت ولكن أحيل بينه وبين ذلك والله بيننا وبينهم ... كتاب أحكام التجويد إطلعت عليه وهو جيد جدا وهو باسلوي سهل العبارة ومختصر أما كتاب الأذكار فلم أطلع عليه إلا الآن ولا ادري إن كان الأخ أبو الفداء عنده جاهز أم هو بصدد نسخه وإن كان الثاني فغني اهيب به أن يواصل النسخ وأن يجمعه على الوورد مثلا حتى يتسنى نشره بين طلاب العلم وكذلك للتعريف بالشيخ وعلمه وسأحوال جاهدا إن يسر الله في الوقت أن أساهم في تحقيق الكتاب والله المستعان على ذلك ... وأعلم الخ أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/150)
الحكم قد خفف إلى سنتين بحسب ما سمعت وسيخرج إن شاء الله ذلك قريبا في فترة عيد الإضحى نسأل الله ان يفرج كرب الموحدين في كل مكان هو مولانا نعم المولى ونعم النصير
ـ[أبو حذيفة التونسي]ــــــــ[07 - 11 - 08, 01:33 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله في أبي الفداء وجازاك الله أخي خيرا على التعريف بعالمنا الجليل شيخ السلفية ومحييها في تونس وأنا في الحقيقة فرحت جدا لما وجدت هذا الموضوع الذي لم أطلع عليه إلا الآن ... وقد كنت قد سمعت عن الشيخ كثيرا وتمكنت من الوصول إليه في ظروف صعبة جدا ولكن لله الحمد وكان ذلك قبل ستة أشهر من اعتقاله فك الله أسره وكنت لما قابلته طرحت عليه أسئلة كثيرة وتناقشنا في مسائل عديدة ولقد رايت منه علما غزيرا وإجابات مسددة وللشيخ قوة في استحضار الأدلة ماشاء الله وتواصلت بيني وبينه الإتصالات إلى بعيد اعتقاله وقد استفدت حقيقة منه ولله الحمد ... وأما الشيخ فقد هاجر إلى بلاد الحرمين سلمها الله وأقام فيها تسع سنوات وكان أخبرني ان بعض المشائخ هناك عرضوا عليه البقاء ورشحوه للتدريس لكن أبى إلا العودة وذلك في 1415 هجرية في وقت توالت فيه المحاولات المتتالية لوئد معالم الإسلام في تونس ولكن مثلهم ومثل ذلك:
كناطح صخرة يوما ليوهنها____فلم يضرها وأوهى قرنه الوعل
وقد نجح الشيخ بفضل توفيق الله تعالى له في الدعوة إلى المنهج السلفي القويم الذي ما كان يعرفه أحد في تونس التي كانت تسيطر عليها الفرق الصوفية الضالة والقبورية وضرب الشرك بأنواعه في انحائها وعلى فيها صوت النعرات المذهبية واستحكم الجهل بأهله حتى كان في ذلك الوقت من ضرب الخيال أن تسمع بطالب علم ولاحول ولاقوة إلا بالله ولكن ولله الحمد إستطاع الشيخ في بضع سنين ان يرسي قاعدة للمنهج السلفي وبدأ الإقبال على طلب العلم وتعلم التوحيد وغيره من العلوم ولعل الشيخ برز أولا في محافظته بالجنوب التونسي التي تعرف ب"علي بن عون"وهي إسم لولي وهي منطقة معروف أهلها بالعقيدة الشركية وأعمال تناقض التوحيد كذبحهم للأموات واستغاثتهم بها وغير ذلك فصدع الشيخ بالتوحيد وقد صد طبعا عن ذلك ليلقى ما لاقاه المرسلون من قومهم (وإذا قيل لهم إتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ماوجدنا عليه آباءنا) ولكن سريعا مانتشرت رغم ذلك الدعوة وكان ابرز المستجبين الشباب والذين إلتفوا حوله وأخذوا عنه العلم ثم بارك الله في هذه الدعوة فذاع صيت الشيخ في أنحاء البلاد وأصبح يسمع به الكثيرون وكانوا يستشيرون الشيخ وكان الشيخ يفتي الناس ويرد على اتصلاتهم التي لم تكن تنقطع واسئلتهم التي لا تنفد .... وقد سئلت الشيخ فرج الله عنه عن مشائخه فقال لي أن أبرزهم سعيد بن علي بن وهف القحطاني طاحب حصن المسلم وكذلك سعيد بن مسفر القحطاني رئيس قسم العقيدة في جامعة أم القرى وكان جالس سماحة الوالد بن باز وكانت دروس عامة ... والشيخ حفظه الله مجتهد ولا يرضى بغير الدليل أبدا وهو متخصص في التفسير وبارع فيه وانكب على إعداد تفسيرلكتاب الله كان يأخذ منه جل وقته وبدأ العمل فيه منذ ست سنين قبل إعتقاله وكان لا يزال مخطوط ولكن قدر الله أن تطاله الأيادي السوداء وتحجزه وهو وصل فيه إلى جزء العشرين على ما أعتقد وإن كنت خبرت من أحد طلابه بأن نسخة مخطوطة وصلت بأمان إلى دار بن حزم ولست متأكدا من الخبر وسنده ... وللشيخ مؤلفات ذكرها الأخ وهي موجودة بحمد الله قي بعض المكتبات ومنها صفة الصلاة التي كان الشيخ سيصدر منها الطبعة الثانية مع تحقيقات وتعديلات وإضافات جديدة وكنت راجعته في بعض الأحاديث المتكلم فيها وكان الكتاب يحويها واستجاب الشيخ وكان يهم بحذفها كحديث الترمدي:من أذن فهو يقيم وحديث والصحيح فيه أنه من مراسيل الزهري كذلك حديث حني السبابة قليلا عند التشهد. وهو من طريق مالك بن نمير الخزاعي عن أبيه وصححه بن خزيمة وفي مالك بعض الجهالة وكنت فيما بعد توقفت فيه ولم أرجح شيئا كذلك بعض الآثار في اول الكتب في وجوب إتباع السنة والنهي عن البدع وفي بعضها ضعف وإلا فالكتاب جيد جدا وكان الشيخ يعتزم تنقيحه كما اسلفت ولكن أحيل بينه وبين ذلك والله بيننا وبينهم ... كتاب أحكام التجويد إطلعت عليه وهو جيد جدا وهو بأسلوب سهل العبارة ومختصر أما كتاب الأذكار فلم أطلع عليه إلا الآن ولا ادري إن كان الأخ أبو الفداء عنده جاهز أم هو بصدد نسخه وإن كان الثاني فغني اهيب به أن يواصل النسخ وأن يجمعه على الوورد مثلا حتى يتسنى نشره بين طلاب العلم وكذلك للتعريف بالشيخ وعلمه وسأحوال جاهدا إن يسر الله في الوقت أن أساهم في تحقيق الكتاب والله المستعان على ذلك ... وأعلم الخ أن الحكم قد خفف إلى سنتين بحسب ما سمعت وسيخرج إن شاء الله ذلك قريبا في فترة عيد الإضحى نسأل الله ان يفرج كرب الموحدين في كل مكان هو مولانا نعم المولى ونعم النصير(95/151)
اسألك بالله يا أبا شهيد أن تفعل كذا وكذا!!
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[13 - 05 - 08, 07:56 ص]ـ
السلام عليكم:
قرأتُ حديثاً عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم قال: إذا سئلتم بالله فأجيبوا
فإذا سألني أحد بالله أي مسألة أحاول أجيبه بها، ولكن قد علمَ أصحابي
أني إذا سُئلت بالله أجيب، فاستغلوا ذلك فأصبح الواحد منهم إذا أراد فعل
شيء ولو سخيف يقول يا أبا شهيد اسألك بالله افعل كذا فأقوم فافعل الشيء!!
فهل أجيبهم لكل ما يسألوني به؟!
أفتونا -رحمكم الله-
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[14 - 05 - 08, 07:58 م]ـ
للرفع
ـ[أبو السها]ــــــــ[14 - 05 - 08, 09:20 م]ـ
باب لا يرد من سأل بالله
.
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من سأل بالله فأعطوه، ومن استعاذ بالله فأعيذوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافئتموه رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح.
--------------------------------------------------------------------------------
باب: لا يُرد من سأل بالله.
هذا الباب مع الباب الذي قبله ومع ما سبقه -كما ذكرنا- كلها في تعظيم الله -جل وعلا-، وربوبيته، وأسمائه وصفاته؛ لأن تعظيم ذلك من إكمال التوحيد، ومن تحقيق التوحيد.
ومن سأل بالله -جل جلاله- فقد سأل بعظيم، ومن استعاذ بالله فقد استعاذ بعظيم، بل استعاذ بمن له هذا الملكوت، وله تدبير الأمر، بمن كل ما تراه وما لا تراه عبد له -جل وعلا- فكيف يُرد من جعل مالك كل شيء وسيلة حتى تقبل سؤاله؟!
ولهذا كان من تعظيم الله التعظيم الواجب ألا يرد أحد سأل بالله -جل وعلا-، فإذا سأل سؤالا وجعل الله -جل وعلا- هو الوسيلة، فإنه لا يجوز أن يرد تعظيما لله -جل وعلا-.
والذي في قلبه تعظيم الله -جل وعلا- ينتفض إذا ذُكر الله، كما قال سبحانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ بمجرد ذكر الله تَجِلُ القلوب لعلمهم بالله -جل وعلا- وما يستحق، وعلمهم بتدبيره وملكوته، وعظمة صفاته وأسمائه -جل وعلا-.
فإذا سأل أحد بالله فإن قلب الموحد لا يكون رادا له، لأنه معظم الله، مُجِلٌّ لله -جل وعلا-، فلا يرد أحدا جعل وسيلته إليه رب العزة -سبحانه وتعالى-.
أهل العلم قالوا: السائل بالله قد تجب إجابته ويحرم رده، وقد لا يجب ذلك، وهذا القول هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية، واختيار عدد من المحققين بعده، وهو القول الثالث في المسألة.
وأما القول الأول: فهو أن من سأل بالله حَرُم أن يرد مطلقا.
والقول الثاني: أن من سأل بالله استُحب إجابته وكُره رده.
والقول الثالث: ما ذكرنا عن شيخ الإسلام أنه قد يكون واجبا، وقد يكون مستحبا، وقد لا يكون كذلك، يعني يكون مباحا.
تفصيل شيخ الإسلام ظاهر، وذلك أنه أراد بحالة الوجوب أن يتوجه السؤال لمعين في أمر معين، يعني أن لا يكون السائل سأل عددا من الناس بالله ليحصل على شيء، فلهذا لم يدخل فيه السائل الفقير الذي يأتي فيسأل هذا، ويسأل هذا، ويسأل هذا، ويسأل هذا، أو ممن يكون كاذبا في سؤاله.
فيقول: يجب إذا توجه لمعين في أمر معين، أما إذا توجه لفلان، وفلان، وفلان، وفلان، عدد، فإنه لا يكون توجه لمعين، فإنه لا يجب عليه أن يؤتيه مطلبه، ويجوز له أن يرد سؤاله.
وإذا كان كذلك فتكون الحالة على هذه الأحوال تكون ثلاثا:
حال يحرم فيها رد السائل، وحال يكره فيها رد السائل، وحال يباح فيها رد السائل بالله، على كلام شيخ الإسلام يحرم رد السائل بالله إذا توجه لمعين في أمر معين خصك بهذا التوجه، وسألك بالله أن تعينه، وأنت طبعا قادر على أن تؤتيه مطلوبه.
ويستحب فيما إذا كان التوجه ليس لمعين، كأن يسأل فلانا، وفلانا، وفلانا، ويباح فيما إذا كان من سأل بالله يعرف منه الكذب.
فصارت عندنا -إذن- الأقوال ثلاثة في أصلها: يحرم رد السائل ويجب إعطاؤه، هذا واحد، الثاني: يستحب ويكره رده، والثالث: هو التفصيل، وهذا الثالث هو قول شيخ الإسلام وعدد من المحققين.
وقوله هنا: باب لا يرد من سأل بالله فيه عموم لأجل الحديث الوارد، قال: عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من سأل بالله فأعطوه لماذا؟ تعظيما لله و-جل وعلا-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/152)
(كتاب التوحيد: شرح الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ باب "لا يرد من سأل بالله")
ـ[أبي يحيى المكاوي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 09:22 م]ـ
ما معنى الاستحلاف؟!
وهل على المرء وزرٌ إن لم يف بالإستحلاف؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
عند تصفحي الفتاوى على الشبكة الإسلامية و جدت سؤالا لامرأة كانت قد استحلفتكم أن تقرؤوا رسالتها كاملة رغم طولها, و أنا أسأل عندما يقول المرء لأخيه أستحلفك أن تفعل كذا وكذا هل هذا يعني بالله افعل كذا وكذا, و أيا كان المعنى فإن لم تكن هناك استجابة فعلى من يقع الوزر؟ سمعت في إحدى القنوات فتاة فلسطينية تصرخ وتقول بالله على كل من يسمع ندائي أن يدعو لنا. فهل كل من لم يدعو لها تتحمل هي الوزر أم يتحمله الشخص السامع خاصة أنه يستطيع أن يبر القسم؟ وهل يوجد فرق بين أن تحلف على شيء قابل للتنفيذ وآخر غير قابل مثال أن تقول نفس الطفلة الفلسطينية بالله على كل من يسمع ندائي أن ينقذنا و يأتي لنجدتنا؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعبارة أستحلفك ليس معناها بالله افعل كذا. ولا هي في قوة اليمين، لأن أستحلفك معناها أطلب منك الحلف، مثل أستشيرك معناها أطلب منك الإشارة، وأستكتبك أطلب منك الكتابة، فالسين والتاء قال أهل اللغة إنهما للطلب.
وعليه .. فلا وزر في عدم الاستجابة على المستحلِف بكسر اللام، ولا على المستحلَف بفتحها.
وأما الذي قال بالله على كل من يسمع ندائي أن يدعو لنا، فقد اختلف أهل العلم فيما إذا كان يجب على من يسمعه أن يدعو له من باب وجوب إبرار القسم أم أن ذلك مستحب فقط وليس واجبا؟
والذي اعتمده جمهور العلماء هو الندب، وراجع فيه فتوانا رقم: 17528. وعلى القول بأن إبرار القسم واجب فإن الإثم يكون على المقسم والمحنث، ولكن الكفارة تختص بالمقسم. والإثم على القول به لا يقع إلا فيما هو مقدور عليه، وأما ما لا يستطاع فلا إثم فيه. قال تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة: 286}. وقال: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج ٍ {الحج: 78}
والله أعلم.
...
المجيب: مركز الفتوى بموقع الشبكة الإسلامية بإشراف الشيخ عبدالله الفقيه
http://www.emanwords.com/vb/showthread.php?t=4616
منقـ ـول
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[16 - 05 - 08, 09:30 م]ـ
باب لا يرد من سأل بالله
.
عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من سأل بالله فأعطوه، ومن استعاذ بالله فأعيذوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافئتموه رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح.
--------------------------------------------------------------------------------
باب: لا يُرد من سأل بالله.
هذا الباب مع الباب الذي قبله ومع ما سبقه -كما ذكرنا- كلها في تعظيم الله -جل وعلا-، وربوبيته، وأسمائه وصفاته؛ لأن تعظيم ذلك من إكمال التوحيد، ومن تحقيق التوحيد.
ومن سأل بالله -جل جلاله- فقد سأل بعظيم، ومن استعاذ بالله فقد استعاذ بعظيم، بل استعاذ بمن له هذا الملكوت، وله تدبير الأمر، بمن كل ما تراه وما لا تراه عبد له -جل وعلا- فكيف يُرد من جعل مالك كل شيء وسيلة حتى تقبل سؤاله؟!
ولهذا كان من تعظيم الله التعظيم الواجب ألا يرد أحد سأل بالله -جل وعلا-، فإذا سأل سؤالا وجعل الله -جل وعلا- هو الوسيلة، فإنه لا يجوز أن يرد تعظيما لله -جل وعلا-.
والذي في قلبه تعظيم الله -جل وعلا- ينتفض إذا ذُكر الله، كما قال سبحانه: إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ بمجرد ذكر الله تَجِلُ القلوب لعلمهم بالله -جل وعلا- وما يستحق، وعلمهم بتدبيره وملكوته، وعظمة صفاته وأسمائه -جل وعلا-.
فإذا سأل أحد بالله فإن قلب الموحد لا يكون رادا له، لأنه معظم الله، مُجِلٌّ لله -جل وعلا-، فلا يرد أحدا جعل وسيلته إليه رب العزة -سبحانه وتعالى-.
أهل العلم قالوا: السائل بالله قد تجب إجابته ويحرم رده، وقد لا يجب ذلك، وهذا القول هو قول شيخ الإسلام ابن تيمية، واختيار عدد من المحققين بعده، وهو القول الثالث في المسألة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/153)
وأما القول الأول: فهو أن من سأل بالله حَرُم أن يرد مطلقا.
والقول الثاني: أن من سأل بالله استُحب إجابته وكُره رده.
والقول الثالث: ما ذكرنا عن شيخ الإسلام أنه قد يكون واجبا، وقد يكون مستحبا، وقد لا يكون كذلك، يعني يكون مباحا.
تفصيل شيخ الإسلام ظاهر، وذلك أنه أراد بحالة الوجوب أن يتوجه السؤال لمعين في أمر معين، يعني أن لا يكون السائل سأل عددا من الناس بالله ليحصل على شيء، فلهذا لم يدخل فيه السائل الفقير الذي يأتي فيسأل هذا، ويسأل هذا، ويسأل هذا، ويسأل هذا، أو ممن يكون كاذبا في سؤاله.
فيقول: يجب إذا توجه لمعين في أمر معين، أما إذا توجه لفلان، وفلان، وفلان، وفلان، عدد، فإنه لا يكون توجه لمعين، فإنه لا يجب عليه أن يؤتيه مطلبه، ويجوز له أن يرد سؤاله.
وإذا كان كذلك فتكون الحالة على هذه الأحوال تكون ثلاثا:
حال يحرم فيها رد السائل، وحال يكره فيها رد السائل، وحال يباح فيها رد السائل بالله، على كلام شيخ الإسلام يحرم رد السائل بالله إذا توجه لمعين في أمر معين خصك بهذا التوجه، وسألك بالله أن تعينه، وأنت طبعا قادر على أن تؤتيه مطلوبه.
ويستحب فيما إذا كان التوجه ليس لمعين، كأن يسأل فلانا، وفلانا، وفلانا، ويباح فيما إذا كان من سأل بالله يعرف منه الكذب.
فصارت عندنا -إذن- الأقوال ثلاثة في أصلها: يحرم رد السائل ويجب إعطاؤه، هذا واحد، الثاني: يستحب ويكره رده، والثالث: هو التفصيل، وهذا الثالث هو قول شيخ الإسلام وعدد من المحققين.
وقوله هنا: باب لا يرد من سأل بالله فيه عموم لأجل الحديث الوارد، قال: عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: من سأل بالله فأعطوه لماذا؟ تعظيما لله و-جل وعلا-.
(كتاب التوحيد: شرح الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ باب "لا يرد من سأل بالله")
جزاكَ اللهُ خيراً، ووفقك الله في الدارين أخي أبي سُها
أتمنى منكم -أستاذي- إن أمكن التفصيل في من قال بالأراء الأول والثاني؟
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[16 - 05 - 08, 09:34 م]ـ
ما معنى الاستحلاف؟!
وهل على المرء وزرٌ إن لم يف بالإستحلاف؟!
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
السؤال:
عند تصفحي الفتاوى على الشبكة الإسلامية و جدت سؤالا لامرأة كانت قد استحلفتكم أن تقرؤوا رسالتها كاملة رغم طولها, و أنا أسأل عندما يقول المرء لأخيه أستحلفك أن تفعل كذا وكذا هل هذا يعني بالله افعل كذا وكذا, و أيا كان المعنى فإن لم تكن هناك استجابة فعلى من يقع الوزر؟ سمعت في إحدى القنوات فتاة فلسطينية تصرخ وتقول بالله على كل من يسمع ندائي أن يدعو لنا. فهل كل من لم يدعو لها تتحمل هي الوزر أم يتحمله الشخص السامع خاصة أنه يستطيع أن يبر القسم؟ وهل يوجد فرق بين أن تحلف على شيء قابل للتنفيذ وآخر غير قابل مثال أن تقول نفس الطفلة الفلسطينية بالله على كل من يسمع ندائي أن ينقذنا و يأتي لنجدتنا؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعبارة أستحلفك ليس معناها بالله افعل كذا. ولا هي في قوة اليمين، لأن أستحلفك معناها أطلب منك الحلف، مثل أستشيرك معناها أطلب منك الإشارة، وأستكتبك أطلب منك الكتابة، فالسين والتاء قال أهل اللغة إنهما للطلب.
وعليه .. فلا وزر في عدم الاستجابة على المستحلِف بكسر اللام، ولا على المستحلَف بفتحها.
وأما الذي قال بالله على كل من يسمع ندائي أن يدعو لنا، فقد اختلف أهل العلم فيما إذا كان يجب على من يسمعه أن يدعو له من باب وجوب إبرار القسم أم أن ذلك مستحب فقط وليس واجبا؟
والذي اعتمده جمهور العلماء هو الندب، وراجع فيه فتوانا رقم: 17528. وعلى القول بأن إبرار القسم واجب فإن الإثم يكون على المقسم والمحنث، ولكن الكفارة تختص بالمقسم. والإثم على القول به لا يقع إلا فيما هو مقدور عليه، وأما ما لا يستطاع فلا إثم فيه. قال تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْساً إِلَّا وُسْعَهَا {البقرة: 286}. وقال: وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَج ٍ {الحج: 78}
والله أعلم.
...
المجيب: مركز الفتوى بموقع الشبكة الإسلامية بإشراف الشيخ عبدالله الفقيه
http://www.emanwords.com/vb/showthread.php?t=4616
منقـ ـول
جزاك الله خيراً أخي أبا يحي المكاوي، ورفع قدرك
لا أدري هل قول اسألك بالله كمثل قوَل بالله عليك؟
بورك فيك
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 01:40 ص]ـ
(فعبارة أستحلفك ليس معناها بالله افعل كذا. ولا هي في قوة اليمين، لأن أستحلفك معناها أطلب منك الحلف، مثل أستشيرك معناها أطلب منك الإشارة، وأستكتبك أطلب منك الكتابة، فالسين والتاء قال أهل اللغة إنهما للطلب.
وعليه .. فلا وزر في عدم الاستجابة على المستحلِف بكسر اللام، ولا على المستحلَف بفتحها.)
هذا الكلام خطأ محض مخالف للغة والعرف
فقول الفائل أستحلفك بالله
معناه
أي سألتك بالله
وهذا شيء معروف متواتر لغة وعرفا
وما معنى الفتاة تقول استحلفك أن تقرأ الرسالة
هل معناه اطلب منك أن تحلف
هذا كلام غريب عجيب
قول الفتاة استحلفكم
أي أسألكم بالله
تنبيه كلامنا على صيغة السؤال والجواب فلينبه إليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/154)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 01:42 ص]ـ
والمقصود
قول القائل
استحلفك بالله إلا فعلت كذا
هو مثل أسألك بالله إلا فعلت كذا وكذا
لا فرق
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 02:08 ص]ـ
الرابط الأصلي في فتوى الشبكة الإسلامية
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=53209&Option=FatwaId
وتفريقهم بين استحلفك بالله في مثل ما جاء السؤال وبين أسألكم بالله
خطأ محض مخالف لغة العرب وللعرف
وانظر المشاركة رقم 7. وأيضا المشاركة 8
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 02:09 ص]ـ
قال الإمام سيبويه
(وسألت الخليل عن قولهم: أقسمت عليك إلاَّ فعلت ولّما فعلت، لم جاز هذا في هذا الموضع، وإنّما أقسمت ها هنا كقولك: والَّله؟ فقال: وجه الكلام لتفعلنَّ، هاهنا ولكنهم إنما أجازوا هذا لأنهم شبهوه بنشدتك الله، إذ كان فيه معنى الطلب)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 02:32 ص]ـ
وفي اللسان
(قوله تُنُوشِدَ هو في موضع نُشِدَ أَي سُئِلَ التهذيب الليث يقال نشد ينشد فلان فلاناً إِذا قال نَشَدْتُكَ باللهِ والرَّحِم وتقول ناشَدْتُكَ اللَّهَ وفي المحكم نَشَدْتُكَ الله نَشْدَةً ونِشْدَةً ونِشْداناً اسْتَحْلَفْتُكَ بالله وأَنشدُك بالله إِلا فَعَلْتَ أَستَحْلِفُكَ بالله ونَشْدَكَ الله أَي أَنْشُدُكَ بالله وقد ناشَدَه مُناشَدةً ونِشاداً وفي الحديث نَشَدْتك الله والرَّحِم أَي سأَلتُكَ بالله والرَّحِمِ يقال نَشَدْتُكَ الله وأَنْشُدُك الله وبالله وناشَدتُك اللَّهَ وبالله أَي سأَلتُك وأَقْسَمْتُ عليك ونَشَدْتُه نِشْدَةً ونِشْداناً ومِناشَدَةً وتَعْدِيَتُه إِلى مفعولين إِما لأَنه بمنزلة دعوت حيث قالوا نشدتك الله وبالله كما قالوا دَعَوْتُه زيداً وبزيد إِلا أَنهم ضمَّنوه معنى ذكَّرْت قال فأَما أَنشدتك بالله فخطأٌ ومنه حديث قَيْلَة فنشدت عليه
(* قوله «فنشدت عليه إلخ» كذا بالأصل والذي في نسخة من النهاية يوثق بها فنشدت عنه أي سألت عنه) فسأَلتُه الصُّحْبَة أَي طَلَبْتُ منه وفي حديث أَبي سعيد أَنَّ الأَعضاء كلَّها تُكَفِّرُ اللسانَ تقول نِشْدَكَ الله فينا قال ابن الأَثير النِّشْدَةُ مصدر وأَما نِشْدَك فقيل إِنه حَذَفَ منها التاء وأَقامها مُقامَ الفِعْل وقيل هو بناء مرتجل كقِعْدَك اللَّهَ وعَمْرَكَ الله قال سيبويه قولهم عَمْرَكَ الله وقِعدَك اللَّهَ بمنزلة نِشْدَك الله وإِن لم يُتَكلم بِنِشْدَك ولكن زعم الخليل أَن هذا تمثيل تُمُثِّل به
(* قوله «تمثل به» في نسخة النهاية التي بأيدينا يمثل به) قال ولعل الراوي قد حرف الرواية عن نَنْشُدُكَ الله أَو أَراد سيبويه والخليل قلة مجيئه في الكلام لا عدمه أَولم يبلغْهما مَجِيئُه في الحديث فحُذِفَ الفِعْلُ الذي هو أَنشدك الله وَوُضِعَ المصْدَرُ موضعه مضافاً إِلى الكاف الذي كان مفعولاً أَول وفي حديث عثمان فأَنْشَدَ له رِجالٌ أَي أَجابوه يقال نَشَدْتُه فأَنْشَدَني وأَنْشَدَ لي أَي سأَلْتُه فأَجابني وهذه الأَلِف تسمى أَلِفَ الإِزالة يقال قَسَطَ الرجل إِذا جارَ وأَقْسَطَ إِذا عَدَلَ كأَنه أَزال جَوْرَه وأَزال نَشِيدَه وقد تكرّرت هذه اللفظة في الأَحاديث على اختلاف تصرُّفها وناشَدَه الأَمرَ وناشَدَه فيه وفي الخبر أَن أُمّ قيس بن ذريح أَبْغَضَتْ لُبْنَى فناشَدَتْه في طَلاقِها وقد يجوز أَن تكون عَدَّتْ بفي لأَنَّ في ناشَدَتْ مَعْنى طَلَبَتْ ورَغِبَتْ وتَكَلَّمَتْ)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 02:35 ص]ـ
وفي تاج العروس
(نَشَدَ باللهِ: اسْتَحْلَفَ قال شيخُنَا: وقد أَطلَقَه المصنِّفُ وقَيَّدَه الأَكْثَرُ من النحاةِ واللُّغَوِيِّين بأَن فيه مع اليَمينِ استعطافاً. نَشَدَ فُلاَناً نَشْداً: قال له: نَشَدْتُكَ اللهَ أَيْ سأَلْتُك باللهِ. في التهذيب: قال الليثُ: نَشَدَ يَنْشُد فُلانٌ فُلاناً إِذا قال نَشَدْتُك باللهِ والرَّحِم وتقول: ناشَدْتُك اللهَ. وفي المحكم: نَشَدْتُك اللهَ نَشَدْةً ونِشْدَةً ونِشْدَاناً: استَحْلَفْتُك بالله. وأَنْشُدُك باللهِ إِلاَّ فَعَلْتَ: أَسْتَحْلِفُك بالله. ونَشْدَك اللهَ بالفتح أَي بفتح الدال أَي أَنْشُدُكَ باللهِ وقد نَاشَدَه مُنَاشَدَةً ونِشَاداً بالكسر: حَلَّفَه يقال: نَشَاْتُك اللهَ وأَنْشُدُك اللهَ وباللهِ وناشَدْتك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/155)
الله وباللهِ أَي سأَلْتُك وأَقْسَمْتُ عليك ونَشَدْتُه نِشْدَةً ونِشْدَاناً ومُنَاشَدَةً وتَعْديَتُه إِلى مَفْعولينِ إِمَّا لأَنّه بمنزلةِ دَعَوْتُ حيث قالوا: نَشَدْتُكَ اللهَ وباللهِ كما قالوا: دَعَوْتُه زيداً وبِزَيدٍ إِلا أَنهم ضَمَّنُوه مَعنَى ذَكَّرْت قال: فأَمّا أَنْشَدْتُك بالله فخَطَأٌ وقال ابنُ الأَثير: النِّشْدَة مَصْدَرٌ وأَمَّا نِشْدَك فقيل إِنه حَذَفَ منها التاءَ وأَقامَهَا مُقَامَ الفِعْلِ وقيل هو بِناءٌ مُرْتَجَلٌ كقِعْدَك اللهَ وعَمْرَكَ اللهَ قال سِيبويهِ: قولُهم عَمْرَكَ الله وقِعْدَكَ اللهَ بمنزلةِ نِشْدَكَ اللهَ وإِن لم يُتَكَلَّم بِنِشْدَكَ ولكن زعَم الخَليلُ أَن هذَا تَمْثِيلٌ تُمثِّلَ به قال: ولعلَّ الرَّاوِيَ قد حَرَّفَ الرِّوَايَة عن نَنْشُدُكَ الله أَو أَرادَ سيبويه والخليل قِلَّةَ مجيئة في الكلام لا عَدَمَه أَو لم يَبْلُغُهَا مجيئُه في الحديث فحُذِف الفِعْلُ الذي هو أَنْشُدُك اللهَ ووُضِعَ المَصْدَرُ مَوْضِعَه مُضَافاً إِلى الكاف الذي كان مفعولاٍ أَوَّل كذا في اللسانِ. وفي التوشيح: نَشَدْتُك اللهَ ثُلاثِيًّا وغَلطَ مَن ادَّعَى فيه أَنه رُبَاعِيٌّ أَي أَسأَلُك باللهِ فضُمِّن مَعْنى أُذَكِّرُك بحذف الباءِ أَي أُذَكِّرُك رافِعاً نِشْدَتي أَي صَوْتِي هذا أَصْلُه ثم اسْتُعْمِل في كُلِّ مَطلوبٍ مُؤَكَّدٍ ولو بلا رَفْعٍ. ونقل شيخُنَا عن شَرْحِ الكافِيَة: الباءُ هي أَصْلُ الحُرُوف الخافِضَة للقَسَمِ ولها على غَيْرِهَا مَزَايَا منها استعمالُهَا في القَسَمِ الطَّلَبيِّ كقولهم في الاستعطاف: نَشَدْتُك اللهَ أَو باللهِ بمعنى ذَكَّرْتُك اللهَ مُسْتَحْلِفاً ومثله عَمَرْتُكَ اللهَ معنًى واستعمالاً إِلا أَن عَمَرْتُك مُسْتَغْنٍ عن الباءِ وأَصْلُ نَشَدْتُك اللهَ: طلَبْتُ مِنْكَ باللهِ وأَصلُ عَمَرْتُك اللهَ سَأَلْت اللهَ تَعْمِيرَك ثُمّ ضُمِّنا مَعَنَى استَحْلَفْت مَخْصُوصَيْنِ بالطَّلبِ والمُسْتَحْلَف عليه بَعْدَهما مُصدَّرٌ بِإِلاَّ أَو بِمَا بمعناها أَو باستفهامٍ أَو أَمْرٍ أَو نَهَىٍ قال شيخُنَا: في قوله وأَصْلُ نَشدْتُك اللهَ طَلَبْتُ إِيماءٌ إِلى أَنّه مأْخُوذٌ من نَشَدَ الضالَّةَ إِذا طَلَبَها وصَرَّح به غيرُه وفي المشارقِ للقَاضِي عِيَاض: أَصْلُ الإِنشاد رَفْعُ الصَّوْتِ ومنه إِنشاد
الشِّعْر وناشَدْتك اللهَ وناشَدْتُك معناه سأَلْتُك بالله وقيل: ذَكَّرْتُك بالله وقيل: هما مِمَّا تَقَدَّم أَي سأَلْتُ اللهَ بِرَفْعِ صَوْتِي ومثل هذا الآخِرِ قولُ الهَرَوِيّ مُقْتَصِراً عليه)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 02:41 ص]ـ
قال الإمام سيبويه
(
وسألت الخليل عن قولهم: أقسمت عليك إلاَّ فعلت ولّما فعلت، لم جاز هذا في هذا الموضع، وإنّما أقسمت ها هنا كقولك: والَّله؟ فقال: وجه الكلام لتفعلنَّ، هاهنا ولكنهم إنما أجازوا هذا لأنهم شبهوه بنشدتك الله، إذ كان فيه معنى الطلب. وسألته عن قوله إذا جاءت مبتدأةً ليس قبلها ما يحلف به؟ فقال: إنّما جاءت على نيَّة اليمين وإن لم يتكلَّم بالمحلوف به.
واعلم أنَّك إذا أخبرت عن غيرك أنَّه أكَّد على نفسه أو على غيره فالفعل يجري مجراه حيث حلفت أنت؛ وذلك قولك: أقسم ليفعلنَّ، واستحلفه ليفعلنّ، وحلف ليفعلنَّ ذلك، وأخذ عليه لا يفعل ذلك أبداً. وذاك أنَّه أعطاه من نفسه في هذا الموضع مثل ما أعطيت أنت من نفسك حين حلفت، كأنَّك قلت حين قلت أقسم ليفعلَّن قال واللَّه ليفعلنَّ، وحين قلت استحلفه ليفعلنَّ قال له واللَّه ليفعلنَّ.
ومثل ذلك قوله تعالى جدُّه: " وإذ أخذنا ميثاق بني إسرائيل لا تعبدون إلاَّ الَّله "
وسألته: لِمَ لَم يجز والَّله تفعل يريدون بها معنى ستفعل؟ فقال: من قبل أنَّهم وضعوا تفعل ها هنا محذوفة منها لا، وإنما تجيء في معنى لا أفعل، فكرهوا أن تلتبس إحداهما بالأخرى. فقلت: فلم ألزمت النون آخر الكلمة؟ فقال: لكي لا يشبه قوله إنه ليفعل، لأنّ الرجل إذا قال هذا فإنما يخبر بفعلٍ واقع فيه الفاعل، كما ألزموا اللام: إن كان ليقول، مخافة أن يلتبس بما كان يقول ذاك، لأنّ إن تكون بمنزلة ما.
وسألته عن قوله عزّ وجل: " وإذ أخذ الَّله ميثاق النَّبييِّن لما آتيتكم من كتابٍ وحكمةٍ ثمَّ جاءكم رسول مصدِّق لما معكم لتؤمننّ به ولتنصرنَّه " فقال: ما ههنا بمنزلة الّذي، ودخلتها اللام كما دخلت على إن حين قلت: واللّه لئن فعلت لأفعلنّ، واللام التي في ما كهذه التي في إن، واللام التي في الفعل كهذه التي في الفعل هنا.
ومثل هذه هذه اللام الأولى أن إذا قلت: والَّله أن لو فعلت لفعلت. وقال:
فأقسم أن لو التقينا وأنتم ... لكان لكم يوم من الشرِّ مظلم
فأن في لو بمنزلة اللام في ما، فأوقعت ها هنا لامين: لام للأول ولام للجواب، ولام الجواب هي التي يعتمد عليها القسم، فكذلك الامان في قوله عز وجل: " لما آتيتكم من كتابٍ وحكمةٍ ثمَّ جاءكم رسول مصدَّق لما معكم لتؤمننَّ به ولتنصرنَّه " لام للأوّل وأخرى للجواب.
ومثل ذلك " لمن تبعك منهم لأملأنَّ " إنما دخلت اللام على نيّة اليمين. والَّله أعلم.)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/156)
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 02:52 ص]ـ
تقول العرب: نشدتك الله والرحم،وناشدتك أنشدتك الله،واستحلفك الله وبالله أي سألتك بالله. فإن قصدوا الحلف قالوا في الأمر:احلف بالله، واستحلفه
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 05:45 ص]ـ
قال الشيخ عبد المحسن العباد - وفقه الله ونفع به
(قال المصنف رحمه الله تعالى: [باب عطية من سأل بالله. حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا جرير عن الأعمش عن مجاهد عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سأل بالله فأعطوه، ومن دعاكم فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفا فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئونه فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه)]. أورد أبو داود باب عطية من سأل بالله، أي: فإنه يعطى ولا يرد، ولكن هذا فيما إذا كان سؤاله بالله مما يمكن إعطاؤه، فبعض الناس قد يسأل بالله شيئاً لا يصلح أن يعطاه، ولا يصلح أن يجاب إليه، وليس كل ما يكون عند الإنسان يمكن أن يبذله ويعطيه، فإذا سأل بالله شيئاً لا يصلح أن يسأل عنه لا بالله ولا بدون السؤال بالله فالإنسان في سعة منه، فإذا كان عنده سر من الأسرار وخبر من الأخبار مثلاً، وقال له رجل: أسألك بالله أن تخبرني عن كذا وكذا، أو سأله عن أمور خاصة، أو في أمور لا يصلح أن يخوض فيها، فلا يلزمه ذلك؛ لأن مثل هذا السؤال لا يصلح أن يوجه. والحاصل أن السؤال بالله إذا كان من الممكن تحقيق عطيته فهذا هو الذي قُصد في الترجمة، وهو الذي أُورد الحديث من أجله، وأما إذا كان السؤال في أمر لا يصلح أن يجاب إليه فإنه لا يجاب، ويوضح هذا أن إبرار المقسم قد يناسب أن يبرّ، وأحياناً لا يحصل إبراره؛ وهذا كأن يحلف على شيء لا يصلح أن يحلف عليه، ويدل على ذلك قصة أبي بكر رضي الله عنه: (لما ذكر له الرسول صلى الله عليه وسلم رؤيا رآها، فطلب تعبيرها، وهي أنه رأى غلة تنضح سمناً وعسلاً، والناس يتكففون ذلك ... إلخ، فقال أبو بكر: ائذن لي يا رسول الله أن أعبر هذه الرؤيا، فقال: عبرها، فعبرها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً، قال: أقسمت عليك أن تخبرني بماذا أخطأت قال: لا تحلف) أي: أنه لم يرد أن يبين هذه في الرؤيا ويفسرها صلى الله عليه وسلم، مع أن أبا بكر قد
حلف، فليس كل شيء يحلف عليه أو يسأل به ينفذ)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 05:48 ص]ـ
وفي كتاب الكلاباذي (ت 395)
(قال الشيخ الإمام رحمه الله: فيجوز أن يحمل معناه على معنى: من سألكم في الله فأعطوه، فيكون الباء بمعنى في، أي من سألكم في طاعة الله، وفي إقامة أمره، وفي إظهار منار الدين، وسبل الخير، فأعطوه، وليس يجب إعطاء السائل إذا كان في معصية، أو فضول. فمن سأل بالله فيما ليس عليه ولا عليك فريضة، فأعطاك إياه لإجلال حق الله، وتعظيمه، وليس عليك بفرض ولا حتم من سأل فيما وجب عليك، وعلى السائل فرض، فإعطاؤك إياه فرض عليك، ولازم لك لا يجوز منعه)
من بحر الفوائد
والنص فيه تحريف
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 06:39 ص]ـ
في شرح ابن بطال
(وقال المهلب: إبرار القسم إنما يستحب إذا لم يكن فى ذلك ضرر على المحلوف عليه أو على جماعة أهل الدين؛ لأن الذى سكت عنه النبى - عليه السلام - من بيان موضع الخطأ فى تعبير أبى بكر، هو عائد على المسلمين بهم وغم؛ لأنه عبر قصة عثمان بأنه يخلع ثم يراجع الخلافة، فلو أخبره النبى بخطئه لأخبر الناس بأنه يقتل ولا يرجع إلى الخلافة، فكان يُدخل على الناس فتنة بقصة عثمان من قبل كونها، وكذلك لو أقسم على رجل ليشربن الخمر ما وجب عليه إبرار قسمه، بل الفرض عليه ألا يبره.
واختلف الفقهاء إذا أقسم على الرجل فحنثه، فروى عن ابن عمر أن الحالف يُكفر، وروى مثله عن عطاء وقتادة، وهو قول أهل المدينة والعراق والأوزاعى.
وفيها قول ثان روى عن عائشة أم المؤمنين: «أن مولاة لها أقسمت لها فى قديدة تأكلها فأحنثتها عائشة، فجعل النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - تكفير اليمين على عائشة» قال ابن المنذر: وإسناده لا يثبت.
وفيها قول ثالث روى عن أبى هريرة وعبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود: أنهما لم يجعلا فى ذلك كفارة، قال عبيد الله، ألا ترى أن أبا بكر قال للنبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فى الرؤيا: «أقسمت عليك لتخبرنى بالذى أخطأت، فقال النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: لا تقسم» قال: ولم يبلغنا أنه أمره بالتكفير.
قال ابن المنذر: ويقال للذى قال: إن الكفارة تجب على المقسم عليه: ينبغى أن يوجب الكفارة على النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حين أقسم عليه أبو بكر فلم يخبره.
)
ويراجع الفتح
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 07:09 ص]ـ
ابن المنذر
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 07:10 ص]ـ
قال ابن المنذر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/157)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 07:37 ص]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين - رحمه الله
(وأما إجابة السائل، فهو موضوع بابنا هذا، ولا يخلو السائل من أحد أمرين:
الأول: أن يسأل سؤالاً مجرداً، كأن يقول مثلاً: يا فلان! أعطني كذا وكذا، فإن كان مما أباحه الشارع له فإنك تعطيه، كالفقير يسأل شيئاً من الزكاة.
الثاني: أن يسأل بالله، فهذا تجيبه وإن لم يكن مستحقاً، لأنه سأل بعظيم فإجابته من تعظيم هذا العظيم، لكن لو سأل إثماً أو كان في إجابته ضرر على المسؤول، فإنه لا يجاب.
مثال الأول: أن يسألك بالله نقوداً ليشتري بها محرماً كالخمر.
ومثال الثاني: أن يسألك بالله أن تخبره عما في سرك وما تفعله مع أهلك، فهذا لا يجاب لأن في الأول إعانة على الإثم، وإجابته في الثاني ضرر على المسؤول.
عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من سأل بالله، فأعطوه، ومن استعاذ بالله، فأعيذوه، ومن دعاكم، فأجيبوه، ومن صنع إليكم معروفاً، فكافئوه، فإن لم تجدوا ما تكافئوه، فادعوا له حتى تروا أنكم قد كافأتموه ". رواه أبو داود والنسائي بسند صحيح (1).
قوله - صلى الله عليه وسلم -: " من سأل بالله ". " من ": شرطية للعموم.
قوله: " فأعطوه ". الأمر هنا للوجوب ما لم يتضمن السؤال إثماً أو ضرراً على المسؤول، لأن في إعطائه إجابة لحاجته وتعظيماً لله عز وجل الذي سأل به.
ولا يشترط أن يكون سؤاله بلفظ الجلالة بل بكل اسم يختص بالله، كما قال " الملك الذي جاء إلى الأبرص والأقرع والأعمى: " أسألك بالذي أعطاك كذا وكذا " (2)
)
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 12:06 م]ـ
الشيخ الفاضل ابن وهب ....
الأمر في قوله عليه الصلاة والسلام "من سألكم بالله فاعطوه " هل يمكن صرفه عن ظاهره المقتضي للوجوب بمثل حديث " ليس في المال حق ـ واجب ـ سوى الزكاة"؟
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[17 - 05 - 08, 05:00 م]ـ
يرفع لاعلى
ـ[أبو السها]ــــــــ[17 - 05 - 08, 06:04 م]ـ
عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
ملعون من سأل بوجه الله وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هجرا
رواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح إلا شيخه يحيى بن عثمان بن صالح وهو ثقة وفيه كلام
حسنه الشيخ الألباني في صحيح الجامع 8590، والصنعاني في سبل السلام
ألا يدل هذا الحديث على أن منع السائل بوجه الله من الكبائر، وعلى هذا يجب إجابة من سأل بالله. على أنه يمكن حمل الحديث على أن يتوجه السؤال لمعين في أمر معين،
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 08:27 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
حديث أبي موسى فيه ضعف
رواه الطبراني والروياني وفي إسناده عبد الله بن عياش المصري
ضعفه النسائي وقال عنه ابن يونس منكر الحديث
وحديث مسلم عنه في الشواهد وهو حديث وحيد
في الشواهد
فليس هو من رجال مسلم في الأصول
(
قال أبو حاتم: ليس بالمتين، صدوق، يكتب حديثه، و هو قريب من ابن لهيعة.
و قال أبو داود، و النسائى: ضعيف.
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات "، و قال: مات سنة سبعين و مئة.)
قال الإمام ابن مندة في الرد على الجهمية
(أخبرنا أحمد بن الحسن، وعمر بن محمد البزار قالا: ثنا أحمد بن عمر بن أبي عاصم، ثنا أحمد بن عبيدة العصفري، ثنا يعقوب بن إسحاق، ثنا سليمان بن معاذ، عن ابن المنكدر، عن جابر قال: النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يسأل بوجه الله إلا الجنة». وفي هذا الباب أحاديث منها: من سألكم بوجه الله فأعطوه. ومنها حديث، ملعون من سأل بوجه الله، ولا يثبت من جهة الرواة. والله أعلم. وذلك أنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سأل بوجه الله، واستعاذ بوجه الله وأمر من يسأل بوجه الله أن يعطى، من وجوه مشهورة بأسانيد جياد، ورواها الأئمة عن عمار بن ياسر، وزيد بن ثابت، وأبي أسامة، وعبد الله بن جعفر وغيرهم)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 08:44 م]ـ
أخي الكريم أبو السها - وفقه الله
(ـم الفتوى: 17528
عنوان الفتوى: إبرار القسم بين الوجوب والترغيب
تاريخ الفتوى: 28 ربيع الأول 1423/ 09 - 06 - 2002
السؤال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/158)
هل عليك أن تلتزم بأداء ما طلب منك إذا ما قال لك شخص ما "بالله عليك أن تجلب لي كذا وكذا ورأيت أنه كثير القسم حتى على الأمور الصغيرة وعلى أشياء ترى أنه ليس من الصالح فعلها؟
أفيدونا جزاكم العلي القدير عنا كل خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن إبرار القسم أمر مرغب فيه، ففي الحديث المتفق عليه عن البراء بن عازب رضي الله عنه قال: "أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع، ونهانا عن سبع، أمرنا: باتباع الجنائز، وعيادة المريض، وإجابة الداعي، ونصر المظلوم، وإبرار القسم، ورد السلام، وتشميت العاطس. ونهانا عن: آنية الفضة، وخاتم الذهب، والحرير، والديباج، والقسي والإستبرق".
وأخرج الطبراني بسند رجاله رجال الصحيح إلا شيخه، وهو ثقة على كلام فيه قاله ابن حجر الهيتمي في (الزواجر) عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله، ما لم يسأل هجراً".
وفي سنن أبي داود عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يسأل بوجه الله إلا الجنة". وفي مسند أحمد وسنن أبي داود من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من استعاذ بالله فأعيذوه، ومن سألكم بوجه الله فأعطوه".
وقد حمل جمهور العلماء الأمر بإبرار القسم على الندب، وكذا إجابة من سأل بالله.
وظاهر حديث البراء السابق يفيد وجوب إبرار القسم، لكن اقترانه بما هو متفق على عدم وجوبه كإفشاء السلام قرينة صارفة عن الوجوب.
ومما يدل على عدم الوجوب أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يبر قسم أبي بكر الصديق رضي الله عنه، فقد روى الشيخان عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رجلاً أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه رؤيا، فطلب أبو بكر رضي الله عنه أن يعبرها، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال أبو بكر رضي الله عنه بعد ذلك: بأبي أنت أصبت أم أخطأت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً، قال: فوالله يا رسول الله لتحدثني بالذي أخطأت، قال: لا تقسم".
قال الإمام النووي في شرح مسلم: هذا الحديث دليل لما قاله العلماء أن إبرار القسم المأمور به في الأحاديث الصحيحة إنما هو إذا لم تكن في الإبرار مفسدة ولا مشقة ظاهرة، فإن كان لم يؤمر بالإبرار. ا. هـ
وقال الإمام ابن الحجر الهيتمي رحمه الله في (الزواجر عن اقتراف الكبائر) في الكبيرة الثامنة والتاسعة والثلاثين بعد المائة بعد أن ساق الأحاديث قال: لكن لم يأخذ بذلك أئمتنا، فجعلوا كلا من الأمرين مكروهاً ولم يقولوا بالحرمة فضلاً عن الكبيرة، ويمكن حمل الحديث في المنع على ما إذا كان لمضطر، وتكون حكمة التنصيص عليه أن منعه مع اضطراره، وسؤاله بالله أقبح وأفظع، وحمله في السؤال على ما إذا ألح وكرر السؤال بوجه الله حتى أضجر المسئول وأضره، وحينئذ فاللعن على هذين.
وانظر الفتوى رقم: 8973، والفتوى رقم: 6869.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=17528
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 08:50 م]ـ
وفي تخريج كتاب الطوسي للزين العراقي
(2 - حديث ابن المنكدر: أن رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ضرب عبدا له فجعل العبد يقول: أسألك بالله أسألك بوجه الله فلم يعفه فسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم صياح العبد فانطلق إليه فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم أمسك يده فقال رسول الله " سألك بوجه الله فلم تعفه فلما رأيتني أمسكت يدك " قال: فإنه حر لوجه الله يا رسول الله فقال " لو لم تفعل لسفعت وجهك النار "
أخرجه ابن المبارك في الزهد مرسلا وفي رواية لمسلم في حديث أبي مسعود الآتي ذكره: فجعل يقول: أعوذ بالله. قال فجعل يضربه فقال: أعوذ برسول الله فتركه وفي رواية له: فقلت هو حر لوجه الله فقال " أما إنك لو لم تفعل للفحتك النار " أو " لمستك النار ")
انتهى
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 05 - 08, 08:57 م]ـ
وفي المعجم الكبير للطبراني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/159)
(حدثنا عمرو بن إسحاق بن إبراهيم بن العلاء بن زبريق الحمصي ثنا محمد بن الفضل بن عمران الكندي ثنا بقية (ح) وحدثنا الحسن بن علي المعمري ثنا محمد بن علي بن ميمون الرقي ثنا سليمان بن عبيد الله الحطاب ثنا بقية بن الوليد عن محمد بن زياد الألهاني عن أبي أمامة رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأصحابه: ألا أحدثكم عن الخضر؟ قالوا: بلى يا رسول الله قال: بينا هو ذات يوم يمشي في سوق بني إسرائيل أبصره رجل مكاتب فقال: تصدق علي بارك الله فيك فقال الخضر: آمنت بالله ما شاء الله من أمر يكون ما عندي شيء أعطيكه فقال المسكين: أسألك بوجه الله لما تصدقت علي فإني نظرت السيماء في وجهك ورجوت البركة عندك فقال الخضر آمنت بالله ما عندي شيء أعطيكه إلا أن تأخذني فتبيعني فقال المسكين: وهل يستقيم هذا؟ قال: نعم الحق أقول لقد سألتني بأمر عظيم أما إني لا أخيبك بوجه ربي بعني قال: فقدمه إلى السوق فباعه بأربع مئة درهم فمكث عند المشتري زمانا لا يستعمله في شيء فقال له: إنك إنما ابتعتني التماس خير عندي فأوصني بعمل قال: أكره أن أشق عليك إنك شيخ كبير ضعيف قال: ليس يشق علي قال: فقم فانقل خذ فانقل هذه الحجارة وكان لا ينقلها دون ستة نفر من يوم فخرج الرجل لبعض حاجته ثم انصرف وقد نقل الحجارة في ساعة فقال: أحسنت وأجملت وأطقت ما لم أرك تطيقه قال: ثم عرض للرجل سفر فقال: إني أحسبك أمينا فاخلفني في أهلي خلافة حسنة قال: فأوصني بعمل قال: إني أكره أن شق عليك قال: ليس يشق علي قال: فاضرب من اللبن لبيتي حتى أقدم عليك قال: فمضى الرجل لسفره فرجع الرجل وقد شيد بناءه فقال: أسألك بوجه الله ما سبيلك وما أمرك؟ قال: سألتني بوجه الله ووجه الله أوقعني في العبودية فقال الخضر: سأخبرك من أنا؟ أنا الخضر الذي سمعت به سألني مسكين صدقة فلم يكن عندي شيء أعطيه فسألني بوجه لله فأمكنته من رقبتي فباعني وأخبرك أنه من سئل بوجه الله فرد سائله وهو يقدر وقف يوم القيامة جلده ولا لحم له عظم يتقعقع فقال الرجل: آمنت بالله شققت عليك يا نبي الله ولم أعلم فقال: لا بأس أحسنت وأبقيت فقال الرجل: بأبي أنت وأمي يا نبي الله احكم في أهلي ومالي بما أراك الله أو أخيرك فأخلي سبيلك فقال: أحب أن تخلي سبيلي فأعبد ربي فخلى سبيله فقال الخضر: الحمد لله الذي أوقعتني في العبودية ثم نجاني منها)
انتهى
وهذه من أحاديث بقية
قال النور علي بن أبي بكر في مجمع الزوائد
(رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون إلا أن فيه بقية بن الوليد وهو مدلس ولكنه ثقة)
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[19 - 05 - 08, 01:56 ص]ـ
جزى الله الإخوة خيراً .. متابع معكم
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[19 - 05 - 08, 03:37 ص]ـ
قال الذهبي في ترجمة بقية بن الوليد (ومن مناكير بقية، حدثنا محمد بن زياد، عن أبى أمامة - مرفوعا: بينما الخضر يمشى في سوق لبنى إسرائيل .. الحديث بطوله.
هذا الحديث قال ابن جوصا: سألت محمد بن عوف عنه، فقال: هذا موضوع، فسألت أبا زرعة عنه، فقال: حديث منكر.
قال ابن عدى: لا أعلم رواه عن بقية غير سليمان بن عبيدالله الرقى.
وقد ادعاه عبد الوهاب بن الضحاك العرضى، وهو متهم.
وأما سليمان فقال فيه ابن معين: ليس بشئ فسلم عنه بقية.)
قال ابن الجوزي في الموضوعات: (وجميع الاخبار في ذكر الخضر واهية الصدور والاعجاز لا تخلو من أمرين إما أن تكون أدخلت بين حديث بعض الرواة المتأخرين استغفالا، وإما أن يكون
القوم عرفوا حالها فرووها على جهة التعجب فنسبت إليهم على وجه التحقيق.)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[19 - 05 - 08, 03:53 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ومحمد بن الفضل بن عمران
ما عرفت ترجمته
فلعل الصواب قول ابن عدي في تفرد سليمان الرقي
وليحرر
والله أعلم
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[19 - 05 - 08, 12:55 م]ـ
قال ابن كثير رحمه الله تعالى، بعد أن ساق الحديث من طريق ابي نعيم:
(وهذا حديث رفعه خطأ والاشبه أن يكون موقوفا وفي رجاله من لا يعرف فالله أعلم.
وقد رواه ابن الجوزي في كتابه " عجالة المنتظر في شرح حال الخضر " من طريق عبد الوهاب بن الضحاك وهو متروك عن بقية.)
أقول: وشر أنواع التدليس تدليس التسوية، وبقية ـ غفر الله له ـ لا يجاريه مدلس في هذا الباب.فالحديث ظاهر بطلانه سندا ومتنا.وما أرى الشيخ ابن وهب استرسل في ذكر مظانه الا لزعم ذلك المفتي أنه لم يجد للحديث أثرا بعد طول البحث،وهو كلام يستحق أن يستدرك على صاحبه.
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[03 - 06 - 08, 02:27 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم بكل حرفٍ حسنة(95/160)
ما حكم تدريس النظريات العلمية؟
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[13 - 05 - 08, 01:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم تدريس النظريات العلمية كأسباب الزلزال و خلق الكون و أسباب حدوث الأعاصير و البراكين مع الإعتقاد بأن الله سبحانه هو مسبب الأسباب و هو الخالق؟
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[25 - 05 - 08, 10:33 ص]ـ
سبحان الله و بحمده(95/161)
أين أجد بقية مؤلفات الشيخ عبدالكريم الحميّد؟
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[13 - 05 - 08, 02:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أين أجد بقية مؤلفات الشيخ عبدالكريم الحميّد؟
أعني المؤلفات غير الموجودة في موقع صيد الفوائد.
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[26 - 03 - 09, 09:37 ص]ـ
هَلْ مِنْ مُجِيْبٍ.
ـ[العوضي]ــــــــ[26 - 03 - 09, 04:46 م]ـ
هناك مجموعة منها تباع في مكتبات المملكة(95/162)
أين أجد بقية مؤلفات الشيخ عبدالكريم الحميّد؟
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[13 - 05 - 08, 02:17 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أين أجد بقية مؤلفات الشيخ عبدالكريم الحميّد؟
أعني المؤلفات غير الموجودة في موقع صيد الفوائد.
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[27 - 07 - 08, 02:06 م]ـ
أرجو من الإخوة المساعدة(95/163)
حدثني الثقة أن عددا من العلماء كانوا يتباحثون: هل يجوز إطلاق كلمة " دين الله "؟
ـ[عبد العزيز التميمي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 03:39 م]ـ
حدثني الثقة أن عددا من العلماء كانوا يتباحثون: هل يجوز إطلاق كلمة " دين الله "؟
فكاد أن يستقر رأيهم على ..........................
أقرأ مشاركاتكم التي تتوقعونها، ثم أكمل.
ـ[عبد العزيز التميمي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 02:40 م]ـ
ألا يوجد من يشارك؟ ولو مجاملة، فهذه أول مشاركة لي (ابتسامة)
ـ[أبو السها]ــــــــ[14 - 05 - 08, 05:21 م]ـ
مرحبا بك أخي الكريم عبد العزيز التميمي بين إ خوانك وأحبابك، وعذرا إن لم ينشط أحد من الإخوة للتفاعل مع موضوعك، وأقول لعل السبب هو أن كثيرا من الإخوة ينفرون من مثل هذه المشاركات المبنية على التخمين والتكهن بالجواب، على أني قمت أمس بالتعليق على موضوعك، لكن عندما أردت إرسال المشاركة انقطع عندي الاتصال، فكسلت عن الإعادة، وكان مما قلته في تلك المشاركة:
أولا: كلمة" الدين" هل هي بفتح الدال أم بكسرها
ثانيا: من هؤلاء العلماء أو ما هو مشربهم، حتى نخمن لك الإجابة، لأن طريقة سؤالك تحمل في طياتها غرابة الإجابة، فقد يكون هؤلاء العلماء من أهل السنة أو من الشيعة أو من علماء السلطان،.
ـ[عبد العزيز التميمي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 10:34 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذه المشاركة التي أنعشت بها نفسي وروحي، أما الإجابة عن ما تفضلت بهأولا: كلمة" الدين" هل هي بفتح الدال أم بكسرها
ثانيا: من هؤلاء العلماء أو ما هو مشربهم، حتى نخمن لك الإجابة، لأن طريقة سؤالك تحمل في طياتها غرابة الإجابة، فقد يكون هؤلاء العلماء من أهل السنة أو من الشيعة أو من علماء السلطان،.
فالأول: بكسر الدال، والثاني: من علماء السنة
ـ[أبو السها]ــــــــ[17 - 05 - 08, 01:51 ص]ـ
إذا كانوا من أهل السنة فيصعب التخمين، لأن كلمة" دين الله" مما استفاضت بها النصوص سواء من القرآن أو السنة الصحيحة، فلعل هناك مدرك آخر خفي عني لأن علماء أهل السنة لا يتكلمون عن هوى أو جهل، كما هو حال الأفاكين من علماء الرافضة وأهل البدع.
ـ[عبد العزيز التميمي]ــــــــ[20 - 05 - 08, 06:10 م]ـ
أما وقد أعرضتم عني سوى أبي السها زاده الله علما وتواضعا، فسأكمل ما حدثني به الثقة، قال رحمه الله: كادوا أن يتفقوا على القول بعدم الجواز، حتى دخل عليهم الشيخ عبدالرحمن الدوسري رحمه الله، فعرضوا له المسألة، قال لهم: يقول الله تعالى: (أفغير دين الله يبغون)
ـ[أم جمال الدين]ــــــــ[20 - 05 - 08, 07:09 م]ـ
السّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
وردت (دين الله) ثلاث مرّات في القرآن الكريم
1 - {وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا (2)} [النّصر]
2 - {الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِئَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ اللَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (2)} [النّور]
3 - {أَفَغَيْرَ دِينِ اللَّهِ يَبْغُونَ وَلَهُ أَسْلَمَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعًا وَكَرْهًا وَإِلَيْهِ يُرْجَعُونَ (83)} [آل عمران]
ـ[أبو السها]ــــــــ[20 - 05 - 08, 09:18 م]ـ
رحم الله الشيخ عبدالرحمن الدوسري وأسكنه فسيح جناته فهو من العلماء المجاهدين الذين قل وجودهم في هذا الزمان.
وشكرا لك - أخانا عبد العزيز - على هذه الإفادة - ولو تكرمت تعطينا لمحة عن هذه الحادثة وما هو مصدرها، ومن هؤلاء-الذين سميتهم علماء- ففي النفس والحالة هذه- منهم شيء.
ـ[عبد العزيز التميمي]ــــــــ[21 - 05 - 08, 10:03 م]ـ
شكر الله لك أم جمال الدين إفاداتك
أخي أبا السها لك حق علي أن أجيبك، وإن كنت بيَّتُ الاحتفاظ بالمصدر، أما وقد طلبته فلبيك ثم لبيك:
حدثني الثقة الدكتور عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم قدس الله روحه، ونور الله ضريحه، بهذه القصة
ولم يحدد لي من هم العلماء، لكني لا أحسبه يقصد إلا من هم نظراء العلامة الشيخ عبد الرحمن الدوسري، وحينئذ حسبك بهم جلالة وفضلا
أما كونهم يذهلون عن الجواب، فلا تعجب ـ أخي المبارك ـ وهل هذا يدل إلا على بشريتهم، وليرينا الله عز وجل أن المرء مهما بلغ من العلم والفضل فقد يذهل عن بعض المسائل.
هذا ما طلبته ولك مني التحية والتقدير(95/164)
هل يصح إجماع العلماء على وجوب تغطية المرأة لوجهها في مثل هذه الحالات؟؟
ـ[علي الكناني]ــــــــ[13 - 05 - 08, 06:40 م]ـ
هل يصح إجماع العلماء على وجوب تغطية المرأة لوجهها في بعض الأحوال مثل:
1 ـ إذا كانت المرأة شابة جميلة
2 - إذا كان في وجهها زينة
3 - عند فساد الزمان ووجود الفتنة
سمعت بعض طلبة العلم يذكر ذلك!!
فهل يصح هذا الإجماع؟
ـ[أبو أسامة الأزدي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 07:32 م]ـ
أظن أن هذا الإجماع منسوب لابن تيمية-رحمه الله-
وسأتأكد من ذلك إن شاء الله
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 08:03 م]ـ
و حتى يصل الجواب، أُتبِعُه بهذه الأسئلة:
1 - من يُحدد أن هذه الفتاة جميلة أو لا!؟ إذ إن الأمر في هذا نسبي، و يختلف من شخص لشخص!
2 - ما دليلهم على وجوبه عند فساد الزمان؟؟!!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[13 - 05 - 08, 08:05 م]ـ
السؤال قد تكرر في هذا المنتدى وفي غيره. والشيخ الألباني في كتابه الرد المفحم كان يشدد بأن ذلك الإجماع لم يصح. والله أعلم.
ـ[علي الكناني]ــــــــ[14 - 05 - 08, 01:07 ص]ـ
أظن أن هذا الإجماع منسوب لابن تيمية-رحمه الله-
وسأتأكد من ذلك إن شاء الله
شكر الله لك
وأنا في انتظارك أخي الكريم
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 02:52 م]ـ
تنبيه: ليس العبرة في المسائل الخلافية بوجود الخلاف مطلقا وانما بوجود الخلاف المعتبر , ومالم يكن الخلاف معتبرا فالمسألة اشبه بأن تكون اجماعا كمسألتنا هذه ويكون الخلاف فيها شاذا لا عبرة به ايا كان قائله ومهما كان وزنه في العلم.
هل وجه المرأة ليس بعورة هو قول الجمهور؟
الدكتور / وليد بن عثمان الرشودي (*)
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه وبعد: لا يخفى على كل مسلم -درس شيئا من الكتاب والسنة- ما يطرأ على هذه الأمة زمن الفتن، ومن ذلك الخوض في المسائل الشرعية بلا حجة علمية ولا أمانة دينية، مصداقاً للحديث الذي أخرجه البخاري في صحيحه، من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما- قال سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد، ولكن يقبض العلم بقبض العلماء، حتى إذا لم يبق عالماً اتخذ الناس رؤوساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا. وإنه في زماننا تعدى الأمر ذلك، فأصبح العلم -أعني الشرعي- كلأً مباحاً لكل مدعٍ للكتابة، محسن لصف العبارة، غير مبال بالمراقبة الإلهية، ولا النصرة للسنة النبوية، من كتبة زادهم التصفح والنقل المبتور والادعاء المثبور، روَّجت لكتاباتهم صحافة الباطل التي تنصر المنكر وتخذل المعروف، فالله طليبهم وهو حسيبهم، ولن نحزن؛ فالله يقول: (بلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ) أما ما يتعلَّق بعنواني، وهو: هل وجه المرأة ليس بعورة هو قول الجمهور؟ فالذي دعاني أليه هو ما كثر اللغط حوله في تلك الصحافة السيارة، والمنتديات العامة، والقنوات الفضائية من أناس تصدَّروا فيها، فأعلنوا عقيرتهم ورددوا أن وجه المرأة ليس بعورة هو قول الجمهور، فأثَّر ذلك في نفسي، ودعاني للبحث المتجرد والبعيد عن التعصب لأي من الفريقين، لا سيما من يعرفني يعرف قدر العلم الشامخ والإمام الفذ محمد ناصر الدين الألباني في قلبي، ومكانته العلمية والعملية والدعوية عندي -رحمه الله رحمة واسعة- وهو الذي استفدنا منه أن الحق أحب ألينا من الرجال، وذكره هنا لأن كل من خاض في هذه المسألة تعلَّق بكلام الشيخ -رحمه الله- ثم بعد ذلك يزيد من عنده ما شاء أن يزيد وهنا أذكر أن جمعي يدور حول قول الجمهور في المسألة،وأي النسبتين أولى أن تنسب له، فلك -أيها القارئ- الاطلاع الآن على أقوال أهل العلم، لتحكم بعد ذلك أيه قول الجمهور:
أولاً: قول أئمتنا من الأحناف رحمهم الله تعالى:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/165)
يرى فقهاء الحنفية –رحمهم الله- أنَّ المرأة لا يجوز لها كشف وجهها أمام الرجال الأجانب، لا لكونه عورة، بل لأنَّ الكشف مظنة الفتنة، وبعضهم يراه عورة مطلقاً، لذلك ذكروا أنَّ المسلمين متفقون على منع النِّساء من الخروج سافرات عن وجوههنَّ، وفيما يلي بعض نصوصهم في ذلك: قال أبو بكر الجصاص، رحمه الله: المرأة الشابَّة مأمورة بستر وجهها من الأجنبي، وإظهار الستر والعفاف عند الخروج، لئلا يطمع أهل الرِّيب فيها (أحكام القرآن 3/ 458)، وقال شمس الأئمة السرخسي، رحمه الله: حرمة النَّظر لخوف الفتنة، وخوف الفتنة في النَّظر إلى وجهها، وعامة محاسنها في وجهها أكثر منه إلى سائر الأعضاء (المبسوط 10/ 152)، وقال علاء الدين الحنفيُّ، رحمه الله: وتُمنع المرأة الشابَّة من كشف الوجه بين الرجال. قال ابن عابدين، رحمه الله: المعنى: تُمنع من الكشف لخوف أن يرى الرجال وجهها فتقع الفتنة، لأنَّه مع الكشف قد يقع النَّظر إليها بشهوة. وفسَّر الشهوة بقوله: أن يتحرك قلب الإنسان، ويميل بطبعه إلى اللَّذة. ونصَّ على أنَّ الزوج يعزر زوجته على كشف وجهها لغير محرم (حاشية ابن عابدين 3/ 261) وقال في كتاب الحجّ: وتستر وجهها عن الأجانب بإسدال شيءٍ متجافٍ لا يمسُّ الوجه، وحكى الإجماع عليه. (حاشية ابن عابدين 2/ 488). ونقل عن علماء الحنفيّة وجوب ستر المرأة وجهها، وهي محرمة، إذا كانت بحضرة رجال أجانب (حاشية ابن عابدين 2/ 528)، وقال الطحطاويُّ، رحمه الله: تمنع المرأة الشابَّة من كشف الوجه بين رجال. (رد المحتار 1/ 272)، ونصَّ الإسبيجانيُّ والمرغينانيُّ والموصليُّ على أنَّ وجه المرأة داخل الصلاة ليس بعورة، وأنَّه عورة خارجها، ورجَّح في (شرح المنية) أنَّ الوجه عورة مطلقاً. وقال: أمَّا عند وجود الأجانب فالإرخاء واجب على المحرمة عند الإمكان (حاشية إعلاء السنن للتهانوي 2/ 141). ولمطالعة مزيد من أقول الفقهاء الحنفية يُنظر حاشية ابن عابدين (1/ 406 - 408)، والبحر الرائق لابن نجيم (1/ 284 و2/ 381)، وفيض الباري للكشميري (4/ 24و308). وقال سماحة مفتي باكستان الشيخ محمَّد شفيع الحنفيُّ: وبالجملة فقد اتفقت مذاهب الفقهاء، وجمهور الأمَّة على أنَّه لا يجوز للنِّساء الشوابّ كشف الوجوه والأكفّ بين الأجانب، ويُستثنى منه العجائز؛ لقوله تعالى: [وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَآءِ] (المرأة المسلمة ص 202). وقال السهارنفوريُّ الحنفيُّ، رحمه الله: ويدلُّ على تقييد كشف الوجه بالحاجة: اتفاق المسلمين على منع النِّساء أن يخرجن سافرات الوجوه، لاسيما عند كثرة الفساد وظهوره (بذل المجهود شرح سنن أبي داود 16/ 431).
ثانيا: أقوال أئمتنا من المالكيّة:
يرى فقهاء المالكيّة أنَّ المرأة لا يجوز لها كشف وجهها أمام الرِّجال الأجانب، لا لكونه عورة، بل لأنَّ الكشف مظنَّة الفتنة، وبعضهم يراه عورة مطلقاً، لذلك فإنَّ النِّساء -في مذهبهم- ممنوعات من الخروج سافرات عن وجوههنَّ أمام الرجال الأجانب. وفيما يلي بعض نصوصهم في ذلك: قال القاضي أبو بكر بن العربيِّ، والقرطبيُّ رحمهما الله: المرأة كلُّها عورة، بدنها وصوتها، فلا يجوز كشف ذلك إلا لضرورة أو لحاجة، كالشهادة عليها، أو داء يكون ببدنها، أو سؤالها عمَّا يعنّ ويعرض عندها. (أحكام القرآن 3/ 1578)، والجامع لأحكام القرآن (14/ 277). وقال الشيخ أبو عليٍّ المشداليُّ، رحمه الله: إنَّ من كانت له زوجة تخرج وتتصرف في حوائجها بادية الوجه والأطراف -كما جرت بذلك عادة البوادي- لا تجوز إمامته، ولا تقبل شهادته. وسئل أحمد بن يحيى الونشريسيُّ -رحمه الله- عمن له زوجة تخرج بادية الوجه، وترعى، وتحضر الأعراس والولائم مع الرِّجال، والنِّساء يرقصن والرِّجال يكفون، هل يجرح من له زوجة تفعل هذا الفعل؟ فأورد الفتوى السابقة، ثم قال: وقال أبو عبد الله الزواوي: إن كان قادراً على منعها ولم يفعل فما ذكر أبو عليٍّ (المشداليّ) صحيح. وقال سيدي عبد الله بن محمد بن مرزوق: إن قدر على حجبها ممن يرى منها ما لا يحلّ ولم يفعل فهي جرحة في حقه، وإن لم يقدر على ذلك بوجه فلا. ومسألة هؤلاء القوم أخفض رتبة مما سألتم عنه، فإنَّه ليس فيها أزيد من خروجها وتصرفها بادية الوجه والأطراف، فإذا أفتوا فيها بجرحة الزوج، فجرحته في هذه المسؤول عنها أولى وأحرى، لضميمة ما ذُكر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/166)
في السؤال من الشطح والرقص بين يدي الرجال الأجانب، ولا يخفى ما يُنْتِجُ الاختلاط في هذه المواطن الرذلة من المفاسد (المعيار المعرب للونشريسي 11/ 193). وذكر الآبِّيُّ: أنَّ ابن مرزوق نصَّ على: أنَّ مشهور المذهب وجوب ستر الوجه والكفين إن خشيت فتنة من نظر أجنبي إليها (جواهر الإكليل 1/ 41). ولمطالعة مزيد من أقول الفقهاء المالكية في وجوب تغطية المرأة وجهها، يُنظر: المعيار المعرب للونشريسي (10/ 165و11/ 226 و229)، ومواهب الجليل للحطّاب (3/ 141)، والذّخيرة للقرافي (3/ 307)، والتسهيل لمبارك (3/ 932)، وحاشية الدسوقي على الشرح الكبير (2/ 55)، وكلام محمد الكافي التونسي كما في الصارم المشهور (ص 103)، وجواهر الإكليل للآبي (1/ 186).
ثالثًا: أقوال أئمتنا من الشافعيَّة:
يرى فقهاء الشافعية أنَّ المرأة لا يجوز لها كشف وجهها أمام الرِّجال الأجانب، سواء خُشيت الفتنة أم لا؛ لأنَّ الكشف مظنَّة الفتنة، وبعضهم يرى أنَّ الوجه عورة مطلقاً. وفيما يلي بعض نصوصهم في ذلك: قال إمام الحرمين الجوينيُّ، رحمه الله: اتفق المسلمون على منع النِّساء من الخروج سافرات الوجوه؛ لأنَّ النَّظر مظنَّة الفتنة، وهو محرك للشهوة، فاللائق بمحاسن الشرع سدُّ الباب فيه، والإعراض عن تفاصيل الأحوال، كالخلوة بالأجنبية. (روضة الطالبين 7/ 24)، و بجيرمي على الخطيب (3/ 315). ونقل ابن حجر -رحمه الله- عن الزياديّ، وأقرَّه عليه: أنَّ عورة المرأة أمام الأجنبي جميع بدنها، حتى الوجه والكفين على المعتمد. وقال: قال صاحب النِّهاية: تَعَيَّنَ سترُ المرأة وجهها، وهي مُحْرِمَة، حيث كان طريقاً لدفع نظرٍ مُحَرَّم (تحفة المحتاج 2/ 112و4/ 165). وقال ابن رسلان، رحمه الله: اتفق المسلمون على منع النِّساء أن يخرجن سافرات عن الوجوه، لاسيما عند كثرة الفسَّاق (عون المعبود 11/ 162). وقال الشرقاويُّ، رحمه الله: وعورة الحرَّة خارج الصلاة بالنِّسبة لنظر الأجنبيِّ إليها فجميع بدنها حتَّى الوجه والكفين، ولو عند أمن الفتنة. (حاشية الشرقاوي على تحفة الطلاب 1/ 174). وقال النَّوويُّ، رحمه الله: لا يجوز للمسلمة أن تكشف وجهها ونحوه من بدنها ليهوديَّة أو نصرانيَّة وغيرهما من الكافرات، إلاَّ أن تكون الكافرة مملوكة لها، هذا هو الصحيح في مذهب الشافعيِّ رضي الله عنه (الفتاوى ص 192). وقال ابن حجر، رحمه الله: استمر العمل على جواز خروج النِّساء إلى المساجد والأسواق والأسفار منتقبات؛ لئلا يراهنَّ الرِّجال. وقال الغزَّاليُّ، رحمه الله: لم يزل الرجال على مرِّ الزمان مكشوفي الوجوه، والنِّساء يخرجن منتقبات (فتح الباري 9/ 337). ولمطالعة مزيد من أقوال الفقهاء الشافعية، يُنظر إحياء علوم الدين (2/ 49)، وروضة الطالبين (7/ 24)، وحاشية الجمل على شرح المنهج (1/ 411)، وحاشية القليوبي على المنهاج (1/ 177)، وفتح العلام (2/ 178) للجرداني، وحاشية السقاف (ص 297)، وشرح السنة للبغوي (7/ 240). وقال الموزعيُّ الشافعيُّ، رحمه الله: لم يزل عمل النَّاس على هذا، قديماً وحديثاً، في جميع الأمصار والأقطار، فيتسامحون للعجوز في كشف وجهها، ولا يتسامحون للشابَّة، ويرونه عورة ومنكراً، وقد تبين لك وجه الجمع بين الآيتين، ووجه الغلط لمن أباح النَّظر إلى وجه المرأة لغير حاجة. والسلف والأئمة كمالك والشافعيِّ وأبي حنيفة وغيرهم لم يتكلموا إلا في عورة الصلاة، فقال الشافعيُّ ومالك: ما عدا الوجه والكفين، وزاد أبو حنيفة: القدمين، وما أظنُّ أحداً منهم يُبيح للشابَّة أن تكشف وجهها لغير حاجة، ولا يبيح للشابِّ أن ينظر إليها لغير حاجة (تيسير البيان لأحكام القرآن 2/ 1001).
خامسا: أقوال أئمتنا من المحققين:
قال الشوكاني رحمه الله في السيل الجرار (2/ 180):"وأما تغطية وجه المرأة – يعني في الإحرام – فلما روي أن إحرام المرأة في وجهها ولكنه لم يثبت ذلك من وجه يصلح للاحتجاج به، وأما ما أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجة من حديث عائشة قالت: كان الركبان يمرون بنا ونحن مع رسول الله -صلى الله عليه وآله سلم- محرمات فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها، فإذا جاوزنا كشفناه "، وليس فيه ما يدل على أن الكشف لوجوههنَّ كان لأجل الإحرام، بل كنّ يكشفن وجوههن عند عدم وجوب من يجب سترها منه، ويسترنها عند وجود من يجب سترها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/167)
منه. قال العلامة بكر أبو زيد: معلوم أن العمل المتوارث المستمر من عصر الصحابة -رضي الله عنهم- فمن بعدهم حجة شرعية يجب اتباعها، وتلقيها بالقبول، وقد جرى الإجماع العملي بالعمل المستمر المتوارث بين نساء المؤمنين على لزومهن البيوت، فلا يخرجن إلا لضرورة أو حاجة، وعلى عدم خروجهن أمام الرجال إلا متحجبات غير سافرات الوجوه، ولا حاسرات عن شيء من الأبدان، ولا متبرجات بزينة، واتفق المسلمون على هذا العمل المتلاقي مع مقاصدهم في بناء صرح العفة والطهارة والاحتشام والحياء والغيرة، فمنعوا النساء من الخروج سافرات الوجوه، حاسرات عن شيء من أبدانهن أو زينتهن. فهذان إجماعان متوارثان معلومان من صدر الإسلام، وعصور الصحابة والتابعين لهم بإحسان، حكى ذلك جمع من الأئمة، منهم الحافظ ابن عبد البر، والإمام النووي، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وغيرهم رحمهم الله تعالى، واستمر العمل به إلى نحو منتصف القرن الرابع عشر الهجري، وقت انحلال الدولة الإسلامية إلى دول.
الأدلة من النظر:
• قال الشنقيطيُّ، رحمه الله: إنَّ المنصف يعلم أنَّه يبعد كل البعد أن يأذن الشارع للنِّساء في الكشف عن الوجه أمام الرِّجال الأجانب، مع أنَّ الوجه هو أصل الجمال والنَّظر إليه من الشابَّة الجميلة هو أعظم مثير للغرائز البشريَّة، وداع إلى الفتنة، والوقوع فيما لا ينبغي. (أضواء البيان تفسير القرآن بالقرآن 6/ 602). ويتَّضح مما سبق جلياً ظاهراً أن قول الجمهور هو القول بعورة وجه المرأة، بل حكى الإجماع على ذلك أئمة يعتمد نقلهم للإجماع وهم: • ابن عبد البر من المالكية المغاربة. • والنووي من الشافعية المشارقة. • وابن تيمية من الحنابلة. • وحكى الاتفاق السهارنفوري، والشيخ محمد شفيع الحنفي من الحنفية. فهل يبقى بعد ذلك حجة لمدعٍ أن قول الجمهور خلاف ذلك؟.
تنبيهان مهمان:
• الأول: أنه لا يجوز إطلاق كلام الشيخ محمد ناصر الدين الألباني بجواز كشف الوجه دون تقييده بأن المستحب هو تغطية الوجه. • ثانيًا: على كل باحث في هذه المسألة أن يتجرد في البحث، جاعلاً مراقبة الله نصب عينيه، ثم معرفة مفاتح العلم، فالبعض يلتقط أقوالاً من كتاب الصلاة، ولا يراجع كتاب الحج والنظر للمخطوبة، فيقع في الخلط والخطأ في نسبة الأقوال دون تحقيق وتمحيص. وبعد فهذا ما تيسَّر جمعه نصرة لأئمتنا أن ينسب لهم ما لم يصح عنهم، وحماية لجناب المرجعية العلمية الأصيلة، وعدم الخلط والتشويه للعلم وأهله. أسأل الله –تعالى- أن ينفع بما كتبت، وأن يجعله لوجهه خالصًا، ولسنة نبيه متبعاً، والحمد لله رب العالمين. ملحوظة: اعتمدت كثيراً على الكتاب الماتع النافع الأدلة المطمئنة على أن الحجاب طهر وعز للمؤمنة، لفضيلة الشيخ أحمد بن عبد العزيز الحمدان حفظه الله تعالى.
ـ[أبو أسامة الأزدي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 08:55 م]ـ
إليك أخي علي الكناني/
نقل الشوكاني الإجماع في نيل الأوطار عن ابن رسلان:
قال ابن رسلان وهذا عند أمن الفتنة مما تدعو الشهوة إليه من جماع أو ما دونه أماعند خوف الفتنة فظاهر إطلاق الآية والحديث عدم اشتراط الحاجة ويدل على تقييده بالحاجة اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه لا سيما عند كثرة الفساق.
وابن تيمية في الفتاوى في رسالة حجاب المرأة في الصلاة
وابن عطية في المحرر الوجيز
وتكلم ابن كثير في تفسيره عند سورة النور آية القواعد من النساء ...
ـ[أبو سنان الحراني]ــــــــ[16 - 05 - 08, 09:08 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[علي الكناني]ــــــــ[22 - 05 - 08, 02:13 م]ـ
إليك أخي علي الكناني/
نقل الشوكاني الإجماع في نيل الأوطار عن ابن رسلان:
قال ابن رسلان وهذا عند أمن الفتنة مما تدعو الشهوة إليه من جماع أو ما دونه أماعند خوف الفتنة فظاهر إطلاق الآية والحديث عدم اشتراط الحاجة ويدل على تقييده بالحاجة اتفاق المسلمين على منع النساء أن يخرجن سافرات الوجوه لا سيما عند كثرة الفساق.
وابن تيمية في الفتاوى في رسالة حجاب المرأة في الصلاة
وابن عطية في المحرر الوجيز
وتكلم ابن كثير في تفسيره عند سورة النور آية القواعد من النساء ...
شكر الله لك أخي الكريم
ليتك تكرمت بذكر الجزء والصفحة من نيل الأوطار(95/168)
قِيمَة المَرْء هِمَّتُهُ ومَطْلَبُهُ
ـ[أبومحمد والبراء]ــــــــ[13 - 05 - 08, 06:49 م]ـ
قِيمَة المَرْء هِمَّتُهُ ومَطْلَبُهُ
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
فكل شخص أُمنيتهُ على قدر هِمَّتِه، يقول ابن القيم: "سمعت شيخ الإسلام ابن تيمية يقول: جاء في بعض الآثار الإلهية يقول الله تعالى: إني لا انظر إلى كلام الحكيم، وإنما انظر إلى همته، قال شيخ الإسلام والعامة تقول: قيمة كل امرئ ما يحسن، والخاصة تقول: قيمة كل امرئ ما يطلب، يريد -رحمه الله- أن قيمة المرء همته ومطلبه، قيمة كل امرئ ما يحسن، والآن في أساليب الناس أن قيمة الشخص ما يحمله في جيبه، فإن كان غنياً صارت له قيمة، وإن كان فقيراً لا قيمة له، هذا في عرف الناس لما صارت الحياة الدنيا هدف، وغفلوا عن الهدف الأسمى الذي خلقوا من أجله، وهو تحقيق العبودية لله -جل وعلا-، غفلوا عن هذا، ولذا تجد القلوب توجل عند كثير من الناس إذا دخل المجلس أو دخل في المجلس وفيه من أهل الدنيا من أرباب المناصب والتجارات، وإذا جاءه من يعدل ملء الأرض من مثل هذا ولاه ظهره.
وإذا أردت أن تعيش هذا الأمر في نفسك مثلاً، أو في من تعرف فانظر نفسك إذا قيل لك: مدحك فلان مدحك الأمير الفلاني، أو الوزير الفلاني، أو التَّاجر الفُلاني؛ انظر وضعك، ووضع ذلك الشخص الذي مدح من قبل هذا الكبير، من قبل هذا الأمير، من قبل هذا الوزير، تجده لا ينام الليل من الفرح؛ لكن لو كان الميزان عنده شرعي ما التفت إلى هذا البتة، وهو يعرف أن من ذكر الله في نفسه ذكره الله في نفسه، ومن ذكره في ملأ ذكره في ملأ خير منه، هذا الذي يحتاج أن يطير الإنسان شوقاً إلى مثل هذه الأعمال، الذكر، يقول القائل:
ومَنْ تَكُنْ العَلْيَاءُ هِمَّةَ نَفْسِهِ ... فكل الذِّي يَلْقَاهُ فيها مُحَبَّبُ
يعني الناس لو تقول له: احمل هذا الشيء اليسير يعني زنته خمس كيلو مثلاً، يقول: والله أنا ما تعودت الحمل، أنا والله لست بحمال، نعم، لكن ائتِ له بشيء يرغبه تجده يحمل أضعاف أضعاف ما عرض عليه ما نحتاج أن نمثل يعني، يعني من أهل العلم مثلاً وهو ما وضع نفسه للحمل والتنزيل، يأتيه كرتون زنته ستين كيلو سبعين كيلو كتب مثلاً عنده استعداد يشيله من السيارة ويدخله بالبيت؛ لأنه يحب الكتب، وهذه همته، وقل مثل هذا في سائر الأعمال، البضائع مثلاً تجد صاحب هذه التجارة عنده استعداد يحملها لا سيما إذا كانت نفيسة عنده، أو كان يرجوها ويترقبها، أو لقلتها في الأسواق تجده يتولاها بنفسه، هذه همته: فكل الذي يلقاه فيها محببُ
ـ[عبد الله العايضي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 11:11 م]ـ
بارك الله فيكم ..
ـ[بلال اسباع الجزائري]ــــــــ[14 - 05 - 08, 01:23 ص]ـ
جزى الله الشيخ خيرا وإياك أخي أبو البراء
ـ[أبو شوق]ــــــــ[14 - 05 - 08, 02:35 ص]ـ
جزاك الله خير(95/169)
مالفرق بين (السراري) و (الإماء)؟؟؟؟
ـ[أم المنذر]ــــــــ[13 - 05 - 08, 09:18 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأكارم:
(السراري والإماء)
هل هناك فرق بينهما في المعنى والحكم؟
ومامعناهما الدقيق؟؟ جزاكما الله خيرا
ـ[السني]ــــــــ[13 - 05 - 08, 10:49 م]ـ
التَّسَرِّي فِي اللُّغَةِ: اتِّخَاذُ السُّرِّيَّةِ. يُقَال: تَسَرَّى الرَّجُل جَارِيَتَهُ وَتَسَرَّى بِهَا وَاسْتَسَرَّهَا: إِذَا اتَّخَذَهَا سُرِّيَّةً، وَهِيَ الأَْمَةُ الْمَمْلُوكَةُ يَتَّخِذُهَا سَيِّدُهَا لِلْجِمَاعِ.
فبان الفرق بينهما.
ـ[أم المنذر]ــــــــ[14 - 05 - 08, 01:36 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
إذا ً لافرق بينهما.
ـ[أبو القاسم الحائلي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 03:09 م]ـ
و لكن هل يوجد سراري و إماء في الوقت الحاضر لمن أراد أن يتخذهن
و جزاكم الله خير ا
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 01:44 م]ـ
بين الأمة والسُّرِّية عمومٌ وخصوصٌ مطلق .. كل سُّرِّيةٍ أمة ولا عكس .. فالسُّرِّية هي الأمة المتخذة للجماع .. والأمة اسمٌ يشمل الإماء اللاتي اتُّخِذن للجماع والإماء اللاتي اتُّخِذن لغير ذلك من الأغراض .. والله أعلم ..
ـ[السني]ــــــــ[15 - 05 - 08, 11:47 م]ـ
أحسنت أخي أبا هاجر هذا هو الفرق، ولعله اتضح!!
ـ[أم المنذر]ــــــــ[25 - 05 - 08, 03:23 ص]ـ
نعم الآن اتضح الفرق ..
جزاكم الله خيرا(95/170)
حكم شراء الأبحاث العلمية
ـ[أبو سهل المصري]ــــــــ[13 - 05 - 08, 09:54 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد/
فالرجاء من الإخوان الكرام أن يفيدونا حول هذه المسألة والتي تدور حول حكم من استخدم غيره في عمل الأبحاث العلمية الشرعية المستكمِلة الشروط والمواصفات الأكاديمية ثم نسب ذلك لنفسة حقيقة أو حكما لا لأجل نيل درجة علمية من ماجستير أو دكتوراه ولا لأجل النشر المكتبي ولا لأجل حظوظ من نحو مال أو وظيفة أو غير ذلك ..... وإنما بغرض الدعوة إلى الله سواء على:
- القنوات الفضائية
- أو المساجد
- أو المراكز العلمية
- أو المنتديات الشرعية أو الثقافية
- أو النشر على الإنترنت
- أو غير ذلك
مع العلم أن المسئول عن حكمه قد أعطى الباحث الأصلي أجره المادي ورضي الباحث بذلك ....
فهل مع كل ما سبق يأثم ذلك الداعية؟
وهل يأثم ذلك الباحث لمعاونته؟
أرجو التكرم ممن يعرف نقلا عن مشايخنا وعلمائنا أن يذكره هنا مأجورين مشكورين ...
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 11:59 م]ـ
الحمد لله وحده
قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - «المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور» متفق عليه
ومعنى: "المتشبع بما لم يعط" واضح أي: المدعي ما ليس له.
وهذا الأمر للأسف انتشر بين كثير ممن ينتسبون إلى الدعوة إلى الله، يحضر أحدهم شابا فقيرا حباه الله علما وفهما فيجعله يقوم بعمل الأبحاث العلمية بثمن بخس دراهم معدودة ثم يأخذها هو وينسبها لنفسه في الفضائيات وغيرها بدعوى ((الدعوة إلى الله)) فيُشار إليه بالبنان: هذا الداعية صاحب القلم السيال والذهن المتوقد، وما علموا أنه يغشهم، وأنه قد لا يستطيع أن يكتب صفحة واحدة مما يتشدق به في الفضائيات وغيرها.
وإنا لله وإنا إليه راجعون.
وشهرة ذلك لا تعني حِلّه، بل تدلّ على مدى بُعد الناس عن دين الله حتى الدّعاة إلا من رحم ربِّي، وقليل ما هم.
والله من وراء القصد وهو الهادي إلى سواء السبيل
ـ[عيد فهمي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 12:07 ص]ـ
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
ما قول فضيلتكم فيما يفعله البعض من استئجار من يكتب لهم البحوث، أو يعد لهم الرسائل، أو يحقق بعض الكتب فيحصلون به على شهادات علمية؟
فأجاب:
"إن مما يؤسف له ـ كما ذكر السائل ـ أن بعض الطلاب يستأجرون من يعد لهم بحوثاً أو رسائل يحصلون بها على شهادات علمية، أو من يحقق بعض الكتب، فيقول لشخص: حضِّر لي تراجم هؤلاء وراجع البحث الفلاني، ثم يقدمه رسالة ينال بها درجة يستوجب بها أن يكون في عداد المعلمين أو ما أشبه ذلك، فهذا في الحقيقة مخالف لمقصود الجامعة ومخالف للواقع، وأرى أنه نوع من الخيانة؛ لأنه لابد أن يكون المقصود من ذلك الشهادة فقط فإنه لو سئل بعد أيام عن الموضوع الذي حصل على الشهادة فيه لم يُجِبْ.
لهذا أحذر إخواني الذين يحققون الكتب أو الذين يحضّرون رسائل على هذا النحو من العاقبة الوخيمة، وأقول إنه لا بأس من الاستعانة بالغير ولكن ليس على وجه أن تكون الرسالة كلها من صنع غيره، وفق الله الجميع للعلم النافع والعمل الصالح، إنه سميع مجيب"أ. هـ.
وهذا وإن كان في الأبحاث التي يقصد بها نيل درجة علمية، لكن اتحاد العلة يعني اتحاد الحكم فيما ذُكر في السؤال، والله أعلم(95/171)
هل محمد بن شهاب الزهري أدرك ابن عمر رضي الله عنهما؟
ـ[بلال اسباع الجزائري]ــــــــ[13 - 05 - 08, 10:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
هل أدرك محمد بن شهاب الزهري عبد الله بن عمر رضي الله عنهما؟ وهل من ترجمة لابن شهاب؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[13 - 05 - 08, 11:33 م]ـ
ولد بن شهاب سنة 50 او 51 وتوفي بن عمر رضي الله عنهما سنة 73 أو 74 .. فهو بذلك يكون قد أدركه,,
و للبعض قول أن بن شهاب الزهري سمع من بن عمر ..
قال أحمد العجلي: سمع بن شهاب من بن عمر ثلاثة أحاديث ...
وقال عبد الرزاق حدثنا معمر، قال: سمع الزهري من بن عمر حديثين ....
ـ[بلال اسباع الجزائري]ــــــــ[13 - 05 - 08, 11:34 م]ـ
ولد بن شهاب سنة 50 او 51 وتوفي بن عمر رضي الله عنهما سنة 73 أو 74 ..
و للبعض قول أن بن شهاب الزهري سمع من بن عمر ..
قال أحمد العجلي: سمع ابن شهاب من ابن عمر ثلاثة أحاديث ...
وقال عبد الرزاق حدثنا معمر، قال: سمع الزهري من ابن عمر حديثين ....
جزاك ربي خيرا وأحسن إليك، وهل يمكنك أن تدلني على مرجع أو كتاب فيه توسع؟
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[13 - 05 - 08, 11:40 م]ـ
وبالنسبة للترجمه ...
فراجع كتاب سير أعلام النبلاء للذهبي ...
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[13 - 05 - 08, 11:43 م]ـ
جزاك ربي خيرا وأحسن إليك، وهل يمكنك أن تدلني على مرجع أو كتاب فيه توسع؟
أكرمك الله واعزك أخي بلال ...
الظاهر انه حصل تزامن بالمشاركات,,
وكما أشرت لك اخي الفاضل اذا أردت التوسع فعليك بكتاب سير الأعلام ..
أحسن الله اليك وزادك رفعة وإحسانا ..
ـ[بلال اسباع الجزائري]ــــــــ[13 - 05 - 08, 11:46 م]ـ
أخي أحمد لك من الله عظيم الأجر ومني جزيل الشكر، بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[مصطفى الفاسي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 01:31 ص]ـ
السلام عليكم
العلل للإمام أحمد
(476) حدثني أبي قال حدثنا شعيب بن حرب قال قال مالك بن أنس كنا نجلس إلى الزهري وإلى محمد بن المنكدر فيقول الزهري قال بن عمر كذا وكذا فإذا كان بعد ذلك جلسنا إليه فقلنا له الذي ذكرت عن بن عمر من أخبرك به قال ابنه سالم
قال ابن أبي حاتم في المراسيل / العلمية 1983
وقال: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني قد سمع الزهري من ابن عمر حديثين فيما حدثنا به عبد الرزاق ولم يحفظهما عبد الرزاق، إلا أنه ذكر عن الزهري أنه شهد ابن عمر مع الحجاج بعرفات، فروى مالك فأدخل بين الزهري وبين ابن عمر في هذا الحديث سالم بن عبدالله.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن حرب قال: سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال: قلت لاحمد بن حنبل: الزهري سمع من ابن عمر؟ قال: لا.
وقال سمعت أبي يقول: الزهري لم يصح سماعه من ابن عمر
المراسيل ص 152 - 154
ـ[بلال اسباع الجزائري]ــــــــ[14 - 05 - 08, 01:34 ص]ـ
السلام عليكم
العلل للإمام أحمد
(476) حدثني أبي قال حدثنا شعيب بن حرب قال قال مالك بن أنس كنا نجلس إلى الزهري وإلى محمد بن المنكدر فيقول الزهري قال بن عمر كذا وكذا فإذا كان بعد ذلك جلسنا إليه فقلنا له الذي ذكرت عن بن عمر من أخبرك به قال ابنه سالم
قال ابن أبي حاتم في المراسيل / العلمية 1983
وقال: حدثنا محمد بن أحمد بن البراء قال: قال علي بن المديني قد سمع الزهري من ابن عمر حديثين فيما حدثنا به عبد الرزاق ولم يحفظهما عبد الرزاق، إلا أنه ذكر عن الزهري أنه شهد ابن عمر مع الحجاج بعرفات، فروى مالك فأدخل بين الزهري وبين ابن عمر في هذا الحديث سالم بن عبدالله.
وقال ابن أبي حاتم: حدثنا محمد بن حرب قال: سمعت أبا طالب أحمد بن حميد قال: قلت لاحمد بن حنبل: الزهري سمع من ابن عمر؟ قال: لا.
وقال سمعت أبي يقول: الزهري لم يصح سماعه من ابن عمر
المراسيل ص 152 - 154
أخي مصطفى بارك الله فيك، جزاك الله خيرا وجعل ردك في ميزان حسناتك إنه بكل جميل كفيل
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 09:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..............(95/172)
سلسلة الفوائد الماتعة من الكتب والمقالات النافعة
ـ[ساعي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 01:47 ص]ـ
سلسلة الفوائد الماتعة من الكتب والمقالات النافعة
بحمد الله، تم الانتهاء من البحث عن مفردات هذه السلسلة وتنسيقها في شهر جمادى الأولى 1429هـ
ونشكر كل من ساهم باستخلاص أو نقل هذه الفوائدوقد تكفل موقع طريق الدعوة بالبحث والاختيار والتنسيق
ولقد حرصنا على سلامة المحتوى واجتهدنا على سلامة الموقع وتابعيته لمعتقد أهل السنة والجماعة
وفي النهاية لا يخلو عمل بشري من نقص
وسوف تكون بإذن الله تحديثات لهذه الصفحة بعد كل فترة
خاصة وأن بعض الكتب في السلسلة لم يكمل المقيد فوائدها
http://tttt4.com/index.php?action=pages&id=10
ملحوظة:
ليس لي معرف في ملتقى أهل التفسير ... وأذكر أن التسجيل مغلق ... فآمل نقله هناك ..... وفي غيره أيضاً إن أمكن .... جزاكم الله خيراً(95/173)
جنايات على العلم والمنهج (4) .... شهر سيف الإجماع قطعاً للنزاع ولو كان إجماعاً ظنياً ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 06:23 م]ـ
جنايات على العلم والمنهج (4) .... شهر سيف الإجماع قطعاً للنزاع ولو كان إجماعاً ظنياً ..
هذا من أعظم الجنايات على العلم ومن أشدها إفساداً للمنهج ومن أعظمها ضرراً على النظر والفقه ..
وأصلُ ذلك أنه لما ثبتت حجية الإجماع، غفل البعضُ فظنَّ أن هذه الحجية على رتبة واحدة، فصار يجبه مخالفه بكل إجماع حُكي يُريد بذلك قطع النزاع، يظن بذلك أنه أتى بالحجة التي لا مناص من إتباعها (!!!)
والتحقيق في ذلك أن الإجماع رتبتان لكل منهما أثر في مقام الاستدلال وليسوا سواء ...
قال شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-في ((مجموع الفتاوى)) (19/ 269):
((وَالْإِجْمَاعُ نَوْعَانِ: قَطْعِيٌّ. فَهَذَا لَا سَبِيلَ إلَى أَنْ يُعْلَمَ إجْمَاعٌ قَطْعِيٌّ عَلَى خِلَافِ النَّصِّ. وَأَمَّا الظَّنِّيُّ فَهُوَ الْإِجْمَاعُ الإقراري والاستقرائي: بِأَنْ يَسْتَقْرِئَ أَقْوَالَ الْعُلَمَاءِ فَلَا يَجِدُ فِي ذَلِكَ خِلَافًا أَوْ يَشْتَهِرُ الْقَوْلُ فِي الْقُرْآنِ (كذا ولعل الصواب: القرن) وَلَا يَعْلَمُ أَحَدًا أَنْكَرَهُ.
فَهَذَا الْإِجْمَاعُ وَإِنْ جَازَ الِاحْتِجَاجُ بِهِ فَلَا يَجُوزُ أَنْ تُدْفَعَ النُّصُوصُ الْمَعْلُومَةُ بِهِ لِأَنَّ هَذَا حُجَّةٌ ظَنِّيَّةٌ لَا يَجْزِمُ الْإِنْسَانُ بِصِحَّتِهَا؛ فَإِنَّهُ لَا يَجْزِمُ بِانْتِفَاءِ الْمُخَالِفِ وَحَيْثُ قَطَعَ بِانْتِفَاءِ الْمُخَالِفِ فَالْإِجْمَاعُ قَطْعِيٌّ.
وَأَمَّا إذَا كَانَ يَظُنُّ عَدَمَهُ وَلَا يَقْطَعُ بِهِ فَهُوَ حُجَّةٌ ظَنِّيَّةٌ وَالظَّنِّيُّ لَا يُدْفَعُ بِهِ النَّصُّ الْمَعْلُومُ لَكِنْ يُحْتَجُّ بِهِ وَيُقَدَّمُ عَلَى مَا هُوَ دُونَهُ بِالظَّنِّ وَيُقَدَّمُ عَلَيْهِ الظَّنُّ الَّذِي هُوَ أَقْوَى مِنْهُ فَمَتَى كَانَ ظَنُّهُ لِدَلَالَةِ النَّصِّ أَقْوَى مِنْ ظَنِّهِ بِثُبُوتِ الْإِجْمَاعِ قَدَّمَ دَلَالَةَ النَّصِّ وَمَتَى كَانَ ظَنُّهُ لِلْإِجْمَاعِ أَقْوَى قَدَّمَ هَذَا وَالْمُصِيبُ فِي نَفْسِ الْأَمْرِ وَاحِدٌ.
وَإِنْ كَانَ قَدْ نُقِلَ لَهُ فِي الْمَسْأَلَةِ فُرُوعٌ (كذا ولعل الصواب: النزاع) وَلَمْ يَتَعَيَّنْ صِحَّتُهُ فَهَذَا يُوجِبُ لَهُ أَنْ لَا يَظُنَّ الْإِجْمَاعَ إنْ لَمْ يَظُنَّ بُطْلَانَ ذَلِكَ النَّقْلِ وَإِلَّا فَمَتَى جُوِّزَ أَنْ يَكُونَ نَاقِلُ النِّزَاعِ صَادِقًا وَجُوِّزَ أَنْ يَكُونَ كَاذِبًا يَبْقَى شَاكًّا فِي ثُبُوتِ الْإِجْمَاعِ وَمَعَ الشَّكِّ لَا يَكُونُ مَعَهُ عِلْمٌ وَلَا ظَنٌّ بِالْإِجْمَاعِ وَلَا تُدْفَعُ الْأَدِلَّةُ الشَّرْعِيَّةُ بِهَذَا الْمُشْتَبَهِ مَعَ أَنَّ هَذَا لَا يَكُونُ لَا يَكُونُ قَطُّ= إجْمَاعٌ يَجِبُ اتِّبَاعُهُ مَعَ مُعَارَضَتِهِ لِنَصٍّ آخَرَ لَا مُخَالِفَ لَهُ وَلَا يَكُونُ قَطُّ نَصٌّ يَجِبُ اتِّبَاعُهُ وَلَيْسَ فِي الْأُمَّةِ قَائِلٌ بِهِ بَلْ قَدْ يَخْفَى الْقَائِلُ بِهِ عَلَى كَثِيرٍ مِنْ النَّاسِ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ: كُلُّ حَدِيثٍ فِي كِتَابِي قَدْ عَمِلَ بِهِ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ إلَّا حَدِيثَيْنِ: حَدِيثَ الْجَمْعِ؛ وَقَتْلِ الشَّارِبِ. وَمَعَ هَذَا فَكِلَا الْحَدِيثَيْنِ قَدْ عَمِلَ بِهِ طَائِفَةٌ وَحَدِيثُ الْجَمْعِ قَدْ عَمِلَ بِهِ أَحْمَد وَغَيْرُهُ.
وَلَكِنْ مَنْ ثَبَتَ عِنْدَهُ نَصٌّ وَلَمْ يَعْلَمْ قَائِلًا بِهِ وَهُوَ لَا يَدْرِي: أَجْمَعَ عَلَى نَقِيضِهِ أَمْ لَا؟ فَهُوَ بِمَنْزِلَةِ مَنْ رَأَى دَلِيلًا عَارَضَهُ آخَرُ وَهُوَ بَعْدُ لَمْ يَعْلَمْ رُجْحَانَ أَحَدِهِمَا فَهَذَا يَقِفُ إلَى أَنْ يَتَبَيَّنَ لَهُ رُجْحَانُ هَذَا أَوْ هَذَا فَلَا يَقُولُ قَوْلًا بِلَا عِلْمٍ وَلَا يَتَّبِعُ نَصًّا مَعَ ظَنِّ نَسْخِهِ وَعَدَمِ نَسْخِهِ عِنْدَهُ سَوَاءٌ لِمَا عَارَضَهُ عِنْدَهُ مِنْ نَصٍّ آخَرَ أَوْ ظَنِّ إجْمَاعٍ وَلَا عَامًّا ظَنُّ تَخْصِيصِهِ وَعَدَمِ تَخْصِيصِهِ عِنْدَهُ سَوَاءٌ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ الدَّلِيلُ سَالِمًا عَنْ الْمُعَارِضِ الْمُقَاوِمِ فَيَغْلِبُ عَلَى ظَنِّهِ نَفْيُ الْمُعَارِضِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/174)
الْمُقَاوِمِ وَإِلَّا وُقِفَ ..... وَأَمَّا رَدُّ النَّصِّ بِمُجَرَّدِ الْعَمَلِ فَهَذَا بَاطِلٌ عِنْدَ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ)) [الفتاوى 19/ 269 - 271].
وإذاً: فالإجماع رتبتان:
1 - إجماع لا تكاد تلقى أحداً إلا وهو يعلمه. وهذا حجة قطعية بلا إشكال، ولا يكون النص قط بخلافها. اما قول بعض الباحثين: ((إذا كان الإجماع دليلاً صحيحاً يفيد القطع , ثم تعارض (في الظاهر) مع النص
وجب التعامل مع الأمر حينئذ كما يتعامل عند التعارض بين أي نصين)).
فهو محض توهم لا يكون،وإنما صورة الأمر كما يقول شيخ الإسلام: ((وأما أهل الحديث فالنصوص الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه و سلم هي عمد تهم وعليها يجمعون إذا أجمعوا لا سيما وأئمتهم يقولون لا يكون قط إجماع صحيح على خلاف نص إلا ومع الإجماع نص ظاهر معلوم يعرف أنه معارض لذلك النص الآخر فإذا كانوا لا يسوغون أن تعارض النصوص بما يدعى من إجماع الأمة لبطلان تعارض النص والإجماع عندهم فكيف إذا عورضت النصوص بما يدعى من إجماع العترة أو أهل المدينة)). [المنهاج5/ 167].
ويقول: ((ومن إدعى إجماعا يخالف نص الرسول من غير نص يكون موافقا لما يدعيه واعتقد جواز مخالفة أهل الاجماع للرسول برأيهم وأن الاجماع ينسخ النص كما تقوله طائفة من أهل الكلام والرأى فهذا من جنس هؤلاء
وأما إن كان يعتقد أن الاجماع يدل على نص لم يبلغنا يكون ناسخا للأول فهذا وإن كان لم يقل قولا سديدا فهو مجتهد فى ذلك يبين له فساد ما قاله كمن عارض حديثا صحيحا بحديث ضعيف اعتقد صحته فان قوله وإن لم يكن حقا لكن يبين له ضعفه وذلك بان يبين له عدم الاجماع المخالف للنص او يبين له انه لم تجتمع الأمة على مخالفة نص إلا ومعها نص معلوم يعلمون أنه الناسخ للأول فدعوى تعارض النص والاجماع باطلة ويبين له أن مثل هذا لا يجوز فان النصوص معلومة محفوظة والأمة مأمورة بتتبعها واتباعها وأما ثبوت الاجماع على خلافها بغير نص فهذا لا يمكن العلم بان كل واحد من علماء المسلمين خالف ذلك النص)). [الفتاوى 19/ 270].
ويقول: ((الإجماع المعلوم حجة قطعية لا سمعية لا سيما مع النصوص الكثيرة الموافقة له فلو قدر ورود خبر يخالف الإجماع كان باطلا إما لكون الرسول لم يقله وإما لكونه لا دلالة فيه
الرابع أنه يمتنع تعارض النص المعلوم والإجماع المعلوم فإن كليهما حجة قطعية والقطعيات لا يجوز تعارضها لوجوب وجود مدلولاتها فلو تعارضت لزم الجمع بن النقيضين وكل من أدعى إجماعا يخالف نصا فأحد الأمرين لازم إما بطلان إجماعه وإما بطلان نصه وكل نص اجتمعت الأمة على خلافه فقد علم النص الناسخ له
وأما أن يبقى في الأمة نص معلوم والإجماع مخالف له فهذا غير واقع)) [المنهاج 8/ 360]
فتجريد المعارضة بين الإجماع والنص محض محال،ولابد من نص مع الإجماع، ومستند الإجماع قد يخفى على بعض الأمة أما على جميعها بحيث يقوم الإجماع وحده فمحال ..
يقول الشيخ: ((فنقول أولا ما من حكم اجتمعت الأمة عليه إلا وقد دل عليه النص فالإجماع دليل على نص موجود معلوم عند الأئمة ليس مما درس علمه والناس قد اختلفوا في جواز الإجماع عن اجتهاد ونحن نجوز أن يكون بعض المجمعين قال عن اجتهاد لكن لا يكون النص خافيا على جميع المجتهدين وما من حكم يعلم أن فيه إجماعا إلا وفي الأمة من يعلم أن فيه نصا وحينئذ فالإجماع دليل على النص)) [المنهاج 8/ 344].
فإن قلتَ وما صفةُ هذا الإجماع القطعي (؟؟)
قلنا: وصفه الشافعي فقال: ((ذلك الإجماع هو الذي إذا قلتَ أجمع الناس لم تجد أحداً يقول لك ليس هذا بإجماع فهذه الطريق التي يصدق بها من ادعى الإجماع فيها)).
فإن قلتَ وأنى ومتى يوجد هذا الإجماع القطعي (؟؟)
قلنا: غالباً ما ينحصر وجوده في عهد الصحابة ثم يستمر الإجماع فيمن بعدهم،أما حكايات إجماعات من بعدهم-والتي لا يُحقق إجماع الصحابة فيها- فغالب ما يُحكى من هذه الإجماعات ظني ..
يقول الشيخ: ((الطَّرِيقُ الرَّابِعُ الْإِجْمَاعُ وَهُوَ مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ بَيْنَ عَامَّةِ الْمُسْلِمِينَ مِنْ الْفُقَهَاءِ وَالصُّوفِيَّةِ وَأَهْلِ الْحَدِيثِ وَالْكَلَامِ وَغَيْرِهِمْ فِي الْجُمْلَةِ وَأَنْكَرَهُ بَعْضُ أَهْلِ الْبِدَعِ مِنْ الْمُعْتَزِلَةِ وَالشِّيعَةِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/175)
لَكِنَّ الْمَعْلُومَ مِنْهُ هُوَ مَا كَانَ عَلَيْهِ الصَّحَابَةُ وَأَمَّا مَا بَعْدَ ذَلِكَ فَتَعَذَّرَ الْعِلْمُ بِهِ غَالِبًا وَلِهَذَا اخْتَلَفَ أَهْلُ الْعِلْمِ فِيمَا يُذْكَرُ مِنْ الإجماعات الْحَادِثَةِ بَعْدَ الصَّحَابَةِ وَاخْتَلَفَ فِي مَسَائِلَ مِنْهُ كَإِجْمَاعِ التَّابِعِينَ عَلَى أَحَدِ قَوْلَيْ الصَّحَابَةِ وَالْإِجْمَاعِ الَّذِي لَمْ يَنْقَرِضُ عَصْرُ أَهْلِهِ حَتَّى خَالَفَهُمْ بَعْضُهُمْ وَالْإِجْمَاعِ السكوتي وَغَيْرِ ذَلِكَ)).
ويقول: ((وَهُمْ إذَا ذَكَرُوا إجْمَاعَ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَكُنْ لَهُمْ عِلْمٌ بِهَذَا الْإِجْمَاعِ فَإِنَّهُ لَوْ أَمْكَنَ الْعِلْمُ بِإِجْمَاعِ الْمُسْلِمِينَ لَمْ يَكُنْ هَؤُلَاءِ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ بِهِ؛ لِعَدَمِ عِلْمِهِمْ بِأَقْوَالِ السَّلَفِ فَكَيْفَ إذَا كَانَ الْمُسْلِمُونَ يَتَعَذَّرُ الْقَطْعُ بِإِجْمَاعِهِمْ فِي مَسَائِلِ النِّزَاعِ بِخِلَافِ السَّلَفِ فَإِنَّهُ يُمْكِنُ الْعِلْمُ بِإِجْمَاعِهِمْ كَثِيرًا)).
2 - الرتبة الثانية للإجماع:
إجماع ظني يعلم بالسكوت عن المجاهرة بالمخالفة أو أن يستقرئ؛ الناظر فلا يجد في المسألة خلافاً وقد ذكر شيخ لإسلام في موضع آخر أن السلف جميعا كانوا يحتجون بهذه الرتبة من الإجماع بلا نزاع بينهم .. لكنَّ الشيخ هنا يشير إلى مسألة جليلة وهي أن هذا الإجماع-وإن احتججنا به- فهوحجة ظنية قد يُعارضها غيرها من الأدلة الظنية،ولا حرج حينها على من قويت في نظره دلالة الإجماع واعتقاد ثبوته=أن يُقدمه .. كما أنه لا حرج على من قويت في نظره دلالة النص أن يُقدمه .. ولا يمنع من قدم الأدلة الأخرى منعاً كمنع من يخالف الإجماع القطعي بل الأمر في ذلك هين .. فلا يحجزه عن القول بدلالة النص عدم علمه بمن قال به .. إذ لابد من قائل بالحق لكن قد يخفى على بعض الناس بعض الوقت فلا يُهجر العمل بالنصوص لأجل ذلك .. وإذا حُكي في المسألة نزاع= ضعف أمر حكاية الإجماع .. ومن استوى عنده طرفي الحجة فلم ير رجحان دلالة الإجماع على دلالة النص أو العكس =فواجبه التوقف.
وأنتَ إذا تقرر لديك ما سبق سقط عندك تهويل المهولين بالإجماعات الظنية،وسقط عندك تهوين المهونين من الإجماعات الظنية .. وكانت الأمور عندك محكومة بميزان عدل لاوكس فيه ولاشطط ..
يقول الشيخ في موضع آخر: ((وَهَذِهِ " الْآيَةُ " تَدُلُّ عَلَى أَنَّ إجْمَاعَ الْمُؤْمِنِينَ حُجَّةٌ مِنْ جِهَةِ أَنَّ مُخَالَفَتَهُمْ مُسْتَلْزِمَةٌ لِمُخَالَفَةِ الرَّسُولِ وَأَنَّ كُلَّ مَا أَجْمَعُوا عَلَيْهِ فَلَا بُدَّ أَنْ يَكُونَ فِيهِ نَصٌّ عَنْ الرَّسُولِ؛ فَكُلُّ مَسْأَلَةٍ يُقْطَعُ فِيهَا بِالْإِجْمَاعِ وَبِانْتِفَاءِ الْمُنَازِعِ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ؛ فَإِنَّهَا مِمَّا بَيَّنَ اللَّهُ فِيهِ الْهُدَى، وَمُخَالِفُ مِثْلِ هَذَا الْإِجْمَاعِ يَكْفُرُ كَمَا يَكْفُرُ مُخَالِفُ النَّصِّ الْبَيِّنِ. وَأَمَّا إذَا كَانَ يُظَنُّ الْإِجْمَاعُ وَلَا يُقْطَعُ بِهِ فَهُنَا قَدْ لَا يُقْطَعُ أَيْضًا بِأَنَّهَا مِمَّا تَبَيَّنَ فِيهِ الْهُدَى مِنْ جِهَةِ الرَّسُولِ، وَمُخَالِفُ مِثْلِ هَذَا الْإِجْمَاعِ قَدْ لَا يَكْفُرُ؛ بَلْ قَدْ يَكُونُ ظَنُّ الْإِجْمَاعِ خَطَأً. وَالصَّوَابُ فِي خِلَافِ هَذَا الْقَوْلِ)).
ويقول الشيخ: ((مَعْنَى الْإِجْمَاعِ: أَنْ تَجْتَمِعَ عُلَمَاءُ الْمُسْلِمِينَ عَلَى حُكْمٍ مِنْ الْأَحْكَامِ. وَإِذَا ثَبَتَ إجْمَاعُ الْأُمَّةِ عَلَى حُكْمٍ مِنْ الْأَحْكَامِ لَمْ يَكُنْ لِأَحَدِ أَنْ يَخْرُجَ عَنْ إجْمَاعِهِمْ؛ فَإِنَّ الْأُمَّةَ لَا تَجْتَمِعُ عَلَى ضَلَالَةٍ وَلَكِنْ كَثِيرٌ مِنْ الْمَسَائِلِ يَظُنُّ بَعْضُ النَّاسِ فِيهَا إجْمَاعًا وَلَا يَكُونُ الْأَمْرُ كَذَلِكَ بَلْ يَكُونُ الْقَوْلُ الْآخَرُ أَرْجَحَ فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ. وَأَمَّا أَقْوَالُ بَعْضِ الْأَئِمَّةِ كَالْفُقَهَاءِ الْأَرْبَعَةِ وَغَيْرِهِمْ؛ فَلَيْسَ حُجَّةً لَازِمَةً وَلَا إجْمَاعًا بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ)).
وبذلك تعلم جواب من يقول من أهل الاجتهاد القادرين عليه: هل لي أن أقول بقول لم أُسبق به (؟؟)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/176)
وأن جوابه: انظر إلى درجة علمك أنك لم تُسبق به فإن كانت قطعية متيقنة لم يجز لك إحداث قول تعلم يقيناً أنه لم يقل به أحد ..
وإن كان علمك بعدم السلف لك ظنياً .. فانظر أي الحجتين أقوى في نظرك: ظنك بعدم السابق أم ظنك بصحة وقوة ودلالة ما بين يديك من الأدلة ..
قال ابن الصلاح: ((من وجد من الشافعيين حديثا يخالف مذهبه نظر فإن كملت آلات الإجتهاد فيه إما مطلقا وإما من ذلك الباب أوفى تلك المسألة على ما سبق بيانه كان له الإستقلال بالعمل بذلك الحديث وإن لم تكمل إليه ووجد في قلبه حزازة من مخالفة الحديث بعد أن بحث فلم يجد لمخالفته عنه
جوابا شافيا فلينظر هل عمل بذلك الحديث إمام مستقل فإن وجد فله أن يتمذهب بمذهبه في العمل بذلك الحديث عذرا في ترك مذهب إمامه في ذلك والعلم عند الله تبارك وتعالى)).
فعقب تقي الدين السبكي قائلاً: ((وسكت ابن الصلاح عن القسم الآخر وهو: أن لا يجد من يتمذهب بمذهبه في العمل بذلك الحديث، وكأنه لأن ذلك إنما يكون حيث يكون إجماع، ولكن قد يعرض مع الاختلاف، وقد يعرض في مسألة لا نقل فيها عن غير الشافعي، فماذا يصنع (؟) والأولى عندي اتباع الحديث وليفرض الإنسان نفسه بين يدي النبي (ص) وقد سمع ذلك منه، أيسعه التأخر عن العمل به (؟!) لا والله. وكل أحد مكلف بحسب فهمه)) [معنى قول الإمام المطلبي ص/92 - 93].
يقول ابن القيم: ((وقولكم إن الأمة اجتمعت والكافة نقلت أن من لم يصم شهر رمضان عامدا أشراً أو بطراً ثم تاب منه فعليه قضاؤه. فيقال لكم أوجدونا عشرة من اصحاب رسول الله فمن دونهم صرح بذلك ولن تجدوا إليه سبيلاً.
وقد أنكر الأئمة كالإمام أحمد والشافعي وغيرهما دعوى هذه الإجماعات التي حاصلها عدم العلم بالخلاف لا العلم بعدم الخلاف فإن هذا مما لا سبيل إليه إلا فيما علم بالضرورة أن الرسول جاء به وأما ما قامت الأدلة الشرعية عليه فلا يجوز لأحد ان ينفي حكمه لعدم علمه بمن قال به فإن الدليل يجب اتباع مدلوله وعدم العلم بمن قال به لا يصح أن يكون معارضا بوجه ما فهذا طريق جميع الأئمة المقتدى بهم، قال الإمام أحمد في رواية ابنه عبدالله: ((من ادعى الإجماع فهو كاذب لعل الناس اختلفوا هذه دعوى بشر المريسي والأصم ولكن يقول لا نعلم للناس اختلافا إذا لم يبلغه)).
وقال في رواية المروزي: ((كيف يجوز للرجل أن يقول أجمعوا إذا سمعتهم يقولون أجمعوا فاتهمهم لو قال إني لا اعلم مخالفا كان أسلم)).
وقال في رواية أبي طالب: ((هذا كذب ما اعلمه أن الناس مجمعون ولكن يقول ما اعلم فيه اختلافا فهو احسن من قوله اجمع الناس)).
وقال في رواية ابي الحارث: ((لا ينبغي لأحد أن يدعي الإجماع لعل الناس اختلفوا)).
وقال الشافعي في أثناء مناظرته لمحمد بن الحسن: ((لايكون لأحد أن يقول أجمعوا حتى يعلم إجماعهم في البلدان ولا يقبل على اقاويل من نأت داره منهم ولا قربت إلا خبر الجماعة عن الجماعة فقال لي: تضيق هذا جدا قلت له وهو مع ضيقه غير موجود)).
وقال في موضع آخر وقد بين ضعف دعوى الإجماع وطالب من يناظره بمطالبات عجز عنها فقال له المناظر: ((فهل من إجماع.
قلت: نعم الحمد لله كثيرا في كل الفرائض التي لا يسع جهلها وذلك الإجماع هو الذي إذا قلت اجمع الناس لم تجد احدا يقول لك ليس هذا بإجماع فهذه الطريق التي يصدق بها من ادعى الإجماع فيها ... )) [كتاب الصلاة ص/70].
وأنتَ إذا تأملتَ هذا الكلام وقفتَ على الفهم الصحيح لعبارات الشافعي وأحمد في الإجماع، وأنه ليس مرادهم بها إسقاط الاحتجاج بالإجماعات الظنية وإنما مرادهم بهذه العبارات: منع تنزيلها منزلة الإجماعات القطعية. والله ولي التوفيق.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 04:16 م]ـ
..............
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[21 - 05 - 08, 01:18 م]ـ
...............
ـ[فرج بن عبدالله البرقاوي]ــــــــ[21 - 05 - 08, 05:06 م]ـ
تابع بارك الله فيك
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[22 - 05 - 08, 11:13 م]ـ
جزاك الله خير .. ونفع بك
هناك مسألة قول البعض (قاله الصحابي .. ولا يعلم له مخالف) بينما ترى أدلة لا ترجح هذا القول .. !
لكن هيبة قول لا يعلم له مخالف تجعلك تتوقف ..
السؤال متى نقبل من الآخر قوله رجحه الصحابي و لا يعلم له مخالف هل نقول له ابحث في سير الصحابة جميعهم ..
ثم قول أيضا هل جميع الصحابة مرت عليهم المسألة حتى نقول لا يعلم له مخالف ..
أيضا مسألة الدم الخارج من الإنسان غير دم الحيض والخارج من السبيلين ... من المسائل التي كثر الكلام حولها وأدلة القائلين بالطهارة قوية جدا .. لكن هيبة قول الإمام أحمد عندما سئل عن الدم (لم يختلف عليها الناس) أي أنه نجس ... تجعلك تتوقف!! إذ الأمة لا تجتمع على ضلالة ..
هل لهذة المسألة توجيه؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 06 - 08, 01:27 م]ـ
...........
ـ[ابى عبد الله السلفى]ــــــــ[30 - 06 - 08, 06:15 م]ـ
جزى الله أبو فهر السلفى خيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/177)
ـ[معوذ]ــــــــ[02 - 07 - 08, 05:12 م]ـ
جزيت خيرا وهذا درس لأحد طلبة العلم حول هذه المسألة ومسألة قول الصحابي
http://www.islamancient.com/images/downl.gif
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[04 - 07 - 08, 12:18 ص]ـ
صحيح يا شيخنا بارك الله فيك لكن لا ينسى طالب العلم أن للإجماع هيبة في الصدور فالإجماع في البداية يردع عن إصدار فتوى بخلاف ذاك الاجماع ولكن عند وجود خلل في هذا الاجماع فهذا لعله ما تقصده شيخنا
والله أعلم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - 07 - 08, 03:06 م]ـ
فهم السلف حجة لازمة بلا مين ..
فلا يجوز مخالفة قولهم إذا اتفقوا على قول ..
ولا يجوز الخروج عن أقوالهم إذا اختلفوا على أقوال ..
وإنما تنضبط هذه الحجة إذا استطعنا القطع بأنه لا يوجد قول آخر عنهم لم يُنقل إلينا في اتلمسألة ..
ولا يكاد ينضبط الحكم بهذا القطع إلا في قرن الصحابة دون غيرهم ..
أما من كان علمه بحصول الاتفاق أو انحصار الخلاف =قائم على غير القطع فله أن يتوقف عند ما نُقل إليه .. وله أن يُقدم على هذا النقل غير القطعي دلالة الأدلة التي بين يديه ..
وكلا المسلكين أعني: مسلك الحذر من قول مالم يعلم أنه قيل ..
ومسلك تقديم دلالة الأدلة بحسب اجتهاد الناظر على مثل هذا ..
كلا المسلمين مسلك معتبر لا يُنكر فيه كل سالك على الآخر ..
فلا يتهم الثاني الأول بالإعراض عن الأدلة لكلام الناس ..
ولا يتهم الأول الثاني بمخالفة اتفاق السلف ..
ـ[أبو هريرة السلفي]ــــــــ[30 - 07 - 08, 04:15 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
وبذلك تعلم جواب من يقول من أهل الاجتهاد القادرين عليه: هل لي أن أقول بقول لم أُسبق به (؟؟)
وأن جوابه: انظر إلى درجة علمك أنك لم تُسبق به فإن كانت قطعية متيقنة لم يجز لك إحداث قول تعلم يقيناً أنه لم يقل به أحد ..
وإن كان علمك بعدم السلف لك ظنياً .. فانظر أي الحجتين أقوى في نظرك: ظنك بعدم السابق أم ظنك بصحة وقوة ودلالة ما بين يديك من الأدلة ..
لكنّك لم تضع ضابطا لهذا، فما ضابط درّجة العلم التي تجعلك تتيقن بأنّه لا يجوز لك إحداث قول لم يقل به أحد؟ و ما ضابط الترجيح؛ بين العمل بالقول الذي يُظن أنّه لا يوجد من خالفه و بين الدليل الذي يُظنّ صحّته؟ أنا أزعم بأنّه يستحيل أن يجتمع الظن بعدم وجود مخالف لقول ما في مسألة شرعية و بين الظن بصحّة الدليل المعارض.
و أقول المعوّل عليه في تقرير الأحكام الشرعية الإجتهادية الظنّية؛ دائما و أولا هو: ما يُظَنّ أنّه الدليل و ليس على ما يُظن عند البعض أنّه إجماع ظني إذ لا يُمكنُ الإطّلاع على ما يُزَعَمُ أنّه إجماع ظني. الإجماع الوحيد الذي يمكن العلم به حتى الآن هو الإتفاق في المسائل القطعية الدلالة القطعية الثبوت.
ثم اعلم رحمك الله؛ بأنّه لا يشترط في أحكام الشريعة أن يوجد من قال به غير الشارع لكي يعمل به فلا ينبغي لكي أعمل بنص شرعي لا أجد من قال بما يدل عليه أن أفترض أنّه وُجدَ من يقول به في العصور التي بعد النّبي، يقول الشيخ محمد ناصر الدّين الألباني في كتابه تمام المنّة: " القاعدة الرابعة عشرة وجوب العمل بالحديث الصحيح وإن لم يعمل به أحد".
عدم العلم بالمخالف؛ هو حجّة فيما يتوقف حفظ الدّين عليه (كمعرفة بعض معاني الألفاظ اللغوية الواردة في نصوص الكتاب و السّنة) و لكنّه ليس بحجّة من حيث الأصل لعدم ورود الدليل على ذلك ... عدم العلم بالمخالف؛ ليس بإجماع.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 07 - 08, 05:11 م]ـ
بارك الله فيك ..
الضابط في هذا هو ظن المجتهد ورجحان ~أحد المنتعارضين عنده في نفسه وبمجرد ميل قلبه واعتقاده رجحان أحد الظنين وقد تُساعد على هذا قرائن خارجية ..
وعدم العلم بالمخالف حجة تصلح للتمسك بها وعذر لعدم العمل بالدليل يصلح للاعتصام به عند السلف جميعاً كما حكاه شيخ الإسلام ...
ومن نظر في عمل السلف في القرون المفضلة وعصر الأئمة لاح له هذا واتضح .. ووجدهم ينكررون على بعضهم بمجرد قول مالم يقل .. ووجد في كلامهم عدم العمل بالديل لعدم الوقوف على القائل به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/178)
وإنما أضر الناس وحال بينهم وبين تبين منهج السلف هذا=ما استقرت عليه كتب أصول الفقه وتأثرها بطريقة المناطقة في الحجيات .. وأنه لا يكون حجة إلا ما ذكرت حجيته صريحة في نصوص الوحي .. وهذا خلل كبير لأن الوحيين أصلاً لم يقصدا لبيان الحجيات لأن الحجة فيهما لا في غيرهما ..
والمطلوب هو معرفة مراد الله ومراد رسوله .. فكان السلف يستدلون بكل ما يظنونه يهدي إلى المطلوب بقطع النظر عن سريانه على نهج المناطقة في الحجيات والبراهين ..
ـ[أبو هريرة السلفي]ــــــــ[30 - 07 - 08, 06:29 م]ـ
ومن نظر في عمل السلف في القرون المفضلة وعصر الأئمة لاح له هذا واتضح .. ووجدهم ينكررون على بعضهم بمجرد قول مالم يقل .. ووجد في كلامهم عدم العمل بالديل لعدم الوقوف على القائل به.
1/ عدم العلم بالمخالف في المعاني اللغوية للألفاظ التي وردت في الكتاب و السّنة هاته حجّة ... فلما يأتي شخص و يدّعي بأنّ العلو من معانيه الإستيلاء فهذا يرّد عليه بأنّنا لا نعلم هذا المعنى عن من سبقه من العرب و لا نعلم هذا المعنى عن العرب في الآيات التي ورد فيها بأنّ "الرّحمن على العرش استوى" ... ففي مثل هاته الحالة عدم العلم بالمخالف حجّة لأنّه لا يوجد ما يعارضه في اللغة و لأنّه لا يمكننا فهم الدّين إلا باعتبار حجّية فهم ما نُقل إلينا من كلام العرب و إن لم نقف على جميع كلامهم.
2/ و لكن عدم العلم بالمخالف لمن يقول باستحباب شيء؛ قواعد أصول الفقه تدل على وجوبه: فلا. عدم العلم بالمخالف لمن يقول بنسخ حكم شرعي؛ قواعد أصول الفقه تدل على عدم ذلك: فلا. عدم العلم بالمخالف لمن يقول بتخصيص عموم نص شرعي؛ قواعد أصول الفقه تدل على عدم ذلك: فلا.
= فإن قيل لما: فأقول: عدم العلم بالمخالف في الأول حجّة بدليل أنّ ما لا يتم فهم الدّين إلا به فهو حجّة و أما في الثاني فلا يوجد الدليل على اعتباره حجّة شرعية لوجود ما يعارضه من حديث: "من أحدث في أمرنا هذا ما يس منه فهو ردّ" و احتمال خطأ القول الذي نُقلَ إلينا وارد و هذا بخلاف الحالة الأولى التي انتفى فيها هذا الإحتمال بسبب أنّ لا سبيل لفهم كلام الشارع إلا باعتبار حجّية هذا الأمر و إلا اقتضى الأمر إلى تعطيل الشرع.
= ففي حالتنا الثانية لا عبرة بما يُظن عند البعض أنّه إجماع ظني و لا يعتبر حجّة شرعية دائما و بإطلاق:
أولا: لأنّه حتى الآن لا يمكن الإحاطة بجميع أقوال المجتهدين في مثل هاته المسائل حتى من مجتهدي عصر الصحابة فقد بدأ تفرّقهم في الأمصار في حياة النّبي صلى الله عليه و سلّم.
ثانيا: عدم العلم بالمخالف ههنا لا يوجد ما يَدُلُ على حجّيته.
ـ[أبو هريرة السلفي]ــــــــ[30 - 07 - 08, 06:51 م]ـ
ومن نظر في عمل السلف في القرون المفضلة وعصر الأئمة لاح له هذا واتضح .. ووجدهم ينكررون على بعضهم بمجرد قول مالم يقل .. ووجد في كلامهم عدم العمل بالديل لعدم الوقوف على القائل به.
أظن أنّ ما ستنقله لي لو طلبت منك التمثيل؛ على فرض التسليم لك بصحة ثبوته و صحة دلالته على مقصودك: أنّه فعل آحاد السلف و فعل آحاد السلف ليس بحجّة بمجرده حتى تُثبتَ:
1/ إما حصول الإجماع على ذلك المذهب: و هذا مما لا يمكن ادّعاؤه؛ لكون هاته المسائل ظنية تحتمل الإختلاف في الإجتهاد و ليس لدينا إمكانية الإحاطة التامة لجميع أقوال مجتهدي ذلك العصر في هاته المسألة.
2/ أو تثبت أنّ عدم العلم بالمخالف حجّة في هذا الأمر: و هنا يقال لك أنت أصلا تُريد إثبات حجّية القول الذي لا يعلم فيه مخالف في مثل هاته المسائل؛ فنكون قد رجعنا لنفس السؤال؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 07 - 08, 07:16 م]ـ
عدم العلم بالمخالف يقود بالناظر إلى قيام ظن بوجود النص الآخر المعارض ... وإلى قيام ظن بخطأ فهم الناظر من الدليل الذي أقامه هو معارضاً لعدم العلم ..
دع عنك أن مسألة وجود ((عدم العلم بالمخالف)) كدليل واحد في المسألة شئ نظري ..
وكل ما يقال فيه: لا نعلم بين أهل العلم خلاف في كذا .. لابد أن تجد مع هؤلاء العلماء دليل وإن خفي على البعض .. فالمعارضة لا تُقام بين مجرد عدم العلم بالمخالف وبين النص ..
محل البحث: هل يصلح أن يكون عدم العلم بالمخالف معضداً للدليل مؤدياً لإضعاف الثقة في النص الذي مع الناظر والذي لا يُعلم به قائل (؟)
الجواب: نعم يصلح في أجناس الأحكام كلها وهذا هو عمل السلف ...
والتفريق بين الصورتين اللذين ذكرتهما تفريق ضعيف .. بل لعل المخالفة في معاني الألفاظ أوجه من المخالفة في دلالات الأحكام .. بل هي أوجه من غير لعل ..
والحق-من غير أن تغضب مني- أن أغلب من يتكلم في تلك المسائل صنع كصنيع الأصوليين ..
الأصوليون كتبوا أصول فقه غير مأخوذة-في الغالب-من تصرفات الأئمة في الفقهيات، ولم يعمل بها أكثر هؤلاء الأصوليين في تفقههم ... فكتبوا علماً معلقاً في الهواء من غير أساس ولا تفريع ..
ونفر كبير من إخواننا الذين يتكلمون في الإجماع وعدم العلم بالمخالف وقول مالم يقل=تحصيلهم في فروع الفقه ضعيف، وتبصرهم بمناهج الأئمة المتقدمين في الاستنباط الفقهي يكاد يكون معدوماً ..
والذي لم يقرأ كتب محمد بن الحسن وأبي يوسف والأوزاعي والشافعي ومسائل أحمد، ومن قبلُ .. فقه التابعين وتصرفات الصحابة=لا يستطيع الاهتداء إلى كتابة حقة منصفة في تلك الأبواب التي نتكلم فيها ..
وليس مع من يريد الكلام بغير هذا التتبع والاستقراء إلا ترهات عقلية منطقية لا علاقة لها بتصرفات الأئمة في فقههم ... وإنما هي أصول عقلية لفقه لم يوجد قط ولا كتب به واحد من السلف ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/179)
ـ[أبو هريرة السلفي]ــــــــ[30 - 07 - 08, 07:29 م]ـ
محل البحث: هل يصلح أن يكون عدم العلم بالمخالف معضداً للدليل مؤدياً لإضعاف الثقة في النص الذي مع الناظر والذي لا يُعلم به قائل (؟)
الجواب: نعم يصلح في أجناس الأحكام كلها وهذا هو عمل السلف ...
بارك الله فيك أخي الكريم؛ أنت تستدل لي على الشيء بنفسه!
و سأعطيك صورة؛ محمد صديق حسن خان القنوجي أوجب السحور و لا نعلم ممن هم في عصرهم أو ممن قبله أحدا غيره أوجب هذا الفعل و قد وُجدَ الكثير من العلماء ممن ادّعى الإجماع على استحباب السحور
ظاهر النصوص مع محمد صديق حسن خان و لكن دعوى الإجماع تخالفه و لا نعلم مخالفا لتلك الدعوى ممن قبله من العلماء
فماذا نرجّح ههنا على رأيك؟ أريد فقط معرفة كيفية تطبيق كلامك في هذا الموضوع حول مسألتنا هاته من غير أن أناقشك في ترجيحك
يعني ههنا؛ هل يُلزم القنوجي بهاته الدعوى للإجماع أم لا؟ و هل تكون دعوى الإجماع ههنا مضعفة لقوله؟
أنا أزعم بأنّه لا عبرة بدعوى الإجماع ههنا فقد أخطأ من ادّعاها و لا يوجد أي حجة ظنّية فيها
و تبيين ضعف قوله إن كان ضعيفا إنّما يكون بمناقشة أدلّته
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 07 - 08, 09:32 م]ـ
أما الذي أزعمه أنا ..
فهو أن أنظار المتفقهة هنا ستختلف ...
فالذي يرى أن أحاديث السحور لا تبلغ أن تصل لدرجة الإيجاب سيقرن هذا بأنه لا يعلم مخالفاً في أن السحور لا يجب ..
فله في المسألة دليلان:
الأول: براءة الذمة من الإيجاب ولا تقوى-عنده- الأدلة الواردة في الباب على رفع هذه البراءة ..
الثاني: أنه لا يعلم مخالفاً في أن السحور ليس بمستحب ..
أما الذي سيقول بقول القنوجي فله:
1 - الأصل في الأمر الوجوب وقد كان الأمر فليكن الوجوب ..
2 - عدم العلم بالمخالف ليس إجماعاً قطعياً يجب اتباعه وبالتالي يسوغ تقديم النص بفهمي له على هذا الإجماع الظني ..
وكل حجج الفريقين هنا صحيحة من حيث صلاحيتها للاستدلال .. وتبعاً للتسليم لبعضها ورد بعضها يكون الترجيح في المسألة ..
- البراءة الأصلية من الوجوب تدل على عدم إيجاب السحور
-عدم علمنا بمن قال بوجوب السحور يدل على أن إيجاب السحور ليس بمراد للشرع.
-أمر النبي قد يدل على الوجوب فاتباع النص الآمر والقول بإن مقتضاه الإيجاب قد يوصل لمراد الشرع ..
-دلالة النص الآمر أقوى عند القنوجي من عدم العلم بالمخالف بحيث توقع هذه الدلالة في نفسه ظناً بلزوم وجود من قال بها وإن لم نعلمه ..
وهكذا .... فليس في الباب حجة واحدة يجب التسليم لها ولا معارض لها من جنسها ...
وإنما الذي هاهنا حجج يثبت بها ظن يحرك القلب إلى أن هذا هو مراد الله ورسوله ..
ولليقين أسباب ..
وللظن أسباب ...
وعليه:
فكلا الفريقين قد سلك طريقاً صحيحة في الاستدلال .. والحق في قول واحد منهما .. والأجر مصاحب لكل منهما ..
أما الناس في زماننا هذا ونفراً قبلهم فمنهم من سيشنع على القنوجي بمخالفة الإجماع .. ومنهم من سيشنع على الآخر لمخالفته النص وهكذا ..
إضاءة للتأمل: عند المناطقة والأصوليين وجود الدليل يستلزم وجود المدلول ...
في لسان العرب وتصرفات السلف: الدليل هو ما يدل ويهدي إلى المطلوب وإن لم يستلزم ظن المستدل دلالته تحقق المدلول ....
مثال: قول الصحابي دليل عند السلف جميعاً ..
عند المناطقة وأغلب الأصوليين ليس بدليل ..
لم (؟)
لأن الصحابي قد يفتي باجتهاده وهو غير معصوم ..
عند السلف: نعم هذا صحيح. ولكن مجرد قيام احتمال أنه قال هذا تلقياً عن الشرع يصلح أن يجعل قول الصحابي بهذا الاحتمال دالاً على مراد الله ومراد رسوله ... بحيث يجوز لي أن أستدل به ..
غاية ما أفاده احتمال كون قوله صادراً عن اجتهاد =أنه لا يقوم دليلاً في الباب وحده وأنه لا يجب التسليم له بمجرد ثبوته وظهور دلالته .. بل قد يثبت وتظهر دلالته ومع ذلك يسع المجتهد خلافه ..
فصلاحية الشئ للدلالة والهداية للمطلوب شئ .. وكونه يهدي بالفعل شئ .. ووجوب التسليم له شئ ثالث .. ومنزلته عند المعارضة شئ رابع ..
ـ[أبو هريرة السلفي]ــــــــ[31 - 07 - 08, 02:48 م]ـ
يعني:
أأنت تَشترطُ للقول بحجّية عدم العلم بالمخالف في مسألة ما أن يكون معه مع يُظَنُ أنّه دليل على تلك المسألة؟
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[31 - 07 - 08, 02:56 م]ـ
لا. لا أشترط ذلك .. بل لا يوجد عدم العلم بالمخالف إلا كذلك .. فسواء اشترطته أنا أم لا .. هذا هو الواقع .. غاية الأمر أنه قد يخفى هذا عن البعض ..
فالأدلة غير الكتاب والسنة لابد (من جهة الوقوع وصنيع الأئمة) لابد أن يكون معها ما يعضدها من جنسها أو من جنس نصوص الكتاب والسنة ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - 12 - 08, 03:12 م]ـ
للفائدة ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 02:03 ص]ـ
.......
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[27 - 09 - 09, 02:24 ص]ـ
فالأدلة غير الكتاب والسنة لابد (من جهة الوقوع وصنيع الأئمة) لابد أن يكون معها ما يعضدها من جنسها أو من جنس نصوص الكتاب والسنة ..
كلام لا قيمة له، وهو من أكبر الجنايات على الدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/180)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[27 - 09 - 09, 11:30 م]ـ
من ذاق = عرف .. ومن اغترب = أنكر!
ولو عرفتَ مثالاً واحدا لمسألة واحدة استدل عليها واحد من القرون المفضلة أو الأئمة الأربعة بغير ما ذكرنا = فتتبع مواردهم ودلنا عليها .. فإن لم تجد = تبقى الحجة لنا حتى تجد .. ولا نرى إلا أنا قد أنصفناك ..
بوركت وجزاك الله خيراً ..
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 09 - 09, 08:03 ص]ـ
يكفيك قول أحمد: (الدم لم يختلف الناس فيه)
ولغيره ممن سبقه أو عاصره ما هو مثل ذلك.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[28 - 09 - 09, 08:05 م]ـ
وليس هناك دليل عنده إلا هذا؟
لا تتم الحجة إلا أن يكون لا يستدل إلا بهذا ..
وأنى هذا: والآية هي أشهر استدلالات المستدلين ..
فالمسألة بحالها: لو عرفتَ مثالاً واحدا لمسألة واحدة استدل عليها واحد من القرون المفضلة أو الأئمة الأربعة بغير ما ذكرنا = فتتبع مواردهم ودلنا عليها .. فإن لم تجد = تبقى الحجة لنا حتى تجد .. ولا نرى إلا أنا قد أنصفناك ..
تنبيه: برجاء توثيق المعلومة؛ فأنت لم تعز عبارة أحمد التي ذكرتها لمصدر ..
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 09 - 09, 11:08 م]ـ
وليس هناك دليل عنده إلا هذا؟
لا تتم الحجة إلا أن يكون لا يستدل إلا بهذا ..
وأنى هذا: والآية هي أشهر استدلالات المستدلين ..
فالمسألة بحالها: لو عرفتَ مثالاً واحدا لمسألة واحدة استدل عليها واحد من القرون المفضلة أو الأئمة الأربعة بغير ما ذكرنا = فتتبع مواردهم ودلنا عليها .. فإن لم تجد = تبقى الحجة لنا حتى تجد .. ولا نرى إلا أنا قد أنصفناك ..
تنبيه: برجاء توثيق المعلومة؛ فأنت لم تعز عبارة أحمد التي ذكرتها لمصدر ..
عجيب أن يسأل مثلكم عن مصدر عبارة مشتهرة عن إمام أهل السنة شهرة فائقة .. وممن ذكرها عنه شيخ الإسلام ابن تيمية في "شرح العمدة" ..
قال: (وسُئِل: القيح والدم عندك سواء؟. فقال: "الدم لم يختلف الناس فيه، والقيح قد اختلف الناس فيه")
ثم ها أنت تزيد قيداً لعبارتك التي نقدناها، والمطلوب منك: إثبات أن أحمد -رحمه الله- يستدل بالأية، وما يدريك؟! إن تتبع إلا الظن. فلا نسلم لك.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[28 - 09 - 09, 11:55 م]ـ
مجموع فتاوى ابن تيمية - (ج 5 / ص 330)
(والإمام أحمد ذكر إجماع الناس على أنها لا تجب في صلاة الجهر) يعني قراءة الفاتحة
المغني - (ج 8 / ص 74)
(أنه بيع دين بدين، ولا يجوز ذلك بالإجماع.
قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن بيع الدين بالدين لا يجوز.
وقال أحمد: إنما هو إجماع.
وقد روى أبو عبيد في الغريب، {أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الكالئ بالكالئ}.
وفسره بالدين بالدين.
إلا أن الأثرم روى عن أحمد، أنه سئل: أيصح في هذا حديث؟ قال: لا)
الشرح الكبير لابن قدامة - (ج 2 / ص 101)
(وإن نسي صلاة حضر فذكرها في السفر وجبت عليه أربعا بالاجماع حكاه الامام أحمد وابن المنذر)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 01:49 ص]ـ
بارك الله فيكم ...
1 - سؤالي عن مصدر العبارة غرضه الدقة العلمية. والتوثيق ومجرد الاشتهار = لا يُغني.
2 - لم أزد قيوداً وأنا أجزم أنك للآن لم تفقه عبارتي التي تنتقدها فقهاً تاماً.
3 - كل موضع فيه استدلال إمام بالإجماع لا ينفع هاهنا .. لأن القطع قائم أن هذا الإجماع معه الآيات والأحاديث التي في الباب وهذا ليس ظناً بل هو مقطوع به .. ومن ذا الذي يقول إن الإمام استدل على نجاسة الدم بالإجماع ولم يستدل بالآية ونحوها قبله؟؟
الحق يا أبا يوسف لا أحب لك أن تتورط في مثل ذلك لمجرد الرد علي .. فأمري سهل .. وإنما اطلب الحق من وجهه ..
وقد استدل أحمد بآية الدم التي في الأنعام في مسائل صالح (ص/77) ..
والأمثلة التي ذكرها أبو عبد الرحمن-وكل مثال يأتي- .. لو تتبع كل نقولات الإمام (وغيره من الأئمة الذين يتوهم عنهم غير ذلك) = لوجد أدلته على المسألة وأنه لم يستدل بالإجماع وحده ..
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 09 - 09, 02:03 ص]ـ
بارك الله فيكم ...
1 - سؤالي عن مصدر العبارة غرضه الدقة العلمية. والتوثيق ومجرد الاشتهار = لا يُغني.
2 - لم أزد قيوداً وأنا أجزم أنك للآن لم تفقه عبارتي التي تنتقدها فقهاً تاماً.
3 - كل موضع فيه استدلال إمام بالإجماع لا ينفع هاهنا .. لأن القطع قائم أن هذا الإجماع معه الآيات والأحاديث التي في الباب وهذا ليس ظناً بل هو مقطوع به .. ومن ذا الذي يقول إن الإمام استدل على نجاسة الدم بالإجماع ولم يستدل بالآية ونحوها قبله؟؟
الحق يا أبا يوسف لا أحب لك أن تتورط في مثل ذلك لمجرد الرد علي .. فأمري سهل .. وإنما اطلب الحق من وجهه ..
وقد استدل أحمد بآية الدم التي في الأنعام في مسائل صالح (ص/77) ..
والأمثلة التي ذكرها أبو عبد الرحمن-وكل مثال يأتي- .. لو تتبع كل نقولات الإمام (وغيره من الأئمة الذين يتوهم عنهم غير ذلك) = لوجد أدلته على المسألة وأنه لم يستدل بالإجماع وحده ..
مجرد الاستفاضة في النقل عن أصحاب الإمام كافية عندنا، وائتني بما استدل عليه الإمام -رحمه الله- في مسائل صالح، وإن كنتَ محقاً سلمتُ لك، ولا يضيرني ذلك شيئاً .. وليس الغرض أن أرد عليك، ولكنه كلامٌ أعده من الجنايات على الشريعة، ثم عن أي منهج تتحدث؟!!
وما ذكره أخونا أبو عبدالرحمن في مسألته الثانية جواب صحيح عن كلامك، ولا يجوز لمن ثبت عنده الإجماع أن يتجاوزه ولو لم يجد له مستنداً.
قال في مشاركته:
المغني - (ج 8 / ص 74)
(أنه بيع دين بدين، ولا يجوز ذلك بالإجماع.
قال ابن المنذر: أجمع أهل العلم على أن بيع الدين بالدين لا يجوز.
وقال أحمد: إنما هو إجماع.
وقد روى أبو عبيد في الغريب، {أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع الكالئ بالكالئ}.
وفسره بالدين بالدين.
إلا أن الأثرم روى عن أحمد، أنه سئل: أيصح في هذا حديث؟ قال: لا)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/181)
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 02:31 م]ـ
ولا يجوز لمن ثبت عنده الإجماع أن يتجاوزه ولو لم يجد له مستنداً.
وهل هذه هي مسألتنا؟؟!!
هل هذا هو محل البحث؟؟!!
أرجو منك التدقيق في محل بحثنا ..
وأرجو منك بيان موضع الجناية في عبارتي لنختبر مدى فقهك لكلامي ..
وما أورده أخونا أبو عبد الرحمن دليل لي .. فالإمام لم يستدل بالإجماع وحده وإنما ضم إليه الحديث الضعيف .. وعد أحدهما معضداً للآخر .. وهذا عين ما فعله الشافعي في هذه المسألة فعضد المسألة بحديث: ((من أسلف فليسلف .. )) أي: فليعط.
وليست هذه مسألة فرد .. بل خصها بعض أهل العلم برسالة جمع فيها الأحاديث الضعيفة المعضدة بالإجماع والمعضد بها الإجماع ...
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 09 - 09, 04:14 م]ـ
فلتثبت لنا أن الإمام أحمد اعتد بهذا الحديث الضعيف واعتبره حجة في هذا المقام.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[29 - 09 - 09, 06:59 م]ـ
بارك الله فيك ..
لا يتم لأحمد حكاية الاتفاق على منع بيع الدين بالدين إلا أن يكون مراده هو بيع الكاليء بالكاليء .. فتلك هي الصورة المحرمة .. وإلا فمطلق بيع الدين بالدين لم يُتفق على تحريمه،فكيف يحكي فيه أحمد الإجماع؟؟
فثبت أن أحمد إنما يحكي إجماعاً على معنى ذلك الحديث .. ولا يقول منصف مريد للحق إن هذا الحديث كان خارجاً عن مفردات تلك الحجية وأن لهذا الإجماع أصل مجهول غير هذا الحديث!!!
ولذا يقول شيخ الإسلام: ((بيع الدين بالدين ليس فيه نص عام ولا إجماع وإنما ورد النهي عن بيع الكالىء بالكالىء والكالىء هو المؤخر الذي لم يقبض كما لو أسلم شيئا في شيء في الذمة وكلاهما مؤخر فهذا لا يجوز بالاتفاق وهو بيع كالىء بكالىء)).
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 09 - 09, 11:03 م]ـ
بارك الله فيك ..
لا يتم لأحمد حكاية الاتفاق على منع بيع الدين بالدين إلا أن يكون مراده هو بيع الكاليء بالكاليء .. فتلك هي الصورة المحرمة .. وإلا فمطلق بيع الدين بالدين لم يُتفق على تحريمه،فكيف يحكي فيه أحمد الإجماع؟؟
فثبت أن أحمد إنما يحكي إجماعاً على معنى ذلك الحديث .. ولا يقول منصف مريد للحق إن هذا الحديث كان خارجاً عن مفردات تلك الحجية وأن لهذا الإجماع أصل مجهول غير هذا الحديث!!!
ولذا يقول شيخ الإسلام: ((بيع الدين بالدين ليس فيه نص عام ولا إجماع وإنما ورد النهي عن بيع الكالىء بالكالىء والكالىء هو المؤخر الذي لم يقبض كما لو أسلم شيئا في شيء في الذمة وكلاهما مؤخر فهذا لا يجوز بالاتفاق وهو بيع كالىء بكالىء)).
لن أقف هنا كثيراً
فأنا أقول: وما يدريك؟ لعله أخذ بالإجماع فيه ولم يأخذ بالحديث لضعفه ..
وأراد بهذه اللفظة بيع الكالئ بالكالئ، أو أرادها ويزيد.
وما أجبت عن سؤالي حول ما نقلتَه من "المسائل".
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[30 - 09 - 09, 04:47 م]ـ
بارك الله فيك .. الذي في المسائل عزوته لك بالصفحة ..
ورجاء لتنظيم الحوار والإفادة: أرجو أن تحدد لي موضع الجناية بالضبط في كلامي؟
ما هو الخطأ في عبارتي تحديداً؟
ما هو محل النزاع المعين بيني وبينك؟
جزاك الله خيراً ..
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[01 - 12 - 09, 02:58 ص]ـ
للفائدة ..
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[08 - 12 - 09, 12:45 ص]ـ
للرفع
والفائدة(95/182)
موضوع الحِيِل مهم ونريد المشاركة في ذكر مراجعه.
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[15 - 05 - 08, 09:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موضوع الحِيَل على التكاليف الشرعية موضوع غاية بالأهمية، فأقترح أن نذكر هنا ما نقف عليه من مصادر مقروءة أو مسموعة أو مرئية خآصة بهذا الموضوع.
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[16 - 05 - 08, 12:00 ص]ـ
تنتشر الحيل بشدة في هذه الأيام خصوصا في موضوع تحقيق الربا بالبيع، وبصور مختلفة كثيرة ... وللأسف أفتى بجواز بعضها بعض علمائنا الكبار، ولا أحد معصوم من الزلل، بشكل يخالف جماهير العلماء والأئمة السابقين في القرون الخيرية فالتقفها أهل ألشهوات وانتشرت انتشارا عجيبا ......
ويقول أيوب السختياني رحمة الله عليه: يضحكون على الله كما يضحكون على الآدمي، لو أتو الأمر عيانا كان أهون علي) سيرة أيوب- سير أعلام النبلاء
فالله المستعان ...
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[16 - 05 - 08, 01:18 ص]ـ
راجع كلام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان فإنه ذكر مجموعة من الحيل
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[16 - 05 - 08, 03:40 ص]ـ
راجع كتاب إبطال الحيل
لإبن بطة العكبري
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 05 - 08, 05:53 ص]ـ
كتاب:
الحيل الفقهية
ضوابطها وتطبيقاتها على الحوال الشخصية
تأليف
الدكتور صالح بن إسماعيل بوبشيش
من مطبوعات الرشد، وقد أصدروها ضمن سلسلة الرشد للرسائل الجامعية.(95/183)
جاءت بعض الأحاديث تدل على وقوع المسخ فما هي أسبابة؟
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[15 - 05 - 08, 09:37 ص]ـ
جاءت بعض الأحاديث تدل على وقوع المسخ في هذه الأمة.
فما هي أسبابة؟
فهل حديث هذا؟
وما هي صور هذا المسخ؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 05:37 م]ـ
[بين يدي الساعة مسخ وخسف وقذف]. (قال الألباني صحيح وله شواهد كثيرة منها عن هلال بن يساف نحوه إلا أنه قال: فقال رجل من المسلمين: يا رسول الله ومتى ذاك؟ قال: إذا ظهرت القينات والمعازف وشربت الخمور. وفي رواية زاد ويبدأ بأهل المظالم
سيكون في آخر الزمان خسف و قذف و مسخ إذا ظهرت المعازف و القينات و استحلت الخمر.
تخريج السيوطي
(طب) عن سهل بن سعد.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 3665 في صحيح الجامع.
وقال في السلسلة الصحيحة أيضا ..
يكونن في هذه الأمة خسف و قذف و مسخ، و ذلك إذا شربوا الخمور و اتخذواالقينات و ضربوا بالمعازف ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 5/ 236:
أخرجه ابن أبي الدنيا في " ذم الملاهي " (ق 153/ 1) عن أبي بكر الهذلي عن
أنس مرفوعا به. قلت: و الهذلي هذا متروك. ثم رواه (154/ 1) عن عبد
الرحمن بن زيد بن أسلم عن أحد ولد أنس بن مالك و عن غيره عن أنس به نحوه. و
ابن زيد متروك أيضا. لكن الحديث روي من طرق يشد بعضها بعضا عن جمع من الصحابة
و عن غيرهم. الأول: سهل بن سعد الساعدي مرفوعا به. يرويه عبد الرحمن بن زيد
بن أسلم عن أبي حازم عنه. أخرجه ابن أبي الدنيا (152/ 2).
الثاني: عن عمران بن حصين مرفوعا به. يرويه عبد الله بن عبد القدوس قال:
حدثني الأعمش عن هلال بن يساف عنه. أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا، و الترمذي
(2213) و قال: " غريب ". قلت: يعني ضعيف، و رجاله صدوقون غير أن عبد الله
هذا كان يخطىء كما في " التقريب " فمثله يستشهد به.
الثالث: أبو أمامة الباهلي مرفوعا به نحوه. يرويه فرقد السبخي حدثني عاصم بن
عمرو البجلي عنه. أخرجه ابن أبي الدنيا أيضا. ثم أخرجه (154/ 1) عن علي بن
ثابت عن فرقد السبخي عن أبي أمامة به. و أحمد (5/ 259) من الطريق الأولى.
و فرقد لين الحديث، كثير الخطأ.
الرابع: عائشة مرفوعا به. يرويه أبو معشر عن محمد بن المنكدر عنها. أخرجه
ابن أبي الدنيا (152 - 153). و أبو معشر - اسمه نجيح بن عبد الرحمن السندي -
ضعيف. الخامس: علي بن أبي طالب مرفوعا نحوه في حديث أوله: " إذا عملت أمتي
... ". يرويه الفرج بن فضالة عن يحيى بن سعيد عن محمد بن علي عنه. أخرجه ابن
أبي الدنيا (153/ 1) و الترمذي (2211) و قال: " غريب، لا نعرفه إلا من
هذا الوجه، و الفرج بن فضالة قد تكلم فيه بعض أهل الحديث و ضعفه من قبل حفظه "
. و له طريق أخرى يرويه إسماعيل بن عياش عن عبد الرحمن التميمي عن عباد بن أبي
علي عن علي نحوه. قلت: و هذا سند رجاله موثقون، لكن لا أدري إن كان عباد هذا
سمع من علي؟
السادس: عن أبي هريرة مرفوعا نحوه. يرويه سليمان بن سالم أبو داود قال:
حدثنا حسان بن أبي سنان عن رجل عنه. أخرجه ابن أبي الدنيا (153/ 1 - 2).
قلت: و رجاله موثقون غير الرجل الذي لم يسم، و أخرجه الترمذي (2212) من
طريق رميح الجذامي - و هو مجهول - عن أبي هريرة به. السابع: عبد الرحمن بن
سابط مرسلا - و لم يذكر القينات. أخرجه ابن أبي الدنيا و إسناده صحيح مرسل.
الثامن و التاسع: سعيد بن المسيب و إبراهيم النخعي مرسلا. يرويه فرقد و حدثني
قتادة عن سعيد بن المسيب، و حدثني إبراهيم النخعي به. أخرجه أحمد (5/ 259)
. قلت: و فرقد لين الحديث كما سبق، لكن إذا انضم إليه ما لم يشتد ضعفه من
الأحاديث المتقدمة، و خاصة حديث ابن سابط المرسل الصحيح السند، فلا يشك حينئذ
حديثي أن الحديث يرتقي بمجموع ذلك إلى مرتبة الصحيح، و لاسيما و له شاهد من
حديث أبي مالك الأشعري سبق تخريجه برقم (90 و 91). و أما الشطر الأول منه
فقد صح من حديث عبد الله بن عمرو، خرجته في " الروض النضير " (1004) و له
شواهد أخرى تقدم ذكرها برقم (1787).(95/184)
يَنْبُوعُ الْخَيْرِ وَأَصْلُهُ
ـ[صهيب بن عبدالله الغامدي]ــــــــ[15 - 05 - 08, 07:04 م]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله: [يَنْبُوعُ الْخَيْرِ وَأَصْلُهُ: إخْلَاصُ الْعَبْدِ لِرَبِّهِ عِبَادَةً وَاسْتِعَانَةً كَمَا فِي قَوْلِهِ: {إيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} وَفِي قَوْلِهِ: {فَاعْبُدْهُ وَتَوَكَّلْ عَلَيْهِ} وَفِي قَوْلِهِ: {عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} وَفِي قَوْلِهِ: {فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ} بِحَيْثُ يَقْطَعُ الْعَبْدُ تَعَلُّقَ قَلْبِهِ مِنْ الْمَخْلُوقِينَ انْتِفَاعًا بِهِمْ أَوْ عَمَلًا لِأَجْلِهِمْ وَيَجْعَلُ هِمَّتَهُ رَبَّهُ تَعَالَى وَذَلِكَ بِمُلَازَمَةِ الدُّعَاءِ لَهُ فِي كُلِّ مَطْلُوبٍ مِنْ فَاقَةٍ وَحَاجَةٍ وَمَخَافَةٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ وَالْعَمَلِ لَهُ بِكُلِّ مَحْبُوبٍ. وَمَنْ أَحَكَمَ هَذَا فَلَا يُمْكِنُ أَنْ يُوصَفَ مَا يُعْقِبُهُ ذَلِكَ](95/185)
رواية المرأة للحديث
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[15 - 05 - 08, 09:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إن رواية المرأة لحديث النبي صلى الله عليه وسلم بلغ مكانة عظيمة بل فاقت الرجل في صدق الرواية والتبليغ ولذلك قال الحافظ الذهبي: "لم يُؤثر عن امرأة أنها كذبت في حديث"، وقال الشوكاني: "لم ينقل عن أحد من العلماء بأنه رد خبر امرأة لكونها امرأة، فكم من سنة قد تلقتها الأمة بالقبول من امرأة واحدة من الصحابة، وهذا لا ينكره من له أدنى نصيب من علم السنة" ..
وإن المرأة تولت مهمة رواية الحديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم في كل ما يهمها ونستطيع بإذن الله تعالى أن نجمل بعضها فيما يلي:
1ـ أ حاديث شهود النساء صلاة الجماعة وتجنب الطيب.
عن زينب الثقفية رضي الله عنها قالت: قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم "إذا شهدت إحداكن المسجد فلا تَمَسَّ طيبا " صحيح مسلم.
وعنها أيضا قالت: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم " أيتكن أرادت المسجد فلا تقربن طيبا " رواه النسائي وهو حديث صحيح.
وعنها أيضا قالت " إذا شهدت إحداكن العِشاء فلا تمس طيبا " رواه مسلم وأحمد، والنسائي.
2ـ أحاديث تحديد الإحداد على الميت.
سلمة عن أم حبيبة رضي الله عنهما عن زينب ابنة سلمة عن أم حبيبة رضي الله عنهما قالت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "لا يحل لامرأة تؤمن بالله واليوم الآخر أن تحد على ميت فوق ثلاث إلا على زوج أربعة أشهر وعشرا" رواه البخاري من حديث طويل.
وعن أم عطية أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: ((لاتحد امرأة على ميت فوق ثلاث إلا على زوج فإنها تحد عليه أربعة أشهر وعشرا، ولا تلبس ثوب مصبوغا إلا ثوب عصب ولا تكتحل ولا تمس طيبا، ولا تختضب، ولا تمشط إلا إذا طهرت تمس نبذة من قسط أو أظهار " رواه البخاري.
3ـ أحاديث القبلة للصائم.
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان ليقبل بعض أزواجه وهو صائم. صحيح البخاري. .
وعنها أيضا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم " يقبلني وهو صائم وأيكم يملك إربه كما كان رسول الله يملك إربه". مسلم.
4ـ أحاديث الاستحاضة:
قالت فاطمة بنت أبي حبيش قالت "يا رسول الله إني أستحاض فلا أطهر أفأدع الصلاة؟ قال: (لا. إن ذلك عرق، ولكن دعي الصلاة قدر الأيام التي كنت تحيضين فيها ثم اغتسلي وصلي ". رواه البخاري.
وفي صحيح مسلم: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لأم حبيبة بنت جحش "امكثي قدر ما كانت تحبسك حيضتك ثم اغتسلي وصلي"
وعَنْ حَمْنَةَ بِنْتِ جَحْشٍ قَالَتْ كُنْتُ أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم: أَسْتَفْتِيهِ وَأُخْبِرُهُ فَوَجَدْتُهُ فِي بَيْتِ أُخْتِي زَيْنَبَ بِنْتِ جَحْشٍ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً كَثِيرَةً شَدِيدَةً فَمَا تَأْمُرُنِي فِيهَا قَدْ مَنَعَتْنِي الصِّيَامَ وَالصَّلاةَ قَال: َ أَنْعَتُ لَكِ الْكُرْسُفَ فَإِنَّهُ يُذْهِبُ الدَّمَ قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ قَالَ: فَتَلَجَّمِي قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ قَال: فَاتَّخِذِي ثَوْبًا قَالَتْ هُوَ أَكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ إِنَّمَا أَثُجُّ ثَجًّا فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: سَآمُرُكِ بِأَمْرَيْنِ أَيَّهُمَا صَنَعْتِ أَجْزَأَ عَنْكِ فَإِنْ قَوِيتِ عَلَيْهِمَا فَأَنْتِ أَعْلَمُ فَقَالَ إِنَّمَا هِيَ رَكْضَةٌ مِنَ الشَّيْطَانِ فَتَحَيَّضِي سِتَّةَ أَيَّامٍ أَوْ سَبْعَةَ أَيَّامٍ فِي عِلْمِ اللَّهِ ثُمَّ اغْتَسِلِي فَإِذَا رَأَيْتِ أَنَّكِ قَدْ طَهُرْتِ وَاسْتَنْقَأْتِ فَصَلِّي أَرْبَعًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً أَوْ ثَلاثًا وَعِشْرِينَ لَيْلَةً وَأَيَّامَهَا وَصُومِي وَصَلِّي فَإِنَّ ذَلِكِ يُجْزِئُكِ وَكَذَلِكِ فَافْعَلِي كَمَا تَحِيضُ النِّسَاءُ وَكَمَا يَطْهُرْنَ لِمِيقَاتِ حَيْضِهِنَّ وَطُهْرِهِنَّ فَإِنْ قَوِيتِ عَلَى أَنْ تُؤَخِّرِي الظُّهْرَ وَتُعَجِّلِي الْعَصْرَ ثُمَّ تَغْتَسِلِينَ حِينَ تَطْهُرِينَ وَتُصَلِّينَ الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا ثُمَّ تُؤَخِّرِينَ الْمَغْرِبَ وَتُعَجِّلِينَ الْعِشَاءَ ثُمَّ تَغْتَسِلِينَ وَتَجْمَعِينَ بَيْنَ الصَّلاتَيْنِ فَافْعَلِي وَتَغْتَسِلِينَ مَعَ الصُّبْحِ وَتُصَلِّينَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/186)
وَكَذَلِكِ فَافْعَلِي وَصُومِي إِنْ قَوِيتِ عَلَى ذَلِكَ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَهُوَ أَعْجَبُ الامْرَيْنِ إِلَيَّ. رواه البخاري.
5ـ أحاديث الإغتسال من الجنابة.
عن ميمونة قالت"سترت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يغتسل من الجنابة، فغسل يديه، ثم صب بيمينه على شماله، فغسل فرجه وما أصابه، ثم مسح بيده على الحائط أو الأرض، ثم توضأ وضوءه للصلاة غير رجليه، ثم أفاض على جسده الماء، ثم تنحى فغسل قدميه. صحيح البخاري.
6ـ أحاد يث احتلام المرأة.
عن أم سلمة أم المؤمنين أنها قالت: جاءت أم سليم، أمرأة أبي طلحة، إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، إن الله لا يستحيي من الحق، هل على المرأة من غسل إذا هي احتلمت؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم"نعم إذا رأت الماء" صحيح البخاري.
وفي رواية للبخاري أيضاً: جاءت أم سليم إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله إن الله لا يستحيي من الحق، فهل على المرأة من غُسل إذا احتلمت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا رأت الماء. فغطّت أم سلمة - تعني وجهها – وقالت: يا رسول الله وتحتلم المرأة؟ قال: نعم، تربت يمينك! فبمَ يُشبهها ولدها؟.
وفي رواية لمسلم عن عائشة رضي الله عنها أن امرأة قالت لرسول الله صلى الله عليه وسلم: هل تغتسل المرأة إذا احتلمت، وأبصرت الماء؟ فقال: نعم. فقالت لها عائشة: تربت يداك وأُلّتْ! قالت: فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: دعيها، وهل يكون الشبه إلا من قبل ذلك؛ إذا علا ماؤها ماء الرجل أشبه الولد أخواله، وإذا علا ماء الرجل ماءها أشبه أعمامه.
6ـ أحاديث أحكام الحائض.
عائشة عن عائشة رضي الله عنها قالت"خرجنا لا نرى إلا الحج، فلما كنا بسرف حضت، فدخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وأنا أبكي، قال: (ما لك أنفست). قلت: نعم، قال"إن هذا أمر كتبه الله على بنات آدم، فاقضي ما يقضي الحاج، غير أن لا تطوفي بالبيت" قالت: وضحى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نسائه بالبقر. صحيح البخاري.
وعنها أيضا
أن النبي صلى الله عليه وسلم" كان يتكىء في حجري وأنا حائض، ثم يقرأ القرآن". صحيح البخاري.
وعنها أيضاً قالت "كانت إحدانا إذا كانت حائضا، فأراد رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يباشرها، أمرها أن تتزر في فور حيضتها، ثم يباشرها. قالت: وأيكم يملك إربه، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يملك إربه. صحيح البخاري.
عن أسماء بنت أبي بكر أنها قالت:
سألت امرأة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله، أرأيت إحدانا، إذا أصاب ثوبها الدم من الحيضة، كيف تصنع؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أصاب ثوب إحداكن الدم من الحيضة، فلتقرصه، ثم لتنضحه بماء، ثم لتصلي فيه). صحيح البخاري.
7ـ أحاديث الغيرة.
عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: ما غرت على امراة للنبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وماتت قبل ان يتزوجني لما كنت أسمعه يذكرها، وأمره الله أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب وإن كان ليذبح الشاة فيهدي في خلائلها منها ما يسعهن. لفظ البخاري، وفي لفظ عن عائشة: ما غرت على امرأة ما غرت على خديجة من كثرة ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم إياها وتزوجني بعدها بثلاث سنين، وأمره ربه - أو جبرائيل - أن يبشرها ببيت في الجنة من قصب.
وفي لفظ قالت: ما غرت على أحد من نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما غرت على خديجة وما رأيتها ولكن كان يكثر ذكرها وربما ذبح الشاة فيقطعها أعضاء ثم يبعثها في صدائق خديجة. فربما قلتك كأنه لم يكن في الدنيا امرأة إلا خديجة؟ فيقول: (إنها كانت وكانت، وكان لي منها ولد" أخرجاه في الصحيحين.
وعنها أيضاَ قال: استأذنت هالة بنت خويلد أخت خديجة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فعرف استئذان خديجة فارتاع فقال: (اللهم هالة) فغرت فقلت: ما تذكر عن عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين ماتت في الدهر أبدلك الله خيراً منها. قال: (ما ابدلني الله خيراً منها، وقد آمنت بي إذ كفر بي الناس، وصدقتني إذ كذبني، وآستني بمالها إذ حرمني الناس، ورزقني الله ولدها إذ حرمني أولاد النساء) - كان قبل أن يولد إبراهيم ابن النبي صلى الله عليه وسلم من مارية. وقبل مقدمها بالكلية وهذا معين فإن جميع أولاد النبي صلى الله عليه وسلم - كما تقدم وكما سيأتي - من خديجة إلا إبراهيم فمن مارية القبطية المصرية رضي الله عنها. صحيح.
8ـ أحاديث غسل الميت.
عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابْنَتَهُ فَقَالَ اغْسِلْنَهَا ثَلَاثًا أَوْ خَمْسًا أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ وَاجْعَلْنَ فِي الْآخِرَةِ كَافُورًا فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ فَأَلْقَى إِلَيْنَا حِقْوَهُ فَقَالَ أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ" صحيح البخاري.
وغير ذلك كثير، والله ولي التوفيق
yekhlef-ahmed@hotmail.com(95/187)
الاذكار التي عقب الصلاة
ـ[طلحة محمد خالد]ــــــــ[16 - 05 - 08, 12:27 ص]ـ
الاذكار التي عقب الصلاة لو قلتها خارج المسجد هل الاجر سواء وقولها بداخل المسجد في الوضع الذي يكون عليه الشخص عند السلام(95/188)
المسافة بين الصفوف في صلاة الجماعة
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[16 - 05 - 08, 02:15 ص]ـ
الحمدُ للهِ و الصلاةُ و السلامُ على رسولِ اللهِ
أما بعدُ
فحياكُم اللهُ و بياكُم و جَعَلَ الجنةَ مثواكُم
إخوانِي الأفَاضِل
ما هو الحدُ الفاصلُ في المسافةِ بين الصفوفِ في صلاةِ الجماعةِ؟
وما هو الدليلُ عليه؟
و هل يوجدُ بحثٌ مفصلٌ في المسألةِ
و جزاكُم اللهُ خيراً
ـ[أبو السها]ــــــــ[16 - 05 - 08, 10:06 ص]ـ
حدثنا مسلم بن إبراهيم ثنا أبان عن قتادة عن أنس بن مالك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: رصوا صفوفكم وقاربوا بينها وحاذوا بالأعناق فو الذي نفسي بيده إني لأرى الشيطان يدخل من خلل الصف كأنها الحذف رواه الإمام أحمد أبو داود والنسائي،
صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع:3505
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فيما معناه: للصفوف في الصلاة خمس سنن: وذكر منها: "تقاربها"
ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم " وقاربوا بينها" أي لا تباعدوا بينها
وحدالتقارب هو ما قاله العلماء في حد السترة، بحيث لا يتسع الفراغ لصف آخر بين الصفين،(95/189)
ما رأيكم في موضوع: ماذا يفعل لكـ القرآن عند وفاتكـ!!
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 02:50 ص]ـ
ماذا يفعل لكـ القرآن عند وفاتكـ!!
--------------------------------------------------------------------------------
تعلم ماذا يفعل لك القران عند موتك؟
عند موت الانسان وأثناء إنشغال أقربائه بمناسكِه الجنائزيةِ, يقفُ رجلٌ وسيمُ جداً بجوار رأس الميت. وعند تكفين الجثّة, يَدْخلُ ذلك الرجلِ بين الكفنِ وصدرِ الميّتِ. وبعد الدفنِ, يَعُودَ الناس إلى بيوتهم , ويأتي القبرِ ملكان مُنكرٌ ونكير , ويُحاولانَ أَنْ يَفْصلاَ هذا الرجلِ الوسيم عن الميتِ لكي يَكُونوا قادرين على سؤال الرجلِ الميتِ في خصوصية حول إيمانِه.
لكن يَقُولُ الرجل الوسيم: 'هو رفيقُي, هو صديقُي. أنا لَنْ أَتْركَه بدون تدخّل في أيّ حالٍ منَ الأحوالِ.
إذا كنتم معينينَّن لسؤالهِ, فأعمَلوا بما تؤمرونَ. أما أنا فلا أَستطيعُ تَرْكه حتى أدخلهْ إلى الجنةِ '.
ويتحول الرجل الوسيم إلى رفيقه الميت ويَقُولُ له:
'أَنا القرآن الذيّ كُنْتَ تَقْرأُه, بصوتٍ عالي أحياناً وبصوت خفيض أحياناً أخرى. لا تقلق. فبعد سؤال مُنكرٍ ونكير لا حزن بعد اليوم.
وعندما ينتهى السؤال , يُرتّبُ الرجل الوسيم والملائكة فراش من الحرير مُلأَ بالمسكِ للميت في الجنة.
فلندعو الله أن يُنعم علينا بإحسانه من هذا الخير. آمين آمين آمين.
يقول رسول الله (صلى الله عليه واله وسلم) , فيما معناه , يأتي القرآن يوم القيامة شفيعاً لأصحابه لا يعادل شفاعتهُ أمام الله نبي أو ملاك.
رجاءً أنقل هذا المحتوى إلى كُل شخص تعرفه.
فالنبي (صلى الله عليه واله ِ وسلم) يقول: ' بلغوا عني ولو آية'
أثبتت دراسة علمية
أن قراءة القرآن كل يوم تنشط جهاز المناعة وكذلك ملامسة الجبهة للأرض في وضع السجود يساعد على ضخ كمية أكبر من الدماء إلى المخ وتنشيطه
رجاء انشر هذه المعلومة لجميع أصدقائك ومحبيك لعل الله أن يهدي بها قلوبا زاغت عن طريق الحق وأغواها الشيطان ولك الأجر والثواب: ستين ثانية من وقتك فقط
,
هذا الموضوع منتشر بين المنتديات فأرجو تقييمخ ,و وساضع التقييم في المنتدى الذي وجدت فيه هذا الموضوع
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[16 - 05 - 08, 02:25 م]ـ
من أين أتوا بهذا
نحن مما ابتلينا به ناس تحب الدين وتحب الخير على جهل!!!
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 01:14 ص]ـ
أفهم من كلامك أن هذه القصة لا أصل لها ...
نريد قولا أكيدا
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[17 - 05 - 08, 01:20 ص]ـ
http://www.bahrainevents.com/forum/showpost.php?p=2482117&postcount=1
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 03:09 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين له الحمد الحسن والثناء الجميل، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يقول الحق وهو يهدي السبيل، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله النبي الجليل صلى الله عليه وعلى آله وصحبه من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
-حفظكم الله ورعاكم-
لا أستبعد أنه مرّت علينا مقالة في الشبكة العنكبوتية بعناوين مختلفة: (هل تريد أن يدفن معك هذا الرجل الوسيم في القبر) أو (ماذا يفعل القرآن عند موتك؟) أو (لن أتركه حتى يدخل الجنة) أو (من هو هذا الرجل الوسيم جداً؟)، لكن مضمونها واحد، ولهذه المقالة انتشار واسع، فإليكم بيان حالها بحول الله وقوته:
أولاً: (نص المقالة):
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عند موت الانسان وأثناء إنشغال أقربائه بمناسكِه الجنائزيةِ، يقفُ رجلٌ وسيمُ جداً بجوار رأس الميت. وبعد الدفنِ، يَعُودَ الناس إلى بيوتهم، ويأتي القبرِ ملكان مُنكرٌ ونكير، ويُحاولانَ أَنْ يَفْصلاَ هذا الرجلِ الوسيم عن الميتِ لكي يَكُونوا قادرين على سؤال الرجلِ الميتِ في خصوصية حول إيمانِه.
لكن يَقُولُ الرجل الوسيم: "هو رفيقُي، هو صديقُي. أنا لَنْ أَتْركَه بدون تدخّل في أيّ حالٍ منَ الأحوالِ. إذا كنتم معينينَّن لسؤالهِ، فأعمَلوا بما تؤمرونَ. أما أنا فلا أَستطيعُ تَرْكه حتى أدخلهْ إلى الجنةِ".
ويتحول الرجل الوسيم إلى رفيقه الميت ويَقُولُ له:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/190)
"أَنا القرآن الذيّ كُنْتَ تَقْرأُه، بصوتٍ عالي أحياناً وبصوت خفيض أحياناً أخرى. لا تقلق. فبعد سؤال مُنكرٍ ونكير لا حزن بعد اليوم.
وعندما ينتهى السؤال، يُرتّبُ الرجل الوسيم والملائكة فراش من الحرير مُلأَ بالمسكِ للميت في الجنة.
فلندعو الله أن يُنعم علينا بإحسانه من هذا الخير. آمين آمين آمين.
رجاءً أنقل هذا المحتوى إلى كُل شخص تعرفه.
ثانياً: (التعليق على المقالة):
هذه المقالة مبنية على حديثين، ولا يصح مضمون المقالة إلا إذا صحت هذه الأحاديث، فإليكم بيان درجتهما:
.: الحديث الأول:.
(من صلى منكم من الليل فليجهر بقراءته، فإن الملائكة تصلي وتسمع لقراءته، وإن مسلمي الجن الذين يكونون في الهواء وجيرانه الذين يكونون في مسكنه يصلون يقبلون بصلاته، ويستمعون لقراءته، فإنه يطرد بجهره قراءته عن داره ومن نزلها فساق الشياطين، ومردة الجن، وما من رجل تعلم كتاب الله عن ظهر قلب، يريد به وجه الله، ثم صلى به من الليل ساعة معلومة إلا أمرت به الليلة الماضية الليلة المستأنفة أن تكون عليه خفيفة، وأن ينبه في ساعته، فإذا مات تصور صور القرآن في صورة حسنة جميلة، ثم جاء فوقف على رأسه وأهله يغسلونه، لا يفارقه حتى يفرغ من جهازه، فإذا وضع على سريره دخل حتى يكون على جهازه ودون الكفن، فإذا وضع في لحده وتولى عنه أصحابه، وجاءه منكر ونكير جاء حتى يكون بينه وبينهما، فيقولان له: إليك عنا حتى نسأله، فيقول: كلا ورب الكعبة، لا أفارقه حتى أدخله الجنة، فينظر القرآن إلى صاحبه فيقول له: اسكن وأبشر، فإنك ستجدني من الجيران جار صدق، ومن الأصحاب صاحب صدق، ومن الأخلاء خليل صدق، قال: فيقول: من أنت؟ فيقول: أنا القرآن الذي كنت تجهر بي، وتخفي بي، وتسر بي، وتعلن بي، وكنت تحبني وأنا أحبك اليوم، ومن أحببته أحبه الله، ليس عليك بعد مسألة منكر ونكير من غم ولا هم ولا هول، فإذا سألاه منكر ونكير وصعدا عنه، بقي هو والقرآن في القبر، فيقول القرآن: لأفرشنك فراشا لينا، ومهدا وثيرا، ودثارا دفيئا حسنا جميلا، جزاء لك بما أسهرت ليلك، ومنعتك شهوتك وعينيك وأذنيك وسمعك وبصرك، قال: فلينظر فينظر إلى السماء أسرع من الطرف، فيسأل له فراشا ودثارا فيعطيه الله ذلك، فينزل به ألف ملك من مقربي ملائكة السماء السابعة، وتجيء الملائكة فتسلم عليه، فيقول له القرآن: هل استوحشت بعدي؟ ما زلت منذ فارقتك أن كلمت إلهي الذي أخرجت منه لك بفراش ودثار ومصباح، فهذا قد جئتك به، فقم حتى تفرشك الملائكة، قال: فيوضع فيدفع في قبره من قبل لحده، ثم يرفع من جانبه الآخر، فيتسع عليه مسيرة أربعمائة عام، ويوضع له فراش بطائنه من حريرة خضراء، وحشوه المسك الأذفر، في لين الخز والقز، ويوضع له مرافق عند رأسه ورجليه من السندس والاستبرق، ويوضع له سراج من نور في مسرجة من ذهب عند رأسه ورجليه، يزهران إلى يوم القيامة، ثم تضجعه الملائكة على شقه الأيمن على فراشه، مستقبل القبلة، ثم ينفخ أولئك الألف في وجهه فيسلمون، ويزودونه ياسمين من الجنة، ثم يصعدون إلى السماء، فينظر إليه الإنسان وهو مضطجع على فراشه حتى يلجوا في السماء، ثم يأخذ القرآن الياسمين الذي زودته الملائكة فيضعه عند رأسه، فيشم غضا طريا حتى يبعث، ويرجع القرآن إلى أهله فيجيؤه بخبرهم كل يوم وليلة، ويتعاهد تربيته كما يتعاهد الوالد ولده بالخير، فإذا تعلم أحد من ولده القرآن بشره بذلك في قبره، وإن كان عقبه عقب سوء أتاهم كل غدوة وعشية، فيطأ صاحبه في داره، ويدعو لعقبه بالخير والإقبال)
رواه العقيلي في الضعفاء الكبير (2/ 39 - 40) وابن أبي الدنيا في التهجد وقيام الليل (1/ 5) ومحمد بن الضريس في فضائل القرآن (ص 65 - 67) وابن الجوزي في الموضوعات (1/ 410 - 411) وغيرهم من طريق داود الكرماني الطفاوي عن مسلم بن أبي مسلم عن مورق العجلي عن عبيد بن عمير الليثي أنه سمع عبادة بن الصامت رضي الله عنه يقول: فذكره.
وطريق ابن الجوزي يختلف في بعض رواته عن البقية المذكورين، كما أنه رواه مرفوعاً بخلاف البقية فقد رووه موقوفاً.
قلت: هذا حديث باطل منكر موضوع، فيه:
داود الكرماني الطفاوي: هالك، ليس بشيء، يُترك، حديثه باطل لا أصل له، وهو المتهم به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/191)
ولذلك نص أهل العلم على بطلان هذا الحديث وكونه موضوعاً:
1. قال الإمام يحيى بن معين كما في الضعفاء الكبير (2/ 38):
(داود الطفاوي الذي روى عنه المقري، حديث القرآن، ليس بشيء) ا. هـ
2. قال الإمام العقيلي في الضعفاء الكبير (2/ 38) في ترجمة داود:
(حديثه باطل لا أصل له) ا. هـ ثم ساق هذا الحديث.
3. قال الحافظ ابن الجوزي في الموضوعات (1/ 412):
(هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، والمتهم به داود، قال يحيى بن معين: داود الطفاوى الذي روى عنه حديث القرآن ليس بشئ. وقال العقيلى: حديث داود باطل لا أصل له، ثم فيه الكديمى، وكان وضاعا للحديث) ا. هـ الكديمي بريء منه لأنه توبع.
4. قال الحافظ الذهبي في تلخيص الموضوعات (ص 71):
(وذا موضوع فيهم الكديمي -متهم- عن يونس بن عبيد الله عن داود الكرماني وهو هالك) ا. هـ
5. قال العلامة الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (ص 305):
(فيه نكارة شديدة، وألفاظ يعرف من نظرها أنها موضوعة) ا. هـ
6. قال العلامة المعلمي في تحقيقه للفوائد المجموعة (ص 306):
(من طريق داود، عن صهر له سماه مرة مسلم بن شداد، ومرة مسلم بن مسلم، ومرة مسلم بن أبي مسلم، والخبر موضوع باتفاقهم، فمنهم من حمل على داود، ومنهم من حمل على شيخه المجهول) ا. هـ
7. قال العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة (6821):
(موضوع) ا. هـ
**
.: الحديث الثاني:.
(من صلى منكم من الليل فليجهر بقراءته فإن الملائكة تصلي بصلاته، وتسمع لقراءته، وإن مؤمني الجن الذين يكونون في الهواء، وجيرانه معه في مسكنه يصلون بصلاته، ويستمعون قراءته، وإنه ليطرد بجهر قراءته عن داره، وعن الدور التي حوله فساق الجن، ومردة الشياطين، وإن البيت الذي يقرأ فيه القرآن عليه خيمة من نور يقتدي بها أهل السماء كما يقتدون بالكوكب الدري في لجج البحار، وفي الأرض القفر فإذا مات صاحب القرآن رفعت تلك الخيمة فينظر الملائكة من السماء فلا يرون ذلك النور فتنعاه الملائكة من سماء إلى سماء فتصلي الملائكة على روحه في الأرواح، ثم تستقبل الملائكة الحافظين اللذين كانا معه، ثم تستغفر له الملائكة إلى يوم يبعث، وما من رجل تعلم كتاب الله، ثم صلى ساعة من الليل إلا أوصت به تلك الليلة الماضية الليلة المستقبلة أن تنبهه لساعته، وأن تكون عليه خفيفة، وإذا مات وكان أهله في جهازه يجيء القرآن في صورة حسنة جميلة واقفا عند رأسه حتى يدرج في أكفانه فيكون القرآن على صدره دون الكفن، فإذا وضع في قبره، وسوي عليه، وتفرق عنه أصحابه أتاه منكر، ونكير فيجلسانه في قبره يجيء القرآن حتى يكون بينه وبينهما فيقولان له: إليك حتى نسأله، فيقول: لا ورب الكعبة إنه لصاحبي، وخليلي ولست أخذله على حال فإن كنتما أمرتما بشيء فامضيا لما أمرتما، ودعاني مكاني فإني لست أفارقه حتى أدخله الجنة إن شاء الله، ثم ينظر القرآن إلى صاحبه، فيقول له: اسكن فإنك ستجدني من الجيران جار صدق ومن الأخلاء خليل صدق، ومن الأصحاب صاحب صدق، فيقول له: من أنت؟ فيقول: أنا القرآن الذي كنت تجهر بي، وتخفيني، وكنت تحبني فأنا حبيبك فمن أحببته أحبه الله ليس عليك بعد مسألة منكر ونكير من غم، ولا هم، ولا حزن، فيسأله منكر، ونكير، ويصعدان، ويبقى هو والقرآن، فيقول: لأفرشنك فراشا لينا، ولأدثرنك دثارا حسنا جميلا جزاء لك بما أسهرت ليلك، وأنصبت نهارك، قال، فيصعد القرآن إلى السماء أسرع من الطرف فيسأل الله ذلك له فيعطيه الله ذلك، فينزل به ألف ألف من مقربي السماء السادسة فيجيئه القرآن، ويقول: هل استوحشت؟ ما زلت مذ فارقتك أن كلمت الله تبارك وتعالى حتى أخرجت لك منه فراشا، ودثارا، ومصباحا وقد جئتك به فقم حتى تفرشك الملائكة، قال: فتنهضه الملائكة إنهاضا لطيفا، ثم يفسح له في قبره مسيرة أربع مائة عام ثم يوضع له فراش بطانته من حرير أخضر حشوه المسك الأذخر، ويوضع له مرافق عند رجليه ورأسه من السندس، والإستبرق، ويسرج له سراجان من نور الجنة عند رأسه ورجليه يزهران إلى يوم القيامة، ثم تضجعه الملائكة على شقه الأيمن مستقبل القبلة، ثم يؤتى بياسمين من ياسمين الجنة، ويصعد عنه، ويبقى هو والقرآن فيأخذ القرآن الياسمين فيضعه على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/192)
أنفه غضا فيستنشقه حتى يبعث، ويرجع القرآن إلى أهله فيخبره بخبرهم كل يوم وليلة، ويتعاهده كما يتعاهد الوالد الشفيق ولده بالخبر فإن تعلم أحد من ولده القرآن بشره بذلك، وإن كان عقبه عقب السوء دعا لهم بالصلاح والإقبال أو كما ذكر)
رواه البزار في مسنده (7/ 97 - 99) من طريق بسطام بن خالد الحراني قال أخبرنا نصر بن عبد الله أبو الفتح عن ثور بن يزيد عن خالد بن معدان عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: فذكره.
قلت: هذا حديث غريب منقطع منكر جداً، فيه:
1. انقطاع: خالد بن معدان لم يسمع من معاذ بن جبل رضي الله عنه.
2. نصر بن عبد الله: مجهول لا يُعرف.
3. بسطام بن خالد الحراني: مجهول لا يُعرف.
ولذلك نص أهل العلم على انقطاع هذا الحديث ونكارته:
1. قال الإمام البزار في مسنده (7/ 99) بعد رواية الحديث:
(وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم بهذا اللفظ إلا من هذا الوجه ولم يسمع خالد بن معدان من معاذ وإنما ذكرناه لأنا لم نحفظه عن النبي صلى الله عليه وسلم، إلا من هذا الوجه فلذلك ذكرناه) ا. هـ
2. قال الحافظ المنذري في الترغيب والترهيب (1/ 296):
(في إسناده من لا يعرف حاله وفي متنه غرابة كثيرة بل نكارة ظاهرة وقد تكلم فيه العقيلي وغيره ورواه ابن أبي الدنيا وغيره عن عبادة بن الصامت موقوفاً عليه ولعله أشبه) ا. هـ يُشير بأول كلامه إلى نصر وبسطام.
3. قال الحافظ العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (1/ 280):
(حديث منكر منقطع) ا. هـ
4. قال الحافظ الهيثمي في مجمع الزوائد (2/ 254):
(فيه من لم أجد من ترجمه) ا. هـ يُشير إلى نصر وبسطام.
5.قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في نتائج الأفكار (2/ 21):
(فيه مع انقطاعه نصر بن عبد الله ما عرفته، وبقية رجاله ثقات) ا. هـ
6. قال الحافظ السيوطي في شرح الصدور بشرح حال الموتى والقبور (ص 129):
(هذا حديث غريب في إسناده جهالة وانقطاع) ا. هـ
7. نقل العلامة الزبيدي في إتحاف السادة المتقين (4/ 494) كلام الحافظ العراقي نقل إقرار من غير إنكار.
8. قال العلامة الشوكاني في الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة (ص 305):
(فيه نكارة شديدة، وألفاظ يعرف من نظرها أنها موضوعة) ا. هـ
9. قال العلامة المعلمي في تحقيقه للفوائد المجموعة (ص 306):
(خالد بريء منه، وكذا ثور، والبلاء ممن دونهما، فإن بسطاماً، ونصراً لا يعرفان، وإليهما أشار الهيثمي في مجمع الزوائد قال " فيه من لم أجد من ترجمه") ا. هـ
10. قال العلامة الألباني في السلسلة الضعيفة (14/ 733):
(ذكر له-لحديث عبادة-السيوطي في اللآلئ (1/ 241) شاهداً من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه، ولكنه مما لا ينهض للشهادة في نقدي، لانقطاع وجهالة في إسناده، ولأنه كالمشهود له من حيث بطلان متنه) ا. هـ
فذكر حديث معاذ رضي الله عنه ونقل كلام البزار والمنذري والهيتمي، ثم قال (14/ 734):
(وأما قوله-أي الحافظ المنذري-في الموقوف: "لعله أشبه" مما لا وجه له، لأنه من اختصار بعض الرواة، وكذلك هو عند العقيلي، ولأنه من الأمور الغيبية التي لا تقال بالرأي، بل هو موضوع ظاهر الوضع، باطل المتن كما تقدم، وأوله مخالف لقوله تعالى: "ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها وابتغ بين ذلك سبيلاً"، ولقوله صلى الله عليه وآله وسلم لعمر حينما مر به وهو يقرأ في الليلة جهراً، ولما سأله، قال: يا رسول الله! أوقظ الوسنان، وأطرد الشيطان! فقال له صلى الله عليه وآله وسلم: "فاخفض من صوتك قليلاً" في قصة معروفة في السنن وغيرها، وصححها ابن خزيمة (1161)) ا. هـ
وقال في ضعيف الترغيب والترهيب (367): موضوع.
...
ثالثاً: (فتاوى مهمة):
1. قال فضيلة الشيخ محمد صالح المنجد حفظه الله تعالى:
(الحمد للّه
الذي جاء في السنة النبوية الصحيحة من تمثل العمل الصالح، ومنه قيام العبد بالقرآن الكريم، بالرجل الحسن في القبر ما يلي:
1 - عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/193)
(إِنَّ الْعَبْدَ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي انْقِطَاعٍ مِنْ الدُّنْيَا وَإِقْبَالٍ مِنْ الْآخِرَةِ نَزَلَ إِلَيْهِ مَلَائِكَةٌ مِنْ السَّمَاءِ بِيضُ الْوُجُوهِ كَأَنَّ وُجُوهَهُمْ الشَّمْسُ، مَعَهُمْ كَفَنٌ مِنْ أَكْفَانِ الْجَنَّةِ، وَحَنُوطٌ مِنْ حَنُوطِ الْجَنَّةِ حَتَّى يَجْلِسُوا مِنْهُ مَدَّ الْبَصَرِ ... إلى أن قال – في وصف حال المؤمن في القبر -:
فَيُنَادِي مُنَادٍ فِي السَّمَاءِ أَنْ صَدَقَ عَبْدِي فَأَفْرِشُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَأَلْبِسُوهُ مِنْ الْجَنَّةِ، وَافْتَحُوا لَهُ بَابًا إِلَى الْجَنَّةِ، قَالَ: فَيَأْتِيهِ مِنْ رَوْحِهَا وَطِيبِهَا وَيُفْسَحُ لَهُ فِي قَبْرِهِ مَدَّ بَصَرِهِ.
قَالَ: وَيَأْتِيهِ رَجُلٌ حَسَنُ الْوَجْهِ، حَسَنُ الثِّيَابِ، طَيِّبُ الرِّيحِ، فَيَقُولُ: أَبْشِرْ بِالَّذِي يَسُرُّكَ، هَذَا يَوْمُكَ الَّذِي كُنْتَ تُوعَدُ. فَيَقُولُ لَهُ: مَنْ أَنْتَ؟ فَوَجْهُكَ الْوَجْهُ يَجِيءُ بِالْخَيْرِ. فَيَقُولُ: أَنَا عَمَلُكَ الصَّالِحُ. فَيَقُولُ: رَبِّ أَقِمْ السَّاعَةَ حَتَّى أَرْجِعَ إِلَى أَهْلِي وَمَالِي)
رواه أحمد (4/ 362) وصححه الألباني في "أحكام الجنائز" (156)
2 - عن بريدة رضي الله عنه قال: سمعت النبي- صلى الله عليه وسلم - يقول:
(َإِنَّ الْقُرْآنَ يَلْقَى صَاحِبَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ حِينَ يَنْشَقُّ عَنْهُ قَبْرُهُ كَالرَّجُلِ الشَّاحِبِ. فَيَقُولُ لَهُ: هَلْ تَعْرِفُنِي؟ فَيَقُولُ: مَا أَعْرِفُكَ. فَيَقُولُ لَهُ: أَنَا صَاحِبُكَ الْقُرْآنُ الَّذِي أَظْمَأْتُكَ فِي الْهَوَاجِرِ وَأَسْهَرْتُ لَيْلَكَ، وَإِنَّ كُلَّ تَاجِرٍ مِنْ وَرَاءِ تِجَارَتِهِ، وَإِنَّكَ الْيَوْمَ مِنْ وَرَاءِ كُلِّ تِجَارَةٍ، فَيُعْطَى الْمُلْكَ بِيَمِينِهِ وَالْخُلْدَ بِشِمَالِهِ وَيُوضَعُ عَلَى رَأْسِهِ تَاجُ الْوَقَارِ وَيُكْسَى وَالِدَاهُ حُلَّتَيْنِ لَا يُقَوَّمُ لَهُمَا أَهْلُ الدُّنْيَا. فَيَقُولَانِ: بِمَ كُسِينَا هَذِهِ؟ فَيُقَالُ: بِأَخْذِ وَلَدِكُمَا الْقُرْآنَ ثُمَّ يُقَالُ لَهُ اقْرَأْ وَاصْعَدْ فِي دَرَجَةِ الْجَنَّةِ وَغُرَفِهَا فَهُوَ فِي صُعُودٍ مَا دَامَ يَقْرَأُ هَذًّا كَانَ أَوْ تَرْتِيلًا)
رواه أحمد في "المسند" (394) وابن ماجه في "السنن" (3781) وحسنه البوصيري في الزوائد والألباني في "السلسلة الصحيحة" (2829)
يقول السيوطي في شرح الحديث (2/ 1242):
" (كالرجل الشاحب) قال السيوطي: هو المتغير اللون، وكأنه يجيء على هذه الهيئة ليكون أشبه بصاحبه في الدنيا، أو للتنبيه له على أنه كما تغير لونه في الدنيا لأجل القيام بالقرآن كذلك القرآن لأجله في السعي يوم القيامة حتى ينال صاحبه الغاية القصوى في الآخرة." انتهى.
ولم أقف على شيء من السنة الصحيحة في تمثل العمل الصالح رجلا في القبر إلا هذين الحديثين.
أما الحديث الذي ذكرته – أخي السائل الكريم – فلم يرد في كتب السنة المعتمدة، ولم نقف له على إسناد صحيح ولا ضعيف، بل هو مما ينتشر في بعض المنتديات والمواقع من غير تحرٍّ ولا تثبت، ولعل بعض الجهلة من الناس كتبه من قبل نفسه ثم عزاه إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليحث الناس على الاهتمام بالقرآن والعناية به، ولم يدر هؤلاء أن الكذب على النبي صلى الله عليه وسلم من أعظم الذنوب التي توبق صاحبها في نار جهنم، وأن النية الحسنة لا ترفع الإثم عن هؤلاء الذين يكذبون ويضعون الحديث على لسان النبي صلى الله عليه وسلم.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ كَذِبًا عَلَيَّ لَيْسَ كَكَذِبٍ عَلَى أَحَدٍ فَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ) رواه البخاري (1291) ومسلم (4) والله أعلم) ا. هـ
المصدر:
http://islamqa.com/index.php?ln=ara&ref=93151
2. قال مركز الفتوى بالشبكة الإسلامية:
(الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنا لم نعثر على ما يفيد صحة هذا الكلام بالصيغة التي ذكر بها في السؤال، إلا أنه ثبت في الحديث أن العمل الصالح يأتي صاحبه في قبره بشكل رجل في صورة حسنه، كما ثبت أن القرآن يشفع لصاحبه، وراجع في هذا الفتاوى ذات الأرقام التالية: 69957، 56153، 35857، 71977.
وعلى المسلمين أن يعتنوا بتعليم القرآن للناس وتحريضهم على حفظه والإكثار من تلاوته، وعلى تعلم السنة والإكثار من مطالعتها والعمل بها وحضهم على التقرب من الله بما ثبت من نصوص الوحي، فذلك أولى وأهم من نشر المقالات التي تحوي ما لا يثبت، وهو التطبيق الفعلي لحديث البخاري: بلغوا عني ولو آية، له أعلم.) ا. هـ
المصدر:
http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/S...Option=FatwaId
3. قال الشيخ عبد الرحمن السحيم حفظه الله تعالى:
(الحديث الأول الذي فيه أن القرآن يتمثّل في صورة رجل وسيم، حديث موضوع مكذوب على رسول الله لا يجوز نشره، ولا تجوز نسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد أورده ابن الجوزي في كتاب " الموضوعات " وقال: وقد رواه العقيلي عن إبراهيم بن محمد عن عمرو بن مرزوق عن داود أبسط من هذا.
ثم قال: هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمتهم به داود.
قال يحيى بن معين: داود الطفاوي الذي رُوي عنه حديث القرآن ليس بشيء.
وقال العقيلى: حديث داود باطل لا أصل له، ثم فيه الكديمي، وكان وَضَّاعًا للحديث.
وحُكُم عليه الألباني بأنه موضوع مكذوب، في " ضعيف الترغيب والترهيب " والله أعلم) ا. هـ
المصدر:
http://al-ershaad.com/vb4/showthread.php?p=5532
...
والخلاصة أن هذه المقالة المنتشرة مبنية على حديثين باطلَيْن مُنكرين، فلا ينبغي نشرها إلا للتحذير منها ومما تحويه من أحاديث باطلة لا تصحّ عن نبينا محمد صلى الله عليه وآله وسلم.
والله تعالى أعلم.
وصلى الله عليه نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
مع تحياتي
أخوكم في الله/محب الخير(95/194)
ما موقع حاشية الروض المربع في كتب الحنابلة؟
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[16 - 05 - 08, 09:54 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الإخوة الفضلاء .. قرأت عدة مشاركات في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله عن دراسة المذهب الحنبلي و المناهج المقترحة ..
لكن أريد موقع هذا الكتاب خصوصا (حاشية الروض) و أهميته عند الحنابلة،و هل له مرحلة مستقلة أي يعكف عليه بالدراسة، أم أنه يمر عليه قراءة أثناء دراسة الروض المربع؟
ثم إذا انتهى منه الطالب ما المستوى الذي يليه و هل يكون هكذا متقنا للمذهب؟ علما بأنه لم يبدأ في هذا الكتاب إلا بعد الانتهاء من الملخص الفقهي و منار السبيل مشروح شرائط و كثير من الشرح الممتع ..
أفيدونا جزاكم الله خيرا(95/195)
ما موقع حاشية الروض المربع في كتب الحنابلة؟
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[16 - 05 - 08, 09:56 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الإخوة الفضلاء .. قرأت عدة مشاركات في هذا المنتدى المبارك إن شاء الله عن دراسة المذهب الحنبلي و المناهج المقترحة ..
لكن أريد موقع هذا الكتاب خصوصا (حاشية الروض) و أهميته عند الحنابلة،و هل له مرحلة مستقلة أي يعكف عليه بالدراسة، أم أنه يمر عليه قراءة أثناء دراسة الروض المربع؟
ثم إذا انتهى منه الطالب ما المستوى الذي يليه و هل يكون هكذا متقنا للمذهب؟ علما بأنه لم يبدأ في هذا الكتاب إلا بعد الانتهاء من الملخص الفقهي و منار السبيل مشروح شرائط و كثير من الشرح الممتع ..
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[16 - 05 - 08, 08:38 م]ـ
أفيدونا جزاكم الله خيرا ..
ثم هل -للشخص المذكور- الأولى حاشية الروض أم دراسة الكافي؟ أو يبدأ بأحدهما ثم الآخر ..
علما بأنه لا يحب كثرة الكتب التي في نفس المستوى .. إذا كان أحد الكتب يغني عن الآخرين .. و ذلك لضعف الهمة و قلة الوقت المتاح لأنه في دراسة دنيوية شاقة ..
و جزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 10:05 م]ـ
قلا احدهم ((من تبع الحواشي ما حوى شي))
ألولى ان يكون المنهج كما يلي
1 - أخصر المختصرات أو متن العمدة
2 - دليل الطالب أو الزاد والزاد أولى لكثرة مسائله وخدمته في الحواشي والشروح
3 - الكافي وبعضهم يجعل المقنع قبل الكافي
4 - المغني
ـ[أبو عبد الأعلى]ــــــــ[16 - 05 - 08, 11:03 م]ـ
هذا ما أتحدث عنه ..
اعتبر أن:
1 - الملخص الفقهي بديل عن العمدة
2 - شرح المنار هو المستوى الثاني (مع كثير من الممتع)
3 - هل يدخل في مستوى الكافي أم حاشية الروض و هل حاشية الروض أصلا مستوى مستقل أم تقوية للمستوى السابق و أيهما أكثر فائدة و يمكن به الاستغناء عن الآخر الكافي أم الحاشية أم لابد من الاثنين؟
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 11:59 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
لكن أريد موقع هذا الكتاب خصوصا (حاشية الروض) و أهميته عند الحنابلة،و هل له مرحلة مستقلة أي يعكف عليه بالدراسة، أم أنه يمر عليه قراءة أثناء دراسة الروض المربع؟
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
مرحبا أخي ..
و للروض حواش عديدة., لعلك تقصد حاشية الشيخ القاسم
أهم ما تتميز به هذه الحاشية هو اختيارات الإمام ابن تيمية و تلميذه ابن القيم , و الحاشية مقررة على طلاب الشريعة في جامعة الامام محمد بن سعود ..
و ليس لها مرحلة مستقلة , بل تُدرس مع الزاد أو مع شرحه الروض ... و كثير من الطلبة في دروس الزاد ـ زاد المستقنع ـ يعلقون عليها كلام شيخهم و شرحه لستيعابها للتعليق فهي في 7 مجلدات ...
ـ[عادل آل رشيد السعدي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 01:04 ص]ـ
قلا احدهم ((من تبع الحواشي ما حوى شي))
ألولى ان يكون المنهج كما يلي
1 - أخصر المختصرات أو متن العمدة
2 - دليل الطالب أو الزاد والزاد أولى لكثرة مسائله وخدمته في الحواشي والشروح
3 - الكافي وبعضهم يجعل المقنع قبل الكافي
4 - المغني
اخي الكريم هذا الكلام لا ينطبق على حاشية بن قاسم بل لا يقول هذا الكلام احد يعرف قدر هذه الحاشية النفيسة جدا واكاد اقول انه لا يمكن لطالب العلم الاستغناء عنها بحال واقول هذا الكلام بكل ثقة
ومما يدل على ذلك ان شيخ الاسلام ابن باز رحمه الله كان كثير الرجوع لها الى اخر ايامه
وارجو منك اخي الكريم ان لا تطلق العبارات المجملة على كتب لا تعرفها ولا تعرف قيمتها
العلماء يتعبون في تصنيف هذه الاسفار المهمة وناتي نحن وبكل ثقة نسقط تاليفهم
اما ما يتردد على السنة البعض من قولهم من تبع الحواشي ما حوا شي فقصدهم التتبع لها فتنبه اما اختيار الحاشية النفيسة اللتي لا يغني عنها غيرها كما في حاشية ابن قاسم فغير داخل في تلك العبارة
واكاد اقول الطالب الذي سيدرس الزاد او الروض مالم ياخذ حاشية ابن قاسم فهو ما حوى شي و من قرا فيها علم صدق كلامي
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 01:10 ص]ـ
قولكم بارك الله فيكم ((لا تعرفها ولا تعرف قيمتها)) جزاك الله خيرا على مشاركتك
وأما قولكم ((ما يتردد على السنة البعض من قولهم من تبع الحواشي ما حوا شي فقصدهم التتبع لها)) هذا ما أردته لو قرأت هذه ((2 - دليل الطالب أو الزاد والزاد أولى لكثرة مسائله وخدمته في الحواشي والشروح)) لما قلت هذه ((لا تعرفها ولا تعرف قيمتها))
ـ[علي الكناني]ــــــــ[17 - 05 - 08, 07:47 ص]ـ
أخي الكريم
لا شك أن الكلام منصب على وسيلة التعلم والتفقه والطلب
ومن الخطأ منهجياً أن تجمع بين الروض والحاشية وبين منار السبيل أو الكافي
لأنها مصنفات تختلف عن بعضها
فمنار السبيل شرح لدليل الطالب والدليل من المختصرات عند متأخري الحنابلة
والكافي لا يعد من المختصرات
والحاشية شرح للروض المربع الذي هو شرح لزاد المستقنع
وزاد المستقنع هو أشهر وأفضل وأجمع متون الفقه لدى الحنابلة
وهو أفضل من دليل الطالب من ناحية سكب الألفاظ وكثرة المسائل وأفضل من المتون القديمة كمختصر الخرقي
لذا فإن زاد المستقنع هو المختصر الذي استقر عليه مذهب الحنابلة
فإذا أردت التدرج المنطقي فعليك بالتالي:
1 - ضبط مسائل زاد المستقنع مع أي شرح كالروض المربع فقط وكشرح العلامة ابن عثيمين.
2 - التوسع في القراءة في حواشي الروض كحاشية ابن قاسم
وحاشية ابن قاسم من انفس وأنفع الحواشي
وتكمن أهميتها في إيراد الأدلة وذكر أقوال المخالفين وتتبع آراء شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم
رحم الله الجميع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/196)
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 09:12 ص]ـ
حاشية ابن قاسم رحمه الله من الحواشي النفيسة وقد جمعت زبدة الحواشي التي كتبت على الروض قبلها كابن فيروز والعنقري وهي مفيدة للمبتدئ وغيره إلا أن كلا يأخذ منها ما يناسب مرحلته.
فالمبتدئ ومن هو فوقه بدرجة يستفيد توضيح عبارات الماتن والشارح وذكر كثير من القيود والأدلة والتعليلات والتفريعات الزائدة المهمة ونحو ذلك.
ومن رام معرفة بعض الخلاف العالى وطرفا من أدلته واختيارات الشيخ تقي الدين وابن القيم رحمهما الله فسيستفيد منها ذلك في الجملة.
وفيها نقولات نفيسة وتحريرات رائقة وتحقيقات فائقة رحم الله جامعها وأجزل له المثوبة.
ولكن مع ذلك فالحاشية لا يعتمد عليها وحدها في كل ذلك فلا هي تقرر المذهب في كل مسألة بأدلته وتعليلاته وقيوده ومفهوم الكلام وما إلى ذلك على وجه واف _وإن كانت تعتني بذلك في الجملة_ ولا هي وافية بالخلاف العالي وادلته.
وهي بالنسبة للمبتدئ تشتته ولا تجعله متقنا لما هو مناسب لمرحلته فينصح بقراءة ما يتعلق بمرحلته منها فقط.
ومن عيوبها عدم العزو ويعتريها خطأ كثير وبتر في النقولات مع بعض تصحيف وكأنها لم تبيض في بعض المواضع وعندي أن حاشية ابن فيروز والعنقري افيد للمبتدئ.والله أعلم.
وقد جمعت بعض الأوهام في نسبة الأقوال والأخطاء في النقل والتصحيف مما وقع فيها وأرجو أن يتاح لي الوقت لنشره لتعم الفائدة.
وأما عبارة"من قرا الحواشي ما حوى شي"فباطلة شكلا وموضوعا ففي الحواشي من دقيق العلم وغزيره ما لايستغني عنه طالب التحرير والرسوخ لكن لها مرحلة في الطلب لاينبغي أن تتقدم عليها.وبالله التوفيق.
ـ[أبوالبراء الحنبلى]ــــــــ[17 - 05 - 08, 02:03 م]ـ
وعندي أن حاشية ابن فيروز والعنقري افيد للمبتدئ.
شيخنا هل تقصد كلاهما او اى منهما واين اجدهما بمصر وماطبعاتهما وعدد المجلدات
زادكم الله علما وعملا
ـ[أبو الأشبال الحنبلي]ــــــــ[18 - 05 - 08, 03:11 ص]ـ
السلام عليكم
اولا اقول لشيخى الحنبلى السلفى انى احبه فى الله و اسال الله ان يجمعنا بهذا الحب فى ظل عرشه يوم لا ظل الا ظله, و انقل اليك يا اخى ما قاله لى الشيخ ان الافضل ان تبداء بالملخص الفقهى ولكن لا تبداء بالعده لانه يحتوى على اكثر من قول للمذهب و هذا لا يصلح للمبتدء.(95/197)
أشعار وأقوال في الصحبة والأخوة
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[16 - 05 - 08, 05:31 م]ـ
أرجوا من إخواننا الإفادة بأشعار وأقوال تتعلق بالصحبة والأخوة وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[17 - 05 - 08, 03:17 م]ـ
.................
ـ[أبو سفيان الأمريكي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 03:34 م]ـ
الأخوة .. أيها الإخوة ( http://www.saaid.net/Warathah/eakob/2.zip)
الشيخ محمد حسين يعقوب
حفظه الله
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[26 - 05 - 08, 08:25 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[كريم أحمد]ــــــــ[26 - 05 - 08, 09:31 م]ـ
ألا إنما الإخوان عند الحقائق ... و لا خير في ود الصديق المماذق
لعمرك ما شيئ من العيش كله ... أقر لعيني من صديق موافق
و كل صديق ليس في الله وده ... فإني به في وده غير واثق
أحب أخي في الله ما صح دينه ... و أفرشه ما يشتهي من خلائق
و أرغب عما فيه ذل و ريبة ... و أعلم أن ما عشت رازقي
صفيي من الإخوان قل موافق ... صبور على ما ناب عند الحقائق
- أبو العتاهية
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[01 - 06 - 08, 01:48 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[ابو عبد الرحمن الجزائري]ــــــــ[24 - 07 - 08, 04:10 ص]ـ
للرفع
ـ[محمد بن عبد الله المسلم]ــــــــ[20 - 09 - 09, 07:54 ص]ـ
من ديوان الشافعي:
أُحِبُّ مِنَ الإخْوانِ كُلَّ مُوَاتي ... وَكلَّ غَضِيض الطَّرْفِ عَن عَثَرَاتي
يُوَافِقُنِي في كُلِّ أَمْرٍ أُرِيدُهُ ... ويحفظي حياً وبعدَ مماتي
فَمِنْ لِي بِهذَا؟ لَيْتَ أَنِّي أَصَبْتُهُ ... لَقَاسَمْتُهُ مَالِي مِنَ الْحَسَنَاتِ
تَصَفَّحْتُ إخْوَاني فَكانَ أقلَّهُمْ ... على كثرةِ الإخوان أهلُ ثقاتي
صَدِيقٌ لَيْسَ يَنْفَعُ يَوْمَ بُؤْسٍ ... قَرِيبٌ مِنْ عَدُوٍّ في الْقِيَاسِ
وَمَا يَبْقَى الصَّدِيقُ بِكُلِّ عَصْرٍ ... ولا الإخوانُ إلا للتآسي
عمرتُ الدَّهرَ ملتمساً بجهدي ... أخا ثقة ٍ فألهاني التماسي
تنكرتِ البلادُ ومن عليها ... كَأنَّ أُنَاسَهَا لَيْسُوا بِنَاس
إِذا المَرءُ لا يَرعاكَ إِلّا تَكَلُّفاً ... فَدَعهُ وَلا تُكثِر عَلَيهِ التَأَسُّفا
فَفِي النَّاسِ أبْدَالٌ وَفي التَّرْكِ رَاحةٌ ... وفي القلبِ صبرٌ للحبيب ولو جفا
فَمَا كُلُّ مَنْ تَهْوَاهُ يَهْوَاكَ قلبهُ ... وَلا كلُّ مَنْ صَافَيْتَه لَكَ قَدْ صَفَا
إذا لم يكن صفو الوداد طبيعةً ... فلا خيرَ في ودٍ يجيءُ تكلُّفا
ولا خيرَ في خلٍّ يخونُ خليلهُ ... ويلقاهُ من بعدِ المودَّة ِ بالجفا
وَيُنْكِرُ عَيْشاً قَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ ... وَيُظْهِرُ سِرًّا كان بِالأَمْسِ قَدْ خَفَا
سَلامٌ عَلَى الدُّنْيَا إذا لَمْ يَكُنْ بِهَا ... صديق صدوق صادق الوعد منصفا
صن النفس واحملها على ما يزينها ... تعش سالما والقول فيك جميل
ولا تولين الناس إلا تجملا ... نبا بك دهرا أو جفاك خليل
وإن ضاق رزق اليوم فاصبر إلى غد ... عسى نكبات الدهر عنك تزول
ولا خير في ود امرئ متلون ... إذا الريح مالت، مال حيث تميل
وما أكثر الاخوان حين تعدهم ... ولكنهم في النائبات قليل
وَلَمَّا أَتَيْتُ النَّاسَ أَطْلُبُ عِنْدَهُمْ ... أخا ثقة ٍ عند ابتلاء الشدائد
تقلبتُ في دهري رخاءً وشدَّةً ... وناديتُ في الأحياء هل من مساعد؟
فلم أرَ فيما ساءني غير شامت ... وَلَمْ أَرَ فِيما سَرَّنِي غَيْرَ حاسِدِ
كُنْ سَائراً في ذا الزَّمَانِ بِسَيْرِهِ ... وَعَنِ الْوَرَى كُنْ رَاهِباً في ديْرِهِ
واغسل يديك من الزَّمانِ وأهلهِ ... وَاحْذَرْ مَوَدَّتَهُمْ تَنَلْ مِنْ خَيْرِهِ
إني اطَّلعتُ فلم أجد لي صاحباً ... أصحبهُ في الدهرِ ولا في غيرهِ
فتركتُ أسفلهم لكثرةِ شرهِ ... وتركتُ أعلاهمُ لقلِّة خيره
إذا لم أجد خلاً تقياً فوحدتي ... ألذ و أشهى من غوىٍ أعاشره
وأجلس وحدي للعبادة آمناً ... أقر لعيني من جليسٍ أحاذره
ـ[وليد]ــــــــ[20 - 09 - 09, 08:57 ص]ـ
أخاك أخاك فهو أجل ذخر ... إذا نابتك نائبة الزمان
وإن بانت إساءته فهبها ... لما فيه من الشيم الحسان
تريد مهذباً لا عيب فيه ... وهل عود يفوح بلا دخان؟(95/198)
استبيان مهم جدا: المدة الزمنية المناسبة لخطبة وصلاة الجمعة
ـ[مصطفى المدني]ــــــــ[16 - 05 - 08, 05:37 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
إخواني في الله
دائما يختلف الناس بعد الجمعة في الخطيب طوّل - قصّر - وسّط وغير ذلك وانا أرغب في إجراء شبه استبيان لأعضاء وعضوات الملتقى حول الموضوع واتمنى من الجميع مشاركتي ويا ليت لو برر لنا كبار المشايخ من الأعضاء سبب تحديدهم للمدة المعينة اللي سيذكرونها.
وانا أو المشاركين أقول ان المدة المناسبة من ساعة صعود الخطيب للمنبر إلى التسليم من الصلاة (30) دقيقة.
لأن الأذان والخطبيتين تحتاج إلى 17 - 20 دقيقة والصلاة على الأقل 10 دقائق
فما رأيكم
ـ[أبو يوسف النجدي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 06:22 م]ـ
أرى أنها لا تزيد الخطبة عن: 45 دقيقة، ولا تقل عن 30 دقيقة.
ـ[السدوسي]ــــــــ[16 - 05 - 08, 07:01 م]ـ
أرى أنها لاينبغي أن تزيد الخطبة مع الصلاة على 15دقيقة 5للصلاة و10 للصلاة يدل لذلك ورود خطبة كاملة لعمر بن الخطاب في البخاري ومسلم لو خطب بها خطيب لأتمها في 5دقائق وهاهي الخطبة:
عن بن عباس قال كنت أقرئ رجالا من المهاجرين منهم عبد الرحمن بن عوف فبينما أنا في منزله بمنى وهو عند عمر بن الخطاب في آخر حجة حجها إذ رجع إلي عبد الرحمن فقال لو رأيت رجلا أتى أمير المؤمنين اليوم فقال يا أمير المؤمنين هل لك في فلان يقول لو قد مات عمر لقد بايعت فلانا فوالله ما كانت بيعة أبي بكر الا فلتة فتمت فغضب عمر ثم قال إني إن شاء الله لقائم العشية في الناس فمحذرهم هؤلاء الذين يريدون أن يغصبوهم أمورهم قال عبد الرحمن فقلت يا أمير المؤمنين لا تفعل فإن الموسم يجمع رعاع الناس وغوغاءهم فإنهم هم الذين يغلبون على قربك حين تقوم في الناس وأنا أخشى أن تقوم فتقول مقالة يطيرها عنك كل مطير وأن لا يعوها وأن لا يضعوها على مواضعها فأمهل حتى تقدم المدينة فإنها دار الهجرة والسنة فتخلص بأهل الفقه وأشراف الناس فتقول ما قلت متمكنا فيعي أهل العلم مقالتك ويضعونها على مواضعها فقال عمر والله إن شاء الله لأقومن بذلك أول مقام أقومه بالمدينة قال بن عباس فقدمنا المدينة في عقب ذي الحجة فلما كان يوم الجمعة عجلت الرواح حين زاغت الشمس حتى أجد سعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل جالسا إلى ركن المنبر فجلست حوله تمس ركبتي ركبته فلم أنشب أن خرج عمر بن الخطاب فلما رأيته مقبلا قلت لسعيد بن زيد بن عمرو بن نفيل ليقولن العشية مقالة لم يقلها منذ استخلف فأنكر علي وقال ما عسيت أن يقول ما لم يقل قبله فجلس عمر على المنبر فلما سكت المؤذنون قام فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فإني قائل لكم مقالة قد قدر لي أن أقولها لا أدري لعلها بين يدي أجلي فمن عقلها ووعاها فليحدث بها حيث انتهت به راحلته ومن خشي أن لا يعقلها فلا أحل لأحد أن يكذب علي إن الله بعث محمدا صلى الله عليه وسلم بالحق وأنزل عليه الكتاب فكان مما أنزل الله آية الرجم فقرأناها وعقلناها ووعيناها رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده فأخشى إن طال بالناس زمان أن يقول قائل والله ما نجد آية الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله والرجم في كتاب الله حق على من زنى إذا أحصن من الرجال والنساء إذا قامت البينة أو كان الحبل أو الاعتراف ثم إنا كنا نقرأ فيما نقرأ من كتاب الله أن لا ترغبوا عن آبائكم فإنه كفر بكم أن ترغبوا عن آبائكم أو إن كفرا بكم أن ترغبوا عن آبائكم ألا ثم إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما أطري عيسى بن مريم وقولوا عبد الله ورسوله ثم إنه بلغني أن قائلا منكم يقول والله لو قد مات عمر بايعت فلانا فلا يغترن امرؤ أن يقول إنما كانت بيعة أبي بكر فلتة وتمت ألا وإنها قد كانت كذلك ولكن الله وقى شرها وليس فيكم من تقطع الأعناق إليه مثل أبي بكر من بايع رجلا من غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي تابعه تغرة أن يقتلا وإنه قد كان من خبرنا حين توفى الله نبيه صلى الله عليه وسلم أن الأنصار خالفونا واجتمعوا بأسرهم في سقيفة بني ساعدة وخالف عنا علي والزبير ومن معهما واجتمع المهاجرون إلى أبي بكر فقلت لأبي بكر يا أبا بكر انطلق بنا إلى إخواننا هؤلاء من الأنصار فانطلقنا نريدهم فلما دنونا منهم لقينا منهم رجلان صالحان فذكرا ما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/199)
تمالأ عليه القوم فقالا أين تريدون يا معشر المهاجرين فقلنا نريد إخواننا هؤلاء من الأنصار فقالا لا عليكم أن لا تقربوهم اقضوا أمركم فقلت والله لنأتينهم فانطلقنا حتى أتيناهم في سقيفة بني ساعدة فإذا رجل مزمل بين ظهرانيهم فقلت من هذا فقالوا هذا سعد بن عبادة فقلت ما له قالوا يوعك فلما جلسنا قليلا تشهد خطيبهم فأثنى على الله بما هو أهله ثم قال أما بعد فنحن أنصار الله وكتيبة الإسلام وأنتم معشر المهاجرين رهط وقد دفت دافة من قومكم فإذا هم يريدون أن يختزلونا من أصلنا وأن يحضنونا من الأمر فلما سكت أردت أن أتكلم وكنت قد زورت مقالة أعجبتني أردت أن أقدمها بين يدي أبي بكر وكنت أداري منه بعض الحد فلما أردت أن أتكلم قال أبو بكر على رسلك فكرهت أن أغضبه فتكلم أبو بكر فكان هو أحلم مني وأوقر والله ما ترك من كلمة أعجبتني في تزويري إلا قال في بديهته مثلها أو أفضل منها حتى سكت فقال ما ذكرتم فيكم من خير فأنتم له أهل ولن يعرف هذا الأمر إلا لهذا الحي من قريش هم أوسط العرب نسبا ودارا وقد رضيت لكم أحد هذين الرجلين فبايعوا أيهما شئتم فأخذ بيدي وبيد أبي عبيدة بن الجراح وهو جالس بيننا فلم أكره مما قال غيرها كان والله أن أقدم فتضرب عنقي لا يقربني ذلك من إثم أحب إلي من أن أتأمر على قوم فيهم أبو بكر اللهم إلا أن تسول لي نفسي عند الموت شيئا لا أجده الآن فقال قائل من الأنصار أنا جذيلها المحكك وعذيقها المرجب منا أمير ومنكم أمير يا معشر قريش فكثر اللغط وارتفعت الأصوات حتى فرقت من الاختلاف فقلت ابسط يدك يا أبا بكر فبسط يده فبايعته وبايعه المهاجرون ثم بايعته الأنصار ونزونا على سعد بن عبادة فقال قائل منهم قتلتم سعد بن عبادة فقلت قتل الله سعد بن عبادة قال عمر وإنا والله ما وجدنا فيما حضرنا من أمر أقوى من مبايعة أبي بكر خشينا إن فارقنا القوم ولم تكن بيعة أن يبايعوا رجلا منهم بعدنا فإما بايعناهم على ما لا نرضى وإما نخالفهم فيكون فساد فمن بايع رجلا على غير مشورة من المسلمين فلا يتابع هو ولا الذي بايعه تغرة أن يقتلا.
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[16 - 05 - 08, 10:42 م]ـ
الخطبة الاولى ينبغي ان تكون خمس دقائق فقط لاتتجاوزها0
الخطبة الثانية ينبغي ان تكون خمس دقائق فقط لا تتجاوزها0
الصلاة ينبغي ان تكون من 10 الى 15 دقيقة فقط لاتتجاوزها0
المجموع الكلي لزمن الخطبة والصلاة 25 الى 30 دقيقة فقط لاغير لاتتجاوزها0
فالخطبة وعظ وتذكير فقط لاغير0
ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[17 - 05 - 08, 12:22 ص]ـ
عبدالعزيز بن محمد بن عبدالله الحجيلان
المصدر: كتاب: خطبة الجمعة وأحكامها الفقهية
خطب للشيخ
تاريخ الإضافة: 28/ 08/2007 ميلادي - 14/ 8/1428 هجري
زيارة: 361
--------------------------------------------------------------------------------
اتفق الفقهاء على استحباب تخفيف الخطبة وعدم الإطالة فيها , فقد ورد في ذلك أحاديث كثيرة سأسرد بعضها بعد قليل - إن شاء الله تعالى - لأن المقصود من الخطبة إفادة السامعين وتذكيرهم، ولاشك أن الإطالة في الكلام تجعل بعضه ينسي بعضًا، وتجعل السامع يمل منه؛ بل تنُفر الناس من حضور الخطبة، ولكن المقصود والمطلوب في ذلك اختصار غير مخل وغير ممحق للمعني.
ومن الأحاديث الواردة في ذلك:
ما جاء في صحيح مسلم عن جابر بن سمرة قال: "كنت أصلي مع رسول الله - صلى اللّه عليه وسلم - فكانت صلاته وخطبته قصدًا" [1]
وما جاء في صحيح مسلم أيضًا عن واصل بن حيان قال: قال أبو وائل: "خطبنا عمار، فأوجز وأبلغ، فلما نزل، قلنا يا أبا اليقظان، لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست, فقال: إني سمعت رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - يقول: ((إنَّ طُول صلاة الرجل، وقِصَر خطبته مئنة من فقهه؛ فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطبة، وإن من البيان سحرًا)) [2]؛ لفظ مسلم، والمئنة: العلامة.
وما أخرجه أبو داود عن عمار بن ياسر, قال: "أمرنا رسول اللّه - صلى اللّه عليه وسلم - بإقصار الخطب" [3] وما أخرج أيضًا أبو داود في سننه عن جابر بن سمرة الوائلي قال:
"كان رسول اللّه – صلى الله عليه وسلم - لا يطيل الموعظة يوم الجمعة إنما هن كلمات يسيرات" [4].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/200)
ما رواه النسائي عن عبداللّه بن أبي أوفى يقول: "كان رسول الله - صلى اللّه عليه وسلم - يكثر الذكر، ويقل اللغو، ويطيل الصلاة، ويقصر الخطبة، ولا يأنف أن يمشي مع الأرملة والمسكين، فيقضي له الحاجة" [5].
وما روي عن جابر بن سمرة قال: "كان النبي - صلى اللّه عليه وسلم - يخطب قائمًا، ثم يجلس ثم يقوم فيقرأ آيات ويذكر اللّه، وكانت خطبته قصدًا، وصلاته قصدًا" [6].
نصوص المذاهب في ذلك:
في المذهب الحنفي: جاء في "بدائع الصنائع" في سياق ذكر سنن الخطبة: "ومنها أن لا يُطول الخطبة؛ لأن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بتقصير الخطب، وعن عمر -رضى اللّه عنه - أنه قال: "طولوا الصلاة، وأقصروا الخطبة".وقال ابن مسعود: "طول الصلاة، وقصر الخطبة من فقه الرجل", أي إن هذا مما يستدل به على فقه الرجل" [7].
وفي المذهب المالكي: جاء في "الشرح الكبير" في سياق بيان سنن الخطبة: "وتقصيرهما، والثانية أقصر من الأولى" [8].
وفى المذهب الشافعي: قال النووي في "المجموع": "ويستحب تقصير الخطبة للحديث المذكور وحتى لا يملوها، قال أصحابنا: ويكون قصرها معتدلاً, ولا يبالغ بحيث يمحقها " [9].
في المذهب الحنبلي: جاء في "كشاف القناع" "ويُسن (أن يقصر الخطبة) لما روى مسلم عن عمار مرفوعًا: ((إن طول صلاة الرجل، وقصر خطبته مئنة فقهه؛ فأطيلوا الصلاة وقصروا الخطبة)). ويسن كون الخطبة الثانية أقصر من الخطبة الأولى كالإقامة مع الآذان" [10].
--------------------------------------------------------------------------------
[1] رواه مسلم كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة 6/ 402
[2] رواه مسلم 2/ 406 - 407، وأحمد في مسنده 4/ 263، والدارمي في السنن 1/ 303، أبو يعلي في المسند 3/ 206 ابن حزيمة في الصحيح3/ 142، وابن حبان في الصحيح 4م / 199 , والبيهقي في السنن 3/ 208 وفي الآداب (245)
[3] رواه أبو داود كتاب الصلاة باب إقصار الخطب 1/ 289
[4] رواه أبو داود كتاب الصلاة باب إقصار الخطب 1/ 289
[5] رواه النسائي في السنن 3/ 108
[6] رواه ابن ماجه في السنن 1/ 351 والنسائي في السنن 3/ 110 ابن خزيمة في الصحيح 2/ 350، وابن الجارود في "المنتقى" (110)، ورواه بألفاظ مختلفة أبو داود الطيالسي في المسند (105) وعبدالرزاق في المصنف3/ 187 والطبراني في الكبير2/ 216.
[7] الكاساني "بدائع الصنائع" 1/ 263.
[8] الدردير, الشرح الكبير 1/ 382 مع حاشية الدسوقي علية.
[9] النووي, "المجموع" 4/ 582 – 529.
[10] البهوتي, "كشاف القناع" 2/ 36.
ـ[مصطفى المدني]ــــــــ[17 - 05 - 08, 01:41 م]ـ
لكن يا مشايخنا التقصير والتطويل يختلف عند الناس حسب رغباتهم فهل هناك شيء يضبطه شرعا وإلا الأمر اجتهادي كل خطيب ورغبته هو والمصلين الذين عنده.
ـ[مصطفى المدني]ــــــــ[17 - 07 - 08, 12:57 م]ـ
للرفع وطلب آراء اكثر ووجهات نظر حول المدة المقترحة للمتوسطين بالدقائق
ـ[علاء المسلم]ــــــــ[17 - 07 - 08, 01:35 م]ـ
السلام عليكم
حسب العرف السائد بين الناس
فلو كان كما قال بعض الإخوة 5 دقائق و5دقائق لكل خطبة لضاعت الخطبة وربما الصلاة على معظم الناس، لأن الناس تتأخر.
كما أنهم سيعتبرونك لا تعرف شيئاً، لمجرد أنك أنهيت الخطبة سريعاً، والحل هو التوسط مع مراعاة ظروف الجو وأحوال الناس.
والحمد لله
ـ[أبو عبدالرحمن السبيعي]ــــــــ[17 - 07 - 08, 03:51 م]ـ
الخطبة الأولى 15 دقيقة والثانية 5 دقائق لصلاة 7 دقائق وكلما كانت الخطبة أقصر كان الاستفادة منها أعظم
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[17 - 07 - 08, 08:45 م]ـ
الخطبتين عشرين دقيقة والصلاة عشر دقائاق ..
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[24 - 07 - 08, 02:39 ص]ـ
لكن يا مشايخنا التقصير والتطويل يختلف عند الناس حسب رغباتهم فهل هناك شيء يضبطه شرعا وإلا الأمر اجتهادي كل خطيب ورغبته هو والمصلين الذين عنده.
أحسنت بارك الله فيك ..
والذي يضبط هذه المسألة نستنبطه من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ طُول صلاة الرجل، وقِصَر خطبته مئنة من فقهه؛ فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطبة).
فالسنة أن تكون صلاة الجمعة أطول من خطبتها!
وإذا علمت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي في الجمعة بالأعلى والغاشية، وأحياناً بالجمعة والمنافقون، والصلاة بهاتين السورتين لا تتجاوز عشرين دقيقة تقريباً، علمت حينئذ أن السنة في خطبة الجمعة أن تكون أقل من ذلك!
ـ[مصطفى المدني]ــــــــ[26 - 07 - 08, 07:01 م]ـ
يعني القاعدة ان تكون الصلاة طويلة والخطبة اقصر منها حتى لو كانت الخطبة 30 دقيقة تكون الصلاة 33 مثلا.
ملاحظة في الحرمين احيانا تكون الخطبة من 30 - 40 والصلاة 13 - 15 دقيقة فما السبب.
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[27 - 07 - 08, 01:02 ص]ـ
يعني القاعدة ان تكون الصلاة طويلة والخطبة اقصر منها حتى لو كانت الخطبة 30 دقيقة تكون الصلاة 33 مثلا ..
القاعده هي في ملازمة هدي النبي صلى الله عليه وسلم كله لا بعضه!.
وهدي النبي صلى الله عليه وسلم في هذه المسألة أمران، الأول: هو أن الخطبة أقصر من الصلاة، والثاني هو أن تكون الصلاة بسورة الجمعة والمنافقون، أو سورة الأعلى والغاشية.
وعليه فخطبة الجمعة لا تصل إلى 30دقيقة!!، بل هي ما بين 10دقائق إلى 15دقيقة تقريباً كما بينت وجه استنباطه في الرد السابق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/201)
ـ[عبدالله الشايع]ــــــــ[28 - 07 - 08, 02:53 ص]ـ
السلام عليكم ..
مما قد يدعم هذا الموضوع:
أنني سمعت خطبتين كاملتين للشيخ العلامة / محمد بن إبراهيم -رحمه الله- مفتي الديار السعودية سابقا.
وكانت كل خطبة جمعة (الأولى + الثانية) في حدود ال10 دقائق أو أقل ..
وهي موجودة على هذا الرابط ..
استماع
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=10839
وللحفظ
http://download.media.islamway.com/lessons/moalsek/M.ibrahim.rm
والله أعلم ..
ـ[أبو ريان الزعبي]ــــــــ[28 - 07 - 08, 03:34 ص]ـ
والذي يضبط هذه المسألة نستنبطه من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إنَّ طُول صلاة الرجل، وقِصَر خطبته مئنة من فقهه؛ فأطيلوا الصلاة، وأقصروا الخطبة).
فالسنة أن تكون صلاة الجمعة أطول من خطبتها!
وإذا علمت أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصلي في الجمعة بالأعلى والغاشية، وأحياناً بالجمعة والمنافقون، والصلاة بهاتين السورتين لا تتجاوز عشرين دقيقة تقريباً، علمت حينئذ أن السنة في خطبة الجمعة أن تكون أقل من ذلك!
جزيتم خيرا
وهذا ما سمعته مباشرة من فضيلة الشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي , خلال شرحه للعمدة. فكان دائما يوصي بهذا.
فإذا كانت الخطبة قصيرة سهل على العوام - خصوصا - تصورها وفهم المراد منها وفهم موضوعها. فبعض الخطب لا يستطيع طلاب العلم من حصر مواضيعها , موضوع في الشرق ثم آخر في الغرب.ناهيك عن العامي يخرج لا يدري ماذا يطبق وماذا يفعل.
وخير الهدي هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - مهما تغيرت الازمان والامكنة
والله اعلم
ـ[عبد الرحمن السبيعي]ــــــــ[28 - 07 - 08, 06:39 ص]ـ
للأسف أن خطباء زماننا كان لهم رأي خلاف السنة ورأوا أن الأفضل إطالة الخطبة وقصر الصلاة
لا أقول قل أن تجد خطيباً يخطب كما هي السنة بل لا تجد أحداً يطبق السنة
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[28 - 07 - 08, 12:41 م]ـ
القصرُ والطولُ نسبيٌ بين الخطباء وسامعيهم , وقد أقرأ أنا خطبة من عشرين سطراً في ربع ساعة , ويقرأ الخطبة نفسها آخر في تسع دقائق , ويقرأه الثالث في سبعة عشر , فقدرات الإلقاء والسرعة والبطء متفاةتةق جداً بين النّاس.
وليس معنى هذا أن يصلي الخطيب بقصار السور وقد صهر المسلمين بحر الشمس 40 دقيقة وهو يروّح بأطايب المراوح والـ (اسبيليت) , كما يفعله بعض الخطباء هداهم الله.
ورسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أوتي جوامع الكلم ولا ينبغي القياسُ على صلاته وخطبته , لأنّ بعض النّاس يحسب مدة قراءة الأعلى والغاشية أو الجمعة والمنافقون أو الجمعة والغاشية ثمّ يقول: ينبغي أن تكون الخطبة أقل من المدة التي يقرأ الإمامُ فيها هذه السور.
ولم يكن - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يركع ركوعنا اليوم ويسجد سجودنا اليوم بل كان الركوع والسجود يأخذان منه أكثر ما يأخذانه من متوسط وقت الأئمة اليومَ ,فأنس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - شبه صلاة عمر بن عبدالعزيز 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - بصلاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وجاء أنه يسبح فى الركوع نحو عشر تسبيحات وفى السجود نحو عشر تسبيحات.
فهل يتحمل المنادون بالتخفيف الشديد (باسم السنة ومئنة فقه الرجل) تسبيح الأئمة عشراً في الركوع والسجود وقيام أحدهم وقعوده بين السجدتين حتى يُخشى عليه الوهمُ والسهوُ كما هي السنة حقاً.؟
قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى:
(فهذه أحاديث أنس الصحيحة تصرح أن صلاة النبى التى كان يوجزها ويكملها والتى كانت أخف الصلاة وأتمها أنه كان يقول فيها من الركوع حتى يقول القائل أنه قد نسى ويقعد بين السجدتين حتى يقول القائل قد نسى وإذا كان فى هذا يفعل ذلك فمن المعلوم بإتفاق المسلمين والسنة المتواترة أن الركوع والسجود لا ينقصان عن هذين الإعتدالين بل كثير من العلماء يقول لا يشرع ولا يجوز أن يجعل هذين الإعتدالين بقدر الركوع والسجود بل ينقصان عن الركوع والسجود) 22/ 597
ويشير شيخ الإسلام رحمه الله إلى ما سبق في الصفحة التي تلي هذه المنقول منها , وهو قول أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -: (ما صليت خلف رجل أوجز صلاة من رسول الله فى تمام وكان رسول الله إذا قال سمع الله لمن حمده قام حتى نقول قد أوهم ثم يكبر ويسجد وكان يقعد بين السجدتين حتى نقول قد أوهم)
وحديث ثابتٍ عنهأنه قال 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إنى لا آلو أن اصلى بكم كما كان رسول الله يصلى بنا قال ثابت فكان أنس يصنع شيئا لا أراكم تصنعونه كان إذا رفع رأسه من الركوع إنتصب قائما حتى يقول القائل قد نسى).
غريبة:
أزعجني ذات مرةٍ حين كنتُ أخطب الجمعة أحد المصلين بأني أطيل , مع أني لم أكن أستغرق في الصلاة والخطبتين أكثر من ثلث الساعة -وإن زدت فلا أصل خمساً وعسرين إلا نادراً- ولم يشهد معي هذا المستنكرُ المتدرع بمئنة الفقه صلاة الفجر مدة 4 سنوات إلا أياماً معدودات في رمضان.
وهذا نموذجق لتحكموا عليه بأي الوصفين هو أحقُّ بالطول أم القصر:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/archive/index.php/t-91635.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/202)
ـ[سليمان إبراهيم الأسعدي]ــــــــ[28 - 07 - 08, 10:34 م]ـ
ومن الفقه معرفة الخطيب قدراته الخطابية ..
فإن كان يعلم من نفسه القوة والتميز والبراعة في الخطابة والتشويق فالتطويل بحقه له جه، ما خالف السنه.
وإن كان ضعيف ولم يأته الله عزوجل براعة في الإللقاء فليس من الفقه التطويل ..
بعض الخطباء يخطب نصف ساعه كأنها عشر دقائق
وبعض الخطباء يخطب ربع ساعه كأنها ساعة كامله!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 07 - 08, 02:50 ص]ـ
فائدة:
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1216208005122&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
ـ[مصطفى المدني]ــــــــ[13 - 11 - 08, 07:30 م]ـ
للرفع.
ـ[ابن همام المنصورى]ــــــــ[13 - 11 - 08, 10:48 م]ـ
جزاك الله اخى خيرا على هذا الموضوع لان الان اصبحت شبه ثابت ان الخطبة لدينا لا تقل عن ساعة وفى كثير من الاحيان لا يكون الموضوع محتاج لهذه الساعه فتجد كلام غريب يخرج لاكمال الوقت ان راى ان الخطبة والصلاة لا تزيد عن نصف ساعة ابدا وثلث ساعة كافية جدا وليتذكر الخطيب ان كثرة الكلام ينسى بعضه بعضا(95/203)
هل هذا الموضوع الذى انتشر جدا فى صفات قوم لوط صحيح؟؟ وهل وردت آثار تدُلُّ على ذلك؟؟
ـ[محبة القرآن والعربية]ــــــــ[16 - 05 - 08, 05:39 م]ـ
بسمِ الله، والحمدُ لله
والصَّلاةُ والسَّلامُ على النَّبىّ العربىّ الكريم .. صلاةً وسلامًا دائِميَْن
وعلى آلِهِ وصَحبِهِ الطيِّبين الطَّاهِرين .. وتابعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***********************
انتشر هذا الموضوع بشكلٍ كبيرٍ جدًا فى المُنتديات
فهل هناك من الآثار ما ورد فى ذلك؟؟
اربع من صفات قوم لوط موجوده حالياً بين شبابنا
لكم اربع من صفات قوم لوط ,, موجوده حالياً بين شبابنا من بنين وبنات
1 - التصفير ... حيث كان صفة قوم لوط استدعاء الرجل للآخر لفعل الفاحشة
معه عن طريق التصفير بالفم
ونجد شبابنا اليوم يتبعون نفس الامر فى نداء بعضهم
2 - الوقوف على النواصى .. لاصطياد الفرائس من الرجال
وقد نهى الرسول صلى الله عليه وسلم عن الوقوف على قارعة الطريق وذكر للصحابة انهم
اذا فعلوا ذلك لأى غرض نبيل فعليهم اعطاء الطريق حقه وهو ... غض البصر، غض السمع،
رد السلام، افساح الطريق
ونحن نرى الشوارع اليوم تكتظ بالشباب الذين يقفون لمعاكسة الفتيات
ويملئون الطريق ولا يهتمون بالافساح للمارة
3 - فتح صدر القميص ... وكان قوم لوط رداءهم يشبه القميص
الحالى وكانوا يفتحون صدره تباهيا بأنفسهم
ودا اللى احنا شايفينو دلوقتى
4 - انزال البنطال الى ما قرب عظم الحوض وهي صفة الشباب الشاذين
في قوم لوط ممن يفعل بهم الفاحشه ..
وهى موضة منتشرة جدا بين الشباب والبنات من دون ان يعرفوا معناها
والاخطر انها موضة مستوردة من الغرب ابتدعها مصمم ازياء اوروبى معروف صاحبه بالشذوذ الجنسى
وقد قتل من صديق له بسبب هذا الشذوذ
هذا ما اكتشفنا معناه وأصله وكم من عادات منتشرة ولا نعرف اصلها ومعناها ........
ـ[محبة القرآن والعربية]ــــــــ[17 - 05 - 08, 01:47 ص]ـ
أحتاج الإجابة سريعا بارك الله فيكم .. هل وردت آثار تؤيد ذلك؟
ـ[أبو مسْلم العقّاد]ــــــــ[17 - 05 - 08, 08:33 ص]ـ
وَ عَلَيْكُمُ السَّلاَمُ وَ رَحْمَةُ اللهِ وَ بَرَكَاتُهُ ...
_______________________________
" عَشْرُ خِصَالٍ عَمِلَهَا قَوْمُ لُوطٍ؛ بِهَا أُهْلِكُوا، وَ تَزِيدُهَا أُمَّتِي بِخِلَّةٍ: إِتْيَانُ الرِّجَالِ بَعْضِهِمْ بَعْضًا، وَ رَمْيُهُمْ بِالجُلاَهِقِ (الجلاهق: بضم الجيم البندق المعمول من الطين؛ الواحدة جلاهقة)، وَالخَذَفُ، وَ لَعِبُهُمْ بِالحَمَامِ، وَ ضَرْبُ الدُّفُوفِ، وَ شُرْبُ الخُمُورِ، وَ قَصُّ اللِّحْيَةِ، وَ طُولُ الشَّارِبِ، وَ الصَّفِيرُ، وَ التَّصْفِيقُ، وَ لِبَاسُ الحَرِيرِ؛ وَ يَزِيدُهَا أُمَّتِي بِخِلَّةِ إِتْيَانِ النِّسَاءِ بَعْضِهِنَّ بَعْضًا ".
رَوَاهُ ابنُ عَساكِر عَن الحَسَنِ مُرسَلاً؛ و أمَاراتُ الوَضعِ تعلوه.
لِذلكَ قالَ الشَّيخُ الألبانيُّ -رَحِمَهُ اللهُ-: (موضوع) حديث رقم1233في"السِّلسلة الضَّعِيفة".
و يُروى أيضًا عن ابنِ عبَّاس موقوفًا عليه بلفظٍ مشابه.
و اللهُ تعالى أعلم ...
ـ[محبة القرآن والعربية]ــــــــ[02 - 08 - 08, 09:08 ص]ـ
بسمِ الله، والحمدُ لله
والصَّلاةُ والسَّلامُ على النَّبىّ العربىّ الكريم .. صلاةً وسلامًا دائِميَْن
وعلى آلِهِ وصَحبِهِ الطيِّبين الطَّاهِرين .. وتابعيهم بإحسانٍ إلى يومِ الدِّين
السَّلام عليكم ورحمة الله وبركاته
***********************
جزاكُم الله خيرًا .. أحسن اللهُ إليكُم.(95/204)
وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا 1
ـ[عيسى 33]ــــــــ[16 - 05 - 08, 06:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والبركة والتوفيق
سلسلة مشاركات:
{وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}. [الحشر/7]
إخواني وأخواتي الأعزاء؛
تعالوا معي نتعرف على شيء من تعاليم ديننا الحنيف، شيء ننتفع به في آخرتنا، يكون لنا عونا ودافعا لدخول الجنة، برحمة الله وفضله.
ودعونا نتعرف على هذه التعاليم عن طريق نبينا صلى الله عليه وسلم، فهو الطريق الأقوم، وليس هناك من طريق سواه.
وسوف تكون هذه المشاركات تحت هذا العنوان: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وسنتعرف في كل مشاركة من هذه المشاركات على حكم من أحكام ديننا الحنيف، راجين من الله تعالى أن يفقهنا في ديننا، وأن يشرح صدورنا للإسلام.
ولنكن صادقين مع أنفسنا، خالصي النية في اتباعنا لنبينا الكريم، مستبعدين للهوى ونوازع الفرقة والخلاف عن أنفسنا، وأن يكون توجهنا ووجهتنا شطر نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم.
هذا وبالله التوفيق، ومنه العون والسداد.
وقبل البداية لابد لنا أن نرسي لأنفسنا بعض القواعد والأسس والأُطُر العامة، في اتباع نبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم، وهذه الأسس والقواعد ليست من عند أنفسنا، ولكنها نابعة من ديننا القويم، من كتاب ربنا الكريم، وسنة نبينا الحبيب صلى الله عليه وسلم.
وأول هذه الأسس والقواعد؛ {وتؤمنون بالكتاب كله}.
وهذا معناه أن نحتكم في كل ما نختلف فيه إلى كتاب ربنا العزيز، وأن نرد الأمر كله إليه، فإذا حكم لنا أو علينا، فقولنا هو قول المؤمنين المخلصين الطائعين: سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا؛ {إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
وثانيها؛ وهو عنوان مشاركاتنا: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وهو من أهم الأسس والأُطر العامة التي لابد للمسلم أن يلتزم بها في حياته الدنيا، حتى ييسر الله له أمر دينه ودنياه.
وثالثها؛ وهو أساس متين وأصل أصيل أرساه لنا نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم؛
فعَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
"خَطَبَنَا رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ، قَدْ فَرَضَ الله عَلَيْكُمُ الْحَجَّ فَحُجُّوا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَكُلَّ عَامٍ يَا رَسُولَ الله؟ فَسَكَتَ حَتَّى قَالَهَا ثَلاَثًا، فَقَالَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: لَوْ قُلْتُ نَعَمْ لَوَجَبَتْ، وَلَمَا اسْتَطَعْتُمْ، ثُمَّ قَالَ: ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ، فَإِنَّمَا هَلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، بِكَثْرَةِ سُؤَالِهِمْ، وَاخْتِلاَفِهِمْ عَلَى أَنْبِيَائِهِمْ، فَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ.".
أخرجه الحميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم.
هل قرأتم معنا: "ذَرُونِي مَا تَرَكْتُكُمْ" تأملوا وتدبروا هذا النور، وهذه الرحمة من الذي أرسله الله رحمة للعالمين، فلو أننا التزمنا بما في هذا النور من الخير والفضل لما كان بيننا خلاف ولا نزاع.
وإذا اختلفنا فسيكون الحكم له ـ أي لله عز وجل ـ وسنسلم بما جاءنا عن الله عز وجل؛ {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجًا مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا}. [النساء: 65].
وفيه أيضا: "َإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ، وَإِذَا نَهَيْتُكُمْ عَنْ شَيْءٍ فَدَعُوهُ" وهذا أصل كبير، يعتمد عليه المسلم في دينه، وفضل من الله ونعمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/205)
ولن نطيل عليكم، فالأمر يحتاج منا لجهد كبير حتى نستطيع أن نَفِيَ الأمر حقه، ولكن المسلم تكفيه الإشارة، والله يوفقنا وإياكم لطاعته، واتباع رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم، والله ولي التوفيق؛
وأخيرًا وليس آخرًا، دعونا نتعلم كيف نتبع ونطيع ونسلم لنبينا الكريم بما يأمرنا به وينهانا عنه، فكيف نتبع؛
فعَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا أَتَيْتَ مَضْجَعَكَ، فَتَوَضَّأْ وُضُوءَكَ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلَى شِقِّكَ الأَيْمَنِ، ثُمَّ قُلِ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ، وَفَوَّضْتُ أَمْرِي إِلَيْكَ، وَأَلْجَأْتُ ظَهْرِي إِلَيْكَ، رَغْبَةً وَرَهْبَةً إِلَيْكَ، لاَ مَلْجَأَ وَلاَ مَنْجَا مِنْكَ إِلاَّ إِلَيْكَ، اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ، وَبِنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ، فَإِنْ مُتَّ مِنْ لَيْلَتِكَ فَأَنْتَ عَلَى الْفِطْرَةِ، وَاجْعَلْهُنَّ آخِرَ مَا تَتَكَلَّمُ بِهِ.
قَالَ الْبَرَاءُ: فَرَدَّدْتُهَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا بَلَغْتُ: اللَّهُمَّ آمَنْتُ بِكِتَابِكَ الَّذِي أَنْزَلْتَ. قُلْتُ: وَرَسُولِكَ. قَالَ: لاَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبوداود، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خزيمة، وابن حبان.
انظروا وتأملوا، حتى هذا التبديل الحرفي، والذي قد يقول فيه بعض أهل اللغة: إنه لا يُخل بالمعني، لأن: رسولك الذي أرسلت، هو مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم، و: نبيك الذي أرسلت، هو مُحَمَّد صلى الله عليه وسلم.
هذا، لم يقبله النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم، فقال للبراء: "لاَ، وَنَبِيِّكَ الَّذِي أَرْسَلْتَ" لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقول شيئا من عند نفسه، وإنما هو من عند الله: {وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى. إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى}.
كان لا بد لنا من هذه المقدمة الموجزة لكي نتعرف على كيفية الطاعة والأخذ عن المرسل رحمة للعالمين.
فهذا فيض من غيض، وسطر من قمطر، ولكن كما قلنا سابقا المسلم هو من تكفيه إشارة، وبعدها يسلك الطريق الأقوم، برحمة من الله وفضل.
ودعونا الآن نبدأ أولى هذه المشاركات؛
الحكم الأول؛
كتاب الطهارة
باب آداب قضاء الحاجة
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ:
"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُْثِ وَالْخَبَائِثِ.".
(*) وفي رواية: "كَانَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا دَخَلَ الْخَلاَءَ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنَ الْخُبُْثِ وَالْخَبَائِثِ.".
(*) وفي رواية: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَتَى الْخَلاَءَ قَالَ: أَعُوذُ بِاللهِ مِنْ الْخُبُْثِ وَالْخَبِيثِ، أَوِ الْخَبَائِثِ.".
قَالَ شُعْبَةُ: وَقَدْ قَالَهُمَا جَمِيعًا.
(*) وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ الْكَنِيفَ قَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْخُبُْثِ وَالْخَبَائِثِ.".
ــــــــــــ
الْخَلاَء , وَالْكَنِيف، وَالْمِرْحَاض، كُلّهَا مَوْضِع قَضَاء الْحَاجَة.
الْخُبْث، جَمْع خَبِيث، وَالْخَبَائِث جَمْع خَبِيثَة , يُرِيد ذُكْرَان الشَّيَاطِين وَإِنَاثهمْ، قَالَهُ الْخَطَّابِيُّ وَابْن حِبَّان وَغَيْرهمَا.
والْخُبُث بِضَمِّ الْبَاء وَإِسْكَانهَا، الْخُبْث فِي كَلاَم الْعَرَب الْمَكْرُوه , فَإِنْ كَانَ مِنْ الْكَلاَم فَهُوَ الشَّتْم , وَإِنْ كَانَ مِنْ الْمِلَل فَهُوَ الْكُفْر , وَإِنْ كَانَ مِنْ الطَّعَام فَهُوَ الْحَرَام , وَإِنْ كَانَ مِنْ الشَّرَاب فَهُوَ الضَّارّ.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي.
* * *
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ سَلْمَانَ الْفَارِسِيِّ، قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/206)
"قَالَ لَهُ الْمُشْرِكُونَ: إِنَّا نَرَى صَاحِبَكُمْ يُعَلِّمُكُمْ، حَتَّى يُعَلِّمَكُمُ الْخِرَاءَةَ، قَالَ: أَجَلْ؛ إِنَّهُ يَنْهَانَا أَنْ يَسْتَنْجِيَ أَحَدُنَا بِيَمِينِهِ، أَوْ يَسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةَ، وَيَنْهَانَا عَنِ الرَّوْثِ وَالْعِظَامِ، وَقَالَ: لاَ يَسْتَنْجِي أَحَدُكُمْ بِدُونِ ثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ.".
ــــــــــــ
الرَّوْث: رجيع ذوات الحوافر.
ــــــــــــ
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والبزار، والنسائي، وابن خزيمة، والطَّبَرَانِي، والدَّارَقُطْنِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ r :
" إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ مِثْلُ الْوَالِدِ لِوَلَدِهِ أُعَلِّمُكُمْ إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ فَلاَ تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَلاَ تَسْتَدْبِرُوهَا، وَأَمَرَ بِثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ، وَنَهَى عَنِ الرَّوْثِ وَالرِّمَّةِ، وَنَهَى أَنْ يَسْتَطِيبَ الرَّجُلُ بِيَمِينِهِ.".
ــــــــــــ
وَأَمَرَ بِثَلاَثَةِ أَحْجَارٍ؛ يعني في الاستجمار.
الروث؛ رجيع ذوات الحوافر.
ــــــــــــ
أخرجه الحميدي، وأحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، وابن خزيمة.
* * *
فهذه ثلاثة أحاديث في باب قضاء الحاجة، من نور هدي المصطفى صلى الله عليه وسلم، يعلمنا فيها إذا دخلنا دورة المياه ماذا نقول، وكيف نستنجي، وإذا لم نجد ماءً كيف نصنع، وأن لا نستقبل القبلة ولا نستدبرها عند قضاء الحاجة، وأن لا يستنجي أحد منا بيمينه.
فبالله عليكم بعد هذا النور الواضح المبين نحتاج لأن نرجع لقول فلان، أو رأي فلان؟!
لقد اكتمل ديننا وطاب؛
إن رسالة الإسلام العظيم جمعها الله، عَزَّ وجَلَّ، بحكمته وعلمه، في كتابه، وفي هَدْيِ رسوله صلى الله عليه وسلم , وما عدا ذلك فهو أمرٌ آخر، يُسمَّى باسمٍ آخر، وما هو من دين الله في شيءٍ، يتفق فيه الناسُ، أو يختلفُ فيه البعضُ، فقد أكملَ الله دينَنَا، وأَتَمَّ علينا نعمتَهُ، ورضيَ لنا الإسلامَ دينًا، وكل ذلك حدث قبل وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم بعامٍ، فأيُّ ادعاءٍ بزيادةٍ بعد رسولِ الله صلى الله عليه وسلم في أحكام الإسلام، أو نقصان، إنما هو في الحقيقة ادعاءُ إنسان لم يُؤمن بأن الله أَكمل هذا الدينَ، وأَتَمَّهُ.
يقول رب العالمين: {الْيَوْمَ يَئِسَ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِن دِينِكُمْ فَلاَ تَخْشَوْهُمْ وَاخْشَوْنِ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا ... }.
وهذا اليوم، المشار إليه في الآية، هو يومُ عَرفَةَ، من حَجَّةِ الوداع؛
فعَنْ طَارِقِ بْنِ شِهَابٍ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ مِنَ الْيَهُودِ لِعُمَرَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، لَوْ أَنَّ عَلَيْنَا نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا} لاَتَّخَذْنَا ذَلِكَ الْيَوْمَ عِيدًا، فَقَالَ عُمَرُ: إِنِّي لأَعْلَمُ أَيَّ يَوْمٍ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، نَزَلَتْ يَوْمَ عَرَفَةَ، فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ.
أخرجه الحُميدي، وأحمد، وعبد بن حُميد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.
فإذا عَلِمَ المُسلِمُ أن الرسالةَ قد كَمُلَتْ بمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم , فهل يُسلم أَمْرَهُ لغيره، يسأله، ويستفتيه عن رأيه؟.
لو نزلت الآيةُ على اليهود، وعَلِموا اليوم الذي نزلت فيه، لاتخذوه عيدًا.
وقد نَزَلَت الآيةُ علينا، وعَلِمْنَا اليومَ، والساعةَ، كل هذا ومازلنا نقول:
إذا لم تجد الحكم في كتاب الله، ففي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فإذا لم تَجِدْهُ في سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعليك بالإجماع.
فإذا لم تَجِدْهُ في الإجماع، فعليك بالقياس.
فإذا لم تَجِدْهُ في القياس، فعليك بفهم السَّلَف.
فإذا لم تَجِدْهُ في فهم السَّلَف، فعليك بالمصالح المرسلة.
فإذا لم تَجِدْهُ في المصالح المرسلة، فعليك بعمل أهل المدينة، على مذهب المالكية.
فإذا لم تَجِدْهُ في عمل أهل المدينة، فعليك بالاستحسان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/207)
فإذا لم تَجِدْهُ في الاستحسان، فاجتهد رأيك، (ولا آلو).
فهل هذا هو الدينُ الذي أكمله الله، سبحانه، أم غيره؟!.
دينٌ، بكل هذا النقص، ويحتاج إلى تكملة من الإجماع، والقياس، والسَّلَف، والمفاسد المرسلة، واستصحاب الأصل، هل يقول الله تعالى فيه:
{الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا}؟!.
مَنِ الَّذِي أََكْمَلَ؟.
مَنِ الَّذِي أَتَمَّ؟.
مَنِ الَّذِي رَضِيَ؟.
سيقولون: الله.
قل: الحمد لله، {كِتَابٌ أُحْكِمَتْ آيَاتُهُ ثُمَّ فُصِّلَتْ مِن لَّدُنْ حَكِيمٍ خَبِيرٍ}.
إذا كان هو الذي أََكْمَلَ، وهو الذي أَتَمَّ، وهو الذي رَضِيَ، أسألُ:
هل في هذا الدينِ الذي أَكمل، عبادةٌ واحدةٌ، أمرني الله عَزَّ وجَلَّ بأدائها، وفي هذا الأَمر نقصٌ، أحتاج فيه إلى البحث في غير كتاب الله، وسُنَّة مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؟!.
وهذا سؤالٌ، لا ننتظرُ إجابتَهُ من إي مخلوقٍ كان، لأن الله أخذ بأيدينا، وهدى قلوبنا، فآمنا أنه أكملَ، وأَتَمَّ، ورَضِيَ، فكفانا ما أكملَ، ووَسِعَنِا ما أَتَمَّ، وفَرِحنا بما رضيَ به.
ابحث عن دينك في كتاب الله، وفي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإذا لم يكن ما تبحث عنه، من دينكَ، موجودًا في كتابِ الله، وفي سنةِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، فهذا أمرٌ من أُمور الدنيا، لم يُكَلِّفْكَ الله فيه بشيءٍ.
فلا نقص، ولا زيادة، في أمرٍ أكمله وأتمه العليمُ الحكيمُ.
ونريد من كل واحد من المسلمين عند قراءة كل حديث من هذه الأحاديث أن يراجع نفسه، فالحديث الذي تقرأه أخي المسلم ـ أقسم بالله ـ يخاطبك أنت ويأمرك وينهاك، فهل سمعنا وأطعنا، لنكون من حزب المؤمنين الطائعين؟!
نسأل الله لنا ولكم الهداية والسداد
وإلى لقاء آخر بعون الله نواصل فيه سرد الأحاديث من أجل العمل بها أولا ثم دعوة الناس إليها، وذلك في كل نواحي الحياة من عبادات ومعاملات، وصِلات في المجتمع، وذلك ليتعرف الجميع أن في ديننا الكفاية والهداية والنور.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو سنان الحراني]ــــــــ[16 - 05 - 08, 09:17 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عيسى 33]ــــــــ[20 - 05 - 08, 09:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي ثاني مشاركاتنا في سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
نحاول فيها أن نساعد في نشر صحيح سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله عز وجل، أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينفع به غيرنا من المسلمين الصادقين.
وتواصلاً منا ومواصلةً لما اتفقنا عليه من قواعد وأُسُس وأُطُر عامة، نُضيف هنا بعض الأُطر العامة من كتاب ربنا العزيز، وهي كثيرةٌ جدًّا، محاولين أن نذكر أنفسنا، ونذكر إخواننا من القراء بها، لنعمل بها سوية، وندعوا إليها غيرنا من الناس أن يعمل بها.
يقول الله تعالى: {وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاء وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ}.
وقال سبحانه: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلاَ مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً مُّبِينًا}.
فلو تأملنا وتدبرنا هاتين الآيتين، لعلمنا أن المؤمن لا خيار له مع أمر، أو قضاء، أمره الله به، أو قضى به نبي الله صلى الله عليه وسلم، سوى خيار واحد وهو التسليم المطلق لله ولرسوله الكريم، طالما أنه ـ أي المؤمن ـ آمن بالله ورسوله، وذلك بموجب عقد الإيمان الذي أخذه الله على المؤمنين.
ونواصل هنا سرد الأحاديث الواردة في باب قضاء الحاجة راجين من إخواننا المشرفين على هذا المنتدى الكريم أن يتسع صدرهم لنا، وأن يصبروا علينا، فسوف نتابع سرد الأحاديث تباعًا، وحسب ترتيبها فقهيا، لكي تعم الفائدة؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/208)
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ، عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، أَنَّ النَّبِيَّ صل الله عليه وسلم، قَالَ:
"إِذَا أَتَيْتُمُ الْغَائِطَ، فَلاَ تَسْتَقْبِلُوا الْقِبْلَةَ وَلاَ تَسْتَدْبِرُوهَا، بِبَوْلٍ وَلاَ غَائِطٍ، وَلَكِنْ شَرِّقُوا أَوْ غَرِّبُوا".
قَالَ أَبُو أَيُّوبَ: فَقَدِمْنَا الشَّامَ، فَوَجَدْنَا مَرَاحِيضَ قَدْ بُنِيَتْ قِبَلَ الْقِبْلَةِ، فَنَنْحَرِفُ عَنْهَا وَنَسْتَغْفِرُ اللَّهَ.
أخرجه الحميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عن وَاسِعِ بْنِ حَبَّانَ، قَالَ: كُنْتُ أُصَلِّي فِي الْمَسْجِدِ، وَعَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ مُسْنِدٌ ظَهْرَهُ إِلَى الْقِبْلَةِ، فَلَمَّا قَضَيْتُ صَلاَتِي انْصَرَفْتُ إِلَيْهِ مِنْ شِقِّي، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: يَقُولُ نَاسٌ: إِذَا قَعَدْتَ لِلْحَاجَةِ تَكُونُ لَكَ، فَلاَ تَقْعُدْ مُسْتَقْبِلَ الْقِبْلَةِ، وَلاَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، قَالَ عَبْدُ اللهِ:
"وَلَقَدْ رَقِيتُ عَلَى ظَهْرِ بَيْتٍ، فَرَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ r قَاعِدًا عَلَى لَبِنَتَيْنِ، مُسْتَقْبِلاً بَيْتَ الْمَقْدِسِ، لِحَاجَتِهِ.".
ــــــــــــ
رقيت؛ أي صعدت.
(عَلَى لَبِنَتَيْنِ) اللبنة مايعمل من الطين للبناء به.
مُسْتَقْبِلاً بَيْتَ الْمَقْدِسِ؛ إنما النهي الوارد في الأحاديث الصحيحة عن استقبال القبلة.
ــــــــــــ
أخرجه مالك، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِذَا بَالَ أَحَدُكُمْ فَلاَ يَمَسَّ ذَكَرَهُ بِيَمِينِهِ، وَلاَ يَسْتَنْجِ بِيَمِينِهِ، وَلاَ يَتَنَفَّسْ فِي الإِنَاءِ.".
أخرجه الحميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حُذَيْفَةَ يَقُولُ:
"رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فَبَالَ قَائِمًا، فَذَهَبْتُ أَتَنَحَّى عَنْهُ، فَجَبَذَنِي إِلَيْهِ، حَتَّى كُنْتُ عِنْدَ عَقِبِهِ، فَلَمَّا فَرَغَ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ.".
(*) وفي رواية: "كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي طَرِيقٍ، فَتَنَحَّى، فَأَتَى سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فَتَبَاعَدْتُ، فَأَدْنَانِي حَتَّى صِرْتُ قَرِيبًا مِنْ عَقِبَيْهِ، فَبَالَ قَائِمًا، وَدَعَا بِمَاءٍ، فَتَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ.".
(*) وفي رواية: "كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَانْتَهَى إِلَى سُبَاطَةِ قَوْمٍ، فَبَالَ قَائِمًا، فَتَنَحَّيْتُ، فَقَالَ: ادْنُهْ، فَدَنَوْتُ حَتَّى قُمْتُ عِنْدَ عَقِبَيْهِ، فَتَوَضَّأَ، فَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ.".
(*) وفي رواية: "عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى الأَشْعَرِيُّ يُشَدِّدُ فِي الْبَوْلِ، وَيَقُولُ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَصَابَ ثَوْبَ أَحَدِهِمْ قَرَضَهُ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: لَيْتَهُ أَمْسَكَ، أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُبَاطَةَ قَوْمٍ، فَبَالَ قَائِمًا.".
(*) وفي رواية: "عَنْ أَبِي وَائِلٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو مُوسَى يُشَدِّدُ فِي الْبَوْلِ، وَيَبُولُ فِي قَارُورَةٍ، وَيَقُولُ: إِنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَانَ إِذَا أَصَابَ جِلْدَ أَحَدِهِمْ بَوْلٌ قَرَضَهُ بِالْمَقَارِيضِ، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: لَوَدِدْتُ أَنَّ صَاحِبَكُمْ لاَ يُشَدِّدُ هَذَا التَّشْدِيدَ، فَلَقَدْ رَأَيْتُنِي أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَتَمَاشَى، فَأَتَى سُبَاطَةً خَلْفَ حَائِطٍ، فَقَامَ كَمَا يَقُومُ أَحَدُكُمْ، فَبَالَ، فَانْتَبَذْتُ مِنْهُ، فَأَشَارَ إِلَيَّ، فَجِئْتُ فَقُمْتُ عِنْدَ عَقِبِهِ حَتَّى فَرَغَ.".
ــــــــــــ
سباطة، هي المزبلة.
ــــــــــــ
أخرجه الطيالسي، والحميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وابن خزيمة، وابن حبان، والطبراني، في "الأوسط"، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
وإلى لقاء آخر بعون الله، نواصل فيه ما بدأنا، راجين من الله العون والبركة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أبو أحمد الجدي]ــــــــ[09 - 03 - 09, 03:15 ص]ـ
جزيت خيرا أخي عيسى
في زمن كثرت فيه الفرق والجماعات نحن نحتاج إلى التمسك بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم
واضح أخي الكريم أن عندك عدة مشاركات كما ذكرت فأقترح:
أن تكون أقصر من ذلك
تكبر الخط شوية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/209)
ـ[أبو أحمد الجدي]ــــــــ[09 - 03 - 09, 03:23 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عيسى 33]ــــــــ[20 - 03 - 09, 04:40 م]ـ
جزيت خيرا أخي عيسى
في زمن كثرت فيه الفرق والجماعات نحن نحتاج إلى التمسك بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم
واضح أخي الكريم أن عندك عدة مشاركات كما ذكرت فأقترح:
أن تكون أقصر من ذلك
تكبر الخط شوية
بارك الله فيك أخي أبو أحمد
وسوف نواصل إن شاء الله تعالى هذه المشاركات
والسلام عليكم
ـ[عيسى 33]ــــــــ[22 - 03 - 09, 08:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي ثالث مشاركاتنا في سلسلة المشاركات المُسَمَّاة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
نحاول فيها أن نساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله، عز وجل، أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينفع به غيرنا من المسلمين الصادقين.
ونواصل هنا في هذه المشاركة الثالثة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الطهارة، باب قضاء الحاجة، آملين من الله تعالى أن يكون بجانبنا، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
بسم الله نبدأ؛
عَنْ طَاوُوسٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ:
"مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقَالَ: إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا هَذَا: فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، وَأَمَّا هَذَا: فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ ثُمَّ دَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ، فَغَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا، وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا، ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا.".
(*) وفي رواية: "مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقَالَ: إِنَّهُمَا يُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ: أَمَّا هَذَا فَكَانَ لاَ يَسْتَنْزِهُ مِنْ بَوْلِهِ، وَأَمَّا هَذَا فَإِنَّهُ كَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ، ثُمَّ دَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ، فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ، فَغَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا، وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا، ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّهُ يُخَفَّفُ عَنْهُمَا مَا لَمْ يَيْبَسَا.".
ــــــــــــ
عسيب؛ هو الجريد والغصن من النخل.
ـــــــــــ
أخرجه ابن المبارك، في "الزهد"، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة، وابن حبان، والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنَ الْخَلاَءِ، فَأُتِيَ بِطَعَامٍ، فَذَكَرُوا لَهُ الْوُضُوءَ، فَقَالَ: أُرِيدُ أَنْ أُصَلِّيَ فَأَتَوَضَّأَ؟!.".
(*) وفي رواية: ""كُنَّا عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ مِنَ الْغَائِطِ، وَأُتِيَ بِطَعَامٍ، فَقِيلَ لَهُ: أَلاَ تَوَضَّأُ؟ فَقَالَ: لِمَ؟ أَأُصَلِّي فَأَتَوَضَّأَ؟.".
(*) وفي رواية: "تَبَرَّزَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِحَاجَتِهِ، ثُمَّ أُتِيَ بِطَعَامٍ، فَأَكَلَهُ، وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً.".
أخرجه الحميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، وعبد بن حميد، ومسلم، و"التِّرْمِذِي" في "الشَّمائل"، والنَّسائيّ , وأبو عَوَانَة، وابن حِبان، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"لاَ يَبُولَنَّ أَحَدُكُمْ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، الَّذِي لاَ يَجْرِي، ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ.".
أخرجه الحميدي، وأحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ الأَعْرَجِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: إِنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"لاَ يَبُولَنَّ فِي الْمَاءِ الدَّائِمِ، الَّذِي لاَ يَجْرِي، ثُمَّ يَغْتَسِلُ فِيهِ.".
أخرجه البخاري، وابن خزيمة.
إخواني وأخواتي الأعزاء، هذا باب واحد من أبواب كتاب الطهارة، باب آداب قضاء الحاجة، نقلنا فيه ما يسره الله لنا من آداب وأحكام تعلمناها من النبي صلى الله عليه وسلم، لم يترك لنا النبي صلى الله عليه وسلم فيها أمرًا ينفعنا إلا وأمرنا به، وحَضَّنا عليه.
فهل شعرتم طوال هذه المشاركات بأمر نحتاج فيه لأحد آخر غير محمد صلى الله عليه وسلم؟ وهل شعرتم بأن هناك من أمرٍ فيه تعقيد، أو يحتاج لمن يفسره ويوضحه لنا؟!
وهل تعلمنا ما أمرنا به النبي صلى الله عليه وسلم وأدبنا به، وهل راجع كل واحد منا هذه التعاليم والآداب التي تم سردها في هذا الباب الواحد من كتاب الطهارة، وغَيَّر من نفسه، إن كان مخطئًا في أمر ما هل رجع عن خطئه؟ وإن كان مُصيبًا في أمر ما هل تم التأكيد عليه ومراجعته؟.
نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/210)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[22 - 03 - 09, 08:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة الرابعة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
نحاول فيها أن نساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله، عز وجل، أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينفع به غيرنا من المسلمين الصادقين.
ونواصل هنا في هذه المشاركة الرابعة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الطهارة، مستفتحين بابًا جديدًا من أبواب كتاب الطهارة، باب صب الماء على البول في المسجد، آملين من الله تعالى أن يكون بجانبنا، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
بسم الله نبدأ؛
باب صب الماء على البول في المسجد
عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ الأَنْصَارِيَّ، قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
"بَالَ أَعْرَابِيٌّ فِي الْمَسْجِدِ، فَجَعَلَ النَّاسُ يَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَنَهْنَهَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: صُبُّوا عَلَيْهِ دَلْوًا مِنْ مَاءٍ.".
(*) وفي رواية: "أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَدَعَا رَسُولُ اللهِ r بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ، فَصَبَّهُ عَلَى بَوْلِهِ.".
(*) وفي رواية: "جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَهْرِيقُوا عَلَيْهِ ذَنُوبًا، أَوْ سَجْلاً، مِنْ مَاءٍ.".
(*) وفي رواية: "دَخَلَ أَعْرَابِيٌّ الْمَسْجِدَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَالَ، فَنَهَوْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: دَعُوهُ، وَأَمَرَ أَنْ يُصَبَّ عَلَيْهِ، أَوْ أُهَرِيقَ عَلَيْهِ الْمَاءُ.".
(*) وفي رواية: "أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَضَى حَاجَتَهُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى جَانِبِ الْمَسْجِدِ، قَالَ: فَصَاحَ بَعْضُ النَّاسِ، فَكَفَّهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَمَرَ بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ فَصُبَّ عَلَى بَوْلِهِ.".
(*) وفي رواية: "جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي طَائِفَةِ الْمَسْجِدِ، فَزَجَرَهُ النَّاسُ، فَنَهَاهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا قَضَى بَوْلَهُ، أَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذَنُوبٍ مِنْ مَاءٍ فَأُهْرِيقَ عَلَيْهِ.".
(*) وفي رواية: "جَاءَ أَعْرَابِيٌّ إِلَى الْمَسْجِدِ، فَبَالَ، فَصَاحَ بِهِ النَّاسُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اتْرُكُوهُ، فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ، ثُمَّ أَمَرَ بِدَلْوٍ فَصُبَّ عَلَيْهِ.".
(*) وفي رواية: "إِنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَأَرَادَ أَصْحَابُهُ أَنْ يَمْنَعُوهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: دَعُوهُ، فَأَمَرَ بِمَاءٍ فَصُبَّ عَلَيْهِ.".
ــــــــــــ
فَنَهْنَهَهُمْ، أي منعهم وكفهم.
الذَّنُوب؛ الدلو العظيمة، وكذلك السَّجْل.
ــــــــــــ
أخرجه الحميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي.
* * *
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
"أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى مَسْجِدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَبَالَ فِيهِ، فَقَامَ إِلَيْهِ الْقَوْمُ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: دَعُوهُ، لاَ تُزْرِمُوهُ، ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ.".
(*) وفي رواية: "أَنَّ أَعْرَابِيًّا أَتَى مَسْجِدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَبَالَ فِيهِ، فَوَثَبَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: دَعُوهُ، لاَ تُزْرِمُوهُ، قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ، أَوْ سِجَالٍ مِنْ مَاءٍ، فَصَبَّهُ عَلَيْهِ.".
(*) وفي رواية: "أَنَّ أَعْرَابِيًّا بَالَ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَامَ إِلَيْهِ بَعْضُ الْقَوْمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: دَعُوهُ، لاَ تُزْرِمُوهُ، فَلَمَّا فَرَغَ، دَعَا بِدَلْوٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ.".
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَانِ النَّسَائِيُّ: يَعْنِي لاَ تَقْطَعُوا عَلَيْهِ.
ــــــــــــ
لا تُزْرِمُوهُ؛ أي لا تقطعوا عليه.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، والدارمي، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عن إِسْحَاقَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، وَهُوَ عَمُّ إِسْحَاقَ، قَالَ:
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى أَعْرَابِيًّا يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ: دَعُوهُ، حَتَّى إِذَا فَرَغَ، دَعَا بِمَاءٍ فَصَبَّهُ عَلَيْهِ.".
أخرجه البخاري.
* * *
عن عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ:
"قَامَ أَعْرَابِيٌّ فَبَالَ فِي الْمَسْجِدِ فَتَنَاوَلَهُ النَّاسُ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم دَعُوهُ وَهَرِيقُوا عَلَى بَوْلِهِ سَجْلاً مِنْ مَاءٍ، أَوْ ذَنُوبًا مِنْ مَاءٍ، فَإِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ، وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، والنسائي، وابن خزيمة.
نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/211)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[24 - 03 - 09, 08:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة الخامسة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
نحاول فيها أن نساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله، عز وجل، أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينفع به غيرنا من المسلمين الصادقين.
ونواصل هنا في هذه المشاركة الخامسة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الطهارة، مستفتحين أبوابًا جديدةً أخرى من أبواب كتاب الطهارة، آملين من الله تعالى أن يكون بجانبنا، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
بسم الله نبدأ؛
باب بول الطفل
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنْ أُمِّ قَيْسٍ بِنْتِ مِحْصَنٍ؛
"أَنَّهَا أَتَتْ بِابْنٍ لَهَا صَغِيرٍ، لَمْ يَأْكُلِ الطَّعَامَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَجْلَسَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَِجْرِهِ، فَبَالَ عَلَى ثَوْبِهِ، فَدَعَا بِمَاءٍ فَنَضَحَهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ.".
أخرجه الحميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُؤْتَى بِالصِّبْيَانِ فَيُبَرِّكُ عَلَيْهِمْ وَيُحَنِّكُهُمْ فَأُتِيَ بِصَبِيٍّ فَبَالَ عَلَيْهِ فَدَعَا بِمَاءٍ فَأَتْبَعَهُ بَوْلَهُ وَلَمْ يَغْسِلْهُ.".
ــــــــــــ
فَيُبَرِّكُ؛ أي يدعو لهم، ويمسح عليهم.
َيُحَنِّكُهُمْ؛ أي يمضغ التمر، أو نحوه، ثم يدلك به حنك الصغير.
ــــــــــــ
أخرجه مالك، والحميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي.
* * *
باب غسل الإناء من ولوغ الكلب
عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"إِذَا شَرِبَ الْكَلْبُ فِي إِنَاءِ أَحَدِكُمْ فَلْيَغْسِلْهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ.".
أخرجه مالك، والحميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"طُهُورُ إِنَاءِ أَحَدِكُمْ إِذَا وَلَغَ فِيهِ الْكَلْبُ أَنْ يَغْسِلَهُ سَبْعَ مَرَّاتٍ أُولاَهُنَّ بِالتُّرَابِ.".
أخرجه الحميدي، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن خزيمة.
* * *
باب التيمن في الطهور
عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
"إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيُحِبُّ التَّيَمُّنَ فِي طُهُورِهِ إِذَا تَطَهَّرَ وَفِي تَرَجُّلِهِ إِذَا تَرَجَّلَ وَفِي انْتِعَالِهِ إِذَا انْتَعَلَ.".
(*) وفي رواية: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْجِبُهُ التَّيَمُّنُ فِي تَنَعُّلِهِ، وَتَرَجُّلِهِ، وَطُهُورِهِ، وَفِي شَأْنِهِ كُلِّهِ.".
(*) وفي رواية: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُحِبُّ التَّيَمُّنَ مَا اسْتَطَاعَ فِي شَأْنِهِ كُلِّهِ فِي طُهُورِهِ وَتَرَجُّلِهِ وَتَنَعُّلِهِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[24 - 03 - 09, 08:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/212)
هذه هي المشاركة السادسة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
نحاول فيها أن نساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله، عز وجل، أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينفع به غيرنا من المسلمين الصادقين.
ونواصل هنا في هذه المشاركة السادسة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الطهارة، مستفتحين أبوابًا جديدةً أخرى من أبواب كتاب الطهارة، آملين من الله تعالى أن يكون بجانبنا، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
بسم الله نبدأ؛
باب الوضوء بالمد والغسل بالصاع
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ بِخَمْسَةِ مَكَاكِيكَ وَكَانَ يَتَوَضَّأُ بِالْمَكُّوكِ.".
(*) وفي رواية: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ بِالْمَكُّوكِ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ بِخَمْسِ مَكَاكِيَّ.".
(*) وفي رواية: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَغْسِلُ، أَوْ كَانَ يَغْتَسِلُ، بِالصَّاعِ إِلَى خَمْسَةِ أَمْدَادٍ، وَيَتَوَضَّأُ بِالْمُدِّ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خزيمة.
ــــــــــــ
المكوك؛ الصاع، والصاع أربعة أمدادٍ، والمد: حفنةٌ بكفي الرجل.
ــــــــــــ
* * *
باب إسباغ الوضوء
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ رَأَى قَوْمًا يَتَوَضَّئُونَ مِنَ الْمِطْهَرَةِ فَقَالَ أَسْبِغُوا الْوُضُوءَ فَإِنِّي سَمِعْتُ أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"وَيْلٌ لِلْعَرَاقِيبِ مِنَ النَّارِ.".
ــــــــــــ
العراقيب؛ جمع عُرقوب، هو العصبة التي فوق العَقِب.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والنسائي.
* * *
باب صفة الوضوء
عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ الْمَازِنِيِّ , عَنْ أَبِيهِ؛ أَنَّهُ قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ , وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تُرِيَنِي كَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ؟ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ: نَعَمْ؛
"فَدَعَا بِوَضُوءٍ , فَأَفْرَغَ عَلَى يَدِهِ , فَغَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ , ثُمَّ تَمَضْمَضَ وَاسْتَنْثَرَ ثَلاَثًا , ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا , ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ , ثُمَّ مَسَحَ رَأْسَهُ بِيَدَيْهِ , فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ , بَدَأَ بِمُقَدَّمِ رَأْسِهِ، ثُمَّ ذَهَبَ بِهِمَا إِلَى قَفَاهُ , ثُمَّ رَدَّهُمَا , حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي بَدَأَ مِنْهُ , ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ.".
(*) وفي رواية: "عَنْ عَمْرِو بْنِ يَحْيَى بْنِ عُمَارَةَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَاصِمٍ الأَنْصَارِيِّ، وَكَانَتْ لَهُ صُحْبَةٌ، قَالَ: قِيلَ لَهُ: تَوَضَّأْ لَنَا وُضُوءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَدَعَا بِإِنَاءٍ , فَأَكْفَأَ مِنْهَا عَلَى يَدَيْهِ , فَغَسَلَهُمَا ثَلاَثًا , ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَاسْتَخْرَجَهَا , فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ مِنْ كَفٍّ وَاحِدَةٍ , فَفَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثًا , ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَاسْتَخْرَجَهَا , فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا , ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَاسْتَخْرَجَهَا , فَغَسَلَ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ , مَرَّتَيْنِ مَرَّتَيْنِ , ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَاسْتَخْرَجَهَا , فَمَسَحَ بِرَأْسِهِ , فَأَقْبَلَ بِيَدَيْهِ وَأَدْبَرَ , ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ , ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا كَانَ وُضُوءُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/213)
(*) وفي رواية: "عَنْ عَمْرِو، عَنْ أَبِيهِ، شَهِدْتُ عَمْرَو بْنَ أَبِي حَسَنٍ سَأَلَ عَبْدَ اللهِ بْنَ زَيْدٍ، عَنْ وُضُوءِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , فَدَعَا بِتَوْرٍ مِنْ مَاءٍ، فَتَوَضَّأَ لَهُمْ وُضُوءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , فَأَكْفَأَ عَلَى يَدِهِ مِنَ التَّوْرِ، فَغَسَلَ يَدَيْهِ ثَلاَثًا، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي التَّوْرِ، فَمَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ وَاسْتَنْثَرَ بِثَلاَثِ غَرَفَاتٍ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَغَسَلَ وَجْهَهُ ثَلاَثًا، ثُمَّ غَسَلَ يَدَيْهِ مَرَّتَيْنِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فَمَسَحَ رَأْسَهُ، فَأَقْبَلَ بِهِمَا وَأَدْبَرَ مَرَّةً وَاحِدَةً، ثُمَّ غَسَلَ رِجْلَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ.".
أخرجه مالك، والطيالسي، والشافعي، والحميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن الجارود، وابن خزيمة، وأبو عوانة، والطبراني، والدارقطني، والبيهقي، والبغوي.
* * *
باب الوضوء مرة مرة
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً.".
(*) وفي رواية: "عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: أَلاَ أُخْبِرُكُمْ بِوُضُوءِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم , فَتَوَضَّأَ مَرَّةً مَرَّةً.".
(*) وفي رواية: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم تَوَضَّأَ غُرْفَةً غُرْفَةً.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، وعبد بن حميد، والبخاري، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة، وابن حبان.
نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[24 - 03 - 09, 08:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة السابعة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
نحاول فيها أن نساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله، عز وجل، أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينفع به غيرنا من المسلمين الصادقين.
ونواصل هنا في هذه المشاركة السادسة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الطهارة، ونكمل فيها ما تبقى من باب باب الوضوء مرة مرة، ونستفتح أبوابًا جديدةً أخرى من أبواب كتاب الطهارة، آملين من الله تعالى أن يكون بجانبنا، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
بسم الله نبدأ؛
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛
"أَنَّهُ تَوَضَّأَ , فَغَسَلَ وَجْهَهُ؛ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، فَمَضْمَضَ بِهَا وَاسْتَنْشَقَ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، فَجَعَلَ بِهَا هَكَذَا، أَضَافَهَا إِلَى يَدِهِ الأُخْرَى، فَغَسَلَ بِهِمَا وَجْهَهُ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُمْنَى، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ، فَغَسَلَ بِهَا يَدَهُ الْيُسْرَى، ثُمَّ مَسَحَ بِرَأْسِهِ، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً مِنْ مَاءٍ , فَرَشَّ عَلَى رِجْلِهِ الْيُمْنَى حَتَّى غَسَلَهَا، ثُمَّ أَخَذَ غَرْفَةً أُخْرَى، فَغَسَلَ بِهَا رِجْلَهُ , يَعْنِي الْيُسْرَى , ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ.".
أخرجه مالك، والطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وابن خزيمة، والطَّبَرَانِي , والحاكم , والبَيْهَقِي.
* * *
باب الاستنثار في الوضوء
عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/214)
"إِذَا اسْتَجْمَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَجْمِرْ وِتْرًا وَإِذَا تَوَضَّأَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْعَلْ فِي أَنْفِهِ مَاءً ثُمَّ لْيَنْتَثِرْ.".
ــــــــــــ
الاستنثار؛ هو إخراج الماء بعد الاستنشاق.
ــــــــــــ
أخرجه مالك، والحميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
* * *
عَنْ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"مَنْ تَوَضَّأَ فَلْيَسْتَنْثِرْ وَمَنِ اسْتَجْمَرَ فَلْيُوتِرْ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
باب وضوء الرجل مع امرأته
عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ:
"كَانَ الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ يَتَوَضَّؤُونَ فِي زَمَانِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَمِيعًا.".
(*) وفي رواية: "كُنَّا نَتَوَضَّأُ نَحْنُ وَالنِّسَاءُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ نُدْلِي فِيهِ أَيْدِيَنَا.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
باب الوضوء لكل صلاة
والصلوات بوضوء واحد
عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ. قَالَ: قُلْتُ: وَأَنْتُمْ كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، مَا لَمْ نُحْدِثْ.".
(*) وفي رواية: "عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أُتِيَ بِقَدَحٍ مِنْ مَاءٍ، فَتَوَضَّأَ. قَالَ عَمْرٌو: قُلْتُ لأَنَسٍ: أَكَانَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ، قُلْتُ: فَأَنْتُمْ؟ قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي الصَّلَوَاتِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ سَأَلْتُهُ بَعْدُ؟ فَقَالَ: مَا لَمْ نُحْدِثْ.".
(*) وفي رواية: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلاَةٍ، وَكَانَ أَحَدُنَا يَكْفِيهِ الْوُضُوءُ مَا لَمْ يُحْدِثْ.".
(*) وفي رواية: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ. قُلْتُ: كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ؟ قَالَ: يُجْزِئُ أَحَدَنَا الْوُضُوءُ مَا لَمْ يُحْدِثْ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[24 - 03 - 09, 08:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة الثامنة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
نحاول فيها أن نساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله، عز وجل، أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينفع به غيرنا من المسلمين الصادقين.
ونواصل هنا في هذه المشاركة الثامنة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الطهارة، مستفتحين أبوابًا جديدةً أخرى من أبواب كتاب الطهارة، آملين من الله تعالى أن يكون بجانبنا، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
بسم الله نبدأ؛
باب الشك في الوضوء
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ , وَعَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ , وَهُوَ عَبْدُ اللهِ بْنُ زَيْدٍ , قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/215)
"شُكِيَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلاَةِ، قَالَ: لاَ يَنْصَرِفْ , حَتَّى يَجِدَ رِيحًا , أَوْ يَسْمَعَ صَوْتًا.".
(*) وفي رواية: "عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ؛ أَنَّهُ شَكَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلُ الَّذِي يُخَيَّلُ إِلَيْهِ أَنَّهُ يَجِدُ الشَّيْءَ فِي الصَّلاَةِ , فَقَالَ: لاَ يَنْفَتِلْ , أَوْ لاَ يَنْصَرِفْ , حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا , أَوْ يَجِدَ رِيحًا.".
(*) وفي رواية: "عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ، عَنْ عَمِّهِ، قَالَ: شُكِيَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الرَّجُلُ يَجِدُ فِي الصَّلاَةِ شَيْئًا، أَيَقْطَعُ الصَّلاَةَ؟ قَالَ: لاَ، حَتَّى يَسْمَعَ صَوْتًا، أَوْ يَجِدَ رِيحًا.".
أخرجه الحميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي،، وابن الجارود، وأبو عَوَانَة، وابن خزيمة، والبيهقي.
* * *
باب السواك
عن شُعَيْبِ بْنِ الْحَبْحَابِ، قال: حَدَّثَنَا أَنَسٌ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم
"أَكْثَرْتُ عَلَيْكُمْ فِي السِّوَاكِ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، والنسائي، وأبو يعلي، وابن حِبان.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، أَوْ عَلَى النَّاسِ، لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ.".
(*) وفي رواية: "لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ، لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ.".
أخرجه مالك، والحميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ، قَالَ:
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ.".
(*) وفي رواية: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا قَامَ إِلَى التَّهَجُّدِ، يَشُوصُ فَاهُ بِالسِّوَاكِ.".
ــــــــــــ
يشوص؛ الشوص: دلك الأسنان بالسواك عرضًا.
ــــــــــــ
أخرجه الطيالسي، والحميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خزيمة، وابن حبان، والطبراني، في "الأوسط"، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ شُرَيْحٍ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَائِشَةَ؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ بَيْتَهُ بَدَأَ بِالسِّوَاكِ.".
أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خزيمة.
نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة التاسعة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
نحاول فيها أن نساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله، عز وجل، أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينفع به غيرنا من المسلمين الصادقين.
ونواصل هنا في هذه المشاركة الثامنة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الطهارة، مستفتحين أبوابًا جديدةً أخرى من أبواب كتاب الطهارة، آملين من الله تعالى أن يكون بجانبنا، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
بسم الله نبدأ؛
باب غسل اليدين
عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/216)
"إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلْيَغْسِلْ يَدَهُ قَبْلَ أَنْ يُدْخِلَهَا فِي وَضُوئِهِ، فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ.".
أخرجه مالك، والحميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلاَ يَغْمِسْ يَدَهُ فِي وَضُوئِهِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاَثًا فَإِنَّ أَحَدَكُمْ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ.".
(*) وفي رواية: "إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنْ نَوْمِهِ فَلاَ يَغْمِسْ يَدَهُ فِي إِنَائِهِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاَثًا فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ.".
أخرجه الحميدي، وأحمد، والدارمي، ومسلم، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا اسْتَيْقَظَ أَحَدُكُمْ مِنَ اللَّيْلِ فَلاَ يُدْخِلْ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ حَتَّى يَغْسِلَهَا ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَإِنَّهُ لاَ يَدْرِي أَيْنَ بَاتَتْ يَدُهُ.".
أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود.
* * *
باب المضمضة من شرب اللبن
عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بن عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم شَرِبَ لَبَنًا , ثُمَّ دَعَا بِمَاءٍ فَتَمَضْمَضَ , وَقَالَ: إِنَّ لَهُ دَسَمًا.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خزيمة، وابن حِبان، والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
باب المضمضة من السويق
عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ، مَوْلَى بَنِي حَارِثَةَ، عَنْ سُوَيْدِ بْنِ النُّعْمَانِ، أَنَّهُ أَخْبَرَهُ؛
"أَنَّهُ خَرَجَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ خَيْبَرَ، حَتَّى إِذَا كَانُوا بِالصَّهْبَاءِ، وَهِيَ مِنْ أَدْنَى خَيْبَرَ، نَزَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى الْعَصْرَ، ثُمَّ دَعَا بِالأَزْوَادِ، فَلَمْ يُؤْتَ إِلاَّ بِالسَّوِيقِ، فَأَمَرَ بِهِ فَثُرِّيَ، فَأَكَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَكَلْنَا، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَمَضْمَضَ وَمَضْمَضْنَا، ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.".
(*) وفي رواية: "خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَامَ خَيْبَرَ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالصَّهْبَاءِ، وَصَلَّى الْعَصْرَ، دَعَا بِالأَطْعِمَةِ، فَمَا أُتِيَ إِلاَّ بِسَوِيقٍ، فَأَكَلُوا وَشَرِبُوا مِنْهُ، ثُمَّ قَامَ إِلَى الْمَغْرِبِ، فَمَضْمَضَ، وَمَضْمَضْنَا مَعَهُ، وَمَا مَسَّ مَاءً.".
ــــــــــــ
السويق؛ هو القمح، أو الشعير، المقلو، ثم يطحن.
فثري، أي بُل بالماء.
ــــــــــــ
أخرجه مالك، والحميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، وابن ماجة، والنسائي، وابن حِبان والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
باب ترك المضمضة والوضوء من أكل اللحم
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ كَتِفَ شَاةٍ، ثُمَّ صَلَّى , وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خزيمة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي , والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ عَلِي بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ عَرْقًا , أَوْ لَحْمًا , ثُمَّ صَلَّى , وَلَمْ يَتَوَضَّأْ , وَلَمْ يَمَسَّ مَاءً.".
ــــــــــــ
العرق؛ هو العظم، عليه القليل من اللحم.
ــــــــــــ
أخرجه الحميدي، وأحمد، ومسلم، وابن ماجة، وأبو عَوَانَة، وابن خزيمة، وابن حبان.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَهُ، قَالَ:
"إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَعَرَّقَ كَتِفًا ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.".
أخرجه أحمد، والبخاري.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ مِنْ عَظْمٍ , أَوْ تَعَرَّقَ مِنْ ضِلَعٍ , ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.".
(*) وفي رواية: "إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَكَلَ إِمَّا ذِرَاعًا مَشْوِيًّا , وَإِمَّا كَتِفًا , ثُمَّ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ , وَلَم يَمَسَّ مَاءً.".
(*) وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم جَمَعَ عَلَيْهِ ثِيَابَهُ , ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ , فَأُتِيَ بِهَدِيَّةٍ؛ خُبْزٍ وَلَحْمٍ , فَأَكَلَ ثَلاَثَ لُقَمٍ , ثُمَّ صَلَّى بِالنَّاسِ , وَمَا مَسَّ مَاءً.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وابن الجارود, وأبو عَوَانَة، وابن خزيمة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي , والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ عَمْرِو بْنِ أُمَيَّةَ، أَنَّ أَبَاهُ عَمْرَو بْنَ أُمَيَّةَ أَخْبَرَهُ؛
"أَنَّهُ رَأَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَحْتَزُّ مِنْ كَتِفِ شَاةٍ فِي يَدِهِ، فَدُعِيَ إِلَى الصَّلاَةِ فَأَلْقَاهَا وَالسِّكِّينَ الَّتِي يَحْتَزُّ بِهَا، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والترمذي.
* * *
نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/217)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة العاشرة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
نحاول فيها أن نساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله، عز وجل، أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينفع به غيرنا من المسلمين الصادقين.
ونواصل هنا في هذه المشاركة العاشرة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الطهارة، مستفتحين أبوابًا جديدةً أخرى من أبواب كتاب الطهارة، آملين من الله تعالى أن يكون بجانبنا، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
بسم الله نبدأ؛
باب المسح على الخفين
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ، عَنْ أَبِيهِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛
"أَنَّهُ خَرَجَ لِحَاجَتِهِ فَاتَّبَعَهُ الْمُغِيرَةُ بِإِدَاوَةٍ فِيهَا مَاءٌ، فَصَبَّ عَلَيْهِ حِينَ فَرَغَ مِنْ حَاجَتِهِ، فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ.".
(*) وفي رواية: "عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، وَأَنَّهُ ذَهَبَ لِحَاجَةٍ لَهُ، وَأَنَّ مُغِيرَةَ جَعَلَ يَصُبُّ الْمَاءَ عَلَيْهِ، وَهُوَ يَتَوَضَّأُ، فَغَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ.".
أخرجه مالك، والحميدي، وأحمد، والدارمي، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ هِلاَلٍ، عَنِ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ:
"بَيْنَا أَنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ إِذْ نَزَلَ فَقَضَى حَاجَتَهُ ثُمَّ جَاءَ فَصَبَبْتُ عَلَيْهِ مِنْ إِدَاوَةٍ كَانَتْ مَعِي فَتَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ.".
أخرجه مسلم.
* * *
عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: رَأَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ بَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى فَسُئِلَ، فَقَالَ:
"رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَنَعَ مِثْلَ هَذَا.".
قَالَ إِبْرَاهِيمُ: فَكَانَ يُعْجِبُهُمْ لأَنَّ جَرِيرًا كَانَ مِنْ آخِرِ مَنْ أَسْلَمَ.
(*) وفي رواية: "عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: رَأَيْتُ جَرِيرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَتَوَضَّأُ مِنْ مِطْهَرَةِ الْمَسْجِدِ، الَّذِي يَتَوَضَّأُ مِنْهَا الْعَامَّةُ، ثُمَّ يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقِيلَ لَهُ: أَتَفْعَلُ هَذَا؟ قَالَ: وَمَا يَمْنَعُنِي، وَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَمْسَحُ عَلَى خُفَّيْهِ.".
قَالَ إِبْرَاهيِمُ: فَكَانَ هَذَا الْحَدِيثُ يُعْجِبُ أَصْحَابَ عَبْدِ اللهِ، لأَنَّ إِسْلاَمَ جَرِيرٍ كَانَ بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ.
(*) وفي رواية: عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، قَالَ: بَالَ جَرِيرٌ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ، فَقِيلَ: تَفْعَلُ هَذَا؟ فَقَالَ:
"نَعَمْ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ.".
قَالَ الأَعْمَشُ: قَالَ إِبْرَاهِيمُ: كَانَ يُعْجِبُهُمْ هَذَا الْحَدِيثُ، لأَنَّ إِسْلاَمَ جَرِيرٍ كَانَ بَعْدَ نُزُولِ الْمَائِدَةِ.
(*) وفي رواية: "أَنَّ جَرِيرًا بَالَ قَائِمًا، ثُمَّ تَوَضَّأَ، وَمَسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ، وَصَلَّى، فَسَأَلْتُهُ عَنْ ذَلِكَ، فَذَكَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ.".
أخرجه الطيالسي، والحميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وابن الجارود، وابن خزيمة، وابن حِبان، وأبو عَوَانَة، والطَّبَرَانِي، والدَّارَقُطْنِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنِ الْمَسْحِ، فَقَالَتْ: ائْتِ عَلِيًّا، فَهُوَ أَعْلَمُ بِذَلِكَ مِنِّي، قَالَ: فَأَتَيْتُ عَلِيًّا، فَسَأَلْتُهُ عَنِ الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، قَالَ: فَقَالَ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُنَا أَنْ نَمْسَحَ عَلَى الْخُفَّيْنِ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَلِلْمُسَافِرِ ثَلاَثًا.".
(*) وفي رواية: "عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الْمَسْحِ عَلَى الْخُفَّيْنِ، قَالَ: لِلْمُسَافِرِ ثَلاَثَةُ أَيَّامٍ وَلَيَالِيَهُنَّ، وَلِلْمُقِيمِ يَوْمٌ وَلَيْلَةٌ.".
أخرجه الحميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خزيمة، وابن حبان.
نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/218)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة الحادية عشرة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
نحاول فيها أن نساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله، عز وجل، أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينفع به غيرنا من المسلمين الصادقين.
ونواصل هنا في هذه المشاركة الحادية عشرة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الطهارة، مستفتحين أبوابًا جديدةً أخرى من أبواب كتاب الطهارة، آملين من الله تعالى أن يكون بجانبنا، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
بسم الله نبدأ؛
أبواب الغسل
باب إذا جامع الرجل امرأته ولم يمن
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ قَالَ أَخْبَرَنِي أُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ؛
"أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِذَا جَامَعَ الرَّجُلُ المَرأَةَ فَلَمْ يُنْزِلْ؟ قَالَ: يَغْسِلُ مَا مَسَّ الْمَرْأَةَ مِنْهُ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي.".
(*) وفي رواية: "عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، قَالَ: سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الرَّجُلِ يُصِيبُ مِنَ الْمَرْأَةِ، ثُمَّ يُكْسِلُ؟ فَقَالَ: يَغْسِلُ مَا أَصَابَهُ مِنْ الْمَرْأَةِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ وَيُصَلِّي.".
(*) وفي رواية: "عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، عَنِ الْمَلِيِّ، عَنِ الْمَلِيِّ، يَعْنِي بِقَوْلِهِ: الْمَلِيِّ، عَنِ الْمَلِيِّ: أَبَا أَيُّوبَ، عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؛ فِي الَّذِي يَأْتِي أَهْلَهُ، ثُمَّ لاَ يُنْزِلُ، يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأُ.".
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَل: قَالَ أَبِي: الْمَلِيُّ، عَنِ الْمَلِيِّ: ثِقَةٌ، عَنْ ثِقَةٍ.
(*) وفي رواية: "عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: بَلَغَنِي عَنْ أَبِي أَيُّوبَ بْنِ زَيْدٍ حَدِيثٌ، وَهُوَ بِأَرْضِ الرُّومِ، قَالَ: فَلَقِيتُ أَبَا أَيُّوبَ، فَحَدَّثَنِي عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا جَامَعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ، ثُمَّ أَكْسَلَ، فَلْيَغْسِلْ مَا أَصَابَ الْمَرْأَةَ مِنْهُ، ثُمَّ لِيَتَوَضَّأْ.".
(*) وفي رواية: "قُلْتُ: أَرَأَيْتَ أَحَدَنَا إِذَا جَامَعَ الْمَرْأَةَ , فَأَكْسَلَ وَلَمْ يُمْنِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لِيَغْسِلْ ذَكَرَهُ وَأُنْثَيَيْهِ , وَلِيَتَوَضَّأْ , ثُمَّ ليُصَلِّ.".
أخرجه الشافعي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن حِبان، وأبو عوانة، والبيهقي.
* * *
عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّهُ سَأَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَانَ، فَقَالَ: أَرَأَيْتَ إِذَا جَامَعَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ فَلَمْ يُمْنِ؟ قَالَ عُثْمَانُ: يَتَوَضَّأُ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاَةِ، وَيَغْسِلُ ذَكَرَهُ، قَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
فَسَأَلْتُ عَنْ ذَلِكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، وَطَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ، وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَأَمَرُوهُ بذَلِكَ.
قَالَ يَحْيَى: وَأَخْبَرَنِي أَبُو سَلَمَةَ، أَنَّ عُرْوَةَ بْنَ الزُّبَيْرِ أَخْبَرَهُ، أَنَّ أَبَا أَيُّوبَ أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ سَمِعَ ذَلِكَ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
(*) وفي رواية: "عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّهُ سَأَلَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَانَ عَنِ الرَّجُلِ يُجَامِعُ فَلاَ يُنْزِلُ؟ فَقَالَ: لَيْسَ عَلَيْهِ غُسْلٌ، ثُمَّ قَالَ عُثْمَانُ: سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/219)
قَالَ: فَسَأَلْتُ بَعْدَ ذَلِكَ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ، وَالزُّبَيْرَ بْنَ الْعَوَّامِ، وَطَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ، وَأُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، فَقَالُوا مِثْلَ ذَلِكَ.
قَالَ أَبُو سَلَمَةَ: وَحَدَّثَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ، أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا أَيُّوبَ؟ فَقَالَ مِثْلَ ذَلِكَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن خزيمة، وابن حبان.
* * *
عَنْ ذَكْوَانَ، أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الأَنْصَارِ فَأَرْسَلَ إِلَيْهِ فَخَرَجَ وَرَأْسُهُ يَقْطُرُ فَقَالَ: لَعَلَّنَا أَعْجَلْنَاكَ، قَالَ: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: إِذَا أُعْجِلْتَ، أَوْ أَقْحَطْتَ، فَلاَ غُسْلَ عَلَيْكَ وَعَلَيْكَ الْوُضُوءُ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة.
* * *
باب المذي
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، أَنَّهُ قَالَ:
"اسْتَحْيَيْتُ أَنْ أَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْمَذْيِ، مِنْ أَجْلِ فَاطِمَةَ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ فَسَأَلَ عَنْ ذَلِكَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: فِيهِ الْوُضُوءُ.".
(*) وفي رواية: "كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً، وَكُنْتُ أَسْتَحْيِي أَنْ أَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِمَكَانِ ابْنَتِهِ، فَأَمَرْتُ الْمِقْدَادَ بْنَ الأَسْوَدِ فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: يَغْسِلُ ذَكَرَهُ وَيَتَوَضَّأُ.".
ــــــــــــ
كُنْت رَجُلاً مَذَّاء؛ أَيْ كَثِير الْمَذْي.
الْمَذْي: مَاءٌ أَبْيَض رَقِيق لَزِج , يَخْرُج عِنْد شَهْوَة , لاَ بِشَهْوَةِ، وَلاَ دَفْق، وَلاَ يَعْقُبهُ فُتُور , وَرُبَّمَا لاَ يُحسّ بِخُرُوجِهِ , وَيَكُون ذَلِكَ لِلرَّجُلِ وَالْمَرْأَة , وَهُوَ فِي النِّسَاء أَكْثَر مِنْهُ فِي الرِّجَال.
ــــــــــــ
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَانِ السُّلَمِيِّ، عَنْ عَلِيٍّ، قَالَ:
"كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً، فَأَمَرْتُ رَجُلاً أَنْ يَسْأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لِمَكَانِ ابْنَتِهِ، فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: تَوَضَّأْ، وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ.".
(*) وفي رواية: "كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً، وَكَانَتْ تَحْتِي ابْنَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَمَرْتُ رَجُلاً فَسَأَلَهُ، فَقَالَ: تَوَضَّأْ وَاغْسِلْهُ.".
(*) وفي رواية: "كُنْتُ رَجُلاً مَذَّاءً، فَسَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: إِذَا رَأَيْتَ الْمَاءَ فَاغْسِلْ ذَكَرَكَ، وَتَوَضَّأْ، وَإِذَا رَأَيْتَ الْمَنِيَّ فَاغْتَسِلْ.".
أخرجه الطيالسي، وابن أَبي شَيْبَة، وأحمد، والبخاري، والنسائي، وابن خزيمة، وابن حِبان، والبغوي.
* * *
باب غسل الرجل مع امرأته من إناء واحد
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
"كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ، وَكَانَ يَغْتَسِلُ مِنَ الْقَدَحِ، وَهُوَ الْفَرَقُ.".
(*) وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَغْتَسِلُ مِنْ إِنَاءٍ، هُوَ الْفَرَقُ، مِنَ الْجَنَابَةِ.".
(*) وفي رواية: "كُنْتُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَغْتَسِلُ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ فَأَقُولُ أَبْقِ لِي أَبْقِ لِي.".
(*) وفي رواية: "أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ هِيَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ يَغْرِفُ قَبْلَهَا وَتَغْرِفُ قَبْلَهُ.".
ــــــــــــ
قَالَ قُتَيْبَةُ: قَالَ سُفْيَانُ: وَالْفَرَقُ ثَلاَثَةُ آصُعٍ.
ــــــــــــ
أخرجه مالك، والحميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ مُعَاذَةَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/220)
"كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ فَيُبَادِرُنِي وَأُبَادِرُهُ حَتَّى أَقُولَ دَعْ لِي دَعْ لِي.".
أخرجه أحمد، ومسلم، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
"كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنِ الأسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
"كُنْتُ أغْتَسِلُ، أنَا وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْ إنَاءٍ وَاحِدٍ، ونَحْنُ جُنُبَانِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، وأبو داود، والنسائي.
* * *
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: أَخْبَرَتْنِي مَيْمُونَةُ؛
"أَنَّهَا كَانَتْ تَغْتَسِلُ هِيَ وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ.".
أخرجه الحميدي، وأحمد، ومسلم، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي.
* * *
عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ؛
"أَنَّهَا كَانَتْ هِيَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلاَنِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ مِنَ الْجَنَابَةِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ جَبْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ:
"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَالْمَرْأَةُ مِنْ نِسَائِهِ يَغْتَسِلاَنِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.".
(*) وفي رواية: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْتَسِلُ مَعَ الْمَرْأَةِ مِنْ نِسَائِهِ مِنَ الإِِنَاءِ الْوَاحِدٍ.".
(*) وفي رواية: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبَعْضُ أَزْوَاجِهِ يَغْتَسِلاَنِ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو يعلى.
نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة الثانية عشرة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
نحاول فيها أن نساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله، عز وجل، أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينفع به غيرنا من المسلمين الصادقين.
ونواصل هنا في هذه المشاركة الثانية عشرة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الطهارة، مستفتحين أبوابًا جديدةً أخرى من أبواب كتاب الطهارة، آملين من الله تعالى أن يكون بجانبنا، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
بسم الله نبدأ؛
باب صفة غسل الجنابة
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ الله عَنْهَا؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ بَدَأَ فَغَسَلَ يَدَيْهِ، ثُمَّ يَتَوَضَّأُ كَمَا يَتَوَضَّأُ لِلصَّلاَةِ، ثُمَّ يُدْخِلُ أَصَابِعَهُ فِي الْمَاءِ، فَيُخَلِّلُ بِهَا أُصُولَ شَعَرِهِ ثُمَّ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاَثَ غُرَفٍ بِيَدَيْهِ، ثُمَّ يُفِيضُ الْمَاءَ عَلَى جِلْدِهِ كُلِّهِ.".
أخرجه مالك،والحميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ حَدَّثَتْنِي خَالَتِي مَيْمُونَةُ قَالَتْ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/221)
"أَدْنَيْتُ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غُسْلَهُ مِنَ الْجَنَابَةِ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا ثُمَّ أَدْخَلَ يَدَهُ فِي الإِنَاءِ ثُمَّ أَفْرَغَ بِهِ عَلَى فَرْجِهِ وَغَسَلَهُ بِشِمَالِهِ ثُمَّ ضَرَبَ بِشِمَالِهِ الأَرْضَ فَدَلَكَهَا دَلْكًا شَدِيدًا ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ ثُمَّ أَفْرَغَ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاَثَ حَفَنَاتٍ مِلْءَ كَفِّهِ ثُمَّ غَسَلَ سَائِرَ جَسَدِهِ ثُمَّ تَنَحَّى عَنْ مَقَامِهِ ذَلِكَ فَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثُمَّ أَتَيْتُهُ بِالْمِنْدِيلِ فَرَدَّهُ.".
أخرجه الحميدي، وأحمد، والدارمي، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنِ الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اغْتَسَلَ مِنَ الْجَنَابَةِ دَعَا بِشَىْءٍ نَحْوَ الْحِلاَبِ فَأَخَذَ بِكَفِّهِ بَدَأَ بِشِقِّ رَأْسِهِ الأَيْمَنِ ثُمَّ الأَيْسَرِ ثُمَّ أَخَذَ بِكَفَّيْهِ فَقَالَ بِهِمَا عَلَى رَأْسِهِ.".
ــــــــــــ
الحلاب؛ إناء يُحلب فيه.
ــــــــــــ
أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ صُرَدٍ، عَنْ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ؛
"عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهُ ذُكِرَ عِنْدَهُ الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ، فَقَالَ: أَمَّا أَنَا، فَأُفْرِغُ عَلَى رَأْسِي ثَلاَثًا.".
(*) وفي رواية: "ذُكِرَ الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَمَّا أَنَا، فَأَصُبُّ عَلَى رَأْسِي ثَلاثًا.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وأبو يعلى، والبزار، وأبو عَوَانَة، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُفْرِغُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاَثًا - قَالَ شُعْبَةُ أَظُنُّهُ فِي الْغُسْلِ مِنْ الْجَنَابَةِ - فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ بَنِي هَاشِمٍ: إِنَّ شَعَرِي كَثِيرٌ، فَقَالَ جَابِرٌ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ شَعَرًا مِنْكَ وَأَطْيَبَ.".
(*) وفي رواية: "عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ، قَالَ: قَالَ لِي جَابِرٌ: وَأَتَانِي ابْنُ عَمِّكَ، يُعَرِّضُ بِالْحَسَنِ بْنِ مُحَمَّدٍ، ابْنِ الْحَنَفِيَّةِ، قَالَ: كَيْفَ الْغُسْلُ مِنَ الْجَنَابَةِ؟ فَقُلْتُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَأْخُذُ ثَلاَثَةَ أَكُفٍّ، وَيُفِيضُهَا عَلَى رَأْسِهِ، ثُمَّ يُفِيضُ عَلَى سَائِرِ جَسَدِهِ. فَقَالَ لِيَ الْحَسَنُ: إِنِّي رَجُلٌ كَثِيرُ الشَّعَرِ. فَقُلْتُ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَكْثَرَ مِنْكَ شَعَرًا.".
(*) وفي رواية: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَغْرِفُ عَلَى رَأْسِهِ ثَلاَثًا، وَهُوَ جُنُبٌ.".
أخرجه الحميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خزيمة، وأبو عَوَانَة، والبَيْهَقِي.
* * *
باب ضفائر المغتسلة
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَافِعٍ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ، قَالَتْ:
"قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي امْرَأَةٌ أَشُدُّ ضَفْرَ رَأْسِي أَفَأَنْقُضُهُ لِغُسْلِ الْجَنَابَةِ فَقَالَ: إِنَّمَا يَكْفِيكِ أَنْ تَحْثِي عَلَيْهِ ثَلاَثَ حَثَيَاتٍ مِنْ مَاءٍ ثُمَّ تُفِيضِي عَلَيْكِ مِنَ الْمَاءِ فَتَطْهُرِينَ. أَوْ قَالَ: فَإِذَا أَنْتِ قَدْ طَهُرْتِ.".
أخرجه الحميدي، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
باب إذا احتلمت المرأة
عَنْ زَيْنَبَ بِنْتِ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/222)
"أَنَّ أُمَّ سُلَيْمٍ قَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ، فَهَلْ عَلَى الْمَرْأَةِ الْغُسْلُ إِذَا احْتَلَمَتْ، قَالَ: نَعَمْ، إِذَا رَأَتِ الْمَاءَ. فَضَحِكَتْ أُمُّ سَلَمَةَ، فَقَالَتْ تَحْتَلِمُ الْمَرْأَةُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبِمَا يُشْبِهُ الْوَلَدُ.".
أخرجه مالك، والحميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة الثالثة عشرة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
نحاول فيها أن نساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله، عز وجل، أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينفع به غيرنا من المسلمين الصادقين.
ونواصل هنا في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الطهارة، مستفتحين أبوابًا أخرى من أبواب كتاب الطهارة، آملين من الله تعالى أن يكون بجانبنا، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
بسم الله نبدأ؛
باب إذا جامع ثم أراد أن يعود
عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ ثُمَّ أَرَادَ أَنْ يَعُودَ فَلْيَتَوَضَّأْ.".
أخرجه الحميدي، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة، وابن حِبان، وأبو عوانة، والحاكم، والبيهقي.
* * *
باب غسل المنى وفركه
عَنْ سُلَيْمَانَ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
"كُنْتُ أَغْسِلُ الْجَنَابَةَ مِنْ ثَوْبِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَيَخْرُجُ إِلَى الصَّلاَةِ، وَإِنَّ بُقَعَ الْمَاءِ فِي ثَوْبِهِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ هَمَّامِ بْنِ الْحَارِثِ، أَنَّهُ كَانَ عِنْدَ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، فَاحْتَلَمَ، فَأَبْصَرَتْهُ جَارِيَةٌ لِعَائِشَةَ وَهُوَ يَغْسِلُ أَثَرَ الْجَنَابَةِ مِنْ ثَوْبِهِ، أَوْ يَغْسِلُ ثَوْبَهُ، فَأَخْبَرَتْ عَائِشَةَ، فَقَالَتْ:
"لَقَدْ رَأَيْتُنِي وَأَنَا أَفْرُكُهُ مِنْ ثَوْبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.".
أخرجه الحميدي، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيِّ، قَالَ رَأَتْنِي عَائِشَةُ أُمُّ الْمُؤْمِنِينَ أَغْسِلُ أَثَرَ جَنَابَةٍ أَصَابَتْ ثَوْبِي فَقَالَتْ مَا هَذَا قُلْتُ جَنَابَةٌ أَصَابَتْ ثَوْبِي. فَقَالَتْ:
"لَقَدْ رَأَيْتُنَا وَإِنَّهُ يُصِيبُ ثَوْبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِهِ هَكَذَا.".
وَوَصَفَهُ مَهْدِيُّ بْنُ مَيْمُون، أَحدُ رواة الحديث، حَكَّ يَدَهُ عَلَى الأُخْرَى.
أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
باب نوم الجنب
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَنَامَ وَهُوَ جُنُبٌ تَوَضَّأَ وُضُوءَهُ لِلصَّلاَةِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/223)
"ذَكَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ تُصِيبُهُ الْجَنَابَةُ مِنَ اللَّيْلِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: تَوَضَّأْ وَاغْسِلْ ذَكَرَكَ ثُمَّ نَمْ.".
أخرجه مالك، والحميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
* * *
عَنْ نَافِعٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ عُمَرَ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَيَرْقُدُ أَحَدُنَا وَهُوَ جُنُبٌ، قَالَ: نَعَمْ إِذَا تَوَضَّأَ.".
أخرجه أحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي.
* * *
باب المسلم لا ينجس
عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
"أَنَّهُ لَقِيَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي طَرِيقٍ مِنْ طُرُقِ الْمَدِينَةِ وَهُوَ جُنُبٌ فَانْسَلَّ فَذَهَبَ فَاغْتَسَلَ فَتَفَقَّدَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَلَمَّا جَاءَهُ، قَالَ: أَيْنَ كُنْتَ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ. قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ لَقِيتَنِي وَأَنَا جُنُبٌ فَكَرِهْتُ أَنْ أُجَالِسَكَ حَتَّى أَغْتَسِلَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سُبْحَانَ اللهِ إِنَّ الْمُؤْمِنَ لاَ يَنْجُسُ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي.
ــــــــــ
(فَانْسَلَّ): أي ذهب خفية.
ــــــــ
* * *
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَقِيَهُ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَأَهْوَى إِلَيْهِ، قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي جُنُبٌ، قَالَ: إِنَّ الْمُؤْمِنَ لاَ يَنْجُسُ.".
(*) وفي رواية: "عَنْ حُذَيْفَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقِيَهُ وَهُوَ جُنُبٌ، فَحَادَ عَنْهُ، فَاغْتَسَلَ ثُمَّ جَاءَ، فَقَالَ: كُنْتُ جُنُبًا، قَالَ: إِنَّ الْمُسْلِمَ لاَ يَنْجُسُ.".
أخرجه ابن ابي شيبة، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والبزار، والنسائي، وأبو عوانة، وابن حبان.
نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة الرابعة عشرة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
نحاول فيها أن نساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله، عز وجل، أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينفع به غيرنا من المسلمين الصادقين.
ونواصل هنا في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الطهارة، مستفتحين أبوابًا جديدةً أخرى من أبواب كتاب الطهارة، آملين من الله تعالى أن يكون بجانبنا، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
بسم الله نبدأ؛
أبواب الحيض
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسٍ؛
"أَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ مِنْهُمْ، لَمْ يُؤَاكِلُوهُنَّ، وَلَمْ يُجَامِعُوهُنَّ فِي الْبُيُوتِ، فَسَأَلَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ: {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى فَاعْتَزِلُوا النِّسَاءَ فِي الْمَحِيضِ وَلاَ تَقْرَبُوهُنَّ حَتَّى يَطْهُرْنَ}، حَتَّى فَرَغَ مِنَ الآيَةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اصْنَعُوا كُلَّ شَيْءٍ إِلاَّ النِّكَاحَ، فَبَلَغَ ذَلِكَ الْيَهُودَ، فَقَالُوا: مَا يُرِيدُ هَذَا الرَّجُلُ أَنْ يَدَعَ مِنْ أَمْرِنَا شَيْئًا إِلاَّ خَالَفَنَا فِيهِ، فَجَاءَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، وَعَبَّادُ بْنُ بِشْرٍ، فَقَالاَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ الْيَهُودَ قَالَتْ كَذَا وَكَذَا، أَفَلاَ نُجَامِعُهُنَّ؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/224)
فَتَغَيَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى ظَنَنَّا أَنْ قَدْ وَجَدَ عَلَيْهِمَا، فَخَرَجَا، فَاسْتَقْبَلَتْهُمَا هَدِيَّةٌ مِنْ لَبَنٍ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَرْسَلَ فِي آثَارِهِمَا، فَسَقَاهُمَا، فَعَرَفَا أَنَّهُ لَمْ يَجِدْ عَلَيْهِمَا.".
(*) وفي رواية: "أَنَّ الْيَهُودَ كَانُوا إِذَا حَاضَتِ الْمَرْأَةُ فِيهِمْ، لَمْ يُؤَاكِلُوهَا، وَلَمْ يُشَارِبُوهَا، وَأَخْرَجُوهَا مِنْ الْبَيْتِ، وَلَمْ تَكُنْ مَعَهُمْ فِي الْبُيُوتِ، فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ، تَعَالَى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الْمَحِيضِ قُلْ هُوَ أَذًى} فَأَمَرَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُوَاكِلُوهُنَّ، وَأَنْ يُشَارِبُوهُنَّ، وَأَنْ يَكُنَّ مَعَهُمْ فِي الْبُيُوتِ، وَأَنْ يَفْعَلُوا كُلَّ شَيْءٍ مَا خَلاَ النِّكَاحَ، فَقَالَتِ الْيَهُودُ: مَا يُرِيدُ هَذَا أَنْ يَدَعَ شَيْئًا مِنْ أَمْرِنَا إِلاَّ خَالَفَنَا فِيهِ، فَجَاءَ عَبَّادُ ابْنُ بِشْرٍ، وَأُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ، إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَاهُ بِذَلِكَ، وَقَالاَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَفَلاَ نَنْكِحُهُنَّ فِي الْمَحِيضِ؟ فَتَمَعَّرَ وَجْهُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَمَعُّرًا شَدِيدًا، حَتَّى ظَنَنَّا أَنَّهُ وَجَدَ عَلَيْهِمَا، فَقَامَا فَخَرَجَا، فَاسْتَقْبَلَتْهُمَا هَدِيَّةُ لَبَنٍ، فَبَعَثَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي آثَارِهِمَا، فَرَدَّهُمَا فَسَقَاهُمَا، فَعَلِمْنَا أَنَّهُ لَمْ يَغْضَبْ عَلَيْهِمَا.".
أخرجه الطيالسي، وأحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وأبو عوانة، والبيهقي، والبغوي.
* * *
عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ، قَالَ:
"خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ، فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ. فَقُلْنَ وَبِمَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ. قُلْنَ وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ. قُلْنَ بَلَى، قَالَ: فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا، أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ. قُلْنَ بَلَى، قَالَ: فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا.".
أخرجه البخاري، ومسلم، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:
"يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ تَصَدَّقْنَ وَأَكْثِرْنَ الاِسْتِغْفَارَ فَإِنِّي رَأَيْتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ. فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْهُنَّ جَزْلَةٌ وَمَا لَنَا يَا رَسُولَ اللهِ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ، قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ وَمَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَغْلَبَ لِذِي لُبٍّ مِنْكُنَّ، قَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ وَمَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَالدِّينِ، قَالَ: أَمَّا نُقْصَانُ الْعَقْلِ فَشَهَادَةُ امْرَأَتَيْنِ تَعْدِلُ شَهَادَةَ رَجُلٍ فَهَذَا نُقْصَانُ الْعَقْلِ وَتَمْكُثُ اللَّيَالِيَ مَا تُصَلِّي وَتُفْطِرُ فِي رَمَضَانَ فَهَذَا نُقْصَانُ الدِّينِ.".
ــــــــــــ
جزلة؛ أي ذات عقل ووقار.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة.
* * *
عَنْ مُعَاذَةَ، أَنَّ امْرَأَةً سَأَلَتْ عَائِشَةَ: أَتَقْضِي الْحَائِضُ الصَّلاَةَ؟ فَقَالَتْ: أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ؟!؛
"لقَدْ كُنَّا نَحِيضُ عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلاَ نَقْضِي وَلاَ نُؤْمَرُ بِالْقَضَاءِ.".
ــــــــــــ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/225)
الحرورية؛ اسم لطائفةٌ عُرفت بالغلو في الدين.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ:
"قَالَتْ فَاطِمَةُ بِنْتُ أَبِي حُبَيْشٍ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي لاَ أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلاَةَ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا ذَلِكِ عِرْقٌ وَلَيْسَ بِالْحَيْضَةِ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَاتْرُكِي الصَّلاَةَ، فَإِذَا ذَهَبَ قَدْرُهَا فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ وصَلِّي.".
(*) وفي رواية: "أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ كَانَتْ تُسْتَحَاضُ فَسَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: ذَلِكِ عِرْقٌ، وَلَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ، فَإِذَا أَقْبَلَتِ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلاَةَ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْتَسِلِي وَصَلِّي.".
(*) وفي رواية: "أَنَّ فَاطِمَةَ بِنْتَ أَبِي حُبَيْشٍ سَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ إِنِّي أُسْتَحَاضُ فَلاَ أَطْهُرُ، أَفَأَدَعُ الصَّلاَةَ؟ فَقَالَ: لاَ، إِنَّ ذَلِكِ عِرْقٌ، وَلَكِنْ دَعِي الصَّلاَةَ قَدْرَ الأَيَّامِ الَّتِي كُنْتِ تَحِيضِينَ فِيهَا، ثُمَّ اغْتَسِلِي وَصَلِّي.".
أخرجه مالك، والحميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي.
ــــــــــــ
قَالَ يَحْيَى بن سعيد: قُلْتُ لِهِشَامٍ بن عروة: أَغُسْلٌ وَاحِدٌ تَغْتَسِلُ وَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ؟ قَالَ: نَعَمْ.
ــــــــــــ
* * *
عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَانِ، عَنْ عَائِشَةَ؛
"أَنَّ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ كَانَتْ تُسْتَحَاضُ سَبْعَ سِنِينَ فَسَأَلَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: لَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ، إِنَّمَا هُوَ عِرْقٌ، فَأَمَرَهَا أَنْ تَتْرُكَ الصَّلاَةَ قَدْرَ أَقْرَائِهَا وَحَيْضَتِهَا، وَتَغْتَسِلَ وَتُصَلِّيَ.".
فَكَانَتْ تَغْتَسِلُ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ.
ــــــــــــ
أَقْرَائِهَا؛ حيضها.
وقَالَ ابْنُ شِهَابٍ: لَمْ يَأْمُرْهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَنْ تَغْتَسِلَ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ إِنَّمَا فَعَلَتْهُ هِيَ.
وقَالَ اللَّيْثُ بْنُ سَعْدٍ: لَمْ يَذْكُرِ ابْنُ شِهَابٍ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ أُمَّ حَبِيبَةَ بِنْتَ جَحْشٍ أَنْ تَغْتَسِلَ عِنْدَ كُلِّ صَلاَةٍ وَلَكِنَّهُ شَىْءٌ فَعَلَتْهُ هِيَ.
ــــــــــــ
أخرجه الحميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة الخامسة عشرة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
نحاول فيها أن نساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله، عز وجل، أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينفع به غيرنا من المسلمين الصادقين.
ونواصل هنا في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الطهارة، مستكملين أبواب الحيض من أبواب كتاب الطهارة، آملين من الله تعالى أن يكون بجانبنا، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
بسم الله نبدأ؛
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ:
"كُنَّا لاَ نَعُدُّ الْكُدْرَةَ وَالصُّفْرَةَ شَيْئًا.".
ــــــــــــ
الكدرة والصفرة؛ أي الماء الذي تراه المرأةُ كالصديد، يعلوه اصفرارٌ.
ــــــــــــ
أخرجه البخاري، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي.
* * *
عن صَفِيَّةَ بنت شيبة عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/226)
"سَأَلَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ تَغْتَسِلُ مِنْ حَيْضَتِهَا قَالَ فَذَكَرَتْ أَنَّهُ عَلَّمَهَا كَيْفَ تَغْتَسِلُ ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مِنْ مِسْكٍ فَتَطَهَّرُ بِهَا. قَالَتْ كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا، قَالَ: تَطَهَّرِي بِهَا. سُبْحَانَ اللهِ. وَاسْتَتَرَ - وَأَشَارَ لَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بِيَدِهِ عَلَى وَجْهِهِ - قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ وَاجْتَذَبْتُهَا إِلَىَّ وَعَرَفْتُ مَا أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ تَتَبَّعِي بِهَا أَثَرَ الدَّمِ.".
(*) وفي رواية: "أَنَّ امْرَأَةً أَتَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ كَيْفَ أَغْتَسِلُ عِنْدَ الطُّهْرِ فَقَالَ: خُذِي فِرْصَةً مُمَسَّكَةً فَتَوَضَّئِي. قَالَتْ كَيْفَ أَتَوَضَّأُ بِهَا قَالَ: تَوَضَّئِي بِهَا. قَالَتْ كَيْفَ أَتَوَضَّأُ بِهَا ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَبَّحَ فَأَعْرَضَ عَنْهَا ثُمَّ قَالَ: تَوَضَّئِي بِهَا. قَالَتْ عَائِشَةُ فَفَطِنْتُ لِمَا يُرِيدُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخَذْتُهَا فَجَذَبْتُهَا إِلَىَّ فَأَخْبَرْتُهَا بِمَا يُرِيدُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.".
ــــــــــــ
فرصة: قطعة قطن، أو خرقة.
ــــــــــــ
أخرجه الحميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ، عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ أَنَّهَا قَالَتْ:
"سَأَلَتِ امْرَأَةٌ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَأَيْتَ إِحْدَانَا إِذَا أَصَابَ ثَوْبَهَا الدَّمُ مِنَ الْحَيْضَةِ، كَيْفَ تَصْنَعُ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصَابَ ثَوْبَ إِحْدَاكُنَّ الدَّمُ مِنَ الْحَيْضَةِ، فَلْتَقْرُصْهُ ثُمَّ لِتَنْضَحْهُ بِمَاءٍ، ثُمَّ لِتُصَلِّي فِيهِ.".
ــــــــــــ
فلتقرصه؛ القرص هو الدلك بأطراف الأصابع والأظفار، مع صب الماء عليه.
تنضحه، تغسله.
ــــــــــــ
* * *
حديثْ حَفْصَةَ عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ رُخِّصَ لِلْمَرْأَةِ فِي طُهْرِهَا إِذَا اغْتَسَلَتْ إِحْدَانَا مِنْ مَحِيضِهَا فِي نُبْذَةٍ مِنْ قُسْطٍ وَأَظْفَارٍ.
يأتي إن شاء الله في كتاب الطلاق. حَدِيثُ رقم.
ــــــــــــ
نبذة؛ أي قطعة صغيرة.
قسط وأظفار؛ نوعان من البخور.
ــــــــــــ
* * *
عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ النَّخْعِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
"كَانَتْ إِحْدَانَا، إِذَا كَانَتْ حَائِضًا، فَأَرَادَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُبَاشِرَهَا، أَمَرَهَا أَنْ تَتَّزِرَ فِي فَوْرِ حَيْضَتِهَا، ثُمَّ يُبَاشِرُهَا. قَالَتْ: وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ كَمَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْلِكُ إِرْبَهُ.".
ــــــــــــ
فِي فَوْر حَيْضَتهَا؛ فَوْر الْحَيْض أَوَّله وَمُعْظَمه.
إربه؛ أي حاجته.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة.
* * *
عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا حِضْتُ يَأْمُرُنِي فَأَتَّزِرُ ثُمَّ يُبَاشِرُنِي.
وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُخْرِجُ رَأْسَهُ إِلَىَّ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي.
* * *
عن عُرْوَةَ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
"كُنْتُ أُرَجِّلُ رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَنَا حَائِض.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/227)
(*) وفي رواية: "عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي هِشَامٌ عَنْ عُرْوَةَ أَنَّهُ سُئِلَ أَتَخْدُمُنِي الْحَائِضُ أَوْ تَدْنُو مِنِّي الْمَرْأَةُ وَهْىَ جُنُبٌ فَقَالَ عُرْوَةُ كُلُّ ذَلِكَ عَلَىَّ هَيِّنٌ، وَكُلُّ ذَلِكَ تَخْدُمُنِي، وَلَيْسَ عَلَى أَحَدٍ فِي ذَلِكَ بَأْسٌ، أَخْبَرَتْنِي عَائِشَةُ أَنَّهَا كَانَتْ تُرَجِّلُ، تَعْنِي، رَأْسَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهِيَ حَائِضٌ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَئِذٍ مُجَاوِرٌ فِي الْمَسْجِدِ، يُدْنِي لَهَا رَأْسَهُ وَهْىَ فِي حُجْرَتِهَا، فَتُرَجِّلُهُ وَهْىَ حَائِضٌ.".
ــــــــــــ
مجاور؛ أي معتكف.
ــــــــــــ
أخرجه مالك، والحميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ زَيْنَبَ بِنْتَ أُمِّ سَلَمَةَ، أَنَّ أُمَّ سَلَمَةَ حَدَّثَتْهَا، قَالَتْ:
"بَيْنَمَا أَنَا مُضْطَجِعَةٌ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الْخَمِيلَةِ إِذْ حِضْتُ فَانْسَلَلْتُ فَأَخَذْتُ ثِيَابَ حَيْضَتِي فَقَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنُفِسْتِ. قُلْتُ نَعَمْ. فَدَعَانِي فَاضْطَجَعْتُ مَعَهُ فِي الْخَمِيلَةِ.".
ــــــــــــ
الْخَمِيلَة , وَالْخَمِيل، بِحَذْفِ الْهَاء: هِيَ الْقَطِيفَة , وَكُلّ ثَوْب لَهُ خَمْل مِنْ أَيِّ شَيْءٍ كَانَ , وَقِيلَ: هِيَ الأَسْوَد مِنْ الثِّيَاب.
اِنْسَلَلْت؛ أَيْ ذَهَبْت فِي خُفْيَة.
فَأَخَذْت ثِيَاب حِيضَتِي، هِيَ بِكَسْرِ الْحَاء , وَهِيَ حَالَة الْحَيْض , أَيْ أَخَذْت الثِّيَاب الْمُعَدَّة لِزَمَنِ الْحَيْض.
أَنَفِسْت؛ مَعْنَاهُ: أَحِضْتِ.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والنسائي.
* * *
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
"قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: نَاوِلِينِي الْخُمْرَةَ، قَالَتْ فَقُلْتُ إِنِّي حَائِضٌ. فَقَالَ: إِنَّهَا لَيْسَتْ فِي يَدِكِ.".
ــــــــــــ
الْخُمْرَةَ؛ هِيَ السَّجَّادَةُ الَّتِي يَسْجُدُ عَلَيْهَا الْمُصَلِّي، وَهِيَ مَا يَضَع عَلَيْهِ الرَّجُل جُزْء وَجْهه فِي سُجُوده , مِنْ حَصِير أَوْ نَسِيجَةٍ مِنْ خُوص.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
* * *
عَنْ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ عَائِشَةُ، قَالَتْ:
"كُنْتُ أَتَعَرَّقُ الْعَرْقَ وَأَنَا حَائِضٌ فَيَأْخُذُهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَضَعُ فَمَهُ حَيْثُ كَانَ فَمِي، وَأَشْرَبُ مِنَ الإِنَاءِ فَيَأْخُذُهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَيَضَعُ فَمَهُ حَيْثُ كَانَ فَمِي وَأَنَا حَائِضٌ.".
ــــــــــــ
العَرق؛ هو العظم الذي عليه بقيةٌ من لحمٍ.
ــــــــــــ
أخرجه الحميدي، وأحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ شَيْبَةَ، عَنْ عَائِشَةَ؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَضَعُ رَأْسَهُ فِي حَِجْرِهَا وَيَقْرَأُ الْقُرْآنَ وَهِيَ حَائِضٌ.".
أخرجه الحميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي.
نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة السادسة عشرة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
نحاول فيها أن نساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله، عز وجل، أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينفع به غيرنا من المسلمين الصادقين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/228)
ونواصل هنا في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الطهارة، مستفتحين أبواب التيمم من أبواب كتاب الطهارة، آملين من الله تعالى أن يكون بجانبنا، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
بسم الله نبدأ؛
أبواب التيمم
حَدِيثُ يَزِيدَ بْنِ صُهَيْبٍ الْفَقِيرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي: بُعِثْتُ إِلَى الأَحْمَرِ وَالأَسْوَدِ، وَكَانَ النَّبِيُّ إِنَّمَا يُبْعَثُ إِلَى قَوْمِهِ خَاصَّةً، وَبُعِثْتُ إِلَى النَّاسِ عَامَّةً، وَأُحِلَّتْ لِيَ الْغَنَائِمُ، وَلَمْ تَحِلَّ لأَحَدٍ قَبْلِي، وَنُصِرْتُ بِالرُّعْبِ مَسِيرَةَ شَهْرٍ، وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَهُورًا وَمَسْجِدًا، فَأَيُّمَا رَجُلٍ أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ، فَلْيُصَلِّ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ.".
يأتي، إن شاء الله، في كتاب "المناقب" الحديث رقم.
* * *
عن الْقَاسِمِ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ:
"خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَعْضِ أَسْفَارِهِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ أَوْ بِذَاتِ الْجَيْشِ انْقَطَعَ عِقْدٌ لِي، فَأَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْتِمَاسِهِ، وَأَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَأَتَى النَّاسُ أَبَي بَكْرٍ، فَقَالُوا أَلاَ تَرَى مَا صَنَعَتْ عَائِشَةُ أَقَامَتْ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِالنَّاسِ مَعَهُ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ، فَجَاءَ أَبُو بَكْرٍ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاضِعٌ رَأْسَهُ عَلَى فَخِذِي قَدْ نَامَ، فَقَالَ حَبَسْتِ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالنَّاسَ، وَلَيْسُوا عَلَى مَاءٍ وَلَيْسَ مَعَهُمْ مَاءٌ قَالَتْ فَعَاتَبَنِي، وَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ أَنْ يَقُولَ، وَجَعَلَ يَطْعُنُنِي بِيَدِهِ فِي خَاصِرَتِي، فَلاَ يَمْنَعُنِي مِنَ التَّحَرُّكِ إِلاَّ مَكَانُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى فَخِذِي، فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَصْبَحَ عَلَى غَيْرِ مَاءٍ فَأَنْزَلَ اللَّهُ آيَةَ التَّيَمُّمِ، فَتَيَمَّمُوا، فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ الْحُضَيْرِ مَا هِيَ بِأَوَّلِ بَرَكَتِكُمْ يَا آلَ أَبِي بَكْرٍ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ فَبَعَثْنَا الْبَعِيرَ الَّذِي كُنْتُ عَلَيْهِ فَوَجَدْنَا الْعِقْدَ تَحْتَهُ.".
ــــــــــــ
حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ، أَوْ بِذَاتِ الْجَيْش؛ الْبَيْدَاء هِيَ ذُو الْحُلَيْفَة بِالْقُرْبِ مِنْ الْمَدِينَة مِنْ طَرِيق مَكَّة , وَذَات الْجَيْش وَرَاء ذِي الْحُلَيْفَة.
عِقْد؛ كُلّ مَا يُعْقَد وَيُعَلَّق فِي الْعُنُق , وَيُسَمَّى قِلاََدَة.
عَلَى اِلْتِمَاسه، أَيْ لأَجْلِ طَلَبه.
ــــــــــــ
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ؛
"أَنَّهَا اسْتَعَارَتْ مِنْ أَسْمَاءَ قِلاَدَةً فَهَلَكَتْ فَأَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فِي طَلَبِهَا فَأَدْرَكَتْهُمُ الصَّلاَةُ فَصَلَّوْا بِغَيْرِ وُضُوءٍ فَلَمَّا أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم شَكَوْا ذَلِكَ إِلَيْهِ فَنَزَلَتْ آيَةُ التَّيَمُّمِ. فَقَالَ أُسَيْدُ بْنُ حُضَيْرٍ جَزَاكِ اللَّهُ خَيْرًا فَوَاللَّهِ مَا نَزَلَ بِكِ أَمْرٌ قَطُّ إِلاَّ جَعَلَ اللَّهُ لَكِ مِنْهُ مَخْرَجًا وَجَعَلَ لِلْمُسْلِمِينَ فِيهِ بَرَكَةً.".
أخرجه الحُميدي، وعبد بن حُميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ أَبْزَى عَنْ أَبِيهِ أَنَّ رَجُلاً أَتَى عُمَرَ فَقَالَ إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدْ مَاءً. فَقَالَ لاَ تُصَلِّ. فَقَالَ عَمَّارٌ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/229)
"أَمَا تَذْكُرُ يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ أَنَا وَأَنْتَ فِي سَرِيَّةٍ فَأَجْنَبْنَا فَلَمْ نَجِدْ مَاءً فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فِي التُّرَابِ وَصَلَّيْتُ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَضْرِبَ بِيَدَيْكَ الأَرْضَ ثُمَّ تَنْفُخَ ثُمَّ تَمْسَحَ بِهِمَا وَجْهَكَ وَكَفَّيْكَ. فَقَالَ عُمَرُ اتَّقِ اللَّهَ يَا عَمَّارُ. قَالَ إِنْ شِئْتَ لَمْ أُحَدِّثْ بِهِ.".
(*) وفي رواية: "عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ أَبْزَى؛ أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ عَنِ التَّيَمُّمِ، فَلَمْ يَدْرِ مَا يَقُولُ، فَقَالَ عَمَّارُ بْنُ يَاسِرٍ: أَمَا تَذْكُرُ حَيْثُ كُنَّا فِي سَرِيَّةٍ، فَأَجْنَبْتُ، فَتَمَعَّكْتُ فِي التُّرَابِ، فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: إِنَّمَا يَكْفِيكَ هَكَذَا، وَضَرَبَ شُعْبَةُ يَدَيْهِ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَنَفَخَ فِي يَدَيْهِ، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ، وَكَفَّيْهِ، مَرَّةً وَاحِدَةً.".
(*) وفي رواية: "عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ أَبْزَى، قَالَ: أَجْنَبَ رَجُلٌ، فَأَتَى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنِّي أَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدْ مَاءً، قَالَ: لاَ تُصَلِّ، قَالَ لَهُ عَمَّارٌ: أَمَا تَذْكُرُ أَنَّا كُنَّا فِي سَرِيَّةٍ، فَأَجْنَبْنَا، فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ، وَأَمَّا أَنَا فَإِنِّي تَمَعَّكْتُ فَصَلَّيْتُ، ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ، وَضَرَبَ شُعْبَةُ بِكَفِّهِ ضَرْبَةً، وَنَفَخَ فِيهَا، ثُمَّ دَلَكَ إِحْدَاهُمَا بِالأُخْرَى، ثُمَّ مَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ.".
فَقَالَ عُمَرُ: شَيْئًا لاَ أَدْرِي مَا هُوَ، فَقَالَ: إِنْ شِئْتَ لاَ حَدَّثْتُهُ.
وَذَكَرَ شَيْئًا فِي هَذَا الإِسْنَادِ عَنْ أَبِي مَالِكٍ، وَزَادَ سَلَمَةُ قَالَ: بَلْ نُوَلِّيكَ مِنْ ذَلِكَ مَا تَوَلَّيْتَ.
(*) وفي رواية: "عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ أَبْزَى؛ أَنَّ رَجُلاً جَاءَ إِلَى عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: إِنِّي أَجْنَبْتُ، فَلَمْ أَجِدِ الْمَاءَ، فَقَالَ عُمَرُ: لاَ تُصَلِّ، فَقَالَ عَمَّارٌ: أَمَا تَذْكُرُ، يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ، إِذْ أَنَا وَأَنْتَ فِي سَرِيَّةٍ، فَأَجْنَبْنَا، فَلَمْ نَجِدْ مَاءً، فَأَمَّا أَنْتَ فَلَمْ تُصَلِّ، وَأَمَّا أَنَا فَتَمَعَّكْتُ فِي التُّرَابِ، ثُمَّ صَلَّيْتُ، فَلَمَّا أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا يَكْفِيكَ، وَضَرَبَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيْهِ إِلَى الأَرْضِ، ثُمَّ نَفَخَ فِيهِمَا، فَمَسَحَ بِهِمَا وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ، شَكَّ سَلَمَةُ، وَقَالَ: لاَ أَدْرِي فِيهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ، أَوْ إِلَى الْكَفَّيْنِ.".
قَالَ عُمَرُ: نُوَلِّيكَ مِنْ ذَلِكَ مَا تَوَلَّيْتَ.
قَالَ شُعْبَةُ: كَانَ يَقُولُ الْكَفَّيْنِ، وَالْوَجْهَ، وَالذِّرَاعَيْنِ، فَقَالَ لَهُ مَنْصُورٌ: مَا تَقُولُ؟ فَإِنَّهُ لاَ يَذْكُرُ الذِّرَاعَيْنِ أَحَدٌ غَيْرُكَ، فَشَكَّ سَلَمَةُ، فَقَالَ: لاَ أَدْرِي ذَكَرَ الذِّرَاعَيْنِ، أَمْ لاَ.
(*) وفي رواية: "عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ أَبْزَى؛ أَنَّهُ شَهِدَ عُمَرَ، وَقَالَ لَهُ عَمَّارٌ: كُنَّا فِي سَرِيَّةٍ، فَأَجْنَبْنَا، وَقَالَ: تَفَلَ فِيهِمَا.".
(*) وفي رواية: "عَنْ عَمَّارِ بْنِ يَاسِرٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي التَّيَمُّمِ: ضَرْبَةٌ لِلْوَجْهِ وَالْكَفَّيْنِ.".
ــــــــــــ
فتمعكت؛ أي تمرغت.
ــــــــــــ
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والبزار، والنسائي، وأبو يعلى، وابن الجارود، وابن خُزيمة، وأبو عوانة، والشاشي، والدارقطني، والبيهقي، والبغوي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/230)
نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة السابعة عشرة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
نحاول فيها أن نساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله، عز وجل، أن يعلمنا ما ينفعنا، وأن ينفعنا بما علمنا، وأن ينفع به غيرنا من المسلمين الصادقين.
ونواصل هنا في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الطهارة، مستكملين أبواب التيمم من أبواب كتاب الطهارة، آملين من الله تعالى أن يكون بجانبنا، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
بسم الله نبدأ؛
عَنْ شَقِيقٍ بن سلمة، أبي وائل، قَالَ كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ وَأَبِي مُوسَى فَقَالَ أَبُو مُوسَى يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَانِ أَرَأَيْتَ لَوْ أَنَّ رَجُلاً أَجْنَبَ فَلَمْ يَجِدِ الْمَاءَ شَهْرًا كَيْفَ يَصْنَعُ بِالصَّلاَةِ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ لاَ يَتَيَمَّمُ وَإِنْ لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ شَهْرًا. فَقَالَ أَبُو مُوسَى فَكَيْفَ بِهَذِهِ الآيَةِ فِي سُورَةِ الْمَائِدَةِ: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ لَوْ رُخِّصَ لَهُمْ فِي هَذِهِ الآيَةِ - لأَوْشَكَ إِذَا بَرَدَ عَلَيْهِمُ الْمَاءُ أَنْ يَتَيَمَّمُوا بِالصَّعِيدِ. فَقَالَ أَبُو مُوسَى لِعَبْدِ اللهِ أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ عَمَّارٍ:
"بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي حَاجَةٍ فَأَجْنَبْتُ فَلَمْ أَجِدِ الْمَاءَ فَتَمَرَّغْتُ فِي الصَّعِيدِ كَمَا تَمَرَّغُ الدَّابَّةُ ثُمَّ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَقُولَ بِيَدَيْكَ هَكَذَا، ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدَيْهِ الأَرْضَ ضَرْبَةً وَاحِدَةً ثُمَّ مَسَحَ الشِّمَالَ عَلَى الْيَمِينِ وَظَاهِرَ كَفَّيْهِ وَوَجْهَهُ.".
فَقَالَ عَبْدُ اللهِ أَوَلَمْ تَرَ عُمَرَ لَمْ يَقْنَعْ بِقَوْلِ عَمَّار.
(?) وفي رواية: "عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنْتُ قَاعِدًا مَعَ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي مُوسَى الأَشْعَرِيِّ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى لِعَبْدِ اللهِ: لَوْ أَنَّ رَجُلاً لَمْ يَجِدِ الْمَاءَ، لَمْ يُصَلِّ؟، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لاَ، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: أَمَا تَذْكُرُ إِذْ قَالَ عَمَّارٌ لِعُمَرَ: أَلاَ تَذْكُرُ، إِذْ بَعَثَنِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَإِيَّاكَ فِي إِبِلٍ، فَأَصَابَتْنِي جَنَابَةٌ، فَتَمَرَّغْتُ فِي التُّرَابِ، فَلَمَّا رَجَعْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرْتُهُ، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ أَنْ تَقُولَ هَكَذَا، وَضَرَبَ بِكَفَّيْهِ إِلَى الأَرْضِ، ثُمَّ مَسَحَ كَفَّيْهِ جَمِيعًا، وَمَسَحَ وَجْهَهُ مَسْحَةً وَاحِدَةً، بِضَرْبَةٍ وَاحِدَةٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: لاَ جَرَمَ، مَا رَأَيْتُ عُمَرَ قَنَعَ بِذَلِكَ، قَالَ: فَقَالَ لَهُ أَبُو مُوسَى: فَكَيْفَ بِهَذِهِ الآيَةِ فِي سُورَةِ النِّسَاءِ: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}؟، قَالَ: فَمَا دَرَى عَبْدُ اللهِ مَا يَقُولُ، وَقَالَ: لَوْ رَخَّصْنَا لَهُمْ فِي التَّيَمُّمِ، لأَوْشَكَ أَحَدُهُمْ إِنْ بَرَدَ الْمَاءُ عَلَى جِلْدِهِ أَنْ يَتَيَمَّمَ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/231)
(?) وفي رواية: "عَنْ شَقِيقٍ، قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا مَعَ عَبْدِ اللهِ، وَأَبِي مُوسَى، فَقَالَ أَبُو مُوسَى: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَانِ، الرَّجُلُ يُجْنِبُ وَلاَ يَجِدُ الْمَاءَ، أَيُصَلِّي؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: أَلَمْ تَسْمَعْ قَوْلَ عَمَّارٍ لِعُمَرَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعَثَنِي أَنَا وَأَنْتَ، فَأَجْنَبْتُ، فَتَمَعَّكْتُ بِالصَّعِيدِ، فَأَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْنَاهُ، فَقَالَ: إِنَّمَا كَانَ يَكْفِيكَ هَكَذَا، وَمَسَحَ وَجْهَهُ، وَكَفَّيْهِ وَاحِدَةً، فَقَالَ: إِنِّي لَمْ أَرَ عُمَرَ قَنَعَ بِذَلِكَ، قَالَ: فَكَيْفَ تَصْنَعُونَ بِهَذِهِ الآيَةِ: {فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا}؟، قَالَ: إِنَّا لَوْ رَخَّصْنَا لَهُمْ فِي هَذَا، كَانَ أَحَدُهُمْ إِذَا وَجَدَ الْمَاءَ الْبَارِدَ، تَمَسَّحَ بِالصَّعِيدِ.".
قَالَ الأَعْمَشُ: فَقُلْتُ لِشَقِيقٍ: فَمَا كَرِهَهُ إِلاَّ لِهَذَا.
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة، وأبو عوانة، والشاشي، والدارقطني، والبيهقي.
* * *
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ هُرْمُزَ، الأَعْرَجِ، عَنْ عُمَيْرٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ أَقْبَلْتُ أَنَا وَعَبْدُ اللهِ بْنُ يَسَارٍ مَوْلَى مَيْمُونَةَ حَتَّى دَخَلْنَا عَلَى أَبِي جُهَيْمِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ الصِّمَّةِ الأَنْصَارِيِّ فَقَالَ أَبُو جُهَيْمٍ:
"أَقْبَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ نَحْوِ بِئْرِ الْجَمَلِ وَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى أَقْبَلَ عَلَى الْجِدَارِ فَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَيَدَيْهِ ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِ السَّلاَمَ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة، والدارقطني.
وبهذا نكون قد انتهينا من أبوا ب كتاب الطهارة، وقد حاولنا جهدنا، وهو جهد المقل، وجهد الضعيف، أن نجمع فيه ما صح عن نبينا الكريم صلى الله عليه وسلم، آملين التوفيق والسداد من رب العباد، فإن وفقنا فمن الله تعالى، وإن أخطأنا فمنا ومن الشيطان، وحسبنا نيتنا الخالصة لوجهه الكريم، فمنه العون والمدد.
ونرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
ونبدأ في المرة القادمة إن شاء الله بكتاب الصلاة.
* * *
ـ[احمد صفوت سلام]ــــــــ[17 - 04 - 09, 09:36 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عيسى 33]ــــــــ[30 - 04 - 09, 09:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة السابعة عشرة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأبدأ هنا في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
وأسأل الله العلي القدير أن تكون هذه المشاركات قد أفادت إخواننا القراء في هذا المنتدى الكريم وفي غيره من المنتديات، سائلاً المولى عز وجل، أن يعلمنا جميعًا ما جهلنا من أمور ديننا الحنيف.
ثانيا: كتاب الصلاة
بسم الله أبدأ؛
باب مكانة الصلاة
عَنْ عِكْرِمَةَ بْنِ خَالِدٍ؛ أَنَّ رَجُلاً قَالَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَلاَ تَغْزُو فَقَالَ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/232)
"إِنَّ الإِسْلاَمَ بُنِيَ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَصِيَامِ رَمَضَانَ وَحَجِّ الْبَيْتِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زَيْدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَإِقَامِ الصَّلاَةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَحَجِّ الْبَيْتِ وَصَوْمِ رَمَضَانَ.".
أخرجه أحمد، ومسلم، وابن خزيمة.
عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ , أَنَّهُ سَمِعَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ يَقُولُ:
"جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ، ثَائِرُ الرَّأْسِ، يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ، وَلاَ نَفْقَهُ مَا يَقُولُ، حَتَّى دَنَا، فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الإِسْلاَمِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُنَّ؟ قَالَ: لاَ، إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: وَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ، قَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ؟ قَالَ: لاَ، إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ، قَالَ: وَذَكَرَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الزَّكَاةَ، فَقَالَ: هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لاَ، إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ، قَالَ: فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللَّهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا، وَلاَ أَنْقُصُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: أَفْلَحَ الرَّجُلُ إِنْ صَدَقَ.".
(*) وفي رواية: "أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثَائِرَ الرَّأْسِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَخْبَرَنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصَّلاَةِ؟ قَالَ: الصَّلَوَاتُ الْخَمْسُ، إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ شَيْئًا، قَالَ: أَخْبِرْنِي مَاذَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الصِّيَامِ، قَالَ: صِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ، إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ شَيْئًا، قَالَ: أَخْبِرْنِي مَاذَا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ مِنَ الزَّكَاةِ، فَأَخْبَرَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِشَرَائِعِ الإِسْلاَمِ، فَقَالَ: وَالَّذِي أَكْرَمَكَ لاَ أَتَطَوَّعُ شَيْئًا، وَلاَ أَنْتَقِصُ مِمَّا فَرَضَ اللَّهُ عَلَيَّ شَيْئًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَفْلَحَ، وَأَبِيهِ، إِنْ صَدَقَ، أَوْ دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَأَبِيهِ، إِنْ صَدَقَ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، والبَزَّار , وابن الجارود، وابن خزيمة، وابن حِبان.
* * *
عَنْ أَبِي زُرْعَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
"أَنَّ أَعْرَابِيًّا جَاءَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ دُلَّنِي عَلَى عَمَلٍ إِذَا عَمِلْتُهُ دَخَلْتُ الْجَنَّةَ، قَالَ: تَعْبُدُ اللَّهَ لاَ تُشْرِكُ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمُ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ وَتُؤَدِّي الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومُ رَمَضَانَ، قَالَ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا شَيْئًا أَبَدًا وَلاَ أَنْقُصُ مِنْهُ. فَلَمَّا وَلَّى قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ فَلْيَنْظُرْ إِلَى هَذَا.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم.
* * *
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
"بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى إِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ".
(*) وفي رواية: "بَايَعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَالسَّمْعِ وَالطَّاعَةِ، وَالنُّصْحِ لِكُلِّ مُسْلِمٍ".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والترمذي، وابن الجارود، وابن خُزيمة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، وابن مَنْدَه، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/233)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[30 - 04 - 09, 09:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلت، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
وأسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لي في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة الثامنة عشرة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأبدأ هنا في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
وأسأل الله العلي القدير أن تكون هذه المشاركات قد أفادت إخواننا القراء في هذا المنتدى الكريم وفي غيره من المنتديات، سائلاً المولى عز وجل، أن يعلمنا جميعًا ما جهلنا من أمور ديننا الحنيف.
بسم الله أبدأ؛
باب ضياع الصلاة
عَنِ الزُّهْرِيَّ، قَالَ: دَخَلْتُ عَلَى أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ بِدِمَشْقَ وَهُوَ يَبْكِي فَقُلْتُ مَا يُبْكِيكَ فَقَالَ لاَ أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا أَدْرَكْتُ إِلاَّ هَذِهِ الصَّلاَةَ، وَهَذِهِ الصَّلاَةُ قَدْ ضُيِّعَتْ.
أخرجه البخاري.
* * *
عَنْ غَيْلاَنَ بْنِ جَرِيرٍ، عَنْ أَنَسٍ، قَالَ: مَا أَعْرِفُ شَيْئًا مِمَّا كَانَ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قِيلَ الصَّلاَةُ؟ قَالَ أَلَيْسَ ضَيَّعْتُمْ مَا ضَيَّعْتُمْ فِيهَا.
أخرجه البخاري.
* * *
باب من كان في مِهنة أهله وحضرت الصلاة
حَدِيثُ الأَسْوَدِ قَالَ سَأَلْتُ عَائِشَةَ مَا كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ فِي بَيْتِهِ قَالَتْ:
"كَانَ يَكُونُ فِي مِهْنَةِ أَهْلِهِ، تَعْنِي خِدْمَةَ أَهْلِهِ، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ.".
يأتي، إن شاء الله تعالى، برقم.
* * *
باب السواك عند كل صلاة
حَدِيثُ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي، أَوْ عَلَى النَّاسِ، لأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ كُلِّ صَلاَةٍ.".
سَلَف في كتاب الطهارة. الحديث رقم.
* * *
باب لا صلاة بحضرة طعام ولا وهو يدافعة الأخبثان
عَنْ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُحَمَّدٍ بْنِ أَبِي عَتِيقٍ، عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"لاَ يُصَلِّيَنَّ أَحَدُكُمْ بِحَضْرَةِ الطَّعَامِ، وَلاَ وَهُوَ يُدَافِعُهُ الأَخْبَثَانِ.".
ــــــــــــ
الأخبثان؛ البول والغائط.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن خُزيمة.
* * *
باب إذا وضع العشاء وأقيمت الصلاة
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ، قَالَ:
"إِذَا وُضِعَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة.
* * *
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا وُضِعَ عَشَاءُ أَحَدِكُمْ وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ، وَلاَ يَعْجَلْ حَتَّى يَفْرُغَ مِنْهُ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"إِذَا حَضَرَ الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَابْدَؤُوا بِالْعَشَاءِ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي.
* * *
عَنْ أبِي قِلاَبَة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"إِذَا وضع الْعَشَاءُ وَأُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَابْدَءُوا بِالْعَشَاءِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/234)
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[30 - 04 - 09, 09:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة التاسعة عشرة من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدة من كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
وأسأل الله العلي القدير أن تكون هذه المشاركات قد أفادت إخواننا القراء في هذا المنتدى الكريم وفي غيره من المنتديات، سائلاً المولى عز وجل، أن يعلمنا جميعًا ما جهلنا من أمور ديننا الحنيف.
بسم الله أبدأ؛
باب النهي عن رفع البصر إلى السماء في الصلاة
عن قَتَادَةُ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ حَدَّثَهُمْ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"مَا بَالُ أَقْوَامٍ يَرْفَعُونَ أَبْصَارَهُمْ إِلَى السَّمَاءِ فِي صَلاَتِهِمْ. فَاشْتَدَّ قَوْلُهُ فِي ذَلِكَ حَتَّى، قَالَ: لَيَنْتَهُنَّ عَنْ ذَلِكَ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ.".
أخرجه أحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، والبخاري، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ عَنْ رَفْعِهِمْ أَبْصَارَهُمْ عِنْدَ الدُّعَاءِ فِي الصَّلاَةِ إِلَى السَّمَاءِ أَوْ لَتُخْطَفَنَّ أَبْصَارُهُمْ.".
أخرجه مسلم، والنسائي.
* * *
عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:
"أَمَا يَخْشَى أَحَدُكُمْ، إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ، وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ، أَنْ لاَ يَرْجِعَ إِلَيْهِ بَصَرُهُ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة، وأبو يعلى، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
باب النهي عن التخصر في الصلاة
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
"نَهَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنْ يُصَلِّيَ الرَّجُلُ مُخْتَصِرًا.".
ــــــــــــ
مُتَخَصِّرًا؛ اَلاِخْتِصَارِ فِي اَلصَّلاةِ , هُوَ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى خَاصِرَتِهِ وَهُوَ يُصَلِّي.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
باب مثل الذي يصلى ورأسه معقوص
عَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ يُصَلِّي , وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ مِنْ وَرَائِهِ , فَقَامَ فَجَعَلَ يَحُلُّهُ , فَلَمَّا انْصَرَفَ , أَقْبَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , فَقَالَ: مَا لَكَ وَرَأْسِي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"إِنَّمَا مَثَلُ هَذَا , مَثَلُ الَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مَكْتُوفٌ.".
ــــــــــــ
وَرَأْسه مَعْقُوص؛ جَمْعُ الشَّعَر وَسَط الرَأْس، أَوْ لَفّ ذَوَائِبه حَوْل رَأْسه، وَنَحْو ذَلِكَ كَفِعْلِ النِّسَاء.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وأبو عَوَانة، وابن خُزيمة، وابن حِبان , والطَّبَرَانِي , والبَيْهَقِي.
* * *
باب الالتفات في الصلاة
عَنْ مَسْرُوقٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
"سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ الاِلْتِفَاتِ فِي الصَّلاَةِ فَقَالَ: هُوَ اخْتِلاَسٌ يَخْتَلِسُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ صَلاَةِ الْعَبْدِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
باب حمل الصبايا في الصلاة
عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ أَبِي قَتَادَةَ،
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي وَهُوَ حَامِلٌ أُمَامَةَ بِنْتَ زَيْنَبَ بِنْتِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلأَبِي الْعَاصِ بْنِ الرَّبِيعِ فَإِذَا قَامَ حَمَلَهَا وَإِذَا سَجَدَ وَضَعَهَا.".
أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
باب مسح الحصى
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ، عَنْ مُعَيْقِيبٍ، قَالَ:
"ذَكَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَسْحَ فِي الْمَسْجِدِ، يَعْنِي الْحَصَى، قَالَ: إِنْ كُنْتَ لاَ بُدَّ فَاعِلاً فَوَاحِدَةً.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/235)
ـ[أبو أحمد الجدي]ــــــــ[30 - 04 - 09, 10:12 م]ـ
أخي عيسى , وفققكم الله
استمر
ـ[أبو أحمد الجدي]ــــــــ[30 - 04 - 09, 10:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
باب مثل الذي يصلى ورأسه معقوص
عَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ؛ أَنَّهُ رَأَى عَبْدَ اللهِ بْنَ الْحَارِثِ يُصَلِّي , وَرَأْسُهُ مَعْقُوصٌ مِنْ وَرَائِهِ , فَقَامَ فَجَعَلَ يَحُلُّهُ , فَلَمَّا انْصَرَفَ , أَقْبَلَ إِلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , فَقَالَ: مَا لَكَ وَرَأْسِي؟ فَقَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"إِنَّمَا مَثَلُ هَذَا , مَثَلُ الَّذِي يُصَلِّي وَهُوَ مَكْتُوفٌ.".
أخي عيسى هذا الحديث رواه
- عَمْرو بن الحارث وهو يروي عن قَتَادة أشياء يضطرب فيها ويخطيء, وإن كان ثقةً، إلاَّ أن أَحمد بن حنبل قال: رأيتُ له أشياءَ مَناكير.
ولم يتابعه إلا ابن لهيعة فيما أعلم
فهلا راجعت دراسة الإسناد
بارك الله فيكم , انتظر الإفادة
ـ[عيسى 33]ــــــــ[08 - 05 - 09, 09:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلت، ومنه أستمد العون والمدد والبركة
وأسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لي في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة ال 20 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً من كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله أبدأ؛
باب المشي في الصلاة
عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنَّا بِالأَهْوَازِ نُقَاتِلُ الْحَرُورِيَّةَ، فَبَيْنَا أَنَا عَلَى جُرُفِ نَهَرٍ، إِذَا رَجُلٌ يُصَلِّي، وَإِذَا لِجَامُ دَابَّتِهِ بِيَدِهِ، فَجَعَلَتِ الدَّابَّةُ تُنَازِعُهُ، وَجَعَلَ يَتْبَعُهَا - قَالَ شُعْبَةُ: هُوَ أَبُو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ - فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ افْعَلْ بِهَذَا الشَّيْخِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ الشَّيْخُ، قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ قَوْلَكُمْ،
"وَإِنِّي غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّ غَزَوَاتٍ، أَوْ سَبْعَ غَزَوَاتٍ، وَثَمَانَ، وَشَهِدْتُ تَيْسِيرَهُ، وَإِنِّي أَنْ كُنْتُ أَنْ أُرَاجِعَ مَعَ دَابَّتِي أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَدَعَهَا تَرْجِعُ إِلَى مَأْلَفِهَا فَيَشُقَّ عَلَيَّ.".
(*) وفي رواية: "عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كَانَ أَبُو بَرْزَةَ بِالأَهْوَازِ عَلَى حَرْفِ نَهَرٍ، وَقَدْ جَعَلَ اللِّجَامَ فِي يَدِهِ، وَجَعَلَ يُصَلِّي، فَجَعَلَتْ دَابَّتُهُ تَنْكُصُ، وَجَعَلَ يَتَأَخَّرُ مَعَهَا، فَجَعَلَ رَجُلٌ مِنَ الْخَوَارِجِ يَقُولُ: اللَّهُمَّ اخْزِ هَذَا الشَّيْخَ، كَيْفَ يُصَلِّي، قَالَ: فَلَمَّا صَلَّى، قَالَ: قَدْ سَمِعْتُ مَقَالَتَكُمْ، غَزَوْتُ مَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سِتًّا، أَوْ سَبْعًا، أَوْ ثَمَانِيًا، فَشَهِدْتُ أَمْرَهُ وَتَيْسِيرَهُ، فَكَانَ رُجُوعِي مَعَ دَابَّتِي أَهْوَنَ عَلَيَّ مِنْ تَرْكِهَا، فَتَنْزِعُ إِلَى مَأْلَفِهَا فَيَشُقُّ عَلَيَّ، وَصَلَّى أَبُو بَرْزَةَ الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/236)
(*) وفي رواية: "عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، قَالَ: كُنَّا عَلَى شَاطِئِ نَهْرٍ بِالأَهْوَازِ، قَدْ نَضَبَ عَنْهُ الْمَاءُ، فَجَاءَ أَبُو بَرْزَةَ الأَسْلَمِيُّ عَلَى فَرَسٍ، فَصَلَّى وَخَلَّى فَرَسَهُ، فَانْطَلَقَتِ الْفَرَسُ، فَتَرَكَ صَلاَتَهُ وَتَبِعَهَا حَتَّى أَدْرَكَهَا، فَأَخَذَهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَضَى صَلاَتَهُ، وَفِينَا رَجُلٌ لَهُ رَأْىٌ، فَأَقْبَلَ يَقُولُ: انْظُرُوا إِلَى هَذَا الشَّيْخِ، تَرَكَ صَلاَتَهُ مِنْ أَجْلِ فَرَسٍ، فَأَقْبَلَ فَقَالَ: مَا عَنَّفَنِي أَحَدٌ مُنْذُ فَارَقْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: إِنَّ مَنْزِلِي مُتَرَاخٍ، فَلَوْ صَلَّيْتُ وَتَرَكْتُ، لَمْ آتِ أَهْلِي إِلَى اللَّيْلِ، وَذَكَرَ أَنَّهُ صَحِبَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَرَأَى مِنْ تَيْسِيرِهِ.".
(*) وفي رواية: "عَنِ الأَزْرَقِ بْنِ قَيْسٍ، أَنَّهُ رَأَى أَبَا بَرْزَةَ الأَسْلَمِيَّ يُصَلِّي، وَعَنَانُ دَابَّتِهِ فِي يَدِهِ، فَلَمَّا رَكَعَ انْفَلَتَ الْعَنَانُ مِنْ يَدِهِ، وَانْطَلَقَتِ الدَّابَّةُ، قَالَ: فَنَكَصَ أَبُو بَرْزَةَ عَلَى عَقِبَيْهِ، وَلَمْ يَلْتَفِتْ حَتَّى لَحِقَ الدَّابَّةَ، فَأَخَذَهَا، ثُمَّ مَشَى كَمَا هُوَ، ثُمَّ أَتَى مَكَانَهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، فَقَضَى صَلاَتَهُ، فَأَتَمَّهَا، ثُمَّ سَلَّمَ، قَالَ: إِنِّي قَدْ صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي غَزْوٍ كَثِيرٍ، حَتَّى عَدَّ غَزَوَاتٍ، فَرَأَيْتُ مِنْ رُخَصِهِ وَتَيْسِيرِهِ، وَأَخَذْتُ بِذَلِكَ، وَلَوْ أَنِّي تَرَكْتُ دَابَّتِي حَتَّى تَلْحَقَ بِالصَّحْرَاءِ، ثُمَّ انْطَلَقْتُ شَيْخًا كَبِيرًا، أَخْبطُ الظُّلْمَةَ، كَانَ أَشَدَّ عَلَيَّ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، وابن خُزيمة.
* * *
باب التسبيح للرجال في الصلاة والتصفيق للنساء
عَنْ أَبِي حَازِمِ بْنِ دِينَارٍ، عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيِّ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَهَبَ إِلَى بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ، فَحَانَتِ الصَّلاَةُ، فَجَاءَ الْمُؤَذِّنُ إِلَى أَبِي بَكْرٍ، فَقَالَ: أَتُصَلِّي لِلنَّاسِ فَأُقِيمَ؟ قَالَ: نَعَمْ، فَصَلَّى أَبُو بَكْرٍ، فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالنَّاسُ فِي الصَّلاَةِ، فَتَخَلَّصَ حَتَّى وَقَفَ فِي الصَّفِّ، فَصَفَّقَ النَّاسُ، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لاَ يَلْتَفِتُ فِي صَلاَتِهِ، فَلَمَّا أَكْثَرَ النَّاسُ التَّصْفِيقَ الْتَفَتَ، فَرَأَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَنِ امْكُثْ مَكَانَكَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَدَيْهِ، فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى مَا أَمَرَهُ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ ذَلِكَ، ثُمَّ اسْتَأْخَرَ أَبُو بَكْرٍ حَتَّى اسْتَوَى فِي الصَّفِّ، وَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ إِذْ أَمَرْتُكَ؟ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: مَا كَانَ لاِبْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّيَ بَيْنَ يَدَىْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا لِي رَأَيْتُكُمْ أَكْثَرْتُمُ التَّصْفِيقَ، مَنْ رَابَهُ شَىْءٌ فِي صَلاَتِهِ فَلْيُسَبِّحْ، فَإِنَّهُ إِذَا سَبَّحَ الْتُفِتَ إِلَيْهِ، وَإِنَّمَا التَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ.".
(*) وفي رواية: "أَنَّ أُنَاسًا مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْف كَانَ بَيْنَهُمْ شَيْءٌ، فَخَرَجَ إِلِيْهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي أُنَاسٍ مِنْ أَصْحَابِهِ , يُصْلِحُ بَيْنَهُمْ، فَحَضَرَتِ الصَّلاَةُ، وَلَمْ يَأْتِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَجَاءَ بِلاَلٌ، فَأَذَّنَ بِلاَلٌ بِالصَّلاَةِ، وَلَمْ يَأْتِ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم , فَجَاءَ إِلَى أَبِي بَكْرٍ , فَقَالَ: إِنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم حُبِسَ، وَقَدْ حَضَرَتِ الصَّلاَةُ , فَهَلْ لَكَ أَنْ تَؤُمَّ النَّاسَ؟ فَقَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/237)
نَعَمْ , إِنْ شِئْتَ , فَأَقَامَ الصَّلاَةَ , فَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ، ثُمَّ جَاءَ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم يَمْشِي فِي الصُّفُوفِ، حَتَّى قَامَ فِي الصَّفِّ الأَوَّلِ، فَأَخَذَ النَّاسُ بِالتَّصْفِيحِ , حَتَّى أَكْثَرُوا، وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لاَ يَكَادُ يَلْتَفِتُ فِي الصَّلاَةِ، فَالْتَفَتَ، فَإِذَا هُوَ بِالنَّبيِّ صلى الله عليه وسلم وَرَاءَهُ , فَأَشَارَ إِلَيْهِ بِيَدِهِ، فَأَمَرَهُ يُصَلِّي كَمَا هُوَ، فَرَفَعَ أَبُو بَكْرٍ يَدَهُ، فَحَمِدَ اللَّهَ، ثُمَّ رَجَعَ الْقَهْقَرَى وَرَاءَهُ , حَتَّى دَخَلَ فِي الصَّفِّ، وَتَقَدَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِالنَّاسِ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ , فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ , مَا لَكُمْ إِذَا نَابَكُمْ شَيْءٌ فِي صَلاَتِكُمْ أَخَذْتُمْ بِالتَّصْفِيحِ، إِنَّمَا التَّصْفِيحُ لِلنِّسَاءِ، مَنْ نَابَهُ شَيْءٌ فِي صَلاَتِهِ فَلْيَقُلْ سُبْحَانَ اللهِ، فَإِنَّهُ لا يَسْمَعُهُ أَحَدٌ إِلاَّ الْتَفَتَ، يَا أَبَا بَكْرٍ، مَا مَنَعَكَ حِينَ أَشَرْتُ إِلَيْكَ لَمْ تُصَلِّ بِالنَّاسِ؟ فَقَالَ: مَا كَانَ يَنْبَغِي لاِبْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يُصَلِّي بَيْنَ يَدَىِ النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم.".
(*) وفي رواية: "أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم آتٍ , فَقَالَ: إِنَّ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ قَدِ اقْتَتَلُوا , وَتَرَامَوْا بِالْحِجَارَةِ , فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ , وَحَانَتِ الصَّلاَةُ , فَجَاءَ بِلاَلٌ إِلَى أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، فَقَالَ: أَتُصَلِي فَأُقِيمَُ الصَّلاَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ , قَالَ: فَأَقَامَ بِلاَلٌ الصَّلاَةَ , وَتَقَدَّمَ أَبُو بَكْرٍ , فَلَمَّا دَخَلَ فِي الصَّلاَةِ , وَصَفَّ النَّاسُ ورَاءَهُ , جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ حَيْثُ ذَهَبَ , فَجَعَلَ يَتَخَلَّلُ الصُّفُوفَ , حَتَّى بَلَغَ الصَّفَّ الأَوَّلَ , ثُمَّ وَقَفَ , وَجَعَلَ النَّاسُ يُصَفِّقُونَ لِيُؤْذِنُوا أَبَا بَكْرٍ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ لاَ يَلْتَفِتُ فِي الصَّلاَةِ , فَلَمَّا أَكْثَرُوا عَلَيْهِ الْتَفَتَ , فَإِذَا هُوَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ مَعَ النَّاسِ , فَأَشَارَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَنِ اثْبُتْ , فَرَفَعَ يَدَيْهِ كَأَنَّهُ يَدْعُو , ثُمَّ اسْتَأْخَرَ الْقَهْقَرَى , حَتَّى جَاءَ الصَّفَّ , فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِالنَّاسِ , فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ صَلاَتِهِ , قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا بَالُكُمْ وَنَابَكُمْ شَيْءٌ فِي صَلاَتِكُمْ فَجَعَلْتُمْ تُصَفِّقُونَ؟ إِذَا نَابَ أَحَدَكُمْ شَيْءٌ فِي صَلاَتِهِ فَلْيُسَبِّحِ , فَإِنَّمَا التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ , وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ , ثُمَّ قَالَ لأَبِي بَكْرٍ: لِمَ رَفَعْتَ يَدَيْكَ؟ مَا مَنَعَكَ أَنْ تَثْبُتَ حِينَ أَشَرْتُ إِلَيْكَ؟ قَالَ: رَفَعْتُ يَدَيَّ لأَنِّي حَمَدْتُ اللَّهَ عَلَى مَا رَأَيْتُ مِنْكَ , وَلَمْ يَكُنْ يَنْبَغِي لاِبْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَؤُمَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم.".
(*) وفي رواية: "كَانَ قِتَالٌ بَيْنَ بَنِي عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ , فَبَلَغَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم , فَأَتَاهُمْ بَعْدَ الظُّهْرِ لِيُصْلِحَ بَيْنَهُمْ , وَقَالَ: يَا بِلاَلُ , إِنْ حَضَرَتِ الصَّلاَةُ وَلَمْ آتِ، فَمُرْ أَبَا بَكْرٍ فَلْيُصَلِّ بِالنَّاسِ , قَالَ: فَلَمَّا حَضَرَتِ الْعَصْرُ , أَقَامَ بِلاَلٌ الصَّلاَةَ , ثُمَّ أَمَرَ أَبَا بَكْرٍ , فَتَقَدَّمَ بِهِمْ , وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَمَا دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ فِي الصَّلاَةِ , فَلَمَّا رَأَوْهُ صَفَّحُوا , وَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَشُقُّ النَّاسَ حَتَّى قَامَ خَلْفَ أَبِي بَكْرٍ , قَالَ: وَكَانَ أَبُو بَكْرٍ إِذَا دَخَلَ فِي الصَّلاة لَمْ يَلْتَفِتْ , فَلَمَّا رَأَى التَّصْفِيحَ لاَ يُمْسَكُ عَنْهُ , فَالْتَفَتَ فَرَأَى النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم خَلْفَهُ , فَأَوْمَأَ إِلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدِهِ أَنِ امْضِهْ , فَقَامَ أَبُو بَكْرٍ هُنَيَّةً، فَحَمِدَ اللَّهَ عَلَى ذَلِكَ , ثُمَّ مَشَى الْقَهْقَرَى , قَالَ: فَتَقَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّى بِالنَّاسِ , فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَتَهُ، قَالَ: يَا أَبَا بَكْرٍ , مَا مَنَعَكَ إِذْ أَوْمَأْتُ إِلَيْكَ أَنْ لاَ تَكُونَ مَضَيْتَ؟ قَالَ: فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: لَمْ يَكُنْ لاِبْنِ أَبِي قُحَافَةَ أَنْ يَؤُمَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَقَالَ لِلنَّاسِ: إِذَا نَابَكُمْ فِي صَلاَتِكُمْ شَيْءٌ، فَلْيُسَبِّحِ الرِّجَالُ، وَلْيُصَفِّحِ النِّسَاءُ.".
ــــــــــــ
نابه: أصابه شيءٌ يحتاج فيه إلى إعلام الغير.
التصفيح: التصفيق.
ــــــــــــ
أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بن عبد الرحمان، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"التَّسْبِيحُ لِلرِّجَالِ، وَالتَّصْفِيقُ لِلنِّسَاءِ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/238)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[08 - 05 - 09, 09:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلت، ومنه أستمد العون والمدد والبركة
وأسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لي في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة ال 21 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً من كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله أبدأ؛
باب إذا نعس أحدكم في الصلاة
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"إِذَا نَعَسَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ فَلْيَرْقُدْ حَتَّى يَذْهَبَ عَنْهُ النَّوْمُ فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا صَلَّى وَهُوَ نَاعِسٌ لَعَلَّهُ يَذْهَبُ يَسْتَغْفِرُ فَيَسُبَّ نَفْسَهُ.".
أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
باب ما جاء في الجن وقطع الصلاة
عن محَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ، قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ عِفْرِيتًا مِنَ الْجِنِّ جَعَلَ يَفْتِكُ عَلَىَّ الْبَارِحَةَ لِيَقْطَعَ عَلَىَّ الصَّلاَةَ وَإِنَّ اللَّهَ أَمْكَنَنِي مِنْهُ فَذَعَتُّهُ فَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَرْبِطَهُ إِلَى جَنْبِ سَارِيَةٍ مِنْ سَوَارِي الْمَسْجِدِ حَتَّى تُصْبِحُوا تَنْظُرُونَ إِلَيْهِ أَجْمَعُونَ - أَوْ كُلُّكُمْ - ثُمَّ ذَكَرْتُ قَوْلَ أَخِي سُلَيْمَانَ رَبِّ اغْفِرْ لِي وَهَبْ لِي مُلْكًا لاَ يَنْبَغِي لأَحَدٍ مِنْ بَعْدِي. فَرَدَّهُ اللَّهُ خَاسِئًا.".
ــــــــــــ
يفتك؛ الفتك هو الأخذ في غفلة وخديعة.
فَذَعَتُّهُ، أي خنقته.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم.
* * *
باب النهي عن الكلام في الصلاة
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ، عَنْ مُعَاوِيَةَ بْنِ الْحَكَمِ السُّلَمِيِّ قَالَ:
"بَيْنَا أَنَا أُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذْ عَطَسَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ فَقُلْتُ يَرْحَمُكَ اللَّهُ. فَرَمَانِي الْقَوْمُ بِأَبْصَارِهِمْ فَقُلْتُ وَاثُكْلَ أُمِّيَاهْ مَا شَأْنُكُمْ تَنْظُرُونَ إِلَىَّ. فَجَعَلُوا يَضْرِبُونَ بِأَيْدِيهِمْ عَلَى أَفْخَاذِهِمْ فَلَمَّا رَأَيْتُهُمْ يُصَمِّتُونَنِي لَكِنِّي سَكَتُّ فَلَمَّا صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلاَ بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ فَوَاللَّهِ مَا كَهَرَنِي وَلاَ ضَرَبَنِي وَلاَ شَتَمَنِي، قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الصَّلاَةَ لاَ يَصْلُحُ فِيهَا شَىْءٌ مِنْ كَلاَمِ النَّاسِ إِنَّمَا هُوَ التَّسْبِيحُ وَالتَّكْبِيرُ وَقِرَاءَةُ الْقُرْآنِ. أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم.".
ــــــــــــ
كهرني، أي مانهرني ووبخني.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَرْقَمَ، قَالَ:
"كَانَ الرَّجُلُ يُكَلِّمُ صَاحِبَهُ، عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي الْحَاجَةِ فِي الصَّلاَةِ، حَتَّى نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَقُومُوا للهِ قَانِتِينَ} فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ.".
(*) وفي رواية: "كُنَّا نَتَكَلَّمُ فِي الصَّلاَةِ، يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ، وَهُوَ إِلَى جَنْبِهِ فِي الصَّلاَةِ، حَتَّى نَزَلَتْ: {وَقُومُوا ِللهِ قَانِتِينَ} فَأُمِرْنَا بِالسُّكُوتِ، وَنُهِينَا عَنِ الْكَلاَمِ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/239)
أخرجه أحمد، وعبد بن حُميد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة، وأبو عوانة، وابن حبان، الطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبغوي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[08 - 05 - 09, 09:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلت، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
وأسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لي في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة ال 22 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً من كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله أبدأ؛
أبواب الخشوع والاطمئنان في الصلاة
واستواء قيامها وركوعها وسجودها
عن عمروبْنِ سَعِيدِ بْنِ الْعَاصِ، قَالَ كُنْتُ عِنْدَ عُثْمَانَ فَدَعَا بِطَهُورٍ فَقَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"مَا مِنِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ تَحْضُرُهُ صَلاَةٌ مَكْتُوبَةٌ فَيُحْسِنُ وُضُوءَهَا وَخُشُوعَهَا وَرُكُوعَهَا إِلاَّ كَانَتْ كَفَّارَةً لِمَا قَبْلَهَا مِنَ الذُّنُوبِ مَا لَمْ يُؤْتِ كَبِيرَةً وَذَلِكَ الدَّهْرَ كُلَّهُ.".
أخرجه مسلم.
* * *
عن أبي سعيد المقبري عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَدَخَلَ رَجُلٌ فَصَلَّى ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَرَدَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم السَّلاَمَ، قَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ. فَرَجَعَ الرَّجُلُ فَصَلَّى كَمَا كَانَ صَلَّى ثُمَّ جَاءَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ، ثُمَّ، قَالَ: ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ. حَتَّى فَعَلَ ذَلِكَ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ فَقَالَ الرَّجُلُ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا عَلِّمْنِي، قَالَ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَكَبِّرْ ثُمَّ اقْرَأْ مَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَعْتَدِلَ قَائِمًا ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا.".
(*) وفي رواية: "عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَجُلاً دَخَلَ الْمَسْجِدَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسٌ فِي نَاحِيَةِ الْمَسْجِدِ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ ارْجِعْ فَصَلِّ فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ. فَرَجَعَ فَصَلَّى، ثُمَّ جَاءَ فَسَلَّمَ. فَقَالَ: وَعَلَيْكَ السَّلاَمُ فَارْجِعْ فَصَلِّ، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَلِّ. فَقَالَ فِي الثَّانِيَةِ أَوْ فِي الَّتِي بَعْدَهَا عَلِّمْنِي يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: إِذَا قُمْتَ إِلَى الصَّلاَةِ فَأَسْبِغِ الْوُضُوءَ، ثُمَّ اسْتَقْبِلِ الْقِبْلَةَ فَكَبِّرْ، ثُمَّ اقْرَأْ بِمَا تَيَسَّرَ مَعَكَ مِنَ الْقُرْآنِ، ثُمَّ ارْكَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ رَاكِعًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَسْتَوِيَ قَائِمًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ اسْجُدْ حَتَّى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/240)
تَطْمَئِنَّ سَاجِدًا، ثُمَّ ارْفَعْ حَتَّى تَطْمَئِنَّ جَالِسًا، ثُمَّ افْعَلْ ذَلِكَ فِي صَلاَتِكَ كُلِّهَا.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ، أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَذَكَرْنَا صَلاَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ:
"أَنَا كُنْتُ أَحْفَظَكُمْ لِصَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، رَأَيْتُهُ إِذَا كَبَّرَ جَعَلَ يَدَيْهِ حِذَاءَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ أَمْكَنَ يَدَيْهِ مِنْ رُكْبَتَيْهِ، ثُمَّ هَصَرَ ظَهْرَهُ، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ اسْتَوَى حَتَّى يَعُودَ كُلُّ فَقَارٍ مَكَانَهُ، فَإِذَا سَجَدَ وَضَعَ يَدَيْهِ غَيْرَ مُفْتَرِشٍ وَلاَ قَابِضِهِمَا، وَاسْتَقْبَلَ بِأَطْرَافِ أَصَابِعِ رِجْلَيْهِ الْقِبْلَةَ، فَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ عَلَى رِجْلِهِ الْيُسْرَى، وَنَصَبَ الْيُمْنَى، وَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ، قَدَّمَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى، وَنَصَبَ الأُخْرَى، وَقَعَدَ عَلَى مَقْعَدَتِهِ.".
ــــــــــــ
هصر؛ أي ثناه وعطفه إلى أسفل، مستويًا.
فقار؛ واحدها فقارة، وهي عظام الظهر.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ حُذَيْفَةَ؛ أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً لاَ يُتِمُّ رُكُوعًا وَلاَ سُجُودًا، فَلَمَّا انْصَرَفَ مِنْ صَلاَتِهِ دَعَاهُ حُذَيْفَةُ، فَقَالَ لَهُ: مُنْذُ كَمْ صَلَّيْتَ هَذِهِ الصَّلاَةَ؟ قَالَ: قَدْ صَلَّيْتُهَا مُنْذُ كَذَا وَكَذَا، فَقَالَ حُذَيْفَةُ: مَا صَلَّيْتَ، أَوْ قَالَ: مَا صَلَّيْتَ ِللهِ صَلاَةً، شَكَّ مَهْدِيٌّ، وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَلَوْ مُتَّ مُتَّ عَلَى غَيْرِ سُنَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
(*) وفي رواية: "رَأَى رَجُلاً لاَ يُتِمُّ رُكُوعَهُ وَلاَ سُجُودَهُ، فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ، قَالَ لَهُ حُذَيْفَةُ: مَا صَلَّيْتَ، قَالَ: وَأَحْسِبُهُ قَالَ: وَلَوْ مُتَّ مُتَّ عَلَى غَيْرِ سُنَّةِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.".
أخرجه أحمد، والبخاري، والبَزَّار، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛
"أَنَّهُ دَخَلَ الْمَسْجِدَ، فَأَبْصَرَ قَوْمًا قَدْ رَفَعُوا أَيْدِيَهُمْ، فَقَالَ: قَدْ رَفَعُوهَا كَأَنَّهَا أَذْنَابُ الْخَيْلٍ الشُّمُسٍ، اسْكُنُوا فِي الصَّلاَةِ.".
ــــــــــــ
الخيل الشمس؛ هي التي لا تستقر، بل تضرب وتتحرك بأذنابها وأرجلها.
ــــــــــــ
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وأبو يعلى، وابن حبان، وأبو عَوَانَة، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَانِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ الْبَرَاءَ بْنَ عَازِبٍ قَالَ:
"كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا صَلَّى فَرَكَعَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَإِذَا سَجَدَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.".
(*) في رواية: "كَانَ رُكُوعُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقِيَامُهُ بَعْدَ الرُّكُوعِ، وَجُلُوسُهُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، لاَ نَدْرِي أَيَّهُ أَفْضَلُ.".
(*) وفي رواية: "كَانَ رُكُوعُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَسُجُودُهُ، وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، وَإِذَا رَفَعَ مِنَ الرُّكُوعِ، مَا خَلاَ الْقِيَامَ وَالْقُعُودَ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/241)
(*) وفي رواية: "رَمَقْتُ الصَّلاَةَ مَعَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، فَوَجَدْتُ قِيَامَهُ، فَرَكْعَتَهُ، فَاعْتِدَالَهُ بَعْدَ رُكُوعِهِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، فَسَجْدَتَهُ، فَجَلْسَتَهُ مَا بَيْنَ التَّسْلِيمِ وَالاِنْصِرَافِ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.".
(*) وفي رواية: "عَنِ الْحَكَمِ، أَنَّ مَطَرَ بْنَ نَاجِيَةَ اسْتَعْمَلَ أَبَا عُبَيْدَةَ بْنَ عَبْدِ اللهِ عَلَى الصَّلاَةِ أَيَّامَ ابْنِ الأَشْعَثِ، فَكَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَامَ قَدْرَ مَا أَقُولُ، أَوْ يَقُولُ، وَقَدْ قَالَ: قَدْرَ قَوْلِهِ، اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ، وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، أَهْلَ الثَّنَاءِ وَالْمَجْدِ، لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ، وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ، وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ، قَالَ الْحَكَمُ: فَحَدَّثْتُ ذَاكَ عَبْدَ الرَّحْمَانِ بْنَ أَبِي لَيْلَى، فَقَالَ: حَدَّثَنِي الْبَرَاءُ بْنُ عَازِبٍ، قَالَ: كَانَ رُكُوعُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، وَسُجُودُهُ، وَمَا بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، قَرِيبًا مِنَ السَّوَاءِ.".
أخرجه الطيالسي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خُزيمة، وابن حبان، وأبو عَوَانَة، والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ عُمَرُ لِسَعْدٍ: شَكَاكَ النَّاسُ فِي كُلِّ شَىْءٍ، حَتَّى فِي الصَّلاَةِ. قَالَ:
"أَمَّا أَنَا، فَأَمُدُّ مِنَ الأُولَيَيْنِ، وَأَحْذِفُ مِنَ الأُخْرَيَيْنِ، وَلاَ آلُو مَا اقْتَدَيْتُ بِهِ مِنْ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ عُمَرُ: ذَاكَ الظَّنُّ بِكَ، أَوْ ظَنِّي بِكَ.".
ــــــــــــ
وما آلو؛ أي ما أُقَصِّرُ في ذلك.
ــــــــــــ
أخرجه الطيالسي، والحُميدي، وابن أبي شَيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والبزار، والنسائي، وأبو يَعْلَى، وابن حِبَّان، والطَّبَرَانِي , والبَيْهَقِي.
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[08 - 05 - 09, 09:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلت، ومنه أستمد العون والمدد والبركة
وأسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لي في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة ال 23 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً من كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله أبدأ؛
أبواب المساجد
عن عُبَيْدَ اللهِ الْخَوْلاَنِيَّ، أَنَّهُ سَمِعَ عُثْمَانَ بْنَ عَفَّانَ عِنْدَ قَوْلِ النَّاسِ فِيهِ حِينَ بَنَى مَسْجِدَ الرَّسُولِ صلى الله عليه وسلم. إِنَّكُمْ قَدْ أَكْثَرْتُمْ وَإِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"مَنْ بَنَى مَسْجِدًا لِلَّهِ تَعَالَى، بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ.".
قَالَ بُكَيْرٌ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: "يَبْتَغِي بِهِ وَجْهَ اللهِ.".
أخرجه البخاري، ومسلم.
* * *
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/242)
"صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والدارمي، والبخاري، وابن ماجة، والترمذي.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"صَلاَةٌ فِي مَسْجِدِي هَذَا أَفْضَلُ مِنْ أَلْفِ صَلاَةٍ فِيمَا سِوَاهُ إِلاَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، ومسلم، وابن ماجة.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"لاَ تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إِلَى ثَلاَثَةِ مَسَاجِدَ إِلَى الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَمَسْجِدِي هَذَا وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي.
* * *
عَنْ إِبْرَاهِيمَ بْنِ يَزِيدَ التَّيْمِيِّ قَالَ كُنْتُ أَقْرَأُ عَلَى أَبِي الْقُرْآنَ فِي السُّدَّةِ فَإِذَا قَرَأْتُ السَّجْدَةَ سَجَدَ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَتِ أَتَسْجُدُ فِي الطَّرِيقِ قَالَ إِنِّي سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ يَقُولُ:
"سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ أَوَّلِ مَسْجِدٍ وُضِعَ فِي الأَرْضِ، قَالَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ. قُلْتُ ثُمَّ أَىٌّ، قَالَ: الْمَسْجِدُ الأَقْصَى. قُلْتُ كَمْ بَيْنَهُمَا، قَالَ: أَرْبَعُونَ عَامًا ثُمَّ الأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ فَحَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلاَةُ فَصَلِّ.".
ــــــــــــ
السُّدَّة، هي المواضع التي تطل على المسجد، وليست منه.
ــــــــــــ
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
حديثَ يزيد الفقيرعنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"أُعْطِيتُ خَمْسًا لَمْ يُعْطَهُنَّ أَحَدٌ قَبْلِي ... وَجُعِلَتْ لِيَ الأَرْضُ طَيِّبَةً طَهُورًا وَمَسْجِدًا فَأَيُّمَا رَجُلٍ أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ صَلَّى.".
يأتي إن شاء الله في كتاب (المناقب". حَدِيثُ رقم.
وحديث حفص بنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللَّهُ فِي ظِلِّهِ يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ ... وَرَجُلٌ قَلْبُهُ مُعَلَّقٌ فِي الْمَسَاجِدِ .... ".
يأتي إن شاء الله في كتاب "القيامة والجنة والنار" حَدِيثُ رقم.
* * *
عَنْ أَبِي التَّيَّاحِ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
"قَدِمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ، فَنَزَلَ أَعْلَى الْمَدِينَةِ، فِي حَيٍّ يُقَالُ لَهُمْ: بَنُو عَمْرِو بْنِ عَوْفٍ، فَأَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِيهِمْ أَرْبَعَ عَشْرَةَ لَيْلَةً، ثُمَّ أَرْسَلَ إِلَى بَنِي النَّجَّارِ، فَجَاؤُوا مُتَقَلِّدِي السُّيُوفِ، كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَلَى رَاحِلَتِهِ، وَأَبُو بَكْرٍ رِدْفُهُ، وَمَلأُ بَنِي النَّجَّارِ حَوْلَهُ، حَتَّى أَلْقَى بِفِنَاءِ أَبِي أَيُّوبَ، وَكَانَ يُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ، وَيُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَأَنَّهُ أَمَرَ بِبِنَاءِ الْمَسْجِدِ، فَأَرْسَلَ إِلَى مَلإٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ، فَقَالَ: يَا بَنِي النَّجَّارِ، ثَامِنُونِي بِحَائِطِكُمْ هَذَا، قَالُوا: لاَ، وَاللهِ، لاَ نَطْلُبُ ثَمَنَهُ إِلاَّ إِلَى اللهِ، فَقَالَ أَنَسٌ: فَكَانَ فِيهِ مَا أَقُولُ لَكُمْ، قُبُورُ الْمُشْرِكِينَ، وَفِيهِ خَِرَِبٌ، وَفِيهِ نَخْلٌ، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِقُبُورِ الْمُشْرِكِينَ فَنُبِشَتْ، ثُمَّ بِالْخَِرَِبِ فَسُوِّيَتْ، وَبِالنَّخْلِ فَقُطِعَ، فَصَفُّوا النَّخْلَ قِبْلَةَ الْمَسْجِدِ، وَجَعَلُوا عِضَادَتَيْهِ الْحِجَارَةَ، وَجَعَلُوا يَنْقُلُونَ الصَّخْرَ، وَهُمْ يَرْتَجِزُونَ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مَعَهُمْ، وَهُوَ يَقُولُ:
اللَّهُمَّ لاَ خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُ الآخِرَهْ فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/243)
(*) وفي رواية: "كَانَ مَوْضِعُ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِبَنِي النَّجَّارِ، وَكَانَ فِيهِ نَخْلٌ، وَقُبُورُ الْمُشْرِكِينَ، فَقَالَ لَهُمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: ثَامِنُونِي بِهِ، فَقَالُوا: لاَ نَأْخُذُ لَهُ ثَمَنًا، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَبْنِيهِ، وَهُمْ يُنَاوِلُونَهُ، وَهُوَ يَقُولُ:
أَلاَ إِنَّ الْعَيْشَ عَيْشُ الآخِرَهْ فَاغْفِرْ لِلأَنْصَارِ وَالْمُهَاجِرَهْ
قَالَ: وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي قَبْلَ أَنْ يُبْنَى الْمَسْجِدُ حَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ.".
(*) وفي رواية: "كَانَ مَوْضِعُ مَسْجِدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لِبَنِي النَّجَّارِ، وَكَانَ فِيهِ نَخْلٌ، وَخِرَبٌ، وَقُبُورٌ مِنْ قُبُورِ الْجَاهِلِيَّةِ، فَقَالَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: ثَامِنُونِي، فَقَالُوا: لاَ نَبْغِي بِهِ ثَمَنًا إِلاَّ عِنْدَ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، فَأَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّخْلِ فَقُطِعَ، وَبِالْحَرْثِ فَأُفْسِدَ، وَبِالْقُبُورِ فَنُبِشَتْ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَبْلَ ذَلِكَ يُصَلِّي فِي مَرَابِضِ الْغَنَمِ، وَحَيْثُ أَدْرَكَتْهُ الصَّلاَةُ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم دَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَهُمْ حِلَقٌ، فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكُمْ عِزِينَ.".
(*) وفي رواية: "عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهُ خَرَجَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَقَالَ: مَا لِي أَرَاكُمْ عِزِينَ، وَهُمْ قُعُودٌ.".
ــــــــــــ
عِزين؛ أي جماعاتٍ في تفرقة.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود، وأبو يعلى، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ:
"مَرَّ رَجُلٌ فِي الْمَسْجِدِ بِسِهَامٍ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَمْسِكْ بِنِصَالِهَا.".
ــــــــــــ
النصال، والنصول؛ جمع نصل، وهو حديدة السهم.
ــــــــــــ
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خُزيمة، وابن حبان، والبيهقي.
* * *
عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ , عَنْ عَمِّهِ عَبْدِ اللهِ بْنِ زَيْدٍ، قَالَ:
"رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُسْتَلْقِيًا فِي الْمَسْجِدِ، وَاضِعًا إِحْدَى رِجْلَيْهِ عَلَى الأُخْرَى.".
أخرجه مالك، والحُميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، والبيهقي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
ـ[عيسى 33]ــــــــ[08 - 05 - 09, 09:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلت، ومنه أستمد العون والمدد والبركة
وأسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لي في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة ال 24 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملاً أبواب المساجد من كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله أبدأ؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/244)
حَدِيثُ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ الأَنْصَارِيِّ يَسْتَشْهِدُ أَبَا هُرَيْرَةَ؛ أَنْشُدُكَ اللَّهَ، هَلْ سَمِعْتَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"يَا حَسَّانُ، أَجِبْ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ الْقُدُسِ؟.".
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: نَعَمْ.
يأتي، إن شاء الله تعالى.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عن عائشة؛
"أن أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ - فِيهَا تَصَاوِيرُ - لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنَّ أُولَئِكِ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكِ الصُّوَرَ أُولَئِكِ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، أَنَّ عَائِشَةَ، وَعَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ، قَالاَ:
"لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ يَطْرَحُ خَمِيصَةً لَهُ عَلَى وَجْهِهِ، فَإِذَا اغْتَمَّ بِهَا كَشَفَهَا عَنْ وَجْهِهِ، فَقَالَ وَهُوَ كَذَلِكَ: لَعْنَةُ اللهِ عَلَى اليَهُودِ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ يُحَذِّرُ مَا صَنَعُوا.".
ـ وفي رواية: "عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهُمَا قَالاَ: لَمَّا نَزَلَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، طَفِقَ يُلْقِي خَمِيصَةً عَلَى وَجْهِهِ، فَلَمَّا اغْتَمَّ رَفَعْنَاهَا عَنْهُ، وَهُوَ يَقُولُ: لَعَنَ اللَّهُ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى، اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ.
تَقُولُ عَائِشَةُ: يُحَذِّرُهُمْ مِثْلَ الَّذِي صَنَعُوا.".
ــــــــــــ
نَزَل؛ أي لما حضرت المنية والوفاة.
طَفِقَ؛ أي جَعَلَ.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والنسائي , وأبو عَوَانَة، وابن حِبان، والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"قَاتَلَ اللَّهُ الْيَهُودَ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
* * *
حَدِيثُ وَاثِلَةَ عَنْ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"لاَ تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ وَلاَ تُصَلُّوا إِلَيْهَا.".
يأتي، إن شاء الله تعالى، برقم.
* * *
عن نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"اجْعَلُوا فِي بُيُوتِكُمْ مِنْ صَلاَتِكُمْ، وَلاَ تَتَّخِذُوهَا قُبُورًا.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ هَمَّامِ بْنِ مُنَبِّهٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"الْكَلِمَةُ الطَّيِّبَةُ صَدَقَةٌ وَكُلُّ خُطْوَةٍ تَمْشِيهَا إِلَى الصَّلاَةِ، أَوْ قَالَ: إِلَى الْمَسْجِدِ، صَدَقَةٌ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ , عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ , قَالَ:
"كَانَ رَجُلٌ لاَ أَعْلَمُ رَجُلاً أَبْعَدَ مِنَ الْمَسْجِدِ مِنْهُ , وَكَانَ لاَ تُخْطِئُهُ صَلاَةٌ , قَالَ: فَقِيلَ لَهُ , أَوْ قُلْتُ لَهُ: لَوِ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ فِي الظَّلْمَاءِ وَفِي الرَّمْضَاءِ , قَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ , إِنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَايَ إِلَى الْمَسْجِدِ وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/245)
ـ وفي رواية: "كَانَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ بَيْتُهُ أَقْصَى بَيْتٍ فِي الْمَدِينَةِ، فَكَانَ لاَ تُخْطِئُهُ الصَّلاَةُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَتَوَجَّعْنَا لَهُ، فَقُلْتُ لَهُ: يَا فُلاَنُ، لَوْ أَنَّكَ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا يَقِيكَ مِنَ الرَّمْضَاءِ، وَيَقِيكَ مِنْ هَوَامِّ الأَرْضِ، قَالَ: أَمَا وَاللهِ، مَا أُحِبُّ أَنَّ بَيْتِي مُطَنَّبٌ بِبَيْتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَحَمَلْتُ بِهِ حِمْلاً حَتَّى أَتَيْتُ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرْتُهُ، قَالَ: فَدَعَاهُ، فَقَالَ لَهُ مِثْلَ ذَلِكَ، وَذَكَرَ لَهُ أَنَّهُ يَرْجُو فِي أَثَرِهِ الأَجْرَ، فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ لَكَ مَا احْتَسَبْتَ.".
ـ وفي رواية: "كَانَ رَجُلٌ بِالْمَدِينَةِ، لاَ أَعْلَمُ رَجُلاً كَانَ أَبْعَدَ مِنْهُ مَنْزِلاً، أَوْ قَالَ: دَارًا، مِنْ الْمَسْجِدِ مِنْهُ، فَقِيلَ لَهُ: لَوِ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا، فَرَكِبْتَهُ فِي الرَّمْضَاءِ وَالظُّلُمَاتِ، فَقَالَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ دَارِي، أَوْ قَالَ: مَنْزِلِي، إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ، فَنُمِيَ الْحَدِيثُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: مَا أَرَدْتَ بِقَوْلِكَ: مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي، أَوْ قَالَ: دَارِي، إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ؟ قَالَ: أَرَدْتُ أَنْ يُكْتَبَ إِقْبَالِي إِذَا أَقْبَلْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ، وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي، قَالَ: أَعْطَاكَ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ كُلَّهُ، أَوْ: أَنْطَاكَ اللَّهُ مَا احْتَسَبْتَ أَجْمَعَ، أَوْ: أَنْطَاكَ اللَّهُ تَعَالَى ذَلِكَ كُلَّهُ مَا احْتَسَبْتَ أَجْمَعَ.".
ـ وفي رواية: "كَانَ رَجُلٌ يَأْتِي الصَّلاَةَ، فَقِيلَ لَهُ: لَوِ اتَّخَذْتَ حِمَارًا، يَقِيكَ الرَّمْضَاءَ وَالشَّوْكَ وَالْوَقْعَ (قَالَ شُعْبَةُ: وَذَكَرَ رَابِعَةً) قَالَ: مَحْلُوفَةً، مَا أُحِبُّ أَنَّ طُنُبِي بِطُنُبِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: لَكَ مَا نَوَيْتَ، أَوْ قَالَ: لَكَ أَجْرُ مَا نَوَيْتَ (شُعْبَةُ يَقُولُ ذَلِكَ).".
ـ وفي رواية: "عَنْ أُبَيٍّ قَالَ كَانَ ابْنُ عَمٍّ لِي شَاسِعَ الدَّارِ فَقُلْتُ لَوْ أَنَّكَ اتَّخَذْتَ حِمَارًا أَوْ شَيْئًا فَقَالَ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ بَيْتِي مُطَنَّبٌ بِبَيْتِ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم قَالَ فَمَا سَمِعْتُ عَنْهُ كَلِمَةً أَكْرَهَ إِلَيَّ مِنْهَا قَالَ فَإِذَا هُوَ يَذْكُرُ الْخُطَا إِلَى الْمَسْجِدِ فَسَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ إِنَّ لَهُ بِكُلِّ خُطْوَةٍ دَرَجَةً.".
ــــــــــــ
بِطُنُبِ؛ أي بقُرب.
الْوَقْع؛ أي إصابة الحجارة للقدم.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛
"مَنْ غَدَا إِلَى الْمَسْجِدِ أَوْ رَاحَ أَعَدَّ اللَّهُ لَهُ فِي الْجَنَّةِ نُزُلاً كُلَّمَا غَدَا أَوْ رَاحَ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وابن خُزيمة.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"الْمَلاَئِكَةُ تُصَلِّي عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مُصَلاَّهُ الَّذِي صَلَّى فِيهِ، مَا لَمْ يُحْدِثْ، تَقُولُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، وأبو داود، والنسائي.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"لاَ يَزَالُ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ مَا دَامَتِ الصَّلاَةُ تَحْبِسُهُ، لاَ يَمْنَعُهُ أَنْ يَنْقَلِبَ إِلَى أَهْلِهِ إِلاَّ الصَّلاَةُ.".
أخرجه مالك، وأحمد، ومسلم، وأبو داود.
* * *
عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"لاَ يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلاَةٍ مَا كَانَ فِي الْمَسْجِدِ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ، مَا لَمْ يُحْدِثْ.".
فَقَالَ رَجُلٌ أَعْجَمِيٌّ مَا الْحَدَثُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ الصَّوْتُ. يَعْنِي الضَّرْطَةَ.
أخرجه البخاري.
* * *
عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"لاَ يَزَالُ الْعَبْدُ فِي صَلاَةٍ مَا كَانَ فِي مُصَلاَّهُ يَنْتَظِرُ الصَّلاَةَ وَتَقُولُ الْمَلاَئِكَةُ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ. حَتَّى يَنْصَرِفَ أَوْ يُحْدِثَ.".
قُلْتُ مَا يُحْدِثُ قَالَ يَفْسُو أَوْ يَضْرِطُ.
أخرجه أحمد، مسلم، وأبو داود، وابن خُزيمة.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/246)
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[08 - 05 - 09, 10:22 م]ـ
لو وضعتها بموضوع واحد لكان أفضل للقراء وأسهل
وتكون بأسم [سلسلة {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.]
جزاك الله خير ونفع بك
ـ[عيسى 33]ــــــــ[09 - 05 - 09, 10:07 م]ـ
لو وضعتها بموضوع واحد لكان أفضل للقراء وأسهل
وتكون بأسم [سلسلة {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.]
جزاك الله خير ونفع بك
أخي ابن المبارك
وفقك الله ورعاك
اقتراحك جميل وأسأل الله عز وجل أن يوفقني أن أخرج هذه السلسلة في كتاب واحد
لكن هذا لا يمنع أن أشارك بها كمشاركات منفصلة لكي ينتفع بها إخواني في ملتقى أهل الحديث
وإن لم أستطع جمعها يا أخي فعليك بجمعها أنت، وتكون بذلك قد خدمت قراء الملتقى الأعزاء ووفرت عليهم جهدًا كبيرًا.
وأسأل الله لي ولك ولأهل الملتقى التوفيق والسداد
ـ[عيسى 33]ــــــــ[14 - 05 - 09, 09:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة
وأسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لي في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة ال 25 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن نساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجين من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملاً أبواب المساجد من كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله بدأ؛
عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَزُورُ قُبَاءً رَاكِبًا وَمَاشِيًا.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود.
* * *
عَنِ عبدالله بْنِ دينار، عَنِ عبدالله بْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يأتي قُبَاءً رَاكِبًا وَمَاشِيًا.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَأْتِي قُبَاءً كُلَّ سَبْتٍ وَكَانَ يَقُولُ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَأْتِيهِ كُلَّ سَبْتٍ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، وعبد بن حُميد، والبخاري، ومسلم، والنسائي.
* * *
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بن عمر، عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛
"إِذَا اسْتَأْذَنَتِ امْرَأَةُ أَحَدِكُمْ إلى المسجد فَلاَ يَمْنَعْهَا.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"لاَ تَمْنَعُوا إِمَاءَ اللهِ مَسَاجِدَ اللهِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، أَنَّ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"مَنْ أَكَلَ ثُومًا، أَوْ بَصَلاً، فَلْيَعْتَزِلْنَا، أَوْ لِيَعْتَزِلْ مَسْجِدَنَا، وَلْيَقْعُدْ فِي بَيْتِهِ، وَإِنَّهُ أُتِيَ بِقِدْرٍ فِيهِ خَضِرَاتٌ مِنْ بُقُولٍ، فَوَجَدَ لَهَا رِيحًا، فَسَأَلَ، فَأُخْبِرَ بِمَا فِيهَا مِنَ الْبُقُولِ، فَقَالَ: قَرِّبُوهَا، إِلَى بَعْضِ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا رَآهُ كَرِهَ أَكْلَهَا، قَالَ: كُلْ، فَإِنِّي أُنَاجِي مَنْ لاَ تُنَاجِي.".
ـ وفي رواية: "مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، قَالَ أَوَّلَ يَوْمٍ: الثُّومِ، ثُمَّ قَالَ: الثُّومِ، وَالْبَصَلِ، وَالْكُرَّاثِ، فَلاَ يَقْرَبْنَا فِي مَسَاجِدِنَا، فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى مِنْهُ الإِنْسُ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/247)
ـ وفي رواية: "مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ الثُّومِ، فَلاَ يَغْشَنَا فِي مَسَاجِدِنَا، فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تَتَأَذَّى مِمَّا يَتَأَذَّى بهِ الْمُسْلِمُ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خُزيمة، وابن حبان، وأبو عَوَانَة، والطَّبَرَانِي، في "الصغير"، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، قَالَ سُئِلَ أَنَسٌ عَنِ الثُّومِ فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ فَلاَ يَقْرَبَنَّا وَلاَ يُصَلِّي مَعَنَا.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم.
* * *
عن نَافِعٌ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ فِي غَزْوَةِ خَيْبَرَ مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الشَّجَرَةِ، يَعْنِي الثُّومَ، فَلاَ يَأْتِيَنَّ الْمَسَاجِدَ.".
وفي رواية: "مَنْ أَكَلَ مِنْ هَذِهِ الْبَقْلَةِ فَلاَ يَقْرَبَنَّ مَسَاجِدَنَا حَتَّى يَذْهَبَ رِيحُهَا. يَعْنِي الثُّومَ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدِّيلِيِّ عَنْ أَبِي ذَرٍّ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"عُرِضَتْ عَلَىَّ أَعْمَالُ أُمَّتِي حَسَنُهَا وَسَيِّئُهَا فَوَجَدْتُ فِي مَحَاسِنِ أَعْمَالِهَا الأَذَى يُمَاطُ عَنِ الطَّرِيقِ وَوَجَدْتُ فِي مَسَاوِي أَعْمَالِهَا النُّخَاعَةَ تَكُونُ فِي الْمَسْجِدِ لاَ تُدْفَنُ.".
أخرجه أحمد، والبخاري في "الأدب المفرد"، ومسلم، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"الْبُزَاقُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا.".
ـ وفي رواية: "التَّفْلُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهُ دَفْنُهُ.".
ـ وفي رواية: "النُّخَاعَةُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهَا دَفْنُهَا.".
ـ وفي رواية: "الْبُصَاقُ فِي الْمَسْجِدِ خَطِيئَةٌ، وَكَفَّارَتُهُ أَنْ تُوَارِيَهُ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[14 - 05 - 09, 10:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلت، ومنه أستمد العون والمدد والبركة
وأسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لي في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة ال 26 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملاً أبواب المساجد من كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله أبدأ؛
عن عروة عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى فِي جِدَارِ الْقِبْلَةِ مُخَاطًا أَوْ بُصَاقًا أَوْ نُخَامَةً فَحَكَّهُ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ نَافِعٍ عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى بُصَاقًا فِي جِدَارِ الْقِبْلَةِ فَحَكَّهُ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ يُصَلِّي، فَلاَ يَبْصُقْ قِبَلَ وَجْهِهِ، فَإِنَّ اللَّهَ قِبَلَ وَجْهِهِ إِذَا صَلَّى.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/248)
أخرجه مالك، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
"إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَحَكَّهَا، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ مُغْضَبًا، فَقَالَ: أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُبْصَقَ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ فِي الصَّلاَةِ، فَإِنَّمَا يُواجِهُ رَبَّهُ، فَلاَ يَبْزُقْ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ لِيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى، فَإِنْ عَجِلَتْ بِهِ بَادِرَةٌ فَلْيَجْعَلْهَا فِي ثَوْبِهِ، وَلَيْقُلْ بِهَا هَكَذَا.".
وَأَشَارَ الْحُمَيْدِيُّ إِلَى طَرْفِ ثَوْبِهِ فَدَلَكَهُ.
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ، فَحَكَّهَا، فَرُئِيَ فِي وَجْهِهِ شِدَّةُ ذَلِكَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا قَامَ يُصَلِّي، فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَإِذَا بَصَقَ أَحَدُكُمْ، فَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى، أَوْ يَفْعَلْ هَكَذَا، وَأَخَذَ طَرَفَ رِدَائِهِ فَبَصَقَ فِيهِ، ثُمَّ دَلَكَ بَعْضَهُ بِبَعْضٍ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً فِي الْقِبْلَةِ، فَشَقَّ ذَلِكَ عَلَيْهِ، حَتَّى رُئِيَ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، فَقَامَ فَحَكَّهُ بِيَدِهِ، وَقَالَ: إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ فِي صَلاَتِهِ، فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، أَوْ إِنَّ رَبَّهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَلاَ يَبْزُقَنَّ أَحَدُكُمْ قِبَلَ قِبْلَتِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمَهِ، ثُمَّ أَخَذَ طَرَفَ رِدَائِهِ فَبَصَقَ فِيهِ، ثُمَّ رَدَّ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: أَوْ يَفْعَلْ هَكَذَا.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، وأبو داود، والنسائي.
* * *
عَنْ أَبِي رَافِعٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَقَالَ: مَا بَالُ أَحَدِكُمْ يَقُومُ مُسْتَقْبِلَهُ - يَعْنِي رَبَّهُ - فَيَتَنَخَّعُ أَمَامَهُ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يُسْتَقْبَلَ فَيُتَنَخَّعَ فِي وَجْهِهِ إِذَا بَزَقَ أَحَدُكُمْ فَلْيَبْزُقَنَّ عَنْ شِمَالِهِ أَوْ لِيَقُلْ هَكَذَا فِي ثَوْبِهِ.".
أخرجه أحمد، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي.
* * *
عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ وَأَبَا سَعِيدٍ أَخْبَرَاهُ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَأَى نُخَامَةً فِي حَائِطِ الْمَسْجِدِ، فَتَنَاوَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَصَاةً فَحَتَّهَا ثُمَّ، قَالَ: إِذَا تَنَخَّمَ أَحَدُكُمْ فَلا يَتَنَخَّمْ قِبَلَ وَجْهِهِ وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ اليُسْرَى.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا كَانَ فِي الصَّلاَةِ، فَإِنَّمَا يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلاَ يَبْزُقَنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ، وَلَكِنْ عَنْ يَسَارِهِ، أَوْ تَحْتَ قَدَمِهِ.".
ـ وفي رواية: "إِذَا كَانَ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَةٍ، فَإِنَّهُ يُنَاجِي رَبَّهُ، فَلاَ يَتْفُلَنَّ بَيْنَ يَدَيْهِ، وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَتْفُلْ عَنْ يَسَارِهِ تَحْتَ قَدَمِهِ الْيُسْرَى.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم.
* * *
حَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/249)
"أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي مَسْجِدِنَا هَذَا، وَفِي يَدِهِ عُرْجُونُ ابْنِ طَابٍ، فَرَأَى فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ نُخَامَةً، فَحَكَّهَا بِالْعُرْجُونِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا، فَقَالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: فَخَشَعْنَا، ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قَالَ: فَخَشَعْنَا، ثُمَّ قَالَ: أَيُّكُمْ يُحِبُّ أَنْ يُعْرِضَ اللَّهُ عَنْهُ؟ قُلْنَا: لاَ أَيُّنَا، يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: فَإِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي، فَإِنَّ اللَّهَ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، قِبَلَ وَجْهِهِ، فَلاَ يَبْصُقَنَّ قِبَلَ وَجْهِهِ، وَلاَ عَنْ يَمِينِهِ، وَلْيَبْصُقْ عَنْ يَسَارِهِ، تَحْتَ رِجْلِهِ الْيُسْرَى، فَإِنْ عَجِلَتْ بِهِ بَادِرَةٌ فَلْيَقُلْ بِثَوْبِهِ هَكَذَا، ثُمَّ طَوَى ثَوْبَهُ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ، فَقَالَ: أَرُونِي عَبِيرًا، فَقَامَ فَتًى مِنَ الْحَيِّ يَشْتَدُّ إِلَى أَهْلِهِ، فَجَاءَ بِخَلُوقٍ فِي رَاحَتِهِ، فَأَخَذَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَهُ عَلَى رَأْسِ الْعُرْجُونِ، ثُمَّ لَطَخَ بِهِ عَلَى أَثَرِ النُّخَامَةِ.
فَقَالَ جَابِرٌ: فَمِنْ هُنَاكَ جَعَلْتُمُ الْخَلُوقَ فِي مَسَاجِدِكُمْ.
يأتي، إن شاء الله تعالى، برقم ().
* * *
عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ سَعِيدِ، عن أبي حُمَيْدٍ، (أَوْ عن أبي أُسَيْدٍ) قال: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ , فَلْيَقُلِ: اللَّهُمَّ افْتَحْ لِي أَبْوَابَ رَحْمَتِكَ وَإِذَا خَرَجَ فَلْيَقُلِ اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِكَ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
* * *
عَنْ عَمْرِو بْنِ سُلَيْمٍ الزُّرَقِيِّ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"إِذَا دَخَلَ أَحَدُكُمُ الْمَسْجِدَ فَلْيَرْكَعْ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يَجْلِسَ.".
أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[14 - 05 - 09, 10:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلت، ومنه أستمد العون والمدد والبركة
وأسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لي في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة ال 27 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا بابًا جديدًا من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله أبدأ؛
أبواب ما يصلى فيه
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ عَائِشَةَ
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي خَمِيصَةٍ لَهَا أَعْلاَمٌ وَقَالَ: شَغَلَتْنِي أَعْلاَمُ هَذِهِ، فَاذْهَبُوا بِهَا إِلَى أَبِي جَهْمٍ وَأْتُونِي بِأَنْبِجَانِيَّةٍ.".
ــــــــــــ
خميصة: كساء رقيق قد يكون بعلم وبغير علم وقد يكون أبيض معلما وقد يكون أصفر وأحمر وأسود وهي من لباس أشراف العرب.
أَعْلاَمٌ: هي كل مافي الثوب من أصباغ مختلفة ونقوش.
أَنْبِجَانِيَّةٍ: كساء غليظ لا علم له.
ــــــــــــ
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/250)
عَنْ عُرْوَةَ، أَنَّ عُمَرَ بْنَ أَبِي سَلَمَةَ أَخْبَرَهُ، قَالَ:
"رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُشْتَمِلاً بِهِ فِي بَيْتِ أُمِّ سَلَمَةَ، وَاضِعًا طَرَفَيْهِ عَلَى عَاتِقَيْهِ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي أُمَامَةَ بْنِ سَهْلِ بْنِ حُنَيْفٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ أَبِي سَلَمَةَ قَالَ:
"رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ مُلْتَحِفًا مُخَالِفًا بَيْنَ طَرَفَيْهِ.".
أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: صَلَّى جَابِرٌ فِي إِزَارٍ، قَدْ عَقَدَهُ مِنْ قِبَلِ قَفَاهُ، وَثِيَابُهُ مَوْضُوعَةٌ عَلَى الْمِشْجَبِ، قَالَ لَهُ قَائِلٌ: تُصَلِّي فِي إِزَارٍ وَاحِدٍ؟ فَقَالَ:
"إِنَّمَا صَنَعْتُ ذَلِكَ لِيَرَانِي أَحْمَقُ مِثْلُكَ، وَأَيُّنَا كَانَ لَهُ ثَوْبَانِ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.".
أخرجه البخاري.
* * *
حَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ، وَكَانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ، ذَهَبْتُ أَنْ أُخَالِفَ بَيْنَ طَرَفَيْهَا، فَلَمْ تَبْلُغْ لِي، وَكَانَتْ لَهَا ذَبَاذِبُ، فَنَكَّسْتُهَا، ثُمَّ خَالَفْتُ بَيْنَ طَرَفَيْهَا، فَجَعَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْمُقُنِي، وَأَنَا لاَ أَشْعُرُ، ثُمَّ فَطِنْتُ بِهِ، فَقَالَ هَكَذَا بِيَدِهِ، يَعْنِي شُدَّ وَسَطَكَ، فَلَمَّا فَرَغَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: يَا جَابِرُ، قُلْتُ: لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: إِذَا كَانَ وَاسِعًا فَخَالِفْ بَيْنَ طَرَفَيْهِ، وَإِذَا كَانَ ضَيِّقًا فَاشْدُدْهُ عَلَى حَِقْوِكَ.".
يأتي، إن شاء الله تعالى.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
"أَنَّ سَائِلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الصَّلاَةِ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ فَقَالَ: أَوَلِكُلِّكُمْ ثَوْبَانِ.".
أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ:
"نَادَى رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ أَيُصَلِّي أَحَدُنَا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ؟ فَقَالَ: أَوَكُلُّكُمْ يَجِدُ ثَوْبَيْنِ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، ومسلم.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"لاَ يُصَلِّي أَحَدُكُمْ فِي الثَّوْبِ الْوَاحِدِ لَيْسَ عَلَى عَاتِقَيْهِ مِنْهُ شَيْءٌ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي مَسْلَمَةَ سَعِيدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ قُلْتُ لأَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِي النَّعْلَيْنِ قَالَ: نَعَمْ.
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[أبو أحمد الجدي]ــــــــ[21 - 05 - 09, 03:17 ص]ـ
أعانك الله أخي عيسى وبارك فيكي , ونفعك بهذا العمل الصالح
ولي ملحوظة:
كل حديث مخرج في نهايته , من كتب السنة , لكن بدون رقم
وأنا أسأل هل من صعوبة في إداج الرقم لتعم الفائدة
وما هي الفائدة في الإحالة بدون رقم
جزاك الله خيرا وأثابك خير الثواب
ـ[عيسى 33]ــــــــ[23 - 05 - 09, 09:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلت، ومنه أستمد العون والمدد والبركة، وأسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لي في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/251)
هذه هي المشاركة ال 28 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله أبدأ؛
باب الصلاة على الخُمْرَة
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ شَدَّادٍ، عَنْ مَيْمُونَةَ، قَالَتْ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي وَأَنَا حِذَاءَهُ، وَأَنَا حَائِضٌ، وَرُبَّمَا أَصَابَنِي ثَوْبُهُ إِذَا سَجَدَ.".
قَالَتْ: "وَكَانَ يُصَلِّي عَلَى الْخُمْرَةِ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
باب لا يصلى إلى ما فيه تصاوير
عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ صُهَيْبٍ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
"كَانَ قِرَاَمٌ لِعَائِشَةَ سَتَرَتْ بِهِ جَانِبَ بَيْتِهَا، فَقَالَ لَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم أَمِيطِي عَنِّي، فَإِنَّهُ لاَ تَزَالُ تَصَاوِيرُهُ تَعْرِضُ لِي فِي صَلاَتِي.".
أخرجه أحمد، والبخاري.
* * *
أبواب المواقيت
باب مواقيت الصلاة وفضلها
عن سَعْدِ أبن إياس أبي عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ، عن عبد الله بن مسعود، قَالَ:
"سَأَلْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَىُّ الْعَمَلِ أَحَبُّ إِلَى اللهِ، قَالَ: الصَّلاَةُ عَلَى وَقْتِهَا، قُلْتُ: ثُمَّ أَىُّ، قَالَ: ثُمَّ بِرُّ الْوَالِدَيْنِ، قُلْتُ: ثُمَّ أَىّ، قَالَ: ثُمَّ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ، قَالَ: حَدَّثَنِي بِهِنَّ وَلَوِ اسْتَزَدْتُهُ لَزَادَنِي.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
حَدِيثُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ يَزِيدَ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود، قَالَ:
"مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، صَلَّى صَلاَةً إِلاَّ لِمِيقَاتِهَا، إِلاَّ صَلاَتَيْنِ: صَلاَةَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ بِجَمْعٍ. وَصَلَّى الْفَجْرَ يَوْمَئِذٍ قَبْلَ مِيقَاتِهَا.".
يأتي إن شاء الله تعالى في كتاب "الحج ".
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَضَرَبَ فَخِذِي: كَيْفَ أَنْتَ إِذَا بَقِيتَ فِي قَوْمٍ يُؤَخِّرُونَ الصَّلاَةَ عَنْ وَقْتِهَا، قَالَ: قَالَ مَا تَأْمُرُ؟ قَالَ: صَلِّ الصَّلاَةَ لِوَقْتِهَا ثُمَّ اذْهَبْ لِحَاجَتِكَ فَإِنْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ وَأَنْتَ فِي الْمَسْجِدِ فَصَلِّ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ أَبِي الْعَالِيَةِ الْبَرَّاءِ، قَالَ: أَخَّرَ ابْنُ زِيَادٍ الصَّلاَةَ، فَأَتَانِي عَبْدُ اللهِ بْنُ الصَّامِتِ، فَأَلْقَيْتُ لَهُ كُرْسِيًّا فَجَلَسَ عَلَيْهِ، فَذَكَرْتُ لَهُ صَنِيعَ ابْنِ زِيَادٍ، فَعَضَّ عَلَى شَفَتِهِ وَضَرَبَ فَخِذِي، وَقَالَ: إِنِّي سَأَلْتُ أَبَا ذَرٍّ كَمَا سَأَلْتَنِي، فَضَرَبَ فَخِذِي كَمَا ضَرَبْتُ عَلَى فَخِذِكَ وَقَالَ إِنِّي سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَمَا سَأَلْتَنِي فَضَرَبَ فَخِذِي كَمَا ضَرَبْتُ فَخِذَكَ فَقَالَ: صَلِّ الصَّلاَةَ لِوَقْتِهَا فَإِنْ أَدْرَكَتْكَ مَعَهُمْ فَصَلِّ وَلاَ تَقُلْ إِنِّي قَدْ صَلَّيْتُ وَلاَ أُصَلِّي.".
أخرجه أحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
باب من نسي صلاة أو نام عنها
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ، أن رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"مَنْ نَسِيَ صَلاَةً، أَوْ نَامَ عَنْهَا، فَإِنَّ كَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/252)
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"مَنْ نَسِيَ صَلاَةً فَلْيُصَلِّهَا إِذَا ذَكَرَهَا فَإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى قَالَ {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِذِكْرِي}.".
أخرجه مسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي.
* * *
عن عَبْدُ اللهِ بْنُ أَبِي قَتَادَةَ الأَنْصَارِيُّ عَنْ أَبِيهِ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ:
"سِرْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ فِي سَفَرٍ ذَاتَ لَيْلَةٍ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ لَوْ عَرَّسْتَ بِنَا. فَقَالَ: إِنِّي أَخَافُ أَنْ تَنَامُوا عَنِ الصَّلاَةِ فَمَنْ يُوقِظُنَا لِلصَّلاَةِ؟ فَقَالَ: بِلاَلٌ أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ فَعَرَّسَ بِالْقَوْمِ فَاضْطَجَعْنَا وَاسْتَنَدَ بِلاَلٌ إِلَى رَاحِلَتِهِ فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ وَاسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَقَالَ: يَا بِلاَلُ أَيْنَ مَا قُلْتَ لَنَا؟ قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ مَا أُلْقِيَتْ عَلَىِّ نَوْمَةٌ مِثْلُهَا. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَبَضَ أَرْوَاحَكُمْ حِينَ شَاءَ وَرَدَّهَا عَلَيْكُمْ حِينَ شَاءَ، ثُمَّ أَمَرَهُمْ فَانْتَشَرُوا لِحَاجَتِهِمْ وَتَوَضَّأَ فَارْتَفَعَتِ الشَّمْسُ فَصَلَّى بِهِمُ الْفَجْرَ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ رَبَاحٍ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ قَالَ:
"كُنَّا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ فَقَالَ: إِنَّكُمْ إِنْ لاَ تُدْرِكُوا الْمَاءَ غَدًا تَعْطَشُوا , وَانْطَلَقَ سَرَعَانُ النَّاسِ يُرِيدُونَ الْمَاءَ وَلَزِمْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَمَالَتْ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَاحِلَتُهُ فَنَعَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَدَعَمْتُهُ فَأَدْعَمَ ثُمَّ مَالَ فَدَعَمْتُهُ فَأَدْعَمَ ثُمَّ مَالَ حَتَّى كَادَ أَنْ يَنْجَفِلَ عَنْ رَاحِلَتِهِ فَدَعَمْتُهُ فَانْتَبَهُ فَقَالَ: مَنِ الرَّجُلُ؟ قُلْتُ أَبُو قَتَادَةَ، قَالَ: مُذْ كَمْ كَانَ مَسِيرُكَ؟ قُلْتُ مُنْذُ اللَّيْلَةِ، قَالَ: حَفِظَكَ اللَّهُ كَمَا حَفِظْتَ رَسُولَهُ، ثُمَّ قَالَ لَوْ عَرَّسْنَا فَمَالَ إِلَى شَجَرَةٍ فَنَزَلَ فَقَالَ: انْظُرْ هَلْ تَرَى أَحَدًا؟ قُلْتُ هَذَا رَاكِبٌ هَذَانِ رَاكِبَانِ حَتَّى بَلَغَ سَبْعَةً. فَقَالَ: احْفَظُوا عَلَيْنَا صَلاَتَنَا. فَنِمْنَا فَمَا أَيْقَظَنَا إِلاَّ حَرُّ الشَّمْسِ فَانْتَبَهْنَا فَرَكِبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَارَ وَسِرْنَا هُنَيْهَةً ثُمَّ نَزَلَ فَقَالَ: أَمَعَكُمْ مَاءٌ؟ قَالَ: قُلْتُ نَعَمْ مَعِي مِيضَأَةٌ فِيهَا شَىْءٌ مِنْ مَاءٍ، قَالَ: ائْتِ بِهَا. فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ: مَسُّوا مِنْهَا مَسُّوا مِنْهَا. فَتَوَضَّأَ الْقَوْمُ وَبَقِيَتْ جَرْعَةٌ فَقَالَ: ازْدَهِرْ بِهَا يَا أَبَا قَتَادَةَ فَإِنَّهُ سَيَكُونُ لَهَا نَبَأٌ، ثُمَّ أَذَّنَ بِلاَلٌ وَصَلَّوُا الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ ثُمَّ صَلَّوُا الْفَجْرَ ثُمَّ رَكِبَ وَرَكِبْنَا فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ فَرَّطْنَا فِي صَلاَتِنَا. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا تَقُولُونَ إِنْ كَانَ أَمْرَ دُنْيَاكُمْ فَشَأْنُكُمْ وَإِنْ كَانَ أَمْرَ دِينِكُمْ فَإِلَىَّ. قُلْنَا يَا رَسُولَ اللهِ فَرَّطْنَا فِي صَلاَتِنَا. فَقَالَ: لاَ تَفْرِيطَ فِي النَّوْمِ إِنَّمَا التَّفْرِيطُ فِي الْيَقَظَةِ. ثُمَّ قَالَ ظُنُّوا بِالْقَوْمِ قَالُوا: إِنَّكَ قُلْتَ بِالأَمْسِ إِنْ لاَ تُدْرِكُوا الْمَاءَ غَدًا تَعْطَشُوا فَالنَّاسُ بِالْمَاءِ. فَقَالَ: أَصْبَحَ النَّاسُ وَقَدْ فَقَدُوا نَبِيَّهُمْ فَقَالَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالْمَاءِ. وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فَقَالاَ أَيُّهَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/253)
النَّاسُ إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ لِيَسْبِقَكُمْ إِلَى الْمَاءِ وَيُخَلِّفَكُمْ وَإِنْ يُطِعِ النَّاسُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ يَرْشُدُوا، قَالَهَا: ثَلاَثًا فَلَمَّا اشْتَدَّتِ الظَّهِيرَةُ رَفَعَ لَهُمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ هَلَكْنَا عَطَشًا تَقَطَّعَتِ الأَعْنَاقُ. فَقَالَ: لاَ هُلْكَ عَلَيْكُمْ، ثُمَّ، قَالَ: يَا أَبَا قَتَادَةَ ائْتِ بِالْمِيضَأَةِ. فَأَتَيْتُهُ بِهَا فَقَالَ: احْلِلْ لِي غُمَرِي (يَعْنِي قَدَحَهُ) فَحَلَلْتُهُ فَأَتَيْتُهُ بِهِ فَجَعَلَ يَصُبُّ فِيهِ وَيَسْقِي النَّاسَ فَازْدَحَمَ النَّاسُ عَلَيْهِ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَحْسِنُوا الْمَلأَ فَكُلُّكُمْ سَيَصْدُرُ عَنْ رِيٍّ. فَشَرِبَ الْقَوْمُ حَتَّى لَمْ يَبْقَ غَيْرِي وَغَيْرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَبَّ لِي فَقَالَ: اشْرَبْ يَا أَبَا قَتَادَةَ، قَالَ: قُلْتُ اشْرَبْ أَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: إِنَّ سَاقِي الْقَوْمِ آخِرُهُمْ. فَشَرِبْتُ وَشَرِبَ بَعْدِي وَبَقِيَ فِي الْمِيضَأَةِ نَحْوٌ مِمَّا كَانَ فِيهَا وَهُمْ يَوْمَئِذٍ ثَلاَثُ مِئَةٍ.".
قَالَ عَبْدُ اللهِ بن رباح فَسَمِعَنِي عِمْرَانُ بْنُ حَصِينٍ وَأَنَا أُحَدِّثُ هَذَا الْحَدِيثَ فِي الْمَسْجِدِ الْجَامِعِ فَقَالَ مَنِ الرَّجُلُ قُلْتُ أَنَا عَبْدُ اللهِ بْنُ رَبَاحٍ الأَنْصَارِيُّ. قَالَ الْقَوْمُ أَعْلَمُ بِحَدِيثِهِمْ انْظُرْ كَيْفَ تُحَدِّثُ فَإِنِّي أَحَدُ السَّبْعَةِ تِلْكَ اللَّيْلَةَ فَلَمَّا فَرَغْتُ قَالَ مَا كُنْتُ أَحْسَبُ أَنَّ أَحَدًا يَحْفَظُ هَذَا الْحَدِيثَ غَيْرِي.
أخرجه أحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[23 - 05 - 09, 09:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلت، ومنه أستمد العون والمدد والبركة، وأسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لي في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة ال 29 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله أبدأ؛
باب شامل المواقيت
عن أبي بَكْرِ بْنُ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"أَنَّهُ أَتَاهُ سَائِلٌ يَسْأَلُهُ عَنْ مَوَاقِيتِ الصَّلاَةِ؟ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ شَيْئًا. قَالَ: فَأَقَامَ الْفَجْرَ حِينَ انْشَقَّ الْفَجْرُ وَالنَّاسُ لاَ يَكَادُ يَعْرِفُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ بِالظُّهْرِ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ وَالْقَائِلُ يَقُولُ قَدِ انْتَصَفَ النَّهَارُ وَهُوَ كَانَ أَعْلَمَ مِنْهُمْ ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ بِالْعَصْرِ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ بِالْمَغْرِبِ حِينَ وَقَعَتِ الشَّمْسُ ثُمَّ أَمَرَهُ فَأَقَامَ الْعِشَاءَ حِينَ غَابَ الشَّفَقُ ثُمَّ أَخَّرَ الْفَجْرَ مِنَ الْغَدِ حَتَّى انْصَرَفَ مِنْهَا وَالْقَائِلُ يَقُولُ قَدْ طَلَعَتِ الشَّمْسُ أَوْ كَادَتْ ثُمَّ أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى كَانَ قَرِيبًا مِنْ وَقْتِ الْعَصْرِ بِالأَمْسِ ثُمَّ أَخَّرَ الْعَصْرَ حَتَّى انْصَرَفَ مِنْهَا وَالْقَائِلُ يَقُولُ قَدِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/254)
احْمَرَّتِ الشَّمْسُ ثُمَّ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى كَانَ عِنْدَ سُقُوطِ الشَّفَقِ ثُمَّ أَخَّرَ الْعِشَاءَ حَتَّى كَانَ ثُلُثُ اللَّيْلِ الأَوَّلُ ثُمَّ أَصْبَحَ فَدَعَا السَّائِلَ فَقَالَ: الْوَقْتُ بَيْنَ هَذَيْنِ.".
أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
* * *
عن سَيَّارِ بْنِ سَلاَمَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبِي يَسْأَلُ أَبَا بَرْزَةَ عَنْ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فقَالَ:
"كَانَ لاَ يُبَالِي بَعْضَ تَأْخِيرِهَا - قَالَ يَعْنِي الْعِشَاءَ - إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ وَلاَ يُحِبُّ النَّوْمَ قَبْلَهَا وَلاَ الْحَدِيثَ بَعْدَهَا. وَكَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ وَالْعَصْرَ يَذْهَبُ الرَّجُلُ إِلَى أَقْصَى الْمَدِينَةِ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ , قَالَ: وَالْمَغْرِبَ لاَ أَدْرِي أَىَّ حِينٍ ذَكَرَ , وَكَانَ يُصَلِّي الصُّبْحَ فَيَنْصَرِفُ الرَّجُلُ فَيَنْظُرُ إِلَى وَجْهِ جَلِيسِهِ الَّذِي يَعْرِفُ فَيَعْرِفُهُ. قَالَ وَكَانَ يَقْرَأُ فِيهَا بِالسِّتِّينَ إِلَى الْمِئَةِ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَنَّ عُمَرَ بْنَ عَبْدِ الْعَزِيزِ أَخَّرَ الصَّلاَةَ يَوْمًا فَدَخَلَ عَلَيْهِ عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ فَأَخْبَرَهُ أَنَّ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ أَخَّرَ الصَّلاَةَ يَوْمًا وَهُوَ بِالْكُوفَةِ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَبُو مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ فَقَالَ مَا هَذَا يَا مُغِيرَةُ؟ أَلَيْسَ قَدْ عَلِمْتَ ,
"أَنَّ جِبْرِيلَ نَزَلَ فَصَلَّى , فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ صَلَّى فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ، قَالَ: بِهَذَا أُمِرْتُ.".
فَقَالَ عُمَرُ لعروة: انْظًرْ مَا تُحَدِّثُ يَا عُرْوَةُ أَوَ إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام هُوَ أَقَامَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقْتَ الصَّلاَةِ؟ فَقَالَ عُرْوَةُ كَذَلِكَ كَانَ بَشِيرُ بْنُ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيُّ يُحَدِّثُ عَنْ أَبِيهِ.
أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ، قَالَ: قَدِمَ الْحَجَّاجُ الْمَدِينَةَ، فَسَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، فَقَالَ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَاجِرَةِ، وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ نَقِيَّةٌ، وَالْمَغْرِبَ إِذَا وَجَبَتْ، وَالْعِشَاءَ أَحْيَانًا يُؤَخِّرُهَا، وَأَحْيَانًا يُعَجِّلُ، وَكَانَ إِذَا رَآهُمْ قَدِ اجْتَمَعُوا عَجَّلَ، وَإِذَا رَآهُمْ قَدْ أَبْطَؤُوا أَخَّرَ، وَالصُّبْحَ، قَالَ: كَانُوا، أَوْ قَالَ: كَانَ يُصَلِّيهَا بِغَلَسٍ.".
ـ وفي رواية: "سَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، فِي زَمَنِ الْحَجَّاجِ، وَكَانَ يُؤَخِّرُ الصَّلاَةَ عَنْ وَقْتِ الصَّلاَةِ، فَقَالَ جَابِرٌ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الظُّهْرَ حِينَ تَزُولُ الشَّمْسُ، وَالْعَصْرَ وَهِيَ حَيَّةٌ، أَوْ نَقِيَّةٌ، وَالْمَغْرِبَ حِينَ تُحْجَبُ الشَّمْسُ، وَالْعِشَاءَ رُبَّمَا عَجَّلَ، وَرُبَّمَا أَخَّرَ، إِذَا اجْتَمَعَ النَّاسُ عَجَّلَ، وَإِذَا تَأَخَّرُوا أَخَّرَ، وَالصُّبْحَ رُبَّمَا كَانُوا، أَوْ كَانَ، يُصَلِّيهَا بِغَلَسٍ.".
ـ وفي رواية: "سَأَلْنَا جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ عَنْ صَلاَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: كَانَ يُصَلِّي الظُّهْرَ بِالْهَاجِرَةِ، وَالْعَصْرَ وَالشَّمْسُ حَيَّةٌ، وَالْمَغْرِبَ إِذَا وَجَبَتْ، وَالْعِشَاءَ إِذَا كَثُرَ النَّاسُ عَجَّلَ، وَإِذَا قَلُّوا أَخَّرَ، وَالصُّبْحَ بِغَلَسٍ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/255)
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وأبو يَعْلَى، وابن حِبَّان، وأبو عَوَانَة، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، وَهُوَ الأَنْصَارِيُّ؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَاءَهُ جِبْرِيلُ، فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّهْ، فَصَلَّى الظُّهْرَ حِينَ زَالَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ جَاءَهُ الْعَصْرَ، فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّهْ، فَصَلَّى الْعَصْرَ حِينَ صَارَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ، أَوْ قَالَ: صَارَ ظِلُّهُ مِثْلَهُ، ثُمَّ جَاءَهُ الْمَغْرِبَ، فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّهْ، فَصَلَّى حِينَ وَجَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ جَاءَهُ الْعِشَاءَ، فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّهْ، فَصَلَّى حِينَ غَابَ الشَّفَقُ، ثُمَّ جَاءَهُ الْفَجْرَ، فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّهْ، فَصَلَّى حِينَ بَرَقَ الْفَجْرُ، أَوْ قَالَ: حِينَ سَطَعَ الْفَجْرُ، ثُمَّ جَاءَهُ مِنَ الْغَدِ لِلظُّهْرِ، فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّهْ، فَصَلَّى الظُّهْرَ حِينَ صَارَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَهُ، ثُمَّ جَاءَهُ لِلْعَصْرِ، فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّهْ، فَصَلَّى الْعَصْرَ حِينَ صَارَ ظِلُّ كُلِّ شَيْءٍ مِثْلَيْهِ، ثُمَّ جَاءَهُ لِلْمَغْرِبِ وَقْتًا وَاحِدًا، لَمْ يَزُلْ عَنْهُ، ثُمَّ جَاءَ لِلْعِشَاءِ حِينَ ذَهَبَ نِصْفُ اللَّيْلِ، أَوْ قَالَ: ثُلُثُ اللَّيْلِ، فَصَلَّى الْعِشَاءَ، ثُمَّ جَاءَهُ لِلْفَجْرِ حِينَ أَسْفَرَ جِدًّا، فَقَالَ: قُمْ فَصَلِّهْ، فَصَلَّى الْفَجْرَ، ثُمَّ قَالَ: مَا بَيْنَ هَذَيْنِ وَقْتٌ.".
أخرجه أحمد، والتِّرْمِذِي، والنَّسَائِي، وابن حِبَّان، والدَّارَقُطْنِي، والحاكم، والبَيْهَقِي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[23 - 05 - 09, 09:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلت، ومنه أستمد العون والمدد والبركة، وأسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لي في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة ال 30 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله أبدأ؛
باب الإبراد بالظهر
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ وَمُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"إِذَا كَانَ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلاَةِ فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ. وَذَكَرَ: أَنَّ النَّارَ اشْتَكَتْ إِلَى رَبِّهَا فَأَذِنَ لَهَا فِي كُلِّ عَامٍ بِنَفَسَيْنِ: نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ.".
أخرجه مالك، وأحمد، ومسلم.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلاَةِ. فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبخاري، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي صَالِحٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ، فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، وابن ماجة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/256)
* * *
عَنْ زَيْدِ بْنِ وَهْبٍ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ , قَالَ:
"أَذَّنَ مُؤَذِّنُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالظُّهْرِ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَبْرِدْ أَبْرِدْ. أَوْ قَالَ: انْتَظِرِ انْتَظِرْ. وَقَال: إِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ , فَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا عَنِ الصَّلاَةِ. قَالَ: أَبُو ذَرٍّ حَتَّى رَأَيْنَا فَىْءَ التُّلُولِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي خَلْدَةَ قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ:
"كَانَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا اشْتَدَّ الْبَرْدُ بَكَّرَ بِالصَّلاَةِ، وَإِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ أَبْرَدَ بِالصَّلاَةِ.".
أخرجه البخاري، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعُتُ خَبَّابًا يَقُولُ:
"شَكَوْنَا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الرَّمْضَاءِ، فَلَمْ يُشْكِنَا.".
قَالَ شُعْبَةُ: يَعْنِي فِي الظُّهْرِ.
أخرجه الطيالسي، والحميدي، وابن أبي شَيبة، وأحمد، ومسلم، والنَّسَائيُّ، والبزار، وأبو عَوَانة،، والشاشي، والطَّبَرَانِي، والبيهَقِيُّ.
* * *
باب فضل صلاتي الصبح والعصر
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: قَالَ لِي جَرِيرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ:
"كُنَّا جُلُوسًا لَيْلَةً مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ أَرْبَعَ عَشْرَةَ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا، لاَ تُضَامُونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ، وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، فَافْعَلُوا، ثُمَّ قَرَأَ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ الْغُرُوبِ}.".
ـ وفي رواية: "كُنَّا جُلُوسًا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ نَظَرَ إِلَى الْقَمَرِ لَيْلَةَ الْبَدْرِ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّكُمْ سَتَرَوْنَ رَبَّكُمْ كَمَا تَرَوْنَ هَذَا الْقَمَرَ، لاَ تُضَامُّونَ فِي رُؤْيَتِهِ، فَإِنِ اسْتَطَعْتُمْ أَنْ لاَ تُغْلَبُوا عَلَى صَلاَةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، يَعْنِي الْعَصْرَ وَالْفَجْرَ.".
ثُمَّ قَرَأَ جَرِيرٌ: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا}.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، وابن خُزيمة، وابن حبان، والطبراني، وابن مَنْدَه , والبيهقي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مُوسَى , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"مَنْ صَلَّى الْبَرْدَيْنِ دَخَلَ الْجَنَّةَ.".
أخرجه الدارمي، والبخاري، ومسلم.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[23 - 05 - 09, 09:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلت، ومنه أستمد العون والمدد والبركة، وأسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لي في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة ال 31 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله أبدأ؛
باب من أدرك ركعة من الصلاة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/257)
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصَّلاَةِ فَقَدْ أَدْرَكَ الصَّلاَةَ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , وَعَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ , وعَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"مَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الصُّبْحَ، وَمَنْ أَدْرَكَ رَكْعَةً مِنَ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ الْعَصْرَ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"مَنْ أَدْرَكَ ركعة مِنْ صَلاَةِ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْيُبَ الشَّمْسُ، أَوْ أَدْرَكَ ركعة مِنْ ِالفجر قبل طْلوُعَ الشَّمْسُ فقد أدرك.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْعَصْرِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ وَمَنْ أَدْرَكَ مِنَ الْفَجْرِ رَكْعَةً قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَقَدْ أَدْرَكَ.".
أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
باب من ترك العصر
عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ. قَالَ: كُنَّا مَعَ بُرَيْدَةَ فِي غَزْوَةٍ , فِي يَوْمٍ ذِي غَيْمٍ , فَقَالَ: بَكِّرُوا بِصَلاَةِ الْعَصْرِ. فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"مَنْ تَرَكَ صَلاَةَ الْعَصْرِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، والنسائي، وابن خُزيمة، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"الَّذِي تَفُوتُهُ صَلاَةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
* * *
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"الَّذِي تَفُوتُهُ صَلاَةُ الْعَصْرِ كَأَنَّمَا وُتِرَ أَهْلَهُ وَمَالَهُ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
باب الحفاظ على صلاة العصر
عَنْ أَبِي تَمِيمٍ الْجَيْشَانِيِّ، عَنْ أَبِي بَصْرَةَ الْغِفَارِيِّ قَالَ:
"صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعَصْرَ بِالْمُخَمَّصِ فَقَالَ: إِنَّ هَذِهِ الصَّلاَةَ عُرِضَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ فَضَيَّعُوهَا فَمَنْ حَافَظَ عَلَيْهَا كَانَ لَهُ أَجْرُهُ مَرَّتَيْنِ وَلاَ صَلاَةَ بَعْدَهَا حَتَّى يَطْلُعَ الشَّاهِدُ.".
وَالشَّاهِدُ النَّجْمُ.
أخرجه أحمد، ومسلم، والنسائي.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛
"أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ، يَوْمَ الْخَنْدَقِ، بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، جَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، وَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا كِدْتُ أَنْ أُصَلِّيَ الْعَصْرَ حَتَّى كَادَتِ الشَّمْسُ تَغْرُبُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَوَاللهِ مَا صَلَّيْتُهَا، فَنَزَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى بُطْحَانَ، فَتَوَضَّأَ للصَّلاَةِ، وَتَوَضَّأْنَا لَهَا، فَصَلَّى الْعَصْرَ بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى بَعْدَهَا الْمَغْرِبَ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة، وأبو عَوَانَة، والبيهقي.
* * *
عَنْ عَبِيدَةَ السَّلْمَانِيِّ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ، قَالَ:
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ: شَغَلُونَا عَنِ الصَّلاَةِ الْوُسْطَى، حَتَّى غَرَبَتِ الشَّمْسُ، أَوْ كَادَتِ الشَّمْسُ أَنْ تَغْرُبَ، مَلأَ اللَّهُ أَجْوَافَهُمْ، أَوْ قُبُورَهُمْ، نَارًا.".
ـ وفي رواية: "قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْخَنْدَقِ: مَا لَهُمْ، مَلأَ اللَّهُ بُيُوتَهُمْ وَقُبُورَهُمْ نَارًا، كَمَا حَبَسُونَا عَنْ صَلاَةِ الْوُسْطَى، حَتَّى غَابَتِ الشَّمْسُ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ عَبِيدَةَ، قَالَ: كُنَّا نَرَى أَنَّ صَلاَةَ الْوُسْطَى صَلاَةُ الصُّبْحِ، قَالَ: فَحَدَّثَنَا عَلِيٌّ، أَنَّهُمْ يَوْمَ الأَحْزَابِ اقْتَتَلُوا، وَحَبَسُونَا عَنْ صَلاَةِ الْعَصْرِ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: اللَّهُمَّ امْلأْ قُبُورَهُمْ نَارًا، أَوِ امْلأْ بُطُونَهُمْ نَارًا، كَمَا حَبَسُونَا عَنْ صَلاَةِ الْوُسْطَى.".
قَالَ: فَعَرَفْنَا يَوْمَئِذٍ أَنَّ صَلاَةَ الْوُسْطَى صَلاَةُ الْعَصْرِ.
ـ وفي رواية: "قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الأَحْزَابِ: شَغَلُونَا عَنْ صَلاَةِ الْوُسْطَى، حَتَّى آبَتِ الشَّمْسُ، مَلأَ اللَّهُ قُبُورَهُمْ نَارًا، أَوْ بُيُوتَهُمْ، أَوْ بُطُونَهُمْ.".
شَكَّ شُعْبَةُ فِي الْبُيُوتِ، وَالْبُطُونِ.
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خزيمة.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/258)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[23 - 05 - 09, 09:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلت، ومنه أستمد العون والمدد والبركة، وأسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لي في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة ال 32 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله أبدأ؛
باب وقت صلاة العصر
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: حَدَّثَتْنِي عَائِشَةُ ,
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ، وَالشَّمْسُ فِي حُجْرَتِهَا , قَبْلَ أَنْ تَظْهَرَ.".
أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ حَيَّةٌ، فَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْعَوَالِي، فَيَأْتِيهِمْ وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ.".
وَبَعْضُ الْعَوَالِي مِنَ الْمَدِينَةِ عَلَى أَرْبَعَةِ أَمْيَالٍ، أَوْ نَحْوِهِ.
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ وَالشَّمْسُ بَيْضَاءُ مُرْتَفِعَةٌ حَيَّةٌ، وَيَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى الْعَوَالِي وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ.".
ـ وفي رواية: "عَنِ الزُّهْرِيِّ , وَإِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي الْعَصْرَ، ثُمَّ يَذْهَبُ الذَّاهِبُ إِلَى قُبَاءٍَ، (فَقَالَ أَحَدُهُمَا): فَيَأْتِيهِمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، (وَقَالَ الآخَرُ): وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ.".
أخرجه مالك، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وأبن حِبان.
* * *
باب وقت العصر والمغرب
عَنْ أَبِي النَّجَاشِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ قَالَ:
"كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الْعَصْرِ، ثُمَّ نَنْحَرُ الْجَزُورَ، فَتُقْسَمُ عَشْرَ قِسَمٍ، ثُمَّ تُطْبَخُ، فَنَأْكُلُ لَحْمًا نَضِيجًا قَبْلَ أَنْ تَغِيبَ الشَّمْسُ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو عوانة، وابن حِبان، والطَّبَرَانِي، والدَّارَقُطْنِي، والحاكم، والبيهقي، والبغوي.
* * *
عَنْ أَبِي النَّجَاشِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنَا رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ قَال:
"كُنَّا نُصَلِّي الْمَغْرِبَ، عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَنْصَرِفُ أَحَدُنَا، وَإِنَّهُ لَيَنْظُرُ إِلَى مَوَاقِعِ نَبْلِهِ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، وابن حِبان، والطَّبَرَانِي، والبيهقي.
* * *
عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ , قَالَ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي الْمَغْرِبَ سَاعَةَ تَغْرُبُ الشَّمْسُ، إِذَا غَابَ حَاجِبُهَا.".
ـ وفي رواية: "كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْمَغْرِبَ إِذَا تَوَارَتْ بِالْحِجَابِ.".
أخرجه أحمد، وعبد بن حميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، وابن حبان، والطَّبَرَانِي , والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
باب وقت صلاة العشاء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/259)
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَتْ:
"أَعْتَمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً مِنَ اللَّيَالِي بِصَلاَةِ الْعِشَاءِ وَهِيَ الَّتِي تُدْعَى الْعَتَمَةَ فَلَمْ يَخْرُجْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ نَامَ النِّسَاءُ وَالصِّبْيَانُ فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لأَهْلِ الْمَسْجِدِ حِينَ خَرَجَ عَلَيْهِمْ: مَا يَنْتَظِرُهَا أَحَدٌ مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ غَيْرُكُمْ.".
ــــــــــــ
أعتم؛ أي أخر صلاة العشاء حتى اشتدت ظلمة الليل.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد 6/ 34 و 199 و 272، والدارمي (1216)، والبخاري 1/ 148 و 149 و 218، ومسلم 2/ 115، والنسائي 1/ 239 و 267.
* * *
عَنْ أُمِّ كُلْثُومٍ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
"أَعْتَمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ حَتَّى ذَهَبَ عَامَّةُ اللَّيْلِ وَحَتَّى نَامَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ ثُمَّ خَرَجً فَصَلَّى فَقَالَ: إِنَّهُ لَوَقْتُهَا لَوْلاَ أَنْ أشُقَّ عَلَى أُمَّتِي.".
أخرجه أحمد 6/ 150، والدارمي (1217)، ومسلم 2/ 115، والنسائي 1/ 267، وابن خزيمة (348).
* * *
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛
"أَخَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، الْعِشَاءَ ذَاتَ لَيْلَةٍ , حَتَّى ذَهَبَ مِنَ اللَّيْلِ , فَقَامَ عُمَرُ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , فَنَادَى: الصَّلاَةَ يَا رَسُولَ اللهِ , رَقَدَ النِّسَاءُ وَالْوِلْدَانُ , فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , وَالْمَاءُ يَقْطُرُ مِنْ رَأْسِهِ , وَهُوَ يَقُولُ: إِنَّهُ الْوَقْتُ، لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي.".
أخرجه الحميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خزيمة، وأبو يَعْلَى، وابن حِبَّان , والطَّبَرَانِي , والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ نَافِعٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:
"مَكَثْنَا ذَاتَ لَيْلَةٍ نَنْتَظِرُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِصَلاَةِ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ، فَخَرَجَ إِلَيْنَا حِينَ ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ، أَوْ بَعْدَهُ، فَلاَ نَدْرِي أَشَيْءٌ شَغَلَهُ فِي أَهْلِهِ، أَوْ غَيْرُ ذَلِكَ، فَقَالَ حِينَ خَرَجَ: إِنَّكُمْ لَتَنْتَظِرُونَ صَلاَةً، مَا يَنْتَظِرُهَا أَهْلُ دِينٍ غَيْرُكُمْ، وَلَوْلاَ أَنْ يَثْقُلَ عَلَى أُمَّتِي لَصَلَّيْتُ بِهِمْ هَذِهِ السَّاعَةَ، ثُمَّ أَمَرَ الْمُؤَذِّنَ فَأَقَامَ الصَّلاَةَ وَصَلَّى.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ ثَابِتٍ، أَنَّهُمْ سَأَلُوا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ:
"أَكَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَاتَمٌ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، ثُمَّ قَالَ: أَخَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِشَاءَ الآخِرَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، حَتَّى كَادَ يَذْهَبُ شَطْرُ اللَّيْلِ، فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا وَنَامُوا، وَإِنَّكُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلاَةَ.
قَالَ أَنَسٌ: وَكَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ، وَرَفَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى.".
ـ وفي رواية: "عَنْ ثَابِتٍ، أَنَّهُمْ سَأَلُوا أَنَسًا عَنْ خَاتَمِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: أَخَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ، أَوْ كَادَ يَذْهَبُ شَطْرُ اللَّيْلِ، ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: إِنَّ النَّاسَ قَدْ صَلَّوْا وَنَامُوا، وَإِنَّكُمْ لَمْ تَزَالُوا فِي صَلاَةٍ مَا انْتَظَرْتُمُ الصَّلاَةَ.
قَالَ أَنَسٌ: كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى وَبِيصِ خَاتَمِهِ مِنْ فِضَّةٍ، وَرَفَعَ إِصْبَعَهُ الْيُسْرَى بِالْخِنْصَرِ.".
أخرجه أحمد، وعبد بن حميد , ومسلم , وابن ماجة، وأبو يعلى، وابن حبان، وأبو عَوَانَة، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
وقت الفجر
عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
"إِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيُصَلِّي الصُّبْحَ، فَيَنْصَرِفُ النِّسَاءُ مُتَلَفِّعَاتٍ بِمُرُوطِهِنَّ، مَا يُعْرَفْنَ مِنَ الْغَلَسِ.".
أخرجه مالك (الموطأ) , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والترمذي , والنسائي.
* * *
عن عُرْوَة، أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ:
"لَقَدْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْفَجْرَ، فَيَشْهَدُ مَعَهُ نِسَاءٌ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ مُتَلَفِّعَاتٍ فِي مُرُوطِهِنَّ ثُمَّ يَرْجِعْنَ إِلَى بُيُوتِهِنَّ مَا يَعْرِفُهُنَّ أَحَدٌ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/260)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[04 - 06 - 09, 10:35 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلت، ومنه أستمد العون والمدد والبركة، وأسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لي في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة ال 33 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله أبدأ؛
باب الأوقات التي نهي عن الصلاة فيها
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ شَهِدَ عِنْدِي رِجَالٌ مَرْضِيُّونَ وَأَرْضَاهُمْ عِنْدِي عُمَرُ؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصُّبْحِ حَتَّى تَشْرُقَ الشَّمْسُ، وَبَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ.".
أخرجه أحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنِ الصَّلاَةِ بَعْدَ الْعَصْرِ , حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ , وَعَنِ الصَّلاَةِ بَعْدَ الصُّبْحِ , حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ.".
أخرجه مالك (الموطأ) , وأحمد , ومسلم , والنسائي.
* * *
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيُّ , أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"لاَ صَلاَةَ بَعْدَ صَلاَةِ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ. وَلاَ صَلاَةَ بَعْدَ صَلاَةِ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ.".
أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ،. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا طَلَعَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَدَعُوا الصَّلاَةَ حَتَّى تَبْرُزَ، وَإِذَا غَابَ حَاجِبُ الشَّمْسِ فَدَعُوا الصَّلاَةَ حَتَّى تَغِيبَ , وَلاَ تَحَيَّنُوا بِصَلاَتِكُمْ طُلُوعَ الشَّمْسِ وَلاَ غُرُوبَهَا، فَإِنَّهَا تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ.".
ــــــــــــ
حَاجِبُ الشَّمْسِ؛ أي طرفها وبداية قرصها.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ نَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"لاَ يَتَحَرَّى أَحَدُكُمْ فَيُصَلِّي عِنْدَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَلاَ عِنْدَ غُرُوبِهَا.".
أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي.
* * *
عَنْ عُلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ. قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ:
"ثَلاَثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ. أَوْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ. وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ. لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي.
ــــــــــــ
حِين يَقُوم قَائِم الظَّهِيرَة، الظَّهِيرَة حَال اِسْتِوَاء الشَّمْس , وَمَعْنَاهُ: حِين لاَ يَبْقَى لِلْقَائِمِ فِي الظَّهِيرَة ظِلٌ فِي الْمَشْرِق وَلاَ فِي الْمَغْرِب.
تَضَيَّف لِلْغُرُوبِ , أَيْ تَمِيل.
ــــــــــــ
عَنْ شَدَّادِ بْنِ عَبْدِ اللهِ , عَنْ أَبِي أُمَامَةَ قَالَ: قَالَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ السُّلَمِيُّ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/261)
"كُنْتُ وَأَنَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ , أَظُنُّ أَنَّ النَّاسَ عَلَى ضَلاَلَةٍ , وَأَنَّهُمْ لَيْسُوا عَلَى شَىْءٍ , وَهُمْ يَعْبُدُونَ الأَوْثَانَ , فَسَمِعْتُ بِرَجُلٍ بِمَكَّةَ يُخْبِرُ أَخْبَارًا , فَقَعَدْتُ عَلَى رَاحِلَتِي , فَقَدِمْتُ عَلَيْهِ , فَإِذَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُسْتَخْفِيًا , جُرَءَاءُ عَلَيْهِ قَوْمُهُ , فَتَلَطَّفْتُ حَتَّى دَخَلْتُ عَلَيْهِ بِمَكَّةَ. فَقُلْتُ لَهُ: مَا أَنْتَ قَالَ: أَنَا نَبِيٌّ. فَقُلْتُ: وَمَا نَبِيٌّ؟ قَالَ: أَرْسَلَنِي اللَّهُ. فَقُلْتُ: وَبِأَىِّ شَىْءٍ أَرْسَلَكَ؟ قَالَ: أَرْسَلَنِي بِصِلَةِ الأَرْحَامِ , وَكَسْرِ الأَوْثَانِ , وَأَنْ يُوَحَّدَ اللَّهُ لاَ يُشْرَكُ بِهِ شَىْءٌ. قُلْتُ لَهُ: فَمَنْ مَعَكَ عَلَى هَذَا؟ قَالَ: حُرٌّ وَعَبْدٌ. (قَالَ وَمَعَهُ يَوْمَئِذٍ أَبُو بَكْرٍ وَبِلاَلٌ مِمَّنْ آمَنَ بِهِ) فَقُلْتُ: إِنِّي مُتَّبِعُكَ. قَالَ: إِنَّكَ لاَ تَسْتَطِيعُ ذَلِكَ يَوْمَكَ هَذَا , أَلاَ تَرَى حَالِي وَحَالَ النَّاسِ؟ وَلَكِنِ ارْجِعْ إِلَى أَهْلِكَ فَإِذَا سَمِعْتَ بِي قَدْ ظَهَرْتُ فَأْتِنِي. قَالَ: فَذَهَبْتُ إِلَى أَهْلِي , وَقَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ , وَكُنْتُ فِي أَهْلِي , فَجَعَلْتُ أَتَخَبَّرُ الأَخْبَارَ , وَأَسْأَلُ النَّاسَ حِينَ قَدِمَ الْمَدِينَةَ , حَتَّى قَدِمَ عَلَىَّ نَفَرٌ مِنْ أَهْلِ يَثْرِبَ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ , فَقُلْتُ: مَا فَعَلَ هَذَا الرَّجُلُ الَّذِي قَدِمَ الْمَدِينَةَ؟ فَقَالُوا: النَّاسُ إِلَيْهِ سِرَاعٌ , وَقَدْ أَرَادَ قَوْمُهُ قَتْلَهُ فَلَمْ يَسْتَطِيعُوا ذَلِكَ , فَقَدِمْتُ الْمَدِينَةَ , فَدَخَلْتُ عَلَيْهِ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , أَتَعْرِفُنِي؟ قَالَ: نَعَمْ , أَنْتَ الَّذِي لَقِيتَنِي بِمَكَّةَ؟ قَالَ: فَقُلْتُ: بَلَى. فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ , أَخْبِرْنِي عَمَّا عَلَّمَكَ اللَّهُ وَأَجْهَلُهُ , أَخْبِرْنِي عَنِ الصَّلاَةِ؟ قَالَ: صَلِّ صَلاَةَ الصُّبْحِ , ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلاَةِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ حَتَّى تَرْتَفِعَ , فَإِنَّهَا تَطْلُعُ حِينَ تَطْلُعُ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ , وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ , ثُمَّ صَلِّ , فَإِنَّ الصَّلاَةَ مَشْهُودَةٌ , مَحْضُورَةٌ , حَتَّى يَسْتَقِلَّ الظِّلُّ بِالرُّمْحِ ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلاَةِ , فَإِنَّ حِينَئِذٍ , تُسْجَرُ جَهَنَّمُ , فَإِذَا أَقْبَلَ الْفَىْءُ فَصَلِّ , فَإِنَّ الصَّلاَةَ مَشْهُودَةٌ مَحْضُورَةٌ , حَتَّى تُصَلِّيَ الْعَصْرَ , ثُمَّ أَقْصِرْ عَنِ الصَّلاَةِ , حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ , فَإِنَّهَا تَغْرُبُ بَيْنَ قَرْنَىْ شَيْطَانٍ , وَحِينَئِذٍ يَسْجُدُ لَهَا الْكُفَّارُ , قَالَ: فَقُلْتُ: يَا نَبِيَّ اللهِ , فَالْوُضُوءُ؟ حَدِّثْنِي عَنْهُ. قَالَ: مَا مِنْكُمْ رَجُلٌ يُقَرِّبُ وَضُوءَهُ فَيَتَمَضْمَضُ وَيَسْتَنْشِقُ فَيَنْتَثِرُ إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ وَفِيهِ وَخَيَاشِيمِهِ , ثُمَّ إِذَا غَسَلَ وَجْهَهُ كَمَا أَمَرَهُ اللَّهُ إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا وَجْهِهِ مِنْ أَطْرَافِ لِحْيَتِهِ مَعَ الْمَاءِ , ثُمَّ يَغْسِلُ يَدَيْهِ إِلَى الْمِرْفَقَيْنِ إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا يَدَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ , ثُمَّ يَمْسَحُ رَأْسَهُ إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا رَأْسِهِ مِنْ أَطْرَافِ شَعْرِهِ مَعَ الْمَاءِ , ثُمَّ يَغْسِلُ قَدَمَيْهِ إِلَى الْكَعْبَيْنِ إِلاَّ خَرَّتْ خَطَايَا رِجْلَيْهِ مِنْ أَنَامِلِهِ مَعَ الْمَاءِ , فَإِنْ هُوَ قَامَ فَصَلَّى , فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ , وَمَجَّدَهُ بِالَّذِي هُوَ لَهُ أَهْلٌ , وَفَرَّغَ قَلْبَهُ لِلَّهِ , إِلاَّ انْصَرَفَ مِنْ خَطِيئَتِهِ كَهَيْئَتِهِ يَوْمَ وَلَدَتْهُ أُمُّهُ. فَحَدَّثَ عَمْرُو بْنُ عَبَسَةَ بِهَذَا الْحَدِيثِ أَبَا أُمَامَةَ صَاحِبَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ لَهُ أَبُو أُمَامَةَ: يَا عَمْرَو بْنَ عَبَسَةَ , انْظُرْ مَا تَقُولُ , فِي مَقَامٍ وَاحِدٍ يُعْطَى هَذَا الرَّجُلُ؟ فَقَالَ عَمْرٌو: يَا أَبَا أُمَامَةَ , لَقَدْ كَبِرَتْ سِنِّي , وَرَقَّ عَظْمِي , وَاقْتَرَبَ أَجَلِي , وَمَا بِي حَاجَةٌ أَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللهِ , وَلاَ عَلَى رَسُولِ اللهِ , لَوْ لَمْ أَسْمَعْهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ مَرَّةً أَوْ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا (حَتَّى عَدَّ سَبْعَ مَرَّاتٍ) مَا حَدَّثْتُ بِهِ أَبَدًا , وَلَكِنِّي سَمِعْتُهُ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ.".
ــــــــــ
صَلِّ صَلاَة الصُّبْح ثُمَّ أَقْصِرْ عَنْ الصَّلَاة حَتَّى تَطْلُع الشَّمْس حَتَّى تَرْتَفِع) فِيهِ أَنَّ النَّهْي عَنْ الصَّلاة بَعْد الصُّبْح لا يَزُول بِنَفْسِ الطُّلُوع بَلْ لا بُدّ مِنْ الارْتِفَاع.
فَإِنَّ الصَّلاة مَشْهُودَة مَحْضُورَة؛ أَيْ تَحْضُرهَا الْمَلائِكَة.
حَتَّى يَسْتَقِلّ الظِّلّ بِالرُّمْحِ؛ أَيْ يَقُوم مُقَابِله فِي جِهَة الشِّمَال وَلَيْسَ مَائِلاً إِلَى الْمَغْرِب وَلاَ إِلَى الْمَشْرِق , وَهَذِهِ حَالَة الاِسْتِوَاء.
تُسْجَر جَهَنَّم , تُوقَد عَلَيْهَا إِيقَادًا بَلِيغًا.
فَإِذَا أَقْبَلَ الْفَيْء؛ أي ظَهَرَ إِلَى جِهَة الْمَشْرِق.
ــــــــــ
أخرجه أحمد، وعبد بن حميد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/262)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[04 - 06 - 09, 10:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة، ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة ال 34 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا بابًا جديدًا من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله أبدأ؛
أبواب القبلة
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ الْبَرَاءَ، قَالَ:
"صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، سِتَّةَ عَشَرَ شَهْرًا، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ شَهْرًا، (شَكَّ سُفْيَانُ)، ثُمَّ صُرِفْنَا قِبَلَ الْكَعْبَةِ.".
ـ وفي رواية: "صَلَّيْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ، سِتَّةَ عَشَرَ، أَوْ سَبْعَةَ عَشَرَ، شَهْرًا، ثُمَّ صَرَفَهُ نَحْوَ الْقِبْلَةِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خُزيمة، وأبو عوانة.
* * *
عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ,
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي نَحْوَ بَيْتِ الْمَقْدِسِ. فَنَزَلَتْ {قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} فَمَرَّ رَجُلٌ مِنْ بَنِي سَلِمَةَ , وَهُمْ رُكُوعٌ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ. وَقَدْ صَلَّوْا رَكْعَةً. فَنَادَى: أَلاَ إِنَّ الْقِبْلَةَ قَدْ حُوِّلَتْ. فَمَالُوا كَمَا هُمْ نَحْوَ الْقِبْلَةِ.".
أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , أَنَّهُ قَالَ:
"بَيْنَمَا النَّاسُ بِقُبَاءٍَ، فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ، إِذْ جَاءَهُمْ آتٍ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ , وَقَدْ أُمِرَ أَنْ يَسْتَقْبِلَ الْكَعْبَةَ , فَاسْتَقْبَِلُوهَا , وَكَانَتْ وُجُوهُهُمْ إِلَى الشَّأْمِ , فَاسْتَدَارُوا إِلَى الْكَعْبَةِ.".
ـ وفي رواية: "بَيْنَمَا النَّاسُ يُصَلُّونَ فِي مَسْجِدِ قُبَاءٍَ الْغَدَاةَ، إِذْ جَاءَ جَاءٍ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَدْ أُنْزِلَ عَلَيْهِ اللَّيْلَةَ قُرْآنٌ، وَأُمِرَ أَنْ تُسْتَقْبَلَ الْكَعْبَةُ، فَاسْتَقْبَلُوهَا، وَاسْتَدَارُوا، فَتَوَجَّهُوا نَحْوَ الْكَعْبَةِ.".
أخرجه مالك، وابن أَبِي شَيْبَة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حبان , والدَّارَقُطْنِي , والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ , فِي السَّفَرِ , حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ.".
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ دِينَارٍ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.
ـ وفي رواية: "عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ؛ كَانَ عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , يُصَلِّي فِي السَّفَرِ، عَلَى رَاحِلَتِهِ، أَيْنَمَا تَوَجَّهَتْ يُومِئُ، وَذَكَرَ عَبْدُ اللهِ , أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَفْعَلُهُ.".
أخرجه مالك، وابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والبزار، والنسائي، وأبو عَوَانَة، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ نَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/263)
"رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي سُبْحَتَهُ , حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ نَاقَتُهُ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ , حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: رَأَيْتُ ابْنَ عُمَرَ يُصَلِّي عَلَى دَابَّتِهِ التَّطَوُّعَ , حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ , فَذَكَرْتُ لَهُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: رَأَيْتُ أَبَا الْقَاسِمِ يَفْعَلُهُ.".
ـ وفي رواية: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي فِي السَّفَرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ، حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ، يُومِئُ إِيمَاءً، صَلاَةَ اللَّيْلِ إِلاَّ الْفَرَائِضَ، وَيُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والبَزَّار، والنسائي، وابن خُزيمة،، وأبو عَوَانَة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، في "الأوسط"، والدَّارَقُطْنِي , والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ , حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُسَبِّحُ وَهُوَ عَلَى ظَهْرِ رَاحِلَتِهِ , لاَ يُبَالِي حَيْثُ كَانَ وَجْهُهُ , وَيُومِئُ بِرَأْسِهِ إِيمَاءً.".
وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يَفْعَلُ ذَلِكَ.
ـ وفي رواية: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُسَبِّحُ عَلَى الرَّاحِلَةِ، قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ، وَيُوتِرُ عَلَيْهَا، غَيْرَ أَنَّهُ لاَ يُصَلِّي عَلَيْهَا الْمَكْتُوبَةَ.".
أخرجه أحمد، والبخاري تعليقًا، ومسلم، وأبو داود، والبَزَّار، والنسائي، وأبو يعلَى، وابن خُزيمة، وابن حِبان , والطَّبَرَانِي، والدَّارَقُطْنِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ , قَالَ: كُنْتُ أَسِيرُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، بِطَرِيقِ مَكَّةَ، قَالَ سَعِيدٌ: فَلَمَّا خَشِيتُ الصُّبْحَ، نَزَلْتُ فَأَوْتَرْتُ , ثُمَّ أَدْرَكْتُهُ , فَقَالَ لِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ: أَيْنَ كُنْتَ؟ فَقُلْتُ لَهُ: خَشِيتُ الصُّبْحَ، فَنَزَلْتُ فَأَوْتَرْتُ، فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: أَلَيْسَ لَكَ فِي رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم أُسْوَةٌ؟ فَقُلْتُ: بَلَى وَاللهِ، فَقَالَ:
"إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُوتِرُ عَلَى الْبَعِيرِ.".
أخرجه مالك، وأحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وأبو يَعْلَى، وابن حِبَّان، والطَّبَرَانِي، والدَّارَقُطْنِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سُرَاقَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ:
"رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فِي غَزْوَةِ أَنْمَارٍ، يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ، مُتَوَجِّهًا قِبَلَ الْمَشْرِقِ، مُتَطَوِّعًا.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ، حَيْثُ وُجِّهَتْ، فِي غَزْوَةِ أَنْمَارٍ.".
أخرجه الطيالسي، والشافعي، وأحمد، والبخاري، وأبو يَعْلَى، وابن حِبَّان، والبيهقي.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ ثَوْبَانَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ، نَحْوَ الْمَشْرِقِ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يُصَلِّيَ الْمَكْتُوبَةَ، نَزَلَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ.".
ـ وفي رواية: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ، حَيْثُ تَوَجَّهَتْ، فَإِذَا أَرَادَ الْفَرِيضَةَ، نَزَلَ فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، وابن خزيمة، وابن حبان، وابن الجارود، والبيهقي.
* * *
عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ , قَالَ: اسْتَقْبَلْنَا أَنَسًا بْنَ مَالِكٍ حِينَ قَدِمَ مِنَ الشَّأْمِ فَلَقِينَاهُ بِعَيْنِ التَّمْرِ، فَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي عَلَى حِمَارٍ , وَوَجْهُهُ مِنْ ذَا الْجَانِبِ، يَعْنِي عَنْ يَسَارِ الْقِبْلَةِ , فَقُلْتُ: رَأَيْتُكَ تُصَلِّي لِغَيْرِ الْقِبْلَةِ , فَقَالَ: لَوْلاَ أَنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَعَلَهُ لَمْ أَفْعَلْهُ.
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ , أَنَّ عَامِرَ بْنَ رَبِيعَةَ قَالَ:
"رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يُسَبِّحُ وَهُْوَ عَلَى الرَّاحِلَةِ، وَيُومِئُ بِرَأْسِهِ قِبَلَ أَيِّ وَجْهٍ تَوَجَّهَ، وَلَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ ذَلِكَ فِي الصَّلاَةِ الْمَكْتُوبَةِ.".
ـ وفي رواية: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي عَلَى رَاحِلَتِهِ , حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ.".
أخرجه ابن أبي شَيبة، وأحمد، والدَّارِمِي، وعَبد بن حُميد، والبُخاريّ، ومسلم، والبزار، وأبو يَعْلَى، وأبو عَوَانة، وابنُ خُزيمة، والبيهَقِيُّ.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/264)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[04 - 06 - 09, 10:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلت، ومنه أستمد العون والمدد والبركة، وأسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لي في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة ال 35 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا بابًا جديدًا من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله أبدأ؛
أبواب الأذان
عَنْ نَافِعٍ، مَوْلَى ابْنِ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , أَنَّهُ قَالَ:
"كَانَ الْمُسْلِمونَ، حِينَ قَدِمُوا الْمَدِينَةَ، يَجْتَمِعُونَ فَيَتَحَيَّنُونَ الصَّلَوَاتِ , وَلَيْسَ يُنَادِي بِهَا أَحَدٌ , فَتَكَلَّمُوا يَوْمًا فِي ذَلِكَ , فَقَالَ بَعْضُهُمُ: اتَّخِذُوا نَاقُوسًا مِثْلَ نَاقُوسِ النَّصَارَى , وَقَالَ بَعْضُهُمْ: قَرْنًا مِثْلَ قَرْنِ الْيَهُودِ , فَقَالَ عُمَرُ: أَوَلاَ تَبْعَثُونَ رَجُلاً يُنَادِي بِالصَّلاَةِ؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا بِلاَلُ , قُمْ , فَنَادِ بِالصَّلاَةِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة، أبو عَوَانَة , والدَّارَقُطْنِي , والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي صَعْصَعَةَ الأَنْصَارِيِّ الْمَازِنِيِّ , أَنَّ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ قَالَ لَهُ: إِنِّي أَرَاكَ تُحِبُّ الْغَنَمَ وَالْبَادِيَةَ فَإِذَا كُنْتَ فِي غَنَمِكَ أَوْ بَادِيَتِكَ فَأَذَّنْتَ بِالصَّلاَةِ فَارْفَعْ صَوْتَكَ. فَإِنَّهُ لاَ يَسْمَعُ مَدَى صَوْتِ الْمُؤَذِّنِ جِنٌّ وَلاَ إِنْسٌ وَلاَ شَىْءٌ إِلاَّ شَهِدَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.
قَالَ أَبُو سَعِيدٍ سَمِعْتُهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، وعبد بن حُميد، والبخاري، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ أَبِي سُلَيْمَانَ، مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ، قَالَ:
"أَتَيْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، فَظَنَّ أَنَّا اشْتَقْنَا أَهْلَنَا، وَسَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا فِي أَهْلِنَا، فَأَخْبَرْنَاهُ، وَكَانَ رَفِيقًا رَحِيمًا، فَقَالَ: ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ، فَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ، وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، وَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ.".
ـ وفي رواية: "أَتَيْنَا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ يَوْمًا وَلَيْلَةً، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَحِيمًا رَفِيقًا، فَلَمَّا ظَنَّ أَنَّا قَدِ اشْتَهَيْنَا أَهْلَنَا، أَوْ قَدِ اشْتَقْنَا، سَأَلَنَا عَمَّنْ تَرَكْنَا بَعْدَنَا، فَأَخْبَرْنَاهُ، قَالَ: ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ، فَأَقِيمُوا فِيهِمْ، وَعَلِّمُوهُمْ وَمُرُوهُمْ، وَذَكَرَ أَشْيَاءَ أَحْفَظُهَا، أَوْ لاَ أَحْفَظُهَا، وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/265)
ـ وفي رواية: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِي، فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ رَحِيمًا رَفِيقًا، فَلَمَّا رَأَى شَوْقَنَا إِلَى أَهَالِينَا، قَالَ: ارْجِعُوا فَكُونُوا فِيهِمْ، وَعَلِّمُوهُمْ وَصَلُّوا، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ.".
ـ وفي رواية: "قَدِمْنَا عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَنَحْنُ شَبَبَةٌ، فَلَبِثْنَا عِنْدَهُ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ لَيْلَةً، وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَحِيمًا، فَقَالَ: لَوْ رَجَعْتُمْ إِلَى بِلاَدِكُمْ فَعَلَّمْتُمُوهُمْ، مُرُوهُمْ فَلْيُصَلُّوا صَلاَةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، وَصَلاَةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، وَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ , عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ , قَالَ:
"أَتَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ شَبَبَةٌ مُتَقَارِبُونَ , فَأَقَمْنَا عِنْدَهُ عِشْرِينَ لَيْلَةً , وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَحِيمًا رَقِيقًا , فَظَنَّ أَنَّا قَدِ اشْتَقْنَا أَهْلَنَا , فَسَأَلَنَا عَنْ مَنْ تَرَكْنَا مِنْ أَهْلِنَا , فَأَخْبَرْنَاهُ , فَقَالَ: ارْجِعُوا إِلَى أَهْلِيكُمْ , فَأَقِيمُوا فِيهِمْ , وَعَلِّمُوهُمْ , وَمُرُوهُمْ , فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ فَلْيُؤَذِّنْ لَكُمْ أَحَدُكُمْ , ثُمَّ لْيَؤُمَّكُمْ أَكْبَرُكُمْ.".
وَفِي رِوَايَةٍٍٍٍٍٍٍٍٍ: "وَصَلُّوا كَمَا رَأَيْتُمُونِي أُصَلِّي.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ , عَنْ أَبِيهِ. قَالَ:
"أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ , وَهُوَ بِالأَبْطَحِ , فِي قُبَّةٍ لَهُ حَمْرَاءَ مِنْ أَدَمٍ , قَالَ: فَخَرَجَ بِلاَلٌ بِوَضُوئِهِ , فَمِنْ نَائِلٍ وَنَاضِحٍ , قَالَ: فَخَرَجَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ حُلَّةٌ حَمْرَاءُ , كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَى بَيَاضِ سَاقَيْهِ , قَالَ: فَتَوَضَّأَ وَأَذَّنَ بِلاَلٌ , قَالَ: فَجَعَلْتُ أَتَتَبَّعُ فَاهُ هَا هُنَا وَهَا هُنَا (يَقُولُ يَمِينًا وَشِمَالاً) يَقُولُ: حَىَّ عَلَى الصَّلاَةِ. حَىَّ عَلَى الْفَلاَحِ. قَالَ: ثُمَّ رُكِزَتْ لَهُ عَنَزَةٌ , فَتَقَدَّمَ فَصَلَّى الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ , يَمُرُّ بَيْنْ يَدَيْهِ الْحِمَارُ وَالْكَلْبُ لاَ يُمْنَعُ , ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ.".
ــــــــــ
أدم؛ هو جلدٌ مدبوغ.
فمن نائلٍ وناضحٍ، أي فمنهم من ينال منه شيئًا، ومنهم من ينضح عليه غيرُهُ شيئًا مما ناله.
عَنَزَةٌ؛ العنزة كنصف الرمح، وسنانها في أسفلها.
ــــــــــ
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , قَالَ:
"أُمِرَ بِلاَلٌ أَنْ يَشْفَعَ الأَذَانَ , وَأَنْ يُوتِرَ الإِقَامَةَ، إِلاَّ الإِقَامَةَ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُغِيرُ إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، وَكَانَ يَتَسَمَّعُ الأَذَانَ، فَإِنْ سَمِعَ أَذَانًا أَمْسَكَ، وَإِلاَّ أَغَارَ، فَسَمِعَ رَجُلاً يَقُولُ: اللَّهُ أَكْبَرُ، اللَّهُ أَكْبَرُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَلَى الْفِطْرَةِ، ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: خَرَجْتَ مِنَ النَّارِ. فَنَظَرُوا فَإِذَا هُوَ رَاعِي مِعْزًى.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/266)
أخرجه الطيالسي، وأحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خُزيمة، وابن حبان.
* * *
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِذَا سَمِعْتُمُ النِّدَاءَ فَقُولُوا مِثْلَ ما يَقُولُ الْمُؤَذِّنُ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ , أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"إِذَا سَمِعْتُمُ الْمُؤَذِّنَ فَقُولُوا مِثْلَ مَا يَقُولُ. ثُمَّ صَلُّوا عَلَىَّ. فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَىَّ صَلاَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا. ثُمَّ سَلُوا اللَّهَ لِيَ الْوَسِيلَةَ. فَإِنَّهَا مَنْزِلَةٌ فِي الْجَنَّةِ لاَ تَنْبَغِي إِلاَّ لِعَبْدٍ مِنْ عِبَادِ اللهِ.وَأَرْجُو أَنْ أَكُونَ أَنَا هُوَ. فَمَنْ سَأَلَ لِيَ الْوَسِيلَةَ حَلَّتْ لَهُ الشَّفَاعَةُ.".
أخرجه أحمد، وعبد بن حُميد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , عَنْ أَبِيهِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا قَالَ الْمُؤَذِّنُ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ. فَقَالَ أَحَدُكُمْ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ. ثُمَّ قَالَ أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. قَالَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. ثُمَّ قَالَ: أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ. قَالَ أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ. ثُمَّ قَالَ: حَىَّ عَلَى الصَّلاَةِ. قَالَ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. ثُمَّ قَالَ: حَىَّ عَلَى الْفَلاَحِ. قَالَ: لاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللَّهِ. ثُمَّ قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ. قَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ اللَّهُ أَكْبَرُ. ثُمَّ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ. مِنْ قَلْبِهِ دَخَلَ الْجَنَّةَ.".
أخرجه مسلم، وأبو داود،وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ: اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ، وَالصَّلاَةِ الْقَائِمَةِ، آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ، وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ، حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، في "الأوسط"، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍٍ، عَنْ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍٍ، عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَالَ:
"مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ الْمُؤَذِّنَ: وَأَنَا أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ، وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، رَضِيتُ بِاللهِ رَبًّا، وَبِمُحَمَّدٍ رَسُولاً، وَبِالإِسْلاَمِ دِينًا، غُفِرَ لَهُ ذَنْبُهُ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حُميد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حبان، والشَّاشِي, والطَّبَرَانِي , في "الدعاء" , والحاكم , والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا. وَعَنِ الْقَاسِمِ , عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
"كَانَ لِلنَّبِيِّ ? مُؤَذِّنَانِ، بِلاَلٌ وَابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ?: إِن بلاَلاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا أَذَانَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ.".
قَالَ الْقَاسِمُ: وَمَا كَانَ بَيْنَهُمَا إِلاَّ أَنْ يَنْزِلَ هَذَا، وَيَرْقَى هَذَا (1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/267)
ـ وفي رواية: "عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، وَالقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ، عَنْ عَائِشَةَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا؛ أَنَّ بِلاَلاً كَانَ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ ?: كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ لاَ يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الفَجْرُ.".
قَالَ القَاسِمُ: وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ أَذَانِهِمَا إِلاَّ أَنْ يَرْقَى ذَا وَيَنْزِلَ ذَا.
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والبزار، والنسائي، وابن خُزيمة، وأبو عَوَانَة، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِنَّ بِلاَلاً يُنَادِي بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُنَادِيَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، والنسائي، وابن حبان، والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ أَبِيهِ , عَنْ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ بِلاَلاً يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ، فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ.".
ـ وفي رواية: "إِنَّ بِلاَلاً يُنَادِي بِلَيْلٍ , فَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى تَسْمَعُوا تَأْذِينَ ابْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ.".
قَالَ (1): وَكَانَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ رَجُلاً أَعْمَى، لاَ يُبْصِرُ , لاَ يُؤَذِّنُ حَتَّى يَقُولَ النَّاسُ: أَذِّنْ , قَدْ أَصْبَحْتَ.
__________
(1) القائل؛ هو الزُّهري.
__________
أخرجه الحُميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلَى، وابن خُزيمة، وابن حِبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ , عَنْ عَائِشَةَ؛
"أَنَّ بِلاَلاً كَانَ يُؤَذِّنُ بِلَيْلٍ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يُؤَذِّنَ ابْنُ أُمِّ مَكْتُومٍ، فَإِنَّهُ لاَ يُؤَذِّنُ حَتَّى يَطْلُعَ الْفَجْرُ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ , عَنِ ابْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"لاَ يَمْنَعَنَّ أَحَدًا مِنْكُمْ أَذَانُ بِلاَلٍ (أَوْ قَالَ نِدَاءُ بِلاَلٍ) مِنْ سَحُورِهِ فَإِنَّهُ يُؤَذِّنُ (أَوْ قَالَ يُنَادِي) بِلَيْلٍ. لِيَرْجِعَ قَائِمَكُمْ وَيُوقِظَ نَائِمَكُمْ. وَقَالَ: لَيْسَ أَنْ يَقُولَ هَكَذَا وَهَكَذَا (وَصَوَّبَ يَدَهُ وَرَفَعَهَا) حَتَّى يَقُولَ هَكَذَا (وَفَرَّجَ بَيْنَ إِصْبَعَيْهِ).".
* * *
عَنْ نَافِعٍ؛ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَذَّنَ بِالصَّلاَةِ، فِي لَيْلَةٍ ذَاتِ بَرْدٍ وَرِيحٍ , ثُمَّ قَالَ: أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ، ثُمَّ قَالَ:
"إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَأْمُرُ الْمُؤَذِّنَ، إِذَا كَانَتْ لَيْلَةٌ ذَاتُ بَرْدٍ وَمَطَرٍ، يَقُولُ: أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ نَافِعٍ؛ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ أَقَامَ الصَّلاَةَ بِضَجَْنَانَ، فِي لَيْلَةٍ مَطِيرَةٍ، ثُمَّ قَالَ: صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، كَانَ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ مُنَادِيَهُ، فِي اللَّيْلَةِ الْمَطِيرَةِ، أَوِ اللَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ، ذَاتِ الرِّيحِ فَيُنَادِي: أَلاَّ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ نَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّهُ أَذَّنَ بِضَجَْنَانَ لَيْلَةً الْعِشَاءَ، ثُمَّ قَالَ فِي إِثْرِ ذَلِكَ: أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ، وَأَخْبَرَنَا؛ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَأْمُرُ مُؤَذِّنًا يَقُولُ: أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ، فِي اللَّيْلَةِ الْبَارِدَةِ، أَوِ الْمَطِيرَةِ، فِي السَّفَرِ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/268)
ـ وفي رواية: "عَنْ نَافِعٍ؛ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ نَادَى بِالصَّلاَةِ، فِي لَيْلَةٍ ذَاتِ بَرْدٍ وَرِيحٍ، ثُمَّ قَالَ: فِي آخِرِ نِدَائِهِ: أَلاَ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، أَلاَ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ، أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ؛ فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَأْمُرُ الْمُؤَذِّنَ، إِذَا كَانَتْ لَيْلَةٌ بَارِدَةٌ، أَوْ ذَاتُ مَطَرٍ، أَوْ ذَاتُ رِيحٍ، فِي السَّفَرِ: أَلاَ صَلُّوا فِي الرِّحَالِ.".
أخرجه مالك، والحُميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والبزار، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، في "الأوسط"، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْحَارِثِ , قَالَ: خَطَبَنَا ابْنُ عَبَّاسٍ فِي يَوْمٍ ذِي رَدْغٍ، فَأَمَرَ الْمُؤَذِّنَ لَمَّا بَلَغَ حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ. قَالَ: قُلِ: الصَّلاَةُ فِي الرِّحَالِ، فَنَظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ، فَكَأَنَّهُمْ أَنْكَرُوا، فَقَالَ: كَأَنَّكُمْ أَنْكَرْتُمْ هَذَا , إِنَّ هَذَا فَعَلَهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي , يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم , إِنَّهَا عَزْمَةٌ، وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُحْرِجَكُمْ.
ـ وفي رواية: "عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّهُ قَالَ لِمُؤَذِّنِهِ فِي يَوْمٍ مَطِيرٍ: إِذَا قُلْتَ: أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ , أَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ , فَلاَ تَقُلْ: حَيَّ عَلَى الصَّلاَةِ , قُلْ: صَلُّوا فِي بُيُوتِكُمْ , قَالَ: فَكَأَنَّ النَّاسَ اسْتَنْكَرُوا ذَاكَ , فَقَالَ: أَتَعْجَبُونَ مِنْ ذَا , قَدْ فَعَلَ ذَا مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنِّي , إِنَّ الْجُمُعَةَ عَزْمَةٌ , وَإِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أُخْرِجَكُمْ، فَتَمْشُوا فِي الطِّينِ وَالدَّحْضِ.".
أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، وأبو عَوَانَة، وابن خُزيمة، والطَّبَرَانِي، والحاكم، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ أَبِي الْمَلِيحِ، عَنْ أَبِيهِ؛
"أَنَّهُمْ كَانُوا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَوْمَ حُنَيْنٍ، فَأَصَابَهُمْ مَطَرٌ، فَنَادَى مُنَادِيهِ: أَنْ صَلُّوا فِي رِحَالِكُمْ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ يَوْمَ حُنَيْنٍ كَانَ يَوْمًا مَطِيرًا، فَأَمَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مُنَادِيَهُ يُنَادِي: أَنِ الصَّلاَةُ فِي الرِّحَالِ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّهُمْ أَصَابَهُمْ مَطَرٌ بِحُنَيْنٍ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: صَلُّوا فِي الرِّحَالِ.".
أخرجه الطيالسي، وابن سعد، وابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، في "التاريخ الكبير"، وأبو داود، وابن ماجة، والنَّسائي، والبزار، وابن خُزيمة، وابن حِبَّان، والطَّبَرَانِي، والحاكم، والبيهقي.
* * *
عَنْ أَبِي الشَّعْثَاءِ الْمُحَارِبِيِّ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ , وَرَأَى رَجُلاً يَجْتَازُ الْمَسْجِدَ خَارِجًا بَعْدَ الأَذَانِ , فَقَالَ: أَمَّا هَذَا فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[04 - 06 - 09, 10:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلت، ومنه أستمد العون والمدد والبركة، وأسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لي في عملي، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة ال 37 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/269)
أحاول فيها أن أساعد في نشر الصحيح من سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، راجيًا من الله، عز وجل، أن يعلمني ما ينفعني، وأن ينفعني بما علمني، وأن ينفع به غيري من المسلمين الصادقين.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله أبدأ؛
باب التكبير
عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ , وأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يُكَبِّرُ فِي كُلِّ صَلاَةٍ , مِنَ الْمَكْتُوبَةِ وَغَيْرِهَا , فِي رَمَضَانَ وَغَيْرِهِ،
"فَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ، ثُمَّ يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ. ثُمَّ يَقُولُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ , قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ، ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُ أَكْبَرُ , حِينَ يَهْوِي سَاجِدًا، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَسْجُدُ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ، ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنَ الْجُلُوسِ فِي الاِثْنَتَيْنِ، وَيَفْعَلُ ذَلِكَ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ حَتَّى يَفْرُغَ مِنَ الصَّلاَةِ.".
ثُمَّ يَقُولُ حِينَ يَنْصَرِفُ: وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , إِنِّي لأَقْرَبُكُمْ شَبَهًا بِصَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِنْ كَانَتْ هَذِهِ لَصَلاَتَهُ حَتَّى فَارَقَ الدُّنْيَا.
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، وأبو داود، والنسائي.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ كَانَ يُصَلِّي لَهُمْ فَيُكَبِّرُ كُلَّمَا خَفَضَ وَرَفَعَ. فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: وَاللَّهِ إِنِّي لأَشْبَهُكُمْ صَلاَةً بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ مُطَرِّفٍ , قَالَ صَلَّيْتُ أَنَا وَعِمْرَانُ صَلاَةً خَلْفَ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , فَكَانَ إِذَا سَجَدَ كَبَّرَ , وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ كَبَّرَ , وَإِذَا نَهَضَ مِنَ الرَّكْعَتَيْنِ كَبَّرَ , فَلَمَّا انْصَرَفْنَا مِنَ الصَّلاَةِ قَالَ: أَخَذَ عِمْرَانُ بِيَدِي , ثُمَّ قَالَ , لَقَدْ صَلَّى بِنَا هَذَا صَلاَةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم. أَوْ قَالَ: قَدْ ذَكَّرَنِي هَذَا صَلاَةَ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
باب رفع اليدين
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ أَبِيهِ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، إِذَا افْتَتَحَ الصَّلاَةَ، وَإِذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، رَفَعَهُمَا كَذَلِكَ أَيْضًا , وَقَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ , وَكَانَ لاَ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي السُّجُودِ.".
ـ وفي رواية: "رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، افْتَتَحَ التَّكْبِيرَ فِي الصَّلاَةِ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ حِينَ يُكَبِّرُ، حَتَّى يَجْعَلَهُمَا حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا كَبَّرَ لِلرُّكُوعِ فَعَلَ مِثْلَهُ , وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ فَعَلَ مِثْلَهُ , وَقَالَ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ , وَلاَ يَفْعَلُ ذَلِكَ حِينَ يَسْجُدُ , وَلاَ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ السُّجُودِ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَخَلَ الصَّلاَةَ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ، وَإِذَا رَكَعَ كَبَّرَ وَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ فَعَلَ مِثْلَ ذَلِكَ، وَلاَ يَرْفَعُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، أَوْ فِي السُّجُودِ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/270)
أخرجه مالك، والحُميدي، وابن أَبِي شَيْبَة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والبزار، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خُزيمة، وابن حبان , والطَّبَرَانِي , والدَّارَقُطْنِي , والبَيْهَقِي.
* * *
باب وضع اليمنى على اليسرى
عَنْ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ , قَالَ:
"كَانَ النَّاسُ يُؤْمَرُونَ , أَنْ يَضَعَ الرَّجُلُ الْيَدَ الْيُمْنَى عَلَى ذِرَاعِهِ الْيُسْرَى , فِي الصَّلاَةِ.".
قَالَ أَبُو حَازِمٍ: لاَ أَعْلَمُهُ إِلاَّ يَنْمِي ذَلِكَ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، وأبو عوانة، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
باب استفتاح الصلاة
عَنْ أَبِي زُرْعَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , إِذَا كَبَّرَ فِي الصَّلاَةِ , سَكَتَ هُنَيَّةً قَبْلَ أَنْ يَقْرَأَ , فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي , أَرَأَيْتَ سُكُوتَكَ بَيْنَ التَّكْبِيرِ وَالْقِرَاءَةِ , مَا تَقُولُ؟ قَالَ: أَقُولُ: اللَّهُمَّ بَاعِدْ بَيْنِي وَبَيْنَ خَطَايَاىَ كَمَا بَاعَدْتَ بَيْنَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ. اللَّهُمَّ نَقِّنِي مِنْ خَطَايَاىَ كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ. اللَّهُمَّ اغْسِلْنِي مِنْ خَطَايَاىَ بِالثَّلْجِ وَالْمَاءِ وَالْبَرَدِ.".
ــــــــــ
هُنَيَّةً؛ أي قليلاً.
أَرَأَيْتَ؛ أي أخبرني.
ــــــــــ
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا كَبَّرَ اسْتَفْتَحَ، ثُمَّ قَالَ: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا مُسْلِمًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي ِللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ - قَالَ أَبُو النَّضْرِ: وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ - اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ، لاَ يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لاَ يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، وَكَانَ إِذَا رَكَعَ، قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي، وَمُخِّي وَعِظَامِي، وَعَصَبِي، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ، قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، وَإِذَا سَجَدَ، قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ فَصَوَّرَهُ فَأَحْسَنَ صُوَرَهُ، فَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، فَإِذَا سَلَّمَ مِنَ الصَّلاَةِ، قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْت أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/271)
ـ وفي رواية: "أَنَّهُ كَانَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ، قَالَ: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي ِللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ، وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي، وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَخْلاَقِ، لاَ يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لاَ يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ كُلُّهُ فِي يَدَيْكَ، وَالشَّرُّ لَيْسَ إِلَيْكَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ، وَإِذَا رَكَعَ، قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، خَشَعَ لَكَ سَمْعِي وَبَصَرِي، وَمُخِّي وَعَظْمِي، وَعَصَبِي، وَإِذَا رَفَعَ، قَالَ: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ، مِلْءَ السَّمَاوَاتِ وَمِلْءَ الأَرْضِ، وَمِلْءَ مَا بَيْنَهُمَا، وَمِلْءَ مَا شِئْتَ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ، وَإِذَا سَجَدَ، قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ سَجَدْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، سَجَدَ وَجْهِي لِلَّذِي خَلَقَهُ وَصَوَّرَهُ، وَشَقَّ سَمْعَهُ وَبَصَرَهُ، تَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ، ثُمَّ يَكُونُ مِنْ آخِرِ مَا يَقُولُ بَيْنَ التَّشَهُّدِ وَالتَّسْلِيمِ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْتَ أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا ابْتَدَأَ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ، قَالَ: وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا مُسْلِمًا، وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ، إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي، وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي، ِللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ، اللَّهُمَّ أَنْتَ الْمَلِكُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ، أَنْتَ رَبِّي وَأَنَا عَبْدُكَ، ظَلَمْتُ نَفْسِي وَاعْتَرَفْتُ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي ذُنُوبِي جَمِيعًا، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ، وَاهْدِنِي لأَحْسَنِ الأَخْلاقِ، لاَ يَهْدِي لأَحْسَنِهَا إِلاَّ أَنْتَ، وَاصْرِفْ عَنِّي سَيِّئَهَا، لاَ يَصْرِفُ عَنِّي سَيِّئَهَا إِلاَّ أَنْتَ، لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، وَالْمَهْدِيُّ مَنْ هَدَيْتَ، أَنَا بِكَ وَإِلَيْكَ، تَبَارَكْتَ وَتَعَالَيْتَ، أَسْتَغْفِرُكَ وَأَتُوبُ إِلَيْكَ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَكَعَ، قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ رَكَعْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَلَكَ أَسْلَمْتُ، أَنْتَ رَبِّي، خَشَعَ سَمْعِي وَبَصَرِي، وَمُخِّي وَعَظْمِي، وَعَصَبِي، وَمَا اسْتَقَلَّتْ بِهِ قَدَمِي ِللهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، في "رفع اليدين"، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خُزيمة، وابن حبان.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[05 - 06 - 09, 09:48 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/272)
هذه هي المشاركة ال 38 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
باب القراءة في الصلاة
عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ , عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ مَحْمُودِ بْنِ الرَّبِيعِ، الَّذِي مَجَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي وَجْهِهِ مِنْ بِئْرِهِمْ , أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ أَخْبَرَهُ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لاَ صَلاَةَ لِمَنْ لَمْ يَقْرَأْ بِأُمِّ الْقُرْآنِ.".
أخرجه الحُميدي، وابن أبي شَيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي , وأبو عَوَانَة، وابن خُزيمة، وابن حِبان.
* * *
عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ كَانُوا يَفْتَتِحُونَ الصَّلاَةَ بِـ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}.".
ـ وفي رِوَايَةٍ: "صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبِي بَكْرٍ , وَعُمَرَ , وَعُثْمَانَ , فَلَمْ أَسْمَعْ أَحَدًا مِنْهُمْ يَقْرَأُ بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا فَيَقْرَأُ فِي الْعَصْرِ وَالظُّهْرِ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ بِسُورَتَيْنِ وَأُمِّ الْكِتَابِ، وَكَانَ يُسْمِعُنَا الأَحْيَانَ الآيَةَ، وَيَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُخْرَتَيْنِ بِأُمِّ الْكِتَابِ، وَكَانَ يُطِيلُ أَوَّلَ رَكْعَةٍ مِنْ صَلاَةِ الْفَجْرِ، وَأَوَّلَ رَكْعَةٍ مِنْ صَلاَةِ الظُّهْرِ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حبان.
* * *
عَنْ عَطَاءٍ , أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: فِي كُلِّ الصَلاَةٍ يُقْرَأُ. فَمَا أَسْمَعَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْمَعْنَاكُمْ , وَمَا أَخْفَى مِنَّا أَخْفَيْنَا مِنْكُمْ.
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
"نَزَلَتْ هَذِه الآيَةُ، وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مُتَوَارٍ بِمَكَّةَ: {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا} قَالَ: وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ، رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، فَلَمَّا سَمِعَ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ، سَبُّوا الْقُرْآنَ، وَسَبُّوا مَنْ أَنْزَلَهُ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ، قَالَ: فَقَالَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ، لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ} أَيْ بِقِرَاءَتِكَ، فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ، فَيَسُبُّوا الْقُرْآنَ، {وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا} عَنْ أَصْحَابِكَ، فَلاَ تُسْمِعُهُمُ الْقُرْآنَ، حَتَّى يَأْخُذُوهُ عَنْكَ، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاَ}.".
ـ وفي رواية: "عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا؛ {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا} قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ، سَبَّ الْمُشْرِكُونَ الْقُرْآنَ، وَمَنْ جَاءَ بِهِ، فَلا يُحِبُّ ذَلِكَ الْمُسْلِمُونَ، وَإِذَا خَفَضَ اشْتَدَّ ذَلِكَ عَلَى أَصْحَابِهِ، فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَلا تَجْهَرْ بِصَلاتِكَ وَلا تُخَافِتْ بِهَا}.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/273)
ـ وفي رواية: "فِي قَوْلِهِ، عَزَّ وَجَلَّ: {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا} قَالَ: نَزَلَتْ , وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، مُتَوَارٍ بِمَكَّةَ , فَكَانَ إِذَا صَلَّى بِأَصْحَابِهِ رَفَعَ صَوْتَهُ بِالْقُرْآنِ , فَإِذَا سَمِعَ ذَلِكَ الْمُشْرِكُونَ , سَبُّوا الْقُرْآنَ , وَمَنْ أَنْزَلَهُ , وَمَنْ جَاءَ بِهِ , فَقَالَ اللَّهُ تَعَالَى لِنَبِيِّهِ صلى الله عليه وسلم: {وَلاَ تَجْهَرْ بِصَلاَتِكَ} فَيَسْمَعَ الْمُشْرِكُونَ قِرَاءَتَكَ، {وَلاَ تُخَافِتْ بِهَا} عَنْ أَصْحَابِكَ , أَسْمِعْهُمُ الْقُرْآنَ , وَلاَ تَجْهَرْ ذَلِكَ الْجَهْرَ، {وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً} يَقُولُ: بَيْنَ الْجَهْرِ وَالْمُخَافَتَةِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة، وأبو عَوَانَة، وابن حبان.
* * *
عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: سَأَلْنَا خَبَّابًا:
"أَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: فَمِنْ أَيْنَ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ؟ قَال: بِتَحْرِيكِ لِحْيَتِهِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ أَبِي مَعْمَرٍ، قَالَ: سَأَلْنَا خَبَّابًا: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الظُّهْرِ وَالْعَصْرِ؟ قَالَ: نَعَمْ. قُلْنَا: بِأَيِّ شَيْءٍ كُنْتُمْ تَعْرِفُونَ؟ قَالَ: بِاضْطِرَابِ لِحْيَتِهِ.".
أخرجه الحُميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، وأبو داود، وابن ماجة، والبزار، وابن خُزيمة، وابن حبان.
* * *
عَنْ أَبِي وَائِلٍ. قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ يُقَالُ لَهُ نَهِيكُ بْنُ سِنَانٍ إِلَى عَبْدِ اللهِ. فَقَالَ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ كَيْفَ تَقْرَأُ هَذَا الْحَرْفَ. أَلِفًا تَجِدُهُ أَمْ يَاءً: مِنْ مَاءٍ غَيْرِ آسِنٍ أَوْ مِنْ مَاءٍ غَيْرِ يَاسِنٍ؟ قَالَ فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: وَكُلَّ الْقُرْآنِ قَدْ أَحْصَيْتَ غَيْرَ هَذَا؟ قَالَ: إِنِّي لأَقْرَأُ الْمُفَصَّلَ فِي رَكْعَةٍ. فَقَالَ عَبْدُ اللهِ: هَذًّا كَهَذِّ الشِّعْرِ؟ إِنَّ أَقْوَامًا يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لاَ يُجَاوِزُ تَرَاقِيَهُمْ. وَلَكِنْ إِذَا وَقَعَ فِي الْقَلْبِ فَرَسَخَ فِيهِ , نَفَعَ. إِنَّ أَفْضَلَ الصَّلاَةِ الرُّكُوعُ وَالسُّجُودُ.
"إِنِّي لأَعْلَمُ النَّظَائِرَ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرُنُ بَيْنَهُنَّ. سُورَتَيْنِ فِي كُلِّ رَكْعَةٍ.".
ثُمَّ قَامَ عَبْدُ اللهِ فَدَخَلَ عَلْقَمَةُ فِي إِثْرِهِ. ثُمَّ خَرَجَ فَقَالَ: قَدْ أَخْبَرَنِي بِهَا.
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ: إِنَّ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ الْحَارِثِ سَمِعَتْهُ وَهُوَ يَقْرَأُ {وَالْمُرْسَلاَتِ عُرْفًا} فَقَالَتْ: يَا بُنَىَّ , لَقَدْ ذَكَّرْتَنِي بِقِرَاءَتِكَ هَذِهِ السُّورَةَ. إِنَّهَا لآخِرُ مَا سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهَا فِي الْمَغْرِبِ.
أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ , عَنْ أَبِيهِ. قَالَ:
"سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِالطُّورِ , فِي الْمَغْرِبِ.".
أخرجه مالك، والحُميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خُزيمة، وابن حبان.
* * *
عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ , عَنْ قُطْبَةَ بْنِ مَالِكٍ؛
"سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْفَجْرِ: {وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ}.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ سُفْيَانَ , وعَبْدِ اللهِ بْنِ الْمُسَيَّبِ الْعَابِدِيِّ , وَعَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو الْعَابِِدِيِّ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ السَّائِبِ , قَالَ:
"صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصُّبْحَ بِمَكَّةَ , فَاسْتَفْتَحَ سُورَةَ الْمُؤْمِنِينَ , حَتَّى إِذَا جَاءَ ذِكْرُ مُوسَى وَهَارُونَ، أَوْ ذِكْرُ مُوسَى وَعِيسَى (ابْنُ عَبَّادٍ يَشُكُّ , أَوِ اخْتَلَفُوا)، أَخَذَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَعْلَةٌ , فَحَذَفَ فَرَكَعَ.".
وعَبْد اللهِ بْنُ السَّائِبِ حَاضِرٌ لِذَلِكَ.
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حبان، والبَيْهَقِي.
* * *
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/274)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[05 - 06 - 09, 09:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 39 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
ونواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحين أبوابًا جديدةً من أبواب كتاب الصلاة، آملين من الله تعالى أن يكون بجانبنا، وأن يجنبنا الزلل والخطأ، وأن يوفقنا لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
أبواب الركوع والسجود
عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي، فَطَبَّقْتُ، فَنَهَانِي، وَقَالَ: قَدْ كُنَّا نَفْعَلُهُ، فَنُهِينَا.
يَعْنِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم.
ـ وفي رواية: "عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: كُنْتُ إِذَا رَكَعْتُ وَضَعْتُ يَدَيَّ بَيْنَ رُكْبَتَيَّ، قَالَ: فَرَآنِي أَبِي سَعْدُ بْنُ مَالِكٍ، فَنَهَانِي، وَقَالَ: إِنَّا كُنَّا نَفْعَلُهُ، فَنُهِينَا عَنْهُ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي، قَالَ: وَجَعَلْتُ يَدَيَّ بَيْنَ رُكْبَتَيَّ، فَقَالَ لِي أَبِي: اضْرِبْ بِكَفَّيْكَ عَلَى رُكْبَتَيْكَ، قَالَ: ثُمَّ فَعَلْتُ ذَلِكَ مَرَّةً أُخْرَى، فَضَرَبَ يَدَيَّ، وَقَالَ: إِنَّا نُهِينَا عَنْ هَذَا، وَأُمِرْنَا أَنْ نَضْرِبَ بِالأَكُفِّ عَلَى الرُّكَبِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ مُصْعَبِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍٍ، قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ أَبِي، فَلَمَّا رَكَعْتُ شَبَّكْتُ أَصَابِعِي , وَجَعَلْتُهُمَا بَيْنَ رُكْبَتَيَّ، فَضَرَبَ يَدَيَّ، فَلَمَّا صَلَّى قَالَ: قَدْ كُنَّا نَفْعَلُ هَذَا، ثُمَّ أُمِرْنَا أَنْ نَرْفَعَ إِلَى الرُّكَبِ.".
أخرجه الحُميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، والبَزَّار , وأبو عَوَانَة، وابن خُزيمة، وابن حبان , والطبراني، في "الأوسط" , والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُكْثِرُ أَنْ يَقُولَ فِي رُكُوعِهِ وَسُجُودِهِ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَبِحَمْدِكَ، اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي، يَتَأَوَّلُ الْقُرْآنَ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ مُطَرِّفِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الشِّخِّيرِ , عَنْ عَائِشَةَ، أَنَّهَا قَالَتْ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ فِي سُجُودِهِ وَرُكُوعِهِ: سُبُّوحٌ قُدُّوسٌ رَبُّ الْمَلاَئِكَةِ وَالرُّوحِ.".
أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ حُنَيْنٍ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ , أَنَّهُ قَالَ:
"نَهَانِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْقِرَاءَةِ فِي الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ.".
ـ وفي رِوَايَةِ: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَهَى عَنْ لُبْسِ الْقَسِّيِّ , وَعَنْ تَخَتُّمِ الذَّهَبِ وَعَنْ قِرَاءَةِ الْقُرْآنِ فِي الرُّكُوعِ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
* * *
عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الْيَعْمَرِيِّ، قَالَ: قُلْتُ: لِثَوْبَانَ، مَوْلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: حَدِّثْنَا حَدِيثًا يَنْفَعُنَا اللَّهُ بِهِ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إِلاَّ رَفَعَهُ اللَّهُ بِهَا دَرَجَةً، وَحَطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةً.".
أخرجه أحمد، ومسلم، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حبان، وأبو عَوَانَة، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ طَاوُوسٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/275)
"أُمِرْتُ أَنْ أَسْجُدَ عَلَى سَبْعَةِ أَعْظُمٍ؛ عَلَى الْجَبْهَةِ , وَأَشَارَ بِيَدِهِ عَلَى أَنْفِهِ , وَالْيَدَيْنِ، وَالرُّكْبَتَيْنِ , وَأَطْرَافِ الْقَدَمَيْنِ، وَلاَ نَكْفِتَ الثِّيَابَ، وَالشَّعَرَ.".
ــــــــــ
نكفت؛ أي نضم ونجمع
ــــــــــ
أخرجه الحُميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة، وأبو يَعْلَى، وابن حِبَّان.
* * *
عَنْ بَكْرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , قَالَ:
"كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي شِدَّةِ الْحَرِّ , فَإِذَا لَمْ يَسْتَطِعْ أَحَدُنَا أَنْ يُمَكِّنَ جَبْهَتَهُ , مِنَ الأَرْضِ بَسَطَ ثَوْبَهُ فَسَجَدَ عَلَيْهِ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم. قَالَ:
"اعْتَدِلُوا فِي السُّجُودِ، وَلاَ يَبْسُطْ أَحَدُكُمْ ذِرَاعَيْهِ انْبِسَاطَ الْكَلْبِ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ ,
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا صَلَّى فَرَّجَ بَيْنَ يَدَيْهِ , حَتَّى يَبْدُوَ بَيَاضُ إِبْطَيْهِ.".
ـ وفي رِوَايَةِ: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ يُجَنِّحُ فِي سُجُودِهِ , حَتَّى يُرَى وَضَحُ إِبْطَيْهِ.".
ـ وفي رِوَايَةِ: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَجَدَ , فَرَّجَ يَدَيْهِ عَنْ إِبْطَيْهِ , حَتَّى إِنِّي لأَرَى بَيَاضَ إِبْطَيْهِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ , عَنْ مَيْمُونَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ , قَالَتْ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَجَدَ , جَافَى حَتَّى يَرَى مَنْ خَلْفَهُ وَضَحَ إِبْطَيْهِ.".
قَالَ وَكِيعٌ: يَعْنِي بَيَاضَهُمَا.
أخرجه أحمد، والدارمي، ومسلم، والنسائي.
* * *
باب العمل عند القيام من السجود
عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، عَنْ مَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ اللَّيْثِيِّ؛
"أَنَّهُ قَالَ لأَصْحَابِهِ يَوْمًا: أَلاَ أُرِيكُمْ كَيْفَ كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: وَذَلِكَ فِي غَيْرِ حِينِ صَلاَةٍ، فَقَامَ فَأَمْكَنَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَمْكَنَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ وَانْتَصَبَ قَائِمًا هُنَيَّةً، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، وَيُكَبِّرُ فِي الْجُلُوسِ، ثُمَّ انْتَظَرَ هُنَيَّةً، ثُمَّ سَجَدَ.".
قَالَ أَبُو قِلاَبَةَ: فَصَلَّى صَلاَةً كَصَلاَةِ شَيْخِنَا هَذَا، يَعْنِي عَمْرَو بْنَ سَلِمَةَ الْجَرْمِيَّ، وَكَانَ يَؤُمُّ عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم.
قَالَ أَيُّوبُ: فَرَأَيْتُ عَمْرَو بْنَ سَلِمَةَ يَصْنَعُ شَيْئًا لاَ أَرَاكُمْ تَصْنَعُونَهُ، كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَتَيْنِ اسْتَوَى قَاعِدًا، ثُمَّ قَامَ مِنَ الرَّكْعَةِ الأُولَى وَالثَّالِثَةِ.
ـ وفي رواية: "عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ: جَاءَ أَبُو سُلَيْمَانَ، مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ إِلَى مَسْجِدِنَا، فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي لأُصَلِّي وَمَا أُرِيدُ الصَّلاَةَ، وَلَكِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي، قَالَ: فَقَعَدَ فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى، حِينَ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ السَّجْدَةِ الأَخِيرَةِ، ثُمَّ قَامَ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ أَبِي قِلاَبَةَ، قَالَ: جَاءَنَا مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ، فَصَلَّى بِنَا فِي مَسْجِدِنَا هَذَا، فَقَالَ: إِنِّي لأُصَلِّي بِكُمْ، وَمَا أُرِيدُ الصَّلاَةَ، وَلَكِنْ أُرِيدُ أَنْ أُرِيَكُمْ كَيْفَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي.".
قَالَ أَيُّوبُ: فَقُلْتُ لأَبِي قِلاَبَةَ: وَكَيْفَ كَانَتْ صَلاَتُهُ؟ قَالَ: مِثْلَ صَلاَةِ شَيْخِنَا هَذَا، يَعْنِي عَمْرَو بْنَ سَلِمَةَ.
قَالَ أَيُّوبُ: وَكَانَ ذَلِكَ الشَّيْخُ يُتِمُّ التَّكْبِيرَ، وَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ عَنِ السَّجْدَةِ الثَّانِيَةِ جَلَسَ، وَاعْتَمَدَ عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ قَامَ.
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حبان.
* * *
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/276)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[05 - 06 - 09, 09:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 40 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب الجلوس للتشهد
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ أَنَّهُ كَانَ يَرَى عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَتَرَبَّعُ فِي الصَّلاَةِ إِذَا جَلَسَ , قَالَ: فَفَعَلْتُهُ، وَأَنَا يَوْمَئِذٍ حَدِيثُ السِّنِّ , فَنَهَانِي عَبْدُ اللهِ , وَقَالَ:
"إِنَّمَا سُنَّةُ الصَّلاَةِ؛ أَنْ تَنْصِبَ رِجْلَكَ الْيُمْنَى , وَتَثْنِيَ رِجْلَكَ الْيُسْرَى.".
فَقُلْتُ لَهُ: فَإِنَّكَ تَفْعَلُ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: إِنَّ رِجْلَيَّ لاَ تَحْمِلاَنِي.
ـ وفي رواية: "إِنَّ مِنْ سُنَّةِ الصَّلاَةِ؛ أَنْ تَفْتَرِشَ الْيُسْرَى , وَأَنْ تَنْصِبَ الْيُمْنَى.".
أخرجه مالك، وابن أَبِي شَيْبَة، والبخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة، والطَّبَرَانِي، في "الأوسط"، والدَّارَقُطْنِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَاوِيِّ , أَنَّهُ قَالَ: رَآنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عُمَرَ، وَأَنَا أَعْبَثُ بِالْحَصَى، فِي الصَّلاَةِ , فَلَمَّا انْصَرَفَ نَهَانِي , وَقَالَ: اصْنَعْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ، قُلْتُ: وَكَيْفَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ؟ قَالَ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا جَلَسَ فِي الصَّلاَةِ , وَضَعَ كَفَّهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى , وَقَبَضَ أَصَابِعَهُ كُلَّهَا , وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ , وَوَضَعَ كَفَّهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى.".
ـ وفي رواية: "عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُعَاوِيِّ؛ أَنَّ رَجُلاً صَلَّى إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ , فَجَعَلَ يَعْبَثُ بِالْحَصَى , فَقَالَ: لاَ تَعْبَثْ بِالْحَصَى , فَإِنَّهُ مِنَ الشَّيْطَانِ , وَلَكِنِ اصْنَعْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ، قَالَ: هَكَذَا (وَأَرَانَا وُهَيْبٌ , وَصَفَهُ عَفَّانُ) وَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى , وَبَسَطَ أَصَابِعَهُ عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى , وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُمْنَى , وَكَأَنَّهُ عَقَدَ، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛ أَنَّهُ رَأَى رَجُلاً يُحَرِّكُ الْحَصَى بِيَدِهِ , وَهُوَ فِي الصَّلاَةِ , فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ لَهُ عَبْدُ اللهِ: لاَ تُحَرِّكِ الْحَصَى وَأَنْتَ فِي الصَّلاَةِ , فَإِنَّ ذَلِكَ مِنَ الشَّيْطَانِ , وَلَكِنِ اصْنَعْ كَمَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ، قَالَ: وَكَيْفَ كَانَ يَصْنَعُ؟ قَالَ: فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى , وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ فِي الْقِبْلَةِ , وَرَمَى بِبَصَرِهِ إِلَيْهَا , أَوْ نَحْوَهَا , ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَصْنَعُ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ، فَقَلَّبْتُ الْحَصَى , فَقَالَ لِي ابْنُ عُمَرَ: لاَ تُقَلِّبِ الْحَصَى , فَإِنَّ تَقْلِيبَ الْحَصَى مِنَ الشَّيْطَانِ , وَافْعَلْ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ، قُلْتُ: وَكَيْفَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ؟ قَالَ: هَكَذَا , وَنَصَبَ الْيُمْنَى , وَأَضْجَعَ الْيُسْرَى , وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى , وَيَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى , وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/277)
ـ وفي رواية: "عَنْ عَلِيِّ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: صَلَّيْتُ إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ , فَقَلَّبْتُ الْحَصَى، فَقَالَ: لاَ تُقَلِّبِ الْحَصَى , وَلَكِنِ افْعَلْ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ، قُلْتُ: وَكَيْفَ رَأَيْتَهُ يَفْعَلْ؟ قَالَ: هَكَذَا , فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُسْرَى , وَيَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى , وَرَفَعَ إِصْبَعَهُ السَّبَّابَةَ.".
أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خُزيمة , وابن حبان، والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ عَامِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ أَبِيهِ؛
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَعَدَ فِي الصَّلاَةِ , جَعَلَ قَدَمَهُ الْيُسْرَى بَيْنَ فَخِذِهِ وَسَاقِهِ , وَفَرَشَ قَدَمَهُ الْيُمْنَى , وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُسْرَى عَلَى رُكْبَتِهِ الْيُسْرَى , وَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى فَخِذِهِ الْيُمْنَى , وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ.".
أخرجه ابن أبي شَيبة، وأحمد، وعَبد بن حُميد، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائيُّ، وأبو يَعْلَى، وأبو عَوَانة، وابنُ خُزيمة، وابنُ حِبَّان، والبيهَقِيُّ.
* * *
حَدِيثُ مُحَمَّدِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَطَاءٍ. أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ نَفَرٍ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرُوا صَلاَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ السَّاعِدِيُّ: أَنَا كُنْتُ أَحْفَظَكُمْ لِصَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ,
" ... فَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ جَلَسَ عَلَى رِجْلِهِ الْيُسْرَى , فَإِذَا جَلَسَ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ قَدَّمَ رِجْلَهُ الْيُسْرَى , وَجَلَسَ عَلَى مَقْعَدَتِهِ.".
سلف في أبواب الخشوع والاطمئنان في الصلاة.
* * *
باب التشهد
عَنْ أَبِي وَائِلٍ، عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ:
"كُنَّا نَقُولُ فِي الصَّلاَةِ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم: السَّلاَمُ عَلَى اللهِ. السَّلاَمُ عَلَى فُلاَنٍ. فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ذَاتَ يَوْمٍ: إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلاَمُ. فَإِذَا قَعَدَ أَحَدُكُمْ فِي الصَّلاَةِ فَلْيَقُلِ: التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ. السَّلاَمُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللهِ وَبَرَكَاتُهُ. السَّلاَمُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللهِ الصَّالِحِينَ. فَإِذَا قَالَهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ، فِي السَّمَاءِ وَالأَرْضِ. أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. ثُمَّ يَتَخَيَّرُ مِنَ الْمَسْأَلَةِ مَا شَاءَ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
باب الاستعاذة بعد التشهد
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا تَشَهَّدَ أَحَدُكُمْ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ. يَقُولُ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ , وَمِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , وَمِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ , وَمِنْ شَرِّ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.".
أخرجه أحمد، ومسلم، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي عَائِشَةَ , أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا فَرَغَ أَحَدُكُمْ مِنَ التَّشَهُّدِ , فَلْيَتَعَوَّذْ بِاللَّهِ مِنْ أَرْبَعٍ: مِنْ عَذَابِ جَهَنَّمَ , وَعَذَابِ الْقَبْرِ , وَفِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ. وَشَرِّ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[13 - 06 - 09, 09:54 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/278)
هذه هي المشاركة ال 41 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب الدعاء في الصلاة
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ ,
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلاَةِ: اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ , وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ , وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَالْمَمَاتِ , اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ. قَالَتْ: فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: مَا أَكْثَرَ مَا تَسْتَعِيذُ مِنَ الْمَغْرَمِ يَا رَسُولَ اللهِ. فَقَالَ: إِنَّ الرَّجُلَ إِذَا غَرِمَ , حَدَّثَ فَكَذَبَ. وَوَعَدَ فَأَخْلَفَ.".
أخرجه أحمد، وعبد بن حُميد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ:
"دَخَلَتْ عَلَىَّ عَجُوزَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ. فَقَالَتَا: إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ. قَالَتْ فَكَذَّبْتُهُمَا. وَلَمْ أُنْعِمْ أَنْ أُصَدِّقَهُمَا. فَخَرَجَتَاَ. وَدَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ إِنَّ عَجُوزَيْنِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ دَخَلَتَا عَلَىَّ. فَزَعَمَتَا أَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ. فَقَالَ: صَدَقَتَا. إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ. قَالَتْ: فَمَا رَأَيْتُهُ بَعْدُ فِي صَلاَةٍ , إِلاَّ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ:
"دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي امْرَأَةٌ مِنَ الْيَهُودِ , وَهْىَ تَقُولُ: هَلْ شَعَرْتِ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ؟ قَالَتْ: فَارْتَاعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ: إِنَّمَا تُفْتَنُ يَهُودُ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَبِثْنَا لَيَالِيَ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ شَعَرْتِ أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَىَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ؟ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم , بَعْدُ , يَسْتَعِيذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.".
أخرجه أحمد، ومسلم، والنسائي.
* * *
باب السلام
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ الْقِبْطِيَّةِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ:
"كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قُلْنَا: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَةُ اللهِ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى الْجَانِبَيْنِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: عَلاَمَ تُومِئُونَ بِأَيْدِيكُمْ كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمُسٍ، إِنَّمَا يَكْفِي أَحَدَكُمْ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ عَلَى أَخِيهِ مِنْ عَلَى يَمِينِهِ وَشِمَالِهِ.".
ـ وفى رواية: "كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَنُسَلِّمُ بِأَيْدِينَا، فَقَالَ: مَا بَالُ هَؤُلاَءِ يُسَلِّمُونَ بِأَيْدِيهِمْ، كَأَنَّهَا أَذْنَابُ خَيْلٍ شُمُسٍ، أَمَا يَكْفِي أَحَدَهُمْ أَنْ يَضَعَ يَدَهُ عَلَى فَخِذِهِ، ثُمَّ يَقُولَ: السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ، السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حبان، وأبو عَوَانَة، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا سَلَّمَ عَنْ يَمِينِهِ، يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ الأَيْسَرِ، وَإِذَا سَلَّمَ عَنْ يَسَارِهِ، يُرَى بَيَاضُ خَدِّهِ الأَيْمَنِ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، ومسلم، وابن ماجة، والبزار، والنسائي، وابن خُزيمة، وأبو يَعْلَى، وابن حِبَّان، والدَّارَقُطْنِي , وأبو نُعَيْم , والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
باب الانصراف بعد السلام
عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ بْنِ قَيْسٍ النَّخَعِيِّ، قَالَ: قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مَسْعُودٍ: لاَ يَجْعَلْ أَحَدُكُمْ لِلشَّيْطَانِ شَيْئًا مِنْ صَلاَتِهِ، يَرَى أَنَّ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ لاَ يَنْصَرِفَ إِلاَّ عَنْ يَمِينِهِ،
"لَقَدْ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَثِيرًا يَنْصَرِفُ عَنْ يَسَارِهِ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/279)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[13 - 06 - 09, 09:56 م]ـ
هذه هي المشاركة ال 42 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا بابًا جديدًا من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب الذكر بعد الصلاة
عَنْ أَبِي مَعْبَدٍ , قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:
"مَا كُنَّا نَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ بِالتَّكْبِيرِ.".
ـ وفي رواية: "كُنْتُ أَعْرِفُ انْقِضَاءَ صَلاَةِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم بِالتَّكْبِيرِ.".
ـ وفي رواية: "كَانَ يُعْلَمُ انْقِضَاءُ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالتَّكْبِيرِ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وأبو يعلَى، وابن خُزيمة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ وَرَّادٍ , كَاتِبَ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ. قَالَ: كَتَبَ مُعَاوِيَةُ إِلَى الْمُغِيرَةِ: اكْتُبْ إِلَىَّ بِشَىْءٍ سَمِعْتَهُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قَالَ: فَكَتَبَ إِلَيْهِ:
"سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ , إِذَا قَضَى الصَّلاَةَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ , لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ , اللَّهُمَّ لاَ مَانِعَ لِمَا أَعْطَيْتَ , وَلاَ مُعْطِيَ لِمَا مَنَعْتَ , وَلاَ يَنْفَعُ ذَا الْجَدِّ مِنْكَ الْجَدُّ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ الْحَارِثِ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ عَائِشَةَ؛
"أَنَّ النَّبِيَّ ? كَانَ يَقُولُ إِذَا سَلَّمَ: اللَّهُمَّ أَنْتَ السَّلاَمُ، وَمِنْكَ السَّلاَمُ، تَبَارَكْتَ يَا ذَا الْجَلاَلِ وَالإِكْرَامِ.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، ومسلم، وابن ماجة، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو يَعْلَى، وأبو عوانة، وابن حِبَّان، والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنِ الصُّنَابِحِيِّ , عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَذَ بِيَدِهِ , وَقَالَ: يَا مُعَاذُ , وَاللَّهِ إِنِّي لأُحِبُّكَ. فَقَالَ: أُوصِيكَ يَا مُعَاذُ , لاَ تَدَعَنَّ فِي دُبُرِ كُلِّ صَلاَةٍ تَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعِنِّي عَلَى ذِكْرِكَ , وَشُكْرِكَ وَحُسْنِ عِبَادَتِكَ.".
أخرجه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ يَزِيدَ بْنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، قَالَ:
"كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِمَّا أَحَبَّ، أَوْ مِمَّا يُحِبُّ، أَنْ يَقُومَ عَنْ يَمِينِهِ، قَالَ: وَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ عِبَادَكَ، أَوْ تَجْمَعُ عِبَادَكَ.".
ـ وفي رواية: "عَنِ ابْنِ الْبَرَاءِ، عَنِ الْبَرَاءِ، قَالَ:
"كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَحْبَبْنَا أَنْ نَكُونَ عَنْ يَمِينِهِ، يُقْبِلُ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ، قَالَ: فَسَمِعْتُهُ يَقُولُ: رَبِّ قِنِي عَذَابَكَ يَوْمَ تَبْعَثُ، أَوْ تَجْمَعُ، عِبَادَكَ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
حَدِيثُ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَبِي رَافِعٍ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/280)
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَلَّمَ مِنَ الصَّلاَةِ، قَالَ: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، وَمَا أَسْرَفْتُ، وَمَا أَنْت أَعْلَمُ بِهِ مِنِّي، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ.".
سلف باب استفتاح الصلاة.
* * *
عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ:
"جَاءَ الْفُقَرَاءُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا: ذَهَبَ أَهْلُ الدُّثُورِ مِنَ الأَمْوَالِ بِالدَّرَجَاتِ الْعُلاَ , وَالنَّعِيمِ الْمُقِيمِ، يُصَلُّونَ كَمَا نُصَلِّي، وَيَصُومُونَ كَمَا نَصُومُ، وَلَهُمْ فَضْلٌ مِنْ أَمْوَالٍ , يَحُجُّونَ بِهَا، وَيَعْتَمِرُونَ، وَيُجَاهِدُونَ، وَيَتَصَدَّقُونَ. قَالَ: أَلاَ أُحَدِّثُكُمْ بِأَمْرٍ إِنْ أَخَذْتُمْ بِهِ أَدْرَكْتُمْ مَنْ سَبَقَكُمْ , وَلَمْ يُدْرِكْكُمْ أَحَدٌ بَعْدَكُمْ، وَكُنْتُمْ خَيْرَ مَنْ أَنْتُمْ بَيْنَ ظَهْرَانَيْهِ، إِلاَّ مَنْ عَمِلَ مِثْلَهُ؟ تُسَبِّحُونَ وَتَحْمَدُونَ، وَتُكَبِّرُونَ خَلْفَ كُلِّ صَلاَةٍ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ.
فَاخْتَلَفْنَا بَيْنَنَا , فَقَالَ بَعْضُنَا: نُسَبِّحُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَنَحْمَدُ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ، وَنُكَبِّرُ أَرْبَعًا وَثَلاَثِينَ. فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ. فَقَالَ: تَقُولُ: سُبْحَانَ اللهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ، وَاللَّهُ أَكْبَرُ، حَتَّى يَكُونَ مِنْهُنَّ كُلِّهِنَّ ثَلاَثًا وَثَلاَثِينَ.".
أخرجه البخاري، ومسلم، وابن خُزيمة.
* * *
عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , عَنْ جُوَيْرِيَةَ بنت الحارث؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا بُكْرَةً حِينَ صَلَّى الصُّبْحَ , وَهِيَ فِي مَسْجِدِهَا. ثُمَّ رَجَعَ بَعْدَ أَنْ أَضْحَى , وَهِيَ جَالِسَةٌ. فَقَالَ: مَا زِلْتِ عَلَى الْحَالِ الَّتِي فَارَقْتُكِ عَلَيْهَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَقَدْ قُلْتُ بَعْدَكِ أَرْبَعَ كَلِمَاتٍ , ثَلاَثَ مَرَّاتٍ. لَوْ وُزِنَتْ بِمَا قُلْتِ مُنْذُ الْيَوْمِ لَوَزَنَتْهُنَّ: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ , عَدَدَ خَلْقِهِ وَرِضَا نَفْسِهِ وَزِنَةَ عَرْشِهِ وَمِدَادَ كَلِمَاتِهِ.".
أخرجه أحمد، ومسلم، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[13 - 06 - 09, 09:58 م]ـ
هذه هي المشاركة ال 43 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا بابًا جديدًا من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله نبدأ؛
أبواب صلاة الجماعة
باب فضل صلاة الجماعة
عَنْ أَبِي الأَحْوَصِ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بن مسعود , قَالَ:
"مَنْ سَرَّهُ أَنْ يَلْقَى اللَّهَ غَدًا مُسْلِمًا فَلْيُحَافِظْ عَلَى هَؤُلاَءِ الصَّلَوَاتِ حَيْثُ يُنَادَى بِهِنَّ. فَإِنَّ اللَّهَ شَرَعَ لِنَبِيِّكُمْ صلى الله عليه وسلم سُنَنَ الْهُدَى وَإِنَّهُنَّ مِنْ سُنَنِ الْهُدَى. وَلَوْ أَنَّكُمْ صَلَّيْتُمْ فِي بُيُوتِكُمْ كَمَا يُصَلِّي هَذَا الْمُتَخَلِّفُ فِي بَيْتِهِ لَتَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ. وَلَوْ تَرَكْتُمْ سُنَّةَ نَبِيِّكُمْ لَضَلَلْتُمْ. وَمَا مِنْ رَجُلٍ يَتَطَهَّرُ فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ ثُمَّ يَعْمِدُ إِلَى مَسْجِدٍ مِنْ هَذِهِ الْمَسَاجِدِ إِلاَّ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِكُلِّ خَطْوَةٍ يَخْطُوهَا حَسَنَةً. وَيَرْفَعُهُ بِهَا دَرَجَةً. وَيَحُطُّ عَنْهُ بِهَا سَيِّئَةً. وَلَقَدْ رَأَيْتُنَا وَمَا يَتَخَلَّفُ عَنْهَا إِلاَّ مُنَافِقٌ , مَعْلُومُ النِّفَاقِ. وَلَقَدْ كَانَ الرَّجُلُ يُؤْتَى بِهِ يُهَادَى بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ حَتَّى يُقَامَ فِي الصَّفِّ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/281)
أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ تَزِيدُ عَلَى صَلاَتِهِ فِي بَيْتِهِ , وَصَلاَتِهِ فِي سُوقِهِ , بِضْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً , وَذَلِكَ أَنَّ أَحَدَهُمْ إِذَا تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ الْوُضُوءَ ثُمَّ أَتَى الْمَسْجِدَ , لاَ يَنْهَزُهُ إِلاَّ الصَّلاَةُ , لاَ يُرِيدُ إِلاَّ الصَّلاَةَ , فَلَمْ يَخْطُ خَطْوَةً إِلاَّ رُفِعَ لَهُ بِهَا دَرَجَةٌ , وَحُطَّ عَنْهُ بِهَا خَطِيئَةٌ , حَتَّى يَدْخُلَ الْمَسْجِدَ , فَإِذَا دَخَلَ الْمَسْجِدَ كَانَ فِي الصَّلاَةِ مَا كَانَتِ الصَّلاَةُ هِيَ تَحْبِسُهُ , وَالْمَلاَئِكَةُ يُصَلُّونَ عَلَى أَحَدِكُمْ مَا دَامَ فِي مَجْلِسِهِ الَّذِي صَلَّى فِيهِ. يَقُولُونَ: اللَّهُمَّ ارْحَمْهُ , اللَّهُمَّ اغْفِرْ لَهُ , اللَّهُمَّ تُبْ عَلَيْهِ , مَا لَمْ يُؤْذِ فِيهِ , مَا لَمْ يُحْدِثْ فِيهِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي.
* * *
عَنْ نَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ، تَفْضُلُ صَلاَةَ الْفَذِّ، بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً.".
ـ وفي رواية: "صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ، تَفْضُلُ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ، بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً.".
ـ وفي رواية: "صَلاَةُ الرَّجُلِ فِي جَمَاعَةٍ، تَزِيدُ عَلَى صَلاَتِهِ وَحْدَهُ، سَبْعًا وَعِشْرِينَ دَرَجَةً.".
أخرجه مالك، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والترمذي، والبَزَّار، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حبان، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلاَةِ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ بِخَمْسَةٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا.".
أخرجه مالك، وأحمد، ومسلم، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ خَبَّابٍ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"صَلاَةُ الْجَمَاعَةِ تَفْضُلُ صَلاَةَ الْفَذِّ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً.".
أخرجه أحمد، والبخاري.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"تَفْضُلُ صَلاَةُ الْجَمِيعِ صَلاَةَ أَحَدِكُمْ وَحْدَهُ بِخَمْسٍ وَعِشْرِينَ جُزْءًا، وَتَجْتَمِعُ مَلاَئِكَةُ اللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةُ النَّهَارِ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ.
ثُمَّ يَقُولُ أَبُو هُرَيْرَةَ: فَاقْرَؤُوا إِنْ شِئْتُمْ: {إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا}.".
أخرجه البخاري، ومسلم.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"يَتَعَاقَبُونَ فِيكُمْ مَلاَئِكَةٌ بِاللَّيْلِ وَمَلاَئِكَةٌ بِالنَّهَارِ، وَيَجْتَمِعُونَ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ وَصَلاَةِ الْعَصْرِ، ثُمَّ يَعْرُجُ الَّذِينَ بَاتُوا فِيكُمْ، فَيَسْأَلُهُمْ وَهْوَ أَعْلَمُ بِهِمْ كَيْفَ تَرَكْتُمْ عِبَادِي فَيَقُولُونَ تَرَكْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ، وَأَتَيْنَاهُمْ وَهُمْ يُصَلُّونَ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي.
* * *
عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"لَوْ يَعْلَمُ النَّاسُ مَا فِي النِّدَاءِ وَالصَّفِّ الأَوَّلِ، ثُمَّ لَمْ يَجِدُوا إِلاَّ أَنْ يَسْتَهِمُوا عَلَيْهِ لاَسْتَهَمُوا، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي التَّهْجِيرِ لاَسْتَبَقُوا إِلَيْهِ، وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِي الْعَتَمَةِ وَالصُّبْحِ لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
ــــــــــ
النداء: الأذان.
يستهموا: يقترعوا.
التهجير: التبكير.
ــــــــــ
* * *
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي عَمْرَةَ، عَنْ عُثْمَانَ بْنِ عَفَّانَ، قَالَ: قَالَ رَسُو لُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ نِصْفِ لَيْلَةٍ وَمَنْ صَلَّى الْعِشَاءَ وَالْفَجْرَ فِي جَمَاعَةٍ كَانَ كَقِيَامِ لَيْلَةٍ.".
أخرجه أحمد، وعبد بن حُميد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، وابن خُزيمة.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/282)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[13 - 06 - 09, 10:00 م]ـ
هذه هي المشاركة ال 44 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب ماجاء في المتخلف عن الجماعة
عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ أَثْقَلَ صَلاَةٍ عَلَى الْمُنَافِقِينَ صَلاَةُ الْعِشَاءِ وَصَلاَةُ الْفَجْرِ وَلَوْ يَعْلَمُونَ مَا فِيهِمَا لأَتَوْهُمَا وَلَوْ حَبْوًا وَلَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَتُقَامَ ثُمَّ آمُرَ رَجُلاً فَيُصَلِّيَ بِالنَّاسِ ثُمَّ أَنْطَلِقَ مَعِي بِرِجَالٍ مَعَهُمْ حُزَمٌ مِنْ حَطَبٍ إِلَى قَوْمٍ لاَ يَشْهَدُونَ الصَّلاَةَ فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ بِالنَّارِ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، وابن خُزيمة.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَدَ نَاسًا فِي بَعْضِ الصَّلَوَاتِ فَقَالَ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ رَجُلاً يُصَلِّي بِالنَّاسِ ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ يَتَخَلَّفُونَ عَنْهَا فَآمُرَ بِهِمْ فَيُحَرِّقُوا عَلَيْهِمْ بِحُزَمِ الْحَطَبِ بُيُوتَهُمْ وَلَوْ عَلِمَ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَظْمًا سَمِينًا لَشَهِدَهَا، يَعْنِي صَلاَةَ الْعِشَاءِ.".
أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ يَزِيدَ بْنِ الأَصَمِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ فِتْيَتِي فَيَجْمَعُوا حُزَمَ الْحَطَبِ ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلاَةِ فَتُقَامَ ثُمَّ أُحَرِّقَ عَلَى قَوْمٍ لاَ يَشْهَدُونَ الصَّلاَةَ.".
أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود، والترمذي.
* * *
باب تخفيف الصلاة في تمام
عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ مِنْ أَخَفِّ النَّاسِ صَلاَةً فِي تَمَامٍ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة، وأبو يعلى.
* * *
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُوجِزُ الصَّلاَةَ وَيُكْمِلُهَا.".
ـ وفي رواية: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُجَوِّزُهَا وَيُكْمِلُهَا، يَعْنِي يُخَفِّفُ الصَّلاَةَ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُوجِزُ فِي الصَّلاَةِ وَيُتِمُّ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، وأبو يعلى.
* * *
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ:
"مَا صَلَّيْتُ خَلْفَ أَحَدٍ أَوْجَزَ صَلاَةً مِنْ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي تَمَامٍ، كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُتَقَارِبَةً، وَكَانَتْ صَلاَةُ أَبِي بَكْرٍ مُتَقَارِبَةً، فَلَمَّا كَانَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ مَدَّ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، قَامَ حَتَّى نَقُولَ: قَدْ أَوْهَمَ، ثُمَّ يَسْجُدُ، وَيَقْعُدُ بَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، حَتَّى نَقُولَ: قَدْ أَوْهَمَ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: إِنِّي لاَ آلُو أَنْ أُصَلِّيَ بِكُمْ كَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا. قَالَ ثَابِتٌ: كَانَ أَنَسٌ يَصْنَعُ شَيْئًا لَمْ أَرَكُمْ تَصْنَعُونَهُ، كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ قَامَ، حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: قَدْ نَسِيَ، وَبَيْنَ السَّجْدَتَيْنِ، حَتَّى يَقُولَ الْقَائِلُ: قَدْ نَسِيَ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/283)
ـ وفي رواية: "عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ كَانَ يَنْعَتُ لَنَا صَلاَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي، فَإِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قُلْنَا: قَدْ نَسِيَ، مِنْ طُولِ مَا يَقُومُ.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حميد، والبخاري، ومسلم، وأبو يعلى، وابن خزيمة، وابن حبان.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِنِّي لأَقُومُ فِي الصَّلاَةِ أُرِيدُ أَنْ أُطَوِّلَ فِيهَا فَأَسْمَعُ بُكَاءَ الصَّبِيِّ فَأَتَجَوَّزُ فِي صَلاَتِي كَرَاهِيَةَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمِّهِ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِلنَّاسِ فَلْيُخَفِّفْ، فَإِنَّ مِنْهُمُ الضَّعِيفَ وَالسَّقِيمَ وَالْكَبِيرَ، وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ لِنَفْسِهِ فَلْيُطَوِّلْ مَا شَاءَ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
* * *
عَنْ مُوسَى بْنُ طَلْحَةَ، قَالَ: حَدَّثَنِي عُثْمَانُ بْنُ أَبِي الْعَاصِ الثَّقَفِيُّ؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ لَهُ أُمَّ قَوْمَكَ. قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللهِ إِنِّي أَجِدُ فِي نَفْسِي شَيْئًا. قَالَ ادْنُهْ. فَجَلَّسَنِي بَيْنَ يَدَيْهِ ثُمَّ وَضَعَ كَفَّهُ فِي صَدْرِي بَيْنَ ثَدْيَىَّ ثُمَّ قَالَ تَحَوَّلْ. فَوَضَعَهَا فِي ظَهْرِي بَيْنَ كَتِفَىَّ ثُمَّ قَالَ أُمَّ قَوْمَكَ فَمَنْ أَمَّ قَوْمًا فَلْيُخَفِّفْ فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَإِنَّ فِيهِمُ الْمَرِيضَ وَإِنَّ فِيهِمُ الضَّعِيفَ وَإِنَّ فِيهِمْ ذَا الْحَاجَةِ وَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ وَحْدَهُ فَلْيُصَلِّ كَيْفَ شَاءَ.".
أخرجه أحمد، ومسلم.
* * *
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ قَالَ:
"جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي وَاللَّهِ لأَتَأَخَّرُ عَنْ صَلاَةِ الْغَدَاةِ مِنْ أَجْلِ فُلاَنٍ، مِمَّا يُطِيلُ بِنَا فِيهَا. قَالَ فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَطُّ أَشَدَّ غَضَبًا فِي مَوْعِظَةٍ مِنْهُ يَوْمَئِذٍ، ثُمَّ قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنَّ مِنْكُمْ مُنَفِّرِينَ، فَأَيُّكُمْ مَا صَلَّى بِالنَّاسِ فَلْيُوجِزْ، فَإِنَّ فِيهِمُ الْكَبِيرَ وَالضَّعِيفَ وَذَا الْحَاجَةِ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قال: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ:
"كَانَ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ يُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ، ثُمَّ يَرْجِعُ فَيُصَلِّيهَا بِقَوْمِهِ، قَالَ: فَأَخَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ ذَاتَ لَيْلَةٍ، قَالَ: فَصَلاَّهَا مُعَاذٌ مَعَهُ، ثُمَّ رَجَعَ فَأَمَّ قَوْمَهُ، فَافْتَتَحَ سُورَةَ الْبَقَرَةِ، فَتَنَحَّى رَجُلٌ مِمَّنْ خَلْفَهُ فَصَلَّى وَحْدَهُ، ثُمَّ انْصَرَفَ، فَقَالُوا: نَافَقْتَ، فَقَالَ: لاَ، وَلَكِنِّي آتِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأُخْبِرُهُ، فَأَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّكَ أَخَّرْتَ الْعِشَاءَ الْبَارِحَةَ، وَإِنَّ مُعَاذًا صَلاَّهَا مَعَكَ، ثُمَّ رَجَعَ فَأَمَّنَا، فَافْتَتَحَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ تَأْخَّرْتُ فَصَلَّيْتُ وَحْدِي، وَإِنَّمَا نَحْنُ أَهْلُ نَوَاضِحَ، نَعْمَلُ بِأَيْدِينَا، فَأَقْبَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى مُعَاذٍ، فَقَالَ: أَفَتَّانٌ أَنْتَ يَا مُعَاذُ؟ أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟ اقْرَأْ سُورَةَ كَذَا، وَسُورَةَ كَذَا، وَعَدَّدَ السُّوَرَ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/284)
قَالَ سُفْيَانُ: وَزَادَ فِيهِ أَبُو الزُّبَيْرِ: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ} {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ}.".
قَالَ سُفْيَانُ: فَقُلْتُ لِعَمْرِو بْنِ دِينَارٍ: إِنَّ أَبَا الزُّبَيْرِ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: اقْرَأْ بِـ {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} {وَالسَّمَاءِ وَالطَّارَقِ} {وَالسَّمَاءِ ذَاتِ الْبُرُوجِ}؟ فَقَالَ عَمْرٌو: هُوَ هَذَا، أَوْ نَحْوَ هَذَا.
أخرجه الطيالسي، والحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خُزيمة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، في "الأوسط"، والدَّارَقُطْنِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
ــــــــــ
نواضح ك هي الإبل التي يستقى عليها، واحدها ناضح.
ــــــــــ
* * *
عَنْ مُحَارِبِ بْنِ دِثَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الأَنْصَارِيَّ، قَالَ:
"أَقْبَلَ رَجُلٌ بِنَاضِحَيْنِ، وَقَدْ جَنَحَ اللَّيْلُ، فَوَافَقَ مُعَاذًا يُصَلِّي، فَتَرَكَ نَاضِحَهُ وَأَقْبَلَ إِلَى مُعَاذٍ، فَقَرَأَ بِسُورَةِ الْبَقَرَةِ، أَوِ النِّسَاءِ، فَانْطَلَقَ الرَّجُلُ، وَبَلَغَهُ أَنَّ مُعَاذًا نَالَ مِنْهُ، فَأَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَشَكَا إِلَيْهِ مُعَاذًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: يَا مُعَاذُ، أَفَتَّانٌ أَنْتَ، أَوْ أَفَاتِنٌ؟ ـ ثَلاَثَ مِرَارٍ ـ فَلَوْلاَ صَلَّيْتَ بِـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ}، {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا}، {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى}، فَإِنَّهُ يُصَلِّي وَرَاءَكَ الْكَبِيرُ، وَالضَّعِيفُ، وَذُو الْحَاجَةِ.".
أَحْسِبُ هَذَا فِي الْحَدِيثِ.
ـ وفي رواية: "صَلَّى مُعَاذٌ بِقَوْمِهِ الْمَغْرِبَ، فَاسْتَفْتَحَ الْبَقَرَةَ، أَوِ النِّسَاءَ، فَجَاءَ رَجُلٌ وَقَدْ جَنَحَ اللَّيْلُ، وَمَعَهُ نَاضحٌ لَهُ، فَتَرَكَ النَّاضِحَ، وَدَخَلَ مَعَهُمْ فِي الصَّلاَةِ، فَلَمَّا رَآهُ قَدْ أَبْطَأَ، أَشْفَقَ عَلَى نَاضِحِهِ، صَلَّى ثُمَّ انْصَرَفَ قَبْلَهُ، فَبَلَغَ ذَاكَ الرَّجُلَ أَنَّ مُعَاذًا يَقُولُ لَهُ مُنَافِقٌ، فَأَتَى ذَلِكَ الرَّجُلُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟ أَفَتَّانٌ أَنْتَ؟ أَوْ قَالَ: أَفَاتِنٌ أَنْتَ؟ أَفَهَلاَّ صَلَّيْتَ، أَوْ فَهَلاَّ قَرَأْتَ بِـ: {سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الأَعْلَى} {وَالشَّمْسِ وَضُحَاهَا} {وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى} شَكَّ شُعْبَةُ فِي الشَّمْسِ، أَوِ اللَّيْلِ، إِحْدَاهُمَا، يُصَلِّي وَرَاءَكَ الْكَبِيرُ، وَذُو الْحَاجَةِ، وَالضَّعِيفُ.".
أخرجه الطيالسي، وابن أَبي شَيْبَة، وأحمد، وعبد بن حُميد، والبخاري، والنسائي، وأبو عَوَانَة، والطَّبَرَانِي، في "الأوسط"، والبَيْهَقِي.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأنا.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[24 - 06 - 09, 09:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 45 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحا أبوابًا جديدةً من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب الإمامة
عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ عَنْ أَبِيهِ؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/285)
"أَنَّهُمْ وَفَدُوا إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا أَرَادُوا أَنْ يَنْصَرِفُوا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، مَنْ يَؤُمُّنَا؟ قَالَ: أَكْثَرُكُمْ جَمْعًا لِلقُرْآنِ، أَوْ أَخْذًا لِلقُرْآنِ، قَالَ: فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ مِنَ الْقَوْمِ جَمَعَ مِنَ الْقُرْآنِ مَا جَمَعْتُ، قَالَ: فَقَدَّمُونِي وَأَنَا غُلاَمٌ، فَكُنْتُ أَؤُمُّهُمْ وَعَلَيَّ شَمْلَةٌ لِي، قَالَ: فَمَا شَهِدْتُ مَجْمَعًا مِنْ جَرْمٍ إِلاَّ كُنْتُ إِمَامَهُمْ، وَأُصَلِّي عَلَى جَنَائِزِهِمْ إِلَى يَوْمِي هَذَا.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ أَبَاهُ وَنَفَرًا مِنْ قَوْمِهِ، وَفَدُوا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ ظَهَرَ أَمْرُهُ، وَتَعَلَّمَ النَّاسُ الْقُرْآنَ، فَقَضَوْا حَوَائِجَهُمْ، ثُمَّ سَأَلُوهُ: مَنْ يُصَلِّي لَنَا، أَوْ مَنْ يُصَلِّي بِنَا؟ فَقَالَ: يُصَلِّي لَكُمْ، أَوْ بِكُمْ، أَكْثَرُكُمْ جَمْعًا لِلْقُرْآنِ، أَوْ أَخْذًا لِلْقُرْآنِ، قَالَ: فَقَدِمُوا عَلَى قَوْمِهِمْ، فَسَأَلُوا فِي الْحَيِّ، فَلَمْ يَجِدُوا أَحَدًا جَمَعَ أَكْثَرَ مِمَّا جَمَعْتُ، فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، فَصَلَّيْتُ بِهِمْ، وَأَنَا غُلاَمٌ عَلَيَّ شَمْلَةٌ لِي، قَالَ: فَمَا شَهِدْتُ مَجْمَعًا مِنْ جَرْمٍ، إِلاَّ كُنْتُ إِمَامَهُمْ إِلَى يَوْمِي هَذَا.".
ـ وفي رواية: "عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ، قَالَ: كُنَّا عَلَى حَاضِرٍ، فَكَانَ الرُّكْبَانُ ـ وَقَالَ إِسْمَاعِيلُ مَرَّةً: النَّاسُ ـ يَمُرُّونَ بِنَا، رَاجِعِينَ مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَدْنُو مِنْهُمْ فَأَسْمَعُ، حَتَّى حَفِظْتُ قُرْآنًا، وَكَانَ النَّاسُ يَنْتَظِرُونَ بِإِسْلاَمِهِمْ فَتْحَ مَكَّةَ، فَلَمَّا فُتِحَتْ جَعَلَ الرَّجُلُ يَأْتِيهِ، فَيَقُولُ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَنَا وَافِدُ بَنِي فُلاَنٍ، وَجِئْتُكَ بِإِسْلاَمِهِمْ، فَانْطَلَقَ أَبِي بِإِسْلاَمِ قَوْمِهِ، فَرَجَعَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قَدِّمُوا أَكْثَرَكُمْ قُرْآنًا، قَالَ: فَنَظَرُوا، وَإِنَّا لَعَلَى حِوَاءٍ عَظِيمٍ، فَمَا وَجَدُوا فِيهِمْ أَحَدًا أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي، فَقَدَّمُونِي ـ وَأَنَا غُلاَمٌ ـ فَصَلَّيْتُ بِهِمْ، وَعَلَيَّ بُرْدَةٌ، وَكُنْتُ إِذَا رَكَعْتُ، أَوْ سَجَدْتُ، قَلَصَتْ، فَتَبْدُو عَوْرَتِي، فَلَمَّا صَلَّيْنَا، تَقُولُ عَجُوزٌ لَنَا دَهْرِيَّةٌ: غَطُّوا عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ، قَالَ: فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا، فَذَكَرَ أَنَّهُ فَرِحَ بِهِ فَرَحًا شَدِيدًا.".
ـ وفي رواية: "عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ، قَالَ: لَمَّا كَانَ يَوْمُ الْفَتْحِ، جَعَلَ النَّاسُ يَمُرُّونَ عَلَيْنَا، قَدْ جَاؤُوا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكُنْتُ أَقْرَأُ وَأَنَا غُلاَمٌ، فَجَاءَ أَبِي بِإِسْلاَمِ قَوْمِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَؤُمُّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا، فَنَظَرُوا، فَكُنْتُ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا، قَالَ: فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: غَطُّوا اسْتَ قَارِئِكُمْ، قَالَ: فَاشْتَرَوْا لَهُ بُرْدَةً، قَالَ: فَمَا فَرِحْتُ أَشَدَّ مِنْ فَرَحِي بِذَلِكَ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ، قَالَ: كُنَّا بِمَاءٍ مَمَرَّ النَّاسِ، وَكَانَ يَمُرُّ بِنَا الرُّكْبَانُ، فَنَسْأَلُهُمْ: مَا لِلنَّاسِ، مَا لِلنَّاسِ؟ مَا هَذَا الرَّجُلُ؟ فَيَقُولُونَ: يَزْعُمُ أَنَّ اللَّهَ أَرْسَلَهُ، أَوْحَى إِلَيْهِ، أَوْ أَوْحَى اللَّهُ بِكَذَا، فَكُنْتُ أَحْفَظُ ذَلِكَ الْكَلاَمَ، وَكَأَنَّمَا يُغْرَى فِي صَدْرِي، وَكَانَتْ الْعَرَبُ تَلَوَّمُ بِإِسْلاَمِهِمُ الْفَتْحَ، فَيَقُولُونَ: اتْرُكُوهُ وَقَوْمَهُ، فَإِنَّهُ إِنْ ظَهَرَ عَلَيْهِمْ فَهُوَ نَبِيٌّ صَادِقٌ، فَلَمَّا كَانَتْ وَقْعَةُ أَهْلِ الْفَتْحِ، بَادَرَ كُلُّ قَوْمٍ بِإِسْلاَمِهِمْ، وَبَدَرَ أَبِي قَوْمِي بِإِسْلاَمِهِمْ، فَلَمَّا قَدِمَ قَالَ: جِئْتُكُمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/286)
وَاللهِ مِنْ عِنْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم حَقًّا، فَقَالَ: صَلُّوا صَلاَةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، وَصَلُّوا صَلاَةَ كَذَا فِي حِينِ كَذَا، فَإِذَا حَضَرَتِ الصَّلاَةُ، فَلْيُؤَذِّنْ أَحَدُكُمْ، وَلْيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا، فَنَظَرُوا فَلَمْ يَكُنْ أَحَدٌ أَكْثَرَ قُرْآنًا مِنِّي، لِمَا كُنْتُ أَتَلَقَّى مِنَ الرُّكْبَانِ، فَقَدَّمُونِي بَيْنَ أَيْدِيهِمْ، وَأَنَا ابْنُ سِتٍّ، أَوْ سَبْعِ سِنِينَ، وَكَانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ، كُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ تَقَلَّصَتْ عَنِّي، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الْحَيِّ: أَلاَ تُغَطُّوا عَنَّا اسْتَ قَارِئِكُمْ، فَاشْتَزَوْا فَقَطَعُوا لِي قَمِيصًا، فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ فَرَحِي بِذَلِكَ الْقَمِيصِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ عَمْرِو بْنِ سَلِمَةَ، قَالَ: كُنَّا بِحَاضِرٍ يَمُرُّ بِنَا النَّاسُ إِذَا أَتَوُا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَكَانُوا إِذَا رَجَعُوا مَرُّوا بِنَا، فَأَخْبَرُونَا أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ كَذَا وَكَذَا، وَكُنْتُ غُلاَمًا حَافِظًا، فَحَفِظْتُ مِنْ ذَلِكَ قُرْآنًا كَثِيرًا، فَانْطَلَقَ أَبِي وَافِدًا إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي نَفَرٍ مِنْ قَوْمِهِ، فَعَلَّمَهُمُ الصَّلاَةَ، فَقَالَ: يَؤُمُّكُمْ أَقْرَؤُكُمْ، وَكُنْتُ أَقْرَأَهُمْ، لِمَا كُنْتُ أَحْفَظُ، فَقَدَّمُونِي، فَكُنْتُ أَؤُمُّهُمْ وَعَلَيَّ بُرْدَةٌ لِي صَغِيرَةٌ صَفْرَاءُ، فَكُنْتُ إِذَا سَجَدْتُ تَكَشَّفَتْ عَنِّي، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ النِّسَاءِ: وَارُوا عَنَّا عَوْرَةَ قَارِئِكُمْ، فَاشْتَرَوْا لِي قَمِيصًا عُمَانِيًّا، فَمَا فَرِحْتُ بِشَيْءٍ بَعْدَ الإِسْلاَمِ فَرَحِي بِهِ، فَكُنْتُ أَؤُمُّهُمْ وَأَنَا ابْنُ سَبْعِ سِنِينَ، أَوْ ثَمَانِ سِنِينَ.".
ـ وفي رواية: "كَانَ يَمُرُّ عَلَيْنَا الرُّكْبَانُ، فَنَتَعَلَّمُ مِنْهُمُ الْقُرْآنَ، فَأَتَى أَبِي النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: لِيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا، فَجَاءَ أَبِي، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لِيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا، فَنَظَرُوا، فَكُنْتُ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا، فَكُنْتُ أَؤُمُّهُمْ، وَأَنَا ابْنُ ثَمَانِ سِنِينَ.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة، والطَّبَرَانِي، والدَّارَقُطْنِي، والحاكم، والبَيْهَقِي.
ــــــــــ
يُغري: أي يُلْصَق به.
تَلَوَّمُ: أصلها تتلوم، أي تنتظر.
تَقَلَّصَتْ: أي تكشفت.
اسْتَ: مقعدة.
ــــــــــ
* * *
عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ الْمُهَاجِرِينَ حِينَ أَقْبَلُوا مِنْ مَكَّةَ، نَزَلُوا إلَى جَنْبِ قُبَاءَ، فَأَمَّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، لأَنَّهُ كَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا، وَفِيهِمْ أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الأَسَدِ، وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ.".
ـ وفي رواية: "لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الأَوَّلُونَ الْعُصْبَةَ، مَوْضِعٌ بِقُبَاءٍ، قَبْلَ مَقْدَمِ رَسُولِ اللهِ ?، كَانَ يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَكَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ الْمُهَاجِرِينَ لَمَّا قَدِمُوا الْمَدِينَةَ , نَزَلُوا إِلَى جَنْبِ قُبَاءٍ , حَضَرَتِ الصَّلاَةُ , أَمَّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ , وَكَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرآنًا , مِنْهُمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ , وَأَبُو سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الأَسَدِ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، والبخاري، وأبو داود، وابن الجارود، وابن خُزيمة، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
باب المشي إلى الصلاة
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَلاَ تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ وَأْتُوهَا تَمْشُونَ وَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَاقْضُوا.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/287)
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَلاَ تَأْتُوهَا تَسْعَوْنَ، وَأْتُوهَا تَمْشُونَ عَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ، فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا، وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ فَلاَ يَسْعَ إِلَيْهَا أَحَدُكُمْ وَلَكِنْ لِيَمْشِ وَعَلَيْهِ السَّكِينَةُ وَالْوَقَارُ صَلِّ مَا أَدْرَكْتَ وَاقْضِ مَا سَبَقَكَ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، في "جزء القراءة"، ومسلم.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، أَنَّ أَبَاهُ أَخْبَرَهُ، قَالَ:
"بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَسَمِعَ جَلَبَةً. فَقَالَ: مَا شَأْنُكُمْ. قَالُوا اسْتَعْجَلْنَا إِلَى الصَّلاَةِ. قَالَ: فَلاَ تَفْعَلُوا إِذَا أَتَيْتُمُ الصَّلاَةَ فَعَلَيْكُمُ السَّكِينَةُ فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا سَبَقَكُمْ فَأَتِمُّوا.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم.
* * *
باب متى يقوم الناس للصلاة
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي قَتَادَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَلاَ تَقُومُوا حَتَّى تَرَوْنِي.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 46 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب الإمام يذكر بعد الإقامة أنه لم يغتسل
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ:
"أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ , وَصَفَّ النَّاسُ صُفُوفَهُمْ لِلصَّلاَةِ , وَخَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ بَيْتِهِ , فَأَقْبَلَ يَمْشِي , حَتَّى قَامَ فِي مُصَلاَّهُ , ثُمَّ ذَكَرَ أَنَّهُ لَمْ يَغْتَسِلْ , فَقَالَ لِلنَّاسِ: مَكَانَكُمْ , فَرَجَعَ إِلَى بَيْتِهِ. قَالَ: فَخَرَجَ عَلَيْنَا , وَنَحْنُ صُفُوفٌ , فَقَامَ فِي الصَّلاَةِ , يَنْطُفُ رَأْسُهُ , قَدِ اغْتَسَلَ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
باب الإمام تعرض له الحاجة بعد الإقامة
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ؛ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ:
"أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَجِيٌّ لِرَجُلٍ فِي الْمَسْجِدِ، فَمَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ حَتَّى نَامَ الْقَوْمُ.".
ـ وفي رواية: " أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، وَرَجُلٌ يُنَاجِي رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَمَا زَالَ يُنَاجِيهِ، حَتَّى نَامَ أَصْحَابُهُ، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. أَنَّهُ قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/288)
"أُقِيمَتْ صَلاَةُ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ ذَاتَ لَيْلَةٍ، فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، لِي حَاجَةٌ، فَقَامَ يُنَاجِيهِ، حَتَّى نَعَسَ الْقَوْمُ، أَوْ بَعْضُ الْقَوْمِ، ثُمَّ صَلَّى، وَلَمْ يَذْكُرْ وُضُوءًا.".
ـ وفي رواية: "أُقِيمَتْ صَلاَةُ الْعِشَاءِ، فَقَالَ رَجُلٌ: لِي حَاجَةٌ، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُنَاجِيهِ، حَتَّى نَامَ الْقَوْمُ، أَوْ بَعْضُ الْقَوْمِ، ثُمَّ صَلَّوْا.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَخَّرَ صَلاَةَ الْعِشَاءِ ذَاتَ لَيْلَةٍ إِلَى شَطْرِ اللَّيْلِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى بِهِمْ، وَلَمْ يَذْكُرِ الْوُضُوءَ.".
أخرجه أحمد، وعبد بن حُميد، ومسلم، وأبو داود، وأبو يعلى، وابن حبان، والبيهقي.
* * *
باب إذا أقيمت الصلاة فلا صلاة إلا المكتوبة
عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَرْجِسَ , قَالَ:
"أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ , صَلاَةُ الصُّبْحِ , فَرَأَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلاً يُصَلِّي رَكْعَتَيِ الْفَجْرِ، فَقَالَ لَهُ: بِأَيِّ صَلاَتِكَ احْتَسَبْتَ؟ بِصَلاَتِكَ وَحْدِكَ , أَوْ صَلاَتِكَ الَّتِي صَلَّيْتَ مَعَنَا؟.".
ـ وفي رواية: "دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ , وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلاَةِ الْغَدَاةِ , فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ فِي جَانِبِ الْمَسْجِدِ , ثُمَّ دَخَلَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَلَمَّا سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: يَا فُلاَنُ , بِأَيِّ الصَّلاَتَيْنِ اعْتَدَدْتَ؟ أَبِصَلاَتِكَ وَحْدَكَ , أَمْ بِصَلاَتِكَ مَعَنَا؟.".
ـ وفي رواية: "جَاءَ رَجُلٌ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الصُّبْحَ، فَصَلَّى الرَّكْعَتَيْنِ، ثُمَّ دَخَلَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلاَةِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: يَا فُلاَنُ، أَيَّتُهُمَا صَلاَتُكَ؟ الَّتِي صَلَّيْتَ وَحْدَكَ، أَوِ الَّتِي صَلَّيْتَ مَعَنَا؟.".
أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة، وأبو عوانة، وابن حبان، والبيهقي.
* * *
عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَالِكٍ ابْنِ بُحَيْنَةَ؛ قَالَ:
"مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِرَجُلٍ، وَقَدْ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، وَهُوَ يُصَلِّي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ، فَقَالَ لَهُ شَيْئًا لاَ نَدْرِي مَا هُوَ، فَلَمَّا انْصَرَفْنَا أَحَطْنَا بِهِ نَقُولُ: مَاذَا قَالَ لَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: قَالَ لِي: يُوشِكُ أَحَدُكُمْ أَنْ يُصَلِّيَ الصُّبْحَ أَرْبَعًا.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي.
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[24 - 06 - 09, 10:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 47 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا بابًا جديدًا من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب ما جاء في الصفوف وموقف المأموم من الإمام
عَنْ بُشَيْرِ بْنِ يَسَارٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّهُ قَدِمَ الْمَدِينَةَ، فَقِيلَ لَهُ: مَا أَنْكَرْتَ مِنَّا مُنْذُ يَوْمِ عَهِدْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَا أَنْكَرْتُ شَيْئًا، إِلاَّ أَنَّكُمْ لاَ تُقِيمُونَ الصُّفُوفَ.
أخرجه أحمد، والبخاري.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/289)
عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ الْغَطَفَانِيَّ. قَالَ: سَمِعْتُ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ. قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"لَتُسَوُّنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ وُجُوهِكُمْ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم.
* * *
عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
"أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ، فَأَقْبَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِوَجْهِهِ، فَقَالَ: أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ وَتَرَاصُّوا، فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي.".
أخرجه ابن أبي شَيبة، وأحمد، وعبد بن حُميد، والبخاري، والنسائي، وأبو يعلى، وابن حبان.
* * *
عَنْ ثَابِتٍ، وَحُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُولُ:
"اسْتَوُوا، مَرَّتَيْنِ، أَوْ ثَلاَثًا، وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لأَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي، كَمَا أَرَاكُمْ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ.".
ـ وفي رواية: "اسْتَوُوا، اسْتَوُوا، فَوَاللهِ إِنِّي لأَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي، كَمَا أَرَاكُمْ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ." (1).
ـ وفي رواية: "اسْتَوُوا، اسْتَوُوا، اسْتَوُوا، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لأَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِي، كَمَا أَرَاكُمْ مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ." (2).
أخرجه أبو يَعْلَى.
وأخرجه أحمد، والنسائي، وأبو يعلى، من طريق ثابت وحده.
* * *
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"أَقِيمُوا الصُّفُوفَ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ خَلْفَ ظَهْرِي.".
ـ وفي رواية: "أَتِمُّوا الصُّفُوفَ، فَإِنِّي أَرَاكُمْ خَلْفَ ظَهْرِي.".
أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو عوانة، والبيهقي.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"هَلْ تَرَوْنَ قِبْلَتِي هَا هُنَا فَوَاللَّهِ مَا يَخْفَى عَلَىَّ رُكُوعُكُمْ وَلاَ سُجُودُكُمْ إِنِّي لأَرَاكُمْ وَرَاءَ ظَهْرِي.".
أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم.
* * *
عَنْ قَتَادَة، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَوَاللَّهِ إِنِّي لأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِي ـ وَرُبَّمَا قَالَ: مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي ـ إِذَا رَكَعْتُمْ، وَإِذَا سَجَدْتُمْ.".
ـ وفي رواية: "أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَوَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ، إِنِّي لأَرَاكُمْ مِنْ بَعْدِ ظَهْرِي إِذَا مَا رَكَعْتُمْ، وَإِذَا مَا سَجَدْتُمْ.".
ـ وفي رواية: "أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ، فَوَاللهِ، إِنِّي لأَرَاكُمْ مِنْ خَلْفِ ظَهْرِي، فِي رُكُوعِكُمْ وَسُجُودِكُمْ.".
ـ وفي رواية: "أَتِمُّوا الرُّكُوعَ وَالسُّجُودَ إِذَا رَكَعْتُمْ وَسَجَدْتُمْ.".
أخرجه الطيالسي، وأحمد، وعبد بن حُميد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وأبو يعلى، والبيهقي، والبغوي.
* * *
عَنْ تَمِيمِ بْنِ طَرَفَةَ، عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"أَلاَ تَصُفُّونَ كَمَا تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالُوا: وَكَيْفَ تَصُفُّ الْمَلاَئِكَةُ عِنْدَ رَبِّهَا؟ قَالَ: يُتِمُّونَ الصُّفُوفَ الأُولَى، وَيَتَرَاصُّونَ فِي الصَّفِّ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنَّسائي، وأبو يَعْلَى، وابن خُزيمة، وابن حِبَّان، وأبو عَوَانَة، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ، أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"رَاصُّوا صُفُوفَكُمْ، وَقَارِبُوا بَيْنَهَا، وَحَاذُوا بِالأَعْنَاقِ، فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنِّي لأَرَى الشَّيَاطِينَ تَدْخُلُ مِنْ خَلَلِ الصَّفِّ، كَأَنَّهَا الْحَذَفُ.".
أخرجه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حبان، والبيهقي، والبغوي.
* * *
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ,
"أَنَّ جَدَّتَهُ مُلَيْكَةَ دَعَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِطَعَامٍ صَنَعَتْهُ فَأَكَلَ مِنْهُ , ثُمَّ قَالَ: قُومُوا فَلأُصَلِّيَ لَكُمْ , قَالَ أَنَسُ: فَقُمْتُ إِلَى حَصِيرٍ لَنَا قَدِ اسْوَدَّ مِنْ طُولِ مَا لُبِسَ , فَنَضَحْتُهُ بِمَاءٍ , فَقَامَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَصَفَفْتُ أَنَا وَالْيَتِيمُ وَرَاءَهُ وَالْعَجُوزُ مِنْ وَرَائِنَا , فَصَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ انْصَرَفَ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
* * *
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
"صَلَّيْتُ أَنَا وَيَتِيمٌ خَلْفَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي بَيْتِنَا، وَأُمِّي، أُمُّ سُلَيْمٍ، خَلْفَنَا.".
ـ وفي رواية: "صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِ أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقُمْتُ وَيَتِيمٌ خَلْفَهُ، وَأُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا.".
ـ وفي رواية: "أَتَانَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِنَا، فَصَلَّيْتُ أَنَا وَيَتِيمٌ لَنَا خَلْفَهُ، وَصَلَّتْ أُمُّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا.".
أخرجه الحُميدي، والشافعي، وأحمد، والبخاري، والنسائي، وابن خُزيمة، وأبو عوانة، والبيهقي، والبغوي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/290)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[10 - 07 - 09, 10:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 48 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملاً ما جاء في باب: ما جاء في الصفوف وموقف المأموم من الإمام، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى أُمَّ حَرَامٍ، فَأَتَيْنَاهُ بِتَمْرٍ وَسَمْنٍ، فَقَالَ: رُدُّوا هَذَا فِي وِعَائِهِ، وَهَذَا فِي سِقَائِهِ، فَإِنِّي صَائِمٌ، قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ تَطَوُّعًا، فَأَقَامَ أُمَّ حَرَامٍ وَأُمَّ سُلَيْمٍ خَلْفَنَا، وَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ - فِيمَا يَحْسَبُ ثَابِتٌ - قَالَ: فَصَلَّى بِنَا تَطَوُّعًا، عَلَى بِسَاطٍ، فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ، قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: إِنَّ لِي خُوَيْصَةٌ، خُوَيْدِمُكَ أَنَسٌ، ادْعُ اللهَ لَهُ، فَمَا تَرَكَ يَوْمَئِذٍ خَيْرًا مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَلاَ الآخِرَةِ، إِلاَّ دَعَا لِي بِهِ، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ.".
قَالَ أَنَسٌ: فَأَخْبَرَتْنِي ابْنَتِي، أَنِّي قَدْ دَفَنْتُ مِنْ صُلْبِي بِضْعًا وَتِسْعِينَ، وَمَا أَصْبَحَ فِي الأَنْصَارِ رَجُلٌ أَكْثَرَ مِنِّي مالاً، ثُمَّ قَالَ أَنَسٌ: يَا ثَابِتُ، مَا أَمْلِكُ صَفْرَاءَ وَلاَ بَيْضَاءَ، إِلاَّ خَاتَمِي.
ـ وفي رواية: "دَخَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْنَا، وَمَا هُوَ إِلاَّ أَنَا، وَأُمِّي، وَأُمُّ حَرَامٍ خَالَتِي، فَقَالَ: قُومُوا فَلأُصَلِّيَ بِكُمْ، فِي غَيْرِ وَقْتِ صَلاَةٍ، فَصَلَّى بِنَا (فَقَالَ رَجُلٌ لِثَابِتٍ: أَيْنَ جَعَلَ أَنَسًا مِنْهُ؟ قَالَ: جَعَلَهُ عَلَى يَمِينِهِ) ثُمَّ دَعَا لَنَا أَهْلَ الْبَيْتِ بِكُلِّ خَيْرٍ، مِنْ خَيْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، فَقَالَتْ أُمِّي: يَا رَسُولَ اللهِ، خُوَيْدِمُكَ، ادْعُ اللهَ لَهُ، قَالَ: فَدَعَا لِي بِكُلِّ خَيْرٍ، وَكَانَ فِي آخِرِ مَا دَعَا لِي بِهِ أَنْ قَالَ: اللَّهُمَّ أَكْثِرْ مَالَهُ وَوَلَدَهُ، وَبَارِكْ لَهُ فِيهِ.".
ـ وفي رواية: "دَخَلَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا وَأُمِّي وَخَالَتِي، فقَالَ: قُومُوا أُصَلِّي بِكُمْ، فِي غَيْرِ حِينِ صَلاَةٍ، قَالَ: فقَالَ رَجُلٌ مِنَ الْقَوْمِ لِثَابِتٍ: أَيْنَ جَعَلَ أَنَسًا مِنْهُ؟ قَالَ: عَلَى يَمِينِهِ، وَالنِّسْوَةَ خَلْفَهُ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي بَيْتِ أُمِّ حَرَامٍ عَلَى بِسَاطٍ.".
ـ وفي رواية: "صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي بَيْتِ أُمِّ حَرَامٍ، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، وَأُمَّ حَرَامٍ خَلْفَنَا.".
ـ وفي رواية: "صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَنَا مَعَهُ وَأُمُّ سُلَيْمٍ، فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، وَأُمَّ سُلَيْمٍ مِنْ خَلْفِنَا.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى بِسَاطٍ، وَأُمُّ سُلَيْمٍ وَأُمُّ حَرَامٍ خَلْفَنَا، فَأَقَامَهُنَّ عَنْ يَمِينِهِ، فِيمَا يَحْسِبُ ثَابِتٌ.".
أخرجه الطيالسي، وأحمد، وعبد بن حُميد، والبخاري، في "الأدب المفرد"، ومسلم، والنسائي، وأبو يعلى، وابن حبان، والبيهقي.
* * *
عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
"أَنَّهُ كَانَ، هُوَ وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأُمُّهُ، وَخَالَتُهُ، فَصَلَّى بِهِمْ، فَجَعَلَ أَنَسًا عَنْ يَمِينِهِ، وَأُمَّهُ وَخَالَتَهُ خَلْفَهُمَا.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/291)
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَمَّهُ، وَامْرَأَةً مِنْهُمْ، فَجَعَلَ أَنَسًا عَنْ يَمِينِهِ، وَالْمَرْأَةَ خَلْفَ ذَلِكَ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِ، وَبِأُمِّهِ، أَوْ خَالَتِهِ، قَالَ: فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، وَأَقَامَ الْمَرْأَةَ خَلْفَنَا.".
ـ وفي رواية: "صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِامْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ وَبِي، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، وَصَلَّتِ الْمَرْأَةُ خَلْفَنَا.".
ـ وفي رواية: "أَتَيْت النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يُصَلِّي، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
حَدِيثُ عُبَادَةَ بْنِ الْوَلِيدِ بْنِ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
"جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْحَوْضِ، فَتَوَضَّأَ مِنْهُ، ثُمَّ قُمْتُ فَتَوَضَّأْتُ مِنْ مُتَوَضَّإِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَذَهَبَ جَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ يَقْضِيَ حَاجَتَهُ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ، وَكَانَتْ عَلَيَّ بُرْدَةٌ، ذَهَبْتُ أَنْ أُخَالِفَ بَيْنَ طَرَفَيْهَا، فَلَمْ تَبْلُغْ لِي، وَكَانَتْ لَهَا ذَبَاذِبُ، فَنَكَّسْتُهَا، ثُمَّ خَالَفْتُ بَيْنَ طَرَفَيْهَا، ثُمَّ تَوَاقَصْتُ عَلَيْهَا، ثُمَّ جِئْتُ حَتَّى قُمْتُ عَنْ يَسَارِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِيَدِي فَأَدَارَنِي، حَتَّى أَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ جَاءَ جَبَّارُ بْنُ صَخْرٍ فَتَوَضَّأَ، ثُمَّ جَاءَ فَقَامَ عَنْ يَسَارِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِيَدَيْنَا جَمِيعًا، فَدَفَعَنَا حَتَّى أَقَامَنَا خَلْفَهُ.".
يأتي، إن شاء الله تعالى.
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[10 - 07 - 09, 10:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 49 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب متى ترفع النساء رؤسهن من السجود
عَنْ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ , قَالَ:
"رَأَيْتُ الرِّجَالَ عَاقِدِي أُزُرِهِمْ فِي أَعْنَاقِهِمْ، أَمْثَالَ الصِّبْيَانِ، مِنْ ضِيقِ الأُزُرِ، خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي الصَّلاَةِ، فَقَالِ قَائِلٌ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ، لاَ تَرْفَعْنَ رُؤُوسَكُنَّ حَتَّى يَرْفَعَ الرِّجَالُ.".
ـ وفي رواية: "كَانَ رِجَالٌ يُصَلُّونَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَاقِدِي أُزُرِهمْ عَلَى رِقَابِهِمْ، كَهَيْئَةِ الصِّبْيَانِ، فَيُقَالُ لِلنِّسَاءِ: لاَ تَرْفَعْنَ رُؤُوسَكُنَّ حَتَّى يَسْتَوِيَ الرِّجَالُ جُلُوسًا.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وأبو يعلى، وأبو عوانة، وابن خُزيمة، وابن حبان.
* * *
باب إنما جعل الإمام ليؤتم به
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتِ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/292)
"اشْتَكَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَدَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ يَعُودُونَهُ , فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَالِسًا , فَصَلَّوْا بِصَلاَتِهِ قِيَامًا , فَأَشَارَ إِلَيْهِمْ: أَنِ اجْلِسُوا. فَجَلَسُوا. فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ , فَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا , وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا , وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، وابن خُزيمة.
* * *
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ فَرَسًا، فَصُرِعَ، فَجُحِشَ شِقُّهُ الأَيْمَنُ، فَصَلَّى صَلاَةً مِنَ الصَّلَوَاتِ، وَهُوَ قَاعِدٌ، وَصَلَّيْنَا وَرَاءَهُ قُعُودًا، فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ: إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ.".
ـ وفي رواية: "سَقَطَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنْ فَرَسٍ، فَجُحِشَ شِقُّهُ الأَيْمَنُ، فَدَخَلْنَا عَلَيْهِ نَعُودُهُ , فَحَضَرَتْ الصَّلاَةُ، فَصَلَّى بِنَا قَاعِدًا، وَصَلَّيْنَا وَرَاءَهُ قِيَامًا، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ، قَالَ: إنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ , فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا , وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا , وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا , وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا , وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا وَلَك الْحَمْدُ , وَإِنْ صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا أَجْمَعُونَ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكِبَ فَرَسًا، فَصُرِعَ عَنْهُ، فَجُحِشَ شِقُّهُ الأَيْمَنُ، فَصَلَّى صَلاَةً مِنَ الصَّلَوَاتِ وَهُوَ جَالِسٌ، فَصَلَّيْنَا مَعَهُ جُلُوسًا، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَلاَ تَخْتَلِفُوا عَلَيْهِ، فَإِذَا صَلَّى قَائِمًا فَصَلُّوا قِيَامًا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا رَفَعَ فَارْفَعُوا، وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فَقُولُوا: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، وَإِنْ صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودً أَجْمَعُونَ.".
أخرجه مالك، والطيالسي، والشافعي، والحُميدي، وأحمد، وعبد بن حُميد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن الجارود، وابن خُزيمة، والبيهقي.
ــــــــــ
جُحِشَ: خُدِشَ.
ــــــــــ
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّمَا جُعِلَ الإِمَامُ لِيُؤْتَمَّ بِهِ، فَإِذَا كَبَّرَ فَكَبِّرُوا، وَإِذَا رَكَعَ فَارْكَعُوا، وَإِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ , فَقُولُوا رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ , وَإِذَا سَجَدَ فَاسْجُدُوا، وَإِذَا صَلَّى جَالِسًا , فَصَلُّوا جُلُوسًا أَجْمَعُونَ.".
أخرجه الحُميدي، والبخاري، ومسلم، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي عَلْقَمَةَ الْفَارِسِيِّ , سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّمَا الإِمَامُ جُنَّةٌ , فَإِذَا صَلَّى قَاعِدًا فَصَلُّوا قُعُودًا , وَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ , فَقُولُوا: اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ , فَإِذَا وَافَقَ قَوْلُ أَهْلِ الأَرْضِ قَوْلَ أَهْلِ السَّمَاءِ , غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.".
أخرجه أحمد، وعبد بن حُميد، ومسلم، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ يَزِيدَ، الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: أَخْبَرَنَا الْبَرَاءُ، وَهُْوَ غَيْرُ كَذُوبٍ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ، قَامُوا قِيَامًا، حَتَّى يَسْجُدَ، ثُمَّ يَسْجُدُونَ.".
ـ وفي رواية: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرُّكُوعِ، لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ حَتَّى يَسْجُدَ، فَإِذَا سَجَدَ تَبِعَنْاهُ.".
ـ وفي رواية: "كُنَّا نُصَلِّي خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَإِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، لَمْ يَحْنِ أَحَدٌ مِنَّا ظَهْرَهُ، حَتَّى يَضَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَبْهَتَهُ إِلَى الأَرْضِ، فَإِذَا وَضَعَ جَبْهَتَهُ إِلَى الأَرْضِ خَرَرْنَا سُجُودًا.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلَى، وابن حِبَّان.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ , قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ مُحَمَّدٌ صلى الله عليه وسلم:
"أَمَا يَخْشَى الَّذِي يَرْفَعُ رَأْسَهُ قَبْلَ الإِمَامِ أَنْ يُحَوِّلَ اللَّهُ رَأْسَهُ رَأْسَ حِمَارٍ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/293)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[10 - 07 - 09, 10:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 50 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب فضل التأمين
عَنْ أَبِي صَالِحٍ السِّمَّانِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِذَا قَالَ الإِمَامُ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلاَ الضَّالِّينَ. فَقُولُوا آمِينَ. فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ , وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِذَا أَمَّنَ الإِمَامُ فَأَمِّنُوا , فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلاَئِكَةِ , غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِذَا أَمَّنَ الْقَارِئُ فَأَمِّنُوا , فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ تُؤَمِّنُ , فَمَنْ وَافَقَ تَأْمِينُهُ تَأْمِينَ الْمَلاَئِكَةِ , غَفَرَ اللَّهُ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.".
أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا قَالَ أَحَدُكُمْ: آمِينَ. وَقَالَتِ الْمَلاَئِكَةُ فِي السَّمَاءِ: آمِينَ. فَوَافَقَتْ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى , غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي.
* * *
باب فضل الذكر بعد الركوع
عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِذَا قَالَ الإِمَامُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ , فَقُولُوا اللَّهُمَّ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ , فَإِنَّهُ مَنْ وَافَقَ قَوْلُهُ قَوْلَ الْمَلاَئِكَةِ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
* * *
عَنْ يَحْيَى بْنِ خَلاَّدٍ الزُّرَقِيِّ، عَنْ رِفَاعَةَ بْنِ رَافَعٍ الزُّرَقِيِّ، قَالَ:
"كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ، قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: مَنِ الْمُتَكَلِّمُ؟ قَالَ: أَنَا، قَالَ: رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلاَثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا، أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، والحاكم، والبَيْهَقِي، والبغوي.
* * *
عَنْ قَتَادَةَ، وَثَابِتٍ، وَحُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
"أَنَّ رَجُلاً جَاءَ، فَدَخَلَ الصَّفَّ، وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، فَقَالَ: الْحَمْدُ ِللهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَتَهُ، قَالَ: أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِالْكَلِمَاتِ؟ فَأَرَمَّ الْقَوْمُ، فَقَالَ: أَيُّكُمُ الْمُتَكَلِّمُ بِهَا؟ فَإِنَّهُ لَمْ يَقُلْ إِلاَّ خَيْرًا، فَقَالَ الرَّجُلُ: جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ فَقُلْتُهَا، فَقَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا، أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا.".
قَالَ أَبُو عَبْدِ الرَّحْمَنِ: وَالإِرْمَامُ: السُّكُوتُ.
ـ وفي رواية: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِنَا، إِذْ جَاءَ رَجُلٌ فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ، وَقَدْ حَفَزَهُ النَّفَسُ، فَقَالَ: اللَّهُ أَكْبَرُ، الْحَمْدُ ِللهِ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَتَهُ، قَالَ: أَيُّكُمُ الَّذِي تَكَلَّمَ بِكَلِمَاتٍ؟ فَأَرَمَّ الْقَوْمُ، قَالَ: إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ بَأْسًا، قَالَ: أَنَا يَا رَسُولَ اللهِ، جِئْتُ وَقَدْ حَفَزَنِي النَّفَسُ فَقُلْتُهَا، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: لَقَدْ رَأَيْتُ اثْنَيْ عَشَرَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَرْفَعُهَا.".
أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وأبو يعلى، وابن حبان، وابن خُزيمة.
ــــــــــ
حفزه النفس؛ أي ضغطه النفس لسرعته.
فَأَرَمَّ الْقَوْمُ، أي سكتوا.
يَبْتَدِرُونَهَا؛ أي يتسابقون إليها.
ــــــــــ
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/294)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[10 - 07 - 09, 10:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 51 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا بابًا جديدًا، من أبواب كتاب الصلاة، آملً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب القنوت
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ:
"هَلْ قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: نَعَمْ، بَعْدَ الرُّكُوعِ.
ثُمَّ سُئِلَ بَعْدَ ذَلِكَ مَرَّةً أُخْرَى: هَلْ قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ؟ قَالَ: نَعَمْ، بَعْدَ الرُّكُوعِ يَسِيرًا.".
ـ وفي رواية: "عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، أَنَّ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ سُئِلَ: هَلْ قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ؟ قَالَ: نَعَمْ. فَقِيلَ لَهُ: قَبْلَ الرُّكُوعِ، أَوْ بَعْدَهُ؟ قَالَ: بَعْدَ الرُّكُوعِ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وأبو يعلى.
* * *
عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، قَالَ سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ الْقُنُوتِ، فَقَالَ: قَدْ كَانَ الْقُنُوتُ. قُلْتُ: قَبْلَ الرُّكُوعِ أَوْ بَعْدَهُ؟ قَالَ: قَبْلَهُ. قَالَ فَإِنَّ فُلاَنًا أَخْبَرَنِي عَنْكَ أَنَّكَ قُلْتَ: بَعْدَ الرُّكُوعِ. فَقَالَ: كَذَبَ؛
"إِنَّمَا قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ الرُّكُوعِ شَهْرًا، أُرَاهُ كَانَ بَعَثَ قَوْمًا، يُقَالُ لَهُمْ: الْقُرَّاءُ، زُهَاءَ سَبْعِينَ رَجُلاً، إِلَى قَوْمٍ مِنْ الْمُشْرِكِينَ دُونَ أُولَئِكَ، وَكَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ، فَقَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا يَدْعُو عَلَيْهِمْ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ عَاصِمٍ الأَحْوَلِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا عَنِ الْقُنُوتِ؟ قَالَ: قَبْلَ الرُّكُوعِ، فَقُلْتُ: إِنَّ فُلاَنًا يَزْعُمُ أَنَّكَ قُلْتَ: بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَقَالَ: كَذَبَ، ثُمَّ حَدَّثَنَا عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ قَنَتَ شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ، يَدْعُو عَلَى أَحْيَاءٍ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، قَالَ: بَعَثَ أَرْبَعِينَ، أَوْ سَبْعِينَ، يَشُكُّ فِيهِ، مِنَ الْقُرَّاءِ، إِلَى أُنَاسٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ، فَعَرَضَ لَهُمْ هَؤُلاَءِ فَقَتَلُوهُمْ، وَكَانَ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَهْدٌ، فَمَا رَأَيْتُهُ وَجَدَ عَلَى أَحَدٍ مَا وَجَدَ عَلَيْهِمْ.".
ـ وفي رواية: "بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَرِيَّةً، يُقَالُ لَهُمُ: الْقُرَّاءُ، فَأُصِيبُوا، فَمَا رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ عَلَى شَيْءٍ، مَا وَجَدَ عَلَيْهِمْ، فَقَنَتَ شَهْرًا فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ، وَيَقُولُ: إِنَّ عُصَيَّةَ عَصَوُا اللهَ وَرَسُولَهُ.".
ـ وفي رواية: "قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا، حِينَ قُتِلَ الْقُرَّاءُ، فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَزِنَ حُزْنًا قَطُّ أَشَدَّ مِنْهُ.".
ـ وفي رواية: "مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَجَدَ عَلَى سَرِيَّةٍ، مَا وَجَدَ عَلَى السَّبْعِينَ الَّذِينَ أُصِيبُوا يَوْمَ بِئْرِ مَعُونَةَ، كَانُوا يُدْعَوْنَ الْقُرَّاءَ، فَمَكَثَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى قَتَلَتِهِمْ.".
أخرجه الحُميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وأبو يعلى.
* * *
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/295)
"بَعَثَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم سَبْعِينَ رَجُلاً لِحَاجَةٍ، يُقَالُ لَهُمُ: الْقُرَّاءُ، فَعَرَضَ لَهُمْ حَيَّانِ مِنْ بَنِي سُلَيْمٍ، رِعْلٌ وَذَكْوَانُ، عِنْدَ بِئْرٍ، يُقَالُ لَهَا: بِئْرُ مَعُونَةَ، فَقَالَ الْقَوْمُ: وَاللهِ، مَا إِيَّاكُمْ أَرَدْنَا، إِنَّمَا نَحْنُ مُجْتَازُونَ فِي حَاجَةٍ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَقَتَلُوهُمْ، فَدَعَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِمْ شَهْرًا، فِي صَلاَةِ الْغَدَاةِ، وَذَلِكَ بَدْءُ الْقُنُوتِ، وَمَا كُنَّا نَقْنُتُ.".
قَالَ عَبْدُ الْعَزِيزِ: وَسَأَلَ رَجُلٌ أَنَسًا عَنِ الْقُنُوتِ، أَبَعْدَ الرُّكُوعِ، أَوْ عِنْدَ فَرَاغٍ مِنَ الْقِرَاءَةِ؟ قَالَ: لاَ، بَلْ عِنْدَ فَرَاغٍ مِنَ الْقِرَاءَةِ.
أخرجه البخاري، وأبو يعلى.
* * *
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
"دَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الَّذِينَ قَتَلُوا أَصْحَابَ بِئْرِ مَعُونَةَ ثَلاَثِينَ صَبَاحًا. يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَلِحْيَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَتِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ. قَالَ أَنَسٌ: أَنْزَلَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الَّذِينَ قُتِلُوا بِبِئْرِ مَعُونَةَ قُرْآنًا قَرَأْنَاهُ حَتَّى نُسِخَ بَعْدُ: أَنْ بَلِّغُوا قَوْمَنَا. أَنْ قَدْ لَقِينَا رَبَّنَا. فَرَضِيَ عَنَّا وَرَضِينَا عَنْهُ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم.
* * *
عَنْ حَنْظَلَةَ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ خُفَافِ بْنِ إِيمَاءِ الْغِفَارِيِّ، قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلاَةٍ: اللَّهُمَّ الْعَنْ بَنِي لِحْيَانَ، وَرِعْلاً، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ عَصَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ، غِفَارُ غَفَرَ اللَّهُ لَهَا، وَأَسْلَمُ سَالَمَهَا اللَّهُ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، وأبو عَوَانَة، والطَّبَرَانِي، والحاكم، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ أَبِيهِ؛
"أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ?، إِذَا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ , فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِنَ الْفَجْرِ , يَقُولُ: اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلاَنًا وَفُلاَنًا وَفُلاَنًا , بَعْدَ مَا يَقُولُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ , رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ , فَأَنْزَلَ اللَّهُ، تَعَالَى: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}.".
أخرجه ابن المُبَارك، في "الجهاد"، وأحمد، والبخاري، والبَزَّار، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خُزيمة، وابن حبان، والطبراني، في "الدعاء"، وأبو نُعيم، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ:
"لأُقَرِّبَنَّ صَلاَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , فَكَانَ أَبُو هُرَيْرَةَ، يَقْنُتُ فِي الرَّكْعَةِ الأخْرَى مِنْ صَلاَةِ الظُّهْرِ , وَصَلاَةِ الْعِشَاءِ، وَصَلاَةِ الصُّبْحِ، بَعْدَ مَا يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ , فَيَدْعُو لِلْمُؤْمِنِينَ , وَيَلْعَنُ الْكُفَّارَ.".
أخرجه، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى أَحَدٍ، أَوْ يَدْعُو لأَحَدٍ، قَنَتَ بَعْدَ الرُّكُوعِ، فَرُبَّمَا قَالَ: إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ، قَالَ: يَجْهَرُ بِذَلِكَ، وَيَقُولُ فِي بَعْضِ صَلاَتِهِ، فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ: اللَّهُمَّ الْعَنْ فُلاَنًا، وَفُلاَنًا، حَيَّيْنِ مِنَ الْعَرَبِ، حَتَّى أَنْزَلَ اللَّهُ، عَزَّ وَجَلَّ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/296)
الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}.".
ـ وفي رواية: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ حِينَ يَفْرُغُ مِنْ صَلاَةِ الْفَجْرِ، مِنَ الْقِرَاءَةِ، وَيُكَبِّرُ، وَيَرْفَعُ رَأْسَهُ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ، ثُمَّ يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ: اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، وَسَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، وَعَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، وَالْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، وَاجْعَلْهَا عَلَيْهِمْ كَسِنِي يُوسُفَ، اللَّهُمَّ الْعَنْ لِحْيَانَ، وَرِعْلاً، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ، ثُمَّ بَلَغَنَا أَنَّهُ تَرَكَ ذَلِكَ لَمَّا أُنْزِلَ: {لَيْسَ لَكَ مِنَ الأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ}.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ لاَ يَقْنُتُ، إِلاَّ أَنْ يَدْعُوَ لأَحَدٍ، أَوْ يَدْعُوَ عَلَى أَحَدٍ، وَكَانَ إِذَا قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، قَالَ: رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ: اللَّهُمَّ أَنْجِ .... ". وذكر الحديث.
ـ وفي رواية: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، لَمْ يَكُنْ يَقْنُتْ، إِلاَّ أَنْ يَدْعُوَ لِقَوْمٍ عَلَى قَوْمٍ، فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ عَلَى قَوْمٍ، أَوْ يَدْعُوَ لِقَوْمٍ، قَنَتَ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ مِنَ الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ، مِنْ صَلاَةِ الْفَجْرِ.".
ـ وفي رواية: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ، مِنَ الْعِشَاءِ الآخِرَةِ، قَنَتَ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِينَ يُوسُفَ.".
ـ وفي رواية: "بَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الْعِشَاءَ، إِذْ قَالَ: سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ، ثُمَّ قَالَ قَبْلَ أَنْ يَسْجُدَ: اللَّهُمَّ نَجِّ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ نَجِّ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ نَجِّ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ، اللَّهُمَّ نَجِّ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ.".
أخرجه أحمد، والدارِمِي، والبُخاري، ومسلم، والنَّسائي، وابن خزيمة، وابن حبان، من رواية سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
ـ وأخرجه الحُميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خُزيمة، من رواية سعيد بن المسيب، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
ـ وأخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وأبو يعلى، وابن خُزيمة، وابن حبان، من رواية أبي سَلَمة، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
ـ وأخرجه البخاري، من حَدِيثُ أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ بْنِ هِشَامٍ , وَأَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"اللَّهُمَّ أَنْجِ عَيَّاشَ بْنَ أَبِي رَبِيعَةَ، اللَّهُمَّ أَنْجِ سَلَمَةَ بْنَ هِشَامٍ، اللَّهُمَّ أَنْجِ الْوَلِيدَ بْنَ الْوَلِيدِ , اللَّهُمَّ أَنْجِ الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ، اللَّهُمَّ اشْدُدْ وَطْأَتَكَ عَلَى مُضَرَ، اللَّهُمَّ اجْعَلْهَا سِنِينَ كَسِنِي يُوسُفَ.".
أخرجه أحمد، والبخاري.
* * *
عَنْ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ:
"قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ , يَدْعُو عَلَى حَىٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ , ثُمَّ تَرَكَهُ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شَهْرًا، ثُمَّ تَرَكَهُ.".
ـ وفي رواية: "إِنَّمَا قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ شَهْرًا، بَعْدَ الرُّكُوعِ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وأبو يعلى، وابن حبان.
* * *
حَدِيثُ قَتَادَةَ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو، يَلْعَنُ رِعْلاً، وَذَكْوَانَ، وَعُصَيَّةَ، عَصَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ.".
يأتي، إن شاء الله تعالى.
* * *
عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
"قَنَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ، فِي صَلاَةِ الصُّبْحِ، يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ، وَيَقُولُ: عُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شَهْرًا بَعْدَ الرُّكُوعِ، يَدْعُو عَلَى حَيٍّ مِنْ أَحْيَاءِ الْعَرَبِ، رِعْلٍ، وَذَكْوَانَ، وَقَالَ: عُصَيَّةُ عَصَتِ اللهَ وَرَسُولَهُ.".
أخرجه ابن أَبي شَيْبَة، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن حبان.
* * *
عَنْ مُوسَى بْنِ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , عَنْ أَبِيهِ ,
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَنَتَ شَهْرًا يَدْعُو عَلَى رِعْلٍ وَذَكْوَانَ وَعُصَيَّةَ عَصَوُا اللَّهَ وَرَسُولَهُ.".
أخرجه أحمد، ومسلم.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/297)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[30 - 07 - 09, 10:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 52 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
أبواب الجمعة
باب فضل يوم الجمعة
عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"نَحْنُ الآخِرُونَ وَنَحْنُ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ , بَيْدَ أَنَّ كُلَّ أُمَّةٍ أُوتِيَتِ الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا , وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ , ثُمَّ هَذَا الْيَوْمُ الَّذِي كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْنَا , هَدَانَا اللَّهُ لَهُ , فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ , الْيَهُودُ غَدًا , وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ طَاوُوسٍ , عَن أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"نَحْنُ الآخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ، أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا، وَأُوتِينَاهُ مِنْ بَعْدِهِمْ، فَهَذَا الْيَوْمُ الَّذِي اخْتَلَفُوا فِيهِ , فَهَدَانَا اللَّهُ، فَغَدًا لِلْيَهُودِ , وَبَعْدَ غَدٍ لِلنَّصَارَى.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
باب الساعة التي في يوم الجمعة
عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ,
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , فَقَالَ: فِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ وَهْوَ قَائِمٌ يُصَلِّي، يَسْأَلُ اللَّهَ تَعَالَى شَيْئًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَأَشَارَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، في "عمل اليوم والليلة.".
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً , لاَ يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ قَائِمٌ يُصَلِّي , يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرًا إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ، وَقَالَ بِيَدِهِ يُقَلِّلُهَا , يُزَهِّدُهَا.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , أَنَّهُ قَالَ:
"إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً , لا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ فِيهَا خَيْرًا , إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ.".
قَالَ: وَهِيَ سَاعَةٌ خَفِيفَةٌ.
أخرجه أحمد، ومسلم، وابن خُزيمة.
* * *
باب الغسل يوم الجمعة
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , قَالَ: دَخَلَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَعُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَخْطُبُ النَّاسَ , فَقَالَ عُمَرُ: أَيَّةُ سَاعَةٍ هَذِهِ؟ فَقَالَ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , انْقَلَبْتُ مِنَ السُّوقِ فَسَمِعْتُ النِّدَاءَ , فَمَا زِدْتُ عَلَى أَنْ تَوَضَّأْتُ. فَقَالَ عُمَرُ: وَالْوُضُوءَ أَيْضًا؟ وَقَدْ عَلِمْتَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَأْمُرُ بِالْغُسْلِ.
أخرجه أحمد، وعبد بن حُميد، والبخاري، ومسلم، والنسائي.
* * *
عن أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: بَيْنَمَا عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , إِذْ دَخَلَ عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ , فَعَرَّضَ بِهِ , فَقَالَ: مَا بَالُ رِجَالٍ يَتَأَخَّرُونَ بَعْدَ النِّدَاءِ؟ فَقَالَ عُثْمَانُ: يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ , مَا زِدْتُ حِينَ سَمِعْتُ النِّدَاءَ أَنْ تَوَضَّأْتُ ثُمَّ أَقْبَلْتُ. قَالَ: الْوُضُوءَ أَيْضًا! أَوَ لَمْ تَسْمَعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/298)
"إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ نَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , أَنَّ رَسُولَ اللهِ ? قَالَ:
"إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ ?، خَطَبَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: مَنْ رَاحَ إِلَى الْجُمُعَةِ فَلْيَغْتَسِلْ.".
أخرجه مالك، والحُميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حِبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ ?، عَلَى الْمِنْبَرِ، يَقُولُ:
"مَنْ جَاءَ مِنْكُمُ الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ.".
ـ وفي رواية: "مَنْ أَتَى الْجُمُعَةَ فَلْيَغْتَسِلْ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خُزيمة، والطَّبَرَانِي، في "الأوسط"، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ طَاوُوسٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"حَقٌّ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَغْتَسِلَ فِي كُلِّ سَبْعَةِ أَيَّامٍ يَوْمًا , يَغْسِلُ فِيهِ رَأْسَهُ وَجَسَدَهُ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"غُسْلُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُحْتَلِمٍ.".
أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ طَاوُوسٍ , قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: ذَكَرُوا أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"اغْتَسِلُوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ , وَاغْسِلُوا رُؤُوسَكُمْ , وَإِنْ لَمْ تَكُونُوا جُنُبًا، وَأَصِيبُوا مِنَ الطِّيبِ.".
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: أَمَّا الْغُسْلُ فَنَعَمْ، وَأَمَّا الطِّيبُ فَلاَ أَدْرِي.
ـ وفي رواية: "عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَنَّهُ ذَكَرَ قَوْلَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي الغُسْلِ يَوْمَ الجُمُعَةِ، فَقُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: أَيَمَسُّ طِيبًا، أَوْ دُهْنًا، إِنْ كَانَ عِنْدَ أَهْلِهِ؟ فَقَالَ: لاَ أَعْلَمُهُ.
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والنسائي، وأبو يَعْلَى، وابن خُزيمة، وابن حِبَّان، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ وَدِيعَةَ، عَنْ سَلْمَانَ الْخَيْرِ، أَنَّ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"لاَ يَغْتَسِلُ الرَّجُلُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيَتَطَهَّرُ بِمَا اسْتَطَاعَ مِنْ طُهْرٍ، ثُمَّ يَدَّهِنُ مِنْ دُهْنِهِ، أَوْ يَمَسُّ مِنْ طِيبِ بَيْتِهِ، ثُمَّ يَرُوحُ، فَلَمْ يُفَرِّقْ بَيْنَ اثْنَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى مَا كُتِبَ لَهُ، ثُمَّ يُنْصِتُ إِذَا تَكَلَّمَ الإِمَامُ، إِلاَّ غُفِرَ لَهُ مَا بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْجُمُعَةِ الأُخْرَى.".
أخرجه ابن أبي شَيبة، وأحمد، والدَّارِمِي، والبُخاريّ، والبزار، وابنُ حِبَّان، والطبراني، والبيهَقِيُّ.
* * *
عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّهَا قَالَتْ:
"كَانَ النَّاسُ أَهْلَ عَمَلٍ , وَلَمْ يَكُنْ لَهُمْ كُفَاةٌ , فَكَانُوا يَكُونُ لَهُمْ تَفَلٌ. فَقِيلَ لَهُمْ: لَوِ اغْتَسَلْتُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود.
ــــــــــ
كُفَاةٌ: جمع كاف، وهم الخدم الذين يكفونهم العمل.
تَفَلٌ: أي رائحة كريهة.
ــــــــــ
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، قَالَ: قَالَتْ عَائِشَةُ:
"كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عُمَّالَ أَنْفُسِهِمْ، وَكَانَ يَكُونُ لَهُمْ أَرْوَاحٌ. فَقِيلَ لَهُمْ: لَوِ اغْتَسَلْتُمْ.".
أخرجه البخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/299)
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[30 - 07 - 09, 10:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 53 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب التبكير إلى الجمعة
عَنْ أَبِي صَالِحٍ السَّمَّانِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ثُمَّ رَاحَ فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَدَنَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّانِيَةِ , فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَقَرَةً. وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الثَّالِثَةِ , فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ كَبْشًا أَقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الرَّابِعَةِ , فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ دَجَاجَةً، وَمَنْ رَاحَ فِي السَّاعَةِ الْخَامِسَةِ , فَكَأَنَّمَا قَرَّبَ بَيْضَةً، فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ حَضَرَتِ الْمَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
ــــــــــ
قرب بدنة: أي تصدق بواحدة من الإبل.
ــــــــــ
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ , كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلاَئِكَةٌ يَكْتُبُونَ النَّاسَ عَلَى قَدْرِ مَنَازِلِهِمُ , الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ , فَإِذَا خَرَجَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ , وَاسْتَمَعُوا الْخُطْبَةَ. فَالْمُهَجِّرُ إِلَى الصَّلاَةِ كَالْمُهْدِي بَدَنَةً , ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي بَقَرَةٍ , ثُمَّ الَّذِي يَلِيهِ كَمُهْدِي كَبْشٍ، حَتَّى ذَكَرَ الدَّجَاجَةَ وَالْبَيْضَةَ.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
ــــــــــ
المُهَجِّر: المُبَكِّر.
ــــــــــ
* * *
عَنْ أَبِي عَبْدِ اللهِ الأَغَرُّ , أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ كَانَ عَلَى كُلِّ بَابٍ مِنْ أَبْوَابِ الْمَسْجِدِ مَلاَئِكَةٌ يَكْتُبُونَ الأَوَّلَ فَالأَوَّلَ , فَإِذَا جَلَسَ الإِمَامُ طَوَوُا الصُّحُفَ وَجَاءُوا يَسْتَمِعُونَ الذِّكْرَ , وَمَثَلُ الْمُهَجِّرِ كَمَثَلِ الَّذِي يُهْدِي الْبَدَنَةَ , ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي بَقَرَةً , ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الْكَبْشَ , ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الدَّجَاجَةَ , ثُمَّ كَالَّذِي يُهْدِي الْبَيْضَةَ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والنسائي.
* * *
باب ما جاء في وقت الجمعة
عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
"كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ، إذَا زَالَتَ الشَّمْسُ، ثُمَّ نَرْجِعُ نَتَتَبَّعُ الْفَيْءَ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ إِيَاسِ بْنِ سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبِي، وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ، قَالَ: كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ، ثُمَّ نَنْصَرِفُ وَلَيْسَ لِلْحِيطَانِ ظِلٌّ نَسْتَظِلُّ فِيه.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، والدَّارَقُطْنِي، والبَيْهَقِي، والبغوي.
ــــــــــ
الفيء هو الظل.
زَالَتِ الشَّمْسُ: أي مالت عن منتصف السماء.
ــــــــــ
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/300)
عَنْ مُحَمَّدٍ بْنِ عَلِيٍّ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
"كُنَّا نُصَلِّي مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ، ثُمَّ نَرْجِعُ فَنُرِيحُ نَوَاضِحَنَا.".
قَالَ حَسَنٌ: فَقُلْتُ لِجَعْفَرٍ: وَأَيُّ سَاعَةٍ تِيكَ؟ قَالَ: زَوَالُ الشَّمْسِ.
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، والنَّسائي، وأبو يَعْلَى، وابن حِبَّان، والطبراني، في "الأوسط"، والبيهقي.
* * *
عَنْ حُمَيْدٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ. قَالَ:
"كُنَّا نُبَكِّرُ بِالْجُمُعَةِ، وَنَقِيلُ بَعْدَ الْجُمُعَةِ.".
ـ وفي رواية: "كُنَّا نُبَكِّرُ إِلَى الْجُمُعَةِ، ثُمَّ نَقِيلُ.".
ـ وفي رواية: "كُنَّا نُجَمِّعُ، فَنَرْجِعُ فَنَقِيلُ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، وابن ماجة، وابن خُزيمة، وابن حِبان.
* * *
عَنْ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ , قَالَ:
"رَأَيْتُ الرِّجَالَ تَقِيلُ وَتَتَغَذَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ.".
ـ وفي رواية: "كُنَّا نَقِيلُ، وَنَتَغَدَّى بَعْدَ الْجُمُعَةِ، مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.".
ـ وفي رواية: "كُنَّا نُصَلِّي مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الْجُمُعَةَ، ثُمَّ تَكُونُ اْلقَائِلَةُ.".
ـ وفي رواية: "مَا كُنَّا نَقِيلُ , وَلاَ نَتَغَذَّى , إِلاَّ بَعْدَ الْجُمُعَةِ، فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حُميد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، وابن خُزيمة، والطَّبَرَانِي، والدارقطني، والبَيْهَقِي، والبغوي.
* * *
عَنْ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ , أَنَّهُ قَالَ:
"إِنَّا كُنَّا نَفْرَحُ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ، كَانَتْ لَنَا عَجُوزٌ تَأْخُذُ مِنْ أُصُولِ سِلْقٍ لَنَا، كُنَّا نَغْرِسُهُ فِي أَرْبِعَائِنَا , فَتَجْعَلُهُ فِي قِدْرٍ لَهَا , فَتَجْعَلُ فِيهِ حَبَّاتٍ مِنْ شَعِيرٍ , لاَ أَعْلَمُ إِلاَّ أَنَّهُ قَالَ: لَيْسَ فِيهِ شَحْمٌ وَلاَ وَدَكٌ، فَإِذَا صَلَّيْنَا الْجُمُعَةَ زُرْنَاهَا , فَقَرَّبَتْهُ إِلَيْنَا , فَكُنَّا نَفْرَحُ بِيَوْمِ الْجُمُعَةِ مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ , وَمَا كُنَّا نَتَغَدَّى وَلاَ نَقِيلُ إِلاَّ بَعْدَ الْجُمُعَةَ.".
أخرجه الطيالسي، والبخاري، والنسائي، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبغوي.
ــــــــــ
سِلْق: بقلة معروفة.
أربعائنا: جمع ربيع، وهو الجدول، النهر الصغير.
ودك: هو دسم اللحم ودهنه الذي يستخرج منه.
ــــــــــ
نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[30 - 07 - 09, 10:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 54 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب ما جاء في المنبر
عَنْ أَبِي حَازِمٍ , قَالَ: سَأَلُوا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ الْمِنْبَرُ؟ فَقَالَ:
"مَا بَقِيَ بِالنَّاسِ أَعْلَمُ مِنِّي , هُوَ مِنْ أَثْلِ الْغَابَةِ، عَمِلَهُ فُلاَنٌ مَوْلَى فُلاَنَةَ , لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَامَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , حِينَ عُمِلَ وَوُضِعَ، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ , كَبَّرَ , وَقَامَ النَّاسُ خَلْفَهُ، فَقَرَأَ , وَرَكَعَ , وَرَكَعَ النَّاسُ خَلْفَهُ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ رَجَعَ الْقَهْقَرَى، فَسَجَدَ عَلَى الأَرْضِ، ثُمَّ عَادَ إِلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ قَرَأَ، ثُمَّ رَكَعَ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ، ثُمَّ رَجَعَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/301)
الْقَهْقَرَى حَتَّى سَجَدَ بِالأَرْضِ، فَهَذَا شَأْنُهُ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رِجَالاً أَتَوْا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ، وَقَدِ امْتَرَوْا فِي الْمِنْبَرِ , مِمَّ عُودُهُ , فَسَأَلُوهُ عَنْ ذَلِكَ؟ فَقَالَ: وَاللهِ إِنِّي لأَعْرِفُ مِمَّا هُوَ، وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ أَوَّلَ يَوْمٍ وُضِعَ، وَأَوَّلَ يَوْمٍ جَلَسَ عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَرْسَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى فُلاَنَةَ , امْرَأَةٍ مِنَ الأَنْصَارِ قَدْ سَمَّاهَا سَهْلٌ؛ مُرِي غُلاَمَكِ النَّجَّارَ , أَنْ يَعْمَلَ لِي أَعْوَادًا , أَجْلِسُ عَلَيْهِنَّ , إِذَا كَلَّمْتُ النَّاسَ , فَأَمَرَتْهُ فَعَمِلَهَا مِنْ طَرْفَاءِ الْغَابَةِ , ثُمَّ جَاءَ بِهَا، فَأُرْسِلَتْ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَأَمَرَ بِهَا فَوُضِعَتْ هَاهُنَا، ثُمَّ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَيْهَا، وَكَبَّرَ , وَهُْوَ عَلَيْهَا، ثُمَّ رَكَعَ وَهُْوَ عَلَيْهَا، ثُمَّ نَزَلَ الْقَهْقَرَى , فَسَجَدَ فِي أَصْلِ الْمِنْبَرِ , ثُمَّ عَادَ، فَلَمَّا فَرَغَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ , فَقَالَ: أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّمَا صَنَعْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا، وَلِتَعَلَّمُوا صَلاَتِي.".
ـ وفي رواية: "عَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ , أَنَّهُ سُئِلَ عَنِ الْمِنْبَرِ: مِنْ أَيِّ عُودٍ هُوَ؟ قَالَ: أَمَا وَاللهِ، إِنِّي لأَعْرِفُ مِنْ أَيِّ عُودٍ هُوَ , وَأَعْرِفُ مَنْ عَمِلَهُ , وَأَيُّ يَوْمٍ صُنِعَ , وَأَيُّ يَوْمٍ وُضِعَ , وَرَأَيْتُ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أَوَّلَ يَوْمٍ جَلَسَ عَلَيْهِ , أَرْسَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى امْرَأَةٍ لَهَا غُلاَمٌ نَجَّارٌ , فَقَالَ لَهَا: مُرِي غُلاَمَكِ النَّجَّارَ أَنْ يَعْمَلَ لِي أَعْوَادًا، أَجْلِسُ عَلَيْهَا إِذَا كَلَّمْتُ النَّاسَ , فَأَمَرَتْهُ , فَذَهَبَ إِلَى الْغَابَةِ , فَقَطَعَ طَرْفَاءَ , فَعَمِلَ الْمِنْبَرَ ثَلاَثَ دَرَجَاتٍ , فَأَرْسَلَتْ بِهِ إِلَى النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم، فَوُضِعَ فِي مَوْضِعِهِ هَذَا الَّذِي تَرَوْنَ , فَجَلَسَ عَلَيْهِ أَوَّلَ يَوْمٍ وُضِعَ , فَكَبَّرَ وَهُوَ عَلَيْهِ , ثُمَّ رَكَعَ , ثُمَّ نَزَلَ الْقَهْقَرَى , فَسَجَدَ وَسَجَدَ النَّاسُ مَعَهُ , ثُمَّ عَادَ حَتَّى فَرَغَ , فَلَمَّا انْصَرَفَ، قَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ , إِنَّمَا فَعَلْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا بِي، وَلِتَعَلَّمُوا صَلاَتِي. فَقِيلَ لِسَهْلٍ: هَلْ كَانَ مِنْ شَأْنِ الْجِذْعِ مَا يَقُولُ النَّاسُ؟ قَالَ: قَدْ كَانَ مِنْهُ الَّذِي كَانَ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ أَبِي حَازِمٍ، قَالَ: أَتَوْا سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، فَقَالُوا: مِنْ أَيِّ شَيْءٍ مِنْبَرُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَا بَقِيَ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ أَعلَمُ بِهِ مِنِّي، قَالَ: هُوَ مِنْ أَثْلِ الْغَابَةِ، وَعَمِلَهُ فُلاَنٌ مَوْلَى فُلانَةَ، لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَسْتَنِدُ إِلَى جِذْعٍ فِي الْمَسْجِدِ، يُصَلِّي إِلَيْهِ إِذَا خَطَبَ، فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ فَقَعَدَ عَلَيْهِ حَنَّ الْجِذْعُ، قَالَ: فَأَتَاهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَوَطَّدَهُ.".
أخرجه الحُميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
ــــــــــ
طرفاء الغابة: الطرفاء شجر، والغابة حديقة ذات شجر كثير من عوالي المدينة.
ــــــــــ
* * *
حَدِيثُ أَيْمَنَ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/302)
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَى شَجَرَةٍ , أَوْ نَخْلَةٍ، فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنَ الأَنْصَارِ , أَوْ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ , أَلاَ نَجْعَلُ لَكَ مِنْبَرًا؟ قَالَ: إِنْ شِئْتُمْ , فَجَعَلُوا لَهُ مِنْبَرًا، فَلَمَّا كَانَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ دُفِعَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَصَاحَتِ النَّخْلَةُ صِيَاحَ الصَّبِيِّ، ثُمَّ نَزَلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَضَمَّهُ إِلَيْهِ , تَئِنُّ أَنِينَ الصَّبِيِّ الَّذِي يُسَكَّنُ، قَالَ: كَانَتْ تَبْكِي عَلَى مَا كَانَتْ تَسْمَعُ مِنَ الذِّكْرِ عِنْدَهَا.".
يأتي، إن شاء الله تعالى ().
وَحَدِيثُ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ,
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْطُبُ إِلَى جِذْعٍ فَلَمَّا اتَّخَذَ الْمِنْبَرَ ذَهَبَ إِلَى الْمِنْبَرِ , فَحَنَّ الْجِذْعُ , فَأَتَاهُ فَاحْتَضَنَهُ فَسَكَنَ , فَقَالَ: لَوْ لَمْ أَحْتَضِنْهُ لَحَنَّ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ.".
يأتي، إن شاء الله تعالى ().
* * *
باب الأذان يوم الجمعة
عَنِ الزُّهْرِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ السَّائِبَ بْنَ يَزِيدَ يَقُولُ:
"إِنَّ الأَذَانَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، كَانَ أَوَّلُهُ حِينَ يَجْلِسُ الإِمَامُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى الْمِنْبَرِ، فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِى بَكْرٍ، وعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا.".
فَلَمَّا كَانَ فِي خِلاَفَةِ عُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، وَكَثُرُوا، أَمَرَ عُثْمَانُ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِالأَذَانِ الثَّالِثِ، فَأُذِّنَ بِهِ عَلَى الزَّوْرَاءِ، فَثَبَتَ الأَمْرُ عَلَى ذَلِكَ.
ـ وفي رواية: "عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّ الَّذِي زَادَ التَّأْذِينَ الثَّالِثَ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، حِينَ كَثُرَ أَهْلُ الْمَدِينَةِ، وَلَمْ يَكُنْ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مُؤَذِّنٌ غَيْرَ وَاحِدٍ، وَكَانَ التَّأْذِينُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ حِينَ يَجْلِسُ الإِمَامُ، يَعْنِي عَلَى الْمِنْبَرِ.".
ـ وفي رواية: "لَمْ يَكُنْ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ مُؤَذِّنٌ وَاحِدٌ، فِي الصَّلَوَاتِ كُلِّهَا، فِي الْجُمُعَةِ وَغَيْرِهَا، يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ، قَالَ: كَانَ بِلاَلٌ يُؤَذِّنُ إِذَا جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَيُقِيمُ إِذَا نَزَلَ، وَلأَبِي بَكْرٍ، وعُمَرَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، حَتَّى كَانَ عُثْمَانُ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة، وابن حِبان.
* * *
نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[30 - 07 - 09, 10:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 55 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب ما جاء في الخطبة
عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، قَالَ: حَدَّثَنَا جَابِرُ بْنُ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
"بَيْنَمَا نَحْنُ نُصَلِّي الْجُمُعَةَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذْ أَقْبَلَتْ عِيرٌ تَحْمِلُ طَعَامًا، قَالَ: فَالْتَفَتُوا إِلَيْهَا، حَتَّى مَا بَقِيَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً، فَنَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/303)
ـ وفي رواية: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْطُبُ قَائِمًا، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَجَاءَتْ عِيرٌ مِنَ الشَّامِ، فَانْفَتَلَ النَّاسُ إِلَيْهَا، حَتَّى لَمْ يَبْقَ إِلاَّ اثْنَا عَشَرَ رَجُلاً، فَأُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، الَّتِي فِي الْجُمُعَةِ: {وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا}.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حُميد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، وأبو يعلَى، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ السُّلَمِيِّ، قَالَ: كُنْتُ إِلَى جَنْبِ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ، وَبِشْرٌ يَخْطُبُنَا، فَلَمَّا دَعَا رَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ عُمَارَةُ، يَعْنِي: قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ، أَوْ هَاتَيْنِ الْيُدَيَّتَيْنِ،
"رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُوَ يَخْطُبُ، إِذَا دَعَا، يَقُولُ هَكَذَا، وَرَفَعَ السَّبَّابَةَ وَحْدَهَا.".
ـ وفي رواية: "عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ، أَنَّهُ رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ، رَافِعًا يَدَيْهِ، يُشِيرُ بِإِصْبَعَيْهِ يَدْعُو، فَقَالَ: لَعَنَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ، رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ يَدْعُو، وَهُوَ يُشِيرُ بِإِصْبَعٍ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ، قَالَ: رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ رَافِعًا يَدَيْهِ يَدْعُو، عَلَى الْمِنْبَرِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَالَ: فَسَبَّهُ، وَقَالَ: لقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، وَمَا يَقُولُ إِلاَّ بِإِصْبِعِهِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِالسَّبَّابَةِ عِنْدَ الْخَاصِرَةِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ حُصَيْنٍ، عَنْ عُمَارَةَ بْنِ رُوَيْبَةَ، قَالَ: رَأَى بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ عَلَى الْمِنْبَرِ، رَافِعًا يَدَيْهِ، فَقَالَ: قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ بِيَدِهِ هَكَذَا، وَأَشَارَ بِإِصْبَعِهِ الْمُسَبِّحَةِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، قَالَ: رَأَى عُمَارَةُ بْنُ رُوَيْبَةَ بِشْرَ بْنَ مَرْوَانَ، وَهُوَ يَدْعُو، فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ، فَقَالَ عُمَارَةُ: قَبَّحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيَدَيْنِ. قَالَ زَائِدَةُ: قَالَ حُصَيْنٌ: حَدَّثَنِي عُمَارَةُ، قَالَ: لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، مَا يَزِيدُ عَلَى هَذِهِ، يَعْنِي السَّبَّابَةَ الَّتِي تَلِي الإِبْهَامَ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ حُصَيْنٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُمَارَةَ بْنَ رُوَيْبَةَ الثَّقَفِيَّ، وَبِشْرُ بْنُ مَرْوَانَ يَخْطُبُ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، فَقَالَ عُمَارَةُ: قَبَحَ اللَّهُ هَاتَيْنِ الْيُدَيَّتَيْنِ الْقُصَيِّرَتَيْنِ، لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَمَا يَزِيدُ عَلَى أَنْ يَقُولَ هَكَذَا، وَأَشَارَ هُشَيْمٌ بِالسَّبَّابَةِ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حبان.
* * *
عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ:
"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يَخْطُبُ قَائِمًا , ثُمَّ يَقْعُدُ، ثُمَّ يَقُومُ، كَمَا تَفْعَلُونَ الآنَ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , ثُمَّ يَجْلِسُ , ثُمَّ يَقُومُ فَيَخْطُبُ , قَالَ: مِثْلَ مَا تَفْعَلُونَ الْيَوْمَ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَخْطُبُ الْخُطْبَتَيْنِ، وَهُوَ قَائِمٌ , وَكَانَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمَا بِجُلُوسٍ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والترمذي , والبَزَّار، والنسائي، وابن خُزيمة , والطَّبَرَانِي , والدَّارَقُطْنِي , والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ صَفْوَانَ بْنِ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ , عَنْ أَبِيهِ ,
"أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ عَلَى الْمِنْبَرِ {وَنَادَوْا يَا مَالِكُ}.".
أخرجه الحُميدي، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي.
* * *
باب الإنصات للخطبة
عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ: أَنْصِتْ. وَالإِمَامُ يَخْطُبُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ. فَقَدْ لَغَوْتَ.".
أخرجه مالك، والحُميدي، وأحمد، والدارمي، ومسلم، وابن خُزيمة.
* * *
عَنِ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ أَنْصِتْ , وَالإِمَامُ يَخْطُبُ , فَقَدْ لَغَوْتَ.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/304)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[18 - 08 - 09, 07:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 56 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب الصلاة لمن جاء والإمام يخطب
عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ:
"دَخَلَ رَجُلٌ الْمَسْجِدَ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ: أَصَلَّيْتَ؟ قَالَ: لاَ، قَالَ: قُمْ فَصَلِّ الرَّكْعَتَيْنِ.".
ـ وفي رواية: "جَاءَ رَجُلٌ، وَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، فَقَالَ لَهُ: أَرَكَعْتَ رَكْعَتَيْنِ؟ قَالَ: لا، قَالَ: فَارْكَعْ.".
أخرجه الطَّيَالِسِي، والحُميدي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، وابن الجارود، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خُزيمة، والطَّبَرَانِي، والدَّارَقُطْنِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَخْطُبُ: إِذَا جَاءَ أَحَدُكُمْ، وَالإِمَامُ يَخْطُبُ، أَوْ قَدْ خَرَجَ، فَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ.".
أخرجه الطيالسي، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، والنسائي، والطَّبَرَانِي، والدَّارَقُطْنِي.
* * *
باب القراءة في صلاة الجمعة، وفي فجر الجمعة
عَنِ ابْنِ أَبِي رَافِعٍ , قَالَ: اسْتَخْلَفَ مَرْوَانُ أَبَا هُرَيْرَةَ عَلَى الْمَدِينَةِ , وَخَرَجَ إِلَى مَكَّةَ , فَصَلَّى لَنَا أَبُو هُرَيْرَةَ الْجُمُعَةَ , فَقَرَأَ بَعْدَ سُورَةِ الْجُمُعَةِ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ: {إِذَا جَاءَكَ الْمُنَافِقُونَ} قَالَ: فَأَدْرَكْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ حِينَ انْصَرَفَ , فَقُلْتُ لَهُ: إِنَّكَ قَرَأْتَ بِسُورَتَيْنِ كَانَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ يَقْرَأُ بِهِمَا بِالْكُوفَةِ. فَقَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ: إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ بِهِمَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ.
أخرجه أحمد، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، وابن خُزيمة.
* * *
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ , أَنَّ الضَّحَّاكَ بْنَ قَيْسٍ سَأَلَ النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ:
"مَاذَا كَانَ يَقْرَأُ بِهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الْجُمُعَةِ عَلَى إِثْرِ سُورَةِ الْجُمُعَةِ؟ فَقَالَ: كَانَ يَقْرَأُ: {هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ}.".
أخرجه مالك، وأحمد، والدارمي، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وابن خُزيمة.
* * *
عَن عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنُ هُرْمُزَ، الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ:
"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي الْجُمُعَةِ , فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ {الم تَنْزِيلُ} السَّجْدَةَ , وَ {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنسَانِ حِينٌ مِّنَ الدَّهْرِ}.".
أخرجه أحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وابن ماجة، والنسائي.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاَةِ الْفَجْرِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ: {الَم تَنْزِيلُ} السَّجْدَةُ , وَ {هَلْ أَتَى عَلَى الإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ}.
"وَأَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يَقْرَأُ فِي صَلاَةِ الْجُمُعَةِ , سُورَةَ الْجُمُعَةِ وَالْمُنَافِقِينَ.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، ومسلم، والترمذي , والنسائي , وأبو يعلَى، وابن خزيمة، وأبو عَوَانَة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/305)
نرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[18 - 08 - 09, 07:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 57 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
أبواب صلاة السفر
عَنْ يَعْلَى بْنِ أُمَيَّةَ , قَالَ: قُلْتُ لِعُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ: {لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلاَةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا} , فَقَدْ أَمِنَ النَّاسُ. فَقَالَ: عَجِبْتُ مِمَّا عَجِبْتَ مِنْهُ , فَسَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ ذَلِكَ , فَقَالَ:
"صَدَقَةٌ تَصَدَّقَ اللَّهُ بِهَا عَلَيْكُمْ , فَاقْبَلُوا صَدَقَتَهُ.".
أخرجه أحمد، والدارمي , ومسلم، وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ، قَالَ:
"صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، آمَنَ مَا كَانَ، بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ.".
ـ وفي رواية: "صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، بِمِنًى، أَكْثَرَ مَا كَانَ النَّاسُ وَآمَنَهُ، رَكْعَتَيْنِ.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري , ومسلم، وأبو داود , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة، وأبو عَوَانَة، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ عَائِشَةَ , زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهَا قَالَتْ:
"فُرِضَتِ الصَّلاَةُ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ , فِي الْحَضَرِ وَالسَّفَرِ. فَأُقِرَّتْ صَلاَةُ السَّفَرِ , وَزِيدَ فِي صَلاَةِ الْحَضَرِ.".
وفي رواية: "فُرِضَتِ الصَّلاَةُ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ هَاجَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَفُرِضَتْ أَرْبَعًا، وَتُرِكَتْ صَلاَةُ السَّفَرِ عَلَى الأُولَى.".
أخرجه مالك , وأحمد، وعبد بن حميد , والدارمي , والبخاري , ومسلم، وأبو داود , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ , قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عَبَّاسٍ: كَيْفَ أُصَلِّي بِمَكَّةَ، إِذَا لَمْ أُصَلِّ فِي جَمَاعَةٍ؟ قَالَ: رَكْعَتَيْنِ، سُنَّةَ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم.
ـ وفي رواية: "عَنْ مُوسَى بْنِ سَلَمَةَ، أَنَّهُ سَأَلَ ابْنَ عَبَّاسٍ، قُلْتُ: تَفُوتُنِي الصَّلاَةُ فِي جَمَاعَةٍ، وَأَنَا بِالْبَطْحَاءِ، مَا تَرَى أَنْ أُصَلِّيَ؟ قَالَ: رَكْعَتَيْنِ، سُنَّةَ أَبِي الْقَاسِم صلى الله عليه وسلم.".
أخرجه الطيالسي، وأحمد، ومسلم، والنسائي , وابن خزيمة، وأبو عَوَانَة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنَ يَزِيدَ. قَالَ: صَلَّى بِنَا عُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ، بِمِنًى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ. فَقِيلَ ذَلِكَ لِعَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ. فَاسْتَرْجَعَ. ثُمَّ قَالَ:
"صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ. وَصَلَّيْتُ مَعَ أَبِي بَكْرٍ، بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ. وَصَلَّيْتُ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ.".
فَلَيْتَ حَظِّي مِنْ أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ , رَكْعَتَانِ مُتَقَبَّلَتَانِ.
أخرجه أحمد، والدارمي , والبخاري , ومسلم، وأبو داود , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ نَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/306)
"صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَمَعَ عُثْمَانَ صَدْرًا مِنْ إِمَارَتِهِ , ثُمَّ أَتَمَّهَا.".
ـ وفي رواية: "صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ , وَأَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ , وَعُمَرُ بَعْدَ أَبِي بَكْرٍ , وَعُثْمَانُ صَدْرًا مِنْ خِلاَفَتِهِ , ثُمَّ إِنَّ عُثْمَانَ صَلَّى بَعْدُ أَرْبَعًا.".
فَكَانَ ابْنُ عُمَرَ إِذَا صَلَّى مَعَ الإِمَامِ، صَلَّى أَرْبَعًا , وَإِذَا صَلاَّهَا وَحْدَهُ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري , ومسلم، والبزار، والنسائي , وابن الجارود، وابن خزيمة، وابن حبان.
* * *
عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ:
"صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , وَأَبِى بَكْرٍ , وَعُمَرَ , وَعُثْمَانَ سِتَّ سِنِينَ، بِمِنًى , فَصَلَّوْا صَلاَةَ الْمُسَافِرِ.".
ـ وفي رواية: "خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَكَانَ يُصَلِّي صَلاَةَ السَّفَرِ , يَعْنِي رَكْعَتَيْنِ , وَمَعَ أَبِي بَكْرٍ , وَعُمَرَ , وَعُثْمَانَ سِتَّ سِنِينَ مِنْ إِمْرَتِهِ , ثُمَّ صَلَّى أَرْبَعًا.".
ـ وفي رواية: "صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، بِمِنًى صَلاَةَ الْمُسَافِرِ , وَأَبُو بَكْرٍ , وَعُمَرُ , وَعُثْمَانُ ثَمَانِيَ سِنِينَ , أَوْ قَالَ: سِتَّ سِنِينَ.".
قَالَ حَفْصٌ: وَكَانَ ابْنُ عُمَرَ يُصَلِّي بِمِنًى رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ يَأْتِي فِرَاشَهُ، فَقُلْتُ: أَيْ عَمِّ , لَوْ صَلَّيْتَ بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ؟ قَالَ: لَوْ فَعَلْتُ لأَتْمَمْتُ الصَّلاَةَ.".
أخرجه الطيالسي، وأحمد، ومسلم، والنسائي، في "الإغراب"، والسراج، وأبو عَوَانَة.
* * *
عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , قَالَ: خَرَجْنَا مَعَ ابْنِ عُمَرَ , فَصَلَّيْنَا الْفَرِيضَةَ , فَرَأَى بَعْضَ وَلَدِهِ يَتَطَوَّعُ، فَقَالَ ابْنُ عُمَرُ:
"صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , وَأَبِي بَكْرٍ , وَعُمَرَ , وَعُثْمَانَ، فِي السَّفَرِ , فَلَمْ يُصَلُّوا قَبْلَهَا , وَلاَ بَعْدَهَا.".
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَلَوْ تَطَوَّعْتُ لأَتْمَمْتُ.
ـ وفي رواية: "كُنْتُ مَعَ ابْنِ عُمَرَ فِي سَفَرٍ , فَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ، رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ قَامَ إِلَى طِنْفِسَةٍ لَهُ , فَرَأَى نَاسًا يُسَبِّحُونَ بَعْدَهَا , فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلاَءِ؟ قُلْتُ: يُسَبِّحُونَ، قَالَ: لَوْ كُنْتُ مُصَلِّيًا قَبْلَهَا , أَوْ بَعْدَهَا , لأَتْمَمْتُهَا؛ صَحِبْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم حَتَّى قُبِضَ , فَكَانَ لاَ يَزِيدُ عَلَى رَكْعَتَيْنِ , وَأَبَا بَكْرٍ حَتَّى قُبِضَ , فَكَانَ لاَ يَزِيدُ عَلَيْهِمَا , وَعُمَرُ , وَعُثْمَانُ كَذَلِكَ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ , قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ فِي طَرِيقِ مَكَّةَ، قَالَ: فَصَلَّى لَنَا الظُّهْرَ رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ أَقْبَلَ وَأَقْبَلْنَا مَعَهُ، حَتَّى جَاءَ رَحْلَهُ , وَجَلَسَ وَجَلَسْنَا مَعَهُ , فَحَانَتْ مِنْهُ الْتِفَاتَةٌ نَحْوَ حَيْثُ صَلَّى , فَرَأَى نَاسًا قِيَامًا , فَقَالَ: مَا يَصْنَعُ هَؤُلاَءِ؟ قُلْتُ: يُسَبِّحُونَ، قَالَ: لَوْ كُنْتُ مُسَبِّحًا أَتْمَمْتُ صَلاَتِي، يَا ابْنَ أَخِي؛ إِنِّي صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فِي السَّفَرِ , فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ , وَصَحِبْتُ أَبَا بَكْرٍ , فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ , وَصَحِبْتُ عُمَرَ , فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ , ثُمَّ صَحِبْتُ عُثْمَانَ , فَلَمْ يَزِدْ عَلَى رَكْعَتَيْنِ، حَتَّى قَبَضَهُ اللَّهُ , وَقَدْ قَالَ اللَّهُ، تَعَالَى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.".
ـ وفي رواية: "مَرِضْتُ مَرَضًا , فَجَاءَ ابْنُ عُمَرَ يَعُودُنِي , قَالَ: وَسَأَلْتُهُ عَنِ السُّبْحَةِ فِي السَّفَرِ؟ فَقَالَ: صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي السَّفَرِ , فَمَا رَأَيْتُهُ يُسَبِّحُ , وَلَوْ كُنْتُ مُسَبِّحًا لأَتْمَمْتُ , وَقَدْ قَالَ اللَّهُ، تَعَالَى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ}.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم، وأبو داود , وابن ماجة , والنسائي , وأبو يعلى، وابن خزيمة، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/307)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[18 - 08 - 09, 07:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 58 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملاً أبواب صلاة السفر، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، وَإِبْرَاهِيمُ بْنُ مَيْسَرَةَ. سَمِعَا أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ. يَقُولُ:
"صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ بِالْمَدِينَةِ أَرْبَعًا. وَصَلَّيْتُ مَعَهُ الْعَصْرَ بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد، والدارمي , والبخاري , ومسلم، وأبو داود , والترمذي , والنسائي.
* * *
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ , قَالَ: خَرَجْتُ مَعَ شُرَحْبِيلَ بْنِ السِّمْطِ إِلَى قَرْيَةٍ عَلَى رَأْسِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَوْ ثَمَانِيَةَ عَشَرَ مِيلاً , فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ , فَقُلْتُ لَهُ , فَقَالَ: رَأَيْتُ عُمَرَ صَلَّى بِذِي الْحُلَيْفَةِ رَكْعَتَيْنِ. فَقُلْتُ لَهُ. فَقَالَ: إِنَّمَا أَفْعَلُ كَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ.".
أخرجه أحمد، ومسلم، والنسائي.
* * *
عَنْ يَحْيَى بْنُ أَبِي إِسْحَاقَ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنْ قَصْرِ الصَّلاَةِ؟ فَقَالَ:
"سَافَرْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ إِلَى مَكَّةَ، فَصَلَّى بِنَا رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعْنَا.
فَسَأَلْتُهُ: هَلْ أَقَامَ؟ فَقَالَ: نَعَمْ، أَقَمْنَا بِمَكَّةَ عَشْرًا.".
ـ وفي رواية: "سَأَلْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ عَنِ الصَّلاَةِ فِي السَّفَرِ؟ فَقَالَ: خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْمَدِينَةِ، فَكُنَّا نُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى نَرْجِعَ إِلَى الْمَدِينَةِ. فَسَأَلْتُهُ: كَمْ أَقَمْتُمْ بِمَكَّةَ؟ قَالَ: عَشَرَةَ أَيَّامٍ.
قُلْتُ: فَبِمَ أَهْلَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لَبَّيْكَ بِعُمْرَةٍ وَحَجٍّ.".
ـ وفي رواية: "خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ يَقْصُرُ حَتَّى قَدِمْنَا مَكَّةَ، فَأَقَامَ بِهَا عَشْرَةَ أَيَّامٍ يَقْصُرُ، حَتَّى رَجَعَ، وَذَلِكَ فِي حَجِّهِ.".
ـ وفي رواية: "أَقَمْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم عَشْرًا نَقْصُرُ الصَّلاَةَ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي، والنسائي، وابن خُزيمة، وابن حِبان.
* * *
حَديث عَوْنُ بْنُ أَبِي جُحَيْفَةَ , عَنْ أَبِيهِ. قَالَ:
"أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِمَكَّةَ , وَهُوَ بِالأَبْطَحِ ... " الحديث. وفيه: "ثُمَّ صَلَّى الْعَصْرَ رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ لَمْ يَزَلْ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ حَتَّى رَجَعَ إِلَى الْمَدِينَةِ.".
سلف.
* * *
عَنِ ابْنِ شِهَابٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , قَالَ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ أَنْ تَزِيغَ الشَّمْسُ أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى وَقْتِ الْعَصْرِ، ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا، فَإِنْ زَاغَتِ الشَّمْسُ قَبْلَ أَنْ يَرْتَحِلَ صَلَّى الظُّهْرَ ثُمَّ رَكِبَ.".
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم، وأبو داود , والنسائي، وأبو عَوَانَة، والطبراني، في "الأوسط"، والدَّارَقُطْنِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ حَفْصِ بْنِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ أَنَسٍ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَجْمَعُ بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلاَتَيْنِ فِي السَّفَرِ.".
يَعْنِي الْمَغْرِبَ وَالْعِشَاءَ.
أخرجه أحمد , والبخاري.
* * *
عَنْ نَافِعٍ , أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/308)
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ , يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ نَافِعٍ؛ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ اسْتُصْرِخَ عَلَى صَفِيَّةَ , فَسَارَ فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ مَسِيرَةَ ثَلاَثِ لَيَالٍ , سَارَ حَتَّى أَمْسَى , فَقُلْتُ: الصَّلاَةَ، فَسَارَ وَلَمْ يَلْتَفِتْ , فَسَارَ حَتَّى أَظْلَمَ، فَقَالَ لَهُ سَالِمٌ , أَوْ رَجُلٌ: الصَّلاَةَ , قَدْ أَمْسَيْتَ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ، جَمَعَ مَا بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلاَتَيْنِ، وَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُجْمَعَ بَيْنَهُمَا , فَسِيرُوا، فَسَارَ حَتَّى غَابَ الشَّفَقُ , ثُمَّ نَزَلَ فَجَمَعَ بَيْنَهُمَا.".
ـ وفي رواية: "عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛ كَانَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ , جَمَعَ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، بَعْدَ مَا يَغِيبُ الشَّفَقُ , وَيَقُولُ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ , جَمَعَ بَيْنَهُمَا.
ـ وفي رواية: "عَنْ نَافِعٍ، قَالَ: أَقْبَلْنَا مَعَ ابْنِ عُمَرَ مِنْ مَكَّةَ، وَنَحْنُ نَسِيرُ مَعَهُ , وَمَعَهُ حَفْصُ بْنُ عَاصِمِ بْنِ عُمَرَ , وَمُسَاحِقُ بْنُ عَمْرِو بْنِ خِدَاشٍ , فَغَابَتْ لَنَا الشَّمْسُ , فَقَالَ أَحَدُهُمَا: الصَّلاَةَ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ , ثُمَّ قَالَ لَهُ الآخَرُ: الصَّلاَةَ، فَلَمْ يُكَلِّمْهُ , فَقَالَ نَافِعٌ فَقُلْتُ لَهُ: الصَّلاَةَ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا عَجِلَ بِهِ السَّيْرُ، جَمَعَ مَا بَيْنَ هَاتَيْنِ الصَّلاَتَيْنِ.".
فَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَجْمَعَ بَيْنَهُمَا، قَالَ: فَسِرْنَا أَمْيَالاً , ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى.
قَالَ يَحْيَى: فَحَدَّثَنِي نَافِعٌ هَذَا الْحَدِيثَ، مَرَّةً أُخْرَى , فَقَالَ: سِرْنَا إِلَى قَرِيبٍ مِنْ رُبُعِ اللَّيْلِ , ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى.
أخرجه مالك وأحمد , والحميدي , ومسلم، وأبو داود , والترمذي، والبَزَّار , والنسائي , وابن خزيمة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، والدَّارَقُطْنِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ؛
"رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَجْمَعُ بَيْنَ الْمَغْرِبِ وَالْعِشَاءِ، إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ.".
ـ وفي رواية: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ فِي السَّفَرِ , يُؤَخِّرُ صَلاَةَ الْمَغْرِبِ , حَتَّى يَجْمَعَ بَيْنَهَا وَبَيْنَ الْعِشَاءِ.".
قَالَ سَالِمٌ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يَفْعَلُهُ إِذَا أَعْجَلَهُ السَّيْرُ، وَيُقِيمُ الْمَغْرِبَ فَيُصَلِّيهَا ثَلاَثًا، ثُمَّ يُسَلِّمُ، ثُمَّ قَلَّمَا يَلْبَثُ حَتَّى يُقِيمَ الْعِشَاءَ، فَيُصَلِّيهَا رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يُسَلِّمُ وَلاَ يُسَبِّحُ بَيْنَهَا بِرَكْعَةٍ، وَلاَ بَعْدَ الْعِشَاءِ بِسَجْدَةٍ، حَتَّى يَقُومَ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ.
أخرجه الحميدي , وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , والنسائي , وأبو يعلى، وابن خزيمة، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ أَسْلَمَ الْعَدَوِيِّ , قَالَ: كُنْتُ مَعَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , بِطَرِيقِ مَكَّةَ، فَبَلَغَهُ عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ أَبِي عُبَيْدٍ شِدَّةُ وَجَعٍ، فَأَسْرَعَ السَّيْرَ، حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ غُرُوبِ الشَّفَقِ، ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ وَالْعَتَمَةَ، يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا، وَقَالَ:
"إِنِّي رَأَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، إِذَا جَدَّ بِهِ السَّيْرُ، أَخَّرَ الْمَغْرِبَ وَجَمَعَ بَيْنَهُمَا.".
أخرجه البخاري، والبيهقي.
* * *
عَنْ إِسْمَاعِيلَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , شَيْخٌ مِنْ قُرَيْشٍ , قَالَ: صَحِبْتُ ابْنَ عُمَرَ إِلَى الْحِمَى , فَلَمَّا غَرَبَتِ الشَّمْسُ، هِبْتُ أَنْ أَقُولَ لَهُ: الصَّلاَةَ , فَسَارَ حَتَّى ذَهَبَ بَيَاضُ الأُفُقِ، وَفَحْمَةُ الْعِشَاءِ , ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ ثَلاَثَ رَكَعَاتٍ , ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ عَلَى إِثْرِهَا , ثُمَّ قَالَ: هَكَذَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَفْعَلُ.
أخرجه الحُمَيْدِي، والشافعي، وأحمد، والنَّسَّائِي، والبَيْهَقِي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، نواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/309)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[18 - 08 - 09, 08:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 59 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدة، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب الجمع بين الصلاتين
عَنْ جَابِرِ بْنِ زَيْدٍ , أَنَّهُ سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:
"صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , ثَمَانِيًا جَمِيعًا , وَسَبْعًا جَمِيعًا.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، صَلَّى بِالْمَدِينَةِ سَبْعًا وَثَمَانِيًا: الظُّهْرَ وَالعَصْرَ، وَالمَغْرِبَ وَالعِشَاءَ.".
أخرجه الطيالسي، والحميدي , وابن أبي شَيبة، وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو دلود , والنسائي، وأبو يَعْلَى، وابن حِبَّان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
أبواب صلاة العيدين
عَنْ حُمَيْدٍ , قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ , قَالَ:
"قَدِمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَدِينَةَ , وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ , قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الْفِطْرِ , وَيَوْمَ النَّحْرِ.".
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , وأبو داود , والنسائي، والحاكم، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
"إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمَ الْفِطْرِ، فَبَدَأَ بِالصَّلاَةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ.".
قَالَ: وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ أَرْسَلَ إِلَى ابْنِ الزُّبَيْرِ، فِي أَوَّلِ مَا بُويِعَ لَهُ:
"إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ يُؤَذَّنُ بِالصَّلاَةِ يَوْمَ الْفِطْرِ، إِنَّمَا الْخُطْبَةُ بَعْدَ الصَّلاَةِ.".
وَأَخْبَرَنِي عَطَاءٌ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالاَ:
"لَمْ يَكُنْ يُؤَذَّنُ يَوْمَ الْفِطْرِ، وَلاَ يَوْمَ الأَضْحَى.".
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ: سَمِعْتُهُ يَقُولُ:
"إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَامَ، فَبَدَأَ بِالصَّلاَةِ، ثُمَّ خَطَبَ النَّاسَ بَعْدُ، فَلَّمَا فَرَغَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَزَلَ، فَأَتَى النِّسَاءَ، فَذَكَّرَهُنَّ، وَهْوَ يَتَوَكَّأُ عَلَى يَدِ بِلاَلٍ، وَبِلاَلٌ بَاسِطٌ ثَوْبَهُ، يُلْقِي فِيهِ النِّسَاءُ صَدَقَةً.".
قُلْتُ لِعَطَاءٍ: أَتَرَى حَقًّا عَلَى الإِمَامِ الآنَ أَنْ يَأْتِيَ النِّسَاءَ، فَيُذَكِّرَهُنَّ حِينَ يَفْرُغُ؟ قَالَ: إِنَّ ذَلِكَ لَحَقٌّ عَلَيْهِمْ، وَمَا لَهُمْ أَنْ لاَ يَفْعَلُوا.
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن خُزيمة، والبيهقي.
* * *
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرٍ، قَالَ:
"شَهِدْتُ الصَّلاَةَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فِي يَوْمِ عِيدٍ، فَبَدَأَ بِالصَّلاَةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلاَ إِقَامَةٍ، فَلَمَّا قَضَى الصَّلاَةَ، قَامَ مُتَوَكِّئاً عَلَى بِلاَلٍ، فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ، وَحَثَّهُمْ عَلَى طَاعَتِهِ، ثُمَّ مَضَى إِلَى النِّسَاءِ، وَمَعَهُ بِلاَلٌ، فَأَمَرَهُنَّ بِتَقْوَى اللهِ، وَوَعَظَهُنَّ، وَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، وَحَثَّهُنَّ عَلَى طَاعَتِهِ، ثُمَّ قَالَ: تَصَدَّقْنَ، فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ. فَقَالَتِ امْرَأَةٌ مِنْ سَفِلَةِ النِّسَاءِ، سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: لأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/310)
وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، فَجَعَلْنَ يَنْزِعْنَ حُلِيَّهُنَّ، وَقَلاَئِدَهُنَّ، وَقِرَطَتَهُنَّ، وَخَوَاتِيمَهُنَّ، يَقْذِفْنَ بِهِ فِي ثَوْبِ بِلاَلٍ، يَتَصَدَّقْنَ بِهِ.".
ـ وفي رواية: "شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّلاَةَ يَوْمَ الْعِيدِ، فَبَدَأَ بِالصَّلاَةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ، بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلاَ إِقَامَةٍ، ثُمَّ قَامَ مُتَوَكِّئًا عَلَى بِلاَلٍ، فَأَمَرَ بِتَقْوَى اللهِ، وَحَثَّ عَلَى طَاعَتِهِ، وَوَعَظَ النَّاسَ وَذَكَّرَهُمْ، ثُمَّ مَضَى حَتَّى أَتَى النِّسَاءَ، فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ، فَقَالَ: تَصَدَّقْنَ، فَإِنَّ أَكْثَرَكُنَّ حَطَبُ جَهَنَّمَ، فَقَامَتِ امْرَأَةٌ مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ، سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ، فَقَالَتْ: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: لأَنَّكُنَّ تُكْثِرْنَ الشَّكَاةَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ، قَالَ: فَجَعَلْنَ يَتَصَدَّقْنَ مِنْ حُلِيِّهِنَّ، يُلْقِينَ فِي ثَوْبِ بِلاَلٍ مِنْ أَقْرِطَتِهِنَّ وَخَوَاتِمِهِنَّ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن الجارود، والنسائي , وأبو يعلى، وابن خزيمة، والدَّارَقُطْنِي، والبَيْهَقِي.
ــــــــــ
سَفِلَةِ النِّسَاءِ، أي من النازلات رتبةً، لا من عِليتهن وخيارهن حسبًا ونسبًا.
وفي الرواية: مِنْ سِطَةِ النِّسَاءِ: قَالَ القَاضِي عياض: معناه من خيارهن، والوسط العدل، الخيار، قَالَ: وزعم حُذاق شيوخِنا أن هذا الحرف مُغَيَّر في كتاب مسلم، وأن صوابه: "من سفلة النساء" وكذا رواه ابن أبي شَيْبَة في مسنده، والنَّسَائِيّ في سننه، وفي رواية لابن أبي شَيْبَة: امْرَأَة ليست من عِلية النساء، وهذا ضد التفسير الأول، ويُعضده قوله بعده: سفعاء الخدين
قال النووي: هذا كلام القَاضِي، وهذا الذي ادعوه من تغيير الكلمة غير مقبول، بل هي صحيحة، وليس المراد بها: من خيار النساء، كَمَا فسره هو، بل المراد: امْرَأَة من وسط النساء، جالسة في وسطهن. "شرح النووي" 6/ 175.
سَفْعَاءُ الْخَدَّيْنِ؛ أي بهما سواد مشرب بحمرة.
الْعَشِيرَ؛ الزوج، وكل معاشر لهن.
أَقْرِطَتِهِنَّ؛ جمع قرط، وهو كل ماعلق من شحمة الأذن.
ــــــــــ
* * *
عَنْ طَاوُوسٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ:
"شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ , فَبَدَؤُوا بِالصَّلاَةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى الْعِيدَ , بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلاَ إِقَامَةٍ.".
ـ وفي رواية: "شَهِدْتُ العِيدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَأَبِي بَكْرٍ، وَعُمَرَ، وَعُثْمَانَ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ، فَكُلُّهُمْ كَانُوا يُصَلُّونَ قَبْلَ الخُطْبَةِ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والبزار، وابن الجارود، وابن خزيمة، والطَّبَرَانِي , والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَابِسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ؛
"وَسُئِلَ: هَلْ شَهِدْتَ الْعِيدَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: نَعَمْ، وَلَوْلاَ قَرَابَتِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ، مِنَ الصِّغَرِ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ خَطَبَ، ثُمَّ أَتَى الْعَلَمَ الَّذِي عِنْدَ دَارِ كَثِيرِ بْنِ الصَّلْتِ، فَوَعَظَ النِّسَاءَ وَذَكَّرَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَأَهْوَيْنَ إِلَى آذَانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ فَتَصَدَّقْنَ بِهِ، قَالَ: فَدَفَعْنَهُ إِلَى بِلاَلٍ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/311)
ـ وفي رواية: "سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , سَأَلَهُ رَجُلٌ: شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم الْعِيدَ، أَضْحًى، أَوْ فِطْرًا؟ قَالَ: نَعَمْ , وَلَوْلاَ مَكَانِي مِنْهُ مَا شَهِدْتُهُ , يَعْنِي مِنْ صِغَرِهِ , قَالَ: خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى , ثُمَّ خَطَبَ، وَلَمْ يَذْكُرْ أَذَانًا وَلاَ إِقَامَةً، ثُمَّ أَتَى النِّسَاءَ , فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَرَأَيْتُهُنَّ يَهْوِينَ إِلَى آذَانِهِنَّ وَحُلُوقِهِنَّ، يَدْفَعْنَ إِلَى بِلاَلٍ، ثُمَّ ارْتَفَعَ هُوَ وَبِلاَلٌ إِلَى بَيْتِهِ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد , والبخاري , وأبو داود , النسائي، وأبو يَعْلَى، وابن حِبَّان , والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
ــــــــــ
الْعَلَم، المنار والجبل.
ــــــــــ
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[18 - 08 - 09, 08:02 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 60 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملاً أبواب صلاة العيدين، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ , قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:
"أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهُ صَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ، يَوْمَ الْعِيدِ، ثُمَّ خَطَبَ، فَرَأَى أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ، فَأَتَاهُنَّ، فَوَعَظَهُنَّ وَذَكَّرَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، وَمَعَهُ بِلاَلٌ قَائِلٌ بِثَوْبِهِ هَكَذَا، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي الْخَاتَِمَ، وَالْخُرْصَ، وَالشَّيْءَ.".
ـ وفي رواية: "أَشْهَدُ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , أَنَّهُ صَلَّى قَبْلَ الْخُطْبَةِ , ثُمَّ خَطَبَ , فَيَرَى أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ , فَأَتَاهُنَّ , وَمَعَهُ بِلاَلٌ نَاشِرًا ثَوْبَهُ , فَوَعَظَهُنَّ , وَأَمَرَهُنَّ أَنْ يَتَصَدَّقْنَ , فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي.".
وَأَشَارَ أَيُّوبُ إِلَى أُذُنِهِ وَإِلَى حَلْقِهِ، كَأَنَّهُ يُرِيدُ التُّومَةَ وَالْقِلاَدَةَ.
ـ وفي رواية: "عَنْ عَطَاءٍ , قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ , قَالَ: أَشْهَدُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ـ أَوْ قَالَ عَطَاءٌ: أَشْهَدُ عَلَى ابْنِ عَبَّاسٍ ـ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ، وَمَعَهُ بِلاَلٌ، فَظَنَّ أَنَّهُ لَمْ يُسْمِعِ النِّسَاءَ , فَوَعَظَهُنَّ، وَأَمَرَهُنَّ بِالصَّدَقَةِ، فَجَعَلَتِ الْمَرْأَةُ تُلْقِي الْقُرْطَ وَالْخَاتَمَ، وَبِلاَلٌ يَأْخُذُ فِي طَرَفِ ثَوْبِهِ.".
أخرجه الحميدي , وابن أبي شيبة، وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والنسائي , وابن خزيمة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي , والحاكم، والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
ــــــــــ
قَائِلٌ بِثَوْبِهِ؛ أي فاتحا ثوبه للأخذ فيه.
الْخُرْص، حَلْقة الذهب والفضة.
ــــــــــ
* * *
عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ,
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْرُجُ يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ. فَيَبْدَأُ بِالصَّلاَةِ. فَإِذَا صَلَّى صَلاَتَهُ وَسَلَّمَ , قَامَ فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ , وَهُمْ جُلُوسٌ فِي مُصَلاَّهُمْ. فَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ بِبَعْثٍ , ذَكَرَهُ لِلنَّاسِ. أَوْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بِغَيْرِ ذَلِكَ , أَمَرَهُمْ بِهَا. وَكَانَ يَقُولُ: تَصَدَّقُوا. تَصَدَّقُوا. تَصَدَّقُوا. وَكَانَ أَكْثَرَ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ. ثُمَّ يَنْصَرِفُ. فَلَمْ يَزَلْ كَذَلِكَ حَتَّى كَانَ مَرْوَانُ بْنُ الْحَكَمِ. فَخَرَجْتُ مُخَاصِرًا مَرْوَانَ. حَتَّى أَتَيْنَا الْمُصَلَّى. فَإِذَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/312)
كَثِيرُ بْنُ الصَّلْتِ قَدْ بَنَى مِنْبَرًا مِنْ طِينٍ وَلَبِنٍ , فَإِذَا مَرْوَانُ يُنَازِعُنِي يَدَهُ. كَأَنَّهُ يَجُرُّنِي نَحْوَ الْمِنْبَرِ. وَأَنَا أَجُرُّهُ نَحْوَ الصَّلاَةِ. فَلَمَّا رَأَيْتُ ذَلِكَ مِنْهُ قُلْتُ: أَيْنَ الاِبْتِدَاءُ بِالصَّلاَةِ؟ فَقَالَ: لاَ. يَا أَبَا سَعِيدٍ قَدْ تُرِكَ مَا تَعْلَمُ. قُلْتُ: كَلاَّ. وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لاَ تَأْتُونَ بِخَيْرٍ مِمَّا أَعْلَمُ ـ ثَلاَثَ مِرَارٍ ـ ثُمَّ انْصَرَفَ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم , وَأَبَا بَكْرٍ , وَعُمَرَ , كَانَُوا يَبْدَؤُونَ بِالصَّلاَةِ قَبْلَ الْخُطْبَةِ , فِي الْعِيدِ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي فِي الْعِيدَيْنِ، الأَضْحَى وَالْفِطْرَ، ثُمَّ يَخْطُبُ بَعْدَ الصَّلاَةِ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي، والبَزَّار , والنسائي , وابن خزيمة، وابن حبان، والدَّارَقُطْني، والحاكم، والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ , قَالَتْ: كُنَّا نَمْنَعُ جَوَارِيَنَا أَنْ يَخْرُجْنَ يَوْمَ الْعِيدِ، فَجَاءَتِ امْرَأَةٌ فَنَزَلَتْ قَصْرَ بَنِي خَلَفٍ , فَأَتَيْتُهَا فَحَدَّثَتْ أَنَّ زَوْجَ أُخْتِهَا غَزَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم ثِنْتَىْ عَشْرَةَ غَزْوَةً , فَكَانَتْ أُخْتُهَا مَعَهُ فِي سِتِّ غَزَوَاتٍ , فَقَالَتْ فَكُنَّا نَقُومُ عَلَى الْمَرْضَى وَنُدَاوِي الْكَلْمَى، فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللهِ: عَلَى إِحْدَانَا بَأْسٌ إِذَا لَمْ يَكُنْ لَهَا جِلْبَابٌ أَنْ لاَ تَخْرُجَ؟ فَقَالَ: لِتُلْبِسْهَا صَاحِبَتُهَا مِنْ جِلْبَابِهَا فَلْيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُؤْمِنِينَ , قَالَتْ حَفْصَةُ: فَلَمَّا قَدِمَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ أَتَيْتُهَا فَسَأَلْتُهَا , أَسَمِعْتِ فِي كَذَا وَكَذَا؟ قَالَتْ: نَعَمْ بِأَبِي , وَقَلَّمَا ذَكَرَتِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم إِلاَّ قَالَتْ بِأَبِي؟ قَالَتْ: لِيَخْرُجِ الْعَوَاتِقُ ذَوَاتُ الْخُدُورِ - أَوْ قَالَتْ الْعَوَاتِقُ وَذَوَاتُ الْخُدُورِ - شَكَّ أَيُّوبُ , وَالْحُيَّضُ وَيَعْتَزِلُ الْحُيَّضُ الْمُصَلَّى وَلْيَشْهَدْنَ الْخَيْرَ وَدَعْوَةَ الْمُؤْمِنِينَ , قَالَتْ: فَقُلْتُ لَهَا: آلْحُيَّضُ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. أَلَيْسَ الْحَائِضُ تَشْهَدُ عَرَفَاتٍ وَتَشْهَدُ كَذَا وَتَشْهَدُ كَذَا.
أخرجه الحميدي , وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
ــــــــــ
الْعَوَاتِقُ؛ جمع عاتق، وهي الجارية البالغة.
الْخُدُورِ؛ البيوت.
ــــــــــ
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ , عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ , قَالَتْ:
"أَمَرَنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَنْ نُخْرِجَ , فِي الْعِيدَيْنِ , الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ. وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
حَدِيثُ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ،
"خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ إِلَىَ الْمُصَلَّى , فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ , فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ , تَصَدَّقْنَ ... " الحديث.
سَلَف.
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[08 - 09 - 09, 10:39 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة 61 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/313)
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدة، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبنيالزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
أبواب الاستسقاء
عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: قَالَ أَنَسٌ:
"إِنِّي لَقَاعِدٌ عِنْدَ الْمِنْبَرِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ، إِذْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ: يَا رَسُولَ اللهِ، حُبِسَ الْمَطَرُ، هَلَكَتِ الْمَوَاشِي، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنَا. قَالَ أَنَسٌ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا أَرَى فِي السَّمَاءِ مِنْ سَحَابٍ، فَأُلِّفَ بَيْنَ السَّحَابِ (قَالَ حَجَّاجٌ: فَأَلَّفَ اللَّهُ بَيْنَ السَّحَابِ)، فَوَأَلْنَا (قَالَ حَجَّاجٌ: سَعَيْنَا) حَتَّى رَأَيْتُ الرَّجُلَ الشَّدِيدَ تَهُمُّهُ نَفْسُهُ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ، فَمُطِرْنَا سَبْعًا، وَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ فِي الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ، إِذْ قَالَ بَعْضُ أَهْلِ الْمَسْجِدِ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، حُبِسَ السُّفَّارُ، ادْعُ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، أَنْ يَرْفَعَهَا عَنَّا، قَالَ: فَرَفَعَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، قَالَ: فَتَقَوَّرَ مَا فَوْقَ رَأْسِنَا مِنْهَا، حَتَّى كَأَنَّا فِي إِكْلِيلٍ، يُمْطَرُ مَا حَوْلَنَا وَلاَ نُمْطَرُ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ النَّاسَ قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَ الْمَالُ، وَأَقْحَطْنَا، يَا رَسُولَ اللهِ، وَهَلَكَ الْمَالُ، فَاسْتَسْقِ لَنَا، فَقَامَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَاسْتَسْقَى (وَوَصَفَ حَمَّادٌ، وَبَسَطَ يَدَيْهِ حِيَالَ صَدْرِهِ، وَبَطْنُ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي الأَرْضَ) وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعَةٌ، فَمَا انْصَرَفَ حَتَّى أَهَمَّتِ الشَّابَّ الْقَوِيَّ نَفْسُهُ، أَنْ يَرْجِعَ إِلَى أَهْلِهِ، فَمُطِرْنَا إِلَى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، تَهَدَّمَ الْبُنْيَانُ، وَانْقَطَعَ الرُّكْبَانُ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَكْشُِطَهَا عَنَّا، فَضَحِكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، فَانْجَابَتْ، حَتَّى كَانَتِ الْمَدِينَةُ كَأَنَّهَا فِي إِكْلِيلٍ.".
ـ وفي رواية: "كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ، فَقَامَ النَّاسُ فَصَاحُوا، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، قَحَطَ الْمَطَرُ، وَاحْمَرَّتِ الشَّجَرُ، وَهَلَكَتِ الْبَهَائِمُ، فَادْعُ اللَّهَ يَسْقِينَا، فَقَالَ: اللَّهُمَّ اسْقِنَا، مَرَّتَيْنِ، وَايْمُ اللهِ، مَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً مِنْ سَحَابٍ، فَنَشَأَتْ سَحَابَةٌ وَأَمْطَرَتْ، وَنَزَلَ عَنِ الْمِنْبَرِ فَصَلَّى، فَلَمَّا انْصَرَفَ، لَمْ تَزَلْ تُمْطِرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الَّتِي تَلِيهَا، فَلَمَّا قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ صَاحُوا إِلَيْهِ: تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، وَانْقَطَعَتِ السُّبُلُ، فَادْعُ اللَّهَ يَحْبِسُهَا عَنَّا، فَتَبَسَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، فَكَشَفَتِ الْمَدِينَةُ، فَجَعَلَتْ تُمْطِرُ حَوْلَهَا، وَلاَ تَمْطُرُ بِالْمَدِينَةِ قَطْرَةً، فَنَظَرْتُ إِلَى الْمَدِينَةِ وَإِنَّهَا لَفِي مِثْلِ الإِكْلِيلِ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/314)
ـ وفي رواية: "أَصَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَحْطٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ، إِذْ قَامَ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَتِ الْكُرَاعُ، هَلَكَتِ الشَّاءُ، فَادْعُ اللَّهَ يَسْقِينَا، فَمَدَّ يَدَيْهِ وَدَعَا، قَالَ أَنَسٌ: وَإِنَّ السَّمَاءَ لَمِثْلُ الزُّجَاجَةِ، فَهَاجَتْ رِيحٌ أَنْشَأَتْ سَحَابًا، ثُمَّ اجْتَمَعَ، ثُمَّ أَرْسَلَتِ السَّمَاءُ عَزَالِيَهَا، فَخَرَجْنَا نَخُوضُ الْمَاءَ حَتَّى أَتَيْنَا مَنَازِلَنَا، فَلَمْ نَزَلْ نُمْطَرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقَامَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ، أَوْ غَيْرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، فَادْعُ اللَّهَ يَحْبِسْهُ، فَتَبَسَّمَ، ثُمَّ قَالَ: حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، فَنَظَرْتُ إِلَى السَّحَابِ تَصَدَّعَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ كَأَنَّهُ إِكْلِيلٌ.".
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي , وأبو يعلى، وابن خزيمة، وابن حِبان.
ــــــــــ
فَوَأَلْنَا؛ أي لجأنا، يعني إلى البيوت.
إكليل؛ هو كل ما أحاط بشيء، ومعناه أحاط المطر بالمدينة.
ــــــــــ
* * *
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ الأَنْصَارِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ، قَالَ:
"أَصَابَتِ النَّاسَ سَنَةٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ عَلَى الْمِنْبَرِ، يَوْمَ الْجُمُعَةِ، قَامَ أَعْرَابِيٌّ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَ الْمَالُ، وَجَاعَ الْعِيَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا أَنْ يَسْقِيَنَا، قَالَ: فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، وَمَا فِي السَّمَاءِ قَزَعَةٌ، قَالَ: فَثَارَ سَحَابٌ أَمْثَالُ الْجِبَالِ، ثُمَّ لَمْ يَنْزِلْ عَنْ مِنْبَرِهِ، حَتَّى رَأَيْتُ الْمَطَرَ يَتَحَادَرُ عَلَى لِحْيَتِهِ، قَالَ: فَمُطِرْنَا يَوْمَنَا ذَلِكَ، وَفِي الْغَدِ، وَمِنْ بَعْدِ الْغَدِ، وَالَّذِي يَلِيهِ، إِلَى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقَامَ ذَلِكَ الأَعْرَابِيُّ، أَوْ رَجُلٌ غَيْرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَهَدَّمَ الْبِنَاءُ، وَغَرِقَ الْمَالُ، فَادْعُ اللَّهَ لَنَا، فَرَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَيْهِ، وَقَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، قَالَ: فَمَا جَعَلَ يُشِيرُ بِيَدِهِ إِلَى نَاحِيَةٍ مِنَ السَّمَاءِ، إِلاَّ تَفَرَّجَتْ، حَتَّى صَارَتِ الْمَدِينَةُ فِي مِثْلِ الْجَوْبَةِ، حَتَّى سَالَ الْوَادِي - وَادِي قَنَاةَ - شَهْرًا، قَالَ: فَلَمْ يَجِئْ أَحَدٌ مِنْ نَاحِيَةٍ إِلاَّ حَدَّثَ بِالْجَوْدِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
ــــــــــ
سَنَةٌ؛ أي قحطٌ.
تَفَرَّجَتْ؛ أي تقطع السحاب، وزال عنها.
الْجَوْبَة، هي الفجوة، ومعناه تقطع السحاب عن المدينة، وصار مستديرا حولها.
بِالْجَوْدِ؛ أي بالمطر الشديد.
ــــــــــ
* * *
عَنْ عَبْدِ العَزِيزِ بن صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
"أَصَابَ أَهْلَ الْمَدِينَةِ قَحْطٌ، عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَبَيْنَا هُوَ يَخْطُبُ يَوْمَ جُمُعَةٍ، إِذْ قَامَ رَجُلٌ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، هَلَكَتِ الْكُرَاعُ، هَلَكَتِ الشَّاءُ، فَادْعُ اللَّهَ أَنْ يَسْقِيَنَا، فَمَدَّ يَدَيْهِ وَدَعَا. قَالَ أَنَسٌ: وَإِنَّ السَّمَاءَ لَمِثْلُ الزُّجَاجَةِ، فَهَاجَتْ رِيحٌ أَنْشَأَتْ سَحَابًا، ثُمَّ اجْتَمَعَ، ثُمَّ أَرْسَلَتِ السَّمَاءُ عَزَالِيَهَا، فَخَرَجْنَا نَخُوضُ الْمَاءَ، حَتَّى أَتَيْنَا مَنَازِلَنَا، فَلَمْ نَزَلْ نُمْطَرُ إِلَى الْجُمُعَةِ الأُخْرَى، فَقَامَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ - أَوْ غَيْرُهُ - فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، تَهَدَّمَتِ الْبُيُوتُ، فَادْعُ اللَّهَ يَحْبِسْهُ، فَتَبَسَّمَ، ثُمَّ قَالَ: حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، فَنَظَرْتُ إِلَى السَّحَابِ تَصَدَّعَ حَوْلَ الْمَدِينَةِ كَأَنَّهُ إِكْلِيلٌ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ إِلَيْهِ رَجُلٌ، وَهُوَ يَخْطُبُ، فَذَكَرَهُ، فَرَفَعَ يَدَيْهِ، وَأَشَارَ عَبْدُ الْعَزِيزِ، فَجَعَلَ ظَهْرَهُمَا مِمَّا يَلِي وَجْهَهُ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , وأبو داود، وأبو يعلى.
ــــــــــ
الْكُرَاعُ؛ اسم لجميع الخيل.
عَزَالِيَهَا؛ هو فم القربة، فشبه اتساع المطر واندفاقه بالذي يخرج من فم القربة.
ــــــــــ
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/315)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[08 - 09 - 09, 10:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة 62 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملاً أبواب الاستسقاء، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
عَنْ قَتَادَةَ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ؛
"أَنَّ رَجُلاً نَادَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ، وَهُوَ يَخْطُبُ النَّاسَ بِالْمَدِينَةِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَحَطَ الْمَطَرُ، وَأَمْحَلَتِ الأَرْضُ، وَقَحَطَ النَّاسُ، فَاسْتَسْقِ لَنَا رَبَّكَ، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَى السَّمَاءِ، وَمَا نَرَى كَثِيرَ سَحَابٍ، فَاسْتَسْقَى، فَنَشَأَ السَّحَابُ بَعْضَهُ إِلَى بَعْضٍ، ثُمَّ مُطِرُوا، حَتَّى سَالَتْ مَثَاعِبُ الْمَدِينَةِ، وَاضْطَرَدَتْ طُرُقُهَا أَنْهَارًا، فَمَا زَالَتْ كَذَلِكَ إِلَى يَوْمِ الْجُمُعَةِ الْمُقْبِلَةِ مَا تُقْلِعُ، ثُمَّ قَالَ ذَلِكَ الرَّجُلُ، أَوْ غَيْرُهُ، وَنَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَخْطُبُ: يَا نَبِيَّ اللهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَحْبِسَهَا عَنَّا، فَضَحِكَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَالَ: اللَّهُمَّ حَوَالَيْنَا وَلاَ عَلَيْنَا، فَدَعَا رَبَّهُ، فَجَعَلَ السَّحَابُ يَتَصَدَّعُ عَنِ الْمَدِينَةِ يَمِينًا وَشِمَالاً، يُمْطِرُ مَا حَوْلَهَا، وَلاَ يُمْطِرُ فِيهَا شَيْئًا.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَجُلاً أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، اسْتَسْقِ اللَّهَ لَنَا، قَالَ: فَاسْتَسْقَى، وَمَا نَرَى فِي السَّمَاءِ قَزَعَةً، قَالَ: فَأُمْطِرْنَا، فَمَا جَعَلَتْ تُقْلِعُ إِلاَّ وَلاَبَاتُهَا تُمْطَرُ، فَلَمَّا أَتَتِ الْجُمُعَةُ، قَامَ إِلَيْهِ ذَلِكَ الرَّجُلُ، أَوْ غَيْرُهُ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَرْفَعَهَا عَنَّا، قَالَ: فَدَعَا، فَجَعَلْتُ أَنْظُرُ إِلَى السَّحَابِ يُسْفِرُ يَمِينًا وَشِمَالاً، وَلاَ يُمْطِرُ فِي جَوْفِهَا قَطْرَةً.".
أخرجه أحمد، والبخاري، وأبو يعلى.
ــــــــــ
وَأَمْحَلَتِ الأَرْضُ؛ أجدبت وانقطع عنها المطر.
مَثَاعِبُ الْمَدِينَةِ؛ أي مسايل مائها، والمثعب مجرى الماء.
وَاضْطَرَدَتْ طُرُقُهَا؛ تَبِعَ بعضُها بعضًا في امتلائها بالماء.
ــــــــــ
* * *
عَنْ عَبَّادِ بْنِ تَمِيمٍ , قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنِ زَيْدٍ الْمَازِنِيَّ يَقُولُ:
"خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِلَى الْمُصَلَّى , فَاسْتَسْقَى , وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ حِينَ اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي، فَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ، وَقَلَبَ رِدَاءَهُ، وَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ.".
قَالَ سُفْيَانُ: قَلَبَ الرِّدَاءَ، جَعَلَ الْيَمِينَ الشِّمَالَ، وَالشِّمَالَ الْيَمِينَ.
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، خَرَجَ إِلَى الْمُصَلَّى يَسْتَسْقِي , وَأَنَّهُ لَمَّا أَرَادَ أَنْ يَدْعُوَ , اسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ , وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وابن أبي شيبة، وأحمد , وعبد بن حميد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة، والدَّارَقُطْنِي , والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا دَعَا، جَعَلَ ظَاهِرَ كَفَّيْهِ مِمَّا يَلِي وَجْهَهُ، وَبَاطِنَهُمَا مِمَّا يَلِي الأَرْضَ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/316)
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَسْقَى، فَأَشَارَ بِظَهْرِ كَفَّيْهِ إِلَى السَّمَاءِ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَسْقَى، فَدَعَا هَكَذَا، وَبَسَطَ يَدَيْهِ، وَجَعَلَ ظُهُورَهُمَا مِمَّا يَلِي وَجْهَهُ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَسْتَسْقِي هَكَذَا.".
يَعْنِي، وَمَدَّ يَدَيْهِ، وَجَعَلَ بُطُونَهُمَا مِمَّا يَلِي الأَرْضَ، حَتَّى رَأَيْتُ بَيَاضَ إِبْطَيْهِ.
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , ومسلم , وأبو داود , وأبو يعلى، وابن خزيمة.
* * *
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
"أَنَّ النَبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الاِسْتِسْقَاءِ.".
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم رَفَعَ يَدَيْهِ، حَتَّى رُئِيَ بَيَاضُ إِبِطَيْهِ.".
ـ وفي رواية: "رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي الدُّعَاءِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ
أخرجه البُخَارِي، في "رفع اليدين"؛ هذا للرواية الأولى.
وأخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حُميد، ومسلم، والنسائي، وأبو يعلى، وابن حِبان.
* * *
عَنْ قَتَادَةَ، أَنَّ أَنَسًا حَدَّثَهُمْ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ فِي شَيْءٍ مِن دُعَائِهِ، إِلاَّ فِي الاِسْتِسْقَاءِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ، حَتَّى يُرَى بَيَاضُ إِبْطَيْهِ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، وابن ماجة، والنسائي، وأبو يعلى، وابن خُزيمة، وابن حبان، والدارقطني، والبيهقي، والبغوي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[08 - 09 - 09, 10:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة 63 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
أبواب الكسوف
عَنْ زِيَادِ بْنِ عِلاَقَةَ , قَالَ: سَمِعْتُ الْمُغِيرَةَ بْنَ شُعْبَةَ يَقُولُ:
"انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ يَوْمَ مَاتَ إِبْرَاهِيمُ، فَقَالَ النَّاسُ: انْكَسَفَتْ لِمَوْتِ إِبْرَاهِيمَ , فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا , فَادْعُوا اللَّهَ وَصَلُّوا حَتَّى يَنْجَلِيَ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم.
* * *
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ. وَلَكِنَّهُمَا آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ. فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمد بْنِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ رَسُولِ اللهِ ?، أَنَّهُ قَالَ:
"إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لاَ يَنْكَسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ، وَلاَ لِحَيَاتِهِ، وَلَكِنَّهُمَا آيَةٌ مِنْ آيَاتِ اللهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَصَلُّوا.".
أخرجه أحمد، والبُخَارِي، ومُسْلم، والنَّسَائِي، وابن حِبَّان، والطَّبَرَانِي , والدَّارَقُطْنِي، والبَيْهَقِي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/317)
* * *
عَنْ عُرْوَةَ، عَنْ عَائِشَةَ زَوْجِ النِّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، أَنَّهَا قَالَتْ:
"خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالنَّاسِ، فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ فَسَجَدَ، ثُمَّ فَعَلَ فِي الرَّكْعَةِ الآخِرَةِ مِثْلَ ذَلِكَ، ثُمَّ انْصَرَفَ وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ , فَخَطَبَ النَّاسَ، فَحَمِدَ اللهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ فَادْعُوا اللهَ، وَكَبِّرُوا، وَتَصَدَّقُوا، ثُمَّ قَالَ: يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللهِ مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرَ مِنَ اللهِ، عزَّ وجَلَّ، أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ، أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ، لَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً، وَلَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا." (1).
ـ وفي رواية: "خَسَفَتِ الشَّمْسُ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ جِدًّا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ جِدًّا، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، ثُمَّ قَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ، وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ، ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ، وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ، ثُمَّ سَجَدَ، فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ، فَخَطَبَ النَّاسَ فَحَمِدَ اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ، ثُمَّ قَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ، وَإِنَّهُمَا لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلاَ لِحَيَاتِهِ، فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُمَا فَكَبِّرُوا وَادْعُو اللهَ، عَزَّ وَجَلَّ، وَصَلُّوا، وَتَصَدَّقُوا، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، مَا مِنْ أَحَدٍ أَغْيَرُ مِنَ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، أَنْ يَزْنِيَ عَبْدُهُ، أَوْ تَزْنِيَ أَمَتُهُ، يَا أُمَّةَ مُحَمَّدٍ، وَاللهِ لَوْ تَعْلَمُونَ مَا أَعْلَمُ لَبَكَيْتُمْ كَثِيرًا، وَلَضَحِكْتُمْ قَلِيلاً، أَلاَ هَلْ بَلَّغْتُ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي.
ــــــــــ
خَسَفَتِ الشَّمْسُ؛ الخسوف، أو الكسوف، للشمس أو القمر، يكون لذهاب ضوئهما كله، أو بعضه.
ــــــــــ
* * *
عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ:
"جَاءَتْنِي يَهُودِيَّةٌ تَسْأَلُنِي. فَقَالَتْ: أَعَاذَكِ اللَّهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , أَيُعَذَّبُ النَّاسُ فِي الْقُبُورِ؟ فَقَالَ عَائِذًا بِاللَّهِ. فَرَكِبَ مَرْكَبًا , يَعْنِي وَانْخَسَفَتِ الشَّمْسُ , فَكُنْتُ بَيْنَ الْحُجَرِ مَعَ نِسْوَةٍ. فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ مَرْكَبِهِ فَأَتَى مُصَلاَّهُ , فَصَلَّى بِالنَّاسِ , فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ , ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ , ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَأَطَالَ الْقِيَامَ , ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ , ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَأَطَالَ الْقِيَامَ , ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ , ثُمَّ قَامَ قِيَامًا أَيْسَرَ مِنْ قِيَامِهِ الأَوَّلِ , ثُمَّ رَكَعَ أَيْسَرَ مِنْ رُكُوعِهِ الأَوَّلِ , ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَامَ أَيْسَرَ مِنْ قِيَامِهِ الأَوَّلِ , ثُمَّ رَكَعَ أَيْسَرَ مِنْ رُكُوعِهِ الأَوَّلِ , ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ فَقَامَ أَيْسَرَ مِنْ قِيَامِهِ الأَوَّلِ , فَكَانَتْ أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأَرْبَعَ سَجَدَاتٍ , وَانْجَلَتِ الشَّمْسُ. فَقَالَ: إِنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ كَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَمِعْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , والدارمي , وابن خزيمة.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/318)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[09 - 10 - 09, 06:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 64 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملاً أبواب الكسوف، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
حَدِيثُ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ , عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ. قَالَتْ:
"خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ وَهِيَ تُصَلِّي. فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ النَّاسِ يُصَلُّونَ؟ فَأَشَارَتْ بِرَأْسِهَا إِلَى السَّمَاءِ. فَقُلْتُ: آيَةٌ؟ قَالَتْ: نَعَمْ. فَأَطَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقِيَامَ جِدًّا. حَتَّى تَجَلاَّنِي الْغَشْىُ , فَأَخَذْتُ قِرْبَةً مِنْ مَاءٍ إِلَى جَنْبِي. فَجَعَلْتُ أَصُبُّ عَلَى رَأْسِي أَوْ عَلَى وَجْهِي مِنَ الْمَاءِ. قَالَتْ: فَانْصَرَفَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ. فَخَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ. مَا مِنْ شَىْءٍ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِلاَّ قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا. حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ. وَإِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَىَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا أَوْ مِثْلَ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ. (لاَ أَدْرِي أَىَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ) فَيُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوِ الْمُوقِنُ. (لاَ أَدْرِي أَىَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ) فَيَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدٌ , هُوَ رَسُولُ اللهِ , جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى. فَأَجَبْنَا وَأَطَعْنَا. ثَلاَثَ مِرَارٍ. فَيُقَالُ لَهُ: نَمْ. قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنَّكَ لَتُؤْمِنُ بِهِ. فَنَمْ صَالِحًا. وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوِ الْمُرْتَابُ (لاَ أَدْرِي أَىَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ) فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي. سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُ.".
يأتي، إن شاء الله تعالى.
* * *
عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ؛ قَالَتْ:
"صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الْكُسُوفِ. فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ. ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ. ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ. ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ. ثُمَّ رَفَعَ. ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ. ثُمَّ رَفَعَ. ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ. ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ. ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ. ثُمَّ رَفَعَ فَقَامَ فَأَطَالَ الْقِيَامَ. ثُمَّ رَكَعَ فَأَطَالَ الرُّكُوعَ. ثُمَّ رَفَعَ. ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ. ثُمَّ رَفَعَ. ثُمَّ سَجَدَ فَأَطَالَ السُّجُودَ. ثُمَّ انْصَرَفَ , فَقَالَ: لَقَدْ دَنَتْ مِنِّي الْجَنَّةُ حَتَّى لَوِ اجْتَرَأْتُ عَلَيْهَا لَجِئْتُكُمْ بِقِطَافٍ مِنْ قِطَافِهَا. وَدَنَتْ مِنِّي النَّارُ حَتَّى قُلْتُ: أَىْ رَبِّ وَأَنَا فِيهِمْ.".
قَالَ نَافِعٌ (1): حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: "وَرَأَيْتُ امْرَأَةً تَخْدِشُهَا هِرَّةٌ لَهَا. فَقُلْتُ: مَا شَأْنُ هَذِهِ؟ قَالُوا: حَبَسَتْهَا حَتَّى مَاتَتْ جُوعًا. لاَ هِيَ أَطْعَمَتْهَا وَلاَ هِيَ أَرْسَلَتْهَا تَأْكُلُ مِنْ خِشَاشِ الأَرْضِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , وابن ماجة , والنسائي.
ــــــــــ
نافع، هو ابن عمر الجمحي، راوي الحديث عَنِ ابْنِ أبي مليكة.
ــــــــــ
* * *
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّهُ قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/319)
"خَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , وَالنَّاسُ مَعَهُ , فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلاً , نَحْوًا مِنْ سُورَةِ الْبَقَرَةِ , ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً , ثُمَّ رَفَعَ , فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلاً , وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ , ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً , وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ , ثُمَّ سَجَدَ , ثُمَّ قَامَ فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلاً , وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ , ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً , وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ , ثُمَّ رَفَعَ , فَقَامَ قِيَامًا طَوِيلاً , وَهُوَ دُونَ الْقِيَامِ الأَوَّلِ , ثُمَّ رَكَعَ رُكُوعًا طَوِيلاً , وَهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأَوَّلِ , ثُمَّ رَفَعَ، ثُمَّ سَجَدَ , ثُمَّ انْصَرَفَ , وَقَدْ تَجَلَّتِ الشَّمْسُ , فَقَالَ: إِنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللهِ , لاَ يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ , وَلاَ لِحَيَاتِهِ , فَإِذَا رَأَيْتُمْ ذَلِكَ , فَاذْكُرُوا اللَّهَ , قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ , رَأَيْنَاكَ تَنَاوَلْتَ شَيْئًا فِي مَقَامِكَ هَذَا , ثُمَّ رَأَيْنَاكَ تَكَعْكَعْتَ، فَقَالَ: إِنِّي رَأَيْتُ الْجَنَّةَ , أَوْ أُرِيتُ الْجَنَّةَ , فَتَنَاوَلْتُ مِنْهَا عُنْقُودًا , وَلَوْ أَخَذْتُهُ لأَكَلْتُمْ مِنْهُ مَا بَقِيَتِ الدُّنْيَا , وَرَأَيْتُ النَّارَ , فَلَمْ أَرَ كَالْيَوْمِ مَنْظَرًا قَطُّ , وَرَأَيْتُ أَكْثَرَ أَهْلِهَا النِّسَاءَ , قَالُوا: لِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: بِكُفْرِهِنَّ، قِيلَ: يَكْفُرْنَ بِاللَّهِ؟ قَالَ: يَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ , وَيَكْفُرْنَ الإِحْسَانَ , لَوْ أَحْسَنْتَ إِلَى إِحْدَاهُنَّ الدَّهْرَ , ثُمَّ رَأَتْ مِنْكَ شَيْئًا , قَالَتْ: مَا رَأَيْتُ مِنْكَ خَيْرًا قَطُّ.".
أخرجه مالك , وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي , وابن خزيمة، وابن حبان، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ خَبَرِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِي. أَنَّهُ قَالَ:
"لَمَّا انْكَسَفَتِ الشَّمْسُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , نُودِيَ بِـ (الصَّلاَةَ جَامِعَةً). فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ. ثُمَّ قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ. ثُمَّ جُلِّيَ عَنِ الشَّمْسِ.".
فَقَالَتْ عَائِشَةُ: مَا رَكَعْتُ رُكُوعًا قَطُّ , وَلاَ سَجَدْتُ سُجُودًا قَطُّ , كَانَ أَطْوَلَ مِنْهُ.
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي , وابن خزيمة.
ــــــــــ
فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ فِي سَجْدَةٍ؛ السجدة هنا بمعنى الركعة.
ــــــــــ
* * *
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ , عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ:
"كُنَّا نُؤْمَرُ عِنْدَ الْخُسُوفِ بِالْعَتَاقَةِ.".
أخرجه أحمد , والدارمي , والبخاري.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[09 - 10 - 09, 06:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 65 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا بابًا جديدًا، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
أبواب صلاة الخوف
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/320)
"غَزَوْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم غَزْوَةً، قِبَلَ نَجْدٍ، فَوَازَيْنَا الْعَدُوَّ وَصَافَفْنَاهُمْ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي لَنَا، فَقَامَ طَائِفَةٌ مِنَّا مَعَهُ، وَأَقْبَلَ طَائِفَةٌ عَلَى الْعَدُوِّ، فَرَكَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِمَنْ مَعَهُ رَكْعَةً، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ انْصَرَفُوا، فَكَانُوا مَكَانَ الطَّائِفَةِ الَّتِي لَمْ تُصَلِّ، وَجَاءَتِ الطَّائِفَةُ الَّتِي لَمْ تُصَلِّ، فَرَكَعَ بِهِمُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم رَكْعَةً، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ، ثُمَّ سَلَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَامَ كُلُّ رَجُلٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، فَرَكَعَ لِنَفْسِهِ رَكْعَةً، وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِإِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ رَكْعَةً، وَالطَّائِفَةُ الأُخْرَى مُوَاجِهَةُ الْعَدُوِّ، ثُمَّ انْصَرَفُوا، فَقَامُوا فِي مَقَامِ أُولَئِكَ، وَجَاءَ أُولَئِكَ فَصَلَّى بِهِمْ رَكْعَةً أُخْرَى، ثُمَّ سَلَّمَ عَلَيْهِمْ، ثُمَّ قَامَ هَؤُلاَءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ، وَقَامَ هَؤُلاَءِ فَقَضَوْا رَكْعَتَهُمْ.".
أخرجه ابن المبارك، في "الجهاد"، وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، والدَّارَقُطْنِي , والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ نَافِعٍ؛ أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , كَانَ إِذَا سُئِلَ عَنْ صَلاَةِ الْخَوْفِ، قَالَ: يَتَقَدَّمُ الإِمَامُ، وَطَائِفَةٌ مِنَ النَّاسِ، فَيُصَلِّي بِهِمُ الإِمَامُ رَكْعَةً، وَتَكُونُ طَائِفَةٌ مِنْهُمْ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْعَدُوِّ، لَمْ يُصَلُّوا، فَإِذَا صَلَّوُا الَّذِينَ مَعَهُ رَكْعَةً، اسْتَأْخَرُوا مَكَانَ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا، وَلاَ يُسَلِّمُونَ، وَيَتَقَدَّمُ الَّذِينَ لَمْ يُصَلُّوا، فَيُصَلُّونَ مَعَهُ رَكْعَةً، ثُمَّ يَنْصَرِفُ الإِمَامُ، وَقَدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَيَقُومُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ، فَيُصَلُّونَ لأَنْفُسِهِمِ رَكْعَةً، بَعْدَ أَنْ يَنْصَرِفَ الإِمَامُ، فَيَكُونُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنَ الطَّائِفَتَيْنِ قَدْ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، فَإِنْ كَانَ خَوْفٌ هُوَ أَشَدَّ مِنْ ذَلِكَ، صَلَّوْا رِجَالاً، قِيَامًا عَلَى أَقْدَامِهِمْ، أَوْ رُكْبَانًا مُسْتَقْبِلِي الْقِبْلَةِ، أَوْ غَيْرَ مُسْتَقْبِلِيهَا.
قَالَ مَالِكٌ: قَالَ نَافِعٌ: لاَ أُرَى عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ ذَكَرَ ذَلِكَ إِلاَّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه مالك , والشافعي، والبخاري، والبَزَّار، وابن الجارود , وابن خزيمة , والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا، قَالَ:
"قَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، وَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ، فَكَبَّرَ وَكَبَّرُوا مَعَهُ، وَرَكَعَ، وَرَكَعَ نَاسٌ مِنْهُمْ مَعَهُ، ثُمَّ سَجَدَ وَسَجَدُوا مَعَهُ، ثُمَّ قَامَ لِلثَّانِيَةِ، فَقَامَ الَّذِينَ سَجَدُوا، وَحَرَسُوا إِخْوَانَهُمْ، وَأَتَتِ الطَّائِفَةُ الأُخْرَى، فَرَكَعُوا وَسَجَدُوا مَعَهُ، وَالنَّاسُ كُلُّهُمْ فِي صَلاَةٍ، وَلَكِنْ يَحْرُسُ بَعْضُهُمْ بَعْضًا.".
أخرجه والبخاري , والنسائي , وابن حبان، والدَّارَقُطْنِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/321)
"شَهِدْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الْخَوْفِ، فَصَفَّنَا صَفَّيْنِ: صَفٌّ خَلْفَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالْعَدُوُّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَكَبَّرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَكَبَّرْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ رَكَعَ وَرَكَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ وَرَفَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ انْحَدَرَ بِالسُّجُودِ وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ، وَقَامَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ فِي نَحْرِ الْعَدُوِّ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم السُّجُودَ، وَقَامَ الصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ، انْحَدَرَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ بِالسُّجُودِ، وَقَامُوا، ثُمَّ تَقَدَّمَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ، وَتَأَخَّرَ الصَّفُّ الْمُقَدَّمُ، ثُمَّ رَكَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَكَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ رَفَعَ رَأْسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ وَرَفَعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ انْحَدَرَ بِالسُّجُودِ، وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ، الَّذِي كَانَ مُؤَخَّرًا فِي الرَّكْعَةِ الأُولَى، وَقَامَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ فِي نُحُورِ الْعَدُوِّ، فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم السُّجُودَ، وَالصَّفُّ الَّذِي يَلِيهِ، انْحَدَرَ الصَّفُّ الْمُؤَخَّرُ بِالسُّجُودِ، فَسَجَدُوا، ثُمَّ سَلَّمَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَسَلَّمْنَا جَمِيعًا.".
قَالَ جَابِرٌ: كَمَا يَصْنَعُ حَرَسُكُمْ هَؤُلاَءِ بِأُمَرَائِهِمْ.
ـ وفي رواية: "شَهِدْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَةَ الْخَوْفِ، فَقُمْنَا خَلْفَهُ صَفَّيْنِ، وَالْعَدُوُّ بَيْنَنَا وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ، فَكَبَّرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَكَبَّرْنَا، وَرَكَعَ وَرَكَعْنَا، وَرَفَعَ وَرَفَعْنَا، فَلَمَّا انْحَدَرَ لِلسُّجُودِ، سَجَدَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالَّذِينَ يَلُونَهُ، وَقَامَ الصَّفُّ الثَّانِي، حِينَ رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَالصَّفُّ الَّذِينَ يَلُونَهُ، ثُمَّ سَجَدَ الصَّفُّ الثَّانِي، حِينَ رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي أَمْكِنَتِهِمْ، ثُمَّ تَأَخَّرَ الصَّفُّ الَّذِينَ كَانُوا يَلُونَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَتَقَدَّمَ الصَّفُّ الآخَرُ، فَقَامُوا فِي مَقَامِهِمْ، وَقَامَ هَؤُلاَءِ فِي مَقَامِ الآخَرِينَ قِيَامًا، وَرَكَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَرَكَعْنَا، ثُمَّ رَفَعَ وَرَفَعْنَا، فَلَمَّا انْحَدَرَ لِلسُّجُودِ، سَجَدَ الَّذِينَ يَلُونَهُ، وَالآخَرُونَ قِيَامٌ، فَلَمَّا رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَالَّذِينَ يَلُونَهُ، سَجَدَ الآخَرُونَ، ثُمَّ سَلَّمَ.".
أخرجه أحمد، ومسلم، والنَّسائي، وأبو عوانة، والبيهقي، والبغوي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[09 - 10 - 09, 06:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 66 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا بابًا جديدًا، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
أبواب النوافل
عَنْ عَنْبَسَةَ بْنِ أَبِي سُفْيَانَ , عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهَا قَالَتْ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّي لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا , غَيْرَ فَرِيضَةٍ , إِلاَّ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِي الْجَنَّةِ: أَوْ إِلاَّ بُنِيَ لَهُ بَيْتٌ فِي الْجَنَّةِ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/322)
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , والدارمي , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ نَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ، وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ، وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ فِي بَيْتِهِ، وَبَعْدَ صَلاَةِ الْعِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ لاَ يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ حَتَّى يَنْصَرِفَ، فَيَرْكَعَ رَكْعَتَيْنِ.".
ـ وفي رواية: "صَلَّيْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ.
قَالَ: وَحَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ؛ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، حِينَ يَطْلُعُ الْفَجْرُ , وَيُنَادِي الْمُنَادِي بِالصَّلاَةِ (قَالَ أَيُّوبُ: أُرَاهُ قَالَ: خَفِيفَتَيْنِ) وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْجُمُعَةِ فِي بَيْتِهِ.".
ـ وفي رواية: "صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَبْلَ الظُّهْرِ سَجْدَتَيْنِ , وَبَعْدَهَا سَجْدَتَيْنِ , وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ سَجْدَتَيْنِ , وَبَعْدَ الْعِشَاءِ سَجْدَتَيْنِ , وَبَعْدَ الْجُمُعَةِ سَجْدَتَيْنِ , فَأَمَّا الْجُمُعَةُ وَالْمَغْرِبُ فِي بَيْتِهِ.
قَالَ: وَأَخْبَرَتْنِي أُخْتِى حَفْصَةُ؛ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي سَجْدَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ، قَالَ: وَكَانَتْ سَاعَةً لاَ أَدْخُلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهَا.".
ـ وفي رواية: "حَفِظْتُ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، عَشْرَ رَكَعَاتٍ: رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ فِي بَيْتِهِ، وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الصُّبْحِ، كَانَتْ سَاعَةً لاَ يُدْخَلُ عَلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِيهَا , حَدَّثَتْنِي حَفْصَةُ , أَنَّهُ كَانَ إِذَا أَذَّنَ الْمُؤَذِّنُ، وَطَلَعَ الْفَجْرُ، صَلَّى رَكْعَتَيْنِ.".
أخرجه مالك , وابن أبي شيبة، وأحمد , وعبد بن حميد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والبزار، والنسائي , وأبو يعلى، وابن خزيمة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ , قَالَ:
"رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي بَعْدَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ , وَرَأَيْتُهُ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ , وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ , وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ , وَبَعْدَ الْعِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ.".
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَذُكِرَ لِي , وَلَمْ أَرَهُ؛ "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُصَلِّي حِينَ يُضِيءُ لَهُ الْفَجْرُ رَكْعَتَيْنِ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَانَ يُصَلِّي قَبْلَ الظُّهْرِ رَكْعَتَيْنِ , وَبَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ , وَبَعْدَ الْمَغْرِبِ رَكْعَتَيْنِ , وَبَعْدَ الْعِشَاءِ رَكْعَتَيْنِ.".
قَالَ ابْنُ عُمَرَ: وَذَكَرَتْ لِي حَفْصَةُ , وَلَمْ أَرَهُ؛ أَنَّهُ كَانَ يُصَلِّي إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ رَكْعَتَيْنِ.".
أخرجه الحميدي , وابن أبي شيبة، وأحمد , وعبد بن حميد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة، والترمذي، والنسائي , وأبو يعلى، وابن خزيمة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْتَشِرِ , عَنْ عَائِشَةَ؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَانَ لاَ يَدَعُ أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ , وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ.".
أخرجه أحمد , والدارمي , والبخاري , وأبو داود , والنسائي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
"مَا تَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ عِنْدِي قَطُّ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/323)
أخرجه الحميدي , وأحمد , وعبد بن حميد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
عَنْ الأَسْوَدِ , عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
"صَلاَتَانِ مَا تَرَكَهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي قَطُّ , سِرًّا وَلاَ عَلاَنِيَةً. رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ , وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
عَنِ الأَسْوَدِ وَمَسْرُوقٍ قَالاَ: نَشْهَدُ عَلَى عَائِشَةَ. أَنَّهَا قَالَتْ:
"مَا كَانَ يَوْمُهُ الَّذِي كَانَ يَكُونُ عِنْدِي إِلاَّ صَلاَّهُمَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي بَيْتِي.".
تَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ.
أخرجه أحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ عَنِ السَّجْدَتَيْنِ اللَّتَيْنِ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّيهِمَا بَعْدَ الْعَصْرِ؟ فَقَالَتْ:
"كَانَ يُصَلِّيهِمَا قَبْلَ الْعَصْرِ , ثُمَّ إِنَّهُ شُغِلَ عَنْهُمَا أَوْ نَسِيَهُمَا فَصَلاَّهُمَا بَعْدَ الْعَصْرِ , ثُمَّ أَثْبَتَهُمَا , وَكَانَ إِذَا صَلَّى صَلاَةً أَثْبَتَهَا.".
أخرجه مسلم , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ أَيْمَنَ؛ أَنَّهُ سَمِعَ عَائِشَةَ قَالَتْ:
"وَالَّذِي ذَهَبَ بِهِ مَا تَرَكَهُمَا حَتَّى لَقِيَ اللَّهَ، وَمَا لَقِيَ اللَّهَ تَعَالَى حَتَّى ثَقُلَ عَنِ الصَّلاَةِ، وَكَانَ يُصَلِّي كَثِيرًا مِنْ صَلاَتِهِ قَاعِدًا , تَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعَصْرِ , وَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّيهِمَا، وَلاَ يُصَلِّيهِمَا فِي الْمَسْجِدِ , مَخَافَةَ أَنْ يُثَقِّلَ عَلَى أُمَّتِهِ، وَكَانَ يُحِبُّ مَا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ.".
أخرجه أحمد , والبخاري.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[09 - 10 - 09, 06:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 67 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
أواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملاً أبواب النوافل، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
عَنْ عَمْرِو بْنِ عَامِرٍ الأَنْصَارِيِّ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
"كَانَ الْمُؤَذِّنُ إِذَا أَذَّنَ، قَامَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ، حَتَّى يَخْرُجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ كَذَلِكَ ـ يَعْنِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْمَغْرِبِ ـ وَلَمْ يَكُنْ بَيْنَ الأَذَانِ وَالإِقَامَةِ إِلاَّ قَرِيبٌ.".
ـ وفي رواية: "كَانَ الْمُؤَذِّنُ يُؤَذِّنُ لِصَلاَةِ الْمَغْرِبِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَقُومُ لُبَابُ أَصْحَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَيَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ، حَتَّى يَخْرُجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَهُمْ كَذَلِكَ، قَالَ: وَقَلَّ مَا كَانَ يَلْبَثُ.".
أخرجه أحمد , والدارمي , والبخاري , والنسائي , وابن خزيمة، وابن حبان.
* * *
عَنْ مَرْثَدَ بْنَ عَبْدِ اللهِ الْيَزَنِيَّ. قَالَ: أَتَيْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ. فَقُلْتُ: أَلاَ أُعْجِبُكَ مِنْ أَبِي تَمِيمٍ , يَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الْمَغْرِبِ. فَقَالَ عُقْبَةُ: إِنَّا كُنَّا نَفْعَلُهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ: فَمَا يَمْنَعُكَ الآنَ؟ قَالَ: الشُّغْلُ.
أخرجه أحمد , والبخاري , والنسائي.
* * *
عَنْ عُبَيْدِ بْنِ عُمَيْرٍ , عَنْ عَائِشَةَ؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/324)
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم لَمْ يَكُنْ عَلَى شَىْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ , أَشَدَّ مُعَاهَدَةً مِنْهُ , عَلَى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ.".
وفي رواية: "مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فِي شَىْءٍ مِنَ النَّوَافِلِ , أَسْرَعَ مِنْهُ إِلَى الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْفَجْرِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ؛
"أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ , بَيْنَ النِّدَاءِ وَالإِقَامَةِ , مِنْ صَلاَةِ الصُّبْحِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ بِالأُولَى مِنْ صَلاَةِ الْفَجْرِ , قَامَ فَرَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الْفَجْرِ بَعْدَ أَنْ يَسْتَبِينَ الْفَجْرُ، ثُمَّ اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ , حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ لِلإِقَامَةِ.".
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , وابن ماجة , والنسائي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ عَائِشَةَ , زَوْجِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. قَالَتْ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي رَكْعَتَىِ الْفَجْرِ إِذَا سَمِعَ الأَذَانَ , وَيُخَفِّفُهُمَا.".
أخرجه أحمد , ومسلم.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , أَنَّ حَفْصَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ أَخْبَرَتْهُ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ إِذَا سَكَتَ الْمُؤَذِّنُ مِنَ الأَذَانِ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ , وَبَدَا الصُّبْحُ , رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ , قَبْلَ أَنْ تُقَامَ الصَّلاَةُ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , وعبد بن حميد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا صَلَّى رَكْعَتَىِ الْفَجْرِ , فَإِنْ كُنْتُ مُسْتَيْقِظَةً حَدَّثَنِي وَإِلاَّ اضْطَجَعَ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والترمذي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَائِشَةَ: أَنَّهَا كَانَتْ تَقُولُ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي رَكْعَتَىِ الْفَجْرِ , فَيُخَفِّفُ حَتَّى إِنِّي أَقُولُ: هَلْ قَرَأَ فِيهِمَا بِأُمِّ الْقُرْآنِ.".
وفي رواية: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , إِذَا طَلَعَ الْفَجْرُ , صَلَّى رَكْعَتَيْنِ. أَقُولُ: هَلْ يَقْرَأُ فِيهِمَا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقْرَأُ فِي الفَجْرِ، فِي أَوَّلِ رَكْعَةٍ: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ، وَفِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.".
ـ وفي رواية: "كَانَ أَكْثَرُ مَا يُصَلِّي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم , الرَّكْعَتَيْنِ اللَّتَيْنِ قَبْلَ الفَجْرِ: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنْزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ , وَالأُخْرَى: {آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}.".
أخرجه ابن أبي شَيبة، وأحمد، وعَبد بن حُميد، ومسلم، وأبو داود، والنَّسَائيُّ، وأبو عَوَانة، وابنُ خُزيمة، والبيهَقِيُّ.،
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[09 - 10 - 09, 06:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/325)
هذه هي المشاركة ال 68 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملا أبواب النوافل، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب صلاة الضحى
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
"أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ , لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ.".
أخرجه أحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , والنسائي , وفي الكبرى , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي الأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ , عَنْ أَبِي ذَرٍّ , عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , أَنَّهُ قَالَ:
"يُصْبِحُ عَلَى كُلِّ سُلاَمَى مِنْ أَحَدِكُمْ صَدَقَةٌ , فَكُلُّ تَسْبِيحَةٍ صَدَقَةٌ , وَكُلُّ تَحْمِيدَةٍ صَدَقَةٌ , وَكُلُّ تَهْلِيلَةٍ صَدَقَةٌ , وَكُلُّ تَكْبِيرَةٍ صَدَقَةٌ , وَأَمْرٌ بِالْمَعْرُوفِ صَدَقَةٌ , وَنَهْىٌ عَنِ الْمُنْكَرِ صَدَقَةٌ , وَيُجْزِئُ مِنْ ذَلِكَ , رَكْعَتَانِ يَرْكَعُهُمَا مِنَ الضُّحَى.".
أخرجه أحمد , ومسلم , وأبو داود , وابن خزيمة.
ــــــــــ
سُلاَمَى؛ أصله عظام الأصابع، ثم استعمل في جميع عظام البدن ومفاصله.
ــــــــــ
* * *
عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ بِنْتِ أَبِي طَالِبٍ , أَنَّهُ سَمِعَ أُمَّ هَانِئٍ بِنْتَ أَبِي طَالِبٍ تَقُولُ:
"ذَهَبْتُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَامَ الْفَتْحِ , فَوَجَدْتُهُ يَغْتَسِلُ , وَفَاطِمَةُ ابْنَتُهُ تَسْتُرُهُ بِثَوْبٍ. قَالَتْ: فَسَلَّمْتُ. فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ قُلْتُ: أُمُّ هَانِئٍ بِنْتُ أَبِي طَالِبٍ. قَالَ: مَرْحَبًا بِأُمِّ هَانِئٍ. فَلَمَّا فَرَغَ مِنْ غُسْلِهِ قَامَ فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ. مُلْتَحِفًا فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ. فَلَمَّا انْصَرَفَ قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , زَعَمَ ابْنُ أُمِّي عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ أَنَّهُ قَاتِلٌ رَجُلاً أَجَرْتُهُ , فُلاَنُ بْنُ هُبَيْرَةَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: قَدْ أَجَرْنَا مَنْ أَجَرْتِ يَا أُمَّ هَانِئٍ. قَالَتْ أُمُّ هَانِئٍ: وَذَلِكَ ضُحًى.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي.
* * *
عَنْ مَحْمُودُ بْنُ الرَّبِيعِ. قَالَ: سَمِعْتُ عِتْبَانَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
"كُنْتُ أُصَلِّي بِقَوْمِي بَنِي سَالِمٍ , فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ: إِنِّي قَدْ أَنْكَرْتُ بَصَرِي. وَإِنَّ السُّيُولَ تَحُولُ بَيْنِي وَبَيْنَ مَسْجِدِ قَوْمِي. فَلَوَدِدْتُ أَنَّكَ جِئْتَ فَصَلَّيْتَ فِي بَيْتِي مَكَانًا أَتَّخِذُهُ مَسْجِدًا. قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: سَأَفْعَلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. فَغَدَا عَلَىَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَبُو بَكْرٍ مَعَهُ، بَعْدَ مَا اشْتَدَّ النَّهَارُ , فَاسْتَأْذَنَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم , فَأَذِنْتُ لَهُ. فَلَمْ يَجْلِسْ حَتَّى قَالَ: أَيْنَ تُحِبُّ أَنْ أُصَلِّيَ مِنْ بَيْتِكَ؟ فَأَشَرْتُ لَهُ إِلَى الْمَكَانِ الَّذِي أُحِبُّ أَنْ يُصَلِّيَ فِيهِ. فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , وَصَفَفْنَا خَلْفَهُ. ثُمَّ سَلَّمَ وَسَلَّمْنَا حِينَ سَلَّمَ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والنسائي , وفي عمل اليوم والليلة , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ , قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/326)
"قَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: إِنِّي لاَ أَسْتَطِيعُ الصَّلاَةَ مَعَكَ , وَكَانَ رَجُلاً ضَخْمًا، فَصَنَعَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم طَعَامًا , فَدَعَاهُ إِلَى مَنْزِلِهِ، فَبَسَطَ لَهُ حَصِيرًا , وَنَضَحَ طَرَفَ الْحَصِيرِ، فَصَلَّى عَلَيْهِ رَكْعَتَيْنِ. فَقَالَ رَجُلٌ مِنْ آلِ الْجَارُودِ لأَنَسٍ: أَكَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي الضُّحَى؟ قَالَ: مَا رَأَيْتُهُ صَلاَّهَا إِلاَّ يَوْمَئِذٍ.".
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , وأبو داود.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّهَا قَالَتْ:
"مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي سُبْحَةَ الضُّحَى قَطُّ , وَإِنِّي لأُسَبِّحُهَا. وَإِنْ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيَدَعُ الْعَمَلَ , وَهُوَ يُحِبُّ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ , خَشْيَةَ أَنْ يَعْمَلَ بِهِ النَّاسُ , فَيُفْرَضَ عَلَيْهِمْ.".
أخرجه مالك , وأحمد , وعبد بن حميد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي في الكبرى , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ مُوَرِّقٍ الْعِجْلِيِّ , قَالَ: قُلْتُ لاِبْنِ عُمَرَ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أَتُصَلِّى الضُّحَى؟ قَالَ: لاَ، قُلْتُ: فَعُمَرُ؟ قَالَ: لاَ، قُلْتُ: فَأَبُو بَكْرٍ؟ قَالَ: لاَ، قُلْتُ: فَالنَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: لاَ إِخَالُهُ.
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، أحمد , والبخاري، والبزار.
ــــــــــ
لاَ إِخَالُهُ؛ أي لا أظنه.
ــــــــــ
* * *
باب الركعتين لمن قدم من سفر
حَدِيثُ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
"اشْتَرَى مِنِّي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعِيرًا. فَلَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ , أَمَرَنِي أَنْ آتِيَ الْمَسْجِدَ , فَأُصَلِّيَ رَكْعَتَيْنِ.".
ـ وفي رواية: "أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ (قَالَ مِسْعَرٌ: أُرَاهُ قَالَ: ضُحًى) فَقَالَ: صَلِّ رَكْعَتَيْنِ، وَكَانَ لِي عَلَيْهِ دَيْنٌ، فَقَضَانِي وَزَادَنِي.".
يأتي إن شاء الله تعالى.
* * *
باب الصلاة بعد الطهور بالليل والنهار
حَدِيثُ أَبِي زُرْعَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ:
"قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِبِلاَلٍ , عِنْدَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ: يَا بِلاَلُ: حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ , عِنْدَكَ , فِي الإِسْلاَمِ مَنْفَعَةً , فَإِنِّي سَمِعْتُ اللَّيْلَةَ خَشْفَ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَىَّ فِي الْجَنَّةِ. قَالَ بِلاَلٌ: مَا عَمِلْتُ عَمَلاً فِي الإِسْلاَمِ أَرْجَى عِنْدِي مَنْفَعَةً , مِنْ أَنِّي لاَ أَتَطَهَّرُ طُهُورًا تَامًّا , فِي سَاعَةٍ مِنْ لَيْلٍ وَلاَ نَهَارٍ , إِلاَّ صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ , مَا كَتَبَ اللَّهُ لِي أَنْ أُصَلِّيَ.".
يأتي إن شاء الله تعالى في كتاب "المناقب".
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[09 - 10 - 09, 06:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 69 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملاً أبواب النوافل، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
أبواب صلاة الليل والوتر
عَنْ بُسْرِ بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/327)
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ حُجْرَةً فِي الْمَسْجِدِ، مِنْ حَصِيرٍ، فَصَلَّى فِيهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيَالِيَ، حَتَّى اجْتَمَعَ إِلَيْهِ نَاسٌ، ثُمَّ فَقَدُوا صَوْتَهُ، فَظَنُّوا أَنَّهُ قَدْ نَامَ، فَجَعَلَ بَعْضُهُمْ يَتَنَحْنَحُ لِيَخْرُجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: مَا زَالَ بِكُمُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ، حَتَّى خَشِيتُ أَنْ يُكْتَبَ عَلَيْكُمْ، وَلَوْ كُتِبَ عَلَيْكُمْ مَا قُمْتُمْ بِهِ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ صَلاَةِ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ، إِلاَّ الصَّلاَةَ الْمَكْتُوبَةَ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اتَّخَذَ حُجْرَةً، قَالَ: حَسِبْتُ أَنَّهُ قَالَ: مِنْ حَصِيرٍ، فِي رَمَضَانَ، فَصَلَّى فِيهَا لَيَالِيَ، فَصَلَّى بِصَلاَتِهِ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِهِ، فَلَمَّا عَلِمَ بِهِمْ جَعَلَ يَقْعُدُ، فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ، فَقَالَ: قَدْ عَرَفْتُ الَّذِي رَأَيْتُ مِنْ صَنِيعِكُمْ، فَصَلُّوا أَيُّهَا النَّاسُ فِي بُيُوتِكُمْ، فَإِنَّ أَفْضَلَ الصَّلاَةِ صَلاَةُ الْمَرْءِ فِي بَيْتِهِ، إِلاَّ الْمَكْتُوبَةَ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد , والدارمي , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة، وأبو عوانة، وابن حبان، والطبراني، والبيهقي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي الْمَسْجِدِ ذَاتَ لَيْلَةٍ. فَصَلَّى بِصَلاَتِهِ نَاسٌ. ثُمَّ صَلَّى مِنَ الْقَابِلَةِ. فَكَثُرَ النَّاسُ. ثُمَّ اجْتَمَعُوا مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ أَوِ الرَّابِعَةِ. فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْهِمْ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا أَصْبَحَ قَالَ: قَدْ رَأَيْتُ الَّذِي صَنَعْتُمْ. فَلَمْ يَمْنَعْنِي مِنَ الْخُرُوجِ إِلَيْكُمْ إِلاَّ أَنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ.".
قَالَ: وَذَلِكَ فِي رَمَضَانَ.
أخرجه مالك , وأحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ عَمْرَةَ. عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ فِي حُجْرَتِهِ، وَجِدَارُ الْحُجْرَةِ قَصِيرٌ، فَرَأَى النَّاسُ شَخْصَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , فَقَامَ أُنَاسٌ يُصَلُّونَ بِصَلاَتِهِ، فَأَصْبَحُوا فَتَحَدَّثُوا بِذَلِكَ. فَقَامَ لَيْلَةَ الثَّانِيَةِ فَقَامَ مَعَهُ أُنَاسٌ يُصَلُّونَ بِصَلاَتِهِ، صَنَعُوا ذَلِكَ لَيْلَتَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةً، حَتَّى إِذَا كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يَخْرُجْ، فَلَمَّا أَصْبَحَ ذَكَرَ ذَلِكَ النَّاسُ , فَقَالَ: إِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُكْتَبَ عَلَيْكُمْ صَلاَةُ اللَّيْلِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , وأبو داود.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ؛ أَنَّهَا قَالَتْ:
"كَانَ لِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَصِيرٌ , وَكَانَ يُحَجِّرُهُ مِنَ اللَّيْلِ فَيُصَلِّي فِيهِ , فَجَعَلَ النَّاسُ يُصَلُّونَ بِصَلاَتِهِ. وَيَبْسُطُهُ بِالنَّهَارِ. فَثَابُوا ذَاتَ لَيْلَةٍ. فَقَالَ: يَا أَيُّهَا النَّاسُ , عَلَيْكُمْ مِنَ الأَعْمَالِ مَا تُطِيقُونَ , فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يَمَلُّ حَتَّى تَمَلُّوا , وَإِنَّ أَحَبَّ الأَعْمَالِ إِلَى اللهِ مَا دُووِمَ عَلَيْهِ وَإِنْ قَلَّ.".
وَكَانَ آلُ مُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم إِذَا عَمِلُوا عَمَلاً أَثْبَتُوهُ.
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والنسائي , وابن خزيمة.
ــــــــــ
يُحَجِّرُهُ؛ أي يتخذه حجرة.
فَثَابُوا؛ أي ذهبوا للصلاة.
ــــــــــ
* * *
عَنْ عَبْد الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/328)
"دَخَلَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْمَسْجِدَ، وَحَبْلٌ مَمْدُودٌ بَيْنَ سَارِيَتَيْنِ، فَقَالَ: مَا هَذَا؟ قَالُوا: لِزَيْنَبَ تُصَلِّي، فَإِذَا كَسِلَتْ، أَوْ فَتَرَتْ، أَمْسَكَتْ بِهِ، فَقَالَ: حُلُّوهُ، ثُمَّ قَالَ: لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ نَشَاطَهُ، فَإِذَا كَسِلَ، أَوْ فَتَرَ، فَلْيَقْعُدْ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
"دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي امْرَأَةٌ. فَقَالَ: مَنْ هَذِهِ؟ فَقُلْتُ: امْرَأَةٌ. لاَ تَنَامُ. تُصَلِّي. قَالَ: عَلَيْكُمْ مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ. فَوَاللَّهِ لاَ يَمَلُّ اللَّهُ حَتَّى تَمَلُّوا , وَكَانَ أَحَبَّ الدِّينِ إِلَيْهِ مَا دَاوَمَ عَلَيْهِ صَاحِبُهُ.".
وفي رواية ابْنِ شِهَابٍ. قَالَ: أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ؛ أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَخْبَرَتْهُ؛ أَنَّ الْحَوْلاَءَ بِنْتَ تُوَيْتِ بْنِ حَبِيبِ بْنِ أَسَدِ بْنِ عَبْدِ الْعُزَّى مَرَّتْ بِهَا , وَعِنْدَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ: هَذِهِ الْحَوْلاَءُ بِنْتُ تُوَيْتٍ. وَزَعَمُوا أَنَّهَا لاَ تَنَامُ اللَّيْلَ. فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ تَنَامُ اللَّيْلَ , خُذُوا مِنَ الْعَمَلِ مَا تُطِيقُونَ. فَوَاللَّهِ لاَ يَسْأَمُ اللَّهُ حَتَّى تَسْأَمُوا.".
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي في الشمائل , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"يَعْقِدُ الشَّيْطَانُ عَلَى قَافِيَةِ رَأْسِ أَحَدِكُمْ , إِذَا هُوَ نَامَ , ثَلاَثَ عُقَدٍ، يَضْرِبُ كُلَّ عُقْدَةٍ: عَلَيْكَ لَيْلٌ طَوِيلٌ فَارْقُدْ، فَإِنِ اسْتَيْقَظَ فَذَكَرَ اللَّهَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ تَوَضَّأَ انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ، فَإِنْ صَلَّى انْحَلَّتْ عُقْدَةٌ , فَأَصْبَحَ نَشِيطًا طَيِّبَ النَّفْسِ، وَإِلاَّ أَصْبَحَ خَبِيثَ النَّفْسِ كَسْلاَنَ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ , قَالَ:
"ذُكِرَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ. فَقِيلَ: مَا زَالَ نَائِمًا حَتَّى أَصْبَحَ , مَا قَامَ إِلَى الصَّلاَةِ. فَقَالَ: بَالَ الشَّيْطَانُ فِي أُذُنِهِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنِ حُسَيْنَ بْنَ عَلِيٍّ , أَنَّ عَلِيَّ بْنَ أَبِي طَالِبٍ , أَخْبَرَهُ؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم طَرَقَهُ وَفَاطِمَةَ، ابْنَةَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً , فَقَالَ: أَلاَ تُصَلِّيَانِ؟ فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , إِنَّمَا أَنْفُسُنَا بِيَدِ اللهِ , فَإِذَا شَاءَ أَنْ يَبْعَثَنَا بَعَثَنَا , فَانْصَرَفَ حِينَ قُلْتُ ذَلِكَ , وَلَمْ يَرْجِعْ إِلَىَّ شَيْئًا , ثُمَّ سَمِعْتُهُ وَهُوَ مُوَلِّي , يَضْرِبُ فَخِذَهُ , وَيَقُولُ: {وَكَانَ الإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَىْءٍ جَدَلاً}.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وعبد الله بن أحمد , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[09 - 10 - 09, 06:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 70 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/329)
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملاً أبواب النوافل، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
عَنِ أَبِي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو. قَالَ:
"قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا عَبْدَ اللهِ، لاَ تَكُنْ مِثْلَ فُلاَنٍ. كَانَ يَقُومُ اللَّيْلَ , فَتَرَكَ قِيَامَ اللَّيْلِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
حَدِيثُ عَمْرِو بْنِ أَوْسٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ أَحَبَّ الصِّيَامِ إِلَى اللهِ صِيَامُ دَاوُدَ , وَأَحَبَّ الصَّلاَةِ إِلَى اللهِ صَلاَةُ دَاوُدَ (عَلَيْهِ السَّلاَمُ) , كَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ , وَيَقُومُ ثُلُثَهُ , وَيَنَامُ سُدُسَهُ , وَكَانَ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا.".
يأتي إن شاء الله في كتاب "الصيام".
* * *
حَدِيثُ أَبِي الْعَبَّاسِ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو ما. قَالَ:
"قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَقُومُ اللَّيْلَ وَتَصُومُ النَّهَارَ؟ قُلْتُ: إِنِّي أَفْعَلُ ذَلِكَ. قَالَ: فَإِنَّكَ , إِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ , هَجَمَتْ عَيْنَاكَ. وَنَفِهَتْ نَفْسُكَ. لِعَيْنِكَ حَقٌّ. وَلِنَفْسِكَ حَقٌّ. وَلأَهْلِكَ حَقٌّ. قُمْ وَنَمْ. وَصُمْ وَأَفْطِرْ.".
يأتي إن شاء الله تعالى في كتاب "الصيام".
ــــــــــ
هَجَمَتْ عَيْنَاكَ؛ أي غارت ودخلت في موضعها.
وَنَفِهَتْ نَفْسُكَ؛ أي أعيت وكلت.
ــــــــــ
* * *
حَدِيثُ أَبِي سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. قَالَ: حَدَّثَنِي عَبْدُ اللهِ بْنُ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ،
"قَالَ لِي رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: يَا عَبْدَ اللهِ , أَلَمْ أُخْبَرْ أَنَّكَ تَصُومُ النَّهَارَ وَتَقُومُ اللَّيْلَ. فَقُلْتُ: بَلَى يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَ: فَلاَ تَفْعَلْ. صُمْ وَأَفْطِرْ. وَقُمْ وَنَمْ. فَإِنَّ لِجَسَدِكَ عَلَيْكَ حَقًّا. وَإِنَّ لِعَيْنِكَ عَلَيْكَ حَقًّا. وَإِنَّ لِزَوْجِكَ عَلَيْكَ حَقًّا. وَإِنَّ لِزَوْرِكَ عَلَيْكَ حَقًّا ... " الحديث.
يأتي إن شاء الله تعالى في كتاب "الصيام".
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
"مَا أَلْفَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم السَّحَرُ الأَعْلَى فِي بَيْتِي , أَوْ عِنْدِي , إِلاَّ نَائِمًا.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة.
* * *
عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسًا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، يَقُولُ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُفْطِرُ مِنَ الشَّهْرِ، حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لاَ يَصُومَ مِنْهُ، وَيَصُومُ، حَتَّى نَظُنَّ أَنْ لاَ يُفْطِرَ مِنْهُ شَيْئًا، وَكَانَ لاَ تَشَاءُ أَنْ تَرَاهُ مِنَ اللَّيْلِ مُصَلِّيًا إِلاَّ رَأَيْتَهُ، وَلاَ نَائِمًا إِلاَّ رَأَيْتَهُ.".
ـ وفي رواية "عَنْ حُمَيْدٍ الطَّوِيلِ، قَالَ: سَأَلْتُ أَنَسًا، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، عَنْ صِيَامِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَ: مَا كُنْتُ أُحِبُّ أَنْ أَرَاهُ مِنَ الشَّهْرِ صَائِمًا إِلاَّ رَأَيْتُهُ، وَلاَ مُفْطِرًا إِلاَّ رَأَيْتُهُ، وَلاَ مِنَ اللَّيْلِ قَائِمًا إِلاَّ رَأَيْتُهُ، وَلاَ نَائِمًا إِلاَّ رَأَيْتُهُ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، وعبد بن حُميد، والبخاري، والترمذي، في "الشمائل"، والنسائي، وأبو يعلى، وابن حبان.
* * *
عَنْ مَسْرُوقٍ. قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ عَمَلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ فَقَالَتْ:
"كَانَ يُحِبُّ الدَّائِمَ. قَالَ: قُلْتُ: أَىَّ حِينٍ كَانَ يُصَلِّي؟ فَقَالَتْ: كَانَ إِذَا سَمِعَ الصَّارِخَ , قَامَ فَصَلَّى.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي.
ــــــــــ
الصارخ؛ الديك.
ــــــــــ
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/330)
عَنِ الأَسْوَدِ بْنِ يَزِيدَ قَالَ: سَأَلْتُ عَائِشَةَ عَنْ صَلاَةِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقَالَتْ:
"كَانَ يَنَامُ أَوَّلَ اللَّيْلِ ثُمَّ يَقُومُ. فَإِذَا كَانَ مِنَ السَّحَرِ أَوْتَرَ , ثُمَّ أَتَى فِرَاشَهُ. فَإِذَا كَانَ لَهُ حَاجَةٌ أَلَمَّ بِأَهْلِهِ , فَإِذَا سَمِعَ الأَذَانَ وَثَبَ فَإِنْ كَانَ جُنُبًا أَفَاضَ عَلَيْهِ مِنَ الْمَاءِ , وَإِلاَّ تَوَضَّأَ ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي.
* * *
عَنْ طَاوُوسٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ، يَقُولُ:
"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِذَا قَامَ مِنَ اللَّيْلِ يَتَهَجَّدُ، قَالَ: اللَّهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ قَيِّمُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ مَلِكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ، وَمَنْ فِيهِنَّ، وَلَكَ الْحَمْدُ، أَنْتَ الْحَقُّ، وَوَعْدُكَ حَقُّ، وَلِقَاؤُكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ، وَالسَّاعَةُ حَقٌّ، وَمُحَمَّدٌ حَقٌّ، وَالنَّبِيُّونَ حَقٌّ، اللَّهُمَّ لَكَ أَسْلَمْتُ، وَبِكَ آمَنْتُ، وَعَلَيْكَ تَوَكَّلْتُ، وَإِلَيْكَ أَنَبْتُ، وَبِكَ خَاصَمْتُ، وَإِلَيْكَ حَاكَمْتُ، فَاغْفِرْ لِي مَا قَدَّمْتُ، وَمَا أَخَّرْتُ، وَمَا أَسْرَرْتُ وَمَا أَعْلَنْتُ، أَنْتَ الْمُقَدِّمُ، وَأَنْتَ الْمُؤَخِّرُ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَوْ قَالَ: لاَ إِلَهَ غَيْرُكَ ـ شَكَّ سُفْيَانُ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وابن أبي شيبة، وأحمد , وعبد بن حميد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة، وأبو يَعْلَى، وابن حِبَّان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[30 - 10 - 09, 04:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 71 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملاً أبواب النوافل، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
عَنْ نَافِعٍ , وَعَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ صَلاَةِ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ , صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً، تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى.".
ـ وفي رواية: "عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَأْمُرُنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَ: يُصَلِّي أَحَدُكُمْ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ، صَلَّى وَاحِدَةً، فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُْوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: مَا تَرَى فِي صَلاَةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِىَ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً، فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى , وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ وِتْرًا، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِهِ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/331)
ـ وفي رواية: "عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلاً يَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم , وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: كَيْفَ يُصَلِّي أَحَدُنَا بِاللَّيْلِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَثْنَى مَثْنَى , فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ، فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ، تُوتِرُ لَكَ مَا مَضَى مِنْ صَلاَتكَ.".
أخرجه مالك , والحميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري , ومسلم , وابن ماجة، وأبو داود , والترمذي، والنسائي، وأبو يَعْلَى، وابن خزيمة، وابن حِبَّان , والطَّبَرَانِي , في "الأوسط" , والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
"سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: كَيْفَ يُصَلَّى بِاللَّيْلِ؟ قَالَ: لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ، فَلْيُوتِرْ بِوَاحِدَةٍ.".
ـ وفي رواية: "صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى , فَإِذَا خِفْتَ الْفَجْرَ , فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ تُوتِرُ لَكَ صَلاَتَكَ.".
قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ.
ـ وفي رواية: "سَأَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ صَلاَةُ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ.".
أخرجه الحميدي , وابن أبي شيبة، وأحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والنسائي , وأبو يعلى، وابن خزيمة، وابن حبان , والطَّبَرَانِي , والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ صَلاَةِ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: مَثْنَى مَثْنَى , فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ , فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ.".
أخرجه الحميدي , وابن أبي شيبة، وأحمد , ومسلم , وابن ماجة , والنسائي , وأبو يعلى، وابن خزيمة، وابن حبان , والطَّبَرَانِي , والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ , قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: مَا أَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي بِاللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى , وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ.".
قَالَ أَنَسٌ: قُلْتُ: فَإِنَّمَا أَسْأَلُكَ مَا أَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ؟ فَقَالَ: بَهْ بَهْ , إِنَّكَ لَضَخْمٌ , إِنَّمَا أُحَدِّثُ , أَوْ قَالَ: إِنَّمَا أَقْتَصُّ لَكَ الْحَدِيثَ؛
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي بِاللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ , ثُمَّ يَقُومُ كَأَنَّ الأَذَانَ، أَوِ الإِقَامَةَ، فِي أُذُنَيْهِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ , قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ , قُلْتُ: أَرَأَيْتَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ , أَأُطِيلُ فِيهِمَا الْقِرَاءَةَ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى , وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ.".
قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي لَسْتُ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ، قَالَ: إِنَّكَ لَضَخْمٌ , أَلاَ تَدَعُنِي أَسْتَقْرِئُ لَكَ الْحَدِيثَ؟!
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى , وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ , وَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ، كَأَنَّ الأَذَانَ بِأُذُنَيْهِ.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي، وأبو يعلى، وابن خزيمة، والبغوي.
* * *
عَنْ عُقْبَةَ بْنَ حُرَيْثٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/332)
"صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى , فَإِنْ خَشِيتَ الصُّبْحَ , فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ."
قَالَ (1): قُلْتُ: مَا مَثْنَى مَثْنَى , قَالَ: رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ.
ـ وفي رواية: "صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى , فَإِذَا رَأَيْتَ أَنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ , فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ.".
قَالَ (1): فَقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: مَا مَثْنَى مَثْنَى؟ قَالَ: تُسَلِّمَ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ.
ــــــــــــ
(1) القائل؛ عُقْبَة بن حُرَيْث.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد , ومسلم، وأبو عَوَانَة، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:
"الْوَتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ.".
أخرجه الطيالسي، وأحمد , ومسلم , والنسائي، وأبو يعلى، وأبو عوانة، وابن حبان، , والطَّبَرَانِي , والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ؟ قَالَتْ:
"مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ , وَلاَ فِي غَيْرِهِ , عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً. يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاَثًا. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، إِنَّ عَيْنَىَّ تَنَامَانِ وَلاَ يَنَامُ قَلْبِي.".
أخرجه مالك , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّهُ قَالَ:
"لأَرْمُقَنَّ صَلاَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اللَّيْلَةَ، قَالَ فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ، أَوْ فُسْطَاطَهُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، طَوِيلَتَيْنِ، طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ، فَذَلِكَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.".
أخرجه مالك , وأحمد , وعبد بن حميد , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , وعبد الله بن أحمد , والنسائي، والبزار، وأبو عوانة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبغوي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[30 - 10 - 09, 04:47 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 71 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملاً أبواب النوافل، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
عَنْ نَافِعٍ , وَعَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، عَنْ صَلاَةِ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ أَحَدُكُمُ الصُّبْحَ , صَلَّى رَكْعَةً وَاحِدَةً، تُوتِرُ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/333)
ـ وفي رواية: "عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَأْمُرُنَا أَنْ نُصَلِّيَ مِنَ اللَّيْلِ؟ قَالَ: يُصَلِّي أَحَدُكُمْ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ، صَلَّى وَاحِدَةً، فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا قَدْ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: سَأَلَ رَجُلٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُْوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: مَا تَرَى فِي صَلاَةِ اللَّيْلِ؟ قَالَ: مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِىَ الصُّبْحَ صَلَّى وَاحِدَةً، فَأَوْتَرَتْ لَهُ مَا صَلَّى , وَإِنَّهُ كَانَ يَقُولُ: اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ وِتْرًا، فَإِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم أَمَرَ بِهِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ دِينَارٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ: سَمِعْتُ رَجُلاً يَسْأَلُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم , وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: كَيْفَ يُصَلِّي أَحَدُنَا بِاللَّيْلِ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَثْنَى مَثْنَى , فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ، فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ، تُوتِرُ لَكَ مَا مَضَى مِنْ صَلاَتكَ.".
أخرجه مالك , والحميدي، وابن أبي شيبة، وأحمد، والدارمي، والبخاري , ومسلم , وابن ماجة، وأبو داود , والترمذي، والنسائي، وأبو يَعْلَى، وابن خزيمة، وابن حِبَّان , والطَّبَرَانِي , في "الأوسط" , والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ:
"سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سُئِلَ: كَيْفَ يُصَلَّى بِاللَّيْلِ؟ قَالَ: لِيُصَلِّ أَحَدُكُمْ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خَشِيَ الصُّبْحَ، فَلْيُوتِرْ بِوَاحِدَةٍ.".
ـ وفي رواية: "صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى , فَإِذَا خِفْتَ الْفَجْرَ , فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ تُوتِرُ لَكَ صَلاَتَكَ.".
قَالَ: وَكَانَ عَبْدُ اللهِ يُوتِرُ بِوَاحِدَةٍ.
ـ وفي رواية: "سَأَلَ رَجُلٌ مِنَ الْمُسْلِمِينَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم: كَيْفَ صَلاَةُ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ.".
أخرجه الحميدي , وابن أبي شيبة، وأحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والنسائي , وأبو يعلى، وابن خزيمة، وابن حبان , والطَّبَرَانِي , والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ طَاوُوسٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى، فَإِذَا خِفْتَ الصُّبْحَ فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَجُلاً سَأَلَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، عَنْ صَلاَةِ اللَّيْلِ؟ فَقَالَ: مَثْنَى مَثْنَى , فَإِذَا خَشِيتَ الصُّبْحَ , فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ.".
أخرجه الحميدي , وابن أبي شيبة، وأحمد , ومسلم , وابن ماجة , والنسائي , وأبو يعلى، وابن خزيمة، وابن حبان , والطَّبَرَانِي , والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ , قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ: مَا أَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ؟ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي بِاللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى , وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ.".
قَالَ أَنَسٌ: قُلْتُ: فَإِنَّمَا أَسْأَلُكَ مَا أَقْرَأُ فِي الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ الصُّبْحِ؟ فَقَالَ: بَهْ بَهْ , إِنَّكَ لَضَخْمٌ , إِنَّمَا أُحَدِّثُ , أَوْ قَالَ: إِنَّمَا أَقْتَصُّ لَكَ الْحَدِيثَ؛
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي بِاللَّيْلِ رَكْعَتَيْنِ رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ يُوتِرُ بِرَكْعَةٍ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ , ثُمَّ يَقُومُ كَأَنَّ الأَذَانَ، أَوِ الإِقَامَةَ، فِي أُذُنَيْهِ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/334)
ـ وفي رواية: "عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ , قَالَ: سَأَلْتُ ابْنَ عُمَرَ , قُلْتُ: أَرَأَيْتَ الرَّكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الْغَدَاةِ , أَأُطِيلُ فِيهِمَا الْقِرَاءَةَ؟ قَالَ: كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى , وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ.".
قَالَ: قُلْتُ: إِنِّي لَسْتُ عَنْ هَذَا أَسْأَلُكَ، قَالَ: إِنَّكَ لَضَخْمٌ , أَلاَ تَدَعُنِي أَسْتَقْرِئُ لَكَ الْحَدِيثَ؟!
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى , وَيُوتِرُ بِرَكْعَةٍ , وَيُصَلِّى رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الْغَدَاةِ، كَأَنَّ الأَذَانَ بِأُذُنَيْهِ.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي، وأبو يعلى، وابن خزيمة، والبغوي.
* * *
عَنْ عُقْبَةَ بْنَ حُرَيْثٍ؛ قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يَقُولُ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى , فَإِنْ خَشِيتَ الصُّبْحَ , فَأَوْتِرْ بِرَكْعَةٍ."
قَالَ (1): قُلْتُ: مَا مَثْنَى مَثْنَى , قَالَ: رَكْعَتَانِ رَكْعَتَانِ.
ـ وفي رواية: "صَلاَةُ اللَّيْلِ مَثْنَى مَثْنَى , فَإِذَا رَأَيْتَ أَنَّ الصُّبْحَ يُدْرِكُكَ , فَأَوْتِرْ بِوَاحِدَةٍ.".
قَالَ (1): فَقِيلَ لاِبْنِ عُمَرَ: مَا مَثْنَى مَثْنَى؟ قَالَ: تُسَلِّمَ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ.
ــــــــــــ
(1) القائل؛ عُقْبَة بن حُرَيْث.
ــــــــــــ
أخرجه أحمد , ومسلم، وأبو عَوَانَة، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ أَبِي مِجْلَزٍ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عُمَرَ يُحَدِّثُ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّهُ قَالَ:
"الْوَتْرُ رَكْعَةٌ مِنْ آخِرِ اللَّيْلِ.".
أخرجه الطيالسي، وأحمد , ومسلم , والنسائي، وأبو يعلى، وأبو عوانة، وابن حبان، , والطَّبَرَانِي , والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ. أَنَّهُ سَأَلَ عَائِشَةَ: كَيْفَ كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي رَمَضَانَ؟ قَالَتْ:
"مَا كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَزِيدُ فِي رَمَضَانَ , وَلاَ فِي غَيْرِهِ , عَلَى إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً. يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي أَرْبَعًا فَلاَ تَسَلْ عَنْ حُسْنِهِنَّ وَطُولِهِنَّ، ثُمَّ يُصَلِّي ثَلاَثًا. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , أَتَنَامُ قَبْلَ أَنْ تُوتِرَ؟ فَقَالَ: يَا عَائِشَةُ، إِنَّ عَيْنَىَّ تَنَامَانِ وَلاَ يَنَامُ قَلْبِي.".
أخرجه مالك , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ قَيْسِ بْنِ مَخْرَمَةَ، عَنْ زَيْدِ بْنِ خَالِدٍ الْجُهَنِيِّ، أَنَّهُ قَالَ:
"لأَرْمُقَنَّ صَلاَةَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم اللَّيْلَةَ، قَالَ فَتَوَسَّدْتُ عَتَبَتَهُ، أَوْ فُسْطَاطَهُ، فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ طَوِيلَتَيْنِ، طَوِيلَتَيْنِ، طَوِيلَتَيْنِ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، وَهُمَا دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ، دُونَ اللَّتَيْنِ قَبْلَهُمَا، ثُمَّ أَوْتَرَ، فَذَلِكَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.".
أخرجه مالك , وأحمد , وعبد بن حميد , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , وعبد الله بن أحمد , والنسائي، والبزار، وأبو عوانة، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبغوي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[30 - 10 - 09, 04:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/335)
هذه هي المشاركة ال 72 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملاً أبواب النوافل، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ عَائِشَةَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي بِاللَّيْلِ إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً , يُوتِرُ مِنْهَا بِوَاحِدَةٍ , فَإِذَا فَرَغَ مِنْهَا اضْطَجَعَ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ , حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي إِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، كَانَتْ تِلْكَ صَلاَتَهُ - تَعْنِي بِاللَّيْلِ - فَيَسْجُدُ السَّجْدَةَ مِنْ ذَلِكَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ أَحَدُكُمْ خَمْسِينَ آيَةً قَبْلَ أَنْ يَرْفَعَ رَأْسَهُ، وَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلاَةِ الْفَجْرِ، ثُمَّ يَضْطَجِعُ عَلَى شِقِّهِ الأَيْمَنِ حَتَّى يَأْتِيَهُ الْمُؤَذِّنُ لِلصَّلاَةِ.".
أخرجه مالك , وأحمد , وعبد بن حميد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي بِاللَّيْلِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ يُصَلِّي إِذَا سَمِعَ النِّدَاءَ بِالصُّبْحِ رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ.".
أخرجه مالك , وأحمد , والبخاري , وأبو داود والنسائي.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
"صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ , ثُمَّ صَلَّى ثَمَانَ رَكَعَاتٍ , وَرَكْعَتَيْنِ جَالِسًا , وَرَكْعَتَيْنِ بَيْنَ النِّدَاءَيْنِ، وَلَمْ يَكُنْ يَدَعُهُمَا أَبَدًا.".
أخرجه أحمد , والبخاري , وأبو داود.
* * *
عَنْ أَبِي جَمْرَةَ , قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقُولُ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ، ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.".
ـ وفي رواية: "كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ , بَعْدَ الْعِشَاءِ , ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد , والبخاري , ومسلم , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة، وأبو يَعْلَى، وابن حِبَّان، والطَّبَرَانِي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ؛ أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً , بِرَكْعَتَىِ الْفَجْرِ.".
أخرجه أحمد , ومسلم , وأبو داود.
* * *
عَنِ الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ. قَالَ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ:
"كَانَتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ عَشَرَ رَكَعَاتٍ , وَيُوتِرُ بِسَجْدَةٍ , وَيَرْكَعُ رَكْعَتَىِ الْفَجْرِ , فَتِلْكَ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي.
* * *
عَنْ كُرَيْبٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ:
"بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ , فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ , فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ مُعَلَّقٍ , وُضُوءًا خَفِيفًا ـ وَجَعَلَ يَصِفُهُ وَيُقَلِّلُهُ ـ فَقُمْتُ , فَصَنَعْتُ مِثْلَ الَّذِي صَنَعَ , ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ , فَأَخْلَفَنِي , فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ , فَصَلَّى , ثُمَّ اضْطَجَعَ , فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ , ثُمَّ أَتَاهُ بِلاَلٌ , فَآذَنَهُ بِالصَّلاَةِ , فَخَرَجَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.".
وَقَالَ سُفْيَانُ: وَحَدَّثَنِيهِ ابْنُ جُرَيْجٍ , عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، مِثْلِهِ , إِلَى قَوْلِهِ: "فَأَخْلَفَنِي , فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ فَصَلَّى.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/336)
فَقَالَ لَهُ عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ: وَكَانَ فِي الْمَجْلِسِ: هِيهْ , زِدْ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ، فَقَالَ عطَاَءٌ: مَا هِيهْ؟ هَكَذَا سَمِعْتُ، فَقَالَ عَمْرٌو: أَخْبَرَنِي كُرَيْبٌ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّهُ قَالَ:
"ثُمَّ اضْطَجَعَ , فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ , ثُمَّ أَتَاهُ بِلاَلٌ , فَآذَنَهُ بِالصَّلاَةِ , فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.".
ـ وفي رواية: "عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا , قَالَ: بِتُّ عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ لَيْلَةً، فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمَّا كَانَ فِي بَعْضِ اللَّيْلِ , قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَتَوَضَّأَ مِنْ شَنٍّ مُعَلَّقٍ , وُضُوءًا خَفِيفًا ـ يُخَفِّفُهُ عَمْرٌو وَيُقَلِّلُهُ جِدًّا ـ ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي , فَقُمْتُ , فَتَوَضَّأْتُ نَحْوًا مِمَّا تَوَضَّأَ، ثُمَّ جِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ , فَحَوَّلَنِي , فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى مَا شَاءَ اللَّهُ، ثُمَّ اضْطَجَعَ، فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ، فَأَتَاهُ الْمُنَادِي , يَأْذِنُهُ بِالصَّلاَةِ، فَقَامَ مَعَهُ إِلَى الصَّلاَةِ، فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.".
قُلْنَا لِعَمْرٍو: إِنَّ نَاسًا يَقُولُونَ: إِنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم تَنَامُ عَيْنُهُ , وَلاَ يَنَامُ قَلْبُهُ.
قَالَ عَمْرٌو: سَمِعْتُ عُبَيْدَ بْنَ عُمَيْرٍ يَقُولُ: إِنَّ رُؤْيَا الأَنْبِيَاءِ وَحْيٌ، ثُمَّ قَرَأَ: {إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِي أَذْبَحُكَ}.
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وأبو عوانة، وابن خزيمة.
ــــــــــ
شَنٍّ مُعَلَّقَةٍ، أو شن معلق؛ بالتأنيث، على أنها القربة، وبالتذكير، على أنه الوعاء.
شِنَاقَهَا؛ الشناق هو الوكاء الذي تُربط به.
ــــــــــ
* * *
عَنْ كُرَيْبٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ:
"بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ، فَرَقَبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، كَيْفَ يُصَلِّي، فَقَامَ فَبَالَ، ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَكَفَّيْهِ، ثُمَّ نَامَ، ثُمَّ قَامَ، فَعَمَدَ إِلَى الْقِرْبَةِ فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا، ثُمَّ صَبَّ فِي الْجَفْنَةِ، أَوِ الْقَصْعَةِ، وَأَكَبَّ يَدَهُ عَلَيْهَا، ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا حَسَنًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي، فَجِئْتُ فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي، فَأَقَامَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَتَكَامَلَتْ صَلاةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، قَالَ: ثُمَّ نَامَ حَتَّى نَفَخَ، وَكُنَّا نَعْرِفُهُ إِذَا نَامَ بِنَفْخِهِ، ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاةِ فَصَلَّى، وَجَعَلَ يَقُولُ فِي صَلاتِهِ، أَوْ فِي سُجُودِهِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا، وَفِي سَمْعِي نُورًا، وَفِي بَصَرِي نُورًا، وَعَنْ يَمِينِي نُورًا، وَعَنْ يَسَارِي نُورًا، وَأَمَامِي نُورًا، وَخَلْفِي نُورًا، وَفَوْقِي نُورًا، وَتَحْتِي نُورًا، وَاجْعَلْنِي نُورًا ـ قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ قَالَ: اجْعَلْ لِي نُورًا ـ.".
قَالَ (1): وَحَدَّثَنِي عَمْرُو بْنُ دِينَارٍ، عَنْ كُرَيْبٍ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛ "أَنَّهُ نَامَ مُضْطَجِعًا.".
ـ وفي رواية: "بِتُّ لَيْلَةً عِنْدَ خَالَتِي مَيْمُونَةَ , فَقَامَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ , فَأَتَى حَاجَتَهُ , ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ وَيَدَيْهِ , ثُمَّ نَامَ , ثُمَّ قَامَ فَأَتَى الْقِرْبَةَ , فَأَطْلَقَ شِنَاقَهَا , ثُمَّ تَوَضَّأَ وُضُوءًا بَيْنَ الْوُضُوءَيْنِ , وَلَمْ يُكْثِرْ وَقَدْ أَبْلَغَ , ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى , فَقُمْتُ فَتَمَطَّيْتُ، كَرَاهِيَةَ أَنْ يَرَى أَنِي كُنْتُ أَنْتَبِهُ لَهُ , فَتَوَضَّأْتُ , فَقَامَ فَصَلَّى , فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ , فَأَخَذَ بِيَدِي , فَأَدَارَنِي عَنْ يَمِينِهِ , فَتَتَامَّتْ صَلاَةُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ , ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً , ثُمَّ اضْطَجَعَ , فَنَامَ حَتَّى نَفَخَ , وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ , فَأَتَاهُ بِلاَلٌ , فَآذَنَهُ بِالصَّلاَةِ , فَقَامَ فَصَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ , وَكَانَ فِي دُعَائِهِ: اللَّهُمَّ اجْعَلْ فِي قَلْبِي نُورًا , وَفِي بَصَرِي نُورًا , وَفِي سَمْعِي نُورًا , وَعَنْ يَمِينِي نُورًا , وَعَنْ يَسَارِي نُورًا , وَفَوْقِي نُورًا , وَتَحْتِي نُورًا , وَأَمَامِي نُورًا , وَخَلْفِي نُورًا , وَعَظِّمْ لِي نُورًا.".
قَالَ كُرَيْبٌ: وَسَبْعًا فِي التَّابوتِ (2).
فَلَقِيتُ (3) بَعْضَ وَلَدِ الْعَبَّاسِ , فَحَدَّثَنِي بِهِنَّ , فَذَكَرَ عَصَبِي , وَلَحْمِي , وَدَمِي , وَشَعَْرِي , وَبَشَرِي , وَذَكَرَ خَصْلَتَيْنِ.
ــــــــــ
(1) القائل؛ هو شُعْبة.
(2) قوله: "وسبعًا، في التابوت" أي في الصندوق الذي يحتفظ كُرَيْب بأوراقه فيه.
(3) القائل: "فلقيتُ"، هو سلمة بن كُهيل، راوي الحديث عن كُريب.
ــــــــــ
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود، والترمذي , في "الشمائل"، والبزار، والنسائي , وأبو عوانة، وابن خزيمة، وابن حِبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، و البَغَوِي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/337)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[30 - 10 - 09, 04:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 73 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملاً أبواب النوافل، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
عَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ؛
"أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ خَالَتُهُ، قَالَ: فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ، فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقٍ، فَتَوَضَّأَ مِنْهُ، فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي، وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ ثُمَّ اضْطَجَعَ، حَتَّى أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.".
ـ وفي رواية: "نِمْتُ عِنْدَ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ نَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَفَخَ، وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ، ثُمَّ أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ فَخَرَجَ فَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.".
أخرجه مالك، وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي , في "الشمائل"، والبزار، والنسائي , وأبو عوانة، وابن خزيمة، وابن حِبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ:
"بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ , فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ , ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى أَرْبَعًا , ثُمَّ قَالَ: أَنَامَ الْغُلَيِّمُ , أَوِ الْغُلاَمُ؟ ـ قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ شَيْئًا نَحْوَ هَذَا ـ قَالَ: ثُمَّ نَامَ , قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ , قَالَ: لاَ أَحْفَظُ وُضُوءَهُ , قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى , فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ , قَالَ: فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ , ثُمَّ صَلَّى خَمْسَ رَكَعَاتٍ , قَالَ: ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ , قَالَ: ثُمَّ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ، أَوْ خَطِيطَهُ , ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد , والدارمي , والبخاري , وأبو داود , والنسائي، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ , أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَ؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/338)
"أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ , فَقَامَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ , فَخَرَجَ , فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ , ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي فِي آلِ عِمْرَانَ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} حَتَّى بَلَغَ: {سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيْتِ , فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ , ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى , ثُمَّ اضْطَجَعَ , ثُمَّ رَجَعَ أَيْضًا , فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ , ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ , ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ , ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى , ثُمَّ اضْطَجَعَ , ثُمَّ رَجَعَ أَيْضًا , فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ , ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ , ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ , ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى.".
أخرجه أحمد، ومُسْلم، وابن مَنْدَه، في "التوحيد"
* * *
عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ , عَنْ حَفْصَةَ. أَنَّهَا قَالَتْ:
"مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا. حَتَّى كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِعَامٍ. فَكَانَ يُصَلِّي فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا. وَكَانَ يَقْرَأُ بِالسُّورَةِ فَيُرَتِّلُهَا. حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا.".
أخرجه مالك , وأحمد , والدارمي , ومسلم , والترمذي , والنسائي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ. عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
"مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي شَىْءٍ مِنْ صَلاَةِ اللَّيْلِ جَالِسًا. حَتَّى إِذَا كَبِرَ قَرَأَ جَالِسًا , حَتَّى إِذَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنَ السُّورَةِ ثَلاَثُونَ أَوْ أَرْبَعُونَ آيَةً , قَامَ فَقَرَأَهُنَّ. ثُمَّ رَكَعَ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والنسائي.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَائِشَةَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي جَالِسًا , فَيَقْرَأُ وَهُوَ جَالِسٌ , فَإِذَا بَقِيَ مِنْ قِرَاءَتِهِ قَدْرُ مَا يَكُونُ ثَلاَثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً , قَامَ فَقَرَأَ وَهُوَ قَائِمٌ , ثُمَّ رَكَعَ , ثُمَّ سَجَدَ , ثُمَّ يَفْعَلُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ.".
أخرجه مالك , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والترمذي , والنسائي.
* * *
عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ وَهُوَ قَاعِدٌ. فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ , قَامَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ إِنْسَانٌ أَرْبَعِينَ آيَةً.".
أخرجه أحمد , ومسلم , وابن ماجة , والنسائي.
* * *
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
"فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ , فَالْتَمَسْتُهُ , فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ , وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ. وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ , وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ , وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ , لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ , أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ.".
أخرجه أحمد , ومسلم , وابن ماجة , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
"فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ: فَتَحَسَّسْتُهُ فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ. فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنِّي لَفِي شَأْنٍ وَإِنَّكَ لَفِي آخَرَ.".
أخرجه أحمد , ومسلم , والنسائي.
* * *
عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
"مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ، فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ.".
أخرجه أحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والنسائي.
* * *
عَنِ الأَسْوَدِ , عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ , حَتَّى يَكُونَ آخِرَ صَلاَتِهِ الْوِتْرُ.".
أخرجه أحمد , ومسلم , وأبو داود.
* * *
عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ , فَلْيَجْعَلْ آخِرَ صَلاَتِهِ وِتْرًا قَبْلَ الصُّبْحِ , كَذَلِكَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُهُمْ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والبزار، والنسائي , وابن خزيمة، وأبو عَوَانَة , والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
حَدِيثُ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ:
"أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ , لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ.".
سَلَف.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/339)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[30 - 10 - 09, 04:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 74 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستكملاً أبواب النوافل، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
عَنْ كُرَيْبٍ، مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ , أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَبَّاسٍ أَخْبَرَهُ؛
"أَنَّهُ بَاتَ لَيْلَةً عِنْدَ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَهِيَ خَالَتُهُ، قَالَ: فَاضْطَجَعْتُ فِي عَرْضِ الْوِسَادَةِ، وَاضْطَجَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَأَهْلُهُ، فِي طُولِهَا، فَنَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى إِذَا انْتَصَفَ اللَّيْلُ، أَوْ قَبْلَهُ بِقَلِيلٍ، أَوْ بَعْدَهُ بِقَلِيلٍ، اسْتَيْقَظَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَجَلَسَ يَمْسَحُ النَّوْمَ عَنْ وَجْهِهِ بِيَدِهِ، ثُمَّ قَرَأَ الْعَشْرَ الآيَاتِ الْخَوَاتِمَ مِنْ سُورَةِ آلِ عِمْرَانَ، ثُمَّ قَامَ إِلَى شَنٍّ مُعَلَّقٍ، فَتَوَضَّأَ مِنْهُ، فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ، ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي.
قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: فَقُمْتُ فَصَنَعْتُ مِثْلَ مَا صَنَعَ، ثُمَّ ذَهَبْتُ، فَقُمْتُ إِلَى جَنْبِهِ، فَوَضَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَى رَأْسِي، وَأَخَذَ بِأُذُنِي الْيُمْنَى يَفْتِلُهَا، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ أَوْتَرَ ثُمَّ اضْطَجَعَ، حَتَّى أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ، فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ خَفِيفَتَيْنِ، ثُمَّ خَرَجَ فَصَلَّى الصُّبْحَ.".
ـ وفي رواية: "نِمْتُ عِنْدَ مَيْمُونَةَ، زَوْجِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عِنْدَهَا تِلْكَ اللَّيْلَةَ، فَتَوَضَّأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى، فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ، فَأَخَذَنِي فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ، فَصَلَّى فِي تِلْكَ اللَّيْلَةِ ثَلاَثَ عَشْرَةَ رَكْعَةً، ثُمَّ نَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَتَّى نَفَخَ، وَكَانَ إِذَا نَامَ نَفَخَ، ثُمَّ أَتَاهُ الْمُؤَذِّنُ فَخَرَجَ فَصَلَّى، وَلَمْ يَتَوَضَّأْ.".
أخرجه مالك، وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود، وابن ماجة، والترمذي , في "الشمائل"، والبزار، والنسائي , وأبو عوانة، وابن خزيمة، وابن حِبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ:
"بِتُّ فِي بَيْتِ خَالَتِي مَيْمُونَةَ , فَصَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْعِشَاءَ , ثُمَّ جَاءَ فَصَلَّى أَرْبَعًا , ثُمَّ قَالَ: أَنَامَ الْغُلَيِّمُ , أَوِ الْغُلاَمُ؟ ـ قَالَ شُعْبَةُ: أَوْ شَيْئًا نَحْوَ هَذَا ـ قَالَ: ثُمَّ نَامَ , قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَتَوَضَّأَ , قَالَ: لاَ أَحْفَظُ وُضُوءَهُ , قَالَ: ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى , فَقُمْتُ عَنْ يَسَارِهِ , قَالَ: فَجَعَلَنِي عَنْ يَمِينِهِ , ثُمَّ صَلَّى خَمْسَ رَكَعَاتٍ , قَالَ: ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ , قَالَ: ثُمَّ نَامَ حَتَّى سَمِعْتُ غَطِيطَهُ، أَوْ خَطِيطَهُ , ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ خَرَجَ إِلَى الصَّلاَةِ.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد , والدارمي , والبخاري , وأبو داود , والنسائي، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ أَبِي الْمُتَوَكِّلِ , أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ حَدَّثَ؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/340)
"أَنَّهُ بَاتَ عِنْدَ نَبِيِّ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ , فَقَامَ نَبِيُّ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ اللَّيْلِ , فَخَرَجَ , فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ , ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ الَّتِي فِي آلِ عِمْرَانَ: {إِنَّ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ} حَتَّى بَلَغَ: {سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} ثُمَّ رَجَعَ إِلَى الْبَيْتِ , فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ , ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى , ثُمَّ اضْطَجَعَ , ثُمَّ رَجَعَ أَيْضًا , فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ , ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ , ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ , ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى , ثُمَّ اضْطَجَعَ , ثُمَّ رَجَعَ أَيْضًا , فَنَظَرَ فِي السَّمَاءِ , ثُمَّ تَلاَ هَذِهِ الآيَةَ , ثُمَّ رَجَعَ فَتَسَوَّكَ وَتَوَضَّأَ , ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى.".
أخرجه أحمد، ومُسْلم، وابن مَنْدَه، في "التوحيد"
* * *
عَنِ الْمُطَّلِبِ بْنِ أَبِي وَدَاعَةَ السَّهْمِيِّ , عَنْ حَفْصَةَ. أَنَّهَا قَالَتْ:
"مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا. حَتَّى كَانَ قَبْلَ وَفَاتِهِ بِعَامٍ. فَكَانَ يُصَلِّي فِي سُبْحَتِهِ قَاعِدًا. وَكَانَ يَقْرَأُ بِالسُّورَةِ فَيُرَتِّلُهَا. حَتَّى تَكُونَ أَطْوَلَ مِنْ أَطْوَلَ مِنْهَا.".
أخرجه مالك , وأحمد , والدارمي , ومسلم , والترمذي , والنسائي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ. عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
"مَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ فِي شَىْءٍ مِنْ صَلاَةِ اللَّيْلِ جَالِسًا. حَتَّى إِذَا كَبِرَ قَرَأَ جَالِسًا , حَتَّى إِذَا بَقِيَ عَلَيْهِ مِنَ السُّورَةِ ثَلاَثُونَ أَوْ أَرْبَعُونَ آيَةً , قَامَ فَقَرَأَهُنَّ. ثُمَّ رَكَعَ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والنسائي.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَائِشَةَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي جَالِسًا , فَيَقْرَأُ وَهُوَ جَالِسٌ , فَإِذَا بَقِيَ مِنْ قِرَاءَتِهِ قَدْرُ مَا يَكُونُ ثَلاَثِينَ أَوْ أَرْبَعِينَ آيَةً , قَامَ فَقَرَأَ وَهُوَ قَائِمٌ , ثُمَّ رَكَعَ , ثُمَّ سَجَدَ , ثُمَّ يَفْعَلُ فِي الرَّكْعَةِ الثَّانِيَةِ مِثْلَ ذَلِكَ.".
أخرجه مالك , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والترمذي , والنسائي.
* * *
عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَائِشَةَ , قَالَتْ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقْرَأُ وَهُوَ قَاعِدٌ. فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَرْكَعَ , قَامَ قَدْرَ مَا يَقْرَأُ إِنْسَانٌ أَرْبَعِينَ آيَةً.".
أخرجه أحمد , ومسلم , وابن ماجة , والنسائي.
* * *
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
"فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَيْلَةً مِنَ الْفِرَاشِ , فَالْتَمَسْتُهُ , فَوَقَعَتْ يَدِي عَلَى بَطْنِ قَدَمَيْهِ وَهُوَ فِي الْمَسْجِدِ , وَهُمَا مَنْصُوبَتَانِ. وَهُوَ يَقُولُ: اللَّهُمَّ أَعُوذُ بِرِضَاكَ مِنْ سَخَطِكَ , وَبِمُعَافَاتِكَ مِنْ عُقُوبَتِكَ , وَأَعُوذُ بِكَ مِنْكَ , لاَ أُحْصِي ثَنَاءً عَلَيْكَ , أَنْتَ كَمَا أَثْنَيْتَ عَلَى نَفْسِكَ.".
أخرجه أحمد , ومسلم , وابن ماجة , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ , عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ:
"فَقَدْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ذَاتَ لَيْلَةٍ فَظَنَنْتُ أَنَّهُ ذَهَبَ إِلَى بَعْضِ نِسَائِهِ: فَتَحَسَّسْتُهُ فَإِذَا هُوَ رَاكِعٌ أَوْ سَاجِدٌ يَقُولُ: سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَبِحَمْدِكَ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ. فَقُلْتُ: بِأَبِي أَنْتَ وَأُمِّي إِنِّي لَفِي شَأْنٍ وَإِنَّكَ لَفِي آخَرَ.".
أخرجه أحمد , ومسلم , والنسائي.
* * *
عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَائِشَةَ. قَالَتْ:
"مِنْ كُلِّ اللَّيْلِ قَدْ أَوْتَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، مِنْ أَوَّلِ اللَّيْلِ وَأَوْسَطِهِ وَآخِرِهِ، فَانْتَهَى وِتْرُهُ إِلَى السَّحَرِ.".
أخرجه أحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والنسائي.
* * *
عَنِ الأَسْوَدِ , عَنْ عَائِشَةَ؛ قَالَتْ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي مِنَ اللَّيْلِ , حَتَّى يَكُونَ آخِرَ صَلاَتِهِ الْوِتْرُ.".
أخرجه أحمد , ومسلم , وأبو داود.
* * *
عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ: قَالَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"اجْعَلُوا آخِرَ صَلاَتِكُمْ بِاللَّيْلِ وِتْرًا.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ ابْنَ عُمَرَ كَانَ يَقُولُ: مَنْ صَلَّى مِنَ اللَّيْلِ , فَلْيَجْعَلْ آخِرَ صَلاَتِهِ وِتْرًا قَبْلَ الصُّبْحِ , كَذَلِكَ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُهُمْ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والبزار، والنسائي , وابن خزيمة، وأبو عَوَانَة , والبَيْهَقِي , والبَغَوِي.
* * *
حَدِيثُ أَبِي عُثْمَانَ النَّهْدِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ:
"أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلاَثٍ , لاَ أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ: صَوْمِ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ، وَصَلاَةِ الضُّحَى، وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ.".
سَلَف.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/341)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[30 - 10 - 09, 04:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 75 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحا أبوابًا جديدةً، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
أبواب السهو في الصلاة
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا قَامَ يُصَلِّي جَاءَهُ الشَّيْطَانُ فَلَبَسَ عَلَيْهِ , حَتَّى لاَ يَدْرِي كَمْ صَلَّى , فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ , فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ.".
أخرجه مالك , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِذَا نُودِيَ لِلصَّلاَةِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ وَلَهُ ضُرَاطٌ حَتَّى لاَ يَسْمَعَ التَّأْذِينَ، فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ أَقْبَلَ، حَتَّى إِذَا ثُوِّبَ بِالصَّلاَةِ أَدْبَرَ، حَتَّى إِذَا قَضَى التَّثْوِيبَ أَقْبَلَ , حَتَّى يَخْطُرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ، يَقُولُ اذْكُرْ كَذَا وَاذْكُرْ كَذَا , لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ، حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لاَ يَدْرِي كَمْ صَلَّى.".
أخرجه مالك , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وغبد الله بن أحمد والنسائي.
ــــــــــ
ثُوِّبَ؛ المراد بالتثويب الإقامة.
ــــــــــ
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم , قَالَ:
"إِذَا نُودِيَ بِالأَذَانِ أَدْبَرَ الشَّيْطَانُ , لَهُ ضُرَاطٌ , حَتَّى لاَ يَسْمَعَ الأَذَانَ , فَإِذَا قُضِيَ الأَذَانُ أَقْبَلَ , فَإِذَا ثُوِّبَ بِهَا أَدْبَرَ , فَإِذَا قُضِيَ التَّثْوِيبُ أَقْبَلَ حَتَّى يَخْطِرَ بَيْنَ الْمَرْءِ وَنَفْسِهِ , فَيَقُولُ: اذْكُرْ كَذَا اذْكُرْ كَذَا لِمَا لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ , حَتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ إِنْ يَدْرِي كَمْ صَلَّى , فَإِذَا لَمْ يَدْرِ أَحَدُكُمْ كَمْ صَلَّى فَلْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ.".
أخرجه أحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ , فَلَمْ يَدْرِ كَمْ صَلَّى , ثَلاَثًا أَمْ أَرْبَعًا , فَلْيَطْرَحِ الشَّكَّ , وَلْيَبْنِ عَلَى مَا اسْتَيْقَنَ , ثُمَّ يَسْجُدُ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ , فَإِنْ كَانَ صَلَّى خَمْسًا , شَفَعْنَ لَهُ صَلاَتَهُ , وَإِنْ كَانَ صَلَّى إِتْمَامًا لأَرْبَعٍ , كَانَتَا تَرْغِيمًا لِلشَّيْطَانِ.".
أخرجه أحمد , والدارمي , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ عَلْقَمَةَ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ ,
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ سَجْدَتَىِ السَّهْوِ بَعْدَ السَّلاَمِ وَالْكَلاَمِ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنِ مُحَمَّدَ بْنَ سِيرِينَ قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
"صَلَّى بِنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِحْدَى صَلاَتَىِ الْعَشِيِّ إِمَّا الظُّهْرَ وَإِمَّا الْعَصْرَ , فَسَلَّمَ فِي رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ أَتَى جِذْعًا فِي قِبْلَةِ الْمَسْجِدِ فَاسْتَنَدَ إِلَيْهَا مُغْضَبًا , وَفِي الْقَوْمِ أَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ , فَهَابَا أَنْ يَتَكَلَّمَا وَخَرَجَ سَرَعَانُ النَّاسِ؛ قُصِرَتِ الصَّلاَةُ. فَقَامَ ذُو الْيَدَيْنِ , فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ , أَقُصِرَتِ الصَّلاَةُ أَمْ نَسِيتَ؟ فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَمِينًا وَشِمَالاً. فَقَالَ: مَا يَقُولُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/342)
ذُو الْيَدَيْنِ؟ قَالُوا: صَدَقَ. لَمْ تُصَلِّ إِلاَّ رَكْعَتَيْنِ. فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَسَلَّمَ , ثُمَّ كَبَّرَ ثُمَّ سَجَدَ , ثُمَّ كَبَّرَ فَرَفَعَ , ثُمَّ كَبَّرَ وَسَجَدَ , ثُمَّ كَبَّرَ وَرَفَعَ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
"صَلَّى بِنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ أَوِ الْعَصْرَ , فَسَلَّمَ، فَقَالَ لَهُ ذُو الْيَدَيْنِ: الصَّلاَةُ , يَا رَسُولَ اللَّهَ , أَنَقَصَتْ؟ فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لأَصْحَابِهِ: أَحَقٌّ مَا يَقُولُ؟ قَالُوا: نَعَمْ , فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ.".
وفي رواية:." ... فَقَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ , ثُمَّ سَلَّمَ , ثُمَّ سَجَدَ سَجْدَتَيْنِ بَعْدَ مَا سَلَّمَ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ عَلْقَمَةَ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ. قَالَ:
"صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الظُّهْرَ خَمْسًا. فَقِيلَ لَهُ: أَزِيدَ فِي الصَّلاَةِ. قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالُوا: صَلَّيْتَ خَمْسًا. فَثَنَى رِجْلَيْهِ وَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ.".
وفي رواية: "صَلَّى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَلَمَّا سَلَّمَ قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ أَحَدَثَ فِي الصَّلاَةِ شَىْءٌ؟ قَالَ: وَمَا ذَاكَ؟ قَالُوا: صَلَّيْتَ كَذَا وَكَذَا. قَالَ: فَثَنَى رِجْلَيْهِ , وَاسْتَقْبَلَ الْقِبْلَةَ , فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ , ثُمَّ سَلَّمَ. ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ. فَقَالَ: إِنَّهُ لَوْ حَدَثَ فِي الصَّلاَةِ شَىْءٌ أَنْبَأْتُكُمْ بِهِ. وَلَكِنْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ أَنْسَى كَمَا تَنْسَوْنَ. فَإِذَا نَسِيتُ فَذَكِّرُونِي. وَإِذَا شَكَّ أَحَدُكُمْ فِي صَلاَتِهِ فَلْيَتَحَرَّ الصَّوَابَ. فَلْيُتِمَّ عَلَيْهِ. ثُمَّ لْيَسْجُدْ سَجْدَتَيْنِ.".
أخرجه أحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُحَيْنَةَ. قَالَ:
"صَلَّى لَنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَكْعَتَيْنِ مِنْ بَعْضِ الصَّلَوَاتِ. ثُمَّ قَامَ فَلَمْ يَجْلِسْ. فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ. فَلَمَّا قَضَى صَلاَتَهُ وَنَظَرْنَا تَسْلِيمَهُ كَبَّرَ. فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ وَهُوَ جَالِسٌ. قَبْلَ التَّسْلِيمِ. ثُمَّ سَلَّمَ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى بِهِمُ الظُّهْرَ , فَقَامَ فِي الرَّكْعَتَيْنِ الأُولَيَيْنِ , لَمْ يَجْلِسْ. فَقَامَ النَّاسُ مَعَهُ , حَتَّى إِذَا قَضَى الصَّلاَةَ، وَانْتَظَرَ النَّاسُ تَسْلِيمَهُ، كَبَّرَ وَهْوَ جَالِسٌ، فَسَجَدَ سَجْدَتَيْنِ قَبْلَ أَنْ يُسَلِّمَ. ثُمَّ سَلَّمَ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[10 - 11 - 09, 07:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 76 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الصلاة، مستفتحًا أبوابًا جديدةً، من أبواب كتاب الصلاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
أبواب سجود القرآن
عَنْ نَافِعٍ , عَنِ ابْنِ عُمَرَ , قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/343)
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، يَقْرَأُ عَلَيْنَا السُّورَةَ، فَيَقْرَأُ السَّجْدَةَ، فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ مَعَهُ، حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُنَا مَكَانًا لِمَوْضِعِ جَبْهَتِهِ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُصَلِّي , يَعْنِي يَقْرَأُ السَّجْدَةَ، فِي غَيْرِ صَلاَةٍ , فَيَسْجُدُ وَنَسْجُدُ مَعَهُ , حَتَّى رُبَّمَا لَمْ يَجِدْ أَحَدُنَا مَكَانًا يَسْجُدُ فِيهِ.".
ـ وفي رواية: "رُبَّمَا قَرَأَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الْقُرْآنَ , فَيَمُرُّ بِالسَّجْدَةِ , فَيَسْجُدُ بِنَا حَتَّى ازْدَحَمْنَا عِنْدَهُ , حَتَّى مَا يَجِدُ أَحَدُنَا مَكَانًا لِيَسْجُدَ فِيهِ , فِي غَيْرِ صَلاَةٍ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والبزار، وابن خزيمة، وأبو عوانة، وابن حبان , والبَيْهَقِي.
* * *
عَنِ الأَسْوَدِ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛
"عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم؛ أَنَّهُ قَرَأَ: وَالنَّجْمِ. فَسَجَدَ فِيهَا، وَسَجَدَ مَنْ كَانَ مَعَهُ. غَيْرَ أَنَّ شَيْخًا أَخَذَ كَفًّا مِنْ حَصًى أَوْ تُرَابٍ فَرَفَعَهُ إِلَى جَبْهَتِهِ وَقَالَ: يَكْفِينِي هَذَا.".
قَالَ عَبْدُ اللهِ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ , بَعْدُ , قُتِلَ كَافِرًا.
أخرجه أحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي.
* * *
عَنْ أَبِي رَافِعٍ. قَالَ صَلَّيْتُ مَعَ أَبِي هُرَيْرَةَ الْعَتَمَةَ فَقَرَأَ: إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ. فَسَجَدَ فِيهَا. فَقُلْتُ لَهُ: مَا هَذِهِ السَّجْدَةُ؟ فَقَالَ: سَجَدْتُ بِهَا خَلْفَ أَبِي الْقَاسِمِ صلى الله عليه وسلم , فَلاَ أَزَالُ أَسْجُدُ بِهَا حَتَّى أَلْقَاهُ.
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَنَّ أَبَا هُرَيْرَةَ قَرَأَ لَهُمْ: {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} فَسَجَدَ فِيهَا فَلَمَّا انْصَرَفَ أَخْبَرَهُمْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَجَدَ فِيهَا.
أخرجه مالك , وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
عَنْ عَطَاءِ بْنِ مِينَاءَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ:
"سَجَدْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فِي {إِذَا السَّمَاءُ انْشَقَّتْ} وَ {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ}.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والدارمي , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[10 - 11 - 09, 07:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
على الله توكلنا، ومنه نستمد العون والمدد والبركة، ونسأله سبحانه وتعالى أن يبارك لنا في عملنا، وأن يجعله خالصًا لوجهه الكريم
هذه هي المشاركة ال 77 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث حسب ترتيبها على أبواب الفقه، مستفتحا كتابا جديدًا من كتب العلم، وهو كتاب الجنائز، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب ما جاء في تلقين الميت لا إله إلا الله
عَنْ يَحْيَى بْنُ عُمَارَةَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"لَقِّنُوا مَوْتَاكُمْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ.".
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي.
* * *
باب من كره لقاء الله
حَدِيثُ شُرَيْحِ بْنِ هَانِئٍ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/344)
قَالَ: فَأَتَيْتُ عَائِشَةَ، فَقُلْتُ: يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ، سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَذْكُرُ عَنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدِيثًا إِنْ كَانَ كَذَلِكَ، فَقَدْ هَلَكْنَا، فَقَالَتْ: إِنَّ الْهَالِكَ مَنْ هَلَكَ بِقَوْلِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَمَا ذَاكَ؟ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَلَيْسَ مِنَّا أَحَدٌ إِلاَّ وَهُوَ يَكْرَهُ الْمَوْتَ، فَقَالَتْ: قَدْ قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَلَيْسَ بِالَّذِي تَذْهَبُ إِلَيْهِ، وَلَكِنْ إِذَا شَخَصَ الْبَصَرُ، وَحَشْرَجَ الصَّدْرُ، وَاقْشَعَرَّ الْجِلْدُ، وَتَشَنَّجَتِ الأَصَابِعُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ مَنْ أَحَبَّ لِقَاءَ اللهِ، أَحَبَّ اللَّهُ لِقَاءَهُ، وَمَنْ كَرِهَ لِقَاءَ اللهِ، كَرِهَ اللَّهُ لِقَاءَهُ.".
يأتي، إن شاء الله تعالى، برقم ().
* * *
باب الصبر على المصيبة
عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُ لاِمْرَأَةٍ مِنْ أَهْلِهِ: أَتَعْرِفِينَ فُلاَنَةَ؛
"فَإِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِهَا، وَهِيَ تَبْكِي عَلَى قَبْرٍ، فقَالَ لَهَا: اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي، فَقَالَتْ لَهُ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَإِنَّكَ لاَ تُبَالِي بِمُصِيبَتِي، قَالَ: وَلَمْ تَكُنْ عَرَفَتْهُ، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَ بِهَا مِثْلُ الْمَوْتِ، فَجَاءَتْ إِلَى بَابِهِ، فَلَمْ تَجِدْ عَلَيْهِ بَوَّابًا، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي لَمْ أَعْرِفْكَ. فقَالَ: إِنَّ الصَّبْرَ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ.".
ـ وفي رواية: "مَرَّ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِامْرَأَةٍ تَبْكِي عِنْدَ قَبْرٍ، فَقَالَ: اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي، قَالَتْ: إِلَيْكَ عَنِّي، فَإِنَّكَ لَمْ تُصَبْ بِمُصِيبَتِي، وَلَمْ تَعْرِفْهُ، فَقِيلَ لَهَا: إِنَّهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَتْ بَابَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَلَمْ تَجِدْ عِنْدَهُ بَوَّابِينَ، فَقَالَتْ: لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ الصَّدْمَةِ الأُولَى.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَتَى عَلَى امْرَأَةٍ تَبْكِي عَلَى صَبِيٍّ لَهَا، فَقَالَ لَهَا: اتَّقِي اللَّهَ وَاصْبِرِي، فَقَالَتْ: وَمَا تُبَالِي بِمُصِيبَتِي، فَلَمَّا ذَهَبَ قِيلَ لَهَا: إِنَّهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخَذَهَا مِثْلُ الْمَوْتِ، فَأَتَتْ بَابَهُ، فَلَمْ تَجِدْ عَلَى بَابِهِ بَوَّابِينَ، فَقَالَتْ: يَا رَسُولَ اللهِ، لَمْ أَعْرِفْكَ، فَقَالَ: إِنَّمَا الصَّبْرُ عِنْدَ أَوَّلِ صَدْمَةٍ، أَوْ قَالَ: عِنْدَ أَوَّلِ الصَّدْمَةِ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والترمذي , والنسائي، وابن حبان.
* * *
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
"مَاتَ ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ لأَهْلِهَا: لاَ تُحَدِّثُوا أَبَا طَلْحَةَ بِابْنِهِ، حَتَّى أَكُونَ أَنَا أُحَدِّثُهُ، قَالَ: فَجَاءَ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ عَشَاءً، فَأَكَلَ وَشَرِبَ، قَالَ: ثُمَّ تَصَنَّعَتْ لَهُ أَحْسَنَ مَا كَانَتْ تَصَنَّعُ قَبْلَ ذَلِكَ، فَوَقَعَ بِهَا، فَلَمَّا رَأَتْ أَنَّهُ قَدْ شَبِعَ، وَأَصَابَ مِنْهَا، قَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، أَرَأَيْتَ أَنَّ قَوْمًا أَعَارُوا عَارِيَتَهُمْ أَهْلَ بَيْتٍ، وَطَلَبُوا عَارِيَتَهُمْ، أَلَهُمْ أَنْ يَمْنَعُوهُمْ؟ قَالَ: لاَ، قَالَتْ: فَاحْتَسِبِ ابْنَكَ، فَانْطَلَقَ، حَتَّى أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَأَخْبَرَهُ بِمَا كَانَ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي غَابِرِ لَيْلَتِكُمَا، قَالَ: فَحَمَلَتْ، قَالَ: فَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، وَهِيَ مَعَهُ، وَكَانَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/345)
رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِذَا أَتَى الْمَدِينَةَ مِنْ سَفَرٍ، لاَ يَطْرُقُهَا طُرُوقًا، فَدَنَوْا مِنَ الْمَدِينَةِ، فَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ، وَاحْتَبَسَ عَلَيْهَا أَبُو طَلْحَةَ، وَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَبِّ، إِنَّكَ لَتَعْلَمُ أَنَّهُ يُعْجِبُنِي أَنْ أَخْرُجَ مَعَ رَسُولِكَ إِذَا خَرَجَ، وَأَدْخُلَ مَعَهُ إِذَا دَخَلَ، وَقَدِ احْتَبَسْتُ بِمَا تَرَى، قَالَ: تَقُولُ أُمُّ سُلَيْمٍ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، مَا أَجِدُ الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ، فَانْطَلَقْنَا، قَالَ: وَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ حِينَ قَدِمَوا، فَوَلَدَتْ غُلاَمًا، فَقَالَتْ لِي أُمِّي: يَا أَنَسُ، لاَ يُرْضِعَنَّهُ أَحَدٌ، حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَلَمَّا أَصْبَحْتُ احْتَمَلْتُهُ وَانْطَلَقْتُ بِهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَصَادَفْتُهُ وَمَعَهُ مِيسَمٌ، فَلَمَّا رَآنِي قَالَ: لَعَلَّ أُمَّ سُلَيْمٍ وَلَدَتْ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، قَالَ: فَوَضَعَ الْمِيسَمَ، قَالَ: فَجِئْتُ بِهِ، فَوَضَعْتُهُ فِي حَِجْرِهِ، قَالَ: وَدَعَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِعَجْوَةٍ مِنْ عَجْوَةِ الْمَدِينَةِ، فَلاَكَهَا فِي فِيهِ حَتَّى ذَابَتْ، ثُمَّ قَذَفَهَا فِي فِي الصَّبِيِّ، فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: انْظُرُوا إِلَى حُبِّ الأَنْصَارِ التَّمْرَ، قَالَ: فَمَسَحَ وَجْهَهُ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ مَاتَ لَهُ ابْنٌ، فَقَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: لاَ تُخْبِرُوا أَبَا طَلْحَةَ، حَتَّى أَكُونَ أَنَا الَّذِي أُخْبِرُهُ، فَسَجَّتْ عَلَيْهِ، فَلَمَّا جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ، وَضَعَتْ بَيْنَ يَدَيْهِ طَعَامًا، فَأَكَلَ، ثُمَّ تَطَيَّبَتْ لَهُ، فَأَصَابَ مِنْهَا، فَعَلِقَتْ بِغُلاَمٍ، فَقَالَتْ: يَا أَبَا طَلْحَةَ، إِنَّ آلَ فُلاَنٍ اسْتَعَارُوا مِنْ آلِ فُلاَنٍ عَارِيَةً، فَبَعَثُوا إِلَيْهِمُ: ابْعَثُوا إِلَيْنَا بِعَارِيَتِنَا، فَأَبَوْا أَنْ يَرُدُّوهَا، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: لَيْسَ لَهُمْ ذَلِكَ، إِنَّ الْعَارِيَةَ مُؤَدَّاةٌ إِلَى أَهْلِهَا، قَالَتْ: فَإِنَّ ابْنَكَ كَانَ عَارِيَةً مِنَ اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، وَإِنَّ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، قَدْ قَبَضَهُ، فَاسْتَرْجَعَ. قَالَ أَنَسٌ: فَأُخْبِرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِذَلِكَ، فَقَالَ: بَارَكَ اللَّهُ لَهُمَا فِي لَيْلَتِهِمَا. قَالَ: فَعَلِقَتْ بِغُلاَمٍ فَوَلَدَتْ، فَأَرْسَلَتْ بِهِ مَعِي أُمُّ سُلَيْمٍ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، وَحَمَلْتُ تَمْرًا، فَأَتَيْتُ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَعَلَيْهِ عَبَاءَةٌ، وَهُوَ يَهْنَأُ بَعِيرًا لَهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ مَعَكَ تَمْرٌ؟ قَالَ: قُلْتُ: نَعَمْ، فَأَخَذَ التَّمَرَاتِ فَأَلْقَاهُنَّ فِي فِيهِ، فَلاَكَهُنَّ، ثُمَّ جَمَعَ لُعَابَهُ، ثُمَّ فَغَرَ فَاهُ فَأَوْجَرَهُ إِيَّاهُ، فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: حُبُّ الأَنْصَارِ التَّمْرَُ، فَحَنَّكَهُ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ، فَمَا كَانَ فِي الأَنْصَارِ شَابٌّ أَفْضَلَ مِنْهُ.".
ـ وفي رواية: "انْطَلَقْتُ بِعَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حِينَ وُلِدَ، فَأَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ فِي عَبَاءَةٍ، يَهْنَاُ بَعِيرًا لَهُ، فَقَالَ لِي: أَمَعَكَ تَمْرٌ؟ قُلْتُ: نَعَمْ، فَتَنَاوَلَ تَمَرَاتٍ فَأَلْقَاهُنَّ فِي فِيهِ، فَلاَكَهُنَّ ثُمَّ حَنَّكَهُ، فَفَغَرَ الصَّبِيُّ فَاهُ، فَأَوْجَرَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَجَعَلَ الصَّبِيُّ يَتَلَمَّظُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَبَتِ الأَنْصَارُ إِلاَّ حُبَّ التَّمْرِ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/346)
أخرجه الطيالسي، وأحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود، وأبو يعلى، وابن حِبان.
ــــــــــ
لاَ يَطْرُقُهَا طُرُوقًا؛ أي لا يدخلها ليلاً.
وَضَرَبَهَا الْمَخَاضُ؛ هو الطلق ووجع الولادة.
مَا أَجِدُ الَّذِي كُنْتُ أَجِدُ؛ تريد أن الطلق انجلى عنها، وتاخرت الولادة.
مِيسَمٌ؛ هي الآلة التي يكوى بها الحيوان.
ــــــــــ
* * *
عَنْ أَنَسِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
"كَانَ ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ يَشْتَكِي، فَخَرَجَ أَبُو طَلْحَةَ، فَقُبِضَ الصَّبِيُّ، فَلَمَّا رَجَعَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ: مَا فَعَلَ ابْنِي؟ قَالَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ: هُوَ أَسْكَنُ مِمَّا كَانَ، فَقَرَّبَتْ إِلَيْهِ الْعَشَاءَ، فَتَعَشَّى، ثُمَّ أَصَابَ مِنْهَا، فَلَمَّا فَرَغَ قَالَتْ: وَارُوا الصَّبِيَّ، فَلَمَّا أَصْبَحَ أَبُو طَلْحَةَ أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَخْبَرَهُ، فَقَالَ: أَعْرَسْتُمُ اللَّيْلَةَ؟ قَالَ: نَعَمْ، قَالَ: اللَّهُمَّ بَارِكْ لَهُمَا، فَوَلَدَتْ غُلاَمًا، قَالَ لِي أَبُو طَلْحَةَ: احْفَظْهُ حَتَّى تَأْتِيَ بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، فَأَتَى بِهِ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَأَرْسَلَتْ مَعَهُ بِتَمَرَاتٍ، فَأَخَذَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: أَمَعَهُ شَيْءٌ؟ قَالُوا: نَعَمْ، تَمَرَاتٌ، فَأَخَذَهَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم فَمَضَغَهَا، ثُمَّ أَخَذَ مِنْ فِيهِ فَجَعَلَهَا فِي فِي الصَّبِيِّ، وَحَنَّكَهُ بِهِ، وَسَمَّاهُ عَبْدَ اللهِ.".
ـ وفي رواية: عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: لَمَّا وَلَدَتْ أُمُّ سُلَيْمٍ، قَالَتْ لِي: يَا أَنَسُ، انْظُرْ هَذَا الْغُلاَمَ، فَلاَ يُصِيبَنَّ شَيْئًا، حَتَّى تَغْدُوَ بِهِ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يُحَنِّكُهُ، فَغَدَوْتُ بِهِ، فَإِذَا هُوَ فِي حَائِطٍ، وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ حُرَيْثِيَّةٌ، وَهُْوَ يَسِمُ الظَّهْرَ الَّذِي قَدِمَ عَلَيْهِ فِي الْفَتْحِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ مُحَمَّدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛ ... فَأَتَيْتُهُ وَعَلَيْهِ خَمِيصَةٌ لَهُ، وَهُوَ فِي الْحَائِطِ، يَسِمُ الظَّهْرَ الَّذِي قَدِمَ عَلَيْهِ، فَقَالَ: رُوَيْدَكَ أَفْرَُغُ لَكَ.".
قَالَ ابْنُ أَبِي عَدِيٍّ فِي أَوَّلِ الْحَدِيثِ:
"إِنَّ أَبَا طَلْحَةَ غَدَا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ لَهُ: بِتُّمَا عَرُوسَيْنِ؟ قَالَ: فَبَارَكَ اللَّهُ لَكُمَا فِي عُرْسِكُمَا.".
"وَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ لأُمِّ سُلَيْمٍ: كَيْفَ ذَاكَ الْغُلاَمُ؟ قَالَتْ: هُوَ أَهْدَأُ مِمَّا كَانَ.".
جعله عن محمد بن سيرين.
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد، والبخاري , ومسلم، وابن حبان.
* * *
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
"اشْتَكَى ابْنٌ لأَبِي طَلْحَةَ، قَالَ: فَمَاتَ وَأَبُو طَلْحَةَ خَارِجٌ، فَلَمَّا رَأَتِ امْرَأَتُهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، هَيَّأَتْ شَيْئًا وَنَحَّتْهُ فِي جَانِبِ الْبَيْتِ، فَلَمَّا جَاءَ أَبُو طَلْحَةَ قَالَ: كَيْفَ الْغُلاَمُ؟ قَالَتْ: قَدْ هَدَأَتْ نَفْسُهُ، وَأَرْجُو أَنْ يَكُونَ قَدِ اسْتَرَاحَ، وَظَنَّ أَبُو طَلْحَةَ أَنَّهَا صَادِقَةٌ، قَالَ: فَبَاتَ، فَلَمَّا أَصْبَحَ اغْتَسَلَ، فَلَمَّا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ، أَعْلَمَتْهُ أَنَّهُ قَدْ مَاتَ، فَصَلَّى مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، ثُمَّ أَخْبَرَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم بِمَا كَانَ مِنْهُمَا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: لَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُبَارِكَ لَكُمَا فِي لَيْلَتِكُمَا.".
قَالَ سُفْيَانُ: فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ: فَرَأَيْتُ لَهُمَا تِسْعَةَ أَوْلاَدٍ، كُلُّهُمْ قَدْ قَرَأَ الْقُرْآنَ.
أخرجه البخاري.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/347)
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[10 - 11 - 09, 07:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 78 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الجنائز، مستفتحًا أبوابًا جديدة من كتاب الجنائز، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب ما جاء في ثواب من أصيب بولده
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"لاَ يَمُوتُ لأَحَدٍ مِنَ الْمُسْلِمِينَ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ فَتَمَسَّهُ النَّارُ , إِلاَّ تَحِلَّةَ الْقَسَمِ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي.
ــــــــــ
تَحِلَّةَ الْقَسَمِ؛ معناها قول الله تعالى: {وَإِن مِّنكُمْ إِلاَّ وَارِدُهَا كَانَ عَلَى رَبِّكَ حَتْمًا مَّقْضِيًّا}.
ــــــــــ
* * *
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"مَا مِنَ النَّاسِ مُسْلِمٌ، يَمُوتُ لَهُ ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، بِفَضْلِ رَحْمَتِهِ إِيَّاهُمْ.".
ـ وفي رواية: "مَا مِنْ مُسْلِمَيْنِ يُتَوَفَّى لَهُمَا ثَلاَثَةٌ مِنَ الْوَلَدِ، لَمْ يَبْلُغُوا الْحِنْثَ، إِلاَّ أَدْخَلَهُمُ اللَّهُ الْجَنَّةَ، بِفَضْلِ رَحْمَةِ اللهِ إِيَّاهُمْ.".
أخرجه البخاري , وابن ماجة , والنسائي، وأبو يعلى.
ــــــــــ
الْحِنْثَ؛ أي لم يبلغوا سن التكليف الذي يُكتب فيه الحِنث، وهو الإثم.
ــــــــــ
* * *
عَنْ أَبِي صَالِحٍ ذَكْوَانَ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ ,
"قَالَتِ النِّسَاءُ لِلنَّبِيِّ , صلى الله عليه وسلم: غَلَبَنَا عَلَيْكَ الرِّجَالُ، فَاجْعَلْ لَنَا يَوْمًا مِنْ نَفْسِكَ فَوَعَدَهُنَّ يَوْمًا لَقِيَهُنَّ فِيهِ، فَوَعَظَهُنَّ وَأَمَرَهُنَّ، فَكَانَ فِيمَا قَالَ لَهُنَّ: مَا مِنْكُنَّ امْرَأَةٌ تُقَدِّمُ ثَلاَثَةً مِنْ وَلَدِهَا إِلاَّ كَانَ لَهَا حِجَابًا مِنَ النَّارِ , فَقَالَتِ امْرَأَةٌ: وَاثْنَيْنِ؟ فَقَالَ: وَاثْنَيْنِ.".
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم.
* * *
باب ما يقال عند المصيبة
عَنْ أَبِي عُثْمَانَ , قَالَ: حَدَّثَنِي أُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ، قَالَ:
"أَرْسَلَتِ ابْنَةُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهِ إِنَّ ابْنًا لِي قُبِضَ فَائْتِنَا , فَأَرْسَلَ يُقْرِئُ السَّلاَمَ وَيَقُولُ: إِنَّ لِلَّهِ مَا أَخَذَ , وَلَهُ مَا أَعْطَى , وَكُلٌّ عِنْدَهُ بِأَجَلٍ مُسَمًّى، فَلْتَصْبِرْ وَلْتَحْتَسِبْ , فَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِ تُقْسِمُ عَلَيْهِ لَيَأْتِيَنَّهَا، فَقَامَ وَمَعَهُ سَعْدُ بْنُ عُبَادَةَ وَمُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَىُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ , وَرِجَالٌ، فَرُفِعَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم الصَّبِيُّ وَنَفْسُهُ تَتَقَعْقَعُ (قَالَ: حَسِبْتُهُ أَنَّهُ قَالَ كَأَنَّهَا شَنٌّ) , فَفَاضَتْ عَيْنَاهُ , فَقَالَ سَعْدٌ: يَا رَسُولَ اللهِ , مَا هَذَا؟ فَقَالَ: هَذِهِ رَحْمَةٌ جَعَلَهَا اللَّهُ فِي قُلُوبِ عِبَادِهِ، وَإِنَّمَا يَرْحَمُ اللَّهُ مِنْ عِبَادِهِ الرُّحَمَاءَ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والنسائي.
ــــــــــ
تَتَقَعْقَعُ، معناه أن روحه تضطرب وتتحرك.
شَنٌّ، القربة البالية.
ــــــــــ
* * *
عَنْ ثَابِتٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا أَنَسٌ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/348)
"وُلِدَ لِيَ اللَّيْلَةَ غُلاَمٌ، فَسَمَّيْتُهُ بِاسْمِ أَبِي إِبْرَاهِيمَ، قَالَ: ثُمَّ دَفَعَهُ إِلَى أُمِّ سَيْفٍ، امْرَأَةِ قَيْنٍ، يُقَالُ لَهُ: أَبُو سَيْفٍ، بِالْمَدِينَةِ، قَالَ: فَانْطَلَقَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْتِيهِ، وَانْطَلَقْتُ مَعَهُ، فَانْتَهَيْتُ إِلَى أَبِي سَيْفٍ، وَهُوَ يَنْفُخُ بِكِيرِهِ، وَقَدِ امْتَلأَ الْبَيْتُ دُخَانًا، قَالَ: فَأَسْرَعْتُ الْمَشْيَ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَقُلْتُ: يَا أَبَا سَيْفٍ، جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: فَأَمْسَكَ، قَالَ: فَجَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَدَعَا بِالصَّبِيِّ، فَضَمَّهُ إِلَيْهِ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَقَدْ رَأَيْتُهُ بَيْنَ يَدَيْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ يَكِيدُ بِنَفْسِهِ، قَالَ: فَدَمَعَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: تَدْمَعُ الْعَيْنُ، وَيَحْزَنُ الْقَلْبُ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا، عَزَّ وَجَلَّ، وَاللَّهِ إِنَّا بِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ.".
ـ وفي رواية: "دَخَلْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى أَبِي سَيْفٍ الْقَيْنِ، وَكَانَ ظِئْرًا لإِبْرَاهِيمَ، عَلَيْهِ السَّلاَمُ، فَأَخَذَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِبْرَاهِيمَ، فَقَبَّلَهُ وَشَمَّهُ، ثُمَّ دَخَلْنَا عَلَيْهِ بَعْدَ ذَلِكَ، وَإِبْرَاهِيمُ يَجُودُ بِنَفْسِهِ، فَجَعَلَتْ عَيْنَا رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم تَذْرِفَانِ، فَقَالَ لَهُ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: وَأَنْتَ يَا رَسُولَ اللهِ؟! فَقَالَ: يَا ابْنَ عَوْفٍ، إِنَّهَا رَحْمَةٌ، ثُمَّ أَتْبَعَهَا بِأُخْرَى، فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْعَيْنَ تَدْمَعُ، وَالْقَلْبَ يَحْزَنُ، وَلاَ نَقُولُ إِلاَّ مَا يَرْضَى رَبُّنَا، وَإِنَّا بِفِرَاقِكَ يَا إِبْرَاهِيمُ لَمَحْزُونُونَ.".
ــــــــــ
قَيْنٍ؛ حداد.
يَكِيدُ بِنَفْسِهِ؛ أي يجود بها، ومعناه: وهو في النزع.
ــــــــــ
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود، وأبو يعلى، وابن حبان، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا حَضَرْتُمُ الْمَرِيضَ , أَوِ الْمَيِّتَ , فَقُولُوا خَيْرًا. فَإِنَّ الْمَلاَئِكَةَ يُؤَمِّنُونَ عَلَى مَا تَقُولُونَ. قَالَتْ: فَلَمَّا مَاتَ أَبُو سَلَمَةَ أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , إِنَّ أَبَا سَلَمَةَ قَدْ مَاتَ. قَالَ: قُولِي: اللَّهُمَّ اغْفِرْ لِي وَلَهُ. وَأَعْقِبْنِي مِنْهُ عُقْبَى حَسَنَةً. قَالَتْ: فَقُلْتُ. فَأَعْقَبَنِي اللَّهُ مَنْ هُوَ خَيْرٌ لِي مِنْهُ. مُحَمَّدًا صلى الله عليه وسلم.".
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي.
ــــــــــ
وَأَعْقِبْنِي؛ أي بدلني وعوضني.
ــــــــــ
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[24 - 11 - 09, 04:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 79 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الجنائز، مستفتحًا أبوابًا جديدة من كتاب الجنائز، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب ما جاء في النهي عن ضرب الخدود وشق الجيوب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/349)
عَنْ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ , أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"لَيْسَ مِنَّا مَنْ ضَرَبَ الْخُدُودَ , وَشَقَّ الْجُيُوبَ , وَدَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي.
* * *
باب ما جاء في البكاء على الميت
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , أَنَّ حَفْصَةَ بَكَتْ عَلَى عُمَرَ , فَقَالَ: مَهْلاً يَا بُنَيَّةُ , أَلَمْ تَعْلَمِي أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والنسائي , والترمذي.
* * *
عَنْ سَالِمِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ ? قَالَ:
"إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَيِّ.".
أخرجه أحمد , ومسلم , والطَّبَرَانِي , والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ. قَالَ: كُنْتُ جَالِسًا إِلَى جَنْبِ ابْنِ عُمَرَ. وَنَحْنَ نَنْتَظِرُ جَنَازَةَ أُمِّ أَبَانٍ بِنْتِ عُثْمَانَ، وَعِنْدَهُ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ، فَجَاءَ ابْنُ عَبَّاسٍ يَقُودُهُ قَائِدٌ، فَأُرَاهُ أَخْبَرَهُ بِمَكَانِ ابْنِ عُمَرَ، فَجَاءَ حَتَّى جَلَسَ إِلَى جَنْبِي. فَكُنْتُ بَيْنَهُمَا. فَإِذَا صَوْتٌ مِنَ الدَّارِ. فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ (كَأَنَّهُ يَعْرِضُ عَلَى عَمْرٍو أَنْ يَقُومَ فَيَنْهَاهُمْ): سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ. قَالَ: فَأَرْسَلَهَا عَبْدُ اللهِ مُرْسَلَةً (1).
فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: كُنَّا مَعَ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، حَتَّى إِذَا كُنَّا بِالْبَيْدَاءِ (2) , إِذَا هُوَ بِرَجُلٍ نَازِلٍ فِي شَجَرَةٍ , فَقَالَ لِيَ: اذْهَبْ فَاعْلَمْ لِي مَنْ ذَاكَ الرَّجُلُ. فَذَهَبْتُ فَإِذَا هُوَ صُهَيْبٌ. فَرَجَعْتُ إِلَيْهِ. فَقُلْتُ: إِنَّكَ أَمَرْتَنِي أَنْ أَعْلَمَ لَكَ مَنْ ذَاكَ. وَإِنَّهُ صُهَيْبٌ. قَالَ: مُرْهُ فَلْيَلْحَقْ بِنَا. فَقُلْتُ: إِنَّ مَعَهُ أَهْلَهُ. قَالَ: وَإِنْ كَانَ مَعَهُ أَهْلُهُ (وَرُبَّمَا قَالَ أَيُّوبُ: مُرْهُ فَلْيَلْحَقْ بِنَا) فَلَمَّا قَدِمْنَا لَمْ يَلْبَثْ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ أَنْ أُصِيبَ. فَجَاءَ صُهَيْبٌ يَقُولُ: وَاأَخَاهْ. وَاصَاحِبَاهْ. فَقَالَ عُمَرُ: أَلَمْ تَعْلَمْ , أَوْ لَمْ تَسْمَعْ (قَالَ أَيُّوبُ: أَوْ قَالَ: أَوَ لَمْ تَعْلَمْ أَوَ لَمْ تَسْمَعْ) أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبَعْضِ بُكَاءِ أَهْلِهِ.
قَالَ: فَأَمَّا عَبْدُ اللهِ فَأَرْسَلَهَا مُرْسَلَةً. وَأَمَّا عُمَرُ فَقَالَ: بِبَعْضٍ.
فَقُمْتُ فَدَخَلْتُ عَلَى عَائِشَةَ. فَحَدَّثْتُهَا بِمَا قَالَ ابْنُ عُمَرَ. فَقَالَتْ: لاَ. وَاللَّهِ مَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَطُّ: إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَحَدٍ. وَلَكِنَّهُ قَالَ: إِنَّ الْكَافِرَ يَزِيدُهُ اللَّهُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَذَابًا. وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ أَضْحَكَ وَأَبْكَى. وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى.
قَالَ أَيُّوبُ: قَالَ ابْنُ أَبِي مُلَيْكَةَ: حَدَّثَنِي الْقَاسِمُ بْنُ مُحَمَّدٍ، قَالَ: لَمَّا بَلَغَ عَائِشَةَ قَوْلُ عُمَرَ وَابْنِ عُمَرَ قَالَتْ: إِنَّكُمْ لَتُحَدِّثُونِّي عَنْ غَيْرِ كَاذِبَيْنِ وَلاَ مُكَذَّبَيْنِ. وَلَكِنَّ السَّمْعَ يُخْطِئُ.
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
ــــــــــ
فَأَرْسَلَهَا عَبْدُ اللهِ مُرْسَلَةً؛ أي مطلقة، غير مقيدة بيهودي، ولا ببعض بكاء أهله.
البيداء؛ اسم موضع بين مكة والمدينة.
ــــــــــ
* * *
عَنْ عُرْوَةَ، قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ قَوْلُ ابْنِ عُمَرَ: الْمَيِّتُ يُعَذَّبُ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ. فَقَالَتْ: رَحِمَ اللَّهُ أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ. سَمِعَ شَيْئًا فَلَمْ يَحْفَظْهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/350)
"إِنَّمَا مَرَّتْ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم جَِنَازَةُ يَهُودِيٍّ. وَهُمْ يَبْكُونَ عَلَيْهِ. فَقَالَ: أَنْتُمْ تَبْكُونَ. وَإِنَّهُ لَيُعَذَّبُ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي.
* * *
عَنْ عَمْرَةَ بِنْتِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ , وَذُكِرَ لَهَا أَنَّ عَبْدَ اللهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ: إِنَّ الْمَيِّتَ لَيُعَذَّبُ بِبُكَاءِ الْحَىِّ. فَقَالَتْ عَائِشَةُ: يَغْفِرُ اللَّهُ لأَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ. أَمَا إِنَّهُ لَمْ يَكْذِبْ. وَلَكِنَّهُ نَسِيَ أَوْ أَخْطَأَ.
"إِنَّمَا مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى يَهُودِيَّةٍ يُبْكَى عَلَيْهَا. فَقَالَ: إِنَّهُمْ لَيَبْكُونَ عَلَيْهَا , وَإِنَّهَا لَتُعَذَّبُ فِي قَبْرِهَا.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , قَالَ: ذُكِرَ عِنْدَ عَائِشَةَ؛ أَنَّ ابْنَ عُمَرَ يَرْفَعُ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْمَيِّتَ يُعَذَّبُ فِي قَبْرِهِ بِبُكَاءِ أَهْلِهِ عَلَيْهِ. فَقَالَتْ: وَهَِلَ. إِنَّمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّهُ لَيُعَذَّبُ بِخَطِيئَتِهِ أَوْ بِذَنْبِهِ , وَإِنَّ أَهْلَهُ لَيَبْكُونَ عَلَيْهِ الآنَ. وَذَاكَ مِثْلُ قَوْلِهِ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ عَلَى الْقَلِيبِ يَوْمَ بَدْرٍ. وَفِيهِ قَتْلَى بَدْرٍ مِنَ الْمُشْرِكِينَ. فَقَالَ لَهُمْ مَا قَالَ: إِنَّهُمْ لَيَسْمَعُونَ مَا أَقُولُ. وَقَدْ وَهَلَ. إِنَّمَا قَالَ: إِنَّهُمْ لَيَعْلَمُونَ أَنَّ مَا كُنْتُ أَقُولُ لَهُمْ حَقٌّ ثُمَّ قَرَأَتْ: {إِنَّكَ لاَ تُسْمِعُ الْمَوْتَى}. {وَمَا أَنْتَ بِمُسْمِعٍ مَنْ فِي الْقُبُورِ}.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
ــــــــــ
وَهَِلَ؛ أي غلط ونسي.
الْقَلِيبِ؛ هو حفرة رميت فيها جيف الكفار يوم بدر.
ــــــــــ
* * *
عَنْ عَمْرَةَ , أَنَّهَا سَمِعَتْ عَائِشَةَ تَقُولُ:
"لَمَّا جَاءَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَتْلُ ابْنِ حَارِثَةَ وَجَعْفَرِ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَعَبْدِ اللهِ بْنِ رَوَاحَةَ , جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْرَفُ فِيهِ الْحُزْنُ. قَالَتْ: وَأَنَا أَنْظُرُ مِنْ صَائِرِ الْبَابِ. (شَقِّ الْبَابِ). فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ , إِنَّ نِسَاءَ جَعْفَرٍ , وَذَكَرَ بُكَاءَهُنَّ. فَأَمَرَهُ أَنْ يَذْهَبَ فَيَنْهَاهُنَّ. فَذَهَبَ. فَأَتَاهُ فَذَكَرَ أَنَّهُنَّ لَمْ يُطِعْنَهُ. فَأَمَرَهُ الثَّانِيَةَ أَنْ يَذْهَبَ فَيَنْهَاهُنَّ. فَذَهَبَ. ثُمَّ أَتَاهُ فَقَالَ: وَاللَّهِ لَقَدْ غَلَبْنَنَا يَا رَسُولَ اللهِ. قَالَتْ: فَزَعَمَتْ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: اذْهَبْ فَاحْثُ فِي أَفْوَاهِهِنَّ مِنَ التُّرَابِ. قَالَتْ عَائِشَةُ: فَقُلْتُ أَرْغَمَ اللَّهُ أَنْفَكَ , وَاللَّهِ مَا تَفْعَلُ مَا أَمَرَكَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , وَمَا تَرَكْتَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنَ الْعَنَاءِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي.
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ , عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ. قَالَتْ:
"أَخَذَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَعَ الْبَيْعَةِ , أَلاَّ نَنُوحَ. فَمَا وَفَتْ مِنَّا امْرَأَةٌ. إِلاَّ خَمْسٌ: أُمُّ سُلَيْمٍ , وَأُمُّ الْعَلاَءِ , وَابْنَةُ أَبِي سَبْرَةَ امْرَأَةُ مُعَاذٍ , أَوِ ابْنَةُ أَبِي سَبْرَةَ , وَامْرَأَةُ مُعَاذٍ.".
أخرجه البخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
عَنْ حَفْصَةَ , عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ:
"بَايَعْنَا النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم. فَقَرَأَ عَلَىَّ: {أَنْ لاَ يُشْرِكْنَ بِاللَّهِ شَيْئًا} وَنَهَانَا عَنِ النِّيَاحَةِ، فَقَبَضَتِ امْرَأَةٌ مِنَّا يَدَهَا. فَقَالَتْ: فُلاَنَةُ أَسْعَدَتْنِي وَأَنَا أُرِيدُ أَنْ أَجْزِيَهَا. فَلَمْ يَقُلْ شَيْئًا، فَذَهَبَتْ ثُمَّ رَجَعَتْ. فَمَا وَفَتِ امْرَأَةٌ إِلاَّ أُمُّ سُلَيْمٍ , وَأُمُّ الْعَلاَءِ، وَابْنَةُ أَبِي سَبْرَةَ , امْرَأَةُ مُعَاذٍ - أَوِ ابْنَةُ أَبِي سَبْرَةَ وَامْرَأَةُ مُعَاذٍ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود.
ــــــــــ
أسعدتني؛ هو إسعاد النساء في المناحات، تقوم المرأة بالنياحة، فتقوم أخرى فتساعدها.
ــــــــــ
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/351)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[24 - 11 - 09, 04:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 80 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الجنائز، مستفتحًا أبوابًا جديدة من كتاب الجنائز، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب ما جاء في غسل الميت
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ , عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ:
"دَخَلَ عَلَيْنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَنَحْنُ نَغْسِلُ ابْنَتَهُ. فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا ثَلاَثًا , أَوْ خَمْسًا , أَوْ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكَ , بِمَاءٍ وَسِدْرٍ. وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ كَافُورًا. أَوْ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي. فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ. فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ. فَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة، والنسائي.
ــــــــــ
سِدْر؛ السدر شجر النبق، واحدتها سدرة.
فِي الآخِرَةِ؛ أي في الغَسلة الأخيرة.
فَآذِنَّنِي؛ أي فأَعلِمْنني.
حَقْوَهُ؛ يعني إزاره.
أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ؛ أي اجعلنه شعارا لها، وهو الثوب الذي يلي الجسد.
ــــــــــ
* * *
عَنْ حَفْصَةُ بِنْتِ سِيرِينَ , عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ. قَالَتْ:
"مَاتَتْ إِحْدَى بَنَاتِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَرْسَلَ إِلَيْنَا. فَقَالَ: اغْسِلْنَهَا بِمَاءٍ وَسِدْرٍ , وَاغْسِلْنَهَا وَتْرًا. ثَلاَثًا. أَوْ خَمْسًا. أَوْ سَبْعًا. إِنْ رَأَيْتُنَّ ذَلِكِ. وَاجْعَلْنَ فِي الآخِرَةِ شَيْئًا مِنْ كَافُورٍ. فَإِذَا فَرَغْتُنَّ فَآذِنَّنِي. فَلَمَّا فَرَغْنَا آذَنَّاهُ. فَأَلْقَى إِلَيْنَا حَقْوَهُ. وَقَالَ: أَشْعِرْنَهَا إِيَّاهُ وَمَشَطْنَاهَا ثَلاَثَةَ قُرُونٍ وَأَلْقَيْنَاهَا مِنْ خَلْفِهَا.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والنسائي.
* * *
عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ , عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ. قَالَتْ:
"قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُنَّ فِي غُسْلِ ابْنَتِهِ: ابْدَأْنَ بِمَيَامِنِهَا وَمَوَاضِعِ الْوُضُوءِ مِنْهَا.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والنسائي.
* * *
باب شهادة المؤمنين للميت
عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ صُهَيْبٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
"مَرُّوا بِجَِنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَِنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، فَقَالَ عُمَرُ: فِدَاكَ أَبِي وَأُمِّي، مُرَّ بِجَِنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقُلْتَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَمُرَّ بِجَِنَازَةٍ، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقُلْتَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَجَبَتْ. فَقَالَ: مَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا، وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَمَنْ أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا، وَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ عَلَيْهِ جَِنَازَةٌ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، وَمَرَّتْ عَلَيْهِ جَِنَازَةٌ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: وَجَبَتْ، وَجَبَتْ، فَقَالَ عُمَرُ: يَا رَسُولَ اللهِ، قَوْلُكَ الأَوَّلُ: وَجَبَتْ، وَقَوْلُكَ الآخَرُ: وَجَبَتْ؟ قَالَ: أَمَّا الأَوَّلُ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقُلْتُ: وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَأَمَّا الآخَرُ فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقُلْتُ: وَجَبَتْ لَهُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/352)
النَّارُ، وَأَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي أَرْضِهِ.".
ـ وفي رواية: "مَرُّوا بِجَِنَازَةٍ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: وَجَبَتْ، ثُمَّ مَرُّوا بِأُخْرَى، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: وَجَبَتْ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: مَا وَجَبَتْ؟ قَالَ: هَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ خَيْرًا، فَوَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ، وَهَذَا أَثْنَيْتُمْ عَلَيْهِ شَرًّا، فَوَجَبَتْ لَهُ النَّارُ، أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ.".
أخرجه الطيالسي، وأحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي، وابن حِبان، والبيهقي، والبغوي.
* * *
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
"مُرَّ عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِجَِنَازَةٍ، فَأَثْنَى الْقَوْمُ خَيْرًا، فَقَالَ: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ بِجَِنَازَةٍ أُخْرَى، فَأُثْنِيَ عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ: وَجَبَتْ، فَقَالُوا: قُلْتَ لِهَذَا: وَجَبَتْ، وَلِهَذَا وَجَبَتْ؟ قَالَ: شَهَادَةُ الْقَوْمِ، وَالْمُؤْمِنُونَ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ عَلَيْهِ جَِنَازَةٌ، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا خَيْرًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَجَبَتْ، ثُمَّ مُرَّ عَلَيْهِ بِجَِنَازَةٍ أُخْرَى، فَأَثْنَوْا عَلَيْهَا شَرًّا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: وَجَبَتْ، ثُمَّ قَالَ: أَنْتُمْ شُهَدَاءُ اللهِ فِي الأَرْضِ.".
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة، وأبو يعلى، وابن حِبان.
* * *
باب كلام الجنازة
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ المَقْبُرِيِّ , أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ، قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم , يَقُولُ:
"إِذَا وُضِعَتِ الْجِنَازَةُ , فَاحْتَمَلَهَا الرِّجَالُ عَلَى أَعْنَاقِهِمْ، فَإِنْ كَانَتْ صَالِحَةً قَالَتْ: قَدِّمُونِي , وَإِنْ كَانَتْ غَيْرَ صَالِحَةٍ قَالَتْ لأَهْلِهَا: يَا وَيْلَهَا أَيْنَ يَذْهَبُونَ , بِهَا يَسْمَعُ صَوْتَهَا كُلُّ شَىْءٍ إِلاَّ الإِنْسَانَ، وَلَوْ سَمِعَ الإِنْسَانُ لَصَعِقَ.".
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , والنسائي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[24 - 11 - 09, 04:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 81 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الجنائز، مستفتحًا أبوابًا جديدة من كتاب الجنائز، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب الإسراع بالجنازة
عَنْ سَعِيدٍ بْنِ الْمُسَيَّبِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"أَسْرِعُوا بِالْجَنَازَةِ , فَإِنْ تَكُ صَالِحَةً فَخَيْرٌ تُقَدِّمُونَهَا عَلَيْهِ , وَإِنْ تَكُنْ غَيْرَ ذَلِكَ فَشَرٌّ تَضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي.
* * *
باب ما جاء في مستريح ومستراح منه
عَنْ مَعْبَدِ بْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ , عَنْ أَبِي قَتَادَةَ بْنِ رِبْعِيٍّ , الأَنْصَارِيِّ أَنَّهُ كَانَ يُحَدِّثُ؛
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/353)
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُرَّ عَلَيْهِ بِجِنَازَةٍ , فَقَالَ: مُسْتَرِيحٌ وَمُسْتَرَاحٌ مِنْهُ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَا الْمُسْتَرِيحُ وَالْمُسْتَرَاحُ مِنْهُ؟ قَالَ: الْعَبْدُ الْمُؤْمِنُ يَسْتَرِيحُ مِنْ نَصَبِ الدُّنْيَا , وَالْعَبْدُ الْفَاجِرُ يَسْتَرِيحُ مِنْهُ الْعِبَادُ وَالْبِلاَدُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ.".
أخرجه مالك , أحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
باب ما جاء في القيام للجنازة
عَنْ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
"مَرَّتْ جَِنَازَةٌ، فَقَامَ لَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَقُمْنَا مَعَهُ، فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّهَا يَهُودِيَّةٌ، فَقَالَ: إِنَّ الْمَوْتَ فَزَعٌ، فَإِذَا رَأَيْتُمْ الْجَِنَازَةَ فَقُومُوا.".
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي، وأبو يَعْلَى، وابن حِبَّان، والبيهقي.
* * *
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى، أَنَّ قَيْسَ بْنَ سَعْدٍ، وَسَهْلَ بْنَ حُنَيْفٍ، كَانَا بِالْقَادِسِيَّةِ، فَمَرَّتْ بِهِمَا جَِنَازَةٌ، فَقَامَا، فَقِيلَ لَهُمَا: إِنَّهَا مِنْ أَهْلِ الأَرْضِ، فَقَالاَ:
"إِنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّتْ بِهِ جَِنَازَةٌ، فَقَامَ، فَقِيلَ لَهُ: إِنَّهُ يَهُودِيٌّ، فَقَالَ: أَلَيْسَتْ نَفْسًا؟.".
أخرجه ابن أَبِي شَيْبَة، أحمد، والبُخَارِي، ومُسْلم، والنَّسَائِي، والطَّبَرَانِي، والبيهقي.
* * *
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم , قَالَ:
"إِذَا رَأَيْتُمُ الْجَنَازَةَ , فَقُومُوا , فَمَنْ تَبِعَهَا فَلاَ يَجْلِسْ حَتَّى تُوضَعَ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , والترمذي , والنسائي.
* * *
عَنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّهُ كَانَ جَالِسًا مَعَ مَرْوَانَ , فَمَرَّتْ جَنَازَةٌ , فَمَرَّ بِهِ أَبُو سَعِيدٍ , فَقَالَ: قُمْ أَيُّهَا الأَمِيرُ , فَقَدْ عَلِمَ هَذَا؛
"أَنَّ النَّبِيَّ , صلى الله عليه وسلم , كَانَ إِذَا تَبِعَ جَنَازَةً لَمْ يَجْلِسْ حَتَّى تُوضَعَ.".
أخرجه أحمد , والبخاري.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِذَا رَأَيْتُمُ الْجَِنَازَةَ , فَقُومُوا لَهَا , حَتَّى تُخَلِّفَكُمْ , أَوْ تُوضَعَ.".
ـ وفي رواية: "إِذَا رَأَيْتَ جِنَازَةً فَقُمْ حَتَّى تُجَاوِزَكَ , أَوْ قَالَ: قِفْ حَتَّى تُجَاوِزَكَ.".
قَالَ: وَكَانَ ابْنُ عُمَر إِذَا رَأَى جَِنَازَةً قَامَ حَتَّى تُجَاوِزَهُ , وَكَانَ إِذَا خَرَجَ مَعَ جَِنَازَةٍ وَلَّى ظَهْرَهُ الْمَقَابِرَ.".
أخرجه الحميدي , وابن أَبِي شَيْبَة، وأحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي، وأبو يَعْلَى، وابن حِبَّان.
* * *
عَنْ مَسْعُودِ بْنِ الْحَكَمِ , عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ ,
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَقُومُ فِي الْجَنَائِزِ , ثُمَّ جَلَسَ بَعْدُ.".
ـ وفي رواية: "رَأَيْنَا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَامَ فَقُمْنَا، وَقَعَدَ فَقَعَدْنَا.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي.
* * *
باب النهي عن الجلوس على القبور والصلاة إليها
عَنْ وَاثِلَةَ بْنِ الأَسْقَعِ , عَنْ أَبِي مَرْثَدٍ الْغَنَوِيِّ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"لاَ تَجْلِسُوا عَلَى الْقُبُورِ وَلاَ تُصَلُّوا إِلَيْهَا.".
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , ومسلم , وأبو داود , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
باب الأمر باتباع الجنائز
حَدِيثُ مُعَاوِيَةَ بْنِ سُوَيْدِ بْنِ مُقَرِّنٍ , عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ , قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/354)
"أَمَرَنَا النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ، وَنَهَانَا عَنْ سَبْعٍ: أَمَرَنَا بِعِيَادَةِ الْمَرِيضِ، وَاتِّبَاعِ الْجَِنَازَةِ ... "، الْحَدِيثَ.
يأتي، إن شاء الله تعالى، في كتاب اللباس والزينة.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[24 - 11 - 09, 04:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 82 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الجنائز، مستفتحًا أبوابًا جديدة من أبواب كتاب الجنائز، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب نهي النساء عن اتباع الجنائز
عَنْ حَفْصَةَ بِنْتِ سِيرِينَ , عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ، قَالَتْ:
"نُهِينَا عَنِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا.".
أخرجه البخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة.
ــــــــــ
قَوْله: (وَلَمْ يَعْزِم عَلَيْنَا) أَيْ وَلَمْ يُؤَكِّد عَلَيْنَا فِي الْمَنْع كَمَا أَكَّدَ عَلَيْنَا فِي غَيْره مِنْ الْمَنْهِيَّات , فَكَأَنَّهَا قَالَتْ: كَرِهَ لَنَا اِتِّبَاع الْجَنَائِز مِنْ غَيْر تَحْرِيم.
ــــــــــ
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِيرِينَ، قَالَ: قَالَتْ أُمُّ عَطِيَّةَ:
"كُنَّا نُنْهَى عَنِ اتِّبَاعِ الْجَنَائِزِ , وَلَمْ يُعْزَمْ عَلَيْنَا.".
أخرجه أحمد , ومسلم.
* * *
باب يتبع الميب ثلاثة
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي بَكْرٍ , قَالَ: سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"يَتْبَعُ الْمَيِّتَ ثَلاَثَةٌ , فَيَرْجِعُ اثْنَانِ وَيَبْقَى وَاحِدٌ , يَتْبَعُهُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ وَعَمَلُهُ , فَيَرْجِعُ أَهْلُهُ وَمَالُهُ , وَيَبْقَى عَمَلُهُ.".
يأتي إن شاء الله تعالى في كتاب "الزهد والرقاق".
* * *
باب الساعات التي نُهى عن الدفن فيها
حَدِيثُ عُلَىِّ بْنِ رَبَاحٍ، قَالَ: سَمِعْتُ عُقْبَةَ بْنَ عَامِرٍ الْجُهَنِيَّ يَقُولُ:
"ثَلاَثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ , وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ , وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ.".
سَلَف في كتاب "الصلاة".
ــــــــــ
حِين يَقُوم قَائِم الظَّهِيرَة، الظَّهِيرَة حَال اِسْتِوَاء الشَّمْس , وَمَعْنَاهُ: حِين لاَ يَبْقَى لِلْقَائِمِ فِي الظَّهِيرَة ظِلٌ فِي الْمَشْرِق وَلاَ فِي الْمَغْرِب.
تَضَيَّف لِلْغُرُوبِ , أَيْ تَمِيل.
ــــــــــ
* * *
باب فضل الصلاة على الجنازة واتباعها
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ فَلَهُ قِيرَاطٌ , وَمَنِ انْتَظَرَهَا حَتَّى تُوضَعَ فِي اللَّحْدِ فَلَهُ قِيرَاطَانِ. وَالْقِيرَاطَانِ مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والنسائي.
* * *
عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ صَلَّى عَلَى جَنَازَةٍ كَانَ لَهُ قِيرَاطٌ , وَمِنَ اتَّبَعَهَا حَتَّى يُفْرَغَ مِنْ أَمْرِهَا كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ , أَحَدُهُمَا مِثْلُ أُحُدٍ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , ومسلم , وأبو داود.
* * *
عَنْ أَبِي سَعِيدِ الْمَقْبُرِيِّ , أَنَّهُ سَأَلَ أَبَا هُرَيْرَةَ , فَقَالَ: النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"مَنْ شَهِدَ الْجَنَازَةَ حَتَّى يُصَلِّيَ عَلَيْهَا فَلَهُ قِيرَاط، وَمَنْ شَهِدَ حَتَّى تُدْفَنَ كَانَ لَهُ قِيرَاطَانِ قِيلَ: وَمَا الْقِيرَاطَانِ؟ قَالَ: مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ.".
أخرجه البخاري.
* * *
عَنْ مَعْدَانَ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، عَنْ ثَوْبَانَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"مَنْ صَلَّى عَلَى جِنَازَةٍ، فَلَهُ قِيرَاط، وَمَنْ شَهِدَ دَفْنَهَا، فَلَهُ قِيرَاطَانِ، قَالَ: فَسُئِلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَنِ الْقِيرَاطِ؟ فَقَالَ: مِثْلُ أُحُدٍ.".
أخرجه الطيالسي، وابن أَبي شَيْبَة، وأحمد , ومسلم , وابن ماجة، والبيهقي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/355)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[24 - 11 - 09, 04:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 83 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الجنائز، مستفتحًا أبوابًا جديدة من أبواب كتاب الجنائز، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب: صلوا على صاحبكم
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يُؤْتَى بِالرَّجُلِ الْمَيِّتِ , عَلَيْهِ الدَّيْنُ , فَيَسْأَلُ: هَلْ تَرَكَ لِدَيْنِهِ مِنْ قَضَاءٍ؟ فَإِنْ حُدِّثَ أَنَّهُ تَرَكَ وَفَاءً صَلَّى عَلَيْهِ. وَإِلاَّ قَالَ: صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ. فَلَمَّا فَتَحَ اللهُ عَلَيْهِ الْفُتُوحَ، قَالَ: أَنَا أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ , فَمَنْ تُوُفِّيَ وَعَلَيْهِ دَيْنٌ فَعَلَىَّ قَضَاؤُهُ , وَمَنْ تَرَكَ مَالاً فَهُوَ لِوَرَثَتِهِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي.
* * *
عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي عُبَيْدٍ، قَالَ: حَدَّثَنَا سَلَمَةَ بْنِ الأَكْوَعِ، قَالَ:
"كُنْتُ مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، فَأُتِيَ بِجَنَازَةٍ، فَقَالُوا: يَا نَبِيَّ اللهِ، صَلِّ عَلَيْهَا , قَالَ: هَلْ تَرَكَ شَيْئًا؟ قَالُوا: لاَ، قَالَ: هَلْ تَرَكَ عَلَيْهِ دَيْنًا؟ قَالُوا: لاَ , فَصَلَّى عَلَيْهِ , ثُمَّ أُتِيَ بِجَِنَازَةٍ بَعْدَ ذَلِكَ , فَقَالَ: هَلْ تَرَكَ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟ قَالُوا: لاَ، قَالَ: هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالُوا: ثَلاَثَةَ دَنَانِيرَ، قَالَ: ثَلاَثُ كَيَّاتٍ، قَالَ: فَأُتِيَ بِالثَّالِثَةِ، فَقَالَ: هَلْ تَرَكَ عَلَيْهِ مِنْ دَيْنٍ؟ قَالُوا: نَعَمْ , قَالَ: هَلْ تَرَكَ مِنْ شَيْءٍ؟ قَالُوا: لاَ، قَالَ: صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ , فَقَالَ رَجُلٌ مِنَ الأَنْصَارِ، يُقَالُ لَهُ أَبُو قَتَادَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، عَلَيَّ دَيْنُهُ , فَصَلَّى عَلَيْهِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , والنسائي، وابن حبان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبغوي.
* * *
باب النهي عن الصلاة على المنافقين
عَنْ نَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , قَالَ:
"لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، جَاءَ ابْنُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعْطِنِي قَمِيصَكَ حَتَّى أُكَفِّنَهُ فِيهِ، وَصَلِّ عَلَيْهِ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُ، فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ، وَقَالَ: آذِنِّي بِهِ، فَلَمَّا ذَهَبَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، قَالَ: يَعْنِي عُمَرَ، قَدْ نَهَاكَ اللهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى الْمُنَافِقِينَ، فَقَالَ: أَنَا بَيْنَ خِيرَتَيْنِ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ}، فَصَلَّى عَلَيْهِ، فَأَنْزَلَ اللهُ تَعَالَى: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا}، قَالَ: فَتُرِكَتِ الصَّلاَةُ عَلَيْهِمْ.".
ـ وفي رواية: "لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ , جَاءَ ابْنُهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ , وَأَمَرَهُ أَنْ يُكَفِّنَهُ فِيهِ , ثُمَّ قَامَ يُصَلِّي عَلَيْهِ، فَأَخَذَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ بِثَوْبِهِ , فَقَالَ: تُصَلِّي عَلَيْهِ وَهْوَ مُنَافِقٌ , وَقَدْ نَهَاكَ اللهُ أَنْ تَسْتَغْفِرَ لَهُمْ؟! قَالَ: إِنَّمَا خَيَّرَنِي اللهُ، فَقَالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ}، فَقَالَ: سَأَزِيدُهُ عَلَى سَبْعِينَ، قَالَ: فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , وَصَلَّيْنَا مَعَهُ , ثُمَّ أَنْزَلَ اللهُ عَلَيْهِ: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/356)
فَاسِقُونَ}.".
ـ وفي رواية: "لَمَّا تُوُفِّيَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَيٍّ، جَاءَ ابْنُهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَعْطِنِي قَمِيصَكَ أُكَفِّنْهُ فِيهِ، وَصَلِّ عَلَيْهِ، وَاسْتَغْفِرْ لَهُ، فَأَعْطَاهُ قَمِيصَهُ، وَقَالَ: إِذَا فَرَغْتَ فَآذِنَّا، فَلَمَّا فَرَغَ آذَنَهُ بِهِ، فَجَاءَ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ، فَجَذَبَهُ عُمَرُ، فَقَالَ: أَلَيْسَ قَدْ نَهَاكَ اللهُ أَنْ تُصَلِّيَ عَلَى المُنَافِقِينَ، فَقَالَ: {اسْتَغْفِرْ لَهُمْ أَوْ لاَ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ إِنْ تَسْتَغْفِرْ لَهُمْ سَبْعِينَ مَرَّةً فَلَنْ يَغْفِرَ اللهُ لَهُمْ}، فَنَزَلَتْ: {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا}، فَتَرَكَ الصَّلاَةَ عَلَيْهِمْ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي , والبزار، والنسائي، وابن حبان، والبيهقي.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَبَّاسٍ , عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ، قَالَ:
"لَمَّا مَاتَ عَبْدُ اللهِ بْنُ أُبَىِّ ابْنِ سَلُولَ. دُعِي لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِيُصَلِّيَ عَلَيْهِ فَلَمَّا قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَثَبْتُ إِلَيْهِ. فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , تُصَلِّي عَلَى ابْنِ أُبَىٍّ وَقَدْ قَالَ يَوْمَ كَذَا وَكَذَا كَذَا وَكَذَا. أُعَدِّدُ عَلَيْهِ فَتَبَسَّمَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. وَقَالَ: أَخِّرْ عَنِّي يَا عُمَرُ. فَلَمَّا أَكْثَرْتُ عَلَيْهِ قَالَ: إِنِّي قَدْ خُيِّرْتُ فَاخْتَرْتُ. فَلَوْ عَلِمْتُ أَنِّي لَوْ زِدْتُ عَلَى السَّبْعِينَ غُفِرَ لَهُ لَزِدْتُ عَلَيْهَا. فَصَلَّى عَلَيْهِ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثُمَّ انْصَرَفَ. فَلَمْ يَمْكُثْ إِلاَّ يَسِيرًا حَتَّى نَزَلَتِ الآيَتَانِ مِنْ بَرَاءَةَ. {وَلاَ تُصَلِّ عَلَى أَحَدٍ مِنْهُمْ مَاتَ أَبَدًا وَلاَ تَقُمْ عَلَى قَبْرِهِ إِنَّهُمْ كَفَرُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَمَاتُوا وَهُمْ فَاسِقُونَ} فَعَجِبْتُ بَعْدُ مِنْ جُرْأَتِي عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَئِذٍ وَاللهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ.".
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , والترمذي , والنسائي.
* * *
عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ , قَالَ: سَمِعْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ قَالَ:
"أَتَى رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدَ اللهِ بْنَ أُبَيٍّ بَعْدَ مَا أُدْخِلَ حُفْرَتَهُ، فَأَمَرَ بِهِ فَأُخْرِجَ، فَوَضَعَهُ عَلَى رُكْبَتَيْهِ، وَنَفَثَ عَلَيْهِ مِنْ رِيقِهِ، وَأَلْبَسَهُ قَمِيصَهُ، فَاللهُ أَعْلَمُ، وَكَانَ كَسَا عَبَّاسًا قَمِيصًا.".
ـ وفي رواية: "لَمَّا كَانَ يَوْمَ بَدْرٍ، أُتِيَ بِأُسَارَى، وَأُتِيَ بِالْعَبَّاسِ، وَلَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ ثَوْب، فَنَظَرَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم لَهُ قَمِيصًا، فَوَجَدُوا قَمِيصَ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُبَيٍّ يَقْدُرُ عَلَيْهِ، فَكَسَاهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِيَّاهُ، فَلِذَلِكَ نَزَعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم قَمِيصَهُ الَّذِي أَلْبَسَهُ.".
قَالَ ابْنُ عُيَيْنَةَ: كَانَتْ لَهُ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَد، فَأَحَبَّ أَنْ يُكَافِئَهُ.
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وابن الجارود، والنسائي، وأبو يعلى، وابن حبان، والبيهقي.
* * *
باب الصفوف والتكبير على الجنازة
عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم نَعَى النَّجَاشِيَّ فِي الْيَوْمِ الَّذِي مَاتَ فِيهِ، وَخَرَجَ بِهِمْ إِلَى الْمُصَلَّى فَصَفَّ بِهِمْ، وَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعَ تَكْبِيرَاتٍ.".
أخرجه مالك , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ مِينَاءَ , عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى أَصْحَمَةَ النَّجَاشِي , فَكَبَّرَ عَلَيْهِ أَرْبَعًا.".
أخرجه الطيالسي، وابن أَبي شَيْبَة، وأحمد , والبخاري , ومسلم، وأبو يعلى، والطبراني، في "الأوسط.".
* * *
عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ، أَنَّهُ سَمِعَ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللهِ يَقُولُ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"قَدْ تُوُفِّيَ الْيَوْمَ رَجُلٌ صَالِحٌ مِنَ الْحَبَشِ، فَهَلُمَّ فَصَلُّوا عَلَيْهِ، قَالَ: فَصَفَفْنَا، فَصَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَيْهِ، وَنَحْنُ صُفُوفٌ.".
ـ وفي رواية: "قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، حِينَ مَاتَ النَّجَاشِيُّ: مَاتَ الْيَوْمَ رَجُلٌ صَالِح، فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَى أَخِيكُمْ أَصْحَمَةَ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى أَصْحَمَةَ النَّجَاشِيِّ، فَصَفَّنَا وَرَاءَهُ، فَكُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّانِي أَوْ الثَّالِثِ.".
ـ وفي رواية: "مَاتَ الْيَوْمَ عَبْدٌ ِللهِ صَالِح، أَصْحَمَةُ، فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ، فَقَامَ فَأَمَّنَا، فَصَلَّى عَلَيْهِ.".
ـ وفي رواية: "صَلُّوا عَلَى أَخٍ لَكُمْ مَاتَ بِغَيْرِ أَرْضِكُمْ، قَالُوا: مَنْ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: النَّجَاشِيُّ صْحَمَةُ، قَالَ: فَقُلْتُ: فَصَفَفْتُمْ عَلَيْهِ؟ قَالَ: نَعَمْ، كُنْتُ فِي الصَّفِّ الثَّالِثِ.".
أخرجه الطيالسي، والحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي، وأبو يعلى، والبيهقي.
* * *
عَنْ أَبِي الْمُهَلَّبِ الجَرْمِيِّ, عَنْ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ؛ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"إِنَّ أَخًا لَكُمْ , قَدْ مَاتَ , فَقُومُوا فَصَلُّوا عَلَيْهِ، يَعْنِي النَّجَاشِيَّ.".
أخرجه أحمد , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/357)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[11 - 12 - 09, 05:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 84 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الجنائز، مستفتحًا أبوابًا جديدة من أبواب كتاب الجنائز، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب قراءة فاتحة الكتاب على الجنازة
عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ , قَالَ: صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى جَِنَازَةٍ , فَسَمِعْتُهُ يَقْرَأُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ , فَلَمَّا انْصَرَفَ , أَخَذْتُ بِيَدِهِ , فَسَأَلْتُهُ؟ فَقُلْتُ: تَقْرَأُ؟ قَالَ: نَعَمْ , إِنَّهُ حَقٌّ وَسُنَّةٌ.
ـ وفي رواية: "صَلَّيْتُ خَلْفَ ابْنِ عَبَّاسٍ , رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا , عَلَى جَِنَازَةٍ , فَقَرَأَ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ، قَالَ: لِيَعْلَمُوا أَنَّهَا سُنَّةٌ.".
أخرجه الطَّيَالِسِي، والشَّافِعِي، والبخاري , وأبو داود , والترمذي , والنسائي، وابن الجارود، والطَّبَرَانِي، والدَّارَقُطْنِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
باب الدعاء للميت في صلاة الجنازة
عَنْ جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ، عَنْ عَوْفِ بْنِ مَالِكٍ الأَشْجَعِيِّ، قَالَ:
"سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَصَلَّى عَلَى جَِنَازَةٍ، يَقُولُ: اللهُمَّ اغْفِرْ لَهُ وَارْحَمْهُ، وَاعْفُ عَنْهُ وَعَافِهِ، وَأَكْرِمْ نُزُلَهُ، وَوَسِّعْ مُدْخَلَهُ، وَاغْسِلْهُ بِمَاءٍ وَثَلْجٍ وَبَرَدٍ، وَنَقِّهِ مِنَ الْخَطَايَا كَمَا يُنَقَّى الثَّوْبُ الأَبْيَضُ مِنَ الدَّنَسِ، وَأَبْدِلْهُ دَارًا خَيْرًا مِنْ دَارِهِ، وَأَهْلاً خَيْرًا مِنْ أَهْلِهِ، وَزَوْجًا خَيْرًا مِنْ زَوْجِهِ، وَقِهِ فِتْنَةَ الْقَبْرِ، وَعَذَابَ النَّارِ.".
قَالَ عَوْفٌ: فَتَمَنَّيْتُ أَنْ لَوْ كُنْتُ أَنَا الْمَيِّتَ، لِدُعَاءِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى ذَلِكَ الْمَيِّتِ.
أخرجه ابن أَبِي شَيْبَة، وأحمد، ومُسْلم، والتِّرمِذي، والنَّسَائِي، وابن حِبَّان.
* * *
باب الصلاة على المرأة
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ، قَالَ:
"صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم عَلَى امْرَأَةٍ، مَاتَتْ فِي نِفَاسِهَا، فَقَامَ وَسَْطَهَا.".
ـ وفي رواية: "عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ سَمُرَةَ بْنَ جُنْدُبٍ يَقُولُ: إِنَّهُ لَيَمْنَعُنِي أَنْ أَتَكَلَّمَ بِكَثِيرٍ مِمَّا كُنْتُ أَسْمَعُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، أَنَّ هَاهُنَا مَنْ هُوَ أَكْبَرُ مِنِّي، وَكُنْتُ لَيْلَتَئِذٍ غُلاَمًا، وَإِنِّي كُنْتُ لأَحْفَظُ مَا أَسْمَعُ مِنْهُ، صَلَّيْتُ وَرَاءَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، وَصَلَّى عَلَى أُمِّ كَعْبٍ، مَاتَتْ وَهِيَ نُفَسَاءُ، فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم لِلصَّلاَةِ عَلَيْهَا وَسَطَهَا.".
أخرجه الطَّيَالِسِي، وابن أَبِي شَيْبَة، وأحمد، والبُخَارِي، ومُسْلم، وأبو داود، وابن ماجة، والتِّرمِذي، والنَّسَائِي، وابن حِبَّان، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
باب ما جاء في الصلاة على القبر
عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم مَرَّ بِقَبْرٍ , قَدْ دُفِنَ لَيْلاً , فَقَالَ: مَتَى دُفِنَ هَذَا؟ قَالُوا: الْبَارِحَةَ، قَالَ: أَفَلاَ آذَنْتُمُونِي؟ قَالُوا: دَفَنَّاهُ فِي ظُلْمَةِ اللَّيْلِ , فَكَرِهْنَا أَنْ نُوقِظَكَ، فَقَامَ فَصَفَفْنَا خَلْفَهُ، قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: وَأَنَا فِيهِمْ، فَصَلَّى عَلَيْهِ.".
ـ وفي رواية: "عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ , قَالَ: أَخْبَرَنِي مَنْ شَهِدَ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم , أَتَى عَلَى قَبْرِ مَنْبُوذٍ , فَصَفَّهُمْ، وَكَبَّرَ أَرْبَعًا.".
قُلْتُ: مَنْ حَدَّثَكَ؟ قَالَ: ابْنُ عَبَّاسٍ , رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا.".
أخرجه الطيالسي، وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والبزار , والنسائي، والطَّبَرَانِي، والدَّارَقُطْنِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ أَبِي رَافِعٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ,
"أَنَّ امْرَأَةً سَوْدَاءَ كَانَتْ تَقُمُّ الْمَسْجِدَ (أَوْ شَابًّا) فَفَقَدَهَا رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فَسَأَلَ عَنْهَا (أَوْ عَنْهُ) فَقَالُوا: مَاتَ، قَالَ: أَفَلاَ كُنْتُمْ آذَنْتُمُونِي، قَالَ: فَكَأَنَّهُمْ صَغَّرُوا أَمْرَهَا (أَوْ أَمْرَهُ)، فَقَالَ: دُلُّونِي عَلَى قَبْرِهِ. فَدَلُّوهُ. فَصَلَّى عَلَيْهَا. ثُمَّ قَالَ: إِنَّ هَذِهِ الْقُبُورَ مَمْلُوءَةٌ ظُلْمَةً عَلَى أَهْلِهَا , وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يُنَوِّرُهَا لَهُمْ بِصَلاَتِي عَلَيْهِمْ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرِ امْرَأَةٍ قَدْ دُفِنَتْ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم صَلَّى عَلَى قَبْرٍ، بَعْدَ مَا قُبِرَ.".
أخرجه أحمد، ومسلم، وابن ماجة، وأبو يعلى، وابن حبان.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/358)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[11 - 12 - 09, 05:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 85 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الجنائز، مستفتحًا أبوابًا جديدة من أبواب كتاب الجنائز، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
بسم الله نبدأ؛
باب ما جاء في الصلاة على الشهداء
عَنْ أَبِي الْخَيْرِ، مَرْثَدِ بْنِ عَبْدِ اللهِ اليَزَنِيِّ , عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ يَوْمًا فَصَلَّى عَلَى أَهْلِ أُحُدٍ صَلاَتَهُ عَلَى الْمَيِّتِ. ثُمَّ انْصَرَفَ إِلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ: إِنِّي فَرَطٌ لَكُمْ. وَأَنَا شَهِيدٌ عَلَيْكُمْ. وَإِنِّي , وَاللهِ لأَنْظُرُ إِلَى حَوْضِيَ الآنَ وَإِنِّي قَدْ أُعْطِيتُ مَفَاتِيحَ خَزَائِنِ الأَرْضِ , أَوْ مَفَاتِيحَ الأَرْضِ. وَإِنِّي , وَاللهِ مَا أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تُشْرِكُوا بَعْدِي، وَلَكِنْ أَخَافُ عَلَيْكُمْ أَنْ تَتَنَافَسُوا فِيهَا.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود والنسائي.
* * *
باب عذاب القبر
عَنْ سَعْدِ بْنِ عُبَيْدَةَ، عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"إِذَا أُقْعِدَ الْمُؤْمِنُ فِي قَبْرِهِ، أُتِيَ، ثُمَّ شَهِدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ}.".
ـ وفي رواية: "الْمُسْلِمُ إِذَا سُئِلَ فِي الْقَبْرِ، يَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ}.".
ـ وفي رواية: "عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ذَكَرَ عَذَابَ الْقَبْرِ، قَالَ: يُقَالُ لَهُ: مَنْ رَبُّكَ؟ فَيَقُولُ: اللهُ رَبِّي، وَنَبِيِّي مُحَمَّد، فَذَلِكَ قَوْلُهُ: {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا} يَعْنِي بِذَلِكَ الْمُسْلِمَ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي، وابن حِبان.
* * *
عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنِ الْبَرَاءِ بْنِ عَازِبٍ؛
" {يُثَبِّتُ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ} قَالَ: نَزَلَتْ فِي عَذَابِ الْقَبْرِ.".
أخرجه مسلم , والنسائي، وابن منده.
* * *
عَنْ قَتَادَةَ، حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ؛
"أَنَّ نَبِيَّ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، وَتَوَلَّى عَنْهُ أَصْحَابُهُ، حَتَّى إِنَّهُ لَيَسْمَعُ قَرْعَ نِعَالِهِمْ، أَتَاهُ مَلَكَانِ فَيُقْعِدَانِهِ، فَيَقُولاَنِ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ، لِمُحَمَّدٍ صلى الله عليه وسلم؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ فَيَقُولُ: أَشْهَدُ أَنَّهُ عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ، فَيُقَالُ: انْظُرْ إِلَى مَقْعَدِكَ مِنَ النَّارِ، فَقَدْ أَبْدَلَكَ اللهُ بِهِ مَقْعَدًا فِي الْجَنَّةِ، قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: فَيَرَاهُمَا جَمِيعًا، وَأَمَّا الْكَافِرُ وَالْمُنَافِقُ، فَيُقَالُ لَهُ: مَا كُنْتَ تَقُولُ فِي هَذَا الرَّجُلِ؟ فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي، كُنْتُ أَقُولُ مَا يَقُولُ النَّاسُ، فَيُقَالُ لَهُ: لاَ دَرَيْتَ وَلاَ تَلَيْتَ، ثُمَّ يُضْرَبُ بِمِطْرَاقٍ مِنْ حَدِيدٍ ضَرْبَةً بَيْنَ أُذُنَيْهِ، فَيَصِيحُ صَيْحَةً، فَيَسْمَعُهَا مَنْ يَلِيهِ غَيْرُ الثَّقَلَيْنِ.".
ـ وفي رواية: "إِنَّ الْمَيِّتَ إِذَا وُضِعَ فِي قَبْرِهِ، إِنَّهُ لَيَسْمَعُ خَفْقَ نِعَالِهِمْ، إِذَا انْصَرَفُوا.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/359)
أخرجه أحمد، وعبد بن حُميد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن حبان، والبيهقي، والبغوي.
* * *
حَدِيثُ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ , عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ:
"خَطَبَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم النَّاسَ. فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ. ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ. مَا مِنْ شَىْءٍ لَمْ أَكُنْ رَأَيْتُهُ إِلاَّ قَدْ رَأَيْتُهُ فِي مَقَامِي هَذَا. حَتَّى الْجَنَّةَ وَالنَّارَ. وَإِنَّهُ قَدْ أُوحِيَ إِلَىَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ قَرِيبًا أَوْ مِثْلَ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ. (لاَ أَدْرِي أَىَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ) فَيُؤْتَى أَحَدُكُمْ فَيُقَالُ: مَا عِلْمُكَ بِهَذَا الرَّجُلِ؟ فَأَمَّا الْمُؤْمِنُ أَوِ الْمُوقِنُ. (لاَ أَدْرِي أَىَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ) فَيَقُولُ: هُوَ مُحَمَّدٌ , هُوَ رَسُولُ اللهِ , جَاءَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى. فَأَجَبْنَا وَأَطَعْنَا. ثَلاَثَ مِرَارٍ. فَيُقَالُ لَهُ: نَمْ. قَدْ كُنَّا نَعْلَمُ إِنَّكَ لَتُؤْمِنُ بِهِ. فَنَمْ صَالِحًا. وَأَمَّا الْمُنَافِقُ أَوِ الْمُرْتَابُ (لاَ أَدْرِي أَىَّ ذَلِكَ قَالَتْ أَسْمَاءُ) فَيَقُولُ: لاَ أَدْرِي. سَمِعْتُ النَّاسَ يَقُولُونَ شَيْئًا فَقُلْتُ.".
سلف برقم ().
* * *
عَنْ نَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ ?:
"إِنَّ أَحَدَكُمْ إِذَا مَاتَ , عُرِضَ عَلَيْهِ مَقْعَدُهُ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ , إِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , فَمِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ , وَإِنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ , فَمِنْ أَهْلِ النَّارِ , فَيُقَالُ: هَذَا مَقْعَدُكَ، حَتَّى يَبْعَثَكَ اللهُ إِلَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ.".
أخرجه مالك , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والبزار، وأبو يعلى، والترمذي , والنسائي، وابن حبان.
* * *
عَنْ ثَابِتٍ، وَحُمَيْدٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ عَلَى بَغْلَةٍ شَهْبَاءَ، فَمَرَّ عَلَى حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ، فَإِذَا هُوَ بِقَبْرٍ يُعَذَّبُ صَاحِبُهُ، فَحَاصَتِ الْبَغْلَةُ، فَقَالَ: لَوْلاَ أَنْ لاَ تَدَافَنُوا، لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ عَذَابَ الْقَبْرِ.".
أخرجه أحمد، والنسائي، وأبو يعلى، وابن حبان.
* * *
عَنْ مُوسَى بْنُ عُقْبَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ أُمَّ خَالِدٍ بِنْتَ خَالِدٍ، قَالَتْ:
"سَمِعْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري.
* * *
حَدِيثُ مَسْرُوقٍ , عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
"دَخَلَتْ عَلَىَّ عَجُوزَانِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَتَا: إِنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، قَالَتْ: فَكَذَّبْتُهُمَا. وَلَمْ أُنْعِمْ أَنْ أُصَدِّقَهُمَا. فَخَرَجَتَا. وَدَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقُلْتُ لَهُ: يَا رَسُولَ اللهِ , إِنَّ عَجُوزَيْنِ مِنْ عُجُزِ يَهُودِ الْمَدِينَةِ دَخَلَتَا عَلَىَّ. فَزَعَمَتَا أَنَّ أَهْلَ الْقُبُورِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَقَالَ: صَدَقَتَا. إِنَّهُمْ يُعَذَّبُونَ عَذَابًا تَسْمَعُهُ الْبَهَائِمُ، قَالَتْ: فَمَا رَأَيْتُهُ , بَعْدُ , فِي صَلاَةٍ , إِلاَّ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.".
سَلَف في كتاب "الصلاة".
* * *
حَديث عُرْوَةُ بْنُ الزُّبَيْرِ؛ أَنَّ عَائِشَةَ قَالَتْ:
"دَخَلَ عَلَىَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَعِنْدِي امْرَأَةٌ مِنَ الْيَهُودِ , وَهْىَ تَقُولُ: هَلْ شَعَرْتِ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ؟ قَالَتْ: فَارْتَاعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَقَالَ: إِنَّمَا تُفْتَنُ يَهُودُ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَلَبِثْنَا لَيَالِيَ. ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: هَلْ شَعَرْتِ أَنَّهُ أُوحِيَ إِلَىَّ أَنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ؟ قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ , صلى الله عليه وسلم , بَعْدُ يَسْتَعِيذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.".
سَلَف في كتاب "الصلاة".
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/360)
حَدِيثُ عَمْرَةَ، قَالَتْ: سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ:
"جَاءَتْنِي يَهُودِيَّةٌ تَسْأَلُنِي فَقَالَتْ: أَعَاذَكِ اللهُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ. فَلَمَّا جَاءَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ , أَيُعَذَّبُ النَّاسُ فِي الْقُبُورِ؟ فَقَالَ عَائِذًا بِاللهِ. فَرَكِبَ مَرْكَبًا , يَعْنِي وَانْخَسَفَتِ الشَّمْسُ .... " الحديث وفيه صفة صلاة الكسوف. وفيه:." ... وَانْجَلَتِ الشَّمْسُ، فَقَالَ: إِنَّكُمْ تُفْتَنُونَ فِي الْقُبُورِ كَفِتْنَةِ الدَّجَّالِ، قَالَتْ عَائِشَةُ: فَسَمِعْتُهُ بَعْدَ ذَلِكَ يَتَعَوَّذُ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ.".
سَلَف في كتاب "الصلاة".
* * *
حَدِيثُ طَاوُوسٍ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ , قَالَ:
"مَرَّ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى قَبْرَيْنِ، فَقَالَ: أَمَا إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ. وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ , أَمَّا أَحَدُهُمَا فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ , وَأَمَّا الآخَرُ فَكَانَ لاَ يَسْتَتِرُ مِنْ بَوْلِهِ، قَالَ: فَدَعَا بِعَسِيبٍ رَطْبٍ فَشَقَّهُ بِاثْنَيْنِ , ثُمَّ غَرَسَ عَلَى هَذَا وَاحِدًا , وَعَلَى هَذَا وَاحِدًا. ثُمَّ قَالَ: لَعَلَّهُ أَنْ يُخَفَّفَ عَنْهُمَا. مَا لَمْ يَيْبَسَا.".
سَلَف في كتاب "الطهارة" برقم ().
* * *
عَنِ الْبَرَاءِ , عَنْ أَبِي أَيُّوبَ، قَالَ:
"خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بَعْدَ مَا غَرَبَتِ الشَّمْسُ , فَسَمِعَ صَوْتًا، فَقَالَ: يَهُودُ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا.".
أخرجه أحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[11 - 12 - 09, 05:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 86 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الجنائز، مستفتحًا أبوابًا جديدة من أبواب كتاب الجنائز، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب ما جاء في وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم
عَنْ أَبِي سَلَمَةَ , أَنَّ عَائِشَةَ أَخْبَرَتْهُ ,
"أَنَّ أَبَا بَكْرٍ أَقْبَلَ عَلَى فَرَسٍ مِنْ مَسْكَنِهِ بِالسُّنُحِ , حَتَّى نَزَلَ , فَدَخَلَ الْمَسْجِدَ , فَلَمْ يُكَلِّمِ النَّاسَ حَتَّى دَخَلَ عَلَى عَائِشَةَ , وَرَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم مُسَجًّى بِبُرْدٍ حِبَرَةٍ , فَكَشَفَ عَنْ وَجْهِهِ , ثُمَّ أَكَبَّ عَلَيْهِ فَقَبَّلَهُ فَبَكَى. ثُمَّ قَالَ: بِأَبِي أَنْتَ. وَاللهِ لاَ يَجْمَعُ اللهُ عَلَيْكَ مَوْتَتَيْنِ أَبَدًا , أَمَّا الْمَوْتَةُ الَّتِي كَتَبَ اللهُ عَلَيْكَ فَقَدْ مُتَّهَا.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ عَائِشَةَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كُفِّنَ فِي ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سُحُولِيَّةٍ , لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلاَ عِمَامَةٌ.".
أخرجه مالك , وأحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , والترمذي , والنسائي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ , عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ:
"دَخَلْتُ عَلَى أَبِي بَكْرٍ , فَقَالَ: فِي كَمْ كَفَّنْتُمُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: فِي ثَلاَثَةِ أَثْوَابٍ بِيضٍ سَحُولِيَّةٍ لَيْسَ فِيهَا قَمِيصٌ وَلاَ عِمَامَةٌ , وَقَالَ لَهَا: فِي أَىِّ يَوْمٍ تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَتْ: يَوْمَ الاِثْنَيْنِ , قَالَ: فَأَىُّ يَوْمٍ هَذَا؟ قَالَتْ: يَوْمُ الاِثْنَيْنِ , قَالَ: أَرْجُو فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَ اللَّيْلِ , فَنَظَرَ إِلَى ثَوْبٍ عَلَيْهِ كَانَ يُمَرَّضُ فِيهِ بِهِ رَدْعٌ مِنْ زَعْفَرَانٍ , فَقَالَ: اغْسِلُوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/361)
ثَوْبِي هَذَا، وَزِيدُوا عَلَيْهِ ثَوْبَيْنِ فَكَفِّنُونِي فِيهَا. قُلْتُ: إِنَّ هَذَا خَلَقٌ؟ قَالَ: إِنَّ الْحَىَّ أَحَقُّ بِالْجَدِيدِ مِنَ الْمَيِّتِ، إِنَّمَا هُوَ لِلْمُهْلَةِ , فَلَمْ يُتَوَفَّ حَتَّى أَمْسَى مِنْ لَيْلَةِ الثُّلاَثَاءِ وَدُفِنَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , والترمذي.
* * *
عَنْ أَبِي جَمْرَةَ , عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ:
"جُعِلَ فِي قَبْرِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَطِيفَةٌ حَمْرَاءُ.".
أخرجه أحمد , ومسلم , والترمذي , والنسائي.
* * *
عَنْ عَامِرِ بْنِ سَعْدِ بْنِ أَبِي وَقَّاصٍ؛ أَنَّ سَعْدَ بْنَ أَبِي وَقَّاصٍ قَالَ فِي مَرَضِهِ الَّذِي هَلَكَ فِيهِ: الْحَدُوا لِي لَحْدًا. وَانْصِبُوا عَلَىَّ اللَّبِنَ نَصْبًا. كَمَا صُنِعَ بِرَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم.
أخرجه أحمد , ومسلم , وابن ماجة , والنسائي.
* * *
عَنْ ثَابِتٍ , عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ , قَالَ:
"لَمَّا ثَقُلَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم جَعَلَ يَتَغَشَّاهُ، فَقَالَتْ فَاطِمَةُ: عَلَيْهَا السَّلاَمُ , وَاكَرْبَ أَبَاهُ، فَقَالَ لَهَا: لَيْسَ عَلَى أَبِيكِ كَرْبٌ بَعْدَ الْيَوْمِ , فَلَمَّا مَاتَ , قَالَتْ: يَا أَبَتَاهْ، أَجَابَ رَبًّا دَعَاهُ، يَا أَبَتَاهْ مَنْ جَنَّةُ الْفِرْدَوْسِ مَأْوَاهُ، يَا أَبَتَاهْ إِلَى جِبْرِيلَ نَنْعَاهْ , فَلَمَّا دُفِنَ قَالَتْ فَاطِمَةُ , عَلَيْهَا السَّلاَمُ , يَا أَنَسُ أَطَابَتْ أَنْفُسُكُمْ أَنْ تَحْثُوا عَلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم التُّرَابَ؟.".
أخرجه عبد بن حميد , والدارمي , والبخاري , وابن ماجة.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[11 - 12 - 09, 05:57 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 87 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الزكاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلنا، ومنه العون والمدد.
باب بني الإسلام على خمس: منها الزكاة
حَدِيثُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"بُنِيَ الإِسْلاَمُ عَلَى خَمْسٍ: شَهَادَةِ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَإِقَامِ الصَّلاَةِ، وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ، وَحَجِّ الْبَيْتِ، وَصَوْمِ رَمَضَانَ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، والترمذي، والنسائي، وابن خزيمة، وابن حِبان.
* * *
عَنْ عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُتْبَةَ بْنِ مَسْعُودٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ؛ قَالَ:
"لَمَّا تُوُفِّيَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَاسْتُخْلِفَ أَبُو بَكْرٍ بَعْدَهُ , وَكَفَرَ مَنْ كَفَرَ مِنَ الْعَرَبِ , قَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لأَبِي بَكْرٍ: كَيْفَ تُقَاتِلُ النَّاسَ , وَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ. فَمَنْ قَالَ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ فَقَدْ عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ وَنَفْسَهُ إِلاَّ بِحَقِّهِ. وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: وَاللهِ لأُقَاتِلَنَّ مَنْ فَرَّقَ بَيْنَ الصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ فَإِنَّ الزَّكَاةَ حَقُّ الْمَالِ , وَاللهِ لَوْ مَنَعُونِي عِقَالاً كَانُوا يُؤَدُّونَهُ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم لَقَاتَلْتُهُمْ عَلَى مَنْعِهِ، فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ: فَوَاللهِ مَا هُوَ إِلاَّ أَنْ رَأَيْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ شَرَحَ صَدْرَ أَبِي بَكْرٍ لِلْقِتَالِ , فَعَرَفْتُ أَنَّهُ الْحَقُّ.".
أخرجه أحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والترمذي، والنسائي.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/362)
عَنْ مَالِكِ بْنِ أَبِي عَامِرٍ , أَنَّهُ سَمِعَ طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللهِ. يَقُولُ:
"جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ. ثَائِرَ الرَّأْسِ , نَسْمَعُ دَوِيَّ صَوْتِهِ وَلاَ نَفْهَمُ مَا يَقُولُ , حَتَّى دَنَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنِ الإِسْلاَمِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ، فَقَالَ: هَلْ عَلَىَّ غَيْرُهُنَّ؟ قَالَ: لاَ. إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ. وَصِيَامُ شَهْرِ رَمَضَانَ، فَقَالَ: هَلْ عَلَىَّ غَيْرُهُ؟ فَقَالَ: لاَ. إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ. وَذَكَرَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم الزَّكَاةَ، فَقَالَ: هَلْ عَلَىَّ غَيْرُهَا؟ قَالَ: لاَ. إِلاَّ أَنْ تَطَّوَّعَ، قَالَ: فَأَدْبَرَ الرَّجُلُ وَهُوَ يَقُولُ: وَاللهِ لاَ أَزِيدُ عَلَى هَذَا وَلاَ أَنْقُصُ مِنْهُ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَفْلَحَ إِنْ صَدَقَ.".
أخرجه مالك، وأحمد، والدارمي، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، والبَزَّار , وابن الجارود، وابن خزيمة، وابن حِبان.
* * *
باب فضل الصدقة والأمر بها
عَنْ حُمَيْدِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللهِ , هَذَا خَيْرٌ. فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلاَةِ , دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلاَةِ , وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ , دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ , وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ , دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ , وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ , دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ.
قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: يَا رَسُولَ اللهِ , مَا عَلَى أَحَدٍ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ , فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: نَعَمْ. وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ.".
أخرجه مالك , وأحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ سَعِيدِ بْنِ يَسَارٍ , أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"مَا تَصَدَّقَ أَحَدٌ بِصَدَقَةٍ مِنْ طَيِّبٍ , وَلاَ يَقْبَلُ اللهُ إِلاَّ الطَّيِّبَ , إِلاَّ أَخَذَهَا الرَّحْمَنُ بِيَمِينِهِ وَإِنْ كَانَتْ تَمْرَةً , فَتَرْبُو فِي كَفِّ الرَّحْمَنِ حَتَّى تَكُونَ أَعْظَمَ مِنَ الْجَبَلِ , كَمَا يُرَبِّي أَحَدُكُمْ فَلُوَّهُ أَوْ فَصِيلَهُ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والدارمي , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
حَدِيثُ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"سَبْعَةٌ يُظِلُّهُمُ اللهُ فِي ظِلِّهِ , يَوْمَ لاَ ظِلَّ إِلاَّ ظِلُّهُ ... " الحديث. وفيه:." ... وَرَجُلٌ تَصَدَّقَ بِصَدَقَةٍ فَأَخْفَاهَا , حَتَّى لاَ تَعْلَمَ شِمَالُهُ مَا تُنْفِقُ يَمِينُهُ ... " الحديث.
يأتي إن شاء الله تعالى في كتاب "القيامة والجنة والنار".
* * *
عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ , عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"انْفَحِي (أَوِ انْضَحِي , أَوِ أَنْفِقِي) وَلاَ تُحْصِي. فَيُحْصِيَ اللهُ عَلَيْكِ. وَلاَ تُوعِي فَيُعِيَ اللهُ عَلَيْكِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"قَالَ اللهُ عَزَّ وَجَلَّ: أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ.". وَقَالَ: يَدُ اللهِ مَلأَى لاَ تَغِيضُهَا نَفَقَة، سَحَّاءُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ. وَقَالَ: أَرَأَيْتُمْ مَا أَنْفَقَ مُنْذُ خَلَقَ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ , فَإِنَّهُ لَمْ يَغِضْ مَا فِي يَدِهِ، وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ، وَبِيَدِهِ الْمِيزَانُ يَخْفِضُ وَيَرْفَعُ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي.
* * *
عَنْ مَعْبَدِ بْنِ خَالِدٍ، قَالَ: سَمِعْتُ حَارِثَةَ بْنَ وَهْبٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"تَصَدَّقُوا، فَيُوشِكُ الرَّجُلُ يَمْشِي بِصَدَقَتِهِ، فَيَقُولُ الَّذِي أُعْطِيَهَا: لَوْ جِئْتَ بِهَا بِالأَمْسِ قَبِلْتُهَا، وَأَمَّا الآنَ فَلاَ حَاجَةَ لِي فِيهَا، فَلاَ يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا.".
ـ وفي رواية: "تَصَدَّقُوا، فَإِنَّهُ يَأْتِي عَلَيْكُمْ زَمَان، يَمْشِي الرَّجُلُ بِصَدَقَتِهِ، فَلاَ يَجِدُ مَنْ يَقْبَلُهَا، يَقُولُ الرَّجُلُ: لَوْ جِئْتَ بِهَا بِالأَمْسِ لَقَبِلْتُهَا، فَأَمَّا الْيَوْمَ فَلاَ حَاجَةَ لِي بِهَا.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , والنسائي، وأبو يَعْلَى، وابن حِبَّان، والطبراني.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/363)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[11 - 12 - 09, 05:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 88 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الزكاة، مستكملاً باب فضل الصدقة والأمر بها، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
عَنْ شَقِيقٍ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ الأَنْصَارِيِّ؛ قَالَ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَأْمُرُ بِالصَّدَقَةِ. فَيَحْتَالُ أَحَدُنَا حَتَّى يَجِيءَ بِالْمُدِّ.".
وَإِنَّ لأَحَدِهِمِ الْيَوْمَ مِائَةَ أَلْفٍ.
قَالَ شَقِيقٌ: كَأَنَّهُ يُعَرِّضُ بِنَفْسِهِ.
أخرجه أحمد , والبخاري , وابن ماجة , والنسائي.
* * *
حَدِيثُ قَيْسٍ بْنِ أَبِي حَازِمٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ مَسْعُودٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ: رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً , فَسَلَّطَهُ عَلَى هَلَكَتِهِ فِي الْحَقِّ، وَرَجُلٌٍ آتَاهُ اللهُ حِكْمَةً. فَهْوَ يَقْضِي بِهَا وَيُعَلِّمُهَا.".
يأتي إن شاء الله تعالى في كتاب "القرآن والعلم".
* * *
حَدِيثُ سَالِمٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لاَ حَسَدَ إِلاَّ فِي اثْنَتَيْنِ رَجُلٌ آتَاهُ اللهُ الْقُرْآنَ فَهْوَ يَتْلُوهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ، وَرَجُلٌ آتَاهُ اللهُ مَالاً فَهْوَ يُنْفِقُهُ آنَاءَ اللَّيْلِ وَآنَاءَ النَّهَارِ.".
* * *
عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ زِيَادٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"مَا يَسُرُّنِي أَنَّ لِي أُحُدًا ذَهَبًا , تَأْتِي عَلَىَّ ثَالِثَةٌ وَعِنْدِي مِنْهُ دِينَارٌ , إِلاَّ دِينَارٌ أُرْصِدُهُ , لِدَيْنٍ عَلَىَّ.".
أخرجه أحمد , ومسلم.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"قَالَ رَجُلٌ: لأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ , فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ , فَوَضَعَهَا فِي يَدِ سَارِقٍ , فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى سَارِقٍ، فَقَالَ: اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ , لأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ , فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ فَوَضَعَهَا فِي يَدَىْ زَانِيَةٍ، فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ اللَّيْلَةَ عَلَى زَانِيَةٍ، فَقَالَ: اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ , عَلَى زَانِيَةٍ، لأَتَصَدَّقَنَّ بِصَدَقَةٍ , فَخَرَجَ بِصَدَقَتِهِ , فَوَضَعَهَا فِي يَدَىْ غَنِيٍّ , فَأَصْبَحُوا يَتَحَدَّثُونَ: تُصُدِّقَ عَلَى غَنِيٍّ، فَقَالَ: اللهُمَّ لَكَ الْحَمْدُ، عَلَى سَارِقٍ , وَعَلَى زَانِيَةٍ , وَعَلَى غَنِيٍّ , فَأُتِيَ , فَقِيلَ لَهُ: أَمَّا صَدَقَتُكَ عَلَى سَارِقٍ فَلَعَلَّهُ أَنْ يَسْتَعِفَّ عَنْ سَرِقَتِهِ، وَأَمَّا الزَّانِيَةُ فَلَعَلَّهَا أَنْ تَسْتَعِفَّ عَنْ زِنَاهَا، وَأَمَّا الْغَنِيُّ فَلَعَلَّهُ يَعْتَبِرُ فَيُنْفِقُ مِمَّا أَعْطَاهُ اللهُ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
"أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم بِالصَّدَقَةِ , فَقِيلَ: مَنَعَ ابْنُ جَمِيلٍ , وَخَالِدُ بْنُ الْوَلِيدِ , وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: مَا يَنْقِمُ ابْنُ جَمِيلٍ إِلاَّ أَنَّهُ كَانَ فَقِيرًا فَأَغْنَاهُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَأَمَّا خَالِدٌ فَإِنَّكُمْ تَظْلِمُونَ خَالِدًا، قَدِ احْتَبَسَ أَدْرَاعَهُ وَأَعْتُدَهُ فِي سَبِيلِ اللهِ، وَأَمَّا الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ , فَعَمُّ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَهْىَ عَلَيْهِ صَدَقَةٌ , وَمِثْلُهَا مَعَهَا.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ: قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/364)
"جَلَسَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَلَى الْمِنْبَرِ. وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ، فَقَالَ: إِنَّ مِمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ بَعْدِي , مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَوَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: فَسَكَتَ عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَقِيلَ لَهُ: مَا شَأْنُكَ تُكَلِّمُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَلاَ يُكَلِّمُكَ؟ قَالَ: وَرُئِينَا أَنَّهُ يُنْزَلُ عَلَيْهِ. فَأَفَاقَ يَمْسَحُ عَنْهُ الرُّحَضَاءَ. وَقَالَ: أَيْنَ هَذَا السَّائِلَ؟ - وَكَأَنَّهُ حَمِدَهُ - فَقَالَ: إِنَّهُ لاَ يَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ , وَإِنَّ مِمَّا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ أَوْ يُلِمُّ إِلاَّ آكِلَةَ الْخَضِرِ , فَإِنَّهَا أَكَلَتْ , حَتَّى إِذَا امْتَلأَتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتْ عَيْنَ الشَّمْسِ فَثَلَطَتْ وَبَالَتْ , ثُمَّ رَتَعَتْ وَإِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرٌ حُلْوٌ. وَنِعْمَ صَاحِبُ الْمُسْلِمِ هُوَ لِمَنْ أَعْطَى مِنْهُ الْمِسْكِينَ وَالْيَتِيمَ وَابْنَ السَّبِيلِ (أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم) وَإِنَّهُ مَنْ يَأْخُذُهُ بِغَيْرِ حَقِّهِ كَانَ كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ , وَيَكُونُ عَلَيْهِ شَهِيدًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
عَنْ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ , أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا سَعِيدٍ الْخُدْرِيَّ يَقُولُ:
"قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَخَطَبَ النَّاسَ فَقَالَ: لاَ وَاللهِ مَا أَخْشَى عَلَيْكُمْ , أَيُّهَا النَّاسُ , إِلاَّ مَا يُخْرِجُ اللهُ لَكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا , فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ , أَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَصَمَتَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم سَاعَةً. ثُمَّ قَالَ: كَيْفَ قُلْتَ؟ قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ: أَيَأْتِي الْخَيْرُ بِالشَّرِّ؟ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: إِنَّ الْخَيْرَ لاَ يَأْتِي إِلاَّ بِخَيْرٍ. أَوَ خَيْرٌ هُوَ. إِنَّ كُلَّ مَا يُنْبِتُ الرَّبِيعُ يَقْتُلُ حَبَطًا أَوْ يُلِمُّ. إِلاَّ آكِلَةَ الْخَضِرِ. أَكَلَتْ حَتَّى إِذَا امْتَلأَتْ خَاصِرَتَاهَا اسْتَقْبَلَتِ الشَّمْسَ. ثَلَطَتْ أَوْ بَالَتْ. ثُمَّ اجْتَرَّتْ. فَعَادَتْ. فَأَكَلَتْ. فَمَنْ يَأْخُذْ مَالاً بِحَقِّهِ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ. وَمَنْ يَأْخُذْ مَالاً بِغَيْرِ حَقِّهِ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , ومسلم , وابن ماجة.
* * *
عَنْ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، قَالَ:
"أُمِرْنَا بِالصَّدَقَةِ، قَالَ: كُنَّا نُحَامِلُ، قَالَ: فَتَصَدَّقَ أَبُو عَقِيلٍ بِنِصْفِ صَاعٍ، قَالَ: وَجَاءَ إِنْسَانٌ بِشَىْءٍ أَكْثَرَ مِنْهُ، فَقَالَ الْمُنَافِقُونَ: إِنَّ اللَّهَ لَغَنِيٌّ عَنْ صَدَقَةِ هَذَا. وَمَا فَعَلَ هَذَا الآخَرُ إِلاَّ رِيَاءً. فَنَزَلَتْ: {الَّذِينَ يَلْمِزُونَ الْمُطَّوِّعِينَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الصَّدَقَاتِ وَالَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ إِلاَّ جُهْدَهُمْ}.".
أخرجه البخاري , ومسلم.
* * *
عَنْ أَبِي وَائِلٍ , عَنْ حُذَيْفَةَ؛
" {وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلاَ تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}، قَالَ: نَزَلَتْ فِي النَّفَقَةِ.".
أخرجه البخاري، والطبراني، في "الأوسط.".
* * *
عَنْ خَيْثَمَةَ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ , عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ؛
"أَنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم ذَكَرَ النَّارَ , فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ , فَتَعَوَّذَ مِنْهَا، ثُمَّ ذَكَرَ النَّارَ , فَأَشَاحَ بِوَجْهِهِ , فَتَعَوَّذَ مِنْهَا، ثُمَّ قَالَ: اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ، فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَبِكَلِمَةٍ طَيِّبَةٍ.".
أخرجه أحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنِ مُحِلِّ بْنِ خَلِيفَةَ الطَّائِيِّ , عَنْ عَدِيِّ بْنِ حَاتِمٍ , عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"اتَّقُوا النَّارَ وَلَوْ بِشِقِّ تَمْرَةٍ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/365)
أخرجه أحمد , والبخاري , والنسائي.
* * *
حَدِيثُ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ سَعْدٍ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم كَانَ يَخْرُجُ يَوْمَ الأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ , فَيَبْدَأُ بِالصَّلاَةِ , فَإِذَا صَلَّى صَلاَتَهُ وَسَلَّمَ , قَامَ فَأَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ , وَهُمْ جُلُوسٌ فِي مُصَلاَّهُمْ , فَإِنْ كَانَ لَهُ حَاجَةٌ بِبَعْثٍ ذَكَرَهُ لِلنَّاسِ , أَوْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ بِغَيْرِ ذَلِكَ أَمَرَهُمْ بِهَا , وَكَانَ يَقُولُ: تَصَدَّقُوا. تَصَدَّقُوا , تَصَدَّقُوا , وَكَانَ أَكْثَرَ مَنْ يَتَصَدَّقُ النِّسَاءُ , ثُمَّ يَنْصَرِفُ ... " الحديث.
سَلَف في كتاب "الصلاة".
* * *
حَدِيثُ عِيَاضِ بْنِ عَبْدِ اللهِ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ , قَالَ:
خَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم , فِي أَضْحًى أَوْ فِطْرٍ إِلَى الْمُصَلَّى، فَمَرَّ عَلَى النِّسَاءِ , فَقَالَ: يَا مَعْشَرَ النِّسَاءِ , تَصَدَّقْنَ. فَإِنِّي أُرِيتُكُنَّ أَكْثَرَ أَهْلِ النَّارِ , فَقُلْنَ: وَبِمَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: تُكْثِرْنَ اللَّعْنَ، وَتَكْفُرْنَ الْعَشِيرَ. مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ لِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ , قُلْنَ: وَمَا نُقْصَانُ دِينِنَا وَعَقْلِنَا يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: أَلَيْسَ شَهَادَةُ الْمَرْأَةِ مِثْلَ نِصْفِ شَهَادَةِ الرَّجُلِ؟ قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ عَقْلِهَا. أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ؟ قُلْنَ: بَلَى، قَالَ: فَذَلِكَ مِنْ نُقْصَانِ دِينِهَا.".
ـ في رواية البخاري 2/ 149 زاد "ثُمَّ انْصَرَفَ , فَلَمَّا صَارَ إِلَى مَنْزِلِهِ , جَاءَتْ زَيْنَبُ , امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ , تَسْتَأْذِنُ عَلَيْهِ , فَقِيلَ: يَا رَسُولَ اللهِ هَذِهِ زَيْنَبُ , فَقَالَ: أَىُّ الزَّيَانِبِ؟ فَقِيلَ: امْرَأَةُ ابْنِ مَسْعُودٍ. قَال: نَعَمِ , ائْذَنُوا لَهَا , فَأُذِنَ لَهَا , قَالَتْ: يَا نَبِيَّ اللهِ , إِنَّكَ أَمَرْتَ الْيَوْمَ بِالصَّدَقَةِ، وَكَانَ عِنْدِي حُلِيٌّ لِي، فَأَرَدْتُ أَنْ أَتَصَدَّقَ بِهِ، فَزَعَمَ ابْنُ مَسْعُودٍ أَنَّهُ وَوَلَدَهُ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتُ بِهِ عَلَيْهِمْ , فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: صَدَقَ ابْنُ مَسْعُودٍ، زَوْجُكِ وَوَلَدُكِ أَحَقُّ مَنْ تَصَدَّقْتِ بِهِ عَلَيْهِمْ.".
سَلَف في كتاب "الطهارة".
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[25 - 12 - 09, 07:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 89 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الزكاة، مستفتحين ابوابا جديدة من أبواب كتاب الزكاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
"كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ مَالاً مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللَّهَ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، يَقُولُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/366)
تُحِبُّونَ}، وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ ِللهِ، أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ، فَضَعْهَا يَا رَسُولَ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بَخٍْ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِح، ذَلِكَ مَالٌ رَابِح، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ، وَبَنِي عَمِّهِ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَاذَا تَرَى؟ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}، وَإِنَّهُ لَيْسَ لِي مَالٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَرْضِي بَيْرُحَاءَ، وَإِنِّي أَتَقَرَّبُ بِهَا إِلَى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بَخٍْ، بَخٍْ، بَيْرُحَاءَ خَيْرٌ رَابِح، فَقَسَمَهَا بَيْنَهُمْ حَدَائِقَ.".
أخرجه مالك , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وابن خزيمة، وابن حبان.
* * *
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
"لَمَّا نَزَلَتْ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}، قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَى رَبَّنَا يَسْأَلُنَا مِنْ أَمْوَالِنَا، فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ أَرْضِي بِأَرْيَحَاءَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْهَا فِي قَرَابَتِكَ، فَقَسَمَهَا بَيْنَ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.".
أخرجه أحمد , ومسلم , وأبو داود , والنسائي , وابن خزيمة، وابن حبان.
* * *
باب أفضل الصدقة
عَنْ أَبِي زُرْعَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
"أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَىُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ؟ فَقَالَ: أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ , تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْغِنَى , وَلاَ تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ. قُلْتَ: لِفُلاَنٍ كَذَا , وَلِفُلاَنٍ كَذَا , أَلاَ وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , وفي الأدب المفرد ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ شَدَّادٌ بْنِ عَبْدِ اللهِ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"يَا ابْنَ آدَمَ , إِنَّكَ أَنْ تَبْذُلَ الْفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ , وَأَنْ تُمْسِكَهُ شَرٌّ لَكَ , وَلاَ تُلاَمُ عَلَى كَفَافٍ , وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ , وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى.".
أخرجه أحمد , ومسلم , والترمذي.
* * *
عَنْ نَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ ? قَالَ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: وَهُوَ يَذْكُرُ الصَّدَقَةَ، وَالتَّعَفُّفَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ: الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا هِيَ الْمُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى هِيَ السَّائِلَةُ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ ? قَالَ، وَهُْوَ عَلَى الْمِنْبَرِ , وَذَكَرَ الصَّدَقَةَ , وَالتَّعَفُّفَ , وَالْمَسْأَلَةَ: الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، فَالْيَدُ الْعُلْيَا هِيَ الْمُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى هِيَ السَّائِلَةُ.".
ـ وفي رواية: "الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، قَالَ: وَالْيَدُ الْعُلْيَا يَدُ الْمُعْطِي، وَالْيَدُ السُّفْلَى يَدُ السَّائِلِ.".
أخرجه مالك , وأحمد , وعبد بن حميد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والبزار، والنسائي، وابن حبان، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ حَكِيم بْنِ حِزَامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/367)
"الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَلْيَبْدَأْ أَحَدُكُمْ بِمَنْ يَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ. فَقُلْتُ: وَمِنْكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: وَمِنِّي.".
قَالَ حَكِيمٌ: قُلْتُ: لاَ تَكُونُ يَدِي تَحْتَ يَدِ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ أَبَدًا.
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد , والبخاري، والطَّبَرَانِي، والقُضَاعِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، أَنَّ حَكِيم بْنَ حِزَامٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"خَيْرُ الصَّدَقَةِ، أَوْ أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ، مَا أَبْقَتْ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ.".
أخرجه أحمد , والدارمي , ومسلم , والنسائي، والطَّبَرَانِي، والقُضَاعِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا تَرَكَ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , وفي الأدب المفرد , وأبو داود , وابن خزيمة.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"أَفْضَلُ الصَّدَقَةُ الْمَنِيْحَةُ , تَغْدُو بِعُسٍّ , تَرُوحُ بِعُسٍّ.".
ـ وفي رواية: "نِعْمَ الصَّدَقَةُ اللِّقْحَةُ , الصَّفِيُّ مِنْحَةً، وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً، تَغْدُو بِإِنَاءٍ، وَتَرُوحُ بِآخَرَ.".
ـ وفي رواية: "أَلاَ رَجُلٌ يَمْنَحُ أَهْلَ بَيْتٍ نَاقَةً. تَغْدُو بِعُسٍّ. وَتَرُوحُ بِعُسٍّ. إِنَّ أَجْرَهَا لَعَظِيمٌ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم.
* * *
عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"أَرْبَعُونَ خَصْلَةً، أَعْلاَهُنَّ مَنِيحَةُ الْعَنْزِ، مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا، رَجَاءَ ثَوَابِهَا، وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا، إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا الْجَنَّةَ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , وأبو داود، وابن حبان، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[25 - 12 - 09, 07:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 89 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الزكاة، مستفتحين ابوابا جديدة من أبواب كتاب الزكاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب لن تنالوا البر حتى تنفقوا مما تحبون
عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أَبِي طَلْحَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ يَقُولُ:
"كَانَ أَبُو طَلْحَةَ أَكْثَرَ الأَنْصَارِ بِالْمَدِينَةِ مَالاً مِنْ نَخْلٍ، وَكَانَ أَحَبَّ أَمْوَالِهِ إِلَيْهِ بَيْرُحَاءَ، وَكَانَتْ مُسْتَقْبِلَةَ الْمَسْجِدِ، وَكَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدْخُلُهَا، وَيَشْرَبُ مِنْ مَاءٍ فِيهَا طَيِّبٍ، قَالَ أَنَسٌ: فَلَمَّا أُنْزِلَتْ هَذِهِ الآيَةُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قَامَ أَبُو طَلْحَةَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنَّ اللَّهَ، تَبَارَكَ وَتَعَالَى، يَقُولُ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}، وَإِنَّ أَحَبَّ أَمْوَالِي إِلَيَّ بَيْرُحَاءَ، وَإِنَّهَا صَدَقَةٌ ِللهِ، أَرْجُو بِرَّهَا وَذُخْرَهَا عِنْدَ اللهِ، فَضَعْهَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/368)
يَا رَسُولَ اللهِ حَيْثُ أَرَاكَ اللهُ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بَخٍْ، ذَلِكَ مَالٌ رَابِح، ذَلِكَ مَالٌ رَابِح، وَقَدْ سَمِعْتُ مَا قُلْتَ، وَإِنِّي أَرَى أَنْ تَجْعَلَهَا فِي الأَقْرَبِينَ، فَقَالَ أَبُو طَلْحَةَ: أَفْعَلُ يَا رَسُولَ اللهِ، فَقَسَمَهَا أَبُو طَلْحَةَ فِي أَقَارِبِهِ، وَبَنِي عَمِّهِ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ أَبَا طَلْحَةَ أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، فَقَالَ لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: مَاذَا تَرَى؟ نَزَلَتْ هَذِهِ الآيَةُ، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ، عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}، وَإِنَّهُ لَيْسَ لِي مَالٌ أَحَبَّ إِلَيَّ مِنْ أَرْضِي بَيْرُحَاءَ، وَإِنِّي أَتَقَرَّبُ بِهَا إِلَى اللهِ، عَزَّ وَجَلَّ، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: بَخٍْ، بَخٍْ، بَيْرُحَاءَ خَيْرٌ رَابِح، فَقَسَمَهَا بَيْنَهُمْ حَدَائِقَ.".
أخرجه مالك , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وابن خزيمة، وابن حبان.
* * *
عَنْ ثَابِتٍ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:
"لَمَّا نَزَلَتْ: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ}، قَالَ أَبُو طَلْحَةَ: يَا رَسُولَ اللهِ، أَرَى رَبَّنَا يَسْأَلُنَا مِنْ أَمْوَالِنَا، فَإِنِّي أُشْهِدُكَ أَنِّي قَدْ جَعَلْتُ أَرْضِي بِأَرْيَحَاءَ لَهُ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: اجْعَلْهَا فِي قَرَابَتِكَ، فَقَسَمَهَا بَيْنَ حَسَّانَ بْنِ ثَابِتٍ، وَأُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ.".
أخرجه أحمد , ومسلم , وأبو داود , والنسائي , وابن خزيمة، وابن حبان.
* * *
باب أفضل الصدقة
عَنْ أَبِي زُرْعَةَ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ:
"أَتَى رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم رَجُلٌ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ أَىُّ الصَّدَقَةِ أَعْظَمُ؟ فَقَالَ: أَنْ تَصَدَّقَ وَأَنْتَ صَحِيحٌ شَحِيحٌ , تَخْشَى الْفَقْرَ وَتَأْمُلُ الْغِنَى , وَلاَ تُمْهِلْ حَتَّى إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ. قُلْتَ: لِفُلاَنٍ كَذَا , وَلِفُلاَنٍ كَذَا , أَلاَ وَقَدْ كَانَ لِفُلاَنٍ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , وفي الأدب المفرد ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ شَدَّادٌ بْنِ عَبْدِ اللهِ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا أُمَامَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"يَا ابْنَ آدَمَ , إِنَّكَ أَنْ تَبْذُلَ الْفَضْلَ خَيْرٌ لَكَ , وَأَنْ تُمْسِكَهُ شَرٌّ لَكَ , وَلاَ تُلاَمُ عَلَى كَفَافٍ , وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ , وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى.".
أخرجه أحمد , ومسلم , والترمذي.
* * *
عَنْ نَافِعٍ , عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ؛
"أَنَّ رَسُولَ اللهِ ? قَالَ، وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ: وَهُوَ يَذْكُرُ الصَّدَقَةَ، وَالتَّعَفُّفَ عَنِ الْمَسْأَلَةِ: الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا هِيَ الْمُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى هِيَ السَّائِلَةُ.".
ـ وفي رواية: "أَنَّ رَسُولَ اللهِ ? قَالَ، وَهُْوَ عَلَى الْمِنْبَرِ , وَذَكَرَ الصَّدَقَةَ , وَالتَّعَفُّفَ , وَالْمَسْأَلَةَ: الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، فَالْيَدُ الْعُلْيَا هِيَ الْمُنْفِقَةُ، وَالسُّفْلَى هِيَ السَّائِلَةُ.".
ـ وفي رواية: "الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، قَالَ: وَالْيَدُ الْعُلْيَا يَدُ الْمُعْطِي، وَالْيَدُ السُّفْلَى يَدُ السَّائِلِ.".
أخرجه مالك , وأحمد , وعبد بن حميد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والبزار، والنسائي، وابن حبان، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنْ حَكِيم بْنِ حِزَامٍ، قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/369)
"الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَلْيَبْدَأْ أَحَدُكُمْ بِمَنْ يَعُولُ، وَخَيْرُ الصَّدَقَةِ مَا كَانَ عَنْ ظَهْرِ غِنًى، وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ، وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ. فَقُلْتُ: وَمِنْكَ يَا رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: وَمِنِّي.".
قَالَ حَكِيمٌ: قُلْتُ: لاَ تَكُونُ يَدِي تَحْتَ يَدِ رَجُلٍ مِنَ الْعَرَبِ أَبَدًا.
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد , والبخاري، والطَّبَرَانِي، والقُضَاعِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ، أَنَّ حَكِيم بْنَ حِزَامٍ حَدَّثَهُ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"خَيْرُ الصَّدَقَةِ، أَوْ أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ، مَا أَبْقَتْ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ.".
أخرجه أحمد , والدارمي , ومسلم , والنسائي، والطَّبَرَانِي، والقُضَاعِي، والبَيْهَقِي.
* * *
عَنْ أَبِي صَالِحٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:
"أَفْضَلُ الصَّدَقَةِ مَا تَرَكَ غِنًى، وَالْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , وفي الأدب المفرد , وأبو داود , وابن خزيمة.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"أَفْضَلُ الصَّدَقَةُ الْمَنِيْحَةُ , تَغْدُو بِعُسٍّ , تَرُوحُ بِعُسٍّ.".
ـ وفي رواية: "نِعْمَ الصَّدَقَةُ اللِّقْحَةُ , الصَّفِيُّ مِنْحَةً، وَالشَّاةُ الصَّفِيُّ مِنْحَةً، تَغْدُو بِإِنَاءٍ، وَتَرُوحُ بِآخَرَ.".
ـ وفي رواية: "أَلاَ رَجُلٌ يَمْنَحُ أَهْلَ بَيْتٍ نَاقَةً. تَغْدُو بِعُسٍّ. وَتَرُوحُ بِعُسٍّ. إِنَّ أَجْرَهَا لَعَظِيمٌ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم.
* * *
عَنْ أَبِي كَبْشَةَ السَّلُولِيِّ، قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ عَمْرٍو، رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا، يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"أَرْبَعُونَ خَصْلَةً، أَعْلاَهُنَّ مَنِيحَةُ الْعَنْزِ، مَا مِنْ عَامِلٍ يَعْمَلُ بِخَصْلَةٍ مِنْهَا، رَجَاءَ ثَوَابِهَا، وَتَصْدِيقَ مَوْعُودِهَا، إِلاَّ أَدْخَلَهُ اللهُ بِهَا الْجَنَّةَ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , وأبو داود، وابن حبان، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[25 - 12 - 09, 07:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 90 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الزكاة، مستفتحين ابوابا جديدة من أبواب كتاب الزكاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب مثل البخيل والمنفق
عَنْ عَبْدَ الرَّحْمَنِ الأَعْرَجِ , أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:
"مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُنْفِقِ , كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ، عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، مِنْ ثُدِيِّهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَأَمَّا الْمُنْفِقُ , فَلاَ يُنْفِقُ إِلاَّ سَبَغَتْ - أَوْ وَفَرَتْ - عَلَى جِلْدِهِ , حَتَّى تُخْفِيَ بَنَانَهُ , وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَأَمَّا الْبَخِيلُ , فَلاَ يُرِيدُ أَنْ يُنْفِقَ شَيْئًا إِلاَّ لَزِقَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا، فَهُوَ يُوَسِّعُهَا وَلاَ تَتَّسِعُ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
عَنْ طَاوُوسٍ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/370)
"مَثَلُ الْبَخِيلِ وَالْمُتَصَدِّقِ مَثَلُ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُنَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ , إِذَا هَمَّ الْمُتَصَدِّقُ بِصَدَقَةٍ اتَّسَعَتْ عَلَيْهِ , حَتَّى تُعَفِّيَ أَثَرَهُ , وَإِذَا هَمَّ الْبَخِيلُ بِصَدَقَةٍ تَقَلَّصَتْ عَلَيْهِ , وَانْضَمَّتْ يَدَاهُ إِلَى تَرَاقِيهِ , وَانْقَبَضَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ إِلَى صَاحِبَتِهَا.
قَالَ: فَسَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: فَيَجْهَدُ أَنْ يُوَسِّعَهَا فَلاَ يَسْتَطِيعُ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
باب الدعاء لصاحب الصدقة
عَنْ عَمْرِو بْنِ مُرَّةَ , قَالَ: سَمِعْتُ عَبْدَ اللهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى , وَكَانَ مِنْ أَصْحَابِ الشَّجَرَةِ , قَالَ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أُتِيَ بِصَدَقَةٍ، قَالَ: اللهُمَّ صَلِّ عَلَيْهِمْ، وَإِنَّ أَبِي أَتَاهُ بِصَدَقَتِهِ، فَقَالَ: اللهُمَّ صَلِّ عَلَى آلِ أَبِي أَوْفَى.".
أخرجه الطيالسي، وابن أبي شيبة، وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , وابن ماجة , والبزار، والنسائي , وابن خزيمة، وأبو عوانة، وابن حبان.
* * *
باب إرضاء جامع الصدقة
عَنْ عَامِرٍ الشَّعْبِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"لِيَصْدُرِ الْمُصَدِّقُ، مِنْ عِنْدِكُمْ، وَهُوَ رَاضٍ.".
ـ وفي رواية: "إِذَا أَتَاكُمُ الْمُصَدِّقُ، فَلْيَصْدُرْ عَنْكُمْ وَهُوَ عَنْكُمْ رَاضٍ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والدارمي , ومسلم , وابن ماجة , والترمذي , والنسائي , وابن خزيمة، وأبو عوانة، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ هِلاَلٍ الْعَبْسِيِّ، عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ، قَالَ:
"جَاءَ نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ إِلَى رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالُوا إِنَّ نَاسًا مِنَ الْمُصَدِّقِينَ يَأْتُونَنَا فَيَظْلِمُونَنَا، قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم: أَرْضُوا مُصَدِّقِيكُمْ.".
قَالَ جَرِيرٌ: مَا صَدَرَ عَنِّي مُصَدِّقٌ، مُنْذُ سَمِعْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِلاَّ وَهُوَ عَنِّي رَاضٍ.
ـ وفي رواية: "أَتَى النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم نَاسٌ مِنَ الأَعْرَابِ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، يَأْتِينَا نَاسٌ مِنْ مُصَدِّقِيكَ يَظْلِمُونَ؟ قَالَ: أَرْضُوا مُصَدِّقِيكُمْ، قَالُوا: وَإِنْ ظَلَمَ؟ قَالَ: أَرْضُوا مُصَدِّقِيكُمْ، ثُمَّ قَالُوا: وَإِنْ ظَلَمَ؟ قَالَ: أَرْضُوا مُصَدِّقِيكُمْ.".
قَالَ جَرِيرٌ: فَمَا صَدَرَ عَنِّي مُصَدِّق، مُنْذُ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، إِلاَّ وَهُوَ رَاضٍ.
أخرجه أحمد , ومسلم , وأبو داود , والنسائي، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي.
* * *
باب من أعطاه الله شيئا من غير مسألة
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنَ عُمَرَ , قَالَ: سَمِعْتُ عُمَرَ يَقُولُ:
"كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُعْطِينِي الْعَطَاءَ , فَأَقُولُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي , حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً مَالاً. فَقُلْتُ: أَعْطِهِ مَنْ هُوَ أَفْقَرُ إِلَيْهِ مِنِّي، فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ وَتَصَدَّقْ بِهِ، فَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلاَ سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَمَا لاَ فَلاَ تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنَ السَّعْدِيِّ , أَنَّهُ قَدِمَ عَلَى عُمَرَ فِي خِلاَفَتِهِ , فَقَالَ لَهُ عُمَرُ:
"كَانَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يُعْطِينِي الْعَطَاءَ , فَأَقُولُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي , حَتَّى أَعْطَانِي مَرَّةً مَالاً. فَقُلْتُ: أَعْطِهِ أَفْقَرَ إِلَيْهِ مِنِّي , فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم: خُذْهُ فَتَمَوَّلْهُ وَتَصَدَّقْ بِهِ، فَمَا جَاءَكَ مِنْ هَذَا الْمَالِ وَأَنْتَ غَيْرُ مُشْرِفٍ وَلاَ سَائِلٍ فَخُذْهُ، وَإِلاَّ فَلاَ تُتْبِعْهُ نَفْسَكَ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والبخاري , ومسلم , وأبو داود , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
باب من تحل له الصدقة
عَنْ كِنَانَةُ بْنُ نُعَيْمٍ الْعَدَوِيُّ , عَنْ قَبِيصَةَ بْنِ مُخَارِقٍ الْهِلاَلِيِّ، قَالَ:
"تَحَمَّلْتُ حَمَالَةً , فَأَتَيْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم أَسْأَلُهُ فِيهَا , فَقَالَ: أَقِمْ حَتَّى تَأْتِيَنَا الصَّدَقَةُ , فَنَأْمُرَ لَكَ بِهَا، قَالَ: ثُمَّ قَالَ: يَا قَبِيصَةُ , إِنَّ الْمَسْأَلَةَ لاَ تَحِلُّ إِلاَّ لأَحَدِ ثَلاَثَةٍ: رَجُلٍ تَحَمَّلَ حَمَالَةً فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَهَا ثُمَّ يُمْسِكُ , وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ جَائِحَةٌ اجْتَاحَتْ مَالَهُ فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ (أَوْ قَالَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ) وَرَجُلٍ أَصَابَتْهُ فَاقَةٌ , حَتَّى يَقُومَ ثَلاَثَةٌ مِنْ ذَوِي الْحِجَا مِنْ قَوْمِهِ: لَقَدْ أَصَابَتْ فُلاَنًا فَاقَةٌ. فَحَلَّتْ لَهُ الْمَسْأَلَةُ , حَتَّى يُصِيبَ قِوَامًا مِنْ عَيْشٍ (أَوْ قَالَ سِدَادًا مِنْ عَيْشٍ) فَمَا سِوَاهُنَّ مِنَ الْمَسْأَلَةِ , يَا قَبِيصَةُ سُحْتًا يَأْكُلُهَا صَاحِبُهَا سُحْتًا.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والدارمي , ومسلم , وأبو داود , والنسائي , وابن خزيمة.
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/371)
ـ[عيسى 33]ــــــــ[25 - 12 - 09, 07:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي المشاركة ال 91 من سلسلة المشاركات المسماة: {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ}.
وأواصل في هذه المشاركة، سرد الأحاديث التي وردت في كتاب الزكاة، مستفتحين ابوابا جديدة من أبواب كتاب الزكاة، آملاً من الله تعالى أن يكون بجانبي، وأن يجنبني الزلل والخطأ، وأن يوفقني لما يحبه ويرضاه، فعلى الله توكلت، ومنه العون والمدد.
باب بيان المسكين
عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ , أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"لَيْسَ الْمِسْكِينُ بِهَذَا الطَّوَّافِ , الَّذِي يَطُوفُ عَلَى النَّاسِ , فَتَرُدُّهُ اللُّقْمَةُ وَاللُّقْمَتَانِ وَالتَّمْرَةُ وَالتَّمْرَتَانِ. قَالُوا: فَمَا الْمِسْكِينُ؟ قَالَ: الَّذِي لاَ يَجِدُ غِنًى يُغْنِيهِ , وَلاَ يُفْطَنُ لَهُ فَيُتَصَدَّقَ عَلَيْهِ , وَلاَ يَقُومُ فَيَسْأَلُ النَّاسَ.".
أخرجه مالك , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
عَنْ مُحَمَّدُ بْنُ زِيَادٍ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"لَيْسَ الْمِسْكِينُ الَّذِي تَرُدُّهُ الأُكْلَةُ وَالأُكْلَتَانِ، وَلَكِنِ الْمِسْكِينُ الَّذِي لَيْسَ لَهُ غِنًى وَيَسْتَحْيِي - أَوْ لاَ يَسْأَلُ النَّاسَ إِلْحَافًا.".
أخرجه أحمد , والدارمي , والبخاري.
* * *
باب النهي عن المسألة
عَنْ قَيْسِ بْنِ أَبِي حَازِمٍ , قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ:
"صَحِبْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثَ سِنِينَ , لَمْ أَكُنْ فِي شَىْءٍ أَحْرَصَ مِنِّي أَنْ أَحْفَظَ شَيْئًا فِي تِلْكَ السِّنِينِ , سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَحْتَطِبَ بِهِ ثُمَّ يَجِيءُ بِهِ عَلَى ظَهْرِهِ , فَيَبِيعَهُ , فَيَأْكُلَهُ أَوْ يَتَصَدَّقَ بِهِ , خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلاً قَدْ أَغْنَاهُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ , فَيَسْأَلَهُ , أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ ذَلِكَ , فَإِنَّ الْيَدَ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى.".
وفي رواية: "وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , ومسلم , والترمذي.
* * *
عَنِ الأَعْرَجِ , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:
"وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ , لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ فَيَحْتَطِبَ عَلَى ظَهْرِهِ , خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَأْتِيَ رَجُلاً فَيَسْأَلَهُ، أَعْطَاهُ أَوْ مَنَعَهُ.".
أخرجه مالك , والحميدي , وأحمد , والبخاري , والنسائي.
* * *
عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ , أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم:
"لأَنْ يَحْتَزِمَ أَحَدُكُمْ حُزْمَةً حَطَبٍ , فَيَحْمِلَهَا عَلَى ظَهْرِهِ , فَيَبِيعَهَا , خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ رَجُلاً يُعْطِيهِ أَوْ يَمْنَعُهُ.".
أخرجه أحمد , والبخاري , ومسلم , والنسائي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ الْعَوَّامِ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:
"لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ حَبْلَهُ، فَيَأْتِيَ بِحُزْمَةِ الْحَطَبِ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا، فَيَكُفَّ اللهُ بِهَا وَجْهَهُ، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، أَعْطَوْهُ، أَوْ مَنَعُوهُ.".
ـ وفي رواية: "لأَنْ يَحْمِلَ الرَّجُلُ حَبْلاً، فَيَحْتَطِبَ بِهِ، ثُمَّ يَجِيءَ فَيَضَعَهُ فِي السُّوقِ، فَيَبِيعَهُ، ثُمَّ يَسْتَغْنِي بِهِ، فَيُنْفِقَهُ عَلَى نَفْسِه، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، أَعْطَوْهُ، أَوْ مَنَعُوهُ.".
ـ وفي رواية: "لأَنْ يَأْخُذَ أَحَدُكُمْ أَحْبُلَهُ، فَيَأْتِيَ الْجَبَلَ، فَيَجِيءَ بِحُزْمَةٍ مِنْ حَطَبٍ عَلَى ظَهْرِهِ، فَيَبِيعَهَا، فَيَسْتَغْنِيَ بِثَمَنِهَا، خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَسْأَلَ النَّاسَ، أَعْطَوْهُ، أَوْ مَنَعُوهُ.".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/372)
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد , والبخاري , وابن ماجة، وأبو يعلى، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبغوي.
* * *
عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ , عَنْ أَبِيهِ , أَنَّ النَّبِيَّ ? قَالَ:
"لاَ تَزَالُ الْمَسْأَلَةُ بِأَحَدِكُمْ، حَتَّى يَلْقَى اللَّهَ , وَلَيْسَ فِي وَجْهِهِ مُزْعَةُ لَحْمٍ.".
أخرجه ابن أبي شيبة، وأحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , والنسائي، وأبو يعلى، والطَّبَرَانِي، في "الأوسط"، والقُضَاعِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ عُرْوَةَ بْنِ الزُّبَيْرِ، وسَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ، أَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ قَالَ:
"سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ سَأَلْتُهُ فَأَعْطَانِي، ثُمَّ قَالَ: يَا حَكِيمُ، إِنَّ هَذَا الْمَالَ خَضِرَةٌ حُلْوَة، فَمَنْ أَخَذَهُ بِسَخَاوَةِ نَفْسٍ، بُورِكَ لَهُ فِيهِ، وَمَنْ أَخَذَهُ بِإِشْرَافِ نَفْسٍ، لَمْ يُبَارَكْ لَهُ فِيهِ، كَالَّذِي يَأْكُلُ وَلاَ يَشْبَعُ، الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلَى.
قَالَ حَكِيمٌ: فَقُلْتُ: يَا رَسُولَ اللهِ، وَالَّذِي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ، لاَ أَرْزَأُ أَحَدًا بَعْدَكَ شَيْئًا حَتَّى أُفَارِقَ الدُّنْيَا.".
فَكَانَ أَبُو بَكْرٍ، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، يَدْعُو حَكِيمًا إِلَى الْعَطَاءِ، فَيَأْبَى أَنْ يَقْبَلَهُ مِنْهُ، ثُمَّ إِنَّ عُمَر، رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، دَعَاهُ لِيُعْطِيَهُ، فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَ مِنْهُ شَيْئًا، فَقَالَ عُمَر: إِنِّي أُشْهِدُكُمْ يَا مَعْشَرَ الْمُسْلِمِينَ عَلَى حَكِيمٍ، أَنِّي أَعْرِضُ عَلَيْهِ حَقَّهُ مِنْ هَذَا الْفَيْءِ، فَيَأْبَى أَنْ يَأْخُذَهُ، فَلَمْ يَرْزَأْ حَكِيم أَحَدًا مِنَ النَّاسِ بَعْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم، حَتَّى تُوُفِّيَ.
أخرجه ابن المُبَارَك، في "الزُّهْد"، وأحمد , وعبد بن حميد , والبخاري , ومسلم , والنسائي، والطَّبَرَانِي، والبَيْهَقِي، والبَغَوِي.
* * *
عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَزِيدَ اللَّيْثِيِّ , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ؛
"أَنَّ نَاسًا مِنَ الأَنْصَارِ سَأَلُوا رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم. فَأَعْطَاهُمْ. ثُمَّ سَأَلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ. حَتَّى إِذَا نَفِدَ مَا عِنْدَهُ قَالَ: مَا يَكُونُ عِنْدِي مِنْ خَيْرٍ فَلَنْ أَدَّخِرَهُ عَنْكُمْ. وَمَنْ يَسْتَعْفِفْ يُعِفَّهُ اللهُ. وَمَنْ يَسْتَغْنِ يُغْنِهِ اللهُ. وَمَنْ يَتَصَبَّرْ يُصَبِّرْهُ اللهُ. وَمَا أَعْطَى اللهُ أَحَدًا مِنْ عَطَاءٍ أَوْسَعَ مِنَ الصَّبْرِ.".
أخرجه الحميدي , وأحمد , والدارمي , والبخاري , ومسلم , والترمذي , والنسائي.
* * *
حَدِيثُ أَبِي إِدْرِيسَ الْخَوْلاَنِيِّ , عَنْ أَبِي مُسْلِمٍ الْخَوْلاَنِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَبِيبُ الأَمِينُ , أَمَّا هُوَ فَحَبِيبٌ إِلَىَّ , وَأَمَّا هُوَ عِنْدِي , فَأَمِينٌ. عَوْفُ بْنُ مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ، قَالَ:
"كُنَّا عِنْدَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم , تِسْعَةً أَوْ ثَمَانِيَةً أَوْ سَبْعَةً، فَقَالَ أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللهِ؟ وَكُنَّا حَدِيثَ عَهْدٍ بِبَيْعَةٍ , فَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ. ثُمَّ قَالَ: أَلاَ تُبَايِعُونَ رَسُولَ اللهِ؟ قَالَ: فَبَسَطْنَا أَيْدِيَنَا وَقُلْنَا: قَدْ بَايَعْنَاكَ يَا رَسُولَ اللهِ , فَعَلاَمَ نُبَايِعُكَ؟ قَالَ: عَلَى أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا , وَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ , وَتُطِيعُوا (وَأَسَرَّ كَلِمَةً خَفِيَّةً) وَلاَ تَسْأَلُوا النَّاسَ شَيْئًا.". فَلَقَدْ رَأَيْتُ بَعْضَ أُولَئِكَ النَّفَرِ يَسْقُطُ سَوْطُ أَحَدِهِمْ. فَمَا يَسْأَلُ أَحَدًا يُنَاوِلُهُ إِيَّاهُ.".
يأتي إن شاء الله في كتاب "الإمارة".
* * *
أرجو من الله تعالى أن يوفقنا جميعًا لطاعته، وطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، وأن يعلمنا ما جهلنا، وأن يبصرنا بعيوبنا وأخطائنا، إنه نِعْمَ المولى، ونعم النَّصير.
وإلى لقاء آخر، إن شاء الله، أواصل فيه ما بدأت.
* * *
ـ[عيسى 33]ــــــــ[25 - 12 - 09, 07:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(95/373)