الدماء والحقوق والمقالات وغير ذلك وهؤلاء أئمة الهدى ومصابيح الدجا، وهم الذين أنعم الله عليهم بالإيمان والعمل الصالح و التواصي بالحق والتواصي بالصبر، وهم الصديقون الذين مرتبتهم تلى مرتبة الرسالة، وهم في أنفسهم مراتب متفاوتة، كل بحسب حاله وعلو منزلته، فسبحان من يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم"، وهذا الغرس الصالح يتمثل في العلماء وأهل الثغور المدافعين عن ثغور بلاد الإسلام، والقائمين على أمر الدين والدعوة إليه سبحانه وتعالى، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإقامة الحدود على المعتدين على شريعة رب العالمين، وهؤلاء في الحقيقة هم القوم الصالحون من أمة النبي صلى الله عليه وسلم المتمسكون بحبله المتين وشرعه القويم كما قال ابن تيمية: (في كتاب اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ص58): " فعلم بخبره الصدق أنه في أمته قوم مستمسكون بهديه الذي هو دين الإسلام محضا"، وقد ثبت عند أحمد (4/ 200) وابن ماجه (1/ 5رقم:8): عن أبي عنبة الخولاني رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [ولا يزال الله يغرس في هذا الدين غرسا يستعملهم في طاعته]، وهذا الغرس الطيب فيه رجال مدرسة السنة وأهل منهج النبوة علما وعملا ... وهذا الغرس الطيب والبذرة الصالحة والزرع الطاهر يؤتي ثماره كل حين بإذن ربه، فتارة تظهر هذه الثمرة في العلم وأهله، وتارة في العبادة وأهلها، وتارة في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهله، وتارة في الرباط وأهله، وتارة في الجهاد وأهله، وتارة في السلطان وحاشيته، وتارة في الأمة جمعاء بسبب جهود الجميع في نصر الدين والتمكين له، فأهل الصلاح موجودون في كل أمة، ولاسيما أهل الاستقامة منهم على منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيهم: [على مثل ما أنا عليه وأصحابي]، فالأمة المتكاتفة المتعاونة تثمر جهودها وتنمو أعمالها ويترعرع أنصارهم وفق هذا العمل الخيري على ما جرت عليه سنن الله الربانية، فكل واحد منهم على ثغر، فهذا في الدعوة إلى الله تعالى، وذاك في العبادة والطاعة، والآخر في الأمر والنهي، وذاك السلطنة والقضاء والآخر في النصرة في سبيل الله، والكل متعاون مع الكل، والكل يكمل الكل، والكل يرشد ويقوم ويوجه الكل، والكل ينصر الكل، كل واحد في موضعه، ومركز عمله علما وعبادة وإصلاحه ...
و كتبه
الشيخ عبد الفتاح زراوي حمداش
المشرف العام لموقع ميراث السنة
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1578(92/4)
ماهي الأمور التي تفارق فيها المرأة الرجل في العقود
ـ[أبو موسى النجدي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:46 م]ـ
السلام عليكم-ماهي الأمور التي تفارق فيها المرأة الرجل في العقود(92/5)
هل هذه الذنوب تكتب في الصحف
ـ[أم خلاد]ــــــــ[18 - 03 - 08, 11:03 م]ـ
الإخوة الأفاضل
هل الذنوب التي تاب عنها العبد تكتب في الصحف أم تمحى
أريد أراء العلماء وأدلتهم في هذه المسألة
وشكر الله لكم
ـ[أم خلاد]ــــــــ[20 - 03 - 08, 06:19 ص]ـ
للرفع ..(92/6)
حكم إغلاق الميكرفونات الخارجية في المساجد أثناء الصلاة للشيخ ابن عثيمين رحمه الله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 03 - 08, 11:03 م]ـ
سُئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى عن:
حكم إغلاق الميكرفونات الخارجية في المساجد أثناء الصلاة
السؤال:
فضيلة الشيخ؛ صدر في منطقتنا قرار أو تعميم من الأوقاف بإطفاء مكبرات الصوت الخارجية، ولكن الأئمة وجدوا معارضة من الجماعة، وكثير من الجماعة يعارضون، فالآن هم في ورطة فما الحل فضيلة الشيخ؟.
الجواب:
أما الأئمة فعليهم أن يطيعوا الله ويطيعوا الرسول وأولي الأمر منهم، وما داموا أمروا بذلك فيجب عليهم التنفيذ، ولا يهتموا بالناس، ثم الذي يطالب بأن تفتح الميكرفونات الخارجية فقد أخطأ؛ وذلك لأن هذه الميكرفونات الخارجية تشوش على من حولهم من المصلين ومن حولهم من المساجد، ويحصل في هذا أذى، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا حين خرج إلى أصحابه يوماً أو ليلة، فوجدهم يجهرون بالصلاة، فقال: (لا يؤذين بعضكم بعضاً بالقراءة) فجعل ذلك إيذاءً، وقال: (لا يجهر بعضكم على بعض في القراءة) والأذية في هذا مؤكدة ولا إشكال فيها، حتى سمعنا أن في بعض المساجد القريبة بعضهم من بعض إذا كانت قراءة المسجد الآخر أحسن من قراءة إمامهم صاروا ينصتون لها ويتابعونها، حتى أني سمعت أن بعضهم قرأ إمام المسجد المجاور:" وَلا الضَّالِّينَ " قال هو: آمين!!!.
ولذلك يتبين الأذية التامة في هذا، فالصواب بلا شك أنها تقفل حتى وإن لم تأمر بذلك وزارة الأوقاف لما في ذلك من الأذية، وما سمعنا بهذا إلا أخيراً، وأي فائدة من رفع القراءة في الصلاة على المنائر، ما الفائدة إلا أنها تشوش على المساجد التي حولها وتشوش على المصلين في البيوت، في البيوت نساء يصلين تشوش عليهن، كذلك -أيضاً- في أيام الصيف تزعج الصبيان النائمين في السطوح أو في الأحواش، ولا شك أن قفلها هو الصواب، وأن الذي يفتحها ويتأذى الناس به أنه مخالف للنبي عليه الصلاة والسلام.
لقاء الباب المفتوح 143.
نقل لي أحد الأكارم هذه الفتوى ونسبها للشيخ ابن عثيمين رحمه الله، فأنكرتها في نفسي، ثم بحثتها فوجدت ما تم نقله هنا.
ثم سمعت مثلها عن الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله، ولعلي أنقلها بإذن الله.
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 08:06 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[عطاالله أحمد]ــــــــ[20 - 03 - 08, 08:56 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
في الوقع هدا ميحصل في معضم المساجد في شهر رمضان في صلاة الترويح.
نسأل الله العفية
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 09:38 م]ـ
ِشيخنا الكريم المسيطير وفقكم الله ... لم أنكرتموها في نفسكم أولا؟
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:36 م]ـ
نفع الله بك أبا محمد,,,
ـ[بن نصار]ــــــــ[22 - 03 - 08, 03:35 ص]ـ
طرأ في نفسي نفس تساؤل الأخ / عبد الملك السبيعي
الموجه للشيخ المسيطير. .
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 03 - 08, 10:30 م]ـ
لم أنكرتها في نفسك أولا؟
جزاكم الله خيرا.
سبب الاستنكار: النشأة الأولى على رفع الصوت في القراءة عبر مكبرات الصوت ... فلما تناقش الإخوة في الإغلاق ... كان الإنكار والاستنكار.
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[23 - 03 - 08, 07:04 ص]ـ
الموضوع قديم سبق طرحه على هذا الرابط واقرأ الرد رقم 21 ففيه الفتاوى الصادرة بشأن الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27342
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[23 - 08 - 10, 09:10 ص]ـ
يُرفع؛ للفائدة.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[23 - 08 - 10, 02:24 م]ـ
جزاك الله خير أخي المسيطير، فائدة قيمة ..
حتى سمعنا أن في بعض المساجد القريبة بعضهم من بعض إذا كانت قراءة المسجد الآخر أحسن من قراءة إمامهم صاروا ينصتون لها ويتابعونها، حتى أني سمعت أن بعضهم قرأ إمام المسجد المجاور:" وَلا الضَّالِّينَ " قال هو: آمين!!!.
.
(ابتسامة)، ما شاء الله متابعة لكن في غير محلها، فسبحان الله.
ـ[مناور زيد النوب]ــــــــ[23 - 08 - 10, 02:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا(92/7)
" دين لا تكفير فيه ليس بدين " مقالة نافعة للشيخ جعفر
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[19 - 03 - 08, 01:11 ص]ـ
هذه مقالة نافعة أعجبتني لشيخنا الدكتور جعفر شيخ إدريس حفظه الله
وهي مناسبة في الرد على من يعد تكفير الكافر غلوا وتطرفا والله المستعان
وهذا رابطها من موقعه:
http://jaafaridris.com/Arabic/aarticles/takfeer.htm
قال د. جعفر:
دين لا تكفير فيه ليس بدين
جعفر شيخ إدريس
في عالمنا الإسلامي ـ العربي منه وغير العربي ـ مخلوقات غريبة تريد أن تجمع بين المتناقضات ولا تريد مع ذلك أن يعترض على تناقضها معترض. يريدون أن يقولوا لإخوانهم الذين كفروا من أهل الغرب إنما نحن مثلكم ننتقد الدين كما تنتقدون، ولا تلتزم به كما أنكم لا تلتزمون، ولا نترك فرصة للسخرية منه ومن المستمسكين به إلا اهتبلناها كما تهتبلون. ونرى كما ترون أن من حق الأديب والفنان أن ينتقد قيم المجتمع ومعتقداته ويدعو إلى نبذها، لأنه لا يكون أديبا أو فنانا مبدعا إلا إذا فعل كل هذا بحرية كاملة كما تفعلون.
لكن الفرق بين مخلوقاتنا العريبة الممسوخة المقلدة هذه، وبين من هم أسوة لهم من إخوانهم الذين كفروا في الغرب، أن أولئك إذا قيل للواحد منهم إنك كافر بالمسيحية أو اليهودية اعترف بهذا وعده من تحصيل الحاصل. لكن مخلوقنا الممسوخ يرتجف ويولول ويطلب النجدة إذا قيل عن كلام كتبه هو أو أحد من شاكلته إنه كفر وخروج عن دين الإسلام. إنه يريد أن يكون كافرا حقا، لكنه يرتعد حين يوصف بالكفر المعبر عن تلك الحقيقة. يريد أن يكون كافرا لكنه يريد أن يعيش في أمن، وأن يكون ذا سمعة حسنة في المجتمع الذي يتنكر لأحسن ما فيه من معتقدات وقيم، ويريد ـ شأن كل منافق ـ أن يتخذ من انتمائه للإسلام حصنا لهدمه. وهيهات.
وهو حين يواجه هذا الخطر على نفسه وعلى سمعته يتحول إلى واعظ يذكر من رموه بتهمة الكفر بقول الله تعالى " أدع إلى ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن" وهي الآية التي لا يكاد الواحد منهم يحفظ من كتاب الله تعالى غيرها. يحفظها ليحتمي بها بعد أن يحرف معناها ويؤولها على غير تأويلها. نعم نحن مأمورون بأن ندعو بالحكمة والموعظة الحسنة، لكن الذي نحن مأمورون بالدعوة إليه هو سبيل ربنا، وهو أمر واضح المعالم، بين الحدود. فنحن لا نفهم من الدعوة بالحكمة وبالتي هي أحسن أن نميع حقائق هذا الدين، أو أن نطمس معالمه، أو نزيل الحدود التي تميزه عن غيره. فيكون شيئا هولاميا لا يعرف أوله من آخره، ولا يعثر فيه على ما يميزه عن غيره، فلا يمكن لذلك أن يحكم على إنسان بأنه داخل فيه أو خارج عنه. وما هكذا يكون الدين المنزل من عند الله، بل ما هكذا تكون أي مذهب حقا كان أم باطلا. لا بد لكل مذهب من معالم تحدد هويته، وتميزه عن غيره، حتى يقال عن إنسان إنه منتم إليه أو ليس بمنتم، وأنه مؤمن به أو كافر به. إن المذهب الذي ليس فيه ما يميزه عن غيره ليس بمذهب. والإسلام دين منزل من عند الله مرتكز على مجموعة من الحقائق، من آمن بها كان مسلما، ومن أنكرها أو سخر منها أو استهزأ بها كان كافرا. فإمكانية الحكم على إنسان بالكفر أمر لازم لهوية الدين. فالدين الذي لا إكفار فيه ليس بدين، لأنه لا هوية له. إذا لم تكن للدين هوية ولم تكن له معالم، فإلى أي شيء تكون الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة؟ والآية الكريمة التي يستدل بها هؤلاء الممسوخون تبطل دعواهم، وتدل على تحريفهم. وذلك أنها تبدأ كما قلنا بقوله تعالى " أدع إلى سبيل ربك" وسبيل الله هو مجموعة الحقائق والقيم المبينة في كتابه وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم. إنها دعوة إلى توحيد الله تعالى وعدم الإشراك به، دعوة إلى حبه وتقديره حق قدره، دعوة إلى الإيمان برسوله وتعزيره وتوقيره، دعوة إلى الإيمان بأن ما قرره الإسلام حق لا ريب فيه، وما أمر به فعدل لا ظلم فيه "وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا". فكل قول أو فعل يتناقض مع هذا فهو كفر، وكل قائل به وعامل به على بصيرة فهو كافر خارج عن ملة الإسلام، روائيا كان أم ممثلا أم فنانا، ناطقا بالشهادتين أو غير ناطق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/8)
لكن المخلوقات الممسوخة تريد أن تتستر بكفرها وراء الأدب والفن فتزعم تارة أننا لم نفهم ما قيل على أنه عمل أدبي فني. هكذا قال المدافعون عن سلمان رشدي في آياته الشيطانية في البلاد الغربية، وهكذا يقول المدافعون عن حيدر حيدر في وليمته لأعشاب البحر. وإن المرء ليعجب إذا كان جماهير الناس، بل خاصتهم لا يفهمون القصص والروايات، فيا ليت شعري ما ذا يفهمون؟ ثم هل يعقل أن يكتب كاتب قصة لا تفهمها الجماهير؟ إذن من الذي سيشتريها، ومن ذا الذي يقرؤها؟
وتزعم أخري بأن الفنان لا يحاكم بالمعايير نفسها التي يحاكم بها سائر عباد الله. أي إنه من حقه ـ وليس من حق السياسي مثلا ـ أن يظهر الكفر ويدعو إلى التهتك مادام يعرض علينا كفره وتهتكه في صورة أدبية أو فنية، ومادام الكلام ليس صادرا منه هو مباشرة وإنما يقال على لسان شخصيات روايته أو قصته. فهنيئا إذن لك فاحش بذيء. إذ ما عليه ـ لكي ينجو من كل محاسبة ـ إلا أن يضع شتمه وبذاءته على لسان شخصية يخترعها، في قصة أو رواية قصيدة يكتبها.
ما ذا يعني هذا؟ أيعني أن الأعمال الفنية إنما هي أشكال لا محتوي لها؟ وأنها إنما يحكم عليها لذلك بشكلها لا بمضمونها؟ هل هذا صحيح؟ هل هذا هو الذي يفعله النقاد في تقويمهم للأعمال الفنية؟ وهل الشكل وحده هو الذي يبتغيه متعاطو هذه الأعمال؟ وهل معنى هذا أنه إذا كان كاتب ذو مواهب فنية رائعة أنه يجوز له أن يكتب قصة فحواها الاستسلام لإسرائيل، وأنه لا يحق للفلسطينيين ولا غيرهم أن يعترضوا على ما فيها لأنها عمل فني؟ أم أن المحتوى الوحيد الذي لا يجوز الاعتراض عليه هو الاستهزاء بدين الله وتنقص أنبياء الله؟
وإذا كان بعض الناس يضعون الجمال الفني فوق الحق وفوق القيم، فما هكذا يرى المسلم المهتدي بكتاب ربه الذي يعلي من قدر الصدق والعدل، ويذم الكذب والجور في شكل جاء هذا أو ذاك. ولهذا حكم على الشعر بمحتواه لا بمجرد شكله.
"والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون ما لا يفعلون. إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا."
اهـ
ـ[عمر رحال]ــــــــ[19 - 03 - 08, 01:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا يا شيخ وليد.
ـ[أبو غندر]ــــــــ[19 - 03 - 08, 02:12 ص]ـ
كنت أريد أن أقول لك منذ زمن بعيد جزاكم الله خيرا يا شيخنا فقد استفدت منك كثيرا
فجزاكم الله خيرا يا أبا خالد وإني أحبك في الله(92/9)
يا أهل المغرب: من يساعدني في الحصول على مجلة معهد الدراسات المصطلحية
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[19 - 03 - 08, 07:25 ص]ـ
السلام عليكم
هناك مجلة تصدر عن معهد الدراسات المصطلحية فمن لي بها، وكذا بعض الدوريات والندوات والتقارير التي صدرت عن المعهد، ولقد أرسلت منذ فترة إلى البريد الالكتروني الخاص بالمعهد فما أجابني احد
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[19 - 03 - 08, 10:39 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[06 - 11 - 08, 10:18 م]ـ
أين أهل المغرب؟؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[03 - 01 - 09, 08:46 م]ـ
مر على الموضوع عشرة أشهر، فهل من مساعد؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[28 - 06 - 09, 06:11 م]ـ
أين أهل المغرب؟(92/10)
تشميت العاطس ورد السلام والامام يخطب
ـ[محمد جان التركماني]ــــــــ[19 - 03 - 08, 09:54 ص]ـ
ماحكم تشميت العاطس ورد السلام والامام يخطب؟
ـ[محمد جان التركماني]ــــــــ[19 - 03 - 08, 09:55 ص]ـ
(م 523): قال ابوبكر: اختلف اهل العلم في تشميت العاطس ورد السلام والامام يخطب ,فرخصت طائفة في تشميت العاطس ورد السلام والامام يخطب وممن رخص في ذلك:الحسن البصري والنخعي والشعبي والحكم وحماد وسفيان الثوري واحمد واسحاق وكان قتادة يقول: يرد السلام ويسمعه ,وروي ذلك عن القاسم بن محمد.
واختلف قول الشافعي في هذا الباب فكان اذ هو بالعراق يقول:ولايشمتون عاطسا ولايردون سلاما الا بايماء وكان يقول بعد بمصر: وان سلم رجل على رجل يوم الجمعة كرهت ذلك ورأيت ان يرد عليهم بعضهم لان رد السلام فرض ولو عطس رجل فشمته رجل رجوت ان يسعه لان التشميت سنة.
وكان سعيد بن المسيب يقول: لايشمته وكذلك قال قتادة وهذا خلاف قوله في رد السلام ولعل الفرق يمنعه بينهما ان رد السلام فرض وليس كذلك تشميت العاطس ,وقال اصحاب الرأي: احب الينا ان يستمعوا وينصتوا , وفرق عطاء بين الحالين فقال:اذا كنت تسمع الخطبة فاردد عليه السلام في نفسك ,واذا كنت لا تسمعها فاردد عليه واسمعه , وقال احمد: اذا لم يسمع الخطبة شمت ورد.
قال ابوبكر: ثبت ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:اذا قلت لصاحبك انصت والامام يخطب فقد لغوت.
فالانصات يجب على ظاهر السنة ,واباحة رد السلام وتشميت العاطس غير موجود بحجة ,والذي أرى ان يرد السلام اشارة ويشمت العاطس اذا فرغ الامام من خطبته.
ـ[محمد جان التركماني]ــــــــ[19 - 03 - 08, 10:08 ص]ـ
قال مالك واصحابه: لايشمت العاطس ولايرد السلام الا ان رده اشارة كما يرد في الصلاة.وقال ابوحنيفة واصحابه: لايرد ولايشمت العاطس. وقال الثوري والاوزاعي:لابأس برد السلام وتشميت العاطس والامام يخطب.
وقال ابوجعفرالطحاوي: لما كان مأمورا بالانصات كالصلاة لم يشمت كما لايشمت في الصلاة فان قيل رد السلام فرض والصمت سنة ,قال ابوجعفر: الصمت فرض لان الخطبة فرض وانما تصح الخطبة بالخاطب والمخطوب عليهم فكما يفعلها الخاطب فرضا كذلك المستمع فرض عليه ذلك.
قال ابو عمر: في هذا نظر, والصمت واجب بسنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ـ[محمد جان التركماني]ــــــــ[19 - 03 - 08, 12:57 م]ـ
المحلى: 529 - المسألة: وفرض على كل من حضر الجمعة –سمع الخطبة او لم يسمع – ان لايتكلم مدة خطبة الامام بشيء البتة الا التسليم ان دخل حينئذ ,ورد السلام على من سلم ممن دخل حينئذ ,وحمد الله تعالى ان عطس وتشميت العاطس ان حمد الله ,والرد على المشمت ,والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اذا امر الخطيب بالصلاة عليه ,والتأمين على دعائه وابتداء الامام في الحاجة تعن ,ومجاوبة الامام ممن ابتدأه الامام في امر ماقط.
ولايحل ان يقول احد حينئذ لمن يتكلم:انصت ولكن يشير او يغمزه او يحصبه.
ومن تكلم بغير ماذكرنا ذاكرا عالما بالنهي فلا جمعة له.
حديث ابي هريرة ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اذا قلت لصاحبك يوم الجمعة انصت والامام يخطب فقد لغوت. رواه البخاري
وعن سالم بن عبيد قال:انه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: اذا عطس احدكم فليحمد الله وليقل له من عنده:يرحمك الله ,ويرد عليهم:يغفرالله لنا ولكم.رواه ابوداود
وعن ابي هريرة قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اذا انتهى احدكم الى المجلس فليسلم ,فاذا اراد ان يقوم فليسلم ,فليست الاولى باحق من الاخرة. رواه ابوداود
قال ابومحمد: فان قيل قد صح النهي عن الكلام والامر بالانصات في الخطبة ,وصح الامربالسلام ورده وبحمد الله تعالى عند العطاس وتشميته عند ذلك ورده ,فقال قوم:الا في الخطبة ,وقلتم انتم:بالانصات في الخطبة الا عن السلام ورده والحمد والتشميت والرد ,فمن لكم بترجيح استثناكم وتغليب استعمالكم للاخبار على استثناء غيركم واستعماله للاخبار لاسيما وقد اجمعتم معنا على ان كل ذلك لايجوز في الصلاة؟
قلنا وبالله تعالى التوفيق: قد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصلاة انه لايصلح فيها شيء من كلام الناس.والقياس للخطبة على الصلاة باطل , فنظرنا في ذلك فوجدنا الخطبة يجوز فيها ابتداء الخطيب بالكلام ومجاوبته وابتداء ذي الحاجة له بالمكالمة وجواب الخطيب له ,وكل هذا ليس هو فرضا بل هو مباح ,ويجوز فيها ابتداء الداخل بالصلاة تطوعا ,فصح ان الكلام المأمور به غلب على الانصات فيها ,لانه من المحال الممتنع الذي لايمكن البتة جوازه:ان يكون الكلام المباح جائزا فيها ويكون الكلام الفرض المأمور به الذي لايحل تركه محرما.
ـ[حسين ابراهيم]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:05 م]ـ
بارك الله فيك(92/11)
هل بناء المناره والقبه علىالمسجد بدعه؟
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[19 - 03 - 08, 11:47 ص]ـ
ارجو من المشايخ وطلبة العلم ان يبينوا لي حكم بناء المناره والقبه على المسجد لاني قرأت ان بعض العلماء المعاصرين يراها بدعه!!! وقرأت العكس بان الامه اجمعت على شرعيتها.فارجو أن تبينوا لي ايهما الراجح من القولين خاصة أن بعض المتعصبين للقول الاول يرون أن من بنى مسجد وبنى عليه عليه قبه أو مناره فهو مبتدع!!!!!!!! والله المستعان
ـ[أبو لجين]ــــــــ[19 - 03 - 08, 05:14 م]ـ
أما مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان وعليا رضي الله عنهم لم يكن لها قبة ولا منارة
واتخذت المنارات لما كبرت المدن لصعود المؤذن عليها، وكان من قبل يؤذن على سطوح المساجد
واتخذت القبب لنشر الصوت في أرجاء المسجد لما كبرت المساجد
والآن لا حاجة لهما بعد توفر الوسائل الحديثة كأجهزة المايكرفون والسماعات
ومن الأشياء التي انتشرت في المساجد وذمها أهل العلم المحاريب، وحكمها قريب من حكم القبب والمنارت.
قال الألباني:
وإذا ثبت أن المحاريب من عادة النصارى في كنائسهم فينبغي حينئذ صرف النظر عن المحاريب بالكلية واستبداله بشيء آخر يتفق عليه مثل وضع عمود عند موقف الإمام فإن له أصلا في السنة. فقد أخرج الطبراني عن جابر بن أسامة الجهني قال: لقيت النبي صلى الله عليه وسلم في أصحابه في السوق فسألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: أين يريد قالوا يخط لقومك مسجدا فرجعت فإذا قوم قيام فقلت مالكم قالوا خط لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم مسجدا وغرز في القبلة خشبة أقامها فيها. واسناده حسن أو قريب من الحسن
وللسيوطي كتاب (إعلام الأريب بحدوث بدعة المحاريب).
وللمزيد طالع كتاب الألباني الثمر المستطاب، فقد تكلم على القبب والمنارات
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[20 - 03 - 08, 07:20 ص]ـ
اخي قولك_رعاك الله_
(واتخذت المنارات لما كبرت المدن لصعود المؤذن عليها، وكان من قبل يؤذن على سطوح المساجد
واتخذت القبب لنشر الصوت في أرجاء المسجد لما كبرت المساجد
والآن لا حاجة لهما بعد توفر الوسائل الحديثة كأجهزة المايكرفون والسماعات)
يعني علة وجود المناره كبر المدينه ووجود مكبرات الصوت اذن:
اولا: فعلى هذا الكلام لايمكن تعميم الحكم لان بعض القرى الفقيره ليس فيها كهرباء, وبعضها فيها كهرباء ولكن المساجد ليس فيها مكبرات صوت فليتك لم تعمم الحكم.
ثانيا: اليست المنارات اصبحت شعار للمسلمين ووسيلة تمييز ,خاصة انها وسائل وليس غايات والبدع انما تكون في الغايات وليس في الوسائل غالبابعكس المصلحه المرسله تكون في الوسائل ليس في الغايات كما اشار الشاطبي الى هذا الامر.
ثالثا: هل زوال جزء من العله يزول الحكم معها لان الجميع يلاحظ ان مكبرات الصوت تكون في اعلى المناره فتساعد في رفع الصوت.
اما القبه فليست العله فقط انتشار الصوت بل من العلل
1 - انتشار الضوء كما اشارت اللجنه الدائمه للافتاء.
2 - انها وسيلة تمييز للمسجد من غيره.
والاشكال الا كبر على كلا الامرين هو:
الم ينعقد الاجماع عليهما منذ وجدت الى اليوم الى ان جاء الشيخ الالباني _رحمه الله_فانكرها فهل يمكن ان تجتمع الامه على ضلاله طوال هذه المده.ارجو الانتباه لهذا الامر.
اما الخلاف في المحراب فهو موجود قديما وحديثا منهم من عده بدعه ومنهم من عده مصلحه مرسله كالشيخ ابن عثيمين وان كان الراجح انه من باب المصالح المرسله لانه من باب الوسائل وليس من باب الغايات.
ولكن المصيبه في من تعصب وضلل وبدع وانا شخصيا اعرف بعض الشباب لايصلون خلف امام في مسجده محراب!!!!!!!!!!!!!! والله المستعان
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 03 - 08, 09:36 ص]ـ
هل (المآذن) سنة .. ؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=16803&highlight=%C7%E1%E3%E4%C7%C6%D1
وهنا فائدة أخرى /
فائدة في: وضع الهلال على المنابر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=43666&highlight=%C7%E1%E3%E4%C7%C6%D1
وهنا فائدة ثالثة:
ماسر اللون الأخضر في المنائر والقبب؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=65499&highlight=%C7%E1%E3%E4%C7%C6%D1
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 03 - 08, 09:42 ص]ـ
القباب في المنازل والمساجد
السؤال (33938)
فضيلة الشيخ: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:
نظراً لكثرة بناء القباب في المنازل ورغبتي في بناء مسكن فيه قبة في الصالة، أرجو من فضيلتكم توضيح: هل هناك محاذير في بناء القباب في المنازل والمساجد؟ وهل هذا من التشبه بالنصارى؟. وجزاكم الله خيراً.
أجاب عن السؤال الشيخ/ د. أحمد بن محمد الخليل (عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية).
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته. وبعد:
بناء القباب في المنازل لا أعلم فيه محذوراً شرعياً، والأصل في مثل هذه الأمور الجواز حتى يقوم دليل صحيح على المنع.
وهل هناك محاذير في بناء القباب في المساجد؟
أما بناء القباب على المساجد فهو محرم شرعاً لأمرين:
الأول: أنه من زخرفة المساجد المنهي عنها، ففي البخاري معلقاً عن عمر بن الخطاب – رضي الله عنه- أنه قال حين أراد تجديد المسجد النبوي: "أكنَّ الناس من المطر وإياك أن تحمر أو تصفر فتفتن الناس".
الثاني: أنه من التشبه باليهود والنصارى، قال ابن عباس – رضي الله عنهما-: "لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى" ذكره البخاري في صحيحه معلقاً.
والخلاصة أن بناء القباب على المساجد أو القبور من البدع المحدثة التي حرمها الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم-. والله أعلم.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13175
__________________
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/12)
ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[05 - 01 - 10, 12:46 م]ـ
للرفع(92/13)
هل ورد دليل في استحباب السكوت أو الكلام عند الطعام
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[19 - 03 - 08, 04:49 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
اخوتي في الله هل ورد دليل على استحباب السكوت عند تناول الطعام أو اباحة الكلام عنده و جزاكم الله خيرا.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[20 - 03 - 08, 02:11 ص]ـ
ثبت وفى احاديث صحاح كلام النبى صلى الله عليه وسلم وهى كثيرة واشير الى بعضها (اكتب من الذاكرة)
ياغلام سم الله وكل بيمينك وكل مما يليك
وقوله للرجل لاتاكل بشمالك فان الشيطان ياكل بشماله فابى الرجل فقال له ما استطعت فما رفعها الرجل
وحديث خالد ابن الوليد أُكل الضب على مائدة رسول الله فقال ليس بطعام قومى ولكن نفسى تعافه
وحديث انا سيد ولد آدم ولافخر قاله وهو يأكل صلى الله عليه وسلم
ولعلى انشط فأذكر الاحاديث بنصوصها وزيادة روايات اخرى
فأرى ان الاكل على الطعام مباح ومن ينهى عن الكلام على الطعام مطالب بالدليل
والله تعالى اعلم
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[20 - 03 - 08, 02:26 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي ابن عبد الغني و نفع الله بك
ـ[سعد بن مزيد الحسيني]ــــــــ[21 - 03 - 08, 01:02 ص]ـ
منقول ......... http://ftawa.ws/fw/showthread.php?t=39671............
إختلفت أنأ وشخص في ان الكلام اثناء الاكل لا يجوز؟، وهو يقول انهْ يجوز وذلك لقول الرسول خالفو اليهود لأن اليهود لأيتكلمون اثناء الاكل.
ارجو ارشادي جزاكم الله كل خير.
قال الشيخ الدكتور / عادل المطيرات.حفظه الله
الكلام أثناء الأكل من الأمور المباحة، فلا يمنع الكلام ولا يؤمر به، إلا إذا كان الكلام فيه فائدة كالتنبيه على أحكام خاصة بالطعام كالتسمية والأكل باليمين ونحوها من الآداب، فهذا مما يؤمر به 0 والله أعلم0
ـ[سعد بن مزيد الحسيني]ــــــــ[21 - 03 - 08, 01:07 ص]ـ
وهذا ملف صوتي للعلامة الشيخ الالباني.
يقول http://fatawa-alalbany.com/adab/hn(15_07.rm).html
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[03 - 08 - 09, 11:08 م]ـ
أخوي الكريمين:
(ابن عبد الغني، سعد بن مزيد الحسيني)
جزاكما الله خيرا، كنت أبحث عن هذه المسألة، فأحالني محرك البحث إلى هذا الملتقى المبارك ..
فانتفعتُ من مشاركتكما ..
وبارك الله في الأخ السائل ..
ـ[الاعتصام]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:38 ص]ـ
قال:ألا تأكلون
ـ[عبدالعزيز أبو عبدالله]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:11 م]ـ
حديث الشفاعة الطويل قاله عليه السلام وهو يأكل. والله تعالى أعلم(92/14)
ما حكم الجهر بقنوات النوازل؟
ـ[هاني إسماعيل]ــــــــ[19 - 03 - 08, 05:34 م]ـ
هل يجوز الجهر بالقنوات في النوازل في الصلاة السرية؟
وأين موضعه، قبل الركوع أم بعد الركوع؟
أرجو الإفادة، بارك الله فيكم
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[19 - 03 - 08, 09:54 م]ـ
أخي الكريم .. راجع هذا الموضوع .. وحبذا لو أنك بحثت قبل السؤال.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=123818
وفيه:
- قنوت النوازل يكون في صلاة الجماعة.
- يُجهر به في الصلوات كلها.
- موضعه بعد الركوع.
والله أعلم
ـ[هاني إسماعيل]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:26 م]ـ
بارك الله فيك(92/15)
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[عمر خيري]ــــــــ[19 - 03 - 08, 06:40 م]ـ
هل أكل حلوى المولد بدون نية الأحتفال-مع العلم أنها لاتتوافر في الأسواق الا في هذا الوقت من كل عام-هل يعتبر محرما أفيدونا بارك الله فيكم والرجاء مرعاة التفصيل والتأصيل في الجواب
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[19 - 03 - 08, 11:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
،، فإن كان من باب المدارسة، فأقول، وبالله توفيقى
، أما من حيث التأصيل، فالأصل فى الطعام والأكل التحليل، حتى تأتى الحرمة بالدليل
ودليله، قول الله عز وجل:
{قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللّهِ الَّتِيَ أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالْطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْقِ قُلْ هِي لِلَّذِينَ آمَنُواْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا خَالِصَةً يَوْمَ الْقِيَامَةِ كَذَلِكَ نُفَصِّلُ الآيَاتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ} الأعراف32
وقوله عز وجل:
{قُل لاَّ أَجِدُ فِي مَا أُوْحِيَ إِلَيَّ مُحَرَّماً عَلَى طَاعِمٍ يَطْعَمُهُ إِلاَّ أَن يَكُونَ مَيْتَةً أَوْ دَماً مَّسْفُوحاً أَوْ لَحْمَ خِنزِيرٍ فَإِنَّهُ رِجْسٌ أَوْ فِسْقاً أُهِلَّ لِغَيْرِ اللّهِ بِهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَإِنَّ رَبَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} الأنعام145
وقوله عز وجل:
{وَمَا لَكُمْ أَلاَّ تَأْكُلُواْ مِمَّا ذُكِرَ اسْمُ اللّهِ عَلَيْهِ وَقَدْ فَصَّلَ لَكُم مَّا حَرَّمَ عَلَيْكُمْ إِلاَّ مَا اضْطُرِرْتُمْ إِلَيْهِ وَإِنَّ كَثِيراً لَّيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِم بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ} الأنعام119
،،،،
وأما من حيث التفصيل، فلايخلوا من حالتين:
اولهما: هو الأكل مع الإقرار بالبدعة، وان الأكل شعيرة من شعائر الاحتفال، فهذا تعلمون حكمه وما فيه.
وثانيهما: الأكل مع إنكار البدعة، واعتقاد أن فعل أهل الأهواء لا يحرم ما أحل الله، وإن اتخذوه شعيرة لإظهار بدعتهم، فهذا لا غبار عليه، والعلم عند الله
،، وقد ورد فى ذلك أثر، لا اعلم صحته عن على بن ابى طالب - رضى الله عنه: وهو انه اُهدى اليه فالوذج فى يوم النوروز - عيد للفرس -، فسأل عنه، فقالوا يوم النوروز، فقال: نورزونا كل يوم - أو كما قال - رضى الله عنه
،، وللفضلاء من اهل التخصص فى تخريج الآثار، اترك التحقيق والتصحيح
والله تعالى اعلم
ـ[عمر خيري]ــــــــ[20 - 03 - 08, 01:52 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته. جزاك الله خيرا وبارك الله فيك و رزقنى الله وإياك العلم النافع و العمل الصالح
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[20 - 03 - 08, 04:12 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته. جزاك الله خيرا وبارك الله فيك و رزقنى الله وإياك العلم النافع و العمل الصالح
واياك وفيك بارك
آمين(92/16)
حكم قضاء الصلاة الفائتة لمن تركها متعمداً وأقوال العلماء في ذلك
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[19 - 03 - 08, 07:28 م]ـ
حكم قضاء الصلاة الفائتة لمن تركها متعمداً وأقوال العلماء في ذلك
بسم الله الرحمن الرحيم
قضاء الصلاة الفائتة واجب باتفاق الأئمة الأربعة بل وحكى عليه ابن قدامة وغيره الإجماع، وإذا كان النائم والناسي المرفوع عنهما القلم مأموران بالقضاء بالإجماع فما بالك بالذي تركها متهوراً أو متكاسلاً، وإليك أقوال العلماء في حكم القضاء على من ترك الصلاة متعمداً
قال ابن قدامة: لا نعلم بين المسلمين خلافاً في أن تارك الصلاة يجب عليه قضاؤها ولو كان مرتداً لم يجب عليه قضاء صلاة ولا صيام ().
قال ابن عبد البر: قال تعالى حاكياً عن إبراهيم نبيه عليه الصلاة والسلام أنه قال لابنه إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى قال يا أبت افعل ما تؤمر الصافات 102 ونومه عليه السلام في سفره من باب قوله إني لأنسى أو أنسى لأسن فخرق نومه ذلك عادته عليه السلام ليسن لأمته ألا ترى إلى قوله في حديث العلاء بن خباب لو شاء الله لأيقظنا ولكنه أراد أن تكون سنة لمن بعدكم وذكر أبو بكر بن أبي شيبة عن عبيدة بن حميد عن يزيد بن أبي زياد عن تميم بن أبي سلمة عن مسروق عن بن عباس قال ما يسرني أن لي الدنيا بما فيها بصلاة النبي عليه الصلاة والسلام الصبح بعد طلوع الشمس وكان مسروق يقول ذلك أيضاً قرأت على عبد الوارث أن قاسما حدثهم قال حدثنا أحمد بن زهير حدثنا بن الأصبهاني قال حدثنا عبيدة بن حميد عن يزيد بن أبي زياد عن تميم عن أبي سلمة عن مسروق عن بن عباس قال كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فعرسوا من الليل فلم يستيقظوا حتى طلعت الشمس قال فأمر فأذن ثم صلى ركعتين قال بن عباس فما يسرني بهما الدنيا وما فيها يعني الرخصة قال أبو عمر: وذلك عندي والله أعلم لأنه كان سبباً إلى أن علم أصحابه المبلغون عنه إلى سائر أمته أن مراد الله من عباده الصلاة وإن كانت مؤقتة أن من لم يصلها في وقتها فإنه يقضيها أبدا متى ما ذكرها ناسيا كان لها أو نائما عنها أو متعمدا لتركها ألا ترى أن حديث مالك في هذا الباب عن بن شهاب عن سعيد بن المسيب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من نسي صلاة فليصلها إذا ذكرها والنسيان في لسان العرب يكون الترك عمدا ويكون ضد الذكر قال الله تعالى نسوا الله فنسيهم التوبة 67 أي تركوا طاعة الله تعالى والإيمان بما جاء به رسوله فتركهم الله من رحمته وهذا مما لا خلاف فيه ولا يجهله من له أقل علم بتأويل القرآن فإن قيل فلم خص النائم والناسي بالذكر في قوله في غير هذا الحديث من نام عن الصلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها قيل خص النائم والناسي ليرتفع التوهم والظن فيهما لرفع القلم في سقوط المأثم عنهما بالنوم والنسيان فأبان رسول الله صلى الله عليه وسلم أن سقوط الإثم عنهما غير مسقط لما لزمهما من فرض الصلاة وأنها واجبة عليهما عند الذكر لها يقضيها كل واحد منهما بعد خروج وقتها إذا ذكرها ولم يحتج إلى ذكر العامد معهما لأن العلة المتوهمة في الناسي والنائم ليست فيه ولا عذر له في ترك فرض قد وجب عليه من صلاته إذا كان ذاكراً له وسوى الله تعالى في حكمه على لسان نبيه بين حكم والصلاة الموقوتة والصيام الموقوت في شهر رمضان بأن كل واحد منهما يقضى بعد خروج وقته فنص على النائم والناسي في الصلاة لما وصفنا ونص على المريض والمسافر في الصوم وأجمعت الأمة ونقلت الكافة فيمن لم يصم رمضان عامدا وهو مؤمن بفرضه وإنما تركه أشراً وبطراً تعمد ذلك ثم تاب عنه أن عليه قضاءه فكذلك من ترك الصلاة عامداً فالعامد والناسي في القضاء للصلاة والصيام سواء وإن اختلفا في الإثم كالجاني على الأموال المتلف لها عامدا وناسيا إلا في الإثم وكان الحكم في هذا الشرع بخلاف رمي الجمار في الحج التي لا تقضى في غير وقتها لعامد ولا لناس فوجوب الدم فيها ينوب عنها وبخلاف الضحايا أيضا لأن الضحايا ليست بواجبة فرضا والصلاة والصيام كلاهما فرض واجب ودين ثابت يؤدى أبدا وإن خرج الوقت المؤجل لهما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم دين الله أحق أن يقضى وإذا كان النائم والناسي للصلاة وهما معذوران يقضيانها بعد خروج وقتها كان المتعمد لتركها المأثوم في فعله ذلك أولى بالا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/17)
يسقط عنه فرض الصلاة وأن يحكم عليه بالإتيان بها لأن التوبة من عصيانه في تعمد تركها هي أداؤها وإقامة تركها مع الندم على ما سلف من تركه لها في وقتها وقد شذ بعض أهل الظاهر وأقدم على خلاف جمهور علماء المسلمين وسبيل المؤمنين فقال ليس على المتعمد لترك الصلاة في وقتها أن يأتي بها في غير وقتها لأنه غير نائم ولا ناس وإنما قال رسول الله من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها قال والمتعمد غير الناسي والنائم قال وقياسه عليهما غير جائز عندنا كما أن من قتل الصيد ناسيا لا يجزئه عندنا فخالفه في المسألة جمهور العلماء وظن أنه يستتر في ذلك برواية جاءت عن بعض التابعين شذ فيها عن جماعة المسلمين وهو محجوج بهم مأمور باتباعهم فخالف هذا الظاهر عن طريق النظر والاعتبار وشذ عن جماعة علماء الأمصار ولم يأت فيما ذهب إليه من ذلك بدليل يصح في العقول ومن الدليل على أن الصلاة تصلي وتقضى بعد خروج وقتها كالصائم سواء وإن كان إجماع الأمة الذين أمر من شذ منهم بالرجوع إليهم وترك الخروج عن سبيلهم يغني عن الدليل في ذلك قوله صلى الله عليه وسلم من أدرك ركعة من العصر قبل أن تغرب الشمس فقد أدرك العصر ومن أدرك ركعة من الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح ولم يخص متعمدا من ناس ونقلت الكافة عنه عليه الصلاة السلام أن من أدرك ركعة من صلاة العصر قبل الغروب صلى تمام صلاته بعد الغروب وذلك بعد خروج الوقت عند الجميع ولا فرق بين عمل صلاة العصر كلها لمن تعمد أو نسي أو فرط وبين عمل بعضها في نظر ولا اعتبار ودليل آخر وهو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يصل هو ولا أصحابه يوم الخندق صلاة الظهر والعصر حتى غربت الشمس لشغله بما نصبه المشركون له من الحرب ولم يكن يومئذ ناسياً ولا نائما ولا كانت بين المسلمين والمشركين يومئذ حرب قائمة ملتحمة وصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الظهر والعصر في الليل ().
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
() انظر: المغني لابن قدامة 2/ 158.
الاستذكار لابن عبد البر 1/ 76 – 78.
ومن أراد التوسع في مذاهب العلماء في حكم تارك الصلاة وأدلتهم وترجيح ما هو الراجح بالأدلة فليرجع إلى بحث الفوائد المهداة في حكم تارك الصلاة
وهو موجود على هذا الرابط: http://www.mktaba.org/vb/showthread.php?t=961(92/18)
قال العلامة الشوكاني عن بدعة المولد:
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[19 - 03 - 08, 10:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
قال العلامة الشوكاني عن بدعة المولد:
(لم أجد إلى الآن دليلا يدل على ثبوته من كتاب, ولا سنة, ولا إجماع, ولا قياس, ولا استدلال, بل أجمع المسلمون أنه لم يوجد في عصر خير القرون, ولا الذين يلونهم ولا الذين يلونهم, وأجمعوا أن المخترع له السلطان - الكردي - المظفر أبو سعيد كوكبوري بن زين الدين علي سبكتكين صاحب أريل)
(رسالة في حكم المولد ضمن مجموع الفتح الرباني 1087/ 2)
وقيل أول من ابتدعه الحكام العبيديون
المصدر / (جوال الدرر السنية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=121567&highlight=%CC%E6%C7%E1+%C7%E1%CF%D1%D1) 80280)(92/19)
أمة الوعد الحق
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 02:26 ص]ـ
أمة الوعد الحق
د. علي بن عمر بادحدح
ها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم مهاجر من مكة، لكنه يحمل الأمل الذي يكسر القيود، ويتجاوز الحدود، ويخرج من ضيق ما هو فيه إلى سعة وعد الله سبحانه وتعالى، فيبشر – وهو مهاجر طريد- سراقة بن مالك بسواري كسرى وتاجه.
إنه درس عظيم حري بنا أمة الإسلام اليوم أن نقف عنده، وأن نستقي منه ونتعلم الأمل والثقة بنصر الله تعالى، لا سيما وأن في أحوال أمتنا اليوم ما أورث بعض المسلمين وهناً في النفوس، ويأساً في القلوب، وأخطر من ذلك ما وقع في الأذهان والعقول من شك في وعد الله الحق، ومن اضطراب في مسلمات وثوابت هذا الدين القطعية التي تنزلت بها الآيات القرآنية، وثبتت بها الأحاديث النبوية. فلننظر إلى هذا الوعد الحق نظر البصر والبصيرة، ولنعتقده في قلوبنا إيماناً ويقيناً، ولنلتزمه في حياتنا أقوالاً وأفعالاً وأحوالاً، ولننظر إلى ذلك في كتاب الله عز وجل، {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60]، قال القرطبي: " والخطاب للنبي صلى الله عليه وسلم والمراد أمته" وجاءت هذه الآية خاتمة لسورة الروم، وأولها {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُم مِّن بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ لِلَّهِ الْأَمْرُ مِن قَبْلُ وَمِن بَعْدُ وَيَوْمَئِذٍ يَفْرَحُ الْمُؤْمِنُونَ * بِنَصْرِ اللَّهِ .. } [الروم: 1 - 5]، كان الفرس أهل شرك وكفر، وكانت الروم أهل كتاب وديانة، فلما انتصر الفرس عليهم كان ذلك من أسباب فرح كفار مكة، فاستعلوا بذلك على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه، بل قال بعضهم كما انتصر أصحابنا سننتصر عليكم، فتنزل وعد الله الحق، بأن الجولة ستكون للروم على الفرس {فِي بِضْعِ سِنِينَ} غير محددة على وجه الدقة، فهل كان المؤمنون في شك من وعد الله.
كلا فقد راهن أبو بكر المشركين وضرب معهم أجلاً: فمضى الأجل، لكن أبا بكر ظل على يقينه بأن الله منجز وعده، وأمره رسول الله أن يزيد في المدة ويزيد في الرهن ففعل فانتصر الروم على الفرس (1)، وجاء ختام السورة خطاباً للرسول والمراد أمته {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60]
الأمر واضح بين، فإن الصبر معه النصر، وإن الذين يصبرون لا يعينهم على صبرهم إلا الوعد الحق.
أما الذين لا يوقنون، سواء كانوا من الكافرين والمشركين الذين يؤمنون بالأمور المادية المحسوسة، أو من أولئك الذين يهولهم تسلط الأعداء على أهل الإيمان، فيتشككون ويثبطون، ويقولون: لا أمل في النصر، ولا مخرج من هذه الأزمات.
لماذا يقولون ذلك؟
لأنهم نسوا رب الأرض والسماء، ونسوا نصر الله للرسل والأنبياء، نسوا آيات القرآن التي يتلونها، و سيرة النبي صلى الله عليه وسلم ومن قبله من الأنبياء الذين نصرهم الله، رغم أن كل الأسباب كانت على غير ما يمكن أن يحقق النصر، فهل نحن في شك في دين الله {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ} [الروم: 60].
وآية أخرى جاءت في سياق مجموعة من الآيات وهي قوله تعالى {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ} [غافر: 55] وحتى نرى الصورة واضحة جلية فلا بد من قراءة الآيات في السياق القرآني، قال تعالى {إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ (51) يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ (52) وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْهُدَى وَأَوْرَثْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ الْكِتَابَ (53) هُدًى وَذِكْرَى لِأُولِي الْأَلْبَابِ (54) فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ بِالْعَشِيِّ وَالْإِبْكَارِ (55) إِنَّ الَّذِينَ يُجَادِلُونَ فِي آيَاتِ اللَّهِ بِغَيْرِ سُلْطَانٍ أَتَاهُمْ إِن فِي صُدُورِهِمْ إِلَّا كِبْرٌ مَّا هُم بِبَالِغِيهِ فَاسْتَعِذْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/20)
بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (55)} [غافر: 51 - 55]، وقد يتساءل البعض أين هذا النصر في واقع أمتنا اليوم؟
والجواب: أن الأمر هنا كما قال أهل التفسير إما هو على سبيل العموم لا يتناول آحاد الأفراد. والقول الثاني وهو الأولى والأقوى والأظهر أن المقصود بالنصر هو الانتصار لهم، سواء كان ذلك في مشهدهم أو في مغيبهم أو حال حياتهم أو حتى بعد موتهم، ووعد الله لا يتخلف، ولن تجد لسنته تبديلا؟ {وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ} [الأعراف: 128]، {وَلَتَعْلَمُنَّ نَبَأَهُ بَعْدَ حِينٍ} [صـ: 88]، {وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47].
يقين لا بد أن نشيعه بين أبناء أمتنا ونواجه به أعداءنا، فنحن على الحق لا نغير ولا نبدل، ونحن في طريق النصر الذي لا يتأخر ولا يتخلف إن أدينا حقه وقمنا بواجبه.
جاءت هذه الآيات تتحدث عن مشهد القيامة {يَوْمَ لَا يَنفَعُ الظَّالِمِينَ مَعْذِرَتُهُمْ وَلَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ} [غافر: 52]، في سياق الآيات التي تتحدث عن موسى عليه السلام، وكيف أهلك الله فرعون وقومه، قال أهل التفسير وفي هذا إشارة إلى بقاء القرآن وتوريثه إلى قيام الساعة في أمة محمد صلى الله عليه وسلم، مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مولاه بعد أن أدى ما عليه، قال ابن كثير: "وهكذا نصر الله نبيه محمداً صلى الله عليه وسلم على من خالفه وناوئه وكذبه وعاداه فجعل كلمته هي العليا، ودينه هو الظاهر على سائر الأديان، وأمره بالهجرة من بين ظهراني قومه إلى المدينة النبوية وجعل له فيها أنصاراً وأعواناً" ثم ذكر نصر بدر وما مر بعد ذلك حتى قال: "ودانت له جزيرة العرب بكمالها ودخل الناس في دين الله أفواجاً" ثم قال بعد ذلك:"وقام من بعده أصحابه فبلغوا دين الله، ودعوا عباد الله إلى الله، وفتحوا البلاد والرساتيق والأقاليم والمدائن والقرى والقلوب حتى انتشرت الدعوة المحمدية في مشارق الأرض ومغاربها، ثم لا يزال هذا الدين قائماً منصوراً ظاهراً إلى قيام الساعة" ولئن قيل أين هذه الصورة، مالنا لا نراها اليوم؟ فأقول: كلا، هي اليوم مرئية على أبلغ وأظهر وأوضح ما يمكن أن تكون.
أين فلسفات الشرق والغرب؟ أين الديانات التي دخل عليها التحريف؟ ما الذي ينصرها؟ قوى عسكرية؟ تسلط سياسي؟ حصار اقتصادي؟ تريد أن تدمر الإسلام في القلوب وأن تزعزع اليقين في النفوس {وَلَن تَرْضَى عَنكَ الْيَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120]، يوم تتبعون ملة اليهود والنصارى حينئذ تكون الهزيمة، وأما يوم يقتل منا من يقتل ويحتل من أرضنا ما يحتل، ويدمر من بيوتنا ما يدمر فإن ذلك ليس هزيمة إن بقي الإيمان واليقين بالوعد الحق، والارتباط بالمنهج الحق، فإن جولة الباطل ساعة وجولة الحق إلى قيام الساعة
هكذا كان الموقنون المؤمنون عبر التاريخ، فها هو ابن تيمية يجمع العلماء والأخيار لقتال التتار ويقول: "والله إنكم لمنصورون فيقولون: "قل إن شاء الله" فيقول: "إن شاء الله تحقيقاً لا تعليقاً".
واليوم نرى صور النصر كذلك في أرض الإسراء، فها نحن نرى صوراً من بداية خريف المحتل الغاشم، فرئيس يحاكم على سقوط أخلاقي وكلهم ساقطون، وآخر يرتحل لأنه لم يحسن قتالاً ولم يحقق نصراً، وثالث يوشك أن يتردى، واضطراب وخوف وهلع.
انتصار الحق اليوم بذاتيته، وانتصار الإسلام بأحقيته، نحن ننتصر اليوم بقيمنا وأخلاقنا التي تهاوت أمامها كل القيم والأخلاق يقول الألوسي في تفسيره: "في الآيات إشارة إلى أهل الوراثة المحمدية، أهل الإرشاد بأن يصبروا على مكاره المنكرين المحجوبين الذين لا يوقنون بصدق أحوالهم ولذا يستخفون بهم، وينظرون إليهم نظرة الحقارة، ويعيرونهم وينكرون عليهم فيما يقولون ويفعلون"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/21)
أليس هذا الذي نسمعه عن المرابطين في أرض الإسراء؟ يقوله فئة يصدق فيها قول الله تعالى عن المنافقين {هُمُ الْعَدُوُّ فَاحْذَرْهُمْ قَاتَلَهُمُ اللَّهُ أَنَّى يُؤْفَكُونَ} [المنافقون: 4]، هؤلاء المنافقون قالوا يوم الأحزاب {ما وعدنا الله ورسوله إلا غروراً} أما المؤمنون بالوعد الحق فماذا قالوا {وَلَمَّا رَأَى الْمُؤْمِنُونَ الْأَحْزَابَ قَالُوا هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً} [الأحزاب: 22]، ذلك قولهم، وأما فعلهم فهو {مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُم مَّن قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُم مَّن يَنتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً} [الأحزاب: 23]،
يوم نجدد هذه السيرة سيكون النصر أقرب مما نتصور {حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} [البقرة: 214]
وليس النصر مقصوراً على النصر في المعارك، فمن صور النصر الثبات على الحق والتمسك به.
أعداؤنا يريدون صرفنا عن ديننا؟ واليوم نرى إقبالا أعظم وأكثر من أبناء أمتنا نحو دينهم.
يريدون أن ينالوا من نبينا وأمتنا؟ واليوم نرى الأمة كلها تعلن النصرة لنبيها وكتاب ربها.
فالنصر آت لا محالة كما وعد الله رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله {فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ الَّذِي نَعِدُهُمْ أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ} [غافر: 77]، وقوله {وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ رُسُلاً إِلَى قَوْمِهِمْ فَجَاؤُوهُم بِالْبَيِّنَاتِ فَانتَقَمْنَا مِنَ الَّذِينَ أَجْرَمُوا وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ} [الروم: 47]، وفي ذلك يقول الرازي: "غلبة الكافر على المسلم ليست بنصر، فإن النصر ما يكون عاقبته سليمة، بدليل أنه لو كانت جولة هزم فيها قوم ثم رجعوا وكروا وانتصروا فإن العاقبة لهم، وهكذا تكون العاقبة للمتقين" ونحن في مطلع هذا العام، ونحن نرى صورا من تسلط اليهود وعدوان النصارى وبغي من لا يقيم قدراً ولا شرفاً لدين الله ولا لحرماته، نحن نرى ذلك فلا يزيدنا إلا يقينا بأن وعد الله حق، ونقول كما قال الصحابة {هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ} [الأحزاب: 22]، ونقول للمرجفين كما قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه: {الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ} [آل عمران: 173].
فنحن الأمة المميزة، نحن أمة الكتاب المحفوظ الأخير، نحن أمة النبي الخاتم العظيم، نحن أمة الرسالة الخالدة إلى قيام القيامة، (نحن الآخرون السابقون يوم القيامة) (2) قاله سيد الخلق صلى الله عليه وسلم.
----------
الهوامش:
(1) الحديث رواه الإمام أحمد في مسنده. رقم الحديث: [2633] والترمذي. رقم الحديث: [3117.
(2) رواه البخاري. رقم الحديث: [827].
المصدر: موقع اسلاميات.(92/22)
تحذير المسلمين من بدعة الاحتفال بمولد سيد المرسلين
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 06:53 ص]ـ
... تحذير المسلمين من بدعة الاحتفال بمولد سيد المرسلين ...
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى صحبه وآله أجمعين,
أما بعد فإن أكبر نعمة وأعظم منة, منَّ الله بها على عباده أن بعث فيهم رسلاً مبشرين بجنات النعيم , ومنذرين من عذاب الجحيم, آمرين بإخلاص العبادة لله رب العالمين, قال تعالى: (ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت) وأعظم هؤلاء الرسل قدراً, و أبلغهم أثرا ,وأعلاهم منزلة وأرفعهم مكانة, وأعمهم رسالة , هو خاتم النبيين و سيد المرسلين ,وخليل رب العالمين محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم بعثه الله بعد وقوع الناس في الضلالة والفجور والردى , وانتشار الخرافات والبدع واستحكام الهوى ,ففتح به قلوباً غلفاً, وأعيناً عمياً , وأذان صماً, وهدى به بعد الضلالة, وألف به بعد الفرقة ,وأغنى به بعد العيلة كما قال تعالى: (وكذلك أوحينا إليك روحاً من أمرنا ما كنت تدري مالكتاب ولا الإيمان ولكن جعلناه نوراً نهدي به من نشاء من عبادنا وإنك لتهدي إلى صراطٍ مستقيم)
وفي الصحيحين عن أبي هريرة –رضي الله عنه- أنه سمع رسول الله يقول: ((إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجلٍ استوقد ناراً فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها ,فجعل الرجل يزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها
فأنا أخذ بحجزكم عن النار وأنتم تقتحمون فيها) وقد قال حسان بن ثابت رضي الله عنه في مدحه عليه الصلاة والسلام
أغر عليه في النبوة خاتم * من الله ميمون يلوح ويشهد
وضم الإله اسم النبي إلى اسمه* إذ قال في الخمس المؤذن أشهد
وشق له من اسمه ليجله* فذو العرش محمود وهذا محمد
نبي أنا أتانا بعد يأس وفترة* من الرسل والأوثان في الأرض تعبد
فأمسى سراجا مستنيرا وهاديا* ولاح كما لاح الصقيل المهند
وأنذرنا نارا وبشر جنة* وعلمنا الإسلام فلله نحمد
ولقد ترك النبي صلى الله عليه وسلام أمته على البيضاء الواضحة
كما روى الإمام أحمد وابن ماجه عن العرباض بن سارية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تركتم على البيضاء ليلها كنهارها، لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك) وعند الإمام أحمد الطبراني عن أبي ذر رضي الله عنه قال (لقد تركنا صلى الله عليه وسلم، وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علماً)
وحثنا عليه الصلاة والسلام على التمسك بسنته ,ونهانا عن الابتداع في الدين, فقال (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهدين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ, وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثةٍ بدعة) رواه أحمد وأبو داود والترمذي من حديث العرباض بن سارية.
وفي صحيح مسلم من حديث جابر –رضي الله عنه –أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أما بعد فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدي هدي محمد, وشر الأمور محدثاتها))
زاد النسائي ((وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار)) واستجابة لهذا الأمر النبوي فقد تمسك الصحابة بالسنة وابتعدوا عن البدعة, وأمروا الناس بذلك فقد روى ابن وضاح عن عبد الله بن مسعود أنه قال: ((اتبعوا آثارنا ولا تبتدعوا فقد كفيتم)) وروى أبو داود عن حذيفة بن اليمان –رضي الله عنه- أنه قال: (كل عبادة لا يتعبدها أصحاب محمد فلا تتعبدوها , فإن الأول لم يدع للآخر مقالاً, فاتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم) وروى الدارمي عن ابن عمر قال: (كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة) وأخرج ابن وضاح عن ابن عباس قال: ((عليكم بالاستفاضة والأثر وإياكم والبدع)) وقال سفيان الثوري: (البدعة أحب إلى إبليس من المعصية ,المعصية يتاب منها والبدعة لا يتاب منها) وكان الإمام أحمد يتمثل بهذه الأبيات:
دين النبي محمد أخباره* نعم المطية للفتى آثار
لا تغفلن عن الحديث وأهله* فالرأي ليلٌ والحديث نهارُ
ولربما ضل الفتى أثر الهدى* والشمس واضحةٌ لها أنوارُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/23)
والواجب على كل مسلم أن يحرص على إتباع سنة سيد المرسلين ويحذر من سلوك طريق المبتدعين, لأنه أمام كل مسلم طريقان , وليست ثم طريقٌ ثالث, طريق الشرع والسنة, وطريق الهوى والبدعة ,فمن سلك طريق الشرع اهتدى ونجى , وفاز بالدرجات العلى, ومن سلك طريق الهوى ضل وغوى ,وفي دركات النار هوى, كما قال تعالى: ((فإن لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهوائهم بغير علم))
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:- ((كل أمتي يدخلون الجنة إلا من أبى قالوا: يا رسول الله ومن يأبى، قال:- من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى)) وقد قال بعض السنة: البدعة طوفان مغرق والسنة الصحيحة سفينة نوح، من ركبها فقد نجى، ومن تركها فقد غرق))
وإذا تبينت خطورة البدع، وإنها مشاقة لسنة النبي الكريم، وأنه يحب الحذر كل الحذر من الوقوع منها. فإنه ينبغي أن يعلم أن أصل هذه الكلمة ((بدعة)) من الاختراع، وهو الشيء يحدث من غير أصل سبق، ولا مثال أحتذي، ولا ألف مثله، ومن قولهم: أبدع الله الخلق، أي خلقهم ابتداء ,ذكر هذا أبو شامة رحمه الله، وقال الجوهري في الصحاح: ((البدعة الحدث في الدين بعد الإكمال))
وإن من أخطر البدع التي يترتب عليه مفاسد عقدية وسلوكية وأخلاقية: بدعة الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وقبل ذكر الأدلة على بدعية الاحتفال بالمولد النبوي، لابد من الإشارة إلى ما يلي:
أولاً:- أول من ابتدع الاحتفال بالمولد في الأمة الإسلامية: اختلف المؤرخون في ذلك بعد اتفاقهم على أنها لم تكن موجودة في القرون الثلاثة المفضلة بقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم))
فقال بعض العلماء: إن أول من ابتدع الاحتفال بالمولد النبوي هو الشيخ عمر بن محمد الملا كما قال أبو شامة: ((وكان أول من فعل ذلك بالموصل _ أي الاحتفال بالمولد _ الشيخ عمر بن محمد الملا أحد الصالحين المشهورين، و به اقتدى في ذلك صاحب إربل وغيره)) وقال ابن كثير في البداية والنهاية في ترجمة أبو سعيد كوكبوري ملك إربل: وكان يعمل المولد الشريف ربيع الأول، ويحتفل احتفالا هائلا، ويعمل الصوفية سماعا من الظهر إلى الفجر، ويرقص بنفسه معهم)) , وقال كثير من العلماء أن أول من أحدثه الفاطميون العبيديون كما نقل ذلك المقريزي في خططه، والقلقشندي، والسندوبي، ومحمد بخيت، وعلي فكري وعلي محفوظ.
قال المقريزي: ((كان للخلفاء الفاطمين في طوال السنة أعياد ومواسم؛ وهي موسم رأس السنة وموسم أول العام ويوم عاشوراء، ومولد النبي صلى الله عليه وسلم، ومولد علي بن أبي طالب، ومولد الحسن والحسين، ومولد فاطمة الزهراء ومولد الخليفة الحاضر، وليلة أول رجب، وليلة نصفه، وليلة أول شعبان، وليلة نصفه)) المواعظ والاعتبار في ذكر الخطط والاعتبار
وقال مفتي الديار المصرية محمد بخيت المطيعي)):مما أحدث وكثر السؤال عنه الموالد؟ فنقول: إن أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون، وأولهم المعز لدين الله)) وهذا هو الصحيح أن أول من أحدث بدعة الاحتفال بالمولد النبوي الفاطميون، وبالتحديد المعز لدين الله عام 1362، ثم كان أول من أظهرها بعدهم الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري ملك إربل في آخر القرن السادس، وأول القرن السابع الهجري.
ثانيا:- أسباب نشأة المولد:-
1 - نشر العقائد الشيعية من خلال التذرع بحب آل البيت، وهذا مما يبين السر في كون الدولة الفاطمية هي أول من ابتدع هذه البدعة.
2 - إفساد عقائد المسلمين، ونشر البدع والمحرمات في الأمة الإسلامية، كما فعلت ذلك الدولة الفاطمية قديما.
3 - كسب تعاطف المسلمين وإشغالهم عن دينهم ومعالي الأمور، وصرف أنظارهم عن ما ترتكبه الحكومات الصليبية والعلمانية من مخالفات شرعية في بلاد المسلمين، مما يؤكد هذا ما ذكره الجبرتي في تاريخه: أن نابليون أمر الشيخ البكري بإقامة الاحتفال بالمولد النبوي وأعطاه ثلاثمائة ريال فرنسي، وأمر بتعليق الزينات، بل وحضر الحفل من أوله إلى آخره، ليجذب إليه قلوب المصريين، ويعلن لهم أنه صديق للإسلام والمسلمين، ولما في الاحتفال من الخروج عن الشريعة والاختلاط واتباع الشهوات والرقص وفعل المحرمات))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/24)
4 - كسب الولاء الديني لمشايخ الصوفية.
5 - السعي لنيل الشهرة والصيت من خلال الاحتفال بالمولد كما يحدث من الأغنياء والموسرين.
6 - الارتزاق الدنيوي، كما يحدث من قبل تجار الحلوى ومشايخ الطرق وسدنة الأضرحة والمداحيين والقصاصين والمنشدين والمغنيين والراقصات وغيرهم.
7 - الحصول على الشهوات والمحرمات كما يحدث من الفساق والفجار.
8 - موافقته لهوى النفس والطباع البشرية الضعيفة، قال محمد رشيد رضا في كتابه ((ذكرى المولد النبوي)): أن من طباع البشر أن يبالغوا في مظاهر تعظيم أئمة الدين والدنيا في طور ضعفهم في أمر الدين والدنيا، لأن هذا التعظيم لا مشقة فيه على النفس، فيعملونه بدلا مما يجب عليهم من الأعمال الشاقة التي يقوى بها أمر المعظم، ويعتز بها دينه ولاشك أن الرسول الأعظم أحق الخلق بكل تعظيم، وليس من تعظيمه أن يبتدع في دينه شيء نعظمه به، وإن كان بحسن نية، فقد كان جل ما أحدث أهل الملل قبلنا من التغيير في دينهم عن حسن نية، ومازالوا يبتدعون بقصد التعظيم وحسن النية حتى صارت أديانهم غير ما جاءت به رسلهم))
ثالثا: أقسام المحتفلين بالمولد النبوي:-
1 - الوزارات الحكومية , متمثلة في وزارات الأوقاف ,وأحياناً يحضر رئيس الدولة, وبعض الشخصيات الإسلامية الحكومية, وعلماء الدولة الرسمين , وينقل بالتلفاز والقنوات وإذاعات القرآن.
2 - الجهات الشبه رسمية: مثل مجالس الصوفية العليا , التي تقيم الموائد و مجالس الذكر وتسير المواكب , وتعقد حلقات للذكر والرقص والإنشاد والتشبيب.
3 - عامة الناس الذين يحتفلون مع الدولة , أو المجالس الصوفية , أو من خلال الاجتماعات في البيوت وغيرها.
4 - بعض الاتجاهات والحركات والجماعات الإسلامية التي تقيم الأمسيات الدينية التي تذكر بهديه صلى الله عليه وسلم وتخلوا احتفالاتها من المنكرات , لكن مجرد تخصيصهم هذه الليالي للاجتماع على ذكر سيرته وهديه هو من البدع المحدثة التي لم يكن عليها السلف الصالح.
5 - ما يقوم به بعض المنتسبين إلى العلم والدعوة والأدب والإعلام , من إلقاء الخطب والمحاضرات والكتابة في الصحف, وعقد البرامج والندوات , عن مولد النبي وسيرته وهديه في أيام شهر ربيع الأول , وخصوصاً ليلة الثاني عشر ويومه, وهذا داخل في البدع المنهي عنها , إذ أنه نوع من الاحتفال بمولده, ولم ينقل عن السلف الصالح تخصيص شهر ربيع أو بعض أيامه ولياليه، للكلام عن مولد وسيرته من خلال الخطب والدروس والمحاصرات أو أي وسيلة دعوية أخرى.
رابعا: أنواع الاحتفالات بالمولد النبوي:
النوع الأول: ما خلا من العقائد والأقوال الشركية، والكبائر والموبقات، واقتصر فيه على الأكل والاجتماع والخطب، فهذا بدعة له حكم غيره من البدع. قال ابن الحاج فإن خلا – أي المولد النبوي – منه – أي السماع وتوابعه – وعمل طعاما فقط، ونوى به المولد، ودعا إليه الأخوان وسلم من كل ما تقدم ذكره، فهو بدعة بنفس نيته فقط، إذ أن ذلك زيادة في الدين، وليس من عمل السلف الماضين، وبعضهم يتورع عن هذا أي عن سماع الأغاني بقراءة صحيح البخاري وغيره عوضا عن ذلك, هذا وان كانت قراءة الحديث في نفسها من أكبر القرب والعبادات،وفيها البركة العظيمة والخير الكثير, لكن إذا فعل ذلك بشرطه اللائق به على الوجه الشرعي لا بنية المولد, ألا ترى أن الصلاة من أعظم القرب إلى الله تعالى ,ومع ذلك لو فعلها الإنسان في غير الوقت المشروع لها, لكان مذموماً مخالفاً, فإذا كانت الصلاة بهذه المثابة فما بالك بغيرها) وقال شيخ الإسلام ابن تيمية:في الفتاوى الكبرى: أما اتخاذ مواسم غير المواسم الشرعية ,كبعض ليالي شهر ربيع الأول التي يقال إنها ليلة المولد , أو بعض ليالي رجب , أو ثامن عشر ذو الحجة, أو أول جمعة من رجب أو ثامن شوال الذي يسميه الجهال ((عيد الأبرار)) فإنها من البدع التي لم يستحبها السلف الصالح ولم يفعلوها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/25)
وقال العلامة الفاكهاني في رسالته (المورد في الكلام عن المولد): في النوع الخالي من المحرمات, بأن يعمل الرجل من عين ماله لأهله وأصحابه وعياله, ولا يجاوزون في ذلك الاجتماع لأكل الطعام , ولا يقترفون شيئاً من الآثام ,فهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهةً وشناعةً, إذ لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة الذين هم فقهاء الإسلام , وعلماء الأنام ,ولا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة , ولم ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة الذين هم قدوة الدين , المتمسكون بآثار المتقدمين, بل هو بدعة أحدثها البطالون وشهوة اعتنى بها الأكالون)
النوع الثاني: وهو الاحتفال المحتوي على المحرمات, التي ذكر بعضها ابن الحاج في المدخل وهي:
1 - استعمال الأغاني وآلات الطرب.
2 - الاستهزاء بكتاب الله حيث يجمعون بين تلاوته وسماع الأغاني في هذه الاحتفالات.
3 - تبرج النساء وافتنان الرجال بهن.
4 - الافتنان بالمردان الذين يغنون ويدورون بالطيب والعنبر، ويتكسرون في مشيتهم وكلامهم ورقصهم.
5 - اختلاط الرجال بالنساء، ومايترتب عليه من الفواحش والرقص وشرب الخمور.
6 - الإسراف في الموائد والأموال.
وقال أبو المحاسن جمال الدين عن مولد الإميابي: وصار يعمل المولد في كل سنة فيأتيه الناس ويجتمع من النسوان والشبان خلق كثير , فذكروا أنه عمل المولد على عادته في شهر ربيع الأول سنة 790هـ ,فهرع الناس لحضور المجتمع حتى غص المكان بكثرة العالم ,وتنوعوا تلك الليلة في الفسوق لكثرة اختلاط النسوان والمردان بأهل الخلاعة , فتواتر الخبر بأنه وجد في صبيحة تلك الليلة من جرار الخمر التي شربت بالليل فوق خمسين فارغة, وافتضت تلك الليلة عدة أبكار ,وأوقدت شموع بمال كثير فبعث الله يوم الأحد صباح المولد قاصفاً من الريح كدرت على من كان هناك ,وسفت في وجوههم التراب, واقتطعت الخيم , ولم يقدر أحد على ركوب البحر , ولم يعد يعمل مولد بعدها , فإن الشيخ الإميابي مات في آخر شعبان سنة 790هـ) فمثل هذه الصفة من الاحتفالات المنكرة القبيحة لا يشك أي عاقل في تحريمها وبدعيتها قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى: فأما الاجتماع في عمل المولد على غناء ورقص ونحو ذلك واتخاذه عبادة , فلا يرتاب أحد من أهل العلم والإيمان في أن هذا من المنكرات التي ينهى عنها، ولايستحب ذلك إلا جاهل أو زنديق))
وقال العلامة الفاكهاني في رسالته (المورد)
النوع الثاني من الموالد: هو أن تدخله الجناية، وتقوى به العناية لاسيما إن انضاف إلى ذلك شيء من الغناء المليء بالات الباطل من الدفوف والشبابات، واجتماع الرجال مع الشبان المرد والنساء الفاتنات، إما مختلطات بهم أو مشرفات، ويرقصن بالتثني والانعطاف والاستغراق في اللهو، وهذا الذي لا يختلف في تحريمه اثنان، ولا يستحسنه ذو المروءة من الفتيان وإنما يحلو لنفوس موتى القلوب ,وغير المستقلين من الآثام والذنوب , وأزيدك أنهم يرون ذلك من العبادات لا من المنكرات, فإنا لله وإنا إليه راجعون)).
النوع الثالث:
ما احتوى على عقائد فاسدة وخطب وأشعار وأعمال شركية أو بدعية , ومن ذلك ما يفعله كثير من الجهلة من القيام عندما يذكر الواعظ ولادة النبي صلى الله عليه وسلم وخروجه إلى الدنيا, وذلك لأن الكثير من هؤلاء المحتفلين يعتقدون أن النبي حضر بجسده الشريف في تلك اللحظات وأن البخور والماء قد وضعا له , وبعض أدعياء العلم منهم يعتقدون أن النبي صلى الله عليه وسلم حي حياة كاملة برزخية كاملة لائقة بمقامه ,وأن روحه جوالة سياحة في ملكوت الله ,ويمكن أن تحضر مجالس الخير ومشاهد النور, مثل الاحتفال بمولده, قلت: والحق أن كلتا العقيدتين عقائد فاسدة وأن كلا الفريقين في ضلال مبين, إذ لم يقم الدليل من الكتاب والسنة على حضور النبي لاحتفال مولده ولا غيره من مجالس الذكر لا بروحه ولا بجسده.
ثم إنهم وقعوا في محذور آخر , في قيامهم للنبي صلى الله عليه وسلم تعظيماً له , كما روى الترمذي وأبو داود وابن ماجه عن أبي أمامة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم متوكئاً على عصا, فقمنا له , فقال: (لا تقوموا كما تقوم الأعاجم يعظم بعضهم بعضاً) ثم إن هذه الاحتفالات لا تخلو من ذكر أبيات البردة , ومنها:
يا أكرم الناس مالي من ألوذ به* سواك عند حلول الحادث العمم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/26)
إن لم تكن بآخرتي آخذاً بيدي* فضلاً و إلا فقل يا زلة القدم
فإن من جودك الدنيا وضرتها* ومن علومك علوم اللوح والقلم
فإذا كانت الدنيا والآخرة من جود النبي صلى الله عليه وسلم وكذلك علم اللوح والقلم من علومه فماذا أبقى هؤلاء المبتدعة لله تعالى من جود وعلوم تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وغالباً ما يذكر فيها الوعاظ هذه الأبيات البدعية:
سعد السعود علا في الحل والحرم* نور الهدى قد بدا في العرب والعجم
بمولد المصطفى أصل الوجود ومَن* لولاه لم تخرج الأكوان من عدم
وإليك نموذجاً مما يقرأ في الموالد من الأذكار المبتدعة والعقائد الفاسدة, وهي قصص الموالد المنسوبة للحافظ عبد الرحمن الشيباني اليمني المعروف (بابن الديبع) يقول في فاتحتها:فسبحانه وتعالى من ملك أوجد نور نبيه محمد صلى الله عليه وسلم من نوره قبل أن يخلق آدم من الطين اللازب , وعرض فخره على الأشياء , فقال: هذا سيد الأنبياء , وأجل الأصفياء وأكرم الحبائب , قيل هو آدم أنيله به أعلى المراتب, ثم ذكر حديثين أحدهما عن ابن عباس رفعه: إن قريشاً كانت نوراً بين يدي الله تعالى , قبل أن يخلق آدم بألفي عام , يسبح الله ذلك النور وتسبح الملائكة بتسبيحه ,والثاني أثر عن كعب الأحبار لا يصح أيضاً ,ولا يخفى ما في هذا الكلام من زلل وطوام.
وهذا النوع من الاحتفالات أضاف بدعة على بدعة , وأصحابه في ظلمات بعضها فوق بعض , نسأل الله العافية والسلامة من كل ما يغضب الله ويأباه من البدع والمحدثات والمنكرات.
خامسا: ذكر الأدلة على بدعية الاحتفال بالمولد النبوي:-
1. أن الله تعالى قد أكمل لنا الدين قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم, كما قال تعالى} اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا {وقد ثبت في الصحيحين عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه انه قال عن هذه الآية:" نزلت يوم عرفة " وذلك في حجة الوداع , فمن أتى بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم بعبادة جديدة مبتدعة , فهو ضال مبتدع في دين الله الذي أكمله لعباده وارتضاه قبل موت النبي صلى الله عليه وسلم.
2. أن النبي صلى الله عليه وسلم بلغ الرسالة وأدى الأمانة, وتركنا على البيضاء ليلها كنهارها, لايزيغ عنها الا هالك وقد روى مسلم في صحيحه عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" ما بعث الله من نبي الا كان حقا عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم , وينذرهم من شر ما يعلمه لهم " , ومعلوم من الدين بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده , ولم يأمر أصحابه بذلك, ولو كان الاحتفال بمولده من الدين الذي ارتضاه الله , والخير الذي تنتفع الأمة بإقامته , لبينه لأمته أو فعله في حياته أو فعله أصحابه , ومن زعم بعد ذلك كله أن الاحتفال بمولده من مقتضيات محبة النبي صلى الله عليه وسلم وتعبد الله به , فإما أن يتهم الله تعالى بالكذب تعالى الله عن ذلك في قوله:} اليوم أكملت لكم دينكم {لأن النبي صلى الله عليه وسلم مات والدين ناقص حتى أتى هؤلاء فأكملوه بالاحتفال بالمولد , وإما أن يتهم النبي صلى الله عليه وسلم بالخيانة والتقصير في أداء الأمانة وتبليغ الرسالة والدين لأمته , وكلا الإتهامين جناية قبيحة بل كفر بواح وردة عن الإسلام ولهذا قال ابن الماجشون: سمعت مالكا يقول:- "من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة , فقد زعم أن محمدا خان الرسالة , لأن الله يقول} اليوم أكملت لكم دينكم ... {فما لم يكن يومئذ دينا فلا يكون اليوم دينا ".
3. أن الاحتفال بالمولد ليس من عمل السلف الصالح من القرون الثلاثة المفضلة، وإنما هو بدعة أحدثت بعد ذلك، بإجماع العلماء المنكرين لها، كشيخ الإسلام ابن تيمية و الشاطبي و ابن الحاج و الفاكهاني، وإجماع المرتضين لها في صورها الخالية من الاعتقادات الشركية و المحرمات، كابن حجر العسقلاني الذي قال:-" أصل عمل المولد بدعة، لم تنقل عن أحد من السلف الصالح من القرون الثلاثة "، وكذلك السخاوي الذي قال:-" لم ينقل عن أحد من السلف الصالح في القرون الثلاثة الفاضلة، وإنما حدث بعد".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/27)
وإننا لنتسائل بعجب: أيعقل أن يغفل أهل القرون الفاضلة الذين أثنى عليهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الخير الذي يكون في الاحتفال بالمولد النبوي، ويوفق إليه من يأتي بعدهم من القرون المتأخرة المذمومة في جملتها.
4. أن الاحتفال بالمولد من ابتداع الدولة الفاطمية كما تقدم، وكانت تحاول كسب قلوب المسلمين و تعاطفهم من خلال الاحتفال بالمولد، وحتى تعرف حقيقة هذه الدولة استمع إلى قول الغزالي في الدولة الفاطمية حيث قال:" ظاهر مذهبهم الرفض، وباطنه الكفر المحض، واتفق طوائف المسلمين علماؤهم و ملوكهم و عامتهم من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة وغيرهم على أنهم كانوا خارجين عن شريعة الإسلام، وأن قتالهم كان جائزا، وهم من أشد الناس تعظيما للمشاهد، ودعوة للكواكب، ونحو ذلك من دين المشركين، ومن أبعد الناس عن تعظيم المساجد التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه".
5. أنه من المعلوم بالضرورة عظم محبة الصحابة رضوان الله عليهم لرسول الله صلى الله عليه وسلم و مسارعتهم لطاعة أوامره و حرصهم على إتباع سنته و تعظيمه التعظيم اللائق به من غير مبالغة ولا غلو، كما روى البخاري في صحيحه من حديث المسور بن مخرمة أن عروة بن مسعود لما جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم مفاوضا في عمرة الحديبية قال بعد ذلك واصفا حال الصحابة مع النبي صلى الله عليه وسلم:" أي قومي والله لقد وفدت على الملوك كلهم كسرى و قيصر والنجاشي، والله ما رأيت قوما يعظمون ملكهم كما يعظم أصحاب محمد محمدا، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه و جلده، وإذا أمرهم ابتدءوا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه، وإذا تكلموا خفضوا أصواتهم عنده و ما يحدون إليه النظر تعظيما له ".
نعم هكذا كان الصحابة مع رسول الله و أما جهادهم و بذلهم و تضحيتهم في سبيل الله فأمر مشهور ومعلوم، ومع ذلك كله لم ينقل عن واحد منهم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وإننا نسأل هؤلاء المحتفلين بالمولد النبوي فنقول: أأنتم أشد حبا للنبي صلى الله عليه وسلم؟ أم الصحابة؟ فإن قالوا: نحن أشد حبا فقد كذبوا، وإن قالوا: بل أصحابه أشد حبا فقد خصموا، إذا أنه لا يسعهم إحداث عبادة لم يتعبدها أصحابه رضوان الله عليهم، لأن الصحابة أعمق منهم علما، وأطهر قلوبا و أصلح حالا، وأحرص على ما يقربهم إلى الله من العبادات، وأشد حبا للنبي صلى الله عليه وسلم.
6. أن مما ينبغي أن يعلم أن النعمة العظيمة التي أنعم الله بها على عباده، وأمته بها عليهم هي بعثة النبي صلى الله عليه وسلم، وليست مولده، ولهذا فإن الله تعالى لم ينوه في القرآن بمولده، وإنما نوه ببعثته عليه الصلاة و السلام فقال تعالى:} لقد من الله على المؤمنين إذا بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آيته و يزكيهم و يعلمهم الكتاب و الحكمة، وإن كانوا من قبل في ضلال مبين {.
7. أن العبادات مبنية على التوقيف من الشارع، و لا مجال فيها للاجتهاد أو الابتداع، ويدل على ذلك:-
أن خير يوم طلعت عليه الشمس هو يوم الجمعة، و معلوم أن أفضل ما يفعل في اليوم الفاضل هو صومه، كيوم عرفة و عاشوراء، ومع ذلك فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة مفردا، فدل هذا على أنه لا يجوز إحداث عبادة في زمان و لا مكان إلا إذا كانت مشروعة من الشارع، وأما ما لم يشرعه الشارع فلا يفعل، إذ لا يأتي آخر هذه الأمة بأهدى مما أتى به أولها، وهذا الاحتفال بالمولد النبوي لم يشرعه الشارع، ولذلك فهو بدعة محدثة غير جائزة.
8. أن الاحتفال بالمولد النبوي يفتح الباب على مصراعيه للبدع الأخرى و الموالد و الاحتفالات، كما هو حال الجهلة الآن، من إقامة الاحتفالات بذكرى الهجرة و الإسراء و معركة بدر، ومولد البدوي و الدسوقي و الشاذلي، حتى صار غالب دين هؤلاء احتفالات و رقص و غناء و ذكريات و لا حول و لا قوة إلا بالله.
9. أن الاحتفال بالمولد، لاسيما في صوره الحالية وسيلة إلى الغلو في مدحه و إطرائه، والمبالغة في تعظيمه، حتى يفضي ذلك بالناس إلى دعائه و الاستغاثة به، وقد نهانا نبينا عن الغلو في مدحه فقال كما في الصحيحين من حديث عمر بن الخطاب: " لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم، فإنما أنا عبد، فقولوا عبد الله ورسوله".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/28)
10. أن النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا بالتزام سنته و سنة الخلفاء الراشدين المهدين، ونهانا في نفس الحديث عن المحدثات كما تقدم من حديث العرباض بن سارية، فدل ذلك على أن العبادات قسمان:-
أ - قسم من سنته و سنة الخلفاء الراشدين.
ب - قسم من المحدثات.
وتقدم نقل إجماع العلماء على أن هذا المولد ليس من سنة النبي صلى الله عليه وسلم، و لا من سنة الخلفاء الراشدين، وأنه محدث بعد القرون الفاضلة، فتبين بذلك أنه بدعة محدثة، لا تقرب إلى الله، إذ أن التقرب إلى الله لا يكون إلا من خلال طريق محمد بن عبدالله صلوات الله و سلامه عليه.
11. أن هذا الاحتفال مع كونه بدعة في الدين، فهو كذلك مشابهة للنصارى في احتفالاتهم البدعية بمولد المسيح عيسى بن مريم في كل سنه، وقد نهانا عليه الصلاة و السلام من مشابهتهم في عباداتهم، وأعيادهم وعاداتهم التي يختصون بها.
بل قد قال المستشرق كارل هينرش بكر:" من المؤكد أن الاحتفال بمولد النبي قد نشأ تحت تأثير مسيحي" تراث الأوائل في الشرق و الغرب.
12. أنه يوجد في الاحتفال بالمولد النبوي ممارسات هي أقرب إلى الاستهزاء بالله و برسوله من تعظيمه، ومن ذلك:
الجمع بين تلاوة القرآن و استماع الأغاني و الموسيقى في تلك الليلة، ومنه التقرب إلى الله تعالى بما حرمه من الرقص والغناء والاختلاط بين الرجال والنساء، بل و شرب الخمور واللواط والزنا و الفواحش، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
13. أنه قد وقع خلاف كبير في يوم مولد النبي صلى الله عليه وسلم, فالجمهور على أنه ولد في الثاني عشر من ربيع الأول, وهناك ستة أقوال أخرى, بل ووقع الخلاف في الشهر الذي ولد فيه, فقال بعضهم في رمضان وقال آخرون في ربيع الأول, وكون هذا الاختلاف يقع بهذا الشكل, ولا يسعى الصحابة ومن بعدهم من التابعين إلى تحقيق القول الراجح, يدل دلالة واضحة جلية على أنهم لم يكونوا يزيدون فيه زيادة على سائر الليالي والأيام, إذ لو كانت الليلة التي ولد في صبيحتها تحدث وتشرع فيها عبادة, لكانت معلومة مشهورة عند الصحابة ومن بعدهم من التابعين محددة بالقول الراجح عندهم.
14. نقول لهؤلاء المحتفلين المدعين محبة النبي صلى الله عليه وسلم:-
إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد ولد في شهر ربيع الأول فقد مات فيه أيضا, فلماذا تحتفلون فيه وتظهرون الفرح والسرور, ولا تحزنون وتبكون على مصيبة موته عليه الصلاة والسلام, وهي المصيبة العظيمة التي لم تصب الأمة الإسلامية بمثلها, إذ بموته انقطع الوحي من السماء وقد روى ابن ماجة عن عائشة رضي الله عنها مرفوعاً قوله: " فإن أحدا من أمتي لن يصاب بمصيبة بعدي أشد عليه من مصيبتي " ولذا قال الفاكهاني: " إن الشهر الذي ولد فيه رسول الله, هو بعينه الشهر الذي توفي فيه, فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه ".
وختاماً نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإخواننا المسلمين لما يحب ويرضى وأن يثبتنا على التوحيد والسنة, ويجنبنا الشرك والبدعة.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه /
وليد بن علي المديفر
إمام وخطيب جامع الربع
11\ 3\1429هـ(92/29)
مدة الأسر الشرعية
ـ[كفاح جلال]ــــــــ[20 - 03 - 08, 02:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم،
إخوتي في الله شيوخنا الأفاضل في منتدى أهل الحديث لي سؤال شرعي أرجوا منكم الإجابة عليه إن أُمكن بإذن الله عز وجل.
إذا حدث لأحدنا أن يكون قد شد وثاق أحد أعداء الأمة، ما هي المدة الزمنية الشرعية لإبقاء هذا الأسير في قبضتنا قبل أن نمنَ أو نطلب فداءً، وجزاكم الله ألف خير.
ـ[كفاح جلال]ــــــــ[20 - 03 - 08, 07:03 م]ـ
للرفع، نظراً لأهمية الموضوع.
بارك الله فيكم.
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[23 - 03 - 08, 12:23 ص]ـ
اخي الحبيب لا اعلم فيمن افرد هذا الباب في تأليف
بعد بحثي علي كل الكتب التى كتبت في ((الاسر))
ولي بحث يسر الله اتمامه مع دعائكم لنا في كل ما يخص (((الاسير)))
ـ[كفاح جلال]ــــــــ[25 - 03 - 08, 02:12 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل وجزاك الله ألف خير.
اللهم أني أسألك العفو والعافية في ديني ودنياي. أللهم أني على عهدك ووعدك وأعوذ بك من شر ما صنعت فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت.
ـ[ابو عبد الرحمن الفلازوني]ــــــــ[25 - 03 - 08, 09:33 م]ـ
جزاكم الله خيرا" اخينا ابو العباس ونفعنا الله واياك به , ويا ليتك لو القيت فيه الضوء على حكم اسر المسلم بغير جرم _ وخاصة" حملة هذا الدين_لمدة قصيرة او طويلة ..
__________________________________________
اخو الشيخ ابو عبد الرحمن الفلازوني فرج الله عنة
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[25 - 03 - 08, 10:29 م]ـ
جزاكم الله خيرا" اخينا ابو العباس ونفعنا الله واياك به , ويا ليتك لو القيت فيه الضوء على حكم اسر المسلم بغير جرم _ وخاصة" حملة هذا الدين_لمدة قصيرة او طويلة ..
__________________________________________
اخو الشيخ ابو عبد الرحمن الفلازوني فرج الله عنة
وإياك اخي الفاضل
نعم قد القيت الضوء علي هذا المبحث يسر الله لنا اتمامه فهذا باب مهم جدا
ولاتنسونا من صالح دعائكم
وفرج الله عن الاخوان في كل مكان امين
ـ[كفاح جلال]ــــــــ[28 - 03 - 08, 01:59 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
للتذكير فقط.
جزاكم الله ألف خير.
ـ[كفاح جلال]ــــــــ[01 - 04 - 08, 12:12 م]ـ
للتذكير فقط وبارك الله فيكم.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 02:01 م]ـ
الحمد لله الاخ كفاح
ليس هناك مدة شريعة للأسير وانما هو بحسب مصلحة الآسرين
فان كان يريدون مبادلة أسرى فيعجل ليفك اسرى المسلمين حتى لا ينفتنوا بدينهم بايدي الكفار كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم مع المسلمين المأسورين في مكة
وان كان الآسرون محتاجين الى المال ليتقووا على الاعداء فيعجلون ايضا خصوصا اذا كان المأسور ذا مال
والمعركة قائمة
اما المن فهذا بحسب ما يراه الامير فان كان فيه مصلحة فيطلقه كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
مع ثمامة وغيره
وان لم يكن هناك مصلحة في المن وفي ابقاءه بأدي المسلمين اغاضة للكفار فيبقى اسيرا ولو طال
ولاهل العلم تفصيلات في ذلك راجعها في كتب الفقه ----------- كتاب الجهاد---------
والله اعلم واحكم
ـ[كفاح جلال]ــــــــ[18 - 04 - 08, 07:39 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبو العز وجزاك الله ألف خير.(92/30)
الاحتفال بالمولد النبوي ((حرره المشرف))
ـ[أحمد بودبوس]ــــــــ[20 - 03 - 08, 02:42 م]ـ
حرره المشرف لتقريره للبدع السيئة
فلا يسمح بنشر البدع في ملتقى أهل الحديث
فالمولد بدعة ولايجوز إقامتها ولا المشاركة فيها ولايجوز التهوين من شأن بدعيتها.
http://saaid.net/mktarat/Maoled/index.htm
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 03:35 م]ـ
هداك الله للحق
أنا أول من يحتفل به، بشرط أن تثبت لي أن واحدا فقط من الصحابة احتفل بذلك، وهم أكثر هذه الأمة صدقاً في محبة النبي صلى الله عليه وسلم.
تفضل:
حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم
د. مهران ماهر عثمان
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير المرسلين، أما بعد؛
فإن من أصول دين الإسلام: تعظيمَ النبي صلى الله عليه وسلم ومحبتَه. ولا يكمل إيمان المرء حتى يحبه أكثر من كل أحد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحبَّ إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» [أخرجه البخاري ومسلم].
لكن هل معنى ذلك أن نحتفل بمولده صلى الله عليه وسلم؟ قبل الإجابة عن هذا السؤال لابد أن نعلم ما يلي:
1/ أن الله تعالى قال في كتابه: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينً} [المائدة 3]. فما لم يكن ديناً آنذاك فليس اليوم بدين.
2/ قال النبي صلى الله عليه وسلم: «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد» [مسلم] أي: مردود. وقال صلى الله عليه وسلم: «كل بدعة ضلالة» [مسلم]. فهذان الحديثان يدلان على أنَّّ كل أمر لم يشرعه النبي صلى الله عليه وسلم فليس بمشروع، ولا يكون حسناً؛ لأن (كل) من ألفاظ العموم
3/ أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أعظم الناس حباً وإجلالاً له، ولا يشك عاقل في ذلك، ومع ذلك لم يؤثر عن واحد منهم أنه احتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم. فهل نحن أكثر حباً للنبي صلى الله عليه وسلم منهم؟!!.
4/ يُقال للذي يحتفل بالمولد: هل احتفل به النبي صلى الله عليه وسلم أم لم يحتفل؟ فإن قال: لم يحتفل. قلنا: كيف تتجرأ على فعل أمر تزعم أنه قربة ولم يفعله النبي صلى الله عليه وسلم الذي ما ترك أمراً يقرب إلى الله إلا ودلَّ الأمة عليه.
وإن قال: احتفل. قلنا: {هَاتُواْ بُرْهَانَكُمْ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ} [البقرة: 111] ودون ذلك خرط القتاد، وولوج الجمل في سَمِّ الخياط.
وعليه فلا يشرع للإنسان أن يحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم.
واعلم أن الفاطميين - والصواب أن يُسموا بالعبيديين - هم أول من أحدث هذا الاحتفال. نصَّ على ذلك جمع من أهل العلم، منهم: الإمام ابن كثير في البداية والنهاية، والشيخ محمد بخيت المطيعي مفتي مصر سابقاً.
وقد ذكر ابن كثير في البداية والنهاية أن مولد النبي صلى الله عليه وسلم لا يُعرف له تاريخ قاطع، وذكر القرطبي المالكي رحمه الله طرفاً من خلاف العلماء في يوم مولده صلى الله عليه وسلم في تفسيره [20/ 194]. وعلى فرض أنه صلى الله عليه وسلم وُلد في الثاني عشر من شهر ربيع الأول فهذا يوم وفاته كذلك. وليس الفرح في هذا اليوم بأولى من الحزن فيه.
ولا يُستدل على مشروعية الاحتفال بقول الله تعالى: {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ} [يونس:58] فإنه لم يستدل بها أحد من أصحاب القرون المفضلة على هذا الزعم، فهل نحن أفهم لكتاب الله تعالى من الصحابة والتابعين الذين فاتهم هذا الاستدلال، وخلا عصرهم منه، فكان إجماعاً على أنه لا يُراد من الآية ذلك. قال القرطبي نقلاً عن سلف الأمة في معنى الآية: (فضل الله الإسلام، ورحمته القرآن) [الجامع:8/ 353].
ولا يُستدل كذلك بما يُذكر من الرؤيا التي فيها أن أبا لهب لما فرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم خفف الله تعالى عنه العذاب؛ فإنها لا تثبت من ناحية الإسناد. والكافر لا يُثاب على أعماله الصالحة لأنه فقد شرطاً من شروط قبول العمل وهو الإيمان. فما بالك إذا كان العمل غير محل للثواب؛ فالفرح بالأبناء فرح طبعي لا يُثاب الإنسان عليه لذاته.
وأما صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين لأنه يوم وُلد وبُعث فيه فلا يدل على جواز الاحتفال. فالحديث دليل على أننا نصوم هذا اليوم من كل أسبوع شكراً لهذه النعمة، وليس فيه أننا نحتفل بيوم واحدكل عام، والعبادات لا قياس فيها.
وقد نص الإمام الفاكهاني المالكي المذهب على بدعية الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم في رسالته: المورد في الكلام على المولد، وبه قال ابن الحاج المالكي [المدخل: 2/ 11 - 12]
وعلى المسلم أن يعلم أنه ليس في الإسلام بدعة حسنة، وكل خير في اتباع من سلف، وتمسكك بسنة النبي صلى الله عليه وسلم أكبر دليل على محبتك له، وليسعنا ما وسع النبي صلى الله عليه وسلم وصحبه رضي الله عنهم.
نسأل الله أن يهدي المسلمين جميعاً، وأن يجمع على الحق كلمتهم.
وصل اللهم وسلم على نبينا وحبيبنا محمد وآله وصحبه.(92/31)
ما حكم أكل حلوى المولد و إهدائها؟
ـ[عمر خيري]ــــــــ[20 - 03 - 08, 03:17 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. أولا أعتذر عن إعادة السؤال ولكني أتمنى أن يتكرم الأعضاء بالمشاركة لكى يعم النفع و أعتذر ثانية عن التكرار وجزاكم الله خيرا.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[20 - 03 - 08, 06:21 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
للمدارسة:
نقل من كلام طويل لشيخ الإسلام رحمه الله عن الأعياد في الإقتضاء:
( ...
وأقل الدرجات أنك لو فرضت رجلين أحدهما قد اجتمع اهتمامه بأمر العيد على المشروع والآخر مهتم بهذا وبهذا فإنك بالضرورة تجد المتجرد للمشروع أعظم اهتماما به من المشرك بينه وبين غيره ومن لم يدرك هذا فلغفلته أو إعراضه وهذا أمر يعلمه من يعرف بعض أسرار الشرائع.
وأما الإحساس بفتور الرغبة فيجده كل أحد فإنا نجد الرجل إذا كسا أولاده أو وسع عليهم في بعض الأعياد المسخوطة فلا بد أن تنقص حرمة العيد المرضي من قلوبهم حتى لو قيل بل في القلوب ما يسع هذين قيل لو تجردت لأحدهما لكان أكمل) أهـ.
التحبير موضع الشاهد.
ولعل شراء حلوى المولد يدخل في التوسعة على العيال وعاقبته قلة الانتفاع بالأعياد المشروعة. وقد قال أيضاً رحمه الله:
( ... والشرائع هي غذاء القلوب وقوتها كما قال ابن مسعود رضي الله عنه ويروى مرفوعا إن كل آدب يحب أن تؤتى مأدبته وإن مأدبة الله هي القرآن ومن شأن الجسد إذا كان جائعا فأخذ من طعام حاجته استغنى عن طعام آخر حتى لا يأكله إن أكل منه إلا بكراهة وتجشم وربما ضره أكله أو لم ينتفع به ولم يكن هو المغذي الذي يقيم بدنه فالعبد إذا أخذ من غير الأعمال المشروعة بعض حاجته قلت رغبته في المشروع وانتفاعه به بقدر ما اعتاض من غيره بخلاف من صرف نهمته وهمته إلى المشروع فإنه تعظم محبته له ومنفعته به ويتم دينه به ويكمل إسلامه) أهـ.
ـ[عمر خيري]ــــــــ[21 - 03 - 08, 01:20 ص]ـ
بارك الله فيك. ولكنى أسال عن الحكم الشرعي ويا حبذا لو أسندت لي كلاما لأهل العلم المعاصرين في هذا الأمر.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[21 - 03 - 08, 01:41 ص]ـ
بارك الله فيك. ولكنى أسال عن الحكم الشرعي ويا حبذا لو أسندت لي كلاما لأهل العلم المعاصرين في هذا الأمر. فتوى للشيخ ابن باز رحمه الله:
صناعة الطعام يوم المولد النبوي وتوزيعه
س: عندنا عادة، وهي: في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول نعمل وجبة إفطار منذ الصباح الباكر، ونقوم بتوزيعها على الجيران، ونحن نهنئ الجيران، والأقرباء بعضهم بعضاً بحجة الفرح بالمولد النبوي، فهل لنا أن نستمر في عمل هذه الأطعمة، والأكل منها، ونعمل تلك الاحتفالات؟
هذا العمل ليس مشروعا، بل هو بدعة، ولو فعله بينه وبين الناس؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه ولم يفعلوا ذلك فلم يحتفل -صلى الله عليه وسلم- بمولده في حياته، ولم يأمر بذلك، وهو أنصح الناس -عليه الصلاة والسلام-، واعلم الناس، وأحرص الناس على الخير -عليه الصلاة والسلام-، فلو كان هذا العمل مشروعاً، وحسناً لفعله النبي -صلى الله عليه وسلم-، أو أرشد إليه، وهكذا الخلفاء الراشدون هم أفضل الناس بعد الأنبياء لم يفعلوه، ولم يأمروا به، وهكذا بقية الصحابة -رضي الله عنهم- لم يفعلوه ولم يأمروا به، وهكذا سلف الأمة في القرون المفضلة من الأمة لم يفعلوه، وهم خير الناس بعد الأنبياء كما قال -عليه الصلاة والسلام-: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم). فالواجب عليكم ترك هذه البدعة، والحرص على إتباع النبي -صلى الله عليه وسلم- في أقواله وأعماله، هذا هو الواجب على المسلمين أن يتبعوه، وأن ينقادوا لشرعه ويعظموا أمره ونهيه، وأن يسروا على سنته ونهجه -عليه الصلاة والسلام-. أما البدع فلا خير فيها فهي شر يقول -عليه الصلاة والسلام-: (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد). يعني فهو مردود. ويقول -صلى الله عليه وسلم-: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد).متفق على صحته. وفي صحيح مسلم عن جابر -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يقول في الخطبة –خطبة الجمعة– أما بعد: (فإن خير الحديث كتاب الله، وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة). هذا العمل الذي فعلته من إهداء الطعام، أو احتفال وغير ذلك في اليوم الثاني عشر من ربيع الأول بالطعام، أو بالصلوات، أو بالتزاور كله بدعة لا أصل له، يقول الرب -عز وجل-: (قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ) (31) سورة آل عمران. فاتباع النبي هو حقيقة الحب وهو دليل الحب الصادق، ويقول -عليه الصلاة والسلام-: (من رغب عن سنتي فليس مني)، فنوصيكم وغيركم من إخواننا المسلمين بترك هذه البدعة، وهي الاحتفالات بالمولد النبوي، أو بغير المولد النبوي. بالموالد الأخرى كلها غير مشروعة، ولكن نوصيكم باتباع الرسول -صلى الله عليه وسلم- دائماً، والتفقه في الدين وتعليم الناس السنة، والحرص على طاعة الله ورسوله في كل شيء، هذا هو الواجب على جميع المكلفين أن يخلصوا لله العبادة، وأن يعظموه، وأن ينقادوا لشرعه، وأن يسيروا على نهج نبيه -صلى الله عليه وسلم- في القول والعمل، في جميع الأحوال قال تعالى في كتابه العظيم: (وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا) (7) سورة الحشر. وقال -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الصحيح: (من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصا الله). فالواجب طاعته واتباع هديه -عليه الصلاة والسلام-. والحذر مما خالف هديه -عليه الصلاة والسلام- في كل شيء. رابطها من هنا. ( http://www.binbaz.org.sa/mat/9928)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/32)
ـ[ابو هبة]ــــــــ[21 - 03 - 08, 01:50 ص]ـ
حكم أكل حلوى مولد النبي صلى الله عليه وسلم
تاريخ الفتوى: 05 ربيع الأول 1424/ 07 - 05 - 2003
السؤال
ما حكم أكل حلوى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، عندنا في مصر، سواء في يوم المولد أو قبله أو بعده؟ مع العلم ببدعية الاحتفال؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد سبقت الإجابة على حكم الاحتفال بالمولد في الفتوى رقم: 6064 فلترجع إليها. وبناء على أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة محدثة فإن عليك الابتعاد عن المشاركة فيه بأي وجه من الوجوه، ولا تشارك أهله بالجلوس معهم على موائدهم أو أكل الحلويات التي يوزعونها. أم الأكل من الحلويات قبل الاحتفالات أو بعدها أو يكون ذلك منفصلا عن مظاهر الاحتفال فلا مانع منه لأن أكل الحلويات في حد ذاته ليس حراما على وجه العموم. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
رابطها هنا. ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=31651&Option=FatwaId)
ـ[عمر خيري]ــــــــ[21 - 03 - 08, 05:26 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك ورزقني الله و إياك العلم النافع و العمل الصالح
ـ[محمد جان التركماني]ــــــــ[24 - 03 - 08, 11:55 ص]ـ
حكم أكل حلوى مولد النبي صلى الله عليه وسلم
تاريخ الفتوى: 05 ربيع الأول 1424/ 07 - 05 - 2003
السؤال
ما حكم أكل حلوى مولد النبي صلى الله عليه وسلم، عندنا في مصر، سواء في يوم المولد أو قبله أو بعده؟ مع العلم ببدعية الاحتفال؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فقد سبقت الإجابة على حكم الاحتفال بالمولد في الفتوى رقم: 6064 فلترجع إليها. وبناء على أن الاحتفال بالمولد النبوي بدعة محدثة فإن عليك الابتعاد عن المشاركة فيه بأي وجه من الوجوه، ولا تشارك أهله بالجلوس معهم على موائدهم أو أكل الحلويات التي يوزعونها. أم الأكل من الحلويات قبل الاحتفالات أو بعدها أو يكون ذلك منفصلا عن مظاهر الاحتفال فلا مانع منه لأن أكل الحلويات في حد ذاته ليس حراما على وجه العموم. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
رابطها هنا. ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=31651&Option=FatwaId)
بارك الله فيك(92/33)
شاركنا في إعداد برنامج في قلبي يا رسول الله
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[20 - 03 - 08, 06:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
http://by125w.bay125.mail.live.com/mail/SafeRedirect.aspx?hm__tg=http://65.55.130.121/att/GetAttachment.aspx&hm__qs=file%3d8ba62723-7ca9-4ca2-89e9-d670b00f1ab5%26ct%3daW1hZ2UvcG5n%26name%3d
السؤال
VRUMDAw MDE_3d%26inline%3d1%26rfc%3d0%26empty%3dFalse%26im gsrc%3dcid%253apart1.02050307.02020107%2540Rasoula llah.Net&oneredir=1&ip=10.1.106.223&d=d606&mf=0
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده .................. وبعد
أريد من إخواني وأخواتي نشر هذه الفكرة في جميع المنتديات وعلى جميع الصفحات والمجموعات .. حتى يشاركنا الجميع في إعداد البرنامج وتجهيزه قبل وقت كاف ..
الإخوة والأخوات الكرام ... ثبتكم الله على سنة نبيه ورزقكم شفاعته ....
في هذا البرنامج بإذن الله نتحدث عن سبب محبتنا للرسول صلى الله عليه وسلم .. وذلك بعرض خلق من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم .. وسيكون العمل كما كنا نصنع في برنامج نبض الشباب نناقش في كل حلقة خلقا من أخلاقه صلى الله عليه وسلم ونحاول أن ننزله على أرض الواقع ... والبرنامج بحول الله وقوته سيكون على أكثر من عشر قنوات فضائية ....
سيكون البرنامج .. على قناة الرحمة .. والحكمة .. والنجاح .. واقرأ ... والرسالة .. والراي .. والمحور .. ودبي .. والقناة السعودية الأولى .. وقناة الصفوة (أوربت) وقناة دريم .. وقنوات عدة اخرى بإذن الله.
فشدوا الهمة إخواني وأخواتي ... وأريد أن يخصص كل منا موضوعا جديدا في منتدانا هذا نناقش فيه أخلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
ثبتكم الله وأعانكم
http://montada.rasoulallah.net/index.php?showtopic=2531&st=0entry9983 (http://montada.rasoulallah.net/index.php?showtopic=2531&st=0entry9983)
الشيخ محمد الصاوي(92/34)
فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي (مع فوائد أخرى)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 07:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
«فتوى الإمام الشاطبي في المولد النبوي مع فوائد أخرى»
الحمد لله، وبعد:
فمن الاحتفالات التي اعتاد الناس إقامتها في هذا الشهر الاحتفال بالمولد النبوي، وهو لا شك من البدع؛ لإنَّه اجتماع على أعمال يُقصد بها التقرب إلى الله، والله لا يُتقرب إليه إلا بما شرع، ولا يُعبد إلا بما شرع، فكلُّ محدثة في الدين بدعة، والبدع منهي عنها.
قال الله ـ تعالى ـ: ((أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله))، وقال الرسول ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد))، أخرجاه عن عائشة، وفي لفظ لمسلم: ((من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد))، قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة))، رواه مسلم.
وفي حديث العرباض بن سارية ـ رضي الله عنه ـ، قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((عليكم بسنتي وسنة الخفاء الراشدين المهدييِّن من بعدي تمسَّكوا بها وعضُّوا عليها بالنَّواجذ، وإيَّاكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة)).
إلى غير ذلك من الأحاديث الدالة على النهي عن الابتداع في دين الله، وعن تشريع الناس لأنفسهم عبادات وأعمالا يتقربون بها إلى الله، وهي لم يشرعها الله ولا رسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ[1].
وقد تتابع أهل العلم منذ ظهور هذه البدعة الشنيعة على إنكارها، وإنكار ما يلتزمه الناس فيها دون سائر الأيام، ومن هؤلاء الأعلام؛ الإمام العلاّمة أبو إسحاق إبراهيم بن موسى بن محمد اللخمي الشاطبي المالكي ـ رحمه الله ـ (ت 790هـ)؛ صاحب «الموافقات» و «الاعتصام»؛ التي لم يُؤلَّف في بابها مثلها، فكيف بأحسن منها؟
فقد ورد له كلام نفيس ضمن جوابه على جملة مسائل في كثير من البدع التي اعتادها الناس [2]، وكانت المسألة الأولى عن حكم الوصية من الميراث لإقامة المولد النبوي، فقال ـ رحمه الله ـ: ( ... فمعلوم أن إقامة المولد على الوصف المعهود بين الناس بدعة محدثة، وكل بدعة ضلالة، فالإنفاق على إقامة البدعة لا يجوز والوصيَّة به غير نافذة، بل يجب على القاضي فسخُه وردُّ الثلث إلى الورثة يقتسمونه فيما بينهم، وأبعد الله الفقراء [3] الذين يطلبون إنفاذ مثل هذه الوصيّة ... ) انتهى المراد من كلامه.
و سُئل [4]: هل كل بدعة حُسِّنت أو قُبِّحت ضلالة لعموم الحديث، أم تنقسم إلى أقسام الشريعة كما قال بعض الناس [5]؟ والسلام.
فأجاب ـ رحمه الله ـ بقوله: ( .. قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: ((كلُّ بدعة ضلالة)) محمول عند العلماء على عمومه، لا يُستثنى منه شيء ألبتة، وليس فيها ما هو حَسَنٌ أصلا، إذ لا حَسَن إلاّ ما حّسَّنه الشرع، ولا قبيح إلا ما قبَّحه الشرع، فالعقل لا يُحسِّن ولا يُقبِّح، وإنمَّا يقول بتحسين العقل وتقبيحه أهل الضلال [6].
وما ذكره بعض الناس في تقسيم البدع لا يصح ظاهره، بل له غَور لا أقدر الآن على تقريره، فمن حمله على ظاهره زلَّ، وبالله التوفيق.
وأمَّا قولكم أولا: هل نحن مأجورون على فعلها أو داخلون تحت وعيد ما ذكرتم؟؛ فإنَّ يحيى بن يحيى [7] قال: (ليس في خلاف السنَّة رجاءُ ثوابٍ).
والسلام على من يقف على هذا من كاتبه الشاطبي ورحمة الله وبركاته) اهـ.
و قال ـ أيضاً ـ في «الاعتصام» (1/ 46 ـ ط مشهور): (ومنها [أي البدع]: التزام الكيفيات والهيئات المعينة؛ كالذكر بهيئة الاجتماع على صوت واحد، واتخاذ يوم ولادة النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ عيداً، وما أشبه ذلك).
وللشيخ أبي عبد الله الحفَّار الغرناطي ـ رحمه الله ـ (ت811هـ) فتوى في نفس الموضوع [8] ذهب فيها إلى ما ذهب إليه الشاطبي، وأفاض في الجواب لمَّا سُئل عن رجل حبَّس أصل توت على إقامة المولد، ثمَّ مات فأراد ولده أن يتملَّك أصل التوت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/35)
وجاء في فتواه أنَّ السلف الصالح لم يفعلوا في ليلة المولد شيئاً زائداً على ما يفعلون في سائر الليالي، لأنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إنمَّا يُعظَّم بالوجه الذي شُرع في تعظيمه، وهم قد اختلفوا في تعيين ليلة ولادته، ولو شُرعت فيها عبادة لعيَّنها الصحابة وحقَّقوا.
[/ B] وقال الحفَّار ـ رحمه الله ـ: (الخير كلُّه في اتِّباع السلف الصالح الذين اختارهم الله، فما فعلوه فعلناه، وما تركوه تركناه، فإذا تقرَّر هذا ظهر أنَّ الاجتماع في تلك الليلة ليس بمطلوبٍ شرعاً بل يُؤمر بتركه، وقوع التَّحبيس عليه مما يَحمل على بقائه، واستمرار ما ليس له أصلٌ في الدين، فمحوه وإزالته مطلوبة شرعا.
ثم ها هنا أمر زائد في السؤال: أنَّ تلك الليلة تقام على طريقة الفقراء، وطريقة الفقراء في هذه الأوقات شنعة من شنع الدين، لأنَّ عُمدتهم في الاجتماع إنَّما هو الغناء والشطح، ويقرِّرون لعوامِّ المسلمين أنَّ ذلك من أعظم القُربات، وأنَّها طريقة أولياء الله، وهم قوم جهلة لا يُحسن أحدهم أحكام ما يجب عليه في يومه وليلته، بل هم ممَّن استخلفهم الشيطان على إضلال عوامِّ المسلمين؛ إذ يُزيِّنون لهم الباطل، ويضيفون إلى دين الله ما ليس منه، لأنّ الغناء والشطح من باب اللَّهو و اللَّعب، وهم يُضيفونه إلى أولياء الله، وهم يكذبون في ذلك عليهم ليتوصَّلوا بذلك إلى أكل أموال الناس بالباطل، فصار التَّحبيس عليهم ليُقيموا بذلك طريقتهم تحبيساً على ما لا يجوز تعاطيه؛ فيبطل ما حُبس في هذا الباب على هذه الطريقة. ويُستحب لابن هذا المحبِّس أن يصرف هذا الأصل من التوت على باب آخر من أبواب الخير الشرعيَّة، وإن لم يقدر على ذلك فينقله لنفسه) اهـ.
وقبل أن أضع القلم أنقل لك ـ أيُّها القارئ الكريم ـ كلمات نيِّرات لعلاّمة الجزائر في زمانه الشيخ السلفي عبد الحميد بن باديس الصنهاجي المالكي ـ رحمه الله ـ (ت1359هـ) في الحثِّ على الاتِّباع و التَّحذير من الابتداع، وحُقَّ لها أن تُكتب بماء الذهب و العيون لنفاستها.
قال ـ رحمه الله ـ أثناء ردِّه على شيخه العلاّمة محمد الطاهر بن عاشور في مسألة القراءة على الأموات (3/ 273 ـ آثاره): ( ... ولا يكون الإقدام على إحداث شيء للتقرُّب به مع ترك النبيِّ ـ صلى الله عليه وسلم ـ له مع وجود سببه، إلاَّ افتياتاً عليه، وتشريعاً من بعده، وادعاءً ضِمنياًّ للتفوُّق عليه في معرفة ما يُتقرَّب به، والحرص عليه، والهداية إليه، فلن يكون فعل ما تركه ـ والحالة ما ذُكر ـ من المباحات أبداً، بل لا يكون إلاَّ من البدع المنكرات .. ).
وقال في نفس السياق (3/ 298): (إنَّ هذا الأصل وهو ما تركه النبيُّ ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ مع قيام مُقتضيه فالدِّين تركُه، والزيادة عليه بدعة مذمومة مخالفة لمقصد الشارع، هو حجة المصلحين في ردِّ البدع على الغالين والمتزيِّدين .. ).
[ B] و قال ـ رحمه الله ـ في رسالته الموسومة بـ «جواب سؤال عن سوء مقال» (3/ 222 ـ آثاره): (اعلموا ـ جعلكم الله من وُعاة العلم، ورزقكم حلاوة الإدراك والفهم، وجمَّلكم بعزَّة الاتِّباع، وجنَّبكم ذلّة الابتداع ـ أنَّ الواجب على كلّ مسلمٍ في كلِّ مكانٍ وزمانٍ؛ أن يَعتقد عَقْداً يتشرَّبه قبله، وتسكن له نفسه، وينشرِح له صدره، ويلهج به لسانه، وتنبني عليه أعماله؛ أنَّ دين الله ـ تعالى ـ من عقائد الإيمان، وقواعد الإسلام، وطرائق الإحسان، إنَّما هو في القرآن والسنَّة الصحيحة وعمل السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأتباع التابعين، وأنَّ كلَّ ما خرج عن هذه الأصول، ولم يحظ لديها بالقَبول ـ قولاً كان أو عملاً أو عقداً أو احتمالاً ـ؛ فإنَّه باطلٌ من أصله، مردودٌ على صاحبه ـ كائناً من كان، في كلِّ زمان مكان.
فاحفظوها واعملوا بها تهتدوا وترشدوا إن شاء الله ـ تعالى ـ، فقد تظافرت عليها الأدلَّة من الكتاب والسنة وأقوال أساطين الملَّة، من علماء الأمصار أئمَّة الأقطار وشيوخ الزهد الأخيار، و هي لَعَمر الحقِّ لا يقبلها إلاّ أهل الدين والإيمان، ولا يردُّها إلاّ أهل الزَّيْغ والبُهتان، والله أسأل التوفيق لي لكم ولجميع المسلمين، والخاتمةَ الحسنة والمنزلةَ الكريمة في يوم الدين، آمين والحمد لله ربِّ العالمين) اهـ.
وبهذه النَّصيحة النَّافعة والوصيَّة الجامعة أختم المقال، وصلّى الله على رسولنا الكريم وعلى جميع الصَّحب الآل.
فريد المرادي (9 / ربيع الأول / 1426هـ).
(ثم راجعتُ المقال و صححته: ليلة 12 / ربيع الأول / 1429هـ).
=========
الهوامش:
[1] «المنظار في بيان كثير من الأخطاء الشائعة» لمعالي الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ (ص17ـ18).
[2] «فتاوى الإمام الشاطبي» (ص 203ـ204 / جمعها و حقَّقها و قدَّم لها: محمد أبو الأجفان)، وبنحوها في «المعيار المعرب» (7/ 102) و (9/ 252).
[3] المراد بهم الصوفية؛ فتنبه.
[4] كما في «فتاويه» (ص180ـ181).
[5] وعلى رأسهم العلاّمة العز بن عبد السلام ـ رحمه الله ـ في كتابه «قواعد الأحكام» (2/ 172 - 173).
[6] لا يخفى عليك أن الشاطبي ـ غفر الله له ـ أشعري العقيدة في الجملة؛ راجع ـ فضلا ـ كتاب «الإمام الشاطبي: عقيدته وموقفه من البدع وأهلها» لعبد الرحمن آدم علي ـ رحمه الله ـ، وكتاب «الإعلام بمخالفات (الموافقات) و (الاعتصام)» للشيخ ناصر بن حمد الفهد ـ وفقه الله ـ.
[7] هو الليثي (ت203هـ) راوي موطأ الإمام مالك، ومفتي الأندلس في زمانه.
[8] أفادها المحقِّق في الحاشية، وبنحوها في «المعيار المعرب» (7/ 99 ـ101).
[/ FONT]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/36)
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 11:10 م]ـ
بارك الله فيك ونفع الله بك [/ size]
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 06:58 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم ...
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[22 - 03 - 08, 12:16 ص]ـ
للرفع
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[22 - 03 - 08, 02:40 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 08:33 م]ـ
شكر الله لكم مروركم و تعليقكم ...
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 11:36 م]ـ
رحم الله مشايخنا رحمة واسعة
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 10:26 ص]ـ
http://merathdz.com/play.php?catsmktba=2085(92/37)
ما حكم شاعر المليون
ـ[الحاتمي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 08:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشر في الآونة الاخيرة ظهور بعض البرامج التي استحلها بعض العامة والله أن بها من المنكرات ما يحرق قلب المؤمن الغيور على دينه و على أهله
ومن هذه البرامج برنامج (شاعر المليون)
وأحببت نقل الفتاوى التي قيلت في هذا البرنامج
هذه فتوى من الشيخ محمد صالح المنجد
عن برنامج شاعر المليون
أخي الكريم / السلام عليكم ورحمة الله وبركاته نعتذر عن التأخر في الإجابة على سؤالك وذلك لكثرة الأسئلة الواردة إلينا وهذا هو جواب سؤالك بارك الله فيك ونفع بك الإسلام والمسلمين
الجواب: الحمد لله أولا
المسابقات التي تقام بين الشعراء، يشترط لجوازها أن يكون موضوع الشعر مباحاً، ليس محرماً ولا مكروهاً
فإذا كان الموضوع يحث على مكارم الأخلاق، والتمسك بهذا الدين الحق، وبذل الجهد في نصرته، وبيان محاسنه، وبطلان الأديان الأخرى، فلا بأس بهذه المسابقات
بل فيها مصلحة شرعية، وقد كان شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم كحسان بن ثابت ينصرون الإسلام ويجاهدون أعداءه بألسنتهم
أما إذا كان الموضوع محرماً أو مكروهاً، كالعشق ووصف أحوال العاشقين، ووصف الخمر، والتغزل الفاضح بالنساء، أو إثارة العصبية القبيلة، أو الوطنية، أو هجاء من لا يستحق الهجاء، أو مدح من لا يستحق المدح ونحو ذلك، فهذه المسابقات محرمة، ولا يجوز الاشتراك فيها، أو الإعانة عليها بأي وجه من وجوه الإعانة، لقول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ
وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن رجلين تراهنا في عمل زجلين (كلام موزون يشبه الشعر) ولكل منها جماعة يتعصبون له، وفي زجلهما التغزل في المردان، ونحو ذلك] فأجاب:"الحمد لله. هؤلاء المتغالبون بهذه الأزجال ; وما كان من جنسها هم والمتعصبون من الطرفين ; والمراهنة في ذلك وغير المراهنة: ظالمون معتدون آثمون مستحقون العقوبة البليغة الشرعية التي تردعهم وأمثالهم من سفهاء الغواة العصاة الفاسقين عن مثل هذه الأقوال والأعمال التي لا تنفع في دين ولا دنيا ; بل تضر أصحابها في دينهم ودنياهم. وعلى ولاة الأمور وجميع المسلمين الإنكار على هؤلاء وأعوانهم ; حتى ينتهوا عن هذه المنكرات ويراجعوا طاعة الله ورسوله وملازمة الصراط المستقيم الذي يجب على المسلمين ملازمته ; فإن هذه المغالبات مشتملات على منكرات محرمات ; وغير محرمات بل مكروهات، وهذه الأقوال فيها من وصف المردان وعشقهم ; ومقدمات الفجور بهم ما يقتضي ترغيب النفوس في ذلك ; وتهييج ذلك في القلوب. وكل ما فيه إعانة على الفاحشة والترغيب فيها: فهو حرام، وهؤلاء من المضادين لله ولرسوله ولدينه. ويدعون إلى ما نهى الله عنه ; ويصدون عما أمر الله به، ويصدون عن سبيل الله؛ ويبغونها عوجا
والمغالبة بمثل هذا توقع العداوة والبغضاء، وتصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة، وهذا من جنس النقار بين الديوك، والنطاح بين الكباش ; ومن جنس مغالبات العامة التي تضرهم ولا تنفعهم، والله سبحانه حرم الخمر والميسر. والميسر هو القمار ; لأنه يصد عن ذكر الله وعن الصلاة ويوقع العداوة والبغضاء، وهذه المغالبات تصدهم عن ذكر الله وعن الصلاة، وتوقع بينهم العداوة والبغضاء " انتهى ثانياً
لو سَلَّمنا أن موضوع هذه الأشعار مباح، فإن هذه المسابقات قد تضمنت جملة من المحاذير الشرعية، منها
النظر إلى وجوه النساء المتبرجات، وقد قال الله تعالى: (قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ
سماع الأغاني والمعازف، وقد سبق بيان تحريمها وأدلة ذلك
التعصب للقبيلة أو البلد، وقد روى البخاري ومسلم عن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ، وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: (مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ؟ دَعُوهَا، فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/38)
فإذا كان التعصب لاسم "المهاجرين" و "الأنصار" مع شرفهما: محرماً، ودعوى الجاهلية، فالتعصب لمجرد القبيلة أو البلد أشد تحريماً
إرسال الرسائل ذات التكلفة العالية، لترشيح شاعر من الشعراء للفوز بجائزته، داخل في الإسراف والتبذير المنهي عنهما، وقد قال تعالى: (وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًا
وقال تعالى: (وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ) الأنعام
وروى البخاري ومسلم عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِنَّ اللَّهَ َكَرِهَ لَكُمْ قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ
وروى الترمذي عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ خَمْسٍ: عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِيمَا عَلِمَ
تضمنها شهادة الزور، لأن الواجب على من يشارك في هذه المسابقات أن يشهد بالعدل بأن فلاناً هو الأحسن، أما ترشيحه لفلان للجائزة من أجل بلده أو قبيلته أو غير ذلك من الاعتبارت فهو داخل في شهادة الزور
فهذه جملة من المحاذير التي تضمنتها مثل هذه المسابقات
ولهذا ينصح القائمون على هذه البرامج بتقوى الله تعالى، وعدم تشجيع الناس على المحرمات
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
والله أعلم.
سئل الشيخ عبد العزيز الفوزان
عن حكم التصويت للشعراء المشاركين في شاعر المليون وغيرهفأجاب بعدم جواز ذلك لعدة اسباب
ان المسابقة هدفها الاساسي الربحية واكل اموال الناس بالباطل
وليس فيها عدل في الحكم على الشعراء
وان من يصوت فهو يشهد شهادة زور لانه يصوت وهو يعلم ان شاعره ليس بالافضلكما ان فيها تبذير للمال في غير وجه حقفلو انفقت هذه الاموال الطائله للفقراء والمحتاجين اليس افضل؟؟
كما انها تثير النعرات القبيلة والجاهلية التي قضى عليها الاسلام
وقد علمنا ان بعض القبائل تقوم بعقد اجتماعات وحملات تعد فيها الولائمويتم فيها جمع التبرعات من اجل التصويت لشاعر القبيلةوهذه عودة للعصبية القبيلية وحمية الجاهليةانتهى كلام الشيخ حفظه الله
س: برنامج اسمه شاعر المليون يقدمة رجل وأمرأة فاتنه متبرجه وبه موسيقىولايمكن
مشاهدة الا على قناة فضائية خبيثه تبث الافلام والمسلسلات الماجنهويتسابق به
عدد من الشعراء ويتم اجتياز المراحل الاولى بترشيح من لجنة التحكيماما
المراحل الاخيرة فلا يتم اجتيازها الا بالتصويت من الجمهور وقيمةالرسالة
الواحدة ثلاثة ريال او اكثر ويقوم كل اناس بالتعصب والتحيز للشاعر الذيينتمي
لبلدهم او لقبيلتهم ويقومون بالتصويت له حتى وان لم يكن هو الافضل شعرابين
المشاركينالسؤال الاول:
ماحكم مشاهدة البرنامج
السؤال الثاني:
ماحكم دعم المشاركين في البرنامج اما ماديا او بأرسال رسائل علىالبرنامج
الاجابه
بسم الله الرحمن الرحيموعليكم السلام و رحمة الله و بركاته، أما بعد ..
فإجابة عن سؤالكنقول:
لا يجوز مشاهدته ولا المشاركة فيه؛ لأن ذلك من الإعانة على الإثموالعدوان.
قسم الفتوى بموقعد. خالدالمصلح
1429/ 1/12
.
أسأل الله أن يرزقنا القول السديد والعمل الصالح الرشيد .......
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 12:51 ص]ـ
إذا استثنينا مشاهدة وجه المرأة المذكورة، وسماع صوت الموسيقى، فالأصل في الشعر الإباحة، إنما هو كلام، حسنه حسن، وقبيحه قبيح، هذا هو المستقر فقهاً.
وبعض الأوصاف المذكورة في المشاركات أعلاه لا تصلح مناطاً للمنع، فضلاً عن التحريم.
قال ابن قدامة في المغني: "وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم قصيدة كعب بن زهير، وفيها التشبيب بسعاد، ولم يزل الناس يروون أمثال هذا، ولا ينكر "اهـ
وقال: " والشعر كالكلام؛ حسنه كحسنه، وقبيحه كقبيحه.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إن من الشعر لحكما}، {وكان يضع لحسان منبرا يقوم عليه، فيهجو من هجا رسول الله صلى الله عليه وسلم والمسلمين}.
{وأنشده كعب بن زهير قصيدة: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول في المسجد "اهـ.
قلت: وهذه البرامج تشتمل على الطيب والرديء، والشعر - فصيحه وشعبيه - له أغراضه المتنوعة، منها ما يزكي النفوس، وينهض الهمم، ويدل على مكارم الأخلاق، فلا ينبغي إطلاق القول بالتحريم، وإنما التفصيل هو الحق، فالأصل الإباحة، ثم من نظم شعراً محرماً قيل له أخطأت، والله تعالى أعلم.
والتصويت للشعراء مباح في أصله، إذ هو من جنس التشجيع على مباح، فما الذي نقله عن هذا الأصل، وارتفاع تكلفة الرسالة لا ينتهض لتحريم التصويت، وإن كان آخذ الرسوم يصنف في عداد الجشعين، فالإثم - لو قيل به - يقتصر على فارض الرسوم لا دافعها، وأمور المسلمين محمولة على السداد، والمنع رفعٌ لهذا الأصل، فلا يؤخذ به إلا بدليل رافع، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/39)
ـ[الحاتمي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 09:49 ص]ـ
وبعض الأوصاف المذكورة في المشاركات أعلاه لا تصلح مناطاً للمنع، فضلاً عن التحريم.
ـ[الحاتمي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 09:50 ص]ـ
وبعض الأوصاف المذكورة في المشاركات أعلاه لا تصلح مناطاً للمنع، فضلاً عن التحريم.
حياك الله أخي أبا عبدالله واشكرك على مرورك
ولكن هل من الممكن أن توضح هذه الأوصاف التي لاترى أنها مناطا للمنع
وهل أبتزاز أموال الناس بهذه الرسائل
وأضاعت الانسان ماله فيما فيه خسران وضياع كافيا أن يكون مانع لذلك
بارك الله فيك
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 02:33 م]ـ
[ FONT=Akhbar MT] أما إذا كان الموضوع محرماً أو مكروهاً، كالعشق ووصف أحوال العاشقين، ووصف الخمر، والتغزل الفاضح بالنساء، أو إثارة العصبية القبيلة، أو الوطنية، أو هجاء من لا يستحق الهجاء، أو مدح من لا يستحق المدح ونحو ذلك، فهذه المسابقات محرمة، ولا يجوز الاشتراك فيها، أو الإعانة عليها بأي وجه من وجوه الإعانة، لقول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [/ I]
لاحظ أنه بحسب الفتوى: إذا كان الموضوع مكروهاً = فالحكم التحريم!
أخي الحبيب: للشعر المطروح في هذه المناسبات أغراض لا يحسن الشعر عند أهله إلا بها، كالغزل ومدح القبيلة والإبل والوطن، وهذه لا يصح تحريمها بالقول بأنها شعر فاضح أو غير ذلك، فشعر الغزل لا يقال له فاضح، ما لم يصف امرأة بعينها ويسميها، أو يفصح عن ألفاظ يستحيا منها، وهذا ما لا وجود له في أغلب القصائد الغزلية قديماً وحديثاً بحسب ما أعلم.
وليس من شرط المسابقات المباحة أن تكون في مدح الأمور الدينية فحسب، فكل معنى لا يصادم نصاً شرعياً جائز، والشعر منه حكمة ومنه سحر حلال، وذلك مباح كله، ما لم يقع الاعتداء على محارم الله تعالى.
ثم إن ما وقع السؤال عنه لا يسمى مراهنة كما في النقل عن أبي العباس - رحمه الله -، بل هي مسابقات، وابن تيمية سئل عن المراهنة، وهذه لونٌ آخر.
مع وافر التقدير لك وللمشايخ الكرام.
ـ[الحاتمي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 05:50 م]ـ
أخي أبا عبدالله أنا أتفق معك تمام الإتفاق على أنه يوجد غزل عفيف ويوجد من الشعر ما يفخر به الاتقياء
ولكن محور حديثي عن هذا البرنامج الذي نشر العامية ووضع بعض الاشخاص غير الاكفاء وجعلهم قدوات يقتدي بهم الاطفال ويقلدونهم
وكذلك أظهر المرأة كشاعرة تقول الشعر أمام الملايين رافعة صوتها مظهرة لزينتها وما يتخلل هذا البرنامج من الغناء
الا توافقني الرأي في أن مشاهدت مثل ذلك لايختلف على حرمته اثنان
جمعني الله وأياكـ أبا عبدالله في فردوسه الاعلى
ـ[خالد الحماد]ــــــــ[23 - 03 - 08, 11:48 م]ـ
غريبة أن يختلف أحد في مثل هذا البرنامج الهابط
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:58 ص]ـ
يظهر أن المسألة لم تتضح للأخ النجدي
فالتعصب القبلي ليس في كلام الشاع داخل القاعة، بل في مضارب القبيلة!
وأكل أموال الناس بالباطل لا يتم في القاعة، بل عبر هواتف الناس
وشهادات الزور تتم هناك أيضاً
بل لو تأمل الأخ في مجريات البرنامج نفسه لوجد الاحتيال يكاد ينادي على نفسه!
يأتون بشاعر من كل بلد عربي، ومن باكستان أيضاً، ومن كل قبيلة، ومن كل منطقة، وبعضهم شعراء من الدرجة العاشرة!! للتلاعب بعواطف الناس وسلب نقودهم
ولا يمانعون أن تأتيهم من الهاتف الواحد ألف مكالمة!!
ولا توجد رقابة مستقلة على عدد الأصوات والمكالمات!!
ولا شك عندي على الإطلاق أن فوز الشاعر وانتقاله إلى مرحلة تالية يتوقف على مقدار العائد المتوقع من صعوده أو هبوطه!! بل لا أشك بأن القائمين على البرنامج يختارون الفائز النهائي وعيونهم على مسابقة العام القادم!!
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:46 م]ـ
ولكن محور حديثي عن هذا البرنامج الذي نشر العامية ووضع بعض الاشخاص غير الاكفاء وجعلهم قدوات يقتدي بهم الاطفال ويقلدونهم
وكذلك أظهر المرأة كشاعرة تقول الشعر أمام الملايين رافعة صوتها مظهرة لزينتها وما يتخلل هذا البرنامج من الغناء
الا توافقني الرأي في أن مشاهدت مثل ذلك لايختلف على حرمته اثنان
أخي الحبيب: لا حق لنا جميعاً في التحريم والتحليل، وإنما هو محض حق الله تعالى، وقد نهانا أن نقول هذا حلال وهذا حرام إلا ببرهان منه سبحانه، وما سوى ذلك سماه الله كذباً عليه.
والشق المتعلق بالعامية لا يصلح مناطاً للتحريم، لعدم الدليل على ذلك.
وإظهار المرأة متزينة محرم بالنص، لكن لا يجوز تعدية التحريم إلى جميع متعلقات المسابقة، مشاركة وتصويتاً واستماعاً بناءً على ذلك.
وبالنسبة لما ذكره الأخ خزانة الأدب، فلست من متابعي هذا البرنامج، وإنما علقت على نص الفتاوي المذكورة أعلاه.
ولا أبرئ البرنامج من كل سوء، لكن اعتراضي جاء أصالة على تعليق التحريم على ما ليس بمحرم هذه هي المؤاخذة.
ولو فرضنا أن هناك استغلالاً من إدارة المسابقة، فالإثم - لو كان - على المستغِل، فكيف يتعدى التحريم إلى كل من شارك أو صوَّت ... !
وتوصيف التصويت على أنه (شهادة زور) لا يستقيم، إذ التصويت في نظري ليس (شهادة) بل هو (طلب)، والطلب من جنس (الإنشاء) لا (الإخبار) على الراجح، لأن المقام مقام تشجيع لا مقام خصومة قضائية، ومن ثم لا يقال فيه صدق وكذب، وما هو من الزور بسبيل ...
وليس كل طلب أو عمل لا نحبذه نذهب فنحرمه، بل الواجب أن يجتهد طالب العلم في توعية الناس وتوجيههم، ورفع مستوى اهتمامهم وهممهم.
كما أن العمل إذا اختلط به حق بباطل، وأمكن فرز الحق من الباطل، لم يصح إطلاق التحريم جملة، بل الواجب تفريق الصفقة على ما هو معروف عند الفقهاء.
أسأل الله تعالى أن يلهمنا رشدنا، ويقينا شرور أنفسنا، والله تعالى أعلم ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/40)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[24 - 03 - 08, 03:34 م]ـ
أهنيك أخي على شجاعتك لطرح هذا الموضوع ... الذي لا أعلم ما سبب الصمت العارم على كثير من المشائخ والمستقيمين بالحديث عنه .. وقد سمعت أن الشيخ عبدالعزيز آل شيخ أفتى به وما زلت أبحث عن الحلقة المسجلة ووالله إنه من المبكي عندما يدخل دكتور الشريعة
إلى القاعة التي تحوي على 60 أو 70 طالبة ثم يحث على متابعة مثل هذا البرنامج الهابط ... !
ثم تذهب إلى مخيم ربيعي والشيخ الذي يلقي يستخف دمه أمام الآلاف من المستقيمين ويقول (فالكم المليون) وغيره الكثير ...
ولكن لا أقول إلا ونعم القدوة أنتم يا مشائخنا ويا طلاب العلم!!!!
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[24 - 03 - 08, 03:47 م]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
أما بعد:
أولا:
يحتوي هذا البرنامج على شعر الغزل الغير عفيف وما يحويه من الوصف المذموم والعبارات الفاحشة وفيه أيضا صناعة القصص الكاذبة والحلف بالله على خيال كاذب. وقد قال الله تعالى (والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون مالا يفعلون) الشعراء 226.
قال الشيخ السعدي رحمه الله في تفسير هذه الآية:
والشعراء: أي هل أنبئكم أيضا عن حالة الشعراء ووصفهم الثابت فإنهم (يتبعهم الغاوون) عن طريق الهدى والمقبلون على طريق الغي والردى. فهم في أنفسهم غاوون وتجد أتباعهم كل غاو ضال فاسد ثم قال (ألم تر) أي غوايتهم وشدة ضلالهم (أنهم في كل واد) من أودية الشعر (يهيمون) فتارة في مدح وتارة في قدح وتارة يتغزلون وأخرى يسخرون زمرة يمدحون وآونه يحزنون فلا يستقر لهم قرار ولا يثبتون على حال من الأحوال.
البقية تأتي بإذن الله.
ـ[الحاتمي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 11:08 م]ـ
أخي خالد اشكرك على المرور
ـ[الحاتمي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 11:08 م]ـ
خزانة الادب شكرا على هذه اللفتة الرائعة والله إن القلب ليحزن على انشغال أمة الاسلام بمثل هذه البرامج
بل واشغلوا الابناء بمتابعتها حتى تقمصوا شخيصات ليست مثلى وأصبحوا يقلدونهم في حركاتهم بل و طرق
القاءهم و حفظوا قصائدهم التي يوجد منها ماهو منافي للشرع
فمن الشعراء (على حسب سماعي) من قال
في أحد قصائده في وصف من يشارك معه من الشعراء
قال الشاعر
وسأوردها بالمعنى لا بالنص (أحد الشعراء نرغب في سماع قصائده وأحدهم نرغب في اطلاق اللعن على صراخه)
في الحقيقة لا أرغب في سياق المزيد من الامثلة التي تدل على فحش بعض أقوالهم
وكرامة لهذا المنتدى المبارك ولم أورد المعنى السابق الا ليتبين الحق
وسمعت ايضا أن بعضهم يجعل زوجته و بناته يشاهدون هذه البرامج ويجبرها على التصويت وارسال الرسائل لترشيح أحد الشعراء
أين ذهبت الغيرة؟؟؟؟
الله المستعان ولا حول ولا قوة الا بالله ....
ـ[الحاتمي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 11:24 م]ـ
طالبة العلم سارة
نسأل الله الثبات و أن لايبتلينا والحمد لله على كل حال
في الحقيقة لم اطرح هذا الموضوع إلا لأهميته حيث انشغل بها الكثيروووون ولا آكاد اجلس في مجلس عام ولا
قي مقر العمل إلا
سمعت التعنصر لبعض الشعراء ورمي التهم و نشر الكذب على منافسيه وذمهم و قول البهتان و الغيبة فيهم
أصبح هذا البرنامج حديث الصغار والكبار
فهذا أحد مقدمي البرنامج يقول قي أحد الحلقات على مسمع و مرأى الملايين
طبعا في بداية السنة الماضية
يقول نقول للمسلمين كل عام وأنتم بخير
ثم قال ((((((ونهنئ النصارى بعيد الكريسماس)))))
نسأل الله السلامة والعافية
ـ[الحاتمي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 11:43 م]ـ
أخي أبا عبدالله
اعلم بإنه لاحق لنا في التحريم و اعلم بأن الله أمرنا أن نسأل أهل العلم و الذكر
وقد اختتم الشيخ محمد المنجد كلامه بقول فهذه جملة من المحاذير التي تضمنتها مثل هذه المسابقات
ولهذا ينصح القائمون على هذه البرامج بتقوى الله تعالى، وعدم تشجيع الناس على ((((المحرمات))))
وفق الله الجميع لما يحب ويرضى
والله أعلم.
وقال الشيخ خالد المصلح (لا يجوز مشاهدته ولا المشاركة فيه؛ لأن ذلك من الإعانة على الإثم والعدوان)
فهل من الخطأ نقل قول المشائخ بتحريم مشاهدته؟؟؟؟؟؟
و أما العامية فلم أجعلها مناطا للتحريم ولكنها تبعدنا عن لغة القران ...
أخي أبا عبدالله هل يستطيع الانسان في مثل هذا البرنامج افراز الحق من الباطل؟؟؟؟؟؟؟
وقولك (وإظهار المرأة متزينة محرم بالنص، لكن لا يجوز تعدية التحريم إلى جميع متعلقات المسابقة، مشاركة وتصويتاً واستماعاً بناءً على ذلك)
هل تعني بجواز مشاهدته و المشاركة فيه أم ماذااا؟؟؟؟
واشكرك على مرورك وفقك الله لكل خير
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 12:03 ص]ـ
فتوى العلامة عبدالعزيز آل الشيخ حفظهُ الله حول هذا الموضوع، عُرض السؤال في برنامج مع سماحة المُفتي (من قناة المجد) في يوم الجمعة 22/ 2/1429هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/41)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[25 - 03 - 08, 10:18 ص]ـ
فتوى العلامة عبدالعزيز آل الشيخ حفظهُ الله حول هذا الموضوع، عُرض السؤال في برنامج مع سماحة المُفتي (من قناة المجد) في يوم الجمعة 22/ 2/1429هـ
كتب الله لكم الآجر ...
لدينا منشورة بحكم هذا البرنامج وكانت تنقصنا الفتوى وستطبع اليوم بإذن الله ...
ـ[الحاتمي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 12:27 م]ـ
شكرا لك أخي أحمد
ولعل الفائدة تعم وتنشر لتوعية العامة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 03 - 08, 12:38 م]ـ
هذا البرنامج هو من خطط العدو لتفريق الأمة وإثارة النعرات الجاهلية
فهو برنامج مخطط
(َ فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - «دَعُوهَا فَإِنَّهَا خَبِيثَةٌ»)
قال النميري - رحمه الله
(فهذان الاسمان (6) المهاجرون والأنصار اسمان شرعيان جاء بهما الكتاب والسنة وسماهما الله بهما كما سمانا المسلمين (7) من قبل وفي هذا، وانتساب الرجل إلى المهاجرين (8) أو الأنصار انتساب حسن محمود عند الله وعند رسوله، ليس من المباح الذي يقصد به التعريف فقط، كالانتساب إلى القبائل والأمصار، ولا من المكروه أو المحرم، كالانتساب إلى ما يفضي (9) إلى بدعة أو معصية أخرى.
ثم مع هذا لما دعا كل (1) منهما طائفة منتصرا بها أنكر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وسماها دعوى الجاهلية حتى قيل له: إن الداعي بها إنما هما غلامان لم يصدر ذلك من الجماعة فأمر بمنع الظالم، وإعانة المظلوم ليبين النبي (2) صلى الله عليه وسلم أن المحذور (3) إنما هو تعصب الرجل لطائفته مطلقا فعل أهل (4) الجاهلية، فأما نصرها بالحق من غير عدوان فحسن واجب أو مستحب.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[25 - 03 - 08, 03:02 م]ـ
http://www.qahtan.net/vb/showthread.php?t=22810
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 07:50 م]ـ
هذا موضوع مهم ولأهميته لا بد أن يحرر الكلام فيه وأشكر الشيخ النجدي على ما أبداه في هذا الموضوع والذي لا يزال بحاجة إلى نظر شامل.
فالتحريم على ماذا؟
هل هو المنظمين؟ أو المشاهدين؟ أو المشاركين؟ أو الجميع؟
وهل إذا خلى من بعض المحاذير يبقى هذا التحريم الذي نيط الحكم به؟
فإن هناك مواقع متخصصة في الشعر الشعبي تقوم بتقطيع وعزل القصائد عن الموسيقى التي قبلها وعدم إظهار صورة المراة كما في السؤال ...
ثم المشاركات بالنسبة للشعراء مفتوحة فيمكن لأي شاعر أن يشارك سواء كان ممن ينتمي لقبيلة أو لا.
لذا فإن التعويل على النعرات القبلية ليس بظاهر خصوصا وأن معظم القصائد أو كلها ليس فيها طعن على أي قبيلة وأظنه لا يسمح بذلك، وإنما غاية ما قد يوجد بالنسبة للقبائل هو المدح أو الفخر، مع أن كثيرا من القصائد في مواضيع أخر إما في السياسة أو الغزل أو مدح أشخاص أو نحوها.
ثم الشعراء في كثير من المراحل أو كلها لهم حرية اختيار النص والموضوع، ولأجل ذا كان من بين المشاركات قصيدة في مدح النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وقصيدة في الوعظ وغير ذلك من عشرات الأبياتن التي تشيد بالفضائل وتعيب الرذائل.
هذا كله لا بد أن يكون حاضرا عند الحكم.
هذا البرنامج هو من خطط العدو لتفريق الأمة وإثارة النعرات الجاهلية
فهو برنامج مخطط
أستاذنا النبيل ألا ترى أن هذا الكلام يحتاج إلى إثبات.
فقد يقول غيرك: هو برنامج ربحي محض، وأخر: هو لانعاش الشعر وإبراز المواهب .... إلخ
قال النميري - رحمه الله
لماذا الإغراب؟
هذا ما بلغني عمله عن هذا البرنامج.
ـ[أبو شوق]ــــــــ[26 - 03 - 08, 06:30 ص]ـ
فتوى العلامة عبدالعزيز آل الشيخ حفظهُ الله حول هذا الموضوع، عُرض السؤال في برنامج مع سماحة المُفتي (من قناة المجد) في يوم الجمعة 22/ 2/1429هـ
شكر الله لكم
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[26 - 03 - 08, 06:40 ص]ـ
الله يرحم حال الأمة ...
سابقا كنا نتحدث عن حرمة الدش .. والآن على برنامج هابط!!
وسابقا تتصل بالشيخ تقول هل أدخل الدش ولو لقناة دينية .. فيرد الشيخ: لا بأس ولكن السلامة لا يعادلها شئ .. والآن ... إلى الله المشتكى ..
لو كان هذا البرنامج حلال لكفى بالمرؤة من رادع!!!!
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[26 - 03 - 08, 06:53 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
لم أتابع هذا البرنامج، ولكن سُمعته بلغت الحضيض
اقول إنا لله وإنا إليه راجعون ..
أمة تنطحن شرقاً وغرباً
وأمة تذبح ليلاً ونهاراً
وأمة تئن ..
أفرادٌ فقراء ضعفاء ماتوا جوعاً .. ونساء باتوا هلكى .. ويتامى ناموا بؤساء ... لفتهم الأرض وغطتهم السماء
فلا لباس ساتر ... ولا قلب جابر .. ولا عين عنهم سؤولة .. ولا كلمة خاطر لهم موصولة .. ولا دراهم لهم مبذولة
اللهم ارحم ضعفهم فأنت الراحم ..
وأناس على الشعر يسمرون ... وفي الملايين يعبثون .. وعليها يتنافسون ... وفيها يطمعون ..
أموال للرعاع صرفت .. والله أعلم من أين أتت ...
حال بعضهم ..
أيهذا إليك عني إليك عني ... فلست منك ولست مني
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/42)
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 01:45 م]ـ
الله يرحم حال الأمة ...
سابقا كنا نتحدث عن حرمة الدش .. والآن على برنامج هابط!!
وسابقا تتصل بالشيخ تقول هل أدخل الدش ولو لقناة دينية .. فيرد الشيخ: لا بأس ولكن السلامة لا يعادلها شئ .. والآن ... إلى الله المشتكى ..
لو كان هذا البرنامج حلال لكفى بالمرؤة من رادع!!!!
الموضوع بحاجة إلى تحرير علمي يا أختنا طالبة العلم، أما الترحمات والأنين فليس هذا مكانها، نريد التحقيق والتحرير والأدلة المنطبقة على الواقع لنستفيد فقط ومن لم يكن قادرا على هذا فليسمك وليترك الحديث لمن يحسن.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[26 - 03 - 08, 04:34 م]ـ
الحمدلله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين:
أما بعد:
أولا:
يحتوي هذا البرنامج على شعر الغزل الغير عفيف وما يحويه من الوصف المذموم والعبارات الفاحشة وفيه أيضا صناعة القصص الكاذبة والحلف بالله على خيال كاذب. وقد قال الله تعالى (والشعراء يتبعهم الغاوون. ألم تر أنهم في كل واد يهيمون. وأنهم يقولون مالا يفعلون) الشعراء 226.
" والشعراء يتبعهم الغاوون ألم تر أنهم في كل واد يهيمون وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا الله كثيرا وانتصروا من بعد ما ظلموا وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون "
" والشعراء "
أي: هل أنبئكم أيضا عن حالة الشعراء، ووصفهم الثابت، فإنهم
" يتبعهم الغاوون "
عن طريق الهدى، المقبلون على طريق الغي والردي. فهم في أنفسهم غاوون، وتجد أتباعهم كل غاو، ضال فاسد.
" ألم تر "
غوايتهم وشدة ضلالهم
" أنهم في كل واد "
من أودية الشعر،
" يهيمون "
فتارة في مدح، وتارة في قدح، وتارة يتغزلون، وأخرى يسخرون، ومرة يمرحون، وآونة يحزنون، فلا يستقر لهم قرار، ولا يثبتون على حال من الأحوال.
" وأنهم يقولون ما لا يفعلون "
أي: هذا وصف الشعراء، أنهم تخالف أقوالهم أفعالهم. فإذا سمعت الشاعر يتغزل بالغزل الرقيق، قلت هذا أشد الناس غراما، وقلبه فارغ من ذاك، وإذا سمعته يمدح أو يذم، قلت: هذا صدق، وهو كذب. وتارة يتمدح بأفعال لم يفعلها، وتروك لم يتركها، وكرم لم يحم حول ساحته، وشجاعة يعلو بها على الفرسان، وتراه أجبن من كل جبان، هذا وصفهم. فانظر، هل يطابق حالة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم، الراشد البار، الذي يتبعه كل راشد ومهتد، الذي قد استقام على الهدى، وجانب الردى، ولم تتناقض أفعاله؟، فهو لا يأمر إلا بالخير، ولا ينهي إلا عن الشر، ولا أخبر بشيء إلا صدق، ولا أمر بشيء إلا كان أول الفاعلين له، ولا نهى عن شيء إلا كان أول التاركين له. فهل تناسب حاله، حالة الشعراء، ويقاربهم؟ أم هو مخالف لهم من جميع الوجوه؟ فصلوات الله وسلامه، على هذا الرسول الأكمل، والهمام الأفضل، أبد الآبدين، ودهر الداهرين، الذي ليس بشاعر، ولا ساحر، ولا مجنون، لا يليق به إلا كل الكمال. ولما وصف الشعراء بما وصفهم به، استثنى منهم من آمن بالله ورسوله، وعمل صالحا، وأكثر من ذكر الله، وانتصر من أعدائه المشركين، من بعد ما ظلموهم. فصار شعرهم، من أعمالهم الصالحة، وآثار إيمانهم، لاشتماله على مدح أهل الإيمان، والانتصار من أهل الشرك والكفر، والذب عن دين الله، وتبيين العلوم النافعة، والحث على الأخلاق الفاضلة
ثانيا: فيه إطلاق للبصر , وفتنة الرجال بالنساء والنساء بالرجال. والله جل وعلى يقول " قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم " وخاطب المؤمنات بقوله تعالى " قل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن "
وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة فقال (اصرف بصرك)
ثالثا: تحتوي هذه البرامج على حفلات غنائية ويتخللها بين الفواصل مقاطع موسيقية وخادشة للحياء وقد قال تعالى " ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله بغير علم " وقال الرسول صلى الله عليه وسلم (ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف)
رابعا التصويت لهذا البرنامج ..
عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله يرضى لكم ثلاثا ويكره لكم ثلاثا , فيرضى لكم أن تعبدوه ولا تشركوا به شيئا وتعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا ويكره لكم قيل وقال وكثرة السؤال وإضاعة المال) رواه مسلم.
خامسا: إن متابعة هذه البرامج مضيعة للوقت وفيه اشتغال بما لا ينفع بالدنيا والآخرة قال الشيخ عبدالله بن جبرين حفظه الله _ على الإنسان أن يحفظ وقته في علم أو في عمل دنيوي أو تعلم أو استفادة أوشئ له اثمرة وفائدة.
والله أعلى واعلم.
وليس هذا مقام إفتاء فرأي العلماء واضح في الأعلى ..
على الأخ أن يكون عادل تركت الأخوة وعقبت على مداخلتي مع أن هناك من أنّ وترحم! أما الإستفادة ومن لم يكن قادرا على هذا فليسمك وليترك الحديث لمن يحسن فيا رعاكم الله رحم الله إمرئ يفعل ما يقول!!! المشاركات في الأعلى خير دليل. والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/43)
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 05:34 م]ـ
هذا البرنامج و الحمد لله أنني أسمع بعض قصائده عن طريق الأصدقاء فلا أفهم منها شيئا، و لكن أرى أثره واضحا فقد فرَّق بين الأخوة، و جعل البعض يُسرف أيما إسراف، فلكم أن تتخيلوا الموقف:
أبناء القبيلة الفلانية يجتمعون في ديوانية فلان، و في وسط المجلس وعاءٌ فيه مجموعة من بطاقات التعبئة - فئة العشرين دينار! .. و كلُّّ واحدٍ يصوت بقدر 15 دينار، و الباقي له! حدثني بهذا أحد من حضر ذلك المجلس!!
فإن كان الأمر كذلك، فما هو السر العجيب الذي دعا لنهج هذا المنهج؟
بالعقل: ما فائدة اللجنة إن كانت لا تستطيع أن تُفوِّز أحدا؟
أمر آخر: لماذا أكثر الناس يصوتون و هم بالأصل لما أسألهم عن معنى القصيدة، فلا يعرفون شيئا!
كل هؤلاء، فيهم جاهلية، أليس الأولى أن يُمنَع هذا البرنامج؟
في البرنامج امرأة متبرجة، فما الحل؟ هل تقول: إذا أتت المرأة نغير القناة! و لكن أنت لا تعلم متى ستظهر المرأة، فعلى ذلك ستراها .. و بالتالي: ألهذه الدرجة وصلنا؟
في البرنامج موسيقى، فكيف تمنع أذنك أن لا تسمع لهذا المنكر؟
وما هو الشعر الذي يقال في هذا البرنامج .. الله أعلم!!
ـ[الحاتمي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 05:48 م]ـ
وهذه خطبة جمعة
(شاعر المليون)
للشيخ عبدالعزيز محمد القنام
امام وخطيب جامع النويعمة
بمحافظة وادي الدواسر
ـ[الحاتمي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 05:56 م]ـ
وهذه الخطبة الاخرى
ـ[الحاتمي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 06:00 م]ـ
وهذا مقال من موقع الشيخ سلمان العودة
رسائلي إلى برنامج (شاعر المليون)!
للأخ
سلمان العنزي 24/ 12/1428
03/ 01/2008
- إن الإنسان إما أن يكون شاعرًا أو متسابقًا، وهيهات أن يجمع بينهما!
- شاعر المليون دليل على بَوَار الأخلاق ونجاح الآمال .. !
- اللغة العربية على أرض (المليون) في ذمة الله .. !
- شاعر المليون أكبر دليل على قاعدة: رجل واحد هو قانون كل رجل .. !
- تثَبَّت جيدًا عندما تريد أن تدخل إلى البرنامج فقد تدخل من باب التشابه إلى قنوات عرض الأزياء!
- يقولون في الأمثال "تعلم من الحمار صبره"، صدقوا، ولا بأس أن تتعلم الصبر من هذا البرنامج!
- الشعر يعرض الأطماع والأطماع تعرض الأفكار، وهما بدورهما يعرضان الشاعر!
- عندما يفقد الإنسان قيمته ويصل إلى مرحلة العُرْي الداخلي يتشبث بمدح الناس ولا يرى حقيقته إلا من خلال أحكامهم المبالغ فيها .. !
- لا مجال للقيم ولا الأخلاق إذا كانت الأنا المتضخمة تبحث عن وجودها الزائف من طريق العامة .. !
- أجلى مظاهر القصور تَكمُن في تعظيم الذات .. !
- أكثر البرامج التافهة لا تعني بالضرورة أن القائمين عليها تافهون، ولكن لضرورة العيش أحكام، ولضرورة الأطماع تكاليف .. !
- الحرية ليست بحثًا عن شيء ولكنها إدراك لشيء!
- تحبّ اللجنة الشاعر الصامت؛ لأنها تحبّ نفسها متحدثة مُعَظّمة!
- كلنا شعراء، فلماذا نكون عرضة لتعصب العامة!
- ليس هناك فشل في هذا البرنامج؛ لأن المشاركين لن يسقطوا من مكان مرتفع بل ستتراوح أرجلهم لا غير.
- قانون البرنامج الإيمان بالنقيضين، النهي عن التعصب والسماح له أن يحكم!
- الشعر في هذا الزمن إحساس كاذب .. !
- حقّ لنا أن نعلن موت الشعر وحياة الشعراء!
- هذا البرنامج علّمنا أشياء كثيرة أهمها أنه لم يعلمنا شيئًا!
- أنت هنا عبارة عن شيء له قيمة، ووسيلة لها غرض، ثم لا شيء بعد ذلك.
- لم يأت بوش بجديد حينما قال: من لم يكن معنا فهو ضدنا، حتى الشعر يقول ذلك.
- فهمت أن الشاعر يمكن أن يجمع مع الشعر مهنة الدفاع عن لقمة الشعر!
- من قال (قِدْر الشركاء لا يفوح) لم يعلم أن الزمن سيأتي ببرنامج (شاعر المليون) .. !
- كل الشعر يكون صالحًا في قانون التجارة إذا وجد الدعاية .. !
- لماذا تحسن اللجنة نقد الشعر؟ لأنهم يعطون الجمهور أقفيتهم!
- حتى الكلاب لا تنبح بمحضر النساء!
- أكبر شهادة على نجاح البرنامج ما تعانيه الأمة من نكبات!
- في هذا البرنامج: شعر الشعراء مانشيت برّاق يدخل القارئ من خلاله إلى حياة الكبار .. !
- يقول بعض أعضاء اللجنة بأن من عيوب الشعر كونه مباشرًا! أليس البرنامج كله مباشرًا!
- ثلاثة أرباع شعر العرب ساقط بدليل (مباشرة) أعضاء اللجنة!
- الرمزية الموغلة مذمومة؛ لأنها تفضح سذاجة التفكير!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/44)
- حتى تكون حكمًا يكفيك أن تصاحب من يصنع الحكام!
- التجربة مفقودة في هذا المحفل؛ لأن أقلّ معاني التجربة أن تصحّح أخطاءك السابقة .. !
- عندما يعجز أحد أعضاء اللجنة عن قراءة بيت من الشعر فمعنى هذا أن الشاعر لم يكن مبدعًا!
- الشعر في هذا الزمن كأشجار الزينة لا تثمر أبدًا، وإن داعبتها الأيدي العابثة!
- أظنّ بأن النساء لم يخلقن في عصر العقاد حين قال: الشعر من شأن الرجال!
- في شعر النساء يتحدث الجسد!
- هل أصبح عرفًا في كلّ الأمم بأن يوم الثلاثاء يوم أسود!
- كيف يمكن أن تجتمع نصرة الشعر وسخرة الشعراء؟
- الخمسون في المائة سخرية الردّ في وجه دعوى حماية الشعر!
- الشاعر هو الذي يحقّق ما يبدو مستحيلاً في نظر الفقراء!
- عاش المتنبي في ذاكرة التاريخ؛ لأن نفسه أكبر من أطماعه .. !
- وعاش سيف الدولة في شعر المتنبي؛ لأن الحبّ هو الذي خلّده، والحبّ لا ينبع من المال بل من صفات الكمال في النفس الإنسانية .. !
- الشيطان مشهور جدًّا؛ لأنه يعرف كيف يحي النزعات الميتة!
- رجال السلطة لا بدّ أن يخوضوا في الأوحال كما يقول مكيافللي، ولهذا هم يحبون الشعر!
- عندما يجوع الشاعر يتحول إلى رجل دبلوماسي .. !
- هناك شاعران لا غير؛ شاعر يريد أن يصحّح أخطاء الحياة، وشاعر يريد أن يكون من أخطاء الحياة، الأخير لم يزل يعيش في هذه الحياة!
- لا يمكننا التنبؤ بشيئين؛ بالعطسة متى تقع؟ وبماذا يمكن أن يقوله الشاعر بمحضر الأمير!
- يقول ناظم حكمت "أجمل الأنهار لم نرها بعدُ، وأجمل الكتب لم نقرأها بعد، وأجمل أيام حياتنا لم تأتِ بعدُ" قلت: وأصدق البرامج لم تأتِ بعدُ!
- الشعر الحقيقي لا يزهر إلا بعد موت صاحبه!
- وجود الفاصل الغنائي بين شعر الشعراء يشرح القاعدة الساخرة: نظافة شيء هو باتساخ شيء آخر!
- الحرص على تلقيب البرنامج بالأول ينقضه أننا عالم ثالث!
- المسابقة شريفة ولذلك شاركت في دعم بعض الشعراء بالرسائل دولة تصف نفسها أنها شريفة!
- نحن في عصر صغار أهله كما يقول المتنبي، ولذلك صغرت فيه المعاني والأخلاق، وأصبحت البرامج كلها نسخة واحدة في مقاصدها، وإن اختلفت مظاهرها، فلا فرق حقيقة بين برنامج يكسر قوانين الأخلاق ليتعرّى الجسد، وبين برنامج يكسر هذه القوانين ليتعرّى القلب .. !
- دليل فشل البرامج أن يكون كمالها لا يتم إلا بمراعاة النقص عند المتابعين!
- حاجة الجمهور إلى هذا البرنامج كحاجة الثعبان إلى جسد يفرغ فيه سُمَّه حتى لا يقتله حِمْله .. !
- كان الناس مملوكين ولكنهم على الأقل يمتلكون وقتهم، أما الآن فالحياة كلها مستلبة .. !
- أعظم ما يؤثر في عقلية الجماهير ألا تخاطب عقولهم بل أحاسيسهم!
- عندما لا يكون للأمة مجد حاضر تعمل على أن توجد لها ألفاظ مجد تلهيها عن معرفة حقيقتها .. !
- الفرق بين السياسي والاجتماعي أن الأول يقدم ما يصطلح عليه الناس والثاني يقدم ما يصلح به الناس!
- ليس هناك أقبح من أن يكون الوجه الآخر للشعر هو المال!
- معادلة الحياة اليوم: الشعير غالٍ والشعر رخيص!
- ما من برنامج يحيد عن الصواب إلا وهو نتيجة رجل أهمل مبدأه .. !
- من فجور المال أنه يوحي إلى صاحبه بعدم حاجته إلى الاعتذار!
- من حسنات الأخطاء أن العقلاء يعرفون بها فضل الصواب.
- في فلسطين الأرض تعشق دماء الأحرار، وفي بقية الوطن العربي تعشق الأرض الشعر!
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 07:10 م]ـ
أولا:
يحتوي هذا البرنامج على شعر الغزل الغير عفيف وما يحويه من الوصف المذموم والعبارات الفاحشة وفيه أيضا صناعة القصص الكاذبة والحلف بالله على خيال كاذب.
ثانيا: فيه إطلاق للبصر , وفتنة الرجال بالنساء والنساء بالرجال.
ثالثا: تحتوي هذه البرامج على حفلات غنائية ويتخللها بين الفواصل مقاطع موسيقية وخادشة للحياء
رابعا التصويت لهذا البرنامج ..
خامسا: إن متابعة هذه البرامج مضيعة للوقت وفيه اشتغال بما لا ينفع بالدنيا والآخرة.
جميل هذا الكلام مفيد ولننظر فيه الآن:
سبق أن قلت إن الكلام المرسل والمعمم غير جيد فما هو المحرم؟
هل هو المشاركة أو المتابعة أو السماع أو التصويت أو الجميع أو ماذا؟
ولم أر جوابا لمن أطلق التحريم حتى يناقش في التفصيل ومناط التحريم.
وأنا أفرض حالات كثيرة جدا في هذا البرنامج ليس فيها كل ما ذكرتي من تعليلات للتحريم.
فهذا إنسان سيشاهد ويسمع القصائد التي ليس فيها غزل فاحش، ولن يطلق بصره، ولن يستمع للموسيقى والحفلات ـ وسبق أن ذكرت أن هناك مواقع تقدم القصائد مقطعة عن المنكرات المذكورة ـ ولن يصوت على البرنامج، ويعتبر هذا من الترفيه المباح ولن تضيع وقته إذ إن هذا القصائد في الأسبوع لا تصل مدتها إلى النصف ساعة، ومعلوم أن باب الترفيه وسماع الشعر النزيه لا إشكال فيه وقد سمع النبي صلى الله عليه وسلم أكثر من 100 بيت من شعر أمية بن أبي الصلت كما في البخاري وسمع غيرها، وفي هذا البرنامج قصائد كثيرة جميلة ومفيدة هي أضعاف ما ركزت عليه من وجود العزل الفاحش مع أنك لم تذكري نسبة هذا الغزل الفاحش هل هو في قصيدة أو اثنتين أو ... مع أنه حسب علمي أن معظم القصائد في غير الغزل!
وليس هذا مقام إفتاء فرأي العلماء واضح في الأعلى ...
رأي المشايخ وفيه إجمال والتعليل الذي أنيط به التحريم لا يزال فيه نظرا.
على الأخ أن يكون عادل تركت الأخوة وعقبت على مداخلتي مع أن هناك من أنّ وترحم! أما الإستفادة ومن لم يكن قادرا على هذا فليسمك وليترك الحديث لمن يحسن فيا رعاكم الله رحم الله إمرئ يفعل ما يقول!!! المشاركات في الأعلى خير دليل. والله المستعان.
آمين رحم الله من تكلم بعلم أو سكت بحلم.
وعقبت لأن مشاركتك جاءت بعد مشاركتي والكلام فيها يصلح أن يكون موجها لمشاركتي، وأي عيب على من علق على مشاركة رآى أنه فيها خللا، فهل يلزمه بأن يعلق على جميع المشاركات أو يكون غير عادل؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/45)
ـ[الحاتمي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 07:20 م]ـ
أخي الحبيب أبا سليمان في جزء من كلامك قلت (ثم المشاركات بالنسبة للشعراء مفتوحة فيمكن لأي شاعر أن يشارك سواء كان ممن ينتمي لقبيلة أو لا.
لذا فإن التعويل على النعرات القبلية ليس بظاهر خصوصا وأن معظم القصائد أو كلها ليس فيها طعن على أي قبيلة وأظنه لا يسمح بذلك، وإنما غاية ما قد يوجد بالنسبة للقبائل هو المدح أو الفخر، مع أن كثيرا من القصائد في مواضيع أخر إما في السياسة أو الغزل أو مدح أشخاص أو نحوه)
قد يكون لك اطلاع على هذا البرنامج أو تكوين معلومات عنه عن طريق الحديث مع الاصدقاء حيث انشغل به الجميع
فإن كان كما قلت من كونه ليس فيه طعن على أي قبيله على مرآى منك فالله قال (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)
نحن هنا للبحث عن الحق والبحث عن علم ننشره ونوعي به الأمة الليس من المحزن أن يجتمع أبناء القبيلة في قاعة لغرض جمع الاموال لدعم شاعر قبيلتهم الفلاني
وتوظيف أشخاص يعملون ليل نهار فقط لارسال الرسائل
بل الاعظم من ذلك ماسمعته من بعض الاباء أن بعض أبناءهم يكرهون القبيلة الفلانية لكرههم لأحد الشعراء الذين ظهروا في هذا البرنامج وهو منافس لشاعر قبيلتهم
بل قد شاهدت من الزملاء من انقطع عن اجتماع زملائه الاسبوعي في أحد الاستراحات بعد أن امضوووا السنوات فيها
كل هذا بسبب انتقادهم لشاعر قبيلتهم بل كاد الامر أن يتوصل الى الاقتتال
أليس هذا من النعرات القبيلة التي تدمي القلب
فإن لم نستطع قول الحق فلا نقل غيره
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 07:29 م]ـ
قد يكون لك اطلاع على هذا البرنامج أو تكوين معلومات عنه عن طريق الحديث مع الاصدقاء حيث انشغل به الجميع
فإن كان كما قلت من كونه ليس فيه طعن على أي قبيله على مرآى منك فالله قال (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين)
مرحبا بك
نعم هذا ما بلغني عمله عن هذا البرنامج وهناك مواقع خاصة به وبالشعر الشعبي عموما يمكن لمن أراد فهم الواقع جيدا زيارتها وأخذ التصور الصحيح ليخرج بالحكم الشرعي عن بينة ويقدمه للناس.
أخي المحب: الشعر الشعبي موجود وبقوة وله جمهور كبير جدا، والطعن في الأنساب والقبائل و .... موجود وله محافلة وبذوره وجذوره لكن مجالاته في غير هذا البرنامج أما هذا البرنامج فلا يحسن أن يلصق به لأنه مخالف للواقع، وإن أردت أن تذكر علة التحريم للعامي والمتلقي ثم تذكر له هذا قد يسخر منك ويرى أنك تتحدث عن غير الواقع مما يضعف ثقته بالفتيا وأهل العلم، لذا فإن على السائل أن يكون أمينا ومطلعا في حين عرضه للسؤال حتى لا تتخلخل الثقة في الفتيا من قلوب العامة.
ـ[الحاتمي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 08:28 م]ـ
أخي الغالي أبا سليمان أسأل الله أن يكثر من أمثالك و أغبطك على سعة صدرك وعلى هذه الكلمات النيرة التي استفد منها كثيرا
و اوافقك على إن وجد البديل وفق الضوابط الشرعية كخلو الكلمات البذيئة من بعض الشعراء واعتقد أن ذلك صعب وغير ذلك
فإن استطعت أن توضح لي هل مشاهدت هذا البرنامج وهو يحوي المحاذير المذكورة عبر شاشات التلفاز تقبله النفس؟
أكون لك شاكرا ومقدرا
وأحببت أن اذكر بأن المخالفات المذكورة لايمكن التحرز منها أبدا أبد أبدا
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 11:45 ص]ـ
فإن استطعت أن توضح لي هل مشاهدت هذا البرنامج وهو يحوي المحاذير المذكورة عبر شاشات التلفاز تقبله النفس؟]
أخي الغالي: النفس عامة فإن أريد نفسي أو نفس طالب العلم أو .... فلا شك أنه لا يليق، لكن نحن نتحدث عن حكم عام لجميع الناس الصغير والكبير العامي والمتعلم، وأنت لا يخفاك أن الشعر الشعبي له حضور كبير جدا في الوسط العربي خصوصا في الخليج فعامة الناس تريد، وتفهمه وتأنس به.
ونقول إن وجدت المحاذير فالمحرم ما كان متعلقا بها، فمن تابع القصيد من غير سماع للموسيقى ومن غير نظر إلى النساء ولم يصوت فلا يظهر أن عليه شيئا.
وأحببت أن اذكر بأن المخالفات المذكورة لايمكن التحرز منها أبدا أبد أبدا
بل يمكن وسبق أن بينت أن هناك مواقع جردت هذه القصائد من الموسيقى وبقية المنكرات وتنشر القصيد في نفس اليوم بعد عرض البرنامج بدقائق ولا شك أن هذا بديل جيد لمن كان متعلقا بالشعر وحبا له.
ـ[الحاتمي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 05:33 م]ـ
لله درك أخي أبا سليمان
اذا" افهم من كلامك ايها الغالي انك توافق المشائخ على عدم جواز مشاهدته على ماهو عليه بمنكراته
وافهم ايضا اذا اصبح خاليا من المحاذير على حسب ماذكرته انه لابأس بسماعه أنا أوافقك
ولكن أبا سليمان المعلوم لدي أن بعض الابيات في بعض القصائد يوجد بها لعن و أخطاء
ولا أحب أن اكتب بعضها في هذا المنتدى لرفعته وعدم حبي لكتابة اللهجة العامية هنا ولكن (مكره أخاك لا بطل)
ولن اذكرها الا ليتبين الواقع
فواحد يقول (شاعر ترقص طرب له وآخر تلعن نعيقه)
والاخر يقول (لو لمحها عادل امام قال بعنفوان
ايه داء كله يال هههههههوي وقبل يدها)
ويقول (واهني من مزها مز مزن باحتظان
مزتن توصل معاليق قلبه حدها)
هذا فيض من غيض
اعتذر من الاخوة ذكر ذلك وانا اترفع عن هذه الابيات وعن طرحها في منتدى علم
ولكن لنفهم الواقع ويتضح الحق ويتجلى فأي غزل عفيف هذا وأي شعر هذا
أتمنى أن تتضح الصورة وأنه لايمكن التحرز من أخطاءه التي تغلب عليه ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/46)
ـ[سلطان القرني]ــــــــ[30 - 03 - 08, 05:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا الموضوع ..
وأرجو من أخي أبي سلطان، أن يراسلني على الخاص للضرورة القصوى ..
فالأمر مهم جدا ..
أو بريدي: sultanha@hotmail.com
ـ[الحاتمي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 05:06 م]ـ
حياك الله أخي سلطان واسعدني مرورك جدا ...
ـ[سلطان القرني]ــــــــ[01 - 04 - 08, 05:40 م]ـ
بارك الله فيك أخي الحاتمي
وأسعدك الله في الدارين ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 08:33 م]ـ
بارك الله فيكم.
والحقيقة أنا أعجب من أخي أبي سليمان، فالحق أبلج، والباطل لجلج، ولعل بعض الإخوة ما يدري عن القاعدة العريضة في الشريعة أعني قاعدة سد الذريعة. ويا ليت شعري أين يوضع هذا البرنامج يوم القيامة أمع الحق أم مع الباطل؟!
ويا سبحان الله، إن للحق لطلاوة وحلاوة!
والله الهادي.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:17 ص]ـ
الأخ أبو سليمان حفظه الله على فرض أنك تتابع شاعر المليون بغير المحظورات الشرعية!! من النظر إلى المرأة وسماع الأغاني إلخ هذه المنكرات وهذا هو الظن إن كنت تفعل فهل كل الناس نفسك؟؟
المفروض على الأخوة طلبة العلم التفريق بين حال الإنسان في خاصة نفسه وبين عامة الناس
ـ[الحاتمي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 07:33 م]ـ
شكر الله لك أخي علي
والله ان السعادة لتغمرني وتعلوني البهجة لتشريفك لموضوعي
والحمد لله الذي جعل الحق واضح ترتاح له النفس وتطمئن إليه
ـ[الحاتمي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 09:34 م]ـ
اهلا بك أخي أبو الحسن
واشكرك على هذه الكلمات المفيدة والظن الطيب بالاخوة
ولعل هذا الطرح يأتي بثماره ويستفيد منه طالب العلم والعامي
واتمنى من الأخوة طرح بعض الإقتراحات لمعالجة مثل هذه المنكرات و كيفية السبيل الأمثل لتوعية العامة
ولم اكتب في هذا الموضوع الا رجاء الإفادة و الاستفادة ونظرا لتفشي هذا البرنامج في المجتمع بشكل ملفت
حيث انتشر جدا في كثير من البيوت
ونتائجه السلبية تحرق قلب كل مؤمن غيور فهذا شخص تجاوز عمره الخمسين عاما يمتدح مقدمة البرنامج بقصد
المزاح ويصف جمالها
نسأل الله السلامة و العافية .....
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[03 - 04 - 08, 12:16 م]ـ
أنا أعجب من أخي أبي سليمان، فالحق أبلج، والباطل لجلج، ولعل بعض الإخوة ما يدري عن القاعدة العريضة في الشريعة أعني قاعدة سد الذريعة. ويا ليت شعري أين يوضع هذا البرنامج يوم القيامة أمع الحق أم مع الباطل؟!
ويا سبحان الله، إن للحق لطلاوة وحلاوة!
والله الهادي.
أخي الحبيب صدقت وقاعتدة الشريعة معروفة ...
ما زلت أؤكد أن الكلام من الإخوة الكرام لا زال مجملا، وأي معنى في التحريم عند خلوه مما ما ذكروه من أسباب التحريم التي تكرموا بذكرها؟
وهنا مسألة تخص أمم من الناس تتعلق ببمارسة تعلقوا بها ولن تحسمها كلمات في التحريم يرون أن مبرراتها غير مطابقة للواقع الذي يرونه، وإطلاق القول بالتحريم والحال هذه شديد.
الأخ أبو سليمان حفظه الله على فرض أنك تتابع شاعر المليون بغير المحظورات الشرعية!! من النظر إلى المرأة وسماع الأغاني إلخ هذه المنكرات وهذا هو الظن إن كنت تفعل فهل كل الناس نفسك؟؟
المفروض على الأخوة طلبة العلم التفريق بين حال الإنسان في خاصة نفسه وبين عامة الناس
يا أخي الحبيب ومن قال لك إني أتابع البرنامج؟!
أنا أتحدث عن واقع موجود، وفرصة متابعة القصيد بما ذكر موجود في مواقع الشعر الشعبي وزوارها بالآلآف وهو مخرج شرعي لمن أراد أن يمنع الناس المتعلقين به من رؤية المنكرات التي فيه.
وعندك خياران: أن تقول للناس حرام، ولن يسمع لك أمم منهم لتعلقهم به لا بما فيه من المنكرات
أو تقول إحذر من المنكرات التي فيه ويمكن مشاهدة ما فيه خاليا منها ...
ـ[الحاتمي]ــــــــ[03 - 04 - 08, 02:44 م]ـ
ابا سليمان حياك الباري من جديد
أتمنى أن توضح رأيك في الأبيات التي أوردتها لك وللقارئ في الأعلى التي تحوي اللعن و الغزل الفاحش
وهل يوجد موقع ينقي القصيدة من الابيات الهابطة؟؟؟؟؟
وهذا آخر ماوردني من ابيات غير جيدة لهذا البرنامج
بين خصرٍ إشتراكيٍ وردفٍ رأسمالي ويل ويلي شيب عيني طر جيبي ويل حال
بدووون تعليق
وغيرها من الابيات التي تقذر منها الاسماع
ولا أرغب في ذكر بعض الابيات الغزلية الفاضحة التي تصف تفاصيل جسم المرأة بوصف بذئ
أتمنى أن الصورة الجلية أتضحت لدى أخي ابا سليمان ......
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[03 - 04 - 08, 06:37 م]ـ
يا أخي هب أن الأبيات التي ذكرت محرمة فهي جزء من قصيدة من بين عشرات القصائد فهل يحرم الجميع لأجل هذا؟!
ما زلت أؤكد على أن التحريم والقول به يحتاج إلى تحرير لا يطلق القول بتحريم كل ما فيه، يا إخي أتعلم أن هناك عشرات القصائد سجلت ويتناقلها الناس ب"البلوتوث" في جوالاتهم، فهل يقال: يحرم سمعها لأنها من برنامج شاعر المليون مع خلوها من الموسيقى وصور النساء؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/47)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[04 - 04 - 08, 02:02 م]ـ
يا أخي هب أن الأبيات التي ذكرت محرمة فهي جزء من قصيدة من بين عشرات القصائد فهل يحرم الجميع لأجل هذا؟!
ما زلت أؤكد على أن التحريم والقول به يحتاج إلى تحرير لا يطلق القول بتحريم كل ما فيه، يا إخي أتعلم أن هناك عشرات القصائد سجلت ويتناقلها الناس ب"البلوتوث" في جوالاتهم، فهل يقال: يحرم سمعها لأنها من برنامج شاعر المليون مع خلوها من الموسيقى وصور النساء؟!
يا أخي أنت لم تحرر الخلاف أين فلا أظن أن أحد من الأخوة يتكلم عن الشعر إنما الحديث عن برنامج شاعر المليون الذي يحوي على المنكرات ومظاهر الفسق من غناء وغيرها هل يجوز متابعته؟؟
لكن ما تفضلت به أن رجل سمع قصيدة ألقيت في هذا البرنامج مع عزلها عن الموسيقى!!! وما شابه من المنكرات واستمع إلى قصيدة فقط هل يقال بالتحريم!! بالله عليك هل أحد قال ممن سبق من الأخوة أن سماع الشعر حرام!!
البحث هنا عن حكم هذا البرنامج لا عن قصيدة قيلت!! ففرق ثم ناقش
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 04 - 08, 02:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
السؤال عن برنامج "شاعر المليون" لا عن "سماع الشعر".
وقد سألت بعض المتابعين له، فجمعت مايلي:
في برنامج شاعر المليون:
1 - التفاخر بالأنساب والنعرات القبلية ظاهرة جلية.
2 - تقديم البرنامج وفقراته بواسطة امرأة متبرجة.
3 - الحضور النسائي المتبرج، وتكون كاميرات المصورين عليها باستمرار، خاصة عند ذكر بعض الأبيات الغزلية.
4 - الفواصل الموسيقية المتكررة.
5 - قيام التعظيم عند دخول بعض الشعراء.
6 - كلمات القصائد لايخلو بعضها من:
- إدخال بعض الآيات بين الأبيات، والإستشهاد بها في غير محلها، وآيات الله تعالى تنزه عن مثل هذه الأماكن، فضلا عن ذكرها في غير محلها.
- حلف بغير الله.
- تغزل دنيء يستحي العاقل أن يقرأه خاليا، فكيف بمن يقوله مجاهرا.
- وصف المرأة بأوصاف لاتليق بحجة الخيال المتحرر.
وبالنسبة للترشيح فقد يكون فيه أكل لأموال الناس بغير حق، ويلزم بعض القبائل أبنائها بالترشيح، ودفع المبالغ الطائلة للاتصال والتاييد، وقد سألت بعضهم فقال: لم نقتنع ... لكن لا حيلة.
أضف على ذلك ماقاله الشيخ عبدالعزيز الفوزان وفقه الله تعالى:
سئل الشيخ عبد العزيز الفوزان
عن حكم التصويت للشعراء المشاركين في شاعر المليون وغيره؟.
فأجاب:
بعدم جواز ذلك لعدة اسباب:
- أن المسابقة هدفها الأساسي الربحية واكل أموال الناس بالباطل.
- وليس فيها عدل في الحكم على الشعراء.
- وأن من يصوت فهو يشهد شهادة زور لأنه يصوت وهو يعلم أن شاعره ليس بالأفضل.
- كما أن فيها تبذير للمال في غير وجه حق، فلو انفقت هذه الاموال الطائله للفقراء والمحتاجين اليس افضل؟؟
- كما أنها تثير النعرات القبيلة والجاهلية التي قضى عليها الاسلام.
وقد علمنا ان بعض القبائل تقوم بعقد اجتماعات وحملات تعد فيها الولائم ويتم فيها جمع التبرعات من اجل التصويت لشاعر القبيلة، وهذه عودة للعصبية القبيلية وحمية الجاهلية.
انتهى كلام الشيخ حفظه الله
---
فمن شاهد البرنامج بدون ماذُكر فقد شاهد "مضارب البادية"، ولم يشاهد "شاعر المليون".
أسأل الله أن يصلح الحال.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[04 - 04 - 08, 03:02 م]ـ
فمن شاهد البرنامج بدون ماذُكر فقد شاهد "مضارب البادية"، ولم يشاهد "شاعر المليون".
أسأل الله أن يصلح الحال.
أضحك الله سنك يا أبا محمد
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 04 - 08, 03:34 م]ـ
الأخ الحبيب / ابا الحسن الأثري
جزاك الله خيرا، وأسأل الله أن يسعدك في الدارين.
---
وأيضا مما يلزم ذكره حول هذا البرنامج: هو تراقص الفتيات في نهاية فقرات البرنامج ... يعني فقرة رقص، يعني برنامج شعر وفي النهاية رقص.
وأقول كما قال اخي الحبيب / علي الفضلي جزاه الله خيرا: فالحق أبلج، والباطل لجلج.
والمسألة تجاوزت سد الذرائع إلى الوقوع في المحرمات وارتكاب المنهيات.
نسأل الله أن يلطف بنا.
ـ[أحمد الحويفظ]ــــــــ[04 - 04 - 08, 06:18 م]ـ
أخي الحاتمي
جزاك الله خيرا على الطرح الجميل والمفيد
لكن أريد أن أسألك سؤالا
تخيل أنك مكاني
تخيل معي أنك جالس في مجلس لقرابتك
وهم يتابعون هذا البرنامج ... وكلما ظهرت موسيقة أغلقوا الصوت
وكلما ظهرت امرأة صرفوا أبصارهم عنها
وكلما ظهرت فقرة غناء أو رقص ... بدلوا القناة
وهم مع هذا كله متعلقين بالشعر تعلقا كبيرا (حيث يوجد في هذا البرنامج كبار الشعراء)
هل تريدون أن أقف أمامهم و أقول لهم إن ما تفعلونه يعد إثما؟؟؟
إذا كان الجواب نعم
فماذا لو سألوني عن علة التحريم؟؟؟
ماذا أقول لهم؟؟؟
--------------------------------------
أنا أتفق معاك في أن هذا البرنامج تركه أحسن من مشاهدته
وأتفق معك كذلك في أن ما يفعله البعض من دعوة الناس لمشاهدة هذا البرنامج (لأن فيه إشغالا عن البرامج الأخرى الهابطة بزعمهم) يعد خطأ
لكني أختلف معاك في تأثيم وتجريم كل من شاهد هذا البرنامج
---------------------------------
لا ندعوا الناس لهذا البرنامج ..... وفي نفس الوقت لا نمنعهم ونحرم عليهم مشاهدته ونعده جرما وفاحشة
بل ننبههم إلى المنكرات الموجودة فيه ... ونخبرهم بأن السلامة والأفضل لهم في تركه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/48)
ـ[سعد معاذ]ــــــــ[18 - 04 - 08, 09:24 م]ـ
كنت أتصفح الانترنت عن شاعر المليون فوجدت هذا المقال عن شاعر المليون للاستاذ الاديب سلمان العنزي في موقع الاسلام اليوم
ولو نظرتم الى التاريخ لوجدتم انه من اول من تكلم عن البرنامج
شاعر المليون!
سلمان العنزي 7/ 5/1428
24/ 05/2007
لقد كان الأدب غطاءً كبيراً لكثير من الصراعات السياسية في غابر الأزمان، يجد ذلك من يقرأ في التاريخ، ويسبر غوره، ويدرك حركيّته، ويتأمل مراحل نشوء الدول، وما يعترض طريقها من أخطار محدقة، وفتن متطاولة، وخلافات مستشرية على جميع الأصعدة العامة والخاصة وخاصة الخاصة بين أهل السلطة وأرباب الولاية، وكم مرة كان فيها الأدب ناصراً ومعيناً يؤجج النفوس، ويستثير النخوة ويوحّد الكلمة، وينصر الحكم، وكم مرة كان فيها الأدب ملعباً يغري السابلة، ويصرفهم عن شؤون الحياة، ويبعدهم عن الواقع السياسي، ويلهيهم عما يحدق بالأمة من أخطار، وما يلفها من خلافات، وما حادثة النقائض الشهيرة بين شعراء الدولة الأموية إلاّ حسنة من حسنات الأدب على الناس والدولة .. وفي التاريخ الإسلامي والغربي ما يملأ صفحات النفس والحياة من القصص المشابهة والأحداث المتقاربة والتي كان فيها الأدب السفير الذكي لصرف الألباب عن التفكر في الواقع أو الذهاب به في مسار محدد يُراد منه نصرة شخص أو مذهب أو ملة ... !
واليوم يطرق أسماعنا برنامج يقوم على هذه الفكرة، ويتناول هذه الأغراض، ألا وهو برنامج (شاعر المليون)، وهو برنامج يهدف في صورته القريبة إلى نصرة الشعر (النبطي) الجميل، وعرضه على المتلقي، وأخذ رأيه فيه، ومن يصل إلى قلوب الناس، ويلامس عواطفهم، وينتصر في مشواره فإنه يحصل على جائزة مالية مقدارها (مليون درهم) ... هذه الرسالة وصلت إلى أذهان الملايين من عشاق شعرنا (النبطي)، وأشغلتهم عن كثير من البرامج الأخرى الفاسدة المفسدة القائمة على إثارة العواطف، ودغدغة المشاعر، وتحويل الحياة إلى بضاعة تتحكم فيها الأهواء، كما هو حال البرنامج الشهير (ستار أكاديمي).
ولكنني عندما أتأمل مثل هذا البرنامج الشعري أجد فيه رائحة عتيقة تصطدم بعقلي لتثير فيه أفكاراً قديمة، وتنبش تاريخاً قد عفا عليه الزمن أيام كان للشعر أثره البالغ في ملامسة القلوب، واستجلاب النصرة، واستنصار القبيلة، والاستعداء على المخالف، مما كان له أعظم الأثر في تفتيت كيان الدولة المسيطرة، وإضعاف قوتها، وهزّ مركزها لتنتظر من بعد الفتنة الكاسحة والكيان الآخر. يقول ابن خلدون: "في الأمصار التي يكثر فيها وجود القبائل، وتتنوع فيها المجتمعات يصعب إنشاء دولة قوية مستقرة". وهذا كلام في مجمله صحيح إذا أخذناه في إطار زمني ومكاني متباعدين ممتدين، ووجد ما يثير هذه القبائل ويشعل فتيل العصبية، ويؤجج الإحن الكامنة كما نجده في أمثال هذا البرنامج القائم على مدح كل شاعر قبيلته، وشحذ هممها لمناصرته، وبيان شيء من تاريخها الذي يمسّ من طريق غير مباشر قبائل أخرى، ولعل للشعراء عذراً فيما فعلوا، لأن القائمين على هذا البرنامج قد كسبوا الحمد والثناء في رعايتهم للفكرة، ثم أرادوا أن ينسحبوا منه بهدوء هذا إذا لم تتقافز الأطماع أمام أعينهم، فجعلوا النسبة العليا (70 %) من تقييم الشاعر بيد الجمهور الذي لا يعترف أغلبه بغير الانتماء إلى القبيلة بالدرجة الأولى، والوطن بالدرجة الثانية، من غير حيادية شعرية تنصر الشاعر القادر المتمكن أياً كانت قبيلته، وأياً كان بلده ... وهذا منحى خطير يستوجب على القائمين أن يقفوا عنده، ويتأملوا عواقبه الوخيمة على النفوس والعقول، وعلى الأفراد والمجتمعات، ومما هو معروف عند أقل الناس اطلاعاً أن من وسائل الكيد الظاهر لأعداء الأمة الإسلامية والعربية والخليجية هي إثارة التفرقة، وطعن روح التعاون والأخوة الجامعة، وترويج ثقافة الهمج والرعاع والانتماء الحزبي والعقدي والقبلي، وتوسيع شقة الخلاف طائفياً كان أو قبلياً أو اقتصادياً ..
وما نراه في العراق ظاهراً للعيان من فتن تزلزل القلوب، وتورث البغضاء يراه المستبصرون العارفون في الصراعات الخفية مما يدور داخل تيار الحياة، ويوشك أن ينفجر كبركان عنيد، لا يعرف قراراً حتى يجعل الديار بلاقع ... !
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/49)
إن وجود دولة قوية ذات أثر في الحياة لا يتم إلاّ من خلال سلطة مركزية ذات نفوذ شامل، لا تعترف بسيادة عرق على عرق، ولا بأفضلية لون على لون، ولا بأحقية منطقة على أخرى، وبغير هذا لا يتم لأي دولة أن تحقق لها حصانة تمنعها من الضعف والخور والدخول في دائرة الاندثار والزوال .. هذا هو البعد السياسي لأمثال هذه البرامج البادية للعيان مسلية ملهية وتحتها الأعاصير الثائرة، وليس يهم القارئ ولا المفكر أن يكون القصد من إنشائها ودعمها حسناً؛ لأننا يجب أن ننظر في مثل ظروفنا الراهنة إلى القضايا من خلال ما تعانيه الأمة كلها، وما يُراد لها من تخطيط يسعى إلى تفتيتها وتحويلها إلى ولايات تابعة لأمريكا ..
والمطلع على تاريخ الماسونية العالمي يدرك خطر كثير من البرامج التي تُدار بسذاجة من قبل مسؤولين لا يريدون غير شهرتهم، ولا يطمحون إلاّ لإيجاد قاعدة جماهيرية لهم، ولو كانت قاعدة هشة لا توجّهها غير عواطف الغوغائيين الباحثين عن مطامعهم ورغباتهم ... يدرك خطرها؛ لأنه يعلم أنها تُدار بخيوط غير مرئية عبر عملاء مدربين قد يكونون مفكرين أو أدباء أو شيوخاً أو أمراء .. وعبر مغفلين غرهم البهرج الزائف، واستدرجهم الكرم الحاتمي، ولوت أعناقهم الشهرة الإعلامية، والصيت الكاذب.
لا بد أن نعي ما يُدار في عالمنا القبيح القائم على المصالح والخطط الإستراتجية البعيدة المدى، وأن تكون نظرتنا ذات أبعاد دينية عالمية لا تنتمي إلى قبيلة معينة أو بلد خاص، أو قومية منتنة، وإلاّ فسيأتينا الزمن الذي أطاح بمن هم أشد منا قوة وإعماراً للأرض .. !
وعندما نريد أن نصنع برنامجاً يحقق نجاحاً في حياة الناس، ويثري عقولهم، ويرفع من قدرهم لا بد أن يكون برنامجاً حيادياً ذا ضوابط واضحة، وأسس معرفية يتفق عليها العقلاء، ومعايير نقدية محترمة تخدم الأدب والعلم والحياة، ولا بد أن تكون اللجنة المنظمة والمحكمة على قدر من العلم والمعرفة والأدب والأخلاق ممن لهم مشاركتهم الفاعلة في دنيا الناس؛ لأن وجود أفراد لا يتمتعون بمعرفة كافية وحيادية علمية وأدب واسع في مثل هذه المحافل يجعلنا نستريب في صحة الحياة السياسية التي نحياها؛ ففي المجتمع الصحيح الواعي لا يسود غير الصالحين العالمين، وفي المجتمع الفاسد المريض لا يسود غير الرعاع ممن تنقصهم المعرفة، وتكثر عندهم الصفاقة والسفاهة.
المصدر: الإسلام اليوم
http://www.islamtoday.net/articles/s...=35&artid=9380 (http://www.islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm?id=37&catid=35&artid=9380)
.
ـ[أشرف بن صالح العشري]ــــــــ[19 - 04 - 08, 04:19 م]ـ
لا حول ولا قوَّة إلا باللَّه، قال اللَّه تعالى: ((والشعراءُ يتبعهم الغاوون أم تر أنهم في كلِّ واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وذكروا اللَّه كثيرا وانتصروا من بعد ما ظُلموا وسيعلم الذين ظَلموا أيَّ منقلب ينقلبون)).(92/50)
هل يجوز تعطيل الحدود؟؟ وهل ثبت أن عمر رضي الله عنه عطّل حدّاً؟؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[20 - 03 - 08, 11:03 م]ـ
هل يجوز تعطيل حد من حدود الله ولو مؤقتا؟؟
وهل ثبت أن الصحابي الجليل " عمر ابن الخطاب " رضي الله عنه قد عطل حد من حدود الله؟؟
وإن كان قد ثبت ذلك فما الرد على من يستدل بجواز تعطيل الحدود استنادا على فعل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه؟؟
ـ[أبو ريم المغربي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 03:58 ص]ـ
هل يجوز تعطيل حد من حدود الله ولو مؤقتا؟؟
وهل ثبت أن الصحابي الجليل " عمر ابن الخطاب " رضي الله عنه قد عطل حد من حدود الله؟؟
وإن كان قد ثبت ذلك فما الرد على من يستدل بجواز تعطيل الحدود استنادا على فعل عمر ابن الخطاب رضي الله عنه؟؟
هذا مقتطف من بحثي جوابا على سؤالك:
4 - إسقاط عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - سهم المؤلفة قلوبهم:
مع أن الحكم الأصلي هو إعطاء السهم لهم نظرا للظروف التي فرضت على الإسلام في بدايته، والتي أوجبت الحاجة إلى التأليف، إلا أن عمر في زمن خلافته قدم على هذا الحكم الأصلي حكما آخر، وهو إسقاط السهم لتحقق مناط آخر عنده غير المناط العام الذي من أجله أعطي السهم للمؤلفة قلوبهم وهو تعزيز الإسلام، فلم تبق هناك حاجة إلى استمالتهم، وما فعله عمر يعتبر اجتهادا دقيقا يقف على تحقيق مناطه الذي حدد له مآله الموافق لمقصود الشرع، والذي على أساسه بني الحكم.
5 - عدم إقامة عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حد السرقة عام المجاعة:
وذلك لما رأى عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عدم استيفاء الشروط الموجبة لقطع يد السارق الباعثة على تطبيق الحكم، والتي منها شبهة المجاعة الملجئة إلى أخذ حق الغير بدون إّن منه، حيث كان آخذ المال بغير حق أمام ضرورة، فكان بذلك أمام مناط آخر غير المناط العام الذي يوجب الحد، والذي يستوجب تقديم إسقاطه لما قد يفضي إليه تطبيقه من هلاك الأنفس.
فمثل هذه الاجتهادات " لم تعطل أحكاما بسبب النظر المصلحي، أو أن العقل توصل إلى تغيير ذلك، بل لم يقع تطبيقها لأنها بعد النظر والتحقيق تبين أن مناطاتها وشروطها لم تتوفر بعد، وأن مصالحها المعتبرة المنوطة بها ليس لها وجود
لو طبقت على ذلك الوضع، فهي في الحقيقة معللة بالمصالح المشروعة المعتبرة وجودًا وعدمًا، وليس بتوهم المصالح الخيالية ".
- إن عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما أوقف سهم المؤلفة قلوبهم لم يكن هذا تحكما في الشريعة، ولم يوقف العمل بالنص لأنه لا سلطة له في ذلك، فقد رأى أن تأليف القلوب لم يعد له حاجة في زمنه، وتأليف القلوب إنما كان من أجل الإصغاء إلى الخطاب الشرعي، أو من أجل ضمان حيادية المؤلفة قلوبهم ودرء خطرهم، فلما اشتدت شوكة الإسلام وقويت اصبح التأليف بالمال لا يؤدي إلى الغاية المرجوة منه، فصار حفظ أموال المسلمين أمرا لازما، وقد تبين الرشد من الغي، قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: " إن الله قد أغنى الإسلام وأعزه اليوم .... فالحق من ربكم فمن شاء فليومن ومن شاء فليكفر "، انظر منهج عمر بن الخطاب في التشريع، للدكتور محمد بلتاجي، ص: 181.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:09 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،،
أما بعد،
أولا:فأرى أن ما ذكره أخونا أعلاه من الأخبار عن عمر بن الخطاب، لم يذكر فيه تخريج هذه الآثار وفي أي كتب ودوواوين الإسلام وجدت!! حتى ننظر مدى صحتها ... خصوصا عام المجاعة أو عام الرمادة .. وهل تقوم بذلك حجة أم لا.!
ثانيا: ثبت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم، أنها كانت تصيبهم مجاعات عظيمة، ومن ذلك نذكر أمثلة فقط لا للحصر:
ما روي عن جابر بن عبد الله- رضي لله عنهما- في الخندق حيث يقول جابر: لما حفر الخندق رأيت برسول الله صلى الله عليه و سلم خمصًا فانكفأت إلى امرأتي فقلت لها: هل عندك شيء؟ فاني رأيت برسول الله صلى الله عليه و سلم خمصًا شديدًا فأخرجت لي جرابًا فيه صاع من شعير ولنا بهيمة داجن قال: فذبحتها وطحنت ففرغت إلي فراغي فقطعتها في برمتها ثم وليت إلي رسول الله صلى الله عليه و سلم فقالت: لا تفضحني برسول الله صلى الله عليه و سلم ومن معه قال: فجئته فساررته فقلت: يا رسول الله! إنا قد ذبحنا بهيمة لنا وطحنت صاعًا من شعير كان عندنا فتعال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/51)
أنت في نفر معك فصاح رسول الله صلى الله عليه و سلم وقال: يا أهل الخندق! إن جابرًا قد صنع لكم سورًا وهو الطعام الذي يدعى إليه وقيل الطعام مطلقًا فحيهلا بكم ومعناه أعجل به
وقال: رسول الله صلى الله عليه و سلم: لا تنزلن برمتكم ولا تخبزن عجينتكم, حتى أجي فجئت وجاء رسول الله صلى الله عليه و سلم يقدم الناس حتى جئت امرأتي فقالت: بك, وبك - أي ذمته ودعت عليه فقلت: قد فعلت الذي قلت لي - معناه أني أخبرت النبي بما عندنا فهو أعلم بالمصلحة فأخرجت له عجينتنا فبصق فيها صلى الله عليه و سلم وبارك ثم عمد إلي برمتنا فبصق فيها وبارك ثم قال: ادعى خابزة فلتخبز معك, واقدحي من برمتكم ولا تنزلوها, وهم ألف فأقسم بالله! لأكلوا حتى تركوه وانحرفوا وان برمتنا لتغظ (أي تغلي ويسمع غليانها) كما هي وإن عجينتنا- أو كما قال الضحاك- لتخبز كما هو) متفق عليه.
وعن أبي هريرة- رضي الله عنه- أنه كان يقول: ألله الذي لا اله إلا هو, إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع, وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه, فمر أبو بكر فسألته عن آية في كتاب الله, ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي عمر فسألته عن آية في كتاب الله, ما سألته إلا ليشبعني فمر ولم يفعل ثم مر بي أبو القاسم صلى الله عليه و سلم فتبسم حين رآني وعرف ما في نفسي وما في وجهي, ثم قال: يا أبا هر قلت: لبيك يا رسول الله قال: الحق
ومضى فتبعته فدخل فاستأذن فأذن له, فوجد لبناً في قدح فقال: من أين هذا اللبن؟
قالوا: أهداه لك فلان- أو فلانة
قال: يا أبا هر
قلت: لبيك يا رسول الله
قال: الحق إلي أهل الصفة فادعهم لي
قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام, لا يأؤون على أهلٍ ولا مالٍ ولا على أحدٍ, إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئاً, وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها و أشركهم فيها, فساءني ذلك
فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة كنت أحق أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها, ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله صلى الله عليه و سلم بد فأتيتهم فدعوتهم, فأقبلوا فاستأذنوا فأذن لهم وأخذوا مجالسهم من البيت
قال: يا أبا هر
قلت: لبيك يا رسول الله
قال: خذ فأعطهم
فأخذت القدح فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى, ثم يرد على القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى, ثم يرد على القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى, ثم يرد على القدح فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى, ثم يرد على القدح حتى انتهيت إلى النبي صلى الله عليه و سلم وقد روي القوم كلهم, فأخذ القدح فوضعه على يده, فنظر إلي فتبسم فقال: يا أبا هر
قلت: لبيك يا رسول الله
قال: بقيت أنا وأنت
قلت: صدقت يا رسول الله
قال: اقعد فاشرب فقعدت فشربت
فقال: اشرب فشربت, فما زال يقول: اشرب , حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق, ما أجد له مسلكاً.
قال: فأرني , فأعطيته القدح, فحمد الله وسمى وشرب الفضلة ... ) رواه البخاري وغيره.
فالإبتلاء بالفقر ثابتا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ...
فلم يعطل النبي صلى الله عليه وسلم الحدود كاملة أبدا، وإنما هو أمر كل حالة منفصلة، فمن كان مضطرا لشيء من الحدود مثل أكل الميتة أو الخنزير .... الخ فتلك حالته الخاصة به ... وهذا معنى قوله تعالى:
(قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير فإنه رجس أو فسقا أهل لغير الله به فمن اضطر غير باغ ولا عاد فإن ربك غفور رحيم (145)
الأنعام.
وحصلت مجاعة عظيمة على عهد أبي بكر رضي الله عنه خصوصا في بداية عهده واثناء الشروع في حروب الردة.
فالثابت المعروف عن النبي صلى الله عليه وسلم عدم تعطيل الأحكام الشرعية عامة أبدا. فما خالف السنة المطهرة لا يتبع ولو كان من خليفة راشد (تماما كما لم يتابع الصحابة عثمان بن عفان رضي الله عنه إتمام الصلاة في منى) ...
فالمصيبة أن ممن يتسمى زورا هذه الأيام (أحزابا إسلامية) يجدون مخرجا لتعطيل الأحكام الشرعية الربانية إلى قوانين وضعية، محتجين بتلك الآثار عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
واللع أعلم والله الموفق ...
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:45 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=53786
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:46 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/52)
الحكم بقطع يد السارق في الشريعة الإسلامية
http://www.iu.edu.sa/Magazine/18/5.htm#_ftn18
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:47 ص]ـ
كلام الأستاذ معروف الدواليبي --
http://www.iu.edu.sa/magazine/22/6.htm
ـ[ابن وهب]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:48 ص]ـ
http://meshkat.net/new/*******s.php?catid=6&artid=6915
ـ[أبو السها]ــــــــ[21 - 03 - 08, 04:22 م]ـ
فتاوى
العنوان مقولة: (لا تستوفى الحدود حتى تعطى الحقوق)
المجيب د. محمد بن عبد الله القناص
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ أصول الفقه /السياسة الشرعية
التاريخ 2/ 2/1425هـ
السؤال
المكرم فضيلة الشيخ: ما رأيك بعبارة (لا تُستوفى الحدود حتى تُعطى الحقوق)؟، ويحتج على ذلك إيقاف حد السرقة عام الرمادة، وهل من عدل الشريعة أن تقام الحدود ولم يُعط عمر –رضي الله عنه- الحقوق لأصحابها مع توفرها؟.
الجواب
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وبعد:
الإسلام دين شامل متكامل بعقائده وتشريعاته وأحكامه، ويجب على المسلمين الأخذ به، والتحاكم إليه، وعدم التفريق بين أحكامه بحيث يعمل ببعضٍ ويترك بعضًا، وقد ذم الله -عز وجل- هذا المسلك، كما قال –تعالى-:"أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ" [البقرة: من الآية85]، والحدود جزء لا يتجزأ من تشريعات الإسلام، وقد شرعت لحكم ومقاصد عظيمة، حيث يتحقق بإقامتها المحافظة على الضروريات التي جاءت الشريعة بحفظها، وهي حفظ الدين، والنفس، والعقل والعرض، والمال.
والله -سبحانه وتعالى- شرع هذه الحدود، وأمر بالعدل وأداء الحقوق، ونهى عن الظلم، وأكل أموال الناس بالباطل، وهذه العبارة التي تقال: (لا تستوفى الحدود حتى تعطى الحقوق) يجاب عنها بأن الحدود لا تعطل بمثل هذه الدعوى، بل إذا حصل تقصير في استيفاء الحقوق، فتوجه الدعوة إلى أداء الحقوق، وإقامة العدل الذي أمر الله به، ورسوله -صلى الله عليه وسلم-، ثم إن استيفاء الحقوق لا يفترض فيه المثالية، فإن المجتمعات لا تخلو من تقصير في أدائها، والغالب أن هذه العبارة تصدر من أناس مغرضين، يقصدون من ورائها إبطال الحدود وتعطيلها في المجتمعات الإسلامية، وكما قال -سبحانه وتعالى-: "وَيُرِيدُ الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الشَّهَوَاتِ أَنْ تَمِيلُوا مَيْلاً عَظِيماً" [النساء: من الآية27]، وما جاء عن عمر -رضي الله عنه- في عام الرمادة ليس من باب تعطيل حد السرقة، بل هو من باب درء الحدود بالشبهات؛ وهذه قاعدة في إقامة الحدود أنها تدفع بالشبهات، لأنه في عام الرمادة عمت المجاعة، وكثر المحاويج والمضطرون، فيصعب التمييز بين من يسرق من أجل الحاجة والضرورة، ومن يسرق وهو مستغن، ولهذا أسقط عمر – رضي الله عنه- القطع عن السارق في عام المجاعة، كما أخرج ذلك عبد الرزاق (18990) عن معمر عن يحيى بن أبي كثير قال: قال عمر -رضي الله عنهما-: "لا يقطع في عذق، ولا عام السنة"، والعذق هو: النخلة أو الغصن من النخل فيه ثمره، وعام السنة: المراد بالسنة: الجدب، والقحط، وانقطاع المطر، ويبس الأرض.
قال السعدي: " سألت أحمد عن هذا الحديث فقال: العذق النخلة، وعام سنة: المجاعة، فقلت لأحمد: تقول به؟ فقال: إي لعمري، قلت: إن سرق في مجاعة لا تقطعه؟ فقال: لا، إذا حملته الحاجة على ذلك، والناس في مجاعة وشدة. قال ابن القيم: "ومقتضى قواعد الشرع إذا كانت السنة سنة مجاعة وشدة، غلب على الناس الحاجة والضرورة، فلا يكاد يسلم السارق من ضرورة تدعوه إلى ما يسد به رمقه، ويجب على صاحب المال بذل ذلك له إما بالثمن أو مجاناً على الخلاف في ذلك، والصحيح وجوب بذله مجاناً؛ لوجوب المواساة، وإحياء النفوس مع القدرة على ذلك، والإيثار بالفضل مع ضرورة المحتاج، وهذه شبهة قوية تدرأ القطع عن المحتاج". وجاء أيضاً عن عمر -رضي الله عنه- درء الحد عن غلمان حاطب بن أبي بلتعة لما علم أن سرقتهم كانت عن حاجة، وكذلك درء الحد عن الخادم الذي سرق من مال مخدومه.
فعن ابن حاطب أن غلمة لحاطب بن أبي بلتعة سرقوا ناقة لرجل من مزينة، فأتى بهم عمر –رضي الله عنه- فأقروا، فأرسل إلى عبد الرحمن بن حاطب فجاء، فقال له: إن غلمان حاطب سرقوا ناقة رجل من مُزيَنة، وأقروا على أنفسهم، فقال عمر- رضي الله عنه-: يا كثير بن الصَّلت اذهب فاقطع أيديهم، فلما ولي بهم ردهم عمر –رضي الله عنه- ثم قال: أما والله لولا أني أعلم أنكم تستعملونهم وتجيعونهم -حتى إن أحدهم لو أكل ما حرم الله عليه حل له- لقطعت أيديهم، وأيم الله إذ لم أفعل لأغرمنك غرامة تُوجعكَ، ثم قال: يا مزني بكم أريدت منك ناقتك؟ قال: بأربعمائة، قال عمر –رضي الله عنه-: اذهب فأعطه ثمانمائة. أخرجه عبد الرزاق في المصنف (18799)، وفي الموطأ (1321) عن عبد الله بن عمر – رضي الله عنهما- قال: جاء رجل إلى عمر – رضي الله عنه- بغلام له، فقال: اقطع يده، فإنه سرق مرآة لامرأتي، فقال عمر- رضي الله عنه-: "لا قطع عليه هو خادمكم أخذ متاعكم"، والحاصل أن الشبهة إذا وجدت فإنه يدرأ بها الحد. هذا والله الموفق، والهادي إلى سواء السبيل.
موقع الإسلام اليوم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/53)
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[22 - 03 - 08, 01:34 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
اخي عبدالرحمن, انظر في كتاب- تغير الفتوى- للشيخ محمد عمر بازمول, وستجد ان شاء الله الجواب عن ماتريد, وسيفتح لك الكتاب ابواب لفهم مقاصد الشريعة.
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[23 - 03 - 08, 10:16 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[اقبال ابداح]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:14 م]ـ
هذا علم ينتفع به
احسن الله اليكم(92/54)
تغيير موعد درس شرح موطأ مالك للشيخ محمدالمختارالشنقيطي مراعاةلظروف الوافدين من الخارج
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 02:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سلام الله عليكم ورحماته وبعد:
تم تغيير موعد درس الشيخ محمد محمد المختار الشنقيطي لدرس الموطأ وأصبح موعده بعد صلاة الفجر من يوم الخميس القادم(92/55)
هل يعتبر هذا تحريفًا للكلم عن مواضعه؟؟
ـ[حازم حماده]ــــــــ[21 - 03 - 08, 04:44 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما حكم كتابة آيات قرآنية معينة على أبواب المحلات والدكاكين؟
يعني مثلاً هناك محلات عصائر تكتب على لافتاتها: (وسقاهم ربهم شرابًا طهورًا)
وهناك محلات للخياطة وتفصيل الملابس تكتب على لافتاتها: (وكل شيء فصلناه تفصيلا)
وهناك محلات للميكانيكا وإصلاح السيارات تكتب: (إن أريد إلا الإصلاح ما استطعت)!!
فما حكم ذلك؟
أرجو أن تكون الإجابة موثقة بأقوال العلماء ما أمكن ذلك ...
وجزاكم الله خيرًا ,,,
ـ[أم سلمة]ــــــــ[21 - 03 - 08, 06:34 م]ـ
وربما مثله ماكتب على بوابات الحرم " ادخلوها بسلام آمنين"
ـ[حازم حماده]ــــــــ[28 - 03 - 08, 04:29 م]ـ
هل من مجيب؟؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 09:57 ص]ـ
السؤال:
* ما رأيك فيمن ينتزع جزء من آية لمعنى يريده هو يختلف عن معنى الآية الأصلي، لقد رأيت مكتبةً مكتوبا عند بابها: ((فيها كتب قيمة))، ورأيت بابَ دار مكتوبا عليه: ((ادخلوها بسلام آمين))؟
الجواب:
[أقول: إنّ هذا حرام، لأنه نزل القرآن على غير ما أراد الله، والثاني: " ادخلوها بسلام آمين "، نعم حتى الأولى أيضا: ((فيها كتب قيمة))، قد تكون الكتب غير قيمة!، لكن ممكن يجيب أن يقول: أنا لم أقل: " فيها الكتب القيمة "، ((فيها كتب قيمة))، يعني بعضَها، لكنْ كونُهُ يُنزِّل الآية على غير ما أراد الله، فهذا لا يجوز.
أما الثانية: ففيه محظوران: أولا: أنه نزلها على غير مراد الله.
والثانية: أنه قال: " آمنين! "، ومن هو آمن في هذه الدنيا؟!!!
لا أحد].
* من تتمة " لقاء الباب المفتوح " شريط (115).
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:50 م]ـ
السؤال:
* ما رأيك فيمن ينتزع جزء من آية لمعنى يريده هو يختلف عن معنى الآية الأصلي، لقد رأيت مكتبةً مكتوبا عند بابها: ((فيها كتب قيمة))، ورأيت بابَ دار مكتوبا عليه: ((ادخلوها بسلام آمين))؟
الجواب:
[أقول: إنّ هذا حرام، لأنه نزل القرآن على غير ما أراد الله، والثاني: " ادخلوها بسلام آمين "، نعم حتى الأولى أيضا: ((فيها كتب قيمة))، قد تكون الكتب غير قيمة!، لكن ممكن يجيب أن يقول: أنا لم أقل: " فيها الكتب القيمة "، ((فيها كتب قيمة))، يعني بعضَها، لكنْ كونُهُ يُنزِّل الآية على غير ما أراد الله، فهذا لا يجوز.
أما الثانية: ففيه محظوران: أولا: أنه نزلها على غير مراد الله.
والثانية: أنه قال: " آمنين! "، ومن هو آمن في هذه الدنيا؟!!!
لا أحد].
* من تتمة " لقاء الباب المفتوح " شريط (115).
لمن الفتوى؟؟
و هل هذا هو مثله لما نقول عن الأخ الكبير الذي علّم أخوته الشقاوة، فنقول عنه: إنه كبيرهم الذي علمهم السحر .. فهل هذا محرم أيضا؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 01:45 م]ـ
لمن الفتوى؟؟
و هل هذا هو مثله لما نقول عن الأخ الكبير الذي علّم أخوته الشقاوة، فنقول عنه: إنه كبيرهم الذي علمهم السحر .. فهل هذا محرم أيضا؟
بارك الله فيك، وعذرا، فالفتوى للشيخ العلامة ابن عثيمين.
وما ذكرت مثله.
والله أعلم.
ـ[حازم حماده]ــــــــ[30 - 03 - 08, 12:25 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الكريم علي الفضلي
حبذا لو هناك رابط للفتوى يا أخي أو للشريط .. ممكن؟؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 06:43 م]ـ
السؤال:
نرى في البعض من التجار وأصحاب الأعمال، يستعملون أجزاء غير مكتملة من الآيات، ويضعونها على مداخل الأبواب؛ مثل صاحب الطعام يكتب: (ولئن شكرتم لأزيدنكم)؛ صاحب الشراب: (وسقاهم ربهم شراباً طهورا)؛ صاحب المكتبة: (وقل رب زدني علما)، إلى آخر هذه الاستعمالات، والتي تبدو أحياناً تجاوزت الحد الكثير، نرجو بهذا التوجيه؟
الجواب:
[نعم، تعليق هذه الآيات ينقسم إلى قسمين: فتارةً يقصد بها التحرز والتحصن، مثل الذين يعلقون آية الكرسي أو المعوذات أو نحو ذلك، وهذا لا شك أنه غير مشروع، وأنه أمرٌ لا ينبغي لأنه لم يرد عن السلف الصالح، ولأنه يوجب للإنسان أن يعتمد عليه، ويدع قراءة هذه الآيات التي يكون بها التحصن اعتماداً على ما علق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/56)
وتارةً يقصد بها التنبيه، كما ذكر السائل يكتب أمام الداخل على مكتبة (وقل رب زدني علماً)، وما أشبه ذلك،وهذا قد يقول قائل: إنه غير مشروع لأنه لم يرد عن السلف الصالح، ولأنه قد يُنتفع به وقد لا ينتفع، وكثيراً ما يُعلق آية من القرآن تنهى عن شيء، ويكون الجالسون في هذا المكان يفعلون نفس الشيء الذي نهي عنه، كما لو كُتب في المجلس (ولا يغتب بعضكم بعضاً)، فإن الجالسين هل ينتفعون بما كتب؟ قد ينتفعون وقد لا ينتفعون، ربما يغتابون الناس وكلام الله عز وجل فوق رؤوسهم يقول الله فيه: (لا يغتب بعضكم بعضاً)!! فلا ينتفعون بهذا المكتوب.
وتارةً يعلق القرآن لكونه مكتوباً على وجهٍ مطرز، وكأنه نقوش ووشم! حتى إن بعضهم يكتب على هيئة قصر! وعلى هيئة منارة! وما أشبه ذلك فهذا أشبه ما يكون باللعب بكتاب الله عز وجل، والعلماء رحمهم الله اختلفوا هل يجوز أن يكتب القرآن بغير الرسم العثماني، أي: على حسب القواعد المعروفة أو لا يجوز؟
على ثلاثة أقوال فمنهم من منعه مطلقاً، ومنهم من أجازه مطلقا، ومنهم من فصل وقال: إذا كتبناه لمن يجيد قراءة القرآن بالرسم العثماني فلا بأس، وإذا كتبناه بالرسم العثماني لشخصٍ يخشى أن ينطق بالقرآن على حسب الحروف المكتوبة، فإننا لا نكتبه؛ مثلاً: (أحل الله البيع وحرم الربا) مكتوبة بالواو، فإذا كتبناها بالواو لشخصٍ لا يعرف النطق بالقرآن، ربما يقول:" وحرم الربَوْ " الصلاة كذلك مكتوبة بالواو، ربما إذا كتبناها بالرسم العثماني بالواو لشخصٍ لا يحسن التلاوة لفظاً، ربما يقول الصلُوة!، وهكذا؛ المهم أن بعض العلماء فصل في هذا المقام وقال: إن كتب لشخصٍ لا يخشى منه تحريف القرآن تبعاً للحروف، فإنه يجب أن يبقى على الرسم العثماني؛ وإن كتب لشخص يخشى أن يحرف القرآن بناءً على كتابة الحروف فإنه يكتب بالقاعدة المعروفة بين الناس.
فإذا كان العلماء اختلفوا في الخروج عن الرسم العثماني، فكيف نجوز لشخص أن يكتب كلام الله عز وجل على صفة قصور أو منارات أو ما أشبه ذلك؟!! هذا لا شك في تحريمه، والواجب على من عنده شيء مكتوبٌ على هذا الوجه أن يطمسه، وأن يحوله إلى كتابةٍ على حسب الرسم العثماني؛ هذا إذا قلنا بجواز تعليق الآيات على الجُدُر.
القسم الرابع: من يعلق آياتٍ لا علاقة لها بالموضوع، والسلامة من التعليق تعليق الآيات على الجدر أسلم وأبرأ للذمة وأحوط للإنسان، فهو في غنىً عن تعليق الآيات على الجدر، أما تعليق بعض الحِكَم على الجدران فهذا لا بأس به ولا حرج فيه].
العلامة ابن عثيمين " نور على الدرب " الدقيقة: 3.10. شريط (191) وجه ب.
ـ[حازم حماده]ــــــــ[02 - 04 - 08, 10:33 ص]ـ
بوركت وجزيت خيرًا أخي الكريم ,,,(92/57)
" التصويت على مسائل الدين في الفضائيات والمنتديات "
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 04:02 م]ـ
" التصويت على مسائل الدين في الفضائيات والمنتديات "
http://bawady.maktoobblog.com/584986/%22_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B5%D9%88%D9%8A%D8%AA_%D8 %B9%D9%84%D9%89_%D9%85%D8%B3%D8%A7%D8%A6%D9%84_%D8 %A7%D9%84%D8%AF%D9%8A%D9%86_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9 %84%D9%81%D8%B6%D8%A7%D8%A6%D9%8A%D8%A7%D8%AA_%D9% 88%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%86%D8%AA%D8%AF%D9%8A%D8%A7 %D8%AA_%22/
بقلم: أحمد بوادي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد:
إن محبة الناس للخير، وعملهم على تحقيقه، وبذلهم الجهد في إدراكه، من غير أن يكون على هدى من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله وسلم، فساد كبير، ومنحدر خطير، وسبيل للضلال.
بل إن البعض يُرغِب بدعوته تلك بمدلولات راقية و أساليب في ظنه أنها سامية، اعتقادا منه أن دعوته من التضحيات التي لا يتطرق إليها إلا أصحاب النفوس العالية، فيطرح المسألة، ويعمل على تزيينها لقبول الناس لها، وأصلها قائم عن هوى وضلال
ونحن أمام مسألة في الدين مهمة يتسابق إليها المسلمون ويتسارعون لها حبا في نيل ثوابها وما يترتب لهم من أجرها ألا وهي:
مسألة التصويت على بعض مسائل الدين
فاعلم أخي وفقني الله وإياك لما يحب ويرضى أن مسألة التصويت تعتريها من الأمور ما يخدش فيها جانب العقيدة والتوحيد
لأن خطورة مسألة التصويت تكمن في أنها
1 _ لا تخضع لأحكام الدين:
قال تعالى:
{فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً}
وقال تعالى:
{قُلْ إِنِّي عَلَى بَيِّنَةٍ مِّن رَّبِّي وَكَذَّبْتُم بِهِ مَا عِندِي مَا تَسْتَعْجِلُونَ بِهِ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلّهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ}
فالتصويت يراد منه طلب آراء الرجال والنساء على أمر ما بحجة الحرية وأننا في عصر الديمقراطية، وليس فيه شيء من أخذ الآراء ومناقشتها وإبداؤها لبيان الحق والإذعان له على أساس من العلم.
وقد يكون الدافع أهواء وشهوات النفوس، أو الجهل في معرفة الحكم الشرعي فتخير بين أمرين أو أكثر فتصوت لما تراه صوابا دون ضوابط فتنصر الباطل بدون علم.
بل ويدخل في تلك الآراء أهل البدع، والضلال، بل واللصوص والزناة وقطاع الطريق وأصحاب الكذب والفجور، وقد يترتب على ذلك التصويت التشريع كالتصويت على حكم الخمر، أو تعدد الزوجات، أو ........
2_ الإستخفاف بالأحكام الشرعية:
قال تعالى:
{وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً}
وقال تعالى:
{وَإِذَا رَأَيْتَ الَّذِينَ يَخُوضُونَ فِي آيَاتِنَا فَأَعْرِضْ عَنْهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ وَإِمَّا يُنسِيَنَّكَ الشَّيْطَانُ فَلاَ تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ}
إن إخضاع الأحكام الشرعية وخاصة ما كان منها محل إجماع كتحريم الخمر، وتعدد الزوجات، وتحريم الربا لآراء الرجال استخفاف وسخرية في أحكام الدين، فلا يحق لمسلم يعظم شعائر الله أن يقبل على أحكام دينه أن تكون محل قبول ورد من أهل الزندقة، فيجاريهم في زندقتهم، حتى وإن حسنت نيته.
بل إن البعض يضع اسم الإسلام بين الأديان للتصويت على ما هو أفضل دين، وكأنه بهذا الفعل ينصر الدين أو يعتقد أن الناس سيدخلون زرافات إن جاء بأكثر الأصوات وماذا يفعل ذلك المسكين أن كانت نسبة الدين الإسلامي أقل تلك الأصوات فهل سيتركه الناس ليدخلوا في دين النصارى إن كسب أكثر الأصوات؟؟!!!.
قال تعالى: {ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ حُرُمَاتِ اللَّهِ فَهُوَ خَيْرٌ لَّهُ عِندَِ رَبِّهِ}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/58)
{ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ}
3 _ ازدراء في حق الآخرين
قد يكون التصويت أحيانا لبعض الشخصيات كمن يضع شخصية الرسول صلى الله عليه واله وصحبه وسلم مع بعض أسماء الكفار وهذا من شأنه الازدراء من قدر الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، وانتصار لهؤلاء الكفار بوضعهم في قائمة فيها اسم الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وكما قيل:
وإنه لينقص من قدر السيف ... إن قيل أن السيف أمضى من العصا
فحب الرسول صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم يفوق كل حب من الخلق حتى كان حبه أوجب على العبد من حب نفسه وأهله و هذا من كمال الإيمان الذي لا يكون إيمان المرء إلا به قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
" لا يؤمن أحدكم حتى أكون احب إليه من نفسه وولده وماله "
وقال لعمر بن الخطاب رضي الله عنه لا يا عمر لايكمل إيمانك حتى أكون أحب إليك من نفسك”
وقال تعالى: {قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَآؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ}
فعلى المسلم أن يعرف منزلة نبيه صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم وينزلها منزلتها اللائقة به
وإن كان البعض يفعل ذلك ظنا منه أن فيه انتصارا له لكن الأمر غير ذلك لأن إنزال هؤلاء الكفار الفجرة أو غيرهم من أهل الضلال بمنزلته صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم فتقترن أسماؤهم باسمه غير لائق به صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم، فمنزلته فوق كل منزلة من منازل الخلق " صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم " فعلى المسلم أن يتفطن لذلك فلا ينغر بفعل أهل الباطل.
4 _ التصويت من التشبه بالنصارى واليهود:
لقد انخدع البعض بهم واتخذ من هذا الفعل عادة يتبعها في كثير من أفكاره ومعتقداته
وكلما لاح له عمل أو قول شيء جعل الناس يصوتون له في ظنه أن هذا يضفي على عمله شيئا جميلا
وقد نهينا عن ذلك قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
" لتتبعن سنن من كان قبلكم شبرًا بشبر، وذراعًا بذراع، حتى لو دخلوا جحر ضبٍّ لدخلتموه "
والبعض قد يلجأ إلى أساليب المكر والخديعة في إقناع
الناس بباطله ليصوتوا لرأيه
5 ـ تصويتك يستلزم عليك قبول النتيجة:
فتصويتك بتلك القائمة يفرض عليك قبول نتائجها، أو على الأقل الخضوع والالتزام بما يترتب عليك من نتائج غير شرعية فقد رضيت بداية بحكم غير حكم الله ونهاية لزم عليك الامتثال انطلاقا من ثوابتهم التي قبلت الإحتكام إليها
6 _ نصرة الدين لا تكون بالتصويت:
قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ}
فنصرة الدين قائمة على الكتاب والسنة، والعمل بما يقتضيه الدين من أحكام والوقوف عند شرائعه
والعمل على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ونشر الدين وأحكامه وبفهم سلف الأمة
أما نصر الدين بالتصويت!!! فهذا لا يغني ولا يسمن من جوع.
7 ـ التصويت يعتريه الكذب والتزوير:
فالكثير قد يتبع اساليب المكر والخديعة في رفع أعداد المصوتين لنصر باطله
والعمل على تحقيق أهدافه
وعمل كهذا قائم على الكذب والبهتان لا يجوز للمسلم أن يستدرج فيه فعليك الحذر
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[06 - 05 - 08, 01:05 ص]ـ
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[07 - 04 - 10, 08:22 ص]ـ
{وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ}
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[07 - 04 - 10, 05:57 م]ـ
أعظم مافيها هو نزع هيبة الكتاب و السنة من الناس ..
رحمك الله يا عمر .. نحتاج الدرّة اليوم ..
كلما أتتنا مسألة قالوا تصويت .. نعوذ بالله من الخذلان ..
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[08 - 04 - 10, 01:38 ص]ـ
أعظم مافيها هو نزع هيبة الكتاب و السنة من الناس ..
رحمك الله يا عمر .. نحتاج الدرّة اليوم ..
كلما أتتنا مسألة قالوا تصويت .. نعوذ بالله من الخذلان ..
اللهم آمين
وأحسنت بارك الله فيك(92/59)
المصطفى صلى الله عليه وسلم والعجوز قصة هل لها أصل؟
ـ[السعودي عبدالله]ــــــــ[21 - 03 - 08, 07:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه القصة وردت في أحد المنتديات بعد أن بحثت عنها، ووجدتها بدون مصدر
تقول القصة
أن الرسول صلى الله عليه وسلم ماشياً في طريقه فصادفته عجوز كبيرة السن وكانت تحمل امتعة ثقيلة على رأسها فقال الرسول صلى الله عليه وسلم ياخالة: هل اساعدكي على حمل الامتعه ولم يسالها على دينها فاعطه الامتعه لكي يحمل عنها وحمل الرسول صلى الله عليه وسلم حتى امام دارها فقالت العجوز انتظر قليلاً فانتظر الرسول صلى الله عليه وسلم حتى اتت العجوز من الداخل فقالت لهو اهل تقبل مني نصيحه فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لما لا فقالت العجوز احذرك ان تتبع دين محمد
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم واذا انا محمد ماذا ساتقولين ياخاله
فقالت العجوز اذا انت محمد اشهد ان لا اله الا الله واشهد ان محمد رسول الله
فأرجو ممن لديه علم أن يعين أخاه على معرفة صحة هذه القصة من عدمها
جعل الله ذلك في موازين حسناتكم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[21 - 03 - 08, 10:42 م]ـ
قصة مكذوبة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=636754#post636754
ـ[السعودي عبدالله]ــــــــ[22 - 03 - 08, 05:22 م]ـ
يكفي في رد هذه الحكاية عدم وجودها في الكتب المشهورة المعروفة من كتب السنة وغيرها، فلو كانت واردة لاشتهرت وتداولها أهل العلم في مصنفاتهم لما تتضمنه الحكاية من أمر غريب ...
وكذلك مما يؤيد عدم صحته ما جاء في متنه من النكارة من كون النبي صلى الله عليه وسلم حمل العجوز على كتفه الأيسر، فهذا الأمر لايليق بالنبي صلى الله عليه وسلم فعله.
شاكرا ومقدرا لك أخي عبدالرحمن على هذا الإيضاح
لكن هل يكفي في علم الحديث رد حديث بهذا التعليل، من حيث عدم وروده في الكتب الستة، وما فيه من النكارة في متنه.
بارك الله لك في علمك وجعله زادا لك
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 03 - 08, 05:34 م]ـ
وفقك الله وبارك فيك
كتب السنة المشهورة وليس الكتب الستة
، فالكلام السابق ليس فيه الكتب الستة فتأمل حفظك الله.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 03 - 08, 06:16 م]ـ
قال الشيخ يحيى في موضوع سابق في الملتقى
فمثلا قال شيخ الإسلام -الفتاوى الكبرى4/ 363 - ((والأحاديث الكثيرة المروية في زيارة قبره كلها ضعيفة بل موضوعة لم يرو الأئمة ولا أهل السنن المتبعة كسنن أبي داود والنسائي ونحوهما فيها شيئا))
وقال ابن عبدالهادي في (الصارم المنكي في الرد على السبكي ص113): ((ولم يخرج أرباب الصحيح شيئا من ذلك ولا أرباب السنن المعتمدة كسنن أبي داود والنسائي والترمذي ونحوهم، ولا أهل المسانيد التي من هذا الجنس كمسند أحمد وغيره ولا في موطأ مالك ولا في مسند الشافعي ... فكيف يكون في ذلك أحاديث صحيحة ولم يعرفها أحد من أئمة الدين ولا علماء الحديث؟)) وكرر نفس الحجة في كتابه ص49،ص185
وقال الزيلعي في نصب الراية (1\ 355): ((وكيف تكون صحيحة، وليست مخرجة في شيء من الصحيح ولا المسانيد ولا السنن المشهورة؟))
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[22 - 03 - 08, 08:19 م]ـ
هذا الحديث من مرويات جماعة التبليغ هداهم الله إلى الحق
ـ[السعودي عبدالله]ــــــــ[22 - 03 - 08, 09:22 م]ـ
وفقك الله وبارك فيك
كتب السنة المشهورة وليس الكتب الستة
، فالكلام السابق ليس فيه الكتب الستة فتأمل حفظك الله.
غفر الله لك ولوالديك ولجميع أحبابك
أفدتني كثيرا ومحاورت الطيبين من أمثالك أحتسب فيه الأجر من الله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[22 - 03 - 08, 09:44 م]ـ
أسال الله أن يغفر لي ولك ويبارك فيك
وفي الغالب حفظك الله لاتفوت العلماء الذين جمعوا الغث والسمين في السيرة مثل هذه القصة.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[26 - 03 - 08, 08:41 م]ـ
رحم الله العراقي إذ قال:
وليعلم الناظر أن السيرا* تجمع ما قد صح وما قد أنكرا
الفية الحافظ العراقي في السيرة النبوية(92/60)
يا من له خبرة بالبنوك: ماذا أصنع بأرباح هذه الأسهم التي أودعت في حسابي.؟
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 07:13 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه , وبعد:
فقد تفاجأتُ أمسِ بوجود مبلغ مالي (محترم) في حسابي , واستغربت منه , فسائلتُ البنك عن مصدره فقالوا لي إنه أرباح أسهمك في شركة (لا أعرف اسمها حتى أذكر أني اكتتبت فيها) فقلت لهم: أنا لم أكتتب قطُّ حتى أجني أرباحاً , قالوا لي: إن لديك محفظتين استثماريتين.!!!!
قلت لهم اسحبوا هذا المبلغ , قالوا إنه جاءك من بنك كذا وليس من عندنا.
سألتهم هل احتمال الخطإ وارد , قالوا: لا يمكن لأن الأرباح مربوطة بأرقام الحسابات الي سجلها المكتتبون ويتم التأكد من موافقتها لاسم المكتتب.
فما العمل.؟؟؟
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[22 - 03 - 08, 12:43 ص]ـ
راجع بنك كذا وتأكد منهم ... والخطأ وارد لأن البعض يخطيء في رقم واحد فقط ويصير الإشكال
راجعهم لعل صاحب الأرباح يبحث الآن عن ماله
.
ـ[أبو السها]ــــــــ[22 - 03 - 08, 02:00 ص]ـ
أولا:أنه لا يجوز للإنسان المسلم ابتداءً أن يضع ماله في البنوك الربويَّة، لما فيه من إعانة البنك على هذا الإثم،إلا لحاجة ماسة يخاف فيها الإنسان على نفسه وأهله وماله.
ثانيا: ما وجدته من مال زيادة في حسابك هو بلا شك ربا، وتعليل البنك بكون هذا المبلغ أرباح أسهمك في شركة إنما هو من حيل البنوك المعروفة.
ثالثا: حكم سحب الفائدة الربويَّة من البنك، وفي أي الوجوه تصرف؟
هذه بعض الفتاوى للشيخ ابن باز والشيخ ابن جبرين:
*قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
أما ما أعطاك البنك من الربح: فلا ترده على البنك ولا تأكله، بل اصرفه في وجوه البر كالصدقة على الفقراء، وإصلاح دورات المياه، ومساعدة الغرماء العاجزين عن قضاء ديونهم، … " فتاوى إسلامية " (2/ 407).
سئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله:
هل جائز شرعاً أن أودع مالي وأخذ فائدة عليه، وأعطي الفائدة للمجاهدين مثلاً؟
فأجاب:
حيث عرف أن هذه البنوك تتعاطى الربا، فإن الإيداع عندها: فيه إعانة لها على الإثم والعدوان، ننصح بعدم التعامل معها.
لكن إن اضطر إلى ذلك ولم يجد مصرفاً أو بنكاً إسلاميّاً: فلا بأس بالإيداع عندها، ويجوز أخذ هذا الجعل الذي يدفعونه كربح أو فائدة! لكن لا يدخله في ماله، بل يصرفه في وجوه الخير على الفقراء والمساكين والمجاهدين ونحوهم، فهو أفضل من تركه لمن يَصرفه على الكنائس والدعاة إلى الكفر والصد عن الإسلام. " فتاوى إسلامية " (2/ 408، 409).
وسئل الشيخ ابن جبرين حفظه الله:
كيف أتخلص من الفوائد الربويَّة شرعاً؟
فأجاب:
أرى وأستحسن أخذها من البنوك، وصرفها في وجوه البر وفي الأعمال الخيرية من مساجد ومدارس خيرية في بلاد إسلامية محتاجة لذلك بدلاً من أن يأكلها أهل البنط وهم السبب، فيدخل في حديث " لعن الله آكل الربا وموكله ". " فتاوى إسلامية " (2/ 409).
ولمزيد من الفائدة انظر هذا الرابط:
http://www.saaid.net/Doat/ehsan/27.htm
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[22 - 03 - 08, 05:35 ص]ـ
أولا:أنه لا يجوز للإنسان المسلم ابتداءً أن يضع ماله في البنوك الربويَّة، لما فيه من إعانة البنك على هذا الإثم
هذا تحصيل حاصلٍ أبا السُّها سلمك الله ,فأنا لم أحدد كونَ البنكِ الذي فيه حسابي ريوي أو كونه ليس كذلك , وعلى كل حالٍ جزيت خيراً.
ثانيا: ما وجدته من مال زيادة في حسابك هو بلا شك ربا، وتعليل البنك بكون هذا المبلغ أرباح أسهمك في شركة إنما هو من حيل البنوك المعروفة.
هل تعني بذلك أنَّ البنوك ربما أغرت بعض أصحاب الحسابات في البنوك الأخرى بتقديم هذه المبالغ كأرباح لمساهمات لم يعلموا عن وجودها فضلاً عن أن يساهموا فيها , من باب الاستمالة وتأليف القلوب على أكل الربا.؟
ثالثا: حكم سحب الفائدة الربويَّة من البنك، وفي أي الوجوه تصرف؟
ما سقته - حفظك الله - من فتاوى هي في حق من قصد تحصيل الفائدة الربوية أو كان سببا فيها بحيث فتح حسابه في بنك ربوي أو ساهم مساهمة ربوية ثم جاءته الأرباح فحار في طريقة التخلص منها , أمَّا من هو مثلي لا مساهمة له ولا أسهم ولا حساب له في البنك الباعث لهذه الأرباح, وبُلي بهذه الأموال التي يجزم يقيناً أنها ليست له أبدا ً, فهل يتصرف فيها كتصرف المتسبب والمباشر لحصول الأرباح الربوية.؟
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[22 - 03 - 08, 12:22 م]ـ
ثانيا: ما وجدته من مال زيادة في حسابك هو بلا شك ربا، وتعليل البنك بكون هذا المبلغ أرباح أسهمك في شركة إنما هو من حيل البنوك المعروفة.
غير صحيح بارك الله فيك! فالبنك يفرح إذا وضعت أموالك في حساباته الجارية، لأنه سيأخذ الأرباح لنفسه، أما أن يحتال عليك ليتنازل لك عنها فهذا غير معقول
والجزم بأنها ربا قبل التأكد من مصدرها لا وجه له
وما دام أنه أخبروا الأخ بأنها أرباح أسهم فظاهر الحال أنها أرباح أسهم، ويبقى النظر في حلِّها وحرمتها، وهل وُضعت في حسابه بطريق الخطأ أم لا
قالوا لي: إن لديك محفظتين استثماريتين.!!!!
هذا هو الحل! فاطلب منهم طباعة تفاصيل هاتين المحفظتين ثم راجع الشركات التي لك أسهم فيها، وربما تفاجأ بأن الوالد مثلا قد اكتتب لك فيها قبل سنوات طويلة. وقد حصل قبل شهر تقريباً أن رجلاً من أعيان الناس توفي، واشتغل أبناؤه بحصر تركته، وراجعوا سجلات الشركات لهذا الغرض، فظهرت لهم أسهم باسم اثنين من أقاربي (لأن اسم العائلة متطابق)، وقيمة أسهم أحدهما مع أرباحها المتراكمة حوالي مليون ونصف ريال! فاتصلوا عليهما وأخبروهما!
لأن الأرباح مربوطة بأرقام الحسابات الي سجلها المكتتبون ويتم التأكد من موافقتها لاسم المكتتب
هذا صحيح، واحتمال الخطأ في هذه الأمور ضعيف جداً، لأن المحافظ مرتبطة بالاسم الرباعي ورقم الهوية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/61)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 11:24 ص]ـ
الحمد لله.
لقد انحلَّ الموضوع وعافاني الله من الربا وخلافه , فقد وافق تاريخ إيداع النقد يوم توزيع إحدى الشركات أرباحها على المساهمين , وارتجل الموظف -هداه الله - إخباري أن المال عبارة عن أرباح هذه الشركة لا دليل ولا برهان وبعد المراجعة والتأكد والتدقيق تبين أنها مستحقات لي عند شخص حوَّلها لي ولم يفدني بالحوالة.
أمَّا المحفظتان فعجيبٌ أمرهما ولعلهما تكونان خطأ إن شاء الله
ولا أرباح ولا أسهم ولا نبال والحمد لله.(92/62)
طالب علم مسحور
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالب علم مسحور، تعب كثيرا، وهو ذكي وجاد في الطلب لكن أبتلي، وأعظم مما أبتلي به هو النسيان الشديد بعد أن كان ذا حافظة جيدة.ماهو العلاج في نظركم لكي ننقذه
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:19 م]ـ
البرنامج العلاجي للإصابة بداء السحر (من منتدى الرقية الشرعية) ( http://www.ruqya.net/forum/showthread.php?t=757)
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:38 م]ـ
وهذا موضوع منقول من نفس المنتدى، نقلته لأهميته وفوائده العظيمة:
إلى من أراد السعادة والخير إلى من أراد البركة في جميع شؤونه إليك هذا العلاج
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرؤا سورة البقرة فان أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة) 0
والبطلة: هم السحرة
أحبتي لنتأمل هذا الحديث 1 - لقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم هنا بقراءة سورة البقرة وبين لنا فوائد هذه القراءة بقولة فإن أخذها بركة أي أن البركة ستكون من نصيب قارئ هذه السورة ولقد سألت الشيخ سعد الغنام (من السعودية) عن ذكر البركة في هذا الحديث فقال لم يحدد النبي صلى الله عليه وسلم البركة هنا بل هي شاملة لكل ما يخص قارئها فالبركة تعود على ماله وأولاده وصحته ووقته وأمور دينه ودنياه
وجميع ماذكرت بالمقدمة مرتبط بذلك فالسعادة والشفاء سببها تلك البركة بإذن الله إضافة لما سيأتي
2 - يذكر لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن ترك قراءة هذه السورة حسرة وتأمل كلمة حسرة أي ندامة ولكن على ماذا إنها على تلك البركة والخير والأجر الذي فات كل من لم يقرأ هذه السورة
3 - لا تستطيعها البطلة أي السحرة
فهذه السورة بفضل الله تكون حامية لقارئها من السحر والمس والعين
ومن كان به شئ من ذلك (السحر العين المس) فإنه إذا واصل على قراءة هذه السورة فإن الشياطين لا تستطيع أن تقاوم مع هذه القراءة فتضعف وتستسلم فيزول ما كانت تحرسه ويبطل ما كانت تعمله تأمل قوله صلى الله عليه وسلم (لا تستطيعها البطلة) وما هي الطريقة؟
أخي يا من تعبت في هذه الحياة اتاك الدواء والخلاص من عند من لم ينطق عن الهوى من عند أصدق البشر.في ساعة أو أقل تستطيع أن تقرأ هذه السورة يوميا فاحرص على ذلك إلى أن يزول ما بك
أخي في الله هذه القصة حدثت
لشخص أعرفه كان يتعرض بين الفينة والأخرى الى حالة اغماء (فقدان الوعي) إلى درجة أن أهله كانوا يعتقدون أنه قد مات وظلت هذه الحالة مستمرة معه رغم استخدامه العديد من الأدوية
ثم انتظم على قراءة سورة البقرة كل يوم لمدة شهر يقول فذهب عني ما كنت أجد وامتلأت نفسي حبا وودا لمن كنت اكرههم بدون أي سبب
وهذه القصة يرويها الشيخ أسامة المعاني يقول
ذكر لي أحد الإخوة أن زوجته كانت تعاني من أعراض وآلام منذ فترة من الزمن، وقد راجعت أكثر من معالج بالرقية الشرعية حيث بينوا أنها تعاني من السحر بناء على اعتقاد ظني، واستمرت الأخت الفاضلة بالرقية الشرعية بعد أن وكلت أمرها إلى الله سبحانه وتعالى، وذات يوم قرأت في جريدة المسلمون عن امرأة كانت تعاني من هذا الداء الخطير – السحر – وبناء على توصية من أحد المعالِجين قامت في الثلث الأخير من الليل بركعتين قرأت فيهما سورة البقرة كاملة، وبعد أن انتهت من ذلك، استفرغت مادة غريبة، وقد شفيت بإذن الله تعالى، يقول الأخ: فما كان من زوجتي إلا أن فعلت مثلما فعلت تلك المرأة، وبفضل الله سبحانه وتعالى استفرغت مادة خضراء غريبة وشفيت بإذنه تعالى.
أخي – أختي
فكرا معي قليلا هل تعتقد أن أعدائك (الشياطين) الذين يسعدهم ويرضيهم بقائك مريضا حزينا كئيبا طول حياتك أن تعتقد ان يتركوك تستمر بقراءة هذه السورة دون ايذاء أو تلهية؟ كلا إنه سيحاول بقدر المستطاع أن يثنيك عن ذلك فسيوحي إليك أن هذه السورة طويلة وأنك غير متقن لتجويد الآيات (لا إثم عليك) أو أو .. فإن أطعته ستظل على حالك وإن توكلت على ربك واستعنت به واخذت بذلك فستنتصر بإذن الله وينكشف عنك مابك
أخي _أختي
تستطيع حفظ هذه السورة خلال 3أشهر إذا حفظت كل يوم 3آيات فقط
تستطيع أن تحفظ هذه السورة خلال شهر و20يوم إذا حفظت وجه واحد فقط كل يوم
تستطيع أن تقرأ هذه السورة في 5أيام إذا قرأت كل يوم عشر صفحات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/63)
تستطيع أن تقرأ هذه السورة كل يوم في أقل من ساعة
------====--------=====-----
من كتاب "احفظ الله يحفظك" لعائض القرني
فضل سورة البقرة ..
نقل القرطبي وغيره أن فيها ألف أمر .. وفيها ألف نهي .. وفيها ألف خبر
سورة البقرة .. لا تقرأ في بيت إلا ذهب منه الشيطان وطرد ودحر
وصح عنه صلى الله عليه وسلم من حديث أبي أمامة عند مسلم وغيره:"اقرؤوا الزهراوين .. سورة البقرة وآل عمران .. فإنهما تأتيان كغمامتين أو غيايتين أو كفرقان من طير صواف تظلان صاحبهما يوم القيامة" أخرجه مسلم وأحمد
كان الرجل من الصحابة كما قال أنس .. إذا حفظ سورة البقرة أصبح سيدا عظيما مقدما إماما
والرسول صلى الله عليه وسلم يستعرض أصحابه في سرية ويريد أن يؤمر عليهم أميرا فيسألهم: "أيكم أكثر أخذا من القرآن"؟
فقال له رجل: أنا أحفظ سورة البقرة
فقال صلى الله عليه وسلم: "أتحفظ سورة البقرة"؟
قال: أي والله يا رسول الله
قال:"اذهب .. أنت أميرهم"
وفي الترمذي بسند حسن عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تجعلوا بيوتكم قبورا, فإن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يدخله الشيطان" أخرجه مسلم وأحمد والترمذي واللفظ للترمذي
ووجد بعض الصالحين أذى من الجن في بيته ... فأوصاه العلماء بتلاوة سورة البقرة, فلما قرأها ذهبوا بإذنه سبحانه وتعالى
من كتاب "الترغيب والترهيب" للمنذري
الترغيب في قراءة سورة البقرة
عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر إن الشيطان يفر من البيت الذي تُقرأ فيه سورة البقرة" رواه مسلم والنسائي والترمذي
وعن معقل بن يسار رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "البقرة سنام القرآن وذروته نزل مع كل آية منها ثمانون ملكا, واستخرجت: الله لا إله إلا هو الحي القيوم من تحت العرش فوصلت بها, أو فوصلت بسور البقرة ويس~ قلب القرآن لا يقرؤها رجل يريد الله والدار الآخرة إلا غفر له" رواه أحمد عن رجل عن معقل, وروى أبوداود والنسائي وابن ماجه منه
وعن أبي أمامة الباهلي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعا لأصحابه.
اقرءوا الزهراوين: البقرة وسورة آل عمران فإنهما يأتيان يوم القيامة كأنهما غمامتان أو غيايتان أو كأنهما فرقان من طير صواف تحاجان عن أصحابهما.
اقرءوا سورة البقرة فإن أخذها بركة .. وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة. رواه مسلم "البطلة: السحرة"
_________________
ومن فضائلها
*فضل آية الكرسي:
عن أبي بن كعب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا أبا المنذر أتدري أي آية من كتاب الله معك أعظم قال قلت:
الله لآ إله إلا هو الحي القيوم ......
فضرب في صدري وقال (والله ليهنك العلم يا أبا المنذر) رواه مسلم0
وعن أبي أمامة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة مكتوبة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت) أخرجه النسائي
عن ابن مسعود رضي الله تعالى عنه قال: (إن لكل شيء سنامآ وسنام القرآن البقرة، وإن الشيطان إذا سمع سورة البقرة خرج من البيت الذي تقرأ فيه وله ضراط) أخرجه الدارمي وابن الضرس0
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثآ، وهم ذوو عدد، فاستقرأهم فاستقرأ كل رجل منهم- يعني ما معه من القرآن-فأني على رجل من أحدثهم سنآ فقال: ما معك يا فلان؟ قال: معي كذا وكذا وسورة البقرة قال: نعم قال: اذهب فأنت أميرهم، فقال رجل من أشرافهم، والله ما منعني أن أتعلم سورة البقرة إلا خشية أن لا أقوم بها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تعلموا القرآن، واقرؤه فان مثل القرآن لمن تعلمه فقرأه وقام به كمثل جراب محشو مسكآ يفوح ريحه في كل مكان، ومثل من تعلمه فيرقد، وهو في جوفه كمثل جراب أوكي على مسكنه) 0
وعن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرؤا سورة البقرة فان أخذها بركة وتركها حسرة ولا تستطيعها البطلة) 0
والبطلة: هم السحرة
أخي –أختي
ابدأ وتوكل على الله فنبينا لاينطق عن الهوى
واحرص على مناجاة ربك وأنت تصلي آخر الليل وصيام النوافل فلصائم دعوة مستجابة عند فطره
ولا تنساني أنا وذريتي ووالدي من دعائك دائما بالتوفيق والصلاح وحفظ كتاب الله وقبول الأعمال وعلو الدرجة في الجنان والشهادة في سبيلة
اللهم أسعد ووفق من قام على نقلها للمنتديات ولكل محتاج فكم من مريض ويائس ينتظر ذلك
وصلى الله وبارك على محمد وعلى أله وصحبه
منقول
ونسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفى اخانا ويفرج عنه ماهو فيه
ـ[أبويوسف الحنبلى]ــــــــ[23 - 03 - 08, 12:06 ص]ـ
ولكنى أعلم عن أبى البراء صاحب الموقع أنه من أهل السنة والجماعة وله موسوعة شرعية فى العلاج من الأمراض الروحية قدم لها مشايخ من أهل العلم المعروفين كالشيخ بن جبرين وغيرهم ممن نعلمهم من علمائنا وأنا كنت أراه ينصح بقراءة كتب علماء اهل السنة فى العلاج وذكر منها مؤلفات الشيخ وحيد عبد السلام بالى ومؤلفات الشيخ وحيد بالى من مراجعه وكذلك مؤلفات غيرهم كالشيخ سعيد عبد العظيم وغيرهم من علمائنا المعروفين لماذا نتهم الأخ بالجهل والتصدر بغير علم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/64)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[03 - 04 - 08, 09:40 م]ـ
لا إله إلا الله ...
شفى الله مريضكم يا أخية ...
إنه والله لأبتلاء عظيم ...
لا يشعر به إلا من جربه ... نسأل الله السلامة ...
ولا أعلم علام المرء يحسد أخاه؟؟؟؟؟؟
ربما به حسد وليس سحر ...
فالله الله بالرقية فالقرآن كله شفاء بحول الله ...
والله إنا لنعلم أن من القوم من كان ينسى حتى نفسه من كثر تشتت العقل .. بل أعظم من ذلك نسيان العلم ... ولكن سبحان الكريم الوهاب ... لا يظلم الله الناس شيئا .. كلها أيام وليالي ويعود إلى ما هو أفضل منه إن شاء الله بل ويزيد من رفعة في الدرجات جزاءا وفاقا على ذلك الصبر.
ـ[سلطان القرني]ــــــــ[03 - 04 - 08, 10:35 م]ـ
إخواني .. أنساكم الجدالُ الدعاءَ لأخيكم المصاب!! .. ولكل مقام مقال ..
وأيا ما كان .. فنسأل الله أن يرفع عنه ما أصابه .. وأن يجبر كل مصاب من المسلمين والمسلمات .. ويشفي مرضاهم .. فالعين حق .. والسحر حق .. نسأل الله لنا ولكم السلامة ..
ولا شك أن الرقية هي العلاج الأول إذا صاحبها صدق وانكسار لله تعالى وإظهار الضعف والحاجة ..
والدعاء من الرقية ..
ـ[أبو محمد العدني]ــــــــ[03 - 04 - 08, 11:40 م]ـ
نسأل الله له الشفاء والثبات، ادعو له بظهر الغيب.
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[04 - 04 - 08, 01:16 ص]ـ
اللهم اشفه وإيانا وجميع المسلمين
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[04 - 04 - 08, 07:10 ص]ـ
وماذا إذا كان مرض عضوي .. ما الذي يُثبت أنه مسحور؟
اسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يشفيه
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[05 - 04 - 08, 04:45 ص]ـ
شفاه الله عافاه،،الحمد لله جت على النسيان وليس ماهو أشر،،،الحمد لله
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[06 - 04 - 08, 02:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
طالب علم مسحور، تعب كثيرا، وهو ذكي وجاد في الطلب لكن أبتلي، وأعظم مما أبتلي به هو النسيان الشديد بعد أن كان ذا حافظة جيدة.ماهو العلاج في نظركم لكي ننقذه
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى أما بعد
هذه بعض النصائح المجربةوالحمد لله في علاج السحر
*يقصد شيخا صالحا مؤتمنا في دينه (يحافظ على الفرائض في وقتها ويأكل الحلال) ليرقيه, وفائدة هذه الرقية هي تجميع السحر الذي قد يكون انتشر في البدن ,فالرقية تجمعه في البطن إذ أكثر ما يأتي السحر من الأكل أو الشم, فقد يكون في مأكول أو في مشموم كَِعطرٍ! يقدم كهدية, وكثيرا ما يوكل بهذا السحر شيطان من كفرة الجن ليوزع هذا السحر من مكانه الأصلي البطن إلى سائر الجسد بإنفاذه عبر العروق (الشيطان جري من ابن آدم مجرى الدم)
ففائدة الرقي إذا تجميعه في مكن واحد.
*بعدها يقرأ على ماء أو زيت زيتون أصلى (لأن الماء مبارك بنص الآية ( .. ماء مباركا .. ) وكذلك زيت الزيتون ( .. من شجرة مباركة .. ) و ( .. والتين والزيتون .. )
يقرأ آيت الشفاء وهي
-فيه شفاء للناس
-ويشفي صدور قوم مؤمنين
-وننزل من القرآن ماهو رحمة وشفاء للمؤمنين
-لقد جاءكم موعظة من ربكم وشفاء لما في الصدور
-وإذا مرضت فهو يشفين
*ويقرأ الفاتحة وآية الكرسي وخواتم البقرة والإخلاص والمسد والمعوذتين
*وآيات السحر (ولايفلح الساحر حيث أتى) (وماهم بضارين به من أحد إلا بإذن الله) (فوقع الحق وبطل ماكانوا يعملون فغلبوا هنالك واقلبوا صاغرين وألقي السحرة ساجدين)
*ثم ليقل بسم الله و ليشرب من هذا الماء أو الزيت ,فإن وجد نفسه مهيأة للقيء فليعن نفسه على القيء فإنه جيد وسريع في ذفع السحر وإلا فليستمر على الشرب وليكن ذلك على الريق وثلاثا كل يوم.
فهذا إن شاء الله ذافع للسحر وهو شيء مجرب بحمد الله (وقد فعلته كثيرا)
*المواضبة على الأذكار تعين على تقليل السحر ,وكذلك بعد الشفاء هي للتحصين إذ لا يؤمن شر الساحر الأول!
*الثقة واليقين في الله عزوجل هي ملاك الأمر كله, وقد يذفع الخوف من ترقب
المجهول إلى الشرك (شرك الخشية) واعتقاد سيطرة من لايملك حول ولاقوة, وقد تجر إلى هاجس الوسواس ,والاضطراب ,وتشتت العزم وأني متبوع ,ممكور بي ومكيد لي فلا شفاء لي ولا خلاص لي! ولكن الثقة بالله تورث برد اليقين والاستعانة بالله وأنه هو وحده مدبر الكون ولا يريد لعباده المؤمنين إلا كل خير.
*كثرة النوافل وسؤال الله عزوجل الشفاء (فالمقدم ذكره كان السبب)
فإنه تعالى هو الشافي الذي بيده كل شيء.
*الاستعانة بدعوات الوالدين.
*التوسل إلى الله عزوجل في كشف الضر بكثرة الصدقة.
والله تعالى أعلم.
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[06 - 04 - 08, 02:33 ص]ـ
نسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيه ويذهب مابه من البلاء ويجعل ما أصابه كفارة لذنوبه
والسحر من البلاء العظيم وقد أنتشر بكثرة إما بغرض الإنتقام او الحسد والعياذبالله
فعليه ياأختي بالرقية الشرعية حتى لو يرقيه أهل بيته وعليه بالدعاء ويتحرى وقت الإجابة(92/65)
السنن الراتبة والمكان الفاضل
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:52 م]ـ
هل تصلى الرواتب إذا سافر الإنسان إلى مكان فاضل كمكة والمدينة نظرا لفضل المكان أم تترك اقتداء وامتثالا؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:59 م]ـ
مسألة أداء الرواتب في السفر محل خلاف بين أهل العلم.
وعموماً فالائتساء برسول الله صلى الله عليه وسلم أولى وأجدر أن يؤتى. والله أعلم
ـ[أبو السها]ــــــــ[22 - 03 - 08, 02:18 ص]ـ
يقوا الشيخ ابن باز- رحمه الله-: مجيباً عن سؤال: هل تسقط مشروعية الراتبة " السنن الرواتب " في السفر وما الدليل على ذلك؟ أفيدونا أفادكم الله.
ج: المشروع ترك الرواتب في السفر ما عدا الوتر وسنة الفجر، لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر وغيره أنه كان يدع الرواتب في السفر ما عدا الوتر وسنة الفجر، أما النوافل المطلقة فمشروعة في السفر والحضر وهكذا ذوات الأسباب كسنة الوضوء وسنة الطواف وصلاة الضحى. والتهجد في الليل لأحاديث وردت في ذلك، والله ولي التوفيق.
*قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: "الإنسان ينبغي له أن تكون جميع رواتبه في بيته .. حتى في مكة والمدينة الأفضل أن تكون الرواتب في البيت، أفضل من كونها في المسجد، في المسجد الحرام أو المسجد النبوي، لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا وهو في المدينة .. وكثير من الناس الآن يفضل أن يصلي النافلة في المسجد الحرام دون البيت، وهذا نوع من الجهل
ـ[أبو فيصل السعد]ــــــــ[22 - 03 - 08, 02:18 م]ـ
أحسنت فالسنة أولى بالاتباع، وقد أضحت هذه السنة مهجورة للأسف حتى عند عامة طلبة العلم فأصبح غالبهم يؤدي السنة الراتبة في المسجد ولا يصلي في بيته إلا ما ندر فأحيوا هذه السنة ونبهوا عليها طلاب العلم أحيا الله قلوبكم بالإيمان.(92/66)
أصول الحوار وآدابه في الإسلام، الشيخ صالح بن حميد
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 11:57 م]ـ
أصول الحوار وآدابه في الإسلام
صالح بن عبدالله بن حميد
توطئة
أحمد الله تبارك وتعالى، وأصلي وأسلم على رسوله وخيرته من خلقه، ومصطفاه من رسله سيدنا محمد رسول الله، بعثه بالحق بشيراً ونذيراً، فبلغ الرسالة، وأَدّى الأمانة، ونصح الأمة، وجعلنا على المحجة البيضاء، ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين وعلى أصحابه أجمعين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:
أيها الأخوة:
هذه كلمات في أدب الحوار مُشتمِلَةٌ العناصر التالية: تعريف الحوار وغايته، ثم تمهيد في وقوع الخلاف في الرأي بين الناس، ثم بيان لمُجمل أصول الحوار ومبادئه، ثم بسط لآدابه وأخلاقياته.
سائلاً المولى العلي القدير التسديد والقبول ..
تعريف
الحوار: من المُحاورة؛ وهي المُراجعة في الكلام.
الجدال: من جَدَلَ الحبل إذا فَتَلَه؛ وهو مستعمل في الأصل لمن خاصم بما يشغل عن ظهور الحق ووضوح الصواب، ثم استعمل في مُقابَلَة الأدلة لظهور أرجحها.
والحوار والجدال ذو دلالة واحدة، وقد اجتمع اللفظان في قوله تعالى: {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} (المجادلة:1) ويراد بالحوار والجدال في مصطلح الناس: مناقشة بين طرفين أو أطراف، يُقصد بها تصحيح كلامٍ، وإظهار حجَّةٍ، وإثبات حقٍ، ودفع شبهةٍ، وردُّ الفاسد من القول والرأي.
وقد يكون من الوسائل في ذلك: الطرق المنطقية والقياسات الجدليَّة من المقدّمات والمُسلَّمات، مما هو مبسوط في كتب المنطق وعلم الكلام وآداب البحث والمناظرة وأصول الفقة.
غاية الحوار
الغاية من الحوار إقامةُ الحجة، ودفعُ الشبهة والفاسد من القول والرأي. فهو تعاون من المُتناظرين على معرفة الحقيقة والتَّوصُّل إليها، ليكشف كل طرف ما خفي على صاحبه منها، والسير بطرق الاستدلال الصحيح للوصول إلى الحق. يقول الحافظ الذهبي: (إنما وضعت المناظرة لكشف الحقِّ، وإفادةِ العالِم الأذكى العلمَ لمن دونه، وتنبيهِ الأغفلَ الأضعفَ).
هذه هي الغاية الأصلية، وهي جليَّة بيِّنة، وثَمَّت غايات وأهداف فرعية أو مُمهِّدة لهذا الغاية منها:
- إيجاد حلٍّ وسط يُرضي الأطراف.
- التعرُّف على وجهات نظر الطرف أو الأطراف الأخرى، وهو هدف تمهيدي هام.
- البحث والتنقيب، من أجل الاستقصاء والاستقراء في تنويع الرُّؤى والتصورات المتاحة، من أجل الوصول إلى نتائج أفضل وأمْكَنَ، ولو في حوارات تالية.
وقوع الخلاف بين الناس
الخلاف واقع بين الناس في مختلف الأعصار والأمصار، وهو سنَّة الله في خلقه، فهم مختلفون في ألوانهم وألسنتهم وطباعهم ومُدركاتهم ومعارفهم وعقولهم، وكل ذلك آية من آيات الله، نبَّه عليه القرآن الكريم في قوله تعالى: {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِلْعَالِمِينَ} (الروم:22)
وهذا الاختلاف الظاهريّ دالُّ على الاختلاف في الآراء والاتجاهات والأعراض. وكتاب الله العزيز يقرر هذا في غير ما آية؛ مثل قوله سبحانه: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلا يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ (118) إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} (هود:119).
يقول الفخر الرازي: (والمراد اختلاف الناس في الأديان والأخلاق والأفعال).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/67)
ومن معنى الآية: لو شاء الله جعل الناس على دين واحد بمقتضى الغريزة والفطرة .. لا رأي لهم فيه ولا اختيار .. وإِذَنْ لما كانوا هذا النوع من الخلق المُسمّى البشر؛ بل كانوا في حيلتهم الاجتماعية كالنحل أو كالنمل، ولكانوا في الرّوح كالملائكة؛ مفطورين على اعتقاد الحقِّ والطاعة؛ لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، لا يقع بينهم اختلاف ولا تنازع. ولكنّ الله خلقهم بمقتضى حكمته كاسبين للعلم لا مُلْهَمين. عاملين بالاختيار، وترجيح بعض المُمْكنات المتعارضات على بعض؛ لا مجبورين ولا مضطرين. وجعلهم متفاوتين في الاستعداد وكسب العلم واختلاف الاختيار.
أما قوله تعالى: {وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ} (هود:119).
فلتعلموا أن اللام ليست للغاية؛ فليس المُراد أنه سبحانه خلقهم ليختلفوا، إذ من المعلوم أنه خلقهم لعبادته وطاعته. وإنما اللام للعاقبة والصَّيْرورة؛ أي لثمرة الاختلاف خلقهم، وثمرته أن يكونوا فريقين: فريقاً في الجنة، وفريقاً في السعير.
وقدّ تُحْملُ على التعليل من وجه آخر، أي خلقهم ليستعدَّ كلٌ منهم لشأنٍ وعمل، ويختار بطبعه أمراً وصنعة، مما يَسْتَتِبُّ به نظام العالم ويستقيم به أمر المعاش، فالناس محامل لأمر الله، ويتخذ بعضهم يعضاً سخرياً.
خلقوا مستعدين للاختلاف والتفرق في علومهم ومعارفهم وآرائهم ومشاعرهم، وما يتبع ذلك من إراداتهم واختيارهم في أعمالهم، ومن ذلك الإيمان، والطاعة والمعصية.
وضوح الحق وجلاؤه
وعلى الرغم من حقيقة وجود هذا التَّبايُن بين الناس؛ في عقولهم ومُدركاتهم وقابليتهم للاختلاف، إلا أن الله وضع على الحقِّ معالمَ، وجعل على الصراط المستقيم منائرَ .. وعليه حُمِلَ الاستثناء في الآية في قوله: {إِلَّا مَنْ رَحِمَ رَبُّكَ} (هود:119).
وهو المنصوص عليه في الآية الأخرى في قوله: {فَهَدَى اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا لِمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ مِنَ الْحَقِّ بِإِذْنِهِ} (البقرة:213).
وذلك أن النفوس إذا تجرَّدت من أهوائها، وجدَّت في تَلَمُّس الحقِّ فإنها مَهْديَّةٌ إليه؛ بل إنّ في فطرتها ما يهديها، وتأمَّل ذلك في قوله تعالى: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً فِطْرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ اللَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ} (الروم:30).
ومنه الحديث النبوي: ((ما من مولود إلا يُولدُ على الفِطْرة، فأبواه يُهوّدانه، ويُنَصِّرانه، ويُمجِّسانه، كما تنتج البهيمة بهيمة جمعاء، هل تُحِسّون فيها من جَدْعاء حتى أنتم تجدعونها؟)).
ويُوضح ذلك، أن أصول الدين، وأمَّهات الفضائل، وأمَّهات الرذائل، مما يتفق العالم الرشيد العاقل على حُسْن محموده وحمده، والاعتراف بعظيم نفعه، وتقبيح سيِّئه وذمِّه. كل ذلك في عبارات جليَّة واضحة، ونصوصِ بينِّة لا تقبل صرفاً ولا تأويلاً ولا جدلاً ولا مراءاً. وجعلها أمّ الكتاب التي يدور عليها وحولها كل ما جاء فيه من أحكام، ولم يُعذَرْ أحد في الخروج عليها، وحَذَّر من التلاعب بها، وتطويعها للأهواء والشهوات والشبهات بتعسف التأويلات والمُسوِّغات، مما سنذكره كأصل من أصول الحوار، ورفع الحرج عنهم، بل جعل للمخطيء أجراً وللمصيب أجرين تشجيعاً للنظر والتأمل، وتَلَمُّس الحقّ واستجلاء المصالح الراجحة للأفراد والجماعات. ولربك في ذلك الحكمة البالغة والمشيئة النافذة.
مواطن الاتفاق
إنّ بِدْءَ الحديث والحوار بمواطن الاتفاق طريق إلى كسب الثقة وفُشُوِّ روح التفاهم. ويصير به الحوار هادئاً وهادفاً.
الحديث عن نقاط الاتفاق وتقريرها يفتح آفاقاً من التلاقي والقبول والإقبال، مما يقلّل الجفوة ويردم الهُوَّة ويجعل فرص الوفاق والنجاح أفضل وأقرب، كما يجعل احتمالات التنازع أقل وأبعد.
والحال ينعكس لو استفتح المُتحاورون بنقاط الخلاف وموارد النزاع، فلذلك يجعل ميدان الحوار ضيقاً وأمده قصيراً، ومن ثم يقود إلى تغير القلوب وتشويش الخواطر، ويحمل كل طرف على التحفُّز في الرد على صاحبه مُتتبِّعاً لثغراته وزَلاته، ومن ثم ينبري لإبرازها وتضخيمها، ومن ثم يتنافسون في الغلبة أكثر مما يتنافسون في تحقيق الهدف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/68)
ومما قاله بعض المُتمرّسين في هذا الشأن:
دَعْ صاحبك في الطرف الآخر يوافق ويجيب بـ (نعم)، وحِلْ ما استطعت بينه وبين (لا)؛ لأن كلمة (لا) عقبة كؤود يصعب اقتحامها وتجاوزها، فمتى قال صاحبك: (لا)؛ أوجَبَتْ عليه كبرياؤه أن يظلّ مناصراً لنفسه.
إن التلفظ بـ (لا) ليس تفوُّها مجرداً بهذين الحرفين، ولكنه تَحفُّز لكيان الإنسان بأعصابه وعضلاته وغدده، إنه اندفاع بقوة نحو الرفض، أما حروف (نعم) فكلمة سهلة رقيقة رفيقة لا تكلف أي نشاط جسماني (5).
ويُعين على هذا المسلك ويقود إليه؛ إشعارك مُحدثَّك بمشاركتك له في بعض قناعاته؛ والتصريح بالإعجاب بأفكاره الصحيحة وأدلته الجيدة ومعلوماته المفيدة، وإعلان الرضا والتسليم بها. وهذا كما سبق يفتح القلوب ويُقارب الآراء، وتسود معه روح الموضوعية والتجرد.
وقد قال علماؤنا: إن أكثر الجهل إنما يقع في النفي؛ الذي هو الجحود والتكذيب؛ لا في الإثبات، لأن إحاطة الإنسان بما يُثْبتُه أيسر من إحاطته بما ينفيه؛ لذا فإن أكثر الخلاف الذي يُورث الهوى نابع؛ من أن كل واحد من المختلفين مصيب فيما يُثْبته أو في بعضه، مخطيء في نفي ما عليه الآخر.
أصول الحوار
الأصل الأول:
سلوك الطرق العلمية والتزامها، ومن هذه الطرق:
1 - تقديم الأدلة المُثبِتة أو المرجِّحة للدعوى.
2 - صحة تقديم النقل في الأمور المنقولة.
وفي هذين الطريقين جاءت القاعدة الحوارية المشهورة: (إن كنت ناقلاً فالصحة، وإن كنت مدَّعيّاً فالدليل).
وفي التنزيل جاء قوله سبحانه: {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} وفي أكثر من سورة:البقرة:111، والنمل 64. {قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ هَذَا ذِكْرُ مَنْ مَعِيَ وَذِكْرُ مَنْ قَبْلِي} (الانبياء:24). {قُلْ فَأْتُوا بِالتَّوْرَاةِ فَاتْلُوهَا إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} (آل عمران:93).
الأصل الثاني:
سلامة كلامِ المناظر ودليله من التناقض؛ فالمتناقض ساقط بداهة.
ومن أمثلة ذلك ما ذكره بعض أهل التفسير من:
1 - وصف فرعون لموسى عليه السلام بقوله: {سَاحِرٌ أَوْ مَجْنُونٌ} (الذريات:39).
وهو وصف قاله الكفار – لكثير من الأنبياء بما فيهم كفار الجاهلية – لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم. وهذان الوصفان السحر والجنون لا يجتمعان، لأن الشأن في الساحر العقل والفطنة والذكاء، أما المجنون فلا عقل معه البته، وهذا منهم تهافت وتناقض بيّن.
2 - نعت كفار قريش لآيات محمد صلى الله عليه وسلم بأنها سحر مستمر، كما في قوله تعالى: {وَإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا وَيَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ} (القمر:2).
وهو تناقض؛ فالسحر لا يكون مستمراً، والمستمر لا يكون سحراً.
الأصل الثالث:
ألا يكون الدليل هو عين الدعوى، لأنه إذا كان كذلك لم يكن دليلاً، ولكنه اعادة للدعوى بألفاظ وصيغ أخرى. وعند بعض المُحاورين من البراعة في تزويق الألفاظ وزخرفتها ما يوهم بأنه يُورد دليلاً. وواقع الحال أنه إعادة للدعوى بلفظ مُغاير، وهذا تحايل في أصول لإطالة النقاش من غير فائدة.
الأصل الرابع:
الاتفاق على منطلقات ثابتة وقضايا مُسَلَّمة. وهذه المُسَلَّمات والثوابت قد يكون مرجعها؛ أنها عقلية بحتة لا تقبل النقاش عند العقلاء المتجردين؛ كحُسْنِ الصدق، وقُبحِ الكذب، وشُكر المُحسن، ومعاقبة المُذنب.
أو تكون مُسَلَّمات دينية لا يختلف عليها المعتنقون لهذه الديانة أو تلك.
وبالوقوف عند الثوابت والمُسَلَّمات، والانطلاق منها يتحدد مُريد الحق ممن لا يريد إلا المراء والجدل والسفسطة.
ففي الإسلام الإيمان بربوبية الله وعبوديَّته، واتَّصافه بصفات الكمال، وتنزيهه عن صفات النقص، ونبوة محمد صلى الله عليه وسلم، والقرآن الكريم كلام الله، والحكم بما أنزل الله، وحجاب المرأة، وتعدد الزوجات، وحرمة الربا، والخمر، والزنا؛ كل هذه قضايا مقطوع بها لدى المسلمين، وإثباتها شرعاً أمر مفروغ منه.
إذا كان الأمر كذلك؛ فلا يجوز أن تكون هذه محل حوار أو نقاش مع مؤمن بالإسلام لأنها محسومة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/69)
فقضية الحكم بما أنزل الله منصوص عليها بمثل: {فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ... } (النساء:65). {وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} (المائدة:45).
وحجاب المرأة محسوم بجملة نصوص:
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلابِيبِهِنَّ} (الأحزاب:59).
وقد يسوغ النقاش في فرعيات من الحجاب؛ كمسألة كشف الوجه، فهي محل اجتهاد؛ أما أصل الحجاب فليس كذلك.
الربا محسوم؛ وقد يجري النقاش والحوار في بعض صوره وتفريعاته.
ومن هنا فلا يمكن لمسلم أن يقف على مائدة حوار مع شيوعي أو ملحد في مثل هذه القضايا؛ لأن النقاش معه لا يبتدئ من هنا، لأن هذه القضايا ليست عنده مُسَلَّمة، ولكن يكون النقاش معه في أصل الديانة؛ في ربوبيَّة الله، وعبوديَّة ونبوّة محمد صلى الله عليه وسلم، وصِدْق القرآن الكريم وإعجازه.
ولهذا فإننا نقول إن من الخطأ – غير المقصود – عند بعض المثقفين والكاتبين إثارة هذه القضايا، أعني: تطبيق الشريعة – الحجاب – تعدد الزوجات – وأمثالها في وسائل الإعلام، من صحافة وإذاعة على شكل مقالات أو ندوات بقصد إثباتها أو صلاحيتها. أما إذا كان المقصود: النظر في حِكَمِها وأسرارها وليس في صلاحيتها وملاءمتها فهذا لا حرج فيه، إذْ: {وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْراً أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ} (الأحزاب:36)
وأخيراً فينبني على هذا الأصل؛ أن الإصرار على إنكار المُسلَّمات والثوابت مكابرة قبيحة، ومجاراة منحرفة عن أصول الحوار والمناظرة، وليس ذلك شأن طالبي الحق.
الأصل الخامس:
التجرُّد، وقصد الحق، والبعد عن التعصب، والالتزام بآداب الحوار:
إن إتباع الحق، والسعي للوصول إليه، والحرص على الالتزام؛ وهو الذي يقود الحوار إلى طريق مستقيم لا عوج فيه ولا التواء، أو هوى الجمهور، أو الأتْباع .. والعاقل – فضلاً عن المسلم – الصادق طالبٌ حقٍّ، باحثٌ عن الحقيقة، ينشد الصواب ويتجنب الخطأ.
يقول الغزاليّ أبو حامد: (التعاون على طلب الحق من الدّين، ولكن له شروط وعلامات؛ منها أن يكون في طلب الحق كناشد ضالّة، لا يفرق بين أن تظهر الضالّة على يده أو على يد معاونه. ويرى رفيقه معيناً لا خصماً. ويشكره إذا عرَّفه الخطأ وأظهره له) .. الإحياء ج1.
ومن مقولات الإمام الشافعي المحفوظة: (ما كلمت أحداً قطّ إلا أحببت أن يُوفّق ويُسدّد ويُعان، وتكون عليه رعاية الله وحفظه.
وما ناظرني فبالَيْتُ! أَظَهَرَتِ الحجّةُ على لسانه أو لساني).
وفي ذمّ التعصب ولو كان للحق، يقول الغزالي:
(إن التعصّب من آفات علماء السوء، فإنهم يُبالغون في التعصّب للحقّ، وينظرون إلى المخالفين بعين الازدراء والاستحقار، فتنبعث منهم الدعوى بالمكافأة والمقابلة والمعاملة، وتتوفر بواعثهم على طلب نُصرة الباطل، ويقوى غرضهم في التمسك بما نُسبوا إليه. ولو جاؤوا من جانب اللطف والرحمة والنصح في الخلوة، لا في معرض التعصب والتحقير لأنجحوا فيه، ولكن لمّا كان الجاه لا يقوم إلا بالاستتباع، ولا يستميل الأتْباع مثلُ التعصّب واللعن والتّهم للخصوم، اتخذوا التعصب عادتهم وآلتهم).
والمقصود من كل ذلك أن يكون الحوار بريئاً من التعصّب خالصاً لطلب الحق، خالياً من العنف والانفعال، بعيداً عن المشاحنات الأنانية والمغالطات البيانيّة، مما يفسد القلوب، ويهيج النفوس، ويُولد النَّفرة، ويُوغر الصدور، وينتهي إلى القطيعة.
وهذا الموضوع سوف يزداد بسطاً حين الحديث عن آداب الحوار إن شاء الله.
الأصل السادس:
أهلية المحاور:
إذا كان من الحق ألا يمنع صاحب الحق عن حقه، فمن الحق ألا يعطى هذا الحق لمن لا يستحقه، كما أن من الحكمة والعقل والأدب في الرجل ألا يعترض على ما ليس له أهلاً، ولا يدخل فيما ليس هو فيه كفؤاً.
من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من كان على الباطل.
من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يعرف الحق.
من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يجيد الدفاع عن الحق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/70)
من الخطأ أن يتصدى للدفاع عن الحق من لا يدرك مسالك الباطل.
إذن، فليس كل أحد مؤهلاً للدخول في حوار صحي صحيح يؤتي ثماراً يانعة ونتائج طيبة.
والذي يجمع لك كل ذلك: (العلم)؛ فلا بد من التأهيل العلمي للمُحاور، ويقصد بذلك التأهيل العلمي المختص.
إن الجاهل بالشيء ليس كفؤاً للعالم به، ومن لا يعلم لا يجوز أن يجادل من يعلم، وقد قرر هذه الحقيقة إبراهيم عليه السلام في محاجَّته لأبيه حين قال: {يَا أَبَتِ إِنِّي قَدْ جَاءَنِي مِنَ الْعِلْمِ مَا لَمْ يَأْتِكَ فَاتَّبِعْنِي أَهْدِكَ صِرَاطاً سَوِيّاً} (مريم:43).
وإن من البلاء؛ أن يقوم غير مختص ليعترض على مختص؛ فيُخَطِّئه ويُغَلِّطه.
وإن حق من لا يعلم أن يسأل ويتفهم، لا أن يعترض ويجادل بغير علم، وقد قال موسى عليه السلام للعبد الصالح:
{قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَنْ تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً} (الكهف:66).
فالمستحسن من غير المختص؛ أن يسأل ويستفسر، ويفكر ويتعلم ويتتلمذ ويقف موقف موسى مع العبد الصالح.
وكثير من الحوارات غير المنتجة مردُّها إلى عدم التكافؤ بين المتحاورين، ولقد قال الشافعي رحمه الله: (ما جادلت عالماً إلا وغلبته، وما جادلني جاهل إلا غلبني!). وهذا التهكم من الشافعي رحمه الله يشير إلى الجدال العقيم؛ الذي يجري بين غير المتكافئين.
الأصل السابع:
قطعية النتائج ونسبيَّتها:
من المهم في هذا الأصل إدراك أن الرأي الفكري نسبيُّ الدلالة على الصواب أو الخطأ، والذي لا يجوز عليهم الخطأ هم الأنبياء عليهم السلام فيما يبلغون عن ربهم سبحانه وتعالى. وما عدا ذلك فيندرج تحت المقولة المشهورة (رأيي صواب يحتمل الخطأ، ورأي الآخر خطأ يحتمل الصواب).
وبناء عليه؛ فليس من شروط الحوار الناجح أن ينتهي أحد الطرفين إلى قول الطرف الآخر. فإن تحقق هذا واتفقنا على رأي واحد فنعم المقصود، وهو منتهى الغاية. وإن لم يكن فالحوار ناجح. إذا توصل المتحاوران بقناعة إلى قبول كلٍ من منهجيهما؛ يسوغ لكل واحد منهما التمسك به ما دام أنه في دائرة الخلاف السائغ. وما تقدم من حديث عن غاية الحوار يزيد هذا الأصل إيضاحاً.
وفي تقرير ذلك يقول ابن تيمية رحمه الله: (وكان بعضهم يعذر كل من خالفه في مسائل الاجتهادية، ولا يكلفه أن يوافقه فهمه) ا هـ. من المغني.
ولكن يكون الحوار فاشلاً إذا انتهى إلى نزاع وقطيعة، وتدابر ومكايدة وتجهيل وتخطئة.
الأصل الثامن:
الرضا والقبول بالنتائج التي يتوصل إليها المتحاورون، والالتزام الجادّ بها، وبما يترتب عليها.
وإذا لم يتحقق هذا الأصل كانت المناظرة ضرباً من العبث الذي يتنزه عنه العقلاء.
يقول ابن عقيل: (وليقبل كل واحد منهما من صاحبه الحجة؛ فإنه أنبل لقدره، وأعون على إدراك الحق وسلوك سبيل الصدق.
قال الشافعي رضي الله عنه: ما ناظرت أحداً فقبل مني الحجَّة إلا عظم في عيني، ولا ردَّها إلا سقط في عيني).
آداب الحوار
1 - التزام القول الحسن، وتجنب منهج التحدي والإفحام:
إن من أهم ما يتوجه إليه المُحاور في حوار، التزام الحُسنى في القول والمجادلة، ففي محكم التنزيل: {وَقُلْ لِعِبَادِي يَقُولُوا الَّتِي هِيَ أَحْسَن} (الاسراء:53). {وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن} (النحل: 125).
{وَقُولُوا لِلنَّاسِ حُسْناً} (البقرة:83).
فحق العاقل اللبيب طالب الحق، أن ينأى بنفسه عن أسلوب الطعن والتجريح والهزء والسخرية، وألوان الاحتقار والإثارة والاستفزاز.
ومن لطائف التوجيهات الإلهية لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم في هذا الباب، الانصراف عن التعنيف في الردّ على أهل الباطل، حيث قال الله لنبيه: {وَإِنْ جَادَلُوكَ فَقُلِ اللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا تَعْمَلُونَ) (68) اللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (الحج: 68 - 69).
وقوله: {وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدىً أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ} (سبأ:24). مع أن بطلانهم ظاهر، وحجتهم داحضة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/71)
ويلحق بهذا الأصل: تجنب أسلوب التحدي والتعسف في الحديث، ويعتمد إيقاع الخصم في الإحراج، ولو كانت الحجة بينه والدليل دامغاً .. فإن كسب القلوب مقدم على كسب المواقف. وقد تُفْحِم الخصم ولكنك لا تقنعه، وقد تُسْكِته بحجة ولكنك لا تكسب تسليمه وإذعانه، وأسلوب التحدي يمنع التسليم، ولو وُجِدَت القناعة العقلية. والحرص على القلوب واستلال السخائم أهم وأولى عند المنصف العاقل من استكثار الأعداء واستكفاء الإناء. وإنك لتعلم أن إغلاظ القول، ورفع الصوت، وانتفاخ الأوداج، لا يولِّد إلا غيظاً وحقداً وحَنَقاً. ومن أجل هذا فليحرص المحاور؛ ألا يرفع صوته أكثر من الحاجة فهذا رعونة وإيذاء للنفس وللغير، ورفع الصوت لا يقوّي حجة ولا يجلب دليلاً ولا يقيم برهاناً؛ بل إن صاحب الصوت العالي لم يَعْلُ صوته – في الغالب – إلا لضعف حجته وقلة بضاعته، فيستر عجزه بالصراخ ويواري ضعفه بالعويل. وهدوء الصوت عنوان العقل والاتزان، والفكر المنظم والنقد الموضوعي، والثقة الواثقة.
على أن الإنسان قد يحتاج إلى التغيير من نبرات صوته حسب استدعاء المقام ونوع الأسلوب، لينسجم الصوت مع المقام والأسلوب، استفهامياً كان، أو تقريرياً أو إنكارياً أو تعجبياً، أو غير ذلك. مما يدفع الملل والسآمة، ويُعين على إيصال الفكرة، ويجدد التنبيه لدى المشاركين والمتابعين.
على أن هناك بعض الحالات الاستثنائية التي يسوغ فيها اللجوء إلى الإفحام وإسكات الطرف الآخر؛ وذلك فيما إذا استطال وتجاوز الحد، وطغى وظلم وعادى الحق، وكابر مكابرة بيِّنة، وفي مثل هذا جاءت الآية الكريمة:
{وَلا تُجَادِلُوا أَهْلَ الْكِتَابِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِلَّا الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْهُمْ} (العنكبوت: 46).
{لا يُحِبُّ اللَّهُ الْجَهْرَ بِالسُّوءِ مِنَ الْقَوْلِ إِلَّا مَنْ ظُلِم} (النساء: من الآية148)
ففي حالات الظلم والبغي والتجاوز، قد يُسمح بالهجوم الحادّ المركز على الخصم وإحراجه، وتسفيه رأيه؛ لأنه يمثل الباطل، وحَسَنٌ أن يرى الناس الباطل مهزوماً مدحوراً.
وقبل مغادرة هذه الفقرة من الأدب، لا بد من الاشارة إلى ما ينبغي من العبد من استخدام ضمير المتكلم أفراداً أو جمعاً؛ فلا يقول: فعلتُ وقلتُ، وفي رأيي، ودَرَسْنا، وفي تجربتنا؛ فهذا ثقيل في نفوس المتابعين، وهو عنوان على الإعجاب بالنفس، وقد يؤثر على الإخلاص وحسن القصد، والناس تشمئز من المتعالم المتعالي، ومن اللائق أن يبدلها بضمير الغيبة فيقول: يبدوا للدارس، وتدل تجارب العاملين، ويقول المختصون، وفي رأي أهل الشأن، ونحو ذلك.
وأخيرا فمن غاية الأدب واللباقة في القول وإدارة الحوار ألا يَفْتَرِضَ في صاحبه الذكاء المفرط، فيكلمه بعبارات مختزلة، وإشارات بعيدة، ومن ثم فلا يفهم. كما لا يفترض فيه الغباء والسذاجة، أو الجهل المطبق؛ فيبالغ في شرح مالا يحتاج إلى شرح وتبسيط مالا يحتاج إلى بسط.
ولا شك أن الناس بين ذلك درجات في عقولهم وفهومهم، فهذا عقله متسع بنفس رَحْبة، وهذا ضيق العَطَنْ، وآخر يميل إلى الأحوط في جانب التضييق، وآخر يميل إلى التوسيع، وهذه العقليات والمدارك تؤثر في فهم ما يقال. فذو العقل اللمّاح يستوعب ويفهم حرفية النص وفحواه ومراد المتكلم وما بين السطور، وآخر دون ذلك بمسافات.
ولله الحكمة البالغة في اختلاف الناس في مخاطباتهم وفهومهم.
2 - الالتزام بوقت محدد في الكلام:
ينبغي أن يستقر في ذهن المُحاور ألا يستأثر بالكلام، ويستطيل في الحديث، ويسترسل بما يخرج به عن حدود اللباقة والأدب والذوق الرفيع.
يقول ابن عقيل في كتابه فن الجدل: (وليتناوبا الكلام مناوبة لا مناهبة، بحيث ينصت المعترض للمُستَدِلّ حتى يفرغ من تقريره للدليل، ثم المُستدِلُّ للمعترض حتى يُقرر اعتراضه، ولا يقطع أحد منها على الآخر كلامه وإن فهم مقصوده من بعضه).
وقال: (وبعض الناس يفعل هذا تنبيهاً للحاضرين على فطنته وذكائه وليس في ذلك فضيلة إذ المعاني بعضها مرتبط ببعض وبعضها دليل على بعض، وليس ذلك علم غيب، أو زجراً صادقاً، أو استخراج ضمير حتى يفتخر به) (9).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/72)
والطول والاعتدال في الحديث يختلف من ظرف إلى ظرف ومن حال إلى حال، فالندوات والمؤتمرات تُحدَّد فيها فرص الكلام من قبل رئيس الجلسة ومدير الندوة، فينبغي الإلتزام بذلك.
والندوات واللقاءات في المعسكرات والمنتزهات قد تقبل الإطالة أكثر من غيرها، لتهيؤ المستمعين. وقد يختلف ظرف المسجد عن الجامعة أو دور التعليم الأخرى.
ومن المفيد أن تعلم؛ أن أغلب أسباب الإطالة في الكلام ومقاطعة أحاديث الرجال يرجع إلى ما يلي:
1 - إعجاب المرء بنفسه.
2 - حبّ الشهرة والثناء.
3 - ظنّ المتحدث أن ما يأتي به جديد على الناس.
4 - قِلَّة المبالاة بالناس في علمهم ووقتهم وظرفهم.
والذي يبدوا أن واحداً منها إذا استقر في نفوس السامعين كافٍ في صرفهم،وصدودهم، مللهم، واستثقالهم لمحدِّثهم.
وأنت خبير بأن للسامع حدّاً من القدرة على التركيز والمتابعة إذا تجاوزها أصابه الملل، وانتابه الشُّرود الذّهني. ويذكر بعضهم أن هذا الحد لا يتجاوز خمس عشرة دقيقة.
ومن الخير للمتحدث أن يُنهي حديثه والناس متشوفة للمتابعة، مستمتعة بالفائدة. هذا خير له من أن تنتظر الناس انتهاءه وقفل حديثه، فالله المستعان.
3 - حسن الاستماع وأدب الإنصات وتجنب المقاطعة:
كما يطلب الالتزام بوقت محدد في الكلام، وتجنب الاطالة قدر الإمكان، فيطلب حُسن الاستماع، واللباقة في الإصغاء، وعدم قطع حديث المُحاور. وإنّ من الخطأ أن تحصر همَّك في التفكير فيما ستقوله، ولا تُلقي بالاً لمُحدثك ومُحاورك، وقد قال الحسن بن علي لابنه، رضي الله عنهم أجمعين:
(يا بنيّ إذا جالست العلماء؛ فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول، وتعلًم حُسْنَ الاستماع كما تتعلم حسن الكلام، ولا تقطع على أحد حديثاً – وإن طال – حتى يُمسك).
ويقول ابن المقفع:
(تَعلَّمْ حُسن الاستماع كما تتعلم حسن الكلام؛ ومن حسن الاستماع: إمهال المتكلم حتى ينقضي حديثه. وقلة التلفت إلى الجواب. والإقبال بالوجه. والنظر إلى المتكلم. والوعي لما يقول).
لا بدّ في الحوار الجيِّد من سماع جيِّد؛ والحوار بلا حُسْن استماع هو (حوار طُرْشان) كما تقول العامة، كل من طرفيه منعزل عن الآخر.
إن السماع الجيِّد يتيح القاعدة الأساسية لالتقاء الآراء، وتحديد نقاط الخلاف وأسبابه. حسن الاستماع يقود إلى فتح القلوب، واحترام الرجال وراحة النفوس، تسلم فيه الأعصاب من التوتر والتشنج، كما يُشْعِرُ بجدّية المُحاور، وتقدير المُخالف، وأهمية الحوار. ومن ثم يتوجه الجميع إلى تحصيل الفائدة والوصول إلى النتيجة
4 - تقدير الخصم واحترامه:
ينبغي في مجلس الحوار التأكد على الاحترام المتبادل من الأطراف، وإعطاء كل ذي حق حقه، والاعتراف بمنزلته ومقامه، فيخاطب بالعبارات اللائقة، والألقاب المستحقة، والأساليب المهذبة.
إن تبادل الاحترام يقود إلى قبول الحق، والبعد عن الهوى، والانتصار للنفس. أما انتقاص الرجال وتجهيلها فأمر مَعيب مُحرّم.
وما قيل من ضرورة التقدير والاحترام، لا ينافي النصح، وتصحيح الأخطاء بأساليبه الرفيعة وطرقه الوقورة. فالتقدير والاحترام غير المَلَقِ الرخيص، والنفاق المرذول، والمدح الكاذب، والإقرار على الباطل.
ومما يتعلق بهذه الخصلة الأدبية أن يتوجه النظر وينصرف الفكر إلى القضية المطروحة ليتم تناولها بالبحث والتحليل والنقد والإثبات والنَّقص بعيداً عن صاحبها أو قائلها، كل ذلك حتى لا يتحول الحوار إلى مبارزة كلامية؛ طابعها الطعن والتجريح والعدول عن مناقشة القضايا والأفكار إلى مناقشات التصرفات، والأشخاص، والشهادات، والمؤهلات والسير الذاتية.
5 - حصر المناظرات في مكان محدود:
يذكر أهل العلم أن المُحاورات والجدل ينبغي أن يكون في خلوات محدودة الحضور؛ قالوا: وذلك أجمع للفكر والفهم، وأقرب لصفاء الذهن، وأسلم لحسن القصد، وإن في حضور الجمع الغفير ما يحرك دواعي الرياء، والحرص على الغلبة بالحق أو بالباطل.
ومما استدل به على ذلك قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُمْ بِوَاحِدَةٍ أَنْ تَقُومُوا لِلَّهِ مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا} (سبأ:46).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/73)
قالوا: لأن الأجواء الجماهيرية والمجتمعات المتكاثرة تُغطي الحق، وتُشوِّش الفكر، والجماهير في الغالب فئات غير مختصة؛ فهي أقرب إلى الغوغائية والتقليد الأعمى، فَيَلْتَبسُ الحق.
أما حينما يكون الحديث مثنى وفرادى وأعداداً متقاربة يكون أدعى إلى استجماع الفكر والرأي، كما أنه أقرب إلى أن يرجع المخطيء إلى الحق، ويتنازل عما هو فيه من الباطل أو المشتبه.
بخلاف الحال أمام الناس؛ فقد يعزّ عليه التسليم والاعتراف بالخطأ أما مُؤيِّديه أو مُخالفيه.
ولهذا وُجِّه نبينا محمد صلى الله عليه وسلم في هذه الآية أن يخاطب قومه بهذا؛ لأن اتهامهم له كانت اتهامات غوغائية، كما هي حال الملأ المستكبرين مع الأنبياء السابقين.
ومما يوضح ذلك ما ذكرته كتب السير أن أبا سفيان بن حرب وأبا جهل بن هشام، والأخنس بن شريق بن عمرو بن وهب الثقفي، خرجوا ليلة ليستمعوا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يصلي بالليل في بيته، فأخذ كل واحد منهم مجلساً يستمع فيه، وكلٌ لا يعلم بمكان صاحبه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، حتى إذا جمعتهم الطريق تلاوموا؛وقال بعضهم لبعض لا تعودوا، فلو رآكم بعض سفهائكم لأوقعتم في نفسه شيئاً،ثم انصرفوا.
حتى إذا كانت الليلة الثانية، عاد كل رجل منهم إلى مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعتهم الطريق، فقال بعضهم لبعض مثل ما قال أول مرة، ثم انصرفوا. حتى إذا كانت الليلة الثالثة أخذ كل رجل مجلسه، فباتوا يستمعون له، حتى إذا طلع الفجر تفرقوا، فجمعتهم الطريق، فقال بعضهم لبعض: لا نبرح حتى نتعاهد لا نعود. فتعاهدوا على ذلك. ثم تفرقوا. فلما أصبح الأخنس بن شريق أخذ عصاه ثم خرج، حتى أتى أبا سفيان بن حرب في بيته فقال: أخبرني يا أبا حنظلة عن رأيك فيما سمعت من محمد؟ قال: يا أبا ثعلبه، والله لقد سمعت أشياء أعرفها وأعرف ما يُراد بها، وسمعت أشياء ما عرفت معناها ولا ما يُراد بها. قال ألخنس: وأنا والذي حَلَفْتَ به!. قال: ثم خرج من عنده حتى أتى أبا جهل، فدخل عليه بيته فقال: يا أبا الحكم ما رأيك فيما سمعت من محمد؟ قال: ماذا سمعت! تنازعنا نحن وبنو عبدمناف الشرف؛ أطعموا فأطعمنا، وحملوا فحملنا، وأعطوا فأعطينا، حتى إذا تجاثينا على الرُّكَب وكنّا كفرسيّ رهان، قالوا منّا نبي يأتيه الوحي من السماء! فمتى نُدرك هذا؟! والله لا نؤمن به ولا نصدقه. قال: فقام عنه الأخنس وتركه.
6 – الإخلاص:
هذه الخصلة من الأدب متمِّمة لما ذكر من أصل التجرد في طلب الحق، فعلى المُحاور ان يوطِّن نفسه، ويُروِّضها على الإخلاص لله في كل ما يأتي وما يذر في ميدان الحوار وحلبته.
ومن أجلى المظاهر في ذلك: أن يدفع عن نفسه حب الظهور والتميُّز على الأقران، وإظهار البراعة وعمق الثقافة، والتعالي على النظراء والأنداد. إن قَصْدَ انتزاع الإعجاب والثناء واستجلاب المديح، مُفسد للأمر صارف عن الغاية.
وسوف يكون فحص النفس دقيقاً وناجحاً لو أن المُحاور توجه لنفسه بهذه الأسئلة:
- هل ثمَّت مصلحة ظاهرة تُرجى من هذا النقاش وهذه المشاركة.؟
- هل يقصد تحقيق الشهوة أو اشباع الشهوة في الحديث والمشاركة.؟
- وهل يتوخَّى أن يتمخض هذا الحوار والجدل عن نزاع وفتنة، وفتح أبواب من هذه الألوان حقهَّا أن تسدّ.؟
ومن التحسس الدقيق والنصح الصادق للنفس أن يحذر بعض التلبيسات النفسية والشيطانية فقد تتوهم بعض النفوس أنها تقصد إحقاق الحق، وواقع دخيلتها أنها تقف مواقف إنتصارِ ذاتٍ وهوى. ويدخل في باب الاخلاص والتجرد توطين النفس على الرضا والارتياح إذا ظهر الحق على لسان الآخر ورأيه، ويعينه على ذلك أن يستيقن أن الآراء والأفكار ومسالك الحق ليست ملكاً لواحد أو طائفة، والصواب ليس حكراً على واحد بعينه. فهمُّ المخلص ومهمته أن ينتشر الحق في كل مكان، ومن أيّ مكان، ومن أيّ وعاء، وعلى أيّ فم.
إن من الخطأ البيِّن في هذا الباب أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت، ولا يحبه إلا أنت، ولا يدافع عنه إلا أنت، ولا يتبناه إلا أنت، ولا يخلص له إلا أنت.
ومن الجميل، وغاية النبل، والصدق الصادق مع النفس، وقوة الإرادة، وعمق الإخلاص؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام، ومدخولات النوايا.
وهذا ما تيسر تدوينه والله وليُّ التوفيق، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[22 - 03 - 08, 12:05 ص]ـ
سبق طرح الموضوع أخي الكريم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93372
يمكنك استخدام خاصية البحث قبل طرح الموضوع، وجزاك الله خيراً.
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[22 - 03 - 08, 09:51 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا يوسف ومعذرة، ولعل في تكرار طرحه خيرا.(92/74)
هل الأفضل السكوت أو قراءة القرآن أو الدعاء في هذه الحالة
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[22 - 03 - 08, 02:13 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
دأب الأئمة في بلادنا على قنوت الصبح يوميا، فهل الأفضل السكوت فترة القنوت أو قراءة القرآن سرا (بعد قراءة الإمام) أو الدعاء، مع ملاحظة أني سمعت كلاما للشيخ أبا اسحاق الحويني و الشيخ صالح المغامسي حفظهما الله مفاده: (لا سكوت في الصلاة)
و جزاكم الله خيرا.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[22 - 03 - 08, 03:46 ص]ـ
المذهب المالكى هو السائد فى بلادكم فلماذا تشفعوا فى هذه المسئلة!!!!!
فى كتابه زاد المعاد قال ابن القيم رحمه الله بعد ان استفاض فى المسئلة كعادته
وهذا من الاختلاف المباح الذى لايُعنف فيه من فعله ولامن تركه وهذا كرفع اليدين فى الصلاة وتركه وكالخلاف فى انواع التشهدات وانواع الاذان والإقامة وانواع النسك من الافراد والقران والتمتع وليس مقصودنا الا ذكر هديه صلى الله عليه وسلم الذى كان يفعله هو فإنه قبلة القصد واليه التوجه فى هذا الكتاب وعليه مدار التفتيش والطلب
وهذا شىء والجائز الذى لايُنكر فعله وتركه شىء
ونحن لم نتعرض فى هذا الكتاب لما يجوز ولما لايجوز وانما مقصودنا فيه هدى النبى صلى الله عليه وسلم الذى كان يختاره لنفسه فانه اكمل الهدى وافضله
فاذا قلنا لم يكن من هديه المداومة على القنوت فى الفجر ولا الجهر بالبسملة لم يدل ذلك على كراهية غيره ولا انه بدعة ولكن هديه صلى الله عليه وسلم اكمل الهدى وافضله والله المستعان
قال ابن عبد الغنى غفر الله له (من باب المدارسة بين اخوين)
ان كان هناك مسجد آخر ولو ابعد كان حسنا اما ان كان الكل كذلك او يشق عليك البعد فالاولى متابعة امامك فانما جعل الامام ليُؤتم به
والله تعالى اعلم
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[22 - 03 - 08, 04:34 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أخي ابن عبد الغني ما معنى قولك:
(المذهب المالكى هو السائد فى بلادكم فلماذا تشفعوا فى هذه المسئلة!!!!!)، أيلزمنا ذلك التعصب للمذهب و ان خالف الدليل أو الأولى أو الراجح؟
أرى و الله أعلم أن نجعل منهج حياتنا الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة حتى و ان خالف ذلك جمع كثير
بدعوى - المذهب ينص على كذا و كذا - فالحق أحق أن يُتّبع و جزاك الله خيرا.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[22 - 03 - 08, 05:44 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أخي ابن عبد الغني ما معنى قولك:
(المذهب المالكى هو السائد فى بلادكم فلماذا تشفعوا فى هذه المسئلة!!!!!)، أيلزمنا ذلك التعصب للمذهب و ان خالف الدليل أو الأولى أو الراجح؟
أرى و الله أعلم أن نجعل منهج حياتنا الكتاب و السنة بفهم سلف الأمة حتى و ان خالف ذلك جمع كثير
بدعوى - المذهب ينص على كذا و كذا - فالحق أحق أن يُتّبع و جزاك الله خيرا.
اخى الحبيب
وعليكم السلام ورحمة الله
لم اقصدك انت بالتعجب اخى الحبيب بل من يتعصبون للمذهب المالكى وهم كثر فى بلادكم الحبيبة ففى هذه المسئلة قلدوا فيها الشافعية مع ان قولهم مرجوح ومذهب الجمهور ومنهم المالكية الراجح
نعم ينبغى ترك مايقرره المذهب ان تبين ان ماذهب اليه غير صواب فالمرجع الاصلى للكتاب والسنة فتعجبى لترك المذهب فى مسئلة هو فيها صواب لقول مرجوح
الا ان كان القنوت قال به بعض المالكية
والله اعلم
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 01:19 م]ـ
أخي ابن عبد الغنى، الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله تعالى ليس شافعي المذهب و بكلامك هذا تحث الناس على أن لا يسألوا أهل العلم الذين هم خارج بلدانهم.
كفانا من هذا التفريق بين المذاهب فلو سَمِعَنا أصحاب هذه المذاهب رحمهم الله تعالى لستغربوا مما يقع فيه المسلمون من هذا التفريق الغريب في دين الله تعالى.
و الله المستعان.
أخي الكريم أيمن محمد هادي إذا قنت الإمام فقنت معه "و ما جعل الإمام إلا ليؤتم" به و في رواية أخرى "و ما جعل الإمام إلإ ليؤتم به فلا تخالفوه" و هي كلها ألفاظ صحيحة.
و الله تعالى أعلم.
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[24 - 03 - 08, 04:22 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
أخي محمد جزاك الله خيرا، و لكن العديد من الاخوة يتبعون أقوال جمع كثير من العلماء كالعثيمين و ابن باز و الألباني الذين يرون أن المداومة على قنوت الصبح لا أصل له و لذلك فهم يسكتون عندما يقنت الإمام، و لا أدري ان داومت على القنوت يكون عملي صحيحا أم لا.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 04:47 م]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك، أنا أجبتك على سؤالك حول هل تقنت في صلاة الصبح كمأموم أم لا؟
أما القنوت في صلاة الصبح و كما قال علماؤنا، ليس فيه حديث يصح عن النبي صلى الله عليه و سلم أو عن أصحابه رضوان الله تعالى عليهم، إلا ما ورد في قنوت الوتر أو قنوت الصلوات المكتوبة عند النوازل فهو مشروع.
و المأموم ملزم باتباع إمامه للأحاديث السابقة.
هل ما ذكرت من الإخوة بسكوتهم عند القنوت يتبعون فتوى لهؤلاء العلماء؟ الذي أعلمه أن الشيخ العثيمين رحمه الله على حسب ما قيل لي، ينكر قنوت الإمام في صلاة الصبح لكن يقول بقنوت المأموم مع الإمام و ذلك لوجوب اتباع الإمام في الصلاة.
و هذا كذلك قول الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله و ذلك لعموم قوله صلى الله عليه و سلم "و ما جعل الإمام إلا ليؤتم به" ....
و الله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/75)
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[24 - 03 - 08, 05:20 م]ـ
اقتباس
أخي ابن عبد الغنى، الشيخ أبي إسحاق الحويني حفظه الله تعالى ليس شافعي المذهب و بكلامك هذا تحث الناس على أن لا يسألوا أهل العلم الذين هم خارج بلدانهم.
كفانا من هذا التفريق بين المذاهب فلو سَمِعَنا أصحاب هذه المذاهب رحمهم الله تعالى لستغربوا مما يقع فيه المسلمون من هذا التفريق الغريب في دين الله تعالى.
اخى الحبيب الادريسى حفظه الله
اين قلت هذا الكلام نبهنى اليه بارك الله فيك
دعواتى لك ايها الحبيب ولأخينا ايمن حفظ الله اهلنا المغاربة وسائر بقاع الاسلام ديننا العظيم
ـ[عمر خيري]ــــــــ[24 - 03 - 08, 05:44 م]ـ
أخى الكريم بارك الله فيك ارجع إلى كتاب مفاتيح الفقه فى الدين للشيخ مصطفى العدوى_حفظه الله_ وستجد فيه بغيتك_إن شاء الله_ وهو موجود على الشبكة.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 06:08 م]ـ
اقتباس
اخى الحبيب الادريسى حفظه الله
اين قلت هذا الكلام نبهنى اليه بارك الله فيك
دعواتى لك ايها الحبيب ولأخينا ايمن حفظ الله اهلنا المغاربة وسائر بقاع الاسلام ديننا العظيم
جزاك الله خيرا أخي الكريم على دعواتك و نسأل الله تعالى أن يجمعنا في رحمته.
قُلْتَ تعقيبا على كلام أخينا أيمن محمد هادي حينما ذكر أبو إسحاق الحويني
المذهب المالكى هو السائد فى بلادكم فلماذا تشفعوا فى هذه المسئلة!!!!!
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[24 - 03 - 08, 06:16 م]ـ
سبحان الله
اتظن مثلى يعرض بالشيخ الجليل ابى اسحاق
والله ماخطر ببالى ابدا ولكن مداخلتى التالية وضحت سبب تعجبى وهو انهم خالفوا المذهب فى شىء راجح عندهم ولكن ربما خاننى التعبير لقلة علمى بحسن البيان
زادكم الله علما وفضلا اخى الحبيب
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 06:43 م]ـ
و إياك أخي الكريم.
أما مذهبنا و الحمد لله هو قال الله، قال رسول الله صلى الله عليه و سلم.
و نسأل الله تعالى أن يوفقنا لكل خير.
ملاحظة: لقد أعجبني كثيرا ما ذكرته في توقيعك أخي الكريم و نسأل الله تعالى أن يجعلنا من المتقين.
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[24 - 03 - 08, 07:52 م]ـ
اخوتي في الله جزاكم الله خيرا و نفع الله بكم
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 10:42 م]ـ
أخي أيمن لم تجبني على سؤالي ...
هل ما ذكرت من الإخوة بسكوتهم عند القنوت يتبعون فتوى لهؤلاء العلماء؟
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[25 - 03 - 08, 03:00 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
هناك من الاخوة من يطبق ما جاء في كتاب -صفة الصلاة- للشيخ الألباني و البعض يأخذ بأقوال الشيخ ابن باز أو العثيمين و كل آراءهم تبين أن المداومة على القنوت في الصبح ليس بسنّة، و لم يطرح أحدنا السؤال لمعرفة ما يفعله المأموم اذا قنت الإمام.(92/76)
إنارة السبيل في بيان طرق نصرة محمد الحبيب
ـ[محمد بن زين العابدين رستم]ــــــــ[22 - 03 - 08, 11:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه وسلم تسليما كثيرا، أما بعد،
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أيها الإخوة الأحباب:
فلقد تعرض الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم إلى سب وتعيير، وقدح وسخرية واستهزاء من قبل دعاة الحرية الفكرية، وأبواق التفلت الديني، وسادة الإتجاه العلماني في العالم الغربي، وكان من السبب الحامل على ذلك:
- ضعف الأمة الإسلامية وهوانها على سائر أمم الأرض، فلا وزن لها ولكلمتها بين العالمين، إذ هي لغيرها تبع، ولسواها أمة منقادة ...
- ضعف الوازع الديني فينا، إذ لسنا نظهر على الساحة الدولية بأخلاق ديننا الكريم، ولا نمثل هويتنا الشخصية التي أٍرادنا الله عز وجل عليها، ففينا إخلاف للعهود، وعدم وفاء بالمواثيق، وفينا انحلال وتفسخ أخلاقي، وجهل وأمية، وتشتت في الكلمة، وتصدع في الصف ...
وبالجملة فنحن نفر الناس من هذا الدين بأخلاقنا، ونفسد صورته بشائن أعمالنا وأفعالنا ....
- علم غيرنا- الآخر - بأننا لا حول لنا ولا قوة على رد العدوان، فلسنا نحرك ساكنا إذا ثرنا وتظاهرنا، حتى يرجع المحرك فينا ساكنا من قريب ...
يتبع إن شاء الله ...
ـ[محمد بن زين العابدين رستم]ــــــــ[23 - 03 - 08, 12:23 ص]ـ
وبعد فلقد لبث الغرب الكافر المحرف للدين قديما، القاتل للإله حديثا، المتبرئ من الغيبيات في الحاضر، ردحا من الزمن يروج للترهات والاباطيل حول محمد بن عبد الله ودعوته، ويقول كما في أدبيات الإستشراق بمختلف مدارسه واتجاهاته- إن محمدا كردينال نصراني مارق، وراهب مسيحي عاق، كفر بالنصرانية، وبدل وغير، وأنشأ دينا جديدا خلطه ببعض ما في الأديان الأخرى، وخرج به على الناس في ثوب جديد سماه الإسلام، وروج الخطاب الإستشراقي الحاقد المتنصر، لهذه الفكرة بين عامة الناس في الغرب، فأكسب ذلك محمدا - بأبي هو وأمي- في النفوس كراهية، ولدعوته نفرة، ولأتباعه بغضا,,,
فصارت صورة المسلم لدى الغربي العادي في هذا العصر- مشوهة، فيها ظلال من الحقد الصليبي القديم الحاقد، مع ما انضاف إليها من آثار ما يرتكبه بعض من ينسب إلى الإسلام ظلما من مجازر وإرهاب وتقتيل للنفس من غير ما جريرة ولا ذنب ....
يتبع(92/77)
صغار الأمور وكبارها
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[22 - 03 - 08, 01:37 م]ـ
صغار الأمور وكبارها
محمد الحمد
أخرج ابن عساكر عن الشعبي قال: "دهاة العرب أربع: معاوية، وعمرو بن العاص، والمغيرة بن شعبة، وزياد، فأما معاوية فللحلم والأناة، وأما عمرو فللمعضلات، وأما المغيرة فللمبادهات، وأما زياد فللكبيرة والصغيرة".
وقال الأصمعي: "كان معاوية -رحمه الله- يقول: أنا للأناة، وعمرو للبديهة، وزياد للصغار والكبار، والمغيرة للأمر العظيم".
وجاء في كتب السير والأدب أن عبد الله بن قاسم بن طولون كاتب العباس بن أحمد ابن طولون قال: "بعث إليّ أحمد بن طولون بعد أن مضى من الليل نصفُه، فوافيته وأنا منه خائفٌ مذعور.
ودخل الحاجب بين يديّ وأنا في أثره، حتى أدخلني إلى بيتٍ مظلم، فقال لي: سلِّم على الأمير!
فسلّمت، فقال لي ابن طولون من داخل البيت وهو في الظلام: لأي شيءٍ يصلح هذا البيت؟ قلت: للفكر، قال: ولِمَ؟
قلت: لأنه ليس فيه شيءٌ يشغل الطرف بالنظر فيه.
قال: أحسنت! امض إلى ابني العباس، فقل له: يقول لك الأمير: اغدُ عليّ، وامنعه من أن يأكل شيئاً من الطعام إلى أن يجيئني؛ فيأكل معي، فقلت: السمع والطاعة.
وكان العباس قليل الصبر على الجوع؛ فرام شيئاً يسيراً قبل ذهابه إلى أبيه؛ فَمَنَعْتُه؛ فركب إليه، وجلس بين يديه، وأطال أحمد بن طولون عمداً، حتى علم أن العباس قد اشتدّ جوعه، وأُحْضِرت مائدةٌ ليس عليها إلا البوارد من البقول المطبوخة؛ فانهمك العباس في أكلها؛ لشدة جوعه، حتى شبع من ذلك الطعام، وأبوه متوقف عن الانبساط في الأكل، فلما علم أنه قد امتلأ من ذلك الطعام أمرهم بنقل المائدة، وأُحْضِر كلُّ لون طيّب من الدجاج، والبط، والجَدْي، والخروف؛ فانبسط أبوه في جميع ذلك، فأكل، وأقبل يضع بين يدي ابنه منه؛ فلا يمكنه الأكل؛ لِشِبَعه.
قال له أبوه: إنني أردت تأديبك في يومك هذا بما امتحنتك به؛ لا تلق بهمَّتك على صغار الأمور بأن تسهِّل على نفسك تناول يسيرها؛ فيمنعك ذلك من كبارها، ولا تشتغل بما يقلّ قدرُه؛ فلا يكون فيك فضلٌ لما يعظم قدره".
فما مضى ذكره من الأخبار إنما هو نزرٌ يسيرٌ مما ورد من هذا المعنى في كتب السير والتراجم.
وهذه الأخبار تشير إلى معانٍ عظيمةٍ قد تغيب عن بال كثيرٍ من الناس؛ فتجد من يشغله أتفه سبب؛ فتراه يغلق عليه ذهنه، ويأخذ بمجامع قلبه.
وقد يكون ذلك الإنسان عظيماً، أومؤهَّلاً للعظمة، ثم تراه يشغل نفسه بأمورٍ صغيرة، فتأخذ بلبِّه، وتشغل وقته، وتستنفد طاقته، وتقطعه عن مصالح كثيرة كبيرة، كحال بعض التجار -على سبيل المثال- حيث تراه يشغل نفسه بأمورٍ صغيرةٍ في ميدان تجارته، فتنال نيلها من أعصابه جهده، ووقته.
ولو أنه وكَلَ تلك الأمور الصغيرة إلى غيره ممن هم تحت يده، لكان خيراً، وأزكى لتجارته.
وقل مثل ذلك في شأن من يتولى ولاية، حيث ترى بعضهم يهلك نفسه في أمورٍ صغيرة، فإذا دهمته عظام الأمور لم يعد فيه بقية من جهدٍ لمواجهتها.
وترى في الناس من هو خلاف ذلك؛ فتجده لا يأبه للأمور اليسيرة، واللفتات الحانية، والجوانب الإنسانية التي ترفع من قدره، وتكمِّل عظمته، وتنهض بمروءته.
وترى مَن هذه حاله يعتذر لنفسه بأنه مشغول بأمورٍ عظيمةٍ كبيرة؛ لذا تراه لا يأبه بمحادثة الصغير، وملاحظة الغريب، والتواضع للمسكين.
والذي تقتضيه الحكمة أن يُفْرِغَ المرء نفسه لكبار الأمور، ولا ينسى -مع ذلك- أن يقوم بصغارها، من غير أن يعطيها أكبر من حجمها.
وهكذا كان حال النبي -صلى الله عليه وسلم- حيث كان يقوم بالمصالح العليا، ويُعنى بشؤون الأمة، وبتبليغ الدعوة، والجهاد في سبيل الله.
ومع ذلك تراه يلاطف الصغير، ويجيب الدعوة، ويمازح أصحابه، ويكون في مَهَنَة أهله؛ فقد أعطى كل ذي حقٍّ حقَّه، وجعل لكل مقامٍ ما يناسبه دون وكسٍ، ولا شطط.
ولم يكن أحدٌ يلهيه عن أحدٍ ... كأنه والدٌ والناسُ أطفالُ
ومن أعجب من رأيت في هذا العصر ممن يمثل هذا المعنى، ويسير على هذا النمط سماحة شيخنا الإمام الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله-.
وهذا سرٌّ من أسرار عظمته وألمعيته، ولطائف سيرته، وأسباب تميزه، وحلوله في سواد العيون، وسويداء القلوب؛ ففي الوقت الذي يقوم فيه بجلائل الأعمال، من مراسلات لكبار المسؤولين، ومناصحة لرؤساء الدول، واستقبال للوفود من أعلى المستويات، وقيام بالدروس والفتوى، والردود على الأسئلة المتتابعة، ورئاسة الاجتماعات في الرابطة أو الهيئة، أو غيرها، ونحو ذلك من الأعمال التي يترتب عليها المصالح العامة للأمة ومع ذلك كله لا تراه يهمل دقائق الأمور، وصغارها؛ بحجة اشتغاله بما هو أهم، بل تراه يسمع سؤال المرأة، ويستقبل الفقير المسكين، ويجيب على سؤال الهاتف ولو كان يسيراً، بل تراه يداعب قائد سيارته، والعاملين معه، ويسألهم عن أحوالهم، وأحوال ذويهم، بل لا يُغْفِل الثناء على طباخ المنزل على الوجبات التي يعدها، ولا ينسى مداعبة الصغار، والقيام بحقوق الأهل، وهكذا كانت حاله مع الناس؛ فكل يعطيه حقه، وينزله منزلته.
و [ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ] [وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلاَّ ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ].(92/78)
فقه الاختلاف في قصة بني قريظة
ـ[حامد الإدريسي]ــــــــ[22 - 03 - 08, 04:26 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فإن الاختلاف بين الناس أمر قضاه الله قبل خلقهم، وكتبه عليهم منذ أن أخرجهم من بطون أمهاتهم لا يعلمون شيئا، فلا يزالون مختلفين إلى أن تقوم الساعة، ولو شاء ربك لجعلهم أمة واحدة، لكنها السنن التي لا تنخرم، والنواميس التي لا تتبدل، على ما اقتضته حكمته، وجرى به عدله (سنة الله ولن تجد لسنة الله تبديلا).
إذن فلا بد من الاختلاف، وإن اختلفت درجته، وتباينت حدته، وتعددت مظاهره، وتنوعت أسبابه، فهو ليس درجة واحدة، وليس الخلاف في وجود الخالق، كالخلاف في مصاريف الزكاة، وليس الخلاف في عدالة الصحابة، كالخلاف في جلسة الاستراحة.
لقد اختلف الصحابة رضوان الله عليهم في عدد من المسائل، لكن الخلاف الذي حصل بينهم، لم يكن خلافا في أصول الدين، وإنما كان خلافا في أحكام فرعية، وجوانب تفصيلية، لا تؤثر في أصل العبادة، ولا تتعارض مع أصول الشريعة. إلا أن وقوعها في ذلك العصر، وبين خير قرن من قرون هذه الأمة، يعتبر دليلا على أن هذا النوع من الخلاف ليس عيبا يجب تلافيه، أو ضررا يجب تفاديه، بل إنه تفاعل طبيعي لهذه العلوم والمعارف، وصورة راقية لتنوع الأفهام، وتباين الآراء.
وهذا النوع من الخلاف هو ما حصل بين الأئمة الأربعة رحمهم الله، إلا أن التعصب المذهبي، وحظوظ الأنفس، حوّلا القضية عند أتباع الأئمة من خلاف فكري إلى اختلاف نفسي وروحي، حتى أبغض بعضهم بعضا، وشتم بعضهم بعضا، وأصبح في المسجد الحرام أربعة منابر، كل يصلي بصلاة إمام مذهبه، وحتى أجاز بعضهم نكاح المرأة من المذهب الآخر قياسا على جواز نكاح الكتابية، وضرب التعصب والتفرق في الأمة حتى فت في عضدها، وأوهن من قوتها، ووصل الحال إلى ما أسوئ ما يمكن أن يصل إليه.
وهذا هو الفرق بين مجتمع الصحابة ومن هم دونهم، وهذه النتيجة البغيضة هي العيب الذي يجب تلافيه، والضرر الذي ينبغي تفاديه، أما نفس الخلاف فلا يمكننا تجاوزه، ولو أمكننا ذلك لكان الصحابة أولى وأقدر.
إن الخلاف بين علماء أهل السنة راجع في أصله إلى سببين:
خلاف في الدليل وخلاف في الدلالة. وليس بعد هذين السببين إلا الهوى، وتحكيم العقول على النصوص
أما الخلاف في الدليل، فهو أن يثبت دليل المسألة المختلف فيها عند عالم ولا يثبت عند الآخر.
وأما الخلاف في الدلالة فهو أن يرى في الدليل ما لم يره الآخر، أو تتعارض عنده دلالة الدليل مع دليل آخر أرجح عنده منه.
وهذا النوع هو ما إليه أجر الزمام وعليه أبني الكلام.
انتقل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من نصر إلى نصر، ورد الله عنه الأحزاب يوم الخندق، وكان من أمر بني قريظة ما دعاهم إليه لؤمهم القديم، وحثهم عليه خبثهم الأصيل، فنقضوا عهدهم مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وجاءوا المسلمين من فوقهم إذ جاءتهم قريش من أسفل منهم، فرد الله كيدهم في نحورهم، وسلط على أنصارهم من المشركين الريح، وبعث في نفوسهم الهزيمة، حتى شكوا في حلفائهم اليهود، وذب بينهم الاختلاف، إلى أن كشفت الغمة، وتفرقت الجموع (ورد الله الذين كفروا بغيظهم لم ينالوا خيرا وكفى الله المؤمنين القتال)
ولما رجع الصحابة من الخندق، قال لهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لا يصلين أحد العصر إلا في بني قريظة).
إن الأمر الصادر من المشرّع في هذه القضية واضح وصريح، بل لا مزيد من البيان على هذه الكلمات، فأحدٌ نكرة في سياق النفي، فتعم كل أحد، والعصر صلاة معروفة محددة، وبنو قريظة مكان معروف محدد.
فلماذا اختلف الصحابة في هذا الأمر! فصلى بعضهم في الطريق حين حانت الصلاة، وأخر بعضهم الصلاة إلى أن غربت الشمس، ولم يصلوها حتى وصلوا المكان الذي نص عليه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؟
إن هذا الاختلاف الذي حصل بين الصحابة، هو صورة مصغرة للخلاف بين مدرستين عظيمتين في الفقه الإسلامي، المدرسة النصية، والمدرسة المقاصدية (إن صح التعبير)؛ وهذا ما جعل النتيجة التي وصل إليها الصحابة مختلفة، مع أن النص صحيح وواضح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/79)
لقد صلى أصحاب المدرسة المقاصدية عندما حانت الصلاة، ولم ينظروا إلى نص كلام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، بقدر ما نظروا إلى المقصد الذي أراده، إذ كان مقصده صلى الله عليه وآله وسلم، المبادرة إلى استئصال خطر اليهود، ومعاقبتهم على غدرهم وخيانتهم، فأراد من الصحابة مباشرة الذهاب، وألا ينشغلوا عنه بشيء، ففهموا قوله ضمن هذا الإطار.
بينما رأى أصحاب المدرسة النصية أن نص رسول صلى الله عليه وآله وسلم مقدم، وأنه لا صلاة عليهم حتى يصلوا إلى المكان الذي ذكره صلى الله عليه وآله وسلم وإن خرج وقت الصلاة.
فلم يعنف رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أحد الفريقين، ولم يصوب أحدهما على الآخر، لأن مأخذهما في الاجتهاد صحيح، فهذا إقرار من الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للمدرستين، وليس مجرد إقرار للرأيين.
وهذا هو المقصد من هذه الحادثة ومن هذا الإقرار، أن يكون ذلك إقرارا للاختلاف إن كان صدوره عن النظر إلى المقاصد المعتبرة في خطاب الشارع، في مقابلة اعتبار المدلول اللفظي للنص، فالرسول صلى الله عليه وآله وسلم، أقر هذا النوع من الاعتبار، وليس الاعتبار الآخر بحاجة إلى هذا الإقرار، لأن الأصل في الخطاب أن يلتزم بمدلوله النصي.
وقد أشار إلى هذا الاستنباط مجموعة من العلماء أذكر منهم الإمام النووي رحمه الله، حيث قال في هذا الحديث: (وأما اختلاف الصحابة - رضي الله عنهم - في المبادرة بالصلاة عند ضيق وقتها، وتأخيرها، فسببه أن أدلة الشرع تعارضت عندهم بأن الصلاة مأمور بها في الوقت، مع أن المفهوم من قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يصلين أحد الظهر أو العصر إلا في بني قريظة) المبادرة بالذهاب إليهم، وألا يشتغل عنه بشيء، لا أن تأخير الصلاة مقصود في نفسه من حيث إنه تأخير، فأخذ بعض الصحابة بهذا المفهوم نظرا إلى المعنى لا إلى اللفظ، فصلوا حين خافوا فوت الوقت، وأخذ آخرون بظاهر اللفظ وحقيقته فأخروها، ولم يعنف النبي صلى الله عليه وسلم واحدا من الفريقين، لأنهم مجتهدون، ففيه: دلالة لمن يقول بالمفهوم والقياس، ومراعاة المعنى، ولمن يقول بالظاهر أيضا) [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1)
إن الساحة اليوم لتعاني من صراعات وتطاحنات، بسبب الخلاف في جزئيات اختلف فيها الأولون والآخرون، ولم يستطع أحد أن يحسم فيها النزاع أو يفصل فيها القول، لأن طبيعة الجزئيات ألا يهتم الشارع بها كثيرا، لذا فإن تحرير النزاع وفض الخلاف في هذه المسائل متعذر، لعدم وجود النصوص الصريحة في هذه الجزئيات، وليس لدى من يناقش في هذه القضية ويؤلف إلا أن يستبطن الكتب ويستخرج أقوال من وافقوه الرأي، وليس على من يرد عليه إلا أن يكرر العملية في الاتجاه المعاكس، فتعقد الجلسات، وترمى الكلمات، وتتغير القلوب، وتتشاحن الأنفس، ويبقى الخلاف في المسألة كما كان.
وقد حصل لنا ونحن طلبة، ما يحصل عادة لكل من كان في مراحلنا وأعمارنا، فكنا نقيم الدنيا ولا نقعدها، ونرى أن من واجبنا تبيين الحق ورد الباطل، وكانت قضايانا محدودة ومحصورة، ولم تكن قضية منها تتجاوز سنن الصلاة أو اللباس أو العادات، ونحو هذا.
وكنت قد ناقشت مرة أحد الطلبة الذي أنكر علي أنني أقبض بعد الركوع، وبعد فترة وجيزة من النقاش، رماني بكلمة كبيرة، وكدت أن أرد عليها بأكبر منها إلا أن الله سلم، وفي المساء تحاكمنا إلى شيخنا الشيخ عطية سالم رحمه الله، فأفتانا بأنه لا يجوز النقاش في هذه المسائل أصلا.
لقد أدرك رحمه الله بأن النقاش في هذه المسائل لا يزيد المسألة وضوحا، ولا يفيد الطلبة علما، وإنما يؤدي إلى شيء واحد، وهو التنافر والتقاطع والتدابر.
وهذه آفة تجاوزها الصحابة الكرام، فقد كانوا يختلفون في المسائل التي لو خالف فيها بعضنا لكُفر، ومع ذلك فقد كانوا كما قال الله عنهم: (أشداء على الكفار رحماء بينهم) وهذا ما ينقصنا اليوم، وهذه هي المبادئ التي نحتاج إلى أن نربي عليها أبناءنا وطلبتنا، وما درس بني قريظة إلا نموذج راق للاختلاف، وصورة مميزة لمجتمع مسلم متخلق.
فلنحافظ على أخوة الإسلام، ولنجعلها رأس المال الذي لا نقبل أن تطاله الأيدي، ولنترك كل ما من شأنه أن يغل القلوب ويشحن الصدور، فلن ندخل الجنة إلا إذا ملئت قلوبنا حبا، قال صلى الله عليه وآله وسلم: (والذي نفسي بيده، لا تدخلوا الجنة حتي تؤمنوا، ولا تؤمنوا حتى تحابوا، ألا أدلكم على أمر إذا فعلتموه تحاببتم؟ افشوا السلام بينكم) [2]
[1] شرح النووي على مسلم 12/ 98
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref2) مسلم برقم 203 وأبو داود برقم 5195 واللفظ له
http://hameddd.maktoobblog.com/(92/80)
فقه مراتب الأعمال
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[22 - 03 - 08, 06:02 م]ـ
فقه مراتب الأعمال
د. سعد الدين العثماني
الفقه استنباط للمعاني:
اتفقت نصوص الكتاب والسنة على أهمية الفقه بالنسبة للمسلم، وحثت على طلبه وإعلاء شأنه، ففي الصحيحين عن معاوية أنه سمع النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول: (من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين) (1).
والفقه: الفهم؛ فهم معاني الكلام ومراميه وإنزاله منازله.
وثبت في نصوص أخرى أن الفقه ليس هو حفظ النصوص استعراضها، وإدراك ظواهر ألفاظها، فعن أبي موسى الأشعري أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: (مثل مابعثني الله به من الهدى والعلم كمثل الغيث الكثير أصاب أَرضاً، فكان منها نقية قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير، وكانت منها أجادب أمسكت الماء، فنفع الله بها الناس، شربوا منها وسقوا ورعوا، وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأً فذلك مثل من فَقُه في دين الله ونفعه الله به فَعلم وعَلّم، ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به) (2).
فالمستجيبون لما بعث الله به رسوله صنفان:
صنف أول: تلقى الهدى والعلم فأنبت منه (الكلأ والعشب الكثير) علما وعملاً، إذ فَجّر من ذلك علماً وفقهاً كثيراً نفع الله به.
وصنف ثان: نقل الهدى والعلم كما تلقاه، فهو بمثابة الأرض التي يستقر فيها الماء فينفع به الناس .. فالأولون فقهاء والأخيرون حفظة، ولكلٍ دوره ومكانته.
وعن أنس بن مالك أن رسول الله قال: (نضر الله عبدا سمع مقالتي فوعاها، ثم بلّغها عني، فرب حامل فقه غير فقيه، ورب حامل فقه إلى من هو أفقه منه) (3).
وهذا التأكيد نفسه على أن حمل النصوص وحفظها لا يصنف وحده الإنسان في دائرة الفقهاء، بل هو في حاجة إلى شروط زائدة: فطرية ومكتسبة.
ولذلك لم يكن الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ كلهم في مستوى واحد من الفقه أو الحفظ، بل كان منهم فقهاء عرفوا بعمق الاستنباط ودقة الفهم والقدرة على الغوص في عمق التشريع، من أمثال الخلفاء الراشدين وعبد الله بن عباس، وكان منهم قراء حفظوا القرآن وأتقنوا حروفه، وأحكموا آياته من أمثال زيد بن ثابت، وكان منهم محدثون انصرفت همتهم إلى حفظ الحديث وإتقانه مثل أبي هريرة وكان لكل منهم حظ معين في التخصصات الثلاثة كلها، إلا أن همته كانت مصروفة أكثر إلى الفقه أو القراءة أو حفظ الحديث.
وهناك من اشتهر في الفقه والحفظ كليهما مثل عائشة أم المؤمنين (رضي الله عنهم جميعاً).
وعندما دعا الرسول - صلى الله عليه وسلم- لابن عباس بقوله: (اللهم فقهه في الدين) (4) لم يكن المقصود أن يكثر حفظه للنصوص أو أن يدرك ظواهر ألفاظها فقط، بل المقصود من الدعاء: أن يبارك في فهمه واستنباطه، حتى يستخرج من النصوص كنوزها، ويدرك من الكلام معانيه ومراميه؛ لذلك كانت أرضه من أطيب الأراضي وأخصبها، قبلت الهدى والعلم النبويين، فأنبتت من كل زوج كريم.
يقول ابن تيمية وهو يعقد المقارنة بين حفظ أبي هريرة وفقه ابن عباس: (وأين تقع فتاوى ابن عباس وتفسيره واستنباطه من فتاوى أبي هريرة وتفسيره؟! وأبو هريرة أحفظ منه، بل هو حافظ الأمة على الإطلاق: يؤدي الحديث كما سمعه ويدرسه بالليل درساً، فكانت همته مصروفة إلى الحفظ وتبليغ ما حفظه كما سمعه، وهمة ابن عباس مصروفة إلى التفقه والاستنباط وتفجير النصوص وشق الأنهار منها، واستخراج كنوزها) (5).
وهكذا فإن على شباب الصحوة الإسلامية أن يدركوا أن مجرد قراءة النصوص وحفظها ليس فقهاً، بل الفقه شيء زائد عن مجرد الألفاظ، وهذا أمر ورد واضحاً في قوله (تعالى): (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ القُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً) [النساء: 82]: قال ابن كثير في تفسير الآية: (يستنبطونه أي يستخرجونه من معادنه)، فالكلام أن معنى يستنبط يستخرج، يقول: (ومعلوم أن ذلك قدر زائد على مجرد فهم اللفظ، فإن ذلك ليس طريقه الاستنباط، إذ إن موضوعات الألفاظ لاتنال بالاستنباط، وإنما تنال به العلل والمعاني والأشباه والنظائر ومقاصد المتكلم، والله سبحانه ذم من سمع ظاهراً مجرداً فأذاعه وأفشاه، وحمد من استنبط، من أولي العلم حقيقته ومعناه).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/81)
لذلك فإن معرفة فنون العلم والفقه الواردين في الشرع، وتتبع تقريرات علماء السلف في ذلك هو وحده العاصم من الخروج عن مراد الشرع نظراً وعملا، وهو الهادي للسداد والتوفيق ولخيري الدنيا والآخرة.
المقصود بفقه مراتب الأعمال:
هو من أنواع الفقه التي يجب أن يتعلمها المسلم ويهتم بها، وهو يعني: العلم بفاضل الأعمال ومفضولها، وأرجحها ومرجوحها، فإن كانت الأعمال طاعة علم أيّها أحب إلى الله وأكثرها أجراً وثواباً، وإن كانت معصية علم أيّها أبغض إلى الله وأكثرها وزراً وعقوبة، وإن كانت الأعمال وسيلة إلى أهداف معينة (المقاصد الشرعية مثلاً) علم أيّها أقدر على تحقيق هذه الأهداف، وأيّها أولى بذلك، وإن كان الإنسان أمام بدائل متعددة من خير أو شر، علم خير الخيرين وشر الشرين، وإذا جهل المسلم أي الأعمال أفضل وأولى لاشك أن ينفق وقته وجهده وماله في أجر أقل ويفوت ما هو أجل وأعظم، وأنه اختلطت لديه مراتب الأعمال واختل لديه توازنها قد يصل إلى عكس مقصود الشرع؛ فيأثم من حيث يريد أن يغنم، أو إلى عكس مقصوده في الواقع؛ فيفسد من حيث يريد أن يصلح.
القرآن الكريم ومراتب الأعمال:
وقد وردت آيات عديدة في كتاب الله (عز وجل) تبين أن الأعمال ليست كلها في درجة واحدة، بل تختلف درجاتها في الخير، كما تختلف دركاتها في الشر.
ومن ذلك قوله (تعالى): (إن تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإن تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنكُم مِّن سَيِّئَاتِكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ) [البقرة: 271].
قال ابن كثير: (فيه دلالة على أن إسرار الصدقة أفضل من إظهارها) *.
ومن ذلك أيضا قوله (تعالى): (أَجَعَلْتُمْ سِقَايَةَ الحَاجِّ وَعِمَارَةَ المَسْجِدِ الحَرَامِ كَمَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَجَاهَدَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ لا يَسْتَوُونَ عِندَ اللَّهِ وَاللَّهُ لا يَهْدِي القَوْمَ الظَّالِمِينَ) [التوبة: 19] ففاضلت الآية بين أمرين كلاهما طاعة وقربة، وبينت أنهما لايستويان عند الله (تعالى).
وفي قوله (تعالى): ((لَيْلَةُ القَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)) [القدر: 3] دليل على أن عبادة وقيام ليلة القدر خير من عبادة ألف شهر.
كما بين القرآن الكريم في آيات أخرى: أن المحرمات منها الكبائر والصغائر، فقال (تعالى): ((إن تَجْتَنِبُوا كَبَائِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيماً)) [النساء: 31]، وقال سبحانه مادحاً عباده المحسنين: ((الَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الإثْمِ وَالْفَوَاحِشَ إلاَّ اللَّمَمَ)) [النجم: 32]. فدلت الآيتان على أن المنهيات قسمان: كبائر، وأخرى دونها سميت في الآية الأولى سيئات، وفي الثانية لمَماً. قال ابن كثير (لأن اللمَمَ من صغائر الذنوب ومحقرات الأعمال).
السنة النبوية ومراتب الأعمال:
والسنة النبوية زاخرة بالنماذج والأمثلة لتفاضل الأعمال والتكاليف الشرعية التي يجب على المسلم مراعاتها في عبادته وحركته في الحياة، وربما يكون أجمع حديث في ذلك حديث أبي هريرة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: (الإيمان بضع وسبعون ـ أوبضع وستون ـ شعبة، فأفضلها قول لا إله إلا الله، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق، والحياء شعبة من الإيمان) (6).
وقد سئل الرسول - صلى الله عليه وسلم- مراراً عن: أي الإسلام أفضل، أو أيّه خير فأجاب، وإنما المقصود أي أعمال المسلم أفضل أو أخير؛ ولذلك بوب الإمام النووي لأحاديث رواها مسلم في صحيحه من ذلك النوع، فقال: (باب بيان تفاضل الإسلام، أو أي أموره أفضل) (7).
وفي المقابل بينت أحاديث عديدة كون الذنوب أنواعاً ومراتب، فعن أبي بكرة عن أبيه قال: قال رسول الله: (ألا أنبئكم بأكبر الكبائر؟ قلنا: بلى يارسول الله. قال ـ ثلاثاً ـ: (الإشراك بالله، وعقوق الوالدين) وكان متكئاً فجلس فقال: (ألا وقول الزور وشهادة الزور، ألا وقول الزور وشهادة الزور) (8).
وعن عبد الله بن مسعود قال: قلت يارسول الله: أي الذنوب أعظم؟ قال: (أن تجعل لله نداً وهو خلقك)، قلت: ثم أي؟ قال: (أن تقتل ولدك خشية أن يأكل معك) (9).
أصول الفقه يضع القواعد:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/82)
وانطلاقاً مما مر، فقد اتفقت الأمة على أن الأحكام الشرعية التي كلف بها المسلم أنواع ومراتب، وليست على ميزان واحد، كما اتفق جمهور العلماء على انقسام مأمورات الشرع إلى واجبات ومستحبات، وانقسام منهياته إلى مكروهات ومحرمات. يقول مجد الدين ابن تيمية في المسودة: (اتفق الفقهاء والمتكلمون على أن أحكام الشرع تنقسم إلى: واجب، ومندوب، ومحرم ومكروه ومباح) (10).
ولأن الواجب على المسلم أن يضع كل أمر شرعي موضعه، ولايخلط بين أنواع الأحكام أو يتعامل معها كيفما اتفق، فقد بين العلماء ـ والأصوليون منهم بالخصوص ـ تعريف كل نوع من الأحكام الشرعية التكليفية الخمسة، ووضعوا قواعد لكيفية استنباطها وأساليب التفريق بينها، كما قرروا أنه ـ لذلك ـ لايجوز أن يُسوّى بين الواجب والمندوب (لافي القول ولا في الفعل ولافي الاعتقاد) (11)، ولايسوى بين الحرام والمكروه (12)، ولابين المباح وبين المندوب والمكروه (13)، يقول الشاطبي: (الواجبات لاتستقر واجبات إلا إذا لم يُسوّ بينها وبين غيرها من الأحكام، فلا تُترك ولايُسامح في تركها البتة، كما أن المحرمات لاتستقر كذلك إلا إذا لم يسوّ بينها وبين غيرها من الأحكام فلاتفعل، ولايسامح في فعلها) (11).
والمصالح الشرعية مقسمة إلى: ضروريات، وحاجيات، وتحسينيات، وهي مرتّبة هذا الترتيب، فإن الأوامر المتعلقة بالأمور الضرورية كما يقول الشاطبي: (ليست كالأوامر الشرعية المتعلقة بالأمور الحاجية ولا التحسينية، ولا الأمور المكملة للضروريات كالضروريات أنفسها، بل بينهما تفاوت معلوم، بل الضروريات ليست في الطلب على وزان واحد، كالطلب المتعلق بأصل الدين ليس في التأكيد كالنفس، ولا النفس كالعقل إلى سائر أصناف الضروريات، والحاجيات كذلك .. ) (14).
إذاً لايكفي المسلم أن يعلم ما أَمَر به الشرع أو مانهى عنه، بل عليه أن يعلم أيضا درجة الأمر أو النهي، وأن ينزل كل ذلك مرتبته دون إفراط ولاتفريط.
فقه مراتب الأعمال خاصةُ العلماء بهذا الدين:
وقد وصف الإمام ابن تيمية فقه مراتب الأعمال بأنه حقيقة الدين، وحقيقة العمل بما جاءت به الرسل، وبأنه خاصة العلماء بهذا الدين. يقول: (فتفطن لحقيقة الدين، وانظر ما اشتملت عليه الأفعال من المصالح الشرعية والمفاسد، بحيث تعرف ما ينبغي من مراتب المعروف ومراتب المنكر، حتى تقدم أهمها عند المزاحمة، فإن هذا حقيقة العمل بما جاءت به الرسل، فإن التمييز بين جنس المعروف وجنس المنكر، وجنس الدليل وغير الدليل يتيسر كثيراً. فأما مراتب المنكر ومراتب الدليل، بحيث تقدم عند التزاحم أعرف المعروفين فتدعو إليه، وتنكر أنكر المنكرين: وترجح أقوى الدليلين، فإنه هو خاصة العلماء بهذا الدين) (15).
أما تلميذه ابن القيم فقد اعتبر انشغال الإنسان بالأعمال المفضولة عن الفاضلة من عقبات الشيطان التي لايتجاوزها المسلم إلا بفقه في الأعمال ومراتبها، إن الشيطان في هذه العقبة يأمر الإنسان ويُحَسّن له الأعمال المرجوحة المفضولة من الطاعات، ويريه مافيها من الفضل والربح؛ ليشغله بها عما هو أفضل وأعظم كسبا وربحاً؛ (لأنه لما عجز عن تخسيره أصل الثواب، طمع في تخسيره كماله وفضله، ودرجاته العالية، فشغله بالمفضول عن الفاضل، وبالمرجوح عن الراجح، وبالمحبوب لله عن الأحب إليه، وبالمرضي عن الأرضى له)، ثم قال ابن القيم: (فإن نجا منها بفقه في الأعمال ومراتبها عند الله، ومنازلها في الفضل، ومعرفة مقاديرها، والتمييز بين عاليها، وسافلها، ومفضولها وفاضلها، ورئيسها ومرؤوسها، وسيدها ومسودها؛ فإن في الأعمال والأقوال سيدا ومسودا، ورئيساً ومرؤوسا، وذروة وما دونها ... ولا يقطع هذه العقبة إلا أهل البصائر والصدق من أولي العلم، السائرين على جادة التوفيق، قد أنزلوا الأعمال منازلها، وأعطوا كل ذي حق حقه) (16).
غياب حس الأولويات:
لقد كان لعدم الاهتمام بتعليم المسلم هذا الفقه الجليل آثار قد تكون بعيدة المدى وشديدة الضرر دنيا، وأخرى. ومن تلك النتائج:
1 - ضياع الأجر: فالجاهل بمراتب الأعمال يهتم بالعمل قليل الأجر على حساب كثير الأجر، ويضيع الجهد الكبير للحصول على حسنات قليلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/83)
وتروي لنا السنة من ذلك أمثلة كثيرة فعن أنس قال: كنا مع النبي -صلى الله عليه وسلم- في السفر، فمنا الصائم ومنا المفطر، قال: فنزلنا منزلاً في يوم حار أكثرنا ظلاً صاحب الكساء ومنا من يتقي الشمس بيده، قال: فسقط الصوام وقام المفطرون، فضربوا الأبنية وسقوا الرّكَاب، فقال رسول الله (ذهب المفطرون اليوم بالأجر) (17).
وقد يصل الأمر إلى حد تضييع أصل الأجر نفسه، فعن أبي هريرة قال: قال رجل: يارسول الله، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها وصيامها غير أنها تؤذي جيرانها بلسانها قال: (هي في النار) قال: يارسول الله فإن فلانة ... يذكر من قلة صيامها، وصدقتها وصلاتها، وأنها تصدق بالأثوار من الأقط (أي بالقطع من اللبن المجفف) ولاتؤذي جيرانها، قال: (هي في الجنة) (18).
كما أن ابن الجوزي قد ذكر أمثلة متعددة لدى العبّاد بالخصوص، كلها ناتج عن قلة الفقه بمراتب الأعمال، قال مثلا: (وقد لبّس إبليس على جماعة من المتعبدين، فأكثروا من صلاة الليل وفيهم من يسهره كله ويفرح بقيام الليل وصلاة الضحى أكثر مما يفرح بأداء الفرائض، ثم يقع قبيل الفجر فتفوته الفريضة، أو يقوم فيتهيأ لها فتفوته الجماعة أو يصبح كسلاناً فلا يقدر على الكسب لعائلته) (19).
2 - سوء فهم الشريعة: إن الجهل بمراتب الأعمال عندما يكون عاماً، يؤدي إلى فوضى فكرية عارمة، تشوه الشريعة وتخل بتوازنها، لقد أرسى الشرع بين المأمورات والمنهيات توازنا لايجوز الإخلال به، تماما كَنِسَب الدواء الواحد، قد يؤدي تغييرها إلى إفساده وإلغاء خصائصه، إن لم ينقلب إلى سم قاتل، ومن ذلك أن المسلم اليوم مثلا قد أضحى عنده ترتيب جديد لأوامر الشرع، يجعل الشعائر التعبدية (فرائض ومستحبات) أعلى مرتبة من سائر الواجبات والفرائض الأخرى، وأوكد من ترك منهيات الشرع (محرمات ومكروهات).
3 - غياب حس الأولويات في الدعوة: فسوء فهم الشريعة واختلاط مراتب أحكامها يؤدي إلى عجز الدعاة عن البدء بما يجب البدء به. فإذا كان في أحكام الدين واجب ومستحب، وفاضل ومفضول، فإن الدعوة إلى الواجب والفاضل مقدم على الدعوة إلى مادونها، لكننا نرى من بين شباب الصحوة الإسلامية ودعاتها من ينشغل بالمسائل المرجوحة والأحكام الخلافية، وتُبدد الجهود والطاقات فيها، والأولى البدء بالدعوة إلى أصول العقيدة والشريعة، وبذل الجهد في معالجة القضايا المصيرية الكبرى للأمة.
وفي الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر لابد من اعتبار درجة المعروف ودرجة المنكر، حتى لايُفسد الإنسان بدل أن يصلح، وحتى لاينفّر بدل أن يبشر، ولذلك اعتبر شيخ الإسلام ابن تيمية أنه: (إذا كان الشخص أو الطائفة جامعين بين معروف ومنكر، بحيث لايفرقون بينهما، بل إما أن يفعلوهما جميعاً أو يتركوهما جميعاً لم يجز أن يؤمروا بمعروف ولا أن ينهوا عن منكر بل ينظر، فإن كان المعروف أكثر، أُمر به، وإن استلزم ماهو دونه من المنكر ولم ينه عن منكر يستلزم تفويت معروف أعظم منه، بل يكون النهي حينئذ من باب الصد عن سبيل الله، والسعي في زوال طاعته وطاعة رسوله وزوال فعل الحسنات، وإن كان المنكر أغلب نُهي عنه، وإن استلزم ماهو دونه من المعروف، ويكون الأمر بذلك المعروف المستلزِم للمنكر الزائد عليه، أمراً بمنكر وسعياً في معصية الله ورسوله) (20).
إن هذا النص تطبيق رائع لفقه مراتب الأعمال وتقديم الراجح منها، وقد صاغ الأصوليون ذلك في قواعد تشريعية هادية مثل: دفع أشد المفسدتين بأخفهما. والإتيان بأعظم المصلحتين وتفويت أدناهما، وتقديم المصلحة الراجحة على المفسدة الخفيفة، وعدم ترك المصلحة الغالبة خشية المفسدة النادرة ..
ولايستقيم عمل دعوي إلا بفقه هذه الأصول والقواعد والالتزام بها، فعسى أن يوفق أبناء الصحوة الإسلامية وشبابها إلى ذلك، والحمد لله رب العالمين.
الهوامش:
(1) البخاري ـ كتاب العلم ـ باب من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين، ومسلم ـ كتاب الزكاة ـ باب النهي عن المسألة.
(2) البخاري ـ كتاب العلم ـ باب فضل من علم وعلم، ومسلم ـ كتاب الفضائل ـ باب بيان مثل مابعث النبي -صلى الله عليه وسلم- من الهدى والعلم.
(3) ابن ماجه في سننه ـ في المقدمة ـ باب من بلغ علماً، وأحمد في المسند. وورد بروايات عدة متقاربة عن زيد بن ثابت وابن مسعود وغيرهما، انظر الألباني ـ صحيح الجامع الصغير (1/ 225).
(4) البخاري ـ كتاب الوضوء ـ باب وضع الماء عند الخلاء، وهو في مسند أحمد باللفظ نفسه. وروي في االصحيحين وفي السنن بألفاظ مختلفة، انظر: فتح الباري (1/ 204، 205).
(5) مجموع الفتاوى (4/ 93، 94).
(6) أخرجه مسلم وأبو داود والنسائي وابن ماجه، انظر صحيح الجامع الصغير للألباني (2/ 417).
(7) شرح النووي على مسلم (2/ 9).
(8) البخاري ـ كتاب الأدب ـ باب عقوق الوالدين من الكبائر، وأخرجه أيضا مسلم وأحمد والترمذي.
(9) البخاري ـ كتاب الأدب ـ باب قتل الولد خشية أن يأكل معه.
(10) المسودة في أصول الفقه (ص: 65)، وانظر باب الحكم الشرعي في كتب أصول الفقه.
(11) الموافقات (3/ 321) و (3/ 336).
(12) نفسه (3/ 331).
(13) نفسه (3/ 326).
(14) نفسه (3/ 206).
(15) اقتضاء الصراط المستقيم (ص: 28).
(16) مدارج السالكين (1/ 221).
(17) البخاري ـ كتاب الجهاد ـ باب فضل الخدمة في الغزو ومسلم ـ كتاب الصيام ـ باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية، والنسائي ـ كتاب الصيام فضل الإفطار في الصيام، واللفظ هنا لمسلم، الرّكاب: الرواحل وهي الإبل التي يسار عليها (البيان).
(18) أخرجه أحمد والبزار وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال: صحيح الإسناد. كذا في الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد الشيباني (19/ 219).
(19) تلبيس إبليس (ص 141)
(20) الحسبة (ص 38 ـ 39)
لكلام ابن كثير تتمة، معرفتها مهمة، وهي قوله: (لأنه أبعد عن الرياء إلا أن يترتب على الإظهار مصلحة راجحة من اقتداء الناس به فيكون أفضل من هذه الحيثية.(92/84)
من هو ابن الخطيب؟
ـ[الديولي]ــــــــ[22 - 03 - 08, 07:07 م]ـ
السلام عليكم
من يعرف مذهب المدعو بإبن الخطيب الذي حقق كتاب جلال الدين الدواني (إيمان فرعون) والرد عليه لعلي بن سلطان محمد القاري
وهل في نسبة الكتاب للدواني صحيحة
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[22 - 03 - 08, 08:13 م]ـ
الظاهر أن الكتاب صحيح النسبة لجلال الدين الدواني و ذلك
لكثرة الردود على الكتاب و صاحبه
فممن رد على الكتاب و صاحبه
ابن كمال باشا في كتابه (رسالة في رد ايمان فرعون) وهي رسالة ثانية في الموضوع، وعنها مخطوطة بحَالَتْ أفندي برقم 810 (82أ-84أ).
ولعلها هي التي أشار إليها جميل بك 1: 220 بعنوان ’رسالة في تفسير قوله تعالى ?لم تكن آمنتْ من قبل? الآية. أولها: "الحمد لله على ما هدانا طريق الشرع القويم والصراط المستقيم ... فلما سمع بعض أحبائي من بعض الناس في زي الصلحاء كلاما يشعر القول بإيمان فرعون عليه اللعنة…". كتبها للرد على رسالة العلامة جلال الدين الدواني في إيمان فرعون.
و علي القاري الحنفي (فر العون ممن يدعي إيمان فرعون)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=32564
أما ابن الخطيب فلم أعرفه
و يا ليت الاخوة يتحفونا ببيان مذهبه
الكلام المنقول عن ابن كمال الباشا اخذته من منتدى لأهل البدع و لم أرد الإشارة إليه لما في ذلك من الخير و بعد عن الشر
ـ[الديولي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 01:50 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك
وهل رسالة ابن كمال باشا مطبوعة
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[24 - 03 - 08, 07:36 م]ـ
أخي الكريم الديولي
الظاهر أنها لم تطبع للآن
على حسب ما أعلم
و الله أعلم
و لكن إن تيسر لي الحصول على خبر عنها فسأتحفك بخبرها
لعل الله أن ييسر لي سؤال شيخنا مشهور بن حسن عنها فأجيبك بعون الله
ـ[الديولي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 05:50 م]ـ
حفظك الله ورعاك
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[16 - 04 - 08, 03:05 م]ـ
اسمه محمد بن محمد بن عبد اللطيف بن الخطيب
و الظاهر من أنه مصري
طبع الكتاب في مصر سنة 1964 و لا ادري إن أعيد طباعته
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[17 - 04 - 08, 12:12 م]ـ
أعتذر على التعقيب السريع
كتاب علي القاري طبع سنة 1964
و المحقق ابن الخطيب
الظاهر من ثنايا الكتاب أنه صوفي حنفي لكثرة نقله عن الأحناف(92/85)
من يخرج لنا كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب على شكل خطب للجمعة
ـ[احمد العثيمين]ــــــــ[22 - 03 - 08, 11:54 م]ـ
اللهم صل وسل على نبينا محمد وبعد:
كم أتمنى أن أرى كتاب التوحيد للشيخ محمد بن عبدالوهاب على شكل خطب للجمعة حتى يستفيد منه أكثر الناس وحتى نوفر على الخطيب عناء تحضير باب من أبواب كتاب التوحيد على شكل خطبة.
ما رأيكم لو وصل هذا الاقتراح إلى الشيخ صالح آل الشيخ حفظه الله.
ـ[عبدالرحمن بن خالد]ــــــــ[23 - 03 - 08, 03:13 ص]ـ
الكتاب صدر بالصورة التي اقترحتها أخي الكريم ..
أصدره الشيخ عبدالملك القاسم (وطبعته دار القاسم عام 1427هـ)
عنوانه:
(خطب التوحيد المنبرية)
وجعل كل باب من أبواب كتاب التوحيد في خطبة ..
ثم أصدر الشيخ بعده كتابا بعنوان:
(الشرح الميسر على كتاب التوحيد)
وهو مستفاد من سابقه مع حذف ما تستلزم خطب الجمعة وجوده كخطبة الحاجة وغيرها ..(92/86)
ما حكم قراءه وكتابه القصص الرومانسيه؟؟
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[23 - 03 - 08, 12:06 ص]ـ
ما حكم قراءه وكتابه القصص الرومانسيه؟؟
وهل تقاس على شعر الغزل العفيف؟؟
وجزى الله ما يجيبنى خيرا
ـ[أم سليم]ــــــــ[23 - 03 - 08, 12:32 ص]ـ
أنقل هنا ما ورد في موقع الإسلام سؤال وجواب
حكم قراءة القصص العاطفية ومشاهدة الأفلام الرومانسية
سؤال:
هوايتي المفضلة هي قراءة القصص الأجنبية العاطفية التي أحيانا يكون بها وصف لبعض المشاهد الجنسية بالتفصيل بين البطل والبطلة. علما بأنني أصلي ومحجبة وأتقي الله كثيرا ولم يكن لي أي علاقة بأي شاب من قبل ولكني فتاة رومانسية وأحب سماع الموسيقى ومشاهدة الأفلام الرومانسية ولكن ما يقلقني هي الروايات.
الجواب:
الحمد لله
أولا:
قراءة القصص والروايات العاطفية، يترتب عليها مفاسد كثيرة، لاسيما إذا كان القارئ أو القارئة في سن الشباب، ومن هذه المفاسد: تحريك الشهوة، وتهييج الغريزة، وإفساح المجال للخيالات والأفكار الرديئة، وتعلق القلب ببطل القصة أو بطلتها، وشغل الوقت بما لا ينفع في دين ولا دنيا، بل بما يضر غالبا، وقد جاءت الشريعة بسد الأبواب المفضية إلى الحرام، فأمرت بغض البصر، ومنعت من الخلوة والخضوع بالقول ونحوه مما يهيج ويثير ويدعو إلى الفاحشة، ولا شك أن قراءة هذه الروايات هو على الضد من ذلك تماما، لما يدعو إليه من الرغبة في التعرف على الرجال والتعلق بهم وبصورهم وأشكالهم وأنماط مخاطباتهم مع الفتيات، إضافة إلى عرض الصور الفاضحة للعشق والهيام واللقاء والحرام، وما كان كذلك فلا شك في تحريمه.
ثانيا:
سماع الموسيقى محرم؛ لأدلة كثيرة، سبق ذكرها في جواب السؤال رقم (5000 ( http://www.islamqa.com/index.php?ln=ara&
السؤال
R=5000)) ، ورقم (20406 ( http://www.islamqa.com/index.php?ln=ara&
السؤال
R=20406)) .
ثالثا:
مشاهدة الأفلام الرومانسية، يقال فيها ما قيل في قراءة الروايات العاطفية، بل الأفلام أعظم ضررا، وأكثر فسادا، لما تشتمل عليه من تجسيد المعاني في صور وحركات ومواقف، ولما فيها من رؤية العورات، ومطالعة الفجور، مع الموسيقى التي تصاحبها في عموم الأحوال، وفيها من تهييج الشهوات، وإثارة الغرائز، والدعوة للفاحشة، ما لا يخفى على عاقل. فمن العجب ألا تكوني قلقة بشأن مشاهدة هذه الأفلام.
والحاصل: أن ذلك كله ممنوع، وأنه باب من أبواب الحرام والإثم، وفاعله على خطر عظيم، فقد النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ حَظَّهُ مِنْ الزِّنَا أَدْرَكَ ذَلِكَ لا مَحَالَةَ، فَزِنَا الْعَيْنِ النَّظَرُ، وَزِنَا اللِّسَانِ الْمَنْطِقُ، وَالنَّفْسُ تَمَنَّى وَتَشْتَهِي، وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ كُلَّهُ وَيُكَذِّبُهُ) رواه البخاري (6243) ومسلم (2657)، وفي رواية لمسلم: (كُتِبَ عَلَى ابْنِ آدَمَ نَصِيبُهُ مِنْ الزِّنَا مُدْرِكٌ ذَلِكَ لا مَحَالَةَ، فَالْعَيْنَانِ زِنَاهُمَا النَّظَرُ، وَالأُذُنَانِ زِنَاهُمَا الاسْتِمَاعُ، وَاللِّسَانُ زِنَاهُ الْكَلامُ، وَالْيَدُ زِنَاهَا الْبَطْشُ، وَالرِّجْلُ زِنَاهَا الْخُطَا، وَالْقَلْبُ يَهْوَى وَيَتَمَنَّى، وَيُصَدِّقُ ذَلِكَ الْفَرْجُ وَيُكَذِّبُهُ) فتأملي هذا الحديث العظيم، وانظري في أمر الأفلام التي ذكرتِ، فإن مشاهدتها تتضمن زنا العينين والأذنين والقلب الذي يهوى ويتمنى، فنسأل الله السلامة والعافية.
واعلمي أن ترك الحرام واجب على الفور، وأن الذنب بعد الذنب يظلم القلب، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ الْعَبْدَ إِذَا أَخْطَأَ خَطِيئَةً نُكِتَتْ فِي قَلْبِهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، فَإِذَا هُوَ نَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ وَتَابَ سُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ عَادَ زِيدَ فِيهَا حَتَّى تَعْلُوَ قَلْبَهُ، وَهُوَ الرَّانُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ (كَلا بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)) رواه الترمذي (3334) وابن ماجة (4244) وحسنه الألباني في صحيح الترمذي.
واعلمي أيضا أن من ترك شيئا لله عوضه الله خيرا منه، فبادري بالتوبة النصوح، وأقلعي عن هذه المحرمات، وانشغلي بما ينفعك في دينك ودنياك، وأكثري من قراءة القرآن، ومطالعة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم، وسيرة أمهات المؤمنين، وسير الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين، واستمعي للمحاضرات النافعة، التي تذكرك بالله، وترغبك في الدار الآخرة، وتزهدك في الحرام.
نسأل الله لنا ولك التوفيق والسداد والرشاد.
والله أعلم.
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[23 - 03 - 08, 01:09 ص]ـ
جزاكى الله خيرا ام سليم
ولكن ليس هذا سؤالى انا لا اقول ان بها مشاهد جنسيه او شئ من هذا القبيل اتكلم عن القصص الرومانسيه فقط التى لا يوجد بها اى شئ مما ذكرتى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/87)
ـ[أم سليم]ــــــــ[23 - 03 - 08, 03:39 ص]ـ
هذه هنا فتوى أنقلها من موقع الإسلام اليوم:
السؤال ما حكم قراءة الروايات القصصية التي يدور معظمها حول الحب والعاطفة والغرام، مع العلم أن معظم هذه الروايات ترجمة لروايات أجنبية تصور الحب والغرام، وتشجع الرجل والمرأة على اتخاذ الأخلاء وما إلى ذلك، إضافة إلى أنه يتخلل هذه الروايات عقائد شركية - والعياذ بالله –؟ أرجو منكم توضيح الحكم في ذلك، كما أرجو توجيه نصيحة لمن يفعل ذلك بالاستغناء عن ذلك لما هو خير لهم، كقراءة قصص الأنبياء، وسير الصحابة والتابعين وغيرها مما هو خير لهم، وأرجو توجيه نصيحة لاستغلال الوقت فيما هو خير.
الجواب هذه القصص الرومانسية والخيالية قد تأخذ القارئ بعض الوقت عن عالمه اليومي إلى عالم من الأحلام الوردية، وتُسْكِرُه بخمرة الأوهام المزيفة، ولكن هذا يُحدِث الانفصام في شخصيته، والعزلة عن الواقع، وعدم القدرة على التعامل معه بطريقة صحيحة، كما أن الإدمان عليها يُقعِد الهمة عن قراءة الكتب النافعة والقصص المفيدة، سواء كانت تاريخية أو خيالية افتراضية، فلا يَجمُل بالشاب التعلق بها والشغف بمتابعتها، علماً أن ما يسمى بالقصص البوليسية خير منها؛ لما تحتويه من التدريب على ضروب الحيلة وأنماط التفكير في المشكلات، وإن كانت هي الأخرى لا تخلو من تلك المعايب، فَقَلَّ شيء منها إلا ويتعرض للسكر والعربدة، أو للمخادنة والعشق، والعشرة الحرام، أو لتفتيح بصائر المرضى على طرق الغواية والجريمة، كما في قصص (أجاثا كريستي) وغيرها, وقد أتيح لي أن أقرأ سلسة (روائع القصص العالمي)، وهي مترجمات منتقاة من القصص الراقية والحائزة على جائزة نوبل للآداب وغيرها، فوجدت جلها مشوباً بما ذكرت، وإن كان فيها ما يخلو من ذلك، كرواية (الشيخ والبحر) لأرنست همنقواي، حيث تخلو هذه القصة تماماً من العنصر النسائي وهذا عجيب، كما تخلو من مشاهد الغرام والعشق وبابتها، فلا أنصح بقراءة قصص الحب ورواياته إلا للمتمكنين الذين يرومون مصلحةً ما في هذه القراءة، كأن تكون قراءة نقدية هادفة. وليشغل الناشئة وقتهم بالمفيد النافع من الكتب العلمية، والأدبية، والتاريخية، والثقافية، وفي كتب مصطفى المنفلوطي، ونجيب الكيلاني، وعلي الطنطاوي، وأضرابهم وهم كثير، ما يُشبِع تطلعهم ويروي ظمأهم ونهمهم، ويبني شخصياتهم، ويزيد في علومهم، ويؤهلهم لمرحلة أعلى وأسمى يستطيعون خلالها خوض الغمار وهم مسلحون بوسائل النجاة، - والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم -، وقراءة قصص الأنبياء وأتباعهم من العلماء والقادة والمصلحين من أولى ما تصرف فيه الأوقات، وهي عظيمة الفائدة في تقويم السلوك، وتصحيح الفكر، ورفع الهمة، وخصوصاً إذا كانت هذه الكتب موثقة ككتاب ابن كثير، وكتب التفسير المعتمدة، أما الكتب المحشوة بالروايات الإسرائيلية فيجب الحذر منها؛ لما فيها من التشويه، والطعن، والتنقص للأنبياء - عليهم الصلاة والسلام -، والله أعلم.
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[24 - 03 - 08, 10:40 م]ـ
جزاكِ الله خيرا ام سليم
وهل من مزيد؟؟؟
وهل على هذا اشعار الغزل العفيف ايضا تكره؟
ـ[أم سليم]ــــــــ[26 - 03 - 08, 10:23 ص]ـ
شعر الغزل بين الجواز والحرمة
السؤال
ماحكم شعر الغزل بالأدلة التفصيلية؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه عن الشعراء: وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ*أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ*وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لا يَفْعَلُونَ*إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً [الشعراء:227].
ويقول تعالى عن نبيه -صلى الله عليه وسلم-:وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ [يّس:69].
وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لأن يمتلئ جوف رجل قيحا يريه (يفسده) خير له من أن يمتلئ شعرا.
قال العلامة الشنقيطي: واعلم أن التحقيق الذي لا ينبغي العدول عنه أن الشعر كلام، حسنه حسن، وقبيحه قبيح.
وعلى هذا تدل الآية الكريمة: إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللَّهَ كَثِيراً [الشعراء].
وتذكر كتب السير أن كعب بن زهير رضي الله عنه قدم المدينة خفية لأن النبي صلى الله عليه وسلم توعده بسبب أبيات قالها، فنزل على أخيه بجير، فلما صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة الفجر قام فأنشده قصيدته المشهورة التي مطلعها:
بانت سعاد فقلبي اليوم متبول متيم إثرها لم يفد مكبول
فخلع عليه النبي صلى الله عليه وسلم بردته الشهيرة والتي اشتراها بعد ذلك أمير المؤمنين معاوية رضي الله عنه، فكان خلفاء بني أمية يتداولونها بعده، وكان في الصحابة رضي الله عنهم شعراء كبار، وكذلك كان كثير من علماء السلف الصالح من التابعين ومن بعدهم.
وشعر الغزل خاصة إذا لم يكن فاحشا مكشوفا أو معينا فلا مانع من حكايته، خاصة إذا كان لحفظ اللغة أو الاستشهاد به. وقد رأينا كيف أقر النبي صلى الله عليه وسلم كعبا وذكر السيوطي في الإتقان من علوم القرآن: أن ابن عباس رضي الله عنه قطع حديثه مع جلسائه ليسمع من عمر بن أبي ربيعة شعره.
والحاصل: أن الشعر كلام حسنه حسن، وقبيحه قبيح، وأن الغزل إذا كان بامرأة معينة وكان يغري بالفاحشة فلا يجوز للمسلم قوله ولا سماعه، أما إذا كان مبهما وبقصد الاستشهاد وما أشبهه فلا مانع منه.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/88)
ـ[أم سليم]ــــــــ[26 - 03 - 08, 10:32 ص]ـ
كتابة شعر الغزل وقراءته واستماعه
أجاب عليه: فضيلة الشيخ خالد بن علي المشيقح
ما حكم كتابة وقراءة والاستماع إلى شعر الغزل؟
وماحكم كتابة الغزل في المنتديات وماهي ضوابطه؟ مع العلم أن معظم الذين يكتبون في المنتديات من المراهقين أعمارهم من15 إلى 25 من الجنسين، ومن خلال مشاركتي في المنتديات أرى بعض المشاركين فيها يكتبون مواضيع فيها أشعار غزليه أو قد يكون الموضوع عاطفياً يتحدث عن مشاعر الرجل أو المرأة، فما حكم كتابة مثل هذه المواضيع؟ مع العلم بأنها ليست موجهة إلى شخص معين بل إلى نكره؟ وما نصيحتكم لنا عندما نرى مثل هذه المواضيع أفيدونا أفادكم الله؟
ومارأيك في الداعية إلى الله الذي انشغل بالغزل وأهله أي القصائد الغزلية.
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فشعر الغزل هذا ينقسم إلى قسمين:
القسم الأول: أن يكون أمراً عارضاً ليس مقصوداً ولا فيه فُحش فهذا جائز، ومثل هذا ما كان يفعله بعض الشعراء في الجاهلية وبعد الإسلام، وهو أنهم يسطرون في بعض قصائدهم شيئاً من الغزل كقول زهير بن أبي سلمى: بانت سعاد فقلبي اليوم متبول .. إلى آخره، وقد ذكرها زهير في حضرة النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا ليس مقصوداً وإنما جاء عرضاً لاعتياد الناس عليه وليس فيه فحش.
القسم الثاني: ما كان مقصوداً وفيه فُحش، ومثل ذلك الذي يسأل عنه الأخ السائل، وهو الموجود في الأغاني المعاصرة ونحو ذلك، فإن هذا لا يجوز؛ لقول الله عز وجل: (وَإِذَا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ) (القصص: من الآية 55)، وأيضاً أن هذا سبب للفتنة وما كان سبباً للفتنة فإنه يجب على المسلم أن يبتعد عنه، ويحرم عليه الجلوس في مجلس يقال فيه؛ لأن في ذلك تعاون على الإثم والعدوان الذي نهانا الله عنه فقال عزوجل: (وتعاونوا على البر والتقوى ولاتعاونوا على الإثم والعدوان) سورة المائدة آية – (2).
أما طالب العلم و الداعية، فنقول لا ينبغي للداعية أن ينشغل بهذه الأمور وتقدم بيان حكم هذه الأمور، الذي ينبغي على الداعية إذا كان حقاً داعية، ألا يشغل وقته بما لا يفيد وقد يكون محرما، ً فإن الوقت هو الحياة، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس، الصحة والفراغ)، أخرجه البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنه.
فعلى الداعية أن يشغل وقته في هم الدعوة والقراءة فيما يدعو إليه، ومعرفة أحوال المدعو، والنظر في أساليب الدعوة المتجددة والأخذ بها إلى آخره، وأيضاً حضور مجالس العلم والذكر وحِلَق العلماء والقراءة وتعلم العلم الشرعي؛ لكي يدعو إلى الله على بصيرة، كما قال سبحانه وتعالى: (قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَا مِنَ الْمُشْرِكِينَ) (يوسف:108).
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[26 - 03 - 08, 10:40 ص]ـ
وشعر الغزل خاصة إذا لم يكن فاحشا مكشوفا أو معينا فلا مانع من حكايته، خاصة إذا كان لحفظ اللغة أو الاستشهاد به. وقد رأينا كيف أقر النبي صلى الله عليه وسلم كعبا وذكر السيوطي في الإتقان من علوم القرآن: أن ابن عباس رضي الله عنه قطع حديثه مع جلسائه ليسمع من عمر بن أبي ربيعة شعره.
لم تزيدونا الا حيره
فبماذا اجيب من سألنى؟؟
اقول له ان شعر الغزل العفيف طالما ليس فاحش ولم يسمى جائز والروايات الرومانسيه اذا توفر فيها نفس الشروط ليست جائزه؟؟ اظن ان فهمى هذا لا يستقيم
ـ[أم سليم]ــــــــ[26 - 03 - 08, 11:44 ص]ـ
أجبه بما يلي:
عنوان الفتوى (وهي من موقع الشبكة الإسلامية)
اكتب الشعر ولا تنشغل به عما هو أهم
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته كنت أود السؤال عن هواية كتابة الشعر هل هي حرام؟ مع العلم بأني لا أكتبها للنشر بل هواية فقط. ولكم جزيل الشكر
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد: فإن الشعر إذا تضمن معنى حسناً، وخلا من الفحش والكذب وغير ذلك مما يخالف الشرع، فلا بأس بإنشاده أو كتابته أو نحو ذلك، سواء للنشر أو غيره. لاسيما ما كان من الشعر ما يهدف إلى نصرة الإسلام والدفاع عنه، إلا أنه ينبغي الحذر من الإكثار منه حتى يشغل صاحبه عما هو أهم. ولمزيد من الفائدة تراجع الفتوى رقم: 17045، والفتوى 18243والله أعلم
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[28 - 03 - 08, 10:39 ص]ـ
جزاكِ الله خيرا
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[18 - 04 - 08, 05:09 ص]ـ
فإن الشعر إذا تضمن معنى حسناً، وخلا من الفحش والكذب
عدنا لنفس السؤال، ما يسميه أهل البلاغة شعر الغزل العفيف فيه فحش و كذب أم لا؟
ـ[قمر ابراهيم]ــــــــ[08 - 05 - 08, 01:18 ص]ـ
تستهويني هذه القصص ولكني لا أفضل أن يضيع الانسان الكثير من الوقت من اجل قراتها
ـ[محمود البطراوى]ــــــــ[08 - 05 - 08, 01:28 ص]ـ
لا أفضل أن يضيع الانسان الكثير من الوقت من اجل قراتها
ما موقع لا افضل من الاعراب؟؟
التحريم
الكراهه
فضول مباح
وجزاك الله خيرا على الرد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/89)
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 05 - 08, 01:45 ص]ـ
الصفات الكاشفة تقوم مقام النظر، ودليل ذلك قصة بقرة بني إسرائيل.
لذلك فما كان وصفاً لمنظر يحرم النظر إليه فسماع أو قراءة هذا الوصف حرام كالنظر إليه.
قاتلهم الله .. فهم يدمرون أخلاق ودين الشباب المسلم بكل ما يستطيعون من وسائل، لا يألون في ذلك جهداً.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 05 - 08, 07:00 ص]ـ
الصفات الكاشفة تقوم مقام النظر، ودليل ذلك قصة بقرة بني إسرائيل ..
أرجو توضيح هذا الاستدلال
وبالمناسبة فإن الشيخ (!!) البوطي له قصة رومانسية (خرافية كعامة كتبه) هداه الله. فظاهر أمره أنه يستحل ذلك، والله أعلم
ـ[محمد براء]ــــــــ[08 - 05 - 08, 08:07 م]ـ
أحسن الله إليكم
أرجو توضيح هذا الاستدلال
انظر العذب النمير من مجالس الشنقيطي في التفسير (1/ 129).
وقد أرفقت المراد منه في المرفقات.(92/90)
موقف المسلم من الجهات المموِّلة لِمشاريع الفساد-للشيخ فركوس
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[23 - 03 - 08, 12:32 ص]ـ
السؤال:
لا يخفى عليكم أنَّ بعض المتعاملين في مجال الاتصالات الهاتفية يعمل على تمويل مشاريع الفساد ومحاربة الجِلباب الشرعيِّ، ونحو ذلك، وذلك بتخصيص جزءٍ من ميزانياته لتجسيد الإباحية بأسفلِ معانيها، تقصُّدًا للإفساد الدِّيني والخُلقي لمجتمعنا المسلم، وقد تمَّ التصريح بهذه النوايا جِهارًا.
فالرجاءُ من -شيخنا- حفظه اللهُ، التكرُّم ببيان موقف المسلم منها، وتوجيهه لكيفية التعامل مع هذه الجهات؟ وجزاكم اللهُ خيرًا.
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَنْ أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصَحْبِهِ وإخوانِه إلى يوم الدِّين، أمَّا بعدُ:
فالمسلمُ لا ينبغي له أن يرضى بأي مسلكٍ مُناقِضٍ للشريعة ولا بأيِّ دعوةٍ تهدف إلى نشر الفساد في الأرضِ وإفسادِ المجتمع، ونشرِ الرذيلة، وتعميمِ الشُّرور والمهالك، سواء تعلَّق الأمر بالعقيدة أو بالأخلاق والقِيَمِ الإسلامية من أيِّ الجهات الداعية لها، وفي أي بلدٍ كان الفساد، ?وَاللهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ? [البقرة: 205]، والمعلومُ أنَّ المساس بدِين المسلم وعقيدتِه أعظم اعتداءً وجُرمًا من المساس بنفسه وماله وعِرضه، فالدِّين أَوْلَى الكُلِّيات الخمس في مقاصد التشريع، لذلك فالتعاون على الإثم والعدوان محرَّمٌ، لقوله تعالى: ?وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ? [المائدة: 2]. وحَرِيٌّ بالتنبيه أنَّ التغيير بترك التعامل مع مَن هذا غرضُه ومَقصَدُه، والسعي للانتقال من السيِّءِ إلى الحسن لهو عمل بالمعروف ونهيٌ عن المنكر، لقوله تعالى: ?كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ? [آل عمران: 110]، ولقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ رَأَى مِنكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ» (1 - أخرجه مسلم في «الإيمان»، باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان: (177)، وأبو داود في «الصلاة»، باب الخطبة يوم العيد: (1140)، والنسائي في «الإيمان وشرائعه»، باب تفاضل أهل الإيمان: (5008)، وابن ماجه في «إقامة الصلاة»، باب ما جاء في صلاة العيدين: (1275)، وأحمد في «مسنده»: (11068)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_1'))).
والمسلمُ في كلِّ أحواله يسعى جاهدًا لتحقيق أسباب العِزَّة الدِّينية، بتجنُّب الرذيلة والانتقال إلى الفضيلة التي هي من مطالب الشرع تبرئةً للدِّين، وصيانةً للمسلمين، وحفظًا لأخلاقهم من كلِّ أسباب الفساد والفتنةِ.
ولا يصلح أن يُتَرْجَمَ معنى هذا الانتقال بالقطيعة؛ لأنَّ أمرها مُناطٌ بالإمام الحاكِمِ الذي بيده سلطة القرار، والسلطةُ التقديرية فيمَن يتعاملون معه في تقويم مصالح العباد والبلاد، لكن الذي نملكه -والحال هذه- تقديم النصيحة لمن كان له قلبٌ أو ألقى السمعَ وهو شهيد، لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «الدِّينُ النَّصِيحَةُ، قُلْنَا لِمَنْ، قَالَ: للهِ، وَلِرَسُولِهِ وَلِكِتَابِهِ، وَلِلأَئِمَّةِ المُسْلِمِينَ وَعَامَّتِهِمْ» (2 - أخرجه مسلم في «الإيمان»، باب بيان أن الدين النصيحة: (205)، وأبو داود في «الأدب»، باب في النصيحة: (4946)، والترمذي في «البر والصلة»، باب ما جاء في النصيحة: (1926)، والنسائي في «البيعة»، باب النصيحة للإمام: (4214)، وأحمد في «مسنده»: (17403)، والحميدي في «مسنده»: (875)، من حديث تميم الداري رضي الله عنه. (**********: AppendPopup(this,'pjdefOutline_2'))).
والعلمُ عند اللهِ تعالى، وآخرُ دعوانا أنِ الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ وعلى آله وصحبه وإخوانِه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
الجزائر في: 16 صفر 1429ه
الموافق ل: 23/ 02/2008م
1 - أخرجه مسلم في «الإيمان»، باب بيان كون النهي عن المنكر من الإيمان: (177)، وأبو داود في «الصلاة»، باب الخطبة يوم العيد: (1140)، والنسائي في «الإيمان وشرائعه»، باب تفاضل أهل الإيمان: (5008)، وابن ماجه في «إقامة الصلاة»، باب ما جاء في صلاة العيدين: (1275)، وأحمد في «مسنده»: (11068)، من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه.
2 - أخرجه مسلم في «الإيمان»، باب بيان أن الدين النصيحة: (205)، وأبو داود في «الأدب»، باب في النصيحة: (4946)، والترمذي في «البر والصلة»، باب ما جاء في النصيحة: (1926)، والنسائي في «البيعة»، باب النصيحة للإمام: (4214)، وأحمد في «مسنده»: (17403)، والحميدي في «مسنده»: (875)، من حديث تميم الداري رضي الله عنه.
http://www.ferkous.com/rep/Bb27.php
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/91)
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[23 - 03 - 08, 04:27 ص]ـ
جزى الله القائل والناقل عنا خيرا(92/92)
حكم الموجود في الفندق؟؟؟؟؟
ـ[عمر صالح]ــــــــ[23 - 03 - 08, 09:01 ص]ـ
السلام عليكم
س: ما حكم ما يوجد في الفندق من صابون وكريمات وبعض الاشياء التي توضع لاستخدام النزيل هل اذا لم يستخدمها هل له اخذها مع العلم انني لو اخذتها كل يوم لوضعوا مكانها ادوات جديدة طوال مكثي في الفندق؟
كيف يتم تخريج المسأله هل على انها عاريه ام هبه ام ماذا؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[23 - 03 - 08, 09:34 ص]ـ
أعتقد أن إدارة الفندق تسأل عن ذلك؟ (ابتسامة)
جاد لا أمزح.
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[23 - 03 - 08, 12:37 م]ـ
الحرام ما حاك في نفسك وخشيت ان يطلع عليه الناس
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 01:45 م]ـ
الحمد لله وبعد.فأدوات التنظيف هذه لا تخلو من أن تكون هبة من الفندق لاستجلاب الزبائن بتوفير اسباب الراحة،أو تكون حقا للزبون متعارفا عليه بين ادارة الفندق وزبائنه وتحتسب أجرتها في أجرة الاقامة الاجمالية،وفي الحالتين هو تمكين للزبون من الانتفاع باستهلاك هذه الاشياء،فسواء ــ والحال ما وصفنا ـ أن ينتفع الزبون بها في الفندق أو يحتفظ بها للانتفاع بها في مكان آخر
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[23 - 03 - 08, 02:25 م]ـ
أعتقد أن الأمر واضح:
1 - فثمنها مدفوع ضمن الأجرة
2 - والفندق لا يكترث لها، ولو أردت زيادة لأعطاكها الخادم
3 - والأدارة تعلم أن بعض النزلاء يأخذونها، ولو كان لديها اعتراض لوضعوا عبارة بهذا المعنى في الغرفة، كما يفعلون في الأمور الأخرى، كالاقتصاد في الكهرباء والمناشف ... إلخ
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[23 - 03 - 08, 03:05 م]ـ
هذا السؤال شبيه بمن يسأل عن طعام المطعم المتبقي هل يجوز أخذه؟
الجواب بين جائز أخذه لأن دافع ثمنه وهوفي حكم مشتري البضاعة، والمشتري الدافع الثمن لا يسأل عن حكم أخذها، وكذلك أدوات المستعملة للزبون في الفنادق هي في ملكه لأنه دفع ثمنها.
ـ[عبد العزيز بن سعد]ــــــــ[23 - 03 - 08, 04:49 م]ـ
ثمن تلك الأدوات داخل في ثمن الأجرة
فهو عقد مركب من عقدين:
عقد إجارة الغرفة مدة محددة
عقد خدمة، ويتضمن عقد بيع لتلك الأدوات
والجمع بين تلك العقود معلوم في كلام أهل العلم
فيراجع بحث العقود المركبة للعمراني
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 09:38 م]ـ
لماذا كل هذا الاجترار؟؟؟
نفسي فداء ظباء ما عرفن بها * * * مضغ الكلام ولا صبغ الحواجيب
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[23 - 03 - 08, 10:49 م]ـ
ياعبد الرشيد الهلالي لم الغضب؟
ونريد منك أن تفهمنا كلمة الاجترار ما معناها؟
يقال: اجتر الجمل .................
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[23 - 03 - 08, 11:55 م]ـ
سؤال غريب
ـ[عمر صالح]ــــــــ[24 - 03 - 08, 10:40 ص]ـ
جزاكم الله خير جميعا والاقرب والله اعلم ما قاله الاخ اداب الخزينه حيث ان بعض الفنادق يضع لافته مكتوب عليها اذا اردت استملاك المناشف فان السعر كذا وكذا اما الادوات التي لا تستخدم الا مرة واحدة او اذا فتحت فان الادارة بعد مقادرة الساكن سوف يستبدلونها فليس لها سعر ولو طلبت زيادة لاعطوك ..
ولكن كيف تخرج؟ هل على انها ايجارة ام هبه؟؟؟(92/93)
موضوع مهم جدا للنهوض بالأمة (جنان القرآن).
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[23 - 03 - 08, 03:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى،والصلاة والسلام على نبينا محمد.
موضوع مهم جدا للنهوض بالأمة
(جنان القرآن)
120567197312019073311912280222_9204 bf89ce11.jpg (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/120567197312019073311912280222_9204bf89ce11.jpg)
بقلم الدكتور المهندس محمد عبد الهادي الشيخ
دكتوراه دولة في هندسة الزراعة ـ جامعات فرنسا
ملخص
يمثل هذا البحث مدخلا لدراسة الاعجاز الزراعي في القرآن والسنة. ولقد انطلقنا من بعض الآيات القرآنية والأحاديث النبوية لصياغة الملامح العامة لنظام زراعي يستمد قواعده الأساسية من هذين المصدرين الشريفين.
واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا. الآيات 32/ 33 من سورة الكهف
فكان نظاما متوازنا، متكاملا من حيث الانتاج النباتي والحيواني، ذات محاصيل متنوعة ورؤية متجددة ومتطورة حسب الواقع الميداني.
وانبثق من هذا النظام الزراعي العام، نظام زراعي خاص بالمناطق الصحراوية، حيث حاولنا بلورة أشكاله التطبيقية على أرض الواقع حسب الوسائل التكونولوجية المتوفرة والمعادلات السوسيواقتصادية لهذه المنطقة في إطار من التدرج المنطقي والتناسق الايكولوجي. فكان هذا النظام الزراعي، والذي أطلقنا عليه اسم جنان القرآن، محاولة جديّة وقيمة لترشيد الاستصلاح الزراعي الذي يعاني من العديد من المشاكل والصعوبات الفنية والاقتصادية بهذه البيئة الجافة والقاسية. ولقد حاولنا تفصيل بعض الجوانب التقنية للمزارع النموذجية المنبثقة من هذا النظام على أمل اعتمادها كوثيقة نظرية جد هامة لإرساء أي مشروع زراعي بهذه المناطق من طرف المستثمرين المختصين.
1 ـ مدخل
إن معظم أراضي الوطن العربي تزخر بثروات مائية جد هائلة وسواعد قوية ماهرة غير أن هذه الأوطان تشكو حدة الجوع والفقر وعدم الاكتفاء الذاتي الغذائي ولا تزال تستورد قوتها من وراء البحار مما يهدد أمنها وسيادتها وحريتها…. وهذا يفسر تبيعتها للغرب في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية….وقد قيل:"السلاح الأخضر أقوى سلاح ومن أمتلكه ربح المعركة".والوطن العربي مؤهل أكثر من غيره أن يمتلك هذا السلاح، فكل العوامل متوفرة: الأرض، الماء، اليد العاملة .... لكن شريطة وجود إرادة صادقة وعمل جدي متواصل لكسب هذا الرهان، وهنا ومن باب التفاؤل لابد من التذكير بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لن تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب جنات وعيون"
فالانسان العربي منذ القدم دأب، بكل ما توفر لديه من وسائل مادية وتجارب ميدانية على تحقيق هذه الغاية، وكذلك في عصرنا هذا هناك عدة محاولات قيمة للاستصلاح الزراعي وتعمير الأراضي خاصة بعد ظهور التقنيات الفلاحية المعاصرة مثل الرش المحوري.
لكن يبدو أن طريقة إدخال هذه التقنيات لم تكن بصفة مدروسة ولم تراع خاصيات البيئة الصحراوية مما أدّى إلى ظهور العديد من المشاكل التقنية والعوائق الاقتصادية.
فهذه الدراسة تعتبر محاولة لإعطاء نفس جديد لطريقة الإستصلاح الزراعي بالصحراء في إطار نظام زراعي جديد ومتكامل يوازن بين الخاصيات البيئية للمنطقة ومتطلباتها السوسيوإقتصادية من جهة وبين التقنيات الفلاحية الحديثة من جهة أخرى ويستمد قواعده الأساسية من القرآن الكريم والسنة المطهرة. وقد ارتأينا أن نطلق على هذا النظام الزراعي اسم جنان القرآن.
2 - المقومات الأساسية للنظام الزراعي المقترح: جنان القرآن
من أهم الخصائص التي تميز هذا النظام الزراعي أنه يستمد مبادئه الأساسية من القرآن الكريم ولا أتجوّر أن أقول بأنه التفسير القطعي والحقيقي للقرآن، إنما هو استقراء وإيحاء من بعض الآيات القرآنية التي من خلالها انطلقنا لإرساء القواعد العامة لهذا النظام الزراعي الجديد وهنا أركز على كلمة "جديد" لأنه في الحقيقة لم يسبق وجود مثل هذا النظام الزراعي لا نظريا ولا تطبيقيا. ونحن في مرحلة أولى سوف نقوم بالتنظير لهذا النظام وأسسه ودراسته دراسة موضوعية دقيقة على أن يتولى أصحاب القرار والمستثمرين في القطاع الفلاحي تجسيده ميدانيا على ارض الواقع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/94)
يقول الله جل وعلا في سورة الرعد:" وفي الأرض قطع متجاورات وجنات من أعناب وزرع ونخيل" صدق الله العظيم
جاءت هذه الآيات لتبين طبيعة الاستصلاح الزراعي وترسم الملامح العامة لنظام زراعي شامل ومتكامل خاص بالبيئة الصحراوية حيث العوامل جد قاسية، فأقرت هذه الآيات بأن هذا النظام يتكون من ثلاثة عوامل أساسية النخيل، الزرع، الأعناب. في الآن نفسه تمثل هذه الزراعات نسيج ايكولوجي رائع متكون من ثلاثة طبقات نباتية مختلفة:
1) الزرع: الطبقة العشبية
2) الأعناب: (او الأشجار المثمرة بصفة عامة) الطبقة الجنبية
3) النخيل: الطبقة الشجرية
لكن هذه الآية لم تبين طريقة ترابط هذه الطبقات الثلاثة ولا العلاقة التفاعلية بينها فجاءت الآيات 32/ 33 من سورة الكهف لتبين مواقع هذه الطبقات الثلاثة وتصوغ الملامح النهائية لهذا النظام الزراعي المتكامل في إطار من التدرج المنطقي والإنسجام الإيكولوجي لا مثيل لهما في أي نظام زراعي آخر.
واضرب لهم مثلا رجلين جعلنا لأحدهما جنتين من أعناب وحففناهما بنخل وجعلنا بينهما زرعا كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا وفجرنا خلالهما نهرا.
أقرت الآية بأن النظام الزراعي المقترح يتكون أساسا من جنتين من أعناب (الطبقة الجنبية) يحيط بها النخيل (الطبقة الشجرية)، وبين هاتين الجنتين الزرع (الطبقة العشبية). كما بينت الآية الكريمة النتيجة الحتمية لهذا الترابط بين الطبقات النباتية الثلاثة وهي الرفع من مستوى الانتاج (كلتا الجنتين آتت أكلها ولم تظلم منه شيئا) أي أنه لا يوجد خسائر في الانتاج نتيجة توفير كل العوامل الملائمة لإنتاج جيد كمّا وكيفا.
ولو أردناأن نرسم شكلا مبسطا لهذا النظام لكان كالآتي: (رسم رقم 1)
http://www.55a.net/firas/ar_photo/1205669124clip.jpg
رسم رقم 1: شكل مبسط للنظام الزراعيالمقترح
3 - الفوائد والتأثيرات العامة لهذا النظام الزراعي
يعد هذا النظام الزراعي تركيبة نباتية فريدة من نوعها لها فوائد وتأثيرات جد ايجابية على مستوى المناخ والتربة مما يساهم مساهمة فعالة في الرفع من مستوى الإنتاج من ناحية وتحقيق التوازن الأيكولوجي لجميع الكائنات المتواجدة بهذه المنطقة.
-31) الفوائد المناخية:
إحداث مناخ مصغر ذات عوامل مناخية أقل حدة من المناخ العام السائد
التخفيف من حدة الرياح: عامل الرياح يمثل أخطر العوامل التي تهدد الانتاج النباتي بالمنطقة خاصة بالنسبة للطبقة العشبية (الزرع). في هذا النظام يلعب النخيل دور جدار أولي من مصدات الرياح لحماية الأشجار المثمرة إذ أنه يأثر على ارتفاع هام في حين أن نفاذية منطقة الجذع تعتبر جد هامة. فتأتي الطبقة الجنبية (الأشجار) لتكوّن جدارا ثانيا من مصدات الرياح ذات نفاذية منخفضة وارتفاع منخفض وبالتالي فإن نسبة الرياح الواصلة إلى الطبقة العشبية (الزرع) غير معتبرة وفاعليتها جد ضعيفة، علما وأن هذه الطبقة هي أكثر الطبقات حساسية ضد الرياح.
التخفيض من حدة جفاف الهواء: هذا النظام بتركيبته هذه وطبقاته النباتية يوفر جوًا أكثر رطوبة.
التخفيض من درجة الحرارة والفارق الحراري بين الليل والنهار.
التخفيض من نسبة التبخر وبالتالي اقتصاد أكثر في نسبة مياه الرّي.
-32) التأثيرات على مستوى التربة:
* تعديل درجات حرارة التربة والتقليص من الفارق الحراري يؤدي إلى تحسين حركة الكائنات المجهرية داخل التربة وبالتالي تحسين في نسبة تحلل المواد العضوية.
* إن هذه الطبقات النباتية لها ثلاث مستويات للامتصاص وبالتالي هناك نوع من توازن المواد الكيميائية في هذه المستويات المختلفة من التربة.
-33) الفوائد السوسيو اقتصادية:
* تنويع الإنتاج بالمناطق الصحراوية يؤدي إلى الاكتفاء الذاتي الغذائي للسكان وبالتالي توفير مصاريف النقل من أماكن بعيدة.
* توزيع المحاصيل بالمزرعة يساهم في تخفيف الخسائر في حالة الكوارث الطبيعية والتقلبات المناخية والاقتصادية.
* استعمال أمثل للأرض واليد العاملة طيلة أيام السنة.
* تناسق هذه الطبقات النباتية الثلاثة يعطي منظرا طبيعيا رائعا وظروف عيش أكثر رفاهية وجمالا.
4 - الشكل التطبيقي لهذا النظام الزراعي المقترح:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/95)
إذا أردنا إسقاط النظرية وتطبيق هذا النظام على الواقع وبلورته في شكل مزرعة نموذجية، آخذين بعين الاعتبار الوسائل التقنية الموجودة في الميدان الفلاحي، لخلصنا إلى صياغة وحدة انتاجية نموذجية تمثل الوحدة الأساسية المكونة لأي مشروع استثماري في الميدان الفلاحي بالمناطق الصحراوية.
تتكون هذه الوحدة الانتاجية من:
1) الزراعات الكبرى
تتوسط المزرعة وتكون على شكل دائري نظرا لوسائل الري المتوفرة: المحور الرشاش. ويمكن زراعاتها بعدّة محاصيل حقلية مثل: قمح- شعير- علف- برسم- لفت سكري أو علفي- بطاطا- ذرّة- فول- حمص- شوفان – كاكاو.
ويجب أن نعتمد دورة زراعية معينة ونلتزم بها لتفادي السلبيات الزراعية مثل الأمراض، الأعشاب الضارة و نقص المرودية.
2) الأشجار المثمرة
تتكون من قطعتين (جنتين) تحيطان بالمساحة الدائرية. وتتكون كل قطعة من المساحتين الجانبيتين اللتين تحيطان بالمساحة الدائرية المخصصة للزراعات الكبرى وشريط مستطيل عرضه شعاع الدائرة وطوله قطر الدائرة (أنظر الرسم رقم 2).
وفي هذه المساحة يمكن غراسة العنب، الزيتون الرمان، التين ... وتكون طريقة الري قطرة قطرة للاقتصاد في كمية المياه المستعملة.
وحرصا لتنويع المحاصيل الزراعية بهذه الوحدة الانتاجية ارتأينا أن نقحم الزراعات البلاستيكية وتربية الماشية. ولأسباب فنية وتقنية ارتأينا أن نخصص المساحة الجانبية للدائرة للقيام بهذه الأنشطة.
فتكون المساحة موزعة كالآتي:
- جانبان مخصصان للزراعات البلاستيكية مثل الطماطم، الفلفل، القرع، البطيخ، الخيار، الفراولة، حيث نستعمل طريقة الري قطرة قطرة.
وهكذا تكون البيوت البلاستيكية محمية من الرياح (بالأشجار والنخيل) وفي الآن نفسه معرضة بصفة كليّة لأشعة الشمس.
- جانب ثالث مخصص للمخازن ومأوى للآلات الفلاحية.
- جانب رابع مخصص لزرائب الحيوانات مثل الأبقار، الأغنام والدجاج…
إذ أنّه في هذا الموقع تكون الظروف الحياتية أقل حدّة وأكثر ملائمة لمتطلباتها الفزريويجية: محمية من الرياح وأقل جفافا وحرارة وفي الآن نفسه قريبة من المساحة المخصصة للزراعات الكبرى والعلفية لسهولة الرعي وتنقل القطعان.
وبهذا نكون قد أقحمنا الانتاج الحيواني مع الانتاج النباتي، مستفدين بذلك من كلّ الفوائد الزراعية الناتجة عن هذه العلاقة التكاملية مثل توفير الغبار الطبيعي لتسميد الأرض واستغلال مخلفات المحاصيل لتغذية الحيوانات.
3) النخيل:
تتكون المساحة المخصصة للنخيل من شريطين مستطيلين يحيطان بالمساحة المخصصة للأشجار المثمرة ويكون عرض كل شريط: شعاع الدائرة. (رسم 2)
وبهذه الطريقة يكون هناك توازن بين المساحات المخصصة للأشجار والزرع والنخيل. فالآية ذكرت لفظ جنتين من أعناب (مثنى) والزرع والنخيل مفردين ونكرتين فارتأينا أن تكون المساحة المخصصة للأشجار هي الأهم مقارنة بالأصناف الأخرى وهناك تقارب في المساحة بين النخيل والزرع.
وحسب الشكل العام للوحدة الانتاجية فإن شعاع الدائرة المخصصة للزراعات هو الذي يحدد مساحة كل صنف من الأصناف.
مثال: قطر دائرة المحور الرشاش 800م، أي أن الشعاع: 400م، فتكون مساحة الدائرة 50 هـ ومساحة الأشجار المثمرة 78 هك، منها 14 هـ المساحة الجانبية للدائرة، ومساحة النخيل 64 هك، والمساحة الجملية 192. إذن نلاحظ أن هناك نوع من التوازن بين المساحات مع تفوق ملحوظ للأشجار بالنسبة للنخيل والزرع.
هكذا نكون قد حصلنا على وحدة انتاجية نموذجية، متكاملة الانتاج النباتي والحيواني، طبقاتها النباتية منسجمة ومتناسقة، مسخرين في ذلك "كل تطور علمي وتقني في الميدان الفلاحي.
(أنظر الرسم رقم 2)
الرسم رقم 2: الشكل العام للوحدةالانتاجية النموذجية
5 - ملامح المزارع النموذجية المنبثقة عن هذا النظام الزراعي:
1 - المزارع النموذجية ذات الحجم الصغير: وهي المزارع التي تتكون من وحدة انتاجية نموذجية واحدة. في هذا النوع من المزارع يجب علينا أن نغير قليلا من شكل الوحدة ونجعل من النخيل يحف كلا الجنتين من كل الجوانب فوجب علينا أن نخفض قليلا من عرض شريط النخيل.
مثال: شعاع دائرة المحور الرشاش 400 م. (رسم رقم 3)
الرسم رقم 3: الشكل العام لمزرعة نموذجيةصغرى
مساحة الزرع: 50 هـ - مساحة الأشجار: 78 هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/96)
مساحة النخيل: 64 هـ. وتتكون المساحة المخصصة للنخيل من شريط عرضه 120 م تقريبا يلف كل المزرعة. إذن نلاحظ ان عرض الشريط قد أصبح 120 م بعد أن كان في الوحدة النموذجية 400م. إذن فهو نظام مرن حسب مساحة المشروع المزمع بعثه، المهم ان نحترم موقع الطبقات النباتية بعضها البعض والتناسب بين المساحات.
2 - المزارع النموذجية ذات الحجم المتوسط: وهي المزارع التي تتكون من وحدتين نموذجيتين فأكثر. ولا يتجاوز عددها 15 وحدة لأن المزارع التي تظم 16 وحدة تنطوي تحت المزارع العملاقة التي سنتحدث عنها آنفا.
مثال: مزرعة نموذجية تتكون من 3 وحدات انتاجية نموذجية. (رسم رقم 4)
الرسم رقم 4: الشكل العام لمزرعة نموذجيةمتوسطة الحجم
- مساحة الزرع: 50 x 3 = 150 هك.شعاع المحور الرشاش: 400 م
- مساحة الأشجار: 78 x 3 = 234 هك.عرض الشريط: 400 م
- مساحة النخيل: 64 x 3 = 192 هك. عرض الشريط: 220م تقريبا
1 - المزارع النموذجية العملاقة:
تندرج هذه المزارع في إطار إحياء الأراضي على نطاق واسع وإنشاء القرى الفلاحية. وتتطلب رؤوس أموال طائلة إلا أن لها أهمية قصوى في مجال تعمير الأراضي والاكتفاء الذاتي الغذائي وكذلك امتصاص اليد العاملة التي تعاني من البطالة. وتتكون المزرعة النموذجية العملاقة من 16 وحدة إنتاجية نموذجية فأكثر.
وفي صياغة هذه القرى الفلاحية علينا أن نراعي المبادئ العامة للنظام الزراعي المعتمد وفي الآن نفسه علينا ان نقحم عاملا جديدا ذات أهمية قصوى وهو عامل الإنسان وتهيئة ظروف عيشه، فلا بد إذن من إدخال حي سكني تتوفر فيه المقومات الأساسية للحياة العادية لأي إنسان. كما يمكن أن تضم هذه القرى الفلاحية مجموعة من المصانع لتعبئة وتعليب المنتجات الفلاحية كمصانع التمور ومراكز تجميع الحليب ومحطات خزن وتبريد. ويكون الشكل العام للقرية الفلاحية كما يلي:
الحي السكني يكون متمركزا في وسط القرية ويحيط به حزام من النخيل ثم من الأشجار المثمرة ثم تأتي بعد ذلك المساحة المخصصة للزراعات الكبرى ثم من جديد حزام من الأشجار المثمرة وأخيرا تأتي مساحة النخيل لتلف كل القرية. وبهذا نكون قد حققنا فوائد عدة.
- لقد حافظنا على المبادئ العامة للنظام الزراعي المتبع: فالزراعات محاطة بالأشجار من الجانبين وهذه الأخيرة محاطة أيضا بالنخيل من الجانبين.
- المنطقة السكنية بحكم موقعها، تمتاز بظروف مناخية أقل حدّة فهي محمية من الرياح وخاصة الرياح الرملية، والجو أكثر لطفا بسبب الطبقات النباتية التي تحيط بها.
- بالنسبة للمساحة المخصصة لكل نوع من المنتوجات فهي أيضا متوازنة ولا توجد أي صعوبة في حساب الأبعاد والقياسات: فحزام الأشجار المثمرة والنخيل يكون عرضه مساويا لشعاع الدائرة التي تكون الوحدة الإنتاجية النموذجية المستعملة.
- ولمزيد من الإيضاح، لنفترض قرية فلاحية تتكون من 16 وحدة انتاجية نموذجية.
وتكون القرية الفلاحية على شكل مربع يتكون ضلعه من 5 وحدات إنتاجية ويتمركز الحي السكني في وسط ذلك المربع وتكون مساحته حسب هذا التصميم ثلث مساحة للوحدة الإنتاجية المستعملة
الرسم رقم 5: مزرعة نموذجية عملاقة (قريةفلاحية)
مساحة المزرعة: 16 x مساحة (و. إ.ن) = 16 x 192 = 3072 هك
مساحة الحي السكني 3/ 1 x مساحة (و. ا.ن) = 3/ 1 x 192 = 64 هك
المساحة الجملية للقرية الفلاحية = 64 + 3072 = 3136 هك
مساحة الزراعات 800 هك
مساحة الأشجار: 1248 هك
مساحة النخيل: 1024 هك
وتبقى هذه الطريقة في الحسابات هي نفسها مع مراعات اختلاف عدد الوحدات المستعملة ونوع الوحدة المستعملة أيضا (أنظر رسم رقم 5).
6 - خاتمة
في هذه الدراسة، انطلقنا من آيات قرآنية كريمات لنشيد صرحا عظيما في مجال الاعجاز الزراعي في القرآن والسنة النبوية. وتمكنا بفضل لله سبحانه من بلورة الملامح الأساسية لنظام زراعي يستمد مقوماته الأساسية من القرآن والسنة. وانبثق من هذا النظام العام شكلا تطبيقيا خاصا بالمناطق الصحراوية أطلق عليه اسم جنان القرآن، يوازن بين خاصيات البيئة الجافة ومتطلبات العصر التكنولوجية والسوسيو اقتصادية في إطار من التدرج المنطقي والتناسق الايكولوجي.
لقد قدمت هذه الدراسة الفوائد المناخية والبيئية والسوسيواقتصادية والتأثيرات الإيجابية على التربة مما يساهم في الرفع من مستوى الإنتاج وتحسين مردودية المحاصيل، كما شكلت الرسم التطبيقي للمزارع النموذجية المنبثقة عن هذا النظام والخاصة بكل أحجام المشاريع: الصغرى والضخمة والعملاقة.
لكن بالرغم من الأدلة الموضوعية والمنطقية التي قدمناها، تبقى هذه الدراسة وثيقة نظرية جدّ هامة لأي مشروع استثماري تحتاج إلى تطبيقها على أرض الواقع وملامسة فوائدها الاقتصادية ميدانيا لا نظريا فقط.
كما أن هذه الدراسة لا تخلو من الثغرات والنقائص، لذا فإني أوجه الدعوة لكافة المتخصصين وذوي الخبرة في الميدان الفلاحي لنقد هذه الدراسة وتقديم الاثراءات اللازمة والإضافات البناءة. كما أدعو كافة المستثمرين في الميدان الفلاحي إلى اعتمادها كوثيقة أساسية لإنجاز مشاريعهم الاستثمارية.
يمكن التواصل مع المؤلف على الإيميل التالي:
chemoh2000@yahoo.fr
المصدر:
http://www.55a.net/firas/arabic/index.php?page=show_det&id=1685&select_page=7
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/97)
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[14 - 08 - 08, 09:01 م]ـ
للرفع(92/98)
من هم " البهرة "؟ وما هي عقائدهم؟ وما حكم تزويجهم والتزوج منهم؟
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 05:03 م]ـ
سؤال:
سؤالي يتعلق بي وبزوجتي، تنتمي زوجتي لطائفة " البهرة "، وهي إحدى طوائف الشيعة، مواقعهم على الإنترنت هي " مؤمنين دوت أورج " و " معلومات دوت كوم "، كنت أنتمي لتلك الطائفة، لكنَّ الله تعالى هداني لدينه الصحيح. تزوجتها من أجل خاطر والديّ بعدما قالا لي إنها فتاة جيدة، وإنها سوف تطيعني في مسألة الدين بعد الزواج، حاولت بكل جهدي أن أبيِّن لها من القرآن والسنَّة، ولكنها مازالت على رفضها. أكبر اختلاف بيننا هو أنها - أو تلك الطائفة عموماً - تتوسل بـ " علي " أو بـ " حسين " رضي الله عنهما، ولجعل الصورة أوضح أمامكم هم مثلا يقولون " يا الله بوسيلة الحسين ساعدني، أو اشفني "، فيذهب الحسين لله، ويطلب منه، وهكذا يتم الشفاء، أو تحدث المساعدة المطلوبة، اعتادت زوجتي قبل ذلك أن تقول " يا حسين ساعدني أو اشفني، أو أنقذني "، وهذا - على ما أعتقد - شرك، توقفتْ عن ذلك بعدما شرحت لها، ولكنها مازلت تتوسل بالأئمة، وتتبع البدع، هل هذا النوع من التوسل يعد شركاً؟ هل ذكر الله في آيات عديدة ألا نسأل إلا هو؟ إن كان ما تفعله من توسل شرك: فهل زواجي بها صحيح؟ هل الشرك كفر؟ والزواج من كافرة لا يجوز؟. يطلب منهم أئمتهم أن ينحنوا أمامهم، ويقبلوا أقدامهم، ويذهبوا للقبور، وينحنوا أمام الموتى، ويعتقدون أنه سيأخذ بأيديهم إلى الجنة، هؤلاء يجعلون اسم سيدنا " علي " في الأذان ويذكرونه في التشهد في الصلاة، ويتبعون العديد من البدع، يقولون – أيضاً - إن الرسول صلى الله عليه وسلم دعا الله مرات عديدة باسم سيدنا على، بالإضافة إلى أنهم يسبون ويلعنون السيدة عائشة، وأبا بكر، وعمر، وعثمان، رضي الله عنهم أجمعين، ويقولون: إنهم عذبوا السيدة فاطمة وسيدنا علي رضي الله عنهما. ما سردته لكم ما كان إلا قليلاً من كثير، ومازال مسموحاً لهؤلاء أن يذهبوا للحج، ويصلوا بطريقتهم ويفعلون بدعهم في مكة. أخي أرجوك أجبني في أقرب وقت ممكن لأنه إن لم يكن زواجي منها جائزاً فأنا زانٍ!. أسأل الله تعالى أن يحميني والمؤمنين من الشرك والذنوب وأن ينقذنا من النار، آمين.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
جاء تعريف " البهرة " في " الموسوعة الميسرة في الأديان والمذاهب والأحزاب المعاصرة " (2/ 389):
هم إسماعيلية مستعلية، يعترفون بالإمام " المستعلي "، ومن بعده " الآمر "، ثم ابنه " الطيب "، ولذا يسمون بـ " الطيبية "، وهم إسماعيلية الهند، واليمن، تركوا السياسة، وعملوا بالتجارة، فوصلوا إلى الهند، واختلط بهم الهندوس الذين أسلموا، وعرفوا بـ " البهرة "، والبهرة: لفظ هندي قديم، بمعنى " التاجر ".
- الإمام الطيب دخل الستر سنة 525 هـ، والأئمة المستورون من نسله إلى الآن لا يُعرف عنهم شيء، حتى إن أسماءهم غير معروفة، وعلماء البهرة أنفسهم لا يعرفونهم.
- انقسمت البهرة إلى فرقتين:
1. البهرة الداوودية: نسبة إلى قطب شاه داود: وينتشرون في الهند، وباكستان، منذ القرن العاشر الهجري، وداعيتهم يقيم في " بومباي ".
2. البهرة السليمانية: نسبة إلى سليمان بن حسن، وهؤلاء مركزهم في اليمن حتى اليوم.
انتهى
ثانياً:
" البهرة " خليط من عقائد منحرفة شتَّى، وهم باطنية، وهم جزء من الإسماعيلية، والتي كانت من فرق الشيعة، لكنهم غلوا في أئمتهم أشد من غلو الرافضة، وهذه بعض عقائدهم:
1. لا يقيمون الصلاة في مساجد المسلمين.
2. ظاهرهم في العقيدة يشبه عقائد سائر الفرق الإسلامية المعتدلة.
3. باطنهم شيءٌ آخر، فهم يصلون، ولكن صلاتهم للإمام الإسماعيلي المستور من نسل " الطيب بن الآمر ".
4. يذهبون إلى مكة للحج كبقية المسلمين، لكنهم يقولون: إن الكعبة هي رمز على الإمام.
انتهى من " الموسوعة الميسرة " (2/ 390).
وأما الغلو في إمامهم: فله صور متعددة، من السجود له، وتقبيل يده ورجله من الرجال والنساء، وغير ذلك، ونحن نسوق بعضها مع الحكم عليها من خلال طائفة من فتاوى علماء اللجنة الدائمة:
1. سئل علماء اللجنة الدائمة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/99)
كبير علماء بوهرة يصر على أنه يجب على أتباعه أن يقدموا له سجدة كلما يزورونه، فهل وجد هذا العمل في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو الخلفاء الراشدين، وحديثاً نشرت صورة لرجل بوهري يسجد لكبير علماء بوهرة في جريدة " من " الباكستانية المعروفة الصادرة في 6/ 10 / 1977 م، ولاطلاعكم عليها نرفق لكم تلك الصورة؟.
فأجابوا:
السجود نوع من أنواع العبادة التي أمر الله بها لنفسه خاصة، وقربة من القرب التي يجب أن يتوجه العبد بها إلى الله وحده؛ لعموم قوله تعالى: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) النحل/ من الآية 36؛ وقوله: (وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا أَنَا فَاعْبُدُونِ) الأنبياء/ 25؛ ولقوله تعالى: (وَمِنْ آيَاتِهِ اللَّيْلُ وَالنَّهَارُ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ لا تَسْجُدُوا لِلشَّمْسِ وَلا لِلْقَمَرِ وَاسْجُدُوا لِلَّهِ الَّذِي خَلَقَهُنَّ إِنْ كُنْتُمْ إِيَّاهُ تَعْبُدُونَ) فصلت/ 37، فنهى سبحانه عباده عن السجود للشمس والقمر، لكونهما آيتين مخلوقتين لله فلا يستحقان السجود ولا غيره من أنواع العبادات، وأمر تعالى بإفراده بالسجود لكونه خالقاً لهما، ولغيرهما من سائر الموجودات، فلا يصح أن يُسجد لغيره تعالى من المخلوقات عامة؛ ولقوله تعالى: (أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ. وَتَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ. وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ. فَاسْجُدُوا لِلَّهِ وَاعْبُدُوا) النجم/ 59 – 62، فأَمر بالسجود له تعالى وحده، ثم عمَّ فأمر عباده أن يتوجهوا إليه وحده بسائر أنواع العبادة دون سواه من المخلوقات، فإذا كان حال " البوهرة " كما ذكر في السؤال: فسجودهم لكبيرهم عبادة وتأليه له، واتخاذ له شريكاً مع الله، أو إلهاً من دون الله، وأمره إياهم بذلك أو رضاه به: يجعله طاغوتاً يدعو إلى عبادة نفسه، فكلا الفريقين التابع والمتبوع كافر بالله خارج بذلك عن ملة الإسلام، والعياذ بالله.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (2/ 382، 283).
2. وسئل علماء اللجنة الدائمة – أيضاً -:
جميع النساء يقبلن يده ورجله، فهل يجوز في الإسلام لرجل غير محرم للنساء أن يلمسن أيدي كبير العلماء، وهذا العمل ليس خاصّاً بكبير العلماء، بل هو لكل فرد من أفراد أسرته؟
فأجابوا:
أولاً: ما ذُكر من تقبيل نساء " البوهرة " يد كبيرهم، ورجله، وتقبيلهن يد كل فرد من أسرته ورجله: لا يجوز، ولم يُعرف ذلك مع النبي صلى الله عليه وسلم، ولا مع أحد من الخلفاء الراشدين؛ وذلك لما فيه من الغلو في تعظيم المخلوق، وهو ذريعة إلى الشرك.
ثانياً: لا يجوز للرجل أن يصافح امرأة أجنبية منه، ولا أن يمس جسدها؛ لما في ذلك من الفتنة؛ ولأنه ذريعة إلى ما هو شر منه، من الزنا، ووسائله، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: " كان رسول الله صلى الله علية وسلم يمتحن من هاجرن إليه من المؤمنات بهذه الآية بقول الله: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ) إلى قوله: (إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) الممتحنة/ 12، قال عروة: قالت عائشة: فمَن أقرَّ بهذا الشرط من المؤمنات قال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قد بايعتك)، كلاماً، ولا والله ما مست يده يد امرأة قط في المبايعة، ما يبايعهن إلا بقوله: (قد بايعتك على ذلك) متفق عليه، فإذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يبايع النساء مصافحة، بل بايعهن كلاماً فقط مع وجود المقتضي للمصافحة، ومع عصمته، وأمن الفتنة بالنسبة له: فغيره من أمَّته أولى بأن يجتنب مصافحة النساء الأجنبيات منه، بل يحرم عليه ذلك، فضلا عن تقبيل يده ورجله، وأيدي أفراد أسرته، وأرجلهم، وقد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إني لا أصافح النساء) رواه النسائي وابن ماجه، وقد قال الله عز وجل: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) الأحزاب/ من الآية 21.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/100)
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (2/ 383 – 385).
3. وسئلوا:
كبير علماء " بوهرة " يدَّعي أنه المالك الكلي للروح والإيمان - العقائد الدينية - نيابة عن أتباعه.
فأجابوا:
إذا كان كبير علماء " بوهرة " يدَّعي ما ذكر: فدعواه باطلة، سواء أراد بما يدعيه من ملك الروح والإيمان أن الأرواح والقلوب بيده يصرفها كيف يشاء فيهديها إلى الإيمان، أو يضلها عن سواء السبيل: فإن ذلك ليس إلى أحدٍ سوى الله تعالى؛ لقوله سبحانه: (فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ) الأنعام/ 125؛ وقوله: (مَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَهُوَ الْمُهْتَدِ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ وَلِيًّا مُرْشِدًا) الكهف/ 17 … إلى غير ذلك من الآيات الدالة على أن تصريف القلوب بهدايتها وإضلالها إلى الله دون سواه؛ ولما ثبت من قوله صلى الله عليه وسلم: (قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن يصرفها كيف يشاء) مسلم.
ومن دعائه صلى الله عليه وسلم عند فزعه إلى ربه بقوله: (يا مقلب القلوب، ثبِّت قلبي على دينك) رواه الترمذي، أو أراد بملكه الأرواح والإيمان نيابة عن جماعته أن إيمانه يكفي أتباعه أن يؤمنوا، وأنهم يثابون بذلك، ويؤجرون، وينجون من العذاب وإن أساءوا العمل، وارتكبوا الجرائم، والمنكرات: فإن ذلك مناقض لما جاء في القرآن من قوله تعالى: (لَهَا مَا كَسَبَتْ وَعَلَيْهَا مَا اكْتَسَبَتْ) البقرة الآية 286، وقوله: (كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ) الطور الآية 21، وقوله: (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ. إِلا أَصْحَابَ الْيَمِينِ. فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ. عَنِ الْمُجْرِمِينَ. مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ) المدثر/ 38 - 42 الآيات، وقوله: (مَنْ يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ وَلا يَجِدْ لَهُ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلِيًّا وَلا نَصِيرًا. وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا} النساء/ 123، 124، وقوله: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلا مَا سَعَى) النجم/ 39، وقوله: (وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَإِنْ تَدْعُ مُثْقَلَةٌ إِلَى حِمْلِهَا لا يُحْمَلْ مِنْهُ شَيْءٌ وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى) فاطر/ 18 … إلى غير ذلك من الآيات التي تدل على أن كل إنسان يجزى بعمله خيراً كان أم شرّاً؛ ولما ثبت في الحديث من أن النبي صلى الله عليه وسلم قام حين أنزل عليه: (وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ) الشعراء/ 214 فقال: (يا معشر قريش - أو كلمة نحوها - اشتروا أنفسكم لا أغني عنكم من الله شيئاً، يا عباس بن عبد المطلب لا أغني عنك من الله شيئاً، يا صفية عمة رسول الله لا أغني عنك من الله شيئاً، يا فاطمة بنت محمد سليني من مالي ما شئت لا أغني عنك من الله شيئاً) متفق عليه.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (2/ 385 – 387).
4. وسئلوا:
ويدَّعي أنه المالك الكلي لجميع أملاك الوقف، وأنه غير محاسب على جميع الصدقات، وهو الله على الأرض، كما ادعى ذلك كبير العلماء المتوفى سيدنا طاهر سيف الدين في قضية بالمحكمة العليا في مدينة " بومباي "، وله القدرة الكاملة على جميع أتباعه.
فأجابوا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/101)
ما ذكر في السؤال عن دعوى كبير " البوهرة " ملكه الكلي لجميع أملاك الوقف، وأنه غير محاسب على جميع الصدقات، وأنه هو الله على الأرض: كلها دعاوى باطلة، سواء صدرت منه أم من غيره، أما الأولى: فلأنَّ أعيان الأوقاف لا تُملك، وإنما يملك الانتفاع بغلَّتها، وذلك بصرفها إلى الجهات التي جعلت وقفاً عليها لا إلى غيرها، فلا يملك كبير " البوهرة " أعياناَ – أي: أوقافاً - ولا يملك شيئاً من غلتها إلا غلة ما جعل وقفاً عليه إن كان أهلاً لذلك.
وأما الثانية: وهي دعوى أنه غير محاسب: فلأن كل امرئ محاسب على جميع أعماله من التصرف في الصدقات، وغيرها بنص الكتاب، والسنَّة، وإجماع الأمة.
وأما الثالثة: وهي دعوى أنه الله في الأرض: فكفر صراح، ومن ادَّعى ذلك: فهو طاغوت يدعو إلى تأليه نفسه، وعبادتها، وبطلان ذلك معلوم من دين الإسلام بالضرورة.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (2/ 387، 388).
5. وسئلوا:
ويدَّعي أنه يحق له أن يعلن البراءة والمقاطعة الاجتماعية ضد الذين يعترضون على مثل هذه الأعمال.
فأجابوا:
إن كانت صفة كبير علماء " بوهرة " على ما تقدم في الأسئلة: فلا يجوز له أن يتبرأ ممن يعترضون عليه فيما ارتكبه من أنواع الشرك، بل يجب عليه قبول نصحهم، والإقلاع عن تأليه نفسه، وعن دعوى اتصافه بما هو من اختصاص الله تعالى: الألوهية، وملك الأرواح والقلوب، ودعوة من حوله إلى عبادته، وإلى غلوهم في الضراعة والخضوع له ولأفراد أسرته، بل يجب على من اعترضوا على ما يرتكبه من ألوان الكفر أن يتبرءوا منه ومن ضلاله وإضلاله إذا لم يقبل نصحهم، ولم يعتصم بكتاب الله وسنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، وأن يتبرءوا من اتباعه وكل من كان على شاكلتهم من الطواغيت وعبدة الطواغيت، قال الله تعالى: (وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا) آل عمران/ الآية 103، وقال: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا) الأحزاب/ 21، وقال: (وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولًا أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ) النحل/ الآية 36 وقال: (وَالَّذِينَ اجْتَنَبُوا الطَّاغُوتَ أَنْ يَعْبُدُوهَا وَأَنَابُوا إِلَى اللَّهِ لَهُمُ الْبُشْرَى فَبَشِّرْ عِبَادِ. الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ) الزمر/ 17، 18، وقال: (قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ) الممتحنة الآية 4، الآية، إلى أن قال سبحانه وتعالى: (لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِيهِمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَمَنْ يَتَوَلَّ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَنِيُّ الْحَمِيدُ) الممتحنة/ 6.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (2/ 388، 389).
وأخيراً قال علماء اللجنة الدائمة:
إذا كان واقع كبير علماء " بوهرة " وأتباعه، وما وصفت في أسئلتك: فهم كفرة، لا يؤمنون بأصول الإسلام، ولا يهتدون بهدي كتاب الله، وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، ولا يستبعد منهم أن يضطهدوا الصادقين في إيمانهم بالله، وكتابه، وبرسوله صلى الله عليه وسلم، وسنَّته، كما اضطهد الكفار في كل أمة رسل الله الذين أرسلهم سبحانه إليهم لهدايتهم.
الشيخ عبد العزيز بن باز، الشيخ عبد الرزاق عفيفي، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ عبد الله بن قعود.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (2/ 390).
وينظر لمزيد فائدة حول " البهرة ": كتاب: " أثر الفكر الغربي في انحراف المجتمع المسلم بشبه القارة الهندية " لمؤلفه: خادم حسين إلهي بخش.
ثالثاً:
وبما ذكرنا يتبين للمسلمين جميعاً: تحريم التزوج من نساء " البهرة "، وتحريم تزويج رجالهم، وأنهم فرقة باطنية تخالف أصول الإسلام وتهدمها، وزوجتك إما أن تتبرأ من تلك الطائفة تبرءاً كاملاً واضحاً بيِّناً، وتكفر بما هم عليه من اعتقادات فاسدة، وإلا فإنه لا يحل لك البقاء معها، وعقدك معها مفسوخ، واستمرارك معها بعد علمك بما عليه من كفر وردَّة يجعل جماعك لها زناً، وليست هي كاليهودية والنصرانية؛ لأنهما كتابيَّات، وأما البهرة فكفَّار باطنيون.
والله أعلم
http://www.islam-qa.com/index.php?pg=print&ref=107544&ln=ara
الإسلام سؤال وجواب(92/102)
حوار مع محتفلٍ بمولد الهادي عليه الصلاة والسلام
ـ[ناصر العلي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 06:13 م]ـ
حوار مع محتفلٍ بمولد الهادي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
أيها الأخ المسلم المحب لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
إنك قد تصادف في حياتك أناساً إذا علموا أنك من السعودية صَنَّفُوك بأنك وهَّابي!!
ومعنى وهابي عندهم أنك لا تحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، والعياذ بالله.
فإذا سألته: لماذا؟
قال لك: لأنكم لا تقيمون مولداً لحضرة النبي r بخلاف العالم الإسلامي!!
فقل له: لا والله، إننا ما امتنعنا عن الاحتفال بمولده إلا لأننا نحبه، ونتبع سنته وهديه.
ويسألونك عن آية حبك له - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟
فقل: هي الاتباع وترك الابتداع، قال الله تعالى:?قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمْ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ * قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْكَافِرِينَ?.
لو قالنا بهذا الجوابِ ألا نسْلَمُ من البدعة والضلالة، ولا نأثمُ بترك حضور المولد؟! بلى والله.
لكن أسألك أنت يا من تحضر المولد: لماذا تحتفل بمولد النبي صلى الله عليه وسلم؟
سيقول لك: لأني أحبُّ النبيَّ r
فقل له: هل الاحتفال بمولده r طاعةٌ أو معصيةٌ؟
[قطعاً، لن يقول: هو معصيةٌ؛ إذ كيف يُحتفل بمعصية]
سيقول: إنها طاعةٌ وقربى.
قل له: هل عَلِمَ النبي r هذه الطاعةَ أو جهلها؟
[هنا لا يستطيع أن يقول: جهلها؛ لأن النبيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال عن نفسه «إن أتقاكم وأعلمَكم بالله أنا» رواه البخاري.]
إذن سيقول: عَلِمَها ما خفيت عليه.
قل له: هل بلَّغها لأمته أو كتمها؟
[هنا يدخل في مأزِقٍ، إن قال: كتمها، فقد كفر والعياذ بالله؛ لأنه صادم قولَ الله تعالى ? يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ .. ?]
وإن قال: بلَّغَها ..
فيكون السؤال الأخيرُ له:
هاتِ الحديثَ الذي حثَّنا فيه على الاحتفال بمولده r .
وسنكون نحن أولَ المحتفلين به، لأننا نحبُّ اتباع سنته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ولكنه لن يجد حديثاً صريحاً من قوله أو فعله أو تقريره على مشروعية الاحتفال بمولده صلى الله عليه وسلم.
والله تعالى أعلم
ـ[أبوعمار العدني]ــــــــ[23 - 03 - 08, 08:41 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي ناصر، وأود أن أفيدك أنني جمعت شبه المجيزين للمولد فبلغت سبعاً وثلاثين شبهة وقد رددت عليها،وستخرج في كتيب صغير - بإذن الله - بعنوان (هل نحتفل بالمولد). وهي العدد الثاني من سلسة (الحوار الوجيز بين مانع ومجيز)
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 11:44 م]ـ
نسأل الله لهم الهداية أقول قد بدأت هذه البدعة تندحر بفضل الله ثم بفضل العلماء الذي بينوا فساد هذا الامر
ثم اقول ثانيا تذكيرا ممايدل على بطلان هذه البدعة فضلا عن عدم ورودها عن السلف ماذكر في الجرائد هذه السنة 13 قتيلا وعشرات الجرحى التي سببتها المفرقعات بسبب هذه البدعة
ـ[المعلمي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 02:08 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي ناصر العلي:
سألت صاحبك بقولك:هل الاحتفال بمولده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - طاعةٌ أو معصيةٌ؟
وافترضت إحدى إجابتين لحصرك السؤال بهما، فماذا لو قال لك: لا طاعة ولا معصية، بل هو من جنس المباحات؟
ومن ضمنها الاحتفالات بالتخرج، والأعياد الوطنية، والمناسبات الأخرى ..
فماهو جوابك؟
تنبيه: بالطبع أنا أريد إيراد الاحتمالات ليس أكثر، حتى لا أتهم.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 05:00 م]ـ
فما هي البدعة؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ناصر العلي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 12:06 ص]ـ
أشكر جميع الإخوة الأفاضل على مداخلاتهم
* أخي أبا عمار العدني:
لقد أثرت شوقي إلى سلسلة "الحوار الوجيز بين مانع ومجيز"
أتمنى أن تدلني على العدد الأول
وأتمنى أن يخرج العدد الثاني عاجلاً، وتتحفني به.
* أخي أبا أميمة السلفي:
هل لك أن تدلنا على رابط خبر 13 قتيلا بسبب احتفالات المولد؟
* أخي المعلمي: جوابي هو:
(1) أن الأسماء لا تغير من المسميات،، فالعبرة بالحقائق والمعاني لا بالألفاظ والمباني. حتى لو قالوا: إنها مباحات، فإن هذا القول مغالطة.
فعيد المولد ليس كالعيد الوطني من جهة أنه من العادات، هذا على فرض التسليم بدخول الأعياد تحت دائرة المباحات .. لأن صفة "العيدية" يخرجها عن كونها عادة إلى عبادة .. فالأعياد لها الصفة أو الصبغة الدينية ... يراجع في ذلك: اقتضاء الصراط المستقيم لابن تيمية.
(2) حينما يجتمعون في يوم المولد أو ليلته أو هما معاً في المساجد أو السرادقات لتلاوة سيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وللصلاة والسلام عليه، ومع ما سبق ذلك أو يتزامن معه من صدقات وإطعام الطعام , وسائر ما يفعلونه ... هل هذه الفعائل من جنس المباحات ... ؟
ولو قالوا: بأنها من جنس المباحات ..
نقول لهم: هل تفرحون وتبتهجون بمولد النبي صلى الله عليه وسلم تعبيراً لحبكم له؟
جوابهم: نعم.
نقول لهم: هل حبه صلى الله عليه وسلم عبادة؟
جوابهم: نعم.
نقول لهم: الوسيلة للتعبير عن حبه تأخذ حكم الغاية، فالوسائل لها أحكام الغايات .. ومعلوم أن المباحات تنقلب عبادات بالنيات.
(3) لو كانت احتفالاتهم من جنس المباحات، فلماذا يقيمون لها في كتبهم الدلائل من الكتاب والسنة على مشروعيتها واستحبابها؟!!
وما هذه الأدلة إلا شبهات لا تفي بإثبات مقصودهم.
فحنانيك أخي المعلمي: هم لا يقولون بأنها من المباحات بل يقولون: إنها سنة مؤكدة، كما ذكر ذلك علي الجفري هداه الله.
* أخي أبا خالد الكمالي:
البدعة: طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه ...
هذا تعريف الإمام الشاطبي كما في كتابه: الإعتصام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/103)
ـ[أبوعمار العدني]ــــــــ[25 - 03 - 08, 05:38 ص]ـ
أخانا ناصر: كان العدد الأول بعنوان (مهلاً ياصاحب التوسل) وهي عبارة عن مطوية فيها الرد على شبه الصوفية في مسائل التوسل، وقد ضممتها في كتابي (حاوي الطويات) وهو مطبوع.
ـ[المعلمي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 02:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي في الله ناصر العلي:
أنا أفضّل أن نأتي على كلّ الاحتمالات التي قد يوردها المخالفون في هذا الموطن لدحضها واستخراج أجوبة جديدة ..
لاشك أخي الفاضل أن هناك تسالم لدى أهل هذه الملة بأن المشرّعْ هو الله سبحانه وتعالى فهو الذي يستحسن العبادات والأوقات والأماكن والأزمنة، ولامدخلية لنا لافي تخصيصها بعبادة ولا في تحديدها.
لكن جرت الشبهة في جواز تخصيص يوم أو ساعة أو مكان بشيء من الإعتبار والاهتمام ثم ينقسم هذا الاعتبار والإهتمام إلى مامقاصده الآنية أوالغائية القربات، وما مقاصده إظهار الفرح والسرور بقوة العوائد لا بقوة العقائد ..
ولكن لماكان الإسلام هو دين المخصصين لمثل هذا اليوم بنوع من الاعتبار أخذوا يعبرون عن هذا الاعتبار بالشكر والامتنان للخالق بطرق تعبدية شتى، ليس لاعتقادهم بمزية ذلك اليوم عن غيره من الأيام أو تلك الساعة عن غيرها من الساعات،بل لأجل اعتبارات أخرى مقررة عقلا وشرعا، مثل حسن الثناء والشكر للمنعم عند حلول الأفراح،كالخطبة،والزواج، والولادة، والنجاح، والعودة من السفر، أوغيرها مصداقا لقوله صلى الله عليه وسلم " عَجَبًا لِأَمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ وَلَيْسَ ذَاكَ لِأَحَدٍ إِلَّا لِلْمُؤْمِنِ إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خَيْرًا لَهُ " ثم الإنابة والصبر والدعاء عند الأحزان، ومفارقة الأهل، والمصائب.
وهذه لاشك أنها تنتظم في طول العبادات وسلكها، لكن هذه العبادة تبعية بملاك أصل آخر غير اليوم أو الساعة أو المكان التي أُحدثت فيه.
ننظر إلى المولد النبوي بلحاظ التقسيم السابق هل هو من العوائد أم من العقائد؟
الذين يحتفلون بالمولد النبوي مقرون بأنه حادث وأن الرسول لم يأمر به ولا صحابته، لكنهم لايقرون بأنها عبادة مُمَحّضة، حيث يقولون أن الاحتفال في أصله من المسكوتات سواء كان الاحتفال بعيد ميلاد الرسول أو بعيد ميلاد مشخص أو بقدوم غائب أو بتخرج أو غيرها.
بقي لدينا العبادات التي تحدث في مثل هذا اليوم، هل يعتقدون بمزيتها على غيرها من الأيام أم يعتقدون بأهمية المشاكلة والمناسبة، أي: لما كان الإحتفال إحتفالا بشخصية دينية كالنبي صلى الله عليه وسلم، لم يكن من المناسب الحديث عن ضحايا هورشيما، أو طيب هواء فينا،أو نظرية أرشميدس، وإنما المناسب ذكر سيرته وهديه من باب التناسب والتجانس.
وقد يساعدهم في هذا الإيراد أن الاحتفالات سواء كانت باليوم الوطني أو الاحتفال بأربعينية شخصية معينة أو مرور زمن على كذا، يحدث فيها نوع من التذكير بهذا الحدث أو الشخصية ومدى تأثيرها في محيطها، وذلك بذكر ما يميزها من الخصائص عن غيرها من باب المناسبة العقلية ..
ولو أن كل احتفال احتاج في تقرير العبادات الواردة فيه إلى نص، لما أمكننا قراءة آية واحدة في هذه الاحتفالات، بل ولكانت جميعا من باب البدع المحدثة.
وعلى كل هذه هي أقوى الشبه التي يتمسكون بها.(92/104)
هل الليل في الشرع يتبع اليوم الذي قبله ام الذي بعده؟
ـ[ابويونس]ــــــــ[23 - 03 - 08, 06:43 م]ـ
هل الليل في الشرع يتبع اليوم الذي قبله ام الذي بعده؟
الرجاء ذكر المراجع
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:15 ص]ـ
يتبع الذي بعده والله أعلم
ـ[ابويونس]ــــــــ[24 - 03 - 08, 12:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا
لكن هذا في الحج
اما الصيام والإعتكاف
الأظهر عكس ذلك
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 03:09 ص]ـ
انظُرْ سُورَةَ يس الآيَة: 40.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[24 - 03 - 08, 03:44 ص]ـ
ارجح ان الليل يتبع اليوم الذى بعده
الم تر انا نصلى التراويح فى الليلة التى تسبق اول رمضان ولانصلى التراويح ليلة العيد لانها ليست من رمضان
وفى الحديث الذى فيه النهى عن تخصيص قيام ليلة الجمعة دون سائر الليالى ان المقصود الليلة التى تسبق يوم الجمعة
وفى الاحاديث الدارجة نقول
ليلة السبت
ليلة الاحد
وهكذا
والله اعلم
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[24 - 03 - 08, 01:33 م]ـ
الشيخ ابن عبد الغني مارأيك في يوم عرفة؟
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[24 - 03 - 08, 05:29 م]ـ
الشيخ ابن عبد الغني مارأيك في يوم عرفة؟
اخى الكريم منير
اهل العلم يقولون ان الوقوف من زوال يوم عرفة وطوال ليلة العيد فهو دليل لمن يقول ان الليلة تتبع اليوم التالى وهل وجدت اخى من يقول ان الوقوف يبدأمن ليلة عرفة
ملحوظة
حكاية شيخ دى واسعة شويه (كلامى بالعامية المصرية لاحساسى انك مصرى مثلى)
ـ[ابويونس]ــــــــ[24 - 03 - 08, 09:39 م]ـ
ابن عبد الغني أذكر المراجع من كتب أهل العلم مع اللآية
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[25 - 03 - 08, 03:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في"بدائع الفوائد ج3ص194": ...... وذكر- الدينوري المجالسة رقم540 - أيضاً عن ابن عباس قال: ما من يوم إلا وليلته قبله إلا يوم عرفة فإن ليلته بعده {قلت}: هذا مما اختلف فيه وحكي عن طائفة أن ليلة اليوم بعده، والمعروف عند الناس أن ليلة اليوم قبله ومنهم من فصل بين الليلة المضافة إلى اليوم كليلة الجمعة وليلة السبت والأحد وسائر الأيام والليلة المضافة إلى مكان أو حال أو فعل كليلة عرفة وليلة النفر ونحو ذلك، فالمضافة إلى اليوم قبله والمضافة إلى غيره بعده، واحتجوا له بهذا الأثر المروي عن ابن عباس ونقض عليهم بليلة العيد، والذي فهمه الناس قديماً وحديثاً من قول النبي صلى الله عليه وسلم:"لا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام ولا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي" إنها الليلة التي تسفر صبيحتها عن يوم الجمعة فإن الناس يسارعون إلى تعظيمها وكثرة التعبد فيها عن سائر الليالي فنهاهم صلى الله عليه وسلم عن تخصيصها بالقيام كما نهاهم عن تخصيص يومها بالصيام والله أعلم.أهـ
وجزيتم خيرا
ـ[منصور بن يوسف]ــــــــ[10 - 05 - 08, 08:00 ص]ـ
أشكر الأخوة الأفاضل على تفاعلهم.
*س/هل يوجد بحث تطرق لهذه المسألة؟
وجزاكم الله خيرا ............
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[16 - 04 - 09, 10:48 ص]ـ
يُرفع، لمزيد علم ..(92/105)
بهذا يحصل الاطمئنان لصحة السعي في التوسعة الجديدة للمسعى:: للشيخ عبدالمحسن العباد
ـ[عثمان بن عبدالمحسن البدر]ــــــــ[24 - 03 - 08, 01:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فقد رغب مني والدي فضيلة الشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله نشر هذا الكلام في شبكة المعلومات الإنترنت.
http://oalbadr.googlepages.com/301.jpg
http://oalbadr.googlepages.com/302.jpg
http://oalbadr.googlepages.com/303.jpg
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[24 - 03 - 08, 02:20 ص]ـ
بارك الله فيك أنت ووالدك, ونفع بكما الإسلام والمسلمين,,
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[24 - 03 - 08, 03:54 ص]ـ
بارك الله فيك وفى والدنا الكريم
ونرجو سرعة حسم الأمر بفتوى ممن هم أهل لها لا من حدثاء الأسنان ولانجد خيرا ممن عناهم سماحة الشيخ
ـ[أبو شوق]ــــــــ[24 - 03 - 08, 06:03 ص]ـ
جزاكم الله خير وبارك فيكم
ـ[العوضي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 06:54 ص]ـ
بارك الله فيك وفي والدك
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[24 - 03 - 08, 01:30 م]ـ
أهلا بك وبارك الله فيك وفي والدك
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 04:21 م]ـ
بارك الله فيك يا عثمان وفي والدك الفاضل ورحم أباه العابد.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 03 - 08, 04:50 م]ـ
حياكم الله
ـ[بسام العقلا]ــــــــ[24 - 03 - 08, 05:52 م]ـ
بارك الله فيك وفي الوالد وأمد بعمره على طاعته ونفع به الإسلام والمسلمين
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 11:44 م]ـ
بارك الله فيك أنت ووالدك, ونفع بكما الإسلام والمسلمين
ـ[ابو هبة]ــــــــ[24 - 03 - 08, 11:56 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك في الشيخ.
وضعتها لك في ملف pdf ليسهل تناولها.
ـ[عبد الهادي الخضير]ــــــــ[29 - 03 - 08, 01:38 ص]ـ
جزيت خيرا
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[09 - 04 - 08, 03:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[السنفراوي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 12:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ـ[أبو يعقوب الفريجي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 06:31 ص]ـ
بارك الله بعلمكما ..
نعم الأب .. ونعم الابن ..
جزاكما الله خيرا ..
ـ[أبو عبدالله المزني]ــــــــ[14 - 05 - 08, 01:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا عثمان وجزى الله شيخنا خير الجزاء .... لكن هل نفهم من شيخنا أنه تراجع عن رأيه أرجو الإفادة وجزاكم الله خيرا ...
ـ[الفضيل]ــــــــ[14 - 05 - 08, 07:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
وحفظ الله الشيخ عبدالمحسن ونفع الله به
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[14 - 05 - 08, 02:08 م]ـ
بارك الله فيك، وفي والدك سماحة العلامة عبد المحسن العباد - حفظه الله تعالى -.
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[15 - 05 - 08, 10:13 ص]ـ
بارك الله فيك وفى والدنا الكريم
ونرجو سرعة حسم الأمر بفتوى ممن هم أهل لها لا من حدثاء الأسنان ولانجد خيرا ممن عناهم سماحة الشيخ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته جزى الله تعالى شيخنا الشيخ عبد المحسن العباد على هذا الكلام الواضح الذي لا يختلف فيه اثنان لأن المقرر عندنا أن من ادَّعى أن الزيادة الجديدة من المسعى فعليه البيان كما هو معلوم أن البينة على المدعي0و أُعلم إخوتي في الله عموما و الأخ عبد الغني خصوصا أن من أفتى بخلاف فتوى الشيخ المنيع و الجبرين و غيرهما هم أيضا من أجل و أكبر علماء العصر و هم من هيئة الإفتاءو اللجنة الدائمة و ليسوا كما زعم أخانا بقوله حدثاء الأسنان0فلذا على الإخوة خاصة الأعضاء أن يتقوا الله تعالى في مواضيعهم و ردودهم وأن ينظروا في المسائل قبل كتابة الحرف الأول0فممن أفتى بعدم إجزاء السعي في المسعى الجديد الشيخ عبد العزيز آل الشيخ و الشيخ الفوزان و غيرهما كثير من أعضاء الهيئة وكذلك من أعضاء اللجنة0
فلا تكتب أخي في الله بيدك إلا شيئا تسرك نظرته في كتابك يوم الحساب0و نصحا لي ولكل إخواني الحذر الحذر من التطاول على العلماء فمن هم و من نحن بارك الله تعالى في الجميع0
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[11 - 06 - 08, 06:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[12 - 06 - 08, 03:44 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته نسأل الله تعالى أن يجزي شيخنا الشيخ عبد المحسن العباد خير الجزاء و أوفره0 و للعلم فإن للشيخ حفظه المولى كلام جديد في المسألة على الإخوة الاطلاع عليه لتتم الفائدة و هو على هذا لرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=139943
و نسأل الله التوفيق و الهداية لأقوم طريق0
ـ[ابو عبد المهيمن]ــــــــ[06 - 08 - 08, 12:53 م]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ وحفظه الله من كل سوء
ـ[مهتاب]ــــــــ[17 - 10 - 09, 11:48 م]ـ
بارك الله بعلمكما ..
نعم الأب .. ونعم الابن ..
جزاكما الله خيرا ..
ـ[عبدالرحمن الوادي]ــــــــ[18 - 10 - 09, 12:45 ص]ـ
بارك الله في الشيخ العباد وجزاه كل خير
والله الموضوع ما يبغاله فلسفة وتعقيد
المسعى خله سبع ثمان عشر ادوار عشرين و ومن افتى بالجواز مع احترامنا
لماذا لم ينصح ببناء ادوار زيادة ويتركونا من التضييق على الناس
وزعموا ولي الامر يفصل في هذه الامور
نعم يفصل ولكن اذا كان عالماً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/106)
ـ[ابوعبدالرحمن الحسني]ــــــــ[18 - 10 - 09, 01:04 ص]ـ
بارك الله في الشيخ وفي ذريته
ونفع بعلمه آمين.
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[18 - 10 - 09, 02:41 ص]ـ
بارك الله فيك،
ونسأل الله أن يديم في عمر الوالد الشيخ عبد المحسن على طاعته،
وأن ينفع به وبعلمه الإسلام والمسلين،
إنه جوادٌ كريمٌ، برٌ رحيمٌ.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[18 - 10 - 09, 03:01 ص]ـ
بارك الله فيك وفى والدنا الكريم
ونرجو سرعة حسم الأمر بفتوى ممن هم أهل لها لا من حدثاء الأسنان ولانجد خيرا ممن عناهم سماحة الشيخ
حدثاء الأسنان؟ .. تعرف من ترمي بوصفك هذا؟ إنهم كبار علماء السعودية! وكبار علماء العالم!(92/107)
ما هو القات .. وما حكمه .. ؟؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[24 - 03 - 08, 02:43 ص]ـ
انتشر هذا النبات بشكل كبير فى بلاد اليمن .. فاصبح من كرم الضيافه اليمنيه قبل كل شى عند من يدمنون هذا الشىء .. وتقديمه قبل الطعام والا خرجوا الضيوف غير راضين ...
وسمعت ان بعض ما يسمون بالمشايخ افتو بجواز هذا مضغ هذا النبات ... ؟؟
فلا اعلم مدى صحه هذا الخبر ...
افيدونا عنه بوركتم ....
ـ[أم سليم]ــــــــ[24 - 03 - 08, 04:15 ص]ـ
يعتبر القات نباتاً من فصيلة المنشطات الطبيعية، ويعد من أقدم النباتات المخدرة في العالم وإن كان أقل شهرة من غيره، نظراً لأنه لا يعرف في البلاد المتقدمة , ويقتصر استعماله على مناطق معينة من بلاد العام الثالث. وينتشر القات على نطاق واسع في كل من الصومال وجيبوتي وأرتيريا وأثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا وجنوب أفريقيا واليمن، كما وجد القات في أفغانستان وتركستان.
و تزرع شجرة القات عادةً على المرتفعات الجبلية والهضاب الرطبة البالغ ارتفاعها (800م) من سطح البحر ويصل طول الشجرة ما بين 2 - 4 م نظراً لتقليمها المستمر، وقد يصل طول الشجرة إذا تركت بدون تقليم إلى 25متراً، وتعتبر شجرة القات من النباتات المعمرة دائمة الخضرة.
وأوراق القات هي الجزء المستهلك من النبات، وطول الورقة عادة من 0.5 - 12.5 سم، وعرضها من 1 – 5 سم، وهي ذات عنق طوله 3 - 10 ملم، والأوراق ذات القمة الحادة التي تحمل اللون البني المحمر هي الأكثر تفضيلاً للمستهلك، ويعرف القات ويستعمل أساساً كمنبه، فكلما كانت الأوراق غضة وعصيرية زاد الأثر المنبه لها.
لمحة تاريخية عن القات:
يُعتقد بأن القات كان معروفاً منذ العصور القديمة في شرق أفريقيا، وقد ذكر المؤلف الإغريقي هومر بأن الإسكندر الأكبر قد أمر جيشه باستعمال القات للعلاج من الوباء الذي اجتاح الجيش، كما أن المؤلف نجيب الدين السمرقندي ذكر في كتاب الأقربازين الذي طبع عام 1237م وجوده في اليمن واستعماله كعلاج للكآبة والحزن (والكتاب منقول عن المخطوطة رقم 134 الموجودة بالمكتبة الوطنية في باريس) وتحدث المقريزي (1364 – 1442م) عن وجود القات في بلاد الصومال.
كما ذكر المؤلف روشيه دي هيريكورت أنه تم إدخال القات إلى اليمن من أثيوبيا في عام 1429م بينما تحدث شهاب الدين أحمد بن عبد القادر وهو من منطقة جازان بالمملكة العربية السعودية من مواليد (1580م) في كتابه فتوح الحبشة عن استعمال القات في اليمن وأنه زرع على يد على بن عمر الشادلي عام 1424م، كما تشير بعض المصادر إلى أن القات دخل اليمن قبل الإسلام عندما غزى الأحباش اليمن.
وأول عالم نباتي أعطى وصفا للقات هو العالم السويدي بي فورسكال الذي دعاه كاتا أديوليس، وقد تم نشر وصفه بعد وفاته في الفلورا العربية المصرية وقد سمي النبات كاتا أديوليس فورسكال تخليداً لذكرى هذا العالم.
طريقة استخدام القات:
بعد قطف القات مباشرة يتم تحضير الفروع والسيقان الطرية على شكل حزم , وتغلف بإحكام بأوراق الموز وذلك من أجل حفظها بشكل طازج , وهذا الإجراء يعتبر مهماً وأساسياً حيث أن الأوراق القديمة والجافة تفقد جزءاً عظيماً من تأثيراتها المحتملة , بسبب كون بعض المركبات الرئيسية تخضع لتفاعل التفكك.
وفي بعض البلدان التي تنتشر فيها ظاهرة تعاطي القات تصبح هذه العادة نوعاً من العرف الاجتماعي حيث تقام مجالس تعاطي القات في الحفلات , كما يجتمع الأصدقاء في هذه المجالس بعد العمل، وتكون مثل هذه الحفلات للرجال فقط وهذا الأمر الأكثر شيوعاً , إلا أنه يصادف بعض الأحيان أن يشاهد حفلات مختلطة بزوجين أو أكثر من الرجال والنساء يجلسون مع بعضهم في مجالس تعاطي القات (وهذا فيه ما فيه من محذورات شرعية) أو يكون للنساء جلسة منفصلة في نفس الوقت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/108)
وكمية القات المستعمل مختلفة عادة , وتعتمد على المستهلك , ومدة المناسبة التي يستعمل من أجلها ومعدل الكمية التي يستعملها الشخص الواحد تقريباً حزمة من القات، تمضغ منها فقط الأوراق الطرية والسيقان السهلة المضغ, وهذا يقدر بأكثر من (50 غ) في المادة الطازجة , تبلع العصارة مع اللعاب وأما البقايا فلا تبصق حالاً إنما تخزن (تجمع) في جانب أحد الخدين , ويبقى كذلك محفوظاً طوال مدة المضغ , ويسبب هذا التراكم بلا شك بروزاً مميزاً في خدود بعض المستهلكين, ويتم تناول كميات كبيرة من السوائل (شاي، أو أشربة أخرى) خلال مضغ القات , فالحاجة إلى السوائل تعود إلى أن بعض العناصر الفعالة في القات تحدث جفافاً في الفم.
ـ[أم سليم]ــــــــ[24 - 03 - 08, 04:40 ص]ـ
الاهتمام الدولي والدراسات العلمية:
قبيل الحرب العالمية الثانية كانت كميات القات المستهلكة محدودة جداً. إلا أن عادة مضغ القات تطورت على أثر تطور المواصلات والحياة الحرة والمدنية , مما جعل مسألة مضغ القات وعواقبه غير المستحبة تتم مناقشتها عدة مرات في ندوات ومؤتمرات دولية، فقد أدرجت منظمة الصحة العالمية القات عام 1973 ضمن قائمة المواد المخدرة، بعد ما أثبتت أبحاث المنظمة التي استمرت 6 سنوات احتواء نبتة القات على مادتي نوربسيدو فيديرين والكاثين المشابهتين في تأثيرهما للأمفيتامينات
دراسة القات كيميائياً:
أظهرت الدراسات الكيميائية أن أوراق القات تحتوي على عدد كبير من المركبات مثل القلويدات - جلوكوزيدات التربينات، العفصيات، والمركبات الفلافونية وغيرها من المركبات.
هذا وقد تم عزل وتعيين أكثر من أربعين قلويداً في هذا النبات , والعديد منها ينتمي إلى مجموعة الكاثيديولين ذات الوزن الجزئي المنخفض الذي يتراوح ما بين (600 - 1200) وأهم هذه المركبات هو المسمى الفينيل الكيل أمين وكذلك مركب القاتين , الذي كان يعتبر حتى وقت متأخر هو العنصر الفعال الرئيسى الوحيد في القات.
إن المركب فينيل الكيل أمين الجديد لم يسبق الإشارة إلى وجوده بكميات وفيرة في الطبيعة , وقد عرف هذا المركب باسم القاتينون cathinone وهو أكثر قوة من القاتين
ويعتبر النوع الأحمر من القات هو النوع المرغوب من قبل المستعملين له لكونه يحتوي على مركب القاتينون cathinone بكميات كبيرة تفوق النوع الأبيض، كما يجب أن يشار إلى أن أوراق القات الطازج لها قيمة مرتفعة , نظراً لاحتوائه على هذا المركب بكميات أكبر بالمقارنة مع المادة الجافة والقديمة، وبالإضافة إلى ذلك فإن الدراسات بينت وجود بعض المركبات الفلافونية التي تشمل كامفيرول وكوارستين ,ميرستين في الأوراق الطازجة في القات.
والدراسة الأخيرة التي قام بها جلرت ومجموعته بينت وجود دي هيدروميرستين ومركب rhq,noside في الأوراق الخضراء، ويمكن أن تكون هذه المركبات الفلافونية مسئولة عن بعض الخواص الدوائية للقات.
التأثيرات الدوائية:
جرت معظم الدراسة على مركبين من المركبات الفعالة في القات لمعرفة تأثيرهما الدوائي وهما القاتين والقاتينون , ويعزى التأثير المنبه المشابه للأمفيتامين بصورة مبدئية إلى القاتين ومع ذلك فإن هذا القول كان موضع نقاش على أثر تقارير علمية أوضحت أن الأوراق الطازجة تحتوي على مركب أكثر فعالية من القاتين لم يكن معروفاً عندها.
وقد بينت الدراسات الأخيرة أن القاتينون هو المركب الرئيسي الفعال في الأوراق الطازجة والذي سرعان ما يتحول إلى القاتين لأقل تأثير , ومن هذا المنطلق من المفيد مراعاة الملاحظات التي أبداها ومجموعته حيث أوضحوا أن خميرة دوبامين- ب- هيدروكيلبز تساعد في تحويل القاتين إلى قاتينون, بإدخال المجموعة الاسيتونية يتحول القاتين إلى قاتينون وقد تم إنجاز ذلك فعلاً في المختبر، وقد تكون هذه الخميرة هي المسئولة عن تحويل القاتين إلى قاتينون في الجسم , وقد يفسر هذا فعاليته الدوائية المماثلة للقاتينون , ويمكن أن يفسر التأخير في بدء التأثير ومدة التأثير الطويلة للقاتين بالمقارنة مع القاتينون الذي يملك قوة في التأثير أكثر بعشر مرات تقريبا عن القاتين والذي له تأثير فورى ومدة أقصر، وتبين أن كلا من القاتين والقاتينون يمتلك خواص مشابهة للأمفيتامين على السلوك , ودرجة الحرارة.
لقد أثبتت الدراسات التي أجريت على القات وما يحتويه من مركبات كيماوية تفوق الأربعين مركباً – كما أسلفنا – وكذلك الدراسات التي أجريت على متعاطي القات, والمجتمعات الموجودة بها هذه الظاهرة وجود الكثير من المخاطر الصحية , والاجتماعية , والاقتصادية , وقبل ذلك الموانع الدينية ,كفيلة بأن يحذرها ويتحاشاها ويقلع عنها كل عاقل.
يتبع
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[24 - 03 - 08, 05:58 ص]ـ
بوركتى يا ام سليم .....
ننتظر بقيه التقرير
ـ[المعلمي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 06:25 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سمعت الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في " دماج " يفتي بأن بعض أنواعه يصل إلى التحريم على إثر سؤال سأله أحد الحضور عن القات ..
لكنه قال " لاخير فيه ولا في من يتناوله " أو بمعناها ..
وقد نقل عن الإمام / محمد بن علي الشوكاني أنه كان يتعاطاه أو لعله جربه والموضوع فتح هنا على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=78237&highlight=%C7%E1%D4%E6%DF%C7%E4%ED
وجل مشائخ المملكة يذهبون إلى التحريم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/109)
ـ[أم سليم]ــــــــ[24 - 03 - 08, 06:33 ص]ـ
الأضرار الدينية لتعاطي القات
إن الدين الإسلامي حريص على سلامة الفرد والأسرة والمجتمع " لا ضرر ولا ضرار " أي لا تضر نفسك ولا تضر غيرك والشريعة الإسلامية جاءت للمحافظة على المصالح الضرورية للناس، وقد حصرها الشرعيون في خمس: الدين والنفس والعقل والعرض والمال.
ولا شك أن لتعاطي القات أضراراً بليغة على الدين وعلى الصحة والعقل والنفس والعرض والمال.
فكم من الليالي التي يقضيها المتعاطي في السهر ويهجر زوجته وأولاده لياليَ عديدة مما يتسبب في ضياع حقوق الزوجة والأولاد وتشردهم. (ضرر على العرض والنسل)
وكم من مبالغ يصرفها المتعاطي على القات، وأسرته وأولاده بحاجة إلى هذا المال.
(ضرر على المال)
وكم من واجبات دينية يتركها أو يهملها المتعاطي كتركه للصلاة أو تأخيرها عن وقتها، أو معصية للوالدين وعدم البر بهما، أو قطع لصلة الرحم، وكم من معاصٍ يقترفها أثناء تعاطيه القات كالتدخين وكمشاهدة الأفلام الخليعة. (ضرر على الدين)
وكم هي الأمراض العضوية والنفسية التي تصيب المتعاطين للقات. (ضرر على النفس والعقل)
أليست هذه الأمور تلحق الضرر المباشر في الضرورات الخمس التي حرص الدين الإسلامي على الحفاظ عليها.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع: عن عمره فيم أفناه؟، وعن شبابه فيم أبلاه؟، وعن ماله من أين اكتسبه؟ وفيم أنفقه؟، وعن علمه ماذا عمل به؟
وقد صدرت في تعاطي القات فتوى مبنية على ما يلحقه القات من ضرر بالضرورات الخمس ومن تقصير في حقوق الوالدين ومن قطع لصلة الرحم، فله مضار صحية ونفسية واجتماعية واقتصادية.
فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
في تحريم القات
فتوى رقم 2159 وتاريخ 25/ 10/1398هـ الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسوله محمد وآله وصحبه – وبعد .. فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث والإفتاء على الاستفتاء المقدم لسماحة الرئيس العام من علي بن حسين الرشيدي وناصر بن محمد الأحمدي المحال من الأمانة العامة لهيئة كبار العلماء برقم 1858/ 2 في 11/ 9/1398هـ مضمونه: (أن زراعة القات انتشر بشكل واسع في اليمن ويطلبان بيان حكم زراعته وبيعه وشرائه) – وأجابت اللجنة بما يلي:
"القات محرم ولا يجوز لمسلم أن يتعاطاه أكلاً وبيعاً وشراءً وغيره من أنواع التصرفات البشرية في الأموال المباحة، وقد صدر من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله فتوى في تحريمه وبالله التوفيق وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم،،،.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو / عبد الله بن قعود
عضو / عبد الله بن غديان
نائب رئيس اللجنة / عبد الرزاق عفيفي
الرئيس / عبد العزيز بن عبد الله بن باز
يتبع
ـ[العوضي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 06:51 ص]ـ
علماً بأن هناك رسالة ماجستير حول القات موجودة بالمكتبة العامة في الشارقة لمن أراد الاطلاع عليها ...
ـ[أم سليم]ــــــــ[24 - 03 - 08, 07:03 ص]ـ
الأضرار الاجتماعية لتعاطي القات
إن لتعاطي القات أضراراً اجتماعية عديدة تتمثل في نشوء استعدادات غير طبيعية تساعد على الانحراف إلى الإجرام وذلك نتيجة الانعكاسات النفسية المترتبة على التعاطي، كما قد يؤدي إلى تقبل السلوك الانحرافي الإجرامي و الشعور بالأنانية وضعف الإحساس بالواجب الاجتماعي وبالتالي اختفاء الولاء للأسرة والوطن مما قد يؤدي إلى تأثر الحياة الاجتماعية وإلى التفكك الأسري، كما يلعب القات دوراً كبيراً في حدوث البطالة المؤدية إلى الفقر الذي يجر إلى ارتكاب السرقة، والجرائم المخلة بالشرف والمروءة، خاصة في غياب الوازع الديني القوي لهذه الفئة من الناس، وتكون نتائجه عدم الاستقرار الأسري وفقدان الأمن الاجتماعي، ويمكن إيضاح الأضرار الاجتماعية في النقاط التالية:
1 - التفكك الأسري:
إن الإنفاق على شراء القات يمثل عبئاً اقتصادياً على ميزانية الأسرة , حيث ينفق المدمن على القات جزءاً كبيراً من دخله، مما يؤثر على الحالة المعيشية من الناحية السكنية والغذائية والصحية والتعليمية، وبالتالي يحدث التوتر والشقاق والخلافات الأسرية، نتيجة عدم تلبية رب الأسرة لمطالبها الضرورية, لضيق ذات اليد بسبب إنفاقه على شراء القات وتعاطيه.
2 - انحراف الأحداث وسوء تنشئتهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/110)
يقدم المدمن للقات نموذجاً سيئاً من السلوك لأبنائه , حيث يتركهم يعانون الحرمان والحاجة , بسبب انشغاله بنفسه , واهتمامه بتأمين ما يحتاجه هو من أجل تعاطيه القات، فيحس الأبناء بالنقص تجاه أقرانهم الذين يجدون الملبس الجديد ويتنزهون مع أسرهم، ويحرمون أيضاً من الدورات التعليمية، أو المشاركات في الأندية الرياضية بسبب عدم توفر المبالغ المالية، أو بسبب ضياع وقت آبائهم في مجالس القات، وعدم تخصيصهم جزءاً من الوقت للترويح عن أبنائهم، فيفقد الأبناء الثقة في أنفسهم، ويزرع الحقد في صدورهم بسبب الحرمان الذي يعيشونه مقارنة مع غيرهم، مما يدفع الأبناء إلى سلوكيات غير سوية, وعدم تحمل للمسؤولية, وقد يحترفون السرقة , ويتعاطون القات وغيره من المخدرات، كما أن الأبناء يقتدون بآبائهم فإذا انتشرت هذه العادة بين الأجيال المتعاقبة سيكون لدينا في المستقبل مجتمع متهالك تسوده الفوضى ولا يقوم بواجباته وخدمة نفسه.
3 - العزوف عن الزواج:
الشباب الذين أدمنوا القات وهم من الطبقات المتوسطة أو الفقيرة، لا يستطيعون الوفاء بمستلزمات وتكاليف الزواج، إذ أن دخل الواحد منهم يستهلك في الإنفاق على شراء القات الذي يجد في مجالسه نشوة القات ويرى أنها قد تغنى عن الزواج الذي يعجز عن تكاليفه، وقد لا يجد يد العون من والده أو إخوته إذا كانوا من مدمني القات، كما أنه قد لا يوفق في إيجاد شريكة حياته والتي قد ترفضه بسبب إدمانه على تعاطي القات.
4 - الفساد الاجتماعي:
يؤدي تعاطي القات إلى مفاسد اجتماعية , بسبب ما تكلفه هذه العادة السيئة من أموال تجبر المستهلك على كسب المزيد من المال ليرضي رغبته، والغاية عنده تبرر الوسيلة، فلا مانع من استغلال مركزه الوظيفي في الحصول على الرشوة , وتقديم الخدمة لمن لا يستحقها , مقابل مبلغ من المال أو دعوة إلى مجلس قات مقابل هذه الخدمة التي تقدم لمن قد لا يستحقها.
كما أن الفساد الاجتماعي الناجم عن القات قد يتجاوز الطبقة الصغيرة من الموظفين إلى طبقات أعلى يمكنها التعاطف مع المهربين والمروجين، كما أن انتشار ظاهرة تعاطي القات بين المثقفين في المجتمع قد توجد لدى ضعفاء النفوس تبريراً لأن يقوموا بعملية التهريب والترويج.
أضرار تعاطي القات النفسية
مما لاشك فيه أن القلق يعتبر سمة العصر الحديث وذلك لما تعانيه البشرية من ضغوط وتغيرات في أساليب الحياة ولما وصلت إليه البشرية من تقدم تكنولوجي له فوائده الإيجابية علي الحياة العامة وكذلك له سلبياته على التركيبة النفسية لدى البشر مما ينتج عنه ظهور بعض الاضطرابات النفسية، ويعتبر القلق من أهم السمات الشخصية التي تظهر على البشر من وقت إلى آخر، ولكن هناك عوامل باعثة على ظهور هذه السمة، منها تعاطي القات فهو عامل من العوامل الباعثة علي ظهور القلق لدى المتعاطي له، ولذا نجد أن الإنسان هو السبب في ظهور هذه السمة لديه بمظهر إيجابي نتيجة استخدامه لهذه الشجرة وهذا ما أثبتته الدراسات والبحوث العلمية.
هل استخدام القات يسبب القلق لدى الإنسان؟
يعتبر استخدام القات من أهم مصادر القلق لدى المستخدمين له مما يترتب على ذلك عدم الاستقرار النفسي لدى المستخدمين وتعرضهم للاضطرابات النفسية أكثر من غيرهم.
وإن ظهور القلق لدى متعاطي القات سوف يقوده إلي اضطرابات نفسية أخري تستدعي العلاج النفسي.
وتتمثل تأثيرات المادة المنبهة من مضغ القات فيما يلي:
1 - الانتعاش المؤقت.
2 - زيادة اليقظة.
3 - زيادة النشاط.
4 - الهيجان.
5 - الأرق.
6 - حب الاعتداء
7 - شبه الجنون في التصرفات.
8 - الشعور بالتراخي ورغبة في النوم
9 - وهذه التأثيرات تتفاوت من شخص لآخر متأثرة بعوامل عديدة
ويمكن تحليل الحالة النفسية لمتعاطي القات علي النحو التالي:
1 - حالة التنبه وهي تبدأ بعد تناول القات بفترة من 15 - 20 دقيقة حيث يشعر المتعاطي بالقوة والنشاط وزوال التعب والإرهاق كذلك بالراحة والنشاط الفكري والقدرة على الكلام والشعور بالانسجام مع الآخرين.
2 - حالة الكيف وهي تبدأ بعد مرور ساعة ونصف ويشعر المتعاطي براحة نفسية وعصبية تنقله إلي عالم الخيال لفترة من الوقت ولهذا يكثر الكلام في هذه الفترة والحل الخيالي لأي مشكلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/111)
3 - حالة القلق النفسي وهي تمثل آخر مرحلة حيث تبدأ عملية إخراج المخزون من القات من فم المتعاطي وهنا يلاحظ شعور المتعاطي بالقلق النفسي والشرود الذهني ولا شك أن هذه الحالات تختلف من شخص لآخر حسب السن وتاريخ التعاطي كذلك نوع القات نفسه وحالة الإدمان.
وفيما يلي العديد من الدراسات التي أجريت على تعاطي القات ونتائجها:
- لقد أوضحت نتائج الدراسات التجريبية على القات في السعودية أن للمستخلص الايثانولى أثراً ملموسا في تنبيه الجهاز العصبي المركزي وارتفاع طفيف في درجة الحرارة وزيادة في ضغط الدم الشرياني ومعدل وشدة ضربات القلب ازدياد الحس المرهف نتيجة الاستجابة للتولازولين هيدرو كالوريد مما يشير إلى حدوث نشاط سمبثاوى بواسطة مستخلص القات كذلك فإن انبساط العضلات الملساء للأمعاء وتثبيط الانقباضات الناتجة عن تأثير الاسيتايل كولين وهذا يؤكد التأثير السمبثاوى للقات. كما أوضحت الدراسات على العضلات الإرادية المعزولة توافقاً عصبياً عقلياً بسيطاً نتيجة للقات وقد تكون الزيادة المبدئية في النشاط العضلي الملاحظ في الأشخاص نتيجة لسيادة التنبيه العصبي المركزي.
- دراسة هالباخ (1972م) والتي تمثلت نتائجها في أن السيلان المنوي شكوى عامة عند ماضغي القات وهذا يفسر تأثير الكاثينون علي الوعاء الناقل له فيؤدى إلي انقباضه أما التقلب الجنسي فهي حالة تنتج عن تغيرات نفسية وظيفية لدى المستخدم فيكون هناك في البداية ازدياد في النشاط الجنسي غالباً نفسي المنشأ ثم اختلال و هبوط في النشاط الجنسي.
-دراسة جامعة الدول العربية (1983م) بهدف التعرف وتحديد الآثار الصحية والنفسية لتخزين القات على عينة عشوائية مؤلفة من (221) من كلا الجنسين في الجمهورية اليمنية. اتضح من نتائج الدراسة أن لتعاطي القات أثاراً على الفرد من الناحية النفسية والصحية.
- دراسة جامعة مقديشو (1983م) بهدف معرفة ما إذا كان القات يحدث تغيراً في الناحية الفسيولوجية والعصبية وهل له تأثير متشابه لتأثير الامفيتامين علي عينة تجربيه مؤلفة من مجموعة من الأفراد الذكور وكانت نتائج الدراسة أن للقات أثراً على الناحتين الفسيولوجية والعصبية وله تأثير شبيه بتأثير الأمفيتامين.
- دراسة جون كنيدى وآخرون (1983م) وكانت تهدف إلى تقييم التأثيرات الرئيسية لعقار القات ومشكلة الإدمان على عينة عشوائية من الذكور في الجمهورية اليمنية وكانت نتائج الدراسة أن هناك آثاراً سلبية مترتبة على تعاطي القات من الناحتين النفسية والفسيولوجية وأن تعاطيه يسبب انقياداً نفسياً وليس انقياداً فسيولوجياً.
- دراسة جورج وكوكسون في إنجلترا (1984م) التي كانت نتائجها أن القات يسبب مرض التشويش النفسي كشكل من أشكال انفصام الشخصية.
-دراسة عبد الله عسكر وكمال أبو شهده (1993م) بهدف معرفة تأثير القات على الناحية الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية وقد كانت عينة الدراسة من محافظة صنعاء من الذكور بلغت (148) فرداً وقد أثبتت الدراسة أن تعاطي القات له أثار سلبية على الفرد من الناحية الاجتماعية والاقتصادية والصحية والنفسية.
- دراسة جيجر واد وآخرون (1994م) وكانت تهدف إلى معرفة ما إذا كانت هناك أعراض ذهانية تنتج عن تعاطي القات على بعض الحالات المرضية في مستشفي هيث هيرتون في استراليا ومن خلال الفحوصات الإكلينيكية ثبت أن هناك ذهاناً ينتج عن تعاطي القات يشبه الذهان الناتج عن تعاطي الامفيتامين وذهان البرانويا.
- ثبت بالبحث العلمي (1999م) أن تخزين القات يبطي من حركة الأمعاء مما يسبب الإمساك.
- دراسة عريشي (1423) وكانت تهدف إلى معرفة ظهور سمة القلق لدى المستخدمين للقات وأثره على الصحة النفسية وبلغت عينة الدراسة 60 شخصاً منهم 30 مستخدمون للقات و30 غير مستخدمين تراوحت أعمارهم بين 22 - 56سنة.
وقد استخدم مقياس تايلور لقياس القلق الصريح وقد أثبتت الدراسة أن للقات أثراً علي الصحة النفسية وأن فئة المستخدمين للقات أكثر قلقاً من غير المستخدمين وأنهم يقعون في فئة الاضطراب النفسي، وتوصل إلى أن للقات أثراً على التركيبة النفسية لدى المستخدم ويكون هذا الأثر بسبب ما يلي:
1 - عدم استقرار النوم لدى المستخدم.
2 - الإسراف في أحلام اليقظة من قبل المستخدم.
3 - تداعي الأفكار وتلاشيها بعد عملية الاستخدام.
4 - الارتياح النفسي أثناء الاستخدام وضموره بعد الاستخدام.
5 - ظهور علامات عدم الاستقرار النفسي والجسمي بعد عملية الاستخدام.
6 - التحيز للأفكار الذاتية وعدم إعطاء فرصة للآخرين أو قبول أفكارهم.
7 - ظهور علامات الهستيريا السمعية والبصرية على بعض المستخدمين بعد نهاية عملية الاستخدام.
8 - مراجعة العيادات النفسية لغالبية المستخدمين من وقت إلى آخر.
9 - ظهور اضطرابات المعدة مما ينتج عنها عدم الاستقرار النفسي والجسمي.
10 - الشعور بالعظمة أثناء عملية الاستخدام وخصوصاً في بداية الاستخدام.
11 - عدم الاستقرار أو الاتزان الحركي للمستخدم وخصوصاً في منطقة الأطراف والفم.
12 - جحوظ العينين وقلة اللعاب بعد عملية الاستخدام والتي تصاحب المستخدم فترة زمنية مؤقتة.
13 - إهمال كل متطلبات الحياة أثناء الاستخدام.
هذه هي أهم النتائج التي توصلت إليها الدراسة والتي تدل علي ظهور سمة القلق لدى المستخدم للقات أكثر من غيره.
نلاحظ من الدراسات التي سبق ذكرها والتي تناولت القات وأثبتت أن استخدام القات له أثر من الناحية النفسية للمستخدم،أثبتت أن استخدام القات له أثر علي الصحة النفسية.
يتبع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/112)
ـ[أم سليم]ــــــــ[24 - 03 - 08, 07:09 ص]ـ
سئل الشيخ / عبد العزيز بن باز – رحمه الله
ما الحكم في القات والدخان الذين انتشرا بين بعض المسلمين، وما حكم صحبة من يتناول أحدهما أو كليهما؟ وماذا يجب على رائد الأسرة نحو ابنه أو أخيه إن كان يتعاطى شيئاً من هذين الصنفين؟
الجواب:
لا ريب في تحريم القات والدخان لمضارهما الكثيرة وتخديرهما في بعض الأحيان، وإسكارهما في بعض الأحيان، كما صرح بذلك الثقات العارفون بهما، وقد ألف العلماء في تحريمهما مؤلفات كثيرة، ومنهم شيخنا العلامة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي البلاد السعودية سابقاً – رحمه الله -.
فالواجب على كل مسلم تركهما والحذر منهما، ولا يجوز بيعهما ولا شراؤهما ولا التجارة فيهما، وثمنهما حرام وسحت، نسأل الله للمسلمين العافية منهما. ولا تجوز صحبة من يتناولهما أو غيرهما من أنواع المسكرات؛ لأن ذلك من أسباب وقوعه فيهما، والواجب على المسلم -أينما كان- صحبة الأخيار والحذر من صحبة الأشرار، وقد شبه النبي – صلى الله عليه وسلم – الجليس الصالح بحامل المسك وقال:" إما أن يحذيك وإما أن تبتاع منه وإما أن تجد منه ريحاً طيبة". وشبه الصاحب الخبيث بنافخ الكير وأنه إما أن يحرق ثيابك وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة انظر ما رواه البخاري (2101) ومسلم (2628)، وقد قال – صلى الله عليه وسلم -: " المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل " رواه الترمذي (2378) وأبو داود (4833) من حديث أبي هريرة-رضي الله عنه-والواجب على رب الأسرة أن يأخذ على يد من يتعاطى شيئاً من هذه الأمور المنكرة ويمنعه ولو بالضرب والتأديب أو إخراجه من البيت حتى يتوب، وقد قال الله –سبحانه -:" فاتقوا الله ما استطعتم" [التغابن:16] وقال – عز وجل-:" ومن يتق الله يجعل له من أمره يسرا " [الطلاق:4] أصلح الله أحوال المسلمين ووفقهم لكل ما فيه صلاحهم وصلاح أسرهم، إنه خير مسؤول.
[سلسلة كتاب الدعوة (2) فتاوى الشيخ / عبد العزيز بن باز – رحمه الله – الجزء (2) ص (257)].
يتبع
ـ[أبو عبد الرحمن البعداني]ــــــــ[24 - 03 - 08, 07:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فربما كان نقل الأخت أم سليم عن نبات آخر وليس عن القات الذي نراه في أرضنا اليمن خاصة وصفه الغريب الذي فيه أن أشجاره ربما بلغ طولها 25مترا، وطول وعرض الأوراق! لذا أرجو التأكد من هذا النبات الذي ذكرتموه هل هو القات؟ وإن كان شيئا آخر فأرجو إفادتنا عن اسمه وفقكم الله تعالى
ـ[أم سليم]ــــــــ[24 - 03 - 08, 07:19 ص]ـ
هل تريد الإقلاع عن القات؟
إن العديد من مدمني القات يحاولون الإقلاع عن تعاطيه ولكنهم لا يجدون الوسيلة الصحيحة التي بإتباعها يمكنهم التخلص من هذه العادة السيئة، وفيما يلي بعض الأمور التي إذا اتبعها المتعاطي ستساعده في التخلص من إدمانه:
1. إخلاص النية لله وأن يكون القصد من الإقلاع عن تخزين القات هو التقرب إلى الله عز وجل بترك ما حرم.
2. صدق العزيمة فإن من تسلح بها تمكن من اجتياز المصاعب.
3. الاستعانة بالأطباء وأهل العلم الثقات في قطع هذه العادة السيئة والعمل بإرشاداتهم.
4. أن يعلن أنه عزم على ترك القات وأنه من المستحيل أن يعود إليه مرة أخرى.
5. أن يترك تلك الأماكن التي كان يتعاطى فيها القات.
6. الصبر وعدم الانزعاج من الضيق والآلام التي سيشعر بها في بداية تركه للقات وعليه أن يستعين عليها بالله تعالى.
7. أن يتذكر أنه ليس في القات حل للمشاكل ولا تخفيف للآلام كما يزعم بعض الناس بل إنه يزيد المشاكل والهموم وهو مرض وليس علاجاً.
8. شغل وقت الفراغ بما هو مفيد من مزاولة الرياضة والترفيه المباح والخروج للنزهة مع الأهل والأصدقاء والقيام بصلة الأرحام وبعض الواجبات التي يفضلها.
9. التفكير باستمرار في بناء مستقبل زاهر لك ولأبنائك والتخطيط له يجعلك تمتنع عن عادة التعاطي.
10. مجالسة الأخيار والصالحين والبعيدين عن هذه الآفة من الزملاء والمعارف.
11. إعادة النظر في ما ينفقه المتعاطي من مال ووقت على حساب نفسه وأسرته، والتركيز على بذله في تعليم أبنائه وتحسين مستواهم المعيشي (الصحي والسكني)، فالمرء مسؤول عن ماله من أين أكتسبه وفيم أنفقه وكذلك عن شبابه فيم أبلاه وعن عمره فيم أفناه، وتقيداً بقوله صلى الله عليه وسلم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته.
ختاما ما ذكرته سابقا ليس لي فضل فيه فقد قمت بقراءته وجمعه وتنسيقه ليس إلا ....
فما أنا إلا ناقلة لعل الله ينفعكم به
ـ[أم سليم]ــــــــ[24 - 03 - 08, 07:27 ص]ـ
الفاضل أبو عبد الرحمن البعداني:
بل هو القات أيها الفاضل وما أوردته تثبت منه قبل إيراده
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[24 - 03 - 08, 02:09 م]ـ
ذكر لى احد الاخوة وهو من طلاب العلم فى اليمن ان الشيخ مقبل رحمه الله كان يقول فى القات:
انما القات حشيش اخضر - لا يأكله الا البقر
رحم الله الشيخ رحمه واسعه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/113)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[24 - 03 - 08, 02:23 م]ـ
اعتقد ان ما اشارت اليه الاخت ام سليم فى طول شجرة القات .. هو كما جاء فى التقرير ليس فى اليمن وحدها ... جاء فى التقرير (وينتشر القات على نطاق واسع في كل من الصومال وجيبوتي وأرتيريا وأثيوبيا وكينيا وتنزانيا وأوغندا وجنوب أفريقيا واليمن، كما وجد القات في أفغانستان وتركستان.)
اى ربما كان طول الشجرة هناك 25 مترا اذا لم تقلم ...
والله اعلم
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[24 - 03 - 08, 06:00 م]ـ
خلال إنسجامنا بالعرض الرائع لأختنا ام سليم دخل اخونا عبد الرحمن مشككا بما نفهم منه ان هذه الأعراض التى ذكرتها اختنا ليست للقات وتركنا وانصرف فهلا حدثتنا عن القات فى اليمن واعراضه من وجهة نظرك وتكون مدعمة علميا كما فعلت اختنا حفظها الله
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[24 - 03 - 08, 06:04 م]ـ
أختنا ام سليم حفظك الله
نقلتى فتاوى اللجنة الدائمة وهى كافية طبعا لأى طالب علم ولكن نحب أن نعرف فتاوى علماء اليمن فهم يرون الصورة بوضوح وقد قيل (ليس الخبر كالمعاينة)
زادك الله علما وفضلا اختى الكريمة
ـ[أم سليم]ــــــــ[26 - 03 - 08, 12:50 ص]ـ
يقول المفكر اليمني محمد محمود الزبيري تعليقا على ما قام في عدن من مطالبة بعض الناس بعودة القات " ولكن هذا القانون الوضعي إذا كان من الممكن أن تلغيه إرادة الجماهير فإن القوانين السماوية التي لا سلطان للناس عليها فأين يكون المهرب إذا حالَ القانون السماوي دون المتعة الكاملة بساعات القات. إن ساعات القات تمتد كما أسلفنا من بعد الظهر إلى الليل وفي هذه تمر مواقيت الصلاة الأربع الظهر والعصر والمغرب والعشاء، والجلسة التي تعود الناس عليها عند مضغ القات يغلب عليها الاستسلام المطلق للنشوة والرغبة في مواصلة القعود والاسترخاء بدون أن يتخللها أي نشاط حتى النشاط الخفيف الذي يتطلبه أداء الصلاة، إن الشعب اليمني لايستطيع أن يلغي قانون السماء لكنه يستطيع أن ينتقل من مذهب إلى آخر وقد وجد اليمنيون مأربهم في المذهب الزيدي الذي يسود المناطق الجبلية العليا والذي يجيز بعض أئمته الجمع بين صلاتي الظهر والعصر فيقدمونها قبل جلسة القات والمغرب و العشاء فيؤخرونها إلى أي ساعة يشاءون من ساعات الليل وبذلك استطاعت إرادة الإنسان أن تلغي قانون الأرض في عدن، وأن تتحايل على قانون السماء في صنعاء و تعز و غيرهما وكل ذلك إذعانا لسلطان الشجرة اليمنية العاتية. القات في حياة اليمن ص 39
وأقدم من ألف في القات ومنعه وحكم بتحريمه العلامة اليمني حمزة بن علي الناشري المتوفى سنة 926 الذي يرى تحريمه، كما حكم الحرازي أبو بكر بن إبراهيم المقري بتحريمه بناء على تجربة مباشرة له ونقل عن بعض شيوخه قال: حدثني عبد الله بن يوسف المقري عن العلامة يوسف بن يونس المقري أنه كان يقول ظهر القات في زمن فقهاء لا يجسرون على تحريم ولاتحليل ولو ظهر في زمن الفقهاء المتقدمين لحرموه مرجع سابق ص 79
وممن حكم بتحريمه الإمام الزيدي شرف الدين يحيى المتوفى سنة 965وألف رسالة في تحريمه بعنوان (الرسالة المانعة من استعمال المحرمات الجامعة في علة التحريم بين الحشيشة والقات وغيرهما من المسكرات)
وقد ألف العلامة ابن حجر الهيتمي المكي رسالة بعنوان " تحذير التقات من أكل الكفتة والقات " ورغم أنه وكما يقول الأديب الحبشي لم يجزم بتحريمه إلا أنه لم يقل بالتوفيق، وكما يبدو من عنوان رسالته ميله إلى منع تعاطيه، ثم هو وكما نقل عنه الحبشي استشكل أمره على أثر تباين أقوال متعاطيه و اختلاف وجهاتهم بين قائل بتخديره وقائل بأنه لا يؤثر على الجسم فينتج عن ذلك كله أن لا طريق لنا إلى العلم بحقيقته إلا مجرد الخبر المتواتر عن متعاطيه بما يجدونه منه، ولم يتم لما علمت من الخلاف والاختلاف، إذ القائلون بالحِل ناقلون عن عدد متواتر أنه لا ضرر فيه بوجه، والقائلون بالحرمة ناقلون عن عدد متواتر أن فيه آفات ومفاسد منها أنه مخدر ومغيب ومسكر ومطرب، فأحد الخبرين كاذب قطعا مع رعاية العموم سلبا وإثباتا (قلت ومن هنا يظهر سبب توقف ابن حجر - يرحمه الله- عن الحكم لعدم ثبوت ضرره عنده فلو ثبت ضرره لحكم بتحريمه) و قد ثبت لنا بالتواتر ضرره فهو من هذا الباب أقرب منه للحرام منه للحلال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/114)
ويبين الشيخ عبدالقادر شيبة الحمد المدرس بالمسجد النبوي - يرحمه الله - بعد أن استعرض بعض المعلومات الأساسية عن تأثيرات القات نقلا عن ابن حجر الهيتمي قوله في القات: قال ابن حجر: ومنها أن جميع الخصال المذمومة التي ذكروها في الحشيشة موجود في القات مع زيادة حصول الضرر فيما به قوام الصحة وصلاح الجسد من إفساد شهوة الغذاء والباه والنسل وزيادة التهالك عليه الموجب لإتلاف المال الكثير الموجب للسرف، ومنها أنه إن ظن أن فيه نفعا فهو لا يقابل ضرره " قال الشيخ شيبة الحمد: وبهذا يثبت أن الشريعة الإسلامية تحرم القات تحريما قاطعا وتقرر تعزير زارعه و بائعه ومروجه ومتعاطيه. القات (تهامة للنشر) ص 308
ويقررالشيخ عبدالله العبدالرحمن الغديان عضو هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية بعد أن استعرض آراء عدد من الاختصاصين في موضوع القات ويقول: بناء على ما سمعناه من المضار و ما ذكر من المنافع وكذلك ما سمعه الحاضرون أيضا، وما أشرت إليه من الآثار السابقة فإن مضاره أكثر من منافعه، وما كان كذلك وجب منع زراعته وبيعه ونقله واستعماله، وما كان فيه من المنافع فقد أهدرها الشارع كما أهدر المنافع القليلة في الخمرة على ما سبق بيانه من الأدلة، والقات باعتبار آثاره السيئة الراجحة على منافعه يندرج تحت قاعدة تحريم الخمر وقاعدة تحريم الخبائث وقاعدة تحريم الضرر، وهذا بالإضافة إلى ما جاء فيه من دليل يدخل في عمومه وهو نهيه صلى الله عليه وسلم عن كل مسكر ومفتر " المرجع السابق ص 315
وعقد العلامة محمد بن سالم البيحاني في كتابه النفيس " إصلاح المجتمع " فصلا عن القات قال فيه:وهنا أجد مناسبة، وفرصة سانحة للحديث عن القات والتنباك، و هما من المصائب والأمراض الاجتماعية الفتاكة، وإن لم يكونا من المسكر، فضررهما قريب من ضرر الخمر والميسر، لما فيهما من ضياع المال، وذهاب الأوقات، والجناية على الصحة، وبهما يقع التشاغل عن الصلاة وكثير من الواجبات المهمة، ولقائل أن يقول هذا شيء سكت الله عنه، ولم يثبت على تحريمه والامتناع عنه أي دليل، وإنما الحلال ما أحله الله والحرام ما حرمه الله، قال جل ذكره [هو الذي خلق لكم ما في الأرض جميعا] البقرة29
وقال تعالى [قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا أو لحم خنزير] الأنعام 145، وصواب ما يقول المدافع عن القات والتنباك لكنه مغالط في الأدلة، ومتغافل عن العمومات الدالة على وجوب الاحتفاظ بالمصالح وحرمة الخبائث، والوقوع في شيء من المفاسد، ومعلوم من أمر القات أنه يؤثر على الصحة البدنية فيحطم الأضراس ويهيج الباسور، و يفسد المعدة ويضعف شهية الأكل، ويدر السلاس وهو الودي وربما أهلك الصلب، و أضعف المني و أظهر الهزال وسبب القبض المزمن، ومرض الكلى، وأولاد صاحب القات غالبا يخرجون ضعاف البنية، صغار الجسم قصار القامة، قليل دمهم، مصابين بأمراض خبيثة. و هذا ما يبذل أهله فيه من الأثمان الغالية المحتاج إليها، ولو أنهم صرفوها في الأغذية الطيبة، وتربية أولادهم وتصدقوا بها في سبيل الله لكان خيرا لهم. وإنهم ليجتمعون على أكله من منتصف النهار إلى غروب الشمس، وربما استمر الاجتماع إلى منتصف الليل يأكلون الشجر, ويفرون أعراض الغائبين، ويخوضون في كل باطل، ويتكلمون فيما لا يعنيهم، ويزعم بعضهم أنه يستعين به على قيام الليل، وأنه قوت الصالحين، ويقولون جاء به الخضر من جبل قاف للملك ذي القرنين، ويروون فيه من الحكايات و الأقاصيص شيئا كثيرا
(إصلاح المجتمع)
ـ[أم سليم]ــــــــ[26 - 03 - 08, 01:01 ص]ـ
أصدر العلامة الشيخ سالم عبدالله باقطيان خطيب جامع الشهداء بالمكلا فتوى شرعية تحرم تعاطي القات، وذلك في معرض رده على سؤال عن حكم القات في الشريعة الإسلامية وتضمنت إجابة الشيخ باقطيان التأكيد أن القات شجرة معروفة في مجتمعنا اليمني.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/115)
يقول عنها الخبراء تحتوي على مادة (نوريسيدوا إفدرين) ومادة (الكاتين) المتشابهتين في تأثيرهما لمادة (الأمفيتامينات) التي تعمل على تنشيط الجهاز العصبي عند الإنسان، حيث يشعر متعاطي القات بنشوة هائلة واسترخاء تام، بسبب مفعول هذه المادة، حيث تكون الدورة الدموية عند أعلى مستوياتها، لكن بعد الانتهاء من تعاطي القات نجد مع أحد، والسبب في ذلك أن الجهاز العصبي مر بفترة إجهاد كبيرة أثناء التعاطي، أضف إلى ذلك أن الدورة الدموية وبعد أن كانت في أعلي مستوياتها أثناء التعاطي، تهبط إلى أدنى مستوى، وهو ما يتسبب في كل ذلك، الشيئ الذي لا يختلف فيه أثنان وهو أن التعاطي يخلف حالة من النشوة والتخدير ويجعل صاحبه في حالة شبه غير طبيعية.
وبناء على ذلك فقد قرر المؤتمر الإسلامي العربي في دورته الخامسة لسنة 1969م أن القات مخدر، ومضع أوراقه منبه، ويهيج الجهاز العصبي و المركزي. كما قررت منظمة الصحة العالمية إدراج القات في سنة 1973م ضمن قائمة المواد المخدرة، بعد إجراء أبحاث عليه لمدة ستة سنوات وقد اختلف العلماء في القديم والحديث في الحكم الشرعي للقات، والراجح من أقوال أهل العلم أن القات محرم شرعاً، للأسباب الاتية:
أولاً: ثبوت ضرورة البين في الأبدان والعقول والأديان والمجتمعات ونحو ذلك، ومعلوم في الشرع أن ما زاد ضرره على نفعه فهو حرام لقوله تعالى: (يسئلونك عن ن الخمر والميسر قل فيهما اثم كبير ومنافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما) البقرة219
فحرم الخمر والميسر مع ما فيهما من النفع لما اشتملا عليه من الإثم الكبير الذي تربو مفسدته على مفسدة فوات ما فيهما من المنافع، ولقوله تعالى في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: (يحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث) الأعراف:107
ومعلوم أن ما زاد ضرره على نفعه معدود في الخبائث دون الطيبات. ولقوله صلى الله عليه وسلم: (لا ضرر ولا ضرار) رواه مالك في الموطأ ملاسلاً، ورواه الحاكم والبيهقي والدار قطني من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، وأخرجه أن ماجه من حديث أبن عباس وعبادة بن الصامت؛ فهذا الحديث فيه نفي للضرر وهو متضمن نهياً والنهي عند جمهور الأصوليين يقتضي التحريم فالضرر ولو كان إضرار لشخص لنفسه.
ثانيا: ثبوت التحذير فيه - كما مرّ آنفاً- وقد روى الإمام أحمد وأبو داود عن أم سلمه قالت: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن كل مسكر ومفتر .. قال المناوي: رمز له السيوطي بالصحة وهو كذلك.
فقد قال الزين العراقي: إسناده صحيح قال العلماء: المفتر كل ما يدرك الضرر في البدن، والخدر في الأطراف.
ثالثاً: نظراً لما يحدثه القات من أضرار صحية بالغة، فإن المتعاطي له بعد علمه باضراره يعتبر قاتلا ً لنفسه قتلا ً بطيئا، والله عز وجل يقول:" ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيماً" النساء:29.
رابعاً: ما يحدثه القات من أضرار اقتصادية، وإذهاب المرء ماله في شراء القات وما يلحقها من أضرار اقتصادية، داخل في الإسراف المذموم المنهي عنه بقوله تعالى:" ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين" الأنعام:141، ولقوله تعالى لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم: (ولا تبذر تبذيرا إن المبذرين كانوا إخوان الشياطين وكان الشيطان لربه كفوراً) الإسراء 26 - 27.
خامساً: مايفعله بعض المخزنين من ترك أطفالهم وأسرهم في ضيق وحاجة شديدة لصرفهم المال الذي بأيديهم لشراء القات إثم كبير، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كفى بالمرء إثماً أن يضيع من يقوت). رواه أحمد وأبو داود وصححه الحاكم وأقره الذهبي من حديث عبدالله ابن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
سادساً: كون القات يشغل صاحبه عن أداء الصلوات وكثير من الواجبات، وهذه إحدى العلل التي ذكرها القرآن لتحريم الخمر والميسر فقال تعالى: (إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء في الخمر والميسر ويصدكم عن ذكر الله وعن الصلوة فهل أنتم منتهون) المائدة91. وممن أفتى بتحريم القات من علماء المسلمين قديماً: الفقية العلامة/ أبو بكر إبراهيم المقري الحرازي الشافعي، وإمام الزيدية الإمام يحيى شرف الدين بن شمس الدين المتوفى سنة 965هـ، والفقيه إبراهيم العراقي والفقية أحمد بن أبراهيم المقرئ والفقية العلامة حمزة الناشري. ومن المعاصرين الشيخ محمد بن سالم البيحاني و الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ مفتي السعودية والشيخ الدكتور يوسف القرضاوي والشيخ عبدالعزيز بن باز والشيخ الدكتور مناع خليل القطان والشيخ عبدالمجيد الزنداني، وغيرهم.
وقد أعلن المؤتمر الإسلامي العالمي لمكافحة المسكرات والمخدرات الذي انعقد بالمدينة النبوية في 27 - 30/ 5/1402هـ، تحت رعاية الجامعة الإسلامية: أن القات من المخدرات المحرمة شرعاً، لذلك يوصي الدول الإسلامية بالعقوبة الإسلامية الشرعية الرادعة على من يزرع أو يروج أو يتناول هذا النبات الخبيث.
هذا وقد أيد الفتوى عدد من العلماء الأفاضل في محافظة حضرموت يتقدمهم العلامة السيد علي بن محمد مديحج
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/116)
ـ[أم سليم]ــــــــ[26 - 03 - 08, 01:20 ص]ـ
الفتوى السابقة وردت في موقع مديرية المكلا وهي بتاريخ السبت 12/ 1/2008
وأخيرا ............ القات والشعر
تداول الشعراء كعادتهم موضوع القات بين مؤيد ومعارض، وقد جمعنا ما قيل في القات من شعراء يمنيين وغيرهم مما يبين أضراره ومخاطره، وضربنا صفحا عن ما قيل مؤيدا لأنه إنما يخدم جهات مستفيدة و لا يعبر عن المصلحة العامة، من ذلك عدد من القصائد المعبرة وهي من غير ترتيب:
قصيدة القاضي علي بن يحيى الإرياني
تولعتمُ بالقات والقات قاتلُ
وفي حذف حرف اللام منه دلائل
وكم قد رأينا من رجالٍ تولعوا
فقد ثكلتهم بعد ذاك الثواكل
إضاعة مالٍ ثم فقرٌ وفاقةٌ
و يبسٌ يضر الجسمَ والجسم ناحلُ
و ما هو إلا الضر من غير شبهة
ويقطع بالإكثار منه التناسل
ومنه يزول العقل من غير مرية
ومنه السهاد الأعظم المتطاول
وكم فيه من داء عظيم و إنما
لأجل التداوي بعضه يُتناول
قليلا لإذهاب البخار و إنه
يضرك أحيانا وتلك قلائل
ولكنه من بعد يورث غمة
على القلب منه الكرب لاشك نازل
فلا تكثروا من أكله يا أحبتي
وقد يقبل النصح الرجال الأفاضل
و قدْرُ الذي يعطي المريض تداويا
ثلاثا من الربط الذي يتفاضل
يكون ملان الكف دون زيادةٍ
وقدْرالذي يعطىالصحيح الحلاحل
إلى ربطة ٍوالخير في نصف ربطة
فهذا الذي أوما إليه الأوائل
ومن رام قولا غير هذا فإنني
أحاكمه يوما بما هو قائل
* * * * *
ومنها قصيدة الأديب السوري قسطنطين يني الذي زار اليمن إبان عهد الإمامية بصحبة أمين الريحاني
القات فيه عِجاب ... كما يقول الصحابُ
درّتْ به الشاة لما ... أن طاردتها الذئاب
ذاقته فاستعذبته ... وسال منها اللعاب
أمسى يجمع منه ... حتى تملى الجراب
مشى يحدث عنه ... وفي الحديث الصواب
فصدقوه و ذاقوه ... مثله واستطابوا
ما نفعه أنبئوني ... هل عند شخصٍ جواب
جربته و اختباري ... يجدي به الإسهاب
تنتاب جسم الفتى قشـ ... ــعريرة والتهاب
وفيه يفعل ما لا ... يقوىعليه الشراب
والصدرفيه من الوخـ ... ـــز والعذاب خراب
و النسل يضعف منه ... ما في كلامي ارتياب
لا نفع في القات لكن ... فيه الشقا و العذاب
و تزهق النفس منه ... و القلب والأعصاب
والجفن يذبل حتى ... يغشى العيون سحاب
وسوء هضم و قبض ... منه يغيب الصواب
و الرأس يثقل وطئا ... و بالدوار يصاب
و يعتري بعد هذا الـ ... ــمفاصل الاضطراب
بالبن عنه استعيضوا ... فالبن منه اكتساب
وسوقه رابحٌ في الدنيـ ... نيا عليه طلاب
هذا نتيجة خبري ... ما في كلامي ارتياب
ستدركون بياني ... متى أميط النقاب
في تركه آل ودي ... أجرٌ لكم وثواب
لم يبق أرخت ريبا ... للقات للقتل باب
* * * * *
قصيدة علي بن يحيى الإرياني توفي سنة 1358هـ:
ألا إن بعض القات أوله سُكْرُ ... و آخره حُزْن كما تفعل الخمرُ
على أن هذا أصل كل مضرة ... وتلك بها نفع كما نطق الذكر
ولكنه غطى على النفع إثمه ... فحرمها رب الورى من له الأمر
وماالبعض منه مسكر فجميعه ... حرام كما قد قره السادة الطهر
فما لكم يا قومنا قد جهلتم ... و لم تعلموا أن الولوع به خسر
وها قد علمتم أن منه مخدرا ... لبعض بني الإنسان فاتضح الوزر
فلو قلتم الأصل الإباحة عندنا ... ولم يأت عن خير الأنام به حظر
لقلنا نعم لكنما الشرع قد أتى ... بتحريم ما فيه لآكله الضر
وقد جاء في جلب المصالح ضامنا ... كما جاء في درء المفاسد فاسَتقْروا
وكم في تعاطي القات ذامن مفاسد ... مبينة عظمى يضيق بها الصدر
فكم من غني مذ غدا مولعا به ... لقد مسه من بعد إيساره العسر
كذلك كم ألهى امرأ عن صلاته ... فلولاه لم تُترك بأرضكم العصر
وكم من أناس لازموه فأصبحوا ... لإكثارهم منه ومثواهم القبر
ولو قلتم لوكان حظرا لما غدا ... له آكلا من قومنا سادة زهر
لقلنا اجتهاد ذاك قد أخطأوا به ... وليسوا بمعصومين في شرعنا فادروا
ولم يُجمعواحتى يكون اجتماعهم ... لكم حجة تنجي إذا جاءنا النشر
وكيف وذا بعض الأئمة قبلهم ... غدا آمرا في قلعه إذ بدا الشر
وقد قلعوا إذ أصدرالأمرغرسه ... ولو لم يحرمه لما صدر الأمر
ولو علم الباقون أضراره لما ... أباحوا الذي في بعض أنواعه سكْر
ولو قلتم أضراره لم يقل به ... سوى من يعاني الطب من قوله نكر
ألا فاقبلوامني النصيحة فاقلعوا ... عن القات إن القات يا قومنا شر
* * * * *
وروى الشيخ العلامة محمد سالم البيحاني في كتابه الشهير إصلاح المجتمع هذه الأبيات ولم يعزوها ولعلها له:
إن رمت أن تعرف آفة الآفات ... فانظر إلى إدمان مضغ القات
القات قتل للمواهب والقوى ... ومولِّد للهم و الحسرات
ما القات إلا فكرة مسمومة ... ترمي النفوس بأبشع النكبات
ينساب في الأحشاء داء فاتكا ... و يعرِّض الأعصاب للصدمات
يذر العقول تتيه في أوهامها ... ويذيقها كأس الشقاء العاتي
ويميت في روح الشباب طموحه ... و يذيب كل عزيمة وثبات
يغتال عمر المرء مع أمواله ... و يريه ألوانا من النقمات
هو للإرادة والفتوة قاتل ... هو ماحق للأوجه النضرات
فإذا نظرت إلى وجوه هواته ... أبصرت فيها صفرة الأموات
* * * * *
ومما قيل بيتان للعلامة حمزة الناشري
ولاتأكلن القات رطبا ويابسا ... فذاك مضرٌ داؤه فيه أعضلا
فقد قال أعلام من العلماء ... إن هذا حرام للتضرر مأكلا
* * * * *
وأورد البيحاني في كتابه أبيات ولم يعزوها وقال: وصدق شاعرنا القديم:
عزمتُ على تركِ التناول للقات ... صيانة عرضي أن يضيع وأوقاتي
وقد كنت عن هذا المضر مدافعا ... زمانا طويلا رافعا فيه أصواتي
فلما تبينتُ المضرة وانجلت ... حقيقته بادرته بالمناواةِ
طبيعته اليُبْسُ المُلمُ ببرده ... أخا الموت كم أفنيتَ منا الكرامات
وقيمة شاري القات في أهل سوقه ... كقيمة مايدفعه من ثمن القات
وروى لأحد المصريين ولم يسمه، وهي قصيدة يهجو بها أهل القات من اليمنيين:
أسارى القات لا تبغوا على من ... يرى في القات طبا غير شافِ
وقد جاء في أحد قصائد الوالد سعيد بن سالمين بن جوفان:
وشلة القات لا ترقع ولا تنفع
الظهر والعصر قطعا مايصلونه
ليوكل القات مثل الذيب يتلوع
مكروه مكروه وأهله مايحبونه
حزمة القات ماحد منها يشبع
هذه مصيبة على الأمة يمصونه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/117)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[27 - 03 - 08, 05:23 ص]ـ
بوركتى اختى ام سليم ونفع بك ,,وجزيت خيرا ..
فعلا انتفعنا بما قدمتى,,, وفى ميزان حسناتك باذن الله
نتمنى ان ننتفع منك ومن اخواتنا بالملتقى بامور اخرى تفيدنا فى شرعنا ..
بارك الله فيك
ـ[النوفاني]ــــــــ[27 - 03 - 08, 11:04 ص]ـ
قالعة القات بالمرة بالصوم والحج والعمرة
فضيلة الشيخ القاضي محمد الصادق المراني - اليمن
أَحِبَّةَ القَلبِ فِي عِزٍّ وتَمكِينِ
يَا إِخْوَةَ الحقِّ والإسلامِ والدِّينِ
إِنِّي لأَرجُو وَمَا خَابَ الرَّجَاءُ بِكُم
أَن تَقبَلُوا كَرَماً نُصحِي وتَبْيِيْنِي
قَد يَغفُلُ المَرءُ بَينَ الحِينِ والحِينِ
وتَقْبَلُ النَّفسُ تَزْيِينَ الشَّيَاطِينِ
قَالَ الصِّحَابُ وَفِي أُذْنِي مَقَالَتُهُم
أَفصَحتَ يَا صَاحِ عَن شَكوَىَ المَلايِينِ
يَا لَيتَ فِتيَةَ قَومِي يَعلَمُونَ فَكَم
تُخفِي النُّعُومَةُ أَنيَابَ الثَّعَابِينِ
أَنيَابَ سُمٍّ ضَحَايَاهَا بَنُو يَمَنٍ
أَنيَابَ قَاتٍ وَتَكْيِيفٍ وَتَخزِينِ
القَاتُ فَاقِرَةٌ كُبرَى وَمَفْقَرَةٌ
وَالقَاتُ يَلْدَغُ فِي شَتَّى المَيَادِينِ
القَاتُ شَوَّهَنَا وَالكَيْفُ تَوَّهَنَا
وَالقَاتُ أَثْخَنَنَا مِنْ أََلْفِِ سِكِّينِ
وَالقَاتُ حَقَّاً هُوَ الشَّيطَانُ مِنْ شَجَرٍ
قَالَ الزُّبَيرِيُّ هَذَا القَولَ مِنْ حِينِ
قَد دَمَّرَ الزَّادَ وَالأَجْسَادَ فِي عَجَلٍ
ثُمَّ اغْتَذَى بِالرَّشَاوَى وَالسَّرَاطِينِ
جُلُّ الإِدَارَاتِ حَقُّ القَاتِ رِشْوَتُهُم
شِعَارُ أَكثَرِهِم: «بِالقَاتِ تَشْرِينِي»
قَد سَرْطَنَ الفَكَّ وَالبُلْعُومَ ثُمَّ مَضَى
أَيضَاً فَسَرْطَنَ فِي بَطْنٍ وَقُولُونِ
شَعبٌ يَئِنُّ غَدَا الأُردُنُّ مَقْصِدَهُ
وَالهِندُ وَالسِّندُ يَا لَلْهَولِ والْهُونِ
ضَاعَتْ مَلايِينُ فِي الإِسعَافِ مَا نَفَعَتْ
يَا وَيْحَ شَعبِي وَيَا وَيْحَ المَلايِينِ
غُوْلُ المُبِيْدَاتِ زَادَ القَاتَ غَائِلَةً
كَمْ مِن دَفِينٍ عَلَى آثَارِ مَدفُونِ
وَالغُوْلُ فِي القَاتِ مِثلُ الرُّوحِ فِي جَسَدٍ
لا قَاتَ فِي اليَمَنِ المَحزُونِ مِن دُونِ
حَتَّى اليَهُودُ تَنَادَوا يُتْحِفُونَ بِهِ
مَزَارِعَ القَاتِ مِن أَقْصَى فِلَسطِينِ
يَا ضَيْعَةَ الأَهلِ بَعْدَ القَاتِ عَنْ أَمَلٍ
فِي العِلْمِ فِي الأَكْلِ فِي دِفْءِ البَطَاطِينِ
قَد غَوَّرَ المَاءَ فِي بِئْرٍ وَفِي بَشَرٍ
ثُمَّ ارْتَوَى القَاتُ مِنْ دَمْعِ المَسَاكِينِ
مَاذَا سَتَشْرَبُ فِي صَنْعَاءَ بَعْدَ غَدٍ
عُصَارَةَ القَاتِ أَم تَجْلُو إلى الصِّينِ؟!
والنَّفسَ نَافَسَهَا المَأْوَى فَشَتَّتَهَا
دَاءُ الفِصَامِ وَوَسوَاسُ المَجَانِينِ
والأَرضَ لَم يَرْضَ حَتَّى ضَرَّ سَاحَتَهَا
فِي كُلِّ عَامٍ بِآلافِ الفَدَادِينِ
ونَكَّلَ القَاتُ بِالأَقوَاتِ مُكتَسِحَاً
زَرْعَ الحبُوبِ وَأَثْمَارَ البَسَاتِينِ
يَا لَيتَ شِعْرِي لَوِ الطَّاغُوتُ حَاصَرَنَا
هَل نُشْبِعُ الجُوعَ مِنْ قَاتٍ وَتَخْزِينِ!
تَرَى اليَمَانِينَ كَالأَشْبَاحِ شَاحِبَةً
لَهْفِي عَلَيكُم أَيَا شَعْبَ المَيَامِينِ
وَالقَاتُ يُفْتِي بِحَشْرِ القَاتِ فِي فَمِنَا
عِنْدَ الصَّلاةِ ... فَمَا قَوْلُ الأَسَاطِينِ؟!
فِي حِينِ تَختَلِفُ الفَتْوَى بِغَيرِْ هَوَىً
لَو كَانَ بِالخُبزِ لا بِالقَاتِ تَخْزِينِيْ
وَالخُبزُ أَشرَفُ مِن قَاتٍ أُخَزِّنُهُ
لَكِنَّهُ الكَيْفُ أُفْتِيهِ وَيُفْتِينِي
كَم يَفْتِكُ القَاتُ بِالأَوْقَاتِ يَقتُلُهَا
وَالوَعْدُ يُقْسِمُ إِنَّ القَاتَ يُلْغِينِي
حَتَّى المَسَاجِدُ تَبكِي وَهْيَ خَاوِيَةٌ
الهَجْرُ وَالجَمْعُ جَمْعُ القَاتِ يُبكِينِي
يَا زَارِعِي القَاتِ إِخوَانِي أُنَاشِدُكُم
وَبَائِعِي القَاتِ طُرَّاً دُونَ تَعيِينِ
يَا إِخوَةَ الدِّينِ هَل تَرضَى أُخُوَّتُكُم
بِغَايَةِ الضُّرِّ لِلإِخوَانِ فِي الدِّينِ؟!
وَالحَمدُ للهِ فَالأَرزَاقُ وَاسِعَةٌ
مَا أَضْيَقَ الرِّزقَ مِنْ جَيبِ المَغَابِينِ!
قَالُوا التَّغَاضِي هُوَ الأَولَى فَقُلتُ لَهُم
كَيفَ التَّغَاضِي عَلَى أَفعَالِ تِنِّينِ؟!
جُلُّ العِبَادِ بِأَرضِ اللهِ هِمَّتُهُم
عِندَ الثُّرَيَّا بِلا قَاتٍ وَتَخْزِينِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/118)
قَد حَارَبُوا القَاتَ فِي شَتَّى البِلادِ فَمَنْ
مَنْ يَا تُرَى فِي الوَرَى أَهدَى الفَرِيقَينِ؟
وَنَحنُ أَسْرَى خَيَالِ القَاتِ هِمَّتُنَا
أَن نُنتِجَ الوَهْمَ تَدشِينَاً بِتَدشِينِ
بِالقَاتِ بَعْثَرَةُ الطَّاقَاتِ دَونَ هُدَىً
مِثلُ الحَرَائِقِ طَاقَاتٌ بِلا صَوْنِ
يَا وَيْحَ كُلِّ أَخٍ لِلقَاتِ غَضْبَتُهُ
هَلاَّ غَضِبْتَ لإِهدَارِ المَلايِينِ؟!
فَهَل كَفَى إِخْوَةَ الإِيمَانِ مِنْ يَمَنٍ
مَا يَفعَلُ القَاتُ فِي الدُّنيَا وَفِي الدِّينِ؟!
القَاتُ أَوْصَدَنَا وَالقَاتُ صَفَّدَنَا
وَالقَاتُ جَمَّدَنَا طِيْنَاً عَلَى طِينِ!
تَصَوَّرُوا الحَالَ لَوْ كَانَ الرَّسُولُ هُنَا
وَالقَاتُ فِي النَّاسِ سُلطَانُ الدَّوَاوِينِ
وَالخَدُّ يَشْتَدُّ كَالبَالُونِ مُنتَفِخَاً
وَالفَكُّ مَا انْفَكَّ مِن دَقٍّ وَتَطْحِينِ
وَالمَرْءُ خَجْلانُ مِنْ نَشْرٍ وَمِنْ صُوَرٍ
هَل كُنتَ تَدخُلُ فِي سِلْكِ التَّخَازِينِ؟!
وَا حَسْرَتَاهُ عَلَى عِلْمٍ وَتَزْكِيَةٍ
إِن خَالَطَ القَاتُ ثُمَّ الكَيفُ هَذَينِ!
تَرْثِي الإِمَامَةُ فِي الإِسلامِ ذَا وَلَعٍ
مَنْ يَفْقِدُ الصَّبرَ فِي بَعضِ الأَحَايِينِ
يَا مُولَعَاً وَلَعَاً بِالقَاتِ مَعذِرَةً
مَا الشِّعرُ إِلاِّ صَدَى المَأْسَاةِ تَكوِينِي!
كُلُّ المُحِبِّينَ فِي الدُّنيَا بِأَجْمَعِهَا
مِمَّا جَنَى القَاتُ فِي غَمٍّ وَتَحْزِينِ
هَل نَبْلُغُ المَثَلَ الأَعْلَى وَنَحنُ عَلَى
مَا أَسَّسَ القَاتُ مِن وَهْنٍ وَتَوْهِينِ؟
دَع مَا يَرِيبُ إلى ما لا يَرِيبُ وَدَعْ
مَا يُحرِجُ المَرْءَ فِي عِرْضٍ وَفِي دِينِ
يَا لَيتَ أنَّ لَنَا مِن صَبرِْنَا مَدَدَاً
حَتَّى نُوَدِّعَ مَأْسَاةَ التَّخَازِينِ
إِيَّاكَ تَمْضَغُهُ لَهْواً وَتَجْرِبَةً
مَن جَرَّبَ السُّمَّ أَمْسَى فِي المَدَافِينِ!
والقَاتُ آفَتُهُ الإِدمَانُ رُبَّ أَخٍ
مِنْ مَرَّةٍ وَحْدَهَا ذَاقَ الأَمَرَّينِ!
فَاستَعْصِمُوا أَبَدَاً بِاللهِ يَعْصِمُكُم
بِالصَّومِ بِالحَجِّ فِي عَزْمٍ بِلا لِينِ
كَم عَادَةٍ طُوِيَتْ بِالصَّومِ حِينَ طَغَتْ
وَعُمْرَةٍ حَرَّرَتْ حُرَّاً مِنَ الدُّونِ
خُلاصَةُ القَولِ أَن تُصْغُوا لَنَاصِحِكُم
يَا إِخْوَةَ الحَقِّ وَالإِسلامِ وَالدِّينِ
كُفُّوا عَنِ القَاتِ وَالتَّخزِينِ وَاخْتَرِفُوا
يَا لَلتَّعَاسَةِ فِي قَاتٍ وَتَخزِينِ!
ـ[النوفاني]ــــــــ[27 - 03 - 08, 11:08 ص]ـ
الأخت الفاضلة أم سليم جزاكِ الله خيراً على هذه الفوائد،،،
ـ[النوفاني]ــــــــ[27 - 03 - 08, 11:12 ص]ـ
الأخ أبو عبد الرحمن البعداني،،،
بل هذا وصف القات كما نعرفه في اليمن، أما بالنسبة لطول الأشجار فهذا متفاوت بحسب النوع وإن كان القات اليمني لا يصل إلى هذا الطول إلا أنه في الحبشة يصل إلى هذا المستوى كما نقل ذلك الكثير ممن زار تلك البلاد،،،
وأما بقية الوصف فكلنا نعلم بأنه دقيق ... وفقك الله ورعاك
ـ[أبو عبد الرحمن البعداني]ــــــــ[27 - 03 - 08, 12:41 م]ـ
جزى الله خيرا الأخت أم سليم على هذا الجمع الطيب، وأنا معكم في جل ما قلتم، وإنما استغربت الوصف الطول ونحوه، وقد نبه الكرام أن هذا الطول موجود في بلاد الحبشة، أما أضرار القات فلا شك عندي في ذلك يبقى أيها الكرام أن الكلام عن أضرار القات هو جزء من حل مشكلة القات ولكنه ليس حلا للمشكلة، وكلنا شاهد تلك العبارة المكتوبة على علبة التدخين وفيها الدخان مضر بالصحة، ولكنها لم تمنع أغلب المدخنين عن الدخان، وكذلك القات نقده لن يمنع أغلب المخزنين عن أكله، وكم مرةً جلست في المجالس فذكرتُ للناس عندنا أضراره فكان الجميع يقول لي صدقتَ والقات في فمه!!
وقد التقيت من قرابة سنة ونصف بأحد الكرام يحضر الماجستير في لبنان عن القات وآثاره الاجتماعية، فكنت أسمعه يهجو القات ولا يقدم حلا عمليا لأكلته، ولذا في ظني أيها الكرام ممن شارك في هذه الصفحة المباركة أننا بحاجة إلى عصف ذهني [إن صح التعبير] نكتب فيه وسائل العلاج وسبل ترك القات، وأذكر أخيرا للتطريف أن أحد زملائي وهو طالب علم على خير كثير غير أنه ابتلي بالقات كتب قصيدة في ذم القات تقدم بها إلى جمعية أصدقاء بلا قات وفاز فيها بالجائزة الأولى علما أنه كتبها وهو يتناول القات إلى وقت متأخر من الليل!!!
ولي عودة بإذ الله تعالى لأذكر بعض الأفكار العملية في علاج القات، وقد قالوا الطبيب من يعالج الحمى لا من يهجوها
وفقكم الله ونفع بكم
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[28 - 03 - 08, 02:14 ص]ـ
بوركت اخى النوفانى على ما شاركت به ..
وجزيت خيرا البعدانى .. (ابتسامه).ونترقب عودتك ...
ونتمنى ان يزول هذا البلاء عن اراضى المسلمين ويشفى من ابتلو به ..
ولنا وقفه ان شاء الله ولكنى على عجله من امرى ...
وفقكم الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/119)
ـ[خالد سليم]ــــــــ[28 - 03 - 08, 03:21 ص]ـ
أتمنى أن تزول تلك العادة السيئة من كل بلاد المسلمين وبلاد غير المسلمين أيضاً
فهي خسارة للمال والصحة ولا خير فيها إلا إن كان خصائص دوائية يستخدمها الصياجلة والاطباء فقط
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[29 - 03 - 08, 01:53 م]ـ
القات ليس من المواد المُخدرة وأنا معاين الأمر بنفسي وأكبر دليل على ذلك أن من يخزن قات يخزن اليوم
ويقطعه غداً ولا يضره شيء .. !!
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[30 - 03 - 08, 12:49 ص]ـ
اخى ابو شهيد بارك الله فييك ...
وليس القات نوع واحد كما تعتقد اخى .. انما القات انواع وبعضه اشد من بعض ...
ويدل على ذلك ما ذكره الاخ المعلمى:
سمعت الشيخ مقبل بن هادي الوادعي في " دماج " يفتي بأن بعض أنواعه يصل إلى التحريم على إثر سؤال سأله أحد الحضور عن القات ..
اى ان منه الخطر ومنه ما دون لك ..
وفتاوى العلماء سبقت مشاركتك اخى ابا شهيد فانظرها غير مؤمور فهى بالاعلى (ابتسامه)
والله اعلم
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[21 - 04 - 08, 03:16 ص]ـ
ليسمح لي الإخوة أن أنقل رداً على كلام الأخت أم سليم
لكي نقرأ الموضوع من الجانبين ونخرج بنتيجة:
حكم الشريعة الإسلامية في القات (مفتي اليمن: القاضي محمد بن إسماعيل العمراني) يا إخوان لا تتسرعوا إذا كان مفتي اليمن الذي لا يخاف
في الله لومة لائم، ومعروف من هو القاضي العمراني؟ أتفقت عليه معظم المذاهب عندنا في اليمن ومدحه الشيخ مقبل الوادعي
س: ما حكم الشريعة الإسلامية الغراء في القات؟
جـ: لقد كثر التسائل في هذا العصر عن حكم تناول شجرة القات والحق الذي لا شك فيه هو أن تناول غصون هذه الشجره حلالاً لأن الأصل في جميع الأشياء هو الأباحه ومن ادعى تحريم أي شئ فعليه الدليل الصحيح الصريح الخالي عن المعارضه وإلا فالاصل هو الجواز ولا سيما وقد جاء في حديث ابي ثعلبه الخشني رضي الله عنه مرفوعاً إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال أن الله عز وجل فرض فرائضاً فلا تضيعوها وحد حدوداً فلا تعتدوها وسكت عن أشياء رحمة بكم فلا تتكلفوها. أخرجه الطبراني في الكبير وأبو نعيم في الحليه والبيهقي في السنن وهو حديث صحيح كما قال ابن القيم في أعلام الموقعين كما جاء في حديث أبي الدرداء عند الطبراني في الأوسط أن الله فرض فرايض فلا تضيعوها وحد حدوداً فلا تعتدوها وسكت عن كثير غير ساً فلا تتكلفوها رحمة بكم فأقبلوها (17)
وقد أحتج من يحاول القول بتحريم القات بحديث أم سلمه عند أبي داوود وهو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم (نهى عن كل مسكر ومفتر) (18) وهذا الأحتجاج مردود من وجهين: الوجه الأول: أن في سنده (شهر بن حوشب) الأشعري الشامي ومن اطلع على ما قاله علماء الجرح والتعديل وشراح كتب السنة النبوية وجامعيها من الحفاظ لا بد وأن يعرف أن شهر بن حوشب وإن كان قد وثقه جماعه كأحمد بن حنبل وابن امين والبخاري والترمذي وابو زرعه والعجلي ويعقوب ابن شيبه والفسوى (19) فقد جرجه من هم أكثر منهم عدداً وذلك كالدار قطني وموسى ابن هرون ومسلم وابو بكر والدولابي وابن عربي وابن عون وشعبة ويحيى بن سعيد وعباس ابن منصور وغيرهم من المتقدمين بل بالغ الصاغانى في موضوعاته الصغرى فعده من حملة الوضاعين كما أن من المضعفين لحديثه من المتأخرين السيوطي في اللآلي المصنوعه وابن طاهر الفتني في قانون الضعفاء وغيرهم كما ضعفه من المعاصرين الشيخ محمد ناصر الدين الألباني في الأحاديث الضعيفه والموضوعه وأثرها السئ في الأمة.
كما أن من جمع بين الجرح والتعديل من لحفاظ الذين ترجموه كانوا يقدمون التعديل ثم يعقبون التعديل بالجرح كأبي حاتم الذي قال في ترجمته شهراً (ليس بدون أبي الزبير ولا يحتج به) وكصالح بن محمد الذي قال مترجماً شهر بن حوشب المذكور (روى عنه الناس من اهل الكوفه ومن أهل البصره وأهل الشام ولم يوقف منه على كذب وكان يتنسك إلا أنه روى لم يشركه فيها أحد وهكذا ابن حجر في التقريب حيث قال في ترجمته صدوق كثير الارسال والأوهام (20)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/120)
والخلاصة ان من اطلع على ما قاله الحفاظ في هذا الراوي لا بد وأن يعرف أن الذي جرحوه أكثر من الذين وثقوه بكثير وإن عدد من وثقه (لا يتجاوز الثمانيه وأما عدد من جرحه هو أمَّا من جرحه فإن عددهم مثل عدد الموثقين مرتين وأكثر من المرتين واحد من تكلم عن هذا الراوي من المتأخرين ونقل ما قاله الحفاظ من الجرح والتعديل حول هذا الراوي هو العلامه الشهسواني مؤلف كتاب (صيانة الإنسان) (عن وسوسة الشيخ (حلان) الذي حشز جميع ما قيل في هذا الراوي من مدح أو قدح فليراجعه من يريد معرفة ما قيل عن هذا الراوي على جهة التفصيل ليعرف أن غالب الحفاظ قد جرحوه ومن جرحه غالب الحفاظ فحديثه ضعيف لأنه إذا تعارض الجرح والتعديل قدم الجرح على التعديل وان كثر المعدل فكيف وقد تعارض الجرح والتعديل في هذا الراوي وكان الجارحون أكثر من المعدلين بل مثلهم مرتين وأكثر من المرتين. ولا يقال أن الجرح المبهم لا يقبل وهؤلاء الذين حرجوا شهراً هذا لم يبينوا سبب الجرح بل اهملوه فلا يقبل قولهم لأنا نقول أن الذين ابهموا الجرح ليسوا كلهم بل إنما هم البعض من الجارحين أما البعض الآخر فقد بينوا سبب الجرح فيحمل الجرح المطلق على الجرح المقيد بذكر السبب المقيد بذكر السبب فممن جرحه وبين سبب الجرح أبو بكر حيث قال (كان شهر على بيت المال فأخذ منه دراهم فقال فيه القائل (لقد باع شهر دينه بخريطة فمن يأمن القرا بعدك يا شهر) وكذلك ممن جرحه وأوضح السبب عَبّاد بن منصور حيث قال حججت مع شهر بن حوشب فسرق عيبتي) كما في الميزان للذهبي وهكذا بين سبب الجرح صالح بن محمد حيث صرح بأن شهراً (روى أحاديث لم يشركه فيها أحد (ثم) أي فهو ممن يروى المناكير وقد قال الحفاظ أن حديث من كان منكر الحديث لا يحتج به كما بين السبب في حرجه أيضاً ابن حجر حيث وصفه بأنه كثير الإرسال والأوهام كما بين السبب ايضاً الألباني حيث وصفه بأنه كثير الخطأ وبناءً على ذلك فليس شهر بن حوشب عدلاً لكونه سرق بيت المال أو خان ولا ضابطاً لكونه كان كثير الأوهام والأرسال وكثير الخطأ ولكونه كان يروى المناكير ومن شرط الحديث الصحيح أن يكون الراوي له عدلاً ضابطً فمن لم يكن عدلاً فروايته مردوده وحديثه غير صحيح ومن كان غير ضابط فحديثه أيضاً غير صحيح أما هذا الراوي فقد اختل فيه الشرطين حيث جرحت عدالته وكثرت أخطاؤه وأوهامه، ولعلَّ الذين جرحوه جرحاً مطلقاً قد عرفوا أنه سرق أو خان أو كثر خطأه وأوهامه وإرساله وروايته للمناكير فأطلقوا الجرح ولم يبينوا اعتماداً على من كان قد بين اسباب الجرح وذلك كما روى عن الدار قطني وعن النسائي وعن أبن عدي أنهم قالوا عنه (ليس بالقوي) وعن ابن عون أنه قال عن شهر ابن حوشب) هذا (نزكوه نزكوه) أي عابوه وطعنوا فيه وعن مسلم أنه قال اخذته السنة الناس وعن شعبه أنه قال (اخذته السنة الناس) وعن شعبه ان قال (لقيت شهراً فلم اعتد به) أي أنهم لم يطعنوا فيه ويعيبوه ويتكلمو فيه ويضعفوه ويصفوه بعدم القوه وغير ذلك مما قيل عنه إلا لكونه يروي المناكير وأنه كثير الأوهام أي الأغلاط وأنه يكثر الخطا زيادة على ما روى عنه من سرقة بيت المال ولا يقال قد روى له مسلم في صحيحه فاصبح من رجال الصحيح لأنا نقول لم يروى له مسلم حديثا انفرد بروايته حتى يكون من رجال الصحيح وإنما روى له في المتابعات فقط وكيف يصح أن يعد من رجال الصحيح وتقبل روايته وهو الذي قال لما قتل ابن آدم اخاه مكث آدم مأة سنه لا يضحك ثم انشأ يقول:
تغيرت الأرض ومن عليها فوجه الأرض مغبر قبيح
تغير كل ذي طعم ولون وكل بشاشة الوجه المليح
ولا يقال قد حسن الشوكاني هذا الحديث في رسالته البحث المسفر في تحريم كل مسكر ومفتر
لأن نقول أنه إنما حسنه لكون أبي داود أخرجه وسكت عنه ويكون شهر بن حوشب قد وثقه أحمد وابن معين وصحح الترمذي حديثه في جامعه ولو بحث عما قاله مسلم في صحيحه والنووي في شرح صحيح مسلم والدار قطني في سننه والمنذري في آخر الترغيب والترهيب والذهبي في الميزان والصاغاني في موضوعاته الصغرى وابن طاهر الفتني في قانون الضعفاء وابن حجر في التقريب والخزرجي في الخلاصه وعما قاله غيرهم لعرف أن الكثير من الحفاظ قد جرحوه وعلى رأسهم مسلم والدار قطني وموسى بن هرون وابن عون وشعبه والنسائي وابن عدى وابو بكير والدولابي ويحي بن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/121)
سعيد وعبَّاد ابن منصور وابو حاتم وصالح بن محمد وبن حجر والسيوطي وابن طاهر وغيرهم.
ولا يقال قد ذكر هذا الحديث السيوطي في الجامع الصغير ورمز له بحرف الصاد الدال على الصحة لأنا نقول لا عبرة برموزات الجامع الصحيح فهي غير صحيحه كما قال الحفاظ الذي درسوا احاديث الجامع الصغير واطلعوا على رموزاته كيف وقد ذكر في جامعه هذا بعض احاديث ورمز لها بالرمز الدال على الصحة وليست بصحيحة ولا حسنه ولا ضعيفة بل موضوعه وذلك مثل حديث صلاه بعمامه تعدل خمسة وعشرين صلاة بلا عمامه وجمعه بعمامه تعدل سبعين جمعة بلا عمامه فقد رمز له بالرمز الدال على الصحة مع انه من الأحاديث التي لا أصل لها أو من الأحاديث الموضوعه كما نص على ذلك ابن حجر في لسان الميزان والسخاوي في المقاصد وابن عراق في تنزيه الشريعه والمناوي في الفيض والدبيع في التميز والقاري في الأسرار وفي المصنوع والعجلوني في الكشف والزرقاني في مختصر المقاصد والشوكاني في الفوائد المجموعه والحوت في اسنى المطالب والقاوقجي في اللؤلؤ المرصوع والشقيري في السنن والمبتدعات والألباني في ضعيف الجامع الصغير وفي الأحاديث الضعيفة والموضوعه والغماري في المغير وغيرهم من المحدثين (21) فهل يصح بعد هذا الاحتجاج على صحة حديث لكونه من أحاديث الجامع الصغير التي رمز لها بعدم الصحة وهذا الكلام كله بالنسبة إلى قوله (ومفتر) حيث أن الحديث في سنده هذا الراوي الضعيف ولم يوجد له شاهد يدل على ما دلت عليه هذه الكلمة وهي قوله (ومفتر) أماب بالنسبة إلى أول الحديث وهوق وله (نهى عن كل مسكر) فهو صحيح لا لذاته بل شواهده الكثيره الصحيحه الداله على تحريم كل مسكر فهذا الحديث قد دل على حكمين الحكم الأول تحريم كل مسكر وهذا الحكم قد دلت عليه عدة أحاديث صحيحه فتكون هذه الأحاديث الصحيحه شاهده للنهي عن كل مسكر ويكون هذا الحديث بالنسبه إلى هذه الحمله من الأحاديث الصحيحه لغيرها أي لكثرة شواهدها والحكم الثاني هو النهي عن كل مفتر وهذه الجملة لم يرد لها شاهد في كتب الحديث فيبقى الحديث بالنسبة إلى هذه الجمله الأخيرةمن قسم الضعيف ولهذا وجدنا الحافظ الألباني عند ان جمع الأحاديث الصحيحه والحسنى التي في الجامع الصغير وزيادته في كتاب منفرد وسماه (صحيح الجامع الصغير وزيادته) وجمع الأحاديث الضعيفه والموضوعه في هذا الجامع الصغير وفي زياده في كتاب منفرد سماه (ضعيف الجامع الصغير وزيادته) لا حظ ما قلته انفاً حيث حذف لفظة (ومفتر) في هذا الحديث عند ذكره في كتاب (صحيح الجامع الصغير وزيادته. واكتفى بذكر اول الحديث وهو (نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن كل مسكر) وعمل نقطاً في المحل الذي فيه الجملة الأخيره وهو قوله (ومفتر) أي على هكذا وذلك لكون النهي عن كل مسكر له شواهد صحيحه في كتب السنه النبوية على صاحبها وعلى آله افضل الصلاة والسلام فلا يضره كون (شهر بن حوشب) في سنده فالحديث هذا بالنسبه إلى الحمله الأولى صحيح لغيره ولهذا عدها من جملة الأحاديث الصحيحه التي تضمنها الكتاب الذي افرد فيه الصحيحه والحسنه من احاديث الجامع الصغير وزيادته وصرح بقوله عقب ذكره الجملة الأولى (صحيح) اما في كتابه الثاني (ضعيف الجامع الصغير وزيادته) فقد ذكره كاملاً حيث في سنده هذا الراوي فهو ضعيف لذاته وصرح بقوله عقب ذكر الحديث كاملاً (ضعيف) (22) وعلق عليه في الهامش بقوله (قد صح معناه في أكثر من حديث دون قوله (ومفتر) فانظر الصحيح رقم (4424) ورقم (4429) ورقم (5406) و (5407) مشيراً إلى حديث ابن عباس عند ابي داود مرفوعاً (كل مخمر خمر وكل مسكر حرام إلى آخره (23) وحديث ابن عمر عند مسلم وأحمد وأهل السنن الأربع كل مسكر خمر وكل مسكر حرام إلى آخره (24)
وحديث جابر عند أبي داود وغيره ما اسكر كثيره فقليله حرام (25)
وحديث عائشه عند أحمد ما اسكر منه الفرق فملء الكف منه حرام (26)
وهناك ايضاً عدة احاديث لهذا المعنى تدل على ما دلت عليه الجملة الأولى من الحديث المروي من طريق (شهر بن حوشب) اما الجملة الأخيرة فليس في كتب الحديث ما يشهدها فبقيت في حيز الضعف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/122)
والجواب الثاني عن الاحتجاج بهذا الحديث على تحريم القات على فرض ان الحديث المروي عن أم سلمه كاملاً غير ضعيف هو عدم تسليم دعوى من يدعي بأن القات مفتر أو مخدر للعقل أو للجسم أو للمفاصل بل هو منشط ومنعش ومنبه مثل البن والشاي وغيرهما من المنبهات والمنعشات والمنشطات ومن زعم أن القات مفتر فعليه الدليل على دعواه وذلك لكون المفتر هو الذي يضعف المفاصل ويلينها كما قال في القاموس أو الذي يورث الفتور والخدر في الأعضاء كما في معالم السنن أو في اطراف الأصابع كما في شرح ابن رسلان على سنن أبي داود. أو الذي يحمي الجسد ويصير في الجسد ضعفاً وانكساراً كما في النهاية (27) لابن الأثير وقال في مختار الصحاح الفترة الإنكسار والضعف (28) إذا عرفت ما قاله علماء اللغة فاعلم ان القات لا يضعف اطراف الأصابع ولا غيرها من المفاصل ولها يؤرث الفتور والخدر والإنكسار لا في المفاصل ولا في سائر الجسد ابداً ومن ادعى أنه استعمل القات فحصل له شئ من الفتور والضعف والإنكسار في المفاصل أو في سائر جسمه فذلك قد يكون نتيجة ضعف في نفس الشخص أو لمرض أو لزيادة في الاستعمال أو في شرب الماء أو غير ذلك من الأسباب التي يحصل بسببها الفتور والضعف والانكسار في الجسد عموماً وفي الاطراف على جهة الخصوص ولقد استعملته مدة طويلة كما استعمله غيري من الناس فلم يجد فيه فتوراً ولا انكساراً ولا ضعفاً في المفاصل ولا في سائر الجسد بل ولا أي شئ من الأشياء التي يشتملها التفتير بل وجدت كما وجد غيري أن القات من الأشجار التي تبعت النشاط في فكر وجسم من يستعملها حيث يصير الفكر والأعضاء في غاية من النشاط على ممارسة العمل أي عمل كان. ومن انكر ذلك النشاط أو زعم أن القات بغير العقل أوا لفكر أو يضعف الأعضاء فلينظر إلى البناء الذي يستعمل القات وهو يبني جدار وأعلاه في أكبر منارة وأرفعها أو في أي عمارة مرتفعة هل يجده قد ضعف تفكيره أو انحرف عقله أو استرخت اعضائه أو فترت اطرافه أو استرخت لسانه أو زلت قدمه أو تغير شعوره أو اضطرب في حركاته وسكناته أو فقد توازنه حتى سقط على وجه الأرض أو يحده سليماً في عقله وفي فكره وفي احساسه وفي جميع اعماله وحركاته وكلا مه بل لو تأملناه حال العمل الذي يصحبه استعماله القات نجدة قد زاد نشاطاً في العمل وأبداعا ًفي البناء بحيث ان عمله حال استعمال القات يكون احسن واتقن اكثر من عمله في الوقت الذي لا يستعمل فيه القات ولم نسمع أن بناء قد سقط من فوق جدار نتيجة استعماله القات لا قديماً ولا حديثاً وهكذا غير البنائين من المجصصين والنجارين أو غيرهم من اهل المهن الذين يعملون بأعلا الدور أو المنارات أو القباب المرتفعه مثل هؤلاء نقول في سائقي السايرات في الشوارع الضيقه المنعرجه المملوه بالسيارات والدراجات والماره من النساء والرجال والاطفال فأنهم يسوقون السيارات في هذه الشوارع وهم يمضغون القات أو عقيب مضغهم القات ولا يحصل لهم أي حادث نتيجة لمضغهم القات فلو كان القات من المغيرات للفكر أو للاعضاء لحصل الكثير من الحوادث نتيجة استعمال القات حال السير أو قبله ولكنه إلى الآن بحمد الله لم يحصل أي شئ لا في صنعاء ولا في غيرها من المدن والقرى وإني لأنصح كل من يعتقد أن القات يغير العقل أو يضعف الأعصاب أن يسحب عقيدته في هذه الشجره المظلومه والمظلومون أهلها وإذا أراد أن يطمئن قلبه فمن الممكن أن يستعمل قليلا ًمن غصون هذه الشجرة ليعرف الحقيقة بالتجربه لا بسماع الدعايات التي لا أصل لها في الواقع وبعد أن يجرب مضغ أوراق هذه الشجره يطمئن قلبه ويرجع عن عقيدته فيها وفي آكليها والرجوع إلى الحق فضيله
دع عنك تعنيفي وذق طعم الهوى فإذا عشقت فبعد ذلك عنفى
لا تعذل المشتاق في أشواقه حتى تكون احشاك في احشائه
وقد جربه علماء اليمن المجتهدون قديما ًوحديثاً وعرفوا أنه غير مفتر بأباحوه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/123)
وممن جربه وأباحه وبقي يتعاطى أكله من علماء اليمن المستقلين القاضي العلامه المجتهد المطلق محمد بن علي الشوكاني رحمه الله وقد صرح في رسالة (البحث المسفر في حكم المسكر والمفتر) بقوله وأما القات فقد اكلت منه انواعاً مختلفه وأكثرت منها فلم أجد لذلك أثراً في تفتير ولا تخدير ولا تغيير وقد وقعت فيه ابحاث طويله بين جماعة من علماء اليمن عند أول ظهوره وبلغت تلك المذاكره إلى علماء مكة وكبت ابن حجر الهيثمي في ذلك رسالة طويله سماها (تحذير الثقات من اكل الكفتة والقات) ووقفت عليها في أيام سابقة فوجدته تكلم فيها بكلام من لا يعرف ماهية القات وبالجملة إذا كان بعض أنواعه تبلغ إلى حد السكر أو التفتير من الأنواع التي لا نعرفها توجه الحكم بتحريم ذلك النوع بخصوصه وهكذا إذا كان يضر بعض الطباع من دون اسكار وتفتير حرم لأضراره وإلا فالأصل الحل كما يدل على ذلك عمومات القرآن والسنة (29)
هكذا قال الشوكاني المجتهد المطلق بعد ان أكل من جميع انواع القات وحسبنا شهادته وكفى به شاهداً لكونه غلامة مجتهداً ولكونه قد جربه اعواماً طويله واستعمله إلى أن انتقل إلى رحمة الله (ومن شهد له خزيمة فهو حسبه)
(إذا قالت خدام فصدقوها إن القول ما قالت خدام)
وليس العلامه الشوكاني هو الوحيد من علماء اليمن الكبار الذي صرح بإباحة اكل القات وإنما مثلت به لكونه من علماء اليمن المجتهدين اجتهاداً مطلقاً ولكون مؤلفاته قد اشتهرت في أكثر الأقطار العربية وتجاوزتها إلى الهند وباكستان وسمرقند وبخاري وغيرها من المدن المشهوره بالعلم والعلماء في آسيا الوسطي التي كانت تعرف قديماً ببلاد ما وراء النهر.
وليس الشوكاني هو العلامة اليمني الوحيد الذي أجاز مضغ القات بل هناك علماء كثيرون لا يعدون ولا ينحصرون كلهم اباحو مضغ الاقت ومضغوه فعلاً وإنما اقتصرت على الشوكاني لشهرته داخل اليمن وخارجها والحاصل أن القات لا يغير العقل ولا يضعف الجسم ولا هو أيضاً من المفترات أو المخدرات أو المسكرات حتى يدخل في عموم النهي عن كل مسكر ومفتر وإذا صح وجود نوع من أنواع القات في اليمن أو في الحبشة يكون منه اختلاط العقل وتغيره فستكون من المحرمات ويؤدب من تعمده بعد علمه بالتحريم كما قال في الروض النضير (30) أي أن التحريم يكون مقصوراً على هذا النوع من هذه الشجرة ولا يتعدى التحريم سائر الأنواع التي لا توجد فيه علة التحريم.
فالذي يسئلهم عن القات هل هو مخدراً أو غير مخدر من غير أهل اليمن يقصد بالمخدر المخدر المعروف لغة وطباً وهو المفتر كالإفيون الذي كان عند أهل الصين منتشراً استعماله والحشيش المعروف في كثيرمن الأقطار والمجيب عليهم بأن القات مخدر من أهل اليمن يقصد به معنى آخر وهو الانعاش والتنبيه للفكر المنشط للعمل ومن هنا شاع الأعتقاد في الخارج بان القات من الأشجار المخدره فضم في قائمة المخدرات وكان من سوء الحظ أن الذين ادمجوه من حملة المخدرات لا يعرفونه وإنما يسمعون عنه سماعاً فحصلت الغلطة على هذه الشجرة وعلى من يغرس هذه الشجرة أو يمضغ أوراقها واللازم على من يستعمل القات ويجد أثره في فكره أو في جوارحه من النشاط زيادة على ما يعتاده عند أن يترك استعماله ان يقول اننا تناولنا قاتاً طيباً فنشطت للعمل أو للتفكير ونحو هذه العبارة ولا يقول (فخدرت) وهذا مبني على صحة وجود نوع من أنواع القات بغير العقل ومن ادعى وجوده فعليه البرهان ونظراً لأهمية الموضوع فقد ضلت لجنة العقاقير المخدرة التابعه لمنظمة الصحه العالميه تتلقى عن القات واستخدامه القرارات منذ عام 1946 ولكن محاولات ادراجه ضمن قائمه العقاقير الخطره والممنوعه قد باءت بالفشل وذلك نتيجة لغموض البيانات حول تأثيراته البيولوجية والإجماعية بالإضافة إلى الخلط لثبات مركباته الكيميائية ولم يتم انجاز أي عمل يتعدى جمع البيانات واصدار التوصيات لدراسة المشكله وأخيراً تقرر في الدوره الخامسه والعشرين ان يتم البدء في آخر دراسات جديده حول المركبات الكيميائية للقات في مختبرات منظمة الصحة العالمية في جنيف وقد بدأت هذه الدراسات في اوائل السبعينات (31) ولعل في مركز الدراسات والبحوث اليمني وجامعة صنعاء عدة قرارات حول الموضوع (ولقد قام فريق قسم معامل المخدرات في الأمم المتحدة بزيارة اليمن عام 1974 حيث تمكن من الحصول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/124)
على أوراق القات الطازجة وتم اذابتا في محاليل لاخضاعها للتجربه أو لتحليل وكان الأكتشاف مواد جديده كالكاثيون دورا في تدعيم الشكوك السابقة بأن وجود مادة الكانتين كافيه لتفسير مفعول القات المنبه (32) هذا كله بالنسبة إلى أن القات من الناحية الشرعية
اما الاحتجاج على تحريمه بأن اكلة بسبب تأخير صلاة المغرب عن وقتها المحدد شرعاً أو بسبب السهر الذي ينتج منه النوم العميق في وقت صلاة الفجر فمن يعمل أي عمل يكون سبباً في تأخير وقت صلاة الفجر فهو آثم وممارسة العمل في وقت أي صلاة حتى يخرج وقتها أي عمل كان محرم شرعاً حتى ولو كان العمل هو في قراءة العلوم الدينية أو غيرها من العلوم النافعه فضلاً عن أن يكون العمل هو مضغ أوراق القات.
وهكذا أقول ممارسة أي عمل يكون سبباً في السهر الطويل الذي ينتج منه النوم العميق وقت صلاة الفجر المحدد شرعاً يكن حراماً حتى كان هذا العمل أو دراسة الأحاديث النبوية او تلاوة الآيات القرآنية فضلاً عن أن يكون السبب هو أكل غصون هذه الشجرة.
وأخيراً أقول جميع ما تقدم هو حول حكم القات من الناحيه الدينية والشرعية أما من الناحية الأقتصادية فالكلام عنه متروك لعلماء الإقتصاد وأما بالنسبة إلىالفقراء اصحاب الدخل المحدود الذين يشترون القات ويتركون عائلاتهم وأطفالهم بلا نفقة ولا كسوة ولا علاج نتيجة لصرف أكثر مدخولهم في القات فهم آثمون بسبب عدم قيامهم بواجب الإنفاق على من يعولونه لا بسبب القات لأن الأنفاق على من يعولونه ممن يجب عليهم الأنفاق عليه ومعالجته وجميع ما يلزم على كل رب اسره واجب شرعاً سواء كان رب الاسرة ممن يتناول القات أو ممن لا يتناول القات وعدم انفاقه عليهم وعدم كسوته او معالجته لهم محرم شرعاً وهو مسؤل عنهم امام الله وامام القضاء سواء كان تركه الإنفاق عليهم أو معالجتهم أو كسوتهم لكونه يصرف دخله اليومي أو الشهري في القات أو في أي شئ مباح بل لو صرف دخله اليومي أو الشهري أو بعضه في شرى كتب العلوم النافعة أو في شراء المصاحف الشريفة ووزع الجميع على طلبة العلم مجاناً وترك عائلته واطفاله ومن يجب عليه الإنفاق عليهم وكسوتهم ومداواتهم وأجرة مسكنا يأولهم لكان أثماً ومسؤلاً عنهم أمام الله وامام القاضي ولا يكون صرفه الدخل المحدود الذي تحصل عليه في المصاحف والكتب النافعه شافعاً له في أن يترك اطفاله وزوجته ومن يعوله بلا أكل ولا كسوة ولا علاج ولا مأوى فنشراء المصاحف والكتب المفيده وتوزيعها على طلبه العلم مجاناً مباح بل مندوب يستحق فاعله الثواب ولكن إذا كان هذا المتطوع قد عمل هذا العمل بجميع رزقه اليومي أو الشهري أو بأكثره وترك من يعوله مضطراً إلى المسكن والقوت الضروري والكسوه والدواء فإنه بفعله هذا غير مأجور بل آثم لكونه قد عمل محرماً وترك واجباً شرعياً فهل نقول أن نقل المصاحف أو الكتب العلميه النافعه أو طعبها أو شرائها أو قراءة ما فيها حرام على جميع الناس بسبب أن جماعة من الناس أو فرداً من الناس يشتري ههذ المصاحف أو هذه الكتب بما لديه من الفلوس ويترك عائلتة بلا كسوة او اطعام او علاج أو مأوى الجواب لا. فكذلك ما نحن بصدده هل نقول أن غرس القات أو بيعه أو شرائه أو أكله حرام على جميع الناس بسبب أن جماعة من الناس من أصحاب الدخل المحدود يشترون القات بجميع دخلهم او بأكثر دخلهم ويتركون زوجاتهم أو اطفالهم أو من يعولونهم ممن يجب عليهم شرعاً الإنفاق عليهم بلا نفقة أو بلا كسوة أو بلا علاج أو بلا مسكن أو بلا نفقة .....................................
فنكون بهذا القول قد حكمنا على جميع من يأكل القات بسبب أن البعض منهم آثر شراء القات على شراء ما يحتاج إليه أطفاله وزوجته وغيرهما ممن توجب الشريعة عليه لهم النفقة والعلاج والكسوه والمأوى وهو مما لا يجوز شرعاً وقانوناً.
والخلاصة لما جاء في مقالتي هذه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/125)
هي أن القات حلال لأن الأصل في الأشياء الأباحة ولا سيما وهو من الأشياء التي سكت عنها النبي صلى الله عليه وآله وسلم رحمة بنا فلا نتكلفها. وأما الاحتجاج على التحريم بحديث (نهي عن كل مسكر ومفتر) فهو ضعيف لأن رواية شهر بن حوشب وأن عدله بعض المحدثن فقد جرحه آخرون والجارح أولى من المعدل ولا سيما والجارحون له أكثر من المعدلين وخصوصاً وأن بعض الجارحين قد أوضح سبب الجرح بأنه كثير الأوهام والأرسال أو كثير الخطاء كما أن البعض منهم قد بين سبباً آخر وهو كونه قد تفرد برواية المناكير وهكذا بين بعضهم السبب وهو كونه سارقاً كما بين البعض الآخر سبب الجرح بأخذه دراهم من بيت المال فيكون جرحه من قبل الجارحون مقبولاً ولا وجه لإحتجاج من حاول تصحيح حديثه أو تحسينه بأن مسلماً قد أخرج له في صحيحه لأنه لم يخرج له منفرداً بل في المتابعات وكذلك أيضاً لا وجه لاحتجاج من يحاول الاحتجاج على تصحيح هذا الحديث بأن السيوطي قد ذكره في الجامع الصغير ورمز له برمز يدل على صحة الحديث لأن رموز الجامع الصغير لا يعمل. لها الحفاظ لكون السيوطي قد رمز لبعض الأحاديث برمز يدل على الصحة مع كون الحديث من الموضوعات كحديث تفضل الصلاة بالعمامه على الصلاه بغيرها بخمسه وعشرين درجة في حين أن الحديث موضوع بنص بضعة عشر حافظ وعلى فرض أن الحديث صحيح أو حسن فلا دلالة فيه على تحريم القات لأن القات غير مفتر لأن التفتير في اللغة ما يحصل بسبب الضعف والانكسار كما نص عليه علماء اللغة والقات لا يؤثر الضعف ولا الانكسار بل يحدث النشاط فهو منبه ومنعش لا مضعف ولا مفتر ولا مخذر وإذا صح أن بعض القات يغير العقل فسيكون التحريم مقصور على ذلك النوع بخصوصه ولا يتعداه إلى غيره من سائر الأنواع التي لا تفترو لا تغير ولا سيما وقد جربنا فلم نجد فيه أي تغير في العقل أو في الجسد كما جربه من كان قبلنا من علماء اليمن المجتهدين كالشوكاني وغيره وخصوصاً وقد أختبرته لجان طبيه حديثه بواسطة المحاليل فلم تجد فيه من المواد المضره الموجوده في المخدرات ما تدل على جواز أدماجه في قائمة المخدرات الممنوعه شرعاً ودولياً.
وأما تحريمه بسبب أنه قد يسبب لآكلة تأخير الصلاة عن وقتها أو بسبب السهر الذي ينتج منه محرم النوم وقت صلاة الفجر فليس في ذلك السبب حجة شرعية على تحريمه على جميع من يمارس أكل القات بل يكون التحريم خاصاً بمن يترك الصلاة بسبب القات أو بسبب تأخير صلاة الفجر لكثرة النوم بسبب السهر الناتج عن القات لا غيرهما ممن يأكل القات ولا يؤخر أي صلاة عن وقتها وكذلك يكون تحريم القات خاصاً بمن يشتري القات بما معه من المال أو بأكثره ويترك من تجب عليه نفقته بلا انفاق ولا يكون التحريم عاماً للجميع والله ولي الهداية والتوفيق وسبحان الله وبحمده وسبحان الله العظيم
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[21 - 04 - 08, 09:39 م]ـ
حضرت مجلس مذاكرة في مسألة القات جمع الشيخين الفاضلين شيخنا مقبل الوادعي رحمه الله وشيخنا محمد بن علي آدم الأثيوبي حفظه الله فاتفق الأثنان على أنه لا يوجد دليل يدل على تحريم القات لذاته.
قلت: ولم نرَ في الواقع على كثرة ما رأينا من أسكره أو خدره أو فتره القات وما يذكر عن بعض أنواعه فهو من قبيل القصص التي لا تثبت لكن يبقى الكلام في حرمته لأمور جانبية!
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[03 - 05 - 08, 03:36 م]ـ
للرفع!!
ـ[الجعفري]ــــــــ[03 - 05 - 08, 07:21 م]ـ
وأضراره الصحية التي أقر بها الأطباء، أليس لها أثر في الحكم؟!
أنا لا شك عندي في حرمته لتفتيره، وقد ناقشت بعض من يتعاطونه من أهل ديرتي فأقروا بذلك والحديث صريح في حرمة ذلك.
وأهل التخصص في المخدرات يثبتون أنه منها لكنه أقلها خطراً وأخفها أثراً، والإدمان فيه ليس قوياً فضرر التبغ والإدمان فيه أشد وأبلغ.
إخوتي: هنا قاعدة: الحق أحق عندنا بالقبول من الرجال، وكل يؤخذ من قوله ويرد ولو أفتى فيه علماء فلهم اجتهادهم جزاهم الله خيراً - فالحق أحب إلينا منهم.
ملحوظة: هناك أشياء أول ما تخرج يفتي فيها علماء بجوازها ثم يتبين فيها الحق عن طريق الطب أو العرف أو المفاسد المترجحة، مثل التبغ مثلاً، وكذا القات أظن قد ظهر ضرره وتبينت مفسدته ووضح خطره مادياً وصحياً واجتماعياً.
أشكر جميع الأخوة على على مناقشتهم.
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 05 - 08, 07:27 م]ـ
قمت بتصوير رسالة الماجستير الخاصة بالقات
والباحث عرض أقوال المانعين والمجيزين والمتوقفين قديماً وحديثاً , وأصل القات وأماكن انتشاره , مقارناً بالقوانين الوضعية (العراق , مصر , قطر , الأمم المتحدة .. الخ)
وإن شاء في الله في الصيف سوف أضعها على صيغة PDF
والله الموفق
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[03 - 05 - 08, 10:09 م]ـ
هناك كتاب عن القات من تقريظ شيخنا محمد الإمام
على موقع الشيخ
http://www.sh-emam.com/
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/126)
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[19 - 05 - 08, 06:54 م]ـ
الأخ العوضي .. بإنتظارك تحميلك للرسالة .. ها قد دخل الصيف .. بارك الله فيك
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[20 - 05 - 08, 07:11 ص]ـ
اعتقد ان مراد الاخ العوضى فى الصيف اى فى الاجازة الصيفيه اى بعد اسابيع قليله بأذن الله ..
وفقه الله واعانه
ـ[أسامة فتوح حسين]ــــــــ[20 - 05 - 08, 07:46 ص]ـ
أعاذنا الله وإياكم من شره وشر أمثاله
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 05 - 08, 08:07 ص]ـ
الأخ العوضي .. بإنتظارك تحميلك للرسالة .. ها قد دخل الصيف .. بارك الله فيك
أخي الكريم - حفظك الله - أعني بكلامي الإجازة الصيفية عندنا , وأسأل الله التيسير
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[24 - 07 - 08, 12:27 م]ـ
قد جاء الصيف ... فأين العوضي ورسالته!!
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[25 - 07 - 08, 12:15 ص]ـ
صبرنا اخى زايد على اخينا العوضى ... لعله مشغول بأمور اهم .. نسأل الله له التوفيق والوقت الكافى لتصوير الرساله ....
والله اعلم
ـ[العوضي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 02:50 م]ـ
قال الشيخ محمد سالم البيحاني رحمه الله في كتابه اصلاح المجتمع وفي رده عن موضوع القات قال هذه القصيدة وللفائدة تنشر:
إن رمت أن تعرف آ فة الآفات
فأنظر الى ادمان مضغ القات
القات قاتل للمواهب والقوي
ومولد للهم والحسرات
ماالقات إلا فكرة مسمومة
ترمي النفوس بأبشع النكبات
ينساب في الأحشاء داء فاتكا
ويعرض الأعصاب للصدمات
يذر العقول تتيه في أوهامها
ويذيقها كاس الشقاء العاتي
ويميت في روح الشباب طموحه
ويذيب كل مزية وثبات
يغتال عمر المرء مع أمواله
ويرويه ألوانا من النقمات
هو للإرادة والفتوة قاتل
هو ماحق للأوجه النضرات
فإذا نظرت إلى وجوه هواته
أبصرت فيها صفرة الأموات
ـ[زايد بن عيدروس الخليفي]ــــــــ[21 - 04 - 09, 08:06 م]ـ
أين الرسالة أيها العوضي؟؟ ابتسامة
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[21 - 04 - 09, 08:21 م]ـ
أو مالذي وصل إليه الباحث هل هو حلال أم حرام عنده وهل هو من اليمن؟
ـ[احمد ابو انس]ــــــــ[14 - 10 - 09, 07:57 ص]ـ
القات محرم وليس بنجس
الكثير من مدمني أكل القات، عند حضور الصلاة يخرجه من فمه في كيس بلاستيك ثم يصلي، وبعد الصلاة يضعه مرة أخرى في فمه، فهل القات نجس؟ وما حكم من صلى به وهو في فيه؟ وهل يجوز لمن هو في فمه تأخير الصلاة حتى يفرغ، ويجمع الفوائت من الصلاة؟
لا أعلم ما يدل على نجاسته؛ لكونه شجرة معروفة، والأصل في الشجر وأنواع النبات الطهارة، ولكن استعماله محرم - في أصح قولي العلماء - لما فيه من المضار الكثيرة.
وينبغي لمتعاطيه ألا يستعمله وقت الصلاة، ولا يجوز تأخير الصلاة من أجله، بل يجب على المسلم أداء الصلاة في وقتها في الجماعة مع إخوانه المسلمين في المساجد؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((من سمع النداء فلم يأت، فلا صلاة له إلا من عذر)) [1] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3219#_ftn1#_ftn1) خرجه ابن ماجه والدار قطني والحاكم بإسناد صحيح.
وقد سئل ابن عباس رضي الله عنهما عن العذر فقال: ((خوف أو مرض))، وليس استعمال القات عذراً شرعياً، بل هو منكر، وإذا أخر مستعمله عن الصلاة في وقتها أو في المسجد مع الجماعة، كان ذلك أشد في الإثم. وليس لمستعمله الجمع بين الصلاتين؛ لأن استعماله ليس من الأعذار الشرعية التي تسوغ الجمع بين الصلاتين، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه لما علّم أصحابه أوقات الصلاة وأوضح لهم أولها وآخرها قال: ((الصلاة بين هذين الوقتين)) [2] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3219#_ftn2#_ftn2).
وثبت في صحيح مسلم أن رجلاً أعمى قال: ((يا رسول الله ليس لي قائد يلائمني إلى المسجد، فهل لي من رخصة أن أصلي في بيتي؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: هل تسمع النداء بالصلاة؟ قال: نعم، قال: فأجب)) [3] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3219#_ftn3#_ftn3)، وفي رواية لغير مسلم سندها صحيح، قال له صلى الله عليه وسلم: ((لا أجد لك رخصة)) [4] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3219#_ftn4#_ftn4).
فهذه الأحاديث الصحيحة وما جاء في معناها، كلها تدل على وجوب أداء الصلاة في الجماعة في بيوت الله عز وجل وتحريم التأخر عنها، أو الجمع بين الصلاتين بغير عذر شرعي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/127)
ونصيحتي لأصحاب القات والتدخين وسائر المسكرات والمخدرات، أن يحذروها غاية الحذر، وأن يتقوا الله في ذلك؛ لما في استعمالها من المعصية لله سبحانه ولرسوله صلى الله عليه وسلم، ولما فيها من الأضرار العظيمة والعواقب الوخيمة، والصد عن ذكر الله وعن الصلاة.
فنسأل الله أن يهدي المسلمين لكل ما فيه رضاه، وأن يصلح قلوبهم وأعمالهم، ويعيذهم من جلساء السوء الذين يصدونهم عن الخير؛ إنه جواد كريم. والله ولي التوفيق.
[1] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3219#_ftnref1#_ftnref1) أخرجه ابن ماجة برقم: 875 (كتاب المساجد والجماعات).
[2] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3219#_ftnref2#_ftnref2) أخرجه أحمد برقم: 10819 (كتاب باقي مسند المكثرين).
[3] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3219#_ftnref3#_ftnref3) أخرجه مسلم برقم: 1044 (كتاب المساجد ومواضع الصلاة)، باب (يجب إتيان المسجد على من سمع النداء).
[4] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3219#_ftnref4#_ftnref4) أخرجه أبو داود برقم: 465 (كتاب الصلاة)، باب (في التشديد في ترك الجماعة)، وابن ماجة برقم: 784 (كتاب المساجد والجماعات)، باب (التغليظ في التخلف عن الجماعة).
نشر في كتاب (فتاوى إسلامية)، من جمع محمد المسند، ج3، ص: 445 - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثالث والعشرون
حكم القات والدخان وصحبة من يتناولهما
ما الحكم في القات والدخان الذين انتشرا بين بعض المسلمين؟ وما حكم صحبة من يتناول أحدهما أو كلاهما؟ وماذا يجب على رائد الأسرة نحو ابنه أو أخيه إن كان يتعاطى شيئاً من هذين الصنفين؟
لا ريب في تحريم القات والدخان؛ لمضارهما الكثيرة، وتخديرهما في بعض الأحيان، وإسكارهما في بعض الأحيان - كما صرح بذلك الثقات العارفون بهما - وقد ألف العلماء في تحريمهما مؤلفات كثيرة، ومنهم شيخنا العلامة الشيخ/ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - مفتي البلاد السعودية سابقاً - رحمه الله -.
فالواجب على كل مسلم تركهما والحذر منهما، ولا يجوز بيعهما ولا شراؤهما ولا التجارة فيهما، وثمنهما حرام وسحت، نسأل الله للمسلمين العافية منهما.
ولا تجوز صحبة من يتناولهما أو غيرهما من أنواع المسكرات؛ لأن ذلك من أسباب وقوعه فيهما، والواجب على المسلم أينما كان صحبة الأخيار، والحذر من صحبة الأشرار، وقد شبه النبي صلى الله عليه وسلم الجليس الصالح بحامل المسك، وقال: ((إما أن يحذيك، وإما أن تبتاع منه، وإما أن تجد منه ريحاً طيبة))، وشبه الصاحب الخبيث بنافخ الكير، وأنه ((إما أن يحرق ثيابك، وإما أن تجد منه ريحاً خبيثة)) [1] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3218#_ftn1#_ftn1)، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((المرء على دين خليله؛ فلينظر أحدكم من يخالل)) [2] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3218#_ftn2#_ftn2).
والواجب على رب الأسرة، أن يأخذ على يد من يتعاطى شيئاً من هذه الأمور المنكرة، ويمنعه منها، ولو بالضرب والتأديب، أو إخراجه من البيت حتى يتوب، وقد قال الله سبحانه: فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ [3] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3218#_ftn3#_ftn3)، وقال عز وجل: وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا [4] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3218#_ftn4#_ftn4).
أصلح الله أحوال المسلمين، ووفقهم لكل ما فيه صلاحهم وصلاح أسرهم؛ إنه خير مسئول.
[1] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3218#_ftnref1#_ftnref1) أخرجه البخاري برقم: 5108 (كتاب الذبائح والصيد)، ومسلم برقم: 4762 (كتاب البر والصلة والآداب).
[2] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3218#_ftnref2#_ftnref2) أخرجه أحمد برقم: 8065، والترمذي برقم: 2300 (كتاب الزهد)، وأبو داود برقم: 4193، (كتاب الأدب).
[3] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3218#_ftnref3#_ftnref3) سورة التغابن، الآية 16.
[4] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/3218#_ftnref4#_ftnref4) سورة الطلاق، الآية 4.
نشر في كتاب (فتاوى إسلامية)، من جمع/ محمد المسند، ج3، ص: 444 - مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثالث والعشرون.
تناول القات وتضييع أوقات الصلاة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/128)
في أيام الخميس أخزن القات من الساعة الثانية بعد الظهر وحتى الساعة الواحدة بعد منتصف الليل، ثم أقوم بعد ذلك بأداء صلاة العصر والمغرب والعشاء مرةً واحدة، هل هذا يجوز أم لا؟
أولاً القات من جملة المحرمات لما فيه من الضرر العظيم حسب ما أخبرنا جماعة من أهل العلم العارفين به, فينبغي لك يا أخي تركه لما فيه من الأضرار الكثيرة، ثانياً كونه يحمل أصحابه على أن يخزنوا مدة طويلة يترتب عليه ترك الصلاة في وقتها هذا من مما يوجب تحريمه أيضاً؛ لأنه يجر إلى باطل وإلى منكر وإلى ترك الصلاة في الوقت أمر منكر ومحرم فقد ذهب جمع من أهل العلم إلى أن العبد إذا ترك الصلاة عمداً حتى خرج وقتها كفر؛ لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) رواه الإمام أحمد, وأبو داود, والترمذي, والنسائي, وابن ماجه بإسناد صحيح من حديث بريدة - رضي الله عنه -, وروى مسلم في الصحيح عن جابر - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: (بين الرجل وبين الكفر والشرك ترك الصلاة) فالتخزين من الساعة ثنتين إلى الساعة واحدة ليلاً هذا زمن طويل ضيع صلاة العصر, وصلاة المغرب, وصلاة العشاء وهذا منكر عظيم يجب عليك يا عبد الله أن تدع ذلك وأن تحذر هذه الورقة أو هذا النبات الذي أضر بك وأوجب لك هذا العمل السيئ, فالمقصود أن القات في نفسه منكر حسب ما ذكر أهل العلم العارفون به, وقد انعقد مؤتمر في المدينة منذ سنتين أو ثلاث فيما يتعلق بالمخدرات فأجمع أعضاء المؤتمر على أنه محرم أعني القات وإن توقف في ذلك بعض إخواننا من علماء اليمن لكن ينبغي لك يا أخي على الأقل أن تبتعد عنه احتياطاً, وإن لم تقل بالتحريم وإن لم تقنع بالتحريم فينبغي لك أن تدعه وأن تبتعد عنه لما فيه من المضرة العظيمة, ولما فيه أيضاً من ترك الصلوات فإن التخزين جرك إلى هذا العمل السيئ, والواجب أن تؤدى الصلاة في وقتها وفي الجماعة أيضاً مع المسلمين في المساجد, فاحذر يا عبد الله واتق الله واترك هذا البلاء, وهذا العمل المنكر وصلي الصلاة في وقتها مع إخوانك المسلمين في بيوت الله هداك الله ووفقك وكفاك شر نفسك وهواك وكفى إخواننا في اليمن شر هذا القات وأعانهم على تركه. بارك الله فيكم
صلاة من في فمه القات
كنت أصلي وفي فمي بعض القات خاصة صلاة العصر، وقد سمعت بأن هذا جائز لكني رأيت في منامي أن والدي كان يصلي وأردت أن أصلي معه وكان في فمي شيءٌ من القات فتوضأت، وعندما كنت أتمضمض لأتخلص من القات كان ماسكاً في فمي يأبى الخروج رغم محاولتي المتكررة، فقمت من نومي وأنا على هذه الحالة، ولا أدري هل صلاتي السابقة صحيحة أم لا، وإذا كانت غير صحيحة فماذا يجب علي عمله؟ وجهوني جزاكم الله خيراً.
هذه الرؤيا هي من رؤيا ...... تحذير من القات، والقات فيما بلغنا وعلمنا من الثقات من علماء اليمن وغيرهم أنه لا يجوز استعماله لما فيه من الأضرار الكثيرة والتخدير، فلا يجوز استعمال القات لأن مضاره كثيرة فالواجب الحذر منه وعدم استعماله وعدم بيعه وشراءه، وإذا كنت تصلي فلا يكن في فمك منه شيء، ........ لأنك إذا أبقيته ربما ابتلعت منه شيء والأكل في الصلاة يبطلها والشرب كذلك، فالواجب عليك أن تلقيه من فمك وقت الصلاة، وإذا كنت فعلت ذلك في بعض الصلوات حتى ابتلعت منه شيء أو ابتلعت بعضاً منه فإنك تعيد الصلاة التي ابتلعت فيها القات، وهكذا لو أكلت لحماً أو شربت ماءً أو نحو ذلك، فالواجب عليك تخلي فمك من هذه الأشياء عند الصلاة، حتى تكون متهيأً للصلاة ليس في فمك شيء يشغلك عن الصلاة، ولا شيءٌ يسبب ابتلاعك إياه وأكلك إياه وشربك إياه، والقات من أخبث ما يتعاطاه الناس لما فيه من مضرة، وهكذا الدخان، وهكذا جميع المسكرات والمخدرات يجب الحذر منها، فالمؤمن يحذر ما حرم الله عليه ويبتعد عن كل ما يضره نسأل الله للجميع الهداية.
حكم الصلاة خلف من يبيع القات
إنه رأى شخصاً كان يعتقد أن له منزلة أكبر من المنزلة التي رآه عليها، وهي بيعه للقات، وذلكم الرجل إمام لمسجد، ويسأل عن الحكم وعن الصلاة خلف ذلكم الرجل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/129)
ينبغي تنبيهه ونصيحته لأن القات كثيرٌ من علماء اليمن يبيحونه ويتعاطونه، فهذا الإمام قد يكون له شبهة، قد يكون مما يرى إباحته، أو يقلل من يرى إباحته من علماء اليمن، فالذي نرى نصيحته والمشورة عليه بتركه، وأن لا يبيعه ولا يشربه، والصلاة خلفه صحيحة، والحمد لله، لأن الصحيح من أقوال العلماء أن الصلاة خلف الفاسق صحيحة، وإنما تبطل إذا كانت خلف الكافر، أما العاصي فالصلاة خلفه صحيحة، لكن يشرع لك يا أخي نصيحة هذا، أو التماس من ينصحه ممن هو فوقك، حتى يقدره حتى يقبل منه، وأنت في هذا على أجر، وصلاتك صحيحة والحمد لله.
حكم الحج من أجرة بيع القات
أنا رجل أتاجر في بيع القات، وأجمع منه بعض النقود، وأريد التوجه إلى الحج من فائدة القات، هل يجوز لنا هذا؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
القات محرم، ولا يجوز تعاطيه ولا بيعه وشراؤه كالدخان، فالواجب عليك الحذر من ذلك وأن لا تحج منه، وما عندك من المال من ثمن القات تصدق به على الفقراء أو المساكين أو في وجوه الخير، والتمس عملاً آخر وكسباً آخر طيباً، لأن في القات فيه أضرار كثيرة كما ذكر العلماء العارفون من علماء اليمن وغيرهم، فاتق الله يا أخي واحذر هذه الشجرة الخبيثة، لا تشربها ولا تستعملها ولا تبعها ولا تتاجر فيها ولا تحج من ثمنها، وهكذا الدخان، وهكذا سائر المخدرات والمسكرات يجب الحذر منها لضررها العظيم، والله سبحانه وتعالى حرم على عباده أن يتعاطوا ما يضرهم أو يزيل عقولهم، ولا ريب أن الدخان والقات شجرتان خبيثتان ضارتان ضرراً عظيماً، وقد يسكر صاحبهما في بعض الأحيان ويتغير عقله، وبكل حال فهما ضارتان وإن جحد بعض الناس إسكارهما، لكنهما ضارتان خبيثتان محرمتان يجب الحذر منهما، كما يجب الحذر من المسكرات كلها، والله جل وعلا يقول: ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب. متى تركته لله عوضك الله كسباً خيراً منه، لأنه سبحانه صادق في قوله ومن أصدق من الله حديثاً، ومن أصدق الله قيلاً، رزقنا الله وإياك الاستقامة، ومن علينا وعليك بالتوبة النصوح. سماحة الشيخ تفضلتم وقلتم أن الدخان كالقات، من تاجر في الدخان ما حكم نفقته على نفسه وعياله وما حكم صدقته وحجه من ربح ذلك الدخان؟ الحكم واحد، تجارة محرمة، والواجب على المؤمن تركه والتوبة مما سلف، التوبة مما مضى من ذلك، والحذر في المستقبل، وصلاته وحجه كله صحيح؛ لأن العمدة في الصلاة في البدن، والحج كذلك بالبدن مو بالمال. الحج إذا كان من ربح ذلك الدخان؟ ولو ولو، الحج صحيح وعليه التوبة إلى الله من ذلك، عليه التوبة مما فعل.
هل الدخان ينقض الوضوء؟
سؤال من (أ. ص.ح) من السودان يقول: إذا كان الإنسان توضأ، ثم شرب الدخان وصلى مباشرة، وربما يؤم الناس، وقد قلنا لمن يفعل ذلك إن الدخان ينقض الوضوء، فقالوا لنا ليس هذا بصحيح، فما الحكم في هذا؟
هل الدخان ينقض الوضوء؟
الدخان لا ينقض الوضوء، ولكنه محرم خبيث، يجب تركه، لكن لو شربه إنسان وصلى لم تبطل صلاته ولم يبطل وضوءه؛ لأنه نوع من الأعشاب المعروفة، لكنه حرم لمضرته، فالواجب على متعاطيه أن يحذره، وأن يدعه، ويتقي شره، فلا يجوز له شراؤه ولا استعماله، ولا تجوز التجارة فيه، بل يجب على من يتعاطى ذلك أن يتوب إلى الله، وأن يدع التجارة فيه، يقول الله سبحانه وتعالى: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ ثم قال عز وجل: قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ [1] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/2306#_ftn1#_ftn1)، فالله عز وجل لم يحل لنا إلا الطيبات وهن المغذيات النافعات، وقال الله سبحانه في وصف النبي صلى الله عليه وسلم: وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ [2] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/2306#_ftn2#_ftn2)، ولا ريب أن الدخان والمسكرات كلها من الخبائث، وهكذا الحشيشة المسكرة المعروفة من الخبائث أيضاً، فيجب ترك ذلك، وهكذا القات المعروف في اليمن من الخبائث؛ لأنه يضر ضرراً كبيراً، ويترتب عليه تعطيل الأوقات، وضياع الصلوات، فالواجب على من يتعاطاه أن يدعه، ويتوب إلى الله من ذلك، وأن يحفظ صحته وماله وأوقاته فيما ينفعه؛ لأن الواجب على المؤمن أن يحذر ما يضره بدينه ودنياه، ومثل ذلك الدخان وأنواع المسكرات يجب الحذر منها كلها مع التوبة الصادقة النصوح مما سبق،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/130)
ولا يجوز التجارة في ذلك، بل يجب ترك ذلك وعدم التجارة فيه، لأنه يضر المسلمين. نسأل الله الهداية للجميع والتوفيق.
حكم من صلى والدخان في جيبه
ما حكم من صلى والدخان في جيبه وهو ساه أو متعمد؟
الدخان من المحرمات الضارة بالإنسان، وهو من الخبائث التي حرمها الله عز وجل، وهكذا بقية المسكرات من سائر أنواع الخمور؛ لما فيها من مضرة عظيمة، وهكذا القات المعروف عند أهل اليمن وغيرهم محرم؛ لما فيه من المضار الكثيرة، وقد نص كثير من أهل العلم على تحريمه.
والدخان فيه خبث كثير وضرر كثير، فلا يجوز شربه ولا بيعه ولا شراؤه ولا التجارة فيه، وقد قال جل وعلا في كتابه العظيم: يَسْأَلُونَكَ مَاذَا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ [1] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/2463#_ftn1#_ftn1)، فلم يحل الله لنا الخبائث، والدخان ليس من الطيبات، بل هو خبيث الطعم، خبيث الرائحة، عظيم المضرة، وهو من أسباب موت السكتة، ومن أسباب أمراض كثيرة فيما ذكره الأطباء منها السرطان، فالمقصود أنه مضر جداً، وخبيث، وحرام بيعه وشراؤه، وحرام التجارة فيه.
أما الصلاة وهو في الجيب فلا يضر، فالصلاة صحيحة؛ لأنه شجر ليس بنجس، ولكنه محرم ومنكر كما سبق، لكن لو صلى وهو في جيبه عامداً أو ساهياً فصلاته صحيحة، ويجب عليه إتلافه، والحذر منه، والتوبة إلى الله عما سلف من تعاطيه.
[1] ( http://www.binbaz.org.sa/mat/2463#_ftnref1#_ftnref1) سورة المائدة الآية 4.
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد العاشر.
: فتاوى نور على الدرب (نصية): الجنايات
السؤال: يقول في سؤاله الثاني إن عندنا في اليمن أكثر بزراعة في القات للبيع والشراء، فهل الذي يزرعه ويبيعه ولا يأكل منه شيء هل عليه أثم، وهل على الذي يبيع ويشتري في القات هل عليه شيء أفيدونا هل هو حرام أم حلال، من حيث بعض علماء اليمن يخزن منه وأحلوه أفيدونا ولكم الشكر؟
الجواب
الشيخ: كل شيء محرم فإن السعي في تحصيله ببيع أو شراء أو حراسة وراء العمل فإنه حرام لقوله تعالى (ولا تعانوا على الإثم والعدوان) فهذا القات، إذا كان حراماً فإنه يحرم بيعه وشراءه وزراعته وأي عمل يؤدي إلي استعماله أو انتشاره لأن هذا من باب الإعانة على الإثم والعدوان والله تعالى قد نهى عنه،.
العلامة عبد العزيز بن باز رحمه الله تعالى
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[14 - 10 - 09, 08:54 م]ـ
بارك الله فيك اخى ابو انس على النقل ....(92/131)
هواية وأد النص الشرعي الثابت!
ـ[أبو رفيدة]ــــــــ[24 - 03 - 08, 08:37 ص]ـ
هواية وأد النص الشرعي الثابت!
يسري صابر فنجر
إن هناك بعض العقول التي تجعل من عقلها وواقعها ميزاناً لهدم بعض النصوص الثابتة بالوحيين الكتاب والسنة أو تحريفها زاعمة تأويلها لتواكب مراحلهم التاريخية أو الاجتماعية أو الطبية عبر العصور بغض النظر عن عموم النص أو منطوقه أو مفهومه ...
جعلوا للتاريخ أعمدة، ولعصرهم فهماً، وأخرجوا النصوص الشرعية ورواتها عن قدسيتها؛ فنالوا من أعمدة الرواية كالبخاري ومسلم وشككوا في أحاديث فيهما لتوافق هواهم أو مجتمعهم تاريخياً أو اجتماعياً أو ... ولهم في كل عصر أتباع ينقلون عنهم.
تجد ذلك واضحاً في المقال الذي عنونه صاحبه بـ (ولاية المرأة: مناقشة أدلة المانعين) والذي نشر في جريدة الرياض (العدد 14181).
بدأه كاتبه بما سبق الإشارة إليه وختمه بما اتفق عليه مع مفكره العربي حسن حنفي وتوصل إليه من أن التراث (ومنه القرآن والسنة الصحيحة وفهم سلف الأمة لهما) خاصة ما يتعلق بأنظمة الحكم والسياسة وشئون الاقتصاد والاجتماع نتاج تاريخي خالص صب كل عصر ثقافته وتصوره فيه وتصور القدماء تصور تاريخي يعبر عن عصورهم ومستواهم الثقافي كما أن تصورنا تصور معاصر يعبر عن روح عصرنا وعن مستوانا الثقافي!
وبهذا قد وصل الكاتب ـ وبئس ما وصل إليه ـ إلى هدم خيرية القرون الأولى الثلاثة الذين منهم من كحلوا أعينهم برؤية النبي صلى الله عليه وسلم وسمعوا مشافهة منه وأثنوا الركب إليه فأين عصرنا من عصرهم؟ وأين نحن منهم؟ وأين ثقافتنا من ثقافتهم؟ وأين تصورنا من تصورهم؟ وأين مستوانا من مستواهم لن نساوي شِراك أحدهم ولا نصيفه ولن يكون لعصرنا روح ولا حياة حتى نسير على دربهم ونفهم النصوص بفهمهم ونقف عند ما وقفوا فقد حفظ الله لهم زمانهم وبارك فيهم ورضي عنهم وكذلك يرضى الله على من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أين نحن من الخلفاء الراشدين وقادتهم؟ أين نحن من سادة الأمم ومن نشروا العدل للإنسانية بواقع ملموس ليس وهماً ولا خيالاً صنعوه هم بعد أن صنعهم رسول الله صلى الله عليه وسلم على عينه؟ أين نحن من أئمة المذاهب الأربعة والبخاري ومسلم وأئمة الرواية والدراية وكتبهم وأبوابهم؟ أين نحن من ابن القيم في طرقه الحكمية؟ والماوردي في أحكامه السلطانية ... ؟
لا تعرضن لذكرنا مع ذكرهم ليس الصحيح إذا مشى كالمقعد
أولئك أئمة الهدى تدرس مذاهبهم عبر المعاهد والجامعات والبرامج وغيرها على مر العصور أبَعد هذا يترك أو ينقد أو يهدم تراثهم تحت دعوى المستوى الثقافي والتصور المعاصر؟!.
كم ترك الأول للآخر؟ تركوا لنا تراثاً نصنع به دولتنا ومجتمعنا كما صنعوا هم مجتمعهم ودولتهم وقد وقف أبو العلاء المعري وقال: أستطيع أن آتي بما لم يأت به الأولون فرد عليه غلام صغير بأن الأولون وضعوا الحروف الهجائية ثمانية وعشرون حرفاً فهل تستطيع أن تجعلهم تسعة وعشرون فعرف أبي العلاء قدره وأسكته جواب طفل عرف أسلافه وقدرهم ومنزلتهم ولم يستطع أبو العلاء أن يأتي بحرف زائد على ما جاء به الأولون!.
أما فحوى مقال الكاتب فتتمثل برد نص ثابت من نصوص السنة المطهرة والتشكيك في سنده ومتنه وفحوى الرد عليه يجتمع في النقاط التالية:
أولاً. إن المرأة في الإسلام لها مكانتها وكرامتها وهيكلها المنوطة به شرعاً وعقلاً مكانة جعلتها في القاعدة والقمة معاً فالمرأة في الإسلام لها مكانتها الخاصة وملكيتها الخاصة وتفردها الخاص هذه المكانة وتلك الرفعة شهد بها الأعداء فقد كتبت جريدة المونيتور الفرنسية تصور احترام الإسلام ونبيه للمرأة فتقول: لقد أجرى الإسلام ونبيه تغييراً شاملاً في حياة المرأة في المجتمع الإسلامي فمنحها حقوقاً واسعة تفوق في جوهرها الحقوق التي منحناها للمرأة الفرنسية. أما الكونت (هنري دى كاسترى) فقد تناول عقد الزواج عند المسلمين فقال: (إن عقد الزواج عند المسلمين يخول للمرأة حقوقاً أدبية وحقوق مادية من شأنها إعلاء منزلة المرأة في الهيئة الاجتماعية)، وهذا أيضاً هو ما دفع العالم الألماني (دريسمان) أن يسجل قوله: لقد كانت دعوة محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلى تحرير المرأة السبب في نهوض العرب وقيام مدينتهم، وعندما عاد أتباعه وسلبوا المرأة حقوقها وحريتها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/132)
كان ذلك من عوامل ضعفهم واضمحلال قوتهم إن الحق قد يخرج من الأعداء في لحظة صدق وإنصاف والحق ما شهدت به الأعداء.
نعم عاد من أبناء جلدتنا من سلب المرأة حقوقها وأرادها خراجّة ولاجّة يساومونها على عفتها وكرامتها وشرفها عبر إعلاناتهم التجارية وفضائياتهم العفنة، وآخرين يعتدون على أنوثتها ويدنسون رقتها قالوا لها كوني رجلا!!! وقابلي المجرمين لتقضي بينهم!!! كوني مقاولة!!! تنقلي بين البلاد واغتربي لتكوني سفيرة!!! زعموها حقوقا!!! هل من حق المرأة أن تكون رجلاً؟!!! أن تخرج عن خِلقتها؟!!! أن تمارس أدوارا خارج فطرتها؟!!! أن تمارس أعمالاً لا طاقة لها بها؟!!! أن تتمرد على أنوثتها؟!!! أن تخالف رقتها؟! أن تبعثر جمالها؟! عجباً أن يطلب من القمر المضئ أن يكون شمسا محرقة!!! أهذه حقوق؟! أم أنها مفاهيم عفنة وألفاظ تتصادم مع الفطرة وتعجل بانتقام الخالق سبحانه.
ثانياً. حديث أَبِي بَكْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: لَقَدْ نَفَعَنِي اللَّهُ بِكَلِمَةٍ سَمِعْتُهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَيَّامَ الْجَمَلِ، بَعْدَ مَا كِدْتُ أَنْ أَلْحَقَ بِأَصْحَابِ الْجَمَلِ فَأُقَاتِلَ مَعَهُمْ. قَالَ: لَمَّا بَلَغَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ أَهْلَ فَارِسَ قَدْ مَلَّكُوا عَلَيْهِمْ بِنْتَ كِسْرَى قَالَ: لَنْ يُفْلِحَ قَوْمٌ وَلَّوْا أَمْرَهُمْ امْرَأَةً} رواه البخاري وغيره.
وهذا الحديث قطعي الثبوت قطعي الدلالة سنداً ومتناً لا إشكال في سنده ولا متنه رواه مَن أجمعت الأمة على قبول روايته، ولفظه عام يشمل كل عصر ومصر، وكل مجتمع مسلماً كان أو كافرأ.
ثالثاً. هذه فقرات من فتوى الأزهر بشأن عدم منح المرأة الحقوق السياسية، تبين وجه الدلالة من الحديث. قالت لجنة الأزهر ما نصه:
((إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقصد بهذا الحديث مجرد الإخبار عن عدم فلاح القوم الذين يولون المرأة أمرهم؛ لأن وظيفته صلى الله عليه وسلم: بيان ما يجوز لأمته أن تفعله حتى تصل إلى الخير والفلاح، وما لا يجوز لها أن تفعله حتى تسلم من الشر والخسار، وإنما يقصد نهي أمته عن مجاراة الفرس في إسناد شيء من الأمور العامة إلى المرأة، وقد ساق ذلك بأسلوب من شأنه أن يبعث القوم الحريصين على فلاحهم وانتظام شملهم على الامتثال، وهو أسلوب القطع بأن عدم الفلاح ملازم لتولية المرأة أمراً من أمورهم، ولاشك أن النهي المستفاد من الحديث يمنع كل امرأة – في أي عصر من العصور – أن تتولى أي شيء من الولايات العامة، هذا العموم تفيده صيغة الحديث وأسلوبه، كما يفيده المعنى الذي من أجله كان هذا المنع، هذا هو ما فهمه أصحاب الرسول صلى الله عليه وسلم وجميع أئمة السلف لم يستثنوا من ذلك امرأة ولا قوماً، ولا شأناً من الشؤون العامة، فهم جميعاً يستدلون بهذا الحديث على حرمة تولي المرأة الإمامة الكبرى، والقضاء، وقيادة الجيش، وما إليها من سائر الولايات.
وهذا الحكم المستفاد من هذا الحديث، وهو منع المرأة من الولايات العامة ليس حكماً تعبدياً، يقصد مجرد امتثاله دون أن تعلم حكمته، وإنما هو من الأحكام المعللة بمعان واعتبارات لا يجهلها الواقفون على الفروق الطبعية بين نوعي الإنسان - الرجل والمرأة -، ذلك أن هذا الحكم لم ينط بشيء وراء الأنوثة التي جاءت كلمة (امرأة) في الحديث عنواناً لها، وإذن فالأنوثة وحدها هي العلة، وواضح أن الأنوثة ليس من مقتضاها عدم العلم والمعرفة، ولا عدم الذكاء والفطنة حتى يكون شيء من ذلك هو العلة؛ لأن الواقع يدل على أن للمرأة علماً وقدرة على أن تتعلم كالرجل، وعلى أن لها ذكاء وفطنة كالرجل بل قد تفوق إحداهن الرجل في العلم والذكاء والفهم، فلابد أن يكون الموجب لهذا الحكم شيئاً وراء ذلك كله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/133)
إن المرأة بمقتضى الخَلْق والتكوين مطبوعة على غرائز تناسب المهمة التي خلقت لأجلها، وهي مهمة الأمومة، وحضانة النشء وتربيته، وهذه قد تجعلها ذات تأثر خاص بدواعي العاطفة، وهي مع هذا تعرض لها عوارض طبيعية، تتكرر عليها في الأشهر والأعوام، من شأنها أن تضعف قوتها المعنوية، وتوهن من عزيمتها في تكوين الرأي والتمسك به، والقدرة على الكفاح والمقاومة في سبيله، وهذا شأن لا تنكره المرأة من نفسها، ولا تعوزنا الأمثلة الواقعية التي تدل على أن شدة الانفعال والميل مع العاطفة من خصائص المرأة في جميع أطوارها وعصورها)) أ. هـ. انظر: مجلة رسالة الإسلام – السنة الرابعة – العدد الثالث، (يوليو/1952م-شوال/1371). نقلاً عن رسالة الدكتوراه المشار إليها لاحقاً.
رابعاً. قد أجمعت الأمة على منع المرأة من تولي منصب الإمامة على جميع المسلمين أو بعضهم، ولم يخالف في ذلك أحد من علماء المسلمين في كل عصورهم. كما نقله ابن قدامة وغيره.
فالنبي صلى الله عليه وسلم وخلفاؤه الراشدون ومن بعدهم لم يولوا امرأة قضاءً ولا ولايةً، ولو جاز ذلك لم يخل منه جميع الزمان غالباً.
قال الماوري: إن الإجماع كان قائماً على انعقاد بطلان ولاية المرأة القضاء وإثم موليها، فلا يعتد برأي من قال بجواز توليتها بعد انقراض عصر الإجماع، من غير دليل شرعي.
وقال ابن حزم: وجميع أهل القبلة ليس منهم أحد يجيز إمامة امرأة ...
وقال البغوي: اتفقوا على أن المرأة لا تصلح أن تكون إماماً ولا قاضياً.
خامساً. أن من قال بجواز أن تلي المرأة القضاء أو شيئاً من الولايات العامة شذ عن هذا الإجماع فلا يعتد بقوله ولا ينظر إلى رأيه وما نقلوه عن أئمتنا الأعلام كالطبري وغيره إما أنه لا يصح عنه أو أنه خاص بأمور المرأة وما تصح شهادتها فيه قال القاضي أبو بكر بن العربي: نُقِل عن محمد بن جرير الطبري أنه يجوز أن تكون المرأة قاضية ولم يصح ذلك عنه، ولعله نقل عنه كما نقل عن أبي حنيفة أنها إنما تقضي فيما تشهد فيه وليس بأن تكون قاضية على الإطلاق ولا بأن يكتب لها مسطور بأن فلانة مقدمة على الحكم، وإنما سبيل ذلك التحكيم والاستنابة في القضية الواحدة، وهذا هو الظن بأبي حنيفة وابن جرير وقد روي عن عمر رضي الله عنه أنه قدم امرأة على حسبة السوق ولم يصح فلا تلتفتوا إليه فإنما هو من دسائس المبتدعة في الأحاديث، والمرأة لا يتأتى منها أن تبرز إلى المجلس ولا تخالط الرجال ولا تفاوضهم مفاوضة النظير للنظير؛ لأنها إن كانت فتاة حرم النظر إليها وكلامها وإن كانت بارزة يجمعها والرجال مجلس واحد تزدحم فيه معهم وتكون مناظرة لهم ولن يفلح قط من تصور هذا ولا من اعتقده. ا. هـ بتصرف.
سادساً. هذا التعارض بين الحديث والقرآن الذي نص عليه الكاتب لا وجه له وادعاء واهي على القرآن أولاً، وعلى الهدد ثانياً، وكان يجب على الكاتب أن لا يَتَقَّول على القرآن بما ليس فيه وأن يرجع إلى أهل العلم والتفسير قبل أن ينشر هذا التعدي فالقرآن قد ذكر ما أخبر به الهدهد في أسلوب إنكاري في قوله: "إِنِّي وَجَدْتُ امْرَأَةً تَمْلِكُهُمْ ... " إلى آخر الآيات وهذا الذي أنكره الهدهد تتمسك به بعض العقول البشرية تحت دعوى الإصلاح والحقوق ...
والقرآن ذم ما عليها هي وقومها: "وَصَدَّهَا مَا كَانَتْ تَعْبُدُ مِنْ دُونِ اللَّهِ إِنَّهَا كَانَتْ مِنْ قَوْمٍ كَافِرِينَ " وهل بعد الكفر ذنب؟.
ورغم أن هذه المرأة أوتيت من كل شئ إلا أنها لم تنس طبيعتها كامرأة " قالوا: نحن أولو قوة وأولو بأس شديد. والأمر إليك فانظري ماذا تأمرين ".
وهنا تظهر شخصية «المرأة» من وراء شخصية الملكة. المرأة التي تكره الحروب والتدمير، والتي تستخدم سلاح الحيلة والملاينة والمصانعة قبل أن تستخدم سلاح القوة والمخاشنة:
"قالت: إن الملوك إذا دخلوا قرية أفسدوها، وجعلوا أعزة أهلها أذلة وكذلك يفعلون. وإني مرسلة إليهم بهدية فناظرة بم يرجع المرسلون "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/134)
والمآل الذي انتهت به مملكتها والهزيمة التي لحقت بها وبقومها تقوي عضد حديث أبي بكرة رضي الله عنه لا تعارضه بعدم فلاح وهلاك وخسران من ولوا أمرهم امرأة أياً كان شأنها وأياً كان عقلها بل ورد الحديث بلفظ التملك: فقد قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم -: "لن يفلح قوم تملكهم امرأة" وهو صحيح رواه الإمام أحمد وغيره وذكره ابن حبان تحت عنوان: ذكر الإخبار عن نفي الفلاح عن أقوام تكون أمورهم منوطة بالنساء ....
أضف إلى ذلك أنه بعد أن أقام سيدنا سليمان عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام الحجة عليها وأسلمت لم يُعِدها إلى ملكها.
سابعاً. قد تعدى الكاتب أيضاً على أبي بكرة رضي الله عنه حيث اتهمه بالتعريض بأمنا عائشة رضي الله عنها حيث جعلها الكاتب قائدة للجيش وهذا افتراء وتعدي أيضاً على أمنا رضي الله عنها وأبو بكرة رضي الله عنه عصم نفسه أيام الفتنة وذكر ما نفعه الله به فأحرى بالكاتب وأمثاله أن يعصم لسانه وقلمه عن الخوض في الصحابة وما حصل بينهم رضي الله عنهم أجمعين.
أما خروج عائشة رضي الله عنها إلى حرب الجمل لم يكن لأجل الحرب أو من أجل منازعة علي رضي الله عنه في الخلافة، وإنما أنكرت عليه منعه من قتل قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه، وترك الاقتصاص منهم - وكان علي رضي الله عنه ينتظر من أولياء عثمان رضي الله عنه أن يتحاكموا إليه، فإذا ثبت على أحد بعينه أنه ممن قتل عثمان رضي الله عنه اقتص منه، فاختلفوا - بحسب ذلك، وكذلك لتعلق الناس بها - رضي الله عنها - وشكايتهم إليها ما صاروا إليه من عظيم الفتنة، وتهارج الناس، ورجوا بركتها في الإصلاح، وطمعوا في الاستحياء منها إذا وقفت إلى الخلق وظنت هي ذلك، فخرجت مقتدية بقوله تعالى: "لَا خَيْرَ فِي كَثِيرٍ مِنْ نَجْوَاهُمْ إِلَّا مَنْ أَمَرَ بِصَدَقَةٍ أَوْ مَعْرُوفٍ أَوْ إِصْلَاحٍ بَيْنَ النَّاسِ "، وبقوله تعالى: "وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا"
والأمر بالإصلاح مخاطب به جميع الناس من ذكر أو أنثى، حر أو عبد، فلم يرد الله بسابق قضائه ونافذ حكمه أن يقع إصلاح، ولكن جرت مطاعنات وجراحات حتى كاد يفنى الفريقان، فعمد بعضهم إلى الجمل فعرقبه، فلما سقط الجمل لجنبه أدرك محمد بن أبي بكر أخته عائشة رضي الله عنهم، فاحتملها إلى البصرة، وخرجت في ثلاثين امرأة حتى أوصلت إلى المدينة برة تقية مجتهدة، مصيبة مثابة ومأجورة فيما تأولت وفعلت.
بل إن أم المؤمنين - رضي الله عنها - لما توجهت إلى البصرة نزلت بعض مياه بني عامر، فنبحت عليها الكلاب قالت: ((أي ماء هذا؟ قالوا: (الحوأب)، قالت: ما أظنني إلا راجعة، فقال لها بعض من كان معها: بل تقدمين فيراك المسلمون فيصلح الله ذات بينهم، فقالت: إن النبي صلى الله عليه وسلم قال لنا ذات يوم: كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب)) قال ابن حجر: أخرج هذا أحمد وأبو يعلى والبزار، وصححه ابن حبان والحاكم، وسنده على شرط الصحيح. (انظر رسالة الدكتوراه المشار إليها لاحقا)
ثامناً. أن القاعدة الأصولية تقول: العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب فإذا ورد لفظ العموم على سبب خاص لم يسقط عمومه سواء كان السبب سؤالاً أو غيره كما روى أنه صلى الله عليه وسلم مر على شاة ميتة لميمونة رضي الله عنه فقال: "أيما أهاب دبغ فقد طهر" ويدل لذلك أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يستدلون بالعموميات الواردة في أسباب خاصة من غير خلاف. وحديث أبي بكرة رضي الله عنه ورد في سبب خاص واستدل به أبو بكرة رضي الله عنه لسبب آخر خاص لكن لفظه عام فيبقى على عمومه.
تاسعاً. أن رواية الحسن البصري رحمه الله عن أبي بكرة رضي الله عنه خالية من التدليس لأنه قد ثبت سماعه منه، قال البخاري قال لي علي بن المديني: إنما ثبت لنا سماع الحسن من أبي بكرة رضي الله عنه بهذا الحديث انظر البخاري آحاديث رقم (2704 ـ 3746ـ 7109) ففيها التصريح بسماع الحسن من أبي بكرة رضي الله عنه.
وختاماً. أدعوا الكاتب ومَن شاكله أن لا يهرف بما لا يعرف وأن يعود إلى رشده ويثني الركب عند المشايخ ليتعلم الفقه والحديث والتفسير وغيرها قبل أن يتعدى عليها وعلى حراسها بمدنية مزعومة وتطور موهوم وعقلانية زائفة وما سمي العقل عقلاً إلا لأنه تعقله نصوص الوحيين الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة.
وأدعوه وغيره إلى الاستفادة من رسالة الدكتوراه (قضايا المرأة في المؤتمرات الدولية) لفضيلة الدكتور / فؤاد بن عبد الكريم حفظه الله وقد استفدت منها في ردي عليه.
اللهم أرنا الحق حقاً وارزقنا اتباعه واتباع أهله، وأرنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه واجتناب أهله.
هذا والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.
رابط
http://saaid.net/Doat/ysmf/32.htm
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 03:02 م]ـ
أحسن الله إليك، ورفع الله درجتك في الصالحين.
اللهم اقبله في الصالحين، وأسكنه مع النبيين.(92/135)
وجوب الحجاب على المرأة المسلمة والرد على الشبه الداعية إلى السفور للشيخ محمد الأمين
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[24 - 03 - 08, 02:06 م]ـ
وجوب الحجاب على المرأة المسلمة والرد على الشبه الداعية إلى السفور للشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله
قال الشيخ محمد الأمين رحمه الله في كتابه أضواء البيان:
ومن الأدلّة القرءانيّة الدالَّة على الحجاب قوله تعالى وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النّسَاء اللاَّئِى لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرّجَاتِ بِزِينَةٍ وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عِلِيمٌ لأن اللَّه جلَّ وعلا بيَّن في هذه الآية الكريمة أن القواعد أي العجائز اللاتي لا يرجون نكاحًا أي لا يطمعن في النكاح لكبر السن وعدم حاجة الرجال إليهن يرخص لهن برفع الجناح عنهن في وضع ثيابهنّ بشرط كونهن غير متبّرجات بزينة ثمّ إنه جلَّ وعلا مع هذا كله قال وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ أي يستعففن عن وضع الثياب خير لهن أي واستعفافهن عن وضع ثيابهن مع كبر سنهنّ وانقطاع طمعهن في التزويج وكونهن غير متبرّجات بزينة خير لهن وأظهر الأقوال في قوله أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ أنه وضع ما يكون فوق الخمار والقميص من الجلابيب التي تكون فوق الخمار والثياب فقوله جلَّ وعلا في هذه الآية الكريمة وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَّهُنَّ دليل واضح على أن المرأة التي فيها جمال ولها طمع في النكاح لا يرخّص لها في وضع شىء من ثيابها ولا الإخلال بشىء من التستّر بحضرة الأجانب وإذا علمت بما ذكرنا أن حكم آية الحجاب عام وأن ما ذكرنا معها من الآيات فيه الدلالة على احتجاب جميع بدن المرأة عن الرجال الأجانب علمت أن القرءان دلَّ على الحجاب ولو فرضنا أن آية الحجاب خاصة بأزواجه صلى الله عليه وسلم فلا شكّ أنهن خير أسوة لنساء المسلمين في الآداب الكريمة المقتضية للطهارة التامّة وعدم التدنّس بأنجاس الريبة فمن يحاول منع نساء المسلمين كالدعاة للسفور والتبرّج والاختلاط اليوم من الاقتداء بهنّ في هذا الأدب السماوي الكريم المتضمّن سلامة العرض والطهارة من دنس الريبة غاش لأُمّة محمّد صلى الله عليه وسلم مريض القلب كما ترى واعلم أنه مع دلالة القرءان على احتجاب المرأة عن الرجال الأجانب قد دلّت على ذلك أيضًا أحاديث نبوية فمن ذلك ما أخرجه الشيخان في صحيحيهما وغيرهما من حديث عقبة بن عامر الجهني رضي اللَّه عنه أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال إيّاكم والدخول على النساء فقال رجل من الأنصار يا رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم أفرأيت الحمو قال الحمو الموت أخرج البخاري هذا الحديث في كتاب النكاح في باب لا يخلون رجل بامرأة إلا ذو محرم الخ ومسلم في كتاب السلام في باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها فهذا الحديث الصحيح صرّح فيه النبيّ صلى الله عليه وسلم بالتحذير الشديد من الدخول على النساء فهو دليل واضح على منع الدخول عليهنّ وسؤالهن متاعًا إلا من وراء حجاب لأن من سألها متاعًا لا من وراء حجاب فقد دخل عليها والنبيّ صلى الله عليه وسلم حذَّره من الدخول عليها ولما سأله الأنصاري عن الحمو الذي هو قريب الزوج الذي ليس محرمًا لزوجته كأخيه وابن أخيه وعمّه وابن عمّه ونحو ذلك قال له صلى الله عليه وسلم الحمو الموت فسمّى صلى الله عليه وسلم دخول قريب الرجل على امرأته وهو غير محرم لها باسم الموت ولا شك أن تلك العبارة هي أبلغ عبارات التحذير لأن الموت هو أفظع حادث يأتي على الإنسان في الدنيا كما قال الشاعر دخول قريب الرجل على امرأته وهو غير محرم لها باسم الموت ولا شك أن تلك العبارة هي أبلغ عبارات التحذير لأن الموت هو أفظع حادث يأتي على الإنسان في الدنيا كما قال الشاعر والموت أعظم حادث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/136)
مما يمرّ على الجبله والجبلة الخلق ومنه قوله تعالى وَاتَّقُواْ الَّذِى خَلَقَكُمْ وَالْجِبِلَّةَ الاْوَّلِينَ فتحذيره صلى الله عليه وسلم هذا التحذير البالغ من دخول الرجال على النساء وتعبيره عن دخول القريب على زوجة قريبه باسم الموت دليل صحيح نبوي على أن قوله تعالى يأَيُّهَا الَّذِينَ ءامَنُواْ لاَ عام في جميع النساء كما ترى إذ لو كان حكمه خاصًّا بأزواجه صلى الله عليه وسلم لما حذر الرجال هذا التحذير البالغ العامّ من الدخول على النساء وظاهر الحديث التحذير من الدخول عليهنّ ولو لم تحصل الخلوة بينهما وهو كذلك فالدخول عليهن والخلوة بهن كلاهما محرّم تحريمًا شديدًا بانفراده كما قدّمنا أن مسلمًا رحمه اللَّه أخرج هذا الحديث في باب تحريم الخلوة بالأجنبية والدخول عليها فدلّ على أن كليهما حرام وقال ابن حجر في فتح الباري في شرح الحديث المذكور إياكم والدخول بالنصب على التحذير وهو تنبيه المخاطب على محذور ليتحرّز عنه كما قيل إياك والأسد وقوله إياكم مفعول لفعل مضمر تقديره اتّقوا، وتقدير الكلام اتّقوا أنفسكم أن تدخلوا على النساء والنساء أن يدخلن عليكم ووقع في رواية ابن وهب بلفظ لا تدخلوا على النساء وتضمن منع الدخول منع الخلوة بها بطريق الأولى انتهى محل الغرض منه وقال البخاري رحمه اللَّه في صحيحه باب وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وقال أحمد بن شبيب حدثنا أبي عن يونس قال ابن شهاب عن عروة عن عائشة رضي اللَّه عنها قالت يرحم اللَّه نساء المهاجرات الأول لما أنزل اللَّه وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ شققن مروطهن فاختمرن بها حدّثنا أبو نعيم حدّثنا إبراهيم بن نافع عن الحسن بن مسلم عن صفيّة بنت شيبة أن عائشة رضي اللَّه عنها كانت تقول لما نزلت هذه الآية وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ أخذن أزرهن فشققنها من قبل الحواشي فاختمرن بها انتهى من صحيح البخاري وقال ابن حجر في الفتح في شرح هذا الحديث قوله فاختمرن أي غطّين وجوههن وصفة ذلك أن تضع الخمار على رأسها وترميه من الجانب الأيمن على العاتق الأيسر وهو التقنّع قال الفراء كانوا في الجاهلية تسدل المرأة خمارها من ورائها وتكشف ما قدامها فأمرن بالاستتار انتهى محل الغرض من فتح الباري وهذا الحديث الصحيح صريح في أن النساء الصحابيّات المذكورات فيه فهمن أن معنى قوله تعالى: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ يقتضي ستر وجوههن وأنهن شققن أزرهن فاختمرن أي سترن وجوههن بها امتثالاً لأمر اللَّه في قوله تعالى وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ المقتضي ستر وجوههن وبهذا يتحقّق المنصف أن احتجاب المرأة عن الرجال وسترها وجهها عنهم ثابت في السنّة الصحيحة المفسّرة لكتاب اللَّه تعالى وقد أثنت عائشة رضي اللَّه عنها على تلك النساء بمسارعتهن لامتثال أوامر اللَّه في كتابه ومعلوم أنهن ما فهمن ستر الوجوه من قوله وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ إلا من النبيّ صلى الله عليه وسلم لأنه موجود وهن يسألنه عن كل ما أشكل عليهن في دينهن واللَّه جلَّ وعلا يقول وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذّكْرَ لِتُبَيّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزّلَ إِلَيْهِمْ فلا يمكن أن يفسرنها من تلقاء أنفسهن وقال ابن حجر في فتح الباري ولابن أبي حاتم من طريق عبد اللَّه بن عثمان بن خيثم عن صفية ما يوضح ذلك ولفظه ذكرنا عند عائشة نساء قريش وفضلهن فقالت إن لنساء قريش لفضلاً ولكن واللَّه ما رأيت أفضل من نساء الأنصار أشدّ تصديقًا بكتاب اللَّه ولا إيمانًا بالتنزيل ولقد أنزلت سورة النور وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ فانقلب رجالهن إليهن يتلون عليهن ما أنزل فيها ما منهنّ امرأة إلا قامت إلى مرطها فأصبحن يصلين الصبح معتجرات كأن على رءُوسهن الغربان انتهى محل الغرض من فتح الباري ومعنى معتجرات مختمرات كما جاء موضحًا في رواية البخاري المذكورة آنفًا فترى عائشة رضي اللَّه عنها مع علمها وفهمها وتقاها أثنت عليهن هذا الثناء العظيم وصرّحت بأنها ما رأت أشدّ منهن تصديقًا بكتاب اللَّه ولا إيمانًا بالتنزيل وهو دليل واضح على أن فهمهنّ لزوم ستر الوجوه من قوله تعالى وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ من تصديقهن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/137)
بكتاب اللَّه وإيمانهن بتنزيله وهو صريح في أن احتجاب النساء عن الرجال وسترهن وجوههن تصديق بكتاب اللَّه وإيمان بتنزيله كما ترى فالعجب كل العجب ممن يدّعي من المنتسبين للعلم أنه لم يرد في الكتاب ولا السنّة ما يدلّ على ستر المرأة وجهها عن الأجانب مع أن الصحابيات فعلن ذلك ممتثلات أمر اللَّه في كتابه إيمانًا بتنزيله ومعنى هذا ثابت في الصحيح كما تقدم عن البخاري وهذا من أعظم الأدلّة وأصرحها في لزوم الحجاب لجميع نساء المسلمين كما ترى وقال ابن كثير رحمه اللَّه في تفسيره وقال البزار أيضًا حدّثنا محمد بن المثنى حدّثني عمرو بن عاصم حدّثنا همام عن قتادة عن مورق عن أبي الأحوص عن عبد اللَّه رضي اللَّه عنه عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال إن المرأة عورة فإذا خرجت استشرفها الشيطان وأقرب ما تكون بروحة ربّها وهي في قعر بيتها ورواه الترمذي عن بندار عن عمرو بن عاصم به نحوه. وقد ذكر هذا الحديث صاحب مجمع الزوائد وقال رواه الطبراني في الكبير ورجاله موثقون وهذا الحديث يعتضد بجميع ما ذكرنا من الأدلّة وما جاء فيه من كون المرأة عورة يدلّ على الحجاب للزوم ستر كل ما يصدق عليه اسم العورة ومما يؤيّد ذلك ما ذكر الهيثمي أيضًا في مجمع الزوائد عن ابن مسعود قال إنما النساء عورة وإن المرأة لتخرج من بيتها وما بها من بأس فيستشرفها الشيطان فيقول إنك لا تمرّين بأحد إلا أعجبتيه وإن المرأة لتلبس ثيابها فقال أين تريدين فتقول أعود مريضًا أو أشهد جنازة أو أصلي في مسجد وما عبدت امرأة ربها مثل أن تعبده في بيتها ثم قال رواه الطبراني في الكبير ورجاله ثقات. ومثله له حكم الرفع إذ لا مجال للرأي فيه، ومن الأدلّة الدالَّة على ذلك الأحاديث التي قدّمناها الدالَّة على أن صلاة المرأة في بيتها خير لها من صلاتها في المساجد كما أوضحناه في سورة النور في الكلام على قوله تعالى يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوّ وَالاْصَالِ رِجَالٌ والأحاديث بمثل ذلك كثيرة جدًا وفيما ذكرنا كفاية لمن يريد الحقُّ فقد ذكرنا الآيات القرءانيّة الدالَّة على ذلك والأحاديث الصحيحة الدالَّة على الحجاب وبيَّنا أن من أصرحها في ذلك آية النور مع تفسير الصحابة لها وهي قوله تعالى وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ فقد أوضحنا غير بعيد تفسير الصحابة لها والنبيّ صلى الله عليه وسلم موجود بينهم ينزل عليه الوحي بأن المراد بها يدخل فيه ستر الوجه وتغطيته عن الرجال وأن ستر المرأة وجهها عمل بالقرءان كما قالته عائشة رضي اللَّه عنها وإذا علمت أن هذا القدر من الأدلّة على عموم الحجاب يكفي المنصف فسنذكر لك أجوبة أهل العلم عمّا استدلّ به الذين قالوا بجواز إبداء المرأة وجهها ويديها بحضرة الأجانب، فمن الأحاديث التي استدلّوا بها على ذلك حديث خالد بن دريك عن عائشة رضي اللَّه عنها أن أسماء بنت أبي بكر دخلت على النبيّ صلى الله عليه وسلم وعليها ثياب رقاق فأعرض عنها وقال يا أسماء إن المرأة إذا بلغت الحيض لم يصلح أن يرى منها إلا هذا وأشار إلى وجهه وكفّيه وهذا الحديث يجاب عنه بأنه ضعيف من جهتين:
الأولى هي كونه مرسلاً لأن خالد بن دريك لم يسمع من عائشة كما قاله أبو داود وأبو حاتم الرازي كما قدّمناه في سورة النور.
الجهة الثانية أن في إسناده سعيد بن بشير الأزدي مولاهم قال فيه في التقريب ضعيف مع أنه مردود بما ذكرنا من الأدلّة على عموم الحجاب ومع أنه لو قدر ثبوته قد يحمل على أنه كان قبل الأمر بالحجاب ومن الأحاديث التي استدلّوا بها على ذلك حديث جابر الثابت في الصحيح قال شهدت مع رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الصلاة يوم العيد فبدأ بالصلاة قبل الخطبة بغير أذان ولا إقامة ثم قام متوكّئًا على بلال فأمر بتقوى اللَّه وحثّ على طاعته ووعظ الناس وذكّرهم ثم مضى حتى أتى النساء فوعظهن وذكّرهن فقال تصدقن فإن أكثركن حطب جهنم فقامت امرأة من سطة النساء سفعاء الخدين فقالت لِمَ يا رسول اللَّه قال لأنكن تكثرن الشكاة وتكفرن العشير قال فجعلن يتصدقن من حليهن يلقين في ثوب بلال من أقرطهن وخواتمهن اه هذا لفظ مسلم في صحيحه قالوا وقول جابر في هذا الحديث سفعاء الخدّين يدلّ على أنها كانت كاشفة عن وجهها إذ لو كانت محتجبة لما رأى خدّيها ولما علم بأنها سفعاء الخدين وأجيب عن حديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/138)
جابر هذا بأنه ليس فيه ما يدلّ على أن النبيّ صلى الله عليه وسلم رآها كاشفة عن وجهها وأقرّها على ذلك بل غاية ما يفيده الحديث أن جابرًا رأى وجهها وذلك لا يستلزم كشفها عنه قصدًا وكم من امرأة يسقط خمارها عن وجهها من غير قصد فيراه بعض الناس في تلك الحال كما قال نابغة ذبيان
رآها كاشفة عن وجهها وأقرّها على ذلك بل غاية ما يفيده الحديث أن جابرًا رأى وجهها وذلك لا يستلزم كشفها عنه قصدًا وكم من امرأة يسقط خمارها عن وجهها من غير قصد فيراه بعض الناس في تلك الحال كما قال نابغة ذبيان سقط النصيف ولم ترد إسقاطه ** فتناولته واثقتنا باليد
فعلى المحتجّ بحديث جابر المذكور أن يثبت أنه صلى الله عليه وسلم رآها سافرة وأقرّها على ذلك ولا سبيل له إلى إثبات ذلك وقد روى القصة المذكورة غير جابر فلم يذكر كشف المرأة المذكورة عن وجهها وقد ذكر مسلم في صحيحه ممن رواها غير جابر أبا سعيد الخدري وابن عباس وابن عمر وذكره غيره عن غيرهم ولم يقل أحد ممن روى القصة غير جابر أنه رأى خدي تلك المرأة السفعاء الخدّين وبذلك تعلم أنه لا دليل على السفور في حديث جابر المذكور وقد قال النووي في شرح حديث جابر هذا عند مسلم وقوله فقامت امرأة من سطة النساء هكذا هو في النسخ سطة بكسر السين وفتح الطاء المخفّفة وفي بعض النسخ واسطة النساء قال القاضي معناه من خيارهن والوسط العدل والخيار قال وزعم حذاق شيوخنا أن هذا الحرف مغيّر في كتاب مسلم وأن صوابه من سفلة النساء وكذا رواه ابن أبي شيبة في مسنده والنسائي في سننه في رواية لابن أبي شيبة امرأة ليست من علية النساء وهذا ضد التفسير الأول ويعضده قوله بعده سفعاء الخدّين هذا كلام القاضي وهذا الذي ادّعوه من تغيير الكلمة غير مقبول بل هي صحيحة وليس المراد بها من خيار النساء كما فسّره به هو بل المراد امرأة من وسط النساء جالسة في وسطهن قال الجوهري وغيره من أهل اللغة يقال وسطت القوم أسطهم وسطًا وسطة أي توسطتهم اه منه وهذا التفسير الأخير هو الصحيح فليس في حديث جابر ثناء البتّة على سفعاء الخدّين المذكورة ويحتمل أن جابرًا ذكر سفعة خدّيها ليشير إلى أنها ليست ممن شأنها الافتتان بها لأن سفعة الخدّين قبح في النساء قال النووي سفعاء الخدين أي فيها تغيّر وسواد وقال الجوهري في صحاحه والسفعة في الوجه سواد في خدّي المرأة الشاحبة ويقال للحمامة سفعاء لما في عنقها من السفعة قال حميد بن ثور رآها سافرة وأقرّها على ذلك ولا سبيل له إلى إثبات ذلك وقد روى القصة المذكورة غير جابر فلم يذكر كشف المرأة المذكورة عن وجهها وقد ذكر مسلم في صحيحه ممن رواها غير جابر أبا سعيد الخدري وابن عباس وابن عمر وذكره غيره عن غيرهم ولم يقل أحد ممن روى القصة غير جابر أنه رأى خدي تلك المرأة السفعاء الخدّين وبذلك تعلم أنه لا دليل على السفور في حديث جابر المذكور وقد قال النووي في شرح حديث جابر هذا عند مسلم وقوله فقامت امرأة من سطة النساء هكذا هو في النسخ سطة بكسر السين وفتح الطاء المخفّفة وفي بعض النسخ واسطة النساء قال القاضي معناه من خيارهن والوسط العدل والخيار قال وزعم حذاق شيوخنا أن هذا الحرف مغيّر في كتاب مسلم وأن صوابه من سفلة النساء وكذا رواه ابن أبي شيبة في مسنده والنسائي في سننه في رواية لابن أبي شيبة امرأة ليست من علية النساء وهذا ضد التفسير الأول ويعضده قوله بعده سفعاء الخدّين هذا كلام القاضي وهذا الذي ادّعوه من تغيير الكلمة غير مقبول بل هي صحيحة وليس المراد بها من خيار النساء كما فسّره به هو بل المراد امرأة من وسط النساء جالسة في وسطهن قال الجوهري وغيره من أهل اللغة يقال وسطت القوم أسطهم وسطًا وسطة أي توسطتهم اه منه وهذا التفسير الأخير هو الصحيح فليس في حديث جابر ثناء البتّة على سفعاء الخدّين المذكورة ويحتمل أن جابرًا ذكر سفعة خدّيها ليشير إلى أنها ليست ممن شأنها الافتتان بها لأن سفعة الخدّين قبح في النساء قال النووي سفعاء الخدين أي فيها تغيّر وسواد وقال الجوهري في صحاحه والسفعة في الوجه سواد في خدّي المرأة الشاحبة ويقال للحمامة سفعاء لما في عنقها من السفعة قال حميد بن ثور:
من الورق سفعاء العلاطين باكرت ** فروع أشاء مطلع الشمس أسحما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/139)
قال مقيّده عفا اللَّه عنه وغفر له السفعة في الخدّين من المعاني المشهورة في كلام العرب أنها سواد وتغيّر في الوجه من مرض أو مصيبة أو سفر شديد ومن ذلك قول متمم بن نويرة التميمي يبكي أخاه مالكًا السفعة في الخدّين من المعاني المشهورة في كلام العرب أنها سواد وتغيّر في الوجه من مرض أو مصيبة أو سفر شديد ومن ذلك قول متمم بن نويرة التميمي يبكي أخاه مالكًا تقول ابنة العمري ما لك بعدما ** أراك خضيبًا ناعم البال أروعا
فقلت لها طول الأسى إذ سألتني ** ولوعة وجد تترك الخد أسفعا
ومعلوم أن من السفعة ما هو طبيعي كما في الصقور فقد يكون في خدي الصقر سواد طبيعي ومنه قول زهير بن أبي سلمى ومعلوم أن من السفعة ما هو طبيعي كما في الصقور فقد يكون في خدي الصقر سواد طبيعي ومنه قول زهير بن أبي سلمى:
أهوى لها أسفع الخدين مطرق ** ريش القوادم لم تنصب له الشبك
والمقصود أن السفعة في الخدّين إشارة إلى قبح الوجه وبعض أهل العلم يقول إن قبيحة الوجه التي لا يرغب فيها الرجال لقبحها لها حكم القواعد اللاتي لا يرجون نكاحًا، ومن الأحاديث التي استدلّوا بها على ذلك حديث ابن عباس الذي قدّمناه قال أردف رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم الفضل بن عباس رضي اللَّه عنهما يوم النحر خلفه على عجز راحلته وكان الفضل رجلاً وضيئًا فوقف النبيّ صلى الله عليه وسلم يفتيهم وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة تستفتي رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم فطفق الفضل ينظر إليها وأعجبه حسنها فالتفت النبيّ صلى الله عليه وسلم والفضل ينظر إليها فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل فعدل وجهه عن النظر إليها فقالت يا رسول اللَّها إن فريضة اللَّه في الحجّ على عباده أدركت أبي شيخًا كبيرًا الحديث قالوا فالإخبار عن الخثعمية بأنها وضيئة يفهم منه أنها كانت كاشفة عن وجهها وأجيب عن ذلك أيضًا من وجهين:
الأول الجواب بأنه ليس في شىء من روايات الحديث التصريح بأنها كانت كاشفة عن وجهها وأن النبيّ صلى الله عليه وسلم رآها كاشفة عنه وأقرّها على ذلك بل غاية ما في الحديث أنها كانت وضيئة وفي بعض روايات الحديث أنها حسناء ومعرفة كونها وضيئة أو حسناء لا يستلزم أنها كانت كاشفة عن وجهها وأنه صلى الله عليه وسلم أقرّها على ذلك بل قد ينكشف عنها خمارها من غير قصد فيراها بعض الرجال من غير قصد كشفها عن وجهها كما أوضحناه في رؤية جابر سفعاء الخدين ويحتمل أن يكون يعرف حسنها قبل ذلك الوقت لجواز أن يكون قد رآها قبل ذلك وعرفها ومما يوضح هذا أن عبد اللَّه بن عباس رضي اللَّه عنهما الذي روي عنه هذا الحديث لم يكن حاضرًا وقت نظر أخيه إلى المرأة ونظرها إليه لما قدمنا من أن النبيّ صلى الله عليه وسلم قدمه بالليل من مزدلفة إلى منى في ضعفة أهله ومعلوم أنه إنما روى الحديث المذكور من طريق أخيه الفضل وهو لم يقل له إنها كانت كاشفة عن وجهها واطّلاع الفضل على أنها وضيئة حسناء لا يستلزم السفور قصدًا لاحتمال أن يكون رأى وجهها وعرف حسنه من أجل انكشاف خمارها من غير قصد منها واحتمال أنه رآها قبل ذلك وعرف حسنها فإن قيل قوله إنها وضيئة وترتيبه على ذلك بالفاء قوله فطفق الفضل ينظر إليها وقوله وأعجبه حسنها فيه الدلالة الظاهرة على أنه كان يرى وجهها وينظر إليه لإعجابه بحسنه فالجواب أن تلك القرائن لا تستلزم استلزامًا لا ينفكّ أنها كانت كاشفة وأن النبيّ صلى الله عليه وسلم رآها كذلك وأقرّها لما ذكرنا من أنواع الاحتمال مع أن جمال المرأة قد يعرف وينظر إليها لجمالها وهي مختمرة وذلك لحسن قدّها وقوامها وقد تعرف وضاءتها وحسنها من رؤية بنانها فقط كما هو معلوم ولذلك فسّر ابن مسعود وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا بالملاءة فوق الثياب كما تقدم ومما يوضح أن الحسن يعرف من تحت الثياب قول الشاعر كما هو معلوم ولذلك فسّر ابن مسعود وَلاَ يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ مَا ظَهَرَ مِنْهَا بالملاءة فوق الثياب كما تقدم ومما يوضح أن الحسن يعرف من تحت الثياب قول الشاعر:
طافت أمامة بالركبان آونة ** يا حسنها من قوام ما ومنتقبا
فقد بالغ في حسن قوامها مع أن العادة كونه مستورًا بالثياب لا منكشفًا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/140)
الوجه الثاني أن المرأة محرمة وإحرام المرأة في وجهها وكفيها فعليها كشف وجهها إن لم يكن هناك رجال أجانب ينظرون إليه وعليها ستره من الرجال في الإحرام كما هو معروف عن أزواج النبيّ صلى الله عليه وسلم وغيرهن ولم يقل أحد أن هذه المرأة الخثعمية نظر إليها أحد غير الفضل بن عباس رضي اللَّه عنهما والفضل منعه النبيّ صلى الله عليه وسلم من النظر إليها وبذلك يعلم أنها محرمة لم ينظر إليها أحد فكشفها عن وجهها إذًا لإحرامها لا لجواز السفور فإن قيل كونها مع الحجاج مظنّة أن ينظر الرجال وجهها إن كانت سافرة لأن الغالب أن المرأة السافرة وسط الحجيج لا تخلو ممن ينظر إلى وجهها من الرجال فالجواب أن الغالب على أصحاب النبيّ صلى الله عليه وسلم الورع وعدم النظر إلى النساء فلا مانع عقلاً ولا شرعًا ولا عادة من كونها لم ينظر إليها أحد منهم ولو نظر إليها لحكي كما حكي نظر الفضل إليها ويفهم من صرف النبيّ صلى الله عليه وسلم بصر الفضل عنها أنه لا سبيل إلى ترك الأجانب ينظرون إلى الشابة وهي سافرة كما ترى وقد دلَّت الأدلَّة المتقدمة على أنها يلزمها حجب جميع بدنها عنهم وبالجملة فإن المنصف يعلم أنه يبعد كل البعد أن يأذن الشارع للنساء في الكشف عن الوجه أمام الرجال الأجانب مع أن الوجه هو أصل الجمال والنظر إليه من الشابة الجميلة هو أعظم مثير للغريزة البشرية وداع إلى الفتنة والوقوع فيما لا ينبغي ألم تسمع بعضهم يقول وبالجملة فإن المنصف يعلم أنه يبعد كل البعد أن يأذن الشارع للنساء في الكشف عن الوجه أمام الرجال الأجانب مع أن الوجه هو أصل الجمال والنظر إليه من الشابة الجميلة هو أعظم مثير للغريزة البشرية وداع إلى الفتنة والوقوع فيما لا ينبغي ألم تسمع بعضهم يقول
قلت اسمحوا لي أن أفوز بنظرة ** ودعوا القيامة بعد ذاك تقوم
أترضى أيها الإنسان أن تسمح له بهذه النظرة إلى نسائك وبناتك وأخواتك ولقد صدق من قال أترضى أيها الإنسان أن تسمح له بهذه النظرة إلى نسائك وبناتك وأخواتك ولقد صدق من قال:
وما عجب أن النساء ترجلت ** ولكن تأنيث الرجال عجاب
مسألة تتعلق بهذه الآية الكريمة أعني آية الحجاب هذه
اعلم أنه لا يجوز للرجل الأجنبي أن يصافح امرأة أجنبية منه
ولا يجوز له أن يمسّ شىء من بدنه شيئًا من بدنها والدليل على ذلك أمور
الأول أن النبيّ صلى الله عليه وسلم ثبت عنه أنّه قال إني لا أصافح النساء الحديث واللَّه يقول لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِى رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فيلزمنا ألاّ نصافح النساء اقتداء به صلى الله عليه وسلم والحديث المذكور موضحًا في سورة الحجّ في الكلام على النهي عن لبس المعصفر مطلقًا في الإحرام وغيره للرجال وفي سورة الأحزاب في آية الحجاب هذه وكونه صلى الله عليه وسلم لا يصافح النساء وقت البيعة دليل واضح على أن الرجل لا يصافح المرأة ولا يمسّ شىء من بدنه شيئًا من بدنها لأن أخفّ أنواع اللّمس المصافحة فإذا امتنع منها صلى الله عليه وسلم في الوقت الذي يقتضيها وهو وقت المبايعة دلَّ ذلك على أنها لا تجوز وليس لأحد مخالفته صلى الله عليه وسلم لأنه هو المشرع لأُمّته بأقواله وأفعاله وتقريره. الأمر الثاني هو ما قدمنا من أن المرأة كلها عورة يجب عليها أن تحتجب وإنما أمر بغضّ البصر خوف الوقوع في الفتنة ولا شكّ أن مسّ البدن للبدن أقوى في إثارة الغريزة وأقوى داعيًا إلى الفتنة من النظر بالعين وكل منصف يعلم صحّة ذلك.
الأمر الثالث أن ذلك ذريعة إلى التلذّذ بالأجنبية لقلّة تقوى اللَّه في هذا الزمان وضياع الأمانة وعدم التورّع عن الريبة وقد أخبرنا مرارًا أن بعض الأزواج من العوام يقبّل أخت امرأته بوضع الفم على الفم ويسمّون ذلك التقبيل الحرام بالإجماع سلامًا فيقولون سلّم عليها يعنون قبّلها فالحق الذي لا شكّ فيه التباعد عن جميع الفتن والريب وأسبابها ومن أكبرها لمس الرجل شيئًا من بدن الأجنبية والذريعة إلى الحرام يجب سدّها كما أوضحناه في غير هذا الموضع وإليه الإشارة بقول صاحب مراقي السعود الأمر الثالث أن ذلك ذريعة إلى التلذّذ بالأجنبية لقلّة تقوى اللَّه في هذا الزمان وضياع الأمانة وعدم التورّع عن الريبة وقد أخبرنا مرارًا أن بعض الأزواج من العوام يقبّل أخت امرأته بوضع الفم على الفم ويسمّون ذلك التقبيل الحرام بالإجماع سلامًا فيقولون سلّم عليها يعنون قبّلها فالحق الذي لا شكّ فيه التباعد عن جميع الفتن والريب وأسبابها ومن أكبرها لمس الرجل شيئًا من بدن الأجنبية والذريعة إلى الحرام يجب سدّها كما أوضحناه في غير هذا الموضع وإليه الإشارة بقول صاحب مراقي السعود: سدّ الذرائع إلى المحرم ** حتم كفتحها إلى المنحتم.
أضواء البيان في تفسير القرآن بالقرآن 6/ 247 – 257.(92/141)
بيان من الشيخ عبد الله بن مانع حول ما نسب إلى العلامة ابن باز في إباحة الطبل
ـ[مكتب الشيخ عبد الله بن مانع]ــــــــ[24 - 03 - 08, 02:35 م]ـ
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, أما بعد:
فقد سألني بعض الإخوة حول ما نسب إلى شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى في إباحة الدف والطبل بإطلاق, لا سيما وأني أحد طلابه, وقد لازمته بضع عشرة سنة, فأقول وبالله التوفيق:
كان شيخنا رحمه الله تعالى يرى جواز الضرب بالدف في الأعياد والأعراس فقط, وقوفاً على ما جاء الدليل بجوازه, ويرى حرمته فيما عدا ذلك, وأما الطبل فكان الشيخ رحمه الله يرى تحريمه مطلقا, ولم نسمع منه جواز الضرب به قط , وفتاواه في هذا معروفة ومنتشرة, وهي تقرر ما ذكرنا عنه, فإن قال قائل أن هناك من قال أن الشيخ أفتى مرة بإباحة الضرب بالطبل, وقال: إن المثبت مقدم على النافي, فالجواب أن يقال: هذا غير مقبول من وجوه أولها أن محل هذه القاعدة إذا لم تخالف المشهور المعروف عن العالم, وهذه فتاويه في أزمنة مختلفة, وهؤلاء تلاميذه الذين حفظوا أقواله وتناقلوا علمه لا يحفظون عنه إباحة الضرب بالطبل مطلقاً, ومن نقل عنه الإباحة فهو غالط عليه, ولابد من هذا, وتقرير ذلك وهو الوجه الثاني أنه ثبت في الصحيحين في قصة ذي اليدين أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أنسيت أم قصرت؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام: "لم أنس ولم تقصر" فقال ذو اليدين: بلى قد نسيت, فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة فقال: "أحق ما يقول؟ " فقالوا: نعم, ووجه الشاهد من هذه القصة أن النبي عليه الصلاة والسلام احتاج إلى من يتابع ذا اليدين في نسبته للنسيان, ولم يرض بقوله في هذا المجمع, لأن قوله في هذا المجمع تفرد عنه, ولهذا كان الحفاظ أئمة الحديث لا يقبلون تفرد الراوي عن الإمام المكثر كالزهري والأعمش وقتادة وغيرهم, فإن لهؤلاء الرواة تلاميذ حفاظ كثر, فتفرد البعض عنه مشعر بالوهم عليه, وإلا فأين كبار تلاميذه!؟ وكما يقال هذا في الحديث يقال أيضاً في الفقه, فكم من نقل عن الإمام أحمد رحمه الله رده أصحابه وأئمة مذهبه, كتفرد حنبل عنه بمسائل معروفة, فهذه قواعد المحدثين, وهذه قواعد الفقهاء, كلها متضافرة على إثبات التفرد والنكارة في بعض ما ينقل عن مشاهير المحدثين والفقهاء, ولسنا نعني هنا بالتفرد تفرد الضعيف, بل تفرد الثقة, وصادق اللهجة, لكنه لا يبلغ درجة الحفظ والإتقان, وهذه الأمور وتقريرها واضح جلي عند أهل العلم في هذه الفنون, وبسط أصل المسألة وتقريره يطول جداً, سواءً في حكم الطبل أو في مسائل المصطلح والأصول, وإنما أردنا التنبيه على ما نسب إلى شيخنا العلامة من أقوال لا يعرفها كبار تلاميذه وعامة طلبته الآخذين عنه, والله يتولى الجميع بالتوفيق والسداد, والحمد لله رب العالمين ..
أملاه:
أبو محمد عبد الله بن مانع الروقي
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 03 - 08, 11:06 م]ـ
جزى الله عبدالله بن مانع خير الجزاء، وأجزله، وأكمله، وأوفاه، فقد بيّن وجلّى وأفاد.
إيضاح بعد استئذان شيخنا المبارك /
لعل الشيخ رحمه الله يرى تقييد ذلك بالنساء دون الرجال.
ولعل العبارة تكون كما يلي:
كان شيخنا رحمه الله تعالى يرى جواز الضرب بالدف في الأعياد والأعراس للنساء فقط, وقوفاً على ما جاء الدليل بجوازه, ويرى حرمته فيما عدا ذلك.
فقد قال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -:
(وإنما الرخصة لهن في استعمال الدف خاصة، أما الرجال فلا يجوز لهم استعمال شيء من ذلك لا في الأعراس ولا في غيرها، وإنما شرع الله للرجال التدرب على آلات الحرب كالرمي وركوب الخيل والمسابقة بها وغير ذلك).
" مجلة الجامعة الإسلامية " بالمدينة النبوية، العدد الثالث، السنة الثانية محرم 1390 هـ ص 185، 186.
وفي هذا الرابط مزيد بيان:
قول الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين واللجنة الدائمة في العرضة.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=130222
ـ[مكتب الشيخ عبد الله بن مانع]ــــــــ[24 - 03 - 08, 11:07 م]ـ
تنبيه من الشيخ عبد الله بن مانع:
للعلم فشيخنا ابن باز رحمه الله يشترط في إباحة الدف في الأعياد والأعراس أن يلي الضرب النساء, اما الرجال فلا يباح لهم ضرب الدف مطلقاً, وأما الطبل فمحرم على الجميع مطلقاً والله اعلم.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[24 - 03 - 08, 11:56 م]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[25 - 03 - 08, 08:46 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[السعودي عبدالله]ــــــــ[27 - 03 - 08, 05:49 ص]ـ
في هذه الأيام كثرة نسبة بعض الأحكام الغريبة أو الشاذة للشيخين ابن باز وابن عثيمين ـ رحمهما الله ـ
لذا أتمنى أن تتوافر جهود طلابهما بتوثيق جميع أرائهما الفقهية أو الشرعية عموما في كتب تكون هي المرجع الرئيس لهما
فصدور الرجال ليست مستودعا امينا في هذا الزمن فالوفاة والنسيان والخلط والوهم خطر على المحفوظ شفويا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/142)
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[27 - 03 - 08, 11:07 ص]ـ
ما شاء الله عليك يا المسيطير ما يفوتك شي
أُسجل إعجابي الشديد بكم
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 08:41 م]ـ
رحم الله الشيخ ابن باز ونفع بتلاميذه.
هذا البيان الأول فيما أظن للشيخ ابن مانع ـ نفع الله به ـ في بيان غلط من غلط على العلامة ابن باز، ولم يخل هذا البيان من استدراك أخل بالمعنى، فجزى الله الفاضل النبيل المسيطير على توضيحه، وهذا الحادثة تؤكد أهمية اعتماد ما هو مدون ومكتوب من أراء العلماء الكبار، وانخفاض الثقة فيما يرويه الواحد من التلاميذ، ولذا فمن المهم أن يصدر التعقيب أو التصحيح من جماعة منهم ليذكر أحدهم الآخر أو يصحح له.
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[11 - 05 - 08, 05:51 م]ـ
مشايخنا الأعزاء:
ما نقول لمن يقول أين الدليل على تخصيص الرجال بالضرب؟
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[12 - 05 - 08, 02:46 م]ـ
مشايخنا الأعزاء:
ما نقول لمن يقول أين الدليل على تخصيص الرجال بالضرب؟
أقصد عدم جواز الدف للرجال لم التخصيص!
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 05 - 08, 05:32 م]ـ
ما نقول لمن يقول أين الدليل على تخصيص الرجال بالضرب؟
جزاك الله خيرا.
في الرابط المشار إليه في المشاركة (2) ما يفيدك بإذن الله.
ـ[ماجد الحامد]ــــــــ[12 - 05 - 08, 06:40 م]ـ
رحم الله العلامة ابن باز
وجزى الله الشيخ عبدالله خيرا
ـ[علي الكناني]ــــــــ[13 - 05 - 08, 12:41 ص]ـ
شكر الله للشيخين ابن مانع والمسيطير
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 05 - 08, 12:29 م]ـ
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى عند تعليقه على كتاب: " إغاثة اللهفان ":
(العرضة إذا كانت بدون طبول أو غناء فلا بأس، ولكن إذا حدث العكس فهي محرمة.
فسأله الشيخ فهد الصقعبي وفقه الله عن السامري " نوع من أنواع الغناء "؟.
فقال رحمه الله: هو حرام) أ. هـ.(92/143)
أريد بحثا محكما عن الحب و انواعه و أحكامه
ـ[عمر خيري]ــــــــ[24 - 03 - 08, 05:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته إخواني الكرام أرغب في أن تساعدوني في الحصول على بحث في هذا الشأن_وخاصة الصورة التى تقع بين الطرفين قبل الأرتباط الشرعي_ حيث يُوجد من يقول بجواز هذه الصورة ويضعوا لذلك قوانين و أحكام ... الخ. أفيدونا بارك الله فيكم.
ـ[بسام العقلا]ــــــــ[24 - 03 - 08, 05:46 م]ـ
عليك بكتاب روضة المحبين لصاحب القلم الرائع ابن القيم فقد كفى ووفى
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[24 - 03 - 08, 06:36 م]ـ
فى كتابه القيم الداء والدواء ذكر العلامة ابن القيم
التمييز بين انواع المحبة
فذكر اولا محبة الله وثانيا محبة مايحبه الله وثالثا الحب لله وفى الله ورابعا المحبة مع الله ثم عقب قائلا رحمه الله
وبقى قسم خامس ليس مما نحن فيه وهو المحبة الطبيعية وهى ميل الانسان الى مايلائم طبعه كمحبة العطشان للماء والجائع للطعام ومحبة النوم والزوجة والاولاد فتلك لاتُذم الا اذا ألهت عن ذكر الله وشغلت عن محبته
كما قال تعالى (يا ايها الذين آمنوا لا تلهكم أموالكم ولا أولادكم عن ذكر الله ومن يفعل ذلك فأولئك هم الخاسرون)
منقول بإختصار من الداء والدواء للعلامة ابن القيم رحمه الله(92/144)
::حول الإضراب عن العمل::
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[24 - 03 - 08, 06:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
أسأل عن حكم الإضراب عن العمل للمطالبة بزيادة الأجور ورفع مستوى معيشة العمال؟
قرأت فتاوى على الشبكة أنها لا تجوز لأنها إخلال للعقد بين الطرفين.
الإشكال أن المرتبات التى يحصل عليها (الأجير) لا تتناسب مع مقدار ما يبذله من الجهد ولا تكفى مطالب أسرته ,ويضطر للبحث عن وظيفة أخرى ,وأحيانا الوظيفة الأولى تستنفذ وقته فلا يقدر حتى على البحث عن وظيفة إضافية.
أنا لاأتكلم عن طبقة من لا يستطيع إدخال أطفاله مدارس خاصة أو لا يستطيع شراء سيارة .. إلى آخرها من (الرفاهيات)!!
أتكلم عن تلك الطبقة الكادحة التى يُمتص دمها ليلاً ونهاراً, وعندما تمرض لا تجد حتى من يوفر لها الخدمات الصحية, وإذا مات أحد من أفرادها تُعذب أسرته حتى تحصل على معاش هزيل.
أرجو ممن سيرد على هذا الموضوع أن ينظر فيه من جميعالأوجه, ويحاول أن يضع نفسه مكان تلك الأسر, لأن المشكلة طالت حتى من يقال لهم أصحاب المؤهلات العليا, طالب الطب الذى يعكف على كتبه لمدة سبع سنين ثم فترة التكليف والتجنيد الإجبارى ثم فترة الماجستير لكى يتخصص ... بعد هذه الملحمة ما الذى يحصل عليه؟؟
تخيل معى رجلاً لا يحصل على ما يكفى مطالب أسرته ... هل بالله عليك سيحب وظيفته؟ أو حتى أن يحاول أن يبدع فيها؟
أصبح الآن الشعار عند الكثير إلا من رحم ربك: (خدمة على أد فلوسك).
فبعد هذا كله ... هل نقول للناس إياكم والإضراب؟ الإضراب من مظاهر الخروج على ولى الأمر؟؟ ......
فإن كان الأمر كذلك فما الحل؟ (بعد أن نتوكل على الله وندعوه ونتوب إليه)
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[25 - 03 - 08, 10:02 م]ـ
بعض المواطنين المصريين يريدون إضراباً يوم 6 أبريل القادم, الإميلات ترسل لنا عن هذا الموضوع ..... فهل نشارك؟
بانتظار ردود المشايخ والاخوة الأفاضل.
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[25 - 03 - 08, 10:16 م]ـ
إكمالا لكلام الأخ الكريم أحمد الدهشوري
الإضراب أحد الوسائل المجرَّبة والتي تجبر الحاكم على زيادة الأجور وقد رأينا نماذج من الإضرابات التي نجحت في هذا الأمر، وفي حين تنهال العطايا والمكافآت على لاعبي الكرة ومن يُسمى "الفنانون" ... يظل العلماء والمشايخ وغيرهم من قطاعات المجتمع الكادين المكافحين في أعمالهم يتقاضون أجورا لا تكفي إطلاقا لأن يعيشوا كفافًا فضلا عن أن يعيشوا في حال كفاية ...(92/145)
فائدة: هل ثمة أحد غير إبليس منظراً؟ معنى (إنك من المنظرين)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 06:55 م]ـ
قال الإمام الطبري - رحمه الله:
فإن قال قائل: فهل أحَدٌ مُنْظرٌ إلى ذلك اليوم سوى إبليس، فيقال له:"إنك منهم"؟
قيل: نعم، مَنْ لم يقبض الله روحه من خلقه إلى ذلك اليوم، ممن تقوم عليه الساعة، فهم من المنظرين بآجالهم إليه. ولذلك قيل لإبليس: (إنك من المنظرين)، بمعنى: إنك ممن لا يميته الله إلا ذلك اليوم.
" جامع البيان " (12/ 332).
ـ[عبد الحليم الأثري]ــــــــ[24 - 03 - 08, 08:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا
اُشهدُ الله أني احبُّك فيه و أسْأله أن ينفعنا بكم
*****************
هل لي منكَ دعوة أن ييسِّر الله لي أمري و يتوب عليّ إنّه وليّ ذلك والقادر عليه
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 09:10 م]ـ
أحبك الله
ونفع بك
وجزاك الله خيراً
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[24 - 03 - 08, 09:20 م]ـ
جزاك الله خيرا على الفائدة ...
وزادك الله رفعة وإحسانا ....
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 09:40 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أحمد
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[24 - 03 - 08, 11:44 م]ـ
جزيت خيراً ياشيخ إحسان, ولكن هل هناك أحد بعينه, وهل تقصد أن دليل هذا الرأي الذي ذكرته هو أن "من" في الآية للتبعيض؟؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 09:35 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ولا أعلم أحدا بعينه
ومن هنا الظاهر أنها ليست للتبعيض بل هي بيانية
والله أعلم
ـ[السدوسي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 10:57 ص]ـ
(بينما رجل يمشي في حلة تعجبه نفسه مرجل جمته إذ خسف الله به فهو يتجلجل إلى يوم القيامة رواه البخاري ومسلم عن ابن عمر مرفوعا
قال ابن حجر في فتح الباري -[جزء 10 - صفحة 261]
ومقتضى هذا الحديث أن الأرض لا تأكل جسد هذا الرجل فيمكن أن يلغز به فيقال كافر لا يبلى جسده بعد الموت. وأذكر ياأباطارق - والكلام للجميع - أني وقفت على من نص أنه من المنظرين ولكن الله المستعان الذنوب أضعفت الذاكرة.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 11:18 ص]ـ
حفظك الله وجزاك خيرا
الآية واضحة في أنه من المنظرين أي: لا يموت حتى يأتي النفخ في الصور
وأما ذاك فهو في قبره فارق الدنيا
فليس هو داخلا في الآية
إن صح ما فهمته عنك
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[25 - 03 - 08, 07:46 م]ـ
وأذكر يا أباطارق - والكلام للجميع -
ولا تهون ...
ـ[توبة]ــــــــ[25 - 03 - 08, 11:34 م]ـ
قال الإمام الطبري - رحمه الله:
فإن قال قائل: فهل أحَدٌ مُنْظرٌ إلى ذلك اليوم سوى إبليس، فيقال له:"إنك منهم"؟
قيل: نعم، مَنْ لم يقبض الله روحه من خلقه إلى ذلك اليوم، ممن تقوم عليه الساعة، فهم من المنظرين بآجالهم إليه. ولذلك قيل لإبليس: (إنك من المنظرين)، بمعنى: إنك ممن لا يميته الله إلا ذلك اليوم.
ومن هنا الظاهر أنها ليست للتبعيض بل هي بيانية
لكني فهمت من كلام الطبري رحمه الله أنها للتبعيض؟
وللفائدة ذكر ابن الجوزي في الفوائد العونية (عن الوزير ابن هبيرة)
قال: وسمعته يقول في قوله تعالى: "فإنك من المنظرين" قال: (ليس هذا بإجابة سؤاله، وإنما سأل الإنظار، فقيل له: كذا قدِّر، لا أنه جواب سؤالك، لكنه مما فهم.)
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[26 - 03 - 08, 05:16 ص]ـ
{قَالَ إِنَّكَ مِنَ المُنظَرِينَ} الأعراف:15
{قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ} الحجر:37
{قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ} ص:80
ماذا عن الملائكة أليسوا من المنظرين؟
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[26 - 03 - 08, 06:20 ص]ـ
ألم يبهرك جواب الطبرى؟
أبهرنى حقا. لا أعلم لجهلى أم لعلمه.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[26 - 03 - 08, 11:23 ص]ـ
ورد في كتاب عالم الملائكة الأبرار
لعمر سليمان الأشقر
مكتبة الفلاح
الطبعة: الثالثة:
"هل تموت الملائكة؟
الملائكة تموت كما يموت الإنس والجن، وقد جاء ذلك صريحا في قوله تعالى: {وَنُفِخَ فِي الصُّورِ فَصَعِقَ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَمَن فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَن شَاء اللَّهُ ثُمَّ نُفِخَ فِيهِ أُخْرَى فَإِذَا هُم قِيَامٌ يَنظُرُونَ} (الزمر:68)
فالملائكة تشملهم الآية لأنهم في السماء، يقول ابن كثير عند تفسيره هذه الآية:
"هذه النفخة هي الثانية، وهي نفخة الصعق، وهي التي يموت بها الأحياء من أهل السموات والأرض، إلا من شاء الله كما هو مصرح به مفسرا في حديث الصور المشهور. ثم يقبض أرواح الباقين حتى يكون آخر من يموت ملك الموت، وينفرد الحي القيوم الذي كان أولا وهو الباقي آخرا بالديمومة والبقاء، ويقول: {لِمَنِ الْمُلْكُ الْيَوْمَ} [غافر:16] ثلاث مرات. ثم يجيب نفسه بنفسه فيقول: {لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ} "
ومما يدل على أنهم يموتون قوله تعالى: {كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ إِلَّا وَجْهَهُ} (القصص88).
وهل يموت أحدهم قبل نفخة الصور؟ هذا ما لا نعلمه ولا نستطيع الخوض فيه لعدم وجود النصوص المثبتة له أو النافية."
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/146)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 11:40 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
فوائد طيبة
وكلام الإمام الطبري عام يشمل " الملائكة "، بل و " الجن "؛ لأنه قال (مِن خلْقَِه)
والظاهر أن " من " للتيعيض، وأنني أخطأت في جعلها بيانية
وفقكم الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 03 - 08, 11:53 ص]ـ
في كتاب الماوردي
فإن قيل: فهل ينظر غير إبليس إلىلوقت الذي سأل وقد قال من المنظرين؟ قيل: نعم وهو من لم يقض الله تعالى عليه الموت من عباده الذين تقوم عليهم الساعة.
-------
في كتاب ابن الجوزي
فان قيل: كيف قيل له: {إنك من المنظرين} وليس أحد أُنظِر سواه؟ فالجواب: أن الذين تقوم عليهم الساعة منظرون إلى ذلك الوقت بآجالهم، فهو منهم.
----------
في فتح القدير للشوكاني
{قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ المنظرين} لما سأل الإنظار، أجابه الله سبحانه إلى ما طلبه، وأخبره بأنه من جملة من أنظره ممن أخر آجالهم من مخلوقاته، أو من جملة من أخر عقوبتهم بما اقترفوا
-------
في تفسير ابن عطية
قال القاضي أبو محمد: والأول من هذه الأقوال أصح وأشهر في الشرع، ومعنى {من المنظرين} من الطائفة التي تأخرت أعمارها كثيراً حتى جاءت آجالها على اختلاف أوقاتها، فقد عم تلك الفرقة إنظار وإن لم يكونوا أحياء مدة الدهر
--------
في البحر المحيط لأبي حيان
{إلى يوم الوقت المعلوم} ويأتي تفسيره في الحجر إن شاء الله، ومعنى من المنظرين من الطائفة التي تأخّرت أعمارها كثيراً حتى جاءت آجالها على اختلاف أوقاتها فقد شمل تلك الطائفة انظار وإن لم يكونوا أحياء مدة الدهر، وقيل من المنظرين جمع كثير مثل قوم يونس
----------
في كتاب ابن عاشور
قال الله تعالى: {إنك من المنظرين} أي إنّك من المخلوقات الباقية.
وقد أفاد التّأكيد بإنّ والإخبارُ بصيغة {من المنظرين} أنّ إنظاره أمر قد قضاه الله وقدّره من قبللِ سؤاله، أي تحقّق كونك من الفريق الذين أنظروا إلى يوم البعث، أي أنّ الله خلق خلقاً وقدّر بقاءهم إلى يوم البعث، فكشف لإبليس أنّه بعض من جملة المنظرين من قبل حدوث المعصية منه، وإن الله ليس بمغيّر ما قدّره له، فجواب الله تعالى لإبليس إخبار عن أمر تَحقّق، وليسَ إجابة لطلبة إبليس، لأنّه أهون على الله من أن يجيب له طلَباً، وهذه هي النّكتة في العدول عن أن يكون الجواب: أنْظرْتك أو أجبت لك ممّا يدلّ على تكرمة باستجابة طلبه، ولكنّه أعلمه أنّ ما سأله أمر حَاصل فسؤاله تحصيل حاصل.
---------
في كتاب إسماعيل حقي
({فانك من المنظرين} اى من جملة الذين اخرت آجالهم ازلا ودل على ان ثمة منظرين غير ابليس وهم الملائكة فانهم ليسوا بذكور ولا اناث ولا يتوالدون ولا يأكلون ولا يشربون ولا يموتون الى آخر الزمان واما الشياطين فذكور واناث يتوالدون ولا يموتون بل يخلدون كما خلد ابليس واما الجن فيتوالدون وفيهم ذكور واناث ويموتون
)
(قال} الله تعالى {فانك من المنظرين} اى من جملة الذين اخرت آجالهم ازلا بحسب الحكمة كالملائكة ونحوهم)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 04:32 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا ابن وهب(92/147)
هل يجوز للمرأة الكافرة أن تدلك المرأة المسلمة من دون حائل؟
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[24 - 03 - 08, 10:40 م]ـ
إخواني الأفاضل:
الرجاء تزويدي بفتاوي العلماء في هذه المسألة ولكم جزيل الشكر(92/148)
هل يجوز قراءة القرآن في ماء ثم الإغتسال به رقيةً؟
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[25 - 03 - 08, 03:43 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
هل يجوز قراءة القرآن في ماء ثم الإغتسال به رقيةً؟
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[25 - 03 - 08, 02:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
جاء فى كتاب ((ففروا الى الله))، لأبى ذر القلمونى:-
سادسًا: تنبيهات خاصة بفك الربط:
توضيحًا لما أورده ابن كثير رحمه اللَّه تعالى عن الربط والذي سبق الكلام عنه يراعى ما يلي:
أ- ورق السدر هو الورق المعروف بورق النبق.
ب- يراعى أن يكون هذا الورق أخضر، وقد ورد ذلك في كتاب ((آكام المرجان في غرائب الأخبار وأحكام الجان)).
جـ- يراعى ترتيب الخطوات المتبعة، ولا تتقدم خطوة على أخرى، ويمكنك أن تكتب هذه الخطوات بالأرقام فتقول مثلاً:
1 - سبع ورقات من سدر.
2 - تدق بين حجرين.
3 - تنضح بالماء ... ثم تكتب باقي الخطوات.
د- يراعى أن تكون كمية الماء كافية للشرب والاغتسال بحيث إنه بعد قراءة آية الكرسي لا يزاد الماء.
هـ- إذا كان المسحور لا يصلي، فعليه أن يصلي، (وأن يعتقد بأن النافع الضار والشافي هو اللَّه سبحانه وتعالى).
،، قلت: فان هذا الفعل يلزم منه الاغتسال فى اماكن طاهرة، و ايضا يدفن الماء المستعمل فى مواطع طاهرة
والله اعلى واعلم
ـ[أبو محمد الحضرمي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 05:23 م]ـ
سئل فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ السؤال التالي: ما حكم الاغتسال بماء زمزم، والماء الذي قرئ فيه القرآن في بيوت الخلاء؟.
الجواب: لا بأس؛ لأنه ليس فيه قرآن مكتوب، وليس فيه المصحف مكتوباً، وإنما فيه الريق، أي النفث، وهو الهواء الذي خالطه المصحف، أو خالطته القراءة.
ومن المعلوم أن أهل مكة في أزمنتهم الأولى كانوا يستعملون ماء زمزم ولم يكن عندهم غير ماء زمزم، فالصواب أن لا كراهة في ذلك، وأنه جائز، والماء ليس فيه قرآن إنما نفث بالقرآن، وفرق بين المقامين.
المرجع كتاب التمهيد لشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح آل الشيخ.
وجاء في الشبكة الإسلامية السؤال الآتي:
هل يجوز وضع ماء الرقية على العورة وسكبها بالحمام؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا مانع من الاغتسال بالماء الذي قرئت عليه الرقية من القرآن والسنة، ولو مس ذلك العورة، وقد درج على ذلك السلف دون أن ينكره أحد فيما نعلم، وقد بينا ذلك في الفتوى رقم: 33590.
لكن الأولى للمرء أن يشربه دون الاغتسال به، وقد نص العلماء على ذلك، وعللوه بأن الغالب في الماء المتساقط من أعضاء المغتسل أنه يجري في البلاليع والمجاري.
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: قال الخلال: إنما كره الغسل به، لأن العادة أن ماء الغسل يجري في البلاليع والحشوش، فوجب أن ينزه ماء القرآن من ذلك، ولا يكره شربه، لما فيه من الاستشفاء. اهـ.
وراجع الفتوى رقم: 7852.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[25 - 03 - 08, 05:48 م]ـ
لا بأس000 ابن باز000 شرح الواسطية
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[25 - 03 - 08, 08:23 م]ـ
قال صالح ابن الإمام أحمد بن حنبل:
وربما اعتللت فيأخذ قدحا فيه ماء، فيقرأ فيه، ثم يقول: اشرب منه، واغسل وجهك ويديك. اهـ
سير النبلاء (11/ 209).
والله أعلم.
ـ[أبو السها]ــــــــ[26 - 03 - 08, 11:35 ص]ـ
أقول بل جاء في السنة ما يدل على أن لهذه المسألة أصلا:
1/أخرج النسائي (8/ 1 المساجد - 11 باب) و ابن حبان (98/ 304 - موارد) من
طريق عبد الله بن بدر عن قيس بن طلق عن أبيه # طلق بن علي # قال: " خرجنا وفدا
إلى النبي صلى الله عليه وسلم فبايعناه و صلينا معه و أخبرناه أن بأرضنا بيعة
لنا , فاستوهبناه من فضل طهوره , فدعا بماء فتوضأ و تمضمض ثم صبه في إداوة و
أمرنا , فقال: فذكره. فخرجنا حتى قدمنا بلدنا فكسرنا بيعتنا , ثم نضحنا
مكانها و اتخذناها مسجدا , فنادينا فيه بالأذان , قال: و الراهب رجل من طيء
فلما سمع الأذان قال: دعوة حق , ثم استقبل تلعة من تلاعنا فلم نره بعد ".
: إسناده صحيح , و من هذا الوجه أخرجه أحمد (4/ 23) و الحربي في " غريب
الحديث " (5/ 141 / 2 و 156/ 2) من الوجه المذكور مختصرا (السلسلة الصحيحة:6/ 164، رقم: 2582)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/149)
قلت: إذا جاز التبرك بماء من فضل وضوئه-صلى الله عليه وسلم- فالتبرك -قصد اإستشفاء-بماء مقروء عليه كلام رب العزة من باب أولى.
2/ لما أهديت فاطمة إلى علي بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي أن لا تقرب أهلك حتى آتيك، قالت: فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بماء، فقال فيه ما شاء الله أن يقول، ثم نضح بالماء على صدر علي ووجهه، ثم دعا فاطمة، فقامت تعثر في ثوبها من الحياء، فنضح عليها أيضا، ثم نظر فإذا سواد وراء البيت، فقال: من هذا؟ فقالت أسماء: أنا، فقال: أسماء بنت عميس؟ فقلت: نعم. قال: أجئت مع ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم كرامة لرسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقلت: نعم، فدعا لي بدعاء إنه لأولى عملي عندي، فقال: يا فاطمة إني لم آل أن أنكحت أحب أهلي إلي، ثم خرج، فقال لعلي: دونك أهلك، ثم ولي إلى حجره فما زال يدعو لهما حتى دخل حجره.
قال ابن حجر:رجاله ثقات، وأسماء بنت عميس كانت في هذا الوقت بأرض الحبشة مع زوجها جعفر لا خلاف في ذلك، فلعل ذلك كان لأختها سلمى بنت عميس (المطالب العالية: 2/ 183)
وقال الهيثمي:رجاله رجال الصحيح، (جمع الزوائد: 9/ 212).
والشاهد منه هو:فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فدعا بماء، فقال فيه ما شاء الله أن يقول، ثم نضح بالماء على صدر علي ووجهه، ثم دعا فاطمة، فقامت تعثر في ثوبها من الحياء، فنضح عليها أيضا. وهذا نص في المسألة.
تنبيه: إن ما نقله الأخ مصطفى رضوان عن أبى ذر القلمونى من قوله (يراعى أن تكون كمية الماء كافية للشرب والاغتسال بحيث إنه بعد قراءة آية الكرسي لا يزاد الماء) لادليل عليه من كتاب أو سنة، بل ثبت في السنة ما يدل على نقيضه وهو في قوله -صلى الله عليه وسلم- لطلق بن علي وجماعته (فقال اخرجوا فإذا أتيتم أرضكم فاكسروا بيعتكم وانضحوا مكانها بهذا الماء واتخذوا مسجدا قلنا إن البلد بعيد والحمر شديد والماء ينشف فقال مدوه من الماء فإنه لا يزيده إلا طيبا)، ولا يقال: هذا خاص بالنبي -صلى الله عليه وسلم- لأن الخصوصية لا تثبت إلا بدليل.
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[16 - 05 - 09, 05:06 ص]ـ
سئل فضيلة الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ
السؤال التالي: ما حكم الاغتسال بماء زمزم، والماء الذي قرئ فيه القرآن في بيوت الخلاء؟.
الجواب: لا بأس؛ لأنه ليس فيه قرآن مكتوب، وليس فيه المصحف مكتوباً، وإنما فيه الريق، أي النفث، وهو الهواء الذي خالطه المصحف، أو خالطته القراءة.
ومن المعلوم أن أهل مكة في أزمنتهم الأولى كانوا يستعملون ماء زمزم ولم يكن عندهم غير ماء زمزم، فالصواب أن لا كراهة في ذلك، وأنه جائز، والماء ليس فيه قرآن إنما نفث بالقرآن، وفرق بين المقامين.
المرجع كتاب التمهيد لشرح كتاب التوحيد للشيخ صالح آل الشيخ.
جزاك الله خيرا يا أخي الفاضل ..
كنتُ أبحث عن هذه المسألة منذ فترة، وفي قلبي من الاغتسال بالحمام شك؛ لكن دام المفتي الشيخ صالح آل الشيخ، فلله الحمد والمنة ..
لا حرمتَ من الكريم الوهاب الأجر والثواب، وبصرك بالحق دوما، وجعلك داعيا إليه، آمين ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - 05 - 09, 05:45 ص]ـ
بارك الله فيكم.
وهذا جواب للشق الأول من السؤال، وهو جواب هام، وجامع للشيخ محمد الحمود النجدي:
هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=159941
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[16 - 05 - 09, 03:51 م]ـ
وقد سألتُ الشيخ (سالم الطويل) - حفظه الله -، فقلتُ:
((أخي الشيخ الكريم: أريد الاغتسال بماء مقروء به بالرقية الشرعية، فهل يجوز لي أن أغتسل بالحمام؟ وماذا أفعل بالماء بعد الاغتسال؟))
فأجاب - وفقه الله -: ((لا بأس أن تغتسل به بالحمام، وثم يكب بالمجاري، عليك بالمعوذات وسورة البقرة)) انتهى.(92/150)
فائدة في قول: اللهم لا تؤاخذني بما يقولون
ـ[السدوسي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 10:43 ص]ـ
والمشهور في هذا اللفظ أنه عن ا الصديق رضي الله تعالى عنه ولم أجده من وجه يثبت وغاية ماوقفت عليه
جامع الأحاديث - (ج 25 / ص 145)
27769 - عن الأصمعى قال: كان أبو بكر إذا مدح قال اللهم أنت أعلم منى بنفسى وأنا أعلم بنفسى منهم اللهم اجعلنى خيرا مما يظنون واغفر لى ما لا يعلمون ولا تؤاخذنى بما يقولون (العسكرى فى المواعظ) [كنز العمال 35704]
أخرجه أيضًا: البيهقى فى شعب الإيمان (4/ 228، رقم 4876). قلت: لم أقف عليه في الشعب منسوبا للصديق).
وجاء في مصنف ابن أبي شيبة - (ج 7 / ص 242)
35703 - حدثنا عفان قال حدثنا مبارك قال حدثنا بكر عن عدي بن أرطأة عن رجل كان من صدر هذه الأمة قال كانوا إذا أثنوا عليه فسمع ذلك قال اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون
وليس فيه التصريح باسم أبي بكر رضي الله تعالى عنه
لكن صح في الأدب المفرد [جزء 1 - صفحة 267]
761 - حدثنا مخلد بن مالك قال حدثنا حجاج بن محمد قال أخبرنا بن المبارك عن بكر بن عبد الله المزني عن عدي بن أرطأة قال كان الرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم إذا زكي قال: اللهم لا تؤاخذني بما يقولون واغفر لي ما لا يعلمون.
قال الشيخ الألباني: صحيح.
قلت: وللفائدة فإن حديث عدي هذا ورد في بعض المصادر بلفظ كان رجل فقد يراد به الصديق رضي الله تعالى عنه.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 11:45 ص]ـ
بارك الله فيك اخي(92/151)
لم أفهم هذه الفتوى
ـ[راشد]ــــــــ[25 - 03 - 08, 11:06 ص]ـ
يقول الشيخ البراك:
العطورات الكحولية المعروفة بالكلونيا التي يدخل في تركيبها نسبة من المادة المسكرة المعروفة بالكحول، هذه العطور إذا كانت نسبة الكحول فيه عالية، بحيث يسكر من شربه، فهذا النوع لا يجوز استعماله ولا التطيب به، بل ولا الاتجار به بيعاً وشراءً.
وأما إذا كانت نسبة الكحول فيه يسيرة، بحيث لا يسكر شاربه ولا يقصد للسكر به، فلا بأس بالتطيب به،
وسؤالي هو: ما صلة نسبة الكحول بحكم التطيب بالعطور؟؟
أعني ان المسألة تتوقف على قولنا بطهارة الكحول أو نجاستها، وليس على نسبتها .. !
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 11:32 ص]ـ
وسؤالي هو: ما صلة نسبة الكحول بحكم التطيب بالعطور؟؟
أعني ان المسألة تتوقف على قولنا بطهارة الكحول أو نجاستها، وليس على نسبتها .. !
صلة نسبة الكحول بحكم التطيب بالعطور - بارك الله فيك - مهمة من حيث النظر إلى تأثير الخلط منها على المخلوط من غيرها.
فعلى القول بأن الكحول خمرٌ والخمر نجسة , ننظر في هذه الكحول هل يظهر لها أثر فيما خلطت به من عطور ونحوها لأن بعض العطور تكون نسبة الكحول 5% وبعضها 15 % أو أقل أو أكثر.
فإن كانت النسبة قليلة جدا لا تؤثر حُكم بإباحة استعمال العطر المخلوط معها , لأننا لما لم نتمكن من وجود أثر ظاهر لها لم نثبت لها حكم النجاسة.
بخلاف ما لو كثرت النسبة وكان تأثيرها قويا 40% أو 50% بحيث لو شربها الإنسان سكر , فهذه لا شك في نجاستها عند من يرى نجاسة الخمر.
والضابط في المسألة: تأثير الخلط في المخلوط به من حيث إصابة السكر لشاربه.
ونظير هذه المسألة ما لو وقعت قطراتُ خمر أو بول أو دمٍ في ماء , فالحكم على الماء بالنجاسة أو الطهارة ينبني على تغير أوصافه وتأثُّره بهذه القطرات , والله تعالى أعلم.
ـ[راشد]ــــــــ[26 - 03 - 08, 06:18 ص]ـ
إذا الشيخ اعتبر أن الكحول نجسة، وأن نجاستها لا تؤثر في إباحة استعمال العطر إلا إذا بلغت نسبتها حد الإسكار، وهذا مشكل، لأن: (((الحكم على الماء بالنجاسة أو الطهارة ينبني على تغير أوصافه وتأثُّره بهذه القطرات))) .. وتغير الأوصاف يعني اللون والطعم والرائحة، وليس له علاقة بالإسكار ..
وللتوضيح أقول إن الإسكار لا يتوقف على نسبة الكحول وحدها وإنما على المقدار الذي يشربه الإنسان .. فلو فرضنا أن الإنسان يسكر إذا شرب مقدار 100 ميليلتر من الكحول، فهذا يعني أنه لو شرب شراباً فيه كحول بنسبة 10% فيحتاج لشرب 1 ليتر ليسكر، ولو شرب شراباً فيه كحول بنسبة 25% فإنه يحتاج لشرب مقدار 400 ميليلتر.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[26 - 03 - 08, 09:30 ص]ـ
قد يكون ذلك عملا بالعفو عن يسير النجاسة.
قال ابن القيم في إعلام الموقعين - (ج 2 / ص 13)
وهذا هو القياس في المائعات كلها أن يسير النجاسة إذا استحالت في الماء ولم يظهر لها فيه لون ولا طعم ولا رائحة فهي من الطيبات لا من الخبائث.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[26 - 03 - 08, 07:14 م]ـ
الذي أعلم أيها الإخوة أن الكحول من المواد التي تتبخر سريعا فلو وضعها الان لا تجد لها أثرا بعد ساعة واترك علبة الكحول المسمى (سبيرتو) وجرب فلذلك فقد أفتى بعض مشايخي رحم الله أمواتهم وحفظ من بقي أن الأولى عدم الصلاة بعد وضع العطر المسمى بالكلونيا إلا بعد مدة يغلب على الظن أن المادة الكحولية فيه قد تبخرت وقالوا إن هذا من خلال سؤالهم لأهل الصنعة من الأطباء وأهل التحليل الكيميائي والله أعلم
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 08:21 م]ـ
مربط الفرس في المسألة أخي الحبيب ما بنيت عليه و هي مبنية على قاعدة إذا عرفتها عرفت التكييف الصحيح للفتوى و هذه القاعدة نصّ عليها الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في قواعده قال: " العين المنغمرة في غيرها لا حكم لها " و هذا في مسألة العطورات بناء على أن الكحول خمر و أن الخمر نجسة أما من قال بعدم نجاسة الخمر فلا تأثير للكحول كان قليلا أو كثيرا هذا هو وجه المسألة أرجو أن تكون فهمتها و إلا عدت لك بتفصيل مسألة العطورات من أساسها و أصلها و الله الموفق.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 08:32 م]ـ
إذا كانت نسبة الكحول مستهلكة بحيث لا تؤدي إلى الإسكار سواء في القليل أو الكثير فإنه يجوز استعمالها:
- قال شيخ الإسلام رحمه الله في مجموع الفتاوى (ج19 ص236 - 237):
(كل ما وقع عليه اسم الماء فهو طاهر طهور، سواء كان مستعملاً في طهر واجب، أو مستحب، أو غير مستحب؛ وسواء وقعت فيه نجاسة، أو لم تقع إذا عرف أنها قد اسْتَجَالت فيه واستهلكت، وأما إن ظهر أثرها فيه فإنه يحرم استعماله؛ لأنه استعمال للمحرم ... )
- وقال أيضًا (ج21 ص501 - 502):
(الله حرم الخبائث التي هي الدم والميتة ولحم الخنزير، ونحو ذلك، فإذا وقعت هذه في الماء أو غيره واستهلكت، لم يبق هناك دم ولا ميتة ولا لحم خنزير أصلاً. كما أن الخمر إذا استهلكت في المائع لم يكن الشارب لها شاربًا للخمر ...... )
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/152)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 08:35 م]ـ
ملاحظة: ليس هناك تلازم بين القول بطهارة الخمر، و القول بجواز استعمالها في التعطر ونحوه؛ فلقد رأيتُ بعض مشايخنا يقولون بالطهارة مع حرمة الاستعمال؛ لقوله تعالى: (فاجتنبوه) ..
ـ[راشد]ــــــــ[27 - 03 - 08, 05:59 ص]ـ
كما أن الخمر إذا استهلكت في المائع لم يكن الشارب لها شاربًا للخمر
هل يعني هذا أن شراب الشعير-مثلاً- إذا احتوى نسبة قليلة من الخمر فلا يحرم شربه؟؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 06:45 ص]ـ
إذا كان الفرد مهما أكثر من شرب هذا المشروب لن يسكر، فنعم يجوز شربه؛ لانتفاء العلة هنا ..
ـ[راشد]ــــــــ[27 - 03 - 08, 05:04 م]ـ
إذا كان الفرد مهما أكثر من شرب هذا المشروب لن يسكر، فنعم يجوز شربه؛ لانتفاء العلة هنا ..
المسألة معقدة، لأن مهما قلّت نسبة الخمر في الشراب فإن الإنسان لا بد أن يسكر عند كمية ما من هذا الشراب ..
فلو قلنا أن شراباً ما يحتوي على خمر بنسبة 2% مثلاً، والإنسان يسكر إذا شرب مقدار 100 غ من الخمر .. فرضاً ... فإن شرب الشخص مقدار 5000 غ فسوف يسكر .. لأن ال 5000 غ هذه تحتوي على 100 غ خمر.
قد تقول إن الإنسان لا يشرب عادة مثل هذه الكمية (5000 غ يعني 5 ليترات) ... ولكن هذا أمر يختلف فيه الناس ولا يكاد ينضبط ..
دعني أوضح أكثر:
لو فرضنا أنه يوجد كأس من الخمر، فيها مقدار كافي للإسكار (100 غ فرضاً)، فإذا خلطتها في مقدار كبير من العصير المباح أصلاً، لنقل مقدار 100 ليتر مثلاً، فسيكون لدينا كمية من الشراب يستحيل أن يشربها شخص واحد (ونسبة الخمر فيه واحد بالألف)، فبالنتيجة يكون مهما شرب منه الإنسان فلن يسكر، فهل يباح أن يشرب منه كل يوم كأساً او كأسين؟؟؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[28 - 03 - 08, 02:50 ص]ـ
قال اخينا محمد مصطفى العنبري الحنبلي ... و هذه القاعدة نصّ عليها الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى في قواعده قال: " العين المنغمرة في غيرها لا حكم لها "
قلت:هل لك اخى ان تخبرنا اى القواعد هذه؟؟؟؟
ولكن جاء فى القواعد (القاعده22): العين المنغمرة فى غيرها اذا لم يظهر اثرها فهل هى كالمعدومه حكما او لا؟ فيه خلاف ينبنى عليه مسائل.
مثال: الماء الذى استهلكت فيه النجاسه فان كان كثيرا سقط حكمها بغير خلاف وان كان يسيرا فروايتان: والمذهب: ان اليسير ينجس بمجرد الملاقاة ..
(الانتصار 1\ 133.وشرح العمده 1\ 63 .. الانصاف 1\ 57)
ومنها:لو خلط خمرا بماء واستهلك فيه.ثم شربه لم يحد على المذهب. (وانظر المغنى 12\ 498)
والله اعلم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[28 - 03 - 08, 05:14 ص]ـ
المسألة معقدة، لأن مهما قلّت نسبة الخمر في الشراب فإن الإنسان لا بد أن يسكر عند كمية ما من هذا الشراب ..
فلو قلنا أن شراباً ما يحتوي على خمر بنسبة 2% مثلاً، والإنسان يسكر إذا شرب مقدار 100 غ من الخمر .. فرضاً ... فإن شرب الشخص مقدار 5000 غ فسوف يسكر .. لأن ال 5000 غ هذه تحتوي على 100 غ خمر.
قد تقول إن الإنسان لا يشرب عادة مثل هذه الكمية (5000 غ يعني 5 ليترات) ... ولكن هذا أمر يختلف فيه الناس ولا يكاد ينضبط ..
دعني أوضح أكثر:
لو فرضنا أنه يوجد كأس من الخمر، فيها مقدار كافي للإسكار (100 غ فرضاً)، فإذا خلطتها في مقدار كبير من العصير المباح أصلاً، لنقل مقدار 100 ليتر مثلاً، فسيكون لدينا كمية من الشراب يستحيل أن يشربها شخص واحد (ونسبة الخمر فيه واحد بالألف)، فبالنتيجة يكون مهما شرب منه الإنسان فلن يسكر، فهل يباح أن يشرب منه كل يوم كأساً او كأسين؟؟؟
بارك الله فيكم وحفظكم من كل سوء ...
إذا استهلكت الخمر بنسبة قليلة، فإنها تفقد صفاتها وخصائصها، فإن 2 % هذه تختلف عن الخمر العادية؛ لأن الخمر العادية صفاتها كذا وكذا، أما هذه النسبة المستهلكة فقد فقدت كثيرًا من صفاتها واستهلكت داخل هذا الشراب الجديد ..
وجزاكم الله خيرًا على المناقشة التي تفيد ..(92/153)
مصاحف محرفة في الجزائر؟؟ ينشرها أعداءالدين
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 01:23 م]ـ
قال شهود عيان من رواد احد مساجد ضواحي العاصمة الجزائرية انهم اكتشفوا في الفترة الاخيرة نسخاً من مصاحف مبتورة منها سور كاملة ومجموعة من الآيات طبعت في دار طباعة في العاصمة اللبنانية بيروت.
وروى هؤلاء وهم من المصلين وحفظة القرآن يترددون باستمرار على مسجد صلاح الدين الايوبي في منطقة الدويرة بالضاحية الجنوبية الغربية للعاصمة الجزائر لصحيفة "البر" الخاصة انهم عثروا على مصاحف برواية حفص نقص منها سور الكهف وطه ومريم والآيات ال 25 الاولى من سورة الانبياء و 14 آية من سورة الاسراء.
وحسب نتائج التحريات فقد سلمت هذه النسخ من قبل احد المتبرعين وطبعت بلون ازرق ولا تحتوي على سنة الصدور ولا على اية اشارة الى ترخيص من الهيئات الدينية على سنة الصدور ولا على اية اشارة الى ترخيص من الهيئات الدينية في العالمين العربي والاسلامي.
ورجح مسئول في وزارة الشؤون الدينية والاوقاف الجزائرية ان تكون هذه المصاحف قد تسربت الى الجزائر عبر معرض الكتاب الدولي السابع المنعقد في سبتمبر الماضي بالعاصمة.
وقال: ان وزارة الشؤون الدينية عاجزة عن مراقبة جميع نسخ المصاحف وتمنح التأشير والموافقة بالبيع ودور النشر قد تفحص البعض منها وليس جميعها.
وكانت لجنة رقابة شكلتها وزارة الشؤون الدينية والاوقاف الجزائرية قد حظرت عرض وبيع كتب في معرض الكتاب الدولي وصفتها بالتحريضية.(92/154)
الوقاية من الأهواء.
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[25 - 03 - 08, 01:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين القائل في كتابه الكريم {اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا} وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد.
إخواني الفضلاء هذه كلمات يسيرات في الوقاية من الأهواء وويلاتها أنصح بها نفسي اولا التي تلبست بالأهواء ثم انصح بها إخواني.
فهي تذكرة لي وتنبيه لكم.
فالله المستعان.
حد الاهواء لغة و شرعا.
اللسانيون يحدون الأهواء بأنها {كل خال هواء} -1 -
قال ابن منظور: وقوله تعالى {وافئدتهم هواء} أي لا عقول لهم.-2 -
قال إسماعيل بن حماد الجوهري في مادة [هوى]: و الهوى مقصور: هو النفس وهذا الشيء أهوى إلي من كذا: أي أحب إلي.-3 -
وقال الفيومي:و الهوى مقصور مصدر هويته إذا أحببته وعلقت به ثم اطلق على ميل النفس وانحرافها نحو الشيء ثم استعمل في ميل مذموم فيقال: اتبع هواه وهو من اهل الاهواء.-4 - .
أما حدها في الشرع: فهو ميل النفس إلى ماترغبه وميل القلب إلى مايحبه إذا خرج ذلك عن حد الشرع والإعتدال.-5 -
و الهوى يدخل في الاعمال الظاهرة و الباطنة ونقصد بالأعمال الظاهرة مايجري في اللسان و الجوارح والاعمال الباطنة نقصد بها الإعتقادات والنيات فيدخلها الهوى و الميل.
والذي يتبع هواه يسمى صاحب هوى أو من أهل الأهواء جملة ,وضابطه كل ماخرج عن حد الكتاب و السنة فهو هوى.
وقد ذم الشارع الحكيم الهوى وأهل الاهواء في أكثر من آية في كتابه الكريم.
قال الله –تعالى- {فلا يصدنك عنها من لا يؤمن بها واتبع هواه فتردى} وقال {قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله فلا اتبع أهواءكم قد ضللت إذا وما أنا من المهتدين} وقال {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى}.
وسمي الهوى هوى لانه يهوي بصاحبه إلى الضلالة و الفرقة و الإنحراف ثم إلى النارقال ابن عباس وأبو العالية {وإنما سمي هوى لانه يهوي بصاحبه إلى النار} -6 - وبمثله قال الشعبي و الحسن البصري ومجاهد -7 - .
وهذا طبيعي فإن الهوى مقرون بالنفس البشرية ونفس الإنسان منوطة بالضعف و القصور قال الله تعالى {يريد الله ليخفف عنكم وخلق الإنسان ضعيفا}.
لذلك من الواجب المتحتم على الإنسان تجاه نفسه أن يعصمها من الأهواء التي من شأنها أن تطغى على إرادة الإنسان فتحرفه عن التفكير السليم والإدرادة المحكمة إلى الهاوية و الردية , فيعمل الإنسان بكل الوسائل التي من شأنها القضاء على الرغبات و الشهوات الدنيئة.
و الهوى في الدين له الأثر البالغ و العظيم في انحراف العبد عن طاعة ربه وصدهاعن الحق واتباعه فيورث الجهل و العدوان ويفرق بين الزوجين و الازواج ويمزق أواصر المودة ويعم ويصم.
كذبت طرفي فيك و الطرف صادق ---- واسمعت أذني فيك ماليس تمتنع.
ومن تامل واقع كتب الملل و النحل و المناهج و الرجال و الجرح و التعديل يجدها طافحة بالكلام عن التحذير من الاهواء وأهل الأهواء وترى أدعيتهم دائما {اللهم اعصمني بكتابك وسنة نبينك محمد –صلى الله عليه وسلم – من اختلاف الحق ومن اتباع الهوى بغير هدى منك ومن سبيل الضلالة ومن شبهات الامورو زيغ الخصومات}.
ولا تباع الهوى أمرات وعلامات وأشراط منها على سبيل الذكر لا الحصر.
1 - الرغبة في الدنيا والإتجاه إليها و الذهول والغفلة عن الآخرة.
2 - عدم قبول النصيحة.
3 - إستحواذ الشيطان على صاحب الهوى.
4 - الإعراض عن الهدى بعدما تبين.
5 - العجلة وحب التسرع في طلب الغايات , فحبك للشيء واسترداده فورا يجعلك تسلك أقرب المسالك لكتسابه وإن كانت هذه الوسائل محرمة.
و الله المستعان.
فإذا أحس الإنسان بميل أو رغبة إلى شيء مكروه وتمجه الفطرة وتأباه الفضيلة فعليه أن يعمل بمبدأ الوقاية و الحماية قبل أن يتولد ويستفحل ذلك الهوى في نفس الإنسان.
ومن اعظم الوسائل لتلافي الأهواء يكمن في تذكر العبد الحساب و العقاب يوم الآخرة وما يكون فيها من الويلاة والأهوال.
وقد مدح الله –تعالى –الذين يعرضون عن الاهواء ودواعيها بقوله جل ثناؤه {وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هي المأوى}.
وكذلك يمكن التغلب على الأهواء بالصبر على المعانات من جرائها و الثبات على مقوماتها وطرد الأوهام و الخيالات الدنيئة والإقتراب من الغايات السامية و الحميدة.
وفي الختام هذه بعض المبعدات عن الاهواء ودواعيها أسردها على طريقة النشر و اللف المشوش.
1 - تلاوة القرآن العظيم كل يوم.
2 - عدم مجالسة أهل الأهواء.
3 - مجالسة الاخيار من الناس.
4 - الصلوات في أوقاتها.
5 - الدعاء في كل وقت.
6 - اجتناب ماحرم الله.
7 - اجتناب الكبر والتعالي على الناس.
8 - البعد عن الغيبة وأشكالها.
9 - سوء الظن.
و الله المستعان.
هذا ماتهيأ لي إعداه في صبيحة اليوم إن اخطأت فمن نفسي و الشيطان وإن أصبت فمن الله وحده.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
و السلام عليكم.
---------------------------------
1 - مختار الصحاح: محمد بن ابي بكر الرازي ص 624.دار الكتب العلمية.بيروت لبنان الطبعة الاولى 1414ه.
2 - لسان العرب ابن منظور [15/ 370].
3 - الصحاح: إسماعيل بن حماد الجوهري: تحقيق أحمد عطار [6/ 2537وما بعدها] دار العلم للملايين -بيروت لبنان - الطبعة الثالثة 1404ه.
4 - المصباح المنير: الفيومي ص 246. مكتبة لبنان. لبنان 1978م.
5: دراسات في الاهواء و البدع و الفرق:للدكتور ناصر بن عبد الكريم العقل [2/ 26] دار اشبيليا للنشر و التوزيع: الرياض -السعودية.الطبعة الثانية 1424ه.
6 - نفس الرجع.
7 - نفس المرجع.(92/155)
عجز عن أداء الرواتب في البيت
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[25 - 03 - 08, 02:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
قد ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: أفضل صلاة المرء في بيته؛ إلاَّ المكتوبة. فصلاة النوافل في البيت أفضل من صلاتها في المسجد
فهل لمن عجز عن أداء الرواتب في البيت أن يصليها في مكان العمل؟
ـ[أم سليم]ــــــــ[25 - 03 - 08, 02:30 م]ـ
أنقل هنا من موقع الإسلام سؤال وجواب الفتوى التالية:
هل يجوز أداء صلاة الضحى في وقت العمل؟
سؤال: هل يجوز لي أداء سنة الضحى في وقت العمل الرسمي علماً بأن ذلك لا يؤدي إلى تعطيل الأعمال أو تأخيرها؟
الجواب:
الحمد لله
" صلاة الضحى سنة، وفيها فضل، وإذا كنت موظفاً ولا يؤثر فعلها على العمل الوظيفي المنوط بك فلا بأس أن تصليها. أما إذا كان فعلها يؤثر على العمل فإنه لا يجوز لك فعلها، لأنه يشغلك عن القيام بالواجب ".
"المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان" (2/ 167)
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[26 - 03 - 08, 12:28 م]ـ
ما هي العلاقة بين السؤال والفتوى؟(92/156)
محمد لا مذمم
ـ[حامد الإدريسي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 05:11 م]ـ
(وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ) [القصص: 68 - 69] ... {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} [النساء: 54 - 55].
سبحانك يا عظيم، يا خلاق يا عليم ...
اصطفيتَ من عبادك من اخترته بعلمك، واصطنعتَه بعينك، وجملته بخلق عظيم، وجعلته رحمة للعالمين، فأبى أكثر الناس إلا كفورًا، فحسدوه على ما أوليتَه، وشنئوه على ما فضلته، وقالوا {لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: 31]، ويحكم يا قريش، أأعظم من محمد؟! أأكرم من محمد؟!
كالبدر في شرف والزهر في ترف والبحر في كرم والدهر في همم
كأنه وهو فرد من جلالته في عسكر حين تلقاه وفي حشم
كأنما اللؤلؤ المكون في صدف من معدني منطق منه ومبتسم
ما أجهلَكم، وما أشدَّ سفهَكم، حقدتم حتى أعماكم الحقد، وجهلتم حتى أغواكم السفه، ألم تصفوه بالأمين، ألم تشهدوا بخلقه الكريم، ألم تحكموه في دمائكم يوم بنيتم البيت، ألم يلبث فيكم عمرًا من قبله؟ ألم تستقوا بوجهه الغمام؟ ألم يقل شاعركم:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهُلاَّك من آل هاشم فهم عنده في رحمة وفواضل
من هذا الذي فضلتموه عليه؟ وزعمتم أنه أولى بهذا القرآن منه؟ آلوليد بن المغيرة؟! والله إنه لا يساوي ذرة تراب وطئ عليها محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
بأبي أنت وأمي يا سيد العظماء، وما ذا يساوي أن أفديك بأبي وأمي، بل فديتك بالطريف والتالد، بالمال والأهل، بالأقارب والأباعد، فما أعظمَ قدرَك، وما أعلى شأنك، فحق لشانئك أن يموت حسدًا، وحق لمبغضك أن يذوب كمدًا، فما أنت إلا شمس متربعة في كبد السماء.
إن هذا لهو شأن العظماء، يشغلون المحبين والمبغضين، في الحياة وبعد الممات، هؤلاء بالذكر والثناء، وأولائك بالهمز واللمز، فهم لعظمهم يملؤون العالمَين، عالم الحب وعالم الكراهية.
لكل كريم من ألائم قومه على كل حال حاسدون وحُقَّد
إن قريشا قد وصفت بالحلم والعقل في القرآن الكريم، إذ قال تعالى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا} [الطور: 32]، ووصفت بشدة الخصام الذي يدل على قوة المنة وشدة العارضة فقال تعالى: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58]، كما أنهم سادات العرب وأرباب الفصاحة والبيان، ولهذا استحقوا الرد على سبهم لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ...
أما رعاة البقر وعباد الصليب، الذين لا يدري أحدهم ما إلهه، ولا يعرف من معبوده، الصم البكم، عباد الشهوات، ناكحو البهائم، الهمج الرُّعاع، فضول الناس، وبقايا الأمم، ورفات البشرية، فلا حاجة لنا في أن نرد عليهم ...
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا لأصبح الصخر مثقالٌ بدينار
والله لا يضر رسولنا ما رسموه، ولا ينقص منه ما نشروه، فما يسوءون إلا أنفسهم، وما يضرون رسولنا في شيء.
ولولا مراعاة عواطف المسلمين الجياشة، لما كلفت أحدهم قراءة هذه الكلمات، فليس يشرفني أن أرد على أمثالهم، بل ليس فيهم من يعدو قدر ذبابة حطت على ربى جبل شامخ، لا تلبث أن تطير أو تهلك في الهالكين.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هو من صوروه، وليس هو ما رسموه، فما أبعدَ تلك الصورةَ الخبيثة عن جماله، وعن كريم صفاته، وهذا من دفع الله عن رسوله الكريم، وهذا ما كان يقوله صلى الله عليه وآله وسلم لصحابته متعجبًا مغتبطًا من فعل الله له: (ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذممًا ويلعنون مذممًا وأنا محمد) [1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2241#_ftn1).
فلتعل يا محمد ... ولتذهب تلك الصور وأصحابها إلى الجحيم. {سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 62].
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2241#_ftnref1) البخاري 3533.(92/157)
هل تُبنى الكنائس بالمملكة؟ بيان للشيخ عبد الوهاب الطريري
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[25 - 03 - 08, 05:27 م]ـ
كثيراً ما تثار قضية عدم السماح لغير المسلمين ببناء معابد لهم في المملكة العربية السعودية، ويطرح الموضوع على أنه رفض للآخر، وعدم اعتراف بحريته في التدين، وممارسة ما يعتقده من عبادات، وربما كانت إثارة هذا الموضوع مدرجاً إلى إثارة قضايا أخرى هي من خصوصية هذه البلاد، ومن لوازم سيادتها واستقلالها، أو يُعْبر منها أحياناً إلى النيل من أحكام الإسلام وتعاليمه.
ولذا فإن مناقشة هذه القضية وتجليتها يعرض في نقاط كاشفة هي:
أولاً: لتصحيح النظرة لهذا الموضوع لا بد من توسيع قاعدة النظرة التاريخية إليه، وذلك بالنظر إلى الدولة الإسلامية كدولة واحدة، وهكذا كان حالها طوال فترة تاريخها مع بعض الاستثناءات القليلة.
وعندما ننظر إلى الدولة الإسلامية في رقعتها الواسعة سنجد أن المسلمين كفلوا حقوق رعاياهم من غير المسلمين، ومن ذلك حق التعبد في المعابد الخاصة بهم، في مشهد من مشاهد التسامح والوفاء يندر نظيره، ومن ذلك عهد النبي – صلى الله عليه وسلم- إلى نصارى نجران، وفيه إبقاء معابدهم التي يتعبدون فيها.
فقد جاء في عهد النبي – صلى الله عليه وسلم – لهم "لنجران وحاشيتها جوار الله وذمة محمد النبي رسول الله على أموالهم وملتهم وبيعهم" (1).
بل الأعجب من ذلك ما رواه ابن إسحاق في السيرة أن النبي – صلى الله عليه وسلم- سمح لنصارى نجران لما وفدوا إليه أن يقيموا صلاتهم في مسجده، ولما أراد الصحابة منعهم قال دعوهم فاستقبلوا المشرق وصلوا صلاتهم (2).
وقد كان من هدي النبي – صلى الله عليه وسلم – وأصحابه جعل الصوامع والكنائس مكاناً آمناً لا يجوز التعرض للمعتزلين فيه، فقد رُوي عن النبي – صلى الله عليه وسلم أنه لما أرسل جيش مؤتة قال لهم: (ستجدون فيهم رجالاً في الصوامع معتزلين من الناس فلا تعرضوا لهم) (3).
ولما بعث أبو بكر الصديق يزيد بن أبي سفيان للقتال في الشام قال له (إنك ستجد قوماً زعموا أنهم حبسوا أنفسهم لله – يعني في الصوامع – فذرهم وما زعموا أنهم حبسوا أنفسهم له) (4).
وعندما عاهد عمر أهل بيت المقدس كان من ضمن ما نص عليه حماية كنائسهم وصلبانهم. وقد جاء في ذلك العهد "هذا ما أعطى عبد الله عمر أمير المؤمنين أهل إيلياء من الأمان: أعطاهم أماناً لأنفسهم وأموالهم وصلبانهم وسائر ملتهم لا تسكن كنائسهم ولا تهدم ولا ينتقص منها ولا من حيّزها ولا من صليبها ولا من شيء من أموالهم ولا يكرهون على دينهم" (5).
وفي عهد خالد بن الوليد لأهل (عانات) نصّ على مثل ذلك؛ إذ ورد فيه: "ولهم أن يضربوا نواقيسهم في أية ساعة، وأن يُخرجوا الصلبان في أيام عيدهم" (6).
بل بلغ الحرص على رعاية حقوقهم في معابدهم الغاية في الوفاء والصيانة يظهر ذلك في رفض (عمر) الصلاة في كنيسة القيامة لما عرض عليه نصارى القدس الصلاة فيها على سبيل الإكرام له؛ فأبى ذلك خشية أن يتخذها المسلمون سنة من بعده، فيغلبوا النصارى بكثرة صلاتهم فيها على أداء عبادتهم في كنيستهم واختصاصهم بها، وكما حافظ النصارى على كنائسهم فقد أنشؤوا كنائس جديدة في مدن المسلمين وحواضرهم، فقد بنيت في مصر عدة كنائس في القرن الأول الهجري مثل كنيسة مارمرقص بالإسكندرية عام 39هـ، وكنيسة الفسطاط عام 47هـ وقد ذكر المقريزي في كتاب الخطط أمثلة عديدة ثم ختم بقوله: وجميع كنائس القاهرة المذكورة محدثة في الإسلام بلا خلاف (7).
ونال النصارى في مصر تحت ظل المسلمين الذين يخالفونهم في الدين ما لم ينالوه تحت حكم الرومان الذين يوافقونهم في الدين ويخالفونهم في المذهب.
واستنطقت عظمة هذا العدل والتسامح والوفاء المنصفين من المؤرخين، يقول (لول ديورانت): لقد كان أهل الذمة المسيحيون، والزرادشتيون، واليهود، والصابئون يتمتعون في عهد الخلافة الأُموية بدرجة من التسامح لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام، فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم، واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم (8).
وقال المؤرخ (ترتون): لقد كان سلوك حكام المسلمين - في الغالب - أحسن من القانون المفروض عليهم تنفيذه على الذميين، وليس أدلَّ على ذلك من كثرة استحداث الكنائس وبيوت العبادة في المدن العربية الخالصة (9).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/158)
وعندما نرى هذه الصور المشرقة - والتي تعاقبت عصور المسلمين على المحافظة على رعايتها - فلا بد من ملاحظة أمرين مهمين:
أ. أن المسلمين كانوا يصدرون في هذا الخلق الرفيع من باعث ذاتي مصدره هدي دينهم الذي علمهم إياه رسول الله – صلى الله عليه وسلم- ولم يكونوا يراعون في ذلك أيَّ ظرف خارجي، فلم يكن هنالك عهود ولا مواثيق عالمية، ولا منظمات دوْليَّة، ولم يكن هناك ما يمنع جيشاً منتصراً أن يتفنن في ضروب البغي والتدمير، ولم يكن ثمة حدود يقف عندها العدوان، ومن ذلك ما فعله الفرس عندما هزموا الرومان، فقد ذكرت كتب التاريخ للمؤرخين الغربيين أن المدينة أحرقت ونهبت، وأحرقت الكنائس، وأهين المكان الذي يعتقد النصارى أن المسيح دفن فيه، وحملت النفائس والمقدسات ومن بينها الصليب الكبير الذي يعتقد النصارى أن المسيح صلب عليه، وقد احتفل رجال الدين الفرس بابتهاج بانتصارهم على رجال الدين النصارى.
ب. أن هذه السماحة من المسلمين ورعاية عبادات ومعابد غيرهم كانت مقابلة بتصرفات عكسية من أعدائهم، من ذلك ما فعله النصارى والصليبيون في بيت المقدس، فقد كانت المذابح تتم بمباركة رجال الدين، ومن ذلك ما ذكرته المستشرقة الألمانية (زيجريد هونكه) عن المؤرخ الأوروبي ميشائيل دارسيرر أن البطريرك نفسه كان يعدو في زقاق بيت المقدس وسيفه يقطر دماً حاصداً به كل من لقي في طريقه ولم يتوقف حتى بلغ كنيسة القيامة وقبر المسيح، فأخذ في غسل يديه تخلصاً من الدماء اللاصقة بها مردداً كلمات المزمور (يفرح الأبرار حين يرون عقاب الأشرار، ويغسلون أقدامهم بدمهم، فيقول الناس: حقاً إن للصديق مكافأة وإن في الأرض إلهاً يقضي" المزمور (58/ 10 - 11).
وأما الميدان الذي يتحلق قبة الصخرة والمسجد الأقصى الذي لجأ إليه معظم الأهالي المسلمين احتماءً به فقد تحول تحت زحف الفرنجة المدمر إلى حمام دماء خاضت فيه أقدام النصارى حتى الكعبين (10).
وأما تحويل مساجد المسلمين إلى كنائس فأمثلته في الحروب الصليبية كثيرة، ومثله أيضاً ما حصل في الأندلس بعد سقوطها، حيث تحولت مساجد المسلمين وعماراتهم الشهيرة إلى كنائس يرفع فيها الصليب، وتعلق على مآذنها النواقيس. وشهرة محاكم التفتيش، وما فعلت بالمسلمين واليهود تغني عن كثير من التفصيل.
فكم من مسلم أمسى سليباً ... ومسلمة لها حرم سليب
وكم من مسجد جعلوه ديراً ... على محرابه نصب الصليب
والحاصل أنه لا هذا ولا ذاك كان يثني المسلمين عن منهجهم، أو يغير من طريقتهم في حسن المعاملة وإبقاء أهل الأديان على أديانهم وحفظ جميع حقوقهم، فإذا نظرنا إلى رقعة العالم الإسلامي الواسعة وجدنا أن الأمة الإسلامية كانت تعامل غير المسلمين هذه المعاملة السمحة الكريمة التي تحفظ لهم حرية التعبد وخصوصية أماكن العبادة، وذلك في كل أنحاء رقعتها الواسعة الممتدة من الصين شرقاً إلى جبال البرانس غرباً، وكانت الدولة الإسلامية والمسلمون والذميون يستثنون من ذلك رقعة الجزيرة العربية لخصوصية لها يأتي تفصيلها.
فلما تفككت أجزاء الدولة الإسلامية في العصر الحديث إلى دول متعددة بقي لهذه الدول حكمها السابق، من حيث منح الحرية لغير المسلمين في التعبد في معابدهم الخاصة في جميع بلاد المسلمين، كما بقي للجزيرة العربية خصوصيتها السابقة في كونها أرضاً إسلامية خالصة لا يقبل المسلمون كلهم ثنائية الديانات في عاصمتهم التي هي القاعدة الجغرافية للدين، وعلى الدولة التي تحكم هذه الجزيرة أن تقوم بأداء هذا الواجب، وتحافظ على خصوصية عاصمة الإسلام الجزيرة العربية، والدولة السعودية اليوم تتحمل هذه الأمانة، وترعى هذا التميز، ومن ورائها قلوب مليار مسلم.
ثانياً: وخصوصية الجزيرة العربية بمنع التعددية الدينية فيها منطلقة من نصوص شرعية نبوية عهد بها رسول الله – صلى الله عليه وسلم- إلى المسلمين تثبت هذا التميز، وتؤكد هذه الخصوصية، وتجعل هذا الحكم استثناءً لها من بين ديار أهل الإسلام، فعن عائشة رضي الله عنها – قالت آخر ما عهد رسول الله – صلى الله عليه وسلم – أن قال (لا يترك بجزيرة العرب دينان) (11).
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما - أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (أخرجوا المشركين من جزيرة العرب) (12).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/159)
وقال ابن شهاب: فحص عمر بن الخطاب حتى أتاه الثلج واليقين، أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (لا يجتمع دينان في جزيرة العرب) (13).
وعن ابن عباس – رضي الله عنهما – أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (لا يجتمع قبلتان في جزيرة العرب) (14).
ودلالة هذه الأحاديث النبوية ظاهرة في عدم جواز الاستيطان لغير المسلمين في جزيرة العرب، وهكذا كل ما يتفرع عن ذلك، ومنه إقامة المعابد غير الإسلامية فيها، وقد أجمع على هذا الحكم علماء المسلمين، واتفقت عليه مذاهبهم كافة (15).
فالمسلمون كلهم يؤمنون بهذه النصوص، ويتعبدون لله بطاعة رسوله في أمره هذا، ويعلمون أن هذه النصوص تدل على خصوصية جزيرة العرب بهذا الحكم، وأنها بذلك القاعدة الجغرافية لأهل الإسلام، وحرم الإسلام وقاعدته وعاصمته، ومنطلقه الأول الذي أشرق منه نوره فآمن كُلّ أهلها بهذا الدين، ودخلوا فيه أفواجاً، وتعاقبت أجيالهم في هذه الجزيرة متشبثة بهذا الدين مراعية لهذه الحرمة.
وهذه النصوص الدينية تُحَمَّل المسلمين واجب صيانة قاعدتهم الجغرافية وعاصمتهم الدينية (الجزيرة العربية)، والتي لم يسكنها من غابر الدهر وقديم الأزل غير أهلها الذين آمنوا كلهم بهذا الدين، والتزموه منذ أشرق وإلى اليوم.
ثالثاً: ليس هناك قانون يسمح بإهدار مشاعر أكثر من مليار مسلم يؤمنون بحرمة الجزيرة العربية من أجل قلة ليست من أهل الجزيرة، ولكنها طارئة عليها تستفز مشاعر كل مسلمي العالم بانتهاك هذه الحرمة.
وإذا كانت الحرية الخاصة مسموحة ما لم تتجاوز حرية الآخرين فإن تجاوز هذا الحكم يعني الاصطدام مع حرية جميع المسلمين، في أن تكون عاصمة الإسلام مصونة بأحكام الإسلام.
وإقامة الشعائر الدينية لغير المسلمين تتقاطع - عرضياً - مع حرية المسلمين في إقامة شعائرهم الدينية في جزيرة العرب؛ لأن من شعائر المسلمين في الدنيا كلها أن الجزيرة العربية خالصة للإسلام، فلا يعلن فيها دين غيره، وكل إعلان لدين غير الإسلام في الجزيرة انتهاك لحرية المسلمين في عقيدتهم وبلادهم، وقد جاء في الفقرة الثالثة من المادة الثامنة عشرة من العهد الدَّوْلي الخاص بحقوق الإنسان المدنية والسياسية أنه [لا يجوز إخضاع حرية الإنسان في إظهار دينه أو معتقده إلا للقيود التي يفرضها القانون، والتي تكون ضرورية لحماية السلامة العامة، أو النظام العام، أو الصحة العامة، أو الآداب العامة، أو حقوق الآخرين وحرياتهم الأساسية] (16).
ولا شك أن حقوق المسلمين في الدنيا كلها وحريتهم الأساسية في حرمة قاعدتهم الجغرافية هي من القيود الأساسية التي يخضع لها غير المسلمين في إظهار دينهم.
رابعاً: أحكام هذه النصوص الشرعية سارية في هذه الجزيرة منذ 1400 سنة، فلم تقم فيها - على تعاقب أعصارها - معابد غير المساجد، ولم تعلن فيها شعائر دين غير الإسلام، ولم يعمر أرضها غير أهل الإسلام، فليس فيها مواطنون غير مسلمين، وكل من يدخلها من غير المسلمين يعلم هذه الخصوصية، ويلتزم - في حال دخولها - ما لها من تميز يمنع إعلان شعائر دين غير الإسلام، وإقامة معابد غير المساجد.
خامساً: إن منع إقامة معابد غير إسلامية في الجزيرة العربية يتم تنفيذاً لتعاليم الدين الإسلامي الذي هو دستور البلاد، والمصدر لأحكامها وتشريعاتها.
ثم هو اليوم يمثل اتصالا تاريخياً لحالة من التميز رعتها أجيال المسلمين في هذه البلاد، وسائر بلاد الإسلام طوال أربعة عشر قرناً.
ثم هو حماية لقداسة الجزيرة العربية والتي يؤمن بقدسيتها مليار وثلاثمائة مليون مسلم، يتوجهون إليها في صلواتهم كل يوم خمس مرات، ولا يقبلون بحال أن تكون قاعدة دينهم الجغرافية ذات ثنائية دينية.
سادساً: إذا كانت حاضرة الفاتكان تمنع أن يكون في رحابها مسجد للمسلمين فإن المسلمين في أصقاع الدنيا يرون للجزيرة من التميز والخصوصية والقداسة أعظم مما يراه غيرهم لساحات الفاتيكان، لأن فيها الكعبة المشرفة، والحرم المكي، وقبر المصطفى – صلى الله عليه وسلم - وحرم مسجده، ومشاعر الحج ومواقيته، وبقية الجزيرة حرم لهذه المشاعر المعظمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/160)
سابعاً: تمنع نصوص الشريعة الإسلامية الإقامة الدائمة لغير المسلمين في هذه الرقعة من أرض المسلمين وهي الجزيرة العربية، ولذا فإنها تمنع كل ما من شأنه التمكين لاستقرار غير المسلمين فيها، والمعابد مظهر من مظاهر الاستقرار والتمكين لغير المسلمين في أرض خالصة للإسلام.
ثامناً: حماية هذه القداسة الشرعية للجزيرة العربية، ومنع إقامة أي معبد غير إسلامي واجب ومسؤولية على حكومة المملكة لا خيار لها فيها؛ لأنها تستند إلى أصل ديني لا يمكن تجاوزه أو إلغاؤه، وكل مطالبة بذلك تعني المطالبة بانتهاك القواعد العامة لدساتير الدول، وبالنسبة للملكة خاصة فإنها تمثل انتهاكاً لقاعدة أساسية من قواعد العقيدة الإسلامية التي هي شرعة سماوية وليست قانوناً وضعياً قابلاً للتعديل أو التعطيل، فلا تملك أي سلطة حق التغيير أو التعديل فيه، كما أن ذلك يتناول في الوقت نفسه النظام العام في المملكة وأمنها الوطني وهما يقومان على أساس الشريعة الإسلامية (17).
تاسعاً: ليس في المملكة مواطنون غير مسلمين، وأما من سواهم من المقيمين فإن إقامتهم مؤقتة حيث قدموا بإرادتهم طبقاً لعقود تنص على ضرورة التزامهم بأنظمة البلد ومراعاة خصوصيته.
عاشراً: تم بحث هذه القضية على أصعدة مختلفة من قبل العلماء المسلمين، وتم الحوار حولها مع دولة الفاتيكان وحسم ذلك كله بهذه النتيجة النهائية، ولذا أصدر المجلس الإسلامي العالمي للدعوة والإغاثة في جلسته المنعقدة بالقاهرة في 10/ 10/2000م بياناً قال فيه "التأكيد الحاسم بأن الجزيرة العربية وقلبها المملكة العربية السعودية هي الحصانة الجغرافية لعقيدة الإسلام لا يجوز شرعاً أن يقوم فيها دينان، ولا يجوز بحال أن يشهر على أرضها غير دين الإسلام، كما تستنكر هيئة رئاسة المجلس العودة إلى المطالبة ببناء كنائس على أرض السعودية بعد أن حسم هذا الأمر سابقاً في حوار مطول مع الفاتيكان عبر اللجنة الإسلامية العالمية للحوار، واتفق على إغلاق هذا الملف وعدم إثارته ثانياً".
د. عبد الوهاب بن ناصر الطريري 11/ 3/1429
--------------------------------------------------------------------------------
(1) الخراج لأبي يوسف ص:72.
(2) زاد المعاد ج/ 3، ص/629، وصححه ابن القيم في أحكام أهل الذمة (1/ 187).
(3) السنن الكبرى للبيهقي (9/ 91) وفي إسناده ضعف ولكن يشهد لمعناه ما بعده.
(4) موطأ مالك (1004).
(5) تاريخ الطبري (3/ 609).
(6) الخراج لأبي يوسف ص (146).
(7) "الإسلام وأهل الذمة" للخربوطلي (139).
(8) قصة الحضارة (13/ 131).
(9) "أهل الذمة في الإسلام" للمؤرخ (ترتون) (ص: 256).
(10) (الله ليس كذلك: 21 - 22).
(11) أخرجه أحمد رقم (26352)، الطبري في التاريخ (3/ 214) والحديث صحيح.
(12) أخرجه البخاري (3168)، ومسلم (1637).
(13) موطأ مالك (1697).
(14) أخرجه البيهقي (9/ 208) في الكبرى.
(15) انظر: شرح فتح القدير (6/ 59 – 60)، وحاشية ابن عابدين (4/ 176، 202، 203) وحاشية الخرشي (3/ 144)، ومغنى المحتاج (4/ 246، 247)، والمغنى (10/ 613 – 617)، بواسطة "الاستعانة بغير المسلمين في الفقه الإسلامي" (ص: 413).
(16) حقوق الإنسان مجموعة صكوك دولية المجلد الأول (1/ 39).
(17) المحضر الخامس للجنة التحضيرية للمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في المملكة العربية السعودية لعام 1420هـ.(92/161)
في بطنها ولد مشوه على ما قاله الأطباء، فهل يجوز إسقاطه؟
ـ[حامد الإدريسي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 05:30 م]ـ
تسأل هذه السائلة عن حكم إسقاط جنينها الذي أخبرها الأطباء بأنه مشوه وناقص الأعضاء، علما بأنه في شهره الثامن، فهل لها إسقاطه؟
ـ[ورشان]ــــــــ[25 - 03 - 08, 10:30 م]ـ
.
السؤال نفسه وجه الى الشيخ عبد الكريم الخضير: والمرأة بلغت في حملها السابعة شهور و نصف , وعندما أجرت فحوصات طبية ذكروا لها الأطباء بأن خلايا المخ عنده (الجنين) غير نامية ولذلك فان حياته لن تستمر بعد الولادة الا ساعات كما أن به عدة تشوهات واقترح عليها بعضهم أن تجري عملية اجهاض فهل يجوز لها ذلك مع كون الجنين به حياة؟
ج = قال حفظه الله هذه نفس منفوسة فلا يجوز اسقاط جنين بعد الآربعين , قبل الأربعين يجوزه أهل العلم بدواء مباح لايضر بالمرأة وينبغي أن يقيد ذلك بالحاجة ...
منقول من شرح الشيخ للأجرومية الشريط الرابع (1:23:17 >>> 1:24:21)
.
ـ[توبة]ــــــــ[25 - 03 - 08, 11:01 م]ـ
بارك الله فيكم.
و أذكر أن هذه المسألة طرحت أثناء محاضرة في الطب الشرعي،و ذكر البروفيسور استغرابه من موقف الشرع في حكم الاجهاض حيث يجيزه إذاكان فقط استمرار الحمل خطر يهدد حياة الأم،أما إذا كان الأمر يخص الجنين لتشوه أو نقصان ما فلا يجوز.
و حضرني جواب آنذاك أن الحكم بالاجهاض لأجل تشوه نسميه في الطب "غير متوافق مع الحياة"،فهو كالتعجيل بتنفيذ حكم هو لاحتمال الشك أقرب منه إلى اليقين لأن هناك عدة حالات "تشخيص " خالفت النتيجة المتوقعة،و إن كانت نسبتها قليلة،و الأمر الثاني أنه مادام التشوه سيعيق حياة الجنين عند ولادته،فهذا يعني أن مآله الموت -بمشيئة الله-والتدخل هنا كمن أراد انهاء حياة مريض مصاب بالسرطان -عفانا الله و إياكم-في مرحلة متأخرة و ميؤوس من شفائه قبل أن يفعل به مرضه ذلك،، لا لشيء سوى لأنه مرض مميت.
وإن كان الأمر لا يخلو من تبعات نفسية و اجتماعية،ليس هنا المقام لذكرها.
والله أعلم ..
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[25 - 03 - 08, 11:08 م]ـ
راجع هذا الرابط ففيه فوائد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86877
ـ[حامد الإدريسي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 09:11 ص]ـ
ما أجمل شريعتنا وأكمل نظامها، وفعلا أنا رأيت مرة في أحد البرامج، أن امرأة كانت تحمل في بطنها جنينا أظهرت الصور أنه مشوه الخلق، وأن شكله غريب جدا، ونصحها الأطباء بإسقاطه فورا، لكنها رفضت وبقوة، وعندما حان موعد الولادة، وإذا بها تفاجأ ببنت كأنها فلقة بدر، وكان شعرها ذهبيا طويلا يغطي كامل جسدها، وهو ما جعل الصورة تظهر غريبة، حيث التف الشعر على الجسم ...
وكانت هذه البنت غاية في الجمال.
فسبحان الله الفعال لما يريد(92/162)
فما أقبح من ذى لحية، وكيف إذا كان شيبة، يرقص ويصفق على إيقاع الالحان والقضبان!!
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[25 - 03 - 08, 11:13 م]ـ
جاء في تفسير القرطبي
قال أبو الوفاء بن عقيل:
قد نص القرآن على النهي عن الرقص, فقال عز وجل: (لا تمش في الأرض مرحاً) [لقمان:17] , وذم المختال فقال تعالى: (إنه لا يحب كل مختال فخور) [لقمان:18] , والرقص أشد المرح والبطر, أولسنا الذين قسنا النبيذ على الخمر لا تفاقهما في الاضطراب والسكر, فما بالنا لا نقيس القضيب وتلحين الشعر معه على الطنبور والمزمار والطبل لاجتماعهما في الاضطراب, وهل شيء يُزري بالعقل والوقار ويخرج عن سمت الحلم والأدب أقبح من ذي لحية يرقص؟ فكيف إذا كانت شيبة ترقص!! وتصفق!! على وقاع الألحان والقضبان, خصوصاً إذا كانت أصوات نسوان ومردان, وهل يحسن بمن بين يديه الموت والسؤال والحشر والصراط ثمّ هو إلى إحدى الدارين صائر أن يَشْمَسَ (1) برقص شمس البهائم ويصفق تصفيق النسوة, والله لقد رأيت مشايخ في عصري ما بان لهم سن في تبسم فضلاً عن ضحك مع إدمان مخالطتي لهم.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 02:21 م]ـ
أين أورده القرطبي رحمه الله تعالى وبارك فيك
ـ[محمد بن سحنون]ــــــــ[26 - 03 - 08, 02:50 م]ـ
الله المستعان
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[26 - 03 - 08, 09:57 م]ـ
جاء في تفسير القرطبي
, والله لقد رأيت مشايخ في عصري ما بان لهم سن في تبسم فضلاً عن ضحك مع إدمان مخالطتي لهم.
بارك الله فيك
وانت ما دفعك الى هذه الكلام _وهذا من حسن الظن بك أخي الكريم _ الا حرصك على هذا الدين ولكن الا ترى اخي الكريم ان خير الناس هو الرسول صلى الله عليه وسلم يضحك
واليك اخي الكريم هذا الحديث وما هو الا مثال وموقف من مواقف كثيرة في السيرة تحكي عن ضحك الرسول في أصحابه وفي بيته
فعن أنس بن مالك قال: (كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه برد نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي، فجبذه بردائه جبذة شديدة، حتى نظرت إلى صفحة عاتق رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أثرت بها حاشية البرد من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد مر لي من مال الله الذي عندك، فالتفت إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم ضحك، ثم أمر له بعطاء) متفق عليه
وعن أبي ذر رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم تبسمك في وجه أخيك صدقة
صححه الالباني
لا اعرف ما الرابط بين الضحك والرقص وهل الشيوخ الذين لا يضحكون هم القدوة ام رسول الله صلى الله عليه وسلم وانا اتكلم عن الضحك ليس عن الرقص!!!!!!!!
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[26 - 03 - 08, 10:14 م]ـ
الأخ الدغيلبي:
أورده القرطبي في تفسير سورة الإسراء الآية 37 قوله سبحانه: " ولا تمش في الأرض مرحا.
(10: 263) طبعة الشعب
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 12:46 م]ـ
الأخ آل غانم
بارك الله فيك(92/163)
لماذا حارب الفقهاء ابن حزم في حياته وعدوا له مذهبا بعد وفاته؟
ـ[أم حنان]ــــــــ[25 - 03 - 08, 11:15 م]ـ
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
إن من الأمور العجيبة في حياة ابن حزم رحمه الله أنه حورب من الفقهاء والأمراء وضيق عليه
وسجن وأحرق المعتضد كتبه،ثم انتشرت آراؤه الفقهية ومذهبه بعد وفاته، فلماذا حورب في حياته وأخذ بكلامه بعد وفاته؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[26 - 03 - 08, 12:08 ص]ـ
حورب ابن حزم رحمه الله تعالى لأسباب عدة، منها:
*أنه ادعى أن الاجتهاد حق لكل أحد، وواجب على كل أحد.
*أنه غالى في الأخذ بظواهر النصوص.
*أنه أنكر القياس.
*أنه كان يشنع على الأئمة ويتلفظ عليهم بألفاظ قاسية غفر الله له.
وأما أن له مذهباً مستقلاً معروفاً فليس كذلك، وإنما عدوه من أتباع داود بن علي الظاهري في الجملة، وإن كان له اجتهادات كثيرة. وكثير من أقواله إنما أوردوها للرد عليها، أو التحذير منها .. وليس كل قول لابن حزم باطلاً، بل له ذكاء وأقوال حسنة. وبالله التوفيق.
ـ[أم حنان]ــــــــ[26 - 03 - 08, 09:35 م]ـ
جزاك الله خيرا، وكذلك أخطأ في باب الأسماء والصفات،ورغم ذلك نجد الكثير من العلماء يمدح كتبه خاصة الملل والنحل والمحلى، وهذا يدل على أنه من له قدم صالح واثار حسنة من العلماء،فأخطاؤه وزلاته مغمورة في بحر حسناته، غفر الله عنه ورحمه رحمة واسعة.
قال ابن تيمية -رحمه الله- في الفتاوى (ج4/ 18:
(وبمثل هذا صار يذمه من يذمه من الفقهاء،والمتكلمين، وعلماء الحديث،باتباعه لظاهر لاباطن له،كما نفى المعاني في الامر والنهي والاشتقاق، ......... إلى أن قال: وان كان له من الايمان والدين والعلوم الواسعة الكثيرة مالا يدفعه الا مكابر، ويوجد في كتبه من كثرة الاطلاع على الاقوال، والمعرفة بالاحوال، والتعظيم لدعائم الاسلام، ولجانب الرسالة، مالا يجتمع مثله لغيره).
قلت: وهذا يدل على احسان الظن بالعلماء إذا اخطاوا، وذلك لظهور فضلهم ونفعهم للمسلمين فما كان منهم من خطأ فانه يكون اجتهادا منهم، فمثلهم لا يتعمد مخالفة الكتاب والسنة، والله اعلم
ـ[أم حنان]ــــــــ[16 - 02 - 10, 08:54 م]ـ
هل المذهب الظاهري من المذاهب المعتبرة ولماذا يندر ذكر أقوالهم في المسائل الفقهية؟
أجاب الشيخ صالح آل شيخ حفظه الله:
المذهب الظاهري مذهب موسوم بالقول بالظاهر؛ لكنه لم يتأصل في متون للكتب وفي قول إمام منهم يمكن أن يصار إليه في أن هذا مذهب أهل الظاهر.
ولهذا في كتب الخلاف العالي يختلف القول هل هذا فعلا مذهب الظاهرية أو ليس بمذهب الظاهرية، والظاهرية نسبوا إلى قولهم بالظاهر ونفي القياس وعدم الدخول في التعليلات.
ولهم قواعد في الأصول مثل أن يكون كل أمر للوجوب ونفي التعليل، وعدم الأخذ بخلاف دل عليه الظاهر حتى ولو فارق المعنى الذي يراد من الدليل.
تارة ينسب إلى داوود الظاهري في مسائل، وتارة وينسب إلى أبي محمد بن حزم الأندلسي في مسائل، وتارة ينسب إلى غيرهما.
وأكثر ما يقال الآن مذهب الظاهرية يعني به مذهب ابن حزم وهو الذي قعد للقول بالظاهر لهذا ابن حزم إنما ينسب القول إليه، ولا يعدى إلى قول الفرقة أن هذا قول الظاهرية بعامة وقد يتجاوز فيقال إن الظاهرية قالوا كذا.
لكن الظاهرية كمذهب لا يوجد له تأصيل من حيث المتون ومن حيث المسائل التي قالوا بها مثل مذهب الحنابلة المالكية الشافعية الحنفية هذه يعرف المذهب، ولم يخدم أيضا بعد ابن حزم وإن كان جاء بعض العلماء يقولون بقول أهل الظاهر ابن عربي الصوفي ومثل ابن سيد الناس ونحوهما، مثل ابن أبي حيان صاحب البحر المحيط وجماعة ممن كانوا يميلون إلى هذا لكن ليسوا بمترسخين في الفقه، ولا ألفوا لهذا لا تجد أن أقوالهم تذكر في باب الخلاف دائما.
http://salehalshaikh.com/?cat=7
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[18 - 02 - 10, 02:10 م]ـ
المجموع الوافر في روابط أهل الظاهر
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27036(92/164)
مسائل ينبغي على مناظر متبني الموالد أن يبني عليها مناظرته:
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[25 - 03 - 08, 11:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الديناللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
مسائل ينبغي على مناظر متبني الموالد أن يبني عليها مناظرته:
1 - هل فعل ذلك أصحاب القرون المفضلة؟
2 - هل السلف أحرص على الخير أم من بعدهم؟
3 - هل العبادات توقيفية؟
4 - هل تقيمون هذه الاحتفالات بقصد العبادة أم لهوا؟
ونقض مذهبهم يكون ببعض هذه المسائل من عدة وجوه (فلتتأمل) ; فكيف إذا اجتمعن؟!
وهذه مسائل أخر إضافة إلى المسائل السابقة يستدل بها أيضا على عدم مشروعية الموالد:
1 - أننا لو سلمنا - جدلا - بالإباحة , فإن المباح إذا كان ذريعة إلى محرم -غالبا- صار حراما (وقد حكى الإجماع على هذا) , وواقع الموالد كذلك بإقرار بعض متبنيه (انظر - مثلا -: الأجوبة المرضية1120/ 3)
2 - أن موالد الأنبياء وغيرهم من شعار غير المسلمين والمبتدعة , بل هو مأخوذ عنهم أصالة
3 - لا يمكن الجزم بأنه في الثاني عشر من ربيع الأول ; فهناك من قال بأنه في الثاني منه , وقيل: في الثامن , بل قال بعضهم كان في رمضان , وقيل غير ذلك
وبعض هذه الأقوال لا تقل قوة عن القول الذي عليه عمل أصحاب الموالد , فمنها ماجزم به كبار المؤرخين , بل اشير في طائفة منها إلى اتفاق المؤرخين , ومنها ما استدل له باستصحاب حال الاتفاق , واستدل بعض المتأخرين بالحساب وقد قال الأئمة -الشافعي- وغيره:-
حكاية الحال إذا تطرقت إليه الاحتمالات (أي ; المتساوية) سقط به الاستدلال.
وإذا تأملت هذا مع استحضار نص طائفة من مجوزي الموالد أنه ينبغي تحري يوم المولد بعينه , وأن نقله إلى غيره (فيه مافيه) (ظ: حاوي الفتاوي196/ 1) ; تبين لك سقوط مشروعية الموالد من الناحية التاريخية من غير ما وجه.
4 - أن يقال لهم ماتعريف البدعة عندكم؟
فمهما أتوا بتعريف علمي فالموالد ليست خارجة عن حقيقته.
5 - أن حرص كثير منهم على الاستدلال بأدلة ضعيفة دون اعتمادهم على أصل آخر يدل على مقدمتين:-
أ/ تسليمهم بأن الأصل في هذا الباب التوقيف.
ب/ لو كان لديهم أدلة صحيحة واضحة لبادروا بإظهارها , ولما احتاجوا إلى تلك الأدلة الضعيفة أو الاستنباطات الغريبة البعيدة.
6 - نص جماعة من المؤرخين (نسبه السهيلي وابن كثير وابن حجر للجمهور) بأن وفاته في 12 ربيع الأول , فلو دعا مبتدع إلى جعل هذا يوم حزن لكانت شبهته أقوى من شبهة المحتفلين بذلك اليوم من جهتين:-
أ/ أن الأحزان غلابة للأفراح (فلو أنه توفي والد أحد الزوجين في ليلة عرسهما لعد احتفالهم تلك الليلة ضربا من الجنون)
ب/ أن عظم خطب يوم وفاته إنما يقابله - في العظم - يوم بعثته لا يوم ولادته
المصدر / جوال زاد طالب العلم
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[26 - 03 - 08, 12:15 ص]ـ
هم يقرون بأن السلف لم يحتفلوا بها
ويقرون بأنها بدعة لكن يقولون هي بدعة "حسنة"
فيجب مناقشتهم في مسألة البدعة الحسنة وليس اثبات أن المولد بدعة فهم يقرون بأنها بدعة.
أما بالنسبة لإحتفالهم يوم 12 من ربيع الأول
فقد قال احد الصوفية المقيمين في الغرب انهم يحتفلون طوار شهر ربيع الأول وليس فقط يوم 12
ثم يجلبون آيات وأحاديث يستدلون بها على أن للمولد اصلا في الشرع فحينئذ هو بدعة "حسنة"
والرد عليها سهل إن شاء الله.
لكن المشكلة هي تعصبيهم لمذهب ومشايخهم، حتى اذا احضرت لهم كل الأدلة يعاندون ولا يهتمون.
لكن ينتفع بها من يريد الحق إن شاء الله.(92/165)
ما حكم هذة البيوع
ـ[أبو طارق المصرى]ــــــــ[25 - 03 - 08, 11:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أول مشاركة لى معكم وأرجو الأفاده
عذرا لتعدد الأسئله,
الحمدلله أخوكم مسلم ولد بالقاهره أنتقلت للعيش بأرض مختلطه, أعرف محاذير العيش هنا وأدعو الله أن يوفقنى لأنهاء دراستى سريعا, هنافى هذا البلد أكثر من شركه تتدعى القيام بتقديم قروض موافقه للشريعه لشراء البيوت sharia complaint home loans, أحدى هذة الشركات لها مجلسا شرعى, و قد أستخدم خدماتهم العديد من المسلمين, لكنى لا أستطيع أن أستخدمهم لأن قلبى ليس مرتاحا ,
ولكم أحدى الصور التى يستخدموها وتسمى على موقعهم مرابحه
محمود يريد شراء العقار , تقوم الشركه بتعين محمود كوكيل عنهم بعد معاينة قدراته الماديه, يقدم الوكيل (محمود) وعدا بشراء العقار لحساب الشركه, ثم تقدم الشركه وعدا ببيع البيت لمحمود على أقساط مضافا عليها ربحهم ,ثم يشترى محمود العقار ويرد الثمن مضافا إليه الربح على أقساط
صورة أخرى تسمى إجاره منتهيه بالتمليك
أحمد يريد شراء بيت, يتقدم للشركه بطلب, تقوم الشركه بمعاينة القدرات الماليه, تعطى الشركه موافقة مبدئيه على الطلب, يقوم أحمد بالبحث عن البيت فى فترة الموافقه, تقيم الشركه العقار الذى أختاره أحمد فتقبل أو ترفض, وإذا تم القبول يتم تعيين أحمد كوكيل عن الشركه, يقوم الوكيل (أحمد) بتوقيع عقد البيع مع البائع ثم يكمل وعده بتوقيع عقد تأجير منتهى بالتمليك على أقساط تأجير متغيره كل سنه أو خمس سنين حسب الأتفاق, فى وقت التوقيع تصبح الشركه هى صاحبة البيت أو العقار وتسمح لأحمد بأضافة أسمه إلى أسمها على العقار, بعد إنتهاء دفع القيمه الأيجاريه تنتقل ملكية العقار لأحمد
وهذا هو الموقع
http://www.mcca.com.au/page.php?id=FA
السؤال
_Finance&product_id=174#Ijarah%20Muntahia%20Bittamleek (http://www.mcca.com.au/page.php?id=FA
السؤال
_Finance&product_id=174#Ijarah%20Muntahia%20Bittamleek)
أرجو الأفاده فى صحة هاتان الطريقتان ولكم منا جزيل الأمتنان
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 07:23 م]ـ
حفظكم الله أخي الكريم وبارك فيكم ..
بالنسبة للصورة الأولى هل تلزم الشركة محمودًا بشراء العقار منها بعد أن اشترته الشركة لنفسها، أو أنه يكون له الحرية في القبول أو الرفض؟ لأنه إن كان هناك إلزام، فإنه يعني أن الشركة قد باعت العقار قبل تملكه، وقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك:
* (قال الإمام ابن قدامة رحمه الله في المغني:
لَا يَجُوزُ أَنْ يَبِيعَ عَيْنًا لَا يَمْلِكُهَا، لِيَمْضِيَ وَيَشْتَرِيهَا، وَيُسَلِّمُهَا، رِوَايَةً وَاحِدَةً.
وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ وَلَا نَعْلَمُ فِيهِ مُخَالِفًا؛ {لِأَنَّ حَكِيمَ بْنَ حِزَامٍ قَالَ لِلنَّبِيِّ: صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنَّ الرَّجُلَ يَأْتِينِي، فَيَلْتَمِسُ مِنْ الْبَيْعِ مَا عِنْدِي، فَأَمْضِي إلَى السُّوقِ فَأَشْتَرِيهِ، ثُمَّ أَبِيعُهُ مِنْهُ، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا تَبِعْ مَا لَيْسَ عِنْدَكَ}.)
- بالنسبة لمسألة الإيجار المنتهي بالتمليك فهذه بعض الفتاوى يمكنكم مراجعتها:
http://www.saaid.net/fatwa/f29.htm
http://www.fiqhacademy.org.sa/qrarat/12-4.htm
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&Itemid=0&catid=843&id=20998
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=17184
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******1.cfm?id=1664
http://www.islamtoday.net/pen/show_question_*******1.cfm?id=5884
وعفوًا على التقدم بين يدي المشايخ والإخوة، فوالله ما تقدمت إلا بعد أن رأيت أن الأخ الكريم لم يجَب عليه، وفي انتظار تصحيح المشايخ و الإخوة بارك الله فيهم لي ...
ـ[أبو طارق المصرى]ــــــــ[26 - 03 - 08, 11:11 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا أخى, لست أدرى إن كان هناك إلزام ولكن هناك على موقعهم قالوا أن يقوم محمود بتنفيذ وعده وليس هناك إلزام كما على موقعهم
ـ[أبو طارق المصرى]ــــــــ[28 - 03 - 08, 11:47 ص]ـ
مفيش أى ردود أخرى من أخواتنا هنا؟؟؟؟(92/166)
تأملات في شبهات الطاعنين بتعدد زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو آثار]ــــــــ[26 - 03 - 08, 01:50 ص]ـ
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
وبعد:
وقبل الشروع في الحديث عن موضوع تعدد زوجات الرسول والشبه التي دارت وتدور حوله ممن علم نفاقهم وقصر باعهم في علوم هذا الدين فاني أقف وقفة مع محمد النبي الرسول الذي اصطفاه الله على سائر البشر وجعله سيدهم وحامل لواء الحمد يوم القيامة ذلك الرجل الذي جمع الله فيه خير الأولين والآخرين وزكاه الله العليم اللطيف الخبير بخلقه وسرائرهم وما هو أخفى من ذلك فقال: وانك لعلى خلق عظيم
ولم يقسم بحياة احد من خلقه غير حياة ذلك النبي فقال)): لعمرك إنهم لفي سكرتهم يعمهون))
ذلك النبي الذي أمضى حياته بين قيام وصيام وجهاد وذكر لربه أما مع الخلق فيكسب المعدوم ويقري الضيف ويعين على نوائب الحق.
أقول- ذلك النبي الذي اصطفاه الله لحمل آخر رسالة لأهل الأرض فختم به الأديان والرسالات
والله اعلم حيث يجعل رسالته ....... يأتي أولئك القوم فيتهمون ذلك الحبيب بأنه إنسان شهواني
فأقول وبالله التوفيق:
أولا:
أن اتهامكم لرسول الله صلى الله عليه وسلم بهذه التهمة هي أولا انتقاص واتهام لله بأنه اصطفى من ليس أهلا لحمل الرسالة و أداء أمانة التبليغ إذ كيف يستطيع إنسان شهواني جل همه النساء وإرواء غرائزه منهن أن يكون ناصحا للأمة مشفقا عليها؟! فإن غالب من تكون هذه صفتهم وهي حب النساء وجعلها هدف وغاية أن لا يقف الأمر به عند ذلك, حتى تنفتح على قلبه أبواب الدنيا مثل شهوة المال الذي عن طريقة سيستقطب النساء ثم شهوة الرياسة وحب الظهور والسعي للملك.
ومن له أدنى نظر في سيرة ذلك الرجل يعلم زهده وبعده عن كل ذلك فقد عرضت عليه قريش وفي بداية دعوته خير نسائهم وخير أموالهم وعرضوا عليه الرياسة على أن يترك دينه فأبى ذلك عليهم.
بل إن الله خيره بين أن يكون عبدا نبيا أو يكون ملكا نبيا فاختار أن يكون عبدا نبيا يجوع يوما ويشبع يوما فان جاع صبر وان شبع شكر وكان يقول اللهم اجعل رزق آل محمد قوتا
وسيرته مليئة بالأمثلة على زهده بالدنيا وما فيها, بما فيها النساء.
ثانيا:
كون الرسول يفعل هذا الفعل ويكرره على مدى 13 سنة, والله سبحانه وتعالى يراه ويشهد على فعله ثم لا ينزل في أمره شيء ولا حتى عتاب أو تلميح أو تعريض ,يدل على أن الله سبحانه وتعالى قد رضي عن فعله هذا وأقره عليه , وخصوصا إذا علمنا أن الله قد انزل وفي عدة مواضع من كتابه تعقيبا أو عتابا له على أمور بدا للنبي صلى الله عليه وسلم أنها هي الأولى ثم انزل الله فيها القول الفصل ومنها اخذ الفداء من أسارى’, بدر والصلاة على موتى المنافقين والاستغفار لهم’ بل انه عاتبه على تأخره في الزواج من زينب بنت جحش لبيان إبطال ظاهرة حرمة زواج بنت المتبنى كما سنبين ذلك, ومع ذلك لم يخفي الرسول من ذلك شيئا ولا حرف أو بدل أو قال على الله بلا علم.
ثالثا:
صفة قوة الشهوة في الرجل ليست صفة نقص بحد ذاتها بل هي صفة كمال في الرجل كما هو معلوم ,لكنها تكون صفة نقص
إذا أسيء استخدامها كأن يستخدمها في الحرام أو يشغله السعي وراء إروائها عن الأعمال الفاضلة أو يستخدم التعدد كوسيلة للنكاية بالزوجة الأخرى.
ورجل يقوم الليل حتى تتفطر قدماه ويتمنى أن لا يجلس خلف سرية أو غزوة إلا ويخرج لأخرى
ويبدأ بالمسجد عند عودته من سفره قبل أن يذهب إلى بيته ويصوم حتى يظن الظان أنه لا يفطر ويفطر حتى يظن الظان أنه لا يصوم.
بل انه وعندما تطالبه نساؤه بزيادة النفقة- وهن اللاتي يخبرن عن حالهم:انه كان يمضي عليهم الشهر والشهرين وليس لهم طعام إلا التمر والماء-يخيرهن بين الله ورسوله والدار الآخرة وبين الحياة الدنيا وزينتها فيخترن جميعهن الله ورسوله والدار الآخرة
وهو مع ذلك يستأذن إحداهن ويقول لها: ذريني أتعبد ربي. حتى لا يكدر خاطرها وتشعر انه مشغول عنها دائما
ويقرع بينهن في كل غزوة يخرج إليها ويأخذ من خرج سهمها.
ويجتمع معهن كلهن في كل ليلة في بيت صاحبة الليلة ثم يتفرقن كل إلى بيتها.
وفي مرض موته وهو في كل يوم يسحب سحبا إلى بيت الواحدة تلو الأخرى حرصا منه على العدل في المبيت وهو يعاين سكرات الموت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/167)
وتكسر إحداهن صحفه جارتها غيرة منها لأنها أحضرت طعاما لأصحابه في يومها في بيتها فيتبسم ويقول غارت أمكم ويعطي للأخرى صحيفة الأولى
فأين الشهوانية وأين المفاسد التي نتجت عن زواجه وأين الظلم الذي لحق بإحداهن جراء زواجه بالأخرى!!!
رابعا:
إن كان المعترض مسلما فإن الله أحل لنبيه هذا وبنص القرآن بقوله سبحانه وتعالى:
(تُرْجِي مَنْ تَشَاءُ مِنْهُنَّ وَتُؤْوِي إِلَيْكَ مَنْ تَشَاءُ وَمَنِ ابْتَغَيْتَ مِمَّنْ عَزَلْتَ فَلا جُنَاحَ عَلَيك)
فلم تعترض على أمر قد أحله الله!!!! أأنتم أعلم أم الله؟
وإن كان غير ذلك ,فإننا نظيف لمعلوماته:
أن داود كان له تسع وتسعون امرأة وأكملهن مائة، وسليمان كان له 300 زوجة و 700 جارية
فلم الاعتراض على نبينا مع أن الأمر عندكم أصلا مباح ومتعارف عليه؟؟؟؟
خامسا:
غالب الشهوة وذروتها تكون في مرحلة الشباب وهي بين 15 إلى 33 سنة وفي هذه الفترة يقتصر الرسول صلى الله عليه وسلم على زوجة واحدة تكبره ب 15 سنة ولا يتزوج بغيرها ولا بعدها إلا بإمرأة تساويها في العمر ويبقى معها حتى عمر 54 وهو سن الشيخوخة
ثم يبدأ بالزواج من نساء إما مطلقات وإما أرامل ولمصالح مختلفة.
رجل هذه صفته وهذا تاريخه لا يستدل أبدا على مثله أن يتهم بالشهوانية
سادسا:
هذا رسول الله وسيد ولد آدم وزوجاته في الدنيا هن زوجاته في الآخرة وهن خير نساء العالمين ما المانع أن تحل البركة بتسع أو إحدى عشرة أو حتى مئة امرأة فتفوز بأعلى مراتب الدنيا والآخرة وهي أن تكون زوجة سيد المرسلين!!!!!!!!
هذا إن لم تشمل البركة عشيرتها فتنال عشيرتها خيرا دنيويا أو أخرويا بسبب مصاهرتها لرسول الله صلى الله عليه وسلم
سابعا:
إن الهدف الأسمى والأهم من وجود محمد صلى الله عليه وسلم هو هداية الناس ورحمتهم بإخراجهم من الظلمات إلى النور بتعليمهم وتبليغهم ما أنزل إليهم من ربهم سواء بما جاء في القرآن أو بما ينقل عنه ومن خلال سيرته الذاتية
فإن نقل لنا أصحابه معاملاته وبيعه وشراؤه و مغازيه وقضاءه وإقامته للحدود, فمن سينقل لنا هديه في النوم والطعام والشراب وما إلى ذلك من أمور حساسة لا يطلع على إلا أهل بيت الرجل وخاصته!!!
وهل ستكفينا امرأة واحدة لنقل كل ذلك؟؟!!!
لقد تزوج الرسول بالصغيرة والكبيرة والأرملة والمطلقة والقرشية واليهودية والهلالية فروت كل واحد ة ووصفت كل واحدة وبطريقتها وبما أعطاها الله من مميزات وخصائص من سيرته ما يمثل نموذجا فريدا من نوعه ليدل على أن هذا الإنسان قد نال إعجاب جميع من عاشرهم وعلى اختلاف حالاتهم ونفسياتهم ومراحل أعمارهم
إذن فالغاية من زواجه ابعد وأرقى من لحظة فراش ولذة دنيا فانية
ووالله لو أن رجلا دنيويا أحضر عشرين سكرتيرة وخلا بهن مع حرمة هذه الخلوة وبحجة مصلحة العمل ومتطلبات العصر مع ما في ذلك من مفاسد عظيمة على المجتمع ما أنكر عليه أحد بل لسعى الجميع لتقديم طلب وظيفة عند هذا الرجل
ثامنا:
أما زواجه من تلك النساء فقد كان له فوائد عظيمة وحكم بليغة تغطي على أي مفاسد هذا إن كان في هذا الأمر مفسدة ولا مفسدة ولله الحمد والمنة
فزواجه من خديجة كان بطلبها هي بعد أن علمت عنه الصدق والأمانة فخطبته هي لنفسها فكانت منها ذريته ولم تكن من غيرها ويكفي أنها
أنجبت سيدة نساء العالمين وأكملهن وهي فاطمة
أما سودة فقد تزوجها وقد مات زوجها بعد عودته من الحبشة فبقيت هي بين أهله المشركين وكان صلى الله عليه وسلم بحاجة لمن تقوم على رعاية بناته الصغيرات فحصل الخير لكلا الزوجين
أما عائشة وما أدراكم ما عائشة فإنه قد رأى في منامه أنها أهديت له في سرقة من حرير و رؤيا الأنبياء حق فتزوجها بعد سودة فكان أن ازدادت أواصر المحبة بينه وبين أحب الناس إلى قبله وهو أبوها أبو بكر الصديق أمن الناس عليه بصحبته وماله كما يقول صلى الله عليه وسلم
وروت تلك الزوجة الفتية من أحاديث الرسول وهدية حتى كانت من أكثرهم رواية عدا عن مقدرتها على الفتوى
فكان أن حفظ الله بها الدين عند نهايته بعثته صلى الله عليه وسلم كما حفظه الله بخديجة في أول بعثته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/168)
وأما ما ينشره الشانئون من صغر سنها وتفاوت العمر بينهما فإن اختيارها له بعد تخييره لها بين التسريح الجميل والبقاء معه لأكبر دليل على أنها لم تكن كارهه لهذا الزواج وإذا لم تكره هي فما شأن الباقين بها, ثم أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يهرم ويكبر في العمر كسائر الرجال بل انه لم يشب في شعره إلا 18شيبة فقط وكان أقوى الصحابة وأشجعهم ثم إنه كان يسابقها ويدللها ويحضر لها صويحباتها ويسمح لها باللعب بلعب العهن ويستمع إلى أحاديثها وقصصها ويعلق عليها بما يسرها ولا يدخل الريبة على قلبها ولا يكلفها ولا يكلف غيرها فوق طاقتهن بل يخصف نعله ويخيط ثوبه بنفسه ويكنس البيت ويخدم أهله ويبدأ بالسواك أول ما يدخل حتى لا يشم منه إلا أطيب ريح ولا يعاتب ولا يقول لم فعلت؟ ولم لم تفعل؟ وهي مع 8نساء غيرها
فأين هذا من رجال اليوم الذين لا يستطيع الواحد منهم أن يفي الواحدة حقها وقد تمر عليه الايام والشهور وهو لم يمازح أهله أو يسأل عن أحوالهم فتظلم وهي واحدة لا ضرائر معها!!!!!!!!!!
أما حفصة فقد توفي زوجها وهي في الثامنة عشرة من عمرها في غزوة بدر فتزوجها الرسول وهي أيضا بنت أفضل الرجال بعد ابي بكر وهو عمر بن الخطاب
وبالمقابل فإنه زوج بناته من عثمان وعلي أيضا لتشتد أواصر المحبة بينهم جميع
أما أم سلمة فقد توفي زوجها ايضا في غزوة أحد ولها عيال فكفل عيالها ورباهم فكفل ايتاما وسعى على أرامل فأين الشر في ذلك!!!
وأما زينب بنت جحش فقد زوجها الله به من فوق سابع سماء كما كانت هي تباهي نساءه بذلك وذلك أن النبي كان قد زوجها من زيد بن حارثة ولم يكتب لهذا الرواج بالاستمرار فأمره الله بالزواج منها لإبطال عادة كانت منتشرة في الجاهلية وهي جواز التبني ونسبة الرجل لغير أبيه وبالتالي فإن زوجة هذا المتبنى تحرم على والده بالتبني كحرمة الولد الذي من صلبه فأراد الله بيان بطلان وفساد هذه الظاهرة بتزويجها من الرسول صلى الله عليه وسلم بعد طلاق مولاه زيد منها
أما جويرية بنت الحارث الهلالية فقد أسر قومها بعد غزوة بني المصطلق وبعد زواج النبي منها أبى الصحابة أن أن يكون أصهار النبي عبيد عندهم فأطلقوا مئة من أهلها وحرروهم من الرق وأسلم قومها بعد طول عداء للإسلام وأهله فأي بركة هذه!!
وهكذا باقي نساء النبي صلى الله عليه وسلم ما تزوج من واحدة إلا وكان في زواجه منها خير عظيم لها ولقومها ولنا أيضا لما تعلمناه من أمور تشريعية ما كانت ستعلم إلا بزواجه منها سواء من ناحية الأحكام الشرعية أو أمور سياسية واجتماعية
فصلى الله وسلم على من جعله رحمة للعالمين سواء بتبليغه الخير لنا وحرصه على ذلك حتى تركنا على المحجة البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك أو بما نقل عنه من أخلاق فاضلة مع أزواجه وأبناءه وصحابته وجيرانه وعبيده ومواليه
وأخيرا أعظ نفسي و إياكم فأقول: إنما بعث الله محمدا صلى الله عليه وسلم رحمة لنا, وفي أتباع هدية أقرب الطرق وأسرعها لدخول جنته ونيل مرضاته فلا يكونن الطعن فيه والتشكيك بسيرته ومنهجه سببا لسخط الله علينا والزيغ عن صراطه المستقيم فإن الله قد قضى وحكم على من نال منه شنأه أنه أبتر
وليس هو كسائر البشر يؤخذ من قوله ويرد ويعاب على فعله وينتقد
بل هو قرآن يمشي على الأرض
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين(92/169)
كيف نفرق بين معاملة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين معاملة غيرهم من الناس
ـ[النذير1]ــــــــ[26 - 03 - 08, 02:07 ص]ـ
كيف نفرق بين معاملة آل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين معاملة غيرهم من الناس وما هو الضابط في ذلك؟
أجاب على السؤال الشيخ محمد المختار الشنقيطي
الجواب:
الأصل في آل النبي صلى الله عليه وسلم أن يكرموا ولا يهانوا، وأن يرفعوا ولا يوضعوا، ففي الحديث الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال: ((إنما فاطمة بضعة مني يريبني ما رابها، ويؤذيني ما آذاها)) فمن ثبت نسبه للنبي صلى الله عليه وسلم ثبت حقه أنه يُكرم ويُشرّف وإذا دخل عليك في بيتك أكرمته، فقضيت حاجته، ورفعت منزلته، وأحسنت إليه، فإن هذا طاعة وقربة لله عز وجل، ولا يُهَان ولا يُذَل، لأنه كريم الناس، وإذا أتاكم كريم قوم فاكرموه، وأمرنا صلى الله عليه وسلم أن ننزل الناس منازلها، وقد كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم قصب السبق في ذلك، فكان زيد بن ثابت رضي الله عنه إذا خرج من داره ورأى ابن عباس رضي الله عنه على الباب، يقول: ما هذا يا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم، والله لو بعثت إليّ لأتيتك، فإذا كان هذا ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فكيف بابن بنته، وهو يقول في بنته: ((إنما فاطمة بضعة مني)) فمن أكرم آل النبي صلى الله عليه وسلم فإنه كريم ومثاب ونص العلماء والأئمة على أن آل النبي صلى الله عليه وسلم لهم منزلة، ولهم حق فإذا دخلوا في مجامع الناس ترفع مجالسهم وإذا لقيته حييته بأحسن تحية، وأفضلها وأكرمته عن بقية الناس وميزته ورفعت قدره دون غلو، وهذا ليس من الغلو، إذا أعطيته حقه لأنه لابد وأن يشعر بأنه منتسب لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهذا يدعوه إلى أن يحفظ هذه النسبة وأن يحافظ عليها، والناس بين إفراط وتفريط، بين الغلو الذي يصل إلى درجة محرمة في آل النبي صلى الله عليه وسلم وبين الجفاء، فالبعض تأتيه وتقول له: آل النبي صلى الله عليه وسلم فإذا به يرمي بيده فيقول من مِنْ آل النبي صلى الله عليه وسلم؟! وأثبت أنه من آل النبي صلى الله عليه وسلم بكل احتقار وبكل جفاء وجلافة وصلافة قول وصفاقة وجه والعياذ بالله لكن الأصل أن تكون على حذر في التعامل مع آل النبي صلى الله عليه وسلم، لأن إكرامهم من إكرام رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يترك هذا لأهل البدع والأهواء وأهل السنة هم أحق من أكرم آل رسول الله صلى الله عليه وسلم. بَيّن شيخ الإسلام رحمه الله (مجموع الفتاوى) أكثر من موضع أنه له حق عظيم وأن السلف رحمهم الله على إجلال آل بيت النبي صلى الله عليه وسلم، فإذا كان جارا لك حفظت حق جيرته أفضل ما يكون من حفظ حق الجيرة، وإذا كان جارك في العمل أكرمته وأحسنت إليه ورفعت قدره وإذا قابلك في الطريق حييت ورفعت من مكانته، وأشعرته بهذا الفضل الذي فضله الله به من انتساب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد قال الله عز وجل لنبيه: {قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى} فإذا كان هذا في قوم من المشركين فما بالك إذا كان من رسول الله صلى الله عليه وسلم. مشتقة من رسول الله نبعته طابت مغارسه والخيم والشيم فآل النبي صلى الله عليه وسلم نحبهم ونعتقد محبتهم لله وفي الله، ونجلهم فإذا كان الأنصار الذين نصروا رسول الله يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيهم كما في الصحيح: ((أما هؤلاء فقد أدوا ما عليهم، فمن ولي منكم من أمر أحدهم شيئا فليقبل من محسنهم وليتجاوز عن مسيئهم)) فإذا كان هذا في الأنصار فما بالك في آل النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد كما في الحديث الصحيح: ((تركت فيكم الثقلين: كتاب الله وعَتْرتي)) وآل النبي صلى الله عليه وسلم لهم حق عظيم، وينبغي أن يترفع المسلم من الجفاء، وعليه أن يحفظ وإذا كان يجهل أنساب آل البيت يسأل عنها، ويتعلم هذه الأنساب، ويحفظ لهؤلاء الذين شرفهم الله وفضلهم وأكرمهم بالانتساب إلى النبي صلى الله عليه وسلم، يحفظ لهم حقهم دون غلو ودون مجاوزة للحدود حتى يكون له في ذلك الأجر العظيم. فهذا مذهب أهل السنة والجماعة: إكرام آل النبي صلى الله عليه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/170)
وفي الحديث الصحيح عن جابر بن عبدالله أنه لما دخل عليه علي بن الحسين زين العابدين فانتسب له بكى جابر وأدخل يده على حلمة ثدييه تحننا وتلطفا منه رضي الله عنه وهو جابر بن عبدالله لما كف بصره في آخر حياته. والأثر في الصحيح. فالمقصود من هذا أن هدى السلف رحمهم الله على محبة آل النبي صلى الله عليه وسلم وإكرامهم ثم إن هذا المنتسب لآل النبي صلى الله عليه وسلم عليه حق أن يكون المثل والقدوة في الفضل وأن يحس بخطر الانتساب للنبي صلى الله عليه وسلم فيرفع نفسه عن الأمور التي لا تليق وعليه أن يبادل هذا الإكرام بما ينبغي أن يكون عليه من الصيانة في دين الله وشرع الله لأن الله أعزه بالدين، فيعتز بدينه، ولأن الله شرفه بالدين، فيتشرف بالدين كلا عليه حقه، وهذا هو الذي أدركنا عليه أهل العلم أنهم يشرفون آل النبي صلى الله عليه وسلم ويحبونهم ويعتقدون فضلهم ويميزونهم عن الناس في الحدود الشرعية دون غلو وكما قلنا إن أهل السنة هم أحق وأولى من أكرم آل النبي صلى الله عليه وسلم، وكل هذا راجع إلى فضل الإسلام، فحينئذ ينبغي على آل النبي صلى الله عليه وسلم أن يقبلوا من إكرام الناس ما كان موافقا للشرع، وأما ما كان مخالفا للشرع فينبغي أن يكونوا أرفع من ذلك، وأبعد عن ذلك، نسأل الله بعزته وجلاله أن يرزقنا حبهم فيه وأن يرزقنا إكرامهم لوجهه، وأن يجعلنا على السنن الذي يرضيه والله تعالى أعلم.
هذا طبعا يختلف باختلاف الأحوال. وأنبه على أنه في الأسئلة: ما هو الضابط في كذا! ارفق بمن تسأله. فالبضاعة مزجاة، يعني بعض المسائل ممكن لو تجلس إلى الصباح تفصل فيها، فالأمر عظيم، فالضوابط أمرها صعب، ولا يتقنها إلا العلماء الجهابذة المتبحرون، ولكن بعض الضوابط كما ذكرنا أن الإنسان بين الإفراط والتفريط، هناك أناس غلوا في آل النبي صلى الله عليه وسلم وهناك أناس جفوا. فآل النبي صلى الله عليه وسلم والناس عندهم سواء، بل إنه ربما يرمي بالكلمة وتقول له: هذا شريف من آل النبي صلى الله عليه وسلم. فيقول لك: لا شرف إلا بالتقوى، حتى تتمنى إنك ما قلت هذا شريف. نعم لا شرف إلا بالتقوى، ولكن للنبي صلى الله عليه وسلم والانتساب إليه شرف على رغم أنف من شاء وكره، هذا أصل شرعي، وإلا ما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((إنما فاطمة بضعة مني يربني ما رابها ويؤذيني ما آذاها))، فإن أكرمته فأنت الكريم ولا يكرم كرام الناس وأهل الفضل إلا من شرف في نفسه، فالضابط في هذا أنك تميزه عن غيره دون أن يكون في ظلم للغير، تميزه من حقك، يعني أنا إذا جاءني شريف أحتفي به أكثر مما يأتني إنسان آخر، لأني أحس أن له حقا علي، وحينئذ أؤدي هذا الحق. كذا الضابط أن يكون المنشأ في هذا محبة الله ورسوله عليه الصلاة والسلام، فيكون المنشأ لا رياء ولا حمية ولا عصبية، ولكن لله وفي الله، وأن يكون هذا وفق الحدود الشرعية التي يتميزون بها عن غيرهم ولكن لا يعطون أكثر من حقهم هذا هو الذي ينبغي على المسلم أن يعمله، فأنا إذا جاءني أحد من آل النبي صلى الله عليه وسلم فأجلسته في تكرمة البيت، وجاءني في مناسبة فاحتفيت به فقمت له أمام الناس وحييته. قال الناس: من هذا الذي يقوم له؟ قيل له: هذا من آل النبي صلى الله عليه وسلم. عرفت الناس، وعلّمَت الناس كيف يكرمون آل النبي صلى الله عليه وسلم.
أما إذا دخل آل النبي صلى الله عليه وسلم كما يدخل غيره من الناس، ورموا في المجالس، ومنهم كبار السن وأهل الفضل فإنا لله وإنا إليه راجعون، فلهم حق ولهم فضل، ولكن وِفْق الأصول التي ذكرناها دون إفراط ودون تفريط، والموفق من حرص على هذه الوسطية، وأهل السنة أولى بذلك كما ذكرنا ومن هنا ينبغي علينا أن نحرص على قضاء حوائجهم وتفريج كرباتهم إذا جاءت شريفة أرملة فإني أحس أن لها علي دين ولها علي حق، فأقضي حاجتها، وأفرج كربتها، وأسعى في مصالحها، وهكذا إذا جاء اليتيم منهم أو جاء المعوز ونحو ذلك من الأمور التي يحتاجون فيها.(92/171)
ذكر الدخول الى السوق هل يقال جهرا
ـ[أبو معاذ الراجي عفو ربه]ــــــــ[26 - 03 - 08, 12:44 م]ـ
السلام عليكم وفقنى الله واياكم لصالح العمل
هناك شخص يدخل السوق ويكرر الذكر جهرا مرات عديدة فهل هناك دليل على ذلك؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[26 - 03 - 08, 06:02 م]ـ
في شرح سنن الترمذي للشيخ عبد المحسن العباد- حفظه الله- في شرحه لحديث آداب دخول السوق، قال: المبار كفوري في تحفة الأحوذي " من دخل السوق قال الطيبي: خصه بالذكر لأنه مكان الغفلة عن ذكر الله والاشتغال بالتجارة فهو موضع سلطنة الشيطان ومجمع جنوده فالذاكر هناك يحارب الشيطان ويهزم جنوده فهو خليقٌ بما ذكر من الثواب انتهى. (فقال) أي سرًا أو جهرًا. يقول الشيخ معقبا: والجهر هو الأولى ليذكر الناس.-
للفائدة:
- هل يقال دعاء السوق وهو مغلق في الليل مثلا؟
يقول -حفظه الله-: لا، لا يقوله لأن السوق فارغة، فلا أيمان فاجرة، ولا لغو، كالذي يسير في شارع خال من الناس.
http://www.alathar.net/esound/index.php?page=tadevi&id=8689&coid=121563(92/172)
هل هناك من الأدلة على تغطية الميت فى النعش إذا كان الميت أنثى وعدم تغطية الرجل؟
ـ[عبدالله حجازى]ــــــــ[26 - 03 - 08, 03:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... هل هناك من الأدلة على تغطية الميت فى النعش إذا كان الميت أنثى وعدم التغطية فى حالة الذكر حيث أنى رأيت ذلك فى بعض القرى وسمعته من بعض الإخوة ولكن دون ذكر الدليل .... أفيدونى جزاكم الله خيرا
ـ[أبو السها]ــــــــ[26 - 03 - 08, 05:31 م]ـ
رقم الفتوى: 43860
عنوان الفتوى: حكم ستر نعش النساء والرجال
تاريخ الفتوى: 16 ذو الحجة 1424
السؤال
هل ورد شيء في تغطية الميت الذكر - النعش - وعدم تغطية الأنثى عند السير فى الجنازة .. جزاكم الله خيرا
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيستحب ستر نعش كل من الرجال والنساء، وذلك في النساء آكد، قال ابن مفلح في الفروع وهو حنبلي: ويستحب ستر نعش المرأة، ذكره جماعة وأول من اتخذ ذلك زينب أم المؤمنين، قال صاحب مواهب الجليل وهو مالكي عند قول خليل: "ويسترها بقبة" ولا بأس بستر النعش للرجل، إلى أن قال: قال أشهب: وما أكره أن يستر القبر في دفن الرجال وأما المرأة فهو الذي ينبغي، وذلك واسع في الرجال. اهـ.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
- وكان الشيخ ابن جبرين يفتي بذلك وقال في أحد دروسه فيما معناه: " الغادة أن النعش يغطى سواء كان الميت رجلا أو امرأة، ويكون بلباس الرجال بالنسبة إلى الرجال وبلباس النساء بالنسبة إلى النساء وذلك أولا للتمييز بين الرجل والمرأة للقيام بحق الدعاء، وثانيا سترة للمرأة لأن الكفن وحده يجسد بدنها.
-للفائدة:
*لما مرضت فاطمة الزهراء رضي الله عنها مرض الموت الذي توفيت فيه دخلت عليها أسماء بنت عميس رضي الله عنها تعودها وتزورها فقالت فاطمة لأسماء والله انى لاستحى أن اخرج غدا (اى اذا مت) على الرجال جسمي من خلال هذا النعش!!!
وكانت النعوش آنذاك عبارة عن خشبة مصفحة يوضع عليها الميت ثم يطرح على الجثة ثوب ولكنه كان يصف حجم الجسم فقالت لها أسماء أو لا نصنع لك شيئا رايته في الحبشة؟!
فصنعت لها النعش المغطى من جوانبه بما يشبه الصندوق ودعت بجرائد رطبة فحنتها ثم طرحت على النعش ثوبا فضفاضا واسعا فكان لا يصف فلما رأته فاطمة قالت لأسماء: سترك الله كما سترتني
قال ابن عبد البر (في الاستيعاب) هي- أي فاطمة الزهراء - أول امرأة غطى نعشها في الإسلام على تلك الصفة.
سير أعلام النبلاء:3/ 431. وحلية الأولياء 2/ 43. وسند القصة ضعيف.
ـ[أسامة أمين]ــــــــ[29 - 04 - 08, 02:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا ..
هل من أقوال أخرى في المسألة؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[29 - 04 - 08, 09:10 م]ـ
قال ابن قدامة في الشرح الكبير: 2/ 378 (قال (ولا، يسجى القبر الا أن يكون لامرأة) قال الشيخ رحمه الله لا نعلم في استحباب تغطية قبر المرأة خلافا بين أهل العلم، وقد روى ابن سيرين ان عمر قال يغطى قبر المرأة، ومن علي رضي الله عنه بقوم قد دفنوا ميتا وبسطوا على قبره الثوب فجذبه وقال: انما يصنع هذا بالنساء ولان المرأة عورة ولا يؤمن أن يبدو منها شئ فيراه الحاضرون فأما قبر للرجل فيكره ستره لما ذكرنا وكرهه عبد الله بن يزيد ولم يكرهه أصحاب الرأي وأبو ثور والاول أولى لان فعل علي يدل على كراهته ولان كشفه أمكن وأبعد من التشبه بالنساء مع ما فيه من اتباع أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم(92/173)
من له معرفة بهذا الكتاب
ـ[الديولي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 06:07 م]ـ
السلام عليكم
من قرأ كتاب (إيضاح النص في أن إعفاء اللحية هو القص) تأليف عبدالرحمن الفيفي
ارجو أن يتحفنا بشئ عن الكتاب، ومدى دقته في النقل
ـ[الديولي]ــــــــ[20 - 08 - 08, 09:45 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟(92/174)
إتحاف الطالب بمنازل الطلب ((كتاب يُنصح به))
ـ[أبو موسى المغربي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 08:09 م]ـ
حمل كتاب
إتحاف الطالب بمنازل الطلب ( http://http://www.picdo.net/Fichiers/2e1d32e482ceaf8c6666942de41667dc/ إتحاف-الطالب-بمنازل-الطلب. doc)
للشيخ
أبي الفضل عمر بن مسعود الحدوشي
فك الله أسره
............
ـ[أبو موسى المغربي]ــــــــ[26 - 03 - 08, 08:18 م]ـ
رابط ثاني صالح بإذن الله للتحميل:
المرجو من الإخوة رفع الكتاب على روابط أخر:(92/175)
ما هي الكتب التي ترجع إليها في مختلف الفنون
ـ[احمد العثيمين]ــــــــ[26 - 03 - 08, 11:47 م]ـ
لا شك أخي الحبيب أن لكل طالب علم كتبه الخاصه في كل فن عند تحضيره لدرس أو كلمة فلو كتبت لنا هذه المراجع وفقك الله حتى تعم الفائدة.
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[28 - 03 - 08, 04:23 ص]ـ
أرى بأن صاحب الدروس العامة التربوية والوعظية ونحوها لا يستغني عن:
1 - رسائل ابن رجب.
2 - المستطرف في كل فن مستظرف للأبشيهي.
3 - المجموع القيم من كلام ابن القيم للمقرن.
4 - رسائل عبدالملك القاسم.
5 - رياض الصالحين.(92/176)
رجل كانت معه أمانة لتوصيلها لشخص و أثناء ذهابه لتوصيل الأمانة سرقت منه
ـ[أبو الأشبال البريطاني]ــــــــ[26 - 03 - 08, 11:51 م]ـ
رجل كانت معه أمانة لتوصيلها لشخص و أثناء ذهابه لتوصيل الأمانة سرقت منه في الأوتوبيس هي و كل أوراقه الشخصية السؤال هل يلزم حامل الأمانة رد المبلغ هل يعتبر ضامن أم لاشئ عليه
وجزاكم الله خيرا و نفع بكم
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[27 - 03 - 08, 06:12 ص]ـ
من فرط في حفظ الأمانة ضمنها وإلا فلا؟
http://www.binbaz.org.sa/mat/7750
.................
السؤال
أنا بعثت أمانة لصديق لي في دولة ثانية مع أحد المسافرين وقام هذا المسافر بإعطاء الأمانة لشاب لكي يوصلها الشاب إلى صديقي والأمانة لم تصل صديقي والشاب لم يوصل الأمانة فماذا يترتب عليه من ناحية المسافر الذي أعطيته الأمانة فما الحل في هذه المسألة؟ و جزاكم الله كل الخير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان المسافر الذي أعطيته الأمانة لم يتعد بفعل ما لا يجوز له في الأمانة ولم يفرط فيها بترك ما يجب عليه فيها فإنه لا ضمان عليه، لأن يده يد أمانة، ويد الأمانة لا ضمان عليها ما لم تتعد أو تفرط.
قال ابن عاصم المالكي في تحفة الحكام:
والأمناء في الذين يلونا ... ليسوا لشيء منه يضمنونا
وعلى ذلك، فإذا فقدت الأمانة فإنه لا شيء على صاحبك ما دام لم يفرط ولم يتعد، واعتبر ما حصل أمرا سماويا واحتسبه عند الله تعالى.
أما إذا حصل منه تفريط أو تعد كأن يكون دفعها إلى شخص غير أمين وهو يعلم أنه غير أمين أو يغلب ذلك على ظنه فإنه يضمن الأمانة.
والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=79743&Option=FatwaId
.........................
ـ[أبو الأشبال البريطاني]ــــــــ[27 - 03 - 08, 08:07 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي الكريم وزادك من فضله(92/177)
علامات الحسد وعلاجها
ـ[بوخليفه]ــــــــ[27 - 03 - 08, 06:26 ص]ـ
السلام عليكم .....
علامات الحسد عند طلبة العلم كثيرة، وأذكر ما ذكره فضيلة الشيخ عبدالعزيز السدحان في كتابه معالم في طريق طلب العلم (116)
علامات الحسد:
1 - ان يفرح بخطأ قرينه
2 - أن يفرح بغياب قرينه عن الدروس
3 - أن يُسرّ إذا لُمز قرينه
4 - أن يجد حرجاً في نفسه أو ضيقاً إذا وُجه إلى غيره السؤال
5 - أن يقلل من شأن الفوائد او العلم الذي يأتي به قرينه
6 - أن يحاول تخطئة قرينه إذا تكلم ونقده إذا أجاب!!
7 - عدم عزو الفضل والفائده إليه
قال الشاعر:
إذا فادك إنسان بفائدةٍ ... من العلوم فادمن شكره أبدا
وقل فلان جزاه الله صالحا ... أفادنيها وألقِ الكبر والحسدا
وقد نبه العلماء كالنووي وغيره إلى أن من بركة العلم: أن يعزى الفضل إلى أهله
علاج الحسد:
1 - الدعاء للقرين بظهر الغيب
2 - التحبب له والسؤال عن حاله وحال اهله
3 - زيارته واظهار ما له من فضل
4 - عدم السماح او الرضا بغيبته او همزه او لمزه
5 - إيثاره على نفسك بتقديمه عندما تُسأل عن مسأله
6 - إستشارته وطلب نصيحته(92/178)
ما حكم قول الامام (اللهم رب هذه الدعوة ... ) بعد الاقامة بصوت عالي؟
ـ[الوسيط]ــــــــ[27 - 03 - 08, 09:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
ما حكم قول الامام او الخطيب بعد أن يقيم المؤذن الصلاة الدعاء بصوت مسموع وعالي بواسطة مكبر الصوت (الميكرفون) ... الدعاء (اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا انك لا تخلف الميعاد). علما بأن ذلك يجعل غالبية المصلين يؤمنون على دعاءه بحيث تحدث ضجة في المسجد اثناء تسوية الصفوف.
محبكم في الله تعالى
ـ[أبو السها]ــــــــ[27 - 03 - 08, 10:28 ص]ـ
الإجابة عن هذا السؤال من جهتين:
1/هل دعاء الوسيلة والفضيلة للرسول عليه الصلاة والسلام يشرع بعد الإقامة كما هو بعد الأذان؟
فيه خلاف، الأشهر أنه لا يشرع، وللمزيد راجع هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=81242
2/ إذا قلنا بجواز دعاء الوسيلة بعد الإقامة فهل يجوز الجهر به؟
لا يجوز الجهر بهذا الدعاء لا بعد الأذان ولا بعد الإقامة، لعدم ثبوته في السنة، فهو على هذا يكون من البدع المحدثة
قال ابن تيمية: " وأما سوى التأذين ... من تسبيح وتشييد، ورفع الصوت بدعاء ونحو ذلك ... ليس بمسنون عند الأئمة، بل قد ذكر طائفة من أصحاب مالك، والشافعي، وأحمد أن هذا من جملة البدع المكروهة " الاختيارات الفقهية (5/ 323).
وانظر: أحكام الأذان والنداء والإقامة تأليف: سامي بن فراج الحازمي
ـ[الوسيط]ــــــــ[27 - 03 - 08, 11:35 ص]ـ
جزاك الله خير اخي الحبيب
هل لي ان اجد كتاب: أحكام الأذان والنداء والإقامة تأليف: سامي بن فراج الحازمي على الشبكة؟
محبكم في الله(92/179)
ما حكم قول (او كما قال المؤمن حبيب الرحمن ادعوا الله .. ) في كل خطبة؟
ـ[الوسيط]ــــــــ[27 - 03 - 08, 09:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
ما حكم قول خطيب الجمعة خاتما للخطبة الاولى وباستمرار في كل الجمع بعد أن يسرد حديثا للمصطفى صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم .... يقول الخطيب بعد ذلك الحديث او طرفا منه: (أو كما قال المؤمن حبيب الرحمن، أدعوا الله وانتم موقنون بالاجابة واستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين).
محبكم في الله
ـ[الوسيط]ــــــــ[27 - 03 - 08, 10:27 ص]ـ
او ان يقول التائب من الذنب كمن لا ذنب له ادعوا الله وانتم موقنون بالاجابة
ـ[أبو السها]ــــــــ[27 - 03 - 08, 11:39 ص]ـ
إن هذه المسألة - وهي التزام عمل مخصوص (سواء كان دعاء أو غيره) في زمان أو مكان مخصوص من المسائل التي أشكلت على كثير من الناس لشدة خفائها،
أقول، من القواعد التي أصلها العلماء في معرفة البدع قاعدة: إن شرع الله ورسوله للعمل بوصف العموم والإطلاق لا يقتضي أن يكون مشروعاً بوصف الخصوص والتقييد
يقول الشيخ سليمان الماجد في شرحه لهذه القاعدة:يقول الإمام الشاطبي- رحمه الله- في هذه القاعدة: ومن البدع الإضافية التي تقرب من الحقيقية، أن يكون أصل العبادة مشروعاً، إلا أنها تُخرج عن أصل مشروعيتها بغير دليل توهماً على أنها باقية على أصلها تحت مقتضى الدليل وذلك بأن يُقيد إطلاقها بالرأي، مثل أن أكون عند أبي مثلاً وكلما رأيته أقول: (رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي)، هذه ورد عليه دليل خاص؟ لم يرد، هو يستدل بالإطلاق، يقول الشاطبي: وذلك بأن يقيد إطلاقها بالرأي، وقال: وبيان ذلك أن الدليل الشرعي إذا اقتضى أمراً في الجملة مما يتعلق بالعبادات فأتى به المكلف في الجملة أيضاً، كذكر الله والنوافل المستحبات، كان الدليل عاضداً لعمله من جهتين: من جهة معناه، ومن جهة العمل السلف الصالح به.
معنى كلامه: أنك إذا قلت، ذكرت الله عز وجل في كل وقت أنت ملتزم بالأمر المطلق- لا زال الكلام موجود-: فإذا أتى به المكلف ذلك الأمر بكيفية مخصوصة، أو زمان مخصوص، أو مقارناً بعبادة مخصوصة، والتزم ذلك بحيث صار متُخيلاً أن الكيفية والزمان والمكان مقصودٌ شرعاً من غير أن يدل الدليل الخاص عليه، كان الدليل بمعزلٍ عن هذا المعنى المستند عليه
- أما إذا كان الملتزم بهذا الدعاء المخصوص من الذين لايفقهون ولكن وجد غيره يدعو بذلك العداء في ذلك الوقن فتبعه ودعا ولم يلتفت إلى مناط الدليل الشرعي فهذا يدخل تحت قاعدة وضابط آخر من ضوابط البدعة ألا وهي قاعدة" المضاهاة ". يقول الشيخ سليمان الماجد:أما المضاهاة التي أردتها هنا وهي مداومة الإنسان على شيء غير مشروع، لكن لو سألته لماذا فعلت ذلك؟ قال: لا أدري، رأيت الناس يفعلون، وأنا أعمل هذا لهذا الغرض، هذا حتى وإن ما قصد التخصيص ولا استدل بالأدلة العامة على خصوص الفعل، ولا استدل بالأدلة المطلقة على الوضع المقيد، فهي مضاهاة للمشروع، أنا أضرب مثال، وبالمثال يتضح المقال: الاستغفار نهاية خطبة الجمعة الأولى، وهذا جاءني سؤال عنه قبل الحلقة الماضية، الاستغفار نهاية خطبة الجمعة الأولى، الأمر بالاستغفار، فاذكروا الله الجليل يذكركم، واشكروه على نعمه يزدكم، أكثر الخطباء تقول له: لماذا تفعل هذا؟ لا يقول أنا أفعل لأن الأدلة المطلقة في الذكر وقراءة القرآن قد دلت على ذلك، فهي تصح في التخصيص والتقييد، لا يقول هذا الكلام، يقول ليس فيه شيء هذه آية، هذا ذكر، هذا ليس فيه أي شيء ... إلخ.
أنا أريد أن أقول بأن المداومة على العمل بحيث لا ينقطع أبداً هو عمل غير مشروع، إلا إذا ورد الدليل على خصوص الأمر بالاستغفار في نهاية الخطبة، أو الدعاء للخلفاء الأربعة، أو غيرها من الأحوال، ما هو الدليل على صحة هذه القاعدة؟
الرابط الصوتي: http://www.salmajed.com/artman2/publish/_30/3_75.shtml(92/180)
هل يجوز حمل الطفل أثناء الصلاة أو الطواف؟
ـ[الوسيط]ــــــــ[27 - 03 - 08, 09:26 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
هل يجوز حمل الطفل أثناء الصلاة أو الطواف؟ علما بأنه يحتمل أن تكون به نجاسة. أجلَّكم الله. مع ذكر الدليل.
علماً بأنه قد ورد عن النبي عليه الصلاة والسلام حمل (أمامه) في الصلاة.
وكذلك ارتحال الحسن او الحسين اثناء سجود النبي عليه الصلاة والسلام.
وكذلك حديث المرأة التي حملت طفلا فقالت للنبي عليه الصلاة والسلام الهذا حج؟
وهل ورد دليل على انه يجب التأكد من حال الطفل اذا كانت به نجاسة في مثل هذه الحالة. أو فعل هو صلى الله عليه وسلم بأنه تأكد من ذلك؟
محبكم في الله
ـ[الوسيط]ــــــــ[27 - 03 - 08, 09:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله
ما حكم حمل الطفل أثناء الطواف؟ علما بأن الاب او غيره يطوف سبعة اشواط فقط وهو حاملا للطفل وذلك عنه وعن الطفل، اي لا يعيد الطواف مرتين مرة له ومرة للطفل؟
محبكم في الله
ـ[أبو مازن العوضي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 10:17 ص]ـ
سئل الشيخ ابن العثيمين عن هذا فقال السائل:
من طاف وهو حامل شخصاً هل يجزئ الطواف عن الاثنين؟
الجواب: لا يجزئ عن الاثنين إلا إذا كان المحمول مميزاً يقال له انو الطواف فينوي، أما الغير مميز لا يمكن أن يكون طواف واحداً على نيتين.
كتب و رسائل للعثيمين - (ج 244 / ص 83)
ـ[أروى أم لين]ــــــــ[27 - 03 - 08, 11:12 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أما بالنسبة لحمل الصبي والجارية في الصلاة و في الطواف فهذا جائز وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فعله و ذكرت أنت الأدلة في ذلك فقد أجبت على نفسك
ـ[الوسيط]ــــــــ[27 - 03 - 08, 11:26 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الاخ الفاضل أبو مازن العوضي جزاك الله خيرا
الاخت الفاضلة أروى أم لين
سؤالي (علما بأنه يحتمل أن تكون به نجاسة. أجلَّكم الله) جزاك الله خيرا
* بالنسبة لجعل الموضوعين في موضوع واحد اظن بان السؤالين مختلفين نوعا ما.
جزاكم الله خير(92/181)
من قال أن الموالاة ليست شرطا لصحّة الوضوء؟؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[27 - 03 - 08, 09:47 ص]ـ
السلام عليكم.
أتمنى ذكر اقوال أهل العلم في المسألة ..
فهل هناك من قال أن الموالاة ليست شرطا لصحة الوضوء؟؟
وما هي أدلتهم؟؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[27 - 03 - 08, 01:52 م]ـ
....................................
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 02:15 م]ـ
بارك الله فيكم ..
سأنقل لكم عن الموسوعة الفقهية الكويتية:
اخْتَلَفَ الْفُقَهَاءُ فِي الْمُوَالاَةِ فِي الْوُضُوءِ:
فَقَال الْحَنَفِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ فِي الْقَوْل الصَّحِيحِ الْجَدِيدِ وَالْحَنَابِلَةُ فِي رِوَايَةٍ: إِنَّهَا سُنَّةٌ وَبِهِ قَال مِنَ الصَّحَابَةِ عبد الله بن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا وَمِنَ التَّابِعِينَ الْحَسَنُ وَسَعِيدُ بْنُ الْمُسَيَّبِ وَالثَّوْرِيُّ لأَِنَّ التَّفْرِيقَ لاَ يَمْنَعُ مِنِ امْتِثَال الأَْمْرِ فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ} (1) الآْيَةَ فَوَجَبَ أَنْ لاَ يَمْنَعَ مِنَ الإِْجْزَاءِ وَرَوَى نَافِعٌ عَنِ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّهُ تَوَضَّأَ فِي السُّوقِ فَغَسَل وَجْهَهُ وَمَسَحَ رَأْسَهُ ثُمَّ دُعِيَ لِجِنَازَةٍ لِيُصَلِّيَ عَلَيْهَا حِينَ دَخَل الْمَسْجِدَ فَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهَا (2).
وَلأَِنَّهُ تَفْرِيقٌ فِي تَطْهِيرٍ فَجَازَ كَالتَّفْرِيقِ الْيَسِيرِ وَلأَِنَّ كُل عِبَادَةٍ جَازَ فِيهَا التَّفْرِيقُ الْيَسِيرُ جَازَ فِيهَا التَّفْرِيقُ الْكَثِيرُ كَالْحَجِّ (3).
وَقَال الْمَسْعُودِيُّ مِنَ الشَّافِعِيَّةِ: إِنَّ الشَّافِعِيَّ جَوَّزَ فِي الْقَدِيمِ تَفْرِيقَ الصَّلاَةِ بِالْعُذْرِ إِذَا سَبَقَهُ الْحَدَثُ فَيَتَوَضَّأُ وَيَبْنِي فَالطَّهَارَةُ أَوْلَى (4).
وَقَال الْمَاوَرْدِيُّ: إِنَّ الْمُوَالاَةَ فِي الْوُضُوءِ أَفْضَل وَمُتَابَعَةُ الأَْعْضَاءِ أَكْمَل انْقِيَادًا لِمَا يَقْتَضِيهِ الأَْمْرُ مِنَ التَّعْجِيل وَاتِّبَاعًا لِقَوْل الرَّسُول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِنْ فَرَّقَ فَالتَّفْرِيقُ ضَرْبَانِ: قَرِيبٌ وَبَعِيدٌ:
فَالْقَرِيبُ: مَعْفُوٌّ عَنْهُ لاَ تَأْثِيرَ لَهُ فِي الْوُضُوءِ وَحْدَهُ مَا لَمْ تَجِفَّ الأَْعْضَاءُ مَعَ اعْتِدَال الْهَوَاءِ فِي غَيْرِ بَرْدٍ وَلاَ حَرٍّ مُشْتَدٍّ وَلَيْسَ الْجَفَافُ مُعْتَبَرًا وَإِنَّمَا زَمَانُهُ هُوَ الْمُعْتَبَرُ وَلأَِنَّهُ لاَ يُمْكِنُ الاِحْتِرَازُ مِنْهُ.
وَأَمَّا الْبَعِيدُ: فَهُوَ أَنْ يَمْضِيَ زَمَانُ الْجَفَافِ فِي اعْتِدَال الْهَوَاءِ فَفِيهِ قَوْلاَنِ: أَحَدُهُمَا - وَهُوَ الْجَدِيدُ -: أَنَّهُ جَائِزٌ وَالْوُضُوءُ مَعَهُ صَحِيحٌ وَالثَّانِي - وَهُوَ الْقَدِيمُ -: لاَ يَجُوزُ وَالْوُضُوءُ مَعَهُ غَيْرُ صَحِيحٍ (1).
وَقَال السُّيُوطِيُّ: الْمُوَالاَةُ سُنَّةٌ عَلَى الأَْصَحِّ فِي الْوُضُوءِ وَالْغُسْل وَالتَّيَمُّمِ. . . وَبَيْنَ أَشْوَاطِ الطَّوَافِ وَالسَّعْيِ وَالْجَمْعِ بَيْنَ الصَّلاَتَيْنِ فِي وَقْتِ الثَّانِيَةِ.
وَقِيل: الْمُوَالاَةُ وَاجِبَةٌ فِي كُل مَا سَبَقَ وَقَال: إِنَّهَا وَاجِبَةٌ عَلَى الأَْصَحِّ فِي الْجَمْعِ فِي وَقْتِ الأُْولَى وَبَيْنَ طَهَارَةِ دَائِمِ الْحَدَثِ وَصَلاَتِهِ وَبَيْنَ كَلِمَاتِ الأَْذَانِ وَالإِْقَامَةِ وَبَيْنَ الْخُطْبَةِ وَصَلاَةِ الْجُمُعَةِ، وَتَجِبُ الْمُوَالاَةُ قَطْعًا بَيْنَ كَلِمَاتِ الْفَاتِحَةِ وَالتَّشَهُّدِ وَرَدِّ السَّلاَمِ (1).
وَقَال الْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ فِي الْقَوْل الْقَدِيمِ وَالْحَنَابِلَةُ فِي الْمَذْهَبِ: إِنَّهَا وَاجِبَةٌ وَبِهِ قَال مِنَ الصَّحَابَةِ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَمِنَ الْفُقَهَاءِ الأَْوْزَاعِيُّ لأَِنَّ مُطْلَقَ أَمْرِ اللَّهِ تَعَالَى بِالْوُضُوءِ فِي قَوْله تَعَالَى: {فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ} (2) يَقْتَضِي الْفَوْرَ وَالتَّعْجِيل وَذَلِكَ يَمْنَعُ مِنَ التَّأْجِيل وَلأَِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَوَضَّأَ عَلَى الْوَلاَءِ ثُمَّ قَال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/182)
هَذَا وُضُوءُ مَنْ لاَ يَقْبَل اللَّهُ مِنْهُ صَلاَةً إِلاَّ بِهِ (3) يَعْنِي بِمِثْلِهِ فِي الْوَلاَءِ وَرَوَى جَابِرٌ عَنْ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَجُلاً تَوَضَّأَ فَتَرَكَ مَوْضِعَ ظُفْرٍ عَلَى قَدَمِهِ فَأَبْصَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَال: ارْجِعْ فَأَحْسِنْ وُضُوءَكَ فَرَجَعَ ثُمَّ صَلَّى (4).
وَقَال الدُّسُوقِيُّ: مِنْ غَيْرِ تَفْرِيقٍ كَثِيرٍ لأَِنَّ التَّفْرِيقَ الْيَسِيرَ لاَ يَضُرُّ مُطْلَقًا سَهْوًا كَانَ أَوْ عَجْزًا أَوْ عَمْدًا إِذَا لَمْ يَضُرَّ التَّفْرِيقُ الْيَسِيرُ فَيُكْرَهُ إِنْ كَانَ عَمْدًا عَلَى الْمُعْتَمَدِ وَالْيَسِيرُ مُقَدَّرٌ بِعَدَمِ الْجَفَافِ.
وَأَمَّا النَّاسِي وَالْعَاجِزُ فَلاَ تَجِبُ الْمُوَالاَةُ فِي حَقِّهِمَا وَحِينَئِذٍ إِذَا فَرَّقَ نَاسِيًا أَوْ عَاجِزًا فَإِنَّهُ يَبْنِي مُطْلَقًا سَوَاءٌ طَال أَمْ لاَ لَكِنِ النَّاسِي يَبْنِي بِنِيَّةٍ جَدِيدَةٍ وَأَمَّا الْعَاجِزُ فَلاَ يَحْتَاجُ لِتَجْدِيدِ نِيَّتِهِ (1) ......
__________
(1) سورة المائدة / 6.
(2) أثر ابن عمر رضي الله عنهما: " أنه توضأ. . . ". أخرجه مالك في الموطأ (1/ 36 - 37 ط عيسى الحلبي)، والشافعي في الأم (1/ 31 طبعة المكتبات الأزهرية).
(3) بدائع الصنائع 1/ 22، والحاوي للماوردي 1/ 164 - 165، والمغني لابن قدامة (1/ 192 - ط هجر).
(4) المجموع 1/ 452.
(1) الحاوي للماوردي 1/ 164، والمجموع 1/ 451.
(1) الأشباه والنظائر للسيوطي ص 407 - 408، والأشباه لابن الوكيل 2/ 129.
(2) سورة المائدة / 6.
(3) حديث: " هذا وضوء من لا يقبل الله منه صلاة إلاَّ به ". أخرجه ابن ماجه (1/ 145 - ط عيسى الحلبي)، وليس فيه ذكر الولاء، وذكره ابن حجر في الفتح (1/ 233 - ط السلفية) وقال: ضعيف.
(4) حديث: " أنًّ رجلاً توضأ فترك موضع ظفر. . . ". أخرجه مسلم (1/ 215 - ط عيسى الحلبي).
(1) حاشية الدسوقي 1/ 90 - 91، وانظر: الخرشي 1/ 27، الحاوي 1/ 165، كشاف القناع 1/ 84، 104.(92/183)
تعين النية لما تيمم له
ـ[عبدالله الشهرزوري]ــــــــ[27 - 03 - 08, 12:06 م]ـ
اسئلة:
1 - من تيمم للجنابة هل يجزئه عن الحدث الاصغر؟
2 - من تيمم للحدث هل يجزئه عن الجنابة؟
3 - اذا نوى للحدث والجنابة بتيمم واحد هل يجزه؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 01:07 م]ـ
بارك الله فيكم ..
1 - من تيمم للحدث الأكبر لا يجزئه عن التيمم للحدث الأصغر عند الحنابلة والمالكية ويجزئه عند الأحناف والشافعية ..
2 - نفس الإجابة السابقة تمامًا ..
3 - من نوى الجميع بتيمم واحد أجزأه ..
ـ[عبدالله الشهرزوري]ــــــــ[30 - 03 - 08, 10:33 ص]ـ
وفيك بارك
ـ[حسين ابراهيم]ــــــــ[31 - 03 - 08, 02:09 م]ـ
اسئلة:
1 - من تيمم للجنابة هل يجزئه عن الحدث الاصغر؟
2 - من تيمم للحدث هل يجزئه عن الجنابة؟
3 - اذا نوى للحدث والجنابة بتيمم واحد هل يجزه؟
الاجوبة:
1,2 - يجزيه وبهذا قال ابوحنيفة والشافعي لان طهارتهما واحدة فسقطت احداهما بفعل الاخرى كالبول والغائط.
وقال مالك وابو ثور وهو قول الحنابلة لايجزئه لحديث انما الاعمال بالنيات.وهذا لم ينو الا عمل واحد ,ولانهما سببان مختلفان فلم تجز نية احدهما عن الاخر كالحج والعمرة ولانهما طهارتان فلم تتاد احدهما بنية الاخرى ,كطهارة الماء عند الشافعي وفارق ما قاسوا عليه فان حكمها واحد وهو الحدث الاصغر ولهذا تجزيء نية احدهما عن الاخر في طهارة الماء. (المغني).
ـ[حسين ابراهيم]ــــــــ[31 - 03 - 08, 02:16 م]ـ
3 - فان نوى الجميع بتيمم واحد اجزأه ,لان فعله واحد فأشبه طهارة الماء. (المغني).
وقال ابن حزم في المحلى:فمن اجنب ولاماء معه فلابد له من ان يتيمم تيممين ينوي بأحدهما تطهير الجنابة وبالاخر عن الوضوء ولايبالي ايهما قدم.لانهما عملان متغايران.(92/184)
سؤال فى زكاة المال، زكاكم الله
ـ[ياسر30]ــــــــ[27 - 03 - 08, 03:29 م]ـ
مشايخنا الفاضل
إذا حال الحول على مال زاد على النصاب، هل يجب إخراجه فورا؟ أم للمزكى التراخى فى إخراجه، حسب مصلحة الفقير، فيعطى الفقير على فترات متباعدة حتى يحول حول آخر؟
أفيدونا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 04:07 م]ـ
بارك الله فيكم ..
جاء في المغني:
(وَتَجِبُ الزَّكَاةُ عَلَى الْفَوْرِ، فَلَا يَجُوزُ تَأْخِيرُ إخْرَاجِهَا مَعَ الْقُدْرَةِ عَلَيْهِ، وَالتَّمَكُّنِ مِنْهُ، إذَا لَمْ يَخْشَ ضَرَرًا.
وَبِهَذَا قَالَ الشَّافِعِيُّ، وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: لَهُ التَّأْخِيرُ مَا لَمْ يُطَالَبْ؛ لِأَنَّ الْأَمْرَ بِأَدَائِهَا مُطْلَقٌ، فَلَا يَتَعَيَّنْ الزَّمَنُ الْأَوَّلُ لِأَدَائِهَا دُونَ غَيْرِهِ، كَمَا لَا يَتَعَيَّنُ لِذَلِكَ مَكَانٌ دُونَ مَكَان.
وَلَنَا، أَنَّ الْأَمْرَ الْمُطْلَقَ يَقْتَضِي الْفَوْرَ، عَلَى مَا يُذْكَرُ فِي مَوْضِعِهِ، وَلِذَلِكَ يَسْتَحِقُّ الْمُؤَخِّرُ لِلِامْتِثَالِ الْعِقَابَ، وَلِذَلِكَ أَخْرَجَ اللَّهُ تَعَالَى إبْلِيسَ، وَسَخِطَ عَلَيْهِ وَوَبَّخَهُ، بِامْتِنَاعِهِ عَنْ السُّجُودِ، وَلَوْ أَنَّ رَجُلًا أَمَرَ عَبْدَهُ أَنْ يَسْقِيَهُ، فَأَخَّرَ ذَلِكَ، اسْتَحَقَّ الْعُقُوبَةَ، وَلِأَنَّ جَوَازَ التَّأْخِيرِ يُنَافِي الْوُجُوبَ، لِكَوْنِ الْوَاجِبِ مَا يُعَاقَبُ عَلَى تَرْكِهِ، وَلَوْ جَازَ التَّأْخِيرُ، لَجَازَ إلَى غَيْرِ غَايَةٍ، فَتَنْبَغِي الْعُقُوبَةُ بِالتَّرْكِ، وَلَوْ سَلَّمْنَا أَنَّ مُطْلَقَ الْأَمْرِ لَا يَقْتَضِي الْفَوْرَ، لَاقْتَضَاهُ فِي مَسْأَلَتِنَا، إذْ لَوْ جَازَ التَّأْخِيرُ هَاهُنَا لَأَخَّرَهُ بِمُقْتَضَى طَبْعِهِ، ثِقَةً مِنْهُ بِأَنَّهُ لَا يَأْثَمُ بِالتَّأْخِيرِ، فَيَسْقُطُ عَنْهُ بِالْمَوْتِ، أَوْ بِتَلَفِ مَالِهِ، أَوْ بِعَجْزِهِ عَنْ الْأَدَاءِ، فَيَتَضَرَّرَ الْفُقَرَاءُ.
وَلِأَنَّ هَاهُنَا قَرِينَةً تَقْتَضِي الْفَوْرَ، وَهُوَ أَنَّ الزَّكَاةَ وَجَبَتْ لِحَاجَةِ الْفُقَرَاءِ، وَهِيَ نَاجِزَةٌ، فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الْوُجُوبُ، نَاجِزًا وَلِأَنَّهَا عِبَادَةٌ تَتَكَرَّرُ، فَلَمْ يَجُزْ تَأْخِيرُهَا إلَى وَقْتِ وُجُوبِ مِثْلِهَا، كَالصَّلَاةِ وَالصَّوْمِ.
قَالَ الْأَثْرَمُ: سَمِعْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ سُئِلَ عَنْ الرَّجُلِ يَحُولُ الْحَوْلُ عَلَى مَالِهِ، فَيُؤَخِّرُ عَنْ وَقْتِ الزَّكَاةِ؟ فَقَالَ: لَا، وَلَمْ يُؤَخِّرُ إخْرَاجَهَا؟ وَشَدَّدَ فِي ذَلِكَ.
قِيلَ: فَابْتَدَأَ فِي إخْرَاجِهَا، فَجَعَلَ يُخْرِجُ أَوَّلًا فَأَوَّلًا.
فَقَالَ: لَا، بَلْ يُخْرِجُهَا كُلَّهَا إذَا حَالَ الْحَوْلُ.
فَأَمَّا إذَا كَانَتْ عَلَيْهِ مَضَرَّةٌ فِي تَعْجِيلِ الْإِخْرَاجِ، مِثْلُ مَنْ يَحُولُ حَوْلُهُ قَبْلَ مَجِيءِ السَّاعِي، وَيَخْشَى إنْ أَخْرَجَهَا بِنَفْسِهِ أَخَذَهَا السَّاعِي مِنْهُ مَرَّةً أُخْرَى، فَلَهُ تَأْخِيرُهَا.
نَصَّ عَلَيْهِ أَحْمَدُ.
وَكَذَلِكَ إنْ خَشِيَ فِي إخْرَاجِهَا ضَرَرًا فِي نَفْسِهِ أَوْ مَالٍ لَهُ سِوَاهَا، فَلَهُ تَأْخِيرُهَا؛؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {لَا ضَرَرَ وَلَا ضِرَارَ} وَلِأَنَّهُ إذَا جَازَ تَأْخِيرُ قَضَاءِ دَيْنِ الْآدَمِيِّ لِذَلِكَ، فَتَأْخِيرُ الزَّكَاةِ أَوْلَى.
فَإِنْ أَخَّرَهَا لِيَدْفَعَهَا إلَى مَنْ هُوَ أَحَقُّ بِهَا، مِنْ ذِي قَرَابَةٍ، أَوْ ذِي حَاجَةٍ شَدِيدَةٍ، فَإِنْ كَانَ شَيْئًا يَسِيرًا، فَلَا بَأْسَ، وَإِنْ كَانَ كَثِيرًا، لَمْ يَجُزْ.
قَالَ أَحْمَدُ: لَا يُجْزِئُ عَلَى أَقَارِبِهِ مِنْ الزَّكَاةِ فِي كُلِّ شَهْرٍ.
يَعْنِي لَا يُؤَخِّرُ إخْرَاجَهَا حَتَّى يَدْفَعَهَا إلَيْهِمْ مُتَفَرِّقَةً، فِي كُلِّ شَهْرٍ شَيْئًا، فَأَمَّا إنْ عَجَّلَهَا فَدَفَعَهَا إلَيْهِمْ، أَوْ إلَى غَيْرِهِمْ مُتَفَرِّقَةً أَوْ مَجْمُوعَةً، جَازَ لِأَنَّهُ لَمْ يُؤَخِّرْهَا عَنْ وَقْتِهَا، وَكَذَلِكَ إنْ كَانَ عِنْدَهُ مَالَانِ، أَوْ أَمْوَالٌ، زَكَاتُهَا وَاحِدَةٌ، وَتَخْتَلِفُ أَحْوَالُهَا، مِثْلُ أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ نِصَابٌ، وَقَدْ اسْتَفَادَ فِي أَثْنَاءِ الْحَوْلِ مِنْ جِنْسِهِ دُونَ النِّصَابِ، لَمْ يَجُزْ تَأْخِيرُ الزَّكَاةِ لِيَجْمَعَهَا كُلَّهَا؛ لِأَنَّهُ يُمْكِنُهُ جَمْعُهَا بِتَعْجِيلِهَا فِي أَوَّلِ وَاجِبٍ مِنْهَا.)
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع:
هل يجوز أن يؤخرها لمصلحة وليس لضرر؟
الجواب: نعم يجوز، فمثلًا: عندنا في رمضان يكثر إخراج الزكاة ويغتني الفقراء أو أكثرهم، لكن في أيام الشتاء التي لا توافق رمضان يكونون أشد حاجة، ويقل من يخرج الزكاة، فهن يجوز تأخيرها؛ لأن في ذلك مصلحة لمن يستحقها، لكن بشرط أن يبرزها من ماله، أو أن يكتب وثيقة يقول فيها: إن زكاته تحل في رمضان، ولكنه أخرها إلى الشتاء من أجل مصلحة الفقراء حتى يكون ورثته على علم بذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ما حق امرىء مسلم له شيء يوصي فيه يبيت ليلتين إلا ووصيته مكتوبة عنده) والزكاة مما يوصى فيه؛ لأنه حق واجب ...
وأيضًا يجوز له له أن يؤخر الزكاة من أجل أن يتحرى من يستحقها؛ لأن الأمانة ضاعت في وقتنا الحاضر، وحب المال ازداد فيوخر الزكاة حتى يتحرى من يستحقها ...... )
لكن قولكم: حتى يحول حول اّخر بعيد جدًا ّ!
وانظروا هذه الفتوى:
http://www.islam-qa.com/special/index.php?ref=67578&subsite=14&ln=ara
لكن له أن يعجل الزكاة لحولين بشرط أن يكون ممتلكا للنصاب ولكن ذلك ليس الأفضل .....
وجزاكم الله خيرًا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/185)
ـ[ياسر30]ــــــــ[29 - 03 - 08, 08:48 ص]ـ
الأخ الكريم/محمد العبادي
نفع الله بك واكرمكم الله على هذه الإجابة الشافية(92/186)
ولما سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله عن هذه المقالات
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 07:25 م]ـ
إلى الذين يغيظهم بيان الأحكام الشرعية صبرنا على طائفة من الكُتَّاب يتناولون رجال الحسبة ويتناولون الدعاة إلى الله لا لشيء إلا أنهم يقومون بواجبهم نحو دينهم وولاة أمرهم ونحو وطنهم بتحصين المجتمع مما يخل بدينه أو بأمنه واستقراره.
صبرنا وقلنا لعلهم يرجعون إلى صوابهم فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.
ولكن الأمر ازداد وطفح الكيل حتى تناول بعضهم العقيدة، وقال إن كلمة: لا إله إلا الله لا تقتضي الكفر بالطاغوت ولا تبطل الأديان.
وقال آخر: إن الإسلام لا يكفر من لا يدين به ومن لا يحاربه.
ولما سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله عن هذه المقالات وأجاب عنها وذكر أن هذه الأقوال ردة عن دين الإسلام متبعا في ذلك ما جاء في الكتاب والسنة وإجماع العلماء على أن من ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام مختارا عالما أنه يرتد عن دين الإسلام، وهذه المقالات تعتبر من نواقض الإسلام لأنها تسوي بين الكفر والإسلام.
لما أجاب الشيخ من سأله عن هذا شنعوا عليه وتناولوه بالذم وحرضوا عليه مع أنه لم يأت بشيء من عنده فقد حكم الله بالردة على من تكلم بكلمة الكفر جادا أو هازلا، قال تعالى: " وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ " [التوبة: 74]، ولما قال جماعة في أحد الأسفار وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أكذب ألسنا وأرغب بطونا وأجبن عند اللقاء. يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنزل الله فيهم: " قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ " [التوبة: 65 - 66] مع أنهم اعتذروا وقالوا: " إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ " وقالوا: إنما نتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق، فكيف بمن يكتب المقالات الطويلة وينشرها على الملأ فيما هو أشد من ذلك.
وبدل أن يندموا ويتوبوا مما كتبوا يكابرون ويريدو من العلماء أن لا يبينوا الحكم الشرعي إذا سئلوا عنه على الأقل.
أيريدون أن يكتم العلماء العلم ويؤخروا البيان عن وقت الحاجة وقد قال الله تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ " [البقرة: 159].
إن الذين حصل منهم الكلام الذي ارتدوا به عن دين الإسلام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما قالوه فيما بينهم ولم يعلم به إلا الله ولم يكتبوه وينشروه وإنما حضره واحد من المسلمين وبلغه النبي صلى الله عليه وسلم ومع هذا فضحهم الله وأنزل فيهم قرآنا يتلى إلى يوم القيامة تحذيرا للمؤمنين من أن يقع منهم مثل ذلك، فكيف بمن كتب كلامه الفظيع ونشره في الصحف أو بثه في الفضائيات؟
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده)، وفي الأثر: أن المعصية إذا لم تظهر لم تضر إلا صاحبها، وإذا ظهرت ولم تنكر ضرت العامة.
أعود فأقول: لا بد من بيان الحق ورد الباطل وأن لا تأخذ العلماء في الله لومة لائم وليس غرضنا التشهير بأحد وإنما غرضنا امتثال قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة - ثلاث مرات - قلنا: لمن يا رسول الله؟. قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
ونرجو من القائمين على الصحافة أن لا يحجبوا مقالات الناصحين عن النشر فيكونوا من الكاتمين للبيان.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه
الشيخ صالح بن فوزان آل فوزان ( http://www.alfawzan.ws/)
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=8836&Itemid=1(92/187)
حقيقة المسجد الإبراهيمي (في الخليل) وموقف المسلم منه
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[27 - 03 - 08, 08:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضلّ له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله ومن تبعه بإحسان إلى يوم الدين
فإن المسلم البصير في دينه إنما يعبد الله عز وجل على علم وهدى، بعيداً عن الأهواء والتعصب، والعواطف الهيّاجة، لأن صاحب الهوى يسير حسب مصلحته، أو يميل إلى الكثرة خوفاً من مصادمتها ومواجهة المضايقات والمتاعب من جرّاء الوقوف أمامها
ثم لا يهتم بدراسة المسألة ومعرفة أصولها , لكن المسلم الواعي لا تؤثر به العواطف ولا ينجرّ خلف الأهواء والعصبيات والعادات والتقاليد , بل دائماً يبحث عن الحق بدليله من الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة، فإذا قام الدليل على أمر ما؛ أصبح عقيدة عنده لا تتغيّر ولا تتبدّل.
فإذا علم ما سبق عرفنا حكم أي مسألة تواجهنا، خاصة المسائل التي يخوض فيها الناس كثيراً بحيث يصبح الشخص حيراناً لا يدري الحق مع من؟!. وهذه الحيرة حصلت بسبب تزيين الباطل بغشاء الحق , لكن المسألة إذا جُليت بالحق الصافي فلا يمكن أن تسبب للشخص حيرة أبداً.
ونحن في هذا البحث سنتكلم عن المسجد الإبراهيمي من حيث تاريخه ومراحل تطوره إلى أن أصبح مسجداً، ومن حيث وجود القبور فيه، وهل تصح الصلاة فيه مع وجود القبور، وموقف العلماء من ذلك، والشبهات التي يتمسّك بها من يجعله مسجدا تصح الصلاة فيه إلى آخر ذلك، فهذه مسألة مهمة تمسّ عقيدة المسلمين وتمس واقعهم، وكيف أنهم بجهلهم وبعدهم عن دينهم – إلاّ من رحم الله – يقعون في المحظور معتمدين على القصص والحكايات، وعلى العواطف والسياسات , فضلا عن الروايات المكذوبة والأحاديث الضعيفة , لكن حجة الله باقية إلى يوم القيامة يتلقفها المسلم الواعي بصدرٍ منشرح.
ويتكون هذا البحث من ثلاثة فصول وخاتمة:
الفصل الأول: تاريخ المسجد الإبراهيمي، وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: التعريف بالمقبرة الإبراهيمية.
المبحث الثاني: من الذي بنا هذا البناء أو السور حول المقبرة؟
المبحث الثالث: هل كان هذا المكان معروفاً زمن النبي.
المبحث الرابع: متى تحولت المقبرة الإبراهيمية إلى مسجد يصلى فيه؟
الفصل الثاني: ذكر المخالفات الشرعية الموجودة في هذا المكان.
وفيه أربعة مباحث:
المبحث الأول: المقامات الموجودة داخله , وحكمها.
المبحث الثاني: إطلاق القول عليه بأنه حرم.
المبحث الثالث: شد الرّحال إليه , وحكمه.
المبحث الرابع: بدع أخرى موجودة إلى اليوم.
الفصل الثالث: الموقف الصحيح من المسجد الإبراهيمي، وفيه ثلاثة مباحث:
المبحث الأول: حكم بناء المساجد على القبور والصلاة فيها.
المبحث الثاني: أقوال العلماء في هذا المكان وغيره.
المبحث الثالث: الشبهات التي يتمسّك بها من يجيز الصلاة في هذا المكان، وفيه ثلاثة مطالب:
المطلب الأول: الشبهات الشرعية.
المطلب الثاني: شبهات تعتمد على العادات والتقاليد والتراث.
المطلب الثالث: شبهات تعتمد على الأوضاع السياسية.
وأسأل الله أن يبصرنا في ديننا، ويجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم، وأن يجمع شمل المسلمين، ويوحد صفهم على الحق، إنه جواد كريم.
الفصل الأول: تاريخ المسجد الإبراهيمي
المبحث الأول: التعريف بالمقبرة الإبراهيمية المقبرة هي موضع القبور، والقبر: هو مدفن الإنسان، من قَبَرَهُ يُقْبِرُهُ ويَقْبِرُهُ قَبْرَاً ومَقْبَرَاً: أي دفنه. وأَقْبَرَهُ: جعله قَبْرَاً.
والمقبرة الإبراهيمية: نسبة إلى إبراهيم الخليل عليه السلام حيث دُفن هو وعائلته فيها. وهذا المكان يقع في مدينة الخليل في الجهة الجنوبية الشرقية في المدينة. وهذه المقبرة يحيطها سور كبير أحجاره ضخمة جدا، وكان هذا السور مغلقا وليس له سقف، وكان يحيط بالمغارة التي دفن فيها إبراهيم عليه السلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/188)
ومسألة دفن إبراهيم عليه السلام في هذا المكان لا يوجد عليه دليل من الكتاب أو السنة , لأن هذا أمر غيبي لابد من دليل لمعرفته، لكن كتب التاريخ أجمعت على أن إبراهيم عليه السلام مدفون في هذا المكان من غير أن يحدّدوا موضع القبر بعينه كما هو بالنسبة إلى قبر النبي.
قال ابن كثير رحمه الله: " فقبره [أي إبراهيم عليه السلام] وقبر ولده إسحاق وقبر ولد ولده يعقوب في المربعة التي بناها سليمان بن داود عليه السلام ببلد حبرون، وهو البلد المعروف بالخليل اليوم، وهذا متلقى بالتواتر أمة بعد أمة وجيلاً بعد جيل من زمن بني إسرائيل وإلى زماننا هذا , أن قبره بالمربعة تحقيقاً، فأمّا تعيينه منها فليس فيه خبر صحيح عن المعصوم ". انتهى
المبحث الثاني: من الذي بنى هذا البناء أو السور الذي حول المقبرة؟ وأما بناء السور فلم يثبت أن سليمان عليه السلام قد بناه، ويقول العامة أن الذي بناه هم الجن وهذا من الخرافات، وإنما قالوا ذلك لأن هذا القبور من أن تهان أو تتأثر بالعوامل الخارجية , وكذلك – والله أعلم – ليُعرف أن هذا المكان فيه قبور كيلا يبنى عليه أي بناء، بدليل أن سقفه كان مفتوحا ولا يوجد له باب لدخوله.
ثم جاء العهد الروماني فسقفوا سقفه وبنو فوق السور بناء آخر بحيث جعلوه كنيسة يتعبّدون
فيها , وفي نفس الوقت حصنا يتحصّنون فيه عند غزو الأعداء. (فالناظر إليه اليوم يجده بشكله يشبه الحصن أكثر مما يشبه غيره)، وكان ذلك عام (37) قبل الميلاد. ثم جُدّد مرة أخرى إلى كنيسة عام (1172 م) تحت حكم الإفرنج.
المبحث الثالث: هل كان هذا المكان معروفا زمن النبي:
جاءت بعض الروايات في كتب التاريخ عن تميم الداري رضي الله عنه أن النبي أقطعه الأرض التي بها بلد إبراهيم الخليل عليه السلام وما حولها، فجاء في الروايات ذكر (بيت إبراهيم) و (مسجد إبراهيم) و (آثار إبراهيم). وهذه الروايات لم تثبت عن النبي، بحيث ذُكرت بأسانيد واهية ومنقطعة.
وأما ما رُوي عن النبي أنه قال: لما أسري بي إلى بيت المقدس مرّ بي جبريل عليه السلام على قبر إبراهيم عليه السلام فقال لي انزل فصلّ ركعتين ها هنا فإن ها هنا قبر أبيك إبراهيم عليه السلام.
ورُوي أيضا أنه قال: من لم يمكنه زيارتي فليزر قبر أبي إبراهيم الخليل عليه السلام.
فهذه الأحاديث وغيرها لم تصح عن النبي، بل هي مكذوبة موضوعة على النبي، كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره. المبحث الرابع: متى تحوّلت المقبرة الإبراهيمية إلى مسجد يصلّى فيه؟
اعلم – رحمك الله – أنه لا يجوز أن تحوّل المقبرة إلى مسجد للعبادة، وذلك سدّا للذريعة وخوفا من أن يؤدي هذا الأمر إلى عبادة أصحاب هذه القبور – والعياذ بالله – كما حصل مع قوم نوح عليه السلام، وما يحصل اليوم عند قبر علي والحسن والحسين، وعند مشهد السيدة زينب في مصر، إلى غير ذلك من مظاهر الشرك المنتشرة في بلاد الإسلام.
وهذا المكان (أي المقبرة الإبراهيمية) معروف منذ مئات السنين على أنه مقبرة ولم يكن مسجداً ولا معبداً , لكن لما كان من دين اليهود والنصارى بناء المساجد أو المعابد فوق قبور الصالحين كما جاء في الصحيحين من حديث أم حبيبة وأم سلمة ذكرتا كنيسة رأينها بالحبشة فيها تصاوير فذكرتا للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: " إن أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح فمات بنوا على قبره مسجداً وصوروا فيه تلك التصاوير , فأولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة " فقاموا إلى هذا المكان ونقبوه وفتحوا له باباً وبنو عليه كنيسة وجعلوه مركزاً دينياً لهم , له مكانته المقدسة عندهم.
ثم جاء بعد ذلك الفتح الإسلامي , وقلَّد بعض الناس من المسلمين اليهود والنصارى في تعظيم الصالحين , فقالوا نحن أحق بالأنبياء منهم , وحوّلوا هذا المكان من كنيسة إلى مسجد ـ ولا حول ولا قوة إلا بالله ـ وصدق فيهم قول النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدري أنه قال:" لتتبعن سنن من كان قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضبٍ لدخلتموه , قالوا يا رسول الله: اليهود والنصارى؟ قال: فمن؟! ".ويمكن أن يقال: إن الذين حوّلوا هذا المكان إلى مسجدٍ يصلى فيه هم الفاطميون في زمن الدولة الفاطمية على أيدي الخلفاء الفاطميين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/189)
يقول أحد الكتّاب: " ومن التقاليد التي استحدثها الفاطميون ورسخت في عهد المماليك تشييد القباب فوق القبور وإنشاء المساجد فوق قبور الأولياء والبارزين من الرجال ". (1) والفاطميّون هم من الشيعة الغلاة الذين ابتدعوا في الدين ما لم يأذن به الله عز وجل , مثل بدعة " حي على خير العمل " في الآذان , ولعن أبي بكر وعمر في الخطب وعلى أبواب المساجد , وبدع تعظيم القبور والبناء عليها , وبدع يوم عاشوراء من اللطم و الشق , وبدع الاحتفال بالمولد النبوي ... الخ.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: " وقد كان الفاطميون أغنى الخلفاء وأكثرهم مالاً , وكانوا من أغنى الخلفاء وأجبرهم وأظلمهم وأنجس الملوك سيرة وسريرة , ظهرت في دولتهم البدع والمنكرات وكثر أهل الفساد وقل عندهم الصالحون من العلماء والعباد , وكثر بأرض الشام النصرانية و الدرزية و الحشيشية , وتغلب الفرنج على سواحل الشام [أي بسببهم] حتى أخذوا القدس و نابلس ... الخ. (2)
فإذا عُلم ما سبق فلا يجوز لنا أن نقول على فعلهم هذا أنه جائز وأنه من التراث الإسلامي والمقدسات الإسلامية , لأن عملهم هذا مخالف للكتاب والسنة وهدي سلف الأمة.
وقد جاء في بعض الكتب التصريح بأن هذا المكان حُوِّل إلى مسجد , فقالوا " وقد صار [أي السور المحيط بالمقبرة] مسجداً " (3) , وأيضاً " وقد جُعل الحير [أي السور] مسجداً , وبني حوله دور للزوار " (4). وقالوا:" ما من بناءٍ يقع عليه نظرك إلا ألهمك الغرض الذي أنشأ لأجله من أول وهلة وبأقل عناء , فأنت بمجرد نظرة ترسلها على أي بناء تصادفه تعرف إن كان معبداً , أو حصناً , أو قصراً , أو مدرسة أو ملعباً , كأنما تكلمك حجارته بلسان مبين.
غير أن الأمر على الضد من ذلك فيما يتعلق بالحرم الإبراهيمي. فلو أنا جردناه من البنايات الطارئة عليه في عصورٍ مختلفة كالمآذن , والقباب , والشرفات , وتصورناه سوراً ضخماً لا باب له , ضُرب على رقعة صغيرة من الأرض لأشكل علينا شأنه ولو درنا حوله وتأملناه من أسفله أومن أعلاه ... الخ (5).الفصل الثاني: ذكر المخالفات الشرعية الموجودة في هذا المكان:
المبحث الأول: المقامات الموجودة فيه , وحكمها:إن بناء المقامات والمشاهد على القبور لهو من عمل اليهود والنصارى ابتداءً ثم قلدهم عليه المسلمون لجهلهم انتهاءً , وكانت الدولة الفاطمية هي التي قامت بهذا الفعل , وتتابع الناس على هذا الأمر حتى ظنوا أنه من الإسلام ومن احترام أصحاب القبور.
وحكم بناء أي شيء على القبور من مقامات أو مشاهد أو قباب أو حتى بناء القبور من الأحجار وليس من التراب أو الكتابة عليها , كل هذا حرام لا يجوز في شريعة الإسلام , لما روى مسلم من حديث جابر رضي الله عنه قال:" نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يجصص القبر وأن يبنى عليه وأن يقعد عليه ". وفي رواية صحيحة لأبي داود " وأن يكتب عليه ".
وهذه المقامات قيل عنها أنها عبارة عن إشارات ومعالم لقبور الأنبياء الموجودة تحت المغارة , ولكن مع ذلك فالإسلام يحكم بالظاهر , والناظر في هذه المقامات يجد أنها تحتوي على القبور , فالحكم هوهو لا يتغير.
وقد قام كثير من الناس بتعظيم هذه المقامات والأضرحة وكسوتها بالأقمشة الفاخرة ووضع البخور والقناديل , وفرشها بالبساط الفاخر , وكل هذا من البدع المنكرة والعياذ بالله.المبحث الثاني: إطلاق القول عليه بأنه حرم.
لا يصح أن يطلق على أي مكان أنه حرم إلا بنص من الكتاب أو السنة , والحرم من التحريم: أي تحريم القيام بأعمال معينة , فهو يترتب عليه أحكام شرعية كعدم جواز الصيد في هذا المكان , وعدم قلع الأشجار وأخذ اللقطة إلى غير ذلك من الأحكام , فقد ثبت في الصحيحين من حديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن إبراهيم حرّم مكة , وإني أحرم المدينة ما بين لابتيها " , فأين الدليل على أن هذا المكان قد حُرِّم من الله ورسوله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/190)
بل لا يجوز أن يطلق على المسجد الأقصى أنه حرم , لأنه لم يثبت دليل على ذلك من الكتاب و السنة , قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " و الأقصى: اسم للمسجد كله , ولا يسمى هو ولا غيره حرماً وإنما الحرم بمكة و المدينة خاصة ". (6) المبحث الثالث: شد الرحال إليه , وحكمه.شد الرحال في الشرع: أي قصد مكان من الأمكنة والسفر إليه لإقامة الشعائر الدينية عنده , من الدعاء والصلاة والبركة , اعتقاداً منهم أن المكان له ميزة وفضل يميزه عن سائر الأمكنة , وهذا العمل لا يجوز إلا إلى الثلاثة مساجد , ففي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد , المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا " , فقصد هذه الأماكن والسفر إليها للعبادة والدعاء والذكر و الاعتكاف ... الخ جائز شرعا بل حض الشارع الحكيم على الذهاب إلى هذه الأماكن.
وما سوى هذه المساجد أو الأماكن لا يشرع السفر إليه باتفاق أهل العلم. (7) فلا يجوز تخصيص مسجد من المساجد والسفر إليه إلا إلى الثلاثة مساجد , فكيف إذا كان المكان ليس مسجداً , وإنما هو مقابر أو مقامات أو مشاهد أو غير ذلك , فلا شك أن التحريم أشد وأغلظ.
فعن علي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:" لا تتخذوا قبري عيداً " (8)
فنهى النبي صلى الله عليه وسلم أن نتخذ قبره عيداً , والعيد إذا جُعل اسما للمكان: فهو المكان الذي يقصد الاجتماع فيه وإتيانه للعبادة أو لغير العبادة , فان العيد من المعاودة: أي الاجتماع في الأمكنة واعتياد قصدها.
فهذا قبر النبي صلى الله عليه وسلم ـ وهو أفضل القبور ـ نهينا أن نتخذه عيدا ومزارا ومجمعا للقاء , إلا إذا زار المسلمون مسجده سُنّ لهم أن يذهبوا إلى قبره ويسلموا عليه فقط دون الدعاء أو غيره.
فإذا كان هذا هو حال قبر النبي صلى الله عليه وسلم , فقبور غيره من الأنبياء فضلا عن الأولياء والصالحين من باب أولى أن لا يشد الرحال إليها , أو الاجتماع عندها لان هذا من الأعمال المنكرة والمردودة.المبحث الرابع: بدع أخرى موجودة في هذا المكان: مما ذكرنا سابقاً عدم جواز قصد هذا المكان للعبادة , ومن المؤسف أن هذا المكان يُعد مزاراً مقدساً يأتيه الناس من كل فج عميق فيقصدونه للعبادة و الدعاء عند قبوره والتبرك بآثاره , وانتظار البركات والفيوضات الروحية , وهذا العمل ورثه الناس من أسلافهم دون أن يكون لهم أدنى دليل على ذلك.وقد وصفت بعض الكتب هذا المكان على أنه محطة أنظار الزوّار بحيث يأتونه ويتبركون به ويدعون عنده , وقد بنيت لهم دور بجانب القبور بقصد الاعتكاف عندها وانتظار المدد والبركات.? قال صاحب معجم البلدان: " وهناك [أي في قبر إبراهيم عليه السلام] مشهد زوّار وقوّام في الموضع وضيافة للزوّار ". (9)
? قال صاحب كتاب آثار البلاد وأخبار العباد: " وفي الموضع ضيافة للزوار , وهو موضع طيب نزه آثار البركة ظاهرة عليه." (10)
? قال صاحب المراصد ـ صفي الدين بن عبد الحق ـ سنة 700ه: " الخليل بلدة بها حصن وعمارة وسوق , بينها و بين القدس يوم , فيها قبر الخليل واسحاق ويعقوب ويوسف في المغارة تحت الأرض وعلى المغارة الآن بناء عليه سور دائر متسع , به قوّام وضيافة لمن يقصدونه للزيارة ". (11)
? قال الراهب فلكس فابري 1480 م:" وشاهدنا في الخليل نزلها الكبير , الكثير الغرف ورأينا المطبخ والفرن وكانوا يعدّون طعاماً كثيراً للحجاج المسلمين الذين يأتون جماعات كبيرة لزيارة قبور الأنبياء ". (12)
? قال التلمساني لما وقف عند قبر الخليل عليه السلام:
خليل الله قد جئناك نرجو شفاعتك التي ليست ترد
أنلنا دعوة واشفع تشفع إلى من لا يخيب لديه قصد
وقل يا رب أضياف ووفد لهم بمحمد صلة وعهد
أتوا يستغفرونك من ذنوب عظام لا تعد ولا تحد (13)
? قال النابلسي: وطائفة الدّارية للآن من أعيان البلاد الخليلية , ولهم هناك المشيخة القادرية , يجعلون الذكر كل يوم جمعة بمسجد الخليل ".
(14)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/191)
? قال صاحب " مسالك الأمصار في ممالك الأمصار ": وكان قدومنا هذه المرة على الخليل يوم الاثنين لأربع وعشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة خمس وأربعين وسبعمائة:" فبتنا ليلتنا نتبرك بما حوت تلك القبور من العظام , و نعفِّر الوجوه في تلك البقعة المشرفة في مواضع أقدام أولئك الأقوام ". (15)
? قال ناصر خسرو الذي زار المكان عام 438 ه: " حين يخرج السائر من المقصورة إلى وسط ساحة المشهد , يجد مشهدين أمام القبلة: الأيمن به قبر إبراهيم الخليل , وهو مشهد كبير , و من داخله مشهد آخر لا يستطاع الطواف حوله ,ولكن له أربع نوافذ يرى منها.
فيراه الزائرون وهم يطوفون حول المشهد الكبير [هذا الشرك بعينه] وقد كسيت أرضه و جدرانه ببسط من الديباج والقبر من الحجر وارتفاعه ثلاثة أذرع. وعلق به كثير من القناديل والمسارج والمصابيح الفضية [وهي موجودة إلى الآن] ... الخ. (16)
? قال محمد اسحق النحوي: " خرجت مع القاضي أبي عمرو وعثمان بن جعفر بن سادات إلى قبر إبراهيم عليه السلام , فأقمنا ثلاثة أيام (17) [أي عند القبر].
إن انتشار التصوف في تلك الأزمان ساعد على وجود هذه البدع التي يفعلها كثير من الناس وإلى اليوم , وقد كانت مدينة الخليل تعج بالمتصوفة والزوايا الصوفية , يقول أحد الكتاب: (ولعل وجود وسائل الإقامة في المدينة [أي الخليل] كالرباط والسماط , كانت ذات أثر في استقطاب العلماء الزهاد والمتصوفة المسلمين للإقامة بجوار الحضرة الخليلية الشريفة عبر السنين. (18)
ومن البدع أيضا وجود الزخارف في ذلك المكان, و قد جاء في هذا نهي عن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال: " إذا زخرفتم مساجدكم ,وحليتم مصاحفكم فالدمار عليكم " (19). وهذا العمل يكلف الأموال الباهظة ويدخل في الإسراف المنهي عنه, وفيه تشبه باليهود والنصارى , فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم" ما أمرت بتشييد المساجد " ثم قال ابن عباس:" لتزخرفنها كما زخرفت اليهود والنصارى". (20)
ومن البدع الموجودة اليوم ما يفعله المؤذنون من التهليل والذكر قبيل صلاة الجمعة , وأيضا الأذان الجماعي فكل هذا من البدع المحدثة التي لم تكن على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة رضي الله عنهم. ومن هذه التهليلات ما يكون فيها مخالفات شرعية, أذكر منها قولهم: " لولاه [أي النبي صلى الله عليه وسلم] ما كانت الأكوان , ولا خلق إنس قبله ولا جان ". وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:" لا تطروني كما أطرت النصارى عيسى بن مريم, ولكن أنا عبد فقولوا عبد الله ورسوله " مق. وقولهم هذا: مبناه على الأحاديث المكذوبة على النبي منها " لولاك ما خلقت الأكوان " , " ولولاك ما خلقت الجنة والنار" (21) , إلى غير ذلك من الأحاديث الواهية.
الفصل الثالث: الموقف الصحيح من المسجد الإبراهيمي:
المبحث الأول: حكم بناء المساجد على القبور , والصلاة فيها:
لقد تواترت النصوص عن النبي صلى الله عليه وسلم بالنهي عن اتخاذ القبور مساجد والتغليظ فيه , وقد صرّح عامة علماء الطوائف بالنهي عنه متابعة للأحاديث , ولا ريب في القطع بتحريمه , لما روى مسلم في صحيحه عن جندب بن عبد الله البجلي قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت بخمس وهو يقول " ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد ألا فلا تتخذوا القبور مساجد فاني أنهاكم عن ذلك ".
وعن عائشة رضي الله عنها , وعبد الله بن عباس رضي الله عنهما قالا: لما نزل برسول الله طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم كشفها , فقال وهو كذلك: لعنة الله على اليهود و النصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " يحذر ما صنعوا , أخرجه البخاري ومسلم. وأخرجا عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله قال: " قاتل الله اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: لما كان مرض النبي صلى الله عليه وسلم تذاكر بعض نسائه كنيسة بأرض الحبشة يقال لها: مارية , وقد كانت أم حبيبة وأم سلمة قد أتتا أرض الحبشة فذكرتا من حسنها و تصاويرها , قالت: فرفع النبي صلى الله عليه وسلم رأسه فقال: أولئك إذا كان فيهم الرجل الصالح بنوا على قبره مسجداً ثم صوروا تلك الصور أولئك شرار الخلق عند الله يوم القيامة " متفق عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/192)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " اللهم لا تجعل قبري وثناً , لعن الله قوماً اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ".
وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " إن من شرار الناس من تدركه الساعة وهم أحياء , ومن يتخذ القبور مساجد ". (22)
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور , والمتخذين عليها المساجد والسرج ". (23)
فتبين مما سبق أن بناء المساجد على القبور من الكبائر العظام المتوعد أصحابها باللعنة والوعيد والغضب , لأن في هذا العمل تعظيم للأموات , ووسيلة من وسائل الشرك الأكبر ـ والعياذ بالله ـ.
ومعنى اتخاذ القبور مساجد: أي بناء المساجد على القبور وقصد الصلاة فيها.
وقد جاء النهي عن بناء المساجد على القبور خشية الصلاة فيها , فإذا كان البناء منهي عنه , فالصلاة فيها منهي عنه من باب أولى , فالنهي عن الوسيلة يستلزم النهي عن الغاية بالأولى والأحرى. وقد اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم بناء المساجد على القبور. وسيأتي التفصيل في المبحث الثاني.
المبحث الثاني: أقوال العلماء في هذا المكان وغيره:
أفضل من تكلم في هذا الباب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله , فله كلام رائع جميل يبين فيه تاريخ المقبرة الإبراهيمية , ويبين الحكم والموقف الصحيح اتجاهه , وموقف الصحابة والعلماء منه.
قال رحمه الله تعالى: " ولما كان اتخاذ القبور مساجد و بناء المساجد عليها محرما و لم يكن شيء من ذلك على عهد الصحابة و التابعين لهم بإحسان و لم يكن يعرف قط مسجد على قبر , و كان الخليل عليه السلام في المغارة التي دفن فيها و هي مسدودة لا أحد يدخل إليها و لا تشد الصحابة الرحال لا إليه و لا إلى غيره من المقابر لأن في الصحيحين من حديث أبى هريرة و أبى سعيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه و سلم أنه قال:" لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام و المسجد الأقصى و مسجدي هذا " , فكان يأتي من يأتي منهم إلى المسجد الأقصى يصلون فيه ثم يرجعون لا يأتون مغارة الخليل و لا غيرها. و كانت مغارة الخليل مسدودة حتى استولى النصارى على الشام في أواخر المائة الرابعة ففتحوا الباب و جعلوا ذلك المكان كنيسة ثم لما فتح المسلمون البلاد اتخذه بعض الناس مسجدا. و أهل العلم ينكرون ذلك والذي يرويه بعضهم في حديث الإسراء " أنه قيل للنبي صلى الله عليه و سلم هذه طيبة إنزل فصل فنزل فصلى , هذا مكان أبيك إنزل فصل " , كذب موضوع , لم يصلِّ النبي صلى الله عليه و سلم تلك الليلة إلا في المسجد الأقصى خاصة كما ثبت ذلك في الصحيح , و لا نزل إلا فيه.و لهذا لما قدم الشام من الصحابة من لا يحصى عددهم إلا الله , و قدمها عمر بن الخطاب لما فتح بيت المقدس و بعد فتح الشام لما صالح النصارى على الجزية و شرط عليهم الشروط المعروفة و قدمها مرة ثالثة حتى و صل إلى سرغ و معه أكابر السابقين الأولين من المهاجرين و الأنصار فلم يذهب أحد منهم إلى مغارة الخليل و لا غيرها من آثار الأنبياء التي بالشام لا ببيت المقدس و لا بدمشق و لا غير ذلك ... الخ (24).
وقال رحمه الله: " فقد علم بالنقل المتواتر بل علم بالاضطرار من دين الإسلام أن رسول الله صلى الله عليه وسلم شرع لأمته عمارة المساجد بالصلوات والاجتماع للصلوات الخمس ولصلاة الجمعة والعيدين وغير ذلك , وأنه لم يشرع لأمته أن يبنوا على قبر نبي ولا رجل صالح لا من أهل البيت ولا غيرهم لا مسجدا ولا مشهدا ولم يكن على عهده صلى الله عليه وسلم في الإسلام مشهد مبني على قبر وكذلك على عهد خلفائه الراشدين وأصحابه الثلاثة وعلي بن أبي طالب ومعاوية لم يكن على عهدهم مشهد مبني لا على قبر نبي ولا غيره لا على قبر إبراهيم الخليل ولا على غيره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/193)
بل لما قدم المسلمون إلى الشام غير مرة ومعهم عمر بن الخطاب وعثمان ابن عفان وعلي بن أبي طالب وغيرهم ثم لما قدم عمر لفتح بيت المقدس ثم لما قدم لوضع الجزية على أهل الذمة ومشارطتهم, ثم لما قدم إلى سرغ , ففي جميع هذه المرات لم يكن أحدهم يقصد السفر إلى قبر الخليل ولا كان هناك مشهد بل كان هناك البناء المبني على المغارة وكان مسدودا بلا باب له مثل حجرة النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم لم يزل الأمر هكذا في خلافة بني أمية وبني العباس إلى أن ملك النصارى تلك البلاد في أواخر المائة الخامسة فبنوا ذلك البناء واتخذوه كنيسة ونقبوا باب البناء فلهذا تجد الباب منقوبا لا مبنيا ثم لما استنقذ المسلمون منهم تلك الأرض اتخذها من اتخذها مسجدا.
بل كان الصحابة إذ رأوا أحدا بني مسجدا على قبر نهوه عن ذلك ولما ظهر قبر دانيال بتستر كتب فيه
أبو موسى الأشعري رضي الله عنه إلى عمر رضي الله عنه , فكتب إليه عمر أن تحفر بالنهار ثلاثة عشر قبرا وتدفنه بالليل في واحد منها لئلا يفتتن الناس به.
وكان عمر بن الخطاب إذا رآهم يتناوبون مكانا يصلون فيه لكونه موضع نبي , ينهاهم عن ذلك ويقول إنما هلك من كان قبلكم باتخاذ آثار أنبيائهم مساجد من أدركته الصلاة فيه فليصل وإلا فليذهب.
فهذا وأمثاله مما كانوا يحققون به التوحيد الذي أرسل الله به الرسول إليهم ويتبعون في ذلك سنته صلى الله عليه وسلم. والإسلام مبني على أصلين أن لا نعبد إلا الله وأن نعبده بما شرع لا نعبده بالبدع. (25)
وقال أيضاً: " ومعلوم أن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم من السابقين الأولين والتابعين لهم بإحسان قد فتحوا البلاد بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم وسكنوا بالشام والعراق ومصر وغير هذه الأمصار , وهم كانوا أعلم بالدين وأتبع له ممن بعدهم وليس لأحد أن يخالفهم فيما كانوا عليه ,
فما كان من هذه البقاع لم يعظموه أو لم يقصدوا تخصيصه بصلاة أو دعاء أو نحو ذلك لم يكن لنا أن نخالفهم في ذلك وإن كان بعض من جاء بعدهم من أهل الفضل والدين فعل ذلك ,لأن اتباع سبيلهم أولى من اتباع سبيل من خالف سبيلهم (*) وما من أحد نقل عنه ما يخالف سبيلهم إلا وقد نقل عن غيره ممن هو أعلم منه وأفضل أنه خالف سبيل هذا المخالف وهذه جملة جامعة لا يتسع هذا الموضع لتفصيلها ... إلى أن قال:
" بل قبر إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام لم يكن في الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان من يأتيه للصلاة عنده ولا الدعاء , ولا كانوا يقصدونه للزيارة أصلا. وقد قدم المسلمون إلى الشام غير مرة مع عمر بن الخطاب واستوطن الشام خلائق من الصحابة وليس فيهم من فعل شيئا من هذا ولم يبن المسلمون عليه مسجدا أصلا , لكن لما استولى النصارى على هذه الأمكنة في أواخر المائة الرابعة لما أخذوا البيت المقدس بسبب استيلاء الرافضة على الشام , و لما كانوا ملوك مصر والرافضة أمة مخذولة ليس لها عقل صحيح ولا نقل صريح ولا دين مقبول ولا دنيا منصورة , قويت النصارى وأخذت السواحل وغيرها من الرافضة وحينئذ نقبت النصارى حجرة الخليل صلوات الله عليه وجعلت لها بابا وأثر النقب ظاهر في الباب فكان اتخاذ ذلك معبدا مما أحدثته النصارى ليس من عمل سلف الأمة وخيارها. " (26)
قال ابن حجر الهيتمي الشافعي: " ... قال أصحابنا: تحرم الصلاة إلى قبور الأنبياء والأولياء تبركا وإعظاما ومثلها الصلاة عليه للتبرك والإعظام وكون هذا الفعل كبيرة ظاهرة من الأحاديث المذكورة لما علمت فقال بعض الحنابلة قصد الرجل الصلاة عند القبر متبركا به عين المحادة لله ولرسوله صلى الله عليه وسلم وابتداع دين لم يأذن به الله للنهي عنها ثم إجماعا فإن أعظم المحرمات وأسباب الشرك الصلاة عندها واتخاذها مساجد أو بناؤها عليها والقول بالكراهة محمول على غير ذلك إذ لا يظن بالعلماء تجويز فعل تواتر عن النبي صلى الله عليه وسلم لعن فاعله ويجب المبادرة لهدمها وهدم القباب التي على القبور إذ هي أضر من مسجد الضرار لأنها أسست على معصية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأنه نهى عن ذلك وأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بهدم القبور المشرفة وتجب إزالة كل قنديل أو سراج على قبر ولا يصح وقفه ونذره. انتهى (27
ا)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/194)
قال القرطبي المالكي: " قال علماؤنا: وهذا يحرم على المسلمين أن يتخذوا قبور الأنبياء والعلماء مساجد ".
وقال الإمام محمد من الحنفية: " لا نرى أن يزاد على ما خرج من القبر , ونكره أن يجصص أو يطين أو يجعل عنده مسجداً ". والكراهة عند الحنفية إذا أطلقت فهي للتحريم كما هو معروف لديهم. (28)
فإذا عُلم ما سبق تبين إجماع العلماء على تحريم البناء على القبور , و إن كانت قبور الأنبياء.
المبحث الثالث:الشبهات التي يتمسك بها من يجيز الصلاة في هذا المكان:
المطلب الأول:الشبهات الشرعية:
اعلم ـ رحمك الله ـ أن الشبهات والشهوات من عوائق التوحيد , وقد ذم الله تعالى إتباع الشبهات حيث قال " فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله " , وقال عليه الصلاة والسلام: " ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام ". ومن هذه الشبهات التي استدلوا بها:
? أن المقبرة إذا مضى عليها أكثر من أربعين سنة فإنها لا تكون مقبرة , ويذهب عنها حكم المقابر.
وهذا الكلام لا دليل عليه في الكتاب والسنة , ولم يثبت في ذلك حديث صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم. ثم إن النبي صلى الله عليه وسلم لم قال" اتخذوا قبور أنبيائهم " يفهم منه أن قبور الأنبياء مرّ عليها مدة من الزمن ثم بنو على قبورهم المساجد.
? ويعتمدون على الأحاديث المكذوبة التي تدعو إلى الصلاة في هذا المكان منها حديث " أنه لما أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس مرّ على قبر إبراهيم عليه السلام فقال له جبريل عليه السلام: هذا قبر إبراهيم انزل فصلّ ركعتين " وحديث " من لم يمكنه زيارتي فليزر قبر أبي إبراهيم عليه السلام ".
? ويستدلون أيضاً بقوله تعالى " قال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجداً ".
ولا يصح الاستدلال بهذه الآية , لأنها حكاية عن القرون الغابرة وليس إقراراً , قال العلامة الألوسي في روح المعاني عند تفسيره لهذه الآية: " واستُدل بالآية على جواز البناء على قبور الصلحاء واتخاذ مسجد عليها وجواز الصلاة في ذلك وممن ذكر ذلك الشهاب الخفاجي في حواشيه على البيضاوي: وهو قول باطل عاطل فاسد كاسد فقد روى أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه عن ابن عباس قال: قال رسول الله لعن الله تعالى زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج, ومسلم " ألا وإن من كان قبلكم كانوا يتخذون قبور أنبيائهم مساجد فإني أنهاكم عن ذلك " ... الخ.
? ومن شبههم استدلالهم بالمسجد النبوي حيث أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم موجود داخل المسجد و المسلمون يصلون فيه بدون نكير.
وهذا الاستدلال لا يصح: لأن مسجد النبي صلى الله عليه لم يبن على قبره وإنما بُني في حياته , ولما توفي النبي صلى الله عليه وسلم دُفن في بيت عائشة رضي الله عنها خارج المسجد , واستمر هذا الحال إلى خلافة الوليد بن عبد الملك حيث قام بتوسيع المسجد , وأزال حجرات النبي صلى الله عليه وسلم وأدخلها في المسجد , فأصبح قبره داخل المسجد ولم يكن ذلك بمحضر أحدٍ من الصحابة , وقد أنكر بعض التابعين هذا العمل منهم سعيد بن المسيب , لكن الخليفة لم يستجب لذلك وحصل ما حصل , ثم جاء جهلة الناس من الصوفية وبنوا على قبره قبة , ولا حول ولا قوة إلا بالله.
, ? وبعضهم يدعي أنه لا يوجد قبور في هذه المقامات وإنما القبور في أسفل الأرض داخل المغارة
لا يُعلم مكان القبور فيها.
قلنا وما يدرينا بصحة هذا الكلام , ثم إن وجود القبور داخل المسجد كافٍ في المخالفة , لأن أحكام الشريعة المطهرة إنما تبنى على الظاهر لا الباطن كما هو معروف.
وأيضاً فيه مخالفة لما في كتب التاريخ , فإذا نفيتم وجود القبور , فاعملوا بما جاء في صحيح مسلم عن أبي الهيّاج الأسدي قال: قال لي علي بن أبي طالب: ألا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه و سلم؟ أن لا تدع تمثالاً إلا طمسته , ولا قبراً مشرفاً إلا سويته " , ثم أزيلوا هذه المقامات وأعلنوا براءة المكان من وجود قبور الأنبياء فيه , فيكون الأمر كما أردتم أنه مسجد إسلامي.
? ويستدلون بقوله تعالى " ولا يطؤون موطئاً يغيظ الكفار ولا ينالون من عدوٍ نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/195)
فهذه الآية نزلت في الجهاد , و الحض على فتح بلاد الكفار , ولا دليل في الآية على ما ينشدونه.
المطلب الثاني: شبهات تعتمد على العادات والتقاليد والتراث:
إن العادات تتبع الشرع , و لا يتبع الشرع العادات , فأي شيءٍ من العادات أو التقاليد أو التراث خالفت الشرع فلا يجوز الأخذ بها , وإلا ضاهينا المشركين فيما حكاه الله عنهم " إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون ".
ومن هذه الشبهات:
? اعتمادهم على التاريخ , حيث أن كتب التاريخ أو بعضها وخاصة المعاصرة منها ذكرت هذا المكان على أنه مسجد تقام فيه الصلوات منذ مئات السنين , وقد رحل إليه كثيرٌ من العلماء وأقاموا فيه دون أن يذكروا حرمة الصلاة فيه لوجود القبور ... الخ.
أقول: العبرة بالكتاب والسنة وعمل سلف الأمة , وأي شيءٍ يعارض هذه الأصول فلا عبرة به , فأغلب كتب التاريخ ناقلة ومجمعة وليست ناقحة ومحققة , و من الأمثلة على ذلك ما جاء في كتاب " الأنس الجليل في أخبار القدس والخليل " لمجد الدين الحنبلي , فكما ذكر المؤلف فان كتابه عبارة عن أخبار فيه الصحيح و السقيم , وقد تكلم عن المقبرة الإبراهيمية مستدلاً بالأحاديث الضعيفة.
ومما ينتقد عليه ما نقله عن كعب الأحبار بدون مصدر ولا إسناد , حيث رُوي عن كعب أنه قال:
" أكثروا من الزيارة إلى قبر رسول الله قبل أن تمنعوا ذلك ... فمن منع ذلك فليجعل رحلته وإتيانه إلى قبر إبراهيم الخليل عليه السلام ... وليكثر من الدعاء عنده , فإن الدعاء عند قبر سيدنا إبراهيم الخليل مستجاب , ولم يتوسل به أحد إلى الله في شيء إلا أجابه , ولم يبرح من مكانه حتى يرى الإجابة في ذلك عاجلاً أو آجلاً. "
قلت [المؤلف]: وهذا مما لا شك فيه , فإني جربته في أمر وقع لي من أمور الدنيا فكنت أتوقع الهلاك منه فتوجهت من بيت المقدس إلى بلد سيدنا الخليل عليه السلام في ضرورة اقتضت سفري , فلما أن دخلت مسجده ودخلت إلى الضريح المشهور بأنه قبر إبراهيم الخليل , تعلقت بأستاره ودعوت الله تعالى فيما كنت أرجوه , فما كان بأسرع من أن فرّج الله عني كربتي ولطف بي وأزال عني كلما أزعجني. (29)
أقول: إن هذا الكلام يدل على مدى التأثر بالصوفية والمحدثات الدخيلة , ويدل على عدم معرفة الصحيح والضعيف من الأحاديث , فقد اعتمد في كلامه على رواية مكذوبة عن كعب الأحبار وبنا على ذلك عقيدة فطبقها خير تطبيق. فإذا كان الدعاء مستجاب عند قبر إبراهيم عليه السلام , فيكون
الدعاء عند قبر النبي صلى الله عليه وسلم من باب أولى وأحرى , وهل فعل ذلك الصحابة؟! ولماذا لم يذهبوا إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم لما أجدبوا زمن خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه , ـ سبحانك هذا بهتان عظيم ـ. فلا يجوز الذهاب إلى قبور الأنبياء للدعاء عندها ,حتى وإن كان لا يدعو الأنبياء بل يدعو الله , إلا أن ذلك لا يجوز , لأنه اتخذ صاحب هذا القبر واسطة بينه وبين الله عز وجل. وأما أنه جرّب ذلك فتحقق له مراده: فالله أعلم بصدقه , ولعلها تكون فتنة له ولغيره واستدراج من الله كما جاء في أمر الدجّال وما يكون معه من الخوارق , ليعلم الله المؤمن من المنافق.
و مما قاله أيضاً ـ وفيه تلبيس على الناس ـ:
وقد رُوي عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ أنه قال: إن آدم عليه السلام رأسه عند الصخرة الشريفة , ورجلاه عند مسجد إبراهيم عليه السلام " قال المؤلف: فسماه مسجداً [وهذه الرواية ضعيفة].
ثم قال [و بئس ما قال]: وإذا كان مسجداً جاز الدخول إليه , وسماه السبكي بالحرم (30) , وعمل الناس اليوم على دخوله , وزيارتهم للقبور الشريفة والوقوف عند الإشارات التي عليها , وصلاة الجماعة و
الجماعات هناك , فإنه بني به محراب شريف ووضع إلى جانبه منبر , وقد مضى على ذلك أزمنه
متطاولة والعلماء وأئمة الإسلام مطلعون على ذلك [فيه مبالغة]. وقد أقر الخلفاء وملوك الإسلام ولم ينكره منكر فصار كالإجماع.
وإذا تقرر هذا ثبتت له أحكام المساجد من جواز الاعتكاف فيه وتحريم المكث على الحائض والجنب فيه وفعل التحية , ولا يقال أنه مقبرة , فإن الأنبياء الذين فيه صلوات الله تعالى وسلامه عليهم أحياء في قبورهم ,وأما النساء فعلى خلاف فيه. انتهى (31)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/196)
أقول سبحانك هذا بهتان عظيم: و هل دخول الناس في هذا المكان والصلاة فيه يحلل الحرام, وهل بناء المحراب ووجود المنبر أباح ما حُرّم, ومَن مِن العلماء وأْْْئمة الإسلام بحق الذين اطلعوا على ذلك فاقروه؟ أهم علماء الصوفية والمبتدعة؟! فلا حجة بهم. أم علماء أهل السنة و الجماعة؟ فهم أبعد الناس عن ذلك كما ذكر شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله , حيث قال: " وكان أهل الفضل من شيوخنا لا يصلّون في مجموع تلك البنية [أي التي على قبر إبراهيم الخليل عليه السلام] وينهون أصحابهم عن الصلاة فيه إتباعا لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم واتقاء لمعصيته ". (32)
فكيف يزعم أنه لم ينكره منكر فصار كالإجماع , وكيف يكون اجماعاً مع وجود النهي الواضح الصريح.
وأما قوله أن الأنبياء أحياء في قبورهم: نعم هم أحياء في قبورهم حياة برزخية , فهم ميتون وينطبق عليهم أحكام الموتى , لا خصوصية لهم عن غيرهم , وإلا ماذا يقول في قبور نساء الأنبياء الموجودة مع قبور الأنبياء؟ لكنه تحيّّّّّّّر ولم يجد جواباً.
? ومن الشبهات أن النبي صلى الله عليه وسلم أقطع الصحابي تميماً الداري رضي الله عنه منطقة حبرون ومسجد إبراهيم وآثار إبراهيم. وقد تم مناقشة ذلك بأن هذا لا يثبت ولا يصح.
? ويستدلون أيضاً بأن المنبر الموجود في المسجد الإبراهيمي من وضع صلاح الدين الأيوبي رحمه الله
بحيث بنسبونه إليه , والذي يرجع إلى المصادر المعتبرة لا يجد لهذا الكلام أصلاً , إلا في بعض
الكتب الغير معتبرة , وقد جاء في بعضها بصيغة الاحتمال.
وإن ثبت ذلك عنه فلا حجة لفعله مع نهي النبي صلى الله عليه وسلم , فلا طاعة لمخلوق في معصية
الخالق. واعلم أن السنة في عمل المنبر ألا يزاد فيه على ثلاثة درجات , بخلاف منابر هذا العصر فأكثرها مخالف للسنة. وفي هذا المنبر ـ أي منبر صلاح الدين الأيوبي ـ (*) بدع أخرى كالزخارف وكتابة الآيات القرآنية عليه ـ والله المستعان ـ.
? وينسب بعضهم إلى الخلفاء الأمويين والعباسيين اعتناءهم بالمقبرة الإبراهيمية و جعلها مسجداً يصلى فيه , وكل هذا لا يصح عنهم.
المطلب الثالث: شبهات تعتمد على الأوضاع السياسية:
قد يقول البعض أننا نقر أن هذا المكان أصله مقبرة , ولا يجوز أن يتخذ مسجداً, لكن الناظر إلى ما يحصل لهذا المكان من الهجمات العدوانية من اليهود وغيرهم , ومحاولة الاستيلاء عليه وتحويله إلى كنيس يهودي إلى غير ذلك من الأخطار , فإن من الحكمة أن نتخذه مسجداً و نصلي فيه خوفاً من الاستيلاء عليه , فالذي ينظر إلى وضع المسجد الإبراهيمي يوجب الذهاب إليه والصلاة فيه , وعدم الذهاب إليه و الصلاة فيه ذريعة ووسيلة سانحة لليهود ليأخذوا المكان ويحولوه إلى مصلى لهم ... الخ.
ونحن نسأل سؤالا: لماذا اليهود يريدون تحويل هذا المكان بالذات إلى معبد لهم ,مع أنه يوجد حول المقبرة الإبراهيمية مساجد كثيرة, تحت حكم اليهود , كمسجد أهل السنة ـ السنيّة ـ (*) ومسجد قيطون و القزازين وغيرهم كثير؟
والجواب: لأن المسجد الإبراهيمي مبني على قبور الأنبياء دون غيرهم من المساجد , و من دينهم أنهم يبنون الأبنية على قبور الأنبياء ويصلون فيها , كما أخبر عنهم النبي صلى الله عليه وسلم " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد ", فتمسكهم به نابعه العقيدة وليس القهر والسياسة.
الخاتمة: يتضح مما سبق أن هذا المكان عبارة عن مقبرة إسلامية , وحكمها حكم باقي المقابر , تصان ولا تهان يقول ابن كثير رحمه الله: " فينبغي أن تراعى تلك المحلة ـ أي المقبرة الإبراهيمية ـ[ولم يسمها مسجداً , فتنبه] وأن تحترم احترام مثلها وأن تبجل وأن تجل وأن لا يداس في أرجائها خشية أن يكون قبر الخليل أو أحد أولاده الأنبياء عليهم السلام تحتها ". (33)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/197)
و هذا هو القول الحق في هذا المكان , ولا يفهم من كلام الإمام ابن كثير تعظيم القبور وإسراجها والدعاء عندها أو شدِّ الرحال إليها , فهو ينهى عن دخول هذا المكان كيلا يداس في أرجائه , لأن الإسلام نهانا نمشي على القبور أو أن نجلس عليها فضلا عن جعلها مسجدا ومصلى , يقول صلى الله عليه وسلم " صلوا في بيوتكم ولا تجعلوا بيوتكم مقابر " ومفهومه أن المقبرة لا يصلى فيها , ويقول أيضا " الأرض كلها مسجد إلا المقبرة و الحمام ". (34) فإذا عرفت كلام النبي صلى الله عليه وسلم وفقهت معناه فلا يجوز لك أن تقدم هواك أو عواطفك أو فتاوى مشايخك على أقوال النبي صلى الله عليه وسلم , وإن زخرفوا لك الأمور وحشدوا لك الشبهات المردودة , فالحق أحق أن يتبع.
أسأل الله أن يفقهنا في الدين , وأن يجعلنا ممن يعبده على علم وبصيرة , وأن يزيل عنا العصبية وحب الأهواء , وأن يحسن خاتمتنا إنه جواد كريم , وبه نستعين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلمالفهرست:
1 - القاموس المحيط
2 - خليل الرحمن العربية مدينة لها تاريخ، يونس عمرو صفحة 43، ط1، دار القلم.
3 - قصص الأنبياء , ص 180 ط. دار الفكر.
4 - الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل (1/ 60) ط. دار النهضة
5 - خليل الرحمن / يونس عمرو صفحة 43، 46.
6 - بلادنا فلسطين / الدبّاغ (5/ 57).
7 - اقتضاء الصراط المستقيم / ابن تيمية صفحة 401 / ط. الوزارة.
8 - بلادنا فلسطين / الدباغ (5/ 80).ط. دار الهدى
9 - البداية والنهاية / ابن كثير (12/ 267) و (11/ 267).ط. مكتبة المعارف-بيروت.
10 - الأنس الجليل (1/ 60).
11 - مدائن فلسطين / الآغا. ص85.
12 - بلادنا فلسطين / الدباغ. (5/ 336).
13 - اقتضاء الصراط المستقيم (2/ 346) ط. الوزارة
14 - المصدر السابق (2/ 340)
15 - انظر تحذير الساجد للإمام الألباني.
16 - معجم البلدان / ياقوت الحموي , ط. دار الفكر (2/ 387).
17 - بلادنا فلسطين (5/ 80).
18 المصدر السابق.
19 - المصدر السابق. (5/ 89).
20 - المصدر السابق. (5/ 108ـ111)
21 - بلادنا فلسطين. (5/ 111)
22 - المصدر السابق. (5/ 322)
23 - المصدر السابق. (5/ 331)
24 - المصدر السابق. (5/ 342)
25 - خليل الرحمن العربية / يونس عمرو , ص 51
26 - صحيح الجامع (585)
27 - صحيح أبي داود (1/ 90)
28 - السلسلة الضعيفة (282)
29 - رواه الإمام أحمد بسند صحيح.
30 - مشكاة المصابيح (640) بسند حسن.
31 - مجموع الفتاوى (17/ 464).
32 - منهاج السنة (1/ 479ـ481) ط. مؤسسة قرطبة و دقائق التفسير (2/ 151) ط. علوم القرآن
33 - اقتضاء الصراط المستقيم. (1/ 438ـ439).
34 - انظر تحذير الساجد. للشيخ الألباني ص47 ط. المعارف
* وهذا فيه رد على من يقول أن العلماء دخلوا المقبرة الإبراهمية ولو لم يكن مسجداً لما دخلوه , بل الهدى في اتباع منهج السلف الصالح.
35 - انظر تحذير الساجد.
36 - الأنس الجليل (1/ 56) 37 - لا عبرة بقول أحد مع قول النبي صلى الله عليه وسلم , والسبكي يجيز شد الرحال إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلم , وانظر الصارم المنكي في الرد على السبكي لابن عبد الهادي. وقد ذكر المؤلف أيضاً دخول السبكي وبرهان الدين الجعبري وغيرهم في المقبرة والتدريس فيها. وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم. وانظر ما نقلناه عن شيخ الإسلام ابن تيمية ص10
38 - الأنس الجليل (1/ 57)
39 - إقتضاء الصراط المستقيم (1/ 331) ط. السنة المحمدية (*) وصلاح الدين رحمه الله ـ وإن أخذ شيئاً من العلم على مثل أبي طاهر السلفي الصوفي! على نهج عصره: أشعري المعتقد شافعي المذهب إن لم يكن صوفي الطريقة ـ إنَّما كان عسكريًّا أكثر منه عالماً أو داعياً إلى الله على بصيرة، وقد نفع الله به في استعادة بيت المقدس من الصّليبين ولكن لم تظهر له همَّة أو محاولة لإعادة المسّلمين إلى الدّين الحقّ في البلاد التي حكمها حكماً مطلقاً بعد موت آخر ولاة الفاطميين: العاضد الذي منحه الوزارة وعيّنه قائداً لجيشه ولقَّبه (الملك الناصر)، وقد وفى له صلاح الدين فلم يَصْرف عنه الدعاء في خطبة الجمعة (رمز الولاية) إلى أحد بقايا العبّاسيين إلا في آخر مرض موته بعد أن فقد الإحاطة بما أحدثه صلاح الدّين رحمه الله، ولم يُظْهر صلاح الدين إنكاراً أو تغييراً لشيء من موبقات الفاطميّين وأشنعها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/198)
وثنيّة المقامات والمشاهد والمزارات (وأشهرها وثن الحسين في القاهرة)، وقد بناه الفاطميّون قبل ربع قرن من دخول صلاح الدين في ولايتهم ثم وراثة ملكهم. ولم يُظْهر صلاح الدين تجاوز الله عنَّا وعنه إنكاراً أو تغييراً لشيء من منكرات الفاطميّين بعد استقلاله بالولاية، إلا ما يفعله أيُّ صوفي أو قبوري أو مبتدع ممن ينتمي إلى السّنة: تغيير مذهب الدراسة في الأزهر إلى مذهب الشافعي رحمه الله في أحكام العبادات والمعاملات (ولا يزال اليوم كما تركه) وإسقاط جملة: (حي على خير العمل) من ألفاظ الأذان.
بل ذكر السيوطي رحمه الله في تاريخ الخلفاء، أن صلاح الدّين هو الذي بنى تربة [قبة وثن] الشافعي في مصر، ويُذْكر عنه أنه هو الذي بنى ضريح [وثن] الرّاعي في فلسطين، ويَعْتَذِر له من يُحْسن الظنَّ به بأنه بناه مخبأ للسلاح أثناء قتال الصليبيين، ولكن هل يجوز أن يقاتل النصارى ممن دونهم بوسيلةٍ وثنيّة؟ ويُذكر عنه أنه تجاوز الله عنّا وعنه أحدث بدعتي إضافة جملة الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم إلى ألفاظ الأذان، وإضافة الابتهال قبل أذان الفجر ليلتي الاثنين والجمعة، ولم يُتَحْ لي التثبت من ذلك، ولكن إبقاءه وثن الحسين وغيره، وبناءه وثن الشافعي أشر منه. [نقلاً من كلام الشيخ سعد الحصين في أحد مقالاته على موقعه في الإنترنت]
(*) وسبب بناءه: حديث " لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد " [أي كانوا يرون حرمة الصلاة في المسجد الإبراهيمي]. انظر كتاب: المسجد الإبراهيمي / قسم إحياء التراث الإسلامي ـ في بيت المقدس. ص 104 , النشرة الرابعة 1985م.ومع ذلك فنحن مع عدم جواز ترك المكان لليهود , ولا ندع لهم أية فرصة ليأخذوا المكان , فيجب أن يبقى للمسلمين و أن تبقى مقبرة إسلامية موقوفة.ولكن البحث هنا في حكم الصلاة في هذا المكان , ولا يفهم مما قلناه أن نترك المكان لليهود ليأخذوه فهذا لا يجوز, ويجب أن يبقى في يد المسلمين ما استطاعوا. وهنا سؤال: هل لا يوجد وسيلة لحماية هذا المكان أو هذه المقبرة إلا بالصلاة فيها , بل هناك وسائل أخرى يستطيع الإنسان أن يحمي هذا المكان كما يحمي مزرعته وأرضه ومصنعه ,إلى غير ذلك. ولنفترض أن مقبرة من المقابر التي ترجع للمسلمين أراد اليهود أخذها , فهل ندعو الناس إلى الصلاة في هذه المقبرة, وإذا لم نفعل ذلك أصبحنا مفرّطين مخذِّلين مسلِّمين المقبرة لليهود؟ لا يقول هذا الكلام عاقل , فإذا تم لليهود ما يريدون , فلنعلم أن هذا أولاً ابتلاء من الله تعالى يجب الصبر عليه , وثانيا: أن ما يصيب المسلمين من بلاء لا يكون إلا بسبب الذنوب و المعاصي , فالواجب على المسلمين أن يرجعوا إلى الله تعالى , ولا يفرطوا في أوامر الله و رسوله , ولا يقدموا عواطفهم على حكم الله تعالى , قال تعالى: " ومن يتق الله يجعل له مخرجاً ويرزقه من حيث لا يحتسب "
40 - قصص الأنبياء (180) ط. دار
41 - صحيح الجامع (2767) بقلم
سعد بن فتحي الزعتري
بتاريخ: 2 صفر 1428ه
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[25 - 02 - 09, 05:32 ص]ـ
شكر الله لك
أشياء غائبة عنا
جزاك الله خير
ـ[مدارج]ــــــــ[25 - 02 - 09, 06:26 ص]ـ
شكر الله لك, ونتمنى وضعه الموضوع في ملف للأهمية.(92/199)
العلامه / صالح الفوزان: إلى الذين يغيظهم بيان الأحكام الشرعية!
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 08:56 م]ـ
إلى الذين يغيظهم بيان الأحكام الشرعية صبرنا على طائفة من الكُتَّاب يتناولون رجال الحسبة ويتناولون الدعاة إلى الله لا لشيء إلا أنهم يقومون بواجبهم نحو دينهم وولاة أمرهم ونحو وطنهم بتحصين المجتمع مما يخل بدينه أو بأمنه واستقراره.
صبرنا وقلنا لعلهم يرجعون إلى صوابهم فالرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل.
ولكن الأمر ازداد وطفح الكيل حتى تناول بعضهم العقيدة، وقال إن كلمة: لا إله إلا الله لا تقتضي الكفر بالطاغوت ولا تبطل الأديان.
وقال آخر: إن الإسلام لا يكفر من لا يدين به ومن لا يحاربه.
ولما سئل الشيخ عبد الرحمن البراك حفظه الله عن هذه المقالات وأجاب عنها وذكر أن هذه الأقوال ردة عن دين الإسلام متبعا في ذلك ما جاء في الكتاب والسنة وإجماع العلماء على أن من ارتكب ناقضا من نواقض الإسلام مختارا عالما أنه يرتد عن دين الإسلام، وهذه المقالات تعتبر من نواقض الإسلام لأنها تسوي بين الكفر والإسلام.
لما أجاب الشيخ من سأله عن هذا شنعوا عليه وتناولوه بالذم وحرضوا عليه مع أنه لم يأت بشيء من عنده فقد حكم الله بالردة على من تكلم بكلمة الكفر جادا أو هازلا، قال تعالى: " وَلَقَدْ قَالُواْ كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُواْ بَعْدَ إِسْلاَمِهِمْ " [التوبة: 74]، ولما قال جماعة في أحد الأسفار وهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما رأينا مثل قرائنا هؤلاء أكذب ألسنا وأرغب بطونا وأجبن عند اللقاء. يعنون رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه أنزل الله فيهم: " قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ * لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ " [التوبة: 65 - 66] مع أنهم اعتذروا وقالوا: " إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ " وقالوا: إنما نتحدث حديث الركب نقطع به عنا الطريق، فكيف بمن يكتب المقالات الطويلة وينشرها على الملأ فيما هو أشد من ذلك.
وبدل أن يندموا ويتوبوا مما كتبوا يكابرون ويريدو من العلماء أن لا يبينوا الحكم الشرعي إذا سئلوا عنه على الأقل.
أيريدون أن يكتم العلماء العلم ويؤخروا البيان عن وقت الحاجة وقد قال الله تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِن بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلعَنُهُمُ اللّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ " [البقرة: 159].
إن الذين حصل منهم الكلام الذي ارتدوا به عن دين الإسلام في عهد النبي صلى الله عليه وسلم إنما قالوه فيما بينهم ولم يعلم به إلا الله ولم يكتبوه وينشروه وإنما حضره واحد من المسلمين وبلغه النبي صلى الله عليه وسلم ومع هذا فضحهم الله وأنزل فيهم قرآنا يتلى إلى يوم القيامة تحذيرا للمؤمنين من أن يقع منهم مثل ذلك، فكيف بمن كتب كلامه الفظيع ونشره في الصحف أو بثه في الفضائيات؟
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الناس إذا رأوا المنكر فلم يغيروه أوشك أن يعمهم الله بعقاب من عنده)، وفي الأثر: أن المعصية إذا لم تظهر لم تضر إلا صاحبها، وإذا ظهرت ولم تنكر ضرت العامة.
أعود فأقول: لا بد من بيان الحق ورد الباطل وأن لا تأخذ العلماء في الله لومة لائم وليس غرضنا التشهير بأحد وإنما غرضنا امتثال قول النبي صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة - ثلاث مرات - قلنا: لمن يا رسول الله؟. قال: لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم).
ونرجو من القائمين على الصحافة أن لا يحجبوا مقالات الناصحين عن النشر فيكونوا من الكاتمين للبيان.
وفق الله الجميع لما فيه الخير والصلاح.
وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=8836&Itemid=1
ـ[أبو محمدالنجدي]ــــــــ[27 - 03 - 08, 09:17 م]ـ
جزى الله شيخنا العلامة الشيخ الدكتور/ صالح الفوزان .. وأطال عمره على طاعته.
ـ[ابوعمر الدغيلبي]ــــــــ[28 - 03 - 08, 01:41 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=131652
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[28 - 03 - 08, 02:20 ص]ـ
هذا رد على من يقول أن الشيخ لا يكفر بن بجاد العتيبى(92/200)
آراء للشيخ: محمد بن علي فركوس حفظه الله
ـ[محمد بن سحنون]ــــــــ[27 - 03 - 08, 10:34 م]ـ
الفتوى رقم: 11
الصنف: فتاوى متنوعة
العمل في شركة الطيران مع وجود بعض المنكرات
السؤال الأول: هل يعتبر عامل في شركة النقل الجوي، سواء كان ممن يقدمون الخدمات في الطائرة أو قائدها وعلى متنها المسافرون و قد يشربون الخمر أو ما يشابهها من المحرمات كما هو معلوم في مصلحة خدمة المسافرين في الطائرة، أو هم ممن يهيئون ذلك، كالمهندس مثلا في مصلحة صيانة الطائرات فهل يعتبرون ممن تعاونوا على الإثم؟
السؤال الثاني: نفس مضمون السؤال الأول ولكن لرجل يعمل مع فريق النقل البحري فبعضهم يشرب الخمر ثم هو ينهاهم ثم لا يستجيبون، فهل يعتبر ممن قال فيهم سبحانه: ? ... كَانُوْا لاَ يَتَنَاهَوْنَ عَن مُّنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُوْنَ ? [المائدة: 79] وهي اللعنة التي لحقت بني إسرائيل الكافرين منهم - فهو ينهاهم ثم يتعامل معهم - بحكم تقديم الخدمات للفريق، وهل يعتبر كذلك ممن قال فيهم سبحانه: ?وَلاَ تَرْكَنُوا إِلَى الّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَالَكُم مِّن دُونِ الله ِمِنْ أَوْلِِيَاءَ ثُمَّ لاَ تُنْصَرُونَ? [هود: 113] أو هو ممن اتبع هواه؟ وكذلك إذا ما حمل شيء من الخمر في الباخرة فمن تلحقه اللعنة، نرجو البيان والتوضيح.
الجواب: الحمد لله وصلى الله على محمّد وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فاعلم أنّ المسلم ما دام قادرًا على أداء واجباته و تحمل تبعات عمله يجوز له أن يكسب رزقه عن طريق الوظيفة التي أسندت إليه أو العمل الذي أوكل إليه إذا كان أهلاً له، شريطة أن لا تتضمن الوظيفة أو العمل ضررًا على المسلمين أو ظلمًا كالعمل الربوي أو حرامًا كالعمل في ملهى يشتمل على محرمات كالرقص و الرهان و بيع الخمر و نحو ذلك، سواء باشره العامل أو شارك فيه بجهد مادي أو أدبي عملي أو قولي فإنه يعتبر معينًا على المعصية شريكًا في الإثم على ما تقرّر من أن "ما أدى إلى حرام فهو حرام" على أنّ الإثم تختلف درجاته على الجميع باختلاف قدر مشاركته، و لذلك لما حرم الشرع الزنا حرم كلّ ما يفضي إليه من وسائل وسد الذرائع والمقدمات والدواعي الموصلة إليه من صور خليعة وتبرج جاهلي واختلاط مذموم وخلوة غير آمنة وآثمة وغناء فاحش يحرك الشهوات ونحوه وكذلك لعن النبي صلى الله عليه وسلم المشاركين لآكل الربا من كاتب وشاهديه، والمشاركين في الرشوة من الراشي والمرتشي والرائش، ومن هذا القبيل وردت اللعنة على عاصر الخمر ومعتصرها وشاربها وحاملها والمحمولة إليه وساقيها وبائعها وآكل ثمنها والمشتري لها والمشتراة إليه والكلّ تلحقه اللعنة على قدر مشاركته إذ كلّ إعانة على الإثم إثم و قد قال تعالى: ?وَ تَعَاوَنُوا عَلَى البِرِّ وَ التَّقْوَى وَ لاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَ العُدْوَانِ? [المائدة: 2].
هذا كله فيما إذا لم تقتض الضرورة الملحة إلى اللجوء إلى هذا الأمر، فإن اقتضت فقد قرر العلماء اللجوء إلى ذلك إذا طرأت ضرورة حقيقية أو حاجة تنزل منزلتها بحيث لا يسعه الاستغناء عن حوائجه الأصلية من مأكل وملبس وعلاج يقيه الهلاك من غير أن يكون باغ للذة طالب لها، ولا عاد حد الضرورة مع كراهيته لذلك العمل واستمراره في البحث عن غيره حتى يفتح الله عليه بكسب حلال طيب يغنيه عن خبائث الحرام.
هذا، وفيما يظهر لي أنّ الأصل في شركتي النقل الجوي والبحري عدم التحريم وإنما اعترى الأصل بعض المحرمات، والحرام لا يحرم الحلال والفرع لا يلغي الأصل، ولذلك فمن اشتغل بعيدا عن أوزار الحرام في كلتا الشركتين فلا بأس به و إن لم يرض عن الوضع الكلي فعليه أن ينهى عن ارتكاب المآثم والمحرمات التي تفعل جهارا على درجات الإنكار لئلا يرتكب مثل الذي ارتكبوه، فضلا عن هجرة أهل الفجور والعصيان والابتعاد عن الفسقة خشية الميل إليهم إلا ما دعت الضرورة أو الحاجة إليه عملا بالآيتين المذكورتين في السؤال، قال القرطبي في قوله تعالى: ?وَ لاَ تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّّكُمُ النَّارُ ? [هود:113]: وأنّها دالة على هجران أهل الكفر والمعاصي من أهل البدع وغيرهم، فإن صحبتهم كفر أو معصية، إذ الصحبة لا تكون إلا عن مودة، وقد قال حكيم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/201)
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه ---- فكل قرين بالمقارن يقتدي
وصحبة الظالم على التقية فمستثناة من النهي بحال الاضطرار (?).
هذا جواب إجمالي على محتوى الأسئلة الثلاثة بالنظر إلى تقارب مضامينهم، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
1 - الجامع لأحكام القرآن (9/ 72)، دار الكتب العلمية.
ـ[محمد بن سحنون]ــــــــ[27 - 03 - 08, 10:38 م]ـ
الفتوى رقم: 618
الصنف: فتاوى متنوعة
في نصيحة إلى متردّد بين الارتقاء في طلب العلم أو الزواج
السؤال:
ما هي النصيحةُ التي توجِّهونها لطالب علمٍ فتحَ اللهُ عليه من فنون العلم شيئًا لا بأس به، من حفظ كتاب الله، وأخذ جملة طيّبة من علم الأصول، والحديث والنحو، وحبّب إليه طلب العلم، ولكنه في المدّة الأخيرة وقعت له أمور حالت دونه ودون طلب العلم، منها أنه تقدّم لخطبة أخت، والحمد لله تمَّ القَبول وتيسرت الأمور، ولكن شرطوا عليه أن يكون ذا عمل ومنزل يأويه وأهله، وتحصيل هذه الأمور في هذا الوقت كما لا يخفى في بلدنا صعب المنال فبدأ يفكر في مثل هذه الأمور فشغلت ذهنه، وكانت همه، فبماذا تنصحونه؟ هل يتوجّه إلى طلب العلم ويعرض عن هذه الأمور؟ أو يحاول التوفيق مع تقليص أوقات الطلب؟
الجواب:
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فإذا كان طالب العلم اقترنت به مُميِّزاتٌ حباه الله بها من دقّة الفهم وقوّة الحفظ وحسن السيرة وطيبة السريرة، واحتاج أهلُ منطقته من العلم الشرعي ما يقيمون به دينهم على الوجه الأكمل الصحيح، تعيَّن وجوبُ طلبه للعلم تعيينًا شخصيًّا وأعرض عن كلّ ما يشغله عنه، وبَذْلُ الجهد في تحصيله والتفاني في سعيه، لأنّ العلم إذا أعطيته كلّك أعطاك بعضه، مع قيام الإخلاص في نفسه لرفع الجهل عنه والعمل بمقتضى العلم الذي يعلمه ورفع الجهل عن غيره، فإنّه من صفت نيّته إلى ذلك فتحت له أبواب الخير وأتته الدنيا راغمة، أمّا إذا لم يجد في نفسه القدرات التي خصّ الله تعالى بها بعض عباده وأحس بعدم القدرة في الارتقاء في مدارج العلم والكمال فإنه إن أصلح نفسه بالكفاية بالعلم المطلوب جاز له أن يعدل عنه إلى أمور يسعى إليها لتحقيق أسرة، وعليه أن يختار منها ما يساعده على الاحتفاظ بما حصّل والمزيد إن قدر على ما لم يحصّل، والسائل أعلم بحاله وهو موكول إلى دينه في اختيار النهجين، واللهَ أسأل أن يثبّته على الجادّة وأن يوفقه لما يحب ويرضى إنّه ولي ذلك والقادر عليه.
والعلمُ عند الله تعالى، وآخر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيّنا محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، وسلّم تسليمًا.
الجزائر في: 28 من ذي الحجة 1427ه
الموافق ل: 17 يناير 2007م(92/202)
القتل دفاعا عن النفس لفضيلة الشيخ محمد علي فركوس سلمه الله
ـ[محمد بن سحنون]ــــــــ[27 - 03 - 08, 10:41 م]ـ
الفتوى رقم: 353
الصنف: فتاوى متنوعة
القتل دفاعا عن النفس
السؤال: قصتي بدأت في الحيّ الذي أسكن فيه؛ إذ جاء المتشردان فدفعاني فسبني أحدهما، ورددت عليهما ذلك الفعل ثمّ قال لهما أخي: لا تسبا، أرادوا ضربه، فكنت عليهم بالمرصاد وأدبت أحدهما، ثمّ أخرجا في وجهه سكينا –وكان من بين الشخصين القتيل- وضرباه ضربا مبرحا.
وحين خرجت رأيت أخي عيناه منتفختان وفمه، وفي تلك الليلة رفع أبي شكوى ضدهما ومعه الشهود.
وحينها تذكرت بأنّهما هددا أخي بسكين فقلت إذاً هما قادران على أن يفعلا ذلك معي أيضا فأخذت سكينا خوفا من اعتدائهما عليّ.
وفي يوم الغد ذهبت لأدرس من الثامنة إلى الثانية عشر وحين خروجي ذهبت لأتناول وجبة الفطور ثمّ عدت على الساعة الواحدة والنصف، وبعد فترة رأيتهما نزلا من سيارة وجاءاني، قال لي أحدهما انظر ماذا فعلت لي ثمّ ضمّني إليه وطمأنني، ثمّ جاء الآخر مسرعا وأخذ في ضربي، وفجأة رأيته يضع يده في جيبه، فسحبت سكيني أهددهما به لعلّهما يخافا ويبتعدا عني لكنهما لم يخافا لأنّهما متناولان للمخدرات.
فحدث ما حدث -والحمد لله على كل حال- فأنا لم يكن في قصدي القتل ولكن من شدة الخوف على نفسي أن يضربني بالسكين طعنته بسكين المطبخ فمات، أسأل الله عزّ وجلّ أن يغفر لي، وأحيطكم علما بأنّي أصوم الكفارة، انتهى.
نريد منكم يا شيخنا أن تبيّنوا لنا الحكم الشرعي في هذا القتل وجزاكم الله خيرا.
الجواب: الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أمّا بعد:
فاعلم أنّ على صاحب حق دفع الصائل شروطا يجب تحققها ليكون في حالة الدفاع الشرعي الخاص، وفي طليعة الشروط أن يكون العدوان واقعا على نفس المصول عليه أو عرضه أو ماله، أو واقعا على نفس الغير أو عرضه أو ماله، كما يشترط حلول العدوان في الحال، لأنّ صورة الدفاع تظهر بحلول العدوان، فإن كان مؤجلا أو تهديدا مؤخرا فلا يجوز دفعه، لأنّه في الحالة هذه لا يُعدّ محلا للدفاع، كما أنّ من شروطه عدم إمكان إبعاده إلاّ بدفعه بهذه الوسيلة، فإن أمكن دفعه دون استعمال القوة والعنف والسلاح فلا يسعه أن يستخدمه، ومن شرطه أيضا أن يدفع العدوان بأيسر طريق يندفع به، لأنّ المقصود دفع ظلم المعتدي فإذا اندفع بالقليل فلا داعي للأكثر فلا يجوز أن يدفع ما زاد عن القدر اللازم لدفعه وإلاّ عُدَّ اعتداءً لا دفاعًا، فإن استطاع كفّ عدوان الظالم بالتهديد والضرب فلا يجوز له أن يضربه، وإن ظهر له أنّه بإمكانه دفع عدوان الصائل بالعصا فلا يجوز له أن يضربه بالحديد لكونه أداة قتل بخلاف العصا، وإن علم أنّه لا يندفع إلاّ بالقتل وخشي على نفسه أن يبادره به إن لم يقتله فله أن يدفع بالقتل أو بتر أطرافه وما أتلفه منه لا ضمان عليه بالقصاص ولا بالدية، لأنّه تلفٌ في مقابلة دفع شر أو ضرر عليه، فإن اختل أحد الشروط السابقة المذكورة فلا يعتبر في حالة الدفاع الشرعي الخاص، وإنّما اعتداء وعدوان فإن انتفت معه النية الإجرامية والقصد الجنائي فإنّه تترتب عليه أحكام القتل شبه العمد، ويوجب الديّة المغلظة على العاقلة مؤجلة إلى ثلاث سنين، والكفارة بصيام شهرين متتابعين بالنظر إلى تعذر وجود رقبة مؤمنة سليمة من العيوب المخلة بالعمل والكسب كحقين واجبين الأول حق الآدمي والثاني حق لله سبحانه وتعالى.
وآخر دعوانا أن الحمد لله ربِّ العالمين وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين.
الجزائر في 22 صفر 1422ه
الموافق ل:16 ماي 2001م
ـ[محمد الصقير]ــــــــ[26 - 11 - 08, 01:05 م]ـ
السلام عليكم:
سؤالي _ للإخوة _ من دفع صائلا أعتدى عليه ولم يمكنه دفعه إلا بالقتل، فما حكم القضاء الشرعي في هذه الحالة؟ هل يقتل المصول عليه بالصائل حدا وأمره إلى الله أم يضمن الدية أم لاشيء عليه في هذه الحالة؟
وكيف يستطيع القاضي أن يعرف حقيقة أمر الصائل والمصول عليه؟؟
أرجو إفادتي ............................
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[26 - 11 - 08, 10:34 م]ـ
الفتوى رقم: 353
الصنف: فتاوى متنوعة
وأحيطكم علما بأنّي أصوم الكفارة، انتهى.
إن كانت شروط ثبوت الصيال متوفرة فلا كفارة عليك.
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[26 - 11 - 08, 11:05 م]ـ
قال الإمام أحمد في "أصول السنة ":
وقتال اللُّصوص والخوارج جائز إذا عرضوا للرجل في نفسه وماله فله أن يقاتل عن نفسه وماله، ويدفع عنها بكل ما يقدر، وليس له إذا فارقوه أو تركوه أن يطلبهم، ولا يتبع آثارهم، ليس لأحد إلا الإمام أو ولاة المسلمين. إنما له أن يدفع عن نفسه في مقامه ذلك، وينوي بجهده أن لا يقتل أحدا؛ فإن مات علي يديه في دفعه عن نفسه في المعركة فأبعد الله المقتول وإن قتل هذا في تلك الحال وهو يدفع عن نفسه وماله رجوت له الشهادة. كما جاء في الأحاديث وجميع الآثار في هذا إنما أمر بقتاله، ولم يأمر بقتله ولا اتباعه، ولا يجيز عليه إن صرع أو كان جريحا، وإن أخذه أسيرا فليس له أن يقتله، ولا يقيم عليه الحد، ولكن يرفع أمره إلى من ولاه الله فيحكم فيه.(92/203)
ما حكم أكل الفرخ الذي في البيض قبل تفقيسه؟
ـ[أبو عبد الرحمن البعداني]ــــــــ[28 - 03 - 08, 12:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد: فكما تعلمون أن تفقيس البيض اليوم يتم بفقاسات حديثه وبالتالي يعلم أصحابها موعد التفقيس فما حكم أكل الفرخ الذي بداخل البيضه؟ أرجو من الأكارم إن كان هناك من بحث أو أفتى في المسألة دلالتي على مظنة هذه المسألة وفقكم الله ونفع بكم
ـ[أبو عبد الرحمن البعداني]ــــــــ[28 - 03 - 08, 02:19 م]ـ
أيها الكرام لا زلت بانتظار مشاركاتكم
ـ[أم سليم]ــــــــ[28 - 03 - 08, 03:40 م]ـ
ما زلت أبحث في المسألة أيها الفاضل
ـ[أم سليم]ــــــــ[29 - 03 - 08, 09:19 ص]ـ
الفاضل (أبو عبد الرحمن البعداني)
عذرا
لم أعثر على بحث أو فتوى فيما سألته
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[29 - 03 - 08, 11:30 م]ـ
اسمح لي اخي
لم افهم السؤال هل قصدت ان يذكى الصوص قبل الخروج وكيف يؤكل قبل الذبح لانه يكون ميتاً اذا اخرجته من البيضه وضح المسأله بارك الله فيك
وحسب رأيي المتواضع السؤال لا يصح
ـ[أبو عبد الرحمن البعداني]ــــــــ[31 - 03 - 08, 01:43 ص]ـ
وفقكم الله أيها الكرام جميعا، وأظن السؤال واضحا، وهناك من يأكل الفرخ الذي في البيضه، يغلي البيضة في الماء وهذه البيضة فيها فرخ لم يخرج بعد إذ كانت على وشك التفقيس ثم يأكله، وقد سألني أحدهم فقلت لا أدري، وأنتظر إن كان عندكم علم أعرضه لصاحبي وفقكم المولى.
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 08:24 ص]ـ
الذي يظهر لي حرمةُ هذا الفعل؛ لأنّ الفرخ ميتةٌ في هذه الصورة، فقولك: (على وشك التفقيس)؛ ظاهرُ الدلالة على حياته حال الطبخ، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عبد الرحمن البعداني]ــــــــ[31 - 03 - 08, 06:31 م]ـ
جزاك الله خيرا أيها الكريم حمد بن صالح المري، وجزى كل من شارك، وما زلت أبحث أيها الكرام عن أقوال العلماء في المسألة لذا أرجو ذكرها إن وجدت، وفقكم الله ورعاكم.
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[01 - 04 - 08, 02:39 م]ـ
وإياك أخي الكريم ... وقد وجدتُ ما قد يساعدك؛ ويفتح الأبواب لإخواني من أهل العلم:
قال ابن حزم رحمه الله في المحلى:
مسألة: ولو طُبِخ بيضٌ فوجد في جملتها بيضةٌ فاسدة قد صارت دماً أو فيها فرخٌ رُمِيت الفاسدةُ، وأكل سائرَ البيض ... إلخ.
وجاء في الموسوعة الفقهية: البيض المذر (وهو الفاسد بوجهٍ عامٍّ): هـ - إذا استحالت البيضة دماً صارت نجسةً عند الحنفيّة والمالكيّة والحنابلة في الصّحيح من مذهبهم، وفي الأصحّ عند الشّافعيّة، ومقابله أنّها طاهرة، وإذا تغيّرت بالتّعفّن فقط فهي طاهرة عند الحنفيّة والشّافعيّة والحنابلة، كاللّحم المنتن، وهي نجسة عند المالكيّة. وإن اختلط صفارها ببياضها من غير عفونةٍ فهي طاهرة.انتهى.
وعلى هذا لا يجوز أكلها، والله تعالى أعلم.
ولعل الإخوة يتحفونا بالزيادة ...
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[01 - 04 - 08, 09:02 م]ـ
اسمحوا لي ايها الأخوة أن أشارككم الموضوع وبارك الله بكم ..........
الظاهر أن عمر الصوص في البيضة هو الفيصل في الأمر .........
فإن كان متقدما مكتملا قريبا من التفقيس، سليما غير متعفن، فالأئمة (كما ذكر أعلاه، يجوزون أكله ..... .....
ويمكن قياس ذلك على ابن الذبيحة من شاة وغيرها فإن أصحاب العلم يجوزون أكل الوليد قبل ولادته وأكثرهم على أن ذكاة أمه ذكاة له (أو يذكى على ألقول الآخر) والعلة واحدة والله أعلم.
أما ان كان الصوص لا يزال في مرحلة عدم الإكتمال فلا يجوز أكله ونظرا لأنه عبارة عن كتلة من الدم أو كتلة غالبها الدم
والله أعلم والله الموفق
ـ[أبو عبد الرحمن البعداني]ــــــــ[01 - 04 - 08, 11:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا أيها الكرام، وهذه هي بركة مثل هذا الملتقى أن تلقى من تفيد منه في أمر دينك، وفقكم الله ونفع بكم، وبالنسبة لقول الأخ الكريم أبو عامر الصقر وفقه الله: فإن كان متقدما مكتملا قريبا من التفقيس، سليما غير متعفن، فالأئمة (كما ذكر أعلاه، يجوزون أكله
هل يفهم منه أن أكله يكون بطبخ البيضه التي هو بداخلها وهو ما زال بالداخل حتى ينضج ثم أكله بعد ذلك لأن هذه الصورة هي التي سألني عنها بعض الأخوة ممن يأكلون في بلدهم بهذه الطريقة، وفقم الله ونفع بكم
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[02 - 04 - 08, 02:58 م]ـ
لا أعرف عن كيفية أكله، أخي الحبيب، وأنا شخصيا نفسي تعاف مجرد ذكره.
لكن لمن يريد أن يأكله، لا بد من إزالة أحشاءه وباقي الأجزاء القذرة من شعر وخلافه والله أعلم ........
والله أعلم والله الموفق.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 03 - 10, 03:36 ص]ـ
سئل علماء اللجنة الدائمة:
لاحظنا عند زيارتنا لـ " الفلبين " أن أهل تلك البلاد ينتشر بينهم تناول وجبة غذائية يسمونها " بالتوت " - الظاهر أنه ثمة خطأ وأن الصواب في اسمها " البالوت " -، وهي عبارة عن: بيض دجاج يوضع في حاضنات البيض حتى تخلق على شكل فرخ صغير بكامل صورته، وقبل أن يفقس البيض بثلاثة أيام يطبخون البيض في الماء حتى ينضج، ثم يكسرون البيض ويأكلون الفرخ الذي بداخله.
أفتونا في حكم أكل هذه الوجبة مأجورين.
فأجابوا:
إن كان الواقع كما ذكر: فإن الفرخ يعتبر ميتة لا يجوز أكله؛ لأنه تخلَّق في البيضة، وتحريم الميتة مما هو معلوم من الدين بالضرورة.
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ صالح الفوزان، الشيخ بكر أبو زيد.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (22/ 305).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/204)
ـ[حمد بن صالح المري]ــــــــ[07 - 03 - 10, 10:40 ص]ـ
سئل علماء اللجنة الدائمة:
لاحظنا عند زيارتنا لـ " الفلبين " أن أهل تلك البلاد ينتشر بينهم تناول وجبة غذائية يسمونها " بالتوت " - الظاهر أنه ثمة خطأ وأن الصواب في اسمها " البالوت " -، وهي عبارة عن: بيض دجاج يوضع في حاضنات البيض حتى تخلق على شكل فرخ صغير بكامل صورته، وقبل أن يفقس البيض بثلاثة أيام يطبخون البيض في الماء حتى ينضج، ثم يكسرون البيض ويأكلون الفرخ الذي بداخله.
أفتونا في حكم أكل هذه الوجبة مأجورين.
فأجابوا:
إن كان الواقع كما ذكر: فإن الفرخ يعتبر ميتة لا يجوز أكله؛ لأنه تخلَّق في البيضة، وتحريم الميتة مما هو معلوم من الدين بالضرورة.
الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الشيخ عبد الله بن غديان، الشيخ صالح الفوزان، الشيخ بكر أبو زيد.
" فتاوى اللجنة الدائمة " (22/ 305).
هذا الّذي لا ينبغي غيره؛ وقياسه على جنين الذّبيحة بعيدٌ كما هو ظاهر، والله تعالى أعلم.
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[07 - 03 - 10, 11:18 ص]ـ
(8540)
سؤال: بعض الناس إذا قاربت البيضة أن تفقس بيوم أو نحوه أخذها وطبخها ثم أكلها، فهل هذا حلال؟ مع العلم أن الفرخ قد اكتمل تكوينه وظهر ريشه، وما هي زكاة الفرخ في البيضة؟
الجواب: لم أسمع فيه بشيء، ولكن النفس تكره ذلك حيث أن البيضة التي قاربت أن تفقس لها رائحة خائسة فإن كان الفرخ فيها يتحرك فلابد من ذبحه كما يذبح بعد خروجه لأنه حيوان حي، فلا يحل إلا بالذكاة، أما إن كان غير متحرك وإنما هو قطعة لحم يتم تخليقه فأرى كراهة أكله ولا أحرمه. والله أعلم.
قاله
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[07 - 03 - 10, 02:12 م]ـ
ويمكن قياس ذلك على ابن الذبيحة من شاة وغيرها فإن أصحاب العلم يجوزون أكل الوليد قبل ولادته وأكثرهم على أن ذكاة أمه ذكاة له (أو يذكى على ألقول الآخر) والعلة واحدة والله أعلم.
كيف تكون العلة واحدة أخي الكريم إذا أخذنا بقول من يقول:
أن ذكاةَ الشاة ذكاةٌ لوليدها؟
وهل للبيضة ذكاة؟
فالصحيح أنه لا بد من ذبحه قبل أكله.
أما سلق البيضة على النار والفرخ بداخلها حتى ينضج،
فإنه يحوله إلى ميتة.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[07 - 03 - 10, 05:12 م]ـ
كيف تكون العلة واحدة أخي الكريم إذا أخذنا بقول من يقول:
أن ذكاةَ الشاة ذكاةٌ لوليدها؟
وهل للبيضة ذكاة؟
فالصحيح أنه لا بد من ذبحه قبل أكله.
أما سلق البيضة على النار والفرخ بداخلها حتى ينضج،
فإنه يحوله إلى ميتة.
بارك الله بك أخي الكريم:
هذا إذا خرج حيا فيجب أن يذكي .... ولكن الغالب أنه يخرج ميتا! وفي هذه الحيالة: كيف نذكي ما كان ميتا؟؟ فالمسألة لا تخلو من الإحتمالات الثلاثة: إما أن يكون غير متكون، وفي هذه الحالة لا أرى مانعا من أكله لمن لا يستقذر ذلك .... وإما أن يخرج ميتا وفي هذه الحالة يكون ميتتة يحرم أكلها. وإما أن يخرج حيا وهنا يحرم أكله ما لم يذكى .... والله أعلم.
بارك الله بك مرة أخرى واحسن الله إليك.
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[07 - 03 - 10, 10:01 م]ـ
بارك الله بك أخي الكريم:
هذا إذا خرج حيا فيجب أن يذكي .... ولكن الغالب أنه يخرج ميتا! وفي هذه الحيالة: كيف نذكي ما كان ميتا؟؟ فالمسألة لا تخلو من الإحتمالات الثلاثة: إما أن يكون غير متكون، وفي هذه الحالة لا أرى مانعا من أكله لمن لا يستقذر ذلك .... وإما أن يخرج ميتا وفي هذه الحالة يكون ميتتة يحرم أكلها. وإما أن يخرج حيا وهنا يحرم أكله ما لم يذكى .... والله أعلم.
بارك الله بك مرة أخرى واحسن الله إليك.
وفيك بارك أخي الكريم،
وأجزل لك المثوبة.(92/205)
جواب: مارأيكم في كتاب التوحيد لابن خزيمة.
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[28 - 03 - 08, 12:30 ص]ـ
التوحيدلابن خزيمة
وهو كتاب من أنفس الكتب , يذكر المسألة من كلامه بأسلوب واضح مفصل جميل على طريقة أهل السنة والجماعة ثم يستدل لهذه المسألة فما صح عنده من السنة , إلا أن الملاحظ عليه التكرار. فيستدل للمسألة الواحدة بأحاديث ويذكر لكل حديث طرق.
الشيخ عبد الكريم الخضير.
----------------------
ومن الخزي أن يصف الفخر الرازي كتاب التوحيد
لابن خزيمة أنه كتاب الشرك.
و الرازي مع ماعنده من باطل وتأويل وصرف المعاني عن ظاهره وسوء ظن العلماء به وطعنهم في قصده مع هذا كله ينصفه الإمام الجهبذ شيخ الأنام والإسلام ابن تيمية الحراني فيقول في معنى كلامه {ومع طعن الكثير في قصده و الذي آراه أنه ينصر مايراه حقا}.*
فاعتبروا ياأولي الأبصار.
فيصل.
---------
* أفاد هذه المعلومة الشيخ عبد الكريم الخضير حين شرحه كتاب الورقات , طرح عليه سؤال عن تأويل الرازي وكاتبه التفسير فقال هذا الكلام.(92/206)
لله درُّ الإمام البخاري حيث بدأ بهذا الحديث في «كتاب الرقاق» من صحيحه!
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[28 - 03 - 08, 05:48 ص]ـ
الحمد لله وحدَه .. حقّاً .. صحيحُ البُخَاريِّ لو أنصفوهُ ** لما خُطَّ إلاَّ بما الذَّهبْ!
في كلِّ كتابٍ من الصحيح فوائد فرائد .. فلا غرو؛ إن شُغِفَ به طُلاَّب الحديث الأماجد! لقد أحسن الإمامُ البُخاريُّ حينما بدأ الكتاب العظيم " كتاب الرقاق " بالحديث العظيم "حديث ابن عبَّاس" ..
فعن عبد الله بن عبَّاس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال النبيُّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (نعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من الناس: الصحَّةُ والفراغ).
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[28 - 03 - 08, 06:01 ص]ـ
- قَالَ اِبْن الْجَوْزِيّ:
قَدْ يَكُون الْإِنْسَان صَحِيحًا وَلَا يَكُون مُتَفَرِّغًا لِشُغْلِهِ بِالْمَعَاشِ، وَقَدْ يَكُون مُسْتَغْنِيًا وَلَا يَكُون صَحِيحًا، فَإِذَا اِجْتَمَعَا فَغَلَبَ عَلَيْهِ الْكَسَل عَنْ الطَّاعَة فَهُوَ الْمَغْبُون، وَتَمَام ذَلِكَ أَنَّ الدُّنْيَا مَزْرَعَة الْآخِرَة، وَفِيهَا التِّجَارَة الَّتِي يَظْهَر رِبْحهَا فِي الْآخِرَة، فَمَنْ اِسْتَعْمَلَ فَرَاغه وَصِحَّته فِي طَاعَة اللَّه فَهُوَ الْمَغْبُوط، وَمَنْ اِسْتَعْمَلَهُمَا فِي مَعْصِيَة اللَّه فَهُوَ الْمَغْبُون؛ لِأَنَّ الْفَرَاغ يَعْقُبهُ الشُّغْل وَالصِّحَّة يَعْقُبهَا السَّقَم، وَلَوْ لَمْ يَكُنْ إِلَّا الْهَرَم كَمَا قِيلَ:
يَسُرّ الْفَتَى طُول السَّلَامَة وَالْبَقَا - فَكَيْف تَرَى طُول السَّلَامَة يَفْعَلُ
يَرُدّ الْفَتَى بَعْد اِعْتِدَالٍ وَصِحَّةٍ - يَنُوء إِذَا رَامَ الْقِيَام وَيُحْمَلُ
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[28 - 03 - 08, 05:31 م]ـ
بارك الله فيك أخي خليل الفائدة
والحمد لله على عودتك إلى المنتدى
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[30 - 03 - 08, 07:50 ص]ـ
بارك الله فيك أخي خليل الفائدة
والحمد لله على عودتك إلى المنتدى
أحسن الله إليك يا أبا أنس ..
ومن يُطيق فراقَ هذا الملتقى؟!
وقد ظننتُ أنني لن أستطيع الدخول؛ للارتباط بالدورة ..
لكنَّ الله يسَّر (واير لس) في الشقة المستأجرة؛ فالحمد لله ..
بارك الله فيك.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 09:43 م]ـ
لكنَّ الله يسَّر (واير لس) في الشقة المستأجرة؛ فالحمد لله ..
هذا الواير لس يستحق منا الشكر والمكافأة على صنيعه الجميل بنا عندما أعادك ياخليل الفائدة (:
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[24 - 04 - 08, 07:36 ص]ـ
هذا الواير لس يستحق منا الشكر والمكافأة على صنيعه الجميل بنا عندما أعادك ياخليل الفائدة (:
أضحك اللهُ سِنَّكَ يا أبا أنس.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[22 - 10 - 08, 07:57 ص]ـ
تذكيراً وعِظةً ..
ـ[عاصم بن صفوت الشوادفى]ــــــــ[22 - 10 - 08, 01:14 م]ـ
زادك الله تعالى من فضله.
أطروحاتك كلها مفيدة، واصل وصلك الله.
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[25 - 10 - 08, 06:20 م]ـ
زادك الله تعالى من فضله.
أطروحاتك كلها مفيدة، واصل وصلك الله.
أجاب الله دعاءَك أخي عاصم ..
بارك الله فيك.(92/207)
ما حكم تدوال هذه الصور التي فيها أشخاص يهينون المصحف
ـ[تابع السلف]ــــــــ[28 - 03 - 08, 08:17 ص]ـ
أنا أجد في نفسي شيئا من تدوالها عبر البريد الإلكتروني
ما رأيكم مشايخنا
ـ[أم سليم]ــــــــ[28 - 03 - 08, 03:32 م]ـ
(من منتدى أخوات طريق الإسلام)
فتوى للشيخ الفاضل عبد الرحمن السحيم
السؤال:
هل يجوز نشر صور لكفرة يهينون كتاب الله جل وعلا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخنا الفاضل بارك الله فيك
أود الاستفسار عن شيء منتشر للأسف في بعض المنتديات
فهناك بعض الأعضاء ينقل صور لأهل الكفر وهم يهينون كتاب الله ويدوسون عليه بأقدامهم ويحرقونه وما هو أكثر من ذلك والإتيان بصور ساحرة تضع آيات الله لينزل عليها دم حيضها والكثير مما يشيب له الولدان.
وهذا الأمر استوقفني وشعرت أنه لا يجوز نقل مثل هذه الصور وقد طالبت المشرفات بمنع مثل هذه المواضيع والتشديد على منعها.
ولكنى وددت أن أعرف من فضيلتكم هل يجوز تناقل مثل هذه الصور؟
وجزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل وبارك فيكم
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيرا
يَنصّ علماؤنا على أن إنكار المنكر يكون من غير ارتكاب مُنكَر.
ولا يجوز نشر مثل تلك الصور بحجة إنكار المنكر؛ لأن ارتكاب لا يجوز ولا يَسوغ مِن أجل النهي عن المنكر، ولا من أجل التثبت.
فكما لا يجوز نشر صُور العُراة والزناة بِحجة إنكار المنكر، فكذلك لا يجوز نشر تلك الصور التي ذُكِرت في السؤال. ويكفي في ذلك الوصف، والخبر الصادق.والله تعالى أعلم
ـ[تابع السلف]ــــــــ[28 - 03 - 08, 03:55 م]ـ
طيب جدا
بارك الله لك(92/208)
تعدد الزوجات من نقمة إلى نعمة! للأخت أم ياسر الجزائرية
ـ[ابو البراء]ــــــــ[28 - 03 - 08, 02:49 م]ـ
تعدد الزوجات من نقمة إلى نعمة!
الجزء الأول
إن المرأة بطبيعتها تحب أن تكون وحدها محور اهتمام زوجها فتريد أن لا ينظر لغيرها ولا يفكر في سواها ولا يحتاج لدونها، فتكون الأذن الصاغية الشغوفة لما يقول واليد العاملة المسارعة لما يأمر، تسعىلإسعاده وإزالة همومه وغمومه، تفرح لفرحه وتحزن لحزنه، ينشرح صدره بمظهرهاوابتسامتها التي تنسيه مشاكل الدنيا وتعب النهار، يشكو لها فتواسيه، يحكي لها فتعجببما يقول وإذا حزن أو بكى لم يجد صدرا أحن من صدرها وكلمات أعذب من كلماتها، يمشيانفي هذه الدنيا رفيقين متلازمين ويسعيان لتحقيق مشاريع مشتركة دنيوية وأخروية أولهاوأهمها إنجاب الأطفال والسهر على حسن تربيتهم، فيشربونهم عذب الحنان المتدفق النابعمن قلبيهما المتحابين.
ثم يأتي يوم يصارح فيه الرجل زوجته بأنه يرغب في الزواج من أخرى فإذا بتلك الحنون الباسمة، الحلوة اللطيفة تتحول إلى لبؤة شرسة. تبرز أنيابها ومخالبها لتحمي أشبالها وغابتها.
ستتحول إلى شبح يطارد الزوج ليل نهار لكي لا يطبق ما فكربها. ستبدأ المشاكل، لن تحضر الطعام، لن تنظف البيت ولن تعتني به، لن تأبه بمظهرها، لن تلتفت للأطفال ولا لبكائهم، ستبقى غارقة في دموع الحزن .....
ستصاب بإحباط شديد وشعور رهيب بالنقص .....
ستتعقد وتنطوي على نفسها، اختفت الابتسامة وعوضتها كآبة بادية واضحة بدموع خطت طريقها على وجنتيها.
ستأتي من تسلبا هتمام زوجها منها وتسرق أنظاره .....
ستأتي من تشغل باله وتنسيه فيها وفي أطفاله ..
بعد حيرة، طول تفكير وحزن مرير، سلمت أمرها لله وقررت ان تناقشه في الأمر.
تريد أن تفهم ما الذي جعله يفكر في هذا الأمر الذي جعل حياتها مرة سقيمة.
هل فرطت في حق من حقوقه أم أهملت البيت أم الأطفال؟؟؟
هل مل وسئم من مظهرها أم من طباعها؟؟؟
هل نسي تضحياتها والسنين التي أمضياها معا؟؟؟
من غيرها قاسمته أفراحه وأحزانه وكانت ستصبر لما قاست معه؟؟؟
كلها أسئلة تمزق قلب الزوجة وتؤرقها.
لماذا الرجل أناني بهذا الشكل؟؟؟
ألا يخطربباله ولو للحظة كيف ستصير حياة الزوجة جحيما من دونه؟؟؟
كيف ستفتح عينيها صباحادون أن تراه بجانبها؟؟؟
بل لن تنطبق أجفانها. سيكون البيت موحشا باردا، لنتعرف طعم الأكل ولا الشرب في غيابه ... دموع، دموع، دموع .....
إنها الغيرة، طبيعة المرأة التي لا ينكرها أحدا.
ستفكر طويلا وستمطر عيناها بغزارة، لكن رحمة الله واسعة، فستفهم بإذن الله أن ما شرعه الله وأحله لعباده لا بد وأن يكون لحكمة لا يعلمها إلا هو، ستصلي وتشكو حزنها وبتها إلى الله والله سميع الدعاء.
http://merathdz.com/amah/play-95.html
الجزء الثاني من المقال
http://merathdz.com/amah/play-107.html
-----------------------
أرجوا نقله لقسم الأخوات وفقكم الله
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[28 - 03 - 08, 04:48 م]ـ
من باب الإفادة الجبرية والتشويق كذلك لمن قد لا يطلع على الموضوع أقول:
لقد ذكرت أمُّ ياسر خطوات تجعل المرأة التي تزوج زوجها عليها تتميز بكل هذا:
سينير الله قلبها وبصيرتها وستقر أن تسعد وتسعد زوجها وأهلها، ستصبح نظرتها لتعدد الزوجات نظرة إيجابية وستبرمج حياتها الجديدة بشكل يرضي الله!
ستجد وقتا أوفر لعبادة الله، لقيام الليل، ستقرأ القرآن ضعف ما ألفت بل ستحفظه، ستتفقه في الدين، سيكون لها متسع من الوقت للتدبر والتأمل في خلق الله، سيكون لها وقت أوسع للاعتناء بشؤون البيت في غياب زوجها لتتفرغ للحديث إليه ومؤانسته في شكل لوحة فنية ملهمة في حضوره!
ستتمكن من إعداد مفاجآت تبهر بها زوجها وتزيد من حبه لها، لن يكون هناك ملل ولا سئم ولا روتين كاللذي كان يحل على العلاقة من حين لآخر بل سيعوضه شوق واشتياق من الطرفين لبعض!
ستصبح طباخة ماهرة مبدعة، ستعتني بالأطفال وتدرسهم بارتياح وقد تفكر في مواصلة دراستها وتبادر بالأعمال الخيرية والفكرية التي تفيد بها أهلها، دينها وطنها والبشرية جمعاء!
ستصنع بأناملها الرقيقة لعبا وملابس تدخل بها البهجة على قلب أطفالها وستكون أحب إليهم من أغلى الألعاب والملابس الجاهزة!
ستشعر بسعادة تامة ذات طعم متميز لأنها ترضي الله وتساعد زوجها على إرضائه كذلك!
وماذا عنك أختاه؟؟؟ هل اقتنعت أن تعدد الزوجات قد يكون لصالحك لا ضدك؟؟؟
كثرِ اللهمَّ أمثالها في المسلمات آمين
ـ[المعلمي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 06:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل:
التعدد قانون إلهي فرضه الله تعالى رحمة وإشفاقا بالرجال، ودعنا نشابهه بالموت بالنسبة للمرأة، فجميعنا يتذكر الموت ويغرق في أحزانه وعد أيامه، لكن ذلك لا يمنعنا من مواصلة الحياة والتسليم بما أراده الله تعالى ..
وقد استنكرت امرأة كافرة هذا الترخيص، وكيف يستساغ عقلا؟
قلت لها: قانونكم يمنع الزواج بأكثر من واحدة، لكن عمليا عندكم الرجل لديه أكثر من زوجة؟
قالت: كيف؟
قلت: تعدد الخليلات ..
سكتت ..
قلت لها: الفرق فقط في تشريع هذا القانون من عدمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/209)
ـ[ابو البراء]ــــــــ[29 - 03 - 08, 10:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا على حسن مروركم(92/210)
هل يجوز الجمع بين الرّواتين في الصلاة الجهريّة؟
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[28 - 03 - 08, 02:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حيّاكم الله جميعا إخوتي أحبّتي أعضاء وزوار ومشرفي هذا الملتقى المستنير، عندي سؤال أوجهه للعلماء وطلبة العلم في هذا الملتقى المبارك، وهو: {هل يجوز الجمع بين الرّواتين في الصلاة الجهريّة، كأن يقرأ في الركعة الأولى برواية خلف عن حمزة، وفي الثانية برواية قالون عن ورش؟} وجزاكم الله تعالى جزاءً حسنا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأرجوا أن تصلني الإجابة على بريديَ هذا: al-sadafi@hotmail.fr
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[28 - 03 - 08, 04:41 م]ـ
أما صورة سؤالك فهي جائزة إن كانت كل قراءة في ركعة , بشرط ألا يسبب تلفيق القراءات لبسا على العوام ويثيرهم , ويبعثهم على الشك , لأنَّ بعضهم قد يكفِّرك , وإن شرحت له الأمر فقد لا يستوعبه ويظنه تلاعبا بالقرآن.
و هذه المسألة محل نزاع بين أهل العلم قديما , وأنا أقول:
إن كان من أهل القراءات العارفين بها , فما الحامل له على الخلط بينها.؟
وابن الجزري رحمه الله في (النشر) ذكر أقوال أهل العلم بالجواز مطلقا والمنع مطلقاً ,وفصَّل هو رحمه الله في الحكم فعدل بالخلاف إلى سواء السبيل, وعدَّ التلفيق معيبا على أهل الفنِّ , وقرر حرمته مطلقا في الأحوال الآتية:
1 - إن كانت إحدى القرائتين مترتبة على الأخرى مثل (فتلقى آدمَ من ربه كلماتٌ) فلا يحل لمسلمٍ تلفيقه بين القرائتين في هذه الآية لأنها حينئذ ستكون الجملة ذات فعل وفاعلين أو مفعولين, وكذلك قراءة (وكفلها زكرياءُ) فو خلط القارئ بين القرائتين وقرأ (وكفَّلها زكرياءُ) لأفسد القرآنَ بخلطه هذا , وهذا لحنٌ فاحشٌ ومعنى قبيح فاسد لا يُتصور ويجب أن ينزه عنه القرآن.
2 - إذا كان يخلط على سبيل أن القراءات المجتمعة في خلطه من قبيل الرواية , فهذا كذبٌ أيضاً لأنه لم يتلقَّها عن شيوخه مُلَفَّقَةً هكذا , وفعله هذا إضافة إلى الكذب فيه تلبيس , أمَّا إن كان يقرأها لا على سبيل الرواية فهو جائز معيبٌ على أهل الفن.
قال الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي:
وأما التلفيق بين القراءات فإذا كان في الكلمة الواحدة فهو محرم قطعاً، مثل من يجمع بين قراءتين متنافيتين؛ كالذي يرقق الراء في كلمة الآخرة فإنه لا يحقق الهمزة، وهذا مثال في تحريف الكلمة الواحدة؛ لأنه لحن، وليس كلاماً من لغة واحدة. وإذا كان في الجملة الواحدة فمحل خلاف، فقيل بتحريمه، وقيل بكراهته. وإذا كان في الآية الواحدة فهو مكروه قطعاً، وإذا كان في آيتين ولم يكن على وجه التعليل فهو خلاف الأولى. ومع ذلك فإن كثيراً من أهل العلم يرى أن القراءات أنفسها ملفقة من الحروف السبعة التي أنزلت على النبي صلى الله عليه وسلم، فليست القراءة موافقة لحرف واحد، بل كل قراءة فيها أخذ من كل الحروف، ولا يمكن الجزم بهذا؛ لأن الجزم فيه صعب، ونحن نعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أنزل عليه القرآن على سبعة أحرف؛ لكن لم يبين لنا أن هذا هو الحرف الأول وهذا هو الحرف الثاني وهذا هو الحرف الثالث وهذا الرابع وهذا الخامس وهذا السادس وهذا السابع، بل قرأ بالجميع، وأقر الناس على قراءة الجميع، فبالإمكان أن يحفظ فلان من الناس سورة التوبة على الحرف الأول، ويحفظ هو نفسه سورة يس مثلاً على الحرف الخامس، وسورة أخرى على الحرف السادس ويلفق الجميع، فيكون قد حفظ القرآن بحروفه المتعددة، وهكذا.
وللفائدة انظر هذا الرابط:
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=3112
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=45655&Option=FatwaId
ـ[اسامة عبد الرافع]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:34 ص]ـ
لقد أجاد الشنقيطي - حفظه الله - في الرد والإجابة
جزيت خيرا على سؤالك وجزى الله خيرا الشنقيطي على إجابته
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[02 - 04 - 08, 06:32 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=55629&highlight=%C7%E1%DE%D1%C7%C1%C7%CA+%C7%E1%D5%E1%C7 %C9
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[07 - 05 - 08, 12:04 ص]ـ
حفظكم الله جميعا إخوتي وجزى الله " الشنقيطي " جزاءً حسنا على إجابته
ـ[المتولى]ــــــــ[09 - 05 - 08, 03:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبد الرحمن بن شيخنا]ــــــــ[05 - 06 - 08, 10:36 م]ـ
أشكر الشيخ الشنقيطي
على ما قدم
ولكن زيادة للفائدة فقد سألت الشيخ عبد المحسن القاسم إمام الحرم المدني عن حكم الجمع بين القراءات في الصلاة
فأجابني بأنه لايجوز الجمع بين القرائتين في الصلاة ولكن له أن يقرأ في كل تسليمة برواية
والله أعلم
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[05 - 06 - 08, 11:58 م]ـ
قال الشيخ محمد الحسن ولد الددو الشنقيطي:
وأما التلفيق بين القراءات فإذا كان في الكلمة الواحدة فهو محرم قطعاً،
جزاكم الله خيرا ...
قد يُصادف التلفيق بين قراءتين في كلمة واحدة قراءةً أخرى فلا يمنع من ذلك، ومثاله:
أن يقرأ: {الَاخرَة} بالنقل _ وهذه توافق رواية ورش _، وتفخيم الراء _ وهو للباقين ولا يقرأ به ورش _.
فهذا التلفيق جائز _ مع كونه في كلمة واحدة _؛ لأنه يوافق قراءة حمزة وقفا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/211)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[06 - 06 - 08, 05:01 م]ـ
جزاكم الله خيرا ...
قد يُصادف التلفيق بين قراءتين في كلمة واحدة قراءةً أخرى فلا يمنع من ذلك، ومثاله:
أن يقرأ: {الَاخرَة} بالنقل _ وهذه توافق رواية ورش _، وتفخيم الراء _ وهو للباقين ولا يقرأ به ورش _.
فهذا التلفيق جائز _ مع كونه في كلمة واحدة _؛ لأنه يوافق قراءة حمزة وقفا.
عجيب هذا الكلام أيها الأخ الكريم, فما دمتَ وصلت حفظك الله إلى أنها قراءة حمزة فليست إذا تلفيقاً في الاصطلاح.
مع العلم أنّ حمزة لا يقرأ بذلك إلا حالة الوقف فقط.
ولو فتحنا هذا الباب لسمينا كثيراً من الخلاف الفرشي تلفيقاً (جائزاً) ..
ـ[أبو هر النابلسي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 05:58 ص]ـ
من يوضح لنا هذا الكلام من كلام الشيخ الشنقيطي:
وأما التلفيق بين القراءات فإذا كان في الكلمة الواحدة فهو محرم قطعاً، مثل من يجمع بين قراءتين متنافيتين؛ كالذي يرقق الراء في كلمة الآخرة فإنه لا يحقق الهمزة، وهذا مثال في تحريف الكلمة الواحدة؛ لأنه لحن، وليس كلاماً من لغة واحدة.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[14 - 07 - 09, 05:49 م]ـ
من يوضح لنا هذا الكلام من كلام الشيخ الشنقيطي:
وأما التلفيق بين القراءات فإذا كان في الكلمة الواحدة فهو محرم قطعاً، مثل من يجمع بين قراءتين متنافيتين؛ كالذي يرقق الراء في كلمة الآخرة فإنه لا يحقق الهمزة، وهذا مثال في تحريف الكلمة الواحدة؛ لأنه لحن، وليس كلاماً من لغة واحدة.
يريد الشيخ سده الله وكفاه: انَّ من يقرأ بترقيق راء {الْآخِرَةِ} وهو ورش عن نافع لا يقراُ بتحقيق الهمزة فيها بل ينقلها إلى حركة الساكن قبلها هكذا (لاَخِرة) وبالتالي فإن من يحقق الهمزة ويرقق الراء يكون قد جمع ين قراءتين في كلمة واحدةٍ لم ترد بهذه الكيفية عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , ويكون هذا من اللحن المذموم في القرآن.
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[15 - 07 - 09, 02:28 ص]ـ
يريد الشيخ سده الله وكفاه: انَّ من يقرأ بترقيق راء {الْآخِرَةِ} وهو ورش عن نافع لا يقراُ بتحقيق الهمزة فيها بل ينقلها إلى حركة الساكن قبلها هكذا (لاَخِرة) وبالتالي فإن من يحقق الهمزة ويرقق الراء يكون قد جمع ين قراءتين في كلمة واحدةٍ لم ترد بهذه الكيفية عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , ويكون هذا من اللحن المذموم في القرآن.
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم الشنقيطي وتفع بك، لقد أطعمتَ فأشبعتَ وسقيتَ فأرويت، فنسأل الله تعالى أن يجزيَك جزاء حسنا وفقنا الله جميعا إلى مايحبّ ويرضى(92/212)
سوال عن حضانة الابناء (بنين-بنات)
ـ[ابوخالد الشمري]ــــــــ[28 - 03 - 08, 03:12 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني في هذا المنتدى لي صديق يسأل عن حضانة أبنائة علماً بأنه مطلق زوجته ولديه عدد (2) ولد منها عمر الاولاد واحد 6و 7 أعوام وكذلك عدد (2) (بنت) عمرهن 10سنوات والثانية (9 سنوات) ويعيشون مع والدتهم بعيداً عنه
هل يحق له حضانة أبنائة الذكور والاناث؟
ومتى يحق له شرعاً أخذهم منها؟
أرجوا الاجابة ولكم مني الدعاء
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابوخالد الشمري]ــــــــ[28 - 03 - 08, 03:30 م]ـ
الرد علي من لديه علم مشكور
ـ[ابوخالد الشمري]ــــــــ[28 - 03 - 08, 06:16 م]ـ
مممكن الرد
ـ[ابوخالد الشمري]ــــــــ[28 - 03 - 08, 07:25 م]ـ
مشكورين الرد
ـ[بسام العقلا]ــــــــ[28 - 03 - 08, 08:16 م]ـ
بسم الله وبعد
الاخوان تحرجوا من الفتوى في الحضانة لأنها من اختصاص المحاكم الشرعية فهم الذين ينظرون فيها لأن النظر فيها يكون وفق المصلحة فأخبر صاحبك أنه لا بد أن يراجع المحاكم ويسأل القاضي
وللفائدة فإن الفقهاء يذكرون في كتبهم الترتيب التالي:
يقولون بأن الطفل دون سبع سنوات يكون عند امه سواء كان ولد أم بنت وبعد السبع سنوات يخير الولد بين أبويه وأما البنت فيأخذها أبوها حتى يتسلمها زوجها وإن كانت المصلحة راجحة في أحد الطرفين فيأخذ الطفل لأن التصرف على الرعية منوط بالمصلحة مثل أن يكون الاب شارب للخمر لا يسأل عن البنت لو تسلمها فهذه تبقى عند امها
على كل حال اخبر صاحبك ان يراجع المحكمة
ـ[ابوخالد الشمري]ــــــــ[28 - 03 - 08, 09:56 م]ـ
بسام العقلا
يعطيك العافية وبيض الله وجهك
فقد أخبرت صاحبي بان عليه التوجه للمحكمة وسؤال القاضي بنفسه
والف شكر على هذه النصيحة الاخوية وبارك الله
ـ[بسام العقلا]ــــــــ[03 - 04 - 08, 11:11 م]ـ
وفقك الله ورزقنا الله واياك العلم النافع والعمل الصالح(92/213)
كيف نوفق بين هذا الحديث وخروج الدجال في اخر الزمان
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[28 - 03 - 08, 03:29 م]ـ
جاء في صحيح مسلم -كتاب الفضائل- باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم" حديث (2537) عن عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- قال: صلى بنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات ليلة صلاة العشاء في آخر حياته، فلما سلم، قام، فقال: "أرايتكم ليلتكم هذه، فإن على رأس مائة سنة منها لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض أحد". قال ابن عمر فوهل الناس في مقالة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تلك فيما يتحدثون من هذه الأحاديث عن مئة سنة، وإنما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا يبقى ممن هو اليوم على ظهر الأرض أحد" يريد بذلك أن ينخرم ذلك القرن. هذا نص الحديث. ومعنى وَهَلَ الناس. أي غلطوا. والمراد ذهب وهمهم إلى غير الصواب.
والحديث الاخر:
عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها قالت:
(سَمِعْتُ نِدَاءَ الْمُنَادِي، مُنَادِى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، يُنَادِي (الصَّلاَةَ جَامِعَةً). فَخَرَجْتُ إِلَى الْمَسْجِدِ فَصَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَكُنْتُ فِى صَفِّ النِّسَاءِ الَّتِى تَلِى ظُهُورَ الْقَوْمِ، فَلَمَّا قَضَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم صَلاَتَهُ جَلَسَ عَلَى الْمِنْبَرِ وَهُوَ يَضْحَكُ، فَقَالَ «لِيَلْزَمْ كُلُّ إِنْسَانٍ مُصَلاَّهُ». ثُمَّ قَالَ «أَتَدْرُونَ لِمَ جَمَعْتُكُمْ»؟
قَالُوا: اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَعْلَمُ. قَالَ:
«إِنِّى وَاللَّهِ مَا جَمَعْتُكُمْ لِرَغْبَةٍ وَلاَ لِرَهْبَةٍ، وَلَكِنْ جَمَعْتُكُمْ لأَنَّ تَمِيماً الدَّارِىَّ كَانَ رَجُلاً نَصْرَانِيًّا فَجَاءَ فَبَايَعَ وَأَسْلَمَ، وَحَدَّثَنِى حَدِيثاً وَافَقَ الَّذِى كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْ مَسِيحِ الدَّجَّالِ، حَدَّثَنِى أَنَّهُ رَكِبَ فِى سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ مَعَ ثَلاَثِينَ رَجُلاً مِنْ لَخْمٍ وَجُذَامَ، فَلَعِبَ بِهِمُ الْمَوْجُ شَهْراً فِى الْبَحْرِ، ثُمَّ أَرْفَئُوا (أي: التجؤوا) إِلَى جَزِيرَةٍ فِى الْبَحْرِ حَتَّى مَغْرِبِ الشَّمْسِ، فَجَلَسُوا فِى أَقْرُبِ السَّفِينَةِ (وهي سفينة صغيرة تكون مع الكبيرة كالجنيبة يتصرف فيها ركاب السفينة لقضاء حوائجهم، الجمع قوارب والواحد قارب) فَدَخَلُوا الْجَزِيرَةَ فَلَقِيَتْهُمْ دَابَّةٌ أَهْلَبُ (أي: غليظ الشعر) كَثِيرُ الشَّعَرِ، لاَ يَدْرُونَ مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقَالُوا: وَيْلَكِ مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ (قيل سميت بذلك لتجسسها الأخبار للدجال). قَالُوا: وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟ قَالَتْ: أَيُّهَا الْقَوْمُ! انْطَلِقُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِى الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِالأَشْوَاقِ. قَالَ لَمَّا سَمَّتْ لَنَا رَجُلاً فَرِقْنَا (أي خفنا) مِنْهَا أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً، قَالَ فَانْطَلَقْنَا سِرَاعاً حَتَّى دَخَلْنَا الدَّيْرَ، فَإِذَا فِيهِ أَعْظَمُ إِنْسَانٍ رَأَيْنَاهُ قَطُّ خَلْقاً، وَأَشَدُّهُ وِثَاقاً، مَجْمُوعَةٌ يَدَاهُ إِلَى عُنُقِهِ، مَا بَيْنَ رُكْبَتَيْهِ إِلَى كَعْبَيْهِ بِالْحَدِيدِ، قُلْنَا: وَيْلَكَ مَا أَنْتَ؟ قَالَ: قَدْ قَدَرْتُمْ عَلَى خَبَرِي، فَأَخْبِرُونِي مَا أَنْتُمْ؟ قَالُوا: نَحْنُ أُنَاسٌ مِنَ الْعَرَبِ، رَكِبْنَا فِى سَفِينَةٍ بَحْرِيَّةٍ، فَصَادَفْنَا الْبَحْرَ حِينَ اغْتَلَمَ (أي هاج)، فَلَعِبَ بِنَا الْمَوْجُ شَهْراً، ثُمَّ أَرْفَأْنَا إِلَى جَزِيرَتِكَ هَذِهِ، فَجَلَسْنَا فِى أَقْرُبِهَا، فَدَخَلْنَا الْجَزِيرَةَ، فَلَقِيَتْنَا دَابَّةٌ أَهْلَبُ كَثِيرُ الشَّعَرِ لاَ يُدْرَى مَا قُبُلُهُ مِنْ دُبُرِهِ مِنْ كَثْرَةِ الشَّعَرِ، فَقُلْنَا: وَيْلَكِ مَا أَنْتِ؟ فَقَالَتْ: أَنَا الْجَسَّاسَةُ. قُلْنَا: وَمَا الْجَسَّاسَةُ؟ قَالَتِ: اعْمِدُوا إِلَى هَذَا الرَّجُلِ فِى الدَّيْرِ فَإِنَّهُ إِلَى خَبَرِكُمْ بِاْلأَشْوَاقِ. فَأَقْبَلْنَا إِلَيْكَ سِرَاعاً، وَفَزِعْنَا مِنْهَا وَلَمْ نَأْمَنْ أَنْ تَكُونَ شَيْطَانَةً،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/214)
فَقَالَ: أَخْبِرُونِي عَنْ نَخْلِ بَيْسَانَ. قُلْنَا: عَنْ أَىِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: أَسْأَلُكُمْ عَنْ نَخْلِهَا هَلْ يُثْمِرُ؟ قُلْنَا لَهُ: نَعَمْ. قَالَ: أَمَا إِنَّهُ يُوشِكُ أَنْ لاَ تُثْمِرَ. قَالَ: أَخْبِرُونِى عَنْ بُحَيْرَةِ الطَّبَرِيَّةِ؟ قُلْنَا: عَنْ أَىِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: هَلْ فِيهَا مَاءٌ؟ قَالُوا: هِىَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ. قَالَ: أَمَا إِنَّ مَاءَهَا يُوشِكُ أَنْ يَذْهَبَ. قَالَ: أَخْبِرُونِى عَنْ عَيْنِ زُغَرَ؟ (وهي بلدة تقع في الجانب القبلي من الشام) قَالُوا: عَنْ أَىِّ شَأْنِهَا تَسْتَخْبِرُ؟ قَالَ: هَلْ فِى الْعَيْنِ مَاءٌ؟ وَهَلْ يَزْرَعُ أَهْلُهَا بِمَاءِ الْعَيْنِ؟ قُلْنَا لَهُ: نَعَمْ، هِىَ كَثِيرَةُ الْمَاءِ، وَأَهْلُهَا يَزْرَعُونَ مِنْ مَائِهَا. قَالَ: أَخْبِرُونِى عَنْ نَبِىِّ الأُمِّيِّينَ مَا فَعَلَ؟ قَالُوا: قَدْ خَرَجَ مِنْ مَكَّةَ وَنَزَلَ يَثْرِبَ. قَالَ: أَقَاتَلَهُ الْعَرَبُ؟ قُلْنَا: نَعَمْ. قَالَ: كَيْفَ صَنَعَ بِهِمْ؟ فَأَخْبَرْنَاهُ أَنَّهُ قَدْ ظَهَرَ عَلَى مَنْ يَلِيهِ مِنَ الْعَرَبِ وَأَطَاعُوهُ، قَالَ لَهُمْ: قَدْ كَانَ ذَلِكَ؟ قُلْنَا نَعَمْ. قَالَ: أَمَا إِنَّ ذَاكَ خَيْرٌ لَهُمْ أَنْ يُطِيعُوهُ، وَإِنِّى مُخْبِرُكُمْ عَنِّي، إِنِّى أَنَا الْمَسِيحُ، وَإِنِّى أُوشِكُ أَنْ يُؤْذَنَ لِى فِى الْخُرُوجِ، فَأَخْرُجَ فَأَسِيرَ فِى الأَرْضِ فَلاَ أَدَعَ قَرْيَةً إِلاَّ هَبَطْتُهَا فِى أَرْبَعِينَ لَيْلَةً غَيْرَ مَكَّةَ وَطَيْبَةَ فَهُمَا مُحَرَّمَتَانِ عَلَيَّ كِلْتَاهُمَا، كُلَّمَا أَرَدْتُ أَنْ أَدْخُلَ وَاحِدَةً أَوْ وَاحِداً مِنْهُمَا اسْتَقْبَلَنِى مَلَكٌ بِيَدِهِ السَّيْفُ صَلْتاً يَصُدُّنِى عَنْهَا، وَإِنَّ عَلَى كُلِّ نَقْبٍ مِنْهَا مَلاَئِكَةً يَحْرُسُونَهَا. قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم - وَطَعَنَ بِمِخْصَرَتِهِ فِى الْمِنْبَرِ -: «هَذِهِ طَيْبَةُ هَذِهِ طَيْبَةُ هَذِهِ طَيْبَةُ». يَعْنِى الْمَدِينَةَ «أَلاَ هَلْ كُنْتُ حَدَّثْتُكُمْ ذَلِكَ؟». فَقَالَ النَّاسُ:نَعَمْ.
«فَإِنَّهُ أَعْجَبنِى حَدِيثُ تَمِيمٍ أَنَّهُ وَافَقَ الَّذِى كُنْتُ أُحَدِّثُكُمْ عَنْهُ وَعَنِ الْمَدِينَةِ وَمَكَّةَ، أَلاَ إِنَّهُ فِى بَحْرِ الشَّامِ أَوْ بَحْرِ الْيَمَنِ، لاَ بَلْ مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ ما هُوَ، مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ، مِنْ قِبَلِ الْمَشْرِقِ مَا هُوَ» (قال القاضي: لفظة (ما هو) زائدة، صلة للكلام، ليست بنافية، والمراد إثبات أنه فى جهات المشرق) وَأَوْمَأَ بِيَدِهِ إِلَى الْمَشْرِقِ. قَالَتْ فَحَفِظْتُ هَذَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم)
رواه مسلم في صحيحه برقم (2942)، فهو حديث صحيح، رواه أهل العلم في كتبهم، من طريقين عن فاطمة بنت قيس رضي الله عنها، وقال الترمذي رحمه الله "الجامع الصحيح" (2253): " هذا حديث صحيح غريب " انتهى. وقال ابن عبد البر "الاستذكار" (7/ 338): " ثابت صحيح من جهة الإسناد والنقل "
----------------------
السؤال:
هل المسيح مستثنى من حديث "لا تأتي مائة سنة وعلى الأرض نفس منفوسة اليوم"
حيث انه من المعلوم انه في اخر الزمان سيخرج.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[29 - 03 - 08, 04:02 ص]ـ
لعل هذا يفيدك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112178
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[31 - 03 - 08, 07:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم.
لعل هذا يفيدك:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112178
نعم الشيخ محمد رحمه الله يضعف الحديث من جهة المتن مع أن الحديث في صحيح مسلم , ويقول إنه معارض للاحاديث الصحيحة بعدم بقاء أحد على وجه الارض بعد مائة سنة من مقولة النبي صلى الله عليه وسلم ,ولفضيلة الدكتور عصام السناني كلام جيد في الحديث في رسالة وجهها الى الشيخ محمد قبيل موته رحمه الله بخصوص الموضوع ذاته, وهي موجودة في اخر كتاب أقوال ذوي العرفان في أن الاعمال داخلة في مسمى الايمان فلتراجع المسألة هناك.
من يمدنا بما قال الدكتور / عصام السناني في كتابه: أقوال ذوي العرفان في أن الاعمال داخلة في مسمى الايمان(92/215)
ما هو المثقال
ـ[أبويوسف الحنفى]ــــــــ[28 - 03 - 08, 03:54 م]ـ
هل يقصد بالمثقال الذهب أى جرام الذهب؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 03 - 08, 06:35 م]ـ
المثقال = (25ر4) جراماً من الذهب(92/216)
رجلان جنى عليهما أصحابهما جعفر الصادق وأحمد بن حنبل!!
ـ[العوضي]ــــــــ[28 - 03 - 08, 08:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد,
قال الشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ حفظه الله:
المنتسبون للسلف الذين أجروا الألفاظ على ظاهرها هؤلاء ينقسمون على ثلاث طوائف:
- الطائفة الأولى: هم الحقيقون بصحة الانتساب إلى مذهب السنة والحديث، وهم الذين أثبتوا الصفات ولم يخالفوا منهج الصحابة والتابعين فيها؛ بل كان إثباتهم لها إثبات وجود وإثبات معنى على ما دل عليه اللفظ، وهذا هو مذهب أهل السنة والحديث بكل الصفات.
- والطائفة الثانية: الذين قالوا نجريها على ظواهرها، وظواهرها غير معلومة لنا، ومعنى الإجراء على ظاهرها أننا نذكر اللفظ ونسكت عن المعنى، هؤلاء هم المفوضة.
- والطائفة الثالثة: من أجروا هذه الألفاظ على ظاهرها؛ لكنهم غلوا في إجرائها على ظواهرها، بحيث فسَّروا الظواهر باللازم، فأثبتوا صفات لم ترد باللوازم، وهذا عليه طائفة من الغلاة في الإثبات من المنتسبين للحنابلة ولغيرهم.
ولهذا قال شيخ الإسلام قال بعضهم: رجلان جنى عليهما أصحابهما جعفر الصادق وأحمد بن حنبل؛ فإن أصحاب جعفر -يعني الشيعة الذين انتسبوا إليه وسُموا بالجعفرية- حرفوا طريقة جعفر وكان فقيها على مذهب أهل السنة، وصرفوا ذلك ونسبوا إليه كتبا في التوحيد وفي الفقه بما يخالف ما كان عليه حقيقة.
وكذلك طائفة كبيرة من أصحاب أحمد المنتسبين إليه وليسوا من فقهاء الإسلام في التوحيد وفي السنة وفي الفقه؛ بل كانوا من المنتسبين إليه ومن غير العلماء بمذهبه، غلوا في الإثبات حتى نسبوا أشياء إليه لا يصح أن تنسب إليه، فأثبتوا باللوازم الصفات، وقالوا ظاهر اللفظ لابد له من إثبات ما يلزم منه، لهذا أيدوا هذه اللوازم بالأحاديث الضعيفة الكثيرة، كما فعله طائفة من مثل أبي يعلى في كتابه إبطال التأويلات، وأشباه هؤلاء، فيجعل من لازم إثبات القدم لله جل وعلا إثبات تركب الساق عليها؛ لأن هذا هو الظاهر، ويثبتون العضد والمنكب والجنب ومن هذا على حسب اللوازم , وما أيده اللازم من أحاديث رويت في هذا فهي إما غير صحيحة وإما لها دلالة غير ما ذهبوا إليه.
المقصود من هذا أن هؤلاء أعني من أثبتوا الظاهر سواء أكانوا مجسمة أو كانوا من أهل الحديث والسنة أو كانوا من الطوائف التي ذكرنا هؤلاء الخلاف بينهم في تفسير معنى الظاهر، فتنتبه إلى أن المراد من تفسير الظاهر ما هو؟ فإذا حدد فحدد فهم هذه المذاهب. أهـ
المصدر شرح الفتوى الحموية لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله [الشريط الحادي عشر نهاية الوجه الأول وبداية الوجه الثاني- وانظر مكتبة الشيخ صالح آل الشيخ الإلكترونية]
منقول(92/217)
ما حكم صلاة النَّافِلة قبل صلاة الجمعة
ـ[عبد الله كريم]ــــــــ[28 - 03 - 08, 10:11 م]ـ
ما حكم صلاة النَّافِلة قبل صلاة الجمعة
هل يجوز ان يجمع المصلى بين سنه
الوضوء وتحيه المسجد وسنه الصلاة فى ركعتين
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[28 - 03 - 08, 11:28 م]ـ
أما بالنسبة للنافلة قبل الجمعة فالذي أذكره أنها سنة كما في حديث أبي هريرة في الصحيح مرفوعاً "ثم صلى ما كتب له حتى يخرج الإمام", اما بالنسبة للسؤال الثاني فهو داخل في مسألة هل يجوز جمع عدة نيات في النافلة أم لا, وهي مسألة مشهورة وآمل من الإخوة إفادتنا بها,,
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:14 ص]ـ
قد سبق بحث هاتين المسألتين بالملتقى .. فلو استخدمتما خاصية البحث للوصول إليهما .. بارك الله فيكما.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[29 - 03 - 08, 04:17 ص]ـ
لعل هذا يفيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=100541&highlight=%D5%E1%C7%C9+%C7%E1%CC%E3%DA%E5(92/218)
هل آدم أول الأنبياء أم نوح؟
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:00 ص]ـ
عن أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " أول نبي أرسل نوح "
رواه الديلمي في " مسنده " (1/ 1 / 9) و ابن عساكر في " تاريخه " (17/ 326/ 2) و حسنه الألباني في الصحيحة (1289) و قال: [له شاهد قوي عن أبي هريرة مرفوعا في حديث الشفاعة الطويل، ففيه:
" فيأتون نوحا، فيقولون: يا نوح أنت أول الرسل إلى الأرض ". أخرجه مسلم (1/ 327) و الترمذي (2436) و قال:" هذا حديث حسن صحيح "] ا. هـ
و في رواية عند أحمد " وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا رَأْسَ النَّبِيِّينَ "
وفي الآية: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} (النساء: 163)
أما نبوة آدم - عليه السلام - فجاءت في الحديث الذي صححه الألباني في الصحيحة (2668):
عن أَبُي أُمَامَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ، أَنَّ رَجُلا، قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَنَبِيًّا كَانَ آدَمُ؟ قَالَ: نَعَمْ، مُعَلَّمٌ مُكَلَّمٌ، قَالَ: كَمْ بَيْنَهُ وَبَيْنَ نُوحٍ؟ قَالَ: عَشْرُ قُرُونٍ، قَالَ: كَمْ بَيْنَ نُوحٍ وَإِبْرَاهِيمَ؟ قَالَ: عَشْرُ قُرُونٍ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، كَمْ كَانَتِ الرُّسُلُ؟ قَالَ: ثَلاثَ مِائَةٍ وَخَمْسَ عَشْرَةَ جَمًّا غَفِيرًا
قال الألباني - رحمه الله -: [أخرجه أبو جعفر الرزاز في " مجلس من الأمالي " (ق 178/ 1) , و ابن حبان أيضا في " صحيحه " (2085 - موارد) و ابن منده في " التوحيد " (ق 104/ 2) و من طريقه ابن عساكر في " تاريخ دمشق " (2/ 325 / 2) و الطبراني في "الأوسط " (1/ 24 / 2/ 398 - بترقيمي) و كذا في "الكبير " (8/ 139 - 140) و الحاكم (2/ 262) و قال: " صحيح على شرط مسلم ". و وافقه الذهبي. وكذا قال ابن عروة الحنبلي في " الكواكب الدراري " (6/ 212 / 1) و قد عزاه لابن حبان فقط، و قال ابن منده عقبه: " هذا إسناد صحيح على رسم مسلم والجماعة إلا البخاري] ا. هـ (" السلسلة الصحيحة " 6/ 358) و لتمام الفائدة انظر بقية كلام الشيخ الألباني - رحمه الله - على الحديث.
فما الراجح من ذلك؟ ... و جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 12:32 ص]ـ
سؤال:
أريد معرفة ما إذا كان آدم عليه السلام نبيا. وإذا لم يكن آدم عليه السلام هو نبينا الأول , فمن يكون نبينا الأول إذن؟.
الجواب:
الحمد لله
آدم عليه السلام هو أول الأنبياء، كما جاء في الحديث الذي أخرجه ابن حبان في صحيحه، أن النبي صلى الله عليه وسلم: سُئِلَ عن آدم أنبي هو؟ قال: (نعم نَبِِيٌ مُكَلَّمْ)، ولكنه ليس برسول لما جاء في حديث الشفاعة أن الناس يذهبون إلى نوح فيقولون: " أنت أول رسول بعثه الله إلى الأرض ".
وهذا نص صريح بأن نوحا أول الرسل، والله أعلم.
مجموع فتاوى ابن عثيمين 1/ 317
فآدم أبو البشر وهو نبي، فهو أول الأنبياء.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[30 - 03 - 08, 02:42 ص]ـ
حديث أبي أمامة فيه نظر
على أية حال هناك فرق بين النبي والرسول فكون نوح أول الرسل لا ينفي وجود أنبياء من قبله
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 09:50 م]ـ
و لكن ألا يفهم من الآية {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} (النساء: 163)
أن الله عز و جل قد أوحى إلى نوح و من بعده دون قبله فلو أوحى إلى أحد قبل نوح بالنبوة لكان ذكر في الآية و لكان بدأ به و ليس بنوح. و في الرواية لحديث الشفاعة: " وَلَكِنْ ائْتُوا نُوحًا رَأْسَ النَّبِيِّينَ " ...... فرأس النبيين أى أولهم ..... ؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[03 - 04 - 08, 05:25 ص]ـ
جاء فى تحفه الاحوذى فى شرح حديث الشفاعه:
ما نصه:
(فيقولون يا نوح أنت أول الرسل إلى أهل الأرض)
استشكلت هذه الأولية بأن آدم عليه السلام نبي مرسل وكذا شيث وإدريس وغيرهم. وأجيب بأن الأولية مفيدة بقوله إلى أهل الأرض ويشكل ذلك بحديث جابر في البخاري في التيمم: وكان النبي يبعث خاصة إلى قوم خاصة ويجاب بأن العموم لم يكن في أصل بعثة نوح وإنما اتفق باعتبار حصر الخلق في الموجودين بعد هلاك سائر الناس انتهى. وفيه نظر ظاهر لا يخفى، وقيل إن الثلاثة كانوا أنبياء لم يكونوا رسلا ويرد عليه حديث أبي ذر عند ابن حبان فإنه كالصريح بإنزال الصحف على شيث وهو علامة الإرسال انتهى وفيه بحث، إذ لا يلزم من إنزال الصحف أن يكون المنزل عليه رسولا لاحتمال أن يكون في الصحف ما يعمل به بخاصة نفسه، ويحتمل أن لا يكون فيه أمر نهي. بل مواعظ ونصائح تختص به، فالأظهر أن يقال الثلاثة كانوا مرسلين إلى المؤمنين والكافرين وأما نوح عليه السلام فإنما أرسل إلى أهل الأرض وكلهم كانوا كفارا هذا وقد قيل هو نبي مبعوث أي مرسل ومن قبله كانوا أنبياء غير مرسلين كآدم وإدريس عليهما السلام فإنه جد نوح على ما ذكره المؤرخون. قال القاضي عياض: قيل إن إدريس هو إلياس وهو نبي من بني إسرائيل فيكون متأخرا عن نوح فيصح أن نوحا أول نبي مبعوث مع كون إدريس نبيا مرسلا. وأما آدم وشيث فهما وإن كانا رسولين إلا أن آدم أرسل إلى بنيه ولم يكونوا كفارا بل أمر بتعليمهم الإيمان وطاعة الله. وشيث كان خلفا له فيهم بعده بخلاف نوح فإنه مرسل إلى كفار أهل الأرض وهذا أقرب من القول بأن آدم وإدريس لم يكونا رسولين، كذا في المرقاة
والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/219)
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[03 - 04 - 08, 05:31 ص]ـ
قال البغوى فى تفسيره:
وأنزل: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ} فذكر عدَّةً من الرسل الذين أوحى إليهم، وبدأ بذكر نوح عليه السلام لأنه كان أبا البشر مثل آدم عليه السلام، قال الله تعالى: "وجعلنا ذريته هم الباقين" (الصافات -77) ولأنه أول نبي من أنبياء الشريعة، وأول نذير على الشرك، وأول من عذبت أمته لردِّهم دعوته، وأهُلك أهل الأرض بدعائه وكان أطول الأنبياء
والله اعلم
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 05:26 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 06:22 م]ـ
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7851(92/220)
رجل قال عن نفسه كافر، فهل يكفر حقيقة؟ ارجو الإجابة عااااجل
ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[29 - 03 - 08, 01:21 ص]ـ
رجل قال عن نفسه كافر مازحاً، فهل يكفر حقيقة؟
ومالذي يجب عليه؟
ـ[أم سليم]ــــــــ[29 - 03 - 08, 08:30 ص]ـ
من موقع الدين النصيحة للشيخ الأمين الحاج محمد
ما هو من الأقوال، والأعمال، والاعتقادات كفر
تمهيد ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm# تمهيد)
بم يكون الكفر عند أهل السنة والجماعة؟ ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm# بم يكون الكفر عند أهل السنة والجماعة؟)
بم يكون الكفر عند أهل السنة والجماعة؟ ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm# بم يكون الكفر عند أهل السنة والجماعة؟)
ما هو من الأقوال والأعمال والاعتقاد كفر ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm# ما هو من الأقوال والأعمال والاعتقاد كفر)
أقوال أهل العلم والفتوى في ذلك ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm# أقوال أهل العلم والفتوى في ذلك)
ناقل الكفر وناشره ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm# ناقل الكفر وناشره)
سابّ الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له توبة في الدنيا ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm# سابّ الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له توبة في الدنيا)
الأدلة على قتل سابّ النبي صلى الله عليه وسلم وعدم استتابته ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm# الأدلة على قتل سابّ النبي صلى الله عليه وسلم وعدم استتابته)
تمهيد ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm# تمهيد)
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيد الأولين والآخرين، المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آله وصحابته والتابعين.
وبعد ..
قبل الشروع في المقصود أود التنبيه على الآتي:
أولاً: إن الإكفار1 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn1) ملك لله ورسوله، فلا يحل لأحد أن يكفر أحداً إلا من أكفره الله ورسوله.
ثانياً: مسألة الإكفار والتفسيق والتبديع من المسائل الخطرة التي زلت فيها أقدام، وضلت فيها أفهام، وانحرفت بسببها أقوام، لهذا لا ينبغي أن يخوض فيها إلا الراسخون في العلم، ولا يتعاطاها كل أحد من طلاب العلم، دعك عن العوام.
ثالثاً: هناك فرق بين الإكفار العام وإكفار المعين، أي بين أن تقول: هذا القول أوالعمل أوالاعتقاد كفر، أومن قال كذا فقد كفر، وبين أن تقول: فلان من الناس كافر، إذ تكفير المعين له شروط وموانع.
رابعاً: لا يكفر المعين إلا بتوفر شرطين هما:
1. البلوغ.
2. العقل.
وبانتفاء موانع هي:
1. الجهل.
2. الخطأ.
3. التأويل أوالشبهة.
4. الإكراه.
فإذا تعاطى الشخص سبباً من أسباب الكفر القولية أوالعملية أوالاعتقادية، بفعل أوترك، جاداً كان أم هازلاً أم شاكاً، فأقيمت عليه الحجة، وبصِّر إن كان جاهلاً، وأزيلت عنه الشبهة، ثم أصر على ذلك، فقد كفر إن كان بالغاً، عاقلاً، طائعاً، مختاراً، غير مكره.
والتأويل منه ما هو فاسد وهذا لا عبرة به، ومنه ما هو راجح أومرجوح، وهذا لا يكفر أحد تعاطاه.
ولا تقبل دعوى الجهل لمسلم يعيش بين ظهراني المسلمين، ولكن لحديث عهد بالإسلام.
خامساً: يحكم في ذلك الفقهاء والقضاة الموثوق بدينهم وعلمهم الشرعي وعدالتهم، وينفذ الحكم ولاة الأمر وليس العامة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: (الحدود لا يقيمها إلا الإمام ونائبه).2 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn2)
سادساً: الإكفار منه ما هو بدعي، وهو الذي يكون بسبب اقتراف بعض الذنوب غير المكفِّرة، نحو تعاطي الخمر، والتعامل بالربا، وممارسة الزنا لمن يقر بحرمتها، أما من استحلها ولو لم يتعاطاها فقد كفر، أوبسبب الابتداع، والتعصب، والحسد، ونحو ذلك؛ ومنه ما هو شرعي، كالذبح لغير الله، والسجود لصنم، وإلقاء المصحف في دورة مياه مثلاً، ونحو ذلك.
سابعاً: من المسائل التي يجب على المسلم تعلمها نواقض الإسلام، وهي الأمور التي تبطل الإسلام وتفسده وتخرج المسلم من حظيرة الإيمان إلى دائرة الكفر والعياذ بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/221)
ثامناً: النطق بالشهادتين والدخول في الإسلام ليس عاصماً ولا مانعاً من الكفر بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يصبح الرجل مؤمناً ويمسي كافراً، ويمسي كافراً ويصبح مسلماً".3 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn3)
فقد يكون المرء مصلياً صائماً وهو متعاطي لسبب من أسباب الكفر المحبطة لأعماله الصالحة وهو لا يشعر، عقدياً كان هذا السبب، أوعملياً، أوقولياً: "فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أويصيبهم عذاب أليم".
ولا تغتر أخي المسلم بما يقوله أهل الأهواء المرجئة: "لا يضر مع الإيمان معصية كما لا تنفع مع الكفر طاعة"، حيث اختزلوا كلمة التوحيد التي بها قامت السموات والأرض في التصديق بالقلب أوالنطق باللسان ولو لم يصاحب ذلك عمل بالأركان وكف عن المحرمات والآثام، أوبقول مشايخهم من الجهمية الطغام الذين قصروا الإيمان على المعرفة القلبية، ففي شرعهم فإن إبليس وفرعون مؤمنان كاملا الإيمان لمعرفتهم برب الأرباب، حيث حكى الله عن إبليس لعنه الله: "قال رب فأنظرني إلى يوم يُبعثون"4 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn4)، وقال: "فبعزتك لأغوينهم أجمعين"5 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn5) ، وقال عن فرعون وملئه أبعدهم الله من رحمته: "وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلواً".6 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn6)
بعد هذه التنبيهات والتوطئات التي لابد منها ندلف إلى ما عزمنا عليه، فنقول وبالله التوفيق:
بم يكون الكفر عند أهل السنة والجماعة؟
الكفر عند أهل السنة والجماعة، نقاوة المسلمين، الفرقة الناجية المنصورة، يكون بالقول والعمل والاعتقاد، وبالفعل والترك، وبالجد والهزل والشك، فقد يكفر المسلم بالعمل كما يكفر بالاعتقاد، وقد يكفر بالفعل كما يكفر بالترك، وقد يكفر وهو هازل مازح كما يكفر وهو جاد حازم، وقد يكفر وهو متيقن أوشاك: "قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم"7 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn7)، وأن الكفر العملي ليس قاصراً على سب الله ورسوله ودينه.
فكما أن الإيمان قول وعمل واعتقاد، فكذلك الكفر يكون بالقول والعمل والاعتقاد، فقد يكفر المسلم بقول أوعمل وإن كان يعتقد بقلبه خلاف ما نطق به لسانه أوكسبته يداه، إلا المكره، فقد استثناه الله عز وجل: "إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان"8 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn8).
لقد تعجبت كثيراً كما تعجب غيري من زعم البعض هدانا الله وإياهم سبل الرشاد أن الحاكم الذي يشرِّع دستوراً ويسن قانوناً على غرار دساتير وقوانين الكفار ويحكم به وينبذ شرع الله وراءه ظهرياً لا يكفر مثلاً إلا إذا اعتقد ذلك بقلبه؛ وكان تعجب الإمام ابن الوزير اليماني رحمه الله من إحدى فرق المعتزلة وهم "البهاشمة"9 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn9) أشد حين لم يكفِّروا النصارى الذين قالوا: إن الله ثالث ثلاثة، مع نص القرآن بتكفيرهم، حيث قال: "لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة"10 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn10)، إلا إذا اعتقدوا ذلك بقلوبهم11 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn11)، وأعجب من هذا وذاك نسبة هذا المعتقد لأهل السنة والجماعة.
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله كما نشر في مجلة الفرقان الكويتية العدد "94": (الذبح لغير الله، والسجود لغير الله، كفر عملي مخرج من الملة، وهكذا لو صلى لغير الله فإنه يكفر كفراً عملياً أكبر – والعياذ بالله – وهكذا إذا سب الدين، أوسب الرسول، أواستهزأ بالله ورسوله، فإن ذلك كفر عملي أكبر عند جميع أهل السنة والجماعة).
وقالت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء12 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn12) بالسعودية في رد على سؤال: اعتبار تارك الصلاة من غير جحود كافراً كفراً عملياً، والكفر العملي لا يخرج صاحبه من الملة إلا ما استثنوه من سب الله تعالى وما شابهه، فهل تارك الصلاة مستثنى؟ وما وجه الاستثناء؟
فأجابت: (ليس كل كفر عملي لا يخرج من ملة الإسلام، بل بعضه يخرج من ملة الإسلام).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/222)
ما هو من الأقوال والأعمال والاعتقاد كفر
عندما يُطلق الكفر يراد به الكفر الأكبر المخرج من الملة، الكفر الأكبر مساوٍ للشرك الأكبر وللنفاق الأكبر وللردة.
نماذج الكفر القولية والعملية والاعتقادية، الفعلية والتركية، لا تحصى كثرة.
فإجمالاً: يكون الكفر إما بإثبات ما نفاه الله ورسوله أوبنفي ما أثبتاه، وبعبارة أخرى بإنكار كل ما هو معلوم من الدين ضرورة.
وتفصيلاً: من أمثلة الكفر التي توصل إليها أهل العلم بالاستقراء، والتي تعرف بنواقض الإسلام، ما يأتي:
1. الدعاء والاستغاثة بغير الله عز وجل.
2. اتخاذ الوسائط بين العبد وبين ربه، نحو قول أحدهم: اللهم إني أسألك بجاه فلان؛ قال تعالى موضحاً سبب شرك وكفر الأوائل: "ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى".13 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn13)
3. موالاة الكفار والمشركين.
4. التحاكم لغير شرع الله، فالحاكم - وكذلك القاضي - الذي يحكم بغير ما أنزل الله يكفر، إلا في حالين، هما:
(1) الخطأ في الاجتهاد في الوصول إلى حكم الله عز وجل.
(2) الحياد عنه لقرابة أورشوة في قضية معينة، مع يقينه بأنه الحق.
ففي هاتين الحالتين يكون كفره كفراً أصغر، أما ما سواهما فكفره أكبر14 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn14).
يخطئ خطأ فاحشاً من ينزل قول ابن عباس رضي الله عنهما: "ليس بالكفر الذي تذهبون إليه"، على كثير من حكم المسلمين بعد سقوط الدولة العثمانية، وجثوم الاستعمار على صدر الأمة، وإقصاء شرع الله إلا في دائرة الأحوال الشخصية، حيث استبدل الذي هو أدنى – الدساتير والقوانين الوضعية – بالذي هو خير، شرع الله عز وجل
5. تعلم أنواع من السحر، نحو ما يعرف بالصرف والعطف، أوالحل والعقد، وما شابهه، والإيمان به، وغشيان محترفيه، وتصديقهم فيما يقولون.
6. من لم يكفِّر الكفار، نحو اليهود، والنصارى، والشيوعيين، والجمهوريين، أوشك في كفرهم، أوصحَّح مذهبهم فقد كفر، فماذا بعد الحق إلا الضلال؟! 7. الإعراض الكلي أوالجزئي عن دين الله عز وجل.
8. اعتقاد أن بعض الناس يمكنهم الاستغناء عن شرع محمد صلى الله عليه وسلم، أوتسقط عنهم بعض التكاليف الشرعية.
9. الاستهزاء والسخرية بالله، وآياته، ورسله، وملائكته، تصريحاً أوتلميحاً.
10. استحلال ما حرَّم الله، أوتحريم ما أحل الله.
11. إباحة الردة وإنكار حدها.
12. الدعوة إلى مساواة الأديان السماوية بعد تحريفها وتبديلها ونسخها بشريعة ولد عدنان.
13. سب الله، والرسل، والملائكة، والدين، تصريحاً أوتلميحاً.
14. الانتساب للأحزاب الكافرة والعلمانية.
15. تكفير أوتضليل جماعة الصحابة.
16. التجسس لصالح الكفار، والقتال تحت رايتهم.
17. رمي عائشة رضي الله عنها بما برَّأها الله منه.
18. من ادعى النبوة أوأنه يوحى إليه، ومن صدقه.
19. اعتقاد أن أحد المخلوقين ينفع ويضر أويعلم الغيب.
يتبع
ـ[أم سليم]ــــــــ[29 - 03 - 08, 08:52 ص]ـ
أقوال أهل العلم والفتوى في ذلك
* سئل الشافعي المتوفى 204هـ، رحمه الله عمن هزل بشيء من آيات الله تعالى، فقال: (هو كافر؛ واستدل بقوله تعالى: "قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم"15 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn15)) 16
وقال الإمام إسحاق بن إبراهيم المتوفى 238هـ: (ومما أجمعوا على تكفيره، وحكموا عليه كما حكموا على الجاحد، فالمؤمن الذي آمن بالله تعالى، وبما جاء من عنده، ثم قتل نبياً أوأعان على قتله، وإن كان مقراً ويقول: قتل الأنبياء محرم، فهو كافر، وكذلك من شتم نبياً، أورد عليه قوله من غير تقية ولا خوف – أي من غير إكراه.
وقال: وأجمع المسلمون على أن من سب الله، أوسب رسوله، أودفع شيئاً مما أنزل الله عز وجل، أوقتل نبياً من أنبياء الله، أنه كافر بذلك، وإن كان مقراً بكل ما أنزل الله).17 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn17)
وقال الحميدي: (أخبرت أن قوماً يقولون: إن من أقر بالصلاة، والزكاة، والصوم، والحج، حتى الموت ما لم يكن جاحداً بقلبه أنه مؤمن (!)، فقلت: هذا الكفر بالله الصَّراح، وخلاف كتاب الله وسنة رسوله وفعل المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/223)
وقال حنبل: قال أبوعبد الله أحمد بن حنبل: من قال هذا فقد كفر بالله ورد على الله أمره، وعلى الرسول ما جاء).18 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn18)
وقال عبد الله ابن الإمام أحمد: سألت أبي عن رجل قال لرجل: يا ابن كذا وكذا أنت ومن خلقك؛ قال أبي: هذا مرتد عن الإسلام؛ قلت لأبي: تضرب عنقه؟ قال: نعم، تضرب عنقه).19 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn19)
وقال فقيه المغرب محمد بن سُحنون المالكي: (أجمع العلماء أن شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم المنتقص له كافر، والوعيد جارٍ عليه بعذاب الله، وحكمه عند الأمة القتل، ومن شك في كفره وعذابه كفر).20 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn20)
وقال أبو بكر بن المنذر: أجمع عوام – أي عامة – أهل العلم على أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم يُقتل، وممن قال ذلك: مالك بن أنس، والليث، وأحمد، وإسحاق، وهو مذهب الشافعي.
قال القاضي عياض: وهو مقتضى قول أبي بكر الصديق رضي الله عنه، ولا تقبل توبته عند هؤلاء، وبمثله قال أبو حنيفة وأصحابه، والثوري، وأهل الكوفة، والأوزاعي.
إلى أن قال: ولا نعلم خلافاً في استباحة دمه بين علماء الأمصار وسلف الأمة.
وقال القاضي عياض21 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn21) تحت فصْل: "الحكم الشرعي فيمن سب النبي صلى الله عليه وسلم أوانتقصه": (اعلم وفقنا الله وإياك أن جميع من سب النبي صلى الله عليه وسلم، أوعابه، أوألحق به نقصاً في نفسه، أونسبه، أودينه، أوخصلة من خصاله، أوعرَّض به، أوشبهه بشيء على طريق السب له، أوالإزراء عليه، أوالتصغير لشأنه، أوالغض منه والعيب له، فهو ساب له، والحكم فيه حكم الساب، يُقتل كما نبينه، ولا نستثني فصلاً من فصول هذا الباب على هذا المقصد، ولا نمتري22 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn22) فيه تصريحاً كان أوتلويحاً.
حكى ابن مطرف عن مالك في كتاب ابن حبيب: (من سب النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين قتل ولم يستتب).23 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn23)
* وقال ابن القاسم في "العتبية"24 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn24): ( من سبه، أوشتمه، أوعابه، أوتنقصه، فإنه يُقتل، وحكمه عند الأمة القتل كالزنديق، وقد فرض الله تعالى توقيره وبره).25 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn25)
أفتى أبو محمد بن أبي زيد بقتل رجل سمع قوماً يتذاكرون صفة النبي صلى الله عليه وسلم إذ مر بهم رجل قبيح الوجه واللحية، فقال لهم: تريدون تعرفون صفته؟ هي في صفة هذا المارّ في خَلقه ولحيته؛ قال: ولا تقبل توبته، وقد كذب لعنه الله، وليس يخرج من قلب سليم الإيمان).26 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn26)
* وقال أحمد بن أبي سليمان صاحب سُحنون: (من قال: إن النبي صلى الله عليه وسلم كان أسود يُقتل).27 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn27)
* وقال الشيخ أبو الحسن الأشعري رحمه الله المتوفى 324هـ: (إرادة الكفر كفر، وبناء28 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn28) كنيسة يُكفر فيها بالله، لأنه إرادة الكفر).29 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn29)
وقال أبو بكر الجصاص الحنفي المتوفى 370هـ: (قال تعالى: "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب" إلى قوله: "إن نعفُ"، فيه الدلالة على أن اللاعب والجاد سواء في إظهار كلمة الكفر على غير وجه الإكراه، لأن هؤلاء المنافقين ذكروا أنهم قالوا ما قالوه لعباً، فأخبر الله عن كفرهم).
• وقال ابن شاس المالكي: (وظهور الردة إما أن يكون بالتصريح بالكفر، أوبلفظ يقتضيه، أوبفعل يتضمنه).30 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn30)
وقال النووي في "روضة الطالبين"31 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn31) معرفاً الردة: (هي قطع الإسلام، ويحصل ذلك تارة بالقول الذي هو كفر، وتارة بالفعل.
والأفعال الموجبة للكفر هي التي تصدر عن تعمد واستهزاء بالدين صريح، كالسجود للصنم أوللشمس، وإلقاء المصحف في القاذورات، والسحر الذي فيه عبادة الشمس ونحوها).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/224)
وقال في شرح صحيح مسلم32 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn32) عن حكم السحر: (ومنه ما يكون كفراً، ومنه ما لا يكون كفراً بل معصية كبيرة، فإن كان فيه قول أوفعل يقتضي الكفر فهو كفر، وإلا فلا، وأما تعلمه وتعليمه فحرام، فإن كان فيه ما يقتضي الكفر – أي في تعلمه وتعليمه – كفَّر).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (إن من سب الله أوسب رسوله كفر ظاهراً وباطناً، سواء كان السابّ يعتقد أن ذلك محرم، أوكان مستحلاً له، أوكان ذاهلاً عن اعتقاده، هذا مذهب الفقهاء وسائر أهل السنة القائلين بأن الإيمان قول وعمل).33 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn33)
* وقال تقي الدين علي بن عبد الكافي السبكي الشافعي: (التكفير حكم شرعي سببه جحد الربوبية، أوالوحدانية، أوالرسالة، أوقول أوفعل حكم الشرع بأنه كفر وإن لم يكن جحداً).34 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn34)
وقال الشيخ خليل بن إسحاق المالكي صاحب المختصر: (الردة كفر المسلم بصريح أولفظ يقتضيه، أوفعل يتضمنه، كإلقاء مصحف بقذر، وشد زنار وسحر).35 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn35)
وقال الإمام الزركشي الشافعي: (فمن تكلم بكلمة الكفر هازلاً ولم يقصد الكفر كفر).36 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn36)
وقال ابن رجب الحنبلي رحمه الله: (فقد يترك دينه، ويفارق الجماعة وهو مقر بالشهادتين ويدعي الإسلام، كما إذا جحد شيئاً من أركان الإسلام، أوسب اللهَ ورسولَه، أوكفر ببعض الملائكة، أوالنبيين، أوالكتب المذكورة في القرآن، مع العلم بذلك).37 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn37)
وقال محمد بن شهاب البزار الحنفي: (ومن لقن إنساناً كلمة الكفر ليتكلم بها كفر، وإن كان على وجه اللعب والضحك).38 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn38)
ونقل أبو بكر الفارسي الشافعي في كتاب الإجماع أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم مما هو قذف صريح كفر باتفاق العلماء39 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn39) .
وقال ابن نُجيم الحنفي في "البحر الرائق"40 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn40): ( والحاصل أن من تكلم بكلمة الكفر هازلاً أولاعباً كفر عند الكل، ولا اعتبار باعتقاده، كما صرح به "قاضيخان" في فتاواه، ومن تكلم بها مخطئاً أومكرهاً لا يكفر عند الكل، ومن تكلم بها عالماً عامداً كفر عند الكل).
وقال مرعي بن يوسف المقدسي الحنبلي: (ويحصل الكفر بأحد أربعة أمور:
1. بالقول: كسب الله ورسوله، أوادعاء النبوة، أوالشرك له تعالى.
2. وبالفعل: كالسجود للصنم، وكإلقاء المصحف في قاذورة.
3. وبالاعتقاد: كاعتقاده الشريك له تعالى، أوأن الزنا والخمر حلال، أوأن الخبز حرام، ونحو ذلك، ومما أجمع عليه إجماعاً قطعياً.
4. وبالشك في شيء من ذلك).41 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn41)
وقال الشيخ المجدد محمد بن عبد الوهاب رحمه الله في رسالة "نواقض الإسلام"42 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn42): ( السادس: من استهزأ بشيء من دين الرسول، أوثوابه، أوعقابه كفر، والدليل قوله تعالى: "قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم"
السابع: السحر، ومنه الصرف والعطف43 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn43)، فمن فعله أورضي به كفر، والدليل: "وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر".
الثامن: مظاهرة44 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn44) المشركين ومعاونتهم على المسلمين، والدليل: "ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين"، ولا فرق في جميع هذه النواقض بين الهازل، والجاد، والخائف، إلا المكره).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/225)
• وقال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب المتوفى 1233هـ في "الدلائل في حكم موالاة أهل الإشراك": ( ... قوله تعالى: "من كفر بالله من بعد إيمانه إلا من أكره ... "، فحكم تعالى حكماً لا يبدَّل أن من رجع عن دينه إلى الكفر فهو كافر، سواء كان له عذر: خوف على نفس أومال أوأهل45 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn45) أم لا، وسواء كفره بباطنه أم بظاهره دون باطنه، وسواء كفر بفعاله ومقاله أم بأحدهما دون الآخر، وسواء كان طامعاً في دنيا ينالها من المشركين أم لا ... فهو كافر على كل حال إلا المكره).46 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn46)
يتبع
ـ[أم سليم]ــــــــ[29 - 03 - 08, 09:09 ص]ـ
ناقل الكفر وناشره
كما أن الكفر يكون بإنشاء الكلام أوتدوينه، يكون كذلك بنقله، ونشره، والدلالة عليه، وتلقينه.
ناقل الكفر له أربع حالات كما ذكرها القاضي عياض في "الشفا"47 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn47)، ملخصها:
الأولى: إن كان نقلها بغرض التعريف بقائلها والتحذير منه، والإنكار عليه، أوحكاه في كتاب أومجلس على طريق الرد والنقض له، فهذا تعتريه الأحكام الأربعة: الوجوب، والندب، والكراهة، والتحريم، حسب حال المنقول إليهم:
* فإن كان قائل ذلك له أتباع يقلدونه ويتبعونه فيما يقول فيجب النقل للرد عليه في هذه الحال، ويكون ناقل الكفر ليس بكافر، وهذا من فروض الكفاية، إذا قام به البعضُ سقط عن الباقين.
* أوحكاه شاهداً.
* أوحكى ذلك لمن يمكنه الرد عليه أومناظرته، فهذا يُحمد ويُشكر على ذلك.
الثاني: وأما حكايتها على غير ذلك فإن كان الحاكي لها على غير قصد أومعرفة بخطورتها، وعلى غير عادته، ولم يظهر منه قبل ذلك شيء يشبه هذا، زجر وعُزر تعزيراً شديداً وأغلظ عليه.
وقد حكي أن رجلاً سأل مالكاً عمن يقول: القرآن مخلوق؛ فقال مالك: كافر فاقتلوه؛ فقال: إنما حكيته عن غيري؛ فقال مالك: إنما سمعناه عنك!
وهذا من مالك رحمه الله على سبيل الزجر والتغليظ، بدليل أنه لم يسع في تنفيذ قتله.
الثالث: أما إن كان الناقل عُرف بتجرئه وتطاوله على أمثال ذلك فهذا يكفر.
قال أبو عبيد القاسم بن سلام فيمن حفظ شطر بيت مما هُجي به النبي صلى الله عليه وسلم فهو كفر.
وقد ذكر بعض من ألف في الإجماع إجماعَ المسلمين على تحريم رواية ما هُجي به النبي صلى الله عليه وسلم، وكتابته، وقراءته، وتركه متى وجد دون محو.
الرابع: أن يكون الناقل مكرهاً، فهذا لا إثم عليه.
سابّ الرسول صلى الله عليه وسلم ليس له توبة في الدنيا
لا يملك أحد أن يقبل توبة سابّ الرسول صلى الله عليه وسلم ومنتقصه تلميحاً كان ذلك أم تصريحاً في الدنيا، فلابد أن يُقتل زجراً له ولأمثاله، فإن تاب وصدق في توبته فإن ذلك ينفعه في الآخرة، مسلماً كان أم كافراً ذمياً، هذا ما عليه عامة أهل العلم.
قال القاضي عياض48 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn48): ( قال عبد الله بن الحكم المالكي: "من سب النبي صلى الله عليه وسلم من مسلم أوكافر قتل ولم يستتب"، وحكى الطبري مثله عن أشهب عن مالك).
وعن عثمان بن كنانة المالكي المتوفى 186هـ في كتابه "المبسوط": (من شتم النبي صلى الله عليه وسلم من المسلمين قتِل أوصُلِب حياً ولم يُستتب، والإمام مخير في صلبه حياً أوقتله).
وقال أصبغ: (يقتل على كل حال، أسَرَّ ذلك أوأظهره، ولا يُستتاب لأن توبته لا تعرف).
وفي كتاب محمد بن سعيد المالكي المتوفى 198هـ: (أخبرنا أصحاب مالك أنه قال: من سب النبي صلى الله عليه وسلم أوغيره من النبيين من مسلم أوكافر يقتل ولا يُستتاب).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تحت عنوان: "أن من سب النبي صلى الله عليه وسلم من مسلم أوكافر فإنه يجب قتله، وحكي الإجماع على ذلك": (هذا مذهب عليه عامة أهل العلم، قال ابن المنذر: على أن حد من سب النبي صلى الله عليه وسلم القتل، وممن قاله: مالك، والليث، وأحمد، وإسحاق، وهو مذهب الشافعي.
وقال: وحكي عن النعمان – أبي حنيفة- لا يُقتل – أي الكافر – يعني الذي عليه من الشرك أعظم).49 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn49)
ثم نقل أقوال الأئمة50 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn50)، فقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/226)
قال أحمد في رواية حنبل: كل من شتم النبي صلى الله عليه وسلم وتنقصه مسلماً كان أوكافراً فعليه القتل، وأرى أن يُقتل ولا يستتاب.
وقال مالك في رواية ابن القاسم ومطرف: من سب النبي قتل ولم يستتب، قال ابن القاسم: من سبه أوشتمه أوعابه أوتنقصه فإنه يقتل كالزنديق.
أما مذهب الشافعي فلهم في ساب النبي صلى الله عليه وسلم وجهان:
أحدهما: هو كالمرتد إذا تاب سقط عنه القتل.
والثاني: أن حد من سبه القتل، فكما لا يسقط حد القاذف بالتوبة لا يسقط القتل الواجب بسب النبي صلى الله عليه وسلم بالتوبة، قالوا: ذكر ذلك أبو بكر الفارسي المتوفى 350هـ، وادعى فيه الإجماع، ووافقه الشيخ أبو بكر القفال).
الأدلة على قتل سابّ النبي صلى الله عليه وسلم وعدم استتابته
ومن الأدلة على وجوب قتل ساب الرسول صلى الله عليه وسلم:
من القرآن
* قوله تعالى: "إن الذين يؤذون اللهَ ورسولَه لعنهم الله في الدنيا والآخرة وأعد لهم عذاباً مهيناً".52 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn52)[/
قال القاضي عياض: (فمن القرآن لعنة الله تعالى لمؤذيه في الدنيا والآخرة وقرانه أذاه بأذاه، ولا خلاف في قتل من سب الله، وأن اللعن يستوجبه من هو كافر، وحكم الكافر القتل) 53 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn53) .
* وقوله: "ولئن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزئون لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم".54 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn54)
من السنة
* وفي الصحيح55 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn55): أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل كعب بن الأشرف، وقوله: "من لكعب بن الأشرف فإنه يؤذي الله ورسوله"، ووجَّه56 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn56) إليه من قتله غيلة من غير دعوة.
* وقُتِل أبو رافع، قال البراء: كان يؤذي رسول الله ويعين عليه.
* وفي فتح مكة قُتِل ابن أخطل وجاريتيه اللتين كانتا تغنيان بسبه صلى الله عليه وسلم.
* وكان رجل يسب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من يكفيني عدوي؟ فقال خالد: أنا؛ فبعثه النبي صلى الله عليه وسلم فقتله.
* كذلك قتل جماعة كانوا يؤذونه من الكفار ويسبونه، منهم النضر بن الحارث وعقبة بن أبي مُعَيْط.
وروى البزار عن ابن عباس أن عقبة نادى: يا معشر قريش، مالي أقتل من بينكم صبراً؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: بكفرك وافترائك على رسول الله.
وروى عبد الرزاق أن النبي صلى الله عليه وسلم سبه رجل، فقال: من يكفيني عدوي؟ فقال الزبير: أنا؛ فبارزه، فقتله الزبير.
وروي أن امرأة كانت تسب النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: من يكفيني عدوي؟ فخرج إليها خالد بن الوليد فقتلها.
هذه الآثار بعضها لا يخلو من ضعف في سندها.
الإجماع
من أقوى الأدلة على قتل ساب الرسول صلى الله عليه وسلم وعدم استتابته إجماع الأمة العملي من لدن الصحابة ومن بعدهم الذي نقلناه، والأمة لا تجتمع على ضلالة.
ورحم الله مالكاً عندما سأله الرشيد عن رجل شتم النبي صلى الله عليه وسلم، وذكر له أن فقهاء العراق أفتوه بجلده؟ فغضب مالك، وقال: يا أمير المؤمنين، ما بقاء الأمة بعد شتم نبيها؟ من شتم الأنبياء قتل، ومن شتم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم جُلد.
ولهذا أفتى فقهاء الأندلس بقتل ابن حاتم المتفقه الطليطلي وصلبه بما شهد عليه من استخفافه بحق النبي صلى الله عليه وسلم، وتسميته إياه أثناء مناظرته باليتيم، وخَتْن حيدرة57 ( http://www.islamadvice.com/nasiha/nasiha87.htm#_ftn57)، وزعمه أن زهده لم يكن قصداً، ولو قدر على الطيبات أكلها. وأفتى فقهاء القيروان وأصحاب سُحنون بقتل إبراهيم الفزاري، وكان شاعراً متفنناً في كثير من العلوم، وكان ممن يحضر مجلس القاضي أبي العباس - قاضي قرطبة - بن طالب للمناظرة، فرفعت عليه أمور منكرة من هذا الباب في الاستهزاء بالله وأنبيائه ونبينا صلى الله عليه وسلم، فأحضر له القاضي يحيى بن عمرو غيره من الفقهاء وأمر بقتله وصلبه، فطعن بالسكين وصلب منكساً، ثم أنزل وأحرق بالنار
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:52 م]ـ
رجل قال عن نفسه كافر مازحاً، فهل يكفر حقيقة؟
ومالذي يجب عليه؟
يسأل القاضي!!
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 03 - 08, 06:47 م]ـ
يكفر حقيقة إذا قصد بذلك أنه كافر حقيقة .. فهو الذي أطلق هذا الحكم على نفسه.
ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[29 - 03 - 08, 07:57 م]ـ
ام سليم
رغم كثرة مانقلتيه الا انني لم اجد جواباً على سؤالي
ابو خالد الكمالي
القاضي عياض؟ (ابتسامة)
ابو الحسنات الدمشقي
هو لم يقصد الخروج من الإسلام لكنه من باب المزاح فقط
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 08:06 م]ـ
ام سليم
رغم كثرة مانقلتيه الا انني لم اجد جواباً على سؤالي
ابو خالد الكمالي
القاضي عياض؟ (ابتسامة)
ابو الحسنات الدمشقي
هو لم يقصد الخروج من الإسلام لكنه من باب المزاح فقط
جزاكم الله خيرا
إن كان حيا فليسأله (ابتسامة)!
أقصد أخي أن يذهب للقاضي في بلدته لأن الكفر يترتب عليه أمور كبيرة، و هذا الحكم الكبير يحتاج للذهاب للقاضي!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/227)
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[29 - 03 - 08, 09:17 م]ـ
الله المستعان
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 09:19 م]ـ
سبحان الله .. لماذا الذهاب إلى القاضي ألا يكفيه أن يجدد إسلامه وأن يتشهد الشهادتين ويتوب إلى الله .. سواء قصد ذلك أم قاله على سبيل المزاح
ـ[محمد براء]ــــــــ[29 - 03 - 08, 10:02 م]ـ
قصد أنه كافر بماذا؟
الأصل ان يستفهم عن قصده ..
ثم إني لم أفهم كيف يقول المسلم عن نفسه أنه كافر وهو يمزح!.
إن كان أطلق الكلمة هكذا فهي تحمل على الكفر الأكبر لأنه الأصل، وحينها لا فرق بين هازل وجاد.
ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[29 - 03 - 08, 10:09 م]ـ
قال عن نفسه انه قس او مطران من باب المزاح فقط!
وهؤلاء من الشخصيات الدينية لدى النصارى
هذا ما حصل بالضبط!
هل فعلاً خرج من الإسلام؟
وهل يلزمه الشهادتين والغسل؟
وماذا يفعل في الصلوات التي صلاها؟
ـ[أم سليم]ــــــــ[30 - 03 - 08, 12:22 ص]ـ
الإجابة يا أخ (أبو عبد الرحيم) تجدها هنا:
فإذا تعاطى الشخص سبباً من أسباب الكفر القولية أوالعملية أوالاعتقادية، بفعل أوترك، جاداً كان أم هازلاً أم شاكاً، فأقيمت عليه الحجة، وبصِّر إن كان جاهلاً، وأزيلت عنه الشبهة، ثم أصر على ذلك، فقد كفر إن كان بالغاً، عاقلاً، طائعاً، مختاراً، غير مكره.
ثم عندك ما قاله الأخ أبو البراء الجعلي: ألا يكفيه أن يجدد إسلامه وأن يتشهد الشهادتين ويتوب إلى الله .....
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 12:26 ص]ـ
سبحان الله .. لماذا الذهاب إلى القاضي ألا يكفيه أن يجدد إسلامه وأن يتشهد الشهادتين ويتوب إلى الله .. سواء قصد ذلك أم قاله على سبيل المزاح
وزجته؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[31 - 03 - 08, 11:04 ص]ـ
قال عن نفسه انه قس او مطران من باب المزاح فقط!
وهؤلاء من الشخصيات الدينية لدى النصارى
هذا ما حصل بالضبط!
هل فعلاً خرج من الإسلام؟
وهل يلزمه الشهادتين والغسل؟
وماذا يفعل في الصلوات التي صلاها؟
لا ... طالما أنه لم يستهزئ بالإسلام فمن أي باب يقال أنه كفر؟
ـ[سلطان الأحمري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 12:45 م]ـ
الأخ أبو عبدالرحيم:
هل تبحث عن فتوى أم عن رخصة أم ماذا؟
الأمر ليس بالبساطة حتى يعرض ذلك على رواد الملتقى لأخذ آرائهم هل يكفر أم لا
يجب عليه الذهاب هو بنفسه للقاضي لينظر في أمره أخي الكريم
فإذا كان في مسائل الطلاق يتوجب عليه الحضور عند القاضي ليسأله شفاهة
فأيهما أكبر الطلاق أم الكفر(92/228)
تغيير المصلي لمكانه بعد الدخول في الصلاة
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[29 - 03 - 08, 02:30 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
هل يجوز للمصلي أن يغير مكانه بعد أن ابتدأ صلاته كتقدمه للأمام أو تأخره للوراء، فإني قد لاحظت عديد الاخوة يتقدمون أو يتأخرون عن أماكنهم خاصة اذا كانوا مسبوقين، و جزاكم الله خيرا.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[29 - 03 - 08, 04:12 ص]ـ
لعل هذا يفيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=122513
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[29 - 03 - 08, 04:48 م]ـ
أخي جزاك الله خيرا و رحم الله الشيخ العثيمين
و لكن هل يجوز للمسبوق التحرك نحو سترة كعمود من أعمدة المسجد مثلا أو التحرك ليسمح لمن أكمل صلاته بالمرور من المكان الذي تركه و هل ينافي ذلك الخشوع و الطمأنينة في الصلاة؟
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[30 - 03 - 08, 12:37 ص]ـ
قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله:
إن الحركة في الصلاة تنقسم إلى خمسة أقسام: حركة واجبة، وحركة مسنونة، وحركة مكروهة، وحركة محرمة، وحركة جائزة.
? أما الحركة الواجبة: فهي التي يتوقف عليها فعل واجب في الصلاة، مثل أن يقوم الإنسان يصلي ثم يذكر أن على غترته نجاسة فحينئذ يتعين عليه أن يخلع هذه الغترة، وهذه حركة واجبة، ودليل ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه جبريل وهو يصلي فأخبره أن في نعليه قذراً فخلعهما النبي صلى الله عليه وسلم في أثناء الصلاة ومضى في صلاته، وكذلك إذا كان يصلي متجهاً إلى غير القبلة مجتهداً ولكنه أخطأ اجتهاده، فجاءه رجل آخر أعلم منه وقال له: إن القبلة على يمينك فحينئذ يتعين عليه أن يدور حتى يتجه إلى القبلة. وهذه حركة واجبة. ودليل ذلك أن الناس كانوا يصلون في مسجد قباء في صلاة الصبح فجاءهم آتٍ فقال لهم: إن النبي صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة قرآن وأمر أن يستقبل القبلة فاستقبلوها، فانصرفوا إلى الكعبة وهم يصلون، وهذه حركة واجبة وضابطها أن يترتب عليها فعل واجب في الصلاة أو ترك محرم.
? وأما الحركة المسنونة: فهي أن يتوقف عليها كمال الصلاة. مثل الدنو في الصف إذا انفتحت الفرجة فدنا الإنسان إلى جاره لسد هذه الفرجة فإن هذه سنة، فيكون هذا الفعل مسنوناً.
? وأما الحركة المكروهة: فهي الحركة التي لا حاجة إليها ولا تتعلق بتكميل الصلاة.
? وأما الحركة المحرمة: فهي الحركة الكثيرة المتوالية، مثل أن يكون الإنسان وهو قائم يعبث، وهو راكع يعبث، وهو ساجد يعبث، وهو جالس يعبث حتى تخرج الصلاة عن هيئتها، فهذه الحركة محرمة لأنها تبطل الصلاة.
? وأما الحركة المباحة: فهي ما عدا ذلك، مثل أن تشغل الإنسان حكة فيحكها، أو تنزل غترته على عينه فيرفعها فهذه من الحركة المباحة. أو يستأذنه إنسان فيرفع يده ويأذن له فهذه من الحركات المباحة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين - المجلد الثالث عشر - كتاب مكروهات الصلاة
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[30 - 03 - 08, 12:58 ص]ـ
* فائدة:
السؤال:
نعلم بأن سترة الإمام سترة للمأموم، فإذا انتهى الإمام من صلاته وقام المأموم يقضي فهل تستمر سترة الإمام سترة للمأمومين، أو يكون الإمام سترة للمأموم بعد انفراده؟
الجواب:
المأموم لما سلم الإمام صار منفرداً فلا تكون سترة الإمام سترة له حتى الإمام الآن ليس بإمام؛ لأنه انصرف وذهب عن مكانه.
لكن هل يشرع للمأموم بعد ذلك إذا قام يقضي ما فاته أن يتخذ سترة؟
الذي يظهر لي: أنه لا يشرع، وأن الصحابة رضي الله عنهم إذا فاتهم شيء قضوا بدون أن يتخذوا سترة.
ثم لو قلنا: بأنه يستحب أن يتخذ سترة، أو يجب على قول من يرى وجوب السترة، فإن الغالب أنه يحتاج إلى مشي وإلى حركة لا نستبيحها إلا بدليل بيِّن.
فالظاهر أن المأموم يقال له: سترة الإمام انتهت معك وأنت لا تتخذ سترة؛ لأنه لم يرد اتخاذ السترة في أثناء الصلاة، وإنما تتخذ السترة قبل البدء في الصلاة.
" الباب المفتوح " (155).
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[30 - 03 - 08, 01:40 ص]ـ
أخي أبا قتيبة جزاك الله خيرا و نفع الله بك
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[31 - 03 - 08, 02:19 ص]ـ
ولك بمثله .... وفقك الله(92/229)
هل يجوز تغيير بعض كلمات الآية من القرآن لخدمة الموضوع؟!!
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[29 - 03 - 08, 06:10 ص]ـ
هل يجوز استخدام آيات من القرآن الكريم مع تغيير بعض الكلمات لخدمة الموضوع الذي أتحدث عنه؟!
مثال:
يتكلم الأديب عن الملك الظالم، فيصف قصره الذي يحرسه 15 جنديا فيقول:
" عليها خمسة عشر "، مستخدما الآية الكريمة " عليها تسعة عشر " .... الخ
من الأمثلة.
فهل يجوز ذلك؟؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[29 - 03 - 08, 05:22 م]ـ
هذه المسألة ثعرف بمسألة الاقتباس وهو تضمين القرآن شيئاً من النثر أو الشعر، واختلف العلماء في حكم الاقتباس من القرآن الكريم، وأقول ملخصا لما جاء في أقوال اهل العلم فيما يتعلق بهذه المسألة:
1 - قال أهل العلم: إن الاقتباس من القرآن يجعل للنص المقتبس (بالفتح) من الحرمة ما ليس لغيره.
2 - :الاقتباس يكون إما في الشعر وإما في النثر: اختلف أهل العلم على ثلاثة مذاهب:
*-المنع مطلقا
*- التفصيل: جوازه في النثر دون الشعر لأن الله سبحانه نزه القرآن عن الشعر، ومنهم النووي
والباقلاني وغيرهما
* -الجواز مطلقا،
قال ابن مفلح في الآداب الشرعية:2/ 289 (فصل؛ في الاقتباس بتضمين بعض من القرآن في النظم والنثر سئل ابن عقيل عن وضع كلمات وآيات من القرآن في آخر فصول خطبة وعظية؟
فقال: تضمين القرآن لمقاصد تضاهي مقصود القرآن لا بأس به تحسيناً للكلام, كما يضمن في الرسائل إلى المشركين آيات تقتضي الدعاية إلى الإسلام , فأما تضمين كلام فاسد فلا يجوز ككتب المبتدعة وقد أنشدوا في الشعر:
ويخزهم وينصركم عليهم ***** ويشف صدور قوم مؤمنينا
ولم ينكر على الشاعر ذلك لما قصد مدح الشرع وتعظيم شأن أهله وكان تضمين القرآن في الشعر سائغاً لصحة القصد وسلامة الوضع)
ووصع أهل العلم شروطا لهذه المسألة:
-ألا يكون فيه استهزاء بالله ورسله وآياته،وهذا إن أتى به م مسلم يكفر ولو كان هازلا
-ألا يكون في مجلس فيه فسق ومجون.
-ألا يكون مما نسبه الله نفسه فيأني به المنكلم وينسبه إلى
نفسه.
- ألا يكون فيه معنى التعريض بدين الله أو برسله أو
بأعراض الناس، وهنا تحضرني
قصة " ذكر الشيخ أحمد شاكر رحمه الله عن والده محمد شاكر، وكيل الأزهر في مصر سابقاً، أن خطيباً مفوها فصيحا كان يمدح أحد الأمراء في مصر عندما أكرم طه حسين الذي كان يطعن في القرآن وفي العربية، فلما جاء طه حسين إلى ذلك الأمير قام هذا الخطيب المفوه يمدح ذلك الأمير قائلا له:
جاءه الأعمى فما عبس بوجه وما تولى
وهو يقصد من شعره هذا إساءة النبي عليه الصلاة والسلام، لأن الله قال عن قصته عليه الصلاة والسلام مع ابن أم مكتوم " عبس وتولى أن جاءه الأعمى " فلما صلى الخطيب بالناس قام الشيخ محمد شاكر والد الشيخ أحمد شاكر رحمهما الله، وقال للناس: أعيدوا صلاتكم فإن إمامكم قد كفر، لأنه تكلم بكلمة الكفر، قال الشيخ أحمد شاكر: ولم يدع الله لهذا المجرم جرمه في الدنيا قبل أن يجزيه جزاءه في الأخرى، فأقسم بالله أنه رآه بعينه بعد بعض سنين، بعد أن كان عالياً منتفخاً مستعزاً، مهيناً ذليلاً خادماً على باب مسجد من مساجد القاهرة، يتلقى نعال المصلين ليحفظها في ذلة وصغار.
وفي الأخير أقول إجابة عن سِؤالك: لا مانع إن شاء الله من اقتباس هذه الكلمة (عليها تسعة عشر) إن سلم مقصد صاحبها وكانت منطوية تحت الضوابط آنفة الذكر.
ـ[مسلم النابلسي]ــــــــ[05 - 04 - 08, 02:35 ص]ـ
فقال: تضمين القرآن لمقاصد تضاهي مقصود القرآن لا بأس به تحسيناً للكلام, كما يضمن في الرسائل إلى المشركين آيات تقتضي الدعاية إلى الإسلام , فأما تضمين كلام فاسد فلا يجوز ككتب المبتدعة وقد أنشدوا في الشعر:
ويخزهم وينصركم عليهم ***** ويشف صدور قوم مؤمنينا
ولم ينكر على الشاعر ذلك لما قصد مدح الشرع وتعظيم شأن أهله وكان تضمين القرآن في الشعر سائغاً لصحة القصد وسلامة الوضع
___________________
كيف هذا أخي الفاضل!!؟
ويخزهم وينصركم عليهم ***** ويشف صدور قوم مؤمنينا
أهذا شعر أم قرآن!؟
ـ[مسلم النابلسي]ــــــــ[05 - 04 - 08, 02:58 ص]ـ
ويخزهمُ وينصركم عليهم ***** ويشف صدور قوم مؤمنينا
وَيُخْزِهِمْ وَيَنْصُرْكُمْ عَلَيْهِمْ وَيَشْفِ صُدُورَ قَوْمٍ مُؤْمِنِينَ
سبحان الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/230)
ـ[عَامِّيَّةُ]ــــــــ[09 - 04 - 08, 10:38 م]ـ
السؤال الأول من الفتوى رقم (3114):
س1: ما حكم تأول القرآن عندما يعرض لأحد منا شيء من أمور الدنيا، كقول أحدنا عندما يحصل عليه شدة أو ضيق: {تَؤُزُّهُمْ أَزًّا}. عندما يلاقي صاحبه: {جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى}. عندما يحضر طعام: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}. إلى آخر ما هنالك مما يستعمله بعض الناس اليوم؟
ج: الخير في ترك استعمال هذه الكلمات وأمثالها فيما ذكر؛ تنزيهًا للقرآن، وصيانة له عما لا يليق.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
السؤال الرابع من الفتوى رقم (6252):
س4: استعمال بعض آيات القرآن في المزاح ما بين الأصدقاء مثال: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ} {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} هل يجوز استعمال هذه الآيات في المزاح ما بين الأصدقاء؟
ج: لا يجوز استعمال آيات القرآن في المزاح على أنها آيات من القرآن، أما إذا كانت هناك كلمات دارجة على اللسان لا يقصد بها حكاية آية من القرآن أو جملة منه فيجوز.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز
السؤال السادس من الفتوى رقم (8691):
س6: ما الحكم في تسمية بعض الأفلام السينمائية ببعض الآيات القرآنية {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}، {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى}، وما الحكم في الأغاني الدينية والوطنية والموشحات؟
ج6: لا يجوز تسمية الأفلام السينمائية ببعض الآيات القرآنية؛ لأن ذلك من الاستهانة بالقرآن ومن التلبيس.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ومن لقاءات الباب المفتوح لابن عثيمين:
السؤال: فضيلة الشيخ، كثيراً ما يتناقل بعض الناس أثناء الحديث على ألسنتهم آيات من القرآن الكريم أو من السنة على سبيل المزاح، مثاله: كأن يقول بعضهم: فلان نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا [الشمس:13] أو قول بعضهم للبعض: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون:6] واليوم رأينا نون وما يعلمون ... وهكذا، ومن السنة: كأن يقول أحدهم إذا ذُكّر ونُصح بترك المعصية: يا أخي (التقوى هاهنا) أو قوله: (إن الدين يسر) وهكذا، فما قولكم في أمثال هؤلاء وما نصيحتكم لهم؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. أما من قال هذا على سبيل الاستهزاء والسخرية فإنه على خطر عظيم، وقد يقال إنه خرج من الإسلام؛ لأن القرآن لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتخذ هزواً، وكذلك الأحكام الشرعية كما قال الله تبارك وتعالى: يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ [التوبة:64 - 66].
ولهذا قال العلماء رحمهم الله: من قال كلمة الكفر ولو مازحاً فإنه يكفر، ويجب عليه أن يتوب، وأن يعتقد أنه تاب من الردة، فيجدد إسلامه، فآيات الله عز وجل ورسوله أعظم من أن تتخذ هزواً أو مزحاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/231)
أما من استشهد بآية على واقعة جرت وحدثت فهذا لا بأس به، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشهد بالآيات على الوقائع، فاستشهد بقوله تعالى: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ [التغابن:15] حينما جاء الحسن والحسين يتعثران في أثوابهما، فنزل من المنبر صلى الله عليه وسلم وقال: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَة [التغابن:15] فالاستشهاد بالآيات على الوقائع لا بأس به، وأما أن تنزّل الآيات على ما لم يرد الله بها ولاسيما إن قارن ذلك سخرية واستهزاء فالأمر خطير جداً.
مما نقله الفاضل عدنان البخاري
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=14061
ـ[عَامِّيَّةُ]ــــــــ[09 - 04 - 08, 10:39 م]ـ
السؤال الأول من الفتوى رقم (3114):
س1: ما حكم تأول القرآن عندما يعرض لأحد منا شيء من أمور الدنيا، كقول أحدنا عندما يحصل عليه شدة أو ضيق: {تَؤُزُّهُمْ أَزًّا}. عندما يلاقي صاحبه: {جِئْتَ عَلَى قَدَرٍ يَا مُوسَى}. عندما يحضر طعام: {كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئًا بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ}. إلى آخر ما هنالك مما يستعمله بعض الناس اليوم؟
ج: الخير في ترك استعمال هذه الكلمات وأمثالها فيما ذكر؛ تنزيهًا للقرآن، وصيانة له عما لا يليق.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
السؤال الرابع من الفتوى رقم (6252):
س4: استعمال بعض آيات القرآن في المزاح ما بين الأصدقاء مثال: {خُذُوهُ فَغُلُّوهُ} {وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ} {سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ} هل يجوز استعمال هذه الآيات في المزاح ما بين الأصدقاء؟
ج: لا يجوز استعمال آيات القرآن في المزاح على أنها آيات من القرآن، أما إذا كانت هناك كلمات دارجة على اللسان لا يقصد بها حكاية آية من القرآن أو جملة منه فيجوز.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز
السؤال السادس من الفتوى رقم (8691):
س6: ما الحكم في تسمية بعض الأفلام السينمائية ببعض الآيات القرآنية {إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ}، {وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا}، {وَاللَّيْلِ إِذَا سَجَى}، وما الحكم في الأغاني الدينية والوطنية والموشحات؟
ج6: لا يجوز تسمية الأفلام السينمائية ببعض الآيات القرآنية؛ لأن ذلك من الاستهانة بالقرآن ومن التلبيس.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ومن لقاءات الباب المفتوح لابن عثيمين:
السؤال: فضيلة الشيخ، كثيراً ما يتناقل بعض الناس أثناء الحديث على ألسنتهم آيات من القرآن الكريم أو من السنة على سبيل المزاح، مثاله: كأن يقول بعضهم: فلان نَاقَةَ اللَّهِ وَسُقْيَاهَا [الشمس:13] أو قول بعضهم للبعض: لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ [الكافرون:6] واليوم رأينا نون وما يعلمون ... وهكذا، ومن السنة: كأن يقول أحدهم إذا ذُكّر ونُصح بترك المعصية: يا أخي (التقوى هاهنا) أو قوله: (إن الدين يسر) وهكذا، فما قولكم في أمثال هؤلاء وما نصيحتكم لهم؟
الجواب: الحمد لله رب العالمين. أما من قال هذا على سبيل الاستهزاء والسخرية فإنه على خطر عظيم، وقد يقال إنه خرج من الإسلام؛ لأن القرآن لا يجوز بأي حال من الأحوال أن يتخذ هزواً، وكذلك الأحكام الشرعية كما قال الله تبارك وتعالى: يَحْذَرُ الْمُنَافِقُونَ أَنْ تُنَزَّلَ عَلَيْهِمْ سُورَةٌ تُنَبِّئُهُمْ بِمَا فِي قُلُوبِهِمْ قُلْ اسْتَهْزِئُوا إِنَّ اللَّهَ مُخْرِجٌ مَا تَحْذَرُونَ * وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ* لا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ [التوبة:64 - 66].
ولهذا قال العلماء رحمهم الله: من قال كلمة الكفر ولو مازحاً فإنه يكفر، ويجب عليه أن يتوب، وأن يعتقد أنه تاب من الردة، فيجدد إسلامه، فآيات الله عز وجل ورسوله أعظم من أن تتخذ هزواً أو مزحاً.
أما من استشهد بآية على واقعة جرت وحدثت فهذا لا بأس به، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم استشهد بالآيات على الوقائع، فاستشهد بقوله تعالى: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ [التغابن:15] حينما جاء الحسن والحسين يتعثران في أثوابهما، فنزل من المنبر صلى الله عليه وسلم وقال: إِنَّمَا أَمْوَالُكُمْ وَأَوْلادُكُمْ فِتْنَة [التغابن:15] فالاستشهاد بالآيات على الوقائع لا بأس به، وأما أن تنزّل الآيات على ما لم يرد الله بها ولاسيما إن قارن ذلك سخرية واستهزاء فالأمر خطير جداً.
مما نقله الفاضل عدنان البخاري
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=14061(92/232)
زواج الصبي المميز من صبية مميزة ماحكمه في المذاهب الاسلامية المعتبرة؟
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[29 - 03 - 08, 06:55 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لعل بعضكم سمع ماوقع من عقد قران في مدينة حائل من صبي عمره 11سنة وصبية 10 سنوات
وكيف بدأت ردود الفعل من منتديات وهيئات سواء المنتقدة او الناقلة
نريد على عجالة مراجعة هذه المسالة مع اخوتنا الكرام عن حكم هذا الامر في المذاهب الاسلامية المعتبرة
حتى لو احتجت ان تخوض في هذا الامر تخوض عن علم وشكرا
ـ[أبوعبدالله الذماري اليماني]ــــــــ[30 - 03 - 08, 12:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لاتحرمونا بركة علمكم في مثل هذه المسائل لاني في مكان بعيد عن الكتب
نرجوا الافادة
ـ[هاني الحارثي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 08:30 ص]ـ
هناك رسالة في هذه المسألة لأحد علماء الدعوة السلفية، حاولت رفعها ولم أتمكن
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 03 - 08, 10:37 ص]ـ
الموسوعة الفقهية الكويتية - (ج 27 / ص 31)
تزويج الصغير:
42 - للصغير سواء كان ذكرا أو أنثى الزواج قبل البلوغ، ولكن لا يباشر عقد الزواج بنفسه، بل يقوم وليه بمباشرة العقد وتزويجه، فإن كان المزوج ذكرا يجب على وليه
تزويجه بمهر المثل، وإن كانت أنثى زوجت من إنسان صالح يحافظ عليها ويدبر شؤونها (1).
انظر مصطلح: (نكاح):
طلاق الصغير:
43 - الطلاق رفع قيد الزواج ويترتب عليه التزامات مالية، فلذلك لا يصح طلاق الصبي مميزا أو غير مميز، وأجاز الحنابلة طلاق مميز يعقل الطلاق ولو كان دون عشر سنين، بأن يعلم أن زوجته تبين منه وتحرم عليه إذا طلقها، ويصح توكيل المميز في الطلاق وتوكله فيه؛ لأن من صح منه مباشرة شيء، صح أن يوكل وأن يتوكل فيه، ولا يصح عند الفقهاء أن يطلق الولي على الصبي بلا عوض لأن الطلاق ضرر (2).
عدة الصغيرة من طلاق أو وفاة:
44 - العدة واجبة على كل امرأة فارقها زوجها بطلاق أو وفاة، كبيرة أو صغيرة، ولما كان زواج الصغيرة جائزا صح إيقاع الطلاق عليها، فإذا طلقت الصغيرة فإن العدة تلزمها، وتعتد ثلاثة أشهر إن كانت العدة
__________
(1) البدائع 2/ 232، الشرح الصغير 2/ 296، مغني المحتاج 3/ 169، كشاف القناع 5/ 43، 44.
(2) فتح القدير 3/ 21، 38 - 40، الشرح الكبير 2/ 365، بداية المجتهد 2/ 81، 83، المهذب 2/ 77، كشاف القناع 5/ 262، 265.
من طلاق. والدليل على ذلك: أن بعض الصحابة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم عن عدة الصغيرات فنزل قوله تعالى: {واللائي يئسن من المحيض من نسائكم إن ارتبتم فعدتهن ثلاثة أشهر واللائي لم يحضن} (1).
فقوله تعالى: {واللائي لم يحضن} محمول على الصغيرات فتكون عدتهن ثلاثة أشهر، وهذا باتفاق الفقهاء. وإن كانت العدة من وفاة: تكون أربعة أشهر وعشرا بدليل قوله تعالى: {والذين يتوفون منكم ويذرون أزواجا يتربصن بأنفسهن أربعة أشهر وعشرا} (2).
فقوله تعالى: {أزواجا} لفظ عام يشمل الكبيرات والصغيرات، فتكون عدة الصغيرات أربعة أشهر وعشرا. وللصغيرة في العدة حق النفقة والسكنى على زوجها المطلق (3) على تفصيل في المذاهب يعرف في مصطلح: (عدة).
__________
(1) سورة الطلاق آية 4، وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن نزول آية: (واللائي يئسن من المحيض من نسائكم). أخرجه الحكام (2/ 493 - 493 - ط. دائرة المعارف العثمانية) من حديث أبي بن كعب. وصححه، ووافقه الذهبي.
الموسوعة الفقهية الكويتية - (ج 8 / ص 202)
سادسا: خيار البلوغ:
تخيير الزوج والزوجة في الصغر:
39 - يرى أكثر الحنفية: أن الصغير أو الصغيرة - ولو ثيبا - إن زوجهما غير الأب والجد، كالأخ أو العم، من كفء وبمهر المثل، صح النكاح، ولكن لهما خيار الفسخ بالبلوغ، إذا علما بعقد النكاح قبل البلوغ أو عنده، أو علما بالنكاح بعد البلوغ، بأن بلغا ولم يعلما به ثم علما بعده، فإن اختار الفسخ لا يتم الفسخ إلا بالقضاء؛ لأن في أصله ضعفا، فيتوقف على الرجوع إلى القضاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/233)
وقال أبو يوسف: لا خيار لهما، اعتبارا بما لو زوجهما الأب والجد، ويبطل خيار البكر بالسكوت لو مختارة عالمة بأصل النكاح، ولا يمتد إلى آخر مجلس بلوغها أو علمها بالنكاح. أي إذا بلغت وهي عالمة بالنكاح، أو علمت به بعد بلوغها، فلا بد من الفسخ في حال البلوغ أو العلم، فلو سكتت - ولو قليلا - بطل خيارها، ولو قبل تبدل المجلس. وكذا لا يمتد إلى آخر مجلس بلوغها أو علمها بالنكاح، بأن جهلت بأن لها خيار البلوغ، أو بأنه لا يمتد إلى آخر مجلس بلوغها، فلا تعذر بدعوى جهلها أن لها الخيار؛ لأن الدار دار إسلام، فلا تعذر بالجهل، وهذا عند أبي حنيفة وأبي يوسف.
وقال محمد: إن خيارها يمتد إلى أن تعلم أن لها خيارا،
وخيار الصغير إذا بلغ والثيب - سواء أكانت ثيبا في الأصل، أو كانت بكرا، ثم دخل بها، ثم بلغت - لا يبطل بالسكوت بلا صريح الرضا، أو دلالة على الرضا، كقبلة ولمس ودفع مهر، ولا يبطل بقيامها عن المجلس؛ لأن وقته العمر،فيبقى الخيار حتى يوجد الرضا. (1)
وإذا زوج القاضي صغيرة من كفء، وكان أبوها أو جدها فاسقا، فلها الخيار في أظهر الروايتين عند أبي حنيفة، وهو قول محمد. (2)
40 - وعند المالكية: إذا عقد للصغير وليه - أبا كان أو غيره - على شروط شرطت حين العقد، وكانت تلزم إن وقعت من مكلف - كأن اشترط لها في العقد أنه إن تزوج عليها فهي، أو التي تزوجها طالق - أو زوج الصغير نفسه بالشروط وأجازها وليه، ثم بلغ وكره بعد بلوغه تلك الشروط - والحال أنه لم يدخل بها، لا قبل البلوغ ولا بعده - عالما بها، فهو مخير بين التزامها وثبوت النكاح، وبين عدم التزامها وفسخ النكاح بطلاق، ومحل ذلك ما لم ترض المرأة بإسقاط الشروط.
والصغيرة في هذا حكمها حكم الصغير. والتفصيل في باب (الولاية) من كتب الفقه. (3)
__________
(1) رد المحتار على الدر المختار مع الحاشية 2/ 305، 306، 309، 310، 311 ط دار إحياء التراث العربي ببيروت، وجامع الفصولين 1/ 28، 29، وأنفع الوسائل إلى تحرير المسائل للطرسوسي ص 14، 15 مطبعة الشرق.
(2) جمع الفصولين 1/ 29، طبعة أولى بالمطبعة الأزهرية.
(3) حاشية الدسوقي على الشرح الكبير 2/ 241، 242، والخرشي على مختصر خليل 3/ 199.
وإن زوج الصغير نفسه بغير إذن وليه، فلوليه فسخ عقده بطلاق، لأنه نكاح صحيح، غاية الأمر أنه غير لازم. وقال ابن المواز من المالكية: إذا لم يرد الولي نكاح الصبي - والحال أن المصلحة في رده - حتى كبر وخرج من الولاية جاز النكاح، وينبغي أن ينتقل النظر إليه فيمضي أو يرد، ومفاده أن للصغير حق الاختيار بعد بلوغه. (1)
والتفصيل في باب (الولاية).
41 - ويرى الشافعية في قول عندهم: أن الصغير إذا زوجه أبوه امرأة معيبة بعيب صح النكاح، وثبت له الخيار - إذا بلغ - ولا يصح على المذهب لأنه خلاف الغبطة. (2)
والصغير إن زوجه أبوه من لا تكافئه، ففي الأصح أن نكاحه على هذا الوجه جائز؛ لأن الرجل لا يتعير باستفراش من لا تكافئه، ولكن له الخيار. وهناك قول بعدم صحة العقد؛ لأن الولاية ولاية مصلحة، وليست المصلحة في تزويجه ممن لا تكافئه. (3)
وإن زوج الأب أو الجد الصغيرة من غير كفء يثبت لها الخيار إذا بلغت؛ لوقوع النكاح
__________
(1) حاشية الدسوقي على الشرح الكبير 2/ 241.
(2) نهاية المحتاج 6/ 255 ط المكتبة الإسلامية بالرياض.
(3) نهاية المحتاج 6/ 256.
على الوجه المذكور صحيحا على خلاف الأظهر، والنقص لعدم الكفاءة يقتضي الخيار. وعلى الأظهر: التزويج باطل. (1)
42 - وعند الحنابلة لا يجوز لغير الأب تزويج الصغيرة، فإن زوجها الأب فلا خيار لها، وإن زوجها غير الأب فالنكاح باطل. وفي رواية: يصح تزويج غير الأب، وتخير إذا بلغت، كمذهب أبي حنيفة. وقيل: تخير إذا بلغت تسعا. فإن طلقت قبله وقع الطلاق وبطل خيارها. وكذا يبطل خيارها إن وطئها بعد أن تم لها تسع سنين ولم تخير. (2)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/234)
وليس لولي صغير تزويجه بمعيبة بعيب يرد به في النكاح، وكذا ليس لولي الصغيرة تزويجها بمعيب بعيب يرد به في النكاح؛ لوجوب نظره لهما بما فيه الحظ والمصلحة، ولا حظ لهما في هذا العقد، فإن فعل ولي غير المكلف والمكلفة بأن زوجه بمعيب يرد به - عالما بالعيب - لم يصح النكاح؛ لأنه عقد لهما عقدا لا يجوز، وإن لم يعلم الولي أنه معيب صح العقد، ووجب عليه الفسخ إذا علم. وهذا خلافا لما ورد في المنتهى فيما يوهم إباحة الفسخ، ومن الحنابلة من قال:لا يفسخ، وينتظر البلوغ لاختيارهما. (3)
__________
(1) نهاية المحتاج 6/ 249.
(2) شرح منتهى الإرادات 2/ 185 ط مكتبة دار العروبة ومطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى 5/ 139.
(3) (1) المغني 6/ 489، 490، 536، مطالب أولي النهى في شرح غاية المنتهى 5/ 154.
القواعد والفوائد الأصولية - ص 44)
ومنها: هل يجبر الأب الثيب والبكر المميزتين بعد التسع أم لا في المسألة روايتان.
ومنها: هل يصح أن يكون وصيا في المسألة وجهان قال القاضى قياس المذهب الصحة لأن أحمد نص على صحة وكالته وعلى جواز بيعه إذا كان مأذونا له وهذا قاله كثير من الأصحاب وعدم الصحة اختيار أبى محمد في المغنى واختاره صاحب المحرر أيضا.
ومنها: بنت تسع سنين حيث قلنا لا تجبر فلها إذن صحيح هذا هو المذهب المنصوص عن الإمام أحمد رحمه الله في رواية عبدالله وابن منصور وأبى طالب وأبى الحارث1 وابن هانى2 والميمونى3 والاثرم4 وهو الذي ذكره أبو بكر وأبن أبى موسى وابن حامد والقاضي ولم يذكروا فيه خلافا وكذلك أكثر أصحاب القاضى وذكر أبو الخطاب وغيره رواية ليس فيها إذن صحيح ولم يذكرها في رءوس المسائل5 وهي مأخوذة مما روى الاثرم عن أحمد أن غير الأب لا يزوج الصغيرة حتى تبلغ فيستأمرها
ـــــــ
1 هو أبو الحارث أحمد بن محمد بن عبد الله بن الحارث الصائغ صاحب الإمام أحمد وروى عنه كثير من المسائل انظر طبقات الحنابلة "1/ 74".
2 هو أبو إسحاق إبراهيم بن هانيء النيسابوري [ت265هـ] صاحب الإمام أحمد ونقل عنه الكثير من المسائل انظر طبقات الحنابلة "1/ 97 - 98".
3 هو أبو الحسن عبد الملك بن عبد لحميد بن مهران الميموني الرقي [ت 274هـ] من كبار أصحاب الإمام أحمد وروى عنه الكثير من المسائل انظر طبقات الحنابلة "1/ 212" شذرات الذهب "3/ 310".
4 هو أبو بكر أحمد بن محمد بن هانيء الطائي الأثرم [ت 273هـ] محدث حافظ جليل القدر نقل عن الإمام أحمد مسائل كثيرة وصنفها ورتبها أبوابا له كتاب في العلل وكتاب في السنن انظر طبقات الحنابلة "1/ 66 - 74".
5 "رؤوس المسائل" في الفقه لأبي الخطاب الكلوذاني ويعرف أيضا بـ "الخلاف الصغير".
وهذا لا يثبت فإن في سياق رواية الاثرم أن الأب يزوج الصغيرة بدون إذنها إذا كانت صغيرة حين زوجها لم تبلغ تسع سنين وهذا موافق لرواية حرب أن غاية الصغر تسع سنين.
وقوله حتى تبلغ حد الإذن وقد فسر الخلال كلام أحمد في بلوغ الصغيرة وإدراكه على بلوغ سن التمييز في كتاب الجنائز1 وغيرها.
وأما ابن تسع سنين فقال القاضى في الجامع الكبير ربما تجب صحة نكاح بنت تسع سنين ولا يلزم على هذا الغلام إذا بلغ هذا السن لأنه لا حاجة به إلى العقد لأنه لا شهوة له وفيه ضرر عليه من استحقاق المهر والنفقة.
وقال في كتاب الطلاق في الجامع أيضا وأما نكاح الصبى المميز فالمنصوص عن أحمد أنه يصح.
وقال في رواية المروذى في غلام زوجه عمه وهو صغير فقال قبلت ليس بشيء حتى يبلغ عشر سنين.
وقال في موضع آخر لا يجوز قبوله حتى يبلغ عشر سنين.
وقال أبو بكر يصح ويجب أن يكون هذا موقوفا على حصول الإذن من جهة الولى انتهى.
وظهر من هذا أنه يصح أن يتزوج بإذن وليه وأن ذلك مقدر بعشر سنين وقد تقدم أن طائفة من الأصحاب فرقت بين الغلام والجارية في الوصية وأنه يقدر سن الغلام بعشر والجارية بتسع فكذلك ههنا.
ومنها: هل يجبر الصبى المميز على النكاح قال أبو يعلى الصغير2 يحتمل أنه كالبنت وان سلمناه فلا مصلحة له وإذنه نطق لا يكفي صمته ولا ولاية عليه بعد بلوغه.
ـــــــ
1 أي القسم الذي يتناول المسائل المتعلقة بالجنائز في كتابه.
2 هو عماد الدين محمد بن محمد بن الحسين بن محمد بن خلف بن أحمد بن الفراء حفيد القاضي أبي يعلى [494 - 560هـ] انظر ذيل طبقات الحنابلة "1/ 244" وشذرات الذهب "6/ 316".(92/235)
كيفية التخلص من الصحف وما فيه ذكر لله - هااام -
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 03 - 08, 07:59 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
كيفية التخلص من الصحف وما فيه ذكر لله
إجابة الشيخ خالد عبد المنعم الرفاعي مراجعة وإجازة الشيخ سعد الحميد
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
إنني أجد الكثير من الصفحات الدينية، بالصحف اليومية ومن الصَّعبِ تجميعُ هذه الصُّحف، وحرقها بالمنزل لما يسببه من إيذاء للآخرين.
فأرجو من سيادتكم توضيح الصورة الصحيحة للتَّخَلُّص منها دون إيذاء أحد.
وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فجزاكم الله خيراً على اهتمامك الشديد بتعظيم شعائر الله تعالى.
واعلمي – حفظك الله تعالى - أن التخلص من الصحف التي تشتمل على ذكر الله يتم بحرقها، أو دفنها، أو إلقائِها في البحر، أو باستخدام الآلة التي تُتْلِفُها، وهذا أَيْسَرها لو تَوَفَّرَتِ الماكينة؛ لأن تعظيم اسم الله واجب، وإهانته كُفرٌ، ومن إهانته وضع الصحائف التي تحمِلُه في مكان القاذورات.
فعليكِ أن تجتهدي في ذلك، ولا تتهاوني فيه، إما بالتَّخَلُّص مِنها بنفسِكِ وبِإِحدى الطُّرق التي ذكرتُ - وهذا هو الأولى والأضمن - أو بوضعها في كيس مُسْتَقِل وتَسْلِيمِها لجهةٍ تعدمها، دون أن تخلطها بالقاذورات، أو تُعَرِّضَها للامتهان، وإن شاء الله يكون لك الله الأجر الجزيل على هذا؛ قال الله تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} [الحج:32]، وقال: {فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ} [الزلزلة:7،8]،، والله أعلم.
ـ[أم سليم]ــــــــ[29 - 03 - 08, 08:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[10 - 04 - 08, 09:31 ص]ـ
وجزآكم
ـ[ابي حفص المسندي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 02:20 م]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 12:07 ص]ـ
جزاك الله خير ...
هناك جمعيات خيرية تستفيد من الصحف وغيرها من الأوراق .. حيث يمحى مافي الصحف ثم تحول مادة أخرى يستفاد منها وتكون دخل للجعية (كصناعة المناديل وغير ذلك ....
وقد حضرت عند أحد المسؤلين على أحد الجمعيات الخيرية وقال أنهم يستفيدون منها ..
حيث يجعلون مافيها من كتابة في جهة ويأخذون الورق ويستفيدون منه .. والله أعلم
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[11 - 04 - 08, 04:08 م]ـ
الله يحفظك اخي، لكن هنااك صحف لا تحتوي على ذكر الله ولكن فقط مجرد أسماء الكتاب كـ عبد الرحمن
عبد القدير .. عبد الحكيم .. الخ
هل يجوز وضعها كسفرة للطعاام؟
لإني وجدت الكثير يضعها سفرة للطعاااام مع أنها جرائد سياسية أو ثقافية ولكن عادةً تحتوي على اسم الله أو
صفة من صفاتة
وجزاااكم الله خيراً
ـ[العوضي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 05:11 م]ـ
عندنا في إمارة الشارقة يتم وضع صناديق خاصة بالصحف والكتب والمجلات وهي تابعة للأوقاف وبعد ذلك يتم أخذ ما بها والتصرف بها من قبلهم
ـ[العوضي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 05:16 م]ـ
الله يحفظك اخي، لكن هنااك صحف لا تحتوي على ذكر الله ولكن فقط مجرد أسماء الكتاب كـ عبد الرحمن
عبد القدير .. عبد الحكيم .. الخ
هل يجوز وضعها كسفرة للطعاام؟
لإني وجدت الكثير يضعها سفرة للطعاااام مع أنها جرائد سياسية أو ثقافية ولكن عادةً تحتوي على اسم الله أو
صفة من صفاتة
وجزاااكم الله خيراً
تفضل أخي الكريم
...
السؤال:
هل يجوز استخدام الجرائد كسفرة للأكل عليها؟ وإذا كان لا يجوز فما العمل فيها بعد قراءتها؟
الجواب:
لا يجوز استعمال الجرائد سفرة للأكل عليها، ولا جعلها ملفا للحوائج، ولا امتهانها بسائر أنواع الامتهان إذا كان فيها شيء من الآيات القرآنية أو من ذكر الله عز وجل، والواجب إذا كان الحال ما ذكرنا حفظها في محل مناسب أو إحراقها أو دفنها في أرض طيبة.
المصدر:
نشرت في كتاب الدعوة الفتاوى لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، الجزء الأول، ص (241، 242) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[11 - 04 - 08, 05:53 م]ـ
تفضل أخي الكريم
...
السؤال:
هل يجوز استخدام الجرائد كسفرة للأكل عليها؟ وإذا كان لا يجوز فما العمل فيها بعد قراءتها؟
الجواب:
لا يجوز استعمال الجرائد سفرة للأكل عليها، ولا جعلها ملفا للحوائج، ولا امتهانها بسائر أنواع الامتهان إذا كان فيها شيء من الآيات القرآنية أو من ذكر الله عز وجل، والواجب إذا كان الحال ما ذكرنا حفظها في محل مناسب أو إحراقها أو دفنها في أرض طيبة.
المصدر:
نشرت في كتاب الدعوة الفتاوى لسماحة الشيخ عبد العزيز بن باز، الجزء الأول، ص (241، 242) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السادس
وفقك الله، وهداكَ إلى الطريق المستقيم
وجزاك الله خيراً ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/236)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[02 - 12 - 08, 04:32 ص]ـ
يرفع لكثرة ما رأيت من تهاون البعض في هذا الأمر
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 02 - 10, 12:28 ص]ـ
ذكرته بالله وقلت له اتق الله في هذه الأوراق التي تلقي بها في القمامة ـ أجلكم الله ـ وهي تحتوي على أسماء عظيمة (عبد الله ـ عبد الرحمن ـ عبد اللطيف) فقال لي هداه الله [المسألة فيها خلاف] هروبا من التقريع!
وأنا أعلم الناس به أنه في وادي وطلب العلم في وادي آخر فضلا عن معرفة الخلاف بين العلماء!!
وأي خلاف هذا في إلقاء الأوراق التي فيها أسماء جليلة في القمامة؟؟
ليتذكر أولوا الألباب.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 02 - 10, 12:32 ص]ـ
للفائدة:
هناك جهاز يباع في المكتبات لتخريم وتقطيع الورق على قطع صغيرة
يفيد في التخلص من كل ورقة فيها أسماء جليلة أو آيات كريمة.
ـ[أبو طه الجزائري]ــــــــ[11 - 02 - 10, 12:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و رفع قدركم في الدنيا و الآخرة
افادة قيمة و فقكم الله تعالى
ـ[أبو طه الجزائري]ــــــــ[11 - 02 - 10, 01:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و رفع قدركم في الدنيا و الآخرة
افادة قيمة و فقكم الله تعالى
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[11 - 02 - 10, 01:38 ص]ـ
الفتوى شرعاً ممتازة لكن عملياً أنا قد أطبقها وأنت قد تطبقها ولكن ماذا عن المسلمين العاديين؟
كل الكتب والجرائد والمجلات الآن بها أكيد اسم لله عز وجل أو حديث أو آية أو بسملة
في حين نجدها تستخدم في فرش المسطحات والأرض أو بيع المواد سواء غذائية أو غيرها في المحال والبقالة
الرمي في بئر السلم أو خربة أو بيع الكتب كمواد قديمة
يعني أعتقد لكي يتم تفعيل الأمر يجب اهتمام الإعلام بهذه المسألة
فكرت مرة هل يمكن كتابة الآيات وأسماء الله بحبر يزول بعد مرور وقت يسير؟!
محاولة لحل هذه المسألة الشائكة ونسأل الله أن يعفو عنا
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 02 - 10, 11:31 ص]ـ
من فتاوى الشيخ بن باز رحمه الله تعالى:
ما حكم استعمال أوراق الجرائد والمجلات في الأغراض المنزلية، كالأكل عليها واستعمالها للتنشيف والتنظيف؟
أوراق الصحف إذا كانت خالية من ذكر الله ليس فيها ذكر الله فلا حرج في استعمالها، أما إذا كان فيها آية من القرآن أو بسم الله الرحمن الرحيم أو ما أشبه ذلك مما يكون فيه ذكر الله فلا يجوز؛ لأن فيها إهانة لذكر الله فلا تتخذ كسفرة للطعام، ولا في الحوائج المعروفة من حاجات البيت؛ لأن هذا نوع امتهان، فإذا عرف أن هذه الجريدة ليس فيها إلا أشياء ليس فيها ذكر الله، بل أشياء أخرى مع أن هذا قليل، الغالب أنه لا تخلو جريدة من شيء فلا ينبغي استعمالها، بل لا يحوز استعمالها إذا كان فيها آيات أو أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لو فرضنا جريدةً خالية فلا حرج.
المصدر: http://www.binbaz.org.sa/mat/9290
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 02 - 10, 11:32 ص]ـ
من فتاوى الشيخ بن باز رحمه الله تعالى:
وجوب صيانة كل ما فيه ذكر الله من العبث
ألاحظ بعض أسماء الله سبحانه وتعالى على بعض الأشياء التي مصيرها إلى النفايات والزبالات، فمثلاً: البضاعة الفلانية من وارد عبد الله مثلاً، أو من وارد عبد العزيز، وهذه الأشياء بعد قضاء الحاجة منها ترمى في مكان النفايات، فما هو توجيهكم للناس؟ جزاكم الله خيراً
الإثم على من رماها في النفايات والقمامات، كل شيء فيه ذكر الله من القصاصات الجرائد أو الرسائل أو إعلانات أو غير ذلك يجب أن يُكرم ويُصان أو يدفن في أرضٍ طيبة، أو يحرق أو يسحق بالمكائن التي تسحقه حتى لا يبقى له أثر، أما أن يلقى في النفايات والمزابل هذا لا يجوز، والإثم على من ألقاه لا على من كتبه، الإثم على من ألقاه؛ لأن الناس يضطرون إلى أن يكتبوا في رسائلهم وفي بضائعهم التي ينوهون عنها ويعلنون عنها؛ لأنهم مضطرون إلى اسم عبد الله وعبد العزيز، وفي الرسائل للتسمية وغير ذلك، وهكذا في الصحف يكون فيها مقالات ويكون فيها آيات. فالحاصل: أن كل ما فيه ذكر الله يجب أن يصان، إما بإتلافه بطريقةٍ تتلفه بالكلية وتسحقه فلا يبقى له أثر، أو بدفنه في أرضٍ طيبة، أو بتحريقه، أو بحفظه في مكانٍ طيب.
المصدر: http://www.binbaz.org.sa/mat/9249
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 02 - 10, 11:36 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/237)
من فتاوى الشيخ بن باز رحمه الله تعالى:
حفظ الأوراق التي فيها ذكر الله بعيداً عن الامتهان
يقول السائل: بعض الناس يقومون بكتابة آيات قرآنية، أو بسم الله الرحمن الرحيم على بطاقات الدعوة للزواج، أو لغيرها من الأعمال، وقد ترمى في النفايات أو تهان، أو يداس عليها، أو يلعب بها الأطفال، وهناك أيضاً من يهين الأوراق التي فيها البسملة أو آيات أخرى، فنريد التوجيه في مثل هذا.
الكاتب عليه أن يفعل المشروع، فإذا كتب رسالة أو دعوة إلى وليمة أو غيرها، فإنه يفعل المشروع يعني: التسمية، وإذا ذكر آية من القرآن مناسبة فلا بأس، وعلى من كتب إليه أن يحترم ذلك وألا يطرحها في محل القمامة، ولا في محل يستهان بها، فإذا استهان بها هو فهو الآثم.
وأما الكاتب فلا إثم عليه، وكان النبي عليه الصلاة والسلام يكتب الرسائل بسم الله الرحمن الرحيم، وربما كتب بعض الآيات.
فالذي يكتب يستعمل ما هو مشروع في التسمية وذكر بعض الآيات عند الحاجة والأحاديث، والذي يهين هذا الكتاب أو هذه الرسالة هو الآثم، فعليه أن يحفظها أو يحرقها أو يدفنها، أما أن يلقيها في الزبالات أو يهينها الصبيان، أو يتخذها لحفظ بعض الحاجات أو ما أشبه ذلك، فهذا لا يجوز.
وهكذا يفعل بعض الناس من جهة الجرائد والصحف، يتخذها سفرة للطعام أو ملفات لحاجاته التي يذهب بها إلى البيت، كل هذا لا يجوز، فهذه إهانة لها؛ لأنه قد يكون فيها آيات وأحاديث لرسول الله عليه الصلاة والسلام فلا يجوز هذا العمل، بل هذه الصحف التي يحصل عليها إما أن يحفظها عنده في مكتبته، أو في أي مكان، أو يحرقها أو يدفنها في محل طيب، وهكذا المصحف إذا تقطع ولم يبق صالحاً للاستعمال، فإنه يدفن في أرض طيبة، أو يحرق كما حرق عثمان بن عفان رضي الله عنه المصاحف التي استغنى عنها.
وكثير من الناس ليس عندهم عناية بهذا الأمر، فينبغي التنبه لهذا، فالصحف والرسائل التي ليس لها حاجة إما أن تدفن في أرض طيبة، وإما أن تحرق.
وأما أن تتخذ لفائف لبعض الحاجات، أو سفراً للطعام أو تلقى في النفايات، فكل هذا منكر لا يجوز، والله المستعان.
المصدر: http://www.binbaz.org.sa/mat/4885
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 02 - 10, 11:50 ص]ـ
من فتاوى الشيخ بن باز رحمه الله تعالى:
حكم لف الأغراض في الورق وبه آيات من كلام الله تعالى
يقول السائل: ما الإثم الذي يقع على بائعي الحلويات وتسالي الأطفال الذين يلفون مبيعاتهم في مثل الورق المكتوب عليه كلام الله عزَّ وجلَّ أو علماًَ شرعياً؟
وما نصيحتكم لمن يفعل ذلك؟
الإثم على من استخدم الصحف والأوراق التي فيها ذكر الله أو آيات من القرآن سواء استخدما في لف أطعمة أو لف حاجات أخرى أو جعلها سفرة فوقها الطعام كل ذلك منكر ولا يجوز، ونبهنا على هذا مرات كثيرة في الصحف المحلية وغيرها.
فالواجب على كل مسلم أن يحذر هذا الشيء، وأن يكون عنده من احترام كتاب الله واحترام أسماء الله ما يزجره عن هذا العمل، فالجرائد وغيرها من الأوراق التي فيها آيات قرآنية أو فيها ذكر الله أو الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو شيء من أسماء الله الواجب ألا يستعملها كملافٍ ولا سفرة ولا غير هذا مما يهينها، لكن إذا حك منها أسماء الله أو قطع ما فيه أسماء الله ولم يبق إلا شيء ليس فيه أسماء الله وليس فيه آيات فلا بأس.
المصدر: http://www.binbaz.org.sa/mat/21544
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 02 - 10, 11:53 ص]ـ
من فتاوى الشيخ بن باز رحمه الله تعالى:
حكم كتابة الآيات القرآنية في الصحف والمجلات
أرجو من سماحتكم توجيه وإرشاد جميع أهل الصحف المحلية، أي المشرفين عليها بعدم كتابة آيات القرآن الكريم فيها، وذلك بأنهم يقومون بكتابة الآيات القرآنية وخاصة في التعازي التي يقومون بنشرها، فكلكم يعرف مصير هذه الصحف، في الأخير ترمى في صناديق النفايات وأنتم بكرامة، ومن الناس من يقوم باستخدام هذه الصحف في الأغراض والأعمال المنزلية، ولا يعرفون مدى خطورة الدوس والعبث بهذه الآيات الكريمة، فأنا سمعت في برنامجكم هذا بأن من داس على الآيات أو استهان بها ولم يحفظها أو يقوم بحرقها فإنه يعتبر مرتداً عن الإسلام، فالذي أرجوه نصحهم بعدم الكتابة، وكذلك نصح الناس عامة عن طريق وسائل الإعلام؟
الكتابة في الصحف وفي الرسائل المتبادلة بين الناس للآيات والأحاديث شيء لا بأس به ولا حرج فيه، بل هو مشروع عند الحاجة كأن يكتب في الجريدة أو في المجلة آيات للنصيحة والتوجيه، أو أحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم - للنصيحة والتوجيه هذا لا بأس به ولا حرج فيه بل ومشروع عند الحاجة، كما يكتب في الرسالة إلى أخيه يعزيه أو يهنئه بشيء أو يطلب منه حاجة أو يذكره، فيذكر آيات من القرآن أو أحاديث للنصيحة لا بأس بهذا، لكن الإثم على من يلقيها في القمامة، ما هو على الكاتب، الكاتب الذي يكتب الجريدة أو في الرسالة أو في أي كتاب موعظة أو نصيحة لأحد أو سؤال لشيء، أو تحريضاً على شيء، فيكتب آيات أو يكتب أحاديث لا حرج عليه، إنما الإثم والحرج على الذي يلقيها في القمامة، أو يدوسها أو يهينها هذا هو الذي يأثم، فلا يدوس القرآن إهانة له واحتقاراً له أو يدوس الآيات احتقاراً لها قصداً هذا هو الذي يرتد.
أما لو ألقاها في القمامة جهلاً منه، ما يكون مرتد، وهكذا لو ألقاها في الطريق أو ألقاها في مكان آخر جهلاً منه ما يكون مرتد، لكن يكون قد أساء ويعلم ويوجه حتى لا يلقيها إلا في محل طيب، يجعلها في الدولاب، أو يدفنها في الأرض، أو يحرقها حتى لا تهان ولا يعتريها أذى، فينبغي أن تفهمي هذا، وفق الله الجميع.
المصدر: http://www.binbaz.org.sa/mat/10625
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/238)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 02 - 10, 11:56 ص]ـ
من فتاوى الشيخ بن باز رحمه الله تعالى:
الأكل على الصحف والجرائد وفيها آيات وأحاديث
ألاحظ أن كثيراً من الناس يأكلون على الجرائد والصحف بينما هي تحوي ذكر الله، وتحوي آيات قرآنية، وبعض الأحاديث النبوية، وجهوا الناس حول هذا الموضوع؟
جزاكم الله خيراً.
هذا لا يجوز، لا يجوز اتخاذ الجرائد مفارش للطعام، سفر للطعام، ولا ملفات للحاجات، هذا امتهان؛ لأنها لا تخلو من ذكر الله: إما آيات قرآنية أو أحاديث أو ذكر لله سبحانه وتعالى، فالواجب أن تصان وتحفظ، أو تدفن في محل طيب، أو تحرق، أما أن تتخذ سُفراً هذا امتهان لا يجوز، وهكذا اتخاذها ملف للحاجات هذا لا يجوز، فالواجب صيانتها بحفظها في الدواليب ونحوها أو دفنها في محل طيب، أو إحراقها حتى لا تمتهن، وهكذا الأوراق الأخرى التي فيها ذكر الله أو المصاحف المقطعة تدفن في أرض طيبة أو تحرق، ولا تستعمل سُفَراً ولا ملافاًَ بل هذا منكر.
المصدر: http://www.binbaz.org.sa/mat/17336
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 02 - 10, 11:59 ص]ـ
الأوراق التي عليها اسم الله أو آيات
أحياناً آيات مكتوبة على ورق، ملقاة في الأرض، وأحياناً نريد أن نستغني عن أوراق فيها البسملة أو آيات أخرى، فهل يكفي تمزيقها، أم أنها تحرق؟ وإذا أحرقت فهل هناك حرج من تطاير الرماد؟
الواجب إذا كان هناك آيات في بعض الأوراق، أو البسملة، أو غير ذلك مما فيه ذكر الله، فالواجب أن يحرق أو يدفن في أرض طيبة، أما إلقاؤه في القمامة فهذا لا يجوز؛ لأن فيه إهانة لأسماء الله وآياته، ولو مزقت فقد تبقى كلمة الجلالة أو الرحمن أو غيرها من أسماء الله في بعض القطع، وقد تبقى بعض الآيات في بعض القطع.
والمقصود: أن الواجب؛ إما أن يحرق تحريقاً كاملاً، وإما أن يدفن في أرضٍ طيبة، مثل المصحف الذي تمزق وقل الانتفاع به، يدفن في أرض طيبة، أو يحرق، أما إلقاؤه في القمامات، أو في أسواق الناس أو في الأحواش فلا يجوز. ولا يضر تطاير الرماد إذا أحرق.
فتاوى سماحة الشيخ ابن باز في برنامج نور على الدرب الجزء الأول
http://www.binbaz.org.sa/mat/4886
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 02 - 10, 12:01 م]ـ
امتهان ما فيه ذكر الله من الكروت والقصاصات والجرائد .. وغيرها
أود لفت نظركم إلى هذه الظاهرة وهي: إن في بعض المكاتب تباع أوراق لاصقة بأحجام مختلفة كتب عليها اسم الجلالة أو آيات من القرآن الكريم، وتكون مزخرفة وذات ألوان جذابة، فينجذب إليها الأطفال فيشترونها، والأطفال لا يعرفون ما كتب عليها، إنما يشترونها لألوانها الزاهية فيلعبون بها أو يرمونها، نرجو من سماحتكم التكرم والنصح في هذا الجانب ولا سيما لأصحاب المكاتب، كي ما لا تعميهم سبل التجارة عن هذا الموضوع، جزاكم الله خيراً، والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.
بسم الله، الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد: فلا ريب أن تعظيم كلام الله وتعظيم أسمائه سبحانه من أهم الفرائض، وذلك من تعظيم الله -عز وجل-، فالواجب على جميع الباعة والمؤسسات الطباعية أن يحذروا وضع اسم الله أو آيات من القرآن في أشياء تمتهن من الأطفال أو غير الأطفال، كالملابس والشراشف التي توضع للإنسان عند النوم أو على الجنائز أو غير ذلك كل ذلك لا يجوز أن يكون فيه شيء من ذكر الله ولا شي من القرآن؛ لأن ذلك يمتهن، وهكذا كل شيء يمتهنه الصبيان أو يمتهنه الناس كالأواني وما أشبه ذلك لا يوضع فيها اسم الله ولا شيء من القرآن، فجميع ما يعرض ذكر الله أو الآيات إلى الامتهان والرمي في القمامات أو في الأرض أو ما أشبه ذلك كل ذلك لا يجوز، بل يجب أن يصان كلام الله وأسماؤه سبحانه عن كل ما هو ذريعة للامتهان ووسيلة للامتهان، وقد صدر منا فتاوى متعددة ومن اللجنة الدائمة في بيان منع ذلك، وصدر منا أيضاً مكاتبات بيننا وبين وزارة التجارة لمنع ذلك، فالواجب على جميع المسلمين أن يحذروا هذه الأشياء التي تعرض كلام الرب سبحانه أو أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام أو أسماء الرب سبحانه بالامتهان بين الأطفال أو بين الناس في ملابسهم أو في مفارشهم أو كراسي أو المخدات التي يتكأ عليه أو غير هذا مما يعرض كلام الرب -عز وجل-، أو يعرض أسماءه أو أحاديث رسوله - صلى الله عليه وسلم – إلى الامتهان نرجو ممن يسمع هذا الكلمة أن يحذر ذلك، وأن يبلغها غيره حتى يكون معيناً على الخير ومتعاونا على البر والتقوى.
نسأل لله للجميع الهداية والتوفيق.
من فتاوى الشيخ بن باز رحمه الله تعالى:
http://www.binbaz.org.sa/mat/17919
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 02 - 10, 12:05 م]ـ
حكم الأكل على الجرائد والأوراق التي فيها اسم الله أو الرمي بها في القمائم
الجرائد والكتب المدرسية التي يستعملها الناس ويوجد فيها لفظ الجلالة وهم يستعملونها استعمالات كثيرة، منها: مسح واجهات المحلات، أو القراءة والرمي بعد ذلك في القمامة، أو يأكلون عليها ثم يرمونها عل الأرصفة، هل من توجيه من سماحة الشيخ
نعم، الواجب على المسلم إذا كان عنده جرائد أو أوراق فيها ذكر الله لا تمتهن ولا تجعل سفرة، ولا تمتهن إما أن تحرق وإما أن تدفن في محلٍ طيب، سواء الجرائد أو أوراق فيها ذكر الله أو فيها تسمية أو فيها شيء من القرآن، أما إذا كان محى ما فيها من أسماء الله واستعملها لا بأس، أما إن استعملها وفيها ذكر الله أو آيات من القرآن يجعلها سفرة أو يطأها أو يجلس عليها كل هذا لا يجوز، قد أحرق الصحابة المصاحف التي نقلوا منها مصحف الإمام؛ حتى لا يكون اختلاف، أحرقها عثمان - رضي الله عنه وأرضاه -، وبقيت المصاحف الأئمة.
فالمقصود أن الشيء الذي فيه ذكر الله لا يمتهن، بل إما أن يدفن في مكان طيب أو يحرق.
من فتاوى الشيخ بن باز رحمه الله تعالى:
http://www.binbaz.org.sa/mat/17503
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/239)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 02 - 10, 02:59 م]ـ
الإخوة أبو طه وإسلام سلامة
شكر الله لكم وبارك فيكم وسددكم على الطريق.(92/240)
محمد لا مذمم
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[29 - 03 - 08, 08:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
{وَرَبُّكَ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَيَخْتَارُ مَا كَانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ سُبْحَانَ اللَّهِ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ وَرَبُّكَ يَعْلَمُ مَا تُكِنُّ صُدُورُهُمْ وَمَا يُعْلِنُونَ} [القصص: 68 - 69] ...
{أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آَتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ فَقَدْ آَتَيْنَا آَلَ إِبْرَاهِيمَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَآَتَيْنَاهُمْ مُلْكًا عَظِيمًا فَمِنْهُمْ مَنْ آَمَنَ بِهِ وَمِنْهُمْ مَنْ صَدَّ عَنْهُ وَكَفَى بِجَهَنَّمَ سَعِيرًا} [النساء: 54 - 55].
سبحانك يا عظيم، يا خلاق يا عليم ...
اصطفيتَ من عبادك من اخترته بعلمك، واصطنعتَه بعينك، وجملته بخلق عظيم، وجعلته رحمة للعالمين، فأبى أكثر الناس إلا كفورًا، فحسدوه على ما أوليتَه، وشنئوه على ما فضلته، وقالوا {لَوْلَا نُزِّلَ هَذَا الْقُرْآَنُ عَلَى رَجُلٍ مِنَ الْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ} [الزخرف: 31]، ويحكم يا قريش، أأعظم من محمد؟! أأكرم من محمد؟!
كالبدر في شرف والزهر في ترف والبحر في كرم والدهر في همم
كأنه وهو فرد من جلالته في عسكر حين تلقاه وفي حشم
كأنما اللؤلؤ المكون في صدف من معدني منطق منه ومبتسم
ما أجهلَكم، وما أشدَّ سفهَكم، حقدتم حتى أعماكم الحقد، وجهلتم حتى أغواكم السفه، ألم تصفوه بالأمين، ألم تشهدوا بخلقه الكريم، ألم تحكموه في دمائكم يوم بنيتم البيت، ألم يلبث فيكم عمرًا من قبله؟ ألم تستقوا بوجهه الغمام؟ ألم يقل شاعركم:
وأبيض يستسقى الغمام بوجهه ثمال اليتامى عصمة للأرامل
يلوذ به الهُلاَّك من آل هاشم فهم عنده في رحمة وفواضل
من هذا الذي فضلتموه عليه؟ وزعمتم أنه أولى بهذا القرآن منه؟ آلوليد بن المغيرة؟! والله إنه لا يساوي ذرة تراب وطئ عليها محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم.
بأبي أنت وأمي يا سيد العظماء، وما ذا يساوي أن أفديك بأبي وأمي، بل فديتك بالطريف والتالد، بالمال والأهل، بالأقارب والأباعد، فما أعظمَ قدرَك، وما أعلى شأنك، فحق لشانئك أن يموت حسدًا، وحق لمبغضك أن يذوب كمدًا، فما أنت إلا شمس متربعة في كبد السماء.
إن هذا لهو شأن العظماء، يشغلون المحبين والمبغضين، في الحياة وبعد الممات، هؤلاء بالذكر والثناء، وأولائك بالهمز واللمز، فهم لعظمهم يملؤون العالمَين، عالم الحب وعالم الكراهية.
لكل كريم من ألائم قومه على كل حال حاسدون وحُقَّد
إن قريشا قد وصفت بالحلم والعقل في القرآن الكريم، إذ قال تعالى: {أَمْ تَأْمُرُهُمْ أَحْلَامُهُمْ بِهَذَا} [الطور: 32]، ووصفت بشدة الخصام الذي يدل على قوة المنة وشدة العارضة فقال تعالى: {بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ} [الزخرف: 58]، كما أنهم سادات العرب وأرباب الفصاحة والبيان، لهذا استحقوا الرد ...
أما رعاة البقر وعباد الصليب، الذين لا يدري أحدهم ما إلهه، ولا يعرف من معبوده، الصم البكم، عباد الشهوات، ناكحو البهائم، الهمج الرُّعاع، فضول الناس، وبقايا الأمم، ورفات البشرية، فلا حاجة لنا في أن نرد عليهم ...
لو كل كلب عوى ألقمته حجرا لأصبح الصخر مثقالٌ بدينار
والله لا يضر رسولنا ما رسموه، ولا ينقص منه ما نشروه، فما يسوءون إلا أنفسهم، وما يضرون رسولنا في شيء.
ولولا مراعاة عواطف المسلمين الجياشة، لما كلفت أحدهم قراءة هذه الكلمات، فليس يشرفني أن أرد على أمثالهم، بل ليس فيهم من يعدو قدر ذبابة حطت على ربى جبل شامخ، لا تلبث أن تطير أو تهلك في الهالكين.
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم ليس هو من صوروه، وليس هو ما رسموه، فما أبعدَ تلك الصورةَ الخبيثة عن جماله، وعن كريم صفاته، وهذا من دفع الله عن رسوله الكريم، وهذا ما كان يقوله صلى الله عليه وآله وسلم لصحابته متعجبًا مغتبطًا من فعل الله له: (ألا تعجبون كيف يصرف الله عني شتم قريش ولعنهم، يشتمون مذممًا ويلعنون مذممًا وأنا محمد) [1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2241#_ftn1).
فلتعل يا محمد ... ولتذهب تلك الصور وأصحابها إلى الجحيم.
{سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا} [الأحزاب: 62].
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2241#_ftnref1) البخاري 3533.
للكاتب / حامد الإدريسي
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2241(92/241)
يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ .. أم (النقير)؟!!
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[29 - 03 - 08, 08:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
عدد كبير من المسلمين والحمد لله تعالى، يحفظون الحديث التالي:
عَنْ أَنَسٍ رضي الله عنه قَالَ:
"كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْسَنَ النَّاسِ خُلُقًا وَكَانَ لِي أَخٌ يُقَالُ لَهُ أَبُو عُمَيْرٍ قَالَ أَحْسِبُهُ فَطِيمًا وَكَانَ إِذَا جَاءَ قَالَ يَا أَبَا عُمَيْرٍ مَا فَعَلَ النُّغَيْرُ نُغَرٌ كَانَ يَلْعَبُ بِهِ فَرُبَّمَا حَضَرَ الصَّلَاةَ وَهُوَ فِي بَيْتِنَا فَيَأْمُرُ بِالْبِسَاطِ الَّذِي تَحْتَهُ فَيُكْنَسُ وَيُنْضَحُ ثُمَّ يَقُومُ وَنَقُومُ خَلْفَهُ فَيُصَلِّي بِنَا" (أخرجه البخاري في صحيحه)
والمشكلة أني تفاجأت أن كثيرا من المستشهدين بهذا الحديث الشريف يكتبون لفظة (النُّغَيْرُ) هكذا: (النقير).
والذي جعلني أشير إلى ذلك أن مواقعا مهمة، تفعل هذا الأمر:
1 - موقع إسلام أون لاين. نت.
الحج المؤتمر الأكبر:
" (والثاني): أن من صاد صيدًا خارج المدينة ثم أدخله إليها لم يلزمه إرساله، نص عليه أحمد؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يقول: "يا أبا عمير ما فعل النقير" وهو طائر صغير، فظاهر هذا أنه أباح إمساكه بالمدينة إذ لم ينكر ذلك، وحرمة مكة أعظم من حرمة المدينة بدليل أنه لا يدخلها إلا محرم"
http://www.islamonline.net/iol-arabic/alhaj/fiqh/fiqh4d.asp (http://www.islamonline.net/iol-arabic/alhaj/fiqh/fiqh4d.asp)
2- إدارة التربية والتعليم للبنات بمحافظة وادي الدواسر بالمملكة العربية السعودية.
التفخيم .. والتعظيم .. بالتنكية:-
إن من عوامل شعور الطفل بشخصيته واستقلاليته، ومما يبعث فيه روح الرجولة وحسن السمت التكنية… يا أبا محمد .. يا أبا عبد الله .. (يا أبا عمير ما فعل النقير)
http://www.dge.gov.sa/news/forum.php?action=view&id=590 (http://www.dge.gov.sa/news/forum.php?action=view&id=590)
وأنا أعلم أنهم لايقصدون إلا الخير بإذن الله تعالى، لكن المؤمن قوي بإخوانه، فلزم التنبيه، حتى ينتبه الجميع.
وللفائدة:
ما الفرق بين النغير والنقير؟
النغير:
هو تصغير النُّغَر وهو طائر يُشْبِه العُصْفور أحمر المِنْقار ويُجمع على: نِغْرَان.
والنقير:
النَّقِير: أصلُ النَّخْلة يُنْقَر وسَطه ثم يُنْبَذُ فيه التَّمر ويُلْقَى عليه الماء لِيصيرَ نَبيذاً مُسْكراً. وهناك معان أخرى ...
(ينظر النهاية في غريب الحديث والأثر، لابن الأثير)
والحمد لله تعالى لم أجد من فعل ذلك في ملتقى أهل الحديث.
والله أعلم وأحكم.
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[29 - 03 - 08, 11:50 م]ـ
جزاكم الله خيراً ... ونتمنى أن يتم إرسال رسالة لهذه الجهات للتنبيه على ما ذكرتم
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[30 - 03 - 08, 05:54 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد.
أختي الفاضلة جزاك الله خيرا على هذا التنبيه الذي كنت أتوقعه.
أولا: سأشير عليك بأمر أنت حرة في قبوله أو عدم قبوله، أنا أدعوك إلى مراسلة الموقعين المذكورين فإذا فعلوا المطلوب في خلال أسبوع أوسبوعين.
أنا مدين باعتذار لك ولهم.
ثانيا: كتابة هذا الموضوع مفيدة، والكل يعلم أن محرك الجوجل يفي بإيصال الأمر للباحثين عن هذا الحديث، وحتى يكون موضوعي ذا مصداقية لابد من ذكر الأمثلة، لكن لا أستطيع أن أضع روابط المنتديات الباقية، لأسباب الكل يعرفها، فهي باختصار لا تليق بهذا المكان ورواده.
>>>>> إلخ .....
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[30 - 03 - 10, 07:56 ص]ـ
ثانيا: كتابة هذا الموضوع مفيدة، والكل يعلم أن محرك الجوجل يفي بإيصال الأمر للباحثين عن هذا الحديث، وحتى يكون موضوعي ذا مصداقية لابد من ذكر الأمثلة، لكن لا أستطيع أن أضع روابط المنتديات الباقية، لأسباب الكل يعرفها، فهي باختصار لا تليق بهذا المكان ورواده.
>>>>> إلخ .....
يا اخوة بالنسبة للجوجل وفائدته
أبشركم بأن من اطلع على موضوعي هذا نفسه في الألوكة
1733 مشاهد ولا أظن أنهم من أعضاء الملتقى، والحمد لله تعالى.
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[31 - 03 - 10, 03:27 ص]ـ
الله يبارك .....
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[02 - 04 - 10, 09:16 ص]ـ
الله يبارك .....
اللهم آمين.
وللحديث هذا قصة ذكرها
العضو في الألوكة مسلم بن عبدالله فقد قال:
وذِكْرُه ذَكَّرَني بما أورده الحافظ رحمه الله في الفتح بعد تفسيره حديث أبي عُمَيْر قال:
((ومن النوادر التي تتعلق بقصة أبي عمير ما أخرجه الحاكم في علوم الحديث عن أبي حاتم الرازي أنه قال حفظ الله أخانا صالح بن محمد - يعني الحافظ الملقب جزرة - فإنه لا يزال يبسطنا غائباً وحاضراً، كتب إلَيَّ أنه لما مات الذهلي - يعني بنيسابور - أجلسوا شيخاً لَهم يقال له " مَحْمِش "، فأملى عليهم حديث أنس هذا، فقال: " يا أبا عَمِير ما فعل البَعِيرُ "!!. قاله بفتح عين عمير بوزن عظيم، وقال: بموحدة مفتوحة بدل النون وأهمل العين بوزن الأول فصحف الاسمين معا.
قلتُ: ومَحْمِش هذا لقب. وهو: بفتح الميم الأولى وكسر الثانية بينهما حاء مهملة ساكنة وآخره معجمة، واسمه: محمد بن يزيد بن عبد الله النيسابوري السلمي؛ ذكره بن حبان في الثقات وقال روى عن يزيد بن هارون وغيره وكانت فيه دعابة.)) انتهى كلام الحافظ رحمه الله.
http://majles.alukah.net/showpost.php?p=173557&postcount=6
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/242)
ـ[أبو عبد الله النعيمي]ــــــــ[03 - 04 - 10, 01:59 ص]ـ
فوائد طيبة من حديث النغير
عن أنس-رضي الله عنه- كان رسول الله- صلى الله عليه وسلم-أحسن الناس خلقاً، وكان لي أخ يقال له: أبو عمير-وهو فطيم-كانإذا جاءنا قال: ((ياأبا عمير! ما فعل النغير؟)) لنغرٍ كان يلعببه، وربما حضرت الصلاة وهو في بيتنا، فيأمر بالبساط الذي تحته، فيكنس؛ ثم ينفخ، ثم يقوم ونقوم خلفه، فيصلي بنا.
[[وفي هذا الحديث عدة فوائد:
جمعها أبو العباس أحمد بن أبي أحمد الطبري المعروف بابن القاص الفقيه الشافعي صاحب التصانيف (في جزء مفرد) ... وذكر بن القاص في أول كتابه:
(أن بعض الناس عاب على أهل الحديث أنهم يروون أشياء لا فائدة فيها
ومثل ذلك بحديث أبي عمير هذا قال:
وما درى أن في هذا الحديث من
وجوه الفقه
وفنون الأدب والفائدة ستين وجها)
ثم ساقها مبسوطة فلخصتها مستوفيا مقاصده ثم أتبعته بما تيسر من الزوائد عليه فقال فيه:
استحباب التأني في المشي
وزيارة الإخوان
وجواز زيارة الرجل للمرأة الأجنبية إذا لم تكن شابة وأمنت الفتنة وتخصيص الإمام بعض الرعية بالزيارة ومخالطة بعض الرعية دون بعض
ومشى الحاكم وحده
وأن كثرة الزيارة لا تنقص المودة وأن قوله زر غبا تزدد حبا مخصوص بمن يزور لطمع وأن النهي عن كثرة مخالطة الناس مخصوص بمن يخشى الفتنة أو الضرر
وفيه مشروعية المصافحة لقول أنس فيه ما مسست كفا ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم وتخصيص ذلك بالرجل دون المرأة وأن الذي مضى في صفته صلى الله عليه وسلم أنه كان شن الكفين خاص بعبالة الجسم لا بخشونة اللمس
وفيه استحباب صلاة الزائر في بيت المزور ولا سيما إن كان الزائر ممن يتبرك به
وجواز الصلاة على الحصير وترك التقزز لأنه علم أن في البيت صغيرا وصلى مع ذلك في البيت وجلس فيه وفيه أن الأشياء على يقين الطهارة لأن نضحهم البساط إنما كان للتنظيف
وفيه أن الاختيار للمصلى أن يقوم على أروح الأحوال وأمكنها خلافا لمن استحب من المشددين في العبادة أن يقوم على أجهدهاوفيه جواز حمل العالم علمه إلى من يستفيده منه
وفضيلة لآل أبي طلحة ولبيته إذ صار في بيتهم قبلة يقطع بصحتها وفيه جواز الممازحة وتكرير المزح وأنها إباحة سنة لا رخصة وأن ممازحة الصبي الذي لم يميز جائزة
وتكرير زيارة الممدوح معه
وفيه ترك التكبر والترفع
والفرق بين كون الكبير في الطريق فيتواقر أو في البيت فيمزح وأن الذي ورد في صفة المنافق أن سره يخالف علانيته
ليس على عمومه
وفيه الحكم على ما يظهر من الأمارات في الوجه من حزنه أو غيره
وفيه جواز الاستدلال بالعين على حال صاحبها إذا استدل صلى الله عليه وسلم بالحزن الظاهر على الحزن الكامن حتى حكم بأنه حزين فسأل أمه عن حزنه
وفيه التلطف بالصديق صغيرا كان أو كبيرا والسؤال عن حاله وأن الخبر الوارد في الزجر عن بكاء الصبي محمول على ما إذا بكى عن سبب عامدا ومن أذى بغير حق
وفيه قبول خبر الواحد لأن الذي أجاب عن سبب حزن أبي عمير كان كذلك
وفيه جواز تكنية من لم يولد له
وجواز لعب الصغير بالطير
وجواز ترك الأبوين ولدهما الصغير يلعب بما أبيح اللعب به
وجواز إنفاق المال فيما يتلهى به الصغير من المباحات
وجواز إمساك الطير في القفص ونحوه وقص جناح الطير إذ لا يخلو حال طير أبي عمير من واحد منهما وأيهما كان الواقع التحق به الآخر في الحكم
وفيه جواز إدخال الصيد من الحل إلى الحرم وإمساكه بعد إدخاله خلافا لمن منع من إمساكه وقاسه على من صاد ثم أحرم فإنه يجب عليه الإرسال
وفيه جواز تصغير الاسم ولو كان لحيوان
وجواز مواجهة الصغير بالخطاب خلافا لمن قال الحكيم لا يواجه بالخطاب إلا من يعقل ويفهم قال والصواب الجواز حيث لا يكون هناك طلب جواب ومن ثم لم يخاطبه في السؤال عن حاله بل سأل غيره
وفيه معاشرة الناس على قدر عقولهم
وفيه جواز قيلولة الشخص في بيت غير بيت زوجته ولو لم تكن فيه زوجته ومشروعية القيلولة
وجواز قيلولة الحاكم في بيت بعض رعيته ولو كانت امرأة
وجواز دخول الرجل بيت المرأة وزوجها غائب ولو لم يكن محرما إذا انتفت الفتنة
وفيه إكرام الزائر وأن التنعم الخفيف لا ينافي السنة
وأن تشييع المزور الزائر ليس على الوجوب
وفيه أن الكبير إذا زار قوما واسى بينهم فإنه صافح أنسا ومازح أبا عمير ونام على فراش أم سليم وصلى بهم في بيتهم حتى نالوا كلهم من بركته
وذكر بن بطال من فوائد هذا الحديث أيضا:
استحباب النضح فيما لم يتيقن طهارته
وفيه أن أسماء اللأعلام لا يقصد معانيها وأن إطلاقها على المسمى لا يستلزم الكذب لان الصبي لم يكن أبا وقد دعي أبا عميروفيه جواز السجع في الكلام إذا لم يكن متكلفا وأن ذلك لا يمتنع من النبي كما امتنع منه إنشاء الشعر
وفيه إتحاف الزائر بصنيع ما يعرف أنه يعجبه من مأكول أو غيره وفيه جواز الرواية بالمعنى لأن القصة واحدة وقد جاءت بألفاظ مختلفة
وفيه جواز الاقتصار على بعض الحديث وجواز الإتيان به تارة مطولا وتارة ملخصا وجميع ذلك يحتمل أن يكون من أنس ويحتمل أن يكون ممن بعده والذي يظهر أن بعض ذلك منه والكثير منه ممن بعده وذلك يظهر من اتحاد المخارج واختلافها
وفيه مسح رأس الصغير للملاطفة
وفيه دعاء الشخص بتصغير اسمه عند عدم الايذاء
وفيه جواز السؤال عما السائل به عالم لقوله ما فعل النغير بعد علمه بأنه مات
وفيه إكرام أقارب الخادم وإظهار المحبة لهم لأن جميع ما ذكر من صنيع النبي صلى الله عليه وسلم مع أم سليم وذويها كان غالبه بواسطة خدمة أنس له
وقد نوزع بن القاص في الاستدلال به على إطلاق جواز لعب الصغير بالطير
فقال أبو عبد الملك: (يجوز أن يكون ذلك منسوخا بالنهي عن تعذيب الحيوان)
وقال القرطبي: (الحق أن لا نسخ بل الذي رخص فيه للصبي إمساك الطير ليلتهي به وأما تمكينه من تعذيبه ولا سيما حتى يموت فلم يبح قط)]].
(والفوائد التي ذكرها ... هي من فائدة جمع طرق الحديث لا من خصوص هذا الحديث).
المصدر: (فتح الباري) (13\ 205 - 20
بتصرف واختصار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/243)
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[05 - 04 - 10, 03:32 م]ـ
أخي أبا عبدالله جزاك الله كل خير.
لم نتشرف برؤية الرسول صلى الله عليه وسلم أفلا ننعم بسنته.
أشعر أني مقصر في تتبع سنة الرسول صلى الله عليه وسلم.
ما أجمل ما قرأت.(92/244)
ما حكم الجاسوس؟
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[29 - 03 - 08, 09:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم الجاسوس الذي يجس على المسلمين و ينقل أخبارهم للكفار؟
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[29 - 03 - 08, 06:30 م]ـ
قد تفيدك هذه الفتوى:
http://www.h-alali.net/f_open.php?id=26e3f34c-dc23-1029-a62a-0010dc91cf69
ـ[أبو فهدعبدالعزيز]ــــــــ[30 - 03 - 08, 11:36 ص]ـ
الأصل فيه القتل
وإليك المثال
العلة التي من أجلها لم يجز الرسول عليه الصلاة والسلام _ لعمر أن يضرب عنق حاطب هي أنه بدري
وهذه العلة ليست موجودة الآن.
ولكن هناك قول لشيخ الاسلام في كتابه السياسة الشرعية وهو: يرجع التخيير للإمام.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[30 - 03 - 08, 09:56 م]ـ
من باب المناقشة
و هل البدري إذا وقع في كفر غفر له هذا الكفر بناءاً على أنه ممن قيل فيهم افعلوا ما شئتم فقد غفر لكم؟؟؟؟!!!!!
رضي الله عن البدريين و غيرهم من أصحاب رسول الله
لكن المسألة لو كان هذا كافراً لمولاته الفعلية لم استحق المغفرة بناءاً على أنه بدري!!!
الجاسوس عاصي لله مرتكب لكبيرة عظيمة فهي ليست كفراً
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[01 - 04 - 08, 03:45 ص]ـ
بل ان الجاسوسية مراتب منها ماهو مكفر ومنها ماهو دون ذلك.والراجح في فعل الصحابي حاطب رضي الله عنه انها كبيرة غُفِرت له لشهوده بدرا.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[01 - 04 - 08, 08:11 م]ـ
أخي الحبيب أبو حمدان وفقه الله
لا شك في صحة كلامك و لا تنافي بين ما قلنا
و ابتداءاًَ لا يحكم على الفعل بمجرده على أنه كفر إلا بحصول قرائن تدل على ما كفر هذا و لا بد من انتفاء موانع كما تعلمون
نعم التكفير حكم شرعي لا ريب فيه و ليس لنا التسرع في التكفير بمجرد العمل دون النظر في كلام الكبار (أقصد علماء السلف طبعاً)
قال الإمام القرطبي في الجامع في أحكام القرآن في تفسير سورة الممتحنة عند قول الله تعالى (يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم اولياء تلقون اليهم بالمودة
...... )
(السورة اصل في النهي عن مولاة الكفار. وقد مضى ذلك في غير موضع. من ذلك قوله تعالى {لا يتخذ المؤمنون الكافرين اولياء من دون المؤمنين} ( http://**********<b></b>:openquran(2,28,28)) ال عمران: 28]. {يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا بطانة من دونكم} ( http://**********<b></b>:openquran(2,118,118)) ال عمران: 118]. {يا ايها الذين امنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى اولياء} ( http://**********<b></b>:openquran(4,51,51)) المائدة: 51]. ومثله كثير. وذكر ان حاطبا لما سمع {يا ايها الذين امنوا} غشي عليه من الفرح بخطاب الايمان.
قوله تعالى {تلقون اليهم بالمودة} يعني بالظاهر؛ لان قلب حاطب كان سليما؛ بدليل ان النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم: (اما صاحبكم فقد صدق) وهذا نص في سلامة فؤاده وخلوص اعتقاده. والباء في {بالمودة} زائدة؛ كما تقول: قرات السورة وقرات بالسورة، ورميت اليه ما في نفسي وبما في نفسي. ويجوز ان تكون ثابتة على ان مفعول {تلقون} محذوف؛ معناه تلقون اليهم اخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبب المودة التي بينكم وبينهم. وكذلك {تسرون اليهم بالمودة} اي بسبب المودة. وقال الفراء {تلقون اليهم بالمودة {من صلة {اولياء} ودخول الباء في المودة وخروجها سواء. ويجوز ان تتعلق بـ {لا تتخذوا} حالا من ضميره. و {اولياء} صفة له، ويجوز ان تكون استئنافا. ومعنى {تلقون اليهم بالمودة} تخبرونهم بسرائر المسلمين وتنصحون لهم؛ وقاله الزجاج. الرابعة: من كثر تطلعه على عورات المسلمين وينبه عليهم ويعرف عدوهم باخبارهم لم يكن بذلك كافرا اذا كان فعله لغرض دنيوي واعتقاده على ذلك سليم؛ كما فعل حاطب حين قصد بذلك اتخاذ اليد ولم ينو الردة عن الدين.
اذا قلنا لا يكون بذلك كافرا فهل يقتل بذلك حدا ام لا؟ اختلف الناس فيه؛ فقال مالك وابن القاسم واشهب: يجتهد في ذلك الامام. وقال عبدالملك: اذا كانت عادته تلك قتل، لانه جاسوس، وقد قال مالك بقتل الجاسوس- وهو صحيح لاضراره بالمسلمين وسعيه بالفساد في الارض. ولعل ابن الماجشون انما اتخذ التكرار في هذا لان حاطبا اخذ في اول فعله. فان كان الجاسوس كافرا فقال الاوزاعي: يكون نقضا لعهده. وقال اصبغ:الجاسوس الحربي يقتل، و الجاسوس المسلم والذمي يعاقبان الا ان تظاهرا على الاسلام فيقتلان. وقد روي عن علي بن ابي طالب رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم اتى بعين للمشركين اسمه فرات بن حيان، فامر به ان يقتل؛ فصاح: يا معشر الانصار، اقتل وانا اشهد ان لا اله الا الله وان محمدا رسول الله! فام به النبي صلى الله عليه وسلم فخلى سبيله. ثم قال: (ان منكم من اكله الى ايمانه منهم فرات بن حيان). وقوله {وقد كفروا} حال، اما من {لا تتخذوا} واما من {تلقون} اي لا تتولوهم او توادوهم، وهذه حالهم. وقرا الجحدري {لما جاءكم} اي كفروا لاجل ما جاءكم من الحق.) أهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/245)
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[01 - 04 - 08, 08:28 م]ـ
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى
( ...... وَعَلَى الْقَوْلِ الْأَوَّلِ: هَلْ يَجُوزُ أَنْ يَبْلُغَ بِهِ الْقَتْلَ مِثْلَ قَتْلِ الْجَاسُوسِ الْمُسْلِمِ؟ فِي ذَلِكَ " قَوْلَانِ " [أَحَدُهُمَا] قَدْ يَبْلُغُ بِهِ الْقَتْلَ فَيَجُوزُ قَتْلُ الْجَاسُوسِ الْمُسْلِمِ إذَا قَصَدَ الْمَصْلَحَةَ وَهُوَ قَوْلُ مَالِكٍ وَبَعْضِ أَصْحَابِ أَحْمَد كَابْنِ عَقِيلٍ وَقَدْ ذَكَرَ نَحْوَ ذَلِكَ بَعْضُ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد فِي قَتْلِ الدَّاعِيَةِ إلَى الْبِدَعِ؛ وَمَنْ لَا يَزُولُ فَسَادُهُ إلَّا بِالْقَتْلِ ..................... )
فسماه شيخ الإسلام ابتداءاً مسلماًو لم يقل بكفره
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[01 - 04 - 08, 08:31 م]ـ
ثم قولك أخي الحبيب
(والراجح في فعل الصحابي حاطب رضي الله عنه انها كبيرة غُفِرت له لشهوده بدرا.)
يُفهَم من قولك أن هناك من عد فعل حاطب كفراً
بناءاً على قولك (و الراجح .... )
فمن من العلماء قال بذلك؟؟؟؟؟
و جزاكم ربي كل خير
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[03 - 04 - 08, 03:09 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله.
اخي الحبيب بارك الله بك وأسال الله ان يجعل ماسطرت يميننا في ميزان حسناتنا وان يجعلنا طلاب حق غير ممارين.
اخي الحبيب قولك:
لا شك في صحة كلامك و لا تنافي بين ما قلنا
و ابتداءاًَ لا يحكم على الفعل بمجرده على أنه كفر إلا بحصول قرائن تدل على ما كفر هذا و لا بد من انتفاء موانع كما تعلمون
نعم التكفير حكم شرعي لا ريب فيه و ليس لنا التسرع في التكفير بمجرد العمل دون النظر في كلام الكبار (أقصد علماء السلف طبعاً)
ان قصدت قصة حاطب فكلامك لاغبار عليه لأن هناك مسألتان يجب التفريق بينهما هما
1 المظاهرة
2 فعل الصحابي حاطب رضي الله عنه.
فأما المظاهرة فهي لاتحتمل غير الكفر والردة فمن ظاهر الكفار على المسلمين فهو كافر مرتد وهذا اجماع عند المسلمين.
واما فعل حاطب فظاهره يحتمل ان مظاهرة ويحتمل غير ذلك لذلك سأله النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأجابه الصحابي وعرف حقيقة فعله لان الفعل يحتمل ونفعه العذر.
ويوضح ذلك ان من قاتل مع الكفار ضد المسلمين يوم بدر عاملهم الرسول
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - معاملة الكفار كالذين قُتلوا منهم او أسروا كالعباس وذلك لآن عملهم مظاهرة لالبس فيه ,فلم يسألهم ولم يستفسر منهم وبالجمع بين عمل الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - معهم وعمله مع حاطب يتضح الفرق بين الفعلين والحكمين.
وان قصدت في كلامك واظنك تقصد هذا كل مظاهرة فهذا مخالف للدليل.
وكما تعلم اخي الحبيب ان استيفاء الشروط وانتفاء الموانع هذه تعمل عند تكفير المعين لا من اجل الحكم على الفعل فقد يكون احيانا الفعل كفر ولايكفر المعين لوجود موانع.
والجاسوسية مولاة منها ماهو مكفر ومنها ماهو غير ذلك اذن فهي مراتب.
وموالاة الكافرين عمل منه ماهو مكفر لايحتاج الى البحث في داخله ومنها ماهو غير مكفر ولايكفر صاحبه حتى يجحد او يستحل.
واخطأ من قال ان من قاتل في صف الكفار ضد المسلمين بان نبحث في داخله وجعل الامر للاستحلال القلبي والدليل فعل الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - مع العباس يوم بدر.
يجب التفريق بين حقيقة الفعل وظاهر الفعل كما في قصة حاطب رضي الله عنه فظاهر الفعل يحتمل المظاهرة وحقيقته ليست مظاهرة.
المظاهرة او المناصرة هي اظهر صور التولي بل لاتولي بلا مظاهرة.
ان التجسس اذا وصل حد المظاهرة فانه يكون كفر مناطه المظاهرة لامطلق التجسس.
وسؤالك من من اهل العلم قال ان فعل حاطب كفر واظني ان لم تخني الذاكرة لان فتح الباري ليس موجود عندي الان قالها ابن حجر في الفتح وسمعتها من البعض.
واخيرا اخي الحبيب فادي اسأل الله ان يوفقني الله وأياك لكل خير.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[04 - 04 - 08, 12:06 ص]ـ
الأخ و الحبيب أبو حمدان وفقه الله لما فيه رضاه
جزاك الله كل خير على ما سطرت و لكن لي ملاحظات بسيطة على كلامكم سلمكم الله من كل سوء أرجو أن يتسع صدركم لها و هي كالآتي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/246)
كان سؤال الأخ الكريم أبو بدر ناصر في بداية الموضوع عن حكم الجاسوس لا المظاهرة و لا يخفى عليكم أخي الفاضل أن ذلك فرق بينهما من حيث الأداء و الأصل ....
قولك أخي الحبيب
(فأما المظاهرة فهي لاتحتمل غير الكفر والردة فمن ظاهر الكفار على المسلمين فهو كافر مرتد وهذا اجماع عند المسلمين.
واما فعل حاطب فظاهره يحتمل ان مظاهرة ويحتمل غير ذلك لذلك سأله النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فأجابه الصحابي وعرف حقيقة فعله لان الفعل يحتمل ونفعه العذر.
ويوضح ذلك ان من قاتل مع الكفار ضد المسلمين يوم بدر عاملهم الرسول
- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - معاملة الكفار كالذين قُتلوا منهم او أسروا كالعباس وذلك لآن عملهم مظاهرة لالبس فيه ,فلم يسألهم ولم يستفسر منهم وبالجمع بين عمل الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - معهم وعمله مع حاطب يتضح الفرق بين الفعلين والحكمين.
وان قصدت في كلامك واظنك تقصد هذا كل مظاهرة فهذا مخالف للدليل.)
أقول:
لا جدال معك أخي في حكم المظاهر الذي أجمعت الأمة على كفره
و إن كان الخلاف في معنى المظاهرة التي توجب الكفر
فظاهر المسألة عندي أن مظاهرة الكفار عندي قسمان قسم يوجب الكفر بلا شك و قسم لا يوجبه و ما كان كلام أئمة هذه الدعوة المباركة في كفر المظاهر إنما هو من جنس ما سيأتي لاحقا بعون الله تعالى
و هذا كلام الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى في شرحه للأصول الثلاثة حيث قال رحمه الله تعالى: (وموالاة الكفار تكون بمناصرتهم ومعاونتهم على ما هم عليه من الكفر والضلال، وموادتهم تكون بفعل الأسباب التي تكون بها مودتهم فتجده يوادهم أي يطلب ودهم بكل طريق، وهذا لا شك ينافي الإيمان كله أو كماله، فالواجب على المؤمن معاداة من حاد الله ورسوله ولو كان أقرب قريب إليه، وبغضه والبعد عنه ولكن هذا لا يمنع نصيحته ودعوته للحق.)
وقال الشيخ سليمان بن سحمان نظماً في الفرق بين الموالاة والتولي:
وأصلُ بلاء القوم حيث تورّطوا هو الجهل في حكم الموالاة عن زلل
فما فرّقوا بين التولّي وحكمه وبين الموالاة التي هي في العمل
أخفّ، ومنها ما يكفر فعله ومنها يكون دون ذلك في الخلل
وقال الشيخ عبد اللطيف بن عبد الرحمن آل الشيخ: "مسمّى الموالاة يقع على شعَب متفاوِتة منها ما يوجب الردّة لذهاب الإسلام بالكلية، ومنها ما هو دون ذلك من الكبائر والمحرمات"
قال الشيخ سليمان بن عبد الله بن محمد بن عبد الوهاب -رحمهُ اللهُ-: عن الموالاة «هي لازم الحب، وهي النُّصرة، والإكرام والاحترام، والكون مع المحبوبين باطناً وظاهراً».
قال الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ -رحمهُ اللهُ-: «وأما قوله تعالى: {وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ} [المائدة: 51]، وقوله: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ} [المجادلة:22]، وقوله: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَكُمْ هُزُوًا وَلَعِبًا مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَالْكُفَّارَ أَوْلِيَاءَ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ} [المائدة:57] فقد فسرته السنة، وقيدته وخصته بالموالاة المطلقة العامة.
وأصل: الموالاة، هو: الحب والنصرة، والصداقة ودون ذلك: مراتب متعددة؛ ولكل ذنب: حظه وقسطه، من الوعيد والذم؛ وهذا عند السلف الراسخين في العلم من الصحابة والتابعين معروف في هذا الباب وفى غيره وإنما أشكال الأمر، وخفيت المعاني، والتبست الأحكام على خلوف من العجم والمولدين الذين لا دراية لهم بهذا الشأن ولا مممارسة لهم بمعاني السنة والقرآن».
وقال الشيخ عبد الرحمن بن حسن-رحمهُ اللهُ-: «وأما إيواؤهم ونقض العهد لهم، ومظاهرتهم ومعاونتهم، والاستبشار بنصرهم، وموالاة وليهم، ومعاداة عدوهم من أهل الإسلام: فكل هذه الأمور زائدة على الإقامة بين أظهرهم، وكل عمل من هذه الأعمال قد توعد الله عليه بالعذاب والخلود فيه وسلب الإيمان، وحلول السخط به وغير ذلك ما هو مضمون الآيات المحكمات التي قد تقدمت».
فظهر من نتاج الكلام أن الموالاة قسمين قسم يوجب الكفر و قسم لا يوجبه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/247)
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة: «السؤال الثامن من الفتوى رقم (4246):
س8: ما معنى قوله -تعالى-: {لا تَتَوَلَّوْا قَوْمًا غَضِبَ الله عَلَيْهِمْ} [الممتحنة:13] وما معنى الولاية معهم؟ وهل تكون الولاية أن تذهب إليهم وتحدثهم وتكلمهم وتضحك معهم؟
ج8: نهى الله تعالى المؤمنين أن يوالوا اليهود وغيرهم من الكفار ولاء ود ومحبة وإخاء ونصرة، وأن يتخذوهم بطانة ولو كانوا غير محاربين للمسلمين؛ قال -تعالى-: {لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بالله وَاليَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ} الآية [المجادلة:22]، وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لا يَأْلُونَكُمْ خَبَالاً وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ هَا أَنْتُمْ أُولاءِ تُحِبُّونَهُمْ وَلا يُحِبُّونَكُمْ} إلى أن قال -سبحانه-: {وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ الله بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ} [آل عمران:118 - 120] وما في معناها من نصوص الكتاب والسنة، ولم ينه الله تعالى المؤمنين عن مقابلة معروف غير الحربيين بالمعروف أو تبادل المنافع المباحة معهم من بيع وشراء وقبول الهدايا والهبات، قال -تعالى-: {لا يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ الله يُحِبُّ المُقْسِطِينَ إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ الله عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ} [الممتحنة:8 - 9].
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود» ().
وجاء فيها أيضاً: «س5: ما هي حدود الموالاة التي يكفر صاحبها وتخرجه من الملة، حيث نسمع أن من أكل مع المشرك أو جلس معه أو استضاء بنوره ولو برى لهم قلمًا أو قدم لهم محبرة فهو مشرك، وكثيرًا ما نتعامل مع اليهود والنصارى نتيجة التواجد والمواطنة في مكان واحد، فما هي حدود الموالاة المخرجة من الملة؟ وما هي الكتب الموضحة ذلك بالتفصيل؟ وهل الموالاة من شروط لا إله إلا الله؟.
ج5: موالاة الكفار التي يكفر بها من والاهم هي: محبتهم، ونصرتهم على المسلمين، لا مجرد التعامل معهم بالعدل، ولا مخالطتهم لدعوتهم للإسلام، ولا غشيان مجالسهم والسفر إليهم للبلاغ ونشر الإسلام.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب رئيس اللجنة عبد الرزاق عفيفي
عضو عبد الله بن غديان
عضو عبد الله بن قعود» ().
وقال العلامة محمد الأمين الشنقيطي -رحمهُ اللهُ-: «ويفهم من ظواهر هذه الآيات أن من تولى الكفار عمداً اختياراً رغبة فيهم أنه كافر مثلهم».
أما قولك أخي الحبيب
(وان قصدت في كلامك واظنك تقصد هذا كل مظاهرة فهذا مخالف للدليل.)
فأقول كلامي فيما سلف مما نقلته عن غيري إنما هو رد على ظنك بي
فجزاك الله كل خير و عفى عنك أخي الحبيب المبارك .....
أما قولك أخي الحبيب
(يجب التفريق بين حقيقة الفعل وظاهر الفعل كما في قصة حاطب رضي الله عنه فظاهر الفعل يحتمل المظاهرة وحقيقته ليست مظاهرة.)
فكلامك ظاهر و واضح لمن له عينان في التفريق بين فعل حاطب و غيره هو اعتقاده و أصل ما عمل فذاك فرق واضح جزاك الله كل خير على إيضاحه
و سامحنا إن تجاوزنا معكم فإنما نستفيد منكم فنفيد
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[04 - 04 - 08, 12:43 ص]ـ
رفع الله قدرك اخي فادي بل نحن منكم نتعلم ادب الحوار وبصراحة حسن خلقك اخجلني اخي الحبيب.
اخي الحبيب كلامك الذي نقلته عن ائمة نجد هو عين الصواب وهذا ماندين الله به ونقلك كله لايخالف ماكتبته انا اصلا فالمولاة مراتب منها ماهو كفر ومنه ماهو دون ذلك ويطلق بعضهم على المولاة المكفرة اسم التحولي.
لكن لاحظ اخي الحبيب المظاهرة اخص من المولاة والمظاهرة اي مظاهرة الكفار على المسلمين هي التولي المكفر المخرج من الملة.
وقولك
فظاهر المسألة عندي أن مظاهرة الكفار عندي قسمان قسم يوجب الكفر بلا شك و قسم لا يوجبه و ما كان كلام أئمة هذه الدعوة المباركة في كفر المظاهر إنما هو من جنس ما سيأتي لاحقا بعون الله تعالى
اخي غير صحيح لان المظاهرة هي المولاة المكفرة اي التولي مثلها مثل الايمان اعلاه لااله الا الله واداناه اماطة الاذى عن الطريق.وكذلك المظاهرة لاتحتمل الا الكفر والدليل فعل الرسول مع العباس يوم بدر.
وبوركت اخي الغالي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/248)
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[04 - 04 - 08, 01:28 ص]ـ
أخي الحبيب أبو حمدان رفع الله قدرك
ردكم علي ذلك من أدبكم فأسأل الله تعالى أن يمن عليكم بالخير إينما وجدتم
و الظاهر أن الخلاف كان بيننا لفظي لا معنوي و أدل ما يدل على ذلك عبارتي المستدركة علي
فجزاك الله كل خير و أحسن مثوبتك
و رفع قدرك في الدنيا و الآخرة
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[04 - 04 - 08, 02:35 ص]ـ
وأياكم اخي الفاضل.
ـ[عبد الله آل سيف]ــــــــ[06 - 04 - 08, 03:25 ص]ـ
الأخوين الكريمين: بارك الله فيكما على هذا النقاش الطيب الهادي
وللفائدة حول المسألة:سئل الشيخ ابن باز رحمه الله هذا السؤال
سؤال: أحسن الله إليكم: قول بعض أهل العلم أن فعل حاطب فعل كفر ولكن فعل حاطب منعه من الكفر لأنه شهد بدرا؟
الجواب: الظاهر الشبهة منع من تكفيره وقتله الشبهة كونه من أهل بدر وكونه تأول اجتمع له التأويل والحديث الصحيح اعملوا ما شئتم فصار شبهه في قتله وكفره جميعا وإلا لا شك أن التجسس تول للمشركين ردة يوجب القتل ولهذا لما جاء عين للمشركين يتجسس أمر بقتله عليه الصلا ة والسلام.اهـ
شرح الشيخ لزاد المعاد الدقيقة (00:13:44)
على هذا الرابط: http://www.alathar.net/esound/index.php?page=liit&co=8320(92/249)
هل الآيات و الأحاديث التي ودرت في مدح العلم مقصورة على العلم الشرعي؟
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[29 - 03 - 08, 10:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل الآيات و الأحاديث التي ودرت في مدح العلم مقصورة على العلم الشرعي فقط؟
أرجو مشاركة الإخوة الأفاضل في هذا الموضوع.
ـ[سعدسعود]ــــــــ[30 - 03 - 08, 10:18 م]ـ
نعم
سمعت هذا من الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله في محاضرة أهمية العلم واخلاق اهله او حول هذا العنوان
واظنها طبعت وكلام الشيخ جاء جواب حول سؤالك بالضبط تقريبا على ما اذكر والشريط إن كان موجودا فالسؤال فيه لأن المحاضره قديمه عام 1413هـ
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[01 - 04 - 08, 10:48 م]ـ
البعض من "السياسين" الإسلاميين لا يمكن أن يناقش في هذا الباب ... ويعتبر قصر ذلك على العلم الشرعي من "التخلف" عن باقي الأمم ....
فلا حول ولا قوة الا بالله .............
ألا يعلم هؤلاء أنه باللتزام الأمة بدينها وفقها فيه تحقق خير الدنيا والآخرة ..... ؟؟
وأنها أمة لا تقاس مع الأمم الأخرى ...................
ألا يتدبر هؤلاء قول الله تعالى: "كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله"
والله أعلم والله الموفق
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:12 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (العلم الموروث عن النبي ?؛ فإنه هو الذي يستحق أن يسمى علماً، وما سواه إما أن يكون علماً فلا يكون نافعاً.
وإما أن لا يكون علماً وإن سُمّي به، ولئن كان علماً نافعاً فلابد أن يكون في ميراث محمد ? ما يغني عنه مما هو مثله وخير منه)
وقال الأوزاعي رحمه الله: (العلم ماجاء عن أصحاب محمد وما لم يجيء عنهم فليس بعلم)
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[02 - 04 - 08, 06:03 م]ـ
لاشك أن المراد بها العلم الشرعي الموروث عن النبي صلى الله عليه وسلم
ولكن
ليس معنى ذلك ذم ما ليس كذلك فالطب والهندسة ليسا من علوم الشرعة وليسا مذمومين وهكذا سائر العلوم النافعة
لكن الوارد فيه النصوص إنما هي العلوم الشرعية وعلماء الشريعة لا غير(92/250)
الدعاء للرسول صلى الله عليه وسلم بالرحمه والمغفره
ـ[أبو محماس]ــــــــ[29 - 03 - 08, 10:33 ص]ـ
ما حكم الدعاء للرسول صلى الله عليه وسلم بالرحمه والمغفره وذلك لما رأيته في أحد المنتديات
أرجو الرد بأسرع وقت
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[29 - 03 - 08, 11:35 م]ـ
معنى الصلاة والسلام على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
سؤال:
ما معنى الصلاة والسلام على رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
أما " الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " فمعناها - عند جمهور العلماء -: من الله تعالى: الرحمة، ومن الملائكة: الاستغفار، ومن الآدميين: الدعاء، وذهب آخرون – ومنهم أبو العالية من المتقدمين، وابن القيم من المتأخرين، وابن عثيمين من المعاصرين – إلى أن معنى " الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم " هو الثناء عليه في الملأ الأعلى، ويكون دعاء الملائكة ودعاء المسلمين بالصلاة عليه صلى الله عليه وسلم بأن يثني الله تعالى عليه في الملأ الأعلى، وقد ألَّف ابن القيم – رحمه الله – كتاباً في هذه المسألة، سمّاه " جلاء الأفهام في فضل الصلاة والسلام على خير الأنام " وقد توسع في بيان معنى الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأحكامها، وفوائدها، فلينظره من أراد التوسع.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
" قوله: " صلِّ على محمد " قيل: إنَّ الصَّلاةَ مِن الله: الرحمة، ومن الملائكة: الاستغفار، ومن الآدميين: الدُّعاء.
فإذا قيل: صَلَّتْ عليه الملائكة، يعني: استغفرت له.
وإذا قيل: صَلَّى عليه الخطيبُ، يعني: دعا له بالصلاة.
وإذا قيل: صَلَّى عليه الله، يعني: رحمه.
وهذا مشهورٌ بين أهل العلم، لكن الصحيح خِلاف ذلك، أن الصَّلاةَ أخصُّ من الرحمة، ولذا أجمع المسلمون على جواز الدُّعاء بالرحمة لكلِّ مؤمن، واختلفوا: هل يُصلَّى على غير الأنبياء؟ ولو كانت الصَّلاةُ بمعنى الرحمة لم يكن بينهما فَرْقٌ، فكما ندعو لفلان بالرحمة نُصلِّي عليه.
وأيضاً: فقد قال الله تعالى: (أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) البقرة157، فعطف " الرحمة " على " الصلوات " والعطفُ يقتضي المغايرة فتبيَّن بدلالة الآية الكريمة، واستعمال العلماء رحمهم الله للصلاة في موضع والرحمة في موضع: أن الصَّلاة ليست هي الرحمة.
وأحسن ما قيل فيها: ما ذكره أبو العالية رحمه الله أنَّ صلاةَ الله على نبيِّه: ثناؤه عليه في الملأ الأعلى.
فمعنى " اللَّهمَّ صَلِّ عليه " أي: أثنِ عليه في الملأ الأعلى، أي: عند الملائكة المقرَّبين.
فإذا قال قائل: هذا بعيد مِن اشتقاق اللفظ؛ لأن الصَّلاة في اللُّغة الدُّعاء وليست الثناء: فالجواب على هذا: أن الصلاة أيضاً من الصِّلَة، ولا شَكَّ أن الثناء على رسول الله صلى الله عليه وسلم في الملأ الأعلى من أعظم الصِّلات؛ لأن الثناء قد يكون أحياناً عند الإنسان أهمُّ من كُلِّ حال، فالذِّكرى الحسنة صِلَة عظيمة.
وعلى هذا فالقول الرَّاجح: أنَّ الصَّلاةَ عليه تعني: الثناء عليه في الملأ الأعلى " انتهى.
" الشرح الممتع " (3/ 163، 164).
ثانياً:
وأما معنى " السلام عليه صلى الله عليه وسلم ": فهو الدعاء بسلامة بدنه – في حال حياته -، وسلامة دينه صلى الله عليه وسلم، وسلامة بدنه في قبره، وسلامته يوم القيامة.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
قوله: " السلام عليك ": " السَّلام " قيل: إنَّ المراد بالسَّلامِ: اسمُ الله؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إنَّ اللَّهَ هو السَّلامُ " كما قال الله تعالى في كتابه: (الملك القدوس السلام) الحشر/23، وبناءً على هذا القول يكون المعنى: أنَّ الله على الرسول صلى الله عليه وسلم بالحِفظ والكَلاءة والعناية وغير ذلك، فكأننا نقول: اللَّهُ عليك، أي: رقيب حافظ مُعْتَنٍ بك، وما أشبه ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/251)
وقيل: السلام: اسم مصدر سَلَّمَ بمعنى التَّسليم، كما قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما) الأحزاب/56 فمعنى التسليم على الرسول صلى الله عليه وسلم: أننا ندعو له بالسَّلامة مِن كُلِّ آفة.
إذا قال قائل: قد يكون هذا الدُّعاء في حياته عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ واضحاً، لكن بعد مماته كيف ندعو له بالسَّلامةِ وقد مات صلى الله عليه وسلم؟
فالجواب: ليس الدُّعاءُ بالسَّلامة مقصوراً في حال الحياة، فهناك أهوال يوم القيامة، ولهذا كان دعاء الرُّسل إذا عَبَرَ النَّاسُ على الصِّراط: " اللَّهُمَّ سَلِّمْ سَلِّمْ "، فلا ينتهي المرءُ مِن المخاوف والآفات بمجرد موته.
إذاً؛ ندعو للرَّسول صلى الله عليه وسلم بالسَّلامةِ من هول الموقف.
ونقول - أيضاً -: قد يكون بمعنى أعم، أي: أنَّ السَّلامَ عليه يشمَلُ السَّلامَ على شرعِه وسُنَّتِه ِ، وسلامتها من أن تنالها أيدي العابثين؛ كما قال العلماءُ في قوله تعالى: (فردوه إلى الله والرسول) النساء/59، قالوا: إليه في حياته، وإلى سُنَّتِهِ بعد وفاته.
وقوله: " السلام عليك " هل هو خَبَرٌ أو دعاءٌ؟ يعني: هل أنت تخبر بأن الرسولَ مُسَلَّمٌ، أو تدعو بأن الله يُسلِّمُه؟
الجواب: هو دُعاءٌ تدعو بأنَّ الله يُسلِّمُه، فهو خَبَرٌ بمعنى الدُّعاء.
ثم هل هذا خطاب للرَّسول عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ كخطابِ النَّاسِ بعضهم بعضاً؟.
الجواب: لا، لو كان كذلك لبطلت الصَّلاة به؛ لأن هذه الصلاة لا يصحُّ فيها شيء من كلام الآدميين؛ ولأنَّه لو كان كذلك لجَهَرَ به الصَّحابةُ حتى يَسمعَ النبي صلى الله عليه وسلم، ولردَّ عليهم السَّلام كما كان كذلك عند ملاقاتِهم إيَّاه، ولكن كما قال شيخ الإسلام في كتاب " اقتضاء الصراط المستقيم ": لقوَّة استحضارك للرسول عليه الصَّلاةُ والسَّلام حين السَّلامِ عليه، كأنه أمامك تخاطبه.
ولهذا كان الصَّحابةُ يقولون: السلام عليك، وهو لا يسمعهم، ويقولون: السلام عليك، وهم في بلد وهو في بلد آخر، ونحن نقول: السلام عليك، ونحن في بلد غير بلده، وفي عصر غير عصره " انتهى.
" الشرح الممتع " (3/ 149، 150).
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
ـ[أبو فهدعبدالعزيز]ــــــــ[30 - 03 - 08, 11:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله بركاته
هذا السؤال كمن سئل شيخ الإسلام _ رحمه الله وإياكم: حين قال: أريد أن أحج عن رسول الله _ عليه الصلاة والسلام _ فأجابه الشيخ: إن كل عمل يعمله المسلم فأجره وثوابه للنبي عليه الصلاة والسلام: وذلك لأنه هو من أوصل هذا العلم لنا.
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 11:58 ص]ـ
خذ ما تريد أخي وادع لأهل الحديث وان يجعلك الله منهم
قال الحافظ في التلخيص
قوله: قال الصيدلاني: ومن الناس من يزيد: وارحم محمدا وآل محمد، كما رحمت على إبراهيم أو ترحمت، قال: وهذا لم يرد في الخبر، وهو غير صحيح في اللغة، فإنه لا يقال: رحمت عليه، وإنما يقال: رحمته.
وأما الترحم ففيه معنى التكلف والتصنع، فلا يحسن إطلاقه في حق الله تعالى انتهى، وقد سبقه إلى إنكار الترحم ابن عبد البر فقال في الاستذكار: رويت الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم من طرق متواترة وليس في شيء منها وارحم محمدا، قال: ولا أحب لأحد أن يقوله، وكذا قال النووي في الأذكار وغيره،
وليس كما قالوا، وقد وردت هذه الزيادة في الخبر، وإذا صحت في الخبر صحت في اللغة،
فقد روى البخاري في الأدب المفرد من حديث أبي هريرة رفعه قال: {من قال: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على إبراهيم، وآل إبراهيم، وترحم على محمد وعلى آل محمد كما ترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم، شهدت له يوم القيامة بالشفاعة} ورواه الحاكم في المستدرك من حديث ابن مسعود رفعه {إذا تشهد أحدكم في الصلاة فليقل: اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، وبارك على محمد وعلى آل محمد، وارحم محمدا وآل محمد، كما صليت وباركت وترحمت على إبراهيم وآل إبراهيم إنك حميد مجيد} وفي إسناده راو لم يسم كما تقدم وحديث علي رواه الحاكم في علوم الحديث في نوع المسلسل، وفي إسناده عمرو بن خالد، وهو كذاب
وفيه عن ابن عباس رواه ابن جرير، وفي إسناده أبو إسرائيل الملائي وهو ضعيف، ومما يشهد لجواز إطلاق الرحمة في حقه صلى الله عليه وسلم حديث أبي هريرة عند البخاري في قصة الأعرابي حيث قال {: اللهم ارحمني ومحمدا ولا ترحم معنا أحدا، فقال لقد تحجرت واسعا} ولم ينكر عليه هذا الإطلاق.
وراجع ايضا فتح الباري ففيه كلام اوسع من هذا تركته اختصارا وفيه تنبيه لابن حجر رحمه الله
والله اعلم واحكم
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[30 - 03 - 08, 12:35 م]ـ
كنت في الحرم المكي الشريف وكان هناك درس للشيخ اللحيدان
وكان سؤال يا شيخ هل يجوز ان اعتمر عن الرسول صلى الله عليه وسلم
فأجاب الشيخ يا اخي انج بنفسك الرسول صلى الله عليه وسلم غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر وايضاً كل عمل يقوم به اي مسلم يذهب اجرة للرسول صلى الله عليه وسلم(92/252)
البرامج الدعوية الفضائية وما يتقاضاه بعض الدعاة من المبالغ من القنوات .. (مسألةللنقاش)
ـ[عبدالرحمن بن عبدالله المسلم]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:14 م]ـ
البرامج الدعوية الفضائية وما يتقاضاه بعض الدعاة من المبالغ من أصحاب القنوات ..
(مسألة للنقاش).
أطرح بين أحبتي مسألة وهي تحتاج إلى تأمل:
... ما حكم المبالغ التي يأخذها بعض الدعاة من القنوات الفضائية على البرامج الدعوية التي يقيمونها والتي تصل أحياناً إلى ثلاثين ألف ريال أحياناً على الحلقة الواحدة؟
... وهل لها تأثير على مسألة الإخلاص؟
..
..
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:19 م]ـ
من حسن اسلام المرء تركه ما لا يعنيه
ـ[عبدالرحمن بن عبدالله المسلم]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:26 م]ـ
جزاك الله خيراً
لكنها مسألة علمية واقعية .. ونحتاج إليها .. !!
وليس المقصود منها (لمز الدعاة) معاذ الله .. لكن المقصود مناقشة المسألة ومدى مشروعية هذه المبالغ .. وهل تعتبر مثلاً كحال الكتب والتأليف؟
فالمسألة علمية لا أكثر ولا أقل .. !
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:46 م]ـ
وهل الأموال التي يحصل عليها مؤلف الكتاب، تختلف عن التي يحصل عليها الداعية مقابل برنامجٍ قدّمه على الفضائية؟
أما التأثير على الإخلاص، فهذا يختلف من شخص لآخر، هناك أصلا من إن ظهر على فضائية من الفضائيات تراه يظن نفسه قد بلغ مبلغا عظيما، و يتعالى على غيره، فهذا قد أثرت الشهرة فيه و في نيته، فالمسألة تختلف من شخص لآخر!!
ـ[عصام فرج محمد مدين]ــــــــ[29 - 03 - 08, 02:41 م]ـ
الحديث فى مسند الامام احمد:-حَدَّثَنَا سُفْيَانُ، حَدَّثَنَا أَبُو حَازِمٍ، قَالَ سَمِعْتُ سَهْلَ بْنَ سَعْدٍ، يَقُولُ أَنَا فِي الْقَوْمِ، إِذْ دَخَلَتْ امْرَأَةٌ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهَا قَدْ وَهَبَتْ نَفْسَهَا لَكَ فَرَ فِيهَا رَأْيَكَ فَقَالَ رَجُلٌ زَوِّجْنِيهَا فَلَمْ يُجِبْهُ حَتَّى قَامَتْ الثَّالِثَةَ فَقَالَ لَهُ عِنْدَكَ شَيْءٌ قَالَ لَا قَالَ اذْهَبْ فَاطْلُبْ قَالَ لَمْ أَجِدْ قَالَ فَاذْهَبْ فَاطْلُبْ وَلَوْ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ قَالَ مَا وَجَدْتُ خَاتَمًا مِنْ حَدِيدٍ قَالَ هَلْ مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ شَيْءٌ قَالَ نَعَمْ سُورَةُ كَذَا وَسُورَةُ كَذَا قَالَ قَدْ أَنْكَحْتُكَهَا عَلَى مَا مَعَكَ مِنْ الْقُرْآنِ.
اليس فى ذلك دليل على جواز ان يكون تعليم الناس القران مما يصلح ان يكون مهرا او عوض عن المهر وكذلك فى حديث الرقيه بالفاتحه لسيد الحى الذى لدغ بمقابل وجواز الاجره على الامامه فى الصلاه والاذان بشروط لمن يجيزها مع كل ذلك وغيره فما المانع من اخذ اجره على تعليم الناس الخير
ـ[أبو عبدالله البقمي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 12:38 ص]ـ
هذه القنوات تكسب مبالغ طائلة وتستفيد من ظهور مشائخنا فيها، وهذا لايشك فيه و إلا فلن تسمح لهم بالظهور على شاشتها مطلقاً فهم يصادمون سياساتها الاستراتيجية (من مجون وخلاعة ونحوه)، فإذا علم هذا فإن الشيخ سيخرج في هذه القناة لتعليم الناس وإفتائهم وبدلاً من أن يخرج بالمجان عند من لايحبهم ولا يحبونه فلماذا لايكبدهم شيئاً من الخسارة!
هذا جانب والجانب الآخر ما أجمل هذه الأموال في يد من يستعملها في طاعة الله وعلى رأسهم إن شاء الله مشائخنا حفظهم الله.
وهنا سؤال ما الفرق بين مرتب مدرس العلوم الشرعية وما سألت عنه؟؟
وأنا لم أتكلم عن الحكم الشرعي لأن القوس إنما تعطى لباريها.
ـ[أبو طارق المصرى]ــــــــ[30 - 03 - 08, 09:19 ص]ـ
مقالة للشيخ محمد حسين يعقوب
من أين يأكل الدعاة؟!!!
أتاني آتٍ في المسجد وقال لي: أثيرت علي بعض الشبهات ولم أعرف كيف أرد عليها، وأنا أريد أن أعرضها عليك لترد عليها ..
وقبل أن أعرض شبهات هذا الأخ والرد عليها، فإنني أؤكد أولا أنني أشهد الله أنني لا أحب الكذب، وأبدا لا أكذب، لا في الدعوة، ولا للدعوة، ولا في حياتي عموما جملة وتفصيلا، ورحم الله أبي وجدي فقد ربياني فعلا على كراهية الكذب، فالله شهيد بيني وبينكم أن أي قصة أحكيها أو موقف أذكره، ليس من ذلك شيء مفتعل أو مختلق أو مخترع أو مؤلف، بل كلها حقائق في مواقف ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/253)
والذي أريد أن أعرضه من شبهات الأخ سؤال واحد، قال لي فجأة بعد مقدمة من اللجلجة والفأفأة والسأسأة: الشيخ أبو إسحاق الحويني، والشيخ محمد حسان، وحضرتك ..... من أين تأكلون؟!!!!
ولأنني –كما تعلمون- صريح جدا، ومباشر جدا دون لف ودوران كان يمكنني أن أصرفه بكلمة واحدة: "وانت مالك!!!! "، ولكن .. سبحان الملك ولأننا كنا نجلس في المسجد وجدت نفسي أجيبه بمنتهى الهدوء:
أليس قد قال الله تعالى: ** وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاًّ (2) وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْراً (3)} [الطلاق:2 - 3] ..
وأليس قد قال تعالى: **وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ القُرَى آمَنُواوَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِوَالأَرْضِ} [الأعراف:96] ..
وأليس قد قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الكِتَابِ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَكَفَّرْنَا عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلأَدْخَلْنَاهُمْ جَنَّاتِ النَّعِيمِ (65) وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم} [المائدة:65 - 66] ..
وأليس قد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لو أنكم توكلون على الله حق توكله لرزقكم كما يرزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا» ...
بالله عليك ... أليس – الدعاة – أحق الناس بهذه الآيات والأحاديث؟!! ...
ألا تعتقد أن الدعاة – في إيمانهم وتوكلهم وتقواهم بما تسمعه وتراه ويبلغك عنهم– أحق برزق الله كما يرزق الطير، لا تعمل عند أحد، ولا تأخذ راتبها من أحد، ولا تعتمد على أحد، بل يأتيها رزقها رغدا من كل مكان؟!!
وقد قال سبحانه في الآية السابقة: ** وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْهِم مِّن رَّبِّهِمْ لأَكَلُوا مِن فَوْقِهِمْ وَمِن تَحْتِ أَرْجُلِهِم}، فالداعية الذي يقيم الكتاب والسنة في نفسه وبين ظهراني أهله ويجاهد بالدعوة إلى ذلك، ويعين الآخرين على القيام بذلك، أليس من حقه أن يأكل من فوقه ومن تحت رجله: **وَعْدَ اللَّهِ لاَ يُخْلِفُ اللَّهُ المِيعَادَ} [الزمر:20] ..
فالذي يتساءل: من أين يأكل الدعاة؟! .. هذه إجابته: أن الله يطعمهم ويسقيهم كما يرزق الطير، وكما يبارك لأهل الإيمان، وكما يجعل رزقا للمتقي من حيث لا يحتسب ..
ثم ... هل بلغك أنهم يسرقون؟!! .. هل اشتكى أحد أنهم منه يقترضون ثم لا يردون؟! .. هل زعم أحد أنهم أكلوا ماله؟!!!!!! ....
الحمد لله .. هم مكفيون بكفاية الله .. مستورون بستر الله .. متمتعون بفضل الله ..
ثم ... إذا ظهر عليهم ظواهر سعة الرزق وكثرة المال كما يندهش البعض حين يرى ذلك، فليس الأمر كما ترى، إنما هو جمال ستر الله، وعظمة بركة الله، فقد يكون ما ينفقونه قليل وبالنسبة لما يملك الآخرون فتات، ولكن ببركة الله وعدم تشوفهم لما في أيدي الناس وإظهار الغنى: **يَحْسَبُهُمُ الجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ} ..
ولذلك أيضا تجد هؤلاء، ودعني أتكلم عن نفسي شخصيا، لا يكنزون شيئا ولا يدخرون شيئا أبدا، فلا تجده يحتفظ في بيته ببضعة آلاف، لا تجد شيئا من مفردات هذا البضع (من 3 – 9)، ولذلك يظهر أنهم يملكون، والحقيقة أنهم ينفقون كل ما يملكون، فلو طلبت مني مثلا، كما يحدث كثيرا من عشم بعض الإخوة، خمسة آلاف جنيه سلف – مثلا – فوالله لا أملك .. لا أملك .. لا أملك .. صدقني، وقد تقول: والسيارة .. والعمارة .. و .... وأقول لك: هذا من التنعم بما نملك، أما الكنز والاقتناء فلا تجد عندنا شيئا من ذلك .. وصدقني ..
ثم ... لابد أن تعلم أن هؤلاء الدعاة أجراء عند الله، فهو كفيلهم، وبشكرهم لنعمه يزيدهم من فضله ويبارك لهم، وكونهم لا يعبدون الشهوات ولا يتوسعون فيها فالقليل عندهم كثير ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/254)
وقد يقول القائل: ولكن يظهر أن هؤلاء المشايخ أغنياء، وهنا أتذكر كلمة قالها الشيخ محمد بن إسماعيل المقدم - حفظه الله وأكرمه ورفع قدره في الدنيا والآخرة - حين قال له بعض أهل الجماعات، وكان ذلك في أوائل التسعينات: لماذا لا يقبض على السلفيين؟، فقال - حفظه الله: وهل نلام على العافية؟!، وأنا أجيب بنفس الإجابة: هل نلام على رزق ساقه الله إلينا دون تشوف أو مسألة؟!!
هل نلام على ستر الله وفضله وعافيته؟!!
ثم ... في النهاية – أخي الحبيب – والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إني أحبك في الله، أحب في النهاية أن أوجه لك نصيحة على لسان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال: «من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه»، فانشغل بنفسك وأصلح حالك، عفا الله عني وعنك ..
جاء رجل إلى الإمام مالك رحمه الله وقال له: كم عمرك؟، فقال له الإمام: أقبل على شأنك، وقام ..
يعني (إشارتك خضرا) .. (شق طريقك) .. (سيبنا ف حالنا) .. (خليك ف نفسك) .. (بلاش دوشة) .. أو ما إلى ذلك، هذا معنى كلام الإمام.
وقد رأيت الشيخ على الطنطاوي كتب مقالة نشرت سنة 1956 في مجلة الإذاعة، فأردت أن أقتبسها منه وأضعها ها هنا وكأنها تحكي أحوالنا، فخذها هنيئا مريئا ,, وارحمونا ...
(نظرت البارحة فإذا الغرفة دافئة والنار موقدة، وأنا على أريكة مريحة، أفكر في موضوع أكتب فيه، والمصباح إلى جانبي، والهاتف قريب مني، والأولاد يكتبون، وأمهم تعالج صوفا تحيكه، وقد أكلنا وشربنا، والراديو يهمس بصوت خافت، وكل شيء هادئ، وليس ما أشكو منه أو أطلب زيادة عليه.
فقلت " الحمد لله "، أخرجتها من قرارة قلبي، ثم فكرت فرأيت أن " الحمد " ليس كلمة تقال باللسان ولو رددها اللسان ألف مرة، ولكن الحمد على النعم أن تفيض منها على المحتاج إليها، حمد الغني أن يعطي الفقراء، وحمد القوي أن يساعد الضعفاء، وحمد الصحيح أن يعاون المرضى، وحمد الحاكم أن يعدل في المحكومين، فهل أكون حامدا لله على هذه النعم إذا كنت أنا وأولادي في شبع ودفء وجاري وأولاده في الجوع والبرد؟، وإذا كان جاري لم يسألني أفلا يجب علي أنا أن أسأل عنه؟
وسألتني زوجتي: فيمَ تفكر؟، فقلت لها.
قالت: صحيح، ولكن لا يكفي العباد إلا من خلقهم، ولو أردت أن تكفي جيرانك من الفقراء لأفقرت نفسك قبل أن تغنيهم.
قلت: لو كنت غنيا لما استطعت أن أغنيهم، فكيف وأنا رجل مستور، يرزقني الله رزق الطير، تغدو خماصا وتروح بطانا؟
لا، لا أريد أن أغني الفقراء، بل أريد أن أقول إن المسائل نسبية، وأنا بالنسبة إلى أرباب الآلاف المؤلفة فقير، ولكني بالنسبة إلى العامل الذي يعيل عشرة وما له إلا أجرته غني من الأغنياء، وهذا العامل غني بالنسبة إلى الأرملة المفردة التي لا مورد لها ولا مال في يدها، ورب الآلاف فقير بالنسبة لصاحب الملايين؛ فليس في الدنيا فقير ولا غني فقرا مطلقا وغنىً مطلقا، وليس فيها صغير ولا كبير، ومن شك فإني أسأله أصعب سؤال يمكن أن يوجه إلى إنسان، أسأله عن العصفور: هل هو صغير أم كبير؟، فإن قال صغير، قلت: أقصد نسبته إلى الفيل، وإن قال كبير، قلت: أقصد نسبته إلى النملة ..
فالعصفور كبير جدا مع النملة، وصغير جدا مع الفيل، وأنا غني جدا مع الأرملة المفردة الفقيرة التي فقدت المال والعائل، وإن كنت فقيرا جدا مع فلان وفلان من ملوك المال ..
تقولون: إن الطنطاوي يتفلسف اليوم .. لا؛ ما أتفلسف، ولكن أحب أن أقول لكم إن كل واحد منكم وواحدة يستطيع أن يجد من هو أفقر منه فيعطيه، إذا لم يكن عندك – يا سيدتي – إلا خمسة أرغفة وصحن " مجدرة " (وهو طعام من البرغل أي القمح المجروش مع العدس)، تستطيعين أن تعطي رغيفا لمن ليس له شيء، والذي بقي عنده بعد عشائه ثلاثة صحون من الفاصوليا والرز وشيء من الفاكهة والحلو يستطيع أن يعطي منها قليلا لصاحبة الأرغفة والمجدرة ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/255)
والذي ليس عنده إلا أربعة ثياب مرقعة يعطي ثوبا لمن ليس له شيء، والذي عنده بذلة لم تخرق ولم ترقع ولكنه مل منها، وعنده ثلاث جدد من دونها، يستطيع أن يعطيها لصاحب الثياب المرقعة، ورب ثوب هو في نظرك عتيق وقديم بال، لو أعطيته لغيرك لرآه ثوب العيد ولاتخذه لباس الزينة، وهو يفرح به مثل فرحك أنت لو أن صاحب الملايين مل سيارته الشفروليه طراز سنة 1953 – بعدما اشترى كاديلاك طراز 1956 – فأعطاك تلك السيارة.
ومهما كان المرء فقيرا فإنه يستطيع أن يعطي شيئا لمن هو أفقر منه، إن أصغر موظف لا يتجاوز راتبه مئة وخمسين قرش، لا يشعر بالحاجة ولا يمسه الفقر إذا تصدق بقرش واحد على من ليس له شيء، وصاحب الراتب الذي يصل إلى أربعة جنيهات لا يضره أن يدفع منها خمس قروش ويقول " هذه لله "، والذي يربح عشرة آلاف من التجار في الشهر يستطيع أن يتصدق بمئتين منها في كل شهر.
ولا تظنوا أن ما تعطونه يذهب بالمجان، لا والله، إنكم تقبضون الثمن أضعافا؛ تقبضونه في الدنيا قبل الآخرة، ولقد جربت ذلك بنفسي، أنا أعمل وأكسب وأنفق على أهلي منذ أكثر من ثلاثين سنة، وليس لي من أبواب الخير والعبادة إلا أني أبذل في سبيل الله إن كان في يدي مال، ولم أدخر في عمري شيئا، وكانت زوجتي تقول لي دائما: " يا رجل، وفر واتخذ لباتك دارا على الأقل "، فأقول: خليها على الله، أتدرون ماذا كان؟!!
لقد حسب الله لي ما أنفقته في سبيله وادخره لي في بنك الحسنات الذي يعطي أرباحا سنوية قدرها سبعون ألفا في المئة، نعم: **كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِّائَةُ حَبَّةٍ}، وهناك زيادات تبلغ ضعف الربح: {وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ}، فأرسل الله صديقا لي سيدا كريما من أعيان دمشق فأقرضني ثمن الدار، وأرسل أصدقاء آخرين من المتفضلين فبنوا الدار حتى كملت وأنا – والله – لا أعرف من أمرها إلا ما يعرفه المارة عليها من الطريق، ثم أعان الله برزق حلال لم أكن محتسبا فوفيت ديونها جميعا، ومن شاء ذكرت له التفاصيل وسميت له الأسماء.
وما وقعت والله في ضيق قط إلا فرجه الله عني، ولا احتجت لشيء إلا جاءني، وكلما زاد عندي شيء وأحببت أن أحفظه وضعته في هذا البنك.
فهل في الدنيا عاقل يعامل بنك المخلوق الذي يعطي 5%ربحا حراما وربما أفلس أو احترق، ويترك بنك الخالق الذي يعطي في كل مئة ربح قدره سبعون ألفا؟، وهو مؤمن عليه عند رب العالمين فلا يفلس ولا يحترق ولا يأكل أموال الناس.
فلا تحسبوا أن الذي تعطونه يذهب هدرا، إن الله يخلفه في الدنيا قبل الآخرة، وأنا لا أحب أن أسوق لكم الأمثلة فإن كل واحد منكم يحفظ مما رأى أو سمع كثيرا منها،
إنما أسوق لكم مثلا واحدا: قصة الشيخ سليم المسوتي رحمه الله، وقد كان شيخ أبي، وكان – على فقره – لا يرد سائلا قط، ولطالما لبس الجبة أو " الفروة " فلقي بردان يرتجف فنزعها فدفعها إليه وعاد إلى البيت بالإزار، وطالما أخذ السفرة من أمام عياله فأعطاها للسائل، وكان يوما في رمضان وقد وضعت المائدة انتظارا للمدفع، فجاء سائل يقسم أنه وعياله بلا طعام، فابتغى الشيخ غفلة من امرأته وفتح له فأعطاه الطعام كله!، فلما رأت ذلك امرأته ولولت عليه وصاحت وأقسمت أنها لا تقعد عنده، وهو ساكت ..
فلم تمر نصف ساعة حتى قرع الباب وجاء من يحمل الأطباق فيها ألوان الطعام والحلوى والفاكهة، فسألوا: ما الخبر؟، وإذا الخبر أن سعيد باشا شموين كان قد دعا بعض الكبار فاعتذروا، فغضب وحلف ألا يأكل أحد من الطعام وأمر بحمله كله إلى دار الشيخ سليم المسوتي، قال: أرأيت يا ارمأة؟
وقصة المرأة التي كان ولدها مسافرا، وكانت قد قعدت يوما تأكل وليس أمامها إلا لقة إدام وقطعة خبز،
فجاء سائل فمنعت عن فمها وأعطته وباتت جائعة،
فلما جاء الولد من سفره جعل يحدثها بما رأى،
قال: ومن أعجب ما مر بي أنه لحقني أسد في الطريق، وكنت وحدي فهربت منه، فوثب علي وما شعرت إلا وقد صرت في فمه، وإذا برجل عليه ثياب بيض يظهر أمامي فيخلصني منه ويقول " لقمة بلقمة "، ولم أفهم مراده.
فسألته عن وقت هذا الحادث وإذا هو في اليوم الذي تصدقت فيه على الفقير، نزعت اللقمة من فمها لتتصدق بها فنزع الله ولدها من فم الأسد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/256)
والصدقة تدفع البلاء ويشفي الله بها المريض، ويمنع الله بها الأذى وهذه أشياء مجربة، وقد وردت فيها الآثار، والذي يؤمن بأن لهذا الكون إلها هو يتصرف فيه وبيده العطاء والمنع، وهو الذي يشفي وهو يسلم، يعلم أن هذا صحيح، والملحد ما لنا معه كلام.
والنساء أقرب إلى الإيمان وإلى العطف، وإن كانت المرأة –بطبعها- أشد بخلا بالمال من الرجل، وأنا أخاطب السيدات وأرجو ألا يذهب هذا الكلام صرخة في واد مقفر، وأن يكون له أثره، وأنت تنظر كل واحدة من السامعات الفاضلات ما الذي تستطيع أن تستغني عنه من ثيابها القديمة أو ثياب أولادها، ومما ترميه ولا تحتاج إليه من فرش بيتها، ومما يفيض عنها من الطعام والشراب، فتفتش عن أسرة فقيرة يكون هذا لها فرحة الشهر.
ولا تعطي عطاء الكبر والترفع، فإن الابتسامة في وجه الفقير (مع القرش تعطيه له) خير من جنيه تدفعه له وأنت شامخ الأنف متكبر مترفع، ولقد رأيت بنتي الصغيرة بنان – من سنين – تحمل صحنين لتعطيهما الحارس في رمضان قلت: تعالي يا بنت، هاتي صينية وملعقة وشوكة وكأس ماء نظيف وقدميها إليه هكذا، إنك لم تخسري شيئا، الطعام هو الطعام، ولكن إذا قدمت له الصحن والرغيف كسرت نفسه وأشعرته أنه كالسائل (الشحاذ)، أما إذا قدمته في الصينية مع الكأس والملعقة والشوكة والمملحة ينجبر خاطره ويحس كأنه ضيف عزيز.
ومن أبواب الصدقة ما لا ينتبه له أكثر الناس مع أنه هين، من ذلك التساهل مع البياع الذي يدور على الأبواب يبيع الخضر أو الفاكهة أو البصل، فتأتي المرأة تناقشه وتساومه على القرش وتظهر " شطارتها " كلها، مع أنها قد تكون من عائلة تملك مئة ألف وهذا المسكين لا تساوي بضاعته التي يدور النهار لييعها، لا تساوي كلها عشرة قروش ولا يربح منها إلا قرشين!
فيا أيها النساء أسألكن بالله، تساهلن مع هؤلاء البياعين وأعطوهم ما يطلبون، وإذا خسرت الواحدة منكن ليرة فلتحسبها صدقة؛ إنها أفضل من الصدقة التي تعطى للشحاذ.
ومن أبواب الصدقة أن تفكر معلمة المدرسة حينما تكلف البنات شراء ملابس الرياضة مثلا، أو تصر على شراء الدفاتر الغالية والكماليات التي لا ضرورة لها من أدوات المدرسة، أن تفكر أن من التلميذات من لا يحصل أبوها أكثر من ثمن الخبز وأجرة البيت، وأن شراء ملابس الرياضة أو الدفاتر العريضة أو " الأطلس " أو علبة الألوان نراه نحن هينا ولكنه عنده كبير، والمسائل – كما قلت – نسبية، ولو كلفت النعلمة دفع ألف جنيه لنادت بالويل والثبور، مع أن التاجر الكبير يقول: وما ألف جنيه؟! سهلة! سهلى عليه وصعبة عليها، كذلك الخمس قروش أو العشر سهلة على المعلمة ولكنها صعبة على كثير من الآباء.
والخلاصة يا سادة: إن من أحب أن يسخر الله له من هو أقوى منه وأغنى فليعن من هو أضعف منه وأفقر، وليضع كل منا نفسه في موضع الآخر، وليحب لأخيه ما يحب لنفسه، إن النعم إنما تحفظ وتدوم وتزداد بالشكر، وإن الشكر لا يكون باللسان وحده، ولو أمسك الإنسان سبحة وقال ألف مرة " الحمد لله " وهو يضن بماله إن كان غنيا، ويبخل بجاهه إن كان وجيها، ويظلم بسلطانه إن كان ذا سلطان لا يكون حامدا لله، وإنما يكون مرائيا أو كذابا.
فاحمدوا الله على نعمه حمدا فعليا، وأحسنوا كما تحبون أن يحسن الله إليكم، واعلموا أن ما أدعوكم إليه اليوم هو من أسباب النصر على العدو ومن جملة الاستعداد له؛ فهو جهاد بالمال، والجهاد بالمال أخو الجهاد بالنفس.
ورحم الله من سمع المواعظ فعمل بها ولم يجعلها تدخل من أذن لتخرج من الأخرى ..
ـ[عمر خيري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 10:04 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تسليما كثيرا.
أما بعد
إن كنت أخى الكريم تسأل عن الحكم الشرعى فالمسألة بفضل الله ليست محل إشكال والناظر فى سير المتقدمين من أهل العلم يرى أن بعضهم كان يتقاضى رواتب_وليست الرواتب هى ثمن ما يبذلون من العلم الهدى إنما هى مقابل لشغل الوقت.
وينبغى علينا أخى الكريم أن نحسن الظن بإخواننا من الدعاه وهم_إن شاء الله أهل لحسن الظن كما تقدم فى النقل عن الشيخ المربي محمد حسين.
أما عن مقدار المبلغ فأظنه _والله أعلم لايؤثر بحال على الحكم الشرعي.
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 11:32 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه و آله و سلم تسليما كثيرا.
أما بعد
إن كنت أخى الكريم تسأل عن الحكم الشرعى فالمسألة بفضل الله ليست محل إشكال والناظر فى سير المتقدمين من أهل العلم يرى أن بعضهم كان يتقاضى رواتب_وليست الرواتب هى ثمن ما يبذلون من العلم الهدى إنما هى مقابل لشغل الوقت.
وينبغى علينا أخى الكريم أن نحسن الظن بإخواننا من الدعاه وهم_إن شاء الله أهل لحسن الظن كما تقدم فى النقل عن الشيخ المربي محمد حسين.
أما عن مقدار المبلغ فأظنه _والله أعلم لايؤثر بحال على الحكم الشرعي.
أحسنت في الرد بارك الله فيك.
ومن باب حسن الظن بأخينا صاحب الموضوع فيحمل كلامه على أنه لا يقصد التعرض باللمز لأي أحد من الدعاة ـ حفظهم الله ـ، وإنما أراد أن يستبين الأمر، ويستوضحه، وأشكر حماسات الأخوة المشاركين، والذي فلق الحبة وبرأ النسمة استفدت من مشاركاتكم جميعا أيها الأخوة، خاصة وأنا أقرأ كلام المربي الفاضل أبي العلاء فضية الشيخ محمد يعقوب ـ حفظه الله ـ، وإني أحبكم في الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/257)
ـ[عبدالرحمن بن عبدالله المسلم]ــــــــ[31 - 03 - 08, 08:17 م]ـ
جزى الله الأخوة خيراً .. ولستُ أقصد من هذا إلا النظرة الشرعية لهذا الأمر .. وأتمنى أن يطرحها أحد الأخوة المهتمين ومن له عناية بالفقه الشرعي .. لأن الذين يتكلمون عن هذا الموضوع كثروا .. والحكايات كثرت عن فلان وعلان بقصد الذم .. فأحببتُ طرح هذه المسألة للنقاش العلمي ..
والله من وراء القصد .. !!(92/258)
صاحب المركز الأول يُقلّد بالميدالية الذهبية، فهل يجوز؟؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[29 - 03 - 08, 12:45 م]ـ
في الرياضة،وعندما يحصل اللاعب على المرتبة الأولى يتم تقليده الميدالية الذهبية.
فهل يجوز لبس الذهب في هذه الحالة؟؟
أم أن الميدالية ليست من الملبوسات؟؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[01 - 04 - 08, 06:59 ص]ـ
...............................................
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 10:24 ص]ـ
لكن هل الميدالية التي يتقلدها اللاعب هي ذهب حقيقي
ام أنها ذهبية اللون فقط --
الظاهر الثاني
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 10:38 ص]ـ
لكن هل الميدالية التي يتقلدها اللاعب هي ذهب حقيقي
ام أنها ذهبية اللون فقط --
الظاهر الثاني
بل الأول فيما أظن، فهي ذهب خالص، وحينئذ لا يجوز تقلدها، لحرمة الذهب على الرجال.
والله أعلم.
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 11:12 ص]ـ
قبل ذالك ماحكم اللعب والتسابق بين فريقين او اكثر على جائزة ما
الا يدخل في الميسر(92/259)
هلا حويت العلم من (إلا) طريقة عجيبة لحفظ العلم
ـ[احمد العثيمين]ــــــــ[29 - 03 - 08, 01:49 م]ـ
اللهم صل وسلم على محمد وبعد:
هذه الطريقة وهي طريقة الاستثناء في العلم وكثيراً ما يستعملها الشيخ عبدالله السعد في الرجال فيقول مثلا لا يوجد في البخاري بهذا الاسم إلا فلان.
وهكذا تستفيد بهذه الطريقة في باقي أبواب العلم.
فمن يبدأ ويشارك ويفيد إخوانه:
سأبدأ: قال الشيخ عبدالكريم الخضير:كل من اسمه سلام فهو بالتشديد سوى الصحابي الجليل عبدالله بن سلام فهو بالتخفيف واختلف في أحد شوخ البخاري.
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[30 - 03 - 08, 07:19 ص]ـ
ادخل على كتاب فتح الباري في المكتبة الشاملة واكتب في البحث
(الا هذا الحديث)
ستخرج لك 60 نتيجة من هذا النوع(92/260)
سؤال في معنى التأويل لغة
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[29 - 03 - 08, 02:34 م]ـ
السلام عليكم
قال الطبري رحمه الله في تفسيره
(قال أبو جعفر: وأما معنى"التأويل" في كلام العرب، فإنه
التفسير والمرجع والمصير)
الأول (التفسير) معروف.
ولكن الثاني والثالث احتاج لتوضيح أكثر للمقصود منهما حيث انني ساترجمها للغة أخرى ان شاء الله
وارجو ذكر مثال من القرآن او السنة لكل منهما.
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[29 - 03 - 08, 05:04 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
من رسالة مفهوم التفسير للشيخ مساعد الطيار -
تدور كلمة ((أول)) في اللغة على معنى الرجوع (2).
وهذا يعني تأويل الكلام هو الرجوع به إلى مراد المتكلم، وهو على قسمين:
الأول: بيان مراد المتكلم، وهذا هو التفسير.
الثاني: الموجود الذي يؤول إليه الكلام، أي ظهور المتكلم به إلى الواقع المحسوس.
فإن كان خبرا، كان تأويله وقوع المخبر به، كمن يقول: جاء محمد، فتأويل هذا الكلام مجيء محمد بنفسه.
وإذا كان طلبا (أي: أمرا أو نهيا)، كان تأويله أن يفعل هذا الطلب.
وهذان المعنيان هما الواردان في القرآن والسنة وتفسير السلف واللغة.
(2) جعل الراغب (ت: بعد 400) في مفردات ألفاظ القرآن (ص: 99) التأويل من الأول، أي: الرجوع إلى الأصل، وجعل ابن فارس (ت: 395) في مقاييس اللغة (1: 158) مادة ((أول)) ترجع إلى أصلين: ابتداء الأمر، وانتهاؤه)). ويظهر أنهما يشتركان في معنى الرجوع الذي نص عليه الراغب (ت: بعد 400)، ولو جعل أصلا واحدا لكان أولى. فالأول من الأشياء يرجع إليه ما بعده مما تأخر عنه. وآل الرجل: عشييرته التي يرجع إليها، وآل جسم الرجل: إذا نحف، كأنه يرجع إلى هذه الحالة، والإيالة: السياسة، لأنها مرجع الرعية، والموئل: للموضع الذي يرجع إليه، وكذا غيرها مما في هذه المادة فإنه يرجع إلى هذا الأصل.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 03 - 08, 01:19 ص]ـ
من الأمثلة على ذلك في القرآن قوله تعالى (وما يعلم تأويله إلا الله). وقوله تعالى (وأحسن تأويلا)
وقوله تعالى عن يوسف (هذا تأويل رؤياي من قبل).أي تفسير.
وقوله تعالى: {هل ينظرون إلا تأويله، يوم يأتي تأويله يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق}.
بعض النقول للفائدة
جامعة القدس
الدراسات العليا ـ قسم الدراسات الإسلامية
التأويل بين ضوابط الأصوليين وقراءات المعاصرين
دراسة أصولية فكرية معاصرة
رسالة ماجستير
مقدمة من الطالب
ابراهيم محمد طه بويداين
المبحث الأول
معنى التأويل لغة واصطلاحا عند أهل العلم والفرق المختلفة
المطلب الأول: معناه لغة
قال ابن فارس: "الهمزة والواو واللام أصلان: ابتداء الأمر وانتهاؤه، أما الأَوّلُ فالأَوَْلُ وهو مبتدأ الشيء، والأصل الثاني قال الخليل " الأَّيلُ الذكر من الوعول والجمع أيائل وإنما سمي أيلاً لأنه يؤول إلى الجبل يتحصن.
وقولهم آل اللبن، وأل يؤول: أي رجع، قال يعقوب: "يقال: أول الحكم إلى أهله أي أرجعه ورده إليهم، والأَيالة السياسة من هذا الباب لأن مرجع الرعية إلى راعيها، ومن هذا الباب تأويل
الكلام وهو عاقبته، وما يؤول إليه، وذلك قوله تعالى: {هَلْ يَنظُرُونَ إِلا تَأْوِيلَهُ} (الأعراف -53).
يقول ما يؤول إليه وقت بعثهم ونشورهم " (1).
وقال ابن منظور: " والأول الرجوع: آل الشيء يؤول أولاً ومآلاً رجع، وأول إليه الشيء رجعه، وآلت عن الشيء: ارتددت، ويقال: طبخت النبيذ حتى آل إلى الثلث أو الربع أي رجع، وأوّلَ
__________
(1) ابن فارس أبو الحسين أحمد: معجم المقاييس في اللغة ص98 - 100.
الكلام وتُأوَّلَهُ: دبره وقدره، وأوله وتأوله: نشره: وقوله عز وجل {وَلَمَّا يَأْتِهِمْ تَأْوِيلُهُ} (يونس-39)، أي لم يكن معهم علم تأويله، والتأويل عبارة الرؤيا وفي التنزيل {هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَاي مِنْ قَبْلُ} (يوسف/100)، "وآل مآله يؤوله إياله إذا أصلحه وساسه".
والإئتيال: الإصلاح والسياسة، والآل: السراب (1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/261)
وقال الراغب: التأويل من الأول أي الرجوع إلى الأصل، ومن الموئل الموضع الذي يرجع إليه، وذلك هو رد الشيء إلى الغاية المرادة منه علماً كان أو فعلاً ففي العلم نحو: {وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ} (آل عمران- 7). وفي الفعل كقوله تعالى {هَلْ يَنظُرُونَ إِلا تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ} (الأعراف -53) أي الذي هو غايته المقصودة منه، وقوله تعالى {خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلا} (النساء -59) قيل أحسن معنى وترجمة، وقيل أحسن ثواباً في الآخرة (2).
مما سبق من أقوال أئمة اللغة يتبين أن التأويل مبنى يحمل في طياته معاني الرد، والصرف، والتحول، والرجوع، والعاقبة، ومن الميسور إيجاد الخيط الذي ينتظمها جميعا والذي له أثر ملحوظ في تحديد معنى التأويل الاصطلاحي عند الأصوليين.
فالأيل من الوعول إنما سمي أيلا لأنه يؤول إلى الجبل أي يتحصن ويتحول، وهو إذ يفعل ذلك فانه يعود إلى مقره ومبدئه، ويرجع إلى بيته الذي يأوي إليه فهو مأواه وعاقبته ومصيره.
وقول ابن فارس: أول الحكم إلى أهله أي رجعه ورده يتضمن صرفه وتحويله إلى أهل شانه، ومعنى الصرف والرد واضح في كل هذه المعاني.
وقول ابن منظور في معنى تأويل الكلام: تدبيره وتقديره وتفسيره لا يخرج عن اصل ابن فارس الذي وضعه لمعنى التأويل، وهو ابتداء الأمر وانتهاؤه لان من أراد أن يؤول الكلام قلّب رأيه فيه ورد وجوهه واحتمالاته، أولها على آخرها وآخرها على أولها حتى يتبين له وجه الصواب فيه.
ومعنى الرد والصرف هنا بيِّنٌ إذ أن من أُشكل عليه أمر صرّف وجوه النظر فيه، ونظر إلى نهايته وعاقبته. و أما الراغب الأصفهاني فقد أغنانا عن الاجتهاد في استخراج معنى الرد والصرف إذ عرفه بأنه رد الشيء إلى الغاية المرادة منه علما كان أو فعلا.
من هنا تتكشف لنا صلة المعنى اللغوي بالمعنى الاصطلاحي للتأويل عند الأصوليين كما سيأتي، والقائم أساسا على معنى الرد والصرف والإرجاع أي صرف المعنى الظاهري، ورده، وتحويله إلى غير مدلوله الظاهر بدليل، وذلك من اجل بيان عاقبته ونهايته المقصودة منه حقيقة.
__________
(1) ابن منظور أبو الفضل جمال الدين محمد بن مكرم المصري: لسان العرب 11/ 32.
(2) الراغب الأصفهاني أبو القاسم الحسين بن محمد: المفردات في غريب القرآن ص30.
ملتقى أهل التفسير > القسم العام > الملتقى العلمي للتفسير وعلوم القرآن > التأويل: مفهومه - معانيه - أمثلة عليه
---
التأويل: مفهومه - معانيه - أمثلة عليه
---
محمد بن إبراهيم الحمد
11 - 20 - 2005, 04:56 Pm
التأويل
مفهومه - معانيه - أمثلة عليه
تعريف كلمة التأويل في اللغة: أصل هذه الكلمة مادة (أول).
وهذه المادة تدور حول معاني الرجوع، والعاقبة، والمصير، والتفسير.
وهذا يعني أن تأويل الكلام هو الرجوع به إلى مراد المتكلم، وإلى حقيقة ما أخبر به.
معاني التأويل في الاصطلاح: صار لفظ التأويل - بتعدد الاصطلاحات - مستعملاً في ثلاثة معانٍ [1]:
أحدها: صرف اللفظ عن الاحتمال الراجح إلى الاحتمال المرجوح لدليل يقترن به.
وذلك مثل تأويل معنى (يد الله) بـ: النعمة، أو القدرة.
ومثل تأويل (استواء الله على عرشه) بـ: الاستيلاء، وهكذا ...
وهذا المعنى من معاني التأويل هو اصطلاح كثير من المتأخرين المتكلمين في الفقه وأصوله، وهو الذي عناه أكثر من تكلم من المتأخرين في تأويل نصوص الصفات، وترك تأويلها، وهل هذا محمود أو مذموم، وحق أو باطل؟
قال ابن حزم -ر حمه الله - في هذا المعنى من معاني التأويل: (التأويل نقل اللفظ عما اقتضاه ظاهره، وعما وضع له في اللغة إلى معنى آخر؛ فإن كان نقله قد صح ببرهان، وكان ناقِلُه واجبَ الطاعة - فهو حق.
وإن كان نقله بخلاف ذلك اطُّرح، ولم يلتفت إليه، وحُكم لذلك النقل بأنه باطل) [2].
شروط التأويل الصحيح: يشترط لصحة التأويل بمعناه عند المتأخرين شروط هي:
1 - أن يكون اللفظ المرادُ تأويله يحتمله المعنى المؤول لغة أو شرعا؛ فلا يصح -على هذا- تأويلات الباطنية التي لا مستند لها في اللغة أو الشرع، بل ولا العقل.
2 - أن يكون السياق محتملاً، مثل لفظ (النظر) فهو يَحْتَمل معانيَ في اللغة، ولكنه إذا عدِّي بـ: (إلى) لا يحتمل إلا الرؤية.
3 - أن يقوم الدليل على أن المراد هو المعنى المؤول.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/262)
4 - أن يسلم دليل التأويل من معارض أقوى؛ فإذا اختل شرط من الشروط فهو تأويل فاسد.
مثال للتأويل الصحيح:
قال الله - عز وجل -: [نَسُواْ اللّهَ فَنَسِيَهُمْ] (التوبة: 67).
فقد ثبت عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النسيان هنا هو الترك.
وقد دل على هذا التأويل تصريحاً قوله - تعالى -: [وَمَا كَانَ رَبُّكَ نَسِيّاً] (مريم: 64).
وقوله: [فِي كِتَابٍ لا يَضِلُّ رَبِّي وَلا يَنسَى] (طه: 52) [3].
حكم التأويل بمعناه الحادث عند المتأخرين:
1 - قد يكون صحيحاً إذا اجتمعت فيه الشروط - كما مر -.
2 - قد يكون خطأ كتأويلات بعض العلماء الذين أخطأوا في تأويل بعض نصوص الصفات.
3 - قد يكون بدعة كتأويلات الأشاعرة، والمعتزلة.
4 - قد يكون كفراً كتأويلات الباطنية.
سبب ظهور مصطلح التأويل:
يبدو أن ذلك كان إبان ظهور القول بالمجاز الذي هو قسيم الحقيقة.
ومن هنا فإن مصطلحي: التأويل والمجاز متلازمان.
المعنى الثاني من معاني التأويل: التفسير:
التفسير في اللغة: أصل هذه الكلمة مادة: (فسر).
وهذه المادة تدور في لغة العرب حول معنى البيان، والكشف، والوضوح [4].
التفسير في الاصطلاح: هو بيان المعنى الذي أراده الله بكلامه [5].
وعرفه ابن جُزي - ر حمه الله - بقوله: (معنى التفسير: شرح القرآن، وبيان معناه، والإفصاح عما يقتضيه بنصه، أو إشارته) [6].
وعرفه الزركشي -ر حمه الله - بقوله: (علم يعرف به فهم كتاب الله المنزل على نبيه " وبيان معانيه، واستخراج حكمه وأحكامه) [7].
وهذا المعنى من معاني التأويل معنى صحيح معروف عند السلف.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - ر حمه الله - في معرض حديث له عن أنواع التأويل: (والثاني: أن التأويل بمعنى التفسير.
وهذا هو الغالب على اصطلاح مفسري القرآن كما يقول ابن جرير وأمثاله من المصنفين في التفسير: (واختلف علماء التأويل).
ومجاهد إمام المفسرين، قال الثوري: إذا جاء التفسير عن مجاهد فحسبك به، وعلى تفسيره يعتمد الشافعي، وأحمد بن حنبل، والبخاري، وغيرهم؛ فإذا ذكر أنه يعلم تأويل المتشابه فالمراد به معرفة تفسيره) [8].
والنصوص الواردة عن العلماء في هذا الصدد كثيرة لا تكاد تحصر، ومنها قول الشافعي في كتابه الأم في أكثر من موضع: (وذلك - والله أعلم - بيِّن في التنزيل مستغنىً به عن التأويل) [9].
المعنى الثالث من معاني التأويل:
الحقيقة التي يؤول إليها الكلام: كما قال - تعالى -: [هَلْ يَنظُرُونَ إِلاَّ تَأْوِيلَهُ يَوْمَ يَأْتِي تَأْوِيلُهُ يَقُولُ الَّذِينَ نَسُوهُ مِن قَبْلُ قَدْ جَاءتْ رُسُلُ رَبِّنَا بِالْحَقِّ] (الأعراف: 53).
وهو معنى شرعي معروف عند السلف.
وهذا النوع من التأويل: هو عين ما هو موجود في الخارج، أي أن حقيقة الشيء الموجودة في الخارج - أي الواقع - هي تأويله خبراً كان أم إنشاءاً.
والكلام ينقسم إلى خبر أو إنشاء، وتأويل كلٍّ منهما يختلف عن الآخر - كما سيأتي في الفقرة التالية -.
تفصيل معنى التأويل بمعنى الحقيقة إذا كان خبراً أو إنشاءاً:
قبل الدخول في ذلك يحسن بيان معنى الخبر والإنشاء بإيجاز.
فالكلام ينقسم باعتبار دلالته - عند المتكلمين، والأصوليين، واللغويين، وأهل المعاني من البلاغيين وغيرهم - إلى خبر وإنشاء، وبعضهم يقول: خبر وطلب.
وذلك إذا تكلموا على دلالات الألفاظ.
تعريف الخبر: هو ما احتمل الصدق والكذب لذاته بقطع النظر عمن أضيف إليه؛ فإذا أضيف إلى الله ورسوله " قطع بصدقه.
والخبر يدور بين الإثبات مثل قوله -تعالى-: [الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى] (طه: 5).
والنفي مثل قوله -تعالى-: [لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ] (الشورى: 11).
ومن أمثلة الخبر في الإثبات جاء زيد، وفي النفي ما جاء زيد، وهكذا ...
تعريف الطلب أو الإنشاء: هو ما لا يحتمل الصدق والكذب لذاته.
وذلك لأنه ليس لمدلول لفظه قبل النطق به وجود خارجي يطابقه أو لا يطابقه.
ويدخل تحت الإنشاء أو الطلب أنواع عديدة أشهرها: الأمر، والنهي، والاستفهام، والتمني، والنداء.
فإذا قلت: قم، أو لا تقم، أو هل أنت قائم، أو ليتك تقوم، أو يا قائم - كان كلامك كله داخلاً في باب الإنشاء؛ لأنه لا يحتمل الصدق والكذب لذاته.
بخلاف ما إذا قلت: جاء زيد، أو ما جاء؛ فذلك داخل في باب الخبر.
هذا وإن أشهر أنواع الإنشاء والطلب: الأمر والنهي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/263)
هذه نبذة ميسرة عن الخبر والإنشاء والطلب.
وبعد هذا نأتي إلى التأويل بمعنى الحقيقة إذا كان خبراً أو طلباً.
التأويل بمعنى الحقيقة إذا كان خبراً: تأويل الأخبار: هو حقيقتها، ونفس وجودها.
فتأويل ما أخبر الله به عن نفسه المقدسة الغنية بما لها من حقائق الأسماء والصفات هو حقيقة نفسه المقدسة المتصفة بما لها من حقائق الأسماء والصفات.
وتأويل ما أخبر الله به من الوعد والوعيد هو نفس ما يكون من الوعد والوعيد.
وتأويل قيام الساعة، وما أخبر به في الجنة من الأكل والشرب، والنكاح، هو الحقائق الموجودة أنفسها [10].
وتأويل رؤيا يوسف -عليه السلام- هو وقوعها في الخارج، وتحققها، وهكذا ...
إلى غير ذلك من الأمثلة التي يصعب حصرها.
فهذا هو التأويل بمعنى الحقيقة إذا كان خبراً.
التأويل بمعنى الحقيقة إذا كان طلباً: الطلب: إما أن يكون أمراً، وإما أن يكون نهياً؛ فالأمر: طلب الفعل، والنهي: طلب الكف.
فإذا كان الطلب أمراً فتأويله: هو نفس الفعل المأمور به، أي امتثاله، والعمل به.
وإذا كان الطلب نهياً فتأويله: هو نفس اجتناب المنهي عنه، أي تركه.
أمثلة لتأويل الأمر:
1 - قالت عائشة - رضي الله عنها -: كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يقول في ركوعه، وسجوده: (سبحانك اللهم ربنا وبحمدك، اللهم اغفر لي) يتأول القرآن [11].
وتعني بذلك قوله -تعالى-: [فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَاسْتَغْفِرْهُ إِنَّهُ كَانَ تَوَّاباً] (النصر:3).
وتريد بذلك أنه يعمل بأوامر القرآن، ويفعل ما أمر به فيه؛ حيث أمر في آخر حياته أن يسبح بحمد ربه ويستغفره، فكان يتأول القرآن، أي يعمل به، ويطبقه؛ فنفس فعله هذا هو تأويل الأمر، وهو قوله -عز وجل-: [فَسَبِّحْ] و [اسْتَغْفِرْهُ].
2 - وعن سعيد بن جبير -ر حمه الله - عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: (أنه كان يصلي حيث توجهت به راحلته، ويذكر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يفعل ذلك، ويتأول هذه الآية: [فَأَيْنَمَا تُوَلُّواْ فَثَمَّ وَجْهُ اللّهِ] (البقرة: 115)) [12].
ومعنى قوله: (يتأول): أي يطبق ويمتثل.
3 - ومن الأمثلة على ذلك ما روي عن الثوري -ر حمه الله - أنه بلغه أن أم ولد الربيع ابن خثيم قالت: (كان الربيع إذا جاءه السائل يقول لي: يا فلانة أعطي السائل سُكَّراً؛ فإن الربيع يحب السُّكَّر).
قال سفيان: (يتأول قوله - عز وجل -: [لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ] (آل عمران: 92)) [13].
أي يمتثل أمر الله - عز وجل - في الإنفاق مما يحبه الإنسان.
والأمثلة على ذلك كثيرة جداً مثل قوله - تعالى -: [وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ] (البقرة: 43).
فتأويل ذلك إقامة الصلاة وإيتاء الزكاة، وهكذا ...
فهذا - إذاً - هو تأويل الأمر بمعنى حقيقته.
أمثلة لتأويل النهي:
1 - قال الله - تعالى -: [وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى] (الإسراء: 32).
فتأويل ذلك البعد عن قربان الزنا.
2 - وقل مثل ذلك في قوله - عز وجل -: [وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلاَ تَقْتُلُواْ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ] (الأنعام: 151).
وهكذا ...
مثال يجمع بين تأويل الأمر والنهي والخبر: قال الله - تعالى - مخاطباً أم موسى -عليه السلام-: [وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ فَإِذَا خِفْتِ عَلَيْهِ فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ] (القصص:7).
فهذه الآية الكريمة اشتملت على أمرين، ونهيين، وخبرين؛ فالأمران في قوله -تعالى-: [أَرْضِعِيهِ]، وقوله: [فَأَلْقِيهِ فِي الْيَمِّ].
وتأويل الأمرين إرضاعها لموسى، وإلقاؤه في اليم.
والنهيان في قوله - تعالى -: [وَلا تَخَافِي وَلا تَحْزَنِي].
وتأويلهما ترك الخوف، وترك الحزن.
وقد فعلت ما تستطيع وإن كان فؤادها قد أصبح فارغاً، وكادت أن تبدي به لولا أن ربط الله على قلبها.
والخبران في البشارتين في قوله - تعالى -: [إِنَّا رَادُّوهُ إِلَيْكِ وَجَاعِلُوهُ مِنْ الْمُرْسَلِينَ].
وتأويل هذين الخبرين وقوعهما في الخارج؛ حيث عاد موسى إلى أمه، وصار من المرسلين.
الفرق بين تأويل الخبر، وتأويل الطلب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/264)
الفرق هو أن الخبر لا يلزم من تأويله -أي وقوعه- العلم به؛ فهو واقع وإن لم يُعْلم به؛ فأشراط الساعة وأحوالها ستقع وإن لم يُعْلم بها.
وكذلك حقائق أسماء الله وصفاته هي حقيقة وإن لم يُعْلم بها.
فلا يلزم -إذاً- من تأويل الخبر العلم به.
أما الطلب فلابد في تأويله من معرفته والعلم به؛ ليُفعل أو يُجتنب؛ فإن كان الطلب أمراً فلابد في إيقاعه وفعله وامتثاله من معرفة العلم به سواء كان واجباً كإقامة الصلاة، أو مستحباً كالسواك.
وإن كان الطلب نهياً فلابد من معرفته والعلم به؛ ليجتنب سواء كان النهي للتحريم أو الكراهة.
توجيه قراءتي آية آل عمرآن:
قال الله - عز وجل -: [هُوَ الَّذِيَ أَنزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ آيَاتٌ مُّحْكَمَاتٌ هُنَّ أُمُّ الْكِتَابِ وَأُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌ فَأَمَّا الَّذِينَ في قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَاء الْفِتْنَةِ وَابْتِغَاء تَأْوِيلِهِ وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِّنْ عِندِ رَبِّنَا وَمَا يَذَّكَّرُ إِلاَّ أُوْلُواْ الألْبَابِ] (آل عمران: 7).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -ر حمه الله -: (وجمهور سلف الأمة وخلفها على أن الوقف عند قوله: [وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلاَّ اللّهُ].
وهذا هو المأثور عن أُبَي بن كعب وابن مسعود وابن عباس وغيرهم.
وروي عن ابن عباس أنه قال: (التفسير على أربعة أوجه:
تفسير تعرفه العرب [14] من كلامها، وتفسير لا يعذر أحد بجهالته [15]، وتفسير يعلمه العلماء [16]، وتفسير لا يعلمه إلا الله [17] من ادعى علمه فهو كاذب).
وقد روي عن مجاهد وطائفة أن الراسخين في العلم يعلمون تأويله، وقد قال مجاهد: عرضت المصحف على ابن عباس من فاتحته إلى خاتمته أقف عند كل آية فأسأله عن تفسيرها.
ولا منافاة بين القولين عند التحقيق) [18].
ويعني بالقولين القراءتين: الوقف على قوله [إِلاَّ اللّهُ] والوصل.
وقال في موضع آخر موجهاً كلتا القراءتين: (وكلا القولين حق باعتبار كما قد بسطناه في مواضع أُخَر، ولهذا نقل عن ابن عباس هذا وهذا وكلاهما حق) [19].
وخلاصة القول في توجيه القراءتين: أنه على قراءة الوقف يكون التأويل بمعنى الحقيقة التي يؤول إليها الشيء، وعلى قراءة الوصل يكون التأويل بمعنى التفسير؛ فمن قال: إنه لا يعلم تأويله إلا الله أراد الحقيقة، ومن قال: إنه يُعلم تأويله أراد التفسير.
وعلى قراءة الوقف تكون الواو في قوله: [وَالرَّسِخُوْنَ ... ] ابتدائية استئنافية.
وعلى قراءة الوصل تكون عاطفة.
18/ 10/1426هـ
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] انظر التدمرية لابن تيمية ص91 - 95.
[2] الإحكام لابن حزم 1/ 43.
[3] انظر إرشاد الفحول للشوكاني ص177، والتوضيحات الأثرية على متن الرسالة التدمرية للشيخ فخر الدين المحيسي ص185.
[4] انظر معجم مقاييس اللغة لابن فارس 4/ 504.
[5] انظر مفهوم التفسير والتأويل د. مساعد الطيار ص54.
[6] التسهيل لعلوم التنزيل لابن جزي 1/ 6.
[7] البرهان للزركشي 1/ 13.
[8] التدمرية ص92.
[9] الأم للشافعي 7/ 319، وانظر 2/ 28 و 4/ 242.
[10] انظر التدمرية ص96، والفتوى الحموية الكبرى لابن تيمية تحقيق د. عبدالمحسن التويجري ص290.
[11] رواه البخاري (817) ومسلم (484).
[12] تفسير الطبري 2/ 530.
[13] الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 4/ 133.
[14] هو تفسير مفردات اللغة كمعرفة القرء، والنمارق، والناس، والليل، والنهار، والشمس، والقمر وغيرها.
[15]- هو تفسير الآيات المكلف بها اعتقاداً كمعرفة الله، وتوحيده، واليوم الآخر، والإيمان بالنبي - صلى الله عليه وسلم - وعملاً كمعرفة الطهارة، وكيفية الصلاة، وغيرها.
[16] هو مما يخفى على غير العلماء، مما يمكن الوصول إلى معرفته، كمعرفة أسباب النزول، والناسخ والمنسوخ، والمحكم والمتشابه، والعام والخاص، والمطلق والمقيد.
[17] هو حقائق ما أخبر الله به عن نفسه، وعن اليوم الآخر؛ فهذه الأشياء تفهم بمعناها، ولا تدرك حقيقة ما هي عليه في الواقع.
[18] التدمرية ص90 - 91.
[19] الفتوى الحموية الكبرى ص290.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[30 - 03 - 08, 11:58 ص]ـ
هذا ممتاز
بارك الله فيكم(92/265)
مَن سَبَق الشيخ ابن عثيمين إلى القول بالتفصيل في مسألة الصفوف في الصلاة؟
ـ[عبد العزيز السيد]ــــــــ[29 - 03 - 08, 06:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم.
إخوتي الكرام، أسأل عمَّن سبق الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى إلى التفصيل في مسألة الصفوف في الصلاة، فهو يفرق بين ما خِيفت فيه من الفتنة، وبين ما انتفت فيه الفتنة، وذلك في قوله، كما في «الشرح الممتع»:
«ومِن تسوية الصُّفوفِ: أن تُفرد النِّساءُ وحدَهن؛ بمعنى: أن يكون النِّساءُ خلف الرِّجال، لا يختلط النِّساء بالرِّجال لقول النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم: «خيرُ صُفوفِ الرِّجَالِ أوَّلُهَا، وشرُّها آخِرُها، وخيرُ صُفوفِ النِّساءِ آخرُها، وشرُّها أوَّلُها» فبيَّن عليه الصَّلاةُ والسَّلامُ أنه كلما تأخَّرت النِّساءُ عن الرِّجالِ كان أفضلَ.
إذاً؛ الأفضلُ أن تُؤخَّر النِّساءُ عن صفوفِ الرِّجَالِ لما في قُربهنَّ إلى الرِّجَال مِن الفتنة. وأشدُّ مِن ذلك اختلاطُهنَّ بالرِّجال، بأن تكون المرأةُ إلى جانب الرَّجُلِ، أو يكون صَفٌّ مِن النِّساءِ بين صُفوفِ الرِّجَال، وهذا لا ينبغي، وهو إلى التَّحريمِ مع خوف الفتنة أقربُ.
ومع انتفاء الفتنة خِلافُ الأَولى، يعني: إذا كان النِّساءُ مِن محارمه فهو خِلافُ الأَولى، وخلاف الأفضل».
ولقد بحثتُ في جملة من الشروح، فلم أجد التفصيل المذكور، فهل وقف أحدكم على هذا التفصيل في كلام الأئمة رحمهم الله تعالى؟
وجزاكم الله تعالى خيراً.
ـ[عبد العزيز السيد]ــــــــ[02 - 04 - 08, 09:35 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيراً.(92/266)
سؤال عن حكم القراءة من المصاحف في الصلاة؟
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[29 - 03 - 08, 08:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
سائل يسأل عن: حكم "القراءة من المصحف" في الصلاة، والأدلة على ذلك؟
سواء كانت الصلاة فرضا او نفلا.
بارك الله فيكم
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 09:01 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته،
سؤال:
هل تجوز القراءة من المصحف في صلاة التراويح وصلاة الكسوف أو لا؟.
الجواب:
الحمد لله
لا حرج في القراءة من المصحف في قيام رمضان، لما في ذلك من إسماع المأمومين جميع القرآن، ولأن الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة قد دلت على شرعية قراءة القرآن في الصلاة، وهي تعم قراءته من المصحف وعن ظهر قلب، وقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها أنها أمرت مولاها ذكوان أن يؤمها في قيام رمضان، وكان يقرأ من المصحف، ذكره البخاري رحمه الله في صحيحه معلقاً مجزوماً به.
فتاوى إسلامية م2 - الشيخ ابن باز رحمه الله
و أظن أخي أن هذا الجواز خاص بالنفل و الله أعلم.
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[30 - 03 - 08, 11:04 م]ـ
السلام عليكم
هذه روابط صوتيه للشيخ الالباني رحمه الله والذي لا يرى جواز ذلك
هل يجوز للرجل أن يؤم الناس في صلاة التراويح وهو يقرأ القرآن من المصحف.؟ ( http://www.alalbany.name/audio/130/130_13.rm)
تتمة الكلام عن حكم إمامة الناس بالمصحف في صلاة التراويح ( http://www.alalbany.name/audio/131/131_01.rm)
هل تجوز القراءة من المصحف في الصلاة المكتوبة.؟ ( http://www.alalbany.name/audio/618/618_03.rm)
هل يجوز صلاة التراويح بالمصحف؟
( http://www.alalbany.name/audio/544/544_05.rm)
هل يجوز قراءة القرآن في صلاة القيام بالمصحف.؟ ( http://www.alalbany.name/audio/694/694_09.rm)
هل للإمام أن يقرأ من المصحف في صلاة التراويح إن خشي الوقوع في الخطأ.؟ ( http://www.alalbany.name/audio/696/696_03.rm)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 12:03 ص]ـ
http://www.dar-alifta.org/ViewResearch.aspx?ID=6
هذا بحث في جواز القراءة في الفرض والنفل ...
ملاحظة: لا يعني نقلي للبحث موافقتي أو معارضتي له ..
ـ[سلطان الأحمري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 12:23 م]ـ
القراءة من المصحف في التراويح
الحمد لله الذي أنزل على عبده الكتاب ولم يجعل له عوجاً، وصلى الله على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً، أما بعد:
فقد يلجأ بعض أئمة المساجد إلى القراءة من المصحف في صلاة التراويح، كأن يكون غير حافظ للقرآن أو كان حفظه ضعيفاً، وخاصة في المساجد التي تريد إكمال المصحف في ليالي رمضان، فما حكم القراءة من المصحف، هل هو عمل مشروع أم محدث؟ وما قول العلماء في ذلك؟. نترك الكلام مع أئمة الإسلام ليبينوا وجهات نظرهم وآرائهم في ذلك، ودليل كل منهم.
يقول الإمام الكاساني في بدائع الصنائع:
ولو قرأ المصلي من المصحف فصلاته فاسدة عند أبي حنيفة.
وعند أبي يوسف و محمد: تامة ويكره.
وقال الشافعي: لا يكره.
واحتجوا بما روي أن مولى لعائشة يقال له: ذكوان كان يؤم الناس في رمضان وكان يقرأ من المصحف؛ ولأن النظر في المصحف عبادة والقراءة عبادة، وانضمام العبادة إلى العبادة لا يوجب الفساد، إلا أنه يكره عندهما لأنه تشبه بأهل الكتاب.
و الشافعي يقول: ما نهينا عن التشبه بهم في كل شيء، فإنا نأكل ما يأكلون.
و لأبي حنيفة طريقتان:
إحداهما: أن ما يوجد من حمل المصحف وتقليب الأوراق والنظر فيه أعمال كثيرة ليست من أعمال الصلاة ولا حاجة إلى تحملها في الصلاة فتفسد الصلاة، وقياس هذه الطريقة أن لو كان المصحف موضوعاً بين يديه ويقرأ منه من غير حمل وتقليب الأوراق أو قرأ ما هو مكتوب على المحراب من القرآن لا تفسد صلاته لعدم المفسد وهو العمل الكثير.
والطريقة الثانية: أن هذا يلقن من المصحف فيكون تعلماً منه، ألا ترى أن من يأخذ من المصحف يسمى متعلماً؟ فصار كما لو تعلم من معلم، وذا يفسد الصلاة كذا هذا، وهذه الطريقة لا توجب الفصل بين ما إذا كان حاملاً للمصحف مقلباً للأوراق وبين ما إذا كان موضوعاً بين يديه ولا يقلب الأوراق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/267)
وأما حديث ذكوان فيحتمل أن عائشة ومن كان من أهل الفتوى من الصحابة لم يعلموا بذلك! وهذا هو الظاهر؛ بدليل أن هذا الصنيع مكروه بلا خلاف، ولو علموا به لما مكنوه من عمل المكروه في جميع شهر رمضان من غير حاجة، ويحتمل أن يكون قول الراوي: كان يؤم الناس في رمضان وكان يقرأ من المصحف إخباراً عن حالتين مختلفتين، أي كان يؤم الناس في رمضان، وكان يقرأ من المصحف في غير حالة الصلاة! إشعاراً منه أنه لم يكن يقرأ القرآن ظاهره فكان يؤم ببعض سور القرآن دون أن يختم، أو كان يستظهر كل يوم ورد كل ليلة ليعلم أن قراءة جميع القرآن في قيام رمضان ليست بفرض. اهـ.
بدائع الصنائع للكاساني (1/ 543).
وذكر بدر الدين العيني في (عمدة القاري) الكلام في حكم القراءة من المصحف في الصلاة فقال بعد أن ذكر حديث قراءة ذكوان من المصحف:
(ظاهره يدل على جواز القراءة من المصحف في الصلاة، وبه قال ابن سيرين والحسن والحكم وعطاء، وكان أنس يصلي وغلام خلفه يمسك له المصحف، وإذا تعايا في آية فتح له المصحف، وأجازه مالك في قيام رمضان، وكرهه النخعي وسعيد بن المسيب والشعبي، وهو رواية عن الحسن، وقال: هكذا يفعل النصارى. وفي مصنف ابن أبي شيبة وسليمان بن حنظلة ومجاهد بن جبير وحماد وقتادة. وقال ابن حزم: لا تجوز القراءة من المصحف ولا من غيره لمصل إماماً كان أو غيره، فإن تعمد ذلك بطلت صلاته، وبه قال ابن المسيب والحسن والشعبي وأبو عبد الرحمن السلمي، وهو مذهب أبي حنيفة والشافعي! قال صاحب (التوضيح): وهو غريب لم أره عنه، قلت: القراءة من مصحف في الصلاة مفسدة عند أبي حنيفة؛ لأنه عمل كثير، وعند أبي يوسف ومحمد يجوز؛ لأن النظر في المصحف عبادة، ولكنه يكره لما فيه من التشبه بأهل الكتاب في هذه الحالة، وبه قال الشافعي! وأحمد وعند مالك وأحمد في رواية: لا تفسد في النفل فقط.
فتبين من خلال ما سبق أن في المسألة أقوالاً، منهم من قال بجوازه مطلقاً من غير كراهة، ومنهم من أجازه مع الكراهة، ومنهم من منعه مطلقاً وعد الصلاة باطلة إن قرأ من مصحف فيها.
وقد سئلت اللجنة الدائمة في السعودية هذه السؤال:
ما حكم قراءة القرآن الكريم في المصحف في قيام رمضان؟
فأجابت اللجنة بالآتي:
اختلف أهل العلم في حكم ذلك، فكرهه بعضهم وأجازه جمهورهم، ففي كتاب قيام الليل وقيام رمضان للشيخ العلامة محمد بن نصر المروزي: عن ابن أبي مليكة أن ذكوان أبا عمرو كانت عائشة أعتقته عن دبر فكان يؤمها ومن معها في رمضان في المصحف1، وسئل ابن شهاب عن الرجل يؤم الناس في رمضان في المصحف، قال: مازالوا يفعلون ذلك منذ كان الإسلام، كان خيارنا يقرؤون في المصاحف. وعن إبراهيم بن سعد عن أبيه أنه كان يأمره أن يقوم بأهله في رمضان، ويأمره أن يقرأ لهم في المصحف، ويقول: أسمعني صوتك. وعن أيوب عن محمد أنه كان لا يرى بأساً أن يؤم الرجل القوم في التطوع يقرأ في المصحف، وقال عطاء في الرجل يؤم في رمضان من المصحف: لا بأس به. وقال يحيى بن سعيد الأنصاري: لا أرى بالقراءة من المصحف في رمضان بأساً، يريد القيام. وقال ابن وهب رحمه الله: سئل مالك رحمه الله عن أهل قرية ليس أحد منهم جامعاً للقرآن، أترى أن يجعلوا مصحفاً يقرأ لهم رجل منهم فيه؟ فقال: لا بأس به.
وفي المنتهى وشرحه ما نصه: (ولمصل قراءة في المصحف ونظر فيه، أي: المصحف، قال أحمد: لا بأس أن يصلي بالناس القيام وهو ينظر في المصحف، قيل له: الفريضة؟ قال: لم أسمع فيها شيئاً.
وسئل الزهري عن رجل يقرأ في رمضان في المصحف فقال: كان خيارنا يقرؤون في المصاحف) 2 اهـ. وممن كره ذلك مجاهد وإبراهيم وسفيان، كرهوا أن يؤم الرجل القوم في رمضان في المصحف خشية تشبهه بأهل الكتاب، قال محمد ابن نصر في كتابه (قيام الليل وقيام رمضان وكتاب الوتر): (إنما كره ذلك قوم لأنه من فعل أهل الكتاب، فكرهوا لأهل الإسلام أن يتشبهوا بهم)، وأجاب عن القول بالمشابهة بقوله: (وقراءة القرآن بعيدة الشبه من قراءة كتب الحساب والكتب الواردة؛ لأن قراءة القرآن من عمل الصلاة وليست قراءة كتب الحساب من عمل الصلاة في شيء).
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء:
عضو/ عبدالله بن سليمان بن منيع. عضو/ عبدالله بن غديان. رئيس اللجنة/ عبدالرزاق عفيفي.3
وسئل الشيخ ابن باز رحمه الله: هل يجوز للإمام في أثناء الصلوات الخمس أن يقرأ من المصحف وخاصة صلاة الفجر لأن تطويل القراءة فيها مطلوب وذلك مخافة الغلط أو النسيان؟
فأجاب: يجوز ذلك إذا دعت إليه الحاجة كما تجوز القراءة من المصحف في التراويح لمن لا يحفظ القرآن، وقد كان ذكوان مولى عائشة رضي الله عنها يصلي بها في رمضان من مصحف، ذكره البخاري في صحيحه تعليقا مجزوماً به، وتطويل القراءة في صلاة الفجر سنة، فإذا كان الإمام لا يحفظ المفصل ولا غيره من بقية القرآن الكريم جاز له أن يقرأ من المصحف، ويشرع له أن يشتغل بحفظ القرآن، وأن يجتهد في ذلك، أو يحفظ المفصل على الأقل حتى لا يحتاج إلى القراءة من المصحف، وأول المفصل سورة ق إلى آخر القرآن، ومن اجتهد في الحفظ يسر الله أمره لقوله سبحانه: {وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا} وقوله عز وجل: {وَلَقَدْ يَسَّرْنَا الْقُرْآنَ لِلذِّكْرِ فَهَلْ مِنْ مُدَّكِرٍ}، والله ولي التوفيق.4
فتبين بهذا أن كثيراً من العلماء يرون جواز القراءة من المصحف، وإن كان القراءة عن ظهر قلب أفضل إلا لمن لم يكن حافظاً للقرآن، أو كان حفظه ركيكاً يخل بالخشوع ويربك المصلين.
نسأل الله التوفيق والسداد، والحمد لله رب العالمين.
--------------------------------------------------------------------------------
1 رواه البخاري 1/ 170 (معلقا) وابن أبي شيبة (2/ 338).
2 شرح منتهى الإرادات 1/ 200.
3 فتاوى اللجنة الدائمة، رقم الفتوى (579).
4 نشرت في (كتاب الدعوة) الجزء الثاني، ص (116).
موقع إمام المسجد
http://www.alimam.ws/ref/928
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/268)
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[01 - 04 - 08, 08:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا
الاهم عندي تحرير المسالة فيما يتعلق بالفريضة على وجه التخصيص.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 08:23 م]ـ
الذي حفظه ضعيف، فهذه فرصته بأن يثبّت حفظه، ويستعين بمن خلفه ليصحح له إن أخطأ.(92/269)
ما حكم قول " لبيك" إذا نادك شخص .... جزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن يزيد]ــــــــ[29 - 03 - 08, 08:54 م]ـ
إذا ناداك شخص وقلت له " لبيك"
هل فيه محظور شرعي
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[29 - 03 - 08, 10:16 م]ـ
قال البخاري رحمه الله تعالى
حَدَّثَنَا إِسْحَاقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ قَالَ حَدَّثَنَا مُعَاذُ بْنُ هِشَامٍ قَالَ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ قَتَادَةَ قَالَ حَدَّثَنَا أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَمُعاذٌ رَدِيفُهُ عَلَى الرَّحْلِ قَالَ يَا مُعَاذَ بْنَ جَبَلٍ قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ قَالَ يَا مُعَاذُ قَالَ لَبَّيْكَ يَا رَسُولَ اللَّهِ وَسَعْدَيْكَ ثَلَاثًا قَالَ مَا مِنْ أَحَدٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ صِدْقًا مِنْ قَلْبِهِ إِلَّا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَفَلَا أُخْبِرُ بِهِ النَّاسَ فَيَسْتَبْشِرُوا قَالَ إِذًا يَتَّكِلُوا وَأَخْبَرَ بِهَا مُعَاذٌ عِنْدَ مَوْتِهِ تَأَثُّمًا
ـ[محمد بن يزيد]ــــــــ[29 - 03 - 08, 10:47 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الغالي
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 02:42 ص]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: والله إن كنت لأعتمد على الأرض من الجوع ..... ثم قال: قلت: لبيك يا رسول الله فدخلت معه البيت .... الحديث.
رواه البخاري في الرقاق، وأحمد والترمذي ..
ـ[محمد بن يزيد]ــــــــ[31 - 03 - 08, 10:47 م]ـ
جزاك الله خيرا(92/270)
ما قصة كتاب"شمس المعارف"
ـ[ميسرة الغريب]ــــــــ[29 - 03 - 08, 09:20 م]ـ
السلام عليكم
أسأل عن هذا الكتاب ومن كاتبه ولماذا كتبه وما قصة الذين فقدوا عقولهم بسببه .. أنا أعلم انه كتاب سحر ...... ولكن رأيت أحد الذين أعرفهم في أيام الدراسة وقد أخذ يصول ويجول في الشوارع فاقدا عقله وحين سألت عنه قالوا أنه قرأ أحد كتب السحر .... ثم ذكر اسم هذا الكتاب ..... وبحثت عنه فوجد أن كاتبه اسمه البوني .... من يعرف المزيد عن هذا؟
ـ[سعد بن مزيد الحسيني]ــــــــ[29 - 03 - 08, 11:51 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
وأنا كذلك وجدت شخصا مجنون , ولما سألته قال: لقد قرأة كتاب شمس المعارف ... !!!!
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[30 - 03 - 08, 12:38 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هو كتاب سحر وشعوذة وكفر بالله العظيم ولايجوز للمسلم قراءته إن كان يؤمن بالله واليوم الآخر.(92/271)
مناظرات ابن تيمية للأحمدية الرفاعية البطائحية.
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[30 - 03 - 08, 02:23 ص]ـ
مناظرات ابن تيمية للأحمدية الرفاعية البطائحية
أ. د. عبد العزيز آل عبد اللطيف
جرت هذه المناظرات في ثلاثة مجالس سنة (705هـ)، وقد بسط شيخ الإسلام وقائع المناظرة في رسالة مفردة ([1])، ونظراً لطولها فسنورد أهم أحداثها كما يلي: يقول شيخ الإسلام -في مقدمة تلك المناظرة-: "فقد كتبت ما حضرني ذكره في المشهد الكبير بقصر الإمارة، بحضرة الخلق من الأمراء والكتاب والعلماء والفقراء، لتشوف الهمم إلى معرفة ذلك وحرص الناس على الاطلاع عليه .. ولما حصل بها من عز الدين، وظهور كلمته العليا، وظهور زيف من خرج عن ذلك" ([2]).- "وقد تقدمت لي معهم وقائع متعددة، بيّنت فيها لمن خاطبته منهم، ومن غيرهم بعض ما فيهم من حق وباطل، وأحوالهم التي يسمونها الإشارات، وتاب منهم جماعة، وأدب منهم جماعة من شيوخهم، وبينت صورة ما يظهرونه من المخاريق .. وإن عامة ذلك من حيل معروفة، وأسباب مصنوعة .. ولما عارضتهم بأني أدخل معكم النار بعد أن نغتسل بما يذهب الحيلة، ومن احترق كان مغلوباً، فلما رأوا الصدق أمسكوا عن ذلك" ([3]).- "فلما نهيتهم عن ذلك، أظهروا الموافقة، ومضت على ذلك مدة، والناس يذكرون عنهم الإصرار على الابتداع في الدين، وإظهار ما يخالف شرعة المسلمين .. وحضر عندنا منهم شخص فنزعنا الغل من عنقه، فحملهم هواهم على أن تجمعوا تجمع الأحزاب، مظهرين الضجيج والإرعاد، واضطراب الرءوس والأعضاء، وإبراز ما يدعون من الحال والمحال.
فلما رأى الأمير ذلك هاله ذلك المنظر، ثم دخل عليه شيخهم، وأظهر الشكوى عليّ، فأرسل إلىّ الأمير يريد كشف أمرهم .. ، فلما علمت ذلك أُلقي في قلبي أن ذلك لأمر يريده الله من إظهار الدين، وكشف حال المبتدعين" ([4])."فانتدب شيخهم وقال: نحن لنا أحوال وأمور باطنة لا يوقف عليها.
فقلت له: الباطن والظاهر مردود إلى كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، ليس لأحد الخروج عن كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، لا من المشايخ والفقراء، ولا من الملوك والأمراء ..
فقال: نحن لنا أحوال خارقة - كالنار وغيرها -.
فقلت: أنا أخاطب كل أحمدي أي شيء فعلوه في النار، فأنا أصنع مثل ما تصنعون، ومن احترق فهو مغلوب، ولكن بعد أن نغسل جسومنا بالخل والماء الحار، فسألني الناس عن ذلك؟ فقلت: لأن لهم حيلاً في الاتصال بالنار يصنعونها من أشياء ..
فأخذ شيخهم يدّعي القدرة على ذلك، ويظهر التحايل .. فقلت: هذا تطويل وتفريق للجمع، ولا يحصل به مقصود، بل قنديل يوقد وأدخل إصبعي وإصبعك فيه بعد الغسل، ومن احترقت إصبعه فهو مغلوب، فلما قلت ذلك تغيّر و ذلّ.
ثم قلت لهم: ومع هذا فلو دخلتم النار، وخرجتم منها سالمين، لم يكن في ذلك ما يدل على صحة ما تدعونه من مخالفة الشرع.
ومشايخهم يتضرعون عند الأمير في طلب الصلح، وجعلتُ ألح عليه في إظهار ما ادعوه من النار مرة بعد مرة، وهو لا يجيبون.
فلما ظهر للحاضرين عجزهم وكذبهم، طلبت منهم متابعة الكتاب والسنة وأن يلتزموا هذا التزاماً عاماً، ومن خرج عنه ضربت عنقه" ([5]).- "فلما أظهروا التزام الكتاب والسنة، وجموعهم بالميدان بأصواتهم وحركاتهم الشيطانية يظهرون أحوالهم، قلت لشيخهم: أهذا موافق للكتاب والسنة؟ فقال: هذا من الله حال يَرِد عليهم، فقلت: هذا من الشيطان الرجيم .. فقال: ما في السموات والأرض حركة إلا بمشيئة الله تعالى، فقلت له: هذا من باب القدر، وهكذا كل ما في العالم من كفر وفسوق هو بمشيئته، وليس ذلك بحجة لأحد في فعله .. " ([6]).- "فلما ظهر قبح البدع في الإسلام، وأنهم مبتدعون بدعاً منكرة، فيكون حالهم أسوأ من حال الزاني والسارق، فقال شيخهم: لا تتعرض لهذا الجناب العزيز -يعني الأحمدية - فقلت: ويحك، أي شيء هو الجناب العزيز، وجناب من خالفه أولى بالعز، تريدون أن تبطلوا دين الله ورسوله ..
وقلت لهم: يا شبه الرافضة، يا بيت الكذب - حتى قيل فيهم، لا تقولوا: أكذب من اليهود على الله، ولكن قولوا: أكذب من الأحمدية على شيخهم -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/272)
ولما رددتُ عليهم الأحاديث المكذوبة، أخذوا يطلبون مني كتباً صحيحة ليهتدوا بها، فبذلت لهم ذلك، وأعيد الكلام أنه من خرج عن الكتاب والسنة ضربت عنقه، وأعاد الأمير هذا الكلام، واستقر الكلام على ذلك، والحمد لله" ([7]).ونورد بعد هذا العرض المختصر الأمور التالية:
1 – مما كان يقرره شيخ الإسلام: وجوب العدل مطلقاً، فكان يقول: "أوجب الله العدل لكل أحد، على كل أحد، في كل حال" ([8]).ويتجلى من هذه المناظرات ما تحلّى به شيخ الإسلام من العدل والإنصاف في جميع الأحوال، فمع خصومته للأحمدية، لما تلبّسوا به من بدع شنيعة، وأحوال شيطانية، إلا أنه أنصفهم فأثبت ما لبعضهم من التعبد والزهد ولين الجانب ([9]). وخاطب الأحمدية قائلاً: فالتتري وأمثاله سود، وأهل الإسلام المحض بياض، وأنتم بلق فيكم سواد وبياض" ([10]).وما أروع مقالة بعض العلماء - عن ابن تيمية -: "وددتُ أني لأصحابي مثله لأعدائه وخصومه" ([11]).2 - نلحظ في ثنايا هذه المناظرة ما أصاب شيخ الإسلام من المحن والابتلاء، فالأحمدية قد أجلبوا عليه بأحوالهم وخوارقهم، وحرّضوا الأمراء عليه، والكثير من الصوفية والفقهاء مع أولئك الأحمدية، بل إن بعضهم طعن في شيخ الإسلام لأجل رده على الأحمدية، فانتصر له العلامة أحمد بن إبراهيم الواسطي ([12]) قائلاً: "أما ردّه على الطائفة الفلانية ([13]) أيها المُفرِط التائه، الذي لا يدري ما يقول، أفيقوم دين محمد بن عبدالله الذي أنزل من السماء، إلا بالطعن على هؤلاء؟ ([14]) وكيف يظهر الحق إن لم يُخذل الباطل؟ لا يقول هذا إلا تائه، أو حاسد" ([15]).3 - تبدو شجاعة ابن تيمية ظاهرة جلية، فقد كان قوي القلب ثابت الفؤاد، فلم تفزعه تلك الأحوال والمخاريق، فتحدى الأحمدية، وعارضهم في مستهل المناظرة، وقال: " أنا معارض لكم مانع لكم؛ لأنكم تقصدون بذلك إبطال شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فإن كان لكم قدرة على إظهار ذلك فافعلوا. فانقلبو صاغرين" ([16]).وصاح بهم في آخرها – قائلاً: "يا شبه الرافضة يا بيت الكذب .. أنا كافر بكم وبأحوالكم، فكيدوني جميعاً ثم لا تنظرون" ([17]).ولقد اعترف خصومه بشجاعته، فقالوا عنه: "هذا رجل محجاج خصِم، وما له قلوب يفزع من الملوك، وقد اجتمع بقازان ملك التتر وكبار دولته، وما خافهم" ([18]).وكثيراً ما يقرر شيخ الإسلام أن صلاح بني آدم لا يتم في دينهم ودنياهم إلا بالشجاعة والكرم ([19])، وكان يقول أيضاً: " فلا تتم رعاية الخلق وسياستهم إلا بالجود الذي هو العطاء، والنجدة التي هي الشجاعة، بل لا يصلح الدين والدنيا إلا بذلك " ([20]).4 - أكّد ابن تيمية - في غير موضع - على أصل الاتباع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وحذّر من البدع والمحدثات، ومن ذلك: تطويق أغلال الحديد في أعناقهم على سبيل التعبد، فلا يصح التقرّب بذلك إلى الله تعالى؛ لأن العبادة بما لم يشرعه ضلالة ([21]).يقول شيخ الإسلام في هذا الشأن: "فهذا أصل عظيم تجب معرفته والاعتناء به وهو أن المباحات إنما تكون مباحة إذا جعلت مباحات، فأما إذا اتخذت واجبات أو مستحبات كان ذلك ديناً لم يشرعه الله، ولهذا عظم ذم الله في القرآن لمن شرع ديناً لم يأذن الله به" ([22]).كما قرر – في ثنايا المناظرة – أن البدعة شرّ من المعصية، وساق أدلته على ذلك ([23]).5 - طلب الأحمدية من شيخ الإسلام أن يسلّم إليهم حالهم، فلا يعارضهم ولا ينكر عليهم ([24])، فامتنع عن ذلك، وأمرهم باتباع الشريعة، وأما مسألة فلان يسلّم إليه حاله، أو لا يسلّم إليه حاله، فمن المسائل التي تنازع الناس فيها بين إفراط وتفريط. وقد حقق شيخ الإسلام هذه المسألة في أحد أجوبته، وبيّن أن قولهم: يسلّم له حاله، له معنى سائغ إذا أريد به رفع اللوم عن صاحب الحال، فلا يؤثّم ولا يعاقب، وإن أريد بتسليم حاله أن يكون صنيعه صواباً أو صحيحاً، فلا يجوز، ولا يسلّم حاله بهذا المعنى ([25]).6 – تميّز شيخ الإسلام بالثقة بالله تعالى وحسن الظن به عز وجل، كما هو بيّن في مناظراته وتقريراته، فإن الأحمدية لما اجتمعوا تجمع الأحزاب، وتكالبوا تكالب الأعداء، وأظهروا خوارقهم، وطالبوا بحضور ابن تيمية، قال حينئذ: "فلما علمت ذلك، ألقى في قلبي أن ذلك لأمر يريده الله من إظهار الدين، وكشف حال أهل النفاق المبتدعين" ([26]).وقرر هذا المعنى في أكثر من موضع، ومن ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/273)
قوله: " ومن أعظم أسباب ظهور الإيمان والدين، وبيان حقيقة أنباء المرسلين: ظهور المعارضين لهم من أهل الإفك المبين .. وذلك أن الحق إذا جحد وعورض بالشبهات، أقام الله تعالى له مما يحق به الحق، ويبطل به الباطل من الآيات والبينات بما يظهره من أدلة الحق وبراهينه الواضحة، وفساد ما عارضه من الحجج الداحضة " ([27]).7 - لما أبطل شيخ الإسلام أحوالهم، وبيّن مخالفتهم الشرع المنزّل، احتجوا بالقدر قائلين: "ما في السموات والأرض حركة إلا بمشيئته"، فأجابهم بقوله: "هذا من باب القدر، وهكذا كل ما في العالم من كفر وفسق هو بمشيئته، وليس ذلك بحجة لأحد في فعله، بل ذلك مما زيّنه الشيطان وسخطه الرحمن" ([28]).وقد ساق شيخ الإسلام جواباً آخر على المحتجين بالقدر في فعل المصائب، كما جاء في مناظرته التي حكاها ابن القيم بقوله: "وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله – يقول: لمتُ بعض الإباحية، فقال لي: المحبة نار في القلب، تحرق ما سوى مراد المحبوب، والكون كله مراده فأي شيء أبغض فيه؟ قال الشيخ: فقلت له: إذا كان المحبوب قد أبغض أفعالاً وأقوالاً، وأقواماً، وعاداهم فطردهم ولعنهم، فأحببتهم، تكون موالياً للمحبوب أو معادياً له؟ قال: فكأنما ألقم حجراً، وافتضح بين أصحابه، وكان مقدماً فيهم مشاراً إليه" ([29]).
([1]) كما في مجموع الفتاوى 11/ 445 – 475، كما حكى ابن عبد الهادي وابن كثير هذه المناظرة. انظر: العقود الدرية ص 131، والبداية والنهاية 14/ 36.
([2]) مجموع الفتاوى 11/ 446، 446 = باختصار.
([3]) مجموع الفتاوى 11/ 447 = باختصار.
([4]) مجموع الفتاوى 11/ 452 - 454 = باختصار.
([5]) مجموع الفتاوى 11/ 464 - 468 = باختصار.
([6]) مجموع فتاوى 11/ 470 = باختصار.
([7]) مجموع الفتاوى 11/ 474، 475 = باختصار.
([8]) الرد على المنطقيين ص 425، وانظر: جامع المسائل 5/ 166.
([9]) انظر: مجموع الفتاوى 11/ 446.
([10]) مجموع الفتاوى 11/ 448.
([11]) مدارج السالكين 2/ 345.
([12]) وهو المعروف بابن شيخ الحزّامين، كان شافعي المذهب صوفي المسلك، فلما قدم الشام تتلمذ على يد ابن تيمية فانتقل إلى مذهب أحمد وترك التصوف، له مؤلفات، توفي سنة 711هـ. انظر: الدرر الكامنة 1/ 91، وشذرات الذهب 6/ 24.
([13]) يعني: الأحمدية، كما صرّح بذلك في كلام سابق، انظر الجامع لسيرة ابن تيمية ص 75.
([14]) كان العلامة الواسطي عارفاً بهم، فقد كان أبوه شيخ الأحمدية، ونشأ بينهم. انظر: شذرات الذهب 6/ 24.
([15]) الجامع لسيرة ابن تيمية ص 76.
([16]) مجموع الفتاوى 11/ 448.
([17]) مجموع الفتاوى 11/ 474، 475 = باختصار.
([18]) الجامع لسيرة ابن تيمية ص 92.
([19]) انظر: الاستقامة 2/ 269.
([20]) مجموع الفتاوى 28/ 291.
([21]) انظر: مجموع الفتاوى 11/ 450.
([22]) مجموع الفتاوى 11/ 451 = باختصار.
([23]) انظر: مجموع الفتاوى 11/ 472.
([24]) انظر: مجموع الفتاوى 11/ 454، 465.
([25]) انظر: مجموع الفتاوى 10/ 378 – 386.
([26]) مجموع الفتاوى 11/ 454.
([27]) الجواب الصحيح 1/ 13، 14 = باختصار، وانظر: مجموع الفتاوى 28/ 57 - 59.
([28]) مجموع الفتاوى 11/ 470.
([29]) مدارج السالكين 3/ 14، وانظر: مجموع الفتاوى 10/ 210، وطريق الهجرتين ص:303.(92/274)
أيهما أشرف: الكعبة أم الحجرة؟
ـ[أبو فهدعبدالعزيز]ــــــــ[30 - 03 - 08, 11:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده , أما بعد
سئل الإمام ابن القيم _ رحمه الله وإياكم _ عن هذا السؤال ,,,,,
ما هي الإجابة؟
ـ[أبو فهدعبدالعزيز]ــــــــ[30 - 03 - 08, 11:57 ص]ـ
الحجرة هي الحجرة النيوة
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 03:04 م]ـ
أظن أنه رحمه الله أجاب بأنها الحجرة النبوية ((صلى الله وسلم وبارك على ساكنها))
هكذا أذكر أني سمعتها من أحد أصدقائي(92/275)
كيف أفرق بين الفرح بالطاعة والعجب المذموم؟
ـ[عدنان القاهرى]ــــــــ[30 - 03 - 08, 04:51 م]ـ
السلام عليكم
كلما وفقنى الله لطاعة من الطاعات اشعر بسرور وانشراح صدر وسعادة ثم ينغص علىّ بعد ذلك خوفى ان يكون هذا هو العجب المذموم وقد سمعت انه محبط للعمل فكيف اجمع بين السعادة والسرور بالطاعة وعدم العجب بالطاعة وياليت من يجيب يضرب امثلة لذلك
بارك الله فيكم
ـ[عدنان القاهرى]ــــــــ[02 - 04 - 08, 08:05 ص]ـ
للرفع
رفع الله قدركم
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[07 - 08 - 08, 09:49 م]ـ
سبحان الله سؤال ربما لا يخطر على بال من التزم منذ سنوات
ولكن إليكم هذا الحديث .......
قال صلى الله عليه وسلم (من سرته حسنته وساءته سيئته فهو مؤمن) رواه الترمذي وصححه الألباني
أسأل الله تعالى أن يجعلني وأخي عدنان وجميع أعضاء الملتقى منهم
ـ[أشرف المصرى]ــــــــ[07 - 08 - 08, 09:55 م]ـ
ومن أركان المحاسبة ما ذكره صاحب المنازل فقال # الثالث أن تعرف أن كل طاعة رضيتها منك فهي عليك وكل معصية عيرت بها أخاك فهي إليك # رضاء العبد بطاعته دليل على حسن ظنه بنفسه وجهله بحقوق العبودية وعدم عمله بما يستحقه الرب جل جلاله ويليق أن يعامل به # وحاصل ذلك أن جهله بنفسه وصفاتها وآفاتها وعيوب عمله وجهله بربه وحقوقه وما ينبغي أن يعامل به يتولد منهما رضاه بطاعته وإحسان ظنه بها ويتولد من ذلك من العجب والكبر والآفات ما هو أكبر من الكبائر الظاهرة من الزنا وشرب الخمر والفرار من الزحف ونحوها # فالرضا بالطاعة من رعونات النفس وحماقتها # وأرباب العزائم والبصائر أشد ما يكونون استغفارا عقيب الطاعات لشهودهم تقصيرهم فيها وترك القيام لله بها كما يليق بجلاله وكبريائه وأنه لولا الأمر لما أقدم أحدهم على مثل هذه العبودية ولا رضيها لسيده # وقد أمر الله تعالى وفده وحجاج بيته بأن يستغفروه عقيب إفاضتهم من عرفات وهو أجل المواقف وأفضلها فقال ^ فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا الله عند المشعر الحرام واذكروه كما هداكم وإن كنتم من قبله لمن الضالين ثم أفيضوا من حيث أفاض الناس واستغفروا الله إن الله غفور رحيم ^ وقال تعالى ^ والمستغفرين بالأسحار ^ قال الحسن مدوا الصلاة إلى السحر ثم جلسوا يستغفرون الله عز وجل وفي الصحيح أن النبي كان إذا سلم من الصلاة استغفر ثلاثا ثم قال اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام وأمره الله تعالى بالإستغفار بعد أداء الرسالة والقيام بما عليه من أعبائها وقضاء فرض الحج واقتراب أجله فقال في آخر سورة أنزلت عليه ^ إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله أفواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا ^
# ومن ههنا فهم عمر وابن عباس رضي الله عنهم أن هذا أجل رسول الله أعلمه به فأمره أن يستغفره عقيب أداء ما كان عليه فكأنه إعلام بأنك قد أديت ما عليك ولم يبق عليك شيء فاجعل خاتمته الإستغفار كما كان خاتمة الصلاة والحج وقيام الليل وخاتمة الوضوء أيضا أن يقول بعد فراغه سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك اللهم اجعلني من التوابين واجعلني من المتطهرين # فهذا شأن من عرف ما ينبغي لله ويليق بجلاله من حقوق العبودية وشرائطها لا جهل أصحاب الدعاوى وشطحاتهم # وقال بعض العارفين متى رضيت نفسك وعملك لله فاعلم أنه غير راض به ومن عرف أن نفسه مأوى كل عيب وشر وعمله عرضة لكل آفة ونقص كيف يرضى لله نفسه وعمله # ولله در الشيخ أبي مدين حيث يقول من تحقق بالعبودية نظر أفعاله بعين الرياء وأحواله بعين الدعوى وأقواله بعين الإفتراء وكلما عظم المطلوب في قلبك صغرت نفسك عندك وتضاءلت القيمة التي تبذلها في تحصيله وكلما شهدت حقيقة الربوبية وحقيقة العبودية وعرفت الله وعرفت النفس وتبين لك أن ما معك من البضاعة لا يصلح للملك الحق ولاو جئت بعمل الثقلين خشيت عاقبته وإنما يقبله بكرمه وجوده وتفضله ويثيبك عليه أيضا بكرمه وجوده وتفضله
__________________________________________________
من كتاب مدارج السالكين.
ـ[أم المجاهدين]ــــــــ[07 - 08 - 08, 10:33 م]ـ
لا ريب أن من عمل أعمالاً صالحة من صيام الأيام وقيام الليالي وأمثال ذلك يحصل لنفسه ابتهاج، فإن كان من حيث كونها عطية من الله ونعمة منه تعالى عليه، وكان مع ذلك خائفاً من زوالها طالباً من الله الازدياد منها، لم يكن ذلك الابتهاج عجباً. وإن كان من حيث كونها صفته وقائمة به ومضافة إليه، فاستعظمها وركن إليها، ورأى نفسه خارجاً عن حدّ التقصير، وصار كأنه يمنّ على الله سبحانه بسببها، فذلك هو العجب المذموم.
الاعتقاد بأن الله سبحانه قد يأخذ منك النعمة متى أراد يزيل العجب عن قلبك
--------------------------------------------------------------------------------
المعجب يعتقد في قلبه كأنّ له حق على الله سبحانه وتعالى، وله في جنابه مقام وقرب، بحيث أنه يتوقع من الله سبحانه أن يعززه في الدنيا جزاء لعمله، وإن أصابه مكروه فيبعد في نظره، بحيث أنه لو أصاب هذا المكروه فاسقاً لما كان بعيداً في نظره بهذه الغاية
الأعمال الحسنة للناس لا يراها شيئاً, وإذا صدرت نفس تلك الأعمال منه يستعظمها, ويدرك العيوب الدقيقة من الناس إدراكاً جيداً ولا يدرك عيب نفسه ويغفل عنه، إنه المُعجب.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=72974&page=50
__________________
رحم الله أموات المسلمين في كل مكان آمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/276)
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[09 - 08 - 08, 03:04 ص]ـ
سبحان الله!!!
بارك الله فيك، كنت أفكر بالفرق بينهما؟!!!
ان شاء الله نستفيد ..(92/277)
شهادة من نوع خاص.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[30 - 03 - 08, 07:48 م]ـ
مجرد وصول الرسول صلى الله عليه وسلم الى المدينة مهاجراً أمر ببناء المسجد ليكون جامعا للمسلمين في وقت واحد، وجامعاً لاجتماع الناس والخطابة فيهم كل جمعة، ونقطة بداية الدعوة العالمية،ومنارة لانطلاق شعاع النور في الأرض، ومحكمة للقضاء والفتوى، ومدرسة للصغار للقراءة والكتابة، ومركزاً للتكوين والتدريب في شتى المجالات،ومكاناً للتفقه والوعظ والإرشاد، وجامعة سماوية وأرضية تخرج منها حاملواالشهادات والتياحتوت جميع التخصصات الدينية والدنيوية خدموا بها دولة الإسلام الفتية الممتدة من الشرق إلى الغرب، ومن الشمال إلى الجنوب، هذا المسجد تخرج منه الخلفاء والأمراء، والقواد والأبطال، والمحدثون، والمفسرون، ورجال القضاء وأئمة الفقه و اللغة، واساتذة الشعر والنبلاء، والبلاغة والمفكرون والعلماء والمفتون، والأدباء والدعاة من الرجال والنساء. فمن مسجد الرسول صلى اله عليه وسلم تخرج أبو بكر وعمر وعثمان وعلي الذين كانوا على منهاج النبوة قولا وعملاً، ومن مسجد الرسول صلى اله عليه وسلم تخرج عبد الله بن عباس حبر الأمة وترجمان القرآن، ومن مسجد الرسول صلى اله عليه وسلم تخرج أبو هريرة حامل لواء الحديث ومن المسجد تخرج خالد بن الوليد الذي سماه رسول الله صلى الله عليه وسلم سيف الله المسلول، زيد بن ثابت أعلم الناس بالفرائض، معاذ بن جبل أعلم هذه الأمة بالحلال والحرام، أبي بن كعب أقرأ الأمة، وغيرهم ممن شهد لهم التاريخ بالتميز في خدمة الدين،والبشرية،فهلا أعدنا الدور للمسجد حتى يخرج لنا أمثال هؤلاء اقتداء وتأسياً.(92/278)
ارخاء اللحية دون القبضة من الاسبال!!!
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 08:18 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
سمعت بعض المشايخ الفضلاء يقول أن الشيخ الألباني رحمه الله ذهب الى وجوب الأخذ من اللحية ما كان أكثر من قبضة اليد و هذا معلوم عنه رحمه الله لكنه زاد أن ارخاءها أكثر يكون من الإسبال المحرم ... فهل هذا الكلام صحيح؟
نرجو الافادة
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[30 - 03 - 08, 09:29 م]ـ
أخي الفاضل أبو بكر التونسي
الإمام الألباني رحمه الله تعالى إمام جبل يمتحن بحبه السني
و لكن كلٌ يؤخذ من قوله و يرد إلا صاحب هذا القبر كما قال الإمام مالك
نعم قال الشيخ الألباني بما نقلتم سالفاًَ
الإجابة بصوت الشيخ الألباني رحمه الله
هل إسبال اللحية مثل إسبال الإزار
http://www.alalbany.net/view.php?id=4596
و مما له تعلق في الموضوع من جواب الشيخ الألباني
http://www.alalbany.net/view.php?id=1918
http://www.alalbany.net/view.php?id=4582
http://www.alalbany.net/view.php?id=5947
http://www.alalbany.net/view.php?id=4118
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 10:53 م]ـ
جزاك الله خبرا
و أنا يا أخي لا أطعن في الشيخ الألباني عليه رحمات الله و بركاته
معاذ الله من ذلك بل أعتقد أن كل من انتهج منهج السلف الصالح في عصرنا الا و للشيخ عليه فضل من قريب أو من بعيد
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[30 - 03 - 08, 11:51 م]ـ
عن العرباض بن سارية قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء من بعدي الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة
ومنهج السلف الصالح بالاتباع وليس بالإدعاء
والالباني كثيرا ما كان يردد
والدعاوى مالم يقيمو ا عليها بينات اصحابها ادعياء!!!
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[30 - 03 - 08, 11:51 م]ـ
أخي الحبيب أبو بكر التونسي
لم أقصد ما فهمته مني و لكن قصدت أن حبنا للإمام الألباني رحمه الله تعالى لا يجعلنا نقلده في هذه المسألة
فقد تعلمنا من الشيخ الألباني الرجوع للدليل و هذا ما رجعنا إليه
و أرجوا أن تسامحني إن كنت آذيتك في كلامي فوالله ما قصدت إلا ما أخبرتك به
و جزاك ربي كل خير أخي الحبيب
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 12:04 ص]ـ
أخي الحبيب فادي أنا ما وجدت في نفسي عليك شيئا البتة
و ربنا يسامحني و يسامحك
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 12:48 ص]ـ
جزاكما الله خيرا، على هذا الموضوع، وأنا أفهم منه أن الأخ طلب فقط معرفة مدى نسبة القول للشبخ الألباني ـ رحمه الله ـ، أما عن المسألة، فالخلاف فيها واسع، وهو خلاف سائغ، ولن نضيق واسعًا، ولا أظن أن هذا معرض للنقاش، ولكن أردت التوضيح أن الشيخ الألباني ـ أيضا ـ اعتمد على أدلة، وهي فعل الصحابي ابن عمر، وغيره ـ رضي الله عنهم أجمعين، وجزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو بكر التونسي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 01:06 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبو مهند و الأمر كما فهمت فقد تناقشت يوما مع أخ لي في هذا الموضوع و نقلت له هذا القول و كنت قد سمعته من ثقة فاستنكر الأخ نسبة هذا القول للشيخ الألباني رحمه الله فأردت أن أعرف موضعه في كلام الشيخ أو في كتبه ...
جزاك الله خيرا
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 02:48 م]ـ
عن العرباض بن سارية قال صلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة الصبح ثم أقبل علينا بوجهه فوعظنا موعظة بليغة ذرفت منها الأعين ووجلت منها القلوب فقال قائل يا رسول الله كأنها موعظة مودع فأوصنا قال أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن كان عبدا حبشيا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء من بعدي الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة
ومنهج السلف الصالح بالاتباع وليس بالإدعاء
والالباني كثيرا ما كان يردد
والدعاوى مالم يقيمو ا عليها بينات اصحابها ادعياء!!!
لا حول و لا قوة إلا بالله العلي العظيم.
اتقي الله يا أخي الكريم ليس هكذا يتكلم الناس عن علماء الأمة.
و ما ذكرتَه من حديث فالشيخ الألباني رحمه الله تعالى كان يعلمه و يدعو إلى اتباعه.
فلا أدري لماذا يعامل الشيخ رحمه الله بسوء الأدب.
نسأل الله تعالى لنا و لكم الهداية.
ـ[الأجهوري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 03:54 م]ـ
أظن الكلام في صحة نسبة الكلام للشيخ الإمام الألباني رحمه الله وإلا فالخلاف فيها معروف ومن راجع كتب المذاهب وجد الكثير خاصة كتب الأحناف، فعندهم يكررون مقولة: من طالت لحيته خف عقله!!!!
والبحث في المسألة ليس هذا مظنه
وقد أوضح الأفاضل هنا صحة نسبة ذلك للإمام الألباني رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/279)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 05:00 م]ـ
إن كان الأمر كذلك فلربما أسأت فهم أخينا عبدالمصور فيما قال فليسامحني بارك الله فيه.(92/280)
البورصة ... سوق الكسب الحرام ... للشيخ رائد بن عبد الجبار المهداوي
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[30 - 03 - 08, 09:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
البورصة ... سوق الكسب الحرام
الحمد لله وليّ المتقين، والصلاة والسلام على إمام النبيين، وخاتم المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فقد سألني إخوة محبون سلفيون عن حكم الشرع في التعامل الماليِّ في البورصة سواء كان بالأسهم، أو بالسندات أو بغيرها؟
الحمد لله وليّ المتقين، والصلاة والسلام على إمام النبيين، وخاتم المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد؛
فقد سألني إخوة محبون سلفيون عن حكم الشرع في التعامل الماليِّ في البورصة سواء كان بالأسهم، أو بالسندات أو بغيرها؟
فأقول وبالله التوفيق:
إنَّ الشرع المطهّر قد نظّم حياة الناس المالية ومعاملاتهم بيعاً وشراءً تنظيماً يكفل لهم السعادة في الدنيا والآخرة إن هم امتثلوا واتّقوْا وآمنوا.
والقاعدة الشرعية الكلية التي تُردُّ إليها أحكام المعاملات المالية والتجارات والمكاسب كلّها هي: الحلُّ والإباحة؛ لقوله ـ تعالى ـ: "هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُم مَّا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً" [البقرة:29].
فمن حرَّم شيئاً من البيوع أو غيرها من المعاملات المالية يطالب بالدليل، لأنَّ الحرام فيها ما حرّمه الله ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ.
والمتأمّل للنصوص المحرّمة لأنواع من المعاملات يجد أنَّ الحظر فيها إنّما جاء بسبب ظلم أحد الطرفين المتعاقدين، أو كليهما؛ لوجود الربا، أو الميسر (القمار)، أو الغرر، أو الجهالة، أو الخداع والتغرير.
ومعلوم أنَّ هذه الأمور تتناقض مع مقاصد الشرع الكلية ـ في نظام المعاملات ـ القائمة على أسس العدل، والقسط، ومراعاة مصالح كلا المتعاقدين، وليس أحدهما على حساب الآخر.
ولقد كان السلف يتبايعون وكلٌّ من المتبايعَيْن حريص على نفع صاحبه؛ لأنّ قلوبهم سليمة، وعقودهم صحيحة، فكانت عقود البيع تتم بأجواء من الودّ والصفاء والأمانة والرضا الحقيقي، فينقلب كلا المتبايعين إلى أهله داعياً لأخيه بالبركة، حامداً الله على النعمة.
أما وقد خلف في الناس هباء؛ رُفعت منهم الأمانة، ورقّت فيهم الديانة، ولم يعد يبالي أحدهم مم يكسب؟ وكيف يكسب؟
تشبّثوا بنظم المشركين الوافدة في البيع والشراء، تلك النظم القائمة على مراعاة مصلحة صاحب رأس المال القويّ، إضافة إلى ما فيها من رباً ومقامرة، وخداع وتلبيس، والغاية الوحيدة تنمية رأس المال بأية وسيلة كانت. وصار ربح طرف مرهون بخسارة طرف آخر، كالمقامر تماماً لا يربح إلا إذا خسر غيره.
ومن تلك النظم الغربية الوافدة إلينا في البيع والشراء نظام البورصة، أو الأسواق المالية، ويكفي في الحكم الأوّليّ عليها ـ قبل التفصيل ـ أنّها من عند المشركين منشأً وفكرة ونظاماً وتطبيقاً، فلا يُتوَقّع منها أن تكون متفقة مع أحكام شرعنا المطهّر في البيوع تماماً، قد يكون فيها ما يتفق مع الإسلام، ولكنّها ليست إسلامية خالصة، وهذا الاتفاق اليسير لا يجوز أن يكون سلّماً يمتطيه اللاهثون وراء المال من أجل تجويزها، أو إعطائها الصبغة الشرعية كما فعل كثيرون مع البنوك فأسموْها إسلامية، وليت شعري هل تَغَيُّرُ الأسماء وبقاء المناهج والنظم الفاسدة يُغيّر من الحقيقة شيئاً؟
إنّه التحايل والكذب والتلبيس على العامة والبسطاء الذين لا يفقهون دينهم، وتغرُّهم الأسماء المزوَّقة!
وهل سيأتي زمان ـ عندما ينكشف عفن البورصة ـ فيسميها أصحابها إسلامية؟ لست أدري!
ما هي البورصة؟
هي عبارة عن سوق تعقد فيها عقود بيع وشراء الأوراق المالية كالسندات، والأسهم، ومن هذه العقود ما هو على معجّل ومنها ما هو على مؤجّل. ولا تتم الصفقات والعقود مباشرة بين البائع والمشتري وإنما من خلال وسيط (سمسار) يعمل في سوق الأوراق المالية. كما أن تلك العقود والصفقات لا تتم بصورة انفرادية بين وسطاء البيع والشراء وإنما من خلال نظام تداول إلكتروني يتلقى جميع أوامر البيع والشراء، ويقوم بالمقابلة بينها على أساس السعر والكمية المحددة.
إذن؛ ما يتم في البورصة عبارة عن عقود بيع وشراء للسندات والأسهم، وحتى نعرف وجه الحِلِّ أو الحرمة في تلك العقود لابد من دراستها. ومعرفة ماهية كلٍّ من السندات والأسهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/281)
فالسندات هي: قروض طويلة أو قصيرة الأجل، تصدرها شركة مساهمة، أو بنك، أو حكومة، أو غير ذلك، يقوم المستثمر بشراء هذه السندات بقيمها الإسمية (مثلاً 100 دينار لكل سند)، لمدة محددة، مقابل عائد دوري ثابت ـ يسمونه الفائدة ـ متفق عليه بين المستثمر والهيئة المصدرة للسند، أو نفع مشروط؛كالجوائز التي توزع بالقرعة ـ اليانصيب ـ، أو مبلغ مقطوع، أو غير ذلك من الانتفاعات، وفي نهاية مدة السند (وقت الاستحقاق) يحصل المستثمر على القيمة الإسمية للسند.
فالسندات إذن قروض بزيادة في مقابل الزمن، وذلك هو ربا القرض (الدَّيْن)؛ أحد صور الربا التي حرّمها الإسلام، بل أوضح صورة في التحريم. فالسندات قروض ربوية، والبورصة عندما تبيع السندات تكون قد باعت قروضاً ربوية، فهل يشك مسلم ورع في حرمة هذا؟
وقد قرر المجمع الفقهي الإسلامي بجدة في دورته السادسة بتاريخ 17ـ23 شعبان 1410 هـ بخصوص السندات ما يلي:
أولاً: إنَّ السندات التي تمثل التزاماً بدفع مبلغها مع فائدة منسوبة إليه أو نفع مشروط محرمة شرعاً من حيث الإصدار أو الشراء أو التداول؛ لأنها قروض ربوية سواء أكانت الجهة المصدرة لها خاصة، أو عامة ترتبط بالدولة. ولا أثر لتسميتها شهادات، أو صكوكاً استثمارية، أو ادخارية، أو تسمية الفائدة الربوية الملتزم بها ربحاً أو ريعاً أو عمولة أو عائداً.
ثانياً: تحرم أيضاً السندات ذات الكوبون الصفري، باعتبارها قروضاً يجري بيعها بأقل من قيمتها الإسمية، ويستفيد أصحابها من الفروق باعتبارها حسماً لهذه السندات.
ثالثاً: كما تحرم أيضاً السندات ذات الجوائز باعتبارها قروضاً اشترط فيها نفع أو زيادة بالنسبة لمجموع المقرضين، أو لبعضهم لا على التعيين، فضلاً عن شبهة القمار.
رابعاً: من البدائل للسندات المحرمة ـ إصداراً أو شراءً أو تداولاً ـ السندات أو الصكوك القائمة على أساس المضاربة لمشروع أو نشاط استثماري معين، بحيث لا يكون لمالكيها فائدة أو نفع مقطوع، وإنما تكون لهم نسبة من ربح هذا المشروع بقدر ما يملكون من هذه السندات أو الصكوك، ولا ينالون هذا الربح إلا إذا تحقق فعلاً.
الأسهم:
عبارة عن جزء شائع في رأس مال الشركة المساهمة.
وإنشاء شركات مساهمة أمر جائز في الشرع؛ لأنَّ الأصل في المعاملات والمبايعات الحل. ولكن يشترط في هذه الشركات أن لا يكون نشاطها التجاري وغرضها الأساسي محرّماً؛ كشركات التأمين، والشركات الربوية، وشركات الخمور، والدخان، وغيرها ...
كما انّه لا يجوز الإسهام في شركات تتعامل أحياناً بالمحرمات كالربا ونحوه وإن كانت أنشطتها التجارية الأساسية مشروعة.
إذن عندما تطرح البورصة أسهماً للتداول لابد من النظر إلى حال الشركة المصدرة لتلك الأسهم، وواقع عملها واستثمارها. فهذا الأمر يتطلب من المستثمرين أنفسهم علماً شرعياً وفقهاً في البيوع والمعاملات، كي يكونوا على بيّنة من أمرهم ودينهم، وهذا مما يكاد ينعدم في حال عامة الناس والتجار اليوم.
ويتطلب أيضاً أن يكون في البورصة رقابة شرعية صحيحة على المعاملات نصحاً للناس في دينهم، فهل بورصات اليوم فيها هذا المطلب إن شئنا أن نقول إنَّ وضع ضوابط شرعية للبورصة أولى من إلغائها ومنع التعامل معها؟!
ومادام كلا الأمرين منعدم؛ العلم الشرعي للمستثمرين وما يتبع ذلك من ديانة وتقوى وتصوّن عن الحرام، ورقابة شرعية صحيحة لأهل العلم تضبط مسار البورصة وتنصح للأمة؛ فيجب التورّع عن القول بإباحة التعامل مع البورصة جملة.
وهب أنَّ الأسهم التي طرحتها البورصة للتداول شرعية، فإنَّ هذا لا يكفي في الحكم على عمل البورصة بالحِلّ؛ لأنّه لابد من النظر في كيفية إبرام العقود بيعاً وشراءً. ومن أجل بيان ذلك ألخّصُ ما جاء في "موسوعة القضايا الفقهية المعاصرة والاقتصاد الإسلامي" للأستاذ الدكتور علي أحمد السالوس ص (466) ـ ص (476) بتصرف.
من المعلوم عند عقد البيع وجوب قبض البدلين كليهما أو أحدهما، فإما تُقبض السلعة، وإما الثمن، وإما كلاهما، أما بيع الدين بالدين فلا يشرع.
أما في البورصة فلا يوجد قبض ولا تسلم ولا تسليم؛ والبيع فيها آجلٌ وله صور متعددة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/282)
1 - صورة البيع الباتّ: وهو بيع آجل وباتّ أي: نهائي، وذلك بان يتفق البائع والمشتري على تداول أسهم معينة بسعر محدد بيعاً وشراءً؛ أي: يُلزم البائع وقت التصفية ببيع الأسهم بالسعر المحدد والمتفق عليه مسبقاً (100 مثلاً)، وكذا المشتري يلزم بشراء الأسهم المعينة بنفس السعر (100).
في هذه الحالة هناك عدة حالات:
أ. إما أن يكون السعر وقت التصفية (100) فيكون التداول بغير ربح او خسارة سوى ما يخسره المتعاملون في البورصة وهو ما يدفع للسماسرة.
وهذه الحالة أشبه ما تكون بالمقامرة ـ وإن أسموْها مضاربة زوراً وتلبيساً ـ لأنَّ المشتري عندما اشترى بمئة يقامر على الزيادة، والبائع عندما باع بمئة يقامر على النقصان.
ب. وإما أن يزيد سعر السهم فيباع في السوق العاجلة بأكثر من مئة، فيربح المشتري على حساب البائع، لكن هنا لا يوجد تسلم وقبض ولا تسليم وإنما يسجل الوسيط العمليتين، ويقيّد لحساب المشتري الربح الزائد، وتحسم الخسارة من رصيد البائع.
ج. وإما أن ينخفض سعر السهم على خلاف ما توقع المشتري، فيربح البائع، ويقيّد الربح في حسابه، ويحسم من رصيد المشتري، بغير تسلم ولا تسليم.
د. وإما أن يحتاط المشتري لنفسهخشية انخفاض الأسعار بصورة كبيرة فيشتري مع خيار شرطي، بأن يُتم البيع، أو لا يشتري ويدفع تعويضاً للبائع.
-فإذا كان إتمام الصفقة بغير ربح أو خسارة، أو بربح أتم الصفقة.
-وإذا كان إتمامها فيه خسارة محتمة فإنه لا يتم الصفقة ويدفع تعويضاً للبائع.
وكذلك البائع قد يحتاط لنفسه فيخشى ارتفاع الأسعار بصورة كبيرة فيبيع مع خيار شرطي كالسابق.
فهنا ـ كما ترى ـ شرط للمشتري، أو شرط للبائع، ولا ثمن، ولا سلعة، ولا تسليم، ولا تسلم، وإنما هي مسألة توقع (تخمين) ارتفاع الأسعار او انخفاضها، وكلا الطرفين يقامر على الارتفاع او الانخفاض، وأحدهما يربح على حساب الآخر الذي خاب توقعه، كالمقامرة تماماً.
2 - ومن صور التعامل في البورصة تحديد سعر أدنى وأعلى للبيع والشراءعلى أن يكون للمشتري أو البائع الخيار؛ ليس في إمضاء البيع أو عدمه، ولكن في أن يبقى مشترياً بالسعر الأعلى، أو يصبح بائعاً بالسعر الأدنى في وقت التصفية، فينقلب بذلك البائع إلى مشترٍ، والمشتري إلى بائعٍ.
وهنا ثلاث حالات:
أ. إذا تم تحديد سعر أعلى وأدنى للبيع (70 ـ 80) مثلاً وعند التصفية جاء السعر (70) فإن من له حق الخيار إذا أراد أن يبيع فإنه يبيع بـ (70)، وإذا جاء السعر (80) فإنه يشتري بـ (80).
ب. إذا كان السعر بين السبعين والثمانين، وهب أنه (75) فإن البائع يربح إذا كان الخيار للمشتري، لأن المشتري إذا اختار أن يكون بائعاً فإنه سيبيع بالسعر الأدنى وهو (70)، ويخسر (5)، يربحها البائع، وإن اختار المشتري أن يكون مشترياً فإنه يشتري بـ (80) ويخسر (5) يربحها البائع.
أي أنّ البائع يربح في حال الخيار للمشتري إذا كان السعر بين السعرين.
ج. إذا كان السعر عند التصفية قلّ عن السعر الأدنى المتفق على تحديده أو زاد عنه فإنّه في هذه الحالة يخسر البائع إذا كان الخيار للمشتري، ويكسب المشتري بقدر خسارة خصمه.
وكذا الأمر في هذه الحالات إذا كان الخيار للبائع.
وأنت تلاحظ أنّ هذه الصورة ـ فضلاً عن عدم وجود تسلم ولا تسليم ولا قبض ـ مقامرة واضحة على زيادة السعر او نقصانه، وربح أحد الطرفين متوقف على خسارة الطرف الآخر.
3 - صورة المرابحة في البورصة:
بيع المرابحة في الشريعة يعني أن يتملّك شخص سلعة معيّنة فيقول لمن أراد ان يشتريها هي عليّ بمئة ـ مثلاً ـ وأريد بيعها بمئة وعشرة، يعني انه حدد ربحه مسبقاً.
فهل المرابحة المزعومة في البورصة كذلك؟
كلا، بل حقيقتها أنها قرض ربوي، وصورتها أنّ المشتري إذا جاء وقت التصفية، ولم يستطع إتمام الصفقة بسبب تطور الأسعار تطوراً كبيراً خلاف ما توقّع (قامر)، كأن يكون قد اشترى بـ (120) فإذا بالسعر يصبح (80) أي أنّ خسارته في السهم (40)، فماذا يفعل للخروج من هذه الورطة؟
يؤجل تلك الصفقة الخاسرة إلى وقت التصفية التالية، عن طريق التأجيل بالمرابحة!! وذلك بأن يجد مموّلاً يخرجه من ورطتهم مقابل زيادة (فائدة ربوية) يسمونه زيادة بالمرابحة، وهو في الحقيقة قرض ربوي مقابل التأجيل.
والبائع أيضاً قد يخسر ولا يستطيع تنفيذ الصفقة فيؤجل بالوضيعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/283)
والوضيعة في الشرع هي أن يقوم التاجر ببيع بضاعته بخسارة معينة إذا خشي عليها التلف، او لأي سبب آخر.
لكنها في البورصة خلاف ذلك، فإذا ارتفعت الأسعار على البائع وأصبحت خسارته كبيرة، وأراد تأجيل الصفقة، فعليه أن يجد متعاملاً يملك النوع المطلوب من الأوراق المالية، فيشتريها منه، ثم يبيعها له مرة أخرى على أساس موعد التصفية التالية، أي أنّ الوضيعة في البورصة تعني إعارة الأوراق المالية لقاء فائدة ربوية، فهي قرض ربوي للبائع.
وأخيراً فإنني أنقل للإخوة الكرام ما قرره المجمع الفقهي الإسلامي بجدة عام 1404 هـ حول الجوانب المحرّمة والضارة في الأسواق المالية:
أولاً: إنّ العقود الآجلة التي تجري في هذه السوق ليست في معظمها بيعاً حقيقياً، ولا شراءً حقيقياً، لأنها لا يجري فيها التقابض بين طرفي العقد فيما يشترط له التقابض في العرضين او في أحدهما شرعاً.
ثانياً: إنّ البائع فيها ـ غالباً ـ يبيع ما لا يملك من عملات وأسهم أو سندات قروض، أو بضائع على أمل شرائه من السوق، وتسليمه في الموعد، دون أن يقبض الثمن عند العقد، كما هو الشرط في السلم.
ثالثاً: إنّ المشتري فيها غالباًيبيع ما اشتراه لآخر قبل قبضه، والآخر يبيعه لآخر قبل قبضه، وهكذا يتكرر البيع والشراء على الشيء ذاته قبل قبضه، إلى أن تنتهي الصفقة إلى المشتري الأخير، الذي قد يريد أن يتسلم المبيع من البائع الأول، الذي يكون قد باع ما لا يملك، أو أن يحاسبه على فرق السعر في موعد التنفيذ، وهو يوم التصفية، بينما يقتصر دور المشترين والبائعين غير الأول والأخير على قبض فرق السعر في حال الربح، أو دفعه في حال الخسارة، في الموعد المذكور، كما يجري بين المقامرين تماماً.
رابعاً: ما يقوم به المتموّلون من احتكار الأسهم والسندات والبضائع في السوق للتحكم في البائعين، الذين باعوا ما لا يملكون، على أمل الشراء قبل موعد تنفيذ العقد بسعر أقل، والتسليم في حينه، وإيقاعهم في الحرج.
خامساً: إنّ خطورة السوق المالية هذه تأتي من اتخاذها وسيلة للتأثير في الأسواق بصفة عامة، لأن الأسعار فيها لا تعتمد كلياً على العرض والطلب الفعليين من قبل المحتاجين إلى البيع أو إلى الشراء، وإنما تتأثر بأشياء كثيرة بعضها مفتعل من المهيمنين على السوق، أو من المحتكرين للسلع أو الأوراق المالية فيها، كإشاعة كاذبة أو نحوها .....
وبناءً على ما تقدم فإنَّ كثيراً من عقود البيع والشراء التي تتم في البورصة واضحة الحرمة، أو يشوبها الحرام، لأنّ مردها إلى:
-الربا
-أو المقامرة (الميسر)
-أو العقود الآجلة التي لا تقابض فيها، ولا تسلم، ولا تسليم، وهي من باب بيع الدين بالدين، أو الكالئ بالكالئ.
فلا يجوز لمسلم أن يدخل في البورصة بائعاً أو مشترياً في مثل تلك العقود، كما ويجب على المسلم الاحتياط لدينه في المعاملات المالية بترك الحرام المشتبه، فضلاً عن الحرام البيّن، فإنَّ ذلك أبرأ لدينه، والله الموفق.
إعداد: رائد بن عبد الجبار المهداوي(92/284)
قاعدة" مراعاة المآل والأحوال"
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[30 - 03 - 08, 09:51 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فإنَّ من أهم ما يتعيّن على الفقيه المصلح ـ الداعية إلى منهج السلف ـ إدراكه وفهمه؛ قواعد الدين الكلية، ومقاصد التشريع العامة، التي يتوقف فهم الأحكام عليها، ويُحتاج في تنزيلها ـ الأحكام ـ على الوقائع إليها. ومن ذلك معرفة الفقيه بأحوال الناس وأعرافهم وعاداتهم وواقعهم.
وكم ممن تصدَّر للفتيا والتعليم أغفل هذا الباب، وأصدر أحكاماً مجرّدة، فوقع ـ وأوقع ـ بخلاف الحق في مسائل عديدة، وكان من أضرِّ الخلق على أديان الناس، وجنايته أعظم من جناية الطبيب الغافل على أبدانهم.
فليس من الفقه والبصيرة في الدين إجابة المستفتي بحكم شرعي ـ وإن كان حقاً ـ دون تقدير لمآل تلك الفتوى وما يترتب عليها من المصالح والمفاسد.
وليس من الفقه والبصيرة في الدين إغفال ما يتعلق بمآلات الأفعال من قواعد؛ كقاعدة سد الذرائع، وإن كان الحكم متعلقاً ـ في أصله ـ بمباح بيّن الإباحة.
وليس من الفقه والبصيرة في الدين الجمود على ما كتبه الفقهاء ـ قديماً ـ في بعض المسائل ـ مراعاة لوقائع معينة، أو أعراف ـ صحيحة ـ متبدلة، أو عوائد متغيّرة، ومن ثم تنزيل تلك الأحكام على وقائع غيرِ تلك الوقائع، وأعرافٍ وعوائدَ تغيرت واختلفت.
وعليه فواجب على المفتي والفقيه والمعلم وغيرهم ممن تصدر للدعوة والتربية على منهج السلف الصالح "النظر إلى مآلات الأقوال والأفعال في عموم التصرفات، وعليه أن يقدر مآلات الأفعال التي هي محل حكمة وإفتائه، وأن يقدر عواقب حكمه وفتواه، ولا يعتقد أن مهمته تنحصر في إعطاء الحكم الشرعي، بل عليه أن يستحضر مآلات ما يفتي به وآثارَه وعواقبَه" "الأصول العامة والقواعد الجامعة للفتاوى الشرعية" د. حسين آل الشيخ.
هذا ما سأوضحه ـ إن شاء الله ـ من خلال عرض هذه القاعدة العظيمة، وأدلتها، وبعض تطبيقاتها؛ الفقهية والمنهجية.
قال الإمام الشاطبي في "الموافقات" (5/ 177):
"النظر فى مآلات الأفعال معتبر مقصود شرعاً؛ كانت الأفعال موافقة أو مخالفة، وذلك أن المجتهد لا يحكم على فعل من الأفعال الصادرة عن المكلفين بالإقدام أو بالإحجام إلا بعد نظره إلى ما يؤول إليه ذلك الفعل، مشروعاً لمصلحة فيه تستجلب، أو لمفسدة تدرأ، ولكن له مآل على خلاف ما قصد فيه، وقد يكون غير مشروع؛ لمفسدة تنشأ عنه، أومصلحة تندفع به، ولكن له مآل على خلاف ذلك، فإذا أطلق القول في الأول بالمشروعية فربما أدى استجلاب المصلحة فيه إلى مفسدة تساوى المصلحة أو تزيد عليها؛ فيكون هذا مانعاً من إطلاق القول بالمشروعية، وكذلك إذا أطلق القول فى الثاني بعدم المشروعية ربما أدى استدفاع المفسدة إلى مفسدة تساوي أو تزيد، فلا يصح إطلاق القول بعدم المشروعية، وهو مجالٌ للمجتهد صعبُ المورد؛ إلا أنه عذبُ المذاق، محمودُ الغبِ، جارٍ على مقاصد الشريعة " ا. هـ
الأدلة على صحة هذه القاعدة:
أولاً: من الكتاب والسنة الصحيحة:
(1) قوله ـ تعالى ـ:" وَلاَ تَسُبُّواْ الَّذِينَ يَدْعُونَ مِن دُونِ اللّهِ فَيَسُبُّواْ اللّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ" الآية. [الأنعام: 108]
قال الإمام البغوي ـ رحمه الله ـ:"فظاهر الآية، وإن كان نهيا عن سب الأصنام، فحقيقته النهي عن سب الله؛ لأنه سبب لذلك." ا. هـ
وقال الإمام القرطبي ـ رحمه الله ـ: " نهى سبحانه المؤمنين أن يسبوا أوثانهم ـ أي: الكفار ـ؛ لأنه علم إذا سبوها نفر الكفار وازدادوا كفرا ... قال العلماء: حكمها باق في هذه الأمة على كل حال، فمتى كان الكافر في منعة، وخيف أن يسب الإسلام أو النبي ـ عليه السلام ـ أو الله ـ عز وجل ـ، فلا يحل لمسلم أن يسب صلبانهم، ولا دينهم، ولا كنائسهم، ولا يتعرض إلى ما يؤدي إلى ذلك؛ لأنه بمنزلة البعث على المعصية ... وفي الآية دليل على وجوب الحكم بسد الذرائع، وفيها دليل على أن المحق قد يكف عن حق له إذا أدى إلى ضرر يكون في الدين." ا. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/285)
وقال الإمام ابن كثير ـ رحمه الله ـ:"يقول تعالى ناهيا لرسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ والمؤمنين عن سب آلهة المشركين، وإن كان فيه مصلحة، إلا أنه يترتب عليه مفسدة أعظم منها، وهي مقابلة المشركين بسب إله المؤمنين، وهو الله لا إله إلا هو." ا. هـ
وقال الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي ـ رحمه الله ـ في "تفسيره": " وفي هذه الآية الكريمة دليل للقاعدة الشرعية وهو: أن الوسائل تعتبر بالأمور التي توصل إليها، وأن وسائل المحرم - ولو كانت جائزة - تكون محرمة، إذا كانت تفضي إلى الشر." ا. هـ
(2) عن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ ـ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ـ قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ ـ قَالَ سُفْيَانُ مَرَّةً: فِي جَيْشٍ ـ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ يَا لَلْأَنْصَار، ِ وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ فَقَالَ: "مَا بَالُ دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ! " قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ! كَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ: "دَعُوهَا فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ". فَسَمِعَ بِذَلِكَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أُبَيٍّ فَقَالَ: فَعَلُوهَا! أَمَا وَاللَّهِ لَئِنْ رَجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ، فَبَلَغَ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، فَقَامَ عُمَرُ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ دَعْنِي أَضْرِبْ عُنُقَ هَذَا الْمُنَافِقِ. فَقَالَ النَّبِيُّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: "دَعْهُ لاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ"
أخرجه البخاري في "التفسير" برقم (4905)، ومسلم في "البر والصلة" برقم (63/ 2584)، والترمذي في" التفسير" برقم (3315).
فترَك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قتل المنافقين ـ مع استحقاقهم له ـ لما يترتب عليه من مفسدة أعظم من مفسدة وجودهم وإفسادهم، وتتمثل تلك المفسدة الأعظم بقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "لا يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أَصْحَابَهُ"، فخشية النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من أن يتحدث الناس بما يصدهم عن الدخول في دين الله ـ تعالى ـ وهو القتل بتهمة النفاق منعته من تطبيق حكم جائز ـ شرعاً ـ في أصله. وتَرْكُهُ ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذاك ـ يندرج تحت قاعدة مراعاة مآلات الأفعال والأقوال.
قال النووي ـ رحمه الله ـ:" وفيه ـ أي الحديث السابق ـ ترك بعض الأمور المختارة، والصبر على بعض المفاسد؛ خوفاً من أن تترتب على ذلك مفسدة أعظم". "شرح صحيح مسلم" كتاب البر والصلة (45)، باب: نصر الأخ ظالماً أو مظلوماً (16). (8/ 191).
(3) عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: "يَا عَائِشَةُ لَوْلا أَنَّ قَوْمَكِ حَدِيثُو عَهْدٍ بِشِرْكٍ لَهَدَمْتُ الْكَعْبَةَ، فَأَلْزَقْتُهَا بِالْأَرْضِ، وَجَعَلْتُ لَهَا بَابَيْنِ؛ بَابًا شَرْقِيًّا وَبَابًا غَرْبِيًّا، وَزِدْتُ فِيهَا سِتَّةَ أَذْرُعٍ مِنْ الْحِجْرِ؛ فَإِنَّ قُرَيْشًا اقْتَصَرَتْهَا حَيْثُ بَنَتْ الْكَعْبَةَ". أخرجه البخاري برقم (126، 1583ـ1586) ومواضع أخرى، ومالك في "الحج" (33) باب ما جاء في بناء الكعبة برقم (104)، ومسلم في"الحج" برقم (1333) واللفظ له، والترمذي في"الحج" برقم (875)، والنسائي في "المناسك" برقم (2901ـ2902)، وابن حبان في "صحيحه" برقم (3817ـ3818)، وابن خزيمة في "صحيحه" برقم (3022)، وغيرهم.
وترجم الإمام البخاري في "صحيحه" كتاب (3) العلم، (48) باب:
"من ترك بعض الاختيار؛ مخافة أن يقصر فهم بعض الناس عنه، فيقعوا في أشد منه"، ثم أورد حديث رقم (126) مختصراً بلفظ" يا عائشة! لولا قومك حديثٌ عهدُهم ـ قال ابن الزبير ـ بكفر، لنقضت الكعبة، فجعلت لها بابين؛ باب يدخل الناس، وباب يخرجون".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/286)
قال الإمام النووي ـ رحمه الله ـ: "وَفِي هَذَا الْحَدِيث دَلِيل لِقَوَاعِد مِنْ الأحْكَام مِنْهَا: إِذَا تَعَارَضَتْ الْمَصَالِح، أَوْ تَعَارَضَتْ مَصْلَحَة وَمَفْسَدَة وَتَعَذَّرَ الْجَمْع بَيْن فِعْل الْمَصْلَحَة وَتَرْك الْمَفْسَدَة بُدِئَ بِالْأَهَمِّ؛ لِأَنَّ النَّبِيّ ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَخْبَرَ أَنَّ نَقْضَ الْكَعْبَة وَرَدَّهَا إِلَى مَا كَانَتْ عَلَيْهِ مِنْ قَوَاعِد إِبْرَاهِيم ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ مَصْلَحَة، وَلَكِنْ تُعَارِضهُ مَفْسَدَة أَعْظَم مِنْهُ، وَهِيَ خَوْف فِتْنَة بَعْض مَنْ أَسْلَمَ قَرِيبًا، وَذَلِكَ لِمَا كَانُوا يَعْتَقِدُونَهُ مِنْ فَضْل الْكَعْبَة، فَيَرَوْنَ تَغْيِيرهَا عَظِيمًا، فَتَرَكَهَا ـ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ. وَمِنْهَا فِكْر وَلِي الأمْر فِي مَصَالِح رَعِيَّته، وَاجْتِنَابه مَا يَخَاف مِنْهُ تَوَلُّد ضَرَر عَلَيْهِمْ فِي دِينَ أَوْ دُنْيَا، إِلاَّ الأمور الشَّرْعِيَّة؛ كَأَخْذِ الزَّكَاة، وَإِقَامَة الْحُدُود، وَنَحْو ذَلِكَ" "شرح صحيح مسلم" (5/ 222) تحت حديث رقم (1333)
قال الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ: " يدل هذا الحديث: أن القيام بالإصلاح إذا ترتب عليه مفسدة أكبر منه وجب تأجيله، و منه أخذ الفقهاء قاعدتهم المشهورة " دفع المفسدة، قبل جلب المصلحة ". " سلسلة الأحاديث الصحيحة" (1/ 106).
(4) عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قام أعرابي فبال في المسجد، فتناوله الناس ([1] ( http://www.aqsasalafi.com/new/admin1/aindex.php#_ftn1))، فقال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: " دعوه وأهريقوا على بوله سَجْلاً ([2] ( http://www.aqsasalafi.com/new/admin1/aindex.php#_ftn2)) ـ أو ذنوباً ـ من ماء، فإنما بعثتم ميسرين، ولم تبعثوا معسرين" أخرجه البخاري برقم (220)، وأبو داود برقم (380)، والترمذي برقم (147)، والنسائي برقم (56) وابن ماجه (529).
وأخرجه البخاري (222)، ومسلم (285)، وغيرهما عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ "بَيْنَمَا نَحْنُ فِي الْمَسْجِدِ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ إِذْ جَاءَ أَعْرَابِيٌّ فَقَامَ يَبُولُ فِي الْمَسْجِدِ، فَقَالَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: مَهْ مَهْ! ([3] ( http://www.aqsasalafi.com/new/admin1/aindex.php#_ftn3)) قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: " لَا تُزْرِمُوهُ ([4] ( http://www.aqsasalafi.com/new/admin1/aindex.php#_ftn4))، دَعُوهُ." فَتَرَكُوهُ حَتَّى بَالَ، ثُمَّ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ دَعَاهُ فَقَالَ لَهُ: "إِنَّ هَذِهِ الْمَسَاجِدَ لَا تَصْلُحُ لِشَيْءٍ مِنْ هَذَا الْبَوْلِ، وَلَا الْقَذَرِ، إِنَّمَا هِيَ لِذِكْرِ اللَّهِ ـ عَزَّ وَجَلَّ ـ وَالصَّلَاةِ، وَقِرَاءَةِ الْقُرْآنِ، ـ أَوْ كَمَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ: فَأَمَرَ رَجُلًا مِنْ الْقَوْمِ فَجَاءَ بِدَلْوٍ مِنْ مَاءٍ فَشَنَّهُ عَلَيْهِ.
فَتَرْكُ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الأعرابيَّ حتى فرغ من بوله فيه مراعاة لما يترتب على زجره وقطع بوله من المفاسد؛ " كتلويث بدنه، وثيابه، وانتشار بوله في مواضع أُخَرَ من المسجد، وما يحدث من ضرر في بدنه، خاصة المسالك البولية " "توضيح الأحكام من بلوغ المرام" للشيخ عبد الله البسام (1/ 142) بتصرف يسير.
ثانياً: من الآثار السلفية:
(1) عن سعد بن عبيدة قال: جاء رجل إلى ابن عباس فقال: ألمن قتل مؤمناً متعمداً توبة؟ قال: لا، إلا النار. قال: فلما ذهب قال له جلساؤه: أهكذا كنت تفتينا؟ كنت تفتينا أنَّ لمن قتل توبةً مقبولةً، قال: إني لأحسبه رجلاً مغضباً يريد أن يقتل مؤمناً. قال: فبعثوا في إثره فوجدوه كذلك.
أخرجه ابن أبي شيبة في "المصنف" (6/ 401)، وذكره القرطبي في "تفسيره" (5/ 333)، وقال الحافظ ابن حجر في "التلخيص" (4/ 343) برقم (2574 - 17): "رجاله ثقات".
(2) قال: سفيان بن عيينة: كان أهل العلم إذا سئلوا ([5] ( http://www.aqsasalafi.com/new/admin1/aindex.php#_ftn5)) قالوا: لا توبة له، فإذا ابتلي رجل، قالوا له: تب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/287)
أخرجه سعيد بن منصور في "سننه" باب: تفسير سورة النساء (4/ 1347) برقم (675). ومن طريقه البيهقي في"سننه" كتاب الجنايات، جماع أبواب تحريم القتل ... ، (8/ 16).
(3) عن حبيب بن أبي ثابت قال: جاءت امرأة إلى عبد الله بن مُغَفّل، فسألته عن امرأة فَجرت فَحبِلت، فلما ولدتْ قتلت ولدها؟ فقال ابن مغَفّل: ما لها؟ لها النار! فانصرفت وهي تبكي، فدعاها ثم قال: ما أرى أمرَك إلا أحدَ أمرين:"وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً" [النساء: 110] قال: فَمَسحت عينها ثم مضت.
أخرجه ابن جرير في "تفسيره" (9/ 195 ط: شاكر) وعنه ابن كثير في "تفسيره" (4/ 267 ط: مكتبة أولاد الشيخ)
قال الشيخ أحمد شاكر في حاشيته على "تفسير الطبري":
"وهذا الخبر من محاسن الأخبار الدالة على عقل الفقيه، وبصره بأمر دينه، ونصيحته للناس في أمور دنياهم".
بعض التطبيقات الفقهية على قاعدة "مراعاة مآلات الأفعال والأقوال":
(1) جواز الأكل والشرب مما حرمته الشريعة ـ كالميتة والخمر ـ إذا اضطر الإنسان إلى أكلها أو شربها لعدم وجود غيرها، وخاف الهلاك على نفسه، فإنه يتناول القدر الذي يدفع به الضرر والهلاك.
وهذا الأمر مبني على مراعاة مآلات الأفعال؛ فإن المفسدة بهلاك النفس أعظم من المفسدة بأكل المحرم أو شربه، والمصلحة بحفظ النفس أعظم منها بترك أكل المحرم وشربه.
(2) النهي عن التطوّع المطلق ـ لغير سبب ـ عند طلوع الشمس وعند غروبها؛ سداً لذريعة مشابهة المشركين في سجودهم للشمس عند شروقها وغروبها. ودرء مفسدة مشابهة المشركين أوْلى من تحصيل فضيلة التطوع ببضع ركيعات.
(3) تحريم تصوير ذوات الأرواح؛ بالنحت، أو النقش، أو الرسم، أو الأخذ بآلة التصوير الحديثة، وتحريم تعليق تلك الصور على الجدران؛ سداً لذريعة الوقوع في الشرك.
(4) هجر المبتدع المجاهر ببدعته، وكذا الفاسق المجاهر بفسقه، بترك السلام عليهما، وإجابة دعوتهما، يشرع بالنظر إلى مآل الهجر وعاقبته وما فيه من إصلاح لهما، وتنفير من فعلهما؛ فإنَّ المفسدة بالسكوت عنهما، والخلطة بهما ـ وهي استمرارهما على ما هم عليه، وتشجيع الآخرين على سلوك مسلكيهما ـ أعظم من المفسدة المترتبة على هجرهما، والمتمثلة بتفويت فضيلة السلام، وإجابة الدعوة. وكذلك، فإنَّ المصلحة المرجوة من الهجر أعظم من مصلحة تحصيل فضيلة السلام والخلطة وإجابة الدعوة.
(5) إقامة الحدود، والقصاص، والتعزير بالضرب والحبس والنفي والجلد؛ لما يترتب على ذلك من المصالح الشرعية الكثيرة؛ كحفظ الأمن، والنسل، وقطع دابر الشر والفساد وغيرها من المصالح.
فهذه العقوبات وإن كان فيها مفسدة على المجرمين بالضرب والقطع وغيره، إلا أنَّ مفسدة تركهم من غير عقوبة ـ على المجتمع وأمنه ـ أعظم.
(6) كثير من المباحات تحرم إذا اتخذت وسائل للمحرمات، وتحريمها ينبني على مراعاة ما تؤول إليه من مفاسد ومحرمات. وفروع ذلك كثيرة؛ كتحريم البيع ـ وهو مباح أصلاً ـ وقت النداء لصلاة الجمعة؛ لأنه وسيلة وذريعة للتشاغل عن حضور الذكر ـ الخطبة والصلاة ـ والسعي إليه.
وتحريم بيع المحرمات كالخمر والدخان، وتحريم السفر والمشي لمواقعة الفواحش والمنكرات، وتحريم بيع السلاح في الفتنة، وتحريم النظر إلى العورات، وإلى النساء الأجنبيات، وتحريم الاختلاط بين النساء والرجال، وتحريم سفر المرأة بغير محرم، وغيرها من الفروع التي تفوق الحصر.
بعض التطبيقات المنهجية على قاعدة "مراعاة مآلات الأفعال والأقوال ":
(1) السؤال عما لم يقع:
قال ابن رجب ـ رحمه الله ـ في جامع العلوم والحكم (1/ 245) طبعة الرسالة:
"كان كثير من الصحابة يكرهون السؤال عن الحوادث قبل وقوعها، ولا يجيبون عن ذلك، قال عمرو بن مُرة، خرج عمر على الناس فقال: أحرّج عليكم أن تسألونا عما لم يكن فإن لنا فيما كان شغلاً، وعن ابن ـ عمر رضي الله عنهما ـ قال: لا تسألوا عما لم يكن فإني سمعت عمر ـ رضي الله عنه ـ يقول: لُعن السائل عما لم يكن".
وقال الإمام مالك كما في "تفسير القرطبي" (6/ 336):
"أدركت أهل هذا البلد وما عندهم علم غير الكتاب والسنة، فإذا نزلت نازلة جمع الأمير لها من حضر من العلماء، فما اتفقوا عليه أنفذه، وأنتم تكثرون من المسائل وقد كرهها رسول الله r.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/288)
(2) الزلل في الفتيا والجواب في الفتنة:
ومن ذلك: الفتيا بجواز الخوض في القتال في الفتنة، أو تأييد أحد الفريقين المقتتلين ـ على الدنيا ـ دون الآخر، أو الفتيا بأن الحق ـ في الفتنة ـ مع جهة دون أخرى، وذلك ليس فيه مراعاةٌ لعواقب الأمور، ومآلات تلك الفتاوي الشنيعة، والنصوص الشرعية جاءت موضحة لموقف المسلم من الفتنة، والذي يتلخص فيمل يلي:
1. النأي بالنفس عنها، والفرار منها، وعدم استشرافها والتعرض لها.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ: " سَتَكُونُ فِتَنٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْقَائِمُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، مَنْ تَشَرَّفَ لَهَا تَسْتَشْرِفْهُ، فَمَنْ وَجَدَ مِنْهَا مَلْجَأً أَوْ مَعَاذًا فَلْيَعُذْ بِهِ"
2. عدم الخوض بالقتال فيها، أو الإعانة عليه، وكسر السلاح، والنجاء بالنفس لمن استطاع، وإن كان لابد فلتكن كخير ابني آدم.
قال أبو ذرٍّ ا: كنت خلف رسول الله ع حين خرج من حاشي المدينة، فقال:"يا أبا ذر! أرأيت إن الناسُ قتلوا حتى يغرق حجارة الزيت من الدماء، كيف تصنع؟ "قلت: الله ورسوله أعلم. قال:"تدخل بيتك". قلت: يا رسول الله! فإن أنا دُخل عليَّ؟ قال: "تأتي من أنت منه". قلت: وأحمل السلاح؟ قال: "إذن شاركت". قلت: كيف أصنع يا رسول الله؟ قال:"إن خفت أن يبهرك شعاع السيف فألق طائفة من ردائك على وجهك يبوء بإثمك وإثمه" أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجة، وصححه الإمام الألباني.
وعن أَبي بَكْرَةَ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ " إِنَّهَا سَتَكُونُ فِتَنٌ، أَلا ثُمَّ تَكُونُ فِتْنَةٌ الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْمَاشِي فِيهَا، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي إِلَيْهَا، أَلا فَإِذَا نَزَلَتْ أَوْ وَقَعَتْ، فَمَنْ كَانَ لَهُ إِبِلٌ فَلْيَلْحَقْ بِإِبِلِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ غَنَمٌ فَلْيَلْحَقْ بِغَنَمِهِ، وَمَنْ كَانَتْ لَهُ أَرْضٌ فَلْيَلْحَقْ بِأَرْضِهِ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرَأَيْتَ مَنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ إِبِلٌ وَلَا غَنَمٌ وَلَا أَرْضٌ؟ قَالَ: يَعْمِدُ إِلَى سَيْفِهِ فَيَدُقُّ عَلَى حَدِّهِ بِحَجَرٍ، ثُمَّ لِيَنْجُ إِنْ اسْتَطَاعَ النَّجَاءَ،اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ، اللَّهُمَّ هَلْ بَلَّغْتُ. قَالَ: فَقَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَرَأَيْتَ إِنْ أُكْرِهْتُ حَتَّى يُنْطَلَقَ بِي إِلَى أَحَدِ الصَّفَّيْنِ أَوْ إِحْدَى الْفِئَتَيْنِ فَضَرَبَنِي رَجُلٌ بِسَيْفِهِ، أَوْ يَجِيءُ سَهْمٌ فَيَقْتُلُنِي؟ قَالَ: يَبُوءُ بِإِثْمِهِ وَإِثْمِكَ، وَيَكُونُ مِنْ أَصْحَابِ النَّارِ" أخرجه مسلم (2887).
وعَنْ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ:" إِنَّ بَيْنَ يَدَيْ السَّاعَةِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ، يُصْبِحُ الرَّجُلُ فِيهَا مُؤْمِنًا، وَيُمْسِي كَافِرًا، وَيُمْسِي مُؤْمِنًا، وَيُصْبِحُ كَافِرًا، الْقَاعِدُ فِيهَا خَيْرٌ مِنْ الْقَائِمِ، وَالْمَاشِي فِيهَا خَيْرٌ مِنْ السَّاعِي، فَكَسِّرُوا قِسِيَّكُمْ، وَقَطِّعُوا أَوْتَارَكُمْ، وَاضْرِبُوا سُيُوفَكُمْ بِالْحِجَارَةِ، فَإِنْ دُخِلَ ـ يَعْنِي عَلَى أَحَدٍ مِنْكُمْ ـ فَلْيَكُنْ كَخَيْرِ ابْنَيْ آدَمَ " أخرجه أبو داود (4259)، والترمذي (2204)، وابن ماجة (3961)، وسنده صحيح كما في الإرواء (2451).
3. المبادرة بالأعمال الصالحة؛ لقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ:
" بَادِرُوا بِالْأَعْمَالِ فِتَنًا كَقِطَعِ اللَّيْلِ الْمُظْلِمِ يُصْبِحُ الرَّجُلُ مُؤْمِنًا وَيُمْسِي كَافِرًا أَوْ يُمْسِي مُؤْمِنًا وَيُصْبِحُ كَافِرًا يَبِيعُ دِينَهُ بِعَرَضٍ مِنْ الدُّنْيَا " أخرجه مسلم (118)، والترمذي (2195) من حديث أبي هريرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/289)
4. التفقه في دين الله، والتسلح بالعقيدة الصحيحة، وقراءة أحاديث الفتن وأشراط الساعة وآثارها الصحيحة مع التدبر والتفهم، كما ثبت في الصحيحين عن حذيفة رضي الله عنه أنه كان يسأل عن الشر مخافة ان يدركه.
5. القيام على العبادة، والانقطاع إليها.
عن مَعْقِلِ بْنِ يَسَارٍ ـ رضي الله عنه ـ عن النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ قَالَ:" الْعِبَادَةُ فِي الْهَرْجِ كَهِجْرَةٍ إِلَيَّ " أخرجه مسلم (2948)، والترمذي (2201)، وابن ماجة (3985).
6. العمل بمقتضى قوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فيما اخرجه أبو داود (4342) وهو في الصحيحة (205،206) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص ـ رضي الله عنهما ـ:
"الزم بيتك، واملِك عليك لسانك، و خذ ما تعرف، و دع ما تنكر، وعليك بأمر خاصة نفسك، و دع عنك أمر العامة ".
7. الصبر على البلاء إن وقع.
عَنْ الْمِقْدَادِ بْنِ الْأَسْوَدِ ـ رضي الله عنه ـ قَالَ: ايْمُ اللَّهِ لَقَدْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ يَقُولُ:"إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، إِنَّ السَّعِيدَ لَمَنْ جُنِّبَ الْفِتَنَ، وَلَمَنْ ابْتُلِيَ فَصَبَرَ فَوَاهًا" أخرجه أبو داود (4263)، وهو في الصحيحة (975).
8. الاستعاذة بالله من الفتن اقتداءٍ بالنبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
عن عَائِشَةَ زَوْجِ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ ـ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ كَانَ يَدْعُو فِي الصَّلَاةِ " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَسِيحِ الدَّجَّالِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ فِتْنَةِ الْمَحْيَا وَفِتْنَةِ الْمَمَاتِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْمَأْثَمِ وَالْمَغْرَمِ. . " أخرجه البخاري (832)، ومسلم (589).
(3) خوض حدثاء الأسنان سفهاء الأحلام في المسائل الكبار:
فهم يخوضون في تلك المسائل الكبار ـ التي لا يجوز أن يتكلم ويفتي بها إلا أهل العلم الكبار ـ دون مراعاة للعواقب، وتقدير للمصالح والمفاسد، كمسائل الولاية، والحكم، والجهاد، والخروج على الحكام، ومعاملة المستَأْمَنين ـ من الكفار ـ في بلاد المسلمين.
فجوّزوا الخروج على الحكام المسلمين، بعد أن مهّدوا لذلك بتكفيرهم وإقناع العامة بردتهم، فكان ماذا؟
كانت الفتن، والقلاقل، وانعدام الأمن، واستحلال للحرمات، وإزهاق للأنفس المحرمات.
وجوّزوا قتل المستأمنين ـ من الكفار ـ في بلاد المسلمين، فكانت المصائب والويلات.
وزعموا مشروعية القتال!! ـ وواقعه أنه لعصبية وحمية وتحت راية عُمِّيَّةٍ ـ فكانت النتيجة تسلط أكبر لأهل الكفر على بلاد المسلمين.
فهذا المنهج المنحرف ـ بأصله ـ يزيده انحرافاً خروجه عن قاعدة مراعاة مآلات الأقوال والأفعال، التي هي قاعدة عظيمة ينضوي تحتها عموم التصرفات والأقوال والأفعال. والله الموفق.
إعداد: رائد بن عبد الجبار المهداوي(92/290)
مداعبة أشرف خلق الله سيدي وحبيبي صلى الله عليه وسلم للصحابة
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 02:39 ص]ـ
مواقف تاريخية تزيد المرء إيماناً وشوقاً إلى هذا النبي الكريم
فكل مواقفه جميلة جليلة نضرة .. رزقنا الله صدق محبته وكمال اتباع هديه وسنته
1 - عن صهيب: قال قدمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم قباء، وقد رمدت في الطريق وجُعت، وبين يديه رطب، فوقعت فيه، فقال عمر: يا رسول الله ألا ترى صهيباً يأكل الرطب وهو أرمد؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم لي ذلك، قلت: إنما آكل على شق عيني الصحيحة. فتبسم صلى الله عليه وسلم.
(أخرجه ابن سعد وإسناده حسن ورجاله ثقات)
يتبع ...(92/291)
ضوابط ومسائل في الطاعة - د. عبدالعزيز العبداللطيف
ـ[كتبي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 04:28 ص]ـ
ضوابط ومسائل في الطاعة - د. عبدالعزيز العبداللطيف
نخلص ـ من خلال استقراء كلام جميل من العلماء المحققين ـ إلى أن ثمة ضوابط ومسائل مهمة ينبغي مراعاتها في موضوع طاعة الأئمة والحكام، منها:
1 - أن الطاعة لأصحاب الولايات الشرعية، وهذا أمر بدهي دلت عليه الآية الكريمة: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} النساء59.
قال الشوكاني: "وأولو الأمر: هم الأئمة والسلاطين والقضاة وكل من كان له ولاية شرعية لا ولاية طاغوتية" (1)
2 - لا طاعة لجهلة الحكام إلا فيما يعلم أنه سائغ شرعاً .. يقول القرطبي: "وشرط الأمراء أن يكونوا آمرين بما يقتضيه العلم، وكذلك كان أمراء رسول الله – صلى الله عليه وسلم -، وحينئذ تجب طاعتهم، فلو أمروا بما لا يقتضيه العلم حرمت طاعتهم" (2).
ويقول العز بن عبدالسلام في هذه المسألة: "ولو أمر الإمام أو الحاكم إنساناً بما يعتقد الآمر حله والمأمور تحريمه، فهل له فعله نظراً إلى رأي الآمر، أو يمتنع فعله نظراً إلى رأي المأمور؟ فيه خلاف ـ وهذا مختص فيما لا ينقض حكم الآمر به، فإن كان مما ينقض حكمه به فلا سمع ولا طاعة ـ وكذلك لا طاعة لجهلة الملوك والأمراء إلا فيما يعلم المأمور أنه مأذون في الشرع" (3).
ويقول شيخ الإسلام: "والحاكم فيما تنازع فيه علماء المسلمين أو أجمعوا عليه قوله في ذلك كقول آحاد العلماء إن كان عالماً، وإن كان مقلداً كان بمنزلة العامة المقلدين، والمنصب والولاية لا يجعل من ليس عالماً مجتهداً عالماً" (4).
3 - لا طاعة مطلقة إلا للرسل - عليهم السلام -، فليس من مخلوق من أمره حتم بإطلاق إلا الرسل - عليهم السلام -، ومن أمر بطاعة الملوك والحكام مطلقاً فهو ضال ..
يقول شيخ الإسلام في هذا المقام: "من نصب إماماً فأوجب طاعته مطلقاً اعتقاداً أو حالاً فقد ضل في ذلك، كأئمة الضلال الرافضة الإمامية، حيث جعلوا في كل وقت إماماً معصوماً تجب طاعته، فإنه لا معصوم بعد الرسول، ولا تجب طاعة أحد بعده في كل شيء" (5).
وقال في السبعينية: "وقد اتفق المسلمون على أنه ليس من المخلوقين من أمره حتم على الإطلاق إلا الرسل الذين قال الله فيهم: {وَمَا أَرْسَلْنَا مِن رَّسُولٍ إِلاَّ لِيُطَاعَ بِإِذْنِ اللّهِ} النساء64، وأما من دونهم فيطاع إذا أمر بما أمروا به، وأما إذا أمر بخلاف ذلك لم يطع .. " (6)
قال الطيبي عند قوله - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ}: "أعاد الفعل في قوله: {وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ} إشارة إلى استقلال الرسول بالطاعة، ولم يعده في أولي الأمر إشارة إلى أنه يوجد فيهم من لا تجب طاعته" (7).
4 - من المسائل المعلومة أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق - سبحانه وتعالى -، إنما الطاعة في المعروف كما في الصحيحين عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: "على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فلا سمع ولا طاعة". وفي حديث ابن مسعود رضي الله عنه مرفوعاً: "ليس يا ابن أم عبد طاعة لمن عصى الله، قالها ثلاث مرات" (8).
وكتب عمر الفاروق إلى أهل الكوفة: (من ظلمه أميره فلا أمرة له عليه دوني، فكان الرجل يأتي المغيرة بن شعبة فيقول: إما أن تنصفني من نفسك وإلا فلا إمرة لك علي) (9).
قال الحافظ ابن حجر: "ومن بديع الجواب قول بعض التابعين لبعض الأمراء من بني أمية لما قال له: أليس الله أمركم أن تطيعونا في قوله: {وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} فقال له: أليس قد نزعت عنكم ـ يعني الطاعة ـ إذا خالفتم الحق بقوله: {فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ} (10).
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية: "اتفق العلماء أن حكم الحاكم العادل إذا خالف نصاً أو إجماعاً لم يعلمه فهو منقوض" (11).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/292)
وقال ابن القيم: "فإن قيل: فما هي طاعتهم المختصة بهم، إذ لو كانوا إنما يُطاعون فيما يخبرون به عن الله رسوله كانت الطاعة لله ورسوله لا لهم؟ قيل: وهذا هو الحق، وطاعتهم إنما هي تبع لا استقلال، ولهذا قرنها بطاعة الرسول، ولم يُعد العامل، وأفرد طاعة الرسول، وأعاد العامل، لئلا يتوهم أنه إنما يطاع تبعاً، كما يُطاع أولو الأمر تبعاً، وليس كذلك، بل طاعته واجبة استقلالاً .. " (12).
ولما سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عما يأخذه ولاة المسلمين من زكاة، كان من جوابه: "أما ما يأخذه ولاة المسلمين من العُشْر وزكاة الماشية والتجارة، وغير ذلك فإن يسقط ذلك عن صاحبه، إذا كان الإمام عادلاً يصرفه في مصارفه الشرعية، باتفاق العلماء، فإن كان ظالما لا يصرفه في مصارفه الشرعية، فينبغي لصاحبه أن لا يدفع الزكاة إليه، بل يصرفه هو إلى مستحقيها .. " (13).
وبيّن شيخ الإسلام ـ في موطن آخر ـ أن أهل السنة لا يوجبون طاعة الإمام في كل ما يأمر به، بل لا يوجبون طاعته إلا فيما تسوغ طاعته في الشرعية، فلا يجوّزون طاعته في معصية الله وإن كان إماما عادلا. (14)
وقال أيضاً: "والإمام العدل تجب طاعته فيما لم يعلم أنه معصية، وغير العدل تجب طاعته فيما علم أنه طاعة كالجهاد" (15).
5 - حذر السلف الصالح من تلك الطاعة الفاسدة ـ طاعة المخلوق في معصية الله تعالى ـ في آثار كثيرة:
فعن أبي هريرة – رضي الله عنه - مرفوعاً: (أعوذ بالله من إمارة الصبيان، قالوا وما إمارة الصبيان؟ قال إن أطعتموهم هلكتم ـ أي في دينكم ـ وإن عصيتموهم أهلكوكم ـ أي في دنياكم بإزهاق النفس أو بذهاب المال أو بهما معاً ـ) (16).
وفي رواية لابن شيبة: (أن أبا هريرة كان يمشي في السوق ويقول: اللهم لا تدركني سنة ستين ولا إمارة الصبيان) قال الحافظ ابن حجر: "وفي هذا إشارة إلى أن أول الأغيلمة كان في سنة ستين، وهو كذلك فإن يزيد بن معاوية استخلف فيها .. " (17).
"وسئل عبادة بن الصامت – رضي الله عنه -: أرأيتَ إن أطعت أميري في كل ما يأمرني به؟ قال: يؤخذ بقوائمك فتلقى في النار، وليجيء هذا فينقذك " (18).
وورد أن شداد بن أوس – رضي الله عنه - أنه غطى رأسه فبكى، فقيل له: ما يبكيك؟ قال إنما أخاف عليكم من قبل رؤسائكم الذين إذا أمروا بطاعة الله أطيعوا، وإذا أمروا بمعصيته أطيعوا " (19).
"وقال الحسن البصري: سيأتي أمراء يدعون الناس إلى مخالفة السنة فتطيعهم الرعية خوفاً على دنياهم فعندها سلبهم الله الإيمان، وأورثهم الفقر ونزع منهم الصبر، ولم يأجرهم عليه".
وقال الشعبي: إذا أطاع الناس سلطانهم فيما يبتدع لهم أخرج الله من قلوبهم الإيمان وأسكنها الرعب.
وقال يونس بن عبيد: إذا خالف السلطان السنة، وقالت الرعية قد أمرنا بطاعته، أسكن الله قلوبهم الشك وأورثهم التطاعن" (20).
6 - ومما يجدر تقريره أيضا ما حرره شيخ الإسلام ابن تيمية من عدم العدول عن نص شرعي معين إلى نص عام في طاعة ولاة الأمور, فإن أكثر الصحابة – رضي الله عنهم - اعتزلوا القتال الواقع بين علي ومعاوية - رضي الله عنهما - لأنه قتال فتنة فلا تجب طاعة الإمام فيه. يقول شيخ الإسلام: "ومن رأى أن هذا القتال مفسدته أكثر من مصلحته علم أنه قتال فتنة، فلا تجب طاعة الإمام فيه، إذ طاعته إنما تجب في ما لم يعلم المأمور أنه معصية بالنص، فمن علم أنه هذا هو قتال الفتنة ـ الذي تركه خير من فعله ـ لم يجب عليه أن يعدل عن نص معين خالص إلى نص عام مطلق في طاعة أولي الأمر، ولا سيما وقد أمر الله تعالى عند التنازع بالرد إلى الله والرسول " (21).
وقد سلك هذا المسلك أئمة كبار كالإمام مالك بن أنس عندما منعه السلطان من الفتيا بأن يمين المكره لا تنعقد فلم يمتنع بدعوى طاعة ولاة الأمور ..
يقول ابن القيم: "فهذا مالك ابن أنس توصل أعداؤه إلى ضره بأن قالوا للسلطان إنه يحل عليك أيْمان البيعة بفتواه أن يمين المكره لا تنعقد، وهم يحلفون مكرهين غير طائعين، فمنعه السلطان، فلم يمتنع لما أخذه الله من الميثاق على من آتاه الله علما أن يبينه للمسترشدين " (22).
وفي رواية: "أن أبا جعفر المنصور نهى مالكا عن الحديث (ليس على مستكره طلاق) ثم دسّ إليه من يسأله، فحدّثه به على رؤوس الناس فضربه بالسياط " (23).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/293)
ولعل ما حرره شيخ الإسلام يكشف عن سبب إصرار بعض علماء السلف على الوعظ والاحتساب مع منعهم من قبل حكام زمانهم، كالبربهاري وأصحابه الذين كانوا يباشرون تغيير المنكرات بالإتلاف، ويعاقبون أصحابها بالضرب والتعزيز. (24)
وكذا عدم طاعة الحسن بن الصباح للمأمون في منعه من الوعظ واستمرار ابن سمعون في الوعظ مع منع الخليفة له وغيرهم (25).
ومما يستدل به في هذا المقام ما جاء في قصة سرية عبدالله بن حذافة – رضي الله عنه - عندما أمر أصحابه بأن يوقدون نارا ويدخلوها .. فلما بلغ ذلك النبي – صلى الله عليه وسلم - قال: "لو دخلوها ما خرجوا منها، إنما الطاعة في المعروف" (26).
قال ابن القيم ـ بعد إيراده لتلك الحادثة ـ: "فإن قيل: فلو دخلوها طاعة لله ورسوله في ظنهم فكانوا متأولين مخطئين فكيف يخلدون فيها؟ قيل: لما كان إلقاء نفوسهم في النار معصية يكونون بها قاتلي أنفسهم، فهّموا بالمبادرة إليها من غير اجتهاد منهم: هل هو طاعة وقربة أو معصية؟ كانوا مُقْدِمين على ما هو محرم عليهم ولا تسوغ طاعة ولي الأمر فيه، لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ..
وإن كانوا مطيعين لولي الأمر فلم تدفعهم طاعتهم لولي الأمر معصيتهم لله ورسوله، لأنهم قد علموا أن من قتل نفسه فهو مستحق للوعيد ..
فإذا كان هذا حكم من عذّب نفسه طاعةً لولي الأمر، فكيف من عذّب مسلماً لا يجوز تعذيبه طاعةً لولي الأمر؟ وأيضاً فإذا كان الصحابة المذكورين لو دخلوها لما خرجوا منها مع قصدهم طاعة الله ورسوله بذلك الدخول، فكيف بمن حمله على ما لا يجوز من الطاعةِ الرغبةُ والرهبةُ الدنيوية؟ " (27).
وقال الخطابي: "هذا يدل على أن طاعة الولاة لا تجب إلا في المعروف، كالخروج في البعث إذا أمر به الولاة والنفوذ لهم في الأمور التي هي الطاعات ومصالح المسلمين، فأما ما كان منها معصية كقتل النفس المحرمة وما أشبهه فلا طاعة لهم في ذلك" (28).
ولما ساق الإمام البخاري بسنده عن ابن عباس رضي الله عنهما أن قوله تعالى: {أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ} الآية. نزل في عبدالله بن حذافة إذ بعثه النبي – صلى الله عليه وسلم - في سرية.
قال الحافظ ابن حجر: "وسببه أن الذين همّوا أن يطيعوه وقفوا عند امتثال الأمر بالطاعة، والذين امتنعوا عارضه عندهم الفرار من النار، فناسب أن ينزل في ذلك ما يرشدهم إلى ما يفعلونه عند التنازع وهو الرد إلى الله وإلى رسوله (29).
_______________
(1) فتح القدير 1/ 481
(2) المفهم 4/ 35 وانظر طرح التثريب 8/ 82
(3) قواعد الأحكام ص 604
(4) الفتاوى 27/ 296
(5) الفتاوى 19/ 69
(6) ص495 تحقيق الدويش، وانظر منهاج السنة 3/ 490، 503
(7) فتح الباري 13/ 112
(8) أخرجه أحمد 5/ 301 وصححه الألباني في الصحيحية 2/ 139
(9) أخرجه الخلال في السنة 1/ 118
(10) فتح الباري 13/ 111
(11) مجموع الفتاوى 31/ 39
(12) إعلام الموقعين 2/ 240
(13) مجموع الفتاوى 25/ 81 وانظر المستدرك 3/ 160
(14) انظر منهاج السنة 3/ 387ـ390
(15) مجمع الفتاوى 29/ 196
(16) خرجه ابن أبي شيبة كما في الفتح 13/ 10
(17) الفتح 13/ 10
(18) الاستذكار: 14/ 37
(19) البيان والتحصيل لابن رشد 16/ 362
(20) الإبانة الصغرى لابن بطة ص155
(21) مجموع الفتاوى 4/ 443
(22) إعلام الموقعين 4/ 115
(23) سير أعلام النبلاء 8/ 80
(24) انظر الكامل لابن الأثير، حوادث سنة 323هـ
(25) انظر طبقات الحنابلة 1/ 134، 2/ 158
(26) أخرجه الشيخان
(27) زاد المعاد 3/ 369، 370 = باختصار
(28) عون المعبود 7/ 289
(29) فتح الباري 8/ 254
http://www.almoslim.net/node/90273
ـ[محمد الفردي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 09:20 ص]ـ
كلام نفيس ..........
جزا الله الكاتب والناقل خيرا(92/294)
هذه فكرة لمن أراد أن يؤلف كتاب وسمته بـ (الهرم في مسائل الحرم)
ـ[احمد العثيمين]ــــــــ[31 - 03 - 08, 07:09 ص]ـ
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وبعد:
فكرة هذا الكتاب إن لم يؤلف مثله هو جمع كل أو أغلب المسائل الخاصة بالحرمين الشريفين مثل مسأله: هل يجوز إخراج الحصى من الحرم لغير حاجة.
والدال على الخير كفاعله، ولدي بعض المؤلفات المقترحة لمن أراد عليه التواصل عبر البريد.(92/295)
قصيدة في القدر لشيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على سؤال عن القدر
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[31 - 03 - 08, 09:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قصيدة في القدر لشيخ الإسلام ابن تيمية في الرد على سؤال عن القدر أورده أحد علماء الذميين فقال:
أيا علماء الدين ذمي دينكم ** تحير دلوه بأوضح حجة
إذا ما قضى ربي بكفري بزعمكم ** ولم يرضه منى فما وجه حيلتى
دعانى وسد الباب عنى فهل إلى ** دخولى سبيل بينوا لى قضيتى
قضى بضلالى ثم قال إرض بالقضا ** فما أنا راض بالذى فيه شقوتى
فإن كنت بالمقضى يا قوم راضيا ** فربى لا يرضى بشؤم بليتى
فهل لى رضا ماليس يرضاه سيدى ** فقد حرت دلونى على كشف حيرتى
إذا شاء ربى الكفر منى مشيئة ** فهل أنا عاص في إتباع المشيئة
وهل لى إختيار أن أخالف حكمه ** فبالله فاشفوا بالبراهين غلتى
فأجاب شيخ الإسلام الشيخ الإمام العالم العلامة أحمد بن تيمية مرتجلا الحمد لله رب العالمين
سؤالك ياهذا سؤال معاند ** مخاصم رب العرش بارى البرية
فهذا سؤال خاصم الملأ العلا ** قديما به إبليس أصل البلية
ومن يك خصما للمهيمن يرجعن ** على أم رأس هاويا في الحفيرة
ويدعى خصوم الله يوم معادهم ** إلى النار طرا معشر القدرية
سواء نفوه أو سعوا ليخاصموا ** به الله أو ماروا به للشريعة
وأصل ضلال الخلق من كل فرقة ** هو الخوض في فعل الاله بعلة
فإنهمو لم يفهموا حكمة له ** فصاروا على نوع من الجاهلية
فإن جميع الكون أوجب فعله ** مشيئة رب الخلق بارى الخليقة
وذات إله الخلق واجبة بما ** لها من صفات واجبات قديمة
مشيئته مع علمه ثم قدرة ** لوازم ذات الله قاضي القضية
وإبداعه ما شاء من مبدعاته ** بها حكمة فيه وأنواع رحمة
ولسنا إذا قلنا جرت بمشيئة ** من المنكري آياته المستقيمة
بل الحق أن الحكم لله وحده ** له الخلق والأمر الذي في الشريعة
هو الملك المحمود في كل حالة ** له الملك من غير إنتقاص بشركة
فما شاء مولانا إلا ** له فإنه يكون ومالا لا يكون بحيلة
وقدرته لانقص فيها وحكمه ** يعم فلا تخصيص في ذي القضية
أريد بذا أن الحوادث كلها ** بقدرته كانت ومحض المشيئة
ومالكنا في كل ماقد أراده ** له الحمد حمدا يعتلى كل مدحة
فإن له في الخلق رحمته سرت ** ومن حكم فوق العقول الحكيمة
أمورا يحار العقل فيها إذا رأى ** من الحكم العليا وكل عجيبة
فنؤمن أن الله عز بقدرة ** وخلق وإبرام لحكم المشيئة
فنثبت هذا كله لا لهنا ** ونثبت ما فى ذاك من كل حكمة
وهذا مقام طالما عجز الأولى ** نفوه وكروا راجعين بحيرة
وتحقيق ما فيه بتبيين غوره ** وتحرير حق الحق في ذي الحقيقة
هو المطلب الأقصى لوراد بحره ** وذا عسر في نظم هذى القصيدة
لحاجته إلى بيان محقق ** لأوصاف مولانا الإله الكريمة
وأسمائه الحسنى وأحكام دينه ** وأفعاله في كل هذى الخليقة
وهذا بحمد الله قد بان ظاهرا ** وإلهامه للخلق أفضل نعمة
وقد قيل في هذا وخط كتابه ** بيان شفاء للنفوس السقيمة
فقولك لم قد شاء مثل سؤال من ** يقول فلم قد كان في الأزلية
وذاك سؤال يبطل العقل وجهه ** وتحريمه قد جاء في كل شرعة
وفى الكون تخصيص كثير يدل من ** له نوع عقل أنه بإرادة
إصداره عن واحد بعد واحد ** أو القول بالتجويز رمية حيرة
ولا ريب في تعليق كل مسبب ** بما قبله من علة موجبية
بل الشأن في الأسباب أسباب ما ترى ** وإصدارها عن حكم محض المشيئة وقولك لم شاء الإله هو الذي ** أزل عقول الخلق في قعر حفرة
فإن المجوس القائلين بخالق ** لنفع ورب مبدع للمضرة
سؤالهم عن علة السر أو قعت ** أوائلهم في شبهة الثنوية
وأن ملاحيد الفلاسفة الأولى ** يقولون بالفعل القديم لعلة
بغوا علة للكون بعد انعدامه ** فلم يجدوا ذاكم فضلوا بضلة
وأن مبادى الشر في كل أمة ** ذوى ملة ميمونة نبوية
بخوضهمو في ذاكم صار شركهم ** وجاء دروس البينات بفترة
ويكفيك نقضا أن ما قد سألته ** من العذر مردود لدى كل فطرة
فأنت تعيب الطاعنين جميعهم ** عليك وترميهم بكل مذمة
وتنحل من والاك صفو مودة ** وتبغض من ناواك من كل فرقة
وحالهم في كل قول وفعلة ** كحالك ياهذا بأرجح حجة
وهبك كففت اللوم عن كل كافر ** وكل غوى خارج عن محجة
فيلزمك الاعراض عن كل ظالم ** على الناس في نفس ومال وحرمة
و لا تغضبن يوما على سافك دما **ولا سارق مالا لصاحب فاقة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/296)
ولا شاتم عرضا مصونا وإن علا ** ولا ناكح فرجا على وجه غية
ولا قاطع للناس نهج سبيلهم ** ولا مفسد في الأرض في كل وجهة
ولا شاهد بالزور إفكا وفرية ** ولا قاذف للمحصنات بزنية
ولا مهلك للحرث والنسل عامدا ** ولا حاكم للعالمين برشوة
وكف لسان اللوم عن كل مفسد ** ولا تأخذن ذا جرمة بعقوبة
وسهل سبيل الكاذبين تعمدا ** على ربهم من كل جاء بفرية
وإن قصدوا إضلال من يستجيبهم ** بروم فساد النوع ثم الرياسة
وجادل عن الملعون فرعون إذ طغى ** فأغرق في أليم إنتقاما بغضبة
وكل كفور مشرك بإلهه ** وآخر طاغ كافر بنبوة
كعاد ونمروذ وقوم لصالح ** وقوم لنوح ثم أصحاب أيكة
وخاصم لموسى ثم سائر من أتى ** من الأنبياء محييا للشريعة
على كونهم قد جاهدوا الناس إذ بغوا ** ونالوا من المعاصى بليغ العقوبة
وإلا فكل الخلق في كل لفظة ولحظة ** عين أو تحرك شعرة
وبطشة كف أو تخطى قديمة ** وكل حراك بل وكل سكينة
همو تحت أقدار الإله وحكمه ** كما أنت فيما قد أتيت بحجة
وهبك رفعت اللوم عن كل فاعل ** فعال ردى طردا لهذى المقيسة
فهل يمكن رفع الملام جميعه ** عن الناس طرا عند كل قبيحة
وترك عقوبات الذين قد إعتدوا ** وترك الورى الإنصاف بين الرعية
فلا تضمنن نفس ومال بمثله ** ولا يعقبن عاد بمثل الجريمة
وهل في عقول الناس أو في طباعهم ** قبول لقول النذل ما وجه حيلتى
ويكفيك نقضا ما بجسم بن آدم صبى ** ومجنون وكل بهيمة
من الألم المقضى في غير حيلة ** وفيما يشاء الله أكمل حكمة
إذا كان في هذا له حكمة فما ** يظن بخلق الفعل ثم العقوبة
وكيف ومن هذا عذاب مولد ** عن الفعل فعل العبد عند الطبيعة
كآكل سم أوجب الموت أكله ** وكل بتقدير لرب البرية
فكفرك ياهذا كسم أكلته ** وتعذيب نار مثل جرعة غصة
ألست ترى في هذه الدار من جنى ** يعاقب إما بالقضا أو بشرعة
ولاعذر للجاني بتقدير خالق ** كذلك في الأخرى بلا مثنوية
وتقدير رب الخلق للذنب موجب ** لتقدير عقبى الذنب إلا بتوبة
وما كان من جنس المتاب لرفعه ** عواقب أفعال العباد الخبيثة
كخير به تمحى الذنوب ودعوة ** تجاب من الجاني ورب شفاعة
وقول حليف الشر إني مقدر ** علي كقول الذئب هذى طبيعتى
وتقديره للفعل يجلب نقمة ** كتقديره الأشياء طرا بعلة
فهل ينفعن عذر الملوم بأنه ** كذا طبعه أم هل يقال لعثرة
أم الذم والتعذيب أوكد للذي طبيعته ** فعل الشرور الشنيعة
فإن كنت ترجو أن تجاب بما عسى ** ينجيك من نار الإله العظيمة
فدونك رب الخلق فاقصده ضارعا ** مريدا لأن يهديك نحو الحقيقة
وذلل قياد النفس للحق واسمعن ** ولا تعرضن عن فكرة مستقيمة
وما بان من حق فلا تتركنه ** ولا تعص من يدعو لأقوم شرعة
ودع دين ذا العادات لاتتبعنه ** وعج عن سبيل الأمة الغضبية
ومن ضل عن حق فلا تقفونه ** وزن ما عليه الناس بالمعدلية
هنالك تبدو طالعات من الهدى ** تبشر من قد جاء بالحنيفية
بملة إبراهيم ذاك إمامنا ** ودين رسول الله خير البرية
فلا يقبل الرحمن دينا سوى الذى ** به جاءت الرسل الكرام السجية
وقد جاء هذا الحاشر الخاتم الذي ** حوى كل خير في عموم الرسالة
وأخبر عن رب العباد بأن من ** غدا عنه في الأخرى بأقبح خيبة
فهذى دلالات العباد لحائر ** وأما هداه فهو فعل الربوبة
وفقد الهدى عند الورى لايفيد من ** غدا عنه بل يجزى بلا وجه حجة
وحجة محتج بتقدير ربه ** تزيد عذابا كإحتجاج مريضة
وأما رضانا بالقضاء فإنما ** أمرنا بأن نرضى بمثل المصيبة
كسقم وفقر ثم ذل وغربة ** وما كان من مؤذ بدون جريمة
فأما الأفاعيل التى كرهت لنا ** فلا ترتضى مسخوطة لمشيئة
وقد قال قوم من أولى العلم لأرضا ** بفعل المعاصي والذنوب الكبيرة
وقال فريق نرتضى بقضائه ** ولا نرتضي المقضى أقبح خصلة
وقال فريق نرتضي بإضافة ** إليه وما فينا فنلقى بسخطة
كما أنها للرب خلق وأنها ** لمخلوقة ليست كفعل الغريزة
فنرضى من الوجه الذي هو خلقه ** ونسخط من وجه إكتساب الخطيئة
ومعصية العبد المكلف تركه ** لما أمر المولى وإن بمشيئة
فإن إله الخلق حق مقاله ** بأن العباد في جحيم وجنة
كما أنهم في هذه الدار هكذا ** بل البهم في الآلام أيضا ونعمة
وحكمته العليا إقتضت ما إقتضت من ** الفروق بعلم ثم أيد ورحمة
يسوق أولى التعذيب بالسبب الذي ** يقدره نحو العذاب بعزة
و يهدي أولى التنعيم نحو نعيمهم ** بأعمال صدق في رجاء وخشية
وأمر إله الخلق بين مابه يسوق ** أولى التنعيم نحو السعادة
فمن كان من أهل السعادة أثرت ** أوامره فيه بتيسير صنعة
ومن كان من أهل الشقاوة لم ينل ** بأمر ولا نهى بتقدير شقوة
ولامخرج للعبد عما به قضى ** ولكنه مختار حسن وسوأة
فليس بمجبور عديم الإرادة ** ولكنه شاء بخلق الإرادة
ومن أعجب الأشياء خلق مشيئة ** بها صار مختار الهدى بالضلالة
فقولك هل إختار تركا لحكمة ** كقولك هل إختار ترك المشيئة
وإختار أن لا إختار فعل ضلالة ** ولو نلت هذا الترك فزت بتوبة
وذا ممكن لكنه متوقف ** على ما يشاء الله من ذي المشيئة
فدونك فافهم مابه قد أجبت من ** معان إذا إنحلت بفهم غزيزة
أشارت الى أصل يشير إلى الهدى ** و لله رب الخلق أكمل مدحة
و صلى إله الخلق جل جلاله ** على المصطفى المختار خير البرية.
مجموع الفتاوى لابن تيمية 8/ص245 – 255.(92/297)
هل يجوز للمرأة أن تجعل البلوتوث على المفتوح وهي في غير بيتها؟
ـ[احمد العثيمين]ــــــــ[31 - 03 - 08, 12:15 م]ـ
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وبعد:
هل يجوز للمرأة أن تفتح خدمة البلوتوث في جوالها الخاص وتكتب اسماً مستعاراً وهي في غير بيتها؟
ـ[الأجهوري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 04:04 م]ـ
هل هذه من فتاوي "الرفاهية"؟
فإن أغلب الناس اليوم -على الأقل فيما أعرف عن مصر- فضلا عن النساء لا يعلمون عن البلوتوث
فضلا عن أن يمتلكوا أجهزة بها بلوتوث؟
فضلا عن أن يملك جهازا به بلوتوث ثم يعرف كيف يستعمله ويتعامل مع برامجه ويستطيع صنع ازدواج أو تواصل بينه وبين جهاز آخر.
وما الذي يدفعها لذلك؟ ولتحذر من الفيروسات
أظنه "تهاون" والله أعلم(92/298)
ما هِي الصِّيغَةُ الثَّابتةُ في الإستعاذَةِ للقراءَةِ؟
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 12:44 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أَسأَلُ عمَّا وَصلَ إليهِ علمُكُم في بابِ إستعاذَةِ النَّبيِّ صلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَ عَلَى آلِهِ وَ سَلَّمَ لِلْقِرَاءَةِ.
زادَكُمُ اللهُ تَوْفِيْقًا لِكُلِّ خَيْرٍ.
ـ[أبو السها]ــــــــ[01 - 04 - 08, 01:09 ص]ـ
سبق بحثها على هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=3151&highlight=%D5%ED%DB+%C7%E1%C7%D3%CA%DA%C7%D0%C9(92/299)
هل من مُشمِّر؟؟؟ استخراج جميع فوائد هذا الحديث
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[31 - 03 - 08, 01:13 م]ـ
الحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا الكريم وعلى آله وصحبه والتابعين أما بعد:
فكلما قرأت حديث أنس ابن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في البخاري "يا أبا عمير ما فعل النغير" أتذكر قصة الامام الشافعي رحمه الله عندما زار تلميذه الامام أحمد رحمه الله وبات طوال الليل وهو يستخرج فوائدا من هذا الحديث، ثم مرة طالعت الحديث في فتح الباري وإذ به رحمه الله تعالى يسير على ما سار عليه الإمام الشافعي فأخذ بذكر فوائدَ استخرجها من نفس حديث أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ....
فخطر ببالي خاطرة وهي """محاكاة ما فعله علماؤنا الأفاضل"""
فأحببت أن أضع في كل مدة حديثا في نفس هذا المكان ومحاولة استخراج جميع فوائد هذا الحديث .....
طبعا أنا وإخوتي من طلاب العلم في هذا الملتقى الرائع ......
فهل من مُشمِّر؟؟؟؟
ولن نخرج من حديث حتى نظن أنا قد احتويناه بالفوائد والله المستعان وعليه التكلان ....
ـــــــــــــــــــــــ
الحديث الأول: {{روى البخاري ومسلم في صحيحيهما عن أبي المنهال سيار بن سلامة قال: دخلت أنا وأبي على أبي برزة الأسلمي فقال له أبي: كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المكتوبة؟ فقال: " كان يصلي الهجير التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس، ويصلي العصر ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة والشمس حية ونسيت ما قال في المغرب، وكان يستحب أن يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة. وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها، وكان ينفتل من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه وكان يقرأ فيها بالستين إلى المائة"}}.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
وسأبدأ بذكر أول فائدة أستخرجها من هذا الحديث وهي (1): (((حرص السلف رحمهم الله تعالى على السنة وذلك من قوله:"كيف كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يصلي المكتوبة؟ ".
وأترك المجال لمشاركة أخوتي الفضلاء ....
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 03:52 م]ـ
فكرة رائعة
وفقك الله
2. ورع السلف - وخاصة الرواة - في الزيادة واحتمال الخطأ، قال: " ونسيت ما قال في المغرب ".
وله مثيل " لا أدري قال أربعين يوماً أو شهرا أو سنة ".
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[31 - 03 - 08, 03:54 م]ـ
فكرة طيبة أخي وأنا إن شاء الله أول المشاركين
في الحديث كراهة تسمية العشاء بالعتمة
وخرج مسلم من حديث عبد الله بن أبي لبيد، عن أبي سلمة، عن ابن عمر، عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: ((لا تغلبنكم الأعراب على اسم صلاتكم، ألا إنها العشاء، وهم يعتمون بالإبل)).
وفي بعض رواياته فإنها في كتاب الله العشاء
قال ابن حجر رحمه الله
قال النووي وغيره يجمع بين النهى عن تسميتها عتمة وبين ما جاء من تسميتها عتمة بأمرين أحدهما أنه استعمل ذلك لبيان الجواز وأن النهى للتنزيه لا للتحريم والثاني بأنه خاطب بالعتمة من لا يعرف العشاء لكونه أشهر عندهم من العشاء فهو لقصد التعريف لا لقصد التسمية ويحتمل أنه استعمل لفظ العتمة في العشاء لأنه كان مشتهرا عندهم استعمال لفظ العشاء للمغرب فلو قال لو يعلمون ما في الصبح والعشاء لتوهموا أنها المغرب قلت وهذا ضعيف لأنه قد ثبت في نفس هذا الحديث لو يعلمون ما في الصبح والعشاء فالظاهر أن التعبير بالعشاء تارة وبالعتمة تارة من تصرف الرواة وقيل إن النهى عن تسمية العشاء عتمة نسخ الجواز وتعقب بأن نزول الآية كان قبل الحديث المذكور وفي كل من القولين نظر للاحتياج في مثل ذلك إلى التاريخ ولا بعد في أن ذلك كان جائزا فلما كثر إطلاقهم له نهوا عنه لئلا تغلب السنة الجاهلية على السنة الإسلامية ومع ذلك فلا يحرم ذلك بدليل أن الصحابة الذين رووا النهى استعملوا التسمية المذكورة وأما استعمالها في مثل حديث أبي هريرة فلرفع الالتباس بالمغرب والله أعلم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 04:03 م]ـ
فكرة طيبة أخي وأنا إن شاء الله أول المشاركين
لكنك ثاني المشاركين:)
سبقتك بدقيقتين
ـ[عبد الله غريب]ــــــــ[31 - 03 - 08, 04:08 م]ـ
استحباب تأخير العشاء
ـ[عبدالعزيز الحامد]ــــــــ[31 - 03 - 08, 04:37 م]ـ
ولعل مما يستفاد: حرصهم على الأَولى فالأولى؛ إذ يستفاد -كما تفضلتَ- حرصهم على السنة، وقد سأل عن السنة في المكتوبة منها خاصة.
وفيه: سؤال أهل المعرفة والشأن، فسؤال الشاهد -في أصله- أولى من سؤال السامع عنه.
وفيه: توضيح المعاني بالألفاظ التي يفهمها السامع، حيث قال: (الأولى) و (العتمة)، ولو كانت الألفاظ منهيًّا عنها أو مفضولة فتُذكر ليُفهَم المعنى المراد، ويُنبَّه على ما فيها.
وفيه: اصطحاب الأب ابنَه إلى أهل العلم وأماكنه.
وفيه: عدم حرج الشيخ والوالد والمربي من السؤال عن ما يجهل بحضرة تابعه الأقل منه (الابن والتلميذ .. إلخ)، وهذا قليل اليوم.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/300)
ـ[أبو السها]ــــــــ[31 - 03 - 08, 08:40 م]ـ
وفيه:
- النهي عن النوم قبل صلاة العشاء حتى لا تفوت على المصلي وعن الحديث والسمر بعدها حتى لاينام عن صلاة الصبح، هذا إذا كان لغير مصلحة، أما إذا كان السمر من أجل عبادة أو طلب علم او من أجل النظر في مصالح المسلمين فلا بأس كما جاءت الآثار الدالة على ذلك.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[31 - 03 - 08, 10:59 م]ـ
جزاكم الله كل خير
و هذه هي مشاركتي
(قال: دخلت أنا وأبي على أبي برزة الأسلمي) و فيها أن السلف كانوا يستحبون النداء بكنية الرجل
(كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المكتوبة؟) و فيها السؤال عن كيفية صلاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و التي ضيعها كثير من المسلمين.
(فقال: " كان يصلي الهجير التي تدعونها الأولى) لعل فيها الأدب في الخلاف فبينما هم يسموها الأولى و هو يخالفهم إلا أنه تأدب في جوابه فرحم الله السلف.
و الهجير كناية عن الحر الشديد و التي هي صلاة الظهر
(يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة) أي بعد الصلاة و فيها أن الرجوع لا يكون إلا بعد قدوم و تلك دلالة على سعي السلف إلى الصلوات لا يتحججون ببعد الطريق و لا بالحر الشديد (اهتمام السلف بصلاة الجماعة)
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[01 - 04 - 08, 02:33 ص]ـ
فائدة لغوية وهي السؤال بكيف لا عن الكيفية بل عن الوقت فهنا استخدمت كيف في غير موضوعها لكن يمكن أن نقول أنه سئل عن كيفية وقت الصلاة
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[01 - 04 - 08, 01:57 م]ـ
قال ابن رجب في الفتح
وفي هذه الرواية: أن لصلاة الظهر اسمين آخرين:
أحدهما: الهجير؛ لأنها تصلى بالهاجرة.
والثاني: الأولى.
وقيل: سميت بذلك لأنها أول صلاة صلاها جبريل بالنبي - صلى الله عليه وسلم - عند البيت، في أول ما فرضت الصلوات الخمس ليلة الإسراء.
وقال صاحب عمدة القاري
وإنما قيل لها الأولى لأنها أول صلاة صليت عند إمامة جبريل وقال البيضاوي لأنها أول صلاة النهار
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[02 - 04 - 08, 12:40 ص]ـ
وفي الحديث استحباب التغليس بالفجر قال ابن رجب في الفتح وحديث أبي برزة، (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينصرف من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه، ويقرأ فيها بالستين إلى المائة)، وهذا يدل على شدة التغليس بها
ـ[احمد العثيمين]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:37 ص]ـ
(فقال له أبي) احترام الكبير بتقديمه في الكلام.
ـ[احمد العثيمين]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:40 ص]ـ
مراجعة العلم فوالد ابي برزة مما لاشك أنه كان عالما بما سال والمثابرة على تحصيله من الأكابر.
ـ[احمد العثيمين]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:49 ص]ـ
(حين يعرف الرجل جليسه) الظاهر والله أعلم أنهم لم يكونوا يتحولون من أماكنهم التي صلوا فيها وجليسه من صلى بجواره.
ـ[عبد الإله الشامي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 09:25 ص]ـ
-فيه سؤال أهل الاختصاص عن ما عرفوا به من العلم، فهنا سأل السائل الصحابي الذي عايش السنة وخبرها.
-فيه بيان وقوت الصلوات:
الظهر (حين تدحض الشمس)،
والعصر (والشمس حية)
العشاء (وكان يستحب أن يؤخر العشاء)
الغداة (حين يعرف الرجل جليسه)
-فيه أن الاستحباب والكراهة ألفاظ شرعية .... وكان يستحب ... وكان يكره ...
-فيه طول صلاة الغداة .... وكان يقرأ فيها بالستين إلى المائة".
-فيه أن الثقة قد ينسى؛ فلا يخل ذلك بحجية ما يرويه .... ونسيت ما قال في المغرب.
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[02 - 04 - 08, 01:23 م]ـ
بارك الله في جميع الإخوة المشاركين
فائدة
وفي الحديث اتيان العالم والمشي إليه للمسألة
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 10:43 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي علي سلطان على هذه الجوهرة المكنونة التي وضعتها بين طلاب العلم.
وأسال الله تعالى أن يزيدكم حرصا على الطلب ...... وأشكر كل من شارك"على رأسهم شيخنا إحسان العتيبي. أبو قاسم المصري.عبد الله الغريب. عبد العزيز الحامد. أبو السها. فادي بن ذيب قراقرة. أحمد العثيمين. عبد الإله الشامي"
ـــــــــــــ
وأظنهم قد كفوا ووفوا فوائد جلية. ولم يدعوا شيئا لنا:)
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[03 - 04 - 08, 03:32 م]ـ
إقتباس: " [أبو عبد العزيز الجالولي] جزاك الله خيرا يا أخي علي سلطان على هذه الجوهرة المكنونة التي وضعتها بين طلاب العلم.
وأسال الله تعالى أن يزيدكم حرصا على الطلب ...... وأشكر كل من شارك"على رأسهم شيخنا إحسان العتيبي. أبو قاسم المصري.عبد الله الغريب. عبد العزيز الحامد. أبو السها. فادي بن ذيب قراقرة. أحمد العثيمين. عبد الإله الشامي"
نعم،جزا الله جميع الإخوة وشيخنا خير الجزاء ورفع قدرهم في الدارين، لكني يا أبا عبد العزيز أظن أنه ما زال فيه فوائد فمنها:
*- أداء صلاة العصر في أول وقتها وذلك من قوله: (ويصلي العصر ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة والشمس حية).
أي والشمس مازالت في نورها وإشراقها ...
وهناك فوائد أخرى أتركها لإخوتي ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/301)
ـ[وليد دويدار]ــــــــ[03 - 04 - 08, 05:18 م]ـ
في الحديث دليل على أن القرآن لا يغني عن السنة ففي السنة توضيح لما في آيات القرآن الكريم
قال الله تعالى: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ
قالفي الأضواء: فاللام للتوقيت ودلوك الشمس زوالها عن كبد السماء على التحقيق.
و الشاهد من الحديث قول أبي برزة رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الهجير التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[03 - 04 - 08, 06:07 م]ـ
وكان يستحب أن يؤخر العشاء التي تدعونها العتمة. وكان يكره النوم قبلها والحديث بعدها،
هل يمكن أن يُستفاد من هذا الحديث: استحباب القاء الدروس قبل صلاة العشاء مع تأخيرها؟ وهو عكس ما يفعله الكثيرون اليوم من القاء الدروس بعد صلاة العشاء وذلك لأنهم يصلونها بعد الأذان بمدة قصيرة.
فلو أخروا الصلاة لكان بالإمكان القاء الدرس قبل الصلاة بدل أن يكون بعدها.
والله أعلم
واذكر الداعية الأمريكي يوسف استس، عندما جاء لمسجدنا في امريكا، كان قد القى درسا بين صلاة المغرب والعشاء.
واعتذر عن القاء درس بعد صلاة العشاء لأنه يحاول ان يتبع السنة (كما في هذا الحديث: يكره النوم قبلها والحديث بعدها،) ولأنه يخصص فترة ما بعد صلاة العشاء لربه (للعبادة والخلوة)، أما الدروس فتكون قبل صلاة العشاء.
اسأل الله ان يثبته ويوفقه لما يحبه ويرضاه
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[08 - 04 - 08, 03:55 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله على النبي الأمين أما بعد:
فجزى الله جميع الإخوة خيرا ...
أما بالنسبة للأخ الفاضل (العقيدة) وفقه الله لما يحب ويرضى:
فشيء طيب وجميل محاولة تطبيق السنة بتأخير العشاء والحديث فيه إباحة إلقاء الدروس بعد المغرب وقبل العشاء وهذا وارد عن كثير من السلف أي إلقاء الدروس بعد المغرب وإذا كان بالإمكان تأخير العشاء فهو طيب جدا لكن بشرط أذا كنت في مسجد عام أن لا توقع الناس بالحرج فكما ورد في الحديث الصحيح: أن عمر ابن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - جاء للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يوما وقد أخر العشاء فشكى له ذلك.
وكما تعلم أخي حفظك الله أن أهل العلم استثنوا من هذه الكراهة (أي الكلام بعد العشاء) أمورا منها:
1) حديث الرجل أهله.
2) مسامرة الضيف.
3) طلب العلم.
إذن ما يفعله "الكثيرون" كما قلتَ هو مما يجوز فعله بعد العشاء.
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[10 - 04 - 08, 04:10 م]ـ
إذن يمكننا جمع ماذكره الإخوة في ما يلي:
1 - حرص السلف رحمهم الله تعالى على السنة وذلك من قوله:"كيف كان رسول الله يصلي المكتوبة؟ ".
2 - ورع السلف - وخاصة الرواة - في الزيادة واحتمال الخطأ، قال: " ونسيت ما قال في المغرب ".
وله مثيل " لا أدري قال أربعين يوماً أو شهرا أو سنة ".
3 - كراهة تسمية العشاء بالعتمة
4 - حرصهم على الأَولى فالأولى؛ إذ يستفاد -كما تفضلتَ- حرصهم على السنة، وقد سأل عن السنة في المكتوبة منها خاصة.
5 - سؤال أهل المعرفة والشأن، فسؤال الشاهد -في أصله- أولى من سؤال السامع عنه.
6 - توضيح المعاني بالألفاظ التي يفهمها السامع، حيث قال: (الأولى) و (العتمة)، ولو كانت الألفاظ منهيًّا عنها أو مفضولة فتُذكر ليُفهَم المعنى المراد، ويُنبَّه على ما فيها.
7 - اصطحاب الأب ابنَه إلى أهل العلم وأماكنه.
8 - عدم تحرج الشيخ والوالد والمربي من السؤال عن ما يجهل بحضرة تابعه الأقل منه (الابن والتلميذ .. إلخ).
9 - النهي عن النوم قبل صلاة العشاء حتى لا تفوت على المصلي وعن الحديث والسمر بعدها حتى لاينام عن صلاة الصبح، هذا إذا كان لغير مصلحة، أما إذا كان السمر من أجل عبادة أو طلب علم او من أجل النظر في مصالح المسلمين فلا بأس كما جاءت الآثار الدالة على ذلك.
10 - أن السلف كانوا يستحبون النداء بكنية الرجل.
11 - (كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي المكتوبة؟) و فيها السؤال عن كيفية صلاة النبي و التي ضيعها كثير من المسلمين.
12 - (فقال: " كان يصلي الهجير التي تدعونها الأولى) لعل فيها الأدب في الخلاف فبينما هم يسموها الأولى و هو يخالفهم إلا أنه تأدب في جوابه فرحم الله السلف.
13 - و الهجير كناية عن الحر الشديد و التي هي صلاة الظهر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/302)
14 - 15 - (يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة) أي بعد الصلاة و فيها أن الرجوع لا يكون إلا بعد قدوم و تلك دلالة على سعي السلف إلى الصلوات لا يتحججون ببعد الطريق و لا بالحر الشديد (اهتمام السلف بصلاة الجماعة).
16 - فائدة لغوية وهي السؤال بكيف لا عن الكيفية بل عن الوقت فهنا استخدمت كيف في غير موضوعها لكن يمكن أن نقول أنه سئل عن كيفية وقت الصلاة.
17 - أن لصلاة الظهر اسمين آخرين:
أحدهما: الهجير؛ لأنها تصلى بالهاجرة. والثاني: الاولى.
18 - وفي الحديث استحباب التغليس بالفجر قال ابن رجب في الفتح وحديث أبي برزة، (أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان ينصرف من صلاة الغداة حين يعرف الرجل جليسه، ويقرأ فيها بالستين إلى المائة)، وهذا يدل على شدة التغليس بها.
19 - مراجعة العلم فوالد ابي برزة مما لاشك أنه كان عالما بما سال والمثابرة على تحصيله من الأكابر. .
20 - (فقال له أبي) احترام الكبير بتقديمه في الكلام.
21 - سؤال أهل الاختصاص عن ما عرفوا به من العلم، فهنا سأل السائل الصحابي الذي عايش السنة وخبرها.
22 - بيان وقوت الصلوات: الظهر (حين تدحض الشمس)،والعصر (والشمس حية)،العشاء (وكان يستحب أن يؤخر العشاء)،الغداة (حين يعرف الرجل جليسه).
23 - أن الاستحباب والكراهة ألفاظ شرعية .... وكان يستحب ... وكان يكره ...
24 - طول صلاة الغداة .... "وكان يقرأ فيها بالستين إلى المائة".
25 - اتيان العالم والمشي إليه للمسألة.
26 - أداء صلاة العصر في أول وقتها وذلك من قوله: (ويصلي العصر ثم يرجع أحدنا إلى رحله في أقصى المدينة والشمس حية).
أي والشمس مازالت في نورها وإشراقها ... .
27 - في الحديث دليل على أن القرآن لا يغني عن السنة ففي السنة توضيح لما في آيات القرآن الكريم
قال الله تعالى: أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ
و الشاهد من الحديث قول أبي برزة رضي الله عنه: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلي الهجير التي تدعونها الأولى حين تدحض الشمس.
والله تعالى أعلى وأعلم
وللتذكير سوف أضع الحديث الآخر في صفحة أخرى بعنوان ""هل من مُشمِّر (2)؟؟؟ استخراج جميع فوائد هذا الحديث""
ـ[أبو المنذر أحمد]ــــــــ[12 - 02 - 10, 03:50 م]ـ
بارك الله فيك لو تجعل كلام ابن الملقن على الحديث كما في عمدة الاحكام هو الاصل ثم تتبعه بما فتح الله به يكون افيد واجود
ـ[عبدالله محمود]ــــــــ[12 - 02 - 10, 04:13 م]ـ
فيه ان ترتيب الشارع للصلوات يبدأ بالظهر (الأولى) فالعصر فالمغرب فالعشاء وينتهي بالفجر
دل على ذلك
أولا قول الله تعالى: أَقِمِ الصَّلَاةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا
ثانيا: عن جابر أن النبي صلى الله عليه و سلم جاءه جبريل فقال: قم فصله فصلى الظهر حين زالت الشمس ثم جاءه العصر فقال: قم فصله: فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثله أو قال: صار ظله مثله ثم جاءه المغرب فقال: قم فصله فصلى حين وجبت الشمس ثم جاءه العشاء فقال: قم فصله فصلى حين غاب الشفق ثم جاءه الفجر فقال: قم فصله فصلى حين برق الفجر أو قال: حين سطع الفجر ثم جاءه من الغد للظهر فقال: قم فصله فصلى الظهر حين صار ظل كل شيء مثله ثم جاءه للعصر فقال: قم فصله فصلى العصر حين صار ظل كل شيء مثليه ثم جاءه للمغرب (المغرب) وقتا واحدا لم يزل عنه ثم جاءه للعشاء (العشاء) حين ذهب نصف الليل أو قال: ثلث الليل فصلى العشاء ثم جاءه للفجر حين أسفر جدا فقال: قم فصله فصلى الفجر ثم قال: ما بين هذين وقت
أخرجه أحمد (3/ 330 - 331) واللفظ له والنسائي (91 - 92) والترمذي (1/ 281) والحاكم (195 - 196) والدارقطني (95) كلهم من كريق عبد الله ابن المبارك: أخبرنا حسين بن علي بن حسين: أخبرني وهب بن كيسان عنه وقال الترمذي:
(حديث حسن صحيح). وقال الحاكم:
(صحيح مشهور) ووافقه الذهبي
قال الالباني: وهو كما قالوا
ثالثا: روى مسلم عن عبدالرحمن بن أبي عمرة قال
: دخل عثمان بن عفان المسجد بعد صلاة المغرب فقعد وحده فقعدت إليه فقال يا ابن أخي سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول من صلى العشاء في جماعة فكأنما قام نصف الليل ومن صلى الصبح في جماعة فكأنما صلى الليل كله
والله اعلم
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[12 - 02 - 10, 11:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابو عبادة]ــــــــ[13 - 02 - 10, 12:16 ص]ـ
قوله " المكتوبة "
يعني الصلاة المفروضة، لقوله تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا).
قوله " حين تدحض الشمس "
يعني حين تزول الشمس عن كبد السماء. قال ابن الأثير: كأنها دحضت أي زلقت. اهـ.(92/303)
ماحكم الصلاة خلف من ينطق السين صاد ارجوا الاجابة
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 03:17 م]ـ
قمت بصلاة خلف رجل يبدو انه من الجنسية الباكستانيه
وينطق (سمع الله لمن حمده) (صمع الله لمن حمدة)
فما حكم صلاتي خلفه
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوالبراء الفلسطيني]ــــــــ[02 - 04 - 08, 06:33 م]ـ
عند الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى قاعدة: من صحة صلاته لنفسه صحت صلاته لغيره
وهذا الرجل الباكستاني هذه هي قرائته وهي التي لا يحسن سواها فصلاتك بإذن الله تعالى صحيحة
ووجدت هذا الفائدة في كتاب الفتاوى الهندية يقول أصحابه:
إِنْ كَانَ لَا يُمْكِنُ الْفَصْلُ بَيْنَ الْحَرْفَيْنِ إلَّا بِمَشَقَّةٍ كَالظَّاءِ مَعَ الضَّادِ وَالصَّادِ مَعَ السِّينِ وَالطَّاءِ مَعَ التَّاءِ اخْتَلَفَ الْمَشَايِخُ قَالَ أَكْثَرُهُمْ لَا تَفْسُدُ صَلَاتُهُ.
هَكَذَا فِي فَتَاوَى قَاضِي خَانْ.
وَكَثِيرٌ مِنْ الْمَشَايِخِ أَفْتَوْا بِهِ قَالَ الْقَاضِي الْإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ وَالْقَاضِي الْإِمَامُ أَبُو عَاصِمٍ: إنْ تَعَمَّدَ فَسَدَتْ وَإِنْ جَرَى عَلَى لِسَانِهِ أَوْ كَانَ لَا يَعْرِفُ التَّمَيُّزَ لَا تَفْسُدُ وَهُوَ أَعْدَلُ الْأَقَاوِيلِ وَالْمُخْتَارُ
والله تعالى اعلم بالصواب
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[04 - 04 - 08, 09:23 م]ـ
قال من لا ينطق عن الهوى صلى الله عليه وسلم
الإمام ضامن فإن أحسن فله و لهم و إن أساء فعليه و لا عليهم.
تخريج السيوطي
(هـ ك) عن سهل بن سعد.
تحقيق الألباني
(صحيح) انظر حديث رقم: 2786 في صحيح الجامع
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " يصلون لكم فإن أصابوا فلكم وإن أخطئوا فلكم وعليهم ". رواه البخاري
وعلى هذا الاساس فصلاة المأمومين صحيحه
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[05 - 04 - 08, 03:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا(92/304)
فائدة من فوائد الإمام الذهبي رحمه الله في التكلم في الرجال
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 05:58 م]ـ
قال الإمام الذهبي رحمه الله في ترجمة الإمام الشافعي رحمه الله تعالى.
قلت: كلام الاقران إذا تبرهن لنا أنه بهوى وعصبية، لا يلتفت إليه، بل يطوى ولا يروى، كما تقرر عن الكف عن كثير مما شجر بين الصحابة وقتالهم رضي الله عنهم أجمعين، وما زال يمر بنا ذلك في الدواوين والكتب والاجزاء، ولكن أكثر ذلك منقطع وضعيف، وبعضه كذب، وهذا فيما بأيدينا وبين علمائنا، فينبغي طيه وإخفاؤه، بل إعدامه لتصفو القلوب، وتتوفر على حب الصحابة، والترضي عنهم، وكتمان ذلك متعين عن العامة وآحاد العلماء، وقد يرخص في مطالعة ذلك خلوة للعالم المنصف العري من الهوى، بشرط أنحيث يقول: [والذين جاؤوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولاخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا] [الحشر: 10] فالقوم لهم سوابق، وأعمال مكفرة لما وقع منهم، وجهاد محاء، وعبادة ممحصة، ولسنا ممن يغلو في أحد منهم، ولا ندعي فيهم العصمة، نقطع بأن بعضهم أفضل من بعض، ونقطع بأن أبا بكر وعمر أفضل الامة، ثم تتمة العشرة المشهود لهم بالجنة، وحمزة وجعفر ومعاذ وزيد، وأمهات المؤمنين، وبنات نبينا صلى الله عليه وسلم، وأهل بدر مع كونهم على مراتب، ثم الافضل بعدهم مثل أبي الدرداء وسلمان الفارسي وابن عمر وسائر أهل بيعة الرضوان الذين رضي الله عنهم بنص آية سورة الفتح (1)، ثم عموم المهاجرين والانصار كخالد بن الوليد والعباس وعبد الله بن عمرو، وهذه الحلبة، ثم سائر من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجاهد معه، أو حج معه، أو سمع منه، رضي الله عنهم أجمعين وعن جميع صواحب رسول الله صلى الله عليه وسلم المهاجرات والمدنيات وأم الفضل وأم هانئ الهاشمية وسائر الصحابيات.
فأما ما تنقله الرافضة وأهل البدع في كتبهم من ذلك، فلا نعرج عليه، ولا كرامة، فأكثره باطل وكذب وافتراء، فدأب الروافض رواية الاباطيل، أو رد ما في الصحاح والمسانيد، ومتى إفاقة من به سكران؟! ثم قد تكلم خلق من التابعين بعضهم في بعض، وتحاربوا، وجرت أمور لا يمكن شرحها، فلا فائدة في بثها، ووقع في كتب التواريخ وكتب الجرح والتعديل أمور عجيبة، والعاقل خصم نفسه، ومن حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه، ولحوم العلماء مسمومة، وما نقل من ذلك لتبيين غلط العالم، وكثرة وهمه، أو نقص حفظه، فليس من هذا النمط، بل لتوضيح الحديث الصحيح من الحسن، والحسن من الضعيف.
وإمامنا، فبحمد الله ثبت في الحديث، حافظ لما وعى، عديم الغلط، موصوف بالاتقان، متين الديانة، فمن نال منه بجهل وهوى ممن علم أنه منافس له، فقد ظلم نفسه، ومقتته العلماء، ولاح لكل حافظ تحامله، وجر الناس برجله، ومن أثنى عليه، واعترف بإمامته وإتقانه، وهم أهل العقد والحل قديما وحديثا، فقد أصابوا، وأجملوا، وهدوا، ووفقوا.
وأما أئمتنا اليوم وحكامنا، فإذا أعدموا ما وجد من قدح بهوى، فقد يقال: أحسنوا ووفقوا، وطاعتهم في ذلك مفترضة لما قد رأوه من حسم مادة الباطل والشر.
وبكل حال فالجهال والضلال قد تكلموا في خيار الصحابة.
وفي الحديث الثابت: " لا أحد أصبر على أذى يسمعه من الله، إنهم ليدعون له ولدا، وإنه ليرزقهم ويعافيهم " (1).
وقد كنت وقفت على بعض كلام المغاربة في الامام رحمه الله، فكانت فائدتي من ذلك تضعيف حال من تعرض إلى الامام، ولله الحمد.
ولا ريب أن الامام لما سكن مصر، وخالف أقرانه من المالكية، ووهى بعض فروعهم بدلائل السنة، وخالف شيخه في مسائل، تألموا منه، ونالوا منه، وجرت بينهم وحشة، غفر الله للكل، وقد اعترف الامام سحنون، وقال: لم يكن في الشافعي بدعة. فصدق والله، فرحم الله الشافعي، وأين مثل الشافعي والله! في صدقه، وشرفه، ونبله، وسعة علمه، وفرط ذكائه، ونصره للحق، وكثرة مناقبه، رحمه الله تعالى.
المصدر: سير أعلام النبلاء 10/ 92 - 95.
قلت: فأنظروا يا إخواني إلى هذا الكلام المتين من هذا الإمام الكبير في هذا الباب الذي صار في زماننا يعادى ويوالى من أجل أن فلان من الناس تكلم في فلان وهو أقرانه وربما تكلم فيه بهوى فلماذا لا نطبق مثل هذا الكلام المتين من هذا الإمام على ما نحن فيه في عصرنا هذا فإذا كان المتكلم والمُتكلم فيه كلاهما من أهل السنة ولم يكن عند أحدهم بدعة فلماذا نأخذ بكلام أحدهم في الآخر فإنه النفس البشرية قد يقع منها الحسد والبغضاء وقد يكون من أجل نقل كاذب أو غيره من الأسباب وقد وردت قصص كثير من ذلك فنسأل الله أن يهدي الجميع لطاعته وأن يجمع القلوب على كتابه وسنة بينه صلى الله عليه وسلم إنه جواد كريم.
ـ[أبو السها]ــــــــ[31 - 03 - 08, 08:19 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم السوهاجي.
ووالله الذي لا إله إلا هو لإني في حيرة من هؤلاء الذين يطعنون في علماء أهل السنة من إخوتنا السلفيين أنفسهم، حتى أني رأيت لبعض الرافضة- هتك الله سترهم- موقعا جمع فيه ما قدح فيه علماء السلف بعضهم في بعض، أقرأ وأتألم، قدحوا في الحويني والحلبي وآل مشهور وسليم الهلالي ومن قبلهم الشيخ الألباني وغيرهم كثير، ولو لم يكن ضمن هؤلاء القادحين بعض من لهم قدم صدق في خدمة هذا الدين على منهج السلف الصالح لدعوت الإخوة في سري وعلني إلى هجر كل من يقع في عالم من علماء المنهج السلفي، ولكن ما الحيلة ومن هؤلاء علماء أجلاء شاب عارضهم في النفح عن دين الله. لا أملك إلا أن أسأل الله لنا ولهم العافية (ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين ءامنوا ربنا إنك رءوف رحيم)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/305)
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 08:43 م]ـ
نسأل الله السلامة والعافية فقد ابتلي بعض الناس بالطعن في العلماء والدعاة بحق أو بغير حق وأصبح هذا هو شغلهم الشاغل وتنبى هذا بعض صغار طلاب العلم الذين لا فقه عندهم ولا معرفة فتجد أحدهم لا يحفظ من كتاب الله جزء وتجده يتكلم في أناس قضوا أعمارهم في الدعوة ونشر العلم ويبدعهم وكأنه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ويتكلم في أشياء يتوقف فيها الكبار من العلماء ونسي هولاء أن كثير من هذا الكلام من الغيبة المحرمة التي تأكل الحسنات فنسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين وأن يجمعهم على كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم إنه جواد كريم.(92/306)
لماذا لم يخرج البخاري ومسلم للإمام الشافعي رحمه الله تعالى
ـ[ناصر السوهاجي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 05:59 م]ـ
لماذا لم يخرج البخاري للإمام الشافعي رحمه الله تعالى
قال الإمام الذهبي رحمه الله تعالى: قال الحافظ أبو بكر الخطيب في مسألة الاحتجاج بالامام الشافعي، فيما قرأت على أبي الفضل بن عساكر، عن عبد المعز بن محمد، أخبرنا يوسف بن أيوب الزاهد، أخبرنا الخطيب قال: سألني بعض إخواننا بيان علة ترك البخاري الرواية عن الشافعي في " الجامع "؟ وذكر أن بعض من يذهب إلى رأي أبي حنيفة ضعف أحاديث الشافعي، واعترض بإعراض البخاري عن روايته، ولولا ما أخذ الله على العلماء فيما يعلمونه ليبيننه للناس، لكان أولى الأشياء الإعراض عن اعتراض الجهال، وتركهم يعمهون، وذكر لي من يشار إليه خلو كتاب مسلم وغيره من حديث الشافعي، فأجبته بما فتح الله لي، ومثل الشافعي من حسد، وإلى ستر معالمه قصد، ويأبى الله إلا أن يتم نوره، ويظهر من كل حق مستوره، وكيف لا يغبط من حاز الكمال، بما جمع الله له من الخلال اللواتي لا ينكرها إلا ظاهر الجهل، أو ذاهب العقل.
ثم أخذ الخطيب يعدد علوم الإمام ومناقبه، وتعظيم الأئمة له، وقال: أبى الله إلا رفعه وعلوه * وليس لما يعليه ذو العرش واضع
إلى أن قال: والبخاري هذب ما في " جامعه "، غير أنه عدل عن كثير من الأصول إيثاراً للإيجاز، قال إبراهيم بن معقل: سمعت البخاري يقول: ما أدخلت في كتابي " الجامع " إلا ما صح، وتركت من الصحاح لحال الطول.
فترك البخاري الاحتجاج بالشافعي، إنما هو لا لمعنى يوجب ضعفه، لكن غني عنه بما هو أعلى منه، إذ أقدم شيوخ الشافعي مالك، والدراوردي، وداود العطار، وابن عيينة.
والبخاري لم يدرك الشافعي، بل لقي من هو أسن منه، كعبيد الله بن موسى، وأبي عاصم ممن رووا عن التابعين، وحدثه عن شيوخ الشافعي عدة، فلم ير أن يروي عن رجل، عن الشافعي، عن مالك.
فإن قيل: فقد روى عن المسندي، عن معاوية بن عمرو، عن الفزاري، عن مالك، فلا شك أن البخاري سمع هذا الخبر من أصحاب مالك، وهو في " الموطأ " فهذا ينقض عليك؟!
قلنا: إنه لم يرو حديثا نازلا وهو عنده عال، إلا لمعنى ما يجده في العالي، فأما أن يورد النازل، وهو عنده عال، لا لمعنى يختص به، ولا على وجه المتابعة لبعض ما اختلف فيه، فهذا غير موجود في الكتاب.
وحديث الفزاري فيه بيان الخبر، وهو معدوم في غيره، وجوده الفزاري بتصريح السماع.
ثم سرد الخطيب ذلك من طرق عدة، قال: والبخاري يتبع الألفاظ بالخبر في بعض الأحاديث ويراعيها، وإنا اعتبرنا روايات الشافعي التي ضمنها كتبه، فلم نجد فيها حديثا واحداً على شرط البخاري أغرب به، ولا تفرد بمعنى فيه يشبه ما بيناه، ومثل ذلك القول في ترك مسلم إياه، لإدراكه ما أدرك البخاري من ذلك، وأما أبو داود فأخرج في " سننه " للشافعي غير حديث، وأخرج له الترمذي، وابن خزيمة، وابن أبي حاتم.
المصدر: سير أعلام النبلاء 10/ 95 - 96.(92/307)
ظلم النفس لا ينافي الصديقية والولاية لابن القيم
ـ[ابوعبدالله الحوالي]ــــــــ[31 - 03 - 08, 10:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت ما كتبه ابن القيم فأحببت أن تشاركوني فرحتي بهذا الكلام الذي يزيد القلب محبة لله وتعظيما له وطمعا في رحمته الواسعة لعبادة المتقين
يقول ابن القيم رحمه الله:
إن كون العبد مصطفى لله ووليا لله ومحبوبا لله ونحو ذلك من الأسماء الدالة على شرف منزلة العبد وتقريب الله له لا ينافي ظلم العبد نفسه أحيانا بالذنوب والمعاصي بل أبلغ من ذلك أن صدِّيقيته لا تنافي ظلمه لنفسه ولهذا قال صدِّيق الأمة وخياره للنبي صلى الله عليه وسلم: ((علمني دعاء ادعو به في صلاتي , فقال: قل: ((اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا , ولا يغفر الذنوب إلا أنت , فاغفر لي مغفرة من عندك , وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم.
وقد قال الله تعالى: ((وَسَارِعُواْ إِلَى مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ {133} الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاء وَالضَّرَّاء وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ {134} وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ {135})) آل عمران
فأخبر سبحانه عن صفات المتقين وأنهم يقع منهم ظلم النفس والفاحشة لكن لا يصرون على ذلك
وقال تعالى: ((َالَّذِي جَاء بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ {33} لَهُم مَّا يَشَاءُونَ عِندَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاء الْمُحْسِنِينَ {34} لِيُكَفِّرَ اللَّهُ عَنْهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي عَمِلُوا وَيَجْزِيَهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ {35})) الزمر
إلى أن قال رحمه الله
وظلم النفس نوعان:
1 - نوع لا يبقى معه شيء من والولاية والصديقية والاصطفاء , وهو ظلمها بالشرك والكفر.
2 - ونوع يبقى معه حظه من الإيمان والاصطفاء والولاية وهو ظلمها بالمعاصي وهو درجات متفاوتة في القدر والوصف.
طريق الهجرتين (1/ 363)(92/308)
حكم مس المصحف للحائض والجنب
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[01 - 04 - 08, 12:39 ص]ـ
للحائض والجنب أحكام خاصة تتعلق بهما في باب الطهارة يجب الانتباه إليها، وقد جرى بين العلماء خلاف حول جواز مس المصحف للحائض والجنب، ويرى جمهور العلماء منع الحائض والجنب من مس المصحف إلا من باب الضرورات التي تبيح المحظورات، وفي هذه الصفحات نعرض أقوال العلماء في هذه المسألة والأدلة التي استدلوا بها في فتاواهم.
يحرم على الحائض والجنب مس القرآن، ولكن يجوز النظر في المصحف وقراءته بالقلب دون حركة اللسان، عن عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - قال: لا تقرأ الحائض القرآن. -أخرجه ابن شيبة 1/ 139، وعبدالرزاق 1307، والدارمي 1/ 235، والبيهقي 1/ 89 - .
وعن علي -رضي الله عنه - لا يحجبه -يعني النبي صلى الله عليه وسلم -عن القرآن شيء، ليس الجنابة -أخرجه أحمد 1.638/ 101، أبو داود 1339/ 14 والترمذي 1.146/ 673 والنسائي 1366/ 158 وابن ماجة 1594/ 336 - .
وعن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: >لا تقرأ الحائض ولا النفساء من القرآن شيئاً< -الدار قطني 1/ 131 - .
وعن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: >لا يقرأ الجنب ولا الحائض شيئاً من القرآن< -أبو داود 339 الترمذي 146 ابن ماجة 595 - .
وروى الترمذي عن علي - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرئُنا القرآن على كل حال ما لم يكن جنباً. -الترمذي 146 - ، فلا يمس المصحف المحدث بدون حائل، لقوله تعالى: -لا يمسه إلا المطهرون- >الواقعة: 79<.
وكذلك كما ورد في الكتاب الذي كتبه الرسول صلى الله عليه وسلم إلى أهل اليمن من حديث عمرو بن حزم، قوله: >لا يمس القرآن إلا طاهر< -الدار قطني 1433/ 139 والبيهقي: 1409/ 141، والحاكم 36123/ 595، والدارمي 3.31833/ 603 - .
ومن منع القراءة من الصحابة والتابعين وعلماء سلفنا الصالح، علي بن أبي طالب، وجابر بن عبدالله - رضي الله عنهما - والشعبي، وأبو العالية، وسفيان الثوري، والشافعي، وأحمد بن حنبل، وإسحق ابن راهوية -المجموع 3/ 158شرح السنة 3/ 43 للبغوي، سنن الدارمي 1/ 235 -
.
قال شيخ الإسلام عن منع مس المصحف لغير المتطهر: هو مذهب الأئمة الأربعة -مجموع الفتاوي 31/ 366 - ولا جناح أن يحمل غير المتطهر المصحف في غلاف أو كيس من غير أن يمسه، وكذلك لا بأس أن ينظر فيه ويتصفحه من غير مس.
ولكن رفض بعض العلماء كشيخ الإسلام للحائض أن تقرأ القرآن إذا خشيت نسيانه -مجموع الفتاوي 39/ 179 - .
ولا جناح أن تتكلم الحائض والجنب بما وافق القرآن إن لم يقصد القرآن، بل على وجه الذكر مثل: بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، لحديث عائشة - رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يذكر الله على كل أحيانه -مسلم 3.834/ 390 والبخاري 1/ 538 -
ولا بأس بقراءة المحدث في كتب التفسير وكتب الفقه والأدب الديني والحديث والتوحيد ونحوها.
وإنما لا تجوز قراءة القرآن على وجه التلاوة ولا على وجه الدعاء أو الاستدلال ونحو ذلك، ولكن رخص مس المصحف بعض المشايخ عند الاختبار في ذلك بقدر الحاجة للضرورة، وكذلك يجوز في حالة خاصة كحالة خوف النسيان، إذا كانت الحائض تحفظ سوراً من القرآن، أو تحفظ القرآن - وتخشى إذا تركت التلاوة أن تنسى؛ لأن هذا من الضرورات، وكذلك الطالبة - إذا جاء وقت الامتحان في مادة القرآن وهي حائض، ويمتد حيضها ولا يمكن أن تؤدي الامتحان بعد نهاية الحيض - لأنها لو تركته لفات عليها الامتحان، ففي هذه الحالة يجوز للطالبة أن تقرأ القرآن لأداء الامتحان عن ظهر قلب ومس المصحف، لكن بشرط أن لا تمسه إلا من وراء حائل.
قراءة الكتب
ولا بأس أن يقرأ المحدث حدثاً أكبر -الحائض، والجنب- في الكتب التي فيها آيات قرآنية أو آيات مفسرة، ولابأس أن يكتبها ضمن مقال أو نحوه، وكذا يجوز الاستشهاد بها بوصفه دليلاً على حكم أو قراءتها بوصفه دعاء وورد ونحو ذلك؛ فإنه لا يسمى تلاوة، وكذا للحائض والنفساء حمل كتب التفسير ونحوها للحاجة، ويرى في فتح الباري أن الكتاب إذا اشتمل على أشياء غير الآيتين فأشبه مالو ذكر بعض القرآن في كتاب الفقه أو في التفسير، فإنه لا يمنع قراءته ولا مسه عند الجمهور -فتح الباري 1/ 324 - .
النظر في المصحف
ويجوز النظر في المصحف وقراءته بالقلب دون حركة اللسان،
قال النووي في شرح المهذب: يجوز للجنب والحائض النظر في المصحف وقراءته بالقلب دون حركة اللسان، وهذا لا خلاف فيه -شرح المهذب 7/ 163 - .
وأما مس المصحف فلا يجوز للحائض والجنب، قال الله تعالى: -لا يمسه إلا المطهرون- >الواقعة: 79<.
وفي الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم لا يمس القرآن إلا طاهر -مالك في الموطأ في كتاب القرآن 199والدارمي في الطلاق 3183 - ، وهذا ترجيح الأئمة أنه لا يجوز للحائض والجنب أن يمس المصحف إلا من وراء حائل، كأن يكون المصحف في صندوق أو كيس ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/309)
ـ[البارقي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 11:22 م]ـ
قال أبو بكر محمد بن إبراهيم بن المنذر النيسابوري رحمه الله
حدثنا عثمان بن نمير، ثنا عتبة بن عبد الله، أنا أبو غانم وهو يونس بن نافع، عن أبي مجلز، قال: دخلت على ابن عباس فقلت له: أيقرأ الجنب القرآن؟ قال: دخلت علي وقد قرأت سبع القرآن وأنا جنب (1) وكان عكرمة لا يرى بأسا للجنب أن يقرأ القرآن، وقيل لسعيد بن المسيب: أيقرأ الجنب القرآن؟ قال: نعم أليس في جوفه وقال مالك: لا يقرأ الجنب القرآن إلا أن يتعوذ بالآية والآيتين عند منامه ولا يدخل المسجد إلا عابر سبيل وكذلك الحائض وقال الأوزاعي: لا يقرأ الجنب شيئا من القرآن إلا آية الركوب إذا ركب قال سبحان الذي سخر لنا هذا (2) إلى قوله وإنا إلى ربنا لمنقلبون (3) وآية النزول رب أنزلني منزلا مباركا وأنت خير المنزلين (4) وفيه قول ثالث قاله محمد بن مسلمة كره للجنب أن يقرأ القرآن حتى يغتسل، قال: وقد أرخص في الشيء الخفيف مثل الآية والآيتين يتعوذ بهما وأما الحائض ومن سواها فلا يكره لها أن تقرأ القرآن لأن أمرها يطول فلا تدع القرآن والجنب ليس كحالها. قال أبو بكر: احتج الذين كرهوا للجنب قراءة القرآن
بحديث علي
حدثنا محمد بن عبد الوهاب، أنا يحيى بن أبي بكير، ثنا شعبة، عن عمرو بن مرة، قال سمعت عبد الله بن سلمة، قال: دخلت على علي، فقال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يقضي الحاجة ثم يقرأ القرآن ويأكل معنا اللحم ولم يكن يحجبه عن القرآن شيء ما خلا الجنابة (1) واحتج من سهل للجنب أن يقرأ القرآن
بحديث عائشة
حدثنا عبد الله بن أحمد، ثنا خلف بن الوليد، ثنا يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبيه، عن خالد بن سلمة، عن البهي، عن عروة، عن عائشة، قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه
>>قال أبو بكر: فقال بعضهم: الذكر قد يكون بقراءة القرآن وغيره فكل ما وقع عليه اسم ذكر الله فغير جائز أن يمنع منه أحدا إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يمتنع من ذكر الله على كل أحيانه وحديث علي لا يثبت إسناده لأن عبد الله بن سلمة تفرد به وقد تكلم فيه عمرو بن مرة قال: سمعت عبد الله بن سلمة وإنا لنعرف وننكر فإذا كان هو الناقل بخبره فجرحه بطل الاحتجاج به ولو ثبت خبر علي لم يجب الامتناع من القراءة من أجله لأنه لم ينهه عن القراءة فيكون الجنب ممنوعا منه
والجواز قول العلامة الشيخ سليمان العلوان في قراءة الجنب
والمس لا دليل صحيح على تحريمه
وما روي فهو معلول
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[03 - 04 - 08, 12:45 م]ـ
اورد لكم كلام للشيخ سليمان الماجد من شرحه لبلوغ المرام
له علاقة بنفس الموضوع
حديث عبد الله بن أبي بكر عن محمد بن حزم عن أبيه عن جده عمرو بن حزم: أنه كان في كتاب رسول الله الذي بعثه إلى عمرو بن حزم وهو واليه في نجران وكان عمره سبعة عشرة عاماً حين كان والياً: "ألا يمس القرآن إلا طاهر" رواه النسائي.
هذا الحديث أخذ منه:
القول الأول: بعض العلماء أنه لا يجوز مس القرآن إلا من طاهر من الحدث الأكبر والأصغر، من قال لا يمس القرآن إلا متوضئ ومن كان على جنابة أو كان على غير وضوء من الحدث الأصغر فلا يحل له أن يمس المصحف.
القول الثاني: أنه يجوز أن يمس المصحف ولكن يستحب له أن يتوضأ.
سبب الخلاف هو في دلالة لفظ طاهر وما فيها من الاشتراك اللُغوي في مصلح العرب، وفي اصطلاح أهل الشريعة:
فالطاهر يطلق ويراد به من ليس عليه جنابة.
والطاهر يطلق ويراد به من ليس عليه حدث أصغر.
والطاهر يطلق ويراد به من ليس عليه نجاسة، يعني جسمه ليس فيه نجاسة.
والطاهر يطلق ويراد به الطهارة المعنوية وهي طهارة المؤمن.
فهذه أربعة احتمالات إذا قلنا طاهر تحتمل هذه الأشياء.
في كتاب عمرو بن حزم: "أن لا يمس القرآن إلا طاهر"، قلنا رواه النسائي وفيه اختلاف كبير في تصحيحه ولكن تلقته الأمة بالقبول وقد صحح الحديث غير واحد من أهل العلم، فالحديث صحيح إن شاء الله، أو نقول ثابت لأن بعضهم حسنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/310)
فأي هذه الاحتمالات نحمل هذا الحديث عليه، الذي ظهر لي- والله أعلم- وهو اختيار الإمام الشوكاني- رحمة الله تعالى عليه- وغير واحد من أهل العلم بأن المقصود هي طهارة الإيمان وأن النجاسة هي نجاسة الشرك والكفر، ويدل على ذلك ما أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما من حديث أبي هريرة: أنه لقي النبي فحاص عنه- يعني مال عنه- فلما أن لقيه مرة أخرى قال: "ما منعك يا أبا هريرة؟ " قال: كنت جنباً أو قال كنت نجساً، فقال: "إن المؤمن لا ينجس". هذا وجه.
والوجه الثاني: أن هذه الأحاديث قد وردت في مثل أحاديث تنهى عن أن يمسك الكفار بالمصاحف، كقوله: "لا تسافروا بالمصاحف- أو بالقرآن- إلى أرض العدو فإني لا آمن أن يناله العدو"، وهو حديث صحيح.
الوجه الثالث: أن هذا الكتاب أُرسل إلى نجران وفيه نصارى، فأرسله إلى عامله وهو عمرو بن حزم الشاب الذي ولاه النبي على نجران وكأنه أراد أن يذكره ألا يمس القرآن إلا طاهر.
الوجه الرابع: أن الله عز وجل قال: (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا ... ) فلا يمسون المصاحف أيضاً.
الوجه الخامس: أنه لم يرد في الشريعة وصف المؤمن حين يكون على حدث أكبر أو أصغر أنه نجس.
فصح بذلك- والله أعلم- أن هذا المشترك اللفظي بين هذه الأشياء الأربعة لا يجوز على أن نحمله على الحدث الأصغر كما قال بعضهم، ولا على الحدث الأكبر كما قال البعض الآخر. لأنه لم يرد وصف المسلم والمؤمن بأنه ينجس أو أنه يكون غير طاهر، كما أنني أيضاً حين التأمل أن لفظ الطاهر يطلق على المسلم، يعنى لا يطلق على المسلم حين يكون على الطهارة الشرعية الاصطلاحية المعروفة. يقال له أنت على طهارة ولكن لا يقال أنت طاهر، وإنما يقال أنت على طهارة أنت على وضوء ولم يرد في كتاب الله ولا سنة رسوله ولا على ألسنة الصحابة أنه يقال أنا طاهر وأنت طاهر، ولكن يقول أنا متطهر ويقول أنا على وضوء ويقول أنا على طهارة.
فقوله: "وأن لا يمس القرآن إلا طاهر"، وهي لا تطلق في المصطلح الشرعي على من تطهر من الحدث الأكبر أو الأصغر، فمعناه أن المشترك هذا يراد به طهارة الإيمان وعكسها نجاسة الكفر والشرك، مع وجود القرائن والدلائل الأخرى، ومما يقوي ذلك أن النبي قد بعث إلى هرقل عظيم الروم وكان مما كتب: (قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً أرباباً من دون الله ... ) الآية، وهي آية كاملة وهي جزء من كتاب الله عز وجل، وإن أجابوا عليها بقولهم أن هذا ليس مصحف وهذا اعتراض صحيح ولكن تبقى الأدلة الأخرى- في نظري- ليست لها معارض فيكون الأرجح والأقرب أن مس المصحف لغير المتوضئ جائز- والله أعلم-.
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[03 - 04 - 08, 08:39 م]ـ
الاخ الفاضل
ليتك بحتت قبل ان تكتب هذا الموضوع المستقل
ما حكم مس المصحف للمحدث والجنب والحائض؟؟ ( http://http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=122151)
هذا الموضوع موجود في الملتقى فتكون اضافتك اثرت الموضوع ويكون النقاش العلمي بنفس الصفحة
بارك الله فيك اخي جهاد ونفع بك الامة
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[03 - 04 - 08, 08:41 م]ـ
لا يوجد دليل صحيح صريح في منع المُحدِث من قراءة القرآن، ولا من مسّ المصحف، سواء كان حدثا أصغر أم أكبر.
أما الاستدلال بعموم قوله تعالى: (لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ)
فليس بصواب – والله أعلم – ذلك أن الآية مرتبطة بما قبلها
فإن الله تبارك وتعالى قال في سياق الآيات: (إِنَّهُ لَقُرْآَنٌ كَرِيمٌ (77) فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ (78) لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ)
فالذي في الكتاب المكنون هو ما في اللوح المحفوظ، وقد تكرر وصف القرآن بذلك.
قال الله جل جلاله: (بَلْ هُوَ قُرْآَنٌ مَجِيدٌ (21) فِي لَوْحٍ مَحْفُوظٍ)
هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى فإن المقصود بـ (الْمُطَهَّرُونَ) هم الملائكة.
وأما البشر فإنهم لا يُطلق عليهم (مطهّرون) لأنهم يتطهرون
ولذا قال الله عز وجل في شأن البشر (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ)
وقال في أهل قباء: (فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَنْ يَتَطَهَّرُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ)
وقال في شأن النساء: (فَإِذَا تَطَهَّرْنَ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/311)
فالناس يتطهّرون، ولا يُوصفون بأنهم (مُطهّرون)
قال ابن عباس: (لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ) قال: الكتاب الذي في السماء.
وقال مرة: يعني الملائكة.
وكذا ورد عن ابن مسعود حيث قال: هو الذكر الذي في السماء لا يمسه إلا الملائكة
قال قتادة: (لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ) قال: لا يمسه عند الله إلا المطهرون، فأما في الدنيا فإنه يمسه المجوسي النجس، والمنافق الرجس، وقال: وهي في قراءة ابن مسعود (ما يمسه إلا المطهرون) وقال أبو العالية (لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ) قال: ليس أنتم. أنتم أصحاب الذنوب.
قال الإمام مالك أحسن ما سمعت في هذه الآية: (لا يَمَسُّهُ إِلاَّ الْمُطَهَّرُونَ) إنما هي بمنزلة هذه الآية التي في عبس وتولى؛ قول الله تبارك وتعالى: (كَلاَّ إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12) فِي صُحُفٍ مُكَرَّمَةٍ (13) مَرْفُوعَةٍ مُطَهَّرَةٍ (14) بِأَيْدِي سَفَرَةٍ (15) كِرَامٍ بَرَرَةٍ).
إذاً سقط الاستدلال بالآية على منع المُحدث حدثا أصغر أو أكبر من مس المصحف.
وهنا مسألة، وهي:
ينبغي التفريق بين مس المصحف، وبين قراءة القرآن.
وبقي الاستدلال ببعض الأحاديث التي استدل بها مَن منع الحائض أو الجُنُب من قراءة القرآن، أو منع غير المتوضئ من مسّ المصحف.
فقد استدلوا بأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقضي حاجته ثم يخرج فيقرأ القرآن، ولا يحجزه - وربما قال - ولا يحجبه عن ذلك شيء ليس الجنابة. رواه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن خزيمة والحاكم وقال: هذا حديث صحيح الإسناد والشيخان لم يحتجا بعبد الله بن سلمة فمدار الحديث عليه، وعبد الله مطعون فيه.
ورواه ابن الجارود في المنتقى، وقال: قال يحيى: وكان شعبة يقول في هذا الحديث: نعرف وننكر. يعني أن عبد الله بن سلمة كان كبر حيث أدركه عمرو.
وأطال الشيخ أبو إسحاق الحويني في تخريجه وذكر طُرقه، وذلك في غوث المكدود بتخريج منقى ابن الجارود (ح 94)، ورجّح ضعفه.
ومن قبله الشيخ الألباني – رحمه الله – فقد أطال في تخريجه والكلام عليه في الإرواء
(ح 485)
ثم إن هذا الحديث لو صح فإنه لا يدل على المنع؛ لأنه حكاية فعل، وحكاية الفعل المُجرّد لا يدل على المنع ولا يدل على الوجوب.
قال ابن حجر: قال ابن خزيمة: لا حجة في هذا الحديث لمن منع الجنب من القراءة؛ لأنه ليس فيه نهي، وإنما هي حكاية فعل. اهـ.
ومع أنه حكاية فعل إلا أنه حديث ضعيف لا تقوم به حُجّة.
ومما استدلوا به أيضا حديث علي رضي الله عنه قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ، ثم قرأ شيئا من القرآن، ثم قال: هكذا لمن ليس بجُنب، فأما الجنب فلا ولا آية. رواه الإمام أحمد وأبو يعلى والضياء في المختارة، وضعفه الشيخ الألباني في الإرواء. الموضع السابق.
إذا ليس هناك حديث صحيح صريح في منع المُحدِث من قراءة القرآن، سواء كان حدثا أكبر أو أصغر.
ثم إن البراءة الأصلية تقتضي عدم منع الجنب أو الحائض من مس المصحف أو من قراءة القرآن، إذ الأصل عدم التكليف.
وهذه المسألة مما تعمّ به البلوى، أعني الجنابة والحيض، ومع ذلك لم يرد حديث واحد صحيح في منع الجنب أو الحائض في قراءة القرآن.
قال الإمام الشوكاني - رحمه الله -:
وليس من أثبت الأحكام المنسوبة إلى الشرع بدون دليل بأقل إثماً ممن أبطل ما قد ثبت دليله من الأحكام، فالكل إما من التقوّل على الله تعالى بما لم يَقُل، أو من إبطال ما قد شرعه لعباده بلا حُجة. اهـ.
ومذهب جماعة من السلف جواز قراءة الجُنب للقرآن، إذ أن الجنابة والحيض مما تعمّ به البلوى، ومع ذلك لم يرِد النهي عن القراءة في هذه الأحوال، فعُلِم أنه مما عُفيَ عنه، وبقي على أصله من عدم تأثيم قارئ القرآن في هذه الأحوال.
ولذا بوّب البخاري - رحمه الله - باباً في الصحيح فقال: تقضي الحائض المناسك كلها إلا الطواف بالبيت. وقال إبراهيم: لا بأس أن تقرأ الآية، ولم يَرَ ابن عباس بالقراءة للجنب بأسا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/312)
قال ابن حجر في توجيه التبويب: والأحسن ما قاله ابن رشيد تبعا لابن بطال وغيره: إن مراده الاستدلال على جواز قراءة الحائض والجنب بحديث عائشة رضي الله عنها؛ لأنه صلى الله عليه وسلم لم يَستثن من جميع مناسك الحج إلا الطواف، وإنما استثناه لكونه صلاة مخصوصة، وأعمال الحج مشتملة على ذكر وتلبية ودعاء، ولم تمنع الحائض من شيء من ذلك، فكذلك الجنب لأن حدثها أغلظ من حدثه.انتهى.
ولما سُئل سعيد بن جبير: يقرأ الحائض والجنب؟ قال: الآية والآيتين.
وهذا الذي رجّحه الشيخ الألباني - رحمه الله - ومن قبله الشوكاني.
بل إن الشيخ الألباني - رحمه الله - يرى جواز قراءة الجنب للقرآن، وأنه لا يوجد دليل صحيح يمنع الجنب من قراءة القرآن، وإن كان الأولى أن يُقرأ القرآن على طهارة كاملة.
وقد ناقش الشيخ الألباني - رحمه الله - هذه المسألة في تمام المنة. ص 107 - 118
ورجّح أن المراد بقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن حزم: لا يمس القرآن إلا طاهر.
أن المقصود بـ (الطاهر) المؤمن.
والمشرك نجس بنص القرآن، والمؤمن طاهر بنص قوله صلى الله عليه وسلم: المؤمن لا ينجس. متفق عليه.
قال - رحمه الله -: والمراد عدم تمكين المشرك من مسِّه.
ويُراجع قوله - رحمه الله – وتفصيله في المسألة في تمام المنة في التعليق على فقه السنة
ثم إن النبي صلى الله عليه على آله وسلم ثبت عنه أنه كان لا ينام حتى يقرأ: ألم تنزيل (السجدة)، وتبارك الذي بيده الملك. رواه الإمام أحمد والترمذي.
ولم يُنقل عنه عليه الصلاة والسلام أنه تركهما لأجل الجنابة، أو أنه قرأ بهما قبل أن يُجنِب.
مع أنه عليه الصلاة والسلام كان ينام ولا يمسّ ماء.
قالت عائشة – رضي الله عنها – عن عائشة قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ينام وهو جنب ولا يمس ماء. رواه الإمام أحمد والترمذي وابن ماجه والنسائي في الكبرى.
ولا شك أن قراءة القرآن على طهارة كاملة أنه هو الأولى والأفضل، لقوله – عليه الصلاة والسلام –: إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر - أو قال - على طهارة. رواه الإمام أحمد وأبو داود.
المصدر شبكة المشكاة الاسلامية
http://www.almeshkat.net/index.php?pg=qa&ref=333
والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم.
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[03 - 04 - 08, 11:57 م]ـ
كلام جميل للشيخ الالباني رحمه الله في نفس الموضوع
بيان الشيخ ما يجوز للمرأة أن تفعله وهي حائض (من قراءة القرآن و نحوه .... ) ( http://www.alalbany.name/audio/131/131_03.rm)
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[04 - 04 - 08, 12:12 ص]ـ
هذه بعض الروابط الصوتيه للشيخ المحدث العلامة الالباني رحمه الله يتكلم عن حكم قراءه القرآن للمحدث والجنب والحائض
هل يجوز للمحدث والجنب والحائض لمس المصحف وقراءة القرآن.؟ وما صحة حديث (لا يقرأ القرآن جنب ولا حائض).؟ وما حكم اتخاذ المحاريب في المساجد.؟ ( http://www.alalbany.name/audio/001/001_10.rm)
8- ما حكم لمس الحائض والجنب والنفساء للمصحف وقراءة القرآن؟ ( http://www.alalbany.name/audio/041/041_08.rm)
2- هل يجوز للجنب أن يقرأ القرآن و يذكر الله.؟ ( http://www.alalbany.name/audio/131/131_02.rm)
هل الحائض تقرأ القرآن.؟ ( http://www.alalbany.name/audio/324/324_08.rm)
والشيخ رحمه الله يقول بجواز قراءه الجنب والمحدث والحائض للقرآن
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[04 - 04 - 08, 12:19 ص]ـ
جزاكم الله كل خير
مر بي منذ زمن كتيب إسمه (السيل الفائض في جواز مس المس و دخول المسجد للجنب و الحائض) لمؤلف إسمه على ما أذكر باحث بن شقيق الأنصارى
ـ[سيدي محمد اندي]ــــــــ[17 - 07 - 08, 12:25 ص]ـ
حمل من المرفقات
اعلام الخائض بجواز مس المصحف للجنب والحائض
وهنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=58213&stc=1&d=1216239901)
ـ[محمد الجبالي]ــــــــ[08 - 09 - 09, 07:32 م]ـ
إخواني في الله
وقعت يدي على بحث دقيق حول جواز تلاوة القرآن ومسه للحائض والنفساء
وقبل أن أعرض البحث أود أن نناقش معا قول الله تعالى: {فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ، لا يمسه إلا المطهرون} الواقعة 78 - 79
ولنتساءل:
- ما المقصود بالكتاب المكنون؟
- ومن المقصود ب {المطهرون}؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/313)
لقد راجعت عددا كثيرا من كتب التفسير فوجدت أنهم قد قالوا:
أن المقصود بالكتاب المكنون القرآن المحفوظ في السماء
أما المقصود ب {المطهرون} فهم الملائكة
هذا الطبري يقول: وقوله: (فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ) يقول تعالى ذكره: هو في كتاب مصون عند الله لا يمسه شيء من أذى من غبار ولا غيره. وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل تفسير الطبري - (ج 23 / ص 149)
واختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله: (إِلا الْمُطَهَّرُونَ) وذكر أن ابن عباس سعيد ابن جبير ومجاهد عكرمة و أبي العالية قالوا هم الملائكة
ثم قال: حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قتادة، قوله: (لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) ذاكم عند ربّ العالمين، فأما عندكم فيمسه المشرك النجس، والمنافق الرَّجِس.
و عن قتادة، قوله: (لا يَمَسُّهُ إِلا الْمُطَهَّرُونَ) قال لا يمسه عند الله إلا المطهرون، فأما في الدنيا فإنه يمسه المجوسيّ النجس، والمنافق الرجس
تفسير الطبري - (ج 23 / ص 151)
وابن كثير ذكر نحو ما ذكره الطبري تفسير ابن كثير - (ج 7 / ص 545)
وقال البغوي: {لا يَمَسُّهُ} أي ذلك الكتاب المكنون، {إِلا الْمُطَهَّرُونَ} وهم الملائكة الموصوفون بالطهارة، يروى هذا عن أنس، وهو قول سعيد بن جبير، وأبي العالية، وقتادة وابن زيد: أنهم الملائكة، وروى حسان عن الكلبي قال: هم السفرة الكرام البررة.
و
روى محمد بن الفضيل 152/أ عنه لا يقرؤه إلا الموحِّدون. قال عكرمة: وكان ابن عباس ينهى أن يمكن اليهود والنصارى من قراءة القرآن.
قال الفَّراء: لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به (1).
وقال قوم: معناه لا يمسه إلا المطهرون من الأحداث والجنابات، وظاهر الآية نفيٌ ومعناها نهي، قالوا: لا يجوز للجنب ولا للحائض ولا المحدث حمل المصحف ولا مسُّهُ، وهو قول عطاء وطاووس، وسالم، والقاسم، وأكثر أهل العلم، وبه قال مالك والشافعي.
وقال الحكم، وحماد، وأبو حنيفة: يجوز للمحدث والجنب حمل المصحف ومسه. والأول قول أكثر الفقهاء.
تفسير البغوي - (ج 8 / ص 23)
وإلى مثل ذلك أو قريب منه جاء في الألوسي والبحر المحيط وفتح القدير
ولخص ابن الجوزي ورتب المسألة كعادته قال:
قوله تعالى: {في كتاب} فيه قولان.
أحدهما: أنه اللوح المحفوظ، قاله ابن عباس.
والثاني: أنه المصحف الذي بأيدينا، قاله مجاهد، وقتادة.
وفي «المكنون» قولان.
أحدهما: مستور عن الخلق، قاله مقاتل، وهذا على القول الأول.
والثاني: مصون، قاله الزجاج.
قوله تعالى: {لا يمسه إلا المطهرون} من قال: إنَّه اللوح المحفوظ. فالمطهرون عنده: الملائكة، وهذا قول ابن عباس، وعكرمة، ومجاهد، وسعيد بن جبير. فعلى هذا يكون الكلام خبراً.
ومن قال: هو المصحف، ففي المطهرين أربعة أقوال.
أحدها: أنهم المطهرون من الأحداث، قاله الجمهور. فيكون ظاهر الكلام النفي، ومعناه النهي.
والثاني: المطهرون من الشرك، قاله ابن السائب.
والثالث: المطهرون من الذنوب والخطايا، قاله الربيع بن أنس.
والرابع: أن معنى الكلام: لا يجد طعمه ونفعه إلا من آمن به، حكاه الفراء.
وقال الرازي: ما المراد من الكتاب؟ نقول فيه وجوه الأول: وهو الأصح أنه اللوح المحفوظ ويدل عليه قوله تعالى: {بَلْ هُوَ قُرْءانٌ مَّجِيدٌ * فِى لَوْحٍ مَّحْفُوظٍ}
فمن قال: المراد من الكتاب اللوح المحفوظ، وهو الأصح على ما بينا، قال: هو إخبار معنى كما هو إخبار لفظاً، إذا قلنا: إن المضمر في {يَمَسُّهُ} للكتاب،
ومن قال: المراد المصحف اختلف في قوله، وفيه وجه ضعيف نقله ابن عطية أنه نهي لفظاً ومعنى وجلبت إليه ضمة الهاء لا للإعراب ولا وجه له.
تفسير الرازي - (ج 15 / ص 188 - 187)
وحول هذه المعاني دارت باقي كتب التفسير، مع الاتفاق على أن الراجح في:
{الكتاب المكنون} أنه الموجود في السماء في اللوح المحفوظ
وأن الراجح في: {المطهرون} الملائكة
ومن هنا لفت نظري أن الفقهاء بنوا رأيهم في تحريم قراءة القرآن ومس المصحف على الحائض والنفساء على غير الراجح من تفسير الآية.
وهذا الحكم على هذه الحال كأنه يدل على أن عين الحيض والنفساء نجس،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/314)
وهذا غير صحيح بالطبع فقد تعجب رسول الله من فعل أبي هريرة الذي انسل فاغتسل وعاد إلى مجلس رسول الله قائلا: {إن المؤمن لا ينجس}
وفي البخاري: عَنْ مَنْصُورِ بْنِ صَفِيَّةَ أَنَّ أُمَّهُ حَدَّثَتْهُ أَنَّ عَائِشَةَ حَدَّثَتْهَا
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَّكِئُ فِي حَجْرِي وَأَنَا حَائِضٌ ثُمَّ يَقْرَأُ الْقُرْآنَ (ج 1 / ص 495)
وفي البخاري أيضا: عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ
كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ كِلَانَا جُنُبٌ وَكَانَ يَأْمُرُنِي فَأَتَّزِرُ فَيُبَاشِرُنِي وَأَنَا حَائِضٌ وَكَانَ يُخْرِجُ رَأْسَهُ إِلَيَّ وَهُوَ مُعْتَكِفٌ فَأَغْسِلُهُ وَأَنَا حَائِضٌ (ج 1 / ص 499)
فقد حل لنا نحن الرجال أن نستمتع بالمرأة حال الحيض عدا موضع الحيضة والدبر، فهل يعني هذا أننا نستمتع بعين نجسة؟!!!
أضف إلى ذلك أن العديد من النساء يحفظن القرآن أو بعضه، فماذا يفعلن وقت الحيض؟ إن القرآن في جوفهن، في قلوبهن، يختلط بالعقل والقلب منهن لا يمكن فصله عنهن.
فإن استطعن أن يدعن المصحف المرسوم على الورق، فهل يمكن ذلك في القرآن المقيم في قلوبهن وعقولهن؟!!!
فكيف نحرم على النساء تلاوة القرآن ومسه حال الحيض أو النفاس؟!!!
إذن علينا أن ننزعه من قلوبهن وعقولهن أولا.
أما الرأي الذي يقول بأن المقصود بـ[الكتاب المكنون] المصاحف التي بين أيدينا، فإن من أحكام هذا الكتاب ألا يمسه إلا المطهرون
فإني أسأل من يقول بهذا الرأي: هل تستطيع أن تضبط ألا يمس الكافر المصحف؟!
من يستطيع الآن أن يحجب الكافر عن شراء المصحف وحمله وهو معروض للبيع والشراء في شتى أرجاء الأرض
إننا سمعنا ورأينا أعداء الله والإسلام: منهم من أخذه وأحرقه، منهم جعلوه مرمى يصوبون عليه الرصاص، ومنهم من بال عليه ألا لعنة الله على من فعل ذلك.
فإن قلنا أن المقصود بـ {الكتاب المكنون} المصاحف التي في الأرض فكأن ذلك تكذيب لكتاب الله إذ جاء فيه {لا يمسه إلا المطهرون}
وعلى الرابط الآتي بحث عظيم رائع سابغ
وسبحان الله!! إنه لإحدى النساء ذات الفقه والفهم
جدير بنا والله أن نراجعه ونقف عليه
وحبذا لو سمعنا لقولها حيث قالت أول كلامها:
أتمنى عدم الرد أو النقد إلا بعد قراءة البحث بحيادية تامة
وإليكم الرابط:
http://www.imanway.com/akhawat/showthread.php?t=10534
ـ[خالد بن محمد الطاهر]ــــــــ[16 - 10 - 09, 12:15 ص]ـ
أريد الحصول على كتاب عنوانه:
السيل الفائض في جواز مس المصحف الشريف و دخول المسجد للجنب والحائض
إن كان حاضرا إلكترونيا.
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[16 - 10 - 10, 11:09 ص]ـ
أريد الحصول على كتاب عنوانه:
السيل الفائض في جواز مس المصحف الشريف و دخول المسجد للجنب والحائض
إن كان حاضرا إلكترونيا.
لمن هذا الكتاب ومن الدار التي طبعته هلا ذكرت لي - حفظنا الله واياك-(92/315)
قراءة سورة مريم على المرأة الحامل، ما حكم ذلك؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[01 - 04 - 08, 04:42 ص]ـ
اعتاد البعض عندنا أن المرأة إذا أوشكت على الولادة فإنه يتم قراءة سورة مريم عليها، لتسهيل عملية الولادة!
فهل ورد شيء في ذلك؟؟
ـ[علي الكناني]ــــــــ[01 - 04 - 08, 07:29 ص]ـ
بغض النظر عن ورود شيء في المسألة لأنه لا علم لي بذلك
لكن إن كان ذلك مجرباً ونافعاً فهو من باب التطبب والاسترقاء والاستشفاء بالقرآن
وهذا بابه واسع والحمد لله
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[01 - 04 - 08, 09:20 ص]ـ
بارك الله فيك ..
الإشكال في تحديد سورة بعينها.
لو تم قراءة القرآن بدون تحديد سورة معيّنةباعتقادي أن لا محظور في ذلك.
ولكن تحديد سورة بذاتها في هذا الموضع لعل فيه إشكال والله أعلم.
ـ[علي الكناني]ــــــــ[01 - 04 - 08, 02:14 م]ـ
إذا جربت سورة أو آية بعينها وثبت أن لها أثراً من باب التجربة فما المانع من التطبب بها دون اعتقاد مشروعيتها بعينها؟
شكر الله لك
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 06:00 م]ـ
السؤال ... هل هناك آيات واردة تُقرأ بغرض تسهيل الولادة بالنسبة للمرأة؟؟؟
الجواب:
لا أعلمُ في ذلك شيئاً من السنة؛ لكن إذا قرأ الإنسان على الحامل التي أخذها الطلق ما يدل على التيسير، مثل " يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ " [البقرة / 185]، ويتحدث عن الحمل والوضع، كقوله تعالى " وَمَا تَحْمِلُ مِنْ أُنْثَى وَلا تَضَعُ إِلَّا بِعِلْمِه " [فصلت / 47]، ومثل قوله تعالى " إِذَا زُلْزِلَتِ الأَرْضُ زِلْزَالَهَا، وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ أَثْقَالَهَا " [الزلزلة / 1، 2]، فإن هذا نافع، ومُجَرَّب بإذن الله، والقرآن كله شفاء، إذا كان القارئُ والمَقْرُوءُ عليه مُؤْمِنًا بِأَثَرِهِ وتَأْثِيرِهِ، فإنه لا بد أن يكون له أثر؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقول " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلاَّ خَسَاراً " [الإسراء / 82] وهذه الآية عامة، شفاء ورحمة، يشمل شفاء القلوب من أمراض الشُّبُهات، وأمراض الشَّهوات، وشفاء الأجسام من الأمراض المُسْتَصْعِبَاتْ.
* [فتاوى نور على الدرب رقم 257 الوجه الأول ( http://www.ibnothaimeen.com/all/sound/article_17315.shtml) ] *
الفتوى الثانية:
يقول فضيلة الشيخ ... قرأتُ لكم في أحد مساجد عنيزة منشوراً مُعلَّقاً في المسجد، ومضمونه أنَّهُ إذا تعسَّرت الولادة على المرأة فبالإمكانِ أنْ تقرأ بعض السُّور والآيات إلى غير ذلك، وذُكر في المنشور أنَّهُ من باب التَّجربة له؛ له ايجابيَّتُهُ ... فهل نجعل ما يحصل بالتَّجربة مِقْيَاساً للشَّرعِ والعِبادة أم لا؟؟؟
الجواب:
أمَّا السؤال الآن كما سمعنا يقول إنَّ الحامل التِّي تعسَّرت ولادتها هي التي تقرأ وليس كذلك؛ بل يُقْرَأ لها في ماء وتُسقى منهُ، ويُمسح به ما حول مخرج الولد، وهذا نافعٌ بإذن الله، وأما التجربة فإن كان المجرَّب له أصل، فإن التجربة تكون تصديقاً له، وإن لم يكن له أصل، فإن كانت هذه التجربة في أمور محسوسة، فلا شك أنها عُمدة، وإن كانت في أمور شرعية فلا، القرآن الكريم الاستشفاء به له أصل، قال الله تعالى " وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ " [الإسراء / 82] فله أصل، فإذا جُرِّبَت آيات من القرآن لمرض من الأمراض ونفعت؛ صار هذا النفع تصديقاً لما جاء في القرآن من أنه شفاء للناس، أما غير الأمور التعبدية فهذه خاضعة للتجربة بلا شك، فلو أنَّ إنساناً مثلاً له بصيرة فيما يخرج من الأرض من الأعشاب ونحوها خرج إلى البر، وجمَّع ما يرى أن فيه مصلحة، وجَرَّب، فإنه يثبت بِهِ الحكم.
* [سلسلة اللقاءات الشهرية / رقم 37 / الوجه الثاني ( http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_227.shtml) ] *
العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وجمعنا به في الفردوس الأعلى
* ملاحظة من أراد سماع الفتوى بصوت الشيخ رحمه الله فهي بالمرفقات *
ـ[أبو شوق]ــــــــ[07 - 04 - 08, 05:55 ص]ـ
القرآن كله شفاء
قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء
جزاكم الله خير
ـ[عبدالرحمن الثبيتي]ــــــــ[07 - 04 - 08, 06:46 م]ـ
بارك الله فيك أخي أحمد بن حنبل على هذا النقل ورحم الله الشيخ العلامة محمد العثيمين
ـ[أبو ممدوح]ــــــــ[08 - 04 - 08, 01:27 م]ـ
بالأمس في برنامج نور على الدرب طرح سؤال شبيه بهذا السؤال فكان جواب الشيخ أحمد بن علي سير مباركي بأن هذا العمل بدعة.
راجع موقع البث الاسلامي لأن الحلقة ستضاف بمشيئة الله هنا
http://www.liveislam.net/archive.php?action=title&tid=46&sid= ا
ـ[أبو عروة]ــــــــ[08 - 04 - 08, 03:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم(92/316)
حمل مطوية حول الاحتفال بشم النسيم للتصوير والتوزيع.
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 07:56 ص]ـ
حمل مطوية حول الاحتفال بشم النسيم للتصوير والتوزيع.
تفضلوا الرابط في المرفقات.
ـ[أبو مهند المصري]ــــــــ[01 - 04 - 08, 08:18 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على مجهودكم الطيب في هذا المجال، ألا وهو نشر المطويات.
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[02 - 04 - 08, 11:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا على مجهودكم الطيب في هذا المجال، ألا وهو نشر المطويات.
حياك الله اخي وبارك الله فيك.(92/317)
220 فائدة منتقاة من شرح الشيخ سليمان العلوان على تجريد التوحيد المفيد
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 10:01 ص]ـ
الفوائد المنتقاة
مِنْ
شرح تجريد التوحيد للمقريزي
لفضيلة الشيخ العلامة: سليمان بن ناصر العلوان " حفظه الله "
انتقاء
أبو المهند القصيمي
Saleh1427@hotmail.com
غفر الله له ولوالديه ولمشايخه ولجميع المسلمين
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إنَّ الحمد لله، نحمده، ونستعينه، ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا، ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله؛ فلا مضل له، ومن يضلل؛ فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، وأشهد أنَّ محمداً عبده ورسوله.
{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102)} [آل عمران]. {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً (1)} [النساء]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً (71)} [الأحزاب].
أما بعد:
فهذه فوائد منتقاة من شرح فضيلة الشيخ سليمان العلوان على كتاب شرح تجريد التوحيد المفيد للعلامة المقريزي وقد بلغت 220 فائدة والشرح يحتمل أكثر من هذا ولكن هذا جهد المقل،،
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيرا،،،
ملاحظة: إذا ظهرت علامة ? فهي إما صلاةً على النبي صلى الله عليه وسلم أو ترضياً عن أحد الصحابة ولم تظهر لأني كتبته بمعالج النصوص ... والله اعلم.
قبل طرح الفوائد
هذا رابط لقراءة الأحاديث المتكلم فيها في هذا الشرح
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=131341
[ الشريط الأول]
1 - كتاب تجريد التوحيد المفيد للعلامة أحمد بن علي بن عبد القادر المقريزي يُكنى بأبي العباس وقيل: بأبي محمد البعلبكي الأصل و قد ولد بمصر بعد الستين وسبعمائة بِسُنَيّات وقد قيل أنه ولد سنة ستٍ وستين وسبعمائة، تمذهب على الفقه الحنفي ثم تحول عنه إلى الفقه الشافعي وقد ذكر عنه الحافظ ابن حجر – رحمه الله – بأنه كان إماماً بارعاً متقناً ضابطاً ديناً وقد محباً لأهل السنة والجماعة وقد كان يميل إلى الحديث والعمل به حتى نسب إلى أهل الظاهر وقد أثنى عليه غير واحدٍ من أهل العلم ويمكن مراجعة ذلك في التراجم. فلا نطيل الحديث عنه ففي أوائل الكتاب ترجمةٌ كافيةٌ له وقد توفي سنة خمسٍ وأربعين وثمانمائة.
2 - قال غير واحد بأنه أول كتاب أفرد في توحيد الإلهية.
3 - وصفة الكفر بالطاغوت كما قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب رحمه الله: (أن تعتقد بطلان عبادة غير الله وأن تتركها وأن تبغضها وأن تكفر أهلها وأن وتعاديهم).
4 - ففي صحيح الإمام مسلم من طريق الفزاري عن أبي مالك الأشجعي عن أبيه أن النبي ? قال: (من قال لا إله إلا الله وكفر بما يعبد من دون الله حَرُمَ مالهُ ودمهُ وحسابهُ على الله عز وجل).
قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب – رحمه الله - في مسائل كتاب التوحيد (وهذا من أعظم ما يبين معنى لا إله إلا الله فإنه لم يجعل التلفظ بها عاصماً للدم والمال بل ولا معرفة معناها مع لفظها بل ولا الإقرار بذلك بل ولا كونه لا يدعوا إلا الله وحده لا شريك له بل لا يحرم دمه ولا ماله حتى يضيف إلى ذلك الكفر بما يعبد من دون الله، فإن شك أو توقف لم يحرم دمه ولا ماله فيا لها من مسائل ما أعظمها، وأجلها، ويا له من بيان ما أوضحه وحجة ما أقطعها للمنازع).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/318)
5 - حديث (كل أمرٍ ذي بال لا يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم فهو أقطع) وهذا الخبر ضعيف بالاتفاق وقد رواه الخطيب في الجامع والسُبكي في طبقات الشافعية وفي إسناده ابن الجَنَدي وهو ضعيف الحديث، وفي الخبر اضطراب أيضاً. والمحفوظ في هذا الخبر حديث: (كل أمرٍ ذي بال لا يبدأ بالحمد). على إرساله وهو المحفوظ، أما الأول فهو منكرٌ جدا ولا يصح.
6 - حديث عاصم ابن كُلَيب عن أبيه عن أبي هريرة ? أن النبي ? قال: (كُل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليدِ الجَذْمًاء) رواه أبو عيسى الترمذي وأبو داودٍ وفي صحته اختلاف.
7 - حديث أبي إسحاق السَبيعي عن أبي الأحوص عن ابن مسعود ? قال: (كان رسول ? يعلمنا خطبة الحاجة كما يعلمنا السورة من القرآن ((إنَّ الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهدي الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله)) وفي رواية ((وأشهد أن محمداً عبده ورسوله)) رواه أهل السنن وغيرهم وإسناده صحيح.
8 - قوله تعالى: ? ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ?: وقد شرح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمة الله تعالى هذه الآية في مجلد، ذكر ذلك غيرُ واحدٍ ممن ترجم لأبي العباس - رحمه الله - والموجود في كلامه من المطبوع شيء كثير في تفسير هذه الآية وفي توضيح معناها وكثرة ما فيها من الفوائد وبديع الفرائد.
9 - التوحيد مصدر وحَدَ يُوحدُ توحيداً فهو موحد، ولا يسمى العبدُ موحداً إلا إذا أفرد الله بأفعاله.
فلواحدٍ كن واحداً في واحدٍ أعني سبيل الحق والإيمان
10 - إن قال قائل من أين أخذنا توحيد الإلهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات؟ كما قال ذلك بعض متأخري المعتزلة والأشاعرة؟
فالجواب: هذا كله مأخوذٌ من القرآن الكريم، وفي فاتحة الكتاب التي استفتح الله جل بها كتابة جميع أنواع التوحيد. قوله تعالى: ? الحمد لله رب العالمين ? إذا قلنا هنا الرب بمعنى المربي أو المالك فهذا توحيد الربوبية، وإذا قلنا الرب بمعنى المعبود فهذا توحيد الإلهية، قوله: ? الرحمن الرحيم ? هذا توحيد الأسماء والصفات.
11 - قال الشاعر:
إذا انقطعت أطماع عبدٍ عن الورى تعلق بالرب الكريم رجاءهُ
فأصبحَ حراً عزةً وقناعةً على وجهه أنواره وضياِءهُ
وإن علقت في الخلق أطماع نفسه تباعد ما يرجوا وطال عناءهُ
فلا ترجوا إلا الله في الخطب وحده ولو صح في خل الصفاء صفاءهُ
12 - إذا قال أنا لا أسأل الرسول الله ? ولكن أريد أن يقربني إلى الرب وأن يشفع لي عند الرب، فلا أقول يا رسول الله اشفع لي، ولكن أقول: يا رسول الله أشفع لي عند ربك، ويا رسول الله سَلْ الله لي المغفرة، أو سَلْ الله لي الشفاء. فبعض أهل العلم قال: هذا ليس بالشرك الأكبر بل هو من البدع العظيمة، ولا يصل إلى حد الشرك الأكبر، لأنه لم يسأل الميت ولكن أعتقد أن هذا الميت حيٌّ في قبره، فأراد منه أن يسأل الله ولم يسأله.
وهذا رأى لشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى ذكره في المجلد الأول من الفتاوى.
القول الثاني: انه شركٌ أكبر فإنه لا فرق بين كون المرء يسأل الميت ويطلب الحاجة منه أو يطلب منه أن يقضي حاجته عند ربه، قال تعالى: ? إن تدعوهم لا يسمعوا دعاءكم ولو سمعوا ما استجابوا لكم ويوم القيامة يكفرون بشرككم ? وقوله: ? ولا تدعوا من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك ? هل ينفع؟ لا يستطيع النفع. هل يضر؟ لا يستطيع أن يملك ضرك: ? فإن فعلت فإنك إذاً من الظالمين ? أي المشركين.
وظاهر هذه الآية وما قبلها تفيد أن سؤال الأموات شركٌ أكبر ولو قال أنا ما أطلب منه، ولكن أطلب منه أن يشفع لي عند ربه، أو يسأل الله لي قضاء الحاجات وتفريج الملمات، ولو قلنا بأنه ليس بشرك أكبر، فهو من البدع العظيمة ومن الشرك الذي لا ينزل عن الشرك الأصغر. ويجب إنكاره والتغليظ فيه وإعلام الناس بما أوجب الله عليهم وتحذيرهم عما نهاهم الله عنه فلا ينبغي الجهل بذلك.
13 - لا يرد ذكر الشر إلا على أحد ثلاثة وجوه، كما أفاد بذلك شيخ الإسلام وغيره من أكابر المحققين نقول:
أولاً: دخوله في عموم المخلوقات كما قال تعالى: ? الله خالق كل شيء ?.
ثانيا: إضافته إلى السبب كقوله تعالى: ? من شر ما خلق ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/319)
ثالثاً: أن يحذف فاعله كقوله تعالى: ? وأنا لا ندري أشرٌّ أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشداً ?
14 - المنتقم ليس اسما من أسماء الله، ومن جعل المنتقم اسماً من أسماء الله فقد غلط، وإن قالته بعض الطوائف. فإن المنتقم لم يرد في كتاب الله إلا على وجه الإثبات، قال جل وعلا: ? عزيزُ ذو انتقام ? لم يرد اسماً ولا يصح جعله اسماً كما ذكر ذلك أكابر المحققين.
15 - وأسماء الله تحتها صفات، وتحتها معاني.
أسمائه أو صاف مدحٍ كلها مشتقةٌ قدْ حملت لمعانِ
إياك والإلحاد فيها إنه كفرٌ معاذَ اللهِ من كفرانِ
وحقيقةُ الإلحاد فيها الميل بالإشراك والتعطيل والنكرانِ
16 - قال ابن عقيل رحمه الله: (أنا ما أقيس إيماني عند الازدحام عند أبواب المساجد ولا في الحج ((لبيك اللهم لبيك)) انظر إيماني وأقيسه أين يفزع قلبي عند حدوث النكبات والشدائد).
17 - قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى: ترك الأسباب بالكلية قدح في مقام التوحيد والاعتماد على الأسباب دون الله شرك في التوحيد.
18 - (فإن أول ما خلق الله القلم قال له أكتب، قال ما أكتب؟ قال أكتب ما هو كائن إلى يوم القيامة) رواه أحمد وغيره بسند قوي.
19 - قوله: ? إلا ليعبدون ? إلا ليوحدون كما قاله ابن عباس ومجاهد وجماعة وقيل: إلا لآمرهم وأنهاهم.
[الشريط الثاني]
20 - اختلفت عبارات الأئمة في تعريف التوحيد:
قال صاحب المنازل: ((التوحيد تنزيه الله عن المحُدَث)) وهذا ليس بشيء، ولا يدل هذا على التوحيد الذي بُعثت به الرسل وأنزلت من أجله الكتب ومن أجله شرع الجهاد وافترق الناس به إلى شقي وإلى سعيد.
فإن تنزيه الله عن المحدثات هو نوع من أنواع توحيد الربوبية الذي أقر به كثيرٌ من المشركين، فالتوحيد الذي ذكره صاحب المنازل ليس هو التوحيد الذي بعثت به الرسل. وحينئذٍ يصبح هذا التعريف غير صحيح.
وقال الجُنَيد: ((التوحيد إفراد القديم عن المحُدَث)) وهذا تعريفٌ يحتاج إلى زيادة شرح وتوضيح. فإن هذا الإفراد نوعان، لأنه يقول إفراد القديم عن المحدث وهذا الإفراد نوعان:
النوع الأول: إفرادٌ في الاعتقاد بحيث يثبت أسماء الله وصفاته ولا يشبّه ولا يمثل، فإن تمثيل صفات الله بصفات خلقه قدحٌ وطعنٌ في هذا الإفراد.
النوع الثاني: إفراد القديم من المحدث في العبادة من التأله والحب والخضوع والإنابة والتوكل والخوف والنذر والذبح ونحو ذلك.
وبهذا التفصيل يكون المعنى واضحا، غير أن اللفظ قد لا يعيه البعض وبما أن التوحيد هو الذي أرسلت به الرسل وأنزلت من أجله الكتب ينبغي أن يكون تعريفه واضحاً لكل أحد.
فإن الحاجة كلما اشتدت في معرفة شيء وكلما دعت إليه الضرورة واستجابت له الفطرة ينبغي أن يكون واضحاً لا لبس فيه.
التوحيد: هو إفراد الله بالعبادة، قال تعالى: ? أن اعبدوا الله مالكم من إله غيره ? وقوله: ? أن اعبدوا الله ? أي وحدوا الله قوله: ? مالكم من إله غيره ? هذا هو التوحيد، وقال تعالى: ? يا أيها الناس اعبدوا ربكم ? أي وحدوا ربكم. وقال تعالى: ? أن اعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت ? قوله: ? أن اعبدوا الله ? أي أفردوه بالعبادة والعبادة: هي اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة)) هذا تعريف شيخ الإسلام وجماعة من أهل العلم لمعنى العبادة.
21 - (غير أن التوحيد له قشران) هذا الكلام كله لأبي حامد الغزالي في الإحياء في أوائله، قد رجعت إليه فإذا المؤلف قد نقله بحروفه، قد تصرف في بعض العبارات تصرفاً يسيراً لا يخل بالمعنى، ولم أرى هذه العبارة لأحد من الأئمة السابقين ولا استقاها أحدٌ من الأئمة المحققين أمثال ابن تيمية وابن القيم عليهما رحمه الله لأن المؤلف حين قال إن التوحيد له قشران جعل القشر الأول هو القول باللسان، والقشر الثاني هو اعتقاد القلب وجعل شيء وراء ذلك وفوقه هو اللباب، وإن كان قصدُ المؤلف واضحاً والمعنى الذي يريد أن يوصله إلى أفهام الناس هو معنى واضح، إلا أن في قوله نظراً، لأننا حين نرجع معنى القشر في اللغة هو غشاء الشيء نجد أن عقيدة القلب ليست من الغشاء بخلاف لفظ اللسان هذا الأمر الأول. والأمر الثاني: أن الأصل الذي دعت إليه الرسل هو ما سماه المؤلف بالقشرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/320)
22 - جاء في مسند الإمام أحمد رحمه الله من طريق شيبان النحوي عن أشعث ابن أبي الشعثاء عن رجل من بني مالك قال رأيت رسول الله ? بسوق ذي المجاز يتخللها ويقول: (يا أيها الناس قولوا لا إله إلا الله تفلحوا) وإذا رجل يتبعه ويقول يا أيها الناس: لا تسمعوا لهذا الصابئ وهو أبو لهب هذا الرجل. النبي ? كان يخاطب الأمم والشعوب بهذه الكلمة وتلقائياً يفهمون المقصود من معناها ما قال يا محمد هذه الكلمة هل تعني ترك عبادة الأوثان؟ وهل هذه الكلمة تعني إفراد الله بالحكم؟ وهل هذه الكلمة تعني إفراد الله بالحب والخضوع والرهبة والعبادة؟ يعلمون تلقائياً أن هذه الكلمة بما وضعت له تقضي إفراد الله بالعبادة.
23 - ذكر الشيخ عبد الرحمن بن حسن آل الشيخ رحمه الله سبعة شروط لهذه الكلمة – أي لا إاله إلا الله - يمكن تداخل بعضها، وفي بعضها تفصيل أيضاً ليس على الإطلاق لكن أذكر قوله
الشرط الأول: العلم. بمعناها وما دلت عليها من النفي والإثبات لأن الله جل وعلا يقول: ((فاعلم أنه لا إله إلا الله)) فإن الإنسان إذا قال لا إله إلا الله وهو لا يعلم معناها ولا يعلم البراءة من الشرك ولا من المشركين ولا يتبرأ من عبدة القبور ولا عبدة الأوثان ولا يعرف أن الله وحده لا شريك له لا يعرفه لا بتوحيد الإلهية ولا بتوحيد الربوبية ولا بتوحيد الأسماء والصفات، إذاً أي معنى قال؟ ما استفدنا شياً من مجرد اللفظ الذي لا يجعل عقيدة ومعنى، هو أكبر من الدنيا وما فيها.
الشرط الثاني: اليقين.
الشرط الثالث: الصدق.
الشرط الرابع: الإخلاص.
الشرط الخامس: المحبة.
الشرط السادس: الانقياد.
الشرط السابع: القبول.
وزاد بعض أهل العلم شرطاً ثامناً: وهو الكفر بما يعبد من دون الله جل وعلا، مع أنه يمكن إضافة ذلك إلى القبول. فإن من قبل هذه الكلمة تبرأ من غيرها، فإذا قلت " لا إله " تقتضي هذه الكلمة بما وضعت فيه البراءة من كل معبود سوى الله يدل على ذلك الحديث السابق أن النبي ? حين قال لعمه: (يا عم قل لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله) عرفها أبو جهل وهو على الكفر وابن أبي أمية، أن هذه الكلمة براءة من كل معبود سوى الله جل وعلا.
24 - قال شيخ الإسلام رحمه الله تعالى فيما نقله عنه ابن القيم رحمه الله تعالى في المدارج قال: (كمال التوحيد هو أن لا يبقى في القلب شيء لغير الله أصلا).
25 - قال المؤلف: (فكل من اتبع هواه فقد اتخذ هواه معبوده قال تعالى: ? أفرءيت من اتخذ إلهه هواه ?): قال الشيخ سليمان: في هذا الإطلاق نظر، لأن ليس كل من يهوى شيئاً يعبده واستدلاله بالآية ? أفرءيت من اتخذ إلهه هواه ? يقال: إن معنى الآية على الصحيح أن الله جعل المعبود الذي يعبده هو ما يهواه، ولم يجعل ما يهواه يعبده. ففرق بين العبارتين.
والمؤلف أخطأ في عبارته حين قال: فكل من اتبع هواه فقد اتخذ هواه معبوداً. بل يقال: كل من اتخذ معبوداً فهو ما يهواه فنقول حينئذٍ في معنى قوله تعالى: ? أفرءيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم وختم على سمعه وقلبه وجعل على بصره غشاوة ? إن معنى هذه الآية أي أن المخلوق جعل المعبود الذي يعبده هو ما يهواه، ولم يجعل ما يهوى معبوداً، حينئذٍ يتضح غلط المؤلف في تعميمه العبارة.
[الشريط الثالث]
25 - الأثر المشهور في قصة إلقاء إبراهيم في النار ((أن جبريل أعترض له في الهواء فقال: ألك حاجة قال: أما إليك فلا)) هذا الأثر لا أصل له والصوفية يحتجون به على ترك الأسباب مع أنه يمكن أن يحتج به على تعلق إبراهيم بالله ولكن لا أصل له.
26 - بعض التعلق كفر أكبر كالتعلق بالأوثان والأصنام والأحجار والتعلق بالصور بحيث تصده عن الله وقد يعبدها دون الله. فهذا يُعذّب بها في الحياة الدنيا وسوف يجد في الآخرة ما هو أشد وأنكى قال تعالى: ? ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ? لا تستعجب أن يوجد من يعبد الصورة فهناك من يتخيل الشيطان ويعبده دون الله، وهناك من يعبد الأشجار والأحجار، وهناك من يعبد الصور دون الله ويعشق صور النساء والمردان ويؤلهها ويخضع لها ويستعد للتنازل عن كل شيء دون هذه الصور، هذا التعلق بغير الله نتج من خلو القلب عن محبة الله كما قيل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/321)
أتاني هواها قبل أن أعرف الهوى فصادف قلباً خالياً فتمكنا
إذ لو صادف قلباً معموراً بالتقوى معموراً بالإيمان لأوقفه مكانه ولما استطاع أن ينفذ إلى قلبه لأن هذا القلب معمور بالتقوى والقلب المعمور بالتقوى لا يمكن أن يمتزج بغيره من عشق الصور أو عشق المردان أو التعلق بغير الله ونحو ذلك.
27 - وجد عن أناس ينكرون توحيد الربوبية كما قال فرعون: ? أنا ربكم الأعلى ? فهو ينازع في توحيد الربوبية ولكنه في الجملة يعلمون أن الله هو رب كل شيء ومالكه وخالقه وأنه المحي المميت، وقد قيل إن فرعون كان مقراً بذلك ولكنه يكابر، يعلم أنه ليس بخالق،من الذي أوجده؟ هل هو أوجد نفسه؟ فيقين أنه يعلم أن له رباً ولكنه مستكبر، كما قال الله عنه وعن أمثاله: ? وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم ظلماً وعلوا ?. إذاً كانوا مستيقنين بأن الله رب كل شيء وخالقه بدليل أن فرعون حين أدركه الغرق أدعى الإيمان بالله حين لا ينفعه الإيمان، وقد قيل في قول الله جل وعلا ? ويذرك وآلِهتك ? قيل: وإلاهتك فإن فرعون كان يعبد عجلاً في السر فهو يعلم أنه ليس بإله.وهو حقيقة يعتقد ليس بإله بدليل كيف يُقَتَّل بعض أصحابه وأتباعه ولا يستطيع إحياءهم ولا الدفاع عنهم هل هذا إله!!
28 - من قال مطرنا بنوء كذا وكذا فله حالتان:
الحالة الأولى: أن يعتقد أن النوء مؤثر دون الله وفيه من يعتقد ذلك وهذا كفر أكبر بالاتفاق.
الحالة الثانية: أن يقول مطرنا بنوء كذا وكذا أي بسبب هذا النوء وهو يعتقد أن إنزال المطر من قِبَل الله، ولكن يجعل هذا سبب في نزول المطر فهذا لا يصل إلى الشرك الأكبر، غير أنه جعل سبباً ما ليس بسبب فصار شركاً أصغر.
29 - قول المصنف: ((قد حكى الله عنهم)) هذا يكثر في كلام أهل السنة والجماعة كما أشار إلي هذا البخاري في صحيحة قال: كما حكى الله عن يعقوب كما يرد هذا في كلام ابن تيمية وكلام ابن القيم وليس هذا من مذهب الأشاعرة في شيء، الذين يجعلون القرآن حكايةً عن كلام الله، لأنه حين يقول المؤلف وغيره ((وقد حكى الله عنهم)) أي تكلم الله حكاية عنهم فالله هو المتكلم ففيه إثبات صفة الكلام لله ولكن فيما يخبره عنهم أما الأشاعرة فلا يثبتون صفة الكلام لله جل وعلا. بل يجعلون القرآن حكاية وهذا يؤول إلى القول بخلق القرآن كما صرح بذلك طوائف من الأشاعرة حيث يقولون بأن القرآن مخلوق، يريدون بذلك نفي صفة الكلام عن الله، إذ لو قالوا: بأن القرآن هو كلام الله لأثبتوا صفة الكلام ولكن حين قالوا بأن القرآن حكاية عن كلام الله، قالوا بأن الله لم يتكلم. حينئذٍ نفوا صفة الكلام عن الله ووصفوا الله بالخرس تعالى الله عن قولهم علواً كبيرا.
30 - لِمَ لم يكفر أهل السنة والجماعة الأشاعرة وهم يقولون بنفي صفة الكلام عن الله، ونفي صفة الغضب عن الله ونفي صفة الرضا عن الله، ونفي صفة المحبة عن الله، ويقولون بأن القرآن حكاية عن كلام الله وهذا يعني أن القرآن مخلوق؟ فالجواب: أن أهل السنة مختلفون في كفر الأشاعرة. خلافاً لمن ذكر من المتأخرين بأن أهل السنة لا يكفرون الأشاعرة فهذا النقل مغلوط. صحيحٌ أن أكثر أهل السنة والجماعة لا يكفرون الأشاعرة لكن هناك طوائف تكفر الأشاعرة لأمور:
الأمر الأول: أنهم لا يثبتون علو الله على خلقه وهذا كفر لأن النقل والعقل يثبتان ذلك. والأدلة في هذا قطعية.وحين حكى ابن القيم مقالات العلماء في كفر من أنكر علوا الله على خلقه قال فيما بعد يحكى قول النعمان وجماعة قال:
وكذلك النعمان قال وبعده يعقوب والألفاظ للنعمان
من لم يقرَّ بعرشه سبحانه فوق السماء وفوق كل مكان
ويقرَّ بأن الله فوق العرش لا تخفى عليه هو اجس الأذهان
فهو الذي لا شك في تكفيره لله درك من إمام زمان
وينكرون أخبار الآحاد وهذا في الجملة كفر، ويلحدون في كثير أسمائه وصفاته، ويقولون عن القرآن بأنه مخلوق، ولا يثبتون صفة الكلام لله , ولهم غير ذلك مما يُكَفَرون به.
الذين لم يقولوا بتكفيرهم قالوا: لأن لهم شبهةً أقوى من شبهة غيرهم وتأويلا، فلا يُكفرون إلا بعد مناظرتهم وإقامة الحجة عليهم والبيان لهم.
فإن قال قائل: لماذا لا نكفرهم في الجملة ولا نحكم على أعيانهم إلا بعد إقامة الحجة عليهم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/322)
نقول: لأنهم مراتب متفاوتة، فبعض الأشاعرة ينكر علو الله على خلقه وطوائف من الأشاعرة تثبت علو الله على خلقه وفيه طوائف لا يصرحون بإنكار العلو فيقولون نثبت العلو في الجملة ثم يفوضون.
فالسبب وجود شبه لهم امتنعت طوائف من أهل العلم عن تكفيرهم لكن لو ناقشنا أشعرياً وقال أنا لا أثبت علو الله على خلقه وأقول بأن القرآن مخلوق وأقول بأن الله لم يتكلم وأقمنا الحجة عليه وأزلنا عنه الشبهة، ولم يبقى له شبهة ولا تأويل سائغ فحينئذٍ يكفر بذلك لأن أهل السنة في الجملة يقولون بكفر من أنكر العلو والأشاعرة ينكرون العلو. ويقولون بكفر من قال القرآن مخلوق، كما هو قول الجهمية والأشاعرة تقول بذلك، ويقولون بكفر من أنكر أخبار الآحاد وجملة والأشاعرة تقول بذلك ويقولون بكفر من أنكر أو نفى صفة عن الله كما قاله أحمد ومالك وجماعة والأشاعرة ينفون عشرات الصفات عن الله جل وعلا، ولكن لهم تأويل باعتبار أنها أخبار الآحاد وباعتبار أنها يستلزم كذا ويقتضي كذا فلهذا توقف جماعات بل أكثر أهل السنة عن تكفيرهم.
31 - قوله تعالى: قوله ? ومن الناس من يتخذ من دون الله أنداد يحبونهم كحب الله والذين آمنوا أشد حباً لله ? قوله تعالى: ? يحبونهم ? قيل: يحبونهم أي يحبون أندادهم وأوثانهم كما يحبون الله فحينئذٍ يكون قد أثبت الله جل وعلا لهم محبة فتكون محبة الله ثابتة لهم لكن في هذه المحبة شركاً.القول الثاني: يحبون أندادهم كما يحب المؤمنون ربهم هذا التقدير الثاني لهذه الآية. وقد رجح شيخ الإسلام وطوائف من المحققين القول الأول لأنهم إنما ذُموا حين سوَّوا محبة الأوثان والأنداد والمخلوقين بمحبة الله جل وعلا.
وقوله تعالى: ? والذين آمنوا أشد حباً لله ? في تفسيرها قولان لأهل العلم أيضاً: القول الأول: والذين آمنوا أشد حباً لله من أصحاب الأنداد لأندادهم وآلهتهم التي يحبونها ويعظمونها دون الله تعالى. القول الثاني: والذين آمنوا أشد حباً لله من محبة المشركين للأنداد لله.
32 - روى عبد الرزاق عن معمر عن عبد الله بن طاووس عن أبيه عن عباس في قوله الله جل وعلا: ? ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ? قال: هي كفر. أي أن الآية على إطلاقها.
فإن الحاكم بغير شرع الله كافر بترك الحكم بما أنزل الله، وكافر بالتشريع، وكافر بالحكم بهذا التشريع، وكفره بتوحيد الإلهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات حيث يعتاض عن شرع الله بالقوانين الوضعية وآراء اليهود والنصارى.
ويمكن أن نقسم الحكم بغير ما أنزل الله إلى مراتب:
المرتبة الأولى: أن يعتقد أن حكم القانون أفضل من حكم الله، أو أن يجحد حكم الله، هذا كافر بالإجماع حتى المرجئة يوافقون على هذا الكفر ولكنَّ حصر الكفر بهذا هو مذهب غلاة الجهمية والمرجئة.
المرتبة الثانية: أن يستحل ذلك وهذا كسابقه كفر حتى عند المرجئة وكفر بالإجماع.
المرتبة الثالثة: أن يقاتل على هذا الأمر، أن يحكم بغير شرع الله ويقاتل على هذا الأمر فهذا كفر أكبر، ويوافق على هذا الكفر بعض طوائف أهل الإرجاء، لأن القتال يقولون علامة على الاستحلال.
المرتبة الرابعة: أن يحكم بغير شرع الله مع اعتقاده أن شرع الله أفضل وأن حكم الله أفضل ولكن لشهوة غلبته فحينئذٍ نحَّى شرع الله إما موافقةً لداعي الهوى والشيطان أو موافقة لأنظمة ومواثيق هيئة الأمم الجاهلية أو لغير ذلك وحينئذٍ يلغي شرع الله يعطل الجهاد ويلغي العقوبات المترتبة على السارق والزاني ويلغي التحاكم إلى الشرع في الشؤون الإدارية والاقتصادية، فيجعلون التحاكم إلى الغرف التجارية وشبهها ويلغون التحاكم في شؤون العمل والعمال إلى شرع الله ويجعلون التحاكم إلى نظام العمل والعمال وهو نظام جاهلي في أكثر مواده. هذا كفر أكبر بإجماع أهل العلم كما نقل الإجماع على ذلك إسحاق والإمام ابن حزم والحافظ ابن كثير رحمه الله في المجلد الثالث من البداية والنهاية في ترجمة جنكيز خان لعموم قول الله جل وعلا: ? ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/323)
والمروي عن ابن عباس ((كفر دون كفر)) هذا لا يصح عنه رواه الحاكم في المستدرك من طريق هشام بن حُجير عن طاووس عن ابن عباس. وهشام ابن حجير ضعيف ضَّعفه ابن أحمد ويحيى وطوائف، وقد خُولف في الإسناد فرواه عبد الله بن طاووس عن أبيه في غير ما رواه هشام. وعبد الله بن طاووس أوثق من هشام فرواية هشام منكرة لا يحتج بها. على أنه لو صح هذا الأثر قد نزله جماعة من أهل العلم على قضايا خاصة ليست من قضايا التشريع وليست في قضايا الاستبدال، إنما هي في بعض قضايا الترك بدافع الهوى لا في قضايا التشريع لأن التشريع بحد ذاته كفر.
وهذا النوع ينازع فيه كثير من المتأخرين ويقولون: كفر دون كفر ويجعلون هذا القول أي أنه كفر من أقوال الخوارج ويحامون عن الحكام المشرعين ويعذِّرون عنهم بما لا يعذِّرون عن أهل العلم وحماة التوحيد، ولهذا أسباب منها: الأمر الأول: قد يكون الدافع هو الهوى والشياطين.
الأمر الثاني: قد يكون الدافع هو الجهل بحقيقة المسألة وعدم تصورها على الوجه الأكمل.
الأمر الثالث: قد يكون الدافع هو الإرجاء فإن بعض الطوائف المنحرفة عن شرع الله لا تكفر في ترك جنس العمل مطلقاً. وهذا هو مذهب غلاة الجهمية والمرجئة.
الأمر الرابع: قد يكون الدافع هو التأويل. أي أنهم متأولون في هذه القضية هذا الذي بلغ ووصل إليه علمهم واجتهادهم، فحينئذٍ يعذرون بذلك إذا كان عن محض اجتهاد وعن محض تأويل، ولكن ليس لهم حق رمي الآخرين بمذهب الخوارج وهم معتصمون بكتاب الله وبالإجماع المنقول عن أكابر أهل العلم.
[الشريط الرابع]
34 - قوله تعالى: ? الحمد لله رب العالمين ? قيل الرب هنا بمعنى المالك وقيل الرب هنا بمعنى مربي العالمين وقيل بمعنى الخالق وهذه الأمور كلها من توحيد الربوبية وقيل بمعنى المعبود: ? الحمد لله رب العالمين ? أي معبود العالمين وهذا توحيد الإلهية.
35 - قال مالك وغيره من أزال صفة عن الله فقد كفر، أي من جحد صفة من صفات الله وأنكرها فهو كافر، فالجهمية ينكرون، علو الله، على خلقه وهذه الصفة جاءت الأدلة النقلية بتقريرها والأدلة العقلية على الإيمان بها، وهم لا يتوقفون عند إنكار علو الله على خلقه فهم ينكرون استواء الله على العرش ولا يثبتون لله جل وعلا الصفات مطلقا بل يحرفونها فهم قد عطلوا الله جل وعلا عن أسمائه وصفاته.
كما أن هناك طوائف أخرى تمثل صفات الله بصفات المخلوقين، وقد قال نعيم بن حماد الخزاعي وغيره ((من شبه الله بخلقه فقد كفر)) ونظم هذا الإمام ابن القيم رحمه الله في النونية:
لسنا نشبه وصفه بصفاتنا
إن المشبهِ عابدُ الأوثانِ
كلا ولا نخليه من أوصافه
إن المعطلَ عابدُ البهتانِ
من شبه الرحمن العظيم بخلقه
فهو الشبيه لمشرك نصراني
أو عطل الرحمن عن أوصافه
فهو الكفور وليس ذا الإيمانِ
36 - قال تعالى: ? وإذا غشيهم موجٌ كالظلل دعوا الله مخلصين له الدين فلما نجاهم إلى البر فمنهم مقتصد وما يجحد بآياتنا إلا كل ختار كفور ? الله جل وعلا أخبر أنهم إذا غشيهم موج من البحر وإذا غشيتهم الظلمات وإذا ماجت بهم البحار وإذا وقعوا في الملمات والشدائد دعوا الله مخلصين له الدين في هذا دليل أنهم يعلمون أن الله هو الحق وأن ما يدعون من دونه الباطل ولكنهم يعتقدون إما كَذِبَ الرسل، من أسباب كفرهم أنهم يعتقدون كذب الرسل، وأن الله ما بعث إليهم بشراً يدعوهم إلى الله، وأنا لا نعلم صدقه وأنه يفترى على الله الكذب، أو أنهم يقولون: هذه وسائط مع الله كما قال عنهم: ? ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى ? غير أن هذا التوحيد لا يدخلهم في الإسلام ولا ينفعهم ولا يخلصهم من عذاب الله جل وعلا وإن كانوا يعتقدون بأن الله هو المعبود الحق ولكن يعبدون معه غيره.
فإن قال قائل: لو كانوا فعلاً يعلمون أن الله هو المعبود الحق لماذا يعبدون معه غيره؟
فنقول إذاً ما الجواب: أنهم يخلصون لله في زمن الشدة لو لم يكن هذا الاعتقاد مستقر في نفوسهم ما أخلصوا لله في زمن الشدة، لأنهم ما جاءتهم رسل في زمن الشدة بالذات: ثم دعوهم إلى الله فآمنوا ثم تغيروا فيما بعد، لكن هذا كان مستقراً في نفوسهم ومستقراً في قلوبهم، ولكن الذي يمنعهم من إفراد الله بالعبادة هي أمور:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/324)
الأمر الأول: اعتقاد كَذِبَ الرسل وهذا لا ينفعهم وليس عذراً لهم بل هم كفار لا شك في ذلك.
الأمر الثاني: الأطماع الدنيوية.
الأمر الثالث: الحسد كما صنعت يهود لأنهم يعملون أن النبي ? هو الحق وأنه رسول من قِبَلِ الله ويعلمون ما هم عليه من الباطل ولكن لا يمنعهم من الانقياد سوى الحسد فقط.
ومن ذلك أيضاً حب الرياسة، ومن ذلك أيضاً المكابرة والإعراض كما قال الله عنهم ? والذين كفروا عما أنذروا معرضون ?
37 - لا يصح وصف المشرك بالعاقل ولا وصف الضال بالعقل إذ لو كان هذا فعلا عاقلاً لوحد الله وأفرده وآمن بالله، فإن حقيقة العقل الإيمان بما جاءت به الرسل، ولهذا سمى النبي ? أبا الحكم سماه أبا جهل، لو كان عنده شيء من الحكمة وشيء من العقل لآمن بالله وأي فرق بين الإيمان بالله وعبادة الآلهة، وأي مماثلة بين الأمرين فدل هذا أنهم ليس بعقَّال أصلاً كما قال الله جل وعلا ? بل هم أضل سبيلا ? أي من البهائم ولا يمكن وصف المشرك بالعقل أبداً.
عقل معيشي يمكن وصفه بالعقل المعيشي؟ أما وصفه بالعقل المطلق فهذا لا يصح حتى العاصي بحسب عصيانه للرب بنقص عقله، لأنه لا يمكن يوصف رجل بالعقل ووفرة العقل وكمال العقل وهو يعلم أن هذا الطريق غلط ومع ذلك يفعل، فلا يعصي العبد ربه إلا لنقص في العقل فلو رأينا رجلاً يقتحم النار هل يمكن وصفه بالعقل كلٌ منا يتفق أو تتفق آرائنا مع آراء غيرنا أن الإنسان حين يرى ماء ويرى نار وينغمس في النار أن هذا يوصف بالجنون، كذلك الذي يسلك طريق أصحاب السعير لا يمكن أن يوصف بالعقل وكل بحسبه فالذي يقتحم طريق أهل السعير بالكفر والشرك والإعراض عن الله فهذا ليس فيه شيء من العقل. والذي يؤمن بالله ويوحده غير أنه يعصي الله في الليل والنهار فبحسب عصيانه ينقص عقله، إذاً أكمل الناس عقلاً أكثرهم توحيداً.
38 - غلا بعض جهلة العباد الذين يعتقدون في التوحيد أنه هو توحيد الربوبية وفي معنى كلمة الإخلاص أنه لا موجود إلا الله فقالوا: لا هوَ إلا هوَ، ومنهم من يقول: لا وجود إلا لله أو لا موجود إلا الله ويجعلون هذا غاية التوحيد الذي نزل به القرآن وجاءت به الرسل. بل فيه طوائف من الاتحادية يقولون:أن لا هو إلا هو. ولا موجود إلا الله أحسن من لا إله إلا الله وهذا في الحقيقة مذهب الاتحادية الفراعنة وقد وقفت على مصنف لهؤلاء الجهال يقولون فيه ((لا إله إلا الله)) ذِكرُ العابدين و ((الله الله)) ذِكرُ العارفين.و ((هوَ هوَ)) ذِكرُ المحققين فجعل كلمة الإخلاص التي جاءت به الرسل وأنزلت من أجلها الكتب هذا من ذكر العابدين، وجعل ذكر المحققين ((هو هو)) الذي هو ذكر الصوفية والملاحدة والمعرضين عما جاءت به الرسل، ولهذا ترى طوائف من المنحرفين عن شرع الله ومن المنحرفين عما جاءت به الرسل يرددون في ذكرهم ((هوَ هوَ)) ومنهم من يقول ((إلا هو هو)) فإذا سألته قال أخشى أن أموت على النفي دون الإثبات وهذا جهل محض.
وذكر هذا القول عن هؤلاء الجهلة الأغبياء المعرضين عما جاءت به الرسل كافٍ عن ردِّه، فإن مثل هذا مناقضة لما أجمع عليه المسلمون، ولما اتفق عليه عقلاء البشرية.
39 - من مات على لا إله إلا الله دخل الجنة كما في سنن أبي داود من حديث صالح ابن أبي عَريب عن كثير بن مرة عن معاذ بن جبل أن النبي ? قال: (من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة).
40 - ذكر شيخ الإسلام رحمه الله في التحفة العراقية عن بعض السلف أن الله جل وعلا جمع علم الأولين والآخرين في القرآن بالنسبة للتوحيد، وجمع الله جل وعلا علم القرآن في فاتحة الكتاب وجمع الله جل وعلا ذلك في قوله تعالى ? إياك نعبد وإياك نستعين * ?.
توضيح هذا أنه لا يمكن أن يخرج شيء عن هذه العبودية ولا يصح شيء إلا في هذه العبودية فلا يصح توحيد الربوبية ولا توحيد الأسماء والصفات إلا بتوحيد الإلهية.
41 - عن الحميري عن ابن زياد عن أبي أمامة أن النبي ? قال: (من قرأ آية الكرسي دبر كلا صلاة لا يمنعه دخول الجنة إلا الموت) حديث صحيح رواه النسائي في عمل اليوم والليلة صححه ابن حبان وابن عبد الهادي وجماعة من أهل العلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/325)
42 - أكابر أئمة السلف يكفرون الجهمية القائلين بنفي علو الله على خلقه وبنفي صفة الكلام عن الله و بدعوى أن القرآن مخلوق والذين لا يثبتون لله صفة الرحمن ولا صفة المحبة ولا صفة الغضب ولا صفة الرضا، أئمة أهل السنة يكفرونهم لذلك أشار إلى هذه القضية الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في نونيته فقال:
ولقد تقلد كفرهم خمسون في
عشر من العلماء في البلدان
واللالكائي الإمام حكاه عنهم
بل قد حكاه قبله الطبراني
وكما بين هذا أهل السنة كما تراه في كتاب اللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة، وفي الإبانة لابن بطه وفي كتاب خلق أفعال العباد للإمام البخاري وفي كتاب السنة للخلال، وفي كتاب الشريعة للآجري، وفي مؤلفات شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم على الجميع رحمة الله تعالى.
43 - يقال أن البدوي هذا الذي يُعبد الآن من دون الله، ويخلص له بعض الناس ما لا يخلص لله، وإذا أراد أن يجتهد في الدعاء أو يجتهد في اليمين قال: " والبدوي " هذا البدوي تعرفون حكايته أوقصته يقال أنه أعرابي جلف بال في المسجد وكان بعض الناس يعتقد أن من بال في المسجد ولم يصبه شيء أنه ولي من أولياء الله، يتصورون أن الولي يجوز أن يبول في المسجد، فهنا جهلوا أن الولي لا يبول في المسجد لا ولي ولا غيره، لا يجوز أن يبول في المسجد، فهم يعتقدون أن الرجل إذا بال في المسجد ولم تصبه العقوبة، ونحن نقول لو كان ولياً ما بال في المسجد، ولو بال هذا الولي في المسجد لكان آثما كان عاصياً لله وعاصياً للرسول الله ?.
44 - الإله إذا عّرف بالألف واللام لا ينقدح الذهن إلا إلى الله جل وعلا وإذا قيل إله بالتنكير يدخل فيه الآلهة وغيرها، وإذا قيل الإله عرّف بالألف واللام فالذي استقر عليه الأمر أن هذا لا يطلق إلا على الله جل وعلا ولهذا يجوز التسمي بعبد الإله عند طوائف من أهل العلم. وقد قرأت لبعض المتأخرين لا يرى التسمي بعبد الإله لأن الإله ليس اسما من أسماء الله جل وعلا والله جل وعلا يقول: ? وإلهكم إله واحد ? ولا سيّما أنه استقر إذا عُرِّف بالألف واللام لا يطلق إلا على الله جل وعلا فإذا قيل: الإله إذاً هو المألوه المعبود بحق فهو من صفات الله جل وعلا بل الإله من أخص صفات الله جل وعلا لأنه هو الذي تألهه القلوب محبةً وتعظيماً وإجلالاً وكما فسر غير واحد من أهل العلم الله بالإله وهذا واضح ولذلك لا أرى أي مانعاً من التسمية بعبد الإله لأن الذهن لا ينقدح إلا إلى الله والاشتراك يقع في التنكير ? أإله مع الله ? التنكير، وإذا عرف بالألف واللام فقيل: الآلهة ((أجعل الآلة إلها واحداً)) فلا يقال الإله ولا يطلق الإله إلا على الله فإذا أردت أن تعبّر عن الآلهة تقول: إله.
45 - قوله تعالى: ? أإله مع الله ?؟ الصحيح في معنى هذه الآية أي أإله مع الله يفعل كفعله، فإذا لم يكن معه إله يفعل كفعله أي يخلق كخلقه، ويوجد كإيجاده، ويصنع كصنعه وينزل من السماء ماء، وبينت به حدائق ذات بهجة كيف تعبدون معه آلةً أخرى؟
قوله: ? بل هم قومٌ يعدلون ? أي يشركون هذا دليل على فساد عقولهم وحساكل قلوبهم نسأل الله العفو والعافية.
ومن قال في معنى الآية أي ((أإله مع الله)) أي هل مع الله آله آخر من غير تقييد بالفعل فلم يأتي بشيء ولم يأتي بكبير علم، بل أتى بما يُقربه المشركون، ولا أقام الحجة على أحد، فلو كان المعنى على ما زعم هذا القائل ((أإله مع الله)) أي هل مع الله إله آخر دون أن يُقَيِّد هذا بالفعل، يفعل كفعله فما أتى بشيء، هم مُسَلِّمُونَ هم مقرون بهذا، إذاً لو قال هل مع الله إله آخر يفعل كفعله لكان حينئذٍ مصيباً.
46 - قال الشاعر:
من رام نيل العز فليصطبر على
لقاء المنايا واقتحام المضايقِ
فإن تكن الأيام رنقن مشربي
وثلمن حدي بالخطوب الطوارقِ
فما غيرتني محنةٌ عن خليقتي
و لا حولتني خدعةٌ عن طرائقي
لكنني باقٍ على ما يسرني
ويغضب أعدائي ويرضي أصادقي
[الشريط الخامس]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/326)
47 - قُرِء ? مالك يوم الدين ? وقُرِءَ ? ملِكِ يوم الدين ?، ملك جاءت في سنن أبي داود في كتاب صلاة الاستسقاء من طريق يونس عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها عن النبي ? حين خطب الناس للاستسقاء، قال أبو داود رحمه الله تعالى عقب هذا الخبر وهذا حديث غريب إسناده جيد، وأهل المدينة يقرءون ? ملِكِ يوم الدين ? وإن هذا الحديث حجةٌ لهم.
وهذه القراءة هي قراءةُ ابن كثير ونافع، وأبي عمرو، وابن عامر، وحمزة.بينما قرأ عاصم والكسائي ? ماَلِك يوم الدين ?.
والملك أبلغ من المالك فكل مَلِكٍ مالك، وليس كل مالك ملكا.
48 - أول أمر في القرآن هو الأمر بالتوحيد كما قال تعالى: ? يا أيها الناس اعبدوا ربكم ? والعبادة هنا بمعنى التوحيد، اعبدوا: أي وحدوا ربكم. وأول نهي في القرآن هو النهي عن الشرك، قال تعالى: ? فلا تجعلوا لله أنداداً وأنتم تعلمون ?
49 - الشرك الأصغر، أحسن ما قيل في تعريفه: هو ما سماه الشارع شركاً ولم يصل إلى الأكبر وقد قيل في تعريفه: ما كان وسيلة إلى الأكبر، ويمكن جمع التعريفين فيقال: الشرك الأصغر: ما سماه الشارع شركاً ولم يصل إلى الأكبر، أو كان وسيلة إليه.
50 - لا يخلد في النار إلا أصحاب الشرك الأكبر والكفر المخرج عن الملة فاليهود والنصارى والمشركون والدهريون والكفار مخلدون في النار.
أما الشرك الأصغر فصاحبه لا يخلد في النار، وقد قيل: إنه لابد من عذابه فإنه لا يُغفر له من أول وهلة، كما هو اختيار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله.
وذهب الجمهور إلى أنه داخل في قوله الله جلا وعلا: ? ويغفر مادون ذلك لمن يشاء ?، وهذا هو الأصح، لأنه إذا ثبت دخوله في قوله الله تعالى: ? إن الله لا يغفر أن يُشرك به ?، فليس ثَمَّ دليل في إخراجه، فنحن لا ندخله أولاً في هذا الآية لأنها في سياق الشرك الأكبر، فحينئذٍ يبقى داخلاً في قوله تعالى: ? ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ? لأن الله حكم على المشرك بالخلود في النار.
وهذا من الأمر المقطوع به، ولم يرد لفظ الشرك في القرآن، إلا ويراد به الأكبر، وإنما جاء ذكر الشرك الأصغر في السنة والمتواترة عن رسول الله ?.
51 - ذكر بعض أهل العلم نوعاً ثالثاً لأنواع الشرك فقال الشرك الخفي والصحيح أن الشرك نوعان: أكبر وأصغر، والخفي منه ما هو أكبر ومنه ما هو أصغر، فإن بعض أنواع الشرك الخفي كفر أكبر لا نزاع فيه.
52 - قوله تعالى: ? ملك يوم الدين ? هذه الكلمة الواحدة، وعلى القراءة الأخرى: ? مالك يوم الدين ? فيها جميع أنواع التوحيد، ولكن هذا يحتاج منا إلى تأمل في معاني القرآن، وتأمل في هذه الكلمات العظيمة والجمل الكبيرة، حين نقول مَلِك ونقول بأن الملك هو الآمر الناهي إذاً هذا لا بد من توحيد الربوبية، إذا لا يمكن أن نقول اسم بلا مسمى فهذا كفرٌ اتفاقا.
وحين نقول بأن معنى الملك هو الآمر الناهي فهذا في توحيد الإلهية حيث يؤمرون بالتكاليف وينهون عما نهاهم الله عنه.
وحين نقول ((يوم الدين)) وهو يوم الجزاء والحساب فهذا فيه توحيد الإلهية وتوحيد الربوبية معاً، حيث أن الله جل وعلا حين قال مالك يوم الجزاء والحساب إذاً فيه جنة ونار فيه ثواب وعقاب، وعلى أي أساس الجنة والنار؟! على ما أمروا به من قبل، ونهوا عنه من قبل وتوحيد الأسماء والصفات الملك فهذه الجمل اليسيرة فيها جميع أنواع التوحيد، هي فيها التوحيد كله لمن تأمل.
53 - قوله تعالى: ? ألا له الخلق والأمر ? في هذه الآية مئات الفوائد أذكر بعضها:
فيه إثبات توحيد الربوبية، وفيه إثبات توحيد الإلهية، وفيه الرد على القدرية، وفيه الرد على المجوس، وفيها التفريق بين الخلق والأمر، فيها الرد على الجهمية وسائر الطوائف المنحرفة التي لا تفرق بين الخلق والأمر فتجعل كلام الله مخلوقاً تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً، فإن الله فرق بين الخلق وبين الأمر فالخلق خلق، والأمر أمر، وفيه أيضاً إثبات صفة الكلام لله جل وعلا، قال تعالى: ? إنما أمره إذا أراد شيئاً أن يقول ? وقال الله تعالى: ? وكلم الله موسى تكليماً ?، ? وإن أحد من المشركين استجارك فأجره حتى يسمع كلام الله ?، ? منهم من كلم الله ?، ? ولما جاء موسى لميقاتنا وكلمه الله ?.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/327)
54 - الاستعاذة مشروعة في مئات المواطن، فإن العبد حين يدخل الخلاء، ماذا يقول، كما في الصحيحين من حديث قتادة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس أن النبي ? كان يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)، والاستعاذة مشروعة في حالات متعددة.
إذاً هذا يتطلب منا إلى أن ندرس السنة، وأن نقرأ الكتب المؤلفة في الأذكار لنصل من خلالها إلى معرفة سنة رسول الله ?. ومن أنفع هذه الكتب: كتاب الأذكار للإمام النووي. مع مراعاة التنبه لبعض الأحاديث الضعيفة التي يُوردها، فإنه يورد بعض الأحاديث الضعيفة، ويقول يعمل بالفضائل أو بالأحاديث الضعيفة في فضائل الأعمال وفي هذا نظر. ويطالع بعد ذلك كتاب الوابل الصيب للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى وهو أنفع وأكثر فائدة من كتاب الأذكار النووي إلا أن كتاب الأذكار للنووي أشمل وأكثر أحاديث وأكمل معلومات وكتاب ابن القيم أكثر تحقيقاً وأعمق علماً وأقوى أسلوباً، وأحسن طرحاً، فرحم الله الجميع.
55 - الذي سَحَرَ النبي ? هو لبيد بن الأعصم، وقصة سحره جاءت في الصحيحين من حديث هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها وقد أنكر كثير من المتكلمين سحر النبي ? وقابلوه بالتكذيب، وقالوا: إنه لا يجوز أن يُسحر النبي ?، فإنه ذلك يكون تصديقاً لقول الكفار ? إن تتبعون إلا رجلاً مسحورا ? قالوا: وهذا كما قال فرعون لموسى: ? وإني لأظنك يا موسى مسحورا ?.
والجواب عن ذلك بوجوه:
الوجه الأول: أن الحديث في سحر النبي ? ثابتاً قد تلقاه أهل العلم بالقبول وقابلوه بالتسليم وقد خرّجه الشيخان في صحيحيهما من طرق كثيرة، عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها.
الوجه الثاني: أن سحر النبي ?لا يؤثر على تبليغ الرسالة، وهذا من الأمر المتفق عليه بين أهل العلم كما قال الله تعالى: ? إن هو إلا وحيٌ يوحى ?.
الوجه الثالث: أن قوله تعالى: ? إن تتبعون إلا رجلاً مسحورا ?، يقولون ذلك على وجه الاستهزاء والتهكم، وعلى وجه صد الناس عن إتباع الحق، والتلبيس عليهم، ولا شك أن كلامهم كذب، لأن كون الإنسان يُسحر في لحظة من اللحظات لا يعني أنه مسحوراً على وجه الإطلاق، ولا سيما أن سحر ? يختلف عن سحر غيره، حين سحر النبي ? كان هذا على وجه الابتلاء والامتحان وهذا لا يؤثر على عقله ولا على التبليغ ولا على الرسالة لأن الله جل وعلا يقول: ? ولو تقول علينا بعض الأقاويل * لأخذنا منه باليمين * ثم لقطعنا منه الوتين ? وهذا لا يمكن أن يقع بخلل في التبليغ، بخلاف سحر غيره فإنه ليس بمعصوم قد يهذي بما لا يدري وقد يقول ما لا يعتقد فإنه ليس بمعصوم.
الوجه الرابع: أن السحر أنواع، ومجرد سحر النبي ? فقط أنه كان يخيل إليه يفعل الشيء ولا يفعله.
ولهذا لم يشعر بسحره كثيرون من الناس ولم يستفض هذا الأمر، فعُلم أن هذا الأمر وقع على وجه الابتلاء والامتحان، كما كُسِرت رباعيته وشج وجهه، كما سقط عن الفرس وتألم من جراء ذلك وكما قال سعد بن وقاص للنبي ? أي الناس أشد بلاء؟ قال: (الأنبياء فالأمثل فالأمثل، ويتبلى الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلاءه وإلا خفف عنه الابتلاء) والحديث رواه أبو عيسى وقال هذا حديث حسن صحيح.
56 - أقام النبي ? مسحوراً أربعين يوماً، جاء هذا في رواية أبي ضمرة عند الإسماعيلي كما أشار ذلك الحافظ ابن حجر، وفي صحة هذه اللفظة نظر.
فقد جاء الخبر في الصحيحين من طُرق، عن هشام بن عروة، رواه عيسى بن يونس، ورواه أبو شامة، ورواه ابن نمير، ولم يذكر واحد منهم أربعين يوماً، وكذلك لم يذكر واحد منهم ستة أشهر كما ذكر ذلك وهيب في روايته عن هشام بن عروة عن أبيه عن عائشة، جاء هذا في مسند الإمام أحمد وصحح هذه الرواية الحافظ ابن حجر رحمه الله في فتح الباري، وفي ذلك نظر.
فلو دام سحره ستة أشهر، لاستفاض الأمر ولتواتر ولجاء نقله عن جمعٍ عظيم من الصحابة، فحين تفردت به النقل عائشة لقربها من النبي ?، وتفرد بالنقل عن عائشة عروة وتفرد بالنقل عن عروة هشام، عُلِمَ أن الأمر مادام كثيراً، وإنما كانت فترته قصيرة، الله أعلم بتحديدها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/328)
57 - قال المؤلف: (وكانت عقد السحر إحدى عشرة عقدة): قال الشيخ سليمان: جاء هذا عند البيهقي في دلائل النبوة من حديث ابن عباس وجاء ذلك أيضاً عند ابن سعد في الطبقات ولا يصح من ذلك شيء. ثم قال (فأنزل الله المعوذتين إحدى عشرة آية فانحلت بكل آية عقدة) قال الشيخ أبو عبد الله: وفي ذلك نظر، ففي الحديث السابق حديث جرير عن بيان المخرج في صحيح الإمام مسلم عن قيس بن أبي حازم عن عقبة أن النبي ? قال: (ألم ترى آيات أنزلت الليلة لم يرى مثلهن قط)، ? قل أعوذ برب الفلق ?، ? قل أعوذ برب الناس ?. وليس في شيء من طرق هذا الحديث تقييد ذلك بالسحر، أو ربط ذلك بوقوع السحر والحديث الوارد حديث ابن عباس المتعلق بقضية أن الله حين أنزل هذه الآيات انحلت بكل آية عقدة هذا غير صحيح ولم يثبت في ذلك خبر يمكن الاعتماد عليه.
[الشريط السادس]
58 - قال تعالى: ? فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله ? أي إذا أردت قراءة القرآن على رأي أكثر أهل العلم. وهذه الاستعاذة مستحبة عند جمهور أهل العلم منهم الأئمة الأربعة.
وقيل في قوله تعالى: ? فإذا قرأت القرآن فاستعذ بالله ? إي إذا شرعت في القراءة فاستعذ، وهذا منقول عن طائفة من الصحابة والتابعين وبعض أهل العلم والصحيح القول الأول. كقوله تعالى: ? يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة ? أي إذا أردتم القيام، ومثل قوله تعالى: ? إذ قلتم فاعدلوا ? أي قبل أن تقولوا يجب عليكم العدل وإذا تلفظتم يكون الكلام بعدل. ? فإذا قرأت القرآن ? أي إذا أردت قراءه القرآن، ونظيره على الصحيح ما جاء في الصحيحين وغيرهما حديث شعبة عن عبد العزيز بن صهيب عن أنس: أن النبي ? (كان إذا دخل الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث))) أي إذا أراد أن يدخل الخلاء ولهذا نظائر.وقال بعض أهل العلم أيضاً: بأن الاستعاذة واجبة بينما حكى الطبري وغيره الإجماع على السنية، وهذا الأظهر فإن الأمر في قول الله جل وعلا ? فاستعذ بالله ? للاستحباب للأدلة الدالة على ذلك وهي كثيرة.
إذا تستحب الاستعاذة في بداية السور وفي أوساطها، يستعيذ في بداية السور ثم يُبسمل وفي الأوساط يقتصر على الاستعاذة.
وهي لجوءٌ إلى الله جل وعلا كي يعصمه من الشيطان الرجيم، كي لا يشغل باله ولا يشوش على أفكاره.
59 - جاء ذكر الصفات في حديث (إنها صفة الرحمن) والحديث متفق على صحته، وفي حديث ابن عباس الأثر الذي رواه عبد الرزاق بسند صحيح حين سمع حديثاً في الصفات.
وقد أنكر أبو محمد رحمه الله، أي الإمام ابن حزم، ورود لفظ الصفات في الكتاب أو السنة، وهذا خلاف الإجماع المتفق عليه بين أهل السنة، وهذا الإجماع مستمد من الكتاب والسنة وأقاويل الصحابة ?.
والإمام ابن حزم لا يقصد من وراء ذلك إلا تعظيم الكتاب والسنة ولو ثبت عنده شيء من ذلك لَمَا عارضه، وإن كان الشيء قد يثبت عنده فيتأوله على خلاف وجهه بدافع نصرة مذهب أهل الحديث، ونصرة الحق، ونحو ذلك، وإنما نعتبر الرجل بأصوله التي ينتمي إليها، وقد عُلِمَ عن أبي محمد رحمه الله تعظيم الكتاب والسنة وانتمائه إلى ذلك، وإن زل قدمه في مواضع من الأسماء والصفات عفا الله عنه.
60 - يمكن أن نُقَسِّم الأسماء إلى ثلاثة أقسام:
القسم الأول: قسم لا يصح إطلاقه إلا على الله، كاسم الله وكالخالق ونحو ذلك.
القسم الثاني: قسم مشترك يصح إطلاقه على الله ويصح إطلاقه على المخلوق كالحكم.
الحكم: اسم من أسماء الله جل وعلا ويصح إطلاقه على المخلوق فإن بعض الصحابة تَسَمَّى باسم الحَكَم كالحَكَم بن عَمْرو الغفاري ولم يغير النبي ? اسمه.
فإن قيل في الحديث المشهور الذي رواه أحمد وغيره (في الرجل الذي يتسمى بأبي الحكم، قال له النبي ?: ((ما أحسن هذا)) حين قال له: ((إن قومي إذا اختلفوا في شيء فحكمت لهم فرضي كلا الفريقين)) قال: ((فما أحسن هذا)) فما لك من الولد ... ) الحديث النبي ?قال: (أنت أبو شريح)
الجواب: أن الرجل حين لوحظ فيه الوصف، وأطلق عليه على معنى الوصف فكان يسمونه بالحكم، لكونه يُرضى بحكمه ولاحظوا الوصف منعه النبي ? من ذلك.
وحين لم يُلاحظ ذلك في الحكم بن عمرو الغفاري لم يغيره النبي ?، حكيم أيضاً من أسماء الله جل وعلا والمخلوق يسمى بحكيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/329)
القسم الثالث: الذي لا يصح إطلاقه إلا على المخلوق دون الله جل وعلا، لأن الإجماع منعقد أن أسماء الله توقيفية، فلا يصح تسمية الله باسم لم يسمي به نفسه ولم يثبت في السنة الصحيحة.
والصحيح أن القياس لا يصح في الأسماء والصفات، وبعض المتكلمين يُدخل القياس في الأسماء والصفات، وفي هذا نظر.
فإن هذا الباب باب توقيفي المقصود توضيحه، أن هذا الاسم الله لا يصح التسمي به، ولا ترى هذا الاسم العظيم مطلقاً على غير الله.
حتى العرب الأُول الذين كانوا يعبدون الآلهة كانوا يسمون الأوثان آلهة، ولا ترى في كلامهم شيئاً أنهم يسمونها ((الله)) حتى فرعون ما قال أنا الله. قال: ((أنا ربكم الأعلى)) قال ((ما علمت لكم من إله غيري)).
يطلق الإله ولا يطلق لفظ الله.
61 - نفاة القدر نوعان:
الطائفة الأولى: الذين أخرجوا أفعال العباد عن خلق الله تعالى وتقديره وهم الذين سماهم السلف مجوس هذه الأمة.
وفي الباب أحاديث مرفوعة ولا يصح منها شيء. وسيأتي إن شاء الله تحقيق هذه المسألة حين يشير المؤلف رحمه الله تعالى إلى الأحاديث والآثار الواردة في هذا الباب.
الطائفة الثانية: طائفة نفت تقدير الشر دون الخير، فجعلوا الخير من الله دون الشر فإنه من العبد وهذا في الحقيقة نفي بأن يكون الله وحده هو المتفرد بالتصرف والخلق، وهذا المذهب الخبيث راجع إلى مذهب المجوس القائلين بوجود خالقين خالق للخير وخالق للشر، فإن من جعل العباد خالقين لأفعالهم فلا شك في كفره، وأنه مثبت لخالق مع الله، ومن جعل الخير من الله دون الشر فهذا لم يُثبت التصرف المطلق لله جل وعلا، حيث يتصرف الله جل وعلا في شيء دون شيء وهذا كفرٌ أيضاً وهذا كفرٌ بالربوبية.
62 - قوله ?: (والشر ليس إليك) ليس المعنى أن الشر ليس مخلوقاً لك.
فإن الشر مخلوق لله بالإجماع لا نزاع، وإنما المعنى الشر لا يدخل لا في أسمائك ولا في صفاتك.
وقد تقدم نسبة هذا، إلى شيخ الإسلام ابن تيمية وابن القيم وجماعة من أكابر المحققين.
63 - بعض الناس حين جهل مقام التوحيد، وشأن التوحيد يتخيل العبادة بعبادة الأوثان فحين لا توجد القبور في بلد، يشيدون بمقام التوحيد، ولو وُجد وثنيات أخرى وهذا يَنْتُج عن الجهل بمقام التوحيد.
فإن نواقض الإسلام كثيرة وليست محصورة في عبادة القبور والأوثان، التولي لأعداء الله ومظاهرة المشركين على المسلمين هذه ردة، من نواقض الإسلام وهي موجودةٌ في كثير من البلاد.
السحر كفرٌ أكبر في أصح قولي العلماء وهو موجود بكثرة.
تحكيم غير شرع الله وإحلال القوانين الوضعية محل الشرع، و استقطاب آراء اليهود والنصارى والحكم فيها بين الناس، وتعطيل الحكم بما أنزل الله بل البطش بمن دعا إلى التحاكم إلى شرع الله هذا كفر أكبر.
[الشريط السابع]
64 - قوله جل وعلا ? يحبونهم كحب الله ? تقدم أن فيها قولين:
القول الأول: يحبون أندادهم كما يحب المؤمنون ربهم وهذا قول أكثر المفسرين.
القول الثاني: يحبون الأنداد كما يحبون الله وحينئذٍ تكون محبة الله ثابتة لهم ولكنهم يسوون الأوثان بمحبة الله وهذا القول هو الأظهر وهو قول الزجاج واستظهره شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم.
وقوله تعالى: ? والذين آمنوا أشد حباً لله ? هذا الآية.
فيها أيضاً قولان، وهما مركَّبان على القولين في الآية السابقة:
الأول: والذين آمنوا أشد حباً لله من أصحاب الأنداد لأندادهم، ومن أهل الأوثان لأوثانهم.
الثاني: والذين آمنوا أشد حباً لله من المشركين به، فالمؤمن يُخلِصُ المحبة لله، والمشرك لله نصيب من هذه المحبة وللأنداد نصيب أكبر ..
65 - ذكر الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه: ((الجواب الكافي)) قال هاهنا أربعة أنواع في الحب، يجب التفريق بينها وإنما ضل من ضل بعدم التمييز بينها.
الأول: محبة الله، وهذه لا تكفي وحدها في النجاة من عذاب الله والفوز بثوابه، فإن المشركين يحبون الله وكذلك اليهود والنصارى عُباد الصليب يحبون الله فهذه المحبة غير كافية في النجاة من عذاب الله والفوز بثوابه، فلا بد أن يضيف إلى ذلك أموراً أخرى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/330)
النوع الثاني: محبة ما يحبه الله وهذه هي التي تدخله في الإسلام وتخرجه من الكفر حينئذٍ إذا حب ما يحبه الله، فإن أعظم شيء يحبه الله ما هو؟! هو التوحيد وهو إفراده وتعظيمه والتأله له، وأعظم شيء يبغضه الشرك. وكلٌ يقول أنا أحب الله وأحب الرسول ?، أنا أحب الله، وأحب أولياء الله وهو مقيم على شركه وضلاله.
أتحب أعداء الحبيب وتدَّعي
حباً له ما ذاك في إمكانِ
وكذا تعادي جاهداً أحبابه
أين المحبة يا أخا الشيطانِ
حقيقة المحبة أن تحب ما يحب الله، وأن تبغض ما يبغضه الله
النوع الثالث: الحَب لله وفيه، وهي من لوازم محبه ما يحبه الله جل وعلا بحيث تحب زيداً لله وفي الله، لا تحبه من أجل أطماع دنيويه، لا تحبه إلا الله ((أن يحب المرء لا يحب إلا الله))، فإن أحب الرجل لمصلحة دنيوية أو لجماله أو لغير ذلك عُذب بقدر ذلك ولا بُدَ، وكلٌ بحسبه على قدر ما تصرف شيء من الحب لغير الله يكون عذابك بهذا ولابد.
فما في الأرض أشقى من محبٍ وإن وجد الهوى حلو المذاقِ
نحن نحب أولياء الله من أجل حبهم لله، ونبغض أعداء الله من أجل عداوتهم لله أو لشرعه أو لأوليائه، وكلٌ بحسبه، ولهذا أوثق عُرى الإيمان الحب في الله والبغض.و من كان الناس عنده سواء فلا لعلته دواء، الذي لا يفرق بين أولياء الله وبين أعداء الله فهذا لا يعرف الإيمان ولا يعرف التوحيد، وهذا كالذي يريد أن يجمع بين الماء والنار، والضب والحوت في مكان واحد.
وفي سنن أبي داود من طريق يحيى بن حارث الذماري عن القاسم بن أبي عبد الرحمن عن أبي أمامة أن النبي ?: (من أحب في الله وأبغض في الله، وأعطى لله ومنع لله فقد استكمل الإيمان) وفي البخاري وغيره يقول ?: (أنا فرط بين هؤلاء وهؤلاء).
النوع الرابع: المحبة مع الله، وهي المحبة الشركية وهي تسوية المخلوق بالله في هذه المحبة.
قال ابن القيم: وبقي قسم خامس: ليست مما نحن فيه وهي المحبة الطبيعية وهي ميل الإنسان إلى ما يلائمه أو ما يلائم طبعة كمحبة العطشان للماء، والجائع للطعام ونحو ذلك.
بالتفريق بين هذه الأنواع يفقه العبد التوحيد، ويعرف كيف يُوحِّد ربه كيف يبتعد عن ما يغضب الله ويغضب رسول الله ?: ? يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ? القلب السليم هذا هو قلب الموحد وهو القلب أيضاً الذي لا غل فيه، ولا غش ولا حسد ولا بغي ولا عدوان ولا رياء. ولكن الذي يدخل به في الإسلام هو التوحيد والبراءة من الشرك وما دون ذلك مراتب.
66 - ينبغي للإنسان أن يكثر من دعاء لله جل وعلا بالثبات أن يثبته الله على التوحيد وعلى العقيدة ويسأل الله السلامة والعافية وأن يعرف فضل الله عليه، حيث جعله من أهل التوحيد ما جعله من أهل الإشراك المخلدين في النار، ولكن أهم شيء الثبات: ? فاستقم كما أُمرت ?: ? اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون ? ولهذا قال لبيد:
الحمد لله إن لم يأتني أجلي
حتى اكتسيت من الإسلام سربالا
ويقول ابن القيم رحمه الله تعالى:
والله ما خوفي الذنوب فإنها
لعلى سبيل العفو والغفرانِ
لكنما أخشى انسلاخ القلب عن
تحكيم هذا الوحي والقرآنِ
ورضاً بآراء الرجال وخرصها
لا كان ذاك بمنة المنانِ
67 - الإنسان لو فَقُه معنى الاسم الشريف ((الله)) لاستدعى ذلك أن يستقبح الشرك، وأن يوحد الله جل وعلا، فالله أصله الإله، والإله ما هو نرجع إلى معاجم اللغة، نرجع إلى كتب العلماء، نرجع إلى لغة العرب ما هو الإله؟ هو الذي تألهه القلوب محبةً وتعظيماً، فلو أحب الله وعظمه حق التعظيم، لاستدعى ذلك إلى أن يبتعد عن تعظيم غير الله، وعن الإشراك به.
وهذا يستدعي أيضاً التأمل والتدبر، فإن هذه المعاني قد تَمُرُّ على عباد القبور لكن يمرون عليها كمرورهم بوادي مُحَسر حين يقفلون ويرجعون من المزدلفة، أو أعظم وأسرع فلا يعون ولا يتدبرون.
نحن حين نتدبر القرآن نجد فيه كل شيء:
فتدبر القرآن إن رمت الهدى
فالعلم تحت تدبر القرآنِ
ولكن كما قال الشاعر:-
ومن العجائب والعجائبُ جمةٌ
قرب الشفاء وما إليه وصول
يقرأ القرآن ويشرك بالله!!
كالعيس في البيداء يقتلها الظمأ
والماء فوق ظهورها محمول
68 - قال الشاعر:
وواعجباً كيف يُعصى الإله
أم كيف يجحده الجاحدُ
ولله في كل تحريكةٍ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/331)
وتسكينةٍ أبداً شاهد
وفي كل شيء له آيةٌ
تدل على أنه واحدُ
وهذا الأبيات تنسب لابن المعتز، وقيل لأبي العتاهية.
ومما يُذْكر أيضاً وينسب لأبي نواس:
تأمل في رياض الأرض وانظر
إلى آثار ما مصنع المليكُ
عيونٌ من لجينٍ شاخصاتٌ
بأحداقٍ هي الذهبُ السبيكُ
على قُضُبِ الزبرجدِ شاهداتٌ
بأن الله ليس له شريكُ
أي لا في خلقه ولا في رزقه ولا في عبادته، كما أنه ليس له شريك يخلق ويرزق. إذاً ينبغي أن لا يكون له شريك في العبادة وهذا واضح فليتأمل العبد هذا المقام فإنه مقام عظيم.
[الشريط الثامن]
69 - الشرك بمعنى الكفر عند طائفة من أهل العلم، لقول الله جل وعلا: ? إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ? قالوا: بأن الكفر داخل في هذه وإلا الآية فيقتضي بأن الكفر دون الشرك، واستدلوا أيضاً بأدلة من الكتاب والسنة ومن حيث النظر.
والقول الثاني: أن كل شرك كفر، وليس كل كفرٍ شركاً، وذلك لقوله تعالى: ? لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين ? فالعطف هنا يقتضي المغايرة، لأن الله جل وعلا قال: ? من أهل الكتاب والمشركين ? فأهل الكتاب كفار وهم اليهود والنصارى، عطف الله جل وعلا المشركين على أهل الكتاب فالعطف عندهم يقتضي المغايرة. قالوا فهذا دليل على مغايرة الشرك عن الكفر لأن الشرك هو تسوية غير الله بالله هو من خصائص الله، قالوا: وأما الكفر فهو الديانة بديانة أخرى أو ترك الدين بالكلية حيث لا يعبد معه غيره. ولا يلزم من هذا أن يكون الشرك أعظم من الكفر، فقد يكون الكفر أعظم من الشرك، فالذي يدين بدبن بالإسلام ويعبد مع الله إله آخر هذا مشرك لكنه أخف كفراً ممن ليس له دين أصلاً.
70 - وقد اعترف عقلاء المتكلمين بفساد هذا المسلك وضلال هذا المذهب وقد قال بعض المتكلمين:
نهاية إقدام العقول عقال
وأكثر سعي العالمين ضلالُ
وأرواحنا في وحشة من جسومنا
وغاية دنيانا أذىً ووبالُ
ولم نستفد من بحثنا طول عمرنا
سوى أن جمعن فيه قيل وقالوا
وقال آخر:
لعمري لقد طفت المعاهد كلها
وسيرت طرفي بين تلك المعالم
فلم أرى إلا واضعاً كف حائرٍ
على ذقنٍ أو قارعاً سن نادمِ
وقال آخر ((يا ليتني أموت على عقيدة إحدى عجائز نيسابور))، لأن العجوز تموت على أصل الفطرة وهؤلاء خارجون عما جاءت به الرسل ومتناقضون في أقوالهم وأفعالهم.
ويقول الرازي: ((لقد تأملت الطرق الكلامية والمناهج الفلسفية فما رأيتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً، ورأيت أقرب الطرق طريقة القرآن أقرأ في الإثبات ? الرحمن على العرش استوى ? و ? إليه يصعد الكلم الطيب ?وأقرأ في النفي ? ليس كمثله شيء ?، ? ولا يحيطون به علما ?ومن جرب مثل تجربتي عرف مثل معرفتي))
71 - ولابن تيمية رحمه الله كلام جميل ذكره رحمه الله تعالى في الفتاوى حول هؤلاء القدرية الخائضين في هذا المقام بالضلال المتكلمين فيه بغير علم قال: ((إن أهل الضلال الخائضين في القدر انقسموا إلى ثلاث فرق، مجوسية ومشركية وإبليسية.
الفرقة الأولى المجوسية: الذين كذبوا بقدر الله، وإن آمنوا بأمره ونهيه فغلاتهم أنكروا العلم والكتاب ومقتصدوهم أنكروا عموم مشيئته وخلقه وقدرته.
الفرقة الثانية المشركية: الذين أقروا بالقضاء والقدر وأنكروا الأمر والنهي قال الله جل وعلا: ? وقال الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا ولا حرمنا من شيء ?فمن أحتج على تعطيل الأمر والنهي بالقدر فهو من هؤلاء.
الفرقة الثالثة الإبليسية: الذين أقروا بالأمرين ولكن جعلوا هذا متناقضاً من الرب، وطعنوا في حكمته وعدله تعالى الله عن قولهم علواً كبيراً.
وأهل السنة والجماعة والفرقة الناجية يؤمنون بالقدر خيره وشره، وذلك من مقتضى ما جاء في الكتاب وتواترت به النصوص عن النبي ? والإيمان بالقدر هو الإيمان بأن الله تعالى عليم بما الخلق عاملون بعلمه القديم الذي هو موصوف به أزلاً وأبداً. وأن الله جل وعلا كتب ذلك في اللوح المحفوظ، ويؤمنون أيضاً بقدرته ومشيئته النافذة الشاملة.
72 - قال المؤلف: (ولهذا شبههم الصحابة ? بالمجوس، كما ثبت عن ابن عمر و ابن عباس ?.
وقد روى أهل السنن فيهم ذلك مرفوعا أنهم مجوس هذه الأمة) قال الشارح: قوله (قد روى أهل السنن) الصحيح أنه لم يروي هذا الحديث كل أهل السنن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/332)