الحمد لله الذي أنزل إلينا أفضل كتبه، وبعث إلينا خير رسله، وشرع لنا أكرم شرائعه، أحمده سبحانه وأشكره وأتوب إليه واستغفره وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبد الله ورسوله وصفيه وخليله بعثه الله على حين فترة من الرسل فبصَّر به من العمى، وأسمع به من الصمم صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم. أما بعد: فأوصيكم أحبتي بسبب الأمان النفسي والمعيشي ألا وهو تقوى الله يقول ربكم جل في علا ه: { .. وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا () وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا} ([1]).بلغ العلا بكماله…أضاء الدجى بجماله .. كملت جميع خصاله .. صلوا عليه وآله.
أيها الأحبة في الله كانت الخطبة الماضية في الحث على الإكثار من ذكر الله وعبادته وعدم الغفلة عنه وبإذن الله في هذه الخطبة والخطبة التالية أقف بكم على بعض أنواع الذكر المميز؛ وموعدنا اليوم مع ذكر يجمع أهل الأرض وأهل السماء، ذكر أمر الله به في كتابه في آيات تتلى إلى يوم القيامة حيث قال: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّون َعَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} (2)؛قال البخاري: قال أبو العالية: صلاة الله ثناؤه عليه عند الملائكة، وصلاة الملائكة الدعاء (3) قال ابن كثير: والمقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه عند الملائكة المقربين وأن الملائكة تصلي عليه ثم أمر تعالى أهل العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعاً (4) الصلاة والسلام على رسول الله تجارة رابحة لتجار الحسنات فأين الراغبون في ربح تلك التجارة أخرج الأمام مسلم عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (( .. فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَيَّ صَلَاةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ بِهَا عَشْرًا .. )) فيالها من تجارة رابحة فبكل صلاة منك على الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم تحصل على عشر صلوات من قيوم السموات والأرض، ولما يصلي علينا الرحمن الرحيم؟ يخبرنا بذلك جل جلاله بقوله: {هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ وَمَلَائِكَتُهُ لِيُخْرِجَكُمْ مِنْ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَكَانَ بِالْمُؤْمِنِينَ رَحِيمًا} (5)
أيها الأحبة في الله إلى كل من يرجو شفاعة الحبيب المصطفى في يوم يجعل الولدان شيباً نقول له هاهو قد قدم لك طريق ذلك بقوله: {مَنْ قَالَ حِينَ يَسْمَعُ النِّدَاءَ اللَّهُمَّ رَبَّ هَذِهِ الدَّعْوَةِ التَّامَّةِ وَالصَّلَاةِ الْقَائِمَةِ آتِ مُحَمَّدًا الْوَسِيلَةَ وَالْفَضِيلَةَ وَابْعَثْهُ مَقَامًا مَحْمُودًا الَّذِي وَعَدْتَهُ حَلَّتْ لَهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ} (6) أخرجه البخاري، إلى كل من تكاثرت عليه هموم الدنيا و أسرف على نفسه بالذنوب والخطايا ننقل هذا الحوار الذي تم بين الصحابي الجليل أبي بن كعب ورسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أبي: ((كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا ذَهَبَ ثُلُثَا اللَّيْلِ قَامَ فَقَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا اللَّهَ اذْكُرُوا اللَّهَ جَاءَتْ الرَّاجِفَةُ تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ جَاءَ الْمَوْتُ بِمَا فِيهِ قَالَ أُبَيٌّ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي فَقَالَ مَا شِئْتَ قَالَ قُلْتُ الرُّبُعَ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ النِّصْفَ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ قَالَ مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا قَالَ إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ)) (7) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح، وفي رواية عند الإمام أحمد ((قَالَ رَجُلٌ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَرَأَيْتَ إِنْ جَعَلْتُ صَلَاتِي كُلَّهَا عَلَيْكَ قَالَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/176)
إِذَنْ يَكْفِيَكَ اللَّهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى مَا أَهَمَّكَ مِنْ دُنْيَاكَ وَآخِرَتِكَ)) (8) إلى كل من أراد أن يكون أولى الناس برسول الله صلى الله عليه وسلم يوم القيامة فليكثر من الصلاة والسلام عليه فقد أخرج الترمذي عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((أَوْلَى النَّاسِ بِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَكْثَرُهُمْ عَلَيَّ صَلَاةً)) (9) إلى كل من يرفع يديه متضرعاً إلى الله بالدعاء نقول له لقد نقل الإمام بن كثير عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: الدعاء موقوف بين السماء والأرض لا يصعد منه شيء حتى تصلي على نبيك (14) إن خسارة المعرض عن الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم فادحة فقد دعا عليه جبريل وأمن على دعائه المصطفى صلى الله عليه وسلم فعن كعب بن عُجرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((احضروا المنبر)) فحضرنا فلما ارتقى الدرجة قال: آمين ثم ارتقى الدرجة الثانية فقال: آمين ثم ارتقى الدرجة الثالثة فقال: آمين، فلما فرغ نزل عن المنبر فقلنا: يارسول الله سمعنا منك اليوم شيئاً ما كنا نسمعه فقال: ((إن جبريل عرض لي فقال: بَعُدَ من أدرك رمضان فلم يُغفر له فقلت آمين، فلما رقيت الثانية قال:بَعُدَ من ذُكرت عنده فلم يصل عليك فقلت: آمين فلما رقيت الثالثة قال: بَعُد من أدرك أبويه الكِبَرُ أو أحدهما فلم يدخل الجنة فقلت آمين)) (10) الذي يذكر عنده رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يصلي عليه وصفه صلوات ربي وسلامه عليه بالبخل وكفى بها من مذمة فعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((الْبَخِيلُ الَّذِي مَنْ ذُكِرْتُ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيَّ)) (11) أخرجه الترمذي وقال حديث حسن صحيح غريب، وكم من الكتب والكتابات اليوم يطلع عليها المرء فيها من صفة البخل التي ذكرها صلى الله عليه وسلم فتجده يستبدل الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم بحرف الصاد أو بحروف أخرى وكأن القلم الذي كتب ذلك الكتاب أو المطبعة التي طبعته ثَقُل عليها الصلاة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فبخلت بها، أيها الأحبة في الله إن مجلساً لا يُصلى فيه على النبي صلى الله عليه وسلم يكون على أصحابه حسرة وندامة يوم القيامة فعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((مَا جَلَسَ قَوْمٌ مَجْلِسًا لَمْ يَذْكُرُوا اللَّهَ فِيهِ وَلَمْ يُصَلُّوا عَلَى نَبِيِّهِمْ إِلَّا كَانَ عَلَيْهِمْ تِرَةً فَإِنْ شَاءَ عَذَّبَهُمْ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُمْ)) (12) أخرجه الترمذي وقَالَ هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ، أمة الإسلام صلوا على نبيكم أينما كنتم فإن صلاتكم تصل إليه فقد أخرج النسائي وابن حبان والإمام أحمد بإسناد صحيح عن عَبْدِ اللَّهِ بْنِ السَّائِبِ عَنْ زَاذَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ((إِنَّ لِلَّهِ مَلَائِكَةً سَيَّاحِينَ فِي الْأَرْضِ يُبَلِّغُونِي مِنْ أُمَّتِي السَّلَامَ)) (13) أيها الأحبة في الله وإن من أفضل الأوقات التي حثكم فيها نبيكم وحبيبكم صلوات ربي وسلامه عليه من الصلاة والسلام عليه فيها هو هذا اليوم يوم الجمعة فقد أخرج النسائي عَنْ أَوْسِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ((إِنَّ مِنْ أَفْضَلِ أَيَّامِكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ فِيهِ خُلِقَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام وَفِيهِ قُبِضَ وَفِيهِ النَّفْخَةُ وَفِيهِ الصَّعْقَةُ فَأَكْثِرُوا عَلَيَّ مِنْ الصَّلَاةِ فَإِنَّ صَلَاتَكُمْ مَعْرُوضَةٌ عَلَيَّ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ وَكَيْفَ تُعْرَضُ صَلَاتُنَا عَلَيْكَ وَقَدْ أَرَمْتَ أَيْ يَقُولُونَ قَدْ بَلِيتَ قَالَ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَدْ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ عَلَيْهِمْ السَّلَام)) (14) أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا}.
الخطبة الثانية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/177)
الحمد لله على إحسانه والشكر له على جوده وامتنانه وأشهد أن لا إله إلا الله تعظيماً لشأنه وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى رضوانه صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وأتباعه.أما بعد: فاتقوا الله عباد الله وأكثروا من الصلاة والسلام على رسولكم تفلحوا، أيها الأحبة في الله لا يعجب أحدكم إذا خرج من باب المسجد فسمع من يقول إن خطيبا اليوم كشف عن حقيقته بأنه صوفي قبوري مبتدع؛ وذلك لأن من الناس من ضاق أفقه وانتكست موازينه فأصبح يجعل من كل من يكثر الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم أو يدعو إليها أويحبب فيها بأنه صوفي قبوري مبتدع حتى أنك تجده يمر عليه اليوم أو أكثر لم يصلي فيه على النبي صلى الله عليه وسلم صلاة واحدة غير ما هو مفروض عليه في الصلاة، وفي المقابل هناك فئة من الناس هجرت القرآن وهو افضل الذكر وزعمت أنها انشغلت بالصلاة والسلام على رسول الله، ثم قادهم الشيطان إلى ابتداع صلوات من عند أنفسهم أو يقلدون فيها أئمة لهم ليس لها أصل في الشرع ولم ترد عن السلف الصالح فهناك الصلاة النارية والصلاة الفلانية والصلاة الفلانية؛ وتجد معظم هذه الفئة لا تتجاوز صلاوتهم على النبي صلى الله عليه وسلم حناجرهم فهم يدعون زوراً وبهتاناً حب المصطفى صلى الله عليه وسلم، فإذا نظرت إلى هيئتهم وإلى سلوكهم لوجدت لحاً قد حلقت وثياباً قد أسبلت وكبائر من الذنوب قد ارتكبت فأين حب المصطفى الذي يولد الاتباع، فلما تاهوا عن طريق الحب الحقيقي انتقلوا من طريق الاتباع إلى طريق الابتداع، وقد سئل المصطفى صلى الله عليه وسلم يارسول الله عرفنا كيف نسلم عليك فكيف نصلي عليك فقال قولوا:اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك وفي لفظ وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد هذه الصيغة التي في الصحاح، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فهذه الأحاديث التى فى الصحاح لم أجد فيها ولا فيما نقل لفظ ابراهيم وآل إبراهيم وفى بعضها لفظ إبراهيم وقد يجىء فى أحد الموضعين لفظ آل إبراهيم وفى الآخر لفظ إبراهيم،وقد روى لفظ ابراهيم وآل ابراهيم فى حديث رواه البيهقى عن يحيى بن السناو عن رجل من بنى الحارث عن ابن مسعود…ثم قال وهذا إسناده ضعيف. (ج22/ص356)،وسئل رحمه الله: عن الصلاة على النبى صلى الله عليه وسلم هل الأفضل فيها سرا أم جهرا وهل روى عن النبى صلى الله عليه وسلم أنه قال إزعجوا أعضاءكم بالصلاة على أم لا والحديث الذى يروى عن ابن عباس أنه أمرهم بالجهر ليسمع من لم يسمع أفتونا مأجورين،فأجاب: أما الحديث المذكور فهو كذب موضوع باتفاق أهل العلم وكذلك الحديث الآخر وكذلك سائر ما يروى في رفع الصوت بالصلاة عليه…حتى قال: والسنة فى الدعاء كله المخافتة إلا أن يكون هناك سبب يشرع له الجهر (ج22/ص468).
---------
([1]) الطلاق:2،3. (2) الأحزاب:56. (3) تفسير ابن كثير، ج3،ص506. (طبعة: دار إحياء الكتب العربية). (5) الأحزاب:43. (6) البخاري: كتاب الأذان. (7) أخرجه الترمذي في كتاب صفة القيامةحديث (2381) وهَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ. (8) المسند: مسند الأنصار، حديث (20290). (9) أخرجه الترمذي، (كتاب الصلاة) حديث (446) وقال (حَدِيثٌ حَسَنٌ غَرِيبٌ). (10) رواه الحاكم في المستدرك وقال صحيح الإسناد ووافقه الذهبي. (11) أخرجه الترمذي وقَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ غَرِيبٌ (كتاب الدعوات) حديث (3469). (12) الترمذي (كتاب الدعوات) حديث (3302) وقال حديث حسن صحيح. (13) النسائي (كتاب السهو) حديث (1265). (14) تفسير بن كثير، ج3،ص514. (14) النسائي كتاب الجمعة،حديث (1357)
الرابط: http://www.saaid.net/Doat/aljefri/58.htm
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[04 - 03 - 08, 01:41 م]ـ
قال الله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب/56).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/178)
قال ابن كثير رحمه الله: المقصود من هذه الآية أن الله سبحانه وتعالى أخبر عباده بمنزلة عبده ونبيه عنده في الملأ الأعلى بأنه يثني عليه في الملأ الأعلى عند الملائكة المقربين، وأن الملائكة تصلي عليه، ثم أمر تعالى العالم السفلي بالصلاة والتسليم عليه، ليجتمع الثناء عليه من أهل العالمين العلوي والسفلي جميعًا.
وقال ابن القيم - رحمه الله - في " جلاء الأفهام ": والمعنى أنه إذا كان الله وملائكته يصلون على رسول الله فصلوا أنتم أيضًا عليه، فأنتم أحق بأن تصلوا عليه وتسلموا تسليمًا؛ لما نالكم ببركة رسالته ويُمْنِ سفارته، من خير شرف الدنيا والآخرة.
معنى الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -:
قال أبو العالية: صلاة الله تعالى ثناؤه عليه عند الملائكة وصلاة الملائكة الدعاء.
وقال ابن عباس: يصلون يباركون.
قال ابن القيم - رحمه الله -: الصلاة المأمور بها فيها أي في الآية المتقدمة هي الطلب من الله ما أخبر به عن صلاته وصلاة ملائكته، وهي ثناء عليه وإظهار لفضله وشرفه وإرادة تكريمه وتقريبه.
فضل الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -:
عن عبد الرحمن بن عوف - رضي الله عنه - قال: أتيت النبي وهو ساجد فأطال السجود قال:" أتاني جبريل قال: من صلى عليك صليت عليه، ومن سلم عليك سلمت عليه فسجدت لله شكرًا " (رواه أحمد).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " من صلى علي واحدة صلى الله عليه عشرًا " (رواه الحاكم وأحمد).
وعن يعقوب بن زيد بن طلحة التيمي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " أتاني آتٍ من ربي فقال: ما من عبدٍ يصلي عليك صلاة إلا صلى الله عليه بها عشرًا ".
فقام إليه رجل فقال: يا رسول الله أجعل نصف دعائي لك؟ قال: إن شئت، قال: ألا أجعل ثلثي دعائي؟ قال: إن شئت، قال: ألا أجعل دعائي كله قال: " إذن يكفيك الله هم الدنيا وهم الآخرة " (رواه مسلم).
وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " رغم أنف رجل ذُكرتُ عنده فلم يصل عَليَّ، ورغم أنف رجل أدرك أبويه عنده الكبر فلم يدخلاه الجنة، ورغم أنف رجل دخل عليه رمضان ثم انسلخ قبل أن يغفر له" (رواه الترمذي).
عن علي بن الحسين قال: أخبرني أبي عن جدي أنه قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " لا تجعلوا قبري عيدًا وصلوا عليَّ وسلموا حيثما كنتم فسيبلغني سلامكم وصلاتكم " (رواه أبو داود وأحمد وحسنه الحافظ، وقال الألباني: صحيح بطرقه وشواهده).
وعن عبد الله بن مسعود عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن لله ملائكة سياحين يبلغوني من أمتي السلام " (رواه النسائي والحاكم وصححه ووافقه الذهبي وقال الألباني: إسناده صحيح رجاله رجال الصحيح).
وعن الحسن قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " بحسب امرئ من البخل أن أُذكر عنده فلا يصلي عليَّ " (رواه الترمذي وقال: حسن غريب صحيح، والحاكم، وقال الألباني: مرسل صحيح يشهد له ما قبله).
وعن محمد بن علي قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " من ذُكرت عنده فلم يصل عليَّ خطئ طريق الجنة " (رواه الجهضمي وقال الألباني: إسناده مرسل جيد).
وعن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من صلى عليَّ أو سأل لي الوسيلة حقت عليه شفاعتي يوم القيامة " (رواه مسلم).
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله ولم يصلوا على نبيهم - صلى الله عليه وسلم - إلا كان مجلسهم عليهم ترة يوم القيامة، إن شاء عفا عنهم وإن شاء أخذهم " (رواه الترمذي وصححه الألباني).
كيفية الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/179)
عن أبي مسعود الأنصاري - رضي الله عنه - قال: " أتانا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ونحن في مجلس سعد بن عبادة فقال له بشر بن سعد: أمرنا الله أن نصلي عليك يا رسول الله، فكيف نصلي عليك؟ قال: فسكت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حتى تمنينا أنه لم يسأله ثم قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: قولوا اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد، والسلام كما علمتم " (رواه مسلم).
الفوائد والثمرات الحاصلة بالصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم -:
1 - امتثال أمر الله سبحانه وتعالى وموافقته سبحانه في الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - وموافقة ملائكته فيها.
2 - حصول عشر صلوات من الله عز وجل على المصلي بالصلاة مرة واحدة على النبي - صلى الله عليه وسلم -.
3 - أنها سبب لشفاعته - صلى الله عليه وسلم - إذا قرنها بسؤال الوسيلة أو أفردها كما تقدم.
4 - أنها سبب لكفاية العبد ما أهمه كما في حديث زيد بن طلحة المتقدم.
5 - أنها ترمي بصاحبها على طريق الجنة وتخطئ بتاركها عن طريقها.
6 - أنها سبب لإبقاء الله سبحانه الثناء الحسن والبركة للمصلي؛ لأن المصلي طالب من الله أن يثني على رسوله ويكرمه ويشرفه ويبارك عليه وعلى آله، وهذا الدعاء مستجاب فلا بد أن يحصل للمصلي نوع من ذلك والجزاء من جنس العمل.
7 - أنها سبب لدوام محبة العبد لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وزيادتها وتضاعفها، وذلك عقد من عقود الإيمان الذي لا يتم إلا به، وهي سبب أيضًا لزيادة محبته - صلى الله عليه وسلم - للمسلم وعرض اسم المصلي عليه - صلى الله عليه وسلم -، وكفى بالعبد نبلاً أن يذكر اسمه بين يدي رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
مواطن الصلاة على النبي - صلى الله عليه وسلم -:
الموطن الأول: وهو أهمها وآكدها في الصلاة في آخر التشهد، وقد أجمع المسلمون على مشروعيته واختلفوا في وجوبه فيها.
الموطن الثاني: صلاة الجنازة بعد التكبيرة الثانية، عن الزهري قال: سمعت أبا أمامة بن سهل بن حنيف يحدث سعيد بن المسيب قال: " إن السنة في صلاة الجنازة أن يقرأ بفاتحة الكتاب، ويصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يخلص الدعاء للميت حتى يفرغ، ولا يقرأ إلا مرة واحدة ثم يسلم في نفسه " (رواه النسائي والحاكم وصححه على شرط الشيخين ووافقه الذهبي والألباني).
الموطن الثالث: عند ذكره - صلى الله عليه وسلم - وقد اختلف في وجوبها كلما ذكر اسمه - صلى الله عليه وسلم - فقال الطحاوي والحليمي: تجب الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - كلما ذكر اسمه، وقال غيرهما: ذلك مستحب وليس بفرض يأثم تاركه.
الموطن الرابع: عند دخول المسجد وعند الخروج منه، عن فاطمة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا دخلت المسجد فقولي بسم الله والسلام على رسول الله، اللهم صلي على محمد وعلى آل محمد واغفر لنا وسهل لنا أبواب رحمتك، فإذا فرغتِ فقولي مثل ذلك غير أن قولي: وسهل لنا أبواب فضلك " (رواه ابن ماجة والترمذي وصححه الألباني بشواهده).
الموطن الخامس: عقب سماع الأذان لقوله - صلى الله عليه وسلم -: " إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرًا، ثم سلوا الله لي الوسيلة فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله، وأرجو أن أكون أنا هو، فمن سأل لي الوسيلة حلت له الشفاعة " (رواه).
الموطن السادس: عند الدعاء لحديث فضالة بن عبيد صاحب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: سمع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رجلاً يدعو في صلاته لم يمجد الله ولم يصل على النبي - صلى الله عليه وسلم: " عجل هذا " ثم دعاه فقال له ولغيره: " إذ صلى أحدكم فليبدأ بتمجيد الله والثناء عليه ثم يصلي على النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم يدعو بعد بما شاء " (رواه).
الموطن السابع: الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - يوم الجمعة: لحديث أوس بن أوس أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: " إن من أفضل أيامكم يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه قبض، وفيه النفخة، وفيه الصعقة، فأكثروا عليَّ من الصلاة، فإن صلاتكم معروضة عليَّ، قالوا: يا رسول الله كيف تعرض عليك صلاتنا وقد أَرِمْتَ؟ يقولون: قد بليتَ ـ قال: " إن الله حرم على الأرض أن تأكل أجساد الأنبياء ".
الموطن الثامن: الخطب كخطبة الجمعة والعيدين والاستسقاء وغيرها.
الموطن التاسع: عند القيام من المجلس.
الموطن العاشر: عند خطبة الرجل المرأة في النكاح.
البحر الرائق / الشيخ: أحمد فريد.
الرابط: http://www.islamweb.net/ver2/archive/readart.php?id=10274
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/180)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[04 - 03 - 08, 02:38 م]ـ
بارك الله فيكم.(91/181)
مرحلة " المراهقة " كيف وقى الإسلام من شرها، وكيف يُعامل المراهق؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 05:49 م]ـ
الحمد لله
أولاً:
المراهقة هي مقاربة البلوغ.
ومرحلة " المراهقة " مرحلة خطرة، وقد جاءت الشريعة الإسلامية بأحكام غاية في الحكمة للوقاية من خطرها قبل وقوعها، ومن ذلك:
1. التربية على حسن الأخلاق، وتحفيظ الطفل القرآن في أوائل عمره.
وإدخال كلام الله تعالى في صدر الطفل في أوائل عمره من شأنه أن يطهِّر قلبه وجوارحه، وخاصة إن صار حافظاً لكتاب الله تعالى قبل بلوغه فترة المراهقة، ولا شك أنه سيكون متميزاً بذلك الحفظ في المجالس، والمساجد.
قال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
"فإذا بلغ الطفل سن التمييز فإنه حينئذ يؤمر والده بأن يعلمه وأن يربيه على الخير بأن يعلمه القرآن، وما تيسر من الأحاديث، ويعلمه الأحكام الشرعية التي تناسب سن هذا الطفل بأن يعلمه كيف يتوضأ وكيف يصلي، ويعلمه الأذكار عند النوم وعند الاستيقاظ وعند الأكل والشرب؛ لأنه إذا بلغ سن التمييز فإنه يعقل ما يؤمر به وما ينهى عنه، وكذلك ينهاه عن الأمور غير المناسبة ويبين له أن هذه الأمور لا يجوز له فعلها كالكذب والنميمة وغير ذلك، حتى يتربى على الخير وعلى ترك الشر من الصغر، وهذا أمر مهم جدًّا غفل عنه بعض الناس مع أولادهم" انتهى.
" المنتقى من فتاوى الفوزان " (5/ 297، السؤال 421).
2. تعليمه الصلاة في سن السابعة، وضربه على تفريطه فيها في سن العاشرة.
وما قلناه في القرآن نقوله في الصلاة، فهي تطهر قلب وأفعال الشاب الناشئ على طاعة الله، وخاصة إن كان يؤدي الصلاة في المسجد جماعة مع والده أو مع وليه كأخ أو عم.
3. التفريق بين الأولاد في المضاجع عند النوم عند بلوغهم سن العاشرة.
عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مُرُوا أَوْلَادَكُمْ بِالصَّلَاةِ وَهُمْ أَبْنَاءُ سَبْعِ سِنِينَ، وَاضْرِبُوهُمْ عَلَيْهَا وَهُمْ أَبْنَاءُ عَشْرٍ، وَفَرِّقُوا بَيْنَهُمْ فِي الْمَضَاجِعِ).
رواه أبو داود (495)، وصححه الألباني في " صحيح أبي داود ".
وفي هذا السن يبدأ ميل الذكر للأنثى، والأنثى للذكر، وهذا الحكم من شأنه أن يُبعد الأولاد عن المهيجات الجنسية، وأن يقطع فرص الاحتكاك التي تولد الشهوة.
وفي " فتاوى اللجنة الدائمة " (17/ 408):
" لا يجوز للأولاد الذكور إذا بلغوا الحلُم، أو كان سنُّهم عشر سنوات: أن يناموا مع أمهاتهم، أو أخواتهم في مضاجعهم، أو في فرشهم، احتياطاً للفروج، وبُعدا عن إثارة الفتنة، وسدّاً لذريعة الشرِّ " انتهى.
4. اختيار الصحبة الصالحة.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الْمَرْءُ عَلَى دِينِ خَلِيلِهِ فَلْيَنْظُرْ أَحَدُكُمْ مَنْ يُخَالِلْ) رواه أبو داود (4833) والترمذي (2378) وحسَّنه، وحسَّنه الألباني في " صحيح أبي داود ".
وقد قيل: " الصاحب ساحب "، فإذا اعتنى الوالدان بصحبة أولادهم وأحسنا اختيارها: وفَّر ذلك عليهما وقتاً وجهداً عظيمين، فالصحبة الصالحة لن تؤدي إلا إلى خير، فالصاحب الصالح يقضي وقته في طاعة الله، يدله على الخير، ويمنعه من الشر، والصاحب الفاسد يدله على الشر، ويمنعه من الخير، ويزين له المعصية، ويقوده إليها.
5. إلزام الأولاد في تلك المرحلة بالاستئذان عند الدخول على والديهم في أوقات التخفف من الثياب، ومظنة كشف العورات أو الجماع، حتى لا تقع أعينهم على ما يهيجهم، أو يمارسونه تطبيقاً عمليّاً.
وفي " فتاوى اللجنة الدائمة " (17/ 408):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/182)
"أمر الله تعالى الذين لم يبلغوا الحلُم أن يستأذنوا عند دخول البيوت في الأوقات الثلاثة التي هي مظنة التكشف وظهور العورة، وأكد ذلك بتسميتها عورات، فقال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَا عَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَى بَعْضٍ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآيَاتِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) النور/ 58.
وأمر الذين بلغوا الحلُم أن يستأذنوا في كل الأوقات عند دخول البيوت، فقال تعالى: (وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنْكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ) النور/ 59، كل ذلك من أجل درء الفتنة، والاحتياط للأعراض، والقضاء على وسائل الشر" انتهى.
6. المبادرة بالزواج.
وقد خاطب نبينا محمد صلى الله عليه وسلم الشباب بذلك، ومخاطبتهم بذلك الاسم وهم في تلك المرحلة له دلالته الواضحة أن في الزواج حفظاً لنظرهم من أن يُطلق في الحرام، وحفظاً لفرجهم أن يوضع في حرام.
فعن عَبْدِ اللَّهِ بن مسْعُود رضي الله عنه قال: كُنَّا مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ شَبَابًا لَا نَجِدُ شَيْئًا، فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (يَا مَعْشَرَ الشَّبَابِ، مَنْ اسْتَطَاعَ الْبَاءَةَ فَلْيَتَزَوَّجْ؛ فَإِنَّهُ أَغَضُّ لِلْبَصَرِ، وَأَحْصَنُ لِلْفَرْجِ، وَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَعَلَيْهِ بِالصَّوْمِ، فَإِنَّهُ لَهُ وِجَاءٌ). رواه البخاري (4779) ومسلم (1400).
ثالثاً:
ما ذكرناه سابقاً يبين مدى تحمل الوالدين لما يصل إليه ولدهم من حال في فترة المراهقة، أو البلوغ، وبحسب تقصيرهم وعدمه يكون استحقاق العقاب والثواب، وقد يبذل المسلم كل سبب يستطيعه لهداية ولده ولا تكون النتيجة مرضية، وهذا لا إثم عليه فيه، وهداية التوفيق بيد الله تعالى. والذي ننصحك به تجاه تصرفات ابنك:
1. عدم معاملته بغلظة، وعدم التهاون معه؛ وذلك أن الغلظة في التعامل قد تسبب له ردة فعل، يخرج بسببها من البيت، ويفعل ما يحلو له، كما أن التهاون معه يفتح الطريق أمامه لفعل المنكرات، وأن لا يبالي بأحد، فينبغي التوسط في التعامل معه، والغلظة في أمور، والتهاون في أخرى.
2. اختيار صحبة صالحة من الشباب المستقيم على طاعة الله تعالى ليكونوا أصدقاء له، ويكون ذلك بطريقة لا يشعر بها أنكم تريدونه ترك أصحابه الفاسدين، فيتم التنسيق مع رجال فضلاء لهم أبناء مستقيمون ليزوروكم – مثلا – أو ليجتمعوا به في مناسبة عامَّة، ويتم التعارف بينه وبين الشباب الذين هم في سنِّه، وهؤلاء – غالباً – فيهم ما يجذب الآخرين من حُسن خلق، وسمتٍ طيب، كما أن أوقاتهم فيها الشيء الكثير الذي يمكن أن يستهويه، كالرحلات، والسفر للعمرة، واللقاءات مع أهل العلم.
3. الحد من خروجه من البيت قدر الاستطاعة، وإشغاله في أعمال البيت، كتدريس أخواته، أو القيام بواجباته المدرسية وعدم القيام بها خارجه.
4. لا بأس بإشغاله ببعض الألعاب المباحة، والتي يمكنه القيام بها في البيت.
5. كثرة زيارته لوالده، وهذه قد تحد من أفعال كثيرة يمكنه فعلها، مع إعلام والده ببعض تصرفاته – لا كلها – ليشعره بأنه متابع لوضعه وحاله.
6. إشعاره بالمسئولية على البيت، وأخواته، وهذا السن الخطير يرى فيه الشاب أنه رجل، ولا يريد لأحدٍ أن ينتقد تصرفاته، فيستثمر غياب الوالد بإفهامه أنه رجل البيت الآن، وأنه مطلوب منه العناية به، ورعاية أخواته، وأنه مسئول عنهنَّ، ولعل هذا يفيد كثيراً من جهة تعلقه بالبيت وأهله، ومن جهة أن يكون قدوة في تصرفاته أمامكم.
7. توثيق صلته بأعمامه، وصلة أعمامه به، وينبغي لوالده أن يكلِّم أشقاءه – أعمام ابنك – بضرورة الاهتمام بابنك، والعناية به، ومراقبة تصرفاته، ونصحه، وتوجيهه، ووجود رجل كبير عاقل بجانب ابنك هو أحوج ما يكون له.
8. التفكير جديّاً بتزويجه، وعدم ترك الشهوات تعبث به، وتتحكم فيه، بل اضبطي ذلك بتزويجه، ففيه حفظ لنفسه من الهلكة والضياع، وحتى لو سكن عندكم – مؤقتاً – وليس عندك إلا بناتك، فلن يكون في سكناه معكم ما يُحذر منه.
9. أكثري من الدعاء له، بأن يُصلحه الله، ويهديه، واختاري الأوقات التي هي مظنة استجابة الدعاء، وأفضلها: الثلث الأخير من الليل فهي وقت نزول الرب سبحانه وتعالى وهي الوقت الذي يستجاب فيها للدعاء، وكذا الدعاء له في سجودك في صلاتك.
ونسأل الله تعالى أن يصلح ابنك، وأن يوفقه لمرضاته، وأن يفرِّج عن زوجك، وأن يخرجه عاجلاً غير آجل، وأن يكتب لك أجر العناية بأولادك، والحرص على تربيتهم.
ويمكنك الاستفادة من كتاب " فن التعامل مع مرحلة المراهقة " للدكتور محمد الثويني.
والله أعلم
http://www.islamqa.com/index.php?ref=111213&ln=ara (http://www.islamqa.com/index.php?ref=111213&ln=ara)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/183)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 06:08 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ إحسان.
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[04 - 03 - 08, 01:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا وكتب لكم الأجر والمثوبة ..
ومن أحسن ما قيل في هذا الموضوع! من عالم متخصص في علم النفس وبحر في علم الشريعة: فضيلة الشيخ د. محمد بن إسماعيل المقدم حفظه الله:
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=378 في سلسلة بعنوان: كيف نفهم المراهقين؟!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 03 - 08, 01:46 ص]ـ
جزاكما الله خيراً
وحفظ الله الشيخ محمد بن إسماعيل
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 03 - 08, 06:03 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخ إحسان، موضوع موفق.(91/184)
القلوب
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 08:36 م]ـ
الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغيلجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت علىنفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداًعبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراًونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماًدائمين متلازمين إلى يوم الدين،
يقول ابنالقيم رحمه الله: "وقد قسم رسول الله صلى الله عليه وسلم القلوب إلى أربعة، كما صحعن حذيفة بن اليمان رضي الله تعالى عنه: [القلوب أربعة: قلب أجرد فيه سراج يزهر، فذلك قلب المؤمن، وقلب أغلف، فذلك قلب الكافر، وقلب منكوس، فذلك قلب المنافق، عرفثم أنكر، وأبصر ثم عمي، وقلب تمده مادتان: مادة إيمان ومادة نفاق، وهو لما غلب عليهمنهما] "
، فالأول قلب مضيء، يمشي صاحبه على نور من الله سبحانه وتعالى، قال تعالى: أَوَمَنْ كَانَ مَيْتاً فَأَحْيَيْنَاهُ وَجَعَلْنَا لَهُ نُوراً يَمْشِي بِهِ فِيالنَّاسِ [الأنعام:122] وقال أيضاً: أَفَمَنْ يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِأَهْدَى أَمَّنْ يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ [الملك:22] وهذا القلبمثل نُورِ الإيمان الذي يقذفه الله سبحانه وتعالى فيه: كَمِشْكَاةٍ فِيهَامِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّيُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لا شَرْقِيَّةٍ وَلا غَرْبِيَّةٍيَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ [النور:35].
والثاني: قلب أغلف، وهو قلب الكافر، ومعنى أغلف: مختوم عليه ومطبوع عليه، فلا ينفذ إليهحق.
والثالث: قلب منكوس، وهو قلب المنافق، والفرق بين الأغلف والمنكوس: أن القلب الأغلف مختوممقفل لا ينفذ إليه شيء، والمنكوس يمكن النفاذ إليه في الأصل، لكن لما انتكس صار غيرقابل لبقاء الخير فيه، ولو بقي مستقيماً لامتلأ، قال الله تعالى: ذَلِكَبِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لايَفْقَهُونَ [المنافقون:3] فالمنافقون آمنوا ثم انتكسوا، فقلب المنافق ليس مختوماًعليه من أصل الخلقة ولا مغلقاً لا يدخل فيه شيء؛ لكن لما انتكس صاحبه أصبح لا يقبلالحق وإن سمعه، فصار لا يمكن أن يمتلئ لانتكاسه، أما قلب الكافر فهو مختوم عليهكالحجر القاسي، لا ينفذ إليه شيء، وعليه فالقاسي يحتاج إلى أن يلين، والمنكوس يحتاجإلي أن يُقوَّم حتى يستقيم ويعود إلى حالتهالطبيعية.
والرابع: قلب تمده مادتان: مادة إيمان، ومادة نفاق، وهو لما غلب عليه منهما؛ وذلك لوقوعصاحبه في المعاصي، فلا تجعل قلبك متردداً بين طاعة الله ورسوله، وبين طاعة الشيطانوالهوى، فما يدريك لعل الحالة الأخرى هي التي يختم لكبها؟!
فهذاالقلب تمده مادتان، ومثال ذلك: من يسمع القرآن ويصلي، ثم يخرج فيسمع الأغاني وينظرإلى النساء، فتختلط هذه المادة بتلك المادة، ولا يدري ما الذي يغلب في الأخير؛ لأنضعف مادة الخير الذي ينتج من عدم خلوصها وصفائها قد يستدعي أن تغلبها المادةالأخرى، فتكون الخاتمة لها، وقد صح عنه صلى الله عليه وسلم قوله: {إنما الأعمالبالخواتيم} فعلى العبد المؤمن أن يحذر غاية الحذر من الخلط بين الخيروالشر،
ومن هناكان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يخافون سوء الخاتمة، حتى قال حنظلة: {نافقحنظلة}؛ لأنه كان يظن أن ضعف الإيمان من النفاق! فكيف لو عاد هذا الضعف على الأصلبالإبطال؟! لذا خاف حنظلة رضي الله تعالى عنه منه، وهكذا كان الصحابة الكرام رضيالله عنهم، حتى قال أبو ذر رضي الله عنه: [والله لوددت أنى شجرة تعضد ثم تؤكل]،وقال أبو بكر أيضاً: [لو أن إحدى قدمي في الجنة والأخرى خارجها، ما أمنت حتى أضعالأخرى]، وقال ابن أبي مليكة: [أدركت ثلاثين من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلمكلهم يخشى على نفسه النفاق] فهؤلاء الذين كانت قلوبهم بيضاء تزهر، متألقة بالنور، يخشون من المادة الخبيثة أن تدخل ولو قليلاً، فتفسد هذا الصفاء وهذاالنور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/185)
تقدمالمائدة الطيبة مما أحل الله لأحدهم، فيبكي ويقول: [أخشى أن تكون طيباتنا عجلت لنافي هذه الحياة الدنيا] سبحان الله! لقد بلغ به الأمر أنه يخاف من الدنيا أن تفسدعليه علمه وعمله وجهاده وهجرته مع الرسول صلى الله عليهوسلم!
ففرقعظيم بينه وبين المنافق: [المنافق يرى الذنب كذباب وقع على أنفه ثم طار]، وإذا سئلعن إيمانه قال: الحمد لله! نحن مؤمنون! ومن هذا الذي يشك في إيماننا؟! ومن هذا الذييطعن في ديننا؟! فهو مريض لا يشعر بمرضه، ولا يبحث له عن العلاج، فكيف يشفىإذاً؟!
لكنالمؤمن الصادق يرى ذنبه كالجبل فوق رأسه يكاد أن يقع عليه، ولهذا يسلم من ذلك بإذنالله سبحانه وتعالى.
قال: "وهو لما غلب عليه منهما" فإن غلبت على القلب مادة الخير تحول إلى قلب أجرد، وإنغلبت عليه المادة الأخرى انتكس وطبع عليه.
ويقول بن القيم: [وقد يمرض القلب ويشتد مرضه ولا يشعر به صاحبه].
وهذه هيالمشكلة .. أن يظن المريض علامات مرضه من ورم وقيح وصديد صحة وعافية وشحماً،
يروي الإمام مسلم في صحيحه عنحنظلة بن الربيع الأسدي، أنه جاء إلى أبي بكرٍ رضي الله عنه وأرضاه فقال: {يا أبابكر نافق حنظلة. قال: وما ذاك؟ قال: إنا نكون عند رسول الله صلى الله عليه وسلم علىحال من الإيمان، وقوة اليقين، واستحضار الآخرة، فإذا فارقناه وذهبنا إلى بيوتناعافسنا الأولاد والأزواج والضيعات، ونسينا كثيراً. فقال أبو بكر: والله إنيلأجد مثل ذلك، فذهبوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال حنظلة مثلما قال، فقالالنبي صلى الله عليه وسلم: إنكم لو تدومون على الحال التي تكونون بها عندي في جميعالأوقات؛ لصافحتكم الملائكة على فرشكم، وفي طرقكم، ولكن يا حنظلة، ساعةً وساعة}.ومن أعظم الإشارات التي تؤخذ من هذا الحديث أن حال المسلم ليس ثابتا بل هوفي انخفاض وارتفاع فأحيانا يقترب حتى يدخل في المناجاة ويرى إشراق نور الإيمان فيصدره ثم بعد ذلك يتعرض لبعض المؤثرات الخارجية التي تذهب به بعيدا عن هذه المعيةويفقد اللذة التي كان يحصلها في الماضي وإذا كان ينقص الإيمان بالفترة عن الذكر فمنباب أولى ينقص بفعل المعاصي. . . فإذا هو عاد إلى مجالس الذكر واستحضر مقام ربه فيقلبه، استحضر هذه الحلاوة مرة أخرى. وملاك هذا الأمر في قلب الإنسان فقلبالإنسان هو النافذة التي يدخل منها نور الإيمان للإنسان، فإن كانت هذه النافذةسليمة استقبلت النور، أما إذا كانت هذه النافذة خربة عليها خيوط العنكبوت فإنهاتحجب الضوء، هكذا القلب، فإذا كان القلب عامرا بحب الله سطع فيه نور الإيمان، وإنكان القلب مريضا فإنه لا يشعر بحلاوة الإيمان، وكل قلب يستشعر حلاوة الإيمان بقدرصلاحية هذا القلب لتذوق هذه الحلاوة. وما قلب الإنسان إلا كالإناء فإذا كانالإنسان من أهل الصلاح ومن أهل الحسنات كان القلب سليماً، وإذا أشرب القلب الفتنوخاض في الشهوات كان كالكوز مجخيا، ففي صحيح مسلم أن النبي صلى الله عليه وسيلمقال: تعرض الفتن على القلوب كالحصير عوداً، عوداً فأي قلب أشربها نكت فيه نكتةسوداء، وأي قلب أنكرها نكت فيه نكتة بيضاء حتى يصير على قلبين، على أبيض مثل الصفافلا تضره فتنة ما مادمت السموات والأرض، والآخر أسود مرباداً (بياض يسير يخالطهالسواد)، كالكوز مجخياً (مائلا منكوسا)، لا يعرف معروفاً ولا ينكر منكراً إلا ماأشرب من هواه، فيبين هذا الحديث أن القلوب تصير إلى قسمين وذلك بعد أن تمر عليهاالفتن، قلب أبيض وقلب أسود. فحينما يظن المريض أن ما يجده من ورم هو شحموعافية وصحة، فهنا تكمن الخطورة؛ لأن أول خطوات العلاج هي الشعور بالمرض والاعترافبه، ومن لا يعترف بالمرض ولا يستشعره، ويرى أنه سليم معافىً، فلن يعالج نفسه، ألمتروا إلى الذين يرون أن التمسك بالدين وعودة المسلمين إليه مرض لابد من علاجه، ويرون أن ما هم فيه من الفجور والفسق ومقارفة المنكرات هو الصحة والعافية؟! كيفيعالج من هذا حاله؟! هل يرجى برؤه أو علاجه؟!
فأولى خطوات الشفاء هي معرفةالمرض والاعتراف به، فيعترف المشرك بالشرك، ويعلم أنه على خطر، فيطلب التوحيد، ويعترف العاصي بالمعصية، ويطلب من الله المغفرة، ويبحث عن الدعاة الذين يدلونه علىطريق الله لكي يعالجوه؛ لكن من رأى نفسه في غاية العافية، فإنه لا يرجى له أن يشفىلاشتغاله بمتابعة الشهوات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/186)
وقد كان الناس في الجيل الأوليسمع أحدهم صوت جارية أو مغنية أو مغنٍ وهو عابر في الطريق، أو ذاهب إلى المسجد، فيستعيذ بالله من فتنة هذا السماع، ويخشى من هذا السماع أن يدخل إلى قلبه شيئاً منالميل إلى المرض؛ فتقوى هذه المادة، ثم تكون مثل القرحة، فتستولي على القلب، فكيفبمن يدمن على سماع الغناء آناء الليل وأطراف النهار؟!
كان سلفنا الصالح رضوان اللهعليهم يخشى أحدهم أن يرفع نظره إلى امرأة، فتفتنه، فيخسر الدنيا والآخرة؛ لأنه رآهاوتأمل محاسنها، فبالله ماذا تقولون في عصر تعرض فيه هذه المناظر في المجلات، والتلفزيون، والشارع، والنوافذ، والأبواب، أينما توجهت فهي أمامك؟! فأيهما أولى بأنيعالج نفسه وأن يفحص قلبه كل يوم؟!
إذا كان السلف يخافون أن يمرضالقلب من شيء قليل، فما بالكم بمن يعيش وسط الأمراض؟! أرأيتم إن انتشر الطاعونوالإنسان غير محصن، أيأمن على نفسه منه؟! هذا هو حال القلوب اليوم؛ فالأمر كما بن القيم: "يشتد مرضه ولا يشعر به صاحبه، لاشتغاله وانصرافه عن معرفة صحتهوأسبابها" ولا يفكر في ذلك، ولا يريدك أن تكلمه عن مرض القلب أبداً إلا إن كان مرضالقلب هو المرض الحسي، مرض الشرايين والأوردة، أما مرض النفاق أو الشبهات، فلايريدك أن تكلمه عنه أبداً.
علامة موت القلبقال المصنفرحمه الله: [بل قد يموت، وصاحبه لا يشعر بموته] بعض الناس قلبه ميت منذ ثلاثين أوأربعين سنة وهو لا يدري، وبعض الناس آخر عهد قلبه بالحياة يوم أن كان على الفطرة فيسنوات الطفولة، ومنذ أن شب لقن الشر وأشربه قلبه، فقلبه ميت عمره كله، لكنه لا يشعربموته إطلاقاً.
يقول: "وعلامة ذلك أنه لاتؤلمه جراحات القبائح، ولا يوجعه جهله بالحق، وعقائده الباطلة، فإن القلب إذا كانفيه حياة، تألم بورود القبيح عليه، وتألم بجهله بالحق بحسب حياته، و:
................. ما لجرحبميت إيلام
"
إذا كان لديك حيوان أو إنسان، واشتبه عليك أمر حياته وموته، فإنك تستطيع أن تختبره، فتعرف أنه حي أو ميت أومريض .. فتتحسه بشيء في بعض المواضع الحساسة من جسده، فإن رأيته تحرك فهذه علامةالحياة، لكن إذا كنت تطعنه وتقلبه وليس فيه حركة، فهذا ميت لا فائدةمنه.
بعض الناس يرضى أن يكون بوقاًمن أبواق الشر والفساد، فتقول له: اتق الله .. ! فإن هذا حرام، وتحاول أن تتلمس فيهالحياة، وإذا بك لا تجد شيئاً، وإذا قلت له: إن ابنتك أو زوجتك تخرج سافرة كاشفة، بل ربما كانت ممثلة أو مطربة فكيف ترضى ذلك؟! فلا تجد إحساساً ولا ترى حياة؛ بلربما كان معجباً بما هو فيه، وقلبه قد أشرب الشر والفساد.
فالقلب الذي لا يتألم بورودالقبائح، ولا يتأثر بالمواعظ التي تزجره وتردعه قلب ميت، لا خير يرجى له ولا صلاحيتوقع منه، لكن الذي فيه شيء من الحياة، عندما تنصحه يقول لك: جزاك الله خيراً! فهذا فيه حياة، ويرجى له الخير، فاجتهد معه واحرص عليه، وابذلواصبر.
ولا يعني ذلك أن يترك الميتيموت إلى الأبد؛ فإن الله تبارك وتعالى يحيي الأرض بعد موتها، قال تعالى: اعْلَمُواأَنَّ اللَّهَ يُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا [الحديد:17] وذلك حتى لا ييئسالمؤمن ويقول: قد قال الله تعالى: أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَقُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلا يَكُونُواكَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْقُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ [الحديد:16] فالله قال: (فَقَسَتْقُلُوبُهُمْ) فلا خير إذن فيهم، نقول: بل قال أيضاً: اعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا [الحديد:17] فمن جهتك -أيها الداعية- عليك أنتبذل له الخير فقد يحييه الله، لكن لابد من تشخيصك له حتى يكون العلاج صحيحاً، فالقلب الميت إذا شخصت أنه مريض فقد أخطأت، ولو شخصت أنه حي فهذه مصيبة، فلابد أنيكون التشخيص دقيقاً، ثم تبذل له العلاج المناسب، وتستعين في ذلك بالله تعالى، فالله تعالى على كل شيء قدير، فكما أنك تبذل الماء في الأرض الميتة فيحييها اللهتبارك وتعالى من حيث لا تشعر؛ فكذلك عليك بذل الخير والنصح لكلالقلوب.
الصبر على علاج المعاصيثميقول المصنف رحمه الله يصف الحالة الثانية: [وقد يشعر بمرضه ولكن يشتد عليه تحملمرارة الدواء والصبر عليها، فيؤثر بقاء ألمه على الدواء، فإن دواءه في مخالفةالهوى، وذلك أصعب شيء على النفس، وليس له أنفع منه].
بعض الناس يعلم أنه مريضالقلب؛ يقول لك: نحن غارقون في المعاصي، فما هو العلاج؟
فتقول له: علاجك أن تحافظ علىصلاة الجماعة، وتترك المنكرات والمحرمات، وتستمع القرآن، وتخالط الأخيار، فيقول: هذه أدوية مرة جداً لا أستطيع أن أتحملها .. !
فهذا يشعر بالمرض وفيه حياة، لكن الدواء عليه مر، فلا يستطيع أن يترك رفقة السوء، وينام مبكراً، ويستيقظ لصلاةالفجر، ويترك الغناء، والأفلام، والسهرات، فإن ذلك صعب عليه
منقول(91/187)
ماهو الضابط لتحديد مدة خطبة الجمعة؟
ـ[أبو حفصة المراكشي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 11:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
نرجوا من مشايخنا الفضلاء وطلاب العلم النبهاء أن يوضحوا لنا هذه المسألة وهي إطالة الخطبة وقصر الصلاة عند بعض الخطباء على النقيض مما هو مقرر في هدي نبينا عليه الصلاة والسلام في خطبه.
والبعض يقول بأن عهد النبي عليه الصلاة والسلام كان الصحابة أصحاب لسان فلا يحتاج معهم النبي عليه الصلاة والسلام إلى كثير بيان، بخلاف عصرنا هذا.
وبعضهم يغتر بخطب الشيخ الحويني والشيخ سعيد رسلان اللذان تتجاوز خطبتيهما الساعة.
فما توجيهكم حفظكم المولى في هذه المسألة، فالحاجة ماسة لمعرفة وجهات نظرتكم المحترمة
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[04 - 03 - 08, 12:02 ص]ـ
الغريب أن كثيراً من خطباء العصر، وهم طلبة العلم يفهمون ما ورد من مشروعية قِصَر الخطبة، ومع ذلك يحرجون أنفسهم والناس بالتطويل في الخطبة، الأمر الذي يدعوهم إلى التكرار والإعادة والاستطراد العجيب!
ولا شك أن قضاء الساعة ونحوها في خطبةٍ مخالف للسنة الثابتة
من الضوابط:
- أن لا يتجاوز الخطيب مقدار سورة (ق) في مجموع الخطبتين، فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم قراءتها في الخطبة.
- أن لا يتجاوز قدر صلاة متوسطة، يقرأ في الأولى بسبح والثانية بالغاشية، فمن زاد في الخطبتين عن هذا المقدار لم يصدق عليه قِصر الخطبة.
والله تعالى أعلم.
ـ[أبو السها]ــــــــ[04 - 03 - 08, 01:57 ص]ـ
هذه مسألة مهمة يغفل عنها جمهور الخطباء إلا من رحم الله ألا وهي مسألة قصر الخطبة وطول الصلاة فالناس فيها بين الإفراط و التفريط إلا من رحم الله فبعضهم يطيل إطالة مملة وآخرون يقصرونها قصراً مخلاً وسبب ذلك هو عدم فهم الحديث الصحيح. قال أبو وائل: خطبنا عمار فأوجز و أبلغ فلما نزل قلنا يا أبا اليقظان! لقد أبلغت وأوجزت فلو كنت تنفست – أي أطلت قليلاً- فقال: إن سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه –أي علامة- فأطيلوا الصلاة وأقصروا الخطبة وإن من البيان سحرا)) [رواه مسلم]
قال النووي:-رحمه الله -:المراد بالحديث أن الصلاة تكون طويلة بالنسبة إلى الخطبة لا تطويلاً يشق على المأمومين. انتهى كلام النووي –رحمه الله – وقد ثبت عند مسلم من حديث جابر بن سمرة قال:كنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فكانت صلاته قصداً وخطبته قصداً. قال النووي:أي بين الطول الظاهر والتخفيف الماحق. أهـ ....... إلخ
قلت [القائل هو الشيخ سعود الشريم]: فالعجب كل العجب من بعض الخطباء الموصفين بالعلم. كيف يطيلون الخطبة حتى يتجاوز بعضهم ثلاثة أرباع الساعة أو أقل قليلاً! ولربما قال الناس ليته سكت. ومن هنا يظهر الفقه الذي ذكره النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث (9). (خواطر بين يدي الخطيب-دراسة لعامر المقاطي)
اعلم يا أخي الفاضل أن السنن لا تعلل بمثل هذه العلل كتغير الزمان والمكان وأحوال الناس وغيرذلك من العلل غير المنضبطة،
وليس في عمل أحد من البشر حجة على الشرع سوى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان أبا بكر وعمر،
وإذا أراد الإمام إفادة الناس بأكثر مما جاء في الخطبة فليجلس لهم بعد الصلاة.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[04 - 03 - 08, 03:04 ص]ـ
الخير كل الخير فى اتباع هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم
كان شيخنا اسامة عبد العظيم حفظه الله لايزد عن ربع او ثلث الساعة فى خطبته ولكن من يتجاوز ذلك له حجته الجديرة بالتأمل كأن يقال
لايوجد نهى عن التطويل (كالحال فى تطويل الصلاة) او تحذير او وعيد
ويقال ايضا ان الغالب على مستمعى الخطبة انهم من العوام فان اقتصر الخطيب على الآية فقط او الحديث دون شرح وتفصيل او ان كان يتكلم فى موضوع عام وتكلم فى عمومات بصفة اجمالية فربما تحولت خطب الجمع بما يشبة الطلاسم عند الاغلبية وتفقد المراد منها خاصة ان اغلب المصلين ليس من طلاب العلم الذين يواظبون على حلقات العلم فالخطيب ينتهز الفرصة ليجعل الخطبة زاد اسبوعى لهم
وليسمح لى اخوانى ان اقص تجربة حدثت معى
احببت ان اجعل خطبتى موافقة للسنة اولا وثانيا مقلدا لشيخى اسامة عبد العظيم حفظه الله فحسبت المده التى تستغرقها صلاة ركعتين بقراءة الأعلى والغاشية بقراءة فيها تمهل وتدبر وان يكون الركوع والسجود نحوا من القيام فاستغرقت الركعتين 12 دقيقة فقلت ان السنة ان الخطبة اقصر من الصلاة فعزمت على احياء هذه السنة وبالفعل ذهبت للمسجد المكلف بخطبة الجمعة فيه فحمدت الله واثنيت عليه وتكلمت كلاما اجماليا دون شرح او تفصيل وقضيت الخطبة فى عشر دقائق ونزلت من على المنبر وسط ذهول الناس واندهاشهم وكان بعض الناس مازالوا يفدون الى المسجد وبعد الصلاة حدث مالا احبه ان يتكرر مع احد من مشايخنا او من اخوانى طلاب العلم ممن يخطبون الجمع فقد علت الاصوات منكرة وحدث هرج ومرج والكل يتكلم ويفتى حتى تحول المسجد لساحة حوار ناهيك عمن حضر متأخرا ففوجىء بانتهاء الصلاة وكانت المساجد المجاورة مازال خطباؤهم فى الخطبة الاولى وبعد هذه التجربة عدت لسيرتى الاولى الا تقل الخطبة عن نصف ساعة او تزيد قليلا
لم يكن مقصدى الحديث عن شخصى الفقير بقدر ماكان مقصدى الحديث عن الناس ومدى تفهمهم لهذا الامر
فلاداعى التعريض بمشايخنا الكرام حفظهم الله فالظن بهم الا يتعمدوا مخالفة هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم ولكن يفعلون هذا لواقع يرونه خاصة كما قلت فى البداية لانهى هناك ولاوعيد فالامر فيه سعة ان شاء الله
ولاينبئك مثل خبير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/188)
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[04 - 03 - 08, 03:11 ص]ـ
ليس من طلاب العلم هذا خطأ والصواب ليسوا من طلاب العلم
ليجعل الخطبة زاد اسبوعى لهم هذا خطأ والصواب ليجعل الخطبة زادا اسبوعيا لهم
رحم الله من اهدى الى عيوبى
ـ[أبو السها]ــــــــ[04 - 03 - 08, 11:04 ص]ـ
لتسمح أخي الفاضل -ابن عبد الغني-: هل يفهم من كلامي التعريض بالمشايخ؟ ما قصدت هذا -والله العليم وحده أني أجل علماء السنة منهم الشيخ الحويني-حفظه الله ورعاه- الذي دافعت عنه مرارا وتكرارا وهذا أدنى الواجب تجاه مشايخنا الأفاضل.
أما ما قصصته علينا من تجربتك فهو جدير بالاعتبار، غير أن هذا لا يلزم منه هجر السنن من أجل أهواء العامة- الذي جاء معظم البلاء في إماتة السنن من قبلهم- فكان عليك -والله أعلم- أن تربيهم على هذه السنة المهجورة أولا-إذ لا مانع من ترك السنن - إلى حين- من أجل درء الفتن، أما أن نهجر سنة من السنن بالكلية دون تربية العامة وحملهم عليها بالحكمة بدعوى درء الفتن ولم الشمل على قاعدة الحزبيين ‘‘ بدعة تجمعنا خير من سنة تفرقنا‘‘،فهذا مما يخالف أصول الشريعة ..
وكان الشيخ الألباني كثيرا ما يشير إلى هذا المعنى -أقصد:تربية الإمام لمأموميه،مثل تعليقه على حديث (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر في صلاة من الصلوات، ثم أشار إليهم أن امكثوا، فذهب ثم رجع وعلى جلده أثر الماء)، قال رحمه الله: إذا كان المأمومين قد ربوا على يديه-يعني الإمام- فله أن يفعل مثلما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو نحو هذا الكلام ...
وحقا كما قلت -أخي-: الخير كل الخير فى اتباع هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو حفصة المراكشي]ــــــــ[04 - 03 - 08, 12:57 م]ـ
الخير كل الخير فى اتباع هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم
كان شيخنا اسامة عبد العظيم حفظه الله لايزد عن ربع او ثلث الساعة فى خطبته ولكن من يتجاوز ذلك له حجته الجديرة بالتأمل كأن يقال
لايوجد نهى عن التطويل (كالحال فى تطويل الصلاة) او تحذير او وعيد
ويقال ايضا ان الغالب على مستمعى الخطبة انهم من العوام فان اقتصر الخطيب على الآية فقط او الحديث دون شرح وتفصيل او ان كان يتكلم فى موضوع عام وتكلم فى عمومات بصفة اجمالية فربما تحولت خطب الجمع بما يشبة الطلاسم عند الاغلبية وتفقد المراد منها خاصة ان اغلب المصلين ليس من طلاب العلم الذين يواظبون على حلقات العلم فالخطيب ينتهز الفرصة ليجعل الخطبة زاد اسبوعى لهم
وليسمح لى اخوانى ان اقص تجربة حدثت معى
احببت ان اجعل خطبتى موافقة للسنة اولا وثانيا مقلدا لشيخى اسامة عبد العظيم حفظه الله فحسبت المده التى تستغرقها صلاة ركعتين بقراءة الأعلى والغاشية بقراءة فيها تمهل وتدبر وان يكون الركوع والسجود نحوا من القيام فاستغرقت الركعتين 12 دقيقة فقلت ان السنة ان الخطبة اقصر من الصلاة فعزمت على احياء هذه السنة وبالفعل ذهبت للمسجد المكلف بخطبة الجمعة فيه فحمدت الله واثنيت عليه وتكلمت كلاما اجماليا دون شرح او تفصيل وقضيت الخطبة فى عشر دقائق ونزلت من على المنبر وسط ذهول الناس واندهاشهم وكان بعض الناس مازالوا يفدون الى المسجد وبعد الصلاة حدث مالا احبه ان يتكرر مع احد من مشايخنا او من اخوانى طلاب العلم ممن يخطبون الجمع فقد علت الاصوات منكرة وحدث هرج ومرج والكل يتكلم ويفتى حتى تحول المسجد لساحة حوار ناهيك عمن حضر متأخرا ففوجىء بانتهاء الصلاة وكانت المساجد المجاورة مازال خطباؤهم فى الخطبة الاولى وبعد هذه التجربة عدت لسيرتى الاولى الا تقل الخطبة عن نصف ساعة او تزيد قليلا
لم يكن مقصدى الحديث عن شخصى الفقير بقدر ماكان مقصدى الحديث عن الناس ومدى تفهمهم لهذا الامر
فلاداعى التعريض بمشايخنا الكرام حفظهم الله فالظن بهم الا يتعمدوا مخالفة هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم ولكن يفعلون هذا لواقع يرونه خاصة كما قلت فى البداية لانهى هناك ولاوعيد فالامر فيه سعة ان شاء الله
ولاينبئك مثل خبير
جزى الله الأخ الفاضل أبا عبد الغني على هذا البيان.
لكن بارك الله فيكم كيف تقول ((لايوجد نهى عن التطويل)) وقد صح ذلك عن النبي عليه الصلاة والسلام، مثل: حديث عمار مرفوعا: " إن طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه فأطيلوا الصلاة واقصروا الخطبة ". رواه مسلم)
وفي رواية أخرى عن عمار رضي الله عنه مرفوعا: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بإقصار الخطب). أخرجه أبو داود (1106) والبيهقي بسند حسن في المتابعات والشواهد. ورواه ابن أبي شيبة (1/ 209 / 2) من هذا الوجه عن أبي راشد قال: " خطبنا عمار فتجوز في الخطبة فقال رجل: قد قلت قولا شفاء لو أنك أطلت. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى أن نطيل الخطبة
فهل هذه الأحاديث وما في معناها لاتدل على أن النهي عن الإطالة في الخطبة أمر مقصود من الشارع.
ثم أمر آخر وهو النظر في أحوال الناس حتى وإن كان البعض يريد الإطالة فلا يلتفت إلى قولهم ألا تتأمل معي فعل عمار رضي الله عنه حيث طُلِب منه الإطالة ولم يستجب لرغبتهم اتباعا منه لهدي النبي عليه السلام وخوفا منه أن يقع في المحذور؟؟ فهذا الصنيع من عمار رضي الله عنه وهو راوي الحديث وهو أدرى بما يروي فهم النهي والأمر على ظاهره.
ومع احترامي الكامل لكم فإن تجربتكم مع الناس يستدل لها وليس بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/189)
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[04 - 03 - 08, 08:48 م]ـ
ويقال ايضا ان الغالب على مستمعى الخطبة انهم من العوام فان اقتصر الخطيب على الآية فقط او الحديث دون شرح وتفصيل او ان كان يتكلم فى موضوع عام وتكلم فى عمومات بصفة اجمالية فربما تحولت خطب الجمع بما يشبة الطلاسم عند الاغلبية
أخي ابن عبد الغني رعاك الله:
هذا لا يسنده الواقع، بل إن (15 - 20) دقيقة كافٍ في إشباع القول في أي موضوع مهما طال وتشعب، بشرط أن يعي الخطيب أنه (يخطب)، ولا (يحاضر)، أو (يدرِّس) ....
هناك فرق بين أن تلقي (درساً)، مكتمل العناصر، يشتمل على تعريفات لغوية واصطلاحية وتشعيب المسائل وبسط الأدلة ... الخ، وبين أن تلقي خطبة جمعة، تستوعب فيها أركان الخطبة وتراعي آدابها على سبيل التوسط بين الاختصار المخل والبسط الممل.
كثير من المعاصرين لا يفرق بين: درس/خطبة/محاضرة/مسامرة/برنامج إذاعي/تلفزيوني/خاطرة مسجدية/مجلس إفتاء ...
من حيث: الطول والقصر/ولغة الخطاب/درجة الصوت/مشتملات الموضوع ...
إن تحويل الخطب إلى دروس أو محاضرات أو ... هو سبب المشكلة.
بارك الله فيك وفي علمك.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[05 - 03 - 08, 01:56 ص]ـ
لتسمح أخي الفاضل -ابن عبد الغني-: هل يفهم من كلامي التعريض بالمشايخ؟ ما قصدت هذا -والله العليم وحده أني أجل علماء السنة منهم الشيخ الحويني-حفظه الله ورعاه- الذي دافعت عنه مرارا وتكرارا وهذا أدنى الواجب تجاه مشايخنا الأفاضل.
أما ما قصصته علينا من تجربتك فهو جدير بالاعتبار، غير أن هذا لا يلزم منه هجر السنن من أجل أهواء العامة- الذي جاء معظم البلاء في إماتة السنن من قبلهم- فكان عليك -والله أعلم- أن تربيهم على هذه السنة المهجورة أولا-إذ لا مانع من ترك السنن - إلى حين- من أجل درء الفتن، أما أن نهجر سنة من السنن بالكلية دون تربية العامة وحملهم عليها بالحكمة بدعوى درء الفتن ولم الشمل على قاعدة الحزبيين ‘‘ بدعة تجمعنا خير من سنة تفرقنا‘‘،فهذا مما يخالف أصول الشريعة ..
وكان الشيخ الألباني كثيرا ما يشير إلى هذا المعنى -أقصد:تربية الإمام لمأموميه،مثل تعليقه على حديث (أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كبر في صلاة من الصلوات، ثم أشار إليهم أن امكثوا، فذهب ثم رجع وعلى جلده أثر الماء)، قال رحمه الله: إذا كان المأمومين قد ربوا على يديه-يعني الإمام- فله أن يفعل مثلما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو نحو هذا الكلام ...
وحقا كما قلت -أخي-: الخير كل الخير فى اتباع هدى المصطفى صلى الله عليه وسلم.
لاحرمنى الله تعالى من مجالسة اهل العلم ومدارسة العلم معهم
اخى الحبيب ابو السها لم اقصدك اخى فى التعريض بالعلماء بل كان كلاما عاما بين اخوة يتدارسون العلم وينصح بعضهم بعضا
اؤيدك فيما ذهبت اليه من ان الواجب الا نلين امام العامة ونوافقهم فى مخالفة السنة نعم صدقت والله كان ينبغى ان ابين لهم ان هذه السنة وقد فعلت مع بعضهم لكن كان الاولى ان يكون على الملأ حتى يتهيئوا لذلك ولا يفاجئون به
اعدك ان ابدأ فى هذا ان شاء الله ولاتنسنى فى دعائك
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[05 - 03 - 08, 01:59 ص]ـ
اخى الحبيب ابا حفص حفظه الله ورعاه
ماغابت عنى هذه الاحاديث ولكن فهمى المتواضع لها ان الامر بالتقصير للاستحباب والنهى للتنزيه فإن كان عندك خلاف ذلك فأنا اول الراجعين
بارك الله فيكم وزادكم علما وفضلا
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[05 - 03 - 08, 02:01 ص]ـ
أخي ابن عبد الغني رعاك الله:
هذا لا يسنده الواقع، بل إن (15 - 20) دقيقة كافٍ في إشباع القول في أي موضوع مهما طال وتشعب، بشرط أن يعي الخطيب أنه (يخطب)، ولا (يحاضر)، أو (يدرِّس) ....
هناك فرق بين أن تلقي (درساً)، مكتمل العناصر، يشتمل على تعريفات لغوية واصطلاحية وتشعيب المسائل وبسط الأدلة ... الخ، وبين أن تلقي خطبة جمعة، تستوعب فيها أركان الخطبة وتراعي آدابها على سبيل التوسط بين الاختصار المخل والبسط الممل.
كثير من المعاصرين لا يفرق بين: درس/خطبة/محاضرة/مسامرة/برنامج إذاعي/تلفزيوني/خاطرة مسجدية/مجلس إفتاء ...
من حيث: الطول والقصر/ولغة الخطاب/درجة الصوت/مشتملات الموضوع ...
إن تحويل الخطب إلى دروس أو محاضرات أو ... هو سبب المشكلة.
بارك الله فيك وفي علمك.
اخى الحبيب النجدى
صدقت ولاتعليق عندى
بارك الله فيك وزادكم من فضله
ـ[أبو حفصة المراكشي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 12:43 م]ـ
اخى الحبيب ابا حفص حفظه الله ورعاه
ماغابت عنى هذه الاحاديث ولكن فهمى المتواضع لها ان الامر بالتقصير للاستحباب والنهى للتنزيه فإن كان عندك خلاف ذلك فأنا اول الراجعين
بارك الله فيكم وزادكم علما وفضلا
جزيت خيرا أخي الفاضل.
قلت: (فهمى المتواضع لها ان الامر بالتقصير للاستحباب والنهى للتنزيه)
الذي عندي بارك الله فيك أن النصوص نفهمها بفهم السلف الصالح، فمن من السلف فَهِمَ فهمكَ هذا المتواضع على حد تعبيرك.
جزاك الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/190)
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[05 - 03 - 08, 03:10 م]ـ
يا اخوان
هناك أمور، لابد ان تُعتبر عند النقاش فى هذا الموضوع
1 - الأصل اتباع هدى النبى الكريم عليه افضل الصلوات واتم التسليم، وقد بينتم ذلك فى مشاركتكم - جزاكم الله خيرا، ولابد لى ان أصدره فى معرض كلامى
2 - الأمر قد يؤول الى الحاجة واحيانا الى الضرورة فيما يسمى او اُصطلح عليه بينكم "التطويل"، لان عموم الناس حاليا لا يعلمون معانى ومقاصد الالفاظ العربية، بل حتى الكثير من طلبة العلم، اذا ما تليت عليهم سورة (ق)، كما جاء فى الحديث، فلابد لهم من اللجوء الى احد التفاسير (وما ابرئ نفسى)، حتى يفهم المراد، فلابد من تسهيل فى الخطاب، والذى قد يقتضى التفصيل، وبدوره للتطويل، ودون ذلك، لن تتحقق فائدة، وتذهب حكمة تشريع خطبة الجمعة وجمع الناس عليها، ويصبح الأمر مجرد قضاء وقت فى المسجد، مع نفور واستعجال، وغلبة نوم ونعاس وسرحان وتيهان، وهذا مشاهد وعلم عام بارك الله فيكم - فى جل مساجد المسلمين فى شتى الأرض.
3 - ضعف الهمم وزهد الناس فى الجلوس الى مجالس العلم، والانشغال باللهو واللعب وزينة الحياة الدنيا والشرود والهيام والجرى واللهث ورائها، والتكالب عليها، فيصبح المتنفس الوحيد لتبصير الناس بامور دينهم هو اجتماع الناس فى صلاة الجمعة، ولو ان الناس قد حصلوا منها ماتستقيم لهم بها عبادة صحيحة، لكان ذلك خيرا كثيرا وفائدة ترتجى فى هذا العصر
4 - لا يوجد فى بعض بلاد المسلمين - مثل بلدى - ما يمكن ان يتعلم منه الناس أمور دينهم، على الاقل ما يحقق لهم عبادة صحيحة تحسب لهم لا عليهم، فالمساجد تغلق دبر الصلوات مباشرة، ويُضيق على اهل العلم امنيا حتى، والغيت المواد الدينية من المناهج التعليمية، حتى انك لو سألت احد خريجى الجامعات عن اركان الوضوء او واجبات الصلاة، او حتى عن معرفة حروف الهجاء، ما استطاع ذلك، ولله الأمر من قبل ومن بعد،
، وتعلمون ما للاعلام الماجن من ادوار رئيسة فى خلع ربقة الاسلام عن المسلمين وصرفهم عن دينهم، وغير ذلك من سطوة العلمانيين على عقول الناس، وتلميع الفنانين والفنانات والداعرين والداعرات فى وسائل الاشتهار والاعلام، ليتخذهم بسطاء الناس قدوة يقتدون بهم فى اعمالهم وفعالهم
،، فماذا تفعل هذه المساحة من الوقت فى خطبة الجمعة، لازالة عمليات غسيل المخ الذى يُجرى لعموم المسلمين طوال الاسبوع.
5 - ليس كل ما يتمناه المرء يدركه، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «بَدَأَ الإِسْلاَمُ غَرِيبًا وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا فَطُوبَى لِلْغُرَبَاءِ» - اخرجه مسلم
،، وكم من السنن المهجورة الآكدة، لا يستطيع المرء العمل بها بسبب تغير الاحوال، مثل سنة الصلاة فى النعال، فحال المساجد الآن لا يسمح بها، وإن انت ذهبت لتفعلها، لأنكر الناس عليك شديدا، ولربما رموك باهدار قدسية المسجد او بالفسوق، او الى غير ذلك
،، ليس ما اقوله دعوة الى هجر مزيد من السنن - بارك الله فيكم - ولا ينبغى لأحد ان يحمل كلامى على هذا، ولكننى أخص هذا الموضوع فقط - تطويل خطبة الجمعة - من بين السنن، لأن ان يعمل فيه اهله بالتوازن بين التقصير والتطويل حسب حاجة الناس
فلئن كان تقصير الخطبة (واجب) عند من قال به، فان ماسبق قد يوجب تطويلها - ولكن ليس بالضد الذى يضاد السنة - حاشا لله -، ولكنه بقاعدة الضرورة تقدر بقدرها، مع إثبات ان الاصل هو التقصير كما جاء فى الحديث، وان ماسواه ضرورة اقتضاها واقع وحال الناس
،، وعلى الخطيب ان يرى ببصيرته واقع من يحضر الجمعة، من عوام الناس الذين لا يحسنون عبادة ربهم فى ادنى التكليفات الشرعية المخاطبين بها، فيُبسط لهم القول فيها، وان كانوا من طلبة العلم، فيكتفى على الموعظة وشحذ الهمم وحب العلم، ,ما الى ذلك
،، هذا ما رأيته، وانتظر منكم تعليقا او تصويبا - جزاكم الله خيرا
والله اعلى واعلم
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[05 - 03 - 08, 06:30 م]ـ
جزيت خيرا أخي الفاضل.
قلت: (فهمى المتواضع لها ان الامر بالتقصير للاستحباب والنهى للتنزيه)
الذي عندي بارك الله فيك أن النصوص نفهمها بفهم السلف الصالح، فمن من السلف فَهِمَ فهمكَ هذا المتواضع على حد تعبيرك.
جزاك الله خيرا
وجزاك اخى الكريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/191)
قال صاحب عون المعبود فى شرح حديث عمار (امرنا رسول الله بإقصار الخطب) وفيه ان الوعظ فى الخطبة مشروع وان إقصار الخطبة اولى من اطالتها
قلت (العبد الفقير)
يفهم ان الاطالة خلاف الاولى
وقال العلامة ابن عثيمين رحمه الله فى الشرح الممتع تعليقا على حديث (ان طول صلاة الرجل وقصر خطبته مئنة من فقهه) اى علامة ودليل على فقهه وانه يراعى احوال الناس واحيانا تستدعى الحال التطويل فإذا اطال الإنسان احيانا لاقتضاء الحال فإن هذا لايخرجه عن مونه فقيها وذلك لان الطول والقصر امر نسبى
وقال صاحب (صحيح فقه السنة) ابو مالك كمال سالم
لكن قد يستدعى فقه الخطيب وذكاؤه احيانا اطالة الخطبة لاقتضاء الحال ذلك وقد ثبت ان النبى صلى الله عليه وسلم كان يخطب بسورة ق وبسورة تبارك هذا مع ترتيله والوقوف على كل آية فالمقصود مراعاة حال الناس وحاجتهم انتهى
قال الفقير الحقير ابن عبد الغنى
المفهوم من كلام هؤلاء ان لو اقتضى حال الناس الاطالة فلا بأس وهذا ينطبق على حال الناس فى عصرنا وهذا المتبع فى خطب اكابر الدعاة ممن عرفوا بشدة اتباعهم للسنة وهدى السلف
نعم لانعدل قول رسول الله بقول احد ايا ماكان ولكن استشهادى بقول هؤلاء وفعلهم لأنهم افهم منا للسنة ومقتضيات الحال (يرجى التأمل فى مداخلة استاذنا مصطفى رضوان)
لطيفة
سمعت بعض مشايخى وقد راجعه بعضهم فى تفسيره لحديث بخلاف ظاهرة فلما قيل له القاعدة تقول
لا اجتهاد مع النص قال نعم هذا ولكن ماقلته ليس اجتهاد مع النص انما هو (اجتهاد فى فهم النص)
اخى الكريم ان كنت قد وقفت لكلام لبعض اهل العلم فيه صرف النهى عن التطويل الى التحريم فلا تحرم اخاك منه فوالله ان مثلى ليس بأهلا ان يحاور الفضلاء امثالكم وما فعلت الا ليرزقنى الله من يصحح لى فهمى ان كنت مخطئا
زادك الله فضلا وعلما وحفظك فى دينك وبدنك واهلك ومالك ايها الحبيب
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 08:11 م]ـ
تطويل الخطبة لحاجة عارضة ليس محلاً للبحث، إنما محل البحث: الاستمرار على التطويل كل جمعة، حتى إذا عاد خطيب ما (فقيه) إلى خطبة السنة وهي الاقتصاد بين الطول الممل والقصر المخل قيل: تركت السنة!
ما ذكر من قلة الدروس والمحاضرات الإسلامية اليوم غير دقيق، فقد أصبحت القنوات الفضائية الإسلامية تنافس غيرها بقوة، وصار الناس في عامة الأمصار يستطيعون مشاهدة قنوات متخصصة في الوعظ والتربية والفتوى ...
ولو تصفحت خطب المعاصرين المطولين لوجدتها تنوء بالتكرار الممل، وإعادة القول على طريقة الدروس التلقينية المملة.
وكثير من مشتملات الخطبة الواحدة يمكنك أيها الخطيب تفريقها على خطب العام، والناس ملزمون بالحضور إليك في ساعة محددة في يوم محدد من كل أسبوع، وهم مع ذلك ملزمون بالإتيان على أطهر حال وأنظفها، ومأمورون بالإصغاء والإنصات، فلمَ العجلة على استيعاب موضوعات عدة في جمعة واحدة!
وتعوذ بالله من فتنة القول، كما تستعيذ من فتنة العمل، حفظني الله وإياك
ـ[الشوربجي السلفي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 05:23 ص]ـ
للرفع ............
ـ[العويضي]ــــــــ[18 - 08 - 09, 09:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
سمعت أكثر من مرة من أهل الإدارة أن المتلقي بعد 20 دقيقة إن لم يغير الملقي في أسلوبه أو يضيف مؤثرات لعرضه فإن المتلقين ينصرفون عن حديثه ذهنيا ..
ـ[أبي عبدالله]ــــــــ[18 - 08 - 09, 10:10 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[راشد اللحيان]ــــــــ[18 - 08 - 09, 06:55 م]ـ
كلام الأخ أبو عبد الله النجدي حفظه الله عين الصواب في كلا مداخلتيه
ووالله تعجب إذا قرأت بعض الخطب في موقع المنبر أو غيره وكأنك تقرأ بحث أو شرح لمتن
الخطبة أيها الأحبة كلام مركز واضح مدعم بالأدلة يعالج أمراً معيناً يخرج الناس وقد فهموه
مع مراعاة الحضور.
من الطرائف أحد الإخوة موكل بجامع في هجرة بادية يصلي فيه صف أو أقل يقول جاء أحد الشباب من الرياض فقلت له أريدك أن تخطب
يقول فإذا به يعد خطبة عصماء طويلة جداً عن موضوع يصلح لطلبة علم
يقول ويقرأ من الأوراق ومتحمس والعالم ماهم يمه وأنا في حالة صعبة كدت أن أطلب منه أن يختم.(91/192)
هل كان يحتلم النبي صلى الله عليه وسلم؟ إجابتان مختلفتان!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 03 - 08, 01:55 ص]ـ
قال الشيخ سلمان العودة:
فأما كونه صلى الله عليه وسلم لم يحتلم طول حياته: فهذا ذكره جماعة من أهل العلم الذين ألفوا في خصائصه صلى الله عليه وسلم, وقد جاء في الصحيح عن أم سلمة رضي الله عنها أنها قالت: [[أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يصبح جنباً من جماع غير احتلام, ثم يغتسل ويصوم]] فذكرت أن النبي صلى الله عليه وسلم يصبح جنباً من جماع غير احتلام, وهذا الحديث استدل به بعضهم على أن النبي صلى الله عليه وسلم لا يقع منه الاحتلام, واستدل به آخرون على أن الاحتلام جائز أن يقع منه صلى الله عليه وسلم, لأنه لو لم يكن جائزاً أن يقع منه لما نفته أم سلمة رضي الله عنها, على كل حال لم يثبت شيء صحيح في عدم احتلام النبي صلى الله عليه وسلم, اللهم إلا أن يقال: إن الاحتلام من الشيطان والرسول صلى الله عليه وسلم معصوم من الشيطان, وهذا ليس أمراً ظاهراً.
انتهى
= وقال الشيخ سليمان العلوان:
وقد استدل بحديث الباب طائفة من أهل العلم على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لايحتلم لأن الإحتلام من الشيطان، وقد جاء في بعض طرق الحديث (يصبح جنباً من غير إحتلام) وهذا مذهب ابن عباس رضي الله عنهما.
وقد استدل بالحديث نفسه أيضاً طائفة أخرى على أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحتلم وإلا لم يكن لقول عائشة وأم سلمة (من غير احتلام) معنى إذا كان لايحتلم فقد أرادتا أن تميزا بين جماعه وبين احتلامه ولذلك قالت طائفة قليلة في صدر الأمة الأول بالتفريق بين من أصبح جنباً فهذا من فعله وبين من أصبح محتلماً والحق أنه لافرق بين من أصبح جنباً وبين من أصبح محتلماً فيتم صومه ولاقضاء عليه ولاكفارة بل ولايستحب على القول الراجح قضاء هذا اليوم إذا لم يغتسل إلا بعد طلوع الصبح.
والحق أن النبي صلى الله عليه وسلم لايحتلم لأن الإحتلام من الشيطان والنبي صلى الله عليه وسلم معصوم من الشيطان فلا يأمره إلا بخير.
انتهى
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 03 - 08, 02:15 ص]ـ
السؤال:
هل ورد حديث صحيح يدل على أن الاحتلام من الشيطان؟
الجواب:
لا أعلم في ذلك حديثاً صحيحاً والذي وقفت عليه في هذا، حديث رواه الطبراني في المعجم الكبير (11/ 225) والأوسط (8/ 91) واللفظ له، وابن عدي في الكامل (3/ 92) من حديث ابن عباس –رضي الله عنهما- قال:"ما احتلم نبي قط إنما الاحتلام من الشيطان".
وهذا الحديث ضعفه ابن دحية كما نقله ابن الملقن في غاية السول (290) وهو كما قال؛ لأن في سنده عبد العزيز بن أبي ثابت، قال عنه البخاري وأبو حاتم: منكر الحديث، وزاد أبو حاتم: جداً، وقال النسائي: متروك الحديث، كما في التهذيب لابن حجر (6/ 308).
ومع ضعفه الشديد: اختلف عليه في رفعه ووقفه.
وقد ذكر بعض العلماء أن عدم الاحتلام من خصائص النبي –صلى الله عليه وسلم-، وفي هذا نظر حتى يثبت به الأثر، ولا يلزم أن يكون المني من تلاعب الشيطان، بل هو فيض زيادة المني يخرج في وقته، ينظر: شرح مسلم للنووي (3/ 199)، والله أعلم.
الشيخ عمر المقبل
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=14786
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 03 - 08, 09:08 ص]ـ
فضيلة شيخنا إحسان وفقك الله وسدد خطاك
هل يمكن أن نصنف هذه المسألة ضمن المسائل التي لا ينبني عليها حكم , ويكون العلم بها وجهلها على حد سواء في الإفادة لطالب العلم سيَّما والمسألة فيما يظهر لا يقوم إثباتها أو نفيها على دليل صحيح ملزِمٍ أم لا يمكن القول بذلك.؟(91/193)
حكم الاحتفال بمولد خير الانام -عليه الصلاة والسلام-
ـ[سمير زمال]ــــــــ[04 - 03 - 08, 08:09 م]ـ
في شرط قَبول العبادة
الحمدُ لله ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ على مَن أرسله اللهُ رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، أمّا بعد:
فقد قَرَّرَ أهلُ السُّنَّة والجماعةِ أنّ العبادةَ لا تقع صحيحةً ولا مقبولةً إلاَّ إذا قامت على أصلين عظيمين:
أولهما: عبادة الله وحده لا شريك له، أي: الإخلاص، بأن تكون العبادةُ خالصةً لله تعالى من شوائبِ الشِّرك، إذ كلُّ عبادةٍ خالطها شركٌ أبطلها؛ قال تعالى: ?وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الخَاسِرِينَ، بَلِ اللهَ فَاعْبُدْ وَكُن مِّنْ الشَّاكِرِينَ? [الزمر: 65 - 66]، وقال تعالى: ?وَلَوْ أَشْرَكُواْ لَحَبِطَ عَنْهُم مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ? [الأنعام: 88].
كما أنَّ الأصلَ يقتضي أن يكون الله سبحانه وتعالى هو المشرِّع الوحيد لها، قال تعالى: ?أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ? [الشورى: 21]، وقال تعالى: ?ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ? [الجاثية: 18]، وقال سبحانه عن نبيِّه: ?قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ وَمَا أَدْرِي مَا يُفْعَلُ بِي وَلاَ بِكُمْ إِنْ أَتَّبِعُ إِلاَّ مَا يُوحَى إِلَيَّ وَمَا أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ مُّبِينٌ? [الأحقاف: 9]، ومعنى ذلك أنَّ العبادة التي شرعها الله تعالى توقيفيةٌ في هيئتها وعددِها ومواقيتِها ومقاديرِها، لا يجوز تعديها وتجاوزها بحال، ولا مجال للرأي فيها، قال تعالى: ?فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَن تَابَ مَعَكَ وَلاَ تَطْغَوْاْ إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ? [هود: 112].
ثانيهما: عبادة الله بما شرع على لسان نَبيِّه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ويظهر من هذا الأصل أنَّ النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم هو المبلِّغُ الوحيدُ عن الله تعالى، والمبيِّنُ لشريعته قولاً وفِعلاً، أي: هو القُدوة في العبادة، ولا يُقضى بصلاح العبادة وصوابها إلاَّ إذا قُيِّدَتْ بالسُّنَّة والإخلاص، قال تعالى: ?فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحًا وَلاً يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا? [الكهف: 110]. وقد أمر اللهُ تعالى بطاعته، وجعل طاعتَه من طاعة الله، قال تعالى: ?مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا? [النساء: 80]، وقال تعالى: ?وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا? [الحشر: 7]، وقال تعالى: ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا? [الأحزاب: 21]، وقال صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم:» مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدّ «ٌ (1 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_1%27%29)).
ولقد بيَّن النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم هذا الدِّينَ وأدّى واجبَ التبليغِ خيرَ أداءٍ، وقد امتثل لأمر ربِّه في قوله تعالى: ?يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ? [المائدة: 67]، وقام به أتمَّ قيام، وقد أتمَّ اللهُ به هذا الدِّينَ فلا ينقصه أبدًا ورضيه فلا يسخطه أبدًا، قال تعالى: ?الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا? [المائدة: 3]، فَكَمُلَتِ الشريعةُ واستغنَت عن زيادةِ المبتدعين واستدراكاتِ المستدركين، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «وَأَيْمُ اللهِ لَقَدْ تَرَكْتُكُمْ عَلَى مِثْلِ البَيْضَاءِ لَيْلُهَا وَنَهَارُهَا سَوَاءٌ» (2 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_2%27%29))، وقد شَهِدَتْ له أُمَّتُهُ بإبلاغ الرِّسالة وأداءِ الأمانة، واستنطقهم بذلك في أعظم المحافل في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/194)
خُطبته يومَ حَجَّة الوداع، وقد سار على هديه الشريفِ أهلُ الإيمان من سلفنا الصالح من الصحابة والذين اتبعوهم بإحسان، غير مبدِّلين ولا مغيِّرين، سالكين السبيل المستقيمَ، فمن جانبه وحادَ عنه ساء مصيرُه، قال تعالى: ?وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا? [النساء: 115].
حدث الاحتفال بالمولد ومصدره الأوّل
فهؤلاء هم أهلُ محبَّةِ النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، الصادقون في توقيره وتعظيمه والتزام شرعه بامتثال أوامره واجتناب نواهيه، والتسليم لأحكامه، والتأسي به في الظاهر والباطن، استجابة لله سبحانه في قوله: ?قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ? [آل عمران: 31]، قال ابن كثير -رحمه الله-: «هذه الآية الكريمة حاكمة على كلِّ مَن ادَّعَى محبةَ الله وليس هو على الطريقة المحمَّدية، فإنه كاذب في نفس الأمر حتى يتبع الشرعَ المحمَّدِيَّ والدِّين النبوي في جميع أقواله وأفعاله كما ثبت في الصحيح عن رسول الله صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنه قال: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» (3 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_3%27%29))، … وقال الحسن البصريُّ وغيرُه من السلف: «زعم قوم أنهم يحبّون الله فابتلاهم بهذه الآية: ?قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ? [آل عمران: 31]»» (4 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_4%27%29)).
وتفريعًا على ما تقدَّم فإنَّ الاحتفالَ بالمولد النبويِّ الذي أحدثه بعضُ الناس إمَّا مضاهاةً للنصارى في ميلاد عيسى عليه السلام، وإمَّا محبّةً للنبيِّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وتعظيمًا له -زعموا-، يُعتبر من البدع المحدثة في الدِّين التي حَذَّرَ الشرع منها؛ لأنَّ هذا العملَ ليس له أصلٌ في الكتاب والسُّنَّة، ولم يتخذ النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم موالد لأحدٍ من سابقيه من الأنبياء والصالحين، ولا لأبيه آدم -عليه السلام-، ولا لمن مات قبله مثل: عمِّه حمزة، وزوجته خديجة رضي الله عنهم، ولم يُؤْثَرْ عن الصحابة والتابعين إحياءُ مِثْلِ هذه الموالدِ والاحتفال بها، أي: لم ينقل عن أهل القرون المفضَّلة إقامة هذا العمل، ولا عن الأئمَّة أصحاب المذاهب الأربعة: أبي حنيفة ومالك والشافعي وأحمد، فلو كان الاحتفال بالمولد مشروعًا لكان محفوظًا؛ لأنَّ الله تعالى تكفَّل بحفظ شرعه، قال تعالى: ?إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ? [الحجر: 9]، ولو كان محفوظًا ما تركه الخلفاء الراشدون والصحابة والتابعون رضي الله عنهم، ولو كانت عبادة خيِّرة متجلية في محبة الرسول صلى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لسبقونا إليها، فلمَّا لم يفعلوا عُلم أنَّه ليس من دين الله تعالى، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» (5 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_5%27%29))، وفي رواية لمسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» (6 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_6%27%29))، وقال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَإِنَّ خَيْرَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَخَيْرَ الهُدَى هُدَى مُحَمَّدٍ، وَشَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَكُلَّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» (7 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_7%27%29))، قال حذيفة رضي الله عنه: «كُلُّ عِبَادَةٍ لاَ يَتَعَبَّدُهَا أَصْحَابُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ فَلَا تَعَبَّدُوهَا، فَإِنَّ الأَوَّلَ لَمْ يَدَعْ لِلآخِرِ مَقَالاً» (8 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_8%27%29))، وقال عبدُ الله بن مسعود رضي الله عنه: «اتَّبِعُوا ولاَ تَبْتَدِعُوا فقَدْ كُفِيتُمْ وَكُلُّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/195)
بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» (9 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_9%27%29)).
وَخَيْرُ الأُمُورِ السَّالِفَاتِ عَلَى الهُدَى. . . . . . وَشَرُّ الأُمُورِ المُحْدَثَاتِ البَدَائِعُ
وَكُلُّ خَيْْرٍ فِي اتِّبَاعِ مَنْ سَلَفَ. . . . . . وَكُلُّ شَرٍّ فِي ابْتِدَاعِ مَنْ خَلَف
هذا، وإنَّما حدث ذلك في دولة بني عُبَيْدٍ من الشِّيعة الرافضة، المتسمِّين بالفاطميِّين، وقد أحدث القومُ عِدَّة موالدَ للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ولآل البيت، ولغيرهم من الأولياء والصالحين، بل لغيرهم من أهل الضلال والباطل من الخرافيِّين والقبوريِّين، فاحتفلوا بموسم رأس السَّنَة اقتداء باليهود، ومولد النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم اقتداءً بالنصارى، وبيوم عاشوراء، ومولد علي بن أبي طالب رضي الله عنه، ومولد الحسن والحسين رضي الله عنهما، ومولد فاطمة رضي الله عنها، ومولد الخليفة الحاضر، وليلة رجب، وليلة نصفه، وليلة أول شعبان، وليلة نصفه، وعيد الغدير، وكسوة الشتاء، وكسوة الصيف، وموسم فتح الخليج، ويوم النَّوْرُوزِ، وغيرها كثير.
وأوَّل من أحدثه المعزّ لدِين الله سَنَة (362ه) بالقاهرة، واستمرَّ الاحتفال به إلى أن ألغاه الأفضل أبو القاسم أمير الجيوش ابن بدر الجمالي، ووزير الخليفة المستعلي بالله، سنة (490ه) (10 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_10%27%29)) .
ثمَّ جاء من بعدهم عمر بن محمَّد المُلا الإِرْبِليّ (11 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_11%27%29)) أحد الصوفية المشهورين (12 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_12%27%29)) ، فكان أول من أعاد إحياء بدعة المولد بالموصل (13 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_13%27%29)) ، وبه اقتدى ملك إربل (14 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_14%27%29)) وغيره.
ومعنى ذلك أنَّ هذه الموالدَ من حوادث الفاطميِّين الباطنيِّين الروافض، وهم أول المروِّجين لها، الساعين لنشرها كما ذكرت كتب التاريخ، تشبّهًا بمن أُمرنا بمخالفتهم وتقليدًا بمن نُهينا عن اتباعهم من اليهود والنصارى في قوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ، وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ، حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلكتُمُوهُ، قُلْنَا: يَا رَسُولَ اللهِ، اليَهُودَ والنَّصَارَى؟ قَالَ: فَمَنْ؟!» (15 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_15%27%29)) ، ولا ريب أنَّ الرافضة من أشدِّ الناس تأثُّرًا باليهود والنصارى لذلك شابهوهم في كثرة الأعياد، والصور، ومعظم الأفكار والمعتقدات، إذ لا يخفى على مُتمعِّنٍ في أصول الروافض أنَّ الجذور العقدية للتشيُّع تحمل بصمات وثنية آشورية بابلية ظاهرة، كما أنَّ أقوالهم في عليِّ بنِ أبي طالبٍ رضي الله عنه وفي الأئمَّة من آل البيت تلتقي مع أقوال النصارى في المسيح عيسى عليه السلام جملةً وتفصيلاً، ولا غَرْوَ في ذلك، فإنّ مؤسِّس الأصول العقدية للرافضة هو: عبد الله بن سبأ اليهودي الحميري من اليمن، الذي أسلم ظاهرًا ونقل ما وجده في الفكر اليهودي ومعتقده إلى التشيُّع (16 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_16%27%29)) .
حوادث ومنكرات
لم يعرف المسلمون الموالدَ قبل القرن الرابع الهجري، ولم يفعله السلفُ مع قيام المقتضي له، وانتفاءِ المانع، ولو كان هذا خيرًا محضًا أو راجحًا لكان السلف رضي الله عنهم أحقَّ به مِنَّا؛ فإنَّهم كانوا أشدَّ محبةً لرسوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وتعظيمًا له منَّا، وهم على الخير أحرص، كما صرَّح بذلك شيخ الإسلام في «الاقتضاء» (17 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_17%27%29)) ، والمهديُّون من الخلفاء لم يفعلوا هذا العمل، وإنَّما مصدر الحدث الفاطميُّون الروافض أوّلاً، ثُمَّ تَلَقَّتْهُ عنهم الصوفية مشاكلة، فاتخذوا المولدَ النبويَّ عِيدًا دينيًّا، فأبدعوا في الاحتفال به بدعًا محدثة بدعوى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/196)
محبَّة النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم -زعموا- من إيقاد الشموع وإشعال الأضواء وتنوير البيوت والمساجد والأضرحة بها، مع تهييج الوضع بالمفرقعات بشتَّى ألوانها وأنواعها على وجه المرح واللعب، والإسراف في نفقات الزينة وتبذير الأموال لإقامة الحفلات وإطعام الطعام، وما ترتِّبه وسائلُ الإعلام السمعية والمرئية بهذه المناسبة من الأغاني والموسيقى والمدائح الشعبية، واختلاط الرجال بالنساء على وجهٍ غير مرضي، وما ينشط فيه الكُتَّاب والشعراء في مدح النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وذِكْرِ سيرته بمساعدة بعض الصحف والجرائد التي تفسح مجالاتٍ لأهل الهوى والرَّدَى ومرضى القلوب في نشر مقالات التهكُّم والتضليل والتمييع، مع ما فيها من غلوٍّ وخطإ في المعلومات المبثوثة والأحكام الشرعية المعروضة، مصحوبة بطابع الاستفزاز والتحدِّي، والأدهى والأَمَرُّ طريقةُ أهل الطرق الصوفية في الاحتفال بالمولد النبوي أنَّهم يجسدون المظهر الديني بالاجتماع حول الضريح وإنشاد المدائح والأذكار الخاصَّة، وما يقرأونه من المؤلَّفات الموضوعة بصاحب المولد متبوعًا بدق الطُّبول والرقص البهلواني والتصفيق، وقِلَّة احترام لكتاب اللهِ فَضلاً عمَّا تتضمَّنه قصائدُهم ومدائحُهم النبوية من غلوٍّ وإطراءٍ حذَّر منه النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم بقوله: «لاَ تُطْرُوني كَمَا أَطْرَتِ النَّصارَى عِيسَى ابنَ مَرْيَمَ، فَإِنَّما أَنَا عَبْدٌ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» (19 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_19%27%29)) .
وهذا غَيْضٌ من فَيْضٍ من الأعمال التي لا تخرج -في طابعها العامِّ- عن الاحتفال الشعبي «الفولكلوري» المصطبغ بالصبغة الدينية، وترعاه الهيئات الرسمية التي تعتبر المولدَ النبويَّ عيدًا شرعيًّا وتمنح فيه الإجازات والعطل الرسمية مع أنَّ الشارعَ حَدَّدَ أعياد المسلمين بعِيدَيْنِ دون غيرهما، فقد روى أنسٌ رضي الله عنه قال: «قَدِمَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ المَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فيهِمَا فَقَالَ: مَا هَذَانِ اليَوْمَانِ؟ قَالُوا: كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا في الجَاهِليَّةِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ اللهَ قَدْ أبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا: يَوْمَ الأَضْحَى، وَيَوْمَ الفِطْرِ» (20 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_20%27%29)) .
وعجبي لا ينقطع من فئةٍ من الدعاة تدَّعي سلوكَ الطريقة التي كان عليها الصحابة والتابعون ومَن تبعهم بإحسان من التمسُّك بالكتاب والسُّنَّة، وتقديمهما على ما سواهما، والعمل على مقتضى فهم السلف الصالح الذين اتفقت الأُمَّة على إمامتهم وعدالتهم، ثمّ لَمَّا قَويت شوكةُ الصُّوفية في البلاد تجدهم يشاركونهم في الموكب، ويجتمعون معهم على الموائد والزُّرَد والصُّحُون، ويبذلون الجهد في تسويغ أفعالهم بالبحث عن الشُّبُهات وحَشْدِ أقوالِ العلماء وينسجونها نسجًا ليُكوِّنوا بها أدلَّةً - زعموا - بُغْيَةَ إضفاء الشرعية على مواقفهم، ولئلاَّ تضيع مختلف مصالحهم وشتى مآربهم، يُرضُونهم مداهنة ممتثلين بمقولة القائل: «ودَارِهِمْ مَا دُمْتَ في دَارِهِمْ، وأَرْضِهِمْ مَا دُمْتَ في أَرْضِهِمْ»، وقد غفلوا أنَّ الله تعالى أحقُّ أن يُرضُوه إن كانوا مؤمنين وصادقين، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ أرْضَى اللهَ بِسَخَطِ النَّاسِ كَفَاهُ اللهُ النَّاسَ، وَمَنْ أسْخَطَ اللهَ بِرِضَى النَّاسِ وَكَلَهُ اللهُ إِلَى النَّاسِ» (21 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_21%27%29)) .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/197)
والأعجب من ذلك أنَّه إذا ما اجتمعت كلمةُ أهلِ السُّنَّة على الحقِّ والدِّين وتعزَّزت وِحدتها غيَّروا موافقتهم وتدافعوا إلى طليعتها موجِّهين ومنذرين، وقد أخبر الله تعالى عن مثل هذا الصِّنف من الناس بقوله: ?وَمِنَ النَّاسِ مَن يَقُولُ آمَنَّا بِاللهِ فَإِذَا أُوذِيَ فِي اللهِ جَعَلَ فِتْنَةَ النَّاسِ كَعَذَابِ اللهِ وَلَئِن جَاءَ نَصْرٌ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمْ أَوَلَيْسَ اللهُ بِأَعْلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ الْعَالَمِينَ، وَلَيَعْلَمَنَّ اللهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْمُنَافِقِينَ? [العنكبوت: 10 - 11].
شبهات وتلبيس
وعادة أهل الأهواء التمسُّك بالشُّبُهات يُلبِّسونها على العوامِّ وسائرِ من سار على طريقتهم، يحسبها الجاهل - بحسن ظنِّه - أدلة الشرع وأحكامه (22 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_22%27%29)) ، ? وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ? [آل عمران: 78].
ومن جُملة الشُّبهات وأهمِّ التعليلات: استنادهم إلى قوله تعالى: ?قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ? [يونس: 58]، على أنَّ في الآية أمرًا بالفرح بمولده صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم والاحتفال به، وبقوله تعالى: ?وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ? [إبراهيم: 5]، ليشكروا اللهَ على نعمة مَولد النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ففي الآية دليلٌ -في اعتقادهم- على جواز تخصيص شهر ربيع الأول، وليلة: «12 ربيع الأول» منه للابتهاج والفرحة بمولده، وإفهام الناس سيرة النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وأخلاقه ومعجزاته وشمائله، وما لقيه في دعوته من المِحَنِ والشدائد، وهو صبَّار على طاعة الله وعن محارمه وعلى أقداره، شكورٌ قائمٌ بحقوق الله يشكر اللهَ على نعمه، كُلُّ ذلك من التذكير بأيَّام الله، وجاء تأييدهم لذلك بما ورد في صحيح مسلم: أنَّ رسولَ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم سُئِلَ عن صوم الاثنين؟ فقال: «فِيهِ وُلِدْتُ، وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ» (23 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_23%27%29)) ، ووجهه يدلُّ على شرف ولادته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ويفيد شرعية الاحتفال بمولده، كما احتجُّوا على جواز المولد بأنَّ أبا لهب يُخفَّف عنه العذاب كلَّ اثنين لأنَّه أعتق ثويبة إثر بشارتها له بولادة النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على ما جاء في البخاري: «قَالَ عُرْوَةُ: وَثُوَيْبَةُ مَوْلاَةٌ لأَبِي لهَبٍ وَكَانَ أَبُو لَهبٍ أَعْتَقَها فَأَرْضَعَتِ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهبِ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ، قَالَ لَهُ: مَاذَا لَقِيتَ؟ قَالَ أَبُو لَهبٍ: لَمْ ألْقَ بَعْدَكُمْ غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ» (24 - ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_24%27%29)) ، ولَمَّا كان فرحه بولادة النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم سببًا في تخفيفِ العذاب عنه فذلك دليلٌ على جواز الفرح والابتهاج بيوم مولِدِه والاحتفال به (25 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_25%27%29)) ؛ ولأنَّ الغرض من إقامة مولده صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم - كما قرَّره أهل الطرق - هو شُكْرُ الله على نعمة إيجاده، وتخصيص شكر الله تعالى عليه إنما يكون بإقامة الولائم وإطعام الطعام والتوسعة على الفقراء - زعموا -، فضلاً عن أعمال البِرِّ الأخرى النافعة كالاجتماع على قراءة القرآن وتلاوته، والذِّكْرِ والصلاة على النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وسماع شمائله الشريفة وقراءة سيرته العطرة؛ كُلُّ ذلك - عندهم - محمودٌ غيرُ محظورٍ بل مطلوبٌ إحياءً للذِّكرى، معلِّلين ذلك بما حثَّ الرسولُ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أُمَّته على صومِ عاشوراءَ شُكْرًا للهِ على نجاةِ موسى ومن معه، فإنَّ ذلك كُلَّهُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/198)
يُستفادُ منه شرعيةُ الاحتفال بالمولد (26 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_26%27%29)) ، ويعكس - حالَ الاجتماع عليه - محبَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وتعظيمَهُ، ويذهبُ بعضُهم إلى أنَّ أعيادَ الميلاد من عادات أهلِ الكتاب، والعادة إذا تَفَشَّتْ عند المسلمين أصبحت من عاداتهم، والبدعةُ لا تلج العادات وإِنَّمَا تدخل في العبادات.
تفنيد الشبهات ومختلف التعليلات
ولا يخفى أنَّ تفسير قوله تعالى: ?قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ? [يونس: 58]، بمولده صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لا يَشهدُ له أيُّ تفسيرٍ، وهو مخالِفٌ لما فَسَّرَهَا به الصحابة الكرام والأئمَّة الأعلام، وقد جاء عنهم أَنَّ المرادَ بفضل الله: القرآن، ورحمتِه: الإسلام، وبهذا قال ابنُ عباس وأبو سعيد الخدري رضي الله عنهم، وعنهما -أيضًا-: فضل الله: القرآن ورحمته: أن يجعلكم من أهله، وقيل: العكس (27 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_27%27%29)) .
فالحاصلُ أنَّ اللهَ تعالى لم يأمر عبادَه بتخصيص ليلةِ المولد بالفرح والاحتفال، وإنَّما أمرهم أن يفرحوا بالإسلام وهو دِين الحقِّ الذي أنزل على نبيِّه صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم ويدلُّ عليه قوله تعالى: ?وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ? [الأنبياء: 107]، وقد تعرَّضت الآية للبِعثة ولم تتعرَّض لولادته، قال تعالى -مُمْتَنًّا على المؤمنين-: ?لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ? [آل عمران: 164]، وفي «صحيح مسلم»: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً (28 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_28%27%29)) »(29 (http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_29%27%29)) ، وفي رواية في «صحيح مسلم» - أيضًا - أَنَّه لَمَّا سُئِلَ عن صوم الاثنين قال: «وَيَوْمٌ بُعِثْتُ فِيهِ» (30 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_30%27%29)) .
أمّا قوله تعالى: ?وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ? [إبراهيم: 5]، فالمراد بأن يُذكِّرَهم بنِعم اللهِ ونقمه التي انتقم فيها من قوم نوح وعاد وثمود، والمعنى: أن يَعظهم بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد، فإنَّ في التذكير بها لدلالات عظيمة على التوحيد وكمال القدرة لكلِّ مُؤمن، وأُردفت الآيةُ بالوصفين المذكورين وهما: «الصبر والشكر»؛ لأنَّهما ملاك الإيمان (31 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_31%27%29)) ، وفيما صحَّ من حديثِ رسولِ الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنّه قال: «عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ «شَكَرَ» فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ «صَبَرَ»، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» (32 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_32%27%29)) .
ولا يخفى أنّ الصحابة رضي الله عنهم ومَن بعدَهم من أهل الإيمان الذين يصبرون في الضرَّاء ويشكرون في السَّرَّاء ويحيون سُنَّته ويتَّبعون هديَه لم يفهموا من الآية الاحتفال بالمولد لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ، ولا أقاموه، وإنَّما حدث بعد القرون الثلاثة المفضَّلة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/199)
أمَّا شبهتهم بالحديث فغاية ما يدلُّ عليه الترغيب في الصيام يوم الاثنين (33 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_33%27%29)) وقد اكتفى به، وما كفى النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم يكفي أُمَّتَه، وما وسعه يسعها، ولذلك كان شكر الله على نعمة ولادته بنوع ما شكر به صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم إنَّما يكون في هذا المعنى المشروع، ومن ناحية أخرى أنَّ يوم الاثنين الذي هو يوم مولده صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ومبعثه - كما ورد في الحديث - وافق يوم وفاته بلا خلاف (34 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_34%27%29)) ، وعلى المشهور - أيضًا - أنَّ ولادته ووفاته كانتَا في شهر ربيع الأول، فلماذا يفرح الناس بولادته ولا يحزنون على وفاته، إذ ليس الفرح أولى من الحزن فيه، علمًا بأنَّ وفاتَه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم مِن أعظم ما ابتلي به المسلمون، وأفجعِ ما أُصيبت به أُمَّة الإسلام، قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّمَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ، -أَوْ مِنَ المُؤْمِنِينَ- أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي، عَنِ المُصِيبَةِ الَّتِي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي، فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي، أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتِي» (35 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_35%27%29)) .
قال ابن الحاج المالكي -رحمه الله-: «العجب العجيب كيف يعملون المولد بالمغاني والفرح والسرور - كما تقدَّم - لأجل مولده صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم في هذا الشهر الكريم، وهو صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فيه انتقل إلى كرامة ربِّه عزَّ وجلَّ، وفُجعت الأُمّة وأُصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبدًا، فعلى هذا يتعيَّن البكاء والحزن الكثير، وانفراد كُلِّ إنسان بنفسه لما أصيب به لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «ليعزّى المسلمون في مصائبهم المصيبة بي»» (36 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_36%27%29)) .
وليس لليوم الثاني عشر من ربيع الأول - إن صحَّ أنّه مولده - من ميزةٍ دون الأيام الأخرى؛ لأنّه لم يُنقل عن النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم أنّه خصَّصه بالصيام أو بأيِّ عملٍ آخرَ، ولا فعله أهلُ القرون المفضَّلة من بعده، فدلَّ ذلك على أنَّه ليس له من فضلٍ على غيره من الأيام.
وحقيقٌ بالتنبيه أنّ عمر بن الخطاب رضي الله عنه ومَن معه من الصحابة الكرام أجمعوا على ابتداء التقويم السنوي الإسلامي من التاريخ الهجري، وقد خالفوا في ذلك النصارى في البداءة حيث ابتدأوا تقويمَهم السَّنوي من يوم ولادة المسيح عيسى عليه السلام فعن سعيد بن المسيِّب قال: «جمع عمرُ الناسَ فسألهم: من أيِّ يوم يكتب التاريخ؟ فقال علي بن أبي طالب: مِن يوم هاجر رسولُ الله وترك أرضَ الشرك، ففعله عمر رضي الله عنه» (37 - ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_37%27%29)) .
ولم يُنقل عنهم أنهم اتخذوا مولِدَه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ولا مبعثَه ولا هجرتَه ولاَ وفاتَه عيدًا يحتفلون به، كما أنَّهم لم يقتدوا بالنصارى في وضع التاريخ الإسلامي، إذ المعلوم أنَّ من سنَّة النصارى اتخاذ موالد الأنبياء أعيادًا، فكيف العدول عن سُنَن الخلفاء الراشدين المهديِّين والاستنان بسُنَّة النصارى الضالين؟! وقد قال صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» (38 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_38%27%29)) .
ولا يخفى أنَّ سبيل الصحابة رضي الله عنهم حقّ لازم اتباعه وقد جاء الوعيد بمخالفة اتباع غيرِ سبيل المؤمنين في قوله تعالى: ?وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا? [النساء: 115].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/200)
أمَّا من رأى أبا لهب بعد موته في النوم أنه خُفِّف عنه بعض العذاب كلَّ ليلة الاثنين (39 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_39%27%29)) ، فجوابه من عِدَّة وجوه:
الأول: إنَّه ليس في حديث البخاري أنَّه يخفَّف عنه كلّ اثنين، ولا أنه أعتق ثويبة من أجل بشارتها إيَّاه بولادته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وقد ذكر ابنُ حجر أنَّه أعتقها أبو لهب بعد هجرة رسول الله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم (40 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_40%27%29)) ، وروي أنَّه أعتقها قبل ولادته بزمن طويل (41 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_41%27%29)) .
الثاني: إنَّه خبر مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدَّثه به.
الثالث: وعلى تقدير أنَّه موصول فالذي في الخبر رؤيا منام فلَا حُجَّة فيه كما صَرَّح الحافظ ابنُ حَجَر (42 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_42%27%29)) ، قال المعلمي -رحمه الله-: «اتفق أهلُ العلم على أَنَّ الرُّؤْيَا لا تصلح للحُجَّة، وهي تبشير وتنبيه، وتصلح للاستئناس بها إذا وافقت حُجَّة شرعية صحيحة» (43 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_43%27%29)) .
الرابع: إنَّ الرائي في المنام: له أَخُوهُ العباس رضي الله عنه وذلك بعد سَنَةٍ من وفاة أبي لهب بعد وقعة بدر ذكره السُّهيلي (44 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_44%27%29)) ، ولعلَّ الرَّائي لم يكن إذ ذاك قد أسلم (45 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_45%27%29)) .
الخامس: إنَّ الخبر مخالِفٌ لظاهر القرآن والإجماع، قال تعالى: ?وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا? [الفرقان: 23]، ولقوله تعالى: ?وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا? [النور: 39]، وقوله تعالى: ?مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ? [إبراهيم: 18]، ولقد كان أبو لهب من أشدِّ الناس عداوةً للنبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ومُبالغةً في إيذائه، الأمر الذي يهدم ما سلف من الفرح به لو صحَّ ذلك، وقد ذكر القاضي عياض انعقاد الإجماع على أنَّ الكُفَّار لا تنفعهم أعمالهم ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذابٍ وإن كان بعضهم أشدَّ عذابًا من بعض (46 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_46%27%29)) .
السادس: وعلى فرض التسليم والقَبول جَدَلاً بأن خفِّف عنه لإعتاقه ثويبة بسبب ولادته وإرضاعه؛ فإنَّ هذا الأمر لا يخفى عن النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، كما لم يَخْفَ عنه تخفيف العذاب عن أبي طالب لأجل حمايته ونصرته، ومع هذا العلم لم ينقل عنه اتخاذ يوم مولده عيدًا، ولا أصحاب القرون المفضّلة بعده.
وأمَّا التوسعة على الفقراء بإطعام الطعام وغيرها من أفعال البِرِّ والإحسان إن وقعت على الوجه الشرعي فهي من أعظم القربات والطاعات، لكن تخصيصها على الوجه الذي لا يثبت إلاَّ بنصٍّ شرعيٍّ، إذا انتفى تنتفي المشروعية، عملاً بقاعدة: «إِذَا سَقَطَ الأَصْلُ سَقَطَ الفَرْعُ» (47 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_47%27%29)) .
أمّا الدروس والعِبر والعِظَات وتلاوةُ القرآن والذِّكر والصلاة على النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وقراءة سيرته وغيرها فإنَّما تشرع كلَّ وقتٍ، وفي كلِّ مكان من غير تخصيصٍ كعموم المساجد والمدارس والمجالس العامَّة والخاصَّة، وتسري عليها القاعدة السابقة: «إِذَا سَقَطَ الأَصْلُ مَعَ إِمْكَانِهِ فَالتَّابِعُ أَوْلَى» (48 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_48%27%29)) .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/201)
وإن أُريد بالدروس والعظات وقراءة سيرته إحياء الذكرى به فإنَّ الله تكفَّل برفع ذكره في الدنيا والآخرة على مدار الأزمنة والدهور، فيُذكر مع الله في الأذان والخُطَب والصَّلوات والإقامة والتشهُّد ونحو ذلك، فَقَصْرُ ذِكره في يومِ مولدِه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم جفاءٌ في حَقِّهِ وتقصيرٌ في تعظيمه وتفريطٌ في توقيره ومحبّته.
وأمّا عاشوراء الذي حثَّ النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على صيامه شُكرًا لله على نجاةِ موسى ومَنْ معه فإنَّما كان امتثالاً لأمرِ النَّبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وطاعةً له وهو شُكْرٌ لله على تأييده للحقِّ على الباطل، لكن ليس فيه دليلٌ لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ على إقامة الموالد والاجتماع إليها وإحداث المواسم الدينية، لربط الأزمنة بالأحداث - زعموا -، وإنَّما التوجيه النبوي لأُمَّته أن يعبِّروا على شكر الله بتجسيده بالصيام لا باتخاذه عيدًا يحتفل به حتَّى يُلحقَ به مولدُه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، إذ لا يعرف في الإسلام من الأعياد السنوية إلاَّ عيد الأضحى وعيد الفطر -كما تقدَّم- ولو شرعه لنا عيدًا لندب إليه ولأمَر بترك صومه؛ لأنَّ الناس يعتبرون في العيد ضيوفًا عند الله تعالى، والصوم إعراض عن الضيافة، لذلك يفسد إلحاق حكم المولد قياسًا على عاشوراء لقادح المنع، وهو منع حكم الأصل.
ثمّ إنَّ الاحتفال بعيد ميلاد عيسى -عليه السلام- ليس من عادات الكفار، وإنَّما هو من عباداتهم، كما أفصح عن ذلك ابن القيم -رحمه الله- بقوله: «من خصَّ الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات لأجل هذا، كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات، كيوم ميلاده، ويوم التعميد (49 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_49%27%29)) ، وغير ذلك من أحواله» (50 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_50%27%29)) .
وإذا سلَّمنا - جدلاً - أنَّه من عاداتهم، فقد نُهينا عن التشبُّه بأهل الكتاب، وتقليدهم، سواء في أعيادهم أو في غيرها لقوله صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» (51 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_51%27%29)) ، وأقلُّ أحوال الحديث اقتضاء تحريم التشبُّه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبِّه بهم كما في قوله تعالى: ?وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ? [المائدة: 51] (52 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_52%27%29)) ، ومعلوم أنَّ المشابهة إذا كانت في أمور دنيوية فإنَّها تورث المحبَّة والموالاة، فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإنَّ إفضاءَها إلى نوعٍ من الموالاة أكثر وأشدُّ، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان، كما قرَّره شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- (53 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_53%27%29)) .
طاعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم عنوان محبته وتعظيمه
وليس من محبَّته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وتعظيمِه ارتكاب البدع التي حذَّر منها، وأخبر أنَّها شرٌّ وضلالة، وإنَّما تتجلَّى محبَّتُه في طاعته، والاستقامة على أمره، والتسليم لأحكامه، واتباع هديه، وسلوك طريقته، والتأسِّي به في مظهره ومخبره، قال تعالى: ?قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ? [آل عمران: 31]، وقال تعالى: ?لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللهَ كَثِيرًا? [الأحزاب: 21]، وقد كان الصحابة الكرام رضي الله عنهم أشدَّ محبَّةً للنبِّيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم وتعظيمًا له مِنَّا، وأحرصَ على الخير ممَّن جاء بعدَهم، وأسبقَ إليه من غيرهم، وكانوا أعلمَ الناس بما يصلح له النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم فلو كان في إقامة مولده صَلَّى اللهُ وعليه وآله وسلم والاحتفال به واتخاذه عيدًا أدنى فضل ومحبَّة له وتعظيم له صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم لكانوا رضي الله عنهم أسرعَ الناسِ إليه وأحرصَهم على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/202)
إقامته والاحتفال به، لكن لم يُنقل عنهم ذلك، وإنَّما أُثِرَ عنهم ما عرفوه من الحقِّ من محبَّته وتعظيمه بالإيمان به وطاعته واتباع هديه، والتمسُّك بسُنَّته ونشر ما دعا إليه، والجهاد على ذلك بالقلب واللسان، وتقديم محبَّته صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم على النفس والأهل والمال والولد والناس أجمعين (54 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_54%27%29)) ، تلك هي المحبة الصادقة التي تنعكس على المحبوب بالطاعة والتزام شرعه واتباع هديه، إذ طاعة المحبوب عنوان محبَّته وتعظيمه، قال محمَّد البشير الإبراهيمي -رحمه الله-: «الحبُّ الصحيح لمحمَّد صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم هو الذي يَدَعُ صاحبَه عن البدع، ويحملُه على الاقتداء الصحيح، كما كان السلف يحبُّونه، فيحبُّون سُنَّته، ويَذُودون عن شريعته ودينه، من غير أن يقيموا له الموالد، وينفقُوا منها الأموال الطائلة التي تفتقر المصالحُ العامَّةُ إلى القليل منها فلا تَجدُه» (55 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_55%27%29)) .
هذا، وليست البدعة من محبَّته وتعظيمه ولو كانت حسنةً في نظر فاعلها؛ لأنه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم عَمَّمَ فقال: «كُلُّ بِدْعَةٍ ضَلاَلَةٌ» (56 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_56%27%29)) ، وقال: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» (57 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_57%27%29)) ، وفي رواية مسلم: «مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ» (58 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_58%27%29)) ، ثمّ إنَّه كيف تكون حسنةً لأنَّ المُحَسِّنَ لها إمَّا الشرع فتنتفي البدعةُ، وإمَّا العقلُ فلا مدخلَ له في إثبات الأحكام الشرعية، ولا في تعلُّق المدح والذمِّ بالأفعال عاجلاً، أو تعلُّق الثواب والعقاب بها آجلاً -عند أهل السُّنَّة- وإنَّما طريق ذلك السمع المجرَّد.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-: «معلوم أنَّ كُلَّ ما لم يَسُنَّهُ ولا استحبَّه رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، ولا أحدٌ مِن هؤلاء الَّذين يقتدي بهم المسلمون في دينهم، فإنَّه يكون من البدع المنكرات، ولا يقول أحدٌ في مثل هذا إنَّه بدعةٌ حسنةٌ» (59 ( http://**********%3cb%3e%3c/b%3E:AppendPopup%28this,%27pjdefOutline_59%27%29)) .
هذا، وأخيرًا فإنَّنا نحمد الله تعالى على نِعمة ولادة النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، وعلى نعمة النُّبوَّة والرِّسالة، فهو الذي أنزل عليه القرآنَ، وأتمَّ به الإسلامَ، وبيَّنه أتمَّ البيان، وبلَّغه على التمام، وبهذا نفرح ونبتهج من غير غُلُوٍّ ولا إطراءٍ، ونَسْتَلْهِمُ العِبَرَ والعِظاتِ من سيرتِه العَطِرة، ومن شمائله الشريفة، وسائرِ مواقفه المشرفة في ميادين الجهاد والتعليم، من غير تخصيص بزمان ولا مكان ولا هيئة، ونحرص على اتباع هديه صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم، والتمسُّكِ بسُنَّته على ما مضى عليه سلفنا الصالح -رحمهم الله تعالى-.
والموفَّقُ السعيدُ من انتظم في سلك من أحيا سُنَّة وأمات بدعة.
ونسأل اللهَ بأسمائه الحسنى وصفاته العُلَا أن يُرِيَنَا الحقَّ حَقًّا ويرزقَنَا اتباعَهُ، والباطلَ باطِلاً ويرزقَنَا اجتنابَهُ، ولا يجعلَه مُتَلَبِّسًا علينا فنَضِلَّ، وأن يكون لنا عونًا على أداء واجب الدعوة والنذارة امتثالاً لقوله تعالى: ?وَلِيُنذِرُواْ قَوْمَهُمْ إِذَا رَجَعُواْ إِلَيْهِمْ لَعَلَّهُمْ يَحْذَرُونَ? [التوبة: 122].
وآخرُ دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين، وصَلَّى اللهُ على نبيِّنا محمَّدٍ، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدِّين، وسَلَّم تسليمًا.
من موقع الشيخ أبو عبد المعز محمَّد علي فركوس
-حفظه الله-
www.ferkous.com (http://www.ferkous.com)(91/203)
شرح حديث (كنا إذا نزلنا منزلا لا نسبح حتى تحل الرحال)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 03 - 08, 12:04 ص]ـ
ذكر أبوداود في الجهاد
(َ
باب فِي نُزُولِ الْمَنَازِلِ
)
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنِي مُحَمَّدُ بْنُ جَعْفَرٍ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ حَمْزَةَ الضَّبِيِّ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قَالَ
كُنَّا إِذَا نَزَلْنَا مَنْزِلًا لَا نُسَبِّحُ حَتَّى تُحَلَّ الرِّحَالُ
انتهى
قال الطبراني في الأوسط
(حدثنا أحمد قال: نا يحيى بن عثمان قال: نا بقية بن الوليد قال: نا شعبة، عن قتادة قال: سمعت أنس بن مالك يقول: «كنا إذا نزلنا منزلا سبحنا حتى نحل الرحال» قال شعبة: «تسبيحا باللسان»
وبه: حدثني قتادة قال: سمعت أنس بن مالك يقول: كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا نزل منزلا لم يرتحل منه حتى يصلي الظهر «» لم يرو هذين الحديثين عن شعبة إلا بقية)
انتهى
وفي عون المعبود
بَاب فِي نُزُولِ الْمَنَازِلِ
(قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ:
لَيْسَ هَذَا الْبَاب فِي أَكْثَر النُّسَخ.
قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ:
(لَا نُسَبِّح حَتَّى تُحَلَّ الرِّحَال)
: قَالَ الْخَطَّابِيُّ: أَيْ لَا نُصَلِّي سُبْحَة الضُّحَى حَتَّى نَحُطّ الرِّحَال وَنُلَجِّم الْمَطِيّ. وَكَانَ بَعْض الْعُلَمَاء يَسْتَحِبّ أَنْ لَا يَطْعَم الرَّاكِب إِذَا نَزَلَ حَتَّى يَعْلِف الدَّابَّة وَأَنْشَدَنِي بَعْضهمْ فِيمَا يُشْبِه هَذَا الْمَعْنَى. حَقّ الْمَطِيَّة أَنْ تَبْدَأ بِحَاجَتِهَا. لَا أُطْعِم الضَّيْف حَتَّى أَعْلِف الْفَرَس. اِنْتَهَى. وَفِي بَعْض النُّسَخ " لَا نُنِيخ " مَكَان لَا نُسَبِّح مِنْ الْإِنَاخَة وَهُوَ بِالْفَارِسِيَّةِ فروخوا بانيدن شترو. الْحَدِيث سَكَتَ عَنْهُ الْمُنْذِرِيُّ.)
انتهى
بتبع إن شاء الله
كنا إذا نزلنا منزلا لا نسبح حتى تحل الرحال
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 03 - 08, 12:09 ص]ـ
وهذا الذي قاله الخطابي - رحمه الله - في شرح الحديث محل نظر
وذلك من وجوه
يتبع إن شاء الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 03 - 08, 12:14 ص]ـ
وفي الحديث الصحيح
المشهور
في حجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم
قال الإمام البخاري - رحمه الله -
(حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ عَنْ مَالِكٍ عَنْ مُوسَى بْنِ عُقْبَةَ عَنْ كُرَيْبٍ مَوْلَى ابْنِ عَبَّاسٍ عَنْ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ سَمِعَهُ يَقُولُ دَفَعَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - مِنْ عَرَفَةَ حَتَّى إِذَا كَانَ بِالشِّعْبِ نَزَلَ فَبَالَ، ثُمَّ تَوَضَّأَ وَلَمْ يُسْبِغِ الْوُضُوءَ. فَقُلْتُ الصَّلاَةَ يَا رَسُولَ اللَّهِ. فَقَالَ «الصَّلاَةُ أَمَامَكَ». فَرَكِبَ، فَلَمَّا جَاءَ الْمُزْدَلِفَةَ نَزَلَ فَتَوَضَّأَ، فَأَسْبَغَ الْوُضُوءَ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الصَّلاَةُ فَصَلَّى الْمَغْرِبَ، ثُمَّ أَنَاخَ كُلُّ إِنْسَانٍ بَعِيرَهُ فِى مَنْزِلهِ ِ، ثُمَّ أُقِيمَتِ الْعِشَاءُ فَصَلَّى وَلَمْ يُصَلِّ بَيْنَهُمَا)
يتبع إن شاء الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 03 - 08, 12:20 ص]ـ
وفي حديث جابرالمشهور
قال الإمام البخاري - رحمه الله
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ حُصَيْنِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ سَالِمِ بْنِ أَبِى الْجَعْدِ عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - رضى الله عنهما - قَالَ كُنَّا إِذَا صَعِدْنَا كَبَّرْنَا، وَإِذَا نَزَلْنَا سَبَّحْنا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 03 - 08, 12:25 ص]ـ
والذي مشى عليه الخطابي
سببه
أنه جرى على لسان كثير من السلف
من الصحابة فمن بعدهم
تسمية الضحى خاصة بسبحة الضحى
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 03 - 08, 12:28 ص]ـ
ذكرت ما يتعلق بهذا الحديث حتى يسهل النظر فيه
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 03 - 08, 12:31 ص]ـ
ينظر في إسناد الطبراني وكذا متن الحديث
فهو محل بحث
والله أعلم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 03 - 08, 12:55 ص]ـ
قال البيهقي
(أخبرنا أبو عمرو الأديب أنا أبو بكر الإسماعيلي ثنا عمران والوزان قالا ثنا بندار ثنا بن أبي عدي عن شعبة عن حصين عن سالم بن أبي الجعد عن جابر قال: كنا إذا صعدنا كبرنا وإذا تصوبنا سبحنا رواه مسلم في الصحيح عن بندار)
انتهى
رواه مسلم
كذا والصواب البخاري
والله أعلم
وهذا خرجه من مستخرج الإسماعيلي
ـ[تركي العبدلي]ــــــــ[21 - 06 - 08, 09:09 م]ـ
بورك فيك
ـ[السيد زكي]ــــــــ[22 - 06 - 08, 01:01 م]ـ
زادكم الله علما
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[17 - 02 - 10, 05:16 م]ـ
الشيخ ابن وهب بارك الله فيك ... فإذا حملنا اللفظ الأو ل على التسبيح باللسان فكيف نجمع بين لفظ الحديث حيث أن اباداؤد قال في روايته (كُنَّا إِذَا نَزَلْنَا مَنْزِلًا لَا نُسَبِّحُ حَتَّى تُحَلَّ الرِّحَالُ) ورواية غيره (كنا إذا نزلنا منزلا سبحنا حتى نحل الرحال)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/204)
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[17 - 02 - 10, 05:33 م]ـ
ومارأيكم في هذا .. جاء في التاريخ الكبير قوله:حمزة العائذي الضبي وعائذ الله من ضبة قال عمرو بن مرزوق أخبرنا شعبة عن حمزة الضبي عن أنس بن مالك قال كنا إذا نزلنا منزلا سبحنا حتى تحط الرحال يعني صلينا
وفي الرواية السابقة يقول شعبة رحمه الله تعالى (تسبيحا باللسان)
ـ[سلمان الحائلي]ــــــــ[14 - 04 - 10, 10:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا(91/205)
ملامح المنهج السلفي للمواجهة مع التنصير .. للشيخ /رفاعي سرور
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[05 - 03 - 08, 03:01 ص]ـ
ملامح المنهج السلفي للمواجهة مع التنصير
بقلم الشيخ/رفاعي سرور.
منقول من منتدى الجامع.
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد:-
في البداية .. يجب التنبيه على أن منهج مواجهة النصرانية المحرَّفة له نفس الأبعاد المنهجية الكاملة لمنهج الدعوة الإسلامية، وهي الحكمة المأخوذة من قول الله عز وجل: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن} [النحل: 125] وفيه يقول الأستاذ سيد قطب: (على هذه الأسس يُرسي القرآن قواعد الدعوة ومبادئها، ويعيِّن وسائلها وطرائقها، ويرسم المنهج للرسول الكريم، وللدعاة من بعده بدينه القويم، فلننظر في دستور الدعوة الذي شرعه الله في هذا القرآن .. والدعوة بالحكمة، والنظر في أحوال المخاطبين وظروفهم، والقدر الذي بيَّنه لهم في كل مرة .. والطريقة التي يخاطبهم بها، والتنويع في هذه الطريقة حسب مقتضياتها .. فلا تستبد به الحماسة والاندفاع والغيرة فيتجاوز الحكمة في هذا كله وفي سواه.
وبالموعظة الحسنة التي تدخل إلى القلوب برفق، وتتعمق المشاعر بلطف، لا بالزجر .. فإن الرفق في الموعظة كثيرًا ما يهدي القلوب الشاردة، ويؤلف القلوب النافرة، ويأتي بخير من الزجر والتأنيب و التوبيخ.
وبالجدل بالتي هي أحسن .. بلا تحامل على المخالف ولا ترذيل له وتقبيح، حتى يطمئن إلى الداعي ويشعر أن ليس هدفه هو الغلبة في الجدل، ولكن الإقناع والوصول إلى الحق ..
فالنفس البشرية لها كبرياؤها وعنادها، وهي لا تنزل عن الرأي الذي تدافع عنه إلا بالرفق حتى لا تشعر بالهزيمة، وسرعان ما تختلط على النفس قيمة الرأي وقيمتها هي عند الناس، فتعتبر التنازل عن الرأي تنازلاً عن هيبتها واحترامها وكيانها. والجدل بالحسنى هو الذي يطامن هذه الكبرياء الحساسة، ويشعر المجادل أن ذاته مصونة، وقيمته كريمة. وأن الداعي لا يقصد إلا كشف الحقيقة في ذاتها والاهتداء إليها ..
في سبيل الله، لا في سبيل ذاته ونصرة رأيه وهزيمة الرأي الآخر .. !
هذا هو منهج الدعوة ودستورها ما دام الأمر في دائرة الدعوة باللسان والجدل بالحجة، فأما إذا وقع الاعتداء على أهل الدعوة فإن الموقف يتغير، فالاعتداء عملٌ ماديٌّ يدفع بمثله إعزازًا لكرامة الحق، ودفعا لغلبة الباطل، على ألا يتجاوز الرد على الاعتداء حدوده إلى التمثيل والتقطيع، فالإسلام دين العدل والاعتدال، ودين السلم والمسالمة، إنما يدفع عن نفسه وأهله البغي ولا يبغي {وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) (النحل:126) وليس ذلك بعيدًا عن دستور الدعوة فهو جزء منه. فالدفع عن الدعوة في حدود القصد والعدل يحفظ لها كرامتها وعزتها، فلا تهون في نفوس الناس. والدعوة المهينة لا يعتنقها أحد ولا يثق أنها دعوة الله. فالله لا يترك دعوته مهينة لا تدفع عن نفسها، والمؤمنون بالله لا يقبلون الضيم وهم دعاة الله والعزة لله جميعًا ..
والهدى والضلال بيد الله وَفق سنته في فطرة النفوس واستعداداتها واتجاهاتها للهدى أو الضلال ..
هذا هو دستور الدعوة إلى الله كما رسمه الله ..
والنصر مرهون بإتباعه كما وعد الله .. ومن أصدق من الله .. ؟!).
وقال رحمه الله في ظلال هذه الآية: {وَالْفِتْنَةُ أَشَدُّ مِنَ الْقَتْلِ} [البقرة: 191]:
(فاعتبر الاعتداء على العقيدة والإيذاء بسببها وفتنة أهلها عنها أشد من الاعتداء على الحياة ذاتها. فالعقيدة أعظم قيمة من الحياة وَفق هذا المبدأ العظيم.
وإذا كان المؤمن مأذونًا في القتال ليدفع عن حياته وعن ماله، فهو من باب أولى مأذون في القتال ليدفع عن عقيدته ودينه ..
وقد كان المسلمون يسامون الفتنة عن عقيدتهم ويؤذون، ولم يكن لهم بد أن يدفعوا هذه الفتنة عن أعز ما يملكون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/206)
يسامون الفتنة عن عقيدتهم، ويُؤذَوْن فيها في مواطن من الأرض شتى، وقد شهدت الأندلس من بشاعة التعذيب الوحشي والتقتيل الجماعي -لفتنة المسلمين عن دينهم، وفتنة أصحاب المذاهب المسيحية الأخرى ليرتدوا إلى الكاثوليكية- ما ترك أسبانيا اليوم ولا ظل فيها للإسلام! ولا للمذاهب المسيحية الأخرى ذاتها! كما شهد بيت المقدس وما حوله بشاعة الهجمات الصليبية التي لم تكن موجهة إلا للعقيدة والإجهاز عليها, والتي خاضها المسلمون في هذه المنطقة تحت لواء العقيدة وحدها فانتصروا فيها، وحموا هذه البقعة من مصير الأندلس الأليم .. وما يزال المسلمون يسامون الفتنة في أرجاء المناطق الشيوعية والوثنية والصهيونية والمسيحية في أنحاء من الأرض شتى .. )
فلابد أن تنطلق المواجهة الواقعية من التقييم السلفي لواقع الصراع بين الإسلام والنصرانية المحرفة، والمقصود بالتقييم السلفي هو تفسير هذا الواقع، وتحليل دوافعه، وتحديد اتجاهاته ومستقبله من خلال هذا التقييم.
تفسير الصراع
و التفسير العام لواقع الصراع أساسه تحديد الدور المركزي للأحبار والرهبان في واقع النصرانية بقوله تعالى: {اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ) (التوبة:31)، وتفسير رسول الله صلى الله عليه وسلم لهذه العلاقة (بالتحليل والتحريم) يعطيها بعدها الواقعي تمامًا كقيادة تشريعية وتوجيهية للنصارى كافة، وبصورة مطلقة، وفي كل مجالات حياتهم العملية ..
حيث تبع هذه الآية قوله تعالى: {يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللَّهُ إِلَّا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ} [التوبة: 32].
لذلك يجب تقييم أي حركة عدائية نصرانية ضد الإسلام من خلال معنى هذه الآية، كمحاولة لإطفاء «نور الله» بالأفواه .. !
ومع الدور المركزي للأحبار يكون شكل الصليب وهو العنصر الواضح في الحروب الصليبية التاريخية حتى بلغ درجة هيسترية، فيُرسم الصليب على أعلام الدول، ورايات الحرب وملابسها، وعلى الدروع والأسلحة .. ومثلما ستكون في الملحمة ((فَيَرْفَعُ رَجُلٌ مِنْ أَهْلِ النَّصْرَانِيَّةِ الصَّلِيبَ فَيَقُولُ: غَلَبَ الصَّلِيبُ، فَيَغْضَبُ رَجُلٌ مِنْ الْمُسْلِمِينَ فَيَدُقّهُ، فَعِنْدَ ذَلِكَ تَغْدِرُ الرُّومُ وَتَجْمَعُ لِلْمَلْحَمَةِ) (1)،ولعلنا نلاحظ عبارة: «غَلَبَ الصَّلِيبُ» لننتبه إلى مدى حمية النصارى للصليب، وهو الأمر الواضح جدًّا في كل الحروب الصليبية القديمة والحديثة.
أهداف الصراع
ومن المعروف أن هدف النصارى ليس نقل المسلمين إلى النصرانية، ولكن إخراج المسلمين من الإسلام ..
وهذه الحقيقة هي مضمون قول الله عز وجل {وَدَّ كَثِيرٌ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُمْ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَداً مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِهِمْ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ فَاعْفُوا وَاصْفَحُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} [البقرة: 109]، وكلمة «وَدَّ» و «حَسَدًا» في الآيات تعبر عن الحالة النفسية التي يشعر بها النصارى تجاه المسلمين ..
وكذلك قوله تعالى: {وَلا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [البقرة: 217] وكلمة {ولا يزالون} تدل على الإصرار على الهدف والاستمرار في المحاولات، وكلمة {إِنِ اسْتَطَاعُوا} تدل على بذل أقصى ما يستطيعون لأجل هذا الهدف الذي يسعون إليه ..
ولكن هناك هدف آخر للصراع من جانب النصارى، وهو وقف ظاهرة الدخول في الإسلام؛ لأن الحرب تمنع النصارى من التفكير في الإسلام بصورة موضوعية ومتزنة، وتعبئ النفس في اتجاه عدائي واحد؛ ليجدوا أنفسهم أعداءً لهذا الدين بصورة نفسية هستيرية لا حيلة لهم فيها، وتنعكس كل عناصر الصراع على شعورهم النفسي تجاه الإسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/207)
ومن هنا يأتي تفسير ظاهرة ارتباط الحروب الصليبية -تاريخيًّا- بظاهرة الإقبال التاريخي من جانب النصارى على الإسلام .. والحرب القائمة دليل على هذا التفسير ..
كما يأتي الدافع المادي، باعتبار أن الدنيا هي أحد عوامل التحريف، وأحد المحركات الأساسية للكافرين عمومًا والنصارى خصوصًا.
ففي الحملات الصليبية المبكرة كان الباباوات يحرِّضون العامة على حرب المسلمين بقولهم: (إن أرض الشرق تفيض لبنًا وعسلاً .. )، وحديثًا يحل النفط والثروات الطبيعية محل اللبن والعسل؛ ليكون هو المحرك الأساسي للحملات الصليبية الحديثة على بلاد المسلمين التي خصها الله بالنصيب الوافر منه .. !
وذلك كله مصداقًا لقوله صلى الله عليه وسلم: (يوشك الأمم أن تداعى عليكم كما تداعى الأكلة إلى قصعتها. فقال قائل: ومن قلة نحن يومئذ؟ قال: بل أنتم يومئذ كثير؛ ولكنكم غثاء كغثاء السيل، ولينزعن الله من صدور عدوكم المهابة منكم، وليقذفن الله في قلوبكم الوهن. فقال قائل: يا رسول الله! وما الوهن؟ قال: حب الدنيا وكراهية الموت) (2)، ولكن يجب أن يكون مفهوما أن «اللبن والعسل» قديمًا و «النفط» حديثًا لم تكن هدفًا إلا باعتبارها وسائل للحرب على العقيدة الإسلامية .. وهي الهدف الأساسي.
ولكن المخططات تبطل بقدر الله وحده {وَقَدْ مَكَرُوا مَكْرَهُمْ وَعِنْدَ اللَّهِ مَكْرُهُمْ وَإِنْ كَانَ مَكْرُهُمْ لِتَزُولَ مِنْهُ الْجِبَالُ} [إبراهيم: 46] وهذا النص القرآني يعالج البعد القدري للصراع؛ لنعلم أن مستقبل الصراع بيد الله وحده، محكوم بقدر الله وسننه الثابتة.
ونتيجة لذلك تبرز ضرورة أن يكون لنا تصور عام متفق عليه لإدارة المواجهة، وأن نتعاون في إطار هذا التصور في جمع المعلومات المتعلقة بالحملة الصليبية، وأن نتعاون في جمع كل الشبهات المثارة من جانب هذه الحملة والرد عليها، بحيث يكون هناك نوعٌ من تبادل الخبرات والمهارات في مواجهة عدو يتسلح بأحدث العلوم النفسية والاجتماعية والتقنية، ويتمتع بأكبر دعم سياسي واقتصادي ومعلوماتي، ويستخدم أحط الأساليب وأخبثها.
ولقد مرت المواجهة الفكرية مع النصرانية المحرَّفة عبر مجموعة من المراحل، تطور فيها الخطاب النصراني متأثرًا بعاملين اثنين:
الأول: حال الأمة الإسلامية من حيث القوة والضعف.
الثاني: الخبرات التي اكتسبها النصارى من تجاربهم السابقة.
وكان أخطر أساليبها التسلل لإفساد العقيدة من خلال ترجمة النصارى -العاملين ببلاط الخلافة العباسية- للفلسفة اليونانية، وإغراء الحكام والسلاطين بها، والتسبب في ظهور الفرق المبتدعة نتيجة المناظرة والطعن في الدين على أساس المنطق اليوناني والفلسفة الأفلاطونية.
وانتهاءً بمرحلة استخدام المصطلحات والنصوص الإسلامية لتمرير المضامين والمعتقدات النصرانية، لتسهيل مهمة تقبل نقائضها وخرافاتها على العقل المسلم، خصوصًا بعد أن وصل هذا العقل إلى حالة من الجهل المطبق بدينه
والملاحظة الثابتة تاريخيًّا .. أن الخطاب الفكري النصراني لا يبتعد عن الصراع السياسي والاجتماعي، بل تجده أحيانا يمهد له، وأحيانا أخرى يواكبه ويصاحبه، وذلك مع كل انكسار سياسي أو عسكري أو اجتماعي تتعرض له الأمة.
وفي كل الأحوال يظل الجدل هو الصيغة البارزة في تاريخ هذه المواجهة.
ــــــــــــــــــ
*ملحوظة هامة،هذا المقال مأخوذ من تقديم الشيخ رفاعي سرور حفظه الله لإجابات الأسئلة التي طُرحت عليه في منتدى الجامع،وقد نقلتها هنا على هيئة مقال وقمت بتخريج الأحاديث وتسمية الموضوع بهذا الاسم،والله من وراء القصد.
1 - سنن أبي داود وقال الألباني رحمه الله صحيح.
2 - قال الشيخ الألباني صحيح [سلسلة الأحاديث الصحيحة المجلد الثاني]،وانظر لتخريج الحديث هذه الصفحة http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=10593 (http://arabic.islamicweb.com/Books/albani.asp?id=10593)
رابط الموضوع
http://www.aljame3.net/ib/index.php?showtopic=5436(91/208)
الأستخارات المبتدعة وهي مما اخترعها الناس من عندهم
ـ[أبوعمار العدني]ــــــــ[05 - 03 - 08, 06:32 ص]ـ
* الاستخارات المبتدعة: وهي مما اخترعها الناس من عندهم، فمنها من بلغت إلى حد الشرك ومنها دون ذلك، ومن تلك الاستخارات المبتدعة المصنوعة:
(1) اشتراط الرؤيا المنامية: كأن يشترط فيها أن يرى المستخير في منامه ما نواه، أو يرى خضرة أو بياضاً إن كان ما يقصده خيراً، ويرى حمرة وسواداً إن كان ما يقصدُهُ لا خير فيه.
(2)
استخارة السبحة: يأخذ الشخص السبحة (المسبحة) فيتمتم عليها بحاجته، ثم يحصر بعض حبَّاتها بين يديه، ويعدُّها، فإن كانت فردية عدل ما نواه، وإن كانت زوجية، اعتبر ما نواه خيراً وسار فيه.
(3) استخارة الفنجان: يعملها عادة غير صاحب الحاجة، ويقوم بعملها رجل أو امرأة، وطريقتها: أن يشرب صاحب القهوة المقدَّمة إليه، ثم يكفئ الفنجان،وبعد قليل، يقدمه لقارئه، فينظر فيه، بعد أن أحدثت فضلات القهوة به رسوماً وأشكالاً مختلفة، شأنها في ذلك كل راسب في أي أناء إذا انكفأ، فيتخيل ما يريد،ثم يأخذ في سرد حكايات كثيرة لصاحب الحاجة، فلا يقوم من عنده إلا وقد امتلأت رأسه بهذه الأكاذيب.
(4) استخارة الرمل: وطريقتها أن يُخطط الشخص في الرمل خُطوطاً متقطعة ثم يعُدَّها بطريقة حسابية معروفة لديهم.
(5) استخارة الكف: لا تخرج عما مضى، فيعمل قارئ الكف مستعملاً قوة فراسته مستعيناً - بزعمه – على اختلاف خطوط باطن الكف على سرد حياة الشخص المستقبلية. وهذا يدخل في الكهانة والتنجيم والعرافة المنهي عنها.
(6) استخارة المصحف: وصورتها أن يفتح المستخير المصحف مباشرة دون تخيير أو انتقاء، ثم ينظر ما نوع الآية التي فتح عليها، فإن كانت آية رحمة ونعمة استمر فيما عزم عليه ومضى وإن كانت آية عذاب أو نقمة أو نار ترك وأحجم عما نواه.
(7) الاستخارة المعتمدة على اسم الداخل: وطريقتها انتظار من يدخل ليشتق من اسمه الفعل أو الترك، فإن كان الداخل حَسَن الاسم فعل ما أراده ونواه، وإن كان فيه شدة أو غلظة كحَرب أو جَمر، ترك ولم يُقدم على ما نوى.
(8) الاستخارة بواسطة الأبراج: وقد انتشرت هذه الطريقة في آخر الزمان؛ لأن هذه الأبراج تعرض على صفحات الجرائد، ويقوم كل شخص بمعرفة برجه ويومه الذي ولد فيه، ثم ينظر ماذا مكتوب فيه.(91/209)
:: من أذكار الصلاة:: >> للشيخ: أحمد بن عبد الرحمن الزومان
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 09:43 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين أما بعد:
فهذا مقال للشيخ الفاضل: أحمد بن عبد الرحمن الزومان بعنوان: (من أذكار الصلاة) فإليكموه ..
من أذكار الاستفتاح:
1 - " الحمد لله حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه " رواه مسلم عن أنس رضي الله عنه.
2 - " الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسُبحان الله بكرة وأصيلاً "
رواه مسلم عن ابن عمر رضي الله عنهما.
3 - " اللهمَّ باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب،
اللهم نقِّني من خطاياي كما يُنقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدنس، اللهم
اغسلني من خطاياي بالثلج والماء والبرد " رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه.
4 - " اللهمَّ ربَ جبرائيلَ وميكائيلَ وإسرافيلَ، فاطرَ السموات والأرض
، عالمَ الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون
اهدني لما اختُلِف فيه من الحق بإذنك إنَّك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم " رواه مسلم عن عائشة رضي الله عنها.
من أذكار الركوع:
1 - " سُبحان ربي العظيم " رواه مسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه.
2 - " اللهمَّ لك ركعتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، خشع لك سمعي وبصري ومخي، وعظمي وعصبي " رواه مسلم من حديث علي رضي الله عنه.
3 - " سُبحانك اللهمَّ ربَنا وبحمدك، اللهمَّ اغفر لي " رواه البخاري
ومسلم عن عائشة رضي الله عنها. ويقال في السجود أيضاً.
4 - " سُبُّوحُُ قُدُّوسُُ. ربُ الملائكة والروح " رواه مسلم من حديث
عائشة رضي الله عنها. ويقال في السجود أيضاً.
5 - " سُبحان ذِي الجبروت والملَكُوت والكبرياء والعظمة " رواه أبو داود. صححه النووي في الأذكار، وحسنه الحافظ من حديث عوف بن مالك الأشجعي رضي الله عنه في تخريجها. ويقال في السجود أيضاً.
ذكر الرفع من الركوع:
" ربنا لك الحمد ملءَ السموات والأرض وملءَ ما شئت من شيء بعد أهلَ الثناء
والمجد أحقُ ما قال العبد وكُلُنا لك عبد اللهمَّ لا مانع لما أعطيتَ ولا
مُعطِي لما منعت ولا ينفع ذا الجدِ منك الجدُ رواه مسلم عن أبي سعيد
الخدري.
من أذكار السجود:
1 - " سُبحان ربي الأعلى " رواه مسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه.
2 - " اللهمَّ لك سجدتُ، وبك آمنتُ، ولك أسلمتُ، سجد وجهي للذي خلقَهُ وصوَّرَهُ، وشقَّ سمعَهُ وبصَرهُ، تبارك اللهُ أحسنُ الخالقين " رواه
مسلم من حديث علي رضي الله عنه
3 - " اللهمَّ اغفر لي ذنبي كلَه، دِقَّهُ وجلَّهُ، وأولَّهُ وآخرَهُ، وعلانيتَهُ وسرَّهُ " رواه مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
ذكر الجلوس بين السجدتين:
" اللهم اغفر لي وارحمني وعافني واهدني وارزقني " رواه أبو داود وابن ماجه عن ابن عباس رضي الله عنهما وصحح إسناده الحاكم ووافقه الذهبي وحسنه النووي
من صيغ التشهد والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم:
1 - " التحيات لله والصلوات والطيبات السلام عليك أيها النبي ورحمة الله
وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله " رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه
2 - " التحيات المباركات الصلوات الطيبات لله السلام عليك أيها النبي ورحمة
الله وبركاته السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين أشهد أن لا إله إلا
الله وأشهد أن محمدا رسول الله" رواه مسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما.
3 - اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته كما صليت على آل إبراهيم وبارك على محمد وأزواجه وذريته كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد رواه
البخاري ومسلم عن أبي حميد الساعدي رضي الله عنه.
4 - " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد اللهم بارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد " رواه البخاري ومسلم من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه.
الدعاء قبل السلام:
1 - " اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخرت وما أسررت وما أعلنت وما أسرفت وما أنت أعلم به مني أنت المقدم وأنت المؤخر لا إله إلا أنت " رواه مسلم من
حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه
3 - " اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال
وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم " رواه البخاري و مسلم من حديث عائشة رضي الله عنها
وكتبه /
أحمد بن عبد الرحمن الزومان
ونقله /
أبو المهند القصيمي.
ـ[أبو عبيد السلفي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 09:45 ص]ـ
جزاك الله خيراً
وكتب أجرك
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[06 - 03 - 08, 02:29 م]ـ
بورك فيك أبا عبيد ..
ـ[العوضي]ــــــــ[06 - 03 - 08, 07:03 م]ـ
بارك الله فيك وفي الشيخ ...
ـ[أبو مهند القصيمي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 05:37 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي العوضي ..(91/210)
عاجل جدا ((ما حكم المال الذي يضيفه البنك لمن يفتح حسابا جديدا من باب الدعاية)
ـ[عمر صالح]ــــــــ[05 - 03 - 08, 09:57 ص]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته
رجل فتح حساب في بنك وقام البنك بوضع مبلغ من المال في حسابه ومن شروط البنك انه يضع هذا المبلغ لجلب الزبائن.
وقد سألني فقلت ان هذا لا يجوز لانه قرض جر منفعه. فهل فتواي له صحيحة وهل هناك محاذير اخرا مع العلم ان هذا البنك من اصله ربوي ولكن حجته لاستلام مرتبه فقط والله المستعان(91/211)
هل ثمة مقال أو كتاب عن " العاقلة "؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 05:34 م]ـ
ولكم الشكر والأجر
ـ[ابو همام المكي]ــــــــ[05 - 03 - 08, 07:45 م]ـ
أنظر هنا
http://www.alhikmeh.com/arabic/mktba/fqh/bohoth/b14.htm
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[05 - 03 - 08, 08:02 م]ـ
نعم، يوجد ومن ذلك:
العاقلة فى الفقه الاسلامى: دراسة مقارنة
وهذا رابط مباشر في موقع أرشيف، والكتاب عبارة عن صورة جمعها ببرنامج الأكروبات:
ftp://ia331338.us.archive.org/3/items/alaaqlh-fy-alfqh-alaslamy-qza-ar/alaaqlh-fy-alfqh-alaslamy-qza-ar_PTIFF.zip
وحقيقة لم أطلع على الكتاب.
ويوجد في ثنايا الكتب التي تكلمت عن الدية بتوسع بحوث متعلقة بالعاقلة، وفي المرفقات بحث بعنوان:
تصور معاصر لتحمل الدية عن العاقلة، وذكر في مقدمته بعض الدراسات السابقة.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 03 - 08, 12:39 ص]ـ
جزاكما الله خيراً(91/212)
قوله (و لك الأجر مرتين) ألا يحمل على الاستحباب؟
ـ[توبة]ــــــــ[05 - 03 - 08, 06:38 م]ـ
بشأن إعادة المتيمم لصلاته عند حضور الماء،إذا لم يخرج وقتها.
هناك من لايرى إعادته للصلاة،مستدلا بما جاء في هذا الحديث:
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: خرج رجلان في سفر فحضرت الصلاة، وليس معهما ماء، فتيمما صعيداً طيباً، فصليا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء، أتيا ولم يعد الآخر، ثم رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد: (أصبت السنة وأجزأتك صلاتك)، وقال للذي توضأ وأعاد: (لك الأجر مرتين). أخرجه أبو داود والنسائي.
قوله "ولك الأجر مرتين"ألا يحمل على الاستحباب، مادام لم ينكرعليه ذلك؟ و ما توجيه قوله أصبت السنة.
قد فهمتُ أن الرجل الأول قد اكتفى بصلاته عملا برخصة التيمم،استنانا، و الثاني اجتهد في إعادة الصلاة لانتفاء العذر بوجود الماء.
وكيف الجمع بينه و بين هذا الحديث:
عن عمرو بن العاص أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول (إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب فله أجران، وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر) سنن أبي داود
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[05 - 03 - 08, 11:21 م]ـ
قال صاحب عون المعبود رحمه الله
(فأعاد أحدهما) اما ظنا بأن الأولى باطلة وإما إحتياطا
(ولم يعد الآخر) بفتح الخاء على ظن ان تلك الصلاة صحيحة
(أصبت السنة) اى الشريعة الواجبة وصادفت الشريعة الثابتة بالسنة
(وأجزأتك صلاتك) تفسير لما سبق اى كفتك عن القضاء والإجزاء عبارة عن كون الفعل مسقطا للاعادة
(لك الأجر مرتين) اى لك اجر الصلاة مرتين فإن كلا منهما صحيحة تترتب عليها مثوبة وإن الله لايضيع أجر من احسن عملا
قال الخطابى فى المعالم فى هذا الحديث من الفقه ان السنة تعجيل الصلاة للمتيمم فى اول وقتها فهو كالمتطهر بالماء ثم قال الابادى صاحب عون المعبود رحمه الله
واختلفوا فى الرجل يتيمم ويصلى ثم يجد الماء قبل خروج الوقت فقال عطاء وطاووس وابن سيرين ومكحول والزهرى يعيد الصلاة واستحبه الاوزاعى ولم يوجبه
وقالت طائفة لا اعادة عليه روى ذلك عن ابن عمرو وبه قال الشعبى وهو مذهب مالك والثورى واصحاب الرأى واليه ذهب الشافعى واحمد واسحاق انتهى
قال الضعيف الفقير ابن عبد الغنى
كون الصلاة بالتيمم صحيحة مجزئة لايستحب اعادتها ان وجد الماء لان اعادتها تتعارض مع نهى النبى عن صلاة الوقت مرتين فإن قيل ان النبى اثنى على الرجل الذى اعاد الصلاة قيل لعل الواقعة قبل النهى
هذه ليست فتوى بل من باب المدارسة بين اخوة فى منتدى للحوار فان كنت مصيبا فمن الله وان كنت مخطئا فمنى ومن الشيطان
والله تعالى اعلم
لم افهم ماعلاقة حديث الباب بحديث اذا حكم الحاكم فأصاب 000 الحديث
ـ[توبة]ــــــــ[06 - 03 - 08, 12:39 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على النقل الطيب.
لم افهم ماعلاقة حديث الباب بحديث اذا حكم الحاكم فأصاب 000 الحديث
أقصد قوله صلى الله عليه وسلم (فاجهتد ثم أصاب فله أجران) هل يمكن الجمع بين الحديثين
بالقول أنّه مادام قد أقر له بأجرين على اجتهاده فقد أصاب،ولا يعني هذا مخالفته للسنة،ولكن على الاستحباب و معلوم أن هناك من الفقهاء و الأصوليين من فرق بين السنة و المستحب.
ـ[توبة]ــــــــ[06 - 03 - 08, 05:01 م]ـ
هل من توضيح بوركتم؟
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[07 - 03 - 08, 02:45 ص]ـ
كنت قد طرقتُ هذا الموضوع قديما.
و كانت فيه مشاركات مفيدة.
فلا أدري هل هو محفوظ أو أنه ضاع مع ما ضاع؟
ـ[توبة]ــــــــ[07 - 03 - 08, 10:52 ص]ـ
شيخنا الكريم،اجتهدت في البحث و لم أجد موضوعا تطرق إلى سؤالي،
هل لك أن تفيدنا بارك الله في علمك.
ـ[توبة]ــــــــ[07 - 03 - 08, 11:14 ص]ـ
قد بحثت في رابط موقعكم القديم (تنبيه السلفي):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=693932&postcount=2
و يبدو أنه قد فاتني الاطلاع على الكثير من الموضوعات القيمة التي ناقشتموها في موقعكم و منها هذا الموضوع،ليت أحد الاخوة الكرماء يتفضل بإعادة تنسيق الملفات معنونةً لما فيها من فائدة.
في الملف رقم73 تحت عنوان المتيمم الواجد للماء يعيد استحبابا:
درج بعض المتأخرين على القول: بأن المتيمم الواجد للماء في الوقت، بعد الصلاة لا يستحب له الإعادة، بل قال بعضهم: أن السنة عدم الإعادة. و تمسك هؤلاء بحديث أبي سعيد الخدري ر ضي الله عنه، قال:" خرج رجلان في سفر، فحضرت الصلاة - و ليس معهما ماء- فتيمما صعيدا طيبا فصليا، ثم وجدا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة و الوضوء، و لم يُعد الآخر، ثم أتيا رسول الله صلى الله عليه و سلم فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد:" أصبت السنة و أجزأتك صلاتك"، و قال للآخر:" لك الأجر مرتين" رواه أبو داود و النسائي و غيرهما
يقول العبد الضعيف: هكذا قالوا، و الذي يقتضيه النظر، أن الحديث دليل على أن المستحب للمتيمم الواجد الماء بعد الصلاة في الوقت الإعادة، و وجه ذلك أن النبي صلى الله عليه و سلم جعل لمن أعاد الصلاة أجرين، و اكتفى للآخر بالإجزاء
و قد عرفوا المستحب بأنه:" ما يؤجر فاعله و لا يأثم تاركه"، فكيف بعد هذا البيان يجرأ أحد على القول بعدم الإستحباب، بل بعدم المشروعية،هذا تجاسر عظيم
و ليس يدل الحديث على استحباب الإعادة فحسب، بل يدل، بعد إقرار النبي صلى الله عليه و سلم، على أن ذلك هو السنة
و أما قوله لمن اكتفى بالصلاة الأولى:" أصبت السنة"يعني: أصبت الطريقة الشرعية و لا يعني السنة بالمعنى المصطلح عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/213)
ـ[توبة]ــــــــ[07 - 03 - 08, 11:20 م]ـ
الحديث يستدل به كلا طرفي النزاع (الخلاف)،و الفصل في ذلك هو توجيه لفظ "السنة "في قوله عليه الصلاة و السلام (أصبت السنة)،أما صحة اجتهاد الصحابي الأول في إعادته للصلاة فلا خلاف فيها و الدليل اقراره صلى الله عليه و سلم لفعله، بقوله (لك الأجر مرتين)
و بالنسبة لمصطلح "السنة"في الأحاديث و أثار الصحابة،ألا يتغير المغزى منه حسب سياق الأثر
كحديث عبد الله بن مغفل المذكور في صحيح البخاري {عن عبد الله بن مغفل أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (صلوا قبل المغرب،صلوا قبل المغرب) ثم قال في الثالثة: لمن شاء، "كراهية أن يتخذها الناس سنة". وهي من قول الراوي.
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 01:03 م]ـ
أولا، حديث ابي سعيد الخدري هذا الصحيح فيه أنه مرسل والمسند غير محفوظ كما قال الائمة من نقاد الحديث،فأثبت العرش ثم انقش عليه.هذا على مذهب من لايرى المراسيل حجة ودليلا،وأما على مذهب الآخرين فلا اشكال فيه عند من ألهمه العليم فهمه، ووفقه لفقهه،ووجه ذلك أن النبي ــ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قد نص على أن السنة ـ التي هي طريقته ـ أن المتيمم اذا وجد الماء بعد فراغه لم يكن عليه أن يعيد صلاته تلك،لأنه أتى بما هو مطلوب منه شرعا، فترك أمره بالإعادة دليل على صحة تلك العبادة. والعجب ممن يطلع على هذا ثم يقول باستحباب الإعادة.وأما قوله عليه الصلاة والسلام للرجل الثاني "لك الاجر مرتين "فليس فيه ما يدل على استحباب اعادة الصلاة في مثل هذه الحال،وغاية ما فيه أن الرجل أثيب على السنة بأدائه الصلاة في الوقت أجرا،وأجر على الخطأ في الاجتهاد اجرا فإنه لم يأت بفعله ذاك منكرا فأجر مرتين وهذا لايعني أن الاجرين متماثلان. فالسنة ـ هكذا قال النبي عليه السلام ـ أن من صلى بتيمم ثم وجد الماء فلا إعادة عليه وأن إعادة الصلاة من ذلك الصحابي خطأ اجتهادي ـ لايتابع عليه وإلا للزم منه القول بأن كلا من المجتهدين المختلفين في مسألة واحدة هو لعين الحق مصيب،وهو باطل، لأنه يلزم منه أن الحق متعدد.فأفهم هذا وتأمله ترشد ..............
ـ[توبة]ــــــــ[08 - 03 - 08, 01:31 م]ـ
أولا، حديث ابي سعيد الخدري هذا الصحيح فيه أنه مرسل والمسند غير محفوظ كما قال الائمة من نقاد الحديث،فأثبت العرش ثم انقش عليه.هذا على مذهب من لايرى المراسيل حجة ودليلا،وأما على مذهب الآخرين فلا اشكال فيه عند من ألهمه العليم فهمه، ووفقه لفقهه،ووجه ذلك أن النبي ــ صلى الله عليه وآله وسلم ـ قد نص على أن السنة ـ التي هي طريقته ـ أن المتيمم اذا وجد الماء بعد فراغه لم يكن عليه أن يعيد صلاته تلك،لأنه أتى بما هو مطلوب منه شرعا، فترك أمره بالإعادة دليل على صحة تلك العبادة. والعجب ممن يطلع على هذا ثم يقول باستحباب الإعادة.وأما قوله عليه الصلاة والسلام للرجل الثاني "لك الاجر مرتين "فليس فيه ما يدل على استحباب اعادة الصلاة في مثل هذه الحال،وغاية ما فيه أن الرجل أثيب على السنة بأدائه الصلاة في الوقت أجرا،وأجر على الخطأ في الاجتهاد اجرا فإنه لم يأت بفعله ذاك منكرا فأجر مرتين وهذا لايعني أن الاجرين متماثلان. فالسنة ـ هكذا قال النبي عليه السلام ـ أن من صلى بتيمم ثم وجد الماء فلا إعادة عليه وأن إعادة الصلاة من ذلك الصحابي خطأ اجتهادي ـ لايتابع عليه وإلا للزم منه القول بأن كلا من المجتهدين المختلفين في مسألة واحدة هو لعين الحق مصيب،وهو باطل، لأنه يلزم منه أن الحق متعدد.فأفهم هذا وتأمله ترشد ..............
بورك فيكم، ولكن أليس المستحب في حق فاقد الماء تأخير الصلاة إلى آخر وقتها،إذا رجا وجود الماء؟
ثم قوله تعالى (فلم تجدوا ماء فتيمموا)،ألا يعني أن إعادة الصلاة مستحبة في حقه إذا زال العذر بحضور الماء قبل خروج وقت الصلاة، لاستكمال شروطها؟
ـ[توبة]ــــــــ[13 - 03 - 08, 09:45 ص]ـ
....................................
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 12:13 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/214)
نعم.المستحب ــ إن لم يكن واجبا ــ في حق الراجي وجود ماء تأخير الصلاة الى آخر الوقت، أما من لم يرج ذلك ــ كحال هذين الصحابيين ـ فالواجب في حقه الصلاة لوقتها ولا عتب عليه. (فاتقوا الله ما استطعتم) وأما اعادة الصلاة فتتعارض مع نهيه عن الصلاة مرتين وفيه أثر لايحضرني الآن لفظه ولا درجته من الصحة
ـ[توبة]ــــــــ[13 - 03 - 08, 12:41 م]ـ
جزاكم المولى خيرا،
بغض النظر عن الحديث محل الاشكال،لو سأل أحد هذا السؤال:
قوله تعالى (فلم تجدوا ماء فتيمموا)،ألا يعني أن إعادة الصلاة مستحبة في حقه إذا زال العذر بحضور الماء قبل خروج وقت الصلاة، لاستكمال شروطها؟
ومعلوم أن القول باستحباب الإعادة، لا يتعارض مع صحة الصلاة الأولى.
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 09:02 م]ـ
توبة ــ سلمك الإله ــ اليك هذين النصين فاختاري منهما ما شئت: قَالَ الْخَطَّابِيُّ فِي الْمَعَالِم فِي هَذَا الْحَدِيث مِنْ الْفِقْه: أَنَّ السُّنَّة تَعْجِيل الصَّلَاة لِلْمُتَيَمِّمِ فِي أَوَّل وَقْتهَا كَهُوَ لِلْمُتَطَهِّرِ بِالْمَاءِ. وَقَدْ اِخْتَلَفَ النَّاس فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَة، فَرُوِيَ عَنْ اِبْن عُمَر أَنَّهُ قَالَ: يَتَلَوَّم بَيْنه وَبَيْن آخِر الْوَقْت، وَبِهِ قَالَ عَطَاء وَأَبُو حَنِيفَة وَسُفْيَان وَهُوَ قَوْل أَحْمَد بْن حَنْبَل، وَإِلَى نَحْو ذَلِكَ ذَهَبَ مَالِك إِلَّا أَنَّهُ قَالَ إِنْ كَانَ فِي مَوْضِع لَا يُرْجَى فِيهِ وُجُود الْمَاء يَتَيَمَّم وَصَلَّى فِي أَوَّل وَقْت الصَّلَاة، وَعَنْ الزُّهْرِيّ لَا يَتَيَمَّم حَتَّى يَخَاف ذَهَاب الْوَقْت. وَاخْتَلَفُوا فِي الرَّجُل يَتَيَمَّم وَيُصَلِّي ثُمَّ يَجِد الْمَاء قَبْل خُرُوج الْوَقْت، فَقَالَ عَطَاء وَطَاوُسٌ وَابْن سِيرِينَ وَمَكْحُول وَالزُّهْرِيّ يُعِيد الصَّلَاة وَاسْتَحَبَّهُ الْأَوْزَاعِيُّ وَلَمْ يُوجِبهُ. وَقَالَتْ طَائِفَة لَا إِعَادَة عَلَيْهِ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ اِبْن عَمْرو، وَبِهِ قَالَ الشَّعْبِيّ وَهُوَ مَذْهَب مَالِك وَسُفْيَان وَالثَّوْرِيِّ وَأَصْحَاب الرَّأْي، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاق.
وفي شرح بلوغ المرام للشيخ العثيمين: (فإن قال قائل لو حصلت مثل هذه القضية ثم أعاد الإنسان يعني تيمم وصلى ثم وجد الماء في الوقت وأعاد قال أريد طلب الأجر مرتين وهو يدري أن السنة أن لا يعيد فهل له الأجر مرتين؟ الجواب لا ليس له الأجر مرتين لأنه إذا علم السنة وخالفها فليس له اجر بل هو إلى الوزر اقرب)
وإنما سقت لك هذا لتعلمي أن في الأمر سعةوأن أدلة الترجيح متكافئة ......
ـ[توبة]ــــــــ[14 - 03 - 08, 12:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل،ونفع بعلمكم.
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[14 - 03 - 08, 01:37 ص]ـ
الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله ...
بعض الناس ينظر إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هذا الحديث و كأنه معلم (أصول فقه). فيقابلون قوله " أصبت السنة " بقوله " لك الأجر مرتين ".
فينتج عن هذا الفهم كل عجيب من القول. و منها:
* جعل الأجر مقابل الخطأ. مع أن الرجلين كليهما اجتهد. و مع أن السنة ماضية في أن المصيب له أجران و ليس أجرا واحدا.
* توهم إقرار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الرجلين، إقرارا للباطل. مع أن نظائر هذه الواقعة في السنة لا تحصى عددا.
قال ابن القيم في " أعلام الموقعين " (1/ 242): واجتهد الصحابيان اللذان خرجا في سفر فحضرت الصلاة وليس معهما ماء فصليا ثم وجدا الماء في الوقت فأعاد أحدهما ولم يعد الآخر فصوبهما و قال للذي لم يعد: "أصبت السنة وأجزأتك صلاتك" و قال للآخر: "لك الأجر مرتين".
و بيّن شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله هذا في " شرح العمدة " (ج1ص28) فقال:
أما ما ورد عن النبي (من سننٍ شريفة فيها رأيان اثنان فإنما صدر ذلك عنه لبيان جواز الوجهين في المسألة
ومثال ذلك ما رواه عطاء بن يسار عن أبي سعيد الخدري قال: خرج رجلان في سفر فحضرَتِ الصلاة وليس معهما ماء فتيمَّما صعيداً طيباً فصلَّيا ثم وجدا الماء في الوقت فأعاد أحدهما الوضوء والصلاة ولم يعدِ الآخر ثم أتيا رسول الله (فذكرا ذلك له فقال للذي لم يعده: أصبت السنة وأجزأتك صلاتك وقال للذي توضأ وأعاد: لك الأجر مرتين. اهـ
* توهم معارضة هذا الحديث حديث النهي عن صلاتين في اليوم. مع أن السنة قد استثنت صلوات كثيرة، منها:
إعادة الصلاة بالنسبة للإمام في صلاة الخوف.
صلاة الإمام الراتب بجماعته إن كان قد صلى في غير مسجده، كما وقع لماذ 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -
صلاة من صلى في رحله ثم أدرك الجماعة.
صلاة من تطوع مع من فاتته الصلاة لعذر.
و غيرها ....
و بعد هذا، فمن حق المتأمل في شريعة الله تعالى، أن يسأل هؤلاء:
لو أن رجلين فعلا أمامك مثل ما فعل ذانك الرجلان، فماذا أنت قائل لمن أعاد؟
هل تقول له ما قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لذلك الرجل؟
أم تقول إنك أسأك و خالفت السنة فأنت موزور و لست مأجورا؟؟؟
.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/215)
ـ[توبة]ــــــــ[17 - 03 - 08, 02:36 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم مهية، فهذا ما يتبادر إلى ذهني كل مرة أقرأ فيها هذا الحديث.
قد فهمتُ أن الرجل الأول قد اكتفى بصلاته عملا برخصة التيمم استنانا، و الثاني اجتهد في إعادة الصلاة لانتفاء العذر بوجود الماء.
و ما نقله الشيخ الهلالي حفظه الله،يبين أن المسألة فيها خلاف.
وَاخْتَلَفُوا فِي الرَّجُل يَتَيَمَّم وَيُصَلِّي ثُمَّ يَجِد الْمَاء قَبْل خُرُوج الْوَقْت، فَقَالَ عَطَاء وَطَاوُسٌ وَابْن سِيرِينَ وَمَكْحُول وَالزُّهْرِيّ يُعِيد الصَّلَاة وَاسْتَحَبَّهُ الْأَوْزَاعِيُّ وَلَمْ يُوجِبهُ. وَقَالَتْ طَائِفَة لَا إِعَادَة عَلَيْهِ، رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ اِبْن عَمْرو، وَبِهِ قَالَ الشَّعْبِيّ وَهُوَ مَذْهَب مَالِك وَسُفْيَان وَالثَّوْرِيِّ وَأَصْحَاب الرَّأْي، وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الشَّافِعِيّ وَأَحْمَد وَإِسْحَاق.
و لكني عثرت على مثال أظن أنه يؤيد الفهم السابق للحديث:
قد ثبت أن الرسول عليه الصلاة و السلام،غسل أعضاء الوضوء مرة مرة، و مرتين،و ثلاث مرات.
لو أتى رجلان أحدهما غسل أعضاءه مرتين أو ثلاثا، و الآخر اكتفى بمرة واحدة.
-سنقول لمن اقتصر على مرة واحدة (أصبت السنة وأجزأك وضوؤك) فوضوؤه صحيح بلا شك،
-والمتوضىء مرتين أو ثلاثا أيضا أصاب السنة ولكنه بلا شك أتى بما هو أفضل من الأول (تثليث الغسل فضيلة عند المالكية) و ثبت عن أكثر الصحابة رضوان الله عنهم.
أخرج ابن ماجه عن أبى بن كعب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بماء فتوضأ مرة مرة فقال: (هذا وظيفة الوضوء) ثم توضأ مرتين مرتين ثم قال: (هذا وضوء من توضأه أعطاه الله كفلين من الأجر) ثم توضأ ثلاثا ثلاثا فقال: (هذا وضوئى ووضوء المرسلين من قبلى) و رواه الدارقطني
لا أدري مامدى صحة الحديث، و لكن أذكره "استئناسا "في انتظار تعقيب الشيوخ الفضلاء و تصويبهم.
ـ[توبة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 07:59 م]ـ
أخرج ابن ماجه عن أبى بن كعب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بماء فتوضأ مرة مرة فقال: (هذا وظيفة الوضوء) ثم توضأ مرتين مرتين ثم قال: (هذا وضوء من توضأه أعطاه الله كفلين من الأجر) ثم توضأ ثلاثا ثلاثا فقال: (هذا وضوئى ووضوء المرسلين من قبلى) و رواه الدارقطني.
ماذا عن تخريج هذا الحديث؟
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[19 - 03 - 08, 11:11 ص]ـ
بعض الأئمة يضعفونه.منهم البيهقي رحمه الله حيث قال في " المعرفة ": روي من أوجه كلها ضعيفة.
و قال ابن عبد البر رحمه الله في " التمهيد ": هذا كله منكر في الإسناد والمتن.
و قال النووي رحمه الله في " شرحه ": حديث ضعيف معروف الضعف.
لكن الشيخ الألباني رحمه قال في " الصحيحة " (1/ 466):
رواه ابن شاهين في " الترغيب " (262/ 1 - 2) عن محمد بن مصفى أنبأنا ابن
أبي فديك قال: حدثني طلحة بن يحيى عن أنس بن مالك قال:
" دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوضوء، فغسل وجهه مرة و يديه مرة،
و رجليه مرة مرة و قال: هذا وضوء لا يقبل الله عز و جل الصلاة إلا به، ثم
دعا بوضوء فتوضأ مرتين مرتين، و قال: هذا وضوء من توضأ ضاعف الله له الأجر
مرتين ثم دعا بوضوء فتوضأ ثلاثا و قال: هكذا وضوء نبيكم صلى الله عليه وسلم
و النبيين قبله، أو قال: هذا ... " فذكره.
قلت: و هذا إسناد رجاله ثقات، و في بعضهم خلاف، و لكنه منقطع، فإن طلحة
بن يحيى و هو ابن النعمان بن أبي عياش الزرقي لم يذكروا له رواية عن أحد من
الصحابة، بل و لا عن التابعين.
و الحديث ذكره الحافظ في " التلخيص " (ص 30) من رواية ابن السكن في " صحيحه "
عن أنس به. و سكت عليه، و ليس بجيد، إذا كان عنده من هذا الوجه المنقطع.
لكن للحديث شواهد كثيرة يرتقي بها إلى درجة الحسن إن لم نقل الصحة، و هي
من حديث ابن عمر، و له عنه طريقان، و من حديث أبي بن كعب و زيد ابن ثابت
و أبي هريرة و عبيد الله بن عكراش عن أبيه. و قد خرجتها في إرواء الغليل "
(رقم 85) فلا داعي للإعادة، و قد أشار الصنعاني في " سبل السلام " (1/ 73
- طبع المكتبة التجارية) إلى تقوية الحديث بقوله:
" و له طرق يشد بعضها بعضا ".
و قد ذكره من حديث ابن عمر، و زيد بن ثابت و أبي هريرة فقط! و ساقه بلفظ:
" توضأ صلى الله عليه وسلم على الولاء ثم قال: هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة
إلا به ".
هذا باختصار و لعلي أرجع إلى الحديث فأبسط في تخريجه أو يسعفنا بعض أحبابنا إن كان قد نظر في الحديث.
.
ـ[توبة]ــــــــ[26 - 03 - 08, 12:23 م]ـ
جزاكم الله خيرا،متابعون معكم تخريج الحديث.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[30 - 06 - 09, 05:01 ص]ـ
بارك الله فيكم واحسنت النقاش وللشيخ عبد الوهاب التحية الخاصة
وفقكم الله
ـ[توبة]ــــــــ[10 - 01 - 10, 11:07 م]ـ
لمفاضلة بين الذي أصاب السنة والذي حصل على الأجر مرتين
وهنا يأتي نقاش العلماء النقاش الطريف: أيهما أفضل: الذي أصاب السنة أو الذي حصل على الأجر مرتين؟ نقول: الذي حصل على الأجر مرتين، وهذا هو الذي تميل إليه النفس؛ لأنه قال للذي لم يعد: (وأجزأتك صلاتك)، ولفظ الإجزاء هو أقل ما يمكن أن يحصل عليه، وليس بعد الإجزاء من نقص فيكون ذلك قد أجزأته صلاته، ولكن الذي أصاب الأجر مرتين أجزأته وزيادة.
(كتاب الطهارة باب التيمم [3] ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=134238) ) للشيخ: عطية محمد سالم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/216)
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[13 - 01 - 10, 11:27 م]ـ
مطلع البدرين فيمن يؤتى أجره مرتين
للحافظ
جلال الدين السيوطي
المقدمة
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وسلام على عباده الذين اصطفى وبعد فقد وقع الكلام فيمن يؤتي أجره مرتين من ذلك عشرة وردت فى عدة أحاديث ونظمتها فى أبيات ثم وقفت على عدة أخرى فأردت جمع ذلك في هذه الكراسة والله الموفق.
حديث القرآن فيمن يؤتي أجره مرتين
قال: الله تعالى مخاطبا أزواج نبيه - صلى الله عليه وسلم: (ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين).
وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وآمنوا برسوله يؤتكم كفلين من رحمته).
وقال تعالى: (الذين آتيناهم الكتاب من قبله هم به يؤمنون وإذا يتلى عليهم قالوا آمنا به إنه الحق من ربنا إنا كنا من قبله مسلمين أولئك يؤتون أجرهم مرتين).
وقال تعالى: (وما أموالكم ولا أولادكم بالتى تقربكم عندنا زلفى إلا من آمن وعمل صالحا فأولئك لهم جزاء الضعف بما عملوا).
وأخرج الشيخان عن أبى موسى الأشعري قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (ثلاثة ثلاثة يؤتون أجرهم مرتين) وأخرج الشيخان عن ابن عمر أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن العبد إذا نصح لسيده وأحسن عبادة ربه فله أجره مرتين).
وأخرجا عن أبى هريرة رضى الله تعالى عنه قال: قال رسول - الله صلى الله عليه وسلم: (للعبد المملوك الصالح أجران).
جزاء أهل القرآن
وأخرج الشيخان عن عائشة رضى الله تعالى عنها أن رسول - الله صلى الله عليه وسلم - قال: (الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة والذى يقرأه وهو عليه شاق له أجران).
وأخرج الدارمى فى مسنده عن وهب الذمارى قال: (من آتاه الله القرآن فقام به آناء الليل وآناء النهار وعمل بما فيه ومات على الطاعة بعثه الله يوم القيامة مع السفرة والأحكام - والسفرة الملائكة والأحكام الأنبياء - قال: ومن كان عليه حريصا وهو يتفلت منه وهو لا يدعه أوتي أجره مرتين).
جزاء الحاكم المجتهد
وأخرج البخارى وأبو داود عن عمرو بن العاص وأبى هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (إذا اجتهد الحاكم فأصاب له أجران وإذا اجتهد فأخطاء فله أجر).
وأخرج البيهقى فى الشعب من طريق عبدالرزاق عن معمر عن موسى بن إبراهيم عن رجل من آل أبى ربيعة أنه بلغه أن أبا بكر حين أستخلف قعد في بيته حزينا فدخل عليه عمر فأقبل على عمر يلومه فقال: أنت كلفتنى هذا وشكى إليه الحكم بين الناس.
فقال عمر: أما علمت أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الوالى إذا اجتهد فأصاب الحق فله أجران وإذا اخطأ فله أجر واحد).
جزاء الصدقة على الأقارب
وأخرج الشيخان عن زينب امرأة عبدالله بن مسعود قالت: جئت إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فإذا امرأة من الأنصار حاجتها حاجة فخرج علينا بلال فقلنا له: ائت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره أن امرأتين بالباب تسألانك تجزئ الصدقة عنهما على أزواجهما وعلى أيتام في حجرهما فدخل بلال فسأله فقال: وأخرج الطبرانى فى الكبير عن أبى أمامة أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (إن الصدقة على ذى قرابة يضعف أجرها مرتين).
وأخرج فى الأوسط عن ابن مسعود أن امرأة سألت النبي - صلى الله عليه وسلم - هل لها من الأجر فى زوجها وأيتام فى حجرها وهم بنو أخيها أن تجعل صدقتها فيهم فقال: (نعم لها أجران أجر القرابة وأجر الصدقة).
وأخرج عن جمرة بنت قحافة قالت: قلت: يا رسول الله زوجي محتاج فهل يجوز أن أعود عليه قال: (نعم لك أجران).
من فضائل الوضوء وثوابه
وأخرج ابن ماجه عن أبى بن كعب أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - دعا بماء فتوضأ مرة مرة فقال: (هذا وظيفة الوضوء) ثم توضأ مرتين مرتين ثم قال: (هذا وضوء من توضأه أعطاه الله كفلين من الأجر ثم توضأ ثلاثا ثلاثا فقال: هذا وضوئى ووضوء المرسلين من قبلى).
(ضاعف الله له الأجر مرتين).
هل للجانب الأيسر من المسجد فضل على الأيمن وأخرج ابن ماجه عن ابن عمر قال: قيل للنبي - صلى الله عليه وسلم - إن ميسرة المسجد تعطلت فقال النبي - صلى الله عليه وسلم: (من عمر ميسرة المسجد كتب الله له كفلين من الأجر).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/217)
وأخرج الطبرانى فى الكبير عن ابن عباس - رضى الله تعالى عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (من عمر جانب المسجد الأيسر لقلة أهله فله أجران).
وأخرج فى الأوسط عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (من ترك الصف الأول مخافة أن يؤذى مسلما ويصلى فى الصف الثانى أو الثالث ضعف له أجر الصف الأول).
وأخرج مسلم عن جرير بن عبدالله قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - (من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم جزاء الإمام والمؤذن وأخرج أبو الشيخ ابن حيان عن أبى هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (للإمام والمؤذن مثل أجر من صلى معهما).
وأخرج أبو داود عن أبى سعيد الخدرى قال: خرج رجل فى سفر فحضرت الصلاة وليس معهم ماء فتيمموا صعيدا طيبا فصليا ثم وجدا الماء فى الوقت فعاد أحدهما الصلاة والوضوء ولم يعد الآخر أتيا النبي - صلى الله عليه وسلم - فذكرا ذلك له فقال للذى لم يعد: (أصبت السنة وقد أجزأتك صلاتك (وقال للذى توضأ وأعاد: (لك الأجر مرتين).
طالب العلم يضاعف له الأجر
وأخرج الدارمى فى مسنده والبيهقى في المفصل والطبرانى فى الكبير بسند رجاله موثوقون عن واثلة بن الأسقع قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (من طلب علما فأدركه كتب الله له كفلين من الأجر ومن طلب علما فلم يدركه كتب الله له كفلا من الأجر).
وأخرجه أبو يعلى وزاد في آخره ففسره قال: (من طلب علما فأدركه أعطاه الله أجر ما علم وأجر ما عمل ومن طلب علما فلم يدركه أعطاه الله أجر ما عمل وسقط عنه أجر ما لم يعمل).
وأخرج الطبرانى فى الأوسط عن على قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (من أسبغ الوضوء فى البرد الشديد كان له من الأجر كفلان).
الجنازة لها أجران
وأخرج ابن أبى شيبة فى المصنف: ثنا وكيع ثنا همام عن أبى عمران الجولانى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (للجنازة أجران).
وأخرج عبدالرزاق فى المصنف عن يحيى بن كثير أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: (من أدرك الخطبة فقد أدرك الجمعة ومن أدرك الخطبة فقد أدرك الصلاة ومن دنا من الإمام فاستمع وأنصت كان له كفلان من الأجر ومن لم يسمع ولم ينصت كان عليه كفلان من الوزر).
من فضائل غسل الجمعة
وأخرج الطبرانى فى الكبير عن أبى أمامة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (من وأخرج أحمد عن على بن أبى طالب قال: (إذا كان يوم الجمعة خرجت الشياطين يريتون الناس وتقوم الملائكة على أبواب المساجد يكتبون الناس على قدر منازلهم السابق والمصلى والذى يليه حتى يخرج الإمام فمن دنا من الإمام فأنصت واستمع ولم يلغ كان له كفلان من الأجر ومن نأى فاستمع وانصت ولم يلغ كان له كفل من الأجر ومن دنا من الإمام فلغا ولم ينصت ولم يستمع كان له كفلان من الوزر).
وأخرجه أبو داود فى سننه وصرح فيه بالرفع.
وأخرج سعيد بن منصور فى سننه عن مكحول قال: (من أتى الجمعة فقعد قريبا من الإمام فسمع وأنصت فله أجران اثنان ومن لم يسمع ولم ينصت فعليه وزران ومن كان بعيدا من الإمام فلم يسمع ولم ينصت فله أجر واحد ومن يسمع ولم ينصت فعليه وزران ومن لم يسمع ولم ينصت فعليه وزر واحد).
ابنك له أجر شهيدين
وأخرج أبو داود عن قيس بن شماس قال: جاءت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - يقال لها: أم خلاد وهى منتقبة تسأل عن ابنها وهو مقتول فقال لها بعض أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جئت تسألين عن ابنك وأنت منتقبة فقالت: إن أرزء ابنى فلن أرزء حيائى فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (ابنك له أجر شهيدين) فقالت: ولم ذلك يا رسول الله قال: (لأنه قتله أهل الكتاب).
جزاء شهيد البحر
وأخرج الطبرانى فى الكبير عن أبى أمامة سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (شهيد البحر مثل شهيدى البر).
وأخرج ابن أبى شيبة فى المصنف ثنا وكيع عن سعيد بن عبدالعزيز عن علقمة بن شهاب قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (من لم يدرك الغزو معى فليغز فى البحر فإن غزوة فى البحر أفضل من غزوتين فى البر وإن شهيد البحر له أجر شهيدى البر).
وأخرج سعيد بن منصور فى سننه عن كعب الأحبار أنه قال: فى غزوة البحر: (إن قتل أو غرق كان له أجر شهيدين).
وأخرج الطبرانى فى الأوسط عن ابن عباس قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: وأخرج سعيد بن منصور فى سننه عن مكحول: (أنه سئل عن الرجل يغتسل من الجنابة يوم الجمعة قال: من فعل ذلك كان له أجران).
وأخرج البيهقى فى شعب الإيمان عن أبى هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (أيعجز أحدكم أن يجامع أهله فى كل جمعة! فإن له أجرين اثنين أجر غسله وأجر غسل امرأته).
فى إسناده بقية.
جزاء القارئ والسامع للقرآن
وقال الدارمي فى مسنده: ثنا أبو المغيرة ثنا عبدة عن خالد بن معدان قال: (إن الذى يقرأ القرآن له أجر وإن الذى يستمع له أجران).
وقال ابن أبى شيبة فى المصنف: ثنا يحيى بن يونس عن الأوزاعى عن حسان بن عطية عن فروة اللخمى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (أيما سرية خرجت فى سبيل الله فرجعت وقد أخفقت فلها أجرها مرتين) قال فى الصحاح: أخفق الرجل إذا غزا ولم يغنم وأخفق الصائد إذا رجع ولم يصطد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/218)
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[13 - 01 - 10, 11:28 م]ـ
من فضائل صلاة العصر
(إن هذه الصلاة التى فرضت على من كان قبلكم - يعنى العصر - فضيعوها فمن حفظها اليوم فله أجرها مرتين ولا صلاة بعدها حتى يرى الشاهد).
مرسل أو معضل.
وأخرج مسلم والنسائى عن أبى بصرة الغفارى قال: صلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - صلاة العصر فقال: (إن هذه الصلاة عرضت على الذين من قبلكم فضيعوها ألا ومن صلاها ضعف له أجره مرتين).
جزاء المؤمن التقى
وأخرج ابن أبى حاتم فى تفسيره عن محمد بن كعب القرظى قال: إذا كان المؤمن تقيا غنيا آتاه الله أجره مرتين وتلا هذه الآية: (وما أموالكم ولا أولادكم) إلى قوله: (فأولئك لهم جزاء الضعف).
قال: تضعيف الحسنة.
وأخرج الشيخان عن سلمة بن الأكوع قال: خرجنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى وأخرج الترمذى عن أبى هريرة قال: قال رجل: يا رسول الله الرجل يعمل العمل فيسره فإذا طلع عليه أعجبه قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (له أجران أجر السر وأجر العلانية).
وأخرج أبو نعيم فى الحلية من حديث أبى ذر مثله.
وأخرج الطبرانى فى الكبير عن أبى مسعود الأنصارى قال: جاء رجل إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فقال: إنى أعمل العمل فأسره فيظهر فأفرح به قال: (كتب لك أجران: أجر السر وأجر العلانية).
وأخرج ابن أبى شيبة فى المصنف عن حبيب بن أبى ثابت: أن ناسا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قالوا: يا رسول الله إنا نعمل أعمالا فى السر فنسمع الناس يتحدثون بها فيعجبنا أن نذكر بخير فقال: (لكم أجران أجر السر وأجر العلانية).
قال الترمذى: فسره بعض أهل العلم بأن يعجبه ثناء الناس عليه بالخير لقوله عليه السلام: أنتم شهداء الله فى الأرض للإكرام والتعظيم.
وقال بعضهم: إذا طلع عليه فأعجبه رجاء أن يعمل بعمله فيكون له مثل أجرهم.
وأخرج سعيد بن منصور فى سننه عن أبى موسى الأشعرى أنه خطب فقال: (أيها الناس إنكم فى زمان لعامل الله فيه أجر واحد وإنه سيكون من بعدكم زمان يكون لعامل الله فيه أجران).
وقال ثنا إسماعيل بن إبراهيم ثنا سعيد الجريرى عن أبى السليل عن عبدالله بن رياح الأنصارى قال: (للماشى فى الجنازة قيراطان وللراكب قيراط).
وأخرج ابن أبى شيبة فى المصنف عن كعب قال: (الصدقة تضاعف يوم الجمعة) وأخرج عنه أيضا قال: (يوم الجمعة تضاعف فيه الحسنة والسيئة).
تضاعف الحسنات يوم الجمعة
وأخرج الطبرانى فى الأوسط عن أبى هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (تضاعف الحسنات يوم الجمعة).
وأخرج عن أبى بكر الصديق وعمران بن حصين قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (من اغتسل يوم الجمعة كفر عنه ذنوبه وخطاياه فإذا أخذ فى المشى كتب له بكل خطوة وأخرج ابن أبى الدنيا فى كتاب ذكر الموت عن يحيى بن عتيق قال: قلت لمحمد بن سيرين: (الرجل يتبع الجنازة لا يتبعها حسنة يتبعها حياء من أهله أله فى ذلك أجر واحد قال: بل أجران أجر صلاته على أخيه وأجر صلته للحى).
جزاء قراءة الرجل فى المصحف
وأخرج الطبرانى والبيهقى فى الشعب عن أوس الثقفى قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (قراءة الرجل فى غير المصحف ألف درجة وقراءته فى المصحف تضاعف ألفى درجة).
وأخرج البيهقى فى الشعب أيضا عن ابن عمر قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم: (من قرأ القرآن فأعربه كان له بكل حرف عشرون حسنة ومن قرأ بغير إعراب كان له بكل حرف عشر حسنات).
المراد بإعرابه معرفة معانى ألفاظه وليس المراد المصطلح عليه فى النحو وهو ما يقابل اللحن لأن القراءة مع فقده ليست قراءة ولا ثواب فيها.
وقد صح من حديث ابن مسعود مرفوعا: أخرجه الترمذى.
وحديث ابن عمر الذى أفردناه ظاهر فى التضعيف.
أخرج ابن أبى شيبة فى المصنف عن الأوزاعى قال: ابتعت جارية وشرط على أهلها أن لا أبيع ولا أهب ولا أمهرها فإذا مت فهى حرة.
فسألت الحكم بن عتيبة فقال: لا بأس به وسألت مكحولا فقال: لا بأس به.
قلت: يخاف على منه قال: بل أجرك فيه أجرين.
وأخرج أحمد بسند رجاله ثقات عن ابن عمر سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إنى لأعلم أرضا يقال لها: عمان ينضح بناحيتها البحر الحجة منها أفضل من حجتين من غيرها).
وأخرج الطبرانى في الكبير عن قيس بن عاصم عن أبيه سمعت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: (إذا كان يوم القيامة أمر بالوالى فيوقف على جسر جهنم فيأمر الله بالجسر فينتفض انتفاضة فيزول كل عظم منه من مكانه ثم يسأله فإن كان مطيعا اجتبذه فأعطاه كفلين من الأجر وإن قصيدة تجمع الذين يؤتون أجرين) وقد اجتمع من هذه الأحاديث والآثار جملة تزيد على الثلاثين وقد نظمتها فى أبيات فقلت:
وجميع آتى فيما رويناه أنهم ** يثنى لهم أجر جود محققاً
فأزواج خير الخلق أولهم ** ومن علي زوجها أو للقريب تصدقا
وفاز بجهد ذو اجتهاد أصاب ** ورد وضوء اثنين والكتابى صدقا
وعبد آتى حق الإله وسيد ** وعامر يسوى مع غنى له تقى
ومن أمة بسرى فأدب محسناً ** وينكحها من بعده حين اعتقا
ومن سن خيراً أو أعاد صلاته ** كذاك جبان إذ بجاهر ذا شقا
كذاك شهيد فى البحر ومن أتى ** له القتل من أهل الكتاب فألحقا
وطالب علم مدرك ثم مسبغ ** وضوء لدى البرد الشديد فحققا
ومستمع بخطبة قد دنا ** ومن بتأخير صف أول مسلما
وقى وحافظ عصر مع إمام مؤذن ** ومن كان فى وقت الفساد موفقاً
وماش يصلى جمعة ثم من أتى ** بهذا اليوم خيراً ما فضعفه مطلقا
ومن حتفه قد جاء من سلاحه ** ونازع فعل إن الخير تسبقا
وماش لدى تشييع ميت وغاسل ** يداً بعد أكل والمجاهد إذ فقا
ومشيع ميتا حياء من أهله ** ومستمع القرآن فيما روى التقى
وفى مصحف يقرأ وقارئه معربا ** بتفهيم معناه الشريف محققا
تم بحمد الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/219)
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[13 - 01 - 10, 11:29 م]ـ
قراءة منهجية لنص شرعي
(مادة مرشحة للفوز في مسابقة كاتب الألوكة)
لعلَّ من أهمِّ أسباب الاختلاف في الأمة اختلافَ قراءة النصوص الشرعية، ومن ثَمَّ من أهم أسباب الوحدة وحدة القراءة، والسبيل إلى ذلك العلم.
إنَّ اختلافَ القراءة أشبه باختلاف الفرضيات الرِّياضية أو النَّظريَّات الفيزيائية، حتَّى إذا وقع البرهان العلمي تحوَّلت الفرضية إلى مبرهنة، والنَّظرية إلى قانون، واجتَمَعَ أهلُ الأرضِ في هذا العلم أو ذاك، على كلمة واحدة.
بين أيدينا نص من كلام النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - للقراءة وهو:
عن أبي سعيد الخدري - رضي الله عنه - قال: خرج رجلانِ في سفر، فحضرت الصَّلاة، وليس معهما ماء، فتيمَّما صعيدًا طيبًا، ثم وجدَا الماء في الوقت، فأعاد أحدهما الصلاة والوضوء، ولم يعدِ الآخر، ثم أتيا رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فذكرا ذلك له، فقال للذي لم يعد: ((أصبت السنة، وأجزأتك صلاتك))، وقال للذي توضأ وأعاد: ((لك الأجر مرتين)) [1].
قلت: لما حضرت الصلاة وليس مع الصَّحابيَّين ماء، تيمما؛ وذلك لعلمهما بحكم التيمم.
قال تعالى في سورة المائدة: {وَإِنْ كُنْتُمْ مَرْضَى أَوْ عَلَى سَفَرٍ أَوْ جَاءَ أَحَدٌ مِنْكُمْ مِنَ الْغَائِطِ أَوْ لَامَسْتُمُ النِّسَاءَ فَلَمْ تَجِدُوا مَاءً فَتَيَمَّمُوا صَعِيدًا طَيِّبًا} [المائدة: 6].
ثم إنَّهما وجدا الماء في الوَقْت، فنشأت مَسألةٌ جديدةٌ، هل يُعيدان الصلاة أو لا؟
لم يكُنْ عند أحدهما عِلْم سابق بهذه المسألة، وكان لا بُدَّ من اتِّخاذ قرار، فرأى أحدُهما أن يعيد الصلاة ففعل، وكان رأيُ الآخر عدم الإعادة.
هذا الرَّأْي أو ذاك إنَّما هما اجتهاد، والاجتهاد إمَّا أن يصيبَ، فيوافقُ حُكْمَ الله وحكم رسوله - صلَّى الله عليه وسلَّم - أو أن يخطئ.
ولو سُئِلَ امرؤ: أيُّ الرجلين خير: الذي أعاد، أم الذي لم يعد؟
لربَّما كان الجواب: "طبعًا الذي أعاد خير من الذي لم يُعِد، فالذي أعاد أخذ الأجر مرَّتين، أمَّا الذي لم يعد، فله أجر واحد"، يقول ذلك استنتاجًا.
بالتأمُّل في الحديث نستخلص ما يلي:
1 - إنَّ أوَّل ما قام به رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - بعد أن استمع لسؤال الرَّجلين، وما ذَكرا له من فعلهما - هو أنَّه توجه أولاً بالقول للذي لم يُعدِ الصلاة، وفي هذا التَّوجه دلالة على فضل الرَّجل على صاحبه؛ لأنَّ أهل الفضل لهم التقدُّم على غيرهم، ويشهد لهذا حديث رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضَّعيف، وفي كل خير)) [2]، كذلك قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((الماهر بالقرآن مع السَّفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن، ويتتعتع فيه وهو عليه شاق، له أجران)) [3].
وقد ذكر العلماء أن الماهر في القرآن خير وأعظم أجرًا؛ قال النووي في شرح الحديث: "قال القاضي وغيره من العلماء: وليس مَعناه الذي يَتتعْتع عليه له من الأجر أكثر من الماهر به، بل الماهر أفضل وأكثر أجرًا؛ لأنَّه مع السفرة، وله أجور كثيرة، ولم يذكر هذه المنزلة لغيره، وكيف يلحق به من لم يعتن بكتاب الله - تعالى - وحفظه، وإتقانه، وكثرة تلاوته وروايته، كاعتنائه حتَّى مهر فيه؟! والله أعلم" [4].
فإذا علم أنَّ الماهرَ بالقُرآن أفضل من الذي يتتعتع فيه، وعلم أن له أجورًا عظيمة، وأنه مع السفرة - كان المناسب أنْ يكونَ ذكرُه في المقام الأول، وكان ذلك شاهدًا لما ذهبنا إليه، وهو أن توجهه - صلَّى الله عليه وسلَّم - للأوَّل بالكلام كان دليلاً على فضله على صاحبه.
1 - في قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((أَصَبْتَ)) أمور عدة:
أولاً: تدل هذه الكلمة على أنَّ الرَّجل اجتهد فأصاب، فالإصابة إنَّما تكون نتيجة للاجتهاد؛ قال السندي: "وهذا تصويب لاجتهاده" [5].
ثانيًا: تدل الكلمة على أنَّ الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - أقَرَّ اجتهاد الرجل، فتصويب الاجتهاد دليل على قبوله.
ثالثًا: وأنه لم يأثم باجتهاده.
رابعًا: ومنه دليل على مشروعية الاجتهاد لغير العالم، للحكم في مسألة شرعية، إذا اعترضه حال يستدعي منه الاجتهاد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/220)
خامسًا: ينطبق على الرجل إذ اجتهد فأصاب: قولُ رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا حكم الحاكم، فاجتهد ثم أصاب، فله أجران)) [6].
2 - في قوله: ((أصبت السنة))، قال في "عون المعبود": "أصبت السنَّة؛ أي: الشريعة الواجبة، وصادفت الشريعة الثابتة بالسنة" [7].
فالسنة هنا تعني الشَّريعة الواجبة التي لا يعذر أحد بمُخالفتها إذا علمها؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فمن رغب عن سنتي، فليس مني)) [8].
وهي غير السنة في المصطلح الفقهي التي تعني النَّافلة، فالاجتهادُ غايته مُوافقة هدي النبي - صلى الله عليه وسلم - وسنته؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وأحسن الهدي هدي محمد)) [9].
فلما قال للرجل: ((أصبت السنة))، علم أن اجتهاده بلغ أحسن الهدي.
4 - لما قال الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - للأول: ((أصبت السنة))، فَهِمَ الآخر وأدرك أنَّه باجتهاده في إعادة الصلاة قد أخطأ السنة؛ قال السندي: "أصبت السنة؛ أي: وافقت الحكم المشروع، وهذا تصويب لاجتهاده، وتخطئتة لاجتهاد الآخر" [10].
5 - كان يمكن أن يقتصر جواب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - على عبارة: "أصبت السنة"، فبذلك يتم المعني ويفهم، لا سيما أن البلاغة في الإيجاز، وأنه - صلَّى الله عليه وسلَّم - أوتي جوامع الكلم [11]، إلا أن الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - أراد أن يبيِّن سبب الإصابة، فقال: ((وأجزأتك صلاتك))؛ قال في "عون المعبود": " ((وأجزأتك صلاتك)) تفسير لما سبق؛ أي: كفتك عن القضاء، والإجزاء: عبارة عن كون الفعل مُسقطًا للإعادة" [12].
إذًا؛ فظنُّ الرجل أنَّ الصلاة التي أدَّاها بتيمم صحيحة، واطمئنانه بها، والتسليم لله فيما شرع، والارتياح له وعدم الحرج منه - جعله يَختار ألاَّ يعيدَ الصلاة، فكان ذلك جوهر الإصابة، ومكمن الصواب في اجتهاده، في حين أن إعادة الصلاة تعني أنَّ في النفس من الصلاة الأولى شيئًا.
قال في "عون المعبود": "فأعاد أحدهما، إما ظنًّا بأن الأولى باطلة، وإما احتياطًا" [13].
قلت: وفي كلا الحالين كان يفتقد للاطمئنان للصَّلاة التي أداها بتيمم، وهذا مكمن الخطأ في اجتهاده.
ملاحظة: يستفاد في هذا المقام أنَّ الاجتهادَ في مَعرفة الحكم الصحيح، ومِن ثَمَّ الاطمئنان له، ثم الاطمئنان به - خير من الاحتياط في الأحكام.
6 - لما تحدَّث رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - للآخر لم يقل: أمَّا أنت فأخطأت، ذلك أن الرجل فهم هذا من جواب الأوَّل كما ذكرنا آنفًا، ولو قالها، لكانت ثقيلة على النَّفس، وذلك مما يتنافى مع الخُلُق العظيم الذي وصفه به الله - عزَّ وجل -: {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4]، ومع قوله - سبحانه وتعالى -: {وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159]، ولو أنَّه ترك الرجل ولم يقل له شيئًا لحزن؛ لذلك تجده تكلم إليه بما تطيب له النفس - وما تكلم إلا بحق - قال: ((لك الأجر مرَّتين))، فمن أسلوبه التربوي في مثل هذا الموقف أنْ ينبِّه إلى الجانب الخيِّر والإيجابي في المرء، فهو البشير - صلَّى الله عليه وسلَّم.
فمن ذلك:
أ - بعد قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((المؤمن القوي خيرٌ وأحب إلى الله من المؤمن الضَّعيف)) [14]، قال: ((وفي كُلٍّ خير))، وفي ذلك مُواساة للمُؤمن الضَّعيف في أنَّ الخيرَ لم يقتصر على المؤمن القوي، بل في الضعيف أيضًا نصيب من الخير.
ب - كذلك بعد أن قال: ((الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة))، قال: ((والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران))، قال النَّووي: "وأمَّا الذي يتتعتع فيه، فهو الذي يتردد في تلاوته؛ لضعف حفظه، فله أجران، أجر بالقراءة وأجر بتعتعته في تلاوته ومشقته" [15].
قلت: إنَّ هذه التَّعتعة مَدعاة لضَعْف النَّشاط وفتور الهمة، فإذا علم صاحبها أنَّ له فيها أجرًا، كان ذلك باعثًا لنشاطه وحافزًا لهمته، إن شاء الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/221)
ج - وما رواه أبو بكرة - رضي الله عنه -: أنَّه جاء والنبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - راكع، فسمع النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - نعل أبي بكرة، وهو يحضر يريد أنْ يُدرك الركعة، فلما انصرف النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - قال: ((من الساعي؟))، قال أبو بكرة: أنا، قال: ((زادك الله حرصًا، ولا تَعُد)) [16].
فلم يقتصر الرسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - على قول: "لا تعد"، بل إنَّه نبَّه لأمر طيب في الرجل، وهو الحرص على إدراك الخير وفضيلة الجماعة مع الرَّسول - صلَّى الله عليه وسلَّم - فدعا له: ((زادك الله حرصًا))، ثُمَّ قال: ((ولا تعد)).
د - وفي قوله لعمر بن الخطاب - رضي الله عنه - إذ وصفته النِّسوة بالفظاظة: ((إيهًا يا ابن الخطاب، والذي نفسي بيده، ما لقيكَ الشيطانُ سالكًا فجًّا قطُّ، إلا سلك فجًّا غير فجك)) [17].
إذًا؛ فقد قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - ما قاله - وهو حقٌّ - حتى لا يحزن عمر - رضي الله عنه - فكان هذا الخلق العظيم منه - صلَّى الله عليه وسلَّم - الرَّؤوف بالأُمَّة والرحيم.
أقول: من أجل ذلك قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - للآخر: ((لك الأجر مرتين)).
7 - ولماذا الأجر مرتين؟
بَدَهِيٌّ أن الأجر الأول هو أجرُ الصلاة التي أجزأته، فما الأجر الآخر؟ والجواب: قد علمت أن الرجلَ اجتهد فأخطأ، فإذا أقرَّ الاجتهاد، وعلم أنَّه اجتهاد خاطئ، علم أنَّ الأجر الآخر هو أجر الاجتهاد الخاطئ؛ لقول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ، فله أجر)) [18].
في حين نال الأول أجْرَ العمل - الصلاة - وأَجْرَيِ الاجتهاد الصَّائب؛ لقوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إذا حكم الحاكم فاجتهد ثم أصاب، فله أجران))، فيكون بذلك قد نال ثلاثة أجور إن شاء الله.
ملاحظة: يفيد أن نذكر في هذا الموضع أمرين:
1 - ما عاب رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - على الرَّجلين اختلافهما في الاجتهاد في المسألة، وهذا إنْ دلَّ على شيء يدل على حرية الفكر في الإسلام.
2 - نوال الأجر في كلٍّ من حالي الصواب والخطأ يدُلُّ على تشجيع الإسلام على الاجتهاد للوصول إلى الصواب.
((مرتين)): تعني مرَّة ثم مرة؛ أي: أخذ الأجر في وقت، ثُمَّ أخذ الأجر في وقت ثانٍ؛ مِمَّا يدل على أنه قام بعملين مُستقلين في وقتين مُختلفين نال بكل واحد منها أجرًا.
يستفاد مما سبق: أنَّ جزاء الاجتهاد الخاطئ يُساوي أجر العمل، أمَّا جزاء الاجتهاد الصائب، فيعادل ضعفي أجر العمل.
8 - ما الذي يمنع من اعتبار الأجر الآخر أجر إعادة الصلاة؟
والجواب:
أولاً: إنَّ هذا الاعتبار يناقض ما سبق ذكره من الأدلة ولا دليل.
ثانيًا: نهى رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن إعادة الصلاة، فقال: ((لا تصلوا صلاة في يوم مرتين)) [19].
قال في "عون المعبود": "قال في الاستذكار: اتَّفق أحمد بن حنبل وإسحاق بن راهوية على أن معنى قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((لا تصلوا صلاة في يوم مرتين)): أنَّ ذلك أن يصليَ الرجل صلاةً مكتوبة عليه، ثم يقوم بعد الفراغ منها، فيعيدها على جهة الفرض أيضًا، وأمَّا مَن صلى الثانية مع الجماعة على أنَّها نافلة، فلا إعادة حينئذ، كذا في النيل" [20].
قلت: فالذي أعادها إنَّما أعادها على جهة الفرض، وهذا يتَّفق مع ما ورد في "عون المعبود": "فأعاد أحدهما، إما ظنًّا بأن الأولى باطلة، وإما احتياطًا" [21].
قلت: وهذه الإعادة على جهة الفرض هي ما نهى عنه رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم.
ثالثًا: إذا اعتبرنا جدلاً أنَّ الأجر هو أجر الصَّلاة، وأنَّ الأجرَ الآخر هو أجر الإعادة، فأين ذهب أجر الاجتهاد؟ بل أجرَا الاجتهاد إن عُدَّ صائبًا؟
رابعًا: لم ينهَ رسولُ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - عن إعادةِ الصَّلاة المجزئة فحسب؛ بل عدَّ إعادتها ربًا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/222)
فعن عمران بن الحصين - رضي الله عنه - قال: "سرينا مع رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فلما كان من آخر الليل عرسنا، فلم نستيقظْ حتى أيقظنا حَرُّ الشمس، فجعل الرجل منَّا يقوم دهشًا إلى طهوره، قال: فأمرهم النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم - أن يسكنوا، ثم ارتحلنا، فسِرْنَا حتى إذا ارتفعت الشمس توضأ، ثم أمر بلالاً فأذَّن، ثم صلى الركعتين قبل الفجر، ثم أقام، فصلينا، فقالوا: يا رسول الله، ألا نعيدها في وقتها من الغد؟ قال: ((أينهاكم ربكم - تبارك وتعالى - عن الربا، ويقبله منكم؟)) " [22].
قلت: قد علم أن الصلاة التي أداها الرجلان بتيمم كانت مُجزئة، فهل يقبل الله - تعالى - الربا؟ إذًا؛ فالله - تعالى - قبل من الرجل اجتهاده الخاطئ، وليس مُجرد الإعادة؛ وذلك لأنَّه لم يكن يعلم الهدي، فلما علمه لم يحقَّ له أن يخالفه؛ قال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((فمن رغب عن سنتي، فليس مني)) [23].
وأخيرًا:
لما كان التيمم رخصة من الله - تبارك وتعالى - رخصها لعباده عند فُقدان الماء، فيفيد أن نذكر قول رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إن الله يحب أن تؤتى رخصه، كما يكره أن تؤتى معصيته)) [24].
فعلى قدر كرهه - سبحانه - للمعصية يحب الرخصة، فلا يزهدنَّ بها، فالرخصة في موضعها كالعزيمة في موضعها، لا تنقص عنها بشيء، كلاهما من عند الله، ومن شرع الله، وكلاهما في موضعه مجزئ، يحبه الله، ويرضى عنه، ويثيب عليه؛ بل إن الرغبة عن الرخصة في موضع الرخصة من التشدد الذي ينافي يسر هذا الدين، وينهى عنه الشرع.
وبعد، فإنَّ نصاعة البينة والبرهان العلمي ينبغي أن يؤكد عليهما، كما ينبغي التأكيد على ترك كل مُخالف للبينة من الآراء المرجوحة الضعيفة، فهذا مما يدعم وحدة الأُمَّة، ويقلل الشرذمة والتَّفرُّق، ويضعف الانتصار للأهواء.
هذا؛ وكل فلاح فيه سابقون، والمأمول من العلماء - الذين هم أخيار الأُمَّة - المأمول منهم أن يسعوا إلى كشف البينة، وترك ما يُخالفها، حتى يكونوا حقًّا هداةً مهديين.
وأخيرًا:
أسأل الله أن يهديني والمؤمنين إلى البينات، وأن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه؛ إنَّه على كل شيء قدير.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله وأصحابه.
اللهم آمين.
ـــــــــــــــــ
[1] رواه أبو داود في سننه في الطهارة، باب في المتيمم يجد الماء بعدما يُصلي في الوقت، برقم: 338، واللَّفظ له، ونحوه النَّسائي في الغسل والتيمم، باب التيمم لمن يَجد الماء بعد الصلاة، (1/ 213)، وصححه الألباني في "صحيح سنن أبي داود"، برقم: 338.
[2] رواه مسلم في القدر، باب الأمر بالقوة وترك العجز، والاستعانة بالله، برقم: 2664.
[3] رواه البخاري في تفسير القرآن، سورة عبس، برقم: 4653، ومسلم في صلاة المسافرين وقصرها، باب فضل الماهر بالقرآن والذي يتتعتع فيه، رقم: 798، واللفظ له.
[4] "شرح مسلم"، للنووي، (2/ 875).
[5] "شرح سنن النسائي"، (1/ 213).
[6] رواه البخاري في صحيحه، في الاعتصام بالكتاب والسنة، باب أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ، برقم: 6919، واللفظ له ومسلم في الأقضية، باب بيان أجر الحاكم إذا اجتهد فأصاب أو أخطأ، برقم: 1716، وتمامه: ((وإذا حكم فاجتهد ثم أخطأ فله أجر)).
[7] "شرح سنن أبي داود"، (1/ 280).
[8] رواه البخاري في النكاح، باب الترغيب في النكاح، برقم: 4776، ومسلم في النكاح، باب الترغيب في النكاح لمن تاقت نفسه إليه، برقم: 1401.
[9] رواه البخاري في "الأدب"، باب في الهدي الصالح، برقم: 5747.
[10] في "شرح سنن النسائي"، (1/ 213).
[11] رواه البُخاري في الجهاد والسير، باب قول النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((نصرت بالرُّعب مسيرة شهر))، برقم: 2815، عن أبي هريرة قوله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((بعثت بجوامع الكلم))، ومسلم في أوائل كتاب المساجد ومواضع الصلاة، برقم: 523، بلفظ: ((أعطيت جوامع الكلم)).
[12] "شرح سنن أبي داود"، (1/ 280).
[13] "شرح سنن أبي داود"، (1/ 280).
[14] سبق تخريجه في مسلم، برقم: 2664.
[15] في "شرح مسلم"، (2/ 875).
[16] رواه أحمد في مسنده من حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث بن كلدة، برقم: 20435، واللفظ له، وهو عند البخاري في صفة الصلاة، باب إذا ركع دون الصف، برقم: 750.
[17] رواه البخاري في فضائل الصحابة، باب مناقب عمر بن الخطاب، برقم: 3480، ومسلم في فضائل الصَّحابة، باب عمر برقم: 2396، ونص الحديث: "عن سعد بن أبي وقاص - رضي الله عنه - قال: استأذن عمر بن الخطاب على رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - وعنده نسوة من قريش يكلمنه ويستكثرنه، عالية أصواتهن على صوته، فلما استأذن عمر بن الخطاب، قمن فبادرن الحجاب، فأذن له رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فدخل عمر ورسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - يضحك، فقال عمر: أضحك الله سنَّك يا رسول الله، فقال النبي - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((عجبت من هؤلاء اللاَّتي كنَّ عندي، فلما سمعن صوتَك، ابتدرن الحجاب))، فقال عمر: فأنت أحقُّ أن يهبن يا رسولَ الله، ثم قال عمر: "يا عدوات أنفسهن، أتهبنني ولا تهبن رسولَ الله - صلَّى الله عليه وسلَّم"، فقلن: نعم، أنت أفظ وأغلظ من رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم - فقال رسول الله - صلَّى الله عليه وسلَّم -: ((إيهًا يا ابن الخطاب ... ))؛ الحديث".
[18] سبق تخريجه في البخاري، برقم: 6919، ومسلم، برقم: 1716.
[19] رواه أبو داود في الصلاة، باب إذا صلى في جماعة، ثم أدرك جماعة أيعيد، برقم: 579، وأخرجه الألباني في صحيح أبي داود، وقال: حسن صحيح.
[20] "شرح سنن أبي داود"، (2/ 172).
[21] "شرح سنن أبي داود"، (1/ 280).
[22] رواه أحمد في مسنده من حديث عمران بن الحصين، برقم: 19964.
[23] سبق تخريجه في البخاري برقم 477، ومسلم برقم 1401.
[24] رواه أحمد في مسنده، من حديث عبدالله بن عمر، برقم: 5866، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة، (1/ 377)، وزاد: وفي رواية: ((كما يحب أن تُؤتى عزائمه)).(91/223)
ما حكم المشاركة في مسابقات حفظ القران؟؟
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[05 - 03 - 08, 07:58 م]ـ
طالب يريد الدخول في مسابقة لحفظ القران ....... مع العلم بأن مقصده قد يكون للجوائز المقدمة من وراء هذه المسابقة فما حكم الدخول في مثل هذه المسابقات وما حكم المال الذي يأتي من جرائها؟؟؟
ـ[ماجد العتيبي]ــــــــ[06 - 03 - 08, 11:09 ص]ـ
أبو أسيد ... هل كشفت قلبه .. ؟؟
لعلّه يسجل في هذه المسابقه وهدفه حفظ كتاب الله ..
وكلنا نعلم ان الإنسان يحب التنافس ...
ويعطيك العافيه اخوي وبارك الله فيييك
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[06 - 03 - 08, 01:59 م]ـ
يا أخي هو أنا والمسابقة للمنتهين من الحفظ ...
أرجو أن يكون الجواب علميا(91/224)
هل تعامل الطوائف الكافرة كالرافضة معاملة الكفار أم معاملة المرتدين
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[06 - 03 - 08, 08:29 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الطوائف التي تنتسب إلى الإسلام وتقر بالشهادتين وتأتي بنواقض عظيمة لهما كادعاء علم الغيب والتصرف في الكون والحساب في الآخرة لغير الله تعالى وكالقول بتحريف القرآن وما إلى ذلك من المكفرات، مثل الرافضة الجعفرية والنصيرية العلوية والإسماعيلية والطرق الصوفية الغالية كالتيجانية والبرهانية.
هل يعامل من نشأ في هذه الطوائف ودان بعقيدتها منذ الصغر معاملة الكافر الأصلي أم معاملة المرتد؟
بمعنى هل يجوز أن يعقد لهم عهد وأمان وأن تضرب عليهم الجزية والدخول في حكم الإسلام؟ أم انهم مرتدون لا يقبل منهم إلا الإسلام أو السيف؟
ـ[السدوسي]ــــــــ[06 - 03 - 08, 01:51 م]ـ
الذي يظهر أنهم يعاملون معاملة المسلمين فإن ظهر منهم ماذكرت استتيبوا فإن تابوا وإلا قتلوا ردة هذا إن كانوا تحت حكم حاكم مسلم أما إذا لم يكونوا تحت حكمه نوظروا فإن أصروا عوملوا معاملة المرتد.
ـ[السدوسي]ــــــــ[06 - 03 - 08, 02:00 م]ـ
وقد وقع لإبن كثير رحمه الله واقعة مع رافضي ... وليت الحكام يقتدون به.
البداية والنهاية [جزء 14 - صفحة 250]
نادرة من الغرائب
في يوم الاثنين السادس عشر من جمادي الأولى اجتاز رجل من الروافض من أهل الحلة بجامع دمشق وهو يسب أول من ظلم آل محمد ويكرر ذلك لايفتر ولم يصل مع الناس ولا صلى على الجنازة الحاضرة على أن الناس في الصلاة وهو يكرر ذلك ويرفع صوته به فلما فرغنا من الصلاة نبهت عليه الناس فأخذوه وإذا قاضي القضاة الشافعي في تلك الجنازة حاضر مع الناس فجئت إليه واستنطقته من الذي ظلم آل محمد فقال أبو بكر الصديق ثم قال جهرة والناس يسمعون لعن الله ابا بكر وعمر وعثمان ومعاوية ويزيد فأعاد ذلك مرتين فأمر به الحاكم إلى السجن ثم استحضره المالكي وجلده بالسياط وهو مع ذلك يصرح بالسب واللعن والكلام الذي لا يصدر إلا عن شقى واسم هذا اللعين على بن أبي الفضل بن محمد بن حسين بن كثير قبحه الله وأخزاه ثم لما كان يوم الخميس سابع عشره عقد له مجلس بدار السعادة وحضر القضاة الاربعة وطلب إلى هنالك فقدر الله أن حكم نائب المالكي بقتله فأخذ سريعا فضرب عنقه تحت القلعة وحرقه العامة وطافوا برأسه البلد ونادوا عليه هذا جزءا من سب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقد ناظرت هذا الجاهل بدار القاضي المالكي وإذا عنده شيء مما يقوله الرافضة العلاة وقد تلقى عن أصحاب ابن مطهر اشياء في الكفر والزندقة قبحه الله وإياهم وورد الكتاب بالزام أهل الذمة بالشروط العمرية
ـ[السدوسي]ــــــــ[06 - 03 - 08, 02:42 م]ـ
البداية والنهاية [جزء 14 - صفحة 310]
قتل الرافضي الخبيث
وفي يوم الخميس سابع عشره أول النهار وجد رجل بالجامع الاموي اسمه محمود بن إبراهيم الشيرازي وهو يسب الشيخين ويصرح بلعنتهما فرفع إلى القاضي المالكي قاضي القضاة جمال الدين المسلاتي فاستتابه عن ذلك وأحضر الضراب فأول ضربة قال لا إله إلا الله على ولي الله ولما ضرب الثانية لعن أبا بكر وعمر فالتهمه العامة فأوسعوه ضربا مبرحا بحيث كاد يهلك فجعل القاضي يستكفهم عنه فلم يستطع ذلك فجعل الرافضي يسب ويعلن الصحابة وقال كانوا على الضلال فعند ذلك حمل إلى نائب السلطنة وشهد عليه قوله بأنهم كانوا على الضلالة فعند ذلك حكم عليه القاضي باراقاة دمه فأخذ إلى ظهر البلد فضربت عنقه وأحرقته العامة قبحه الله وكان ممن يقرأ بمدرسة أبي عمر ثم ظهر عليه الرفض فسجنه الحنبلي أربعين يوما فلم ينفع ذلك وما زال يصرح في كل موطن يأمر فيه بالسب حتى كان يومه هذا أظهر مذهبه في الجامع وكان سبب قتله قبحه الله كما قبح من كان قبله وقتل بقتله في سنة خمس وخسمين
ـ[ابن المنير]ــــــــ[06 - 03 - 08, 02:49 م]ـ
يعاملون معاملة المنافقين
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 07:10 ص]ـ
يعاملون معاملة المنافقين
قال معالي الشيخ صالح آل الشيخ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/225)
[المبتدعة لهم أحوال أيضا، منهم من يكونون في دار الإسلام، ويكون وصف البدعة على الطائفة دون الفرد، مثل ما يكون عندنا، نقول مثلا طائفة الرافضة، الرافضة موجودون، أو طائفة الإسماعيلية، الإسماعيلية موجودون، أو الصوفية أو الأشاعرة في بعض البلاد كطائفة نعلم أن هؤلاء رافضة نعلم أن هؤلاء إسماعيلية نعلم أن هؤلاء صوفية نعلم أن هؤلاء أشاعرة، وهكذا، ما حكم هذه الطوائف في دار الإسلام وكيف يتعامل المرء معهم؟
الجواب أن ثمة تفصيلا؛ ذلك أن الطوائف في دار الإسلام ما دام أن الدار دار إسلام، فإن هؤلاء الأصل فيهم أنّهم -وأعني بهؤلاء الطوائف يعني يُحكم عليها كجنس بالكفر- مثل دين الرافضة أو دين الإسماعيلية هؤلاء من جهة العموم لهم في دار الإسلام حكم المنافقين كطائفة، كما بيّن ذلك أهل العلم والنبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَبِل من المنافقين أن يعاشروه في الدينة أو يبايعوه وأن يُشاروه وأن يكونوا معه ويعلمهم ويعلم سرائرهم؛ ولكنه وَكِلَ سرائرهم إلى الله وقَبِل علانيتهم بالإسلام هذا في حكم عام كطائفة بهم حكم أهل النفاق؛ يعني يقبل منهم ظاهرهم وتوكل سرائرهم إلى الله جل وعلا.
فمن أظهر منهم يعني من هذه الطائفة من أظهر منهم بدعة عومل بأحكام المبتدع، ومن أظهر منهم شركا عومل بأحكام المشرك، ومن أظهر منهم نفاقا عومل بأحكام النفاق، ومن أظهر منهم ردة عومل بأحكام المرتد؛ يعني عند القضاة.
فإذن من جهة الطائفة لا ينطبق حكم الطائفة على كل فرد؛ بل الأفراد من هذه الطوائف التي أصلها كفري هذه الأفراد يُعاملون معاملة المنافقين؛ يعني يقبل منهم ظاهرهم، ويُعاملون كما يعامل أهل النفاق يبايعون ويشارون لكن لا يخالطون ولا تقبل دعواتهم إلى آخر أحكام النفاق المعلومة.
إذا أظهر الواحد منهم بدعة فتنطبق عليه أحكام المبتدع، إذا أظهر الواحد منهم شركا انطبقت عليه أحكام المشركين إلى آخر ذلك.
أما الطوائف التي لا تبلغ حد الكفر ومثل الصوفية ومثل الأشاعرة ونحو ذلك، فهؤلاء لهم أحكام المبتدع إذا علمت أن هذا المعيّن منهم مصرّح بما يعتقدون، أما إذا كان مستورا فإنه لا يندرج عليه حكم أهله أو حكم فئته أو حكم طائفته حتى يتبين لك منه بقول أو عمل أنه صوفي أو أشعري تندرج عليه أحكم أهل البدع من هجرهم وعدم قبول دعواتهم ومن مجاهدتهم وأمرهم ونهيهم ورفعهم؛ يعني رفع أحوالهم التي أظهروا فيها البدعة إلى أهل العلم أو ولاة الأمر إلى آخر ذلك.
هناك أحكام تفصيلية أيضا لكن يضيق الوقت عن بيانها].
انتهى من " الأصول الشرعية في التعامل مع الناس ".
وقال – حفظه الله تعالى – في " جلسة خاصة ":
[السائل: .....
ولم يقاتلوا، هنا يفرق ما بين الداعية وغير الداعية، إذا كان داعية إلى بدعته وجب حبسه حتى ما يدعو إلى بدعته، وإذا كان غير داعية فالإمام أحمد اختلف قوله فيه وقال في شأنه: من كان داعية منهم فارفأ بأهله. فقيل له: فإن ها هنا قوما لهم كذا وكذا -يعني من الرأي-. قال: لا، لا ترفأ بشأنهم. يعني مقتصرين على أنفسهم، قيل له لما؟ قال: لهم أمهات وأخوات. يعني ما دام أنه ما فيه شر؛ دفع المفسدة يكون بمصلحة، لكن ... لهم أمهات وأخوات وهو ما يدعو أصلا شيء لنفسه فهو ينكر عليه لكن ما يُسجن. هذا قول للإمام أحمد، طائفة من أهل العلم يقولون الجميع يجب حبسهم واستتابتهم، فإن تابوا وإلا قتلوا، لقول النبي صلى الله عليه وسلم أينما لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم عند الله.
السائل: .... [غلاة الروافض] ...
وهذا، هو الدار؛ إذا كانت دار إسلام وقامت بدولة الإسلام أو هي موجودة والفئة هذه ضمن الدار، فهؤلاء يطلب منهم الالتزام بالسنة، فإن قبِلوها ظاهرا فتقبل منهم ويصير حكمهم حكم المنافقين، النبي صلى الله عليه وسلم أبقى المنافقين، وهو يعلم أنهم في الدرك الأسفل، وهذا هو الذي عليه علماء الدعوة والدولة عندنا في إبقاء الطوائف التي عندنا؛ الكافرة مثل غلاة الروافض والإسماعيلية على أساس أنها كطائفة في هذه الدار، إذا قبلوا الحكم ظاهرا؛ حكم السنة، فإن لهم أحكام المنافقين، يعاملون ظاهرا من له حق عام، مثل ما كان يفعل بالمنافقين في زمن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثم يقع حكم الأفراد؛ مَنْ أظهر منهم شركا فهو مشرك يُطَبَّق عليه، مثل من أظهر النفاق يقتل، ويكون هنا فيه اجتهادات، على هذا كان في زمن دول الإسلام المتعاقبة، وُجدت الإسماعيلية في دول، والروافض في دول، وهكذا، طبعا إذا كانوا تحت الدولة، أما إذا تحيَّزا في مكان، وامتنعوا وصار لهم منعة، هنا وجب قتالهم، مثل ما كان في وقت شيخ الإسلام ابن تيمية لما تحيز النصيرية في جبل، صار لهم استقلال، ولم يدخلوا تحت سلطان المسلمين، هنا يجب قتالهم كغيرهم من أهل الشرك، أما في دار الإسلام إذا قبلوا السنة فلهم أحكام المنافقين.
إذا كان في غير دار الإسلام يرجع إلى أحكام الجهاد المعتادة والقدرة والجهاد، أما إذا كانوا في دار الإسلام ما يجوز إيذاءهم؛ لأنه من ضمن العهد العام، قال «لا يُتحدث أن محمدا يقتل أصحابه»، المنافق يرث ويورث وتنطبق عليه الأحكام].
انتهى من " جلسة خاصة مع الشيخ صالح آل الشيخ ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/226)
ـ[المعلمي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 11:34 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الكرام:
الذي يظهر والله أعلم أنهم كفار تأويل لا كفار تصريح، ويعاملوا كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يعامل المنافقين ..
فهم على ظاهر الإسلام في الأحكام الدنيوية، وإن نازعوا في بعض القطعيات بتأويل ...
ومن حكم عليهم بالردة والكفر وحل دماءهم وأموالهم لم يبعد جوازه، لما في عقائدهم من الكفر ..
وأما الأنكحة والذبائح، فالأرجح أنهم أقرب من اليهود والنصارى.
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[08 - 03 - 08, 09:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
توجد رسالة دكتوراة للشيخ ابراهيم الرحيلي حفظه الله باسم موقف اهل السنة والجماعة من اهل البدع والاهواء, وقد تطرق لمثل هذه المواضيع, وفي رسالته ضوابط التكفير تفصيل اكثر في مسالة التكفير وهي متاخرة عن الاولى.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[08 - 03 - 08, 10:31 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على سيد البرية أجمعين،،
أما بعد،،
أولا: إعتبار ألمرتدين ممن يتسمى بالإسلام، بالمنافقين غير موافق لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في التعامل مع المرتدين وفي قتلهم حال المقدرة عليهم من قبل ولي الأمر ... ولا عمله خلفاءه الراشدون والصحابة عموما رضوان الله عليهم ......
فلم يقتل الصحابة الذين امتنعوا عن دفع الزكاة لو كانوا يظهرون الإسلام ويبطنون الكفر وسموهم بالمرتدين!! لأنهم الأصدق في العمل بهدي النبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يقبل من المنافقين علانيتهم ويدع سرائرهم غلى الله تعالى .........
ثانيا: المنافقون لا يظهرون شيئا من الكفر عقيدة، بخلاف الفرق الضالة والبدع الكبرى المفضية إلى الكفر مثل الرافضة والإسماعيلية والبهائية والنصيرية والأتحادية ....... الخ.
فأمثال هؤلاء يبدون في أصولهم الكفر الصريح البواح مثل الشرك بالطواغيت المتسمين بالآيات والتبرك بهم، وموالاة الكفار، والقول بخلق القرآن، وتكذيب الله ورسوله بسب أولياءه من الصحابة خصوصا أبا بكر وعمر وغيرهم المثنى عليهم بكتاب الله وسنة رسوله. والقول بالبداءة والرجعة واستحلال الكبائر مثل الزنا واللواط ..... وخلاف ذلك.
وأيضا هؤلاء إسلامهم يشبه إسلام أصحاب المسجد الضرار والعياذ بالله لأنهم ما تسموا بالإسلام إلا لهدم الإسلام! قال تعالى:
(والذين اتخذوا مسجدا ضرارا وكفرا وتفريقا بين المؤمنين وإرصادا لمن حارب الله ورسوله من قبل وليحلفن إن أردنا إلا الحسنى والله يشهد إنهم لكاذبون (107) لا تقم فيه أبدا لمسجد أسس على التقوى من أول يوم أحق أن تقوم فيه فيه رجال يحبون أن يتطهروا والله يحب المطهرين) التوبة 108
والعجب أن بعض الناس يقول بإقامة الحجة على كل واحد فيهم!!
فالنبي صلى الله عليه وسلم دعا مالك بن الدخشم أخا بني سالم بن عوف ومعن بن عدي أو أخاه عامر بن عدي أخا بني عجلان فأمرهم بتحريق المسجد ضرار الذي بني بأمر أبي عامر الفاسق .... فانطلقا وحرقاه على من فيه قبل ان يتفرقوا عنه (راجع تفسير الآية عند ابن كثير).
فربما يكون فيهم أحد مضلل و فيهم تابع ومتبوع وفيهم رئيس ومرؤوس، وذنب التابع أوالمرؤوس أنه لم تكن له النية الحقيقية في اتباع الحق ولذلك لم يكترث في البحث والتقصى وآثر الدنيا على الآخرة ولم يأخذ على يد الظالم من رئسائهم وطواغيتهم فلذلك عوقب مع رؤوسهم في الدنيا والآخرة أيضا، وهذا في كل أحوال الكفر. قال تعالى:
(إذ تبرأ الذين اتبعوا من الذين اتبعوا ورأوا العذاب وتقطعت بهم الأسباب (166) وقال الذين اتبعوا لو أن لنا كرة فنتبرأ منهم كما تبرؤوا منا كذلك يريهم الله أعمالهم حسرات عليهم وما هم بخارجين من النار (167) البقرة.
والآيات بهذا المعنى كثيرة في كتاب الله والحمد لله رب العالمين ...........
ومن ذلك أيضا قتل المسلمون لبني قريظة ومن البديهي أنهم لم يكونوا جميعا سواء في الغدر والعدوان على المسلمين. ولكن عوامهم أو ضعفائهم لم يمنعوا طواغيتهم من العدوان والغدر ولم يأخذوا على أيديهم وعلى الأقل لم يأتوا للنبي صلى الله عليه وسلم معلنين برائتهم من الغدر!! .....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/227)
واقتداءا بفعل النبي صلى الله عليه وسلم أفتى الإمام شمس الدين بن القيم عندما أغار قوم من النصارى في ساحل بلاد الشام الغربي على بيادر للمسلمين فأحرقوها. فأفتى بقتل الذي أغار والذي لم يغر لأنه لم يأخذ على يد ذلك الذي أغار وذكر أنه اقتدى بذلك بفعل النبي صلى الله عليه وسلم مع بني قريظة ........ (أنظر زاد الميعاد).
ثالثا: إعتبار هذه الفرق الضالة مرتدة وليس كافرة كفرا أصليا ...... لأنهم يتبعون أولئك الذين ارتدوا أول مرة ويسيرون على نهجهم وسبيلهم الضلالي ......
وذلك قياسا على ما أخبر الله به عن أهل الكتاب، وبني أسرائيل خاصة، فالله تعالى يقول عن يهود المدينة الذين عاصروا النبي صلى الله عليه وسلم أنهم الذين قتلوا الأنبياء! ومعلوم أن أولئك اليهود لم يقتلوا بأنفسهم أحدا من الأنبياء .. !! قال تعالى:
(لقد سمع الله قول الذين قالوا إن الله فقير ونحن أغنياء سنكتب ما قالوا وقتلهم الأنبياء بغير حق ونقول ذوقوا عذاب الحريق (181) ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد (182) الذين قالوا إن الله عهد إلينا ألا نؤمن لرسول حتى يأتينا بقربان تأكله النار قل قد جاءكم رسل من قبلي بالبينات وبالذي قلتم فلم قتلتموهم إن كنتم صادقين (183) فإن كذبوك فقد كذب رسل من قبلك جاؤوا بالبينات والزبر والكتاب المنير (184) آل عمران.
ولكن الله تبارك وتعالى أدخلهم في نفس مدخل أولئك الذين قتلوا الأنبياء لأنهم يتخذونهم سلفا لهم ويسيرون على نفس نهجهم .......
فالروافض وغيرهم من الملل الخارجة يسيرون على نفس خطى أسلافهم الذين ضلوا عن الحق بل زادوا في الإنحراف والضلال والبدعة حتى أصبح قتل المسلم وهدم الكعبة وسلب الحجر الأسود (مثلما فعل القرامطة) وتحويل القبلة إلى أمكان أخرى مثل كربلاء وعكا من اعظم القرب ........ الخ.
وحيث أن التعامل مع هذه الفئات المرتدة مسألة يتولاها ولي الأمر فحسب، فيجب علينا نحن أن نبين الحق للناس، لأن اعتبار هذه الفرق منافقة – أي تظهر الإسلام وتبطن الكفر و عدم تنزيلهم منزلتهم الحقيقية وهي الحكم عليهم بالردة معناه مخالفة السنة، ومخالفة منهج الصحابة والسلف الصالح عموما وأهل العلم المقتدى بهم عبر العصور ... ومعناه غش المسلمين لأن عوام المسلمين سيرون أن أقوال هؤلاء الفظيعة ليست بذلك الشيء العظيم المخرج من الملة وربما تشرئب قلوبهم ببعض أقوالهم وريما يتربى في قلوبهم الحقد على من قال خلاف ذلك ويعتبرونه متشددا!! وفيه أيضا الغش لعوام هذه الفرق (التابعين) حيث سيعتبرون تلك الأقوال الفظيعة دينا وأنهم ما خرجوا عن الأسلام الحق فتطمئن قلوبهم لذلك ....
ومعناه أيضا جواز أحكام شرعية كثيرة مثل النكاح وأكل الذبيحة والمصاحبة وغير ذلك .... ولو أنزل حكم الردة على الطائفة دون الفرد لجازت تلك الأحكام كاملة. لأن الرجل يزوج ابنته فردا واحدا وليس طائفة. ويأكل ذبيحة فرد واحد وليس طائفة ...... وغير ذلك من الأمور المعلوم بطلانها اتفاقا
هذا والله أعلم والله ولي التوفيق ...
ـ[المعلمي]ــــــــ[10 - 03 - 08, 01:15 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي في الله أبو عامر الصقر:
أنا في تردد من كفرهم هل هو أصلي أم طارىء، لأنهم ولدوا على هذه العقائد والمرتد لايكون مرتدا حتى يحمل عنوان الإسلام!
نعم الذين كانوا على السنة وخرجوا إلى هذه العقائد بالإمكان أن يحكم عليهم بالردة وتطبق عليهم أحكام أهل الردة.
وأما قتال مانعي الزكاة فهو يشابه قتال البغاة في بعض صوره، لأن منع الزكاة قد يستبطن جحد وجوبها وقد يكون منعها بخلا أو استضعافا للخليفة والحكم، مع بقاء الإيمان بوجوبها، ففي الصورة الأولى تسمى ردة والصورة الثانية محل خلاف.
ولعلك نقضت مبناك في ديباجة المشاركة بقولك (وأيضا هؤلاء إسلامهم يشبه إسلام أصحاب المسجد الضرار والعياذ بالله لأنهم ما تسموا بالإسلام إلا لهدم الإسلام) وهذا هو مضمون قولنا السابق، فقد عرف النبي صلى الله عليه وسلم أعيان بعض المنافقين وعرف البعض الآخر في الصفة، ولم يعاقبهم بنفاقهم وهم أشد كفرا من الكفار كما نطق به الذكر الحكيم.
والأولى أن تحقن دماؤهم وتصان أموالهم لجريان العرف بذلك منذ ظهور هذه البدع والفرق إلى يومنا هذا.
والله تعالى أعلم
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 11:38 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على النقول .. لكن أتمنى حصر النقاش في الطوائف التي لا شك ولا خلاف في كفرها كالإسماعيلية والنصيرية والبرهانية ..
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[20 - 03 - 08, 02:26 م]ـ
جزاكم الله خيراً على النقول .. لكن أتمنى حصر النقاش في الطوائف التي لا شك ولا خلاف في كفرها كالإسماعيلية والنصيرية والبرهانية ..
وهل الجعفرية والقرامطة والقاديانية والأتحادية وأصحاب المراتب ..... الخ يوجد شك في كفرها؟؟
ـ[ابن المنير]ــــــــ[20 - 03 - 08, 02:40 م]ـ
(2038 ـ هل للرافضة شفعة على المسلمين)
"المسألة السابعة" هل للرافضة شفعة على المسلمين، أم لا؟
الجواب: مذهب الإمام أحمد رحمه الله تعالى أن لا شفعة لكافر على مسلم، سواء كان كافراً كفراً أصيلاً، أو مرتداً، أو داعية إلى بدعة.
ورافضة هذه الازمان مرتدون عبدة أوثان فيدخلون في هذا الحكم. لكن إذا ألزموا بالإسلام والتزموه وتركوا الشرك ظاهراً فالظاهر أن حكمهم حكم المنافقين، وهو غير خاف على السائل.
(ا هـ من أسئلة الشيخ عبد الله بن دهيش لسماحة الشيخ محمد رحمه الله.
نقلاً من فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ رحمه الله.(91/228)
هل يجوز شرب الماء والامام يخطب؟
ـ[محمد جان التركماني]ــــــــ[06 - 03 - 08, 10:41 ص]ـ
هل يجوز شرب الماء والامام يخطب؟
ـ[محمد جان التركماني]ــــــــ[06 - 03 - 08, 12:13 م]ـ
(م 524):قال ابوبكر:واختلفوا في الشرب والامام يخطب فرخص فيه طاوس (362) ,ومجاهد والشافعي (363) ,ونهى عنه مالك والاوزاعي واحمد بن حنبل (364) وقال الاوزاعي:ان شرب فسدت جمعته.
قال ابوبكر: لابأس به, لان الاشياء على الاباحة ولاتمنع حجة تمنع منه ,والوقوف عنه احسن في الادب.
(362):روى له (شب) من طريق ليث عنه قال:لابأس بالشرب والامام يخطب (2/ 159) وكذا عند (عب) (3/ 226) رقم 5434.
(363): قال:وان عطش الرجل فلابأس ان يشرب والامام على المنبر, فان لم يعطش فكان يتلذذ بالشراب كان احب الي ان يكف عنه. (الام 1/ 204).
(364):المسائل لابن هاني 1/ 91.
ـ[محمد جان التركماني]ــــــــ[06 - 03 - 08, 12:21 م]ـ
530 - مسألة_والاحتباء جائز يوم الجمعة والامام يخطب ,وكذلك شرب الماء واعطاء الصدقة ومناولة المرء اخاه حاجته لان كل هذا افعال خير لم يأت عن شيء منها نهي ,وقال تعالى (وافعلوا الخير) ولوكرهت او حرمت لبين ذلك تعالى على لسان نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , (وماكان ربك نسيا). (المحلى لابن حزم).
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 03 - 08, 05:41 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمدا.
السؤال:
هل يدخل في اللغو من يشرب ماء في الخطبة أو يطوف؟
الجواب:
[كل تشاغل عن الخطبة بشرب ماء أو غيره يدخل في اللغو، لكن الطواف شيء آخر، وينبغي للناس أن يسمعوا الخطبة، لكن الذي يطوف دخل في عبادة فيريد أن يكملها، ولكن كونهم يسمعون الخطبة ويقطعون الطواف هذا هو المطلوب].
الشيخ العلامة عبد المحسن العباد. من شرح سنن أبي داود.
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[07 - 03 - 08, 10:01 ص]ـ
و ما هو القول الراجح؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 04:36 م]ـ
و ما هو القول الراجح؟
الظاهر التفصيل:
إن عطش عطشا يشغله عن الخطبة، فلا بأس أن يشرب، وأما إذا لم يكن كذلك، كمن يشرب تلذذا، فإنه لا يشرب، لأنه يُخشى أن يدخل في اللغو، أي يدخل في عموم: " من مس الحصا فقد لغا ".
قال الموفق أبو محمد في " الكافي " كتاب الصلاة منه:
((وإذا لم يسمع الخطبة، فلا بأس أن يشرب الماء)).
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين في شرح الكافي:
[وإن كان يسمع؟! ظاهر كلام المؤلف أنه لا يشرب، لكن يقال: إن احتاج وعطش عطشا يشغله عن استماع الخطبة، فلا بأس أن يقوم ويشرب].
والله أعلم.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 09:35 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الفاضل علي الفضلي.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 03 - 08, 12:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
وفي الإنصاف
(وَمِنْهَا: يُكْرَهُ الْعَبَثُ حَالَةَ الْخُطْبَةِ.
وَكَذَا شُرْبُ الْمَاءِ إنْ سَمِعَهَا، وَقَالَ الْمَجْدُ: يُكْرَهُ مَا لَمْ يَشْتَدَّ عَطَشُهُ وَجَزَمَ أَبُو الْمَعَالِي بِأَنَّ شُرْبَهُ إذَا اشْتَدَّ عَطَشُهُ أَوْلَى، وَقَالَ فِي النَّصِيحَةِ: إنْ عَطِشَ فَشَرِبَ فَلَا بَأْسَ قَالَ فِي الْفُصُولِ: وَكَرِهَ جَمَاعَةٌ مِنْ الْعُلَمَاءِ شَرْبَةً بِقِطْعَةٍ بَعْدَ الْأَذَانِ، لِأَنَّهُ بَيْعٌ مَنْهِيٍّ عَنْهُ، وَأَكْلُ مَالٍ بِالْبَاطِلِ قَالَ وَكَذَا شُرْبُهُ عَلَى أَنْ يُعْطِيَهُ الثَّمَنَ بَعْدَ الصَّلَاةِ لِأَنَّهُ بَيْعٌ قَالَ فِي الْفُرُوعِ: فَأَطْلَقَ قَالَ: وَيُتَوَجَّهُ يَجُوزُ لِلْحَاجَةِ، دَفْعًا لِلضَّرُورَةِ، وَتَحْصِيلًا لِاسْتِمَاعِ الْخُطْبَةِ.
انْتَهَى.
)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 03 - 08, 12:38 ص]ـ
وفي المجموع للنووي
((الحادية عشرة) يستحب للقوم ان يقبلوا على الخطيب مستمعين ولا يشتغلوا بغيره حتى قال اصحابنا يكره لهم شرب الماء للتلذذ ولا بأس يشربه للعطش للقوم والخطيب
* هذا مذهبنا قال ابن المنذر رخص في الشرب طاوس ومجاهد والشافعي ونهي عنه مالك والاوزاعي واحمد وقال الاوزاعي تبطل الجمعة إذا شرب والامام يخطب واختار ابن المنذر الجواز قال ولا اعلم حجة لمن منعه قال العبدرى قول الاوزاعي مخالف للاجماع)
ـ[عبدالله الشهرزوري]ــــــــ[10 - 03 - 08, 01:06 م]ـ
بارك الله فيك أخي محمدا.
السؤال:
هل يدخل في اللغو من يشرب ماء في الخطبة أو يطوف؟
الجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/229)
[كل تشاغل عن الخطبة بشرب ماء أو غيره يدخل في اللغو، لكن الطواف شيء آخر، وينبغي للناس أن يسمعوا الخطبة، لكن الذي يطوف دخل في عبادة فيريد أن يكملها، ولكن كونهم يسمعون الخطبة ويقطعون الطواف هذا هو المطلوب].
الشيخ العلامة عبد المحسن العباد. من شرح سنن أبي داود.
لا أرى دخول شرب الماء في اللغو ,لان شرب الماء مباح.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 03 - 08, 01:31 م]ـ
أخي الكريم
في الحديث
(وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا)
مس الحصى في الأصل مباح إلا أنه يكره لمستمع الخطبة
قال النووي
(قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى لَغَا)
فِيهِ النَّهْي عَنْ مَسِّ الْحَصَى وَغَيْره مِنْ أَنْوَاع الْعَبَث فِي حَالَة الْخُطْبَة، وَفِيهِ إِشَارَة إِلَى إِقْبَال الْقَلْب وَالْجَوَارِح عَلَى الْخُطْبَة، وَالْمُرَاد بِاللَّغْوِ هُنَا الْبَاطِل الْمَذْمُوم الْمَرْدُود، وَقَدْ سَبَقَ بَيَانه قَرِيبًا.)
قال الإمام ابن قدامة في المغني
(فَصْلٌ: وَيُكْرَهُ الْعَبَثُ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا} رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
قَالَ التِّرْمِذِيُّ: هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٌ.
وَاللَّغْوُ: الْإِثْمُ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَاَلَّذِينَ هُمْ عَنْ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ} وَلِأَنَّ الْعَبَثَ يَمْنَعُ الْخُشُوعَ وَالْفَهْمَ، وَيُكْرَهُ أَنْ يَشْرَبَ وَالْإِمَامُ يَخْطُبُ، إنْ كَانَ مِمَّنْ يَسْمَعُ، وَبِهِ قَالَ مَالِكٌ، وَالْأَوْزَاعِيُّ.
وَرَخَّصَ فِيهِ مُجَاهِدٌ، وَطَاوُسٌ، وَالشَّافِعِيُّ؛ لِأَنَّهُ لَا يَشْغَلُ عَنْ السَّمَاعِ.
وَلَنَا، أَنَّهُ فِعْلٌ يَشْتَغِلُ بِهِ، أَشْبَهَ مَسَّ الْحَصَى.
فَأَمَّا إنْ كَانَ لَا يَسْمَعُ، فَلَا يُكْرَهُ، نَصَّ عَلَيْهِ؛ لِأَنَّهُ لَا يَسْتَمِعُ، فَلَا يَشْتَغِلُ بِهِ.)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[10 - 03 - 08, 01:32 م]ـ
وفي كشاف القناع
((وَيُكْرَهُ الْعَبَثُ حَالَ الْخُطْبَةِ) لِقَوْلِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {وَمَنْ مَسَّ الْحَصَى فَقَدْ لَغَا} قَالَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثٌ صَحِيحٌ وَلِأَنَّ الْعَبَثَ يَمْنَعُ الْخُشُوعَ.
(وَكَذَا الشُّرْبُ) يُكْرَهُ حَالَ الْخُطْبَةِ إذَا كَانَ يُسْمَعُ لِأَنَّهُ فِعْلٌ بِهِ أَشْبَهَ مَسَّ الْحَصَى (مَا لَمْ يَشْتَدَّ عَطَشُهُ) فَلَا يُكْرَهُ شُرْبُهُ لِأَنَّهُ يُذْهِبُ الْخُشُوعَ وَجَزَمَ أَبُو الْمَعَالِي بِأَنَّهُ إذَنْ أَوْلَى)(91/230)
مامسميات هذه الأماكن حاليا؟
ـ[أم سلمة]ــــــــ[06 - 03 - 08, 02:06 م]ـ
الكَديد
كُرَاع الغميم
روضة خاخ
مر الظهران
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالمحسن المطوع]ــــــــ[07 - 03 - 08, 03:25 ص]ـ
كديد: موضع على الطريق بين مكة والمدينة، بين عسفان وأمج، وقال عاتق البلادي: الكديد يعرف اليوم بالحمض لكثرة نبات العصلاء فيه والطريق بين الدف وعسفان يطأ طرف الكديد الغربي على 92 كيلا من مكة و17 كيلا من عسفان، وأهله زبيد من حرب.
الغميم: قال عاتق البلادي: يعرف اليوم ببرقاء الغميم يسار طريق الصادر من عسفان على 16 كيلا تقريبا.
مر الظهران: قال البلادي: هو وادي فاطمة المشهور الآن على 24 كيلا على جادة المدينة المنورة.
روضة خاخ: قال حمد الجاسر: روضة خاخ تقع في أسفل النقيع بينه وبين المدينة على مسافة أقل من يوم من المدينة بسير الماشي.
نقلته باختصار من كتاب معجم الأمكنة الواردة في صحيح البخاري للأستاذ سعد بن جنيدل.(91/231)
سؤالي عن سترة المصلي
ـ[ماجد هادي]ــــــــ[06 - 03 - 08, 02:57 م]ـ
دائما عندما اصلي على سجادتي في البيت، اشك في ان نهاية السجادة (الخيوط) هي سترتي، فهل تعتبر الخيوط سترة لصلاتي؟
افيدوني بارك الله فيكم،،
ـ[أبو السها]ــــــــ[06 - 03 - 08, 04:11 م]ـ
- يجب أن تكون السترة مرتفعة عن الأرض نحو شبر أو شبرين لقوله صلى الله عليه وسلم: (إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليصل ولا يبالي من وراء ذلك) رواه مسلم
-وتجوز الصلاة إلى العصا المغروزة في الأرض أو نحوها وإلى شجرة أو أسطوانة وإلى امرأته المضطجعة على السرير، وإلى الدابة ولو كانت جملا لثبوث ذلك كله عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وجاء عن الإمام أحمد-رحمه الله- انه قال: إذا دخلت المسجد ولم تجد سترة فاتخذ ظهر أخيك سترة.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[07 - 03 - 08, 04:17 ص]ـ
ألم يأتِ أن مُؤْخِرة الرحل نحو ثلثي ذراع؟ بارك الله فيكم
ـ[أبو السها]ــــــــ[08 - 03 - 08, 02:15 ص]ـ
نعم -أخي أبا يوسف- فإن طول مؤخرة الرحل عند الفقهاء نحو ذراع أو ثلثي ذراع على خلاف بينهم في تقديرها،
ثم، ألا يكون الأمر للتقريب؟ إذ يمكن أن نقول: يجب أن تكون السترة مرتفعة نحو مؤخرة الرحل أو أكثر أو أقل،
خاصة إذا ذهبنا مع الذين لا يرون بأسا في أن يكون الخط سترة، أفلا يكون الشبر أو الشبران أولى من الخط؟
وهذه فتوى في المسألة للشيخ أبي إسحاق الحويني:
مقدار السترة في الصلاة:
السؤال: ما هو مقدار السترة؟ الجواب: بالنسبة للسترة يكون شيئاً مرتفعاً عن الأرض، أما حديث الخط فهو ضعيف، والصواب أن السترة تكون شيئاً مرتفعاً أمامك، وفي بعض الأحاديث أن مقدارها مثل مؤخرة الرحل أيضاً، فتكون السترة مرتفعة بنحو حوالي (20سم) على الأرض، أو يكون شيئاً بارزاً على الأرض.(91/232)
لا تعير مسلم بذنبه.
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[06 - 03 - 08, 11:34 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
قال الخطابي: ليس لأحد ان يعير أحدا بذنب كان منه لأن الخلق كلهم تحت العبودية أكفاء سواء وقد روي لا تنظروا إلى ذنوب العباد كأنكم أرباب وانظروا إليها كأنكم عبيد.
-بمعنى انظروا إليها كأنكم عبيد تخطئون باليل و النهار في السر والعلن ولا تنظروا إليها كأنكم أرباب.
ولا ينبغي أحد ان يعير أخاه المسلم ويذكر مثالبه أمام الأشهاد فكل بني آدم خطاء وخير الخطائين التوابون.
فهذا المذنب من خير الناس بعد توبته وإنابته إلى ربه -تبارك وتعالى - إذا كانوا يعلمون.
يقول الفاروق الراشد إمام الصحابة عمر ابن الخطاب -رضي الله عنه- {جالسوا التوابين فإنهم أرق شيء أفئدة}.
لا يلتمس من مساوي الناس ماستروا ---- فيهتك الناس سترا من مساويكا.
فالتائب من الذنب كمن لاذنب له ,يذنب باليل ويتوب بالنهار يتداركه وجه الحق ونور البصيرة يتدارك مافاته في أيام التفريط فيقبل على الله بقلب طاهر ونفس طاهرة فهو بذلك من خير الناس.
وقد يخطأ بعض الناس فيذكر ذنبه لمصلحة شرعية ظنها فيذكر ما أسلف من الذنب فيكشف ماستره الله عليه فيكون ذلك ذريعة إلى أن ينقم عليه الناقمون وينالوا منه.
وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم - {من ستر مسلم في الدنيا ستره الله في الآخرة ومن فضح مسلم في الدنيا فضحه الله في الآخرة}.
وكم من صديق وده بلسانه ----- خؤون بظهر الغيب لا يتندم.
يضاحكني كرها لكيما أوده ---- وتتبعني منه إذا غبت أسهم.
وقال أحدهم ناشدا.
مابال اقوام لئام ليس عندهم ---- عهد وليسلهم دين إذا ائتمنوا.
إن يسمعوا ريبة طاروا بها فرحا ---- مني وما سمعوا من صالح دفنوا.
صم إذا سمعوا خيرا ذكرت به ---- وإن ذكرت بسوء عندهم أذنوا.
فالشاهد أيها الإخوة الأفاضل أن المسلم أخو المسلم في تواده وتراحمه فلا يبغض بعضهم بعض ولا ينقم أحدهم على أخيه.يتعاونوا على البر والتقوى و ينهون عن المنكر ويأمرون بالمعروف فهم بذلك من خير الناس.
عليك بإخوان الثقات فإنهم ---- قليل فصلهم دون من كنت تصحب.
ونفسك أكرمها وضنها فإنها --- متى تجالس سفلة الناس تغضب.
لذلك حفاظا على هذا الأصل الذي به نتفق ونتحد علينا التحفظ من الشيطان الرجيم و التعوذ منه قال تعالى {وإما تنزغك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله إنه سميع عليم}.
ومن اعظم الابواب التي يدخل منها الشيطان فيفسد من خلاله المتوادان سوء الظن.
يسيء الظن الأخ بأخيه فتحصل الشحناء والضعناء فيفترقا.
وسوء الظن مصيبة لا تأتي بخير تجعل صاحبها مغموما منهمكا في ضلام الشك و الريب.
مايستريح المسيء ظنا --- من طول غم وما يريح.
لذلك يطلب الإستفصال حال حصول الشك و الريب ولا يعمد للحكم قبل تصور الشيء.
هذا ما تهيأ لي إعداده في هذه الجلسة الوجيزة فإن أخطأت فمن نفسي و الشيطان وإن أصبت فذلك منه تعالى.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخوكم فيصل ابن المبارك السلماني.(91/233)
التحمير والتصفير؟! ماهو المقصود بالتحديد منهما؟!
ـ[الغريبه]ــــــــ[07 - 03 - 08, 02:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
نفع الله بعلمكم
وجدتُ هذه المصطلحات (التصفير والتحمير) وهي خاصة بشعر الحاجب أو الوجه
ولكن لاأعلم حقيقة ماهو المقصود بالتحديد منهما؟!
هل تفيدونا بذلك؟!
ومع بيان حكمه؟
وهل صحيح أنه لافرق بينهما وبين التشقير؟!
وجزاكم الله خير
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[07 - 03 - 08, 04:13 ص]ـ
التصفير: من الفعل الرباعي (صفَّر)، وهذا الوزن يفيد المبالغة والتكثير في الفعل أو الفاعل أو المفعول
والتحمير مثله
وبالله التوفيق
ـ[الغريبه]ــــــــ[07 - 03 - 08, 05:55 ص]ـ
جزاك الله خير ولكن ماهو المقصود منهما؟!
أي هذا الفعل ماهو مضمونه؟!
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[07 - 03 - 08, 08:28 ص]ـ
وإياكم.
أي التلوين بحمرة أو صفرة.
ـ[الغريبه]ــــــــ[08 - 03 - 08, 03:26 ص]ـ
وإياكم.
أي التلوين بحمرة أو صفرة.
فضلا ً أخي الفاضل ..
التلوين هذا بماذا يكون؟! أي ماهي المواد المستخدمة للتلوين؟!
وهل يُقصد بذلك تلوين الحاجب أم شعر الوجه؟!
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - 03 - 08, 09:22 ص]ـ
الأخت الفاضلة
حبذا لو وضعتِ النص الذي قرأتِه حتى يتم التحديد.
فاللفظ الذي وضعتِهِ أعلاه ينبغي أن يكون جوابه هكذا .. والله أعلم
وفقكم الله وزادكم من فضله
ـ[الغريبه]ــــــــ[09 - 03 - 08, 01:58 ص]ـ
في أحد المنتديات وجدتُ هذا وكان ...
رأي الشيخ/ عبدالعزيز بن فوزان الفوزان, (عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) في برنامج الجواب الكافي على قناة المجد:
( ... أما مسألة تشقير الحواجب بالنسبة للنساء سبق أن قلت مراراَ لا أرى به بأساَ وأحب أن أبين بعض الناس يظن أن هذه المسألة جديدة لم يعرفها العلماء السابقون وهذا من الفهم والظن الخاطئ والوهم الفاسد تكلم عنها السابقون بكلام كثير عجيب هم لا يسمونه التشقير يسمونه التحمير والتصفير في كتب الفقه لكنه معروف منذ القدم وجمهور أهل العلم على الجواز فأرى أنه لا بأس به وهو جائز بالنسبة للنساء أما الرجل خاصة الشاب الأمر يعني كونه يشقر حاجبيه يعني بهذا يعني هو يتشبه بالنساء وأنا أعجب من بعض الشباب هداهم الله أحيانا لا تميزهم عن الفتيات لما ترى من تجمل ... )
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[09 - 03 - 08, 11:12 ص]ـ
نعم
الشيخ -وفقه الله- يرى أن التشقير بالأصباغ هو مجرد تلوين للشعر بلون آخر كالأصفر والأحمر.
وهذا بناءً على أن العلة في تحريم النمص هي إزالة الشعر من الحاجب، وهذا التشقير مجرد تلوين.
وليُنظَر ما كتبتُه في المشاركة قبل الأخيرة -عند كتابتي هذه المشاركة- بهذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71538
ـ[الغريبه]ــــــــ[09 - 03 - 08, 09:31 م]ـ
أتضح أخي الكريم بارك الله فيك وأثابك ..
سؤال أخير ..
إذا كان معروفا ً وأقصد (التصفير والتحمير) سابقا ً
فما هي المادة التي تعطي هذه الألوان ..
هل الحنة مثلا ً أم شيء آخر ..
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[10 - 03 - 08, 04:09 ص]ـ
الأخت الغريبة (صاحبة الأسئلة الغريبة) قالت:
سؤال أخير ..
إذا كان معروفا ً وأقصد (التصفير والتحمير) سابقا ً
فما هي المادة التي تعطي هذه الألوان ..
هل الحنة مثلا ً أم شيء آخر ..
قد والله ذكرتني بطرفة اسمحي لي أن أتحف بها أهل الملتقى وقد قيل (روحوا القلوب ساعة):
كان فَتًى يُجالسُ الشَّعْبيّ، وكان كثيرَ الصَّمت، وهاب الشعبي مكانه وظن أنه من فقهاء زمانه،وفي يوم من الأيام التفت إلى الشَّعبيّ و قال له: ما تقول في رجل أدخل أصبعه في الصلاة في أنفه فخرج عليها دم، أترى له أن يحتجم؟ فقال الشعبي: الحمد لله الذي نقلنا من الفقه إلى الحجامة.
ـ[عدنان القاهرى]ــــــــ[10 - 03 - 08, 06:38 ص]ـ
اقتباس
قد والله ذكرتني بطرفة اسمحي لي أن أتحف بها أهل الملتقى وقد قيل (روحوا القلوب ساعة):
كان فَتًى يُجالسُ الشَّعْبيّ، وكان كثيرَ الصَّمت، وهاب الشعبي مكانه وظن أنه من فقهاء زمانه،وفي يوم من الأيام التفت إلى الشَّعبيّ و قال له: ما تقول في رجل أدخل أصبعه في الصلاة في أنفه فخرج عليها دم، أترى له أن يحتجم؟ فقال الشعبي: الحمد لله الذي نقلنا من الفقه إلى الحجامة.
__________________
الهلالي
الشيخ الفاضل ما كان ينبغى لك ان تسخر من الأخت هكذا
من حق امثالنا ان يسألوا امثالكم فيما يجهلون
من فضلك انظر توقيعى
ـ[الغريبه]ــــــــ[10 - 03 - 08, 07:40 ص]ـ
أنا حديث عهد بالإلتزام وفى بداية طلب العلم فقد كنت فى جاهلية وشر فأرجوا أن ترفقوا بى وهذا ظنى فيكم
بارك الله فيك .. نعم أنا في جهل لو كنتُ أعلم لما سألت ومن حقي أن أسأل وظني بهذا الملتقى خير.
بمناسبة سؤالي الأخير:
إحداهن قد سألت عن الفرق بين التصفير والتشقير؟!
واأنا قد أظن من سؤالها هناك فرق
(وقد) تحتمل الكثير
وماكان السؤال الأخير ومافيه من مثال إلاّ تقريب لما أقصده وأبحث عنه ..
فإن وجدتُ ظالتي كان خيرا ً وإن لم أجدها لن يحصل إلاّ الخير أيضا ً
فالعلم بالشيء يكفيني
نفع الله بكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/234)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[10 - 03 - 08, 10:32 ص]ـ
وفقكم الله
ولا أظن الشيخ عبدالرشيد يقصد الاستهزاء، ولكنه قصد التنبيه إلى أن السؤال عما وراء ذلك ليس من الفقه، وأن المقصود في التصفير والتحمير اللونُ بغض النظر عن المادة التي صُبِغ بها.
وفقكم الله وثبتكم على الهدى والحق
ـ[الغريبه]ــــــــ[10 - 03 - 08, 09:08 م]ـ
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
بوركتم جميعا ً(91/235)
سؤال عن الدعاء في القرآن؟
ـ[العويضي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 02:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ذكر أحد الإخوة أن المسلم عندما يقرأ آيات فيها دعاء كآيات سورة الفرقان مثلا أو آل عمران أنه يستحضر نيتين نية قراءة القرآن ونية الدعاء كأنه يدعو بها الان ويرجو إجابة ما يدعو
أشكل علي هذا الأمر لأننا نقرأ القرآن نتعبد بتلاوته على أنه كلام الله تعالى وليس دعاء .. فسؤالي هل يشرع أن يجمع المصلي بين النيتين نية تلاوة القرآن والدعاء في نفس الوقت؟ بارك الله فيكم(91/236)
ما حكم تحويل كفارة اليمين للـ إخواننا في غزة؟
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[07 - 03 - 08, 03:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أحبتي في ملتقى أهل الحديث جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم وجزى
الله القائمين على الملتقى خيراً
حلفتُ على يمينٍ ثم لم أوف بيمني فلا بُد من "كفارة يمين"
والسؤال الأول: لو أخذت كفارة اليمين وهي عندنا عشرة دنانير وتصدقت بها
لإخواننا في غزة .. ولم أقصد الصدقة .. ولكن قلتُ ربما يكون هم أولى
فهل تجزيء عني كفارة اليمين؟
والسؤال الثاني: هناك صندوق خيري عندنا للمساكين فهل يجوز ان أضع
فيه العشرة الدنانير (كفّارة اليمين) لهذا الصندوق الخيري بنية كفارة اليمين
والصدقة بنفس الوقت؟
والسؤال الثالث: إذا تصدقت بهذه العشرة دنانير لمسكين واحد هل تجزيء عني كفّارة اليمين؟
وجزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم
ونفعَ بكم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 08:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أحبتي في ملتقى أهل الحديث جزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم وجزى
الله القائمين على الملتقى خيراً
حلفتُ على يمينٍ ثم لم أوف بيمني فلا بُد من "كفارة يمين"
والسؤال الأول: لو أخذت كفارة اليمين وهي عندنا عشرة دنانير وتصدقت بها
لإخواننا في غزة .. ولم أقصد الصدقة .. ولكن قلتُ ربما يكون هم أولى
فهل تجزيء عني كفارة اليمين؟
والسؤال الثاني: هناك صندوق خيري عندنا للمساكين فهل يجوز ان أضع
فيه العشرة الدنانير (كفّارة اليمين) لهذا الصندوق الخيري بنية كفارة اليمين
والصدقة بنفس الوقت؟
والسؤال الثالث: إذا تصدقت بهذه العشرة دنانير لمسكين واحد هل تجزيء عني كفّارة اليمين؟
وجزاكم الله خيراً وبارك الله فيكم
ونفعَ بكم
شيء عظيم أن تدفع الكفارة للمساكين المحتاجين في غزة، ولكن بشروط: أن تعطيها لشخص ثقة هناك يشتري بها طعاما لأن الكفارة إطعام.
الشرط الثاني: أن تكون الكفارة لعشرة مختلفين فهذا ظاهر القرآن، ولا بأس أن يكون العشرة من عائلة واحدة أو أكثر، صغارا أو كبارا، إلا إذا لم يجد المكفر هذا العدد! فلو افترضنا أنه لم يجد إلا مستحقا واحدا، فحينئذ لا بأس أن تُعْطى له كل الكفارة بالشرط السابق.
وأما نية إخراجها، فهي نية كفارة اليمين، وإلا فإنها لا تصح، لحديث: ((إنما الأعمال بالنيات)).
وأما الصناديق الخيرية: فلا بأس من وضعها في الصندوق المخصص للكفارات، إذا كان القائمون على هذه الصناديق يخصصون صندوقا للكفارات،و يخرجونها طعاما.
والله الموفق.
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[09 - 03 - 08, 07:09 ص]ـ
باركَ اللهُ فيك، وجزاكَ خيراً(91/237)
اللجنة الدائمة للإفتاء و سماحة المفتي محذرييييين
ـ[أبو بريك]ــــــــ[07 - 03 - 08, 05:51 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أيها الأحبة إليكم هذا و بادروا بنشره و طبعة كل على مقدرته
فوالله أن عملنا البسيط أثره عظيم
و عمل الأعداء الكبير أثره ظعيف و سرعان ما يضمحل لتكاتف جهودنا
http://www.grnaas.org/uploads/4f6358ecbb.jpg (http://www.grnaas.org/)
http://www.grnaas.org/uploads/bf9de177c0.jpg (http://www.grnaas.org/)
وفقكم الله و سددكم(91/238)
الصور على ملابس الرضّع (ممتهنة أم لا)
ـ[الحاتمي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 07:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الاخوة أحببت السؤال عن الصور التي توجد على ملابس الرضيع
هل هي جائزة
وهل تعتبر من الصور الممتهنة خصوصا أنه لا يوجد في الأسواق ملابسة خالية من هذه الصور
وإذا لم تكن من الصور الممتهنة فهل تعتبر مما عمت به
ـ[أبو السها]ــــــــ[08 - 03 - 08, 01:42 ص]ـ
لا أعلم استثناء للعلماء بالنسبة إلى الصور التي على ملابس الأطفال، فهي داخلة في عموم النهي،
وهذا ما أفتت به لجنة الفتوى بالمركز العام لأنصار السنة المحمدية بمصر ..
السؤال:
يسأل سائل:. أولا: ما حكم ارتداء الملابس التي عليها صور، وهل هي جائزة للأطفال فقط أم للكل استثناءً من الصور كما في الحديث "إلا رقمًا في ثوب"؟ ثانيًا: ما حكم اقتناء اللعب التي على شكل دمي أو حيوانات للأطفال، وهل هي جائزة للبنين والبنات على حدٍ سواء، أم للبنات فقط؟
الجواب:
أجمع جمهور العلماء على تحريم تصوير ذوات الأرواح ولو كانت رقما في ثوب وهي الصورة المسطحة وأجابوا عن هذا الاستثناء في قول النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تدخل الملائكة بيتا فيه صورة إلا رقما في ثوب" بأن التحريم للتصوير لا لجواز الاستعمال لأن النبي صلى الله عليه وسلم استعمل الوسادتين اللتين فيهما الصورة بعد أن قطعت عائشة رضي الله عنها الثوب الذي به الصورة وجعلته وسادتين، فاستثنى العلماء من ذلك الصور المقطوعة والصور الممتهنة. وارتداء الملابس التي بها الصور يتخذه كثير من الناس للإعجاب والتباهي حتى يصل إلى التعظيم، لأن الملابس محل للعناية والإعجاب، والصور المرقومة بها وتكون زيادة في العناية والإعجاب وليس الامتهان والإهمال، فلا يجوز لبسها ما لم تمتهن أو تقطع. كما أنه لا تجوز الصلاة في ملابس فيها صور ذوات الأرواح من إنسان أو طير أو أنعام وكما أسلفنا لا يجوز لبسها في غير الصلاة، وتصح صلاة من صلى في ثوب فيه صور مع الإثم في حق من علم الحكم الشرعي. ولا دليل على استثناء الأطفال من هذه الملابس. أما لعب الأطفال التي على شكل الحيوانات وغيرها فقد ورد النص بجوازها سواء للبنات أو للبنين.
مجلة التوحيد عدد ذو الحجة 1424(91/239)
سنة مهجورة: الوقوف بمحاذات الإمام إذا كان المأموم منفرداً
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[07 - 03 - 08, 11:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا موضوع اعجبني نقلته من موقع الاصالة
الا وهو الوقوف بمحاذاة الامام اذا كان المأموم منفرداً
وإليك التفصيل:
قال الإمام محمد ناصر الدين الألباني –رحمه الله تعالى- في سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فقهها وفوائدها» (1/ 270):
«إن الرجل إذا ائتم بالرجل وقف عن يمين الإمام , والظاهر أنه يقف محاذياً له؛ لا يتقدم عليه و لا يتأخر؛ لأنه لو كان وقع شيء من ذلك لنقله الراوي , لاسيما وأن الاقتداء به -صلى الله عليه وسلم- من أفراد الصحابة قد تكرر , فإن في الباب عن ابن عباس في «الصحيحين»، وعن جابر في «مسلم»، وقد خرجت حديثيهما في «إرواء الغليل» (533) ,
وقد ترجم البخاري لحديث ابن عباس بقوله:
«باب يقوم عن يمين الإمام بحذائه سواء , إذا كانا اثنين».
قال الحافظ في «الفتح» (2/ 160):
«قوله: «سواء» أي: لا يتقدم ولا يتأخر ... وكأن المصنف أشار بذلك إلى ما وقع في بعض طرقه ... عن ابن عباس؛ بلفظ: «فقمت إلى جنبه»، وظاهره المساواة،
و روى عبد الرزاق عن ابن جريج قال: قلت لعطاء: الرجل يصلي مع الرجل أين يكون منه ? قال: إلى شقه الأيمن. قلت: أيحاذي به حتى يصف معه لا يفوت أحدهما الآخر? قال: نعم. قلت: أتحب أن يساويه حتى لا تكون بينهما فرجة? قال: نعم.
وفي «الموطأ» عن عبد الله بن عتبة بن مسعود قال: دخلت على عمر بن الخطاب بالهاجرة فوجدته يسبح , فقمت وراءه , فقربني حتى جعلني حذاءه عن يمينه».
قلت: و هذا الأثر في «الموطأ» (1/ 154/32) بإسناد صحيح عن عمر -رضي الله عنه-, فهو مع الأحاديث المذكورة حجة قوية على المساواة المذكورة.
فالقول باستحباب أن يقف المأموم دون الإمام قليلاً, كما جاء في بعض المذاهب على تفصيل في ذلك لبعضها -مع أنه مما لا دليل عليه في السنة, فهو مخالف لظواهر هذه الأحاديث , و أثر عمر هذا , و قول عطاء المذكور , و هو الإمام التابعي الجليل ابن أبي رباح , و ما كان من الأقوال كذلك فالأحرى بالمؤمن أن يدعها لأصحابها؛ معتقداً أنهم مأجورون عليها , لأنهم اجتهدوا قاصدين إلى الحق , و عليه هو أن يتبع ما ثبت في السنة , فإن خير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-».
وقال -أيضاً- رحمه الله- في «الصحيحة» (6/ 175 - 176) – تحت حديث: «ما لَكَ! أجعلك حذائي فتَخْنَس؟!»:
«وفيه فائدة فقهية هامة , قد لا توجد في كثير من الكتب الفقهية , بل في بعضها ما يخالفها , و هي: أن السنة أن يقتدي المصلي مع الإمام عن يمينه وحذاءه , غير متقدم عليه , و لا متأخر عنه , خلافاً لما في بعض المذاهب أنه ينبغي أن يتأخر عن الإمام قليلاً بحيث يجعل أصابع رجليه حذاء عقبي الإمام , أو نحوه , و هذا كما ترى خلاف هذا الحديث الصحيح, وبه عمل بعض السلف , فقد روى الإمام مالك في «موطئه» (1/ 154) عن نافع أنه قال:
«قمت وراء عبد الله بن عمر في صلاة من الصلوات وليس معه أحد غيري , فخالف عبد الله بيده , فجعلني حذاءه».
ثم روى (1/ 169 - 170) عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة أنه قال:
دخلت على عمر بن الخطاب بالهاجرة , فوجدته يسبح , فقمت وراءه , فقربني حتى جعلني حذاءه عن يمينه , فلما جاء (يرفأ) تأخرت فصففنا وراءه.
وإسناده صحيح -أيضاً-.
بل قد صح ذلك من فعله -صلى الله عليه وسلم- في قصة مرض وفاته حين خرج وأبو بكر الصديق يصلي الناس , فجلس -صلى الله عليه وسلم- حذاءه عن يساره , «مختصر البخاري»: 366) , و من تراجم البخاري (57 - باب يقوم عن يمين الإمام بحذائه سواء إذا كانا اثنين). انظر المختصر (10 - كتاب الأذان) والتعليق عليه
ـ[رغيد الأثري]ــــــــ[30 - 04 - 09, 06:45 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[30 - 04 - 09, 10:45 م]ـ
أخي جهاد:
لي تعقب أو تعقيب على نقلك فاسمح لي
وهو قولك: إنها سنة مهجورة!
فاعلم أن جمهور الفقهاء يرون أن المأموم لا يساوي الإمام في الوقوف ولكنه يتأخر عنه قليلاً.
والذي عليه المحققون خلافه
وقال الحنابلة يقف المأموم محاذياً للإمام تماماً غير متأخر عنه، قال الشيخ مرعي الكرمي: " ويقف الرجل الواحد عن يمينه محاذياً له " منار السبيل شرح الدليل 1/ 128.
وهو قول الحنفية المعتمد، قال صاحب الفتاوى الهندية: " ولا يتأخر المأموم عن الإمام في ظاهر الرواية " الفتاوى الهندية 1/ 88.
وقال صاحب الهداية: " ومن صلى مع واحد أقامه عن يمينه لحديث ابن عباس فإنه عليه الصلاة والسلام صلى به وأقامه عن يمينه ولا يتأخر عن الإمام " الهداية 1/ 307 - 308، وانظر حاشية ابن عابدين 1/ 566 - 567.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[01 - 05 - 09, 03:02 ص]ـ
الأخ الكريم / راشد
جزاكم الله خيراً على مروركم وتعقيبكم ..
أخي جهاد:
لي تعقب أو تعقيب على نقلك فاسمح لي
وهو قولك: إنها سنة مهجورة! ما المانع من القول بأنها سنة مهجورة .. !؟(91/240)
مناظرة الشيخ الألباني مع من يدعي جواز الإحتفال بالمولد النبوي
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 11:43 م]ـ
بسم الله والصلاة على رسول الله وعلى أله وصحبة أجمعين ومن إهتدى بهداهم إلي يوم الدين
أما بعد:
أترككم مع المناظرة
الشيخ الألباني:
الاحتفال بالمولد النبوي الشريف هل هو خير أم شر؟
محاور الشيخ:
خير.
الشيخ الألباني: حسناً، هذا الخير هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه يجهلونه؟
محاور الشيخ:
لا.
الشيخ الألباني:
أنا لا أقنع منك الآن أن تقول لا بل يجب أن تبادر وتقول: هذا مستحيل أن يخفى هذا الخير إن كان خيراً أو غيره على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه ونحن لم نعرف الإسلام والإيمان إلا عن طريق محمد صلى الله عليه وسلم؛ فكيف نعرف خيراً هو لم يعرفه! هذا مستحيل.
محاور الشيخ:
إقامة المولد النبوي هو إحياء لذكره صلى الله عليه وسلم وفي ذلك تكريم له.
الشيخ الألباني:
هذه فلسفة نحن نعرفها، نسمعها من كثير من الناس وقرأناها في كتبهم؛ لكن الرسول صلى الله عليه وسلم حينما دعا الناس هل دعاهم إلى الإسلام كله أم دعاهم إلى التوحيد؟
محاور الشيخ:
التوحيد.
الشيخ الألباني:
أول ما دعاهم للتوحيد، بعد ذلك فُرضت الصلوات، بعد ذلك فُرض الصيام، بعد ذل فُرض الحج، وهكذا؛ ولذلك امشِ أنت على هذه السنة الشرعية خطوة خطوة.
نحن الآن اتفقنا أنه من المستحيل أن يكون عندنا خيرٌ ولا يعرفه رسول الله صلى الله عليه وسلم.
فالخير كله عرفناه من طريق رسول الله صلى الله عليه وسلم وهذه لا يختلف فيها اثنان ولا ينتطح فيها كبشان، وأنا أعتقد أن من شك في هذا فليس مسلماً.
ومن أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم التي تؤيد هذا الكلام: 1. قوله صلى الله عليه وسلم: ((ما تركتُ شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به)).
فإذا كان المولد خيراً وكان مما يقربنا إلى الله زُلفى فينبغي أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه.
صحيح أم لا؟ أنا لا أريد منك أن توافق دون أن تقتنع بكل حرف مما أقوله، ولك كامل الحرية في أن تقول: أرجوك، هذه النقطة ما اقتنعت بها.
فهل توقفت في شيء مما قلتهُ حتى الآن أم أنت ماشٍ معي تماماً؟
محاور الشيخ:
معك تماماً.
الشيخ الألباني:
جزاك الله خيراً.
إذاً ((ما تركت شيئاً يقربكم إلى الله إلا وأمرتكم به))
نحن نقول لجميع من يقول بجواز إقامة هذا المولد:
هذا المولد خيرٌ – في زعمكم -؛ فإما أن يكون رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دلنا عليه وإما أن يكون لم يدلنا عليه.
فإن قالوا: قد دلنا عليه.
قلنا لهم: (هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ). ولن يستطيعوا إلى ذلك سبيلاً أبداً.
ونحن قرأنا كتابات العلوي [1] وغير العلوي في هذا الصدد وهم لايستدلون بدليل سوى أن هذه بدعة حسنة!! بدعة حسنة!!
فالجميع سواء المحتفلون بالمولد أو الذين ينكرون هذا الاحتفال متفقون على أن هذا المولد لم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة الكرام ولا في عهد الأئمة الأعلام.
لكن المجيزون لهذا الاحتفال بالمولد يقولون: وماذا في المولد؟ إنه ذكر لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وصلاة عليه ونحو ذلك.
ونحن نقول: لو كان خيراً لسبقونا إليه.
أنت تعرف حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ((خير الناس قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)) وهو في الصحيحين. وقرنه صلى الله عليه وسلم هو الذي عاش فيه وأصحابه،ثم الذين يلونهم التابعون، ثم الذين يلونهم أتباع التابعين. وهذه أيضاً لا خلاف فيها.
فهل تتصور أن يكون هناك خير نحن نسبقهم إليه علماً وعملاً؟ هل يمكن هذا؟
محاور الشيخ:
من ناحية العلم لو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لمن كان معه في زمانه إن الأرض تدور
الشيخ الألباني:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/241)
عفواً، أرجوا عدم الحيدة، فأنا سألتك عن شيئين علم وعمل، والواقع أن حيدتك هذه أفادتني، فأنا أعني بطبيعة الحال بالعلم العلم الشرعي لا الطب مثلاً؛ فأنا أقول إن الدكتور هنا أعلم من ابن سينا زمانه لأنه جاء بعد قرون طويلة وتجارب عديدة وعديدة جداً لكن هذا لا يزكيه عند الله ولا يقدمه على القرون المشهود لها؛ لكن يزكيه في العلم الذي يعلمه، ونحن نتكلم في العلم الشرعي بارك الله فيك. فيجب أن تنتبه لهذا؛ فعندما أقول لك: هل تعتقد أننا يمكن أن نكون أعلم؛ فإنما نعني بها العلم الشرعي لا العلم التجربي كالجغرافيا والفلك والكيمياء والفيزياء. وافترض مثلاُ في هذا الزمان إنسان كافر بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم لكن هو أعلم الناس بعلم من هذه العلوم هل يقربه ذلك إلى الله زُلفى؟
محاور الشيخ:
لا.
الشيخ الألباني:
إذاً نحن لانتكلم الآن في مجال ذلك العلم بل نتكلم في العلم الذي نريد أن نتقرب به إلى الله تبارك وتعالى، وكنا قبل قليل نتكلم في الاحتفال بالمولد؛ فيعود السؤال الآن وأرجو أن أحضى بالجواب بوضوح بدون حيدة ثانية.
فأقول هل تعتقد بما أوتيت من عقل وفهم أنه يمكننا ونحن في آخر الزمان أن نكون أعلم من الصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين في العلم الشرعي وأن نكون أسرع إلى العمل بالخير والتقرب إلى الله من هؤلاء السلف الصالح؟
محاور الشيخ:
هل تقصد بالعلم الشرعي تفسير القرآن؟
الشيخ الألباني:
هم أعلم منا بتفسير القرآن، وهم أعلم منا بتفسير حديث الرسول صلى الله عليه وسلم، هم في النهاية أعلم منا بشريعة الإسلام.
محاور الشيخ:
بالنسبة لتفسير القرآن ربما الآن أكثر من زمان الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فمثلاً الآية القرآنية ((وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ)) (النمل:88) فلو أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأحد في زمانه إن الأرض تدور هل كان سيصدقه أحد؟! ما كان صدقه أحد.
الشيخ الألباني:
إذاً أنت تريدنا – ولا مؤاخذة – أن نسجل عليك حيدةً ثانية. يا أخي أنا أسأل عن الكل لا عن الجزء، نحن نسأل سؤالاً عاماً:
الإسلام ككل من هو أعلم به؟
محاور الشيخ:
طبعاُ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته.
الشيخ الألباني:
هذا الذي نريده منك بارك الله فيك.
ثم التفسير الذي أنت تدندن حوله ليس له علاقة بالعمل، له علاقة بالفكر والفهم. ثم قد تكلمنا معك حول الآية السابقة وأثبتنا لك أن الذين ينقلون الآية للاستدلال بها على أن الأرض تدور مخطؤون لأن الآية تتعلق بيوم القيامة ((يَوْمَ تُبَدَّلُ الْأَرْضُ غَيْرَ الْأَرْضِ وَالسَّمَاوَاتُ وَبَرَزُوا لِلَّهِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ).
لسنا على كل حال في هذا الصدد.
وأنا أسلِّم معك جدلاً أنه قد يكون رجلاً من المتأخرين يعلم حقيقة علمية أو كونية أكثر من صحابي أو تابعي الخ؛ لكن هذا لا علاقة له بالعمل الصالح؛ فاليوم مثلاً العلوم الفلكية ونحوها الكفار أعلم منا فيها لكن مالذي يستفيدونه من ذلك؟ لاشيء. فنحن الآن لا نريد أن نخوض في هذا اللاشيء، نريد أن نتكلم في كل شيء يقربنا إلى الله زلفى؛ فنحن الآن نريد أن نتكلم في المولد النبوي الشريف.
وقد اتفقنا أنه لو كان خيراً لكان سلفنا الصالح وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أعلم به منا وأسرع إلى العمل به منا؛ فهل في هذا شك؟
محاور الشيخ:
لا، لا شك فيه.
الشيخ الألباني:
فلا تحد عن هذا إلى أمور من العلم التجريبي لا علاقة لها بالتقرب إلى الله تعالى بعمل صالح.
الآن، هذا المولد ما كان في زمان النبي صلى الله عليه وسلم - باتفاق الكل – إذاً هذا الخير ماكان في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والتابعين والأئمة المجتهدين،
كيف خفي هذا الخير عليهم؟!
لابد أن نقول أحد شيئين:
علموا هذا الخير كما علمناه – وهم أعلم منا –، أو لم يعلموه؛ فكيف علمناه نحن؟!
؛ فإن قلنا: علموه؛ - وهذا هو القول الأقرب والأفضل بالنسبة للقائلين بمشروعية الاحتفال بالمولد - فلماذا لم يعملوا به؟! هل نحن أقرب إلى الله زلفى؟! –
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/242)
لماذا لم يُخطيء واحدٌ منهم مرة صحابي أو تابعي أو عالم منهم أو عابد منهم فيعمل بهذا الخير؟!
هل يدخل في عقلك أن هذا الخير لا يعمل به أحدٌ أبداً؟! وهم بالملايين، وهم أعلم منا وأصلح منا وأقرب إلى الله زُلفى؟!
أنت تعرف قول الرسول صلى الله عليه وسلم _ فيما أظن _:
((لا تسبوا أصحابي؛ فوالذي نفس محمد بيده لو أنفق أحدكم مثل جبل أُحدٍ ذهباً ما بلغ مُدَّ أحدهم ولا نَصيفَهُ)).
أرأيت مدى الفرق بيننا وبينهم؟!
لأنهم جاهدوا في سبيل الله تعالى، ومع رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتلقوا العلم منه غضاً طرياً بدون هذه الوسائط الكثيرة التي بيننا وبينه صلى الله عليه وسلم، كما أشار صلى الله عليه وسلم إلى مثل هذا المعنى في الحديث الصحيح:
((من أحب أن يقرأ القرآن غضاً طرياً فليقرأهُ على قراءة ابن أم عبد)) يعني عبد الله بن مسعود.
" غضاً طرياً " يعنى طازج، جديد.
هؤلاء السلف الصالح وعلى رأسهم الصحابة رضي الله عنهم لايمكننا أن نتصور أنهم جهلوا خيراً يُقربهم إلى الله زلفى وعرفناه نحن وإذا قلنا إنهم عرفوا كما عرفنا؛ فإننا لا نستطيع أن نتصور أبداً أنهم أهملوا هذا الخير.
لعلها وضحت لك هذه النقطة التي أُدندنُ حولها إن شاء الله؟
محاور الشيخ:
الحمد لله.
الشيخ الألباني:
جزاك الله خيراً.
هناك شيء آخر، هناك آيات وأحاديث كثيرة تبين أن الإسلام قد كَمُلَ _ وأظن هذه حقيقة أنت متنبه لها ومؤمن بها ولا فرق بين عالم وطالب علم وعامِّي في معرفة هذه الحقيقة وهي: أن الإسلام كَمُلَ، وأنه ليس كدين اليهود والنصارى في كل يوم في تغيير وتبديل.
وأذكرك بمثل قول الله تعالى: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
الآن يأتي سؤال: وهي طريقة أخرى لبيان أن الاحتفال بالمولد ليس خيراً غير الطريقة السابقة وهي أنه لو كان خيراً لسبقونا إليه وهم – أي السلف الصالح – أعلم منا وأعبد.
هذا المولد النبوي إن كان خيراً فهو من الإسلام؛ فنقول: هل نحن جميعاً من منكرين لإقامة المولد ومقرِّين له هل نحن متفقون - كالاتفاق السابق أن هذا المولد ماكان في زمان الرسول صلى الله عليه وسلم – هل نحن متفقون الآن على أن هذا المولد إن كان خيراً فهو من الإسلام وإن لم يكن خيراً فليس من الإسلام؟
ويوم أُنزلت هذه الآية: ((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ)) لم يكن هناك احتفال بالمولد النبوي؛ فهل يكون ديناً فيما ترى؟
أرجو أن تكون معي صريحاً، ولا تظن أني من المشائخ الذين يُسكِّتون الطلاب، بل عامة الناس: اسكت أنت ما تعلم أنت ما تعرف، لا خذ حريتك تماماً كأنما تتكلم مع إنسان مثلك ودونك سناً وعلماً. إذا لم تقتنع قل: لم أقتنع.
فالآن إذا كان المولد من الخير فهو من الإسلام وإذا لم يكن من الخير فليس من الإسلام وإذا اتفقنا أن هذا الاحتفال بالمولد لم يكن حين أُنزلت الآية السابقة؛ فبديهي جداً أنه ليس من الإسلام.
وأوكد هذا الذي أقوله بأحرف عن إمام دار الهجرة مالك بن أنس: قال:
" من ابتدع في الإسلام بدعة – لاحظ يقول بدعة واحدة وليس بدعاً كثيرة – يراها حسنة فقد زعم أن محمداً صلى الله عليه وسلم خان الرسالة ".
وهذا شيء خطير جدا ً، ما الدليل يا إمام؟
قال الإمام مالك: اقرؤا إن شئتم قول الله تعالى:
((الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْأِسْلامَ دِيناً))
فما لم يكن يومئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً. انتهى كلامه.
متى قال الإمام مالك هذا الكلام؟ في القرن الثاني من الهجرة، أحد القرون المشهود لها بالخيرية!
فما بالك بالقرن الرابع عشر؟!
هذا كلامٌ يُكتب بماء الذهب؛ لكننا غافلون عن كتاب الله تعالى، وعن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعن أقوال الأئمة الذين نزعم نحن أننا نقتدي بهم وهيهات هيهات، بيننا وبينهم في القدوة بُعد المشرقين.
هذا إمام دار الهجرة يقول بلسانٍ عربيٍ مبين: "فمالم يكن يومئذٍ ديناً؛ فلا يكون اليوم ديناً".
اليوم الاحتفال بالمولد النبوي دين، ولولا ذلك ما قامت هذه الخصومة بين علماء يتمسكون بالسنة وعلماء يدافعون عن البدعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/243)
كيف يكون هذا من الدين ولم يكن في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا في عهد الصحابة ولا في عهد التابعين ولا في عهد أتباع التابعين؟!
الإمام مالك من أتباع التابعين، وهو من الذين يشملهم حديث:
((خير القرون قرني ثم الذين يلونهم ثم الذين يلونهم)).
يقول الإمام مالك: " ما لم يكن حينئذٍ ديناً لا يكون اليوم ديناً، ولا يَصلُح آخر هذه الأمة إلا بما صَلُح به أولها ".
بماذا صلح أولها؟ بإحداث أمور في الدين والُتقرب إلى الله تعالى بأشياء ما تقرب بها رسول الله صلى الله عليه وسلم؟!
والرسول صلى الله عليه وسلم هو القائل:
((ما تركتُ شيئاً يُقربكم إلى الى الله إلى وأمرتكم به)).
لماذا لم يأمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نحتفل بمولده؟! هذا سؤال وله جواب:
هناك احتفال بالمولد النبوي مشروع ضد هذا الاحتفال غير المشروع , هذا الاحتفال المشروع كان موجوداً في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم بعكس غير المشروع،مع بَون شاسع بين الاحتفالين:
أول ذلك: أن الاحتفال المشروع عبادة متفق عليها بين المسلمين جميعاً.
ثانياً: أن الاحتفال المشروع يتكرر في كل أسبوع مرة واحتفالهم غير المشروع في السنة مرة.
هاتان فارقتان بين الاحتفالين: أن الأول عبادة ويتكرر في كل أسبوع بعكس الثاني غير المشروع فلا هو عبادة ولا يتكرر في كل أسبوع.
وأنا لا أقول كلاماً هكذا ما أنزل الله به من سلطان، وإنما أنقل لكم حديثاً من صحيح مسلم رحمه الله تعالى عن أبي قتادة الأنصاري قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
يا رسول الله: ما تقول في صوم يوم الإثنين؟
قال ((ذاك يومٌ وُلِدتُ فيه، وأُنزل القرآن عليَّ فيه.))
ما معنى هذا الكلام؟
كأنه يقول: كيف تسألني فيه والله قد أخرجني إلى الحياة فيه، وأنزل عليَّ الوحي فيه؟!
أي ينبغي أن تصوموا يوم الاثنين شكراً لله تعالى على خلقه لي فيه وإنزاله الوحي عليَّ فيهِ.
وهذا على وزان صوم اليهود يوم عاشوراء، ولعلكم تعلمون أن صوم عاشوراء قبل فرض صيام شهر رمضان كان هو المفروض على المسلمين.
وجاء في بعض الأحاديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر إلى المدينة وجد اليهود يصومون يوم عاشوراء؛ فسألهم عن ذلك؛ فقالوا هذا يوم نجى الله فيه موسى وقومه من فرعون وجنده فصمناه شكراً لله؛ فقال صلى الله عليه وسلم: ((نحن أحق بموسى منكم)) فصامه وأمر بصومه فصار فرضاً إلى أن نزل قوله تعالى:
((شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدىً لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْه)).
فصار صوم عاشوراء سنة ونسخ الوجوب فيه.
الشاهد من هذا أن الرسول صلى الله عليه وسلم شارك اليهود في صوم عاشوراء شكراً لله تعالى أن نجى موسى من فرعون؛ فنحن أيضاً فَتَح لنا باب الشكر بصيام يوم الاثنين لأنه اليوم الذي وُلد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم واليوم الذي أُوحي إليه فيه.
الآن أنا أسألك: هولاء الذين يحتفلون بالمولد الذي عرفنا أنه ليس إلى الخير بسبيل أعرف ان كثيراً منهم يصومون يوم الاثنين كما يصومون يوم الخميس؛ لكن تُرى أكثر المسلمين يصومون يوم الاثنين؟
لا، لا يصومون يوم الاثنين، لكن أكثر المسلمين يحتفلون بالمولد النيوي في كل عام مرة! أليس هذا قلباً للحقائق؟!
هؤلاء يصدق عليهم قول الله تعالى لليهود:
((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
هذا هو الخير: صيام متفق عليه بين المسلمين جميعاً وهو صيام الاثنين ومع ذلك فجمهور المسلمين لا يصومونه!!
نأتي لمن يصومه وهم قلة قليلة: هل يعلمون السر في صيامه؟ لا لا يعلمون.
فأين العلماء الذين يدافعون عن المولد لماذا لا يبينون للناس أن صيام الاثنين هو احتفال مشروع بالمولد ويحثونهم عليه بدلاً من الدفاع عن الاحتفال الذي لم يُشرع؟!!
وصدق الله تعالى ((أَتَسْتَبْدِلُونَ الَّذِي هُوَ أَدْنَى بِالَّذِي هُوَ خَيْرٌ))
وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:
((للتتبعنَّ سَنن من قبلكم شبراً بشبر وذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه))
وفي رواية أخرى خطيرة ((حتى لو كان فيهم من يأتي أمه على قارعة الطريق لكان فيكم من يفعل ذلك)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/244)
فنحن اتبعنا سنن اليهود؛ فاستبدلنا الذي هو أدنى بالذي هو خير، كاستبدالنا المولد النبوي الذي هو كل سنة وهو لا أصل له بالذي هو خير وهو الاحتفال في كل يوم اثنين وهو احتفال مشروع بأن تصومه مع ملاحظة السر في ذلك وهو أنك تصومه شكراً لله تعالى على أن خلق رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وأنزل الوحي فيه.
وأختم كلامي بذكر قوله صلى الله عليه وسلم:
((أبى الله أن يقبل توبة مبتدع)).
والله تعالى يقول: ((يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَإِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ))
وقد جاء في صحيح مسلم أن أحد التابعين جاء إلى السيدة عائشة
محاور الشيخ:
قراءة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم أليس تكريماً له؟
الشيخ الألباني:
نعم
محاور الشيخ:
فيه ثواب هذا الخير من الله؟
الشيخ الألباني:
كل الخير. ما تستفيد شيئاً من هذا السؤال؛ ولذلك أقاطعك بسؤال: هل أحد يمنعك من قراءة سيرته؟
أنا أسألك الآن سؤالاً: إذا كان هناك عبادة مشروعة، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً، ولا جعل لها كيفية معينة؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً، أو كيفية معينة؟ هل عندك جواب؟
محاور الشيخ:
لا، لا جواب عندي.
الشيخ الألباني:
قال الله تعالى: ((أَمْ لَهُمْ شُرَكَاءُ شَرَعُوا لَهُمْ مِنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَنْ بِهِ اللَّهُ))
وكذلك يقول الله تعالى:
((اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَاباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا إِلَهاً وَاحِداً لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ سُبْحَانَهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ)) التوبة:31
((لما سمع عدي بن حاتم رضي الله عنه هذه الآية – وقد كان قبل إسلامه نصرانياً – أشكلت عليه فقال: إنا لسنا نعبدهم قال: (أليس يحرمون ما أحل الله فتحرمونه ويحلّون ما حرم الله، فتحلونه؟)، فقال: بلى. قال: (فتلك عبادتهم))).
وهذا يبيِّن خطورة الابتداع في دين الله تعالى.
مفرغ مع بعض الاختصار من أحد اشرطة سلسلة الهدى والنور للشيخ الألباني رحمه الله تعالى. رقم الشريط 94/ 1
المصدر: http://www.alalbany.net/misc/misc008.php
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 05:37 ص]ـ
" إذا كان هناك عبادة مشروعة، لكن الرسول صلى الله عليه وسلم ما وضع لها زمناً معيناً، ولا جعل لها كيفية معينة؛ فهل يجوز لنا أن نحدد لها من عندنا زمناً معيناً، أو كيفية معينة؟ ":
فهل لما يقوم الإمام بالإجابة بعقد مجلس إفتاء بعد صلاة كل جمعة يجيب فيه على أسئلة المصلين، هل هذا يعتبر من تحديد زمن معين لعبادة مشروعة؟! أم إذا اعتقد أن هذه سنة، و قام بنسبتها للدين؟!
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - 03 - 08, 09:53 ص]ـ
هذه الجلسة بعد الجمعة لم يُقصَد بعقدها في هذا الزمان تحديداً التعبد أو التقرب إلى الله تعالى
فليتنبَّه لذلك أخي الكريم
ـ[علي الكناني]ــــــــ[08 - 03 - 08, 12:54 م]ـ
هل أجدها صوتية؟
بارك الله فيك
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 10:49 م]ـ
أبو يوسف: ماذا قصد الإمام إذا لما جلس بعد كل جمعة؟ أليست هذه عبادة؟ أليس هو يتعبد لله بفعلها؟
ـ[أبو سليمان المهاجر]ــــــــ[14 - 04 - 08, 09:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
أخواني الكرام لدي سؤال أرجو أن أجد الإجابة عنه:
من المعروف أن هناك بدعة حسنة وبدعة سيئة.
فكما تعرفون كانت صلاة التراويح على زمن الرسول صلى الله عليه سلم ثماني ركعات ... وفي عهد سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه كانت عشرون ... والأن نجد في كثير من الدول الإسلامية صلاة التراويح عشرون ركعة ولا تجد من يختلف في أن هذه البدعة هي بدعة حسنة ... لذلك كيف تم أخذ عيد المولد على أنه بدعة سيئة وليس حسنة، لأني لم أجد الجواب في حوار الشيخ.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[14 - 04 - 08, 10:32 م]ـ
أخي الكريم
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (كل بدعة ضلالة)، وراجع كلام الإمام الشاطبي رحمه الله تعالى في "الاعتصام".
وعلى فرض تسمية ما كان له أصل -كأصل مشروعية صلاة التراويح في رمضان خلف إمام- من فعل الرسول صلى الله عليه وسلم: بدعة حسنة، فإن هذا اصطلاح لا يعني أن ذلك بدعة في اصطلاح الشارع.
وكذلك الزيادة على الإحدى عشرة ركعة فهي ليست بدعة في اصطلاح الشرع؛ إذ حض الرسول صلى الله عليه وسلم على صلاة الليل ولم يحدها بعدد، فيبقى هذا الأمر غير مقيد كما قال الجمهور، وله أصل شرعي.
أما الاحتفال بالمولد فلا أصل له في الشريعة، فكيف يكون بدعة حسنة؟! بل أرى أن أصله احتفال النصارى بمولد المسيح عليه السلام، وهذا تشبه بهم يزيد هذه البدعة السيئة سوءاً وقبحاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/245)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[14 - 04 - 08, 10:35 م]ـ
أبو يوسف: ماذا قصد الإمام إذا لما جلس بعد كل جمعة؟ أليست هذه عبادة؟ أليس هو يتعبد لله بفعلها؟
يتقرب إلى الله تعالى بتعليم شرعه والإفتاء في هذا الوقت، ولكنه لا يعتبر اتخاذ هذا الوقت للتعليم والإفتاء قربة إلى الله. فلا فرق عنده شرعاً لو كان تعليمه الناس يوم الثلاثاء أو يوم الأربعاء أو غيرهما، وهو لا يعتقد أن للدرس في هذا الوقت مزية شرعية. فاعلم.
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[14 - 04 - 08, 11:25 م]ـ
هل أجدها صوتية؟
بارك الله فيك
تفضل اخي الكريم الرابط الصوتي للمناظرة
مناظرة ( http://www.alalbany.name/audio/094/094_03.rm) في حكم الاحتفال بالمولد
ـ[أبو سليمان المهاجر]ــــــــ[14 - 04 - 08, 11:30 م]ـ
شكراً أخي أبو يوسف التواب على التوضيح، ولكن:
إذا كانت تسمية بدعة حسنة مغلوطة فما هو تفسيرك لـ:
حَدِيث عَائِشَة الْمُشَار إِلَيْهِ وَهُوَ مِنْ جَوَامِع الْكَلِم قَالَ الشَّافِعِيّ " الْبِدْعَة بِدْعَتَانِ: مَحْمُودَة وَمَذْمُومَة، فَمَا وَافَقَ السُّنَّة فَهُوَ مَحْمُود وَمَا خَالَفَهَا فَهُوَ مَذْمُوم " أَخْرَجَهُ أَبُو نُعَيْم بِمَعْنَاهُ مِنْ طَرِيق إِبْرَاهِيم بْن الْجُنَيْد عَنْ الشَّافِعِيّ، وَجَاءَ عَنْ الشَّافِعِيّ أَيْضًا مَا أَخْرَجَهُ الْبَيْهَقِيُّ فِي مَنَاقِبه قَالَ " الْمُحْدَثَات ضَرْبَانِ مَا أُحْدِث يُخَالِف كِتَابًا أَوْ سُنَّة أَوْ أَثَرًا أَوْ إِجْمَاعًا فَهَذِهِ بِدْعَة الضَّلَال، وَمَا أُحْدِث مِنْ الْخَيْر لَا يُخَالِف شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ فَهَذِهِ مُحْدَثَة غَيْر مَذْمُومَة ".
الحديث الأول يدل على أنه لفظة بدعة لا تطلق على الأفعال المذمومة فقط بل على المحمودة أيضاً، والحديث الثاني يدل على أن الشيء المستحدث ليس شرطاً أن يكن له أساساً شرعياً من السنة. أي من الممكن أن يستحدث أمر جديد لا يوجد له أساس من السنة. فكلمة "أحدث" أي ليس له أساس سابق.
طبعاً لا ينسى المرء القول المأثور:
"السَّعِيد مَنْ تَمَسَّكَ بِمَا كَانَ عَلَيْهِ السَّلَف وَاجْتَنَبَ مَا أَحْدَثَهُ الْخَلَف"، فتطبيق السنة هو أولوية، فصيام الاثنين أهم من الاحتفال بعيد المولد، ولكني لا أقول عن عيد المولد أنه منكر. فالاحتفال بعيد المولد الذي يقتصر على الذكر والأناشيد لا يحتوي على أي منكرات. فمن أين استدل شيخنا الألباني على هذا.
الرجاء الإفادة.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[15 - 04 - 08, 01:08 ص]ـ
راجع كلام الشاطبي المحال إليه.
وقلنا لا مشاحة في الاصطلاح .. فلتسمها بهذه التسمية، إلا أنا نرى أن كمال الأدب مع قول رسول الله: (كل بدعة ضلالة) أن لا نقول: بدعة حسنة. والله أعلم.
ولا تنس -أخي- أن تخصيص يوم المولد بأذكار معينة هو المنكر بعينه
وبعض الأناشيد -ولن أقول الكثير منها- في يوم المولد فيها من المنكر ما هو أنكر وأنكر. نسأل الله تعالى لنا ولسائر المسلمين الهداية.
ـ[أبو سليمان المهاجر]ــــــــ[15 - 04 - 08, 05:10 ص]ـ
فعلاً راجعت الكتاب ... ولكن (1) ماهو المقصود بالبدعة المحمودة في الحديث:
"الْبِدْعَة بِدْعَتَانِ: مَحْمُودَة وَمَذْمُومَة، فَمَا وَافَقَ السُّنَّة فَهُوَ مَحْمُود وَمَا خَالَفَهَا فَهُوَ مَذْمُوم"
ولكن الأهم من ذلك (2) ماهي العلة الشرعية في الاحتفال بعيد المولد.
لقد حضرت بالفعل إحدى الموالد في دولة عربية وقد اقتصرت الأذكار فيه على الأذكار الواردة عن الني صلى الله عليه وسلم.
أيضاً هل من الممكن (3) توضيح "أن تخصيص يوم المولد بأذكار معينة هو المنكر بعينه"
أما عن الأناشيد فكما تعرف تجد منها الصالح والطالح وعلى المؤمن أن يحذر مما يسمعه منها
فأنا أتحدث عن الاحتفال الذي لا يشوبه منكرات، أي المقتصر على الذكر الوارد عن الني صلى الله عليه وسلم والأناشيد التي لا يوجد بها نغم أو آلات موسيقية. (2) فما هو وجه الحرمة فيها؟
أرجو الإفادة لمن لديه الجواب عن السؤال (2)
ـ[أبو سليمان المهاجر]ــــــــ[29 - 04 - 08, 10:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،
بارك الله بكم أخواني وجدت الدليل على حرمة الأمر وهو السنة التركية (من ترك)
وفي هذا الملف ستجدون مايفيدكم حول هذا الموضوع
شكراً أخي أبو يوسف التراب على جهودك
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 02 - 09, 11:24 ص]ـ
رحم الله الشيخ الألباني ... وجمعنا وإياه ووالدينا ومن نحب في الفردوس الأعلى.
---
أقترح على الشيخ المشرف تغيير الخط ... فهو متعب للعينين.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 04:31 م]ـ
أستغرب من شيء، الشيخ الألباني يجيب بعدة أسطر، بينما المحاور سطر واحد فقط ..
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 02 - 09, 06:27 م]ـ
الأخ كاتب المقال
هل أنت من يكتب في منتدى " البيضاء " باسم عبد الله الخليفي؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/246)
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 03 - 09, 04:51 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة.(91/247)
هل ينبض القلب قبل نفخ الروح؟!!!
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[07 - 03 - 08, 11:50 م]ـ
الأطباء حسب ما فهمت يقولون إن الجنين يبدأ قلبه في النبض في الأسبوع السابع ونحن نعلم أن الروح تنفخ في الجنين بعد الأربعين الثالثة،
فهل ينبض القلب قبل نفخ الروح؟
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[08 - 03 - 08, 12:48 ص]ـ
ينبض قلب الجنين (بعد 21 يوماً من الحمل) ويقوم بالعمل على ضخ الدم في مختلف أنحاء الجسد
اي قبل نفخ الروح
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[08 - 03 - 08, 01:30 ص]ـ
وكيف التوفيق بين حديث نفخ الروح بعد الاربعين الثالثة، وحركة الجنين قبل ذلك؟
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 01:15 م]ـ
رقم الفتوى: 65428
عنوان الفتوى: لا تعارض بين حركة الجنين في نهاية الشهر الثاني وحديث (يجمع خلق أحدكم)
تاريخ الفتوى: 26 جمادي الثانية 1426/ 02 - 08 - 2005
السؤال الرجاء التنويه أن الاطباء يقولون إن الجنين يتحرك من نهاية الشهر الثاني أو أول الشهر الثالث الرجاء الإفادة بعد المقارنة مع الحديث، وجزاكم الله خيراً، رقم السؤال السابق هو 148581؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الجنين قبل نفخ الروح فيه تكون له حركة نمو واغتذاء لا إرادية كنمو النبات وحركته، بل إن الحيوان المنوي كان يتحرك وحده قبل التحامه بالبويضة وتمام التلقيح، وليس في الحديث المذكور ولا في غيره من نصوص الوحي ما ينفي هذا النوع من الحركة الذي هو نتيجة لقبول الغذاء والنمو والحياة.
أما الحركة الإرادية فلا تكون إلا بعد نفخ الروح وذلك لا يكون إلا بعد مائة وعشرين يوماً، كما في الحديث وكما قرره الأطباء ... ولهذا فلا تعارض بين ما يقوله الأطباء وبين ما ورد في الحديث، وقد تضمن هذا الحديث وأمثاله من نصوص الوحي من الإعجاز العلمي ما ظلت البشرية تجهله لقرون عديدة، وقد سبق بيان ذلك بالتفصيل في الفتوى رقم: 9472، والفتوى رقم: 22096.
والله أعلم.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=65428&Option=FatwaId
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 01:53 م]ـ
وهذا الرابط سوف تجد فيه بحثا اسمه (حقيقة الحياة وعلاماتها والآثار المترتبة عليها):
http://jmuslim.naseej.com/Detail.asp?InNewsItemID=191254
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 12:17 ص]ـ
الذي أفهمه أن بين القلب والروح ارتباطا فإذا توقف أحدهما توقف الآخر، فهل يمكن أن ينبض القلب والجنين قطعة لحم لم تنفخ فيه الروح بعد؟
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[09 - 03 - 08, 12:41 ص]ـ
.......... بين القلب والروح ارتباطا ..............
كأنه منطلق غير سليم لما تريد الوصول إليه
وفقك الله
يا أخي العزيز الحربي
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 01:02 ص]ـ
أخي العزيز المفضال " أبو سلمى رشيد " هل يمكن أن تزيد جوابك إيضاحا؟ فإني لم يتبين لي مرادك وفقك الله لكل خير
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[09 - 03 - 08, 01:28 ص]ـ
أخي العزيز المفضال " أبو سلمى رشيد " هل يمكن أن تزيد جوابك إيضاحا؟ فإني لم يتبين لي مرادك وفقك الله لكل خير
أردت أن أنبهك إلى أنه في البداية ليس من الضروري أن تكون الروح موجودة لنبض القلب
فلا داعي من جعل ما انطلقت منه هو المنطلق المسلم به يا أخي الكريم
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 01:43 ص]ـ
أخي الكريم:
هل يعني هذا أن الإنسان ينبض قلبه حتى لو لم تكن الروح موجودة؟ خاصة ونحن نعلم أن الروح إذا خرجت توقف القلب،
أقول هذا وأنا بضاعتي مزجاة في الطب، لكنه إشكال أردت من إخواني أن يشاركوني في حله وإزالته.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[09 - 03 - 08, 02:40 م]ـ
أخي الكريم:
هل يعني هذا أن الإنسان ينبض قلبه حتى لو لم تكن الروح موجودة؟ خاصة ونحن نعلم أن الروح إذا خرجت توقف القلب،
أقول هذا وأنا بضاعتي مزجاة في الطب، لكنه إشكال أردت من إخواني أن يشاركوني في حله وإزالته.
1 - الشيء الذي أنا متأكد منه أنه في بطن أمه قلبه ينبض قبل نفخ الروح فيه وهو أمر معلوم جمعا بين الحديث النبوي والواقع.
2 - أما بعد ذلك فكم واحد توقف قلبه ودفن ثم سمعوه يصيح فأخرجوه من قبره ... وكم من واحد كادوا يدفنوه بعد توقف قلبه وتنفسه وبعد غسله ثم أفاق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/248)
*-*-* وأنا ليست لدي أي علاقة بالطب -*-*-
ما رأيك يا أخي العزيز
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[10 - 03 - 08, 01:25 م]ـ
الذي أفهمه أن بين القلب والروح ارتباطا فإذا توقف أحدهما توقف الآخر، فهل يمكن أن ينبض القلب والجنين قطعة لحم لم تنفخ فيه الروح بعد؟
يقول الدكتور محمد علي البار وفقه الله
في بحث عنوانه (ما الفرق بين الموت الإكلينيكي والموت الشرعي؟)
"الجنين قبل نفخ الروح فيه كانت فيه حركة النمو والاغتذاء. بل إن القلب ينبض ويعمل منذ اليوم الثاني والعشرين منذ التلقيح وتبدأ الدورة الدموية عملها منذ تلك اللحظة ومع هذا لم يقل أحد من علماء الإسلام أن الروح قد نفخت في هذا الجنين في هذه الفترة، بل أجمعوا أو كادوا على أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد مرور مائة وعشرين يوماً منذ بدء الحمل ولم يشذ من ذلك إلا فئة قليلة لم تحدد وقتاً لنفخ الروح ولكنها أخذت بحديث حذيفة بن أسيد .... "
وقال أيضا "وما يهمنا ها هنا هو التأكيد على أن الفقهاء لم يجعلوا الحركة الاضطرارية دليلا على وجود الروح، بل على العكس من ذلك. كما أنهم لم يجعلوا انتظام نظم القلب وضرباته ووجود الدورة الدموية في الجنين دليلاً على نفخ الروح فيه، بل اعتبروا ذلك كله بمثابة النبات أو الحيوان وليس فيه أي دليل على نفخ الروح في الجنين. وقد أخبر المعصوم صلى الله عليه وسلم عن موعد هذا النفخ وأنه لا يكون إلا بعد مرور الجنين بمراحل متعددة ابتداء من النطفة ومرورا بالعلقة والمضغة والعظام واللحم الذي يكسو العظام ووجود أمارات التخليق ووجود الأعضاء المختلفة من كبد وقلب ورئة وكُلى .. ومع أن الدورة الدموية والقلب يبدأ عملهما مبكرا جدا (في اليوم الثاني والعشرين منذ التلقيح) إلا أن الفقهاء لم يعيروا ذلك اهتماماً لوجود النص .. واتفق جمهور الفقهاء وعلماء الشريعة والعلوم الدينية أن نفخ الروح لا يكون إلا بعد وصول الجنين إلى اليوم العشرين بعد المائة ............... "
وقال أيضا "وهذا دليل قوي على عدم اعتبارهم للدورة الدموية كدليل على وجود الروح إذ يمكن أن تكون هناك دورة دموية كاملة والقلب ينبض دون وجود الروح وهذا بالضبط ما يقوله الأطباء حيث إن القلب يمكن أن يستمر في النبض والدورة الدموية بمساعدة العقاقير والأجهزة وبوجود منفسة تقوم بعملية التنفس ولا يعد الشخص في تلك الحالة حياً بل هو ميت إذا مات دماغه بشروط معينة لا بد من توافرها في تشخيص موت الدماغ .... "
لعل الإشكال يزول عنك بعد هذا؟
ـ[توبة]ــــــــ[10 - 03 - 08, 01:49 م]ـ
بارك الله فيكم،هذه حقيقة من الحقائق الطبية،كنت سأكتب عن مسألة الموت الدماغي هذه ولكني أحجمت لأسباب و الأمر يحتاج إلى شيء من التفصيل.
ـ[عدنان القاهرى]ــــــــ[10 - 03 - 08, 05:00 م]ـ
الحديث يقول ان نفخ الروح بعد مائة وعشرين يوم فهل يرفض الطب هذه المدة؟ اقصد ماهى وجهة نظر الاطباء؟
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[10 - 03 - 08, 10:36 م]ـ
الأخ خالد الحربي وفقه الله:
شكر الله لك مرورك وإفادتك.
وشكر الله لجميع الإخوة.(91/249)
هل صحيح أن الشيخ ابن باز نفى قصة الذين تدافعوا الماء في غزوة احد حتى هلكوا!!
ـ[أبو لجين]ــــــــ[08 - 03 - 08, 01:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كان هناك درس عن الاخوة فذكر احد الشباب موقف الثلاثة الذين تدافعوا الماء في غزوة احد حتى هلكوا جميعا فقال احد الشباب ان الشيخ ابن باز نفى هذه القصة وقال انها لم تثبت ولا يمكن لان هذا اهلاك للنفس ولا ينبغي الإثار في هذه الاماكن .. فما قولكم؟؟
أفتوني مأجورين ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[08 - 03 - 08, 09:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
كان هناك درس عن الاخوة فذكر احد الشباب موقف الثلاثة الذين تدافعوا الماء في غزوة احد حتى هلكوا جميعا فقال احد الشباب ان الشيخ ابن باز نفى هذه القصة وقال انها لم تثبت ولا يمكن لان هذا اهلاك للنفس ولا ينبغي الإثار في هذه الاماكن .. فما قولكم؟؟
أفتوني مأجورين ..
لا علم لي برأي الشيخ في هذه المسألة.
والذي أذكر أن هذه القصة ذكرت في معركة اليرموك بين عدد من بينهم عكرمة بن أبي جهل رضي الله عنه، وقد يقال إن صحت إن من آثر منهم لم يكن يعلم أنه سيهلك وإنما هو ظن، أو يكون قد تحقق عنده هلاك نفسه وأن شربة الماء لا تدفع عنه الموت، فأراد أن ينفع أخاه بها.
والايثار بالقربات فيه خلاف بين أهل العلم مذكور مشهور.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 11:24 م]ـ
.
والايثار بالقربات فيه خلاف بين أهل العلم مذكور مشهور.
شيخنا ما المقصود بالقربات هنا؟؟ و ما علاقته بالواقعة المذكورة؟
ـ[أبو لجين]ــــــــ[09 - 03 - 08, 06:15 ص]ـ
شكرا للأخوة ولكني لا زلت ابحث عن صحة القصة:)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 03 - 08, 04:56 م]ـ
ما المقصود بالقربات هنا؟؟ و ما علاقته بالواقعة المذكورة؟
حياك الله أخي الكريم العلاقة هي الإيثار، وقد امتدح الله قوما لأنهم (يؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة)، ولعل مأخذ المسألتين (الإثار بالقرب، ومحاب النفس وما تحتاجه) واحد.
قال العلامة ابن القيم رحمه الله في زاد المعاد 3/ 442:
فصل
ومنها: كمال محبة الصديق له وقصده التقرب إليه والتحبب بكل ما يمكنه ولهذا ناشد المغيرة [الصديق] أن يدعه هو يبشر النبي صلى الله عليه وسلم بقدوم وفد الطائف ليكون هو الذي بشره وفرحه بذلك وهذا يدل على أنه يجوز للرجل أن يسأل أخاه أن يؤثره بقربة من القرب وأنه يجوز للرجل أن يؤثر بها أخاه، وقول من قال من الفقهاء لا يجوز الإيثار بالقرب = لا يصح، وقد آثرت عائشة عمر بن الخطاب بدفنه في بيتها جوار النبي صلى الله عليه وسلم وسألها عمر ذلك فلم تكره له السؤال ولا لها البذل.
وعلى هذا فإذا سأل الرجل غيره أن يؤثره بمقامه في الصف الأول لم يكره له السؤال ولا لذلك البذل، ونظائره ومن تأمل سيرة الصحابة وجدهم غير كارهين لذلك ولا ممتنعين منه، وهل هذا إلا كرم وسخاء وإيثار على النفس بما هو أعظم محبوباتها تفريحا لأخيه المسلم وتعظيما لقدره وإجابة له إلى ما سأله وترغيبا له في الخير، وقد يكون ثواب كل واحد من هذه الخصال راجحا على تلك القربة = فيكون المؤثر بها ممن تاجر فبذل قربة وأخذ أضعافها، وعلى هذا فلا يمتنع أن يؤثر صاحب الماء بمائه أن يتوضأ به ويتيمم هو إذا كان لا بد من تيمم أحدهما فآثر أخاه وحاز فضيلة الإيثار وفضيلة الطهر بالتراب ولا يمنع هذا كتاب ولا سنة ولا مكارم أخلاق.
وعلى هذا فإذا اشتد العطش بجماعة وعاينوا التلف ومع بعضهم ماء فآثر على نفسه واستسلم للموت = كان ذلك جائزا ولم يقل: إنه قاتل لنفسه ولا أنه فعل محرما؛ بل هذا غاية الجود والسخاء كما قال تعالى: {ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة} (الحشر: 9) وقد جرى هذا بعينه لجماعة من الصحابة في فتوح الشام وعد ذلك من مناقبهم وفضائلهم، وهل إهداء القرب المجمع عليها والمتنازع فيها إلى الميت إلا إيثار بثوابها وهو عين الإيثار بالقرب فأي فرق بين أن يؤثره بفعلها ليحرز ثوابها وبين أن يعمل ثم يؤثره بثوابها وبالله التوفيق.
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 07:50 م]ـ
زادكم الله علما شيخنا و نفعنا بفوائدكم فتكون القربة في هذه الواقعة: البقاء على قيد الحياة ... و أشكل علي كونها قربة أن الشهادة هي التي يصلح كونها قربة لا البقاء على قيد الحياة الذي هو من المباحات الضروريات فيكون ايثار أخيه بالشهادة هو ما يصلح تسميته بالايثار بالقرب و هم هنا آثروا بها أنفسهم ... فما التفسير نفع الله بكم؟؟(91/250)
شرح حديث في قصة الحديبية
ـ[أبو الزبير الحنبلي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 02:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمةالله وبركاته
هناك من يدعي جواز قصد نساء وصبيان العدو بالقتل محتجًا بلفظ الحديث الذي استشار فيه النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أصحابه قائلا: {اشيروا على , أترون أن نميل على ذرارى هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم} الحديث في المسندوهو حول قصة الحديبية
فقال {فنصيبهم} بمعنى: فنقتلهم، بدليل ما ورد في حديث آخر {سُئِلَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ الذَّرَارِيّ مِنْ الْمُشْرِكِينَ يَبِيتُونَ فَيُصِيبُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ وَذَرَارِيّهمْ} أي فيقتلون
فهل لهذا التفسير من وجه معتبر؟
ـ[أبو الزبير الحنبلي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 11:44 م]ـ
للرفع .....(91/251)
عبارة لابن العربي نقلها لذهبي أحتاج لمعرفة معناها
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 07:46 ص]ـ
قال الذهبي - رحمه الله -:
قال أبو بكر بن العربي في " شرح الاسماء الحسنى ": قال شيخنا أبو حامد قولا عظيما انتقده عليه العلماء، فقال: وليس في قدرة الله أبدع من هذا العالم في الاتقان والحكمة، ولو كان في القدرة أبدع أو أحكم منه ولم يفعله، لكان ذلك منه قضاء للجود، وذلك محال.
" سير أعلام النبلاء "
فما معنى " قضاء للجود "؟
وفقكم الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[08 - 03 - 08, 08:02 ص]ـ
(قال شيخنا أبو حامد قولا عظيما انتقده عليه العلماء،
فقال: وليس في قدرة الله أبدع من هذا العالم في الاتقان والحكمة، ولو كان في القدرة أبدع أو أحكم منه ولم يفعله، لكان ذلك منه قضاء للجود، وذلك محال.)
انتهى كلام الغزالي
قضاء للجور
بالراء
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 12:22 م]ـ
جزاك الله خيرا
هل ثمة كتاب نقلها على الصواب الذي ذكرته؟
فهي في طبعة الرسالة وغيرها من الكتب "للجود "
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 12:39 م]ـ
وجدتها " للجور " كما ذكر شيخنا ابن وهب في " الدرر السنية في الأجوبة النجدية " (3/ 330).(91/252)
سماحة مفتى عام المملكة يفتي بالقنوت لإخواننا في فلسطين
ـ[محمد حماصه]ــــــــ[08 - 03 - 08, 08:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أفتى سماحة مفتي عام المملكة العربية بالقنوت لنازلة المسلمين في فلسطين ومايلقاه إخواننا المحاصرون في قطاع غزة، عسى الله أن يكشف عنهم لكرب والغمة.
وسوف يقنت فضيلته بدءا من صلاة العشاء هذه الليلة؛ ليلة الثلاثاء الموافق الثالث عشر من شهر الله المحرم من عام 1429هـ وقد رأى فضيلته أن يقتصر الدعاء على النازلة الموجبة له دون تطويل بما لا يقتضيه المقام أو يضعف تعلقه بالنازلة.
فالله نسأل أن يرحم إخواننا المستضعفين في قطاع غزة، وأن يكون لهم ناصراً ومؤيداًوظهيراً، وأن يجلي الغمة عنهم، ويذهب كربهم، ويصلح أحوالهم، ويكبت أعداءهم، إنه نعمالمولى ونعم النصير.
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=7984&Itemid=27(91/253)
حكم النية لطهارة الخبث
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[08 - 03 - 08, 08:39 ص]ـ
هل يشترط النية لطهارة الخبث
وصورة المسالة
لو وقع على ثوبك نجاسة فهل يشترط النية لجل التطهر كما هو المعمول بطهارة الحدث بوجوب النية
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - 03 - 08, 09:42 ص]ـ
لا يشترط لإزالة الخبث نية؛ لأنها من باب التروك، ولو زالت النجاسة بنفسها دون فعل منك فقد طهر المحل. والله أعلم
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 11:12 ص]ـ
قال ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى (21 - 477)
وأما طهارة الخبث فإنها من باب التروك فمقصودها اجتناب الخبث؛ ولهذا لا يشترط فيها فعل العبد ولا قصده بل لو زالت بالمطر النازل من السماء حصل المقصود كما ذهب إليه أئمة المذاهب الأربعة وغيرهم.
ومن قال من أصحاب الشافعي وأحمد: إنه يعتبر فيها النية فهو قول شاذ مخالف للإجماع السابق مع مخالفته لأئمة المذاهب
. وإنما قيل مثل هذا من ضيق المجال في المناظرة فإن المنازع لهم في مسألة النية قاس طهارة الحدث على طهارة الخبث فمنعوا الحكم في الأصل وهذا ليس بشيء
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[08 - 03 - 08, 03:34 م]ـ
اذن المسالة من المسائل الشاذة
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[09 - 03 - 08, 01:48 م]ـ
هل من اضافة
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[11 - 03 - 08, 10:38 ص]ـ
ماهو الشاذ وما الضابط فيه
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[16 - 03 - 08, 10:14 ص]ـ
الشاذ ياتي على عدة اطلاقات في اللغة:
فالشاذ في اللغة: يطلق على معان تدور في مجملها حول الانفراد، والندرة، والقلة، والافتراق.(91/254)
ايتام وردت اليهم هبات كيف تقسم عليهم وعلى امهم؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 11:23 ص]ـ
السلام عليكم
ايتام وردت اليهم هبات وصدقات وعطايا مختلفة من متبرعين وجهات خيرية.
كيف يتم تقسيم المال بين الايتام؟
هل لامهم حصة؟
في حلة وفاة الام كيف يقسم؟
اذا اشترت الام به بيتا فكيف يقسم بينهم وهل يدخل ضمن الميراث فيما بعد؟
اذا طلب الان بعض الايتام حصته فكيف الحل؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 03:18 م]ـ
هل من مجيب؟(91/255)
هل قراءة الصحابي لسورة الاخلاص نهاية كل ركعة يشكل على اصول معرفة البدع؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 11:26 ص]ـ
السلام عليكم
حديث قراءة الصحابي لسورة الإخلاص (قل هو الله احد)، في نهاية القراءة في الركعة، يشكل على أصول أهل السنة في قواعد معرفة البدع والسنن.
بيانه:
إن العمومات الواردة في فعل الخيرات، يجب إن تبقى على عمومها بدون تخصيص لها من الشخص، فان حصل فيها تخصيص من الشخص بزمان معين أو مكان معين أو هيئة معينة، صارت بدعة، وهي ما اصطلح على تسميته بالبدعة الإضافية، وتعني إن الأمر مشروع بأصله ممنوع بوصفه، بخلاف البدعة الحقيقية فهي ممنوعة بأصلها ووصفها.
وهذا الحديث يخالف هذا التأصيل.
فان الصحابي رضي الله عنه خصص قراءة سورة الإخلاص بمكان معين أو زمان معين وهو بعد قراءة السورة في نهاية القراءة، وهذا الفعل يكون بدعة على التأصيل السابق، وهنا أمران:
الأول: إما إن ننسب الصحابي إلى فعل البدعة، وهذا فيه ما فيه!
الثاني: او نقول ان تلك القواعد غير صحيحة، وهذا مشكل!
لا يقال:
إن الصحابي اجتهد فاخطأ؟
لأننا نقول:
لو كان كذلك لما احتاج الصحابة إلى الرجوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسألوه عن هذا الأمر، ولاكتفوا بما قام عندهم من هذه القواعد والأصول في رد البدع , ولقالوا له: ان فعلك هذا بدعة، على حسب ما تقرر عندهم.
وعدم فعلهم لذلك يشير إلى إن هذه الأصول غير مقررة عندهم. ومن ثم فهي مردودة.
فان قال قائل: الحجة في هذا بإقرار الرسول صلى الله عليه وسلم وليس بفعل الصحابي؟
فالجواب: ليس هذا محل الإشكال، فان هذا أمر لا يعترض عليه.
لكن حكم فعله قبل الإقرار يكون بدعة على تلك الأصول فكيف يقدم الصحابي عليه؟
ولماذا لم ينكر الصحابة عليه قبل الإقرار إن كانت تلك الأصول صحيحة عندهم؟
فمحل السؤال قبل الإقرار النبوي.
هذا السؤال من إيرادات بعضهم، فليحرر الجواب.
بارك الله فيكم.
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 09:43 م]ـ
لا يقال:
إن الصحابي اجتهد فاخطأ؟
لأننا نقول:
لو كان كذلك لما احتاج الصحابة إلى الرجوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم ليسألوه عن هذا الأمر، ولاكتفوا بما قام عندهم من هذه القواعد والأصول في رد البدع , ولقالوا له: ان فعلك هذا بدعة، على حسب ما تقرر عندهم.
وعدم فعلهم لذلك يشير إلى إن هذه الأصول غير مقررة عندهم. ومن ثم فهي مردودة ..
وعليكم السلام ورحمة الله
من باب المذاكرة
الجواب فيه نظر، أولا لأنهم أنكروا عليه، وأرادوا منه عدم قراءتها وإنما ذهبوا للنبي شاكين له.
لكن حكم فعله قبل الإقرار يكون بدعة على تلك الأصول فكيف يقدم الصحابي عليه؟
ولماذا لم ينكر الصحابة عليه قبل الإقرار إن كانت تلك الأصول صحيحة عندهم؟
أقدم عليه معتقدا جوازه، وقد أنكر عليه أصحابه ذلك ورفعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
ويشبه هذا ما فعله غيره من الصحابة في الاستفتاحات في الصلاة وإقرار النبي صلى الله عليه وسلم لهم.
ـ[أبو الحسن السكندري]ــــــــ[08 - 03 - 08, 11:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله،
هل يمكن القول بأن الزمن كان زمن نزول الوحي، زمن تشريع، ولقد علموا أنه لو كان ما يفعلونه لا يرضي الله لأوحي إلى رسول الله بذلك.
وليست تلك الواقعة الوحيدة:
فهناك الصحابي الذي قال خلف النبي ذكراً في الصلاة لم يسبق أن قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم، أعني بذلك حديث رِفَاعَةَ بْنِ رَافِعٍ الزُّرَقِيِّ قَالَ
كُنَّا يَوْمًا نُصَلِّي وَرَاءَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا رَفَعَ رَأْسَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ قَالَ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ قَالَ رَجُلٌ وَرَاءَهُ رَبَّنَا وَلَكَ الْحَمْدُ حَمْدًا كَثِيرًا طَيِّبًا مُبَارَكًا فِيهِ فَلَمَّا انْصَرَفَ قَالَ مَنْ الْمُتَكَلِّمُ قَالَ أَنَا قَالَ رَأَيْتُ بِضْعَةً وَثَلَاثِينَ مَلَكًا يَبْتَدِرُونَهَا أَيُّهُمْ يَكْتُبُهَا أَوَّلُ. (رواه البخاري)
ويبدو أن الصحابة كانوا يعولون على ذلك الأمر، ومن ذلك:
عَنْ جَابِرٍ قَالَ: كُنَّا نَعْزِلُ وَالْقُرْآنُ يَنْزِلُ (رواه مسلم)
فكما ترى أخي كانوا يعدون عدم نزول وحي يمنع من تلك الممارسة إقراراً لها أو بياناً لجوازها.
فلما كمل الدين وانقطع الوحي، عضوا على سنة النبي صلى الله عليه وسلم بالنواجز. وكانوا أشد الناس محاربة للبدع والمبتدعين.(91/256)
مامعنى القوة القريبة؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 12:26 م]ـ
عرف البهوتي رحمه الله الفقه بانه:
معرفة الاحكام الشرعية الفرعية بالاستدلال بالفعل او بالقوة القريبة. الروض المربع ص11.
مامعنى قوله (بالقوة القريبة)؟
وهل توجد قوة قريبة وقوة بعيدة؟
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 01:35 م]ـ
العلم عند العلماء نوعان: علم بالفعل، وعلم بالقوة القريبة.
... فالعلم بالفعل: أن يكون الفقيه عالماً بحفظه وفهمه، ويسمى هذا الصنف بالفقهاء او العلماء ..
... اما العلم بالقوة القريبة: بان يكون لديه القدرة على الاجتهاد والنظر بفهمه الجيد، لكن ليس لديه محفوظات ومسائل يستحضر حكمها، فكلما سئل قال: سوف أراجع الكتب، وهذا الصنف يسمى بالباحث، وليس بالعالم؛ ولذا لا يستطيع التصدّر للفتوى، وبه يتبين أن الحفظ مهم وضروري، وكذلك الفهم، فهما أمران مهمان لا غنى عنهما، وللحفظ طرائقه ووسائله، وكتبه المناسبة للحفظ، فيستعين الطالب بمن عرف بهذا الجانب، واهتم به، فيحفظ عنده ما يتيسر من كتب أهل العلم، وفي مقدمتها كتاب الله، وأحاديث الأحكام، ونحو ذلك، ولا يهمل الفهم، بل يتعلمه جنباً إلى جنب من خلال الوسائل السابقة الذكر. (منقول من كلام للشيخ ابن مفلح في منتدى آخر)
وقال الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله في محاضرة (مسائل وإشكالات):
أهل العلم يقولون بالنسبة للفقيه، إما أن يكون بالفعل، أو بالقوة القريبة من الفعل:
فالفقيه بالفعل هو الذي يحفظ المسائل بأدلتها ويستحضرها، فإذا سئل أجاب، عن الحكم بدليل أن هذا فقيه بالفعل، لكن الذي لا يستطيع استحضار المسائل لكنه يصل إلى هذه المسائل بأقصر مدة يذهب إلى الكتب يفتح الكتاب مباشرة يقف على المسألة ينظر فيها من مضانها ويصدر عن قول راجح، هذا فقيه لكن بالقوة القريبة من الفعل، وليس بالفعل ......
ـ[أبو حزم فيصل الجزائري]ــــــــ[08 - 03 - 08, 02:18 م]ـ
العلم عند العلماء نوعان: علم بالفعل، وعلم بالقوة القريبة.
... فالعلم بالفعل: أن يكون الفقيه عالماً بحفظه وفهمه، ويسمى هذا الصنف بالفقهاء او العلماء ..
... اما العلم بالقوة القريبة: بان يكون لديه القدرة على الاجتهاد والنظر بفهمه الجيد، لكن ليس لديه محفوظات ومسائل يستحضر حكمها، فكلما سئل قال: سوف أراجع الكتب، وهذا الصنف يسمى بالباحث، وليس بالعالم؛ ولذا لا يستطيع التصدّر للفتوى، وبه يتبين أن الحفظ مهم وضروري، وكذلك الفهم، فهما أمران مهمان لا غنى عنهما، وللحفظ طرائقه ووسائله، وكتبه المناسبة للحفظ، فيستعين الطالب بمن عرف بهذا الجانب، واهتم به، فيحفظ عنده ما يتيسر من كتب أهل العلم، وفي مقدمتها كتاب الله، وأحاديث الأحكام، ونحو ذلك، ولا يهمل الفهم، بل يتعلمه جنباً إلى جنب من خلال الوسائل السابقة الذكر. (منقول من كلام للشيخ ابن مفلح في منتدى آخر)
وقال الشيخ عبدالكريم الخضير حفظه الله في محاضرة (مسائل وإشكالات):
أهل العلم يقولون بالنسبة للفقيه، إما أن يكون بالفعل، أو بالقوة القريبة من الفعل:
فالفقيه بالفعل هو الذي يحفظ المسائل بأدلتها ويستحضرها، فإذا سئل أجاب، عن الحكم بدليل أن هذا فقيه بالفعل، لكن الذي لا يستطيع استحضار المسائل لكنه يصل إلى هذه المسائل بأقصر مدة يذهب إلى الكتب يفتح الكتاب مباشرة يقف على المسألة ينظر فيها من مضانها ويصدر عن قول راجح، هذا فقيه لكن بالقوة القريبة من الفعل، وليس بالفعل ......
أحسنت.
بارك الله لك اخي الفاضل.
ممكن تدلني على المحاضرة {مسائل و إشكالات}.
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 12:48 ص]ـ
حياك الله أخي الفاضل.
اضغط على هذا الرابط:
http://www.khudheir.com/ref/48/text
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[21 - 12 - 08, 11:23 ص]ـ
بارك الله فيكم(91/257)
مجموعة اسئلة فقهية
ـ[المصلحي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 12:37 م]ـ
السلام عليكم
1 - اذا سافر شخص بعد الظهر في قطار، وهو يعلم ان القطار لا يقف الا بعد صلاة المغرب، فهل يجوز له الجمع بين صلاتي الظهر والعصر في بيته قبل السفر؟ علما ان المسافة مسافة سفر.
وقد حصل نقاش في ذلك بين طلبة العلم هنا، فنصر بعضهم جواز الجمع بدون قصر لأجل الحاجة.
ومنع الآخرون ذلك وقالوا لا يجوز له الجمع لأنه مازال مقيما عند أهله، ويصلي العصر في القطار وهو جالس على الكرسي كيف أمكنه، ولا يشترط له التوجه إلى القبلة.
فما هو القول الراجح من هذين القولين؟
2 - هل ورد حديث أو اثر صحيح في كيفية تقليم الأظافر؟
3 - هل يشترط للعمامة التي يمسح عليها ان تكون محنكة؟ او ذات ذؤابة؟
4 - شخص قفز الى النهر ناويا الوضوء والغسل، ثم خرج، فهل يجزئه ذلك عن الوضوء عند من يوجب الترتيب؟
5 - عند غسل اليدين الى المرفقين في الوضوء هل يجب معهما غسل الكفين؟
6 - قال في الروض المربع في مسح العمامة:
ويختص ذلك بدوائرها؟
هل عليه دليل ام تعليل؟
7 - للفقهاء تفاصيل في لبس الخف فوق الخف، هل هي مبنية على اجتهادات او مبنية على نصوص؟
8 - شخص عليه جنابة لايستطيع الغسل لوجود البرد، لكنه يستطيع الوضوء، فهل يجب عليه الوضوء مع التيمم عن الجنابة ام ان التيمم يكفي عن الوضوء والجنابة؟
ـ[توبة]ــــــــ[29 - 03 - 08, 01:34 ص]ـ
للمدارسة و أرجو التصويب من الاخوة الفضلاء:
1 - الجمع في السفر رخصة عارضة مطلقا، فلا يجوز له القصر مادام لم يترك المحلة،و عليه أن يصلي العصر في القطار إذا خاف خروج الوقت.
2 - .. بحثت و لم أجد ..
3 - الأمر فيه خلاف بين الفقهاء، و قد رجح ابن تيمية جواز المسح على ذات الذؤابة و المحنكة و الصماء من باب الحاق الشيء بنظيره.
5 - نعم، لأن غسل اليدين أول الوضوء سنة، وغسلهما مع الذراعين إلى المرفقين فرض.
7 - نصوص و اجتهادات.
8 - إذا خاف الهلاك أو المرض الشديد فيجزؤه التيمم حتى و إن أمن عدم حصول الضرر من مجرد الوضوء.
و سأنظر في باقي الأسئلة.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[29 - 03 - 08, 11:38 ص]ـ
1 - نعم. يجوز له الجمع بين الظهر والعصر-لكن دون قصر- والحال ما ذُكِر.
2 - لم يرد في ذلك حديث صحيح كما بيَّن ذلك أهل العلم.
3 - الأظهر عدم اشتراط ذلك؛ إذ لا فرقَ مؤثراً بين ذات الذؤابة والمحنكة وبين غيرهما من العمائم الصماء ونحوها.
4 - إن كان جُنُباً كفاه ذلك على الصحيح، وإن لم يكن جُنباً فلا أعلم مذهباً مشهوراً يشترط الترتيب في الغسل.
وقد ذكر الفقهاء أن من عليه وضوءاً وانغمس في ماء أنه يخرج أعضاءَه مرتِّباً.
5 - نعم. يجب إدخال الكفين في الغسل، وهو فرض في الوضوء.
6 - لا أعلم فيه حديثاً نبوياً .. ولكنه ظاهرٌ ليتم مسح أكثرها.
7 - مبنية على الاجتهاد.
8 - يلزمه ابتداءً أن ينظر إن كان عنده ما يسخن به الماء قبل خروج الوقت، فيلزمه التسخين واستعمال الماء، وإلا جاز له أن يتوضأ ويتيمم للباقي إن خاف ضرراً .. ومن الفقهاء من قال يكفيه التيمم ولا يلزمه الوضوء، والجمهور على الأول. والله أعلم(91/258)
هل الأصل التعدد أو الإفراد في الزوجات؟
ـ[عبد الرشيد الهلالي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 01:31 م]ـ
هل الأصل التعدد أو الإفراد في الزوجات؟؟؟
ـ[إياد أبو ربيع]ــــــــ[10 - 03 - 08, 05:05 ص]ـ
جاءت آية تعدد الزوجات مستجيبة للعادة التي كان عليها العرب، فقد كانوا يعددون لحاجات كثيرة، فجاء الشرع الحنيف فحدد أربع زوجات على الصحيح، أما قضية التعدد أم الواحدة، فإن أحدهم يبدأ بواحدة فيمكن أن يقال هذا الأصل، ولكن أقول أن الأصل يكون من حيث المقصد وهو العدل، فمن لا يعدل مع زوجة واحدة فالزواج في حقه حرام، وهذا الحكم ينسحب على التعدد من باب الأوْلى، فإن اراد احدهم التعدد مع الاستطاعة القيام بالعدل فهو جائز.
قال تعالى:
إِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا".
والله تعالى أعلى وأعلم
والله الموفق
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 12:26 ص]ـ
الأصل التعدد، وهذا واضح في قوله تعالى ((فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ))
بل هو مستحب أدلة كثيرة كاستحباب كثرة الذرية، وأكثر هذه الأمة أكثرهم نساء وغير ذلك
أما مَن خاف ألا يعدل فهذا الشاذ وليس له حكم
ـ[أحمد بن الحارث]ــــــــ[11 - 03 - 08, 04:37 ص]ـ
هناك أثر عن ابن عباس رضى الله عنه أنه قال:خير هذه الأمة أكثرها نساء
ولكنى لا أعرف مدى صحته فنرجوا من اخواننا أن يفيدونا
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 10:46 ص]ـ
قال الإمام البخاري في الصحيح:
حدثنا علي بن الحكم الأنصاري حدثنا أبوعوانة عن رقبة عن طلحة اليامي عن سعيد بن جبير قال
: قال لي ابن عباس: هل تزوجت؟ قلت: لا. قال: فتزوج فأن خير هذه الأمة أكثرها نساء
والأثر له تفسيران كلاهما يحض على التعدد
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 10:47 ص]ـ
باب كَثْرَةِ النِّسَاءِ
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[11 - 03 - 08, 09:52 م]ـ
اريد أن فهم ما هو مقصود الأصل في الزواج التعدد؟
هل يقصد يلام من تزوج واحدة واكتفى بها؟ أم ماذا
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[12 - 03 - 08, 09:24 ص]ـ
قال فضيلة الشيخ عبد الله بن جبرين - حفظه الله - في شرح كتاب صحيح البخاري:
قال الله تعالى: {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ} ثم نعرف خلافا بين العلماء، هل الأصل في النكاح التعدد، أم الأصل الإفراد؟!
فالذين قالوا: الأصل التعدد، قالوا: إن الله تعالى بدأ به في هذه الآية {مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ} وأما الإفراد فقال: {فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}.
والذين قالوا: إن الأصل الإفراد قالوا: إن العدل شديد وثقيل على الكثير، ودليل ذلك قول الله تعالى: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ} أي أنه شديد، وإذا كان شديدا فالاقتصار على الواحدة أولى؛ لذلك قال: فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً مع قوله: وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلَا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ إذا مال أحدهم إلى إحدى امرأتيه بقيت الأخرى معلقة، لا أيما ولا ذات زوج تتألم وتلاقي من الصعوبات الشيء الكثير؛ فلذلك فضلوا الاقتصار على الواحدة.
ولكن بكل حال الأحوال تختلف، والقدرات تختلف، فمن وثق من نفسه بأنه يعدل بين المرأتين أو الثلاث أو الأربع، ويعطي كل واحدة حقها؛ فإن الأصل في حقه أن يعدد .. اهـ.
وقال أيضًا - حفظه الله ورعاه - في شرح: أخصر المختصرات في الفقه على مذهب الإمام أحمد - في كتاب النكاح - ما يلي:
واختلف هل الأصل في النكاح التعدد أو الإفراد؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/259)
فالذين قالوا: الأصل التعدد قالوا: إنه الذي أمر الله به {فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاثَ وَرُبَاعَ} فإن هذا أمر بأن ينكح أكثر من واحدة، ولكن بشرط وهو قوله: {أَنْ تَعْدِلُوا فَإِنْ خِفْتُمْ أَلا تَعْدِلُوا}.
ثم إذا عرفنا أن هذا دليل من يقول: الأصل التعدد.
دليل من يقول: الأصل الإفراد قوله: {وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّسَاءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوهَا كَالْمُعَلَّقَةِ} فهذا دليل على أن الإنسان -غالبا- لا يستطيع العدل إلا بصعوبة، ثم يأتينا في باب العشرة نوع العدل إن شاء الله.
وذكر والدي - حفظه الله - في كتابه: " أحكام التعدد "، فتوى فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله -، حيث قال: وأما هل الأصل التعدد أو عدمه؛ فلم أر في كلام المفسرين الذين اطلعت على كلامهم شيئًا من ذلك، والآية الكريمة تدل على أن الذي عنده الاستعداد للقيام بحقوق النساء على التمام؛ فله أن يعدد الزوجات إلى أربع، والذي ليس عنده الاستعداد يقتصر على واحدة، أو على ملك اليمين، والله أعلم. (فتاوى المرأة المسلمة)
وقال الدكتور القرضاوي عندما سُئل عن هذه المسألة:هذا سؤال يسأله الكثيرين وبعض هؤلاء يقولون: أن الأصل هو التعدد ويستدلون بقول الله تعالى (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة) فيقولون أن الأصل أن تتزوج زوجتين وثلاثة وأربعة، إنما هذا الكلام لو كانت الآية جاءت تقول (يا أيها الناس انكحوا ما طاب لكم مثنى وثلاث ورباع) إنما الآية ليست كذلك فهي مربوطة بشيء قبلها (وإن خفتم ألا تقسِطوا في اليتامى فانكحوا لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) فما وجه الربط بين الشرط والجواب، فقد جاء عن عائشة إنهم كانوا يتحرجون من زواج اليتيمات في حجرهم فقد تكون المرأة في حجر الوصي عليها أو لديه يتيمة وهو قيِّم عليها، ويريد أن يتزوجها ولكن يخاف أنه إذا تزوجها لا يقوم بحقها لأنه المتحكم فيها ولا يعطيها مهرها، فربنا سبحانه وتعالى يقول له إن كنت خائف ربنا يوسع عليك، فما الذي يدخلك في هذا المأزق وهذا المضيق، فقد وسع الله عليك (فانكحوا ما طاب لكم من النساء مثنى وثلاث ورباع) هذا جاء من أجل هذا، ولو كان ما يقوله هؤلاء صحيحاً لوجب أن يقول عدد النساء على الأقل ضعف عدد الرجال أو أربعة أضعاف عدد الرجال، إنما الواقع الذي يشهد به هذا النظام الكوني أن عدد الرجال والنساء متساوٍ أو متقارب، حتى أن الرجل الذي كتب كتاب ترجم إلى العربية بعنوان "العلم يدعو إلى الإيمان" ذكر أنه من دلائل على أن هناك قوة تنظم هذا العالم إن الناس طوال التاريخ تحب الذكور أكثر من الإناث ومع أن هذا العدد متساو أو متقارب دليل على أن هناك قوة تعمل هذا، فلو أراد الله أن يتزوج الشخص من زوجتين أو ثلاثة وإن هذا هو الأصل فكان لابد أن يكون عدد النساء ضعفاً أو أضعافاً وهذا ليس موجود.
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[12 - 03 - 08, 09:50 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=63672 والمسألة هذه استفاض فيها المشايخ حفظهم الله في هذا المقال ..
قال سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله: الأصل في ذلك شرعية التعدد لمن استطاع ذلك ولم يخف الجور لما في ذلك من المصالح الكثيرة في عفة فرجه وعفة من يتزوجها الإحسان إليهن وتكثير النسل الذي به تكثر الأمة وتكثر من يعبد الله وحده
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=1957&Itemid=27
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=41035&highlight=%C7%E1%C3%D5%E1+%C7%E1%CA%DA%CF%CF فوائد تعدد الزوجات.
والمرجو كذلك من الإخوة البحث في السؤال - خاصة في الملتقى - قبل وضع سؤالهم في مقال جديد .. لأني أثناء بحثي وجدت أكثر من مقال فُتح فقط لأجل هذه المسألة ..
والله المستعان
ـ[إياد أبو ربيع]ــــــــ[15 - 03 - 08, 03:15 ص]ـ
إخوتي في الله المسألة ليست بهذا التعقيد الذي ترونه، غاية ما هنالك أن الشارع الحكيم حدد العدد المسموح به من الزوجات، فمن أراد أن ينكح واحدة فعليه بالعدل، ومن استطاع المزيد وأراد ان يعدد فلا حرج عليه فما زال أمامه فسحة إلى 4 نساء، ولكن بشرط العدل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/260)
فالجواب على سؤالكم أن الأصل هو إقامة العدل بين الزوج وزوجته/ زوجاته.
ـ[موسى الغنامي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 10:34 م]ـ
فيما أختزنه في ذاكرتي مقولة لابن حجر العسقلاني رحمه
الله أنه قال لا أعرف أحدا من الصحابة رضي الله عنهم لم يعدد
والغالب على ظني أنه ذكره في الإصابة ,,,,,,,,,,,,.
ـ[محمد ابن عمر المصرى]ــــــــ[03 - 07 - 09, 03:52 ص]ـ
فما هو الراجح بارك الله فيكم
ـ[مصلح]ــــــــ[03 - 07 - 09, 05:27 ص]ـ
هذا تفصيل مفيد للشيخ ابن عثيمين رحمه الله، وخلاصته أنه يميل إلى الاكتفاء بواحدة
قال رحمه الله في أول كتاب النكاح من شرح زاد المستقنع:
قول المؤلف: «ويسن نكاح واحدة»
يعني لا أكثر، وهذه المسألة اختلف فيها أهل العلم، فمن العلماء من قال: إنه ينبغي أن يتزوج أكثر من واحدة، ما دام عنده قدرة مالية وطاقة بدنية، بحيث يقوم بواجبهن فإن الأفضل أن يتزوج أكثر؛ تحصيلاً لمصالح النكاح، والمفاسد التي تتوقع تنغمر في جانب المصالح، ولأن النبي صلّى الله عليه وسلّم كان عنده عدة نساء، وقال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: خير هذه الأمة أكثرها نساء [(6)].
لكن من المعلوم أن رسول الله صلّى الله عليه وسلّم لم يعدد الزوجات من أجل قضاء الوطر، وإنما من أجل المصلحة العامة؛ حتى يكون له في كل قبيلة صلة، فتكون كل قبائل العرب لها صلة بالنبي صلّى الله عليه وسلّم؛ لأن المصاهرة قسيم النسب، وعديل النسب، عَادَلَ الله بينهما في قوله:
{{وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ المَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا}} [الفرقان: 54]، ومن جهة أخرى أن رسول الله ـ عليه الصلاة والسلام ـ أراد أن يكثر الأخذ عنه في الأعمال الخفية التي لا تكون إلا في البيوت، فزوجاته تأخذن عنه، ولهذا كان كثير من السنن التي لا يعلنها
الرسول صلّى الله عليه وسلّم تؤخذ من زوجاته ـ رضي الله عنهن ـ، وكذلك تحصين فروجهن، وجبر قلوبهن، كقضية صفية بنت حيي ـ رضي الله عنها ـ، وكانت أسيرة في غزوة خيبر، وأبوها سيد بني النضير، ومعلوم أن امرأة بنتاً لسيد بني النضير تؤخذ أسيرة سوف ينكسر قلبها، فأراد النبي صلّى الله عليه وسلّم أن يجبر قلبها فتزوجها [(7)]،
ولو كان يريد أن يقضي الوطر، ما كانت زوجاته كلهن ثيبات إلا واحدة؛ لأن البكر بدون شك أحسن من الثيب، حتى قال صلّى الله عليه وسلّم لجابر رضي الله عنه: «هلا بكراً تلاعبك وتلاعبها» [(8)]، فعلى كل حال نقول: التعدد خير لما فيه من المصالح، ولكن بالشرط الذي ذكره الله عزّ وجل، وهو أن يكون الإنسان قادراً على العدل.
وذهب بعض أهل العلم إلى أنه يسن أن يقتصر على واحدة، وعلل ذلك بأنه أسلم للذمة من الجَوْرِ؛ لأنه إذا تزوج اثنتين أو أكثر فقد لا يستطيع العدل بينهما، ولأنه أقرب إلى منع تشتت الأسرة، فإنه إذا كان له أكثر من امرأة تشتت الأسرة، فيكون أولاد لهذه المرأة، وأولاد لهذه المرأة، وربما يحصل بينهم تنافر بناء على التنافر الذي بين الأمهات، كما هو مشاهد في بعض الأحيان، ولأنه أقرب إلى القيام بواجبها من النفقة وغيرها، وأهون على المرء من مراعاة العدل، فإن مراعاة العدل أمر عظيم، يحتاج إلى معاناة، وهذا هو المشهور من المذهب.
فإن قال قائل: قوله تعالى: {{فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ذَلِكَ}} [النساء: 3] ألا يرجح قولَ من يقول بأن التعدد أفضل؟ لأنه قال: {{فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}}، فجعل الاقتصار على واحدة فيما إذا خاف عدم العدل، وهذا يقتضي أنه إذا كان يتمكن من العدل فإن الأفضل أن ينكح أربعاً؟
قلنا: نعم، قد استدل بهذه الآية من يرى التعدد، وقال: وجه الدلالة أن الله تعالى يقول: {{فَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تَعْدِلُوا فَوَاحِدَةً}} [النساء: 3] فجعل الاقتصار على واحدة فيما إذا خاف عدم العدل.
ولكن عند التأمل لا نجد فيها دلالة على هذا؛ لأن الله يقول: {{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلاَثَ وَرُبَاعَ}} [النساء: 3] كأنه يقول: إن خفتم ألا تعدلوا في اليتامى اللاتي عندكم، فإن الباب مفتوح أمامكم إلى أربع، وقد كان الرجل تكون عنده اليتيمة بنت عمه أو نحو ذلك، فيجور عليها، ويجعلها لنفسه، ويخطبها الناس ولا يزوجها، فقال الله تعالى: {{وَإِنْ خِفْتُمْ أَلاَّ تُقْسِطُوا فِي الْيَتَامَى فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ}} [(9)]، أي: اتركوهن والباب أمامكم مفتوح لكم، إلا أنه لا يمكن أن تتزوجوا أكثر من واحدة إذا كان في حال خوف عدم العدل، فيكون المعنى هنا بيان الإباحة لا الترغيب في التعدد.
وعلى هذا فنقول: الاقتصار على الواحدة أسلم، ولكن مع ذلك إذا كان الإنسان يرى من نفسه أن الواحدة لا تكفيه ولا تعفه، فإننا نأمره بأن يتزوج ثانية وثالثة ورابعة، حتى يحصل له الطمأنينة، وغض البصر، وراحة النفس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/261)
ـ[أبو عبدالله الزبير]ــــــــ[03 - 07 - 09, 10:38 ص]ـ
أرى والله أعلم أن الأصل هو التعدد لعدة إعتبارات:
أولاً: لأن الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته وسلفنا الصالح بل معظم الأنبياء عليهم السلام كان ممن تزوج أكثر من واحدة
ثانياً: خلْق الله سبحانه وتعالى الحور العين للرجال في الجنة يدل على أن التعدد هو الأصل.
ثالثاً: الفطرة التي جُبل عليها الرجال أو الذكور من حب التعدد ولو نظرنا الى القبائل البدائية (في هذا الزمن) لوجدنا أنها تسير على سنة التعدد ونستفيد من هذا أن التعدد ليس أمر ديني أو حضاري فحسب بل فطري أيضاً ونستشف ذلك من قصة يأجوج ومأجوج مثلاً.
رابعاً: البقية الباقية من المخلوقات أيضاً تشاركنا نحن البشر في مسألة التعدد حيث نرى أن الغالبية العظمى من الذكور في عالم الحيوان لديه أكثر من أنثى.
خامساً: وهذا أمر في غاية الأهمية وهو أنه في آخر الزمان سيكون لكل أربعين إمرأة القيم الواحد
(كما أخبر الهادي صلوات الله وسلامه عليه) وعليه أرى أن التعدد في ذلك الزمان أمر ضروري يحتمه الأمر الواقع والله أعلم
أما الأخ الذي نقل كلام الدكتور القرضاوي (والذي بدوره نقله عن احدهم) على ان نسبة الرجال مساوي لنسبة الرجل فغير صحيح البتة. والدليل الشرعي وكذا الواقع المشاهد يثبت عكس كلامه
ومن واقع مشاهداتي على أرض الواقع أؤكد لكم أن الأمر جد مختلف وعلى درجة كبير من الأختلاف (أخوكم مقيم في إحدى الدول الغربية)
أما الإشكال الذي يدندن حوله كارهوا التعدد (ابتسامة) من أن الله سبحانه وتعالى أخبرن اننا لن نعدل ولو حرصنا استدلال غير صحيح وكما تعلمون المقصود في الآية هو العدل القلبي والدليل على ذلك ان سلف الأمة كلهم عدد وهذا يعني أن الأمر ليس كما فهمه هؤلاء
وهناك إشكالية يقع فيها البعض وهي أن أحدهم يجد أن نفسه تعاف ذلك فتجده يحاول صرف الناس عن ذلك بل ويجتهد ان يبحث في النصوص مايؤازر مراده إلا أن ماذكرت أعلاه يفنده
أما الذين يسايرون شبهات الغرب خوفاً من انتقاداتهم فنقول لهم والله الذي لا إله إلا هو لن يرضوا عنكم مهما فعلتم إلا أن تتبعوا ملتهم فأربعوا على أنفسكم ودعوكم منهم
بدأت بعض فرق النصارى في أفريقيا والذين يسمون انفسهم مبشرين يعطون قبائلها حق التعدد وبإسم النصرانية
وذلك عندما لاحظوا عزوفهم عن النصرانية حيث ان أمر التعدد عند بعضهم أمر حتمي لا بد منه فكان أن حاول هؤلاء أن يُطمعوهم في دخول دينهم بتلك الوسيلة إلا أن الأمر ليس كما كانوا يأملون
والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون.
ـ[ابو بكر عطون]ــــــــ[03 - 07 - 09, 03:19 م]ـ
ابو عبد الله الزبير مهلا قلت:
ثانياً: خلْق الله سبحانه وتعالى الحور العين للرجال في الجنة يدل على أن التعدد هو الأصل.
ثالثاً: الفطرة التي جُبل عليها الرجال أو الذكور من حب التعدد ولو نظرنا الى القبائل البدائية (في هذا الزمن) لوجدنا أنها تسير على سنة التعدد ونستفيد من هذا أن التعدد ليس أمر ديني أو حضاري فحسب بل فطري أيضاً ونستشف ذلك من قصة يأجوج ومأجوج مثلاً.
رابعاً: البقية الباقية من المخلوقات أيضاً تشاركنا نحن البشر في مسألة التعدد حيث نرى أن الغالبية العظمى من الذكور في عالم الحيوان لديه أكثر من أنثى.
خامساً: وهذا أمر في غاية الأهمية وهو أنه في آخر الزمان سيكون لكل أربعين إمرأة القيم الواحد
(كما أخبر الهادي صلوات الله وسلامه عليه) وعليه أرى أن التعدد في ذلك الزمان أمر ضروري يحتمه الأمر الواقع والله أعلم
قلت هذا تفصيل عجيب (ابتسامة) ما هذه الادلة التي سوقتها يرحمك الله؟؟
اهكذا تورد الابل يا عبد الله!(91/262)
حرمان الشيطان من حظه فى قلب الإنسان
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[08 - 03 - 08, 03:26 م]ـ
حرمان الشيطان من حظه فى قلب الإنسان
اعداد الشيخ / جمال عبد الرحمن
لِمَ صنعتَ هذا هكذا؟ ولا قال لي لشيء لم أصنعه: ألا صنعتَ هذا هكذا». [متفق عليه].
ولقرب أنس من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولخدمته إياه رأى أثر المخيط في صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما تجاوز النبي صلى الله عليه وسلم سن الخمسين.
حدث شق الصدر هذا عند رضاع النبي صلى الله عليه وسلم في بني سعد، وكان هذا بداية إكمال أحوال العصمة- والرواية الثانية تشير إلى شق صدره في بيته بمكة، وقد وقع ذلك عند البعث زيادة في إكرامه ليتلقى ما يوحى إليه بقلب قوي في أكمل الأحوال من التطهير- ثم وقع شق الصدر عند العروج إلى السماء ليتأهب للمناجاة.
«وغسله بطست ذهب»: لأن الذهب أعلى أنواع الأواني الحسية وأصفاها، ولأن فيه خواصَّ ليست لغيره، وهو من أواني الجنة، ولا تأكله النار ولا التراب، ولا يلحقه الصدأ، وهو أثقل الجواهر، فيناسب ثقل الوحي، ثم إن جبريل عليه السلام جاء بطست من ذهب، «مملوءة حكمة وإيمانًا»: والْملء هذا لا مانع أن يكون على حقيقته، وتجسيد المعاني جائز، كما تأتي سورة البقرة كأنها ظلة، والموت في صورة كبش، وغَسْل قلب النبي صلى الله عليه وسلم. «بماء زمزم»: فيه فضيلة ماء زمزم على جميع المياه.
وقد جرت العادة على أن مَن شُق بطنه يموت لا محالة، ومع ذلك لم يؤثر ذلك في النبي صلى الله عليه وسلم ضررًا ولا وجعًا.
قال العلماء: والحكمة من فعل ذلك وكان يمكن أن يُملأ قلبه بدون شق، أن رؤيته صلى الله عليه وسلم الشق وعدم تأثره بذلك زيادة في اليقين، فأمن من جميع المخاوف العادية، ولذلك كان أشجع الناس وأعلاهم حالاً ومقالاً، صلى الله عليه وسلم.
«فاستخرج منه علقة فقال: هذا حظ الشيطان منك».
وإذا كانت هذه التنقية والتطهير والتصفية للداعية الأول المعصوم رسول الله صلى الله عليه وسلم، فماذا على الدعاة والأتْباع بعده؟ الذين قال الله فيهم: http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_R.GIF قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_L.GIF [ يوسف: 108].
لا شك أن عليهم عبئًا ثقيلاً في مجاهدة الشيطان واستخراج حظه وحظ النفس، فالمطلوب مجاهدة الشيطان، واستخراج حظه كما جاء في الأثر: وما تصدقت رياءً وسمعة فذلك حظ الشيطان.
وحظه في القلب كثير وهو الذي يتمثل في إساءة الظن، الحسد، البغضاء، الكراهية، إلخ.
كلها من أعمال الشيطان في القلب وحظه منه، والنبي صلى الله عليه وسلم وسلم يقول: «إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، فخشيت أن يقذف في قلوبكما شيئًا».
[متفق عليه].
وهذا يعني أن له وصولاً وتأثيرًا في القلب، ويستطيع أن يقذف فيه من مكره وكيده ووسوسته، إلا لمن أفاق وتيقظ ونفعه إيمانه، فإن كيد الشيطان لا يضره: http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_R.GIF إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_L.GIF [ النحل: 99].
مواضع حظ الشيطان في حياتنا
أخي المربي، أختي المربية، لنعلم جميعًا أن للشيطان تدخلات سخيفة ملحة في سائر حياتنا ودنيانا من أول لحظة عند الولادة إلى آخر لحظة عند الاحتضار، والواجب تعويذ الأولاد من الشيطان وغيره، كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ الحسن والحسين فيقول: «أعيذكما بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامة».
ولنذكر الآن بعض المواضع التي يقحم الشيطان فيها نفسه لإفساد بني آدم وعملهم.
1 - في الصلاة: ففي الحديث: «لا يجعل أحدكم للشيطان حظًا من صلاته». [رواه البخاري].
وقال صلى الله عليه وسلم: «أقيموا الصفوف وحاذوا بين المناكب وسدوا الخلل ولا تذروا فرجات للشيطان».
[رواه أبو داود].
2 - في الطعام، قال صلى الله عليه وسلم: «إذا وقعت لقمة أحدكم فليأخذها ... وليأكلها ولا يدعها للشيطان».
[رواه مسلم].
3 - في الفراش: قال النبي صلى الله عليه وسلم لجابر بن عبد الله رضي الله عنهما: «فراش للرجل وفراش لامرأته وفراش للضيف والرابع للشيطان». [رواه مسلم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/263)
وأرجو أن يسمع هذا الكلام المتزوجون الجدد الذين يشترطون في جهاز العروس غرفة للضيوف وغرفة للأولاد وغرفة للاستقبال وغرفة للطعام (السفرة)، فالبيت مليء بالمتاع، والقلب خاوٍ من الصلة بالله سبحانه، إلا من رحم الله.
4 - بين الرجل وزوجته: قال صلى الله عليه وسلم: «إذا أتى أحدكم أهله قال: اللهم جنبنا الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإن قُدر بينهما ولد لم يضره الشيطان أبدًا».
5 - في النوم: قال صلى الله عليه وسلم: «لا يخبر أحدكم بتلعب الشيطان به في المنام». [رواه مسلم].
6 - في التحريش بين الناس: ولذلك قال صلى الله عليه وسلم: «لا تكونوا عونًا للشيطان على أخيكم». [رواه أحمد].
وفي الحديث الآخر: «إن الشيطان قد أيس أن يعبده المصلون في جزيرة العرب، ولكن في التحريش بينهم» أي: يسعى في التحريش بينهم بالخصومات والشحناء والحروب والفتن. [صحيح مسلم].
7 - في طعامك والمبيت معك: قال صلى الله عليه وسلم: «إذا دخل الرجل بيته فذكر الله عند دخوله وعند طعامه قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء، وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه قال: أدركتم المبيت والعشاء». [مسلم ابن حبان].
8 - في النظرة المحرمة: قال صلى الله عليه وسلم: «النظر سهم مسموم من سهام إبليس».
9 - في الخيل: قال صلى الله عليه وسلم: «الخيل ثلاثة، فرس للرحمن، وفرس للإنسان، وفرس للشيطان ... وأما فرس الشيطان فالذي يقامر ويراهن عليه».
[رواه أحمد، وصححه الألباني].
10 - في النذر: قال صلى الله عليه وسلم: «النذر نذران؛ فما كان لله فكفارته الوفاء به، وما كان للشيطان فلا وفاء وعليه كفارة يمين».
[أخرجه البيهقي وقال الألباني: صحيح عن ابن عباس].
11 - عند النوم (عُقَدٌ): قال صلى الله عليه وسلم: «يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا نام ثلاث عقد بكل عقدة يضرب عليه ليلاً طويل فإذا استيقظ ذكر الله انحلت عقدة، فإذا توضأ انحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدة، فأصبح نشيطًا طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان». [متفق عليه].
12 - في التثاؤب: قال صلى الله عليه وسلم: «التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع فإن أحدكم إذا قال: ها، ضحك الشيطان».
[البخاري في صحيحه].
13 - عند النوم الطويل: عن ابن مسعو رضي الله عنه قال: «ذُكر رجل عند النبي صلى الله عليه وسلم، فقيل: ما زال نائمًا حتى أصبح ما قام إلى الصلاة، فقال: «بال الشيطان في أذنه». [البخاري في صحيحه].
14 - في الصحبة عند السفر وحده: قال صلى الله عليه وسلم: «الراكب شيطان ... ».
[رواه أبو داود والترمذي].
يعني يحمله على فعل ذلك الشيطان.
15 - وهو ذئب الإنسان يفترسه ويستحوذ عليه: قال صلى الله عليه وسلم: «ما من ثلاثة في قرية ولا بدو لا تقام فيهم الصلاة إلا وقد استحوذ عليهم الشيطان، فعليك بالجماعة فإنما يأكل الذئب من الغنم القاصية».
[رواه أحمد والنسائي، وحسنه الألباني].
وهذه بعض المواقف للمرأة المسلمة كمربية وراعية في بيت زوجها، يظهر فيها تغلبها على الشيطان، وتنازلها عن حظ النفس:
المسلمة المربية تتغلب على كيد الشيطان وتقابل السيئة بالحسنة
للعفو والصفح أهلٌ كظموا غيظهم وعفوا عمن أساء إليهم، والله يحب المحسنين، ومن هؤلاء أم المؤمنين عائشة- رضي الله عنها- فقد بلغها أن عبد الله بن الزبير (وهو ابن أختها أسماء)، كان في دار لها فباعتها، فتسخَّط عبد الله على بيع تلك الدار، فقال: أما والله لتنتهين عائشة عن بيع رباعها (أي منازلها) أو لأحجرن عليها، فقالت عائشة رضي الله عنها: أَوَ قال ذلك؟ قالوا: قد كان ذلك. قالت: لله عليَّ ألا أكلمه حتى يفرق بيني وبينه الموت، فطالت هجرتها إياه، فشق عليه ذلك، فاستشفع بكثيرين لكي تكلمه، فأبت أن تكلمه، فلما طال ذلك؛ كلم المسور بن مخرمة، وعبد الرحمن بن الأسود أن يستأذنا على خالته عائشة رضي الله عنها وهو معهما، فإن أذنت لهما قالا: كلنا؟ وذلك حتى يدخلوا كلهم، فقالت: نعم كلكم فليدخل، ولم تشعر أن معهما عبد الله بن الزبير، فدخل فكشف الستر- وهي خالته- فاعتنقها وبكى، وبكت عائشة رضي الله عنها بكاءً كثيرًا، ونشدها عبد الله بن الزبير الله والرحم، ونشدها مسور وعبد الرحمن بالله والرحم وذكرا لها قول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/264)
يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث». فلما أكثروا عليها كلمته بعدما خشي ألا تكلمه، ثم كَفَّرت عن نذرها ذلك بعتق أربعين رقبة، قال عوف راوي الحديث: ثم سمعتها بعد ذلك تذكر نذرها ذلك فتبكي حتى تبل خمارها.
[أبو نعيم في «الحلية» (2/ 49) بتصرف].
نعم، فإن عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما بشر يصيب ويخطئ، وعائشة رضي الله عنها بشر تصيب وتخطئ، لكنهم إذا ذُكِّروا تذكروا: http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_R.GIF إِنَّ الَّذِينَ اتَّقَوْا إِذَا مَسَّهُمْ طَائِفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ تَذَكَّرُوا فَإِذَا هُمْ مُبْصِرُونَ http://www.altawhed.com/Images/BRAKET_L.GIF [ الأعراف: 201].
وقد تمثلت عائشة في فعلها ذلك بحديث النبي صلى الله عليه وسلم فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «كفارة النذر كفارة اليمين».
[صحيح الجامع ح4488].
يعني أن من نذر فِعْل طاعة ثم عجز عن الوفاء، أو نذر نذرًا محرمًا فلا يفعل المحرم وعليه كفارة يمين، وهذا الذي فعلته أم المؤمنين رضي الله عنها.
موقف آخر
أيضًا فإن صفية بنت حُيَيْ رضي الله عنها زوج النبي صلى الله عليه وسلم وكانت معروفة بأنها «شريفة عاقلة، ذات حسب وجمال ودين»، وأبوها حُيَيْ بن أخطب من زعماء اليهود (بني قريظة)، أسلمت وتزوجها النبي صلى الله عليه وسلم، قال ابن عبد البر: روينا أن جارية لصفية أتت عمر بن الخطاب- في خلافته- فقالت له: إن صفية تحب السبت (يوم السبت يعظمه اليهود كما يعظم المسلمون يوم الجمعة)، وتصل اليهود، فبعث عمر رضي الله عنه يسألها، فقالت: أما السبت فلم أحبه منذ أبدلني الله به الجمعة، وأما اليهود فإن لي فيهم رحمًا فأنا أصلها، ثم قالت للجارية: ما حملك على ما صنعتِ؟ قالت: الشيطان، قالت: فاذهبي فأنتِ حرة. سبحان الله! من سمع أن النمام يُعْطَى أعز جائزة (عتق رقبته)؟! وانظري أيتها المربية إلى ثمرة الصدق وجزائه. وكثيرًا ما تُظْلَم صفية رضي الله عنها وهي بريئة صادقة.
قال الحافظ ابن حجر: أخرج ابن سعد بسند حسن عن زيد بن أسلم قال: اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي توفي فيه، فقالت صفية بنت حيي: إني والله يا نبي الله لوددت أن الذي بك بي! فغمزن أزواجه ببصرهن، فقال: «مضمضن». فقلن: من أي شيء؟ فقال: «من تغامزكن بها، والله إنها لصادقة».
فانظري أختي المسلمة إلى عفو أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها عن عبد الله بن الزبير، وكيف تغلبت على وسوسة الشيطان الرجيم بالمسارعة والصلح مع عبد الله بن الزبير رضي الله عنهما، كذلك صفية بنت حيي رضي الله عنها تعفو عن الجارية مع عظم ما فعلته، فلم تقم بتعذيبها وطردها كما يفعل السفهاء.
فكوني أيتها المسلمة كأمهات المؤمنين؛ تكونين من الناجين من عذاب رب العالمين.(91/265)
هل البنطال مستثنى من الإسبال؟
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[08 - 03 - 08, 09:02 م]ـ
هل البنطال مستثنى من الإسبال؟
عن سالم عن أبيه عن النبي- صلى الله عليه وسلم- قال:
" الإسبال في الإزار والقميص والعمامة من جر منها شيئا خيلاء لم ينظر الله إليه يوم القيامة "صحيح. رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه
وعن أبي هريرة -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم -قال:
"ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار"رواه البخاري وغيره
..................
زعم البعض أن الحديث الأول مخصص لأحاديث الإسبال ومقيد لها بالأصناف الثلاثة: الإزار، والقميص، والعمامة. وعليه فإسبال البنطال غير مشمول بالوعيد. وهذا الإدعاء مردود بالحديث نفسه، إذ أن المراد من الحديث عدم حصر الإسبال في الإزار وإنما يتعداه إلى كل ما يلبس سواء أكان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم- كالقميص والعمامة والسراويل- أو في غيرها من الأزمان كالبنطال في زماننا وغيره والأدلة على ذلك كثيرة نورد بعضها للاختصار:
·المعنى اللغوي للإزار والسراويل والثوب:
الإزار: كما في لسان العرب: كل من واراكَ وسَتَرَكَ. وتعني أيضا: الملحفة
إزرة المؤمن: الحالة وهيئة الائتزار.
السراويل: من سَرَلَ، فارسي معرب، طائر مسَروَلٌ: أَلبَسَ ريشُهُ ساقَيْهِ، حمامة مسَروَلةٌ: في رجليها ريش.
الثوب: من ثَوَبَ ويعني: اللباس والجمع ثياب وأثْوُبٌ وأثواب.
أقوال أهل العلم قديما وحديثا:
·َسُئِلَ ابن تيمية رحمه اللهعَنْ طُولِ السَّرَاوِيلِ إذَا تَعَدَّى عَنْ الْكَعْبِ هَلْ يَجُوزُ؟.
فَأَجَابَ: طُولُ الْقَمِيصِ وَالسَّرَاوِيلِوَسَائِرِ اللِّبَاسِ إذَا تَعَدَّى لَيْسَ لَهُ أَنْ يَجْعَلَ ذَلِكَ أَسْفَلَ مِنْ الْكَعْبَيْنِ. كَمَا جَاءَتْ بِذَلِكَ الْأَحَادِيثُ الثَّابِتَةُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَقَالَ:: {الْإِسْبَالُ فِي السَّرَاوِيلِ وَالْإِزَارِ وَالْقَمِيصِ} يَعْنِي نَهَى عَنْ الْإِسْبَالِ. (مجموع الفتاوى (5/ 123))
·قال الحافظ رحمه الله في فتح الباري:
(وَقَالَ الطَّبَرِيُّ: إِنَّمَا وَرَدَ الْخَبَر بِلَفْظِ الْإِزَار لِأَنَّ أَكْثَر النَّاس فِي عَهْده كَانُوا يَلْبَسُونَ الْإِزَار وَالْأَرْدِيَة، فَلَمَّا لَبِسَ النَّاس الْقَمِيص وَالدَّرَارِيع كَانَ حُكْمهَا حُكْم الْإِزَار فِي النَّهْي. قَالَ اِبْن بَطَّال: هَذَا قِيَاس صَحِيح لَوْ لَمْ يَأْتِ النَّصّ بِالثَّوْبِ، فَإِنَّهُ يَشْمَل جَمِيع ذَلِكَ، وَفِي تَصْوِير جَرّ الْعِمَامَة نَظَر، إِلَّا أَنْ يَكُون الْمُرَاد مَا جَرَتْ بِهِ عَادَة الْعَرَب مِنْ إِرْخَاء الْعَذْبَات، فَمَهْمَا زَادَ عَلَى الْعَادَة فِي ذَلِكَ كَانَ مِنْ الْإِسْبَال ... ) الفتح 16/ 331
·وقال الحافظ أيضا:
(وَأَمَّا رِوَايَة عُمَر بْن مُحَمَّد وَهُوَ اِبْن زَيْد بْن عَبْد اللَّه بْن عُمَر فَوَصَلَهَا مُسْلِم مِنْ طَرِيق اِبْن وَهْب " أَخْبَرَنِي عُمَر بْن مُحَمَّد عَنْ أَبِيهِ وَسَالِم وَنَافِع عَنْ اِبْن عُمَر " بِلَفْظِ " الَّذِي يَجُرّ ثِيَابه مِنْ الْمَخِيلَة " الْحَدِيث) 16/ 331
فالثياب تعم البنطال وغيره مما يلبس.
·قَالَ صَاحِبُ عَوْنِ الْمَعْبُودِ:
(الْإِسْبَال فِي الْإِزَار وَالْقَمِيص إِلَخْ):
فِي هَذَا الْحَدِيث دَلَالَة عَلَى عَدَم اِخْتِصَاص الْإِسْبَال بِالْإِزَارِ بَلْ يَكُون فِي الْقَمِيص وَالْعِمَامَة كَمَا فِي الْحَدِيث.قَالَ اِبْن رَسْلَان: وَالطَّيْلَسَان وَالرِّدَاء وَالشَّمْلَة.قَالَ اِبْن بَطَّال: وَإِسْبَال الْعِمَامَة الْمُرَاد بِهِ إِرْسَال الْعَذَبَة زَائِدًا عَلَى مَا جَرَتْ بِهِ الْعَادَة اِنْتَهَى. وَتَطْوِيل أَكْمَام الْقَمِيص تَطْوِيلًا زَائِدًا عَلَى الْمُعْتَاد مِنْ الْإِسْبَال. وَقَدْ نَقَلَ الْقَاضِي عِيَاض عَنْ الْعُلَمَاء كَرَاهَة كُلّ مَا زَادَ عَلَى الْمُعْتَاد فِي اللِّبَاس فِي الطُّول وَالسَّعَة كَذَا فِي النَّيْل.)
وقَالَ أيضاِ:
(مَا قَالَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْإِزَار فَهُوَ فِي الْقَمِيص):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/266)
أَيْ مَا بَيَّنَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْإِزَار مِنْ حُكْم الْإِسْبَال فَهُوَ فِي الْقَمِيص أَيْضًا وَلَيْسَ بِمُخْتَصٍّ بِالْإِزَارِ كَمَا يَدُلّ عَلَيْهِ حَدِيث اِبْن عُمَر الْمَرْفُوع الْمَذْكُور آنِفًا وَاعْلَمْ أَنَّ أَكْثَر الْأَحَادِيث إِنَّمَا وَرَدَ بِذِكْرِ إِسْبَال الْإِزَار وَحْده لِأَنَّ أَكْثَر النَّاس فِي عَهْد رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانُوا يَلْبَسُونَ الْإِزَار وَالْأَرْدِيَة، فَلَمَّا لَبِسَ النَّاس الْقَمِيص وَالدَّرَارِيع كَانَ حُكْمهَا الْإِزَار فِي النَّهْي، كَذَا قَالَ الطَّبَرِيُّ). (عون المعبود 9/ 126)
·قال في عمدة القاري شرح صحيح البخاري (31/ 429):
"قوله من جر ثوبه يدخل فيه الإزار والرداء والقميص والسراويل والجبة والقباء وغير ذلك مما يسمى ثوبا بل ورد في الحديث دخول العمامة في ذلك ... "
·جاء في شرح سنن ابن ماجة:
( ... والتحقيق ان الإسبال يجرى في جميع الثياب ويحرم مما زاد على قدر الحاجة وما ورد به السنة فهو اسبال والتخصيص بالإزار من جهة كثرة وقوعه لأن أكثر لباس الناس في زمان النبوة رداء وإزار وقد جاء عن ابن عمر رضي الله عنه مرفوعا " الإسبال في الإزار ... الحديث" ووقع في حديث آخر عن بن عمر أيضا من ثوبه مطلقا ثم العزيمة في الإزار الى نصف الساق وكان إزاره صلى الله عليه و سلم كذلك وقال ازار المؤمن الى نصف الساقين و الرخصة فيه الى الكعبين فيما أسفل من الكعبين فهو حرام وحكم ذيل القباء والقميص كذلك والسنة في الاكمام ان يكون الى الرسغين والاسبال في العمامة بارخاء العذبات زيادة على العادة عدد أو طولا وغايتها الى نصف الظهر والزيادة عليه بدعة واسبال محرم ... ): [السيوطي، عبدالغني، فخر الحسن الدهلوي]
الناشر: قديمي كتب خانة - كراتشي (1/ 255)
·قال المناوي في التيسير شرح الجامع الصغير:-
" (الاسبال) المذموم وهو ما أصاب الأرض يكون (في الازار) وفي (القميص) وفي (العمامة) ونحو ذلك من كل ملبوس (من جر منها شيئا) على الأرض (خيلاء) أي على وجه الخيلاء أي التيه والكبر والتعاظم (لم ينظر الله إليه يوم القيامة) أي نظر رحمة ورضا إذا لم يتب فيندب للرجل الاقتصار على نصف الساق وله أرساله إلى الكعبين فقط" مكتبة الإمام الشافعي/ الرياض (1/ 861)
·قال في المنتقى من فتاوى الفوزان:
يرى البعض أن تطويل الثياب لما تحت الكعبين لا بأس به في الوقت الحاضر لسببين: الأول: إذا كان القصد ليس الكبر والخيلاء؟ الثاني: أن الشوارع والمنازل في الوقت الحاضر أصبحت نظيفة وطاهرة. ما رأيكم في ذلك.؟
لا يجوز للذكر إسبال الثياب تحت الكعبين لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك وتوعده عليه بالنار فهو من الكبائر، وإذا كان الإسبال من أجل الكبر والخيلاء فهو أشدّ إثمًا. وإن خلا من الكبر والخيلاء فهو محرم أيضًا لعموم النهي. وقول القائل إن الشوارع نظيفة فلا مانع من الإسبال هو من الكلام السخيف الذي لا قيمة له وقائله جاهل لا عبرة به وبقوله.) 248 - جزء 75 /صفحة 3
·قال ابن عثيمين رحمه الله:
" السؤال: بالنسبة لإسبال الإزار الطويل، والثوب الطويل -بنطلون يعني- ما يوازي الكعبين في وقت الصلاة أقوم برفعه هكذا، أرفعه يعني: أعلى من الكعبين بحوالي (10) سنتيمتر.
الشيخ / لابد أن يرفعه.
السائل / وقت الصلاة فقط؟
الشيخ / وقت الصلاة وغير وقت الصلاة.
السائل / غير وقت الصلاة أيضاً.
الشيخ / إي نعم؛ لأن ما أسفل من الكعبين ففي النار.
السائل / يعني: لابد أن يُقَصَّر كلَّه؟
الشيخ / لابد أن يكون من الكعبين فما فوق.) كتاب فتاوى" سؤال من حاج "1/ 70 موقع الشبكة الإسلامية
·وقال رحمه الله في "لقاءات الباب المفتوح":
السؤال: إذا كان الإزار على الكعبين هل يعتبر مسبلاً؟
الجواب: إذا كان الإزار على الكعبين أو القميص على الكعبين أو المشلح على الكعبين أو السروال على الكعبين فإنه لا يعد إسبالاً، الإسبال ما كان أسفل من الكعبين، كما جاء في الحديث: (ما أسفل من الكعبين من الإزار ففي النار). (151/ 19قام بتفريغها موقع الشبكة الإسلامية)
·قال ابن باز رحمه الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/267)
(فالواجب على الرجل المسلم أن يتقي الله وأن يرفع ملابسه سواء كانت قميصا أو إزارا أو سراويل أو بشتا وألا تنزل عن الكعبين، والأفضل أن تكون ما بين نصف الساق إلى الكعب) "مجموع الفتاوى والمقالات 6/ 350
·وقال أيضا:
(س: بعض الناس يقومون بتقصير ثيابهم إلى ما فوق الكعب ولكن السراويل تبقى طويلة فما حكم ذلك؟
ج: الإسبال حرام ومنكر سواء كان ذلك في القميص أو الإزار أو السراويل أو البشت وهو ما تجاوز الكعبين لقول النبي صلى الله عليه وسلم وما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار رواه البخاري ........... ) "مجموع الفتاوى والمقالات:6/ 410
·وقال أيضا:
( ..... والإسبال من جملة المعاصي التي يجب تركها والحذر منها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ما أسفل من الكعبين من الإزار فهو في النار رواه البخاري في صحيحه، وما سوى الإزار حكمه حكم الإزار كالقميص والسراويل والبشت ونحو ذلك ... ) "مجموع الفتاوى والمقالات: 12/ 67
فتاوى اللجنة الدائمة
الفتوى رقم (3826)
"س: رجل يلبس الثوب أو السروال تحت الكعبين ويكشف الرأس ويحلق اللحية ويقوم للإمامة فهل يجوز له؟ ...
ج: لبس الملابس الطويلة التي تصل إلى ما تحت الكعبين حرام، سواء كانت قميصا أم سراويلا؛ لعموم قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما أسفل الكعبين من الإزار فهو في النار رواه الإمام أحمد والبخاري في صحيحه ... "
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب الرئيس // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
---------------
السؤال الأول من الفتوى رقم (9390)
س1: ما حكم الإسبال، وهل ينتقض الوضوء منه أم لا، والسراويل والرداء والجبة، وهكذا ثياب أُخَر كلهن في حكم الإسبال سواء أم لا؟
ج1: الإسبال في الملابس حرام، والإزار والجبة والسراويل وسائر الثياب في ذلك سواء، ولكنه لا ينقض الوضوء.وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
----------------
السؤال الثالث من الفتوى رقم (19600)
"س3: ما حكم المسبل؟
ج3: الإسبال بلبس الملابس الطويلة التي تصل إلى ما تحت الكعبين محرم على الرجال، سواء كان الملبوس ثوبا أو قميصا أو سروالا أو بنطلونا أو عباءة أو غير ذلك؛ لعموم قوله صلى الله عليه وسلم ... " وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... صالح الفوزان ... عبد العزيز آل الشيخ ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الخلاصة:
يتبين مما سبق من كلام وفتاوى أئمة العلم أن أحاديث الإسبال شاملة لكل ملبوس للرجال من ثوب أو بنطال أو عباءة (المشلح أو البشت) أو سروال أو غيره، فلا يجوز إسبالها إلى ما دون الكعبين.
والله تعالى أعلى وأعلم
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[08 - 03 - 08, 10:22 م]ـ
بارك الله فيك اخي في الله جهاد ونفع بك الامه
ـ[أبوالبراء الفلسطيني]ــــــــ[09 - 03 - 08, 12:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخي الحبيب إلى قلبي, وأسأل الله لك التوفيق وأن يسدد خطاك في طريق طلب العلم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[09 - 03 - 08, 01:10 ص]ـ
أخي الكريم /يزيد المسلم
جزيت خيرا وبوركت أسأل الله لك الجنة
شيخنا الحبيب ابو البراء
كيف لك ان تضيع وقتك في قرائتك لي!!
لو أعلم انك ستقرأ هذا الموضوع لحبرته لك تحبيرا (ابتسامة)(91/268)
حالق اللحية (مخنث)؟! (قضية مرفوعة في المحكمة الشرعية)
ـ[خالد الحماد]ــــــــ[08 - 03 - 08, 10:23 م]ـ
السلام عليكم
هناك قضية في المحكمة مرفوعة من بعض حليقي اللحية ضد من رماهم بـ (مخنثين) في بلدة الأرطاوي بنجد
فهل ورد عن السلف أو بعض العلماء هذه التسمية لحالق اللحية؟!
نحتاج إلى التوثيق أحسن الله عملكم
وسأخبركم إن شاء الله بما حصل في الجلسة
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[08 - 03 - 08, 10:53 م]ـ
سمعتها مرة من أحد الأشخاص و هو يحدثني فقال: " و قد قال ابن عبدالبر أن حالق اللحية مخنث " ..
و الله أعلم بصحة هذا.
ـ[أبو مانع]ــــــــ[08 - 03 - 08, 11:59 م]ـ
سئل الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله عن ذلك:
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم، وفقه الله، آمين. سلام عليكم رحمة الله وبركاته، بعده: كتابكم المؤرخ 4/ 8 / 1395 هـ وصل وصلكم الله بهداه، وما تضمنه من الأسئلة كان معلوماً، وهذا نصها وجوابها: الأول: ما حكم حلق اللحية في حق العسكري الذي يؤمر بذلك، وما حكم من قال في حق المحلوق: أنه مخنث؟
ج/ حلق اللحية لا يجوز، وهكذا قصها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "قصوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المشركين"، وقوله عليه الصلاة والسلام: "جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس"، والواجب على المسلم: طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم في كل شيء؛ لقول الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ} الآية، وأولي الأمر: هم الأمراء والعلماء، والواجب طاعتهم فيما يأمرون به ما لم يخالف الشرع، فإذا خالف الشرع ما أمروا به لم تجب طاعتهم في ذلك الشيء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "إنما الطاعة في المعروف"، وقوله عليه الصلاة والسلام: "لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق"، وحكومتنا بحمد الله لا تأمر الجندي ولا غيره بحلق اللحية، وإنما يقع ذلك من بعض المسئولين وغيرهم، فلا يجوز أن يطاعوا في ذلك، والواجب أن يخاطبوا بالتي هي أحسن، وأن يوضح لهم أن طاعة الله ورسوله مقدمة على طاعة غيرهما.
أما قول بعض الوعاظ: أن حالق لحيته مخنث، فهذا كلام قاله بعض العلماء المتقدمين، ومعناه المتشبه بالنساء؛ لأن التخنث هو: التشبه بالنساء، وليس معناه أنه لوطي، كما يظنه بعض العامة اليوم، والذي ينبغي للواعظ وغيره أن يتجنب هذه العبارة؛ لأنها موهمة، فإن ذكرها فالواجب بيان معناها حتى يتضح للسامعين مراده، وحتى لا يقع بينه وبينهم ما لا تحمد عقباه، ولأن المقصود من الوعظ والتذكير: هو إرشاد المستمعين وتوجيههم إلى الخير، وليس المقصود تنفيرهم من الحق وإثارة غضبهم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
مجموع فتاوى ورسائل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله - المجلد العاشر
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 12:38 ص]ـ
قال ابن عابدين في حاشيته (2/ 418): "وأما الأخذ منها وهي دون ذلك كما يفعله بعض المغاربة ومخنثه الرجال فلم يبحه أحد". وهذا نص كلام العلائي وأقره ابن عابدين.
قال ابنُ عَبْدِ البَرِّ: في التمهيد (ويحرم حلق اللحية، ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال)
فائدة:
قال الشيخ سلمان العودة وفقه الله في شريط (وسائل الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر):
أنه حصلت لي قصة يوماً من الأيام في إحدى المدارس: زرت إحدى المناطق في هذه المملكة، فرأيت أن المدرسة التي زرتها يوجد فيها عدد كبير من المنكرات. فآليت على نفسي أنني لا بد أن أقول لهم شيئاً عنها، فلما تحدثت ذكرت كلاماً عاماً عن الشباب ومشكلات الشباب، وأوضاع الشباب وما يجري لهم، وخطط الأعداء والغربيين للقضاء على الشباب حتى ارتاح الحاضرون جميعاً، وأحسوا بأن هذا كلام جيد، وهم يحتاجون إلى مثله، وربما لم يسمعوه في بلادهم، باعتبار أنها بلاد نائية إلى غير ذلك. بعد هذا تكلمت عن الاعتزاز بالإسلام، وأن المسلم عزيز، وأنه هو الأعلى، الأعلى في دينه، الأعلى في عقيدته، الأعلى في سلوكه، وفي منهجه، وفي تاريخه وهكذا .. وذكرت أن المسلم العالي لا يقلد الكافر النازل، كما أن الكبير لا يقلد الصغير، والمدرس لا يقلد الطالب، وإنما الذي يحصل هو العكس، أن الصغير يقلد الكبير، والطالب يقلد المدرس، والمغلوب يقلد الغالب، ثم ذكرت هذه القاعدة، ثم انتقلت إلى التشبه بالمشركين، وما ورد فيها من النصوص، ثم ذكرت كل المنكرات التي رأيتها، وأدخلتها في باب التشبه. فخرج معي أحد الأساتذة، وكان يحدثني ويقول: جزاك الله خيراً أنت في الواقع أنكرت علينا، ولم نجد في أنفسنا من هذا الإنكار شيئاً، لكن فلاناً من الناس، وذكر شخصاً على رغم صغر سنه وعدم خبرته إلا أنه يقوم على المنبر ويتكلم بكلمات مبتذلة عن بعض هذه الأمور. حتى أنه ذكر لي: أنه يوماً من الأيام خصص خطبة للكلام عن حلق اللحية، وكان من ضمن ما قال: إن الذي يحلق لحيته مخنث، فهم بطبيعة الحال فهموا كلمة مخنث على غير وجهها؛ لأن الخطيب يقصد بمخنث أي: أنه إنسان يتشبه بالنساء، وفيه ليونة وفيه ترف وفيه تفسخ لا أكثر، هذا هو معناها اللغوي، لكن العرف الاجتماعي يفهمون من هذه الكلمة، أنه يقصد بها أنهم أصحاب فساد خلقي أو فواحش أو ما أشبه ذلك، فعظم هذا الأمر عليهم، وكان سبباً في عدم قبولهم لهذا الأمر، الذي أنكره عليهم. إذاً الكلمة سلاح، لكن ينبغي أن يحرص ويحسن الإنسان كيف يتسلل إلى قلوب الناس في إنكار المنكر الذي يراه عليهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/269)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[09 - 03 - 08, 12:49 ص]ـ
(قال ابنُ عَبْدِ البَرِّ: في التمهيد (ويحرم حلق اللحية، ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال))
هذا الكلام
وإن كان ذكره غير واحد
لا وجود له في التمهيد ولا في الا ستذكار
ولا يشبه كلام ابن عبد البر
والله أعلم
فائدة
في غير هذه القضية
المذهب أن من قال لشخص (يا مخنث) فإنه يستفسر فإن صرح حد حد القذف
وإن فسر بغير الفاحشة
فإن كان المقذوف ممن يتشبه بالنساء في الملبس
رفع عنه التعزير
وإلا عزر
والله أعلم
قال ابن قدامة
(، فَلَوْ قَالَ لِرَجُلٍ: يَا مُخَنَّث
......
وَفَسَّرَهُ بِمَا لَيْسَ بِقَذْفٍ، مِثْلِ أَنْ يُرِيدَ بِالْمُخَنَّثِ أَنَّ فِيهِ طِبَاعَ التَّأْنِيثِ وَالتَّشَبُّهَ بِالنِّسَاءِ
..................
فَلَا حَدَّ عَلَيْهِ)
انتهى
http://www.islamweb.net/ver2/library/BooksCategory.php?idfrom=6316&idto=6316&bk_no=15&ID=6207
وفي كتاب المذهب
الفروع والإنصاف
ووو
...
في المبدع
(يعزر في: ................. ، يا مخنث، نص على ذلك)
وفي الفقه الحنفي
وفي فتح القدير
(جِنَايَةُ قَذْفٍ وَقَدْ امْتَنَعَ وُجُوبُ الْحَدِّ عَلَى الْقَاذِفِ لِفَقْدِ الْإِحْصَانِ فَوَجَبَ التَّعْزِيرُ وَكَذَا إذَا قَذَفَ مُسْلِمًا بِغَيْرِ الزِّنَا فَقَالَ يَا فَاسِقُ أَوْ يَا كَافِرُ أَوْ يَا خَبِيثُ أَوْ يَا سَارِقُ
ومثله
وَمِثْلُهُ يَا لِصُّ أَوْ يَا فَاجِر .............. يَا مُخَنَّث
.................................................. ..............................
عُزِّرَ هَكَذَا مُطْلَقًا فِي فَتَاوَى قَاضِي خَانْ.
وَذَكَرَهُ النَّاطِفِيُّ وَقَيَّدَهُ بِمَا إذَا قَالَ لِرَجُلٍ صَالِحٍ، أَمَّا لَوْ قَالَ لِفَاسِقٍ يَا فَاسِقُ أَوْ لِلِّصِّ يَا لِصُّ أَوْ لِلْفَاجِرِ يَا فَاجِرُ لَا شَيْءَ عَلَيْهِ، وَالتَّعْلِيلُ يُفِيدُ ذَلِكَ وَهُوَ قَوْلُنَا إنَّهُ آذَاهُ بِمَا أُلْحِقَ بِهِ مِنْ الشَّيْنِ، فَإِنَّ ذَلِكَ إنَّمَا يَكُونُ فِيمَنْ لَمْ يُعْلَمْ اتِّصَافُهُ بِهَذِهِ، أَمَّا مَنْ عُلِمَ فَإِنَّ الشَّيْنَ قَدْ أَلْحَقَهُ هُوَ بِنَفْسِهِ قَبْلَ قَوْلِ الْقَائِلِ.
ُ)
وفي الفقه المالكي
في المدونة
(قَالَ: وَقَالَ مَالِكٌ فِي رَجُلٍ قَالَ لِآخَرَ: يَا مُخَنَّثُ.
إنَّهُ يُجْلَدُ الْحَدَّ إنْ رَفَعَهُ إلَى الْإِمَامِ إلَّا أَنْ يَحْلِفَ الْقَائِلُ يَا مُخَنَّثُ، بِاَللَّهِ، أَنَّهُ لَمْ يُرِدْ بِذَلِكَ قَذْفًا.
فَإِنْ حَلَفَ عَفَا عَنْهُ بَعْدَ الْأَدَبِ وَلَمْ يُضْرَبْ حَدَّ الْفِرْيَةِ، فَإِنْ هُوَ عَفَا عَنْهُ قَبْلَ أَنْ يَأْتِيَ السُّلْطَانُ ثُمَّ طَلَبَهُ بَعْدَ ذَلِكَ فَإِنَّهُ لَا يُحَدُّ لَهُ.
)
ولكن في كتب المتأخرين
((مُخَنَّثٍ) بِضَمِّ الْمِيمِ وَفَتْحِ الْخَاءِ الْمُعْجَمَةِ وَالنُّونِ مُثَقَّلًا (إنْ لَمْ يَحْلِفْ) الْقَائِلُ أَنَّهُ لَمْ يُرِدْ قَذْفَهُ، فَإِنْ حَلَفَ فَلَا يُحَدُّ وَيُنَكَّلُ.
عب هَذَا إذَا لَمْ يَخُصَّهُ الْعُرْفُ بِمَنْ يُؤْتَى وَإِلَّا كَمُصِرٍّ حُدَّ وَلَوْ حَلَفَ (وَأُدِّبَ) بِضَمٍّ فَكَسْرٍ مُثَقَّلًا)
انتهى
وهذا التشكيل من جامع الفقه الإسلامي خطأ محض
ـ[أبو عبد اللطيف العتيبي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 02:27 ص]ـ
ثبت عن ابن عمر وكذلك ابي هريرة وكذلك عن كبار التابعين - رضي الله عنهم أجمعين - أنهم كانوا ياخذون من لحاهم .. !
فهناك فرق بين من يحلق لحيته ومن يأخذ منها ..
والله اعلم
ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[09 - 03 - 08, 10:47 ص]ـ
عند النظر في اللفظ،
هل تُحمل على المعنى العرفي، والذي تعارف المجتمع عليه، من وصف فعل الفواحش عند إطلاق هذه الكلمة، بحيث يقام عليه حد القذف، لأن الشرع لم يأتِ بتحديد الكلمات الصريحة، فوجب تحديدها بالعرف، مما يعني وجوب الرجوع للعرف في هذه المسألة.
أو تحمل الكلمة على الألفاظ الكنائية والمعنى اللغوي الأصلي، بحيث تكون مثلما قرره المذهب الحنبلي، من وجوب تفسيره فإن صرح حُدَّ، وإلا عُزّر؟
لأن هذه الكلمة في مجتمعنا، ترادف الكلمات التصريحية، فيجب إعمال العُرف، من باب السياسة الشرعية، وردع المتساهلين في الألفاظ ..
ونتمنى أن نعرف ماذا حصل في جلسات المحاكمة.
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 10:46 م]ـ
(قال ابنُ عَبْدِ البَرِّ: في التمهيد (ويحرم حلق اللحية، ولا يفعله إلا المخنثون من الرجال))
هذا الكلام
وإن كان ذكره غير واحد
لا وجود له في التمهيد ولا في الا ستذكار
ولا يشبه كلام ابن عبد البر
والله أعلم
جزاك الله خيرا ..... شيخنا الفاضل .. على هذا التنبيه وما أتحفتنا به من فوائد ...
والعجيب أن علماء كثر قد نقلوا تلك المقالة منسوبة لابن عبدالبر رحمه الله وقد وجدتها منسوبة له في أكثر من موضع منها:
الدرر السنية ..
فتاوى الشيخ العلامة محمد بن إبراهيم رحمه الله ..
مؤلف للشيخ عبدالرحمن ابن قاسم رحمه الله بعنوان (تحريم حلق اللحى) ..
فتاوى اللجنة الدائمة ..
وأستغرب من ذلك؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/270)
ـ[خالد الحماد]ــــــــ[14 - 03 - 08, 08:39 م]ـ
أشكركم على النقل، وفعلاً لم أجد العبارة بعد البحث عند ابن عبدالبر لا في التمهيد ولا في الاستذكار
القصة أن ناساً تمهزلوا برجل ملتح، فلما غضب عليهم قال لهم (وكانوا حليقي اللحية) ما تستحون أنتم حالقين لحاكم؟! تدرون أنكم بهذا مخنثين!!
فرفعوا القضية للمحكمة، فحكم الشيخ بإسقاط الدعوى وقال لهم: فعلاً، من يحلق لحيته كان يسمى مخنثاً .. وما قاله الرجل فيكم صحيح، ولا يعني قذفكم، بل ما قلتم لكم، وأقفل القضية
ـ[محمد الحمدان]ــــــــ[15 - 03 - 08, 08:44 ص]ـ
فرفعوا القضية للمحكمة، فحكم الشيخ بإسقاط الدعوى وقال لهم: فعلاً، من يحلق لحيته كان يسمى مخنثاً .. وما قاله الرجل فيكم صحيح، ولا يعني قذفكم، بل ما قلتم لكم، وأقفل القضية
لماذا لا يُحاكم وفق الحقيقة العرفية والمعنى العرفي للفظ؟
قدم المعنى اللغوى وهو بعيد في أعرافنا المحلية، وتم تأخير المعنى العرفي مع أنه هو المقصود ...
فلو قال الرجل لامرأة: يا قحبة، ثم قال: أعني أنها بها سعال أو كحة!!
هل يقبل؟ وهل يقال إنه يقصد المعنى اللغوي؟
يجب أن لا يقنع المدعي، وعليه أن يطلب تمييز الحكم.
ـ[أبو محمد العدني]ــــــــ[16 - 03 - 08, 01:38 ص]ـ
أتذكر جيداً الآن أن النووي رحمه الله قال هذا في شرحه على مسلم بمن يحلق لحيته دون القبضة.
ثم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: لعن الله المتشبهين بالنساء.
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[13 - 05 - 08, 03:48 م]ـ
اصبحت اللحية عقيدة عند بعض الناس يوالون من اعفى لحيته ويعادون من حلقها ويرونه عاصياً فاسقاً بينما في حقيقة الأمر ان من اعفى لحيته بما دون القبضة فهو مأجور ومن حلقها فليس بمأزور وليس عليه اثم ولا شيء من ذلك لأن الأمر في جميع احاديث اعفاء اللحية هو للندب والسنية لان اللحية من الزينة والامر اذا ورد في الآدآب والزينة والنصح والارشاد فهو للندب والسنة ومن حلقها فلا اثم عليه وليس بعاصٍ لله ولا فاسق0
وعليك بكتاب: (اللحية دراسة حديثية فقهية) للشيخ: ـ المحدث علامة العصر ونور كل مصر ـ ابو محمد عبدالله بن يوسف الجديع حفظه الله (موجود على النت) 0
وكذلك كتاب: (إفادة ذوي الأفهام في أن حلق اللحية مكروه وليس حرام) موجود على النت0
والمكروه: هو ما اثيب تاركه ولا يعاقب فاعله0
والحرام: هو ما اثيب تاركه ويعاقب فاعله0
ـ[سيف 1]ــــــــ[13 - 05 - 08, 04:46 م]ـ
رد عليه شيخنا المقرئ في هذا المنتدى برد مفحم بليغ فانظره. فالشيخ الجديع غفر الله له أخطأ في عدة نقاط أو (دلس) ونحن نحسن الظن
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[13 - 05 - 08, 04:56 م]ـ
ثبت عن ابن عمر وكذلك ابي هريرة وكذلك عن كبار التابعين - رضي الله عنهم أجمعين - أنهم كانوا ياخذون من لحاهم .. !
فهناك فرق بين من يحلق لحيته ومن يأخذ منها ..
والله اعلم
ما فعله بن عمر وأبو هريرة كان في حج أو عمرة فقط ... وليس باطلاقه كما يتغشم على البعض ...
روابط:
" أما آن لكم أن تستحوا " ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=133397)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpo...3&postcount=14
اصبحت اللحية عقيدة عند بعض الناس يوالون من اعفى لحيته ويعادون من حلقها ويرونه عاصياً فاسقاً بينما في حقيقة الأمر ان من اعفى لحيته بما دون القبضة فهو مأجور ومن حلقها فليس بمأزور وليس عليه اثم ولا شيء من ذلك لأن الأمر في جميع احاديث اعفاء اللحية هو للندب والسنية لان اللحية من الزينة والامر اذا ورد في الآدآب والزينة والنصح والارشاد فهو للندب والسنة ومن حلقها فلا اثم عليه وليس بعاصٍ لله ولا فاسق0
وعليك بكتاب: (اللحية دراسة حديثية فقهية) للشيخ: ـ المحدث علامة العصر ونور كل مصر ـ ابو محمد عبدالله بن يوسف الجديع حفظه الله (موجود على النت) 0
وكذلك كتاب: (إفادة ذوي الأفهام في أن حلق اللحية مكروه وليس حرام) موجود على النت0
والمكروه: هو ما اثيب تاركه ولا يعاقب فاعله0
والحرام: هو ما اثيب تاركه ويعاقب فاعله0
شكراً لك أخي أنك صححت لي هذه المفاهيم في أصول الدين ...
وانا كنت أظن أن الأمر يفيد الوجوب ما لم تصرفه قرينه الى الاستحباب,
والنهي يفيد التحريم ما لم تصرفه قرينه الى الكراهه ..
وانا الذي ظننت أن اعفاء اللحية واجب وحلقها حرام باتفاق المذاهب الأربعة ...
وكنت أظن أن بن حزم نقل الاجماع من اهل العلم على وجوب اعفائها وحرمة حلقها ...
ولكن يبدوا ان الجمع الغفير من هؤلاء الأئمة ليسوا الا متزمتين ومتشددين ...
والظاهر أنهم لم يسمعوا حديث ان الله جميل يحب الجمال كما سمعه بعض المعاصرين عندنا ....
للفائدة والله المستعان:
قالوا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=71555)
الجديع وكتابه الأول " اللحية " إساءة للعلم في استخدامه مطية " حلقها أم الأخذ منها" ( http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=65892)
أيضاً:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...997#post448997 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=448997#post448997)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...948#post388948 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=388948#post388948)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...851#post171851 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=171851#post171851)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...888#post170888 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=170888#post170888)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...950#post166950 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=166950#post166950)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...643#post360643 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=360643#post360643)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/271)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 05 - 08, 05:20 م]ـ
وعليك بكتاب: (اللحية دراسة حديثية فقهية) للشيخ: ـ المحدث علامة العصر ونور كل مصر ـ ابو محمد عبدالله بن يوسف الجديع حفظه الله (موجود على النت) 0
وكذلك كتاب: (إفادة ذوي الأفهام في أن حلق اللحية مكروه وليس حرام) موجود على النت0
والمكروه: هو ما اثيب تاركه ولا يعاقب فاعله0
والحرام: هو ما اثيب تاركه ويعاقب فاعله0
انتهى
ما شاء الله
نقل عن
نور كل مصر وعلامة العصر
!!!
(وفي هذا الاطار نفى أنه أفتى بجواز أن يكون لباس المرأة للكتف فقط وأن هذا لا يجعلها متبرجة، قائلا إن "أعضاء الوضوء ليست مما يجب على المرأة ستره، فإن قيل: فالرأس؟ قلت: الرأس حكمه المسح، وثبت المسح على الخمار أو بعض الرأس، فلا مقتضي لكشفه للوضوء".)
انتهى
ما شا الله على الفقه
لا هو فقه ظاهري ولا فقه عصراني
هذا الكلام عن الفقه بمعزل
وتأمل قوله
(الرأس حكمه المسح، وثبت المسح على الخمار أو بعض الرأس، فلا مقتضي لكشفه للوضوء)
وقد رد عليه العوام وألزموه بلوازم
وتأمل معي
(وضوء الرجل والمرأة الأجنبية من إناء واحد
-هل قلت بجواز وضوء الرجل والمرأة الأجنبية من إناء واحد؟
قلت بما ثبت عند مالك في "موطئه" وأحمد بن حنبل في "مسنده" والبخاري في "صحيحه" من حديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما قال: (كان الرجال والنساء يتوضئون في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً). وفي رواية عند أحمد في "مسنده" وأبي داود في "سننه" قال: (رأيت الرجال والنساء يتوضئون على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم جميعاً من إناء واحد).وهذا نص تحيرت فيه أنظار بعض الناس، فقالت طائفة: يحتمل أن يكون هذا في المحارم، وقال آخرون: يحتمل أن يكون قبل الحجاب. والقول بهذا أو ذاك مما لا برهان عليه، بل ثبت عند أحمد في "مسنده" وأبي داود في "سننه" وغيرهما من حديث أم صُبيَّة الجهنيةِ قالت: (اختلَفَت يدي ويد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الوضوء من إناء واحد). ولم يرد في شيء من النقل أنه كان بين أم صبية هذه والنبي صلى الله عليه وسلم محرمية. وجاء في رواية لحديث ابن عمر المتقدم عند ابن خزيمة في "صحيحه": (أنه أبصر إلى النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه يتطهرون والنساء معهم، الرجال والنساء من إناء واحد، كلهم يتطهر منه).وهذه المواضع للوضوء جاء ذكرها في الآثار، وكان يسمونها (المطاهر)، تكون في المواضع العامة يستعملها الناس. وهذا مما فصلت بيانه في كتاب كبير لم أنشره بعد سميته "أحكام العورات في الشريعة الإسلامية".
عودة للأعلى
أعضاء الوضوء ليست مما يجب على المرأة ستره
– نقل عنك أنك قلت بجواز أن يكون لباس المرأة للكتف فقط وأن هذا لا يجعلها متبرجة؟
هذا ليس صحيحاً، إنما أقول بمقتضى حديث ابن عمر المتقدم وغيره أن أعضاء الوضوء ليست مما يجب على المرأة ستره، فإن قيل: فالرأس؟ قلت: الرأس حكمه المسح، وثبت المسح على الخمار أو بعض الرأس، فلا مقتضي لكشفه للوضوء. على تفصيل لا يحتمله المقام.
)
ما شاء الله على الفقه
لا نريد كتاب يشذ فيه صاحبه عن طريق العلم وأهله
ولله در علامة العصر ونور كل مصر حقا حين علق على هذا الحديث في شرحه لمسند الإمام المبجبل أحمد بن حنبل
أعني العلامة أحمد شاكر
فرحم الله العلامة المحدث الكبير ابن شاكر
ـ[أبو عمر الطباطبي]ــــــــ[13 - 05 - 08, 05:49 م]ـ
المكرم الأخضراني ذكرت فيما ذكرت:
"والامر اذا ورد في الآدآب والزينة والنصح والارشاد فهو للندب والسنة ومن حلقها فلا اثم عليه وليس بعاصٍ لله ولا فاسق0
فعمن تنقل هذا الكلام
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[13 - 05 - 08, 08:02 م]ـ
فهل ورد عن السلف أو بعض العلماء هذه التسمية لحالق اللحية؟!
نحتاج إلى التوثيق أحسن الله عملكم
اليك التوثيق ان شاء الله ...
وهذا ما وجدت لك ...
((البحر الرائق شرح كنز الدقائق))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/272)
مَا فِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ {أَحْفُوا الشَّوَارِبَ وَاعْفُوَا اللِّحَى} فَمَحْمُولٌ عَلَى إعْفَائِهَا مِنْ أَنْ يَأْخُذَ غَالِبَهَا أَوْ كُلَّهَا كَمَا هُوَ فِعْلُ مَجُوسِ الْأَعَاجِمِ مِنْ حَلْقِ لِحَاهُمْ فَيَقَعُ بِذَلِكَ الْجَمْعُ بَيْنَ الرِّوَايَاتِ، وَأَمَّا الْأَخْذُ مِنْهَا، وَهِيَ دُونَ ذَلِكَ كَمَا يَفْعَلُ بَعْضُ الْمَغَارِبَةِ وَالْمُخَنَّثَةِ مِنْ الرِّجَالِ فَلَمْ يُبِحْهُ أَحَدٌ كَذَا فِي فَتْحِ الْقَدِيرِ،
((درر الحكام شرح غرر الأحكام))
وَأَمَّا الْأَخْذُ مِنْ اللِّحْيَةِ، وَهِيَ دُونَ الْقُبْضَةِ كَمَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ الْمَغَارِبَةِ وَمُخَنَّثَةُ الرِّجَالِ فَلَمْ يُبِحْهُ أَحَدٌ وَأَخْذُ كُلِّهَا فِعْلُ مَجُوسِ الْأَعَاجِمِ وَالْيَهُودِ وَالْهُنُودِ وَبَعْضِ أَجْنَاسِ الْإِفْرِنْجِ كَمَا فِي الْفَتْحِ
((رد المحتار))
وَأَمَّا الْأَخْذُ مِنْهَا وَهِيَ دُونَ ذَلِكَ كَمَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ الْمَغَارِبَةِ، وَمُخَنَّثَةُ الرِّجَالِ فَلَمْ يُبِحْهُ أَحَدٌ، وَأَخْذُ كُلِّهَا فِعْلُ يَهُودِ الْهِنْدِ وَمَجُوسِ الْأَعَاجِمِ فَتْحٌ
((حاشية الطحاوي على المراقي))
والأخذ من اللحية وهو دون ذلك كما يفعله بعض المغاربة ومخنثة الرجال لم يبحه أحد وأخذ كلها فعل يهود الهند ومجوس الإعاجم
((الدر المختار))
وأما الاخذ منها وهي دون ذلك كما يفعله بعض المغاربة، ومخنثة الرجال فلم يبحه أحد، وأخذ كلها فعل يهود الهند ومجوس الاعاجم.
((فتح القدير))
أَصْلُنَا فِي عَمَلِ الرَّاوِي عَلَى خِلَافِ مَرْوِيِّهِ مَعَ أَنَّهُ رُوِيَ عَنْ غَيْرِ الرَّاوِي.
وَعَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُحْمَلُ الْإِعْفَاءُ عَلَى إعْفَائِهَا مِنْ أَنْ يَأْخُذَ غَالِبَهَا أَوْ كُلَّهَا، كَمَا هُوَ فِعْلُ مَجُوسِ الْأَعَاجِمِ مِنْ حَلْقِ لِحَاهُمْ كَمَا يُشَاهَدُ فِي الْهُنُودِ وَبَعْضِ أَجْنَاسِ الْفِرِنْجِ، فَيَقَعُ بِذَلِكَ الْجَمْعُ بَيْنَ الرِّوَايَاتِ، وَيُؤَيِّدُ إرَادَةَ هَذَا مَا فِي مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ: {جُزُّوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى خَالِفُوا الْمَجُوسَ} فَهَذِهِ الْجُمْلَةُ وَاقِعَةٌ مَوْقِعَ التَّعْلِيلِ.
وَأَمَّا الْأَخْذُ مِنْهَا وَهِيَ دُونَ ذَلِكَ كَمَا يَفْعَلُهُ بَعْضُ الْمَغَارِبَةِ وَمُخَنَّثَةُ الرِّجَالِ فَلَمْ يُبِحْهُ أَحَدٌ
هناك الكثير من ذَكر هذا الوصف في هذا المقام ...
ولكني اكتفي بهذا القدر من الاقتباس, فقط لتعلم ان هناك فعلاً من أهل العلم من قال بذلك وهو جواب سؤالك ..
أكرمك الله واحسن اليك ...
ـ[ابن وهب]ــــــــ[13 - 05 - 08, 08:51 م]ـ
أخي الكريم
أحمد بن شبيب
وصف هولاء الأعلام أبو شامة ومن نقل عنه
هو وصف لبعض من يحلق اللحية
وهذا لايعني أن
هذا الوصف مما يصح اطلاقه لكل من يحلق لحيته
بيان ذلك قولهم
المغاربة ومخنثة الرجال
أي في زمانهم لم يكن يحلق لحيته إلا بعض المغاربة وبعض المخنثة
فالمخنثة يحلقون لحاهم
وهذا لا يؤخذ منه صحة اطلاق المخنث عندهم (فضلا عند غيرهم) على من يحلق لحيته
والله أعلم
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[13 - 05 - 08, 09:11 م]ـ
أخي الكريم
أحمد بن شبيب
وصف هولاء الأعلام أبو شامة ومن نقل عنه
هو وصف لبعض من يحلق اللحية
وهذا لايعني أن
هذا الوصف مما يصح اطلاقه لكل من يحلق لحيته
بيان ذلك قولهم
المغاربة ومخنثة الرجال
أي في زمانهم لم يكن يحلق لحيته إلا بعض المغاربة وبعض المخنثة
فالمخنثة يحلقون لحاهم
وهذا لا يؤخذ منه صحة اطلاق المخنث عندهم (فضلا عند غيرهم) على من يحلق لحيته
والله أعلم
شيخنا بن وهب .. رفع الله لك قدرك وزادك رفعة وإحسانا ...
شيخنا انا لم اطلق هذا الوصف على كل من حلق لحيته ..
ولم أدلي برأيي حتى في هذا الوصف رحمك الله او على من يُطلق ...
صاحب الموضوع سئل اذا كان أحد من اهل العلم اطلق هذا الوصف ...
والجواب انه نعم .. قد اطلقه بعض اهل العلم ...
وانتهت مشاركتي ...
أكرمك الله وأحسن اليك
ـ[ابوحذيفه احمد السلفى]ــــــــ[13 - 05 - 08, 09:26 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/273)
اصبحت اللحية عقيدة عند بعض الناس يوالون من اعفى لحيته ويعادون من حلقها ويرونه عاصياً فاسقاً بينما في حقيقة الأمر ان من اعفى لحيته بما دون القبضة فهو مأجور ومن حلقها فليس بمأزور وليس عليه اثم ولا شيء من ذلك لأن الأمر في جميع احاديث اعفاء اللحية هو للندب والسنية لان اللحية من الزينة والامر اذا ورد في الآدآب والزينة والنصح والارشاد فهو للندب والسنة ومن حلقها فلا اثم عليه وليس بعاصٍ لله ولا فاسق0
وعليك بكتاب: (اللحية دراسة حديثية فقهية) للشيخ: ـ المحدث علامة العصر ونور كل مصر ـ ابو محمد عبدالله بن يوسف الجديع حفظه الله (موجود على النت) 0
وكذلك كتاب: (إفادة ذوي الأفهام في أن حلق اللحية مكروه وليس حرام) موجود على النت0
والمكروه: هو ما اثيب تاركه ولا يعاقب فاعله0
والحرام: هو ما اثيب تاركه ويعاقب فاعله0
قال شيخ الاسلام رحمه الله في الاختيارات " يحرم حلق اللحية للأحاديث الصحيحة ولم يبحه أحد "
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=177584
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
وكذلك لو كان معروفاً بالفسق، وأن القاضي سيرد شهادته، كحالق اللحية ـ مثلاً ـ بحيث يُعرف هذا القاضي بردِّ شهادة حالق اللحية، وجاء إنسان وقال: تعال اشهد، فهل يلزمه أو لا؟ لا يلزمه، فإذا قال له صاحب الحق: تعال اشهد، قال: ما يلزمني؛ لأنني لو شهدت عند القاضي ما قبلني؛ لأني حالق اللحية، فقال له صاحب الحق: اشهد لعل الله يتوب عليك وتوفر لحيتك، فهل يلزمه حينئذٍ؟ الجواب: الاحتمال وارد، ونقول: يلزمه الإعفاء، سواء قبلت شهادته أم لم تقبل، لكن هذا الرجل غير معفٍ لحيته، فربما نقول: إذا كانت الشهادة فورية بحيث لو تاب الإنسان لم يبق للحيته وقت تتوافر فيه، فإنه لا يلزمه، أما إذا كانت القضية ربما تتأخر فقد يقال: بلزومها.
من موقع الشيخ
المكتبة المقروءة: الفقه: الشرح الممتع على زاد المستقنع - المجلد الخامس عشر
كِتَابُ الشَّهَادَاتِ
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 04:43 م]ـ
حكم إعفاء اللحية
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه. أما بعد.
فقد سألني بعض الإخوان عن الأسئلة التالية:
1 - هل تربية اللحية واجبة أو جائزة.
2 - هل حلقها ذنب أو إخلال بالدين.
3 - هل حلقها جائز مع تربية الشنب.
والجواب عن هذه الأسئلة: أن نقول: صح عن النبي صلى الله عليه وسلم ما أخرجه البخاري ومسلم في الصحيحين من حديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أحفوا الشوارب ووفروا اللحى خالفوا المشركين " وفي صحيح مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس ".
وخرج النسائي في سننه بإسناد صحيح عن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من لم يأخذ من شاربه فليس منا " قال العلامة الكبير والحافظ الشهير أبو محمد ابن حزم. (اتفق العلماء على أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض. ا. هـ.)
والأحاديث في هذا الباب وكلام أهل العلم - فيما يتعلق بإحفاء الشوارب وتوفير اللحى وإكرامها وإرخائها - كثير لا يتيسر استقصاء الكثير منه في هذه الكلمة ومما تقدم من الأحاديث وما نقله ابن حزم من الإجماع يعلم الجواب عن الأسئلة الثلاثة. وخلاصته أن تربية اللحية وتوفيرها وإرخاءها فرض لا يجوز تركه؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بذلك وأمره على الوجوب، كما قال الله عز وجل: وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا
وهكذا قص الشارب واجب وإحفاؤه أفضل أما توفيره أو اتخاذ الشنبات فذلك لا يجوز؛ لأنه يخالف قول النبي صلى الله عليه وسلم: " قصوا الشوارب " " أحفوا الشوارب " " جزوا الشوارب " " من لم يأخذ من شاربه فليس منا " وهذه الألفاظ الأربعة كلها جاءت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي اللفظ الأخير وهو قوله صلى الله عليه وسلم " من لم يأخذ من شاربه فليس منا " وعيد شديد وتحذير أكيد، وذلك يوجب للمسلم الحذر مما نهى الله عنه ورسوله والمبادرة إلى امتثال ما أمر الله به ورسوله. ومن ذلك يعلم أيضا أن إعفاء الشارب واتخاذ الشنبات ذنب من الذنوب ومعصية من المعاصي، وهكذا حلق اللحية وتقصرها من جملة الذنوب والمعاصي التي تنقص الإيمان وتضعفه ويخشى منها حلول غضب الله ونقمته.
وفي الأحاديث المذكورة آنفا الدلالة على أن إطالة الشوارب وحلق اللحى وتقصيرها من مشابهة المجوس والمشركين. وقد علم أن التشبه بهم منكر لا يجوز فعله؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من تشبه بقوم فهو منهم " وأرجو أن يكون في هذا الجواب كفاية ومقنع.
والله ولي التوفيق وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
______________
فتاوى ومقالات الشيخ بن باز
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/274)
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[14 - 05 - 08, 07:53 م]ـ
قال الامام ابن حزم رحمه الله في المحلى:
"وَالإِجْمَاعُ هُوَ مَا تُيُقِّنَ أَنَّ جَمِيعَ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَرَفُوهُ وَقَالُوا بِهِ وَلَمْ يَخْتَلِفْ مِنْهُمْ أَحَدٌ , كَتَيَقُّنِنَا أَنَّهُمْ كُلُّهُمْ، رضي الله عنهم، صَلَّوْا مَعَهُ عليه السلام الصَّلَوَاتِ الْخَمْسَ كَمَا هِيَ فِي عَدَدِ رُكُوعِهَا وَسُجُودِهَا , أَوْ عَلِمُوا أَنَّهُ صَلاَّهَا مَعَ النَّاسِ كَذَلِكَ , وَأَنَّهُمْ كُلُّهُمْ صَامُوا مَعَهُ , أَوْ عَلِمُوا أَنَّهُ صَامَ مَعَ النَّاسِ رَمَضَانَ فِي الْحَضَرِ.
وَكَذَلِكَ سَائِرُ الشَّرَائِعِ الَّتِي تَيَقَّنَتْ مِثْلَ هَذَا الْيَقِينِ. وَاَلَّتِي مَنْ لَمْ يُقِرَّ بِهَا لَمْ يَكُنْ مِنْ الْمُؤْمِنِينَ وَهَذَا مَا لاَ يَخْتَلِفُ أَحَدٌ فِي أَنَّهُ إجْمَاعٌ. وَهُمْ كَانُوا حِينَئِذٍ جَمِيعَ الْمُؤْمِنِينَ لاَ مُؤْمِنَ فِي الأَرْضِ غَيْرُهُمْ.
وَمَنْ ادَّعَى أَنَّ غَيْرَ هَذَا هُوَ إجْمَاعٌ كُلِّفَ الْبُرْهَانَ عَلَى مَا يَدَّعِي، وَلاَ سَبِيلَ إلَيْهِ.
فالمثلة في اللحية: هي حلق اللحية بغير إختيار صاحبها وإنما يفعل به ذلك عقوبةً له0
أما حلق اللحية بإختيار صاحبها فلا يعتبر ولا يعد مثلةً0
فالإجماع الذي نقله الإمام ابن حزم رحمه الله إنما هو في المثلةو هو مسبوق بالخلاف قبل هذا الإجماع المدعى وهذا من أكبر الأمثلة على ضعف الثقة بدعاوى الإجماعات المدعاة0
قال ابن مفلح ـ رحمه الله ـ في كتاب الفروع: (وذكر ابن حزم الإجماع أن قص الشارب وإعفاء اللحية فرض وأطلق أصحابنا وغيرهم الإستحباب) ثم قال رحمه الله في الآداب الشرعية والمنح المرعية: (ويسن أن يعفي لحيته) 0
أيعقل ان يخالف أئمة وأتباع المذاهب الأربعة هذا الإجماع المدعى لو كان ثابتاً؟!!!
قال الخطابي ـ رحمه الله ـ (المتوفى 388 هـ) قبل من إدعى الإجماع: (وأما إعفاء اللحية فهو إرسالها وتوفيرها، كره لنا أن نقصها كفعل الأعاجم، وكان زي آل كسرى قص اللحى وتوفير الشوارب فندب النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمته الى مخالفتهم في الزي والهيئة) 0
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 08:38 م]ـ
وفي بلاد المسلمين اول ماظهر حلق اللحية في القرن الثاني كما ذكره التنوخي المتوفي سنة 167هـ عن قوم رآهم بالشام حليقي اللحى فعلوه على سبيل التدين اخرجه ابن عدي في الكامل (3/ 242) 0
وذكره حسين الكرابيسي الشافعي المتوفى سنة 248هـ كما في ترجمته من الكامل لابن عدي (3/ 241) فيما حكاه عن اهل بغداد انهم يحلقون لحاهم ولا احد انكر ذلك عليهم من اهل العلم0
إنا لله وإنا إليه راجعون
حسبنا الله ونعم الوكيل
يعني فعلوه على سبيل التدين وما أنكر عليهم أحد من أهل العلم
ما شاء الله
هذا الفقه البريطاني
كل علماء الإسلام ينكرون على من يحلق لحيته على وجه التقرب
وإنما فعله بعض الجهال من ضلال المتصوفة وأنكر عليهم المشايخ
ما هذا الفقه البريطاني
قال الكرابيسي
(وذلك إنما جرى ذلك أن الجهل يغلب العلم)
وصدق الكرابيسي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 08:49 م]ـ
أما نص الهداية
(وَكَذَا حَلْقُ بَعْضِ اللِّحْيَةِ مُعْتَادٌ بِالْعِرَاقِ وَأَرْضِ الْعَرَبِ)
(وَكَذَلِكَ الْأَخْذُ مِنْ اللِّحْيَةِ مِقْدَارُ الرُّبْعِ وَمَا يُشْبِهُهُ مُعْتَادٌ بِالْعِرَاقِ وَأَرْضِ الْعَرَبِ)
فتأمل
وما علاقة هذا بحلق اللحية
فإنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 08:51 م]ـ
(ثم صار يظهر حلق اللحية في القرون التالية ويشيع في بلاد المغرب على سبيل العادة ولم يستنكره احد من اهل العلم كما قال ابو الحسن الميرغناني الحنفي)
ما شاء الله على الفقه
ما علاقة أول الجملة بقول صاحب الهداية
ما علاقة كلامه بالنص الذي نقله عن صاحب الهداية وقد بينا لك العبارة كاملة نقلا عن الهداية في المشاركة السابقة
ليت الأستاذ رجع إلى الجزيرة واهتم بعلوم الحديث تخصصه وترك مثل هذه المسائل
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 09:05 م]ـ
وكلام الفقهاء يحتاج إلى من درس الفقه على الفقهاء
فعبارة
حلق بعض الرأس = تقصيره
لا حلق ربع اللحية = حلق أجزاء من اللحية
كما فهم الأستاذ
وهذه المسألة ذكروها في مسألة التحلل من الإحرام
فالحنفية يرون أن يكتفى في التقصير بحلق ربع الرأس
أي بتقصير الشعر مقدار الربع
والشافعية بثلاث شعرات
وكذا حكم لزوم الدم عند الفريقين
فلو جاء رجل عند الحلاق وقصر شعر رأسه بمقدار الربع وهو محرم لزمه دم
وليس معنى ذلك أن يحلق ربع الرأس حلاقة كاملة فهذه مثلة
(أعني منظر مشوه)
والموضوع يحتاج إلى مزيد لبيان الأخطاء التي وقع فيه الأستاذ
والموضوع وإن كان كتب فيه غير واحد من المشايخ وفقهم الله يحتاج إلى مزيد
فالأمر أعظم من قضية الوجوب والندب
وإنما الكلام عن منهج متكامل في فهم النصوص وفهم كلام الشارع
وأيضا فهم كلام العلماء
وقد ضربنا له مثال في مسألة أعضاء الوضوء
فليحضر لنا سلفه في مسألة كشف أعضاء الوضوء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/275)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 11:18 م]ـ
اخواني - وفقكم الله
أعينوه على الخير ولا تكونوا من أسباب استمراره على الخطأ
فالرجل كما تصفونه علامة العصر ولا يليق بعلامة العصر أن تصدر منه مثل هذه الطوام
ويعلم الله إني كنت أدافع عنه في مواطن كثيرة ولكن مسألة (أعضاء الوضوء) هذه لا سلف له فيها
فما أتى به في هذه المسألة لا سلف له فيها ممن ينسب إلى العلم
مهما تأولنا ومهما فعلنا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[14 - 05 - 08, 11:46 م]ـ
فعل الرسول وفق فهم السلف والعلماء لا وفق فهم المعاصرين المتأخرين
فعل الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يفهم وفق قواعد الشريعة لا بما يخالف قواعد الشريعة
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[15 - 05 - 08, 01:36 ص]ـ
حكم إحفاء اللحية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83313)
نسأل الله الهداية
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[17 - 05 - 08, 01:33 ص]ـ
ما رايكم في هذا النص من أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن
تنبيه
هذه الآية الكريمة بضميمة آية (الأنعام) إليها تدل على لزوم إعفاء اللحية، فهي دليل قرآني على إعفاء اللحية وعدم حلقها. وآية الأنعام المذكورة هي قوله تعالى:) وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَى وَهَارُونَ (. ثم إنه تعالى قال بعد أن عد الأنبياء الكرام المذكورين) أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ (فدل ذلك على أن هارون من الأنبياء الذين أمر نبينا صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم، وأمره صلى الله عليه وسلم بذلك أمر لنا. لأن أمر القدوة أمر لأتباعها كما بينا إيضاحه بالأدلة القرآنية في هذا الكتاب المبارك في سورة (المائدة) وقد قدمنا هناك: أنه ثبت في صحيح البخاري: أن مجاهداً سأل ابن عباس: من أين أخذت السجدة في (ص) قال: أو ما تقرأ) وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ () أُوْلَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ (فسجدها داود فسجدها رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا علمت بذلك أن هارون من الأنبياء الذين أمر نبينا صلى الله عليه وسلم بالاقتداء بهم في سورة (الأنعام)، وعلمت أن أمره أمر لنا. لأن لنا فيه الأسوة الحسنة، وعلمت أن هارون كل موفراً شعر لحيته بدليل قوله لأخيه:) لاَ تَأْخُذْ بِلِحْيَتِي (لأنه لو كان حالقاً لما أراد أخوه الأخذ بلحيته تبين لك من ذلك بإيضاح: أن إعفاء اللحية من السمت الذي أمرنا به في القرآن العظيم، وأنه كان سمت الرسل الكرام صلوات الله وسلامه عليهم.
والعجب من الذين مضخت ضمائرهم، واضمحل ذوقهم، حتى صاروا يفرون من صفات الذكورية، وشرف الرجولة، إلى خنوثة الأنوثة، ويمثلون بوجوههم بحلق أذقانهم، ويتشبهون بالنساء حيث يحاولون القضاء على أعظم الفوارق الحسية بين الذكر والأنثى وهو اللحية. وقد كان صلى الله عليه وسلم كث اللحية، وهو أجمل الخلق وأحسنهم صورة. والرجال الذين أخذوا كنوز كسرى وقيصر، ودانت لهم مشارق الأرض ومغاربها: ليس فيهم حالق. نرجو الله أن يرينا وإخواننا المؤمنين الحق حقاً، ويرزقنا اتباعه، والباطل باطلاً ويرزقنا اجتنابه.
أما الأحاديث النبوية الدالة على إعفاء اللحية، فلسنا بحاجة إلى ذكرها لشهرتها بين الناس، وكثرة الرسائل المؤلفة في ذلك. وقصدنا هنا أن نبين دليل ذلك من القرآن.
ـ[بلال خنفر]ــــــــ[17 - 05 - 08, 10:35 م]ـ
سأنقل لكم اخواني من كتاب ((إقامة الحجة على تارك المحجة)) وأنتم احكموا على الأخضري بأنفسكم:
ما جاء في السُّنَّة النبوية:
1 - عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنهكوا الشوارب، وأعفوا اللحى».
أخرجه البخاري (10/ 5893)، ومسلم (2/ 259)، وغيرهما.
ورواه الإمام مالك (2/ 947) عن أبي بكر بن نافع عن أبيه نافع عن عبدالله بن عمر: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بإحفاء الشوارب، وإعفاء اللحى».
وأخرجه من طريقه الإمام مسلم (2/ 259)، وأبو داود (4/ 4196)، والترمذي (4/ 2764) وغيرهم.
وأخرج البخاري (10/ 5892)، ومسلم (2/ 259) من طريق عمر بن محمد بن زيد عن نافع عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «خالفوا المشركين، وفروا اللحى، وأحفوا الشوارب».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/276)
وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه.
2 - عن أبي هريرة -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «جزوا الشوارب، وأرخوا اللحى، خالفوا المجوس». أخرجه مسلم (2/ 260) وغيره.
3 - عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: «كنا ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1)) نُعفي السبال إلا في حج أو عمرة».
أخرجه أبو داود (4/ 4198): حدثنا ابن نفيل حدثنا زهير: قرأت على عبدالملك بن أبي سليمان، وقرأه عبدالملك على أبي الزبير، ورواه أبو الزبير عن جابر به. وإسناده صحيح.
وفي لفظ أشعث عن أبي الزبير: «كنا نؤمر أن نوفي السبال، ونأخذ من الشارب». (مصنف ابن أبي شيبة 5/ 25504).
وفي لفظ قتادة قال: قال جابر: «لا نأخذ من طولها إلا في حج أو عمرة». (مصنف ابن أبي شيبة 5/ 25487).
فهذه ثلاثة أحاديث صحيحة تتضمن الأمر بإعفاء اللحية، ديناً وشريعة منه صلى الله عليه وسلم مخالفة للمجوس. وعدم الأخذ منها إلا في حج أو عمرة فيما دون القبضة كما حكاه جابر -رضي الله عنه- عن الصحابة زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكما فعله ابن عمر -رضي الله عنهما-.
فهذا الحكم هو الوارد في الكتاب والسنة.
المبحث الثالث: ما جاء عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم:
1 - حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنه -السابق ذكره-، فما ذكره إلا وهو يستدل به في فعله هو وغيره من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في زمن النبوة وبعدها.
2 - ما ثبت عن عبدالله بن عمر بن الخطاب -رضي الله عنهما- بعد أن روى حديثه المتقدم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال نافع مولى ابن عمر: وكان ابن عمر إذا حجَّ أو اعتمر، قبض على لحيته فما فضل أخذه. (صحيح البخاري/تقدم تخريجه).
3 - ما حكاه عطاء بن أبي رباح عن جملة الصحابة رضوان الله عليهم:
قال: كانوا يحبون أن يعفوا اللحية إلا في حج أو عمر.
وإسناده صحيح. (ابن أبي شيبة 5/ 25482).
قلت: وما أطلقه عطاء في إعفاء اللحية عن الصحابة -رضي الله عنهم- يفسره ما تقدم من فعل ابن عمر -رضي الله عنهما- من أن الأخذ فيما زاد على القبضة.
قلت: هذا هو ما صح عن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم من عدم أخذ شيء من اللحية إلا في حج أو عمرة فيما زاد على القبضة. لم يصح عن أحد منهم غير هذا ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn2))، ولم يختلفوا فيه -رضوان الله عليهم-.
المبحث الرابع: ما جاء عن التابعين -رحمة الله عليهم-:
نقل عنهم الإجماع من فعلهم.
ما حكاه عطاء بن أبي رباح -رحمه الله تعالى-:
قال عطاء: كانوا يحبون أن يعفوا اللحية إلا في حج أو عمرة. (تقدم تخريجه).
قلت: وعطاء أدرك عدداً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجملة كبيرة من كبار التابعين -رحمهم الله تعالى-.
وأما ما حُكيَ عن القاسم بن محمد -رحمه الله تعالى-:
قال أبو بكر بن أبي شيبة (5/ 25485) عن أبي عامر العقدي عن أفلح قال: كان القاسم إذا حلق رأسه أخذ من لحيته وشاربه. إسناده صحيح.
قلت: وفعل القاسم هذا مطلق ويقيده ما تقدم حكايته عن كبار التابعين، والقاسم منهم أنه في الحج والعمرة. فيحمل المطلق على المقيد هنا لثلاثة أمور:
الأول: أن التقييد بالحج والعمرة هو المنقول عن التابعين ولم ينقل عنهم خلافه، والقاسم منهم.
الثاني: أن التقييد هو المعروف في السنة والأثر، فإذا ورد إطلاق فيقيد به، وإن كان المنقول بخلاف الأصل المعروف فإنه ينص عليه ليتميز، وهنا لم ينص على شيء.
الثالث: إن النقل عن القاسم هو نقل فعل لا نقل قول فلا يتبين منه الإطلاق صراحة.
قلت: هذا أصح ما روي عن التابعين، وكما ترى النقل عن جملتهم تقييد الأخذ بالحج والعمرة اقتداء بالأثر من السنة وأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأما كيفية الأخذ فأطلقت هنا، وفعل ابن عمر -رضي الله عنهما- كما تقدم في الحج أو العمرة مقيد فيما زاد على القبضة، فاقتداء التابعين بما جاوز القبضة كاقتدائهم بالحج أو العمرة.
المبحث الخامس: ما جاء عن الأئمة الأربعة ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn3)):
1- ما جاء عن الإمام أبي حنيفة -رحمه الله-:
قال محمد بن الحسن -صاحب أبي حنيفة- رحمهما الله:
أخبرنا أبو حنيفة عن الهيثم عن ابن عمر -رضي الله عنهما-: أنه كان يقبض على لحيته ثم يقص ما تحت القبضة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/277)
قال محمد: وبه نأخذ، وهو قول أبي حنيفة. (الآثار 900).
قلت: فهذا مذهب الإمام أبي حنيفة صريح واضح في احتجاجه بفعل ابن عمر -رضي الله عنهما-.
وهو المعتمد في المذهب، قال ابن عابدين:
الأخذ من اللحية دون القبضة، كما يفعله بعض المغاربة ومخنثة الرجال لم يبحه أحد. (الحاشية 2/ 417).
2 - ما جاء عن الإمام مالك بن أنس (93 - 179هـ) -رحمه الله-:
قول الإمام مالك بن أنس في المسألة هي قول من تقدمه من الصحابة والتابعين، وهو قول إخوانه الأئمة الثلاثة -رحمهم الله تعالى-.
فقد نص في موطأه، فقال:
باب السُّنَّة في الشعر
روى (2/ 722) عن أبي بكر بن نافع عن أبيه نافع عن عبدالله بن عمر: «أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: أمر بإحفاء الشوارب، وإعفاء اللحى». اهـ.
هكذا بوًّب مالك في شأن اللحية، وأن السنة فيها الأمر بإعفاءها كما ورد في النص.
ولما جاء ذكر التقصير للشعر في (كتاب الحج) أورد فعل ابن عمر -رضي الله عنهما- من إجازة الأخذ منها في الحج أو العمرة.
قال في كتاب الحج:
باب التقصير
قال (1/ 318): عن نافع: أن عبدالله بن عمر كان إذا أفطر من رمضان وهو يريد الحج، لم يأخذ من رأسه ولا من لحيته شيئاً حتى يحج.
قال مالك: ليس ذلك على الناس.
ثم روى مالك (1/ 318): عن نافع أن عبدالله بن عمر كان إذا حلق في حج أو عمرة أخذ من لحيته وشاربه.
قلت: هذا رأي الإمام مالك أن حكم اللحية على الإطلاق هو الأمر بإعفاءها كما رواه في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- وأنه لا يقيد هذا الإطلاق إلا فعل ابن عمر في الحج أو العمرة من الأخذ منها.
ويؤكد هذا ما نقله الشافعي عنه من سماعه (الأم 7/ 254 - كتاب اختلاف الإمام مالك والشافعي) قوله:
قال مالك: ليس يضيق أن يأخذ الرجل من رأسه قبل أن يحج. اهـ.
فنقل الشافعي عن مالك توسعته لمن يريد الحج أو العمرة بعد رمضان أن يأخذ من رأسه، ولم يجز ذلك في اللحية إلا في الحج أو العمرة.
فالتحديد الوارد عن مالك في هذا الباب: هو ما ورد عن الأئمة الثلاثة من أنه لا يؤخذ من اللحية إلا من طولها في الحج أو العمرة.
وأيضاً هي رواية صريحة ثابتة عن الإمام مالك. (حاشية العدوي 2/ 580).
قلت: فالإمام مالك لم يجز الأخذ إلا من الطول وفي الحج أو العمرة.
والإمام مالك كان يستحب الأخذ ولم يوجبه (المدونة 2/ 430).
ولهذا أجاز الأخذ من اللحية من طولها إذا طالت جداً كما في رواية ابن القاسم. (التمهيد 24/ 145).
قلت: وهو المعتمد في المذهب، قال الحطاب المالكي:
وحلق اللحية لا يجوز، وكذلك الشارب، وهو مُثْلة وبدعة، يؤدب من حلق لحيته أو شاربه، إلا أن يريد الإحرام للحج ويخشى طول شاربه. (مواهب الجليل 1/ 216).
3 - ما جاء عن الإمام الشافعي (150 - 204هـ) -رحمه الله-:
مذهب الشافعي في اللحية هو مذهب من قبله من الصحابة ومن بعدهم من الأئمة -كما نقل الإجماع عن الصحابة والتابعين-، وقد احتج الشافعي بحديث ابن عمر -رضي الله عنهما- وفعله، فمنع الأخذ من اللحية، إلا في الحج أو العمرة كصنيع ابن عمر -رضي الله عنهما-.
أما النص في موضوع حلق اللحية:
فقد نص الشافعي على تحريم حلق اللحية. (نقله ابن الرفعة الشافعي عن الأم).
وأيضاً فإن الشافعي في كتابه «اختلاف الإمام مالك والشافعي» قد قرَّر ذلك:
قال الربيع (7/ 253): قال الشافعي:
[1] أخبرنا مالك عن نافع عن ابن عمر كان إذا أفطر من رمضان وهو يريد الحج لم يأخذ من رأسه ولا من لحيته شيئاً حتى يحج.
قال مالك: ليس يضيق أن يأخذ الرجل من رأسه قبل أن يحج.
[2] قال الشافعي: وأخبرنا مالك عن نافع أن ابن عمر كان إذا حلق في حج أو عمرة أخذ من لحيته وشاربه.
[قال الربيع]: قلت: فإنا نقول ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn4)) : ليس على أحد الأخذ من لحيته وشاربه، إنما النسك في الرأس؟
قال الشافعي: وهذا مما تركتم عليه بغير رواية عن غيره عندكم علمتها. اهـ.
قلت: الإمام مالك -في قوله عقب ذكره لفعل ابن عمر- وسَّع في الأخذ من الرأس، ولم يوسع في اللحية، وهذا موافق لما سبق ذكره عن الإمام مالك.
والشافعي هنا أقرَّ مالكاً على رأيه ولم يعارضه كما يفعل في كتابه هذا الذي هو معارضة مالك في آراءه التي ذكرها في الموطأ وموافقته له في بعضها.
فالشافعي يوافق مالكاً في عدم الأخذ من اللحية إلا في الحج أو العمرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/278)
ثم يؤكد الشافعي رأي مالك في تقليده ذلك عن ابن عمر -رضي الله عنهما- وأنه يوافق عليه، وأنه لم يعارض مالكاً على ذلك أحد من أهل العلم.
ومن هنا يظهر رأي الشافعي بوضوح.
وأما في النسك فأجاز الأخذ.
قال الشافعي:
وأحب إلي لو أخذ من لحيته وشاربه، حتى يضع من شعره شيئاً لله، وإن لم يفعل فلا شيء عليه، لأن النسك إنما هو في الرأس لا في اللحية. (الأم2/ 2032).
قلت: وما تقدم هو المعتمد في المذهب، قال الحليمي الشافعي:
لا يحل لأحد أن يحلق لحيته ولا حاجبيه، وإن كان له أن يحلق سباله، لأن لحلقه فائدة، وهي أن لا يعلق به من دسم الطعام ورائحته ما يكره، بخلاف حلق اللحية فإنه هُجنة وشهرة وتشبه بالنساء، فهو كجبِّ الذكر. (الاعلام لابن الملقن 1/ 711).
4 - ما جاء عن الإمام أحمد بن حنبل (164 - 241هـ):
والإمام أحمد بن حنبل -رحمه الله- مذهبه مذهب من تقدمه من الصحابة والتابعين كما سبق النقل عنهم، وكما هو مذهب إخوانه الأئمة الثلاثة. وقد قيّد الإمام أحمد ما جاء في حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- في الأمر بإعفاء اللحية بما فعله ابن عمر من الأخذ من طول اللحية في الحج أو العمرة فيما زاد على القبضة. وعلى ذلك فتواه ونصوصه.
قال الخلال: أخبرني حرب قال:
سئل أحمد عن الأخذ من اللحية؟
قال: إن ابن عمر يأخذ منها ما زاد عن القبضة.
وكأنه ذهب إليه.
قلت له: ما الإعفاء؟
قال: يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: كأن هذا عنده الإعفاء.
وقال الخلال: أخبرني محمد بن أبي هارون أن إسحاق حدثهم قال:
سألت أحمد عن الرجل يأخذ من عارضيه؟
قال: يأخذ من اللحية ما فضل عن القبضة.
قلت: فحديث النبي صلى الله عليه وسلم «أحفوا الشوارب، وأعفوا اللحى؟».
قال: يأخذ من طولها، ومن تحت حلقه.
ورأيت أبا عبدالله يأخذ من طولها، ومن تحت حلقه. (كتاب الترجل من كتاب الجامع 113 - 114).
قلت: إسحاق المذكور هو إسحاق بن هانئ صاحب المسائل المطبوعة وما رواه الخلال هنا هو الرواية المستقيمة عن الإمام أحمد وهي الموافقة لرواية حرب الكرماني -السابقة-، وقد ورد في مسائل إسحاق المطبوعة ما نصه:
قال إسحاق بن هانئ:
سألت أبا عبدالله عن الرجل يأخذ من عارضيه؟
قال: يأخذ من اللحية ما فضل عن القبضة.
قلت: فحديث النبي صلى الله عليه وسلم «أحفوا الشوارب وأعفوا اللحى؟».
قال: يأخذ من طولها، ومن تحت حلقه.
ورأيت أبا عبدالله يأخذ من عارضيه، ومن تحت حلقه. (مسائل ابن هانئ 2/ 151).
قلت: فما في المطبوعة خطأ، إما أن يكون من الطابع أو من الناسخ للمخطوط، وخطأ المطبوع لأمرين:
الأول: إن رواية إسحاق -رواية الخلال- هي الموافقة لرواية حرب عن الإمام أحمد.
الثاني: إن ما في المطبوع (ورأيت أبا عبدالله يأخذ من عارضيه ... ) مخالف لأول السؤال ردُّ الإمام أحمد للأخذ من العارضين بقوله: (يأخذ من اللحية ما فضل عن القبضة).
وأيضاً مخالف لآخر السؤال قول الإمام أحمد: (يأخذ من طولها، ومن تحت ذقنه).
فينبغي أن يكون الصواب هو: (ورأيت أبا عبدالله يأخذ من طولها، ومن تحت ذقنه).
تنبيه: وروى الخلال (114 (94):
أخبرني عبيدالله بن حنبل قال: حدثني أبي قال: قال أبو عبدالله: ويأخذ من عارضيه، ولا يأخذ من الطول، وكان ابن عمر يأخذ من عارضيه إذا حلق رأسه في حج أو عمرة، ولا بأس بذلك. اهـ.
قلت: وهذه الرواية مقلوبة، قلب المعنى على أحمد -رحمه الله- وعلى ابن عمر -رضي الله عنهما- خلافاً للصحيح المشهور عنهما- وكان الأولى أن يذكر: قال أبو عبدالله: ويأخذ من الطول، ولا يأخذ من عارضيه، وكان ابن عمر يأخذ من الطول إذا حلق رأسه في حج أو عمرة، ولا بأس بذلك).
وعبيدالله بن إسحاق ليس بمشهور في الرواية، ولم أجد له ترجمة تثبت ضبطه وشهرته بالعلم كحال إسحاق بن هانئ وحرب وغيرهما، وإن كان هو يروي عن أبيه.
قلت: وما تقدم هو المعتمد في المذهب، قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
وأما إعفاء اللحية فإنه يترك، ولو أخذ ما زاد على القبضة لم يكره، نص عليه، كما تقدم عن ابن عمر، وكذلك أخذ ما تطاير منها. (شرح العمدة 1/ 182، 236).
وقال شيخ الإسلام -أيضاً-: ويحرم حلق اللحية. (الفروع 2/ 129).
وقال أيضاً: فأما حلقها فمثل حلق المرأة رأسها فأشد، لأنه من المثلة المنهي عنها. (شرح العمدة 1/ 236).
المبحث السادس: الإجماعات في تحريم حلق اللحية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/279)
كما تقدم فإن مذهب الأئمة الأربعة في حكم اللحية هو الاتباع لما ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر وغيره. من الأمر بإعفاءها وأنه يحرم حلقها لذلك، ولم يستثنوا من ذلك إلا الأخذ من طولها لفعل ابن عمر -رضي الله عنهما- وهو راوي الحديث حيث كان يفعل ذلك في الحج أو العمرة.
فجميع الأئمة الأربعة نصوا على الاقتداء في ذلك بفعل ابن عمر -رضي الله عنهما- بحيث لا يفهم منه جواز الأخذ المطلق الغير مقيد بالحج أو العمرة وبما زاد على القبضة.
وعلى هذا نقل عنهم الإجماع على ما تقدم. وكذا عن غيرهم.
1 - قال ابن حزم: وأما فرض قص الشارب وإعفاء اللحية: ثم ذكر حديث ابن عمر -رضي الله عنهما-. (المحلى 2/ 220).
2 - وقال في مراتب الإجماع: اتفقوا أن حلق جميع اللحية مُثْلة لا تجوز. (مراتب الإجماع 182).
3 - وقال أبو الحسن ابن القطان -المالكي: واتفقوا أن حلق اللحية مُثْلَة لا تجوز. (الإقناع في مسائل الإجماع 2/ 3953).
4 - وقال شيخ الإسلام ابن تيمية الحنبلي: فأما حلقها فمثل حلق المرأة رأسها فأشدّ، لأنه من المثلة المنهي عنها. (شرح العمدة 1/ 236).
5 - وقال ابن عابدين الحنفي: الأخذ من اللحية دون القبضة، كما يفعله بعض المغاربة ومخنثة الرجال لم يحبه أحد. (تنقيح الفتاوى الحامدية 1/ 329).
6 - قال الشيخ علي محفوظ: وقد اتفقت المذاهب الأربعة على وجوب توفير اللحية وحرمة حلقها. (الإبداع في مضار الابتداع 409).
وألف غير واحد من أهل العلم رسائل في حرمة حلق اللحية، ومنهم شيخنا سماحة المفتي/عبدالعزيز بن باز -رحمه الله تعالى- رسالة في (حكم إعفاء اللحية) أبان فيها السنة بالأحاديث الصحيحة وأقوال أهل العلم، وردّ شبه بعض المنتسبين للعلم الشرعي.
([1]) قال ابن حجر: قول الصحابي: كنا نفعل كذا، فله حكم الرفع. (النزهة 138).
([2]) وأما ما رُوي عن أبي هريرة -رضي الله عنه- من الأخذ المطلق فيما تحت القبضة دون التقييد بالحج أو العمرة، فلا يصح إسناده إلى أبي هريرة، وهو أثر ضعيف -سيأتي الكلام عليه (ص44 - 45) في القسم الثالث.
([3]) أذكر هنا نصوص الأئمة الأربعة -بعد ذكر الأحاديث ومذاهب الصحابة والتابعين-، وهم متفقون على الاحتجاج بالأحاديث وتقييد ابن عمر -رضي الله عنهما- لها، وأما ما حدث من خلاف من بعض أصحاب الأئمة الأربعة، فإنما حدث متأخراً لورود بعض الأدلة الضعيفة، ومنها حديث عمر بن هارون عن أسامة بن زيد عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده «أن النبي × كان يأخذ من لحيته، من عرضها وطولها» وهو حديث ضعيف أخرجه الترمذي (4/ 2762)، وقال: حديث غريب ونقل عن البخاري إنكاره هذا الحديث. وأما المعتمد عند أئمة المذاهب فهو الموافق لنصوص أئمتهم -الآتي ذكرها-.
([4]) هذا الضمير من الربيع تلميذ الشافعي لكونه قَبْلُ كان مالكياً، وهذا الكتاب كله ألفه الشافعي لتلميذه الربيع بطلب منه ليبين له ما وافق فيه مالك الأثر أو عمل أهل المدينة وغيره.
وهذا الكتاب من أنفس كتب الشافعي. وأيضاً فإن هذا الكتاب مما لا يستغني عنه من يطالع الموطأ للإمام مالك.
*********************
هذا يا اخوان جزء من الكل, تأمل أخي المبارك رواية الامام مالك في الموطا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=56825&stc=1&d=1211049289
ماذا قال ابن عمر؟؟؟ قال (((أمر))) رسول الله عليه الصلاة والسلام ... هل تريدها صريحة أكثر من هذا ... أم ماذا؟؟؟
وللحديث بقية ....
ـ[أبو عبدالله قريق]ــــــــ[18 - 05 - 08, 12:29 م]ـ
جاك الله كل الخير يا أخ بلال خنفر(91/280)
الرد على عدّة شبهات وأباطيل يتناولها العلمانيون
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[09 - 03 - 08, 12:29 ص]ـ
بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه
الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعد فأتناول في هذا المبحث مجمل عدّة شبهات وأباطيل يتناولها العلمانيون ليستدلوا بها علي شرعية الحكم بالقوانين الوضعية،ودوري في هذا المبحث استعراض الشبهة والرد عليها بإذن الله عز وجل.
الشبهة الأولي:قولهم أن 95 %في المائة من القوانين الوضعية مأخوذة من الشريعة الإسلامية.
والإجابة عن ذلك بما يلي:-
أ-يقول الله عز وجل {فَلاَ وَرَبِّكَ لاَ يُؤْمِنُونَ حَتَّىَ يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لاَ يَجِدُواْ فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِّمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُواْ تَسْلِيماً} [النساء: 65] {.
أستدل الفقهاء بهذه الآية علي أن من ردّ شيئا من أوامر الله أو أوامر رسوله صلي الله عيه وسلم فهو خارج عن الإسلام (1).
ب-ويقول الله عز وجل} وَلا تَأْكُلُوا مِمَّا لَمْ يُذْكَرِ اسْمُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَإِنَّهُ لَفِسْقٌ وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ {(الأنعام:121) أي أن الطاعة في حكم تشريعي واحد شرك بالله.
ج-يقول شيخ الإسلام ابن تيميه رحمه الله تعالي (ودين الإسلام مبنى على أصلين أن نعبد الله وحده لا شريك له وأن نعبده بما شرعه من الدين وهو ما أمرت به الرسل أمر إيجاب أو أمر استحباب فيعبد في كل زمان بما أمر به في ذلك الزمان فلما كانت شريعة التوراة محكمة كان العاملون بها مسلمين وكذلك شريعة الإنجيل وكذلك في أول الإسلام لما كان النبي صلى الله عليه وسلم يصلى إلى بيت المقدس كانت صلاته إليه من الإسلام ولما أمر بالتوجه إلى الكعبة كانت الصلاة إليها من الإسلام والعدول عنها إلى الصخرة خروجا عن دين الإسلام فكل من لم يعبد الله بعد مبعث محمد بما شرعه الله من واجب ومستحب فليس بمسلم (2).
د-وعلي افتراض أن هذه القوانين من الشريعة الإسلامية وحدها كما يدعون!! نتساءل هنا لمن السلطان والدينونة؟ هل لله عز وجل أم لغيره؟!.
أو بمعني آخر من الذي يعطي هذه التشريعات صفة الإلزام لتصبح واجبة النفاذ والتطبيق،أكونها صادرة عن الله عز وجل أم كونها صادرة عن غيره. (3)
الملاحظ والمتبع في القوانين الوضعية أن الذي يعطي صفة الإلزام للحكم والتشريع هو المشرع الوضعي الذي هو تعبير عن سيادة الأمة أو الشعب علي حد زعمهم، ففي تشريع العلمانيين الله عز وجل ليس مصدراً للسلطات وليس من حقه سبحانه وتعالي التشريع عندهم، بل استمرار صلة النص بالله عز وجل كفيل لإبطال الحكم في الواقعة المعروضة، فلا يستطيع القاضي الوضعي أن يحكم في مسألة كالزنا مثلاً أو شرب الخمر بحكم الله فيها، فمثل هذا لا يجوز عنده وعند المشرعين القانونيين،لأن الله عز وجل عندهم ليس مصدراً للإلزام ويكون الحكم في المسألة بحكم الله والتغاضي عن الحكم الوضعي مدعاة لعدم قبول الحكم، ويؤكد هذا ما قاله المستشار سعد العيسوي رئيس محكمة استئناف الإسكندرية، وذلك عندما أصدر المستشار محمود غراب رحمه الله حكماً بالجلد على شارب خمر تنفيذاً لأحكام الشريعة الإسلامية.
فقال العيسوي: (إن من قضى بهذا الحكم وإن صح، فقد خالف الدستور وهو نص "المادة: 66"؛ لا جريمة ولا عقوبة إلا بناءً على قانون، ولا يقال في ذلك إن حد السكر شرعاً هو الجلد، وأن الشريعة الإسلامية هي الأوَلى بالتطبيق، ذلك لأن المشرِّع وحتى الآن يطبق قوانين مكتوبة ومقررة، وليس للقاضي أن يعمل غيرها من لدنه مهما اختلفت مع معتقده الديني أو السياسي، وأفصح المشرع عن ذلك صراحة في المادة الأولى من التقنين المدني بأن القاضي - أي الوضعي - يطبق القانون، فإن لم يجد في نصوصه ما ينطبق على الواقعة طبَّق العرف، وإن لم يجد طبَّق أحكام الشريعة الإسلامية، وإن لم يجد طبق القانون الطبيعي وقواعد العدالة، فجنائياً لا يجوز ولا يقبل من القاضي أن يجرَّم فعلاً لا ينص القانون على اعتباره جريمة، ولا يجوز له أو يُقْبل منه أن يقضي بعقوبة لم ينص عليها القانون) [جريدة أخبار اليوم المصرية، بتاريخ 19/ 4/1982.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/281)
ما نخلص إليه أن الإسلام هو الاعتراف بسلطان الله عز وجل المتمثل في قبول شرعه ورفض ما سواه جملة وعلي الغيب، أما ما نحن بكون ما زعموه إسلاماً هو الاعتراف بسلطان المشرّع الوضعي بقبول حكم هذا الطاغوت ورفض أي حكم سواه ولو كان من عند العزيز الحكيم الذي لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض،وأي حكم يختاره المشرّع الوضعي يكون عند العلمانيين هو الحق الذي لا مرية فيه ـ زعموا وكذبواـ، (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْماً لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ) (المائدة:50)،فقبول الحكم لأنه صادر من عند الله عز وجل هو "الإسلام" وقبول الحكم لأنه صادر عن سواه هو الكفر البواح الذي عندنا فيه من الله برهان.
1 - التشريع الجنائي عبد القادر عودة رحمه الله تعالي.
2 - مجموع الفتاوى ج1ص189المكتبة الشاملة.
3 - ما هو وضع الشريعة الإسلامية في ظل القوانين الوضعية؟.
للشريعة الإسلامية في ظل القوانين الوضعية وضعَّين:-
1 - وضع الشريعة كمصدر مادي للقوانين الوضعية.
2 - وضع الشريعة كمصدر إلزامي.
أولاً: المصادر المادية:-
يقصد منها المصادر التي تغترف منها مادة القانون، وهى متعددة ومتنوعة، كحاجات الأمة، أو القانون الفرنسي أو الشريعة الإسلامية أو استقرار المحاكم على أمر معين، أو آراء فقهاء القانون، وهذه المصادر المادية لا تكون قواعد قانونية إلا إذا توافر فيها عنصر الإلزام، فالمصادر المادية بدون عنصر الإلزام لا قيمة لها، يقول السنهوري: (يراعي في الأخذ بأحكام الفقه الإسلامي التنسيق بين هذه الأحكام والمبادئ العامة التي يقوم عليها التشريع المدني (العلماني) في جملته،فلا يجوز الأخذ بحكم للفقه الإسلامي يتعارض مع مبدأ من هذه المبادئ حتى لا يفقد التقنين المدني تجانسه وانسجامه، ويقول أيضاً رداً على سؤال للشيخ عبد الوهاب طلعت باشا، فقد سأله الشيخ (هل رجعتم إلى الشريعة الإسلامية؟!) فقال السنهوري:" أننا ما تركنا حكماً صالحاً في الشريعة الإسلامية يمكن أن يوضع في هذا القانون إلا وضعناه)
ثانياً: الشريعة الإسلامية كمصدر إلزامي:-
ونري في هذا الوضع أن الشريعة الإسلامية تعتبر كمصدر إلزامي من الدرجة الثالثة، وذلك لأن المصادر الرسمية للقانون المصري، والمصادر الرسمية هي التي يستمد منها القانون إلزامه هي:
1 - التشريع الوضعي. 2 - العرف. 3 - مبادئ الشريعة الإسلامية.
4 - مبادئ القانون الطبيعي. 5 - قواعد العدالة.
(وليست هذه المصادر على درجة واحدة من الأهمية، فالتشريع هو المصدر الأساسي السابق في أهميته، في حين أن المصادر الأخرى لا تعدو أن تكون مصادر ثانوية احتياطية لا يلجأ إليها إلا إذا سكت التشريع عن حكم النزاع).
*والمادة الأولي من القانون المدني تقول: "تسري النصوص التشريعية على جميع المسائل التي تتناولها هذه النصوص في لفظها أو فحواها، فإذا لم يوجد نص تشريعي يمكن تطبيقه،حَكَم القاضي بمقتضى العرف، فإذا لم يوجد فبمقتضى مبادئ الشريعة الإسلامية، فإذا لم يوجد فبمقتضى القانون الطبيعي وقواعد العدالة ".
وبالتالي لا تكون لمبادئ الشريعة الإسلامية أي دور أصلاً. وذلك أن التشريع في الدول الحديثة يكاد يستوعب كل شئ، وإذا وُجد مجال يحتمل أن تقوم فيه بعض التغيرات، فإن العرف من وراء التشريع محيط به في شبه شمول، ولا يبقي لمبادئ الشريعة الإسلامية إلا النزر اليسير، وهذا كلام الدكتور توفيق فرج أحد رجال القانون في مصر. وبالتالي فإن القاضي يحرم عليه الرجوع إلى الشريعة الإسلامية التي ألزم الله سبحانه وتعالى الجميع الاحتكام أو التحاكم إليها مادام الحكم منصوصاً عليه في القانون المدني،ارجع إلي مبحث "ثم جعلناك علي شريعة من الأمر ".خاص بموقع لواء الشريعة.
http://www.shareah.com/index.php?/records/view/action/view/id/548/(91/282)
بالإسناد الصحيح: الشافعي يجهر بالنية للصلاة!!
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[09 - 03 - 08, 12:44 ص]ـ
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, أما بعد:
قال ابن المقري في كتابه المعجم (336): أخبرنا ابن خزيمة عن الربيع عن الشافعي أنه كان إذا أراد أن يدخل في الصلاة قال: بسم الله, موجهاً لبيت الله, مؤدياً لفرض الله, الله أكبر.
قال الشيخ الطريفي بعده: وهذا إسناد كالشمس عن الشافعي.
(الفائدة مستفادة كلها من كتاب الشيخ الطريفي صفة الصلاة)
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[09 - 03 - 08, 04:29 ص]ـ
هذه الفائدة ذكرها الشيخ أبو تيمية إبراهيم الميلي قبل قرابة خمس سنوات
وتناقش المشايخ في الملتقى حول توجيهها
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6524
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 12:34 م]ـ
طيب أخي ماذا علق الشيخ على هذا الاسناد، وهل وجهه بأمر معين؟
ـ[شاكر توفيق العاروري]ــــــــ[11 - 03 - 08, 12:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الحبيب.
بما أن إسنادها على ما هو ظاهر كالشمس عن الإمام الشافعي.
فهل ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من أصحابه فعل ذلك ولو بإسناد كالنجم اليلي؟؟.
رحم الله الإمام الشافعي.
ولا يخفى على أحد مذهب كثير من علماء الشافعية في هذه المسالة.
فهلا أجبتموني مشكوين.
ـ[ابو سفيان المقدشى]ــــــــ[11 - 03 - 08, 01:19 ص]ـ
النية التى يجب النطق بها عند الشافعى هى تكبيرة الاحرام
اورد النووى فى شرح المجموع مايلى
*فان نوى بقلبه ولم يتلفظ بلسانه أجزأه علي المذهب وبه قطع الجمهور وفيه الوجه الذى ذكره المصنف وذكره غيره وقال صاحب الحاوى هو قول ابى عبد الله الزبيري أنه لا يجزئه حتى يجمع بين نية القلب وتلفظ اللسان لان الشافعي رحمه الله قال في الحج إذا نوى حجا أو عمرة أجزأ وان لم يتلفظ وليس كالصلاة لا تصح الا بالنطق قال اصحابنا غلط هذا القائل وليس مراد الشافعي بالنطق في الصلاة هذا بل مراده التكبير: ولو تلفظ بلسانه ولم ينو بقلبه لم تنعقد صلاته بالاجماع فيه انتهى
ويجب اقتران النية بتكبيرة الاحرام عند السافعية
ورد فى أسنى المطالب شرح روض الطالب
*وَتَجِبُ مُقَارَنَتُهَا لِلتَّكْبِيرَةِ) أَيْ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ؛ لِأَنَّهَا أَوَّلُ الْأَرْكَانِ، وَذَلِكَ بِأَنْ يَأْتِيَ بِهَا عِنْدَ أَوَّلِهَا وَيَسْتَمِرَّ ذَاكِرًا لَهَا إلَى آخِرِهَا كَمَا يَجِبُ حُضُورُ شُهُودِ النِّكَاحِ إلَى الْفَرَاغِ مِنْهُ وَاخْتَارَ النَّوَوِيُّ فِي شَرْحَيْ الْمُهَذَّبِ، وَالْوَسِيطِ تَبَعًا لِلْإِمَامِ وَالْغَزَالِيِّ الِاكْتِفَاءَ بِالْمُقَارَنَةِ الْعُرْفِيَّةِ عِنْدَ الْعَوَامّ بِحَيْثُ يُعَدُّ مُسْتَحْضِرًا لِلصَّلَاةِ اقْتِدَاءً بِالْأَوَّلَيْنِ فِي تَسَامُحِهِمْ بِذَلِكَ وَقَالَ ابْنُ الرِّفْعَةِ إنَّهُ الْحَقُّ وَصَوَّبَهُ السُّبْكِيُّ (فَلَوْ عَزَبَتْ) أَيْ النِّيَّةُ (قَبْلَ تَمَامِهَا) أَيْ التَّكْبِيرَةِ (لَمْ تَصِحَّ) الصَّلَاةُ؛ لِأَنَّ
النِّيَّةَ مُعْتَبَرَةٌ فِي الِانْعِقَادِ.
وَالِانْعِقَادُ لَا يَحْصُلُ إلَّا بِتَمَامِ التَّكْبِيرَةِ بِدَلِيلِ بُطْلَانِ التَّيَمُّمِ بِرُؤْيَةِ الْمَاءِ قَبْلَ تَمَامِهَ
أسنى المطالب شرح روض الطالب
زكريا بن محمد بن زكريا الأنصاري، زين الدين أبو يحيى السنيكي (المتوفى: 926هـ)
ج2ص325
يبقى انهم يستحبون استحضار النية قبل الدخول فى الصلاة والنطق باشياء معينة
كاصلى فرض صلاة الظهر او العصر او نافلة كذا
وهذا الى الضعف اقرب والله ولى التوفيق(91/283)
اين اجد هذه القصة؟
ـ[حميد بن احمد المغربي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 02:24 ص]ـ
السلام عليكم
ايها الاخوة
اين اجد قصة الامام أحمد رحمه الله مع الخباز الذي استغفر طيلة الليل؟ ...
وفقكم الله
ـ[ابوعبدالله المغربي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 03:17 ص]ـ
وعليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
طرح هذا السؤال من قبل في الملتقى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85561
ـ[حميد بن احمد المغربي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 02:59 م]ـ
احسنت يا ابا عبد الله(91/284)
حرره المشرف##
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[09 - 03 - 08, 09:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
اصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالرياض فتوى حول التعدي الدنماركي برقم: 20216 ملخصها
((قامت 17 صحيفة دنماركية بإعادة نشر الرسوم المسيئه لرسولنا الحبيب
صلى الله عليه وسلم
وعليه صدرت فتوى بتحريم التعامل مع الدنمارك والسفر إليها واستقبال مواطنيها وشراء بضاعتها والتعامل مع كل ماله علاقة بالدنمارك)) .. انتهى
لم يبق لك عذرا يامحب
ـ[سلطان الأحمري]ــــــــ[09 - 03 - 08, 12:13 م]ـ
بيان اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
تدوال بعض الناس فتوى برقم [20216] منسوبه إلى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء -الرياض- "بتحريم السفر إلى الدانمارك وتحريم التعامل مع كل مايتعلق بالدانمرك والسفر اليها واستقبال مواطنيها وشراء بضائعهاوكل ماله علاقة بالدنمرك، وذلك بعد إعادة الإساءة من قبل سبع عشرة صحيفة"!
وبسؤال فضيلة الشيخ أحمد المباركي عضو اللجنة نفى صحة هذه البيان وأكد عدم صدوره عن اللجنة!.
علما أن بيانا قد يصدر قريبا يتضمن استنكار الاساءة الجديدة مشابه لما صدر قبل سنتين. وللتأكد يمكن الإتصال برقم الإفتاء (0096614595555)
منقول من موقع النصرة
http://www.nusrah.com/AR/*******s.aspx?AID=4773
حررت الرد لئلا يفهم أنه كلامي
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[09 - 03 - 08, 12:19 م]ـ
أستغفر الله العظيم
أستغفر الله العظيم
أستغفر الله العظيم
والله ما أردت بذلك نشر كذب على اي من العلماء
ماهي إلا رسالة جاءت لأخي من خطيب وإمام مسجد معروف ومن ثم رسلها إلي فأدرجتها هنا
انا استغفر الله من كتابة هذا الموضوع ارجو من الإداريين ان يحذف موضوعي ويبق موضوع الأخ سلطان
ـ[علي الكناني]ــــــــ[09 - 03 - 08, 12:43 م]ـ
استغرب هذه الفتوى!!!
مع ثقتي في علماءنا
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[09 - 03 - 08, 04:08 م]ـ
الأمة لا تقاد بالعواطف
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[09 - 03 - 08, 04:18 م]ـ
صدقت الأمة لا تقاد بالعواطف ... وكذلك لا تقاد بشرع الله ... إنما تقاد بأهواء السياسيين وشهواتهم ومصالح كراسيهم فقط لا غير.
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[09 - 03 - 08, 04:25 م]ـ
صدقت الأمة لا تقاد بالعواطف ... وكذلك لا تقاد بشرع الله ... إنما تقاد بأهواء السياسيين وشهواتهم ومصالح كراسيهم فقط لا غير.
بل تقادُ بشرعِ الله، ولله الحمد
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 03 - 08, 04:58 م]ـ
بل تقادُ بشرعِ الله، ولله الحمد
تأمل فالشيخ الفهم الصحيح يقول الأمة، إلا إن كنت تعني أنها كذلك في عهد الخلفاء!
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[09 - 03 - 08, 05:03 م]ـ
أضحك الله سنّك ... وهل تظن أن هذا يسوؤني لو كان؟
ثم ما بالك وقفت بالأمة عند أمة الحجاز ونجد ... فتاوى اللجنة الدائمة تلقى صداها في أقصى الغرب الإسلامي إذا لم تعلم وفقك الله ... فهل تراهم كلهم محكومين بشرع الله؟
ثم هل ترى أن صدور مثل هذه الفتوى - لو كان - من قيادة الأمة بالعاطفة ... أنت لا تفقه في السياسة شيئا إذن أخي الكريم ... ؟
لا بدّ من الردع ... ولا بدّ من إرهاب من يتطاول عليك ... فكيف بمن يتطاول على نبيك بأبي هو وأمي صلى الله عليه وآله وسلم ... فهل يقوم بهذا الأفراد ... أم هي مسؤولية ولاة الأمر والعلماء ... الذين أخذوا البيعة على حماية الحوزة والبيضة ... فهل فعلوا؟
لم أر تعليق الفاضل السديس إلا بعد أن أرسلت ما أرسلت ... فجزاه خيرًا.
ومآل الموضوع إلى إغلاق ... فقد كُفينا تعبه ... ونحن على ما نحن .. والله من وراء القصد.
انظر حواليك جيدًا أخي الكريم ... وأنت تعلم حينها أين نحن من شرع الله.
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[09 - 03 - 08, 05:25 م]ـ
تأمل فالشيخ الفهم الصحيح يقول الأمة، إلا إن كنت تعني أنها كذلك في عهد الخلفاء!
ليتك قرأت عنوان الموضوع قبل أن تشارك _ غفر الله لنا ولك_
(أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالرياض فتوى بتحريم التعامل مع الدنمارك)
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[09 - 03 - 08, 05:35 م]ـ
ثم ما بالك وقفت بالأمة عند أمة الحجاز ونجد
.
من العنوان يتضحُ لكلِ صاحبِ عقلٍ سليم، أنه يخصُ بلادَ الحرمين _ حرسها الله _ بالدرجةِ الأولى، وأيضاً لا مشاحة في الاصطلاح، فأنا أطلقت لفظ الأمة و أريدُ بهِ معناه لغةً.
غفر الله لنا ولكم، وجمعنا بكم في جنات النعيم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[09 - 03 - 08, 05:37 م]ـ
ليتك قرأت عنوان الموضوع قبل أن تشارك _ غفر الله لنا ولك_
(أصدرت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالرياض فتوى بتحريم التعامل مع الدنمارك)
وغفر لك
قد قرأته ولم أغفل عنه، وتعليق الشيخ الفهم الصحيح على تعليقك وردك على تعليقه وتعليقي على تعليقك، ولم يكن على الموضوع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/285)
ـ[محمد الحريص]ــــــــ[09 - 03 - 08, 05:48 م]ـ
وغفر لك
قد قرأته ولم أغفل عنه، وتعليق الشيخ الفهم الصحيح على تعليقك وردك على تعليقه وتعليقي على تعليقك، ولم يكن على الموضوع.
ليتك تفهم ما تقرأ، وردي عليك وعلى الأخ الفهم الصحيح، راجع الموضوع وتأكد
غفر الله لنا ولك وجمعنا بك في جنات النعيم
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[09 - 03 - 08, 06:43 م]ـ
حقيقة أدهشني العنوان
ـ[أبو سلمان الفريجي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 07:07 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا زارع المدني ..
والشيخ عبد العزيز آل الشيخ سئل عن هذه الفتوى وقال لم تصدر هذه الفتوى من اللجنة , وقال بغض النظر عن صحة الفتوى ... ولكن لا يجوز الكذب وتقويل الناس ما لم يقولوا. انتهى بمعناه
سمعته في برنامج مع سماحة المفتي , قناة المجد.
أبو سلمان الفريجي
ـ[حسام الفقير]ــــــــ[09 - 03 - 08, 08:01 م]ـ
لله در الجرجاني حينما قال:
كبر على العلم يا خليلي
ومل إلى الجهل ميل هائم
وعش حمارا تعش سعيدا
فالسعد في طالع البهائم
والله المستعان
ـ[صاعقة]ــــــــ[09 - 03 - 08, 09:16 م]ـ
الأمة لا تقاد بالعواطف
هذا كلام فارغ
لو أن الإساءة موجهة إلى أحد الحكام
لقامت الدنيا ولم تقعد
ولغلبت العاطفة التفكير
ولرايت المرتزقة يسارعون إلى الإفتاء لأولياء نعمتهم
أما رسول الله فداه نفسي وأهلي ومالي وجميع الموظفين في مراكز الإفتاء فلا بواكي له
حتى مقاطعة من يسبه لا يسمح بها إلا بعد إذن أولياء النعمة
تبا للمرتزقة تبا وسحقا لهم سحقا(91/286)
أصل التدبر ودلالاته
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[09 - 03 - 08, 12:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
تقديم
الحمد لله الذي جعل ذِكرَنا في كتابه، وعلَّق فلاحَنا على اتباعه، والصلاة والسلام على خير من تدبره، وأعلى لواءه ونصره، وعلى آله الأنقياء، وصحابته الأتقياء، ومن سلك سبيلهم من الأوفياء.
وبعدُ، فإن ذكر التدبر ودلالاته خيرُ ما نُتِمُّ به حديثَنا السالف عن التفكر ومعانيه، إذ إن مجالاته شتى؛ لكن أشرفها وأرفعها على الإطلاق آي الكتاب المنزل، وما انبنى عليها، وتعلق بها من سائر المجالات، وإن أشرف المتفكرين وأعلاهم قدرًا من اتخذ آيات الكتاب لفكره مسارًا، وعلق تصوره بمراجعها السليمة، وقواعدها المتينة.
أصل التدبر ومعانيه في العربية
أصل التدبر من: دَبَرَ –بفتح الدال والباء-، وجُلُّه في قياس واحد، وهو: آخر الشيء، وخلفه؛ خلاف قُبُله [1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn1).
ووجوه استعماله في العربية شتى؛ منها [2] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn2):
( ا) – الرجوع والتولي، يقال: دبر الرجل وأدبر؛ أي ولى وشيَّخ، ومنه قوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ} [المدثر: 33]، أي تبع النهار قبله.
(ب) - الذهاب، ومنه: أمس الدابر والمدبر؛ أي الذاهب، قال الشاعر:
وَأَبي الذِي تَرَكَ الْمُلُوكَ وَجَمْعَهُمْ بِصُهَابِ هَامِدَةٍ كَأَمْسِ الدَّابِرِ [3]
ويقال: هيهات! .. ذهب فلان كما ذهب أمس الدابر، وهو الماضي لا يرجع أبدا.
(ج) – التحول، ومنه دبرت الريح؛ أي تحولت دَبورا – بفتح الدال -، قال الأعشى [4] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn4):
لَهَا زَجَلٌ كَحَفِيفِ الْحَصَا دِ صَادَفَ بِاللَّيْلِ رِيحًا دَبُورَا [5]
والريح الدبور: الريح التي تقابل الصَّبا والقَبول – بالفتح -، وهي ريح تهب من نحو المغرب، والصبا تقابلها من ناحية المشرق [6] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn6).
( د) – الاتباع من وراء، يقال: دبره يدبره دبورا – بضم الباء – تبعه من ورائه، ومنه دابر الشيء؛ أي آخره، وأصله، كما في قوله تعالى: {فَقُطِعَ دَابِرُ الْقَوْمِ الَّذِينَ ظَلَمُوا وَالْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [الأنعام: 45]؛ أي استؤصل آخرهم، قال الشاعر:
فِدًى لَكُمَا رِجْلَيَّ أُمِّي وَخَالَتِي غَدَاةَ الْكُلاَبِ إِذْ تُحَزُّ الدَّوَابِرُ [7]
أي يقتل القوم؛ فتذهب أصولهم، ولا يبقى لهم أثر، وهو كدُبُر الأمر ودُبْره – بضم عينه وتسكينها -.
قال الكميت:
أعَهْدَكَ مِنْ أُولَى الشَّبيبَةِ تَطْلُبُ عَلَى دُبُرٍ؟ هَيْهَاتَ شَأْوٌ مُغَرِّبُ [8]
ودابر العيش: آخره أيضا، قال الشاعر:
وَمَا عَرَّيْتُ ذَا الْحَيَّاتِ إِلاّ لِأَقْطَعَ دَابِرَ الْعَيْشِ الْحُبَابِ [9]
ودابر الرجل: عقبه، وتابعه يخلفه، ويجيء بعده، كما تقول: دبرني فلان، وخلفني أي جاء بعدي، ومنه قراءة من قرأ: {وَاللَّيْلِ إِذَا دَبَرَ} [10] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn10).
وأما التدبر فأصله: دبَّر – بالتشديد - الأمر، وتدبره: "نظر في عاقبته، واستدبره: رأى في عاقبته ما لم يره في صدره، وعرف الأمر تدبرا؛ أي بِأَخَرَة [11] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn11) " [12] (http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn12).
قال جرير:
وَلاَ تَتَّقُونَ الشَّرَّ حَتَّى يُصِيبَكُمْ وَلاَ تَعْرِفُونَ الأَمْرَ إِلاَّ تَدَبَّرَا [13]
والتدبر والتدبير سواء، ووجوه استعمالهما في العربية ثلاثة [14] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn14):
الأول: النظر إلى ما تؤول إليه عاقبة الأمر، والتفكر فيه، كما قال أكثم بن صيفي [15] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn15) لبنيه: يا بني لا تتدبروا أعجاز أمور قد ولت صدورها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/287)
الثاني: عتق الرجل عبده بعد موته، فيقول: أنت حر بعد موتي؛ فهو مُدبَّر؛ من دبَّرت العبد؛ إذا علقت عتقه بموتك.
الثالث: أثْر الحديث، والتحديث به عمن يرويه، كما في حديث سلام بن مسكين؛ قال: سمعت قتادة يحدث عن أبي الدرداء يدبره عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "مَا مِنْ يَوْمٍ طَلَعَتْ شَمْسُهُ إِلاَّ وَكَانَ بِجَنْبَتَيْهَا مَلَكَانِ ... " الحديث [16] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn16).
التدبر في القرآن
ورد استعمال الأصل (دَبَرَ) في القرآن الكريم بصيغ شتى، في آي عدة؛ بلغت أربعًا وأربعين [17] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn17)؛ لا تخرج عن المعاني السبعة التالية، وقد مثلت لكل معنى بالآية أو الآيتين؛ ليقاس على المثال ما لم أذكر من سائر الآيات.
الأول: (الظَّهر)، وقد ورد بصيغة المفرد في خمس آيات [18] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn18)؛ منها قوله تعالى عن نبيه يوسف عليه السلام: {وَاسْتَبَقَا الْبَابَ وَقَدَّتْ قَمِيصَهُ مِن دُبُرٍ .. } [يوسف: 25].
وقوله تعالى عن التولي عند القتال: {وَمَن يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلاَّ مُتَحَرِّفًا لِّقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزًا إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِّنَ اللهِ .. } [الأنفال: 16].
وورد بصيغة الجمع في اثنتي عشرة آية [19] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn19)؛ منها قوله تعالى: {وَإِن يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الأَدْبَارَ ثُمَّ لاَ يُنْصَرُونَ} [آل عمران: 11].
وقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ} [محمد: 25].
الثاني: (الرجوع)، وقد ورد في سبع آيات؛ منها قوله تعالى عن موسى عليه السلام: {فَلَمَّا رَآهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ} [النمل: 10]، وقوله تعالى: {وَاللَّيْلِ إِذْ أَدْبَرَ} [20] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn20).
الثالث: (التولي والعدول)، وقد ورد في خمس آيات منها قوله تعالى: {كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لِلشَّوَى تَدْعُو مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى} [21] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn21).
الرابع: (الأصل والأثر)، وقد ورد في أربع آيات منها قوله تعالى: {وَيُرِيدُ اللهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ} [22] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn22).
الخامس: (آخر الأمر)، وقد ورد في موطن واحد هو قوله تعالى: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَأَدْبَارَ السُّجُودِ} [ق: 40].
السادس: (التدبير)، وقد ورد في أربعة مواطن منها قوله تعالى: {يُدَبِّرُ الأَمْرَ يُفَصِّلُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ} [23] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn23).
السابع: (التدبر)، وقد ورد في أربع آيات هي قوله تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا} [النساء: 82]، وقوله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آباءَهُمُ الأَوَّلِينَ أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ .. } [المؤمنون: 68]، وقوله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُوا الأَلْبَابِ} [ص: 29]، وقوله تعالى: {أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24].
وهذه المعاني هي التي ذكرها الفقيه الدامغاني في كتابه [24] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn24)؛ ما عدا السادس، وجعل مكان التولي والعدول: الدين الباطل، ومكان الرجوع: الذهاب، ومكان الأصل والأثر: الغابر، ومكان التدبر: التفكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/288)
أما الدين الباطل، فمثل له بقوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِمْ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ} [محمد: 25]، قال: (يعني دين آبائهم، وهم اليهود، كقوله تعالى في سورة الإسراء: {وَإِذَا ذَكَرْتَ رَبَّكَ فِي الْقُرْآنِ وَحْدَهُ وَلَّوْا عَلَى أَدْبَارِهِمْ نُفُورًا} [الإسراء: 46]؛ يعني رجعوا إلى أصنامهم وعكفوا على عبادتها) [25] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn25).
وهذا المعنى أخص من التولي والعدول؛ لأن الرجوع إلى الأصنام والعكوف على عبادتها مجرد نوع من أنواعه؛ فلا يشمل مثل قوله تعالى عن فرعون: {ثُمَّ أَدْبَرَ يَسْعَى فَحَشَرَ فَنَادَى فَقَالَ أَنَا رَبُّكُمُ الأَعْلَى} [النازعات: 22]، قال الإمام الشوكاني رحمه الله: "أي تولى وأعرض عن الإيمان (يسعى) أي يعمل بالفساد في الأرض، ويجتهد في معارضة ما جاء به موسى" [26] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn26).
وأما معنى الذهاب، فليس كمعنى الرجوع؛ وإن كان سياق الآيات التي ورد فيها يدفع ما بينهما من التباين في اللغة؛ إذ كل رجوع ذهاب، وليس كل ذهاب رجوعًا.
قال الإمام الشوكاني -رحمه الله – في بيان معنى قوله تعالى: {وَتَاللَّهِ لَأَكِيدَنَّ أَصْنَامَكُمْ بَعْدَ أَنْ تُوَلُّوا مُدْبِرِينَ} [الأنبياء: 57]-: "أي بعد أن ترجعوا من عبادتها ذاهبين منطلقين" [27] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn27)، فجمع بين الذهاب والرجوع في نسق، ويدل على لزوم التخصيص قوله تعالى: {فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ يَا مُوسَى أَقْبِلْ وَلَا تَخَفْ إِنَّكَ مِنَ الْآَمِنِينَ} [القصص: 31]، فإن قوله (أقبل) لا يقال إلا للذاهب راجعا، وأيضا؛ فإن الذهاب: "السير والمرور" [28] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn28)، أما الرجوع فهو: "المصير إلى الموضع الذي كان فيه قبل، والانصراف" [29] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn29)، والمرجوع: جواب الرسالة كما قال الشاعر:
سَأَلْتُهَا عَنْ ذَاكَ فَاسْتَعْجَمَتْ لَمْ تَدْرِ مَا مَرْجُوعَةُ السَائِلِ [30]
ويجوز أيضا استثناء معنى الهزيمة من عموم معنى الظهر الأول؛ لأنه مجرد صورة له لا تمنع دخول غيره فيه، فالفرق صريح بين قوله تعالى: {وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلَائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ .. } [الأنفال: 50]، وقوله تعالى: {وَإِنْ يُقَاتِلُوكُمْ يُوَلُّوكُمُ الْأَدْبَارَ ثُمَّ لَا يُنْصَرُونَ} [آل عمران: 111]، ووجهه أن معنى الظهر في الآية الأولى متعلق بنفس الضارب دبره؛ لا يتعداه، ومعناه في الآية الثانية متعلق بأثر خارجي؛ ألجأ العدو إلى تولية دبره لمن دحره انهزاما وانفلالا.
ويؤيده قول الشوكاني رحمه الله -في قوله تعالى: {فَلَمَّا رَآَهَا تَهْتَزُّ كَأَنَّهَا جَانٌّ وَلَّى مُدْبِرًا وَلَمْ يُعَقِّبْ} -: "أي منهزمًا، وانتصاب مدبرًا على الحال" [31] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn31).
ومنه الدبْرة – بالإسكان والتحريك – وهي: الهزيمة في القتال [32] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn32).
قال ابن منظور: "وهو اسم من الإدبار، ويقال: جعل الله عليهم الدبرة؛ أي الهزيمة، وجعل لهم الدبرة على فلان؛ أي الظفر والنصرة" [33] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn33).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/289)
وصح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه؛ قال: "انتهيت إلى أبي جهل؛ وهو صريع، وعليه بَيْضَتُه [34] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn34)؛ ومعه سيف جيد ومعي سيف رديء؛ فجعلت أنقُف [35] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn35) رأسه بسيفي، وأذكر نقْفا كان ينقف رأسي بمكة حتى ضعفت يده، فضربت يده، فوقع السيف من يده، فأخذته، فرفع رأسه فقال: على من كانت الدبرة لنا أو علينا؛ ألست رويعينا بمكة فقلت: أي عدو الله! قد أخزاك الله، قال: هل أَعْمَدُ من رجل قتلتموه [36] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn36).. ؟!.
ثم كشفت المِغْفَر [37] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn37) عن رأسه؛ فضربت عنقه، ثم أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: قتلت أبا جهل، فقال: آلله الذي لا إله إلا هو؟ … قلت: آلله الذي لا إله إلا هو؛ حتى حلفني ثلاثا، قال: انطلق فاستثبت! فانطلقت؛ فأنا أسعى مثل الطائر، ثم جئت وأنا أسعى مثل الطائر أضحك، فأخبرته فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: انطلق فأرني!، فانطلقت معه فأريته، فلما وقف عليه قال: هذا فرعون هذه الأمة" [38] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn38).
وأما الآيات الأربع التي ورد فيها لفظ التدبر، فثنتان منها مكيتان، وثنتان مدنيتان [39] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn39)، وهذا ترتيب نزولها مع بيان بعض معانيها:
الآية الأولى: قوله تعالى: {كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آَيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ} [ص: 29]، فهذا بيان للغاية العظمى التي من أجلها نزل القرآن، ولا يزال الخطاب فيها مقتصرًا على الحث والإغراء والإخبار عن الكتاب بنعوت وصفات بعضُها شاهد على أنه ميسر للذكر والتناول، وبعضها أمارة على أنه حقيق بالتأمل والتدبر.
فهو كتاب؛ أي نظام [40] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn40) حاله من الوضوح والجلاء والتمام والغناء بحيث لا يعسر إحرازه وتلقيه، ويشق على اللبيب كف سماعه وتخطيه، فجمع له بين مسوغي التنكير: الوصف والإخبار لئلا يستعجب ويستراب به.
وصورة بلوغه إلى الخلق: إنزال إلى نبي مجتبى ووحي إلى رسول مصطفى؛ ففيها من كمال تدبير مُنزله عز وجل وعظيم حكمته وتقديره ما يغري بتدبر الكتاب المنزل وتعزيره.
وفيها الإشارة إلى أنَّ إنزالَه بلسان رجل من المخاطبين لبث فيهم عمرًا لا يكذبونه عونٌ لهم على الإيمان والاستجابة أول أمرهم بتدبره، كما قال تعالى: {فَإِنَّمَا يَسَّرْنَاهُ بِلِسَانِكَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [الدخان: 58]؛ قال العلامة الزمخشري: "ومعناها: سهلناه حيث أنزلناه عربيا، بلسانك: بلغتك إرادة أن يفهمه قومك فيتذكروا" [41] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn41)؛ ففيه رحمتهم وإقامة الحجة عليهم.
وفي وصفه بأنه مبارك إشارة إلى اشتماله على نفع المخاطبين، وأن أصل النفع في غيره معدوم، لا سيما وأن نفع الإيمان بالذي أنزله عز وجل كامل طارد لكل ضرر؛ كضرر شركهم وغفلتهم، فحثهم على تدبر الكتاب رفقًا بهم وسوقًا لهم إلى ما فيه محض منفعتهم.
الآية المكية الثانية: قوله تعالى: {أَفَلَمْ يَدَّبَّرُوا الْقَوْلَ أَمْ جَاءَهُمْ مَا لَمْ يَأْتِ آَبَاءَهُمُ الْأَوَّلِينَ أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ أَمْ يَقُولُونَ بِهِ جِنَّةٌ بَلْ جَاءَهُمْ بِالْحَقِّ وَأَكْثَرُهُمْ لِلْحَقِّ كَارِهُونَ} [المؤمنون: 68 - 70].
وفي هذه الآية تحول الخطاب إلى العتاب، وشفع السياق الاستفهام بالإنكار لما سبق في الآية الأولى من الإعذار بذكر خصال الكتاب الموجبة لتدبره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/290)
قال سيد قطب رحمه الله: "إن مثل ما جاء به محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يملك من يتدبره أن يظل معرضا عنه، ففيه من الجمال، وفيه من الكمال، وفيه من التناسق، وفيه من الجاذبية، وفيه من موافقة الفطرة، وفيه من الإيحاءات الوجدانية، وفيه من غذاء القلب، وفيه من زاد الفكر، وفيه من عظمة الاتجاهات، وفيه من قويم المناهج، وفيه من محكم التشريع .. ، وفيه من كل شيء ما يستجيش كل عناصر الفطرة ويغذيها ويلبيها {أفلم يدبروا القول}؛ إذن فهذا سر إعراضهم عنه؛ لأنهم لم يتدبروه" [42] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn42) .
وقوله تعالى: {أم لم يعرفوا رسولهم فهم له منكرون} فيه حسم لشبهة لو أمكنهم لتعلقوا بها، ونشر لدخيلة نفوسهم أن سبب إعراضهم كراهية للحق صريحة، فلا عجب أن صار الخطاب ملامة وعتبى بعد أن كان دعوة ورغبى كما في قوله في الآية الأخرى: {قُلْ لَوْ شَاءَ اللَّهُ مَا تَلَوْتُهُ عَلَيْكُمْ وَلَا أَدْرَاكُمْ بِهِ فَقَدْ لَبِثْتُ فِيكُمْ عُمُرًا مِنْ قَبْلِهِ أَفَلَا تَعْقِلُونَ} [يونس: 16].
الآية المدنية الأولى: قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا} [النساء: 82]، والخطاب فيها للمنافقين والمجادلين في ربانية الكتاب في كل حين؛ بعبارة ليس فيها تحكم أو إلزام بما يدفعه المناظر المنصف المحتكم إلى البرهان؛ بل فيها غاية إنصاف الإنسان، وتقدير عقله ومداركه.
قال سيد قطب رحمه الله: "وهنا يعرض عليهم القرآن خطة؛ هي غاية ما يبلغه المنهج الرباني من تكريم الإنسان والعقل الإنساني واحترام هذا الكائن البشري وإدركه الذي وهبه له الخالق المنان؛ يعرض عليهم الاحتكام في أمر القرآن إلى إدراكهم هم، وتدبر عقولهم .. ، ويعين لهم منهج النظر الصحيح كما يعين لهم الظاهرة التي لا تخطئ إذا اتبعها ذلك المنهج، وهي ظاهرة واضحة كل الوضوح في القرآن من جهة، ويمكن للعقل البشري إدراكها من جهة أخرى .. ، ودلالتها على أنه من عند الله دلالة لا تمارى" [43] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn43).
وللإمام الزمخشري في هذا الموطن كلام سديد يوجه به إلاهية الكتاب أحسن توجيه؛ قال: " .. فلما تجاوب كله بلاغة معجزة فائتة لقوى البلغاء، وتناصر صحة معان وصدق إخبار، علم أنه ليس إلا من عند قادر على ما لا يقدر عليه غيرُه، عالم بما لا يعلمُه أحد سواه .... ؛ فإن قلت: أليس نحو قوله تعالى: {فَإِذَا هِىَ ثُعْبَانٌ مُّبِينٌ} [الأعراف: 107]، {كَأَنَّهَا جَانٌّ} [النمل: 10]، {فَوَرَبّكَ لَنَسْئَلَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ} [الحجر: 92]، {فَيَوْمَئِذٍ لاَّ يُسْئَلُ عَن ذَنبِهِ إِنسٌ وَلاَ جَانٌّ} [الرحمن: 39] من الاختلاف؟ قلت: ليس باختلاف عند المتدبرين" [44] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn44).
الآية المدنية الثانية: قوله تعالى: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآَنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا} [محمد: 24]، وهي لوماء جديدة عسيرة، وكاشفة شديدة جمع فيها بين الإنكار ونشر ما سعى المنافقون إلى طيه من فساد القصد وخبث السريرة، فتدبر القرآن لا يلين لمن كانت هذه حاله؛ لأن محل قرار الذكرى من نفسه مقفل، كما قال الشاعر: [45] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn45)
تَرَى عَيْنُهُ مَا فِي الْكِتَابِ وَقَلْبُهُ عَنِ الدِّينِ أَعْمَى وَاثِقٌ بِقُفُولِ [46]
لذلك ذكر حالهم -من الاستنكاف- الموجبة لقسوة القلب واستحقاق اللعنة قبل الإنكار عليهم فقال: {أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ .. } [محمد: 23]؛ فهو أعظم وأجل من أن يصيب حظ نوره وثمرة هدايته القبيل والدبير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/291)
قال سيد قطب رحمه الله: "ويتساءل في استنكار (أفلا يتدبرون القرآن) .. ، وتدبر القرآن يزيل الغشاوة، ويفتح النوافذ، ويسكب النور، ويحرك المشاعر، ويستجيش القلوب، ويخلص الضمير، وينشئ حياة للروح تنبض بها وتشرق وتستنير (أم على قلوب أقفالها؟)؛ فهي تحول بينها وبين القرآن، وبينها وبين النور؟ .. ، فإن استغلاق قلوبهم كاستغلاق الأقفال التي لا تسمح بالهواء والنور" [47] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn47).
ومن دقيق الإشارة لأسرار هذه الآية قول الزمخشري رحمه الله: "وأم بمعنى بل [48] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn48)، وهمزة التقرير للتسجيل عليهم بأن قلوبهم مقفلة لا يتوصل إليها ذكر" [49] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftn49).
ولا يخفى محل التفكر من معنى التدبر على من تأمل دلالاته في اللغة والقرآن، وأنه كمحل الشرط من مشروطه؛ لذا وجب ذكر ذلك قبل الحديث عن فضل التدبر وآدابه وثمرته.
ــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref1) مقاييس اللغة: دبر.
[2] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref2) اللسان: دبر.
[3] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref3) في اللسان (أمس - دبر - صهب) بلا نسبة، وكذا قال إميل يعقوب في (المعجم المفصل: 3/ 441)، وصُهابُ: موضع جعلوه اسما للبقعة.
[4] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref4) ديوان الأعشى: ص 149.
[5] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref5) الدبور في هذا البيت صفة، وتكون اسما أيضا؛ كما في قول الشاعر:
رِيحُ الدَّبُورِ مَعَ الشَّمَالِ، وَتَارَةً رِهَمُ الرَّبِيعِ وَصَائِبُ التَّهْتَانِ
والرِهَمُ –بكسر الراء وفتح الهاء– جمع رِهْمَة –بكسر الراء-، وهي المطر الضعيف الدائم الصغير القطر، ويجمع أيضا على رهام، وأرهمت السماء والسحابة: أتت به. (اللسان: رهم).
والتَّهْتَانُ بفتح التاء– مصدر هَتَنَ، من هتنت السماء: انصبت، وهو ما فوق الهطل، أو الضعيف الدائم، أو مطر ساعة؛ ثم يفتر ثم يعود، لذلك قيده الشاعر بالصائب. (القاموس المحيط: هتن).
[6] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref6) قال الجوهري رحمه الله في الصحاح (صبا): "والصبا ريح، ومهبها المستوي أن تهب من موضع مطلع الشمس إذا استوى الليل والنهار، ونَيِّحَتُها الدبور؛ تقول منه: صَبَتْ تَصْبُو صُبُوًّا.
وتزعم العرب أن الدَبور تُزعج السحاب وتُشخصه في الهواء ثم تسوقه، فإذا علا كشفت عنه واستقبلته الصَّبَا فردت بعضه على بعض حتى يصير كِسْفا واحدا، والجنوب تُلحق روادفه به وتمده من المدد، والشَّمال تمزق السحاب" اهـ.
وقوله (نَيِّحَتُها) معناه التي تهب طولا، وكل ريح استطالت أثرا فهبت عليه ريح طولا فهي نيحته، فإن اعترضته فهي نَسِيجَتُه.
[7] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref7) نسبه في اللسان (دبر) لوعلة، وهو في مقاييس اللغة (دبر) بلا نسبة.
والكُلاب –بضم الكاف– ماء له يوم.
[8] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref8) ديوان الكميت 1/ 97، والشأو: الغاية، ومُغَرِّبُ –بضم الميم، وتشديد الراء المكسورة-، أي: طلبة عجيبة، وغاية بعيدة النيل.
[9] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref9) نسبه في اللسان (دبر) لمعقل بن خويلد الهذلي، وذو الحيات: اسم سيفه، ودابر العيش آخره؛ يقول: وما عريته إلا لأقتلك.
[10] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref10) هذه قراءة الجمهور، وقرأ نافع، وحفص، وحمزة: (إذ –بغير ألف– أدبر –بزنة أكرم-) على أنه ظرف لما مضى من الزمان، ودبر وأدبر لغتان؛ كما يقال: أقبل وقبل الزمان. اهـ من فتح القدير 5/ 470.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/292)
[11] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref11) الأخرة -بفتح الهمزة والخاء والراء-: آخر كل شيء، ويستعملها النقاد أحيانًا في بيان أحوال الرواة؛ فيقولون (اختلط بأخرة) أي في آخر عمره، وتقول بعته بأخرة وبِنَظِرَةٍ؛ أي بنسيئة.
[12] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref12) اللسان: دبر.
[13] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref13) ديوان جرير: ص 479.
[14] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref14) اللسان: دبر.
[15] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref15) أكثم بن صيفي بن رباح بن الحارث التميمي، الحكيم المشهور، وأحد المعمرين، وهو عم حنظلة بن الربيع بن صيفي الصحابي المشهور، روي في إدراكه النبيَّ صلى الله عليه وسلم وإسلامه أخبار لا تصح؛ ذكرها الحافظ في الإصابة (1/ 209 – 210)، وبين وهاءها، منها أنه المعني بقوله تعالى منسورة النساء (آية 100) {ومن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله}، لذلك ترجمه الحافظ في القسم الثالث من حرف الألف.
[16] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref16) حديث صحيح؛ تمامه: (ما من يوم طلعت شمسه إلا وكان بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه ما خلق الله كلهم غير الثقلين: "يا أيها الناس هلموا إلى ربكم، فإن ما قل وكفى خير مما كثر وألهى"، ولا آبت الشمس إلا وكان بجنبتيها ملكان يناديان نداء يسمعه خلق الله كلهم غير الثقلين: "اللهم أعط منفقا خلفا، وأعط ممسكا تلفا"، وأنزل الله في ذلك قرآنا في قول الملكين: "يا أيها الناس! هلموا إلى ربكم" في يونس: {والله يدعو إلى دار السلام ويهدي من يشاء إلى صراط مستقيم}، وأنزل في قولهما: "اللهم أعط منفقا خلفا، وأعط ممسكا تلفا": {والليل إذا يغشى والنهار إذا تجلى وما خلق الذكر والأنثى} .. إلى قوله: {للعسرى}) [صحيح الترغيب والترهيب رقم 917].
[17] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref17) المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم: ص 252.
[18] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref18) في سورة يوسف (25، 27، 28)، وفي سورة القمر (45)، وفي سورة الأنفال (16)، والتوبة (25).
[19] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref19) في سورة آل عمران (111)، والنساء (47)، والمائدة (21)، والأنفال (15، 50)، والحجر (65)، والإسراء (46) والأحزاب (15)، ومحمد صلى الله عليه وسلم (25، 27)، والفتح (22)، والحشر (12).
[20] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref20) المدثر: 33، وهو أيضا في سورة القصص (31)، والأنبياء (57)، والصافات (90)، وغافر (33)، والطور (49).
[21] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref21) المعارج: 17، وباقي مواطنه:
المدثر (23)، والنازعات (22)، والنمل (80)، والروم (52).
[22] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref22) الأنفال: 7، وباقي مواطنه: الأنعام (45)، والأعراف (72)، والحجر (66).
[23] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref23) الرعد: 2، وباقي مواطنه: يونس (3، 31)، والسجدة (5).
[24] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref24) قاموس القرآن: ص 171.
[25] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref25) قاموس القرآن: ص 171.
[26] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref26) فتح القدير 5/ 535.
[27] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref27) فتح القدير 3/ 582.
[28] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref28) اللسان: ذهب.
[29] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref29) الفروق في اللغة: ص 300، والقاموس المحيط: رجع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/293)
[30] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref30) البيت لحسان بن ثابت، وهو في ديوانه: ص 220.
[31] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref31) فتح القدير 4/ 239.
[32] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref32) اللسان: دبر.
[33] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref33) نفسه.
[34] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref34) البيضة سلاح يوضع على الرأس.
[35] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref35) النقف – بإسكان القاف – كسر الهامة عن الدماغ، أو ضربها أشد ضرب، أو برمح، أو عصا.
[36] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref36) أعمد: تفضيل من عمد؛ أي هلك، يقال: عمد البعير يعمَد عمَدا – بالتحريك – إذا ورم سنامه من عض القنب فهو عميد، ويكنى بذلك عن الهلاك، وقيل: هو أن يكون سنامه وارما، فيحمل عليه الشيء الثقيل فيكسره فيموت فيه شحمه.
والمعنى: هل زاد على سيد قتله قومه، قال الشاعر:
وأَعْمَدُ مِنْ قَوْمٍ كَفَاهُمْ أَخُوهُمْ صِدَامَ الأَعَادِي حِينَ قَلَّتْ بُيُوتُهَا
أي: لا زيادة على فعلنا؛ فإننا كفينا إخواننا أعاديهم.
ويزيد هذا المعنى وضوحا قوله في رواية مرسلة (فلو غير أكار قتلني)، والأكار – بتشديد الكاف – الزراع، وعنى بذلك أن الأنصار أصحاب زرع؛ فأشار إلى تنقيص من قتله منهم بذلك. اهـ من الفتح مختصرا (7/ 294 – 295).
وفي هذا الحديث ما عليه الكافرون من العناد، والإصرار على محق المؤمنين، وأن فرصة ذلك متى سنحت لهم اغتنموها؛ لا يمنعهم عهد، ولا يدفعهم ميثاق؛ أقوياء كانوا أو ضعفاء، غالبين أو مغلوبين، كما قال تعالى: {كيف يكون للمشركين عهد عند الله ورسوله} [براءة: 7].
وأن عداوتهم للمؤمنين وبغضهم دينهم ديدنهم، وأعز ما ينفقون فيه أعمارهم وأموالهم وأنفاسهم إلى أن تصير إليهم الدولة والسلطان، كما قال تعالى: {كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة} [براءة: 8].
وأن ما يبذلونه أحيانا من الرغبة في مسالمة المؤمنين والحرص على موادعتهم ومساكنتهم كيد محض، وخديعة بحتة، كما قال تعالى: {يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون} [براءة: 8].
[37] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref37) المغفر – بكسر الميم كمنبر – درع من الدروع يلبس تحت القلنسوة، أو حلق يتقنع بها المتسلح.
[38] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref38) أخرجه البخاري في كتاب المغازي من صحيحه مختصرا، باب قتل أبي جهل (7/ 293 فتح)، وأخرجه الطبراني بطوله في المعجم الكبير (9/ 83)، وقوى سنده الأرناؤوطان في تعليقهما على زاد المعاد (3/ 185).
[39] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref39) مكي القرآن ما نزل قبل الهجرة ولو بالمدينة، ومدنيه ما نزل بعد الهجرة، ولو بمكة.
[40] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref40) قال الراغب رحمه الله في مفرداته (ص 699): "الكَتْب – بإسكان التاء - ضم الحروف بعضها إلى بعض بالخط، وقد يقال ذلك للمضموم بعضها إلى بعض في اللفظ، فالأصل في الكتابة: النظم بالخط لكن يستعار كل واحد للآخر، ولهذا سمي كلام الله – وإن لم يكتب – كتابا".
[41] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref41) الكشاف 4/ 276.
[42] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref42) الظلال 4/ 2474.
[43] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref43) الظلال 2/ 721.
[44] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref44) الكشاف 1/ 529.
[45] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref45) اللسان (قفل) بلا نسبة.
[46] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref46) جمع قُفْل – بضم القاف -، وهو ما يغلق به الباب مما ليس بكثيف ونحوه، والقُفُول المصدر من معانيه: الرجوع من السفر، واليُبُوس.
[47] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref47) الظلال 6/ 3297.
[48] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref48) وهي المسماة عند النحويين: أم المنقطعة، وبذلك سماها الشوكاني في فتح القدير (5/ 55)، وهي هنا خالصة لمعنى الإضراب لأن المعنى على الإخبار عن قلوبهم بأنها مقفلة، وعد الإمام ابن هشام في المغني (1/ 45) من شواهده قول الأخطل:
كَذَبَتْكَ عَيْنُكَ أَمْ رَأَيْتَ بِوَاسِطٍ غَلَسَ الظَّلاَمِ مِنَ الرَّبَابِ خَيَالاَ
ووجهه في الآية أن الهمزة في قوله (أفلا يتدبرون القرآن) للإنكار، فهي بمثابة النفي، وشرط أم المتصلة أن لا تقع بعده، فتكون نافية كالهمزة، ويطلب بهما التعيين؛ كما في قول زهير:
وَمَا أَدْرِي وَسَوْفَ إِخَالُ أَدْرِي أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِسَاءُ
قال ابن هشام في المغني (1/ 41): " وتسمى أيضا معادلة لمعادلتها للهمزة في إفادة الاستفهام ".
[49] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100#_ftnref49) الكشاف 4/ 317.
وكان الفراغ من تقييده وتنقيحه برباط الفتح ضحى يوم الأحد سابع عشر صفر 1429 هـ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2100
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/294)
ـ[العويشز]ــــــــ[09 - 03 - 08, 08:16 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على هذا النقل الطيب
ونحن في غاية الاضطرار إلى التأمل والتدبر في كلام ربنا جلَّ جلاله
وآمل من الإخوة الاستماع إلى هذه الدورة القيّمة في التدبر
الدرس الأول ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33518)
الدرس الثاني ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33556)
الدرس الثالث ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33589)
الدرس الرابع ( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=33628)(91/295)
أقوال علماء من المالكية في بدعة المولد النبوي
ـ[ابو البراء]ــــــــ[09 - 03 - 08, 05:22 م]ـ
أقوال علماء من المالكية في بدعة المولد النبوي
1 - الشيخ الإمام أبي حفص تاج الدين عمر بن علي الفاكهاني رحمه الله المتوفى سنة 734هـ قال في رسالته " المورد في عمل المولد ":
الحمد لله الذي هدانا لاتباع سيد المرسلين، وأيدنا بالهداية إلى دعائم الدين، ويسر لنا اقتفاء آثار السلف الصالحين، حتى امتلأت قلوبنا بأنوار علم الشرع وقواطع الحق المبين، وطهر سرائرنا من حدث الحوادث والابتداع في الدين.
أحمده على ما منَّ به من أنوار اليقين، وأشكره على ما أسداه من التمسك بالحبل المتين، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمداً عبده ورسوله سيد الأولين والآخرين، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين، صلاة دائمة إلى يوم الدين.
أما بعد: فقد تكرر سؤال جماعة من المباركين عن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول، ويسمونه: المولد:
هل له أصل في الشرع؟ أو هو بدعة وحدث في الدين؟
وقصدوا الجواب عن ذلك مبيَّناً، والإيضاح عنه معيناً.
فقلت وبالله التوفيق: لا أعلم لهذا المولد أصلاً في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بِدعة أحدثها البطالون، وشهوة نفسٍ اغتنى بها الأكالون، بدليل أنَّا إذا أوردنا عليه الأحكام الخمسة قلنا: إما أن يكون واجباً، أو مندوباً، أو مباحاً، أو مكروهاً، أو محرماً.
وهو ليس بواجب إجماعاً، ولا مندوباً؛ لأن حقيقة المندوب: ما طلبه الشرع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشرع، ولا فعله الصحابة ولا التابعون، ولا العلماء المتدينون -فيما علمت- وهذا جوابي عنه بين يدي الله إن عنه سئلت.
ولا جائز أن يكون مباحاً؛ لأن الابتداع في الدين ليس مباحاً بإجماع المسلمين.
فلم يبق إلا أن يكون مكروهاً، أو حراماً، وحينئذٍ يكون الكلام فيه في فصلين، والتفرقة بين حالين:
أحدهما: أن يعمله رجل من عين ماله لأهله وأصحابه وعياله، لا يجاوزون في ذلك الاجتماع على أكل الطعام، ولا يقترفون شيئاً من الآثام: فهذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة وشناعة، إذ لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة، الذين هم فقهاء الإسلام وعلماء الأنام، سُرُجُ الأزمنة وزَيْن الأمكنة.
والثاني: أن تدخله الجناية، وتقوى به العناية، حتى يُعطي أحدهم الشيء ونفسه تتبعه، وقلبه يؤلمه ويوجعه؛ لما يجد من ألم الحيف، وقد قال العلماء رحمهم الله تعالى: أخذ المال بالحياء كأخذه بالسيف، لا سيما إن انضاف إلى ذلك شيء من الغناء مع البطون الملأى بآلات الباطل، من الدفوف والشبابات واجتماع الرجال مع الشباب المرد، والنساء الفاتنات، إما مختلطات بهم أو مشرفات، والرقص بالتثني والانعطاف، والاستغراق في اللهو ونسيان يوم المخاف.
وكذا النساء إذا اجتمعن على انفرادهن رافعات أصواتهن بالتهنيك والتطريب في الإنشاد، والخروج في التلاوة والذكر عن المشروع والأمر المعتاد، غافلات عن قوله تعالى: "إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ" الفجر:14
وهذا الذي لا يختلف في تحريمه اثنان، ولا يستحسنه ذوو المروءة الفتيان، وإنما يَحِلُّ ذلك بنفوس موتى القلوب، وغير المستقلين من الآثام والذنوب، وأزيدك أنهم يرونه من العبادات، لا من الأمور المنكرات المحرمات، فإنا لله وإنا إليه راجعون، بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ
1 - الإمام عبد الله ابن الحاج رحمه الله:
قال في كتابه المدخل: (فصل في المولد: ومن جملة ما أحدثوه من البدع، مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات وأظهر الشعائر ما يفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد وقد احتوى على بدع ومحرمات جملة [المدخل: / 2 - 10 2
3 - ومن علماء المالكيَّة الإمام العلامة الأستاذ أبو عبد الله الحفَّار المالكي، وله في ذلك جواب حافل نقله الونشريسي في المعيار المعرب، نختصر منه ما يلي، قال رحمه الله: "ليلة المولد لم يكن السلف الصالح يجتمعون فيها للعبادة، ولا يفعلون فيها زيادةً على سائر ليالي السنة، والخير كلُّه في اتِّباع من سلف، فالاجتماع في تلك الليلة ليس بمطلوب شرعًا، بل يؤمر بتركه .... "
المعيار المعرب و الجامع المغرب لفتاوى علماء إفريقية و الأندلس و المغرب (7/ 99).
4 - و قال أبو العباس أحمد بن يحيى الونشريسي بعد حكاية أقوال المالكية في المفاضلة بين ليلة المولد و ليلة القدر قال رحمه الله تعالى: قيل: و إن كان معظما عند المسلمين لكن و قعت فيه قضايا أخرجته إلى ارتكاب بعض البدع من كثرة الإجتماع فيه أي اجتماع آلات اللهو إلى غير ذلك من البدع غير المشروعة و التعظيم له صلى الله عليه و سلم إنما هو باتباع السنن و الإقتداء بالآثار لا بإحداث بدع لم تكن للسلف الصالح "المعيار المعيار المعرب 8/ 255.
5 - الإمام المحقق أبي إسحاق الشاطبي اللخمي رحمه االله تعالى: " و أجاب رحمه الله على جملة مسائل فقال: " أما الأولى: و هي الوصية بالثلث ليوقف على إقامة ليلة مولد النبي صلى الله عليه و سلم فمعلوم أن إقامة المولد على الوصف المعهود بين الناس بدعة محدثة و كل بدعة ضلالة فالإنفاق على إقامة البدعة لا يجوز و الوصية به غير نافذة بل يجب على القاضي فسخه و رد الثلث إلى الورثة يقتسمونه فيما بينهم و أبعد الله الفقراء الذين يطلبون إنفاذ مثل هذه الوصية .... " انتهى محل الشاهد فتاوى الإمام الشاطبي ص203_204 تحقيق: محمد أبو الأجفان
6 - ومن علماء المالكية المتأخِّرين بمصر الشيخ المفتي محمَّد عليش المالكي، من علماء الأزهر وكبار فقهاء المالكية في زمانه من نحو قرن، قال في كتابه فتح العلي المالك: "عمل المولد ليس مندوبًا، خصوصًا إن اشتمل على مكروه، كقراءة بتلحين أو غناء، ولا يسلم في هذه الأزمان من ذلك وما هو أشدّ."
و صلى الله و سلم و بارك على نبينا محمد
و على آله و صحبه أجعين
و الحمد لله رب العالمين.
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1556(91/296)
الإحتفال بالمولد النبوي بداية من بدعية إيقاد الشموع، ونهاية بعبادة قبره صلى الله عليه
ـ[ابو البراء]ــــــــ[09 - 03 - 08, 05:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإحتفال بالمولد النبوي بداية من بدعية
إيقاد الشموع، ونهاية بعبادة قبره صلى الله عليه وسلم
الحمد لله الواحد الأحد، الصمد، الذي لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفؤا أحد والصلاة والسلام على النبي أحمد، ثم أما بعد: لكل أمة عظماء في تاريخهم ومبدأ نشأة دولهم وحضاراتهم أو إمبراطوريتهم، ولكل أمة طريقة خاصة في تمجيد عظماءهم، وساداتهم وزعماءهم، فمنهم من يعبدهم من دون الله تعالى، ويخلص لهم في الحياة والممات، ومنهم من يشهد لهم بالتنبأ ونزول الوحي عليهم من غير سلطان من الله، ومنهم من يشهد لهم بالعصمة ومنهم من يصفهم بالإلهام والتسديد والتوفيق في كل شيء، ومنهم من ينعتهم بالنورانيين والملائكة، ومنهم من يزعم عودتهم قبل قيام الأرواح بغير نص من شريعة الله، ومنهم من يسمهم بما لا يليق بالبشر، أو مما هو من صفات الله وحده، ومنهم من يبتكر لهم خرافات بهلوانية، وينسج لهم أساطير من الخيال حتى يعظمهم في أعين العامة وأهل الجهل، فيجعلهم بذلك يخلدون في ذاكرة الأجيال، ومنهم من يحدث لهم كرامات ومعجزات تشبه معجزات الأنبياء، وفي الحقيقة هي خزعبلات تدليس أهل الدجل وشطحات من تلبيس أهل البهتان والكذب والإفتراء، ومنهم من يخدم قبورهم من بعدهم حتى يكون لهم مخلصا، فيعكف عليها ويبني عليها المباني، ويشيدها بالعمران والزخرفة والتحف، حتى تبدو في ذهن الغفل من الناس أنها خارجة عن العادة، وتحدث للمرء الخوارق من الأحوال التي لا يستطيعها أحد من البشر، وغير ذلك من العادات الفاسدة الكفرية، والبدع العوائد الشركية، والعبادات الإبليسية التي خدع بها إبليس بني آدم، ولا يزال يفعل بهم الأعاجيب من الأفاعيل المضحكة، وشرها المبكية في نفس الوقت، فبداية الشرك بالصغيرة من العقائد الكفرية الباطلة، ونهايته بالشرك الأكبر المخرج من الملة، ولقد جاء في كتب الدرر السنية في بيان حقيقة التوحيد وحد الشرك في الإسلام عند مشايخ التوحيد من أهل نجد: (ج1ص85): أن أول من أدخل الشرك في هذه الأمة هم الرافضة، الذين يدعون علياً وغيره، ويطلبون منهم قضاء الحاجات، وتفريج الكربات، فمعلوم ما قد عمت به البلوى من حوادث الأمور، التي أعظمها الإشراك بالله، والتوجه إلى الموتى وسؤالهم النصر على الأعداء، وقضاء الحاجات، وتفريج الكربات، التي لا يقدر عليها إلا رب الأرض والسموات، وكذلك التقرب إليهم بالنذور، وذبح القربان، والاستغاثة بهم في كشف الشدائد، وجلب الفوائد، إلى غير ذلك من أنواع العبادة التي لا تصلح إلا لله، وصرف شيء من أنواع العبادة لغير الله: كصرف جميعها، لأنه سبحانه أغنى الشركاء عن الشرك، ولا يقبل من العمل إلا ما كان خالصا، كما قال تعالى {فاعبد الله مخلصاً له الدين، إلا لله الدين الخالص والذين اتخذوا من دونه أولياء ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى إن الله يحكم بينهم فيما هم فيه يختلفون إن الله لا يهدى من هو كاذب كفار} [الزمر:2 - 3]، فأخبر سبحانه: أنه لا يرضى من الدين إلا ما كان خالصاً لوجهه، وأخبر أن المشركين يدعون الملائكة، والأنبياء والصالحين، ليقربوهم إلى الله زلفى، ويشفعوا لهم عنده، وأخبر أنه لا يهدي من هو كاذب كفار فكذبهم في هذه الدعوى، وكفرهم، فقال {إن الله لا يهدي من هو كاذب كفار} وقال تعالى: {ويعبدون من دون الله ما لا يضرهم ولا ينفعهم ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله قل أتنبئون الله بما لا يعلم في السموات ولا في الأرض سبحانه وتعالى عما يشركون} [يونس:18]، فاخبر أن من جعل بينه وبين الله وسائط، يسألهم الشفاعة، فقد عبدهم، وأشرك بهم، وذلك أن الشفاعة كلها لله، كما قال تعالى {قل لله الشفاعة جميعاً} [الزمر:44]، فلا يشفع عنده أحد إلا بإذنه، كما قال تعالى: {من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه} [البقرة:255]، وقال تعالى: {يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمن و رضي له قولاً} [طه:109] وهو سبحانه لا يرضى إلا التوحيد، كما قال تعالى: {ولا يشفعون إلا لمن ارتضى} [الأنبياء:28] وقال تعالى: {قل ادعوا الذين زعمتم من دون الله لا يملكون مثقال ذرة في السموات ولا في الأرض وما لهم فيهما من شرك وما له منهم من ظهير، ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له} [سبأ:22 - 23] فالشفاعة حق ولا تطلب في دار الدنيا إلا من الله تعالى، كما قال تعالى: {وأن المساجد لله فلا تدعوا مع الله أحداً} [الجن:18]، وقال {ولا تدع من دون الله ما لا ينفعك ولا يضرك فإن فعلت فإنك إذا من الظالمين}، فإذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم وهو سيد الشفعاء، وصاحب المقام المحمود، وآدم فمن دونه تحت لوائه، لا يشفع إلا بإذن الله، لا يشفع ابتداء، بل يأتي فيخر ساجداً فيحمده بمحامد يعلمه إياها، ثم يقال: [ارفع رأسك، وقل يسمع، وسل تعط، واشفع تشفع، ثم يحد له حداً فيدخلهم الجنة]، فكيف بغيره من الأنبياء، والأولياء، " وهذا الذي ذكرناه: لا يخالف فيه أحد من علماء المسلمين، بل قد أجمع عليه السلف الصالح، من الصحابة" {انتهى}،
فبداية البدع بالإحداث في الدين بإيقاد الشموع، ونهايته بسؤال أهل القبور، وطلب قضاء الحوائج منهم، وتفريج الكربات، والمعصوم من عصمه الله تعالى من الكفر والشرك الحلول والإتحاد والله المستعان.
و كتبه
عبد الفتاح زراوي
لمشرف العام لموقع ميراث السنة
http://www.merathdz.com/play.php?catsmktba=1557
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/297)
ـ[ابو البراء]ــــــــ[17 - 03 - 08, 04:25 ص]ـ
للفائدة(91/298)
واجب طالب العلم أوقات الفتن
ـ[محمد العمودي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 06:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين أما بعد:
فإن واجب طالب العلم في أوقات الفتن هو أن يعتصم بكتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، والعصمة من هذه الفتن بالاعتصام بالكتاب والسنة، ويقلل بقدر الإمكان إلا بقدر الحاجة، إلا بقدر الحاجة، إلا بقدر ما يُحتاج إليه من الأمور التي يخوض فيها الناس، يقلل منها، ويقتصر منها على قدر الحاجة، بعض الناس في أوقات الفتن، والفتن مذهلة، والإنسان متشوف إلى أن يعرف ماذا حصل؟ وماذا قيل؟ وماذا قالوا؟ تجده يقضي من وقته أكثر من نصف الوقت في الجرائد والمجلات والمواقع والقنوات، ماذا قال فلان؟ وماذا قيل عن فلان؟ على أمور هي لا شيء إن لم تضر لم تنفع، نعم ينبغي أن يعرف الإنسان ما يدور حوله بقدر الحاجة، وأن يكون ديدنه كتاب الله وسنة نبيه -عليه الصلاة والسلام-، وما يعين على فهم الكتاب والسنة، وأن يُعنى بالعبادات الخاصة، يُعنى بالعبادات الخاصة مثل الذكر، سواءً كان المطلق أو المقيد في أوقات خاصة أو على العموم في جميع الأوقات، ومثل تلاوة القرآن على الوجه المأمور به، وأيضاً الصلاة، يكون له نصيب من الصلاة، وأيضاً الصيام، وغير ذلك من العبادات المتنوعة التي جاءت النصوص بفضلها، ((والعبادة في الهرج كهجرة إلي)) كما في الحديث الصحيح، فعلينا أن نهتم بهذا الأمر ونعنى به، ونلتف على أنفسنا، ونصلح ما فيها من خلل، ونعنى بأمراض القلوب كي نعالجها مما جاءنا في شرعنا، ولا نحتاج إلى غيره، لا نحتاج إلى أن فلان العالم النفساني الأمريكي قال كذا، أو البريطاني قال كذا، لسنا بحاجة، عندنا العلاج لكل داء، {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء} [(82) سورة الإسراء] شفاء لإيش؟ لأدواء القلوب وأمراضها، ولأدواء الأبدان أيضاً، وأمراضها، فعندنا الشفاء، وفي كلام أهل العلم ما يعين على ذلك، وللإمام المحقق شمس الدين ابن القيم من ذلك القدح المعلى، وكتبه مملوءة من هذا الشأن، فيعنى بها أيضاً؛ لأنها تعين على فهم الكتاب والسنة، فعلى الإنسان أن يهتم بأمر العمل، وإذا صدق اللجأ إلى الله -جل وعلا- أعانه على كل ما يريد من علم وعمل.(91/299)
ظوابط وشروط النشيد الجائز ...
ـ[أبو عبيد السلفي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 08:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخوتي في الله
هذا لله
ضوابط وشروط النشيد الجائز
وبتأمل كلام العلماء والمشايخ الثقات يمكننا جمع الضوابط والشروط الشرعية التي يجب تحققها حتى يكون النشيد جائزاً، ومن ذلك:
1) أن تخلو كلمات النشيد من الكلام المحرم والتافه.
2) أن لا يصاحب النشيد معازفأ وآلات موسيقية، ولم يُبح من المعازف إلا الدف للنساء في أحوال معينة.
3) أن تخلو من المؤثرات الصوتية التي تشبه صوت الآلات الموسيقية؛ لأن العبرةبالظاهر والأثر، وتقليد الآلات المحرمة لا يجوز، وخاصة أن أثرها السيئ هو نفسه الذي تحدثه الآلات الحقيقية.
4) أن لا تكون الأناشيد ديدناً للمستمع، وتستهلك وقته، وتؤثر على الواجبات والمستحبات، كتأثيرها على قراءة القرآن، والدعوة إلى الله.
5) أن لا يكون المنشد امرأة أمام الرجال، أو رجلاً فاتنا في هيئته أوصوته، أمام النساء.
6) أن يتجنب سماع أصحاب الأصوات الرقيقة، والمتكسرين فيأدائهم، والمتمايلين بأجسادهم، ففي ذلك كله فتنة، وتشبه بالفساق.
7) تجنبالصور التي توضع على أغلفة أشرطتهم، وأولى من ذلك: تجنّب ظهورهم بالفيديو كليب المصاحب لأناشيدهم، وخاصة ما يكون من بعضهم من حركات مثيرة، وتشبه بالمغنين الفاسقين.
8) أن يكون القصد من النشيد الكلمات لا الألحان والطرب.
وهذه كلمات أهل العلم التي تحتوي الضوابط والشروط السابقة:
1) قال شيخ الإسلام ابنتيمية رحمه الله:
\" وبالجملة قد عرف بالاضطرار من دين الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لصالحي أمته وعبَّادهم وزهَّادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة مع ضرب بالكف أو ضرب بالقضيب أو الدف، كما لم يُبح لأحدٍ أن يخرجعن متابعته واتباع ما جاء به من الكتاب والحكمة، لا في باطن الأمر ولا في ظاهره،ولا لعامي ولا لخاصي، ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه، كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح.
وأما الرجال على عهده: فلم يكن أحد منهم يضرب بدف، ولا يصفق بكف، بل قد ثبت عنه في الصحيحأنه قال: (التصفيق للنساء، والتسبيح للرجال) و (لعن المتشبهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء).
ولما كان الغناء والضرب بالدف والكف من عمل النساء: كان السلف يسمُّون من يفعل ذلك من الرجال مخنَّثاً،ويسمُّون الرجال المغنين مخانيثاً، وهذا مشهور في كلامهم \" انتهى \" مجموع الفتاوى \" (11/ 565، 566).
2) وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله:
" الأناشيد الإسلامية تختلف، فإذا كانت سليمة ليسفيها إلا الدعوة إلى الخير، والتذكير بالخير، وطاعة الله ورسوله، والدعوة إلى حماية الأوطان من كيد الأعداء، والاستعداد للأعداء ونحو ذلك: فليس فيها شيء، أماإذا كانت فيها غير ذلك من دعوة إلى المعاصي، واختلاط النساء بالرجال، أو تكشف عندهم، أو أي فساد: فلا يجوز استماعها \" انتهى.
\" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز \" (3/ 437).
3) وقال – أيضاً رحمه الله:
\" الأناشيد الإسلامية مثل الأشعار؛ إن كانت سليمة: فهيسليمة، وإن كانت فيها منكر: فهي منكر ...
والحاصل أن البَتَّ فيها مطلقاً ليس بسديد، بل يُنظر فيها؛ فالأناشيد السليمة: لا بأس بها، والأناشيد التي فيها منكر، أو دعوة إلى منكرٍ: منكرةٌ \" انتهى \" شريط أسئلة وأجوبة الجامع الكبير \" (رقم: 90 / أ).
4) وقال علماء اللجنة الدائمة للإفتاء:
\" ويجوز لك أن تستعيض عن هذه الأغاني بأناشيد إسلامية، فيهامن الحكم، والمواعظ، والعبر ما يثير الحماس والغيرة على الدين، ويهز العواطف الإسلامية، وينفر من الشر ودواعيه، لتبعث نفس من ينشدها، ومن يسمعها إلى طاعة الله، وتنفر من معصيته تعالى وتعدي حدوده إلى الاحتماء بحمى شرعه، والجهاد في سبيله، لكن لا يتخذ من ذلك وِرْداً لنفسه يلتزمه، وعادة يستمر عليها، بل يكون ذلك في الفينة بعد الفينة عند وجود مناسبات ودواعٍ تدعو إليه كالأعراس والأسفار للجهاد ونحوه، وعند فتور الهمم لإثارة النفس والنهوض بها إلى فعل الخير، وعندنزوع النفس إلى الشر وجموحها لردعها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/300)
عنه وتنفيرها منه \" انتهى.
\" فتاوى إسلامية \" (4 (.
5) وقال الشيخ الألباني رحمه الله:
\" بل قد يكون في هذا – [أي: الأناشيد]- آفةٌ أخرى، وهي أنّها قد تُلحَّن على ألحان الأغاني الماجنة، وتوقع على القوانين الموسيقية الشرقية والغربية التي تطرب السامعين وترقصهم، وتخرجهم عنطورهم، فيكون المقصد هو اللحن والطرب، وليس النشيد بالذات، وهذه مخالفة جديدة،وهي التشبه بالكفار والمجّان، وقد ينتج من وراء ذلك مخالفة أخرى، وهي التشبه بهم في إعراضهم عن القرآن وهجرهم إياه، فيدخلون في عموم شكوى النبي صلى الله عليه وسلممن قومه، كما في قوله تعالى: (وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآنمهجوراً) \" انتهى.
\" تحريم آلاتالطرب \" (ص 181).
6) وقال – أيضاً -:
\" إذا كانت هذه الأناشيد ذات معانٍ إسلامية،وليس معها شيء من المعازف، وآلات الطرب كالدفوف والطبول ونحوِها: فهذا أمرٌ لابأس به، ولكن لابد من بيان شرطٍ مهم لجوازها، وهو أن تكون خالية من المخالفات الشرعية؛ كالغلوّ، ونَحوِه، ثم شرط آخر، وهو عدم اتخاذها دَيدَناً؛ إذ ذلك يصرِفُ سامعيها عن قراءة القرآن الذي وَرَدَ الحضُّ عليه في السُنَّة النبوية المطهرة، وكذلك يصرِفُهُم عن طلب العلم النافع، والدعوة إلى الله سبحانه \" انتهى.
\" مجلة الأصالة \" (العدد الثاني، تاريخ 15 جمادى الآخرة 1413هـ).
7. ذكر جملة من الضوابط، نذكرها هنا للفائدة:
\" وهناك ضوابط تراعى في هذا الأمر:
عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة في النشيد.
عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته، وتضييع الواجبات والفرائض لأجله.
أن لا يكون بصوت النساء، وأن لا يشتمل على كلام محرم أو فاحش.
وأن لا يشابه ألحان أهل الفسقوالمجون.
وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتاً مثل أصوات المعازف.
وأن لا يكون ذا لحن يطرب وينتشي به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني،وهذا كثير في الأناشيد التي ظهرت هذه الأيام، حتى لم يعد سامعوها يلتفتون إلى مافيها من المعاني الجليلة لانشغالهم بالطرب والتلذذ باللحن \".
وإننا لنر بأبإ خواننا المنشدين والمقرئين أن يكونوا سبب فتنة الشباب والشابات، وسبباً في إلهائهم عن طاعة الله، وهم يعلمون كم لأصواتهم وصورهم من أثرٍ سيء على الذكوروالإناث، وجولة في عالم المنتديات ترى عجباً، ترى من تعشق منشداً، وترى من لاتستطيع النوم إلا على صوت فلان، وترى من تسمي نفسها \" عاشقة فلان \" – منالمنشدين -، وترى تعظيماً وتبجيلاً لأولئك المنشدين من النساء والرجال، فيُعطون الألقاب والمنازل العالية، مع أن بعضهم ليس متديناً أصلاً، وبعضهم سقط في أوحال الغناء الماجن، وجولة أخرى في عالم المواقع الصوتية ترى عجباً آخر وهو الغلو فيسماع وتحميل هذه الأناشيد، والزهد في سماع القرآن والمحاضرات النافعة.
نسأل الله أن يصلح أحوال الجميع.
والله أعلم
ـ[ابو عبدالرحمن الطائفي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 08:35 م]ـ
جزاك ربي خير الجزاء على هذا الجمع والترتيب ..
اخوك ..
ـ[أبو عبيد السلفي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 11:12 م]ـ
جزاك ربي خير الجزاء على هذا الجمع والترتيب ..
اخوك ..
جزاني وإياك
بارك الله فيك
ـ[صالح الهميمي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 11:22 م]ـ
بارك الله فيك أخي المبارك
ـ[أبو عبيد السلفي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 11:25 م]ـ
بارك الله فيك أخي المبارك
وفيك بارك الله شيخنا الحبيب
ـ[د/ألفا]ــــــــ[09 - 03 - 08, 11:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه.(91/301)
معاني الوصية بكتاب الله عزوجل وأوجهها.الشيخ العلامة ابن عثيمين.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[09 - 03 - 08, 09:24 م]ـ
بوب البخاري في صحيحه: باب الوصية بكتاب الله عزوجل.
ثم أسند الإمام البخاري – رحمه الله تعالى – في صحيحه قال:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا مَالِكُ بْنُ مِغْوَلٍ حَدَّثَنَا طَلْحَةُ قَالَ سَأَلْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ أَبِي أَوْفَى:
آوْصَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟
فَقَالَ: لَا.
فَقُلْتُ: كَيْفَ كُتِبَ عَلَى النَّاسِ الْوَصِيَّةُ؟! أُمِرُوا بِهَا وَلَمْ يُوصِ؟!
قَالَ: أَوْصَى بِكِتَابِ اللَّهِ.
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين – رحمه الله تعالى - في شرح " كتاب فضائل القرآن " من صحيح البخاري:
[الوصاة بكتاب الله – عزوجل – تشمل وجوها كثيرة:
منها: الوصاة بحفظه حتى لا يضيع، والحفظ نوعان: حفظ في الصدور، وحفظ في المسطور يعني في الكتاب، فعلى المسلمين أن ينفذوا وصية النبي – صلى الله عليه وسلم – بحفظ القرآن في صدورهم ومسطورهم.
ثانيا: الوصية بتصديق أخباره، فإنّ من كذّب خبرا من أخبار القرآن، فإنه قد انتقص القرآن، لأن الكذب من الأوصاف الذميمة، القبيحة التي يستهجنها حتى الكفار في كفرهم.
ثالثا: الوصاة بالعمل به، بحيث لا نهجره، فإن هجر العمل بالقرآن هجرٌ للقرآن، {وقال الرسول يا رب إنّ قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا}.
رابعا: الدفاع عنه، بحيث نرد تحريف المبطلين الذين يفسرون القرآن بآرائهم، وأهوائهم، ومن قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار، والعياذ بالله.
خامسا: بإكرامه وتعظيمه، بحيث لا نضعه في مكان يُمتهن، وإذا وجدناه في مكان يحتمل الامتهان رفعناه، فهذا لا شك من الوصية به.
وكذلك من إكرامه ألا نرضى أن أحدا يقوم بتمزيقه، وإتلافه، كأنما هو عنده خرقة يقطّعها كما يشاء!.
ومن إكرامه أيضا ألا نسمح لأنفسنا ولا لغيرنا بأن يصيبه أذى أو قذر، كالنجاسة وشبهها، فإذا قُدّر أن سقط عليه نجاسة فإننا نزيلها عنه، ونحميه منها.
ومن تعظيمه أيضا ألا نمسه إلا على طهر، لأن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((لا يمس القرآن إلا طاهر)).
كلُّ هذا داخل في وصية النبي – صلى الله عليه وسلم – إيانا لكتاب الله.
إذا تأملت هذه المسألة، وعِظَمها استعظَمْتها في نفسك، أن الرسول عليه الصلاة والسلام أوصاك وصية خاصة بكتاب الله عزوجل، من هذه الوجوه و من غيرها أيضا، فالزم هذه الوصية واعمل بها، واحترم كلام الله عزوجل.
ومن ذلك أيضا ألا نتخذه هزوا ولعبا، بحيث نجعله بدلا من كلامنا!، مثل لو استأذن عليك مُسْتأذِن، قلت: " ادخلوها بسلام آمنين! ".
اسم ابنك يحيى، إذا خاطبته قلت: "يا يحيى خذ الكتاب بقوة! " .. وهكذا.
فإنَّ جَعْل القرآن بدلا من الكلام محرم، لما في ذلك من ابتذال للقرآن وامتهانه.
ومن هذا أيضا، ما يفعله بعض الناس، يكتب القرآن في الأواني، أو في المناديل، أو على ألحِفة الموتى!، أو ما أشبه ذلك، فإن هذا كله من امتهان القرآن؛ فالأواني مثلا تُرمى، يرميها الطفل، وربما يرميها الكبير أيضا، وتُمْتهن بالشرب بها، وما أشبه ذلك.
وتلحيف الموتى بها، أيضا امتهان، لأن الميت ليس أكرم من الحي، وكل أحد يستقبح أن يجعل الحيُّ اللحافَ، لحافَه الذي يتغطى به عند النوم مكتوبا عليه شيئا من كلام الله، فالميت من باب أوْلى، والميت لا ينتفع بهذا، ولا بقراءة القرآن عنده، لأنه ليس حيا يستمع فينتفع، أو يقرأ فينتفع، بل هو ميت.
المهم أن النبي – صلى الله عليه وسلم – أوصانا بكتاب الله -.
من الوصية:
سادسا: أن نحرص على فهم معانيه، وتدبرها، لأن القرآن إنما نزل لذلك في الواقع؛ ((كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته))، ولأنه لا يمكن العمل به حقيقة إلا بالتدبر،إذ أنك إن لم تتدبره لم تفهم معانيَه، وإذا لم تفهم معانيه فكيف يمكن أن تعمل به؟!.
وكذلك في الأخبار لا يمكن أن تنتفع بالقسط أو الخبر إلا إذا فهمت المعنى؛ وقد مر معنا في العام الماضي في رسالة (أصول التفسير)، التي ألفها شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله تعالى -، قال: إن الناس لو كُلّفوا بقراءة كتاب من الطب أو من النحو، هل يقرؤونه هكذا؟ أو يستشرحونه ويبحثون في معناه حتى يستفيدوا منه؟
الثاني، إذن فكتاب الله من باب أولى، أن نحرص عليه، وأن نتفهم معانيه في أخباره، وأحكامه].
انتهى من (شرح كتاب فضائل القرآن) من صحيح البخاري. شريط (3).(91/302)
ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[10 - 03 - 08, 12:03 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلي الله عليه وسلم وبعد:-
فيدور مبحثنا حول تعريف معني الشريعة،وتصحيح التصور في عرضها، وكذلك توضيح وضع الشريعة في ظل القوانين العلمانية،وذلك حتى لا تصبح كثير من قضايانا العقدية مجرد كلام أو شعارات لا يعرف المرددون له معناه ولا مقتضاه العملي، وبالله أسال التوفيق والسداد.
*أولاً:-جولة مع المصطلحات:-
1 - الشريعة
*المعني اللغوي:-
-قال تعاليٍ [ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِّنَ الْأَمْرِ فَاتَّبِعْهَا وَلَا تَتَّبِعْ أَهْوَاء الَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ] الجاثية: 18] يقول القرطبي رحمه اللهفى قوله تعالى: {ثم جعلناك على شريعة من الأمر} الشريعة في اللغة: المذهب والملة ويقال لمشرعة الماء وهي مورد الشاربة: شريعة ومنه الشارع لأنه طريق إلى المقصد) (1).
*المعني الاصطلاحي:-
الشريعة: ما شرع الله لعباده من الدين والجمع الشرائع والشرائع في الدين: المذاهب التي شرعها الله لخلقه).
قال ابن عباس:-"علي شريعة"أي على هدي من الأمر.
وقال قتادة: الشريعة الأمر والنهي والحدود والفرائض.
وقال مقاتل: البينة لأنها طريق إلى الحق.
وقال الكلبي: السنة لأنه يسن بطريقة من قبله من الأنبياء وقال ابن زيد: الدين لأنه طريق النجاة. (2).
2 - الحكم*
الحكم في اللغة:-
- هو المنع ومنه قيل للقضاء حكم لأنه يمنع من غير المقضي.
نقول حكمه كنصره وأحكمه كأكرمه،وحكّمه بالتضعيف بمعني منعه،
ومنه قول جرير:-
أبني حنيفة أحكموا سفهاءكم إني أخاف عليكم أن أغضب.
أبني حنيفة إنني إن أهجكم أدع اليمامة لا تواري أرنباً.
ومن الحكم بمعني المنع (حكمة اللجام):-وهى ما أحاط بحنكي الدابة لأنها تمنعها من الجري الشديد، والحكمة أيضاً حديدة في اللجام تكون على أنف الفرس تمنعه من مخالفة راكبه.
*الحكم في الاصطلاح:-
هو (إثبات أمرٍ لأمر أو نفيه عنه)،أو (إسناد أمرٍ إلى آخر إيجابا أو سلباً نحو زيد قائم وعمرو ليس بقائم).
وينقسم الحكم بدليل الاستقراء إلى ثلاثة أقسام:-
1 - حكم عقلي:-وهو ما يعرف فيه (العقل) النسبة إيجاباً أو سلباً، نحو الكل أكبر من الجزء.
2 - حكم عادي:- وهو ما عرفت النسبة فيه بالعادة.
3 - حكم شرعي:-وهو المقصود، وحَدّه جماعة من أهل الأصول بأنه:-
[خطاب الله المتعلق بفعل المكلف من حيث أنه مكلف به].
فخرج بقوله (خطاب الله) خطاب غيره، لأنه لاحكم شرعياً إلا لله وحده عز وجل،فكل تشريع من غيره باطل، قال تعالي (إِنْ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ) الأنعام 57)،وقال تعالي (وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ) الشوري10)
وقال تعالي (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ) النساء59).
وأعلم أن الحكم الشرعي قسمان:-
أ- الخطاب التكليفي:-وهو خمسة أقسام (الواجب-المندوب-الحرام-المكروه-المباح)
ب-خطاب الوضع:-وهو أربعة أقسام (العلل-الأسباب-الشروط-الموانع) وأدخل بعضهم فيه الصحة والفساد من خطاب التكليف) (3).
*الحاكمية
مصدر صناعي على غير قياس،لأن المصدر الصناعي لا يصاغ إلا من اسم جامد كالوطن والوطنية، وكلمة حاكم مشتق لأنها اسم فاعل (4).
*تصحيح التصور في بيان مفهوم الحكم بما أنزل الله.
-1 مع الجهل بحقيق الإسلام والبعد عنه، ومع جهود المحادين لله ورسوله للصّد عن سبيل الله، أخذت عدّة مفاهيم شرعية تتغير وتتبدل في تصورات الناس وتنحرف عن معناها الأصلي، ومن تلك المفاهيم التي أصابها الضمور وعدم وضوح التصور الصحيح لها (قضية تحكيم الشريعة) أو ما يطلق مفهوم (الحكم بما أنزل الله)،فقد انحصر مفهوم الحكم بما أنزل الله على شموله واتساعه في بعض أجزائه، فبعضهم يحصره في التشريعات والأحكام المتعلقة بالأسرة من زواج وطلاق وحضانة وغير ذلك، بل إن البعض إذا ذُكر أمامه لفظ الحكم بما أنزل الله فلا يكاد يفهم منه غير قطع يد السارق أو رجم الزاني، ويتصور أن هذا هو المراد بالحكم بما أنزل الله، وأن الداعين إلى تحكيم شرع الله إنما يدعون فقط لقطع يد السارق ورجم الزاني، ولقد كان هذا الفهم القاصر والمبتور للحكم بما أنزل الله أحد الوسائل والسُبل التي يستغلها العلمانيون لمهاجمة الدعوة إلى تحكيم شرع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/303)
الله (5).
2 - لقد عُرضت قضية (الشريعة) على الناس على أساس أن المسألة مسألة (أفضلية) شريعة الله على الشرائع الأرضية، وهذا أمر لا شك فيه، ولكن مع تبني القضايا القومية والتسابق فيها بين الحركة الإسلامية وغيرها من الحركات من علمانية وشيوعية وما إلى ذلك، فُهم من هذه الأفضلية أن قضية الشعب الأولي والأساسية هي (قضاياه القومية)،وأن مسألة العقيدة والأيدلوجيات مسألة ثانوية، وأن ركونهم إلى أي من هذه الأيدلوجيات المتسابقة لتحقيق مصالحهم القومية لا يمس صميم اعتقادهم كمسلمين في شئ، أي بتحديد دقيق لم يكن هناك ربط بين قضية الشريعة وأصول الاعتقاد أو قضية (العقيدة).
3 - وعندما حاولنا أن نبحث عن هذا الربط وجدناه مضطرباً جداً فى مفهوم أصحاب الحركات الإسلامية حتى عند المتحمسين الغيورين جداً، ومن أجل هذا كانت قضية الشريعة لا تعدو عندهم سوي مسألة من مسائل الانحراف في المجتمع كقضية البدع مثلاُ أو محاربة المسكرات بعكس ما هو وثيق جداً في القرآن الكريم،الذي نجده يربط ربطاً وثيقاً محكماً بين قضية الإيمان وقضية الشريعة كما في قوله تعالى (فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنفُسِهِمْ حَرَجاً مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيماً (65) النساء، فنجد هنا ربطاً بين قضية الشريعة وقضية الإيمان، وقاعدة الشريعة بقاعدة الإيمان ... ثم نجد ربطاً آخر بين تفصيلات الشريعة وأحكام الفروع المختلفة بقاعدة الإيمان كما فى قوله تعالي (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (3) فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِيناً ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ (4) المجادلة، فهو سبحانه وتعالى لم يكتف في القرآن بين الربط بين القاعدة والقاعدة حتى رُبط بين (قاعدة الإيمان) و (فروع الشريعة).
-4ومن أجل عدم الوضوح هذا، لم يستطع صوت الإسلام ممثلاً في الحركات الإسلامية والشعور الإسلامي العام لدى الجماهير،أن يتصدى للعلمانية وأن يحدد موقفه منها بوضوح منذ أن تسللت إلى المنطقة، وكذلك فعلت بعض فصائل الحركات الإسلامية المعاصرة مع النظم والأوضاع المعاصرة التي ورثت العلمانية عن الاستعمار حتى أن منها من رضي بالتعايش مع هذه الأوضاع، ويستجدى من هذه النظم الاعتراف به واعتباره كياناً شرعية ضمن الحلقة العلمانية نسأل العافية والسلامة.
*وضع الشريعة الإسلامية في ظل القوانين الوضعية.
للشريعة الإسلامية في ظل القوانين الوضعية وضعَّين:-
1 - وضع الشريعة كمصدر مادي للقوانين الوضعية.
2 - وضع الشريعة كمصدر إلزامي.
أولاً: المصادر المادية:-
يقصد منها المصادر التي تغترف منها مادة القانون، وهى متعددة ومتنوعة، كحاجات الأمة، أو القانون الفرنسي أو الشريعة الإسلامية أو استقرار المحاكم على أمر معين،أو آراء فقهاء القانون،وهذه المصادر المادية لا تكون قواعد قانونية إلا إذا توافر فيها عنصر الإلزام، فالمصادر المادية بدون عنصر الإلزام لا قيمة لها، يقول السنهوري (يراعي فى الأخذ بأحكام الفقه الإسلامي التنسيق بين هذه الأحكام والمبادئ العامة التي يقوم عليها التشريع المدني (العلماني) في جملته،فلا يجوز الأخذ بحكم الفقه الإسلامي يتعارض مع مبدأ من هذه المبادئ حتى لا يفقد التقنين المدني تجانسه وانسجامه،ويقول أيضاً رداً على سؤال للشيخ عبد الوهاب طلعت باشا، فقد سأله الشيخ (هل رجعتم إلى الشريعة الإسلامية؟!) فقال السنهوري"أو كذلك أننا ما تركنا حكماً صالحاً في الشريعة الإسلامية يمكن أن يوضع فى هذا القانون إلا وضعناه) (6).
ثانياً: الشريعة الإسلامية كمصدر إلزامي:-
ونري في هذا الوضع أن الشريعة الإسلامية تعتبر كمصدر إلزامي من الدرجة الثالثة، وذلك لأن المصادر الرسمية للقانون المصري، والمصادر الرسمية هي التي يستمد منها القانون إلزامه هي:
1 - التشريع الوضعي. 2 - العرف.
3 - مبادئ الشريعة الإسلامية.4 - مبادئ القانون الطبيعي.
5 - قواعد العدالة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/304)
(وليست هذه المصادر على درجة واحدة من الأهمية،فالتشريع هو المصدر الأساسي السابق في أهميته، في حين أن المصادر الأخرى لا تعدو أن تكون مصادر ثانوية احتياطية لا يلجأ إليها إلا إذا سكت التشريع عن حكم النزاع). (7)
*والمادة الأولي من القانون المدني تقول "تسري النصوص التشريعية على جميع المسائل التي تتناولها هذه النصوص في لفظها أو فحواها، فإذا لم يوجد نص تشريعي يمكن تطبيقه،حَكَم القاضي بمقتضي العرف، فإذا لم يوجد فبمقتضى مبادئ الشريعة الإسلامية، فإذا لم يوجد فبمقتضى القانون الطبيعي وقواعد العدالة ".
وبالتالي لا تكون لمبادئ الشريعة الإسلامية أي دور أصلاً وذلك أن التشريع في الدول الحديثة يكاد يستوعب كل شئ،وإذا وُجد مجال يحتمل أن تقوم فيه بعض التغيرات، فإن العرف من وراء التشريع محيط به في شبه شمول،ولا يبقي لمبادئ الشريعة الإسلامية إلا النزر اليسير، وهذا كلام الدكتور توفيق فرج أحد رجال القانون في مصر، وبالتالي فإن القاضي يحرم عليه الرجوع إلى الشريعة الإسلامية التي ألزم الله سبحانه وتعالى الجميع الاحتكام أو التحاكم إليها مادام الحكم منصوصاً عليه في القانون المدني،وحتى لا أذهب بعيداً، لقد حدث بالفعل أن حكم قاضى وهو المستشار محمود عبد الحميد غراب بالجلد في جريمة سكر .... فماذا كانت النتيجة؟
لقد أبطل حُكمه وأقصي عن العمل في القضاء.
وكان ممن ذكره رئيس محكمة استئناف الإسكندرية المستشار سعد العيسوي في أوجه بطلان هذا الحكم ما يلي:-
1 - أن من قضي بذلك فقد حنث في يمنيه القضائي الذي أقسم فيه على الحكم بالعدل واحترام القوانين والعدل في نظر العيسوي هو أنت تقضي في الواقعة المعروضة بالعقوبة الملائمة في حدود القانون المطبق ثم يضيف فيقول: فقضاء هذه المحكمة بقانون آخر غير القوانين المطبقة في ذلك حنث باليمين،فما بالك بمن يطبق أو يخترع قانوناً يعلم أنه غير معمول به!! (يقصد الحكم بما أنزل الله في الواقعة).
-2وجنائياً لا يجوز ولا يقبل من القاضي أن يجّرم فعلاً لا ينص القانون على اعتباره جريمة ولا يجوز ولا يقبل منه أن يقضي بعقوبة لم ينص عليها القانون.
3 - أن مصدر هذا الحكم لم يعرف شيئاً عن علم العقاب،فقد شدد المشرّع (الوضعي) في العقوبة وجعلها ستة أشهر حماية للمجتمع وهذا أحفظ من مجرد الجلد ثمانين جلدة. (8).
وهكذا فالعلمانية تري وفقهاء القانون الوضعي يرون أن التشريع الوضعي أحفظ لأمن المجتمع من الشريعة الإسلامية، ويرون أن الله عز وجل (الذي خلق فسوي والذي قدر فهدى) لا يعرف شيئاً عن علم العقاب تعالي الله عما يقول الكافرون علّواً كبيراً، فهم يقولون بلسان حالهم أن زبالة أذهانهم خير وأفضل من حكم الله.
*والآن نأتي إلى سؤال آخر ننهي به هذا الجزء من البحث وهو:-
ما هو دورنا،وما هي رسالتنا؟
-إن رسالتنا هي تصحيح المفاهيم وتصحيح التصورات العقدية، وتربية قاعدة مسلمة على هذه المفاهيم الصحيحة والتي تكون ستاراً يتنزل عليها قدر الله بالنصر والتمكين، مع تحديث النفس دائماً بالغزو وكشف مخططات الأعداء وفضحها،وأن نعمل ليل نهار كل على حسبه وفى مجاله لإحياء هذه الأمة مرة أخري لتتسلم مكانتها الريادية، وعدم ترك ما يطلق عليه عوام الناس فريسة سهلة لدهاقنة العلمانية، يلبسوا عليهم ما أردوا من التلبيس،ولا نكون نحن بحركتنا لنصرة هذا الدين مصدر للالتباس وعدم الوضوح، وان يعرف الجميع أن معني انتمائه للإسلام (أن يقبل شرع الله ويرفض ما سواه).
-أسال الله بكرمه وفضله أن يعفو عن تقصيرنا وأن يرحمنا برحمة من عنده،وأن يثبتنا على الحق ولا يجعلنا نزيغ عنه أبداً، أنه ولي ذلك والقادر عليه.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
المراجع
1 - الجامع لأحكام القرآن للقرطبي رحمه الله الموسوعة الاليكترونية.
2 - المصدر السابق، وانظر الثبات والشمول في الشريعة الإسلامية لعابد السفياني.
3 - مذكرة في أصول الفقه للشنقيطي رحمه الله طبعة دار ابن تيمية.
4 - لماذا نرفض العلمانية لمحمد محمد البدري دار ابن الجوزي.
5 - (إن الله هو الحكم) لمحمد بن شاكر الشريف ص19
6 - "القانون المدني"الأعمال التحضيرية"نقلاً عن الشريعة الإلهية لا القوانين الجاهلية للشيخ عمر الأشقر
7 - مدخل دستوري د. سيد صبري، وانظر لماذا نرفض العلمانيةص48
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/305)
8 - انظر لماذا نرفض العلمانية د. محمد محمد بدري ص90،91.
مزيد من المعومات حول المستشار محمود عبد الحميد غراب رحمه الله تعالي:
- المستشار/محمود عبد الحميد غراب رحمه الله تعالي.
السيرة الذاتية:
ولد بتاريخ 20/ 9/1935م، بقرية أوسيم التابعة لمركز أمبابة بمحافظة الجيزة من محافظات جمهورية مصر العربية، كان والده من علماء الأزهر والذى قام بتحفيظه القرآن الكريم كاملاً وهو في سن العاشرة من عمره، وتوفى والده وهو يؤدى فريضة الحج عام 1949م، وتولى تربيته بعد ذلك شقيقه الأكبر الدكتور/ أحمد عبد الحميد غراب. الأستاذ السابق للعقيدة والملل والنحل بجامعة الملك سعود بالرياض.
· في عام 1956 - 1957 التحق بصفوف الفدائيين وكتائب الشباب للتدريب العسكري للدفاع عن الأمة.
تخرج في كلية الحقوق جامعة عين شمس عام1962م، والتحق فور تخرجه بمكتب الأستاذ/ محمود سليمان غنام باشا. وزير التجارة الأسبق بحكومة حزب الوفد، وذلك للتدريب على ممارسة المحاماة
كان عضوًا بمجلس نقابة المحامين عام 1970، التحق بالقضاء عام1978م بالقرار الجمهوري رقم 166 لسنة1978، وتدرج في مناصبة إلى أن شغل أعلاها كرئيس لمحكمة الاستئناف عام1991م.
منذ اعتلائه منصة القضاء أخذ على عاتقه النهوض بالقضاء نحو تطبيق الشريعة الإسلامية، فأصدر العديد من الأحكام القضائية المؤسسة على الشريعة الإسلامية كان أجرؤها الحكم بجلد شارب خمر.
كل هذه الأحكام متاحة للجميع على الموقع التالي:
Http:// WWW.islamvslaw.bravehost.com (http://www.islamvslaw.bravehost.com/)
تعرض للعديد من المساءلات من وزير العدل ورئيس مجلس القضاء الأعلى بسبب انتصاره للشريعة الإسلامية من على منصة القضاء، وبسبب آراءه وأفكاره التى اعتبروها اشتغال بالسياسة يمتنع على القاضي العمل به، وانتهى مطاف هذه المساءلات إلى إحالته إلى دائرة التأديب والصلاحية بمجلس القضاء الأعلى والتى تنظر في عدم صلاحية القضاة لتولي هذا المنصب لأسباب تتعلق بما يخل بالأمانة والشرف، ووضع في هذا الموضع سواء بسواء معهم، لا ليسأل عمّا يخل بأمانته وشرفه وإنما ليسأل عن إعلاءه لكلمة الله من على منصة القضاء، وحدث حرج وانقسام بين أعضاء مجلس القضاء الأعلى إلى أن اضطروا إلى حفظ الموضوع، أعتقل ابنه نزار محمود عبد الحميد غراب بتهمة الانتماء إلي الجماعات الإسلامية عام 9/ 10/89 وتم الأفراج عنه عام1991، توفى إلى رحمة الله تعالى فى 20/ 3 / 1993 أسكنه الله فسيح جناته وجعل مثالله فى زمرة النبيين والصديقيين والشهداء المجاهدين وحسن أولئك رفيقا. آمين.(91/306)
التسول والشحاذة في أماكن العبادة
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[10 - 03 - 08, 12:33 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أما بعد:
حث دين الإسلام على الصدقات والإنفاق في سبيل الله عز وجل في نصوص كثيرة لا تعد،
قال تعالى: {من ذا الذي يقرض الله قرضاً حسناً فيضاعفه له أضعافاً كثيرة والله يقبض ويبسط وإليه ترجعون}
ورغب الإسلام في تفقد أحوال الفقراء والمساكين والمحتاجين، وحث على مساعدتهم
فقال تعالى: {إنما الصدقات للفقراء والمساكين ... الآية} وقال تعالى: {إن تبدوا الصدقات فنعما هي وإن تخفوها وتؤتوها الفقراء فهو خير لكم ويكفر عنكم من سيئاتكم والله خبير بما تعملون}
وقال تعالى: {وما أنفقتم من شيء فهو يخلفه وهو خير الرازقين} ..
ولا يخفى على المسلم فوائد الصدقات وبذل المعروف للمسلمين، والإحسان إلى الفقراء والمساكين والمعوزين. لكن من الظواهر السيئة التي تنتشر اليوم في بلاد المسلمين وغيرها، ظاهرة التسول والشحاذة، لاسيما في أوقات العبادات كشهر رمضان أو في أماكن العبادات كالمساجد والأماكن المقدسة في الحرمين وغيرهما. ولابد أن يعرف الجميع أن المساجد لم تبن لجمع المال والتشويش على المصلين برفع الأصوات والسؤال وهم يصلون أو يذكرون الله تعالى، واستعطافهم من أجل البذل والعطاء، بل الغاية منها أعظم من ذلك بكثير، فالمساجد بيوت عبادة المسلمين، وإقامة ذكر الله جل شأنه، والصلاة وإقامة المحاضرات والدروس العلمية، قال تعالى: {في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والأصال} .. وقال لمن نشد الضالة بمسجده: «إن المساجد لم تبن لهذا».فالواجب على الجميع احترام بيوت الله تعالى وحفظها وصيانتها عن كل ما يدنسها أو يثير اللغط والجدل والكلام غير اللائق بها، فليست بأماكن للكسب والارتزاق وجمع حطام الدنيا ولا مكاناً للتسول ورفع الصوت ولغط الكلام، ولذا قال العلماء: يحرم سؤال الناس فيها أموالهم. وأقرب ما تقاس عليه مسألة التسول في المساجد، مسألة نشدان الضالة، والجامع بينهما: البحث والمطالبة بأمر دنيوي، فناشد الضالة يبحث عن ماله دون شبهة، ومع ذلك أمر الشارع الكريم كل من في المسجد بأن يدعو عليه: بأن لا يجد ضالته، فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - أنه سمع رسول الله يقول: «من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد فليقل: لا ردها الله عليك فإن المساجد لم تبن لهذا» (أخرجه مسلم).والمتسول أشد، إذ إنه يطلب مال غيره! والشبهة قائمة ألا يكون محتاجاً أصلاً؟! إنما يسأل الناس تكثراً والعياذ بالله، وأجدر ألا يعطى عقوبة ونكالاً له. والعجب عندما ترى رجلاً أو شاباً قوياً وهو يردد كلمات اعتدنا عليها لكثرة تكرارها، فيقف أمام الناس ويسأل!! وبعضهم قد أتقن هذه الصنعة، وتفنن فيها بأنواع الأساليب! وأصناف المكر والدهاء! والأمر كذلك بالنسبة للنساء اللواتي يأتين إلى بيوت الله تعالى لممارسة الشحاذة والتسول وهذا أمر خطير، لأن أولئك النساء اللاتي يأتين إلى بيوت الله تعالى ويدخلن مساجد الرجال ويجلسن فيها بغير صلاة!! وتقام الصلاة ولا يصلين! بل ولا تصلي مع النساء، بل تركت الصلاة وأخرتها عن وقتها من أجل أن تجمع شيئاً من حطام الدنيا وحفنة من المال، وهذه مخالفة شرعية أخرى! فهؤلاء لا يجوز شرعاً إعطاؤهم لما في ذلك من إعانة لهم على معصية الله تعالى، ومن فعل ذلك وقام بإعطائهم فقد ارتكب إثماً لما في ذلك من الإعانة لهم على الباطل، والإقرار لهم على المنكر، وتشجيع النساء على ارتياد أماكن الرجال وترك الصلاة. وقال الإمام البغوي - رحمه الله: وقد كره بعض السلف المسألة في المسجد، وكان بعضهم لا يرى أن يتصدق على السائل المتعرض في المسجد (شرح السنة 2/ 375).والأئمة الأربعة فيه بين الكراهة والتحريموقد منعت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية التسول في المساجد وحسناً فعلت، ومثلها وزارة الداخلية. وكم من الفقراء من يتعفف عن سؤال الناس والتعرض لهم مع حاجته وفقره، وقد امتدحهم الله تعالى بذلك
فقال تعالى: {للفقراء الذين أحصروا في سبيل الله لا يستطيعون ضرباً في الأرض يحسبهم الجاهل أغنياء من التعفف تعرفهم بسيماهم لا يسألون الناس إلحافاً .. } الآية ..
قال الإمام ابن كثير - رحمه الله: الجاهل بأمرهم وحالهم يحسبهم أغنياء من تعففهم في لباسهم وحالهم ومقالهم، وفي هذا المعنى الحديث المتفق عليه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله: «ليس المسكين الذي لا يجد غني يغنيه ولا يفطن له فيتصدق عليه ولا يسأل الناس شيئا
""مجلة الفرقان ,, العدد472
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[08 - 07 - 08, 04:29 م]ـ
............(91/307)
هل يجوز التنقل بين المشاعر بملابس الإحرام بقصد التعليم؟ الجواب: في الداخل
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 03 - 08, 04:47 ص]ـ
هل يجوز التنقل بين المشاعر بملابس الإحرام بقصد التعليم؟
سؤال:
عندنا في " مكة " تقوم بعض المدارس بإقامة رحلة تعليمية للأطفال بالحج، وذلك بإلباس الأولاد الإحرام، وصحبهم إلى المشاعر، ويقومون بالتلبية، وذلك خلال يوم دراسي في ذي القعدة، فما حكم ذلك؟
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
كان للنبي صلى الله عليه طرق متعددة في تعليم أصحابه رضي الله عنهم، وفي كل هذه الطرق كان القصد من سلوك سبيلها: تقريب المادة إلى الذهن حتى كأنه يراها، أو ليؤدي الطاعة والعبادة على وجهها الأكمل، وهذا من حُسن تعليمه صلى الله عليه وسلم، والذي أثنى عليه أصحابه به، فقال معاوية بن الحكم السلمي رضي الله عنه: (فَبِأَبِي هُوَ وَأُمِّي، مَا رَأَيْتُ مُعَلِّمًا قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ أَحْسَنَ تَعْلِيمًا مِنْهُ). رواه مسلم (537).
مثال الأول:
عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن مسعود رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: خَطَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خَطًّا مُرَبَّعًا، وَخَطَّ خَطًّا فِي الْوَسَطِ خَارِجًا مِنْهُ، وَخَطَّ خُطَطًا صِغَارًا إِلَى هَذَا الَّذِي فِي الْوَسَطِ مِنْ جَانِبِهِ الَّذِي فِي الْوَسَطِ وَقَالَ: (هَذَا الْإِنْسَانُ، وَهَذَا أَجَلُهُ مُحِيطٌ بِهِ - أَوْ قَدْ أَحَاطَ بِهِ - وَهَذَا الَّذِي هُوَ خَارِجٌ أَمَلُهُ، وَهَذِهِ الْخُطَطُ الصِّغَارُ: الْأَعْرَاضُ، فَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا: نَهَشَهُ هَذَا، وَإِنْ أَخْطَأَهُ هَذَا: نَهَشَهُ هَذَا) رواه البخاري (6054).
ومثال الثاني:
عن سَهْل بْنِ سَعْدٍ السَّاعِدِيَّ قال: وَلَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَامَ عَلَيْهِ (يعني: المنبر) فَكَبَّرَ وَكَبَّرَ النَّاسُ وَرَاءَهُ وَهُوَ عَلَى الْمِنْبَرِ، ثُمَّ رَفَعَ فَنَزَلَ الْقَهْقَرَى حَتَّى سَجَدَ فِي أَصْلِ الْمِنْبَرِ، ثُمَّ عَادَ حَتَّى فَرَغَ مِنْ آخِرِ صَلَاتِهِ، ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ، فَقَالَ: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ، إِنِّي صَنَعْتُ هَذَا لِتَأْتَمُّوا بِي، وَلِتَعَلَّمُوا صَلَاتِي) رواه البخاري (875) ومسلم (544).
وهو ما فعله الصحابة رضي الله عنهم من تعليم الناس بالعمل، كما فعله عثمان بن عفان رضي الله عنه في تعليم الناس الوضوء عمليّاً، وكما فعل مالك بن الحويرث وعقبة بن عمرو رضي الله عنهما عندما علَّما الناس صلاة النبي صلى الله عليه وسلم عمليّاً، وحديث عثمان في الصحيحين، وحديث مالك في البخاري، وحديث عقبة في أبي داود والنسائي.
وقد كانت صلاة النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر صلاةً شرعية حقيقية، وليست حركات من أجل التعليم، وهكذا كان وضوء عثمان، وصلاة مالك بن الحويرث وعقبة بن عمرو رضي الله عنهم.
عَنْ أَبِي قِلَابَةَ قَالَ: جَاءَنَا مَالِكُ بْنُ الْحُوَيْرِثِ فِي مَسْجِدِنَا هَذَا فَقَالَ: إِنِّي لَأُصَلِّي بِكُمْ وَمَا أُرِيدُ الصَّلَاةَ، أُصَلِّي كَيْفَ رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُصَلِّي.رواه البخاري (645).
وبوَّب عليه البخاري: باب مَن صلَّى بالناس وهو لا يريد إلا أن يعلِّمهم صلاة النبي صلى الله عليه وسلم وسنَّته. انتهى
وحمل قوله " وما أريد الصلاة " على أنه لم يُرد الصلاة بهم إماماً، وحُمل على أنه لم تكن ذمته مشغولة بصلاة، فصلاها بهم نافلة.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله:
استشكل نفي هذه الإرادة؛ لما يلزم عليها من وجود صلاة غير قُربة، ومثلها لا يصح، وأجيب: بأنه لم يرد نفي القربة، وإنما أراد بيان السبب الباعث له على الصلاة في غير وقت صلاة معينة جماعة، وكأنه قال: ليس الباعث لي على هذا الفعل حضور صلاة معينة من أداء، أو إعادة، أو غير ذلك، وإنما الباعث لي عليه: قصد التعليم، وكأنه كان تعين عليه حينئذ؛ لأنه أحد من خوطب بقوله (صلوا كما رأيتموني أصلي) - كما سيأتي - ورأى أن التعليم بالفعل أوضح من القول، ففيه دليل على جواز مثل ذلك، وأنه ليس من باب التشريك في العبادة.
" فتح الباري " (2/ 163).
ثانياً:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/308)
هذا، ولا يُمنع أن يقوم المعلِّم بشرح الطاعات والعبادات العمليَّة، ولو لم يؤدها على أنها عبادة وقربة، وقد يستدعي منه هذا – مثلاً - أن لا يتجه للقبلة، أو أن يتكلم أثناء الركوع والسجود، موضِّحاً ومعلِّماً، وليس في ذلك ما يُنكر، ومثله من أراد أن يعلِّم الأذان، أو الخطابة.
وعليه: فلا مانع من قيام المعلِّم بتعليم الطلبة مناسك الحج عمليّاً في بعض أفعاله، كتعليمهم كيف يلبسون ملابس الإحرام، وأين يقفون في عرفة، وكيف يدفعون منها، وكيف يدعون في مزدلفة، وهكذا في باقي المناسك التي تحتاج إلى اطلاع على واقعها المكاني، ولا يشترط أن يكونوا محرمين حقيقة – بنزع كامل ملابسهم – ولا أن يتركوا محظورات الإحرام على الحقيقة، كما أنه قد يتم تعليم بعض المسلمين الصلاة بحركاتها العملية ولا يلزم أن يكونوا على وضوء، ولا باتجاه القبلة.
وقد سئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
لي أطفال لم يتجاوز أكبرهم ثلاثة أعوام، يقفون خلفي أثناء صلاتي بالمنزل؛ وذلك لأعلمهم كيفية الصلاة، ويكون ذلك بدون وضوء منهم، فهل يجوز ذلك؟.
فأجاب:
"يجوز للإنسان أن يعلِّم أولاده الصلاة بالقول، وبالفعل، ولهذا لمَّا صنع المنبر للنبي صلى الله عليه وسلم صعد عليه، وجعل يصلي عليه، فإذا أراد السجود نزل وسجد على الأرض، ثم قال عليه الصلاة والسلام: (إنما فعلت هذا لتأتموا بي ولتعلموا صلاتي)، وينبغي أيضاً أن يعلَّم هؤلاء الوضوء ما داموا يفقهون، ويفهمون، لكن الذين في السنِّ التي ذكرها السائل - وهو أن أكبرهم له ثلاث سنوات - لا أظنهم يعقلون كما ينبغي، والنبي عليه الصلاة والسلام أمر أن نأمر أولادنا بالصلاة لسبع سنين، وأن نضربهم عليها لعشر" انتهى." مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " (13 / جواب السؤال رقم 644).
والأمر في الحج أوسع منه في الصلاة، فالصلاة لا يمكن أن يكون الإمام فيها إلا مصليّاً على الحقيقة – وهو الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر ومالك وعمرو – ولا يلزم ذلك من يقود الحجاج إلى المناسك، وهو ما يُسمَّى " المطوِّف "؛ فلا يلزمه أن يكون محرماً فضلا، وهو عندما يعلِّم هؤلاء ويدلهم على المناسك قد ينوي العبادة في الطواف، لكنه لا يستطيع أن ينويها في عرفة ومزدلفة وهو غير محرِم.
قال ابن رجب الحنبلي – شارحاً لحديث مالك بن الحويرث -:
ولا يصح حمل كلامه عَلَى ظاهره، وأنه لَمْ ينو الصلاة بالكلية بل كَانَ يقوم، ويقعد، ويركع ويسجد، وَهُوَ لا يريد الصلاة: فإن هَذَا لا يجوز، وإنما يجوز مثل ذَلِكَ فِي الحج، يجوز أن يكون الَّذِي يقف بالناس، ويدفع بهم غير محرم، ولا مريداً للحج بالكلية، لكنه يكره.
قَالَ أصحابنا وغيرهم من الفقهاء فِي " الأحكام السلطانية ": لأن الوقوف، والدفع يجوز للمحرم، وغيره، بخلاف القيام، والركوع، والسجود: فإنه لا يجوز إلا فِي الصلاة بشروطها.
" فتح الباري " لابن رجب (4/ 116).
والخلاصة:
أنه يجوز تعليم الأطفال والشباب مناسك الحج على واقعها المكاني بحقيقتها العملية.
ومن باب الفائدة: فقد منع كثير من أهل العلم صنع مجسَّم للكعبة يُطاف حوله للتعليم، وهذا ليس هو موضوع السؤال؛ لأن السؤال عن الذهاب لأماكن المناسك حقيقة، وليس تمثيلاً لها وتجسيماً لأماكنها.
والله أعلم
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=111689&ln=ara(91/309)
التعليقات الحسان على آل بسام في تيسير العلام
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[10 - 03 - 08, 11:11 ص]ـ
التعليقات الحسان على آل بسام في تيسير العلام
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
اسم الكتاب: تيسير العلام شرح عمدة الأحكام
المؤلف: الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن آل بسام
التخريج: محمد صبحي حلاق
الناشر: دار ابن حزم ومكتبة الإرشاد
الطبعة: الأولى 1424هـ
التعليق الأول:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ص 107
الحديث رقم 51: ولمُسلِمٍ عَنْ عَائِشَة رضيَ الله عَنْهَا قَالتْ: سَمِعتُ رَسول الله صلى الله عليه يَقولُ: "لا صَلاة بِحَضْرَةِ الطعَام، ولا وَهُوَ يدَافِعُهُ الأخبَثَان ".
قال الشيخ آل بسام: ولما رواه أبو داود والنسائي وابن حبان مرفرعا: " إن العبد ليصلي الصلاة لا يكتب له، عشرها ولا سدسها ". ص 108
قلت: أخرجه أحمد 4/ 321 (19100) و"أبو داود"796 و"النَّسَائي" في "الكبرى" 615، بلفظ:
عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَنَمَةَ، قَالَ: رَأَيْتُ عَمَّارَ بْنَ يَاسِرٍ دَخَلَ الْمَسْجِدَ فَصَلَّى، فَأَخَفَّ الصَّلاَةَ، قَالَ: فَلَمَّا خَرَجَ قُمْتُ إِلَيْهِ، فَقُلْتُ: يَا أَبَا الْيَقْظَانِ، لَقَدْ خَفَّفْتَ، قَالَ: فَهَلْ رَأَيْتَنِي انْتَقَصْتُ مِنْ حُدُودِهَا شَيْئًا؟ قُلْتُ: لاَ، قَالَ: فَإِنِّي بَادَرْتُ بِهَا سَهْوَةَ الشَّيْطَانِ، سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: إِنَّ الْعَبْدَ لَيُصَلِّي الصَّلاَةَ، مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلاَّ عُشْرُهَا، تُسْعُهَا، ثُمُنُهَا، سُبُعُهَا، سُدُسُهَا، خُمُسُهَا، رُبُعُهَا، ثُلُثُهَا، نِصْفُهَا.- وفي رواية: إِنَّ الرَّجُلَ لَيَنْصَرِفُ، وَمَا كُتِبَ لَهُ إِلاَّ عُشْرُ صَلاَتِهِ، تُسْعُهَا، ثُمُنُهَا، سُبُعُهَا، سُدُسُهَا، خُمُسُهَا، رُبُعُهَا، ثُلُثُهَا، نِصْفُهَا."صحيح الترغيب " (1/ 184) (صحيح)
وكأنه حصل سقط في كتابة الحديث عند قوله:" مَا يُكْتَبُ لَهُ مِنْهَا إِلاَّ عُشْرُهَا "، فحدفت في نسخة تيسير العلام: مِنْهَا إِلاَّ ... فغيرت المعنى. فوجب التنبيه.
التعليق الثاني:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ص 152
الحديث رقم 75 - عَنْ عَبْدِ الله بْنِ يَزِيدَ الْخَطْمِيِّ الأنْصارِيّ رضي الله عَنْهُ قَالَ: حَدَثَني الْبَراءُ بْنُ عَازِبٍ، وَهُوَ غيْرُ كَذُوبٍ قَالَ: " كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم إِذَا قَالَ: " سمِعَ الله لمَنْ حَمِدَهُ "، لَمْ يَحْنِ أحَدٌ مِنّا ظَهْرَهُ حَتَى يَقَعَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم سَاجِداً، ثُمَّ نَقَعُ سُجُوداً بَعْدَهُ".
قال الشيخ آل بسام: 3 - في الحديث دليل على طول الطمأنينة بعد الركوع، هذا بالنسبة إلى المأموم، أما الإمام فلطمأنينته أدلة أخرى. ص 152
قلت: قال الحافظ في الفتح (2/ 182):واستدل به على طول الطمأنينة وفيه نظر ...
وقال العيني في عمدة القاري (8/ 375):واستدل به قوم على طول الطمأنينة وفيه نظر لأن الحديث لا يدل على هذا ...
التعليق الثالث:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ص 159
الحديث رقم 80 - عَنْ عَائِشَةَ رَضيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: "كَانَ رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم يسْتَفْتِحُ الصلاةَ بِالتَّكْبِيرِ، وَالْقِرَاءةِ بـ "الْحمْدُ لله رَب الْعَالَمِينَ ". وَكَانَ إذا رَكَعَ لَمْ يُشْخِصْ رأسه وَلَمْ يُصَوِّبْهُ وَلكِنْ بَيْنَ ذَلكَ. وَكَانَ إِذَا رَفَعَ رأسه مِنَ الركوعِ لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَسْتَوي قَائِماً. وَكَانَ إذَا رَفع رَأسَهُ مِنَ السًجْدَةِ لَمْ يَسْجُدْ حَتَّى يَستَوِيَ قاعدا، وكانَ يقولُ في كُلّ ركْعَتَيْن التّحيّةَ. وَكَانَ يَفْرش رجلَهُ اليُسْرَى وَيَنْصِب رجله الْيُمْنىَ. وكان ينهى عَنْ عُقبَةٍ الَشَّيْطَان ويَنْهَى أنْ يَفتَرِش الرجُلُ ذِراعَيْهِ افتراش السبعِ، وَكان يَخْتِمُ الصّلاةَ بالتّسْلِيم".
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ص 160
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/310)
قال الشيخ آل بسام: وكان ينهى أن يجلس المصلى في صلاته كجلوس الشيطان، وذلك بأن يفرش قدميه على الأرض (1)، ويجلس على عقبيه، أو ينصب قدميه (2)، ثم يضع أليتيه بينهما على الأرض ...
قلت:
(1) قد أخذ الشيخ هذا التفسير من كلام ابن دقيق العيد في إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (1/ 352): وَقَوْلُهَا " وَكَانَ يَنْهَى عَنْ عُقْبَةِ الشَّيْطَانِ " وَيُرْوَى " عَنْ عَقِبِ الشَّيْطَانِ " وَفُسِّرَ بِأَنْ يَفْرِشَ قَدَمَيْهِ وَيَجْلِسَ بِأَلْيَتَيْهِ عَلَى عَقِبَيْهِ.وَقَدْ سُمِّيَ ذَلِكَ أَيْضًا الْإِقْعَاءَ.
والصحيح ما قاله النووي في شرح صحيح مسلم (4/ 214): وفسره أبو عبيدة وغيره بالإقعاء المنهي عنه وهو أن يلصق ألييه بالأرض وينصب ساقيه ويضع يديه على الأرض كما يفرش الكلب وغيره من السباع ...
وقال (5/ 19): وقد اختلف العلماء في حكم الاقعاء وفي تفسيره اختلافا كثيرا لهذه الأحاديث والصواب الذي لا معدل عنه أن الاقعاء نوعان أحدهما إن يلصق إليتيه بالارض وينصب ساقيه ويضع يديه على الأرض كاقعاء الكلب هكذا فسره أبو عبيدة معمر بن المثنى وصاحبه أبو عبيد القاسم بن سلام وآخرون من أهل اللغة وهذا النوع هو المكروه الذي ورد فيه النهي والنوع الثاني إن يجعل إليتيه على عقبيه بين السجدتين وهذا هو مراد بن عباس بقوله سنة نبيكم صلى الله عليه و سلم (مسلم 536) وقد نص الشافعي رضي الله عنه في البويطي والاملاء على استحبابه في الجلوس بين السجدتين وحمل حديث بن عباس رضي الله عنهما عليه جماعات من المحققين منهم البيهقي والقاضي عياض وآخرون رحمهم الله تعالى قال القاضي وقد روى عن جماعة من الصحابة والسلف أنهم كانوا يفعلونه قال وكذا جاء مفسرا عن بن عباس رضي الله عنهما من السنة إن تمس عقبيك الييك هذا هو الصواب في تفسير حديث بن عباس وقد ذكرنا أن الشافعي رضي الله عنه على استحبابه في الجلوس بين السجدتين وله نص آخر وهو الاشهر أن السنة فيه الافتراش وحاصله أنهما سنتان وأيهما أفضل فيه قولان وأما جلسة التشهد الأول وجلسة الاستراحة فسنتهما الافتراش وجلسة التشهد الاخير السنة فيه التورك هذا مذهب الشافعي رضي الله عنه وقد سبق بيانه مع مذاهب العلماء رحمهم الله تعالى .. راجع التمهيد (16/ 273)،و فيض القدير (6/ 303)،و بيان مشكل الآثار ـ الطحاوى (15/ 196)،و مشكاة المصابيح مع شرحه مرعاة المفاتيح (3/ 457)،و السلسلة الصحيحة (2/ 414) 1670.
(2) والصحيح أن يقال: أو ينصب ساقيه ثم يضع أليتيه بينهما على الأرض ((ويديه على الأرض)).
التعليق الرابع:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ص 161
قال الشيخ آل بسام: والتورك خاص بالرجال دون النساء (1)، لما أخرجه أبو داود في المراسيل من أنه صلى الله عليه وسلم مر على امرأتين تصليان فقال: إذا سجدتما فضما بعض اللحم إلى الأرض فإن المرأة ليست في ذلك كالرجال. رواه البيهقى موصولا (2).
قلت:
(1) قال النووي:في شرح صحيح مسلم (4/ 215): وجلوس المرأة كجلوس الرجل وصلاة النفل كصلاة الفرض في الجلوس هذا مذهب الشافعي ومالك رحمهما الله تعالى والجمهور وحكى القاضي عياض عن بعض السلف أن سنة المرأة التربع وعن بعضهم التربع في النافلة والصواب الأول ..
وقال الحافظ: فتح الباري (2/ 305): وهي أن هيئة الجلوس غير مطلق الجلوس والتفرقة بين الجلوس للتشهد الأول والأخير وبينهما وبين الجلوس بين السجدتين وأن ذلك كله سنة وأن لا فرق بين الرجال والنساء ...
وقال ابن قدامة في المغني (1/ 635): الأصل أن يثبت في حق المرأة من أحكام الصلاة ما ثبت للرجال لأن الخطاب يشملها غير أنها خالفته في ترك التجافي لأنها عورة فاستحب لها جمع نفسها ليكون أستر لها فإنه لا يؤمن أن يبدو منها شيء حال التجافي وذلك في الافتراش قال أحمد: والسدل أعجب إلي واختاره الخلال قال علي كرم الله وجهه: إذا صلت المرأة فلتحتفز فخذيها وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يأمر النساء أن يتربعن في الصلاة ..
(2 أخرجه البيهقى (2/ 223 رقم 3016) عن يزيد بن أبى حبيب: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مر على امرأتين تصليان … فذكره. وأخرجه أيضًا: أبو داود فى المراسيل (1/ 117، رقم 87).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/311)
قال الحافظ في تلخيص الحبير (1/ 242):ورواه البيهقي من طريقين موصولين لكن في كل منهما متروك.
وضعفه الألباني في الضعيفة برقم 2652 (6/ 153) وضعيف الجامع برقم 455
التعليق الخامس:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام 165
الحديث رقم 81 - عَنْ عَبْدِ الله بْنِ عُمَرَ رضيَ الله عَنْهُمَا: أنَّ النَّبيَّ صَلَّى الله عَلَيْهِ وسَلمَ كَانَ يَرْفَعُ يَدَيْهِ حَذْوَ مَنْكِبَيْهِ إذَا افْتَتَحَ الصَّلاةَ، وَإذَا كبر لِلرُّكوعِ، وَإذَا رَفَعَ رَأسَهُ مِنَ الرُّكُوعِ رَفعَهُمَاِ كَذلِك، وقَال: سَمِعَ الله لِمَنْ حَمِدَهُ، رَبَتا وَلَكَ الْحَمْدُ. وَكَان لاَ يَفعَلُ ذلِكَ في السُّجودِ.
قال الشيخ آل بسام: 1 - استحباب رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام بإجماع العلماء (1) وعند الركوع وبعد الرفع منه عند الجمهور. ص167
قلت:
(1) قد حكى مثل هذا الإجماع العيني في عمدة القاري (9/ 1)،وقال:" ونقل ابن المنذر وغيره الإجماع فيه " ... وكذلك النووي في شرح صحيح مسلم (4/ 95)
ولكن انتقد هذا النقل العراقي في طرح التثريب (2/ 411) فقال: وَفِي حِكَايَةِ هَذَا الْإِجْمَاعِ نَظَرٌ مِنْ وَجْهَيْنِ، أَحَدُهُمَا: أَنَّ بَعْضَ الْعُلَمَاءِ يَقُولُ بِوُجُوبِهِ وَقَدْ قَالَ النَّوَوِيُّ بَعْدَ ذَلِكَ بِأَسْطُرٍ أَجْمَعُوا أَنَّهُ لَا يَجِبُ شَيْءٌ مِنْ الرَّفْعِ وَحُكِيَ عَنْ دَاوُد إيجَابُهُ عِنْدَ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ وَبِهَذَا قَالَ الْإِمَامُ أَبُو الْحَسَنِ أَحْمَدُ بْنُ سَيَّارٍ السَّيَّارِيُّ مِنْ أَصْحَابِنَا أَصْحَابِ الْوُجُوهِ انْتَهَى.
(قُلْت) وَحَكَاهُ الْقَاضِي حُسَيْنٌ مِنْ أَصْحَابِنَا فِي تَعْلِيقِهِ عَنْ أَحْمَدَ بْنِ حَنْبَلٍ وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ كُلُّ مَنْ رَأَى الرَّفْعَ وَعَمِلَ بِهِ مِنْ الْعُلَمَاءِ لَا يُبْطِلُ صَلَاةَ مَنْ لَمْ يَرْفَعْ إلَّا الْحُمَيْدِيُّ وَبَعْضُ أَصْحَابِ دَاوُد وَرِوَايَةٌ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ ثُمَّ حُكِيَ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ أَنَّهُ ذَكَرَ الرَّفْعَ فِي الْمَوَاطِنِ الثَّلَاثَةِ فَقِيلَ لَهُ فَإِنْ نَقَصَ مِنْ ذَلِكَ؟ قَالَ ذَلِكَ نَقْصٌ مِنْ صَلَاتِهِ ثُمَّ قَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ وَقَوْلُ الْحُمَيْدِيِّ وَمَنْ تَابَعَهُ شُذُوذٌ عَنْ الْجُمْهُورِ وَخَطَأٌ لَا يَلْتَفِتُ إلَيْهِ أَهْلُ الْعِلْمِ انْتَهَى.
وَحَكَى الطَّحَاوِيُّ إيجَابَهُ عِنْدَ الرُّكُوعِ وَالرَّفْعِ مِنْهُ وَالْقِيَامِ مِنْ السُّنَنِ عَنْ قَوْمٍ وَاعْتَرَضَهُ الْبَيْهَقِيُّ وَقَالَ لَا نَعْلَمُ أَحَدًا يُوجِبُ الرَّفْعَ وَحَكَى صَاحِبُ الْمُفْهِمِ عَنْ بَعْضِهِمْ وُجُوبَ الرَّفْعِ كُلِّهِ وَقَالَ ابْنُ حَزْمٍ فِي الْمُحَلَّى: وَرَفْعُ الْيَدَيْنِ لِلتَّكْبِيرِ مِنْ الْإِحْرَامِ فِي أَوَّلِ الصَّلَاةِ فَرْضٌ لَا تُجْزِئُ الصَّلَاةُ إلَّا بِهِ ثُمَّ قَالَ وَقَدْ رُوِيَ ذَلِكَ عَنْ الْأَوْزَاعِيِّ وَهُوَ قَوْلُ بَعْضِ مَنْ تَقَدَّمَ مِنْ أَصْحَابِنَا انْتَهَى.
وَقَدْ ثَبَتَ بِذَلِكَ وُجُودُ الْخِلَافِ فِي وُجُوبِ الرَّفْعِ فِي تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ بَلْ فِي وُجُوبِ الرَّفْعِ كُلِّهِ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
(ثَانِيهِمَا) أَنَّ بَعْضَهُمْ لَا يَسْتَحِبُّ الرَّفْعَ عِنْدَ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ وَهُوَ رِوَايَةٌ عَنْ مَالِكٍ حَكَاهَا عَنْهُ ابْنُ شَعْبَانَ وَابْنُ خُوَيْزِ مَنْدَادٍ وَابْنُ الْقَصَّارِ وَلِهَذَا حَكَى ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ الْإِجْمَاعَ عَلَى جَوَازِ الرَّفْعِ عِنْدَ تَكْبِيرَةِ الْإِحْرَامِ وَكَأَنَّهُ عَدَلَ عَنْ حِكَايَةِ الْإِجْمَاعِ عَلَى الِاسْتِحْبَابِ إلَى الْجَوَازِ لِهَذِهِ الْقَوْلَةِ لَكِنَّهَا رِوَايَةٌ شَاذَّةٌ لَا مُعَوَّلَ عَلَيْهَا وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/312)
وقال الحافظ في الفتح (2/ 218 - 219): قال النووي في شرح مسلم أجمعت الأمة على استحباب رفع اليدين عند تكبيرة الإحرام ثم قال بعد أسطر أجمعوا على أنه لا يجب شيء من الرفع إلا أنه حكى وجوبه عند تكبيرة الإحرام عن داود وبه قال أحمد بن سيار من أصحابنا أه واعترض عليه بأنه تناقض وليس كما قال المعترض فلعله أراد إجماع من قبل المذكورين أو لم يثبت عنده عنهما أو لأن الاستحباب لا ينافي الوجوب وبالاعتذار الأول يندفع اعتراض من أورد عليه أن مالكا قال في روايته عنه إنه لا يستحب نقله صاحب التبصرة منهم وحكاه الباجي عن كثير من متقدميهم وأسلم العبارات قول بن المنذر لم يختلفوا أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يرفع يديه إذا افتتح الصلاة وقول بن عبد البر أجمع العلماء على جواز رفع اليدين عند افتتاح الصلاة وممن قال بالوجوب أيضا الأوزاعي والحميدي شيخ البخاري وبن خزيمة من أصحابنا نقله عنه الحاكم في ترجمة محمد بن على العلوي وحكاه القاضي حسن عن الإمام أحمد وقال بن عبد البر كل من نقل عنه الإيجاب لا يبطل الصلاة بتركه إلا في رواية عن الأوزاعي والحميدي قلت ونقل بعض الحنفية عن أبي حنيفة يأثم تاركه وأما قول النووي في شرح المهذب أجمعوا على استحبابه ونقله بن المنذر ونقل العبدري عن الزيدية أنه لا يرفع ولا يعتد بخلافهم ونقل القفال عن أحمد بن سيار أنه أوجبه وإذا لم يرفع لم تصح صلاته وهو مردود بإجماع من قبله وفي نقل الإجماع نظر فقد نقل القول بالوجوب عن بعض من تقدمه ونقله القفال في فتاويه عن أحمد بن سيار الذي مضى ونقله القرطبي في أوائل تفسيره عن بعض المالكية وهو مقتضى قول بن خزيمة إنه ركن واحتج بن حزم بمواظبة النبي صلى الله عليه و سلم على ذلك وقد قال صلوا كما رأيتموني أصلى ...
التعليق السادس:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ص 214
الحديث رقم 109 - عَنْ عَبدِ الله بنِ عُمَرَ، وَأبي هُرَيرةَ رَضيَ الله عَنْهُم عَنْ رَسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ: " إذَا اشتدَّ الحَرُّ فَأبردُوا عنِ الصلاةِ، فَإن شِدة الحَرِّ مِنْ فيحِ جَهَنَّمَ ".
قال الشيخ آل بسام: من فيح جهنم: انتشار حرها وغليانها، و " من " هنا، للجنس لا للتبعيض أي من جنس فيح جهنم.
قال المِزِّى: وهو مثل ما روى عن عائشة بإسناد جيد "من أراد أن يسمع خرير الكوثر، فليجعل إصبعيه في أذنيه" أي من أراد أن يسمع مثل خرير الكوثر .. ص 214
قلت:
أولاً:الصحيح أن الحديث على ظاهره، والمراد منه الحقيقة قال النووي في شرح مسلم (5/ 120):
قال القاضي اختلف العلماء في معناه فقال بعضهم هو على ظاهره واشتكت حقيقة وشدة الحر من وهجها وفيحها وجعل الله تعالى فيها ادراكا وتمييزا بحيث تكلمت بهذا ومذهب أهل السنة أن النار مخلوقة قال وقيل ليس هو على ظاهره بل هو على وجه التشبيه والاستعارة والتقريب وتقديره أن شدة الحر يشبه نار جهنم فاحذروه واجتنبوا حروره قال والأول أظهر قلت والصواب الأول لأنه ظاهر الحديث ولا مانع من حمله على حقيقته فوجب الحكم بأنه على ظاهره والله أعلم.
وقال الحافظ في فتح الباري (10/ 175):
واختلف في نسبتها إلى جهنم فقيل حقيقة واللهب الحاصل في جسم المحموم قطعة من جهنم وقدر الله ظهورها بأسباب تقتضيها ليعتبر العباد بذلك كما أن أنواع الفرح واللذة من نعيم الجنة أظهرها في هذه الدار عبرة ودلالة وقد جاء في حديث أخرجه البزار من حديث عائشة بسند حسن وفي الباب عن أبي أمامة عند أحمد وعن أبي ريحانة عند الطبراني وعن بن مسعود في مسند الشهاب الحمى حظ المؤمن من النار وهذا كما تقدم في حديث الأمر بالإبراد أن شدة الحر من فيح جهنم وأن الله أذن لها بنفسين وقيل بل الخبر ورد مورد التشبيه والمعنى أن حر الحمى شبيه بحر جهنم تنبيها للنفوس على شدة حر النار وأن هذه الحرارة الشديدة شبيهة بفيحها وهو ما يصيب من قرب منها من حرها كما قيل بذلك في حديث الإبراد والأول أولى والله أعلم.
وراجع نيل الأوطار (1/ 384) أيضاً.
ثانياً: حديث خرير الكوثر الذي ذكره الشيخ ورد مرفوعاً وموقوفاً، فأما المرفوع
قال الكرمي: وحديث إن الله أعطاني نهرا يقال له الكوثر في الجنة لا يدخل أحد أصبعيه في أذنيه إلا سمع خرير ذلك النهر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/313)
قالت عائشة فقلت يا رسول الله وكيف ذلك،قال أدخلي أصبعيك في أذنيك وشدي فالذي تسمعين منهما فمن خرير الكوثر
رواه بعضهم عن (ابن) أبي نجيح عن رجل عن عائشة ولا يثبت. الفوائد الموضوعة في الأحاديث الموضوعة (1/ 134) 180
راجع تفسير الطبري (30/ 207)، ورواه ابن أبي الدنيا في صفة الجنة برقم (67) من طريق محمد بن ربيعة، عن أبي جعفر الرازي، عن مجاهد، عن عائشة مرفوعا.
قال ابن كثير (8/ 501) في التفسير:وهذا منقطع بين ابن أبي نجيح وعائشة.
قال المناوى في الفيض (1/ 327): رواه الدارقطنى عن عائشة، وبين السخاوى وغيره أن فيه وقفا وانقطاعا.
قال الألباني في صحيح وضعيف الجامع الصغير (4/ 489) 1467: (موضوع) انظر حديث رقم: 454 في ضعيف الجامع.
وأما الموقوف:
قال العجلوني: وذكره ابن جرير في تفسيره عن عائشة من قولها قالت من أحب أن يسمع خرير نهر الكوثر فليجعل أصبعيه في أذنيه، وهذا مع وقفه منقطع، لكن يقوى الرفع ما رواه الدارقطني عن عائشة ... كشف الخفاء - (ج 1 / ص 103)
قلت: قد علمت قبل قليل أن رواية الدارقطني موضوعة كما قال الألباني.
قال السخاوي: وهذا مع وقفه منقطع وقد رواه بعضهم عن ابن أبي نجيح عن رجل عنها ولا يثبت .. المقاصد الحسنة (1/ 89)
قال الحوت:قال ابن حجر لا يثبت ومع كونه من كلام عائشة منقطع لا يثبت أيضاً وذكر بعضهم مرفوعاً ولم يصح. أسنى المطالب في أحاديث مختلفة المراتب (1/ 43)
وبعد هذا ليس من الصواب أن يقال على حديث هذا حاله: أن إسناده جيد.
التعليق السابع:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ص 266
الحديث رقم 134 - عَنْ أبي هُرَيرة رضيَ الله عَنْهُ أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: "إِذَا قُلْتَ لِصَاحِبِكَ أنصِتْ يَومَ الجُمُعَةِ وَالإمَامُ يَخطبُ فقدْ لَغَوتَ ".
قال الشيخ آل بسام: 1 - وجوب الإنصات للخطيب يوم الجمعة، وقد نقل ابن عبد البر الإجماع على وجوب ذلك. ص 266
قلت: هذا الإجماع المحكي هنا غير صحيح فقد خالف هذا الوجوب الإمام الشافعي في المشهور، قال النووي في المجموع (4/ 523):وهل يجب الانصات ويحرم الكلام فيه قولان مشهوران وقد ذكرهما المصنف بتفريعهما في باب هيئة الجمعة (اصحهما) وهو المشهور في الجديد يستحب الانصات ولا يجب ولا يحرم الكلام (والثاني) وهو نصه في القديم والاملاء من الجديد يجب الانصات ويحرم الكلام واتفق الاصحاب علي أن الصحيح هو الاول وحكي الرافعى طريقا غريبا جازما بالوجوب وهو شاذ ضعيف ...
ولذلك استغرب الحافظ ابن حجر هذا الإجماع فقال في فتح الباري (2/ 415): وأغرب بن عبد البر فنقل الإجماع على وجوب الإنصات على من سمعها إلا عن قليل من التابعين ولفظه:" لا خلاف علمته بين فقهاء الأمصار في وجوب الإنصات للخطبة على من سمعها في الجمعة وأنه غير جائز أن يقول لمن سمعه من الجهال يتكلم والإمام يخطب أنصت ونحوها أخذا بهذا الحديث وروى عن الشعبي وناس قليل أنهم كانوا يتكلمون إلا في حين قراءة الإمام في الخطبة خاصة قال وفعلهم في ذلك مردود عند أهل العلم وأحسن أحوالهم أن يقال إنه لم يبلغهم الحديث ".- التمهيد (19/ 32) - قلت للشافعي في المسألة قولان مشهوران ...
التعليق الثامن:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ص 267
الحديث رقم 135 - عَنْ أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عَنْهُ أنَّ النَّبي صلى الله عليه وسلم قَالَ: " مَن اغْتَسَلَ يَوْمَ الجُمُعَةِ (1) ثم رَاحَ في السَّاعَةِ الأوٍلَى فَكَأنَّمَا قَرَّبَ بدَنَةَ، وَمَنْ رَاحَ في السَّاعَة الثانِيَةِ فَكَأنَّمَا قرَّبَ بَقَرَة، وَمَنْ رَاحَ في الساعَةِ الثالِثَةِ فَكَأنَّما قَرَّبَ كَبشاً أقْرَنَ، وَمَنْ رَاحَ في السَاعَةِ الرَّابِعَةِ فَكَأنَّمَا قَرّبَ دَجَاجَةً وَمَنْ رَاحَ في السَّاعَةِ الخامِسَةِ فَكأنَّمَا قرَّبَ بَيْضَةً، فَإذَا خَرَجَ الإمَامُ حَضَرَتِ المَلاَئِكَةُ يَسْتَمِعُونَ الذِّكرَ".
قال الشيخ آل بسام: دجاجة: بفتح الدال وكسرها، يقع على الذكر والأنثى، والجمع دجاج، ودجادج (2). ص 267
قلت:
(1) " مَنِ اغْتَسَلَ يَوْمَ الْجُمُعَةِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ ... "سقطت لفظة غسل الجنابة من عمدة الأحكام، والتعليق أن الشيخ لم ينبه على ذلك، وكذلك المخرج لأحاديث هذا الكتاب كما فعل فغير ما موضع، وقد رتب الفقهاء على هذه اللفظة حكم شرعي،
قال الحافظ في فتح الباري (2/ 366 (:وظاهره أن التشبيه للكيفية لا للحكم وهو قول الأكثر وقيل فيه إشارة إلى الجماع يوم الجمعة ليغتسل فيه من الجنابة والحكمة فيه أن تسكن نفسه في الرواح إلى الصلاة ولا تمتد عينه إلى شيء يراه وفيه حمل المرأة أيضا على الاغتسال ذلك اليوم وعليه حمل قائل ذلك حديث من غسل واغتسل المخرج في السنن على رواية من روى غسل بالتشديد قال النووي ذهب بعض أصحابنا إلى هذا وهو ضعيف أو باطل والصواب الأول انتهى وقد حكاه بن قدامة عن الإمام أحمد وثبت أيضا عن جماعة من التابعين وقال القرطبي إنه أنسب الأقوال فلا وجه لادعاء بطلانه وإن كان الأول أرجح ولعله عنى أنه باطل في المذهب .. راجع شرح مسلم (6/ 125)،و فتح الباري لابن رجب (6/ 155)،و نيل الأوطار (3/ 292)
(2) قوله (دجادج) لجمع دجاجة في غالب ظني خطأ مطبعي لأن هذه الكلمة غير موجودة في المعاجم والقواميس، والصحيح أن جمع دجاجة يكون على دجاج و دجائج. راجع لسان العرب (2/ 263)،و تاج العروس (1/ 1395)، و المصباح المنير (1/ 189)، و المخصص (2/ 211)،و المحكم والمحيط الأعظم (3/ 228) ...
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
فإن كان صواباً فمن الله، وإن كان غير ذلك فمني ومن الشيطان
فاللهم اغفر وارحم، واجعله لوجهك خالصاً ليس فيه لأحد حظ ولا نصيب
رأفت الحامد بن عبد الخالق
10 صفر 1429هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/314)
ـ[عبدالله الشهرزوري]ــــــــ[10 - 03 - 08, 01:08 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[10 - 03 - 08, 01:15 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[12 - 03 - 08, 01:40 م]ـ
وإياكم إخوتي الكرام
شكراً على تعليقكم
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 07:32 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[خادم الإسلام]ــــــــ[16 - 03 - 08, 04:05 م]ـ
يرفع
رفع الله قدر جامعه
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[16 - 03 - 08, 04:17 م]ـ
يرفع
رفع الله قدر جامعه
آمين
ـ[جمال بسيوني]ــــــــ[29 - 03 - 08, 07:01 م]ـ
بارك الله فيك
ونفع الله بك
موفق دائماً
ـ[سعدسعود]ــــــــ[30 - 03 - 08, 10:20 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[27 - 04 - 08, 09:09 م]ـ
اكمل يا اخى
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[28 - 04 - 08, 05:55 م]ـ
في الحقيقة هذه تعليقات جمعتها أثناء مدارستي لبعض الإخوة
ولازلنا نقرأ في الكتاب وقد جمعت منه البعض ولكني أفضل أن لا أستعجل حتى يجتمع معي منها
جمع طيب كم حصل في هذه المرة ..
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:57 م]ـ
جزاك الله خيرا و نفع الله بك
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[20 - 07 - 08, 11:01 ص]ـ
ونفع بك أخي الكريم وأعتذر عن التأخير في الرد
ـ[أبو البراء]ــــــــ[07 - 08 - 08, 11:04 م]ـ
جهد حثيث
هل تنوي الاستمرار؟
هذه استدراكات وليست تعليقات.
وياليتك جعلت العنوان على تيسير العلام، ولم تتطرق إلى ذكر الشيخ.
والاستداركات لأتت في عمومها جيدة.
وإن كان بعضها في مكانه، فإن البعض الآخر مثل الرأي الفقهي الآخر.
وبالله التوفيق.
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[09 - 08 - 08, 01:07 م]ـ
شكراً على الملاحظات
أرجو النظر في الجزء الثاني من المقال
على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=144846
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[10 - 08 - 08, 02:23 م]ـ
((الجزء الثاني)) التعليقات الحسان على آل بسام في تيسير العلام
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
اسم الكتاب: تيسير العلام شرح عمدة الأحكام
المؤلف: الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن آل بسام
التخريج: محمد صبحي حلاق
الناشر: دار ابن حزم ومكتبة الإرشاد
الطبعة: الأولى 1424هـ
التعليق التاسع:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ص 271 و 272
34 - باب صلاة العيدين
قال الشيخ آل بسام: قال ابن القيم في الهدى ما خلاصته: كان يصلي العيدين في المصلى دائماً .... وكان يغتسل للعيد* ويخرج إليهما ماشياً ....
قلت: الذي أريد أن أعلق عليه أن الشيخ قد جزم بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد اغتسل للعيد تبعاً لابن القيم الذي قال في زاد المعاد لما ذكر هذه المسألة فقال:" وكان يغتسل للعيدين صح الحديث فيه وفيه حديثان ضعيفان: حديث ابن عباس من رواية جبارة بن مغلس وحديث الفاكه بن سعد من رواية يوسف بن خالد السمتي ولكن ثبت عن ابن عمر مع شدة اتباعه للسنة أنه كان يغتسل يوم العيد قبل خروجه " ... زاد المعاد (1/ 425)
والصواب أن يقال:
أولاً: حديث ابن عباس من رواية جبارة بن مغلس.
قال الزيلعي: " حديث آخر رواه ابن ماجه أيضا أخبرنا جبارة بن المغلس عن حجاج بن تميم عن ميمون بن مهران عن ابن عباس قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يغتسل يوم الفطر. ويوم الاضحى انتهى. قال ابن القطان في " كتابه ": هذا حديث معلول بجبارة بن المغلس فإنه ضعيف وإن كان ابن عدي قد مشاه وقال: لا بأس به ولا يتابع على بعض حديثه وحجاج أيضا قال فيه ابن عدي: أحاديث حجاج عن ميمون غير مستقيمة ". نصب الراية (1/ 90)
وقال البوصيري:" هذا إسناد ضعيف لضعف جبارة وكذلك حجاج ومع ضعفه قال فيه العقيلي روي عن ميمون بن مهران أحاديث لا يتابع عليها ورواه البيهقي من طريق ابن ماجة قال ابن عدي جبارة روايته ليست بمستقيمة ".مصباح الزجاجة (1/ 238)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/315)
قال الألباني:" رواه البيهقي (3/ 278) وأعله بحجاج هذا فقال: " ليس بقوي قال ابن عدي: رواياته ليست بمستقيمة ". وتعقبه ابن التركماني بقوله: " سكت عن جبارة وحاله أشد من حال الحجاج قال البخاري: جبارة مضطرب الحديث وقال النسائي وغيره: ضعيف. وقال ابن معين: كذاب قلت: وقال أحمد في بعض حديثه: " كذب " وذكر غيره أنه كان لا يتعمد الكذب فهو واه جدا. إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (1/ 175 و 176)،فهو ضعيف جدا كما في صحيح وضعيف (سنن ابن ماجة) 1315
ثانياً: حديث الفاكه بن سعد من رواية يوسف بن خالد السمتي
قال الزيلعي:" قال (يعني البزار): ولا نعرف للفاكه بن سعد غير هذا الحديث وهو صحابي مشهور والحديث في " مسند أحمد " بلفظ البزار لكنه ليس من رواية أحمد وإنما رواه عبد الله بن أحمد عن نصر بن علي به وعله الحديث يوسف بن خالد السمي قال في " الإمام ": تكلموا فأفظعوا فيه. نصب الراية (1/ 90)
قال البو صيري::" هذا إسناد ضعيف لضعف يوسف بن خالد قال فيه ابن معين كذاب خبيث زنديق. قلت: وكذبه غير واحد وقال ابن حبان كان يضع الحديث ".مصباح الزجاجة (1/ 238)
قال الألباني: " قلت: وهذا إسناد موضوع آفته السمتي هذا فانه كذاب خبيث كما قال ابن معين. وقال ابن حبان: " كان يضع الحديث ". والحديثان أوردهما الحافظ في " التلخيص " (ص 143) وفي " الدراية " (ص 23) وقال: " وإسنادهما ضعيفان ". قلت: وهذا الاطلاق قد يوهم من لا علم عنده انه يمكن أن يقوي أحدهما الآخر وليس كذلك لشدة ضعفهما كما بينا وفي الباب عن أبي رافع أن النبي (صلى الله عليه وسلم) اغتسل للعيدين. رواه البزار وفيه مندل بن على وهو ضعيف وجماعة لم يعرفهم الهيثمي (2/ 198). ولهذا قال الحافظ: " إسناده ضعيف ". إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (1/ 176)
وبعد هذا العرض يتبين أن الأحاديث التي استدل بها على أن الغسل ثبت مرفوعاً ضعيفة، ضعفا شديداً ولا يجبر بعضها بعضاً ولا تتقوى ببعضها لوجود كذاب في أحد الحديثين.
علماً بأن من الفقهاء الذين استحبوا الغسل للعيدين لم يعتمدوا بالدرجة الأساسية على ما اعتمد عليه ابن القيم أو الشيخ آل بسام – وهو الحديث المرفوع – بل على أثر ابن عمر الذي أشار إليه ابن القيم،وعلي بن أبي طالب.
قال النووي: أما الأحكام فقال الشافعي والأصحاب يستحب الغسل للعيدين وهذا لا خلاف فيه والمعتمد فيه أثر ابن عمر والقياس علي الجمعة ... المجموع (5/ 7)
قال ابن قدامة: يستحب أن يتطهر بالغسل للعيد وكان ابن عمر يغتسل يوم الفطر وروي ذلك عن علي رضي الله عنه ... المغني - (ج 2 / ص 228)
قال الألباني: (فائدة): (وأحسن ما يستدل به على استحباب الإغتسال للعيدين ما روى البيهقي من طريق الشافعي عن زاذان قال: سأل رجل عليا رضي الله عنه عن الغسل؟ قال: اغتسل كل يوم إن شئت فقال: لا الغسل الذي هو الغسل قال: يوم الجمعة ويوم عرفة ويوم النحر. ويوم النحر. ويوم الفطر. وسنده صحيح). إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (1/ 176 و 177)
التعليق العاشر:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ص 275
الحديث رقم 140 - حديث جُنْدَبٍ، قَالَ: صَلَّى النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم، يَوْمَ النَّحْرِ ثُمَّ خَطَبَ ثُمَّ ذَبَحَ، فَقَالَ: مَنْ ذَبَحَ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيَذْبَحْ أُخْرَى مَكَانَهَا، وَمَنْ لَمْ يَذْبَحْ فَلْيذْبَحْ بِاسْمِ اللهِ
قال الشيخ آل بسام: وهذا الحديث أظهر وأدل من الحديث الذي قبله باعتبار دخول وقت الذبح بانتهاء صلاة العيد، لا بوقت الصلاة كما هو مذهب الشافعي، ولا بنحر الإمام كما هو مذهب مالك، وإنما بانتهاء الصلاة كما هو مذهب الحنفية والحنابلة *. ص 275
قلت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/316)
مذهب الحنفية في أول وقت الذبح: أَوَّلُ وَقْتِ الْأُضْحِيَّةِ عِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ الثَّانِي مِنْ يَوْمِ النَّحْرِ إلَّا أَنَّ فِي حَقِّ أَهْلِ الْأَمْصَارِ يُشْتَرَطُ تَقْدِيمُ الصَّلَاةِ عَلَى الْأُضْحِيَّةِ.فَمَنْ ضَحَّى قَبْلَ الصَّلَاةِ فِي الْمِصْرِ لَا تُجْزِئُهُ لِعَدَمِ الشَّرْطِ لَا لِعَدَمِ الْوَقْتِ ... وَمَنْ يَذْبَحُ مِنْ أَهْلِ الْأَمْصَارِ أُضْحِيَّتَهُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ الْإِمَامُ لَمْ تُجْزِهِ عِنْدَنَا. المبسوط (14/ 171 و172)،وفتح القدير (22/ 91)
ومذهب الحنابلة في أول وقت الذبح: أما أوله فظاهر كلام الخرقي أنه إذا مضى من نهار يوم العيد قدر تحل فيه الصلاة وقدر الصلاة والخطبتين تامتين في أخف ما يكون فقد حل وقت الذبح ولا تعتبر نفس الصلاة لا فرق في هذا بين أهل المصر وغيرهم وهذا مذهب الشافعي و ابن المنذر وظاهر كلام أحمد أن من شرط جواز التضحية في حق أهل المصر صلاة الإمام وخطبته وروي نحو هذا عن الحسن و الأوزاعي و مالك و أبي حنيفة و إسحاق ... المغني (11/ 113)
وقال في الإنصاف (6/ 458): قَوْلُهُ (وَوَقْتُ الذَّبْحِ: يَوْمَ الْعِيدِ، بَعْدَ الصَّلَاةِ أَوْ قَدْرِهَا) ظَاهِرُ هَذَا: أَنَّهُ إذَا دَخَلَ وَقْتُ صَلَاةِ الْعِيدِ، وَمَضَى قَدْرُ الصَّلَاةِ: فَقَدْ دَخَلَ وَقْتُ الذَّبْحِ وَلَا يُعْتَبَرُ فِعْلُ ذَلِكَ وَلَا فَرْقَ فِي هَذَا بَيْنَ أَهْلِ الْأَمْصَارِ وَالْقُرَى مِمَّنْ يُصَلِّي الْعِيدَ وَغَيْرِهِمْ ...
وعليه يتبين أن مذهب الحنفية يشترط انتهاء الإمام من الصلاة لدخول وقت الذبح، بينما لا يشترط ولا يعتبر ذلك مذهب الحنابلة، بل بمجرد مرور وقت قدر وقت أداء الصلاة يكفي لدخول وقت الذبح ... فكيف يقال: إنما بانتهاء الصلاة كما هو مذهب الحنفية والحنابلة!!!
تنبيه: ذكر ابن قدامة في المغني (11/ 113): وظاهر كلام أحمد أن من شرط جواز التضحية في حق أهل المصر صلاة الإمام وخطبته ..
وقال صاحب المبدع شرح المقنع (4/ 272): وظاهر كلام أحمد أن من كان في المصر لا يضحي حتى يصلي ..
قلت: وهذا مذهب الحنفية كما مر معنا قبل قليل.
التعليق الحادي عشر:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ص 280
الحديث رقم 142 - عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ أَمَرَنَا - تَعْنِى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- - أَنْ نُخْرِجَ فِى الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ.
قال الشيخ آل بسام: 3 - أن مصلى العيد له حكم المساجد. *. ص 280
قلت: اختلف أهل العلم في هذه المسألة، والذي اختاره الشيخ هو مذهب الحنابلة راجع الإنصاف (1/ 396)،و الفروع لابن مفلح (1/ 202)،
وذهب الأكثرون إلى أنه لا يأخذ حكم المسجد، وهم الحنفية - راجع الدر المختار (1/ 185)،و مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر (1/ 398) ,و تبيين الحقائق شرح كنز الدقائق (2/ 300)،و رد المحتار (1/ 494)، و الشافعية – راجع المجموع (2/ 180)،و أسنى المطالب (3/ 106) – وهو قول ابن الملقن في الاعلام بفوائد عمدة الاحكام (9/ 183)، وقال النووي: قولها وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين هو بفتح الهمزة والميم في أمر فيه منع الحيض من المصلى واختلف أصحابنا في هذا المنع فقال الجمهور هو منع تنزيه لا تحريم وسببه الصيانة والاحتراز من مقارنة النساء للرجال من غير حاجة ولا صلاة وإنما لم يحرم لأنه ليس مسجدا وحكى أبو الفرج الدارمي من أصحابنا عن بعض أصحابنا أنه قال يحرم المكث في المصلى على الحائض كما يحرم مكثها في المسجد لأنه موضع للصلاة فأشبه المسجد والصواب الأول .. شرح النووي على مسلم (6/ 179)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/317)
وقال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز: ... وأفيدك بأن صلاة العيدين إذا صليت في المسجد فإن المشروع لمن أتى إليها أن يصلي تحية المسجد ولو في وقت النهي ; لكونها من ذوات الأسباب ; لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين.رواه الإمام أحمد في (مسند الأنصار) حديث أبي قتادة الأنصاري برقم (22146)، والبخاري في (الصلاة) باب ما جاء في التطوع مثنى مثنى برقم (1167)، ومسلم في (صلاة المسافرين وقصرها) باب استحباب تحية المسجد برقم (714).أما إذا صليت في المصلى المعد لصلاة العيدين فإن المشروع عدم الصلاة قبل صلاة العيد; لأنه ليس له حكم المساجد من كل الوجوه , ولأنه لا سنة لصلاة العيد قبلها ولا بعدها. وفق الله الجميع لما فيه رضاه. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. مجموع فتاوى ابن باز (الجزء 13 الصفحة 15 و 16)، صدرت من مكتب سماحته برقم 91/ 2 في 9/ 1/ 1408هـ.
التعليق الثاني عشر:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ص 280
الحديث رقم 142 - عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ أَمَرَنَا - تَعْنِى النَّبِىَّ -صلى الله عليه وسلم- - أَنْ نُخْرِجَ فِى الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ.
قال الشيخ آل بسام: صفته: وصفة التكبير المنقول عن أكثر الصحابة ما روي مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم: " الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر. الله أكبر، ولله الحمد". ص 280
قلت: قوله: ما روي مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم ... يشير إلى حديث جابر بن عبد الله قال: كان رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا صلى الصبح من غداة عرفة يقبل على أصحابه فيقول على مكانكم ويقول الله أكبر الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد فيكبر من غداة عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق. رواه الدارقطني في سننه (2/ 50) برقم 29
قال ابن عبدالهادي في تنقيح التحقيق في أحاديث التعليق (2/ 66) 894:
هذا حديث لا يثبت،قال يحي عمرو بن شمر ليس بشيء لا يكتب حديثه،وقال السعدي كذاب، وقال النسائي والرازي والدارقطني متروك وجابر هو الجعفي، قال يحي لا يكتب حديثه وقد وثقه الثوري وشعبة وقد روى هذا الحديث عمرو بن شمر عن جابر عن أبي الطفيل عن علي وعمار أن رسول الله كان يفعل ذلك.
وقال الزيلعي في نصب الراية (2/ 153):
قال ابن القطان: جابر الجعفي سيء الحال وعمر بن شمر أسوأ حالا منه بل هو من الهالكين قال السعدي: عمرو بن شمر زائغ كذاب وقال الفلاس: واه قال البخاري. وأبو حاتم: منكر الحديث زاد أبو حاتم: وكان رافضيا يسب الصحابة روى في " فضائل أهل البيت " أحاديث موضوعة فلا ينبغي أن يعلل الحديث إلا بعمرو بن شمر ..
قال الألباني في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (3/ 154) برقم 653: ضعيف جدا.
وأعلم أخي أن صيغ التكبير لم يثبت فيها شيء صحيح مرفوع إلى النبي صلى الله عليه وسلم، وإنما العمدة فيها على ما ورد من آثار عن الصحابة -رضي الله عنهم-، ومن ادعى أن في ذلك شيئاً ثابتاً عن النبي -صلى الله عليه وسلم- فعليه الدليل، نعم قد ورد في هذا الباب شيء مرفوع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- ولكنه ضعيف لا يثبت عنه - صلى الله عليه وسلم- كما مرّ معنا قبل قليل، وأن ما ورد عن السلف في هذا الباب واسع جداً،والله -تعالى- أعلم.
راجع: الشرح الممتع (5/ 226)، شرح سنن أبي داود لعبدالمحسن العباد،حاشية العدوي على شرح كفاية الطالب الرباني (3/ 217)، فقه السنة (1/ 325)
التعليق الثالث عشر:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ص 286
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/318)
الحديث رقم 145 - عَنْ عَائِشةَ رَضي الله عَنْهَا قَالَتْ: خَسَفَتِ الشمسُ عَلَى عَهدِ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم. فَقَامَ فَصَلَّى رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم بالنَّاس فَأطَالَ القِيَام، ثُمَّ رَكَعَ فَأطَالَ الرُّكُوعَ، ثُمَّ قَامَ فَأطَالَ القيَامَ وَهو دُونَ القِيَام الأوَّلِ، ثم رَكَعَ فَأطَالَ الرُّكوعَ وهُوَ دُونَ الرُّكُوعِ الأوَّلِ، ثُم سَجَدَ فَأطَالَ السُّجُودَ، ثم فَعَلَ في الركعَةِ الأخْرَى مِثْل مَا فَعَل في الركْعَةِ الأولى، ثُمَّ انصرَفَ وَقَدْ انجَلتِ الشَّمْسُ، فَخَطبَ الناسَ فَحَمِدَ الله وأثنَى عَليهِ ثم قالَ:
" إن الشَّمس و القَمَر آيتانِ مِنْ آيَاتِ الله لاَ تنْخَسِفَانِ لِمَوتِ أحد. وَلاَ لِحَيَاتِهِ. فَإذَا رَأيتمْ ذلك فَادعُوا الله وَكبروا وَصَلُّوا وَتَصَدَّ قوا".
ثم قال: " يَا أمةَ مُحمَّد ": والله مَا مِنْ أحَد أغَْيَرُ مِنَ الله سُبْحَانَهُ من أن يَزْنَي عَبْدُهُ أوْ تَزني أمَتُهُ. يَا أمةَ مُحَمد، وَالله لو تَعْلمُونَ مَا أعلم لضَحكْتُمْ قَليلاً وَلَبَكَيتم كثِيراً ". و في لفظ: فَاستكْمَلَ أرْبَعَ رَكَعَاتٍ وَأرْبَع سَجَدات.
قال الشيخ آل بسام: اختلف العلماء: هل لصلاة الكسوف خطبة مستحبة أو لا؟
فذهب الحنفية، والمالكية، والحنابلة إلى أنه ليس لها خطبة. وذهب الشافعي، وإسحاق، وكثير من أهل الحديث: إلى استحبابها لهذه الأحاديث.
والأرجح في التفصيل. وهو أنه إن احتيج إلى الخطبة وإلى موعظة الناس وتبيين أمر لهم استحبت كفعل النبي صلى الله عليه وسلم لما قال الناس: كسفت الشمس لموت إبراهيم .. ص 288
قلت: ما رجحه الشيخ هنا من التفصيل في المسألة متعقب عليه،
قال الحافظ في فتح الباري (2/ 534):
وأجاب بعضهم بأنه صلى الله عليه و سلم لم يقصد لها خطبة بخصوصها وإنما أراد أن يبين لهم الرد على من يعتقد أن الكسوف لموت بعض الناس وتعقب بما في الأحاديث الصحيحة من التصريح بالخطبة وحكاية شرائطها من الحمد والثناء والموعظة وغير ذلك مما تضمنته الأحاديث فلم يقتصر على الإعلام بسبب الكسوف والأصل مشروعية الاتباع والخصائص لا تثبت إلا بدليل وقد استضعف بن دقيق العيد التأويل المذكور وقال إن الخطبة لا تنحصر مقاصدها في شيء معين بعد الإتيان بما هو المطلوب منها من الحمد والثناء والموعظة وجميع ما ذكر من سبب الكسوف وغيره هو من مقاصد خطبة الكسوف فينبغي التأسى بالنبي صلى الله عليه و سلم فيذكر الإمام ذلك في خطبة الكسوف ...
قال ابن دقيق العيد في إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (2/ 80):
وَهَذَا خِلَافُ الظَّاهِرِ مِنْ الْحَدِيثِ، لَا سِيَّمَا بَعْدَ أَنْ ثَبَتَ أَنَّهُ ابْتَدَأَ بِمَا تُبْتَدَأُ " بِهِ الْخُطْبَةُ مِنْ حَمْدِ اللَّهِ وَالثَّنَاءِ عَلَيْهِ.وَاَلَّذِي ذُكِرَ مِنْ الْعُذْرِ عَنْ مُخَالَفَةِ هَذَا الظَّاهِرِ: ضَعِيفٌ، مِثْلُ قَوْلِهِمْ: إنَّ الْمَقْصُودَ إنَّمَا كَانَ الْإِخْبَارُ " أَنَّ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ آيَتَانِ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ، لَا يَخْسِفَانِ لِمَوْتِ أَحَدٍ وَلَا لِحَيَاتِهِ " لِلرَّدِّ عَلَى مَنْ قَالَ ذَلِكَ فِي مَوْتِ إبْرَاهِيمَ.وَالْإِخْبَارِ بِمَا رَآهُ مِنْ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَذَلِكَ يَخُصُّهُ.وَإِنَّمَا اسْتَضْعَفْنَاهُ لِأَنَّ الْخُطْبَةَ لَا تَنْحَصِرُ مَقَاصِدُهَا فِي شَيْءٍ مُعَيَّنٍ، بَعْدَ الْإِتْيَانِ بِمَا هُوَ الْمَطْلُوبُ مِنْهَا، مِنْ الْحَمْدِ وَالثَّنَاءِ وَالْمَوْعِظَةِ.وَقَدْ يَكُونُ بَعْضُ هَذِهِ الْأُمُورِ دَاخِلًا فِي مَقَاصِدِهَا، مِثْلُ ذِكْرِ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ، وَكَوْنِهِمَا مِنْ آيَاتِ اللَّهِ.بَلْ هُوَ كَذَلِكَ جَزْمًا.
وقال الصنعاني في سبل السلام (3/ 5):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/319)
وَالْقَوْلُ بِأَنَّ الَّذِي فَعَلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يَقْصِدْ بِهِ الْخُطْبَةَ بَلْ قَصَدَ الرَّدَّ عَلَى مَنْ اعْتَقَدَ أَنَّ الْكُسُوفَ بِسَبَبِ مَوْتِ أَحَدٍ مُتَعَقِّبٌ بِأَنَّ رِوَايَةَ الْبُخَارِيِّ " فَحَمِدَ اللَّهَ، وَأَثْنَى عَلَيْهِ " وَفِي رِوَايَةٍ " وَشَهِدَ أَنَّهُ عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ " وَفِي رِوَايَةٍ لِلْبُخَارِيِّ " أَنَّهُ ذَكَرَ أَحْوَالَ الْجَنَّةِ وَالنَّارِ وَغَيْرَ ذَلِكَ "، وَهَذِهِ مَقَاصِدُ الْخُطْبَةِ ...
وقال الشوكاني في نيل الأوطار (4/ 14):
وفيه ذكر الخطبة وأجاب بعضهم بأنه صلى الله عليه وآله وسلم لم يقصد لها الخطبة بخصوصها وإنما أراد أن يبين لهم الرد على من يعتقد أن الكسوف لموت بعض الناس وتعقب بما في الأحاديث الصحيحة من التصريح بها وحكاية شرائطها من الحمد والثناء وغير ذلك مما تضمنته الأحاديث فلم يقتصر على الإعلام بسبب الكسوف والأصل مشروعية الإتباع والخصائص لا تثبت إلا بدليل.
وقال العثيمين في الشرح الممتع (5/ 249): وقولهم: إن هذه موعظة؛ لأنها عارضة. نقول: نعم، لو وقع الكسوف في عهد النبي صلّى الله عليه وسلّم مرة أخرى، ولم يخطب لقلنا: إنها ليست بسنة، لكنه لم يقع إلا مرة واحدة، وجاء بعدها هذه الخطبة العظيمة التي خطبها وهو قائم، وحمد الله وأثنى عليه، وقال: أما بعد، ثم إن هذه المناسبة للخطبة مناسبة قوية من أجل تذكير الناس وترقيق قلوبهم، وتنبيههم على هذا الحدث الجلل العظيم.
وقال في شرح رياض الصالحين –دار البصيرة - (1/ 365):
واختلف العلماء_ رحمهم الله_ في خطبة صلاة الكسوف، هل هي راتبة أو عارضة، وسبب اختلافهم: إن الكسوف لم يقع في عهد النبي صلي الله عليه وسلم إلا مرة واحدة، ولما صلي قام فخطب الناس عليه الصلاة والسلام، فذهب بعض العلماء فذهب بعض العلماء إلى إنها من الخطب الراتبة، وقال: إن الأصل إن ما شرعه النبي صلي الله عليه وسلم فهو ثابت مستقر، ولم يقع الكسوف مرة أخرى فيترك النبي صلي الله عليه وسلم الخطبة، حتى نقول إنها من الخطب العارضة. وقال بعض العلماء: بل هي من الخطب العارضة، التي إن كان لها ما يدعوا إلها خطب وإلا فلا، ولكن الأقرب إنها من الخطب الراتبة، وانه يسن للإنسان إذا صلي صلاة الكسوف إن يقوم فيخطب الناس ويذكرهم ويخوفكم كما فعل النبي صلي الله عليه وسلم.
وراجع لقاء الباب المفتوح [15] يوم الخميس، السادس عشر من شهر جمادى الآخرة عام (1413هـ)
التعليق الثالث عشر:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ص 291
الحديث رقم 147 - عَنْ عَبْدِ الله بن عَاصِم المَازنيِّ قال: خَرَج النبي صلى الله يَسْتَسْقِي، فَتَوَجَّهَ إلى القِبلَةِ يَدْعُو، وَحَوَّلَ رِدَاءَهُ ثُمَّ صَلَّى رَكعَتَين جَهَرَ فِيهِمَا بالقِرَاءَةِ، وفي لفظ: أتَى المُصَلَّى.
قال الشيخ آل بسام:
1 - مشروعية صلاة الاستسقاء، وأجمع العلماء على استحبابها اٍلا أبا حنيفة فإنه يرى أن الاستسقاء يشرع بمجرد الدعاء، وخالفه أصحابه. ص 292
قلت: هذه الفقرة تحتاج إلى شيء من التعديل والتغيير حتى تنضبط،إذ لا يصح أن يكون هناك إجماع مع وجود استثناء،علماً بأن الإجماع حكي في مشروعية الخروج للاستسقاء لا على استحباب الصلاة،مع تحقيقٍ لمذهب الإمام أبي حنيفة. وعليه أقول:
أجمع العلماء على أن الخروج إلى الاستسقاء، والبروز عن المصر، والدعاء إلى الله تعالى، والتضرع إليه في نزول المطر سنة سنها رسول الله (صلى الله عليه وسلم).
واختلفوا في الصلاة في الاستسقاء، فالجمهور على أن ذلك من سنة الخروج إلى الاستسقاء إلا أبا حنيفة، فإنه قال: ليس من سنة الصلاة.
راجع: بداية المجتهد (1/ 171)، والاستذكار (2/ 426)، وشرح النووي على مسلم (6/ 187)، وفتح الباري (2/ 492) وفيه قال الحافظ: لكن حكى القرطبي عن أبي حنيفة أيضا أنه لا يستحب الخروج وكأنه اشتبه عليه بقوله في الصلاة.
موقف الإمام أبو حنيفة من صلاة الاستسقاء:
قال الكاساني في بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع (3/ 119):
(فَصْلٌ: وَأَمَّا صَلَاةُ الِاسْتِسْقَاءِ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/320)
فَظَاهِرُ الرِّوَايَةِ عَنْ أَبِي حَنِيفَةَ أَنَّهُ قَالَ: " لَا صَلَاةَ فِي الِاسْتِسْقَاءِ، وَإِنَّمَا فِيهِ الدُّعَاءُ " وَأَرَادَ بِقَوْلِهِ لَا صَلَاةَ فِي الِاسْتِسْقَاءِ الصَّلَاةَ بِجَمَاعَةٍ أَيْ لَا صَلَاةَ فِيهِ بِجَمَاعَةٍ بِدَلِيلِ مَا رُوِيَ عَنْ أَبِي يُوسُفَ أَنَّهُ قَالَ: " سَأَلْت أَبَا حَنِيفَةَ عَنْ الِاسْتِسْقَاءِ هَلْ فِيهِ صَلَاةٌ أَوْ دُعَاءٌ مُوَقَّتٌ أَوْ خُطْبَةٌ؟ فَقَالَ: أَمَّا الصَّلَاةُ بِجَمَاعَةٍ فَلَا، وَلَكِنْ الدُّعَاءُ وَالِاسْتِغْفَارُ، وَإِنْ صَلَّوْا وُحْدَانًا فَلَا بَأْسَ بِهِ "، وَهَذَا مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ.
راجع أيضاً تحفة الفقهاء (1/ 185)،و الجوهرة النيرة (1/ 382)
وقال ابن عابدين في حاشية رد المحتار (2/ 199): وقال في شرح المنية الكبير بعد سوقه الاحاديث والآثار: فالحاصل أن الاحاديث لما اختلفت في الصلاة بالجماعة وعدمها على وجه لا يصح به إثبات السنية لم يقل أبو حنيفة بسنيتها، ولا يلزم منها قوله بأنها بدعة كما نقله عنه بعض المتعصبين، بل هو قائل بالجواز اهـ.
التعليق الرابع عشر:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ص 304
كِتاب الجَنَائز / بَابٌ في الصَّلاَة على الغائب وعلى القبر
الحديث الأول
عَنْ أبي هُريرة رَضِي الله عَنْهُ قال: نَعَىِ النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم النجَاشي في اليَوْم الذي مَاتَ فِيهِ وَخَرَجَ إِلى الْمُصَلَّى فصَفَّ بِهمْ وَكَبَّرَ أرْبَعَاً.
الحديث الثاني
عن جَابر رَضِي الله عَنْهُ أنَّ النَبي صلى الله عليه وسلم صَلَّى على النَّجَاشِيِّ، فَكُنْتُ في الصَّفِّ الثاني أو الثالِث.
قال الشيخ آل بسام:
5 - فضيلة كثرة المصلين وكونهم ثلاثة صفوف، لما روى أصحاب السنن أيضا " ما من مؤمن يموت فيصلى عليه أمة من المسلمين، يبلغون أن يكونوا ثلاثة صفوف، إلا غُفِرَ له ". ص 306
قلت:
الحديث أخرجه أبو داود (8/ 448 - رقم 3166 عون)، والترمذي (4/ 112 - 113 تحفة)، وابن ماجه (1/ 454)، والبخاري في ((التاريخ الكبير)) (4/ 1/ 303)، وأحمد (4/ 79 برقم 16770)، والحاكم (1/ 362 - 363)، والطبرانى (19/ 299، رقم 665) من طريق محمد بن إسحاق، عن يزيد بن أبي حبيب، عن مرثد بن عبد الله اليزني، عن مالك بن هبيرة، وكانت له صحبة، قال: كان إذا أتى بجنازة، فقال من تبعها، جزأهم ثلاثة صفوف ثم صلى عليها وقال ... فذكره. قال الترمذي: ((حديث حسن)). وقال الحاكم: ((صحيح على شرط مسلم)) ووافقه الذهبي.
قال الألباني في أحكام الجنائز (ص100): وقال الترمذي وتبعه النووي في " المجموع " (5/ 212): " حديث حسن " وأقره إلحافظ في " الفتح " (3/ 187)، وفيه عندهم جميعاً محمد بن اسحاق وهو حسن الحديث إذا صرح بالتحديث ولكنه هنا قد عنعن. فلا أدري وجه تحسينهم للحديث فكيف التصحيح!؟
قال الشيخ عبد العزيز بن باز: لكن فى إسناده محمد بن إسحاق، و هو مدلس و قد رواه بالعنعنة و هى علة مؤثرة فى حق المدلس، و عليه لا تقوم بهذا الحديث حجة حتى يوجد ما يشهد له بالصحة و الله أعلم. التعليق على فتح الباري 3/ 187
وضعفه الشيخ أبو إسحاق الحويني في النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة (1/ 40) برقم 93، وكذلك شعيب الأرنؤوط في تعليقه على مسند أحمد (4/ 79)
التعليق الخامس عشر:
تيسير العلام شرح عمدة الأحكام ص 313
الحديث رقم 158: حديث أبي هُريرة رضىَ الله عَنْهُ عَنِ النَّبي صلى الله عليه وسلم قال: "أسْرِعُوا بالْجَنَازَةِ فَإن تَكُ صَالِحَةً فَخْيرٌ تُقَدمُونَهَا إِليهِ، وَإِنْ تَكُ سِوَى ذلِكَ فشَرٌّ تضَعُونَهُ عَنْ رِقَابِكُمْ ".
قال الشيخ آل بسام:
ما يؤخذ من الحديث:
1 - استحباب الإسراع بتجهيز الميت وفي حمله ... ص 313
قلت: اختلف العلماء في معنى الإسراع في هذا الحديث على قولين:
القول الأول: أن المراد بالإسراع: الإسراع بالسير فيها إلى قبرها ونسب ابن الملقن (في الإعلام بفوائد عمدة الأحكام 4/ 470) هذا المعنى إلى الجمهور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/321)
قال النووي: .. وهذا الذي ذكرناه من استحباب الاسراع بالمشي بها وأنه مراد الحديث هو الصواب الذي عليه جماهير العلماء ونقل القاضي عن بعضهم أن المراد الاسراع بتجهيزها اذا استحق موتها وهذا قول باطل مردود بقوله صلى الله عليه و سلم فشر تضعونه عن رقابكم .. شرح النووي على مسلم (7/ 13)
وقال الحافظ في فتح الباري:والمراد بالإسراع شدة المشي وعلى ذلك حمله بعض السلف .. (3/ 184)
وقال ابن عبدالبر: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أسرعوا بالجنازة فإن تكن صالحة فخير تقدمونها إليه وإن تكن غير ذلك فشر تضعونه عن رقابكم قال ابو عمر تأول قوم في هذا الحديث تعجيل الدفن لا المشي وليس كما ظنوا وفي قوله شر تضعونه عن رقابكم ما يرد قولهم .. التمهيد (16/ 33)
وهذا قول البيهقي في السنن الكبرى (4/ 21) 92 - باب الإِسْرَاعِ فِى الْمَشْىِ بِالْجَنَازَةِ، واختيار القرطبي في تفسيره (4/ 300)، والعراقي في طرح التثريب (4/ 290).
وقال الشيخ عطية محمد سالم: يقول صلى الله عليه وسلم: (أسرعوا بالجنازة) كلمة (أسرعوا) تحتمل كما أسلفنا: سرعة تجهيزه، ويحتمل الإسراع في المشي به عند حمله، ولكن المعنى الثاني أرجح؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (تقدمونها إليه) هذه مشتركة، وقوله (شرٌ تضعونه عن رقابكم) والشر الذي نضعه عن الرقاب هو ساعة الحمل حينما نحمله. إذاً: السنة في تشييع الجنائز الإسراع بها ... شرح بلوغ المرام (2/ 260) من الشاملة.
القول الثاني: المبادرة بتجهيزها والصلاة عليها وأن لا نتباطأ بذلك،وهذا قول بعض أهل العلم.
قال ابن بطال في شرح البخاري: وقد تأول قوم فى قوله - صلى الله عليه وسلم -: «أسرعوا بالجنازة» إنما أراد تعجيل الدفن بعد استيقان الموت، واحتجوا بحديث الحصين بن وَحْوَح: «أن طلحة بن البراء مرض، فأتاه الرسول يعوده، فقال: «إنى لا أرى طلحة إلا وقد حدث به الموت، فآذنونى به وعجلوا، فإنه لا ينبغى لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهرانى أهله». وكل ما احتمل فليس يبعد فى التأويل. (5/ 333)
وقال السندي في حاشيته على النسائي: أسرعوا بالجنازة ظاهره الأمر للحملة بالإسراع في المشي ويحتمل الأمر بالإسراع في التجهيز وقال النووي الأول هو المتعين لقوله فشر تضعونه عن رقابكم ولا يخفى أنه يمكن تصحيحه على المعنى الثاني بأن يجعل الوضع عن الرقاب كناية عن التبعيد عنه وترك التلبس به .. (4/ 42) 1910
وقال السعدي في بهجة قلوب الأبرار وقرة عيون الأخيار في شرح جوامع الأخبار: فقوله صلى الله عليه وسلم: «أسرعوا بالجنازة»، يشمل الإسراع بتغسيلها وتكفينها وحملها ودفنها) وجميع متعلقات التجهيز، ولهذا كانت هذه الأمور من فروض الكفاية .. (1/ 119)
قال العثيمين في الشرح الممتع على زاد المستقنع قوله: «وإسراع تجهيزه إن مات غير فجأة»، هذا هو الأمر الثامن، وهو: الإسراع في تجهيز الميت، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: «أسرعوا بالجنازة فإن تك صالحة فخير تقدمونها إليه، وإن تك سوى ذلك فشر تضعونه عن رقابكم»، لكن ظاهره فيما لو كانت محمولة؛ لأن قوله: «فشرٌّ تضعونه عن رقابكم» ظاهر: في أن المراد بذلك الإِسراع بها حين تشييعها. لكن نقول: إذا كان الإِسراع في التشييع مطلوباً مع ما فيه من المشقة على المشيعين، فالإِسراع في التجهيز من باب أولى. أما حديث: «لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله»، فهو ضعيف. (5/ 257)
وهو قول الصنعاني في سبل السلام (3/ 123)، والشوكاني في نيل الأوطار (4/ 114)،و به أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (8/ 429) الفتوى رقم (1705)
قلت: والصحيح أن حديث الباب لا يفيد غير ما ذهب إليه أصحاب القول الأول بالنص والظاهر، وهو قول الأكثر من أهل التحقيق والتدقيق في الفقه،وأما المبادرة بتجهيزها فذاك يؤخذ من أحاديث أخرى - وإلى هذا التفصيل ذهب إليه الشيخ العباد في شرحه لسنن أبي داود - قال الحافظ في فتح الباري (3/ 184):ويؤيده حديث بن عمر سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول إذا مات أحدكم فلا تحبسوه وأسرعوا به إلى قبره أخرجه الطبراني بإسناد حسن ولأبي داود من حديث حصين بن وحوح مرفوعا لا ينبغي لجيفة مسلم أن تبقى بين ظهراني أهله الحديث ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/322)
قال الألباني في أحكام الجنائز (ص 13و 14):وفي الباب حديثان آخران أصرح من هذا، ولكنهما ضعيفان ولذلك أعرضنا عنهما.
أما الحديث الاول فهو عن ابن عمر مرفوعا ولفظه: " إذا مات أحدكم فلا تحبسوه، وأسرعوا به إلى قبره، وليقرأ رأسه بفاتحة البقرة، رجليه بخاتمتها ".
أخرجه الطبراني " المعجم الكبيز " (3/ 208 / 2) والخلال في " القراءة عند القبود، " (ق 25/ 2) من طريق يحي بن عبد الله بن الضحاك البابلي ثنا أيوب بن نهيك الحلبي الزهري - مولى آل سعد بن أبي وقاص - قال: سمعت عطاء بن أبي رباح المكي قال: سمعت ابن عمر قال: فذكره.
قلت: وهذا سند ضعيف وله علتان: الاول: البابلتي - ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب ".
الثانية: شيخه أيوب بن نهيك، فانه أشد ضعفا منه، ضعفه أبو حاتم وغيره، وقال الازدي: متروك.
وقال أبو زرعة: منكر الحديث. وساق له الحافظ في " اللسان " حديثا آخر ظاهر النكاره من طريق يحيى بن عبد الله ثنا أيوب عن مجاهد عن ابن عمر مرفوعا. ثم قال: " ويحي ضعيف، لكنه لا يحتمل هذا " ثم قال:! فإذا عرفت هذا فالعجب من الحافظ حيث قال في " الفتح " (3/ 143) في حديث الطبراني هذا: " إسناده حسن "! ونقله عنه الشوكاني في " نيل الاوطار " (3/ 309) وقره! وأما الهيثمي فقال " المجمع " (3/ 44).
" رواه الطبراني في الكبير، وفيه يحيى بن عبد الله البابلتي وهو ضعيف ".وفاته أن فيه أيوب بن نهيك وهو شرمنه كما سبق.
وأما الحديث الثاني فهو عن حصين بن وحوح: " أن طلحة بن البراء مرض، فأتاه النبي صلى الله وسلم يعوده، فقال: إني لا أرى طلحة إلا قد حدث به الموت، فآذنوني به حتى أشهده فأصلي عليه، وعجلوه، فانه لا ينبغي لجيفة مسلم أن تحبس بين ظهراني أهله ".
أخرجه أبو داود والبيهقي (3/ 386 - 387)، وفيه عروة - ويقال عزرة - ابن سعيد الانصاري عن أبيه، وكلاهما مجهول كما قال الحافظ في " التقريب ".
ثم إن الاستدلال بحديث أبي هريرة على ما ذكرنا إنما هو بناء على أن المراد ب (أسرعوا) الاسراع بتجهيزها، وأما على القول بأن المراد الاسراع بحملها إلى قبرها، فلا يتم الاستلال به. وهذا القول هو الذي استظهره القرطبي ثم النووي، وقوى الحافظ القول الاول بالحديثين الذين تكلمنا عنهما آنفا، ولا يخفى ما فيه.
والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات
فإن كان صواباً فمن الله، وإن كان غير ذلك فمني ومن الشيطان
فاللهم اغفر وارحم، واجعله لوجهك خالصاً ليس فيه لأحد حظ ولا نصيب
رأفت الحامد بن عبد الخالق
3 شعبان 1429هـ
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - 08 - 08, 04:33 ص]ـ
بارك الله فيك، وزادك فضلاً، ونفع بما تكتب.
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[12 - 08 - 08, 04:00 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الكريم
هذا من فضل ربي، وليس لي فيه شيء.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[12 - 08 - 08, 04:04 م]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم
ـ[خادم الإسلام]ــــــــ[15 - 08 - 08, 05:13 م]ـ
للرفع
ـ[خادم الإسلام]ــــــــ[27 - 01 - 09, 01:58 م]ـ
وترقبوا الجزء الثالث من التعليقات
لعل الله ينفع بها
ويسخر لي أخاً في الله يدعوا لي في ظهر الغيب
فيسخر الله له ملكاً يقول له ولك مثله
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[28 - 01 - 09, 07:12 م]ـ
شيء مفيد جزاك الله عنا خيرا
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[02 - 02 - 09, 09:40 ص]ـ
((الجزء الثالث)) التعليقات الحسان على آل بسام في تيسير العلام
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
اسم الكتاب: تيسير العلام شرح عمدة الأحكام
المؤلف: الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن آل بسام
التخريج: محمد صبحي حلاق
الناشر: دار ابن حزم ومكتبة الإرشاد
الطبعة: الأولى 1424هـ
التعليق السادس عشر:
تيسر العلام شرح عمدة الأحكام ص 335
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/323)
الحديث رقم 170: عَنْ أبي هُريرةَ رضي الله عَنْهُ قالَ: بَعَثَ رَسولُ الله صلى الله عليه وسلم عُمَرَ عَلى الصَدَقةِ فَقِيلَ (1) منع ابنُ جَمِيل، وَخَالِدُ بن الوَليدِ، وَالعبَّاسُ عمُّ النبي صلى الله عليه وسلم.فقال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم: " مَا يَنْقِمُ ابنُ جَمِيل إلا أنْ كَانَ فَقِيراً فَأغنَاهُ الله تَعَالى. وَأمَّا خَالِد فَإنّكُم تَظْلِمُونَ خالداً، فَقَدِ احْتبسَ أدرَاعَهُ وأعْتَادَهُ في سَبِيلِ الله. وَأمَّا العَبَّاسُ فَهيَ عَلى وَمِثلُهَا ".ثم قال: " يَا عُمَرُ، أمَا عَلِمتَ أنَّ عَمَّ الرجل صِنْوُ أبيهِ ".
قال الشيخ آل بسام: وأما العباس، فقد تحملها صلى الله عليه وسلم عنه. ويحتمل أن ذلك لمقامه ومنزلته. ويدل عليه قوله: " أما علمت أن عَمَّ الرجل صنوُ أبيه؟ ".وإما لأنه قدم زكاته لعامين فقد تسلمها النبي صلى الله عليه وسلم.ويدل عليه ما ورد بسند ضعيف عن ابن مسعود: " أن النبي صلى الله عليه وسلم تعجل مِنَ العَباس صَدَقَتَهُ سَنتيْن ". ص 336
قلت:
رواه البزار في مسنده (2/ 293) برقم 1482 وقال: وَهَذَا الْحَدِيثُ إِنَّمَا يَرْوِيهِ الْحُفَّاظُ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنِ الْحَكَمِ بْنِ عُتَيْبَةَ مُرْسَلا، وَمُحَمَّدُ بْنُ ذَكْوَانَ هَذَا لَيِّنُ الْحَدِيثِ قَدْ حَدَّثَ بِأَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ لَمْ يُتَابَعْ عَلَيْهَا. وركاه الطبراني في الكبير 9985والأوسط1000، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد. (3/ 228) 4422: وفيه محمد بن ذكوان وفيه كلام وقد وثق. وقال الحافظ في " الفتح " 3/ 334: في إسناده محمد بن ذكوان و هو ضعيف. .... و ليس ثبوت هذه القصة في تعجيل صدقة العباس ببعيد في النظر بمجموع هذه الطرق و الله أعلم.
وقال الألباني في إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل (3/ 206) برقم 857: قلت: وهو الذي نجزم به لصحة سندها مرسلا وهذه شواهد لم يشتد ضعفها. . فهو يتقوى بها ويرتقي إلى درجة الحسن على أقل الأحوال.
التعليق السابع عشر:
تيسر العلام شرح عمدة الأحكام (ص 338)
قال الشيخ آل بسام: المؤلفة قلوبهم: هم قوة يتألفون على الإسلام، بإعطائهم من الغنائم أو الصدقات، ليتمكن الإسلام من قلوبهم، أو لكونهم زعماء ذوى نفوذ وأتباع يسلمون بإسلامهم، أو ليدفعوا بجاههم وقوتهم عن الإسلام.
قلت:
قوله: هم قوة يتألفون على الإسلام .. حسب ظني خطأ مطبعي،والصواب – والله أعلم -: هم قوم لهم قوة يتألفون على الإسلام .. وممن قال بهذا ابن حزم في المحلى (6/ 149): والمؤلفة قلوبهم: هم قوم لهم قوة لا يوثق بنصيحتهم للمسلمين. وراجع المحيط البرهاني لابن مازة (2/ 490)
التعليق الثامن عشر:
تيسر العلام شرح عمدة الأحكام (ص 337)
الحديث رقم:171 - عَنْ عَبْدِ الله بن زَيد بن عَاصِمٍ المَازِني رضيَ الله عَنْهُ قال: لما أفَاء الله عَلَى نَبِيهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ "حُنَيْن " قسَمَ في الناس وَفي الْمُؤَلَّفةِ قُلُوُبهُمْ، وَلَمْ يُعْطِ الأنْصَار شَيْئاً. فَكَأنَّهم وَجَدُوا في أنْفُسِهِمْ، إِذْ لَم يَصِبْهُمْ مَا أصَابَ الناسَ، فَخَطَبَهُمْ فقال: يَا مَعْشَرَ الأنصَارِ، ألم أجِدكم ضُلاَّلاً فَهَدَاكُمُ الله بي؟ وَكُنْتُمْ متَفَرقِينَ فَألَّفَكُمُ الله بي؟ وَعَالَةً فَأغنَاكُمُ الله؟.كُلمَا قالَ شَيئاً، قَالوا: الله وَرَسُولُهُ أمَنُّ.
قال: "مَا يَمنَعُكم أنْ تُجِيبُوا رَسولَ الله؟ " قالوا: الله وَرَسُولُهُ أمَنُّ. قال: لَو شئْتمْ لقلْتم: جئتَنَا بِكَذَا وَبكَذَا، ألا تَرْضَوْنَ أنْ يَذْهَبَ الناسُ بالشاةِ والبعيِرِ، وَتَذْهَبُونَ بالنبيِّ إِلى رِحَالِكُم؟ لَولاَ الهجرة لَكُنتُ أمرأ مِنَ الأنصَارِ، وَلو سَلَكَ النَاسُ وَاديا أو شعْبا، لَسَلَكتُ وادِيَ الأنصَارِ وَشِعْبَهَا. الأنصَارُ شِعَارٌ. والناس دِثَار. إِنَّكُم ستَلْقَونَ بَعْدِي أثَرَةً، فَاصْبِرُوا حَتَّى تَلْقَوْني عَلى الحَوض".
قال الشيخ آل بسام: فيقاس على الغنيمة أن يعطوا من الزكاة خلافا لمن يرى من العلماء سقوط نصيبهم من الزكاة بعد أن أعز الله الإسلام، كأبي حنيفة وأصحابه. والصحيح، جواز إعطائهم تأليفا لهم إذا دعت الحاجة إلى ذلك وهو المشهور من مذهب الإمام " أحمد " وهو من مفردات مذهبه. ص 341
قلت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/324)
أولاً: سقوط نصيب المؤلفة قلوبهم من الزكاة ليس قول الحنفية فحسب،بل هو قول مالك ورواية عن الشافعي وأحمد.
ثانياً: ذهبت المالكية في الصحيح من المذهب،وكذلك الشافعية،وهو قول شيخ الإسلام:أن المؤلفة قلوبهم لا يعطون من الزكاة إلا وقت الحاجة إليهم، وتأول الإمام ابن قدامة مذهب الإمام أحمد المذكور آنفاً من رواية حنبل فقال:وحكى حنبل عن أحمد أنه قال المؤلفة قد انقطع حكمهم اليوم والمذهب على خلاف ما حكاه حنبل ولعل معنى قول أحمد انقطع حكمهم أي لا يحتاج إليهم في الغالب أو أراد أن الأئمة لا يعطونهم اليوم شيئا فأما أن احتاج إليهم جاز الدفع إليهم فلا يجوز الدفع إليهم إلا مع الحاجة. ومنصوص مذهب الحنابلة وهو قول الظاهرية:أن حكمهم باقٍ وأنهم يعطون من الزكاة دون التقيد بالحاجة.
راجع:بدائع الصنائع (4/ 23)،التاج والإكليل (3/ 117)،كفاية الأخيار (1/ 199)،المغني (7/ 319)،الإنصاف (5/ 241)،المحلى (6/ 145)،الفتاوى الكبرى (3/ 247)، فتاوى اللجنة الدائمة (10/ 28) برقم 12087.
التعليق التاسع عشر:
تيسر العلام شرح عمدة الأحكام (ص 341)
قال الشيخ آل بسام: بَابُ صدقة الفِطر
نسبت إلى "الفطر" من باب نسبة المسبب إلى سببه، وقد أجمع العلماء على وجوبها، وشرعها الله تعالى لحكم عظيمة وفوائد كثيرة.
قلت:
الإجماع الذي نقله الشيخ هنا فيه نظر كما أفاد ذلك الحافظ في فتح الباري: وفي نقل الإجماع مع ذلك نظر لأن إبراهيم بن علية وأبا بكر بن كيسان الأصم قالا إن وجوبها نسخ. (3/ 368)
وقال النووي في شرح مسلم: اختلف الناس في معنى فرض هنا فقال جمهورهم من السلف والخلف معناه ألزم وأوجب فزكاة الفطر فرض واجب عندهم لدخولها في عموم قوله تعالى وآتوا الزكاة ولقوله فرض وهو غالب في استعمال الشرع بهذا المعنى وقال إسحاق بن راهويه ايجاب زكاة الفطر كالاجماع وقال بعض أهل العراق وبعض أصحاب مالك وبعض أصحاب الشافعي وداود في آخر آمره أنها سنة ليست واجبة. (7/ 58)
وقال ابن رشد في بداية المجتهد:فأما زكاة الفطر، فإن الجمهور على أنها فرض وذهب بعض المتأخرين من أصحاب مالك إلى أنها سنة وبه قال أهل العراق. وقال قوم: هي منسوخة بالزكاة. (1/ 223)
وعليه فإن الصحيح أن زكاة الفطر واجبة عند الجمهور،وليس هناك إجماع ثابت صحيح على وجوبها. والله أعلم
التعليق العشرون:
تيسر العلام شرح عمدة الأحكام (ص 346)
الحديث رقم: 174 - عَنْ أبي هُريرة رضي الله عَنْهُ قال: قَال رَسُولُ الله صلى الله عليه وسلم:
"لا تَقَدَّمُوا رَمَضَان بِصَومْ يوم أوْ يَوْمَئن، إِلا رَجلاً كانَ يَصُومُ صَوماً فَلْيَصُمْهُ".
قال الشيخ آل بسام:
3 - من حكمة ذلك- والله أعلم- تمييز فرائض العبادات من نوافلها، والاستعداد لرمضان بنشاط ورغبة، وليكون الصيام شعار ذلك الشهر الفاضل المميز به. (ص 347)
قلت: ما اختاره المؤلف في بيان حكمة النهي هو قول العيني الحنفي في عمدة القاري شرح صحيح البخاري (16/ 272).
وقال الحافظ ابن حجر: وقيل الحكمة فيه خشية اختلاط النفل بالفرض وفيه نظر أيضا لأنه يجوز لمن له عادة كما في الحديث،وقيل لأن الحكم علق بالرؤية فمن تقدمه بيوم أو يومين فقد حاول الطعن في ذلك الحكم وهذا هو المعتمد .. فتح الباري (4/ 128)،عون المعبود (6/ 320)
التعليق الحادي والعشرون:
تيسر العلام شرح عمدة الأحكام (ص 354)
الحديث رقم 179: عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رضي الله عَنْهُ: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"مَنْ نَسيَ وهُوَ صَاِئمٌ فَأكَلَ أوْ شَرِبَ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فإنَّمَا أطعَمَهُ الله وَسَقَاهُ ".
قال الشيخ آل بسام:
وذهب الأئمة، أبو حنيفة، والشافعي، وداود، وابن تيمية وغيرهم، إلى أنه لا يفسد الصيام. واستدلوا على ذلك بما يأتي:
أولاً: لما روى الحاكم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه: "من أفطر في رمضان ناسياً فلا قضاء عليه ولا كفارة".قال ابن حجر: "وهو صحيح". والإفطار عام في الجماع وغيره.
ثانياً: العمومات الواردة في مثل قوله تعالى: {ربَّنَا لا تُؤاخِذْنَا إن نسينا أو أخطأنا} و"عفي لأمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه". (ص 355)
قلت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/325)
أولاً:حديث أبي هريرة: (حسن) رواه الحاكم (1/ 430) إذ في سنده محمد بن عمرو بن علقمة، وهو حسن الحديث. وقد فات الحافظ أن ينسب الحديث لمن هو أعلى من الحاكم كابن خزيمة مثلا 3/ 239 برقم 1990 وغيره. راجع الإرواء 4/ 226 برقم 938.
ثانياً: حديث عفي لأمتي الخطأ والنسيان، لم يرد هذا الحديث بهذا اللفظ في كتب الحديث وملخص ما ورد هو كما يلي:
- إن الله تَجَاوَزَ عن أمتى الخطأ والنسيان وما اسْتُكْرِهُوا عليه (عن أبى ذر و ابن عباس)
حديث أبى ذر: رواه ابن ماجه (1/ 659، رقم 2043) قال الحافظ فى التلخيص (1/ 282): فيه شهر بن حوشب، وفى الإسناد انقطاع. وقال البوصيرى (2/ 125): هذا إسناد ضعيف لاتفاقهم على ضعف أبى بكر الهذلى.
حديث ابن عباس: رواه الطبرانى (11/ 133، رقم 11274)، والدارقطنى فى الأفراد كما فى أطراف ابن طاهر (3/ 220 رقم 3479)، والحاكم (2/ 216، رقم 2801) وقال: صحيح على شرط الشيخين. والبيهقى (10/ 60، رقم 19798). ورواه أيضًا: الطبرانى فى الصغير (2/ 52، رقم 765).
- إن الله تجاوز عن أمتى ثلاثة الخطأ والنسيان وما أكرهوا عليه (عن ثوبان)
رواه الطبرانى (2/ 97، رقم 1430). ورواه أيضًا: فى مسند الشاميين (2/ 152، رقم 1090) قال الهيثمى
(6/ 250): فيه يزيد بن ربيعة الرحبى، وهو ضعيف. وقال الحافظ فى التلخيص (1/ 282): فى إسناده ضعف.
- وضع الله عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه (عن عقبة بن عامر)
رواه ابن عدى (2/ 346، ترجمة 479 الحسن بن على)، والبيهقى (7/ 357، رقم 14873).
- وضع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه (عن ابن عمر)
رواه البيهقى (6/ 84، رقم 11236). ورواه أيضًا: أبو نعيم فى الحلية (6/ 352) وقال: غريب.
- رفع عن أمتى الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه (عن ثوبان)
رواه الطبرانى (2/ 97، رقم 1430) قال الهيثمى (6/ 250): فيه يزيد بن ربيعة الرحبى وهو ضعيف. ورواه أيضًا: الطبرانى فى الشاميين (2/ 152، رقم 1090).
قال الألباني في الإرواء 1/ 123برقم 82: .... وهي وإن كانت لا تخلو جميعها من ضعف فبعضها يقوي بعضا وقد ببن عللها الزيلعي في " نصب الراية وابن رجب في " شرح الأربعين (270 - 272) فليراجعها من شاء التوسع وقال السخاوي في " المقاصد (ص 230): " ومجموع هذه. الطرق يظهر للحدبث أصلا ومما يشهد له أبضا ما رواه. مسلم (1/ 81) وغيره عن ابن عباس قال: لما نزلت (ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا) قال الله تعالى: قد فعلت. الحديث ورواه. أيضا من حديت أبي هريرة وفول ابن رجب: " وليس واحد منهما مصرحا برفعه " لا يضره فإنه لا يقال من قبل الرأي فله حكم المرفوع كما هو ظاهر.
هذا ما تيسر حتى الآن
والحمد لله رب العالمين
ـ[محمد بن مسفر]ــــــــ[03 - 03 - 09, 03:17 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[03 - 03 - 09, 10:08 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم وبعلمكم
وزادكم من فضله وعلمه ...
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[04 - 08 - 09, 05:04 م]ـ
((الحلقة الرابعة)) التعليقات الحسان على آل بسام في تيسير العلام
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد:
اسم الكتاب: تيسير العلام شرح عمدة الأحكام
المؤلف: الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن آل بسام
التخريج: محمد صبحي حلاق
الناشر: دار ابن حزم ومكتبة الإرشاد
الطبعة: الأولى 1424هـ
التعليق الثاني والعشرون:
تيسر العلام شرح عمدة الأحكام ص 361
الحديث رقم 181: عَنْ عَائِشَةَ رَضْيَ الله عَنْهَا: أنَ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرو الأسلمي، قال للنبي صلى الله عليه وسلم:
أأصُوْمُ في السًفَرِ (وكان كثير الصيام).قال: " إِنْ شِئْتَ فَصُمْ، وَإنْ شِئْتَ فَأَفْطِر".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/326)
قال الشيخ آل بسام:2 - التخيير بين الصيام والفطر، لمن عنده قوة على الصيام. والمراد بذلك صوم رمضان، ويوضحه ما أخرجه أبو داود والحاكم من أن حمزة بن عمرو، قال: يا رسول الله إني صاحب ظهر أعالجه، أسافر وأكريه، وربما صادفني هذا الشهر ـ يعني رمضان - وأنا أجد القوة عليه وأجدني أن أصوم أهون على من أن أؤخره، فيكون ديناً على. فقال: "أي ذلك شئت يا حمزة". ص 361
قلت: رواه أبوداود في سننه (2/ 290) برقم 2405، والحاكم في مستدركه (1/ 598) برقم 1581،ورواه الطبراني في المعجم الأوسط - (ج 2 / ص 12) برقم 1067 وقال: لم يرو هذا الحديث عن حمزة إلا محمد تفرد به النفيلي.
وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود 2403، والإرواء (926)
ثم وجدت الحافظ في الفتح (4/ 180) يقول:ما أخرجه أبو داود والحاكم من طريق محمد بن حمزة بن عمرو عن أبيه أنه قال يا رسول الله أني صاحب ظهر أعالجه .. وسكوته عليه يدل على التحسين لوجود شواهد أخرى للحديث.
التعليق الثالث والعشرون:
تيسر العلام شرح عمدة الأحكام ص 363
الحديث رقم 184: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَه رَضْيَ الله عَنْهُ قال: كانَ رَسُوْلُ الله صلى الله عليه وسلم فِي سَفَرٍ، فرَأى زِحَاماً، ورَجُلاً قَدْ ظُلِّل عَلَيْهِ، فَقَالَ:"ما هذا؟ " قالوا: صائم. قال: لَيْسَ مِنَ البِرِّ الصيامُ في السَّفَرِ".وفي لفظٍ لمسلم "عَلَيْكُم بِرُخْصَةِ الله الَّتي رَخَصَ لَكُمْ".
قال الشيخ آل بسام: فذهب الأئمة الثلاثة، أبو حنيفة، ومالك، والشافعي،: إلى أن الصوم أفضل لمن لا يلحقه مشقة. وذهب الإمام أحمد إلى أن الفطر في رمضان أفضل ولو لم يلحق الصائم مشقة. ويقول باستحباب الفطر أيضاً، سعيد بن المسيب، والأوزاعي وإسحاق. استدل الأئمة الثلاثة بأحاديث:
منها ما رواه أبو داود عن سلمة بن المحبق، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:"من كانت له حُمُوْلَةٌ يأوي إلى شبع، فليصم رمضان حيث أدركه". ص 365
قلت: أخرجه أحمد (3/ 476، رقم 15953)، وأبو داود (2/ 318، رقم 2410). وأخرجه أيضًا: العقيلى (3/ 83، ترجمة 1052 عبد الصمد بن حبيب الأزدى العوذى) وقال: ولا يتابع عليه ولا يعرف إلا به. وأورده ابن الجوزى فى العلل المتناهية (2/ 539، رقم 884).وقال العقيلي في عفاء الكبير (5/ 292) برقم 204: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به. وفي العلل المتناهية لابن الجوزي قال (2/ 539):قال احمد هو لين وضعفه.
وضعفه الشيخ الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (2/ 412) برقم 981
وقد فات الشيخ البسام التنبيه على الحديث والرد على الجمهور بأن الحديث الذي استدلوا به ضعيف لا يحتج به.
التعليق الرابع والعشرون:
تيسر العلام شرح عمدة الأحكام ص 363
الحديث رقم 189: عَنْ سَهْلِ بِنْ سَعْدٍ السَّاعِدِي رَضْيَ الله عَنْهُ: أنَّ رَسُولَ الله صلى الله عليه وسلم قال: " لا يَزَالُ النَّاسُ بَخَيْر مَا عَجَّلُوْا الفِطْرَ وَأَخَّرُّوا السُّحُوْر".
قال الشيخ آل بسام: 4 - الحديث من معجزات النبي صلى الله عليه وسلم. فاٍن تأخير الإفطار عمل به الشيعة، الذين هم إحدى الفرق الضالة. وليس لهم قدوة في ذلك إلا اليهود، الذين لا يفطرون إلا عند ظهور النجوم. ص 372
قلت:قوله:" وليس لهم قدوة في ذلك إلا اليهود "، صوابه (اليهود والنصارى)،لما رواه أبو هريرة: عن النبي صلى الله عليه و سلم قال " لايزال الدين ظاهرا ما عجل الناس الفطر لأن اليهود والنصارى يؤخرون ".
أخرجه أبو داود (2/ 305، رقم 2353)، والحاكم (1/ 596، رقم 1573) وقال: صحيح على شرط مسلم. والبيهقى فى شعب الإيمان (3/ 410، رقم 3916)، وفى السنن الكبرى (4/ 237، رقم 7908). وأخرجه أيضًا: ابن أبى شيبة (2/ 277، رقم 8944)، وأحمد (2/ 450، رقم 9809)، والنسائى فى الكبرى (2/ 253، رقم 3313)، وابن حبان (8/ 273، رقم 3503). وقال في مصباح الزجاجة (1/ 250) برقم (620):هذا إسناد صحيح رجاله ثقات.وحسنه الألباني صحيح الترغيب والترهيب (1/ 259) 1075
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/327)
وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من تأخير الفطر،وأخبر أن هذه الأمة بخير مالم تنتظر بفطرها ظهور النجوم، فعن سهل بن سعد قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: (لا تزال أمتي على سنتي ما لم تنتظر بفطرها النجوم) قال: وكان النبي صلى الله عليه و سلم إذا كان صائما أمر رجلا فأوفى على شيء فإذا قال: غابت الشمس أفطر.
رواه ابن حبان في صحيحه (8/ 277) 3510، و ابن خزيمة في صحيحه أيضاً (3/ 275) 2061، والحاكم في المستدرك (1/ 599) 1584،وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب (1/ 259) 1074
التعليق الخامس والعشرون:
تيسر العلام شرح عمدة الأحكام ص 394
الحديث رقم 206: عَنْ صَفِيَّةَ بِنْتِ حُييٍّ رضيَ الله عَنْهَا قَالَتْ: كَانَ رَسُوْل الله صلى الله عليه وسلم مُعْتَكِفاً في المَسْجِدِ، فَأَتَيْتُهُ أَزُورَهُ لَيْلاً، فَحَدَّثْتُهُ. ثُمَّ قُمْتُ لأَنْقَلِبَ فَقَامَ مَعِي لِيَقْلِبَنِي – وَكَانَ مَسْكَنُهَا فِي بَيْتِ أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ. فَمَرّ رَجُلانِ مِنَ الأنْصَارِ، فَلَمَّا رأَيَا رَسُوْلَ اللّه صلى الله عليه وسلم أسْرَعَا في المَشْي. فَقَالَ صلى الله عليه وسلم: (عَلَى رِسْلِكُمَا، إنًهَا صَفِيَّةُ بِنْتُ حُيَيٍّ).فَقَالا: سُبْحَانَ الله يَا رَسُولَ الله. فَقَالَ:"إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِن ابْنِ آدَمَ مَجْرَى الدَّمِ وَإنِّي خِفْتُ أَنْ يَقْذِفَ في قُلُوبِكُمَا شَرَّاً (أو قال: شَيْئاً).وفي رواية: أنَّهَا جَاءَتْ تَزُورُهُ في اعْتِكَافِهِ فِي الْمَسْجِدِ، فِي العَشْرِ الأوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ، فتَحدََّثَتْ عِنْدَهُ سَاعَةً ثُمَّ قَامَتْ تَنقَلِبُ، فَقَامَ النَّبِي صلى الله عليه وسلم مَعَهَا يَقْلِبُهَا. حَتَّى إذَا بَلَغَتْ بَابَ الْمَسْجِدِ عَنْدَ بَابِ أُمِّ سَلَمَة" ثُمَّ ذَكَرَهُ بِمَعْنَاهُ.
قال الشيخ آل بسام:
4 - وفيه أنه ينبغي أن يريل الإنسان ما يلحقه من تهمة، لئلا يظن به شيء هو بريء منه، أي ينبغي التحرز مما يسبب التهمة.
5 - أن الشيطان له قدرة وتمكن قَوِيٌّ من إغواء بني آدم، فهو يجري منهم مجرى ادم.
قال "ابن دقيق العيد": وهذا متأكد في حق العلماء، ومن يقتدى بهم. ص 395
قلت: لقد حصل تقديم وتأخير في الكلام السابق،وكان حق كلام ابن دقيق أن يكتب بعد الانتهاء من النقطة الرابعة تماماً،ويدل على هذا كلام ابن دقيق نفسه في إحكام الأحكام حيث قال:وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى التَّحَرُّزِ مِمَّا يَقَعُ فِي الْوَهْمِ نِسْبَةُ الْإِنْسَانِ إلَيْهِ، مِمَّا لَا يَنْبَغِي.وَقَدْ قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: إنَّهُ لَوْ وَقَعَ بِبَالِهِمَا شَيْءٌ لَكَفَّرَا.وَلَكِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرَادَ تَعْلِيمَ أُمَّتِهِ.وَهَذَا مُتَأَكَّدٌ فِي حَقِّ الْعُلَمَاءِ، وَمَنْ يَقْتَدِي بِهِمْ، فَلَا يَجُوزُ لَهُمْ أَنْ يَفْعَلُوا فِعْلًا يُوجِبُ ظَنَّ السُّوءِ بِهِمْ، وَإِنْ كَانَ لَهُمْ فِيهِ مَخْلَصٌ؛ لِأَنَّ ذَلِكَ تَسَبُّبٌ إلَى إبْطَالِ الِانْتِفَاعِ بِعِلْمِهِمْ. إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام (2/ 45)
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: وفيه التحرز من التعرض لسوء الظن والاحتفاظ من كيد الشيطان والاعتذار قال بن دقيق العيد وهذا متأكد في حق العلماء ومن يقتدي به فلا يجوز لهم أن يفعلوا فعلا يوجب سوء الظن بهم وأن كان لهم فيه مخلص لأن ذلك سبب إلى إبطال الانتفاع بعلمهم. (4/ 280)
التعليق السادس والعشرون:
تيسر العلام شرح عمدة الأحكام ص 397
6 - كتاب الحج
قال الشيخ آل بسام:
الحج: لغة، القصد: وشرعاً: القصد إلى البيت الحرام، لأعمال مخصوصة، في زمن مخصوص.
قلت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/328)
قال العثيمين رحمه الله تعالى: وفي الشرع: التعبد لله ـ عزّ وجل ـ بأداء المناسك على ما جاء في سنة رسول الله صلّى الله عليه وسلّم. وقول بعض الفقهاء في تعريفه: قصد مكة لعمل مخصوص، لا شك أنه قاصر؛ لأن الحج أخص مما قالوا؛ لأننا لو أخذنا بظاهره لشمل من قصد مكة للتجارة مثلاً، ولكن الأولى أن نذكر في كل تعريف للعبادة: التعبد لله ـ عزّ وجل ـ، فالصلاة لا نقول إنها: أفعال وأقوال معلومة فقط، بل نقول: هي التعبد لله بأقوال وأفعال معلومة، وكذلك الزكاة، وكذلك الصيام. الشرح الممتع على زاد المستقنع (7/ 5 - 6)،وراجع منهج السالكين وتوضيح الفقه في الدين للعلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي.
التعليق الخامس والعشرون:
تيسر العلام شرح عمدة الأحكام ص 409
الحديث رقم 209:
عَنْ عَبْدِ اللّه بْنِ عُمَرَ رَضْيَ اللّه عَنْهُمَا: أنَّ رَجُلاً قالَ: يَا رَسُولَ اللّه. مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ مِنَ الثيابِ؟.
قال صلى الله عليه وسلم: "لا يَلْبَسُ القَمِيصَ، وَلا العَمَائِمِ، وَلا السَّرَاوِيلاتِ، وَلا الْبَرَانِسَ، وَلا الْخِفَافَ إلا أحَدٌ لا يَجِدُ نَعْلَيْن فَلْيَلْبَسْ خُفَّيْنِ، وَلْيَقْطَعْهُمَا أسْفَلَ مِنَ الكَعْبَيْنِ، وَلا يَلْبَسْ مِنَ الثيابِ شيئاً مَسَّهُ زَعْفَران أوْ وَرْسٌ".
وللبخاري: " وَلا تَنْتَقِبُ الْمَرأةُ، وَلا تَلْبَسُ الْقُفَّازَيْنِ".
قال الشيخ آل بسام:
... فأخذ صلى الله عليه وسلم يَعُدُّ عليه ما يحرم على الرجل المحرم من اللباس منها بكل نوع منه، على ما شابهه من أفراده، فقال:
لا يلبس القميص، وكل ما فُصِّل وَخِيطَ على قدر البدن، ولا العمائم، والبرانس، وكل ما يغطى به الرأس، ملاصقاً له، ولا السراويل، وكل ما غطي به ـ ولو عضواً- كالقفازين ونحوهما، مخيطاً أو مُحِيطاً، ولا الخفاف ونحوهما، مما يجعل بالرجلين ساترين للكعبين، من قطن أو صوف، أو جلد أو غير ذلك.
فمن لم يجد وقت إحرامه نعلين، فَلْيَلْبَسْ الخفين ولْيَقْطَعْهُما من أسفل الكعبيِن، ليكونا على هيئة النعلين.
ثم زاد صلى الله عليه وسلم فوائد لم تكن في السؤال، وإنما المقام يقتضيها. فَبيَّن ما يحرم على المحرم مطلقاً من ذكر وأنثى، فقال:
ولا يلبس شيئاً من الثياب، أو غيرها مَخِيطاً أو غير مخيط .... ص 409
قلت:
قال العثيمين رحمه الله تعالى: الشرح الممتع على زاد المستقنع (7/ 126 - 127)
قوله: «وإن لبس ذكر مخيطاً فدى»، هذا هو المحظور الرابع، ويعبر عنه بلبس المخيط، وههنا شيئان:
الأول: ما معنى المخيط؟
الجواب: المخيط عند الفقهاء كل ما خيط على قياس عضو، أو على البدن كله، مثل: القميص، والسراويل، والجبة، والصدرية، وما أشبهها، وليس المراد بالمخيط ما فيه خياطة، بل إذا كان مما يلبس في الإحرام، فإنه يلبس ولو كان فيه خياطة.
الثاني: لا بد أن يلبس على عادة اللبس، فلو وضعه وضعاً فليس عليه شيء، أي: لو ارتدى بالقميص، فإن ذلك لا يضر؛ لأنه ليس لبساً له.
والدليل على هذا حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنهما ـ: «أن النبي صلّى الله عليه وسلّم سئل ما يلبس المحرم»؟ قال: «لا يلبس القميص، ولا السراويل، ولا البرانس، ولا العمائم، ولا الخفاف» (1)، فذكر خمسة أشياء لا تلبس مع أنه سئل عن الذي يلبس، فأجاب بما لا يلبس، ومعنى هذا أنه يلبس المحرم ما سوى هذه الخمسة، وإنما عدل عن ذكر ما يلبس إلى ذكر ما لا يلبس؛ لأن ما لا يلبس أقل مما يلبس.
وقوله: «وإن لبس ذكر مخيطاً» عبّر بلبس المخيط، ولكن النبي صلّى الله عليه وسلّم الذي أعطي جوامع الكلم لم يعبر بلبس المخيط مع أنه أعم مما عينه، وإنما ذكر أشياء معينة عينها بالعد، وكان ينبغي للمؤلف وغيره من المؤلفين، أن يذكروا ما ذكره النبي صلّى الله عليه وسلّم، كما ذكرنا فيما سبق أن المحافظة على لفظ النص حتى في سياق الأحكام أولى.
ويذكر أن أول من عبَّر بلبس المخيط إبراهيم النخعي ـ رحمه الله ـ، وهو من فقهاء التابعين؛ لأنه في الفقه أعلم منه في الحديث، ولهذا يعتبر فقيهاً، فقال: «لا يلبس المخيط»، ولما كانت هذه العبارة ليست واردة عن معصوم صار فيها إشكال:
أولاً: من حيث عمومها.
والثاني: من حيث مفهومها.
لأننا إذا أخذنا بعمومها حرمنا كل ما فيه خياطة؛ لأن المخيط اسم مفعول بمعنى مخيوط، ولأن هذه العبارة توهم أن ما جاز لبسه شرعاً في الإحرام إذا كان فيه خياطة فإنه يكون ممنوعاً، أي: لو أن الإنسان عليه رداء مرقع، أو رداء موصول وصلتين بعضهما ببعض، فهل هو مخيط أو لا؟.
الجواب: هو لغة مخيطٌ خِيْطَ بعضه ببعض، وهذا ليس بحرام، بل هو جائز.
فالتعبير النبوي أولى من هذا، لأن فيه عدًّا وليس حدًّا وليس فيه إيهام، فلنرجع إلى تفسير حديث الرسول ـ عليه الصلاة والسلام ـ:
قال: «لا يلبس القميص»، القميص: ما خيط على هيئة البدن، وله أكمام، كثيابنا التي علينا الآن، فهذه لا يلبسها المحرم؛ لأنه لو لبسها لم يكن هناك شعيرة ظاهرة للنسك، ولاختلف الناس فيها، فهذا يلبس كذا، وهذا يلبس كذا، بخلاف ما إذا اتحدوا في اللباس.
هذا وللحديث بقية إن شاء الله تعالى(91/329)
إحتساب الأجر هل من ركب السيارة إلى المسجد له نفس الأجر.
ـ[أبو عثمان السبيعي]ــــــــ[10 - 03 - 08, 12:21 م]ـ
ورد في البخاري ومسلم:في الرجل الذي يمشي إلى المسجد لا يخطو خطوة إلا رفعت له خطيئة وكتبت له درجة.فهل من ركب السيارة إلى المسجد له نفس الأجر.
وجزاكم الله خيرا(91/330)
200 سؤال في العقيدة الإسلامية
ـ[أبو عبيد السلفي]ــــــــ[10 - 03 - 08, 12:48 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
http://fantasyflash.ru/grafic/line/image/line32.gif
الحمد لله وكفي وصلاة وسلاما علي سيد الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه ومن استني بسنته واهتدي بهديه واقتفي أثره إلي يوم الدين ..
**********
ما أسطره بين أيديكم الآن هو نقل لكتاب 200 سؤال في العقيدة الإسلامية، اسأل الله أن يجعله في ميزان حسناتنا يوم ان نلقاه وأن يجعله حجة لنا لا علينا وان يرزقنا الإخلاص في القول والعمل ... اللهم آمييين
http://fantasyflash.ru/grafic/line/image/line128.gif
س1:ما أول مايجب علي العباد؟
ج: أول مايجب علي العباد معرفة الأمر الذي خلقهم الله له، وأخذ عليهم الميثاق به وأرسل به رسله إليهم وأنزل به كتبه عليهم، ولأجله خلقت الدنيا والآخرة والجنة والنار وبه حقت الحاقة ووقعت الواقعة وفي شأنه تنصب الموازين وتتطاير الصحف وفيه تكون الشقاوة والسعادة وعلي حسبه تقسم الأنوار ومن لم يجعل الله له نورا فما له من نور.
http://fantasyflash.ru/grafic/line/image/line105.gif
س2: ماهو ذلك الأمر الذي خلق الله الخلق لأجله؟
ج: قال الله تعالي: " وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا لَاعِبِينَ {38} مَا خَلَقْنَاهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لَا يَعْلَمُونَ {39} ". الدخان (38 - 39)
وقال تعالي: " {وَمَا خَلَقْنَا السَّمَاء وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا بَاطِلاً ذَلِكَ ظَنُّ الَّذِينَ كَفَرُوا فَوَيْلٌ لِّلَّذِينَ كَفَرُوا مِنَ النَّارِ} " ص27
وقال تعالي: " وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ {22} " الجاثية 22
وقال تعالي: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ {56} " الذاريات 65
http://fantasyflash.ru/grafic/line/image/line105.gif
س3: ما معني العبد؟
ج: العبد إن أريد به المعبد، أي: المذلل المسخر فهو بهذا المعني شامل لجميع المخلوقات من العوالم العلوية والسفلية من عاقل وغيره ورطب ويابس ومتحرك وساكن وظاهر وكامن ومؤمن وكافر وبر وفاجر، وغير ذلك،الكل مخلوق لله عز وجل مربوب له مسخر بتسخيره مدبر بتدبيره ولكل منهم رسم يقف عليه وحد ينتهي إليه وكل يجري لأجل مسمي لا يتجاوز مثقال ذرة: " ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ " الأنعام 96
وإن أريد به العابد المحب المتذلل خص ذلك بالمؤمنين الذين هم عباده المكرمون، وأولياؤه المتقون الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون.
http://fantasyflash.ru/grafic/line/image/line105.gif
س4: ماهي العبادة؟
ج:العبادة هي اسم جامع لكل مايحبه الله ويرضاه من الأقوال الظاهرة والباطنة والبراءة مما ينفي ذلك ويضاده.
http://fantasyflash.ru/grafic/line/image/line105.gif
س5: متي يكون العمل عبادة؟
ج: إذا كمل فيه شيئان وهما كمال الحب مع كمال الذل قال تعالي:" وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبّاً لِّلّهِ " البقرة 165. وقال تعالي: " {إِنَّ الَّذِينَ هُم مِّنْ خَشْيَةِ رَبِّهِم مُّشْفِقُونَ} " المؤمنون57
وقد جمع الله تعالي بين ذلك في قوله: " إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَباً وَرَهَباً " الأنبياء 90
يتبع بإذن الله تعالي ...(91/331)
من تذكر وقت صلاة الظهر انه لم يصلي الفجر ,هل يجوز ان يدخل مع الامام بنية الفجر
ـ[عبدالله الشهرزوري]ــــــــ[10 - 03 - 08, 01:37 م]ـ
س: من تذكر وقت صلاة الظهر انه لم يصلي الفجر ,هل يجوز ان يدخل مع الامام بنية الفجر ثم يسلم من الركعتين ثم يدخل مع الامام بنية الظهر؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[10 - 03 - 08, 05:26 م]ـ
نعم يجوز وهو قول في مذهب أحمد نص عليه في الإنصاف.(91/332)
على أي هذين القولين استقر رأي الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله ارجوا التوضيح
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[10 - 03 - 08, 05:24 م]ـ
وجدت هاتين الإجابتين المختلفتين للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمة الله علية وأرجو بيان أخر القولين وما أستقر علية رأي الشيخ
السؤال: هذه الرسالة وردتنا من الأخ في الله محمد سلامة من أبها المجاردة يقول في رسالته هل يجوز مس المصحف وقراءة القرآن منه وكذلك القراءة غيباً للإنسان محدث حدثاً أصغر غير متوضئ؟
الجواب
الشيخ: أما قراءة القرآن بدون مس للمحدث حدث أصغر فلا بأس بها ولا يجب عليه أن يتطهر وإن كان التطهر أفضل وأكمل وأما مس المصحف بدون وضوء فالصحيح أنه جائز ولكنه لا ينبغي أن يمس المصحف إلا بوضوء وقد ذهب بعض أهل العلم إلا أنه يحرم أن يمس المصحف بدون وضوء مستدلين بقوله تعالى (وأنه لقرآن كريم في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون) وبقوله صلى الله عليه وسلم في حديث عمرو بن حزم لا يمس القرآن إلا طاهر ولكن ليس في الآية ما يدل إلى ماذهبوا إليه وليس في الحديث ما يدل على ذلك صراحة أما الآية فإن الله يقول (في كتاب مكنون لا يمسه إلا المطهرون) والقاعدة في اللغة العربية أن الضمير يعود إلى أقرب مذكور إلا إذا وجد دليل على أنه يعود لما سبق وهنا لا دليل على أن الضمير يعود للقرآن فهو يعود إلى الكتاب المكنون الذي هو اللوح المحفوظ ويدل لذلك أن الله قال لا يسمه إلا المطهرون الذين طهرهم الله ولم يقل إلا الطاهرون ولم يقل إلا المطِّهرون فدل هذا على أن المراد بالمطهرون الملائكة الذين طهرهم الله عز وجل مما ينبغي أن يكون طاهرين منه وأما الحديث وقوله لا يمس القرآن إلا طاهر فكلمة طاهر محتملة لأن يكونوا المراد بها طاهراً من الحدث أو طاهراً من الكفر وكلاهما معنى صحيح فالطهارة من الكفر مثل قوله تعالى (يا أيها الذين أمنوا إنما المشركين نجس) فيكون الموحدون طهراً ومثل قوله صلى الله عليه وسلم إن المؤمن لا ينجس فعلى هذا يكون معنى قوله صلى الله عليه وسلم إلا طاهر أي إلا مؤمن ولا يدل على اشتراط الطهارة من الحدث الأصغر ويحتمل أن يكون في الطاهر من الحدث الأصغر فيجب ومادام الاحتمال قائماً فإنه لا وجه لإلزام الناس بما ليس بظاهر في الوجوب فنقول الإحتياط والأفضل ألا يمس القرآن إلا على طهارة وإذا مسه وهو محدثاً حدث أصغر فلا حرج عليه.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_873.shtml
السؤال: عندي سؤال للمستمع ف. ر. ج. من سوريا يقول فضيلة الشيخ هل تصح قراءة القرآن بغير وضوء أرجو منكم إجابة مأجورين؟
الجواب
الشيخ: الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمدٍ وعلى آله وأصحابه ومن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين نعم تجوز قراءة القرآن بغير وضوء وقد قالت عائشة رضي الله عنها كان النبي صلى الله عليه وسلم يذكر الله على كل أحيانه وقراءة القرآن من ذكر الله لكنها لا تجوز إذا كان الإنسان جنباً حتى يغتسل لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقرئ أصحابه القرآن ما لم يكونوا جنباً كما جاء ذلك عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأما مس المصحف فلا يجوز إلا بوضوء لأن في حديث عمرو بن حزم أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم قال لا يمس القرآن إلا طاهرٌ وهذا الحديث وإن كان مرسلٌ إلا أن الأمة تلقته بالقبول والمرسل إذا تلقته الأمة بالقبول صار صحيحاً والطاهر هنا الطاهر من الحدث وليس المؤمن لأنه لم يكن من عادة النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أن يعبر عن المؤمن بالطاهر ويدل على أن الطاهر هو المتوضئ قول الله تبارك وتعالى في آية الوضوء التي جمع الله فيها بين الوضوء والغسل والتيمم (ما يريد الله أن يجعل منكم من حرج ولكن يريد ليطهركم) وعلى هذا فلا يحل للإنسان إذا كان على غير وضوء أن يمس المصحف إلا من وراء حائل بأن يجعل منديلاً على يده أو قفازاً أو يتصفح المصحف بسواكٍ أو نحوه.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1300.shtml
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 01:02 ص]ـ
لا أعلم إن كان الشيخ رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه قد تراجع عن أحد الرأيين للآخر
ولكن الذي أذكره أنه رحمه الله كان يفضل أن يقال "للشيخ في المسألة قولان" ولا يقال تراجع عن قول لآخر إلا إذا صرح هو بذلك.
والله أعلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 09:50 م]ـ
لا أعلم إن كان الشيخ رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه قد تراجع عن أحد الرأيين للآخر
أخي الكريم: تجويز مس المصحف لمن به حدث أصغر قد تراجع عنه الشيخ - رحمه الله تعالى -، والسائر في شروحه وفتاويه هو المنع.
والموضع الذي ذكرته في " فتاوى نور على الدرب " تلاه مواضع كثيرة في فتاوى نور على الدرب أفتى فيها بالمنع.
كذلك الشيخ -رحمه الله تعالى - في " لقاء الباب المفتوح " وهو أحدث من الفتويين اللتين في " نور على الدرب " الشيخ في لقاء الباب المفتوح لا يعرف له إلا الفتوى بالمنع.
وأخيرا إليك النص القاطع عنه بالتراجع إلى ما ذكرتُ لك:
قال في " الشرح الممتع ":
[فالذي تَقَرَّرَ عندي أخيراً: أنَّه لا يجوز مَسُّ المصْحَفِ إلا بِوُضُوء].
والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/333)
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[12 - 03 - 08, 08:00 ص]ـ
انا سمعت الشيخ ذكر أن سبب تراجعه هو ان احد العلماء كتب بحثا في ذلك واستحسن الشيخ هذا البحث
وكاتب البحث قرر في نهاية البحث بالمنع
ونسيت اين ذكر ذلك ولا ادرى من صاحب هذا البحث
والله أعلم(91/334)
هل يجوز أن تكون المرأة مأذونا شرعياًَ (كات
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[10 - 03 - 08, 07:41 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
يخرج بين الفينة و الفينة رجال قد أعمت بصائرهم حب الظهور
و كما قيل حب الظهور يقصم الظهور
فخرجوا بترهات تغضب رب الأرض و السموات فكان منها ما تعجبتم منه (إي سؤالي) و الواقع أن هذا السؤال أردت أن أدفع به إليكم لتعينوني على رده و نقضه ...
فإن قول هؤلاء بجواز أن تكون المرآة مأذوناً شرعياً قول فاسد و باطل
فأرجو من الأخوة أن يعينوني في الجواب للرد على كلامهم؟؟؟؟؟؟!
و جزاكم الله كل خير
ـ[أبو السها]ــــــــ[10 - 03 - 08, 08:23 م]ـ
إذا كان المقصود بالمأذون الشرعي *حسب تعبيرك- هو أن تكون المرأة شاهدة على عقد الزواج فهذا غير جائز شرعا، لأن السنة مضت على أن شهادة النساء غير جائزة في النكاح،
أما إذا كانت مجرد مؤثقة لما يسمى بالزواج المدني مع استيفاء شروط النكاح الشرعية وقيام أركانه المعروفة في كتب الفقه، فالزواج صحيح إن شاء الله، ويبقى إثم هذه المرأة -التي سميتها أنت المأذونة - منوطا برقبتها،لما في هذا العمل من اختلاط بالرجال وما فيه من محاذير أخرى شرعية.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[10 - 03 - 08, 08:40 م]ـ
أخي الفاضل أبو سها
جزاك الله كل خير على ما سطرت
و لم أرد الحكم على هذا العمل بل أريد الرد الشرعي على من يجيز عمل الأمرأة كمأذون شرعي
و لا يخفى عليكم من أن هذا العمل فيه مفاسد كثيرة منها
-أن المرأة تكون كالحكم على هذا الرجل بل هي حكم في زواج و هذا فاسد شرعاً و عقلاً
-الإختلاط وتلك مصيبة المصائب
-و مصيبة عظيمة ألا و هي فساد الأصول
فمن افتى بجواز إمامة المرأة للرجل و جواز أن تكون مأذوناً شرعياً وووووو
و لا يدرى إلى أين حالهم سيذهب تلك مسائل في الفروع إنما تدل على فساد في الأصول،فالبدعة تكبر لا تصغر و القلوب بين اصبعي من أصابع الرحمن
و الخروج عن فهم السلف خروج مصيبة المصائب
فالفقه ما عرفه السلف لا ما عرفه الخلف
و الله الموفق
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[10 - 03 - 08, 08:46 م]ـ
المأذون الشرعي عندنا في مصر يقصد به من يقوم بعقد النكاح وهو الذي يلقن الزوج أو وكيله , والزوجة أووكيلها بما يتم به النكاح ولا أظن أنه يكون شاهداً وإنما يشرف على الشهود وأن كل شروط النكاح مقبولة ثم بعد ذلك يوثق هذا النكاح في الشهر العقاري ويعطي الزوج بعد ذلك شهادة النكاح , يقوم بالتطليق إذا جاء إليه من يرغب في الطلاق بمعني أن يكتب أيضاً محضر الطلاق في حضور الزوجين حالة الاتفاق على الطلاق ويقوم بتوثيق ذلك
والله أعلم
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[10 - 03 - 08, 10:11 م]ـ
الأخوة الأفاضل
أقصد بالمأذون الشرعي ما ذكره أخي سعد أبو إسحاق
و هو الذي يقوم بعقد النكاح بين الزوجين و هو الذي يلقن الزوج
و سامحوني إن وقع مني خطأ في الكتابة فإنما أكتبه على عجل مني
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 03 - 08, 11:43 م]ـ
سؤال رقم 83782: هل يجوز للمرأة أن تكتب عقود الزواج؟
عندنا في بلادنا يوجد سيدات يكتبن عقود الزواج يعملن عدول إشهاد، وبهذه الصفة يكتبن عقود الزواج فأنا أعرف أنه من شروط الشهود والولي أن يكونوا ذكوراً.
هل يجوز للمرأة أن تكتب عقد الزواج؟.
الجواب:
الحمد لله
يطلق على من يكتب عقود الزواج: " المأذون " و " مأذون الأنكحة " و " مملِّك " و " عاقد النكاح ".
وهو من يُجري عقد النكاح على الترتيب الشرعي من حيث الأركان والشروط والواجبات ويوثقه في وثيقة تسمى " عقد النكاح ".
ومن أعماله: التأكد من رضى المخطوبة وموافقتها على النّكاح، باستئمار المرأة الثّيّب واستئذان البكر، ومعرفة شروط الطرفين، والتأكد من عدم وجود موانع للزواج.
ومن أعماله: التأكد من الولي إن كان موافقاً للشرع أم لا، والتأكد من هوية الشهود وتوثيق شهادتهم.
ومن أعماله: توثيق تسمية الصّداق ومعرفة مقداره، وهل استلمته الزوجة أو ليها أم لا، وهل بقي منه شيء مؤجلاً أم كله قد عُجِّل.
وتعدُّ " المأذونية " فرعا من فروع القضاء، بل هو نائب عن القاضي الشرعي، ولذا لزم أن يكون المأذون الشرعي متصفاً في شخصه ببعض الصفات المشترطة في القاضي , ومن أعظمها أن يكون مسلماً، ذكراً، بالغاً، عاقلاً،
رشيداً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/335)
ويجوز للمرأة أن تمهِّد لعقد الزواج من حيث الصداق ورضا الطرفين، وأما أن تباشر عقد الزواج فلا يجوز لها ذلك، وفي ذلك أثر عن عائشة رضي الله عنها:
عن ابن جريج قال: كانت عائشة إذا أرادت نكاح امرأة من نسائها، دعت رهطا من أهلها، فتشهدت، حتى إذا لم يبق إلا النكاح قالت: يا فلان! أنكح فإن النساء لا يُنْكِحن. " مصنف عبد الرزاق " (6/ 201)، وصححه الحافظ ابن حجر في " فتح الباري " (9/ 186).
وعن عائشة قالت: كان الفتى من بني أختها إذا هويَ الفتاة من بني أخيها، ضربت بينهما ستراً وتكلمت، فإذا لم يبق إلا النكاح قالت: يا فلان! أنكح، فإن النساء لا ينكحن.
" مصنف ابن أبي شيبة " (3/ 276).
وقد ورد عن عائشة - أيضاً - ما يوهم جواز تولي المرأة عقد الزواج، وقد استدل به الحنفية على عدم اشتراط الولي في النكاح: عَنْ الْقَاسِمِ بنِ محمَّد أَنَّ عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ زَوَّجَتْ حَفْصَةَ بِنْتَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ غَائِبٌ بِالشَّامِ، فَلَمَّا قَدِمَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ قَالَ: وَمِثْلِي يُصْنَعُ هَذَا بِهِ؟ وَمِثْلِي
يُفْتَاتُ عَلَيْهِ؟ فَكَلَّمَتْ عَائِشَةُ الْمُنْذِرَ بْنَ الزُّبَيْرِ، فَقَالَ الْمُنْذِرُ: فَإِنَّ ذَلِكَ بِيَدِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، فَقَالَ عَبْدُ
الرَّحْمَنِ: مَا كُنْتُ لأَرُدَّ أَمْرًا قَضَيْتِهِ، فَقَرَّتْ حَفْصَةُ عِنْدَ الْمُنْذِرِ وَلَمْ يَكُنْ ذَلِكَ طَلاقًا.
رواه مالك (1182) وإسناده صحيح.
وما فهموه من الأثر خطأ؛ ومعنى الأثر موافق لما ذكرناه عن عائشة رضي الله عنها من قبل.
قال الإمام أبو الوليد الباجي - رحمه الله -:
قوله: (إن عائشة زوَّجت حفصة ... ) يحتمل أمرين:
أحدهما: أنها باشرت عقدة النكاح، ورواه ابن مُزَّين عن عيسى بن دينار، قال: وليس عليه العمل - يريد: عمل أهل المدينة حين كان بها عيسى - ; لأن مالكا وفقهاء المدينة لا يجوزون نكاحا عقدته امرأة، ويفسخ قبل البناء
وبعده على كل حال.
والوجه الثاني: أنها قدَّرت المهر وأحوال النكاح , وتولَّى العقدَ أحدٌ من عصَبتها، ونسب العقد إلى عائشة لما كان تقريره إليها , وقد روي عن عائشة أنها كانت تقرر أمر النكاح ثم تقول: " اعقدوا؛ فإن النساء لا يعقدن النكاح "، وهذا هو المعروف من أقوال الصحابة أن المرأة لا يصح أن تعقد نكاحا لنفسها ولا لامرأة غيرها.
" المنتقى شرح الموطأ " (3/ 251).
وقال ابن عبد البر - رحمه الله -:
قوله في حديث هذا الباب " أن عائشة زوجت حفصة بنت عبد الرحمن أخيها من المنذر بن الزبير " ليس على ظاهره، ولم يرد بقوله " زوجت حفصة " - والله أعلم - إلا الخطبة والكناية في الصداق والرضا ونحو ذلك دون العقد، بدليل الحديث المأثور عنها أنها كانت إذا حكمت أمر الخطبة والصداق والرضا قالت: " أنكحوا واعقدوا؛ فإن النساء لا يعقدن " ...
قال: قد احتج الكوفيون بحديث مالك عن عبد الرحمن بن القاسم عن عائشة المذكور في هذا الباب في جواز عقد المرأة للنكاح!
ولا حجة فيه لما ذكرنا من حديث ابن جريج؛ ولأن عائشة آخر الذين رووا عن النبي عليه السلام (لا نكاح إلا بولي)، والولي المطلق يقتضي العصبة لا النساء.
" الاستذكار " (6/ 32) باختصار.
والخلاصة: أنه يجوز للمرأة أن تمهِّد لعقد الزواج، ولا يجوز لها أن تباشر التزويج بنفسها؛ لأن هذا من فعل القاضي ومن ينوب عنه، ومن شروطهما الذكورة.
وإذا تمَّ العقد الشرعي برضا الطرفين وموافقة الولي، وتولت المرأة توثيق عقد النكاح؛ كأن تكون موظفة في محكمة، أو دائرة شرعية، أو ما يشبه ذلك، من أعمال المأذونية، فلا يظهر المنع؛ لأن العقد قد تمَّ وليس لها إلا توثيق ذلك على الورق.
أما تكون هي شاهدةً على عقد النكاح، أو يكون المرجع في تقويم الشهود إليها، أو أن تكون هي التي تلي عقد النكاح، دون الولي، فلا يجوز.
والله أعلم.
" موقع الشيخ المنجد "
ـ[أبو السها]ــــــــ[11 - 03 - 08, 01:54 ص]ـ
عذرا-أخي- إحسان، ألا يوجد تناقض بين هاتين الجملتين:
الأولى:
وتعدُّ " المأذونية " فرعا من فروع القضاء، بل هو نائب عن القاضي الشرعي، ولذا لزم أن يكون المأذون الشرعي متصفاً في شخصه ببعض الصفات المشترطة في القاضي , ومن أعظمها أن يكون مسلماً، ذكراً، بالغاً، عاقلاً،
رشيداً.
الثانية:
وإذا تمَّ العقد الشرعي برضا الطرفين وموافقة الولي، وتولت المرأة توثيق عقد النكاح؛ كأن تكون موظفة في محكمة، أو دائرة شرعية، أو ما يشبه ذلك، من أعمال المأذونية، فلا يظهر المنع؛ لأن العقد قد تمَّ وليس لها إلا توثيق ذلك على الورق
أرجو التوضيح، فقد قصر فهمي. وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/336)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 02:48 ص]ـ
ليس بينهما تناقض
فالكلام واضح
العقد الشرعي تم في البيت، أو في أي مكان
وما يحصل في المحكمة هو توثيق، وإن كانوا يسمونه (قانونا) عقداً شرعيا إنشائيا
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 08:30 ص]ـ
من فروع المسألة:
في حالة عدم الولي، فالحاكم ولي من لا ولي له، أي الحاكم أو من يقوم مقامه، وبتعيينها مأذونة، تكون معينة من قبل الحاكم فتنوب عنه.
لعل السؤل: فهل تصح إنابتها عن الحاكم فتزوج مقام ولي من لا ولي له؟
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[13 - 03 - 08, 07:55 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا إحسان وبارك فيكم
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[13 - 03 - 08, 08:00 م]ـ
المشايخ الكرام
إحسان العتيبي و سعد أبو اسحاق و أبو سها و أبو زكريا الشافعي
سامحونا على التأخر في الرد عليكم
و جزاكم الله كل خير
ـ[أروى أم لين]ــــــــ[15 - 03 - 08, 10:09 ص]ـ
السلام عايكم و رحمة الله وبركاته وبعد
ربنا لاتؤاخذنا بما فعل السفهاءمنا وصدق رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم حين قال: (بدأ الإسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فطوبى للغرباء) جعلنا الله منهم إن الغربة في الدين ليست فقط من الذين يخالفون أوامره ويقعون في نواهيه بل حتى من خرج بفهمه عن جادة الصواب والحق المبين.
إخوتي الأكارم أسألكم بالله الذي لا إله إلاهو أللمرأة ولاية؟؟؟
إذا كانت المرأة لا ولاية لها على نفسها فكيف بها تكون ولية على غيرها؟؟؟
وكونها مأذونة فهذه ولاية فلا تصح حين إذن ولايتها.
قال صلى الله عليه وسلم: (من سنَّ في الإسلام سنة حسنة كان له أجرها و أجر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص من أجورهم شيء، ومن سنَّ في الإسلام سنة سيئة كان له وزرها و وزر من عمل بها إلى يوم القيامة لا ينقص منه شيء)
و لا أرى من فعلت هذا إلا مثل الأعرابي الذي بال عند المقام في يوم الحج الأكبر بغية الإشتهار؟؟؟؟ عياذا بالله من الشهرة و أصحابها لايبالي الواحد منهم ما فعل لأجل أن يشتهر.
و ختاما و إن كان في كلامي بعض القسوة فإنها حمية لله ولدينه ومن بلغه عليه الصلاة و السلام ومن بعده من الصحابة الأفذاذ و التابعين الأنجاب
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[15 - 03 - 08, 06:37 م]ـ
بارك الله بك شيخنا أبو طارق، أفدتنا كثيرا، أحسن الله إليك ....
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[15 - 03 - 08, 06:39 م]ـ
جزاك الله خيرا أختنا أروى على هذه الهمة العالية، أحسن الله إليك ...
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 02:55 ص]ـ
وفيك بارك أخي الشيخ (أبو عامر) ونفع بك
ـ[المعلمي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 10:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الفتوى المنقولة غريبة جدا، لأن الآثار المنقولة تفيد عكس الحكم المستنبط؟!!!
فمادام أن الولي والشاهدين غير المأذون فما كان لذكر عائشة معنى معتبر؟!
والذي يظهر أن هذه جزئية من جزئيات القضاء يجوز إناطتها بغير القاضي بأمر منه، ولو كانت امرأة
؛ لأنها لا تتعدى التدوين!
النسخة الإلكترونية من الموسوعة الكويتية / الشاملة:
الموسوعة الفقهية الكويتية - (ج 21 / ص 269)
قَال الْكَاسَانِيُّ: أَمَّا الذُّكُورَةُ فَلَيْسَتْ مِنْ شُرُوطِ جَوَازِ تَقْلِيدِ الْقَضَاءِ فِي الْجُمْلَةِ، بَل يَجُوزُ أَنْ تَتَوَلَّى الْمَرْأَةُ الْقَضَاءَ فِيمَا لاَ حُدُودَ فِيهِ وَلاَ قِصَاصَ. وَذَهَبَ ابْنُ جَرِيرٍ إِلَى جَوَازِ تَوَلِّي الْمَرْأَةِ الْقَضَاءَ مُطْلَقًا؛ لأَِنَّ الْمَرْأَةَ يَجُوزُ أَنْ تَكُونَ مُفْتِيَةً، فَيَجُوزُ أَنْ تَكُونَ قَاضِيَةً.
(1) البدائع (7/ 3)، والقوانين الفقهية (ص299)، ومغني المحتاج (4/ 375)، والمغني لابن قدامة (9/ 39).
ـ[أروى أم لين]ــــــــ[16 - 03 - 08, 12:11 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،،،
أخي المعلمي القضاء ولاية و أنا لا أنكر أن أهل العلم بينهم خلاف في مسألة تولي المرأة للقضاء في غير إثبات الحدود و القصاص، و لكن ألا تعلم أنه لا قياس مع النص فقد قال عليه الصلاة والسلام: (لا يفلح قوم ولوا أمرهم إمرأة) و قوله: (لا نكاح إلا بولي و شاهدي عدل) و قوله: (أيما إمرأة زوجت نفسها فنكاحها باطل باطل باطل) ومعلوم لك أخي أن الولاية في الإنكاح و التزويج ولاية ذكورية بحتة فلا نسحب عليها خلاف العلماء في مسألة تولي المرأة للقضاء على أن اللراجح من أقوال العلماء عدم جواز توليها للقضاء النص السابق ذكره وإذاكان هذا الحكم في المرأة نفسها فكيف لها أن تلي أمر غيرها؟؟؟
وأنت بارك الله فيك إن كنت ترى الجواز-أي في تولي المرأة للقضاء-
فالولاية في الإنكاح لها نص خاص فيها فلا تدخل في الخلاف السابق وهذا ماعليه الجمهور من المالكية و الشافعية و الحنابلة و المحققين من أهل العلم.
ـ[المعلمي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 03:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت أروى:
الموضوع يتعلق بمهام المأذون، وماورد في مشاركتي السابقة إنماورد عرضا ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/337)
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[16 - 03 - 08, 09:40 م]ـ
الأخوة الأكارم
جزاكم الله كل خير
أخي الفاضل المعلمي
بالنسبة لما نقلته عن الكاساني من عدم شرطية الذكورة فهذا كلام رد عليه الماوردي في الإحكام السلطانية ص88حيث قال (وشذ ابن جرير الطبري فجوز قضاءها في جميع الأحكام، ولا اعتبار بقول يرده الإجماع مع قول الله تعالى ? الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ ? يعني في العقل والرأي، فلم يجز أن يقمن على الرجال). أ. هـ
أما ما نسب لإبن جرير الطبري من القول بجواز أن تكون المرأة قاضية فهذا لم يصح عنه لما ذكره الامام ابن العربي المالكي في تفسيره فقال: (ونقل عن محمد بن جرير الطبري إمام الدين أنه يجوز أن تكون المرأة قاضية، ولم يصح ذلك عنه أهـ (انظر أحكام القرآن لابن العربي (3/ 1457) ونقله القرطبي في تفسيره وأقره (13/ 183 - 184).
و حتى إن سلمنا بكون الكلام صحيح النسبة لابن جرير فليس هو على إطلاقه بدليل كلام ابن حجر العسقلاني رحمه الله حيث نقل عن ابن التنين قوله (وخالف ابن جرير الطبري فقال يجوز أن تقضي فيما تقبل شهادتها فيه) أ. هـ
(فتح الباري (13/ 61).
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=20143&highlight=%CD%CF%ED%CB+%C7%C8%ED+%C8%DF%D1%C9
وفق الله الجميع لما فيه رضاه سبحانه
و جزاكم الله كل خير
ـ[أروى أم لين]ــــــــ[17 - 03 - 08, 09:44 ص]ـ
السلام عليكم أخي المعلمي إذن لا تقل ماذونة وإنما قل موثقة عقد زواج أو كاتبة عقد الزواج بأمر من المأذون الشرعي فهي موظفة ليس إلا.
ـ[المعلمي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 01:38 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم فادي بن ذيب قراقرة:
كنت لا أود الدخول في مواضيع أخرى، حتى لايتحرف الموضوع عن عنوانه المذكور في المدخل، ولكن مادام أن الخروج أتى منك فلا بأس أن نسترسل معك لأنك صاحب الموضوع.
أولا: أن ابن جرير مجتهد من مجتهدي هذه الأمة، وقد فسر قوله تعالى " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ " بمالايتفق مع المعنى الذي ذكره الماوردي، وبمالايتعارض مع استنباطاته في هذه المسألة.
ثانيا: أن المسألة المتنازع فيها تؤوب إلى بعض مهام القاضي وليس بتمامها، وفيها الخلاف المدرج في المشاركة رقم (16) وهي لا تتضمن في بواطنها إصدار أحكام - وإن كانت الفتوى تجوز من المجتهدة ويجوز تقليدها فيها وهي أشد من الأحكام وكذلك الرواية والتي هي منشأ الأحكام - قضائية بقدر ماهي نوع من التوكيل في التوثيق وتوكيل المرأة في الكتابة أهون مايكون في مسائل القضاء!
ثالثا: أن تتمة كلام ابن العربي كمايلي " ولعله نقل عنه كما نقل عن أبى حنيفة أنها إنما تقضى فيما تشهد فيه وليس بأن تكون قاضية على الاطلاق، ولا بأن يكتب لها مسطور بأن فلانة مقدمة على الحكم، وإنما سبيل ذلك التحكيم والاستنابة في القضية الواحدة، وهذا هو الظن بأبى حنيفة وابن جرير" وكأنه هون من أمر الخلاف إن استنيبت في بعض المهام كما في قضية المأذون.
رابعا: أن الولاية إذا أسندت إلى الأمر قصد بها الولاية العظمى، وقياس المأذونية عليها قياس مع الفارق لمن تدبر ..
.................................................. .........
الأخت أم لين:
فليكن كذلك ..
فلعل هناك خطأ لغويا في هذا المصطلح لعدم مطابقته للواقع ..
ـ[أروى أم لين]ــــــــ[17 - 03 - 08, 01:47 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي المعلمي ما الذي تقصده بقولك خطأ لغويا لم يطابق الواقع؟
فأنا لم أفهم المراد منها.
ـ[المعلمي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 07:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت أم لين:
مكمن الخطأ في إطلاق لفظ " المأذون " على كاتب العقد أو من ينوب مناب القاضي لأن الإذن في الحقيقة " للمرأة "، ولايصدر من المأذون الإذن لا في التكميل ولا في التصحيح، لأن الكتابة من طرق التوثيق الزائد ولو تزوجت المرأة من غير توثيق صح زواجهاإن استوفى الأركان المعتبرة شرعا.
وعلى كل لامشاحة في الاصطلاحات فالتباني العرفي أساس في اكتساب اللفظ للمعنى.
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[17 - 03 - 08, 07:35 م]ـ
أخي الحبيب المعلمي
جعلك الله على درب المعلمي
و جزاك الله كل خير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/338)
بالنسبة لما كتبتم أخي الفاضل فلي تعقيب على كلامكم أرجو أن لا يضيق صدرك مني
أخي الحبيب قولك أخي الفاضل:
(أولا: أن ابن جرير مجتهد من مجتهدي هذه الأمة)
تلك لا ريب و لا مرية فيها و لا جدال
بل كلام حق يراد به إعلاء قدر هذا الإمام،و لكن كل يؤخذ من قوله و يرد إلا صاحب هذا القبر، و لو أردنا أن نذكر أخطاء أئمة جبال فحول يمتحن السني بهم لما صعب علينا،و لكنه الأدب مع هؤلاء.
قولك:
(وقد فسر قوله تعالى " الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ " بمالايتفق مع المعنى الذي ذكره الماوردي، وبمالايتعارض مع استنباطاته في هذه المسألة.)
لم أجد ما ترمي إليه من عدم إتفاق تفسيره للأية مع ما ذكره الماوردي
بل ظاهر ما وجدته يدل على خلاف ما ترمي إليه أخي الحبيب
فقد قال الطبري:"الْقَوْل فِي تَأْوِيل قَوْله تَعَالَى: {الرِّجَال قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللَّه بَعْضهمْ عَلَى بَعْض} يَعْنِي بِقَوْلِهِ جَلَّ ثَنَاؤُهُ: {الرِّجَال قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء} الرِّجَال أَهْل قِيَام عَلَى نِسَائِهِمْ فِي تَأْدِيبهنَّ وَالْأَخْذ عَلَى أَيْدِيهنَّ , فِيمَا يَجِب عَلَيْهِنَّ لِلَّهِ وَلِأَنْفُسِهِمْ ; {بِمَا فَضَّلَ اللَّه بَعْضهمْ عَلَى بَعْض} يَعْنِي بِمَا فَضَّلَ اللَّه بِهِ الرِّجَال عَلَى أَزْوَاجهمْ مِنْ سَوْقهمْ إِلَيْهِنَّ مُهُورهنَّ , وَإِنْفَاقهمْ عَلَيْهِنَّ أَمْوَالهمْ , وَكِفَايَتهمْ إِيَّاهُنَّ مُؤَنهنَّ. وَذَلِكَ تَفْضِيل اللَّه تَبَارَكَ وَتَعَالَى إِيَّاهُنَّ عَلَيْهِنَّ , وَلِذَلِكَ صَارُوا قُوَّامًا عَلَيْهِنَّ , نَافِذِي الْأَمْر عَلَيْهِنَّ فِيمَا جَعَلَ اللَّه إِلَيْهِمْ مِنْ أُمُورهنَّ. وَبِمَا قُلْنَا فِي ذَلِكَ قَالَ أَهْل التَّأْوِيل .... )
وباقي كلامه رحمه الله تعالى على هذا الرابط
http://quran.al-islam.com/Tafseer/DispTafsser.asp?nType=1&bm=&nSeg=0&l=arb&nSora=4&nAya=34&taf=TABARY&tashkeel=0
يتبع بعون الله
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[17 - 03 - 08, 11:09 م]ـ
قولك أخي الفاضل:
(وكذلك الرواية والتي هي منشأ الأحكام - قضائية بقدر ماهي نوع من التوكيل في التوثيق وتوكيل المرأة في الكتابة أهون مايكون في مسائل القضاء!)
أليس الزواج من الأحكام
أليس كتابة العقد الذي هو الزواج أعلى مقامات القضاء؟
و لا يخفي عليكم أخي الحبيب الفرق بين مهام القاضي و المفتي
فالقاضي يكون كلامه في تقرير الأحكام على الناس و منها الحكم على الزوجين بالارتباط الشرعي
ثم هناك مسائل أخرى تدخل لزاماً في قضية المأذونية
ألا و هي الإختلاط فمن منا يجيز لأهله أن تكتب عقداً شرعياً في معرض الحديث مع الرجال و ذاك لا بد منه في دور المأذونية .... !
ثم قولك أخي:
(وتوكيل المرأة في الكتابة أهون مايكون في مسائل القضاء!)
أخي الفاضل
المسألة كما أسلفنا ليست مجرد كتابه يهون معها تصدير الحكم على هذا العمل
بل هي حكم بجواز الخلطة بين رجل و إمراءة و تلك من أصعب المسالك (مسالك الفروج) و لا يخفى عليكم ما يترتب أيضاً على التطليق و أحكامه (فسخ العقد)
فظاهر المسألة أنها مجرد كتابة
و باطنها تشريع بحياة بين شخصين
قولك أخي الحبيب المعلمي وفقك الله
(ثالثا: أن تتمة كلام ابن العربي كمايلي " ولعله نقل عنه كما نقل عن أبى حنيفة أنها إنما تقضى فيما تشهد فيه وليس بأن تكون قاضية على الاطلاق، ولا بأن يكتب لها مسطور بأن فلانة مقدمة على الحكم، وإنما سبيل ذلك التحكيم والاستنابة في القضية الواحدة، وهذا هو الظن بأبى حنيفة وابن جرير")
السؤال هنا
ما هو الذي يجوز أن تقضى به المرأة وفق ما تشهد به؟
هل هو الزواج؟ و هل تقبل شهادة المرأة فيه من غير إمرأة ثانية أم هي تشهد مستقلة؟؟؟ تلك مسالك لا بد من التحري بها قبل الحكم على هذه المسائل
قولك أخي الفاضل:
(وكأنه هون من أمر الخلاف إن استنيبت في بعض المهام كما في قضية المأذون.)
تلك تبع للأول في الحكم
و لا تهوين فيها
قولك أخي الفاضل:
(أن الولاية إذا أسندت إلى الأمر قصد بها الولاية العظمى)
ما هو الدليل على كلامك وفقك الله؟؟؟
فإن سلمت جدلاً بذلك فهل تجيز ولايات للمرأة غير الولاية العظمي؟؟ مثل ولاية الوزارة و المجالس التشريعية؟؟؟ هذا من ضرب المثال
و الدليل عام لم يستثني شيء
قولك (وقياس المأذونية عليها قياس مع الفارق لمن تدبر)
المذونية من المهام المتعلقة بالقاضي فهي داخلة في عمله لا ريب
و القاضي من أنواع الولايات
والله الموفق
و بانتظار التعقيب لنستفيد منكم بارك الله فيك
و من الأخوة جميعاً
و سامحوني أن أسأت لكم و جزاكم ربي كل خير
ـ[المعلمي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 07:42 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل هادي بن ذيب قراقرة:
جزاك الله خيرا ..
كل مالدي قلته، و من الخير أن نترك المجال للإخوة الكرام ..(91/339)
احد المنصرين يحاصرنى بشبهاته فمن له من اعضاء الملتقى فى مصر؟
ـ[عدنان القاهرى]ــــــــ[10 - 03 - 08, 10:50 م]ـ
السلام عليكم
حداثة انضمامى للملتقى تجعلنى لا اعرف قدرات الاعضاء الكرام فأنا بحاجة شديدة جدا لمن له خبرة وقدرة على مواجهه احد من يعملون بالتنصير وهو يتمتع بخبث شديد ومراوغة عجيبة ويزعم انه لن يستدل الا بكتبنا
ارجو الاهتمام من فضلكم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[10 - 03 - 08, 11:00 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ..
حياكم الله أخانا الحبيب وبارك فيكم، وتجدنا جميعًا إخوانًا لك بإذن الله ..
بخصوص ما سألتم عنه يمكنكم سؤال الأخ الدكتور محمد جلال القصاص، فهو له باع في مواجهة التنصير، وله مقالات وكتب في الرد عليهم وعلى كلبهم زكريا بطرس، و لا أدري هل يكتب هنا أو لا، لكنه يكتب في المجلس العلمي التابع للألوكة، ويمكنكم مراسلته هناك ..
ـ[محمد محمود الشنقيطى]ــــــــ[10 - 03 - 08, 11:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الفاضل أنصحك بالشيخين الفاضلين أبي إسحاق الحويني ومحمد حسان فعندهم من العلم والتجربة ما يفيدك بالتأكيد
ولا تنس الإستفادة من المنشور على النت حول الموضوع خاصة موقع صيد الفوائد
ولعل لدى الإخوة ما يفيدك أكثر مني
أغيثوا أخاكم فهو على ثغر من ثغور الإسلام
ـ[بن عفان]ــــــــ[10 - 03 - 08, 11:34 م]ـ
بفضل الله
لا يوجد شبهة إلَّا وقد تم الرد عليها
لعلك تُراسلني بالشبهات، وأفيدك بالرد إن شاء الرحمن
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 12:03 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
تابع هذا الرابط ففيه الكفاية
http://www.eltwhed.com/vb/
وهذا أيضا
http://www.aljame3.net/ib/
وأنصحك بالذهاب إلى كلية الدعوة الإسلامية - جامعة الأزهر - الحي السابع بمدينة نصر
للقاء الشيخين
عبد الله سمك
وعمر بن عبد العزيز
وستجد منهما تعاونا صادقا إن شاء الله
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[11 - 03 - 08, 12:15 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم،يمكنك زيارة مدونة الشيخ رفاعي سرور حفظه الله تعالى ففيها الرد على كثير من الشبهات، وإليك الرابط
http://aljwab.com/
ـ[سالم عدود]ــــــــ[11 - 03 - 08, 03:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[11 - 03 - 08, 07:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا تفعل لو قابلت منصرا؟
بقلم الشيخ / أبو إسلام أحمد عبدالله.
يقول الشيخ أبو إسلام أحمد عبد الله:
ومن خلال تجاربي وخبرتي وقراءاتي الخاصة في مجال التنصير، أستطيع أن أستقرىء أسباب التنصير عموماً وأشكاله ووسائله باختصار شديد، فأقول:
أن المدخل الأول للتنصير هو معرفة مفاتيح شخصية المسلم، من ثلاث نواح متوازية؛ هي:
1ـ قوة الشخصية التي تتحدد من الرد الأول على اعتداء المُنَصِّر، مدى القابلية للاستماع.
2ـ اكتشاف القدرة المعرفية للمسلم بإسلامه، ليحدد موقفه من فتح باب الحوار أم لا.
3ـ تلمس أي معلومة شخصية حول الوضع العائلي لأسرة المسلم ومساحة استقرارها، كمدخل نفسي أو عاطفي لكسب مساحة من قلب المسلم.
وعلاج هذه المفاتيح الثلاثة:
أ ـ ألا يسمح المسلم لنفسه بداية أن يسمع من المسيحي ما يخالف الإسلام من عقائد أو مفاهيم شركية ضالة، (وسوف نبرر هذا الموقف الرافض بعد قليل).
ب ـ أن يغلق باب قبول أي كلام من المسيحي باعتباره تعدياً شخصياً على دين المسلم (وسوف نبرر هذا الموقف الرافض بعد قليل).
ج ـ لا يجب أن يتصور المسلم أن غلق باب الحوار مع المسيحي هو هزيمة شخصية، لأن المُنَصِّر تم إعداده خصيصاً للقيام بتلك المهمة الشيطانية مع المسلم، ويتقاضى المرتبات والمكافآت لقاء ذلك، أما المسلم فلم يبذل دعاة المسلمين أدنى جهد لإعداده لمثل هذه المواجهة غير المتكافئة، ولا يعيب العامي المسلم أو الطالب أو الموظف المسلم أن يفشل في إجابة سؤال من مسيحي مُنَصِّر، لأنه ليس بالضرورة يعرف الإجابة، ولأنه لم يَدّعِ لأحد أنه عالم أو شيخ، بل ولا يعيب الشيخ أن يفشل في إجابة سؤال مسيحي، لأنه لم يَدّعِ لأحد أنه متخصص في هذا الباع الذي تخصص فيه المُنَصِّر، لكن العيب أن يظل المسلم العامي أو الطالب أو الموظف أو الشيخ بعد هذا الموقف ـ إن حدث له أو سمع عنه ـ أن يتهاون في سبر غور المسيحية، ليعلم ويتعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/340)
ألاعيب المسيحيين وكذبهم وافتراءاتهم وكيدهم للإسلام، وأن كل ما يطرحونه على المسلم من افتراءات وضلالات، لم تكن إلا بسبب جهله بإسلامه وقلة زاده من علوم الدين.
د ـ للعقيدة المسيحية مفاتيحاً بسيطة للغاية، لو يقف عليها المسلم لهدمها على رأس أصحابها، لأنها عقيدة خاوية، تحمل عناصر فسادها في داخلها، ويكفيك فقط أن تسأل المسيحي عن كينونة ربه ليرتبك ويتفصد عرقاً ويعتذر لك عن استمرار الحوار، وأنه مرتبط بموعد هام، وأن أمه وأبيه وصاحبته وبنيه محجوزون في مستشفى الأمراض العقلية بسبب لفحة برد شديدة هبت من جنوب القاهرة محملة بالأتربة القادمة من جبل المقطم الذي قطمه القديس الأعور سمعان الأقرع في ليلة عاصفة ليس لها من دون الله كاشفة، فعلى المسلم أن يتحلى بالثبات، وأن يثق فيما هو عليه من الحق، وألا تتزعزع قواعده الإيمانية بسبب جهله وجهل المسيحي الذي لا يعرف له رباً بسبب تعدد أربابه، وتختلف طوائف المسيحية في تحديد يوم ميلاد كل رب من هذه الأرباب، كما اختلفوا في تحديد نسب هذا الإله الرب، أهو ابن يوسف أم ابن نفسه أم ابن أمه أم ابن زانية ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هـ ـ إن أحسن المسلم التعامل مع المُنَصِّر، فقد أفسد على المسيحي خطته في استبيان المساحة المعرفية للمسلم (البند 2)، ولن يتدخل المسيحي في حياته الشخصية (البند 3)، فيتوقف الاعتداء عند أول خطوة (البند 1)، ولكن من المهم للغاية إخبار الأسرة والأصدقاء وشيخ المسجد، ليكونوا بمثابة مجلس شورى يساعد في دعم موقفه.
و ـ إذا سقط المسلم في واحدة من الشراك الثلاثة (1، 2، 3) ولم يلتزم بالنصيحة في إخبار المقربين بما حدث (البند هـ)، فيمكنه العودة بالانسحاب بشجاعة لعدم العلم، وأنه لا يجوز أن يفتي في الدين من لا يعلم دينه، ولا يضير المسلم أن يعجز عن إجابة سؤال لأنه ليس بعالم حتى لو كان السؤال كما صوره له المُنَصِّر تافهاً، مما يستدرج المسلم لمحاولة إثبات ذاته والثأر لنفسه عن جهله، فيغوص في وحل المُنَصِّر زيادة، مما يجعل الرجوع أكثر صعوبة، ويكون مهماً أكثر من ذي قبل أن يصارح والديه وأصدقائه وشيخ المسجد لمعالجة الخطوة السابقة.
ز ـ إذا فلح المُنَصِّر في استدراج المسلم إلى (البند 3) الذي يدعو للاستسلام له، فيبقي له طوق نجاة واحد، هو الاعتراف أمام نفسه بالفشل، لكن عزاؤه الكبير أن المُنَصِّر تم إعداده إعداداً خاصاً، وأنفق عليه آلاف الدولارات ليحقق هذا النصر مع هذا المسلم، وليدرك المسلم أن سبب هزيمته راجع لأمرين:
أولهما: يتحمله العلماء والشيوخ والعلمين والمنهج المدرسي الذي أهمل تعليم المسلمين.
ثانيهما: إهمال المسلم تثقيف نفسه وانشغاله عن دينه وعن تحصيل الثوابت التي تجعل منه شخصاً قوياً قادراً على مواجهة هذا الاعتداء، وهو أمر ليس صعباً، ويستطيع المسلم في هذه المرحلة المتدنية من المواجهة مع المُنَصِّر أن يطلب الفرصة ليسأل أهل الذكر عن إجابة أسئلته، ومن ثم ينتصر المسلم لنفسه بثلاثة أسلحة:
الأول: إخبار والديه وأسرته وشيخ المسجد حتى لو أساؤوا فهمه وتقدير موقفه ليشاركونه الأمر، وإياك أيها المسلم أن تلتزم بوعدك للمُنَصِّر أو المُنَصِّرة الذي أو التي سوف يحذرك كثيراً من إخبار أحد من أهلك وذويك لينفرد بك وبجهلك فتكون صيداً ثميناً ورخيصاً له.
والثاني: أن تسعى للحصول على إجابة الأسئلة التي طرحها عليك المُنَصِّر من أكثر من شيخ أو داعية، ومن الأفضل كثيراً أن تتصل بنا على الشبكة (موقع بلدي) أو هاتفياً (الهاتف في نهاية المقال).
والثالث: أن تسعى بنفسك لتحصيل العلم وتحصين عقلك ضد الفيروسات الوبائية النشطة في البلاد، وضد عضات الكلاب المسعورة الهائجة في الشوارع والحواري والأزقة.
وهنا يأتي حين الإجابة على نصيحتيّ للمسلم:
تنبيه 1:
أ ـ ألا يسمح المسلم لنفسه بداية أن يسمع من المسيحي ما يخالف الإسلام.
ب ـ أن يغلق باب قبول أي كلام من المسيحي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/341)
فأقول بداية، أن هناك خطأ منهجياً كبيراً يقع فيه المسلم، عندما يسمح للمُنَصِّر أن يعتدي على دينه، وأن يطرح عليه بعض غبائه المبني على جهله بالإسلام، وعلى المسلم أن يواجهه بتلك الحقيقة وهي: أن الأجدر بهذا المسيحي أن يعرض هو دينه إن كانت لديه دين يمكن أن يعرض، بدلاً من أن يعتدي على دين الإسلام ونبي الإسلام، ولعل أهم بضاعة لدى المسيحي إذا لم يعرضها هو على المسلم، وجب أن يعرضها المسلم هو مباشرة، وهي قضية ولادة مريم (التي في عقيدته) لربها الذي تعبده، وعن رضاعة هذا الرب من ثدي المرأة التي يقولون أنه هو خالقها، وأن هذا الرب نفسه في أي صورة ما كانت (إلهية أو ناسوتية)، فليس لائقاً به أن يتبول في حجر أمة، يوم كان إلهاً صغيراً في (اللفة)، ويقضي حاجته دون إرادته بعد أن يشبع من الرضاعة، وتمسح له أمه ما يجب إزالته من البراز الذي خلفه من دبره، وفي اليوم الثامن قطعوا له جلدة ذكره (الختان) بدون مخدر، وبالتأكيد أنه صرخ طويلاً وبكي كثيراً، فهل يليق ذلك بالإله.
ومن المهم أخي المسلم (أختي المسلمة) أن تقفوا عند هذه المناقشة، حتى يحررها لك المُنَصِّر، ولن يستطيع أبداً إلا أن ينجح في استدراجك لنقطة أخرى، وينسيك ما يعجز هو عن إثباته في أهم أركان العقيدة وهو (رب العقيدة).
تنبيه 2:
من الوسائل الخطيرة جداً التي يلجأ إليها المُنَصِّر، وهو قد يكون زميلاً لك في المدرسة أو الجامعة أو العمل، بعد أن نجحت الكنيسة في إعداد شعبها كله لممارسة التنصير، فإنهم يلجأون لأحد صورتين أو الاثنين معاً:
الأولى: الجانب العاطفي وهو سلام خطير للغاية، لا يقع فيه غير من أنساه الشيطان نفسه وربه وهم وهي على استعداد لبيع أعراضهم وأعراضهن في سبيل يسوع الرب.
الثانية: الجانب المادي الذي يعتمد على الهدايا وعلى الأموال، وعلى سداد الديون، بحسب حاجة الضحية. وحرىّ بالمسلم أن يتورع عن السقوط في هذين الفخين.
تنبيه 3:
على كل مسلم يحصل على أي معلومة تخص أي نشاط كنسي أو تحرك تنصيري مشبوه، أن يبلغ به الأجهزة الأمنية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، عن طريق الهاتف، أو البريد الإلكتروني، أو رسالة بريدية بدون اسم الراسل، ونحن بدورنا في موقع بلدي نرحب بهذه المعلومات لنشرها على الملأ، عسى أن يرتدع هؤلاء المعتدون، ويكفون عن إثارة الفتنة المسيحية في البلاد.
انتهى كلام الشيخ " أبو إسلام " - حفظه الله -. و هو - لمن لا يعرف - من أشهر المتخصصين بالرد على المنصرين.
هاكم موقعه الرسمي (و المخصص للرد على النصارى):
http://baladynet.net/
تنبيه هام: أرجو منك أخي الحبيب الانتباه إلى الكلام الملون بالأحمر.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[11 - 03 - 08, 07:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ماذا تفعل لو قابلت منصرا؟
بقلم الشيخ / أبو إسلام أحمد عبدالله.
يقول الشيخ أبو إسلام أحمد عبد الله:
ومن خلال تجاربي وخبرتي وقراءاتي الخاصة في مجال التنصير، أستطيع أن أستقرىء أسباب التنصير عموماً وأشكاله ووسائله باختصار شديد، فأقول:
أن المدخل الأول للتنصير هو معرفة مفاتيح شخصية المسلم، من ثلاث نواح متوازية؛ هي:
1ـ قوة الشخصية التي تتحدد من الرد الأول على اعتداء المُنَصِّر، مدى القابلية للاستماع.
2ـ اكتشاف القدرة المعرفية للمسلم بإسلامه، ليحدد موقفه من فتح باب الحوار أم لا.
3ـ تلمس أي معلومة شخصية حول الوضع العائلي لأسرة المسلم ومساحة استقرارها، كمدخل نفسي أو عاطفي لكسب مساحة من قلب المسلم.
وعلاج هذه المفاتيح الثلاثة:
أ ـ ألا يسمح المسلم لنفسه بداية أن يسمع من المسيحي ما يخالف الإسلام من عقائد أو مفاهيم شركية ضالة، (وسوف نبرر هذا الموقف الرافض بعد قليل).
ب ـ أن يغلق باب قبول أي كلام من المسيحي باعتباره تعدياً شخصياً على دين المسلم (وسوف نبرر هذا الموقف الرافض بعد قليل).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/342)
ج ـ لا يجب أن يتصور المسلم أن غلق باب الحوار مع المسيحي هو هزيمة شخصية، لأن المُنَصِّر تم إعداده خصيصاً للقيام بتلك المهمة الشيطانية مع المسلم، ويتقاضى المرتبات والمكافآت لقاء ذلك، أما المسلم فلم يبذل دعاة المسلمين أدنى جهد لإعداده لمثل هذه المواجهة غير المتكافئة، ولا يعيب العامي المسلم أو الطالب أو الموظف المسلم أن يفشل في إجابة سؤال من مسيحي مُنَصِّر، لأنه ليس بالضرورة يعرف الإجابة، ولأنه لم يَدّعِ لأحد أنه عالم أو شيخ، بل ولا يعيب الشيخ أن يفشل في إجابة سؤال مسيحي، لأنه لم يَدّعِ لأحد أنه متخصص في هذا الباع الذي تخصص فيه المُنَصِّر، لكن العيب أن يظل المسلم العامي أو الطالب أو الموظف أو الشيخ بعد هذا الموقف ـ إن حدث له أو سمع عنه ـ أن يتهاون في سبر غور المسيحية، ليعلم ويتعلم ألاعيب المسيحيين وكذبهم وافتراءاتهم وكيدهم للإسلام، وأن كل ما يطرحونه على المسلم من افتراءات وضلالات، لم تكن إلا بسبب جهله بإسلامه وقلة زاده من علوم الدين.
د ـ للعقيدة المسيحية مفاتيحاً بسيطة للغاية، لو يقف عليها المسلم لهدمها على رأس أصحابها، لأنها عقيدة خاوية، تحمل عناصر فسادها في داخلها، ويكفيك فقط أن تسأل المسيحي عن كينونة ربه ليرتبك ويتفصد عرقاً ويعتذر لك عن استمرار الحوار، وأنه مرتبط بموعد هام، وأن أمه وأبيه وصاحبته وبنيه محجوزون في مستشفى الأمراض العقلية بسبب لفحة برد شديدة هبت من جنوب القاهرة محملة بالأتربة القادمة من جبل المقطم الذي قطمه القديس الأعور سمعان الأقرع في ليلة عاصفة ليس لها من دون الله كاشفة، فعلى المسلم أن يتحلى بالثبات، وأن يثق فيما هو عليه من الحق، وألا تتزعزع قواعده الإيمانية بسبب جهله وجهل المسيحي الذي لا يعرف له رباً بسبب تعدد أربابه، وتختلف طوائف المسيحية في تحديد يوم ميلاد كل رب من هذه الأرباب، كما اختلفوا في تحديد نسب هذا الإله الرب، أهو ابن يوسف أم ابن نفسه أم ابن أمه أم ابن زانية ولا حول ولا قوة إلا بالله.
هـ ـ إن أحسن المسلم التعامل مع المُنَصِّر، فقد أفسد على المسيحي خطته في استبيان المساحة المعرفية للمسلم (البند 2)، ولن يتدخل المسيحي في حياته الشخصية (البند 3)، فيتوقف الاعتداء عند أول خطوة (البند 1)، ولكن من المهم للغاية إخبار الأسرة والأصدقاء وشيخ المسجد، ليكونوا بمثابة مجلس شورى يساعد في دعم موقفه.
و ـ إذا سقط المسلم في واحدة من الشراك الثلاثة (1، 2، 3) ولم يلتزم بالنصيحة في إخبار المقربين بما حدث (البند هـ)، فيمكنه العودة بالانسحاب بشجاعة لعدم العلم، وأنه لا يجوز أن يفتي في الدين من لا يعلم دينه، ولا يضير المسلم أن يعجز عن إجابة سؤال لأنه ليس بعالم حتى لو كان السؤال كما صوره له المُنَصِّر تافهاً، مما يستدرج المسلم لمحاولة إثبات ذاته والثأر لنفسه عن جهله، فيغوص في وحل المُنَصِّر زيادة، مما يجعل الرجوع أكثر صعوبة، ويكون مهماً أكثر من ذي قبل أن يصارح والديه وأصدقائه وشيخ المسجد لمعالجة الخطوة السابقة.
ز ـ إذا فلح المُنَصِّر في استدراج المسلم إلى (البند 3) الذي يدعو للاستسلام له، فيبقي له طوق نجاة واحد، هو الاعتراف أمام نفسه بالفشل، لكن عزاؤه الكبير أن المُنَصِّر تم إعداده إعداداً خاصاً، وأنفق عليه آلاف الدولارات ليحقق هذا النصر مع هذا المسلم، وليدرك المسلم أن سبب هزيمته راجع لأمرين:
أولهما: يتحمله العلماء والشيوخ والعلمين والمنهج المدرسي الذي أهمل تعليم المسلمين.
ثانيهما: إهمال المسلم تثقيف نفسه وانشغاله عن دينه وعن تحصيل الثوابت التي تجعل منه شخصاً قوياً قادراً على مواجهة هذا الاعتداء، وهو أمر ليس صعباً، ويستطيع المسلم في هذه المرحلة المتدنية من المواجهة مع المُنَصِّر أن يطلب الفرصة ليسأل أهل الذكر عن إجابة أسئلته، ومن ثم ينتصر المسلم لنفسه بثلاثة أسلحة:
الأول: إخبار والديه وأسرته وشيخ المسجد حتى لو أساؤوا فهمه وتقدير موقفه ليشاركونه الأمر، وإياك أيها المسلم أن تلتزم بوعدك للمُنَصِّر أو المُنَصِّرة الذي أو التي سوف يحذرك كثيراً من إخبار أحد من أهلك وذويك لينفرد بك وبجهلك فتكون صيداً ثميناً ورخيصاً له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/343)
والثاني: أن تسعى للحصول على إجابة الأسئلة التي طرحها عليك المُنَصِّر من أكثر من شيخ أو داعية، ومن الأفضل كثيراً أن تتصل بنا على الشبكة (موقع بلدي) أو هاتفياً (الهاتف في نهاية المقال).
والثالث: أن تسعى بنفسك لتحصيل العلم وتحصين عقلك ضد الفيروسات الوبائية النشطة في البلاد، وضد عضات الكلاب المسعورة الهائجة في الشوارع والحواري والأزقة.
وهنا يأتي حين الإجابة على نصيحتيّ للمسلم:
تنبيه 1:
أ ـ ألا يسمح المسلم لنفسه بداية أن يسمع من المسيحي ما يخالف الإسلام.
ب ـ أن يغلق باب قبول أي كلام من المسيحي.
فأقول بداية، أن هناك خطأ منهجياً كبيراً يقع فيه المسلم، عندما يسمح للمُنَصِّر أن يعتدي على دينه، وأن يطرح عليه بعض غبائه المبني على جهله بالإسلام، وعلى المسلم أن يواجهه بتلك الحقيقة وهي: أن الأجدر بهذا المسيحي أن يعرض هو دينه إن كانت لديه دين يمكن أن يعرض، بدلاً من أن يعتدي على دين الإسلام ونبي الإسلام، ولعل أهم بضاعة لدى المسيحي إذا لم يعرضها هو على المسلم، وجب أن يعرضها المسلم هو مباشرة، وهي قضية ولادة مريم (التي في عقيدته) لربها الذي تعبده، وعن رضاعة هذا الرب من ثدي المرأة التي يقولون أنه هو خالقها، وأن هذا الرب نفسه في أي صورة ما كانت (إلهية أو ناسوتية)، فليس لائقاً به أن يتبول في حجر أمة، يوم كان إلهاً صغيراً في (اللفة)، ويقضي حاجته دون إرادته بعد أن يشبع من الرضاعة، وتمسح له أمه ما يجب إزالته من البراز الذي خلفه من دبره، وفي اليوم الثامن قطعوا له جلدة ذكره (الختان) بدون مخدر، وبالتأكيد أنه صرخ طويلاً وبكي كثيراً، فهل يليق ذلك بالإله.
ومن المهم أخي المسلم (أختي المسلمة) أن تقفوا عند هذه المناقشة، حتى يحررها لك المُنَصِّر، ولن يستطيع أبداً إلا أن ينجح في استدراجك لنقطة أخرى، وينسيك ما يعجز هو عن إثباته في أهم أركان العقيدة وهو (رب العقيدة).
تنبيه 2:
من الوسائل الخطيرة جداً التي يلجأ إليها المُنَصِّر، وهو قد يكون زميلاً لك في المدرسة أو الجامعة أو العمل، بعد أن نجحت الكنيسة في إعداد شعبها كله لممارسة التنصير، فإنهم يلجأون لأحد صورتين أو الاثنين معاً:
الأولى: الجانب العاطفي وهو سلام خطير للغاية، لا يقع فيه غير من أنساه الشيطان نفسه وربه وهم وهي على استعداد لبيع أعراضهم وأعراضهن في سبيل يسوع الرب.
الثانية: الجانب المادي الذي يعتمد على الهدايا وعلى الأموال، وعلى سداد الديون، بحسب حاجة الضحية. وحرىّ بالمسلم أن يتورع عن السقوط في هذين الفخين.
تنبيه 3:
على كل مسلم يحصل على أي معلومة تخص أي نشاط كنسي أو تحرك تنصيري مشبوه، أن يبلغ به الأجهزة الأمنية بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، عن طريق الهاتف، أو البريد الإلكتروني، أو رسالة بريدية بدون اسم الراسل، ونحن بدورنا في موقع بلدي نرحب بهذه المعلومات لنشرها على الملأ، عسى أن يرتدع هؤلاء المعتدون، ويكفون عن إثارة الفتنة المسيحية في البلاد.
انتهى كلام الشيخ " أبو إسلام " - حفظه الله -. و هو - لمن لا يعرف - من أشهر المتخصصين بالرد على المنصرين.
هاكم موقعه الرسمي (و المخصص للرد على النصارى):
http://baladynet.net/
تنبيه هام: أرجو منك أخي الحبيب الانتباه إلى الكلام الملون بالأحمر.
ـ[عدنان القاهرى]ــــــــ[11 - 03 - 08, 06:56 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم خيرا على هذه المسارعة لعون اخيكم واطمئنكم ان الله قد وفقنى لمعرفة داعية له تجارب فى هذا المجال وقد رحب بلقاء الخبيث وقد تم بالفعل تحديد الموعد
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[11 - 03 - 08, 11:23 م]ـ
وفقكم الله ونفع بكم
أخي الفاضل وفقك الله في توقيعك: أنا حديث عهد بالإلتزام وفى بداية طلب العلم فقد كنت فى جاهلية وشر فأرجوا أن ترفقوا بى وهذا ظنى فيكم.
وعلى ضوئه أنصحك بطلب العلم وترك المناظرات والجدل وسماع الشبهات، واتركها لطلبة العلم المتمكنين والمتخصصين.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 03 - 08, 11:31 م]ـ
بارك الله فيكم
وفقكم الله ونفع بكم
أخي الفاضل وفقك الله في توقيعك: أنا حديث عهد بالإلتزام وفى بداية طلب العلم فقد كنت فى جاهلية وشر فأرجوا أن ترفقوا بى وهذا ظنى فيكم.
وعلى ضوئه أنصحك بطلب العلم وترك المناظرات والجدل وسماع الشبهات، واتركها لطلبة العلم المتمكنين والمتخصصين.
تمسك بهذا أخي الكريم
لا يجوز لك أن تناظر وأنت في بداية الطلب
ولا يجوز لك أن تستمع الشبهات
ثم كيف منصر في بلد مسلم
يعني في مصر لا ينبغي للمنصر أن يفتح فمه أصلا
فهذا ينبغي أن يوقف عند حده ولا يسمح له بالكلام أصلا
لا ببث الشبهات ولا بالدعاية لدينه الباطل
وقد أحسن الأخ الكريم ابن عبد الكريم في نقل كلام الشيخ أبي إسلام - وفقه الله
فتأمل ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/344)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[11 - 03 - 08, 11:34 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا وجزاكم خيرا على هذه المسارعة لعون اخيكم واطمئنكم ان الله قد وفقنى لمعرفة داعية له تجارب فى هذا المجال وقد رحب بلقاء الخبيث وقد تم بالفعل تحديد الموعد
أحسنت
ـ[تامر الجبالي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 07:31 ص]ـ
بارك الله فيكم
........
ثم كيف منصر في بلد مسلم
يعني في مصر لا ينبغي للمنصر أن يفتح فمه أصلا
فهذا ينبغي أن يوقف عند حده ولا يسمح له بالكلام أصلا
لا ببث الشبهات ولا بالدعاية لدينه الباطل
...........
أخبرني أحد الإخوة من محافظة المنيا في صعيد مصر أن التنصير عندهم علني ...
وأخبرني أن امرأة دخلت مكتبة، للكتب والأشرطة الإسلامية وألقت شبهات على الأخ البائع وقالت له سأعود لك بعد ثلاثة أيام ..........
على الجهة الأخرى ممنوع إقامة الدروس .... وأخبرني محدثي أنه ذات مرة تم القبض عليه لأنه ألقى كلمة - لا تتجاوز مدتها عشر دقائق - بعد الصلاة في أحد مساجد بلدته .... وذلك لأنه لم يأخذ الإذن من الأمن قبل هذا الفعل الإجرامي ...(91/345)
هل ورد في ذلك حديث؟ قراءة قل هو الله أحد والمعوذتين بعد الصلاة
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[10 - 03 - 08, 11:33 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد
اخواني انتشر في المساجد (لوحات بها أذكار بعد الصلاة) ومذكور فيها قرأة قل هو الله أحد والمعوذتين بعد الصلاة والسوأل هو:
تخصيص هذا الذكر بعد الصبح والمغرب بـ ثلاث مرات أين أجد دليل الثلاث مرات؟
جزاكم الله خيراً
ـ[بن عفان]ــــــــ[10 - 03 - 08, 11:55 م]ـ
({قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ} والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاثًا يكفيك من كل شيء)
[النسائي، كتاب الاستعاذة (5430)]
ـ[بن عفان]ــــــــ[11 - 03 - 08, 12:02 ص]ـ
أذكار بعد الصلاة
" أستغفر الله " ثلاثاً ... " اللهم أنت السلام، ومنك السلام، تباركت ياذا الجلال والإكرام ". (رواه مسلم 414/ 1) " لاإله إلا الله وحده لاشريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، اللهم لامانع لما أعطيت، ولامعطي لما منعت ولاينفع ذا الجد منك الجد ".متفق عليه " اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ".صحيح (صحيح سنن أبي داود 284/ 1) " اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذبك من فتنة الدنيا، وأعوذبك من عذاب القبر " (رواه البخاري 80/ 4)، (فتنة الدنيا: هو أن يبيع الآخرة بما في الدنيا من حال ومال) " لاإله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير، لاحول ولاقوة إلا بالله، لاإله إلا الله، ولانعبد إلا إياه، له النعمة وله الفضل، وله الثناء الحسن، لاإله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون ". (رواه مسلم 415/ 1) من سبح الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وحمد الله في دبر كل صلاة ثلاثاً وثلاثين وكبر الله ثلاثاً وثلاثين، فتلك تسعة وتسعون وقال تمام المائة لاإله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شئ قدير "غُفرت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر. (رواه مسلم 418/ 1)، (من سبح: أي قال سبحان الله، (وحمد: أي قال الحمد لله)، (وكبر: أي قال الله أكبر) " اللهم اغفر لي ماقدمت، وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، وماأسرفت وماأنت أعلم مني أنت المقدم والمؤخر لاإله إلا أنت ".صحيح (صحيح سنن أبي داود145/ 1) عن عقبة بن عامر قال: أمرني رسول الله صلى الله عليه وسلم أن أقرأ بالمعوذتين دبر كل صلاة.صحيح (صحيح سنن أبي داود284/ 1) من قرأ (آية الكرسي) دُبُرَ كل صلاة مكتوبة، لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت. رواه النسائي وصححه الألباني (صحيح الجامع 339/ 5)
كان صلى الله عليه وسلم يقول إذا صلى الصبح حين يسلم
" اللهم إني أسألك علماً نافعاً، ورزقاً طيباً، وعملاً متقبلاً ". صحيح (صحيح ابن ماجه 152/ 1)
كان صلى الله عليه وسلم يقول بعد صلاة المغرب والصبح
" لاإله إلا الله وحده لاشريك له، له الملك وله الحمد، يحيي ويميت وهو على كل شئ قدير " عشر مرات صحيح الترمذي 190/ 1 - 191)
الذكر بعد السلام من الوتر
" سبحان الملك القدوس، ثلاث مرات متتالية، يجهر بها ويمد بها صوته "، [ويقول في الثالثة رب الملائكة والروح]. رواه النسائي والدارقطني ومابين المعكوفتين للدارقطني أنظر قيام رمضان للألباني
والله أعلم
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[11 - 03 - 08, 12:02 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل (ابن عفان)
ولكني لم اقصد أذكار الصباح والمساء
فالمذكور في اللوحات بعد صلاة المغرب (ذكر بعد الانتهاء من الصلاة) وكذلك بعد صلاة الصبح) ثلاث مرات وليس مرة واحدة
أعني أن الذي ورد في النسة بعد الصلوات الخمس قرأة ذلك مرة واحدة وليس ثلاث مرات فمن أين التخصيص؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[11 - 03 - 08, 01:34 ص]ـ
سبق بحث هذه المسألة قديما في هذا المنبدى وانتهى البحث إلى كون تخصيص هذا الذكر بعد الصبح والمغرب بـ ثلاث مرات بدعة، وإليك هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=15150&highlight=%DE%D1%C7%C1%C9+%C7%E1%E1%E5+%C3%CD%CF+% E6%C7%E1%E3%DA%E6%D0%CA%ED%E4+%C8%DA%CF+%C7%E1%D5% E1%C7%C9
ـ[ابو فاطمة المصري]ــــــــ[11 - 03 - 08, 08:28 م]ـ
أخي الفاضل: أبو السها بارك الله فيك ... وجزاك الله خيراً
ارجو إن وجد المنشور لدى أحد أن يطلعنا عليه
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 10:07 م]ـ
8 / يقرأ: (المعوذات وهي سورة الفلق وسورة الناس) كما في حديث عقبة بن عامر، وأما سورة الاخلاص فالحديث ضعيف بذلك، ولذلك يقتصر على المعوذات.
أذكارُ دُبُرِ الصلاة (الصحيحة) عند الشيخ المحدث (عبد الله السعد). ( http://hor3en.com/vb/showthread.php?t=5541)(91/346)
حكم الاحتفال بالمولد النبوي وغيره
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[10 - 03 - 08, 11:44 م]ـ
حكم الاحتفال بالمولد النبوي وغيره
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فقد تكرر السؤال من كثير عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم والقيام به في أثناء ذلك وإلقاء السلام عليه وغير ذلك مما يفعل في الموالد.
والجواب أن يقال لا يجوز الاحتفال بمولد الرسول صلى الله عليه وسلم ولا غيره لأن ذلك من البدع المحدثة في الدين لأن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يفعله و لا خلفاؤه الراشدون ولا غيرهم من الصحابة رضوان الله على الجميع ولا التابعون اله بإحسان في القرون المفضلة وهم أعلم الناس بالسنة وأكمل حباً لرسول صلى الله عليه وسلم ومتابعة لشرعه ممن بعدهم. وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد" أي مردود عليه وقال في حديث آخر "عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم محدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة".
ففي هذين الحديثين تحذير شديد من إحداث البدع والعمل بها وقد قال الله سبحانه في كتابه المبين {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}.وقال سبحانه: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. وقال سبحانه: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً}. وقال تعالى: {وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَداً ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ}. وقال تعالى: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلامَ دِيناً} والآيات في هذا المعنى كثير، وإحداث مثل هذه الموالد يفهم منه أن الله سبحانه لم يكمل الدين لهذه الأمة وأن الرسول عليه الصلاة والسلام لم يبلغ ما ينبغي للأمة أن تعمل به حتى جاء هؤلاء المتأخرون فأحدثوا في شرع الله ما لم يأذن به الله زاعمين أن ذلك مما يقربهم إلى الله وهذا بلا شك فيه خطر عظيم واعتراض على الله سبحانه وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، والله سبحانه قد أكمل لعباده الدين وأتم عليهم النعمة. والرسول صلى الله عليه وسلم قد بلغ البلاغ المبين ولم يترك طريقاً يوصل إلى الجنة ويباعد عن النار إلا بينه للأمة كما ثبت في الحديث الصحيح عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ما بعث الله من نبي إلا كان حقاً عليه أن يدل أمته على خير ما يعلمه لهم وينذرهم شر ما يعلمه لهم" رواه مسلم في صحيحه. ومعلوم أن نبينا صلى الله عليه وسلم هو أفضل الأنبياء وخاتمهم وأكملهم بلاغاً ونصحاً فلو كان الاحتفال بالموالد من الدين الذي يرضاه الله سبحانه لبينه الرسول صلى الله عليه وسلم للأمة أو فعله في حياته أو فعله أصحابه رضي الله عنهم فلما لم يقع شيء من ذلك علم أنه ليس من الإسلام في شيء بل هو من المحدثات التي حذر الرسول صلى الله عليه وسلم منها أمته كما تقدم ذكر ذلك في الحديثين السابقين وقد جاء في معناهما أحاديث أخر مثل قوله صلى الله عليه وسلم في خطبة الجمعة "أما بعد فإن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل بدعة ضلالة" رواه الإمام مسلم في صحيحه. والآيات و الأحاديث في هذا الباب كثيرة. وقد صرح جماعة من العلماء بإنكار الموالد والتحذير منها عملاً بالأدلة المذكورة وغيرها وخالف بعض المتأخرين فأجازها إذا لم تشمل على شيء من المنكرات كالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم وكاختلاط النساء بالرجال واستعمال آلات الملاهي وغير ذلك مما ينكره الشرع المطهر وظنوا أنها من البدع الحسنة والقاعدة الشرعية رد ما تنازع فيه الناس إلى كتاب الله سبحانه وسنة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/347)
رسوله محمد صلى الله عليه وسلم كما قال الله سبحانه: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} وقال تعالى: {وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللَّهِ} وقد رددنا هذه المسألة وهي الاحتفال بالموالد إلى كتاب الله سبحانه فوجدناه يأمرنا باتباع الرسول صلى الله عليه وسلم فيما جاء به ويحذرنا عما نهى عنه ويخبرنا بأن الله سبحانه قد أكمل لهذه الأمة دينها وليس هذا الاحتفال مما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم فيكون ليس من الدين الذي أكمله الله لنا وأمرنا باتباع الرسول فيه. وقد رددنا ذلك أيضاً إلى سنة الرسول صلى الله عليه وسلم فلم نجد فيها أنه فعله ولا أمر به ولا فعله أصحابه رضي الله عنهم فعلمنا بذلك أنه ليس من الدين بل هو من البدع المحدثة، فاتضح بذلك لكل من له أدنى بصيرة ورغبة في الحق وإنصاف في طلبه.إن الاحتفال بالموالد ليس من الإسلام بل هو من البدع المحدثات التي أمر الله سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم بتركها والحذر منها ولا ينبغي للعامل أن يغتر بكثرة من يفعله من الناس في سائر الأقطار فإن الحق لا يعرف بكثرة الفاعلين وإنما يعرف بالأدلة الشرعية كما قال تعالى عن اليهود والنصارى: {وَقَالُوا لَنْ يَدْخُلَ الْجَنَّةَ إِلَّا مَنْ كَانَ هُوداً أَوْ نَصَارَى تِلْكَ أَمَانِيُّهُمْ قُلْ هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ} وقال تعالى: {وَإِنْ تُطِعْ أَكْثَرَ مَنْ فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} الآية. ثم إن غالب هذه الاحتفالات بالموالد مع كونها بدعة لا تخلوا من اشتمالها على منكرات أخرى كاختلاط النساء بالرجال واستعمال الأغاني والمعازف وشرب المسكرات والمخدرات وغير ذلك من الشرور وقد يقع فيها ما هو أعظم من ذلك وهو الشرك الأكبر وذلك بالغلو في رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره من الأولياء ودعائه والاستغاثة به وطلب المدد واعتقاد أنه يعلم الغيب ونحو ذلك من الأمور الكفرية التي يتعاطاها الكثير من الناس حين احتفالهم بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وغيره ممن يسمونهم بالأولياء وقد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إياكم والغلو في الدين فإنما أهلك من كان قبلكم الغلو في الدين" وقال عليه الصلاة والسلام: "لا تطروني كما أطرت النصارى ابن مريم إنما أنا عبد الله فقولوا عبد الله ورسوله" متفق على صحته من حديث عمر رضي الله عنه.ومن العجائب والغرائب أن الكثير من الناس ينشط ويجتهد في حضور هذه الاحتفالات المبتدعة ويدافع عنها ويتخلف عما أوجب الله عليه من حضور الجمع والجماعات ولا يرفع بذلك رأساً ولا يرى أنه أتى منكراً عظيماً ولا شك أن ذلك من ضعف الإيمان وقلة البصيرة وكثرة ما ران على القلوب من صنوف الذنوب والمعاصي، نسأل الله العافية لنا ولكم ولسائر المسلمين ومن ذلك أن بعضهم يظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يحضر المولد ولهذا يقومون له محيين ومرحبين وهذا من أعظم الباطل وأقبح الجهل فإن الرسول صلى الله عليه وسلم لا يخرج من قبره قبل يوم القيامة ولا يتصل بأحد من الناس ولا يحضر اجتماعاتهم بل هو مقيم في قبره إلى يوم القيامة وروحه بأعلى عليين عند ربه في دار الكرامة كما قال الله تعالى في سورة المؤمنين: {ثُمَّ إِنَّكُمْ بَعْدَ ذَلِكَ لَمَيِّتُون,. ثُمَّ إِنَّكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ تُبْعَثُونَ}. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أنا أول من ينشق عنه القبر يوم القيامة وأنا أول شافع وأول مشفّع" عليه من ربه أفضل الصلاة والسلام، فهذه الآية الكريمة والحديث الشريف وما جاء في معناهما من الآيات والأحاديث كلها تدل على أن النبي صلى الله عليه وسلم وغيره من الأموات إنما يخرجون من قبورهم يوم القيامة، وهذا أمر مجمع عليه بين علماء المسلمين ليس فيه نزاع بينهم فينبغي لكل مسلم التنبيه لهذه الأمور والحذر مما أحدثه الجهال وأشباههم من البدع والخرافات التي ما أنزل الله بها من سلطان والله المستعان وعليه التكلان ولا حول ولا قوة إلاّ به. أمّا الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي من أفضل القربات ومن الأعمال الصالحات كما قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً} وقال النبي صلى الله عليه وسلم: "من صلى عليّ واحدة صلى الله عليه بها عشراً " وهي مشروعة في جميع الأوقات ومتأكدة في آخر كل صلاة بل واجبة عند جمع من أهل العلم في التشهد الأخير من كل صلاة وسنة مؤكدة في مواضع كثيرة منها ما بعد الآذان وعند ذكره عليه الصلاة والسلام وفي يوم الجمعة وليلتها كما دلت على ذلك أحاديث كثيرة، والله المسؤول أن يوفقنا وسائر المسلمين للفقه في دينه والثبات عليه وأنّ على الجميع بلزوم السنة والحذر من البدع إنّه جواد كريم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/348)
ـ[يزيد المسلم]ــــــــ[11 - 03 - 08, 12:50 ص]ـ
بارك الله فيك اخي في الله جهاد
ولإثراء الموضوع انقل لكم فتاوي العلامه الشيخ المحدث الالباني رحمه الله الصوتية
ما حكم المولد النبوي.؟
http://www.alalbany.name/audio/029/029_09.rm
ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟
http://www.alalbany.name/audio/078/078_06.rm
ما هو حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟
http://www.alalbany.name/audio/084/084_06.rm
تابع للشريط السابق في الكلام على المولد النبوي وعلى البدع
http://www.alalbany.name/audio/085/085_01.rm
مناظرة في حكم الاحتفال بالمولد
http://www.alalbany.name/audio/094/094_03.rm
تتمة الكلام السابق حول الاحتفال بالمولد
http://www.alalbany.name/audio/095/095_01.rm
ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟
http://www.alalbany.name/audio/582/582_09.rm
ما حكم إقامة المهرجانات الخطابية والندوات في مناسبة المولد النبوي وهل يدخل هذا في النهي عن الاحتفال.؟
http://www.alalbany.name/audio/642/642_02.rm
رحم الله الشيخ وأسكنه فسيح جناته(91/349)
حكم ترك صلاة الجماعه لهذا الرجل؟ رجل مريض بالسكر والضغط
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[11 - 03 - 08, 04:29 ص]ـ
رجل مريض بالسكر والضغط وهن امراض مزمنه وخطرها كبير ووصف له علاج عصير الثوم فهل يجوز ترك الصلاة في المسجد (اذا أخذ العلاج لغير حالات الضروره).
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[23 - 03 - 08, 06:00 م]ـ
اخوتي هل من مجيب
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 01:10 م]ـ
السلام عليكم،
أخي الكريم هل الرجل يقدر على الخروج من بيته؟
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[24 - 03 - 08, 02:27 م]ـ
نعم يستطيع ولكن العله اكل الثوم.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 04:55 م]ـ
هل يستطيع أخي أن يتناول دواءه في غير أوقاة الصلاة؟
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[24 - 03 - 08, 09:29 م]ـ
ان كان هناك تفصيل فصل بارك الله فيك(91/350)
ثورة البركان على وفاء سلطان
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[11 - 03 - 08, 10:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ثورة البركان على وفاء سلطان
هذه خطبة الدكتور بسام الغانم العطاوي رئيس قسم الدراسات الإسلامية في كلية المعلمين في الدمام جامعة الملك فيصل التي ألقاها يوم الجمعة 29/ 2/1429 في الرد على النصرانية الحاقدة وفاء سلطان فيما ذكرته في برنامج الاتجاه المعاكس حلقة الثلاثاء 26/ 2/1429من كفريات وأباطيل وضلالات وإهانات للإسلام وأهله
الخطبة الأولى
الحمدلله الحكيم، العليم الحليم، " لاأحدَ أصبرُ منه على أذى يسمعه جل وعلا؛ إنهم يشركون به، ويجعلون له ندا، ويجعلون له ولدا، وهو مع ذلك يرزقهم ويعافيهم ويعطيهم " {ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ماترك على ظهرها من دابة ولكن يؤخرهم إلى أجل مسمى فإذا جاء أجلهم لايستأخرون ساعة ولايستقدمون}.
وأشهد أن لاإله إلا الله، وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد أيها الناس فأوصيكم ونفسي بتقوى الله فإنها أكرم زاد وخير وصية، وإن تقوى الله خلف من كل شيء، وليس من تقوى الله خلف.
{ياأيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ماقدمت لغد واتقوا الله إن الله خبير بماتعملون}.
ثم أما بعد أيها الناس فإنه لايخفى عليكم أن أكثر القنوات الفضائية اليوم تحارب الإسلام كليا أو جزئيا، وتجتهد في تشويه الإسلام، وطمس معالمه، وتشكيك المسلمين في دينهم، وإهانتهم في عقيدتهم وشريعتهم. وإن من آخر جرائم تلك القنوات ضد الإسلام وأهله مافعلته قناة الجزيرة في هذا الأسبوع؛ فأنتم تعلمون مافعلته صحف الدانمارك من الإساءة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وسبه والاستهزاء به، ومالحق ذلك من غضبة المسلمين لنبيهم، وتعبيرهم عن ذلك في صور شتى، فماكان من قناة الجزيرة إلا أن جاءت بمن زاد على مافعلته صحف الدانمارك، جاءت بمن يسب محمدا، ويسب رب محمد، ويسب دين محمد، ويسب أتباع محمد صلى الله عليه وسلم. نعم أيها الإخوة لقد جاءوا بامرأة نصرانية شديدة العداوة للإسلام وأهله، تتفجر حقدا على الله وكتابه ورسوله، جاءوا بها في برنامجهم الاتجاه المعاكس: وضعوا لها منبرا يصل به صوتها إلى مئات الملايين من البشر، لتسب الله ورسوله ودينه، في عقر ديار المسلمين، ولم تطرد قناة الجزيرة تلك الحاقدة، ولم يخرسوها بل تركوها تسب وتلعن وتهين حتى انتهى البرنامج بحسرات ملأت قلوب من استمع إليها من المسلمين، فزفروا آهات الأسى والغيظ مما سمعوه من إهانات كبيرة ومن وقاحة عظيمة جمعت من الاجتراء والافتراء على أقدس مقدسات المسلمين مع صفاقة الوجه وعدم الحياء مايندى له الجبين وترتعد له الفرائص. وضاعف الحسرة والألم أنها لم تجد من يرد عليها افتراءاتها، ويبين كفرها وضلالها، وهذه عادة تلك القناة وأمثالها غالبا، فهم لايأتون في الطرف الذي يمثل الإسلام إلا بضعيف الحجة قليل العلم والفطنة لايستطيع أن يرد الافتراءات والشبهات التي يقولها الطرف الآخر فيظهر الدين أمام الناس ضعيفا معيبا. وهذا ماحدث في هذه الحلقة حتى بلغني أن بعض المسلمين قليلي العلم ممن سمع ماقالته تلك الحاقدة اقتنع ببعض شبهاتها، نسأل الله العافية.
لقد قالت تلك الحاقدة بكل وقاحة: أي ماض تفخرون به يامعشر المسلمين؟! ذلك الماضي الذي فيه {فانكحوا ماطاب لكم من النساء}، وفيه تقطيع الأيدي والأرجل من خلاف؟! لماذا تستنكرون أن يقوم رسام بسب نبيكم، وأنتم تسبوننا في قرآنكم؟ أليس في قرآنكم {لقد كفر الذين قالوا إن الله ثالث ثلاثة} أليس فيه {لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح بن مريم}، أليس فيه {وقالت اليهود يد الله مغلولة غلت أيديهم ولعنوا بماقالوا} فهذا سب للنصارى ولليهود، فلماذا تسبوننا وتريدون أن لا نسبكم؟ احترموا غيركم قبل أن تطالبوا غيركم باحترامكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/351)
ثم قالت: لماذا تستنكرون ماتسمونه بمجزرة اليهود في الفلسطينيين في غزة؟ ألم يؤخذ عليكم العهد في القرآن أنكم تَقتُلون وتُقتَلون؟ ألا تريدون الشهادة والجنة لتلقوا حورياتكم؟ فإسرائيل تحقق لكم تلك الأمنية وتوصلكم إلى ماتريدون، تقتلكم لتصلوا إلى الجنة، فلماذا تستنكرون فعلها؟ ألم يفعل نبيكم مجزرة في يهود بني قريظة حين قتلهم؟
إلى آخر ماقالته تلك الكافرة الحاقدة، وتركوها تقول ذلك وأكثر منه، قاتلهم الله.
وهم يعرفون مذهب تلك المرأة ومواقفها ضد الإسلام وأهله، وأنها لاتكف عن سب الله ورسوله والمسلمين ومع ذلك أتوا بها. وقد ذَكَرت أنهم حين دعوها لم يضعوا لها خطوطا حمراء، ووعدوها بأن يعطوها الفرصة كاملة لتقول ماتريد، فإلى الله المشتكى.
أيها الإخوة: إن الرد على تلك الحاقدة فيما ذكرته يطول ويتشعب بمالايتسع له مقام هذه الخطبة، لكننا نقول بإجمال:
أما أننا نصفهم بالكفر فإنما وصفهم بذلك ربهم وخالقهم، يدعوهم للإيمان به وبرسوله واتباع دينه، وقد أخذ عليهم العهد بذلك، فيرفضون وهم خلقه وعبيده، يخرجون عن طاعته. فإن كان وصفهم بالكفر سبا فهو سب بحق، وأما سبهم نبينا فسب بالباطل.
وهل وجدوا في كتابنا أو سنة نبينا سبا لأي نبي من الأنبياء؟ لا والله فإن من أصول إيماننا الإيمان بجميع النبيين لانفرق بين أحد منهم، بل إن سب أي نبي هو عندنا كفر وردة. وإننا معشر المسلمين أشد حبا وتعظيما لموسى عليه السلام من اليهود أنفسهم وأشد حبا وتعظيما لعيسى عليه السلام من النصارى أنفسهم
وأما أننا معشر المسلمين نطلب الشهادة ونحرص عليها فليس معنى هذا أننا نسلم أنفسنا لأعدائنا ليقتلونا أو أننا نسكت ونرضى عمن يقتل المسلمين، فالشهادة ليست مقصودة لذاتها، فقد أمرنا ربنا بجهاد أعداء ديننا ليكون الدين كله لله، فنجاهدهم امتثالا لأمره لنشر دينه وإعلاء كلمته، فإذا أصابنا القتل رجونا بذلك الشهادة التي وعد الله بها من يقاتل في سبيله لتكون كلمته هي العليا. وقتل المسلم من أقبح الجرائم والمعاصي التي يبغضها ربنا حتى إنه روي أن زوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلم، فكيف لانبغض مايبغضه ربنا؟ وإن كان جزاء الشهيد الجنة، فالجهتان منفكتان.
وأما قتل يهود بني قريظة فإنما قتلهم النبي صلى الله عليه وسلم لخيانتهم وانضمامهم للأحزاب في حرب المسلمين، ونقضهم العهد، وقد بعث لهم النبي صلى الله عليه وسلم وفدا يفاوضهم ويذكرهم بالعهد والعقد فناكروهم وسبوهم وأغلظوا القول عليهم وسبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أمامهم، فلما أمكن الله منهم قُتِلوا جزاء خيانتهم، وفاعل الخيانة العظمى يقتل عند جميع الأمم. ولم يقتل منهم سوى الرجال المقاتلين دون النساء والذرية، أما الصهاينة فلايفرقون بين صغير وكبير، ولم يسلم منهم الطفل الرضيع قاتلهم الله. أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم؛ إنه هو البر الرحيم.
الخطبة الأخرى
الحمدلله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله، ولو كره المشركون. وأشهد أن لاإله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله صلى الله وسلم وبارك عليه وعلى آله وأصحابه وأتباعه بإحسان إلى يوم الدين. أما بعد أيها الناس فأوصيكم ونفسي بتقوى الله؛ فهي سر السعادة والنجاح، وطريق الفوز والفلاح، وإن الواعظين بها كثير، والعاملين بها قليل.
ثم اعلموا ياأيها المسلمون أن في كلام تلك الحاقدة رسالة واضحة لأولئك المميعين الدين الراكضين وراء الكفار يخطبون ودهم، الداعين إلى مايسمونه بتقارب الأديان أو خلط الأديان، ويتناسون أن الكفار لن يقبلوا المسلمين حتى يبدل المسلمون دينهم، فيحذفوا من كتاب الله مايصفونه بأنه سب لهم، من وصفهم بالكفر، والأمر بقتالهم حتى يعطوا الجزية عن يد وهم صاغرون، ونحو ذلك من الآيات. وصدق الله إذ قال عن الكفار: {ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى ولئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم مالك من الله من ولي ولا نصير}، فلن يقبلوا المسلمين حتى يكفروا كما كفروا، كما قال تعالى: {ودوا لو تكفرون كماكفروا فتكونون سواء}، وقال تعالى عن الكفار: {ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا، ومن يرتدد منكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/352)
عن دينه فيمت وهو كافر فأولئك حبطت أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون} هذه غاية الكفار في كل زمان ومكان، وهذا هو هدفهم الثابت المستقر: أن يردوا المسلمين عن دينهم." إن وجود الإسلام في الأرض هو بذاته غيظ ورعب لأعداء هذا الدين. إنه من القوة والمتانة بحيث يخشاه كل مبطل، ويرهبه كل باغ، ويكرهه كل مفسد. إنه حرب بذاته وبما فيه من حق أبلج، ومن منهج قويم، ومن نظام سليم، إنه بهذا كله حرب على الباطل والبغي والفساد، ومن ثَم لايطيقه المبطلون البغاة المفسدون، ولذلك يجتهدون في فتنة المسلمين عن دينهم؛ لأنهم خطر على باطلهم وبغيهم وفسادهم. {ولايزالون يقاتلونكم حتى يردوكم عن دينكم إن استطاعوا}، وتتنوع وسائل قتال هؤلاء الأعداء للمسلمين وأدواته ولكن الهدف يظل ثابتا: أن يردوا المسلمين عن دينهم إن استطاعوا ". فليعلم كفار الأرض من اليهود والنصارى وغيرهم أننا لا نغير في ديننا، ولانحيد عن عقيدتنا، ولانجامل فيها، ولانداهن عليها، فالإسلام هو الدين الذي ارتضاه الله لعباده جنهم وإنسهم، ولايقبل من أحد دينا سواه. وأنقل لكم جملة من النتائج التي ذكرها العلامة بكر أبوزيد رحمه الله في كتابه: الإبطال لنظرية الخلط بين دين الإسلام وغيره من الأديان فذكر رحمه الله أنه يجب على المسلمين اعتقاد أنهم على الحق وحدهم في الإسلام الحق، ويجب عليهم إبلاغ الإسلام إلى جميع الكفار من يهود ونصارى وغيرهم، وأن يدعوهم إليه حتى يسلموا، ومن لم يسلم فالجزية أو القتال. ويجب على كل مسلم أن يدين الله تعالى ببغض الكفار من اليهود والنصارى وغيرهم ومعاداتهم في الله تعالى، وعدم محبتهم ومودتهم وموالاتهم وتوليهم حتى يسلموا. ويجب على كل مسلم اعتقاد كفر من لم يدخل في هذا الإسلام من اليهود والنصارى وغيرهم، وتسميته كافرا، وأنه عدو لنا، وأنه من أهل النار. وليعلم كل مسلم أنه لا لقاء ولا وفاق بين أهل الإسلام والكتابيين وغيرهم من أمم الكفر إلا وفق الأصول التي نصت عليها الآية الكريمة: {قل ياأهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله ولانشرك به شيئا ولايتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون}، وهي توحيد الله تعالى ونبذ الإشراك به، وطاعته في الحكم والتشريع، واتباع خاتم الأنبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه وسلم الذي بشرت به التوراة والإنجيل. فيجب أن تكون هذه الآية هي شعار كل مجادلة بين أهل الإسلام وبين أهل الكتاب وغيرهم. وكل جهد يبذل لتحقيق غيرهذه الأصول فهو باطل باطل باطل ... إلى آخر ماذكره الشيخ بكر رحمه الله في كتابه النفيس.
وقالت اللجنة الدائمة للإفتاء: إن من يحدث نفسه بالجمع أو التقريب بين الإسلام واليهودية والنصرانية كمن يجهد نفسه في الجمع بين النقيضين، بين الحق والباطل، بين الكفر والإيمان، ومامثله إلا كما قيل:
أيها المنكح الثريا سهيلا عَمْرُك الله كيف يلتقيان
هي شامية إذا مااستقلت وسهيل إذا استقل يماني
فياأيها المسلمون لاتغتروا بالشعارات التي تجركم إلى تبديل دينكم، والخروج منه، وتعلموا أصول عقيدتكم نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد.
ـ[ندى الشمرية]ــــــــ[11 - 03 - 08, 01:45 م]ـ
ليس العتب على مثل هذه وإنما على مثل من يدعوها ويقول حرية قاتلهم الله فعلا أناس بلاعقول ولا قلوب ,يسب نبيكم وحبيبكم ويستهزأ بالجنة وأنتم تقولون حرية يعجز اللسان عن وصفكم ولكن لن يعجز عن الدعاء عليكم وعلى حريتكم المزعومة
ـ[صخر]ــــــــ[11 - 03 - 08, 02:05 م]ـ
يقاد للسجن إن سُبَّ الزعيم وإن **سُبَّ الإله ُ فإن الناس أحرار
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 02:06 م]ـ
جزاك الله خيرا يا دكتور.
انا اطلب من جميع متابعي تلك القناة ان يقاطعوها حتى تتوب من اظهار الكفار الحاقدين على شاشتها.
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[11 - 03 - 08, 02:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
لمن البيت أخي صخر، فهو والله واقعنا في هذا العصر؟
قاتلها الله أرادت الشهرة على حساب سب ربها ونبيه ودينه.
ـ[أبو غندر]ــــــــ[11 - 03 - 08, 05:54 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=66542
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 09:31 م]ـ
هذه امرأة سخيفة ححزت بيتا في جوار ابي لهب و ابي جهل ربما الاجار هناك رخيصة
قاتلها الله
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[12 - 03 - 08, 03:39 ص]ـ
اي سخف
بل زندقة لعنها الله واصمها واعما ابصرها
اللهم شل اركانها واجعلها عبرة لمن تسول له نفسه واخزي كلاب الجزيرة وصدق والله من سمها خنزيرة
وجزي الله الشيخ خيرا وزاده علما ورفعة
ـ[ابواويس]ــــــــ[15 - 03 - 08, 05:40 م]ـ
اللهم اعم بصرها، وشل اركانها، واجعلها عبرة لمن وراءها، وجزاك الله ياشيخ بسام خير الجزاء، وذب الله عن عرضك كما ذببت عن عرض نبيك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/353)
ـ[أبو إسحاق الأسيف]ــــــــ[17 - 03 - 08, 04:15 ص]ـ
ينبغى أن تسمى هذا الكافرة بـ وباء سرطان.
ـ[العوضي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 06:39 ص]ـ
حقيقة فرحت عندما رأيت الشباب قد قاموا بتدمير موقعها الخاص
ـ[احمد السعد]ــــــــ[18 - 03 - 08, 07:28 ص]ـ
للعلم يا دكتور بسام هذه الزنديقة وباء سرطان نصيريه وليست نصرانية
وجزاك الله خيراً
ـ[محمد بن سحنون]ــــــــ[18 - 03 - 08, 05:14 م]ـ
جزى الله خيرا الشيخ الدكتور الغانم،وأرانا الله في هذه الكافرة الفاجرة عجائب قدرته(91/354)
حمل مطوية عن بدعة المولد جاهزة للطبع والتصوير
ـ[محمود الشرقاوي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 11:37 ص]ـ
والمطوية تقع في صفحتين وورد يعني ورقة (وش وظهر)
بعنوان " موقف الشرع من بدعة المولد النبوي "
وهي في المرفقات.
موقف الشرع من بدعة المولد النبوي
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم.
لا ينكر عاقل أننا في زمن قل فيه العلم وفشا فيه الجهل، وغابت فيه السنة وانتشرت فيه البدعة بل انقلبت الموازين وظن الناس أن السنة بدعة والبدعة سنة وصارت السنة غريبة وصاحبها ممقوت مستهجن وصارت البدعة معروفة ومنتشرة وصاحبها مقدم مستفتى.
ومن جملة البدع والمحدثات التي أحدثها الناس في دين الله ولم تكن معروفة ولا معهودة في عصر النبوة والقرون المفضلة، بدعة احتفال الناس بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، والناس في ذلك على درجات وصور فمنهم من يجعله مجرد اجتماع تقرأ فيه قصة المولد , أو تقدم فيه خطب وقصائد في هذه المناسبة، ومنهم من يصنع الطعام والحلوى وغير ذلك , ويقدمه لمن حضر. ومنهم من يقيمه في المساجد , ومنهم من يقيمه في البيوت، ومنهم من لا يقتصر على ما ذكر , فيجعل هذا الاجتماع مشتملاً على محرمات ومنكرات من اختلاط الرجال بالنساء والرقص والغناء , أو أعمال شركية كالاستغاثة بالرسول صلى الله عليه وسلم وندائه والاستنصار به على الأعداء وغير ذلك. وهو بجميع أنواعه واختلاف أشكاله واختلاف مقاصد فاعليه لا شك ولا ريب أنه بدعة محرمة محدثة أحدثها الشيعة الفاطميون بعد القرون الثلاثة المفضلة لإفساد دين المسلمين.
بداية ظهور بدعة المولد:
تلك البدعة المنكرة أول من أحدثها بالقاهرة الخلفاء الفاطميون في القرن الرابع، وهم عبيديون ولا صلة لهم بفاطمة رضي الله تعالى عنها، وهم زنادقة يتظاهرون بأنهم روافض وباطنهم الكفر المحض. أحدثوا ستة موالد: المولد النبوي، ومولد علي - رضي الله عنه -، ومولد فاطمة - رضي الله عنها -، ومولد الحسن والحسين - رضي الله عنهما -، ومولد الخليفة الحاضر، ثم أبطلها الأفضل ابن أمير الجيوش ثم أعيدت على يد الآمر بأحكام الله الفاطمي سنة أربع وعشرين وخمسمائة بعد ما كاد الناس أن ينسوها ثم جددها الملك المظفر أبو سعيد كوكبوري في القرن السابع واستمر العمل به إلى يومنا هذا. ولم تكن هذه الموالد من عمل السلف الصالح أهل القرون الثلاثة المفضلة ولا من عمل الأئمة الأربعة وإنما أحدثها الزنادقة والجهال بعد القرون المفضلة، فهو بدعة في دين الله.
ويجدر بنا أن نذكر هنا تعريف البدعة وحدودها ليتبين لك أخي الحبيب أن هذا الاحتفال إنما هو من قبيل البدعة ولا علاقة له بالشرع.
البدعة لغة: ما أحدث على غير مثال سابق. وشرعاً: هي طريقة مخترعة في الدين تضاهي الشريعة فهي في مقابل السنة وضد السنة.
ولا شك أن الاحتفال بالمولد محدث في الدين على غير مثال سابق فالنبي صلى الله عليه وسلم لم يحتفل بمولده بتلك الصورة بل كان يصوم يوم الاثنين من كل أسبوع وليس يوم الثاني عشر من شهر ربيع فهو لم يخصص يوما في السنة للصيام والتعبد كما يفعله بعض الناس الآن، كذلك لم يؤثر عن صحابته رضي الله عنهم أنهم احتفلوا بميلاده وعلى نهجهم هذا سار سلفنا الصالح خيرة القرون والأزمان فلا حاجة لنا بفعل من جاء بعدهم يقول الإمام مالك بن انس " ما لم يكن يومئذ دينا لا يكون اليوم دينا "، كذلك الاحتفال بالمولد طريقة مخترعة تضاهي الشرعية ومعني ذلك أن ظاهرها من الشرع وقد يظنها الناس حسنة ولكن مع ذلك لا يصح فعلها لافتقارها إلى دليل شرعي يسوغ فعلها والتعبد لله بها.
* تنبيه: لم يثبت بأي وجه أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد يوم 12 من ربيع الأول بل وقع في هذا اختلاف كثير بين العلماء ولكن الثابت قطعا انه مات يوم 12 ربيع الأول فلا ندري أنفرح بميلاده أم نحزن لموته؟!! ولكن لا داعي للعجب فنحن في زمن الغرائب.
خطورة البدعة:
1. عن العرباض بن سارية - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {ومن يعش منكم بعدي فسيرى اختلافاً كثيراً فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضو عليها بالنواجذ، وإياكم من محدثات الأمور فإن كل بدعة ضلالة} [أخرجه أحمد والترمذي وابن ماجه وهو صحيح]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/355)
2. وعن عائشة - رضي الله عنها - قالت: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: {من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد} [متفق عليه] وفي رواية لمسلم {من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد}.
وقال عبد الله بن عمر - رضي الله عنهما -: " كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة " [أخرجه الدارمي بإسناد صحيح].
وهذا هو فهم سلف الأمة لخطر البدعة: فقد قال إمام دار الهجرة مالك - رحمه الله -: " من ابتدع في الإسلام بدعة يراها حسنة فقد زعم أن محمداً خان الرسالة لأن الله يقول: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِيناً ? [المائدة:3] فما لم يكن يومئذ ديناً لا يكون اليوم ديناً ".
وقال الإمام الشافعي - رحمه الله -: " من استحسن فقد شرع ".
حكم الاحتفال بذكرى المولد النبوي:
الاحتفال بمناسبة مولد الرسول صلى الله عليه وسلم ممنوع ومردود من عدة وجوه:
أولاً: أنه لم يكن من سنة الرسول صلى الله عليه وسلم ولا من سنة خلفائه. وما كان كذلك فهو من البدع الممنوعة، لقوله صلى الله عليه وسلم: (عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ، وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة، وكل بدعة ضلالة) (أخرجه أحمد 4/ 126، والترمذي برقم 2676. (
والاحتفال بالمولد محدث أحدثه الشيعة الفاطميون بعد القرون المفضلة – كما أسلفنا - لإفساد دين المسلمين. ومن فعل شيئاً يتقرب به إلى الله تعالى لم يفعله الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يأمر به، ولم يفعله خلفاؤه من بعده، فقد تضمن فعلُه اتهامَ الرسول بأنه لم يبين للناس دينهم، وتكذيب قوله تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم} [المائدة/3] لأنه جاء بزيادة يزعم أنها من الدين ولم يأت بها الرسول صلى الله عليه وسلم.
مناقشة بعض شبه مقيمي المولد:
1 - الاحتجاج بقول النبي {من سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها من بعده من غير أن ينقص من أجورهم شيء ... }
وهذا الحديث له قصة، وهي أنه جاء إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - قوم من مُضر حفاة عراة مجتابي النمار، فلما رآهم الرسول - صلى الله عليه وسلم - تمعَّر وجهه لِما رأى بهم من الفاقة، فأمر بلالاً فأذن وأقام فصلى ثم خطب بالناس يحثهم على الصدقة فجاء أحد الصحابة بصرة كادت يده أن تعجز عن حملها فوضعها أمام الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فتتابع الناس حتى اجتمع كومان من طعام وثياب فقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: {من سن في الإسلام سنة حسنة ... } فالسنة أنه أحيا سنة الإنفاق بسخاء وليس هو الذي سن الصدقة.
2 - الاحتجاج بقول عمر بن الخطاب - رضي الله عنه -: " نعمت البدعة هذه ".
ولكن نقول هذا في صلاة التراويح وهي سنة، ولكن عمر لما أقامها جماعة وقد ترك الرسول - صلى الله عليه وسلم - إقامتها على إمام واحد خشية أن تفرض قال ذلك من باب البدعة اللغوية؛ وهو ما لم يكن على غرار سابق فلم تكن في عهد أبي بكر - رضي الله عنه -، أو أن عمر - رضي الله عنه - لما أسرج المسجد واجتمع الناس رأى أن عمله هذا جديد؛ وهو الإسراج، فقال: " نعمت البدعة هذه "، وأيضاً عمر - رضي الله عنه - من الخلفاء الراشدين الذين يستدل بقولهم لقوله صلي الله عليه وسلم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي " وعمر من الخلفاء الراشدين المهديين وأما من أحدث بدعة المولد فهم الشيعة العبيديون الروافض الذين يسبون صحابة الرسول ويكفرونهم فشتان شتان.
3 - دعواهم أن في ذلك تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم:
والجواب عن ذلك أن نقول: إنما تعظيمه صلى الله عليه وسلم بطاعته وامتثال أمره واجتناب نهيه ومحبته صلى الله عليه وسلم، وليس تعظيمه بالبدع والخرافات والمعاصي، والاحتفال بذكرى المولد من هذا القبيل المذموم لأنه معصية، وأشد الناس تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم هم الصحابة رضي الله عنهم، كما قال عروة بن مسعود لقريش: (أي قوم، والله لقد وفدت على الملوك ووفدت على قيصر وكسرى والنجاشي، والله إن رأيت ملكاً قط يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمداًُ صلى الله عليه وسلم، والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم، فدلك بها وجهه وجلده، وإذا أمرهم ابتدروا أمره، وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوءه، وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده، وما يحدّون النظر إليه تعظيماً له) [البخاري 3/ 178 رقم 2731، 2732، الفتح]، ومع هذا التعظيم فإنهم -رضي الله عنهم- لم يجعلوا يوم مولده عيداً واحتفالاً، ولو كان ذلك مشروعاً ما تركوه.
4 - يقولون: إن الاحتفال بذكرى مولده صلى الله عليه وسلم ينبئ عن محبته فهو مظهر من مظاهرها، وإظهار محبته مشروع!
والجواب أن نقول: لا شك أن محبته صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم أعظم من محبة النفس والولد والوالد والناس أجمعين - بأبي وأمي صلوات الله وسلامه عليه - ولكن ليس معنى ذلك أن تبتدع في ذلك شيئاً لم يشرعه لنا، بل محبته تقتضي طاعته وإتباعه، فإن ذلك من أعظم مظاهر محبته، فمحبته صلى الله عليه وسلم تقتضي إحياء سنته، والعض عليها بالنواجذ، ومجانبة ما خالفها من الأقوال والأفعال، ولا شك أن كل ما خالف سنته فهو بدعة مذمومة ومعصية ظاهرة، ومن ذلك الاحتفال بذكرى مولده وغيره من البدع، وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين.
العلماء الذين انكروا تلك البدعة على سبيل المثال لا الحصر:
فممن أنكر الاحتفال بهذه المناسبة شيخ الإسلام ابن تيمية في " اقتضاء الصراط المستقيم "، والإمام الشاطبي في " الاعتصام "، وابن الحاج في " المدخل "، والشيخ تاج الدين علي بن عمر اللخمي ألّف في إنكاره كتاباً مستقلاً، والشيخ محمد بشير السهسواني الهندي في كتابه " صيانة الإنسان "، والسيد محمد رشيد رضا ألف فيه رسالة مستقلة، والشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ ألف فيه رسالة مستقلة، وغير هؤلاء ممن لا يزالون يكتبون في إنكار هذه البدعة كل سنة في صفحات الجرائد والمجلات، في الوقت الذي تقام فيه هذه البدعة.
وصلى اللهم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(91/356)
ما حكم اشتراك النساء في أندية رياضية لتخسيس الوزن؟
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[11 - 03 - 08, 11:53 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ما حكم اشتراك النساء في أندية رياضية لتخسيس الوزن؟
المقصود بالأندية الرياضية الأندية التي يكون فيها مكان معد لما يسمى بتمارين السويدي و ربما يوجد مسبح.
و هل يوجد للعلماء فتاوى حول هذا الموضوع؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 12:07 م]ـ
حكم دخول النساء لنوادي النساء
سؤال:
السؤال: نحن نسكن في حي سكني في إحدى المدن ويوجد في هذا السكن ناد نسائي ويوجد في هذا النادي مسبح للنساء وحمام بخار (سونا)، فما حكم ذهاب النساء لهذا النادي وما الواجب على أزواجهن ولقد نصحنا بعض الرجال فقالوا لنا عورة المرأة من السرة إلى الركبة ونساؤنا يلبسن اللباس الشرعي عند مزاولة السباحة علماً يا شيخ أن هذا اللباس يجسم عورة المرأة نأمل من فضيلتكم الإجابة على هذا السؤال مع الأدلة الشرعية حفظكم الله؟.
الجواب:
الجواب:
الحمد لله
نصيحتي لإخواني ألا يمكنوا نساءهم من دخول نوادي السباحة والألعاب الرياضية لأن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم حث المرأة أن تبقى في بيتها فقال وهو يتحدث عن حضور النساء للمساجد وهي أماكن العبادة والعلم الشرعي: لا تمنعوا إماء الله مساجد الله وبيوتهن خير لهن وذلك تحقيقاً لقوله تعالى: (وقرن في بيوتكن) ثم إن المرأة إذا اعتادت ذلك تعلقت به تعلقاً كبيراً لقوة عاطفتها وحينئذ تنشغل به عن مهماتها الدينية والدنيوية ويكون حديث نفسها ولسانها في المجالس. ثم إن المرأة إذا قامت بمثل ذلك كان سبباً في نزع الحياء منها وإذا نزع الحياء من المرأة فلا تسأل عن سوء عاقبتها إلا أن يمن الله عليها باستقامة تعيد إليها حياءها الذي جبلت عليه.
وإني حين أختم جوابي هذا أكرر النصيحة لإخواني المؤمنين أن يمنعوا نساءهم من بنات أو أخوات أو زوجات أو غيرهن ممن لهم الولاية عليهن من دخول هذه النوادي، وأسأل الله تعالى أن يمن على الجميع بالتوفيق والحماية من مضلات الفتن إنه على كل شيء قدير والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
من فتاوى الشيخ محمد بن صالح العثيمين لمجلة الدعوة العدد 1765/ 54.
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=9460&ln=ara
ـ[أبوبدر ناصر]ــــــــ[25 - 03 - 08, 08:53 ص]ـ
بارك الله فيك شيخ إحسان، و أذكر أني قرأت كلاما طريفا لأحد المشايخ أو طلاب العلم لا يحضرني اسمه أنه قال فيما معناه من أرادت من النساء أن تقلل من وزنها فلتقم ببعض أعمال المنزل كالتنظيف و الطبخ و غيره بدلا من الاشتراك في النوادي.(91/357)
جامع رموز و اصطلاحات العلماء
ـ[احمد العثيمين]ــــــــ[11 - 03 - 08, 01:39 م]ـ
اللهم صل وسلم على نبينا محمد وبعد:
كثير من العلماء اصطلح لنفسه بعض المصطلحات وذلك مثل قول الإمام أحمد اكرهه فتجد في كتب الفقه من يبين هذه المصطلحات فيقول إذا قال العالم الفلاني كذا فهو يريد كذا.
اكتب ما تعرفه من رموز ومصطلحات للعلماء.(91/358)
من لديه جُملة عن حديث مسلم (أبي وأبوك في النار .........
ـ[ابو سجا]ــــــــ[11 - 03 - 08, 02:14 م]ـ
أحبتي لقد نُقل عن أحد المشائخ الفُضلاء ان حديث مسلم ضعيف ولايثبت
فمن لديه جُملة عن حديث مسلم (أبي وأبوك في النار ......... ؟
بارك الله في الجميع ........
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[11 - 03 - 08, 07:16 م]ـ
هذا بسبب جهله بعلم الحديث أو لاغتراره بتدليس السيوطي في رسالته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=35656(91/359)
الدم الخارج من الإنسان من غير السبيلين ينقض الوضوء أم لا؟
ـ[أبو عائشة التميمي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 04:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده
وجدت فتوى للشيخ العلامة العثيمين -رحمه الله- من الموسوعة الفقهية
---------
وسئل الشيخ العلامة ريحانة الفقهاء محمد بن صالح العثيمين: عن الدم الخارج من الإنسان هل هو نجس؟ وهل هو ناقض للوضوء؟
فأجاب فضيلته بقوله: الدم الخارج من الإنسان إن كان من السبيلين القبل أوالدبر، فهو نجس وناقض للوضوء قلَّ أم كَثُر، لأن النبي صلى الله عليه وسلم، أمر النساء بغسل دم الحيض مطلقاً، وهذا دليل على نجاسته، وأنه لا يُعفي عن يسيره، وهو كذلك فهو نجس لا يُعفي عن يسيره وناقض للوضوء قليله وكثيره.
واما الدم الخارج من بقية البدن: من الأنف أو من السِّن أو من جرح أو مأ أشبه ذلك، فإنه لا ينقض الوضوء قل أو كثر، هذا هو القول الراجح أنه لا ينقض الوضوء شيء خارج من غير السبيلين من البدن سواء من الأنف أو من السن أو من غيره وسواء كان قليلاً أو كثيراً، لأنه لا دليل على انتقاض الوضوء به، والأصل بقاء الطهارة حتى يقوم دليل على انتقاضها.
وأما نجاسته فالمشهور عند أهل العلم أنه نجس وأنه يجب غسله إلا أنه يُعفي عن يسيره لمشقة التحرُّز منه والله أعلم.
راجع فتاوى إبن عثيمين (المجلد 11/ السؤال 140)
------
ثم وجدت هذا الكلام للشيخ العلامة ابن جبرين -حفظه الله-
كذلك الدم؛ الدم أيضا ناقض، وذلك لأنه نجس جاء في الحديث قال صلى الله عليه وسلم: إذا أحدث أحدكم في صلاته فلينصرف وليمسك بأنفه، وليذهب فليتوضأ ( http://www.ibn-jebreen.com/takhreeg/book86/Hits14959.htm) لماذا يمسك بأنفه؟ لأنه قد يستحي من الناس إذا نظروا إليه يقولون: هذا أحدث في صلاته؛ فلذلك يمسك بأنفه يوهمهم أنه رعف أنه رعاف. وهذا دليل على أن الرعاف ناقض للوضوء، أن كل من رعف فإنه يمسك بأنفه حتى لا يتقاطر الرعاف على المسجد وعلى ثوبه حتى يطهره.
كذلك أيضا النبي صلى الله عليه وسلم أمر بتطهير الدم. الدم دم الحيض قال: تحته ثم تقرصه بالماء، ثم تنضحه ثم تصلي فيه ( http://www.ibn-jebreen.com/takhreeg/book86/Hits14960.htm) دل على أنه نجس، يعفى عن ذلك إذا كان لا ينقطع ولا يتوقف. مثل القروح السيالة فعمر رضي الله عنه صلى وجرحه يثعب دما؛ لأنه لا يقدر على إيقافه. لو ترك الصلاة لاستمر حتى يموت ثلاثة أيام وهو يثعب مما دل على أنه لا يمكن أن يوقف، وصحابي آخر رماه بعض الأعداء وهو يصلي، ونزف الدم واستمر في صلاته حتى كملها، وذلك لأنه لو قطعها ما توقف الدم فيعتبر كأهل الأعذار الذي لايتوقف ولا ينقطع دمه.
المستحاضة أيضا أمرها بأن تصلي، فكانت تجعل الطست تحتها حتى يتقاطر الدم فيه، ولو كانت تصلي ولم يمنعها ذلك من الصلاة؛ لأن هذا عذر دائم.
صاحب السلس كان زيد بن ثابت رضي الله عنه أصيب في آخر عمره بسلس، فكان يجعل له جرابا يتلقاه به في الصلاة فلا ينصرف إلا وقد امتلأ ذلك الجراب لأنه لا يقدر على إمساك بوله يصير هذا معذورا، ويسمى الحدث الدائم.
الدم والقيء ينقض إذا كان فاحشا يعني: إذا كان كثيرا. يعفى عن دم يسير نقطة أو نقطتين ثلاث نقط إذا رعف الإنسان نقطتين أو ثلاث، ثم سد أنفه، أو خرج من جرحه نقطتين أو ثلاث، ثم سده فإنه لاينتقض. يعفى عن الأشياء اليسيرة، ومثله أيضا القيح الذي يكون في القروح والصديد، وإن كان أخف من ذلك.
http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=7&book=86&toc=5978&page=5328&subid=78
-------------
فهل لنا بزيادة تفصيل في هذا الموضوع بارك الله فيكم و نفع بعلمكم؟
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[13 - 03 - 08, 03:34 م]ـ
مذهب الشافعية أنه لا ينقض لأن القاعدة عندنا أنه لا ينقض الوضوء إلا ما كان خارجا من السبيلين طاهرا كان أو نجسا والحديث المذكور نقول فيه أنه يخرج لعلة نجاسة الدم لا لنقض وضوءه و خشية تلويث المسجد
أما الحنابلة فالعلة عندهم خروج نجس من الجسم و على هذا فينتقض عندهم الوضوء بخروج الدم
و
ـ[أم نوال الأثرية]ــــــــ[13 - 03 - 08, 10:13 م]ـ
رجح الشيخ الالبانى رحمه الله ان دم المسلم طاهر ولادليل على نجاسته لعموم حديث المسلم لاينجس والاثار التى وردت فى ان المسلمون كانوا يصلون فى جراحاتهم والعبرة بالدليل اذا صح عن المعصوم صلى الله عليه وسلم وراجع كتاب اللباب فى فقه السنه والكتاب لمحمد حسن حلاق وغيره من كتب الشوكانى والله اعلم
ـ[أبو عائشة التميمي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 05:33 م]ـ
بارك الله فيكم , ...
ـ[أبو محمدالنجدي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 07:16 م]ـ
الدم الخارج من السبيلين هل هو ناقض بالإجماع .. ؟
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[27 - 03 - 08, 06:09 م]ـ
نعم أخي الكريم
ـ[محمد الصالح السيلاوي]ــــــــ[28 - 03 - 08, 10:16 ص]ـ
جاء في الموسوعةالفقهية الكويتية: ما يخرج من السّبيلين نادرا كالدّود والحصى والشّعر وقطعة اللّحم ونحوها تعتبر أحداثا تنقض الوضوء عند جمهور الفقهاء: (الحنفيّة والشّافعيّة والحنابلة)، وهو قول ابن عبد الحكم من المالكيّة. وبه قال الثّوريّ وإسحاق وعطاء والحسن، لأنّها خارجة من السّبيلين فأشبهت المذي، ولأنّها لا تخلو عن بلّة تتعلّق بها، وقد أمر النّبيّ صلى الله عليه وسلم المستحاضة بالوضوء لكلّ صلاة، ودمها خارج غير معتاد. وذهب المالكيّة في المشهور عندهم إلى أنّ الخارج غير المعتاد من السّبيلين كحصى تولّد بالبطن ودود لا يعتبر حدثا ولو ببلّة من بول أو غائط غير متفاحش بحيث ينسب الخروج للحصى والدّود لا للبول والغائط. والقول الثّاني عندهم: أنّه لا وضوء عليه إلاّ أن تخرج الدّودة والحصى غير نقيّة.(91/360)
قصص الضعفاء في نصرة خاتم الأنبياء
ـ[ناصر العلي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 08:11 م]ـ
أصل هذا الموضوع: خطبة ألقيت في مكة
لن أحدثكم عن الرجالِ العقلاء الأقوياء الأشداء الذين دافعوا عن عرض النبي r قديما وحديثا، فما أكثرَهم وما أشهرَهم!!
ولكني سأحدثكم عن مواقفِ الضعفاء في نصرة خاتم الأنبياء r.
اليومَ حديثي مع من هم دونَكم وأقلُّ منكم بوجهٍ من الوجوه، وباعتبارٍ من الاعتبارات، عندها سيخجل الإنسانُ المسلمُ البالغُ العاقلُ من نفسه إذا لم يحركْ ساكناً لنصرة نبيِّهِ محمدٍ r.
سأحدثكم عن: امرأةٍ وطفلٍ وفاسقٍ وكلبٍ وجنيٍّ، عن موقفِ هؤلاء في الحرص والدفاع عن نبي الإسلام r
أولاً: مع موقف امرأة:
جاء في كتاب السيرة الحلبية وكتاب البداية والنهاية لابن كثير وفي كتب السير والتاريخ: أن امرأةً من بني دينار قد أصيب زوجُها وأخوها وأبوها وفي رواية وابنُها أصيبوا يومَ أُحُدٍ، فلما نَعَوا لها لم تهتمّ بهم، بل قالت: ما فَعَل رسولُ الله r؟ أي: ما فُعِلَ به؟ قالوا: خيراً يا أم فلانٍ هو بحمد الله كما تحبين. قالت: أرونيه حتى أنظرَ إليه، فلما رأته r قالت: كلُّ مصيبةٍ بعدك جلل، تريد صغيرة والجلل كلمة من الأضداد، وفي لفظ: أنها مرَّتْ بأخيها وأبيها وزوجها وابنها صرعى، وصارت كُلَّما سألتْ عن واحدٍ وقالت: من هذا؟ قيل لها: هذا أخوكِ وابنُكِ وزوجُكِ وأبوك، فلم تكترث بهم، بل صارت تقول: ما فَعَلَ رسولُ الله r؟ فيقولون أمامك، حتى جاءته، فأخذت بناحيةِ ثوبه، ثم جعلت تقول: بأبي أنت وأمي يا رسول الله! والله لا أبالي إذ سلمتَ من عطبٍ، فكلُّ مصيبةٍ بعدك جلل. ?وَاللَّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ?. هذا موقفُ بعضِ النسوة من رسول الله r
[ ولو كان النساءُ كَمَنْ فقدنا * لفُضِّلَتِ النِّساءُ على الرِّجالِ]
[وَمَا التَّأنِيثُ لاسمِ الشَّمسِ عيبٌ * ولا التذكيرُ فَخْرٌ للهلالِ]
ثانياً: مع موقف الأطفال:
يحدثنا ـ كما في الصحيحين ـ عبدُ الرحمن بنُ عَوْفٍ t أَنَّهُ كان وَاقِفاً يومَ بَدْرٍ في الصَّفِّ قال: فنَظَرْتُ عن يميني وَعَنْ شمالي فإذا أنا بين غُلاَمَيْنِ مِنَ الأَنْصَارِ حَدِيثَةٌ أَسْنَانُهُمَا تَمَنَّيْتُ لو كنت بَيْن أَضْلَعَ مِنْهُمَا، فغمزني أَحَدُهُمَا فقال: يا عَمِّ هل تَعْرِفُ أَبَا جَهْلٍ قال: نعم وما حَاجَتُكَ يا بن أخي؟ قال: بلغني أَنَّهُ سَبَّ رسول اللَّهِ r والذي نفسي بيده لو رَأَيْتُهُ لم يُفَارِقْ سوادي سَوَادَهُ حتى يَمُوتَ الأَعْجَلُ مِنَّا. قال: فغمزني الآخَرُ فقال لي مِثْلَهَا. قال: فَتَعَجَّبْتُ لِذَلِكَ، قال: فلم أَنْشَبْ أَن ْنَظَرْتُ إلى أبي جَهْلٍ يجول في الناس، فقلت لَهُمَا: أَلاَ تَرَيَانِ؟ هذا صَاحِبُكُمَا الذي تَسْأَلاَنِ عنه. فَابْتَدَرَاهُ فَاسْتَقْبَلَهُمَا فَضَرَبَاهُ حتى قَتَلاَهُ. ثُمَّ انْصَرَفَا إلى رسول اللَّهِ r فاخبراه، فقال r: أَيُّكُمَا قَتَلَهُ؟ فقال كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا: أنا قَتَلْتُهُ، قال: هل مَسَحْتُمَا سَيْفَيْكُمَا؟ قَالاَ: لاَ، فَنَظَرَ رسول اللَّهِ r في السَّيْفَيْنِ فقال: كِلاَكُمَا قَتَلَهُ وَقَضَى بِسَلَبِهِ لأحدهما. إنهما المعاذانِ، معاذ بن عَمْرِوٍ ومُعَاذُ بن عَفْرَاءَ.
* وذكر الزمخشريُّ وغيرُه في كتابه "ربيع الأبرار" حكايةَ غلمانٍ صبيةٍ من أهل البحرين (المنطقة الشرقية) خرجوا يلعبون بالصوالجة (والصولجان: عصا معقوفةٌ تستخدم مِضْرباً للكرة) فوقعت الكرةُ على صدر أُسْقُفٍ من النصارى، فأخذها ومنعها عنهم، وجعلوا يطلبونها منه فيأبى، فقال غلامٌ منهم: سألتك بحقِّ محمدٍ r إلا رددتها علينا، فأبى، وسبَّ محمداً r، فما أن سمع الأغلمةُ رسولَ الله r يُشتمُ حتى أقبلوا عليه بصوالجهم، فما زالوا يخبطونه ويضربونه حتى مات لعنه الله. فرُفع إلى عمرَ بنِ الخطابِ t، فوالله ما فَرِح بفتحٍ ولا غنيمةٍ كفرحته بقتل الغِلْمانِ لذلك الأُسْقُفِ. وقال: الآن عزَّ الإسلامُ، إن أطفالاً صغاراً شُتِمَ نبيُّهم فغضبوا له وانتصروا. وأهدر دمَ الأُسْقُفِ. عزّ الإسلام إذا كان في الأمة أمثالُ هؤلاء الأطفالِ الأبطال. إنهم لم يتخلَّوا عن مبادئهم وقيمهم حتى وهم في لعبهم ولهوهم.
ثالثاً: مع موقفِ فاسقٍ عربيدٍ سِكِّير:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/361)
ذكر الشيخ أبو الحسنِ الندويّ رحمه الله في كتابه "الطريق إلى المدينة" ذكر قصةَ رجلٍ فاسقٍ عربيد، يقال له "أختر الشيراني"، كان مغروراً بنفسه شديدَ التيهِ بها، كان لا يعترف بغيره من الشعراء، اجتمع ذاتَ مرةٍ في فندقٍ بالهند مع فريقٍ من الشبان الشعراء العرب، وكانوا من الشيوعيين. أخذوا يتجاذبون معه أطراف الحديث، ويناقشونه في شتى الموضوعات، ويسألونه عن الرجال قديماً وحديثاً، وكان أختر الشيراني قد شَرِبَ كأسين من الخمر، ففقد رشده، وملكته نشوةُ السُّكْر، وصار يتكلم بكلامٍ متقطعٍ غيرِ متزن. سألوه عن الشعراء، فأخذ يَحْقِرُهم ويزدريهم، وسألوه عن رجال الفكر والساسة، فطَفِقَ يُسَفِّهُهُم ويتنقصهم، وسألوه عن الفلاسفة عن أرسطو وسُقراط، فقال: مالنا ولأولئك، لو كان أولئك في عصرنا لتتلمذوا علينا ... فانتهز شابٌ خبيثٌ فرصةَ طيش الشاعر ونشوته وسخريتَهُ، فقال الشابُّ: وما رأيك في النبي محمد بن عبد الله؟
-لا إله إلا الله، محمدٌ رسولُ الله-ماذا حدث يا ترى؟
كأنما هبَّتْ عاصفةٌ ونزلتْ صاعقة، فلم يكد الشابُّ يتم جملته حتى تناول الشاعرُ السكرانُ كأسَ الزجاج فهوى بها على رأس الشاب، وانفجر في وجهه باكياً قائلاً: يا قليلَ الأدب! يا وقحُ! أنت توجِّهُ هذا السؤالَ إلى رجلٍ مذنبٍ معترفٍ بشقائه وفسقه! ماذا ترجو أن تسمع من فاسقٍ عربيد؟ وأجهش بالبكاء والنشيج، وأقبل على الشابِّ يبكَّتُهُ في عنف وغضب: كيف سوَّلتْ لك نفسُك الشريرةُ يا هذا! أن تذكر الاسمَ النَّزيهَ المقدسَ على لسانك القذر؟ كيف تجاسرت على ذلك يا قليل الحياء! لقد كان لكلامك مجالٌ واسع، فلِمَ دخلتَ هذا الحمى المقدس. تب إلى الله من هذا السؤال الوقح. وكاد أن يبطش بالشاب الذي سقط أرضاً مغشياً عليه، لم يكن يُقَدِّرُ أنه سيلقى هذه النتيجةَ الوخيمة. إنه أذكى في هذا الشاعرِ الماجنِ كوامنَ الإيمان، وأطلق في قلبه شرارة الغيرة لنبيه محمد r. حاول الجلساء أن يهدؤوا من روعه، ويخففوا من ثائرته، فلم يفلحوا، وأمر بطرد الشاب خارج الفندق.
ثم قام "أختر" من المجلس وبات طوال ليلته تلك في بكاءٍ وندم وهو يقول: لقد بلغ هؤلاء الشباب الملحدون هذا الحد من الوقاحة والجراءة، إنهم يريدون أن ينتزعوا منا آخر ما نتعزّ به، ونعيشُ عليه، من حبّ وولاء وإخلاص ووفاء. إنني رجلٌ مذنب أعترف بذنبي، لكن هؤلاء الحاقدون يحاولون أن نخلع ربقة الإسلام، ونخرجَ من حظيرة الإيمان، ولا والله لا نرضى بذلك، ولن نسمح لأحد أن يتطاول على مقدساتنا وثوابت ديننا.
وصدق الله: ?إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئينَ?
رابعاً: مع موقف الكلب العجيب:
ذكر الإمام ابن حجر رحمه الله في كتاب الدرر الكامنة: كان النصارى ينشرون دعاتَهم بين قبائل المغول طمعاً في تنصيرهم، وقد مهَّد لهم هولاكو بسبب زوجته الصليبية. وذاتَ مرة توجه جماعةٌ من كبار النصارى لحفلٍ بسبب تنصُّرِ أحد أمراء المغول، فشرع أحد دعاة النصارى في شتم الرسول r حقداً وكراهيةً، وكان هناك كلبُ صيدٍ مربوطٌ، فلما بدأ هذا الصليبيُّ في شتمه وسبه زمجر الكلبُ وهاج ثم وثب عليه وخمشه بشدةٍ فخلصوه منه بعدَ جَهْدٍ جاهد، فقال بعضُ الحاضرين: هذا بكلامك في حق محمد r، فقال الصليبي: كلا بل هذا الكلب عزيزُ النَّفس رآني أُشير بيدي فظن أني أريد ضربه، لكن أحكموا وثاقه وسترون، ثم عاد لسب النبي r بأقذع من ذي قبل، فما كان من الكلب إلا أن قطع رباطه ووثب على عنق الصليبي واقتلع حنجرته في الحال فمات الصليبي من فوره، عندها أسلم نحوُ أربعين ألفاً من المغول. ?إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الْأَبْتَرُ?، ?إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمْ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَاباً مُهِيناً?
خامساً: مع موقف جنيٍّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/362)
ولعل من أغرب وأعجب وأطرف المواقف في نصرة النبي r ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في مؤلفه المشهور ”الصارم المسلول على شاتم الرسول r“ وذكره ابن كثير في البداية والنهاية: بأن الجن الذين آمنوا بالنبي r كانت تقصد من سبَّه من الجن كفارهم فيقتلونه، فيقرُّها r على ذلك، ويشكر لها ذلك! ونُقِل عن أصحاب المغازي أن هاتفًا هتف على جبل أبي قبيس بشِعرٍ فيه تعريضٌ بالنبي r، وتنقصٌ لدينه، قال ابن عباس t فأصبح هذا الشعرُ حديثاً لأهل مكة يتناشدونه بينهم فقال رسول الله r: هذا شيطانٌ يكلم الناسَ في الأوثان يقال له مِسْعَر واللهُ مُخْزِيه، فمكثوا ثلاثةَ أيامٍ، فإذا هاتفٌ يهتف على الجبل نفسه يقول:
[نحن قتلنا في ثلاثٍ مِسْعرا * إذ سَفَّهَ الحقَّ وسَنَّ المنكرا]
[قنّعتُهُ سيفًا حُسامًا مُشْهَرا * بشتمه نبيَّنا المطهرا].
فقال رسول الله r: هذا عفريتٌ من الجن اسمه سمحج آمن بي، سميته: عبد الله أخبرني أنه في طلبه منذُ ثلاثة أيامٍ حتى قتله، فقال علي t: جزاه الله خيرا يا رسول الله.
يا عباد الله: لا تعجبون! فالنبي r بُعِث للإنس والجن، وقد يتفاعل الجنُّ أحياناً أشدَّ من تفاعل الإنس، قال I? وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَراً مِنَ الْجِنِّ يَسْتَمِعُونَ الْقُرْآنَ فَلَمَّا حَضَرُوهُ قَالُوا أَنْصِتُوا فَلَمَّا قُضِيَ وَلَّوْا إِلَى قَوْمِهِمْ مُنْذِرِينَ?،
وقرأ رسول الله r ذات مرةٍ على أصحابه t سورة الرحمن من أولها إلى آخرها فسكتوا، فقال r: « لقد قرأتُها على الجن، فكانوا أحسنَ مردوداً منكم-وفي رواية البزار-ما لي أسمع الجنَّ أحسنَ جواباً لربِّها منكم، كلما أتيت على قوله: ?فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ? قالوا: لا بشيءٍ من نعمك ربَّنا! نكذب، فلك الحمد» رواه الترمذي وحسنه الألباني.
يا عباد الله: هذه مواقف عجيبة من امرأةٍ وطفلٍ وفاسقٍ وكلبٍ وجنيٍّ كلهم سعوا في نصرة رسول الله r، وذبوا عن عرضه.
فأين الرجال؟ أين الأبطال؟ ماذا بقي في الأمة من حس؟ وماذا بقي فيها من غيرة؟ ?إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُوا ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لا تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا?
فليعلم المسلم أنه بتصديه لهذه الحملة الشرسة، إنما يسجل اسمه في سجل المخلصين للدين، والمحبين للنبي الكريم، أما رسول الله r في حقيقته فلن يؤذى، ولن يناله سوء أبداً، وكل ما حدث إنما هو كالغبار الذي يظن مثيره أنه سيغطى به نور الشمس?يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ?.
إن ما حدث من سخرية آثمة برسولنا الكريم r إنما ليقضي الله أمراً كان مفعولاً، لتفيق هذه الأمة من رقدتها، لتنهض من غفلتها، لتبرهن على صدق محبتها لرسول الله r ? قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ?
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم(91/363)
أيهما أعظم (كفر تارك الصلاة والزكاة والحج) أم (كفر النصارى)
ـ[أبو عبيد السلفي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 08:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الأخوة الكرام
بارك الله فيكم
أيهما أعظم (كفر تارك الصلاة والزكاة والحج) أم (كفر النصارى)
جزاكم الله خيراً
ونفع بكم
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو عبيد السلفي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 12:21 م]ـ
للرفع أعزكم الله
ـ[المعلمي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 11:26 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم:
لاشك أن تكفير التارك لهذه الأعمال خلافي بين أهل القبلة فعلى مبنى الجميع هو أقرب من اليهود والنصارى.
نعم الجاحد لهذه الأعمال كافر ولكن أيضا تبقي عنده الشهادتان فهو أقرب من اليهود والنصارى ..(91/364)
الكفاءة في النسب وأقوال العلماء في ذلك
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[11 - 03 - 08, 09:34 م]ـ
راجع هذا الرابط ففيه فائدة جليلة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=129306
قال صاحب منار السبيل في الفقه الحنبلي (2/ 103): الكفاءة معتبرة في خمسة أشياء:
الديانة فلا تزوج عفيفة بفاجر لا نه مردود الشهادة والرواية وذلك نقص في إنسانيته فليس كفئا لعدل قال تعالى: {أفمن كان مؤمنا كمن كان فاسقا لا يستوون} [السجدة: 18] وعن أبي حاتم المزني مرفوعا: [إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه إن لا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير قالوا: يا رسول الله: وإن كان فيه؟ قال: إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فأنكحوه ثلاث مرات] رواه الترمذي وقال حسن غريب
والصناعة: فلا يكون صاحب صناعة دنيئة: - كالحجام والكساح والزبال والحائك - كفئا لمن هو أعلى منه لأن ذلك نقص في عرف الناس أشبه نقص السبب وفي حديث: [العرب بعضهم لبعض أكفاء إلا حائكا أو حجاما] قيل لأحمد: كيف تأخذ به وأنت تضعفه؟ قال: العمل عليه أي أنه يوافق العرف
والميسرة بحسب ما يجب لها: فلا تزوج موسرة بمعسر لأن عليها ضررا في إعساره لإخلاله بنفقتها ومؤنة أولاده لقوله صلى الله عليه و سلم [الحسب المال] وقال: [إن أحساب الناس بينهم هذا المال] رواه النسائي بمعناه وعنه: لا تعتبر لأن الفقر شرف في الدين وقد قال النبي صلى الله عليه و سلم: [اللهم أحيني مسكينا وأمتني مسكينا] رواه الترمذي وليس هو أمرا لازما فأشبه العافية في المرض
والحرية: فلا تزوج حرة بعبد لأنه منقوص بالرق ممنوع من التصرف في كسبه غير مالك له ولأنه صلى الله عليه و سلم [خير بريرة حين عتقت تحت العبد] فإذا ثبت الخيار بالحرية الطارئة فبالسابقة أولى
والنسب: فلا يكون المولى والعجمي كفءا لعربية لما تقدم عن عمر وقال سلمان لجرير: [إنكم معشر العرب لا نتقدمكم في صلاتكم ولا ننكح نساءكم إن الله فضلكم علينا بمحمد صلى الله عليه و سلم وجعله فيكم] رواه البزار بسند جيد ورواه سعيد بمعناه والعرب بعضهم لبعض أكفاء والعجم كذلك لأن المقداد بن الأسود الكندي تزوج ضباعة ابنة الزبير عم النبي صلى الله عليه و سلم وزوج أبو بكر أخته الأشعث بن قيس الكندي وزوج علي إبنته أم كلثوم عمر بن الخطاب
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[11 - 03 - 08, 09:56 م]ـ
رجح جماعة من علماء الدعوة السلفية عدم اشتراط كفاءة النسب للنكاح
جاء في الدرر السنية (7/ 176) على لسان جماعة من علماء الدرعية ((بل يجوز الإنكاح لغير الكفء، وقد تزوج زيد _ وهو من الموالي _ زينب أم المؤمنين رضي الله عنها، وهي قرشية، والمسألة معروفة عند أهل المذاهب))
ومما يتعلق بالكفاءة مسألة زواج المبتدع من السنية
ولذا يجب أن نصنف أهل البدع_ ونحدد من هو المبتدع _ لكي يتحرر هذا الحكم
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[12 - 03 - 08, 05:27 ص]ـ
رجح جماعة من علماء الدعوة السلفية عدم اشتراط كفاءة النسب للنكاح
راجع هذا الرابط بارك الله فيك لعلك تستفيد بإذن الله وتدعو لي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=129306
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 12:16 ص]ـ
جزاك الله خيراً
أثر عمر ((لامنعن فروج ذوات الاحساب من النساء إلا من الاكفاء))
بين الأخ أبو حاتم ضعفه وانقطاعه
أن غيره نقل عن ابن رجب أن أحمد كان يمشي مراسيل الذين أدركوا الصحابة
وليته يتبع المنهج نفسه
مع هذا الخبر عند ابن أبي شيبة
حدثنا أبو بكر قال نا مروان بن معاوية عن ابن عون عن محمد بن سيرين قال قال عمر بن الخطاب: ما بقي في شئ من أخلاق الجاهلية، ألا إني لا أبالي أي المسلمين نكحت وأيهم أنكحت
وهذا رجاله ثقات وهو منقطع بين ابن سيرين _ الذي أدرك جمعاً من الصحابة _ وعمر
وابن سيرين أثبت من إبراهيم بن محمد بن طلحة
وهو مناقض في معناه للأثر الذي نقله هزاع _ دون غيره _ من المصنف
علماً بأنه لم يفهم النص على وجهه لذا لم يحسن تنزيله فالنص خاص بإرسال التابعي عن صحابي أدركه _ وإبراهيم لم يدرك عمر _
وأثر سلمان ((إنكم معشر العرب لا نتقدمكم في صلاتكم ولا ننكح نساءكم إن الله فضلكم علينا بمحمد صلى الله عليه و سلم وجعله فيكم))
اضطرب فيه أبو إسحاق على أوجه
أصحها ما رواه علي بن الجعد (كما في الجعديات) عن شعبة عن أبي إسحاق عن أوس بن ضمعج عن سلمان
وقد كان في قلبي شيء من سماع أوس من سلمان (على الرغم من وجود المعاصرة) فسلمان مات في المدائن وأوس كوفي
ووجدت ما يقوي شكي وهو طعن شعبة بسماع حصين بن جندب من سلمان
وهو كوفي من شيوخ أبي إسحاق من نفس طبقة أوس
وهذا يرد أيضاً على سماع أوس من سلمان
وفي الأثر فقرة تكاد تجعل الأثر منكراً وهو إنكار سلمان لصلاة العرب خلف الأعاجم
وهذا الحكم يكاد يكون مهجوراً فما زال العرب يصلون خلف من حسنت قراءته وتدينه من الأعاجم
ويلزم من التزم الحكم الأول من هذا الأثر أن يلتزم الثاني أيضاً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/365)
ـ[عبدالله الخليفي المنتفجي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 11:33 م]ـ
وقعت في وهم في اسم أبي حاتم فاسمه ناجي الهجاري وليس هزاع
ثم إنني رجحت رواية شعبة على غيرها ثم تبين لي أنها قد تكون مرجوحة
فقد روى سفيان كما في مصنف ابن أبي شيبة هذا الخبر عن أبي إسحاق عن أبي ليلى الكندي عن سلمان
وتابع على هذا اسرائيل عند عبدالرزاق في المصنف
والأولى عند أن نحكم على أبي إسحاق بالإضطراب بدلاً من توهيم شعبة أو سفيان
وطريق سفيان فيها شبهة الإنقطاع
فإن ابا إسحاق السبيعي معروفٌ بالإرسال الخفي فقد أرسل عن جماعة عاصرهم وقد يكون أبو ليلى منهم
كما أن سماع أبي ليلى من سلمان محل نظر فهو كأوس بن ضمعج(91/366)
طلب مساعدة
ـ[محمدأبو أسامة]ــــــــ[11 - 03 - 08, 10:05 م]ـ
هل يوجد التفسير المنير للشيخ وهبة الزحيلي وشرح الدرة البهية منظومة الأجرومية للعمريطي أو أي شرحللمنظومة على الشبكة العنكبوتيهللتحميلو جزاكم الله خيرا(91/367)
ما حكم من نسي وسلم قبل الإمام؟
ـ[هاني إسماعيل]ــــــــ[12 - 03 - 08, 12:03 ص]ـ
الأخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
ما الحكم الشرعي لمن صلى مأموما، ونسي وسلّم بعد التشهد الأوسط؟
هل يبني على صلاته؟ أم يستأنفها؟
وهل عليه سجود سهو أم لا؟
أرجو منكم الإفادة
جزاكم الله عني كل خير(91/368)
ما حكم من نسي وسلم قبل الإمام؟
ـ[هاني إسماعيل]ــــــــ[12 - 03 - 08, 12:08 ص]ـ
الأخوة الأعزاء
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد
ما الحكم الشرعي لمن صلى الظهر مأموما فنسي وسلم بعد التشهد الأوسط؟
هل يبني على صلاته؟ أم يستأنف؟
وهل عليه سجود سهو أم لا؟
أرجو الإفادة، جزاكم الله عنا كل خير
ـ[أبو السها]ــــــــ[12 - 03 - 08, 01:50 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته:
حكم صلاة من سلم قبل الإمام سهوا
المفتي
:
الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
السؤال:
ما حكم السلام قبل الإمام في حالة السهو هل الصلاة صحيحة أم لا؟
الجواب:
إذا سلم المأموم قبل الإمام سهوا فإنه يرجع إلى نية الصلاة ثم يسلم بعد إمامه ولا شيء عليه وصلاته صحيحة إذا سلم قبل إمامه سهوا ثم انتبه فإنه يعود إلى نية الصلاة ثم يسلم بعد إمامه ولا شيء عليه إلا أن يكون مسبوقا فإن كان مسبوقا بركعة أو أكثر فإنه يسجد للسهو بعدما يقضي ما عليه من الركعات عن سلامه سهوا قبل إمامه.
المصدر:
من برنامج (نور على الدرب)، الشريط رقم (842) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الحادي عشر
ـ[هاني إسماعيل]ــــــــ[12 - 03 - 08, 05:19 م]ـ
الأخ العزيز أبو السها
بارك الله فيك وجزاك الله عني كل خير
ـ[البتيري]ــــــــ[12 - 03 - 08, 10:54 م]ـ
اليست مسابقة الامام في ركن،، تبطل الصلاة؟ ناسيا كان او عامدا؟؟؟
افيدونا جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو السها]ــــــــ[13 - 03 - 08, 01:37 ص]ـ
: فتاوى نور على الدرب (نصية): النساء
السؤال: من اليمن باعثها المستمع يحي بن علي يقول في رسالته ما حكم الشرع في نظركم يا فضيلة الشيخ في مسابقة الإمام وأيضاً مسبل إزاره خيلاء نرجو إفادة بذلك؟
الجواب
الشيخ: هذا السؤال تضمن سؤالين السؤال الأول في مسابقة الإمام فمسابقة الإمام محرمة لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول الله رأسه رأس حمار أما يخشى الذي يرفع رأسه قبل الإمام أن يحول صورته صورة حمار أو يجعل رأسه رأس حمار وهذا يدل على التحريم ثم إن السبق يختلف فإن كان السبق بتكبيرة الإحرام فإنه الصلاة لا تنعقد لأن الصلاة لا تنعقد إلا إذا كانت تكبيرة المأموم بعد انتهاء الإمام من تكبيرة الإحرام لقول النبي صلى الله عليه وسلم إذا كبر فكبروا ولا تكبروا حتى يكبر وإن كان السبق بركن آخر ففيه تفصيل عند بعض أهل العلم والراجح عندي أنه لا تفصيل في ذلك وأن المأموم متى سبق الإمام بالركن أو إلى الركن فإن صلاته تبطل إذا كان عالماً بالنهي أما إذا كان جاهلاً فإنه معذور ولكن عليه أن يتعلم أحكام دينه حتى يعبد الله على بصيرة وكذلك لو نسي فسبق إمامه فإنه لا تبطل صلاته وعليه أن يرجع ليأتي بما سبق إمامه بعده وبهذه المناسبة أود أن أبين أن للمأموم مع إمامه أربع حالات متابعة وموافقة ومسابقة وتخلف فأما المتابعة فهي الحال الوحيدة التي دلت السنة على الحث عليها والأمر بها وهي أن يأتي الإنسان بأفعال الصلاة بعد إمامه بدون تأخر وقد دل عليها قول النبي صلى الله عليه وسلم إنما جعل الإمام ليؤتم به فإذا كبر فكبروا ولا تكبروا حتى يكبر وإذا ركع فاركعوا ولا تركعوا حتى يركع وإذا سجد فاسجدوا ولا تسجدوا حتى يسجد والحال الثانية الموافقة بأن يأتي الإنسان بأفعال الصلاة مع إمامه لا يتقدم عنه ولا يتأخر وهذه خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم وقد ذكر أهل العلم أنه إذا كانت الموافقة في تكبيرة الإحرام فإن الصلاة لا تنعقد وعلى المأموم أن يعيدها بعد ذلك والثالث أو الحال الثالثة المسابقة وهي أن يأتي بأفعال الصلاة قبل إمامه فإن كان ذلك في تكبيرة الإحرام فصلاته لم تنعقد وإن كان في غيرها ففيها تفصيل عند أهل العلم بل فيها تفصيل على المشهور من مذهب الإمام أحمد والراجح أن الصلاة تبطل بذلك إذا كان الإنسان عالماً ذاكراً الراجح أن الصلاة تبطل بذلك إذا كان الإنسان عالماً ذاكراً والحال الرابعة التخلف وهي خلاف أمر النبي صلى الله عليه وسلم مثل أن يتخلف عن الإمام فلا يبادر بمتابعته فهذا خلاف أمر النبي صلى الله عليه وسلم في قوله إذا كبر فكبروا ومعلوم أن المشروط يتبع الشرط ويليه فليكن تكبيرك تلو تكبيرة الإمام وركوعك تلو ركوع الإمام وسجودك تلو سجود الإمام وهكذا فلا تتخلف عنه لكن لو تخلف الإنسان لعذر مثل أن لا يسمع صوت الإمام أو يكون ساهياً ففي هذه الحال متى زال ذلك العذر تابع الإمام يعني أتى بما تخلف عن الإمام حتى يلحقه إمامه إلا أن يصل الإمام من الركن الذي هو فيه فإنها تلغى الركعة التي حصل فيها التخلف وتقوم الركعة الثانية مقامها مثال ذلك لو كنت واقفاً مع الإمام أول ركعة ثم ركع الإمام وسجد وقام إلى الثانية وأنت لم تعلم به حتى وصل إلى القيام وأنت الآن قائم على أنها الركعة الأولى والإمام قام إليها على أنها الثانية فإنك تبقى معه وتكون الركعة الثانية للإمام ركعة لك أولى فإذا سلم أتيت بركعة بعده أما لو علمت به وهو ساجد بأن ركع ورفع وأنت لم تعلم ثم لما ركع للسجود سمعته فإنك تركع وترفع وتسجد وتتابع الإمام
فتاوى نور على الدرب، الشيخ ابن عثيمين.
إذن خلاصة قول الشيخ:
مسابقة المأموم للإمام لها حالتان:
1/ مع العمد: فالصلاة باطلة، (على خلاف بين الفقهاء في محل المسابقة هل هي في تكبيرة الإحرام فتبطل، أم في ركن آخر فعلى التفصيل)
2/ مع الجهل والنسيان فإن الصلاة لا تبطل، وهي المسألة التي سأل عنها أخونا هانيء(91/369)
هل تصلى الراتبة إذا سافرت إلى المدينة؟
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 12:10 ص]ـ
هل تصلى السنن الراتبة إذا سافرت إلى المدينة نظرا لفضل المكان أم السنة تركها؟(91/370)
هل المقصود بالمثناة -في هذا الحديث -الكتب المذهبية؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[12 - 03 - 08, 01:35 ص]ـ
" من اقتراب (و في رواية: أشراط) الساعة أن ترفع الأشرار و توضع الأخيار و
يفتح القول و يخزن العمل و يقرأ بالقوم المثناة , ليس فيهم أحد ينكرها. قيل:
و ما المثناة ? قال: ما استكتب <1> سوى كتاب الله عز وجل ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6/ 774 بعد أن ساق تخريجه:
هذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم , فقد تحقق كل ما فيه من الأنباء
, و بخاصة منها ما يتعلق بـ (المثناة) و هي كل ما كتب سوى كتاب الله كما فسره
الراوي , و ما يتعلق به من الأحاديث النبوية و الآثار السلفية , فكأن المقصود
بـ (المثناة) الكتب المذهبية المفروضة على المقلدين. التي صرفتهم مع تطاول
الزمن عن كتاب الله , و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما هو مشاهد اليوم مع
الأسف من جماهير المتمذهبين , و فيهم كثير من الدكاترة و المتخرجين من كليات
الشريعة , فإنهم جميعا يتدينون بالتمذهب , و يوجبونه على الناس حتى العلماء
منهم , فهذا كبيرهم أبو الحسن الكرخي الحنفي يقول كلمته المشهورة: " كل آية
تخالف ما عليه أصحابنا فهي مؤولة أو منسوخة , و كل حديث كذلك فهو مؤول أو منسوخ
" <1>. فقد جعلوا المذهب أصلا , و القرآن الكريم تبعا , فذلك هو (المثناة)
دون ما شك أو ريب. و أما ما جاء في " النهاية " عقب الحديث و فيه تفسير (
المثناة): " و قيل: إن المثناة هي أخبار بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام
وضعوا كتابا فيما بينهم على ما أرادوا من غير كتاب الله , فهو (المثناة) ,
فكأن ابن عمرو كره الأخذ عن أهل الكتاب , و قد كان عنده كتب وقعت إليه يوم
اليرموك منهم. فقال هذا لمعرفته بما فيها ". قلت: و هذا التفسير بعيد كل
البعد عن ظاهر الحديث , و أن (المثناة) من علامات اقتراب الساعة , فلا علاقة
لها بما فعل اليهود قبل بعثته صلى الله عليه وسلم , فلا جرم أن ابن الأثير أشار
إلى تضعيف هذا التفسير بتصديره إياه بصيغة " قيل " و أشد ضعفا منه ما ذكره عقبه
: " قال الجوهري: (المثناة) هي التي تسمى بالفارسية (دوبيتي). و هو
الغناء "!
هل توافقون الشيخ على هذا التوجيه للفظ -المثناة- الواردة في الحديث؟،يبدو لي أن كلامه صحيح، خاصة وأنت تقرأ لكتب المذهب الحنفي والمالكي (هل تعلمون أن للمالكية كتابا يسمونه مصحف المذهب، وهو الجامع لابن يونس،)، والحقيقة أن القاريء في غالب كتب المذاهب الفقهية يجد فيها الكثير من المسائل المخالفة للسنة الصحيحة،يقول الشيخ / أبي أويس محمد بوخبزة الحسيني حفظه الله - في سلسلة لقاءات المجلس العلمي بموقع الألوكة،اللقاء الثالث:
، وعن خدمة الفقه المالكي خدمة علمية يحتاج الأمر إلى جهود مضنية، ذلك أن المذهب المالكي أبخس المذاهب حظا من الاستدلال والتعليل، فأهله قليلو العناية بالحديث والآثار بالنسبة لعلماء المذاهب الأخرى ولا سيما الشافعية، فإنهم أوفر الفقهاء حظا من الحديث وعلومه، لذلك تجد كتبهم الكبيرة منورة بأدلة الحديث والآثار، أما المالكية فلا تكاد تجد عند متأخريهم دليلا صحيحا، فخدمة المذهب – والحالة هذه – تعني الرمي بثلث مسائله، لأنها لا دليلا صحيحا عليها.
ـ[أبو معاوية البيروتي]ــــــــ[24 - 08 - 09, 06:00 م]ـ
قال الشيخ الألباني رحمه الله في (الحديث حجة بنفسه) تحت عنوان (كثرة الخلاف في المقلدين وقلته في أهل الحديث):
ومن عرف هذا السبب في بقاء طوائف المقلدين على تفرقهم المشين طيلة هذه القرون الطويلة حتى أفتى جمهورهم ببطلان الصلاة أو كراهتها وراء المخالف في المذهب بل منع بعضهم الحنفي أن يتزوج المرأة الشافعية وأجاز آخر ذلك لكن دون العكس معللا ذلك بقوله: " تنزيلا لها منزلة أهل الكتاب " كأن الله تعالى لم يخاطبهم بقوله: [ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات] وقال: [وتقطعوا أمرهم بينهم زبرا كل حزب بما لديهم فرحون]. قال ابن القيم رحمه الله (1/ 314): " والزبر الكتب أي كل فرقة صنفوا كتبا أخذوا بها وعملوا بها ودعوا إليها دون كتب الآخرين كما هو الواقع سواء ". أقول: ولعل هذه الكتب هي التي أشار إليها عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما فيما رواه عنه عمرو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/371)
بن قيس السكوني قال: " خرجت مع أبي في الوفد إلى معاوية فسمعت رجلا يحدث الناس يقول: " إن من أشراط الساعة أن ترفع الأشرار وتوضع
الأخيار وأن يخزن الفعل والعمل ويظهر القول وأن يقرأ الناس بالمثناة في القوم ليس فيهم من يغيرها أو ينكرها "
فقيل: وما المثناة؟ قال: ما اكتتب سوى كتاب الله عز وجل " (أخرجه الحاكم (4/ 554 - 555) وقال: صحيح الإسناد ووافقه الذهبي وهو وإن كان موقوفا فله حكم المرفوع. لأنه من الأمور الغيبية التي لا تقال بمجرد الرأي لا سيما وقد رفعه بعض الرواة عنده وصححه أيضا.
وكأنه لذلك كان الإمام أحمد رحمه الله - حرصا منه على إخلاص الاتباع للكتاب والسنة - يكره وضع الكتب التي تشتمل على التفريع والرأي (قاله ابن الجوزي في " مناقب أحمد " ص 192) خشية إيثار الناس لها على الكتاب والسنة كما فعل المقلدة تماما فإنهم يؤثرون مذهبهم على الكتاب والسنةعند الاختلاف ويجعلونه معيارا عليهما كما تقدم كما تقدم عن الكرخي وكان الواجب اتباع الكتاب والسنة كما تقضي بذلك الأدلة المتقدمة منها وكما توجب ذلك عليهم أقوال أئمتهم وأن ينضموا إلى من كان الكتاب والسنة معه من المذاهب الأخرى ولكنهم مع الأسف الشديد ظلوا مختلفين متنازعين ولذلك قال ابن القيم (2/ 333) وقد ذكر قوله صلى الله عليه وآله وسلم: " وإنه من يعش منكم فسيرى اختلافا كثيرا فعليكم بسنتي. . . . ":
" وهذا ذم للمختلقين وتحذير من سلوك سبيلهم وإنما كثر الاختلاف وتفاقم أمره بسبب التقليد وأهله الذين فرقوا الدين وصيروا أهله شيعا كل فرقة تنصر متبوعها وتدعوا إليه وتذم من خالفها ولا يرون العمل بقولهم حتى كأنهم ملة أخرى سواهم ويدأبون ويكدحون في الرد عليهم وقولون: " كتبهم " و" كتبنا " و" أئمتهم " و" أئمتنا " و" مذهبهم " و" مذهبنا " هذا والنبي واحد والقرآن واحد والرب واحد فالواجب على الجميع أن ينقادوا إلى كلمة سواء بينهم كلهم وأن لا يطيعوا إلا الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ولا يجعلوا معه من يكون أقواله كنصوصه ولا يتخذ بعضهم بعضا أربابا من دون الله فلو اتفقت كلمتهم على ذلك وانقاد كل واحد منهم لمن دعاه إلى الله ورسوله وتحاكموا كلهم إلى السنة وآثار الصحابة لقل الاختلاف وإن لم يعدم من الأرض ولهذا تجد أقل الناس اختلافا أهل السنة والحديث فليس على وجه الأرض طائفة أكثر اتفاقا وأقل اختلافا منهم لما بنوا على هذا الأصل وكلما كانت الفرقة عن الحديث أبعد كان اختلافهم في أنفسهم أشد وأكثر فإن من رد الحق مرج عليه أمره واختلط عليه والتبس عليه وجه الصواب فلم يدر أين ذهب كما قال تعالى: [بل كذبوا بالحق لما جاءهم فهم في أمر مريج]. ... إلخ.
وعلق الشيخ الألباني رحمه الله على دفة نسخته من كتاب سير أعلام النبلاء (5/ 59) فذكر:
مثناة كمثناة أهل الكتاب
قلت: هو قول الذهبي: قال زيد بن يحيى حدثنا عبد الله بن العلاء قال سألت القاسم أن يملي عليّ أحاديث , فمنعني وقال: إن الأحاديث كثرت على عهد عمر , فناشد الناس أن يأتوه بها فلما أتوه بها أمر بتحريقها , ثم قال: مثناة كمثناة أهل الكتاب.
(فائدة): ذكر صبري جريس في (تاريخ الصهيونية) (1/ 18) لفظة: (المشناة) بالشين، فقال: (اتبع حكماء اليهودية منذ قبولها بالتوراة كتابها المقدس أسلوب الاجتهادات الدينية الهادفة إلى تفسير التوراة وملائمتها لروح العصر الذي تصدر فيه تلك الاجتهادات وعرفت حصيلة تلك الاجتهادات فيما بعد باسم " التوراة الشفهية " ... ولكنها لم تجمع كتابة خوفا من المس بقدسية التوراة الأصلية إلا في نهاية القرن الثاني للميلاد من قبل الحاخام " يهودا هاناسي (135 - 220 م)، فأطلق عليها اسم (مشناة) واعتبرت كتابا ملزما لليهودية بعد التوراة).
------------------------------------------
(1) " تاريخ التشريع الإسلامي" للشيخ محمد الخضري
=============
نقلته من مقال للأخ هاني برهوش حفظه الله(91/372)
من طلب العلم للعمل كسره العلم وبكى على نفسه
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[12 - 03 - 08, 01:56 ص]ـ
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في السير18/ 192:
فكم من رجل نطق بالحق وأمر بالمعروف فيسلط عليه من يؤذيه لسوء قصده وحبه للرئاسة الدينية فهذا داء خفي سار في نفوس الفقهاء كما أنه داء سار في نفوس المنفقين من الأغنياء وأرباب الوقوف والترب المزخرفة وهو داء خفي يسري في نفوس الجند والأمراء والمجاهدين فتراهم يلتقون العدو ويصطدم الجمعان وفي نفوس المجاهدين مخبآت وكمائن من الاختيال وإظهار الشجاعة ليقال،والعجب ولبس القراقل المذهبة والخوذ المزخرفة والعدد المحلاة على نفوس متكبرة وفرسان متجبرة وينضاف إلى ذلك إخلال بالصلاة وظلم للرعية وشرب للمسكر فأنى ينصرون؟!
وكيف لايخذلون؟!
اللهم فانصر دينك ووفق عبادك.
فمن طلب العلم للعمل كسره العلم وبكى على نفسه، ومن طلب العلم للمدارس والإفتاء والفخر والرياء تحامق واختال وازدرى بالناس وأهلكه العجب ومقتته الأنفس.
"قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها"أي دسسها بالفجور والمعصية قلبت فيه السين ألفا ".اهـ
منقول
ـ[أبو عروة]ــــــــ[12 - 03 - 08, 11:13 ص]ـ
جزاك الله خير ونفع بك(91/373)
نفائس ابن رجب في فتح الباري (ما أجملها)
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[12 - 03 - 08, 06:11 ص]ـ
ابن رجب الحنبلي (رحمه الله) له من النفائس الكثير الكثير وها انا اذكر لاخواني بعض تلك النفائس- محبة مني- في افادتهم كما استفدت منها فمن تلك النفائس:
1_ان الايمان قول وعمل وهذا كله اجماع من السلف وعلماء اهل الحديث وممن ذكر الاجماع الشافعي وابو ثور بل ذهب كثير منهم:ان الرقبه لاتجزى في الكفاره حتى يؤخذ منها الاقرار وهو الصلاة والصيام وذكر منهم الشعبي والنخعي.
وخالف في ذلك طوائف من علماء الكوفه والبصره وغيرهم وقالوا الايمان المعرفه مع القولو, وحدث بعدهم من يقول الايمان: المعرفه خاصه, ومن يقول:الايمان:القول خاصه.
2 - اقوال الناس في الفعل والعمل:
أ- فمنهم من قال ان العمل مرادف للفعل.
ب_ومنهم من قال الفعل اعم من العمل:
1 - وذلك ان القول يدخل في الفعل ولايدخل في العمل على الاطلاق.
2 - ومنهم من قال العمل ما يحتاج الى علاج ومشقه والفعل اعم من ذلك.
3_ومنهم من قال العمل مايحصل منه تأثير كعمل الطين اجر والفعل اعم من ذلك.
ج-ومنهم من قال العمل اشرف من الفعل فلا يطلق الاعلى مافيه شرف ورفعه بخلاف الفعل.
قال ابن رجب: وهذا فيه نظر فان عمل السيئات يسمى أعمالا كما قال تعالى (من يعمل سوءا يجز به) وقال (من عمل سيئئة فلا يجزى الابها) وقال
(رحمه الله):ولو قيل عكس ذلك لكان متوجهاوذكر رحمه الله سببين:
أ-ان الله يضيف الى نفسه الفعل كقوله تعالى (وتبين لكم كيف فعلنا بهم) وذكر (رحمه الله) عدة ايات.
ب_ان الله اشتق لنفسه اسماء من الفعل دون العمل قال تعالى (ان ربك فعال لما يريد)
3 - ان زيادة الايمان ونقصانه قول جمهور العلماءوتوقف بعضهم في نقصه فقال يزيد ولايقال ينقص وروي ذلك عن مالك والمشهور عنه كقول الجماعه.
4 - ان الايات التي استدل بها البخاري في الزياده والنقصان قد استدل بها ائمة السلف قديما منهم عطاء بن ابي رباح فمن بعده.
5 - ان المعرفه بالقلب هل تزيد وتنقص قال (رحمه الله) فيها قولان:
ا-انها لاتزيد ولاتنقص وذكر ان الامام احمد سأله يعقوب عن المعرفه والقول هل تزيد وتنقص فقال: لا قد جئنا بالقول والمعرفه وبقي العمل. رواه الخلال
قال ابن رجب: ومراده بالقول:التلفظ بالشهادتين خاصه وهذا قول طوائف من الفقهاء والمتكلمين.
ب_ ان المعرفه تزيد وتنقص قال المروذي: قلت لاحمد في معرفة الله بالقلب تتفاضل فيه؟ قال نعم, قلت ويزيد؟ قال: نعم. رواه الخلال.
قال ابن رجب: وحكى القاضي في"المعتمد"وابن عقيل في المسأله روايتين عن احمد وتأولا رواية لايزيد ولاينقص.
6 - قال (رحمه الله) وتفسر زيادة المعرفه بمعنيين:
احدهما: زيادة المعرفه بتفاصيل أسماء الله وصفاته وافعاله واسما ملائكته والنبيين والكتب المنزله عليهم وتفاصيل اليوم الاخر. وهذا ظاهر لايقبل نزاعا.
الثاني: زبادة الايمان بالوحدانيه يزيادة معرفة أدلتها فان ادلتها لاتنحصر اذ كل ذره من الكون فيها دلاله على وجود الخالق ووحدانيته.
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[12 - 03 - 08, 07:07 ص]ـ
قال (رحمه الله)
7 - زيادة الايمان بالذكر على جهين:
أحدهما: انه يجدد من الايمان والتصديق في القلب ما درس منه بالغفله كما قال ابن مسعود (رضي الله عنه):الذكر ينبت الايمان في القلب كما ينبت الماء الزرع.
الثاني: أن الذكر نفسه من خصال اليمان فيزداد الايمان بكثرة الذكر فان جمهور اهل السنه أن الطاعات كلها من الايمان فرضها ونفلها (وانما أخرج النوافل من الايمان قليل منهم)
8 - قول ابن مسعود (رضي الله عنه):اليقين الايمان كله.
قال ابن رجب (رحمه الله):لم برد ابن مسعود أن ينفي الأعمال من الايمان انما مراده:ان اليقين هو اصل الايمان كله, فاذا ايقن القلب بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر انبعثت الجوارح للقاء الله تعالى بالاعمال الصالحه فنشأ ذلك كله عن اليقين.
9 - قال البخاري قال ابن عمر:لايبلغ العبد حقيقة التقوى حتى يدع ما حاك في الصدر:
قال ابن رجب: هذا الاثر لم اقف عليه الى الان في غير كتاب البخاري وقد روي معناه مرفوعاوموقوفا على ابي الدرداء
10 - قال ابن رجب: اصل الدعاء في اللغه الطلب فهو استدعاء لما يطلبه الداعي ويؤثر حصوله:
أ-تارة بكون الدعاء بالسؤال من الله عز وجل والابتهال اليه.
ب_وتارة يكون بالاتيان بالأسباب التي تقتضي حصول المطالب وهو الأشتغال بطاعة الله وذكره ومايجب من عبده أن يفعله وهذا هو حقيفة الايمان.
وقال ابن رجب (فما استجلب العبد من الله مايحب واستدفع منه مايكره بأعظم من أشتغاله بطاعة الله وعبادته وذكره وهو حقيقة الايمان ,فان الله يدفع عن الذين امنوا).
11 - قال (رحمه الله):في تفسير قوله جل وعلا (ما يعبأبكم ربي لولا دعاؤكم):للمفسرين قولان:
أحدهما: أن المراد لولا دعؤكم اياه فيكون الدعاء بمعنى الطاعه.
الثاني: أن المراد لولادعاؤه اياكم الى طاعته كما في قوله تعالى (وما خلفت الجن والانس الا ليعبدون) أي:لادعوهم الى عبادتي.
وقال (رحمه الله):وانما اختلف المفسرون في ذلك لان المصدر يضاف الى فاعله تارة والى المفعول أخرى.
12 - كثير من أهل الحديث يرى تكفير تارك الصلاة, وحكاه اسحق بن راهويه اجماعا منهم حتى انه جعل قول من قال: لايكفر بترك ألاركان مع الاقرار بها من أقوال المرجئه وكذلك قال سفيان بن عيينه.
قال ابن رجب (وأكثر أهل الحديث على أن ترك الصلاة كفر دون غيره من الاركان).
13 - ذكر ابن رجب الاحاديث التي تدل على كفر تارك الصلأة كقوله عليه الصلاة والسلام (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر) أخرجه الترمذي والنسائي وابن ماجه وصححه الترمذي.
قال (رحمه الله) (ومن خالف في ذلك جعل الكفر هنا غير ناقل عن المله كما في قوله تعالى (ومن لم يحكم بما
انزل الله فأولئك هم الكافرون).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/374)
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[12 - 03 - 08, 07:56 ص]ـ
قال (رحمه الله)
14 - اذا قرن الايمان بالعمل:
أ-فقد يكون من باب عطف الخاص على العام.
ب-وقد يكون المراد باليمان _حينئذ_:التصديق بالقلب وبالعمل عمل الجوارح.
15 - عند شرحه لحديث (الأيمان بضع وستون شعبه والحياء شعبه من ألايمان).
قال (رحمه الله):وقد انتدب لعدها طائفه من العلماء كالحليمي والبيهقي وابن شاهين وغيرهم فذكروا كل ما ورد ايمانا في الكتاب والسنه من ألاقوال والاعمال وبلغ بها بعضهم سبع وسبعين وبعضهم تسعا وسبعين.
فقال (رحمه الله): (وفي القطع على أن ذلك هو مراد الرسول صلى الله عليه وسلم من هذه الخصال عسر كذا قال ابن الصلاح وهو كما قال).
16 - قال (رحمه الله):فان قيل:فأهل الحديث والسنه أن كل طاعه فهي داخله في ألايمان وهذا قول الجمهور الأعظم منهم وحينئذ فهذا لاينحصر في بضع وسبعين بل يزيد على ذلك, قال (رحمه الله):يمكن أن يجاب عن هذا بأجوبه:
أحدها: أن يقال خصال ألأيمان عند قول النبي صلى الله عليه وسلم كان منحصرا في هذا العدد ثم حدثت زيادة فيه بعد ذلك حتى كملت خصال ألايمان في أخر حياته.
الثاني: أن تكون خصال الايمان كلها تنحصر في بضع وسبعين نوعا وان كان أفراد كل نوع تتعدد كثيرا وربما كان بعضها لاينحصر وهذا اشبه وان كان الموقوف على ذلك يعسر أو يتعذر.
الثالث: أن ذكر السبعين على وجه التكثير للعدد لاعلى وجه الحصر كما في قوله تعالى (ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم) والمراد تكثير التعداد من غير حصوله هذا في العدد ويكون ذكره للبضع يشعر بذلك كأنه يقول:هويزيد على السبعين المقتضيه لتكثير العدد وتضعيفه.وهذا ذكره أهل الحديث من المتقدمين وفيه نظر.
الرابع: أن هذا البضع وسبعين هي أشرف خصال الايمان وأعلاها وهو الذي تدعو اليه الحاجه منها.
17_ قال (رحمه الله):قال ابن حامد من اصحابنا:والبضع في اللغه:
أ_من الثلاث الى التسع هذا هو المشهور ومن قال:مابين اثنين الى عشر فالظاهر انما أراد ذلك ولم يدخل الاثنين والعشر في العدد.
ب_وقيل من أربع الى تسع.
ج_وقيل مابين الثلاث والعشر ,قال (والظاهر أنه هو الذي قبله باعتبار اخراج الثلاث والعشر منه).
ـ[أبوسلمى]ــــــــ[13 - 03 - 08, 12:38 ص]ـ
قال (رحمه الله):تحت شرح حديث الشعبي عن عبد الله بن عمرو عن النبي (صلى الله عليه وسلم) (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه)
18 - هذا الحديث رواه الخاري مرة معنعن اي عن الشعبي عن عبد الله بن عمرو ومرة عن الشعبي قال سمعت عبد الله بن عمرو
قال (رحمه الله) (ذكر في حديثه التصريح بالسماع عن عبد الله بن عمرو وانما احتاج الى هذا لأن البخاري لايرى أن الاسناد يتصل بدون ثبوت لقي الرواة بعضهم لبعض وخصوصا اذا روى بعض اهل بلد عن اهل بلد ناء فان ائمة اهل الحديث مازالوا يستدلون على السماع بتباعد الرواة كما قالوا في رواية سعيد بن المسيب عن ابي الدرداء وما اشبه ذلك وهذا الحديث رواه الشعبي _ وهو من اهل الكوفه_عن عبد الله بن عمرو_وهو حجازي_نزل مصر ولم يسكن العراق فاحتاج ان يذكر سماعه منه وقد كان عبد الله بن عمرو قدم مع معاويه الى الكوفه عام الجماعه فسمع اهل الكوفه كأبي وائل وزر بن حبيش والشعبي)
ـ[أبو أبي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 02:01 ص]ـ
ماأقيمها لا حرمكم الأجر
ـ[لولو12]ــــــــ[13 - 03 - 08, 05:40 ص]ـ
نفع الله بكم
ـ[رافع]ــــــــ[28 - 03 - 08, 01:28 ص]ـ
جزاك الله خيرا(91/375)
هل يجوز نفخ الثديين والشفتين؟!! العلامة الفوزان.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 07:28 ص]ـ
السؤال:
هل يجوز نفخ الثديين والشفتين عن طريق العمليات الجراحية، أو عن طريق الحقن؟!
الجواب:
[لا يجوز هذا!، إلا إذا كان هناك عيب في الشفتين، عيب خِلقي، أو إصابة، أو في الثديين عيب يشوه المرأة، فلا بأس بإزالة التشويه، بأن تعالج حتى يزول التشويه؛ أما إذا لم يكن فيها عيب فلا يجوز هذا، لأنه من تغيير خلق الله بدون حاجة].
الشيخ العلامة الفوزان. رقم الفتوى (6400).
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 08:28 ص]ـ
الأخ المفضال الفضلي .. هل يُعتبر ضمور الثدي لدى المرأة عيبا؟
والذي فهمته من كلام الشيخ رحمه الله أنه (يجوز تغيير خلق الله لحاجة)، فهل فهمي صحيح؟ وكيف يُستدل على ذلك؟
ـ[أم سلمة]ــــــــ[13 - 03 - 08, 03:48 م]ـ
للشيخ الدكتور عبدالعزيز الفوزان رسالة قيمة حول هذا، بعنوان:
"الضوابط الشرعية لعمليات تحسين القوام والحقن التجميلي"
في موقعه
http://www.islammessage.com/articles.aspx?cid=1&acid=141&aid=184
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[26 - 05 - 08, 02:54 م]ـ
للرفع .........(91/376)
موضوع للنقاش: أخذ الأحكام والفتاوى الفقهية من المصادر الإلكترونية هل تبرأ به الذمة.؟
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 11:07 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه واتبع هداه إلى يوم الدين , وبعد:
فإن المتابع - في عصر تقدم وسائل التقنية الذي نعيشه - لما استجد وطرأ على الكتب والموسوعات الشرعية بل والمكتبات الإسلامية من يسر البحث , وسهولة التداول وسرعة وجود البغية في بطون الكتب , حيث أصبح البحث المحتاج لسنين قبل سنين من اليوم , يمكن القيام به في ساعات.
وكان الحرص على اقتناء الكتب واختيارها وترتيبها بالأمس عملٌ لا يحسنه إلا المتخصصون في العلوم الشرعية من طلاب العلم والعلماء , فأصبحت مكتباتنا الإلكترونية اليوم ترتب لك كل ذلك وتعرفك بكتب المذاهب المطولة والمختصرة وشروح كتب السنة وغير ذلك.
وهنا وجد المسلم اليومَ نفسه في فسحة من أمره حين تقف مسألة شرعية أمامه لا يعرف حكمها ولا المنبغي عليه حيالها , فبضغطة زر تصطف أمامه عشرات النصوص والفتاوى والتعليقات والتقريرات ما بين مختصر ومبسوط , فهل يسعه ويُبرئ ذمته اطِّلاعُه على هذه النتائج في البحث إن كان ممن يعي ويفهم كلامَ أهل العلم , أم لا بدَّ له من مراجعة واستفتاء العلماء في كل صغير وكبير.؟
وهل يمكن للقائمين على المراكز الإسلامية وأئمة المساجد والدعاة إلى الله في القارات البعيدة عن العلم والعلماء أو في البلدان التي يقل فيها وجود العلماء اعتماد هذه المكتبات والمصادر والفتاوى الإلكترونية مرجعاً يفتون الناس بما فيه من فتاوى بحيث لو كانت عنده في جهاز محمول ووجد مسألة مطابقة ومشابهة لما سئل عنه جاز أن يفتي بمصمون ما لديه ,أم لا بد لهم أن يرجعوا إلى أهل العلم ويتصلوا بهم ويتبيَّنوا حقيقة كل مسألة.؟
وهل ينطبق واقع هذه المشكلة على ما ذكره ابن القيم رحمه الله في خلاف أهل العلم فيما إذا كان عند الرجل الصحيحان أو احدهما أوكتاب من سنن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - موثوق بما فيه فهل له أن يفتي بما يجده فيه .. ؟؟
حيث ذكر رحمه الله قولين لأهل العلم ورجّح بينهما بالقول الفصل -عنده- وإليكموها من باب الفائدة:
1 - قالت طائفة من المتأخرين ليس له ذلك لأنه قد يكون منسوخا أو له معارض أو يفهم من دلالته خلاف ما يدل عليه أو يكون أمر ندب فيفهم منه الإيجاب أو يكون عاما له مخصص أو مطلقا له مقيد فلا يجوز له العمل ولا الفتيا به حتى يسال أهل الفقه والفتيا
2 - قالت طائفة بل له أن يعمل به ويفتي به بل يتعين عليه كما كان الصحابة يفعلون إذا بلغهم الحديث عن رسول الله ص - وحدث به بعضهم بعضا بادروا إلى العمل به من غير توقف ولا بحث عن معارض ولا يقول أحد منهم قط هل عمل بهذا فلان وفلان ولو رأوا من يقول ذلك لأنكروا عليه أشد الإنكار وكذلك التابعون وهذا معلوم بالضرورة لمن له أدنى خبرة بحال القوم وسيرتهم وطول العهد بالسنة وبعد الزمان وعتقها لا يسوغ ترك الأخذ بها والعمل بغيرها ولو كانت سنن رسول الله ص - لا يسوغ العمل بها بعد صحتها حتى يعمل بها فلان لكان قول فلان أو فلان عيارا على السنن ومزكيا لها وشرطا في العمل بها وهذا من أبطل الباطل وقد أقام الله الحجة برسوله دون آحاد الأمة وقد أمر النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - بتبليغ سنته ودعا لمن بلغها فلو كان من بلغته لا يعمل بها حتى يعمل بها الإمام فلان والإمام فلان لم يكن في تبليغها فائدة وحصل الاكتفاء بقول فلان وفلان
قالوا والنسخ الواقع في الأحاديث الذي أجمعت عليه الأمة لا يبلغ عشرة أحاديث البتة بل ولا شطرها فتقدير وقوع الخطأ في الذهاب الى المنسوخ اقل بكثير من وقوع الخطأ في تقليد من يصيب ويخطئ ويجوز عليه التناقض والاختلاف ويقول ويرجع عنه ويحكى عنه في المسألة الواحدة عدة أقوال ووقوع الخطأ في فهم كلام المعصوم اقل بكثير من وقوع الخطأ في فهم كلام الفقيه المعين فلا يفرض احتمال خطأ لمن عمل بالحديث وأفتى به إلا وأضعاف أضعافه حاصل لمن أفتى بتقليد من لا يعلم خطؤه من صوابه
3 - القول الفصل عند ابن القيم رحمه الله:
والصواب في هذه المسألة التفصيل:
فإن كانت دلالة الحديث ظاهرة بينة لكل من سمعه لا يحتمل غير المراد فله أن يعمل به ويفتي به ولا يطلب له التزكية من قول فقيه أو إمام بل الحجة قول رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإن خالفه من خالفه وإن كانت دلالته خفية لا يتبين المراد منها لم يجز له ان يعمل ولا يفتى بما يتوهمه مرادا حتى يسأل ويطلب بيان الحديث ووجهه وإن كانت دلالته ظاهرة كالعام على أفراده والأمر على الوجوب والنهي على التحريم فهل له العمل والفتوى به يخرج على الأصل وهو العمل بالظواهر قبل البحث عن المعارض وفيه ثلاثة أقوال في مذهب احمد وغيره الجواز والمنع والفرق بين العام فلا يعمل به قبل البحث عن المخصص والأمر والنهي فيعمل به قبل البحث عن المعارض وهذا كله إذا كان ثم نوع أهليه ولكنه قاصر في معرفة الفروع وقواعد الأصوليين والعربية وإذا لم تكن ثمة أهلية قط ففرضه ما قال الله تعالى فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون وقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (ألا سألوا إذا لم يعلموا إنما شفاء العي السؤال)
وإذا جاز اعتماد المستفتي على ما يكتبه المفتي من كلامه أو كلام شيخه وإن علا وصعد فمن كلام إمامه فلأن يجوز اعتماد الرجل على ما كتبه الثقات من كلام رسول الله ص - أولى بالجواز وإذا قدر انه لم يفهم الحديث كما لو لم يفهم فتوى المفتى فيسأل من يعرفه معناه كما يسأل من يعرفه معنى جواب المفتى وبالله التوفيق.
وحبَّذا لو أتحفنا الأحبة الأكارم بكلام أهل العلم المعاصرين المحققين الذين شهدوا انفجار المعلومات هذا وأدركوا حقيقة أمره, وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه والتابعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/377)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 11:46 ص]ـ
سئل الشيخ بن عثيمين رحمه الله هذا السؤال:
السؤال: نختم هذه الحلقة بسؤال المستمعة من ليبيا تقول إذا سئل عن أمر في أمور الشرع فهل أجيبه بما أعرف مما قرأته من الكتب الشرعية أو ما سمعته من الأشرطة الدينية أو ما سمعته من هذا البرنامج أو أقول له لا أعلم أرجو الإفادة؟
فأجاب بقوله:
الواجب إذا سألك أحدهم عن مسألة وأنت تعلمين حكمها من الكتب الموثوق من مؤلفيها أو الأشرطة الموثوق بقارئها أو من هذا البرنامج نور على الدرب أن تخبريه بالحكم الشرعي لأنك لما علمت هذا الحكم عن الطريق التي أشرنا إليها كان واجباً عليك أن تخبريه بالحكم الشرعي إذا سألك أو كنت داخلة في الذين يكتمون العلم ولكن يحسن في تقولي قال فلان في نور على الدرب كذا قال فلان في الشريط الفلاني كذا قال فلان في الكتاب الفلاني كذا حتى تخرجي من العهدة.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3091.shtml
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[12 - 03 - 08, 06:04 م]ـ
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رب حامل فقه الى من افقه منه
ـ[أبو السها]ــــــــ[13 - 03 - 08, 05:16 م]ـ
أخذ الأحكام والفتاوى الفقهية من المصادر الإلكترونية وتناقلها عبر الشبكة العنكبوتية من نعم الله علينا ومن التعاون على البر والتقوى،فكثيرا من البلاد لا تدخلها أشرطة مشايخ الدعوة السلفية وكتبهم، غير أنه يجب نقلها وأخذ الأحكام منها بشروط:
1 - نسبتها إلى أصحابها ومصادرها، كما تفضل الأخ بأن نقل لنا قول الشيخ ابن عثيمين في ذاك.
2 - مطابقتها للسؤال وذلك عند نقل الفتوى، فإني رأيت بعض الإخوة يكون نقلهم للفتوى أوالحكم في واد وما يُسألُ عنه في واد آخر.
3 - اعتبار العرف، في كثير من المسائل والأحكام الفقهية. لأن الفتوى تختلف- كما هو معلوم- أحيانا باختلاف أعراف الناس
4 - -عدم مخالفتها للدليل الصريح الصحيح، إذ قد يخطيء الشيخ ويفتي بخلاف الدليل، إما كونه لم يبلغه، أو انقدح في ذهنه صحة الحديث أوضعفه وهو في واقع الأمر بخلاف ذلك.
5 - وإذا نقل أقوال العلماء بالمعنى فلابد أن يكون متمكنا من اللغة العربية عارفا بما يحيل المعاني.
هذا ماظهر لي في هذا الموضوع -والله أعلم-
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 03:30 م]ـ
أحسنت أبا السُّها , وفي انتظار بقية الفضلاء والفضليات.!
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[16 - 03 - 08, 08:06 ص]ـ
النقل عن المواقع الالكترونيه يختلف بإختلاف المنقول عنهم
فإن كانوا مجاهيل ويتكلمون عن رأيهم وإجتهادهم فلاشك فى التوقف عن النقل عنهم ونستأنس بما ذهب إليه ائمة الحديث برد رواية المجهول
أما إن كان النقل من مواقع للفتوى يشرف عليها العلماء الثقات أو أحال الكاتب ولو كان مجهولا الى كتاب معين فلاشك فى جواز النقل ويفضل الناقل ان ينسب الاقوال الى اهلها كما اشار العلامة ابن عثيمين حفظه الله
وقد احسن القائل
بركة العلم عزوه الى اهله
والله تعالى اعلم
ـ[أبو السها]ــــــــ[16 - 03 - 08, 12:21 م]ـ
جزاك الله أخي الكريم، هذا يحسن أن يكون شرطا سادسا إضافة إلى الشروط الخمسة الني سقتها آنفا فأقول:
يشترط في نقل وأخذ الأحكام والفتاوى الفقهية من المصادر الإلكترونية:
1 - نسبتها إلى أصحابها ومصادرها، كما تفضل الأخ بأن نقل لنا قول الشيخ ابن عثيمين في ذاك.
2 - مطابقتها للسؤال وذلك عند نقل الفتوى، فإني رأيت بعض الإخوة يكون نقلهم للفتوى أوالحكم في واد وما يُسألُ عنه في واد آخر.
3 - اعتبار العرف، في كثير من المسائل والأحكام الفقهية. لأن الفتوى تختلف- كما هو معلوم- أحيانا باختلاف أعراف الناس
4 - -عدم مخالفتها للدليل الصريح الصحيح، إذ قد يخطيء الشيخ ويفتي بخلاف الدليل، إما كونه لم يبلغه، أو انقدح في ذهنه صحة الحديث أوضعفه وهو في واقع الأمر بخلاف ذلك.
5 - وإذا نقل أقوال العلماء بالمعنى فلابد أن يكون متمكنا من اللغة العربية عارفا بما يحيل المعاني.
6 - أن يكون النقل عن أئمة الهدى والعلماء النبلاء الذين هم على منهج السلف، وكذلك الاستمداد من المواقع يكون بهذه الشروط
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[27 - 05 - 09, 12:24 م]ـ
اليوم بفضل الله أصبحت المكتبات الإلكترونية غنيمةً باردة لكل مسلم , فإذا دخل قسم التفسير أو العقائد أو الفتاوى وجد بغيته ولكن أعوزه التمييز بين القوي والضعيف والثابت وغيره والراجح والمرجوح , فهل يمكن القول بأنه ينبغي أن ينظر في المسألة المختَلف فيها فهي لا تخرجُ عن أربعة أقسام بحال:
أن يكونَ عند كل من الطرفين دليل
أن لا يكون لكلا الطرفين دليل بمعنى أن تكون المسألة مما لم يرد فيه نص وجاءت بعد عصر النبوة
أن يكون مع أحد الطرفين دليلٌ وليس للآخر دليل , أو له دليل لا يقوم لدليل صاحبه
عكس هذه الحالة
بالنسبة لطالب العلم قد لا يكلفُه الميْزُ بين هذه الحلات كبيرض جهد , أما العوامُّ من المسلمين في مكاتبهم وجامعاتهم ومواقعم فيصعب عليهم تحديد قسم للخلاف في المكتبات الالكترونية وهذا يقودنا لمسألة ما إذا وجد المسلم قولين أو أكثر في مسألة فبأيهم يأخذ؟
وأرجو من الإخوة إبداء الرأي في المسألة خصوصاً الذين لهم اتصال أو علاقةٌ بالمؤسسات العلمية في أوربا وغيرها فالموضوع يلامس واقعهم أكثر من غيرهم
وسمعتُ أن لباحث يسمى ياسين مخدوم بحثٌ في الموضوع فمن لنا به؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/378)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[27 - 05 - 09, 12:59 م]ـ
وسمعتُ أن لباحث يسمى ياسين مخدوم بحثٌ في الموضوع فمن لنا به؟
أستاذنا الكريم الحبيب
إن كنت تقصد بحثه
بحث في حكم الإفتاء من كتاب الحديث والآثار .. فهذا هو رابطه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=67913&stc=1&d=1243415068
وإن كنت تقصد رسالته الماجستير فهذه هي:
أحكام الكتب في الفقه الإسلامي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=67914&stc=1&d=1243415377
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 09 - 09, 03:15 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا زارع و ولكنَّ أول البحثين أبى أن يفتح لي.
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[05 - 09 - 09, 03:47 م]ـ
إذا كانت المسألة فيها خلاف مثلا: (مدة القصر) , وأعرف أقوال تختلف لبعض المشائخ في هذه المسألة , ولست أحفظ كل الأقوال في المسألة ولست أهلا للترجيح ولكن أعمل بفتوى أحد المشائخ , لكن إذا سئلت كيف أجيب؟
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[05 - 09 - 09, 06:46 م]ـ
بارك الله فيكم
أعتقد أنه ينبغي تحرير الفرق بين الكتاب الورقي، والكتاب الالكتروني ... ؟؟
وأنا الآن عندي جهاز الكتروني للكتب المصورة، ولا فرق بينه وبين الكتاب الورقي سوى = خفة الوزن ...
فإذا علم هذا، كان أخذ الفتاوى والأحكام الفقهية من الكتاب الالكتروني = أخذ الأحكام والفتاوى من الكتاب الورقي ...(91/379)
مسألة حرت فيها كثيراً ولم أعرف لها جوابا! المقصود بالمسجد المشرف
ـ[أبو لجين]ــــــــ[12 - 03 - 08, 05:05 م]ـ
وردت عدة أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم وآثار عن صحابته رضي الله عنهم في المنع من الصلاة في المسجد المشرف، ومنها:
في مصنف عبدالرزاق عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إن القوم إذا زينوا مساجدهم: فسدت أعمالهم , وأنه كان يمر على مسجد للتيم مشوف فكان يقول: هذه بيعة التيم.
وفي سنن سعيد بن منصور عن إسماعيل بن عبد الرحمن بن ذؤيب قال: دخلت مع ابن عمر مسجدا بالجحفة فنظر إلى شرفاته فخرج إلى موضع فصلى فيه ثم قال لصاحب المسجد: إني رأيت في مسجدك هذا - يعني الشرفات - شبهتها بأنصاب الجاهلية فمر أن تكسر
وفي سنن البيهقي عن ابن عمر (نهانا أو نهينا أن نصلي في مسجد مشرف)
وفي مصنف ابن أبي شيبة (ابنوا مساجدكم جما، وابنوا مدائنكم مشرفة)
فهل المقصود بالمسجد المشرف المرتفع؟ أم المقصود به المسجد الذي فيه نوافذ؟ ومالقصد من قوله عليه الصلاة والسلام (وابنوا مدائنكم مشرفة)؟
آمل ممن لديه علم التفضل بالإجابة، علماً أن بعض الإخوة هنا ذكر أنها (المشربيات) والله أعلم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 03 - 08, 05:23 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=723023#post723023
ـ[أبو لجين]ــــــــ[13 - 03 - 08, 12:10 ص]ـ
الأخ عبدالرحمن الفقية، الموضوع المشار إليه أشبع طرحاً بموضوع لا علاقة له بالسؤال، وليس فيه جواباً على التساؤل المطروح.
ـ[أبو السها]ــــــــ[13 - 03 - 08, 02:01 ص]ـ
الأخ عبدالرحمن الفقية، الموضوع المشار إليه أشبع طرحاً بموضوع لا علاقة له بالسؤال، وليس فيه جواباً على التساؤل المطروح.
عجيب أمرك يا أبا لجين. هل بعد هذا البيان بيان؟؟؟
ـ[أبو لجين]ــــــــ[13 - 03 - 08, 06:20 ص]ـ
الأخ الكريم، أي بيان تعنيه؟
أكثر ما في الموضوع دراسات عن المشربيات!
صاحب الرد بين أن المقصود بالمشرف هو النوافذ أو المشربيات! ثم ساق بعض الأخبار عن بيوت مكة ومشربياتها ولا علاقة ذلك بالموضوع!!
إذا كنت ترى أنها تعني المشربيات أو النوافذ، فكيف يكون إذا شكل الكلمة؟
مُشرف أم مُشَرف؟
ـ[أبو لجين]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:56 م]ـ
رفع الله قدر من أجاب(91/380)
قصة. ماصحتها.؟.؟.؟
ـ[ابو همام المكي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 06:32 م]ـ
وجد كثير في المنتديات هذه القصة وخاصة المنتديات التي تهتم بالبيع والشراء
وما ادري ماصحتها فأرجوا ممن لدية معلومة أن يدلي بها مشكوراً ..
....................... القصة .......................
جاء رجل الى رسول الله صلى الله عليه وسلم يسأله"
أي يطلب منه ماللآ للتسول" فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تملك شئ
قال الرجل لاأملك الا قصعه" أي اناء يوظع به الطعام" ولحاف ننام على نصفه ونتلحف النص الأخر
فقال له الرسول صلى الله عليه وسلم اذهب فأتني بهما
فجاءه الرجل بهما
فنادى رسول الله صلى الله عليه وسلم من يشتري هذه الأشياء
فقال رجل أنا أشتري بدرهم
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من يزيد فقال أخر أشتري بدرهمين
فباعهم الرسول اليه وقال صلى الله عليه وسلم للرجل
اذهب أشتري طعام لأهلك بدرهم وقادوم بالدرهم الأخر فأطعمهم ثم أتني بالقادوم فذهم الرجل وعاد فقام معه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمسك بعود حطب فقطعه بالقادوم ثم قال للرجل اذهب وأحتطب وبع ذلك خير لك من المسأله فعاد له الرجل بعدعدة أيام ومعه دراهم عديده وقد كفى أهله حاجاتهم"
صدق الرسول صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو القاسم المصري]ــــــــ[12 - 03 - 08, 06:59 م]ـ
هذه القصة رواها أصحاب السنن
قال أبو داود
حدثنا عبد الله بن مسلمة أخبرنا عيسى بن يونس عن الأخضر بن عجلان عن أبي بكر الحنفي عن أنس بن مالك أن رجلا من الأنصار أتى النبي صلى الله عليه وسلم يسأله فقال أما في بيتك شيء قال بلى حلس نلبس بعضه ونبسط بعضه وقعب نشرب فيه من الماء قال ائتني بهما فأتاه بهما فأخذهما رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده وقال من يشتري هذين قال رجل أنا آخذهما بدرهم قال من يزيد على درهم مرتين أو ثلاثا قال رجل أنا آخذهما بدرهمين فأعطاهما إياه وأخذ الدرهمين وأعطاهما الأنصاري وقال اشتر بأحدهما طعاما فانبذه إلى أهلك واشتر بالآخر قدوما فأتني به فأتاه به فشد فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم عودا بيده ثم قال له اذهب فاحتطب وبع ولا أرينك خمسة عشر يوما فذهب الرجل يحتطب ويبيع فجاء وقد أصاب عشرة دراهم فاشترى ببعضها ثوبا وببعضها طعاما فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا خير لك من أن تجىء المسألة نكتة في وجهك يوم القيامة إن المسألة لا تصلح إلا لثلاثة لذي فقر مدقع أو لذي غرم مفظع أو لذي دم موجع
سنن أبي داود: ج2/ص120 ح1641
والحديث ضعفه الألباني
وفي كلام بعضهم تقوية له
ففي نصب الراية للزيلعي
قَالَ الْمُصَنِّفُ: وَقَدْ صَحَّ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاعَ قَدَحًا وَحِلْسًا بِبَيْعِ مَنْ يَزِيدُ، قُلْت: رَوَاهُ أَصْحَابُ السُّنَنِ الْأَرْبَعَةِ: فَأَبُو دَاوُد فِي الزَّكَاةِ2، وَابْنُ مَاجَهْ فِي التِّجَارَاتِ عَنْ عِيسَى بْنِ يُونُسَ عَنْ الْأَخْضَرِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ عَبْدِ اللَّهِ الْحَنَفِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ أَنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ أَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُهُ، فَقَالَ لَهُ: مَا فِي بَيْتِك شَيْءٌ؟ قَالَ: بَلَى، حِلْسٌ يُلْبَسُ بَعْضُهُ، وَيُبْسَطُ بَعْضُهُ، وَقَعْبٌ يُشْرَبُ فِيهِ الْمَاءُ، قَالَ: آتِنِي بِهِمَا، فَأَتَاهُ بِهِمَا فَأَخَذَهُمَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَقَالَ: " مَنْ يَشْتَرِي هَذَيْنِ؟ " فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمٍ، قَالَ: "مَنْ يَزِيدُ عَلَى دِرْهَمٍ"؟ مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا، فَقَالَ رَجُلٌ: أَنَا آخُذُهُمَا بِدِرْهَمَيْنِ، فَأَعْطَاهُمَا إيَّاهُ، وَأَخَذَ الدِّرْهَمَيْنِ، فَأَعْطَاهُمَا الْأَنْصَارِيَّ، وَقَالَ: "اشْتَرِ بِأَحَدِهِمَا طَعَامًا فَانْبِذْهُ إلَى أَهْلِك، وَاشْتَرِ بِالْآخَرِ قَدُومًا، فَأْتِنِي بِهِ"، فَأَتَاهُ بِهِ، فَشَدَّ فِيهِ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عُودًا بِيَدِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: "اذْهَبْ فَاحْتُطِبَ، وَبِعْ، وَلَا أَرَيَنَّكَ خَمْسَةَ عَشَرَ يَوْمًا"، فَذَهَبَ الرَّجُلُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/381)
يَحْتَطِبُ وَيَبِيعُ، فَجَاءَ، وَقَدْ أَصَابَ عَشَرَةَ دَرَاهِمَ، فَاشْتَرِي بِبَعْضِهَا ثَوْبًا، وَبِبَعْضِهَا طَعَامًا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "هَذَا خَيْرٌ لَك مِنْ أَنْ تَجِيءَ الْمَسْأَلَةَ نُكْتَةً فِي وَجْهِك يَوْمَ الْقِيَامَةِ، إنَّ الْمَسْأَلَةَ لَا تَصْلُحُ إلَّا لِثَلَاثَةٍ، لِذِي فَقْرٍ مُدْقِعٍ، أَوْ لِذِي غُرْمٍ مُفْظِعٍ، أَوْ لِذِي دَمٍ مُوجِعٍ"، انْتَهَى. وَأَخْرَجَهُ التِّرْمِذِيُّ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ شُمَيْطِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ الْأَخْضَرِ بْنِ عَجْلَانَ بِهِ، مُخْتَصَرًا، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاعَ حِلْسًا وَقَدَحًا فِيمَنْ يَزِيدُ، انْتَهَى. وَكَذَلِكَ أَخْرَجَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ الْمُعْتَمِرِ بْنِ سُلَيْمَانَ، وَعِيسَى بْنِ يُونُسَ عَنْ الْأَخْضَرِ بْنِ عَجْلَانَ بِهِ، مُخْتَصَرًا، قَالَ التِّرْمِذِيُّ: حَدِيثٌ حَسَنٌ، لَا نَعْرِفُهُ إلَّا مِنْ حَدِيثِ الْأَخْضَرِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ الْحَنَفِيِّ، وَقَدْ رَوَاهُ غَيْرُ وَاحِدٍ عَنْ الْأَخْضَرِ بْنِ عَجْلَانَ، انْتَهَى. وَقَالَ فِي عِلَلِهِ الْكَبِيرِ: سَأَلْت مُحَمَّدَ بْنَ إسْمَاعِيلَ عَنْ هَذَا الْحَدِيثِ، فَقَالَ: الْأَخْضَرُ بْنُ عَجْلَانَ: ثِقَةٌ، وَأَبُو بَكْرٍ الْحَنَفِيُّ اسْمُهُ عَبْدُ اللَّهِ، انْتَهَى. وَرَوَاهُ أَحْمَدُ فِي مُسْنَدِهِ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ سَعِيدٍ عَنْ الْأَخْضَرِ بْنِ عَجْلَانَ بِهِ، وَرَوَاهُ إسْحَاقُ بْنُ رَاهْوَيْهِ فِي مُسْنَدِهِ حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ إسْمَاعِيلَ عَنْ الْأَخْضَرِ بْنِ عَجْلَانَ بِهِ، وَرَوَاهُ أَبُو يَعْلَى الْمَوْصِلِيُّ فِي مُسْنَدِهِ عَنْ هَارُونَ بْنِ مُسْلِمِ بْنِ هُرْمُزَ عَنْ الْأَخْضَرِ بْنِ عَجْلَانَ بِهِ، وَرَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ فِي عِلَلِهِ الْكَبِيرِ حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ الْكِنْدِيُّ ثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنْ الْأَخْضَرِ بْنِ عَجْلَانَ عَنْ أَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ عَنْ رَجُلٍ مِنْ الْأَنْصَارِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَاعَ حِلْسًا، وَقَدَحًا، فِيمَنْ يَزِيدُ، انْتَهَى. وَرَوَاهُ ابْنُ أَبِي شَيْبَةَ فِي مُصَنَّفِهِ حَدَّثَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ بِهِ سَنَدًا وَمَتْنًا، قَالَ ابْنُ الْقَطَّانِ فِي كِتَابِهِ: وَهَذَا اللَّفْظُ يُعْطِي أَنَّ أَنَسًا لَمْ يُشَاهِدْ الْقِصَّةَ، وَلَا سَمِعَ مَا فِيهَا عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَاَللَّهُ أَعْلَمُ أَنَّ تلك الرواية مرسلة أولاً، قَالَ: وَالْحَدِيثُ مَعْلُولٌ بِأَبِي بَكْرٍ الْحَنَفِيِّ، فَإِنِّي لَا أَعْرِفُ أَحَدًا نَقَلَ عَدَالَتَهُ، فَهُوَ مَجْهُولُ الْحَالِ، وَإِنَّمَا حَسَّنَ التِّرْمِذِيُّ حَدِيثَهُ عَلَى عَادَتِهِ فِي قَبُولِ الْمَشَاهِيرِ، وَقَدْ رَوَى عَنْهُ جَمَاعَةٌ لَيْسُوا مِنْ مَشَاهِيرِ أَهْلِ الْعِلْمِ، وَهُمْ عَبْدُ الرَّحْمَنِ، وَعُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ شُمَيْطٍ، وَعَمُّهُمَا الْأَخْضَرُ بْنُ عَجْلَانَ، وَالْأَخْضَرُ، وَابْنُ أَخِيهِ عُبَيْدُ اللَّهِ ثِقَتَانِ، وَأَمَّا عَبْدُ الرَّحْمَنِ فَلَا يُعْرَفُ حَالُهُ، انْتَهَى
والله أعلم(91/382)
المولد النبوي بين الاتباع والابتداع (د. كمال قالمي)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[12 - 03 - 08, 09:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
’’ المولدُ النَّبويُّ بين الاتّباع والابْتداع ‘‘ للشيخ د. كمال قالمي الجزائري ـ حفظه المولى ـ
الحمد لله نحمده و نستعينه و نستغفره، و نعوذ بالله من شرور أنفسنا، و من سيِّئات أعمالنا. من يهدِه الله فلا مضلّ له، و من يضلل فلا هادي له.
و أشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، و أشهد أنّ محمّداً عبدُه و رسوله، صلّى الله عليه و على آله و صحبه، و من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدّين.
أمَّا بعد، فقد ابْتُلِيت الأمَّة الإسلامية منذ دهر طويل بأنواع كثيرة من البدع و المحدثات في الاعتقادات و الأعمال، و الأقوال و المناهج، كانت سببًا في تفرُّقها و ضعفها و تشتُّتها أحزابًا و شيعًا، قال الله ـ تعالى ـ: ? فَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُم بَيْنَهُمْ زُبُرًا كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ ? [المؤمنون: 53].
و قد تضافرتْ نصوصُ الكتاب و السنَّة و آثار سلف الأمَّة في النَّهي عن البدع و التَّحذير منها، من ذلك قوله ـ تعالى ـ: ? وَ أَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَ لاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ? [الأنعام: 153]، فعن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: خطَّ رسول الله خطًّا بيده، ثمَّ قال: «هَذَا سَبِيلُ اللهِ مُسْتَقِيمًا»، قال: ثم خطَّ عن يمينه و شماله، ثم قال: «هَذِهِ السُّبُلُ لَيْسَ مِنْهَا سَبِيلٌ إلاَّ عَلَيْهِ شَيْطَانٌ يَدْعُو إِلَيْهِ»، ثم قرأ هذه الآية: ? وَ أَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَ لاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ ? [1].
قال الإمام ابنُ الماجشون ـ رحمه الله ـ: سمعت مالكًا يقول: «من ابتدع في الإسلام بدعةً يراها حسنةً، فقد زعم أنَّ محمَّدًا خان الرِّسالة؛ لأن الله يقول: ? الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ? [المائدة:3]؛ فما لم يكن يومئذ دينًا فلا يكون اليوم دينًا» [2].
و عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ» [3].
و في رواية لمسلم: «مَنْ عَملَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمْرُنَا فَهُوَ رَدٌّ».
قال الحافظ ابن رجب ـ رحمه الله ـ: «و هذا الحديثُ أصلٌ عظيمٌ من أصول الإسلام، و هو كالميزان للأعمال في ظاهرها كما أنَّ حديث: «الأعمال بالنّيّات» ميزانٌ للأعمال في باطنها، فكما أنّ كلَّ عمل لا يُراد به وجه الله ـ تعالى ـ، فليس لعامله فيه ثواب، فكذلك كلّ عمل لا يكون عليه أمرُ الله و رسوله، فهو مردود على عامله، و كلّ من أحدث في الدِّين ما لم يأذن به الله و رسوله، فليس من الدِّين في شيء» [4].
و عن جابر بن عبد الله ـ رضي الله عنهما ـ قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ إذا خطب يقول: «أَمَّا بَعْدُ، فَإِنَّ خَيْرَ الحَدِيثِ كِتَابُ اللهِ، وَ خَيْرَ الهَدْيِ هَدْيُ مُحَمَّدٍ، وَ شَرَّ الأُمُورِ مُحْدَثَاتُهَا، وَ كُلَّ بِدْعَةٍ ضَلَالَةٌ» [5].
قال الحافظ ابن حجر العسقلانيُّ ـ رحمه الله ـ: «قوله: «كلَّ بدعة ضلالة» قاعدة شرعيَّة كليَّة بمنطوقها و مفهومها، أمَّا منطوقها فكأن يقال: حكم كذا بدعة، و كلُّ بدعة ضلالة، فلا تكن من الشَّرع؛ لأنّ الشَّرعَ كلَّه هدى، فإن ثبت أنَّ الحكم المذكور بدعة صحَّت المقدِّمتان، و أنتجتا المطلوب» اهـ[6].
و عن عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ قال: «اتَّبِعُوا وَ لا تَبْتَدِعُوا فَقَدْ كُفِيتُمْ، وَ كُلُّ بدعة ضلالة» [7].
و الأحاديث و الآثار في هذا المعنى كثيرة، يطول المقام بذكرها.
و اعلم ـ أخي القارئ ـ أنَّ من جملة المحدثات التي افْتُتِنَ بها المسلمون ـ قديمًا و حديثًا ـ الاحتفال بالمولد النبويِّ و اتخاذه عيدًا يعود عليهم كلَّ سنة ليلة الثَّاني عشر من شهر ربيع الأوّل.
و الأدلة على بدعيَّة هذا العمل كثيرة نُجمل بعضها فيما يلي:
1 ـ أنَّه لم يرد في الكتاب و لا في السُّنَّة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/383)
قال العلامة تاج الدِّين الفاكهانيّ المالكيُّ (ت 734هـ) ـ رحمه الله ـ: «فقد تكرَّر سؤالُ جماعة من المباركين عن الاجتماع الذي يعمله بعضُ النَّاس في شهر ربيع الأوَّل، و يسمُّونه المولد، هل له أصل في الشَّرع، أو بدعة وحَدَثٌ في الدِّين؟ و قصدوا الجواب عن ذلك مُبيَّنًا، و الإيضاح عنه معيَّنًا.
فقلتُ و بالله التَّوفيق: لا أعلمُ لهذا المولدِ أصلاً في كتابٍ و لا سنَّةٍ، و لا يُنقلُ عملُه عن أحدٍ من علماءِ الأمَّة الَّذين همُ القدوةُ في الدِّين المتمسِّكون بآثار المتقدِّمين، بل هو بدعةٌ أحدثها البطَّالونَ، وشهوةُ نفسٍ اعتنى بها الأكَّالون» [8].
و لا شكَّ أنَّ مولد سيِّد الأنبياء و المرسلين نعمةٌ كبرى و منَّةٌ عظمى، تفضَّل اللهُ ـ تعالى ـ به على الإنس و الجنِّ، و مع ذلك لم ترد الإشارةُ إليه في كتاب الله، و إنَّمَا جاء الامتنان ببعثته ـ صلى الله عليه و سلم ـ لا بمولده كقوله ـ تعالى ـ: ? لَقَدْ مَنَّ اللّهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ ? [آل عمران: 164]، و قوله: ? هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِّنْهُمْ ? [الجمعة:2]، و منه قوله ـ تعالى ـ: ? كَذَلِكَ أَرْسَلْنَاكَ فِي أُمَّةٍ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهَا أُمَمٌ لِّتَتْلُوَ عَلَيْهِمُ الَّذِيَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ ? [الرعد: 30]، و الآيات في هذا المعنى كثيرة.
و أمَّا ما ورد في السُّنَّة في شأنِ يومِ الاثنين (و هو يوم ولادته ـ صلى الله عليه وسلم ـ)، فإنَّما شُرع فيه الصِّيامُ لا غير، فعن أبي قتادة الأنصاريِّ ـ رضي الله عنه ـ سُئل عن صوم الاثنين؟ فقال: «فِيهِ وُلِدْتُ، وَ فِيهِ أُنْزِلَ عَليَّ» و في رواية: «وَ يَوْمٌ بُعثتُ فِيهِ» [9].
فوافقَ يومُ الاثنين يومَ مبعثِه أيضًا، و هو يوم وفاته، كما سبق.
و هنا إشكالٌ يَرِدُ على أصحاب المولد في حالةِ ما إذا وافق يومُ المولدِ يومَ الاثنين، فقد جاء في «مواهب الجليل»: «قال الشَّيخ زرُّوق: في شرح القرطبيَّة: صيامُ يومِ المولدِ كَرِهه بعضُ مَنْ قَرُب عصرُه مِمَّن صحَّ علمُه و ورعُه، و قال: إنَّه من أعيادِ المسلمين فينبغي أن لا يُصامَ فيه» [10].
فخالفوا الهديَ النَّبويّ الكريم من وجهين:
الأوّل: أنَّهم شرعوا عيدًا لم يأذن به اللهُ و لا رسولُه، إذْ لا يُعرفُ في الإسلامِ من الأعيادِ السَّنويّةِ إلاَّ عيدَيْن: عيد الأضحى و عيد الفطر، فعن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قَدِمَ رَسُولُ الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ المدِينةَ و لهمْ يَومَانِ يَلعَبُونَ فيهما، فقال: «مَا هَذَانِ اليَوْمَانِ؟»، قالوا: كنَّا نلعبُ فيهما في الجاهليَّة، فقال رسُولُ الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ: «إِنَّ اللهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْم الأَضْحَى وَ يَوْم الفِطْرِ» [11].
و الوجه الثَّاني: أنَّهم كَرهُوا صِيامَ يومِ الاثنين، و قد صامَه النَّبيُّ ـ صلى الله عليه و سلم ـ و رغَّب في صومِه.
فأينَ صِدقُ محبَّتهم لرسولِ الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ الَّذي ثمرتُه الاتباع و الاقتداء؟!
2 ـ و أنَّه لم يعملْ به أحدٌ من الخلفاء الرَّاشدين و الصَّحابةِ و التَّابعين لهم بإحسان، المشهودِ لهم بالخيريَّة، على لسانِ رسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ في قولِه: «خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ، ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ» [12].
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: «إنَّ هذا ـ أي اتخاذ المولد عيدًا ـ لم يفعلْه السَّلفُ مع قيامِ المقتَضِي له، و عَدمِ المانعِ منه»، قال: «و لو كان هذا خيرًا محضًا أو راجحًا لكان السَّلفُ ـ رضي الله عنهم ـ أحقَّ به منَّا، فإنَّهم كانوا أشدَّ محبَّة لرسول الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ و تعظيمًا له منَّا، و هم على الخير أحرصُ» [13].
و لما أراد الفاروق عمر ـ رضي الله عنه ـ أن يضع للمسلمين تاريخًا استشارَ في ذلك الصَّحابة ـ رضي الله عنهم ـ، فاتَّفقتْ كلمتُهم على جعلِه من يومِ هجرتِه ـ صلى الله عليه و سلم ـ من مكَّة إلى المدينة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/384)
فعن سَهلِ بن سَعْدٍ ـ رضي الله عنه ـ قال: «ما عَدُّوا من مبعثِ النّبيِّ ـ صلى الله عليه و سلم ـ و لا من وفاته، ما عَدُّوا إلاَّ من مَقْدَمِه المدينةَ» [14].
و عن سَعيدِ بنِ المسيِّبِ قال: «جمع عُمَرُ النَّاسَ فسألهم من أيِّ يوم يُكتبُ التَّاريخُ؟ فقال عليٌّ: مِنْ يومِ هاجرَ رسولُ الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ و تركَ أرضَ الشِّرك، ففعلَه عمرُ ـ رضي الله عنه» [15].
قال الحافظُ ابن حَجر: «و قد أبدى بعضُهم للبَدَاءة بالهجرةِ مناسبةً، فقال: كانتْ القضايا التي اتَّفقتْ له و يُمكنُ أن يؤرَّخ بها أربعةٌ: مولدُه، و مبعثُه، و هجرتُه، و وفاتُه؛ فرجَحَ عندهُم جعلُها مِنَ الهجرةِ؛ لأنَّ المولدَ و المبعثَ لا يخلُو واحدٌ منهما من النِّزاع في تعيين السَّنةِ، و أمَّا وقتُ الوفاةِ فأعرضُوا عَنه لِمَا تُوُقِّعَ بذكرِه من الأسفِ عَليه، فانحصرَ في الهجرةِ» [16].
فأنت ترى ـ أخي القارئ ـ أنَّ الصَّحابة الكرام ـ رضوانُ الله عليهم ـ اتَّفقوا على وضْعِ التَّاريخ الإسلامي ابتداءً من تاريخِ الهجرة، و مع ذلك لم يُنقل عنهم و لا عمَّن بعدَهم من أهل القُرون المفضَّلة أنَّهم اتَّخذوا ذلك الحَدَث الجَلَل عيدًا يحتفلُون به على رأسِ كلِّ سنةٍ، و إنَّما ابتدع الاحتفالَ به الرَّوافضُ من الخُلفاءِ الفاطميِّين في أواخرِ القرنِ الرَّابع الهجريِّ ـ بعد انقراضِ القرون الخيريَّة ـ قال العلَّامة المقريزيُّ ـ رحمه الله ـ: «و كان للخلفَاء الفاطميِّين في طول السَّنة أعيادٌ و مواسم، و هي: موسمُ رأس السَّنة، و موسم أوَّل العام، و يومُ عاشوراء، و مولدُ النَّبيِّ ـ صلى الله عليه و سلم ـ، و مولدُ عليّ بن أبي طالب ـ رضي الله عنه ـ، و مولدُ الحسن، و مولدُ الحسين، و مولدُ فاطمة الزَّهراء، و مولدُ الخليفة الحاضر ... » إلخ أعيادهم البدعيَّة [17].
فأحدث الرَّافضة ـ قبَّحهم الله ـ هذه الأعيادَ التي منها: الاحتفال برأس السَّنة اقتداءً باليهود، و الاحتفال بالمولد النَّبويِّ اقتداءً بالنَّصارى، و قد كانت عادتُهم عند الاحتفال بالمولد «أن يُعمل في دار الفطرة عشرون قنطارًا من السُّكر الفائقِ حلوى من طرائفِ الأصنافِ و تُعبَّى في ثلاثمائة صِينِيَّة نُحاس، فإذا كانَ ليلةُ ذلك المولد تُفرَّق في أربابِ الرُّسوم كقاضي القضاة و داعي الدُّعاة و قُرَّاء الحضرة و الخطباء و المتصدِّرين بالجوامع بالقاهرة و مصر و قَوَمَةِ المشاهد و غيرهم ممَّن له اسمٌ ثابت بالدِّيوان» [18].
و عنهم تلقَّفها أبو حفص عمر بن محمَّد بن خضر الإِرْبِليّ الموصليّ نزيل دمشق المعروف بالملاّء أحد الصُّوفيَّة (ت570هـ) [19] و به اقتدى صاحب إِرْبِل (و هي مدينة كبيرة في الموصل بالعراق) الأمير المظفَّر أبو سعيد كُوكُبُريّ بن زين الدِّين علي بن بُكْتِكين التُّركمانيّ (ت630هـ) [20].
و قد كان صاحبُ إرْبِلَ هذا مُسرفًا مبالغًا غاليًا في عمل المولد، حُكي عنه أنَّه كانَ يعملُ المولدَ في خمسة أيَّام من اليومِ الثَّامن إلى اليوم الثَّاني عشرَ من شهر ربيع الأوَّل؛ لأجل الخلافِ في مولدِه صلى الله عليه وسلم!!، و قال الحافظ ابن كثير: «قد صنَّف الشَّيخُ أبو الخطَّاب بنُ دِحْية له مجلَّدًا في المولد النَّبويِّ سمَّاه «التَّنْوير في مولد السِّراج المنير»، فأجازه على ذلك بألف دينار» [21].
و يقول سبط ابن الجوزيِّ في «مرآة الزَّمان»: «حكى بعضُ من حضَر سِماط المظَفَّر الموالدَ أنَّه مدَّ في ذلك السِّماط خمسة آلاف رأس شَوِيٍّ! و عشرة آلاف دجاجةٍ! و مائة ألفِ زَبَدِيَّة، و ثلاثينَ ألفَ صحنِ حَلْوى، قال: و كان يحضُرُ عنده في المولد أعيانُ العلماء و الصُّوفيَّة، فيخلعُ عليهم، و يُطلقُ لهم، و يعمل للصُّوفيَّة سماعًا من الظُّهر إلى الفجر، و يرقُصُ معهم بنفسه!! ... » [22].
و لا يزال هذا الاحتفال قائمًا إلى يومنا هذا في كثير من المجتمعات الإسلاميَّة حتَّى آل الأمرُ إلى تعطيلِ الأعمالِ و المدارسِ و الدَّوائرِ الحكوميَّةِ باعتبارِه عيدًا شرعيًّا، على اختلافٍ بينهُم في طريقةِ إحيائه، و تنوُّعِ أساليبهم في ذلك، و الله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/385)
3 ـ و مما يؤيِّدُ عدمَ شرعيَّة الاحتفال بيوم المولدِ هو اختلافُ أهلِ السِّيَر و التَّواريخ في تعيين شهرِ و ليلةِ و لادتِه ـ صلى الله عليه و سلم ـ على أقوالٍ كثيرةٍ [23].
و على القول المشهور أنَّ ولادته ـ صلى الله عليه و سلم ـ كانت في شهر ربيع الأوّل ليلةَ ثِنتي عشرة، يقابلُه أنَّ وفاتَه ـ صلى الله عليه و سلم ـ كانت في ذلك الشَّهر و في تلكَ اللَّيلة، و لا شكَّ أنَّ وفاتَه ـ صلى الله عليه و سلم ـ كانت أعظمَ المصائب على وجهِ الأرض، فعن عائشة ـ رضي الله عنها ـ مرفوعًا: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّمَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ـ أَوْ مِنَ المُؤْمِنِينَ ـ أُصِيبَ بمُصيبَة فلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي عَنْ المُصِيبَةِ الَّتي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي، فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتِي» [24].
قال الفاكهاني: «هذا مع أنَّ الشَّهر الذي وُلد فيه ـ صلى الله عليه و سلم ـ و هو ربيع الأوَّل ـ هو بعينِه الشَّهر الذي تُوفي فيه، فليس الفرحُ بأولى من الحزن فيه».
قال ابنُ الحاج: «العجبُ العجيبُ كيفَ يعملون المولدَ بالمغاني والفرح و السّرور ـ كما تقدَّم ـ لأجل مولدِهِ ـ صلى الله عليه و سلم ـ في هذا الشَّهر الكريم، و هو ـ صلى الله عليه و سلم ـ فيه انتقل إلى كرامة ربِّه ـ عزَّ و جلَّ ـ و فُجِعتْ الأمة و أُصيبتْ بمُصابٍ عظيمٍ لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبدًا، فعلى هذا كان يتعيَّن البكاءُ و الحزنُ الكثيرُ، و انفراد كلّ إنسانٍ بنفسِه لما أصيب به، لقوله ـ صلى الله عليه و سلم: «ليعزَّى المُسْلِمُونَ فِي مَصَائِبِهِمْ المُصِيبَة بِي» اهـ[25].
4 ـ أنَّ أكثر ما يُقصد من الاحتفال بالمولد هو إحياءُ الذِّكرى ـ كما يقولُون ـ، و النبيُّ ـ صلى الله عليه و سلم ـ قال الله ـ تعالى ـ في حقّه: ? وَ رَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ?، فلا يُذكَرُ اللهُ ـ عزَّ و جلَّ ـ إلاَّ ذُكر معه ـ صلى الله عليه و سلم ـ في التَّشهدِ و الأذانِ و الصَّلواتِ و الخطبِ و غيرِ ذلك، روى ابن جرير الطَّبريُّ عن قتادةَ في تفسير هذه الآية أنَّه قال: «رَفع اللهُ ذكرَه في الدّنيا و الآخرة، فليس خطيبٌ و لا متشهِّدٌ، و لا صاحبُ صلاةٍ إلاَّ ينادي بها: أشهدُ أن لا إله إلاَّ الله و أشهدُ أنَّ محمّدًا رسولُ الله» [26].
و ما أجملَ شعرَ حسَّان بن ثابت ـ رضي الله عنه ـ مادحًا رسولَ الله ـ صلى الله عليه و سلم ـ:
أغرُّ عليه للنّبوة خاتَم * مِنَ الله من نُورٍ يلوحُ و يشهدُ
و ضمَّ الإلهُ اسمَ النّبيِّ إلى اسْمِه * إذا قال في الخَمْس المؤذِّنُ: أشهدُ
و شقَّ لهُ من اسمه ليُجلَّه * فذُو العرْشِ محمودٌ و هذا محمَّدُ
فإذا كان ـ صلى الله عليه و سلم ـ يذكرُ في هذه المواطن الكثيرة على مدار الأيَّامِ و الشُّهور، فما فائدةُ تخصيصِ ليلةٍ أو لياليَ معدودةٍ من ثلاثمائةٍ و ستِّين يومٍ و ليلةٍ بذكرهِ و الاحتفالِ به، أليسَ في هذا جفاءٌ في حقِّه و بخلٌ في ذكرِه، فأين دعوى محبَّتِه ـ صلى الله عليه و سلم ـ و تعظيمِه؟!
5 ـ أنَّ في الاحتفالِ بالمولدِ مضاهاةً و مشابهةً لأهل الكتاب في أعيادِهم، كعيدِ ميلادِ المسيحِ عيسى ابن مريم ـ عليه السَّلام ـ عند النَّصارى.
و قد أُمِرْنا بمخالفتهم، و نُهِينا عن تقليدهم و التَّشبهِ بهم، فعن أبي سعيد الخدريّ ـ رضي الله عنه ـ، قال: قال ـ رسولُ الله صلى الله عليه و سلم ـ: «لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَ ذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ»، قُلْنَا: يَا رسولَ الله، اليهود و النَّصارى؟ قَالَ: «فَمَنْ؟!» [27].
و عن ابن عمر ـ رضي الله عنه ـ، أنَّ النَّبيَّ ـ صلى الله عليه و سلم ـ قال: «مَنْ تَشَبَّه بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» [28].
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ: «فيه دلالةٌ على النَّهي الشَّديدِ و التَّهديدِ و الوعيدِ على التَّشبه بالكفَّار في أقوالهم و أفعالهم و لباسِهم و أعيادِهم و عباداتِهم و غيرِ ذلك من أمورِهم الَّتي لم تُشْرع لنا و لا نُقَرُّ عليها» [29].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/386)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ: «و هذا الحديثُ أقلُّ أحوالِه أن يقتضيَ تحريمَ التَّشبهِ بهم، و إن كان ظاهرُه يقتضِي كفرَ المتشبِّه بهم، كما في قوله: ? وَ مَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ? [المائدة: 51]» اهـ[30].
6 ـ إضافةً إلى ما تقدَّم، ما يحدثُ ليلةَ الاحتفال من المعاصي و المنكراتِ من جانبِ أهلِ اللَّهو و المجونِ، و من البدعِ و الشركيَّاتِ من جانب أهل الزُّرَدِ و الصُّحُون.
كإنشادِ القصائدِ و المدائحِ النَّبويَّة، و قراءةِ المؤلَّفاتِ الموضُوعةِ في الموالدِ المشتمِلَة على الغُلوِّ و الإطرَاء الَّذي نهى عنه نبيُّنا ـ صلى الله عليه و سلم ـ بقولِه: «لا تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَم، فَإِنَّمَا أَنَا عَبْدُهُ، فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَ رَسُولُه» [31].
بل بلغَ بهم الحدُّ إلى الاستغاثةِ بالنَّبيِّ ـ صلى الله عليه و سلم ـ، و ادِّعاءِ معرفتِه للغيبِ، إلى غيرِ ذلك ممَّا اشتمَلت عليه قصائدُهم و مصنَّفاتُهم من البدعيَّات و الشِّركيَّات، و إلى الله المشتكى.
فهذه ـ أخي القارئ ـ بعضُ الحُجج القاطعةِ والبراهينِ السَّاطعةِ على سبيلِ الإيجازِ و الاختصارِ الَّتي تُدينُ أصحابَ الموالدِ بالقولِ ببدعيَّة احتفالهم بيوم المولدِ، و قد عرفتَ منشأَ هذه البدعةِ المنكرةِ، و أنَّها منْ وضْعِ الرَّوافضِ الَّذين أحدثوها مشابهةً لليهودِ ـ و لا عجبَ في ذلك؛ فإنَّ مؤسِّسَ دينِ الرَّافضة هو عبدُ الله بنُ سَبَأ اليَهوديّ ـ ثم أخذها عنهم الصُّوفيَّةُ الَّذين اتَّخذوها عبادةً، و اجتهد علماؤهُم في تأييدِها، و بيانِ مشروعيتها، و التماسِ الأدلةِ ـ بل الشُّبه ـ لها، و التَّأليفِ فيها؛ حتَّى صارت عندهُم و كأنَّها شريعةٌ منزَّلة من عندِ الله ربِّ العالمين، و شعيرةٌ شابَ عليها الصَّغيرُ و هَرُم عليها الكبيرُ، و لسانُ حالِهم ـ أو قالهِم ـ يقول كما قال الله ـ تعالى ـ: ? وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَ اللّهُ أَمَرَنَا بِهَا ? [الأعراف: 28].
و اعلمْ ـ وفَّقكَ الله لهداه ـ أنَّ محبَّةَ النَّبيِّ ـ صلى الله عليه و سلم ـ و توقيرِه و تعظيمِه تتمثَّلُ في طاعته، و امتثالِ أوامرِه و اجتنابِ نواهيه، و التَّسليمِ لأحكامِه، و اقتفاءِ أثرِه، و السَّيرِ على طريقتِه، و اتِّباعِ هديِه، و التَّأسِّي به ظاهرًا و باطنًا.
قال ـ تعالى ـ: ? قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ وَ يَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَ اللّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ? [آل عمران: 31].
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ: «هذه الآيةُ الكريمةُ حاكمةٌ على كُلِّ من ادَّعى محبَّةَ الله، و ليس هو على الطَّريقةِ المحمَّديَّةِ؛ فإنَّه كاذبٌ في دعواه في نفسِ الأمرِ، حتَّى يتبَّع الشَّرع المحمَّديَّ و الدِّينَ النَّبويَّ في جميعِ أقوالِه و أفعالِه و أحوالِه ... و قال الحسنُ البصريُّ و غيرُه من السَّلف: «زعَمَ قومٌ أنَّهم يحبُّون اللهَ فابتلاهم اللهُ بهذه الآيةِ فقال: ? قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللّهُ ?» [32].
و قال العلاَّمة ابن قيِّم الجوزيّة: «فجعل سبحانه متابعةَ رسولِه سببًا لمحبَّتهم له، و كونُ العبدِ محبوبًا لله أعلى من كونِه مُحِبًّا لله؛ فليس الشَّأنُ أن تُحِبَّ اللهَ، و لكنَّ الشَّأن أنْ يُحِبَّك اللهُ، فالطَّاعةُ للمحبوب عنوانُ مَحَبَّتِه، كما قيل:
تَعصي الإِلَهَ وَ أَنتَ تَزعُم حُبَّهُ * هَذا مُحالٌ في القِياسِ بَديعُ
لَو كانَ حُبُّكَ صادِقاً لَأَطَعتَهُ * إِنَّ المُحِبَّ لِمَن يُحِبُّ مُطيعُ» [33].
فـ «الحبُّ الصَّحيحُ لمحمَّدٍ ـ صلى الله عليه و سلم ـ هو الَّذي يَدَعُ صاحبَه عن البدع، و يحملُه على الاقتداءِ الصَّحيحِ، كما كان السَّلف يحبُّونه، فيُحيُون سُنَنَه، و يَذُودون عن شريعتِه و دينِه، مِنْ غَير أن يُقيموا لهُ الموالدَ و ينفقُوا فيها الأموالَ الطَّائلةَ الَّتي تَفتَقِر المصالحُ العامَّةُ إلى القليلِ منها فلا تجدُه» [34].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/387)
فالزَمْ ـ رحمني اللهُ وإيّاك ـ ما كانَ عليه الصَّحابةُ و التَّابعونَ منَ السَّلفِ الصَّالحينَ من المحبَّةِ واتِّباعِ سنَّةِ سيِّدِ المُرسَلين، و إيَّاك أن تغترَّ بكثرة الهالكين، فليسوا على شيءٍ حتى يتَّبعوا ما أُنزل إليهم من ربِّ العالمين.
و صلّى الله و سلّم على نبيّنا محمّد و على آله و صحبه أجمعين.
الهوامش:
[1] رواه أحمد (1/ 465)، و ابن أبي عاصم في (السنَّة 17)، و الحاكم (2/ 239) و صحّح إسناده، و حسّن إسناده الألبانيّ في (ظلال الجنَّة في تخريج السُّنَّة).
[2] نقله الشَّاطبي في (الاعتصام 1/ 49).
[3] البخاري (2697)، و مسلم (1718).
[4] (جامع العلوم و الحكم 1/ 176).
[5] مسلم (867).
[6] (فتح الباري 13/ 254).
[7] رواه الدَّارمي (205)، و المروزيّ في (السُّنَّة 78)، و الطبرانيُّ (9/ 154 (8770))، قال الحافظ الهيثميُّ في (مجمع الزوائد 1/ 181): «و رجاله رجال الصّحيح».
[8] (المورد في عمل المولد ص4) تأليفه.
[9] صحيح مسلم (1162).
[10] (مواهب الجليل في شح مختصر خليل 2/ 405) للحطّاب، و ينظر أيضًا: (حاشية الخُرشيّ على مختصر خليل 3/ 18).
[11] رواه أبو داود (1134)، و النَّسائيُّ (1556)، و الحاكم (1/ 294) و صحَّحه على شرط مسلم.
[12] رواه البخاري (2652)، و مسلم (2533).
[13] (اقتضاءُ الصِّراط المستقيم مخالفةَ أصحابِ الجحيم 2/ 619).
[14] رواه البخاريُّ (3934).
[15] رواه الحاكم في (المستدرك 3/ 14) و صحَّحه.
[16] (فتح الباري 7/ 269)، و للمزيد يراجع (البداية و النهاية 4/ 510 ـ 513).
[17] (المواعظ والاعتبار بذكر الخطط والآثار 1/ 490).
[18] (صبح الأعشى 3/ 576) للقلقشنديّ.
[19] له ترجمة في (هدية العارفين 1/ 784)، و (الأعلام 5/ 60) للزّركلي.
[20] كما في (الباعث على إنكار البدع والحوادث ص95 ـ 96) لأبي شامة المقدسيّ.
[21] (البداية و النهاية 17/ 205 ط التركي).
[22] المرجع السَّابق.
[23] انظرها في (لطائف المعارف ص 109 ـ 111) لابن رجب.
[24] رواه ابن ماجه (1599)، و في سنده موسى بن عُبيدة الرَّبَذِيّ و هو ضعيف، و رواه الدَّارميُّ (84) بإسناد صحيح؛ لكنَّه مرسل، و له شواهد أخرى؛ و لذلك صحَّحه العلَّامة المحدِّث الشَّيخ محمَّد ناصر الدِّين الألباني ـ رحمه الله ـ في «السّلسلة الصّحيحة» برقم (1106).
[25] (المدخل 2/ 16 ـ 17).
[26] (تفسير الطبري 24/ 494 ط التركي).
[27] رواه البخاري (3456)، و مسلم (2669).
[28] رواه أبو داود (4031)، و أحمد (2/ 50) و غيرهما، و إسناده حسن، كما في (الإرواء 5/ 109).
[29] (تفسيره 1/ 129).
[30] (اقتضاءُ الصِّراط المستقيم 1/ 241).
[31] رواه البخاري (3445)، و الإطراء: مجاوزة الحدِّ في المدح و الكذب فيه، (النهاية في غريب الحديث 3/ 123).
[32] (تفسير ابن كثير 3/ 46).
[33] (روضة ا لمحبّين ص 266).
[34] من كلام العلاَّمة محمَّد البشير الإبراهيمي ـ رحمه الله ـ في (آثاره 2/ 341).
=====
نقله لكم أخوكم المحب / فريد المرادي ـ عفا الله عنه بمنه و كرمه ـ.
المصدر: موقع راية الإصلاح ( http://www.rayatalislah.com/kalimah/el-mawlid-ennabawi-beyn-el-ittibe3-wel-ibtide3.htm)
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 10:31 م]ـ
يرفع للفائدة ...
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 10:38 م]ـ
للفائدة ...(91/388)
ما حكم الشرع في تملك النقوط؟
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[12 - 03 - 08, 10:17 م]ـ
ما حكم الشرع في تملك النقوط؟
جرت العادة على تقديم الأهل هدية في حالة الزواج أو الولادة، وهذه الهدية قد تكون مالا نقديا أو قطعا ذهبية أو ملابس للمولود أو أدوات منزلية وغير ذلك، فمن يتملك هذه الأشياء إن قدمت في حالة الزواج، وإن قدمت في حالة الولادة؟ الأب أو الأم الوالدة أم يأخذ كل منهما ما قدم من جهة أهله أم المولود؟
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 03:22 م]ـ
الأصل أنها للمهدى إليه صغيرا أم كبيرا.
وبالنسبة للصغير فأنت ومالك لأبيك.
وعند الاختلاف بين الزوجين يرجع في ذلك إلى العرف ومن ثم القاضي.
والله أعلم.
عنوان الفتوى: يجوز للزوج أن يهب أثاث المنزل لزوجته
تاريخ الفتوى: 19 ربيع الثاني 1422
السؤال
ما حكم كتابة الزوج لقائمة الأثاث لزوجته هل يصبح شرعاً لها؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد: لا يجب على الزوج أن يكتب للزوجة أثاث البيت الذي هو ملك للزوج أصلاً، وإن فعل ذلك باختيار جاز ومضى كباقي تصرفاته في ماله، وهذا فيما اشتراه الزوج من خالص ماله. أما ما اشترته المرأة من مالها الأصلي أو من صداقها أو وهبه لها واهب فهو لها سواء أكتبه الزوج أو لم يكتبه. هذا وقد نص الفقهاء على أنه إذا اختلف الزوجان في أثاث البيت، فادعى كل واحد منهما أنه له وعجز عن إقامة البينة أو أقامها وكانت متكافئة فإنه يحكم للزوجة بما من شأنه أن يختص بالنساء وللزوج بباقي المتاع. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإذا قام الزوج بشراء جهاز منزله وقد دفع المهر لزوجته، فهذا الجهاز (الأثاث أو العفش) ملك له، لا حق للزوجة فيه ما لم يكن قد وهبه لها، وإذا كان الزوج لم يدفع مهراً وإنما قام بتجهيز البيت عوضاً عن المهر فهذا الجهاز ملك للزوجة لأنه يقوم مقام مهرها، وكذا الحال إذا كان قد اشتراه ووهبه لها، وإن كان الزوج والزوجة قد اشتركا في تجهيز البيت فما أتى به مما لم يكن في مقابل المهر يكون ملكاً له، وما أتت به أو كان مقابل مهرها أو جزء منه فهو ملك لها، وإذا تقرر هذا:
فإذا كانت الزوجة قد قامت بأخذ متاعها الذي تملكه فلا حرج في ذلك، وإن كانت قد أخذت ما هو للزوج فلا يجوز لها ذلك، كما لا يجوز أن يكسر هذا الأثاث سواء كان لها أم لا، لأنه لو كان لها فهو إتلاف وتضييع للمال منهي عنه، قال صلى الله عليه وسلم: إن الله كره لكم ثلاثاً: قيل وقال، وإضاعة المال، وكثرة السؤال.
وأما عن أثاث المنزل، فإذا كانت المرأة تملكه أو كان العرف جارياً بأنه لها فإنه من حقوقها، أما إذا كان ملكاً للزوج ولم يجر العرف بأنه لها فليس لها منه شيء.
------------------------------------------------(91/389)
رد المال المسروق ... هل هو واجب؟
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[12 - 03 - 08, 10:19 م]ـ
إن غصب غيري أرضا واشتريتها بحر مالي من دون علم فهل أكون آثما إن لم أردها إلى مالكها الحقيقي بعد العلم؟
ـ[أم أحمد الحافظ]ــــــــ[14 - 03 - 08, 06:46 م]ـ
هل من جواب حفظكم الله تعالى
ـ[أبو السها]ــــــــ[15 - 03 - 08, 02:30 ص]ـ
لا، لست آثمة إن شاء الله، ولا يجب عليك رد هذه الأرض إلى المالك الأصلي إلا بالثمن، لقوله -صلى الله عليه وسلم-
" إذا كان الذي ابتاعها (يعني السرقة) من الذي سرقها غير متهم يخير سيدها , فإن شاء أخذ الذي سرق منه بثمنها و إن شاء اتبع سارقه " أخرجه أخرجه النسائي (2/ 233) و الحاكم (2/ 36) و أحمد (4/ 226)، صححه الشيخ الألباني (السلسلة الصحيحة:2/ 164، رقم:609)
يقول الألباني معقبا على هذا الحديث:
و في الحديث فائدتان هامتان:
الأولى: أن من وجد ماله المسروق عند رجل غير متهم اشتراها من الغاصب أو السارق
, فليس له أن يأخذه إلا بالثمن و إن شاء لاحق المعتدي عند الحاكم. و أما حديث
سمرة المخالف لهذا بلفظ: " من وجد عين ماله عند رجل فهو أحق به , و يتبع البيع
من باعه " فهو حديث معلول كما بينته في التعليق على " المشكاة " (2949) فلا
يصلح لمعارضة هذا الحديث الصحيح , لاسيما و قد قضى به الخلفاء الراشدون.
الثانية: (لا علاقة لها بالسؤال)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 02:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا
هذه مخالفة لترجيح شيخنا الألباني رحمه الله للمناقشة والمدارسة
=
عنوان الفتوى:
من اشترى شيئا ثم تبين له أنه مغصوب.
رقم الفتوى:
5375
تاريخ الفتوى:
16 صفر 1420
السؤال:
شخص اشترى شقة من بعض الناس ثم بعد أن سكن في هذه الشقة فترة من الزمن اتضح له أن الناس الذين اشترى منهم الشقة ليسوا هم أصحاب الشقة الأصليين وأنهم قد اغتصبوا الشقة من أصحابها الأصليين وبعد بحث استطاع هذا الرجل التعرف على أصحاب الشقة الأصليين فقرر بيع الشقة خروجا من الإثم فذهب هذا الرجل إلى الناس الذين اشترى منهم الشقة وطلب منهم إرجاع المال الذي اشترى به الشقة إلا أنهم رفضوا. فالسؤال ما هو المخرج الشرعي الذي يضمن لهذا الرجل حقه وكذلك سقوط الإثم عنه؟ ثم هل يجوز له بيع الشقة على هذه الحالة واستيفاء ثمن الشقة الذي دفعه للبائع المغتصب ثم ما زاد على ذلك دفعه لأصحاب الشقة الأصليين؟ وجزاكم الله خيرا.
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالمقرر عند أهل العلم أن من اشترى مغصوباً، صار بمنزلة الغاصب في جواز تضمينه ويرجع المشتري على الغاصب بالثمن.
قال ابن رجب في القواعد، في أول القاعدة الثالثة والتسعين: من قبض مغصوباً من غاصبه، ولم يعلم أنه مغصوب، فالمشهور عن الأصحاب أنه بمنزلة الغاصب في جواز تضمينه ما كان الغاصب يضمنه من عين أو منفعة. انتهى.
ومن غصب ماله ثم وجده - ولو عند غير الغاصب - فهو أحق به. والأصل في ذلك ما رواه أبو داود من حديث سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال، "من وجد عين ماله عند رجل فهو أحق به، ويتبع البيعّ من باعه" أي يرجع المشتري على البائع بالثمن.
وليعلم أن بيع الغاصب العين المغصوبة لا يصح، لأنه بيع ما لا يملك.
وكذلك لا يجوز لك أن تبيع هذه الشقة لغيرك، لأنها لم تدخل ملكك ببيع صحيح، يترتب عليه آثاره، مع علمك بالمالك الحقيقي.
ولا شك أن ما حدث لك بلاء يحتاج إلى صبر واحتساب، لكن المظلوم عاقبته إلى فرج وظفر، فاستعن بالله تعالى، واسلك الطرق المشروعة في أخذ حقك من الغاصب، ومن ذلك أن تطالب صاحب الملك الحقيقي أن يرفع دعوى ضدهم، وأنت تفعل الشيء نفسه، فلعلك أن تظفر ولو ببعض حقك. وإن تصالحت مع ملاك الشقة على تسليم الشقة لهم على أن يدفعوا لك ما أعطيته للغاصب من مال، والتشاور في أنجح الطرق لاسترداد حقكم، كان هذا خيراً لك ولهم.
لكن دفعهم المال المشار إليه هو من باب التبرع، ولا يجب عليهم ذلك.
والله أعلم.
" الشبكة الإسلامية "
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[15 - 03 - 08, 04:16 م]ـ
شيخنا احسان العتيبى حفظه الله ورعاه ولاحرمنا من جهودك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/390)
المتأمل يجد ان الصحيح ماذهب اليه العلامة الالبانى حفظه الله فقد استدل بحديث صحيح ورد على الحديث الذى استشهد به صاحب القول الآخر ولم يردوا على حديث العلامة الالبانى الذى اورده اخونا ابو السها بارك الله فيه
وكما قلت ياشيخنا الامر للمدارسة والمناقشة زادكم الله علما وفضلا
ـ[أبو السها]ــــــــ[15 - 03 - 08, 07:03 م]ـ
وهذا تخريج حديث سمرة مل السلسلة الضعيفة:
2061 - " من وجد عين ماله عند رجل ; فهو أحق به، و يتبع البيع من باعه ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (5/ 82):
منكر بهذا اللفظ
رواه أبو داود (2/ 108)، و النسائي (2/ 233)، و الدارقطني (301)،
و الطبراني في " الكبير " (6/ 207/6860) عن موسى بن السائب عن قتادة عن الحسن
عن سمرة بن جندب مرفوعا.
قلت: و هذا سند ضعيف، رجاله ثقات، و لكنه معنعن، قتادة و الحسن مدلسان،
على أن الحسن - و هو البصري - في سماعه من سمرة خلاف مشهور، فقول الحافظ في "
الفتح " (5/ 49):
" أخرجه أحمد و أبو داود، و إسناده حسن " غير حسن لوجهين:
الأول: ما عرفته من التدليس، و لهذا لما نقل صديق خان في " الروضة " (2/ 239
) تحسين الحافظ هذا تعقبه بقوله:
" و لكن سماع الحسن عن سمرة فيه مقال معروف ".
الثاني: أن الحديث عند أحمد (5/ 10) دون قوله: " و يتبع البيع من باعه "،
و قال: " مفلس " بدل: " رجل ".
رواه من طريق عمر بن إبراهيم: حدثنا قتادة به.
و عمر هذا هو العبدي، و هو صدوق، في حديثه عن قتادة ضعف ; كما قال الحافظ في
" التقريب "، فأنى لإسناده الحسن؟!
نعم ; الحديث صحيح بلفظ أحمد لأن له شاهدا من حديث أبي هريرة مرفوعا في "
الصحيحين " و غيرهما، و قد تقدم في لفظ: " من أفلس ... "، و أما الحديث مع
الزيادة التي في آخره، فهو منكر.
و قد روي الحديث من طريق آخر عن سمرة بلفظ:
" إذا ضاع للرجل متاع ... ". و قد مضى برقم (1627).
و الحديث قال الخطابي في " المعالم " (5/ 184):
" هذا في الغصوب و نحوها إذا وجد ماله المغصوب و المسروق عند رجل، كان له أن
يخاصمه فيه، و يأخذ عين ماله منه، و يرجع المأخوذ منه على من باعه إياه ".(91/391)
سؤال عن تشريك النية في النوافل .. وغيرها .. لو سمحتم
ـ[عبدالعزيز الألمعي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الله يحفظكم ويوفقكم ..
عندي بعض الأسئلة .. تحتاج لإجابات .. الله ينفع بكم ..
1 - هل يجوز تشريك النية في النوافل .. كصلاة سنة الوضوء مع السنة القبلية للظهر مثلاً؟؟
2 - هل من الممكن أن نعرّف المباح بأنه: ما لا يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه .. ؟
3 - هل من الممكن أن ينتقل المباح إلى حكم آخر إذا صاحبته النية .. فمثلاً: مسألة الأكل حكمها مباحة لكن إذا قرنها الشخص بنية التقوي على الطاعة فإنه يؤجر على ذلك .. ((وهل ممن الممكن أن أقول .. حكم الأكل مباح ابتداءً لكن إن صاحبته النية الحسنة فهو مندوب انتهاءً؟؟))
4 - قاعدة: هل الأمر بالشيء نهي عن ضده .. هل مقلوبها صحيح .. وهي: هل النهي عن الشيء أمر بضده .. أتمنى التوضيح مع التمثيل؟؟
لكم مني فائق الشكر ..
وفقكم الله ونفع بكم ..
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[13 - 03 - 08, 02:53 ص]ـ
هل تُصدق أخي الكريم أنك تفتح المقال الخامس وتسأل عن هذه المسألة؟: (
ليتنا يا إخوة نتعب أنفسنا قليلاً في البحث عن مسألتنا، ولا سيّما في الملتقى نفسه حتى لا تعاد وتكرر الأسئلة وتقل الفائدة ..
هذا من المقالات التي استفاضت في القول والتفصيل في هذه المسألة http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4423&highlight=%CA%CF%C7%CE%E1+%C7%E1%E4%ED%C7%CA
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[13 - 03 - 08, 03:24 ص]ـ
وبالنسبة لأسئلة القواعد والأصول فأنصحك أخي المبارك بوضعها في منتدى أصول الفقه نفسه!
حتى تنتفع وينتفع غيرك ..
وجزاك الله خيراً ونفع بك
ـ[عبدالعزيز الألمعي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 02:13 م]ـ
لك كل الشكر ..
ولكن .. منتدى أصول الفقه فيه نوع من البرود .. وهذا القسم أنشط .. وهذا ما دعاني لذلك ..
ـ[أم نوال الأثرية]ــــــــ[13 - 03 - 08, 10:27 م]ـ
عليك بكتاب مقاصد المكلفين للدكتور عمر سليمان الآشقر فانه مفيد جدا فى بابه وذهب كثير من العلماءالى جواز تشريك النيه فى النوافل(91/392)
من أفضل من تكلم في السنن الرواتب .. أرجوا الأفادة
ـ[أبو لجين]ــــــــ[13 - 03 - 08, 01:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من افضل من تلكم في السنن الرواتب .. اريد مراجع بارك الله فيكم .. يهمني المحفزات الواردة فيها ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 06:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
من افضل من تلكم في السنن الرواتب .. اريد مراجع بارك الله فيكم .. يهمني المحفزات الواردة فيها ..
أخي أبا لجين: من أفضل الكتب المصنفة - عندي- في صلاة التطوع كتاب الشيخ: محمد عمر بازمول، الموسوم بـ: " بغية المتطوع في صلاة التطوع ".
وهو كتاب قيم.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[13 - 03 - 08, 10:25 م]ـ
أخي أبا لجين: من أفضل الكتب المصنفة - عندي- في صلاة التطوع كتاب الشيخ: محمد عمر بازمول، الموسوم بـ: " بغية المتطوع في صلاة التطوع ".
وهو كتاب قيم.
جزاك الله خيرا
ـ[أبو لجين]ــــــــ[14 - 03 - 08, 03:56 ص]ـ
شكرا لك اخي علي .. سأشتريه باذن الله
ـ[حسن خلف]ــــــــ[15 - 03 - 08, 03:15 ص]ـ
و هناك كتاب طيب للشيخ الدكتور سعيد بن علي بن وهب القحطاني يسمي
(صلاة التطوع -مفهوم و فضائل و أقسام و انواع و آداب في ضوء الكتاب و السنة)(91/393)
في الحرم المكي: أيهما الصف الأول الذي خلف الإمام أم الذي خلف الكعبة؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 01:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لا تخفى عليكم الأحاديث التي وردت في فضل الصلاة في الصف الأول , ولقد لفت نظري قبل ايام عندما صليت في الحرم المكي أن هناك صفان يمكن أن نصنفهما على أنهما " الصف الأول " وهما الصف الذي خلف الإمام مباشرة , والصف الذي خلف الكعبة مباشرة من جميع الجهات ما عدا الجهة التي يصلي إليها الإمام , فأشكل علي الأمر فأيهما الصف الأول , الذي خلف الإمام أم الذي خلف الكعبة؟
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[13 - 03 - 08, 10:38 ص]ـ
الصف الاول
هو ما كان خلف الامام
لانها ماكان الروضة
اما الطواف فهو محل الطواف غالباً
واحديث " اتموا الصف الاول في الاول " والمقصود ماكان خلف الامام
والله اعلم
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[13 - 03 - 08, 12:15 م]ـ
للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11457
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 07:06 ص]ـ
بارك الله فيكما(91/394)
سؤال فى الطلاق المعلق على الموت
ـ[ياسر30]ــــــــ[13 - 03 - 08, 09:00 ص]ـ
مشايخنا الأفاضل
هل يجوز لزوج أن يقول:"إذا أنا مت فزوجتى طالق".فتكون زوجته طالقا بمجرد موته فلا ترثه؟
وذلك لكونها خارجة عن طاعته, لا يريد أن يطلقها حال حياته مراعاة لمصلحة أولاده
أفيدونا
ـ[مسلم2003]ــــــــ[13 - 03 - 08, 11:37 ص]ـ
إذا قالها يقع الطلاق فوراً الآن، ولا يحتاج إلى موته .. هذا مذهب المالكية رحمهم الله
ـ[أبو السها]ــــــــ[15 - 03 - 08, 03:51 ص]ـ
يقول ابن رجب في القواعد:
القاعدة السابعة والخمسون: إذا تقارن الحكم ووجود المنع منه , فهل يثبت الحكم أم لا؟ المذهب المشهور أنه لا يثبت:
ومنها، لو قال: أنت طالق بعد موتي، لم تطلق بغير خلاف نعلمه , ولو قال: مع موتي أو موتك، لم تطلق، نص عليه في رواية مهنا،لأن الموت سبب البينونة فلا يجامعها الطلاق، ويلزم على قول ابن حامد الوقوع ههنا لأنه إذا وقع الطلاق مع الحكم بالبينونة فإيقاعه مع سبب الحكم أولى، ويلزم مثل ذلك القاضي ومن تابعه على الوقوع مع سبب الانفساخ لتأخر الانفساخ عنه ولم يلتزموا ذلك , وادعوا ههنا المقارنة دون السبق ولا يصح. ولعل المانع من إيقاع الطلاق مع الموت هو عدم الفائدة فيه بخلاف إيقاعه مع البينونة في الحياة فإنه يفيد التحريم أو نقص العدد.
وجاء في المغني - كتاب الطلاق
فإن قال: أنت طالق بعد موتي أو موتك أو مع موتي أو موتك لم تطلق نص عليه أحمد وبه قال الشافعي ولا نعلم فيه مخالفا لأنها تبين بموت أحدهما فلا يصادف الطلاق نكاحا يزيله(91/395)
" البسملة " آية من آيات سورة الفاتحة، وهذا هو الدليل.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[13 - 03 - 08, 11:20 ص]ـ
اختلف العلماء في شأن " البسملة " هل هي آية من آيات سورة الفاتحة؟؟
أم أنها ليست بآية؟!
فمن يقول أنها آية فإنه يُبطِل صلاة من قرأ الفاتحة دون البسملة.
وقد قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أن " البسملة " ليست آية.
إلا أن هناك دليل هو من يحسم الأمر ..
فلايوجد حديث صريح عن النبي عليه الصلاة والسلام في الأمر ولا يوجد أي دليل من الصحابة يؤكد أن " البسملة " ليست من الفاتحة.
إلا أن هناك دليل صريح هو من يحسم المسألة.
عن أبي هريرة عن النبيّ صلى الله عليه وسلم قال:
«إذا قرأتم الحمد لله رب العالمين ف? قرأوا بسم الله الرحمن الرحيم إنها أم القرآن وأمّ الكتاب والسبع المثاني وبسم الله الرحمن الرحيم أحد آياتها» [قال الترمذي: حديث حسن صحيح] .. رفع هذا الحديث عبد الحميد بن جعفر، وعبد الحميد هذا وَثقه أحمد بن حنبل ويحيى بن سعيد ويحيى بن معين؛ وأبو حاتم يقول فيه: محلّه الصدق؛ وكان سفيان الثوريّ يضعّفه ويحمل عليه. ونوح بن أبي بلال ثقة مشهور.
وممن صحح الحديث عبد الحق الإشبيلي، وابن الملقن، وابن حجر،والشوكاني، والألباني في صحيح الجامع:729
" أشكر الأخ الذي نقل التصحيح ".
إذن، الصحيح أن البسملة من الفاتحة ..
وهي آية من آياتها.
والله أعلم.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 05:52 م]ـ
قد أخبرنا شيخنا أن الإختلاف هو في القراءات، أو كما قال،و لكني نسيت، و سآتي هذه الليلة بالكلام الذي قاله الشيخ و لعلكم تناقشوه.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[13 - 03 - 08, 06:19 م]ـ
الصحيح في هذه الرواية أنها موقوفة على أبي هريرة رضي الله عنه كما قال الإمام الدارقطني وغيره
والمسألة من المسائل الخلافيه، فلا تحسب أن العلماء غفلوا عن هذا الدليل عند الكلام عن المسألة، ولو قرأت الكتب التي ناقشت الاختلاف فيها لرأيت أن طريقتك هذه لا تشابه طريقة أهل العلم عند الترجيح في المسائل الخلافية.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[13 - 03 - 08, 06:54 م]ـ
بالإنتظار أخي أبوخالد الكمالي.
أخي خالد بن عمر ..
أعلم أن الحديث موقوف على أبي هريرة رضي الله عنه ..
ولكن بما أنه لا يوجد نص من النبي عليه الصلاة والسلام يحسم المسألة فنأخذ قول الصحابي.
حاصة أن بعض أهل العلم من صحح الرواية.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 07:06 م]ـ
بالإنتظار أخي أبوخالد الكمالي.
أخي خالد بن عمر ..
أعلم أن الحديث موقوف على أبي هريرة رضي الله عنه ..
ولكن بما أنه لا يوجد نص من النبي عليه الصلاة والسلام يحسم المسألة فنأخذ قول الصحابي.
حاصة أن بعض أهل العلم من صحح الرواية.
أخي الحبيب عبد الرحمن الناصر:
إليك نصيحة محب مشفق يريد لك ما يريد لنفسه من سبل النجاة.
ما هكذا يُحسَمُ الخلاف , وهذا الأسلوب لا ينبغي من طالب علمٍ مهما علا كعبُه وعظُمَ شأنه , بحيث ينصِّبُ نفسه حكماً بين ابن حنبل والشافعي ومالكٍ وأبي حنيفة ويقول بكل ثقةٍ وجزم وتأكُّد:
" البسملة " آية من آيات سورة الفاتحة، وهذا هو الدليل.
وكان أهلُ العلمِ ولا يزالون إن ترجَّحَ لأحدهم حكمٌ بدليل من الوحيين وهداه الله إليه , أو عثر على نص في محل النزاع , عقبَ على ذلك بقوله: وهو الصواب -إن شاء الله- أو والعلم عند الله تعالى أ والله تعالى أعلم , وغير ذلك من عبارات ازدراء النفس واطِّراح الثقة المطلقة بها.
فتأمِّله بورك لك وفيك.
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[13 - 03 - 08, 07:10 م]ـ
جزيت خيرا أخي الكريم على النصيحة ..
ولكنني قلت في آخر كلامي " الله اعلم ".
أما العنوان فجعلته للإثارة وشد الانتباه فقط.
وإلا يعلم الله أننا لسنا حتى طلبة علم.
حفظكم الله.
ـ[أبو السها]ــــــــ[13 - 03 - 08, 07:14 م]ـ
أخي خالد:
الأخ عبد الناصر لم يرد-حسب ما فهمت من كلامه- مباحثة هذه المسألة فقهيا، بل أراد أن يقول: هذا نص صحيح في المسألة يجب المصير إليه، ولا يهم بعد ذلك خلاف من خالف، خاصة وأن الحديث قدصحح من قبل جبال في الحفظ وهم أكثر وأحفظ من الذين ضعفوه.
أماقولك:الصحيح في هذه الرواية أنها موقوفة على أبي هريرة رضي الله عنه كما قال الإمام الدارقطني وغيره.
فإني أدع الشيخ محدث العصر وحسنة الأيام يجيبك، فإني لا أستطيع أن أتقدم بين يديه:
" إذا قرأتم: * (الحمد لله) * فاقرءوا: * (بسم الله الرحمن الرحيم) * إنها أم
القرآن و أم الكتاب و السبع المثاني و * (بسم الله الرحمن الرحيم) * إحداها ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3/ 179:
أخرجه الدارقطني (118) و البيهقي (2/ 45) و الديلمي (1/ 1 / 70) من
طريق أبي بكر الحنفي حدثنا عبد الحميد بن جعفر أخبرني نوح بن أبي بلال عن سعيد
ابن أبي سعيد المقبري عن # أبي هريرة # رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: فذكره. قال أبو بكر الحنفي , ثم لقيت نوحا فحدثني عن سعيد بن
أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مثله و لم يرفعه.
قلت: و هذا إسناد صحيح مرفوعا و موقوفا فإن نوحا ثقة و كذا من دونه و الموقوف
لا يعل المرفوع. لأن الراوي قد يوقف الحديث أحيانا فإذا رواه مرفوعا - و هو
ثقة - فهو زيادة يجب قبولها منه. و الله أعلم. و بعضه عند أبي داود و غيره من
حديث أبي هريرة , و عند البخاري و غيره من حديث أبي سعيد بن المعلى , و عزاه
السيوطي إليه من حديث أبي بكر و هو وهم محض كما نهت عليه في " تخريج الترغيب "
(2/ 216) و غيره و هو في " صحيح أبي داود " (1310 - 1311).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/396)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 07:14 م]ـ
قد أخبرنا شيخنا أن الإختلاف هو في القراءات، أو كما قال،و لكني نسيت، و سآتي هذه الليلة بالكلام الذي قاله الشيخ و لعلكم تناقشوه.
الخلاف بين القرَّاء رحمهم الله ثابت في البسملة وهي متواترة في كلا القولين فثبوتها آية في الفاتحة قطعي الثبوت وعدم ثبوتها آية من الفاتحة قطعي الثبوت كذلك.
قال ابن الجزري رحمه الله تعالى:
(والذي نعتقده أن كليهما (يعني القول بثبوتها آية من الفاتحة والقول بعدمه) صحيحٌ , وأنَّ ذلك حقٌّ فيكون الاختلاف فيها كالاختلاف في القراءات)
وقد عدَّها الكوفيون وأهل مكةً أيةً من الفاتحة , ولذلك من فتح مصحف المجمع وجد أن الآية الأولى من الفاتحة هي البسملة , لأنه برواية حفص عن عاصم الكوفي ,وبقية القرَّاء في الأمصار لم تثبت في مصاحفهم آية من سورة الفاتحة فما عدوها كذلك , ولكل من الفريقين أسانيده الثابتة الصحيحة بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 08:23 م]ـ
السلام عليكم
ها قد عدت، يقول الشيخ فهد بن المأمون الميموني (من المغرب):
" استفاض النزاع بين الفقهاء في مسألة البسملة، هل هي آية من كل سورة - عدا براءة - طبعا أم لا؟ حتى سُوِّدت من الكراريس من أجل هذا المبحث إذ ظنوا أن التعارض عائد إلى الأحاديث الواردة، و ليس كذلك، بل لو عرف هؤلاء أن اثبات البسملة من عدمه آيل إلى القراءات لما صنعوا مثل هذا التوغل الذي يُتلى الآن من كتب شروح الحديث و إليك البيان:
البسملة خاضعة للقراءات حيث قرأ قالون و ابن كثير و عاصم و الكسائي و ابو جعفر بإثبات البسملة دائما إلا في براءة كما هو معلوم.
إذا فمن يقرأ لهؤلاء يجب وجوبا أدائيا أن يقرأ البسملة في الفاتحة و غيرها، لذلك تجد مذهب الشافعي هو القائل بفرضية قراءة البسملة في الفاتحة لحديث (لا صلاة .. ) الحديث، و من لم يأتِ بها بطلت صلاته لأن البسملة آية منها. و يُستدل لذلك بنحو ما أخرجه الدار قطني و البيهقي و الديلمي مرفوعا " إذا قرأتم الحمد لله فاقرؤوا بسم الله الرحمن الرحيم إنها أم القرآن و أم الكتاب و السبع المثاني و بسم الله الرحمن الرحيم إحدى آياتها ". إضافةً إلى ما استدل به الشافعية و بعض الحنابلة ممن قال بأن البسملة آية من الفاتحة فقط دون سائر السور.
فائدة: قرأ الإمام المطبي محمد بن إدريس الشافعي بقراءة المكيين على شيخه اسماعيل بن قسطنطين و هو آخر من قرأ على أبي معبد عبدالله بن كثير، لذلك ترى المذهب الشافعي فيه إثبات البسملة، و قراءة (القُران) .. ".
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 08:27 م]ـ
الخلاف بين القرَّاء رحمهم الله ثابت في البسملة وهي متواترة في كلا القولين فثبوتها آية في الفاتحة قطعي الثبوت وعدم ثبوتها آية من الفاتحة قطعي الثبوت كذلك.
قال ابن الجزري رحمه الله تعالى:
(والذي نعتقده أن كليهما (يعني القول بثبوتها آية من الفاتحة والقول بعدمه) صحيحٌ , وأنَّ ذلك حقٌّ فيكون الاختلاف فيها كالاختلاف في القراءات)
وقد عدَّها الكوفيون وأهل مكةً أيةً من الفاتحة , ولذلك من فتح مصحف المجمع وجد أن الآية الأولى من الفاتحة هي البسملة , لأنه برواية حفص عن عاصم الكوفي ,وبقية القرَّاء في الأمصار لم تثبت في مصاحفهم آية من سورة الفاتحة فما عدوها كذلك , ولكل من الفريقين أسانيده الثابتة الصحيحة بذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم.
والله أعلم
فتارة يقرأ البسملة و تارة لا يقرؤها، و لكن لي سؤال، الذين يقرون بأنها آية، و لكن يقول لا يجهز بها في صلاته، بماذا احتجوا؟؟!
مع العلم بأن كلام الشيخ فهد يلغي قولهم.
ـ[الخزرجي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 09:12 م]ـ
للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=30930
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83902
ـ[الخزرجي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 09:18 م]ـ
فتارة يقرأ البسملة و تارة لا يقرؤها، و لكن لي سؤال، الذين يقرون بأنها آية، و لكن يقول لا يجهز بها في صلاته، بماذا احتجوا؟؟!
مع العلم بأن كلام الشيخ فهد يلغي قولهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/397)
وأما المسألة الثانية: وهي حكم الجهر والإسرار في البسملة , فهذه المسألة لا تعارض الأولى , فإن دلت الأحاديث على ترك البسملة أصلاً فهي على حرف الإسقاط, وإن دلت على الجهر فهي على حرف الإثبات, وإن دلت على الإسرار فهي محتملة للحرفين , وبيان هذا أنها إن كانت على حرف الإثبات ففي هذه الحالة تكون البسملة مقيدة بالإسرار عما سواها من الآيات , وإن كانت على حرف الإسقاط فإن البسملة تكون للاستفتاح.
.......
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[14 - 03 - 08, 10:53 م]ـ
أخي خالد:
الأخ عبد الناصر لم يرد-حسب ما فهمت من كلامه- مباحثة هذه المسألة فقهيا، بل أراد أن يقول: هذا نص صحيح في المسألة يجب المصير إليه، ولا يهم بعد ذلك خلاف من خالف، خاصة وأن الحديث قدصحح من قبل جبال في الحفظ وهم أكثر وأحفظ من الذين ضعفوه.
أماقولك:الصحيح في هذه الرواية أنها موقوفة على أبي هريرة رضي الله عنه كما قال الإمام الدارقطني وغيره.
فإني أدع الشيخ محدث العصر وحسنة الأيام يجيبك، فإني لا أستطيع أن أتقدم بين يديه:
" إذا قرأتم: * (الحمد لله) * فاقرءوا: * (بسم الله الرحمن الرحيم) * إنها أم
القرآن و أم الكتاب و السبع المثاني و * (بسم الله الرحمن الرحيم) * إحداها ".
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3/ 179:
أخرجه الدارقطني (118) و البيهقي (2/ 45) و الديلمي (1/ 1 / 70) من
طريق أبي بكر الحنفي حدثنا عبد الحميد بن جعفر أخبرني نوح بن أبي بلال عن سعيد
ابن أبي سعيد المقبري عن # أبي هريرة # رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى
الله عليه وسلم: فذكره. قال أبو بكر الحنفي , ثم لقيت نوحا فحدثني عن سعيد بن
أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة مثله و لم يرفعه.
قلت: و هذا إسناد صحيح مرفوعا و موقوفا فإن نوحا ثقة و كذا من دونه و الموقوف
لا يعل المرفوع. لأن الراوي قد يوقف الحديث أحيانا فإذا رواه مرفوعا - و هو
ثقة - فهو زيادة يجب قبولها منه. و الله أعلم. و بعضه عند أبي داود و غيره من
حديث أبي هريرة , و عند البخاري و غيره من حديث أبي سعيد بن المعلى , و عزاه
السيوطي إليه من حديث أبي بكر و هو وهم محض كما نهت عليه في " تخريج الترغيب "
(2/ 216) و غيره و هو في " صحيح أبي داود " (1310 - 1311).
أخي الفاضل أبا السها حفظه الله
جبال الحفظ هم أئمة العلل حفظك الله وليس كل من صحح وضعَّف يعدُّ جبلا من هذه الجبال، ولا شكَّ أن إمام العلل الإمام الدَّارقطني أعلم من الشيخ الألباني رحمه الله بعلم علل الحديث، وترجيحه للموقوف على المرفوع من علو كعبه في هذا العلم، ولم يكن صعبا عليه أن يقول ما قال الشيخ الألباني رحمهما الله تعالى: إن الموقوف والمرفوع صحيحان، فهذه طريقة ضعيفة عند من يعرف علم العلل وطريقة أئمته، فليس كل حديث اختلف في وصله وإرسالة أو وقفه ورفعه يقال فيه هذا الكلام، ولن تجد كثرة استعمال هذه الطريقة عند أئمة العلل كما هي عند الذين بعدهم، وهذه مسألة يطول النِّقاش فيها ولا أحب الخوض فيها لأنها تورث الأحقاد والتَّطاول في الأعراض.
وتأمل قول الإمام ابن رجب رحمه الله في فتح الباري (4/ 368) عن هذه الرواية حتى تفهم كيف ينظر من له اهتمام بالعلل في مثل هذا الاختلاف، فليست نظرتهم سطحيَّة، بل نظرة ثاقبة تدل على علو كعبهم في هذا العلم.
وخرج الدارقطني - أَيْضاً - من رِوَايَة أَبِي بَكْر الحنفي، عَن عَبْد الحميد بْن جَعْفَر، عَن نوح بْن أَبِي بلال، عَن سَعِيد المقبري، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ، عَن النَّبِيّ - صلى الله عليه وسلم -، قَالَ: ((إذا قرأتم {الْحَمْدُ} فاقرءوا: بسم الله الرحمن الرحيم؛ إنها أحد آياتها))، وذكر فِيهِ فضل الفاتحة. قَالَ الحنفي: لقيت نوحاً، فحدثني عَن سَعِيد، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ - بمثله، ولم يرفعه.
وذكر الدارقطني فِي ((علله)): أن وقفه أشبه بالصواب.
قُلتُ: ويدل عَلَى صحة قوله: أن ابن أَبِي ذئب رَوَى الحَدِيْث فِي فضل الفاتحة، عَن المقبري، عَن أَبِي هُرَيْرَةَ مرفوعاً، ولم يذكر فِيهِ: البسملة. (1). اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/398)
وأقول أيضا إن ما أخرجه مسلم من حديث العلاء بن عبد الرحمن عن أبيه عن أبي هريرة يؤيد ذلك حيث قال فيه ((سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى قَسَمْتُ الصَّلَاةَ بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي نِصْفَيْنِ وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ الْعَبْدُ {الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ}، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى حَمِدَنِي عَبْدِي، وَإِذَا قَالَ {الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ}، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى أَثْنَى عَلَيَّ عَبْدِي وَإِذَا قَالَ {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ}، قَالَ مَجَّدَنِي عَبْدِي وَقَالَ مَرَّةً فَوَّضَ إِلَيَّ عَبْدِي فَإِذَا قَالَ {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ}، قَالَ هَذَا بَيْنِي وَبَيْنَ عَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ فَإِذَا قَالَ {اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ}، قَالَ هَذَا لِعَبْدِي وَلِعَبْدِي مَا سَأَلَ.
فلم يذكر أبو هريرة رضي الله عنه البسملة في الحديث، وهذا من القرائن التي يستدل بها على صحة الموقوف دون المرفوع أيضا.
والمسألة لا يكون الترجيح فيها بهذه السهولة، فلا بد من النظر إليها من جهة القراءات وجهة اختلاف الصحابة ومن بعدهم وجمع أدلتهم، ثم الترجيح، أما الوقوف على رواية ثم القول إن هذا الصواب ويجب الركون إليه، ثم يأتي غيره بحديث آخر ويقول هذا الصواب ويجب الركون إليه، فليس طريقة فقهاء أهل الحديث ولا غيرهم من الفقهاء، فالنظر إلى المسألة يكون بجمع أدلتها والترجيح بينها ثم الخروج بحكم يرتضيه المرء لنفسه، ولا يلزم به غيره، إلا إن كان يرى نفسه من المجتهدين.
_
(1) أقول أنا خالد: يقصد ما أخرجه البخاري رحمه الله تعالى قال حَدَّثَنَا آدَمُ حَدَّثَنَا ابْنُ أَبِي ذِئْبٍ حَدَّثَنَا سَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((أُمُّ الْقُرْآنِ هِيَ السَّبْعُ الْمَثَانِي وَالْقُرْآنُ الْعَظِيمُ))، وأخرجه أبو داود والترمذي أيضا
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 11:00 م]ـ
و ماذا عن حديث أنس " .. فكانوا يبتدؤون بالحمد لله رب العالمين .. "
ـ[أبو السها]ــــــــ[15 - 03 - 08, 01:07 ص]ـ
أخي خالد -
لنفرض جدلا أن ما قلته صحيح، ألا يكون هذا له حكم المرفوع، إذ يبعد أن يقول أبو هريرة هذا برأيه؟ أتوافقني على هذا؟
أما عن استفسار أخينا أبي خالد،
فقد روى الترمذى فى سننه وصححه الألباني عن أنس قال:
{كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يفتتحون القراءة ب {الحمد لله رب العالمين} قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم كانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين قال الشافعي إنما معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين معناه أنهم كانوا يبدءون بقراءة فاتحة الكتاب قبل السورة وليس معناه أنهم كانوا لا يقرؤون {بسم الله الرحمن الرحيم} وكان الشافعي يرى أن يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم وإن يجهر بها إذا جهر بالقراءة
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[15 - 03 - 08, 02:21 ص]ـ
أخي خالد -
لنفرض جدلا أن ما قلته صحيح، ألا يكون هذا له حكم المرفوع، إذ يبعد أن يقول أبو هريرة هذا برأيه؟ أتوافقني على هذا؟
بارك الله فيك أبا السُّها، هذا مذهب أبي هريرة رضي الله عنه، فقد كان يجهر بالبسملة في صلاته ويعدها آية من الفاتحة
فلا يلزم أن يكون لها حكم الرفع، لأن مذهب أبي هريرة رضي الله عنه إثبات البسملة في كل سورة فقد يقال إنه قال هذه الزيادة بناء على ما يقرأ به هو، وهذا مروي عنه وعن غيره من الصحابة كما حكاه أهل العلم في كتبهم عند الحديث عن المسألة.
فالحاصل أن المسألة ستعود إلى القراءات كما قال الإخوة في المشاركات السَّابقة، وليست إلى الرِّواية التي استدل بها أخي عبد الرحمن النَّاصر وفقه الله.
وأعتقد أن هذا هو فقه المسألة، فلا بد أن يفهم طالب العلم المسألة وطريقة النِّقاش فيها، وكيف يرجِّح بين الأقوال أو يفهم سبب الخلاف، ثم يدلي بحجَّته.
وفقنا الله للفقه في دينه، وألهمنا رشد أنفسنا.
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 02:40 ص]ـ
أخي خالد -
لنفرض جدلا أن ما قلته صحيح، ألا يكون هذا له حكم المرفوع، إذ يبعد أن يقول أبو هريرة هذا برأيه؟ أتوافقني على هذا؟
أما عن استفسار أخينا أبي خالد،
فقد روى الترمذى فى سننه وصححه الألباني عن أنس قال:
{كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبو بكر وعمر وعثمان يفتتحون القراءة ب {الحمد لله رب العالمين} قال أبو عيسى هذا حديث حسن صحيح والعمل على هذا عند أهل العلم من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم والتابعين ومن بعدهم كانوا يستفتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين قال الشافعي إنما معنى هذا الحديث أن النبي صلى الله عليه وسلم وأبا بكر وعمر وعثمان كانوا يفتتحون القراءة بالحمد لله رب العالمين معناه أنهم كانوا يبدءون بقراءة فاتحة الكتاب قبل السورة وليس معناه أنهم كانوا لا يقرؤون {بسم الله الرحمن الرحيم} وكان الشافعي يرى أن يبدأ ببسم الله الرحمن الرحيم وإن يجهر بها إذا جهر بالقراءة
إذا كما قال الشيخ فهد.
جزاك الله خيرا.(91/399)
من حقوق الرسول صلى الله عليه وسلم على أمته
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 06:37 م]ـ
الحمد الله الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله،ولو كره المشركون،ولو كره الكافرون،ولو كره المنافقون،
وأشهد ألا لا إله ألا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وأمينه على وحيه، وخيرته من خلقه، المبعوث بالدين القويم، والصراط المستقيم. أرسله الله رحمة للعالمين، وإماما للمتقين، وحجة على الخلائق أجمعين. فلم يزل صلى الله عليه وسلم يجتهد في تبليغ الدين، وهدى العالمين، وجهاد الكفار والمنافقين. حتى طلعت شمس الإيمان، وأدبر ليل الكفر والبهتان، وعز جند الرحمن، وذل حزب الشيطان، وظهر نور الفرقان، فبلغت دعوته القاصي والداني، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليما مقرونا بالرضوان.
أما بعد:
فتعلمون ما حدث من بعض الدول على شخص رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم في نشر بعض الصور المسئية له.
فيجب على الأمة نصرته ومن ذلك بيان حقوقه على أمته.
فهذا الموضوع بيان شئياً من حقوقه على أمته:
1ـ الإيمان الصادق به - صلى الله عليه وسلم - وتصديقه فيما أتى به قال تعالى: {فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالنُّورِ الَّذِي أَنْزَلْنَا وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ} {فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} , {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآَمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} , {وَمَنْ لَمْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَعِيرًا} , وقال - صلى الله عليه وسلم -: "أُمِرْتُ أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله ويُؤمنوا بي وبما جئت به".
2ـ وجوب طاعته - صلى الله عليه وسلم - والحذر من معصيته, فإذا وجب الإيمان به وتصديقه فيما جاء به وجبت طاعته؛ لأن ذلك مما أتى به, قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ} , {وَمَا آَتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا} ,
وعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من أطاعني فقد أطاع الله ومن عصاني فقد عصى الله" (1) , وعنه - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "كل الناس يدخل الجنة إلا من أبى" قالوا يا رسول الله! ومن يأبى؟ قال: "من أطاعني دخل الجنة ومن عصاني فقد أبى"
3ـ اتباعه - صلى الله عليه وسلم - واتخاذه قدوة في جميع الأمور والاقتداء بهديه, قال تعالى: {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ} , {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآَخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} ,
وقال تعالى: {وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ} فيجب السير على هديه والتزام سنته والحذر من مخالفته, قال - صلى الله عليه وسلم -: "فمن رغب عن سنتي فليس مني".
4ـ محبته - صلى الله عليه وسلم - أكثر من الأهل والولد والوالد والناس أجمعين, قال الله تعالى: {قُلْ إِنْ كَانَ آَبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ} ,
وعن أنس - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/400)
5ـ احترامه وتوقيره كما قال تعالى: {لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ} , {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تُقَدِّمُوا بَيْنَ يَدَيِ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} , {لَا تَجْعَلُوا دُعَاءَ الرَّسُولِ بَيْنَكُمْ كَدُعَاءِ بَعْضِكُمْ بَعْضًا
قال ابن جرير في تفسير الآية الأولى:
(معنى التعزير في هذا الموضع: التقوية والنصرة والمعونة ولا يكون ذلك إلا بالطاعة والتعظيم والإجلال).
ويعرف ابن تيمية التعزير بأنه:
(اسم جامع لنصره وتأييده ومنعه من كل ما يؤذيه، والتوقير: اسم جامع لكل ما فيه سكينة وطمأنينة من الإجلال والإكرام، وأن يعامل من التشريف والتكريم والتعظيم بما يصونه عن كل ما يخرجه عن حد الوقار).
6 - وجوب نصرته - صلى الله عليه وسلم - وحكم من سبّه:
من صِدْقِ المحبة للنبي ^: نُصرته، وتعزيره، وتوقيره، قال الله تعالى: {إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (8) لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتُعَزِّرُوهُ وَتُوَقِّرُوهُ}. وقال تعالى: {فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ}.
وقد لعن الله تعالى من آذاه وآذى رسوله ^ فقال: {إِنَّ الَّذِينَ يُؤْذُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأَعَدَّ لَهُمْ عَذَابًا مُهِينًا}. وقال تعالى: {وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا).
ولا شك أن من استهزأ بالنبي صلى الله عليه وسلم يستحق لعنة الله تعالى، وقد لعنه، {وَمَنْ يَلْعَنِ اللَّهُ فَلَنْ تَجِدَ لَهُ نَصِيرًا}.
فإذا كان مسلماً قبل سبّه ارتدَّ ولا تقبل توبته عندنا ولو تاب؛ لقول الله تعالى: {قُلْ أَبِاللَّهِ وَآَيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ (65) لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ إِنْ نَعْفُ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْكُمْ نُعَذِّبْ طَائِفَةً بِأَنَّهُمْ كَانُوا مُجْرِمِينَ}. ويجب قتله بدون استتابة على القول الصحيح.
أما إذا كان السابُّ ذميًّا أو معاهداً فإنه ينتقضُ عهدهُ ويقتل ولا يجوز المنُّ عليه ولا مفاداته بل يقتل على كل حال. وإذا تاب السابُّ فالصواب أنه يقتل ولو كان أصله مسلماً فلا تقبل توبته عندنا، أما عند الله فهذا إليه سبحانه.
وقد ضَمَّن ذلك شيخ الإسلام في كتابه (الصارم المسلول على شاتم الرسول - صلى الله عليه وسلم -) قال رحمه الله: (وقد رتبته على أربع مسائل:
المسألة الأولى: أن السابَّ يقتل: سواء كان مسلماً أو كافراً.
المسألة الثانية: في أنه يتعين قتله وإن كان ذميًّا فلا يجوز المنُّ عليه ولا مفاداته.
المسألة الثالثة: في حكمه إذا تاب, وكذا لو أسلم الكافر بعد السبِّ.
المسألة الرابعة: في بيان السبّ وما ليس بسبٍّ والفرق بينه وبين الكفر. وقد أجاد وأفاد رحمه الله تعالى.
وقد وعد الله تعالى من قام بحقوق النبي - صلى الله عليه وسلم - بالفوز والنجاة والهداية، قال الله تعالى: {وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُمْ بِآَيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ (156) الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الْأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِنْدَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُمْ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَائِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالْأَغْلَالَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ فَالَّذِينَ آَمَنُوا بِهِ وَعَزَّرُوهُ وَنَصَرُوهُ وَاتَّبَعُوا النُّورَ الَّذِي أُنْزِلَ مَعَهُ أُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) {قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآَمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ}.
7ـ وجوب التحاكم إليه والرضى بحكمه - صلى الله عليه وسلم -، قال الله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا?} , وقال تعالى: {فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} ويكون التحاكم إلى سنته وشريعته بعده - صلى الله عليه وسلم -.
8 ـ إنزاله مكانته - صلى الله عليه وسلم - بلا غلو ولا تقصير فهو عبد لله ورسوله, وهو أفضل الأنبياء والمرسلين, وهو سيد الأولين والآخرين, وهو صاحب المقام المحمود والحوض المورود, ولكنه مع ذلك بشر لا يملك لنفسه ولا لغيره ضراً ولا نفعاً إلا ما شاء الله كما قال تعالى:
{قُلْ لَا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزَائِنُ اللَّهِ وَلَا أَعْلَمُ الْغَيْبَ وَلَا أَقُولُ لَكُمْ إِنِّي مَلَكٌ إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا مَا يُوحَى إِلَيَّ}
9 - الصلاة عليه - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا} وقال - صلى الله عليه وسلم -: " من صلى عليّ صلاة واحدة صلى الله عليه بها عشراً ".
اللهم أعز الإسلام والمسلمين
اللهم عليك بمن استهزاء برسولك الكريم فأنهم لا يعجزونك. أمين
وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه أجمعين(91/401)
الغسل ما هوا وما اسبابه واحكامه
ـ[عبد الله كريم]ــــــــ[13 - 03 - 08, 06:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله
الغسل ما هوا وما اسبابه واحكامه وكيفيته(91/402)
حكم ولد الزنا ... !
ـ[أبو عبد الرحمن المغربي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 08:30 م]ـ
السلام عليكم
ما هي الأحكام التي يفارق فيها ولد الزنا و بنت الزنا أحكام بقية المسلمين؟ خاصة أحكام النكاح .... بارك الله فيكم
ـ[عبدالرزاق الحيدر]ــــــــ[14 - 03 - 08, 01:05 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,
توجد رسالة ماجستير باسم أحكام الطفل اللقيط للشيخ عمر بن محمد السبيل رحمه الله, طبعة دار الفضيلة,
لعلها مفيدة في هذا الباب.
ـ[أبو السها]ــــــــ[14 - 03 - 08, 08:23 م]ـ
في " فتاوى اللجنة الدائمة " (20/ 387):
" الصحيح من أقوال العلماء أن الولد لا يثبت نسبه للواطئ إلا إذا كان الوطء مستنداً إلى نكاح صحيح أو فاسد أو نكاح شبهة أو ملك يمين أو شبهة ملك يمين، فيثبت نسبه إلى الواطئ ويتوارثان، أما إن كان الوطء زنا فلا يلحق الولد الزاني، ولا يثبت نسبه إليه، وعلى ذلك لا يرثه "
في " فتاوى اللجنة الدائمة " (22/ 34):
" أما ولد الزنا فيلحق نسبا بأمه، وحكمه حكم سائر المسلمين إذا كانت أمه مسلمة، ولا يؤاخذ ولا يعاب بجرم أمه، ولا بجرم من زنا بها، لقوله سبحانه: (وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى
معلوم أن إثبات النسب يتبعه الحديث عن الكثير من الأحكام: أحكام الرضاع، والحضانة، والولاية، والنفقة، والميراث، والقصاص، وحد السرقة، والقذف، والشهادة، وغيرها.
ولما كان الراجح هو عدم ثبوت نسب ابن الزنا من الزاني، فلا يثبت شيء من الأحكام السابقة على الأب غير الشرعي، وإنما تتحمل الأم كثيراً منها.
ولكن يبقى للأب غير الشرعي (الزاني) قضية تحريم النكاح، فإن الولد الناتج عن زناه يثبت بينه وبين أبيه وأرحام أبيه أحكام التحريم في النكاح في قول عامة أهل العلم.
قال ابن قدامة - رحمه الله -:
" ويحرم على الرجل نكاح بنته من الزنا، وأخته، وبنت ابنه، وبنت بنته، وبنت أخيه، وأخته من الزنا، وهو قول عامة الفقهاء " انتهى.
" المغني " (7/ 485).
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: عن بنت الزنا هل تزوج بأبيها؟
فأجاب:
" الحمد لله، مذهب الجمهور من العلماء أنه لا يجوز التزويج بها، وهو الصواب المقطوع به " انتهى.
" مجموع الفتاوى " (32/ 134).
وجاء في " الموسوعة الفقهية " (36/ 210):
" ويحرم على الإنسان أن يتزوّج بنته من الزّنا بصريح الآية: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمْ أُمَّهَاتُكُمْ وَبَنَاتُكُمْ) لأنّها بنته حقيقةً ولغةً , ومخلوقة من مائه , ولهذا حرّم ابن الزّنا على أمّه.
وهذا هو رأي الحنفيّة وهو المذهب عند المالكيّة , والحنابلة " انتهى.
رابعاً:
وبناء على ما سبق فإن ابنك هذا من الزنا لا يجوز له أن ينكح بناتك، فإنهن بمنزلة أخواته، وكذلك زوجتك.
ولكن ذلك لا يعني أنه مَحرَمٌ لهن فنُجَوِّز له الخلوة بهن أو وضعهن الحجاب في حضرته، فإن التحريم في النكاح لا يلزم منه دائما المحرمية المبيحة للخلوة ونحوها، فهي حكم زائد لا يثبت إلا للمحارم الشرعيين؛ فيجب التنبه لهذا.
قال ابن قدامة – رحمه الله -:
" الحرام المحض: وهو الزنا: يثبت به التحريم، ولا تثبت به المحرمية ولا إباحة النظر " انتهى بتصرف.
" المغني " (7/ 482).
ولا يمنع ذلك كله الإحسان إلى هذا الشاب، ومعاملته بالحسنى، والسعي في إسلامه وربطه بالعائلة، على ألا ينسب إلى أبيه من الزنا، ولا يتساهل في حجاب البنات في الأسرة عنه.
.
منقول من موقع الإسلام سؤال وجواب(91/403)
إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[13 - 03 - 08, 10:00 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
لقد تَوَعَّدَ الله سبحانه مَنْ يُحاربونه ورسولَه بالإذلال، والنَّكال، والطرد، والتشريد في البلدان، فقال سبحانه: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33]، وكذلك قال الله تعالى لِنبيه الكريم - صلى الله عليه وسلم -: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 95].
فمرة نسمع أنَّ مُعلِّمة إنجليزيَّة بالسودان تُسَمِّي دُميَة على هيئة دُبٍّ باسم (محمَّد)!! ومرَّة نُشاهِدُ رُسومًا مُسِيئةً هُنَا وهُنَاكَ!! ومرَّة اتّهامًا لرسولنا الكريم من قِبَل صناديد الصليبيين والمُتصهينين بأنه لم يأتِ إلا بما هو شرّ، وأنه نشر دينه بالسيف!!
هكذا؛ فالصّراع بين الخير والشر موجود إلى يوم القيامة؛ لكن ليعلمْ هؤلاءِ المعتدون أنَّ جزاءهم سيكونُ مِثْلَ جزاءِ أسلافِهم منَ الطُّغاة وأشدَّ نكالاً، فهذا عهدٌ من الله تعالى أَخَذَهُ على نفسه.
ومِنْ هُنَا فَكُلُّ مَن تُسوِّل له نفسه التَّرصُّد للهجوم على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فالله تبارك وتعالى له بالمِرْصاد؛ إذ يقول لنبيه: {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ} [المائدة: 67].
حملة قديمة جديدة
مُنذ القِدَم والحملة الهجومية والعدائية على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قائمة، وهو يعلم ذلك منذ بُشِّر بالنبوة، عندما قال له ورقة بن نوفل- رحمه الله - بعدما أخبره بخبر الوحي، فقال ورقة: "هذا النَّاموس الذي أُنزل على موسى، يا ليتني فيها جَذَعًا، ليتني أكون حيًّا إذ يُخْرجك قومك"، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((أوَمُخْرجيَّ هم؟!))، قال ورقة: "نعم، لم يأتِ أحدٌ بما جئت به إلا أُوذِي، وإن يدركْنِي يومُكَ حيًّا أَنصُرْكَ نصرًا مؤزَّرًا ... "، فهو - عليه الصلاة والسلام - كان يعلم أن طريق الدعوة والدعاة ليس مفروشًا بالورود، ولْنستعرِضْ نماذجَ مِمَّن سبُّوا رسول الله - صلى الله وعليه وسلم - وننظر ماذا فَعَلَ اللَّهُ بِهِمْ، مِصْداقًا لقول الله - عزَّ وجل -: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 95].
عاقبة من قال للرسول: تبًّا لكُ
أبو لهب عمُّ النبيّ الكريم لما سَخِرَ من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واسْتَهْزَأ به، وقال له عندما دعاه الرسول للإسلام: "تبًّا لك يا محمَّدُ أَلِهَذَا جَمَعْتَنا!! "، وهكذا فعلتْ زوجُه أمُّ جميل أَرْوَى بنتُ حرب، التي أخذت فِهْرًا من الأحجار؛ كي تضرب وجه النبي الكريم، وقالت تهجوه شعرًا:
مُذَمَّمًا عَصَيْنَا وَدِينَهُ أَبَيْنَا
• • • • •
فقال الله - عزَّ وجلَّ - في أبي لهب وزَوْجِهِ: {تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ * مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ * سَيَصْلَى نَارًا ذَاتَ لَهَبٍ * وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ * فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِّن مَّسَدٍ} [سورة المسد: 1 - 5].
الأسد ينتصر لرسول الله!!
إن عُتْبَةَ بنَ أبي لهب ذاك الكافرُ ابن الكافر، الذي تَجَرّأ وتفَل في وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - وطلق ابنته، وآذاه أَشَدَّ الإيذاء، ومَزَّق قميصه، فدعا عليه النبي فقال: ((اللهم سَلِّطْ عليه كَلْبًا من كلابك))، فلمَّا ذهب للشَّام مع بعض التجَّار من قريش، ونامُوا فجاء أسدٌ بِاللَّيْلِ يَسْعَى فَطَافَ على كُلِّ النَّائِمِينَ يَشَمُّهم ثُمَّ يُعْرِض عنهم؛ ورآه ابن أبي لهب فقال: أصابتني والله دعوة محمَّد، قَتَلَنِي وهو بِمَكَّة وأنا بالشام، وما لَبِثَ الأسد أن وثب فوق المتاع، وشمَّ وجه اللعين فَضَرَبَهُ ضربةً قاتلة ثم أخذه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/404)
يجره من رأسه وذهب به بعيدًا ليأكله، وانظر كيف أخذه من وجهه؛ لأنه تفل في وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - فلم يأخذه من يديه أو رجليه؛ إنما من وجهه الذي تجرأ به على النبي صلى الله عليه وسلم.
عاقبة من وضع رِجْله على عُنق النبي أن تقطع عنقه
عُقْبَةُ بن أبي مُعَيْطٍ هو أشقى المشركين قاطبةً، وهو من تَجَرَّأَ على فِعْلَةٍ لم يجرؤ عليها حتى أبو جهل، حيث جاء والرسول ساجدٌ خَلْفَ المقام بالكعبة، فوضع رِجله على عنقه، وغمزها فما رفعها حتى كادت تخرج عيناه الشريفتان من مكانهما، ثم جاء مرة أخرى بِسَلا جَذُور فألقاه على ظَهْرِ النبيِّ الكريم، وهو ساجد فجاءت فاطمة فطرحته عن كتف أبيها.
فكانتْ عاقبته عندما وقع أسيرًا في غزوة بدر أن يؤخذ من بين الأسرى وتُضْرَب عُنُقه، ثم يُلْقَى في قَلِيب بدر العَفِنِ؛ لأنَّ رسولَ الله - صلى الله عليه وسلم - أَمَرَ بِقَتْل جَمِيعِ مُجْرِمي الحَرب ساعَتَهَا مِنْ بَين الأَسْرَى، وهذا جزاء من سَوَّلَتْ له نَفْسُه وَضْعَ قَدَمِهِ على العنق المبارك الشريف أن تقطع عنقه ويلقى في المزابل.
فرعون هذه الأمة .. أَذَلَّه الله
فرعون هذه الأمَّة هو أبو جهل، وقد كان من أكثر الناس مُعانَدةً ومحاربةً لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأكثرهم طعْنًا وشَتْمًا وسبًّا له، وأمضى أبو جهل حياته كلها في مُعاداة وحرب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فماذا كانت نهايته؟ وماذا فعل الله بهذا الفرعون؟!
أخذ أبو جهل جزاءَهُ في غزوة بدر كما روى عبدالرحمن بن عوف كيف تَمَّ ذلك، فيقول: "إني لواقِف يوم بدر في الصفِّ، فنظرت عن يميني وشمالي فإذا أنا بين غلامَينِ من الأنصار حديثة أسنانُهما، فتمنَّيْتُ أن أكون بين أَظْلَعَ منهما، يقصد أقوى منهما.
فغمزني أحدهما فقال: يا عم أتَعْرِف أبا جهل؟
فقلت: نعم وما حاجتُك إليه؟ قال: أُخْبِرْتُ أنه يَسُبُّ رسول الله، والذي نفسي بيده لَئِن رأيْتُه لا يُفَارِقُ سوادي سواده حتى يموت الأعجَلُ منا، فتعجبتُ لذلك!!
فغمزني الآخَرُ فقال لي أيضا مثلها ..
فلم أَنْشَبْ أن نظرتُ إلى أبي جهل، وهو يجول في الناس فقلت: ألا تريان؟ هذا صاحبكما الذي تسألان عنه، فَشَدَّا عليه مثل الصَّقْرَيْنِ حتى ضرباه، وهما ابنا عَفْرَاءَ"!! ...
فهكذا انتصر أطفال الأنصار، وانتقموا مِمَّنْ سَبَّ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأين أطفال المسلمين اليوم منهم؟! وهكذا كانت نهاية هذا الفرعون المُتكَبِّر على يد أطفال صغار، ثم نادى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في الناس يوم بدر: اجْعَلُوا أبا جهل من قتلى بدْرٍ؛ فاستأْذَنَهُ ابْنُ مَسعود أن يأتي برأسه، وذَهَبَ وَوَجَدَهُ مَرْمِيًّا تَحْتَ الأقدام، وقَدْ دِيسَ بالنِّعال بعدما قُطِعتْ يَداهُ ورِجْلاهُ، وكان ابن مسعود صغيرَ الحجم دقيق الساقَيْنِ، فارتقى ووقف على صدْرِ عدُوّ اللَّه أبي جهل، وقال له: أخزاك الله يا عدو الله!! ألم يأنِ لك يا أبا جهل أن تُسلِم؟
فقال له: لقدِ ارْتَقَيْتَ اليوم مُرتقًى صعبًا يا رُوَيْعِيَ الغَنَم، فناوله ابن مسعود السيف وجَزَّ رأسه، وجاء به يجرُّه إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الذي كبَّر وكبَّر الصحابة -رضوان الله عليهم-: {إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلاَفٍ أَوْ يُنفَوْا مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآَخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ} [المائدة: 33].
عصى النبي كِبْرًا فَشَلَّتْ يَدُهُ
رُوِيَ عن سَلَمَةَ بنِ الأَكْوَعِ - رضي الله عنه - قال: "أكل رجلٌ عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بشِماله فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((كُلْ بيمينك))، قال: "لا أستطيع" - قالها كِبْرًا وتَرَفُّعًا - فقال النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((لا استطعْتَ))، فما رفعها إلى فيه؛ أخرجه الإمام مسلم في صحيحه.
هكذا كان جزاء من عصا رسول الله تكبُّرًا وتعاليًا أن شَلَّتْ يده.
لفظت الأرض من بطنها المُرتَدَّ المستهزِئَ برسول الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/405)
عن أنس - رضي الله عنه - قال: "كان رجل نصرانيًّا فأسلم على عهد رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقرأ البقرة وآل عمران، وكان يكتب للنبي - صلى الله عليه وسلم - ثم ارتدَّ نصرانيًّا، وكان يقول: "ما أرى مُحَمَّدًا يُحْسِن إلا ما كُنْتُ أَكْتُب له"، فأماتَهُ اللَّه - عزَّ وجلَّ - فأَقْبَرُوهُ فأصبح قد لفِظَتْهُ الأرض، وقالوا: هذا عَمَلُ مُحَمَّد وأصحابِه، إنَّه لما لم يرضَ دينهم، نبشوا عن صاحِبِنَا فألْقَوْهُ، ثم حفروا له فأعْمَقُوا في الأرض ما استطاعوا، فأصبح وقد لفِظَتْهُ الأرض، فعلموا أنه ليس من الناس وأنَّه من الله عز وجل، وكان الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال عنه: ((لا تقبله الأرض))؛ أخرجه البخاري ومسلم.
وهكذا تَلْفِظُ الأرض مَنْ سبَّ واستهزأ برسول صلى الله عليه وسلم، وكأنها تقول له: لا مكان في بطني لمن استهزأ بك يا نبي الله.
حارس الأحذية كان خطيبًا!!
أن يكون الاعتداء على شخْصِ رسول الله مِن رجل نَصْرَانِيٍّ أو غيرِ مسلم فهذا متوقَّع وعاديّ، أمَّا أن يكونَ من أحد خُطَباءِ المسلمين فيا للعار والخيبة.
رَوَى العلاَّمة المُحَدِّث الشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - عن والده الشيخ محمد شاكر - رحمه الله - وكيل الأزهر في مصر سابقًا، أنَّ خطيبًا مُفَوَّهًا كان يمدح أحد الملوك في مصر، عندما أَكْرَمَ طه حسين الذي كان يطعن في القرآن وفي العربية، فقال هذا الخطيب ذاكرًا موقف طه حسين لما جاء إلى ذلك المَلِكِ، فقال هذا الخطيب المفوَّه - يمدح ذلك الملك -: ((جَاءَهُ الأَعْمَى فَمَا عَبَسَ بِوَجْهِهِ وَمَا تَوَلَّى))، وهو يقصد - من قوله هذا - الإساءة والتعريض بالنبي عليه الصلاة والسلام؛ لأنَّ الله عاتَبَهُ في قصته - عليه الصلاة والسلام - مع ابن أم مكتوم: {عَبَسَ وَتَوَلَّى * أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى} [عبس: 1 - 2].
فلمَّا صَلَّى ذاك الإمامُ بالنَّاس، قام الشيخ محمد شاكر والدُ الشيخ أحمد شاكر - رحِمَهُمَا الله - وقال للنَّاس: أعيدوا صلاتكم فإن إمامكم قد كَفَر؛ لأنه تكلَّم بكلمة الكفر، وقال الشيخ أحمد شاكر: ولم يَدَعِ اللَّهُ لهذا المجرم جُرْمَهُ في الدنيا قبل أن يَجْزِيَهُ جزاءه في الأخرى، فأقسم بالله أنه رآه بعيْنِه بعدَ مُدَّة من الزمن - وبعد أن كان عاليًا ذا مكانة - مَهينًا ذَليلاً خادِمًا على باب أَحَدِ مَساجد القاهرة، يتلقَّى نِعَال المُصلين ليحفظها في ذلة وصَغَار.
عاقبة من مزق خطاب النبي تمزيق ملكه
كان كِسرى هو ملك الفرس وكبيرهم المجوسيّ، الذي كان يعتقد أنه إله البشر وسيُّدهم، فإذا به عندما أتاه خطاب من الرسول - صلى الله عليه وسلم - يدعوه للإسلام، مع عبدالله بن حُذَافَةَ السَّهْمِيِّ، فَبِمُجرَّد أن يسمع أنَّ الرسول قد بدأ الخطاب باسمه قبل اسم كسرى، فيمزق الكتاب ويقول - بِكُلِّ كِبْرٍ واستعلاء بغيض -: عبد من عبادي - يقصد رسول الله - يبدأ كتابه بنفسه قبلي!! ومزَّق الخِطابَ وطَرَدَ السفير، فلمَّا وَصَلَ الخَبَرُ إلى النبيّ - صلى الله عليه وسلم - قال: ((مُزِّقَ مُلْكُهُ))، فعدا عليه (كسرى) أقرب الناس إليه "شيرويه" ابنه الكبير فقتله، ثم ما لبث أن قُتل هو، ثُم قُتِل مَن قَتَلَهُ، وحتَّى تمزق مُلْك كِسرى، وأخذَهُ المُسْلِمُونَ وفَتَحُوا بِلادَهُ كُلَّها في عهد الراشدين، وفي هذا يقول القائل:
وَكِسْرَى إِذْ تَقَاسَمَهُ بَنُوهُ بِأَسْيَافٍ كَمَا اقْتُسِمَ اللّحَامُ
تَمَخَّضَتِ الْمَنُونُ لَهُ بِيَوْمٍ أَتَى وَلِكُلِّ حَامِلَةٍ تِمَامُ
وقائمة المعتدين المُتطاولين على رسولنا الكريم طويلة، والمصير المحتوم ينتظر كل طاعن ومستهزئ، ومهما تقاعَسَ المُسلمون عن نُصْرَةِ نَبِيِّهم؛ فالكون كله لِنَبِيِّهِ سينتصرُ، وصدق ربنا - عز وجل - حيث قال: {إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ} [الحجر: 95].
للكاتب / جمال عبدالناصر
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2139(91/406)
مدى كفاءة مقرَّرات الثقافة الإسلامية في تحقيق أهدافها
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[13 - 03 - 08, 10:56 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلّ وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
مدى كفاءة مقرَّرات الثقافة الإسلامية في تحقيق أهدافها
د. عبدالله بن محمد نوري الديرشوري
الملخَّص:
خَصَّصَتْ جامعات المملكة لكليات الشريعة وأقسام الدراسات الإسلامية وحدات دراسية، تقدِّم من خلالها الثقافة الإسلامية التي تراها مناسبةً وضروريةً لطلاب وطالبات المرحلة الجامعية؛ ليَمْلِكَ الطالب الرؤية الصحيحة لدينه، عقيدةً وأخلاقًا، وشريعةً ونظامَ حياة، وليُدرك كمال الإسلام وصلاحيته لكل مكان وزمان.
وقد أسهمت هذه المقرَّرات بصورة كبيرة في توجيه الطلاب وتربيتهم التربيةَ الإيمانية والسلوكية الصحيحة، غير أنَّ هذه المقرَّرات لم تفلح في تحقيق أهدافها كما ينبغي؛ لوجود خلل أو قصور متعدِّد الجوانب، منه ما يرجع إلى الخطَّة الدراسيَّة، ومنه ما يرجع إلى الكتاب المقرَّر، ومنه ما يرجِعُ إلى المدرِّس، ومنه ما يرجع إلى الطالب، ومنه ما يرجع إلى إمكانات الجامعة.
ويقدِّم الباحث في هذه الورقة عرضًا لِتِلْك الجوانب، ثم يضع رؤيته لكيفية معالجتها من خلال توصيات ومقترحات.
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام الأتَمَّان الأكملان على أشرف الأنبياء والمرسلين، سيدنا محمد بن عبدالله وعلى آله الطيبين الطاهرين، وصحابته أجمعين، ومَنْ تَبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
المقدمة:
بادئَ ذي بَدْءٍ؛ لابدَّ من الإشادة بجهود أولئك الأخيار الذين كانوا وراء إدخال مساقات الثقافة الإسلامية في الخِطَطِ الدراسيَّة لما بعد المرحلة الثانوية، من جامعات وكليات مجتمع أو معاهد، امتدادًا لما كان قد بدأه الطالب في مسيرته التعليمية منذ مراحلها الأولى، واستجابةً لما ورد في سياسة التعليم في المملكة، من أن (العلوم الدينية أساسية في جميع سنوات التعليم، الابتدائي والمتوسط والثانوي بفروعه، والثقافة الإسلامية أساسية في جميع سنوات التعليم العالي).
كما أنه لابدَّ من شكر ولاة الأمر والمسؤولين القائمين على إدارة التعليم في المملكة على تبنيهم لهذه الخطوة الرائدة، وحرصهم على تطبيقها؛ بل سعيهم الدءوب إلى تطويرها؛ بحيث تحقِّق أهدافَها وغاياتها على أكمل وجه وأتمِّه.
وما هذه الندوة وندوة جامعة الملك فهد للبترول والمعادن التي تُعقد في هذه الفترة - إلاَّ الدليل العَمَلِيّ الصادق الذي يجسِّد هذا الحرص ويبرهن عليه.
ونُهِيبُ بولاة أمور المسلمين عامَّةً، والقائمين منهم على مؤسسات التعليم خاصَّةً، في شتى أصقاع عالمنا الإسلامي - أن يسيروا على هذه الخطا، وفي هذا الاتجاه.
أقول هذا لأنَّ الَّذي يَحْدُث في معظم أرجاء عالمنا الإسلامي يختلف بصورة كبيرة عن الذي نلمسه هنا!
نعم؛ الذي يحدث هناك هو أن كثيرًا من هذه الدول تجعل مقرَّرات الثقافة الإسلامية مساقات اختيارية - على قِلَّة ساعاتِها التي تتراوح بين ساعتين وأربعة – الأمر الذي يُشعِر الطالب والمدرِّس بأنها مقرَّرات ثانوية ترفيهية؛ بل ربما شعر الطالب بأنه متفضِّل على المدرِّس وقِسمه أو كليته الشرعية عندما وقع اختياره على هذه المقرَّرات دون غيرها مما كان يمكنه أن يختارها؛ كمقرَّرات الفلسفة أو الحضارة أو التاريخ أو القانون .. هذا فضلاً عن تلك الدول التي تقرِّر ثقافات أخرى قوميَّة أوِ اشتراكيَّة، لا تمتُّ إلى ديننا وعقيدتنا بصِلة؛ بل من شأنها أن تفسِد ولا تصلِح، وتهدم ولا تبني.
ولا رَيْبَ أنَّ الثقافة الإسلامية هي حصن الأمَّة المنيع، الذي على أسواره تتحطَّم جميع دعوات التغريب والحداثة والإذابة، وهي هُوِيَّة الأمَّة التي من دونها سيكون مصيرُها الضياعَ والتلاشيَ، وهي الوعاء الذي يحمل فِكرها وعقيدتها وقِيمها ونظرتها للحياة، وتربط ماضيها بحاضرها وتصلهما بمستقبلها، إنها سرُّ تميُّزها عن غيرها من الأمم والثقافات. ومن ثَمَّ كانت أهميتُها عظيمةً وشأنُها خطيرًا.
مقرَّرات الثقافة الإسلاميَّة في جامعات المملكة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/407)
خَصَّصَتْ معظم جامعات المملكة لكليات الشريعة وأقسام الدراسات الإسلامية فيها ثماني وحدات دراسية [1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftn1) لتُقَدِّم من خلالها الثقافة الإسلامية التي تراها مناسبةً وضروريةً لطلاب وطالبات المرحلة الجامعية. وقد جاء اختيارها للموضوعات متقاربًا إلى حدٍّ ما- باستثناء جامعة الملك فهد للبترول والمعادن [2] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftn2)- وإنِ اختلفت فيها من حيث السَّعَةُ أو الإيجازُ، كما اختلفت في التسميات والمستويات.
ويمكن حصر الموضوعات التي هي محل اتفاق بينها في الآتي:
1 - المدخل للثقافة الإسلامية.
2 - العقيدة والعبادة.
3 - الأخلاق.
4 - الأسرة.
5 - النظام الاقتصادي.
6 - النظام السياسي.
7 - النظام الاجتماعي.
8 - التحديات التي تواجه الأمَّة (الغزو الفكري، التنصير، الاستشراق، الحركات المعادية للإسلام).
وأما الموضوعات التي انفردت بها بعض الجامعات فهي:
1 - مصادر التشريع، والاجتهاد، والفتوى.
2 - نظام العقوبات في الإسلام.
3 - المجتمع الإسلامي وقضاياه المعاصرة (حوار الحضارات، حقوق الإنسان، التطرف والغلو، الإرهاب، مشاكل الشباب).
4 - الحضارة الإسلامية [3] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftn3).
ويلاحظ أن أكثر الجامعات قد دمجت بين المدخل للثقافة والعقيدة والعبادة في مقرَّر واحد، كما أن بعضها دمجت بين النظام الاجتماعي والسياسي والاقتصادي، وبعضهم أضاف إليها الأخلاق والأسرة، وبعضهم الآخَر أضاف إليها العقوبات.
الأهداف العامة لمقرَّرات الثقافة الإسلامية:
يمكننا أن نوجز الأهداف العامة لمقرَّرات الثقافة الإسلامية بجامعات المملكة في الآتي:
1 - أن يَمْلكَ الطالب الرؤية الصحيحة لدينه، عقيدةً وأخلاقًا، وشريعةً ونظامَ حياة، يحكم جميع مجالاتها الاقتصادية والاجتماعية والسياسية.
2 - أن يُدرِك كمال الإسلام وصلاحِيَته لكلِّ مكانٍ وزمانٍ عن علم ومعرفة، وأن يقف عن كَثَبٍ على تفوُّقِه على غيره من الأديان والشرائِع والفلسفات الوضعيَّة أو السماويَّة المحرَّفة، وأن يوقِنَ بأنَّه مَهْمَا استجدَّتِ الوقائع والمسائل؛ فإنَّ الشريعة تستوعبها.
3 - أن يقف على مقاصد الشريعة وقواعدها وأصولها العامَّة؛ بحيث يتكوَّن لديه (فقه النَّفْس)، الذي يمكِّنه من تحديد موقِفِه إزاء المسائل المستجِدَّة، إلى أن يتيسر له مراجعة أهل العلم.
4 - أن يتعرَّف على التحدِّيات التي تواجه أمَّته في عقيدتها وأخلاقها وشريعتها؛ بل وجودها وتميُّزها، ويتعرَّف على الجهات التي تقف خلفها، ووسائلها التي تستخدمها في معركتها مع الدِّين، وأن يتعرَّف على كيفية مواجهتها وسُبُلِ إحباط كيدها.
مدى كفاءة مقرَّرات الثقافة الإسلامية في تحقيق أهدافها:
لا شكَّ أنَّ هذه المقرَّرات قد أثمرتْ نتائِجَ طيّبة ومفيدة، وأسهمت بصورة كبيرة وملحوظة في توجيه الطلاب وتَرْبِيَتِهم التربية الإيمانية والسلوكية الصحيحة، وكان لها أعظم الأثر في رسم طريق مستقبلهم الذي يَسْعَوْنَ إليه.
ورُبَّما لا يَشْعُر بِذلك مَنْ لم يَعِشْ خارِجَ المملكة، ولم يخالط هذه الشريحة من أبناء مجتمعاتنا الإسلامية الأخرى، الذين تلقَّوْا تعليمَهُم العالي في جامعات بلدانهم أو البلدان الأخرى غير الإسلامية.
إنَّ الذي يخالطهم يرى أن كثيرًا من أبناء المسلمين اليوم ينظرون إلى الدِّين النظرةَ التي رسمها أعداؤه لهم! إذ يعتبرونه من الأمور الشخصية، التي يرجع إلى كلِّ فرد مسألة اتخاذ قراره بشأنه وتحديد موقفه منه، وليس من حقِّ أحدٍ التدخُّل فيه، أو حتى مجرَّد السؤال عنه. يرى أنَّ الدِّين أضحى شيئًا ثانويًّا في حياتهم! وهؤلاء ليسوا فئة قليلة في المجتمع؛ بل يمثِّلون نصف الطبقة المثقَّفة أو أكثر أو أقل بقليل، على حَسَبَ سياسة الدولة وموقفها من مسألة التديُّن.
والفئة الأخرى التي لا تنتمي إلى هذه الشريحة – بل تلتزم بدينها وتعتز به- تكون قد تأثَّرت وتحصَّنت بفِعْلِ عوامِلَ أخرى لا دخل للجامعات أو مؤسسات التعليم الرسمية بها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/408)
ومهما يكن من أمرٍ؛ فإنَّ الَّذي أودُّ أن أُؤَكِّده أنَّ لسياسة التعليم في المملكة ولهذه المقرَّرات الثقافية تأثيرًا كبيرًا على تنشئة جيل الشباب وتربيته وتوجيهه، من خلال الصِّلة التي تتحقَّق بينهم وبين أساتذة هذه المقرَّرات في رحابِ الجامِعَةِ، وكذلك من خلال ما يُزَوّدونَهُم به من زاد الثقافة الإسلامية التي تَستَجِيبُ لِدواعي الفِطْرة فيهم.
إلا أنَّ هذا لا يعني أنَّ هذه المقرَّراتِ قد بَلَغَتِ الغايَةَ في تحقيق أهدافِها، وأنَّه ليس بالإمكان أكثر مما كان! نعم؛ لا أحد منَّا يدَّعي ذلك؛ بل نحن جميعًا متَّفقون على أنه يمكن تطوير هذه المقرَّرات وتحديثها، بحيث تُصْبِحُ أكْثَرَ فاعِلِيَّة في حياة الشباب، وتحقِّق نتائجَ أفضل مِمَّا تُعْطِيها اليوم؛ بل لعلَّ أكثرنا مقتنعٌ بأنَّ هذا الأمر قد أصبح اليوم ضرورةً ملحَّةً، وليس مجرَّد رغبة.
ولكنْ ما السَّبيل إلى ذلك؟ أو بعبارة أخرى: كيف يمكن تطوير هذه المقرَّرات بحيث تعطي نتائج أفضل؟ للإجابة على ذلك لابد أوَّلا من تحديد مكامن الخلل أو القصور، ثم الانتقال إلى ما يمكن أن يكون علاجًا لها.
مكمن الخلل أو القُصور:
إن عمل الإنسان مهما تميَّز بالكفاءة والنضج والدقَّة والعناية - فإنه يمكن أن يترقَّى أكثر؛ لأنَّ القُصور من سمات العمل الإنساني، كما أن التقدُّم والترقِّي في مراتب الكمال يعدُّ من أهم خصائصه.
ولذلك فإن ما سأعرضه هنا ليس من القصور بمعنى القصور؛ بل هو أشبه ما يكون بملاحظات ووجهات نظر، آمل أن يكون في طرحها وتبادل الرأي حولها ما يجعل هذه المقرَّرات أكثر فاعلية وأجدى نفعًا.
وهي ملاحظات متعدِّدةُ الجوانب؛ فمنها ما يرجع إلى توصيف المقرَّرات في الخطة الدراسية، ومنها ما يرجع إلى الكتاب المقرَّر، ومنها ما يرجع إلى مدرِّس المقرَّر، ومنها ما يرجع إلى الطالب، ومنها ما يرجع إلى أوضاع الجامعة وإمكاناتها، على النحو الذي سنفصِّل القولَ فيه فيما يأتي:
1 - توصيف المقرَّرات في الخُطط الدراسية:
إنَّ الموضوعات التي تتناولها هذه المقرَّرات الثقافية تستهدف تزويد الطالب بثقافة عامة شاملة لمختلِف الجوانب العَقَدية والأخلاقية والاقتصادية والسياسية والاجتماعية في الإسلام، مضافةً إلى المدخل لهذه الثقافة، الذي يتناول خصائصها ومصادرها وركائزها، والتحديات التي تواجهها .. وهي موضوعات واسعة، وخصوصًا إذا ما أخذنا بعين الاعتبار المسائل المستجِدَّة، التي يعدُّ تعريف الطالب بها من ضرورات العصر؛ كقضايا (العولمة)، وحقوق الإنسان، وقضايا المرأة والأسرة والشباب، ومستجِدَّات المال والاستثمار، وظاهرة الغُلُوِّ والتطرُّف، وعلاقة المسلم بغير المسلم ... إلى غير ذلك من الموضوعات الكثيرة التي يَصْعُب - بل ربما يستحيل - حصرها.
فإذا انتقلنا إلى توصيف هذه المقرَّرات أمام هذا الكم الهائل من الموضوعات - أَثْقَلْنَا كاهلَها بها، حرصًا منَّا على تزويد الطالب بأكبر قدر ممكن منها، ولو من خلال العناوين أو الخطوط العريضة لها!.
إلاَّ أنا نصطدم فيما بعد بمسألة الوقت الذي يحكم المقرَّر؛ من حيث عدد ساعاته، وكذلك الوقت الذي يحكم أستاذ المقرَّر داخل قاعات التدريس، الأمر الذي يؤدِّي في كثير من الأحيان إلى بعثرة جهود الأستاذ بين ذاك الكمِّ الكبير من الموضوعات التي يحاول تغطيتها، وتشتيت أذهان الطلاب، والانشغال عن الكيفية بالكمية، ولا يخفى ما لذلك من آثار سلبيَّة.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى؛ فإنَّ بعض هذه الخِطَط الدراسية تبدو قديمة، أو أن مفرداتها لا تخلو من حشوٍ أو جمعٍ عشوائيٍّ؛ لأنها قد وضِعَت منذ دهر، أو أنها طُبِخَت على عجل؛ فأتت غير ناضجة، أو أن واضعيها لم يكونوا من المتخصِّصين في تلك الموضوعات الثقافية، ولم تكن لديهم الرؤيةُ الصحيحة والدقيقة لها، أو أنها لم تحظَ بالقدر الكافي من الجدِّية والاهتمام.
2 - الكتاب أو المرجع المقرَّر:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/409)
هذه هي العقبة الأخرى التي تواجه مقرَّرات الثقافة الإسلامية، وتحول دون تحقيقها لأهدافها كما ينبغي؛ إذ لا يكاد مَنْ يدرِّس هذه المقرَّرات يحظى بالكتاب الذي يغطِّي كامل مفردات المنهج حَسَبَ الخُطَّة الدراسية المعتمَدة، إلا أن تكون الخطَّة قد فصِّلَت بحيث تتَّفق مع موضوعات هذا الكتاب أو ذاك، وهو ما يعني غالبًا القصور في التوصيف، وتجاهل كثير من الموضوعات الحيوية التي ما كان ينبغي تجاهلها، وخصوصًا إذا كان قد مضى على تأليف الكتاب فترة زمنية طويلة نسبيًّا، أو أن الجهة التي وضعت الخطة الدراسية هي نفسها التي وضعت الكتاب، وهو نادرٌ، ولا يخلو من عيوب ومآخذ في كثير من الأحيان.
ويُمكِنُ إجمال المآخذ التي تتعلق بالكتاب المقرَّر تدريسه في الآتي [4] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftn4):
أ) قِدَم المعلومات التي يحتويها الكتاب؛ إذ قد يكون مضى على تأليفه عشرات السنين، ومن ثَمَّ فإنه لا يتناسب مع واقعنا اليوم، وما استجدَّ فيه من أمور.
فمثلا: لو نظرنا في كتاب "الاقتصاد الإسلامي" للأستاذ عيسى عبده، أو "النظام الاقتصادي في الإسلام" للأستاذ محمد المبارك - لوجدنا أنهما مراجع في هذا الباب، ولصاحبَيْهما فضل السَّبْق والتأصيل لهذا العلم، ولكنهما لا يصلحان للاعتماد عليهما بصفتهما مناهج دراسية ومقرَّرات، وليس ذلك لعيبٍ فيهما؛ بل لأنهما أُلِّفَا لزَمَنِهِمَا، ومنذ ذلك الوقت وإلى اليوم استجدَّت كثيرٌ من الموضوعات والمسائل التي لابدَّ من التطرُّق إليها في دراسة هذا المقرَّر، وهما يخلوان منها، ويقال مثل ذلك في النظام السياسي والاجتماعي، والتحديات التي تواجه الأمَّة.
ب) الإسهاب في تناول بعض الموضوعات، مع أن الطالب لا يحتاج إلى الخوْض في تلك التفاصيل، أو أن هناك من الموضوعات ما هو أكثر أهميَّة منها؛ فعلى سبيل المثال:
يتحدَّث أحد المؤلِّفين عن التكافل الاجتماعي بصفته الركن الثالث من أركان الاقتصاد الإسلامي في 16 صفحة! فيتحدَّث عن الزكاة، وعاريَّة الماعون، والمَنيحة، والقَرْض، والعُمْرَى، والرُّقْبَى، وصدقة التطوُّع، والضيافة، وصدقة الفطر، والأُضْحِيَّة، والعقيقة، والكفَّارات، والعقوبات المالية، وفي هذه الأخيرة يتحدَّث عن كفَّارة اليمين، والظِّهار، والإفطار في رمضان عمدًا، وجزاء الصيد للمُحْرِم! ..
وعندما ينتقل للحديث عن الملكيَّة نجده قد خصَّص 60 صفحة لها [5] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftn5)، مع أن كثيرًا من هذه الموضوعات ليست بذات أهمية للطالب، وهناك موضوعات أخرى أهم منها وأوْلى بالبحث، كما أن المقرَّر بساعاته المحدودة لا يتحمَّله.
وآخَر يتحدَّث عمَّا يُسَمِّيهِ بالأصول الاعتقادية للاقتصاد الإسلامي؛ فإذا به يتطرَّق لموضوع الإيمان بالله - (توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية) - واليوم الآخِر، والقضاء والقَدَر [6] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftn6)، مع أن مكانه المناسب ليس هنا؛ بل مقرَّر العقيدة.
وآخَر يُكثِر من نقل نصوص علمائنا الأقدمين في المسائل ذات الصِّلة بالاقتصاد؛ لإقناع القارئ بأنه لا يأتي بهذه الأفكار من الاقتصاد الوضعي، ويُسقطها على مؤلفات علمائنا- كما يقول - بل هي مذكورة في مؤلفاتهم [7] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftn7).
ولا شَكَّ أنَّ هذا جيّد ومفيد وفي غاية الأهمية ولكن للمتخصِّص في الاقتصاد، لا لمن نريد أن نعطيه ثقافة اقتصاديَّة إسلاميَّة عامَّة وشاملة، ومن خلال هذا المقرَّر فقط.
جـ) الاختصار الشديد في معالجة بعض الموضوعات مع شدَّة أهميتها، وتجاهل بعضٍ آخَر منها لا ينبغي تجاهلُه مُطْلقًا، وعلى سبيل المثال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/410)
نَجِدُ بعض المؤلَّفات في علم الاقتصاد الإسلامي قد تجاهلت تعريف علم الاقتصاد عامة، وتجاهلت كذلك المشكلة الاقتصادية وكيفية التعامل معها مع أن ذلك يُعَدُّ من المسائل الجوهرية في هذا الباب، وكذلك العولمة الاقتصادية، والبنوك والنقود والتأمين، وطرق استثمار المال المعاصرة من أَسْهُمٍ وسَنَدَاتٍ؛ بل إن بعضها تتجاهل التطرُّق لموضوعات رئيسة في علم الاقتصاد؛ كعناصر الإنتاج وضوابطه وعوائده، والاستهلاك والتبادُل والتوزيع، أو أنها تتطرَّق لبعضها، ولكن بصورة عابرة لا تحقِّق أيَّ فائدة [8] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftn8).
د) يُضاف إلى ذلك أمرٌ في غاية الأهمية: وهو أن هذه الكتب إن كانت من تأليف أُناس غير متخصِّصينَ في العلوم الشرعية؛ كعِلْمِ الاقتصاد أوِ الاجْتِمَاع أوِ السياسة - وجدتَها تُعاني ضَعْفًا في المعلومات الشرعية، وضعفًا في مصادرها؛ بل ربما خَلَلاً في اختيار الرأي الراجح من المسائل المختلَف فيها، وإن كانت من تأليف أفراد متخصِّصين في العلوم الشرعية - وجدتها تعاني من ضعف في المعلومات غير الشرعية؛ فعلى سبيل المثال:
لو أنَّ متخصِّصًا في الفقه صنَّف كتابًا في الاقتصاد - لوجدتَ طابع الفقه ومنهجه غالبًا عليه، ولوجدته كتابًا في فقه المعاملات، ولكن بمسمًّى جديدٍ، هو: النظام الاقتصادي في الإسلام، فإذا ذكر التعريف؛ تعرَّض للقيود والمحترَزات الواردة فيه، وإذا تناول موضوع الزكاة؛ ذكر تعريفها ومشروعيتها، والأموال التي تجب فيها الزكاة، وشروط وجوبها، والنِّصاب الشرعي لكل صِنفٍ من هذه الأموال ومصارفها، وهكذا .. وإذا بك تعيش مع فقه الزكاة تمامًا كما هو مطلوب للمتخصِّص في العلوم الشرعية، وإذا ما انتقل للبيع أو السَّلَم أو الصَّرْف أو الربا أو الشركات، أو غيرها من عقود المعاملات -: وجدتَ الأمر نفسه قد تكرَّر. وقُلْ مِثْلَ ذلك في المجالات الأخرى.
هـ) وثمَّةَ أمر آخَر؛ وهو أن كثيرًا من هذه الموضوعات تحتمل أكثر من رأي، وقد اختلف العلماء فيها قديمًا وحديثًا، أو أنَّه من المسائل المستجِدَّة التي اختلف فيها المعاصرون، وقد يخالف رأيُ المدرِّس رأيَ المؤلف، فيحتار بين أن يسكت عن ذلك ويتبنَّى رأيَ المؤلف مع قناعته بخطئه، أو أن ينبِّه الطلاب إلى مخالفة رأيه لرأي المؤلف، ولا يخفى ما في ذلك من بلبلة وتشتيت لأذهانهم.
بل قد يتجاوز الأمر مجرَّدَ المخالَفة في ترجيح رأيٍ على آخَر إلى أمر أخطر بكثير، وهو أن يعثُرَ المدرِّس في الكتاب على آراء خاطئة لا يجوز السكوت عليها؛ فعلى سبيل المثال:
جاء في كتابٍ مقرَّر في بعض جامعاتنا ما نصُّه: "وقوله تعالى: {كَيْ لا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ} [الحشر: 7]، يضع قاعدة أساسية عامة هي: أنَّ لوليِّ الأمر أن يعيد توزيع الثروة في المجتمع - عند الضرورة - إذا انتفى التوازن بين الرعيَّة" [9] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftn9).
ويقول في موضِع آخَر: "الحِمَى (التأميم): ما يعرف بالتأميم - أي: تمليك الأمَّة مرفقًا من المرافق كان يملكه فرد أو أفراد للصَّالح العام – قد عرفه الإسلام منذ عهده الأول، وأُطلِقَ عليه الحِمى" [10] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftn10).
ألا يعني هذا الكلام أن الإسلام قد سبق الاشتراكيات الحديثة في منح السلطة الحاكمة حقَّ مصادرة أموال الأغنياء لمصلحة الفقراء وتوزيعها عليهم؛ لإقامة التوازن بين أفراد المجتمع؟! وهل من مُسلمٍ يُعتدُّ بكلامه يقول بهذا أو يقبله؟! ثم أين الحِمى من التأميم؟!!
الحِمى يكون بمنع الناس من إحياء أرضٍ مَوات؛ لأنها قد حُبِّسَتْ على المصلحة العامة للمسلمين، بَيْنَمَا التأميم غَصْبٌ ومصادرةٌ لأَمْوال وممتلكات الأفراد لمصلحة الأُمَّة – كما يدَّعون - وهي فكرة شيوعية تتصادم مع النصوص الشرعية القطعيَّة في الدِّين، والتي جاءت بوجوب الحفاظ على أموال الناس وممتلكاتهم واحترامها، ومنع الاعتداء عليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/411)
وأمَّا ما أقرَّته الشريعة من جواز مصادرة أموال الناس وممتلكاتهم للمصلحة العامة عند الضرورة -: فهو استثناءٌ مقيَّدٌ بضوابطَ؛ منها: أن تتعارض المصلحتان، ولا يمكن التوفيق بينهما، وأن يتمحَّض ذلك طريقًا لتحصيل المصلحة العامَّة ودفع الحرج عن الناس؛ بحيث لا يوجد حلٌّ آخَر يكون بديلاً عن ذلك، وأن يتمَّ تعويضُ الفَرْدِ عن ماله الذي صُودِرَ لِلمَصْلحة العامَّة تعويضًا عادلاً يقرِّره أهل الخبرة والمعرفة.
وأيْنَ هذا التشريع الاستثنائيُّ الذي يُقِرُّه كلُّ عاقلٍ من التأميم الذي جاء به الشيوعيون، ورفَعُوه شِعارًا لغصب أموال الناس وممتلكاتهم؟!
ولا شكَّ أنَّ تنبيه الطلاب إلى مثل هذه الأخطاء إذا ما تكرَّر أكثرَ من مرَّة - فإنه سيؤدِّي إلى فِقدان الكتاب لقِيمته العلمية في نظرهم، وسيتساءلون عن السبب الذي دفع مدرِّسيهم إلى إقراره عليهم، وعن السبب الذي يحول دون تأليفهم لكتاب يتفادى فيه هذه الأخطاء. وهو تساؤلٌ مشروعٌ.
و) وأخيرًا: تواجهنا مشكلة عدم توافر الكتاب المقرَّر في المكتبات التجارية؛ إذ قد تكون طبعته نافِدة، أو أنَّ الأعداد المتوافرة قليلة، ولا يُعْرَفُ ذلك إلا من بعد إقراره على الطلاب وشراء بعضهم له، وعندها إن ذهب ليصوِّره لم يُسمَح له به نظامًا ولا شرعًا؛ لما فيه من اعتداء على حقِّ المؤلف. وإن جلس ينتظر توافُره؛ فقد يمتدُّ به ذلك إلى نهاية الفصل!
3 - أستاذ المقرَّر:
أما الملاحظات التي قد تَرِد على أستاذ المقرَّر؛ فيمكن إجمالها في الآتي:
أ) كونه غير متخصِّص في المجال الذي يدرِّسه، كما لو كان تخصُّصه الحديث أو التفسير ويدرِّس النظام الاقتصادي أو السياسي أو الاجتماعي، أو أن تخصُّصه الفقه ويدرِّس العقيدة والأخلاق؛ بل لو كان تخصُّصه الفقه لربَّما كان في تدريسه للاقتصاد والسياسة قصورًا إن لم يكن ممَّن أشغل نفسه بدراسة هذه الموضوعات بإسهاب وإلى درجة التخصُّص فيها. وأهمية التخصص لا تخفى في وقتنا الحاضر، إذ ليْسَتِ القضيَّة قضية قراءة في بعض المصادر ليصبح متخصِّصًا فيها؛ بل لابدَّ من القراءة والتعمُّق فيها بحيث يتمكَّن منها ويصبح عنده التصوُّر الكامل لكلِّيَّات الموضوع وجزئياته؛ بلِ المَلَكَة الفقهيَّة الخاصَّة بهذا الفن، وهو أمرٌ لا يتحقَّق بسهولة فيمَن حصل على العالِميَّة - (الدكتوراه) - فكيف بمن هو معيدٌ لمَّا يمضِ على تخرُّجِهِ سوى فترة يسيرة، ويعطى نِصابًا تدريسيًّا يفوق نِصاب أساتذته؟
وربَّما وَجَدَ القسم أو الكلية هنا نفسها أمام مشكلة أخرى، وهي: أيُّ المقرَّرات تعطَى الأولوية، التخصُّصيَّة أم الثقافية؟ بمعنى أنَّ المدرس المتمكِّن، إلى أين ينبغي أن يوجَّه؟ إلى طلاب الثقافة؛ ليغرس فيهم القِيَم، ويحسِّن تربيتهم وتوجيههم، وتتحقَّق الفائدة المرجوَّة من هذه المقرَّرات؟ أم إلى طلاب التخصُّص؛ بُغيَة إفادتهم إلى أقصى حدٍّ ممكن، لأنهم أبناء القِسْم وأوْلى بمعروفه؟
والمحصِّلة: أن بعض الجهات تنظر إلى هذه المقرَّرات على أنها ثانوية؛ فلا تكلِّف بتدريسها إلا أضعف مدرِّسيها!
ب) خلو المحاضرة من المسائل المستجِدَّة أو المثيرة، وشعور الطالب بأن ما يتعلَّمه الآن تكرارٌ لما سبق أن تعلَّمه في المراحل الدراسية السابقة.
ج) الاعتماد على الأساليب التقليدية في تدريس هذه المقرَّرات – أسلوب الإلقاء أو الإملاء – وعدم الاستفادة من الوسائل والتَّقنيات الحديثة، التي من شأنها أن تشدَّ انتباه الطالب، وتجعل مشاركته في المحاضرة أكثر، وتدفع عنه السآمة والملل.
د) القسوة والصرامة في التعامل مع الطالب، الأمر الذي يُشعِره بأنَّ هذا المقرَّر عبءٌ عليه، وعقبةٌ في طريقه، فيتلقَّاه وهو له كارهٌ؛ فأنَّى يستفيد منه؟!
4 - الطالب:
أما المآخذ التي قد تَرِد على الطَّالب؛ فيمكن إجمالها في الآتي:
أ) نظرته إلى المقرَّر على أنه خارج إطار تخصُّصِه، ومن ثمَّ فهو شيءٌ ثانويٌّ، لا ينبغي أن يأخذ منه كثيرًا من الجهد والاهتمام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/412)
ب) نظرته إلى مدرِّسي هذه المقرَّرات على أنَّهم من علماء الدين وشيوخه، وأنهم سينجحونه ببذله أقلَّ الجهد؛ لأن تديُّنهم يدفعهم للرحمة به والإشفاق عليه، ويمنعهم من معاقبته، والرسوب عقوبة في نظرهم، يُعاقِبُ به المدرِّس الطالب، وليس نتيجة لسوء تحصيله، فإذا فوجئ بالرسوب نَقَمَ على المادَّة ومدرِّسها والقسم كله!!
ج) اللامبالاة التي تبدو من بعضهم إزاء دراسته، بسبب ظروفٍ يعيشها أو مشاكل يعانيها وتؤرّقه، مثل همِّ الوظيفة، أو مشاكل الأسرة، أو مشاكله الخاصَّة ... فيبدو سلبيًّا غير متجاوب مع مدرّسيه؛ لانشغاله عنهم.
5 - أوضاع الجامعات وإمكاناتها:
وتتلخَّص المآخذ عليها في الجوانب الآتية:
أ) تسجيل العدد الكبير من الطلاب في الشُّعبة الواحدة؛ بحيث يصبح مسألة مشاركة جميع الطلاب أو أكثرهم في المحاضرة، أو فتح باب الحوار والمناقشة داخل القاعة الدراسيَّة - مَضْيَعَةً للوقت أو ضربًا من المستحيل.
ب) عدم توفير المستلزمات التي من شأنها أن تمكِّن أستاذ المقرَّر من استخدام التَّقنيات الحديثة في إلقاء محاضرته؛ كتزويد المدرِّسين بالأجهزة والوسائل الحديثة، وتزويد القاعات الدراسية بالشاشات ونحوها.
ج) عدم توافُر العدد الكافي من العنصر النسائي للقيام بتدريس الطالبات، الأمر الذي يتطلَّب تكليف الرجال، ويتمّ ذلك عن الطريق الدَّارة المغلقة، غير أن المدرِّس يصطدم بعقبات كثيرة تواجهه في تدريسه لهنَّ؛ منها: عدم تهيئة البثوث بالصورة الكافية، من حيث أجهزة الإرسال والاستقبال، الأمر الذي يتسبَّب في حرمان كثيرٍ منهنَّ من المشاركة في الحوار والمناقشة، ومنها: النَّقْصُ في عَدَدِ المُشْرِفات اللواتي يُشْرِفْنَ على الطالبات داخل القاعات الدراسية، ومنها: صعوبة متابعة وضع الطالبة، وصعوبة اتصالها بمدرِّسها ومراجعتها له فيما أشكل عليها من العبارات أو المسائل، أو فيما تودُّ الاستفسار عنه خارج قاعات التدريس؛ نظرًا لعدم تعلُّقه بموضوع الدَّرس بصورة مباشرة.
التوصيات والحلول المقترحة للحدِّ من تلك السلبيَّات:
إنَّ ما توفِّره هذه المقرَّرات من إمكانية الاتصال بالطلاب والطالبات - لَهِيَ فرصةٌ ثمينةٌ لا تقدَّر بثمن، ويجب على كلِّ واحدٍ منا أن يبذل قُصارى جهده في السعي إلى استثمارها على أفضل وجه وأكمله وأتمه، من خلال غرس عقائد الإسلام وقِيَمه في نفوسهم، وجعل ولائهم خالصًا لله ولدينه، وتحصينهم ضد الأفكار والشبهات التي يثيرها أعداؤهم، وإقناعهم بأنه لا شرع ولا قانون ولا فلسفة على وجه الأرض أفضلُ ولا أتمُّ ممَّا جاء به ديننا الحنيف؛ لأنه حكم الله الذي أرشدنا إليه ليصلح لنا أمر ديننا ودنيانا: {أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ} [المائدة: 50].
ولعلَّ في الخطوات التي أطرحها هنا ما يساعد على تحقيق هذا الهدف الذي ننشده جميعًا، وهي جميعها ممكنة – ليست متعذّرة ولا متعسّرة- إلا أنها تحتاج إلى تضافر الجهود وحسن التعاون بين الجهات المختلفة والمسؤولة، ويمكن إجمالها في الآتي:
أ) تقوم وزارة التعليم العالي بعقد ندوة تدعو إليها ذوي الخبرة والتخصُّص والكفاءة من مختلِف جامعات المملكة، ليقوموا بتوزيع الوحدات الدراسية المخصَّصة للثقافة الإسلامية على أربعة مقرَّرات، تشمل أهمَّ ما يحتاجه الطالب الجامعي من الثقافة الدينية، ويَتِمُّ تعيين أسماء هذه المقرَّرات وموضوعاتها ومستوياتها، وتوضع الخِطَط الدراسية المناسِبة لها.
وذلك لأننا نعيش عصر الاجتهاد الجماعيِّ ممثَّلاً في المجامِع الفقهية والهيئات الشرعية، والمؤتمرات والندوات، وقد تيسَّر سُبُل ذلك ولله الحمد، وهو أقرب إلى الصواب والكمال من الاجتهادات الفردية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/413)
ب) تكلِّف الوزارة مجموعات من ذوي الخبرة والاختصاص والكفاءة من المتخصصين في الفقه والثقافة والاقتصاد - مثلاً - للنظام الاقتصادي، ومن العقيدة والثقافة للعقيدة، ومن التربية والثقافة والحديث للأخلاق .. وهكذا؛ ليتولى كلُّ فريق وَضْعَ الكتاب الموكل إليهم تأليفه حَسَب الخُطَّة المعتمَدة من الوزارة، على أن يشترك جميع أولئك الأعضاء في وضع جميع مباحث الكتاب، وذلك بأن تمرَّ كلُّ فِقْرَةٍ على كلِّ واحد منهم، ويُبدي رأيه فيها، وهكذا إلى النهاية. لا أن يتولى كلُّ شخص إعداد فصل أو مبحث؛ فيأتي الكتاب أشبه ما يكون بالثوب المرقَّع، متباينًا في الأسلوب والمنهج والطَّرْح.
ج) تتولَّى الوزارة عمليَّة طبع الكتاب وتوزيعه، تمامًا كما تفعله وزارة التربية في مقرَّرات مرحلة التعليم الأساسي. ويمكن أن يتمَّ بيعه للطالب بسعر رمزي أو بسعر التكلفة كما تفعله بعض الجامعات، وبذلك ندفع عن الطالب التحكُّم الذي قد يتعرَّض له من بعض دور الطباعة والنشر.
د) يجب أن تتَّسم هذه المؤلفات بالمرونة؛ بأن تترك المجال أمام المدرِّس ليتوسَّع ويتحرَّك ويضيف ما يراه مناسبًا وعلى صلة بالموضوع، كلٌّ حَسَبَ بيئته، والشريحة التي يقوم بتدريسها، وحبذا لو وُضِعَ في نهاية كلِّ مبحث مجموعة من الأسئلة والأنشطة البحثيَّة، التي من شأنها أن تُفسح مجال المشاركة أمام الطلاب بصورة أكبر.
هـ) أن ينال تخصُّص الثقافة المزيد من الاهتمام؛ لأنه قد أصبح اليوم - فيما أرى - ضرورة ملحَّة لمخاطبة غير المتخصّصين في العلوم الشرعية بلُغَتهم؛ إذ إن سَعَةَ العلم وَحْدَهَا لا تكفي؛ بل لابد معها من حسن العرض، ولعلَّ القليل من العلم مع حسن العرض يكون أكثر جدوى بكثير من سَعَته مع عدم التمكُّن من حُسْنِ عَرْضِه.
و) أن يوكَل تدريس هذه المقرَّرات إلى المدرِّسين الأكثر كفاءة، من حيث التخصُّص العِلْمِيّ والهيئة وسَعَة الخلق والحِلْم.
ز) أن تفتح الدورات التدريبية على أجهزة الحاسب الآلي وبرامجه، ويشجَّع المدرسون على الالتحاق بها، والاستفادة منها لتطوير أساليب تدريسهم.
ح) أن تقلِّل الجامعة من أعداد الطلاب المسجَّلين في الشُّعبة الواحدة إلى حدود مقبولة، وأن تزوِّد القاعاتِ الدراسيةَ بالتَّقنيات الحديثة لاستخدامها في التدريس، وأن تضاعِف جهودها لتوفير العنصر النِّسائِيِّ لتدريس الطالبات.
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد، وآله الطاهرين، وصحابته أجمعين، ومَنْ تَبِعهم بإحسانٍ إلى يوم الدِّين.
وآخِر دعوانا أنِ الحمد لله ربِّ العالمين.
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
[1] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftnref1) باستثناء جامعة أم القرى فإنها خصصت تسع وحدات. والوحدة الدراسية تساوي ساعة واحدة.
[2] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftnref2) جاءت الخطة الدراسية لقسم الدراسات الإسلامية والعربية في هذه الجامعة على نحو مخالف لبقية الجامعات حيث قسمت مقررات الثقافة إلى مجموعتين: الأولى إجبارية وتضم: 1 - الإيمان وآثاره. 2 - علم الأخلاق في الإسلام. 3 - حقوق الإنسان في الإسلام. والثانية اختيارية يختار الطالب واحدًا منها وهي:1 - العالم الإسلامي المعاصر. 2 - السيرة النبوية. 3 - الإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
[3] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftnref3) استقيت هذه المعلومات من الخطط الدراسية لكلٍّ من جامعة أم القرى وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، وجامعة الملك سعود، وجامعة الملك عبد العزيز، وجامعة الملك فيصل، وجامعة الملك خالد، وجامعة الملك فهد للبترول والمعادن.
[4] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftnref4) يجب ملاحظة أن أكثر المؤلفات هذه لم تؤلف لتقرر على الطلاب، بل لتكون مراجع في هذا الباب، ولتطرح في السوق يأخذها كل راغب، ومن ثم فإن ما نذكره من هذه المآخذ لا ترجع إلى الكتاب أو إلى مؤلفيها، بل إلى إقرارها على الطلاب.
[5] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftnref5) الاقتصاد الإسلامي؛ حسن سري:50 - 65؛ 73 - 133.
[6] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftnref6) النظام الاقتصادي في الإسلام؛ المرزوقي وآخرون23 - 32.
[7] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftnref7) انظر: أصول الاقتصاد الإسلامي؛ رفيق المصري.
[8] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftnref8) انظر على سبيل المثال: النظام الاقتصادي في الإسلام؛ المرزوقي وآخرون.
[9] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftnref9) الاقتصاد الإسلامي؛ حسن سري: 24.
[10] ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144#_ftnref10) المصدر نفسه:86.
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=2144(91/414)
شيخ الإسلام وبدعة الاحتفال بالمولد النبوي
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[14 - 03 - 08, 01:54 ص]ـ
شيخ الإسلام وبدعة الاحتفال بالمولد النبوي
راشد بن عبدالرحمن البداح
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد:
فإننا في هذه السطور تنشرح منا الصدور، لأننا أمام إمام همام، ومجاهد ببنانه وسنانه، قد قاتل أعداء الله وجاهد في الله حق جهاده بسلاحين حملهما بيده، أحدهم: السيف والرمح، وثانيهما القرطاس القلم، فكأن أحمد بن الحسين عناه بقوله:
الخيل والليل والبيداء ii تعرفني * والسيف والرمح والقرطاس والقلم
إنه شيخ الإسلام أحمد بن عبد السلام بن تيمية الحراني.
وما يعنينا هنا هو أمر منافحته عن دين الله بقلمه ولسانه، ومناظرته ومقابلته للطوائف الضالة والمبتدعة، وقوة اطلاعه على مذاهب القوم، وقوة حجته، وتمكنه من الرد الرصين الذي يزهق معه الباطل.
ولقد قال فيه ابن الزملكاني إمام الشافعية في زمن ابن تيمية:
(كانت الفقهاء من سائر الطوائف إذا جالسوه استفادوا في مذاهبهم منه أشياء، ولا يُعرف أنه ناظر أحداً فانقطع معه، ولا تكلم في علم من العلوم سواء كان من علوم الشرع أو غيرها إلا فاق فيه أهله).
ولنأخذ نموذجاً واحداً من قوة حجته وسرعه بديهته، واستحضار جوابه، حين يكون الموقف مستدعياً لذلك: جاء إنسان إلى الشيخ يوماً بخبز يابس فقال: يا سيدي قد جِبتُ هذا من صماط الخليل على اسمك فقال له: (مالي به حاجة، أنا حاجتي إلى الدين الذي عليه الخليل، ومتابعة ملة الخليل الذي أمر الله أمه محمد بمتابعته، مالي حاجة بهذا الخبز، والخليل ما عمل هذا! ولا أمر بهذا العدس! ولا كان يطعم ويضيف غير اللحم، قال تعالى (فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين)، وأما العدس فإنه شهوة اليهود وقد سئل عبد الله بن المبارك رضي الله عنه - فقيل له: جاء في الحديث أن العدس قدَّسه سبعون نبي، فقال: (لن ولا نصف نبي) (ص 139) من الجامع لسيرة ابن تيمية
ومواضع العجب في هذا الموقف القوي الذكي ما يلي:
1 - قوله: أنا حاجتي إلى الدين الذي عليه الخليل! لقوله تعالى (ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه) (ثم أو حينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا).
2 - قوله: والخليل ما عمل هذا لقوله تعالى (إن الذين تدعون من دون الله عباد أمثالكم فادعوهم فليستجيبوا لكم إن كنتم صادقين)
3 - قوله: وأما العدس فإنه شهوة اليهود، لقوله تعالى: (فادع لنا ربك يخرج لنا مما تنبت الأرض من بقلها وقثائها وفومها وعدسه .... )
4 - قوله: ولا كان يطعم ويضيف غير اللحم، واستدلاله بقوله تعالى: (فراغ إلى أهله فجاء بعجل سمين)
5 - إيراده لقول ابن المبارك (لن، ولا نصف نبي) ليبين أن الحديث موضوع مكذوب على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.
فهذه خمس حجج قابلة للزيادة من موقف يسير عابر لابن تيمية مع هذا الرجل الجاهل، فما بالك إذا استوفز واستعد للرد فسيكون - بلا شك - أكثر تمكناً وتنفيد.
وإن من البدع التي قام شيخ الإسلام بردِّها والاعتذار عما حصل من أهله، ما يسمى ببدعة الاحتفال بليلة مولد النبي صلى الله عليه وسلم، وهي التي يعتقد الجهال أنه يشرع الاحتفال به، وأنها توافق الليلة الثانية عشرة من ربيع الأول من كل سنة.
وقد صُغْتُ مقابلةً مع شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله تعالى - فتصورت شيخ الإسلام جالساً على كرسي الإفتاء وهو بحرّان في الشام، وتحت كرسيه بعض الذين يحيون - بل يميتون - ليلة الثاني عشر من ربيع الأول، وتخيلت أنهم يسألونه أسئلة ويجيبهم عليه.
علماً أنني ذكرت كلام شيخ الإسلام بنصه وفصِّه، ولم أغير منه شيئاً إلا ما استدعى الاختصار فقط وهو يسير، وإنما أنزلت على تقريرات شيخ الإسلام أسئلةً رأيتها تطابق ما قرره - رحمه الله تعالى -.
فما أسئلة أهل المولد النبوي، وما إجابات شيخ الإسلام المسددة الموفقة؟! فإلى ذلك اللقاء الحافل أذهب بكم وأترككم هناك مع المقدم للّقاء والمنسق له.
يبتديء المقدم قائلاً: قد وردَتنا أسئلة كثيرة وشبهات من الذين يعتقدون سنية إحياء ليلة المولد النبوي، فنترككم أعزائي القراء ومع ما يطرحون من إشكالات واستفسارات.
س1: البدع التي يقع فيها الناس، ما سبب انتشارها وظهوره؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/415)
أصل الضلال في أهل الأرض؛ إنما نشأ من هذين: إما اتخاذ دين لم يشرعه الله، أو تحريم ما لم يحرمه الله ... فالأصل في العبادات: أن لا يشرع منها إلا ما شرع الله، والأصل في العادات: أن لا يحظر منها إلا ما حظره الله، وهذه المواسم المحدثة؛ إنما نهى عنها لما حدث فيها من الدين الذي يتقرب به (ص 369)
س2: كيف تمنعوننا من إحياء ليلة المولد، وقد اعتدنا عليها في بلادنا وأفتى بها كثير من علمائنا وشارك فيها معظم عبادنا، فما ردّكم؟
المخصص هو الأدلة الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع نصاً واستنباط، وأما عادة بعض البلاد أو أكثره، وقول كثير من العلماء أو العباد أو أكثرهم ونحو ذلك؛ فليس مما يصلح أن يكون معارضاً لكلام الرسول صلى الله عليه وسلم، حتى يعارض به. (ص 271)
س3: نحن نسمع من مشايخنا أن (ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن) ومادام أن ليلة المولد قد أجمع الناس عليها فهي إذاً أمر حسن، فما ردَّكم؟
ج: من اعتقد أن أكثر هذه العادات المخالفة للسنن مجمع عليه، بناء على أن الأمة أقرَّتها ولم تنكره؛ فهو مخطئ في هذا الاعتقاد؛ فإنه لم يزل ولا يزال في كل وقت من ينهى عن عامة العادات المحدثة المخالفة للسنة. ولا يجوز دعوى إجماع بلد أو بلدان من بلدان المسلمين فكيف بعمل طوائف منهم؟! ...
والإحتجاج بمثل هذه الحجج، والجواب عنها معلوم أنه ليس طريقة أهل العلم، لكن كثرة الجهالة قد يستند إلى مثلها خلق كثير من الناس. (ص 271 + 272)
س4: نعم! نحن نقرأ أن ليلة المولد بدعة لم تفعل في عهد الصحابة رضي الله عنهم، لكنها بدعة حسنة؛ وليست قبيحة، فحينئذ لا ينهى عنه؟
ج: هَبْ أن البدع تنقسم إلى حسن وقبيح! فهذا القدر لا يمنع أن يكون هذا الحديث (كل بدعة ضلالة) دالاً على قبح الجميع، لكن أكثر ما يقال: إنه أذا أثبت أن هذا حسن يكون مستثنى من العموم، وإلا فما الأصل أن كل بدعة ضلالة؟! (ص 274)
س5: هل يمكن أن تعطينا قاعدة منضبطة نقيس عليها هذه الأمر الذي تفتي بأنه بدعة وضلالة؟
جـ - كل أمر يكون المقتضي لفعله على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم موجوداً لوكان مصلحة، ولم يفعل: أنه ليس بمصلحة. (ص 279)
س6: لو سلَّمنا يا إمام أن المولد النبوي بدعة، فما الضرر الحاصل من جراء ذلك؟
جـ - الشرائع أغذية القلوب، فمتى اغتذت القلوب بالبدع لم بيق فيها فضل للسنن، فتكون بمنزلة من اغتذى بالطعام الخبيث .. وفعل هذه البدع تناقض الاعتقادات الواجبة، وتُنازع الرسلَ ما جاءوا به عن الله، وأنها تورث نفاق، ولوكان نفاقاً ضعيف .. فمن تدبر هذ: " علم يقيناً ما في حشو البدع من السموم المضعفة للإيمان. ولهذا قيل: إن البدع مشتقة من الكفر (ص 281 و 289)
س7: يا أيها الإمام: ولماذا نلام على فعلها وقد فعلها قوم كرام، وهم في الفضل والمكانة بالمقام الأرفع؟!
جـ - إذا فعلها قوم ذوو فضل؛ فقد تركها قوم في زمان هؤلاء معتقدين لكراهته، وأنكرها قوم كذلك. وهؤلاء التاركون والمنكرون إن لم يكونوا أفضل ممن فعله، فليسوا دونهم في الفضل. ولو فرضوا دونهم في الفضل، فتكون حينئذٍ قد تنازع فيها أولو الأمر؛ فترد إذاً إلى الله والرسول. وكتاب الله وسنة رسوله مع من كرهها لا مع من رخص فيه، ثم عامة المتقدمين الذين هم أفضل من المتأخرين مع هؤلاء التاركين المنكِرين. (ص 291)
س8: لكن يا أيها الشيخ المبجل الموصوف بشيخ الإسلام: ألا ترى ما في إحياء هذه الليلة من المصالح والمنافع، ومنها كثرة الصلاة والسلام على رسول الله، وكثرة الصدقات على الفقراء، واجتماع كثير من المسلمين، ولقاء بعضهم ببعض، وغيرها من المصالح والمنافع؟
جـ - أما مافيها من المنفعة: فيعارضه ما فيها من مفاسد البدعة الراجحة، منها - مع ما تقدم - من المفسدة الاعتقادية والحالية -: أن القلوب تستعذبها وتستغني بها عن كثير من السنن، حتى تجد كثيراً من العامة يحافظ عليها ما لا يحافظ على التراويح والصلوات الخمس. (ص291)
س9: إذ: هل نفهم من خلال كلامكم السابق كلِّه أن الذي يحيي هذه الليلة مأزور غير مأجور؟
جـ - تعظيم المولد واتخاذه موسم، قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم؛ لحسن قصده، وتعظيمه لرسول الله صلى الله عليه وسلم .. والله قد يثيبهم على هذه المحبة والاجتهاد لا على البدع (ص 297 و 294)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/416)
س10: إذاً لماذا تنكرون علينا هذا الإنكار، ولنا في عملنا بعض الأجر يا إمام؟
ج - أكثر هؤلاء الذين تجدونهم حرصاء على أمثال هذه البدع؛ مع مالهم فيها من حسن القصد والاجتهاد الذي يُرجى لهم به المثوبة: تجدونهم فاترين في أمر الرسول عما أُمروا بالنشاط فيه، وإنما هم بمنزلة من يُحلّي المصحف ولا يقرأ فيه، أو يقرأ فيه ولا يتبعه ...
ويَحسن من بعض الناس ما يُستقبح من المؤمن المسدَّد، ولهذا ((قيل للإمام أحمد عن بعض الأمراء: إنه أنفق على مصحف ألف دينار ونحو ذلك، فقال: دَعْهُ؛ فهذا أفضل ما أُنفق فيه الذهب)) أو كما قال، مع أن مذهبه أن زخرفة المصاحف مكروهة ... وإنما قصده أن هذا العمل فيه مصلحة، وفيه مفسدة كره لأجله، فهؤلاء إن لم يفعلوا هذا وإلا اعتاضوا هذا الفساد الذي لا صلاح فيه. (ص297و296)
س11: هل يمكن أن توضح لنا - رحمك الله - كلامك الأخير: أهو موافقة لنا أم ماذ؟
جـ - التمييز بين جنس المعروف وجنس المنكر، وجنس الدليل وغير الدليل يتيسر كثير، فأما مراتب المعروف والمنكر ومراتب الدليل؛ بحيث تقدم عن التزاحم أعرف المعروفَين فتدعو إليه، وتنكر أنكر المنكَرَين، وترجح أقوى الدليلين؛ فإنه هو خاصة العلماء بهذا الدين .... وهؤلاء خير ممن لا يعمل عملاً صالحاً مشروعاً ولا غير مشروع، أو من يكون عمله من جنس المحرم، كالكفر والكذب والخيانه والجهل.
س12: إذ: هل نحن أفضل أم الذين يعتقدون بدعية المولد النبوي؟
جـ- من تعبّد ببعض هذه العبادات المشتملة على نوع من الكراهة، كالوصال في الصيام .. أو قصد إحياء ليالٍ لا خصوص له .. ؛ قد يكون حاله خيراً من حال البطّال الذي ليس فيه حرص على عبادة الله وطاعته، بل كثير من هؤلاء الذين ينكرون هذه الأشياء، زاهدون في جنس عبادة الله .. لكن لا يمكنهم ذلك في المشروع، فيصرفون قوّتهم إلى هذه الأشياء، فهم بأحوالهم منكرون للمشروع وغير المشروع، وبأقوالهم لا يمكنهم إلا إنكار غير المشروع.
ومع هذ: فالمؤمن يعرف المعروف وينكر المنكر، ولا يمنعه من ذلك موافقة بعض المنافقين له ظاهراً في الأمر بذلك المعروف، والنهي عن ذلك المنكر، ولا مخالفة بعض علماء المؤمنين. (ص 299)
س13: لكن نرى من إخواننا الذين ينكرون علينا هذا الأمر نوعاً من الشدة والغلظة في الإنكار، فما وصيتكم لنا ولهم؟
جـ- هذا قد ابتلى به أكثر الأمة في الأزمان المتأخرة، فعليك هنا بأدبين: أحدهم: أن يكون حرصك على التمسك بالسنة باطناً وظاهراً في خاصتك وخاصة من يطيعك، واعرف المعروف وأنكر المنكر
الثاني: أن تدعو الناس إلى السنة بحسب الإمكان، فإذا رأيت من يعمل هذا ولا يتركه إلا إلى شر منه، فلا تدع إلى ترك منكر بفعل ماهو أنكر منه، أو بترك واجب أو مندوب تركه أضرّ من فعل ذلك المكروه، ولكن إذا كان في البدعة نوع من الخير؛ فعوِّض عنه من الخير المشروع بحسب الإمكان. إذ النفوس لا تترك شيئاً إلا بشيء، ولا ينبغي لأحد أن يترك خيراً إلا إلى مثله أو إلى خير منه. فإنه كما أن الفاعلين لهذه البدع معيبون قد أتوا مكروه؛ فالتاركون أيضاً للسنن مذمومون .. وكثير من المنكرين لبدع العبادات تجدهم مقصرين في فعل السنن .. ولعل حال كثير منهم يكون أسوأ من حال من يأتي بتلك العادات المشتملة على نوع من الكراهة .. فتفطن لحقيقه الدين، وانظر ما اشتملت عليه الأفعال من المصالح الشرعية والمفاسد؛ بحيث تعرف ما ينبغي من مراتب المعروف ومراتب المنكر، حتى تقدم أهمها عند المزاحمة؛ فإن هذا حقيقة العمل بما جاءت به الرسل (ص 296 - 298).
س14: هل معنى ما تقدم من تحذيركم من المولد، ألا نمدح الرسول صلى الله عليه وسلم ولا نتذكر سيرته، ولا نجتمع على ذلك في أي ليلة من ليالي السنة؟
جـ- الاجتماع لصلاة تطوع، أو استماع قرآن، أو ذكر الله ونحو ذلك: إذا كان يُفعل ذلك أحياناً فهذا أحسن ... فأما اتخاذ اجتماع راتب يتكرر بتكرر الأسابيع والشهور والأعوام، غير الاجتماعات المشروعة؛ فإن ذلك يضاهي الاجتماعات للصلوات الخمس وللجمعة والعيدين والحج، وذلك هو المبتدع المحدث. ففرق بين ما يتخذ سنة وعادة؛ فإن ذلك يضاهي المشروع ..
عن الكوسج أنه قال لأبي عبد الله [الإمام أحمد]: يكره أن يجتمع القوم يدعون الله، ويرفعون أيديهم؟ قال: ما أكره للإخوان إذا لم يجتمعوا على عمد، إلا أن يكثروا)) وإنما معنى أن لا يكثرو: أن لا يتخذوها عادة حتى يكثرو .. فقيَّد أحمد الاجتماع على الدعاء بما إذا لم يُتخذ عادة ..
فإذا أحدث اجتماع زائد على هذه الاجتماعات معتاد: كان ذلك مضاهاة لما شرعه الله وسنّه .. وقد ذكرتُ فيما تقدم-: أنه يكره اعتياد عبادة في وقت إذا لم تجىء بها السنة، فكيف اعتياد مكان معين في وقت معين؟! (ص 303و 304و 306 و 377).
مقدم ومنسق اللقاء:
نشكر للإمام شيخ الإسلام ابن تيمية تفضله بهذ التبيين والتقعيد لهذه المسألة، والتي لم يدع بعدها شكاً لمرتاب يدّعي سُنِّيَّته، وإنما يخرج القارىء-بإذن الله-بأن إحياء ليلة المولد النبوي بدعة في الدين وضلالة يجب تركها وإنكارها والإنكار على من فعله.
فجزى الله شيخ الإسلام عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء، ورفع الله منزلته في عليين، وحشرنا في زمرته غير مغيرين ولا مبدلين ولا مبتدعين في الدين؛ بل متبعين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين، وحسن أولئك رفيقا.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد
* ملحوظة مهمة: جميع ما نقلته عن شيخ الإسلام إنما هو موجود بنصه في كتاب الحافل العظيم: ((اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم)) ط: الكتب العلمية ووضعت بعد كل نقل رقم الصفحة.(91/417)
"حَظُّهَا مِن مَالِهَا الْكَفَنُ "
ـ[توبة]ــــــــ[14 - 03 - 08, 02:29 ص]ـ
السلام عليكم
يقول الفقهاء،استدلالا بحديث ليلى بنت قانف الثقفية رضي الله عنها قالت: كنت فيمن غسل أم كلثوم بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند وفاتها، فكان أول ما أعطانا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الحقاء، ثم الدرع، ثم الخمار، ثم الملحفة، ثم أدرجت بعدُ في الثوب الآخر، قالت: ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جالس عند الباب معه كفنها يناولناها ثوباً ثوباً)] رواه أبوداود، ضعيف
أن المرأة تكفن في خمس قطع: إزار وقميص وخمار ولفافتين
-ما الفرق بين الإزار و اللفافة و ما المقصود بالقميص؟
-و هل هناك غير المالكية و الامام ابن حزم من قال بأن كفن المرأة يكون من حر مالها إذا وجد و أن ذلك ليس واجبا على زوجها؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[14 - 03 - 08, 12:41 م]ـ
الأصل في تكفين الميت أن المرأة - كما حقق العلامة الألباني - كالرجل، إذ لادليل على التفريق،
قال- رحمه الله-: وأما حديث ليلى بنت قائف الثقفية في تكفين ابنته- صلى الله عليه وسلم- في خمسة أثواب، فلا يصح إسناده، لأن فيه نوح بن الحكم الثقفي وهو مجهول كما قال الحافظ ابن حجر وغيره، وفيه علة أخرى بينها الزيلعي في "نصب الراية:2/ 258، اه
قلت: ولكن جاء من طريق أخرى عند الجوزقي من طريق إبراهيم بن حبيب بن الشهيد عن هشام عن حفصة عن أم عطية قالت: فكفناها في خمسة أثواب وخمرناها كما يخمر الحي.، قال الحافظ: وهذه زيادة صحيحة الإسناد- الفتح:3/ 474
إذن: السنة أن تكفن المرأة في خمسة أثواب، ونص الخبر على أن المرأة تخمر، ولكن: هل يكون الخمسة باعتبار الخمار أم هي خمسة ماعدى الخمار، المسألة فيها نظر ...
أما جعل هذه الخمسة على هذا التفصيل: إزار وقميص وخمار ولفافتين، فلم أره في أثر صحيح، بل الآثارفي ذلك بين موضوع وضعيف ومنكر، _- ولكن نص عليه كثير من الفقهاء ودليلهم ما جاء في هذه الآثار.
أما سؤالك عن معنى الإزار و اللفافة و ما المقصود بالقميص:
فالإزار يكون لأسفل البدن، والقميص لأعلى البدن، واللفافة هي الثياب الخارجية التي يدرج فيها الميت.
اما عن مسألة كفن المرأة هل يخرج من مال المرأة أم هو على الزوج؟ فيه خلاف بين الفقهاء، والراجح أنه من مالها، جاء في شرح زاد المستقنع - باب الغسل والتكفين، للشيخ: (محمد مختار الشنقيطي):
واختلف في الزوجة، فقال بعضهم: الموت يقطع حق النفقة على الزوج، فلا يجب على زوجها أن يشتري الكفن لها إذا توفيت، ومنهم من قال: إن الموت لا يقطع حق النفقة، وتسامح بعض العلماء وقال: إن العشرة بالمعروف تقتضيه، ولكن إذا نُظِر إلى الأصل، فالأصل يقتضي أن النفقة قائمة مقام الاستمتاع، لقوله سبحانه وتعالى: فَمَا اسْتَمْتَعْتُمْ بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ [النساء:24] فهذا هو الأصل، وبناءً على ذلك يقولون: بالموت ينقطع الحق بالموت كما لو نشزت فإنها لا تستحق النفقة، وهذا يؤكد أن النفقة مرتبة على الاستمتاع كما سيأتينا إن شاء الله في باب الحقوق الزوجية، وحينئذٍ إذا قلنا: إن الزوجية تنفصل؛ فإنه ينتقل إلى بيت مال المسلمين، وإذا قلنا: إنها لا تنفصل؛ فينتقل إلى الزوج. فقوله: (إلا الزوج): استثناه لأن الذين تجب عليهم النفقة، منهم من تجب نفقته من باب القرابة: كالأب مع ابنه، والابن مع أبيه، والأخ مع أخيه، ومنهم من تجب نفقته لسبب كالزوجية؛ فإن الزوج يجب عليه أن ينفق على زوجته لمكان الزوجية، والدليل ما ذكرناه من الكتاب، وكذلك من السنة في أمره عليه الصلاة والسلام بإطعامها إذا طعمت، وكسوتها إذا اكتسيت، كما في الحديث الصحيح عنه عليه الصلاة والسلام. إذا ثبت هذا -وهو أن الزوج يجب عليه أن ينفق على زوجته- فحينئذٍ إن قلنا: إن الموت يقطع الزوجية فلا تجب عليه النفقة، وإن قلنا: إن الموت لا يقطع حق النفقة بالزوجية فيجب عليه أن يكفنها، واختار المصنف سقوط النفقة عنه، فقال: (إلا الزوج)؛ لأنه عندما قال: (فعلى من تلزمه نفقته) أدخل الزوج بهذه العبارة؛ لأن الزوج يجب عليه أن ينفق على زوجته، فلما أدخل الزوج احتاج أن يخرجه بالاستثناء بقوله: (إلا الزوج)، أي: فلا يجب عليه أن ينفق على زوجته إذا ماتت بتكفينها. وهذا هو الأقوى بظاهر النص، ولكن العشرة بالمعروف -كما ذكرنا- وعوائد النفس المحمودة تستبشع وتستبعد ألا يقوم الزوج بحق زوجته في تكفينها، إلا إذا كان عليه ضرر وكلفة، فلا يكلف الله نفساً إلا وسعها. ......
ـ[توبة]ــــــــ[17 - 03 - 08, 01:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع بما كتبتم.
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[17 - 03 - 08, 03:09 ص]ـ
أذكر أني قرأت أثرا صححه العلامة الألباني لعله في مختصر أحكام الجنائز
من أن أحد الصحابة لما كفن زوجته اللتي ماتت هو الذي نزل ودلاها في القبر
فدل هذا أن الزوجية لا تنقطع ولو بعد الموت وأنه له الحق في غسلها, فيكون الكفن من ماله.
والمسألة بعيدة الامد معي فلعل أحد الاخوة يذكرنا.
ومما يستأنس به في الباب و أن الزوجية لا تنقطع قوله تعالى: (والذين آمنوا واتبعتهم ذرياتهم بإيمان ألحقنا بهم ذرياتهم .. ) الآية وصح عن أحد الصحابة أنه قال لزوجته (إذا أردت أن تكوني زوجتي في الجنة فلا تتزوجي بعدي فإني سمعت لرسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أن المرأة تكون في الجنة لآخر الأزواج) فدل هذا أنه إذا لم تتزوج فعقد الزواج باق الى يوم القيامة.
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/418)
ـ[أبو السها]ــــــــ[17 - 03 - 08, 05:55 م]ـ
أخي الفاضل- ابن عبد السلام-
أما قولك " إن أحد الصحابة لما كفن زوجته التي ماتت هو الذي نزل ودلاها في القبر" فإن هذا لم يذكره الشيخ اللألباني في " الجنائز " و يصعب أن يثبت هذا الخبر -والله أعلم-، ولعل اختلط عليك هذا بحديث أنس الذي فيه ... ثم قال: هل منكم من رجل لم يقارف الليلة أهله؟ فقال أبو طلحة: أنا يا رسول الله، قال: فانزل، قال: فتزل في قبرها فقبرها. (البخاري)
أما قولك:فدل هذا أن الزوجية لا تنقطع ولو بعد الموت وأنه له الحق في غسلها, فيكون الكفن من ماله، فهذا قياس مع وجود الفارق-بارك الله فيك- لأن نفقة الزوج على الزوجة من أجل الاستمتاع، أريت أن الناشز تسقط النفقة عنها - وإن كانت لا نزال زوجة، ولا أستمتاع بغد الموت، كما أنه يمكن القول أن للموت أحكاما خاصة، أرأيت أنه يمكن للرجل أن يتزوج بعد موت زوجته الرابعة مباشرة ولا ينتظر عدة
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[18 - 03 - 08, 12:04 ص]ـ
الأخ أبو السها: حياك الله
*لم يغب علي حديث (هل منكم من رجل لم يقارف أهله ... ) فإنه من السنن اللتي أحياها الشيخ الألباني بذكره له في أحكام جنائزه وقد حدث معنا كثيرا من نكير بعض الأئمة وجهلهم به عند عملنا به وقت دفننا لبعض إخواننا (والله المستعان).
ولكن معك حق فقد دكرتني, والآن أذكر أن الأمر ليس حديث لبعض السلف
وإنما هي قصة وقعت للشيخ الألباني لما غسل أحد زوجاته رحمها الله فأنكر عليه بعض العلماء وذكر ذلك الشيخ في بعض كتبه ورد عليه بأن إنكاره قائم على أساس انتهاء عقد الزوجية عند موت الزوجة وأن هذا لا أصل له.
*ثم قولكم أخي أن أن النفقة هي في مقابل الاستمتاع هذا لا يسلم لكم
فإن نفقة الزوج على زوجته واجبة لحق قوامته عليها ,والاستمتاع الذي هو حقه الشرعي قد ثبث له بعقد الزواج وبكلمة الله ففي الصحيح, في خطبة حجة الوداع (اتقوا الله في النساء فإنهن عندكم عوان (أي خدم لكم) .. واستحللتم
فروجهن بكلمة الله)
* فالنفقة واجبة للمرأة لأنها حبست نفسها لخدمة زوجها وطاعته في كل ما هنالك, وليس لها من سبيل آخر تتكسب به, وهي فوق هذا تقوم على تربية أولاده
وفعل كل ما يلزمهم من تنظيف ,وأطعام ,وتعليم ,وغيرها أفيقال بعد هذا كله:أنا إنما أنفق عليك لأجل إباحة نفسك لك؟
* ثم عقد الزواج وإن أدرجه المالكية مع عقود البيوع وذلك لما فيه من شائبة
عقود المنافع كالإجارة ونحوها, ولما يلزم فيه من تحقق الشهود, وأداء للصيغة
إلا أنه ليس عقدا محضا ففيه من التعبد ما لا يخفى كيف وقد قال الله فيه
(وأخذنا منكم ميثاقا غليظا) ولم ترد عبارة من الشارع في عقد من عقود البيوع
كهذه, وقوله (وجعل بينكم مودة ورحمة) و في قوله صلى الله عليه وسلم (وفي بضع أحدكم صدقة) شاهد لهذا.
*ثم مذهب مالك أن الزوج يغسل زوجته ما دام أنها ماتت وهي على ذمته فإن كان طلقها طلاقا بائنا لم يكن له ذلك ,وفي طلاق الرجعة قولان والأحب عنده أن لا يغسلها
* قال ابن عبد البر في الكافي:"وتغسل المرأة زوجها ويغسلها ,غسلت أسماء بنت
عميس (زوجة أبي بكر) أبا بكر, وغسل علي فاطمة, فإن طلقها طلاقا باتا لم تغسله
ولم يغسلها.
*فلماذا أجاز مالك للزوج التغسيل؟
*ولماذا منعه عن المطلق؟ فلو كان رحمه الله يرى أن العقد انتهى لانتهاء منفعة الاستمتاع, لجعله كالمطلق ولما أباح له تغسيل زوجته, لأن المطلق انتهى عقده وانتهت منفعة استمتاعه.
وفقنا الله وإياكم للخير.(91/419)
الإيضاح والشروق وإظهار بعض الفروق ..
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[14 - 03 - 08, 03:06 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وبه نستعين
والصلاة والسلام على الحبيب محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
وبعد,
من مشاكل الفهم التي قد يقع البعض بسببها في الخطأ أحيانا
وفي الجور أحيانا أخرى ..
عدم التفريق بين بعض الأمور والمسائل التى يُتوهم تشابهها
فيحدث اللبس والخلط حينها في الفهم
بل وفي السلوك والعمل أيضا
وقد عقد ابن القيم رحمه فصولاً في الفروق بين بعض المتشابهات
في آخر كتاب الروح وهي وإن كانت في أمور إيمانية إلاأن الفائدة من ذكرها يمكن تعميمها كثيرمن النواحي ليكون منهج تفكير وأسلوب نظر00
وسأذكر طرفا منها هنا لفائدته المستقلة
ولعلها تكون أيضا خطوة نحو تصحيح أسلوبنا في التفكير والحكم على الأمور
فنعرف من خلال هذا المقارنات
أنه ليس كل من يظهر في بعض أفعاله مشتركا
مع أفعال غيره يكون بالضرورة في نفس خندقه
فلعله مضطرا يفعل أقل الضررين أو أعلى المصلحتين
أو لعله يكون متأولا مجتهدا أصاب أم اخطأ ولعله ولعله ..
مما يوجب البحث والتحقق مع حسن الظن بالمسلمين لاسيما أصحاب السابقة
حتى لا نضع الغث مع السمين
والآان أترككم مع مقتطفات (مختصرة) من كلام ابن القيم رحمه الله تعالى:
[ CENTER] فصل والفرق بين خشوع الإيمان وخشوع النفاق
أن خشوع الإيمان هو خشوع
القلب لله بالتعظيم والإجلال والوقار والمهابة والحياء فينكسر القلب لله كسرة ملتئمة من الوجل والخجل والحب والحياء وشهود نعم الله وجناياته هو فيخشع القلب لا محالة فيتبعه خشوع الجوارح وأما خشوع النفاق فيبدو على الجوارح تصنعا وتكلفا والقلب غير خاشع وكان بعض الصحابة يقول أعوذ بالله من خشوع النفاق قيل له وما خشوع النفاق قال أن يرى الجسد خاشعا والقلب غير خاشع
والفرق بين التواضع والمهانة
أن التواضع يتولد من بين العلم بالله
سبحانه ومعرفة أسمائه وصفاته ونعوت جلاله وتعظيمه ومحبته وإجلاله ومن معرفته بنفسه وتفاصيلها وعيوب عملها وآفاتها فيتولد من بين ذلك كله خلق هو التواضع وهو انكسار القلب لله وخفض جناح الذل والرحمة بعباده فلا يرى له على أحد فضلا ولا يرى له عند أحد حقا بل يرى الفضل للناس عليه والحقوق لهم قبله وهذا خلق إنما يعطيه الله عز و جل من يحبه ويكرمه ويقربه
وأما المهانة فهي الدناءة والخسة وبذل النفس وابتذالها في نيل حظوظها وشهواتها كتواضع السفل في نيل شهواتهم وتواضع المفعول به للفاعل وتواضع طالب كل حظ لمن يرجو نيل حظه منه فهذا كله ضعة لا تواضع
الفرق بين الجود والسرف
أن الجواد حكيم يضع العطاء مواضعه
والمسرف مبذر وقد يصادف عطاؤه موضعه وكثيرا لا يصادفه وإيضاح ذلك أن الله سبحانه بحكمته جعل في المال حقوقا وهي نوعان حقوق موظفة وحقوق ثانية فالحقوق الموظفة كالزكاة والنفقات الواجبة على من تلزمه نفقته
والثانية كحق الضيف ومكافأة المهدى وما وقى به عرضه ونحو ذلك فالجواد يتوخى بماله أداء هذه الحقوق على وجه الكمال طيبة بذلك نفسه راضية مؤملة للخلف في الدنيا والثواب في العقبى فهو يخرج ذلك بسماحة قلب وسخاوة نفس وانشراح صدر بخلاف المبذر فإنه يبسط يده في ماله بحكم هواه وشهوته جزافا لا على تقدير ولا مراعاة مصلحة وإن اتفقت له فالأول بمنزلة من بذر حبة في الأرض تنبت وتوخى ببذره مواضع المغل والإنبات فهذا لا يعد مبذرا ولا سفيها والثاني بمنزلة من بذر حبة في سباخ وعزاز من الأرض وإن اتفق بذره في محل النبات بذر بذرا متراكما بعضه على بعض فلذلك المكان البذر فيه ضائع معطل وهذا المكان بذر بذرا متراكما بعضه على بعض فلذلك يحتاج أن يقلع بعض زرعه ليصلح الباقي ولئلا تضعف الأرض عن تربيته
والفرق بين المهابة والكبر
أن المهابة أثر من آثار امتلاء القلب
يعظمه الله ومحبته وإجلاله فإذا امتلأ القلب بذلك حل فيه النور ونزلت عليه السكينة وألبس رداء الهيبة فأكتسى وجهه الحلاوة والمهابة فأخذ بمجامع القلوب محبة ومهابة فحنت إليه الأفئدة وقرت به العيون وأنست به القلوب فكلامه نور ومدخله نور ومخرجه نور وعمله نور وإن سكت علاه الوقار وإن تكلم أخذ بالقلوب والأسماع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/420)
وأما الكبر فأثر من آثار العجب والبغي من قلب قد امتلأ بالجهل والظلم ترحلت منه العبودية ونزل عليه المقت فنظره إلى الناس شزر ومشيه بينهم تبختر ومعاملته لهم معاملة الاستئثار لا الإيثار ولا الإنصاف ذاهب بنفسه تيها لا يبدأ من لقيه بالسلام وإن رد عليه
رأى أنه قد بالغ في الإنعام عليه لا ينطلق لهم وجهه ولا يسعهم خلقه ولا يرى لأحد عليه حقا ويرى حقوقه على الناس ولا يرى فضلهم عليه ويرى فضله لا يزداد من الله إلا بعدا ومن الناس إلا صغارا أو بغضا
والفرق بين الصيانة والتكبر
أن الصائن لنفسه بمنزلة رجل قد لبس
ثوبا جديدا نقى البياض ذا ثمن فهو يدخل به على الملوك فمن دونهم فهو يصونه عن الوسخ والغبار والطبوع وأنواع الآثار إبقاء على بياضه ونقائه فتراه صاحب تعزز وهروب من المواضع التي يخشى منها عليه التلوث فلا يسمح بأثر ولا طبع ولا لوث يعلو ثوبه وإن أصابه شيء من ذلك على غرة بادر إلى قلعة وإزالته ومحو أثره وهكذا الصائن لقلبه ودينه تراه يجتنب طبوع الذنوب وآثارها فإن لها في القلب طبوعا وآثارا أعظم من الطبوع الفاحشة في الثوب النقي للبياض ولكن على العيون غشاوة أن تدرك تلك الطبوع فتراه يهرب من مظان التلوث ويحترس من الخلق ويتباعد من تخالطهم مخافة أن يحصل لقلبه ما يحصل للثوب الذي يخالط الدباغين والذباحين والطباخين ونحوهم
يخلاف صاحب العلو فإنه وإن شابه هذا في تحرزه وتجنبه فهو يقصد أني علو رقابهم ويجعلهم تحت قدمه فهذا لون وذاك لون
والفرق بين الشجاعة والجرأة
أن الشجاعة من القلب وهي ثباته
واستقراره عند المخاوف وهو خلق يتولد من الصبر وحسن الظن فإنه متى ظن الظفر وساعده الصبر ثبت كما أن الجبن يتولد من سوء الظن وعدم الصبر فلا يظن الظفر ولا يساعده الصبر وأصل الجبن من سوء الظن ووسوسة النفس بالسوء وهو ينشأ من الرئة فإذا ساء الظن ووسوست النفس بالسوء انتفخت الرئة فزاحمت القلب في مكانه وضيقت عليه حتى أزعجته عن مستقره فأصابه الزلازل والاضطراب لإزعاج الرئة له وتضييقها عليه ولهذا جاء في حديث عمرو بن العاص الذي رواه أحمد وغيره عن النبي شر ما في المرء جبن خالع وشح هالع فسمى الجبن خالعا لأنه يخلع القلب عن مكانه لانتفاخ السحر وهو الرئة كما قال أبو جهل لعتبة بن ربيعة يوم بدر انتفخ سحرك فإذا زال القلب عن مكانه ضاع تدبير العقل فظهر الفساد على الجوارح فوضعت الأمور على غير مواضعها فالشجاعة حرارة القلب وغضبه وقيامه وانتصابه وثباته فإذا رأته الأعضاء كذلك أعانته فإنها خدم له وجنود كما أنه إذا ولى ولت سائر جنوده
وأما الجرأة فهي إقدام سببه قلة المبالاة وعدم النظر في العاقبة بل تقدم النفس في غير موضع الإقدام معرضة عن ملاحظة العارض فإما عليها وإما لها
الفرق بين الحزم والجبن
فالحازم هو الذي قد جمع عليه همه
وإرادته وعقله ووزن الأمور بعضها ببعض فأعد لكل منها قرنة ولفظة الحزم تدل على القوة والإجماع ومنه حزمة الحطب فحازم الرأي هو الذي اجتمعت له شئون رأيه وعرف منها خير الخيرين وشر الشرين فأحجم في موضع الإحجام رأيا وعقلا لا جبنا ولا ضعفا
العاجز الرأي مضياع لفرصته ... حتى إذا فات أمر عاتب القدرا
الفرق بين الاقتصاد والشح
أن الاقتصاد خلق محمود يتولد من
خلقين عدل وحكمة فبالعدل يعتدل في المنع والبذل وبالحكمة يضع كل واحد منهما موضعه الذي يليق به فيتولد من بينهما الاقتصاد وهو وسط بين طرفين مذمومين كما قال تعالى ولا تجعل يدك مغلولة إلى عنقك ولا تبسطها كل البسط فتقعد ملوما محسورا وقال تعالى والذين إذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يقتروا وكان بين ذلك قواما وقال تعالى كلوا واشربوا ولا تسرفوا
وأما الشح فهو خلق ذميم يتولد من سوء الظن وضعف النفس ويمده وعد الشيطان حتى يصير هلعا والهلع شدة الحرص على الشيء والشره به فتولد عنه المنع لبذله والجزع لفقده كما قال تعالى إن الإنسان خلق هلوعا إذا مسه الشر جزوعا وإذا مسه الخير منوعا
والفرق بين الاحتراز وسوء الظن
أن المحترز بمنزلة رجل قد خرج
بماله ومركوبه مسافرا فهو يحترز بجهده من كل قاطع للطريق وكل مكان يتوقع منه الشر وكذلك يكون مع التأهب والاستعداد وأخذ الأسباب التي بها ينجو من المكروه فالمحترز كالمتسلح المتطوع الذي قد تأهب للقاء عدوه وأعد له عدته فهمه في تهيئة أسباب النجاة ومحاربة عدوه قد أشغلته عن سوء الظن به وكلما ساء به الظن أخذ في أنواع العدة والتأهب وأما سوء الظن فهو امتلاء قلبه بالظنون السيئة بالناس حتى يطفح على لسانه وجوارحه فهم معه أبدا في الهمز واللمز والطعن والعيب والبغض ببغضهم ويبغضونه ويلعنهم ويلعنونه ويحذرهم ويحذرون منه فالأول يخالطهم ويحترز منهم والثاني يتجنبهم ويلحقه أذاهم الأول داخل فيهم بالنصيحة والإحسان مع الاحتراز والثاني خارج منهم مع الغش والدغل والبغض
يتبع إن شاء الله تعالى
[/ CENTER
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/421)
ـ[منير الجزائري]ــــــــ[19 - 03 - 08, 03:07 ص]ـ
بارك الله فيك على هذا الموضوع الطيب
ننتظر البقية، إن شاء الله تعالى
جزاك الله خيرا.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[20 - 03 - 08, 02:43 م]ـ
جزاك الله خيرا أخى أبا محمد.
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[23 - 03 - 08, 04:15 ص]ـ
الأخ الفاضل منير الجزائري جزاك الله خيرا وأسعدني مرورك
ـ[الديولي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 02:09 م]ـ
وقد عقد ابن القيم رحمه فصولاً في الفروق بين بعض المتشابهات
في آخر كتاب الروح وهي وإن كانت في أمور إيمانية إلاأن الفائدة من ذكرها يمكن تعميمها كثيرمن النواحي ليكون منهج تفكير وأسلوب نظر00
وسأذكر طرفا منها هنا لفائدته المستقلة
السلام عليكم،
بارك الله فيك يا اخي
فقد جمع الفروق عند إبن القيم في كتاب مستقل بعنوان (الفروق لإبن القيم) جمع وترتيب يوسف الصالح
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[25 - 03 - 08, 04:27 ص]ـ
الأخ الفاضل خطاب القاهري جزاك الله خيرا وأسعدني مرور
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[25 - 03 - 08, 04:29 ص]ـ
الأخ الفاضل الديولي جزاك الله خير على الإضافة والإعلام وإن كان للكتاب رابط فضعه مشكورا(91/422)
الرّدة الأسباب والعقوبات وتهافت الشبهات
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[14 - 03 - 08, 03:44 م]ـ
الرّدة الأسباب والعقوبات وتهافت الشبهات
هاني بن عبد الله الجبير
إن الله - تعالى - أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليدل الناس على الإسلام الذي هو أكمل الشرائع، وأمره (أن يقاتل الناس حتى يدخلوا في الإسلام ويلتزموا طاعة الله ورسوله.
ولم يؤمر أن ينقب عن قلوبهم ولا أن يشق عن بطونهم، بل تُجرى عليهم أحكام الله في الدنيا إذا دخلوا في دينه، وتجرى أحكامه في الآخرة على قلوبهم ونياتهم، فأحكام الدنيا على الإسلام، وأحكام الآخرة على الإيمان.
ولهذا قَبِلَ إسلام الأعراب، ونفى عنهم أن يكونوا مؤمنين، وقَبِلَ إسلام المنافقين ظاهراً، وأخبر أنّه لا ينفعهم يوم القيامة شيئاً، وأنّهم في الدرك الأسفل من النار.
فأحكام الله - تعالى - جارية على ما يظهر للعباد ما لم يقم دليل على أن ما أظهروه خلاف ما أبطنوه) [1].
فانقسم الناس تجاه دعوته إلى: المؤمنين الصادقين، والكفار الظاهرين، والمنافقين المستترين.
فعامل كلاً بما أظهر.
ثم إن أهل الإيمان انقسموا بحسب تفاوت درجاتهم في الإيمان والعمل الصالح إلى درجات كما قال - تعالى -: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الفَضْلُ الكَبِيرُ} [فاطر: 32].
* حكم من كفر بعد الإيمان: وحكم على من أظهر كفره من المنافقين، أو كفر من المسلمين بالقتل كفّاً لشرهم وردعاً لغيرهم؛ فإنّ محاربتهم للإسلام بألسنتهم أعظم من محاربة قاطع الطريق بيده وسنانه؛ فإن فتنة هذا في الأموال والأبدان، وفتنة هذا في القلوب والإيمان، وهذا بخلاف الكافر الأصلي؛ فإن أمره كان معلوماً، وكان مظهراً لكفره غير كاتم له، والمسلمون قد أخذوا حذرهم منه، وجاهروه بالعداوة والمحاربة، ولو تُرك ذلك الزنديق لكان تسليطاً له على المجاهرة بالزندقة والطعن في الدين ومسبّة الله ورسوله.
وأيضاً فإن من سب الله ورسوله، وكفر بهما فقد حارب الله ورسوله وسعى في الأرض فساداً؛ فجزاؤه القتل حَدّاً.
ولا ريب أن محاربة الزنديق لله ورسوله وإفساده في الأرض أعظم محاربة وإفساداً؛ فكيف تأتي الشريعة بقتل من صال على عشرة دراهم ولا تأتي بقتل من صال على كتاب الله وسنة نبيّه بين أظهر المسلمين وهي من أعظم المفاسد؟ [2].
وبين يديك أخي القارئ الكريم ورقات قليلة في جريمة الردّة تعرض جانباً من نظرة الإسلام إليها وإلى عقوبتها سائلاً الله - تعالى - أن ينفع بها.
* تعريف الردّة: الردّة في اللغة: الرجوع عن الشيء والتحول عنه، سواء تحوّل عنه إلى ما كان عليه قَبْلُ، أو لأمرٍ جديد.
ويقال: ارتدّ عنه ارتداداً، أي: تحوّل.
ويقال: ارتد فلانٌ عن دينه إذا كفر بعد إسلامه [3].
وتدل في الاصطلاح الشرعي: على كفر المسلم بقول أو فعل أو اعتقاد [4].
* وقوع الردَّة وحصولها: الردّة عن الإسلام والتحوّل عنه - أعاذنا الله منها وثبتنا على دينه - أمر ممكن الحصول؛ فقد ذكرها الله - تعالى - في كتابه محذراً منها، ومبيناً عاقبتها.
قال - تعالى -: {وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} (البقرة: 217).
وقال - تعالى -: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ} (المائدة: 54).
وقال - تعالى -: {مَن كَفَرَ بِاللَّهِ مِنْ بَعْدِ إِيمَانِهِ إِلاَّ مَنْ أُكْرِهَ وَقَلْبُهُ مُطْمَئِنٌّ بِالإِيمَانِ وَلَكِن مَّن شَرَحَ بِالْكُفْرِ صَدْراً فَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ مِّنَ اللَّهِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ} (النحل: 106).
إضافة إلى آيات كثيرة تبين هذا المعنى.
كما أخبر - تعالى - عن وقوع الكفر من طائفة من الناس بعد إيمانهم.
قال - تعالى -: {إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ} (محمد: 25).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/423)
وقال: {وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ لَيَقُولُنَّ إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ * لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (التوبة: 65 - 66).
وقال: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ} (التوبة: 74).
وقال: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا ثُمَّ ازْدَادُوا كُفْراً لَّمْ يَكُنِ اللَّهُ لِيَغْفِرَ لَهُمْ وَلاَ لِيَهْدِيَهُمْ سَبِيلاً} (النساء: 137).
كما وقعت الردة في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - في مواقف نذكر منها: قصّة عبيد الله بن جحش؛ فإنّه كان قد أسلم وهاجر مع زوجته أم حبيبة بنت أبي سفيان إلى الحبشة فراراً بدينه.
قالت أم حبيبة: رأيت في النوم عبيد الله زوجي بأسوأ صورةٍ وأشوهها، ففزعت وقلت: تغيّرت والله حالُهُ! فإذا هو يقول حين أصبح: إنّي نظرت في الدين، فلم أرَ ديناً خيراً من النصرانية، وكُنت قد دنت بها، ثم دخلت في دين محمد، وقد رجعتُ، فأخبرتُهُ بالرؤيا، فلم يحفِل بها، وأكبَّ على الخمر .. حتى مات [5].
ومنها ما حصل عند تحويل القبلة من بيت المقدس إلى الكعبة.
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة: «مما استفاض به النقل عند أهل العلم بالحديث والتفسير والسِّيَر أنّه كان رجال قد آمنوا ثم نافقوا، وكان يجري ذلك لأسباب: منها أمر القبلة لما حُوّلت ارتدّ عن الإيمان لأجل ذلك طائفة، وكانت محنة امتحن الله بها الناس.
قال - تعالى -: {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً وَمَا جَعَلْنَا القِبْلَةَ الَتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ} (البقرة: 143) [6].
ومنها ما حصل في غزوة تبوك إذ قال رجل في هذه الغزوة: ما أرى قراءنا هؤلاء إلا أرغبنا بطوناً، وأكذبنا ألسنةً وأجبننا عند اللقاء، فرُفع ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، فجاء الرجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وقد ارتحل وركب ناقته، فقال: يا رسول الله! إنما كنا نخوض ونلعب.
فقرأ عليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قوله - تعالى -: {أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِءُونَ * لاَ تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} (التوبة: 65 - 66) وما يلتفت إليه رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[7].
وقريب من هذا ما حصل لهشام بن العاص - رضي الله عنه - فإنّه أسلم وتواعد على الهجرة مع عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - ثم إنّه حُبِسَ عنه وفُتِن فافتتن.
قال ابن إسحاق: وحدثني نافع عن عبد الله بن عمر عن عمر في حديثه قال: فكنا نقول: ما الله بقابلٍ ممن افتتن صرفاً ولا عدلاً ولا توبة، قومٌ عرفوا الله ثم رجعوا إلى الكفر لبلاءٍ أصابهم! قال: وكانوا يقولون ذلك لأنفسهم.
فلما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - المدينة أنزل الله فيهم وفي قولنا وقولهم لأنفسهم: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لاَ تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الغَفُورُ الرَّحِيمُ} (الزمر: 53).
فقدم المدينة بعد ذلك على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -[8].
والردة في زمن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم ترتبط بعداوة الإسلام وحربه، ولكنها كانت مع ذلك ردّة موجبة للخروج عن الإسلام، وموجبة لتجريم فاعلها ولو لزم داره.
بل إن المنافقين في الصدر الأول كان منهم من آمن ثم نافق بعد إيمانه، وهذه ردّة أيضاً.
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة: «وكذلك لما انهزم المسلمون يوم أحد وشُجّ وجه النبي - صلى الله عليه وسلم - وكُسرت رُباعيته، ارتد طائفةٌ نافقوا .. قال - تعالى -: [وَمَا أَصَابَكُمْ يَوْمَ التَقَى الجَمْعَانِ فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيَعْلَمَ المُؤْمِنِينَ * وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ نَافَقُوا] (آل عمران: 166 - 167).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/424)
فإن ابن أُبيّ لما انخزل عن النبي - صلى الله عليه وسلم - يوم أُحُد انخزل معه ثلث الناس، قيل: كانوا ثلاثمائة، وهؤلاء لم يكونوا قبل ذلك كلهم منافقين في الباطن؛ إذ لم يكن لهم داع إلى النفاق.
وفي الجملة: ففي الأخبار عمّن نافق بعد إيمانه ما يطول ذكره» [9].
* عظم جريمة الردّة: إنّ أهم مقصد جاء الإسلام بتحقيقه في الناس هو تحقيق توحيد الله والإيمان به ونفي الشرك والكفر والتحذير منهما، وقد جاء أيضاً بحفظه في نفوس من اعتنقه؛ وذلك أن العالَم لا يستقيم بدونها، فضياعها مهلك للبشر، وإذا تأمل الإنسان حال البشريّة عند بعثة المصطفى - عليه الصلاة والسلام - فسيجد أنّه بُعِثَ على فترةٍ من الرسل في زمن تخبطت فيه البشريّة كما وُصفوا في الحديث القدسي: «إنّي خلقت عبادي حنفاء كلهم، وإنّهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم [10] عن دينهم، وحرَّمتْ عليهم ما أحللت لهم، وأمرتْهم أن يشركوا بي ما لم أنزل به سلطاناً، وإنّ الله نظر إلى أهل الأرض فمقتهم عربهم وعجمهم إلاّ بقايا من أهل الكتاب .. » [11].
وهؤلاء البقايا مات أكثرهم قبل مبعثه [12]، فصار الناس في جاهليّة جهلاء من مقالات مبدّلة أو منسوخة أو فاسدة قد اشتبهت عليهم الأمور مع كثرة الاختلاف والاضطراب.
«فهدى الله الناس ببركة نبوّة محمد - صلى الله عليه وسلم - وبما جاء به من البينات والهدى، هدايةً جلّت عن وصف الواصفين وفاقت معرفة العارفين، حتى حصل لأمته المؤمنين عموماً ولأولي العلم منهم خصوصاً، من العلم النافع والعمل الصالح، والأخلاق العظيمة، والسنن المستقيمة، ما لو جمعت حكمة سائر الأمم علماً وعملاً إلى الحكمة التي بُعث بها لتفاوتا تفاوتاً يمنع معرفة قدر النسبة بينهما؛ فلله الحمد كما يحب ربنا ويرضى» [13].
ولذا صار الشرك بالله - تعالى - أعظم الذنوب.
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قلت: يا رسول الله! أي الذنب أعظم؟ قال: «أن تجعل لله نِدّاً وهو خلقك» قلت: ثم أيّ؟ قال: «أن تقتل ولدك مخافة أن يطعم معك» قلت: ثم أيّ؟ قال: «أن تزاني حليلة جارك» [14].
وعند تأمُّل حال أمة ليس فيها سلطان للدين ولا رقيب منه، وكيف يتسلط بعضهم على بعض عند ذلك؛ لأن أهواء الناس تتفاوت وتختلف، وكل شخص سيفعل ما يراه مصلحةً له بحسب هواه، وإن منعه وازع من السلطان في العلن، فلن يتحفظ في السرّ، وعند ضعف الوازع السلطاني عن الاعتداء على الأموال والأنفس والأعراض، فترى النفوس تُغتال، والأموال تُختلَس والأعراض تُنتهَك، والشاهد الجلي لهذا حال الدول غير المسلمة إذا ضعفت فيها السلطة، فتحصل الاغتيالات وانتهاب الأموال وانتهاك الأعراض [15].
ولذا كانت البيعة التي يأخذها النبي - صلى الله عليه وسلم - من الرجال والنساء تتضمن أن لا يشركوا ولا يزنوا ولا يقتلوا كما جاء في سورة الممتحنة وكتب الحديث [16].
بل (ويكثر في السياق القرآني مجيء النهي عن هذه المنكرات الثلاثة متتابعةً: الشرك، والزنا، وقتل النفس؛ ذلك أنها كلها جرائم قتل في الحقيقة! الجريمة الأولى قتل للفطرة، والثانية جريمة قتل للجماعة، والثالثة جريمة قتل للنفس الموءودة.
إن الفطرة التي لا تعيش على التوحيد فطرة ميتة .. ومن ثَمّ يجعل الإسلام عقوبة هذه الجرائم هي أقسى العقوبات؛ لأنّه يريد حماية مجتمعه من عوامل الدمار .. ) [17].
والتساهل في هذه العقوبة يؤدي إلى زعزعة النظام الاجتماعي القائم على الدين، فكان لا بد من تشديد العقوبة لاستئصال المجرم من المجتمع منعاً للجريمة وزجراً عنها.
وشدة العقوبة تولّد في نفس الإنسان من العوامل الصارفة عن الجريمة ما يكبت العوامل الدافعة إليها، ويمنع من ارتكاب الجريمة في أغلب الأحوال [18].
ومن المعلوم أن العقوبات تتناسب مع الجرائم؛ فكلما ازدادت بشاعة الجريمة استلزمت عقاباً موازياً لها في الشدة [19].
ومن المبادئ المتفق عليها لدى التشريعات الجنائية مبدأ مقارنة جسامة الجريمة بجسامة العقوبة، وكلما زادت العقوبة في جسامتها دل ذلك على ارتفاع جسامة الوصف القانوني للجريمة.
ويطلق على هذا المبدأ: مبدأ التناسب بين الجريمة والعقوبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/425)
* أسباب الردّة: عند تأمَّل التاريخ والواقع نجد جملة أسباب ودوافع أدت إلى حصول حوادث الردّة، وهي وإن كانت على مرّ التأريخ حوادث جزئية وقليلة إلا أننا يمكن من خلال تأملها استلهام جملة من الأسباب الدافعة أو المساعدة على حصول الردة.
ومن هذه الأسباب:
1 - كيد الكفار بالمسلمين: فمن مكر الكفار وكيدهم القديم أن يدخل طائفة منهم في الإسلام ظاهراً حتى إذا سكن إليهم المسلمون، عادوا فارتدوا معلنين السَّخَط على الدين وعدم الرضى به، ليفتنوا المسلمين عن دينهم ويصدوهم عن سبيله.
وقد ذكر الله - تعالى - هذه المكيدة منهم في كتابه.
قال - تعالى -: {وَقَالَت طَّائِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ آمِنُوا بِالَّذِي أُنزِلَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَجْهَ النَّهَارِ وَاكْفُرُوا آخِرَهُ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ} (آل عمران: 72).
قال قتادة: قال بعضهم لبعض: أعطوهم الرضا بدينهم أوّل النهار واكفروا آخره؛ فإنّه أجدر أن يصدقوكم، ويعلموا أنكم قد رأيتم فيهم ما تكرهون، وهو أجدر أن يرجعوا عن دينهم [20].
قال السُّدي: كان أحبار قرى عربيّة اثني عشر حِبْراً، فقالوا لبعضهم: ادخلوا في دين محمد أوّلَ النهار وقولوا: نشهد أن محمداً حق صادقٍ، فإذا كان آخر النهار فاكفروا وقولوا: إنَّا رجعنا إلى علمائنا وأحبارنا فسألناهم، فحدثونا أن محمداً كاذب، وأنكم لستم على شيء، وقد رجعنا إلى ديننا؛ فهو أعجب إلينا من دينكم، لعلهم يشكّون، يقولون هؤلاء كانوا معنا أوّل النهار؛ فما بالهم؟ فأخبر الله - عز وجل - رسوله - صلى الله عليه وسلم - بذلك [21].
2 - ضعف الإيمان فلا يثبت عند المحن: من خالط الإيمان قلبه فإنّه لا يتزحزح عنه لأي طارئ، وقد سأل هرقل أبا سفيان ابن حرب قبل أن يسلم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أسئلة يستكشف بها حقيقة حاله، فكان مما سأله: هل يرتدّ أحد منهم أي أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - سخطةً لدينه بعد أن يدخل فيه؟ فقال أبو سفيان: لا.
فقال هرقل: وكذلك الإيمان حين تخالط بشاشته القلوب [22].
وفي رواية زاد: لا يسخطه أحد، وفي رواية: وكذلك حلاوة الإيمان لا تدخل قلباً فتخرج منه [23].
ولما ذكر شيخ الإسلام ابن تيميّة من انخذل من المسلمين يوم أحد مع عبد الله بن أُبي قال: «أولئك كانوا مسلمين، وكان معهم إيمان .. فلو ماتوا قبل المحنة والنفاق ماتوا على هذا الإسلام الذي يثابون عليه، ولم يكونوا من المؤمنين حقّاً الذين امتُحنوا فثبتوا على الإيمان، ولا من المنافقين حقّاً الذين ارتدوا عن الإيمان بالمحنة، وهذا حال كثير من المسلمين في زماننا أو أكثرهم، إذا ابتُلوا بالمحن التي يتضعضع فيها أهل الإيمان ينقص إيمانهم كثيراً، وينافق أكثرهم أو كثير منهم.
ومنهم من يظهر الردّة إذا كان العدوّ غالباً؛ وقد رأينا ورأى غيرنا من هذا ما فيه عبرة.
وإذا كانت العافية، أو كان المسلمون ظاهرين على عددهم كانوا مسلمين .. ) [24].
ولهذا كانت فائدة المحنة والابتلاء أن يظهر الصادق من الكاذب.
قال - تعالى -: {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لاَ يُفْتَنُونَ * وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الكَاذِبِينَ} (العنكبوت: 2 - 3).
وقال - تعالى -: {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ المُجَاهِدِينَ مِنكُمْ وَالصَّابِرِينَ وَنَبْلُوَ أَخْبَارَكُمْ} (محمد: 31).
3 - الافتتان بما لدى الكفار: وهذا الافتتان يتخذ صوراً عديدة يجمعها ويربط بينها ضعف الشخصية الإيمانية والاقتناع التام بصدق المبدأ.
ومن ذلك الفتنة بما قد يُمَكّن للشخص من شهوات، فلما حاصر النصارى عكا سنة ست وثمانين وخمسمائة استمرت أمداد الفرنج تقدم عليهم من البحر كل وقت حتى إنَّ النساء ليخرجن بنيّة راحة الغرباء في الغربة، فقدم إليهم مركب فيه ثلاثمائة امرأة حسناء بهذه النيّة، حتى إنّ كثيراً من فسقة المسلمين تحيّزوا إليهم لأجل هذه النسوة [25].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/426)
وذكر ابن كثير [26] أيضاً قصة مجاهد يدعى: عبده بن عبد الرحيم وأنّه في بعض الغزوات نظر إلى امرأة من نساء الروم فهويها وتنصّر من أجلها، فاغتمّ المسلمون بسبب ذلك؛ فلما كان بعد مدة مروا عليه وهو معها، فقالوا: يا فلان! ما فعل قرآنك؟ فقال: اعلموا أنّي نسيت القرآن كله إلا قوله: {رُّبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ * ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمُ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ} (الحجر: 2 - 3).
ومنها: الافتتان بما لديهم من إتقان لأعمال الحياة الدنيا، ومهارتهم فيها، مع عجز المسلمين عن ذلك، (فظنوا أن من قدر على تلك الأعمال أنّه على الحق، وأنّ من عجز عنها متخلّف وليس على الحق، وهذا جهل فاحش ...
فقد أوضح - جل وعلا - في قوله - تعالى -: {يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ} (الروم: 7) أن أكثر الناس لا يعلمون، ويدخل فيهم أصحاب هذه العلوم الدنيويّة دخولاً أولياً؛ لأنهم لا يعلمون شيئاً عمن خلقهم .. ورزقهم، ولم يعلموا شيئاً عن مصيرهم الأخير، ومن غفل عن جميع هذا فليس معدوداً من جنس من يعلم .. بل علمهم في غاية الحقارة بالنسبة لما فاتهم) [27] لأنه لا يجاوز ظاهر الحياة الدنيا.
4 - سعي اليهود والنصارى: وهذا السبب أوضح من أن أستشهد عليه أو أقرره؛ فقد بيّنه الله - تعالى - أتم بيان بقوله: {وَلَن تَرْضَى عَنكَ اليَهُودُ وَلاَ النَّصَارَى حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} (البقرة: 120).
وقال عن الكفار: {وَلاَ يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَن دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا} (البقرة: 217).
وقال: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تُطِيعُوا فَرِيقاً مِّنَ الَّذِينَ أُوتُوا الكِتَابَ يَرُدُّوكُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ كَافِرِينَ} (آل عمران: 100).
وقال: {وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّنْ بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً} (البقرة: 109).
ويظهر هذا بجلاء في المساعي التنصيريّة التي لا تزال تمارس نشاطاتها في العالم الإسلامي بصورة مباشرة حيناً، وبدعم التوجيهات غير الدينيّة من داخل بلاد الإسلام أحياناً أخرى، وهي مساعٍ عظيمة جداً ينفق عليها بسخاء كبير [28]، واستعملوا لتحقيقها عدة طرق: من التطبيب، والتعليم، ونشر الفتن والحروب، والأعمال الاجتماعية وغيرها.
ويتأكد هذا الأمر عندما نعلم مدى تأثير الدين في الحياة الأمريكية حتى يمتزج بجميع نواحي الحياة، وحتى يصبح من أقوى العوامل في نجاح المرشح في الانتخابات وفي فشله أيضاً [29].
* عقوبة المرتد: الإنسان باعتناقه للإسلام يعصم دمه وماله في الدنيا، وأما قبل إسلامه فإنّ الأصل أنه مباح الدم إلا إذا طرأ له عهد أو ذمة أو أمان أو مانع يمنع من قتله.
فكل شخص لم يعتنق الإسلام فالأصل أنّه مباح الدم إلا لعارض.
عن ابن عمر - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «أُمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة؛ فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحق الإسلام وحسابهم على الله تعالى» [30].
وعن أنس - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله؛ فإذا شهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وصلّوا صلاتنا، واستقبلوا قبلتنا، وأكلوا ذبيحتنا؛ فقد حُرِّمت علينا دماؤهم وأموالهم إلا بحقها» [31].
فقوله: «عصموا مني دماءهم» وقوله: «حرمت علينا دماؤهم» يدل «على أنه كان مأموراً بقتل من أبى الإسلام .. فإذا نطق بالشهادتين عُصم دمه وصار مسلماً؛ فإذا دخل في الإسلام فإن أقام الصلاة وآتى الزكاة وقام بشرائع الإسلام فله ما للمسلمين وعليه ما عليهم» [32].
ويدل على ذلك قوله - تعالى -: [وَقَاتِلُوَهُمْ حَتَّى لاَ تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ] (البقرة: 193).
وقوله: [فَإِن تَابُوا وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ فَخَلُّوا سَبِيلَهُمْ] (التوبة: 5).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/427)
فالإسلام هو العاصم عن إباحة دم الإنسان في الأصل، وأما غيره من الأسباب التي تمنع من قتل غير المسلم فهي أسباب طارئة تنتهي بانتهاء غايتها.
والمسلم نفسه متى ترك الإسلام عاد للحال التي كان عليها من حِل الدم والمال، بل هو أشد؛ لأن ضرره أعظم، ولأنه قد قامت عليه من الحجّة ما هو أبلغ من غيره.
وشيخ الإسلام ابن تيمية ذكر بعض أسباب القتل وكان منها: الكفر، وبيّن أن من الفقهاء من جعل نفس الكفر مبيحاً للدم، ومنهم من جعله وجود الضرر منه أو عدم النفع فيه، قال بعد ذلك: (أما المرتد فالمبيح عنده هو الكفر بعد الإيمان، وهو نوع خاصٌّ من الكفر؛ فإنّه لو لم يُقتَل لكان الداخل في الدين يخرج منه؛ فقتله حفظ لأهل الدين والدين؛ فإنّ ذلك يمنع من النقص ويمنعهم من الخروج عنه، بخلاف من لم يدخل فيه؛ فإنّه إن كان كتابياً فقد وجد إحدى غايتي القتل في حقّه وإن كان وثنياً .. ولم يمكن استرقاقه ولا أخذ الجزية منه بقي كافراً لا منفعة في حياته لنفسه؛ لأنه يزداد إثماً، ولا للمؤمنين؛ فيكون قتله خيراً من إبقائه) [33].
إذا تقررت هذه القاعدة من أن أكبر عاصم لمال الإنسان ودمه هو الإسلام؛ فإننا نعلم أن خروج الإنسان عن الإسلام بعده رافع لهذه العصمة، ولذا جاء الشرع في نصوص كثيرة جداً تبيّن حد المرتد وأنّه القتل.
فمنها قوله - تعالى -: {يَحْلِفُونَ بِاللَّهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلاَّ أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِن فَضْلِهِ فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِن وَلِيٍّ وَلاَ نَصِيرٍ} (التوبة: 74) فبين -تعالى - أن من كفر بعد إسلامه إن تاب كان خيراً له، وإلا يعذّب عذاباً أليماً في الدنيا والآخرة، وعذابه في الدنيا هو الحد.
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة: ( .. ولكونهم أظهروا الكفر والردة، لهذا دعاهم إلى التوبة فقال: {فَإِن يَتُوبُوا يَكُ خَيْراً لَّهُمْ وَإِن يَتَوَلَّوْا} (التوبة: 74) عن التوبة {يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ} (التوبة: 74) وهذا لمن أظهر الكفر فيجاهده الرسول بإقامة الحد والعقوبة) [34].
وقال ابن الجوزي: (قوله تعالى: [وَإِن يَتَوَلَّوْا] (التوبة: 74) أي يُعرِضوا عن الإيمان {يُعَذِّبْهُمُ اللَّهُ عَذَاباً أَلِيماً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ] (التوبة: 74) بالقتل وفي الآخرة بالنار} [35].
وقد أمر بذلك النبي - صلى الله عليه وسلم - في نصوص نبويّة كثيرة .. فمنها: عن ابن عباس - رضي الله عنهما - أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «من بَدّل دينه فاقتلوه» [36].
و عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: كنت عند رسول الله - صلى الله عليه وسلم - جالساً إذ دخل رجلان وافدين من عند مسيلمة، فقال لهما رسول الله: «أتشهدان أني رسول الله؟» فقالا له: أتشهد أنت أن مسيلمة رسول الله؟ فقال: «آمنت بالله ورسله؛ لو كنت قاتلاً وافداً لقتلتكما» [37].
وجاء من حديث نعيم بن مسعود الأشجعي: «أما والله لولا أنّ الرسل لا تُقْتَل لضربت أعناقكما» [38].
وعن جابر بن عبد الله - رضي الله عنهما - قال: «ارتدت امرأة عن الإسلام فأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يعرض عليها الإسلام وإلاّ قُتلت، فعرضوا عليها الإسلام فأبت إلا أن تقتل، فقُتلت» [39].
وقد أمر النبي - صلى الله عليه وسلم - بقتل ابن خَطَل وقد كان مسلماً ثم ارتد مشركاً [40].
وعن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: الثيّب الزاني، والنفس بالنفس، والتارك لدينه المفارق للجماعة» [41].
وروت عائشة - رضي الله عنها - مثله عن النبي - صلى الله عليه وسلم -[42].
وعن عثمان عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: «لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث: رجل كفر بعد إسلامه، أو زنى بعد إحصانه، أو قتل نفساً بغير نفس» [43].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/428)
وفي رواية: «أو ارتد بعد إسلامه فعليه القتل» [44].
وعن البراء بن عازب - رضي الله عنه - قال: لقيت خالي أبا بردة ومعه الراية، فقلت: إلى أين؟ فقال: أرسلني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلى رجلٍ تزوّج امرأة أبيه أن أقتله، أو أضرب عنقه [45] وزاد في رواية: وآخذ ماله، أو: أصفي ماله، أو: أخمّس ماله.
قال شيخ الإسلام ابن تيميّة: (إنّ تخميس ماله دَلَّ على أنّه كان كافراً لا فاسقاً، وكفره بأنّه لم يحرم ما حرّم الله ورسوله) [46] لأنه كذَّب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما أخبر به عن ربّه، وجحود لآية من القرآن.
وفي السنَّة من النصوص الواردة في قتل الساحر ما ينضم إلى ما تقدَّم أيضاً.
وثبت القتل للمرتد من فعل صحابة النبي - صلى الله عليه وسلم -، ورضي الله عنهم.
فقد أُتي علي بن أبي طالب - رضي الله عنه - بزنادقة فأحرقهم بالنار [47].
وورد ذلك عن ابن عمر و عثمان و أبي بكر - رضي الله عنهم -[48].
ولما قدم معاذ بن جبل على أبي موسى الأشعري - رضي الله عنهما - إذا رجل عنده موثَق، قال: ما هذا؟ قال: كان يهودياً فأسلم، ثم تهوّد، قال: اجلس.
قال: لا أجلس حتى يقتل، قضاء الله ورسوله، فأمر به فقتل [49].
والحكم بقتل المرتد محل إجماع من المسلمين [50]، فلم يقع في أصله خلاف، وإن حصل اختلاف في فروعه كالاستتابة ومدتها وأنواع المكفرات.
ولكن هذا القتل لا يكون إلا بأمر حاكم؛ لأن مرجع تنفيذ الأحكام إليه، عند جمهور أهل العلم، كما لا يقتل حتى يستتاب ويصرّ على ردّته، ولا بد من تحقق الردّة بثبوت موجبها وتحقق شروطها وانتفاء موانعها من الخطأ والإكراه ونحو ذلك [51].
ومعنى ما سبق أن إثبات الحد الشرعي شيء، وتطبيقه في الواقع شيء آخر؛ فإن تنزيل الأحكام على الوقائع مختص بأهله.
* شبهات حول حد الردّة: يظهر مما سبق أن الحكم بقتل المرتد حداً حدٌّ شرعيٌّ ثابت بالنص النبوي قولاً وفعلاً، وبإجماع المسلمين، ودَلّ عليه كتاب الله - تعالى - تفقهاً وعمل الصدر الأول من الأمّة.
وهو متّسق مع قاعدةٍ كلية وهي إباحة دم الكافر إلا بطروء ما يعصمه.
وكل ما سبق مثبتٌ - بلا شك - أن القتل للمرتد واجب من واجبات الدين.
إلا أن هذا العصر لما شهد إعراض بعض الأمم عن تطبيق هذا الحد، أخذ بعضهم يبحث عن وسائل يجعل هذا الحد محل تردد، وأورد لذلك شبهات، وتوصّل بعد ذلك إلى تحريم الردّة، ولكن جعل عقوبتها تعزيريّة عائدة لرأي الإمام إما بالقتل أو بالسجن أو بغيرهما [52].
وآخر بحثَ مثله عن شبهات وتوصل بعد عرضها والكلام حولها إلى أنّه لا عقوبة على الردة! [53].
ومجمل الشبهات التي أوردها هؤلاء هي: أن عقوبة الردة وردت في أحاديث آحاد، والحدود لا تثبت بحديث آحاد.
وقد تبيّن مما سبق أن حد الردة محل إجماع، والإجماع يرفع الحكم إلى القطعيات، كما أن الحديث ورد بعدة طرق، وأخرجه صاحب الصحيح مما يجعله محفوفاً بالقرائن التي ترفعه إلى إفادة العلم كما قرره الحافظ ابن حجر في نزهة النظر [54].
وقد نقل أيضاً في نفس الموضع الإجماع على وجوب العمل بما في الصحيح، ثم إن أحاديث الآحاد لم يتوقف علماء الصدر الأول من الإسلام عن الأخذ بها سواء في العلميات أو العمليات.
ولذا قال ابن حبان - رحمه الله -: (فأما الأخبار فإنّها كلها أخبار آحاد؛ لأنّه ليس يوجد عن النبي - صلى الله عليه وسلم - خبرٌ من رواية عدلين روى أحدهما عن عدلين، وكل واحد منهما عن عدلين، حتى ينتهي ذلك إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم.
فلما استحال هذا، وبطل، ثبت أنَّ الأخبار كلها أخبار آحاد، وأن من تنكّب عن قبول خبر الآحاد فقد الإضافة) [55].
كما أنّ حد الزاني المحصن وشارب الخمر وتفصيلات حدود السرقة وزنا البكر كلها إنّما ثبتت بسنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الآحاديّة.
ومع كل ذلك فإنَّ لدينا على هذا الحد دليلاً من القرآن تقدم، وإجماع مَرّ معنا.
ونظير هذه الشبهة: أن هذا الحكم لم يذكر في القرآن.
وهو مع الإشارة إليه في القرآن، ومع اعتقادنا أنَّ السنة مصدر للتشريع فإني ذاكر حديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -: إذ لعن الواشمات والمتنمّصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/429)
فقالت امرأة قرأتِ القرآن يقال لها أم يعقوب: ما هذا؟ فقال عبد الله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وهو في كتاب الله.
قالت: لقد قرأت ما بين اللوحين فما وجدتُهُ.
قال: والله لو قرأتيه لقد وجدتي {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ العِقَابِ} (الحشر: 7) [56].
ولا شك عند كل مسلم سليم الاعتقاد أنَّ الحديث حجة بنفسه؛ فهو - عليه الصلاة والسلام -[وَمَا يَنطِقُ عَنِ الهَوَى * إِنْ هُوَ إِلاَّ وَحْيٌ يُوحَى] (النجم: 3 - 4).
ومن الشبهات أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يعاقب أحداً من المرتدين بقتله.
وقد تبين مما سبق أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أمر بقتل من ارتد وعاقب بذلك [57].
بل عاقب به من لم يحارب المسلمين ولم يقاتلهم.
* الردّة وحريَّة الاعتقاد: لا شك أنّ كل مسلم يعلم أنّ الإسلام هو الدين الحقّ، وأنّ ما عداه باطل {وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ الإِسْلامِ دِيناً فَلَن يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنَ الخَاسِرِينَ} (آل عمران: 85).
لذا فإن على كل عاقل أن يسلم لله رب العالمين؛ فإن لم يسلم فقد تنكّب الصراط المستقيم، وخالف مقتضى العقل وداعي الفطرة.
ولا يعني هذا منع الإنسان من التفكير، بل هو بتفكيره السليم منقادٌ للإيمان بالله تعالى.
وعلى هذا؛ فليس للإنسان حريّة في الاعتقاد، بل مطلوب منه الإيمان، ولكن لا يُكرَه عليه، فإن أُكره فإنّ إيمانه لا ينفعه؛ لأنّه لم يكن عن قناعةٍ واطمئنان قلب.
قال - تعالى -: {فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ * فَلَمْ يَكُ يَنفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّتَ اللَّهِ الَتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الكَافِرُونَ} (غافر: 84 - 85).
أي: أنهم لمَّا عاينوا وقوع العذاب بهم وحَّدوا الله وكفروا بالطاغوت، ولكن حيث لا تقال العثرات ولا تنفع المعذرة.
إنَّ الله - تعالى - بعث الرسل وأنزل الكتب لبيان الحق ودلالة الخلق، وإقامة البراهين والآيات والمعجزات التي تدل كل صاحب تفكير سليم إلى الإيمان: {قُلْ إِنَّمَا أَعِظُكُم بِوَاحِدَةٍ أَن تَقُومُوا لله مَثْنَى وَفُرَادَى ثُمَّ تَتَفَكَّرُوا مَا بِصَاحِبِكُم مِّن جِنَّةٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ نَذِيرٌ لَّكُم بَيْنَ يَدَيْ عَذَابٍ شَدِيدٍ} (سبأ: 46).
وهذا فيه حريّة ظاهرة؛ إذ لا إكراه على اعتناق الإسلام مع أنّه المخلِّص للبشريّة من ضلالاتها، وسائر مشكلاتها، {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَد تَّبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الغَيِّ} (البقرة: 256).
وشاهد هذا حال أهل الذمة الذين أقرهم المسلمون على دينهم دون أن يعرض أحد لهم، وإباحة الشرع للمسلم أن يتزوج كتابيّة ولو بقيت على دينها دون أن يجبرها على التخلي عنه.
أما من دخل في الإسلام فإنّه قد التزم أحكام الإسلام وعقيدته التي منها أن من ارتدّ عنه قتل؛ فهو بدخوله في الإسلام التزم بأحكامه التي منها عقوبته عند الإخلال به.
وإذا كان الإنسان مخيراً في دخول أي بلد، فإذا ما دخلها لزمه الانقياد لأنظمتها وإلا استحق العقوبة على إخلاله، وليس له أن يحتج بأنّه كان مخيراً قبل دخوله لها؛ بينما المرتدّ بردته ارتكب عدة جرائم: جريمة في حق نفسه إذ أضلها، وجريمة باستخفافه بعقيدة أمته ونظامها الذي يرتكز على الإسلام، وجريمة بتشكيكه لضعاف العقيدة في عقيدتهم، وهذا كله مؤدٍّ إلى اضطراب المجتمع واهتزازه؛ كما أنّه أعلن وجاهر بجريمته ولم يسرّ بها؛ لأنه لو أسرّ ردته صار منافقاً، ولمَّا أعلنها صار مرتداً مجاهراً [58].
وكل هذه الجرائم جرائم متناهية في البشاعة، فاستحق العقوبة الشرعيّة على جرائمه تلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/430)
إن القوانين الوضعيّة تقتل الخائن لها والمحطّم لنظمها دون أن تتذرع بأنّه يمارس حريته الشخصيّة؛ فكيف بمن يجرم في حق نفسه ومجتمعه وعقيدة أمته؟! وبعد: فقد كان من المناسب بيان أصول المكفرات وشروط الحكم بالكفر على من وقع فيه؛ فلعل أحداً من المختصين أن ينبري لبيانها أو بيان شيء من المهم منها، والله الموفق والهادي لا إله إلا هو.
________________________
(*) قاضٍ شرعي في المحكمة الشرعية بمكة المكرمة.
(1) تضمين من إعلام الموقعين لابن القيّم (3/ 126).
(2) منقول بتصرف واختصار من: إعلام الموقعين (3/ 130).
(3) معجم مقاييس اللغة (2/ 386)، لسان العرب (3/ 172).
(4) الروض المربع مع الحاشية (7/ 399).
(5) سير أعلام النبلاء (2/ 221)، طبقات ابن سعد (8/ 97).
(6) مجموع الفتاوى (7/ 278).
(7) تفسير ابن كثير (7/ 227)، السيرة النبوية لابن هشام (2/ 524)، تفسير الطبري (14/ 333).
(8) السيرة النبوية لابن هشام باختصار (1/ 476).
(9) مجموع الفتاوى (7/ 279).
(10) اجتالتهم: أي: استخفوهم فذهبوا بهم، وأزالوهم عما كانوا عليه شرح النووي ص 1666.
(11) صحيح مسلم (2865).
(12) انظر: اقتضاء الصراط المستقيم ص 53.
(13) المرجع السابق ص 54.
(14) صحيح البخاري (4477)، صحيح مسلم (141).
(15) انظر: مقاصد الشريعة الإسلامية وعلاقتها بالأدلة لمحمد سعد اليوبي ص 183، 210.
(16) صحيح البخاري (3892)، صحيح مسلم (1709).
(17) في ظلال القرآن (3/ 1231).
(18) انظر: التشريع الجنائي الإسلامي لعبد القادر عودة (1/ 662).
(19) عقوبة الإعدام عقوبة مقررة في الشرائع السابقة وفي القوانين الوضعيّة المعاصرة، وقد أيّدها عدد من المفكرين، منهم: روسو و فولتير و مونتسيكو وغيرهم، بل بعض الدول الغربية التي ألغت عقوبة الإعدام عادت فأقرتها، مثل: إيطاليا، و روسيا بحجّة أن من ارتكب جرماً خطيراً أو شديد الضرر فعليه أن يدفع حياته ثمناً لإثمه الكبير، وكونها عقوبة ضروريّة لتخليص المجتمع من الأشخاص الخطرين، وأنها تصرف عن الإقدام على الجريمة انظر: علم الإجرام والعقاب للدكتور عبّود السّراج ص 407 - 417، أساسيات علم الإجرام والعقاب للدكتور فتّوح الشاذلي ص 106 119، النظرية العامة لقانون العقوبات للدكتور سليمان عبد المنعم ص 729.
(20) تفسير الطبري (5/ 496).
(21) المرجع السابق.
(22) صحيح البخاري 7.
(23) انظر: فتح الباري لابن حجر (1/ 49).
(24) مجموع الفتاوى (7/ 281) (الإيمان الكبير).
(25) البداية والنهاية (16/ 612).
(26) البداية والنهاية (14/ 640).
(27) أضواء البيان في إيضاح القرآن بالقرآن (6/ 478).
(28) فالرسائل التي كتبها (المنصرون) من سوريا والشرق الأدنى بين عامي 1830م و 1842م بلغت ثمانية وثلاثين مجلداً، ولما اجتمع مؤتمر التنصير العالمي عام 1910م أصدر تقريراً عن النواحي التي يجب أن يهتم لها المبشرون تم طبعه في عشرة مجلدات، أما مؤتمر التبشير في القدس عام 1928م الذي اجتمع لمدة أسبوعين فقط فقد وضع تقريراً في ثمانية مجلدات، ومؤتمر كولو عام 1978م قُدّمت فيه أربعون دراسة، ورُصد للتنصير فيه ألف مليون دولار، أما المجلات التي صدرت في بلدان مختلفة وبلغات مختلفة لغرض التنصير فأكثر من أن تُحصى، وكذلك الإذاعات والقنوات، وأُحيل القارئ الكريم إلى كتاب: الغارة على العالم الإسلامي الذي تولى نشره محب الدين الخطيب، وكتاب: التبشير في البلاد العربيّة لمصطفى خالدي و عمر فرّوخ، وكتاب: الغارة الجديدة على الإسلام لمحمد عمارة وهو يتضمّن الترجمة الكاملة لتقرير مؤتمر كولورادو، وكتاب: أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها للشيخ الميداني.
(29) البعد الديني في السياسة الأمريكيّة للدكتور يوسف الحسن ص 67، 83.
(30) صحيح البخاري 25، صحيح مسلم 22.
(31) صحيح البخاري (391).
(32) انظر: جامع العلوم والحكم (1/ 230).
(33) مجموع الفتاوى (20/ 102).
(34) مجموع الفتاوى (7/ 273).
(35) زاد المسير ص 596؛ ومثله في الكشاف للزمخشري ص 442، و الشوكاني في فتح القدير (2/ 545).
(36) صحيح البخاري (3017).
(37) الدارمي (2545)، وصححه ابن حبان (4879).
(38) سنن أبي داود (2762)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (5328).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/431)
(39) سنن البيهقي (17337)، و الدارقطني (34/ 118)، وانظر تلخيص الحبير (4/ 49).
(40) صحيح البخاري (1846)، صحيح مسلم (1357).
(41) صحيح البخادي (6878)، صحيح مسلم (1676).
(42) صحيح مسلم (1676).
(43) سنن الترمذي (2158) وحسّنه، و النسائي (7/ 91)، و ابن ماجه (2533).
(44) سنن النسائي (7/ 103).
(45) مسند أحمد (4/ 295)، سنن أبي داود (4457)، الترمذي (1362)، ابن ماجه (2607)، وصححه ابن حبان (4112)، و الحاكم (2/ 191) ووافقه الذهبي، وصححه الألباني في إرواء الغليل (8/ 18) وفيه روايات الحديث.
(46) مجموع الفتاوى (20/ 92) ولا بد أن تعلم أن هذا ليس مجرد فاعل معصية، بل فعل ذلك مستحلاً للحرام فصار كافراً.
(47) صحيح البخاري (3017).
(48) سنن البيهقي (12/ 400 فما بعدها).
(49) صحيح البخاري (6923).
(50) الإجماع لابن المنذر ص 123.
(51) انظر: حاشية الروض المربع (7/ 399 فما بعدها)، مغني المحتاج (4/ 142)، حاشية ابن عابدين (4/ 668)، الموسوعة الفقهيّة الكويتية (22/ 194)، التشريع الجنائي الإسلامي لعبد القادر عودة (2/ 706).
(52) انظر: موسوعة الفقه الإسلامي المعاصر (3/ 439)، موقع إسلام أون لاين: الإسلام وقضايا العصر، مقال بعنوان: عقوبة الردة تعزير لا حدّ، لمحمد سليم العَوّا.
(53) موقع إسلام أون لاين، ملف: قضيّة الردة هل تجاوزتها المتغيرات، مقال لجمال البنا بعنوان: العقوبة للردة كتاب حرية الفكر في الإسلام لعبد المتعال الصعيدي.
(54) نزهة النظر، ص 288.
(55) الإحسان في تقريب صحيح ابن حبان (1/ 156)، وانظر: كتاب الفقيه والمتفقه (1/ 286).
(56) صحيح البخاري (5939).
(57) وقد حاول هؤلاء جمع نصوص فيها أن النبي - صلى الله عليه وسلم - لم يقتل بعض من كفر بعد إسلامه، ومما ذكروه قصة الأعرابي الذي بايع النبي - صلى الله عليه وسلم -، فلما استوخم المدينة قال: يا محمد! أقلني بيعتي، فأبى فخرج الأعرابي، وهذا بيّنه الحافظ ابن حجر في فتح الباري (4/ 116)، (13/ 212) أنه استقال من الهجرة الواجبة وليس من الإسلام، وإلا لكان قتله على الردة، ولو كان مرتداً لما احتاج أن يستأذن النبي، وذكروا قصّة الرجل النصراني الذي كان يكتب الوحي للنبي - صلى الله عليه وسلم - ثم عاد نصرانياً، فلما مات ودفن لفظته الأرض، وهذا خرج كما في صحيح مسلم فاراً حتى لحق بأهل الكتاب فتح الباري (6/ 723).
(58) انظر: مجموعة بحوث فقهيّة لعبد الكريم زيدان ص 416، تلبيس مردود في قضايا حية لصالح بن حميد ص 33؛ حقوق الإنسان في الإسلام لسليمان الحقيل ص 155.
ـ[صالح الديحاني]ــــــــ[16 - 04 - 08, 04:34 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي على هذا الموضوع القيم ..
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[01 - 06 - 08, 11:55 ص]ـ
وإياك أخي الكريم.(91/432)
الروضة الشريفة
ـ[طويلبة علم]ــــــــ[14 - 03 - 08, 05:00 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=55201&stc=1&d=1205502846
{ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَا بَيْنَ بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي}
ماهو المقصود بذلك ...
هل المقصود روضة من رياض الذكر؟
ام المقصود أنها جزء من رياض الجنة؟
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 06:52 م]ـ
قال النووي رحمه الله في شرحه على صحيح مسلم:
قَوْله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (مَا بَيْن بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَة مِنْ رِيَاض الْجَنَّة)
ذَكَرُوا فِي مَعْنَاهُ قَوْلَيْنِ أَحَدهمَا: أَنَّ ذَلِكَ الْمَوْضِع بِعَيْنِهِ يُنْقَل إِلَى الْجَنَّة، وَالثَّانِي: أَنَّ الْعِبَادَة فِيهِ تُؤَدِّي إِلَى الْجَنَّة.
قَالَ الطَّبَرِيُّ فِي الْمُرَاد (بِبَيْتِي) هُنَا قَوْلَانِ: أَحَدهمَا الْقَبْر، قَالَهُ زَيْد بْن أَسْلَمَ كَمَا رُوِيَ مُفَسَّرًا بَيْن قَبْرِي وَمِنْبَرِي، وَالثَّانِي: الْمُرَاد بَيْت سُكْنَاهُ عَلَى ظَاهِره، وَرُوِيَ (مَا بَيْن حُجْرَتِي وَمِنْبَرِي) قَالَ الطَّبَرِيُّ: وَالْقَوْلَانِ مُتَّفِقَانِ لِأَنَّ قَبْره فِي حُجْرَته وَهِيَ بَيْته.
وقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي)
قَالَ الْقَاضِي: قَالَ أَكْثَر الْعُلَمَاء: الْمُرَاد مِنْبَره بِعَيْنِهِ الَّذِي كَانَ فِي الدُّنْيَا، قَالَ: وَهَذَا هُوَ الْأَظْهَر، قَالَ وَأَنْكَرَ كَثِير مِنْهُمْ غَيْره، قَالَ: وَقِيلَ: إِنَّ لَهُ هُنَاكَ مِنْبَرًا عَلَى حَوْضه، وَقِيلَ: مَعْنَاهُ أَنَّ قَصْد مِنْبَره، وَالْحُضُور عِنْده لِمُلَازَمَةِ الْأَعْمَال الصَّالِحَة يُورِد صَاحِبه الْحَوْض وَيَقْتَضِي شُرْبه مِنْهُ، وَاَللَّه أَعْلَم.
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 07:09 م]ـ
قال ابن حجر رحمه الله تعالى في الفتح:
" رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ"
أَيْ كَرَوْضَةٍ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ فِي، نُزُولِ الرَّحْمَةِ وَحُصُولِ السَّعَادَةِ بِمَا يَحْصُلُ مِنْ مُلَازَمَةِ حَلَقِ الذِّكْرِ لَا سِيَّمَا فِي عَهْدِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَيَكُونُ تَشْبِيهًا بِغَيْرِ أَدَاةٍ، أَوْ الْمَعْنَى أَنَّ الْعِبَادَةَ فِيهَا تُؤَدِّي إِلَى الْجَنَّةِ فَيَكُونُ مَجَازًا أَوْ هُوَ عَلَى ظَاهِرِهِ وَأَنَّ الْمُرَادَ أَنَّهُ رَوْضَةٌ حَقِيقَةً بِأَنْ يَنْتَقِلَ ذَلِكَ الْمَوْضِعُ بِعَيْنِهِ فِي الْآخِرَةِ إِلَى الْجَنَّةِ. هَذَا مُحَصَّلُ مَا أَوَّلَهُ الْعُلَمَاءُ فِي هَذَا الْحَدِيثِ وَهِيَ عَلَى تَرْتِيبِهَا هَذَا فِي الْقُوَّةِ.
ـ[ابراهيم موسى]ــــــــ[22 - 05 - 09, 12:44 ص]ـ
حرارة الصيف من جهنم العنب في الجنة تشبه العنب في الدنيا
و اهل الجنة سيقولون هذه روضة تشبه روضة مسجد الرسول من قبل
ـ[أبو عبدالرحمن عبدالله]ــــــــ[22 - 05 - 09, 04:21 ص]ـ
من باب الفائدة:
أذكر أني سألت الشيخ خالد السبت: فقال (بما معناه)
أختلف العلم في ذلك على أقوال، لكن لاشك أن للصلاة فيها مزية ليست لغيرها(91/433)
هل لهذا الحديث من مخصص؟! وهل بسط أحد الشرح عليه؟!
ـ[خالد الحماد]ــــــــ[14 - 03 - 08, 08:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جرى نقاش بين اثنين حول حديث النبي صلى الله عليه وسلم (الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير من الذي لا يخالطهم ولا يصبر على أذاهم)
وكان يستدل به على غشيان مجالس الفساق والجلوس معهم مع بذل النصيحة تارة وتارة
بينما الآخر قال له: يجب هجر مجالس أذى الدين وما ينتشر فيه من كلام قبيح، وهذا الحديث في الأذى الدنيوي لا الديني، وهو مخصص بأحاديث أخرى
منها (يوشك أن يكون خير مال المؤمن غنم يتبع فيها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن)
و قوله تعالى (فلا تقعدوا معهم حتى يخوضوا في حديث غيره)
وبعض الآثار في النهي عن الجلوس مع الفساق والمبتدعة
فهل هذا الحديث مخصص أم أنه على عمومه؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[15 - 03 - 08, 01:39 ص]ـ
ليس هو مما ذهبت إليه -أخانا الفاضل خالد -وليس بين الحديثين اللذين ذكرتهما عموم وخصوص، بل لكل منهما معنى خاص به وحال يختص بها، فمخالطة الناس هي الأصل من أجل الأمربالمعروف والنهي عن المنكر والتعاون على البر والتقوى ونشر العلم والخير بين الناس، وأحيانا تكون العزلة أفضل من المخالطة، وهذا كلام نفيس للشيخ ابن عثيمين يشرح فيه هذا المعنى، لقول -رحمه الله-:
. (من شرح رياض الصالحين)
2/ 598 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنهُ قال: قال رجلٌ: أي الناس أفضلُ يا رسول الله؟ قال: ((مؤمنٌ مجاهدٌ بنفسه وماله في سبيل الله))، قال: ثمَّ من؟ قال:" ثم رجلٌ معتزلٌ في شعب من الشعابِ يعبد ربهُ" وفي رواية:" يتقي الله، ويدع الناس من شره" متفقٌ عليه.
3/ 599 - وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((يُوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبعُ بها شعفَ الجبال، ومواقع القطرِ، يفر بدينه من الفتنِ)) رواه البخاري.
الشرح
قال المؤلف رحمه الله تعالى في كتاب رياض الصالحين، باب استحباب العزلة عند تغير الناس وفساد الزمان وخوف الفتنة، وما أشبه ذلك.
واعلم أن الأفضل هو المؤمن الذي يخالط الناس ويصبر على أذاهم، هذا أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس ولا يصبر على أذاهم، ولكن أحياناً تحدث أمور تكون العزلة فيها خيراً من الاختلاط بالناس؛ من ذلك إذا خاف الإنسان على نفسه فتنة، مثل أن يكون في بلد يطالب فيها بأن ينحرف عن دينه، أو يدعو إلى بدعة، أو يرى الفسوق الكثير فيها، أو يخشى على نفسه من الفواحش، وما أشبه ذلك، فهنا العزلة خير له.
ولهذا أمر الإنسان أن يهاجر من بلد الشرك إلى بلد الإسلام، ومن بلد الفسوق إلى بلد الاستقامة، فكذلك إذا تغير الناس والزمان؛ ولهذا صحَّ عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يوشك أن يكون خير مال الرجل غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن)).فهذا هو التقسيم؛ العزلة خير إن كان في الاختلاط شر وفتنة في الدين، وإلا فالأصل أن الاختلاط هو الخير، يختلط الإنسان مع الناس فيأمر بالمعروف، وينهى عن المنكر، يدعو إلى حق، يبين السنة للناس، فهذا خير. لكن إذا عجز عن الصبر وكثرت الفتن؛ فالعزلة خير ولو أن يعبد الله على رأس جبل أو في قعر وادٍ.
وبيَّن النبي عليه الصلاة والسلام فضل الرجل الذي يحبه الله عز وجلَّ فقال: ((إن الله يحبّ العبد التقي الغني الخفي)).
التقي:الذي يتقي الله عزَّ وجلَّ، فيقوم بأوامره، ويجتنب نواهيه؛ يقوم بأوامره من فعل الصلاة وأدائها في جماعة، يقوم بأوامره من أداء الزكاة وإعطائها مستحقيها، يصوم رمضان، ويحج البيت، يبر والديه، يصل أرحامه، يحسن إلى جيرانه، يحسن إلى اليتامى، إلى غير ذلك من أنواع التقى والبر وأبواب الخير.
الغني: الذي استغنى بنفسه عن الناس، غني الله عزّ وجلّ عمن سواه، لا يسأل الناس شيئاً، ولا يتعرض للناس بتذلل؛ بل هو غني عن الناس، عارف نفسه، مستغن بربه، لا يلتفت إلى غيره.
الخفي: هو الذي لا يظهر نفسه، ولا يهتم أن يظهر عند الناس، أو يشار إليه بالبنان، أو يتحدث الناس عنه، تجده من بيته إلى المسجد، ومن مسجده إلى بيته، ومن بيته إلى أقاربه وإخوانه خفي، يخفي نفسه.
ولكن لا يعني ذلك أن الإنسان إذا أعطاه الله علماً أن يتقوقع في بيته ولا يُعلم الناس، هذا يعارض التقى، فتعليمه الناس خيرٌ من كونه يقبع في بيته ولا ينفع الناس بعلمه، أو يقعد في بيته ولا ينفع الناس بماله.
لكن إذا دار الأمر بين أن يلمَّع نفسه ويظهر نفسه ويبين نفسه، وبين أن يخفيها، فحينئذٍ يختار الخفاء، أما إذا كان لا بد من إظهار نفسه فلا بد أن يظهرها، هذا ممن يحبه الله عزّ وجلّ، وفيه الحث على أن الإنسان يكون خفياً، يكون غنياً عن غيره عن غير الله عزّ وجلّ، يكون تقياً لربه سبحانه وتعالى حتى يعبد الله سبحانه وتعالى في خير وعافية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/434)
ـ[خالد الحماد]ــــــــ[15 - 03 - 08, 12:10 م]ـ
بارك الله فيك أبا السها
وكلام الشيخ يؤيد هجران ما يؤذي المرء في دينه حين المخالطة إن لم يستطع التغيير، فلا أقل من أن يسلم له دينه حين الهجر
ـ[أبو السها]ــــــــ[15 - 03 - 08, 04:02 م]ـ
وفيك بارك،
وهذا قصد الشيخ، وهو الذي يتماشى وظاهر النصوص ومقاصد الشريعة(91/435)
الوعد بالزواج ثم الرجوع عنه؟
ـ[سيف 1]ــــــــ[14 - 03 - 08, 11:04 م]ـ
طلب منى أحد المعارف القريبين ان أسألكم الرأى
وهو على خلق ودين -احسبه والله حسيبه-
فقد وعد فتاة بالزواج منذ قرابة الأربع سنين -بعلم اهلها وشهودهم- واصطبروا عليه لأنه كان لم يزل يدرس. وقد أثر هذا في هذه الفتاه فأصبحت فى اقبال شديد على تعلم دينها والحفاظ على صلاتها وقراءة القرآن والصلاة وتعلم اللغة العربية _ليست عربية ولكن العائلة كلها مسلمة-
وعندما اقترب الميعاد احس بنفرة من الزواج منهاوالسبب انه على الرغم من انه كان يراها جذابة جدا من قبل لم يعد يراها كذلك واصبح يعقد مقارانات بينها وبين الفتيات اللواتى تراهن ذهابا وايابا واصبح يتمنى الزواج من قتاة بيضاء جميلة -الفتاة التى يعرفها سمراء البشرة
وهو في حيرة من امره فهل لو عاد عن وعده لحقه ذنب الغدر بالعهود ام للزواج حال آخر
فأفيدونا رحمكم الله
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 11:24 م]ـ
قل له " .. فاظفر بذات الدين تربت يداك "
ـ[أبو السها]ــــــــ[15 - 03 - 08, 02:52 ص]ـ
وأما فسخ الخطبة بدون مبرر شرعي فلا ينبغي، لما في ذلك من خلف الوعد وعدم الوفاء بالعهد المذمومين في كتاب الله تعالى وفي سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، فقد قال جل وعلا: وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً {الإسراء:34}
وقال تعالى: وَأَوْفُواْ بِعَهْدِ اللّهِ إِذَا عَاهَدتُّمْ وَلاَ تَنقُضُواْ الأَيْمَانَ بَعْدَ تَوْكِيدِهَا وَقَدْ جَعَلْتُمُ اللّهَ عَلَيْكُمْ كَفِيلاً {النحل:91}.
فإذا عاهد المسلم أخاه المسلم على شيء ما فعليه أن يفي له بهذا العهد امتثالا لأمر الله تعالى، وبعدا عن إخلاف العهد المنهي عنه شرعا والمذموم طبعاً، وهو من صفات المنافقين لقوله صلى الله عليه وسلم: أربع من كن فيه كان منافقاً خالصا، ومن كانت فيه خصلة منهن كانت فيه خصلة من النفاق حتى يدعها: من إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا خاصم فجر، وإذا ائتمن خان. رواه البخاري عن عبد الله بن عمرو.
ولا شك أن الزواج إذا حصل عليه وفاق من أهم ما ينبغي أن يفي به الطرفان، لما يترتب على خلفه من الأذى النفسي للمخطوبة وأهلها، ولأنه قد يشوه سمعتها عند الخطاب.
ولكن ربما يحصل لأحد الطرفين ما يدعوه إلى فسخ الخطبة قبل العقد، ولو وقع العقد لكان طلاقا وتكون المشكلة أكبر لما يترتب عليها، وقد نص الفقهاء على كراهة فسخ الخطبة عند عدم وجود مصلحة تستدعي ذلك، لما فيه من إخلاف الوعد.
وأما إن وجدت مصلحة فلا يكره، قال ابن قدامة في المغني: ولا يكره للولي الرجوع عن الإجابة إذا رأى المصلحة، ولا يكره لها أيضاً الرجوع إذا كرهت الخاطب لأنه عقد عمر يدوم الضرر فيه، فكان لها الاحتياط لنفسها والنظر في حظها. اهـ.
وعليه فما فعله خطيبك هذا ما كان ينبغي له أن يفعله إذا لم يكن له مبرر لفعله، وإن كان فسخ الخطبة لمصلحة ظهرت له في عدم إتمام الزواج فلا حرج عليه.
رقم الفتوى: 105449 من موقع الشبكة الإسلامية.
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 03:03 ص]ـ
وليس يوجب سوادُ الجسم ** سفاهة الفتى وسوء الفهم
وليس يوجب بياض الجلد ** نقاوة القلب ودار الخُلْد(91/436)
مسألة تَكرار العمرة في السفر الواحد
ـ[ابو الدحداح الشافعي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 11:16 م]ـ
السلام عليكم
ما هو القول الفصل في مسألة تَكرار العمرة في السفر الواحد؟؟
وبارك الله فيكم
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[14 - 03 - 08, 11:28 م]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=5353
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=85808
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=22781&highlight=%CA%DF%D1%C7%D1(91/437)
لا يُفتى ومالك في المدينة ... سبب ورودها!!!
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[15 - 03 - 08, 03:39 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد قيل في سبب تلك العبارة: لا يفتى ومالك في المدينة. أن امرأة بالمدينة في زمن مالك غسلت امرأة فالتصقت يدها على فرجها فتحير الناس في أمرها: هل تقطع يد الغاسلة أو فرج الميتة؟ فاستفتي مالك في ذلك فقال: سلوها ما قالت لما وضعت يدها عليها؟ فسألوها فقالت: قلت: طالما عصى هذا الفرج ربه، فقال مالك: هذا قذف، اجلدوها ثمانين تتخلص يدها، فجلدوها ذلك فخلصت يدها. فمن ثم قيل: لا يفتى ومالك في المدينة.
وهذه القصة أوردها ابن حجر الهيتمي الشافعي في تحفة المحتاج بصيغة (حكي) التي تدل على التضعيف، وقال عنها (غريبة)، وذكر الذهبي في السير عن ابن وهب قال: حججت سنة ثمان وأربعين ومائة وصائح يصيح: لا يفتي الناس إلا مالك بن أنس، وابن الماجشون. اهـ.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[15 - 03 - 08, 07:11 ص]ـ
قرأت منذ أمد بعيد أن هذه القصة مختلقة (ولا اذكر اين)
والمتأمل يجد امارات الوضع فيها فمثلا
كيف تسرع الإمام مالك وافتى بأنه قذف اليس من الأولى ان يطلب من المرأة البينة والظن بمالك ألا يفوته ذلك
ثم إن قولها لطالما عصى هذا الفرج ربه ليس قذفا صريحا فربما قصدت انها كانت تمتنع عن زوجا ورغم حرمة الامتناع الا انه لايوجب القذف والظن بمالك الايفوته ذلك
انا اكتب من الذاكرة ولكن حين قرأت فى مصدرى قديما كان هناك حجج اخرى لمن ابطل القصة ولعلى انشط وابحث ان شاء الله تعالى
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 01:04 م]ـ
هذه القصة مذكورة في كتاب الشيخ مشهور بن حسن وفقه الله
اسمه ----------- قصص لا تثبت ------------
فراجعه فهو مفيد
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 01:40 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=94080(91/438)
ماحسدتنا اليهودوالنصارى ما حسدتنا على البخاري ومسلم
ـ[احمد العثيمين]ــــــــ[15 - 03 - 08, 01:54 م]ـ
قال هذه العبارة أحد طلبة العلم، فهل هذه العبارة صحيحة وهل هناك دلائل على هذه العبارة. ارجو المشاركة والرد.
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[15 - 03 - 08, 05:40 م]ـ
لا شك أننا محسودون على هذه النعمة.
فأمَّةٌ حفظت أقوال نبيها وأفعاله وتقريراته وسننه وأيامه ومغازيه واعتنت بها غاية العناية ضبطاً وتحريراً وإتقاناً رواية ودراية بالسند المتصل = حريَّةٌ بالغبطة والحسد من الأمم الأخرى التي طال كتبَها التحريفُ والتبديل.
أما عن الدلائل فماذا تقصد بها؟ وأنت تعرف أن الصحيحين جُمِعاَ بعد قرنين من الهجرة النبوية.
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 02:01 ص]ـ
عَنْ عَائِشَةَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: " مَا حَسَدَتْكُمْ الْيَهُودُ عَلَى شَيْءٍ مَا حَسَدَتْكُمْ عَلَى السَّلَامِ وَالتَّأْمِينِ "
رواه ابن ماجه وصححه الألباني رحمه الله تعالى.
وعليه ففي كلمة الأخ نظر واضح. وإن كان لا يمنع أن المسلمين محسودون على هذين الكتابين كما ذكر أبو أسامة بارك الله فيه. والله أعلم
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[16 - 03 - 08, 02:53 ص]ـ
قال هذه العبارة أحد طلبة العلم، فهل هذه العبارة صحيحة وهل هناك دلائل على هذه العبارة. ارجو المشاركة والرد.
ربما قصد انهم يحسدوننا على الكتابين بلسان الحال وليس المقال
اى ودوا لو كانوا مثلنا قد حفظ لهم سابقوهم شريعتهم دون تبديل او تحريف وكان الصواب قول
لو حسدنا اليهود والنصارى على شىء يفتقدونه لحسدونا على تدوين سنة نبينا
والله اعلم(91/439)
من حلف هلى زوجته وعصته وهي تظن أن الفعل هذا ليس هو الذي قصده الزوج هل تطلق أم لا تطلق
ـ[مصطفى المدني]ــــــــ[15 - 03 - 08, 05:15 م]ـ
وجدت هذا الكلام لابن القيم وأريد أعرف حكم العمل به وهل هو صحيح يعني أكد عليه العلماء أم لاء فأرجو من طلاب العم الشرح الوافي له.
يقول:
وقد رفع النبي صلى الله عليه وسلم المؤاخذة عمن أكل وشرب في نهار رمضان ناسيا لصومه مع ان اكله وشربه فعل لا يمكن تداركه فكيف يؤاخذه بفعل المحلوف عليه ناسيا ويطلق عليه امرأته ويخرب بيته ويشتت شمله وشمل اولاده وأهله وقد عفاله عن الاكل والشرب في نهار الصوم ناسيا
وقد عفا عمن اكل أوشرب في نهار الصوم عمدا غير ناس لما تأول الخيط الابيض والخيط الاسود بالحبلين المعروفين فجعل يأكل حتى تبينا له وقد طلع النهار وعفا له عن ذلك ولم يأمره بالقضاء لتأويله فما بال الحالف المتأول لا يعفى له عن الحنث بل يخرب بيته ويفرق بينه وبين حبيبته ويشتت شمله كل مشتت
وقد عفا عن المتكلم في صلاته عمدا ولم يأمره بالاعادة لما كان جاهلا بالتحريم لم يتعمد مخالفة حكمه فألغى كلامه ولم يجعله مبطلا للصلاة فكيف لا يقتدى به ويلغى قول الجاهل وفعله في باب الايمان ولا يحنثه كما لم يؤثمه الشارع وقد عفا عن المتكلم في صلاته عمدا ولم يأمره بالاعادة لما كان جاهلا بالتحريم لم يتعمد مخالفة حكمه فألغى كلامه ولم يجعله مبطلا للصلاة فكيف لا يقتدى به ويلغى قول الجاهل وفعله في باب الايمان ولا يحنثه كما لم يؤثمه الشارع
وإذا كان قد عفا عمن قدم شيئا أواخره من أعمال المناسك من الحلق والرمي
والنحر نسيانا أوجهلا فلم يؤاخذه بترك ترتيبها نسيانا فكيف يحنث من قدم ما حلف على تأخيره أواخر ما حلف على تقديمه ناسيا أوجاهلا
وإذا كان قد عفا عمن حمل القذر في الصلاة ناسيا أوجاهلا به فكيف يؤاخذ الحالف ويحنث به وكيف تكون أوامر الرب تعالى ونواهيه دون ما التزمه الحالف بالطلاق والعتاق وكيف يحنث من لم يتعمد الحنث 2وهل هذا إلا بمنزلة تأثيمه من لم يتعمد الاثم وتكفيره من لم يتعمد الكفر وكيف يطلق أويعتق على من لم يتعمد الطلاق والعتاق ولم يطلق على الهازل إلا لتعمده فإنه تعمد الهزل ولم يرد حكمه وذلك ليس اليه بل الى الشارع فليس الهازل معذورا بخلاف الجاهل والمخطئ والناسي
وبالجملة فقواعد الشريعة واصولها تقتضي الا يحنث الحالف جميع ما ذكرنا ولا يطرد على القياس ويسلم من التناقض إلا هذا القول
وأما تحنيثه في جميع ذلك فإن صاحبه وان سلم من التناقض لكن قوله مخالف لآصول الشريعة وقواعدها وأدلتها ومن حنث في بعض ذلك دون بعض تناقض ولم يطرد له قول ولم يسلم له دليل عن المعارضه.
ويقول في مكان ثاني:
اما المتأول فالصواب انه لا يحنث كما لم ياثم في الامر والنهي وقد صرح به الاصحاب فيما لو حلف انه لا يفارق غريمه حتى يقبض حقه فأحاله به ففارقه يظن ان ذلك قبض وانه بر في يمينه فحكوا فيه الروايات الثلاث وطرد هذا كل متأول ظن انه لا يحنث بما فعله فإن غايته ان يكون جاهلا بالحنث وفي الجاهل الروايات الثلاث
وإذا ثبت هذا في حق المتأول فكذلك في حق المقلد اولى فإذا حلف بالطلاق ألا يكلم فلانا أولا يدخل داره فأفتاه مفت بعدم وقوع الطلاق في هذه اليمين اعتقادا لقول على بن ابي طالب كرم الله وجهه وطاوس وشريح أواعتقادا لقول ابي حنيفة والقفال في صيغة الالتزام دون صيغة الشرط أواعتقاد لقول اشهب وهو اجل اصحاب مالك أنه إذا علق الطلاق بفعل الزوجة انه لم يحنث بفعلها أواعتقادا لقول ابي عبد الرحمن الشافعي اجل اصحاب الشافعي ان الطلاق المعلق لا يصح كما لا يصح النكاح والبيع والوقف المعلق وهو مذهب جماعة من أهل الظاهر لم يحنث في ذلك كله ولم يقع الطلاق ولو فرض فساد هذه الاقوال كلها فإنه إنما فعل المحلوف عليه متأولا مقلدا ظانا انه لا يحنث به فهو أولى بعدم الحنث من الجاهل والناسي وغاية ما يقال في الجاهل إنه مفرط حيث لم يستقص ولم يسأل غير من أفتاه وهذا بعينه يقال في الجاهل إنه مفرط حيث لم يبحث ولم يسأل عن المحلوف عليه فلو صح هذا الفرق لبطل عذر الجاهل ألبتة فكيف والمتأول مطيع لله مأجور إما أجرا واحدا أوأجرين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/440)
والنبي ص - لم يؤاخذ خالدا في تأويله حين قتل بني جذيمة بعد إسلامهم ولم يؤاخذ أسامة حين قتل من قال لا إله إلا الله لأجل التأويل ولم يؤاخذ من أكل نهارا في الصوم عمدا لأجل التأويل ولم يؤاخذ اصحابه حين قتلوا من سلم عليهم وأخذوا غنيمته لاجل التاويل ولم يؤاخذ المستحاضة بتركها الصوم والصلاه لاجل التأويل ولم يؤاخذ عمر رضى الله عنه حين ترك الصلاة لما اجنب في السفر ولم يجد ماء ولم يؤاخذ من تمعك في التراب كتمعك الدابة وصلى لأجل التأويل وهذا اكثر من ان يستقصى
واجمع اصحاب رسول الله ص - على ان كل مال أودم اصيب بتاويل القران فهو هدر في قتالهم في الفتنه قال الزهري وقعت الفتنة واصحاب رسول الله ص - كلهم متوافرون فأجمعوا على ان كل مال أودم اصيب بتأويل القرآن فهو هدر انزلوهم منزلة الجاهلية ولم يؤاخذ النبي ص - عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين رمى حاطب بن ابي بلتعة المؤمن البدري بالنقاق لاجل التأويل ولم يؤاخذ أسيد بن حضير بقوله لسعد سيد الخزرج إنك منافق تجادل عن المنافقين لاجل التأويل ولم يؤاخذ من قال عن مالك بن الدخشم ذلك المنافق نرى وجهه وحديثه الى المنافقين لاجل التأويل ولم يؤاخذ عمر بن الخطاب رضى الله عنه حين ضرب صدر ابي هريرة حتى وقع على الارض وقد ذهب للتبليغ عن رسول الله ص - بأمره فمنعه عمر وضربه وقال ارجع وأقره رسول الله ص - على فعله ولم يؤاخذه لأجل التأويل
وكما رفع مؤاخذة التأثيم في هذه الامور وغيرها رفع مؤاخذة الضمان في الاموال والقضاء في العبادات فلا يحل لأحد أن يفرق بين رجل وامرأته لأمر يخالف مذهبه وقوله الذي قلد فيه بغير حجة فإذا كان الرجل قد تأول وقلد من أفتاه بعدم الحنث فلا يحل له أن يحكم عليه بأنه حانث في حكم الله ورسوله ولم يتعمد الحنث بل هذه فرية على الله ورسوله وعلى الحالف وإذا وصل الهوى إلى هذا الحد فصاحبه تحت الدرك وله مقام وأي مقام بين يدي الله يوم لا ينفعه شيخه ولا مذهبه ومن قلده والله المستعان.
أرجو من المشايخ طلاب العلم الشرح والتعليم لمعنى هذا الكلام وهل لو قال واحد لزوجته لو فعلت كذا انت طالق وفعلت وهي لا تظن هذا الشيئ هو الذي يقصده الزوج لا تطلق عليه
ـ[مصطفى المدني]ــــــــ[11 - 05 - 08, 01:30 م]ـ
بعد 3 شهور بدون رد ولا تعليق
للرفع والتذكير(91/441)
هل أخطأ النووي في تفسير هذه الكلمة؟
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[15 - 03 - 08, 05:25 م]ـ
إخواني الأفاضل: رواد هذا الملتقى
قرأت تفسير حديث للإمام النووي ولما راجعت بعض كتب اللغة وغريب الحديث وجدت العلماء كلهم تواردوا على تفسير هذه الكلمة بخلاف تفسير النووي فخشيت أن تكون خطأ من الإمام النووي، فقلت في نفسي لم لا أعرضها على إخواني في ملتقى أهل الحديث لعلهم يفيدوننا فيها.
وهاكم الحديث والتفسير من قبل النووي:
أخرج ابن السني في عمل اليوم رقم 396 تحقيق الهلالي بإسناده عن أبي هريرة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رأى رجلا معه غلام فقال للغلام: " من هذا " قال: أبي، قال: " فلا تمش أمامه، ولا تستسب له، ولا تجلس قبله ولا تدعه باسمه "
قال النووي في كتابيه المجموع (8: 442) والأذكار (2: 717): لا تستسب له أي: لا تفعل فعلا تتعرض فيه لأن يسبك أبوك زجرا لك وتأديبا على فعلك القبيح
وقد وجدت كلا من الخطابي في غريب الحديث (2: 429) والزمخشري في الفائق (2: 451) وابن الأثير في النهاية (2: 330) وابن منظور في اللسان (1: 456) والزبيدي في تاج العروس (2: 64) كلهم قد تواردوا على المعنى الآتي وهو
" لا تستسب له: يريد لا تعرض أباك للسب بأن تسب أبا غيرك فيسب أباك مجازاة لك، وهذا على معنى قوله تعالى: " ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم "
فهل أخطأ النووي في هذا المعنى أم هو مسبوق بذلك أم هو اجتهاد منه وهو صواب وإن لم يسبق إليه.
ـ[حسام الفقير]ــــــــ[15 - 03 - 08, 06:22 م]ـ
رحمك الله أخي على اهتمامك.
أقول عساه تصحيف فقط: والصحيح فيها نزع حرف الكاف من يسبك فتصبح: يُسب أبوك. فيستقيم الكلام.
والله أعلم.
ـ[هادي آل غانم]ــــــــ[15 - 03 - 08, 06:41 م]ـ
أخي الفاضل: حسام
كلامك صحيح لو أن كلمة الإمام النووي في كتاب واحد ولكنه في كتابين مختلفين بل وأزيدك على أنه ليس ثم تصحيف
ففي المجموع قال النووي: أي لا تفعل فعلا تتعرض فيه لأن يسبك عليه أبوك زجرا وتأديبا.
أظن هذه واضحة من كلام النووي!
ـ[أبو السها]ــــــــ[16 - 03 - 08, 12:21 ص]ـ
لا أرى بينهما تعارضا بينا، فتفسير النووي لكلمة "لا تستسب" أعم من تفسير البقية الذين ذكرتهم، فهؤلاء حصروا معنى الكلمة في القول باللسان (لا تسب أبا غيرك فيسب أباك مجازاة لك)،بينما النووي وسع معنى الكلمة فجعلها " عملا" (لا تفعل فعلا تتعرض فيه لأن يسبك أبوك)، بمعنى: كل عمل يجلب سب أبيك، والقول عمل اللسان، فتفسير النووي - والله أعلم - أبلغ،
ـ[توبة]ــــــــ[16 - 03 - 08, 12:33 ص]ـ
الإمام النووي رحمه الله نظر إلى معنى الحديث ككل:
فلو تأملتم النص:
عن أبي هريرة أن النبي رأى رجلا معه غلام فقال للغلام: " من هذا " قال: أبي، قال: " فلا تمش أمامه، ولا تستسب له، ولا تجلس قبله و لا تدعه باسمه "
لوجدتم أن بقية الوصايا النبوية في الحديث هي حينما يكون الابن بحضرة أبيه،وعلى هذا فتفسير النووي رحمه الله أكثر دقة.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - 03 - 08, 03:37 ص]ـ
ومن ذا الذي قد بلغ رتبة النووي -رحمه الله- في مجموع علوم اللغة والفقه والحديث والتراجم؟!!! إمامٌ لا يُشَق له غبار.
ـ[أبو عبد الله الورد]ــــــــ[18 - 03 - 08, 06:17 ص]ـ
جزاكم الله خيراُ
بالفعل لا تعارض في فهم النص بين الأئمة فكل جاء بما يناسب المعنى لغة والنووي جاء بما يناسب السياق(91/442)
فتوى للشيخ محمد بن ابراهيم حول الاحتفال بالمولد النبوي
ـ[ابن همام المنصورى]ــــــــ[15 - 03 - 08, 06:10 م]ـ
حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم وقولهم ان الرسول يحضره، وهل يجوز حضور هذه الموالد، والانفاق عليها)
من محمد بن إبراهيم إلى المكرم عبد الرحمن بلوشي سلمه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
فقد جرى اطلاعنا على استفتائك الموجه إلينا بخصوص مجموعة مسائل.
" إحداها ": سؤالك عن حكم الاحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، وهل فعله أحد من أصحابه أو التابعين وغيرهم من السلف الصالح؟
الجواب: لاشك أن الإحتفال بمولد النبي صلى الله عليه وسلم من البدع المحدثة في الدين، بعد أن انتشر الجهل في العالم الإسلامي وصار للتضليل والإضلال والوهم والإيهام مجال، عميت فيه البصائر وقوي فيه سلطان التقليد الأعمى،وأصبح الناس في الغالب لا يرجعون إلى ما قام الدليل على مشروعيته، وإنما يرجعون إلى ما قاله فلان وارتضاه علان، فلم يكن لهذه البدعة المنكرة أثر يذكر لدى أصحاب رسول الله ولا لدى التابعين وتابعيهم، وقد قال صلى الله عليه وسلم " عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ وإياكم ومحدثات الأمور، فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة " وقال أيضاً " من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد " (35) وفي رواية: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" (36).
واذا كان مقصدهم من الاحتفال بالمولد النبوي تعظيم رسول الله صلى الله عليه وسلم وإحياء ذكره فلاشك أن تعزيره وتوقيره يحصل بغير هذه الموالد المنكرة وما يصاحبها من مفاسد وفواحش ومنكرات، قال الله تعالى: [ورفعنا لك ذكرك] (37) فذكره مرفوع في الأذان والإقامة والخطب،والصلوات، وفي التشهد،والصلاة عليه في الدعاء وعند ذكره، فلقد صح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال:" البخيل من ذكرت عنده فلم يصل عليّ" (38).
وتعظيمه يحصل بطاعته فيما أمر، وتصديقه فيما أخبر،واجتناب ما نهى عنه وزجر، وألا يعبد الله إلا بما شرع، فهو أجل من أن تكون ذكراه سنوية فقط، ولو كانت هذه الاحتفالات خيراً محضاً أو راجحاً لكان السلف الصالح رضي الله عنهم أحق بها منا، فإنهم كانوا أشد منا محبة وتعظيماً لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهم على الخير أحرص، ولكن قد لا يتجاوز أمر أصحاب هذه الموالد ما ذكره بعض أهل العلم: من أن الناس إذا اعترتهم عوامل الضعف والتخاذل والوهن راحوا يعظمون أئمتهم بالاحتفالات الدورية دون ترسم مسالكهم المستقيمة، لأن تعظيمهم هذا لا مشقة فيه على النفس الضعيفة.
ولاشك أن التعظيم الحقيقي هو طاعة المعظم والنصح له والقيام بالأعمار التي يقوم بها أمره ويعتز بها دينه: إن كان رسولاً، وملكاً إن كان ملكاً، وقد كان السلف الصالح أشد ممن بعدهم تعظيماً للنبي صلى الله عليه وسلم ثم للخلفاء الراشدين من بعده،وناهيك ببذل أموالهم وأنفسهم في هذا السبيل، إلا أن تعظيمهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وخلفاءه الراشدين لم يكن كتعظيم أهل هذه القرون المتأخرة ممن ضاعت منهم طريقة السلف الصالح في الإهتداء والإقتداء وسلكوا طريق الغواية والضلال في مظاهر التعظيم الأجوف، ولا ريب أن الرسول صلى الله عليه وسلم أحق الخلق بكل تعظيم يناسبهم إلا أنه ليس من تعظيمه أن نبتدع في دينه بزيادة أو نقص أو تبديل أو تغيير لأجل تعظيمه به.
كما أنه ليس من تعظيمه عليه الصلاة والسلام أن نصرف له شيئاً مما لا يصلح لغير الله من أنواع التعظيم والعبادة. وحسن النية لا يبيح الابتداع في الدين، فقد كان جل ما أحدث أهل الملل قبلنا من التغيير في دينهم عن حسن نية، وما زالوا يبتدعون بقصد التعظيم وحسن النية حتى صارت أديانهم غير ما جاءت به رسلهم، ولو تساهل سلفنا الصالح كما تساهلوا وكما تساهل الخلف لضاع أصل ديننا أيضاً،ولكن السلف الصلاح حفظوا لنا الأصل فالواجب علينا أن نرجع إليه ونعض عليه بالنواجذ.
والخلاصة أن الاحتفال بالموالد من البدع المنكرة وقد كتبنا فيها رسالة مستقلة فيها مزيد تفصيل نزودكم بصورة منها (39) للانتفاع والله ولي التوفيق.
" الثانية" ذكرك عما يقوله بعض الجهال والمضللين: من أن الرسول عليه الصلاة والسلام يحضر الاحتفالات بمولده،وهذا من أبطل الباطل ومما لا يتسع له عقل عاقل.
" الثالثة " سؤالك عن حكم هذه الموالد،وهل يجوز الاشتراك فيها والإنفاق عليها , وقد مر الجواب عن حكم هذه الموالد في معرض جوابنا عن المسألة الأولى، أما الاشتراك فيها بالحضور والإنفاق عليها ونحوها فقد سبق لنا القول بأنها بدعة،وأن كل بدعة ضلالة فحضورها ضلال، والإنفاق عليها أو المشاركة في الإنفاق عليها مشاركة في الضلال والإضلال، وإشاعة الفحشاء والمنكر.(91/443)
ما حُكمة صلاة ركعتين بـ 3 نوايا؟
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[15 - 03 - 08, 10:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أنهيتُ صلاةَ الظهرِ .. وبقي سُنة الظهر ركعتين، فأحببت أن أجمع ثلاث نوايا
في وقتٍ واحد، ونفس الركعتين
.. الأولى: نية سنة الظهر
الثانية: صلاة الإستخارة
الثالث: صلاة الإستغفار (إذا أذنب العبد ذنب)
فهل تجزيء عني ال 3 نوايا (سنة الظهر، الإستخارة، التوبة) في نفس الركعتين؟
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 12:47 ص]ـ
صلاة التوبة
سؤال:
كيف تصلى صلاة التوبة؟ وكم ركعة هي؟ وهل يمكن أن أصليها بعد صلاة العصر؟
الجواب:
الحمد لله
فإنّ من رحمة الله تعالى بهذه الأمة أن فتح لها باب التوبة، فلا تنقطع حتى تبلغ الروح الحلقوم أو تطلع الشمس من مغربها.
ومن رحمته تعالى بهذه الأمة كذلك أن شرع لهم عبادة من أفضل العبادات، يتوسل بها العبد المذنب إلى ربه، رجاء قبول توبته، وهي "صلاة التوبة" وهذه بعض المسائل المتعلقة بهذه الصلاة.
1 - مشروعية صلاة التوبة
أجمع أهل العلم على مشروعية صلاة التوبة، روى أبو داود (1521) عن أبي بَكْرٍ الصديق رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَا مِنْ عَبْدٍ يُذْنِبُ ذَنْبًا فَيُحْسِنُ الطُّهُورَ، ثُمَّ يَقُومُ فَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُ اللَّهَ إِلَّا غَفَرَ اللَّهُ لَهُ، ثُمَّ قَرَأَ هَذِهِ الْآيَةَ: "وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ"). صححه الألباني في صحيح أبي داود.
وروى أحمد (26998) عن أَبي الدَّرْدَاءِ رضي الله عنه قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ تَوَضَّأَ فَأَحْسَنَ وُضُوءَهُ ثُمَّ قَامَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ أَوْ أَرْبَعًا (شك أحد الرواة) يُحْسِنُ فِيهِمَا الذِّكْرَ وَالْخُشُوعَ، ثُمَّ اسْتَغْفَرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ، غَفَرَ لَهُ) قال محققو المسند: إسناده حسن. وذكره الألباني في "سلسلة الأحاديث الصحيحة" (3398).
2 - سبب صلاة التوبة
سبب صلاة التوبة هو وقوع المسلمِ في معصية سواء كانت كبيرة أو صغيرة، فيجب عليه أن يتوب منها فوراً، ويندب له أن يصلي هاتين الركعتين، فيعمل عند توبته عملاً صالحاً من أجل القربات وأفضلها، وهو هذه الصلاة، فيتوسل بها إلى الله تعالى رجاء أن تقبل توبته، وأن يغفر ذنبه.
3 - وقت صلاة التوبة
يستحب أداء هذه الصلاة عند عزم المسلم على التوبة من الذنب الذي اقترفه، سواء كانت هذه التوبة بعد فعله للمعصية مباشرة، أو متأخرة عنه، فالواجب على المذنب المبادرة إلى التوبة، لكن إن سوّف وأخّرها قبلت، لأن التوبة تقبل ما لم يحدث أحد الموانع الآتية:
1 - إذا بلغت الروح الحلقوم، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ) حسنه الألباني في صحيح الترمذي (3537).
2 - إذا طلعت الشمس من مغربها، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ تَابَ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ مِنْ مَغْرِبِهَا تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ) رواه مسلم (2703).
وهذه الصلاة تشرع في جميع الأوقات بما في ذلك أوقات النهي (مثل: بعد صلاة العصر) لأنها من الصلوات التي لها سبب، فتشرع عند وجود سببها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "ذوات الأسباب كلها تفوت إذا أخرت عن وقت النهي، مثل سجود التلاوة، وتحية المسجد، وصلاة الكسوف، ومثل الصلاة عقب الطهارة، كما في حديث بلال، وكذلك صلاة الاستخارة، إذا كان الذي يستخير له يفوت إذا أخرت الصلاة، وكذلك صلاة التوبة، فإذا أذنب فالتوبة واجبة على الفور، وهو مندوب إلى أن يصلي ركعتين، ثم يتوب، كما في حديث أبي بكر الصديق" انتهى من "مجموع الفتاوى" (23/ 215).
4 - صفة صلاة التوبة
صلاة التوبة ركعتان، كما في حديث أبي بكر الصديق رضي الله عنه.
ويشرع للتائب أن يصليها منفرداً، لأنها من النوافل التي لا تشرع لها صلاة الجماعة، ويندب له بعدها أن يستغفر الله تعالى، لحديث أبي بكر رضي الله عنه.
ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يستحب تخصيص هاتين الركعتين بقراءة معينة، فيقرأ المصلي فيهما ما شاء.
ويستحب للتائب مع هذه الصلاة أن يجتهد في عمل الصالحات، لقول الله تعالى: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً ثُمَّ اهْتَدَى) طه/82.
ومن أفضل الأعمال الصالحة التي يفعلها التائب: الصدقة، فإن الصدقة من أعظم الأسباب التي تكفر الذنب، قال الله تعالى: (إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَيُكَفِّرُ عَنْكُمْ مِنْ سَيِّئَاتِكُمْ).
وثبت عن كعب بن مالك رضي الله عنه أنه قال لما تاب الله عليه: يا رسول الله إنّ من توبتي أن أنخلع من مالي صدقة إلى الله وإلى رسوله، قال رسول الله: (أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك)، قال: فإني أمسك سهمي الذي بخيبر. متفق عليه.
والخلاصة:
1 - ثبوت هذه الصلاة عن النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - أنها تشرع عند توبة المسلم من أي ذنب، سواء كان من الكبائر أم من الصغائر، وسواء كانت هذه التوبة بعد اقتراف المعصية مباشرة، أم بعد مضي زمن.
3 - أن هذه الصلاة تؤدى في جميع الأوقات، بما في ذلك أوقات النهي.
4 - أنه يستحب للتائب مع هذه الصلاة فعل بعض القربات، كالصدقة وغيرها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الإسلام سؤال وجواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/444)
ـ[أبو السها]ــــــــ[16 - 03 - 08, 01:29 ص]ـ
هذا كلام للشيخ الألباني- رحمه الله- في مسألة الجمع بين النيات في الصلاة:
على الشريط رقم220، عند الدقيقة:34
http://www.alalbany.net/albany_tapes_hoda_noor_02.php
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[16 - 03 - 08, 09:22 م]ـ
جزاكما الله خيراً أخي أبو عمر الحربي، وأبو السها
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[21 - 03 - 08, 06:57 ص]ـ
هل من جديد وفقكم الله؟!(91/445)
حمّل: دروس شرح عمدة الأحكام (الشرح الجديد) للشيخ محمد المختار الشنقيطي (إضافة شهرية)
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[15 - 03 - 08, 11:33 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
فهذه سلسلة دروس شرح كتاب عمدة الأحكام (الشرح الثاني الجديد) بالحرم النبوي الشريف للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي حفظه الله تعالى ونفع بعلمه وغفر له ولوالديه ..
وسأحاول ما استطعت إنزال الدروس تباعاً (إضافة شهرية)
الدرس الأول
http://www.mediafire.com/?yuzdmjmmcow
ـ[أبو أسيد]ــــــــ[16 - 03 - 08, 12:01 م]ـ
و أيضاً لو تكرمت الموطأ
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 08:13 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[السوادي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 05:36 ص]ـ
جزاك الله خير(91/446)
قول الشيخ ابن باز والشيخ ابن عثيمين واللجنة الدائمة في العرضة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 03 - 08, 11:41 م]ـ
الفتوى رقم (17203)
س: لقد درجت وشاعت العادات عند القبائل بإحضار بعض ممن يسمون شعراء المحاورة، مثل أن يأتوا بشاعرين، كل واحد منهم من قبيلة مقابل إعطائهم مبلغا من المال في حفلات العرس وغيرها، ويقوم الشاعران بإحياء الليل كما يقولون، حيث يكون هناك صفان متقابلان من الرجال، كل شاعر له صف يرددون ترديدا جماعيا ما يقوله الشاعران بأصوات عالية، مع التصفيق والرقص والتمايل، ويفتخر كل شاعر بحسبه ونسبه، ويطعن بالمقابل في الشاعر الآخر.
وهناك ترد عدة أسئلة منها:
1 - ما حكم استئجار هذا النوع من الشعراء، وحكم هذا النوع من الشعر؟
2 - ما حكم الرقص والتصفيق والتمايل؟
3 - ما هو الحكم الشرعي فيمن يقفون للشعراء في الصف ويرددون كلامهم؟
4 - ما حكم ما يقوم به الشعراء من الطعن بعضهم في بعض، والطعن في الأنساب والتفاخر بالأحساب في غالب شعرهم؟
5 - ما حكم الإتيان إلى الأماكن التي يوجد بها هذا النوع من الشعر؟
6 - ما حكم السهر معهم إلى ما قبل الفجر؟
7 - من هؤلاء الشعراء من يدرب الشباب على الشعر والرقص ويصطحبهم معه إلى الأماكن التي يوجد بها هذا النوع، ما حكم ذلك؟
8 - ما حكم إجابة الدعوة في المناسبات التي يتواجد فيها هذا النوع من الشعر؟ وجزاكم الله خيرا.
الجواب /
هذه الأفعال محرمة، لا يجوز فعلها، ولا إتيان أماكنها ولو دعيت لها، إلا إذا كان في نيتك إنكارها والتحذير منها.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
__________________
الفتوى رقم (4118)
س: قد حصل بيننا وبين بعض الإخوان من أهالي قريتنا نقاش في موضوع العرضة الخاصة ببلاد غامد وزهران وقد أباحها بعض الإخوان وبعض الإخوان كرهوها، والبعض حرمها، فأما من أباحها فإن حجتهم: أن الأحباش كان لهم ألعاب خاصة، وقد اعترض عمر بن الخطاب فأجابه الرسول -صلى الله عليه وسلم- بأن يتركهم ليعلم اليهود والنصارى أن في ديننا فسحة، فكذلك العرضة هي دلالة الرجولة والشجاعة، وهي عادات قديمة في القرى، وأقرتها الحكومة، أما حجة من كرهها فلأن فيها تبذيرا للمال، وفيها ضياع للوقت، وإذا كان لا يلهي عن أداء فريضة فيقولون لا بأس بها، وأما من قال بحرمتها فاستدل بالأدلة الآتية:
أولا:
أن قوام العرضة الزير، وهو من مزامير الشيطان.
ثانيا:
الشاعر وشعراء المنطقة يغلب على أشعارهم القول بالطرق الفنية الحديثة، فيرفعون الوضيع ويضعون الرفيع من أجل كسب المال.
ثالثا:
فيها التبذير، حيث وصل ما يعطى لكل شاعر إلى خمسة آلاف فما فوق، في أغلب الأحيان، وكذلك الذي يضرب على الزير ومعاونيه بمعنى أن الليلة التي تقام فيها العرضة لا يقل ما ينفق فيها عن عشرة آلاف ريال فما فوق بحجم المناسبة.
رابعا:
يظهر على غالب أهل العرضة أو الذين ينزلون ميدانها الخيلاء والتكبر وحب الظهور، وحيث قد دخل ما يسمى بالفيديو في تصوير وقائعها وعرضها فيما بعد داخل البيوت، فزاد الطينة بلة، وأصبح للعرضة رقيصة يرقصون ويتمايلون ذات اليمن وذات الشمال.
خامسا:
يظهر النساء في الغالب على أسطح المنازل للفرجة على ميدان العرضة، وتدخل الفيديو في داخل البيوت وفي هذا ما فيه من المفاسد.
سادسا:
يمتد وقت العرضة إذا كانت مقامة في الليل -وهذا الغالب- إلى ما بعد منتصف الليل، وتضيع صلاة الجماعة في فجر تلك الليلة إلا من رحم الله، وذلك لما يصيب الأجسام من الإرهاق والتعب.
سابعا:
إن تسمع طنة الزير حتى تضيق الأماكن بالسيارات، وترى الناس قد اجتمعوا أفرادا وجماعات، منهم من قد أفنى الدهر عمره، فترى أصحاب العكاكيز يتوكئون على عصيهم وقد يشاركون في العرضة؛ لأنهم ينسون حالهم في هذا الوقت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/447)
هذه حال العرضة وهذه آراء الفرق فيها، وضعتها بين يدي فضيلتكم لتتكرموا بإجابتنا عليها مفصلة، وإنا لمنفذون ما تفتونا به إن شاء الله، فثقتنا عظيمة أن فتواكم تعتمد على علم ودراية بكتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-، والحق أحق أن يتبع.
الجواب /
إذا كان واقع العرضة على ما ذكر في السؤال، من المزامير ونحوها، ومن غلو شعرائها في شعرهم بما يرفع الوضيع ويضع الرفيع؛ طمعا في كسب المال، ومن التبذير في الأموال، ومن الرقص والتمايل والخيلاء، وتصوير من يقومون بالعرضة، وما جرى منهم فيها والمتفرجين عليها لعرضها مستقبلا على شتى الوجوه، وفي مختلف الأماكن، ومن اطلاع النساء على ما يجري في العرضة من المنكرات من فوق السطوح وغيرها، ومن استمرار العرضة إلى نصف الليل مثلا، مما قد يفضي إلى تضييع أداء صلاة الفجر في وقتها على جميع الحاضرين، أو بعض من حضر العرضة- فهي حرام؛ لما اشتملت عليه من المنكرات، بل بعض هذه المنكرات كاف في الحكم عليها بالتحريم، وليس في مثل هذه العرضة شيء من الرجولة والشجاعة والكرم، بل فيها المجون والكذب وإيغار صدور من حط من قدرهم، وإغواء من تجوز الحد في مدحهم، والسفه والتبذير بإنفاق الأموال في غير وجهها، وضياع الوقت ونشر الفساد في الأرض، والتزام عادات جاهلية تقليدا للآباء والأجداد على غير بصيرة، واتباعا للهوى وإشباعا للشهوات، وإيثارا لذلك على ما جاء في شريعة الإسلام، من مكارم الأخلاق والسير الحميدة.
أما ما كان من الحبشة فهي عرضة حربية، فيها تدريب على أعمال الحرب، وتمرين على استعمال أسلحته، وكان ذلك منهم يوم عيد دون أن يشغلهم عن أداء فريضة عن وقتها، فهذا هو الذي فيه الرجولة والبطولة، والمران على الجهاد دون أن يضيع وقتا أو يفوت ما هو أولى منه.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
------
السؤال الثالث من الفتوى رقم (16402)
س 3: قمت في خطبة من الخطب ونهيت عن مجالسة أهل اللهو والغناء، تكلمت عن لعبة الزير في بني مالك، فقام أهل المنطقة وبعضهم من كبار السن بالرد بقولهم: هذه العاب شعبية بطولية، ليس فيها حب ولا رقص نساء، وإنما لعبهم بالسيوف، والبنادق، ودق الزير؟ الذي هو عبارة عن برميل مغطى بجلد جمل، أو صحن خشبي مغطى بجلد بقر، ويضرب بعصاتين، وضاربه يسمى النقار، يعطى مبلغا من المال، فهل هذا اللعب حرام أم حلال؟ حتى نرد عليهم بصفتكم مصدرا رسميا مسئولا.
ج 3: ضرب الدف إنما يجوز للنساء في حفل الزواج، إعلانا للنكاح بشرط أن يكون ذلك في محيط النساء، أما الرجال فلا يجوز لهم ضرب الدفوف ولا غيرها من أنواع اللهو؛ لقوله تعالى: سورة لقمان الآية 6 وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ولهو الحديث هو: الغناء وما صاحبه من آلات اللهو، والعادات إذا كانت تخالف الشرع يجب تركها، فما فعلته من إنكار ذلك هو الصواب، وجزاك الله خيرا. أما اللعب بالسلاح على سبيل التدرب والتعلم والاستعداد لجهاد الأعداء فلا حرج فيه؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أقر جماعة من الحبش يلعبون بالسلاح في مسجده صلى الله عليه وسلم، وذلك داخل في قوله تعالى: سورة الأنفال الآية 60 (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ).
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... عضو ... نائب الرئيس ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
--------------
الفتوى رقم (18093)
س: تقام لدينا في الأعياد، خاصة بعد شهر رمضان ما يسمى بالعرضات الشعبية، التي يجتمع فيها الناس ويضربون الطبول فيها حتى ساعة متأخرة من الليل، وتستخدم فيها مكبرات الصوت، التي تزعج السكان القريبين من مكان إقامة الاحتفالات، وهذه الاحتفالات ينفق عليها الكثير من الأموال في شراء الذبائح والمأكولات والمشروبات، وجلب الفرق التي تقوم بضرب الطبول ونحوها.
نرجو إفادتنا عن حكم شرعية ممارسة هذه الأعمال أو المساهمة في إقامتها. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الجواب:
العرضة الشعبية التي تقام في يوم عيد الفطر بضرب الطبول، ومنها ما يعمل إلى وقت متأخر من الليل، وإنفاق الأموال فيها- عمل منكر، لا سيما وأنها بعد شهر عبادة عظيمة، وهو شهر رمضان المبارك.
فينبغي منع إقامة العرضات الشعبية المشتملة على ما ذكر.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... عضو ... الرئيس
بكر أبو زيد ... عبد العزيز آل الشيخ ... صالح الفوزان ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
-----
-----------
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/448)
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 03 - 08, 11:49 م]ـ
وهذا أنقل لكم ماذكره عضو الملتقى الأخ / ممدوح الرويلي وفقه الله:
فهذا جمع لبعض فتاوى ابن عثيمين غفر الله ورفع درجته في المهديين) في مسألة الدف لرجال ونلحظ ان الشيخ فرق بين الرجال والنساء في الاعراس
(الباب المفتوح-8)
السؤال: ذكرت -يا شيخ- في كتيب حكم الدف وشروطه، ففهم منه بعض الناس أنه يجوز للرجال، حتى أن بعض الشباب حديث الالتزام فهم هذا؟!؟
الشيخ: قل من فهم منه ذلك يسألني فأخبره.
السائل: في العرضة -يا شيخ- لا أظن أن الرجال يختلطون بالنساء؟
الشيخ: العرضة لا بأس بها؛ لأنها أيام عيد؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أذن لعائشة أن تنظر إلى الحبشة وهم يلعبون في المسجد.
السائل: وإذا كان فيها طبل ومزمار؟
الشيخ: الطبل والمزمار لا يجوز، لا في العرس ولا في أيام العيد ولا غيرها.
السائل: بعض المناطق عندنا في الجنوب لا يعرضون إلا بالطبل والمزمار.
الشيخ: لا يجوز هذا؛ لأن الأصل في آلات اللهو والمعازف المنع، فيقتصر في الجائز على ما جاءت به السنة وهو الدف.
السائل: هل يجوز الدف للرجال في العرضة؟
الشيخ: لا بأس به؛ لأن في أيام العيد رخص في اللهو
الباب المفتوح-70 - )
السؤال: فضيلة الشيخ! ما حكم استعمال الدف في العَرْضات والمناسبات للرجال؟ وما حكم التصفيق لهم؟
الجواب: أما الدف فلا بأس به للرجال عند قدوم غائب كبير، أو لمناسبات كالأعياد وشبهِها. وأما في الأعراس فالذي تستعمله النساء فقط.
أما الطبل فلا يجوز مطلقاً.
والفرق بين الدف والطبل:
أن الدف مفتوح من أحد الجانبين، وأما الطبل فهو مقفل من الجانبين.
وأما التصفيق فلا نرى هذا؛ لأن التصفيق لَهْوٌ لا فائدة منه، فلا نرى أن يصفق الرجال، بل ولا النساء أيضاً في الأعراس، ويكفي ما جاءت به السنة من اللهو.
(الباب المفتوح 117)
السؤال: بعض الناس في حفلات الأعراس يجتمعون وعندهم بعض الشعراء فيترادون بعض الشعر لكن لا يكون فيه لا سفه ولا فجور ولا فساد فهل يجوز هذا، مع أنه تصحبه أحياناً تصفيق وأحياناً الطبول أو الدفوف؟
الجواب: أما مجرد المرادة إذا لم يكن فيها إقذاء في الهجاء أو غلو في المدح فلا بأس بها، فقد كان الناس ينشدون الأشعار في مسجد النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ولما مر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحسان بن ثابت ينشد الشعر في المسجد النبوي لحظ إليه، فقال حسان: [قد كنت أنشد وفيه من هو خير منك] أي: الرسول عليه الصلاة والسلام، أما إن تبعه رقص أو طبول فهذا لا يجوز، لأن الرقص للنساء، والرجال لا يجوز لهم أن يقتدوا بالنساء، والطبول آلة عزف وآلة العزف محرمة إلا ما خصه الدليل كالدف في المناسبات.
السائل: خاص للنساء في المناسبات؟
الشيخ: لا للنساء ولا للرجال، لكن في مسألة العرس لا نفتي به خوفاً من المحظور، لكن مثلاً قدوم إنسان له قيمته إلى البلد لا بأس أن يضرب الدف لقدومه، وكذلك العيد.
السائل: التصفيق؟
الشيخ: التصفيق لا أحبه لكنه ليس حراماً، إذا كان مجرد تصفيق هكذا ما أرى أنه حرام.
السائل: والرقصة تسمى رقصة الحرب؟
الشيخ: المحاربون سوف يرقصون؟! السيوف فوقهم وتقول: يرقصون، أيش هذا الكلام؟!
السائل نفسه: يسمونها عرض الحرب؟
الشيخ: عرض الحرب لا بأس لكن ليس فيه رقص.
السائل: رقص لكن لا يشبه النساء.
الشيخ: لا أدري أنا إلى الآن ما دخلت فكري هذه.
الباب المفتوح0 (227)
السؤال: فضيلة الشيخ! ما حكم الدف وما حكم الاستماع للأشرطة في غير الاحتفال مثلاً في المناسبات أو غيرها؟
] الجواب: أولاً: اعلم بارك الله فيك أن الأصل في المعازف التحريم هذا الأصل، لقول النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (ليكونن أقوام من أمتي يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف) يعني: يستحلون الفرج الحرام، ولبس الحرير، والخمر، والمعازف، فالأصل في جميع المعازف من دفوف وطبول وزمور وغيرها فيها التحريم، وإذا كان الأصل فيها التحريم فإننا لا نخرج من هذا العموم وهذا الأصل إلا ما دل الدليل على جوازه، والذي دل الدليل على جوازه هو الدف في المناسبات إما الزواج أو العيد أو قدوم غائب، فهذا له قيمته في المجتمع، أما الزواج فإن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بذلك أن يدف فيه ويغنى، وأما يوم العيد فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/449)
في الجاريتين اللتين تغنيان في أيام العيد فزجرهما أبو بكر فقال: (دعهما فإنها أيام عيد) وأما قدوم غائب فلأن امرأة أتت إلى النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد قدومه المدينة وقالت: (يا رسول الله! إني نذرت إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك فقال لها: أوفي بنذرك) ولو كان حراماً لم يأمرها أن توفي بنذرها، ما عدا ذلك لا يجوز، وعليه فإذا استعمل الإنسان الدف في المسجل في غير مناسبة فإنه لا يجوز.
(وقال في فتاوى نور على الدرب)
يقول هذا السائل في صحيح مسلم هناك حديث فيما معناه بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يستمع إلى الدف أو الصفير أو الغناء حسب التفسير للحديث وعندما دخل أبو بكر رضي الله عنه جرى بينهم حديث قال أبو بكر احذروا مزامير الشيطان عند رسول الله فقال الرسول صلى الله عليه وسلم لكل أمة عيد وهذا عيد المسلمين أو ما معناه أرجو أن توضحوا لنا المقصود هذا الحديث وهل يجوز هذا في العيد أيضا؟
الجواب /
الشيخ: اللفظ الذي قاله السائل ليس هو الحديث الوارد عن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم إنما دف وغناء وأبو بكر رضي الله عنه أنكر ذلك لكن النبي صلى الله عليه وسلم قال هذا عيدنا فدل هذا على أنه لا بأس بالدف والغناء في أيام الأعياد لكن بشرط أن يكون الغناء نزيها ليس فيه مدح مشين ولا ذم مقذع ولا كلمات ساقطة سافلة إنما هو غناء يؤذن بالفرح والسرور وما أشبه ذلك وهذا لا بأس به في أيام الأعياد أي لا بأس باستعمال الدف والغناء على الوجه الذي ذكرنا وشرط آخر ألا يمنع من أداء صلاة الجماعة مثلا لأن المباح إذا أدى إلى إسقاط واجب خوفا من محرم كان حراما)
----------
(وقال ايضا في فتاوى نور على الدرب)
هذه المستمعة تقول هل ضرب الدفوف حلال في العرس وهل يجوز للرجال سماعه وهل يجوز الغناء في العرس خاص للنساء؟
الجواب:
الشيخ: نعم ضرب الدف في العرس للنساء جائز بل إنه سنة وكذلك الغناء على هذا الدف لكن بشرط أن يكون غناءً نزيهاً ليس من الأغاني الماجنة التي تدعو إلى الفجور وتحمل المعاني السيئة بل يكون غناءً يتضمن التحية للحاضرين والدعاء بالبركة للمتزوجين وما أشبه ذلك من الأشياء النافعة وفي هذه الحال ينبغي أن يكون النساء في مكان خاص منفرد وقصدي وأقصد بمنفرد أي بعيد عن الرجال لئلا يسمع الرجال أصواتهن فإنه قد يحصل في سماع أصواتهن فتنة لا سيما والناس في نشوة الفرح وفرح بالزواج أيضاً وهذا الفرح ربما يكون مثيراً للشهوة عند سماع أصوات النساء فالنفوس متهيئة لمثل هذه الحال فلذلك يفرد النساء في مكانٍ بعيد عن سماع الرجال أصواتهن وبهذه المناسبة أود أن أنبه على مسألةٍ مزعجة وهي أن بعض الناس يضعون في قصور الأفراح أو في بيوتهن أيام الزواج مكبرات الصوت على الجدران فتسمع الأصوات من بعيد ويحصل إزعاج الناس الذين حولهم وإيذاؤهم وهذا عمل محرم لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى الصحابة رضي الله عنهم حين صلوا وكانوا يصلون ويرفعون أصواتهم بقراءة القرآن فنهاهم النبي صلى الله عليه وسلم وقال لا يجهر بعضكم على بعضٍ في القراءة أو قال في القرآن وفي روايةٍ أخرى لا يؤذين بعضكم بعضاً فإذا كان النبي عليه الصلاة والسلام نهى عن إيذاء الناس بعضهم بعضاً برفع الصوت في قراءة القرآن فما بالك برفع الصوت في مثل هذه المناسبة نعم)
-------
وقال في الشرح الممتع (كتاب النكاح)
(وقوله للنساء): ظاهره أنه لايسن للرجال لكن قال في الفروع (وظاهر الأخبار ونص الإمام أحمد أنه لافرق بين الرجال والنساء في أن الدف فيه للرجال كما للنساء لما فيه من الإعلان، وإن كان الغالب الذي يفعل ذلك النساء ..... )
----
فائدة قال الشيخ صالح ال الشيخ في شرحه لطحاوية
(س2/ تعلمون كثرة الكلام حول استعمال الرجال للدفوف وتسرّع البعض بالتحريم، نرجوا منكم تبيين الحكم.
ج/ استعمال الدف للرجال العلماء اختلفوا فيه على عدة أقوال:
فمنهم من رأى المنع والنهي عن ذلك لأنه إنما أبيح للنساء في العرس وليالي الفرح وأما الرجال فهم باقون على أصل المنع، وهذا ذهب إليه جمع من أهل العلم في ذلك، واستدلوا له بأن امرأة كانت تضرب الدف عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما دخل عمر ألقت الدف تحتها وجلست عليه فقال عليه الصلاة والسلام له: «يا عمر إن الشيطان يفرق منك»، استدلوا بقوله: «إن الشيطان يفرق منك» بأن هذا من عمل الشيطان والأصل في أعمال الشيطان أنها محرّمة.
والقول الثاني أنه يباح الدف للرجال ويستدل أهل هذا القول بعدة أدلة منها أنّ النبي صلى الله عليه وسلم أقر الضرب بالدف بين يديه وأتته امراة فقالت يا رسول الله: إني نذرت إن رجعت سالماً أن أضرب على رأسك بالدف، فقال: «أوفِ بنذرك». فدل على أن الضرب بالدف واستماع الرجل له ليس بمحرم، لأنه قال: «أوف بنذرك»، ولا نذر في معصية الله جل وعلا، هذا الحديث رواه أبو داود وغيره بإسناد جيد. واستُدِلَ له أيضاً ببعض ... السلف.
والكلام في المسألة راجع إلى بعض الأحوال كالفرح بعرس أو بعيد أو في حرب أو في افتخار ونحوهما هل يُباح مطلقاً أم في هذه الصور التي جاء في الدليل ما هو من جنسها؟ العلماء مختلفون في ذلك، والمسألة تحتاج إلى تحرير، مزيد تحرير، وكثير من علمائنا يمنعون منها لسد الذريعة في ذلك).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/450)
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 03 - 08, 11:52 م]ـ
نقل الشيخ علي الفضلي هذه الفائدة /
[الجلوس في مجالس فيها منكر] الشيخ العلامة ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -.
[السؤال:]
الجلوس في مكان فيه منكر قد يكون في إزالته، أو الخروج من مكانه يسبب ضرراً يسيراً، كأن يَغْضَب الموجود من قرابته أو أهله، والبعض -الحقيقة- يروي قصة يحتج بها يقول: إنه رآك مرة في العرضة النجدية، وأنك سمعتَ فلا قمتَ ولا أنكرتَ، فهل هذا صحيح؟
الجواب:
[أولاً: الجلوس مع أهل المنكر مع استطاعة الإنسان أن يقومَ مشاركة لهم في الإثم؛ لقوله تعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ [النساء:140].
يعني: إن قعدتم فأنتم مثلهم، ولا يحل لأحد أن يقعد مع أهل المنكر، إلا إذا كان في خروجه ضرر، أما مجرد أن يَغْضَب أهله، أو ما أشبه ذلك فهذا ليس بعذر، فلو كان أهله مثلاً يفتحون التلفاز على شيء محرم ونهاهم؛ ولكن لم ينتهوا وجب عليه أن يقوم، فإذا قال: إن قمتُ يزعل عليَّ أبي أو أمي أو الزوجة أو الست! أو ما أشبه ذلك، فإنه لا يجوز أن يبقى، بل يجب أن يقوم ولو غضبوا؛ لأن التماس رضا الناس بسخط الله يعني تقديم ما يرضاه الناس على ما يرضاه الله -والعياذ بالله-.
وأما ما نسب إليَّ من الجلوس في العرضة النجدية: فهذا صحيح، جلستُ لأني كنت أخاطب شخصاً أعتقد أن في مخاطبته فائدة كبيرة أكبر من قيامي، على أن العرضة النجدية يجوِّزها بعض العلماء في المناسبات كالأعياد وشبهها، ويَسْتَدل بفعل الأحباش في مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، حيث كانوا يلعبون برماحهم أمام عين الرسول صلى الله عليه وسلم، وقد أذن لعائشة أن تنظر إليهم فكان يخفيها وهي تنظر من على كتفه عليه الصلاة والسلام، فيُهَوِّنُ هذه المسألة أنها فُعِلَت في مناسبة قد تكون مبيحةً لهذا اللهو.
والثاني: أني كما قلتُ لك: كنتُ أخاطب مَن أرى أن في مخاطبته مصلحة كبيرة تربو على مفسدة حضوري لشيء فيه خلاف في جوازه.
وهذا يجرُّنا إلى مسألة أخرى:
وهي: المسائل الخلافية إذا كان الإنسان يعمل فيها، وأنت ترى أنه حرام وهو يرى أنه مباح، فهل يجوز أن تبقى معه لأنه فعل محرماً عندك، أم لا يجوز؟
قد يقول بعض الناس: يجوز أن تبقى معه؛ لأن هذا الفعل عنده ليس بمحرم. وقد يقول بعض الناس: إنه لا يجوز؛ لأن هذا الفعل عندك محرم. فهل العبرة باعتقاد الفاعل، أو باعتقاد الجالس؟
الذي يظهر لي: أن العبرة باعتقاد الفاعل، فإذا كان يرى أنه حلال، وليس فيه نص واضح يُبْطِل اجتهاده، فالعبرة في فعله، والدليل على هذا: لو أكلتَ أنت ورجلٌ لحمَ إبل، وأنت ترى أنه ينقض الوضوء فتوضأتَ، وهو يرى أنه لا ينقض الوضوء فلم يتوضأ، وحانت الصلاة فقام يصلي أمامك أو ربما صلى مأموماً معك، فهل هذا حرام؟ الجواب: لا، مع أن الصلاة بغير وضوء من أكبر الكبائر، حتى إن بعض العلماء قال: الذي يصلي وهو محدث خارج عن الإسلام.
ومعلوم أننا لا نأثم إذا صلى إلى جنبنا شخص أكل معنا لحم إبل، وهو يرى أنه لا ينقض الوضوء ونحن نرى أنه ينقض، فإننا لا نأثم بكونه يصلي معنا.
لو رأيت إنساناً أحدث ببول أو غائط وقام يصلي معك، فهل يجوز أن تقرَّه؟ لا يجوز أن تقرَّه، بل تمنعه، فإن أبى إلا أن يفعل فانصرف عنه.
فهذه المسألة؛ مسألة الخلاف بين العلماء المبنية على الاجتهاد المحض، التي ليس فيها دليل فاصل، إذا فعله مَن يرى أنه مباح فهو في حقه مباح، وأنا إذا كنتُ لم أفعله فليس عليَّ مِن إثمه شيء].
الشيخ العلامة ابن عثيمين." لقاء الباب المفتوح ". شريط (2).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=114905&highlight=%C7%E1%DA%D1%D6%C9
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 03 - 08, 11:54 م]ـ
القول الفصل في حكم استخدام الدفّ للرجال
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=9660&highlight=%C7%E1%DA%D1%D6%C9
العرضة بالطبل أو الدف ... للشيخ/عمر المقبل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=57270&highlight=%C7%E1%DA%D1%D6%C9
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 03 - 08, 11:58 م]ـ
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -:
وإنما الرخصة لهن في استعمال الدف خاصة، أما الرجال فلا يجوز لهم استعمال شيء من ذلك لا في الأعراس ولا في غيرها، وإنما شرع الله للرجال التدرب على آلات الحرب كالرمي وركوب الخيل والمسابقة بها وغير ذلك.
" مجلة الجامعة الإسلامية " بالمدينة النبوية، العدد الثالث، السنة الثانية محرم 1390 هـ ص 185، 186.
و قال أيضاً - رحمه الله -:
أما الزواج فيشرع فيه ضرب الدف مع الغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ولا مدح لمحرم في وقت من الليل للنساء خاصة لإعلان النكاح والفرق بينه وبين السفاح كما صحت السنة بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
" التبرج وخطره ".
والله أعلم.
http://www.islamqa.com/index.php?ref=20406&ln=ara
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/451)
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 08, 12:03 ص]ـ
حكم حضور العرضة الشعبية في الأعياد والأعراس
سؤال:
ما حكم سماع الطبل والدف ومشاهدة العرضة وفيها طبل، علما أن هناك شيخا من الشيوخ يقول: إن الشيخ ابن باز أجاز سماعه، وأن ابن عثيمين حضر العرضة؟
الجواب:
الحمد لله
أولا:
سماع الطبل لا يجوز؛ لأنه من جملة المعازف التي وردت الأدلة بتحريم استماعها، بل جاء النص الخاص على تحريم الطبل، فقد روى أبو داود (3685) عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَهَى عَنْ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَالْكُوبَةِ وَالْغُبَيْرَاءِ وَقَالَ كُلُّ مُسْكِرٍ حَرَامٌ. قَالَ أَبُو دَاوُد قَالَ ابْنُ سَلَامٍ أَبُو عُبَيْدٍ: الْغُبَيْرَاءُ السُّكْرُكَةُ تُعْمَلُ مِنْ الذُّرَةِ، شَرَابٌ يَعْمَلُهُ الْحَبَشَةُ والحديث صححه الألباني في صحيح أبي داود.
والكوبة هي الطبل.
ولا يستثنى من المعازف إلا الدف، وانظر السؤال رقم (29406 ( http://www.islamqa.com/index.php?ref=29406&ln=ara)) و (5000 ( http://www.islamqa.com/index.php?ref=5000&ln=ara))
ثانيا:
العرضة إذا اشتملت على معازف، كالطبل أو المزمار، إلا الدف، فلا يجوز حضورها ولا الاستماع إليها.
وإن اشتملت على الدف، ففيها خلاف ينبني على أن مشروعية الدف في الأعياد والأعراس، هل هي للنساء خاصة، أو للنساء والرجال.
وأما رأي الشيخ ابن باز رحمه الله في هذه المسألة، فلم أقف عليه، لكن الشيخ رحمه الله يحرم استعمال الدف للرجال، في الأعراس وغيرها، كما في السؤال رقم (20406 ( http://www.islamqa.com/index.php?ref=20406&ln=ara)) ، وإذا كان هذا في الدف فكيف بالطبل؟!
وأما الشيخ ابن عثيمين رحمه الله، فله كلام صريح في تحريم العرضة إذا اشتملت على طبل أو مزمار، ورخص في الدف.
فقد سئل رحمه الله: " ما حكم العرضة الشعبية التي يتخللها الزير والشعر النبطي الذي لا يخلو من الهجاء والغزل والمدح والذم، جزاكم الله خيراً؟
فأجاب: العرضة الشعبية إذا لم يكن لها سبب فإنها من العبث واللهو، وإذا كان لها سبب كأيام العيد فإنه لا بأس به، لا بأس أن يلعب الناس بالسيوف والبنادق وما أشبهها، وأن يضربوا بالدف، أما الطبل والزير، والأغاني التي تتضمن الهجاء والسب فهي محرمة، ولا يجوز للإنسان أن يحضر مثل هذه العرضات، ويجب النهي عنها ونصيحة الناس بعدم حضورها؛ لأن مجالس المنكر إذا حضرها الإنسان شاركهم في الإثم وإن لم يفعل، لقول الله تبارك وتعالى: وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِثْلُهُمْ إِنَّ اللَّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً [النساء:140]. " انتهى من "لقاء الباب المفتوح" 52 سؤال رقم 11وانظر أيضا: لقاء الباب المفتوح" 8، سؤال رقم 39.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/index.php?ref=85430&ln=ara
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 08, 12:11 ص]ـ
ردا على تركي الدخيل
الشيخ ابن عثيمين لم يشارك في أي عرضة
أشير إلى الزاوية الخاصة بالكاتب تركي الدخيل حول العرضة السعودية في "الوطن" الصادرة يوم الأربعاء 4/ 3/1429 العدد 2721 وقد جاء فيها عن فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ما نصه:
" .. أنه شارك شخصيا بالسيف في إحدى العرضات".
وأقول هذا الخبر عار من الصحة تماما، لم يقع هذا الحدث الذي ادعى الكاتب نقله عن فضيلة الشيخ الوالد رحمه الله تعالى.
وبناء عليه، وقياما بواجبنا الكبير تجاه والدنا فضيلة الشيخ رحمه الله ومكانته العلمية، ومطالبة منا بوجوب الالتزام بأمانة الكلمة التي تتخذها صحافتنا السعودية منهجا وشعارا، واحتراما للقراء الكرام الذين يرفضون قبول المعلومات الخاطئة، تم تحرير هذه الإفادة لدحض الخبر الوارد في تلك الزاوية عن والدنا فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.
نسأل الله تعالى أن يوفق الجميع لتحري الدقة في النقل، والعناية بصحة المعلومات والحرص على استقائها من مصادرها المعتمدة حتى لا ينشر في صحافتنا السعودية معلومات غير صحيحة سواء عن الأحياء أو الأموات.
أخوكم رئيس مؤسسة الشيخ ابن عثيمين الخيرية
جريدة الوطن /
السبت 7 ربيع الأول 1429هـ الموافق 15 مارس 2008م العدد (2724) السنة الثامنة
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[16 - 03 - 08, 12:16 ص]ـ
جزى الله شيخنا المسيطير الخير الكثير ......
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 12:16 ص]ـ
ولعلك ترجع لهذا الرابط ففيه فوائد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=477008
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/452)
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 03:54 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 03 - 08, 04:43 م]ـ
حكم العرضة والطبل
د. سعد العتيبي
السؤال:
ماحكم العرضة والطبل؟ وماالدليل؟
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله ومن والاه .. أما بعد ..
أمَّا العرضة - وأظنك تعني ما يعرف بالعرضة الشعبية - فقد أفتى شيخنا محمد بن صالح العثيمين _رحمه الله_ بأنَّها تكون من العبث واللغو، إذا لم يكن لها سبب.
وأمَّا إن كان لها سبب،كأيَّام الأعياد، فلا بأس بها، بمعنى أنَّه لا بأس أن يلعب النَّاس بالسيوف والبنادق وما أشبهها، ولكن بشرط أن تخلو من منكر، كالطبل والزير والأغاني التي تتضمن الهجاء والسب؛ فإنها حينئذ تكون عرضات محرَّمة لا يجوز حضورها، و يجب النهي عنها، وتكون من مجالس المنكر التي من حضرها فإنَّه يكون مشاركاً لأهلها؛ لقول الله _عز وجل_: "وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذاً مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعاً" (النساء140).
وذكر – رحمه الله - في هذه الفتوى جواز ضرب الدف للرجال؛ ففهم منها بعض النَّاس أنَّه يجيز لعب الرجال بالدفّ، فأصدر فتوى خطية هذا نصها:
" بسم الله الرحمن الرحيم – وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ما نسب إلينا من جواز لعب الرجال بالدف غير صحيح؛ لكن ذكرنا أنَّ من أهل العلم من أجاز الضرب بالدف في أيام العرس للرجال، كما يجوز للنساء؛ بل يسن لهنّ ذلك إذا لم يكن على وجه تخشى منه الفتنة". كتبه محمد الصالح العثيمين في 11/ 4/1420هـ " انتهى نص الفتوى، نقلتها من خط يده - رحمه الله- كما هي.
وأمَّا الطبل؛ فإنَّ النصوص الشرعية وردت بالنهي عن المعازف مهما كانت مسمياتها؛ والطبل من المعازف؛ و قد قال رسول الله _صلى الله عليه وسلم_: " ليكوننّ من أمتي أقوام يستحلون الحر والحرير والخمر والمعازف ... " الحديث، وهو حديث صحيح لا شك في صحته؛ فيكون الطبل داخلاً في النهي عن المعازف؛ لأنَّه داخل في معنى المعازف في اللغة العربية التي هي لغة الشريعة الإسلامية؛ فيكون محرماً لا يجوز استعماله ولا الاستماع إليه؛ والبديل الشرعي في العزف ما ورد الشرع باستثنائه، وهو: الدف، وذلك في حالات معينة كالعرس والعيد والجهاد؛ بل هو مستحب في بعض الحالات. والله _تعالى_ أعلم.
http://www.almoslim.net/node/57685
----
الإخوة الأفاضل /
جزاكم الله خير الجزاء على تفضلكم بالمرور والتعليق والدعاء.
ـ[وليد النجدي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 09:40 م]ـ
نفع الله بكم.
(قد أحسن من انتهى إلى ما سمع) الشعبي.
ـ[عبد العزيز بن سعد]ــــــــ[17 - 03 - 08, 02:40 م]ـ
جزاك الله خيراً
جمع موفق
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 03 - 08, 06:06 ص]ـ
متى يجوز ضرب الدف؟
سؤال:
سؤالي عن آلة المعازف المسماة بـ "الدف"، هذه كما أعتقد هي الآلة الموسيقية الوحيدة الحلال التي يمكن للمسلمين أن يستمعوا لها، وقرأت قريباً أن هناك محظورات أو قيوداً في الاستماع لها، مثلاً أن النساء فقط هن من يمكنهن الاستماع لها، وأنها يجب أن يدق عليها في الأفراح والأعياد فقط وأنها في كل ما عدا ذلك حرام، والمواضع التي قرأت فيها هذا الكلام لم تأت بأية أدلة، فهل هذه المحظورات صحيحة؟ وهل هناك محظورات أخرى؟.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
روى البخاري أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: لَيَكُونَنَّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَامٌ يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِيرَ وَالْخَمْرَ وَالْمَعَازِفَ.
و (الْحِرَ) أي الزنا.
فهذا الحديث يدل على تحريم كل الآلات الموسيقية ومنها الدف.
وقال عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: الدف حرام، والمعازف حرام، والكوبة [أي الطبل] حرام، والمزمار حرام. رواه البيهقي (10/ 222).
ولكن وردت أحاديث تدل على إباحة الضرب بالدف في بعض المواطن وهي:
العيد، والعرس، وقدوم الغائب.
وهذه أدلتها مرتبة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/453)
أ. عن عائشة أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام مِنى تدففان وتضربان، والنبي صلى الله عليه وسلم متغش بثوبه فانتهرهما أبو بكر فكشف النبي صلى الله عليه وسلم عن وجهه فقال دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد، وتلك الأيام أيام منى.
رواه البخاري (944) – واللفظ له - ومسلم (892).
ب. عن الربيِّع بنت معوذ بن عفراء جاء النبي صلى الله عليه وسلم فدخل حين بُني علي – أي: دُخل عليها في الزواج - فجلس على فراشي كمجلسك مني فجعلت جويريات (أي بنات صغيرات) لنا يضربن بالدف ويندبن من قتل من آبائي يوم بدر إذ قالت إحداهن:
وفينا نبي يعلم ما في غد
فقال: دعي هذه وقولي بالذي كنت تقولين.
رواه البخاري (4852).
ج. عن بريدة قال: خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض مغازيه فلما انصرف (أي: رجع) جاءت جارية سوداء فقالت: يا رسول الله إني كنت نذرتُ إن ردك الله سالماً أن أضرب بين يديك بالدف وأتغنَّى، فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن كنتِ نذرتِ فاضربي وإلا فلا، فجعلت تضرب، فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل عليَّ وهي تضرب، ثم دخل عثمان وهي تضرب، ثم دخل عمر فألقت الدف تحت إستها، ثم قعدت عليه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الشيطان ليخاف منك يا عمر إنِّي كنتُ جالساً وهي تضرب فدخل أبو بكر وهي تضرب، ثم دخل علي وهي تضرب ثم دخل عثمان وهي تضرب، فلما دخلت أنت يا عمر ألقت الدف.
رواه الترمذي (3690) وصححه الألباني في صحيح الترمذي (2913)
فهذه الأحاديث تدل على جواز الضرب بالدف في هذه المواطن الثلاثة، وما عدا ذلك فيبقى على الأصل وهو التحريم، وتوسع بعض العلماء فقالوا يجوز الضرب بالدف في الولادة والختان، وتوسع آخرون أكثر فقالوا بجوازه في كل ما سبب لإظهار السرور كشفاء مريض ونحوه.
انظر الموسوعة الفقهية 38/ 169
والأولى الإقتصار على ما ورد به النص والله اعلم
ثانياً:
الصحيح أنه لا يجوز ضرب الدف إلا من قِبَل النساء، ومن فعل ذلك من الرجال فقد وقع في التشبه بالنساء وهو من الكبائر.
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
وبالجملة قد عرف بالاضطرار من دين الإسلام أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يشرع لصالحي أمَّته وعبَّادهم وزهَّادهم أن يجتمعوا على استماع الأبيات الملحنة مع ضرب بالكف أو ضرب بالقضيب أو الدف، كما لم يبح لأحدٍ أن يخرج عن متابعته واتِّباع ما جاء به من الكتاب والحكمة، لا في باطن الأمر ولا في ظاهره، ولا لعامِّي ولا لخاصِّي، ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواعٍ من اللهو في العرس ونحوه، كما رخَّص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح، وأمَّا الرجال على عهده فلم يكن أحدٌ منهم يضرب بدفٍّ ولا يصفِّق بكفٍّ، بل قد ثبت عنه في الصحيح أنَّه قال: " التصفيق للنساء، والتسبيح للرجال " و " لعن المتشبِّهات من النساء بالرجال، والمتشبهين من الرجال بالنساء ".
ولما كان الغناء والضرب بالدف والكف مِن عمل النساء كان السلف يسمُّون من يفعل ذلك من الرجال مخنَّثاً ويسمُّون الرجال المغنِّين مخانيثاً، وهذا مشهورٌ في كلامهم.
" مجموع الفتاوى " (11/ 565، 566).
وقال ابن حجر:
والأحاديث القوية فيها الإذن في ذلك للنساء، فلا يلتحق بهن الرجال لعموم النهي عن التشبه بهن.
" فتح الباري " (9/ 226).
وقال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -:
وإنما الرخصة لهن في استعمال الدف خاصة، أما الرجال فلا يجوز لهم استعمال شيء من ذلك لا في الأعراس ولا في غيرها، وإنما شرع الله للرجال التدرب على آلات الحرب كالرمي وركوب الخيل والمسابقة بها وغير ذلك.
" مجلة الجامعة الإسلامية " بالمدينة النبوية، العدد الثالث، السنة الثانية محرم 1390 هـ ص 185، 186.
و قال أيضاً - رحمه الله -:
أما الزواج فيشرع فيه ضرب الدف مع الغناء المعتاد الذي ليس فيه دعوة إلى محرم ولا مدح لمحرم في وقت من الليل للنساء خاصة لإعلان النكاح والفرق بينه وبين السفاح كما صحت السنة بذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم.
" التبرج وخطره ".
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islamqa.com/index.php?ref=20406&ln=ara
---------
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 10:24 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على ما قمت بجمعه ووضعه لنا في الملتقى
وحقيقة حزنت عندما رأيت مقطع الفيديو والذي فيه الشيخ ... , وتذكرت أئمة السلف فرحم الله من مات منهم ووحفظ لنا من بقي منهم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 03 - 08, 01:39 م]ـ
قال الشيخ المبارك / عبدالله بن مانع الروقي حفظه الله تعالى في كتابه الماتع:
(مسائل الإمام ابن باز رحمه الله تعالى)
السؤال 690: سئل شيخنا عن العرضة؟.
الجواب: بدون آلات لهو، بل بسلاح؛ لإظهار العزة.
ونقل بعضهم عن شيخنا قوله: مشايخنا يسهلون فيها!. أ. هـ. ص 246
----
الأخ الحبيب / العوضي
جزاك الله خيرا ... أسعدني مرورك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/454)
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[28 - 03 - 08, 09:56 ص]ـ
ما شاء الله ...
كنتُ بحاجةٍ لمثل هذه الفتاوى والتأصيلات العلمية في ردّ عبد الله ابن الشيخ ابن عثيمين على الكاتب تركي الدخيل.
جهد رائع أخي، ومرجع مفيد.
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 03 - 08, 01:02 م]ـ
أهلا وسهلا ومرحبا بالشيخ المبارك / عبدالله زقيل
أسعدنا مرورك وتعليقك ... ونترقب مشاركتك وإفادتك في ملتقى أنتم من الأوائل الذين قاموا بالمشاركة في تأسيسه والإفادة فيه.
لاعدمناكم - شيخنا -.
---
بيان من الشيخ عبد الله بن مانع حول ما نسب إلى العلامة ابن باز في إباحة الطبل
الحمد لله وحده, والصلاة والسلام على من لا نبي بعده, أما بعد:
فقد سألني بعض الإخوة حول ما نسب إلى شيخنا ابن باز رحمه الله تعالى في إباحة الدف والطبل بإطلاق , لا سيما وأني أحد طلابه , وقد لازمته بضع عشرة سنة , فأقول وبالله التوفيق:
كان شيخنا رحمه الله تعالى يرى جواز الضرب بالدف في الأعياد والأعراس للنساء* فقط , وقوفاً على ما جاء الدليل بجوازه , ويرى حرمته فيما عدا ذلك.
وأما الطبل فكان الشيخ رحمه الله يرى تحريمه مطلقا , ولم نسمع منه جواز الضرب به قط , وفتاواه في هذا معروفة ومنتشرة , وهي تقرر ما ذكرنا عنه.
فإن قال قائل أن هناك من قال أن الشيخ أفتى مرة بإباحة الضرب بالطبل , وقال: إن المثبت مقدم على النافي , فالجواب أن يقال: هذا غير مقبول من وجوه؛أولها: أن محل هذه القاعدة إذا لم تخالف المشهور المعروف عن العالم , وهذه فتاويه في أزمنة مختلفة , وهؤلاء تلاميذه الذين حفظوا أقواله وتناقلوا علمه لا يحفظون عنه إباحة الضرب بالطبل مطلقاً , ومن نقل عنه الإباحة فهو غالط عليه , ولابد من هذا , وتقرير ذلك وهو الوجه الثاني أنه ثبت في الصحيحين في قصة ذي اليدين أنه قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أنسيت أم قصرت؟ فقال النبي عليه الصلاة والسلام: " لم أنس ولم تقصر" فقال ذو اليدين: بلى قد نسيت , فالتفت النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة فقال: "أحق ما يقول؟ " فقالوا: نعم , ووجه الشاهد من هذه القصة أن النبي عليه الصلاة والسلام احتاج إلى من يتابع ذا اليدين في نسبته للنسيان , ولم يرض بقوله في هذا المجمع , لأن قوله في هذا المجمع تفرد عنه , ولهذا كان الحفاظ أئمة الحديث لا يقبلون تفرد الراوي عن الإمام المكثر كالزهري والأعمش وقتادة وغيرهم , فإن لهؤلاء الرواة تلاميذ حفاظ كثر , فتفرد البعض عنه مشعر بالوهم عليه , وإلا فأين كبار تلاميذه!؟، وكما يقال هذا في الحديث يقال أيضاً في الفقه , فكم من نقل عن الإمام أحمد رحمه الله رده أصحابه وأئمة مذهبه , كتفرد حنبل عنه بمسائل معروفة , فهذه قواعد المحدثين , وهذه قواعد الفقهاء , كلها متضافرة على إثبات التفرد والنكارة في بعض ما ينقل عن مشاهير المحدثين والفقهاء , ولسنا نعني هنا بالتفرد تفرد الضعيف , بل تفرد الثقة , وصادق اللهجة , لكنه لا يبلغ درجة الحفظ والإتقان , وهذه الأمور وتقريرها واضح جلي عند أهل العلم في هذه الفنون , وبسط أصل المسألة وتقريره يطول جداً , سواءً في حكم الطبل أو في مسائل المصطلح والأصول , وإنما أردنا التنبيه على ما نسب إلى شيخنا العلامة من أقوال لا يعرفها كبار تلاميذه وعامة طلبته الآخذين عنه , والله يتولى الجميع بالتوفيق والسداد , والحمد لله رب العالمين ..
أملاه:
أبو محمد عبد الله بن مانع الروقي
----
(*) النساء: أضفتها بعد اتصالي بالشيخ حفظه الله، ثم جاء البيان الموضح كما في رابط البيان الأصلي:
بيان من الشيخ عبد الله بن مانع حول ما نسب إلى العلامة ابن باز في إباحة الطبل
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=131248)
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 05 - 08, 08:34 ص]ـ
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى عند تعليقه على كتاب: " إغاثة اللهفان ":
(العرضة إذا كانت بدون طبول أو غناء فلا بأس، ولكن إذا حدث العكس فهي محرمة.
فسأله الشيخ فهد الصقعبي وفقه الله عن السامري " نوع من أنواع الغناء "؟.
فقال رحمه الله: هو حرام) أ. هـ بحروفه سماعا.
ـ[الدهيسي]ــــــــ[27 - 05 - 08, 09:58 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 05 - 08, 01:40 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 02 - 09, 12:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[الجعفري]ــــــــ[05 - 02 - 09, 07:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
بحث مفيد ..
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[02 - 08 - 09, 01:53 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم على ما قمت بجمعه ووضعه لنا في الملتقى
وحقيقة حزنت عندما رأيت مقطع الفيديو والذي فيه الشيخ ... , وتذكرت أئمة السلف فرحم الله من مات منهم ووحفظ لنا من بقي منهم.
جزاك الله خيراً على حزنك على أخيك ورغبتك في كماله وسداده ونسأل الله لنا وللإخواننا الهدى والسداد والرشاد هو أهل ذلك ومولاه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/455)
ـ[أبو سفيان محمد بن محمد الشملي]ــــــــ[05 - 12 - 09, 05:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم ورفع قدركم ووفقكم لما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[05 - 12 - 09, 06:32 م]ـ
جزاك َ الله خيرا ً شيخَنا المسيطير ...
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[05 - 12 - 09, 11:36 م]ـ
الباب المفتوح-70 - )
السؤال: فضيلة الشيخ! ما حكم استعمال الدف في العَرْضات والمناسبات للرجال؟ وما حكم التصفيق لهم؟
الجواب: أما الدف فلا بأس به للرجال عند قدوم غائب كبير، أو لمناسبات كالأعياد وشبهِها. وأما في الأعراس فالذي تستعمله النساء فقط.
.
وذكر – رحمه الله - في هذه الفتوى جواز ضرب الدف للرجال؛ ففهم منها بعض النَّاس أنَّه يجيز لعب الرجال بالدفّ، فأصدر فتوى خطية هذا نصها:
" بسم الله الرحمن الرحيم – وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ما نسب إلينا من جواز لعب الرجال بالدف غير صحيح؛ لكن ذكرنا أنَّ من أهل العلم من أجاز الضرب بالدف في أيام العرس للرجال، كما يجوز للنساء؛ بل يسن لهنّ ذلك إذا لم يكن على وجه تخشى منه الفتنة". كتبه محمد الصالح العثيمين في 11/ 4/1420هـ " انتهى نص الفتوى، نقلتها من خط يده - رحمه الله- كما هي.
.
لم يتضح لي رأي الشيخ رحمه الله هل هو جواز ضرب الدف للرجال أم لا؟؟ أم أن له قول متأخر عن الآخر؟؟(91/456)
من من العلماء إستدل بعدم جواز التلفظ بالنية بهذه الآية
ـ[أبو أسامه المهاجر]ــــــــ[16 - 03 - 08, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام , صديقي في الجامعة وقد عرض عليه الدكتور سؤال , وقال لجميع الطلاب من أتى بالإجابة , فسوف يأخذ عندي الدرجة الكاملة بدون إمتحان ..
السؤال كالتالي:
من من العلماء إستدل بعد جواز التلفظ بالنية بالآية (قالت الأعراب آمنا قل لم تؤمنوا ولكن قولوا أسلمنا .. ) الآية؟؟
من هو الإمام؟؟
أريد الجواب بأسرع وقت , لاحرمكم الله الأجر ..
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 01:58 ص]ـ
أخي الكريم، لو أعدت صياغة السؤال. أنا لم أفهمه. بارك الله فيك.
ـ[أبو أسامه المهاجر]ــــــــ[16 - 03 - 08, 02:23 ص]ـ
حياك الله أخي الإدريسي ..
سؤالي حفظك الله , من هو العالم الذي إستدل بعدم جواز التلفظ بالنية , وقد إستدل على قوله هذا بهذه الآية (قالت الأعراب آمنا .. ) الآية؟؟
رفع الله قدرك
ـ[توبة]ــــــــ[16 - 03 - 08, 02:50 ص]ـ
فالتلفظ بالنية أمر محدث فهو بدعة. وقد قال الله سبحانه وتعالى {قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ} [سورة الحجرات: آية 16.] فالله جل وعلا أنكر على الذين تلفظوا بنياتهم قال تعالى {قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا} إلى أن قال تعالى {قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ} [سورة الحجرات: آية 14، 15، 16.] فالتلفظ بالنية معناه أن الإنسان يخبر ربه عز وجل أنه نوى له كذا وكذا قد نهى الله عن ذلك وأنكر على من فعله.
فتوى للشيخ الفوزان http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=4476
ـ[أبو أسامه المهاجر]ــــــــ[16 - 03 - 08, 06:13 ص]ـ
أختي توبة , غفر الله لكِ
وبارك المولى بكِ
ـ[توبة]ــــــــ[16 - 03 - 08, 10:29 ص]ـ
آمين،،
وأرجو منك أخي الكريم أن تؤكد لنا إجابة الدكتور حتى نستفيد.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[16 - 03 - 08, 11:45 ص]ـ
العلماء يستدلون بهذه الاية التي ذكرتها الاخت توبة
ـ[توبة]ــــــــ[17 - 03 - 08, 12:51 م]ـ
قَالَتِ الْأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ وَإِن تُطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ لَا يَلِتْكُم مِّنْ أَعْمَالِكُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ (14) إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ (15) قُلْ أَتُعَلِّمُونَ اللَّهَ بِدِينِكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (16)
أخي الكريم (نايف)،الشيخ استدل بهذه الآيات على كراهة التلفظ بالنية-الجهر بها-
فمن سبقه من العلماء في ذكر هذا المعنى؟
ـ[أبو أسامه المهاجر]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:07 ص]ـ
بارك الله بكِ أختي توبة , الجواب صحيح ..
وقد ذكر الشيخ صالح هذا القول في كتابه (الملخص الفقهي)
لاحرمكِ المولى الأجر
ـ[توبة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:17 ص]ـ
الحمد لله:)(91/457)
هل كلام النبي صلى الله عليه و سلم كله وحي؟
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 01:24 ص]ـ
السلام عليكم،
الإخوة الكرام، كنت أتكلم مع بعض الإخوة حول كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم هل كله وحي؟
أم أن ما جاء فيه تشريع فهو وحي، أما أمور المتعلقة بالدنيا فليست كذلك.
فقلت لهم أن كل كلام النبي صلى الله عيله و سلم وحي من الله عز و جل.
و اعتمدت على الأية التي في سورة النجم و بعض الأحاديث الصحيحة كذلك. كما أن هناك كلام لأهل العلم في تأييد ما قلته. لكنهم لا زالوا لم يقتنعوا بما قلت.
فهل أصبت أم لا.
و جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[16 - 03 - 08, 03:41 م]ـ
أخي الفاضل: محمد بن عبد الجليل الإدريسي.
واضح أن مقصود من تناقشهم الحديث الشريف الذي رواه الإمام مسلم وهو:
4358 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ كِلَاهُمَا عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ وَعَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَوْمٍ يُلَقِّحُونَ فَقَالَ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ قَالَ فَخَرَجَ شِيصًا فَمَرَّ بِهِمْ فَقَالَ مَا لِنَخْلِكُمْ قَالُوا قُلْتَ كَذَا وَكَذَا قَالَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ.
نعم أخي الفاضل الرسول صلى الله عليه وسلم لا ينطق عن الهوى:
قال تعالى:
{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}.
إن هذا الحديث الشريف يبين أن الإسلام دين شجع على طلب العلم وعلى بناء الحضارات التي تنفع الإنسان، وذلك وفق الضوابط الشرعية التي تكفل للإنسان السعادة الدنيوية والأخروية، وفعلا فهم السلف الصالح روح هذا الدين فولدت حضارة عظيمة على يديهم ما زال العالم يقف لها احتراما،فالفلاح عندما يزرع الأرض لابد أن يزرعها بطريقة لاضرر فيها ولاضرار، فالحديث مثلا لم يدل على أن للمزارع أن يضيف المواد الضارة للزروع مما يسبب السرطانات للبشر حتى يربح أكثر.
وقس على ذلك ...
هذا ما أفهمه من الحديث الشريف، والله أعلم وأحكم.
وللفائدة:
المصدر:: الموقع الرسمي لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز ( http://www.binbaz.org.sa)
حكم من قال أن النبي يخطأ
سمعت من عالم إسلامي يقول: إن الرسول صلى الله عليه وسلم يخطئ هل هذا صحيح؟ وقد سمعت أيضاً أن الإمام مالك- رحمه الله- يقول: "كل منا راد ومردود إلا صاحب هذا القبر"، وهناك مجموعة من القضايا بودي أن أسأل عنها ولاسيما حديث الذباب: (إذا وقع الذباب في إناء أحدكم فليغمسه؛ لأن في أحد جناحية داء والآخر دواء)، أرجو التكرم بمعالجة هذه القضايا، ولاسيما أن هناك أناساً تجرءوا على تكذيب الحديث الأخير الذي ذكرت لكم معناه؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه أما بعد: فقد أجمع المسلمون قاطبة على أن الأنبياء-عليهم الصلاة والسلام-ولاسيما خاتمهم محمد - صلى الله عليه وسلم - معصومون من الخطأ لما يبلغونه عن الله-عز وجل-من الأحكام, كما قال-عز وجل-: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى, فنبينا محمد-عليه الصلاة والسلام-معصوم في كل ما يبلغه عن الله من الشرائع قولاً وفعلاً هذا لا نزاع فيه بين أهل العلم, وقد ذهب جمهور أهل العلم إلى أنه معصوم من المعاصي الكبائر دون الصغائر, وقد تقع الصغيرة لكنه لا يقر عليها بل ينبه عليها فيتركها, أما في أمور الدنيا فقد يقع الخطأ ثم ينبه على ذلك, كما وقع له - صلى الله عليه وسلم - لما مر على جماعة يلقحون قال: (ما أظنه يضره لو تركتموه) فلما تركوه صار شيصاً فأخبروه فقال-عليه الصلاة والسلام-: (إنما قلت ظناً وأنتم أعلم بأمر دنياكم أما ما أخبركم به عن الله فإني لن أكذب على الله) , فبين-عليه الصلاة والسلام-أن الناس أعلم بأمور دنياهم كيف يلقحون, كيف يغرسون, كيف يبذرون, كيف يحصدون إلى غير ذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/458)
من أمور دنياهم, كيف يعمرون مساكنهم إلى غير ذلك, وهذا الحديث رواه مسلم في الصحيح، أما ما يبلغه عن الله من أمور الدين من العبادات والأحكام هذا حلال وهذا حرام، إن الله أمر بكذا أو نهى عن كذا, أو أن هذا فيه كذا من النفع وهذا من فيه الضرر كذا هذا كله حق, ولا ينطق عن الهوى-عليه الصلاة والسلام-بل هو معصوم في ذلك-عليه الصلاة والسلام-, فقول من قال إنه يخطئ بهذا الإطلاق هذا غلط لا يجوز هذا الإطلاق ولا ينبغي أن يقال هذا الإطلاق، أما لو قال أنه قد يقع منه الخطأ في أمور الدنيا وينبه على ذلك, أو في بعض المسائل المعاصي الصغيرة هذا قاله جمهور أهل العلم, ولكنه لا يقر على الخطأ بل ينبه على ذلك فيبين للناس ما قد وقع من الخطأ, كما قد وقع في مسألة اللقاح تلقيح النخل, فبين لهم-عليه الصلاة والسلام-أنه قاله عن ظنه لا عن وحي من الله, فبين لهم أنه إذا كان ينفعهم فليعملوا به, فعلم بذلك أن أمور الدنيا إلى الناس, وأما ما يخبر به عن الله, أو يجزم به ويقول فيه كذا وكذا مثل ما أخبر عن أشياء كثيرة-عليه الصلاة والسلام-, أخبر عن الحبة السوداء أنها شفاء من كل داء, وأخبر- عليه الصلاة والسلام- عن العسل وأنه فيه شفاء كما أخبر الله به في كتابه العظيم فهذا كله حق, وهكذا ما أمر به من الأحكام من صلاة, وصوم, وزكاة, وصدقات كله حق, وهكذا ما نهى عنه من المعاصي والمخالفات كله حق بإجماع المسلمين ليس فيه خطأ بل كله حق, وكله نطق به عن حق-عليه الصلاة والسلام-، وقول مالك - رحمه الله تعالى-: "ما منا إلى راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر" هذا كلام صحيح تلقاه العلماء بالقبول, ومالك- رحمه الله- من أفضل علماء المسلمين, وهو إمام دار الهجرة في زمانه في القرن الثاني, وكلامه هذا كلام صحيح تلقاه العلماء بالقبول, كل فرد من أفراد العلماء يَرد ويُرد عليه قد يخطئ في بعض المسائل, أما الرسول - صلى الله عليه وسلم - فهو لا يقول إلا الحق-عليه الصلاة والسلام- فليس يُرد عليه بل كلامه كل حق فيما يبلغه عن الله, وفيما يجزم به ويقول إنه كذا وكذا جازم هذا كله حق, وهكذا حديث الذباب أخبر به جازماً فقال: (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم ينزعه فإن في أحد جناحيه داءً وفي الآخر شفاء) هذا حديث صحيح رواه البخاري في صحيحه وله شواهد من حديث أبي سعيد الخدري, ومن حديث أنس - رضي الله عنه - وهو حديث صحيح تلقاه الأمة بالقبول, ومن طعن فيه فهو غالط وجاهل فلا يجوز أن يعول عليه, ومن قال إنه من أمور الدنيا وأنه داخل في حديث: (أنتم أعلم بأمور دنياكم) فقد غلط؛ لأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - جزم بهذا ما قال أظن جزم وأمر هذا تشريع من الرسول - صلى الله عليه وسلم -؛ لأنه قال: (إذا وقع الذباب في شراب أحدكم فليغمسه ثم لينزعه) , هذا أمر منه - صلى الله عليه وسلم – وتشريع, وهو لا يغلط في الشرائع ولا يقول إلا الحق-عليه الصلاة والسلام-, ومن زعم أن هذا الحديث غلط أو مخالف للواقع فقد غلط هو وجهل وقال ما لم يحط به علماً, والرسول أعلم بذلك؛ لأنه لا ينطق عن الهوى-عليه الصلاة والسلام-, فالمشروع للمؤمن إذا وقع الذباب في شرابه من للبن أو ماءِ أنه يغمسه ثم يطرحه, ثم يشرب شرابه إذا شاء, ويأكل طعامه إذا شاء ليس فيه بأس, فالداء الذي في أحد جناحيه الذي يتقي به يزيله ما في الجناح الثاني ويبقى الشراب واللبن سليماً لا شيء فيه كما قاله المصطفى- عليه الصلاة والسلام-.
http://www.binbaz.org.sa/mat/20142
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=779728#post779728
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 04:46 م]ـ
إذن هم على حق على حسب ما قال الشيخ ابن باز؟
و هم يستدلون أيضا بكلامه.
لكني وجدت كلاما آخر للشيخ ابن باز رحمه الله حول هذا الموضوع فكيف الجمع بينهما:
هل أحاديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - هي وحي من الله؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/459)
نعم، أحاديث الرسول - صلى الله عليه وسلم - وحيٌ من الله؛ يقول الله - عز وجل -: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى [(1) سورة النجم]. هذا قسم من الله بالنجم، والله يقسم بخلقه بما يشاء - سبحانه وتعالى -؛ كما قال الله تعالى: وَالطُّورِ وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ [(2) سورة الطور [. وقال: وَالسَّمَاء ذَاتِ الْبُرُوجِ [(1) سورة البروج]. وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ [(1) سورة الطارق]. وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى [(1) سورة الليل]. كل هذه أقسام من الله، والله - سبحانه وتعالى - يقسم بخلقه بما يشاء؛ لأن في هذه المخلوقات آيات ودلالات على قدرته العظيمة، وأنه هو رب العالمين - سبحانه وتعالى -، يقول جل وعلا: وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى* مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ يعني محمد - صلى الله عليه وسلم - وَمَا غَوَى [سورة النجم (1) (2)]. الضلال ضد العلم، والغوايه عدم العمل بالعلم، فالرسول - صلى الله عليه وسلم - ليس بضال وليس بغاوي، بل هو بار راشد، عالم بالحق -عليه الصلاة والسلام- على هدى فهو مهتدي وراشد في أعماله كلها -عليه الصلاة والسلام- ثم قال بعده: وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى [(3) سورة النجم]. ليس كلامه عن هوى من نفسه، بل عن وحي، ولهذا قال: إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى [(4) سورة النجم]. إن نافية، والمعنى: ما هو إلا وحي يوحى، أي ما كلامه إلا وحيٌ من الله - عز وجل - فإذا قال كذا، أمر بكذا، ونهى عن كذا، فكله وحي من الله - عز وجل - في نص هذه الآيات الكريمة، وكذلك في قوله - صلى الله عليه وسلم - لما قال له عبد الله بن عمرو هل أكتب يا رسول الله ما تقول؟ قال: (نعم أكتب، فو الذي نفسي بيده لا يخرج من هذا إلا حقا). -عليه الصلاة والسلام- أو كما قال -عليه الصلاة والسلام-. فالمقصود أنه لا يخبر عن هواه، وعن نفسه، وإنما يخبر ما يوحي الله إليه من الأوامر والنواهي، والتشريع –عليه الصلاة والسلام-. وقد سبق أن الله يقسم بخلقه ما يشاء، ولكن العبد ليس له أن يقسم إلا بربه، ليس للعبد ليس للإنسان إلا أن يحلف إلا بالله وحده، فليس له أن يحلف بأبيه أو بالأمانه أو بالنبي أو بالكعبه أو بشرف فلان أو حياة فلان، وكل هذا لا يجوز، يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: (من كان حالفاً فليحلف بالله أو ليصمت). ويقول عليه الصلاة السلام: (لا تحلفوا بآبائكم ولا بأمهاتكم ولا بالأنداد، ولا تلحفوا بالله إلا وأنتم صادقون). ويقول عليه الصلاة والسلام: (من حلف بشيء من الله فقد أشرك) رواه الإمام أحمد بإسناد صحيح عن عمر - رضي الله عنه-. قال العلماء: الشرك هنا شرك أصغر، الحلف بغير الله من الشرك الأصغر، وقد يكون أكبر إذا قام قلبه تعظيم المخلوق، مثل عظمة الله، أو أنه يجوز يعبد مع الله أو نحو هذا صار شركا أكبر – نعوذ بالله-. فالحاصل والخلاصة أنه ليس للعبد أن يحلف بالمخلوقات، وإنما يحلف بالله وحده، أما ربنا - سبحانه وتعالى - فله يقسم من الخلق ما يشاء لا أحد يتحجر عليه - سبحانه وتعالى -.
http://www.ibn-baz.org/mat/10627
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[16 - 03 - 08, 06:56 م]ـ
أخي الفاضل لا يوجد تضاد بين كلام العلامة بن باز رحمه الله تعالى في وجهة نظري.
قال تعالى:
{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَمَن كَانَ يَرْجُو لِقَاء رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلاً صَالِحاً وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَداً} (الكهف:110).
{قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ أَنَّمَا إِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَاسْتَقِيمُوا إِلَيْهِ وَاسْتَغْفِرُوهُ وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ} (فصلت:6).
ورد في صحيح مسلم:
بَاب وُجُوبِ امْتِثَالِ مَا قَالَهُ شَرْعًا دُونَ مَا ذَكَرَهُ مِنْ مَعَايِشِ الدُّنْيَا عَلَى سَبِيلِ الرَّأْيِ:
4356 - حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ الثَّقَفِيُّ وَأَبُو كَامِلٍ الْجَحْدَرِيُّ وَتَقَارَبَا فِي اللَّفْظِ وَهَذَا حَدِيثُ قُتَيْبَةَ قَالَا حَدَّثَنَا أَبُو عَوَانَةَ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/460)
مَرَرْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْمٍ عَلَى رُءُوسِ النَّخْلِ فَقَالَ مَا يَصْنَعُ هَؤُلَاءِ فَقَالُوا يُلَقِّحُونَهُ يَجْعَلُونَ الذَّكَرَ فِي الْأُنْثَى فَيَلْقَحُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَا أَظُنُّ يُغْنِي ذَلِكَ شَيْئًا قَالَ فَأُخْبِرُوا بِذَلِكَ فَتَرَكُوهُ فَأُخْبِرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ فَقَالَ إِنْ كَانَ يَنْفَعُهُمْ ذَلِكَ فَلْيَصْنَعُوهُ فَإِنِّي إِنَّمَا ظَنَنْتُ ظَنًّا فَلَا تُؤَاخِذُونِي بِالظَّنِّ وَلَكِنْ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ اللَّهِ شَيْئًا فَخُذُوا بِهِ فَإِنِّي لَنْ أَكْذِبَ عَلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ.
4357 - حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ الرُّومِيِّ الْيَمَامِيُّ وَعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الْعَظِيمِ الْعَنْبَرِيُّ وَأَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرٍ الْمَعْقِرِيُّ قَالُوا حَدَّثَنَا النَّضْرُ بْنُ مُحَمَّدٍ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ وَهُوَ ابْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا أَبُو النَّجَاشِيِّ حَدَّثَنِي رَافِعُ بْنُ خَدِيجٍ
قَالَ قَدِمَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَهُمْ يَأْبُرُونَ النَّخْلَ يَقُولُونَ يُلَقِّحُونَ النَّخْلَ فَقَالَ مَا تَصْنَعُونَ قَالُوا كُنَّا نَصْنَعُهُ قَالَ لَعَلَّكُمْ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا كَانَ خَيْرًا فَتَرَكُوهُ فَنَفَضَتْ أَوْ فَنَقَصَتْ قَالَ فَذَكَرُوا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ دِينِكُمْ فَخُذُوا بِهِ وَإِذَا أَمَرْتُكُمْ بِشَيْءٍ مِنْ رَأْيٍ فَإِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ
قَالَ عِكْرِمَةُ أَوْ نَحْوَ هَذَا قَالَ الْمَعْقِرِيُّ فَنَفَضَتْ وَلَمْ يَشُكَّ.
4358 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ وَعَمْرٌو النَّاقِدُ كِلَاهُمَا عَنْ الْأَسْوَدِ بْنِ عَامِرٍ قَالَ أَبُو بَكْرٍ حَدَّثَنَا أَسْوَدُ بْنُ عَامِرٍ حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ سَلَمَةَ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ وَعَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِقَوْمٍ يُلَقِّحُونَ فَقَالَ لَوْ لَمْ تَفْعَلُوا لَصَلُحَ قَالَ فَخَرَجَ شِيصًا فَمَرَّ بِهِمْ فَقَالَ مَا لِنَخْلِكُمْ قَالُوا قُلْتَ كَذَا وَكَذَا قَالَ أَنْتُمْ أَعْلَمُ بِأَمْرِ دُنْيَاكُمْ.
ومن فوائد هذا الحديث الشريف أن الرسول صلى الله عليه وسلم بشر،وهو عبد الله ورسوله.
إن هذا الحديث الشريف يبين أن الإسلام دين شجع على طلب العلم وعلى بناء الحضارات التي تنفع الإنسان، وذلك وفق الضوابط الشرعية التي تكفل للإنسان السعادة الدنيوية والأخروية، وفعلا فهم السلف الصالح روح هذا الدين فولدت حضارة عظيمة على يديهم ما زال العالم يقف لها احتراما،فالفلاح عندما يزرع الأرض لابد أن يزرعها بطريقة لاضرر فيها ولاضرار، فالحديث مثلا لم يدل على أن للمزارع أن يضيف المواد الضارة للزروع مما يسبب السرطانات للبشر حتى يربح أكثر.
وقس على ذلك ...
هذا ما أفهمه من الحديث الشريف، والله أعلم وأحكم.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 08:05 م]ـ
وهل في هذه المسألة خلاف بين أهل العلم؟
كلام الشيخ المنجد في هذه المسألة: http://www.islam-qa.com/index.php?ref=77243&ln=ara
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[17 - 03 - 08, 09:27 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
استفدت من الرابط الذي أشرت إليه،وسأنقل ما قرأت لتعم الفائدة أكثر.
السنة النبوية الصحيحة وحي من الله
سؤال:
أولا: أعتذر عن إثارة مثل هذا السؤال، ولكي لا أترك مجالا للشك في نيتي، أقول: إنني أشهد أن لا اله الا الله وأن محمدا رسول الله، وإنني راض تمام الرضى بالله عز وجل ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا. أسأل عن السنة، لأنه توجد روايات كثيرة لحديث واحد، فمثلا نجد في صحيح البخاري حديثا ما بأسلوب مخالف لما هو عليه في صحيح مسلم، فلماذا لا تكون السنة مثل القرآن العظيم؟ ما الفرق بين السنة المطهرة والقرآن العظيم؟ هل السنة النبوية الشريفة هي من الوحي الذي يتنزل على الرسول صلى الله عليه وسلم، أم هي من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/461)
أقواله وأفعاله صلى الله عليه وسلم؟ هل هي من خصائص النبوة أم ماذا؟
الجواب:
الحمد لله
أولا:
لا بد أن يستقر في عقل وقلب كل مسلم أن السنة - وهي ما أضيف إلى النبي صلى الله عليه وسلم من قول أو فعل أو تقرير - هي أحد قسمي الوحي الإلهي الذي أُنزِل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، والقسم الآخر من الوحي هو القرآن الكريم.
قال تعالى (وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِن هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَىْ) النجم/3 - 4
وعن المقدام بن معد يكرب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(أَلَا إِنِّي أُوتِيتُ القُرآنَ وَمِثلَهُ مَعَهُ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ شَبعَان عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيكُم بِهَذَا القُرآنِ، فَمَا وَجَدتُم فِيهِ مِن حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدتُم فِيهِ مِن حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ، أَلَا وَإِنَّ مَا حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ كَمَا حَرَّمَ اللَّهُ)
رواه الترمذي (2664) وقال: حسن غريب من هذا الوجه، وحسنه الألباني في "السلسلة الصحيحة" (2870)
وهذا ما فهمه السلف الصالح رضوان الله عليهم من ديننا الحنيف:
يقول حسان بن عطية "الكفاية" للخطيب (12):
" كان جبريل ينزل على النبي صلى الله عليه وسلم بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن " انتهى.
رواه الدامي في سننه (588) والخطيب في الكفاية (12)، وعزاه الحافظ في الفتح (13/ 291) إلى البيهقي، قال: " بسند صحيح ".
وأهمية السنة في كونها مبيِّنةً لكتاب الله وشارحةً له أوَّلًا، ثم من كونها تزيد على ما في كتاب الله بعض الأحكام.
يقول الله تعالى: (وَأَنزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) النحل/44
يقول ابن عبد البر في "جامع بيان العلم وفضله" (2/ 190):
" البيان منه صلى الله عليه وسلم على ضربين:
الأول: بيان المجمل في الكتاب العزيز، كالصلوات الخمس في مواقيتها وسجودها وركوعها وسائر الأحكام.
الثاني: زيادة حكم على حكم الكتاب، كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها " انتهى.
ثانيا:
لما كانت السنة القسمَ الثانيَ من أقسام الوحي، كان لا بد من حفظ الله تعالى لها، ليحفظَ بها الدين من التحريف أو النقص أو الضياع.
يقول ابن حزم رحمه الله "الإحكام" (1/ 95):
" قال تعالى (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر/9
وقال تعالى: (قُلْ إِنَّمَا أُنذِرُكُم بِالْوَحْيِ وَلَا يَسْمَعُ الصُّمُّ الدُّعَاء إِذَا مَا يُنذَرُونَ) الأنبياء/45
فأخبر تعالى أن كلام نبيه صلى الله عليه وسلم كله وحي، والوحي بلا خلاف ذِكْرٌ، والذكر محفوظ بنصِّ القرآن، فصح بذلك أن كلامه صلى الله عليه وسلم كله محفوظ بحفظ الله عز وجل، مضمون لنا أنه لا يضيع منه شيء، إذ ما حَفِظَ الله تعالى فهو باليقين لا سبيل إلى أن يضيع منه شيء، فهو منقول إلينا كله، فلله الحجة علينا أبدا " انتهى.
ثالثا:
وإذا ثبت أن السنة من الوحي الإلهي، لا بد من التنبه إلى أن الفرق بينها وبين القرآن يكمن في أمر واحد فقط، وهو أن القرآن كلام الله تعالى، نزل بلفظه إلى النبي صلى الله عليه وسلم، أما السنة فقد لا تكون من كلامه تعالى، بل من وحيه فقط، ثم لا يلزم أن تأتي بلفظها، بل بالمعنى والمضمون.
ومِن فَهْمِ هذا الفرق، يظهر أن العبرة في نقل السنة هو المعنى والمضمون، وليس ذات الألفاظ التي نطق بها النبي صلى الله عليه وسلم، والشريعة الإسلامية إنما حُفظت بحفظ الله تعالى للقرآن الكريم كاملا، وبحفظه سبحانه للسنة النبوية في مُجمَلِها، ومعناها، وما بيَّنَتهُ من كتاب الله، وليس في ألفاظها وحروفها.
ومع ذلك فإن علماء هذه الأمة على مدى القرون السالفة، قد قاموا بحفظ الشريعة والسنة، ونقلوا لنا ألفاظ النبي صلى الله عليه وسلم كما قالها، وميزوا ما فيها من الصواب والخطأ، والحق والباطل.
وما يراه السائل الكريم من تعدد الروايات للحديث الواحد لا يعني أبدا التقصير في حفظ السنة ونقلها، وإنما اختلفت الروايات لأسباب عديدة، إذا تبينت ظهر الجواب واضحا، فيقال:
رابعا:
أسباب تعدد الروايات:
1 - تعدد الحادثة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/462)
يقول ابن حزم رحمه الله في "الإحكام" (1/ 134):
" وليس اختلاف الروايات عيبا في الحديث إذا كان المعنى واحدا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم صحَّ عنه أنه إذا كان يُحَدِّث بحديثٍ كَرَّرَه ثلاث مرات، فينقل كل إنسان بحسب ما سمع، فليس هذا الاختلاف في الروايات مما يوهن الحديث إذا كان المعنى واحدا " انتهى.
2 - الرواية بالمعنى:
وهو أكثر ما يسبب تعدد الروايات للحديث الواحد، فإن المهم في نقل الحديث أداء مضمونه ومحتواه، أما ألفاظه فليست تعبديةً كالقرآن.
مثاله: حديث (إنما الأعمال بالنيات): فقد روي بلفظ (العمل بالنية) ولفظ (إنما الأعمال بالنية) وآخر (الأعمال بالنية)، وهذا التعدد سببه الرواية بالمعنى، فإن مخرج الحديث واحد، وهو يحيى بن سعيد عن محمد بن إبراهيم التيمي عن علقمة عن عمر رضي الله عنه، والملاحظ أن المعنى الذي يفهم من هذه الجمل واحد، فأي ضرر في تعدد الروايات حينئذ؟!
ولكي يطمئن العلماء أكثر إلى أن الراوي نقل المعنى الصحيح للحديث، كانوا لا يقبلون الرواية بالمعنى إلا من عالم باللغة العربية، ثم يقارنون رواية الراوي برواية غيره من الثقات، فيتبين لهم الخطأ في النقل إن وقع، والأمثلة على ذلك كثيرة، ليس هذا محلها.
3 - اختصار الراوي للحديث:
أي أن يكون الراوي حافظا للحديث كله، ولكن يكتفي بذكر جزء منه في حال، ويذكره كاملا في حال أخرى.
مثاله: روايات حديث أبي هريرة في قصة نسيان النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين من صلاة الظهر، فكلها جاءت عن أبي هريرة، وهي قصة واحدة، وذلك يدل على أن اختلاف الروايات سببه اختصار بعض الرواة. انظر صحيح البخاري (714) (715) (1229)
4 - الخطأ:
فقد يقع من أحد الرواة الخطأ، فيروي الحديث على غير وجهه الذي يرويه الآخرون، ويمكن معرفة الخطأ بمقارنة الروايات بعضها ببعض، وهو ما قام به أهل العلم في كتب السنة والتخريج.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في "الجواب الصحيح" (3/ 39):
" ولكن هذه الأمة حفظ الله تعالى لها ما أنزله، قال تعالى: (إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ) الحجر/9، فما في تفسير القرآن أو نقل الحديث أو تفسيره من غلط، فإن الله يقيم له من الأمة من يبيِّنُه، ويذكر الدليل على غلط الغالط وكذب الكاذب، فإن هذه الأمة لا تجتمع على ضلالة، ولا يزال فيها طائفة ظاهرة على الحق حتى تقوم الساعة، إذ كانوا آخر الأمم، فلا نبي بعد نبيهم، ولا كتاب بعد كتابهم، وكانت الأمم قبلهم إذا بدَّلوا وغيَّروا بعث الله نبيا يبين لهم ويأمرهم وينهاهم، ولم يكن بعد محمد صلى الله عليه وسلم نبي، وقد ضمن الله أن يحفظ ما أنزله من الذكر " انتهى.
والسنة، على الوجه الذي ذكرناه أولا، من كونها وحيا من عند الله تعالى: يبين للناس ما نُزِّل إليهم في كتاب الله تعالى، ويعلمهم من الأحكام ما يحتاجونه في دينهم، ولو يأت تفصيله، أو أصله في كتاب الله تعالى، نقول: السنة على هذا الوجه هي من خصائص النبوة؛ فهذه الوظيفة هي من أجل وظائف النبوة، وما زال الناس يرون السنة على هذا الوجه، بما تحمله الكتب، أو الروايات الشفهية من اختلاف في بعض الألفاظ، أو تعدد لسياقات الحديث، ولم يكن في ذلك ما يدعو للتشكك في منزلتها، أو القلق من حفظها، أو التردد والخلاف في حجيتها وحاجة الناس إليها، على كثرة ما اختلف الناس وتنازعوا في المسائل العلمية والعملية.
يقول العلامة الشيخ عبد الغني عبد الخالق ـ رحمه الله ـ:
" لا نجد في كتب الغزالي والآمدي والبزدوي، وجميع من اتبع طرقهم في التأليف من الأصوليين، تصريحا ولا تلويحا بأن في هذه المسألة خلافا، وهم الذين استقصوا كتب السابقين ومذاهبهم، وتتبعوا الاختلافات، حتى الشاذة منها، واعتنوا بالرد عليها أشد الاعتناء"
ثم نقل عن صاحب المُسَلَّم، وشارحه: " أن حجية الكتاب والسنة والإجماع والقياس: من علم الكلام، لكن تعرض الأصولي لحجية الإجماع والقياس، لأنهما كثر التشغيب فيهما من الحمقى، من الخوارج والروافض (خذلهم الله تعالى)، وأما حجية الكتاب والسنة: فمتفق عليها عند الأمة، ممن يدعي التدين كافة، فلا حاجة إلى الذكر " انتهى.
انظر: حجية السنة (248 - 249).
وانظر: إجابة السؤال (93111 ( http://www.islam-qa.com/index.php?ref=93111&ln=ara))
الإسلام سؤال وجواب
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 11:55 ص]ـ
و جزاك أخي الكريم و بارك الله فيك.
ـ[أبو السها]ــــــــ[17 - 03 - 08, 11:53 م]ـ
يقول ابن القيم:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان يقضي بالوحي وبما أراه الله، لا بما رآه هو ... وهذا في الأقضية، والأحكام، والسنن الكلية، وأما الأمور الجزئية التي لا ترجع إلى الأحكام، كالنزول في منزل معين، وتأمير رجل معين، ونحو ذلك مما هو متعلق بالمشاورة المأمور بها في قوله تعالى (وشاورهم في الأمر) فتلك للرأي فيها مدخل، ومن هذا قوله- صلى الله عليه وسلم - "في تأبير النخل" الهدي:5/ 375 بتحقيق الأرناؤوط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/463)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 11:59 م]ـ
أظن و الله أعلم أن في المسألة خلاف بين أهل العلم.
ـ[توبة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 12:17 ص]ـ
بارك الله فيكم.
أجل المسألة فيها خلاف، وقد نوقشت من قبل في هذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=590846#post590846
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[18 - 03 - 08, 02:47 م]ـ
بواسطة: محمد بن عبد الجليل الإدريسي.
هل كلام النبي صلى الله عليه و سلم كله وحي؟
--------------------------------------------------------------------------------
السلام عليكم،
الإخوة الكرام، كنت أتكلم مع بعض الإخوة حول كلام رسول الله صلى الله عليه و سلم هل كله وحي؟
أم أن ما جاء فيه تشريع فهو وحي، أما أمور المتعلقة بالدنيا فليست كذلك.
فقلت لهم أن كل كلام النبي صلى الله عيله و سلم وحي من الله عز و جل.
و اعتمدت على الأية التي في سورة النجم و بعض الأحاديث الصحيحة كذلك. كما أن هناك كلام لأهل العلم في تأييد ما قلته. لكنهم لا زالوا لم يقتنعوا بما قلت.
فهل أصبت أم لا.
و جزاكم الله خيرا.
بواسطة: توبة.
بارك الله فيكم.
أجل المسألة فيها خلاف، وقد نوقشت من قبل في هذا الموضوع:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showth...846#post590846
أعتقد أن هناك فرق بين ما طرحه الأخ محمد الإدريسي، وبين ما طرحته الأخت توبة أو أحالت إليه، فزبدة ما أشارت إليه الأخت توبة هو ما قاله الشيخ أبا حازم الكاتب حفظه الله حيث قال في الرابط المشار إليه:
أما ما ذكرته أخي الكريم ... وفقك الله فهذا يدخل ضمن اجتهاد النبي وقد اختلف في جوازه والراجح عند الجمهور جوازه لما ذكرته أخي في الحديث ولحديث العباس في استثناء الإذخر ولما وقع في أسارى بدر والمتخلفين عن غزوة تبوك وغيرها ولأن النبي قد اكتمل فيه شروط الاجتهاد أكثر من بقية الخلق فهو أولى بذلك لكن لكونه في منصب المبلغ كان لا بد من إقرار الله له بذلك أو إنكاره فينزل الوحي بأحد الأمرين وعليه فكل حكم في الشريعة ينتهي إلى أنه وحي.
ونفس هذا الكلام أشار إليه ابن القيم فيما نقله الأخ أبو السها:
يقول ابن القيم:
إن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما كان يقضي بالوحي وبما أراه الله، لا بما رآه هو ... وهذا في الأقضية، والأحكام، والسنن الكلية، وأما الأمور الجزئية التي لا ترجع إلى الأحكام، كالنزول في منزل معين، وتأمير رجل معين، ونحو ذلك مما هو متعلق بالمشاورة المأمور بها في قوله تعالى (وشاورهم في الأمر) فتلك للرأي فيها مدخل، ومن هذا قوله- صلى الله عليه وسلم - "في تأبير النخل" الهدي:5/ 375 بتحقيق الأرناؤوط
وخلاصة كلام أخي الادريسي يتلخص في:
أم أن ما جاء فيه تشريع فهو وحي، أما أمور المتعلقة بالدنيا فليست كذلك
فلا مثال عليه يؤيده.
قال تعالى:
{وَالنَّجْمِ إِذَا هَوَى * مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى * وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى}.
هذا في وجهة نظري، والله أعلم وأحكم.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[21 - 03 - 08, 06:56 م]ـ
وهناك أمور أود أن أشير إليها لتتميم الفائدة:
بواسطة أبو حازم الكاتب:
وهناك من رأى أن السنة لا تستقل بالتشريع بمعنى أن الأحكام الواردة في السنة لا بد أن يكون لها أصل في الكتاب فهؤلاء ينكرون وجود السنة المستقلة أصلاً، وهناك من ينكر حجيتها إذا وقعت.
بواسطة أبو الأشبال عبدالجبار:
ورد في أحكام القرآن لابن العربي:
"فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ؛ قَالَ: {لَعَنَ اللَّهُ الْوَاشِمَاتِ وَالْمُسْتَوْشِمَات، وَالْمُتَنَمِّصَاتِ، وَالْمُتَفَلِّجَاتِ لِلْحُسْنِ، وَالْمُغَيِّرَاتِ لِخَلْقِ اللَّهِ}.
فَبَلَغَ ذَلِكَ امْرَأَةً مِنْ بَنِي أَسَدٍ يُقَالُ لَهَا أُمُّ يَعْقُوبَ، فَجَاءَتْ فَقَالَتْ: إنَّهُ بَلَغَنِي أَنَّك لَعَنْت كَيْتَ وَكَيْتَ.
فَقَالَ: وَمَا لِي لَا أَلْعَنُ مَنْ لَعَنَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ أَلَيْسَ هُوَ فِي كِتَابِ اللَّهِ؟ فَقَالَتْ: لَقَدْ قَرَأْتُ مَا بَيْنَ اللَّوْحَيْنِ فَمَا وَجَدْتُ فِيهِ مَا تَقُولُ.
فَقَالَ: لَئِنْ كُنْتِ قَرَأْتِيهِ لَقَدْ وَجَدْتِيهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/464)
أَوَمَا قَرَأْتِ: {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا}؟ قَالَتْ: بَلَى.
قَالَ: فَإِنَّهُ قَدْ نَهَى عَنْهُ."
ورد في الإتقان:
وقال الشافعي مرة بمكة: سلوني عما شئتم أخبركم عنه في كتاب الله، فقيل له: ما تقول في المحرم يقتل الزبور، فقال بسم الله الرحمن الرحيم وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.
وقال ابن حزم في الإحكام في أصول القرآن:
أن السنة إنما وجب اتباعها بالقرآن في قوله تعالى: " وما أتاكم به الرسول فخذوه "
ورد في البرهان:
"مجمل في قوله تعالى ويدرأ عنها العذاب وأما تعيين الرجم من عموم ذكر العذاب وتفسير هذا المجمل فهو مبين بحكم الرسول وبأمره به وموجود في عموم قوله وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا وقوله من يطع الرسول فقد أطاع الله"
وقال الجصاص في أحكام القرآن:
"وَشَذَّتْ طَائِفَةٌ مِنْ الْخَوَارِجِ بِإِبَاحَةِ الْجَمْعِ بَيْنَ مَنْ عَدَا الْأُخْتَيْنِ لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} وَأَخْطَأَتْ فِي ذَلِكَ وَضَلَّتْ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ؛ لِأَنَّ اللَّهَ تَعَالَى كَمَا قَالَ: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} قَالَ: {وَمَا آتَاكُمْ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ} وَقَدْ ثَبَتَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْرِيمُ الْجَمْعِ بَيْنَ مَنْ ذَكَرْنَا، فَوَجَبَ أَنْ يَكُونَ مَضْمُومًا إلَى الْآيَةِ، فَيَكُونُ قَوْله تَعَالَى: {وَأُحِلَّ لَكُمْ مَا وَرَاءَ ذَلِكُمْ} مُسْتَعْمَلًا فِيمَنْ عَدَا الْأُخْتَيْنِ وَعَدَا مَنْ بَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ تَحْرِيمَ الْجَمْعِ بَيْنَهُنَّ."
بواسطة أبو حازم الكاتب:
أما ما ذكرته أخي الكريم ... وفقك الله فهذا يدخل ضمن اجتهاد النبي وقد اختلف في جوازه والراجح عند الجمهور جوازه لما ذكرته أخي في الحديث ولحديث العباس في استثناء الإذخر ولما وقع في أسارى بدر والمتخلفين عن غزوة تبوك وغيرها ولأن النبي قد اكتمل فيه شروط الاجتهاد أكثر من بقية الخلق فهو أولى بذلك لكن لكونه في منصب المبلغ كان لا بد من إقرار الله له بذلك أو إنكاره فينزل الوحي بأحد الأمرين وعليه فكل حكم في الشريعة ينتهي إلى أنه وحي.
أي أن الخلاف هنا لفظي، كما يقول أهل الأصول، والله أعلم وأحكم.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[13 - 08 - 08, 02:55 م]ـ
الإخوة الأكارم محمد، أبو الأشبال بارك الله فيكم
كلام الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليس كله وحيٌ قطعا، فهناك من كلامه ما هو وحي يوحى، وفيه نزلت الآية، وعليه تُحمل باقي النصوص المماثلة .. وهناك من كلامه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ما هو اجتهاد منه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بناءً على ما فهمه من القرآن، وعليه تُحمل النصوص التي توهم تعارضا .. لكن اجتهاده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غير اجتهادنا؛ حيث أن هناك فروقٌ كثيرة منها - للتمثيل -:
- اجتهاده مصوَّب: بمعنى أنه صحيح وحكمه قطعي لا يتطرق إليه الظن بلْه الشك؛ أو اجتهادا خالف الأصح فيرد الوحي للتقويم والأمثلة كثيرة ..
- اجتهاده قد يكون مع وجود النص: ولا اجتهاد مع النص في حقنا ..
وهذا المبحث الأصولي المهم قد اشتغلت به منذ أزيد من عامين ولا زلت أتابعه بتوفيق الله، وقد جمعت لحد الآن أزيدَ من أربعين دليلا على ثبوت اجتهاده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - .. والبحث بعدُ مسود، إلى حين تبييضه أسأل الله لي ولكم السداد.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[13 - 08 - 08, 07:21 م]ـ
شيخنا الفاضل إبراهيم الجزائري وفقك الله لإتمام بحثك على أكمل وجه وأحسنه.
وما أردت تسليط الضوء عليه هو النقطة التالية.
السلام عليكم،
أم أن ما جاء فيه تشريع فهو وحي، أما أمور المتعلقة بالدنيا فليست كذلك.
و جزاكم الله خيرا.
أما كون كل كلام الرسول صلى الله عليه وسلم وحي،
فما أريد قوله
أعرف أن الرسول صلى الله عليه وسلم اجتهد في بعض المسائل
ومؤكد أن الله تعالى سمح لرسوله الكريم بهذا الاجتهاد.
فالرسول صلى الله عليه وسلم {مَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى}
والله أعلم وأحكم.(91/465)
هل ثبت شيء بخصوص عدد أبواب النار وأسمائها؟؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[16 - 03 - 08, 10:03 ص]ـ
هل ورد حديث صحيح بخصوص عدد أبواب النار وأسماء تلك الأبواب؟؟
" أعاذنا الله وإياكم من النار ".
وهل ورد حديث صحيح بصوص عدد أبواب الجنة وأسماء تلك الأبواب؟
" جمعنا الله وإياكم في جنات النعيم ".
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[16 - 03 - 08, 01:23 م]ـ
العدد ورد في النارفي سورة الحجر (لها سبعت أبواب)
أما الجنة فهي ثمانية لحديث فضل الدعاء الذي عقب الوضوء جاء في آخر الحديث (خير بين أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء)
أما الأسماء ففي الجنة جاء أسماء بعض الأبواب كالريان والصلاة والجهاد والله أعلم
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[16 - 03 - 08, 03:49 م]ـ
قال الله تعالى: وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ (44) ـ سورة الحجر
كما ورد في السنة الصحيحة ان جهنم ـ أعاذنا الله وإياكم منها ـ لها ابواب اما تحديد عددها في السنة الشريفة:
فقد قال الترمذي: حدثنا عبد بن حُمَيْد، حدثنا عثمان بن عمر، عن مالك بن مِغْوَل، عن جُنَيْد عن ابن عمر، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لجهنم سبعة أبواب: باب منها لمن سلَّ السيف على أمتي -أو قال: على أمة محمد.
قال ابو عيسى: هذا حديث غريب لا نعرفه إلا من حديث مالك بن مغول ـ جامع الترمذي برقم (3123)
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[16 - 03 - 08, 05:29 م]ـ
نعم الله المستعان ..
فاتتني الآية من الحجر.
بارك الله فيكما.
ـ[أبو السها]ــــــــ[16 - 03 - 08, 08:06 م]ـ
استفسار عن أبواب جهنم و أسمائها
السؤال:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يزاك الله الخير كله يا شيخ هل هي فعلا ابواب جهنم وسبب تسميتها
....................
أبواب جهنم السبعه
الباب الأول:-
يسمى جهنم لآنه يجهم في وجوه الرجال والنساء فيأكل لحومهم، وهو أهون عذابا من غيره.
الباب الثاني:-
ويسمى لظى آكلة اليدان والرجلان تدعو من أدبر عن التوحيد وتولى عما جاء به محمد عليه الصلاة والسلام.
البابا الثالث:-
يقال له سقر انما سمي سقر لأنه يأكل اللحم دون العظم
الباب الرابع:-
يقال له الحطمة تحطم العظام وتحرق الأفئدة وترمي بشرر كالقصر فتطلع الشرر إلى السماء ثم تنزل فتحرق وجوهم وايديهم فيكون المع حتى ينفذ ثم يبكون الدماء حتى تنفذ ثم يبكون القيح حتى ينفذ
الباب الخامس:-
يقال له الجحيم انما سمي بذلك لأنه عظيم الجمرة، الجمرة الواحدة اعظم من الدنيا
الباب السادس:-
يقال له السعير سمى هكذا لأنه يسعر فيه ثلاثمائة قصر في كل قصر ثلاثمائة بيت في كل بيت ثلاثمائة لون من العذاب وفيه حيات وعقارب وقيود وسلاسل وأغلال، وفيه جب الحزن ليس في النار عذاب أشد منه إذا فتح باب الحزن حزن أهل النار حزنا شديداً.
الباب السابع:-
يقال له الهاوية من وقع فيه لم يخرج ابدا وفيه بئر الهباب يخرج منه نار تستعيذ منها النار، وفيه الذين قال الله فيهم {سأرهقه صعودا}، وهو جبل من نار يوضع أعداء الله على وجوههم على ذلك الجبل مغلولة ايديهم إلى أعناقهم، مجموعة أعناقهم إلى أقدامهن، الزبانية وقوف على رؤسهم بأيديهم مقامع من حديد إذا ضرب أحدهم بالمقمعة ضربة سمع صوتها الثقلان.
وأبواب النار من حديد ..
فرشها:- الشوك
غشاوتها:- الظلمة
أرضها:- نحاس ورصاص وزجاج أوقد عليها الف عام حتى احمرت وآلف عام حتى ابيضت وآلف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة قد مزجت بغضب الله.
اللهم انا نعوذ بك من النار وماقرب إليها من قولا أو عمل
الجواب:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وجزاك الله خيراً.
وأبواب جهنم سبعة، كما في قوله تعالى: (وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ (43) لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُوم).
قال ابن عطية في تفسيره: واخْتَصَرْتُ ما ذَكَر المفسرون في المسافات التي بين الأبواب وفي هواء النار وفي كيفية الحال، إذ هي أقوال أكثرها لا يستَنِد، وهي في حيز الجائز، والقدرة أعظم منها، عافانا الله من ناره وتغمدنا برحمته بمنه. اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/466)
وأما تسمية أبوابها، وتعليل كل اسم بما ذُكِر فهذا ليس بصحيح، ولا يُمكن الوقوف عليه إلا بِنصّ عن المعصوم صلى الله عليه وسلم، ولا نصّ في ذلك.
وهذه أمور غيبية، فيجب أن يوقف فيها مع النصّ، ولا يَجوز تجاوزه، لأن الكلام في هذه الأمور من غير دليل ولا مُستند صحيح تقوّل على الله، وافتراء عليه سبحانه وتعالى.
وحديث: " أوقد عليها ألف عام حتى احمرت وآلف عام حتى ابيضت وآلف عام حتى اسودت فهي سوداء مظلمة " ضعيف لا يصحّ.
والله تعالى أعلم.
الشيخ عبد الرحمن السحيم
شبكة الاسلام للجميع (منقول)
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 09:24 م]ـ
السؤال: أنا أبحث عن أسماء لجهنم وقد وجدت بعضاً مثل: المحرقة والمحطمة والملتهبة ... هل هذه أسماء صحيحة؟ أرجو تزويدي بأسماء أخرى.
الجواب:
الحمد لله
" نار جهنم لها أسماء متعددة، وهذا التعدد في الأسماء لاختلاف صفاتها. فتسمى الجحيم، وتسمى جهنم،
ولظى، والسعير، وسقر، والحطمة، والهاوية بحسب اختلاف الصفات. والمسمى واحد، فكل ما صح في كتاب
الله أو سنة الرسول صلى الله عليه وسلم من أسمائها فإنه يجب على المؤمن أن يصدق به وأن يثبته "
مجموع فتاوى ورسائل العثيمين للسلمان: 2/ 58
وقد سميت الجحيم لشدة تأجج نارها.
وسميت جهنم لبعد قعرها -كما في القاموس-
وسميت لظى لتلهبها.
وسميت السعير لأنها تُوقد وتهيج فهي فعيل بمعنى مفعول.
وسميت سقر وصقر لشدة حرها.
وسميت الحطمة لحطمها -أي كسرها وهشمها - كل ما يلقى فيها.
وسميت الهاوية لأنه يُهوى فيها من علو إلى سفل ... وهكذا
وذكر بعض أهل العلم من المفسرين وغيرهم أسماء أخرى غير هذه المذكورة
وذكر بعضهم أن هذه الأسماء المذكورة أسماء لدركات النار وطبقاتها، ثم قسم بعضهم الناس على هذه الطبقات،
ولم يصح تقسيم الناس في النار وفق هذا التقسيم - وإن كان انقسام الناس وتفاوتهم بحسب أعمالهم أمر ثابت
بالنصوص الكثيرة -، كما لم يصح تسمية دركات النار على الوجه الذي ذكروه. والصحيح أن كل واحد من هذه الأسماء
التي ذكروها اسم على النار كلها، و ليس لجزء من النار دون جزء.
اليوم الآخر - الجنة والنار- للدكتور عمر الأشقر: 26.
الإسلام سؤال وجواب
الشيخ محمد صالح المنجد ( www.islam-qa.com)
http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&ds=qa&lv=browse&
السؤال
R=8578&dgn=4
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 09:26 م]ـ
ما أسماء أبواب الجنة وأبواب النار؟
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فللجنة ثمانية أبواب ثبت ذلك في نصوص شرعية، منها ما رواه البخاري ومسلم عن عبادة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "مَنْ قَالَ: أَشْهَدُ أَنّ لاَ إِلَهَ إِلاّ الله وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَنّ مُحَمّدا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَأَنّ عِيسَىَ عَبْدُ اللّهِ وَابْنُ أَمَتِهِ وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ، وَأَنّ الْجَنّةَ حَقّ، وَأَنّ النّارَ حَقّ، أَدْخَلَهُ الله مِنْ أَيّ أَبْوَابِ الْجَنّةِ الثّمَانِيَةِ شَاءَ".
ولهذه الأبواب أسماء ثبتت بنصوص شرعية، مثل: الصلاة والجهاد والصدقة والريان والأيمن وباب الكاظمين الغيظ، ومنها ما اختاره بعض العلماء لإشارات وإيماءات في النصوص مثل: باب التوبة أو الذكر أو العلم أو الراضين أو الحج.
ودليل الأربعة الأولى ما رواه البخاري ومسلم عن أبي هريرة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أنفق زوجين في سبيل الله نودي من أي أبواب الجنة يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة.
ودليل الخامس ما رواه البخاري ومسلم أيضاً عن أبي هريرة في حديث شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم وفيه: فيقال: يا محمد أدخل الجنة من أمتك من لا حساب عليه من باب الأيمن من أبواب الجنة، وهم شركاء الناس فيما سوى ذلك من الأبواب.
ودليل السادس ما رواه الإمام أحمد عن الحسن مرسلاً: إن لله باباً في الجنة لا يدخله إلا من عفا عن مظلمة. كما ذكر الحافظ في الفتح.
واختلف شراح الحديث في أسماء البقية بعد أن اتفقوا على تسمية الأربعة الأولى.
قال النووي: قال القاضي: وقد جاء ذكر بقية أبواب الجنة في حديث آخر في باب التوبة وباب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس وباب الراضين فهذه سبعة أبواب جاءت في الأحاديث، وجاء في حديث السبعين ألفاً الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم يدخلون من الباب الأيمن، فلعله الباب الثامن.
وقال ابن حجر: وقع في الحديث ذكر أربعة أبواب من أبواب الجنة ... وبقي من الأركان الحج فله باب بلا شك، وأما الثلاثة الأخرى فمنها" باب الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس ... ومنها: باب الأيمن وهو باب المتوكلين الذي يدخل منه من لا حساب عليه ولاعذاب. وأما الثالث: فلعله باب الذكر، فإن عند الترمذي ما يومئ إليه، ويحتمل أن يكون باب العلم انتهى.
وأما النار فلها سبعة أبواب، كما قال الله سبحانه: وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمَوْعِدُهُمْ أَجْمَعِينَ*لَهَا سَبْعَةُ أَبْوَابٍ لِكُلِّ بَابٍ مِنْهُمْ جُزْءٌ مَقْسُومٌ [الحجر:43 - 44]
ولا نعلم نصاً ثابتاً عن النبي صلى الله عليه وسلم جاء في تسمية هذه الأبواب، لكن جاءت آثار عن الصحابة في ذلك، منها ما ذكره القرطبي عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: هل تدرون كيف أبواب الجنة؟ قلنا: مثل أبوابنا. قال: لا. هي هكذا بعضهم فوق بعض -زاد الثعلبي- ووضع إحدى يديه على الأخرى. وأن الله وضع الجنان على الأرض والنيران بعضها فوق بعض، فأسفلها جهنم وفوقها الحطمة وفوقها سقر وفوقها الجحيم وفوقها لظى وفوقها السعير وفوقها الهاوية. وكل باب أشد حراً من الذي يليه سبعين مرة.
وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله سبحانه: لها سبعة أبواب قال: جهنم والسعير ولظى والحطمة وسقر والجحيم والهاوية وهي أسفلها.
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=17317&Option=FatwaId
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/467)
ـ[علاء الدين محمد]ــــــــ[16 - 03 - 08, 10:29 م]ـ
جزاكم الله خير أيها الإخوة الأفاضل
ولعلي أضيف باباً من أبواب الجنة وهو قول النبي عليه الصلاة والسلام
(ألا أدلك على باب من أبواب الجنة لا حول ولا قوة إلا بالله)
تخريج السيوطي: (حم ت ك) عن قيس بن سعد بن عبادة.
تحقيق الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 2610 في صحيح الجامع
والله تعالى أعلم(91/468)
لأول مرة تنشر صك الغفران الذي تبيعه هيئة خدام المهدي
ـ[العوضي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 09:29 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على محمد بن عبدالله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد
كنت قد كتبت موضوعاً قبل مدة من الزمان عن اعلان تسوق له مجلة المنبر الرافضية للحصول على (صكوك الغفران) .. ثم اقترح علينا أحد الأخوة الكرام بأن ننشر الصك الأصلي الذي يعطى لأولئك المغفلين من الشيعة، فقمنا بدفع المبلغ المطلوب وهو (15 دينار كويتي) من أجل زيارة النيابة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه بالنجف الأنجس حتى نحصل على ذلك الصك المزعوم الذي يوضع في الكفن والقبر ليدخلهم الجنة بزعمهم، وهاهو الصك الذي حصلنا عليه.
شاهد سند القبض بالمبلغ المذكور، ثم شاهد الصك الذي يعطى للرافضة حتى يوضع في الكفن.
http://www.d-sunnah.net/files/u1/up/sukok1.jpg"]
http://www.d-sunnah.net/files/u1/up/sukok1.jpg
حقا مثلما قال بومشاري (زحف وزحفوكم وترابك ووكلوكم , وما أعرف وين بيوصلونكم)
الحمد لله على نعمة الدين
منقول من شبكة الدفاع عن السنة
ـ[أبو طلحة السلفي]ــــــــ[16 - 03 - 08, 10:26 م]ـ
صدقت أخي الحمدلله على نعمة الدين
ولا أدري متى يفهم هؤلاء الرافضة؟!
ـ[محمد بن سحنون]ــــــــ[17 - 03 - 08, 12:01 ص]ـ
الحمد لله على نعمة الإسلام والحمد لله على نعمة السنة
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[17 - 03 - 08, 12:07 ص]ـ
هؤلاء لا يستحقون إلا نسترجع عليهم قائلين: إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 03 - 08, 06:34 م]ـ
بارك الله فيكم على ردودكم(91/469)
رد شبهة حرمة الرضاع من البهائم (عن البخاري)
ـ[هشام بن عبد الوهاب المصري]ــــــــ[16 - 03 - 08, 10:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني في الله
قرأت للسرخسي في المبسوط كلاماً غريباً ونسبه إلى الإمام البخاري رحمه الله فأريد رد عن هذه الشبهة التي يدندن حولها الأن أعداء الإسلام ومنهم الروافض.
قال ثم ذكر ما إذا جعل لبن امرأة في دواء أو طعام وما يكون من الإرضاع بعد مضيّ الحولين، وقد بينا هذه الفصول في كتاب النكاح.
ولو أن صبيين شربا من لبن شاة أو بقرة لم تثبت به حرمة الرضاع؛ لأن الرضاع معتبر بالنسب، وكما لا يتحقق النسب بين آدمي وبين البهائم فكذلك لا تثبت حرمة الرضاع بشرب لبن البهائم، وكان محمد ابن إسماعيل البخاري صاحب التاريخ - رضي الله عنه - يقول: تثبت الحرمة.
وهذه المسألة كانت سبب إخراجه من بخارى، فإنه قدم بخارى في زمن أبي حفص الكبير - رحمه الله - وجعل يفتي، فنهاه أبو حفص - رحمه الله - وقال: لست بأهل له، فلم ينته حتى سأل عن هذه المسألة فأفتى بالحرمة فاجتمع الناس وأخرجوه.
رجاء الإفادة رحمكم الله.
ـ[هشام بن عبد الوهاب المصري]ــــــــ[17 - 03 - 08, 12:34 ص]ـ
رجاء الإفادة
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 03 - 08, 01:16 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا القصة ليس لها سند صحيح عن الإمام البخاري رحمه الله، وإنما ذكرها صاحب المبسوط وغيره بدون سند
فعلى من يستدل بها إثبات سندها أولا.
وقال جمال الدين القاسمي في كتابه «حياة البخاري»: «إِنَّ المفتري لهذه الحكاية أَراد أَن يثأر لأبي حنيفة». حياة البخاري للقاسمي: 48
وينظر للفائدة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=246186#post246186
ـ[أبو السها]ــــــــ[17 - 03 - 08, 01:36 ص]ـ
لا تضيع أخي عمرك وتجهد فكرك بهذه الترهات، فهذه قصص وحكايات لا زمام لها ولا خطام، وأهل البدع ديدنهم الطعن في أهل الأثر، وقد كذبوا على جل العلماء ليحطوا من قدرهم لدى العامة، ولكن الغريب من السرخسي كيف يضمن كتابه هذه اللوثة، ولا غرو فغالب الأحناف- إلا من عصم الله منهم- لا يولون بالا لأسانيد الحديث، فكيف بأسانيد القصص،
ويكفي لبطلان هذه الفرية النكراء والكذبة الصلعاء:
1 - أن أحدا ممن ألفوا في السير والتراجم -وهم الذين همهم وديدنهم جمع الأخبار لمن يترجمون له - لم يذكروا هذه الفتوى ولو بصيغة التمريض لها، أتعزب عن مثل هؤلاء ويحفظها السرخسي، إن هذا لشيء عجاب.
2 - من المعلوم لدى المؤرخين أن سبب خروج البخاري من بخارى هو أنه وقعت وحشة ومنافرة بينه وبين أميرها
وقتئذ خالد بن أحمد الذهلي سببها، كما حكاه الذهبي في سير أعلام النبلاء هو أن خالد هذاسأل البخاري أن يحضر منزله فيقرأ الجامع والتاريخ على أولاده،فامتنع عن الحصور عنده، فراسله بأن يعقد مجلسا لأولاده لا يحضره غيرهم، فامتنع، وقال: لا أخص أحدا. فاستعان الأمير بحريث بن أبي الورقاء وغيره (وقد يكون من ضمنهم أبو حفص هذا) حتى تكلموا في مذهبه، ونفاه عن البلد، فدعا عليهم، فلم يأت إلا شهر حتى ورد أمر الطاهرية بأن ينادى على خالد في البلد،فنودي عليه على أتان، وأما حريث فإنه ابتلي بأهله فرأى فيها ما يجل عن الوصف، وأما فلان (؟) فابتلي في أولاده، و، راه الله فيهم البلايا.
ـ[هشام بن عبد الوهاب المصري]ــــــــ[17 - 03 - 08, 11:44 م]ـ
بارك الله فيكما وزادكما علما(91/470)
هل اللعن يمنع من الشفاعة
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[17 - 03 - 08, 12:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على المصطفى الأمين و على اله و صحبه أجمعين.
توارد إلى ذهني سؤال أشكل علي و هو:
هل يدخل من ثبت في حقه اللعن بالقران أو بالسنة - لفعل أو لقول أو لاعتقاد - في من يشفع لهم الرسول صلى الله عليه و سلم يوم القيامة؟
الإشكال كان لعلمي بأن اللعن هو الطرد من رحمة الله و الشفاعة رحمة من الله فهل الطرد من الرحمة مختص بالدنيا أم بالاخرة أيضا مع التنبيه أن السؤال في من مات على الفعل بدون توبة فهل هناك ملازمة بين الإصرار على الفعل الموجب للعنة الله و بين شفاعة الرسول له يوم القيامة إن علمنا أن بعض الايات تذكر أن الله و رسوله و ملائكته قد تلعن صاحب بعض الأفعال الموجبة للعن الله له.
أفيدونا، زادكم الله علما و نفع بكم
جزاكم الله خيراَ
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[19 - 03 - 08, 01:25 ص]ـ
بسم الواحد الأحد العليم الحكيم
للرفع، جزاكم الله خبرا
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[25 - 03 - 08, 12:17 ص]ـ
للرفع هداكم الله
ـ[محمد براء]ــــــــ[25 - 03 - 08, 12:32 ص]ـ
في حديث الشفاعة في الصحيح: انه لا يبقى في النار إلا من حبسه القرآن. أي وجب عليه الخلود وهم الكفار.
فالشفاعة تشمل عصاة الموحدين جميعاَ.
وهذا يعني أن اللعنة التي كانت عليهم والتي أوجبت لهم النار، أزالها الله تعالى برحمته إياهم بشفاعة نبيه صلى الله عليه وسلم، فإذا ثبتت الرحمة لهم بالشفاعة ودخول الجنة، زال اللعن عنهم، لأن المحل القابل للصفة لا يخلو منها أو من ضدها، والله أعلم.
ـ[المروزية]ــــــــ[25 - 03 - 10, 06:47 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
مامعنى قوله:"إلا من حبسه القرآن".(91/471)
هل النهي عن دخول آثار المعذبين يقاس عليه تداول صورها وتعليقها؟؟
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 10:28 ص]ـ
في مثل ديار المعذبين إشكال فقهي
هل النهي عن دخول آثار المعذبين يقاس عليه تفحص صورها وتداولها وتعليقها؟؟
ما رأيكم في ذلك
ـ[أبو السها]ــــــــ[17 - 03 - 08, 07:35 م]ـ
يُخشى أن تكون وسيلة إلى زيارتها وترغيبا في رؤيتها، فالأولى تركها، أما إذا كان القصد من اتخاذها وتعليقها للعبرة ففي كتاب الله غنية لمن أراد أن يذكر.والله أعلم(91/472)
ابن الشيخ بن عثيمين يرد على بعض كتاب الجرا
ـ[سعود3]ــــــــ[17 - 03 - 08, 11:43 ص]ـ
http://www.banfree.info/index.php?q=aHR0cDovL3d3dy5sNXMubmV0L3VwbG9hZHMvN2 FlNDg0MjBlNi5qcGc%3D
عبدالله بن محمد بن صالح العثيمين
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[17 - 03 - 08, 03:50 م]ـ
الصورة لا تظهر عندي
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[17 - 03 - 08, 04:50 م]ـ
من هو تركي الدخيل؟
ـ[ماجد العتيبي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 05:39 م]ـ
تركي الدخيل: - والله أعلم - أنه أحد الليبراليين .. وله برنامج إسمه " إضاءات " ...
هدانا الله وياكم ..
ولاكن الصورة لا تظهر
تأكد يا أخي
ـ[سعود3]ــــــــ[17 - 03 - 08, 07:01 م]ـ
تحميل الصورة لمن لم تظهر عنده.
وهذا رابط المقال:
http://www.alwatan.com.sa/news/ad2.asp?issueno=2724&id=2079
ـ[ماجد العتيبي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 05:42 ص]ـ
جزاه الله خير ..
وباين من أسلوبه أنه إنسان خاشع وأخلاقه عاليه ..
وفقت اخي لكل خير
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[19 - 03 - 08, 06:23 م]ـ
الشيخ اجل من ان يفعل ذلك
ـ[فادي بن ذيب قراقرة]ــــــــ[19 - 03 - 08, 07:58 م]ـ
ما رأي الأخوة في العرضة هل هي جائزة و ما هو الدليل؟
ـ[ابو عبدالرحمن الطائفي]ــــــــ[19 - 03 - 08, 09:01 م]ـ
تركي الدخيل: - والله أعلم - أنه أحد الليبراليين .. وله برنامج إسمه " إضاءات " ...
تأكد بارك الله فيك فلا ينبغي اتهام الناس جزافا
وفقنا الله واياك لما يحب ويرضى
ـ[أحمد موسى]ــــــــ[20 - 03 - 08, 05:36 م]ـ
انا سمعت الشيخ عبدالله ابن فريج رحمه الله يقول انها تشابه الرقص
كما ان بها مشيه يبغظها الله لانها للتباهي
والله اعلم
ولا اعلم ان فيها مرجع للعرف والتقاليد
والله اعلم(91/473)
خرافة في حفل المولد النبوي هل عرفتها؟؟
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 02:48 م]ـ
خرافة في حفل المولد النبوي هل عرفتها
يزعم بعض من يقعلون احتفالات بالمولد النبوي ان النبي صلى الله عليه وسلم يحضر مولدهم ولاادري في ايها يحضر هل يحضر في مولد يقام في مكة اوجدة اوالقاهرة اودمشق اوالسودان اواليمن او باكستان او امريكا اواستراليا
وهذا يذكرني بموقف طريف ذكره لي اخ مسلم من بنغلاديش وهو ان رجلا دخل في مسجد عندهم في ينغلاديش واثناء الصلاة عمل حركة غريبة فلما فرغ من صلاته ساله عنها طالب من اهل السنة فقال ذلك المخرف الذي عمل تلك الحركة في الصلاة رايت كلبا اراد ان يدخل الكعبة فطردته
فقال هذا الشاب لهذا المخرف ادعوك ياشيخ لتناول طعام الغداء ثم صنع له طعاما فلما حضر ذلك المخرف لم يجد امامه الا صحنا من الارز
فغضب ذلك المخرف وفال اهذا اكرام الضيف تقدم لي الارز بدون لحم اودجاج وقام مغضبا
فقال له ذلك الشاب ابها الشيخ الضال تزعم وانت هنافي بنغلاديش انك رايت كلبا عندالكعبة وانت لم تر الدجاج لقد كان في الصحن تحت الارز
وهكذا اهل الخرافة يقولون ان النبي صلى الله عليه وسلم يحضر مولدهم ويقومون عند ذلك وقد حضر بعضهم مولدا مع ابيه ولما تكلم بانه لم ير شيئا زجره والده
انهم ياتون بكلام لاتصدقه العقول ولم يرد فيما صح من المنقول
نسال الله الهداية لناولاخواننا المسلمين
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[25 - 10 - 08, 08:01 ص]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[25 - 10 - 08, 08:50 ص]ـ
الشيطان الرجيمُ إذا عبث بعقول البشر صيّرهم كالدّمى والمجانين, فيكذبُ أحدهم الكذبة التي تعجز أضغاث الأحلام عن مثلها.
ولا أنسى صاحب العلامة الألباني الذي كان يدعي علم الغيب فقال له الشيخ سأسألك سؤالاً.
قال الأفّاك: ما هو؟
فقال الشيخ: أرأيت أنك لا تعلم الغيب , لو كنت تعلمه لعرفت سؤالي. فبهت الأفاك.!!
ولا أنسى الصوفي الضالّ الذي ناظره العرعور (عدنان) وكان يؤكد مجيئ سيدنا الحبيب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إليهم في السودان وقيامه بمعالجة بعض المرضى و ... و .... و .... و .... الخ
فقاطعه العرعور قائلا: لم لم يحل لكم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أزمة دارفور أو يبدي لكم أفضل سبل الحل التي تنتهي بها الأزمة , فبهت الصوفي الضال.!!!
الحمد لله على التوحيد العاصم من عبث الشيطان.
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[26 - 10 - 08, 12:40 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - 02 - 10, 01:53 ص]ـ
يرفع للفائدة
ـ[يوسف الطائي]ــــــــ[19 - 02 - 10, 06:32 ص]ـ
جزاك الله خيراً وبارك فيك يا اخي الحبيب على هذا العمل الجيد
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[19 - 02 - 10, 05:10 م]ـ
شكرا لك وجزاك الله خيرا
ـ[ابو ناصر الحنبلي]ــــــــ[19 - 02 - 10, 09:14 م]ـ
خرافة في حفل المولد النبوي
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[27 - 02 - 10, 01:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا(91/474)
شبهات المجيزين للاحتفال بالمولد النبوي و تفنيدها
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 10:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
’’ شبهات المجيزين للاحتفال بالمولد النبوي و تفنيدها ‘‘
هذه بعض الشبهات التي يثيرها من يجيز و يحبذ الاحتفال بالمولد النبوي، مع نقضها و تفنيدها، أسأل الله أن ينفع بها من شاء من عباده.
قال الشيخ الفقيه د. محمد علي فركوس ـ حفظه الله ورعاه ـ في رسالته (حكم الاحتفال بمولد خير الأنام ـ عليه الصلاة و السلام) (ص 35 - 59) ـ بتصرف يسير ـ:
شبهات وتلبيس
وعادة أهل الأهواء التمسُّك بالشُّبُهات يُلبِّسونها على العوامِّ وسائرِ من سار على طريقتهم، يحسبها الجاهل ـ بحسن ظنِّه ـ أدلة الشرع وأحكامه، ((وَيَقُولُونَ هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَمَا هُوَ مِنْ عِندِ اللهِ وَيَقُولُونَ عَلَى اللهِ الكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ)) [آل عمران: 78].
ومن جُملة الشُّبهات وأهمِّ التعليلات: استنادهم إلى قوله ـ تعالى ـ: ((قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)) [يونس: 58]، على أنَّ في الآية أمرًا بالفرح بمولده ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ والاحتفال به، وبقوله ـ تعالى ـ: ((وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)) [إبراهيم: 5]، ليشكروا اللهَ على نعمة مَولد النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ، ففي الآية دليلٌ ـ في اعتقادهم ـ على جواز تخصيص شهر ربيع الأول، وليلة: «12 ربيع الأول» منه للابتهاج والفرحة بمولده، وإفهام الناس سيرة النبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ وأخلاقه ومعجزاته وشمائله، وما لقيه في دعوته من المِحَنِ والشدائد، وهو صبَّار على طاعة الله وعن محارمه وعلى أقداره، شكورٌ قائمٌ بحقوق الله يشكر اللهَ على نعمه، كُلُّ ذلك من التذكير بأيَّام الله، وجاء تأييدهم لذلك بما ورد في صحيح مسلم: أنَّ رسولَ الله ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ سُئِلَ عن صوم الاثنين؟ فقال: «فِيهِ وُلِدْتُ، وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ» [1]، ووجهه يدلُّ على شرف ولادته ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ، ويفيد شرعية الاحتفال بمولده، كما احتجُّوا على جواز المولد بأنَّ أبا لهب يُخفَّف عنه العذاب كلَّ اثنين لأنَّه أعتق ثويبة إثر بشارتها له بولادة النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ على ما جاء في البخاري: «قَالَ عُرْوَةُ: وَثُوَيْبَةُ مَوْلاَةٌ لأَبِي لهَبٍ وَكَانَ أَبُو لَهبٍ أَعْتَقَها فَأَرْضَعَتِ النَّبِيَّ ـ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ـ، فَلَمَّا مَاتَ أَبُو لَهبِ أُرِيَهُ بَعْضُ أَهْلِهِ بِشَرِّ حِيبَةٍ، قَالَ لَهُ: مَاذَا لَقِيتَ؟ قَالَ أَبُو لَهبٍ: لَمْ ألْقَ بَعْدَكُمْ غَيْرَ أَنِّي سُقِيتُ فِي هَذِهِ بِعَتَاقَتِي ثُوَيْبَةَ» [2]، ولَمَّا كان فرحه بولادة النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ سببًا في تخفيفِ العذاب عنه فذلك دليلٌ على جواز الفرح والابتهاج بيوم مولِدِه والاحتفال به [انظر «المواهب اللدنية» للقسطلاني (1/ 260)]، ولأنَّ الغرض من إقامة مولده ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ كما قرَّره أهل الطرق ـ هو شُكْرُ الله على نعمة إيجاده، وتخصيص شكر الله ـ تعالى ـ عليه إنما يكون بإقامة الولائم وإطعام الطعام والتوسعة على الفقراء ـ زعموا ـ، فضلاً عن أعمال البِرِّ الأخرى النافعة كالاجتماع على قراءة القرآن وتلاوته، والذِّكْرِ والصلاة على النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ، وسماع شمائله الشريفة وقراءة سيرته العطرة؛ كُلُّ ذلك ـ عندهم ـ محمودٌ غيرُ محظورٍ بل مطلوبٌ إحياءً للذِّكرى، معلِّلين ذلك بما حثَّ الرسولُ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ أُمَّته على صومِ عاشوراءَ شُكْرًا للهِ على نجاةِ موسى ومن معه، فإنَّ ذلك كُلَّهُ يُستفادُ منه شرعيةُ الاحتفال بالمولد [انظر «الفتاوى الحديثية» لابن حجر الهيثمي (ص 909، 974)، و «الحاوي للفتاوى» للسيوطي (1/ 260)]، ويعكس ـ حالَ الاجتماع عليه ـ محبَّةَ النَّبِيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ وتعظيمَهُ ـ، ويذهبُ بعضُهم إلى أنَّ أعيادَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/475)
الميلاد من عادات أهلِ الكتاب، والعادة إذا تَفَشَّتْ عند المسلمين أصبحت من عاداتهم، والبدعةُ لا تلج العادات وإِنَّمَا تدخل في العبادات.
تفنيد الشبهات ومختلف التعليلات
ولا يخفى أنَّ تفسير قوله ـ تعالى ـ: ((قُلْ بِفَضْلِ اللهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)) [يونس: 58]، بمولده ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ لا يَشهدُ له أيُّ تفسيرٍ، وهو مخالِفٌ لما فَسَّرَهَا به الصحابة الكرام والأئمَّة الأعلام، وقد جاء عنهم أَنَّ المرادَ بفضل الله: القرآن، ورحمتِه: الإسلام، وبهذا قال ابنُ عباس وأبو سعيد الخدري ـ رضي الله عنهم ـ، وعنهما ـ أيضًا ـ: فضل الله: القرآن، ورحمته: أن يجعلكم من أهله، وقيل: العكس [«تفسير القرطبي» (8/ 353)، «تفسير ابن كثير» (2/ 402 - 403)].
فالحاصلُ أنَّ اللهَ ـ تعالى ـ لم يأمر عبادَه بتخصيص ليلةِ المولد بالفرح والاحتفال، وإنَّما أمرهم أن يفرحوا بالإسلام وهو دِين الحقِّ الذي أنزل على نبيِّه ـ صَلَّى الله عليه وآله وسَلَّم ـ، ويدلُّ عليه قوله ـ تعالى ـ: ((وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ)) [الأنبياء: 107]، وقد تعرَّضت الآية للبِعثة ولم تتعرَّض لولادته، قال ـ تعالى ـ مُمْتَنًّا على المؤمنين ـ: ((لَقَدْ مَنَّ اللهُ عَلَى الْمُؤمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ)) [آل عمران: 164]، وفي «صحيح مسلم»: «إِنِّي لَمْ أُبْعَثْ لَعَّانًا، وَإِنَّمَا بُعِثْتُ رَحْمَةً» [3]، وفي رواية في «صحيح مسلم» ـ أيضًا ـ أَنَّه لَمَّا سُئِلَ عن صوم الاثنين قال: «وَيَوْمٌ بُعِثْتُ فِيهِ» [4].
أمّا قوله ـ تعالى ـ: ((وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآيَاتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ)) [إبراهيم: 5]، فالمراد بأن يُذكِّرَهم بنِعم اللهِ ونقمه التي انتقم فيها من قوم نوح وعاد وثمود، والمعنى: أن يَعظهم بالترغيب والترهيب والوعد والوعيد، فإنَّ في التذكير بها لدلالات عظيمة على التوحيد وكمال القدرة لكلِّ مُؤمن، وأُردفت الآيةُ بالوصفين المذكورين وهما: «الصبر والشكر»؛ لأنَّهما ملاك الإيمان [«تفسير ابن كثير» (2/ 523)، «فتح القدير» للشوكاني (3/ 94)]، وفيما صحَّ من حديثِ رسولِ الله ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ أنّه قال: «عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَاكَ لأَحَدٍ إِلاَّ لِلْمُؤْمِنِ، إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ (شَكَرَ) فَكَانَ خَيْرًا لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ (صَبَرَ)، فَكَانَ خَيْرًا لَهُ» [5].
ولا يخفى أنّ الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ ومَن بعدَهم من أهل الإيمان الذين يصبرون في الضرَّاء ويشكرون في السَّرَّاء ويحيون سُنَّته ويتَّبعون هديَه لم يفهموا من الآية الاحتفال بالمولد لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ، ولا أقاموه، وإنَّما حدث بعد القرون الثلاثة المفضَّلة.
أمَّا شبهتهم بالحديث فغاية ما يدلُّ عليه الترغيب في الصيام يوم الاثنين وقد اكتفى به، وما كفى النبيَّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ يكفي أُمَّتَه، وما وسعه يسعها، ولذلك كان شكر الله على نعمة ولادته بنوع ما شكر به ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ إنَّما يكون في هذا المعنى المشروع، ومن ناحية أخرى أنَّ يوم الاثنين الذي هو يوم مولده ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ ومبعثه ـ كما ورد في الحديث ـ وافق يوم وفاته بلا خلاف [«فتح الباري» (8/ 129)]، وعلى المشهور ـ أيضًا ـ أنَّ ولادته ووفاته كانتَا في شهر ربيع الأول، فلماذا يفرح الناس بولادته ولا يحزنون على وفاته، إذ ليس الفرح أولى من الحزن فيه، علمًا بأنَّ وفاتَه ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ مِن أعظم ما ابتلي به المسلمون، وأفجعِ ما أُصيبت به أُمَّة الإسلام، قال ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَيُّمَا أَحَدٍ مِنَ النَّاسِ ـ أَوْ مِنَ المُؤْمِنِينَ ـ، أُصِيبَ بِمُصِيبَةٍ فَلْيَتَعَزَّ بِمُصِيبَتِهِ بِي، عَنِ المُصِيبَةِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/476)
الَّتِي تُصِيبُهُ بِغَيْرِي، فَإِنَّ أَحَدًا مِنْ أُمَّتِي لَنْ يُصَابَ بِمُصِيبَةٍ بَعْدِي، أَشَدَّ عَلَيْهِ مِنْ مُصِيبَتِي» [6].
قال ابن الحاج المالكي -رحمه الله- في «المدخل» (2/ 16 - 17): (العجب العجيب كيف يعملون المولد بالمغاني والفرح والسرور ـ كما تقدَّم ـ لأجل مولده ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ في هذا الشهر الكريم، وهو ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ فيه انتقل إلى كرامة ربِّه ـ عزَّ وجلَّ ـ، وفُجعت الأُمّة وأُصيبت بمصاب عظيم لا يعدل ذلك غيرها من المصائب أبدًا، فعلى هذا يتعيَّن البكاء والحزن الكثير، وانفراد كُلِّ إنسان بنفسه لما أصيب به لقوله ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ: «ليعزّى المسلمون في مصائبهم المصيبة بي»).
وليس لليوم الثاني عشر من ربيع الأول ـ إن صحَّ أنّه مولده ـ من ميزةٍ دون الأيام الأخرى؛ لأنّه لم يُنقل عن النبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ أنّه خصَّصه بالصيام أو بأيِّ عملٍ آخرَ، ولا فعله أهلُ القرون المفضَّلة من بعده، فدلَّ ذلك على أنَّه ليس له من فضلٍ على غيره من الأيام.
وحقيقٌ بالتنبيه أنّ عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ ومَن معه من الصحابة الكرام أجمعوا على ابتداء التقويم السنوي الإسلامي من التاريخ الهجري، وقد خالفوا في ذلك النصارى في البداءة حيث ابتدأوا تقويمَهم السَّنوي من يوم ولادة المسيح عيسى ـ عليه السلام ـ فعن سعيد بن المسيِّب قال: «جمع عمرُ الناسَ فسألهم: من أيِّ يوم يكتب التاريخ؟ فقال علي بن أبي طالب: مِن يوم هاجر رسولُ الله وترك أرضَ الشرك، ففعله عمر ـ رضي الله عنه ـ» [7].
ولم يُنقل عنهم أنهم اتخذوا مولِدَه ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ ولا مبعثَه ولا هجرتَه ولاَ وفاتَه عيدًا يحتفلون به، كما أنَّهم لم يقتدوا بالنصارى في وضع التاريخ الإسلامي، إذ المعلوم أنَّ من سنَّة النصارى اتخاذ موالد الأنبياء أعيادًا، فكيف العدول عن سُنَن الخلفاء الراشدين المهديِّين والاستنان بسُنَّة النصارى الضالين؟! وقد قال ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ: «فَعَلَيْكُمْ بِسُنَّتِي وَسُنَّةِ الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ تَمَسَّكُوا بِهَا، وَعَضُّوا عَلَيْهَا بِالنَّوَاجِذِ» [8].
ولا يخفى أنَّ سبيل الصحابة ـ رضي الله عنهم ـ حقّ لازم اتباعه، وقد جاء الوعيد بمخالفة اتباع غيرِ سبيل المؤمنين في قوله ـ تعالى ـ: ((وَمَن يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءتْ مَصِيرًا)) [النساء: 115].
أمَّا من رأى أبا لهب بعد موته في النوم أنه خُفِّف عنه بعض العذاب كلَّ ليلة الاثنين، فجوابه من عِدَّة وجوه:
الأول: إنَّه ليس في حديث البخاري أنَّه يخفَّف عنه كلّ اثنين، ولا أنه أعتق ثويبة من أجل بشارتها إيَّاه بولادته ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ، وقد ذكر ابنُ حجر أنَّه أعتقها أبو لهب بعد هجرة رسول الله ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ[«الإصابة» لابن حجر (4/ 258) ( http://**********<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_40'))] ، وروي أنَّه أعتقها قبل ولادته بزمن طويل [«شرح الزرقاني» على «المواهب اللدنية» (1/ 259) ( http://**********<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_41'))] .
الثاني: إنَّه خبر مرسل أرسله عروة ولم يذكر من حدَّثه به.
الثالث: وعلى تقدير أنَّه موصول فالذي في الخبر رؤيا منام فلا حُجَّة فيه كما صَرَّح الحافظ ابنُ حَجَر في «فتح الباري» (9/ 145) ( http://**********<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_42'))، قال المعلمي ـ رحمه الله ـ في «التنكيل» (2/ 242): «اتفق أهلُ العلم على أَنَّ الرُّؤْيَا لا تصلح للحُجَّة، وهي تبشير وتنبيه، وتصلح للاستئناس بها إذا وافقت حُجَّة شرعية صحيحة».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/477)
الرابع: إنَّ الرائي في المنام: له أَخُوهُ العباس ـ رضي الله عنه ـ وذلك بعد سَنَةٍ من وفاة أبي لهب بعد وقعة بدر ذكره السُّهيلي [«البداية والنهاية» لابن كثير (2/ 273) ( http://**********<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_44'))] ، ولعلَّ الرَّائي لم يكن إذ ذاك قد أسلم [«الإصابة» لابن حجر (2/ 271) ( http://**********<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_45'))] .
الخامس: إنَّ الخبر مخالِفٌ لظاهر القرآن والإجماع، قال ـ تعالى ـ: ((وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاء مَّنثُورًا)) [الفرقان: 23]، ولقوله ـ تعالى ـ: ((وَالَّذِينَ كَفَرُوا أَعْمَالُهُمْ كَسَرَابٍ بِقِيعَةٍ يَحْسَبُهُ الظَّمْآنُ مَاء حَتَّى إِذَا جَاءهُ لَمْ يَجِدْهُ شَيْئًا)) [النور: 39]، وقوله ـ تعالى ـ: ((مَّثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمْ أَعْمَالُهُمْ كَرَمَادٍ اشْتَدَّتْ بِهِ الرِّيحُ فِي يَوْمٍ عَاصِفٍ)) [إبراهيم: 18]، ولقد كان أبو لهب من أشدِّ الناس عداوةً للنبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ ومُبالغةً في إيذائه، الأمر الذي يهدم ما سلف من الفرح به لو صحَّ ذلك، وقد ذكر القاضي عياض انعقاد الإجماع على أنَّ الكُفَّار لا تنفعهم أعمالهم ولا يثابون عليها بنعيم ولا تخفيف عذابٍ وإن كان بعضهم أشدَّ عذابًا من بعض [«فتح الباري» (9/ 145) ( http://**********<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_46'))] .
السادس: وعلى فرض التسليم والقَبول جَدَلاً بأن خفِّف عنه لإعتاقه ثويبة بسبب ولادته وإرضاعه؛ فإنَّ هذا الأمر لا يخفى عن النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ، كما لم يَخْفَ عنه تخفيف العذاب عن أبي طالب لأجل حمايته ونصرته، ومع هذا العلم لم ينقل عنه اتخاذ يوم مولده عيدًا، ولا أصحاب القرون المفضّلة بعده.
وأمَّا التوسعة على الفقراء بإطعام الطعام وغيرها من أفعال البِرِّ والإحسان إن وقعت على الوجه الشرعي فهي من أعظم القربات والطاعات، لكن تخصيصها على الوجه الذي لا يثبت إلاَّ بنصٍّ شرعيٍّ، إذا انتفى تنتفي المشروعية، عملاً بقاعدة: «إِذَا سَقَطَ الأَصْلُ سَقَطَ الفَرْعُ» [9].
أمّا الدروس والعِبر والعِظَات وتلاوةُ القرآن والذِّكر والصلاة على النبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ وقراءة سيرته وغيرها فإنَّما تشرع كلَّ وقتٍ، وفي كلِّ مكان من غير تخصيصٍ كعموم المساجد والمدارس والمجالس العامَّة والخاصَّة، وتسري عليها القاعدة السابقة: «إِذَا سَقَطَ الأَصْلُ مَعَ إِمْكَانِهِ فَالتَّابِعُ أَوْلَى» [10].
وإن أُريد بالدروس والعظات وقراءة سيرته إحياء الذكرى به فإنَّ الله تكفَّل برفع ذكره في الدنيا والآخرة على مدار الأزمنة والدهور، فيُذكر مع الله في الأذان والخُطَب والصَّلوات والإقامة والتشهُّد ونحو ذلك، فَقَصْرُ ذِكره في يومِ مولدِه ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ جفاءٌ في حَقِّهِ وتقصيرٌ في تعظيمه وتفريطٌ في توقيره ومحبّته.
وأمّا عاشوراء الذي حثَّ النبيُّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ على صيامه شُكرًا لله على نجاةِ موسى ومَنْ معه فإنَّما كان امتثالاً لأمرِ النَّبيِّ ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ وطاعةً له وهو شُكْرٌ لله على تأييده للحقِّ على الباطل، لكن ليس فيه دليلٌ لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ على إقامة الموالد والاجتماع إليها وإحداث المواسم الدينية، لربط الأزمنة بالأحداث ـ زعموا ـ، وإنَّما التوجيه النبوي لأُمَّته أن يعبِّروا على شكر الله بتجسيده بالصيام لا باتخاذه عيدًا يحتفل به حتَّى يُلحقَ به مولدُه ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ، إذ لا يعرف في الإسلام من الأعياد السنوية إلاَّ عيد الأضحى وعيد الفطر ـ كما تقدَّم ـ ولو شرعه لنا عيدًا لندب إليه ولأمَر بترك صومه؛ لأنَّ الناس يعتبرون في العيد ضيوفًا عند الله ـ تعالى ـ، والصوم إعراض عن الضيافة، لذلك يفسد إلحاق حكم المولد قياسًا على عاشوراء لقادح المنع، وهو منع حكم الأصل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/478)
ثمّ إنَّ الاحتفال بعيد ميلاد عيسى ـ عليه السلام ـ ليس من عادات الكفار، وإنَّما هو من عباداتهم، كما أفصح عن ذلك ابن القيم ـ رحمه الله ـ في «زاد المعاد» (1/ 59) ( http://**********<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_50')) بقوله: «من خصَّ الأمكنة والأزمنة من عنده بعبادات لأجل هذا، كان من جنس أهل الكتاب الذين جعلوا زمان أحوال المسيح مواسم وعبادات، كيوم ميلاده، ويوم التعميد، وغير ذلك من أحواله».
وإذا سلَّمنا ـ جدلاً ـ أنَّه من عاداتهم، فقد نُهينا عن التشبُّه بأهل الكتاب وتقليدهم، سواء في أعيادهم أو في غيرها لقوله ـ صَلَّى اللهُ عليه وآله وسَلَّم ـ: «مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ» [11]، وأقلُّ أحوال الحديث اقتضاء تحريم التشبُّه بهم، وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبِّه بهم كما في قوله ـ تعالى ـ: ((وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ)) [المائدة: 51]، [انظر «اقتضاء الصراط المستقيم» لابن تيمية: (1/ 270) ( http://**********<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_52'))] ، ومعلوم أنَّ المشابهة إذا كانت في أمور دنيوية فإنَّها تورث المحبَّة والموالاة، فكيف بالمشابهة في أمور دينية؟ فإنَّ إفضاءَها إلى نوعٍ من الموالاة أكثر وأشدُّ، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان، كما قرَّره شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ[انظر المصدر السابق (1/ 550) ( http://**********<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_53'))] . انتهى
و قال الشيخ د. عبد المجيد جمعة الجزائري ـ حفظه الله ـ في (المورد الروي في حكم الاحتفال بالمولد النبوي) [12]:
فإن قيل: أنتم تنكرون الاحتفال بالمولد وأنتم قلة قليلة وأكثر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها يحتفلون ويفرحون ويلعبون، بل فعله قوم من أهل العلم و الفضل، فعلى آثارهم نحن مقتدون.
فيقال: إن الحق لا يعرف بالكثرة ولا بالرجال، بل بالأدلة الشرعية، وقد ذم الله ـ جل وعلا ـ الكثرة في موضع كثيرة في القرآن الكريم، من ذلك قوله ـ تعالى ـ: ((ولكن أكثر الناس لا يعلمون)) [الأعراف: 187]، وقوله ـ تعالى ـ: ((وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله)) [الأنعام: 116]، وفي المقابل يمدح القلة التي على الحق؛ قال ـ تعالى ـ: ((إلا اللذين آمنوا وعملوا الصالحات وقليل ما هم)) [ص: 24]، وقد قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ:» الحلال بيِّن والحرام بيِّن، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمها كثير من الناس «، رواه الشيخان من حديث النعمان ابن البشير.
والعجيب أن هذه الكثرة أكثرها لا يعرف من نبيه إلا اسمه أو رسمه، وأسوؤهم حظا لا يعرفه إلا في هذه المناسبة ناهيك عن إضاعة الواجبات وانتهاك الحرمات وركوب لجج المحرمات.
وأما فعله من بعض أهل العلم والفضل، فهذا إن كان فعله مجتهدا ومتأولا فقد يؤجر على حسن قصده [13]، لكن لم نؤمر باتبعاه في كبوته وتقليده في هفوته، وإنما أمرنا باتباع الحق وندور معه حيثما دارت ركابه.
ثم لو اتبعت الأمة رخص العلماء وشذوذهم لضاع الدين واندرست أحكامه، وانتكست أعلامه.
ثم إن بعض هؤلاء موقفه من السنة معلوم مذموم، فمنهم من ردها بعقله، ومنهم من ردها بذوقه، ومنهم من ردها بسياسته، ومنهم من ردها برأيه أو آراء الرجال.
ثم يقال: إذا فعله قوم ذوو علم وفضل، فقد تركها أقوام هم أوسع علما وأدق فهما، و أبر قلوبا و أقل تكلفا من الصحابة و التابعين و الأئمة المجتهدين.
فإن قيل: قد ورثناه أبا عن جد، واتبع في ذلك آخرنا أولنا، ولاحقنا سابقنا، فيقال: هذا هو التقليد المذموم الذي ذمه الله في كتابه و هو اتباع ما كان عليه الآباء و الأجداد، فقال ـ تعالى ـ: ((وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه آباءنا أو لو كان آباؤهم لا يعقلون شيئا ولا يهتدون)) [المائدة: 104].
فإن قيل: إذا نعتبرها بدعة حسنة، فيقال: ليس في الدين بدعة حسنة و بدعة قبيحة، بل إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال القول الفصل ليس بالهزل: ((كل بدعة ضلالة))، فهذا نص لا يحل رد دلالته على ذم البدع مطلقا، أو معارضته بعادات أو قول بعض العلماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/479)
و قد قال عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ: (كل بدعة ضلالة وإن رآها الناس حسنة)، رواه اللالكائي في» أصول الاعتقاد «(رقم 126). انتهى
الهوامش:
[1] أخرجه مسلم في «الصيام» (2807)، وأبو داود في «الصوم» (2428)، وأحمد (23215)، من حديث أبي قتادة الأنصاري ـ رضي الله عنه ( http://**********<b></b>:AppendPopup(this,'pjdefOutline_23')) ـ.
[2] أخرجه البخاري في «النكاح» ـ باب ((وَأُمَّهَاتُكُمُ اللاَّتِي أَرْضَعْنَكُمْ)) ويحرم من الرضاع ما يحرم من النسب ـ (9/ 140)، من حديث عروة بن الزبير.
[3] أخرجه مسلم في «البر والآداب والصلة» (6778)، من حديث أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ.
[4] أخرجه مسلم في «الصيام» ـ باب استحباب صيام ثلاثة أيام من كلِّ شهر ـ (2747)، من حديث أبي قتادة الأنصاري ـ رضي الله عنه ـ.
[5] أخرجه مسلم في «الزهد والرقائق» ـ باب المؤمن أمره كلّه خير ـ (7500)، من حديث صهيب ـ رضي الله عنه ـ.
[6] أخرجه ابن ماجه في «الجنائز» (1599)، والبيهقي في «شعب الإيمان» (10154)، من حديث عائشة ـ رضي الله عنه ـ، والحديث صحَّحه بشواهده الألباني في «السلسلة الصحيحة» (3/ 98).
[7] أخرجه الحاكم في «المستدرك» (3/ 15، رقم 4287)، وقال عنه: «هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه»، عن عثمان بن عبيد الله أبي رافع، عن سعيد بن المسيِّب ـ رحمه الله ـ.
[8] أخرجه أبو داود في «السُّنَّة» (4607)، والترمذي في «العلم» (2891)، وابن ماجه في «المقدمة» (44)، وأحمد (17606)، من حديث العرباض بن سارية ـ رضي الله عنه ـ، وصحَّحه الألباني في «السلسلة الصحيحة» (936).
[9] وهذه القاعدة مطردة في المحسوسات والمعقولات؛ لأنّ الأساس إذا انهدم انهدم معه ما بُني عليه، انظر «الأشباه والنظائر» للسيوطي (ص 119)، و «الأشباه والنظائر» لابن نجيم (ص134).
[10] عبّر عنها النووي بهذه الصيغة، انظر «المجموع» للنووي (1/ 392).
[11] أخرجه أبو داود في «اللباس» (4033)، وأحمد (5232)، من حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ، وصحَّحه العراقي في «تخريج الإحياء» (1/ 359)، وحسَّنه ابن حجر في «فتح الباري» (10/ 288)، والألباني في «الإرواء» (1269).
[12] مجلة» منابر الهدى «الجزائرية، (العدد 4، ص 8 - 9).
[13] قال شيخ الإسلام ابن تيمية ـ رحمه الله ـ في (مجموع الفتاوى 22/ 23): (فتعظيم المولد واتخاذه موسماً، قد يفعله بعض الناس ويكون له فيه أجر عظيم لحسن قصده، و تعظيمه لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما قدمته لك أنه يحسن من بعض الناس ما يستقبح من المؤمن المسدد) اهـ.
ـ[فريد المرادي]ــــــــ[08 - 03 - 09, 10:38 م]ـ
للفائدة ...(91/480)
دعيت إلى احتفال بالمولد هل أذهب وانكر أم لا أذهب؟؟؟
ـ[أبو ريان الزعبي]ــــــــ[17 - 03 - 08, 11:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا اعمل مدرس لمادة التربية الإسلامية في إحدى الدول العربية , وقد دعيت أو وكلت بإعطاء كلمة في هذه الذكرى. يوم الأربعاء القادم
فهل أقوم بإعطاء كلمة وأبين أنه هذا الأمر ليس له أصل , وكيفية إتباع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - , ونصرته؟
أم امتنع عن المشاركة فيه؟؟
وجزيتم خيرا
ـ[أبو ريان الزعبي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 12:04 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو ريان الزعبي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ألا توجد إجابة؟؟!؟!؟؟!؟!؟
جزيتم خيرا
ـ[ابو عبدالرحمن الطائفي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:42 م]ـ
لعل هذا يفيدك
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=6271
ـ[بن نصار]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:47 م]ـ
سبحان الله. . أنا مثلك
ولكن أنا سأقدم لأن المحاضرة في المدرسة ستقام بي أو بغيري. . فأشارك و أنصح أحسن
ـ[أبو ريان الزعبي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:52 م]ـ
جزيت خيرا.
ولكن الذي يخشى في هذا , ان تكون المشاركة كالإقرار , حتى لو ببيان الحكم , كالذي يناقض نفسه. فلو أن الشخص كانت له فرصة قبل الموعد ببيان الحكم والنصيحة لكان هذا أفضل.
على كل ما زلت أنتظر - ومن الأمس - رد المشايخ الكرام.!!!
كما أشكر الشيخ الطائفي على رده
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 11:19 م]ـ
أبو ريان هم يريدونك أن تحدثهم عن مولد النبوي احتفالا و ابتهاجا بهذه المناسبة - كما يقولون -، فهل سأتي أنت و تحاضر لهم عن بدعية هذا الاحتفال؟!
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[18 - 03 - 08, 11:56 م]ـ
والله يا أخى إن كنت بهذه الشجاعة فأنصحك بالحضور لكن السؤال كيف ستتكلم و ماذا ستقول فالأمر يحتاج إلى لين و كلام لين فى موقف بدعة صعب صعب صعب.
نصيحتى من وجهة نظرى القاصرة لا فتوى شرعية.
ـ[أبو ريان الزعبي]ــــــــ[19 - 03 - 08, 12:35 ص]ـ
جزاكم الله جميعا كل خير
الحمدلله أن الناس عندنا ليسوا بالمتعصبين كغيرهم من الصوفية , بل هم على وعي لا بأس به بمثل هذه الأمور , فكثير من البدع كانت موجودة قديما ومنتشرة , وبفضل الله ثم جهد الدعاة ذهب الكثير منها.
فأنا اريد في أول الامر أن اتكلم عن مكانة النبي - صلى الله عليه وسلم- وعظمها , وما هي الحقوق والواجبات التي له علينا , من الاتباع والنصرة وتحكيمه في كل شيء في حياتنا (وهذا ما كنت أبحث عنه الآن في الملتقى , وأرجو ممن على اطلاع بالأمر أن يفدني به مأجورا)
ثم سأتكلم عن الاحتفال بالمولد من حيث تاريخه , وحكمه , وأضراره على سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه قد يكون من أسباب الابتعاد أكثر عن تطبيق السنة ,إذ يظن البعض - وهو لا يشعر - أنه باحتفاله هذا قد أدى واجبه تجاه الرسول - صلى الله عليه وسلم. وغيرها من الأمور.
ثم ساتكلم عما يفعله - رعاة البقر - الدنمارك - أكرمكم الله - من رسومات .....
وأحث الجميع على النصرة الحقيقية وهي تطبيق السنة في كل مجالات الحياة.
رماعيا في ذلك الحكمة وانتقاء العبارات المفيدة وغير لاذعة ...
والله الموفق
وأرجو النصيحة في ذلك. جزيتم خيرا.
ـ[أيمن بن خالد]ــــــــ[19 - 03 - 08, 05:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة و السلام على المصطفى المحمود ذطره في السماوات و الأرضين
قرأت الموضوع لحظة وضعه هنا و انفت نفسي أن أسبق غيري في النصح حيث أني لست من أهلها فخفت أن تكون نصيحتي سابقة و لا أصل لها و إن علمت من يوافقني عليها فأقول و على الله التكلان:
من ملاحظتي لبدعة المولد أنها أصبحت من باب العادة لا العبادة و إن ادعى الناس غير ذلك. مع العلم أن ذلك لا يعفيهم من البدعية و لا ينفي صفة البدعة عن المولد برمته. لذا كان النصح و الرفق بما يألف الناس هو الأولى و أن يكون الإنكار بما يعي الناس و يعرفونه و اذكر أني قرأت للإمام مالك مقولة هي حكمة من درره رحمه الله حيث قال: " لا تبدأ الناس بما لا يعرف (بضم الباء) فتلقى ما تكره".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/481)
لذا أنصحك أن تبدأ بما أسلفت فهو خير و من اسم عائلتك أظنك من نفس البلد الذي أنتمي اليه فالأمر كما قلت: تغلب على الناس الفطرة و البساطة فحرر الفاظك بما يتناسب مع فهمهم.
و اعلم أن المكان ليس مكان مقاطعة فالاحتفال قائم بك و بدونك لذا كان نفعك و أنت هناك كناصح أوجب و أنفع من كونك غائب منكر.
و الله أعلم
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[19 - 03 - 08, 06:40 ص]ـ
جزاكم الله جميعا كل خير
الحمدلله أن الناس عندنا ليسوا بالمتعصبين كغيرهم من الصوفية , بل هم على وعي لا بأس به بمثل هذه الأمور , فكثير من البدع كانت موجودة قديما ومنتشرة , وبفضل الله ثم جهد الدعاة ذهب الكثير منها.
فأنا اريد في أول الامر أن اتكلم عن مكانة النبي - صلى الله عليه وسلم- وعظمها , وما هي الحقوق والواجبات التي له علينا , من الاتباع والنصرة وتحكيمه في كل شيء في حياتنا (وهذا ما كنت أبحث عنه الآن في الملتقى , وأرجو ممن على اطلاع بالأمر أن يفدني به مأجورا)
ثم سأتكلم عن الاحتفال بالمولد من حيث تاريخه , وحكمه , وأضراره على سنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأنه قد يكون من أسباب الابتعاد أكثر عن تطبيق السنة ,إذ يظن البعض - وهو لا يشعر - أنه باحتفاله هذا قد أدى واجبه تجاه الرسول - صلى الله عليه وسلم. وغيرها من الأمور.
ثم ساتكلم عما يفعله - رعاة البقر - الدنمارك - أكرمكم الله - من رسومات .....
وأحث الجميع على النصرة الحقيقية وهي تطبيق السنة في كل مجالات الحياة.
رماعيا في ذلك الحكمة وانتقاء العبارات المفيدة وغير لاذعة ...
والله الموفق
وأرجو النصيحة في ذلك. جزيتم خيرا.
هذا أمرٌ حسنٌ جداً , والحمد لله أنَّ القومَ ليسوا من المتعصبين المكفرين لغير مُقِرِّيهِمْ على بدعتهم.
وما دام الأمر كما ذكرت أعلاه , فمن الحسن لو ذكَّرتهم بأن الاحتفال بالمولد مخالفٌ لسنة الله تعالى ورسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وما ذاك إلا أنَّ الله تعالى أوجب حبَّ النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على العباد , وجعل محبته علامة إيمانٍ , وعدمها علامة كفر وفجور, وأنَّ الله تعالى لم يقبض نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى قامت شرائع هذا الدين كما يريد الله ويرضى , وما كان لله وهو العدل الحكم أن يوجب علينا شيئا حتى نتبيَّن الطريق الأمثل في القيام به , ولا سبيل إلى ذلك إلا باتباع الصحابة الكرام الذين اختارهم الله حملةً لدينه عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ولو كان المولد خيراً ومحبةً لقاموا به على أحسن وجه , لكنهم علموا يقيناً أن شرط المحبة ولازمها هو في اقتفاء أثر الحبيب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والتزام هديه.
ومن أنفس ما علمت من كلام حول المولد وبدعته والحكمة في مناصحة أهله والمنهج السليم في توجيههم ومناصحتهم , هذا الكلام للشيخ محمد بن محمد المختار الشنقيطي - حفظه الله - يومَ سئل في جدة هذا السؤال:
ما حكم الاحتفال بالمولد النبوي؟
فأجاب حفظه الله بقوله:
مولد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يثبت في دليل في كتاب الله وسنة النبي مشروعية إحياء ليلته ويومه، وقد عاش-عليه الصلاة والسلام- بعد نزول الوحي سنوات لم يسن لأمته أن يحتفلوا بيوم مولده، بل جاءت السُّنة بخلاف ذلك حينما كان- عليه الصلاة والسلام- يصوم الاثنين دون تخصيص ليوم مولده- عليه الصلاة والسلام- فقال عن يوم الاثنين: ((ذاك يوم ولدت فيه فأحب أن أصومه)) فصام لله شكراً يوم مولده-عليه الصلاة والسلام- هذا هو الاحتفاء وهذا هو الشكر للنعمة وهذا هو المفيد حينما يؤدي الإنسان العبادة المشروعة ويحس بأنه يقوم بشكر نعمة الله عز وجل عليه.
هذا المولد لم يفعل لا في زمان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا في المائة الأولى ولا في القرون المفضلة كلها.
هل هذه الأمة كلها غافلة عن تعظيم النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟!
هل هذه الأمة كلها ما علمت أن هناك حق للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وفضل لهذا اليوم؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/482)
كل هؤلاء العلماء والأئمة من الصحابة والتابعين ومن بعدهم كلهم لا يعلمون فضيلة المولد حتى تأتي القرون المتأخرة بعد الخمسمائة ويأتي من يحيي ليلة المولد ويقول: إن هذا دين وشرع هل هذا يعقل؟!
هل يمكن لمسلم أن يقول: إن هذا الشيء مشروع، وينسبه إلى دين الله عز وجل وكل هذه القرون المفضلة لم يقع فيها؟!
هما أحد أمرين:
الأول: إما أن المولد من الدين ويقصد به التقرب إلى الله عز وجل والطاعة والله-تعالى- يقول: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِيناً}.
والثاني: وإما أن يكون ليس من الدين.
فإن كان من الدين: فهذا نص كتاب الله عز وجل على أنه ما كان يوم عرفة إلا وقد تمم الله شرائع الإسلام وشرائع الدين.
وإن كان ليس من الدين: فلماذا يدافع عنه ويقوم من يشرّعه للناس ويجعله ويوالي فيه ويعادي بل لا يجد أحدًا يتكلم فيه إلا ظن به السوء وأنه لا يحب النبي وأنه ينتقص النبي لماذا هذا؟!
يعني هل هؤلاء المتأخرون الذين قالوا حتى قال بعضهم يقول: إنها بدعة حسنة على أن البدعة فيها حسن وفيها سيء مع أن الله عز وجل ذم على لسان رسول الله كل الحدث في الدين وهو إذا سلم أنه بدعة فأنه لا حسن فيه.
فالشاهد من هذا أن المولد النصوص فيه تدل، لم يدل نص في كتاب الله وسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على مشروعيته وأنه ينبغي للمسلم أن يتبع الوارد وأن يحيي سنة النبي ب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صيام الاثنين، كيف يليق بالإنسان أن يحرص على شهود المولد وعلى جلوسه وعلى دعوته وقل أن يصوم الاثنين في الأسبوع تأسياً بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أي الفريقين أحق بالسُّنة؟!
فنحن نقول: إن هذه الأمور ينبغي تركها وعدم الحماس والدفاع عنها على أنها ثابتة في دين الله وشرع الله وأن من يثبتها يحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأن من لم يثبتها لا يحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - علينا أن نتقي الله عز وجل وأن نبين للناس دين الله وشرع الله بكل أمانة بعيدًا عن العواطف وبعيداً عما اعتاده الإنسان، وعلينا أن نعمل بما في كتاب الله وسنة النبي وإذا قال الإنسان: إن المولد بدعة، فليس معناه أنه لا يحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وليس معناه - حاشا - أنه يكره النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
والله لو كان المولد هو الدليل على حب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - - ولا نزكي أنفسنا على الله- لقاتلنا حتى نفعل هذا المولد كما يقاتل المسلم ويجتهد في أداء العبادات المشروعة في كتاب الله وسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
فعندنا مسائل:
المسألة الأولى: كلام العلماء والأئمة من المتقدمين والمتأخرين في أن المولد بدعة وحدث لا غبار عليه والسواد الأعظم من الأمة تكلم على هذه المسألة وكلامهم فيها واضح، والأئمة والمحررون والجهابذة كلهم على أنه لا يشرع إحياء ليلة مولده-عليه الصلاة والسلام-.
ثانياً: أن المولد نفسه مختلف في اليوم الذي ولد فيه- عليه الصلاة والسلام- ولم يثبت تحديد إلا اسم اليوم وهو الاثنين، وأما الثاني عشر أو التاسع إلى غير ذلك من الأقوال التي قيلت في مولده-عليه الصلاة والسلام-.
ثالثاً: أنه ينبغي أن ينتبه لقضية تشريع هذا الشيء والدفاع عنه ويأتي الإنسان يتكلم في مسألة المولد , ويدافع عنها دفاعاً قد لا يدافعه عن بعض السنن الثابتة المعروفة عن رسول الله ولا ينبغي إشغال الأمة بمثل هذا.
كلام العلماء في هذا واضح، ثم ما الذي يضير إذا كان الشيء يقال له: إنه مولد أنه مباح وأنه غير مباح ما هو الأحوط للأمة وما هو الأفضل؟
أننا نتورع ونتقي هذا إذا سلمنا يعني كمسألة خلافية إذا جئنا ننصح للأمة وأنا أتكلم على البعض الذين يستميتون في الدفاع عن هذه الأشياء وتجد فيما يبلغنا من الانترنت وغيرها من إقامة الدنيا وإقعادها على هذا الأمر وشيء يعني يقرح القلب إذا جاء يوم المولد قامت الدنيا وقعدت، هل المولد مشروع وإلا غير مشروع؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/483)
كلام العلماء واضح في هذا، بل بلغ في البعض إفراط وتفريط لو أنك جئت وخطبت الجمعة في يوم المولد أو قريب من المولد ولم تخطب عن المولد فعليك ألف علامة استفهام، وإذا العكس إذا جئت وخطبت عن المولد فأنت لا تحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وإذا زهدت في المولد، حتى إن بعضهم قام من الخطبة-نسأل الله السلامة والعافية- ما هذا ما هذا الذي يجري، ولذلك-نسأل الله السلامة والعافية- يعني وقع الناس في أمور عظيمة لا ترضي الله عز وجل علينا أن نتقي الله عز وجل علينا أن نعيد النظر في اتباع السُّنة والوارد، وما الذي يضيرني إذا كنت أرى المولد وأرى غيري من العلماء يشدد فيه وأرى له وجهاً لماذا لا احتاط للأمة؟
لماذا أقيم الدنيا وأقعدها إلا أن المولد مثل الفريضة، ليس هناك أحد من العلماء قال: إن المولد فريضة حتى يستميت البعض في إحيائه وإثباته وكأن الأمر للإغاظة، حتى إن البعض يفعل المولد ويحرص عليه ليس من باب أنه يفعله قربةً لا , يفعله إغاظة لمن لا يقول به.
هو لو كان مشروعًا وقصد به الأمور هذه إغاظة الغير-نسأل الله السلامة والعافية- قد يكون إثمه أكثر من ثوابه , فأصبحت أمور الدين تكلف وتحمل ما لا تتحمل.
علينا أن نتقي الله في هذه الأمة وعلينا أن نتقي الله عز وجل في توجيهها وعلينا أن نتقي الله عز وجل في جمع شملها وشتاتها على كتاب ربها وقد قال: ((سلط الله عليكم ذلاً لا ينزعه عنكم حتى تراجعوا دينكم)) فعلينا أن نرد الأمة إلى كتاب الله وسنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ومن دعا إلى الكتاب والسُّنة فقد صدق وبر في قوله، وليس معنى ذلك أن كل من دعا إلى الكتاب والسُّنة صادق في دعوته بل نقبل هذه الدعوة من العلماء الربانيين والأئمة المهديين الذين عرفوا بعلم الكتاب والسُّنة يعلمون ما هو الكتاب والسُّنة ودلالة الكتاب والسُّنة، فالشاهد أن هذا الفعل ليس له دليل لا في الكتاب ولا في السُّنة، والهدي عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعن الخلفاء الراشدين من بعده كلهم على تركه، ويقولون المولد مشروع لأن الله يقول: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} يا سبحان الله!! الله-تعالى- قال: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} نسألكم هذا أمر من الله {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا} طيب لما أمرهم بالفرح وما فعلوا المولد، أحد أمرين:
الأمر الأول: إما أنهم خالفوا كتاب الله وحاشا.
والأمر الثاني: وإما أنه ليس من الفرح.
فعل المولد أحد أمرين أنتم تقولون إنه مشروع بقوله-تعالى-: {فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُوا هُوَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ} هذا نص نقول: نؤمن به ولا نكفره ونصدقه ولا نكذبه، إذاً أمر الله عز وجل في حياة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن يفرح بنعمته فنطبق ما فرح به النبي وجدنا فرحه-عليه الصلاة والسلام- بنعمة ربه بمولده بالصيام ووجدنا من يقول بالمولد: أن فرحه بالطعام فيجلسون ويسهرون ويأكلون ويحدثون المناسبات والاجتماعات هذا في بعض الصور لكن نحن نقول: انظر كيف يستدل بالشيء وهو دليل عليه ويتكلف في النصوص وهي حجة عليه؟
علينا أن نضع النصوص في نصابها، وإذا قيل إن هذه الآية تدل على مشروعية المولد وتمضي القرون المفضلة والعلماء والأئمة كلهم لا يفقهون لهذه الدلالة فما معنى هذا؟ ما معنى هذا أن تخلو القرون المفضلة كلها من هذه الأدلة التي تسرد ويتكلف في دلالتها على مشروعية المولد؟
ثم بعد ذلك أحد أمرين:
إما أن هؤلاء العلماء - حاشاهم - لا يحسنون الاستدلال وتركوا الدلالة على هذا الأمر العظيم في توقير النبي وحبه كما يقولون.
وإما أن الأمر بخلاف هذا وأننا نلبس على أنفسنا، علينا أن نعيد النظر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/484)
وعلى كل حال - أيضًا - أنبه على أننا إذا وجدنا أحداً يفعل المولد أن نترفق معه وأن نتبع السُّنة في تحبيبه إلى الخير وأن لا نشنع عليه ونقرع ونحاول-نسأل الله السلامة والعافية- حتى تفهم من كلام بعضهم أنه قد ضل ضلالاً مبيناً،كأنه يخرجه من الملة، هذا الإفراط والتفريط اتقيه عبد الله عز وجل والتمس ما يرضي الله ودل على الهدي والسنن ولو كنت صاحب سنة، فابذل كل ما تستطيع على تحبيب الناس في قولك وعلى تحبيب الناس فيما تعتقده من الحق والبعد عن الألفاظ البذيئة والأذية والسخرية، فعلينا أن نتقي الله عز وجل وكفى بالأمة ما بها من جراح والآم وفراق، وعلينا أن ننصح لأمة محمد وأن يكون عندنا من الاتباع لهديه في اللين والرفق فهؤلاء حتى ولو فعل البعض المولد نجد منهم من يفعل ذلك بحسن نية، ومن يفعله وهو يريد أن يتقرب إلى الله عز وجل ولكنه لم يحسن توجيهه، فعلينا أن نوجهه بالتي هي أحسن وأن نبين له كيف يحب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وكيف تكون المحبة وكيف يكون الوعي عن الله ورسوله-عليه الصلاة والسلام- في النصوص الواردة في الكتاب والسُّنة دون المساس بحرمات المسلمين واعتقاد أن هؤلاء ضالون مضلون بضلال مبين بالله.
يالله؟! العجب تجد بعض أهل السُّنة يفعل مثلاً بعض الأمور التي يعتقد أنها بدعة؛ ولكن لا يشنع عليه عشر معشار ما يشنعه على من يفعل المولد، علينا أن نضع الأمور في نصابها وأن نبحث عن شيء اسمه مرضاة الله عز وجل وأن نكون مع الصادقين، وأن نبتعد عن الإفراط والتفريط، هذا دين لله ونلتمس فيه مرضاة الله بعيداً عن العادات والتقاليد والحمية والعصبية، علينا أن ننصح لأمة محمد وإذا جاء أحد يخطب عن هذا الموضوع يخطب بكلام طيب مؤثر قال-تعالى-: {وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً} هذا عام في كل شيء نريد أن نؤثر فيه بالناس وأن نحس بأحاسيس الناس ومشاعرهم، هناك عوام لا يفقهون، فإذا نفروا من الحق ونفروا من السُّنة فالعواقب وخيمة، علينا أن نبذل كل ما نستطيع في تحبيب الناس في طريق السلف الصالح والسُّنة وإحياء هذا الدين والشرع بالكلام الطيب وبالأسلوب النافع - أسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يرزقنا التمسك بالسُّنة عند فساد الأمة وأن يهدي ضال المسلمين -.
http://www.shankeety.net/Alfajr01Bet...cId=489&query=
ـ[أبو عبدالكريم الملاح]ــــــــ[19 - 03 - 08, 10:55 م]ـ
هذا المولد لم يفعل لا في زمان النبي ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا في المائة الأولى ولا في القرون المفضلة كلها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الحمد لله على نعمة الإسلام الذي ارتضاه لنا ربنا - عز وجل - وعلى منهج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصحابته الكرام وسلف هذه الأمة وكفى بها من نعمة
ناقشت مرة أحد مشائخ الصوفية حول مشروعية المولد
وأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يحتفل بهذه المناسبة ولا صحابته الكرام الذين كانوا أشد حباً للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - منّا إذ كان حبهم للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صادق ولم يحتفلوا بمولده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
فأجابني:
إن الصحابة في ذلك الوقت لم يكن لديهم الوقت للإحتفال بالمولد لإنشغالهم بالفتوحات!!!!!!!
قلت في نفسي هم ليس لديهم وقت لأنهم مشغولين بالفتوحات ونحن الآن مستعدين للإحتفال لأن بلادنا محتلة!!!!!!
ـ[أبو عبدالكريم الملاح]ــــــــ[19 - 03 - 08, 11:01 م]ـ
هذا المولد لم يفعل لا في زمان النبي ولا أبي بكر ولا عمر ولا عثمان ولا علي ولا في المائة الأولى ولا في القرون المفضلة كلها.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الحمد لله على نعمة الإسلام الذي ارتضاه لنا ربنا - عز وجل - وعلى منهج النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وصحابته الكرام وسلف هذه الأمة وكفى بها من نعمة
ناقشت مرة أحد مشائخ الصوفية حول مشروعية المولد
وأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لم يحتفل بهذه المناسبة ولا صحابته الكرام الذين كانوا أشد حباً للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - منّا إذ كان حبهم للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صادق ولم يحتفلوا بمولده - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
فأجابني:
إن الصحابة في ذلك الوقت لم يكن لديهم الوقت للإحتفال بالمولد لإنشغالهم بالفتوحات!!!!!!!
قلت في نفسي هم ليس لديهم وقت لأنهم مشغولين بالفتوحات ونحن الآن مستعدين للإحتفال لأن بلادنا محتلة!!!!!!(91/485)
تخصيص يوم المولد النبوي بالصيام
ـ[توبة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 12:02 ص]ـ
تبادر إلى ذهني هذا السؤال،هل يجوز لنا تخصيص مثل هذا اليوم بالصيام استدلالا بحديث أبى قتادة،
فوجدت هذا الرد:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد، فقد سألني بعض الاخوة عن جواب لشبهة نسبها إلى بعض الدعاة، الذي لا نشك في إخلاصهم وحماسهم، لكن لا نستبعد أن تكون هذه الشبهة قد دخلت عليهم من عدم تخصصهم في العلم الشرعي، هذا إن صحت النسبة له، حيث يقول:
إن تخصيص يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بعبادة زائدة، لا سيما الصيام، أمر مشروع، دل عليه حديث أبى قتادة حينما سُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ قَالَ ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ، رواه مسلم، وغيره.
إن تخصيص يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بعبادة زائدة، لا سيما الصيام، أمر مشروع، دل عليه حديث أبى قتادة حينما سُئِلَ النبي صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ الِاثْنَيْنِ قَالَ ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ، رواه مسلم، وغيره.
فذكر أن علة الصيام هي كون النبي صلى الله عليه وسلم ولد فيه، وبعث فيه، فجعل مناط تخصيصه بعبادة زائدة، كونه يوم ميلاده، ويوم مبعثه، وبما أن الحكم يدور مع علته وجودًا وعدمًا، فلا شك أن تخصيص يوم ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم بعبادة زائدة، لا سيما الصيام، أمر أقل ما يقال فيه إنه مشروع، ثم نسب لهذا الداعية أنه لا يقر الموالد التي تعمل في بعض البلاد العربية، والاحتفالات التي تقام من أجل هذه المناسبة، كما لا يقر ما يجري فيها من منكرات ,, فحصر الخطأ في هذا، مما يهيء القاريء أو المستمع لقبول رأيه، فليس هو من أهل البدع الذين يقرون الموالد، لكنه متوسط القول، مستدل بالأدلة ...
والجواب على هذه الشبهة:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد،
فلا شك أن هذه الشبهة، قوية أمام من لم يتسلح بسلاح العلم الشرعي، لا سيما طرق الاستدلال، وطرائق الاستنباط، والتي تدرس في أصول الفقه، ولهذا فإننا ننصح طلبة العلم دائمًا، بالتعمق في دراسة أصول الفقه، الذي يورث الإنسان بتوفيق الله منهجًا معتدلاً في النظر والاستدلال.
أما من تضلع من أصول الفقه، وفهم طرق الاستدلال، فإن هذه الشبهة ستتهاوى أمامه بمجرد النظر إليها، وهذا بيان ذلك:
أولا: إن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم الاثنين، ولم يسأل عن صيام يوم الثاني عشر من ربيع الأول، فالعلة إذًا: تخصيص يوم الاثنين، بالصيام، وليس تخصيص يوم الثاني عشر من ربيع الأول بالصيام، ولهذا فإن النبي صلى الله عليه وسلم نفسه وهو المشرّع، لم يخصص يوم الثاني عشر بالصيام، بل خصص يوم الاثنين بالصيام، وفرق كبير بين السببين، فالصواب أن العلة هي كون يوم الاثنين، يوم مولده، ويوم بعثه فيه، ويوم إنزال القرآن عليه.
ثانيا: فلو قال قائل: فأنتم تقرون بأن النبي صلى الله عليه وسلم نظر إلى ميلاده، واعتبره مؤثرًا في الحكم، حيث قال: ذلك يوم ولدت فيه، فنقول، نعم هذا صواب، لقد نظر إلى يوم ميلاده وجعله مؤثرًا في الحكم، ولكن بقي النظر في يوم الميلاد ما هو، هل هو الاثنين، أم الثاني عشر من ربيع الأول، ولا شك أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل الميزة لكونه يوم الاثنين، لا لكونه الثاني عشر من ربيع الأول، ولو نظر النبي صلى الله عليه وسلم للأخير، لخصّه عينَه بذلك الصيام، ولرأينا النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى في كل سنة شهر ربيع الأول، بل يتحرى يوم الثاني عشر منه، بصرف النظر، هل كان يوم اثنين، أو جمعة، أو غيرها، وهذا لم يرد، حسب ما قرأنا، في حديث صحيح، بل ولا وضعيف أيضا.
ومما يؤكد هذا، أن العلماء أنفسهم، اختلفوا في تحديد يوم مولده صلى الله عليه وسلم، فقيل هو يوم الثاني، أو الثامن، أو العاشر، أو الثاني عشر، أو السابع عشر ... إلى غير ذلك من الأقوال التي حكاها جمع من أهل العلم، منهم الحافظ ابن كثير في البداية والنهاية والقسطلاني في المواهب اللدنية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/486)
وهذا الاختلاف الكبير في تاريخ المولد دليل قطعي على أن النبي وأصحابه لم يعيروا هذا اليوم أي اهتمام عندما تمر كل سنة، فضلا عن أن يخصها النبي صلى الله عليه وسلم أو أصحابه بمزيد عباده.
ثالثا: أن النبي صلى الله عليه وسلم لما بين سبب صيامه لذلك اليوم، جعل السبب أو العلة مركبة، فقال (قَالَ ذَاكَ يَوْمٌ وُلِدْتُ فِيهِ وَيَوْمٌ بُعِثْتُ أَوْ أُنْزِلَ عَلَيَّ فِيهِ) فذكر ثلاثة أسباب، أو بتعبير أصولي، ذكر علة مركبة من ثلاث أوصاف، ميلاده، ومبعثه، وإنزال القرآن، والصواب صحة التعليل بالعلة المركبة، وأنها لا تؤثر إلا إذا اجتمعت الأوصاف المركبة منها كلها، وعندئذ فلا تجتمع هذه الأوصاف لتكون علة الحكم إلا في يوم الاثنين، فلا تنطبق البتة على يوم الثاني عشر من ربيع الأول، فإنزال القرآن حدث في ليلة القدر، من شهر رمضان المبارك، بالإجماع كما هو نص القرآن، فهي علة قاصرة على هذا اليوم، فلا تتعدى إلى غيره.
رابعا: أن النبي صلى الله عليه وسلم سئل عن صيامه، فأجاب، فالحكم إذًا الصيام، والعلة، هي اجتماع الأوصاف الثلاثة، فهل يقاس غير الصيام على الصيام، بمعنى هل يخص يوم الاثنين بعبادة غير الصيام؟ محل نظر، لكن هذا خارج موطن بحثنا، فالشبهة لا تتعلق بتخصيص يوم الاثنين، بل بتخصيص يوم الميلاد، أعني المناسبة السنوية، فلا ينسحب حكم هذا على هذا.
خامسا: وربما تستحق أن تكون أول مرتكزات هذا الجواب، إلا أننا أخرنا البحث فيها لأنها طريقة معروفة في الجواب يعتمد عليها كثير ممن ينتسبون إلى السلف الصالح، ممن لا يقرون الموالد أصلا، فإذا قرأها من قامت في ذهنه تلك الشبهة أعرض عن هذا الجواب، لأنه صادر ممن لا يقرون الاحتفالات اعتمادًا على جواب معروف وهو أن السلف لم يفعلوها، فإذا أعرض عن القراءة، قويت الشبهة عنده، وانصرف عن سماع ما يدفعها حتى لو كان بطريق آخر.
وهذا المرتكز يعتمد على أصل أصيل في فهم هذا الدين، ألا وهو وجوب اتباع فهم السلف الصالح لدين الإسلام، وأدلة وجوب اتباع فهم السلف الصالح كثيرة جدًا، أهمها أن فهم السلف الصالح نفسه إجماع منهم على أن الدين يفهم بهذه الطريقة، فمن فهم الدين بغير هذه الطريقة فقد خالف الإجماع، ومنها أن الأخذ بغير فهمهم، مخالفة لقول النبي صلى الله عليه وسلم (خَيْرُ النَّاسِ قَرْنِي ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ ثُمَّ الَّذِينَ يَلُونَهُمْ) متفق عليه.
فجعل خير القرون، صحابته، فخيريتهم تتضمن خيرية فهمهم، فلا يجوز العدول عن خير فهم للدين إلى غيره.
http://www.saaid.net/mktarat/Maoled/34.htm
في انتظار تعقيباتكم.(91/487)
ما الحكم الشرعي لعقد الإيجار (القديم)
ـ[أحمد محمد منير]ــــــــ[18 - 03 - 08, 12:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني في الملتقى كنت أسأل عن الحكم الشرعي لعقد الإيجار القديم وهو لا يخفى عليكم صورته ولمزيد الإيضاح هو عقد مدة إنتهائه غير معلومة بمعنى ان المدة مفتوحة ومبلغ الإيجار يكون زهيد ولا يملك المالك أن ينهي المدة أو يزيد في الإيجار وهو مشهور جدا في مصر رجاء من الأخوة إذا كان لديهم فتاوى في هذا الموضوع أن سرسلوها على الموقع أو الخاص للأهمية
ـ[أبو السها]ــــــــ[19 - 03 - 08, 01:45 ص]ـ
رقم الفتوى: 104050
عنوان الفتوى: مسائل في عقود الإجارة الطويلة الأمد غير محددة المدة
تاريخ الفتوى: 19 محرم 1429/ 28 - 01 - 2008
السؤال
استأجر والدي منذ ستين سنة محلا مساحتة 4متر في 8 متر في موقع على الشارع الرئيسي بقصد استخدامه ورشة إصلاح الكاوتش بإيجار 25 قرش واستمر هذا الحال حتى عام 1993 حيث انضم شريك مع والدي وتكونت شركة تضامن بنفس النشاط وفي عام 2001 توفي والدي واّلت هذه الشركة للورثة وبها الشريك المتضامن وتوفي أيضا صاحب العقار قبل والدي بمعنى أن أطراف العقد قد ماتوا وكما كان معروفا لدينا من سنين أن الإيجار مشاهرة أي مدى الحياة ثم انتقل للورثة من الجانبين والآن يطالب أصحاب العقار إخلاء هذا العقار وتسليمه لهم بحجة ان العقد الأصلي مخالف للشرع لأنه غير محدد بمدة معينة وفي المقابل يطالب الشريك المتضامن وهو مفوض في إدارة العمل والتجارات الورقية والقانونية في مقابل حصوله على نصف إيراد الشركة _يطالب هذا الشريك يدفع مبلغ مائة وخمسين ألف جنيه له من أصحاب العقار لأنه سيبحث عن مكان آخر يمارس فيه نشاطه علما بأن الايجارات مرتفعة جدا عن ذي قبل وبالتالي فإن أصحاب العقار يمكنهم تأجير العقار بألف جنيه فور إخلائه.
السؤال هو 1 - إذا كان العفد شريعة المتعاقدين حيث وافق المالك بمحض إرادته على إيجار المحل ب25 قرش وكان مبلغا كبيرا جدا يومها فأين التعارض مع الشرع في ذلك؟
2 - من المعروف أن أحل الأموال أموال الميراث وقد آلت هذه الشركة للورثة فهل على ذنب من استمرار هذه الشركة بالوضع القائم؟
3 - أصحاب العقار يعرضون علي مبلغ 15 ألف جنيه وذلك بشراء حصتى في شركة التضامن فهل يكون هذا المبلغ حلالا خاصة وأن المعدات والمكينات التي دخلت شركة التضامن يقدر ثمنها ب80 ألف جنيه وتم استهلاكها في العمل وتبديد جزء منها عن طريق شريك التضامن.
4 - هل من حقي أن أطلب مبلغ زيادة عن ال15 ألف جنيه من أصحاب العقار مقابل شرائهم نصيبي من شركة التضامن؟
5 - هل يمكن أن أعتبر أي مبلغ استلمته مقابل هذه الشركة هو مقابل استهلاك معداتي؟
وجزاكم الله خيرا، أرجو الرد.
الفتوى
الخلاصة:
عقود الإجارة الطويلة الأمد والتي لا تحدد فيها مدة معلومة تعتبر إجارة باطلة، ولا حق للمستأجر في الانتفاع بالعين المؤجرة إلا برضى المالك.
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
ففي جواب هذا السؤال مسائل منها:
المسألة الأولى: مقولة العقد شريعة المتعاقدين ليست على إطلاقها، فكل عقد أو شرط خالف كتاب الله تعالى فهو باطل وإن تراضى الطرفان عليه؛ فالتراضي لا يحل الحرام.
الثانية: أجمع العلماء على أنه في إجارة الدور والمنازل يجب أن تكون المدة معلومة.
جاء في المغني: قال ابن المنذر: أجمع كل من نحفظ عنه من أهل العلم على أن استئجار المنازل جائز، ولا تجوز إجارتها إلا في مدة معينة معلومة.
وبهذا تعلم أنه لو حصل تراض على تأبيد الإجارة فلا عبرة به لمخالفة الشريعة، فكيف إذا كان هذا بدون رضى من المالك.
الثالثة: يجب على الورثة تسليم العقار إلى المالك فورا، وليس لهم حق في البقاء في ملكه إلا بإذن منه وعلى الوجه المشروع في الإجارة.
الرابعة: إذا أراد صاحب العقار أن يشتري من الورثة ما يملكون من المعدات والأجهزة في المحل فلا مانع والثمن حسب التراضي.
الخامسة: لا يحل للورثة أو للشريك في الورشة مطالبة صاحب العقار ببدل خلو، وعليهم إخلاء العقار مجانا؛ وإلا كانوا في حكم المغتصبين، وراجع قرار المجمع الفقهي في هذا المجال في الفتوى رقم: 79384.
السادسة: الشركة بين والد السائل وشريكه بطلت بموت والده، جاء في المغني: الشركة من العقود الجائزة وتبطل بموت أحد الشريكين.
والله أعلم.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[19 - 03 - 08, 02:41 ص]ـ
هنا سؤال من باب المدارسة
ماهو الأساس الذى بنيت عليه هذه القواعد الشرعية من كتاب أو سنة؟
سمعت من أحد اساتذة الشريعة فى الأزهر أن الأحناف يجيزون العقود الطويلة فإن كان صحيحا فهذا يعكر على دعوى الاجماع لابن المنذر
وكما نوهت مداخلتى من باب المدارسة
وفكم الله وزادكم علما وفضلا(91/488)
ما قولكم في شخص يرفع يدا واحدة في الدعاء؟!
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[18 - 03 - 08, 07:12 ص]ـ
شخص يرفع يدا واحدة في الدعاء ..
في الغالب يرفع كلتا يديه ..
ولكنه في بعض الأحيان يرفع يدا واحدة فقط.
ما قولكم يا إخوة؟؟
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[18 - 03 - 08, 04:39 م]ـ
يرفع ..
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[18 - 03 - 08, 07:33 م]ـ
إذا كان يفعل ذلك من غير ما سبب، فهذا منافِ لحال الإنكسار التي ينبغي أن يكون عليها الداعي.
و أما إن كان فعل ذلم لسبب من الأسباب فهذا جائز. فقد أخرج النسائي (30011) و ابن خزيمة (2824) بإسناد صحيح عن أسامة بن زيد قال:
" كنت ردف النبي صلى الله عليه و سلم بعرفات فرفع يديه فمالت به ناقته فسقط خطامها فتناول الخطام بإحدى يديه و هو رافع يده الأخرى "(91/489)
هل يجوز شرب "ريد بول " مشروب الطّاقة؟!
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[18 - 03 - 08, 08:14 ص]ـ
http://www.najahteam.com/files/images/%20%D8%A7%D9%84%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9%20%D8%B1%D 8%AF%D8%A8%D9%88%D9%84.preview.jpg
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[18 - 03 - 08, 08:16 ص]ـ
الخبيرة الكيميائية تقول:
أن مشروب الطاقة يحتوي على كحول بنسبة أربعة بالمائة جرام.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:48 ص]ـ
سبحان الله منذ زمن وفي النفس شيئ من ذلك
لكن سمعنا وأطعنا
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:55 ص]ـ
حتى البايسن قد قرأت أن من ضمن مكوناته مواد ضارة بالجسم بل إن بها مادة تستخدم في التحنيط!!
ـ[ابو هبة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 12:27 م]ـ
الخبيرة الكيميائية تقول:
أن مشروب الطاقة يحتوي على كحول بنسبة أربعة بالمائة جرام.
السؤال المهم الآن: هل يحرم لاحتواءه هذه النسبة الضئيلة من الكحول؟
ـ[ماجد العتيبي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 01:18 م]ـ
أبو هبة أخي في الله ..
مااسكر كثيره فقليله حرام ..
المهم أحبتي انا أشرب دائماً مشروب " كور رد " فما الحكم الشرعي فيه .. ؟
ـ[ابو هبة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 01:21 م]ـ
أبو هبة أخي في الله ..
مااسكر كثيره فقليله حرام ..
المهم أحبتي انا أشرب دائماً مشروب " كور رد " فما الحكم الشرعي فيه .. ؟
بارك الله فيك.
وهل يسكر كثير ال رد بول؟
ـ[العوضي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 01:23 م]ـ
بارك الله فيك.
وهل يسكر كثير ال رد بول؟
نعم فقد شرب أحد الأشخاص أكثر من علبة لهذا المشروب وتعرض لحادث كونه فقد الوعي
ـ[ابو هبة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 01:25 م]ـ
نعم فقد شرب أحد الأشخاص أكثر من علبة لهذا المشروب وتعرض لحادث كونه فقد الوعي
هل يمكن أن يكون ذلك بسبب التسمم بمادة الكافيين (وهي المكون الرئيس لمشروب الطاقة)؟
ـ[توبة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 01:25 م]ـ
المشاركة الأصلية بواسطة العوضي http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/buttons/viewpost.gif (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=780932#post780932)
نعم فقد شرب أحد الأشخاص أكثر من علبة لهذا المشروب وتعرض لحادث كونه فقد الوعي
والوثيقة التي تحمل بيان الخبيرة الكيميائية مكتوب أعلاها:
"القيادة العامة لشرطة دبي"
ـ[ابو هبة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 01:31 م]ـ
فتوى للشيخ ابن عثيمين رحمه الله تتعلق بالموضوع:
فتاوى نور على الدرب (نصية): الطهارة
السؤال: للأخ السائل سؤالٌ أخير يقول فيه في إحدى الحلقات السابقة من برنامجكم سمعت رداً لأحد المشايخ عن سؤالٍ حول نجاسة الكولونيا والروائح المضاف إليها الكحولات وورد في رد فضيلة الشيخ أن ذلك متوقفٌ على كمية الكحول المضافة للكولونيا بمعنى أنه إذا كانت مضافةٌ لها كمية كحول بحيث إذا شرب منها الإنسان كميةً كبيرةً جداً ولم يسكر فليست بمحرمة عملاً بالقاعدة الشرعية ما أسكر كثيره فقليله حرام وأنا أسأل أليس القليل من الكحول المضاف لأي شئٍ وليكن دواءً مثلاً أليس هذا القليل من كثير وهو الكحول مسكر كذلك المضاف إلى الكولونيا أليس في الأصل هو قليلٌ من كثير مسكر وهو الكحول فهل القياس يكون على الكحول أساساً كقليلٍ من كثير أم على الكولونيا أو الدواء كقليلٍ من كثير وهو مضافٌ إليه قليلٌ من كثيرٍ مسكر وهو الكحول أرجو التكرم بإيضاح هذه المسألة وتفضيل القول فيها حتى نكون على بينةٍ من الأمر جزاكم الله خيراً؟
الجواب
الشيخ: هذا الذي ذكره الأخ السائل أظن أنه صدر مني في بعض الحلقات السابقة وذكرت أنه إذا اختلط المسكر بشيء ولم يظهر له أثر فإنه لا عبرة به وذلك لأنه إذا اختلط بهذا الشيء ولم يظهر له أثر فقد تلاشى فيه وتضاءل وذهب والحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً فما دام هذا قد قضى عليه فإنه لا أثر وأظن أنني مثلت لذلك أو نظرت لذلك بما لو سقطت نجاسةٌ في ماء ولم يظهر لها أثرٌ فيه لا بالطعم ولا باللون ولا بالريح فإن الماء يبقى على طهوريته فهذا الشراب أو الدواء الذي خلطت فيه كمية قليلة من الكحول ولكنها لا تؤثر فيه يعتبر طاهراً ومباحاً لأن الحكم يدور مع علته كما قلت وأما الكثير والقليل فمعناه أن هذا الشيء الشراب إذا كان لو أكثرت منه أسكرك ولو شربت قليلاً منه لم تسكر فإن القليل منه وإن لم يسكر يكون حراماً وذلك لأنه يكون وسيلةً للكثير فإن النفس تطمع في هذا وتزداد منه حتى يصل بها إلى حد الإسكار ولهذا حرم الشارع ذرائع المحرمات ووسائلها هذا معنى قول الرسول عليه الصلاة والسلام (ما أسكر كثيره فقليله) حرام وليس معنى الحديث ما وقع فيه قليلٌ من مسكر وهو كثير فإنه حرام بل ما وقع فيه قليل من مسكر وتلاشى فيه ولم يظهر له أثر فإنه لا عبرة به لأنه لم يبقَ له أثر.
الرابط من موقع الشيخ. ( http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_920.shtml)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/490)
ـ[توبة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 01:31 م]ـ
أخي أبا هبة،وهل فقدان الوعي من أعراض التسمم بالكافيين؟
ـ[ابو هبة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 01:49 م]ـ
مواضيع سابقة يحسن الرجوع إليها: هل يجوز شرب مشروبات الطاقة الغازية التي تحتوي على نسبة من الكافيين؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=54731&highlight=%C3%D3%DF%D1+%DF%CB%ED%D1%E5+%DD%DE%E1%E D%E1%E5) ما حكم البيرل و فيروز؟؟؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=74142&highlight=%C3%D3%DF%D1+%DF%CB%ED%D1%E5+%DD%DE%E1%E D%E1%E5) المواد المضافة إلى المأكولات ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8139&highlight=%C3%D3%DF%D1+%DF%CB%ED%D1%E5+%DD%DE%E1%E D%E1%E5)
ـ[ابو هبة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 02:00 م]ـ
أخي أبا هبة،وهل فقدان الوعي من أعراض التسمم بالكافيين؟
لعله كذلك, راجعي هذا الرابط. ( http://en.wikipedia.org/wiki/Caffeine#Caffeine_intoxication)
ـ[توبة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 02:08 م]ـ
غياب الوعي ليس من أعراض التسمم بالكافيين.
ومشروب الردبول هذا يحوي 240مغ من الكافيين في اللتر الواحد.
ولكن معرفة أن مكونات المشروب الأساسية الكافيين+التورين+الكحول ولو بنسبة قليلة،كافية لتخمين الأضرار الناتجة عن مداومة مثل هذا المشروب أوالاكثار منه.
ـ[ماجد العتيبي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 03:12 م]ـ
أقول .. (من إتقَ الشبهات فقد استبرا لدينه وماله وعرضه) ..
فابعدو عن المشروب ..
وجزاكم الله خيراً
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[18 - 03 - 08, 04:02 م]ـ
مشاركتى هذه، فقط لبسط قاعدة فى تحديد النسبة المئوية للكحول التى تسكر اذا كانت فى الكميات الكبيرة، وعلى اساسها النسبة المئوية الأقل لو تواجدت فى مشروب او دواء (لأن الادوية لا تخلو غالبا منه)، لا تسكر فى كثير الشراب، وبالتالى فى قليله، تُعد غير ذى قيمة
السؤال:
ما حكم استعمال مزيل رائحة العرق سواء كان مشتملا على نسبة من الكحول أم لا علما بأن نسبة الكحول فيه تكون قليلة جدا؟
وما حكم استعمال الأدوية للأنف التي تكون مشتملة على نسبة من الكحول أثناء التصنيع؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
4% من الكحول تقريباً تسكر في الكميات الكبيرة، فلا يجوز استعمال ما فيه هذه النسبة أو يزيد، وما احتوى على الكحول أثناء تصنيعه ثم أزيل منه ولم يعد له وجود جاز استعماله.
من فتاوى الشيخ الطبيب / ياسر البرهامى ( http://www.salafvoice.com/article.php?mod=1&c=41&sc=41&a=1773&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZvaWNlLmNvbS9zZWFyY2guc GhwP2NyaXRlcmlhPSVFNCVEMyVDOCVDOSsl
السؤال
zclRTElREYl
السؤال
0
السؤال
lRTYlRTEmc3VibWl0PSVDNyVDOCVDRCVD
السؤال
g==&sr=true)
ـ[ابو هبة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 05:07 م]ـ
............
4% من الكحول تقريباً تسكر في الكميات الكبيرة، فلا يجوز استعمال ما فيه هذه النسبة أو يزيد، وما احتوى على الكحول أثناء تصنيعه ثم أزيل منه ولم يعد له وجود جاز استعماله.
من فتاوى الشيخ الطبيب / ياسر البرهامى ( http://www.salafvoice.com/article.php?mod=1&c=41&sc=41&a=1773&back=aHR0cDovL3d3dy5zYWxhZnZvaWNlLmNvbS9zZWFyY2guc GhwP2NyaXRlcmlhPSVFNCVEMyVDOCVDOSsl
السؤال
zclRTElREYl
السؤال
0
السؤال
lRTYlRTEmc3VibWl0PSVDNyVDOCVDRCVD
السؤال
g==&sr=true)
النسبة المعروضة في الوثيقة هي 0.04% يعني بلغة الكيمياء 4 من مائة جزء من الغرام في كل 100 مليليتر من المشروب.
أما نسبة 4% كحول فهي النسبة الموجودة في البيرة (تتراوح بين 3 - 5 % حسب النوع) وهي مسكرة لا شك.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[18 - 03 - 08, 05:13 م]ـ
ومثله مشروب الطاقة المسمى لوكوزيد lucozade وهو من إنتاج شركة غلاسكوسميث كلاين ولا ذكر للكحول في قائمة المحتويات لكن وبالاتصال بالشركة ردوا علي كتابة باحتواءه على نسبة 0.01% (أو نحوها لا أذكر) من الكحول وذكروا أن عندهم فتوى بالجواز من مجلس الفقه الأوربي.
ـ[السني]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:40 م]ـ
دعوني أطرح إشكالاً يثري الموضوع - فيما أظن -:
إذا مزجت المرضعة شيئًا من لبنها بالماء في إناء كبير، فهل إعطاء هذا المزيج للصغير (الرضيع) ينشر الحرمة؟؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 03 - 08, 04:57 ص]ـ
بصراحة أشك في هذه الصورة المجهولة المصدر لأن الشركة الرسمية تصر على أن منتجها غير كحولي. وتصر على أنه حلال وآخذ على شهادة بذلك من مركز إسلامي في كيب تاون. وعلى من يدعي غير ذلك البينة.
Red Bull® energy drink is halal. This has been certified by the MUSLIM JUDICIAL COUNCIL. Imaam Y. Harris, Cape Town. Before issuing this certificate the production site and the origin of the ingredients were inspected and checked by an official of the Federation.
http://www.redbull.co.nz/en/ProductPage.FA
السؤال
S/htmlProductPage.action?faqIndex=10#page=ProductPag e.FA
السؤال
S
ويقال أن الكافيين الذي فيه لا يتجاوز الذي في فنجان القهوة! مع العلم بأني لا أشرب من هذا المشروب ولا تعجبني المشروبات الغير طبيعية وشربي للقهوة والشاي الأحمر لغير ضرورة قليل بحمد الله، لكن قلت ذلك من باب النصيحة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/491)
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 03 - 08, 05:52 ص]ـ
بصراحة أشك في هذه الصورة المجهولة المصدر.
وقد بحثت في موقع القيادة العامة لشرطة دبي فلم أجد شيئا بهذا الخصوص ... والله أعلم بمصدرها .... فقد تكون حقيقية وقد تكون غير ذلك.
ـ[المعلمي]ــــــــ[19 - 03 - 08, 08:27 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله،،
لعل النسبة المذكورة موجودة في الكثير من المعلبات كنوع من مكونات المادة الحافظة أو التخمير، حتى تستطيع هذه المعلبات المكوث أطول فترة ممكنة دون فساد ..
وهناك الكثير من المواد السامة والمواد النجسة تضاف إلى الأدوية والمأكولات وما يتصل بمنافع الإنسان، ولو فتح هذا الباب لما أمكننا الإنتفاع بشيء، فالأصباغ التي على فرشنا أو التي تتزين بها النساء سواء في الشعر أو الوجه لا تخلو من مادة نجسة وهي كثيرة.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[19 - 03 - 08, 10:14 ص]ـ
..............
ويقال أن الكافيين الذي فيه لا يتجاوز الذي في فنجان القهوة! مع العلم بأني لا أشرب من هذا المشروب ولا تعجبني المشروبات الغير طبيعية وشربي للقهوة والشاي الأحمر لغير ضرورة قليل بحمد الله، لكن قلت ذلك من باب النصيحة.
نعم وهذه حقيقة. وقد حسبتُه يوماً فوجدته كذاك (بحساب الكوب من القهوة لا الفنجان الصغير فلا أعلم عن محتواه).ولعل الشعور بالنشاط الزائد عند شربه بتأثير الإيهام (البلاسيبو).
ـ[العوضي]ــــــــ[19 - 03 - 08, 06:01 م]ـ
** للعلم فقط فأجهزة مختبرات دبي (الإدارة العامة للأدلة الجنائية وعلم الجريمة) متطورة جداً ومن أفضل الأجهزة الموجودة , وعن نفسي أصدق المكتوب أعلاه , ولا أصدق الشركة المصنعة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 11 - 08, 06:54 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=140638
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 11 - 08, 08:50 ص]ـ
وقد بحثت في موقع القيادة العامة لشرطة دبي فلم أجد شيئا بهذا الخصوص ... والله أعلم بمصدرها .... فقد تكون حقيقية وقد تكون غير ذلك.
الذي يشككني بها ليس ما جاء فيها بل محاولة طمس كل ما يمكن أن يؤدي للتحقق منها.
لماذا تم طمس رقم المحضر؟ هل هي معلومة سرية تضر بأمن الدولة مثلاً؟!!
ـ[العوضي]ــــــــ[08 - 11 - 08, 10:29 ص]ـ
الذي يشككني بها ليس ما جاء فيها بل محاولة طمس كل ما يمكن أن يؤدي للتحقق منها.
لماذا تم طمس رقم المحضر؟ هل هي معلومة سرية تضر بأمن الدولة مثلاً؟!!
أخي الكريم , ما طمس يعبتر حقاً من حقوق من قاموا بفحصه و لا يجوز نشره
وعندك اسماء الخبراء الذين قاموا بالفحص وتواقيعهم , فما الذي يمنع من تصديق الصورة
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[09 - 11 - 08, 04:58 ص]ـ
الذي يمنع من تصديقها هو عدم إمكان التحقق منها
ـ[أبو الشيماء]ــــــــ[09 - 11 - 08, 08:21 م]ـ
الذي يمنع من تصديقها هو عدم إمكان التحقق منها
يا أخ محمد رعاك الله الوثيقة ليس فيها تدليس أو تلبيس
الأمر وما فيه أن الفاعل الذي قام بتصويرها لا يريد أن يُعرف المحقق في الواقعة أو المركز الذي بعث بطلب التحليل أو المتهم في القضية ......
فالمسألة لا تتعدى السرية حول الأشخاص لئلا يصل الأمر للتحقيق مع الفاعل إذا ما حدث أمر عارض قد يضر.
وتأمل الختم والتوقيع وأسماء الخبراء فيها وشعار القيادة العامة للشرطة وأرقام هواتفها.
والله أعلم.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[10 - 11 - 08, 11:00 ص]ـ
هذه النسبة والله أعلم , قليلة جداً ولا تؤثر على الحكم , ولو صنعتَ في منزلك عصيراً طبيعياً وتناولته مباشرة لكَّونَ نسبة من الكحول ربما تكون أكبر من النسبة المذكورة, لا سيما عصير القصب والعنب سريعي التخمر ,وتزداد النسبة بمرور الوقت, ولو فتح هذا الباب لما سلم لنا أي عصير طبيعي. والله أعلم.
وبحسبة صغيرة نعلم أن نسبة الحكول في البيرة المسكرة تتراوح من 4% إلى 10% في بعض الأنواع. ومع ملاحظة أن الزجاجات ذات النسبة 4% لا تسكر بمجرد تناول زجاجة واحدة في الغالب , فلكي نصل إلى هذه النسبة تحتاج إلى شرب 100 زجاجة من الصنف المذكور أعلاه (ريدبول) , وهو ما لا يمكن أن يصل إليه أحد.
والله أعلم.
مجرد رأي: هل يمكن وضع نسبة استرشادية لمعرفة النسبة المعفي عنها من الكحول؟
إذا قمنا بقياس نسبة الحكول في نبيذ العنب والتمر - الذي ينبذ من الصباح إلى المساء أو العكس - في ظروف جوية متعددة وأخذنا متوسط هذه النسبة, هل تصبح هذه النسبة مقياساً للمعفو عنها؟
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[22 - 11 - 08, 09:14 م]ـ
أحد الإخوة كان يشعر بآلام شديدة في القلب فلما ترك شرب (ريد بول) ذهب عنه ذلك كله!
وأحد الإخوة أيضا أصيب في الأعصاب والعمود الفقري ويمكث أياما لا يستطيع تحريك قدمه ويشعر بصعوبة في تحريك يديه فيبقى كالمصاب بالشلل والسبب في ذلك كله أنه يشرب (ريد بول) يوميا مرتين!!
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 11 - 08, 10:39 م]ـ
إذا قمنا بقياس نسبة الحكول في نبيذ العنب والتمر - الذي ينبذ من الصباح إلى المساء أو العكس - في ظروف جوية متعددة وأخذنا متوسط هذه النسبة, هل تصبح هذه النسبة مقياساً للمعفو عنها؟
أرى قياس نسبة الغول في التمر المنقوع في الماء في جو حار (يناسب صيف المدينة) لمدة ثلاثة أيام، وأقصى نسبة يصل إليها الغول في نبيذ التمر يعتبر أعلى نسبة مسموح بها للغول، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/492)
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[24 - 11 - 08, 09:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني الأفاضل؛ ريد بول يحتوي على نسبة 0.5 في المائة من مادة حيوان منوي للثيران فهل يرضى مسلم عاقل بشرب هذا الخبث؟!!!!
ـ[مدحت كركوكلي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 12:41 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني واحبتي في الله
لقد كثر الكلام حول المشروبات
واطلب من مشايخنا وعلمائنا الاجلاء ان يصدرو فتوى حول هذه المشروبات
لنكون على بينة من امرنا
فنحن في العراق الان هناك مشروب تسمى (بربيكان) وهناك غيره
ويسمونه بال (البيرة الاسلامي) فنرجوا من علمائنا ان يبين لنا حكم هذه المشروبات
وجزاهم الله خيرا.
اخواني ارجوا منكم ان تعرضوا فتاوي لكبار العلماء بشأن المشروبات
حتى نقول جميعا سمعنا واطعنا من دون الاكثار في نقاش عن المشروبات.
وحبذا لو عندكم فتاوى لعلمائنا الكبار او فتاوى للجنة الدائمة عن مشروب البربيكان افيدوني به افادكم الله وجزاكم الله خيرا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 08 - 09, 02:05 م]ـ
جزاك الله خيرا.
رابط قد يفيد ... وفيه روابط:
حكم شراب الشعير (بربيكان)
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=156699)
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[03 - 08 - 09, 02:37 م]ـ
أنا كنت مدمن على شراب (البايسن) إبن عم (الريد بول)
و لكن أصابني في احدى الليالي الم شديد جهة الكليه ففحصت فاذا هي حصوه بالكليه و لكن الحمدلله أخذت أدويه و ذابت الحصوه و أُخرجت مع البول
و بعدها لم أشربها ..
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[03 - 08 - 09, 03:01 م]ـ
فتوي مشابهة
http://www.saadalkthlan.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=30897&catid=&Itemid=35
ـ[إبراهيم الفوكي السلفي]ــــــــ[03 - 08 - 09, 04:07 م]ـ
يقال - هكذا بصيغة التمريض - انها تصنع بمواد مقرفة للغاية ومن بينها مني الثور ولكن هذا ليس في كل البلدان كما افادني بهذه المعلومة صديق متخصص في التحاليل يقيم بكندا والله اعلم على كل حال
ـ[أبو أنس مصطفى البيضاوي]ــــــــ[04 - 08 - 09, 07:01 ص]ـ
يقال - هكذا بصيغة التمريض - انها تصنع بمواد مقرفة للغاية ومن بينها مني الثور ولكن هذا ليس في كل البلدان كما افادني بهذه المعلومة صديق متخصص في التحاليل يقيم بكندا والله اعلم على كل حال
انظر المشاركة رقم 34 ضمن هذا الموضوع وجزاكم الله خيرا
ـ[أبي عبدالله]ــــــــ[04 - 08 - 09, 12:58 م]ـ
جل مشروبات الطاقة إن لم يكن كلها ترفع ضغط الدم لدى شاربها ولذلك تجد من ضمن التنبيهات المكتوبة على العلبة نفسها:لاينصح بها من لديه ارتفاع في ضغط الدم أو من هذا القبيل, لأنها قد تهلكه!!! فإن كان مصاباً وشربها فحتماً سيرتفع إلى قياسات عالية قد تؤدي إلى الوفاة ....
والبعض مصاب بهذا المرض وهو لايدري عن نفسه
ومعلوم ما لارتفاع الضغط من آثار صحية على الجسم وعلى أعضاءه كالقلب والكليتان والمخ كذلك ...
(شفاني الله وكل مريض من المسلمين)
ـ[عبد الله السلفي الجزائري]ــــــــ[04 - 08 - 09, 03:04 م]ـ
هذا المشروب تصنعه شركة يهودية و يحتوي اضافة على الكحول على مواد خطيرة
و قد تسبب في حالات مرضية في الجزائر(91/493)
ماهو حكم تحضير الأرواح؟
ـ[أم سليم]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:09 ص]ـ
الإخوة الأفاضل
بلغني عن شيخ معروف (بقراءته على المرضى أو المصابين بالعين) أنه يحضر أرواح الموتى ... !!
فمن يعلم حكم الإسلام في تحضير الأرواح فليجد به علي
وجزاكم الله خيرا
ـ[العوضي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:18 ص]ـ
ما حكم تحضير الأرواح وهل هو نوع من أنواع السحر؟
الجواب
لا شك أن تحضير الأرواح نوع من أنواع السحر أو من الكهانة وهذه الأرواح ليست أرواح الموتى، كما يقولون، وإنما هي شياطين تتمثل بالموتى وتقول: إن روح فلان أو أنا فلان وهو من الشياطين فلا يجوز هذا.
وأرواح الموتى لا يمكن تحضيرها، لأنها في قبضة الله سبحانه وتعالى: {اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى} [سورة الزمر: آية 42].
فالأرواح ليست كما يزعمون أنها تذهب وتجيء إلا بتدبير الله عز وجل فتحضير الأرواح باطل، وهو نوع من السحر والكهانة.
المفتي: صالح بن فوزان الفوزان
التصنيف الموضوعي: السحر والكهانة والعرافة والشعوذة والتنجيم
مصدر الفتوى:المنتقى من فتاوى الشيخ الفوزان
******
وهذه فتوى الشيخ ابن باز رحمه الله في ذات الموضوع
http://www.d-sunnah.net/forum/showthread.php?t=31539
ـ[أم سليم]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا
بقي أن تخبروني ماذا أفعل حيال هذا الشيخ هل أبلغ عنه؟
مع العلم أن له مكانة ومنزلة بين الناس (وأخشى أن البعض منكم يعرفه!!!)؟
ـ[أبو السها]ــــــــ[18 - 03 - 08, 07:59 م]ـ
الواجب أولا مناصحته، فإن أصر على دجله هذا فلابد من رفع أمره إلى السلطان ولا يمنعن رجلا مهابة الناس أن يتكلم بالحق إذا علمه،(91/494)
نظرات في كتاب علموا أولادكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم
ـ[العوضي]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نظرات في كتاب
علموا أولادكم محبة النبي صلى الله عليه وسلم
كتبها / الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم، أما بعد:
اطلعت على كتاب ألفه معالي الدكتور محمد عبده يماني تحت عنوان (علموا أولادكم حب رسول الله، وطبعه عدة طبعات، وجاء على غلاف الطبعة الثالثة منه ما نصه:
(طُبِعَ بموافقة وزارة الإعلام رقم 1112/ م ج، وتاريخ 30/ 3/1405 هـ).
ولم يذكر معاليه موافقة مراقبة المطبوعات في الإفتاء، مع أن هذا الأمر لازم، يجعل لهذه الجهة بتخطيه لها المطالبة بحقها نحو هذا الإجراء المخالف لنظام المطبوعات.
ونحن مع كل مسلم نتفق مع معالي الدكتور على أن محبة الرسول صلى الله عليه وسلم واجبة على كل مسلم، بل هي من أعظم أصول الإيمان ومسائل العقيدة، وتأتي في الدرجة الثانية بعد محبة الله تعالى، وبغض الرسول صلى الله عليه وسلم أو بغض شيء مما جاء به ردَّة عن دين الإسلام.
ونتفق كذلك مع معاليه على أن بيان هذا للناس أمر واجب.
ولكن بيانه يكون بالطريقة الشرعية، والأدلة الصحيحة من الكتاب والسنة، وعلى ضوء العقائد المعتبرة عند أهل السنة والجماعة، وهذا ما لم يتوفر في كتاب معاليه كما يأتي بيانه، وذلك على النحو التالي:
1 - قوله في العنوان: (علموا أولادكم حب رسول الله).
هل المحبة تُعَلَّم تعليماً، أو هي عمل قلبي يُقوَّى ويُنَمَّى؟ !
كان الأولى بالدكتور أن يقول: بينوا لأولادكم وجوب محبة الرسول صلى الله عليه وسلم، ونموها في قلوبهم؛ ببيان صفاته وخصائصه، وما جاء على يديه من هداية الأمة، وإخراجها من الظلمات إلى النور، وإنقاذها من الخرافات والبدع والشركيات إلى التوحيد الخالص والعقيدة الصحيحة.
2 - لماذا اقتصر معاليه على محبة الرسول صلى الله عليه وسلم ولم يذكر محبة الله تعالى التي هي الأصل الذي تتبعه محبة الرسول صلى الله عليه وسلم؟!
لماذا يذكر الفرع ويترك الأصل؟!
ألم تكن محبة الرسول تأتي بعد محبة الله تعالى في الكتاب والسنة؛ كقوله تعالى: ((قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ)) [التوبة:24] إلى قوله تعالى: ((أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ)) [التوبة:24] وقوله: {ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان: أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما .. } الحديث؟!
وقال تعالى: ((وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ)) [البقرة:165]، ((قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)) [آل عمران:31]
3 - ما علاقة محبة الرسول صلى الله عليه وسلم بابتداع الاحتفال في اليوم الذي يُقال: إنه اليوم الذي وُلِدَ فيه، وهو اليوم الثاني عشر من ربيع الأول، حيث ذكر معالي الدكتور ذلك في كتابه، ودعا إليه من صفحة (95) إلى صفحة (103)، وحاول في هذه الصفحات أن يسوغ هذا الاحتفال؛ دون أن يبرز دليلاً صحيحاً واحداً أو استدلالاً صحيحاً على ما قال، سوى أنه عادة أحدثها بعض الناس: ((إِنَّا وَجَدْنَا آبَاءَنَا عَلَى أُمَّةٍ وَإِنَّا عَلَى آثَارِهِمْ مُهْتَدُونَ)) [الزخرف:22].
ولسنا بصدد مناقشة الشبهات التي ذكرها هنا؛ لأن هذا له موضع آخر، وقد نوقشت والحمد لله في أكثر من كتاب، وبُيِّن أن الاحتفال بالمولد بدعة محدثة.
ونحن نسأل معالي الدكتور:
هل شرع الرسول صلى الله عليه وسلم هذا الاحتفال لأمته أو هو شيء محدث بعده؟
وقد قال: {من أحدث في أمرنا ما ليس منه فهو رد}.
وهل فعله صحابته وخلفاؤه الراشدون الذين لا يساويهم أحد في محبته؟!
هل كانوا مقصرين في محبته حين لم يفعلوه؟!
لا؛ بل إنهم لم يفعلوه؛ لأنه بدعة، وقد نهى صلى الله عليه وسلم عن البدع، وفعل البدعة معصية له صلى الله عليه وسلم، يتناقض مع محبته؛ لأن محبته تقتضي متابعته وترك ما نهى عنه.
فيا معالي الدكتور! كيف نعلم أولادنا محبة رسول الله، ثم ندعوهم لمخالفته بفعل البدع؟! أليس هذا تناقضاً؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/495)
ليتك قلت: علموهم متابعة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وانهوهم عن مخالفته، وألزموهم بطاعته؛ كما قال صلى الله عليه وسلم: {مُروا أولادكم بالصلاة لسبع، واضربوهم عليها لعشر، وفرقوا بينهم في المضاجع}.
4 - ما علاقة تحديد المكان الذي وُلِدَ فيه الرسول صلى الله عليه وسلم بموضوع محبته ... حيث شغل الدكتور حيزاً من كتابه في البحث عن تحديده من صفحة (179) إلى (191)، وأتعب فكره وقلمه في ذلك بما لا جدوى من ورائه، ولم نكلف بمعرفته.
هل عيَّن رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا المكان لأمته؟!
هل اعتنى الصحابة والتابعون ومن بعدهم من القرون المفضلة وأئمة الإسلام المعتبرون بتعيين هذا المكان؟!
وماذا يرجع على الأمة من تعيينه؟!
لو كان في ذلك ما يعود على الأمة بخير؛ ما تركه الرسول صلى الله عليه وسلم وصحابته، بل إن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يهتم بشأن بيته الذي كان يسكنه في مكة قبل الهجرة، ولما سُئِل صلى الله عليه وسلم لما قدم مكة، فقيل له: أتنزل في دارك؟ قال صلى الله عليه وسلم: {وهل ترك لنا عقيل من رباع أو دور؟}.
ما كان صلى الله عليه وسلم يهتم بالأمكنة التي سكنها وعاش فيها؛ فضلاً عن أن يهتم بالمكان الذي ولد فيه، ولم يكن صحابته يفعلون ذلك؛ لأن ذلك يُفْضي إلى أن نتخذ هذه الأمكنة مُتَعَبَّدات ومعتقدات فاسدة.
إن النبي صلى الله عليه وسلم بعد البعثة لم يتهم بشأن غار حراء الذي ابتدأ نزول الوحي عليه فيه، لأن الله لم يأمره بذلك.
ولما رأى عمر رضي الله عنه الناس يذهبون إلى الشجرة التي وقعت تحتها بيعة الرضوان؛ قطعها مخافة أن يُفْتَن الناس بها.
فلا تفتحوا للناس باباً مغلقاً، وتذكروا قوله تعالى: ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ)) [النور:63].
ولهذا لا نجد في كتاب الله ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم إشارة إلى البقعة التي وُلِدَ فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ لأنه لا فائدة من ذلك، وليس في الاعتناء بذلك دلالة على محبته صلى الله عليه وسلم، وإنما علامة محبته صلى الله عليه وسلم اتباعه، والعمل بسنته، وترك ما نهى عنه؛ كما قال الشاعر الحكيم في ملازمة المحبة للطاعة:
لو كان حبك صادقاً لأطعته إن المُحِبَّ لمن يُحِبُّ مُطيعُ
5 - حشد معالي الدكتور في كتابه هذا أموراً وأشياء كثيرة فيها نظر، وذكر فيه أحاديث لم يبين درجتها، ولم يوثقها من دواوين السنة المعتبرة.
والواجب عليه كباحث يحمل أكبر درجة علمية أن لا يهمل ذلك؛ لأن القراء ينتظرون منه ومن أمثاله أن يقدم لهم بحثاً مستوفياً للجوانب العلمية والمعنوية.
ومما جاء في كتابه:
أ- أبيات (طلع البدر علينا)؛ قال عنها:
(هذا نشيد سمعه رسول الله صلى الله عليه وسلم دون شك ولا ريب).
إلى أن قال: (وقد ارتفع هذا النشيد لأول مرة من حناجر المسلمين المهاجرين والأنصار منذ أكثر من أربعة عشر قرناً).
ونقول: ما الذي يجعلك يا معالي الدكتور تجزم بسماع الرسول صلى الله عليه وسلم لهذا النشيد دون شك أو ريب؟
وما الذي يجعلك تجزم بنسبته إلى المهاجرين والأنصار؟ أين سندك في هذا؟
أيظن معاليكم أن القراء يقتنعون بمثل هذا الكلام دون تحقيق وتوثيق؟
كلا.
ب - في (ص 111) قال معالي الدكتور:
(وقد سئل صلى الله عليه وسلم عن سنته؟ فقال: المعرفة رأس مالي، والحب أساسي، والشوق مركبي ... ) إلخ.
ولا ندري من أين جاء الدكتور بهذا الحديث، فهو لم يذكر له سنداً، ولم يعزه إلى كتاب، ولا تجوز النسبة إلى الرسول صلى الله عليه وسلم دون تثبت؛ لأن ما يُنْسَب قد يكون مكذوباً على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيدخل تحت قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {من كذب عليَّ متعمداً؛ فليتبوأ مقعده من النار}.
6 - في الكتاب مبالغات في حقه صلى الله عليه وسلم قد نهى عنها، حيث قال عليه الصلاة والسلام: {لا تُطْروني كما أطرت النصارى ابن مريم، إنما أنا عبد، فقولوا: عبد الله ورسوله} رواه البخاري وغيره.
ومن هذه المبالغات:
أ- ما جاء في (ص113):
(واجب على كل مؤمن متى ذَكَره أو ذُكِر عنده أن يخضع ويخشع ... إلخ).
ونقول تعقيباً على ذلك: أليس الخضوع والعبادة حق لله؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/496)
وكذلك الخضوع إذا كان القصد منه الخضوع بالجسم؛ فهو لا يكون إلا لله؛ لأنه سبحانه هو الذي يُرْكَع له ويُسْجَد، وإذا كان المراد به الانقياد لطاعته؛ فالتعبير خطأ؛ لأنه موهم.
والمشروع عند ذكره صلى الله عليه وسلم هو الصلاة عليه، لا ما ذكره معالي الدكتور، وإن كان قد نقله عن غيره؛ فهو قد أقره.
ب- جاء في (ص208) قوله:
(ومما تجدر الإشارة إليه أنه صلى الله عليه وسلم أول الأنبياء خلقاً، وإن كان آخرهم مبعثاً).
هكذا قال! ولم يذكر له مستنداً ولا دليلا ً!!
وهل هناك أحد من بني آدم يخلق قبل خلق أبيه وأمه بآلاف السنين؟!
أليس نسل آدم كلهم من ماء مهين و ((مَاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِنْ بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ)) [الطارق:6 - 7].
كيف يُخْلَق محمد صلى الله عليه وسلم قبل الأنبياء، ثم يُخْلَق مرة ثانية، ويولد بعدما تزوج أبوه بأمه، وحملت به عن طريق انتقاله ماءً دافقاً من صلب أبيه إلى رحم أمه؛ كما هي سنة الله في بني آدم؟! هل خُلِق مرتين؟!
ويصر الدكتور على هذه المقالة المنكرة، حيث يقول في (ص211):
(ولقد أنكر بعض المحْدَثين (يعني: المعاصرين) من الغيورين على الإسلام أن يكون سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خُلِق قبل آدم عليه السلام ... إلخ).
ويرد على هذا المنكر برد لا طائل تحته.
ومعنى كلامه أن أكثر المعاصرين موافقون له على هذه المقالة، أما السابقون؛ فلم يستثني منهم أحداً.
وهذا من التلبيس والمجازفة؛ فإن هذا القول لم يقل به أحدٌ يُعْتَدُّ به من الأمة لا قديماً ولا حديثاً.
وإذا كان محمد صلى الله عليه وسلم خُلِق قبل آدم؛ فهو إذن ليس من بني آدم.
وأيضاً؛ لماذا تحتفلون بولادته وهو مخلوق قبل آدم؟!
هذا تناقض عجيب.
وليت الدكتور بدل أن يقدم للقراء مثل هذه المعلومات الخاطئة قدم لهم معلومات صحيحة تفيدهم وتنفعهم من الحث على الاقتداء بالرسول صلى الله عليه وسلم، واتِّباعه، وترك ما نهى عنه وحذر من البدع، فذلك خيرٌ وأبقى.
هذا؛ وسيكون لي- إن شاء الله- مع هذا الكتاب جولة أخرى لمناقشته، وليس لي قصد من وراء ذلك إلا بيان الحق والنصيحة.
والله يقول الحق، وهو يهدي السبيل.
المصدر ( http://www.alsoufia.com/mawled/etba/index_etba_nadrat.htm)(91/497)
ما هو ضابط (المعاصر)؟ أرجو الإفادة تكرماً.
ـ[طالب شريف]ــــــــ[18 - 03 - 08, 10:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم.
ما هو ضابط (المعاصر)؟ أرجو الإفادة تكرماً.
فلو كتبتَ بحثاً حول مسألة ما عند المعاصرين، فما هي السَّنوات التي تميز المعاصرين عمَّن سواهم؟
جزاكم الله خيراً.
ـ[طالب شريف]ــــــــ[19 - 03 - 08, 12:26 ص]ـ
هل من مجيب؟(91/498)
عتب المشيب قصيدة شعرية
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[18 - 03 - 08, 11:13 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الكرام هذه قصيدة شعرية كتبتها وقد رأيتني وأنا أنظر في المرآة أحمل بعض الشيب بلحيتي وعارضي فأهالني الموقف وارتجلت بيتين بموقفي ذاك ثم أتممت القصيدة على لوحة مفاتيح الحاسب الآلي وكنت قد أسميتها النذير لأنني أردت أن أخفي اسمها الصريح حتى تكون كاللغز فلا يُعرف هذا النذير إلا بعد قراءتها ثم عدلت عن ذلك إلى تسميتها بعتب المشيب صراحة وهذه أول مرة أكتب فيها على هذا البحر الشعري (المتدارك) مع أنه من البحور السهلة وزنا فأرجو من الإخوة التصويب لاسيما الشعراء والذين لديهم معرفة بأوزان الشعر ونقده لا أعدمنا الله فوائدكم
حمل القصيدة على أحد هذين الرابطين
http://file7.9q9q.net/Download/65177838/-----------------.doc.html
http://file8.9q9q.net/Download/39387965/----------------.doc.html
نقلت هنا للفائدة
## المشرف ##
بسم الله الرحمن الرحيم
عتب النذير
(من البحرالوافر)
شعر الفقير إلى الله تعالى
علي ياسين جاسم المحيمد
حكاية الحدث:
نذير النصح أنذر بالتباب == يأنبني مآلُك للتراب
قال النذير:
أما استحييت من رب البرايا == وماء تقاك دوما في نضاب
ينادي الله ربُ العرش ليلا == مسيء الصبح أوْبًا للمتاب
وذنبك في الصباح وفي العشي == وفي وقت الشروق وفي الغياب
غفولك قد يزيد الجسم نضجا == وتبديلا لجلدك في العذاب
وتنسب للعلوم يقال شيخ == وما تدري بحالك في الحساب
وماذا ينفع التشييخ عبدا == يواتي الذنب دوما بانكباب
ألا فاعمل بربع العشر يوما == وزك العلم لو بعضَ النصاب
وأن كانت علومك لا تزكى == وإن قلَّت تقودك للخراب
تركت النفس ترعى في هواها == وترتع في المحارم كالدواب
وإن أخلصت أو أحسنت قولا == فتنقض ما بنيت بالاغتياب
وقد أُسمعت آي الذكر تتلى == كأنك لست تُعنى بالخطاب
لبست عباءة الوعّاظ حتى == يقول الناس ينطق بالصواب
فينفع غيرَك الإرشادُ حتما == وتسري دائبا خلف السراب
وإن تُخفي خصالك عن أناس == فرب الناس خصمك في المآب
أغرك بالعليم دوام ستر == فماذا لو فُضحت أخا اللُّباب
وقد صاحبت أهل العلم وقتا == فماذا قد جنيت من اصطحاب
وإحسان المهيمن فيك جمٌّ == عظيم ليس يحصى بالحساب
فكن كالكلب وفَّاء وإلا == فأوفى منك أجراء الكلاب
فقلتُ:
نذيري قد هجمت على شبابي == وأكثرت الملامة مع عتابي
فمن لي باللجام يقود نفسي == إلى التقوى فتُقحَم في الصعاب
ورب العرش غفار كريم == برحمته سأنجو من عقاب
قال النذير:
أما آن الأوان بأن تتوبا == وتتركَ سوء فعلك والتصابي
فإن سنين عمرك في انتقاص == وسهم الموت صوبك في اقتراب
ليعلي ذكرك الرحمن جودا == ويبدلَ سوء ذنبك بالثواب
وفي الجنات ترغد في نعيم == وترفل بالحرير من الثياب
وتعطى ما اشتهيت بلا اجتهاد == وتهنأ بالقصور وبالشراب
وتنظر وجه غفار كريم == عيانا لست تحجب بالحجاب
فقلت
نذير النصح قومني وزدني == فقد أنبأتني خطر المصاب
ويا رب الخطايا دنستني == فهب لي توبة تجلو اكتئابي
ببرد نسيم رحمتك العليل == فغسِّل حرَّ قلبي بانسكاب
فإن أوقفت عريانا فإني == إذا نوقشت مالي من جواب
إلهي لا تخيبني قنوطا == إذا ما النار ماجت باضطراب
وشفع خير خلق الله طه == بعبد جاهل للشر صابي
قال النذير:
ألا فادع الرحيم دعاء صدق == بجوف الليل واسجد لاقتراب
وغسل ذنب عينك بالدموع == وغسل حوب قلبك بانتحاب
فقلت ختاما
نذيري أنت وضاءُ الوجوه == توقَّر حين تلمع كالشهاب
وفي الآثار إنَّ الله حقا == ليستحيي مساسك بالعذاب
فزدني دائما نصحا ورشدا == لعلي لا أمسك بالخضاب
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[18 - 03 - 08, 06:23 م]ـ
جزى الله المشرف خير الجزاء والحقيقة أنني تكاسلت عن نسخها هنا فقد صنعت جميلا جزاك الله خير الجزاء
وقد قال أبو إسحاق الألبيري
ويقبح بالفتى فعل التصابي * وأقبح منه شيخ قد تفتى
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[04 - 04 - 08, 12:28 ص]ـ
نود الاستفادة من الإخوة حول القصيدة هل مجيب؟
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 04 - 08, 01:24 ص]ـ
لله نذيرك ما أصدق نصحه وأبدع توجيهاته.!!
ويبدو أن الأعضاء منعهم إجلال شيبتك يا عم علي من الرد (ابتسامة) , ولكنَّ الظن بأمثالكم أن شيب الشعر لا يزيدهم إلا فتوَّ الهمة وانبعاث العزم على الخير
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[04 - 04 - 08, 08:12 ص]ـ
حياكم الله أيها الأديب ألست صاحب من يجيز هذا البيت على الألوكة شكر الله لك ولا أدري فلعلك تكبرني بسنوات وسأقول بصراحة إنني في أول العقد الرابع من عمري أو أشرفت عليه ولكن الشيب بدا وإن قل
ورحم الله الإمام مالك إذ يقول (ليس من المروءة إخبار الرجل عن سنه إن كان كبيرا استهرموه وإن كان صغيرا استحقروه) ولم تترك الناس برزخا بين الشباب والشيخوخة تراهم يقولون فلان صغير صغير صغير ثم شيخ هرم ولكن الموت لا يعرف صغيرا لصغره ولا كبيرا لكبره أخذ الأخ من أخيه ولولد من حضني أمه وأبيه وترك القلوب كجمر الغضى
شكر الله لك مرورك وجزاك الله خيرا على جبر خاطري بعد أن اقتنعت قناعة تامة أن الشعر صنعة ولكل صنعة أهلها فاقتنعت أنني لست من أهلها وكتب الله أجرك في الأثر ما عُبد الله بخير من جبر الخواطر وشكر الله لك تشجيعي على فتو الهمة وانبعاث العزم على الخير وعلى حسن ظنك وإن كنت لست من أرباب هذا الأمر الجلل والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(91/499)
ـ[ياسين أبو هبة الله]ــــــــ[10 - 06 - 08, 07:28 ص]ـ
أخي علي ياسين جاسم المحيمد
لست بشاعر ولا بالذي لديه معرفة بأوزان الشعر ونقده، ولكن الأبيات مؤثرة جدا
فجزاك الله خيرا
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[11 - 06 - 08, 12:10 ص]ـ
شكر الله لك مرورك أخي الكريم ياسين أبو هيبة عرضت بفضل الله على عدد من الإخوة الذين لديهم اهتمام بالعروض فلم يجدوا فيها كسرا على حدِّ قولهم وأما عن كونها مؤثرة فأسأل الله أن أكون الواعظ الموعوظ الواعظ لنفسه أولا كي لا أسري خلف السراب وفقكم الل لكل خير
ـ[أم جمال الدين]ــــــــ[18 - 07 - 08, 09:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقّاً جميلة .. ومن شدّة جمالها .. نسيتُ التعليق!
ولكن لم يعجبني هذا:
فكن كالكلب وفَّاء
وقد أكون مخطئة!
ـ[طه محمد عبدالرحمن]ــــــــ[19 - 07 - 08, 02:45 ص]ـ
ولكن لم يعجبني هذا:
وقد أكون مخطئة!
قد سبقه إلى هذا الإمام الشاطبى رحمه الله حيث يقول فى حرز الأمانى:
و قد قيل كن كالكلب يقصيه أهله**و ما يأتلى فى نصحهم متبذلا
و للإمام ابن القيم رحمه الله تعليق على بيت الشاطبى فى إغاثة اللهفان من مصائد الشيطان ..
و القصيدة رااائعة جزاك الله خيرا يا شيخ على،،
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[20 - 07 - 08, 01:10 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وشكر الله لكم على المرور
الاخ الكريم الشيخ طه جزاك الله خيرا على الدفاع وكنت قد دافعت عن نفسي بنحو هذا الدفاع في الألوكة في مجلسها العلمي ولكن الذي أفدتني به تعليق الإمام ابن القيم رحمه الله فجزاك الله خيرا.
الأخت الفاضلة ام الجمال شكر الله لك وإن كان البيت لا يعجبك فلا ضير أن تقرأي القصيدة دونه ولكننا مأمورين بالتذلل للمؤمنين فما حالنا تجاه رب المؤمنين سبحانه وتعالى ولو أردنا الوفاء فلن نفي بلا شك ومن هنا شبهت بالكلب أجل الله قدر القراء الكرام.
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[22 - 07 - 08, 06:45 ص]ـ
الله المستعان
جزاك الله خيرا ياأخي ونفعنا الله وإياك بموعظتك
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[24 - 07 - 08, 03:22 م]ـ
بارك الله في الشيخ
ما عُبد الله بخير من جبر الخواطر
ضاهى معناها معاني القصيدة ..
ـ[حمادى محمد بوزيد]ــــــــ[06 - 11 - 08, 12:04 م]ـ
بارك الله فيكم وهى قصيدة تعبر عن ما يجول في خاطري ولا استطيع التعبير عنه فانت نطقت بما في نفسي
ونفس الكثيرين
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[07 - 11 - 08, 12:38 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا وأحسن إليكم وشكر لكم
ومن أراد تحميل النسخة المضبوطة بالشكل منها فقد نشرتها على ملتقى أهل الأثر في قسم الإجازات والرواية وهو بإشرافي وقد أجزت بها من حملها مضبوطة وأحب روايتها عني فقد كلفني الإخوان جزاهم الله خيرا بالإشراف هناك وهذا كما تعلمون تكليف لا تشريف إلكيكم رابطها نفعني الله وإياكم بها آمين
http://www.ahlalathr.com/vb/showthread.php?t=263
ـ[أحمد ماهر]ــــــــ[12 - 04 - 09, 04:34 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا
و لعنا نعي ما بها جيدا
بارك الله فيك
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 07:00 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا قصيدة جميلة(91/500)
سؤال في الرضاع,, أرجو الإجابة,,
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[18 - 03 - 08, 01:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
- هل زوجة الأب من الرضاع من محارمك؟ وهل بناته من غير أمك من محارمك؟
- إذا تزوجت الأم من الرضاع زوجا آخر فهل يكن محرما لبنتها من الرضاع؟
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[18 - 03 - 08, 03:43 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
السؤال الأول، مُختلف فيه بين العلماء، مابين مثبت للتحريم، ومنفى، ومتوقف
كالتالى:
المثبت للحرمة - النووى فى روضة الطالبين
السبب الثالث المصاهرة فيحرم بها على التأبيد أربع: إحداهن أم زوجتك وأم زوجتك منها كأمك منك وسواء أمهات النسب والرضاع الثانية زوجة إبنك وابن إبنك وإن سفل بالنسب والرضاع وقول الله تعالى " وحلائل أبنائكم الذين من أصلابكم " المراد به أنه لا تحرم زوجة من تبناه.
الثالثة: زوجة الأب والأجداد وإن علوا من قبل الأب والأم جميعاً وتحرم زوجة الأب من الرضاع.
والمنفى لها شيخ الاسلام - والجواب على لسان العلامة ابن عثيمين فى لقاء الباب المفتوح
السؤال
شخص رضع من زوجة أخيه، هل هذا الشخص الأصغر يكون محرماً لزوجات أخيه الأخريات؟ وهل يكون هذا الزوج الأكبر محرماً لزوجة أخيه الأصغر؟
الجواب
إذا رضع من زوجة أخيه صار ابن أخيه، وصارت زوجة أخيه التي أرضعته أماً له، وأما زوجات أخيه الأخريات فهذا فيه خلاف بين العلماء، يعني: زوجة الأب من الرضاع التي لم ترضع الطفل، هل تكون محرماً للراضع، أم لا؟ هذا فيه خلاف بين العلماء، يقول بعض العلماء وهم الجمهور: إنه يكون محرماً لزوجات أبيه من الرضاع.
ويقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إنه لا يكون محرماً لزوجات أبيه من الرضاع؛ لأن الله تعالى قال: {وَأُمَّهَاتُكُمُ اللَّاتِي أَرْضَعْنَكُمْ} [النساء:23] وقال: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ} [النساء:23] وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب).
فالذي نرى أن ما قاله شيخ الإسلام رحمه الله أقرب إلى الصواب، وأن زوجات الآباء من الرضاع لسن محارم لأبنائهن من الرضاع، وكذلك بالعكس ابنك من الرضاع لا تكون أنت محرماً لزوجته؛ لأن الله تعالى قال: {وَحَلائِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلابِكُمْ} [النساء:23]، هذا ما نراه في المسألة، وقد علمت رأي الجمهور أن الرضاع يؤثر في المصاهرة كما يؤثر في النسب
والمتوقف فى الأمر - الشيخ المختار الشنقيطى فى رده على سؤال اثناء شرحه للزاد:
الخلاف في تحريم زوجة الأب من الرضاع
السؤال
قال تعالى: {وَلا تَنكِحُوا مَا نَكَحَ آبَاؤُكُمْ مِنَ النِّسَاءِ} [النساء:22] هل زوجة الأب من الرضاع تحرم على ابنه من الرضاع فتكون داخلة في عموم هذه الآية؟
الجواب
هذا التحريم يسمى التحريم بالمصاهرة في الرضاع والتحريم بالمصاهرة اختلف العلماء فيه، هل يستوي النسب والمصاهرة في التحريم بسبب الرضاع أو لا يستويان؟ والحقيقة أن هذه المسألة أنا متوقف فيها، وكنت أقول: إن التحريم بالمصاهرة في الرضاع ينزل منزلة التحريم بالنسب في الرضاع لظاهر قوله عليه الصلاة والسلام: (يحرم من الرضاع ما يحرم من النسب) ولكن الإشكال أن التحريم هنا بالمصاهرة، وهي مسألة توقف فيها عدد من العلماء رحمة الله عليهم من المتقدمين، وأنا أرى أن الإنسان يحتاط، فلا يتزوجها ولا يختلي بها، أي: يحتاط في الذي هو مسلك الشبهة، فأقل درجاتها الشبهة، فلا يتزوجها ولا يختلي بها إعمالاً للأصل في الاستبراء في كلا الأمرين.
وإجابة السؤال الثانى كالتالى:
فى المجموع:-
وأما الربيبة فهى بنت زوجته فإذا عقد النكاح على إمرأة حرمت عليه ابنتها حقيقة ومجازا من النسب والرضاع ثم الجمع، فإن دخل بالام حرمت عليه ابنتها على التأبيد، وإن ماتت الزوجة أو طلقها قبل الدخول بها جاز له أن يتزوج بابنتها، وسواء كانت الربيبة في حجره وكفالته أو لم تكن، وبه قال عامه أهل العلم
وللكاسانى:
كَذَا كُلُّ مَنْ يَحْرُمُ بِسَبَبِ الْمُصَاهَرَةِ مِنْ الْفِرَقِ الْأَرْبَعِ الَّذِينَ وَصَفْنَاهُمْ فِي كِتَابِ النِّكَاحِ - يَحْرُمُ بِسَبَبِ الرَّضَاعِ فَيَحْرُمُ عَلَى الرَّجُلِ أُمُّ زَوْجَتِهِ وَبِنْتُهَا مِنْ زَوْجٍ آخَرَ مِنْ الرَّضَاعِ كَمَا فِي النَّسَبِ إلَّا أَنَّ الْأُمَّ تَحْرُمُ بِنَفْسِ الْعَقْدِ عَلَى الْبِنْتِ إذَا كَانَ صَحِيحًا، وَالْبِنْتُ لَا تَحْرُمُ إلَّا بِالدُّخُولِ بِالْأُمِّ كَمَا فِي النَّسَبِ
والله اعلى واعلم
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[22 - 03 - 08, 01:39 م]ـ
جزاك ربي خيرا ..
وزادك من فضله أخي مصطفى ..
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[22 - 03 - 08, 05:03 م]ـ
واياك اخى منير(92/1)
مامعنى ظاهر الرواية في المذهب الحنفي؟
ـ[النقاء]ــــــــ[18 - 03 - 08, 06:15 م]ـ
مامعنى ظاهر الرواية في المذهب الحنفي؟
أفيدوني بذلك و أرجو أن تدلوني على المراجع التي تساعدني في بحث هذه المسألة ..... مأجورين
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 06:56 م]ـ
إن كنت وعيت سؤالك:
فظاهر الرواية عند السادة الأحناف يعني الكتب المنسوبة إلى الإمام محمد مثل كتاب المبسوط والجامعين وغيرها, والله أعلم
ـ[النقاء]ــــــــ[25 - 03 - 08, 11:07 م]ـ
نفع الله بك(92/2)
أوصاف الفرقة الناجية والطائفة المنصورة
ـ[ابو البراء]ــــــــ[18 - 03 - 08, 09:50 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
"أوصاف الفرقة الناجية والطائفة المنصورة"
الحمد لله عظيم الشأن، قوي البرهان، قديم السلطان، أحاط علمه في كل زمن ومكان، وصلى الله وسلم على النبي محمد خير البشرية والأنام، ثم أما بعد: لقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم أهل الباطل و الضلال أنهم يخوضون فيما ليس لهم به علم، فقال صلى الله عليه وسلم: [ما ضل قوم بعد هدى إلا أوتوا الجدل، ثم قرأ: {ما ضربوه لك إلا جدلا بل هم قوم خصمون} أخرجه أحمد (2/ 252) والترمذي (رقم: 3253) وابن ماجه (رقم:48) و ابن أبي عاصم في السنة (رقم:101) و الطبراني في الكبير (8/ 333 وإسناده حسن)، ووصف أهل الحق أنهم يتبعون الكتاب والسنة اللذين هما المصدرين الشرعيين الأصيلين لهذه الزمرة المباركة، واللذان لا التباس فيهما على أحد إلا من اعوجت فطرته، وفسد منطقه، واختلط عليه أمره، ومن امتزج علمه بالجهل، واستشكل عليه الهدى من الضلال، والحق من الباطل والسنة من البدعة، والفضيلة من الرذيلة، والنبي صلى الله عليه وسلم قد حذر أمته من البدع المضلة كما جاء في مستدرك الحاكم وأصل الحديث في الصحيحين: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [يا أيها الناس أني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به، فلن تضلوا بعدي أبدا: كتاب الله و سنة نبيه]، وفي رواية عند الحاكم: [إني قد تركت فيكم شيئين لن تضلوا بعدهما: كتاب الله و سنتي]، وروى ابن ماجه في سننه (1/ 4 رقم:5): عن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها إلا هالك].
وإن القيام بأمر الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم علما وعملا من أعظم أوصاف الفرقة الناجية والطائفة المنصورة، وهو شرط من شروط النصر والتمكين في الأرض بالاستخلاف والغلبة على الأعداء، وإن النصر المستحق لا ينال إلا بنصر الدين والعمل بأحكامه والنصرة له ولأهله، وهذه الفرقة الناجية والطائفة المنصورة كما جاء في صحيح مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: [لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس]، إن من صفات الفرقة الناجية الطائفة المنصورة أنهم أهل العلم النافع فكل فرقة إلى علمها فقيرة، وكل طائفة إلى فهمها محتاجة، وما من أمة إلا وهي تعترف بفضل الله على هذه الأمة المباركة، فلو جمعت كل علوم الأمم ما عدلت علم هذه الأمة كما قال ابن تيمية: في اقتضاء الصراط المستقيم ص 75: " فهدى الله الناس ببركة نبوة محمد صلى الله عليه وسلم، وبما جاء به من البينات والهدى، هداية جلت عن وصف الواصفين، وفاقت معرفة العارفين، حتى حصل لأمته المؤمنين عموما، ولأولي العلم منهم خصوصا، من العلم النافع، والعمل الصالح، والأخلاق العظيمة والسنن المستقيمة، ما لو جمعت حكمة سائر الأمم علما وعملا، الخالصة من كل شوب، إلى الحكمة التي بعث بها لتفاوتا يمنع معرفة قدر النسبة بينهما، فلله الحمد كما يحب ربنا و يرضى "، وفي صحيح البخاري (7312مع الفتح 13/ 363): وعن معاوية رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله يقول صلى الله عليه وسلم: [من يرد الله به خيرا يفقه في الدين، وإنما أنا قاسم والله يعطي، ولن تزال هذه الأمة قائمة على أمر الله، لا يضرهم من خالفهم حتى يأتي أمر الله]، وفي رواية عند البخاري (رقم:6882): [من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين، و إنما أنا قاسم ويعطي الله، ولن يزال أمر هذه الأمة مستقيما حتى تقوم الساعة أو حتى يأتي أمر الله]، ومن أهم ملامح هذه الزمرة الطيبة بعد الكتاب والسنة والمنهج الصحيح الاجتماع على السنة والعمل على نصرها وإظهارها و نشرها بين المسلمين حتى يعملوا بها، كما قال العلامة الرباني عبد الرحمن بن ناصر السعدي: (كتاب تيسير الكريم الرحمن ج 3 ص 122): قال الله تعالى: {وممن خلقنا أمة يهدون بالحق وبه يعدلون} أي: و من جملة من خلقنا أمة فاضلة كاملة في نفسها، مكملة لغيرها يهدون أنفسهم و غيرهم بالحق، فيعملون الحق، ويعملون به ويعلمونه ويدعون إليه، وإلى العمل به: {وبه يعدلون}: بين الناس في أحكامهم إذا حكموا في الأموال و
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(92/3)