ـ من الناس من يعتكف وأسرته أهله بحاجة إليه، أو ينهاه والده عن الاعتكاف لأسباب مقنعة، فمثل هذا قد فعل سنة، وترك واجباً، فلا ينبغي له أن يعتكف، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لعبد الله بن عمرو رضي الله عنهما (إن لنفسك عليك حقاً، ولربك عليك حقاً، ولأهلك عليك حقاً) [21]، أما المتفرغ فالاعتكاف في حقه مشروع، ومن احتاجه أهله أول العشر ثم حصل الاستغناء عنه في أثنائها اعتكف بقية العشر، وهو مثاب على ذلك إن شاء الله.
كتبه
الشيخ عبد الله بن صالح الفوزان
http://alfuzan.islamlight.net
--------------------------------------------------------------------------------
([1]) أخرجه البخاري (2026)، ومسلم (1172).
([2]) أخرجه البخاري (2044).
([3]) انظر: "أحكام القرآن" للجصاص (1/ 302)، وقد أخرج الطحاوي في "شرح مشكل الآثار" (7/ 201)، والبيهقي في "سننه" (4/ 316)، عن أبي وائل قال: "قال حذيفة لعبد الله-أي: ابن مسعود t-: الناس عكوف بين دارك ودار أبي موسى لا تغير، وقد علمت أن رسول الله r قال: «لا اعتِكَاف إلا في المساجد الثلاثة: المسجد الحرام، ومسجد النبي r، ومسجد بيت المقدس» قال عبد الله: لعلك نسيتَ وحفظوا، أو أخطأت وأصابوا " وهذا يفيد أن الاعتكاف خاص بالمساجد الثلاثة، لكن أجيب عنه أجوبة منها:
1 - أنه مختلف في رفعه ووقفه، والصواب وقفه.
2 - أن ابن مسعود t لم يقبل رواية حذيفة، بل ردّها، وقال: «لعلك نسيت وحفظوا، أو أخطأت وأصابوا؟»، ولو ثبت رفع الحديث لما تجاسر على ذلك، وهو من أئمة الصحابة وفقهائهم، وقد أفتى بخلاف ذلك.
3 - لو فرضنا صحته فهو محمول على الأفضلية، فالاعتكاف في المساجد الثلاثة أفضل كالصلاة فيها، ولو كان ثابتاً لما أجمعت الأمة بعلمائها على ترك العمل به.
4 - أنه لو قيل بموجب هذا الحديث للزم منه ترك العموم في الآية، وحملها على القليل النادر، وهذا من معايب الاستدلال، انظر: "الشرح الممتع" (6/ 504)، "فقه الاعتكاف" للشيخ: خالد المشيقح ص (120 - 122).
([4]) أخرجه البخاري (669)، ومسلم (1167).
([5]) انظر: "الاستذكار" (10/ 295)، "مجموع فتاوى ابن عثيمين" (20/ 170)، "فقه الاعتكاف" ص (61).
(2) رواه البخاري (2040) ومسلم (1167) وهذا لفظ البخاري
([7]) أخرجه أبو داود (2473) بإسناد جيد على شرط مسلم، انظر: "الإرواء" (4/ 139).
([8]) أخرجه البخاري (2029)، ومسلم (297)، والزيادة له.
([9]) انظر: "فتح الباري" (4/ 273).
([10]) "الإنصاف" (3/ 366).
([11]) أخرجه البخاري (5089)، ومسلم (1207).
([12]) "فقه الاعتكاف" ص (169).
([13]) "الموطأ" (1/ 314).
([14]) أخرجه عبد الرزاق (4/ 363)، وابن أبي شيبة (3/ 92) وسنده صحيح.
([15]) انظر: "المغني" (4/ 475).
([16]) "كشاف القناع" (1/ 361).
([17]) أخرجه البخاري (295)، ومسلم (297).
([18]) "فقه الاعتكاف" ص (216).
([19]) أخرجه الترمذي (7/ 23)، وابن ماجه (3976) من حديث أبي هريرة t، وهو حديث صحيح لغيره، لأن له شواهد عن جماعة من الصحابة y.
1 رواه البخاري (2038) ومسلم (2175)
1 رواه البخاري (5199) ومسلم (1159) (181)
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[30 - 09 - 07, 05:35 م]ـ
بارك الله فيك أبو عبدالعزيز الشثري ونفع الله بشيخنا العلامة عبدالله بن صالح الفوزان ورفع الله قدره.
ـ[أبوأحمد الحتاوي]ــــــــ[01 - 10 - 07, 10:20 ص]ـ
حفظ الله الشيخ وزاد في علمه
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 05:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً(84/36)
هل العبادة زمن النبي صلى الله عليه وسلم توقيفية ام لا
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[30 - 09 - 07, 04:11 م]ـ
دار بين بعض الاخوة نقاش خول مسالة هل العبادة زمن النبي صلى الله عليه وسلم توقيفية ام لا
وكان الاستدلال بحديث الرقية " وما ادراك انها رقية " اذ ان الصحابي اجتهد واقره النبي صلى الله عليه وسلم
فرغبت في معرفة ما عند مشائخنا وطلاب العلم الذين معنا بالملتقى
سلم الله الجميع ووفقهم لما يحب ويرضى
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[30 - 09 - 07, 04:31 م]ـ
للرفع
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[01 - 10 - 07, 07:43 م]ـ
هل من مجيب
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[14 - 10 - 07, 10:49 ص]ـ
وترفع من جديد
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[14 - 10 - 07, 06:11 م]ـ
بما أن الرسول صلى الله عليه وسلم أقره أصبحت سنه تقريريه فالسنه قول اوفعل او تقرير
وبالمقابل هناك أفعال وأقوال اجتهد بها الصحابة ولم يقرها النبي صلوات الله عليه وسلم
فالعبادة توقيفية ... والأصل المقرر عند أهل العلم أن العبادات توقيفية، فلا تثبت إلا بدليل شرعي، لما ثبت في صحيح البخاري وصحيح ومسلم من حديث عائشة رضي الله عنها، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد. ورواية مسلم عنها قوله صلى الله عليه وسلم: من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[17 - 10 - 07, 10:41 م]ـ
بارك الله فيك هذا لا نزاع فيه ودونك حديث أبي سعيد الخدري في مسلم حديث الرقية بالفاتحة حديث اللديغ
فالصحابي رضي الله عنه اجتهد في رقيته ومن ثم أقره النبي صلى الله عليه وسلم والقصد هنا قبل اقرار النبي صلى الله عليه وسلم هل للصحابي ان يجتهد في التعبد ام انهم كانوا على توقيف فيها
وهذا المبحث يقودنا الى الرد على من زعم عدم التزام الصحابة باتباع الهدي السليم سلمكم الله
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[18 - 10 - 07, 08:22 م]ـ
أخي الكريم اهل البدع عندما يجادلون يلعبون بالمصطلحات فقبل أن تناقش احدهم اطلب أنه أن يحرر المصطلحات التالية:
1) ما المراد بالاجتهاد
2) ما المراد بالاجتهاد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
3) ما المراد بالعبادات التوقيفية
4) ما طرق حصول التشريع؟ وهل يلزم أن يكون كل حكم مصدره من حيث الفعل هو نفس النبي؟
ثم بعد ذلك تستطيع أن تدخل معه في النقاش ولن يتمكن من ذلك إلا إذا كان عالما ...
التوقيف:أن يتوقف معنى العبادة الكلي القطعي على الوحي الإلهي لأن العبادة أمر لايدركه العقل.
وأما تفاصيل العبادة فمنها اجتهادي كالأدعية ومنها توقيفي ... اي ومنها ما لايلحق الاجتهاد
مثال ذلك:
الصلاة توقيفية وهذا واضح
لكن هل تقدم اليدين أم الركبتين عند السجود؟
أين نضع أيدينا على النحر ام على الصدر أم على البطن؟ وهكذا ....
هذه اجتهادية في أمور عبادية
وأما إقرارات النبي صلى الله عليه وسلم على الأذكار ونحوها فهذا الإقرار هل هو ناتج عن اجتهاد من النبي صلى الله عليه وسلم أم عن وحي؟
لأن الإقرار إما أن يكون صادرا عن اجتهاد كون النبي فقيه جامع للشرائط .. وإما بصفته نبي كقصة الأذان .. التي اقرها من عبد الله بن زيد .. وعلى كلا الفرضين لو جاء أحد واجتهد واخترع ذكرا من الأذكار بعد الرفع من الركوع مثلا واستدل بإقرار النبي للرجل
فنرد عليه بالتالي:
أولا: النبي عليه السلام ,أقر الرجل عن اجتهاد ام عن وحي؟
فإن قال عن وحي فأين الوحي الذي يقرك.
وإن قال عن اجتهاد قلنا اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم الذي يقره عليه الله تعالى بمنزلة الوحي
وإن قال قياساً نقول:لا قياس في العبادات المحضة والقرب لأنها أمور لا يدرك العقل حسنها وقبحها لامن حيث ذاتها ولكن من حيث ترتب الثواب والعقاب عليها .. فقد تكون حسنة الألفاظ جميلة لكن لانستطيع أن نحدد هل يثيب الله عليها أم يعاقب الا بدليل كاشف من الشرع ....
زيادة في التقريب ...
الصحابة كانوا يجتهدون في العبادات في الحالات التالية:
1) تفاصيل العبادة التي يسوغ فيهاالاجتهاد
2) إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم عنهم بعيدا ولم يتمكنوا من سؤاله ...
مثل صلاة العصر في بني قريضة ومثل الذي أعاد صلاته من تيمم بعد ان وُجد الماء ... وغيرها
ولكن في جميع الحالات كان يحكم النبي صلى الله عليه وسلم .. إما بالتصريح كما في حديث الرجلين ..
وإما بالإقرار كما في الحديث الذي ذكرته ... وبعد ذلك نقول الاجتهاد الذي تكون نتيجته ظنية لا وجود له في حياته عليه السلام ... وهذا هو معنى قول الأصولييين لا اجتهاد في زمن النبي صلى الله عليه وسلم .. يعني لااجتهاد مظنون ويبقى على ما هو عليه لأن الوحي سيحسم النزاع ... والاجتهاد الذي يتحدث عنه الأصوليون هو الذي نتيجته مظنونة .. مثل تحريك الاصبع عند التشهد ... هل تستطيع أن تجزم يقينا بتحريك الأصبع في التشهد على أي صفة؟؟؟؟؟
الجواب لا ...
ولكنك تستطيع الترجيح ولكنك لن تستطيع الوصول الى مرحلة اليقين ... فهذا اللون من الاجتهاد لم يكن موجودا في زمن النبي صلى الله عليه وسلم ...
فالصحابي الذي زاد دعاء في الرفع من الركوع هو على يقين بسنية هذا الدعاء وقد القى الله تعالى على لسانه هذا الذكر ليقره النبي صلى الله عليه وسلم ... لكن أنت لو اخترعت دعاء من عندك فكيف نعرف أن الله القى على لسانك هذا الذكر؟؟ بأي وحي نتأكد؟؟؟؟
فهمتني؟؟؟
هذا إذا كان مناقشك من طلبة العلم ....
فإن كان من العوام فألقي عليه هذا الحديث ... فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم لا بأس بالرقي ما لم يكن شركاً ....
اليك الحديث:
حدثنا أحمد بن صالح ثنا بن وهب أخبرني معاوية عن عبد الرحمن بن جبير عن أبيه عن عوف بن مالك قال: كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك فقال اعرضوا على رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا ..
والسلام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/37)
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[19 - 10 - 07, 01:41 ص]ـ
سلمك الله ولي عودة في حين فراغ من الوقت
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[21 - 10 - 07, 12:40 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113957(84/38)
هل يجوز أم لا?
ـ[فاضيل خليد]ــــــــ[30 - 09 - 07, 06:53 م]ـ
في بلاد المغرب اصبح البيع والشراء في العقار يأخد مسارا غير عادي:
بعد تحديد ثمن البيع يتفق البائع والمشتري على ثمن أقل من ثمن البيع لكي يدليا به أمام الجهات المختصة لتوتيق البيع لتكون نفقة العقد أقل من الواجب دفعه فما حكم الشرع في هذه المسألة?(84/39)
الفرق بين القرض والدين
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[30 - 09 - 07, 09:10 م]ـ
مالفرق بين القرض عموماً سواء الحسن وغيره والدين
هل هناك ثمة فرقاً ظاهرا بينهما أم لا؟
وهل بينهما عموما وخصوص؟ ومن لديه توضيح في ذلك؟
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[15 - 10 - 07, 11:00 م]ـ
للرفع
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[16 - 10 - 07, 07:04 ص]ـ
في "الكليات" لأبي البقاء الكفوي تحت مادة "دين":
والدَّين: ما له أجل
والقرض: ما لا أجل له.
وفي "المغرِب": القرض: ما لا يقتطعه الرجل من أمواله فيعطيه عيناً، وأما الحق الذي يثبت عليه دين فليس بقرض، وهو المعوَّل عليه.
إلى أن قال: والديون تقضَى بأمثالها لا بأعيانها. أهـ
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[16 - 10 - 07, 07:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم ابن العنبر وفقني الله وإياك
القرض هو (تمليك الشيء على أن يرد بدله) ويسمى عند العامة من أهل نجد والحجاز (السلف) وهو كذلك في اللغة.
ويبدو أنه كذلك عند الفقهاء قال ابن العربي في أحكام القرآن (1/ 230): (القرض في الشرع مخصوص بالسلف على عادة الشرع في أن يجري على أسلوب اللغة في تخصيص الاسم ببعض محتملاته)
والدين: (مال حكمي يثبت بالذمة ببيع أو استهلاك أو غيرهما).
فكل ما ثبت في الذمة للغير يسمى دينا فالبيع لأجل دين والإجارة دين والمهر المؤجل دين والرهن والمزارعة والمساقاة والمضاربة والسلم والدية وقيم المتلفات كلها ديون فكل ما وجب في الذمة مؤجلاً أو حالاً سمي ديناً، والقرض دين فالعلاقة بين الدين والقرض علاقة عموم وخصوص مطلقاً.
والأصل في الدين جواز التأجيل؛ لأنه من شرط العقد لكن القرض من الديون التي اختلف فيها: هل بدل القرض يجب حالاً أومؤجلاً؟
1 - فعند الإمام مالك والليث وابن حزم يكون بدل القرض حالاً ومؤجلاً إلى مدة الانتفاع عادة.
2 - وعند الجمهور أبي حنيفة والشافعي وأحمد بدل القرض يجب حالاً وللمقرض الحق في المطالبة به في الحال ولو اشترط تأجيله فإنه لا يتأجل وكان حالاً، ويكون التأجيل تبرع ووعد من المقرِض ولا يلزمه الوفاء به فله حق الرجوع كالعارية، ولذلك فبيوع الأجل والتقسيط هي ديون لا قروض، والجمهور بهذا يبتعدون عن الإلزام بالأجل لئلا يشابه الربا، ولذلك نجد من أنواع الربا ربا القروض.
وذكر أبو هلال العسكري في كتابه الفروق في اللغة (ص 165) بعض الفروق بينهما فقال: (الفرق بين القرض والدين أن القرض أكثر ما يستعمل في العين والورق، وهو أن تأخذ من مال الرجل درهماً لترد عليه بدله درهماً فيبقى عليك ديناً إلى أن ترده، فكل قرض دين، وليس كل دين قرضاً، وذلك أن أثمان ما يشترى بالنساء ديون وليست بقروض، فالقرض يكون وفاؤه من جنس ما اقترض وليس كذلك الدين)
فالذي يظهر من الفروق بينهما ما يلي:
1 - الفرق في التعريف.
2 - الأصل في الدين التأجيل بخلاف القرض فالجمهور على أنه حال يحق للمقرض المطالبة به في أي وقت.
3 - القرض تمليك من المقرض فلا يكون القرض إلا من المقرض ابتداء بخلاف الدين فقد يجب في ذمة الغير بدون إرادة الدائن كالديات وقيم المتلفات ونحوهما.
4 - القرض تبرع من المقرض وعقد جائز في حق المقترض عند الجمهور، أما في حق المقرض فاختلف فيه على ثلاثة أقوال:
- قيل غير لازم قبل القبض ولازم بعده وهو قول الحنابلة و قول عند الشافعية.
- وقيل: عقد لازم مطلقا وهو قول المالكية.
- وقيل: غير لازم مطلقا فللمقرض الرجوع ما لم يتلعلق به حق لازم من رهن أو نحوه وهو الأصح عند الشافعية
أما الدين فعقد لازم مطلقاً.
ويترتب على هذا فرق آخر وهو:
5 - أن القرض لا تثبت فيه الخيارات كخيار العيب والمجلس والشرط بخلاف الدين ببيع أو إجارة ونحوهما فيدخله الخيارات.
فهذا ما ظهر لي من فروق بين القرض وسائر الديون، وإن كان القرض كما سبق نوع من الدين لكنه اختص بما سبق ذكره والله أعلم
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[16 - 10 - 07, 07:58 ص]ـ
بارك الله في الشيخ أبي يوسف ولم أرَ جوابه إلا بعد كتابة ما سبق فجزاه الله خيراً
ـ[علي الكناني]ــــــــ[16 - 10 - 07, 10:18 ص]ـ
مثلما ذكر أخونا أبو حازم
فالقرض صورة من صور الدين
الدين له صور كثيرة منها القرض
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[16 - 10 - 07, 08:12 م]ـ
بارك الله في الشيخ أبي حازم، ولا عطر بعد عروس.
ـ[فواز بن هارون]ــــــــ[29 - 10 - 09, 12:52 م]ـ
بارك الله فيك وزاك الله علما وتقوى
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[29 - 10 - 09, 01:18 م]ـ
هل تصلح هذه الجملة:
((كل قرض دين ٌ .. وليس كلّ دين قرضا ً)) ...
!!!(84/40)
(فقه نوازل الصيام) - 23 نازلة - .... الشيخ / عبدالله السكاكر.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 09 - 07, 11:03 م]ـ
فقه نوازل الصيام [1/ 2]
د. عبدالله بن حمد السكاكر
8/ 9/1428
20/ 09/2007
النازلة الأولى: بخاخ الربو.
النازلة الثانية: الأقراص العلاجية التي توضع تحت اللسان.
النازلة الثالثة: منظار المعدة.
النازلة الرابعة: ما يتعلق بنفوذ شيء إلى البدن عن طريق الأنف.
النازلة الخامسة: غازات التخدير.
النازلة السادسة: ما يتعلق بقطرة الأذن.
النازلة السابعة: غسيل الأذن.
النازلة الثامنة: قطرة العين.
النازلة التاسعة: الحقن العلاجية سواء كانت جلدية أو عضلية أو وريدية.
النازلة العاشرة: الحقن المغذية الوريدية.
النازلة الحادية عشر: الدهانات والمراهم واللصقات العلاجية.
النازلة الأولى: بخاخ الربو:
ماالمقصود ببخاخ الربو؟.
وكيف يستعمل؟.
وإلى أين تذهب مواده؟.
وكلام أهل العلم في هل يفطر به الصائم أولا يفطر؟.
بخاخ الربو: هو عبوة مضغوطة تحتوي على ثلاثة أمور أو أشياء:
الأول: الماء.
والثاني: غاز الأكسجين.
والثالث: المواد العلاجية التي يقصد أن تصل إلى الجهاز التنفسي فالعبوة هذه تحتوي على هذه الأمور الثلاثة النسبة الكبرى فيها للماء والباقي على الأكسجين والمواد العلاجية واستعمالها كما هو معروف هو بأن يضع الإنسان هذا البخاخ في فمه ثم يأخذ شهيقاً عميقاً وفي هذه الأثناء يطلق بخةً واحدة يستنشقها أو يتنفسها مع الشهيق.
هذه البخة أين تذهب حينما تستنشقها أو تتنفسها؟.
هذه البخة في غالبها وعامتها وأكثرها إلا ما ندر يذهب إلى الجهاز التنفسي بدأ بالفم ثم ما يسمى البلعوم ثم القصبات الهوائية ثم يذهب إلى الرئة غالب هذه المادة المستنشقة يذهب بهذا الاتجاه لكن هناك جزء يسير جداً من هذه المواد يعلق بجدران ما يسمى بالبلعوم، والبلعوم هو أعلى الجهاز الهضمي يعلق به وربما الإنسان يبتلع شيئاً منه فيذهب إلى المعدة يعني جزء يسير جداً يعلق في البلعوم وجزء مما يعلق في البلعوم يذهب إلى المعدة والمعدة هي الجوف على الصحيح من أقوال أهل العلم، فهذا الجزء اليسير يذهب في هذا الطريق وغالب هذا الغاز أو المادة المستنشقة يذهب إلى الجهاز التنفسي.
وننتقل إلى هل يفطر الصائم إذا تعاطي هذه المادة أو لا يفطر؟.
اختلف المعاصرون من أهل العلم الذين بحثوا هذه المسألة على قولين:
فذهب أكثر أهل العلم من المعاصرين إلى أن الصائم لا يفطر عند تعاطيه لهذه المادة أو الغاز وهو صائم وممن قال هذا القول المشايخ الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ محمد بن صالح العثيمين، والشيخ عبد الله بن جبرين، والشيخ محمد الصديق الضرير، واللجنة الدائمة للإفتاء في المملكة العربية السعودية، وقد رجح هذا القول الشيخ أحمد الخليل في بحثه المفطرات المعاصرة، قال هؤلاء:إنه لا يفطر بهذا البخاخ.
وذهب فريق آخر من أهل العلم إلى أنه يفطر به فإن الأصل أنه لا يجوز له أن يتعاطاه فإن احتاج إلى تعاطيه تعاطاه وقضى يوماً مكانه.
هذان هما قولا أهل العلم في هذه المسألة الذين ذهبوا إلى أن هذا البخاخ لا يفطر الصائم وهم الأكثر ومعهم من ذكرت لكم في هذه المسألة قالوا:
إن الأصل صحة الصيام ولا يترك هذا الأصل وهذا اليقين إلا بيقين مثله ووصول شيء من هذا الرذاذ وهذه المادة إلى المعدة أمر مشكوك فيه لأن الأصل أن هذه المادة تذهب إلى الجهاز التنفسي فوصول شيء منها إلى المعدة هذا أمر مشكوك فيه واليقين لا يزول بالشك، وبالتالي نقول إن الصيام يبقى صحيحاً حتى يثبت عندنا يقين أن جزءا من هذه المادة وصل إلى المعدة وكما قلت قبل قليل أن الأطباء يقولون أن جزءا يسير قد يصل إلى المعدة قال من قال بأن بخاخ الربو لا يفطر.
قالوا وعلى فرض أن جزءا من هذه المادة وصل إلى المعدة فإنه قدر يسير يعفى عنه ولا يحصل الفطر به قياساً على أمرين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/41)
الأول: ما يبقى بعد المضمضة فإن الأطباء وأهل العلم يقولون إن الإنسان إذا تمضمض وهو صائم إنه يصل إلى معدته من الماء قدر أكثر مما يصل إلى المعدة إذا استنشق هذا البخاخ لأن القدر الذي يصل إلى المعدة لو وصل من هذا البخاخ قدر ضئيل جداً جداً فإنه هذه العلبة علبة بخاخ الربو مقدار ما فيها تقريباً عشرة ملليلترات من هذا المحلول وهذه العبوة قد أعدت لتطلق مائتي بخة أي أن كل بخة واحدة من هذا البخاخ يبلغ مقدارها واحدا على عشرين 1/ 20 من المليلتر الواحد هذا الجزء من عشرين جزءا من الملي لتر عامته يذهب إلى الجهاز التنفسي إذاً ما يعلق في البلعوم جزء يسير جداً من هذه الكمية ثم الذي يعلق في البلعوم ليس كله يصل إلى المعدة وإنما الذي يصل إلى المعدة جزء يسير مما يعلق في البلعوم، يقولون: إن هذا القدر الذي يصل إلى المعدة من هذه المادة إنه لا يقارن أبداً بما يمكن أن يصل إلى المعدة إذا تمضمض الإنسان بالماء ومن المعلوم أن الصائم يجوز له أن يتمضمض والنبي ‘ يقول " بالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً" معنى ذلك أن الصائم يتمضمض ويستنشق والأطباء يقولون: لو تمضمض الإنسان بمادة مشعة يعني تظهر في الأشعة لو تمضمض ثم مج هذا الماء الذي تمضمض به أو هذه المادة لوجد أثر هذه المادة بعد مدة يسيرة في المعدة معنى هذا أنه إذا تمضمضت يبقى في الفم شيء ثم تبلعه أنت مع الريق فيصل إلى المعدة هذا الذي يصل إلى المعدة من بخاخ الربو لا يقارن أبداً بما يصل إليها من المضمضة فهؤلاء يقولون: لا يصل شيء من البخاخ إلى المعدة ولو وصل فهو قليل معفو عنه متجاوز عنه لا يحصل به الفطر قياساً على ما يمكن أن يصل إلى المعدة بعد المضمضة بالماء هذا القياس الأول.
القياس الثاني: القياس على ما يمكن أن يصل إلى المعدة من السواك فإن هذا السواك أثناء الإستياك به تتحلل أجزاء منه ثم تذهب مع اللعاب إلى المعدة وفي صحيح الإمام البخاري معلقاً " يقول عَامِرِ بْنِ رَبِيعَةَ رضي الله عنه " رأيت النبي صلى الله عليه وسلم، مالا أحصي يستاك وهو صائم " والحديث وإن كان فيه مقال إلا أن الأصل في الأدلة الدالة على فضل السواك والترغيب فيه ليس فيها ما يدل على أن السواك يرغب فيه في حالة دون حالة والنبي صلى الله عليه وسلم ‘ قال " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة " والصائم تمر عليه ثلاث صلوات وهو صائم الفجر،الظهر،العصر وقال:" لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء "وكان إذا دخل داره ‘ يبدأ بالسواك وإذا قام من نومه يبدأ بالسواك فالأصل أنما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم في الفطر يفعله في الصيام مالم يثبت دليل يخرج ذلك عنه فهذا السواك ثمت أجزاء تتحلل منه مع اللعاب فتصل إلى المعدة فإذا لم يحصل الفطر بهذه الأجزاء التي تتحلل فإنه لا يحصل بما هو أقل منه وهو ما يكون من أثر بعد تعاطي بخاخ الربو هذا هو قول من قال أنه لا يفطر من تعاطى البخاخ أثناء الصيام وهذه هي حجتهم أظن إنه بمعرفة هذا القول ودليله نعرف دليل القول الثاني إذا القول الثاني أصبح واضحا وجليا لأنه إذا قلنا بخاخ الربو جزء يسير منه يعلق في البلعوم وجزء مما يعلق في البلعوم يصل إلى المعدة ومعنى ذلك أنه وصل إلى المعدة فهذا يُفطر فهذا هو دليل من قال بأن من تعاطى بخاخ الربو أثناء الصيام فإنه يفطر بذلك ودليل أصحاب القول الأول جواب عن دليل القول الثاني أن وصول هذا الماء إلى المعدة غير مسلم وعلى فرض التسليم به فما يصل يسير جداً معفوا عنه قياساً على ما يبقى بعد المضمضة وبعد السواك ولهذا نقول إن الراجح والعلم عند الله هو القول بأن بخاخ الربو لا يحصل الفطر به وهذا كما مر معنا أنه خلاف بين أهل العلم وأهل العلم يقولون الخروج من الخلاف مستحب فإذا أمكن لمريض الربو مثلاً أن يؤخر تعاطي هذا البخاخ ولا يترتب على ذلك مشقة ولا ضرر قلنا الأفضل أنه يؤخره خروجاً من الخلاف لكن إذا احتاج إليه فإننا نقول إنه لا يحصل الفطر بذلك والعلم عند المولى سبحانه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 09 - 07, 11:30 م]ـ
النازلة الثانية: الأقراص العلاجية التي توضع تحت اللسان:
يقول الأطباء: أن منطقة ما تحت اللسان هذه تعتبر من أسرع المناطق امتصاصاً للعلاج في البدن بحيث أن هذه المنطقة إذا وضع فيها العلاج يمتصه البدن بأسرع وقت، ولهذا هناك أقراص صنعت لمرضى القلب لمنع ما يسمى بالذبحات الصدرية هذا العلاج صنع لمرضى القلب لمنع هذه الذبحات أو التجلطات في القلب بحيث أن الإنسان يضع هذه الحبة تحت لسانه فما هي إلا مدة يسيرة جداً فيمتص البدن هذه المادة العلاجية فتصل إلى القلب عبر الدم وينتفع بها البدن.
هذه هي الأقراص العلاجية التي توضع تحت اللسان، هذه الأقراص اتخذ فيها مجمع الفقة الإسلامي المنبثق عن منظمة المؤتمر الإسلامي في دورته العاشرة المنعقدة في عام 1418هـ اتخذ فيها المجمع في تلك الدورة قراراً بالإجماع كما أظن أنها:
لا تفطر لكن بشرط أنما يتحلل من هذا القرص لا يبتلعه الإنسان أو يزدرده لأن هذه الأقراص إذا وضعت تحت اللسان ربما يتحلل شيء منها يبقى في اللعاب فهذا الذي يتحلل ما يبتلعه الإنسان وإنما يمجه، فإذا لم يبتلع الإنسان ما يتحلل من هذا القرص وإنما كان دخولها إلى البدن عبر هذه القنوات التي تحت اللسان عبر الدم فإنه لا يفطر بذلك لأن الأصل صحة الصيام ولا نترك هذا الأصل إلا بيقين وهذه الأقراص ليست أكلاً ولا شرباً ولا في معنى الأكل أو الشرب فإنها لا تصل إلى المعدة ولا يحصل للبدن بها من القوة والنشاط ما يحصل بالطعام والشراب فهي ليست طعاماً ولا شراباً ولا في معنى الطعام أو الشراب.
ولهذا نقول:
إن هذه الأقراص لا يحصل بها الفطر لكن بالشرط الذي ذكرت لكم وهو أن ما تحلل منها لا يبتلعه الإنسان لكن لو تحللت في الفم ثم ابتلعه الإنسان فحينئذٍ نقول إن هذا عبارة عن أكل أو شرب والله سبحانه قال {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} بمعنى انه إذا تبين الصبح أمسك الإنسان عن الطعام والشراب فإذا ابتلع ذلك فإنه يفطر به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/42)
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 09 - 07, 11:54 م]ـ
النازلة الثالثة: منظار المعدة:
منظار المعدة: هو عبارة عن جهاز طبي متصل بسلك أو خيط أو نحو ذلك، يدفع في الجهاز الهضمي للإنسان عبر الفم ثم البلعوم ثم المريء ثم يصل إلى المعدة.
وهذا الجهاز في غالب أحيانه يستعمل لأغراض تشخيصية؛ إما تصوير وإما أخذ عينات أو نحو ذلك.
ثم بعد انتهاء الغرض يسحب مرةً أخرى ويستخرج هذا هو المنظار الذي نريد أن نتحدث عنه.
هل يحصل به الفطر إذا فعله الإنسان وهو صائم؟.
وقبل ذلك نبحث مسألة الخلاف فيها يؤثر في المسألة التي بين أيدينا هذه المسألة هي:
هل كل ما وصل إلى الجوف بالمعنى الذي رجحناه وهو المعدة، هل كل ما وصل إليها يعد مفطراً أم لا يعد مفطراً إلا ما وصل إلى الجوف مما يطعم أو يشرب أو ينتفع به البدن؟.
فمثلاً إنسان معه خرزة أو لؤلؤة وهو صائم ثم وضعها في فمه وابتلعها عمداً هذا هو محل الخلاف في هذه المسألة، هل يفطر بذلك أم لا؟.
من المعروف أنك إذا شربت ماءً أن هذا مفطر بالإجماع كما مر معنا لكن إذا أكلت وأنت صائم حصاة مثلاً أو لؤلؤة ووصلت إلى المعدة هل تفطر بذلك أم لا؟.
جماهير أهل العلم يقولون: إنه يفطر بابتلاع أي شيء سواء كان مما يطعم أو يشرب أو مما لا يطعم ولا يشرب ولا يتحلل، لو ابتلعت حصاة عمداً قلنا أنك أفطرت، فإن قيل: هذه الحصاة لا تنفع ولا تغني ولا تسمن، يقولون: المهم أنك ابتلعتها ووصلت إلى المعدة فأنت تفطر بذلك، هذا القول قال به الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة، إلا أن الحنفية قيدوا هذه المسألة بشرط فقالوا: - وهنا يتضح أحياناً فائدة وثمرة الخيال الفقهي الواسع ربما ذلك الفقيه الحنفي حينما ذكر مثل هذا الأمر لم يأتي في خلده أنه سيأتي بعد قرون شيء يسمى المنظار - فالحنفية يقولون:
إنه يفطر بما وصل إلى المعدة ولو لم يكن مطعوماً ولا متحللاً لكن بشرط أن يستقر في المعدة فعند الحنفية:
لو أن الإنسان ربط خرزة مثلاً من اللؤلؤ بخيط ثم ابتلعها ووصلت إلى المعدة ثم سحبها مرةً أخرى فإنه لا يفطر بهذا في ذلك الوقت، نقول: إن هذا عبارة عن ترف فقهي أن الإنسان يتخيل مسائل قد لا تكون موجودة في ذلك الزمن ولا يخطر في بال أنها موجودة لكن الآن وجدت فعند الحنفية أنما يصل إلى المعدة يفطر به الصائم ولو لم يكن مما يتحلل أو ينتفع البدن به لكن بشرط أن يستقر.
هذا هو القول الأول في هذه المسألة.
القول الثاني في هذه المسالة:
ذهب إليه بعض المالكية واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، قال أصحاب هذا القول: إنه لا يفطر بما وصل إلى المعدة إلا أن يكون ذلك مما يطعم أو يشرب يعني مما يتحلل فينتفع البدن به فلو أكل حصاةً أو قرشاً فعند أصحاب القول الثاني أنه لا يفطر بذلك.
الجمهور الذين قالوا بأن ما دخل إلى المعدة يفطر الصائم به ولو كان مما لا يطعم ولا يتحلل استدلوا على ذلك بعدد من الأدلة، من هذه الأدلة أنه روي عن النبي صلى الله عليه وسلم " أنه نهى عن الاكتحال للصائم "، وقالوا إذا اكتحل الإنسان فإن جزءا منه يصل إلى البلعوم ثم مع الريق ينزل إلى المعدة والكحل ليس مما ينتفع به البدن فهذا دليل على أنه يفطر بما وصل إلى المعدة سواء أكان نافعاً أو لم ينتفع به البدن لكن هذا الحديث حديث منكر لا يصح.
الأمر الثاني قالوا: أن ابتلاع الحصاة يسمى أكلاً وبالتالي يدخل في النصوص الشرعية كما في قوله تعالى {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} فهؤلاء يقولون: إن هذا أكل لكن أصحاب القول الثاني يقولون هذا هو محل النزاع وأهل العلم يقولون: ما يصح الاستدلال على الخصم بمحل النزاع فنحن لا نسلم أن هذا أكل، الأكل إنما هو لما يطعم أو يشرب ولهذا الأكل والشرب ورد في الآية والنبي صلى الله عليه وسلم هو المبين لكتاب الله تعالى وقد قال: " كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ يُضَاعَفُ الْحَسَنَةُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعمِائَة ضِعْفٍ قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ يَدَعُ شَهْوَتَهُ وَطَعَامَهُ مِنْ أَجْلِي لِلصَّائِمِ فَرْحَتَانِ فَرْحَةٌ عِنْدَ فِطْرِهِ وَفَرْحَةٌ عِنْدَ لِقَاءِ رَبِّهِ وَلَخُلُوفُ فِيهِ أَطْيَبُ عِنْدَ اللَّهِ مِنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/43)
رِيحِ الْمِسْكِ ". رواه مسلم.
فالحديث يدل على أن الأكل إنما يعد أكلاً مفطراً إذا كان مطعوماً.
أيضاً استدل الجمهور بماصح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال " إنما الفطر فيما دخل لا فيما خرج " وهذا وإن ثبت عن ابن عباس رضي الله عنهما إلا أنه مقيد كما قيدت الآية لأن الفطر فيما دخل مما يطعم مما ينتفع به البدن مما يتقوى به البدن لأن الحكمة من مشروعية الصيام هو حبس النفس عن شهواتها، وكسر حدتها، وتضييق مجاري الشيطان وهو الدم فيها، وهذا إنما يحصل بترك المطعومات أما غير المطعومات، فدخولها للبدن لا يقوي البدن ولا يوسع مجاري الشيطان فيه.
القول الثاني:
وهو قول بعض المالكية وشيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله الذين قالوا: إنه لا يفطر بما دخل إلى المعدة إلا أن يكون مطعوماً أو مشروباً يتحلل فينتفع به البدن، فقالوا لأن هذا هو الحكمة من الصيام لأن الحكمة من الصيام هي منع البدن في هذا الوقت من الطعام والشراب الذي يحصل به تقوي وأنتم تعرفون أن النفس إذا شبعت حصل لها الأشر والبطر وهذا أمر مشاهد فإذا جاعت انكسرت حدتها وسورتها وذهب الأشر والبطر، وما يحصل من المعاني التي تنافي العبودية، والذل والخضوع لله عز وجل يحصل بالإمساك عن الطعام والشراب ويحدث عكسه بتعاطي الطعام والشراب الذي يتقوى به البدن، أما تعاطي الحصاة أو خرزة أو نحوه فإنه لا يؤثر في ذلك، ولهذا قال أصحاب هذا القول: إنه لا يفطر إلا إذا وصل إلى المعدة شيء مما يتحلل وينتفع به البدن ويتقوى وهذا القول رجحه الشيخ أحمد الخليل في كتابه المفطرات المعاصرة وهو الذي يظهر إن شاء الله.
بعد ذلك نأتي إلى مسألتنا وهي مسألة المنظار هل يفطر به الصائم أو لا يفطر؟.
فنقول المنظار له حالتان:
الأولى: هي أن يقوم المعالج بوضع مادة هلامية أو مادة دهنية أو نحو ذلك على هذا المنظار من أجل تسليك وتسهيل عملية دخوله أو يضخ الطبيب عبره محلول الملح ونحوه لإزالة العوالق عليه لتسهيل عملية التصوير وحينئذٍ نقول: إنه يفطر الصائم بذلك لأنه وإن كان المنظار لايتحلل ولاينتفع به البدن إلا أن تلك المواد يمتصها البدن ويحصل له بها نوع انتفاع.
الحالة الثانية: أن يقوم المعالج بإدخال هذا المنظار بدون وضع أي شيء عليه أو من خلاله وحينئذٍ فالكلام في الفطر به متفرع على الكلام بالفطر بدخول شيء إلى المعدة لا يتحلل، مثل ابتلاع القرش والحصاة ونحو ذلك:
فجمهور أهل العلم يقولون: إنه يفطر بذلك لأنه جسم وصل إلى المعدة فهو في حكم الأكل أو الشرب.
والحنفية يقولون: لا يفطر لأنه لا يستقر.
وأصحاب القول الثاني: وهم بعض المالكية وشيخ الإسلام ابن تيمية يقولون: إنه لا يفطر بذلك لأن هذا ليس مطعوماً ولا مشروباً ولا يتحلل ولا يحصل للإنسان له به قوة ولا نشاط فلا ينافي معنى الصيام ولا الحكمة من الصيام وبالتالي:
لا يفطر بذلك وهذا القول رجحه الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله، وهو الراجح إن شاء الله تعالى.
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 10 - 07, 12:53 ص]ـ
النازلة الرابعة: ما يتعلق بنفوذ شيء إلى البدن عن طريق الأنف:
فمن ذلك قطرة الأنف هل يفطر الصائم بوضع شيء من هذا الدواء في أنفه أو لا؟.
وقبل أن نذكر أقوال أهل العلم في التفطير بهذه القطرة، نؤكد على أن الأنف منفذ إلى الحلق وإلى المعدة، وهذا أمر ثابت في السنة ومؤكد عند الأطباء، ومعروف عند الناس، ففي حديث لقيط بن صبره رضي الله عنه في السنن أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما "، وهذا يفيد بأنه إذا كان صائما فلا يحل له أن يبالغ في الاستنشاق لئلا يصل الماء إلى جوفه فيفطر بذلك.
فالأنف منفذ إلى الحلق ثم إلى المعدة كما هو معروف، وفي الطب الآن ما يتعلق بغسيل المعدة وأحيانا التغذية لبعض المرضى وأمور كثيرة يكون ذلك عن طريق الأنف فهو منفذ إلى المعدة.
إذا احتاج الصائم إلى أن يضع في أنفه قطرة من هذه القطرات الطبية العلاجية فهل يفطر بذلك أم لا يفطر؟.
قد ذهب أكثر أهل العلم من المعاصرين ومنهم الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله إلى أن القطرة في الأنف تفطر، وحجتهم في ذلك ظاهرة، قالوا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/44)
إن ما يوضع في الأنف من قطرات ينفذ إلى الحلق ثم إلى المعدة فيكون مفطراً لحديث لقيط ابن صبره " وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما " فإن وَضْعَ القطرة في الأنف أبلغ من المبالغة في الاستنشاق لأن المبالغة في الاستنشاق يحتمل أن يصل بها إلى حلقة شيء من الماء، ويحتمل أن لا يصل، لكن القطرة آكد، لأن الإنسان يضعها بحيث لا تخرج هذا هو القول الأول في هذه المسألة.
وذهب بعض أهل العلم أيضاً من المعاصرين إلى أن القطرة في الأنف لا تفطر، واحتجوا على ذلك بأمرين:
الأول: أن ما يصل إلى الحلق من هذه القطرة قليل جدا، فإن القطرة الواحدة ربما لا تصل كميتها إلى 6% من السنتيمتر المكعب الواحد فهي كمية قليلة جداً، هذه الكمية يذهب أكثرها أو جلها في الشعب التنفسية، والجيوب الأنفية، وفي هذه القناة، وما يصل منها إلى الحلق ثم بعد ذلك إلى المعدة قليل جداً، فهو مما يعفى عنه ولا يحصل الفطر به قياسا على ما يصل إلى المعدة بعد المضمضة كما مر معنا سابقا.
أيضاً مما احتج به أصحاب هذا القول: أن هذه القطرة الطبية لو وصلت إلى المعدة فإنه ليس كل ما يصل إلى المعدة يحصل الفطر به.
وعلى كل حال هذا الدليل فيه إشكال ونظر فبالتأكيد أن ما يصل من القطرة إلى المعدة سوف يحصل امتصاصهُ، وليس صحيحاً أنه مثل الحصاة أو الخرزة أو نحو ذلك، لكن كون هذا الذي يمتص مغذيا يحصل للإنسان به نشاط أو لا يحصل هذا ليس هو المعنى الذي يحصل به الفطر، وإنما ما يصل إلى المعدة مما ينتفع به البدن أو يمتصه البدن، ولهذا لو أن إنسانا مثلاً تناول سما هل نقول ما يفطر لأن هذا ضار ولا ينتفع به البدن؟، هذا يعتبر أكلا أو شربا وبالتالي يحصل به الفطر.
وبناء على هذين القولين، فالذي يظهر لي - والله سبحانه وتعالى أعلم - خاصةً أن ما يتعلق بالقطرة التي توضع بالأنف وإن كانت يسيرة إلا أنه ما يأمن الإنسان أن يضع في أنفه خمس قطرات، هل الإنسان حينما يضع القطرة في أنفه نجزم بأنه وضع قطرة واحدة مقدارها 6% من السنتيمتر المكعب؟، هذا غير مجزوم به.
بالأمس قلنا بالنسبة لبخاخ الربو: البخه الواحدة الذي يصل منها يسير، لأنها بخه واحدة، لكن هنا قد الإنسان يريد أن يضع قطرة فيضع خمس قطرات، ثلاث قطرات، فنحن نقول:
إذا وصل إلى الحلق وإلى المعدة ما يزيد على ما يعفى عنه قياساً على ما يبقى بعد المضمضة فإنه يحصل به الفطر، وإن كان الذي يصل إلى المعدة قدرا يسيرا جداً مثل ما يتسامح فيه مما يبقى بعد المضمضة فإنه حينئذ لا يحصل الفطرُ بذلك.
ولا شك أن المسألة كما قلت لكم إشكالها أنك ما تستطيع أن تجزم بمقدار ما وضع في الأنف:
- فلو أن الإنسان جزم بأنه وضع قطرة واحدة في الأنف وما وصل من هذه القطرة إلى الحلق شيء لا يذكر قلنا إن القول الثاني هو الأرجح في هذه المسألة، لأن هذا يسير فهو مما يعفى عنه قياساً على ما يبقى في الفم بعد المضمضة.
- لكن إذا لم يحصل اليقين بذلك ووضعت القطرة في الأنف ربما زادت وربما وصل إلى الحلق أكثر من ذلك فإننا نقول حينئذ إن هذه المسألة باب الاحتياط فيها ينبغي أن يكون مقدماً؛ خاصةً أن النبي صلى الله عليه وسلم نصّ كما في حديث لقيط بن صبرة على عدم المبالغة في الاستنشاق إذا كان الإنسان صائماً.
وكما قلت لكم قبل قليل أنه في حال الاستنشاق إذا بالغ الإنسان في الاستنشاق فإن وصول شيء إلى حلقة مشكوك فيه، ومع ذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك لئلا يصل شيء إلى الحلق فيحصل الفطر به فهذا لا شك أن القول الأول في هذه المسألة أنه أحوط.
لكن لو أنها كانت قطرة واحدة وتأكدنا من ذلك فإننا نقول إن القول الثاني أرجح، لكن إذا حصل الشك في ذلك أو كان أكثر من ذلك فإننا نقول إن القول الأول أحوط في هذه المسألة.
بالمناسبة فإن مجمع الفقه الإسلامي المنعقد كما قلت لكم في دورته العاشرة عام 1418هـ أتخذ قراراً بالنسبة لقطرة الأنف:
أنها لا تفطر، بشرط أن لا يبلع ما يصل إلى حلقهِ فلو أنه وضع في أنفه قطرةً ثم وصلَ إلى حلقة شيءٌ منها فمجه وأخرجهُ فإنه لا يفطر بذلك، لكن لو أبتلعه فإنه يفطر ويكون كالقول الأول في هذه المسألة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 10 - 07, 01:04 ص]ـ
النازلة الخامسة: غازات التخدير:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/45)
التخدير له أنواع كثيرة، وطرق شتى، وإنما نريد في هذه المسألة أن نبحث نوعا واحدا من أنواع التخدير وهو:
ما يتعاطى عن طريق الأنف بهذه الغازات، وإلا فإن التخدير يحصل بهذه الغازات التي تستنشق، ويحصل أحياناً بطريقة الإبر الصينية، ويحصل أحياناً بالإبر التي تكون إما باللثة أو الوريد أو نحو ذلك في طرق كثيرة.
لكن ما نريد أن نتكلم عنه هو: ما يتعاطى عن طريق الأنف أو الفم من هذه الغازات، هذا الذي يتعاطى عن طريق الأنف من الغازات نريد أن نبحثهُ في أكثر من موضع.
أولاً: الفطر بعملية التخدير، ثم نأتي بعد ذلك إلى الأثر وهو كون الإنسان يتخدر هل يفطر بذلك أو لا يفطر؟.
نبحث في المسألة الأولى: عملية التخدير ذاتها هل يحصل بها فطر أو لا؟، حينما توضع هذه الغازات أو نحوها على الأنف أو الفم فيستنشقها المريض ثم يحصل له بذلك التخدير هذه الغازات التي توضع على الأنف أو على الفم فيستنشقها؟.
مجمع الفقه الإسلامي أتخذ فيها قراراً في دورته التي ذكرتها لكم على أنها: لا تفطر.
وقد ذكر بعض الفقهاء الذين بحثوا في هذه الغازات بأنه ليس لها أجرام وأنها تستنشق عن طريق التنفس و تذهب إلى مجاري التنفس وبالتالي فإنها لا تنفذ إلى الحلق ولو نفذت إلى الحلق فما ينفذ منها يسير مما يعفى عنه ولا يحصل الفطر به قياساً على ما يبقى في الفم بعد المضمضة.
هذا هو قرار مجمع الفقه الإسلامي في هذه المسألة.
وقد ذكر لي أحد الأخوة بالأمس من الأطباء أن هذا الذي يوضع على الأنف للتخدير يصاحب أحياناً عملية إدخال المنظار إلى المعدة يقول:
إن هذا التخدير يكون معه أحياناً بعض البخار أو المواد التي تصل حتماً إلى المعدة، ذكرت لكم الآن قرار مجمع الفقه الإسلامي وذكرت لكم ما ذكر لي أحد الأخوة الأطباء أنه يصل إلى المعدة من هذه الغازات مواد تصل حتماً إلى المعدة، وهذه المواد لها أجرام و تمتص في المعدة، فإذا كان ما يقوله الأخ دقيقاً بحيث أن هذه الغازات يكون معها مواد متحللة بخار ماء، مواد كيميائية، وغير ذلك تصل إلى المريء ثم إلى المعدة فتمتصها المعدة وكان هذا المقدار كثيراً فإننا نقول أنه يفطر.
لكن مجمع الفقه الإسلامي والذين بحثوا هذه المسألة يقولون: إنه لا يصل إلى المعدة من ذلك شيء يذكر، وما يصل فهو داخل فيما يتسامح فيه مما هو يسير كما يبقى في الفم بعد المضمضة أو ما يصل إلى المعدة بعد المضمضة.
هذه مسألة هل يقع الفطر بعملية التخدير؟.
إذا قلنا أن التخدير لا يفطر كما هو قرار مجمع الفقه الإسلامي ننتقل بعد ذلك إلى ما يحصل للمريض بعد عملية التخدير مما يشبه الإغماء التام، لأن التخدير هذا المقصود منه تخدير المريض سوءً كان موضعياً أو تخديراً كلياً، فإذا قلنا إن عملية التخدير لا تفطر، نأتي بعد ذلك إلى ما يحصل بعد تعاطي هذا المخدر.
فنقول ما يحصل للمريض بعد ذلك له حالات:
الحالة الأولى: أن يكون فقدان الوعي جزئياً، مثل أن يكون فقدان الوعي مثلاً لمنطقة الجهاز التنفسي أو جهاز البلعوم والمريء مثل ما يحصل عند المنظار فهذا فقدان للوعي في جزء معين وهو ما يسمى بالتخدير الموضعي لا يغيب معه العقل ولا الإحساس ولا الإدراك وهذا لا يحصل به الفطر لأن الإنسان لا يزال بقواه العقلية و يستصحب النية إما حقيقة أو حكما.
الحالة الثانية: أن يحصل له تخدير كامل، بمعنى أنه يتعاطى هذا المخدر ثم بعد ذلك يفقد الوعي بالكلية فهل يفسد الصيام بذلك أو ما يفسد؟ فقدان الوعي بالكامل له حالتان أيضاً:
الحالة الأولى: أن يفقد الوعي جميع النهار - من طلوع الفجر إلى غروب الشمس - بمعنى أنه ما يمر عليه من الصيام وهو في حالة إفاقة أو تذكر لصيام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/46)
الحالة الثانية: أن يكون هذا التخدير في جزء من النهار يعني ساعة ساعتان ثلاث ساعات ثم يرجع إلى وعيه مرة أُخرى فأما الحالة الأولى لو أعطي المخدر مثلاً قبل طلوع الفجر وبقي مخدراً حتى غربت الشمس وكان من الليل عازماً على الصيام ناويا للصيام لكنه لما كان قبل الفجر بعشر دقائق أُعطي هذا المخدر فبقي مخدراً حتى غربت الشمس فهل يصح صيامه أو لا يصح؟، الكلام في هذه المسألة هو كلام أهل العلم في مسألة إذا أُغمي على الصائم النهار كلهُ لأن مسألة التخدير مثل مسألة الإغماء إن لم يكن التخدير أبلغ لأن التخدير يكون بفعل الإنسان وجمهور أهل العلم على أنه إذا خدر النهار كلهُ فإنه لا يصح منه صيام، والعلة في ذلك هي أن الصيام إمساك بنية وهذا لا يصح منه أن يقال أمسك بنية لأن هذا ليس معه وعي إطلاقاً والصيام كما تعرفون أنه تعبد لله سبحانه وتعالى ولهذا قلنا في تعريف الصيام بالأمس أنه إمساك بنية عن المفطرات من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وهذا الذي فقد الوعي بالكامل لا تصح منه النية لا حقيقة ولا حتى حكماً وبالتالي لا يصح صيامهُ.
ومن أهل العلم من قال: إن الإغماء أو التخدير كما هو حاصل الآن في هذا الزمن إنه لا يفسد الصيام قياساً على النوم كما لو أن الإنسان نوى الصيام ثم نام قبل طلوع الفجر وما أفاق إلا بعد طلوع الشمس فإن هذا نام النهار كله وغاب معه العقل والإدراك فإذا قلتم أنه يصح هنا فإنه يصحُ هنا فإنه إذا صح من النائم صح من المغمى عليه.
ولا ريب أنه يختلف المغمى عليه أو المخدر عن النائم، فالنائم معه نوع إدراك، وأما المغمى عليه أو المخدر فإنه ليس معه إدراك بالكلية.
ولهذا الذي يظهر والله سبحانه وتعالى أعلم أن الصيام حينئذ لا يصح إذا خدر النهار كلهُ فإن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " يقول الله عزوجل كل عمل ابن أدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به يدعُ طعامهُ وشرابهُ وشهوتهُ من أجلي " فأنت تلاحظ في الصيام معنى أن الإنسان يمتنع طاعة لله سبحانه وتعالى وتعبداً "يدعُ من أجلي" فالترك هنا من أجل الله سبحانه وتعالى هذا هو الصيام، أما ما يكون من ترك للطعام والشراب دون أن يكون في ذلك قصد الصيام فإنه حينئذٍ لا يكون صياماً ولا يكون إمساكاً تماماً.
مثل لو أن الإنسان أمسك عن الطعام والشراب ونحو ذلك على سبيل الحمية أو الرجيم أو نحو ذلك فالذي يظهر والله سبحانه وتعالى أعلم هو قول الجمهور في هذه المسألة وأنه لا يصح صيامه.
وبناء على قول الجمهور الذين يقولون لا يصح صيامهُ فإذا كان التخدير لجزء معين من النهار بمعنى أن الإنسان في وسط النهار في رمضان ذهب إلى الطبيب من أجل أن يعمل له منظارا أو نحو ذلك فوضع له هذا المخدر وخدره تخديراً كاملاً لمدة ساعتين مثلاً ثم بعد ذلك رجع وأفاق مرةً أُخرى فإن أهل العلم يختلفون في ذلك على قولين:
- فمن أهل العلم من يقول: إن هذا يقطع النية، والنية في العبادات يشترطُ استصحابها في بداية العبادة حقيقة وفي أثنائها حكماً، ومعنى يستصحبها حكماً أن لا يأتي بما يقطعها فلا يشترط أن يتذكرها كل الوقت فالإنسان في صلاته يسهو والإنسان في رمضان ينام والإنسان في الحج ينام ويغفو فالمقصود أن لا يأتي بما يقطعها، لا ينوي قطع الصيام ولا ينوي قطع الصلاة فإذا نوى قطع النية انقطعت فهذا هو المقصود بالاستصحاب الحكمي فأصحاب هذا القول يقولون إن غياب الوعي بالكامل يقطع النية، وبالتالي فإنه يفسد الصيام.
- و من أهل العلم من قال إن هذا يقاس على النوم لأنه إذا حصلت له النية في أول العبادة وحصل له الإغماء أو التخدير في وسطها فإنه حينئذ استصحب النية حقيقة في بداية العبادة وفي أثنائها هذا التخدير يأخذ حكم النوم بمعنى أنه لم يأت بما يقطع وإنما غابت النية حينئذ وأنتم تعرفون أن مسألة الاستصحاب في أثناء العبادة أهون من قضية ما يتعلق بعدم استصحاب النية في بداية العبادة ففي بداية العبادة الأمر آكد، أما في أثنائها فإنه أهون ولهذا ينام الإنسان ويغفل ويسهو في الصلاة وماتبطل صلاتهُ، لكن لو أنه غفل عن النية في بداية العبادة ما دخل في العبادة أصلاً وما صحت العبادة منه ففي بداية العبادة لابد من استحضار النية لكن في أثنائها الأمر أيسر من ذلك.
ولهذا الصحيح والله سبحانه وتعالى أعلم: أنه إذا حصل التخدير في وسط النهار أو في أثناء النهار دون أن يكون في أوله أو من أوله إلى أخره أن هذا لا يفسد الصيام.
هذا البحث في مسألة التخدير بالغازات التي تكون عن طريق الأنف أو الفم بعيداً عما يكون مع التخدير من ملابسات أُخرى لكن لو وجدت ملابسات أُخرى مع التخدير فإن هذه تبحث لوحدها كما لو أدخل جهاز ومعه مثلاً مادة هلامية ونحو ذلك أو أعطي المريض حقنة مغذية مثلاً أو وضع في دم المريض حقنة مغذية كالسكر أو نحو ذلك هذه مسائل أُخرى سنبحثها لوحدها.
نحن نتكلم الآن عن عملية التخدير فقط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/47)
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 10 - 07, 01:16 ص]ـ
النازلة السادسة: ما يتعلق بقطرة الأذن:
فإذا وضع الإنسان في أذنه قطرة علاجية فهل يفطر بذلك أو لا يفطر؟.
قبل أن نبحث هذه المسألة نبحث مسألة أختلف فيها أهل العلم قديماً، والآن صار الطب فيصلا فيها وهي:
هل الأذن منفذ إلى الحلق أو لا؟.
فالأطباء يقولون إن الأذن ليست منفذً إلى الحلق إلا في حالة واحدة.- فلو وضعت في الأذن سائلا ماء أو دهنا أو قطرة أو أي شيء، لا يمكن أن يصل هذا إلى الحلق إلا في حالة واحدة وهي:
إذا وُجد في طبلة الأذن خرق فحينئذ هناك قناة تصل من الأذن إلى الحلق ومن الممكن أن يضع الإنسان في أذنه شيئاً فيصل إلى حلقة، أما إذا كانت طبلة الأذن غير مخرقة فإنه لا يمكن أن يصل شيء من الأذن إلى الحلق.
فهذه مسألة مهمة قبل أن نبحث المسألة التي بين أيدينا.
وقد اختلف أهل العلم قديماً فيما إذا وضع الإنسان في أذنه دهنا أو ماء أو نحو ذلك هل يفطر بذلك أو لا يفطر؟.
- فمن أهل العلم من قال: إنه يفطر بذلك بناءً على أنه لو وضع في أذنه شيئاً فإنه ربما وجد طعمه في حلقة، ومعنى ذلك أنه منفذ.
- ومن أهل العلم من قال: إنه لا يفطر بما يصل إلى أذنه، وذلك أن الأذن ليست منفذاًً للحلق فهذا ليس أكلا ولا شربا ولا في معناهما، والشرع إنما جاء بالفطر بالأكل والشرب والمفطرات المعروفة فهذا الذي يوضع في الأذن ليس أكلاً ولا شرباً ولا ينفذ إلى الحلق.
فنحن الآن بعد ظهور أن الأذن لا تكون منفذا إلى الحلق إلا إذا كانت الطبلة مخرقة، نقول: إن الطبلة إذا كانت سليمة فمعنى ذلك أن ما يوضع في الأذن لا يصل إلى الحلق وبالتالي فإن هذا ليس منفذً إلى المعدة وبناءً عليه إذا كانت طبلة الأذن غير مخرقة فإن قطرة الأذن لا تفطر.
نأتي إلى الحالة الثانية: افترض أن طبلة الأذن مخرقة وحينئذ كما يقول الأطباء تكون الأذن منفذا إلى الحلق وقد يوضع في الأذن شيء فيصل إلى الحلق فهل يفطر بذلك أولا يفطر؟.
فالكلام حينئذ كالكلام في قطرة الأنف وغيرها، هل هذا الذي يصل إلى الحلق يحصل به الفطر لأنه يصل إلى الحلق ثم إلى المعدة وما وصل إلى المعدة فإنه يفطر به الإنسان مثل ما قيل في بخاخ الربو، ومثل ما قيل في قطرة الأنف وغيرها؟.
فنقول: أن هذا يصل إلى الحلق والجوف وبالتالي يفطر به لحديث لقيط ابن صبره " وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً " فهذا يعتبر في حكم الأكل والشرب، أو نقول وهو القول الثاني في هذه المسألة وهو: الذي يقول به مجمع الفقه الإسلامي أنما يمكن أن يصل إلى الحلق لو كانت الطبلة مخرقةً يسير جداً بحيث أنه لا يخرج عن المقدار المعفو عنه فيما يتعلق بالمضمضة فما يصل إلى الحلق من قطرةٍ لا يزيد عما يصل إلى الحلق والمعدة مما يبقى إذا تمضمض الإنسان بالماء وهو صائم وإذا تمضمض بالماء وهو صائم فإنه لا يفطر بالإجماع فكذلك هنا لا يفطر، وهذا هو القول الراجح إن شاء الله تعالى، ومجمع الفقه الإسلامي يقول إنه لا يفطر بشرط أنه لا يبتلع ما يصل إلى حلقه لكن نحن نقول حتى لو وصل إلى حلقه شيء وابتلعه فإن هذا لا يخرج عن كونه يسيراً يعفى عنه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 10 - 07, 01:29 ص]ـ
النازلة السابعة: غسيل الأذن:
أما إذا كانت طبلة الأذن سليمة وغير مخرقة فإنه لا يحصل الفطر بذلك لما سبق، وأما إذا كانت طبلة الأذن مخرقة ثم غسلت هذه الأذن بماء أو نحوه ثم وصلت كمية تزيد عن المقدار المعفو عنه فالقول حينئذ بأنه لا يفطر لا شك بأنه قول ضعيف.
والصحيح - والله أعلم - أنه إذا حصل غسيل الأذن وهي مخرقة الطبلة والغسيل حينئذٍ بماء كثير أو محلول كثير فإنه حينئذٍ يفطر بذلك؛ استدلالا بحديث لقيط ابن صبره رضي الله عنه في السنن: " وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما " لأن هذا في معنى الاستنشاق إذا كانت الأذن قناة تصل إلى الحلق وإلى المعدة ثم غسلت بالماء الكثير فوصل شيء إلى ذلك فهذا مثل ما يصل إلى الحلق إذا بالغ الإنسان في الاستنشاق، ولهذا الظاهر والراجح حينئذٍ أنه يفطر بذلك لكن لو حصل الغسيل بشيء يسير أونحو ذلك فإن هذا يأخذ حكم القطرة لكن إذا كان كثيرا ًبماء أو محلول أونحو ذلك فإن هذا مثل إذا استنشق الإنسان أو بالغ بالاستنشاق فإنه يفطر بذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/48)
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 10 - 07, 01:35 ص]ـ
النازلة الثامنة: قطرة العين
ما يوضع في العين من مادة علاجية على شكل قطرة.
قبل بحث هذه المسألة نقدم بإجابة على سؤال هل العين قناة إلى الحلق؟. بحيث أنما يوضع في العين يصل إلى الحلق أم لا؟.
يقول الأطباء: إن العين قناة إلى الحلق، فإن العين لها قناة متصلة بالأنف ثم بالحلق، ولهذا نقول إن هذا منفذ إلى الحلق، والآن هل يحصل الفطر بما يوضع في العين من قطرة؟. \
المسألة خلافية بين أهل العلم المعاصرين، وقد ذهب أكثر أهل العلم ومنهم: الشيخ عبد العزيز بن باز والشيخ محمد بن صالح بن عثيمين _عليهما رحمة الله_ إلى أنه لا يفطر الصائم بوضع قطرة في عينه، لأن الصيام ثبت بيقين فلا يرفع إلا بيقين، وما يصل مما يوضع في العين من قطرة لو وصل فإنه لا يزيد على ما يعفى عنه مما يتبقى بعد المضمضة، فإن الأطباء يقولون إن تجويف العين لا يمكن أن يتسع إلا لقطرة واحدة وهذه القطرة حجمها لا يعدوا ستة بالمائة من السنتيمتر المكعب الواحد، ثم إن هذه القطرة سوف يمتص أكثرها فيما يسمى بالقناة الدمعية وما يصل إلى الحلق إن وصل إلى الحلق فهو كمية ضئيلة جداً لا تزيد عما تسامح الشرع به في المضمضة.
بل إن بعض الأطباء يقولون: إنه لا يمكن أن يصل شيء من قطرة العين إلى الحلق فإنما يوضع في العين يمتص بالكامل في القناة الدمعية وما يجده الإنسان من طعم في حلقه ليس عن طريق وصول هذه القطرة إلى الحلق، وإنما يقولون إن الجسم لما امتص هذه القطرة ذهبت مرارتها إلى مراكز التذوق في اللسان فيحس الإنسان بطعمها ولو لم تصل في الحقيقة إلى اللسان وإنما وصلت لامتصاصها في البدن، ووصولها إلى مراكز التذوق، وهذا كلام لبعض الأطباء وليس كلهم لكن لو أننا لم نأخذ بهذا الكلام وإنما أخذنا بأنه قد يذهب شيء من قطرة العين إلى الحلق فإننا نقول: إنما يصل إلى الحلق من ذلك يسير جداً لا يتجاوز الحد المعفو عنه بالمضمضة.
ومن أهل العلم من قال: إن قطرة العين يحصل بها الفطر وهؤلاء يقولون قياساً على الكحل فكما أنه يفطر إذا اكتحل فكذلك إذا وضع قطرة فإنه يفطر لأنه يجد طعمها في حلقه فإذا وصلت إلى جوفه أفطر بذلك وهذا على كل حال يجاب عنه بأن الأصل المقيس عليه ليس محل إجماع من أهل العلم، فأهل العلم مختلفون في الكحل والصحيح أنه لا يفطر الإنسان بالكحل فالأصل المقيس عليه ليس مسلماً كما يستدلون بحديث لقيط بن صبره " وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائما "، قالوا هذا يصل إلى المعدة وقد أجبنا عن ذلك بأن ما يمكن أن يصل إلى الحلق ثم إلى المعدة من ذلك يسير معفو عنه فهو داخل تحت ما تجاوز الله عنه مما يبقى بعد المضمضة.
ولهذا فالصحيح أن قطرة العين لا يحصل بها الفطر.
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 10 - 07, 01:44 ص]ـ
النازلة التاسعة: الحقن العلاجية سواء كانت جلدية أو عضلية أو وريدية.
فهذه هي أقسام الحقن منها:
- ما يؤخذ تحت الجلد مثل حقن الأنسولين.
- أو كانت مما يعطى في العضل.
- أو في الوريد.
هذه الحقن قيدناها بالعلاجية لأنه سيأتي في النازلة التي تليها الحقن المغذية لكن مانريد أن نتكلم عنه الآن الحقن العلاجية هل يحصل الفطر بها؟.
مر معنا أن الجوف على التحقيق والراجح أن المقصود به المعدة، و بالتالي فهذه الحقن العلاجية التي تؤخذ بالطرق الثلاث إذا عرفنا أنها لاتصل إلى المعدة بل تكون عن طريق الجلد أو عن طريق الدم وأنها لا تأخذ حكم الأكل ولا الشرب فيما يحصل بها من تقوية للبدن ونشاط وحيوية وغير ذلك فإننا نقول حينئذٍ إن الصيام ثابت بيقين وإن هذا الصيام الثابت بيقين لا يرتفع إلا بيقين مثله وهذه الحقن ليست من المفطرات التي نص الشرع على التفطير بها وليست في معناها ولهذا نقول إنها لا تفطر، وبهذا قال أعضاء مجمع الفقه الإسلامي في دورته العاشرة فقد اتخذوا قراراً بالإجماع أن هذه الحقن لا تفطر وهو قول الشيخين ابن باز والعثيمين عليهما رحمة الله تعالى.
وقد ذكر الدكتور أحمد الخليل في مفطرات الصيام المعاصرة أنه لا يعرف أحداً قال بأن هذه تفطر وذلك لما سبق من التعليل فنعرف أنه لا بأس للصائم أن يعطى إبرة الأنسولين تحت الجلد أو المضاد الحيوي أو يعطى اللقاح.
وقد سُئلت اللجنة الدائمة للإفتاء من قِبل وزارة الصحة بأنها تنوي القيام بحملات تطعيم ضد الحمى الشوكية على المدارس في نهار رمضان فهل يحصل الفطر بهذه الإبر فأفتت اللجنة الدائمة بأن هذا لا يفطر.
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 10 - 07, 01:47 ص]ـ
النازلة العاشرة: الحقن المغذية الوريدية
وهي التي تعطى لبعض المرضى، وتكون مؤلفة من محلول مائي يحتوي على السكر والأملاح والماء، وربما أضيف إليه بعض العلاجات.
فهذه الإبر المغذية لا تنفذ إلى الجوف ولا تصل إلى المعدة وإنما هي إبر تعطى عن طريق الوريد فهي تدخل إلى الدم مباشرة، فمن جهة وصولها إلى الجوف والمعدة فإنها لا تصل لكن يبقى أن هذه الإبر المغذية في معنى الأكل والشرب، ولهذا تلاحظون أنه في بعض الأحيان عند المرضى قبيل العمليات الجراحية أو بعدها أو في بعض الحالات المرضية ربما يجلس المريض لساعات أو أيام يتغذى على هذه الإبر فقط لا يعطى أي طعام أو شراب وهذا يدل دلالة أكيدة على أنها في معنى الأكل والشرب.
ولهذا فمجمع الفقه الإسلامي وأكثر العلماء المعاصرين على أنها تفطر وذلك أنها وإن لم ينص على أنها من المفطرات إلا أنها في معنى المنصوص قد نص الكتاب الكريم والسنة النبوية على أن الصائم يفطر بالأكل والشرب {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط البيض من الخيط الأسود من الفجر} وفي الحديث" يدع طعامه وشرابه وشهوته " فالأكل والشرب منصوص على التفطير بهما وهذه الإبر في معنى المنصوص عليه ولهذا فإنه يحصل الفطر بها، وقد ذهب بعض الباحثين إلى أنه لا يحصل الفطر بها لأنها ليست أكلاً ولا شرباً ولا تنفذ إلى المعدة ولكن لا شك أن هذا قول ضعيف لأنها ليست أكلا ولا شربا ولكنها في معنى الأكل والشرب والمريض قد يستغني بها أياماً عن الأكل والشرب.
ولهذا فلا شك أن القول الراجح أنه إذا تعاطها المريض فإنه يفطر بذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/49)
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 10 - 07, 01:51 ص]ـ
النازلة الحادية عشر: الدهانات والمراهم واللصقات العلاجية.
من المعروف أن في الجلد مسامات يحصل من خلال هذه المسامات امتصاص ما يوضع على الجلد، فمثلا الإنسان إذا وضع على جلده مادة دهنية يمتص الجلد هذه المادة كما هو معروف ومشاهد.
ومثل هذه المواد الدهنية توضع مواد علاجية على الجلد لأن هذه المسامات تمتص هذا العلاج، وأحيانا توضع العلاجات على شكل لصقات تكون فيها مادة نفاثة أو مادة علاجية مسكنة أو طيارة أو نحو ذلك فتوضع على الجلد.
فهذه المراهم والدهانات التي توضع على الجلد فيمتصها الجلد وتنتهي على الدم إذا قلنا بأن الإبر والحقن التي تعطى عن طريق العضل وتحت الجلد وفي الوريد لا تفطر فهذه من باب أولى.
فقد اتخذ مجمع الفقه الإسلامي قرارا بالإجماع أنها لا تفطر وقد حكى بعض الباحثين الإجماع على أن هذه لا يحصل الفطر بها ومما لاشك فيه أن الناس على عهد النبي كانوا يحتاجون إلى الادهان في جلودهم وشعورهم وهذا أمر معروف عند الناس في القديم والحديث وحتى في قصة العنبر في الحديث قال: " فأكلنا وادهنا " , فالادهان أمر معروف والدهن يمتصه الجلد ولو كان مفطراً لنبه عليه النبي صلى الله عليه وسلم ولا يجوز على النبي صلى الله عليه وسلم تأخير البيان عن وقت الحاجة، فهذا لا شك أنه ظاهر في أن مثل هذه حتى لو كانت علاجية فإنها لا تفطر.
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[01 - 10 - 07, 02:08 ص]ـ
جزاكَ اللهُ خيراًَ أخانَا الحبيبَ أبا محمدٍ ..
وحفِظَ اللهُ شَيْخَنا ذا الخُلُقِ الحسَن / عبدَ اللهِ السكاكرَ ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[01 - 10 - 07, 02:21 ص]ـ
الأخ الحبيب / أباريان المعتبي
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
---
يتبع بإذن الله مايلي:
النازلة الثانية عشر: القسطرة.
النازلة الثالثة عشر: منظار البطن.
النازلة الرابعة عشر: الغسيل الكلوي.
النازلة الخامسة عشر: الغسول المهبلي.
النازلة السادسة عشر: الحقنة الشرجية.
النازلة السابعة عشر: التحاميل الشرجية.
النازلة الثامنة عشر: المنظار الشرجي.
النازلة التاسعة عشر: ما يدخل عبر مجرى البول.
النازلة العشرون: التبرع بالدم.
النازلة الحادية والعشرون: أخذ الدم للتحليل ونحوه.
النازلة الثانية والعشرون: السفر من بلد إلى بلد يختلفان في الرؤية.
النازلة الثالثة والعشرون: وهي السفر بالطائرة ونحوها بعد مغيب الشمس أو قبله.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[01 - 10 - 07, 02:52 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الغالي ..
للاستزادة /
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111942
شكر الله لك.
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 10 - 07, 06:38 م]ـ
النازلة الثانية عشر: القسطرة.
النازلة الثالثة عشر: منظار البطن.
النازلة الرابعة عشر: الغسيل الكلوي.
النازلة الخامسة عشر: الغسول المهبلي.
النازلة السادسة عشر: الحقنة الشرجية.
النازلة السابعة عشر: التحاميل الشرجية.
النازلة الثامنة عشر: المنظار الشرجي.
النازلة التاسعة عشر: ما يدخل عبر مجرى البول.
النازلة العشرون: التبرع بالدم.
النازلة الحادية والعشرون: أخذ الدم للتحليل ونحوه.
النازلة الثانية والعشرون: السفر من بلد إلى بلد يختلفان في الرؤية.
النازلة الثالثة والعشرون: وهي السفر بالطائرة ونحوها بعد مغيب الشمس أو قبله.
رابط النوازل ... لم يسعفني الوقت لتنسيقها:
http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=10262
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 08 - 08, 11:14 م]ـ
قد يناسب في هذه الأيام .... قراءة ما يتعلق بأحكام الصيام ... خاصة النوزال ... وهذا المبحث منها.
وقد صدر للشيخ / عبدالعزيز الطريفي وفقه الله محاضرة بعنوان (نوزال الصيام).
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[22 - 07 - 09, 09:19 ص]ـ
بمناسبة قرب الشهر الكريم ..
يرفع للفائدة ...
ـ[المسيطير]ــــــــ[14 - 08 - 10, 08:49 م]ـ
للفائدة .. وأسأل الله أن ينفع بها.(84/50)
حمل ((مصحف التجويد لا يحتاج إلى وصلة أنترنت)) لقراءة وردك اليومي
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[01 - 10 - 07, 12:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين , الرحمن الرحيم , مالك يوم الدين
اللهم صلي وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين
يسر موقع قرآن فلاش أن تقدم لك هدية جميلة بمناسبة شهر رمضان ...
مصحف التجويد
مجاني إليك لتحمله على جهازك، ولا يحتاج المصحف إلى وصلة إنترنت لكي يعمل
وهي هدية لك لتساعدك على قراءة وردك اليومي مع تدبر أحكام التجويد
حمله من الرابط التالي:
www.quranflash.com/downloads (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.quranflash.com %2Fdownloads)
ساعدونا على نشر الموقع!
بانرات الموقع:
www.quranflash.com/banners.html (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/redirector.php?url=http%3A%2F%2Fwww.quranflash.com %2Fbanners.html)
والسلام عليكم ورحمة الله
((هذا الموضوع نقلته عن الأخ الساعي العضو في هذا الملتقى جزاه الله خيرا))
على هذا الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=678181#post678181(84/51)
مسائل في الحيل النفسية .. الجبل والجبر
ـ[أبو عبد العزيز الكناني]ــــــــ[01 - 10 - 07, 01:45 ص]ـ
قول الرسول صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: (إن فيك خصلتين يحبهما الله ورسوله ..
(الحلم والأناة) .. فيه دليل على أن الخلق قد يحصل بالتخلق والتكلف، لقوله في هذا الحديث (خلقين تخلقت بهما أو جبلني الله عليهما؟) قال: (بل جُبلت عليهما).
قال ابن القيم رحمه الله:
الجبل غير الجبر، فالجبر أن يُحمل العبد على خلاف مراده كجبر البكر الصغيرة على النكاح،
والجبل أن يُحمل على أن يفعل ما يشاء الرب بإرادة عبده واختياره ومشيئته [زاد المعاد 3/ 608].
وبهذا يتضح أنه لا ينبغي أن يتعلل الإنسان في خطأ ما بأن هذا طبعه وهذا خلقه
فإن الله تعالى لا يجبل ولا يجبر على شر سبحانه.
بل ورد في الأثر (ومن يتعفف يعفه الله، ومن يتصبر يصبره الله)
وفيه (إنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم).
أو كما ورد.(84/52)
هل تخصيص اليوم السابع عشر من رمضان بزيادة الدعاء للمجاهدين بدعة؟؟
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[01 - 10 - 07, 02:56 ص]ـ
هل تخصيص اليوم السابع عشر من رمضان بزيادة الدعاء للمجاهدين بدعة؟؟(84/53)
ما المقصود بالليالي الوترية في العشر الأواخر؟ يجيبك شيخ الإسلام
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 - 10 - 07, 03:46 ص]ـ
وَسُئِلَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ وَأَرْضَاهُ - عَنْ لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَهُوَ مُعْتَقَلٌ بِالْقَلْعَةِ قَلْعَةِ الْجَبَلِ سَنَةَ سِتٍّ وَسَبْعِمِائَةٍ.
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ. لَيْلَةُ الْقَدْرِ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ هَكَذَا صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: " ** هِيَ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ}. وَتَكُونُ فِي الْوِتْرِ مِنْهَا. لَكِنَّ الْوِتْرَ يَكُونُ بِاعْتِبَارِ الْمَاضِي فَتُطْلَبُ لَيْلَةَ إحْدَى وَعِشْرِينَ وَلَيْلَةَ ثَلَاثٍ وَعِشْرِينَ وَلَيْلَةَ خَمْسٍ وَعِشْرِينَ وَلَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ وَلَيْلَةَ تِسْعٍ وَعِشْرِينَ. وَيَكُونُ بِاعْتِبَارِ مَا بَقِيَ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ** لِتَاسِعَةٍ تَبْقَى لِسَابِعَةٍ تَبْقَى لِخَامِسَةٍ تَبْقَى لِثَالِثَةٍ تَبْقَى}. فَعَلَى هَذَا إذَا كَانَ الشَّهْرُ ثَلَاثِينَ يَكُونُ ذَلِكَ لَيَالِيَ الْأَشْفَاعِ. وَتَكُونُ الِاثْنَيْنِ وَالْعِشْرِينَ تَاسِعَةً تَبْقَى وَلَيْلَةُ أَرْبَعٍ وَعِشْرِينَ سَابِعَةً تَبْقَى. وَهَكَذَا فَسَّرَهُ أَبُو سَعِيدٍ الخدري فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ. وَهَكَذَا أَقَامَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الشَّهْرِ. وَإِنْ كَانَ الشَّهْرُ تِسْعًا وَعِشْرِينَ كَانَ التَّارِيخُ بِالْبَاقِي. كَالتَّارِيخِ الْمَاضِي. وَإِذَا كَانَ الْأَمْرُ هَكَذَا فَيَنْبَغِي أَنْ يَتَحَرَّاهَا الْمُؤْمِنُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ جَمِيعِهِ كَمَا قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ " ** تَحَرَّوْهَا فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ} وَتَكُونُ فِي السَّبْعِ الْأَوَاخِرِ أَكْثَرَ. وَأَكْثَرُ مَا تَكُونُ لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ كَمَا كَانَ أبي بْنُ كَعْبٍ يَحْلِفُ أَنَّهَا لَيْلَةَ سَبْعٍ وَعِشْرِينَ. فَقِيلَ لَهُ: بِأَيِّ شَيْءٍ عَلِمْت ذَلِكَ؟ فَقَالَ بِالْآيَةِ الَّتِي أَخْبَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ. " ** أَخْبَرَنَا أَنَّ الشَّمْسَ تَطْلُعُ صُبْحَةَ صَبِيحَتِهَا كَالطَّشْتِ لَا شُعَاعَ لَهَا}. فَهَذِهِ الْعَلَامَةُ الَّتِي رَوَاهَا أبي بْنُ كَعْبٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَشْهَرِ الْعَلَامَاتِ فِي الْحَدِيثِ وَقَدْ رُوِيَ فِي عَلَامَاتِهَا " ** أَنَّهَا لَيْلَةٌ بلجة مُنِيرَةٌ} وَهِيَ سَاكِنَةٌ لَا قَوِيَّةُ الْحَرِّ وَلَا قَوِيَّةُ الْبَرْدِ وَقَدْ يَكْشِفُهَا اللَّهُ لِبَعْضِ النَّاسِ فِي الْمَنَامِ أَوْ الْيَقَظَةِ. فَيَرَى أَنْوَارَهَا أَوْ يَرَى مَنْ يَقُولُ لَهُ هَذِهِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ وَقَدْ يُفْتَحُ عَلَى قَلْبِهِ مِنْ الْمُشَاهَدَةِ مَا يَتَبَيَّنُ بِهِ الْأَمْرُ. وَاَللَّهُ تَعَالَى أَعْلَمُ.(84/54)
متى تبدأ صلاة التهجد؟
ـ[أبو أيوب العبدلي]ــــــــ[01 - 10 - 07, 05:02 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال:
متى تبدأصلاة التهجد ياأخوان ليلة 20 أو ليلة 21؟
ـ[يوسف جداوي]ــــــــ[01 - 10 - 07, 11:40 ص]ـ
صلاة التهجد تبدأ في ليلة 21
أعني يوم الثلاثاء القادم بإذن الله
نسأل الله أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه
ـ[عبدالله الجوفي]ــــــــ[29 - 08 - 10, 09:30 ص]ـ
للرفع
ـ[أبوالفداء المصري]ــــــــ[30 - 08 - 10, 01:12 م]ـ
اليوم ان شاء الله هي ليلة 21
الاثنين لهذا العام(84/55)
هل من مفيد وله دعوة بظهر الغيب؟ في كتاب (فيض القدير) للمناوي رحمه الله:
ـ[عزت المصرى]ــــــــ[01 - 10 - 07, 09:27 ص]ـ
في كتاب (فيض القدير) للمناوي رحمه الله:
-عند كلامه على حديث (آخر أهل الجنة دخولا رجل يقال له جهينة)، قال: (عند جهينة الخبر اليقين) بتثليث العين فكيف ذلك؟ وإن كان تصحيفا فما صحته؟
-عند كلامه على حديث (آكل الربا وموكله .. ) وهو الحديث الثالث عشر قال عند الكلام عن تحريم الوشم: (وتجب إزالته حيث لم يخف مبيح تيمم) فما معنى هذه الجملة؟(84/56)
سؤال حيرني: متى يبدأ تحري ليلة القدر من العشر الأواخر؟
ـ[أبو جويرية]ــــــــ[01 - 10 - 07, 01:44 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤال حيرني:
متى يبدأ تحري ليلة القدر من العشر الأواخر؟
هل ابتداءً من ليلة 20 من رمضان أم ليلة 21 من رمضان؟
يعني كيف نطلبها عملاً بحديث النبي صلى الله عليه و سلم: (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان).؟
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[01 - 10 - 07, 02:14 م]ـ
من ليلة 21(84/57)
مبحث لطيف عن حكم التكبير في عيد الفطر ..
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[01 - 10 - 07, 02:09 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله،
أما بعد؛ فهذا بحث مختصر عن حكم التكبير في عيد الفطر فأقول وبالله التوفيق:
اختلف العلماء رحمهم الله في هذه المسألة على ثلاثة أقوال:
القول الأول: أن التكبير في عيد الفطر مستحب وهذا مذهب أبي حنيفة في رواية عنه ومذهب مالك والشافعي وأحمد ..
واستدلوا بما يلي: 1 - قوله تعالى ((ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم))
قال الشافعي رحمه الله في الأم 2/ 486:
سمعت من أرضى من أهل العلم بالقرآن يقول: لتكملوا عدة صوم شهر رمضان وتكبروا الله عند إكماله على ما هداكم، وإكماله مغيب الشمس من آخر يوم من أيام شهر رمضان ا. هـ
2 - ما رواه البخاري في صحيحه (971) من حديث أم عطية قالت ((كنا نؤمر أن نخرج يوم العيد حتى نخرج
البكر من خدرها , حتى نخرج الحيض فيكن خلف النساء فيكبرن بتكبيرهم ويدعون بدعائهم , يرجون بركة ذلك اليوم وطهرته))
وفي رواية عند مسلم (890) .. ((كنا نؤمر بالخروج في العيدين والمخبأة والبكر. قالت: الحيض يخرجن فيكن خلف الناس يكبرن مع الناس))
قال ابن رجب في فتح الباري (6/ 134): وفي الحديث دليل على أن إظهار التكبير للرجال مشروع في يوم العيد ولولا إظهاره من الرجال لما كبر النساء خلفهم بتكبيرهم. ا. هـ
وقال النووي في شرح صحيح مسلم 4/ 199: وقولها يكبرن مع الناس دليل على استحباب التكبير في العيدين لكل أحد ..
3 - ما رواه ابن أبي شيبة من حديث الزهري قال: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلى وحتى يقضي الصلاة فإذا قضى الصلاة قطع التكبير)
والحديث صححه الألباني بشواهده موقوفا على ابن عمر ومرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم
انظر الإرواء (650) والصحيحة (171).
قال الألباني رحمه الله في السلسلة الصحيحة 1/ 331: وفي الحديث دليل على مشروعية ما جرى عليه عمل المسلمين من التكبير جهرا
في الطريق إلى المصلى , وإن كان كثيرا منهم بدؤوا يتساهلون بهذه السنة , حتى كادت أن تصبح في خبر كان , وذلك لضعف الوازع الديني منهم وخجلهم من الصدع بالسنة والجهر بها ...
القول الثاني: أن التكبير في عيد الفطر واجب وهذا القول رواية عن أحمد ذكرها ابن رجب في الفتح وهو مذهب أهل الظاهر وحكاه بعض العلماء عن سعيد وعروة ... وابن حزم يرى الوجوب في ليلة العيد دون يومه ...
قال ابن قدامة في المغني 3/ 255: وقال داود: هو واجب في الفطر لظاهر الآية. ولنا , أنه تكبير في عيد , فأشبه تكبير الأضحى , ولأن الأصل عدم الوجوب , ولم يرد من الشرع إيجابه , فيبقى على الأصل , والآية ليس فيها أمر , إنما أخبر الله تعالى عن إرادته , فقال ((يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم))
القول الثالث: أن التكبير في عيد الفطر غير مشروع وهو المشهور من مذهب أبي حنيفة , نقله عنه جمع من أهل العلم منهم
ابن هبيرة والقرطبي وابن تيمية وابن كثير وخلق كثير من أهل العلم , لكن ابن عابدين الحنفي في حاشيته نفى أن يكون هذا مذهباً لأبي حنيفة وسمى عشرين كتابا من كتب الأحناف لم تذكر هذا المذهب عنه وأفاد أن الخلاف على أبي حنيفة إنما هو في الجهر أو الإسرار بالتكبير لا في مشروعيته ..
واستُدل لمذهبه بما رواه ابن أبي شيبة (5629): عن ابن عباس، قال شعبة مولى ابن عباس: كنت أقود ابن عباس يوم العيد، فيسمع الناس يكبرون، فقال: ما شأن الناس؟ قلت: يكبرون، قال: يكبرون!! قال: يكبر الإمام؟ قلت: لا، قال: أمجانين الناس) .. وهذا الأثر فيه شعبة مولى ابن عبّاس متكلمٌ فيه من جهة حفظه.
الراجح: بعد عرض الأقوال وأدلتها ظهر لي ترجيح القول الأول القاضي باستحباب التكبير في عيد الفطر.
فرع أول: متى يبدأ وقت التكبير؟
للعلماء في هذه المسألة قولان:
الأول: يبدأ التكبير من غروب الشمس ليلة العيد وهذا مذهب الشافعي ورواية عن أحمد اختارها شيخ الإسلام وابن عثيمين
جاء في مسائل ابن هانئ لأحمد (1/ 94) قال: قلت: فترى أن يكبر من ساعة الإفطار من المغرب؟ قال: كان ابن عمر يكبر إذا صلى العشاء ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/58)
قال الماوردي في كتابه الحاوي الكبير: فأمر بالتكبير بعد إكمال الصوم وذلك لغروب الشمس من ليلة شوال فاقتضى أن يكون ذلك أول زمان التكبير. ا. هـ
وقد نقض النووي في كتابه المجموع (5/ 32) هذا الاستدلال فقال: وهذا الاستدلال لا يصح إلا على مذهب من يقول أن الواو تقتضي الترتيب وهو مذهب باطل , وعلى هذا المذهب الباطل لا يلزم من ترتيبها الفور.
واستدل لهم بما رواه ابن جرير في تفسيره (2/ 157): حدثني يونس قال أخبرنا بن وهب قال: قال بن زيد كان بن عباس يقول: حق على المسلمين إذا نظروا إلى هلال شوال أن يكبروا الله حتى يفرغوا من عيدهم لأن الله تعالى ذكره يقول ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم.
والأثر فيه عبد الرحمن بن زيد بن أسلم ضعفه أحمد وابن معين وابن المديني وأبو زرعة وغيرهم.
وقال الفاكهي في أخبار مكة (1703) حدثنا محمد بن أبي عمر قال ثنا سفيان في قوله تعالى {ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم} قال: نرجو أن يكون التكبير ليلة الفطر، وزعم المكيون أنهم رأوا مشايخهم يكبرون ليلة الفطر إلى خروج الإمام يوم العيد ويظهرون التكبير ويرونه سنة وهم على ذلك اليوم.
القول الثاني: يكبر عند الغدو إلى الصلاة، وهو مذهب ابن عمر وجماعة من الصحابة والتابعين وبه قال مالك وأحمد في رواية وإسحاق
وأبو ثور.
واستدلوا بمرسل الزهري السابق (كان صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلى، وحتى يقضي الصلاة، فإذا قضى الصلاة؛ قطع التكبير)
وقالوا لو كان من هديه صلى الله عليه وآله وسلم التكبير في ليلة الفطر لنقل إلينا
قلت: أما مرسل الزهري فليس فيه نفي التكبير ليلة الفطر , وأما قولهم أنه لو كان من هديه صلى الله عليه وآله وسلم التكبير في ليلة الفطر لنقل إلينا , فليس عدم النقل نقلا للعدم.
الراجح: بعد عرض الأقوال وأدلتها ظهر لي قوة القول الأول وان كان الأمر في ذلك واسعاً
وأما نهاية وقت التكبير فعند الشافعية ينتهي بالإحرام الصلاة وعند الحنابلة ينتهي بالفراغ من الخطبة , وقيل ينتهي بمجيء الإمام وقيل حتى يأتي المصلى وهذا ضعيف لحديث أم عطية.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في الفتاوى (24/ 221): والتكبير فيه – أي عيد الفطر – أوله من رؤية الهلال وآخره انقضاء العيد , وهو فراغ الإمام من الخطبة. ا. هـ
قلت والأقوال في هذا متقاربة , وان كان القول بأنه ينتهي بخروج الإمام أقيس.لكن لا يصلح أن يستمر الناس في التكبير بعد الانتهاء من الصلاة لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقطع التكبير بانتهاء الصلاة.
فرع ثان: هل التكبير في عيد الفطر آكد منه في الأضحى أم العكس؟
قيل إن التكبير في الفطر آكد لأن الله نص عليه في القرآن بخلاف الأضحى فإن أدلته عامة وهذا مذهب الشافعي الجديد والإمام أحمد
قال عبد الله في سؤالا ته لأبيه: قرأت على أبي إذا خرج الناس يوم الفطر ويوم النحر يكبرون؟ قال: يوم الفطر أشد.
وقيل بالتسوية واختار هذا القول الصنعاني , وثمة قول ثالث اختاره ابن تيمية كما في الفتاوى المصرية فقال:
التكبير في الفطر اوكد لكونه أمر الله به, وفي النحر أوكد من جهة أنه يشرع في أدبار الصلوات ومتفق عليه ويجتمع فيه المكان والزمان
والله أعلم وأحكم , وصلى الله وسلم على نبينا محمد ,,,,,,,,,,,,,,,,,
كتبه: أبو معاذ الحسن
16/ 9/1428 هـ
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 02:55 ص]ـ
شيخنا ابا معاذ
هذا ليس مبحثا لطيفا
بل هو مبحث عظيم , عظم الله به اجرك ورفع به قدرك وجزاك خير الجزاء
ـ[محمد المصري الأثري]ــــــــ[19 - 09 - 09, 06:46 م]ـ
للرفع
ـ[أم ديالى]ــــــــ[19 - 09 - 09, 10:24 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو الهيجاء العاصمي]ــــــــ[19 - 09 - 09, 11:52 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الباري خيرا على هذا البحث القيم
ـ[أبو عبد اللطيف العتيبي]ــــــــ[19 - 09 - 09, 11:53 م]ـ
جزاك الله خيرا
وأسأل الله أن يجعل ماقدمت في موازين حسناتك
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[20 - 09 - 09, 02:00 ص]ـ
بارك الله فيك.
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[20 - 09 - 09, 02:08 ص]ـ
جزاكم الله خيرا و نفع الله بكم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[20 - 09 - 09, 05:41 ص]ـ
من المباحث التي أستحسن أن تضاف هنا ما يتعلق بمشروعية التكبير المقيد أدبار الصلوات ليلة عيد الفطر وصبيحته
وينظر في هذا كلام الإمام النووي في المجموع شرح المهذب ..
والأظهر عندي عدم مشروعية ذلك على صورة راتبة كما يفعله كثيرون
ـ[أبو القاسم الدمياطي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 01:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن أرجو التوضيح مع الاسهاب في مسألة التكبير دبر الصلوات في الفطر و الأضحي و مشروعيته
ـ[أبو القاسم الدمياطي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 01:37 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن أرجو التوضيح مع الاسهاب في مسألة التكبير دبر الصلوات في الفطر و الأضحي و مشروعيته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/59)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 02:00 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن أرجو التوضيح مع الاسهاب في مسألة التكبير دبر الصلوات في الفطر و الأضحي و مشروعيته
وكذلك حكم التكبير الجماعي ...
وفقك الله وبارك فيك
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[24 - 11 - 09, 03:26 م]ـ
أما عيد الفطر فليس فيه تكبير مقيد دبر الصلوات , وأما
الأضحى فقد حكى الاجماع على مشروعيته غير
واحد من أهل العلم منهم ابن رشد و النووي و ابن رجب على
خلاف بينهم في أوله وآخره , وجماهير أهل العلم على أن غير الحاج
يبدأ في التكبير المقيد دبر الصلوات من بعد صلاة الفجر يوم عرفة الى صلاة عصر
يوم الثالث عشر , أما الحاج فيبدأ بعد أول صلاة رمى قبلها جمرة العقبة الكبرى
الى صلاة عصر يوم الثالث عشر.
تنبيه: الشوكاني لا يرى مشروعية التكبير المقيد لأنه لم يثبت في المرفوع شي
لكنه محجوج بالاجماع قبله.
ـ[وفاءمرس]ــــــــ[16 - 01 - 10, 10:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[احسان الحموري]ــــــــ[17 - 01 - 10, 02:34 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا معاذ الحسن
على هذا البحث
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[19 - 08 - 10, 02:56 ص]ـ
قال النووي في المجموع:
وأما التكبير المقيد فيشرع في عيد الأضحى بلا خلاف لإجماع الأمة، وهل يشرع في عيد الفطر؟ فيه وجهان مشهوران، حكاهما المصنف والأصحاب، وحكاهما صاحب "التتمة" وجماعة، قولين، أصحهما عند الجمهور: لا يشرع، ونقلوه عن نصه في الجديد، وقطع به الماوردي، والجرجاني، والبغوي، وغيرهم؛ وصحّحه صاحبا "الشامل" و"المعتمد"، واستدل له المصنف والأصحاب بأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولو كان مشروعاً لفعله ولنُقل، والثاني: يستحب، ورجحه المحاملي، والبندنيجي، والشيخ أبو حامد، واحتج له المصنف والأصحاب: بأنه عيد يسن فيه التكبير المرسل فَسُنَّ المقيد كالأضحى، فعلى هذا قالوا: يكبر خلف المغرب، والعشاء، والصبح؛ ونقله المقلي عن نصه في القديم؛ وحكم النوافل والفوائت في هذه المدة على هذا الوجه يقاس بما سنذكره إن شاء الله تعالى في الأضحية).
ـ[أبوخالد]ــــــــ[09 - 09 - 10, 08:32 م]ـ
للرفع(84/60)
ليلة .... هي أفضل من ليلة القدر
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[01 - 10 - 07, 05:42 م]ـ
ليلة .... هي أفضل من ليلة القدر
الحديث الأول:
عن ابن عمر رضي الله عنهما: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (ألا أنبئكم بليلة أفضل من ليلة القدر حارس حرس في أرض خوف لعله أن لا يرجع إلى أهله).
رواه الحاكم في المستدرك - (2/ 90) 2424،وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري و لم يخرجاه و قد أوقفه وكيع بن الجراح عن ثور وفي يحيى بن سعيد قدوة.
ورواه النسائي في السنن الكبرى - (5/ 273) (177 فضل حارس حرس) 8868،وقال:قال محمد كان يحيى إذا حدث به على رؤوس الملا لا يرفعه وإذا حدث به في الخلوة وخاصة رفعه.
ورواه البيهقي في السنن الكبرى (9/ 149) 18910،وقال: رَفَعَهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ وَوَقَفَهُ وَكِيعٌ.
وراه ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 205) 19334،و الروياني في المسند (ج 4 / ص 115) 1409
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6/ 739:
أخرجه الروياني في " مسنده " (ق 247/ 2): أخبرنا محمد بن بشار أخبرنا يحيى بن سعيد القطان أخبرنا ثور بن يزيد عن عبد الرحمن بن عائذ عن مجاهد عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم - و ربما لم يرفعه - قال: فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح، رجاله ثقات رجال البخاري غير عبد الرحمن بن عائذ، و هو ثقة كما في " التقريب ". و الحديث أخرجه الحاكم (2/ 80 - 81) و عنه البيهقي (9/ 149) من طريق مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد به إلا أنه لم يقل: " و ربما لم يرفعه ". و قال الحاكم: " صحيح على شرط البخاري "! و وافقه الذهبي! و ذلك من أوهامهما لما تقدم من الاستثناء، و قد أقره المنذري أيضا (2/ 154)! ثم قال الحاكم: " و قد أوقفه وكيع بن الجراح عن ثور، و في يحيى بن سعيد قدوة ".
قلت: و هو كما قال، لكن يحيى قد ذكر أن الراوي - و لعله ابن عمر أو من دونه - كان ربما لم يرفعه، و ذلك مما لا يضر لأن الراوي قد لا ينشط أحيانا فيوقفه، و لأنه لا يقال من قبل الرأي كما هو ظاهر. (تنبيه): " حارس الحرس " كذا وقع في " المسند " و في المصدرين الآخرين: " حارس حرس " و لعله الصواب، فإنه كذلك في " مصنف ابن أبي شيبة " (5/ 296): حدثنا وكيع أخبرنا ثور به موقوفا. و كذا هو في " الترغيب ". و الله أعلم.
الحديث الثاني:
عن أبي هريرة: أنه كان في الرباط ففزعوا إلى الساحل ثم قيل: لا بأس فانصرف الناس و أبو هريرة واقف فمر به إنسان فقال: ما يوقفك يا أبا هريرة فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول: (موقف ساعة في سبيل الله خير من قيام ليلة القدر عند الحجر الأسود).
رواه ابن حبان في صحيحه (10/ 462) 4603،وقال: ذكر تفضل الله جل وعلا على الواقف ساعة في سبيل الله بإعطائه خيرا من مصادفة ليلة القدر بالمسجد الحرام.
وأخرجه أيضًا: البيهقى فى شعب الإيمان (4/ 40، رقم 4286)، والديلمى (4/ 168، رقم 6524).
قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 3/ 57:
رواه عباس الترقفي في " حديثه " (41/ 2) أخبرنا أبو عبد الرحمن (يعني عبد الله بن يزيد المقري) حدثنا سعيد (يعني ابن أبي أيوب) أخبرنا محمد بن عبد الرحمن أبو الأسود عن مجاهد عن أبي هريرة أنه كان في الرباط، ففزعوا، فخرجوا إلى الساحل، ثم قيل: لا بأس، فانصرف الناس و أبو هريرة واقف، فمر به إنسان، فقال: ما يوقفك يا أبا هريرة؟ فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: فذكره. و من طريق الترقفي رواه ابن حبان (1583) و الحافظ ابن عساكر في " أربعين الجهاد " (الحديث 18).
قلت: و هذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات معروفون، نعم قد قيل: إن مجاهد لم يسمع من أبي هريرة، هكذا حكاه في " التهذيب " بصيغة التمريض: " قيل " و هذا هو الصواب، فقد وجدت تصريح مجاهد بسماعه من أبي هريرة في " سنن البيهقي " (7/ 270) بسند صحيح عنه. و أخرجه البخاري في " التاريخ الكبير " (4/ 2 / 408/ 3507) في ترجمة يونس بن غياث عن أبي هريرة هكذا ذكره بدون إسناد، ثم قال: و رواه أصبغ عن ابن وهب قال: أخبرني سعيد بن أبي أيوب عن محمد بن عبد الرحمن عن يونس بن يحيى ".
والحمد لله رب العالمين
ـ[الوائلي]ــــــــ[01 - 10 - 07, 05:48 م]ـ
جزاك الله كل خير
ورزقنا الله وإياك الجهاد في سبيله والرباط فيه
ورزقنا الشهادة التي تغفربها ذنوبنا
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[09 - 09 - 09, 05:19 م]ـ
للرفع والفائدة
ـ[أبو عبد اللطيف العتيبي]ــــــــ[09 - 09 - 09, 11:51 م]ـ
لكن الأفضلية لذات الليلة ..
أليس كذلك؟
ـ[محمد العبسي]ــــــــ[04 - 10 - 09, 08:16 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف اخبارك يا رافت واخبار الأهل انا محمد جلال ودي لو ترسلي بريدك علشان استفيد منك كثيرا في الأنترنت خاصة في اضافة فوائد او ردود وغير ذلك abbu_ha_mam@hotmail.com وكذلك نفسه على الياهوو والإسكايبي(84/61)
مجموعة دروس قيمة للشيخ عبدالله الزيداني حفظه الله تعالى
ـ[المدني1]ــــــــ[02 - 10 - 07, 12:56 ص]ـ
أيها الإخوة الأفاضل هذه مجموعة من الدروس القيمة لشيخنا الشيخ عبدالله بن حمد الزيداني - حفظه الله تعالى - فجزا الله الشيخ خير الجزاء
وهي موجودة على أرشيف موقع لايف إسلام
وهذا رابط أرشيف الشيخ بالموقع
http://www.liveislam.net/result.php(84/62)
من لا يصح منه الصوم هل يجب عليه تناول مفطر
ـ[ذات الخمار]ــــــــ[02 - 10 - 07, 02:28 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أجمع أهل العلم على تحريم الصوم فرضه ونفله على الحائض، وعلى أنه لا يصح صومها. (انظر: مراتب الإجماع ص: 40، الإجماع لابن المنذر ص 43. نقلاً عن الأحكام المترتبة على الحيض والنفاس والاستحاضة، صالح اللاحم)
فهل يجب على الحائض الأكل والشرب ولو تركته لعدم الرغبة فيه (ما تشتهي) وليس تعبدًا هل تأثم؟
وهل إذا أرادت الفطر لابد ألا يراها أحد وهل فطرها أمام أمها وأخواتها مثلاً فيه شيء.
تساؤلات طرأت على ذهني وأنا أرى من تحس بالحرج إذا نسيت أن تأكل أو تشرب لأنها تسمع أن الحائض
لابد أن تنقض صيامها (يقصدون إمساكها) ومن لا تريد الأكل والشرب أمام من يعلم بحالها تخشى أن فعلها هذا لا يصلح.
ـ[ذات الخمار]ــــــــ[02 - 10 - 07, 03:06 ص]ـ
وقد وجدت في الأول
لا يصح صوم الحائض والنفساء ولا يجب عليهما ويحرم عليهما ويجب قضاؤه وهذا كله مجمع عليه ولو أمسكت لا بنية الصوم لم تأثم وإنما تأثم إذا نوته وإن كان لا ينعقد وقد ذكر المصنف هنا وفى باب الحيض دلائل هذا كله مع ما ضممته هناك إليه [المجموع - (ج 6 / ص 257)]
وَيَحْرُمُ كَمَا فِي الْأَنْوَارِ عَلَى حَائِضٍ وَنُفَسَاءَ الْإِمْسَاكُ أَيْ: بِنِيَّةِ الصَّوْمِ فَلَا يَجِبُ عَلَيْهِمَا تَعَاطِي مُفْطِرٍ وَكَذَا فِي نَحْوِ الْعِيدِ خِلَافًا لِمَنْ أَوْجَبَهُ فِيهِ وَذَلِكَ اكْتِفَاءً بِعَدَمِ النِّيَّةِ [تحفة المحتاج في شرح المنهاج - (ج 13 / ص 373)]
وَلَا يَجِبُ عَلَيْهَا بَعْدَ طُرُوقِ دَمِ الْحَيْضِ تَنَاوُلُ مُفْطِرٍ ع ش وَيَحْرُمُ الصَّوْمُ إجْمَاعًا وَلِخَبَرِ: {أَلَيْسَ إذَا حَاضَتْ الْمَرْأَةُ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ}.
وَالْأَوْجَهُ أَنَّ عَدَمَ انْعِقَادِهِ مِنْهَا مَعْقُولُ الْمَعْنَى خِلَافًا لِلْإِمَامِ؛ لِأَنَّ خُرُوجَ الدَّمِ مُضْعِفٌ وَالصَّوْمُ مُضْعِفٌ أَيْضًا، فَلَوْ أُمِرَتْ بِالصَّوْمِ لَاجْتَمَعَ عَلَيْهَا مُضْعِفَانِ وَالشَّارِعُ نَاظِرٌ إلَى حِفْظِ الْأَبَدَانِ وَلَا تُثَابُ عَلَى التَّرْكِ، [حاشية البجيرمي على الخطيب - (ج 3 / ص 255)]
ويستدل بعض العلماء في مسألة إذا طهرت الحائض أو النفساء أثناء النهار هل يجب عليها الإمساك
ويقولون من جاز له الفطر أول النهار جاز له الفطر في آخره
وأحيانا أجدها من أبيح له الفطر أول النهار أبيح له في آخره.
قوله في تحفة المحتاج " خِلَافًا لِمَنْ أَوْجَبَهُ فِيهِ " هل وجوب تعاطي مفطر فقط في العيد أم أن هناك من العلماء من يرى أن الوجوب حتى في أيام رمضان لأنني لم اجد إلا هذه العبارة التي قد تدل على أن هناك من يرى الوجوب
ـ[ذات الخمار]ــــــــ[02 - 10 - 07, 03:13 ص]ـ
وفي الثاني
(قَوْلُهُ وَإِذَا حَاضَتْ الْمَرْأَةُ أَفْطَرَتْ وَقَضَتْ) وَكَذَا إذَا نَفِسَتْ وَهَلْ تَأْكُلُ سِرًّا أَوْ جَهْرًا قِيلَ سِرًّا وَقِيلَ جَهْرًا وَلَا يَجِبُ عَلَيْهِ التَّشَبُّهُ [الجوهرة النيرة - (ج 2 / ص 58)]
الْحَائِضُ تَأْكُلُ سِرًّا لَا جَهْرًا وَقِيلَ تَأْكُلُ سِرًّا وَجَهْرًا [البحر الرائق شرح كنز الدقائق - (ج 6 / ص 258)]
قِيلَ لِابْنِ عَقِيلٍ: فَيَجِبُ مَنْعُ مُسَافِرٍ وَمَرِيضٍ وَحَائِضٍ مِنْ الْفِطْرِ ظَاهِرًا، لِئَلَّا يُتَّهَمَ، فَقَالَ: إنْ كَانَتْ أَعْذَارًا خَفِيَّةً مُنِعَ مِنْ إظْهَارِهِ، كَمَرَضٍ لَا أَمَارَةَ لَهُ وَمُسَافِرٍ لَا عَلَامَةَ عَلَيْهِ، وَذَكَرَ الْقَاضِي أَنَّهُ يُنْكَرُ عَلَى مَنْ أَكَلَ فِي رَمَضَانَ ظَاهِرًا، وَإِنْ جَازَ هُنَاكَ عُذْرٌ فَظَاهِرُهُ الْمَنْعُ مُطْلَقًا، وَقَدْ قَالَ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ: أَكْرَهُ الْمَدْخَلَ السُّوءَ. [الفروع لابن مفلح - (ج 4 / ص 435)]
قَالَ الْمَجْدُ فِي شَرْحِهِ: لَا يَجُوزُ إظْهَارُ الْفِطْرِ إجْمَاعًا قَالَ الْقَاضِي: يُنْكَرُ عَلَى مَنْ أَكَلَ فِي رَمَضَانَ ظَاهِرًا، وَإِنْ كَانَ هُنَاكَ عُذْرٌ.
قَالَ فِي الْفُرُوعِ: فَظَاهِرُهُ الْمَنْعُ مُطْلَقًا، وَقِيلَ لِابْنِ عَقِيلٍ: يَجِبُ مَنْعُ مُسَافِرٍ وَمَرِيضٍ وَحَائِضٍ مِنْ الْفِطْرِ ظَاهِرًا لِئَلَّا يُتَّهَمَ؟ فَقَالَ: إنْ كَانَتْ أَعْذَارًا خَفِيَّةً يُمْنَعُ مِنْ إظْهَارِهِ، كَمَرِيضٍ لَا أَمَارَةَ لَهُ، وَمُسَافِرٍ لَا عَلَامَةَ عَلَيْهِ. [الإنصاف - (ج 5 / ص 347)]
وكل من جاز له الفطر بسبب مما تقدم فإنه لا يُنكَر عليه إعلان فطره إذا كان سببه ظاهرا كالمريض والكبير الذي لا يستطع الصوم، وأما إن كان سبب فطره خفيا كالحائض ومن أنقذ معصوما من هلَكة فإنه يفطر سرا ولا يعلن فطره لئلا يجر التهمة إلى نفسه، ولئلا يغتر به الجاهل فيظن أن الفطر جائز بدون عذر. [مجالس شهر رمضان - (ج 1 / ص 70)]
وسئل فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
الحائض والنفساء هل تأكلان وتشربان في نهار رمضان؟
الاجابة:
نعم تأكلان وتشربان في نهار رمضان، لكن الأولى أن يكون ذلك سراً إذا كان عندها أحد من الصبيان في البيت، لأن ذلك يوجب إشكالاً عندهم. [52 سؤالاً عن أحكام الحيض للشيخ ابن عثيمين ص 13.]
هل الفطر سرًا أن تكون لوحدها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/63)
ـ[ذات الخمار]ــــــــ[02 - 10 - 07, 03:28 ص]ـ
رقم الفتوى 11931 الحائض تفطر أيام حيضها
تاريخ الفتوى: 25 رمضان 1422
السؤال
1 - :هل يجب على المرأة الحائض في رمضان أن تأكل وتشرب أم تمتنع عن ذلك
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن الحائض يجب عليها الفطر في أيام حيضها، ولا يجوز لها الصوم فيها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم" رواه البخاري. ولو صامت لا يجزئها ذلك الصيام، ويجب عليها قضاء الأيام التي حاضت فيها من رمضان إذا هي طهرت، لحديث عائشة رضي الله عنها، قالت: كان يصيبنا ذلك -تعني الحيض- على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاء الصوم، ولا نؤمر بقضاء الصلاة.
رواه البخاري.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
هل هذه الفتوى تدل على وجوب الأكل والشرب أم أنها تدل على وجوب الفطر ولو بالنية
ـ[ذات الخمار]ــــــــ[02 - 10 - 07, 03:30 ص]ـ
هل تأكل من أفطرت بسبب الحيض في نهار رمضان؟
سؤال: 65670
المرأة التي عندها الدورة الشهرية من المعلوم أنها لا تصوم، فهل يجوز لها أن تأكل في نهار رمضان؟ وهل هناك ضوابط؟.
الجواب:
الحمد لله
الحائض والنفساء إذا طهرتا أثناء النهار ومثلهما المسافر المفطر إذا قدم، والمريض إذا افطر ثم برئ من مرضه، فهؤلاء لا يستفيدون شيئاً من إمساكهم أثناء النهار، فقد أفطروا بعذر، وإلزامهم بالإمساك يحتاج لنصٍّ شرعي.
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى:
إذا طهرت الحائض أو النفساء أثناء النهار هل يجب عليها الإمساك؟
فأجاب:
" إذا طهرت الحائض أو النفساء أثناء النهار لم يجب عليها الإمساك، ولها أن تأكل وتشرب، لأن إمساكها لا يفيدها شيئاً، لوجوب قضاء هذا اليوم عليها، وهذا مذهب مالك والشافعي وإحدى الروايتين عن الإمام أحمد، وروي عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: (من أكل أول النهار فليأكل آخره) يعني: من جاز له الفطر أول النهار جاز له الفطر في آخره " انتهى.
"مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين" (19/السؤال رقم 59).
وأما ضابط ذلك:
فإن بعض العلماء منع مَنْ جاز له الفطر في رمضان كالمريض والمسافر والحائض منعه من إظهار الفطر، حتى لا يُتَّهَم بالتهاون في دينه ممن لا يعلم أنه معذور.
وذهب آخرون إلى أنه إذا كان عذره ظاهرا ً، فلا بأس أن يفطر جهراً، وإن كان عذره خفياً فإنه يفطر سراً، وهذا القول الثاني هو الأصح.
قال المرداوي في " الإنصاف" (7/ 348):
" قال القاضي: يُنْكَر على من أكل في رمضان ظاهراً , وإن كان هناك عذر. قال في الفروع: فظاهره المنع مطلقا , وقيل لابن عقيل: يجب منع مسافر ومريض وحائض من الفطر ظاهرا لئلا يُتَّهَم؟ فقال: إن كانت أعذارٌ خفية يمنع من إظهاره , كمريض لا أمارة له , ومسافر لا علامة عليه " انتهى.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
هل من إضافة أو تعليق جزاكم الله خيرًا.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[02 - 10 - 07, 09:07 ص]ـ
أختاه جزاك الله خيرا
يجب عليها الفطر ولو بأن تنويه، ولا يجب عليها تناول مفطّر. والحمد لله رب العالمين.(84/64)
هل في هذا الذهب زكاة؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 04:32 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
امرأة لديها ذهب تضعه في خزنتها فهي تلبس من بعضها وتترك البعض , فهل على ما لم يلبس زكاة , إن حال عليها الحول.(84/65)
ما حكم عمل العمرة بإحرام الآخرين؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 04:59 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كان أخي يريد أن يعمل عمرة فطلب مني احرامي , فخرج عليسه أحدهم وقال له أنه لا يجوز أن يعمل عمرة إلا بإحرام خاص به فقط , فما قولكم؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[02 - 10 - 07, 08:59 ص]ـ
إذا كنت تقصد اللباس فلا حرج في أن تعيره لباس إحرامك، ولا حرج عليه أن يلبسه. والله تعالى أعلم.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 09:14 ص]ـ
نعم أقصد اللباس.
وجزاك الله خير وبارك الله فيك.(84/66)
كلمات من الشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله قبل العشر الأواخر ((روابط للتحميل))
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 06:05 ص]ـ
هذه بعض الروابط التي فيها دروس الشيخ وكلماته الإيمانية التي تعين بعد الله سبحانه على قيام العشر الأواخر بجد واجتهاد وحرص على الخيرات والباقيات الصالحات
نسأل الله بعزته وجلاله وعظمته وكماله أن يجعلنا ممن يقوم ليلة القدر إيمانا واحتسابا
ـــــــــــــــــــــــــ
حقيقة الإعتكاف
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=4559
ـــــــــــــــــــ
كيف ترق قلوبنا
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=605
ـــــــــــــ
وصايا للصائمين والقائمين
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=610
ــــــــــــــــ
العشر الأواخر
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=1491
ــــــــــــــــــــــــــــ
سحائب المغفرة
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=7336
ــــــــــــــــــ
رضوان الله
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=11686
ــــــــــــــــــــ
واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=25370
ـــــــــــــــــــــ
وهذه صفحة الشيخ فيها دروسه وبقية محاضراته الإيمانية والتربوية
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=63
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 06:57 ص]ـ
وهذه محاضرات مفرغة أيضا للشيخ الجليل حفظه الله تعالى
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=lecview&sid=68&read=1
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[02 - 10 - 07, 07:46 ص]ـ
جزاكم الله بأحسن ما يجزي به عباده الصالحين
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 11:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل الله تعالى رب العرش العظيم أن يبارك فيك، وأن يجزيك خير الجزاء، وأن يرفع قدرك في الدنيا والآخرة، وأن يعافيك من كل بلاء. اللهم آمين.
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 07:43 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على المرور
وبارك الله فيكم
وأشكرك أختنا طالبة العلم سارة على وضعك رابط الشيخ في توقيعك
حيث أنه يستمر الدعوة إليه في كل مشاركاتك
فكرة جميلة
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 08:43 م]ـ
بارك الله فيك
لعل هناك مشكله في الروابط
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[05 - 10 - 07, 12:45 ص]ـ
جزيتم خيرا
ـ[عبد الوهاب الكاتب]ــــــــ[07 - 10 - 07, 08:08 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[07 - 10 - 07, 09:07 ص]ـ
لو وضع ملتقى خاص بطلاب الشيخ لأنتفع خلقا كثيرا
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[08 - 10 - 07, 06:55 ص]ـ
لو وضع ملتقى خاص بطلاب الشيخ لأنتفع خلقا كثيرا
لعل الفكرة موجودة
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 10 - 07, 03:57 م]ـ
الشيخ حفظه الله وطلاَّبه لا ينتهجون نهج التجمعات في الملتقيات وتخصيصها بفئة معينة والتباهي بأنهم طلبة فلان وغير ذلك من أعاجيب بعض طلبة العلم اليوم ,وللشيخ حفظه الله مئات الطلبة لا يعرف أسمائهم وأكثر منهم لا يعرف وجوههم ولا أسمائهم, ولا يسعى هو ولا هم إلى شيء سوى العلم والتواصي بالحق والصبر, ولذلك لن تجدي أحداً منهم ينشر بين الناس أني من طلاب الشيخ أو قراتُ على الشيخ كذا وقال لي كذا وخصني بكذا, لفرط تاثير ما زرعه الشيخ في نفوسهم من إجلال العلم والإخلاص فيه جزاه الله خيراً وعدم مباهاة الناس ومفاخرتهم به, وليس معنى هذا الكلام اتهام غيره وغيرهم بعدم الإخلاص - معاذ الله - لكن لأبين أن لكا منهجه ووجهته والله من وراء المقاصد والعليمُ بالنيَّات والحقائق.
وأرجو من الأخ مشتاق - وفقه الله - أن يفسر لنا قوله: (لعل الفكرة موجودة)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[18 - 09 - 08, 04:27 ص]ـ
للفائدة
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[18 - 09 - 08, 05:03 ص]ـ
الشيخ حفظه الله وطلاَّبه لا ينتهجون نهج التجمعات في الملتقيات وتخصيصها بفئة معينة والتباهي بأنهم طلبة فلان وغير ذلك من أعاجيب بعض طلبة العلم اليوم ,وللشيخ حفظه الله مئات الطلبة لا يعرف أسمائهم وأكثر منهم لا يعرف وجوههم ولا أسمائهم, ولا يسعى هو ولا هم إلى شيء سوى العلم والتواصي بالحق والصبر, ولذلك لن تجدي أحداً منهم ينشر بين الناس أني من طلاب الشيخ أو قراتُ على الشيخ كذا وقال لي كذا وخصني بكذا, لفرط تاثير ما زرعه الشيخ في نفوسهم من إجلال العلم والإخلاص فيه جزاه الله خيراً وعدم مباهاة الناس ومفاخرتهم به, وليس معنى هذا الكلام اتهام غيره وغيرهم بعدم الإخلاص - معاذ الله - لكن لأبين أن لكا منهجه ووجهته والله من وراء المقاصد والعليمُ بالنيَّات والحقائق.
وأرجو من الأخ مشتاق - وفقه الله - أن يفسر لنا قوله: (لعل الفكرة موجودة)
أحسنت يا شيخنا الفاضل(84/67)
وصايا للمعتكفين للشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 07:10 ص]ـ
وصايا للمعتكفين
إلى أهل الاعتكاف .. إلى الذين هجروا البيوت والدعة والسرور؛ لكي يأووا إلى بيوت الله .. إلى الذين أرادوا قضاء أفضل أيام الشهر ولياليه .. إليهم وصية من الأعماق ملؤها الأشواق أن يهدى العبد إلى الكريم الخلاق، وصية إلى المعتكف:
أولاً:
أن يخلص لله في اعتكافه ويكون كل مراده أن يخرج من ذلك المعتكف والله راضٍ عنه. إذا خرجت إلى الاعتكاف خرجت بنية خالصة لوجه الله عز وجل، ولو كان بيدك أن لا يطلع أحد ولا يعلم بأنك اعتكفت شيئاً من رمضان لفعلت، فأين الشباب؟! أين أولئك الذين يتحدثون بالاعتكاف ويتباهون به والعياذ بالله، والعجب كل العجب أن الشاب يخبرك باعتكافه من أول رمضان، ويقول: إذا جاء العشر فأنا معتكف! فأخلص لله واهتد بالسلف الصالح، وغيب ما بينك وبين الله عز وجل، فذلك أسلم لدينك وأكمل لطاعة ربك، اعتكف وأنت ترجو رحمة الله عز وجل، فإن هجران البيوت والإيواء إلى بيوت الله وعمارتها بالاعتكاف يقع عند الله عز وجل بمكان، فاتق الله في اعتكافك، ولتكن مخلصاً في خروجك لوجه ربك.
أما الأمر الثاني:
فقدم الفرض على النفل، ولا تقدم النفل على الفرض، هيئ الأسباب لمرضاة الله، فإن الله لا يطاع من حيث يعصى، فإذا تعارض الاعتكاف وبر الوالدين وحقوق الأبناء والبنات أو تعريض الزوجات إلى المحرمات فقدِّم ما أمرك الله بتقديمه، والله يبلغك بالنية الثواب، فالمعامَلُ كريم سبحانه وتعالى، ففي الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يقول الله تعالى: (ما تقرب إلي عبدي بشيءٍ أحب إليَّ مما افترضته عليه)، فإذا كان الوالد يدعوك لبره والوالدة تدعوك لبرها، فقدم برهما على الاعتكاف، فالقرب من الوالدين أفضل من الاعتكاف ولو كان الاعتكاف في ليالي العشر. ثبت في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه جاءه رجل فقال: (يا رسول الله! إني قدمت من اليمن أبايعك على الهجرة وعلى الجهاد)، يريد أن يعيش في ظل النبي صلى الله عليه وسلم، ويجاهد تحت سنانه وسيفه، ومع ذلك قال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أحية أمك؟ قال: نعم، قال: الزم رجلها، فإن الجنة ثم -أي هناك- الزم رجلها فإن الجنة ثم!). فيا من تريد الجنان! ويا من تريد الفوز برحمة الرحمن! بر الوالدين، أحسن إليهما وعش في كنفهما، كلاماً ليناً وقولاً كريماً تفوز فيه برحمة الله، فما بال كثير من الشباب قد عزف عن هدي الصواب فخرج عاقاً لوالديه؟! فالله لا يطاع من حيث يعصى، ولذلك قد يجد كثير من الشباب حرمان التوفيق في الاعتكاف فتقسو القلوب من القرآن، وتصبح في ضنك من العيش لا يعلمه إلا الله؛ والسيئة سببٌ في ذلك، فلذلك قدم الواجب، وقدم ما أمرك الله بتقديمه، واعتبر فرض الله على غيره.
وأما الأمر الثالث:
إذا دخلت رحمك الله إلى بيوت الله فادخلها وأعطها حقها وقدرها من العبادة والإنابة، واستغل الوقت في محبة الله، واصرفه في طاعته ومرضاته، تذكر أنك سافرت عن الأب والأم والأخ والأخت! وأنك هجرت مجالس الأقارب وفارقت الأحباب ترجو رحمة الله عز وجل غريباً عن أهلك! غريباً عن إخوانك وخلانك وجيرانك، وذلك من أجل عمارة الوقت في طاعة الله، فكيف يصرف في قيل وقال؟! كيف يصرف في تلك المجالس التي تعقد في المساجد!! ضحك ولعب وسخرية واستهزاء؟! فلو جلس هؤلاء المعتكفون في بيوتهم لكان خيراً لهم؛ لما في ذلك من الإضرار بأنفسهم وبغيرهم، فكم من عابد ما قرت عينه بالعبادة لوجود أمثال هؤلاء من صياح ولغط وغير ذلك! وقد يصل الأمر إلى الخصومة والعياذ بالله، ما هذا الاعتكاف؟! أين اعتكاف السلف الصالح رحمهم الله؟!! لقد رأيت رجالاً صالحين -وأنا في معقد الصبا- إذا دخلوا معتكفهم في حرم المدينة مشى الرجل لا يجاوز بصره موضع قدميه، وإذا جئت إليه وقد توارى بذلك الكساء قائماً يصلي، فحينها تتلذذ وأنت تسمعه يتلو القرآن ويبكي من خشية الله، وكنا صغاراً نأتي إليهم بين تلك اللحف التي قد وضعوها بمثابة القباب، تسمع الواحد منهم يقول: أستغفر الله، وهو مليء بالنشيج والبكاء، فكانت كلماتهم والله ألذَّ إلينا من كثير. أين الصادقون؟! أين المعتكفون الذين إذا جنَّ الليل تعفرت جباههم بالسجود؟! تعفرت بالقيام بين يدي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/68)
الله عز وجل وحسن طاعته والإنابة إليه؟! ذهبت حلاوة العبادة والاعتكاف! وضاعت الأوقات في قيل وقال! وغير ذلك من فضول الكلام، فليهتد العبد بهدي السلف الصالح. كان مسلم بن يسار ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=68&ftp=alam&id=1000123&spid=68) رجلاً من خيار السلف الصالح، وكان رجلاً إذا قام في صلاته لم يلتفت إلى شيءٍ ألبتة. أُثر عنه رحمه الله أنه قام في مسجده فصلى في الضحى، وكان الناس يتبايعون في السوق، فسقط جانب المسجد ولم يعلم به مسلم ( http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=ft&sh=68&ftp=alam&id=1000123&spid=68) رحمه الله، وجاء الناس سراعاً من السوق يخافون أنه هلك تحت تلك الأنقاض فوجدوه قائماً يصلي ما شعر بسقوطه إلا بعد السلام. أين أولئك الرجال؟!! أين أهل العبادة؟!! أين أهل الخشوع والخضوع؟!! أين تلك الأقدام الصادقة في موقفها، والسواعد المنيبة لربها، والقلوب المستشعرة لعظمة القهار سبحانه وتعالى؟!! فكم من أناس وقفوا تلك المواقف الكريمة في معتكفهم فأصابوا من الخير ما لا يعلمه إلا الله! الاعتكاف مدرسة تهيئ العبد للخلوة بذكر الله عز وجل، وإلا لماذا تُركت البيوت -ما تُركت البيوت التي فيها الحقوق والواجبات، وكان النبي صلى الله عليه وسلم في معتكفه يشد مئزره، ويوقظ أهله، ويعتكف تلك العشر- ما ذلك إلا لعظيم فضل العبادة في المساجد، ولذلك قال بعض العلماء في تفسير قوله تعالى: {وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ} قال: هي العشر الأواخر من رمضان، أقسم الله عز وجل في كتابه بها؛ لكي ينبه على عظيم شأنها. فلنكن صادقين في اعتكافنا، وإذا كان ولا بد -وأراد الإنسان أن يعتكف مع أناس- فليجعل له مقاماً يخلو فيه بربه. المعتكف تذكر ماضياً فرَّط فيه في جنب الله، وتذكر مستقبلاً لا يدري ما غيبته الأقدار، فدخل إلى المعتكف يبكي على ماضٍ فرط فيه في جنب الله، ومستقبل لا يدري كيف حاله ولا مصيره ومآله! ألهاه حاله عن الناس .. ألهاه حاله عن قيل وقال، وإضاعة العمر فيما لا يرضي الله عز وجل. فهذه وصية إلى المعتكفين، ووصية لنا أجمعين، إذا دخلنا المساجد أن نعطيها حقها وقدرها. فالصيام والقيام مطية لمرضاة الملك العلام، فـ: (من صام رمضان وقامه إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه) لذلك أحبتي في الله، لنتهيأ لهذا الشهر، ولنعد له العدة صادقين في قبوله والإقبال عليه.
اللهم رب شعبان ورمضان ورب الشهور كلها نسألك أن تبلغنا رمضان، اللهم بارك لنا فيما بقي من شعبان، اللهم بلغنا رمضان. اللهم إنا نسألك شهراً يرضيك عنا، اللهم إن كتبت لنا فيه الحياة فنسألك أن تجعلنا أحظ العباد عندك في الرحمة والمغفرة والعتق من النار، اللهم إنا نسألك الفوز بالعتق من النار. اللهم إنا نسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى إن كنت تعلم أنا إليك ماضون، وإليك مسافرون مرتحلون أن تبلغنا أجر رمضان قبل بلوغه. اللهم ونسألك أن ترحمنا برحمتك الواسعة، وأن تذكرنا في تلك الظلمة وذلك الحشر العظيم برحمتك يا أرحم الراحمين! اللهم إنا نسألك شهراً يرضيك عنا، اللهم إنا نعوذ بك أن نكون ممن رغم أنفه فدخل عليه شهر رمضان فلم يغفر له، اللهم إنا نعوذ بك أن نكون ممن رغم أنفه فدخل شهر رمضان وخرج ولم يغفر له. اللهم ارحم موتى المسلمين الذين كانوا يؤملون العيش معنا، اللهم ارحم موتى المسلمين أجمعين، إنك ولي ذلك والقادر عليه. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على نبيه وآله وصحبه.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 12:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك.
اللهم أني أسالك. بعزتك وقدرتك ورحمتك ومغفرتك وجبروتك وسلطانك وجلالك وعليائك أن تحفظ من أهدى إلى عيوب نفسي أو نصحني وان تسكنه الفردوس الأعلى يارب العالمين.
اللهم وفقنا و أعنا على قيام العشر الأواخر واغتنام الوقت في العبادة.
ـ[عبد الوهاب الكاتب]ــــــــ[07 - 10 - 07, 08:09 ص]ـ
بارك الله فيك(84/69)
رجل ابتلاه الله بوسواس الصيام، نصيحتكم ولكم الاجر.
ـ[ابو عبد الرحيم]ــــــــ[02 - 10 - 07, 07:43 ص]ـ
رجل ابتلاه الله بوسواس النية في الصوم فهو ينوي ان يصوم من طلوع الفجر الى غروب الشمس ولكن يوسوس له الشيطان حين يؤذن لصلاة الفجر، هل بدأ صومك ام لا؟ لعل المؤذن يؤذن قبل طلوع الفجر وهكذا، فبماذا تنصحونه؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[02 - 10 - 07, 09:27 ص]ـ
ليعلم أن الله تعالى لم يكلفه هذا، وأن الشيطان يريد أن يفسد عليه عبادته بمثل هذه الوساوس.
فلينوِ أي ساعة من الليل بقلبه، وتناوله للسحور بقصد الصيام بعده -مثلاً- علامة على النية، ثم ليس عليه أن يحدث نفسه بمقارنة نيته لزمن بدء الصيام وأنه ربما كان قبل دخول الوقت أو بعده، فلسنا مكلفين بهذا.(84/70)
باب (الاعتكاف) من عمدة الفقه
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[02 - 10 - 07, 11:01 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله. أما بعد:
فالاعتكاف لغة: الملازمة للشيء براً كان أو غيره.
وشرعاً: ملازمة المسجد بنية المكث لطاعة الله تعالى فيه.
قال المصنف: (وهو سُنَّة إلا أن يكون نذراً فيلزم الوفاء به) فهو مسنون لفعل النبي r. قالت عائشة رضي الله عنها: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله ثم اعتكف أزواجه من بعده. متفق عليه. وفي رواية: كان يُجاوِرُ العشرَ الأواخِرَ من رمضان.
ولا يجب إلا بالنذر، وفي الصحيحين أنَّ عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: يا رسول الله: إني نذرتُ في الجاهلية أن أعتكفَ لَيلَةً في المسجد الحرام. قال: (فأوفِ بِنَذْرِكَ).
قال: (ويصح من المرأة في كل مسجد غير مسجد بيتها، ولا يصح من الرجل إلا في مسجد تقام فيه الجماعة، واعتكافُه في مسجد تقام فيه الجُمعة أفضل) فيشترَط أن يكون الاعتكاف في مسجدٍ إجماعاً لقول الله تعالى:} وأنتم عاكِفون في المساجد {. وموضع صلاة المرأة في بيتها ليس مسجداً حقيقةً؛ لأنه لم يُبْنَ للصلاة فيه فلا يصح اعتكافها فيه.
ويُشترط - في المذهب – أن يكون اعتكاف الرجل في مسجدٍ تقام فيه الجماعة لوجوبها عليه، ولئلا يفضي اعتكافه في غيره إلى تكرر خروجه لأداء الصلاة مع الجماعة مع إمكان الاحتراز من ذلك. وهو قول أبي حنيفة رحمه الله تعالى أيضاً.
والأظهر -والله أعلم- أنه إن نوى أن يعتكف زمناً لا يتخلله فيه صلوات مكتوبة أو كان ممن لا تجب عليه الجماعة صح اعتكافه في مسجد لا تقام فيه.
قال: (ومن نذر الاعتكاف أو الصلاة في مسجد فله فعل ذلك في غيره) لأن المساجد كلها في الفضيلة سواء (إلا المساجد الثلاثة) المسجد الحرام ومسجد النبي r والمسجد الأقصى.
(فإذا نذر الاعتكاف في المسجد الحرام لزمه) ولم يجزئه الاعتكاف في غيره من المساجد، (وإن نذر الاعتكاف في مسجد رسول الله r جاز له أن يعتكف في المسجد الحرام) لأنه أفضل منه، (وإن نذر أن يعتكف في المسجد الأقصى جاز له أن يعتكف في أي المسجدين أحب) لأن المسجد الحرام ومسجد النبي r أفضل منه. فيجزئ الاعتكاف في الأفضل عن الاعتكاف في المفضول، ولا يجزئ الاعتكاف في مفضول منها عن الاعتكاف في أفضل منه.
وللموضوع بقية إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[05 - 10 - 07, 07:44 ص]ـ
قال المصنف: (ويستحب للمعتكف الاشتغال بالقُرَب، واجتناب ما لا يعنيه من قول وفعل، ولا يبطُل الاعتكاف بشيء من ذلك)
فيتأكد أن يجتنب اللغو والجدال وأن يُقبِل على الطاعات فيحقق ما اعتكف لأجله.
قال: (ولا يخرج من المسجد إلا لما لا بد له منه إلا أن يشترط)
فيجوز له الخروج منه للأكل والشرب، وقضاء حاجة الإنسان، والحيض والنفاس، والاغتسال من الجنابة، وأداء شهادة تعينت عليه، وجهاد تعين عليه، وعدة الوفاة، وخوف على نفسه ونحو ذلك سواء اشترط ذلك أم لم يشترط.
وأما خروجه لما له منه بد فلا يجوز إلا أن يشترطه، بشرط أن يكون من القُرَب كعيادة مريض واتباع جنازة.
فإن خرج لما يجوز له الخروج لأجله بنى على ما مضى.
قال: (ولا يباشر امرأة) لقول الله تعالى: {ولا تباشروهنَّ وأنتم عاكِفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها}، فإن جامع بطل اعتكافه، وكذا إن باشر بتقبيل أو لمس ونحوهما فأنزل.
جاء في مصنف ابن أبي شيبة عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: (إذا جامع المعتكف بطل اعتكافه واستأنف الاعتكاف)، ولا قضاء عليه إلا أن يكون اعتكافاً منذوراً.
(وإن سأل عن المريض في طريقه أو عن غيره ولم يعرج جاز)
قَالَتْ عائشة - رضي الله عنها -: إنْ كُنتُ لأدْخل البيت للحاجة والمريضُ فيه، فما أسألُ عنهُ إلا وأنا مارَّةٌ.
تم بحمد الله تعالى
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[05 - 10 - 07, 11:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك وأحسن الله إليك وغفر لك ما تقدم من ذنبك. اللهم وفقنا و أعنا على قيام العشر الأواخر واغتنام الوقت في العبادة.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[09 - 09 - 09, 07:24 م]ـ
وإليك، وفيك أخي الفاضل
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[09 - 09 - 09, 08:17 م]ـ
أحسنت شيخنا أبا يوسف ونفع الله بك ...
وأعجبني سهولة الطرح والأسلوب ..
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[09 - 09 - 09, 09:15 م]ـ
جزاك الله خير
شرح جميل و مبسط
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[10 - 09 - 09, 03:10 م]ـ
وإياك
بورك فيكما
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[30 - 08 - 10, 04:38 م]ـ
للرفع
ـ[أبو أنس دريابادي الهندي]ــــــــ[30 - 08 - 10, 05:39 م]ـ
ماذا تقولون عن فتوي الإمام الألباني رحمه الله حيث قال الإمام الألباني في رسالته " قيام رمضان " في جزء الاعتكاف ما نصه: " ثم وقفت على حديث صحيح صريح يخصص هذه المساجد، وهو: (لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة) وأشار إلى أنه من حديث حذيفة عند الطحاوى والبيهقى والإسماعيلي
انظر التعليقات علي صحة هذا الحديث وضعفه الرابطة: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38370
وماهو تعليقكم مانقلت من الصحيحة برقم التعليق 22
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/71)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[30 - 08 - 10, 07:53 م]ـ
يجوز الاعتكاف في كل مسجد؛ لعموم قوله تعالى: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون}.
والمحفوظ -فيما ذكرتم- هو الموقوف على حذيفة بلفظ: (لا اعتكاف إلا في مسجد جماعة)، وأما المرفوع فمنكر أو شاذ، وانظر هذا مشكوراً، ولا تنس -للأهمية- المشاركة رقم 14: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38370.
ونجد أن الصحابة خالفوا حذيفة، وممن خالفه: علي، وعائشة، وابن عباس. رضي الله عنهم أجمعين.
وعلى فرض صحته فيمكن حمله على الكمال والأفضل؛ لأن في الأخذ بظاهره حملاً للآية الكريمة على النادر، وهذا من معايب الاستدلال كما قال الشيخ العثيمين.(84/72)
للعشر الاواخر من رمضان فضل عظيم.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 11:38 ص]ـ
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): الزكاة والصيام
السؤال:
للعشر الأواخر فضل عظيم ومنزلة كبيرة العشر الأواخر من رمضان المستمع عبد الله آل حمد يقول فيه نرجو من شيخ محمد بيان فضل هذه العشر الأواخر؟
الجواب:
الشيخ: هذه العشر الأواخر من رمضان هي أفضل شهر رمضان ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم يخصها بالاعتكاف طلباً لليلة القدر وكان فيها ليلة القدر التي قال الله عنها (ليلة القدر خير من ألف شهر) وكان النبي صلى الله عليه وسلم يخص هذه الليالي بقيام الليل كله فينبغي للإنسان في هذه الليالي العشر أن يحرص على قيام الليل ويطيل فيها القراءة والركوع والسجود وإذا كان مع الإمام فليلازمه حتى ينصرف لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال من قام مع الإمام حتى ينصرف كتب له قيام ليلة وفي آخر هذه الأيام بل عند انتهائها يكون تكبير الله عز وجل ويكون دفع زكاة الفطر لقوله تعالى (لِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) ولقول النبي صلى الله عليه وسلم في زكاة الفطر من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة وأمر صلى الله عليه وسلم أن تؤدى زكاة الفطر قبل الصلاة أي يوم العيد.
الرابط: http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2055.shtml
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 11:39 ص]ـ
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): الزكاة والصيام
السؤال:
بارك الله فيكم شيخ محمد العشرة الأواخر من شهر رمضان مزية عظيمة حبذا لو تحدثتم عن هذا وكيف يكون شد المئزر الوارد في الحديث وما المقصود به؟
الجواب:
الشيخ: نعم العشر الأخيرة من رمضان فيها فضل عظيم لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يخصها بالاعتكاف ويخصها بالقيام كل الليل ويوقظ أهله فيها وفيها ليلة القدر التي هي خير من الف شهر فلا ينبغي للإنسان أن يضيعها بالتجول في الأسواق هنا وهناك أو بالسهر في البيوت فيفوته في ذلك خير كثير وكان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف أول الشهر العشرة الأولى منه ثم اعتكف العشرة الأوسط لرجاء ليلة القدر ثم قيل له إنها في العشر الأواخر فصار يعتكف العشر الأواخر رجاء لهذه الليلة العظيمة وإني أحث أخواني على اغتنام الصلاة فيها مع الإمام وإلا ينصرفوا حتى ينتهي الإمام من صلاته لأنهم بذلك يكتب لهم قيام ليلة والناس في مكة يصلون أول الليل بإمام وأخر الليل بإمام والإمام الذي يصلون به في أخر الليل يوتر ويكون من الناس من يحب أن يصلي قيام الليل في أخر الليل مع الإمام الثاني فإذا أوتر مع الإمام الأول فإنه إذا سلم الإمام أتى بركعة ليكون الوتر شفعاً ولا حرج عليه في ذلك فإن هذا نظير صلاة المقيم خلف الإمام المسافر إذا سلم الإمام المسافر عند الركعتين قام فصلى ما بقي هكذا هذا الرجل الذي دخل مع الإمام الأول الذي يوتر أول الليل وهو يريد أن يقوم مع الإمام الثاني الذي يقوم أخر الليل فإنه ينوي إذا قام الإمام الأول إلى الركعة الأخيرة الوتر ينوي أنه يريدها شفعاً فيصليها ركعتين ليكون أيتاره مع الإمام الثاني في أخر الليل نعم
الرابط: http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2112.shtml
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 11:39 ص]ـ
السوال:
هل هناك فرق بين التراويح والقيام؟ وهل من دليل على تخصيص العشر الأواخر بطول القيام والركوع والسجود؟
الجواب:
الصلاة في رمضان كلها تسمى قياما كما قال صلى الله عليه وسلم: من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه فإذا قام ما تيسر منه مع الإمام سمي قياما ولكن في العشر الأخيرة يستحب الإطالة لأنه يشرع إحياؤها بالصلاة والقراءة والدعاء لأن الرسول عليه الصلاة والسلام كان يحيي الليل كله في العشر الأخيرة ولهذا شرعت الإطالة فيها كما أطال النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه قرأ في بعض الليالي بالبقرة والنساء وال عمران في ركعة واحدة، فالمقصود أنه عليه الصلاة والسلام كان يطيل في العشر الأخيرة ويحييها فلهذا شرع للناس إحياؤها والإطالة فيها حتى يتأسوا به صلى الله عليه وسلم، بخلاف العشرين الأول فإنه ما كان النبي عليه الصلاة والسلام يحييها كان يقوم وينام عليه الصلاة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/73)
والسلام كما جاء ذلك في الأحاديث، أما في العشر الأخيرة فكان عليه الصلاة والسلام يحيي الليل كله ويوقظ أهله ويشد المئزر عليه الصلاة والسلام ولأن فيها ليلة مباركة، ليلة القدر.
من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته المنشورة في رسالة: (الجواب الصحيح من أحكام صلاة الليل والتراويح).
الرابط: http://www.bin-baz.org.sa/last_resault.asp?hID=3054
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 11:40 ص]ـ
تحصيل عظيم الأجر لطالب ليلة القدر
إعداد: علي بن محمد أبو هنية
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
فإن الله عز وجل يختار ما يشاء من الأشخاص والذوات, كما يختار سبحانه من الأمكنة والأوقات, فالخلق خلقه, والأمر أمره, ولا إله غيره.
ومن هذه الأزمنة الجليلة التي اختارها ربنا جل وعلا؛ ليلة القدر, كما اختار سبحانه من الشهور شهر رمضان, ومن الأيام يوم الجمعة, وأيام عشر ذي الحجة, ومن الساعات آخر ساعة يوم الجمعة, وساعة السحر, ... وغيرها. فليلة القدر هي خير الليالي على الإطلاق, وأفضلها بلا شقاق, ليلة اختارها الله سبحانه واصطفاها, وجعل العبادة فيها وحدها, خير من العبادة في سنوات عديدات ليس فيهن مثلها, فما أعظمها من ليلة, وما أعظم فضل الله سبحانه على هذه الأمة بأن جعلها من خصائصها التي ليست لأحد قبلها, لكي ينالوا بها الدرجات الرفيعة, والمقامات العالية البديعة, فاللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.
فتعالَ معي أيها القاريء الكريم نتأمل سوياً ما تحويه هذه الليلة العظيمة المجيدة, من معاني وفضائل عديدة, وأحكام هامة تتعلق بها, لأن من لم يعرف فضل الشيء وقدره زهد فيه, ولم يعطه حقه كما يقتضيه.
سبب تسميتها بليلة القدر:
قال النووي ـ رحمه الله ـ: "قال العلماء: وسميت ليلة القدر لما يكتب فيها للملائكة من الأقدار والأرزاق والآجال التي تكون في تلك السنة كقوله تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) [الدخان: 4] , وقوله: (تنزَّل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر) [القدر:4]. ومعناه يظهر للملائكة ما سيكون فيها ويأمرهم لفعل ما هو من وظيفتهم وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وتقديره له. وقيل: سميت ليلة القدر لعظم قدرها وشرفها وأجمع من يعتد به على وجودها ودوامها إلى آخر الدهر". "شرح صحيح مسلم" (2/ 822)
سبب أهميتها:
يكمن سبب أهمية وأفضلية ليلة القدر في أمرين اثنين:
1ـ أن القرآن نزل فيها جملة واحدة من اللوح المحفوظ إلى السماء الدنيا, ثم نزل من السماء الدنيا على نبينا محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ مفرقاً في ثلاث وعشرين سنة. قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة القدر): أي القرآن.
2ـ أن الله عز وجل يقدر فيها مقادير الخلائق الحولية ـ أي السنوية ـ. قال تعالى: (فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ) [الدخان: 4]: "قال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ: "يكتب من أم الكتاب في ليلة القدر ما يكون في السنة من موت أو حياة ورزق ومطر, حتى الحُجاج يقال: يحج فلان ويحج فلان". وكذا قال الحسن, وسعيد بن جبير, ومقاتل, وأبو عبد الرحمن السلمي, وغيرهم". (أعلام السنة المنشورة/159)
فضلها:
ثبت فضل هذه الليلة العظيمة في الكتاب والسنة الصحيحة, بل إنَّ في كتاب الله جل وعلا سورة كاملة هي "سورة القدر".
قال الحافظ ابن كثير ـ رحمه الله ـ: " قال سفيان الثوري ـ رحمه الله ـ: بلغني عن مجاهد: ليلة القدر خير من ألف شهر قال: عملها وصيامها وقيامها خير من ألف شهر. رواه ابن جرير, وعن مجاهد: ليلة القدر خير من ألف شهر: ليس في تلك الشهور ليلة القدر. وهكذا قال قتادة بن دعامة, والشافعي, وغير واحد. وقال عمرو بن قيس الملائي: عمل فيها خير من عمل ألف شهر. وهذا القول بأنها أفضل من عبادة ألف شهر ليس فيها ليلة القدر هو اختيار ابن جرير وهو الصواب لا ما عداه, وهو كقوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (رباط ليلة في سبيل الله خير من ألف ليلة فيما سواه من المنازل) رواه أحمد. وكما جاء في قاصد الجمعة بهيئة حسنة ونية صالحة أنه يكتب له عمل سنة؛ أجر صيامها وقيامها. إلى غير ذلك من المعاني المشابهة لذلك".اهـ "تفسير ابن كثير" (4/ 531)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/74)
ويقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه". متفق عليه
ومعنى هذا الحديث: أن من أحيا هذه الليلة بسائر العبادات, مؤمناً بفضلها, مصدقاً بعظم منزلتها, مخلصاً لله في عبادته فيها, غير متضجر ولا متأفف منها, وغير طالب لمدح الناس ولا ثنائهم عليه, ولا مراءٍ لهم؛ نال الأجر الجزيل المذكور في الحديث وهو غفران ذنوبه السالفة. نسأل الله من فضله.
تحديد وقتها:
اختلفت أقوال أهل العلم في تحديدها, نظراً لاختلاف الأدلة من السنة الصحيحة في ذلك؛ فمن قائل إنها في ليلة إحدى وعشرين, ومن قائل إنها في ليلة ثلاث وعشرين, ومن قائل إنها في ليلة سبع وعشرين, بل منهم من قال إنها في ليلة أربع وعشرين وهذا القول الأخير غير معتبر لمخالفته للأدلة الصحيحة أنها في الوتر من الأواخر, وكذلك الحديث فيها لا يصح, ومن أهل العلم من قال: إنها تنتقل في الوتر ـ أي في الليالي الفردية ـ من العشر الأواخر, فتأتي في كل سنة في ليلة تختلف عن السنة الأخرى, ولعل هذا القول هو أقرب الأقوال إلى الحق وأصوبها, لعموم الأحاديث الآمرة بإحياء الوتر من العشر الأواخر جميعاً, وكذلك هو القول الذي يلتئم به شمل الأحاديث بمختلف دلالاتها, دون تقديم حديث منها على الآخر, أو إسقاطٍ لأيٍّ منها.
قال الترمذي ـ رحمه الله ـ: "وروي عن أبي قلابة أنه قال: ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر. حدثنا بذلك عبد بن حميد أخبرنا عبد الرزاق عن معمر عن أيوب عن أبي قلابة بهذا". اهـ (الترمذي/792).
قال ابن كثير رحمه الله: " وهذا الذي حكاه ـ الترمذي ـ عن أبي قلابة نص عليه مالك والثوري وأحمد بن حنبل وإسحاق بن راهويه وأبو ثور والمزني وأبو بكر بن خزيمة وغيرهم, وهو محكي عن الشافعي نقله القاضي عنه وهو الأشبه والله أعلم .... وقال: وقد حكي عن مالك رحمه الله أن في جميع ليالي العشر تطلب ليلة القدر على السواء لا يترجح منها ليلة على أخرى رأيته في شرح الرافعي رحمه الله". "تفسير ابن كثير" (4/ 534)
قال الحافظ ابن عبد البر رحمه الله: "وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى أن ليلة القدر في كل رمضان ليلة إحدى وعشرين, وذهب آخرون إلى أنها ليلة ثلاث وعشرين في كل رمضان, وذهب آخرون إلى أنها ليلة سبع وعشرين في كل رمضان, وذهب آخرون إلى أنها تنتقل في كل وتر من العشر الأواخر؛ وهذا عندنا هو الصحيح إن شاء الله ... وقال: وهي عندنا تنتقل وبهذا يصح استعمال الآثار المرفوعة وغيرها وبالله التوفيق".اهـ "التمهيد" (23/ 63)
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: " ليلة القدر منحصرة في رمضان، ثم في العشر الأخير منه, ثم في أوتاره, لا في ليلة منه بعينها، وهذا هو الذي يدل عليه مجموع الأخبار الواردة فيها". اهـ "فتح الباري" (4/ 260)
قلت: وخاصة أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أمر بتحريها في الوتر من العشر الأواخر ولم يعين, وكذلك يكون هذا أدعى للمؤمن للاجتهاد في العبادة في ليالي الأواخر كلها, لا في ليلة بعينها, فيكون بذلك قد أصاب خيراً كثيراً, وفضلاً كبيراً.
الحكمة من إخفائها:
أخفى الله عز وجل عنا علم هذه الليلة ليكون ذلك أدعى للمؤمن لأن يزداد من الطاعة والعبادة, ولا يقتصر على قيام ليلة واحدة فقط, بل يجتهد في سائر ليالي العشر الأواخر.
عن عبادة بن الصامت ـ رضي الله عنه ـ قال: خرج رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ليخبرنا بليلة القدر, فتلاحى رجلان من المسلمين, فقال: (خرجت لأخبركم بليلة القدر فتلاحى فلان وفلان فرفعت, وعسى أن يكون خيراً لكم؛ فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة). رواه البخاري. تلاحى: أي تخاصم وتجادل.
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: " قوله (فرفعت) أي رُفع علم تعيينها لكم, لا إنها رُفعت بالكلية من الوجود كما يقوله جهلة الشيعة, لأنه قد قال بعد هذا: (فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/75)
وقوله: (وعسى أن يكون خيراً لكم) يعني عدم تعيينها لكم, فإنها إذا كانت مبهمة اجتهد طلابها في ابتغائها في جميع محالِّ رجائها فكان أكثر للعبادة, بخلاف ما إذا علموا عينها فإنها كانت الهمم تتقاصر على قيامها فقط. وإنما اقتضت الحكمة إبهامها لتعم العبادة جميع الشهر في ابتغائها, ويكون الاجتهاد في العشر الأخير أكثر ولهذا كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل ثم اعتكف أزواجه من بعده". "تفسير ابن كثير" (4/ 534)
وقال الحافظ ابن حجر رحمه الله: "لأن ليلة القدر لو عينت في ليلة بعينها, حصل الاقتصار عليها, ففاتت العبادة في غيرها, وكان هذا هو المراد بقوله: (عسى أن يكون خيراً لكم) ". "فتح الباري" (4/ 259)
الاجتهاد في طلب ليلة القدر:
يقول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (تحَرَّوْا ليلة القَدْر في العَشْر الأواخر من رمضان). متفق عليه
قال ابن الأثير رحمه الله: "أي تعَمّدُوا طَلبهَا فيها. والتَّحرِّي: القَصْد والاجتهاد في الطلب, والعَزْم على تَخْصِيص الشيء بالفعل والقول". "النهاية" (1/ 376) فالتحري يكون في العشر الأواخر جميعاً لا في ليلة بعينها, وهذا هو الاجتهاد في طلبها.
ويستحب الإكثار فيها من الدعاء الذي أمرنا به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ , فعن عائشة رضي الله عنها قالت يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر, ما أقول فيها؟ قال: (قولي: اللهم إنك عفوُ تحب العفو فاعفُ عني). (السلسلة الصحيحة/3337)
علاماتها:
هناك علامات وأوصاف تعرف بها ليلة القدر, أخبرنا بها النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ من ذلك:
1ـ عن أبي بن كعب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال ـ صلى الله عليه وسلم ـ: (صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طَسْت حتى ترتفع). (صحيح الجامع/ 3754) الطَّسْت: الإناء من النحاس
2ـ عن واثلة ـ رضي الله عنه ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (ليلة القدر ليلة بلجة لا حارة ولا باردة, ولا يرمى فيها بنجم, ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها). (صحيح الجامع/5472)
3ـ عن ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ: عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: (ليلة القدر ليلة سمحة طلقة لا حارة ولا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء). (صحيح الجامع/ 5475) ليلة سَمْحةٌ طَلْقة: أي سَهْلة طَيِّبة إذا لم يكن فيها حرٌّ ولا بَرْد يُؤْذِيَان.
ومن الخرافات التي تحاك عن ليلة القدر: أنها لا تسري نجومها, و لا تنبح كلابها, وأنها لا سحاب فيها ولا مطر ولا ريح, وأن يُرى فيها كل شيء ساجداً, وأن ترى الأنوار في كل مكان ساطعة حتى في المواضع المظلمة, وأن يُسمع كلام الملائكة, وأن تفتح فيها السماء. فكل هذه أمور لا تصح.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 11:41 ص]ـ
فضائل العشر الأواخر
إن للعشر الأواخر من رمضان عند النبي صلى الله علية وسلم و أصحابه أهمية خاصة ولهم فيها هدى خاص، فقد كانوا أشد ما يكونون حرصاً فيها على الطاعة. والعبادة والقيام والذكر ولنتعرف من خلال هذه الصفحة على أهم الأعمال التي كان يحرص عليها النبي صلى الله عليه وسلم والتي علمها أصحابه وأمته من بعده.
فلقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر من رمضان، ما لا يجتهد في غيرها، رواه مسلم ومن ذلك انه كان يعتكف فيها ويتحرى ليلة القدر خلالها. رواه البخاري ومسلم
وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: (كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره) رواه البخاري ومسلم وزاد مسلم وجَد وشد مئزره
تحري ليلة القدر:
يستحب تحري ليلة القدر في رمضان، وفي العشر الأواخر منه خاصة جاء في صحيح مسلم من أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ (والقبة: الخيمة وكلّ بنيان مدوّر) عَلَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ قَالَ فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ فَدَنَوْا مِنْهُ فَقَالَ إِنِّي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/76)
اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوَّلَ أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ قَالَ وَإِنِّي أُرْيْتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ وَإِنِّي أَسْجُدُ صَبِيحَتَهَا فِي طِينٍ وَمَاءٍ فَأَصْبَحَ مِنْ لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَقَدْ قَامَ إِلَى الصُّبْحِ فَمَطَرَتْ السَّمَاءُ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فَأَبْصَرْتُ الطِّينَ وَالْمَاءَ فَخَرَجَ حِينَ فَرَغَ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ وَجَبِينُهُ وَرَوْثَةُ أَنْفِهِ فِيهِمَا الطِّينُ وَالْمَاءُ وَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ. صحيح مسلم
وليلة القدر في العشر الأواخر كما في حديث أبي سعيد السابق وكما في حديث عائشة وحديث ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان) رواه البخاري.
وفي أوتار العشر آكد، لحديث عائشة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) رواه البخاري.
وليلة القدر في السبع الأواخر أرجى، ولذلك جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام، في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر) رواه البخاري ومسلم.
وهي في ليلة سبع وعشرين أرجى ما تكون، فقد جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عمر عند أحمد ومن حديث معاوية عند أبي داود أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليلة القدر ليلة سبع وعشرين) مسند أحمد وسنن أبي داود.
وإنما أخفى الله تعالى هذه الليلة ليجتهد العباد في طلبها، ويجدّوا في العبادة، كما أخفى ساعة الجمعة وغيرها، فينبغي للمؤمن أن يجتهد في أيام وليالي هذه العشر طلباً لليلة القدر، اقتداء بنبينا صلى الله عليه وسلم، وأن يجتهد في الدعاء والتضرع إلى الله.
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال: قولي: (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني) رواه الإمام أحمد، والترمذي (3513)، وابن ماجة (3850) وسنده صحيح.
الاعتكاف:
لقد اختص الله الاعتكاف في ليلة القدر بزيادة الفضل على غيرها من أيام السنة، والاعتكاف لزوم المسجد لطاعة الله تعالى، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف هذه العشر كما جاء في حديث أبى سعيد السابق أنه اعتكف العشر الأول ثم الوسط، ثم أخبرهم انه كان يلتمس ليلة القدر، وانه أريها في العشر الأواخر، وقال: (من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر) وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، ثم اعتكف أزواجه من بعده متفق عليه ولهما مثله عن ابن عمر وكان صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه كما جاء في الصحيحين من حديث عائشة.
وقد روى البخاري أنه عليه الصلاة والسلام اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يوما.
ومن أسرار الاعتكاف صفاء القلب والروح إذ أن مدار الأعمال على القلب كما في الحديث (ألا و أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)
القيام:
قال تعالى: (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاماً. والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما) [الفرقان 63 ـ 64].
قال صلى الله عليه وسلم: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه) [أخرجه البخاري ومسلم].
ولقد كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه. قالت عائشة: رضي الله عنها: (لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/77)
وكان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يصلي من الليل ما شاء حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة ثم يقول لهم: الصلاة، الصلاة .. ويتلو هذه الآية: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) [طه الآية 132].
وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية: (أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) [الزمر الآية 9]
وعن علقمة بن قيس قال: بت مع عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي فكان يقرأ قراءة الإمام في المسجد يرتل ولا يرجع يسمع من حوله ولا يرجع صوته، حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين المغرب إلى الانصراف منها ثم أوتر.
وفي حديث السائب بن زيد قال: كان القارئ يقرأ بالمئين ـ يعني بمئات الآيات ـ حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام قال: وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر.
الصدقة:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة .. وقد قال صلى الله عليه وسلم: (أفضل الصدقة صدقة في رمضان) [أخرجه الترمذي عن أنس].
روى زيد بن أسلم عن أبيه، قال سمعت عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يقول: أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن نتصدق ووافق ذلك مالاً عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوما، قال فجئت بنصف مالي ـ قال: فقال لي رسول الله: (ما أبقيت لأهلك). قال: فقلت مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما أبقيت لأهلك) قال أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقك إلى شيء أبداً.
إطعام الطعام:
قال الله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً وأسيراً. إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكوراً إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرةً وسروراً وجزاهم بما صبروا جنةً وحريراً) [الإنسان 8 ـ 12].
فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام ويقدمونه على كثير من العبادات. سواءً كان ذلك بإشباع جائع أو إطعام أخ صالح، فلا يشترط في المطعم الفقر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أيما مؤمن أطعم مؤمناً على جوع أطعمه الله من ثمار الجنة ومن سقى مؤمناً على ظمأ سقاه الله من الرحيق المختوم) [رواه الترمذي بسند حسن].
وقد قال بعض السلف: لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلي من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل!!
وكان كثير من السلف يؤثر بفطوره وهو صائم، منهم عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ وداود الطائي ومالك بن دينار، وأحمد بن حنبل، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين.
وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم .. منهم الحسن وابن المبارك.
تفطير الصائمين:
قال صلى الله عليه وسلم: (من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء) أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني. وفي حديث سلمان: (ومن فطر فيه صائماً كان مغفرةً لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أجره من غير أن ينقص من أجره شيء قالوا: يا رسول الله ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربةً لا يظمأ بعدها، حتى يدخل الجنة).
قراءة القرآن:
شهر رمضان هو شهر القرآن فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته، وقد كان حال السلف العناية بكتاب الله، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلم القرآن في رمضان، وعن عائشة رضي الله عنها قالت: (لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليلة حتى الصباح ولا صام شهرا كاملا قط غير رمضان) سنن النسائي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/78)
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل القرآن وتلاوته فقال (إقروا القرآن فان لكم بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) رواه الترمذي وإسناده صحيح واخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن يحاج عن صاحبه يوم العرض الأكبر فقال «يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما» رواه مسلم وكان عثمان بن عفان - رضي الله عنه - يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعض السلف يختم في قيام رمضان في كل ثلاث ليال، وبعضهم في كل سبع، وبعضهم في كل عشر، فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها، فكان للشافعي في رمضان ستون ختمه، يقرؤها في غير الصلاة، وكان الأسود يقرأ القرآن كل ليلتين في رمضان، وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن.
قال ابن رجب: إنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصاً الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر، أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتناماً لفضيلة الزمان والمكان.
البكاء عند تلاوة القرآن أو سماعة:
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ علي. فقلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال إني أحب أن أسمعه من غيري قال: فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) قال: حسبك، فالتفت فإذا عيناه تذرفان).
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت (أفمن هذا الحديث تعجبون. وتضحكون ولا تبكون) بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يلج النار من بكى من خشية الله).
الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس:
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة). أخرجه الترمذي.
منقول للامانة.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 11:42 ص]ـ
العشر الأواخر
على أعتاب العشر الأخيرة من رمضان!
خصائص عشر الأواخر من رمضان
من أحكام العشر الأواخر من رمضان
همسات العشر تقول ..
أعمال العشر الأواخر من رمضان
وجاءت العشر
العشرة الأواخر والدعاء
فضل العشر الأواخر وليلة القدر
النفحات الإلهية في العشر الأواخر
قبل أن يرحل رمضان
وظائف العشر الأواخر من رمضان
ليلة القدر
كيف تكسب ليلة القدر؟
وقفات متفرّقة وهامة مع ليلة القدر
تدبرات قرآنية .. سورة القدر
ليلة القدر فضائل وأحكام
ليلةَ القدرِ
أطِلّي ليلةَ القدرِ
المنع من القول بتحديد ليلة القدر على وجه القطع
أحكام الاعتكاف
فقه الاعتكاف
كتاب: فقه الاعتكاف .. للشيخ خالد المشيقح
رسالة إلى المعتكفين
برنامج الاعتكاف من كتاب (أسرار المحبين في رمضان)
مختصر في (فقه الاعتكاف)
سر الاعتكاف ومقصوده وآدابه
الاعتكاف سنة ثابتة
هنيئا لك أيها المعتكف ... ولكن
الاعتكاف وتربية الذات على اتباع الأسلاف
الاعتكاف فضائل وأحكام
ملخص أحكام الاعتكاف
الاعتكاف والنقلة الإيجابية
فضل الاعتكاف وأحكامه
دعوة للاعتكاف
أسئلة حول الاعتكاف .. الشنقيطي
الاعتكاف وحلاوة الخلوة
من هنا: http://saaid.net/mktarat/ramadan/r10.htm
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 11:42 ص]ـ
أعمال العشر الأواخر من رمضان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء المرسلين وعلى آله وصحبة الغر الميامين.
أيها الأخوة المسلمون: موضوع حديثنا هذا اليوم عن أعمال العشر الأواخر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/79)
للعشر الأواخر من رمضان عند النبي صلى الله علية وسلم و أصحابه أهمية خاصة ولهم فيها هدى خاص، فقد كانوا أشد ما يكونون حرصاً فيها على الطاعة. والعبادة والقيام والذكر ولنتعرف في هذه الدقائق على أهم الأعمال التي كان يحرص عليها الأولون وينبغي علينا الإقتداء بهم في ذلك:
1 ـ فمن أهم هذه الأعمال: {إحياء الليل} فقد ثبت في الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر أحياء الليل وأيقظ أهله وشد مئزر ومعنى إحياء الليل: أي استغرقه بالسهر في الصلاة والذكر و غيرهما، وقد جاء عند النسائي عنها أنها قالت: لا أعلم رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ القرآن كله في ليلة ولا قام ليلة حتى أصبح ولا صام شهراً كاملاً قط غير رمضان} فعلى هذا يكون إحياء الليل المقصود به أنه يقوم أغلب الليل، ويحتمل أنه كان يحي الليل كله كما جاء في بعض طرق الحديث.
وقيام الليل في هذا الشهر الكريم وهذه الليالي الفاضلة لا شك أنه عمل عظيم جدير بالحرص والاعتناء حتى نتعرض لرحمات الله جل شأنه
2 ـ ومن الأعمال الجليلة في هذه العشر: إيقاظ الرجل أهلة للصلاة.
فقد كان من هدية علية الصلاة السلام في هذه العشر أنه يوقظ أهله للصلاة كما في البخاري عن عائشة، وهذا حرص منه عليه الصلاة والسلام على أن يدرك أهله من فضائل ليالي هذا الشهر الكريم ولا يقتصر على العمل لنفسه ويترك أهله في نومهم، كما يفعل بعض الناس وهذا لاشك أنه خطأ وتقصير ظاهر.
3 ـ ومن الأعمال أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا دخل العشر شد المئزر كما في الصحيحين والمعنى أنه يعتزل النساء في هذه العشر وينشغل بالعبادة والطاعة وذلك لتصفو نفسه عن الأكدار والمشتهيات فتكون أقرب لسمو القلب إلى معارج القبول وأزكى للنفس لمعانقة الأجواء الملائكية وهذا ما ينبغي فعله للسالك بلا ارتياب.
4 ـ ومما ينبغي الحرص الشديد عليه في هذه العشر: الإعتكاف في المساجد التي تصلي فيها فقد كان هدى النبي صلى الله علية وسلم المستمر الإعتكاف في العشر الأواخر حتى توفاه الله كما في الصحيحين عن عائشة.
وإنما كان يعتكف في هذه العشر التي تطلب فيها ليلة القدر قطعاً لانشغاله وتفريغاً للياليه وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه ,وكان يحتجز حصيراً يتخلى فيه عن الناس فلا يخالطهم ولا ينشغل بهم.
وقد روى البخاري أنه عليه الصلاة والسلام اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يوما.
قال الإمام الزهري رحمة الله عليه: {عجباً للمسلمين تركوا الإعتكاف مع أن النبي صلى الله عليه وسلم ما تركه منذ قدم المدينة حتى قبضه الله عز وجل}.
ومن أسرار الإعتكاف صفاء القلب والروح إذ أن مدار الأعمال على القلب كما في الحديث «ألا و أن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب»
فلما كان الصيام وقاية للقلب من مغبة الصوارف الشهوانية من فضول الطعام و الشراب و النكاح فكذلك الإعتكاف ينطوي على سر عظيم وهو حماية العبد من أثار فضول الصحبة وفضول الكلام وفضول النوم وغير ذلك من الصوارف التي نفرق أمر القلب ونفسدُ اجتماعه على طاعة الله.
ومما يجدر التنبة علبه هنا أن كثيراً من الناس يعتقد أنه لا يصح له الإعتكاف إلا إذا اعتكف كل أيام العشر ولياليها , وبعضهم يعتقد أنه لابد من لزوم المسجد طيلة النهار والليل وآلا م يصح اعتكافه , وهذا ليس صواباً إذ أن الإعتكاف وإن كانت السنة فيه اعتكاف جميع العشر إلا أنه يصح اعتكاف بعض العشر سواءً نهاراً أو ليلها كما يصح أن يعتكف الإنسان جزءً من الوقت ليلاً أو نهاراً إن كان هناك ما يقطع اعتكافه من المشاغل فإذا ما خرج لا مر مهم أو لوظيفة مثلاً استأنف نية الإعتكاف عند عودته , لأن الإعتكاف في العشر مسنون أما إذا كان الإعتكاف واجباً كأن نذر الإعتكاف مثلاً فأنه يبطل بخروجه من المسجد لغير حاجة الإنسان من غائط وما كان في معناه كما هو مقرر في موضعه من كتب الفقه
فلا تشتغل إلا بما يكسب العلا
ولا ترض للنفس النفسية بالردى
وفي خلوة الإنسان بالعلم أُنسه
ويسلم دين المرء عند التوحد
ويسلم من قال وقيل ومن أذى
جليس ومن واش بغيظ وحسدِ
وخير مقام قمت فيه وحلية
تحليتها ذكر الإله بمسجد
ومن أهم الأعمال في هذا الشهر وفي العشر الأواخر منة على وجه الخصوص تلاوة القرآن الكريم بتدبر وخشوع ,واعتبار معانية وأمره ونهيه قال تعالى.
{شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان}
فهذا شهر القرآن , وقد كان النبي صلى الله علية وسلم يدارسه جبريل في كل يوم من أيام رمضان حتى يتم ما أنزل علية من القرآن وفي السنة التي توفي فيها قرأ القرآن على جبريل مرتين.
وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى فضل القرآن وتلاوته فقال (إقروا القرآن فان لكم بكل حرف حسنة والحسنة بعشر أمثالها أما إني لا أقول ألم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف) رواه الترمذي وإسناده صحيح واخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن القرآن يحاج عن صاحبه يوم العرض الأكبر فقال «يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانوا يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما» رواه مسلم
ولقد كان السلف اشد حرصاً على تلاوة القرآن وخاصة في شهر رمضان فقد كان الأسود بن يزيد يختم المصحف في ست ليالي فإذا دخل رمضان ختمه في ثلاث ليال فإذا دخلت العشر ختمه في كل ليلة , وكان الشافعي رحمة الله عليه يختمه في العشر في كل ليلة بين المغرب والعشاء وكذا روي عن أبي حنيفة رحمه الله.
وقد أفاد الحافظ بن رجب رحمه الله أن النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث إنما هو على الوجه المعتاد أما في الأماكن الفاضلة كمكة لمن دخلها أو في الأوقات الفاضلة كشهر رمضان والعشر منه فلا يكره وعليه عمل السلف.
نسأل الله الكريم أن يوفقنا إلى طاعته ويستعملنا في مرضاته ويسلك لنا مسلك الصالحين ويحسن لنا الختام ويتقبل منا صالح الأعمال إنه جواد كريم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
الرابط: http://www.islamway.com/?iw_s=Articl...article_id=986
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/80)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 11:43 ص]ـ
العشر الأواخر من رمضان
ابن رجب الحنبلي
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ... أما بعد:
فهذه رسالة في بيان فضل العشر الأواخر من رمضان، وما يستحب فيها من الأعمال، وكيف كان حال النبي في هذه العشر؟ وفيها بيان لليله القدر وفضل العمل فيها مع بيان أسباب مغفرة الذنوب في رمضان.
وقد اخترناها من كتاب (لطائف المعارف فيما لمواسم العام من الوظائف) للحافظ ابن رجب الحنبلي، وقد سميناها (العشر الأواخر من رمضان) نسأل الله تعالى أن ينفع بها المسلمين، وأن يهدينا جميعاً إلى الحق والدين، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
عن عائشة رضي الله عنها، قالت: {كان رسول الله إذا دخل العشر شدّ مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله} وفي رواية: {أحيا الليل، وأيقظ أهله، وجد، وشد المئزر} [رواه البخاري ومسلم].
الأعمال الخاصة بالعشر الأواخر من رمضان
كان النبي يخص العشر الأواخر من رمضان بأعمال لا يعملها في بقية الشهر:
فمنها: إحياء الليل؛ فيحتمل أن المراد إحياء الليل كله، ففي حديث عائشة قالت: {كان النبي يخلط العشرين بصلاة ونوم، فإذا كان العشر - يعني الأخير - شمّر وشدّ المئزر} [رواه أحمد]. ويحتمل أن يريد بإحياء الليل إحياء غالبه، ويؤيده ما في صحيح مسلم عن عائشة، قالت: {ما أعلمه قام ليلة حتى الصباح}.
ومنها: أن النبي كان يوقظ أهله للصلاة في ليالي العشر دون غيره من الليالي، قال سفيان الثوري: أحب إليّ إذا دخل العشر الأواخر أن يتهجد بالليل، ويجتهد فيه، ويُنهض أهله وولده إلى الصلاة إن أطاقوا ذلك. وقد صح عن النبي أنه كان يطرق فاطمة وعلياً ليلاً فيقول لهما: {ألا تقومان فُتصليان} [رواه البخاري ومسلم].
وكان يوقظ عائشة بالليل إذا قضى تهجده وأراد أن يُوتر. وورد الترغيب في إيقاظ أحد الزوجين صاحبه للصلاة، ونضح الماء في وجهه. وفي الموطأ أن عمر بن الخطاب كان يصلي من الليل ما شاء الله أن يصلي، حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة، يقول لهم: الصلاة الصلاة، ويتلو هذه الآية: وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا [طه:132].
وكانت امرأة أبي محمد حبيب الفارسي تقول له بالليل: (قد ذهب الليل وبين أيدينا طريق بعيد، وزادنا قليل، وقوافل الصالحين قد سارت قدامنا، ونحن قد بقينا).
يا نائماً بالليل كم ترقد ... قم ياحبيبي قد دنا الموعد
وخُذ من الليل وأوقاته ... ورِداً إذا ما هجع الرّقد
من نام حتى ينقضي ليله ... ثم يبلغ المنزل أو يجهد
ومنها: أن النبي كان يشدّ المئزر. واختلفوا في تفسيره؛ فمنهم من قال: هو كناية عن شدة جدِّه واجتهاده في العبادة، وهذا فيه نظر، والصحيح أن المراد اعتزاله للنساء، وبذلك فسره السلف والأئمة المتقدمون منهم سفيان الثوري، وورد تفسيره بأنه لم يأوِِ إلى فراشه حتى ينسلخ رمضان. وفي حديث أنس: {وطوى فراشه، واعتزل النساء}.
وقد قال طائفة من السلف في تفسير قوله تعالى: فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُواْ مَا كَتَبَ اللّهُ لَكُمْ [البقرة:187]: إنه طلب ليلة القدر. والمعنى في ذلك أن الله تعالى لما أباح مباشرة النساء في ليالي الصيام إلى أن يتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، أمر مع ذلك بطلب ليلة القدر؛ لئلا يشتغل المسلمون في طول ليالي الشهر بالاستماع المباح، فيفوتهم طلب ليلة القدر، فأمر مع ذلك بطلب ليلة القدر بالتهجد من الليل، خصوصاً في الليالي المرجو فيها ليلة القدر، فمن ها هنا كان النبي يصيب من أهله في العشرين من رمضان، ثم يعتزل نساءه ويتفرغ لطلب ليلة القدر في العشر الأواخر.
ومنها: تأخيره للفطور إلى السحر: رُوي عنه من حديث عائشة وأنس أنه كان في ليالي العشر يجعل عشاءه سحوراً. ولفظ حديث عائشة: {كان رسول الله إذا كان رمضان قام ونام، فإذا دخل العشر شدّ المئزر، واجتنب النساء، واغتسل بين الأذانين، وجعل العشاء سحوراً} [رواه ابن أبي عاصم]. وعن أبي سعيد الخدري، عن النبي، قال: {لا تواصلوا، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل إلى السحر}، قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله؟ قال: {إني لست كهيئتكم، إني أبيت لي مُطعم يُطعمني وساقٍ يسقيني} [رواه البخاري].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/81)
وظاهر هذا يدل على أنه كان يواصل الليل كله، وقد يكون إنما فعل ذلك لأنه رآه أنشط له على الاجتهاد في ليالي العشر، ولم يكن ذلك مضعفاً له عن العمل؛ فإن الله كان يطعمه ويسقيه.
ومنها: اغتساله بين العشاءين، وقد تقدم من حديث عائشة: {واغتسل بين الأذانين} والمراد: أذان المغرب والعشاء، قال ابن جرير: كانوا يستحبون أن يغتسلوا كل ليلة من ليالي العشر الأواخر. وكان النخعي يغتسل في العشر كل ليلة، ومنهم من كان يغتسل ويتطيب في الليالي التي تكون أرجى لليلة القدر. وكان أيوب السختياني يغتسل ليلة ثلاث وعشرين وأربع وعشرين، ويلبس ثوبين جديدين، ويستجمر ويقول: ليلة ثلاث وعشرين هي ليلة أهل المدينة، والتي تليها ليلتنا، يعني البصريين.
فتبين بهذا أنه يستحب في الليالي التي ترجى فيها ليلة القدر التنظف والتزين، والتطيب بالغسل والطيب واللباس الحسن، كما يشرع ذلك في الجُمع والأعياد. وكذلك يُشرع أخذ الزينة بالثياب في سائر الصلوات، ولا يكمل التزين الظاهر إلا بتزين الباطن بالتوبة والإنابة إلى الله تعالى، وتطهيره من أدناس الذنوب؛ فإن زينة الظاهر مع خراب الباطن لا تغني شيئاً.
ولا يصلح لمناجاة الملوك في الخلوات إلا من زين ظاهره وباطنه وطهرهما، خصوصاً ملك الملوك الذي يعلم السر وأخفى، وهو لا ينظر إلى صوركم، وإنما ينظر إلى قلوبكم وأعماكم، فمن وقف بين يديه فليزين له ظاهره باللباس، وباطنه بلباس التقوى.
إذا المرء لم يلبس ثياباً من التقوى ... تقلب عُرياناً وإن كان كاسياً
ومنها: الاعتكاف، ففي الصحيحين عن عائشة رضي الله عنها أن النبي كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى. وفي صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، {كان رسول الله يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبض فيه اعتكف عشرين}. وإنما كان يعتكف النبي في هذه العشر التي يُطلب فيها ليلة القدر، قطعاً لأشغاله، وتفريغاً لباله، وتخلياً لمناجاة ربه وذكره ودعائه.
فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه، وعكف بقلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه، فما بقى له هم سوى الله وما يُرضيه عنه. وكما قويت المعرفة والمحبة له والأنس به أورثت صاحبها الانقطاع إلى الله تعالى بالكلية على كل حال.
ليلة القدر
قال تعالى: إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ [القدر:1 - 3]. وعن أبي هريرة عن النبي أنه قال في شهر رمضان: {فيه ليلة خير من ألف شهر، منَ حُرم خيرها فقد حُرم} [رواه أحمد والنسائي]. وقال مالك: بلغني أن رسول الله صلى اللّه عليه وسلم أُرِي أعمار الناس قبله، أو ما شاء الله من ذلك، فكأنه تقاصر أعمار أمته ألا يبلغوا من العمل الذي بلغ غيرهم في طول العُمر، فأعطاه الله ليلة القدر خيراً من ألف شهر.
وأما العمل في ليلة القدر فقد ثبت عن النبي أنه قال: {من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه} وقيامها إنما هو إحياؤها بالتهجد فيها والصلاة، وقد أمر عائشة بالدعاء فيها أيضاً.
قال سفيان الثوري: الدعاء في تلك الليلة أحب إليَّ من الصلاة. ومراده أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء، وإن قرأ ودعا كان حسناً. وقد كان النبي يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة، لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكير. وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها.
وقالت عائشة رضي الله عنها للنبي: أرأيت إن وافقت ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: {قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فأعفُ عني} والعفو من أسماء الله تعالى، وهو المتجاوز عن سيئات عباده، الماحي لآثارها عنهم، وهو يُحبُ العفو؛ فيحب أن يعفو عن عباده، ويحب من عباده أن يعفو بعضهم عن بعض؛ فإذا عفا بعضهم عن بعض عاملهم بعفوه، وعفوه أحب إليه من عقوبته. وكان النبي يقول: {أعوذ برضاك من سخطك، وعفوك من عقوبتك} [رواه مسلم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/82)
وإنما أمر بسؤال العفو في ليلة القدر بعد الاجتهاد في الأعمال فيها وفي ليالي العشر؛ لأن العارفين يجتهدون في الأعمال، ثم لا يرون لأنفسهم عملاً صالحاً ولا حالاً ولا مقالاً، فيرجعون إلى سؤال العفو الُمذنب المقصر.
أسباب المغفرة في رمضان
عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى عليه وسلم قال: {من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه} وعنه قال: قال: {من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه} [رواهما البخاري ومسلم].
دل حديث أبي هريرة على أن هذه الأسباب الثلاثة كل واحد منها مكفر لما سلف من الذنوب، وهي صيام رمضان، وقيامه، وقيام ليلة القدر، فقيام ليلة القدر بمجرده يكفر الذنوب لمن وقعت له، سواء كانت في أول العشر أو أوسطه أو آخره، وسواء شعر بها أو لم يشعر، ولا يتأخر تكفير الذنوب بها إلى انقضاء الشهر.
وأما صيام رمضان وقيامه فيتوقف التكفير بهما على تمام الشهر، فإذا تم الشهر فقد كمل للمؤمن صيام رمضان وقيامه، فيترتب له على ذلك مغفرة ما تقدم من ذنبه بتمام السببين، وهما صيام رمضان وقيامه.
فإذا كمل الصائمون صيام رمضان وقيامه فقد وفوا ما عليهم من العمل، وبقى ما لهم من الأجر وهو المغفرة؛ فإذا خرجوا يوم عيد الفطر إلى الصلاة قُسمت عليهم أجورهم، فرجعوا إلى منازلهم وقد استوفوا الأجر واستكملوه، ومن نقص من العمل الذي عليه نُقص من الأجر بحسب نَقصِه، فلا يَلُم إلا نفسه. قال سلمان: الصلاة مكيال، فمن وفى وفي له، ومن طفف فقد علمتم ما قيل في المطففين. فالصيام وسائر الأعمال على هذا المنوال؛ من وفاها فهو من خيار عباد الله الموفين، ومن طفف فيها فويل للمطففين. أما يستحي من يستوفي مكيال شهواته، ويطفف في مكيال صيامه وصلاته.
غداً تُوفّى النفوس ما كسبت ... ويحصد الزارعون ما زرعوا
إن أحسنوا أحسنوا لأنفسهم ... وإن أساءوا فبئس ما صنعوا
كان السلف الصالح يجتهدون في إتمام العمل وإكماله وإتقانه، ثم يهتمون بعد ذلك بقبوله، ويخافون من رده، وهؤلاء الذين يُؤتُونَ مَاآتَوا وَقُلُوبُهُم وَجِلَةٌ [المؤمنون:60]. رُوي عن علي رضي اللّه عنه، قال: كونوا لقبول العمل أشد اهتماماً منكم بالعمل، ألم تسمعوا الله عز وجل يقول: إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ [المائدة:27].
وعن الحسن قال: (إن الله جعل شهر رمضان مضماراً لخلقه، يستبقون فيه بطاعته إلى مرضاته، فسبق قوم ففازوا، وتخلف آخرون فخابوا). فالعجب من اللاعب الضاحك في اليوم الذي يفوز فيه المحسنون ويخسر فيه المبطلون.
ومن أسباب المغفرة فيه أيضاً: تفطير الصوام، والتخفيف عن المملوك، ومنها الذكر، ومنها الاستغفار، والاستغفار طلب المغفرة، ودعاء الصائم يستجاب في صيامه وعند فطره، ومنها استغفار الملائكة للصائمين حتى يفطروا، فلما كثرت أسباب المغفرة في رمضان كان الذي تفوته المغفرة فيه محروماً غاية الحرمان.
فمتى يُغفر لمن لا يغفر له في هذا الشهر؟ متى يُقبل من رُد في ليلة القدر؟ متى يصلح من لا يصلح في رمضان؟ متى يصح من كان به فيه من داء الجهالة والغفلة مرضان؟ كلّ ما لا يثمر من الأشجار في أوان الثمار فإنه يُقطع ثم يوقد في النار، من فرط في الزرع في وقت البِذار لم يحصد يوم الحصاد غير الندم والخسار.
رمضان شهر العتق من النيران
وأما آخر الشهر فُيعتق فيه من النار من أوبقته الأوزار، واستوجب النار بالذنوب الكبار، فإذا كان يوم الفطر من رمضان أعتق الله فيه أهل الكبائر من الصائمين من النار، فيلتحق فيه المذنبون بالأبرار.
ولما كانت المغفرة والعتق من النار كل منهما مرتباً على صيام رمضان وقيامه، أمر الله سبحانه وتعالى عند إكمال العدة بتكبيره وشكره، فقال: وَلتُكمِلُوا العِدةَ وَلِتُكَبِرُوا اللّه عَلَى مَا هَدَاكُم وَلَعَلَكُم تَشكُرُنَ [البقرة:185]. فشُكرُ من أنعم على عباده بتوفيقهم للصيام وإعانتهم عليه، ومغفرته لهم به، وعتقهم من النار، أن يذكروه ويشكروه ويتقوه حق تقاته.
يا من أعتقه مولاه من النار! إياك أن تعود بعد أن صرت حراً إلى رق الأوزار، أيبعدك مولاك عن النار وأنت تتقرب منها؟ وينقذك منها وأنت توقع نفسك فيها ولا تحيد عنها؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/83)
فينبغي لمن يرجو العتق في شهر رمضان من النار أن يأتي بأسباب توجب العتق من النار، وهي متيسرة في هذا الشهر؛ ففي صحيح ابن خزيمه: (فاستكثروا فيه من أربع خصال: خصلتان تُرضون بهما ربكم، وخصلتين لا غناء بكم عنهما. فأما الخصلتان اللتان ترضون بهما ربكم فشهادة أن لا إله إلا الله والإستغفار. وأما اللتان لا غناء لكم عنهما فتسألون الله الجنة، وتعوذون به من النار).
فهذه الخصال الأربع المذكورة في هذا الحديث كل منها سبب للعتق والمغفرة. فأما كلمة التوحيد فإنها تهدم الذنوب وتمحوها محواً، ولا تبقي ذنباً، ولا يسبقها عمل، وهي تعدل عتق الرقاب الذي يوجب العتق من النار. وأما كلمة الاستغفار فمن أعظم أسباب المغفرة، فإن الاستغفار دعاء بالمغفرة، ودعاء الصائم مستجاب في حال صيامه وعند فطره، وأنفع الاستغفار ما قارنته التوبة، فمن استغفر بلسانه وقلبه على المعصية معقود، وعزمه أن يرجع إلى المعاصي بعد الشهر ويعود، فصومه عليه مردود، وباب القبول عنه مسدود. وأما سؤال الجنة والاستعاذة من النار فمن أهم الدعاء، وقد قال النبي: {حولهما نُدَندنُ} [رواه أبو داود وابن ماجة].
وداعاً رمضان
عباد الله، إن شهر رمضان قد عزم على الرحيل، ولم يبق منه إلا القليل، فمن منكم أحسن فيه فعليه التمام، ومن كان فرط فليختمه بالحسنى، فالعمل بالختام، فاستمتعوا منه فيما بقى من الليالي اليسيرة والأيام، واستودعوه عملاً صالحاً يشهد لكم به عند الملك العلام، وودِّعُوه عند فراقه بأزكى تحية وسلام.
يا شهر رمضان ترفّق، دموع المحبين تُدفَق، قلوبهم من ألم الفراق تَشَقّق، عسى وقفة للوداع تطفىء من نار الشوق ما أحرق، عسى ساعة توبة وإقلاع ترفو من الصيام كل ما تخرّق، عسى منقطع عن ركب المقبولين يلحق، عسى أسير الأوزار يُطلَق، عسى من استوجب النار يُعتق، عسى رحمة المولى لها العاصي يُوفّق.
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الرابط: http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=320
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 11:44 ص]ـ
ليلة القدر في (الأشفاع) أحيانًا لفضيلة الشيخ محمد سعيد رسلان ـ حفظه الله تعالى ـ.
هذه المحاضرة أضيفت بتاريخ: 29 - 09 - 2007
تاريخ إلقاء هذه المحاضرة: الجمعة 16 من رمضان 1428هـ الموافق 28 - 9 - 2007م
مكان إلقاء هذه المحاضرة: بالمسجد الشرقي - سبك الأحد - أشمون - محافظة المنوفية - مصر
لحفظ او للااستماع للمحاضرة: http://www.rslan.com/vad/items_details.php?id=1283
ـ[ابو الزبير الفلسطيني]ــــــــ[04 - 10 - 07, 08:12 ص]ـ
جزيت خيرا ونفع الله بك
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[04 - 10 - 07, 10:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته بارك الله فيك وأحسن الله إليك وغفر لك ما تقدم من ذنبك. اللهم وفقنا و أعنا على قيام العشر الأواخر واغتنام الوقت في العبادة.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 02:54 م]ـ
أكرمك الله ونفع بك(84/84)
الاعتكاف
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 12:02 م]ـ
الاعتكاف
مشروعيته:
1 ـ والاعتكاف سنة في رمضان وغيره من أيام السنة، والأصل في ذلك قوله تعالى: (وأنتم عاكفون في المساجد)، مع توارد الأحاديث الصحيحة في اعتكافه صلى الله عليه وسلم، وتواتر الآثار عن السلف بذلك، وهي مذكورة في " المصنف " لابن أبي شيبة وعبد الرزاق1.
وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم اعتكف آخر العشر من شوال2، وأن عمر قال للنبي صلى الله عليه وسلم: كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام؟ قال:
" فأوف بنذرك "، (فاعتكف ليلةً) 3.
2 ـ وآكَدُه في رمضان لحديث أبي هريرة: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قُبِضَ فيه اعتكف عشرين يوماً4.
3 ـ وأفضله آخر رمضان، لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله عز وجل5.
شروطه:
1 ـ ولا يشرع إلا في المساجد لقوله تعالى: (ولا تباشروهن6 وأنتم عاكفون في المساجد) 7، وقالت السيدة عائشة:
(السنة في المعتكف أن لا يخرج إلا لحاجته التي لا بد له منها، ولا يعود مريضاً، ولا يمس أمراته، ولا يباشرها، ولا اعتكاف إلا في مسجد جماعة، والسنة فيمن اعتكف أن يصوم) 8.
2 ـ وينبغي أن يكون مسجداً جامعاً لكي لا يضطر للخروج منه لصلاة الجمعة، فإن الخروج لها واجب عليه، لقول عائشة في رواية عنها في حديثها: (. . . ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع) 9.
ثم وقفت على حديث صحيح صريح يُخصص (المساجد) المذكورة في الآية بالمساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، وهو قوله صلى الله عليه وسلم: " لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة "10.
وقد قال به من السلف فيما اطلعت حذيفة بن اليمان، وسعيد بن المسيب، وعطاء، إلا أنه لم يذكر المسجد الأقصى، وقال غيرهم بالمسجد الجامع مطلقاً، وخالف آخرون فقالوا: ولو في مسجد بيته.
ولا يخفى أن الأخذ بما وافق الحديث منها هو الذي ينبغي المصير إليه، والله سبحانه وتعالى أعلم.
3 ـ والسنة فيمن اعتكف أن يصوم كما تقدم عن عائشة رضي الله عنها11.
ما يجوز للمعتكف:
1 ـ ويجوز له الخروج منه لقضاء الحاجة، وأن يخرج رأسه من المسجد لِيُغْسَلَ ويُسَرَّح، قالت عائشة رضي الله عنها:
(وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل علَيَّ رأسَه وهو (معتكف) في المسجد، (وأنا في حجرتي) فأُرَجلُهُ، (وفي رواية: فأغسله وإن بيني وبينه لعتبة الباب وأنا حائض)، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة (الإنسان)، إذا كان معتكفاً) 12.
2 ـ ويجوز للمعتكف وغيره أن يتوضأ في المسجد لقول رجل خدم النبي صلى الله عليه وسلم: توضأ النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد وضوءاً خفيفاً13.
3 ـ وله أن يتخذ خيمة صغيرة في مؤخرة المسجد يعتكف فيها، لأن عائشة رضي الله عنها كانت تضرب للنبي صلى الله عليه وسلم خِبَاءً14 إذا اعتكف، وكان ذلك بأمره صلى الله عليه وسلم15.
واعتكف مرة في قُبَّةٍ تُركيَّة16 على سُدَّتِها حصير17.
إباحة اعتكاف المرأة وزيارتها زوجها في المسجد:
4 ـ ويجوز للمرأة أن تزور زوجها وهو في معتكفه، وأن يودعها إلى باب المسجد لقول صفية رضي الله عنها: " كان النبي صلى الله عليه وسلم معتكفاً (في المسجد في العشر الأواخر من رمضان) فأتيته أزوره ليلاً، (وعنده أزواجه، فَرُحْنَ)، فحدثتُهُ (ساعة)، ثم قمت لأنقلبَ، (فقال: لا تعجلي حتى أنصرف معك)، فقام معي ليقلبني، وكان مسكنها في دار أسامة بن زيد (حتى إذا كان عند باب المسجد الذي عند باب أم سلمة)، فمر رجلان من الأنصار، فلما رأيا النبي صلى الله عليه وسلم أسرعا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: " على رسْلِكُما؛ إنها صفية بنت حيي، فقالا: سبحان الله! يا رسول الله! قال: إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيتُ أن يقذف في قلوبكما شراً، أو قال: شيئاً "18.
بل يجوز لها أن تعتكف مع زوجها، أو لوحدها لقول عائشة رضي الله عنها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/85)
(اعتكفتْ مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة مستحاضة (وفي رواية أنها أم سلمة) من أزواجه، فكانت ترى الحمرة والصفرة، فربما وضعنا الطَّسْت تحتها وهي تصلي) 19.
وقال أيضاً:
(كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أواجه من بعده) 20.
قلت: وفيه دليل على جواز اعتكاف النساء أيضاً، ولا شك أن ذلك مقيد بإذن أوليائهن بذلك، وأمن الفتنة والخلوه مع الرجال؛ للأدلة الكثيرة في ذلك، والقاعدة الفقهية: درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
5 ـ ويبطله الجماع لقوله تعالى: (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد).
وقال ابن عباس:
(إذا جامع المعتكف بطل اعتكافه، وأستأنف) 21.
ولا كفارة عليه لعدم ورود ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه.
"وسبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك".
وانتهى إعادة النظر فيه، و تنقيحه، و إضافة فوائد جديدة إليه، بقلم مؤلفه فجر يوم الأحد 26 رجب سنة 1406ه و صلى الله على محمد النبي الأميّ، و على آله و صحبه و سلم.
عمّان – الأردن
و كتب محمد ناصر الدين الألباني
--------------------------------------------------------------------------------
1 - كان هنا في الطبعة السابقة حديث في فضل " من اعتكف يوماً. . " فحذفته؛ لأنه تبين لي ضعفه، بعد أن خرجته وتكلمت عليه بتفصيل في " سلسلة الأحاديث الضعيفة " (5347)، فكشفت فيه عن علته التي كانت خفيت علي، وعلى الهيثمي قبلي!
2 - هو قطعة من حديث لعائشة، رواه الشيخان وابن خزيمة في " صحاحهم "، وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (2127).
3 - رواه الشيخان وابن خزيمة، والزيادة للبخاري في رواية كما في " مختصره " (995)، وهو مخرج في " صحيح أبي داود " أيضاً (2136 ـ 2137).
4 - رواه البخاري وابن خزيمة في " صحيحيهما "، وهو مخرج في المصدر السابق (2126 ـ 2130).
5 - رواه الشيخان وابن خزيمة (2223)، وهو مخرج في " الإرواء " (966) و " صحيح أبي داود " (2125).
6 - أي لا تجامعوهن. قال ابن عباس: المباشرة والملامسة والمس جماع كله، ولكن الله عز وجل يكني ما شاء بما شاء. رواه البيهقي (4/ 321) بسند رجاله ثقات.
7 - (البقرة: 187)، قد استدل الإمام البخاري على ما ذكرناه بهذه الآية. قال الحافظ: (ووجه الدلالة من الآية أنه لو صح في غير المسجد لم يخص تحريم المباشرة به، لأن الجماع مناف للاعتكاف بالإجماع، فعلم من ذكر المساجد أن المراد أن الاعتكاف لا يكون إلا في فيها).
8 - رواه البيهقي بسند صحيح، وأبو داود بسند حسن، والراوية الآتية عن عائشة له، وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (2135) و " الإرواء " (966).
9 - روى البيهقي عن ابن عباس قال: إن أبغض الأمور إلى الله البدع، وإن من البدع الاعتكاف في المساجد التي في الدور.
10 - أخرجه الطحاوي والإسماعيلي والبيهقي بإسناد صحيح عن حذيفة ابن اليمان رضي الله عنه، وهو مخرج في " الصحيحة " (رقم 2786)، مع الآثار الموافقة له مما ذكرنا أعلاه، وكلها صحيحة.
11 - رواه البيهقي بسند صحيح، وأبو داود بسند حسن، وقال الإمام ابن القيم في " زاد المعاد ": (ولم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه اعتكف مفطراً، بل قد قالت عائشة: لا اعتكاف إلا بصوم، ولم يذكر سبحانه الاعتكاف إلا مع الصوم، ولا فعله صلى الله عليه وسلم إلا مع الصوم، فالقول الراجح في الدليل الذي عليه جمهور السلف أن الصوم شرط في الاعتكاف وهو الذي كان يرجحه شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية).
قلت: ويترتب عليه أنه لا يشرع لمن قصد المسجد للصلاة أو غيرهما أن ينوي الاعتكاف مدة لبثه فيه، وهو ما صرح به شيخ الإسلام في " الاختيارات ".
12 - رواه الشيخان، وابن ابي شيبة، وأحمد، والزيادة الأولى لهما، وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (2131 ـ 2132).
13 - رواه البيهقي بسند جيد، وأحمد (5/ 364) مختصراً بسند صحيح.
14 - الخِباء أحد بيوت العرب من وَبَرٍ أو صوف ولا يكون من شعَر، ويكون على عمودين أو ثلاثة. " نهاية ".
15 - رواه الشيخان من حديث عائشة، وفعلها للبخاري، والأمر لمسلم، وتقدم تخريجه (ص 34) التعليق (2).
16 - أي قبة صغيرة.
والسّدة كالظلّة على الباب لتقي الباب من المطر، والمراد أنه وضع قطعة حصير على سدتها لئلا يقع فيها نظرُ أحد كما قال السندي، وأوْلى أن يقال: لكي لا ينشغل بالُ المعتكف بمن قد يمر أمامه تحصيلاً لمقصود الاعتكاف وروحِه، كما قال الإمام ابن القيم: (عكس ما يفعله الجهال من اتخاذ المُعْتَكَفِ موضعَ عِشْرةٍ ومجلبة الزائرين وأخذهم بأطراف الأحاديث بينهم، فهذا لون، والاعتكاف النبوي لون، والله الموفق).
17 - هو طرف من حديث لأبي سعيد الخدري، رواه مسلم وابن خزيمة في " صحيحيهما " وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (1251).
18 - أخرجه الشيخان، وأبو داود، والزيادة الأخيرة له، وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (2133 و 2134).
19 - رواه البخاري وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (2138)، والرواية الأخرى لسعيد بن منصور كما في " الفتح " (4/ 281) لكن سماها الدارمي (1/ 22): (زينب). والله أعلم.
20 - أخرجه الشيخان وغيرهما، وسبق تخريجه (ص 35) التعليق رقم (2).
21 - رواه ابن أبي شيبة (3/ 92) وعبد الرزاق (4/ 363) بسند صحيح. والمراد من قوله:
(استأنف) أي أعاد اعتكافه.
منفول من هنا: http://www.elsonna.com/Articles.asp?...&articleId=193
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/86)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 12:06 م]ـ
كلمات لطاف في بعض أحكام الاعتكاف
إعداد: علي بن محمد أبو هنية
الحمد لله رب العالمين, والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين, أما بعد:
"فلما كان صلاحُ القلب واستقامتُه على طريق سيره إلى الله تعالى, متوقفاً على جمعيَّته على الله, ولمِّ شَعَثه بإقباله بالكلية على الله تعالى, فإن شَعَث القلب لا يلمُّه إلا الإقبالُ على الله تعالى, وكان فضول الطعام والشراب, وفضول مخالطة الأنام, وفضول الكلام, وفضول المنام, مما يزيده شعثاً, ويشتته في كل وادٍ, ويقطعه عن سيره إلى الله تعالى, أو يُضعفه, أو يُعوقه ويوقفه: اقتضت رحمة العزيز الرحيم بعباده أن شرع لهم ... الاعتكاف الذي مقصودُه وروحه عكوف القلب على الله تعالى, وجمعيته عليه, والخلوة به, والانقطاع عن الاشتغال بالخلق والانشغال به وحده سبحانه, بحيث يصير ذكره وحبه, والإقبال عليه في محل هموم القلب وخطراته, فيستولي عليه بدلها, ويصير الهمُّ كله به, والخطرات كلها بذكره, والتفكر في تحصيل مراضيه وما يقرب منه, فيصير أنسه بالله بدلا عن أنسه بالخلق, فيعده بذلك لأنسه به يوم الوحشة في القبور حين لا أنيس له, ولا ما يفرح به سواه".اهـ "زاد المعاد" (2/ 82)
وهذه نبذة مختصرة يسيرة من أحكام عبادة الاعتكاف, وضعتها للقارىء الكريم حتى يعبد ربه على بصيرة, أسأل الله أن ينفع بها كل من يقرؤها.
| تعريفه:
الاعتكاف لغةً: افتعال من عكف على الشيء يعْكُف ويعْكِف عكفاً وعكوفاً بمعنى الحبس والمنع, ويأتي بمعنى ملازمة الشيء والإقبال عليه, كقوله تعالى: " ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون ". أي: ملازمون.
واصطلاحاً: هو لزوم المسجد لعبادة الله تعالى من شخص مخصوص على صفة مخصوصة.
| الحكمة منه:
تفريغ القلب من مشاغل الدنيا, والتفرغ لعبادة الله تعالى, بإقبال العبد عليه بكليته, ليكون بذلك صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى ربه, وكذلك فيه طلب ليلة القدر لأنها تكون في العشر الأواخر, فيكون أبلغ في تحصيلها.
| مشروعيته:
1ـ قال تعالى: " ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد ". [البقرة:187]
2ـ عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ: "أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله تعالى، ثم اعتكف أزواجه من بعده". أخرجه "البخاري" (2026) و"مسلم" (1172) , وثبت مثل هذا الحديث عن ابن عمر أيضاً في الصحيحين.
3ـ الإجماع: قال ابن المنذر ـ رحمه الله ـ: "وأجمعوا على أن الاعتكاف جائز .. ".
| حكمه:
الاعتكاف سنة مستحبة, في حق الرجال والنساء لا فرق, إلا إذا نذره العبد فحينئذٍ يصبح واجباً.
قال النووي ـ رحمه الله ـ: "الاعتكاف سنة بالإجماع, ولا يجب إلا بالنذر بالإجماع". "المجموع" (6/ 501)
وقال الحافظ ابن حجر ـ رحمه الله ـ: "والاعتكاف ليس بواجب إجماعاً إلا على من نذره". "فتح الباري" (4/ 271)
| وقته:
يجوز الاعتكاف في سائر أيام السنة لما ثبت عنه ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه اعتكف في شوال. وهو في رمضان آكد وأفضل, وفي العشر الأواخر منه أفضل وأفضل, التزاماً بهدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ, وبغية تحصيل ليلة القدر.
| شروطه:
جُمعت شروط الاعتكاف في الأثر الذي رواه أبو داود في سننه عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: "السُّنة على المعتكف أن لا يعود مريضاً, ولا يشهد جنازةً, ولا يمس امرأةً, ولا يُباشرها, ولا يخرج لحاجة إلا لما لابد منه, ولا اعتكاف إلا بصوم, ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع". أخرجه "أبو داود" (2473) وصححه الألباني
ومن المعلوم أن قول الصحابي: من السنة كذا. له حكم المرفوع إلى النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كما هو مقرر عند علماء الحديث.
وهذه الشروط هي:
1ـ "لا يعود مريضاً": أي لا يزوره, ولكن له أن يسأل عنه.
2ـ "لا يمس امرأته ولا يباشرها": قال تعالى: "ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد". والمباشرة هي الوطء دون الفرج.
قال ابن عبد البر ـ رحمه الله ـ: "أجمع العلماء أن المعتكف لا يباشر ولا يُقبِّل". "التمهيد" (8/ 331)
فإن قبَّل أو باشر المعتكف فهو آثم, ولا يبطل الاعتكاف إلا بالجماع,
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/87)
قال ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ: "إذا جامع المعتكف بطل اعتكافه, واستأنف". أخرجه "ابن أبي شيبة" (3/ 92) بسند صحيح, استأنف: أي أعاد اعتكافه. ولا كفارة عليه لعدم ورود الدليل.
3ـ "لا يخرج لحاجة إلا لما لابد منه": أي لا يخرج المعتكف من معتكَفه إلا لحاجة وضرورة, ومن تلك الحاجة: الطعام والشراب إذا لم يجد من يحضرهما له, وكذلك لقضاء الحاجة من بول وغائط, والاغتسال غسل الجنابة, وغسل الجمعة, وما أشبه ذلك.
قال ابن العربي ـ رحمه الله ـ: "رُخِّص له ـ المعتكف ـ في حاجة الإنسان للضرورة الداعية إليه, وبقي سائر أفعال الاعتكاف كلُّها على أصل المنع". "أحكام القرآن" (1/ 96)
4ـ "لا اعتكاف إلا بصوم": يشترط الصوم في الاعتكاف على الراجح من أقوال العلماء.
قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: " ولم ينقل عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه اعتكف مفطراً قط, بل قد قالت عائشة: "لا اعتكاف إلا بصوم". ولم يذكر الله سبحانه الاعتكاف إلا مع الصوم, ولا فعله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إلا مع الصوم.
فالقول الراجح في الدليل الذي عليه جمهور السلف: أن الصوم شرط في الاعتكاف, وهو الذي كان يرجحه شيخ الإسلام أبو العباس ابن تيمية". "زاد المعاد" (2/ 83)
قلت: وهو مذهب مالك وأبي حنيفة, وقول لأحمد. انظر "مجموع الفتاوى" (25/ 292)
5ـ "لا اعتكاف إلا في مسجد جامع": أي لا اعتكاف إلا في مسجد تقام فيه صلاة الجمعة, أما إن كان المسجد مما لا يصلى فيه صلاة الجمعة فلا اعتكاف فيه. وقد اختلف العلماء أيضاً في هذه المساجد الجامعة: هل هي على إطلاقها, أم أنها مقيدة بالمساجد الثلاثة فقط (المسجد الحرام, والمسجد النبوي, والمسجد الأقصى)؟
لورود حديث صحيح عن حذيفة بن اليمان ـ رضي الله عنه ـ قال: "لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة". أخرجه الطحاوي والبيهقي وصححه الذهبي في "السير" (15/ 81) , والألباني في "الصحيحة" (2786)
وكذلك ما ثبت عن سعيد بن المسيِّب ـ رحمه الله ـ قوله: "لا اعتكاف إلا في مسجد نبي". أخرجه "ابن أبي شيبة" وصححه الألباني في "الصحيحة" (6/ 670)
وهذا القول هو أيضاً اختيار عطاء ابن أبي رباح ـ رحمه الله ـ.
فالصحيح أن الآية: "وأنتم عاكفون في المساجد" عامة, يخصصها حديث حذيفة المتقدم, وكذلك حديث عائشة لا يتعارض مع حديث حذيفة, بل يوضح بعضهما بعضاً, فيحمل حديث عائشة على حديث حذيفة, فيكون لا اعتكاف إلا في مسجد جامع من المساجد الثلاثة.
وما سوى ذلك من المساجد لا اعتكاف فيه مشروع, وإنما يشرع فيه المكث بنية الرباط وانتظار الصلاة.
وبذلك تعلم أخي القارئ الكريم خطأ بعض الناس حين يدخل أيَّ مسجد بنية الاعتكاف مدة لبثه فيه.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً.
الرابط: http://www.aqsasalafi.com/vb/showthread.php?t=4989
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 12:07 م]ـ
ملخص أحكام الاعتكاف
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد .. فهذا مختصر في أحكام الاعتكاف اعتمدت فيه على كتاب (فقه الاعتكاف) للشيخ الدكتور خالد بن علي المشيقح حفظه الله واقتصرت فيه على القول الراجح مع ذكر دليله .. مع بعض الزيادات الخفيفة .. أسأل الله تعالى أن ينفع به .. إنه جواد كريم ..
---------------------------
أولاً: تعريف الاعتكاف:
لغة / الاعتكاف: افتعال من عكف على الشيء يعْكُف ويعْكِف عكفاً وعكوفاً وهو يأتي متعدٍ ويكون مصدره العكف، ولازم ويكون مصدره العكوف.
والمتعدي لغة / بمعنى الحبس والمنع ومنه قوله تعالى: (وَالْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَنْ يَبْلُغَ مَحِلَّهُ) (الفتح: من الآية25). أي: محبوساً. ويقال عكفته عن حاجته أي: منعته.
واللازم لغة / بمعنى ملازمة الشيء والمواظبة والإقبال والمقام عليه خيراً كان أو شراً ومنه قوله تعالى: (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) أي مقيمون، ومنه قوله: (ما هذه التماثيل التي أنتم لها عاكفون) أي ملازمون، وقال تعالى: (وانظر إلى إلهك الذي ظلت عليه عاكفاً) أي مقيماً.
اصطلاحاً /
هو لزوم مسجد لعبادة الله تعالى من شخص مخصوص على صفة مخصوصة.
ثانياً: حكمته:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/88)
من حكم الاعتكاف صلاح القلب واستقامته على طريق سيره إلى الله تعالى بلم شعثه بالإقبال على الله تعالى وترك فضول المباحات وتحقيق الأنس بالله تعالى والاشتغال به وحده والتفكر في تحصيل مراضيه.
ثالثاً: أدلة مشرعيته:
دل على مشروعيته الكتاب والسنة والإجماع:
1 - الكتاب: قوله تعالى: (وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود) وقوله تعالى: (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) فإضافته إلى المساجد المختصة بالقربات وترك الوطء المباح لأجله دليل على أنه قربة.
2 - السنة: قول عائشة رضي الله عنها: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده) [رواه البخاري برقم (2026) ومسلم برقم (1172)]. ويأتي غيره من الأحاديث.
3 - الإجماع: نقله ابن المنذر وابن حزم والنووي وابن قدامة وشيخ الإسلام والقرطبي وابن هبيرة والزركشي وابن رشد.
رابعاً: حكم الاعتكاف:
وفيه ثلاث مسائل:
المسألة الأولى: حكمه للرجل:
حكمه لغير المرأة سنة وقد حكي إجماعاً لأدلة مشروعيته المتقدمة.
وقد روى بعض المالكية كراهته عن الإمام مالك رحمه الله وقال: (ما رأيت صحابياً اعتكف) وذكر أنه لم يبلغه عن أحد أنه اعتكف إلا أبا بكر بن عبد الرحمن قال: (وذلك والله أعلم لشدة الاعتكاف) وعلل بعضهم كراهته لأنه من الرهبانية المنهي عنها أو أنه كرهه مخافة ألا يوفي شرطه.
قال ابن حجر: " لعله أراد صفة مخصوصة، وإلا فقد حكيناه عن غير واحد من الصحابة أنه اعتكف ".
المسألة الثانية: حكمه للمرأة:
اختلف العلماء في حكمه للمرأة على أقوال أرجحها هو قول الجمهور: أنه يسن لها الاعتكاف كالرجل.
واستدلوا لذلك بما يلي:
1 - عمومات أدلة مشروعية الاعتكاف والتي لم تفرق بين الرجل والمرأة.
2 - قوله تعالى: (فاتخذت من دونهم حجاباً) وقوله: (كلما دخل عليها زكريا المحراب) وهذا اعتكاف في المسجد واحتجاب فيه وشرع من قبلنا شرع لنا ما لم يرد في شرعنا ما يخالفه.
3 - حديث عائشة رضي الله عنها وفيه: (إذنه صلى الله عليه وسلم لها ولحفصة رضي الله عنهما أن يعتكفا معه) [البخاري (2041) ومسلم (1173)].
4 - حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (اعتكف معه امرأة من أزواجه مستحاضة فكانت ترى الحمرة والصفرة فربما وضعت الطست تحتها وهي تصلي) [البخاري (309)]. وقد جاء مفسراً بأنها أم سلمة رضي الله عنها.
5 - حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كن المعتكفات إذا حضن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراجهن من المسجد حتى يطهرن) [عزاه ابن قدامة في المغني 4/ 487 لأبي حفص العكبري وعزاه ابن مفاح في الفروع 3/ 176 لابن بطة وقال: " إسناد جيد ".
وأما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بنقض قباب أزواجه لما أردن الاعتكاف معه فإنه فعل ذلك عليه الصلاة والسلام لما خافه عليهن من المنافسة والغيرة ولهذا قال: (آلبر يُردن؟).
المسألة الثالثة: حكمه في غير رمضان والعشر الأواخر منه:
اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في ذلك على أقوال أرجحها هو قول الجمهور وهو أنه مسنون واستدلوا على ذلك بما يلي:
1 - عمومات أدلة الاعتكاف وهي تشمل رمضان وغيره والعشر وغيرها.
2 - حديث عائشة رضي الله عنها قالت: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أراد أن يعتكف صلى الفجر ثم دخل معتكفه ... وترك الاعتكاف في رمضان حتى اعتكف العشر الأواخر من شوال) [البخاري (2040)] وعند مسلم (1173): (العشر الأول من شوال). فدل على أن رمضان والعشر محل لشرعية الاعتكاف.
3 - حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن عمر رضي الله عنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام؟ قال (فأوفِ بنذرك) [البخاري (2032) ومسلم (1656)].وهذا يشمل كل ليلة في رمضان وغيره في العشر وغيرها.
4 - حديث أبي هريرة رضي الله عنها قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً) [البخاري (2044)]. فدل على أن غير العشر محل لشرعية الاعتكاف.
وغير ذلك من الأدلة.
السلطان .. شبكة أنا المسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/89)
-------------------------------
الاعتكاف وتربية الذات على اتباع الأسلاف
الاعتكاف سنة ثابتة.
الرابط: http://saaid.net/mktarat/ramadan/52.htm
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 12:09 م]ـ
للاستفادة من الموضوع أكثر: http://hadith.al-islam.com/display/H...p?Doc=0&n=3174
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 12:10 م]ـ
الاعتكاف وحلاوة الخلوة
رياض بن محمد المسيميري
الاعتكاف سنَّة مؤكدة، وهدي نبوي فاضل، التزمه رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى مات، كما حدثتنا بذلك عائشة رضي الله عنها، واعتكف أزواجه من بعده، وأصل ذلك في صحيح مسلم وغيره.
كما اعتكف أصحابه معه وبعده، ودرج على ذلك العلماء والعبَّاد والزهَّاد وطلاب الآخرة.
والاعتكاف المسنون هو اعتكاف الروح والجسد إلى جوار الرب الكريم المنان في خلوة مشروعة تتخلص النفس من أوضار المتاع الفاني، واللذة العاجلة، وتبحر الروح في الملكوت الطاهر؛ طالبة القرب من الحبيب مالك الملك ملتمسة لنفحاته المباركات.
الاعتكاف المسنون هو الخلوة الصادقة مع الله تفكراً في آلائه ومننه وفضائله، واعترافاً بربوبيته وإلهيته وعظمته، وإقراراً بكل حقوقه، وثناء عليه بكل جميل ومحمود.
الاعتكاف المسنون قيام وذكر وقراءة قرآن، وإحياء لساعات الليل بكل طيب وصالح من قول وعمل.
لقد أصاب الاعتكاف من بركات الصحوة وأصاب الصحوة من بركات الاعتكاف.
فأحيا الأخيار سنة الاعتكاف بعد أن عطلت ونُسيت دهراً طويلاً.
بيد أن هذا الاعتكاف كاد أن يخرج عن إطاره المشروع، وهدفه السامي لدى البعض، ومن ثم قلَّت منافعه وانحسرت فوائده، فمن ذلك:
1) الرياء والسمعة:
وكلنا يعلم أن الرياء والسمعة مبطلان للعمل، وهو ضرب من الشرك الخفي الذي حذر منه نبينا عليه السلام.
فكثيراً من يجاهر بعضنا باعتكافه بلا مناسبة، وكان حق هذا العمل الصالح الاجتهاد في إخفائه عمن لا يعلم به على الأقل.
2) الإكثار من لغو الحديث:
فقد يجتمع في المعتكف أشخاص كثيرون، وربما بعضهم يعرف بعضاً، فيجلس بعضهم إلى بعض يتجاذبون أطراف الأحاديث والمناقشات وغيرها يقطعون بها الوقت، وفي ذلك حرمان لكل واحد منهم من الخلوة بالنفس والقرب من الرب والتفرُّغ للعبادة، وكلها مقاصد كبرى للاعتكاف.
3) الانشغال بالهاتف الجوال:
وأعجب من الفقرة السابقة، الاتصالات الهاتفية عبر الجوال، حيث يتَّصل المعتكف بكل معارفه وأصدقائه، ويسألهم ويسألونه عن الصغير والكبير والجليل والحقير من الأمور ويتبادلون المزاح، والطُرَف والمُلَح، فأين هؤلاء من قول عائشة -كما في صحيح مسلم- أنها كانت تدخل البيت للحاجة والمريض فيه فلا تسأل عنه إلا وهي مارة إذا كانت معتكفة.
أحبتي القراء! هلموا إلى الاعتكاف بهيئته المسنونة، لا بوضعه المبدل تكونوا من الفائزين، والله الموفق.
الرابط: http://www.islamway.com/?iw_s=Articl...article_id=990
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 12:10 م]ـ
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): الزكاة والصيام
السؤال:
شيخ محمد وردنا رسالة من العراق بعثت بها السائلة م. ش. تقول أعلم أن الاعتكاف لا يجوز إلا في مسجد جامع إلا أني كفيفة البصر ولا يوجد مسجد قريب من بيتنا كما أن المساجد البعيدة لا يوجد فيها مكان مخصص للنساء، فهل يجوز لي أن أعتكف في البيت، علماً أنني في البيت لا يشغلني شيء عن العبادة؟
الجواب:
الشيخ: الانقطاع للعبادة في بيتك إذا لم يشغلك عن ما هو أهم وأنفع من العبادات لا بأس به، ولكنه ليس اعتكافاً شرعياً، لأن الاعتكاف الشرعي لابد أن يكون في المساجد لقوله تعالى (وأنتم عاكفون في المساجد) فالعكوف لا يكون إلا في مسجد تقام فيه الجماعة، وأنت في بيتك ليس عندك مسجد تقام فيه الجماعة، لكن يكفيك أن تتفرغي للعبادة من الذكر والقرآن والصلاة وغير ذلك مما يقرب إلى الله بشرط أيضاً أن لا يشغلها عما هو أهم من العبادات الأخرى، لأن بعض الناس قد يقتصر على هذه العبادات القاصرة ويترك أشياء أهم منها، والإنسان المؤمن يتقلب بما هو أطوع لله وأرضى له، وأنظر إلى حال النبي عليه الصلاة والسلام يقوم حتى يقال لا ينام، ويصوم حتى يقال لا يفطر، وكذلك يفطر حتى يقال لا يصوم، وينام حتى يقال لا يقوم، يعني أنه عليه الصلاة والسلام ينظر ما هو الأصلح وكل حال لها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/90)
مقال.
الرابط: http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1792.shtml
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 12:11 م]ـ
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): الزكاة والصيام
السؤال:
نعم سؤاله الثالث والأخير يقول هل يخرج المعتكف من معتكفه إذا مات أحد والديه أو هما معاً وهل يخرج إذا خرج ولده الصغير ولم يعد للمنزل منذ مطلع الشمس حتى غروبها أو اشتعلت النار في ممتلكاته أو منزله أفيدونا جزاكم الله خيراً؟
الجواب:
الشيخ: خروج المعتكف من معتكفه ينقسم إلى ثلاثة أقسام القسم الأول أن يكون خروجاً لما ينافي الاعتكاف كما لو خرج ليجامع أهله أو خرج ليبيع ويشتري وما أشبه ذلك مما هو مضادٌ للاعتكاف ومنافٍ له فهذا الخروج لا يجوز وهو مبطلٌ للاعتكاف سواءٌ شرطه أو لم يشترطه ومعنى قولنا لا يجوز أنه إذا وقع في الاعتكاف أبطله وعلى هذا فإذا كان الاعتكاف تطوعاً وليس بواجبٍ كنذرٍ فإنه إذا خرج لا يأثم لأن قطع النفل ليس فيه إثم ولكنه يبطل اعتكافه فلا يبني على ما سبق القسم الثاني من خروج المعتكف أن يخرج لأمرٍ لا بد له منه وهو أمرٌ مستمر كالخروج للأكل إذا لم يكن له من يأتي به والخروج لقضاء الحاجة إذا لم يكن في المسجد ما يقضي به حاجته وما أشبه ذلك من الأمور التي لا بد منها وهي أمورٌ مضطردة مستمرة فهذا الخروج له أن يفعله سواءٌ اشترط ذلك أم لم يشترطه لأنه وإن لم يشترط باللفظ فهو مشترطٌ في العادة فإن كل أحد يعرف أنه سيخرج لهذه الأمور القسم الثالث ما لا ينافي الاعتكاف ولكن له منه بد مثل الخروج لتشييع الجنازة أو لعيادة مريض أو زيارة قريب أو ما أشبه ذلك مما هو طاعة ولكنه له منه بد فهذا يقول أهل العلم إن اشترطه في اعتكافه فإنه يفعله وإن لم يشترطه فإنه لا يفعله فهذا هو ما يتعلق بخروج المعتكف من المسجد وأما خروجه لطلب ابنه الضائع أو لإطفاء الحريق المحترق في ماله فهذا أمرٌ واجبٌ عليه فعليه أن يخرج لطلب ابنه وعليه أن يخرج لإطفاء الحريق عن ماله لأنه مأمورٌ بحفظ أمواله وحفظ أولاده فليخرج وهنا إن قلنا بأنه أمرٌ ضروري طارئ فلا يبطل الاعتكاف فله وجه ولكن إن قلنا إنه يبطله ولكنه انتقل من مفضولٍ إلى أفضل لأن القيام بالواجب أفضل من الاستمرار في التطوع ثم إذا زالت هذه الضرورة رجع إلى معتكفه.
الرابط: http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1880.shtml
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[02 - 10 - 07, 12:12 م]ـ
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): الزكاة والصيام
السؤال:
رسالة بعث بها المستمع علي صالح المهدي من المدينة المنورة في سؤاله الأول يقول ما هي شروط الاعتكاف وما هي الأشياء التي تفسده وهل يصح في مسجد لا تقام فيه صلاة الجمعة؟
الجواب:
الشيخ: الاعتكاف سنة مشروعة أشار الله إليه في القرآن وفعله النبي صلى الله عليه وسلم وأقر عليه فاعتكف وأعتكف أزواجه من بعده صلوات الله وسلامه عليه قال الله تعالى (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه أعتكف العشر الأول من شهر رمضان ثم الأوسط يبتغي بذلك ليلة القدر ثم العشر الأخير وأستقر على ذلك لأن ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان وبهذا علم أن الاعتكاف هو لزوم المسجد لطاعة الله سبحانه وتعالى ليتفرغ الإنسان فيه لعبادة الله والإنابة إليه والرجوع إليه وهو سنة في العشر الأواخر من رمضان لفعل النبي صلى الله عليه وسلم أما في غير العشر الأواخر من رمضان فإنه من باب الشي المباح ولهذا قال عمر بن خطاب رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم أني نذرت أن أعتكف ليلة أو يوماً في المسجد الحرام فقال النبي صلى الله عليه وسلم أوفي بنذرك والاعتكاف يصح من كل مسلم ذكراً كان أو أنثى وأن يشترط له الصوم أو يصح بدون صوم فيه خلاف بين أهل العلم فمنهم من قال إنه يشترط له الصوم ومنهم من قال أنه ليس بشرط وظاهر حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه لا يشترط له الصوم ولكن لابد أن يكون في مسجد تقام فيه الجماعة فلا يصح أن يعتكف الإنسان في حجرة من بيته أو أن يعتكف في رباط لطلبة العلم أو للقراء أو نحو ذلك بل لابد أن يكون في مسجد تقام فيه الجماعة والأفضل أن يكون في مسجد جامع لئلا يتخلله الخروج إلي صلاة الجمعة ثم إن الذي يفسد الاعتكاف المباشرة مباشرة المرأة بالجماع والتقبيل بشهوة وما أشبه ذلك لأن الله سبحانه وتعالى نهى عن الجماع لقوله (ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد) ويفسده كذلك إذا خرج من المسجد بدون عذر ويفسده إذا خرج إلي المسجد لبيع أو شراء أو نحو ذلك وقد قسم أهل العلم خروج المعتكف من المسجد ثلاثة أقسام قسم جائز بشرط وبدون شرط وهو أن يخرج الإنسان إلي ما لابد له منه كخروجه إلي قضاء حاجته البول أو غائط إذا لم يكن في المسجد ماء يقضي به ذلك فان كان في المسجد حمامات يتمكن من قضاء حاجته فيها فإنه لا يخرج وكذلك إذا خرج لإحضار طعامه وشرابه إذا لم يكن عنده من يحضرهما له فإن هذا أمر لابد منه والقسم الثاني ما يجوز بشرط ولا يجوز بدون شرط مثل أن يخرج لعيادة مريضٍ قريبٍ له أو صديق له فيشترط في اعتكافه أني أخرج لعيادة مريضي أو لتشيع جنازته إن مات أو ما أشبه ذلك فهذا يجوز بشرط ولا يجوز بدون شرط وقسم ثالث لا يجوز مطلقا هو أن يخرج لما ينافي الاعتكاف من بيع وشراء ونحو ذلك فإن أهل العلم يقولون إن هذا لا يصح شرطه ولو خرج بناءاً على شرطه فسده اعتكافه فلا ينبني أخره على أوله.
الرابط: http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1941.shtml
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/91)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[03 - 10 - 07, 05:58 ص]ـ
عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت: "السُّنة على المعتكف أن لا يعود مريضاً, ولا يشهد جنازةً, ولا يمس امرأةً, ولا يُباشرها, ولا يخرج لحاجة إلا لما لابد منه, ولا اعتكاف إلا بصوم, ولا اعتكاف إلا في مسجد جامع". أخرجه "أبو داود" (2473) وصححه الألباني
قَالَ الدَّارَقُطْنِيُّ: قَوْله " وَالسُّنَّة فِي الْمُعْتَكِف " إِلَى آخِره , لَيْسَ مِنْ قَوْل النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَإِنَّمَا هُوَ مِنْ قَوْل الزُّهْرِيّ , وَمَنْ أَدْرَجَهُ فِي الْحَدِيث فَقَدْ وَهِمَ , وَلِهَذَا - وَاَللَّه أَعْلَم - ذَكَر صَاحِبُ الصَّحِيح أَوَّله , وَأَعْرَض عَنْ هَذِهِ الزِّيَادَة.
وفي سنن البيهقي (2/ 175): (قَالَ الشَّيْخُ: قَدْ ذَهَبَ كَثِيرٌ مِنَ الْحُفَّاظِ إِلَى أَنَّ هَذَا الْكَلاَمَ مِنْ قَوْلِ مَنْ دُونَ عَائِشَةَ، وَأَنَّ مَنْ أَدْرَجَهُ فِى الْحَدِيثِ وَهِمَ فِيهِ. فَقَدْ رَوَاهُ سُفْيَانُ الثَّوْرِىُّ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ عُرْوَةَ قَالَ: الْمُعْتَكِفُ لاَ يَشْهَدُ جَنَازَةً، وَلاَ يَعُودُ مَرِيضًا، وَلاَ يُجِيبُ دَعْوَةً، وَلاَ اعْتِكَافَ إِلاَّ بِصِيَامٍ وَلاَ اعْتِكَافَ إِلاَّ فِى مَسْجِدِ جَمَاعَةٍ. وَعَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّهُ قَالَ: الْمُعْتَكِفُ لاَ يَعُودُ مَرِيضًا وَلاَ يَشْهَدُ جَنَازَةً.)
قال الحافظ فى " البلوغ " (1/ 141): (لا بأس برجاله إلا أن الراجح وقف آخره)
وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {لَيْسَ عَلَى الْمُعْتَكِفِ صِيَامٌ إلَّا أَنْ يَجْعَلَهُ عَلَى نَفْسِهِ} رَوَاهُ الدَّارَقُطْنِيُّ وَالْحَاكِمُ، وَالرَّاجِحُ وَقْفُهُ أَيْضًا.
قال ابن عبدالبر في "الاستذكار" (3/ 389): (لم يقل أحد في حديث عائشة هذا السنة إلا عبد الرحمن بن إسحاق، ولا يصح الكلام عندهم إلا من قول الزهري، وبعضه من كلام عروة) وانظر كلام أبي داود رحمه الله تعالى عقب إيراده الحديث في سننه.
ومع ذلك، فغايته الدلالة على استحباب الصوم في الاعتكاف.
وعن عمر رضي الله عنه أنه سأل النبي صلى الله عليه و سلم فقال: إني نذرت أن أعتكف ليلة في الجاهلية فقال له النبي صلى الله عليه و سلم: (أوف بنذرك).
قال جماعة من العلماء: والليل ليس بمحل للصيام، وقد جوز الاعتكاف فيه.
واحتجوا أيضا بما رواه مسلم في صحيحه عن عائشة أن رسول الله صلى الله عليه و سلم اعتكف العشر الأول من شوال. قالوا: ويوم العيد داخل في جملة العشر وليس محلا للصوم.
واحتجوا أيضا بأن الاعتكاف عبادة مستقلة بنفسها فلم يكن الصوم شرطا فيها كسائر العبادات.
وقد جاء عن عائشة وابن عباس وابن عمر: لا اعتكاف إلا بصوم. ولا يصح مرفوعاً.
وقد رأيت أنه روي عن ابن عباس خلاف هذا موقوفاً عليه. ولا يصح رفعه أيضاً.
وقال علي وابن مسعود: ليس عليه صوم إلا أن يفرضه هو على نفسه. مصنف ابن أبي شيبة.
قال الشافعي: وهكذا أحب، وإن لم أكن أعرف في هذا أثرا يعتمد عليه، لأنا هكذا رأينا المعتكفين.
====
وقال المحدِّث العلوان: (الصحيح من أقوال العلماء أن الاعتكاف يشرع في كل مسجد تقام فيه الجماعة ولا يختص بالمساجد الثلاثة.
وهذا مذهب أكثر أهل العلم من الصحابة والتابعين والأئمة المتبوعين.
قال الله تعالى {ولا تباشروهنَّ وأنت عاكفون في المساجد} ولم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم شيء يقيد هذا العموم.
وقد صح عن علي بن أبي طالب وابن عباس وعائشة وغيرهم من الصحابة مشروعية الاعتكاف في كل مسجد تقام فيه الجماعة.
بينما ذهب بعض أهل العلم إلى أنه لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة المسجد الحرام ومسجد النبي صلى الله عليه وسلم والمسجد الأقصى.
وفي ذلك حديث رواه البيهقي في سننه والطحاوي في مشكل الآثار عن حذيفة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا اعتكاف إلا في المساجد الثلاثة)).
وهذا الخبر معلول ولا يصح رفعه والمحفوظ أنه من قول حذيفة رواه عبد الرازق في المصنف (4/ 348).
ويجاب عنه بأنه خلاف عموم الآية ولا يجوز تقييدها بمثل هذا.
الوجه الثاني: أن أكابر الصحابة على خلافه فقد أفتى علي بن أبي طالب وعائشة وابن عباس بالاعتكاف في كل مسجد تقام فيه الجماعة ولم يثبت عن أحد من الصحابة مخالف في ذلك بل كان هذا العمل مشهوراً بينهم في كل الأمصار دون نكير، إلا ما جاء عن حذيفة رضي الله عنه والله أعلم).
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[03 - 10 - 07, 10:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيراً، وبارك الله فيك، ونفع بك، وجعلنا وإياك من خدمة السنة النبوية المطهرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/92)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[03 - 10 - 07, 10:26 ص]ـ
آمين. ولك بمثل أخي الكريم.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[03 - 10 - 07, 01:08 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
جزاكم الله خيرًا ونفع بكم.
فائدة من كلام الإمام مالك في الموطأ ... قال: ( ... وَفَرْقٌ بَيْنَ نِكَاحِ الْمُعْتَكِفِ وَبَيْنَ نِكَاحِ الْمُحْرِمِ أَنَّ الْمُحْرِمَ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ وَيَعُودُ الْمَرِيضَ وَيَشْهَدُ الْجَنَائِزَ وَلَا يَتَطَيَّبُ وَالْمُعْتَكِفُ وَالْمُعْتَكِفَةُ يَدْهنَانِ وَيَتَطَيَّبَانِ وَيَأْخُذُ كُلُّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِنْ شَعْرِهِ وَلَا يَشْهَدَانِ الْجَنَائِزَ وَلَا يُصَلِّيَانِ عَلَيْهَا وَلَا يَعُودَانِ الْمَرْضَى فَأَمْرُهُمَا فِي النِّكَاحِ مُخْتَلِفٌ قَالَ قَالَ وَذَلِكَ لِمَا مَضَى مِنْ السُّنَّةِ فِي نِكَاحِ الْمُحْرِمِ وَالْمُعْتَكِفِ وَالصَّائِمِ).
قال العلامة ابن عاشور - رحمه الله - في كشف المغطى: (أراد إبداء الفارق بين الإحرام والاعتكاف في أحكام كثيرة، ليظهر أنهما ليسا من جنس واحد وإن اشتركا في أنهما عبادة، واستدل على اختلاف جنسيهما باختلاف خصائصهما، فإذا تبين اختلاف الجنسين تعين أن لا يكون مناسب أحد الجنسين مناسبًا للجنس الآخر، فالمنع من عقد النكاح مناسب للإحرام، ولا يلزم أن يكون مناسبًا للاعتكاف، فلا يقاس الاعتكاف على الإحرام في منع النكاح للمتلبس به، لا نتفاء المناسبة بسبب اختلاف الجنسين، والمقصود من هذا فقهٌ في السنة، ودفع لمن قد يطعن في المأثور من السنة بأنه مخالف للقياس، فيتطرق الشك في صحة الأثر، وإلا فإن الاعتماد في هذا على السنة لا على القياس، ولذا قال مالك في آخر كلامه: " وذلك الماضي من السنة في نكاح المحرم والمعتكف والصائم ".
وقد يأتي مالك بمثل هذا كما قال في القضاء بالشاهد واليمين: " وإنه ليكفي في ذلك ما مضى من السنة، ولكن المرء قد يحب أن يعرف وجه الصواب ومواقع الحجة ". وهذا المسلك الذي سلكه في هذا الباب يرجع إلى القدح في القياس المفروض، أو المقول به بقادح الفرق والقدح في المناسبة ... ).
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[06 - 10 - 07, 01:57 م]ـ
السؤال:
ما هو الاعتكاف؟ وإذا أراد الإنسان أن يعتكف فماذا عليه أن يفعل وماذا عليه أن يمتنع؟ وهل يجوز للمرأة أن تعتكف في البيت الحرام؟ وكيف يكون ذلك؟
الجواب:
الاعتكاف: عبادة وسنة وأفضل ما يكون في رمضان في أي مسجد تقام فيه صلاة الجماعة، كما قال تعالى: {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} [1] فلا مانع من الاعتكاف في المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف، من الرجل والمرأة، إذا كان لا يضر بالمصلين ولا يؤذي أحداً فلا بأس بذلك. والذي على المعتكف أن يلزم معتكفه ويشتغل بذكر الله والعبادة، ولا يخرج إلا لحاجة الإنسان كالبول والغائط ونحو ذلك أو لحاجة الطعام إذا كان لم يتيسر له من يحضر له الطعام فيخرج لحاجته، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يخرج لحاجته. ولا يجوز للمرأة أن يأتيها زوجها وهي في الاعتكاف، وكذلك المعتكف ليس له أن يأتي زوجته وهو معتكف؛ لأن الله تعالى قال: {وَلا تُبَاشِرُوهُنَّ وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ} والأفضل له ألا يتحدث مع الناس كثيراً بل يشتغل بالعبادة والطاعة، لكن لو زاره بعض إخوانه أو زار المرأة بعض محارمها أو بعض أخواتها في الله وتحدثت معهم أو معهن فلا بأس، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يزوره نساؤه في معتكفه ويتحدث معهن ثم ينصرفن فدل ذلك على أنه لا حرج في ذلك. والاعتكاف هو المكث في المسجد لطاعة الله تعالى سواء كانت المدة كثيرة أو قليلة؛ لأنه لم يرد في ذلك فيما أعلم ما يدل على التحديد لا بيوم ولا بيومين ولا بما هو أكثر من ذلك، وهو عبادة مشروعة إلا إذا نذره صار واجباً بالنذر وهو في حق المرأة والرجل سواء، ولا يشترط أن يكون معه صوم على الصحيح، فلو اعتكف الرجل أو المرأة وهما مفطران فلا بأس في غير رمضان.
------------------------------------------
[1] سورة البقرة، الآية 187.
مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الخامس عشر.
المفتي سماحة الشبخ عبدالعزيز بن باز ـ رحمه الله تعالى ـ.
ـ[عبد الوهاب الكاتب]ــــــــ[07 - 10 - 07, 08:04 ص]ـ
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا(84/93)
إشكال عن ليلة القدر!
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[02 - 10 - 07, 12:43 م]ـ
من المعلوم أن المسلم مطالب بقيام ليلة القدر، و لكن معرفتها كرامة (كما قال السبكي) فهي شيء من فضل الله.
و قد ثبت في السنة أحاديث تبين علامات ليلة القدر، و هي إما علامات أثنائها أو بعدها.
لكن ثبت في الصحيح من حديث عائشة أنها قالت: (يا رسول الله أرأيت أن علمت أي ليلة هي ليلة القدر ... )
فهل معنى هذا أن هناك علامة أخرى يعرف بها الانسان ليلة القدر، و أيضا قد قال النبي صلى الله عليه و سلم: أريت ليلة القدر أي ليلة هي ثم أنستها.
فما هي العلامة الفارقة التي يعرف الانسان أنها ليلة القدر؟
و ذلك لانه يترتب على ذلك أحكام: منها:
1 - الدعاء بقول: (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني).
2 - إخفاء أنه عرفها لأنها كرامة (و الكرامات لا تظهر).
3 - شكر الله لهذه النعمة العظيمة.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 01:57 م]ـ
مع تتبع ما ورد في الباب يظهر لي أن المقصود بقوله صلى الله عليه وسلم
أُريت ...
وقول عائشة:
أرأيتَ إن علمتُ ...
المقصود به رؤيا المنام .. فهي حق ..
أو المقصود به إلهام يجد العبد في نفسه ضرورة لتصديقه، وذلك مثل من يرى في منامه
رجلا ويجد في نفسه ضرورة أن يصدق أن الرجل هو أبوه ...
أو أن يجد في نفسه ضرورة حدسية أن فلانا سيزوره ...
وهذا يحصل لبعض الناس ... وقد يكون من الكرامات ...
والإلهام والتحديث وارد في الأمة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم عن عمر، ولعل ما قالته
عائشة رضي الله عنها من هذا القبيل ..
وعليه فعلامات ليلة القدر نوعان:
ظاهرة .. وهي العلامات الكونية ... مثل طلوع الشمس صبيحتها كالطست ..
وباطنة .. مثل الرؤيا المنامية أو الحدس الضروري أو الإلهام ...
والله أعلم.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[03 - 10 - 07, 08:24 ص]ـ
أو الحدس الضروري أو الإلهام ...
بارك الله فيك، الرؤيا واضحة للحديث ..
لكن ما المقصود بالحدس الضروري والإلهام .. ؟
وهل عليهما دليل؟
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 02:26 م]ـ
وجزاكم الله خيرا ...
دليله حديث عائشة رضي الله عنها .. حيث تقول:
أرأيتَ إن علمتُ أي ليلة هي ليلة القدر ...
فقولها (علمتُ) يفيد حصول العلم عندها، وهذا العلم لا جائز أن يكون من الرؤيا
لأن العلم المتحصل من الرؤيا لا يكون علما إلا بتحقق الرؤيا أما نفس الرؤيا فلا يُطلق عليها
لفظ (العلم) .. فلم يبق إلا أن يكون علما خاصا لا تقوم عليه أمارة حسية خارجية، ولكنه
يحصل بالباطن، وهو الحدس الضروري أو الإلهام ...
والذي يلوح أن هذه العلامة ضرورية في ذات الأمر، ولكنها عند العالم بها قد تكون ظنية،
وهذا هو الفرق بين الإلهام والوحي ...
هذا ويجدر أن ننبه أن حديث عائشة لم أجده في الصحيح كما قال الفاضل الداعية إلى الخير
وفي بعض رواياته: أرأيت لو وافقتُ ليلة القدر، وبينها وبين الرواية الأخرى ( .. علمتُ .. )
نوع تخالف، ويمكن الجمع بينها أن المقصود برواية (علمتُ) أي بالحدس أو الإلهام، فيكون
الدعاء المندوب إليه، والمقصود برواية (وافقتُ) أي في نفس الأمر، سواء كان ذلك بظن أو
علم ويقين.
وإنما قلنا إنه حدس ضروري لأنه يجد في نفسه ضرورة لتصديقه وإن لم يكن عنده البرهان
للجزم به شرعا ...
والله أعلم.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[05 - 10 - 07, 06:54 ص]ـ
تنبيه: حديث عائشة السابق الصواب وقفه عليها، وهنا تخريجه:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84297
بارك الله فيك على التوضيح .. لكن الكلام لم يتضح لي كاملا حتى الآن ..
قولك:
فقولها (علمتُ) يفيد حصول العلم عندها، وهذا العلم لا جائز أن يكون من الرؤيا، لأن العلم المتحصل من الرؤيا لا يكون علما إلا بتحقق الرؤيا أما نفس الرؤيا فلا يُطلق عليها
لفظ (العلم) .. فلم يبق إلا أن يكون علما خاصا لا تقوم عليه أمارة حسية خارجية، ولكنه يحصل بالباطن، وهو الحدس الضروري أو الإلهام.
أقول:
إن كان الشخص قد رأى ليلة القدر في منامه فمعنى ذلك ثبوتها، كما في صحيح مسلم عن ابن عمر رضي الله عنه أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر).
إذا تحقق لدينا العلم هنا، بالعمل بمقتضى الحديث .. أليس كذلك .. ؟
قولك:
فلم يبق إلا أن يكون علما خاصا لا تقوم عليه أمارة حسية خارجية، ولكنه يحصل بالباطن، وهو الحدس الضروري أو الإلهام ...
والذي يلوح أن هذه العلامة ضرورية في ذات الأمر، ولكنها عند العالم بها قد تكون ظنية،
وهذا هو الفرق بين الإلهام والوحي ...
أقول:
إذا كانت عند العالم بها ظنية فهل تدخل في العلم الوارد في الحديث بمجرد أنها ظن .. ؟ بمعنى: هل الظن من العلم؟
ثم ألا تحمل الموافقة والعلم الواردتان في كلام عائشة على الرؤيا فقط .. ؟
لحديث ابن عمر الوارد في الرؤيا .. ؟
بارك الله فيكم ..(84/94)
طلب بحوث في أحكام التسليم في الصلاة
ـ[أبوحسين الداري]ــــــــ[02 - 10 - 07, 02:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أحبتي في الله أريد بحوث في أحكام التسليم في الصلاة في المذاهب الأربعه
بارك الله فيكم(84/95)
حكم السفر للاعتكاف
ـ[ياسر بن مصطفى]ــــــــ[02 - 10 - 07, 03:26 م]ـ
س: ما حكم السفر للاعتكاف في مسجد بالقاهرة؟ السؤال
الجواب: شد الرحال لا يجوز إلا للمساجد الثلاثة: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى، وهي المساجد التي يتضاعف بها ثواب الصلاة، فمن سافر من بلده ليعتكف في بلد أخرى في غير هذه المساجد، يقال له: هذا المسجد ليس أولى من مسجدك الذي تصلي فيه في بلدك، أما من سافر إلى بلد أخرى لشأن من شئونه، كطلب علم أو صلة رحم ونحو ذلك، ثم بدا له أن يعتكف في بعض مساجدها، فهذا جائز؛ لأن شد الرحال لم يقع لأجل المسجد، والله أعلم. الإجابة
مجلة التوحيد العددااالتاسع لسنة 1419
هل من مزيد حول الموضوع؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 03:48 م]ـ
لا حرج إن شاء الله في شد الرحال إلى مسجد غير المساجد الثلاثة ليعتكف فيه إذا لم يكن معتقدا فضيلة للمسجد في ذاته على غيره من المساجد ولكن لكون هذا المسجد به اعتكاف مسموح به وغيره من المساجد لا يسمح القائمون عليها بالاعتكاف فيها أو في هذا المسجد حلقات علم أو فيه عالم يستفتيه أو إخوة له يزورهم في الله ويتعاون معهم على طاعته ونحو ذلك من المقاصد الحسنة
وإنما الحرج هو في شد الرحال إلى بقعة من البقاع سوى المساجد الثلاثة مسجدٍ أو غيره تعظيما لها واعتقادا لفضيلتها في ذاتها على ما سواها
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[05 - 10 - 07, 02:27 ص]ـ
شيخنا ابا خالد جزاك الله خيرا اوجزت واحسنت
ـ[أبو معتصم الأندلسى]ــــــــ[05 - 10 - 07, 03:11 ص]ـ
بارك الله فيكم ورزقكم العتق من النار فى هذخ الأيام بفضله وكرمه.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[05 - 10 - 07, 04:14 ص]ـ
الفتوى المنقولة فتوى عجيبة وغير محررة بمرة .... وقد ذكرت ذلك؛كي لا يظن أن ما ذكره شيخنا أبو خالد مجرد وجهة نظر مغايرة ...
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[05 - 10 - 07, 11:23 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك وأحسن الله إليك وغفر لك ما تقدم من ذنبك. اللهم وفقنا و أعنا على قيام العشر الأواخر واغتنام الوقت في العبادة.(84/96)
علامات ليلة القدر وفضائلها.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 06:05 م]ـ
فضائل ليلة القدر
· أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن، قال تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر}.
· أنها ليلة مباركة، قال تعالى {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}.
· يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام، قال تعالى {فيها يفرق كل أمر حكيم}.
· فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي، قال تعالى {ليلة القدر خير من ألف شهر}.
· تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة، قال تعالى {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر}.
· ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها، قال تعالى {سلام هي حتى مطلع الفجر}.
· فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) - متفق عليه.
علامات ليلة القدر:
العلامات المقارنة:
1 - قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة والدليل حديث جابر قال عليه الصلاة والسلام: إني كنت أُريت ليلة القدر ثم نُسّيتها، وهي في العشر الأواخر، وهي طلقة بلْجَة لا حارة ولا باردة، كأن فيها قمرا يفضح كواكبها، لا يخرُج شيطانها حتى يخرج فجرها. رواه ابن حبان.وصححه الألباني لغيره في التعليقات الحسان. ج5 ص445.
وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار.
2 - الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي لأن الله تعالى يقول فيها: {{سلام هي حتى مطلع الفجر}}.
3 - أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف، بل بكون الجو مناسبا، الدليل قال عليه الصلاة والسلام: [ليلة القدر ليلة طلقة لا حارة ولا باردة، تصبح الشمس يومها حمراء ضعيفة]. رواه ابن خزيمة وصححه الألباني.
4 - أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم.كما ثبت في حديث ابن عمر في الصحيحين.
5 - أن الإنسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي.
6 - كثرة الملائكة في ليلة القدر، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إن الملائكة تلك الليلة أكثر في الأرض من عدد الحصى ". رواه ابن خزيمة وحسن إسناده الألباني رحمه الله تعالى.
العلامات اللاحقة:
1 - أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها) (كأنها طست حتى ترتفع) -رواه مسلم
علامات لا أصل لها:
ذكر الطبري أن قوماً قالوا: إن من علاماتها أن الأشجار تسقط حتى تصل إلى الأرض ثم تعود إلى أوضاعها الأصلية!، وهذا لا يصح.
وذكر بعضهم أن المياه المالحة تصبح في ليلة القدر حلوة! وهذا لا يصح.
وذكر أيضاً أن الكلاب لا تنبح فيها!، وهذا لا يصح.
وذكر آخرون أن الأنوار تكون في كل مكان حتى في الأماكن المظلمة في تلك الليلة! وهذا لا يصح.
وذكر أن الناس يسمعون في هذه الليلة التسليم في كل مكان!، وهذا لا يصح إلا أن يكون المقصود أن ذلك لفئة خاصة ممن اختارهم الله تعالى، وأكرمهم فيرون الأنوار في كل مكان، ويسمعون تسليم الملائكة فهذا لا يبعد أن يكون كرامة لأولئك الذين اختارهم الله واصطفاهم في تلك الليلة المباركة، وأما أن يكون ذلك عاماً فهذا باطل معارض لدلالة الحس المؤكدة، ومشاهدة العيان.
إن ليلة القدر ليست للمصلين فقط، بل هي للنفساء والحائض، والمسافر والمقيم، وقد قال الضحاك: "لهم في ليلة القدر نصيب، كلُ من تقبل الله عمله، سيعطيه نصيبه من ليلة القدر".
وينبغي للإنسان أن يشغل عامة وقته بالدعاء والصلاة، قال الشافعي: استحب أن يكون اجتهاده في نهارها، كاجتهاده في ليلها.
وقال سفيان الثوري: "الدعاء في الليلة أحب إلي من الصلاة".
وصلى الله وسلم وبارك على محمد وآله وصحبه أجمعين.
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 10:36 م]ـ
موفقٌ أخي عَليّاً ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 10:46 م]ـ
بارك الله فيكم أخي مهندا، وجزاكم الفردوس الأعلى.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[02 - 10 - 07, 11:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
كيف حالك أخي علي؟؟
بارك الله بك وجزاك الله خيرا، على هذه الفوائد العظيمة ....
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[03 - 10 - 07, 04:39 ص]ـ
لكن العلامتين المقارنتين 2 و 5 ليستا كاشفتين أخي علي.
وجزيت خيراً.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[03 - 10 - 07, 07:18 ص]ـ
بارك الله فيك ..
لكن العلامتين المقارنتين 2 و 5 ليستا كاشفتين أخي علي.
وجزيت خيراً.
وكذلك السادسة؛ فيكف نستطيع العلم بنزول الملائكة .. ؟
شكر الله لك ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/97)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[03 - 10 - 07, 10:57 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك وأحسن الله إليك وغفر لك ما تقدم من ذنبك. اللهم وفقنا و أعنا على قيام العشر الأواخر واغتنام الوقت في العبادة.
لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ
إعداد: أبو رضوان السلفي
الحمد لله رب العالمين الذي أنزل القرآن في الليلة المباركة , والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ,,,
أما بعد:
لقد اختصَّ الله تبارك وتعالى هذه الأمَّة المُحمَّدية على غيرها من الأمم بخصائص وفَضَّلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها أفضل الرُّسل والأنبياء وخاتمهم وآخرهم وجعلها خير الأمم قال تعالى: ((كنتم خير أمَّةٍ أُخرجت للنَّاس)) – آل عمران –
وقد أنزل الله لهذه الأمَّة الكتاب المبين والصراط المستقيم , كتاب الله العظيم , كلام رب العالمين ,
قال تعالى ((إنَّا نحن نزَّلنا الذِّكر وإنَّا له لحافظون)) الحجر- وقال تعالى ((لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه تنزيلٌ من حكيم حميد)) فصلت – فقد أنزل الله عزّ وجلّ القرآن الكريم في ليلة مباركة هي خير الليالي , ليلة اختصَّها الله عزَّ وجلَّ من بين الليالي , ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر وهي ثلاث وثمانين سنة وأربعة أشهر ألا وهي ليلة القدر
قال تعالى: ((إنَّا أنزلناه في ليلة القدر , وما أدراك ما ليلة القدر , ليلة القدر خيرٌ من ألف شهر تَنَزَّلُ الملائكةُ والرُّوحُ فيها بإذن ربهم من كلِّ أمر , سلامٌ هي حتى مطلع الفجر)) سورة القدر-
وقال تعالى ((إنَّا أنزلناه في ليلةٍ مُباركة إنَّا كُنَّا مُنذرين , فيها يُفرَقُ كُلُّ أمرٍ حكيم)) الدخان –
سبب تسميتها ليلة القدر:
قال الإمام النووي: " قال العلماء: سميت ليلة القدر لما يكتب فيها للملائكة من الأقدار والأرزاق والآجال التي تكون في تلك السنة كقوله تعالى ((فيها يُفرقُ كلُّ أمرٍ حكيم)) (الدخان 4) وقوله تعالى ((تنزَّلُ الملائكة ُوالروحُ فيها بإذن ربهم من كلِّ أمر)) (القدر 4). ومعناه يظهر للملائكة ما سيكون فيها , ويأمرهم لفعل ما هو من وظيفتهم , وكل ذلك مما سبق علم الله تعالى به وتقديره له. وقيل سميَّت ليلة القدر لعظم قدرها وشرفها وأجمع من يعتد به على وجودها ودوامها إلى آخر الدهر "
(شرح صحيح مسلم -2/ 822).
علامات ليلة القدر:
هناك علامات وأوصاف تعرف بها ليلة القدر , أخبرنا بها النبي صلى الله عليه وسلم فمن ذلك:
1 - عن أُبيّ بن كعب رضي الله عنه قال: (قال صلى الله عليه وسلم: صبيحة ليلة القدر تطلع الشمس لا شعاع لها كأنها طَست حتى ترتفع) صحيح الجامع /3754) والطست هو الإناء من النحاس.
2 - عن واثلة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ليلة القدر ليلة بلجة , لا حارة ولا باردة , ولا يرمى فيها بنجم ومن علامة يومها تطلع الشمس لا شعاع لها) (صحيح الجامع /5472).
3 - عن ابن عباس رضي الله عنه: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ليلة القدر ليلة سمحة طلقة , لا حارة
ولا باردة تصبح الشمس صبيحتها ضعيفة حمراء). صحيح الجامع/5475).
ومعنى ليلة سمحة طلقة: أي سهلة طيبة إذا لم يكن فيها حر ولا برد يؤذيان.
أيُّ الليالي هي؟
ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنها ليلة إحدى وعشرين , وليلة ثلاث وعشرين , وخمس وعشرين , وسبع وعشرين , وتسع وعشرين , وآخر ليلة في رمضان. وأرجى ليلة يمكن أن تكون فيها هي ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان , فكان أُبي بن كعب رضي الله عنه يقول: " والله الذي لا إله إلا هو إنها لفي رمضان - يحلف ما يستثني – ووالله إني لأعلم أي ليلةٍ هي , هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها , هي ليلة سبع وعشرين , وأمارتُها أن تطلع الشمس في صبيحة يومها بيضاء لا شعاع لها " (رواه مسلم وغيره). وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم: يتحرى ليلة القدر , ويأمر أصحابه بتحريها , وكان يوقظ أهله في ليالي العشر الأواخر من رمضان رجاء أن يدركوا ليلة القدر , وكان يشد المئزر وذلك كناية عن جِدِّهِ واجتهاده عليه الصلاة والسلام في العبادة في تلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/98)
الليالي واعتزاله النساء فيها. ولهذا ينبغي أن يتحراها المؤمن في أوتار العشر الأواخر من رمضان وعليه يدل حديث عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
قال: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان) رواه البخاري في صحيحه _
فضائل ليلة القدر:
1 - أنها ليلة أنزل الله تعالى فيها القرآن فقال عز وجل (إنا أنزلناه في ليلة القدر).
2 - أنها ليلة مباركة , قال تعالى: (إنا أنزلناه في ليلة مباركة).
3 - يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام , قال تعالى (فيها يُفرق كل أمرٍ حكيم).
4 - ليلة القدر أفضل ليالي السنة, لقوله تعالى (إنا أتزلناه في ليلة القدر , وما أدراك ما ليلة القدر ليلة القدر خير من ألف شهر)
أي العمل فيها من صلاة وتلاوة وذكر خيرمن العمل في ألف شهر.
5 - تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة قال تعالى (تنزَّلُ الملائكةُ والرُّوح فيها بإذن ربهم من
كل أمر).
6 - فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل قال صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه_
أحاديث ضعيفة وموضوعة تتعلق بليلة القدر
1 - أربع قبل الظهركعدلهن بعد العشاء وأربع بعد العشاء كعدلهن من ليلة القدر (ضعيف الجامع/755).
2 - " من صلى العشاء في جماعة فقد أخذ بحظه من ليلة القدر " (السلسلة الضعيفة/2445).
3 - " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أري أعمار الناس قبله أو ما شاء الله من ذلك فكأنه تقاصرأعمار أمته أن يبلغوا من العمل مثل الذي بلغ غيرهم فأعطاه الله ليلة القدرخيرمن ألف شهر" (ضعيف الترغيب/604).
4 - " أنها لا تسري نجومها , ولا تنبح كلابها , وأنها لا سحاب فيها ولا مطر ولا ريح " نقلا من نشرة رقم 89 من منشورات الدعوة السلفية تحت عنوان ((ليلة القدر أهميتها , فضلها , تحديد وقتها , فضل العبادة فيها , علاماتها)).
للشيخ / علي بن محمد أبو هنية.
من أخطاء الناس حول ليلة القدر:
1 - اعتقاد كثيرمن الناس أن لليلة القدر علاماتٍ تحصل وتقع لبعض العباد فيها وينسجون حول ذلك خرافات وخزعبلات فيزعمون أنهم يرون نوراً من السماء أو تُفتح لهم فجوة من السماء.
2 - أن الشجر يسجد وأن المباني تنام ثم تعود إلى وضعها بعد تأديتها عبادة السجود وهذا لا يصح.
3 - أن تُرى الأنوار فيها ساطعة حتى في الأماكن المظلمة , وأن يُسمع كلام الملائكة.
4 - توقف الكلاب عن النباح في ليلتها , وهذا لا يصح.
5 - ومن أخطائهم في هذه الليلة انشغالهم بترتيب الإحتفالات , وإلقاء الكلمات والمحاضرات والمسابقات وتوزيع الحلوى ,
وبعضهم ينشغل بالنشيد والقصائد عن الطاعات والقربات.
6 - تحول المياه المالحة فيها إلى حلوة , وهذا هُراء.
7 - ومن أخطاءهم تخصيص ليلة السابع والعشرين بصلاة التسابيح جماعة.
8 - يعتقد بعض الناس بأن ليلة القدرإذا طلعت على إنسان فإن له دعوة مستجابة على أن لا تزيد هذه الدعوة عن ثلاثة طلبات فإن طلب إنسان أربعة أشياء من الله تعالى فإن الطلب الرابع لا ينظر فيه ولا يستجاب فهو ملغي ,
وهذا لا يصح فله أن يدعو الله تعالى بما شاء من الخير.
أحبتي في الله؛ ليلةٌ هذه فضائلها وخصائصها وهباتها , ينبغي علينا أن نجتهد فيها ونكثر من الدعاء والإستغفار والأعمال الصالحة فعن عائشة رضي الله عنها قالت: يا رسول الله أرأيت إن علمت أي ليلة ليلة القدر , ما أقول فيها؟ قال صلى الله عليه وسلم: قولي (اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني) –السلسلة الصحيحة/3337) , وهذه الليلة هي فرصة العمر والفرص لا تدوم فأي فضل أعظم من هذا الفضل لمن وفقه الله , فاحرصوا رحمكم الله على طلب هذه الليلة واجتهدوا بالأعمال الصالحة لتفوزوا بثوابها , فإن المحروم من حُرِمَ الثواب ومن تمرّ عليه مواسم المغفرة ويبقى مُحمَّلاً بذنوبه بسبب غفلته وإعراضه وعدم مبالاته فإنه محروم , أيها العاصي تُب إلى الله واسأله المغفرة فقد فتح لك باب التوبة , ودعاك إليها وجعل لك مواسم للخير تضاعف فيها الحسنات وتُمحى فيها السيئات فخذ لنفسك بأسباب النجاة.اللهم اجعلنا ممن وُفِّق لقيام ليلة القدر , فأجزلت له المثوبة والأجر , وغفرت له الزلل والوِزر , اللهم اغفر لنا ما قدمنا وما أخرنا , وما أعلنا وما أسررنا , وما أنت أعلم به منا , برحمتك يا عزيز يا غفار
اللهم آمين.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
#########
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 12:14 م]ـ
جزاك الله خيراً شيخنا الفضلي وبارك الله فيك وزادك من علمه وكرمه
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 09:26 م]ـ
أخي أبا عامر: حياكم الله وبياكم، وأحمد الله إليكم، وجزاكم الله خيرا.
أبا يوسف، أبا الوليد بارك الله فيكما، هذه العلامات منها ما هو علامات كاشفة مطلقة، ومنها ما هو نسبي.
أخي عيسى: جزاكم الله خيرا على الإضافة.
أخي أبا عثمان: جزاكم الله خيرا على مروركم، وبارك الله فيكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/99)
ـ[أبو عبد الرحمن الطاهر]ــــــــ[03 - 10 - 07, 10:41 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 05:58 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك خيرا
وبكم بارك أخي الفاضل.
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[09 - 09 - 09, 07:54 م]ـ
ولا يصح في علاماتها الا حديث ابي رضي الله عنه اما حديث انها لا حارة ولا باردة فقد قال اليهقي:
في اسناده ضعف.
منقول ..
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[10 - 09 - 09, 04:35 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع الله بكم الأمه
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[10 - 09 - 09, 05:59 ص]ـ
لايصح في العلامات القبلية لليلة القدر حديث مرفوع ..
منقول عن الشيخ الطريفي.
الامالي.(84/100)
هل يجوز قراءة الفاتحة مرتين في ركعةٍ واحدةٍ؟؟
ـ[أبو زياد محمد آل يعقوب]ــــــــ[02 - 10 - 07, 10:58 م]ـ
رمضانكم مبارك إخوتي الأحبة، وأسأل الله أن يُعيد علينا هذه الأيام المباركات أعوامًا عديدة، وأزمنةً مديدة، وأن يتقبَّل منَّا صالح الأعمال
ذهبت لأصلي الفجر في المسجد المجاور في يوم الجمعة الماضي، بعدما قرأ الإمام آية السجدة في سورة السجدة، سجد، ثم قام حتى يكمل {تتجافى جنوبهم عن المضاجع ... }، فقبل أن يبدأ فيها قرأ سورة الفاتحة!!!! ثم أكمل، ثم نزل، ثم قام للركعة الثانية وأتمَّ الصلاة
فما الحكم في ذلك؟ هل نُعيد الصلاة؟ أم نأتي بركعة إذا لم يطُل الفصل؟ أم لا شيء هنالك؟
وجزاكم الله خيرا
والمعذرة أني سألت هذا السؤال متأخرا
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[02 - 10 - 07, 11:16 م]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،،
فربما يكون إمامكم قد سهى في صلاته حيث قرأ الفاتحة مرة أخرى قبل (تتجافى جنوبهم عن المضاجع) .........
وفي هذه الحالة كان يجب على المصلين تذكيره بعد الأنصراف من الصلاة حيث سيكبر ثم يسجد سجدتين سجود السهو أسوة بالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في حديث ذي اليدين .. / البخاري.
ولما لم يتم ذلك فإما لا يسجد المأموم سجود السهو لأن ذلك على الإمام الذي يجب عليه متابعته، وإما يسجد كل واحد من المأمومين سجدتي سهو لنفسه على قول بعض أهل العلم منهم أبو عمروالأوزاعي ... (حيث لم يذهب أي شيء من أركان الصلاة وسننها وبقيت فقط الزيادة (الفاتحة مرة أخرى)
أما إن كان الإمام فعل ذلك متعمدا وهذا مستبعد لأن معنى ذلك أنه (إن كان إماما راتبا) يفعل ذلك في كل صلاة فجر يوم جمعه، وفي هذا الحالة لا بد إلا أن يذكره المصلون ويكثروا عليه، أو يكون معاندا -والعياذ بالله- و يكون المصلون أشبه بالأموات ..... وفي هذه الحالة، لا شيء على الذي صلى وراءه لأول مرة مثل أفضالك، لأنه وجب عليه الإقتداء به، ولكن يجب عليه، تنبيهه وتنبيه المصلين إلى أن ذلك أمر مبتدع ومخالف للسنة ويجب عليه التوبة منه، والله أعلم.
ـ[أبو زياد محمد آل يعقوب]ــــــــ[02 - 10 - 07, 11:40 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا عامر
ولكن هو فعل ذلك عمدا ظنا منه أنه لا شيء في ذلك، ولم يفعل ذلك إلا مرة واحدة هي تلك، ولما عوتب قال: هي سورة من السور
فما الحكم في ذلك؟
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[03 - 10 - 07, 02:33 م]ـ
وحيث لم يحدث الأخلال بأي من أركان الصلاة، فصلاة المأمومين صحيحة إنشاء الله تعالى ......
أما هو فكان الأحرى به عدم الجنوح عن فعل معروف صحيحه بالضرورة لدى المسلمين.
لأن الفاتحة تقرأ في كل ركعة مرة واحده والقيام من سجود التلاوة ليس بركعة جديدة حتى يقرأ الفاتحة فيها. أما إن أراد أن يقرأها كسورة من السور، فعلى حد علمي لم يفعل ذلك النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وليس محل سورة أخرى في وسط سورة السجدة، هذا إضافة إلى تنكيس القرآن حيث يكون أراد الرجوع به إلى البداية وهو ممنوع عند أكثر أهل العلم في المكتوبة ................
فالله أعلم بنيته من ذلك العمل، ونسأل الله أن لا يكون فعل ذلك استهانة واستهزاء بالصلاة، حيث -لا قدر الله يكون بذلك قد كفر وخرج من الملة.
لأن الصلاة والزكاة هي آيات الله، ومن استهزأ بذلك يكفر، قال تعالى:
(ولأن سألتهم ليقولن إنما كنا نخوض ونلعب، قل أبالله وآياته ورسوله كنتم تستهزؤون* لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم، إن نعف عن طائفة منكم نعذب طائفة بأنهم كانوا مجرمين) 65 - 66 التوبة. وهؤلاء كانوا يستهزؤون بالقراء ...
هذا والله أعلم ........
ـ[أبو زياد محمد آل يعقوب]ــــــــ[03 - 10 - 07, 03:44 م]ـ
جزاك الله خيرا
طيب على هذا ما الواجب على المصلين؟ هل يعيدون أم ليس عليهم إعادة، وهذا الرجل لا نظن أنه فعل ذلك استهزاء ولا استكبارا، لأنه أخبرنا بذلك بعد الصلاة وهو يحسب أنه لا شيء في ذلك، فاحترت ماذا أقول
بارك الله فيك
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[03 - 10 - 07, 06:18 م]ـ
جزاك الله خيرا
طيب على هذا ما الواجب على المصلين؟ هل يعيدون أم ليس عليهم إعادة، وهذا الرجل لا نظن أنه فعل ذلك استهزاء ولا استكبارا، لأنه أخبرنا بذلك بعد الصلاة وهو يحسب أنه لا شيء في ذلك، فاحترت ماذا أقول
بارك الله فيك
ألذي يترجح في نفسي أخي أبي جويرية أنه لا شيء على الذي لم يؤمن على قراءته للفاتحة ثانية في الركعة الأولى، لأن أركان الصلاة لم تمس والله أعلم.
أما من أمن على قراءته الثانية في الركعة الأولى فيجب عليه الأعادة لأنه وافق وتابع على هذا الأمر المخالف لما كانت عليه صلاته - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وقد قال: (صلوا كما رأيتموني أصلي) رواه البخاري.
والله أعلم
ـ[أبو زياد محمد آل يعقوب]ــــــــ[03 - 10 - 07, 06:32 م]ـ
جزاك الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/101)
ـ[أبو يوسف الثبيتي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 06:44 م]ـ
يكره للمصلي اقتصاره على الفاتحة لمخالفته السنة.
وتكرارها لأنه لم ينقل، وخروجاً من خلاف من أبطلها به، لأنها ركن.
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 08:12 م]ـ
بسم الله، أما مسألة الجواز، فجائز إذ ليس فيها ثمة نهي، ولكن فيه مخالفة للسنة.
أما سجود السهو ... ففيه نظر ...
أما ما عليك أنت وباقي المأمومين، فلا شيء.
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[03 - 10 - 07, 09:40 م]ـ
هذه المسالة مبحوثة فى كتب الشافعية على حسب مذهبهم فى ان الفاتحة ركن فما اللذى يترتب فى اعادة
الركن مرتين فقد اورد النووى فى المجموع شرح المهذب مايلى
قال إمام الحرمين إذا كرر الفاتحة أو آية منها كان شيخي يقول لا بأس بذلك إن كان ذلك لتشككه في ان الكلمة قرأها جيدا كما ينبغى أم لا لانه معذور وإن كرر كلمة منها بلا سبب كان شيخي يتردد في إلحاقه بما لو ادرج في اثناء الفاتحة ذكر آخر قال الامام والذى اراه انه لا تنقطع موالاته بتكرير كلمة منها كيف كان: هذا كلام الامام وقد جزم شيخه وهو والده الشيخ أبو محمد في كتابه التبصرة
بأنه لا تنقطع قراءته سواء كررها للشك أو للتفكر وقال البغوي إن كرر آية لم تنقطع القراءة وإن قرا نصف الفاتحة شك هل اتي بالبسملة فاتمها ثم ذكر أنه كان اتى بها يجب ان يعيد ما قرأ بعد الشك ولا يجب استئناف الفاتحة لانه لم يدخل فيها غيرها.
وقال ابن سريج يجب استئناف الفاتحة وقال التمولي ان كرر الآية التي هو فيها لم تبطل قراءته وان أعاد بعض الآيات التي فرع منها بأن وصل إلى (أنعمت عليهم) ثم قرأ (مالك يوم الدين) فان استمر علي القراءة من (مالك يوم الدين) اجزأته قراءته وان اقتصر علي (مالك يوم الدين) ثن عاد فقرأ (غير المغضوب عليهم ولا الضالين) لم تصح قرأته وعليه استئنافها لان هذا غير معهود في التلاوة وهذا كان عامدا فان كان ساهيا أو جاهلا لم تنقطع قراءته كما لو تكلم في اثناء صلاته بما ليس منها ناسيا أو جاهلا لم تبطل صلاته وكذا لا تبطل قراءته هنا واما صاحب البيان فقال ان قرأ آيه من الفاتحة مرتين فان كانت اول آية أو آخرها لم يضر وان كانت في اثنائها فالذي يقتضيه القياس انه كما لو قرأ في خلالها غيرها فانه لو تعمده بطلت قراءته وان سهى بهى وكأن صاحب البيان لم يقف علي النقل الذى حكيته عن الاصحاب ولهذا قال الذى يقتضيه القياس وهذه عادته فيما لم ير فيه نقلا والله اعلم
*
ج3ص8 5 3 حسب الشاملة
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[03 - 10 - 07, 11:21 م]ـ
ولكن هذا كرر الفاتحة كاملة متعمدا التكرار، لقوله إنها سورة من السور هذا أولا. وثانيا ليس في محلها وإنما في وسط السورة التي قرأ بها وهي السجدة ليوم الجمعه ............
فالأمر مختلف عما ذكر الأخوة أعلاه. والله أعلم.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 10 - 07, 01:45 ص]ـ
قد يقال في تكرار الفاتحة كما يقال في تكرار الركوع أو السجود فكلها أركان
فمن كرر هذا الركن الذي هو قراءة الفاتحة فهو مثل من كرر ركن الركوع
وهذه المسألة تحتاج إلى مزيد من التأمل
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 10 - 07, 01:52 ص]ـ
وللفائدة: فقد ورد عن عمر أنه أمر من سهى عن قراءة الفاتحة أن يكررها في الركعة الثانية.
وفيه نظر
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 02:05 ص]ـ
بسم الله، أما مسألة الجواز، فجائز إذ ليس فيها ثمة نهي، ولكن فيه مخالفة للسنة.
أما سجود السهو ... ففيه نظر ...
أما ما عليك أنت وباقي المأمومين، فلا شيء.
ذكرت هذا آنفاً إذ هذا قدر المسألة، وأما المسألة ففيها تفصيل ليس له في رد الحكيم نصيب.
جواز قراءة الفاتحة في الصلاة في غير موضع الاستفتاح، فأقول: ليس هناك نهي عن قراءة الفاتحة، طالما أنها من القرآن، فليس هناك حرج من قراءتها، ولكن لعدم ورود دليل على أنه من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو مخالف لظاهر السنة ولكن هذا ليس دليلاً على النهي.
فإن كان هذا أمر لم يعهده الناس من قبل، لا يقتضي فساده، وهذا هو الظاهر والله أعلم.
وأما سجود السهو: فهما سجدتان يسجدهما المصلي لجبر خلل في صلاته ناتجاً عن السهو، وهو في ثلاث حالات: النقص أو الزيادة أو الشك ... على تفصيل.
وهو يخرج من هذا لاعتبارات ... لذا قلت آنفاً ... فيه نظر ...
وأما المصلين، فلا حرج عليهم مطلقاً وصلاتهم صحيحة ... لا يوجد شيء أصلا معتبراً ليقال أنها فسدت، إذ ليس هناك ما يقتضي فسادها.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[04 - 10 - 07, 01:27 م]ـ
وللفائدة: فقد ورد عن عمر أنه أمر من سهى عن قراءة الفاتحة أن يكررها في الركعة الثانية.
وفيه نظر
أرجو أخي عبد المحسن أن تبين أين ورد ذلك؟؟ وما هي قوة الإسناد إلى ذلك؟؟
لأنه خالف قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
: "لا صلاة لمن لم يقرأ بأم القرآن"، وحديث: "كل صلاة لا يقرأ فيها بأم القرآن فهي خداج". وكلها أحاديث صحيحة ثابتة.
وهذا محمول عند أهل العلم أن القراءة للفاتحة في كل ركعة، ولم يقل أحد يجبرها بأن يقرأها مرة أخرى في الركعات التالية.
أما من كان له إمام فالخلاف فيها معروف مشهور .......
والله أعلم ..........
أرجو أخي العزيز أن تذكر المصدر وبارك الله بك ........
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/102)
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[04 - 10 - 07, 02:58 م]ـ
في مذاهب العلماء في القراءة في كل الركعات: قد ذكرنا ان مذهبا وجوب الفاتحة في كل ركعة وبه قال اكثر العلماء وبه قال أصحابنا عن علي وجابر رضى الله عنهما وهو مذهب احمد وحكاه ابن المنذر عن ابن عون والاوزاعي وأبى ثور وهو الصحيح عن مالك وداود وقال أبو حنيفة
تجب القراءة في الركعتين الاوليين وأما الاخريان فلا تجب فيهما قراءة بل إن شاء قرا وإن شاء سبح وإن شاء سكت وقال الحسن البصري وبعض اصحاب داود لا تجب القراءة إلا في ركعة من كل الصلوات وحكى ابن المنذر عن اسحق بن راهويه ان قرأ في اكثر الركعات اجزأه وعن الثوري ان قرأ في ركعة من الصبح أو الرباعية فقط لم يجزه وعن مالك ان ترك القراءة في ركعة من الصبح لم تجزه وان تركها في ركعة من غيرها اجزأه واحتج لمن لم يوجب قراءة في الاخيرتين بقول الله تعالى (فاقرءوا ما تيسر منه) وبحديث عبد الله بن عبد الله بن العباس قال " دخلنا علي ابن عباس فقلنا لشاب سل ابن عباس أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر فقال لا لا فقيل له لعله كان يقرأ في نفسه فقال خمشى هذه شر من الاولي كان عبدا مأمورا بلغ ما ارسل به وما اختصنا دون الناس بشئ إلا بثلات خصال امرنا ان نسبغ الوضوء وأن لا نأكل الصدقة وأن لا ننزى الحمار علي الفرس " رواه أبو داود باسناد صحيح وقوله خمشا هو بالخاء والشين والمعجمتين أي خم
المجموع شرح المهذب ج3 ص1 6 3 الشاملة
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[04 - 10 - 07, 04:39 م]ـ
اللهم اهدنا الى سواء السبيل جميعا إخي أبي سفيان:
الثابت المعلوم عند الجميع أن الفاتحة ركن في كل ركعة،ولمرة واحدة والله أعلم.
ـ[الطيماوي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 09:36 م]ـ
أذهب لما ذهب له الأخ أسامة المصري السلفي
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[05 - 10 - 07, 05:53 ص]ـ
وفقكم الله.
ولكن الأخ أسامة يقول:
بسم الله، أما مسألة الجواز، فجائز إذ ليس فيها ثمة نهي، ولكن فيه مخالفة للسنة. .. ...
وقول:
... ...
ولكن لعدم ورود دليل على أنه من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم - فهو مخالف لظاهر السنة ولكن هذا ليس دليلاً على النهي.
فإن كان هذا أمر لم يعهده الناس من قبل، لا يقتضي فساده، وهذا هو الظاهر والله أعلم. ....
ومازال جماعة الفقهاء يعللون كراهة أمر أو بدعيته بمخالفة السنة ... أو يعلل بعضهم: بأنه لم يجر عليه عمل الناس ... أو يعلل جواز أمر بجريان عمل الناس به أو عليه ... والناس هنا: عامة أهل العلم فيما أحسب ... وليس عوامهم ... وحتى لو كان المقصود عوامهم ... فما لم يعهدوه على توالي الدهر - وهم سرّاع لكل غريب وشاذ - فيه دلالة على أنه منابذ للمشروع المتوارث ... أو أنه أمر لم يأت به شرع أصلاً.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=11330
ـ[أبو زياد محمد آل يعقوب]ــــــــ[05 - 10 - 07, 06:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا، وأشكر الشيخ الكريم الفهم الصحيح على هذه الإضافة، فقد كفى وشفى بهذه الفتوى الطيبة، جزى الله الشيخ يوسف القاسم خير الجزاء
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[05 - 10 - 07, 10:31 ص]ـ
قلت: المشروع له مواصلة قراءته، وهو الظاهر من صريح السنة وليس عليه خلاف.
وأيضًا وردت نصوص صريحة في السنة على التخيير في القراءة،
{ثم اقرأ ما تيسر معك من القرآن} متفق عليه
{ثم اقرأ بأم القرآن وبما شاء الله} عند أبي داود
فالقول بالكراهية، فلعدم ورود ذلك من فعل النبي - صلى الله عليه وسلم، ولكن هناك نصوص عامة على التخيير.
إن كان ناسياً ... فلا تثريب عليه وليس عليه سجود سهو.
إن كان إتيانه بذلك عن تعمد، فَيُنظر على ثلاث حالات: إحداها بدعة إضافية والأخرى كراهة والثالثة إباحة ... كما بَيَّنها د. يوسف - حفظه الله.
وأما ما يخص السائل ... فهو ما ذكرناه آنفًا ...
لا شيء عليك، وليس عليك سجود سهو، وليس لك التعمد بزيادة ركعة وصلاتك صحيحة إن شاء الله.
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[05 - 10 - 07, 11:35 ص]ـ
يكره للمصلي اقتصاره على الفاتحة لمخالفته السنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/103)
روى البخاري (772) ومسلم (396) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه موقوفاً عليه أنه قال: " في كل صلاة يقرأ فما أسمعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أسمعناكم وما أخفى عنا أخفينا عنكم وإن لم تزد على أم القرآن أجزأت وإن زدت فهو خير "
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[05 - 10 - 07, 08:28 م]ـ
قراءة الفاتحة ليست ركنا عند الامام ابوحنيفة وانمايجزى عنده ماتيسر من القراءن ونزع الى قوله تعالى
{فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ} وردفى الهداية
ثُمَّ يَقْرَأُ فَاتِحَةَ الْكِتَابِ وَسُورَةً أَوْ ثَلَاثَ آيَاتٍ مِنْ أَيِّ سُورَةٍ شَاءَ) فَقِرَاءَةُ الْفَاتِحَةِ لَا تَتَعَيَّنُ رُكْنًا عِنْدَنَا، وَكَذَا ضَمُّ السُّورَةِ إلَيْهَا خِلَافًا لِلشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي الْفَاتِحَةِ وَلِمَالِكٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِيهِمَا.
لَهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ " {لَا صَلَاةَ إلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ وَسُورَةٍ مَعَهَا} " وَلِلشَّافِعِيِّ رَحِمَهُ اللَّهُ قَوْلُهُ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ " {لَا صَلَاةَ إلَّا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ} ".
وَلَنَا قَوْله تَعَالَى {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ} وَالزِّيَادَةُ عَلَيْهِ بِخَبَرِ الْوَاحِدِ لَا يَجُوزُ لَكِنَّهُ يُوجِبُ الْعَمَلَ فَقُلْنَا بِوُجُوبِهِمَا
الهدايةج1ص47 9
ووردفيه
وَأَدْنَى مَا يُجْزِئُ مِنْ الْقِرَاءَةِ فِي الصَّلَاةِ آيَةٌ عِنْدَ أَبِي حَنِيفَةَ رَحِمَهُ اللَّهُ، وَقَالَا: ثَلَاثُ آيَاتٍ قِصَارٍ أَوْ آيَةٌ طَوِيلَةٌ) لِأَنَّهُ لَا يُسَمَّى قَارِئًا بِدُونِهِ فَأَشْبَة قِرَاءَةَ مَا دُونَ الْآيَةِ.
وَلَهُ قَوْله تَعَالَى {فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنْ الْقُرْآنِ} مِنْ غَيْرِ فَصْلٍ إلَّا أَنَّ مَا دُونَ الْآيَةِ خَارِجٌ وَالْآيَةُ لَيْسَتْ فِي مَعْنَاهُ
الهدايةج2ص40
وقراءة الفاتحة عندهم واجب وليست فرضا والفرض والواجب عندهم متغايران خلافا للجمهور
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[05 - 10 - 07, 11:17 م]ـ
ألأخ المقدشي،،،
القول في فهم أركان الدين هو قول الصحابة والتابعين لهم بإحسان ولو خالف أحد الأئمة فلا عبرة بخلافه. وقد ثبت بفهم الصحابة والتابعين أن الفاتحة ركن لا تصح الصلاة بدونها .........
وقال أبو حنيفة ما معناه أنه لا يحل لأحد اتباع قولي ما لم يعلم من أين أتيت به.
-راجع مقدمة صفة صلاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - للعلامة الألباني _
فلا يحل لأحد أن يتبع أحد إذا خالف الحق ...
وجزاك الله خيرا.
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[06 - 10 - 07, 05:17 م]ـ
الاخ ابوعامر
اولا هذه المسالةاختلف فيهاالسلف فقال الامام ابن عبد البر
وانمااختلفوا فى اقل مايجزئ من القراءة وفى ام القراءن هل يجزئ منها غيرها من القراءن ام لا
واجمعوا ان لاصلاة الابقراءة
الاستذكار ج1ص7 2 4
فاذاثبت هذا اقول لك كل مايقوله اهل العلم اماهو من كتاب اوسنة اواجماع اومعنى فى واحد من الوجوه الثلاثة
والخلاف بين اهل العلم مسوغ لاختلاف الامارات ومعظم ادلة الشريعة ظنى الدلالة
قال الامام ابومظفر السمعانى
فأما الذى يسوغ ففيه الاختلاف وهى فروع الديانات إذا استخرجت أحكامها بأمارات الاجتهاد ومعانى الاستنباط فاختلاف العلماء فيه مسوغ ولكل واحد منهم أن يعمل فيه مما يؤدى إليه اجتهاده
قواطع الادلة ج2ص6 2 3
ثانيا لم ينفرد الامام ابوحنيفة فيما ذهب اليه فى القراءة فهو مذهب اهل الكوفة مثل ابراهيم النخعى واهل العراق
وروى عن على ابن ابى طالب رضىالله عنه فى احدى روايتين
وهو مذهب سفيان الثورى والاوزاعى من ائمة الامصار
واورد الامام ابن عبد البر فى مذهبهم ماياتى
قال ابوحنيفة القراءة فى الاخريين لاتجب وكذلك قال الثورى والاوزاعى
قال الثورى يسبح فى الاخريين احب الى من ان يقرء وهو قول جماعة الكوفيين وسلف اهل العراق
وقال الثورى وابوحنيفة واصحابه يقرء فى الركعتين الاوليين واما فلا الاخريين فان شاء سبح وان شاء قرء
وان لم يقرء ولم يسبح جازت صلاته وهو قول ابراهيم النخعى ورواه اهل الكوفة عن على وروى عنه اهل المدينة خلاف ذلك
الاستذكار ج1ص1 5 4
ثالثا انالست على هذا المذهب فى القراءة وانما مجرد حكاية على مذهب من مذاهب السلف ليعتبر
فى الميثال اللذى اورده الاخ ابوجويرية الاثرى
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[06 - 10 - 07, 06:26 م]ـ
أخي أبي سفيان المقدشي
بارك الله بك وأحسن إليك ..........
وأقول لك أن الجواب ليس بشافي، فليس من المتبع إستعراض أقوال معينة وعدم ذكر الأقوال الكثيرة المستفيضة المخالفة ..........
حتى أن بعض أهل العلم ومنهم الإمام محمد بن إدريس الشافعي قال ببطلان ركعة المأموم إذا أدرك الأمام راكعا، وحجته أنه لم يقرأ بإم الكتاب ....... ؟
وقال الله تبارك وتعالى: "ما أتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا" الحشر.
وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:"لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب" صحيح
وكذلك قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "من صلى صلاة لم يقرأ فيها بأم الكتاب فهي خداج، فهي خداج، فهي خداج غير تمام" صحيح.
فهل هذا دليل قطعي أم ظني أخي سفيان؟؟
ربما أقوال بعض أهل العلم لما ذكرت في رسالتك يتعلق بقراءة المأموم!!
حيث هذه مسألة أخرى وهي هل تجزء قراءة الإمام عن المأموم أم لا؟؟
بارك الله بك وجزاك الله خيرا ...
أخوك سليمان سعود الصقر (أبو عامر)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/104)
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[06 - 10 - 07, 07:26 م]ـ
الموضوع قد خرج عن حاجة السائل، وهذا ليس مكانها. بارك الله فيكم
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[18 - 10 - 07, 11:29 ص]ـ
... ...
وهذا محمول عند أهل العلم أن القراءة للفاتحة في كل ركعة، ولم يقل أحد يجبرها بأن يقرأها مرة أخرى في الركعات التالية. ........
بلى قد قال بذلك بعض أئمة الحنابلة ... فيما أحسب ... والله أعلم.
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 06:10 م]ـ
الأخ الفاضل أبا جويرية: إليك هذه النقول تفيد فيما سألت فيه، خصوصا أنه قد وقع في كلام بعض الإخوة المشاركين ما يستغرب، والكلام في ثلاث نقاط:
أولا: في حكم زيادة ركن من أركان الصلاة، إذا قلنا إن قراءة الفاتحة ركن في كل ركعة:
1 - قال في المغني - (ج 3 / ص 158):" والزيادات على ضربين؛ زيادة أفعال، وزيادة أقوال: فزيادات الأفعال قسمان: أحدهما، زيادة من جنس الصلاة، مثل أن يقوم في موضع جلوس، أو يجلس في موضع قيام، أو يزيد ركعة أو ركنا، فهذا تبطل الصلاة بعمده، ويسجد لسهوه، قليلا كان أو كثيرا؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم {إذا زاد الرجل أو نقص فليسجد سجدتين} رواه مسلم والثاني، من غير جنس الصلاة كالمشي والحك والتروح، فهذا تبطل الصلاة بكثيره، ويعفى عن يسيره، ولا يسجد له، ولا فرق بين عمده وسهوه.
2 - وفي حاشية الدسوقي على الشرح الكبير - (ج 3 / ص 84) من كتب المالكية:
" قوله (وبتعمد زيادة ركن فعلي) أي بزيادته عمدا وكذا جهلا وهذا في الفرض والنفل المحدود كالوتر وانظر غيره هذا ملخص ما في عج. وقوله (لا قولي) أي كتكرير الفاتحة وقوله فلا تبطل على المعتمد أي وقيل تبطل "ا. هـ.
3 - وفي حاشية الجمل - (ج 4 / ص 105) من كتب الشافعية:
" وثامنها (ترك زيادة ركن فعلي عمدا) فتبطل بها صلاته لتلاعبه بخلافها سهوا؛ لأنه صلى الله عليه وسلم صلى الظهر خمسا وسجد للسهو ولم يعدها رواه الشيخان ويغتفر القعود اليسير قبل السجود وبعد سجدة التلاوة وسيأتي في صلاة الجماعة أنه لو اقتدى بمن اعتدل من الركوع أنه يلزمه متابعته في الزائد وأنه لو ركع أو سجد قبل إمامه وعاد إليه لم يضر وخرج بالفعلي القولي كتكرير الفاتحة.
4 - وفي البحر الزخار الجامع لمذاهب علماء الأمصار - زيدية - (ج 3 / ص 480)
(فرع) فأما الزيادة من جنسها فإن كانت فعلا كقيام، أو قعود فسدت إن تعمد، وإلا فلا، وإن كانت ذكرا كثيرا في غير موضعها، فكذا إن تعمد، وفي موضعها إن كان تكرار الفاتحة ففيه تردد: تفسد إذ زاد ركنا عمدا، ولا كتكرار الآيات بعدها "ا. هـ
ثانيا: حكم تكرار الفاتحة في الركعة الواحدة:
1 - قال في بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع - (ج 2 / ص 174)
" ..... (ولنا) أن الأخريين محل الفاتحة أداء فلا تكونا محلا لها قضاء بخلاف السورة، ولأنه لو قضاها في الأخريين يؤدي إلى تكرار الفاتحة في ركعة واحدة، وأنه غير مشروع "ا. هـ.
2 - وفي الشرح الكبير لابن قدامة - (ج 1 / ص 612):
" (مسألة) (ويكره تكرار الفاتحة) لانه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه لانها ركن، وفي ابطال الصلاة بتكررها خلاف فكره لذلك"ا. هـ
3 – وفي كشاف القناع عن متن الإقناع - (ج 3 / ص 91):
"ويكره (تكرار الفاتحة في ركعة) لأنها ركن، وفي إبطال الصلاة بتكرارها خلاف ولأنه لم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه ولم تبطل الصلاة بتكرارها لأنه لا يخل بهيئة الصلاة، بخلاف الركن الفعلي "ا. هـ.
4 - وفي شرح الشيخ الشنقيطي على زاد المستقنع - (درس 43):
"تكرار الفاتحة يأتي على وجهين: الوجه الأول: أن لا يكون معذورا.
والوجه الثاني: أن يكون معذورا بالتكرار.
أما التكرار الذي لا يعذر فيه فكأن يقرأ الفاتحة مع علمه أنه قرأها، فللعلماء قولان: قال بعض العلماء: من كرر الفاتحة عالما أنه كررها بطلت ركعته.
وقال بعضهم: بل تبطل صلاته، ووجه ذلك: أن الفاتحة ركن، فإذا كررها مرتين فإنه يكون قد زاد ركنا قوليا، وزيادة الركن القولي مؤثرة كزيادة الركن الفعلي، فهذا وجه من يقول في أن من كرر الفاتحة تبطل صلاته.
وقال بعض العلماء -كما درج عليه المصنف-: من كرر الفاتحة كره له ذلك، ولا تبطل صلاته؛ لأنه خلاف السنة، ولا تبطل صلاته؛ لأن زيادة الأقوال ليس كزيادة الأفعال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/105)
وهذا مركب على مسألة الزيادة في الماهية والخارج عن الماهية؛ فإن زيادة الأفعال تعتبر زيادة في الماهية فأبطلت؛ لأنها زيادة في هيئة الصلاة، بخلاف زيادة الأقوال فإنها لا تؤثر في الهيئة، فالهيئة على ما هي عليه، قالوا: وبناء على ذلك لا يؤثر هذا على صلاته"ا. هـ
وقال أيضا (درس رقم 41):
" ... أما في حال التعمد والقصد فلا يشرع (يتكلم عن سجود السهو)، كما لو صلى الظهر فزاد قراءة الفاتحة مرتين متعمدا، فهذه زيادة ركن قولي، أو زاد ركوعا مع الركوع الذي شرعه الله في أي ركعة من ركعات الظهر، وهذه زيادة ركن فعلي.
ففي هاتين الحالتين تبطل صلاته، ويكاد يكون بإجماع العلماء أن من زاد في صلاته ركنا واحدا متعمدا فقد أحدث وابتدع وترتب عليه أمران: الأمر الأول: أنه آثم لإحداثه في دين الله وابتداعه، ومعلوم ما للبدعة من سوء عاقبة والعياذ بالله، فإن صاحبها يفتن، كما قال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة} [النور:63] ويصرف عن حوض النبي صلى الله عليه وسلم، فالمبتدع لا يسقى من حوض النبي صلى الله عليه وسلم، فالذي يزيد ركعة، أو يحدث في صلاته ركنا زائدا، أو واجبا زائدا، فإنه قد أحدث في دين الله ما لم يأذن الله عز وجل به، ويحكم ببطلان صلاته؛ لأنه لم يصل كما أمره الله، وقد قال عليه الصلاة والسلام -وهو يبين تأقيت الصلاة وتحديدها وأنها عبادة لا مجال فيها للرأي والاجتهاد-: (صلوا كما رأيتموني أصلي) أي: لا تجتهدوا من عند أنفسكم.
أما لو اجتهد العالم في إثبات حكم في الصلاة بناء على كتاب أو سنة فلا حرج؛ لأنه من الدين، أما أن يأتي إنسان ويقول: أصلي الظهر بدل ركعتين ثلاثا.
فقد حبط عمله وكان من الخاسرين، فصلاته رد عليه.
الأمر الثاني: قال بعض العلماء: زيادة الأركان وزيادة الركعات استهزاء واستخفاف -والعياذ بالله-، والاستخفاف بهذه الشعيرة أمره عظيم، ولذلك يخشى على صاحبه.
4 - وفي الشرح الممتع للعلامة ابن عثيمين- (ج 3 / ص 80)
" قوله: «وتكرار الفاتحة» أي: ويكره تكرار الفاتحة مرتين، أو أكثر.
وتعليل ذلك: أنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم. والمكرر للفاتحة على وجه التعبد بالتكرار لا شك أنه قد أتى مكروها؛ لأنه لو كان هذا من الخير لفعله النبي صلى الله عليه وسلم، لكن إذا كرر الفاتحة لا على سبيل التعبد، بل لفوات وصف مستحب؟ فالظاهر الجواز، مثل: أن يكررها لأنه نسي فقرأها سرا في حال يشرع فيها الجهر، كما يقع لبعض الأئمة ينسى فيقرأ الفاتحة سرا، فهنا نقول: لا بأس أن يعيدها من الأول استدراكا لما فات من مشروعية الجهر، وكذلك لو قرأها في غير استحضار، وأراد أن يكررها ليحضر قلبه في القراءة التالية؛ فإن هذا تكرار لشيء مقصود شرعا، وهو حضور القلب، لكن إن خشي أن ينفتح عليه باب الوسواس فلا يفعل، لأن البعض إذا انفتح له هذا الباب انفتح له باب الوسواس الكثير، وصار إذا قرأها وقد غفل في آية واحدة منها ردها، وإذا ردها وغفل ردها ثانية، وثالثة، ورابعة، حتى ربما إذا شدد على نفسه شدد الله عليه، وربما غفل في أول مرة عن آية، ثم في الثانية يغفل عن آيتين، أو ثلاث"ا. هـ
ثالثا: في سجود السهو لهذا الفعل
1 - قال في المغني (ج 3 / ص 158):
"الضرب الثاني، زيادات الأقوال، وهي قسمان أيضا.
أحدهما، ما يبطل عمده الصلاة، كالسلام وكلام الآدميين، فإذا أتى به سهوا فسلم في غير موضعه، سجد، على ما ذكرناه في حديث ذي اليدين وإن تكلم في الصلاة سهوا، فهل تبطل الصلاة به أو يسجد للسهو؟ على روايتين.
القسم الثاني، ما لا يبطل عمده الصلاة، وهو نوعان: أحدهما، أن يأتي بذكر مشروع في الصلاة في غير محله، كالقراءة في الركوع والسجود، والتشهد في القيام والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم في التشهد الأول، وقراءة السورة في الأخريين من الرباعية أو الأخيرة من المغرب وما أشبه ذلك إذا فعله سهوا، فهل يشرع له سجود السهو؟ على روايتين.
إحداهما، لا يشرع له سجود؛ لأن الصلاة لا تبطل بعمده، فلم يشرع السجود لسهوه، كترك سنن الأفعال
والثانية، يشرع له السجود، لقوله عليه الصلاة والسلام {إذا نسي أحدكم فليسجد سجدتين وهو جالس} رواه مسلم "ا. هـ
2 - وفي حاشية الصاوي على الشرح الصغير - (ج 2 / ص 69)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/106)
"والزيادة القولية لا سجود لها إلا في تكرار الفاتحة سهوا".
3 - وفي فتاوى اللجنة الدائمة - (ج 8 / ص 495)
(س2: في الجلسة بين السجدتين في الصلاة إذا دعا الإنسان بدعاء غير قول: (رب اغفر لي وارحمني واهدني ... ) إلخ، فقال: (رب اغفر لي ولوالدي)، أو أي دعاء آخر، هل ذلك يخل بالصلاة، كذلك إذا سها الفرد في صلاته وقام بتكرار الفعل الذي يرى بأنه نسيه؛ كأن يصلي الفرد مع الإمام وبعد الانتهاء من قراءة الفاتحة حدث أن تحير المأموم في: هل قرأ الفاتحة أم لا، وبعد ذلك قام بقراءتها، فما حكم ذلك، وهل السجود للسهو يكفي؟
ج2: أولا: الأفضل أن يأتي بالدعاء بين السجدتين كما ورد، فإن زاد أو نقص فيه لم تبطل صلاته.
ثانيا: لا تبطل صلاته بتكرار الفعل سهوا، سواء كان إماما أو منفردا أو مأموما، وعليه سجود السهو إن كان إماما أو منفردا أو مسبوقا، أما إن كان مأموما من أول الصلاة فليس عليه سجود السهو ويتحمل ذلك عنه الإمام، كأن يكرر الركوع أو السجود سهوا، أما تكرار الفاتحة سهوا فلا يلزمه بذلك سجود السهو.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //
وختاما: سؤال للشيخ الشنقيطي وجه له في أحد الدروس حول المسألة المطروحة:
السؤال
إذا قرأ المصلي بعد سورة الفاتحة سورة الفاتحة أيضا فهل صلاته جائزة؟
الجواب
إذا قرأ المصلي سورة الفاتحة بعد قراءتها فهذا على صور: الصورة الأولى: أن يقرأ ذلك متعمدا متقصدا تكرار الفاتحة، فللعلماء فيه وجهان: قال بعض العلماء: تبطل صلاته؛ لأنه زيادة ركن، فكما أن زيادة الأركان في الأفعال تبطل الصلاة، كذلك زيادة الأركان في الأقوال تبطل الصلاة.
وهذا القول من جهة الأصول قوي؛ فإنك إذا نظرت إلى أنها زيادة مقصودة في ركن مقصود فإنها كزيادة الأفعال، ولذلك يقوى هذا القول من الوجه الذي ذكرناه.
وقال بعض العلماء: أساء ولا تبطل صلاته.
ولذلك هذا الفعل أقل درجاته أنه إذا تقصده فهو حدث وبدعة؛ لأنه لا يفعل ذلك إلا على سبيل الفضل، ولم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم، فيكون مبتدعا من هذا الوجه.
أما لو شك هل قرأ الفاتحة أو لم يقرأها، ثم قرأها على سبيل الجزم والاحتياط فهو مأمور بقراءتها في هذه الحالة وتجزيه، فلو صليت ثم شككت: هل قرأت الفاتحة أو لم تقرأها -خاصة إذا كان الإنسان وحده، أو كان إماما في سرية من ظهر أو عصر- فإنه في هذه الحالة يعيد قراءتها، ولو ركع قبل أن يجزم بقراءتها فإنه يلزمه قضاء تلك الركعة، فيجب عليه أن يقرأها ويتأكد من قراءتها، إلا إذا كان مبتلى بوسواس فإنه في الوسوسة لا يلتفت إليها، ولا يعمل بها، والله تعالى أعلم."ا. هـ
هذا ما سمح الوقت بنقله وسامحوني على عدم التقصي
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[19 - 10 - 07, 12:44 ص]ـ
أن يكررها لأنه نسي فقرأها سرا في حال يشرع فيها الجهر، كما يقع لبعض الأئمة ينسى فيقرأ الفاتحة سرا، فهنا نقول: لا بأس أن يعيدها من الأول استدراكا لما فات من مشروعية الجهر،(84/107)
ماذا تقول إذاقال الإمام؟ + هدية
ـ[المُضيئة]ــــــــ[03 - 10 - 07, 12:08 ص]ـ
سمعت هذه الحادثةبأذني
يقول أ. مهدي بخاري عن د. عمر أن أربعة إخوةشبا من الشيشان منهم المهندس ومنهم الطبيب جاؤوا إلى الشارقةمن أجل أن يقصوا على الدكتور عمر حادثة عجيبة حدثت بينما كانوا يدفنون جدهم في الشيشان وطوال فترة الدفن كان سرب طائر من الحمام يحلق فوق القبر من بداية الدفن حتى انتهائهم فأصاب الحاضرين الاستغراب جعل الإخوة الأربعة يذهبون إلى جدتهم ليسألوها عما كان يفعله جدهم في حياته ولا يعلمه الناس عنه.
قالت لهم جدتهم أنه في الأيام التي كان يختبئ فيها كبار مدينةقروزني في الأقبية والغرف الأرضية ليقرءوا القرآن ويصلون بعيدا عن أعين الشيعيون لم يكن في قروزني كلها غيرأربعة مصاحف فقط!
وكان هؤلاء الرجال الكبار يختارونكل يوم من يخبئونها عنده بالقرعة لئلا تكشفهم
الشيعيون إذا حدث تفتيش أو اعتقالات وعندما كان يجيءوقتجدهم الذي
لا يتكلم العربية أبداكان يقضي ليلته تلك
.
.
.
. بأن يفتح المصحف من صفحته الأولى ويمرر إصبعه السبابة على كل سطر من سطور المصحف هامسا باللغة الشيشانية
.
.
.
كلام ربي كلام عظيم ..
كلام ربي كلامعظيم ..
كلام ربي كلام عظيم
ويظل يرددها حتى يختم المصحف كاملا!!!.
........
الله
المستعان!
هذه حاله فكيف
حالنامع كلام ربي
الكلام العظيم
..........................
هذا وقد خطر في بالي قبل
4سنوات
أن أقرأمن تفسير السعدي الجزء الذي
كان
سيصلي به الإمام فصرتُ أجد خشوعا ومعنى للآيات وراحةعجيبةفصرت أحث من أعرف
بهذه الطريقة
فاللهم لك الحمد
وهذا التفسير صغيربحجم
يد الرجُل
بإمكان المسلم حمله معه
للمسجد
هنا صورة تفسير
الكريم الرحمن
للعلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي
http://www.arb-up.com/files/arb-up-Oct1/MH646678.jpg (http://www.arb-up.com/files/arb-up-Oct1/MH646678.jpg)
http://www.arb-up.com/files/arb-up-Oct1/udh46839.jpg (http://www.arb-up.com/files/arb-up-Oct1/udh46839.jpg)
ـــــــــــــــــ
ـــــــــــــــــــــــ
قبل الختام هذه هدية العشر لكمفاقبلوها: ماذا أقول في ركوع وسجود صلاة القيامالطويلة؟
http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/343.htm (http://www.alquma.net/vb/redirector.php?url=http://www.saaid.net/mktarat/ramadan/343.htm)
ماذا تقول إذا دعى إلإمام بهذاالدعاء؟
http://www.w7m.org/2007/Jun/1191101912.rm (http://www.alquma.net/vb/redirector.php?url=http://www.w7m.org/2007/Jun/1191101912.rm)
...............
..
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 08:17 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ...
تفسير الإمام السعدي من أجود التفاسير الميسرة المعاصرة
مؤلفه: فقيه مفسر محدث أصولي لغوي - رحمه الله تعالى.
وأما تفسيره، فسهل العبارة غزير الفائدة ... فجزاه الله خيراً وأجزل له المثوبة والأجر.
* فضلاً ... الخط المكتوب به الموضوع قد يجعل من قراءته أمراً مضنياً ...
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[03 - 10 - 07, 01:54 م]ـ
سبحان الله
جزاك الله خيرا على القصة
اسأل الله ان يصلح حالنا واحوال جميع المسلمين
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[03 - 10 - 07, 11:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا أخي العزيز على هذه القصة
والله يا إخواني الواحد لما يسمع قصص إخواننا العجم خصوصا الداخلين في الإسلام حديثا يندهش، فمنهم من يفني عمره في تعلم العربية ليقرأ كلام الله وهدي نبيه صلى الله عليه وسلم ....
ويقول الحق تعالى في الحديث القدسي: ( ... ومن جائني ماشيا أتيته هرولة ... ) البخاري.
وسيكون من هؤلاء (بني إسحق) أي الروم سبعين الفا يفتحون الحصون بالتكبير والتهليل كما ثبت ذلك عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ـ[عاطف جميل الفلسطيني]ــــــــ[03 - 10 - 07, 11:43 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[04 - 10 - 07, 12:22 ص]ـ
أحسنت وأحسن الله إليك أخي البرازيلي،،
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[04 - 10 - 07, 10:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي العزيز على هذه القصة
أخي الكريم
المضيئة أخت وليس أخ
بارك الله فيك
ـ[مهاجي جمال]ــــــــ[04 - 10 - 07, 11:13 ص]ـ
جزاك الله خيرا على القصة أختي الكريمة
و رحم الله هذا الرجل الصالح
و أعاننا على ختم القرآن في هذ الشهر العظيم
ـ[محمد العفاسى]ــــــــ[06 - 12 - 07, 02:46 م]ـ
اللهم اجعل قلبى وقلوب اخوانى عامرة بالقران
واجعله لنا نورا وسرورا(84/108)
هل في هذا الذهب زكاة؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 02:00 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
امرأة لديها ذهب تضعه في خزنتها فهي تلبس من بعضها وتترك البعض , فهل على ما لم يلبس زكاة , إن حال عليها الحول.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[03 - 10 - 07, 12:34 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
إذا كانت تلبسه على التناوب فلا زكاة فيه عند القائلين بعدم زكاة الحلي ... و أما إذا تركت استعماله مطلقا ففيه زكاة لصيرورته كنزًا ... هذا المستفاد من كلام بعض الفقهاء رحمهم الله.
وانظر هنا على سبيل المثال:
http://www.sona3el7yah.com/book.php?cat=7&book=96&toc=6694&page=5914&subid=29305
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 04:22 م]ـ
شكرا لك وجزاك الله خيرا.
س: هذه سائلة تسأل وتقول: ما حكم دفع الزكاة للحلي الملبوس؟ وما هو الرأي الراجح لدى فضيلتكم؟
يعني: هل يزكى الحلي أو لا يزكى؟ الحلي ما تلبسه النساء مما تتجمل به وتتحلى به من ذهب أو فضة، سواء ما يلبس في الذراع الذي هو الأسورة ويسمى الآن بالغوايش أو المناجر، أو يلبس في العنق ما يسمى بالقلائد أو الرشارش، أو يلبس في الأصابع كالخواتيم، ففي ذلك خلاف بين المشائخ وبين العلماء قديمًا وحديثًا.
ولكن الفتوى الآن على أنه يزكى ولو كان ملبوسًا، ويتأكد زكاته إذا كان لا يلبس إلا قليلًا في المناسبات، وخصوصًا إذا كان كثيرًا، إذا كان عند المرأة ما يقوم خمسين ألفًا أو مائة ألف لا تلبسه إلا في المناسبات فيتأكد أنها في كل سنة تقومه وتزكيه إذا بلغ النصاب، مقدار النصاب أحد عشر جنيها ونصف جنيه، فإذا بلغ ذلك فإنه تزكى قيمته، هذا هو الذي يترجح لنا.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 09:20 م]ـ
إن عموم النصوص تدل على أن الذهب والفضة يجب فيه الزكاة بالشروط المعتبرة، ولا فرق بين أن يكون تبرا (أي سبائك) أو نقودا أو حليا ملبوسا أو معارا أو مكنوزا أو للتجارة، قال تعالى: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ - يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ}.
وأخرج أصحاب السنن إلا ابن ماجة - وحسنه الألباني - عن عمرو بن شعيب، عن أبيه، عن جده، [أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعها ابنة لها، وفي يد ابنتها مسكتان غليظتان من ذهب فقال لها: "" أتعطين زكاة هذا؟ "" قالت: لا، قال: "" أيسرك أن يسورك الله بهما يوم القيامة سوارين من نار؟ "" قال: فخلعتهما فألقتهما إلى النبي صلى الله عليه وسلم وقالت: هما لله عزوجل ولرسوله].
وأخرج أبوداود وغيره بسند صحيح صححه الألباني، عن عبد الله بن شداد أنه قال: [دخلنا على عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم، فقالت: دخل علي رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فرأى في يدي فَتَخَات من ورِق، فقال: " ما هذا يا عائشة؟ " فقلت: صنعتهن أتزين لك يا رسول الله، قال: " أتؤدين زكاتهن؟ "، قلت: لا، أو ما شاء الله.
قال: " هو حسبك من النار "].
والله الموفق.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[06 - 10 - 07, 05:22 ص]ـ
انظروا مشكورين بشأن زكاة الذهب المعد للاستعمال:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=89476&highlight=%D2%DF%C7%C9+%C7%E1%CD%E1%ED+%C7%E1%E3%D A%CF+%E1%E1%C7%D3%CA%DA%E3%C7%E1
والرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4451&highlight=%D2%DF%C7%C9+%C7%E1%CD%E1%ED+%C7%E1%E3%D A%CF+%E1%E1%C7%D3%CA%DA%E3%C7%E1
وأما بخصوص سؤالك فالأمر كما ذكره الشيخ: (الفهم الصحيح).(84/109)
سؤال عن ازالة الشعر؟
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 02:02 ص]ـ
السلام عليكم
هل ترك ازالة الشعر المأمور بإزالته أكثر من اربعين يوما فيه إثم؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[03 - 10 - 07, 04:35 ص]ـ
المسألة خلافية، فالجمهور على أنه يكره ذلك.
وذهب آخرون كابن العربي وبعض الظاهرية إلى التحريم، والله أعلم.
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 04:04 م]ـ
جزاكم الله خير ونفع بكم.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[04 - 10 - 07, 01:36 ص]ـ
الأظهر أن الأمر بإزالته عند الأربعين للوجوب(84/110)
التواطؤ على الرؤيا
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 08:48 ص]ـ
التواطؤ على الرؤيا
قَدْ يتواطأَ قومٌ على رؤيا رأوها جميعاً، و يتفقونَ فيها إمَّا على تمامها و إما على أغلبها، سواءً علموا بذلك أم لم يعلموا، و لقد اعتبرَ أهل التعبيرِ ذلك مُستندين في ذلك لقصةِ تواطؤ رؤيا الصحابةِ ليلةَ القدرِ في السابع و العشرين، و فيها يقول لهم النبيُّ صلى الله عليه و سلم: " أرى رؤياكم قد تواطأت على في السبع الأواخر فمن كان منكم متحريها فيلتحرها في السبع الأواخر " ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn1)) .
فالنبيُّ صلى الله عليه و سلمَ اعتبر تواطؤ رؤيا المؤمنين فهم لا يكذبون في روايتهم ولا في رؤياهم إذا تواطأت ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn2)) ، فتوافُقُ الجماعةِ على رؤيا واحدةٍ دالٌّ على كونها صِدقاً و صحيحةً، كما اعتُبِرَ ذلك في الروايةِ و تواتُرِها ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn3)) .
و اشتُرِطَ في اعتبارِها ألا تُخالفَ القواعدَ الشرعية. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn4))
و هل يَلْزَمُ مِن اتفاقِهم في الرؤيا صدقها؟
حيثُ قُوْرِنَتْ الرؤيا المُتواطأ عليها بالروايةِ المتواطيءِ عليها يُصارُ إلى ما قِيْلَ في بحثِ أهل المُصطلَحِ في لُزومِ صِدْقَ الروايةِ حيثُ اتفاقُ المتواطئين عليها، و أهل الفنِّ _ أي: فنَّ المُصطلح _ ذكروا في شرطِ الاتفاقِ في المتواترِ فَرْقاً بين شيئين هُما باعثانِ للاتفاق ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn5)) :
أولهما: التواطؤُ، و هو أن يتَّفِقَ قومٌ على اختراعِ شيءٍ مُعَيَّنٍ بَعْدَ المُشاورَةِ و التقرير، بأن لا يقولَ أحدٌ خلافَ الآخر، و هذا لا يكونُ صِدقاً في الرؤيا أنها متواطئةٌ دونَ قصدٍ، و هذا اتفاقٌ على الكذبِ، و هو ملمحٌ لطيفٌ.
ثانيهما: التوافُقُ، و هو حصولُ ذلك مِن غيرِ مُشاورَةٍ بينهم و لا اتفاق، و هذا مما اتفقَ عليه أهل المصطلح، و هو الذي يُرادُ بِهِ في هذا المطلَبِ، فلْيُتَنَبَّه فإنه مُهمٌ.
فبانَ من هذا أنَّ الرؤيا إذا كانت قد رآها جماعةٌ فهيَ مُحتملَةٌ أن تكون اتفاقاً على اختراعها و اختلاقها، و إما أن تكونَ توافقاً كلٌّ رآها دون معرفةِ الآخر، فالأولُ مرفوضٌ و هو كذبٌ، و الثاني هو مبحثُ أهل التعبيرِ فيه.
و لا يُسْتَدَلُّ بحديثِ تواطؤِ رؤيا الصحابة في إثباتِ كلِّ ما تُوُوْطِيءَ عليه، و خاصةَ في الأحكام الشرعية، فالعِبْرَةُ بِصِدْقِهم، و كونِ رؤياهم موافقةً للقواعد الشرعية،و لا يكون بها الاحتجاج إلا استئناساً. ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=74#_ftn6))
____
(1) البخاري (2015).
(2) انظر: " الروح " (ص: 139) وَ (ص: 9).
(3) انظر: " الفتح (12/ 397)، " مناج السنة " (3/ 500).
(4) انظر: " الفتح " (4/ 302).
(5) انظر: " ظفر الأماني" (ص: 36).
(6) انظر: " الروح " (ص: 9).
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[03 - 10 - 07, 03:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا و نفع بك، اللهم أعنه على ذكرك و شكرك و حسن عبادتك، اللهم سدد خطاه و يسر أموره و اغفر له و لوالديه و لجميع المسلمين اللهم ادخله جنتك آمين.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[03 - 10 - 07, 06:27 م]ـ
أخي العزيز ذي المعالي:
يشترط أيضا في توافق الرؤى أن يكون الرؤاه من أهل التقوى وأهل المنهج الحق المتبعين لأولئك الذي قال لهم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: أرى رؤياكم قد تواطئت ....... الحديث)
وهذا يشترط في التواطىء فحسب أما كرؤيا من فرد فيمكن أن يرى الكافر رؤيا صادقة كما هي رؤيا الفتيان ورؤيا الملك في سورة يوسف والله أعلم.
ـ[عبد الوهاب الكاتب]ــــــــ[07 - 10 - 07, 08:08 ص]ـ
بارك الله فيكم(84/111)
لا يجوز إخراج الجنين إذا كان لو أخرج لمات حتى وإن خيف على الأم الشلل أو الموت
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 03:13 م]ـ
في " اللقاء الشهري " (ج 71) للشيخ العثيمين رحمه الله:
حكم إخراج الجنين من بطن الأم
[السؤال:]
فضيلة الشيخ: امرأة أصيبت بحادث في ظهرها وهي حامل في الشهر الخامس فقرر الأطباء إجراء عملية لظهرها واشترطوا إخراج الجنين فأبت الأم، فقالوا: إن عليها خطراً من الشلل أو الموت إن استمر الجنين ولم تعمل العملية، فما العمل الآن مأجورين؟
الجواب:
لا يجوز إخراج الجنين إذا كان لو أخرج لمات حتى وإن خيف على الأم الشلل أو الموت، أسمعتم الحكم؟ إذاً بعد نفخ الروح في الجنين لا يجوز إخراجه بأي حال من الأحوال مهما كان؛ لأنك إذا أخرجته قتلت نفساً عمداً وهذا الجنين مؤمن، وقد قال الله تعالى: وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً [النساء:93].
ولأننا إذا أخرجناه هل نتيقن أن الأم تسلم؟ لا، ربما تكون العملية سبباً لموتها، وحينئذٍ نكون ارتكبنا محظوراً متيقناً لدفع ضرر محتمل. وأيضاً إذا أبقينا الجنين وماتت الأم أو شلت، فهل نحن الذين تسببنا لموتها أو شللها؟
الجواب: لا، هذا من الله عز وجل، والله تعالى يقدر ما شاء، وأيضاً لن نتيقن أنه إذا بقي يموت. كثيراً ما يقرر الأطباء أن المرأة لو بقي الحمل في بطنها لماتت ثم لا تموت، وأنا على يدي وتحت سمعي وبصري: قرر الأطباء على امرأة حامل أن جنينها مشوه وأنه لا بد من إخراجه، تقرير طبي! فظهر الجنين أجمل إخوانه، مما يدل على أنهم قد يخطئون.
فعلى كل حال: لو فرضنا (100%) أنه إذا بقي في بطنها هلكت وهلك الجنين لقلنا: إن هلاكها ليس بأيدينا بل من عند الله عز وجل، والله فرق بين الذي بيد الإنسان وبين الذي من عنده كما قال عز وجل: قُلْ هَلْ َتَربَّصُونَ بِنَا إِلاَّ إِحْدَى الْحُسْنَيَيْنِ وَنَحْنُ نَتَرَبَّصُ بِكُمْ أَنْ يُصِيبَكُمْ اللَّهُ بِعَذَابٍ مِنْ عِنْدِهِ أَوْ بِأَيْدِينَا [التوبة:52] فنحن إذا أبقينا الجنين وماتت الأم فليس بفعلنا بل بفعل الله عز وجل:
لِكُلِّ أَجَلٍ كِتَابٌ [الرعد:38] وهذه مما قدم فيها العقلانيون عقولهم على الكتاب والسنة وقالوا: إذا بقي في بطن أمه وماتت الأم مات هو، فنقول: وليكن ذلك، إذا ماتت الأم يموت هذا الجنين مثلاً فمن الله عز وجل على أنه يمكن الآن، حسب ترقي الطب أنه إذا تقرر موت الجنين عند الولادة أمكنهم بسرعة أن يخلصوا الأم من الموت، وهذا شيء مؤكد، فالمهم أنت يا أخي امش على الكتاب والسنة ولا يهمك أحد، والدنيا ليست للبقاء، الذي ما مات اليوم سيموت غداً.
انتهى
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 04:03 م]ـ
غالب ترجيحات الأطباء في هذا الباب مبنية على أمرين:
الأول: تقديرات معملية تصل لدرجة اليقين، والأصل أن فتوى العالم تبع لمثل هذه المعلومات.
الثاني: تقريرات إحصائية تعتبر في حكم العاديات التي لها حكم اليقينيات، والأصل أن مثل
هذه الترجيحات لها الغلبة عند التعارض.
والتوجيه الذي قاله الشيخ في خاتمة كلامه وهو قوله:
وقالوا: إذا بقي في بطن أمه وماتت الأم مات هو، فنقول: وليكن ذلك، إذا ماتت الأم يموت هذا الجنين مثلاً فمن الله عز وجل على أنه يمكن الآن، حسب ترقي الطب أنه إذا تقرر موت الجنين عند الولادة أمكنهم بسرعة أن يخلصوا الأم من الموت، وهذا شيء مؤكد، فالمهم أنت يا أخي امش على الكتاب والسنة ولا يهمك أحد، والدنيا ليست للبقاء، الذي ما مات اليوم سيموت غداً. اهـ
يتعارض مع الأخذ بأسباب النجاة، والموازنة بين مراتب الضروريات، والترجيح بين إبقاء حياة من هو
أولى بالإحياء، وهذا له نظائر في الفقه معروفة ...
وأرى أن الفتوى فيها نظر كبير ..
والله أعلم.
ـ[د. هشام عزمي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 09:06 م]ـ
بسم الله. . .
رحم الله علامة القصيم الشيخ العثيمين، وجزى الله الشيخ رضا صمدي على تعقيبه المفيد .. والواقع أن ما اشترطه الأطباء هنا غريب جدًا وغير مألوف ولا يتفق وبروتوكولات المهنة حتى عند غير المسلمين، مع أني أفهم جيدًا ما الذي دعاهم لهذا الشرط بالذات.
والأصل هو تأجيل أي عملية جراحية لحين انتهاء فترة الحمل، أما إن كانت العملية عاجلة ولاتتحمل التأجيل كل هذه المدة فيتم أجراؤها مع اتخاذ الاحتياطات اللازمة وإقرار أهل المريضة بعلمهم باحتمالات فقد الجنين أو تشوهه.
أما إخراج الجنين، فلا أعلم أحدًا ذكره مع أن الأمور من تخصصي .. وربما أكون مخطئًا، فلا أتسرع بالتجني على أصحاب هذا القرار.
والله أعلم.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 02:15 م]ـ
{وأنا على يدي وتحت سمعي وبصري: قرر الأطباء على امرأة حامل أن جنينها مشوه وأنه لا بد من إخراجه، تقرير طبي! فظهر الجنين أجمل إخوانه}
اللهم ارحم الشيخ واغفر له. فقد كان يضفي على جدية وصعوبة المسائل الفقهية شيئا من المرح والسرور بروحه المرحة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/112)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[06 - 10 - 07, 03:20 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك فائدة طيبة وقيمة.
أسأل الله أن يمدك بالصحة والخير والعافية وأن يبارك لك في جهدك ووقتك وأهلك ومالك.
حياك الله.(84/113)
سؤال من أخٍ سلفي
ـ[داود كريم محمد]ــــــــ[03 - 10 - 07, 09:04 م]ـ
اخواني هل يجوز القاء المحاضرات في العشر الأواخر
مع ذكر الأدلة
سواء كان في الجواز أو المنع
وجزاكم الله خيراً
ـ[داود كريم محمد]ــــــــ[03 - 10 - 07, 10:02 م]ـ
اخواني أقصد اِلقاء المحاضرات عند القيام لليلة القدر في العشر الأواخر
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[03 - 10 - 07, 10:17 م]ـ
طلب العلم ونشره من القرب الى الله وهوافضل من صلاة النافلة عند الامام الشافعى لان نفعه متعدالى غيره
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 06:15 ص]ـ
وهل هناك نهي أوقفك للسؤال على مشروعية إلقاء المواعظ في العشر الأواخر؟ أو مادة علمية يستفيد منها سواء المعتكف أو غير المعتكف؟ قد يكون هذا موسم للعبادة ... وخاصة النوافل ... وهذا لا يعني أيضاً أن العلم ليس بعبادة، بل لا عمل إلا بعلم ... وكما صنف الإمام البخاري: باب العلم قبل القول والعمل
ـ[داود كريم محمد]ــــــــ[04 - 10 - 07, 11:56 ص]ـ
نعم يا أخ اسامة أنا كردي من كردستان العراق يوجد بعض طلبة العلم عندنا يقولون بعدم الجواز لأنه لم يرد عن النبي صلى الله عليه واله وسلم ولا عن السلف الصالح هذا الفعل
ويقولون اقامة ليلة القدر يكون فقط بتلاوة القران والأدعية
وأنا لم أستيقن بهذا القول و القي المحاضرت حتى الآن
لأننا عندنا حكم عام قال تعالى (ادعو الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة) فكلمة (ادعو) كلمة عامة ولم يرد تخصيصه في موضع دون آخر الا قبل صلاة الجمعة
واذا قلنا بالمنع يجب علينا أن نأتي بدليل يدل على نهي القاء المحاضرات في ليال عشر الأواخر كما ورد النهي عن القاء المحاضرات قبل خطبة الجمعة
ولم أقف على قول عالم حتى الآن يقول بالنهي أو الجواز
فأفيدونا جزاكم الله خيراً
ـ[أبو حمزة النوبي]ــــــــ[05 - 10 - 07, 11:42 م]ـ
طلب العلم و نشرة افضل التطوع
ـ[الطيماوي]ــــــــ[06 - 10 - 07, 03:03 ص]ـ
لم يرد أمر منع وإن كان تتبع هدي النبي صلى الله عليه وسلم أفضل من جهة
1 - الاقتصار على النفس فيه حيث كان له صلى الله عليه وسلم خيمة في المسجد يعتكف فيها، طبعا عدا إمامة الناس بالصلاة فأمر المخالطة فيها أفضل.
2 - قول أم المؤمنين " أحيا ليله " حيث لم يرد فيها أمر خطب الناس أو وعظهم
لكن أخي الكريم الأمر فيه سعة لكونه لم يرد دليل على المنع فرجح ما هو أكثر فائدة وأعم لدين الله في مسجدك وأهل منطقتك.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[06 - 10 - 07, 05:10 ص]ـ
إن كان السؤال عن المعتكف؛ فقد نص الحنابلة -وهو نص الإمام أحمد رحمه الله تعالى- على أن المعتكف "لا يُستحَب" له إقراء القرآن وتدريس العلم ومناظرة الفقهاء.
وقال أبو الخطاب الكلوذاني الحنبلي في "الهداية" (1/ 88): (وعندي أنه يستحب له ذلك إذا قصد به طاعة الله لا المباهاة).
ـ[الموحد أبوبلال]ــــــــ[07 - 10 - 07, 06:32 م]ـ
ما كان عليه السلف هو ترك حلقات العلم والتفرغ للقرآن
ولكن لا يوجد ما يمنع من إلقاء الدروس وحلقات العلم
والله أعلم(84/114)
أشيروا علي أيه الناس .. مسجدي .. أم الأعتكاف وصلاح قلبي
ـ[أبو عبادة الهاشمي]ــــــــ[03 - 10 - 07, 11:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيه الإخوة الكرام .. هذا سؤال أطرحه بين أيديكم
شرّقتُ فيه وغرّبت .. ولا زلت .. متردداً .. لا أدري ماذا أفعل .. وماهو الأصلح في حقي ..
أيه الأحبة ..
عندي مسجد كبير .. أصلي فيه اماماً بالناس الصلوات المفروضة والتراويح والتهجد
وقد أتيت بمن يعينني
وطرأت لي فكرة قبل دخول رمضان بأن أعتكف في المسجد النبوي في العشر الأواخر
وفي الحقيقة لم يسبق لي أن أعتكفت إلا قبل 15 سنة تقريباً ويعلم الله أن الدنيا قد لعبت بنا ذات اليمين وذات الشمال .. فأحتاج إلى أن ألملم شعث قلبي .. واصلح مافسد منه .. ولن يكون ذلك إلا بأن أبتعد تماماً وأنقطع للعبادة بعيداً عن حي ومجتمعي الذي لا أسلم من اشغال الناس لي فيه
فبماذا تشيرون علي بارك الله فيكم علماً بأني وجدت من ينوب عني في المسجد .. مع أن أهل المسجد بعضهم متعلق بي ولا يريد مني الذهاب وترك المسجد ...
وقد احترت كثيراً .. علماً بأني أرى صلاح قلبي سيكون باعتكافي بإذن الله كما ذكرت فما هو الحل الذي ترونه مناسباً ..
ولكم مني الدعاء والثناء
أبو عبادة الهاشمي
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 01:09 ص]ـ
حالي مشابه إلا أني لست بجانب المسجد النبوي .. وقد قررت اليوم قبل المغرب ترك المسجد والانشغال بنفسي لأن حالها كيت وكيت، وأنا شاب في العشرين.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[04 - 10 - 07, 02:09 ص]ـ
أخي أبا عبادة, تأمل هذا من مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله فلعلك تجد فيه الإجابة:
(وَقَالَ الشَّيْخُ رَحِمَهُ اللَّهُ فَصْلٌ وَأَمَّا قَوْلُهُ: هَلْ الْأَفْضَلُ لِلسَّالِكِ الْعُزْلَةُ أَوْ الْخُلْطَةُ؟ فَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ وَإِنْ كَانَ النَّاسُ يَتَنَازَعُونَ فِيهَا؟ إمَّا نِزَاعًا كُلِّيًّا وَإِمَّا حَالِيًّا. فَحَقِيقَةُ الْأَمْرِ: أَنَّ الْخُلْطَةَ تَارَةً تَكُونُ وَاجِبَةً أَوْ مُسْتَحَبَّةً وَالشَّخْصُ الْوَاحِدُ قَدْ يَكُونُ مَأْمُورًا بِالْمُخَالَطَةِ تَارَةً وَبِالِانْفِرَادِ تَارَةً. وَجِمَاعُ ذَلِكَ: أَنَّ الْمُخَالَطَةَ إنْ كَانَ فِيهَا تَعَاوُنٌ عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى فَهِيَ مَأْمُورٌ بِهَا وَإِنْ كَانَ فِيهَا تَعَاوُنٌ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ فَهِيَ مَنْهِيٌّ عَنْهَا فَالِاخْتِلَاطُ بِالْمُسْلِمِينَ فِي جِنْسِ الْعِبَادَاتِ: كَالصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ وَالْجُمُعَةِ وَالْعِيدَيْنِ وَصَلَاةِ الْكُسُوفِ وَالِاسْتِسْقَاءِ وَنَحْوِ ذَلِكَ هُوَ مِمَّا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ. وَكَذَلِكَ الِاخْتِلَاطُ بِهِمْ فِي الْحَجِّ وَفِي غَزْوِ الْكُفَّارِ وَالْخَوَارِجِ الْمَارِقِينَ وَإِنْ كَانَ أَئِمَّةُ ذَلِكَ فُجَّارًا وَإِنْ كَانَ فِي تِلْكَ الْجَمَاعَاتِ فُجَّارٌ وَكَذَلِكَ الِاجْتِمَاعُ الَّذِي يَزْدَادُ الْعَبْدُ بِهِ إيمَانًا: إمَّا لِانْتِفَاعِهِ بِهِ وَإِمَّا لِنَفْعِهِ لَهُ وَنَحْوِ ذَلِكَ. وَلَا بُدَّ لِلْعَبْدِ مِنْ أَوْقَاتٍ يَنْفَرِدُ بِهَا بِنَفْسِهِ فِي دُعَائِهِ وَذِكْرِهِ وَصَلَاتِهِ وَتَفَكُّرِهِ وَمُحَاسَبَةِ نَفْسِهِ وَإِصْلَاحِ قَلْبِهِ وَمَا يَخْتَصُّ بِهِ مِنْ الْأُمُورِ الَّتِي لَا يَشْرَكُهُ فِيهَا غَيْرُهُ فَهَذِهِ يَحْتَاجُ فِيهَا إلَى انْفِرَادِهِ بِنَفْسِهِ؛ إمَّا فِي بَيْتِهِ، كَمَا قَالَ طاوس: نِعْمَ صَوْمَعَةُ الرَّجُلِ بَيْتُهُ يَكُفُّ فِيهَا بَصَرَهُ وَلِسَانَهُ، وَإِمَّا فِي غَيْرِ بَيْتِهِ. فَاخْتِيَارُ الْمُخَالَطَةِ مُطْلَقًا خَطَأٌ وَاخْتِيَارُ الِانْفِرَادِ مُطْلَقًا خَطَأٌ. وَأَمَّا مِقْدَارُ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ كُلُّ إنْسَانٍ مِنْ هَذَا وَهَذَا وَمَا هُوَ الْأَصْلَحُ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ فَهَذَا يَحْتَاجُ إلَى نَظَرٍ خَاصٍّ كَمَا تَقَدَّمَ).
وفقك الله لكل خير, آمين.
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 02:30 ص]ـ
أشير عليك بأن تعتكف في مسجدك فتجمع الحسنيين
ـ[أبو عبادة الهاشمي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 03:40 ص]ـ
الأخ عبدالملك السبيعي
إذاً أنت ترى برأيي بأن تعتكف وتهتم بصلاح قلبك وتوكل غيرك
الأخ ابو هبة شكراً لأضافتك
وهذا الكلام
فَاخْتِيَارُ الْمُخَالَطَةِ مُطْلَقًا خَطَأٌ وَاخْتِيَارُ الِانْفِرَادِ مُطْلَقًا خَطَأٌ. وَأَمَّا مِقْدَارُ مَا يَحْتَاجُ إلَيْهِ كُلُّ إنْسَانٍ مِنْ هَذَا وَهَذَا وَمَا هُوَ الْأَصْلَحُ لَهُ فِي كُلِّ حَالٍ فَهَذَا يَحْتَاجُ إلَى نَظَرٍ خَاصٍّ كَمَا تَقَدَّمَ
زادني حيرة .. فأنا أرى الأصلح لي الاعتكاف بعيداً عن مسجدي
الأخ أبو خالد السلمي
لا أخفيك بأن هذه الفكرة فكرت فيها جيداً
لكني لا زلت متردداً واخاف أن أنشغل عن نفسي بغيري وهذ الواقع
إذا اشتد ما بي كان أكبر حيلتي له وضع كفي على خدي واسكتُ
من يفيدنا بما يشفي صدري ويذهب همي وله الدعاء
أبو عبادة الهاشمي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/115)
ـ[أم معاذ]ــــــــ[04 - 10 - 07, 05:22 ص]ـ
هب أنك ياأخي قررت الذهاب للحرم المكي وقضاء العشر فيها لاشك أنك ستترك مسجدك وتذهب إلى هناك -وكونك أدرى بنفسك من حدوث الانشغال الذي يخرجك عن انشغالك بالله بانشغالك في الناس وإن كان في خير -فإني أشير عليك بالاعتكاف في مسجد غير مسجدك لكن عليك أن تعد العدة للانقطاع والخلوة فلا يكون الانتقال بالجسد فقط والذهن والقلب مصروف-الأمر يحتاج إلى استجماع الهمة والعزم على الانقطاع عن الشواغل والصدق مع الله -أسأل الله أن يرشدك إلى مافيه صلاح دينك ودنياك -وتذكر يا أخي الكريم أنها مواسم يصب منها العبد فإن لم تكن هذه فلعلها تلك ..
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 06:21 ص]ـ
ألا في الجسد لمضغة ... فعليك بها ... فأنت أولى الناس بها
وأما المسجد، فهناك من ينوب عنك ... فلا يوجد تقصير
فعليك بصلاح قلبك ... ففيه صلاح كل شيء
وهل نشكو إلا من فساده؟ أصلح الله قلوبنا جميعاً ... اللهم آمين
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[04 - 10 - 07, 07:26 ص]ـ
ألا في الجسد لمضغة ... فعليك بها ... فأنت أولى الناس بها
وأما المسجد، فهناك من ينوب عنك ... فلا يوجد تقصير
فعليك بصلاح قلبك ... ففيه صلاح كل شيء
وهل نشكو إلا من فساده؟ أصلح الله قلوبنا جميعاً ... اللهم آمين
نعم الرأى وفيه فائده للمتمسكين به انه سوف يعود اليهم افضل سريره وأشد عزيمه وأعلى همة ان شاء الله
ولاتنسنا يا اخى فى الدعاء
ـ[ابو هبة]ــــــــ[04 - 10 - 07, 09:44 ص]ـ
هب أنك ياأخي قررت الذهاب للحرم المكي وقضاء العشر فيها لاشك أنك ستترك مسجدك وتذهب إلى هناك -وكونك أدرى بنفسك من حدوث الانشغال الذي يخرجك عن انشغالك بالله بانشغالك في الناس وإن كان في خير -فإني أشير عليك بالاعتكاف في مسجد غير مسجدك لكن عليك أن تعد العدة للانقطاع والخلوة فلا يكون الانتقال بالجسد فقط والذهن والقلب مصروف-الأمر يحتاج إلى استجماع الهمة والعزم على الانقطاع عن الشواغل والصدق مع الله -أسأل الله أن يرشدك إلى مافيه صلاح دينك ودنياك -وتذكر يا أخي الكريم أنها مواسم يصب منها العبد فإن لم تكن هذه فلعلها تلك ..
نعم النصيحة, وهذا ما أنصحك به أزال الله حيرتك. لا تنسنا من الدعاء.
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 07:53 م]ـ
كيف إذا كان يرى أنه - بشدة - يحتاج الابتعاد عن الخلطة هذه الأيام لحاجة نفسه .. ولكن ليس هناك من ينوبه في المسجد؟
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 08:06 م]ـ
فبماذا تشيرون علي بارك الله فيكم علماً بأني وجدت من ينوب عني في المسجد .. مع أن أهل المسجد بعضهم متعلق بي ولا يريد مني الذهاب وترك المسجد ...
..........
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[05 - 10 - 07, 11:08 م]ـ
كيف إذا كان يرى أنه - بشدة - يحتاج الابتعاد عن الخلطة هذه الأيام لحاجة نفسه .. ولكن ليس هناك من ينوبه في المسجد؟
إنما أسأل هذا السؤال مستقلا أخي أسامة، ولا أقصد به الأخ الهاشمي - بارك الله فيكما - .. فما الإجابة؟(84/116)
إذا سجد إمامُك للتلاوة عند الآية التي قبل آية السجدة خطأ فهل تتابعه؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 01:39 ص]ـ
مع الدليل - ولا أظنه يوجد -، أو التعليل
وفقكم الله
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 02:39 ص]ـ
الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة -رضي الله عنه:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم:
{إنما جُعِل الإمام ليؤتم به، فلا تختلفوا عليه}
إلى أن قال - صلى الله عليه وسلم:
{وإذا سجد فاسجدوا}
ــــــــــــــ
الحديث رواه: أبي هريرة رضي الله عنه، وقد أخرجه الإمام البخاري في صحيحه، الجماعة - باب (جعل الإمام ليؤتم به)، ومسلم في كتاب الصلاة باب ائتمام المأموم بالإمام، وأصحاب السنن إلا أن فيه زيادة عن أبي داود {وإذا قرأ فأنصتوا}
والفوائد:
1 - متابعة الإمام.
2 - عدم الإختلاف عليه في الصلاة.
3 - متابعته في السجود.
وأزيد:
أما خطأ الإمام فعليه، والصلاة صحيحة، ولا يشرع له سجود السهو في هذا الموضع ... والله أعلم.
وهو قد أتى بالسجود إلا أنه في غير موضعه ...
وأما بيان وجه الخطأ فلا يكون في الصلاة بمخالفته، وهذا يسبب مفسدة أعظم، إذ أن أغلب العوام يتابعون الإمام دون دراية بمواضع سجود التلاوة، فيسجد البعض دون البعض، لذا لا يرى أحد من العلماء مخالفة الإمام.
وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو أحمد الهذلي]ــــــــ[10 - 10 - 07, 01:41 ص]ـ
سلام عليكم
بقي دور المأمومين في تنبيه الإمام على هذا الخطأ بقول (سبحان الله) أو الفتح عليه باعادة الآية لعله يرجع.فيعرف الخطأ.
تقبل الله من ومنكم.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[18 - 10 - 07, 11:23 ص]ـ
وفقكم الله.
فقهاء المالكية يرون سجود السهو البعدي على من فعل ذلك ... سواءًا أتى بالسجدة في موضعها بعد ذلك أم لا ...
والظاهر أن من علم خطأ الإمام أن لا يتبعه ... وقد قال الإمام سحنون من المالكية إذا سجد الإمام في السرية لقراءة آية فيها سجدة: لا يتبعه لاحتمال خطائه ... فكيف إذا تيقن المأموم خطأ إمامه ... وبعض الفقهاء يبطلون صلاة من تابع الإمام في قيامه لخامسة إذا تيقنوا خطاءه ... والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 02:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
وتقبل الله طاعتكم
وما قاله أخي " الفهم الصحيح " هو الذي يطمئن القلب إليه
هل يمكن أخي الإحالة على موضع معين من كلام المالكية؟
وفقكم الله
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 02:36 م]ـ
جزاكم الله خيرًا ...
ولكن ... سجود السهو كما هو مقرر لدينا ... ركعتان يسجدهما المصلي لجبر خلل في صلاته ناتج عن السهو لثلاث حالات: الزيادة أو النقص أو الشك.
والبعدية خاصة لا يخرج عن: التأكد من الزيادة، أو الشك الذي اتبع فيه ما تيقنه.
وللإمام / محمد بن صالح العثيمين، رسالة ماتعة شاملة في سجود السهو.
ولا أرى له سجود السهو كما ذهب إليه الأخوة الأفاضل ... لأنه ليس قياسًا فيقاس عليه، ولا أمرًا فيمتثل.
وعدم متابعة الإمام تُفسد صلاة المأموم، ولكن المتابعة وخاصة أن من يقع في مِثل هذا، لا يفعله مُصِّرًا يبتغي المخالفة.
فيكون الأولى المتابعة، ثم تذكيره بعد الصلاة.
لأن عدم متابعته ستفسد الصلاة، وأما متابعته فلا ... فأيّ المفسدتين أقرب للصحة؟
ـ[ابو الدحداح الشافعي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 02:39 م]ـ
وفقكم الله.
فقهاء المالكية يرون سجود السهو البعدي على من فعل ذلك ... سواءًا أتى بالسجدة في موضعها بعد ذلك أم لا ...
والظاهر أن من علم خطأ الإمام أن لا يتبعه ... وقد قال الإمام سحنون من المالكية إذا سجد الإمام في السرية لقراءة آية فيها سجدة: لا يتبعه لاحتمال خطائه ... فكيف إذا تيقن المأموم خطأ إمامه ... وبعض الفقهاء يبطلون صلاة من تابع الإمام في قيامه لخامسة إذا تيقنوا خطاءه ... والله أعلم.
فهمت من كلامك
انه لا يتبع المأمون الامام ان كان على خطأ .. ؟؟؟؟
وهل هذه قاعدة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 03:14 م]ـ
ولكن ... سجود السهو كما هو مقرر لدينا ... ركعتان يسجدهما المصلي
!!
الظاهر أنك صائم ستة من شوال (ابتسامة)
تقبل الله طاعتك
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 03:23 م]ـ
[سجدتان] يسجدهما المصلي ...................
لربما تعجلت في الكتابة ... فأخطأت ... من [سجدتان] إلى [ركعتان].
أخي الكريم / إحسان العتيبي
جزاك الله خيرًا عني خيرًا ... وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[18 - 10 - 07, 05:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
وتقبل الله طاعتكم
وما قاله أخي " الفهم الصحيح " هو الذي يطمئن القلب إليه
هل يمكن أخي الإحالة على موضع معين من كلام المالكية؟
وفقكم الله
وإياكم أخي الكريم ... ووفقكم لكل خير.
قال العلامة الدردير في الشرح الكبير: ( ... ... (أَوْ) بِخِلَافِ (سُجُودٍ) لَهَا (قَبْلَهَا) أَيْ قَبْلَ قِرَاءَةِ مَحَلِّهَا يَظُنُّهَا السَّجْدَةَ (سَهْوًا) سَوَاءٌ قَرَأَهَا وَسَجَدَ لَهَا ثَانِيًا أَمْ لَا فَإِنَّهُ يَسْجُدُ لِلزِّيَادَةِ بَعْدَ السَّلَامِ فَقَوْلُهُ سَهْوًا قَيْدٌ فِي الْمَسْأَلَتَيْنِ فَلَوْ تَعَمَّدَ بَطَلَتْ فِيهِمَا ... ).
وقال المواق في التاج والإكليل: ( ... (وَجَهَرَ إمَامُ السِّرِّيَّةِ , وَإِلَّا اُتُّبِعَ) اللَّخْمِيِّ: إنْ قَرَأَ إمَامٌ سُورَةَ سَجْدَةٍ فِي صَلَاةٍ سِرِّيَّةٍ اُسْتُحِبَّ تَرْكُ قِرَاءَةِ السَّجْدَةِ فَإِنْ قَرَأَهَا أَعْلَنَ بِهَا وَسَجَدَ فَلَوْ لَمْ يَجْهَرْ بِهَا وَسَجَدَ فَقَالَ ابْنُ الْقَاسِمِ: يَسْجُدُ مَعَهُ مَأْمُومُهُ. وَقَالَ سَحْنُونَ: لَا يَسْجُدُونَ مَعَهُ لِاحْتِمَالِ سَهْوِهِ. وَفِي السُّلَيْمَانِيَّةِ: إنْ لَمْ يَتَّبِعُوهُ فَلَا شَيْءَ عَلَيْهِمْ عَلَى قَوْلِ ابْنِ الْقَاسِمِ. .. ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/117)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[18 - 10 - 07, 05:31 م]ـ
جزاكم الله خيرًا ...
ولكن ... سجود السهو كما هو مقرر لدينا ... ركعتان يسجدهما المصلي لجبر خلل في صلاته ناتج عن السهو لثلاث حالات: الزيادة أو النقص أو الشك ... ...
وإياك ونفع بك.
هو ذاك وفقك الله ... والسجدة هنا لا موضع لها ... فهي زيادة تجبر بسجود سهو.
... ...
ولا أرى له سجود السهو كما ذهب إليه الأخوة الأفاضل ... لأنه ليس قياسًا فيقاس عليه، ولا أمرًا فيمتثل.
سبق أن قلتَ أخي الكريم:
ولكن ... سجود السهو كما هو مقرر لدينا ... ركعتان يسجدهما المصلي لجبر خلل في صلاته ناتج عن السهو لثلاث حالات: الزيادة أو النقص أو الشك. ...
فإذا تقرر أن هذه زيادة ... فالدليل الذي تقرر به عندكم سجود السهو للزيادة يشمل هذه الصورة وفقك الله.
... ...
وعدم متابعة الإمام تُفسد صلاة المأموم، ولكن المتابعة وخاصة أن من يقع في مِثل هذا، لا يفعله مُصِّرًا يبتغي المخالفة.
فيكون الأولى المتابعة، ثم تذكيره بعد الصلاة.
لأن عدم متابعته ستفسد الصلاة، وأما متابعته فلا ... فأيّ المفسدتين أقرب للصحة؟
متابعته في ما أصاب فيه ... وأتى به على سنن الصلاة ... أو كان مجتهدًا ... أما من تبين خطؤه أو سهوه فما أظن الفقهاء يوافقون على متابعته فيه لمن علم ... والله أعلم.
ـ[المقرئ]ــــــــ[18 - 10 - 07, 07:29 م]ـ
بارك الله فيكم
شيخنا إحسان:
هناك بعض المواضع مختلف في محل السجدة فيها فبعض أهل العلم يرى السجدة عند هذه الآية وبعضهم يرى أنها في الآية التي بعدها
فلعل هذه الآية مما اختلف فيه فحينئذ الأمر واسع إن شاء الله
والله أعلم
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 08:00 م]ـ
الأخوة الشيوخ الأفاضل ... بارك الله فيكم على هذا التدارس الجيد،
كنت قد ذكرت آنفًا بأني لا أرى له سجود سهو ...
لأنه على أغلب الظن، ما فعلها إلا جاهلاً بموضعها، وهذا لا نسميه سهوًا لنقرر له السجود في موضعه.
إذ هو سجود (سهو) لا سجود (جهل) ... وبينهما فارق لا يخفى.
والزيادة المقررة، هي زيادة ركن أو واجب سهوًا، إذ أنه إذا كان متعمدًا فسدت صلاته وعليه الاعادة.
وسجود التلاوة ليس بركن ولا واجب للصلاة، فإن لم يسجد لها، فصلاته صحيحة.
إن أتى بها في غير موضعها جهلاً، كان جهل، وإن كان يرى موضعها قبل الآية، فله حُجَّة ... يُنظر فيها.
والله أعلم بشأن هذه الحالة، إذ الأفضل سماع الإمام للنظر فيها والتحري.
جزاكم الله خيرًا ... ونفع بكم جميعًا.
ـ[المقرئ]ــــــــ[19 - 10 - 07, 05:43 م]ـ
مغني المحتاج ج1/ص215
ومحال هذه السجدات معروفة لكن اختلف في أربع منها إحداها سجدة النحل عند قوله تعالى ويفعلون ما يؤمرون وقال الماوردي إنها عند قوله تعالى وهم لا يستكبرون ونقله الروياني عن أهل المدينة وثانيها سجدة النمل عند قوله تعالى لا إله إلا هو رب العرش العظيم ونقل العبدري في الكفاية أن مذهبنا أنها عند قوله تعالى ويعلم ما تخفون وما تعلنون وفي المجموع أن هذا باطل مردود وقال الأذرعي وليس كما قال بل هو قول أكثر أهل المدينة وابن عمر والحسن البصري وغيرهم وبه جزم الماوردي والمسألة محتملة ولا توقيف فيما نعلمه اه
وثالثها سجدة حم السجدة عند قوله تعالى وهم لا يسأمون وقيل عند قوله تعالى إن كنتم إياه تعبدون ورابعها سجدة إذا السماء انشقت عند قوله تعالى وإذا قرئ عليهم القرآن لا يسجدون وقيل إنها في آخر السورة ذكره بعض شراح البخاري
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 10 - 07, 06:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وجزى الله خيرا شيخ الملتقى " المقرئ " على مشاركته
والكلام شيخنا الفاضل ليس عن محل مختلف فيه، بل اعتقاد القارئ أن السجود عند الآية التي تحتها خط!!!! وليس فوقها.
ولذا كان السؤال والإشكال
وفقك الله
ـ[المقرئ]ــــــــ[19 - 10 - 07, 11:40 م]ـ
أستغفر الله شيخنا إحسان وجزاكم الله خيرا
وما دام الأمر على ما تفضلتم فلا يتابع ويسبح المأموم لتنبيهه فإذا قرأ السجدة يسجد مرة أخرى للسجدة ثم يسجد بعد سلام السلام في أصح قولي أهل العلم والله أعلم وهو ما ملتم إليه سابقا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[19 - 10 - 07, 11:56 م]ـ
حفظك ربي وزادك هدى وتوفيقا وعلما وأدبا
ـ[أبو أيوب المصري]ــــــــ[20 - 10 - 07, 11:42 م]ـ
معذرة إخواني
مررت سريعا على ما تقدم من كلامكم - بارك الله فيكم، ونفع بكم -، فتذكرت كلاما كنت قد سمعته للشيخ الألباني - رحمه الله - في سؤالات الشيخ أبي إسحاق - حفظه الله - له،
حاصل هذا الكلام: أن الإمام يتابع ولو على الزيادة في الصلاة، ولا يختلف عليه، واستدل لذلك بأمرين:
1 - حديث " إنما جعل الإمام ليؤتم به ...... " الحديث، وهذا عام
2 - حديث عبد الله بن مسعود: الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم خمس ركعات، فعلق الألباني قائلا: فلم يقل لهم النبي عليه الصلاة والسلام إذا زاد الإمام فلا تتابعوه، وقد كان هذا وت حاجة لهذا العلم، ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة.
ولما ذكر الشيخ الحويني للألباني قول شيخ الإسلام بأن الإمام لا يتابع على الزيادة =قال له: لكنا لسنا تيميون إنما متبعون للسنة - أو شيئا نحو هذا -
فهذه وجهة نظر لعالم من علماء العصر أردت أن أذكر بها إخواني علها تكون مفيدة في هذا الباب
وعذرا، فقد كتبت هذا الكلام على عجالة فلم يسعفني الوقت لذكر المصادر كاملة - أعني: تخريج الحديث، ورقم الشريط، وكلام شيخ الإسلام -
جزاكم الله خيرا على أطروحتكم ومشاركاتكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/118)
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[11 - 12 - 07, 05:25 م]ـ
وفق الله الجميع.
الذي يظهر أنه لايتابعه لأنه زاد سجدة في غير موضعها فصار كمن زاد فيي صلاته ركنا.
وقد نص أصحابنا على بطلان صلاة من سجد للشكر في الصلاة عامدا عالما لأنه سجود أجنبي عن الصلاة فكذا سجدة التلاوة في غير محلها لأن سببها لم ينعقد والشئ لايعتبر قبل وجود سببه.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[11 - 12 - 07, 10:18 م]ـ
معذرة إخواني
مررت سريعا على ما تقدم من كلامكم - بارك الله فيكم، ونفع بكم -، فتذكرت كلاما كنت قد سمعته للشيخ الألباني - رحمه الله - في سؤالات الشيخ أبي إسحاق - حفظه الله - له،
حاصل هذا الكلام: أن الإمام يتابع ولو على الزيادة في الصلاة، ولا يختلف عليه، واستدل لذلك بأمرين:
1 - حديث " إنما جعل الإمام ليؤتم به ...... " الحديث، وهذا عام
2 - حديث عبد الله بن مسعود: الذي فيه أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى بهم خمس ركعات، فعلق الألباني قائلا: فلم يقل لهم النبي عليه الصلاة والسلام إذا زاد الإمام فلا تتابعوه، وقد كان هذا وت حاجة لهذا العلم، ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة.
ولما ذكر الشيخ الحويني للألباني قول شيخ الإسلام بأن الإمام لا يتابع على الزيادة =قال له: لكنا لسنا تيميون إنما متبعون للسنة - أو شيئا نحو هذا -
فهذه وجهة نظر لعالم من علماء العصر أردت أن أذكر بها إخواني علها تكون مفيدة في هذا الباب
وعذرا، فقد كتبت هذا الكلام على عجالة فلم يسعفني الوقت لذكر المصادر كاملة - أعني: تخريج الحديث، ورقم الشريط، وكلام شيخ الإسلام -
جزاكم الله خيرا على أطروحتكم ومشاركاتكم
يقول العلامة الألبانى للشيخ الحوينى لسنا تيميون
وايضا نقول لسنا البانيون
ادلة العلامة الالبانى مردود عليها
اما الحديث انما جعل الامام ليؤتم به هذا مادام مصيبا
اما حديث ابن مسعود وقيامهم للخامسة فقد كانوا فى شك
والصواب ان المأموم لايتابع امامه فى اى خطأوكما بين بعض الافاضل سابقا
والله تعالى اعلم(84/119)
اهل يصح إعتكاف ايام معدودة اقل من عشرة أيام ام انها تكون رباط
ـ[ابو عبدالرحمن الذماري]ــــــــ[04 - 10 - 07, 07:07 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
مشائخنا الكرام:
هل يصُح اعتكاف يومين او ثلاثة في العشر الأواخر أم إنه يكون رباط؟
افيدونا جزاكم الله كل خير
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[04 - 10 - 07, 08:29 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتهز
يصح اعتكاف يوم وليلة فأكثر في العشر وفي غيرها عند كثير من الفقهاء ... ويصح عند بعضهم دون يوم وليلة ... وما دريتُ قصدك بكونه رباطًا ... وإن كان في الرباط فضل كبير.(84/120)
خطبة ابكت الملايين
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[04 - 10 - 07, 01:41 م]ـ
( http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42192)
http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42192 (http://www.liveislam.net/browsearchive.php?sid=&id=42192)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 02:11 م]ـ
حبذا لو تمَّ تفريغها لمن لا يستطيع السماع .. !!
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 02:53 م]ـ
جزاك الله خيرا واحسن اليك
ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[05 - 10 - 07, 12:19 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 10 - 07, 12:45 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
---
حبذا لو تمَّ تفريغها لمن لا يستطيع السماع .. !!
(البدار بالتوبة قبل الفوات) جزء من خطبة: (التوبة) للشيخ: (سعود الشريم) حفظه الله:
البدار بالتوبة قبل الفوات
ألا فاتقوا الله أيها الصائمون القائمون! وتنفسوا قبل ضيق الخناق، وانقادوا قبل عنف السياق، فيَوْمَئِذٍ تُعْرَضُونَ لا تَخْفَى مِنْكُمْ خَافِيَةٌ [الحاقة:18] وإلا فما يصنع بالدنيا مَن خُلق للآخرة؟! وما يصنع بالمال مَن عمَّا قليل سيُسْلَبُه وتبقى عليه تَبِعاتُه وحسابُه؟!
فالله .. الله .. وأنتم سالمون في الصحة قبل السقم، وفي الفسحة قبل الضيق، ويا لَفوز مَن سعوا في فكاك رقابهم من قبل أن تغلق عليهم رهائنها!
ألا إن لله عتقاء من النار في هذا الشهر المبارك، وأما هذه الدنيا فهي غرارة ضرارة، حائلة زائلة، لا تعدو أن تكون بزخرفها كما قال الله تعالى: كَمَاءٍ أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيماً تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ [الكهف:45].
إنه ما بين أحدنا وبين الجنة أو النار إلا الموت أن ينزل به, وإن غاية تنقصها اللحظة وتهدمها الساعة لجديرة بقصر المدة مهما طالت، وإن غائباًَ يحدوه الجديدان -الليل والنهار- لَحَرِيٌّ بسرعة الأوبة.
فرحم الله امرأً قدم توبته وغالب شهوته، فإن أجله مستور عنه، وأمله خادع له، والشيطان موكل به، يزين له المعصية والتفريط ليركبهما، ويمنيه التوبة ليسوفها .. يَعِدُهُمْ وَيُمَنِّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُوراً [النساء:120].
لا مفر من الموت فعلى المرء التوبة
فالبِدار .. البِدار قبل مفاجئة الأجل! فلو أن أحداً يجد إلى البقاء نفقاً في الأرض أو سلماً في السماء دون أن يُقضى عليه بالموت لكان ذلك لسليمان بن داوُد عليه السلام، الذي سخر الله له مُلك الجن والإنس والرِّيحَ تَجْرِي بِأَمْرِهِ رُخَاءً حَيْثُ أَصَابَ * وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وَغَوَّاصٍ * وَآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الْأَصْفَادِ [ص:36 - 38] هذا مع نبوته وعظيم زلفته، غير أنه لما استوفى طُعمته واستكمل مدته؛ رماه قوس الفناء بنبال الموت، وأصبحت الديار منه خالية، وورثها قوم آخرون.
وإن لكم في القرون السالفة لعبرة، وإلا فأين العمالقةُ وأبناءُ العمالقة؟!
وأين الفراعنةُ وأبناءُ الفراعنة؟!
أين أصحابُ مدائن الرجز؟! وأين عادٌ وثمود، وإرم ذاتُ العماد الَّتِي لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُهَا فِي الْبِلادِ؟!
فيا مؤخراً توبته بمطل التسويف؛ لأي يوم أجَّلتَ توبتك وأخَّرتَ أوبتك؟!
لقد كنتَ تقول: إذا صمتُ تبتُ، وإذا دخل رمضان أنبتُ، فهذه أيام رمضان عناقيد تناقصت، لقد كنت في كل يوم تضع قاعدة الإنابة لنفسك، ولكن على شفا جرف هار.
ويحك أيها المقصر! فلا تقنع في توبتك إلا بمكابدة حزن يعقوب عن البَين، أو بعَبرة داوُد ومناجاة يونس لربه في ظلمات ثلاث: لا إِلَهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87] أو بصبر يوسف عن الهوى، فإن لم تطق ذلك فبذل إخوته يوم أن قالوا: إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ [يوسف:97].
توبة الأنبياء والصالحين
أيها المذنب المقصر: لا تخجل من التوبة، ولا تستحِ من الإنابة؛ فلقد فعلها قبلك آدم وحواء حين قالا: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنْفُسَنَا وَإِنْ لَمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف:23].
وفعلها قبلك إبراهيم حين قال: وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ [الشعراء:82].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/121)
وفعلها موسى حين قال: رَبِّ إِنِّي ظَلَمْتُ نَفْسِي فَاغْفِرْ لِي فَغَفَرَ لَهُ [القصص:16].
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن أيوب نبي الله لبث في بلائه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد، إلا رجلَين من إخوته كانا من أخص إخوانه كانا يغدُوان إليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه: تعلم -والله- لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحدٌ من العالمين، قال له صاحبُه: وما ذاك؟! قال: منذ ثماني عشرة سنة لم يرحمه الله فيكشف ما به، فلما راحا إليه لم يصبر الرجل حتى ذكر ذلك له، فقال أيوب: لا أدري ما تقول؟! غير أن الله يعلم أني كنت أَمرُّ على الرجلَين يتنازعان فيذكران الله؛ فأرجع إلى بيتي فأكفر عنهما كراهية أن يُذكر اللهُ إلا في حق. قال: وكان يخرج إلى حاجته, فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها، فأوحى الله إلى أيوب في مكانه: ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ [ص:42] فاستبطأته فبلغته، فأقبل عليها حتى قد أذهب الله ما به من البلاء، فهو أحسن ما كان، فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك، هل رأيت نبي الله هذا المبتلى؟! فوالله ما رأيت أحداً كان أشبه به منك إذ كان صحيحاً! قال: فإني أنا هو. وكان له أنْدَران: أنَدَر القمح وأنْدَر الشعير، فبعث الله سحابتين، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الوَرِق حتى فاض} رواه ابن حبان و الحاكم، وصححه الذهبي.
فلا إله إلا الله! من يمنع المذنب من التوبة؟!
ولا إله إلا الله! مَنْ يَقْنَطُ مِنْ رَحْمَةِ رَبِّهِ إِلَّا الضَّالُّونَ [الحجر:56].
يقول ابن عباس رضي الله تعالى عنهما: [[دعا الله إلى مغفرته مَن زعم أن عزيراً ابن الله، ومَن زعم أن الله فقير، ومَن زعم أن يد الله مغلولة، ومَن زعم أن الله ثالث ثلاثة، يقول لهؤلاء جميعاً: أَفَلا يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ [المائدة:74]]].
ألا فإن التوبة للمرء كالماء للسمك، فما ظنكم بالسمك إذا فارق الماء.
{جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالت: يا رسول الله! إني قد زنيت فطهرني، فردها النبي صلى الله عليه وسلم، فلما كان الغد قالت: يا رسول الله! لِمَ تردُّني؟! لعلك تريد أن تردَّني كما رددتَ ماعزاً! فوالله إني لحُبلى. قال: أمَا فاذهبي حتى تلدي. فلما وَلَدت أتته بالصبي في خرقة، قالت: ها قد ولَدْتُه. قال: اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه. فلما فطَمَته أتته بالصبي في يده كسرة خبز حرصاً منها على التوبة وإقامة الحد فقالت: يا رسول الله! ها قد فطمتُه، وقد أكل الطعام. فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أَمَر بها، فحفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فأقبل خالد بن الوليد بحجر، فرمى رأسها فتنضَّخ الدم على وجه خالد فسبَّها، فسمع نبي الله سَبَّه إياها فقال: مهلاً يا خالد! فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مُكْس لَغُفِر له} وصاحب المكس هو الذي يأخذ الضريبة من الناس. رواه مسلم، وفي رواية: {لقد تابت توبة لو قسمت بين سبعين من أهل المدينة لوسعتهم، وهل وجَدَتْ شيئاً أفضل من أن جادت بنفسها لله عزَّ وجلَّ؟!}.
إن صاحب الذنب مهما غفل عن التوبة أو تناءى عنه الوصول إليها، فسيظل أسير النفس، قلقاً لا قرار له، متلفتاً لا يصل إلى مبتغاه ما لم يُفتح له باب التوبة ليطهر نفسه من كلكلها، ويخفف من أحمالها.
إلهنا!
يا من يرى مدَّ البعوض جناحَها في ظلمة الليل البهيم الأليلِ
ويرى نياط عروقها في نحرها والمخ في تلك العظام النُّحَّلِ
امنن عليَّ بتوبة تمحو بها ما كان مني في الزمان الأولِ
أقول قولي هذا وأستغفر الله لي ولكم إنه كان غفاراً.
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=27648
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[06 - 10 - 07, 02:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك وأحسن الله إليك وغفر لك ما تقدم من ذنبك. اللهم وفقنا و أعنا على قيام العشر الأواخر واغتنام الوقت في العبادة.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[06 - 10 - 07, 04:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وغفر لكم ذنوبكم
ـ[الموحد أبوبلال]ــــــــ[07 - 10 - 07, 06:30 م]ـ
جزاك الله خيراً وجعلها في ميزان حسناتك إن شاء الله
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[08 - 10 - 07, 12:21 ص]ـ
إليك النص الكامل مفرغاً
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[17 - 04 - 09, 04:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وغفر لكم ذنوبكم(84/122)
هل حاولت أن تنال البر؟ .... دونك طريقة سهلة ميسرة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 10 - 07, 01:42 م]ـ
قال تعالى:
(لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ وَمَا تُنفِقُواْ مِن شَيْءٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ)
نصيحة لنفسي المقصرة أولا ثم لإخواني ......... الله تعالى يقول:
(لَن تَنَالُواْ الْبِرَّ حَتَّى تُنفِقُواْ مِمَّا تُحِبُّونَ).
فهل حاولنا أن ننال البر الذي وعدنا به ربنا؟؟!!.
بادر الآن ......... وانظر إلى ما تحبه ........ فأنفقه ......... واحتسب أجره عند الله تعالى ........ وتذكر أنك أنفقت شيئا تحبه .... لله ......... راغبا في ما عند الله من الأجر ....... والبر.
انظر ما حولك ......... ذهب ..... مال .... ثوب تحبه ......... ملابس .... أثاث له قدر خاص ........ جوال .......... كتب ....... إلخ.
فأنفقها ...... لله
جرب، وحاول، لا تعجز ........ لا تؤجل ........ لا تتحسر
أنفق مما تحب ...... واسأل الله تعالى أن يرزقك البر الذي وعد.
أخي الكريم /
جرب أن تنفق كل ما في جيبك ............ نعم ...... جرب ....... قد يكون فيها شيء من الصعوبة ..... لكن ...... تذكر الآية .... وادع الله .... وسييسرها لك.
جرب أن تشتري شيئا ثمينا ........ ثم تقابل محتاجا أو فقيرا فتتذكر الآية ........ فتعطيه إياه ........ كله.
جرب أن تشتري أغراضا لأبنائك ......... ثم يتعرض إليك مسكين ......... فتقول لأحد أبنائك ....... احتسبها ........ وأعطها المسكين .......... فتكون بهذا أنفقت ما تحب ........... وعلّمت ابنك حب الخير والبذل.
جرب أن تتعدى الرقم القياسي في التبرع .......... والذي لم تزل محافظا عليه ........ ولم تتعداه.
فالبعض ... أقصى رقم تبرع به 500 ريال مثلا .......... حاول أن تحطم ذلك الرقم برقم أعلى منه .......... (مما تحبون).
لفتة /
من يقرأ سير السلف ........ وسعيهم في بذل الغالي والنفيس في سبيل الله ......... يعلم علما يقينيا أننا ........... لم نقدم شيئا.!!!!!!!!!.
الله يرحم الحال ........ ويصلح المآل.
أخيرا /
جرب، وحاول، لا تعجز ........ لا تؤجل ........ لا تتحسر ....... وفي لهجتنا المحلية: لاتزمل.
أنفق مما تحب ...... واسأل الله تعالى أن يرزقك البر الذي وعد.
الكلمات غير مرتبة ....... لكن حسبي أن حاولت أن أوصل الفكرة ......... ولعل الله أن ينفع بها.
-------
* كُتب هذا الموضوع قديما .... فأعدته لأهميته، ولعل قارئا يستفيد منه عمليا .... فيكون لصاحبكم مثل أجره.
الله يرحم حالنا.
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 04:04 م]ـ
رحمك اللهُ يا أبا محمدٍ ..
أثرتَ شُجُونَنَا ..
وكشفتَ عوارَنَا ..
وهتَكْتَ أستارنَا ..
لكنَّكَ ذكَّرتَنا فأحسنتَ التذكير ..
ونصحتَنا لنلحَقَ بالرَّكبَ في المسير ..
أماَّ أن نكونَ: "لا في العيرِ ولا في النَّفير "
فلنْ نرْجِعَ إلاَّ بخُفَّيْ حُنَينٍ، أو كِيْسٍ من قِطْمير!
واسمح لي يا أبا محمدٍ بهذه ..
- " إضَافةٌ مُفيدَةٌ ":
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة مالا وكانَ أحبَّ أمواله إليه بيْرَحاءُ -وكانت مُسْتقْبلة المسجد، وكان النبي صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماءٍ فيها طيّب-قال أنس: فلما نزلت: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} قال أبو طلحة: يا رسول الله، إن الله يقول: {لَنْ تَنَالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ} وإن أحبَّ أموالي إلَيَّ بيْرَحاءُ وإنها صدقة لله أرجو بِرَّها وذُخْرَها عند الله تعالى، فَضَعْها يا رسول الله حيث أراك الله تعالى!
فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "بَخٍ، ذَاكَ مَالٌ رَابِحٌ، ذَاكَ مَالٌ رَابِح، وَقَدْ سَمِعْتُ، وَأَنَا أرَى أنْ تجْعَلَهَا فِي الأقْرَبِينَ". فقال أبو طلحة: أفْعَلُ يا رسول الله. فَقَسَمها أبو طلحة في أقاربه وبني عمه. أخرجاه في الصحيحين.
*********
قال إمامُ المُفسِّرينَ ابنُ جريرٍ الطبريُّ: (لذلك قال كثيرٌ من أهل التأويل: "البر": الجنة؛ لأن بِرَّ الربّ بعبده في الآخرة، إكرامه إياه بإدخاله الجنة).
********
وقالَ ـ رحمهُ اللهُ ـ: (فتأويل الكلام: لن تنالوا، أيها المؤمنون، جنة ربكم = "حتى تنفقوا مما تحبون"، يقول: حتى تتصدقوا مما تحبون وتهوَوْن أن يكون لكم، من نفيس أموالكم).
********
قال الآلوسي: (كان السلف رضي الله تعالى عنهم إذا أحبوا شيئاً جعلوه لله تعالى).
*********
قال الرازيُّ: (وهذا يدل على أن الإنسان إذا أنفق ما يحبه كان ذلك أفضل الطاعات).
*********
قال النسفي في تفسيره: (والحاصل أنه لا وصول إلى المطلوب إلا بإخراج المحبوب).
*********
قال السعدِيُّ: " {حتى تنفقوا مما تحبون} أي: من أموالكم النفيسة التي تحبها نفوسكم، فإنكم إذا قدمتم محبة الله على محبة الأموال فبذلتموها في مرضاته، دل ذلك على إيمانكم الصادق وبر قلوبكم ويقين تقواكم، فيدخل في ذلك إنفاق نفائس الأموال، والإنفاق في حال حاجة المنفق إلى ما أنفقه، والإنفاق في حال الصحة، ودلت الآية أن العبد بحسب إنفاقه للمحبوبات يكون بره، وأنه ينقص من بره بحسب ما نقص من ذلك ".
واللهُ تعالى أعلمُ
****
وجزاك اللهُ خيراً أخي المفضال خير الجزاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/123)
ـ[الطيماوي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 09:48 م]ـ
الشاملة بحاجة لنفقات كثيرة ليعمل عليها اخوة في تطويرها فعسى أن ينشأ لها حساب يتم التبرع فيه
وينال أهل الحديث البر بها
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[05 - 10 - 07, 08:56 ص]ـ
الشاملة بحاجة لنفقات كثيرة ليعمل عليها اخوة في تطويرها فعسى أن ينشأ لها حساب يتم التبرع فيه
وينال أهل الحديث البر بها
ارى انه من اجمل ابواب الإنفاق
الإنفاق على العلم وهو من أفضل أنواع الجود
لذلك افضل ما يتخير صاحب النفقه
الشامله لحصول المنافع العظيمه المتعديه على الغير منها
كذلك هذا المنتدى ملتقى اهل الحديث من افضل ما ينفق عليه لكثرة منافعه المتعديه على الغير فينظر ماحاجته وما ينقصه
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 10 - 07, 08:24 م]ـ
الأخ الحبيب / أباريان
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه .... وأسأل الله أن يبارك لك فيما تحب، وأن يرزقك من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا تحتسب.
الأخ المبارك / الطيماوي
جزاك الله خير الجزاء، وجهودكم مشهودة مشكورة .... ولو تم الترتيب مع الشيخ / عبدالرحمن الفقيه لوجدنا الدعم المناسب للشاملة.
ـ[بنية الإسلام]ــــــــ[07 - 10 - 07, 01:20 ص]ـ
أثابك الله
ـ[بلال اسباع الجزائري]ــــــــ[01 - 08 - 08, 01:56 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو آثار]ــــــــ[01 - 08 - 08, 03:49 ص]ـ
كان ابن عمر رضي الله عنهما
اذا اشتد حبه لشئ من ماله قربه لله عز وجل!!
لله درهم خرجت من قلوبهم الدنيا
وسلمت يداك اخي الفاضل
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 09 - 08, 05:49 م]ـ
الإخوة الأفاضل /
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه ....
ـ[أبو معاذ السلفي المصري]ــــــــ[21 - 09 - 09, 04:10 ص]ـ
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه(84/124)
سؤال عن صحابي
ـ[حسنين عمار]ــــــــ[04 - 10 - 07, 03:28 م]ـ
السلام عليكم
من هو الذي قال عنه السول محمد (صلى الله عليه وسلم) فيه: (يرتل القرآن في الجنة)(84/125)
بشرى سارة للجميع ... هنيئا لكم
ـ[تركي بن ماجد]ــــــــ[04 - 10 - 07, 03:53 م]ـ
يسم الله الرحمن لرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
امابعد
يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيما معناه (اعمار امتي بين الستين الى السبعبن وقليل منهم من يتجاور ذلك)
والموت لايعرف سنا معينة
فالصغير يموت والكبير بموت (من مختلف الاعمار والاجناس)
وليعلم الجميع انه لن ينفعهم في هذه الدنيا ولافي الاخرة سوى العمل الصالح
ولايستوي عند الله (بعد مشيئته) من يعمل الكثير ومن يعمل القليل
فالجنة مئة درجة الفرق بين الدرجة والدرجة كبعد الارض عن السماء
مثال:لو ان شخصا في الدرجة السبعين واخر في الدرجة الثلاثين فإن الفرق بينهما في كل شئ كبعد الارض عن السماء اربعين مرة
فلاحظوا هذا الفرق العظيم
وفي حديث عن الرسول صلى الله عليه وسلم فيما معناه اذا سألتم الله فاسألوا الفردوس الأعلى من الجنة ....
فإذا اكثرنا من عمل الصالحات وجعلناها خالصة لله عزوجل ارتفعت منزلتنا بإذن الله في الجنة
ولكن ماهي البشارة
تخيل ان رجلا قام بعبادة الله عزوجل 83 سنة واربعة اشهر (فما رايك بما عمل)
فإذا علمت وتعجبت من ذلك فاعلم ان هناك ليلة عبادتها خير من ذلك
انها ليلة القدر اذا قمتها لله عز وجل فلك اجر عظيم خير من اجر عبادة 83 سنة و4اشهر
فاحرص اخي المسلم يامن تنام العام كله على الاجتهاد والاكثار من الصلاة وقراءة القرآن في هذه العشر
لعلك تفوز بهذا الاجر العظيم وبذلك ترتفع منزلتك في الجنة بإذن الله
ثمان ليال الاتستطيع هجر الاسواق والانترنت واللعب واللهو فيها لكي تعكف على مايرضي ربك فتفوز فوزا عظيما
احمد الله عزوجل ان بلغك هذا الشهر واجتهد فيه فلعلك لاتدركه بعد عامك هذا
واعلم ان اهل القبور من صغار وكبار يتمنون ان يعودون الى هذه الدنيا ليعملوا عملا صالحا قد يكون سببا في دخولهم الجنة او علو المنزلة فيها
واخيرا احرص على ماتبقى من هذه العشر لعلك تفوز بليلة القدر
ولاتنساني اخي من دعاءك فإن دعوة المسلم لاخيه المسلم عن ظهر غيب مستجابة وله مثل ذلك
قال تعالى (إنا أنزلناه في ليلة القدر -وما أدراك ماليلة القدر - ليلة القدر خير من ألف شهر)
وبارك الله, وغفر ورفع منزلة من رد وساهم في النقل للمنتديات الأخرى فالدال على الخير كفاعله
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 04:18 م]ـ
جزاك الله خيراً ..
ـ[سيد المرصفي]ــــــــ[04 - 10 - 07, 06:42 م]ـ
بارك الله فيك , ولي تعقيب
من أدرانا أن فضل ليلة القدر يعدل عبادة 83 سنة؟؟
إن الله سبحانه يقول " ليلة القدر خير من ألف شهر , ولم يقل " تعدل ألف شهر ".
فلعلها تعدل ألفي شهر أي 166 سنة , ولعلها تعدل ألف ألف شهر , وما ذلك على الله ببعيد.
لا تنسونا من دعوة صالحة.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[04 - 10 - 07, 08:12 م]ـ
أيًا كان مقدارها، نسأل الله من فضله
اللهم إن عفوٌ تحب العفو فاعفُ عنا
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[06 - 10 - 07, 03:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك وأحسن الله إليك وغفر لك ما تقدم من ذنبك. اللهم وفقنا و أعنا على قيام العشر الأواخر واغتنام الوقت في العبادة.
ـ[تركي بن ماجد]ــــــــ[07 - 10 - 07, 01:41 ص]ـ
أسأل الله العلي القدير أن يوفق من شارك لقيام ليلة القدر
وأ يرفع منزلته في الدنيا والآخرة
وأن يبارك له فيما يملك
وأ يحقق فيما يرضيه آماله
وأن يرزقه الذرية الصالحة
وأن ينصره في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب
لاإله إلا هو سبحانه تعالى عما يشركون
--------------------------------------------------------------------------------
سبحان الله والحمد لله لا إله إلا الله والله أكبر ولاحول ولاقوة إلا بالله عدد كلماته -صلى الله على محمد - اللهم اغفر للمسلمن والمسلمات عدد كلماتك (أجر الذكر يضاعف بالعدد)
ـ[بنية الإسلام]ــــــــ[07 - 10 - 07, 02:05 ص]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[07 - 10 - 07, 03:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على التذكرة
ـ[عبد الوهاب الكاتب]ــــــــ[07 - 10 - 07, 08:05 ص]ـ
جوزيتم الخيرات
ـ[تركي بن ماجد]ــــــــ[08 - 10 - 07, 02:19 ص]ـ
أسأل الله العلي القدير أن يوفق من شارك لقيام ليلة القدر
وأ يرفع منزلته في الدنيا والآخرة
وأن يبارك له فيما يملك
وأ يحقق فيما يرضيه آماله
وأن يرزقه الذرية الصالحة
وأن ينصره في الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب
لاإله إلا هو سبحانه تعالى عما يشركون(84/126)
الاجتهاد في العشر الأواخر من رمضان
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[04 - 10 - 07, 07:16 م]ـ
روى مسلم في صحيحه عن عائشة رضي الله عنها قالت كان الرسول (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) يجتهد في العشر الاواخرما لا يجتهد في غيره
و جاء عنها رضي الله عنها انها قالت كان الرسول (- صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -) اذا دخل العشر شد مئزره و أحيا ليله و أيقظ اهله.رواه البخاري و مسلم
"شد مئزره "يعني اعتزل النساء كناية عن الجد و الاجتهاد في العبادة
فاجتهدوا في العبادة.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[05 - 10 - 07, 11:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك وأحسن الله إليك وغفر لك ما تقدم من ذنبك. اللهم وفقنا و أعنا على قيام العشر الأواخر واغتنام الوقت في العبادة.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[05 - 10 - 07, 02:25 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك أخي عيسى ووفقك وجعلك من الصالحين المصلحين ..
وجعلنا الله من الذين يلتقون على طاعته وطاعة رسوله.
ـ[عبد الوهاب الكاتب]ــــــــ[07 - 10 - 07, 08:07 ص]ـ
جوزيت الخير والبر
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[07 - 10 - 07, 03:31 م]ـ
آمين يارب العالمين(84/127)
فضائل العشر الأواخر
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[04 - 10 - 07, 10:28 م]ـ
للعشر الأواخر من رمضان مكانة خاصة في الإسلام حرص عليها الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قياما واعتكافا، وحرص عليها الصحابة والتابعون تبعا لهم.
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (كان إذا دخل العشر أحيا الليل وأيقظ أهله وشد مئزره) رواه البخاري ومسلم
تحري ليلة القدر في العشر
ففي صحيح مسلم من أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوَّلَ مِنْ رَمَضَانَ ثُمَّ اعْتَكَفَ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ فِي قُبَّةٍ تُرْكِيَّةٍ (والقبة: الخيمة وكلّ بنيان مدوّر) عَلَى سُدَّتِهَا حَصِيرٌ قَالَ فَأَخَذَ الْحَصِيرَ بِيَدِهِ فَنَحَّاهَا فِي نَاحِيَةِ الْقُبَّةِ ثُمَّ أَطْلَعَ رَأْسَهُ فَكَلَّمَ النَّاسَ فَدَنَوْا مِنْهُ فَقَالَ إِنِّي اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوَّلَ أَلْتَمِسُ هَذِهِ اللَّيْلَةَ ثُمَّ اعْتَكَفْتُ الْعَشْرَ الأَوْسَطَ ثُمَّ أُتِيتُ فَقِيلَ لِي إِنَّهَا فِي الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَعْتَكِفَ فَلْيَعْتَكِفْ فَاعْتَكَفَ النَّاسُ مَعَهُ قَالَ وَإِنِّي أُرْيْتُهَا لَيْلَةَ وِتْرٍ وَإِنِّي أَسْجُدُ صَبِيحَتَهَا فِي طِينٍ وَمَاءٍ فَأَصْبَحَ مِنْ لَيْلَةِ إِحْدَى وَعِشْرِينَ وَقَدْ قَامَ إِلَى الصُّبْحِ فَمَطَرَتْ السَّمَاءُ فَوَكَفَ الْمَسْجِدُ فَأَبْصَرْتُ الطِّينَ وَالْمَاءَ فَخَرَجَ حِينَ فَرَغَ مِنْ صَلاةِ الصُّبْحِ وَجَبِينُهُ وَرَوْثَةُ أَنْفِهِ فِيهِمَا الطِّينُ وَالْمَاءُ وَإِذَا هِيَ لَيْلَةُ إِحْدَى وَعِشْرِينَ مِنْ الْعَشْرِ الأَوَاخِرِ. صحيح مسلم
وتحريهافي أوتار العشر ثابت أيضا، لحديث عائشة أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: (تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر) رواه البخاري.
وليلة القدر في السبع الأواخر أشهر، كما جاء في حديث ابن عمر رضي الله عنه أن رجالا من أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أروا ليلة القدر في المنام، في السبع الأواخر، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر) رواه البخاري ومسلم.
وقد أخفى الله تعالى هذه الليلة ليجتهد المومنون في طلبها، ويجدّوا في العبادة، كما أخفى ساعة الجمعة وغيرها.
من وافقها مادا يقول؟
عن عائشة رضي الله عنها قالت: قلت: يا رسول الله أرأيت أن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال: قولي: (اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عني) رواه الإمام أحمد، والترمذي (3513)، وابن ماجة (3850) وسنده صحيح.
الأعتكاف
جعل الله الاعتكاف في ليلة القدر من خصائص هده الامة
والاعتكاف اصطلاحالزوم المسجد لطاعة الله تعالى، وقد كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعتكف هذه العشر كما روى البخاري أنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - اعتكف في العام الذي قبض فيه عشرين يوما.
القيام
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (من قام رمضان إيماناً واحتساباً، غفر له ما تقدم من ذنبه) [أخرجه البخاري ومسلم].
ولقد كان قيام الليل دأب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأصحابه. قالت عائشة: رضي الله عنها: (لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً.
وكان عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ يصلي من الليل ما شاء حتى إذا كان نصف الليل أيقظ أهله للصلاة ثم يقول لهم: الصلاة، الصلاة .. ويتلو هذه الآية: (وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقا نحن نرزقك والعاقبة للتقوى) [طه الآية 132].
وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية: (أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه) [الزمر الآية 9]
وعن علقمة بن قيس قال: بت مع عبد الله بن مسعود ـ رضي الله عنه ـ ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي فكان يقرأ قراءة الإمام في المسجد يرتل ولا يرجع يسمع من حوله ولا يرجع صوته، حتى لم يبق من الغلس إلا كما بين المغرب إلى الانصراف منها ثم أوتر.
البكاء عند تلاوة القرآن أو سماعة:
عن عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (اقرأ علي. فقلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟ فقال إني أحب أن أسمعه من غيري قال: فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً) قال: حسبك، فالتفت فإذا عيناه تذرفان).
وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت (أفمن هذا الحديث تعجبون. وتضحكون ولا تبكون) بكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم حسهم بكى معهم فبكينا ببكائه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لا يلج النار من بكى من خشية الله).
الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس:
عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: (من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة). أخرجه الترمذي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/128)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[06 - 10 - 07, 02:12 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك وأحسن الله إليك وغفر لك ما تقدم من ذنبك. اللهم وفقنا و أعنا على قيام العشر الأواخر واغتنام الوقت في العبادة.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[06 - 10 - 07, 05:30 م]ـ
آمين يارب العالمين(84/129)
اخوتي اهل الحديث هل يشرع دعاء الاستفتاح بصلاة التراويح
ـ[ابو الدحداح الشافعي]ــــــــ[05 - 10 - 07, 07:31 م]ـ
اخوتي اهل الحديث هل يشرع دعاء الاستفتاح بصلاة التراويح!!!!!!؟؟؟؟
ان كان نعم او لا ما الدليل
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[05 - 10 - 07, 08:30 م]ـ
اخوتي اهل الحديث هل يشرع دعاء الاستفتاح بصلاة التراويح!!!!!!؟؟؟؟
ان كان نعم او لا ما الدليل
في كل صلاة، وليس فيها تخصيص، فالدليل على من قال بالتخصيص.
وورد عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه قام وصلى من الليل وافتتح صلاته بالدعاء.
وإليك حديث أم المؤمنين عائشة - رضي الله عنها - الذي بوبه مسلم في صحيحه (باب الدعاء في صلاة الليل وقيامه) بطرق كثيرة:
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى وَمُحَمَّدُ بْنُ حَاتِمٍ وَعَبْدُ بْنُ حُمَيْدٍ وَأَبُو مَعْنٍ الرَّقَاشِيُّ قَالُوا:
حَدَّثَنَا عُمَرُ بْنُ يُونُسَ حَدَّثَنَا عِكْرِمَةُ بْنُ عَمَّارٍ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيرٍ حَدَّثَنِي أَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ قَالَ:
سَأَلْتُ عَائِشَةَ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ بِأَيِّ شَيْءٍ كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَفْتَتِحُ صَلَاتَهُ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ قَالَتْ كَانَ إِذَا قَامَ مِنْ اللَّيْلِ افْتَتَحَ صَلَاتَهُ
اللَّهُمَّ رَبَّ جَبْرَائِيلَ وَمِيكَائِيلَ وَإِسْرَافِيلَ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ أَنْتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبَادِكَ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ اهْدِنِي لِمَا اخْتُلِفَ فِيهِ مِنْ الْحَقِّ بِإِذْنِكَ إِنَّكَ تَهْدِي مَنْ تَشَاءُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ
ـــــــــ
ويختلف الحال بينها وبين الصلاة التي ليس فيها ركوع ولا سجود على قولين كصلاة الجنازة.
والله تعالى أعلى وأعلم.
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[05 - 10 - 07, 08:56 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي أسامة وبارك الله فيك
ـ[ابو الدحداح الشافعي]ــــــــ[06 - 10 - 07, 08:58 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي أسامة وبارك الله فيك
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[07 - 10 - 07, 05:12 ص]ـ
نعم. الأصل أن يستفتح في كل ركعتين. ولكن صار كثير من الأئمة يتركونها تخفيفاً.
وننبه المأمومين أنه لا ينبغي لهم أن يستفتحوا إذا شرع الإمام في القراءة؛ لأن الإنصات واجب والاستفتاح سنة.
ـ[أحمد العقلاء]ــــــــ[07 - 10 - 07, 05:23 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ـ[ابنةُ كريم]ــــــــ[08 - 10 - 07, 01:20 م]ـ
بارك الله فيكم،،
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - 10 - 07, 04:09 م]ـ
وجزاكم خيرا وبارك فيكم.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[08 - 10 - 07, 04:13 م]ـ
بارك الله فيكم ..
لكن سؤال يا أبا يوسف ..
هل تقصد أنه يتفتح أول ركعة من كل تسليمة؟
أم أنه يستفتح كل ركعة؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - 10 - 07, 04:15 م]ـ
أخي .. السنة أن يستفتح بعد كل تكبيرة إحرام .. وليس كل ركعة.
بارك الله فيك.
ـ[بونواشة عبد الرحمان]ــــــــ[10 - 10 - 07, 06:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
جزى الله الأخوة على هذه الفوائد والتنيبهات، لكن عندي إشكال، وهو: قول الأخ أبي يوسف أن "الأصل أن يستفتح في كل ركعتين"، من أين أُخِذ هذا الأصل؟، وحديث عائشة رضي الله عنها ما أظن يدل عليه، بل ظاهره يدل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستفتح في أول صلاته فقط، ولوكان يكرر الاستفتاح في كل ركعتين لذُكِر ذلك والله أعلم. أفيدوني بارك الله فيكم ورزقني وإياكم العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[11 - 10 - 07, 04:30 ص]ـ
الأصل في كل صلاة أن يستفتَح لها، وقد رأيت فتوى للجنة الدائمة بهذا الخصوص.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 10 - 07, 03:25 ص]ـ
السؤال:
الأخ أ. ع. م. من الجزائر يقول في سؤاله بعض أئمة المساجد في رمضان لا يقرءون دعاء الاستفتاح في صلاة التراويح فما حكم فعلهم هذا؟ أثابكم الله.
الجواب:
الاستفتاح سنة في الفريضة والنافلة ومن تركه فلا شيء عليه. والله ولي التوفيق.
المصدر:
من ضمن الأسئلة الموجهة لسماحته من (المجلة العربية) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الحادي عشر
http://www.imambinbaz.org/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=875
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 10 - 07, 03:28 ص]ـ
ومن فتاوى الشيخ سلمان بن فهد العودة
السؤال
في صلاة التراويح، هل يكفي استفتاح الصلاة في الركعتين الأول؟ لأني ألاحظ عند نقل صلاة التراويح من الحرم المكي البدء في قراءة الفاتحة مباشرة بعد تكبيرة الإحرام .... أفتونا مأجورين، ونفع الله بعلمكم.
الجواب
الأظهر في صلاة التراويح أنه يكفي الاستفتاح الأول.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=15083
ـ[ابن وهب]ــــــــ[12 - 10 - 07, 03:35 ص]ـ
من الجلسات الرمضانية لعام للشيخ محمد بن صالح العثيمين1415
دعاء الاستفتاح في صلاة التراويح
السؤال: هل لصلاة التراويح دعاء استفتاح خاص كصلاة القيام، أم هو الدعاء العادي؟ الجواب: استفتاح صلاة التراويح ليس كاستفتاح صلاة التهجد الذي يكون بعد النوم، بل هو استفتاح كسائر الصلوات، يقول الإنسان: اللهم باعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم نقني من خطاياي كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، اللهم اغسلني من خطاياي بالماء والثلج والبر، أو يقول: سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك، وتعالى جدك، ولا إله غيرك. كلما افتتح التسليمة استفتح، مثلاً أربع ركعات بتسليمتين، يستفتح بالأولى ويستفتح أيضاً في التسليمة الثانية، وبلغني أن بعض الأئمة يستفتحون في الركعتين الأوليين فقط، يعني في التسليمة الأولى والباقي لا يستفتحون، من أجل السرعة، سبحان الله! أنت بين يدي الله، وأنت تقوم رمضان، والمسألة ليست إبلاً ناثرة، عبادٌ يقومون لله عز وجل، كيف لا تدعهم يستفتحون ويطمئنون في الصلاة وكأن الإنسان مرغم على أن يصلي هذه الصلوات، وهذا لا شك من الشيطان، فنحن نقول: الاستفتاح سنة كلما افتتح الصلاة ولو في التراويح
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=112574.(84/130)
التداوي بالمستجدات الطبية و أثرها على الصيام
ـ[عبد الله بن عثمان]ــــــــ[05 - 10 - 07, 11:34 م]ـ
أخواني الفضلا
سلام الله عليكم و رحمته و بركاته
فان موقع الفقه الاسلامي -وهو موقع جديد حديث النشوء- قد أقام ندوة فقهية هي الأولى منذ أن افتتح بعنوان
النداوي بالمستجدات الطبية و أثرها في الصيام
و قد تناول ثلاث مواضيع:
-غسيل الكلى و أثره على الصيام
-العلاج بالاستنشاق و أثره على الصيام
-التحاميل والحقن الشرجية و أثرها على الصيام
و قد كان فضيلة الشيخ الدكتور عبد الرحمن بن صالح الأطرم المقدّم لهذه الندوة
و كل موضوع كان تحته بحثان: بحث طبي و بحث فقهي
كل هذا على موقع الفقه الاسلامي:
www.islamfeqh.com (http://www.islamfeqh.com)(84/131)
ما صحة نسبة القول بجواز إخراج زكاة الفطر بثلاثة إيام للشيخ ابن باز؟
ـ[سعد المالكي]ــــــــ[06 - 10 - 07, 12:09 ص]ـ
نسب بعض الإخوة
إلى الشيخ ابن باز رحمه الله القول بجواز إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد بثلاثة إيام!!
فمن من الإخوة يؤكد هذا الأمر أو ينفيه؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو غالية]ــــــــ[06 - 10 - 07, 01:18 ص]ـ
جاء في فتاوى الشيخ -رحمه الله- (14/ 201 - 202) ما نصه: "ولا مانع من إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين وبذلك يعلم أن أول وقت لإخراجها في أصح أقوال العلماء هو ليلة ثمان وعشرين؛ لأن الشهر يكون تسعا وعشرين ويكون ثلاثين، وكان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يخرجونها قبل العيد بيوم أو يومين"اهـ ..
معنى هذا: أن الشيخ يرى أن وقت جواز إخراجها يبدأ بمغيب شمس اليوم السابع والعشرين .. والله أعلم
ـ[الطيماوي]ــــــــ[06 - 10 - 07, 03:07 ص]ـ
أباح أهل العلم ###### كالقرضاوي جواز اخراجها خلال شهر رمضان مبينا أن عدد الناس قد اتسع وأن عملية الاخراج قد تحتاج لأكثر من يوم أو يومين (أنظر كتابه كيف نتعامل مع السنة النبوية فقد ذكر الفتوى هناك على ما أذكر).
وخلاصة القول: إن تمكنت أخي من إيصالها لمستحقها خلال يوم أو يومين فهو الأولى، وإلا ففي فتوى الشيخ القرضاوي سعة لك.
ـ[سعد المالكي]ــــــــ[06 - 10 - 07, 06:57 ص]ـ
وجدت هذه الفتوى في موقع سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
السؤال:
هل يستوي في تأخير الزكاة في البحث عن شخص معروف فقره – زكاة الأموال، وزكاة الأبدان؟
الجواب:
لا يستويان، بل يجب أن تقدم زكاة الفطر قبل صلاة العيد، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، ولا مانع من إخراجها قبله بيوم أو يومين أو ثلاثة، لكن لا تؤجل بعد العيد.
المصدر:
من ضمن أسئلة متفرقة عن الزكاة موجهة لسماحته في مجلسه - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الرابع عشر
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=1492
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[06 - 10 - 07, 10:36 م]ـ
قال الشيخ محمد إبراهيم شقرة ـ حفظه الله ـ في كتابه " إرشاد الساري إلى عبادة الباري" (القسم الثالث ـ الصيام ... ) (94 ـ 98):
" وكما أن الله سبحانه قد أعلمنا بوحيه عن طريق نبيه صلى الله عليه وسلم الأصناف التي تُخْرَجُ منها زكاة الفطر ومقدارها، فقد أعلمنا أيضا الوقت الذي يجب إخراجها فيه.
فعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: " كنا نُخرج في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الفطر صاعا من طعام ... الخ ".وقد تقدم ذكر هذا الحديث، وموضع الشاهد فيه قوله: " يوم الفطر " فبين هذا الحديث اليوم الذي تُخرج فيه زكاة الفطر.
لكن ابن عمر رضي الله عنهما بيَّن لنا الوقت الذي تخرج فيه زكاة الفطر من يوم الفطر فعنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بزكاة
الفطر بأن تُؤدَّى قبل خروج الناس إلى الصلاة ـ أي صلاة الفطر ـ.
والمعقول الذي لا معقول سواه أن المراد بكلام ابن عمر: " أن تُؤَدَّى
قبل خروج الناس إلى الصلاة " أي وبعد طلوع الفجر، إذ لو كان قبل طلوع الفجر وقتا لها، لنصَّ على ذلك نصاًّ صريحا ً، لئلا يلتبس الأمر على
السامع، ولكن لما كان المتبادر من هذا اللفظ إنما هو بعد طلوع الفجر اقتصر عليه وحده.
وقد مرَّ معنا في الكلام على معنى " أمر " و " فرض " أن كلاًّ منهما
يفيد الوجوب، فقول عبد الله بن عمر أمر رسول الله. أي: أوجب علينا،
لا معنى لها غير ذلك. ولم يفهم الصحابةُ غيره، ولو فهموا غيره لكان فعلُ بعضهم دالاًّ عليه، ولكنهم جميعا متفقون على أن وقت زكاة الفطر هوهذا دون غيره، والاختلاف على وقت إخراجها حدث من بعدهم، ولو
كان الاختلاف واقعا في هذا الأمر في حياتهم، لوجب ردُّه إلى الله ورسوله للفصل فيه. وأنىَّ للقائلين بجواز إخراج زكاة الفطر في غير هذا
الوقت أن يأتوا بدليل على ذلك، إلا أن يكون محض الرأي، والله سبحانه
إنما تعبَّدنا بوحييه، الكتاب والسنة، أما رأْي الرجال فليس له معهما إلا
مجرد الذكر. قال ابن حزم رحمه الله: " ووقت زكاة الفطر ـ الذي لاتجب
قبله، وإنما تجب بدخوله، ثم لا تجب بخروجه ـ فهو: إثر طلوع الفجر من
يوم الفطر، ممتدأً إلى أن تبيضَّ الشمس، وتحل الصلاة من ذلك اليوم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/132)
نفسه "، وهو قول ٌ حقٌّ لا ريب فيه.
ويزيد هذا توكيدا وتوضيحا حديث ابن عباس رضي الله عنهما: "فرض
رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر طُهْرةً للصائم من اللغو والرفث، وطُعْمةً للمساكين، فمن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولةٌ،
ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة ٌ من الصدقات ".
وهذا الحديث فيه دلالة ضمنية على أن زكاة الفطر لا يخرجها الصائم إلا بعد انقضاءِ أيام صومه، وذلك قوله: " طُهرةً للصائم "، فما دام أن أيام الصوم باقية، فذمَّةُ المسلم متعلقةٌ بها لأدائها صياما، ولا تبرأُ ذمته
من صيامها إلا بعد أن تنقضي أيام الصيام، ومادام في صوم فهو عرضةٌ للرفث واللغو، فإن أدى زكاة الفطر قبل انقضاء أيام الصوم، فإن جُزءأً من
صومه حينئذ لا تتناوله زكاة الفطر بالتطهير، مما قد يتعرض له الصائم من
اللغو والرفث.
ثم إن كلمة زكاة الفطر تدل بحروفها على أنها مرهونةٌ بانتهاء الصائم
من صومه، وأنها لم تُسمَّ بهذا الاسم إلا لذلك، وذلك بدخول أول يوم من شوال، ودخول هذا اليوم إنما يكون بعد طلوع فجره، وهذا ماذكره ابن حزم رحمه الله في قوله المتقدم قريبا، وكلمة يوم هنا تطلق على النهار فقط، وإنما أُضيفت إلى الفطر لكونها تجب بالفطر من رمضان.
وقد رويت أقوالٌ كثيرةٌ في وقت إخراج زكاة الفطر، حتى إن بعضهم
يرى جواز إخراجها في اليوم الأول من رمضان، بل إن بعضهم يرى جوازها
لعامين، وأقربهم إلى الصواب من يقول بجواز إخراجها قبل الفطر بيومٍ أو
يومين، وحجتُهم في ذلك ماجاء في صحيح البخاري: " وكانوا يعطون ـ أي زكاة الفطر ـ قبل يوم الفطر بيوم أو يومين ".
وبالنظر في الأدلة مجتمعة يمكن القول: إن زكاة الفطر لها وقتٌ محدَّدٌ، يبدأُ من طلوع فجر يوم عيد الفطر، وينتهي بانتهاء صلاته، وهو
ماصرّح به حديث ابن عباس: " فمن أدَّاها قبل الصلاة فهي زكاةٌ مقبولة،
ومن أدَّاها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات "، فيجب أن يحرص المسلم على أدائها في هذا الوقت، فإن لم يُخرجها في هذا الوقت لم تجزىء عن صدقة الفطر، كما صرح الحديث بذلك.
وأما حديث ابن عمر الذي في البخاري: " كانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين " فليس المرادُ إعطاءها لمستحقيها من المساكين والفقراء
قبل يوم أو يومين، بل المراد تسليمها للذين يجمعونها من عمَّال الزكاة،
وقد جاء التصريح بهذا في روايات أخرى عن ابن عمر رضي الله عنهما، ففي صحيح ابن خزيمة، قال: حدثنا عمران بن موسى القزاز، حدثنا عبدالوارث، حدثنا أيوب عن نافع عن ابن عمر، قال: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة رمضان عن الحر والمملوك،والذكر والأنثى صاعا من تمر أو صاعا من شعير، قال: فعدل الناس به نصف صاع بر، قال: وكان ابن عمر إذا أعطى التمر إلا عاما واحدا، أعوز من التمر فأعطى شعيرا، قال: قلت متى كان ابن عمر يُعطي الصاع؟ قال: إذا
قعد العامل، قلت: متى كان العامل يقعد ... ؟ قال: قبل الفطر بيوم أو
بيومين ".
وفي " الموطأ " حدثني يحيى عن مالك عن نافع أن عبدالله بن عمر
رضي الله عنهما كان يبعث بزكاة الفطر إلى الذي تجمع عنده قبل الفطر بيومين أو ثلاثة.
فهذه الروايات المصرِّحة بعامل الزكاة الذي كانت تُجْمَعُ الزكاة عنده،
تمهيدا لإخراجها وإعطائها لمستحقيها من المساكين والفقراء، فسَّرت
رواية البخاري التي لم تصِّرِّح بالعامل، بل قالت: " للذين يقبلونها ". ولا
أحسب بعد ماتقدم من توضيح وبيان أنه يبقى عُذْرٌ بجواز إخراج زكاة الفطر في غير الوقت المحصور مابين الفجر وبين صلاة العيد، وهو الحق أن شاء الله، الذي ينشده كل مُحبٍ للحق.
ولا أحسِبُ إلا أن العجز هو الذي يُقْعِدُ المسلمين اليوم عن العمل بهذا الواجب الديني العظيم، فهم يقولون: إن الوقت مابين الفجر إلى صلاة العيد لا يتسع لتوزيع زكاة الفطر، يقولون هذا وأحدهم لم يَذُقْ مُتْعَةَ
العمل بهذه العبادة العظيمة، لأنهم لا يريدون أ، يتعبوا أجسادهم في عبادة فرضها الله عليهم في كل عام مرَّة، وبخاصة ونحن في زمانٍ أُهمل فيه أمر الزكاة، واستبدلوا الذي هو أدنى ـ وهو مايُعرف بالضريبةـ
بالذي هو خير، وهو الزكاة " أ. هـ
وقال الشيخ عبد الله بن يوسف الجديع في رسالته " كشف الستر عن أحكام زكاة الفطر " (25 ـ28):
" في تسميتها في الأحاديث " زكاة الفطر " إشعار بأنها إنما تجب بالفطر من رمضان، إذ لو مات إنسان يوم الثامن والعشرين مثلا فلا شيء عليه إذلم يدركه وقت وجوبها، وهذا الذي يدل عليه أمره صلى الله عليه وسلم بأدائها قبل الخروج إلى الصلاة والله أعلم، وماكان من عمل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أنهم كانوا يعطونها قبل الفطر بيوم أو يومين لأنها كانت تجمع عند العامل، وليس في ذلك دليل على أنها كانت تعطى للمساكين قبل يوم أو يومين، يبين ذلك ماكان من أمر أبي هريرة رضي الله عنه مع الشيطان أنه أتاه ثلاث ليال يأخذ من صدقة الفطر [رواه البخاري] ففي ذلك دليل على أنها كانت تمكث مدة قبل أن تعطى للمساكين، وفي أزماننا هذه لا نجد حاكما قائما بدين الله يجعل للزكاة عمالا، فإذن يعطيها المسلم بنفسه للمساكين، فعلى هذا لا
يجوز أن يقدمها على مغرب آخر يوم من رمضان إذ لا دليل على ذلك،
وتقديمها على وقتها كصلاة الظهر قبل دخول الوقت والله أعلم.
وماذهب إليه بعض أهل العلم من أن القبلية في حديث ابن عمر ظرف متسع غير صحيح لما أسلفنا ويلزمهم ذلك أن يجوزوا إخراج زكاة سنين ولا أظنهم يقولون به، والقول به لا يساعد عليه أمر النبي صلى الله عليه وسلم بأدائها قبل خروج الناس إلى الصلاة كما هو ظاهر، وعلى كل حال فالحق إن شاء الله هو ما أسلفنا بيانه والله أعلم. أ. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/133)
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[06 - 10 - 07, 11:17 م]ـ
كذلك أرجو من الأخوة الكرام مناقشة الرأي القائل بأن وقتها بعد غروب شمس آخر يوم من رمضان.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[07 - 10 - 07, 05:51 ص]ـ
القول بجواز إخراجها قبل العيد بثلاث مستندُه رواية لحديث أبي هريرة وحراسته لتمر الصدقة.
ووجهه الشيخ العثيمين رحمه الله تعالى بأنه كان وقت جمع الزكوات في ذلك المكان، لا وقت إعطائها للفقير وتوزيعه.
وأما القول بأن (وقت "وجوبها") بعد غروب الشمس آخر أيام رمضان، أو بعد طلوع فجر يوم العيد فراجعٌ إلى تحقيق سبب الوجوب، والحكم يتبع السبب كما لا يخفى. وبالله التوفيق.
ـ[ابن جبير]ــــــــ[07 - 10 - 07, 07:53 ص]ـ
وقد ذكر ذلك الشيخ /ابن باز - في شرحه على البلوغ - باب زكاة الفطر - الشرح المسموع
وكان دليله حديث ابي هريرة في رصده للشيطان يحثو في الصدقة - وقال - لان الشهر يتم وينقص فلا بأس بإخراجه قبل العيد بثلاثة ايام او يومين
وهذه جملة من ترجيحاته واختياراته في الباب
2 - انها زكاة البدن - حولية
3 - فرض - بمقدار صاع مطلقاً - واجتهاد معاوية مصادم للسنة
4 - من مطعوم اهل البلد لانها مواساة للفقراء من طعامهم - قلت - وهو وجه عن الشافعية وقول المالكية واختاره ابن ابن تيمية وابن القيم
5 - يخرج عن زوجته واولاده الصغار - تلزمه نفقتهم - قلت - والجمهور على الاخراج عن الزوجة
6 - يخرج عن الحمل وإلا لايجب - قلت / شذ ابن حزم في إيجابه، وبكر المزني وقتادة لم يدركا عثمان ولا حميد الطويل - وأثر ابي قلابة لم يسمي من ادرك - ونقل ابوزرعة عن والده (عبدالرحيم العراقي) من شرحه على الترمذي (المفقود حالياً إلا قطعة منه) رد والده على ابن حزم - في باب زكاة الفطر من طرح التثريب
7 - الخادمة - قال على الشروط وإلا على نفسها وإن اخرج بإذنها فلا بأس
8 - الواجب اخراجها طعام وعليه الجمهور - قلت - مذهب الحنفية جواز اخراج القيمة
ولم اذكرها جميعاً 000 فيتنبه
-
ـ[ابن جبير]ــــــــ[07 - 10 - 07, 08:01 ص]ـ
أَما مسألة التوقيت
وقت وجوبها غروب الشمس ليلة العيد لكونه اضافها الى الفطر وذلك هو وقت الفطر واضافتها الى الفطر لانه وقت الوجوب قاله الشافعي في الجديد واحمد واحدى الروايتين عن مالك وحكاه ابن المنذر عن اسحاق ابن راهويه وحكاه ابن قدامه عن سفيان الثوري
– وابوحنيفة وابن حزم فجر يوم العيد الرواية الثانية عن مالك واصحاب الرأي وابي ثور والليث ابن سعد (وقيل من إِضافته لوقته وبه نازع ابوزرعة العراقي في طرح التثريب، وقال ابن العربي اضافتها للتعريف، وقال ابن تيمية: كلا الاستدلالين ضعيف لان اضافتها الى الفطر من رمضان لايستلزم انه وقت الوجوب بل يقتضى اضافة هذه الزكاة الى الفطر من رمضان فيقال حينئذ بالوجوب بظاهر لفظة فرض ويؤخذ وقت الوجوب من أمر آخر) –
- ويجوز اخراجها معجلة قبل العيد بوم او يومين فقط – لفعل الصحابة وهو قول الحنابلة والمالكية
– أَول رمضان الشافعي
– مطلقاً ولو لسنوات ابوحنيفة
- والافضل قبل الصلاة بالإِتفاق لحديث ابن عمر (وإن فاته لعذر قضاها)
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[07 - 10 - 07, 11:55 م]ـ
جزاكم الله خيراً أخوتنا الكرام
ـ[موسى محمد]ــــــــ[08 - 10 - 07, 11:26 م]ـ
قال الشيخ عصام موسى هادي فيما نقله عن شيخه العلامة الألباني رحمه الله: ويجوز إخراجها ليلة العيد.(84/134)
كيف تكسب ليلة القدر؟
ـ[محمد محمود يوسف]ــــــــ[06 - 10 - 07, 03:08 ص]ـ
كيف تكسب ليلة القدر؟
الحمد لله الذي فرض صيام هذا الشهر وسنَّ لنا قيامه، والصلاة على خيرة خلقه محمد صلى الله عليه وسلم والذي لم يترك خيراً إلا ودل أمته عليه، فروى عنه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أنه صلى الله عليه وسلم قال:"من صام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" () وروي عنه أيضاً أنه قال:"من قام رمضان إيماناً واحتساباً غُفر له ما تقدم من ذنبه" () وإن من الحرمان أن نرى كثيراً من المسلمين يقضون هذه اللحظات والفرص النادرة فيما لا ينفعهم، فإذا جاء وقت القيام كانت أحوالهم ما بين:
(أ) نائمون.
(ب) يتسامرون ويقعون في غيبة إخوانهم المسلمين.
(ج) يقضون أوقاتهم في المعاصي من مشاهدة القنوات الفضائية الهابطة، ومشاهدة الأفلام والمسلسلات الرمضانية – كما يسمونها- وحاشا رمضان أن يكون له أفلام، أو مسلسلات مع ما فيها من اختلاط النساء بالرجال، والموسيقى، وما هو أشنع من ذلك.
لذلك لا بد من تجديد التوبة في هذا الشهر، فهذه فرصتنا للأسباب التالية:
أ. لأن مردة الشياطين تصفد، كما روى أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- مرفوعاً "أتاكم رمضان شهر مبارك فرض الله عز وجل عليكم صيامه، تفتح فيه أبواب السماء، وتغلق فيه أبواب الجحيم، وتغل فيه مردة الشياطين، لله فيه ليلة خير من ألف شهر من حرم خيرها فقد حرم" ().
ب. الإقبال النفسي على فعل الخيرات في هذا الشهر ما لا تستطيعه في الأشهر الأخرى.
ج. أن الصوم في نهار رمضان يمنع من القيام بكثير من المعاصي.
ولو كان أمام أعيننا أنه قد يكون آخر رمضان نصومه لسهلت علينا التوبة، فكم من شخص مات قبل أن يبلغه، أما نحن فقد بلغناه الله عز وجل فلندعوه أن يعيننا على صيامه وقيامه.
مقارنة بين أعمارنا وأعمار الأمم السابقة:
قال صلى الله عليه وسلم فيما رواه عنه أبو هريرة رضي الله تعالى عنه:"أعمار أمتي ما بين الستين إلى السبعين وأقلهم من يجوز ذلك" ().
كان أعمار السابقين مئات السنين، فهذا نوح -عليه السلام- لبث في قومه يدعوهم ألف سنة إلا خمسين عاماً، وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال: قال صلى الله عليه وسلم نحن الآخرون السابقون يوم القيامة".
فكيف يكون لنا السبق، ونحن أقل أعماراً؟! يكون ذلك باستغلال الفرص والتسابق عليها كما يتسابق الناس على الوظائف، والتسجيل في الجامعات، وعلى التخفيضات أيضاً. ومن أعظم هذه الفرص، الحرص على ليالي العشر الأواخر من رمضان، فإن لم يكن، فعلى الأقل ليلة 21، 23، 25، 27، 29 لأن ليلة القدر لن تتعدى إحدى هذه الليالي كما قال صلى الله عليه وسلم:"تحروا ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر من رمضان".
إلا إذا كان هناك اختلاف بين دول العالم الإسلامي في دخول رمضان، فإن الأحوط العمل كل ليالي العشر.
قال سبحانه وتعالى:"ليلة القدر خير من ألف شهر".
منذ أن يؤذن المغرب إلى أن يؤذن الفجر في الغالب لا يتجاوز 12 ساعة.
فكم سنة تعدل ليلة القدر؟ أكثر من ثلاث وثمانين سنة!! فلو حرصت كل الحرص على هذه الليلة فلا تفوتك، وذلك بقيام كل ليالي العشر الأخيرة، واستغلال كل ليلة منها كأحسن ما يكون الاستغلال كقدوتنا وحبيبنا محمد -صلى الله عليه وسلم- كما روت عنه عائشة رضي الله عنها:"أنه إذا دخل العشر شد المئزر وأحيا ليله وأيقظ أهله".
ولنحسب عمر واحد منا حرص على القيام في ليالي الوتر لمدة عشر سنوات، إن هذا يساوي أكثر من 830 سنة بإذن الله، ولو عشت عشرين سنة بعد بلوغك، وكنت ممن يستغل كل ليالي العشر بالعبادة، لكان خير من 1660 سنة بإذن الله، وبهذا نحقق السبق يوم القيامة، وذلك باستغلال فرص لم تكن للأمم السابقة من اليهود والنصارى.
لذلك منذ أن يدخل شهر رمضان ادع الله أن يعينك ويوفقك لقيام ليلة القدر، فمن أعانه الله فهو المعان، ومن خذله فهو المخذول.
سبب تسميتها بليلة القدر
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى
أولا: سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم، أي ذو شرف
ثانيا: أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/135)
ثالثا: وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه) متفق عليه
قلت: سميت ليلة القدر بذلك لعدة معان، هي:
1. لشرفها وعظيم قدرها عند الله.
2. وقيل لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، لقوله تعالى: "فيها يفرق كل أمر حكيم".
3. وقيل لأنه ينزل فيها ملائكة ذوات قدر.
4. وقيل لأنها نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، وأمة ذات قدر.
5. وقيل لأن للطاعات فيها قدراً عظيماً.
6. وقيل لأن من أقامها وأحياها صار ذا قدر.
والراجح عندي أنها سميت بذلك لجميع هذه المعاني مجتمعة وغيرها، والله أعلم.
في أي الليالي تلتمس ليلة القدر؟
تلتمس ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، خاصة في الوتر منها، سيما ليلتي إحدى وعشرين وسبع وعشرين، وأرجحها ليلة سبع وعشرين.
فعن عمر رضي الله عنهما أن رجالاً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر". ()
وعند مسلم: "التمسوها في العشر الأواخر، فإن ضعف أحدكم أوعجز فلا يغلبن على السبع البواقي".
وعن عائشة رضي الله عنها كذلك: "تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان" ().
ذهب علي، وابن مسعود، وابن عباس، وعائشة من الصحابة، والشافعي وأهل المدينة ومكة من الأئمة إلى أن أرجى لياليها ليلتا إحدى وعشرين وثلاث وعشرين، وقد رجح ذلك ابن القيم رحمه الله.
وذهب أبي بن كعب رضي الله عنه إلى أنها ليلة سبع وعشرين، وكان يحلف على ذلك، ويقول: "بالآية أو العلامة التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم، أن الشمس تطلع في صبيحتها لا شعاع لها". ()
وفي مسند أحمد عن ابن عباس أن رجلاً قال: "يا رسول الله، إني شيخ كبير عليل يشق عليَّ القيام، فمرني بليلة لعل الله يوفقني فيها لليلة القدر؛ قال: عليك بالسابعة"5.
وعن ابن عمر يرفعه إلى الرسول صلى الله عليه وسلم: "من كان متحريها فليتحرها ليلة سبع وعشرين"، أو قال: "تحروها ليلة سبع وعشرين".
ومن الناس من قال: إن وقع في ليلة من أوتار العشر جمعة فهي أرجى من غيرها، ولا دليل عليه، والله أعلم.
الأقوال المرجوحة أو الشاذة:
ما ذكرنا سابقاً هو المعتمد عند أهل العلم، وعليه عامة أهل السنة سلفاً وخلفاً، وهناك أقوال مرجوحة أو شاذة عن ليلة القدر، وهي:
1. أنها رفعت.
2. أنها في كل سبع سنين مرة.
3. أنها في كل السنة.
4. أنها في الشهر كله.
5. أنها في أول ليلة منه.
علامات ليلة القدر
العلامات المقارنة:
قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار: ـــ
الطمأنينة، أي طمأنينة القلب، وانشراح الصدر من المؤمن، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي
أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف، بل بكون الجو مناسبا
أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم.
أن الإنسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي
العلامات اللاحقة:
أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال: أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها) - رواه مسلم
فضائل ليلة القدر
أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن، قال تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر}
نزول سورة كاملة في شأنها، وهي سورة القدر، وبيان أن الأعمال فيها خير من الأعمال في ألف شهر ما سواها.
أنها ليلة مباركة، قال تعالى {إنا أنزلناه في ليلة مباركة}
يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام، قال تعالى {فيها يفرق كل أمر حكيم}
فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي، قال تعالى {ليلة القدر خير من ألف شهر}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/136)
تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة، قال تعالى {تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر} قوله تعالى:" فيها يفرق كل أمر حكيم. أمراً من عندنا إنا كنا منزلين"، حيث يقدر فيها كل ما هو كائن في السنة، وهو تقدير ثان، إذ أن الله قدر كل شيء قبل أن يخلق الخلائق بخمسين ألف سنة.
ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها، قال تعالى {سلام هي حتى مطلع الفجر}
فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل، قال صلى الله عليه وسلم: (من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه) - متفق عليه
أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف ويجتهد في الليالي المرجوة فيها ما لا يجتهد في غيرها من ليالي رمضان ولا غيره، حيث كان صلى الله عليه وسلم كما صح عن عائشة رضي الله عنها: "إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله".
ماذا تفعل في هذه الليلة؟
- الاستعداد لها منذ الفجر، فبعد صلاة الفجر تحرص على أذكار الصباح كلها، ومن بينها احرص على قول:"لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة، لماذا؟ لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من قال لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير في يوم مئة مرة كان له عدل عشر رقاب، وكتبت له مئة حسنة، ومحيت عنه مئة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا أحد عمل أكثر من ذلك" ().
الشاهد: "كانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي" حتى لا يدخل عليك الشيطان فيصرفك عن الطاعة.
- احرص على أن تفطر صائماً، إما بدعوته، أو بإرسال إفطاره، أو بدفع مال لتفطيره، وأنت بهذا العمل تكون حصلت على أجر صيام شهر رمضان مرتين لو فطرت كل يوم منذ أن يدخل الشهر إلى آخره صائماً لما رواه زيد بن خالد الجهني عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"من فطر صائماً كتب له مثل أجره لا ينقص من أجره شيء" ().
- عند غروب الشمس ادع أيضاً أن يعينك ويوفقك لقيام ليلة القدر.
- جهز صدقتك لهذه الليلة من ليالي العشر، وليكن لك ادخار طوال السنة لتخريجه في هذه الليالي الفاضلة فلا تفوتك ليلة من ليالي الوتر إلا وتخرج صدقتها، فالجنيه إذا تقبله الله في ليلة القدر قد يساوي أكثر من ثلاثين ألف جنيهًا، و 100 جنيه تساوي أكثر من 300 ألف جنيهًا وهكذا، وقد روى أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:"من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ولا يقبل الله إلا الطيب، وإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فلوه ()، حتى تكون مثل الجبل" () وروى أبو هريرة أيضاً قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله، أي الصدقة أعظم أجراً؟ قال:" أن تصدق وأنت صحيح شحيح تخشى الفقر، وتأمل الغنى ولا تمهل حتى إذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا، ولفلان كذا، وقد كان لفلان" ().
فإن أخفيتها كان أعظم لأجرك فتدخل بإذن الله ضمن السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:"سبعة يظلهم الله تعالى في ظله يوم لا ظل إلا ظله .. ورجل تصدق بصدقة فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه" ().
- منذ أن تغرب الشمس احرص على القيام بالفرائض والسنن، فمثلاً منذ أن يؤذن ردد مع المؤذن ثم قل: وأنا أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، رضيت بالله رباً وبالإسلام ديناً، فمن قال ذلك غُفر له ذنبه كما روي عنه صلى الله عليه وسلم مرفوعاً () ثم قل: اللهم رب هذه الدعوة التامة ... إلخ، لما رواه جابر بن عبد الله أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: من قال حين يسمع النداء: اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمداً الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاماً محموداً الذي وعدته، حلت له شفاعتي يوم القيامة" ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/137)
- ثم بكر بالفطور احتساباً، وعند تقريبك لفطورك ليكن رطباً محتسباً أيضاً، ولا تنس الدعاء في هذه اللحظات، وليكن من ضمن دعائك: اللهم أعني ووفقني لقيام ليلة القدر، ثم توضأ وضوء رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثم بادر بالنافلة بين الأذان والإقامة؛ لما رواه أنس -رضي الله تعالى عنه- أنه قال: كان المؤذن إذا أذن قام ناس من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- يبتدرون السواري حتى يخرج النبي -صلى الله عليه وسلم- وهم كذلك يصلون الركعتين قبل المغرب، ولم يكن بين الأذان والإقامة شيء" (). ثم صل صلاة مودع () كلها خشوع واطمئنان، ثم اذكر أذكار الصلاة، ثم صل السنة الراتبة، ثم اذكر أذكار المساء -إن لم تكن قلتها عصراً- ومنها "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة؛ لتكون في حرز من الشيطان ليلتك هذه حتى تصبح، كما سبق أن ذكرنا، ثم نوِّع في العبادة:
- لا يفتر لسانك من دعائك بـ "اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني".
- إن كان لك والدان فبرهما وتقرب منهما، واقض حوائجهما وافطر معهما.
- ثم بادر بالذهاب إلى المسجد قبل الأذان، لتصلي سنة دخول المسجد، ولتتهيأ بانقطاعك عن الدنيا ومشاغلها علك تخشع في صلاتك، ثم إذا أذن ردد معه وقل أذكار الأذان ثم صل النافلة، ثم اذكر الله حتى تقام الصلاة، أو اقرأ في المصحف، واعلم أنك ما دمت في انتظار الصلاة فأنت في صلاة كما روى ذلك أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال:"إن أحدكم في صلاة ما دامت الصلاة تحبسه، والملائكة تقول اللهم اغفر له وارحمه، ما لم يقم من صلاته أو يحدث" ().
- ثم إذا أقيمت الصلاة صل بخشوع، فكلما قرأ الإمام آية استشعر قراءته، وكن مع كلام ربك حتى ينصرف الإمام.
- ثم عد إلى بيتك، ولا يكن هذا هو آخر العهد بالعبادة حتى صلاة القيام، بل ليكن في بيتك أوفر الحظ والنصيب من العبادة سواء بالصلاة أو بغيرها.
- ولا تنس -قبل خروجك من المسجد- أن تضع صدقة هذه الليلة، وإذا كان يصعب عليك إخراج صدقة كل ليلة من هذه الليالي فمن الممكن أن تعطي كل صدقتك قبل رمضان أو قبل العشر الأواخر جهة خيرية توكلها بإخراج جزء منها كل ليلة من ليالي العشر.
- ولا تنس وأنت في طريقك من وإلى المسجد أن يكون لسانك رطباً من ذكر الله، ولا تنس سيد الاستغفار هذه الليلة:"اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي، وأبوء بذنبي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال صلى الله عليه وسلم:"من قاله فمات من يومه أو ليلته دخل الجنة" ()، وما بين تهليل وتسبيح وتحميد وتكبير وحوقلة؛ لما رواه أبو سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" استكثروا من الباقيات الصالحات، قيل وما هن يا رسول الله؟ قال: التكبير والتهليل والتسبيح والحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله" () وما بين صلاة على رسولنا محمد -صلى الله عليه وسلم- ثم الدعاء بخيري الدنيا والآخرة، فإذا دخلت بيتك تلمَّس حاجة من هم في البيت، سواء والداك أو زوجتك أو إخوانك أو أطفالك، فقم بخدمة الجميع بانشراح الصدر واحتساب واستغل القيام بحوائجهم بقراءة القرآن عن ظهر قلب، فقل هو الله أحد تعدل ثلث القرآن في الأجر، كما روى أبو الدرداء عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:"أيعجز أحدكم أن يقرأ في ليلة ثلث القرآن؟ قال:"وكيف يقرأ ثلث القرآن؟ قال: قل هو الله أحد ثلث القرآن" (). فإذا قرأتها ثلاث مرات حصلت على أجر قراءة القرآن كاملاً، ولكن ليس معنى هذا هجر القرآن، ولكن هذا له أوقات وهذا له أوقات، وقل يا أيها الكافرون تعدل ربع القرآن في الأجر ()، وآية الكرسي أعظم آية في كتاب الله، أخرجه سعيد بن منصور في سننه، كما قاله عبد الله موقوفاً، ثم قل:" لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة؛ ليكون لك عدل عشر رقاب، ولتكتب لك مئة حسنة، وتمحى عنك مئة سيئة، ولتكن حرزاً لك من الشيطان حتى تصبح ولم يأت بأفضل مما جئت به إلا أحد عمل أكثر من ذلك، واحرص على كل ما ثبت عنه -صلى الله عليه وسلم- من الأذكار ذات الأجور العظيمة، كما قال صلى الله عليه وسلم لعمه:"ألا أدلك على ما هو أكثر من ذكرك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/138)
الله الليل مع النهار تقول: الحمد لله عدد ما خلق، الحمد لله ملء ما خلق، الحمد لله عدد ما في السموات والأرض، الحمد لله عدد ما أحصى كتابه، الحمد لله ملء ما أحصى كتابه، الحمد لله عدد كل شيء والحمد لله ملء كل شيء وتسبح مثلهن، ثم قال: تعلمهن وعلمهن عقبك من بعدك" () وقال صلى الله عليه وسلم:"من قال سبحان الله وبحمده مئة مرة حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر" () وعن أبي هريرة –رضي الله عنه- قال -صلى الله عليه وسلم-: "من قال حين يصبح وحين يمسي سبحان الله وبحمده مئة مرة لم يأت أحد يوم القيامة بأفضل مما جاء به إلا أحد قال مثل ما قال أو زاد عليه" () وفي بعض الروايات "سبحان الله العظيم وبحمده مئة مرة" () وكلما ذُكرت الكفارة أو الغفران – غفران الذنوب- وحط الخطايا، فالمقصود بها الصغائر، أما الكبائر فلا بد من التوبة، أما إن كانت هذه الكبيرة متعلقة بحقوق الآدميين فلا بد من الاستحلال مع التوبة أو المقاصة يوم القيامة؛ لما رواه أبو هريرة -رضي الله تعالى عنه-:"من كانت له مظلمة لأخيه من عرضه أو شيء فليتحلله منه اليوم قبل ألا يكون دينار ولا درهم إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه" () ولا يغرك في الغيبة ما يردده البعض أن كفارة من اغتبته أن تستغفر له، فهذا حديث أقل أحواله أنه شديد الضعف، وهو يعارض الحديث السابق الصحيح، ومن أعظم حقوق الآدميين: الغيبة والنميمة والسخرية، والاستهزاء والسب، والشتم وشهادة الزور، قال صلى الله عليه وسلم:"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر" ().
فإذا فرغت من خدمة الجميع والأعمال البدنية، ليكن لك جلسة مع كتاب ربك فتقرأه، وليكن لك قراءتان في شهر رمضان إحداهما سريعة "الحدر" والأخرى بتأمل مع التفسير إذا أشكل عليك آية، قال ابن عباس رضي الله تعالى عنه:"لأن أقرأ سورة أرتلها أحب إلي من أن أقرأ القرآن كله.
فإذا أنهك جسدك فألقه على السرير وأنت تذكر ربك بالتهليل والتسبيح والتحميد والحوقلة والتكبير والاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم.
- فإن نمت فأنت مأجور -بإذن الله- ثم استيقظ لصلاة قيام الليل في المسجد، وليكن لك ساعة خلوة مع ربك ساعة السحر فتفكر في عظمة خالقك، ونعمه التي لا تحصى عليك مهما كنت فيه من حال أو شدة فأنت أحسن حالاً ممن هو أشد منك كما قال صلى الله عليه وسلم:"انظروا إلى من هو أسفل منكم، ولا تنظروا إلا من هو فوقكم، فهو أجدر أن لا تزدروا نعمة الله" ().
- وتذكر هادم اللذات علها تدمع عينك فتكون من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله كما قال صلى الله عليه وسلم:"ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه .. " ().
- وتذكر ما رواه جابر بن سمرة عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال:"أتاني جبريل، فقال: يا محمد من أدرك شهر رمضان فمات فلم يغفر له فأدخل النار فأبعده الله، قل آمين. فقلت: آمين ... " () الحديث. فهذه العشر هي والله الغنيمة الباردة، وفي هذا الشهر فرص ومواسم من لم يستغلها تذهب ولا ترجع ..
- أخيراً وقبيل الفجر لا بد من السحور ولو بماء، مع احتساب العمل بالسنة؛ لما رواه أنس رضي الله تعالى عنه، قال: قال صلى الله عليه وسلم:"تسحروا فإن في السحور بركة" () ثم تسوك وتوضأ واستعد لصلاة الفجر وأنت إما في ذكر أو دعاء أو قراءة قرآن.
ولا بد من التنبيه على بعض الأخطاء، ومنها:
أن البعض قد يشيع في ليلة 23 أو 25 أن فلاناً رأى رؤياً، وأن تعبيرها أن ليلة القدر مثلاً ليلة 21 أو 23. فماذا يفعل البطالون؟ يتوقفون عن العمل باقي ليالي العشر، حتى أن البعض قد يكون في مكة فيعود، لماذا؟ انقضت ليلة القدر في نظره. وفي هذا من الأخطاء ما فيها، ومنها: أن هذا قد يكون حلماً وليس رؤياً. أن المعبر حتى وإن عبرها بأنها ليلة 21 أو 23 أو غيرها ليس بشرط أن يكون أصاب، فهذا أبو بكر الصديق -رضي الله تعالى عنه- عبر رؤيا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له: أصبت بعضاً وأخطأت بعضاً" () فإذا كان أبو بكر وهو خير الخلق بعد الأنبياء يصيب ويخطئ، فما بالك بغيره. والذي يظهر لي أن هذا من تلبيس إبليس، ليصد المؤمنين عن العمل باقي ليالي العشر. والله أعلم.
و الأيام معدودة، والعمر قصير، ولا تعلم متى يأتيك الأجل، ولا تدري لعلك لا تبلغ رمضان، وإن بلغته لعلك لا تكمله، وإن أكملته لعله يكون آخر رمضان في حياتنا.
فهذا يخرج من بيته سليماً معافى فينعى إلى أهله، وهذا يلبس ملابسه ولا يدري هل سينزعها أم ستنزع منه؟
لذلك كله علينا أن نستحضر هذه النعمة العظيمة أن بلغنا رمضان ووفقنا لصيامه وقيامه وصالح الأعمال، فكم من شخص مات قبل أن يبلغه، وكم من مريض مر عليه رمضان كغيره من الشهور، وكم من عاص لله ضال عن الطريق المستقيم ما ازداد في رمضان إلا بعداً وخساراً، وأنت يوفقك الله للصيام والقيام، فاحمد الله على هذه النعمة الجليلة، واستغلها أيما استغلال.
وأخيراً احذر أخي الصائم أن ينسلخ رمضان ولم تكن من المغفور لهم، فقد روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: "آمين، آمين، آمين! "، قيل: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت "آمين، آمين، آمين"، قال: "إن جبريل أتاني، فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له، فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين؛ فقلت: آمين؛ ومن أدرك أبويه أو أحدهما فلم يبرهما، فمات، فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين؛ فقلت: آمين؛ ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك، فمات، فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين؛ فقلت: آمين".11
واعلم أن الأعمال بخواتيمها، فإذا فاتك الاجتهاد في أول الشهر فلا تغلب على آخره، ففيه العوض عن أوله.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على خير عباد الله أجمعين، وعلى آله وصحبه وأزواجه الطاهرين الطيبين، وعلى من اتبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وعفا عنا معهم بعفوه وفضله وكرمه، آمين. أعده الفقير إلى عفو ربه: أبو باسل محمد محمود
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/139)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[06 - 10 - 07, 04:10 ص]ـ
جزاك الله خير بينت فوعظت فأوجزت
ولكن لي سؤال في نفسي منذ فترة هل للتهليل المذكور اسفل ورد لأذكار المساء ام أنه فقط للصباح .. ؟
ثم اذكر أذكار المساء -إن لم تكن قلتها عصراً- ومنها "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير" مئة مرة؛ لتكون في حرز من الشيطان ليلتك هذه حتى تصبح، كما سبق أن ذكرنا،
ـ[عبد الوهاب الكاتب]ــــــــ[07 - 10 - 07, 08:06 ص]ـ
اللهم وفقنا لقيامها حقا وصدقا
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[07 - 10 - 07, 10:49 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك وأحسن الله إليك وغفر لك ما تقدم من ذنبك. اللهم وفقنا و أعنا على قيام العشر الأواخر واغتنام الوقت في العبادة.(84/140)
(اجتماع صلاتي العيد والجمعة) فتوى لشيخ الإسلام رحمه الله
ـ[عبدالرحمن الحجري]ــــــــ[06 - 10 - 07, 08:28 ص]ـ
وسئل رحمه الله
عن رجلين تنازعا فى العيد إذا وافق الجمعة فقال أحدهما يجب أن يصلي العيد ولا يصلي الجمعة وقال الآخر يصليها فما الصواب فى ذلك
فأجاب الحمد لله إذا اجتمع الجمعة والعيد فى يوم واحد فللعلماء فى ذلك ثلاثة أقوال
أحدها أنه تجب الجمعة على من شهد العيد كما تجب سائر الجمع للعمومات الدالة على وجوب الجمعة
والثانى تسقط عن أهل البر مثل أهل العوالى والشواذ لأن عثمان بن عفان أرخص لهم فى ترك الجمعة لما صلى بهم العيد
والقول الثالث وهو الصحيح أن من شهد العيد سقطت عنه الجمعة لكن على الامام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد وهذا هو المأثور عن النبى وأصحابه كعمر وعثمان وابن مسعود وبن عباس وبن الزبير وغيرهم ولا يعرف عن الصحابة فى ذلك خلافوأصحاب القولين المتقدمين لم يبلغهم ما فى ذلك من السنة عن النبى لما اجتمع فى يومه عيدان صلى العيد ثم رخص فى الجمعة وفى لفظ أنه قال أيها الناس إنكم قد أصبتم خيرا فمن شاء أن يشهد الجمعة فليشهد فإنا مجمعون
وأيضا فإنه إذا شهد العيد حصل مقصود الإجتماع ثم إنه يصلي الظهر إذا لم يشهدالجمعة فتكون الظهر فى وقتها والعيد يحصل مقصود الجمعة وفى ايجابها على الناس تضييق عليهم وتكدير لمقصود عيدهم وما سن لهم من السرور فيه والانبساط
فإذا حبسوا عن ذلك عاد العيد على مقصوده بالابطال ولأن يوم الجمعة عيد ويوم الفطر والنحر عيد ومن شأن الشارع إذا اجتمع عبادتان من جنس واحد أدخل احداهما فى الأخرى كما يدخل الوضوء فى الغسل وأحد الغسلين فى الآخر والله أعلم.
انظر مجموع الفتاوى (24/ 210 - 211)
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[06 - 10 - 07, 03:49 م]ـ
بارك الله فيك ..
جزيت خيرا ..
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[06 - 10 - 07, 04:05 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد ...
ماذا لو اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد؟؟؟
أولاً: الاحاديث الواردة في هذا الباب ..
عن أبي عبيد مولى ابن أزهر قال: ثم شهدت العيد مع عثمان بن عفان فكان ذلك يوم الجمعة فصلى قبل الخطبة ثم خطب فقال يا أيها الناس إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان فمن أحب أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له.
رواه البخاري.
عن إياس بن أبي رملة الشامي، قال: شهدت معاوية، سأل زيد بن أرقم: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا؟ قال: نعم، صلى العيد أول النهار، ثم رخص في الجمعة، فقال: من شاء أن يجمع فليجمع.
عن أبي صالح، عن ابن عباس، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، أنه قال: اجتمع عيدان في يومكم هذا , فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون , إن شاء الله.
عن وهب بن كيسان قال اجتمع عيدان على عهد ابن الزبير فأخر الخروج حتى تعالى النهار ثم خرج فخطب فأطال الخطبة ثم نزل فصلى ولم يصل للناس يومئذ الجمعة فذكر ذلك لابن عباس فقال أصاب السنة.
الحديث الأول.
ليس صريح في الاستدلال.
قال ابن حجر رحمه الله " استدل به من قال بسقوط الجمعة عمن صلى العيد إذا وافق العيد يوم الجمعة، وهو محكي عن أحمد. وأجيب بأن قوله " أذنت له " ليس فيه تصريح بعدم العود " فتح الباري.
الحديث الثاني.
أخرجه أحمد قال: حدثنا عبد الرحمان.
و"الدارمي" قال أخبرنا عبيد الله بن موسى.
و"أبو داود" قال: حدثنا محمد بن كثير.
(وابن ماجة) قال: حدثنا نصر بن علي الجهضمي، قال: حدثنا أبو أحمد.
و (النسائي وفي "الكبرى" قال: أخبرنا عمرو بن علي، قال: حدثنا عبد الرحمان بن مهدي.
و"ابن خزيمة" قال: حدثنا أبو موسى، قال: حدثنا عبد الرحمان.
أربعتهم (عبد الرحمان، وعبيد الله، ومحمد بن كثير، وأبو أحمد) عن إسرائيل، عن عثمان بن المغيرة، عن إياس بن أبي رملة الشامي، فذكره.
قلت: فمدار هذا الحديث على " إياس بن أبي رملة " وهو مجهول.
الحديث الثالث.
قلت: له روايتان رواية عن أبي هريرة , ورواية عن ابن عباس.
أولاً: رواية ابن عباس.
أخرجها ابن ماجة قال: حدثنا محمد بن المصفى الحمصي، حدثنا بقية، حدثنا شعبة، حدثني مغيرة الضبي، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبى صالح , فذكره.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/141)
قلت: هذا السند لا يصح. وتفرد بهذا السند ابن ماجة.
والمروي إنما هو عن أبي هريرة , أي الراوية الثانية.
ثانياً: رواية أبو هريرة.
قد أعلها الإمام الدارقطني , وأحمد , وابن عبد البر. وهي مرسلة.
قال ابن عبد البر: بقية بن الوليد وليس بشيء في شعبة أصلا وروايته عن أهل بلده أهل الشام فيها كلام وأكثر أهل العلم يضعفون بقية عن الشاميين وغيرهم وله مناكير وهو ضعيف ليس ممن يحتج به. التمهيد.
كتاب علل الحديث - (ج 2 / ص 32)
وسألت أبي عن حديث؛ رواه بقية، عن شعبة، عن مغيرة، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: اجتمع عيدان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
قلت (أبو رحمة): ثم هناك رواية أخرى عند ابن ماجة من رواية: جبارة بن المغلس. حدثنا مندل بن علي عن عبد العزيز بن عمر عن نافع عن ابن عمر قالاجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ثم قال من شاء أن يأتي الجمعة فليأتها. ومن شاء أن يتخلف فليتخلف.
قلت: وهذا السند من أسقط الأسانيد.
فيه: عبد العزيز بن عمر (مختلف فيه)
وفيه مندل بن على , وجبارة بن المغلس , وهما ضعيفان.
قال ابن الجوزي في العلل المتناهية: وهذا لا يصح، مندل بن علي ضعيف جدا، وأما جبارة فليس بشيء، قال يحيى: هو كذاب وقال ابن نمير: كان يوضع له الحديث فيحدث به.
الحديث الرابع.
عن وهب بن كيسان قال اجتمع عيدان على عهد ابن الزبير فأخر الخروج حتى تعالى النهار ثم خرج فخطب فأطال الخطبة ثم نزل فصلى ولم يصل للناس يومئذ الجمعة. فذكر ذلك لابن عباس فقال أصاب السنة.
أخرجه النسائي قال: أخبرنا محمد بن بشار، حدثنا يحيى.
و"ابن خزيمة" قال: حدثنا بندار، حدثنا يحيى (ح) وحدثنا يعقوب ابن إبراهيم الدورقي، حدثنا يحيى (ح) وحدثنا أحمد بن عبدة، أخبرنا سليم , يعني ابن اخضر.
كلاهما (يحيى، وسليم) عن عبد الحميد بن جعفر الأنصاري , من بني عوف ابن ثعلبة. قال: حدثني وهب بن كيسان، فذكره.
وهناك رواية أخرى لهذا الحديث.
عن عطاء بن أبي رباح قال صلى بنا ابن الزبير فى يوم عيد فى يوم جمعة أول النهار ثم رحنا إلى الجمعة فلم يخرج إلينا فصلينا وحدانا وكان ابن عباس بالطائف فلما قدم ذكرنا ذلك له فقال أصاب السنة.
أخرجه أبو داود (1071) قال: حدثنا محمد بن طريف البجلي، حدثنا اسباط، عن الأعمش، عن عطاء بن أبي رباح، فذكره.
أما الطريق الأولى: فهي من رواية عبد الحميد بن جعفر الأنصاري.
قال عبد الله بن أحمد بن حنبل، عن أبيه: ثقة، ليس به بأس، سمعت يحيى بن
سعيد يقول: كان سفيان يضعفه من أجل القدر و قال أبو حاتم: محله الصدق
و قال النسائى: ليس به بأس
و قال أبو أحمد بن عدى: أرجو أنه لا بأس به، و هو ممن يكتب حديثه
و ذكره ابن حبان فى كتاب " الثقات وقال ربما أخطأ.
وقال ابن حجر: صدوق رمى بالقدر و ربما وهم
قلت: فلابد أن يتابع هذا الراوي لما ذكر فيه.
وأما الطريق الثانية فهي من رواية الأعمش سليمان بن مهران.
ولابد أن يصرح بالسماع وقد عنعن هنا.
وقال الإمام ابن حزم رحمه الله.
مسألة وإذا اجتمع عيد في يوم جمعة صلي للعيد ثم للجمعة ولا بد ولا يصح أثر بخلاف ذلك لإن في رواته إسرائيل وعبد الحميد بن جعفر وليسا بالقويين ولا مؤنة على خصومنا من الاحتجاج بهما إذا وافق ما روياه تقليدهما وهنا خالفا روايتهما
فأما رواية إسرائيل فإنه روى عن عثمان بن المغيرة عن إياس بن أبي رملة سمعت معاوية سأل زيد بن أرقم أشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين قال نعم صلى العيد أول النهار ثم رخص في الجمعة
وروى عبد الحميد بن جعفر حدثني وهب بن كيسان قال اجتمع عيدان على عهد ابن الزبير فأخر الخروج حتى تعالى النهار ثم خرج فخطب فأطال ثم نزل فصلى ركعتين ولم يصل للناس يومئذ الجمعة فقال ابن عباس أصاب السنة
قال أبو محمد الجمعة فرض والعيد تطوع والتطوع لا يسقط الفرض
انتهى كلامه رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/142)
قال الشافعي رحمه الله: قال تعالى إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله ولم يخص عيدا من غيره فوجب أن يحمل على عمومه إلا ما خصه الدليل ومن جهة المعنىأن الفرائض ليس للأئمة الإذن في تركها وإنما ذلك بحسب العذر فمتى أسقطها العذر سقطت ولم يكن للإمام المطالبة وإن ثبتت لعدم العذر لم يكن للإمام إسقاطها انتهى .. المنتقى شرح الموطأ.
وللبحث بقية إن شاء الله تعالى.
--- منقول
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[06 - 10 - 07, 04:07 م]ـ
قال الإمام ابن عبد البر في كتاب (التمهيد)
وَأَمَّا إِذْنُ عُثْمَانَ لِأَهْلِ الْعَوَالِي وَقَوْلُهُ: قَدِ اجْتَمَعَ لَكُمْ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ - يَعْنِي الْجُمُعَةَ وَالْعِيدَ - قَالَ: فَمَنْ أَحَبَّ مِنْ أَهْلِ الْعَالِيَةِ أَنْ يَنْتَظِرَ الْجُمُعَةَ فَلْيَنْتَظِرْهَا، وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَرْجِعَ فَقَدْ أَذِنْتُ لَهُ - فَقَدِ اخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي تَأْوِيلِ قَوْلِ عُثْمَانَ هَذَا، وَاخْتَلَفَتِ الْآثَارُ فِي ذَلِكَ أَيْضًا عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَاخْتَلَفَ الْعُلَمَاءُ فِي تَأْوِيلِهَا وَالْأَخْذِ بِهَا، فَذَهَبَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ إِلَى أَنَّ شُهُودَ الْعِيدِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ يُجْزِئُ عَنِ الْجُمُعَةِ إِذَا صَلَّى بَعْدَهَا رَكْعَتَيْنِ عَلَى طَرِيقِ الْجَمْعِ وَرُوِيَ عَنْهُ أَيْضًا أَنَّهُ يُجْزِيهِ وَإِنْ لَمْ يُصَلِّ غَيْرَ صَلَاةِ الْعِيدِ وَلَا صَلَاةَ بَعْدَ صَلَاةِ الْعِيدِ حَتَّى الْعَصْرَ. وَحُكِيَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ، وَهَذَا الْقَوْلُ مَهْجُورٌ لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ افْتَرَضَ صَلَاةَ الْجُمُعَةِ فِي يَوْمِ الْجُمُعَةِ عَلَى كُلِّ مَنْ فِي الْأَمْصَارِ مِنَ الْبَالِغِينَ الذُّكُورِ الْأَحْرَارِ، فَمَنْ لَمْ يَكُنْ فَفَرْضُهُ الظُّهْرُ فِي وَقْتِهَا فَرْضًا مُطْلَقًا لَمْ يَخْتَصَّ بِهِ يَوْمُ عِيدٍ مِنْ غَيْرِهِ، وَقَوْلُ عَطَاءٍ هَذَا ذَكَرَهُ عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ: قَالَ عَطَاءُ بْنُ أَبِي رَبَاحٍ: إِنِ اجْتَمَعَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ وَيَوْمُ الْفِطْرِ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فَلْيَجْمَعْهُمَا وَلْيُصَلِّهِمَا رَكْعَتَيْنِ فَقَطْ حِينَ يُصَلِّي صَلَاةَ الْفِطْرِ ثُمَّ هِيَ هِيَ حَتَّى الْعَصْرِ. ثُمَّ أَخْبَرَنَا عِنْدَ ذَلِكَ قَالَ: اجْتَمَعَا يَوْمُ فِطْرٍ وَيَوْمُ جُمُعَةٍ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فِي زَمَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ: عِيدَانِ اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ، فَجَمَعَهُمَا جَمِيعًا جَعَلَهُمَا وَاحِدًا، فَصَلَّى يَوْمَ الْجُمُعَةِ رَكْعَتَيْنِ بِكُرَةَ صَلَاةِ الْفِطْرِ، لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِمَا حَتَّى صَلَّى الْعَصْرَ. قَالَ: فَأَمَّا الْفُقَهَاءُ فَلَمْ يَقُولُوا فِي ذَلِكَ، وَأَمَّا مَنْ لَمْ يَفْقَهْ فَأَنْكَرَ ذَلِكَ عَلَيْهِ، قَالَ: وَلَقَدْ أَنْكَرْتُ أَنَا ذَلِكَ عَلَيْهِ وَصَلَّيْتُ الظُّهْرَ يَوْمَئِذٍ. قَالَ: حَتَّى بَلَغَنَا بَعْدُ أَنَّ الْعِيدَيْنِ كَانَا إِذَا اجْتَمَعَا صُلِّيَا كَذَلِكَ وَاحِدًا.
وَذَكَرَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ أَنَّهُ أَخْبَرَهُمْ أَنَّهُمَا كَانَا يُجْمَعَانِ إِذَا اجْتَمَعَا وَرَأَى أَنَّهُ وَجَدَهُ فِي كِتَابٍ لِعَلِيٍّ زَعَمَ، قَالَ: وَأَخْبَرَنِي ابْنُ جُرَيْجٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبُو الزُّبَيْرِ فِي جَمْعِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بَيْنَهُمَا يَوْمَ جَمَعَ بَيْنَهُمَا قَالَ: سَمِعْنَا فِي ذَلِكَ أَنَّ ابْنَ عَبَّاسٍ قَالَ: أَصَابَ، عِيدَانِ اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/143)
قَالَ أَبُو عُمَرَ: لَيْسَ فِي حَدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْرِ بَيَانٌ أَنَّهُ صَلَّى مَعَ صَلَاةِ الْعِيدِ رَكْعَتَيْنِ لِلْجُمُعَةِ، وَأَيُّ الْأَمْرَيْنِ كَانَ فَإِنَّ ذَلِكَ أَمْرٌ مَتْرُوكٌ مَهْجُورٌ، وَإِنْ كَانَ لَمْ يُصَلِّ مَعَ صَلَاةِ الْعِيدِ غَيْرَهَا حَتَّى الْعَصْرِ فَإِنَّ الْأُصُولَ كُلَّهَا تَشْهَدُ بِفَسَادِ هَذَا الْقَوْلِ ; لِأَنَّ الْفَرْضَيْنِ إِذَا اجْتَمَعَا فِي فَرْضٍ وَاحِدٍ لَمْ يَسْقُطْ أَحَدُهُمَا بِالْآخَرِ فَكَيْفَ أَنْ يَسْقُطَ فَرْضٌ لِسُنَّةٍ حَضَرَتْ فِي يَوْمِهِ؟ هَذَا مَا لَا يَشُكُّ فِي فَسَادِهِ ذُو فَهْمٍ، وَإِنْ كَانَ صَلَّى مَعَ صَلَاةِ الْفِطْرِ رَكْعَتَيْنِ لِلْجُمُعَةِ فَقَدْ صَلَّى الْجُمُعَةَ وَقْتَهَا عِنْدَ أَكْثَرِ النَّاسِ إِلَّا أَنَّ هَذَا مَوْضِعٌ قَدِ اخْتَلَفَ فِيهِ السَّلَفُ فَذَهَبَ قَوْمٌ إِلَى أَنَّ وَقْتَ الْجُمُعَةِ صَدْرُ النَّهَارِ وَأَنَّهَا صَلَاةُ عِيدٍ وَقَدْ مَضَى الْقَوْلُ فِي ذَلِكَ فِي بَابِ ابْنِ شِهَابٍ عَنْ عُرْوَةَ، وَذَهَبَ الْجُمْهُورُ إِلَى أَنَّ وَقْتَ الْجُمُعَةِ وَقْتُ الظُّهْرِ، وَعَلَى هَذَا فُقَهَاءُ الْأَمْصَارِ، وَأَمَّا الْقَوْلُ الْأَوَّلُ: إِنَّ الْجُمُعَةَ تَسْقُطُ بِالْعِيدِ وَلَا تُصَلَّى ظُهْرًا وَلَا جُمُعَةً فَقَوْلٌ بَيِّنُ الْفَسَادِ وَظَاهِرُ الْخَطَأِ مَتْرُوكٌ مَهْجُورٌ لَا يُعَرَّجُ عَلَيْهِ ; لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ: إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ وَلَمْ يَخُصَّ يَوْمَ عِيدٍ مِنْ غَيْرِهِ.
وَأَمَّا الْآثَارُ الْمَرْفُوعَةُ فِي ذَلِكَ فَلَيْسَ فِيهَا بَيَانُ سُقُوطِ الْجُمُعَةِ وَالظُّهْرِ وَلَكِنْ فِيهَا الرُّخْصَةُ فِي التَّخَلُّفِ عَنْ شُهُودِ الْجُمُعَةِ، وَهَذَا مَحْمُولٌ عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ عَلَى وَجْهَيْنِ، أَحَدُهُمَا: أَنْ تَسْقُطَ الْجُمُعَةُ عَنْ أَهْلِ الْمِصْرِ وَغَيْرِهِمْ، وَيُصَلُّونَ ظُهْرًا وَالْآخَرُ: أَنَّ الرُّخْصَةَ إِنَّمَا وَرَدَتْ فِي ذَلِكَ لِأَهْلِ الْبَادِيَةِ وَمَنْ لَا تَجِبُ عَلَيْهِ الْجُمُعَةُ، وَسَنَذْكُرُ اخْتِلَافَ النَّاسِ فِي ذَلِكَ وَفِي مَنْ تَجِبُ عَلَيْهِ الْجُمُعَةُ فِي هَذَا الْبَابِ إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى.
حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مُحَمَّدٍ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَكْرٍ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُصَفَّى وَعُمَرُ بْنُ حَفْصٍ الرُّصَافِيُّ قَالَا: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ (ح) وَحَدَّثَنَا عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ قَالَ: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ وَضَّاحٍ قَالَ: حَدَّثَنَا ابْنُ الْمُصَفَّى قَالَ: حَدَّثَنَا بَقِيَّةُ قَالَ: حَدَّثَنَا شُعْبَةُ قَالَ: حَدَّثَنِي الْمُغِيرَةُ الْبَصْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: قَدِ اجْتَمَعَ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا عِيدَانِ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَتْهُ الْجُمُعَةُ، وَإِنَّا مُجْمِعُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ.
قَالَ أَبُو عُمَرَ: احْتَجَّ مَنْ ذَهَبَ مَذْهَبَ عَطَاءٍ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ بِهَذَا الْحَدِيثِ لِمَا فِيهِ مِنْ قَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنْ شِئْتُمْ أَجْزَأَكُمْ، فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَتْهُ. وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَرْوِهِ فِيمَا عَلِمْتُ عَنْ شُعْبَةَ أَحَدٌ مِنْ ثِقَاتِ أَصْحَابِهِ الْحُفَّاظِ، وَإِنَّمَا رَوَاهُ عَنْهُ بَقِيَّةُ بْنُ الْوَلِيدِ وَلَيْسَ بِشَيْءٍ فِي شُعْبَةَ أَصْلًا وَرِوَايَتُهُ عَنْ أَهْلِ بَلَدِهِ أَهْلِ الشَّامِ فِيهَا كَلَامٌ وَأَكْثَرُ أَهْلِ الْعِلْمِ يُضَعِّفُونَ بَقِيَّةَ عَنِ الشَّامِيِّينَ وَغَيْرِهِمْ وَلَهُ مَنَاكِيرُ وَهُوَ ضَعِيفٌ لَيْسَ مِمَّنْ يُحْتَجُّ بِهِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/144)
وَقَدْ رَوَاهُ الثَّوْرِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ مُرْسَلًا قَالَ: اجْتَمَعَ عِيدَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: إِنَّا مُجْمِعُونَ فَمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَجْمَعَ فَلْيَجْمَعْ وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَرْجِعَ فَلْيَرْجِعْ فَاقْتَصَرَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ عَلَى ذِكْرِ إِبَاحَةِ الرُّجُوعِ وَلَمْ يَذْكُرِ الْإِجْزَاءَ وَرَوَاهُ زِيَادٌ الْبَكَّائِيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ بِمَعْنَى حَدِيثِ الثَّوْرِيِّ إِلَّا أَنَّهُ أَسْنَدَهُ: حَدَّثَنِي عَبْدُ الْوَارِثِ بْنُ سُفْيَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمُ بْنُ أَصْبَغَ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ إِسْحَاقَ النَّيْسَابُورِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ دِينَارٍ قَالَ: حَدَّثَنَا زِيَادُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الطُّفَيْلِ الْبَكَّائِيُّ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْعَزِيزِ بْنُ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: اجْتَمَعْنَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي يَوْمِ عِيدٍ وَيَوْمِ جُمُعَةٍ فَقَالَ لَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ فِي الْعِيدِ: هَذَا يَوْمٌ قَدِ اجْتَمَعَ لَكُمْ فِيهِ عِيدَانِ: عِيدُكُمْ هَذَا وَالْجُمُعَةُ، وَإِنِّي مُجْمِعٌ إِذَا رَجَعْتُ فَمَنْ أَحَبَّ مِنْكُمْ أَنْ يَشْهَدَ الْجُمُعَةَ فَلْيَشْهَدْهَا قَالَ: فَلَمَّا رَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ بِالنَّاسِ.
فَقَدْ بَانَ فِي هَذِهِ الرِّوَايَةِ وَرِوَايَةِ الثَّوْرِيِّ لِهَذَا الْحَدِيثِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَمَعَ ذَلِكَ الْيَوْمَ بِالنَّاسِ، وَفِي ذَلِكَ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ فَرْضَ الْجُمُعَةِ وَالظُّهْرِ لَازِمٌ وَأَنَّهَا سَاقِطَةٌ وَأَنَّ الرُّخْصَةُ إِنَّمَا أُرِيدَ بِهَا مَنْ لَمْ تَجِبْ عَلَيْهِ الْجُمُعَةُ مِمَّنْ شَهِدَ الْعِيدَ مَنْ أَهْلَ الْبَوَادِي، وَاللَّهُ أَعْلَمُ. وَهَذَا تَأْوِيلٌ تُعَضِّدُهُ الْأُصُولُ وَتَقُومُ عَلَيْهِ الدَّلَائِلُ، وَمَنْ خَالَفَهُ فَلَا دَلِيلَ مَعَهُ وَلَا حُجَّةَ لَهُ.
فَإِنِ احْتَجَّ مُحْتَجٌّ بِمَا حَدَّثَنَاهُ عَبْدُ الْوَارِثِ قَالَ: حَدَّثَنَا قَاسِمٌ قَالَ: حَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ حِمْرَانَ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي أَبِي عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ قَالَ: اجْتَمَعَ عِيدَانِ عَلَى عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَصَلَّى الْعِيدَ وَلَمْ يَخْرُجْ إِلَى الْجُمُعَةِ. قَالَ: فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: مَا أَمَاطَ عَنْ سُنَّةِ نَبِيِّهِ. فَذَكَرْتُ ذَلِكَ لِابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَ: هَكَذَا صَنَعَ بِنَا عُمَرُ - قِيلَ لَهُ: هَذَا حَدِيثٌ اضْطَرَبَ فِي إِسْنَادِهِ، فَرَوَاهُ يَحْيَى الْقَطَّانُ قَالَ: حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ: أَخْبَرَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ: اجْتَمَعَ عَلَى عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ عِيدَانِ فَأَخَّرَ الْخُرُوجَ حَتَّى تَعَالَى النَّهَارُ ثُمَّ خَرَجَ فَخَطَبَ فَأَطَالَ الْخُطْبَةَ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَلَمْ يُصَلِّ لِلنَّاسِ يَوْمَئِذٍ الْجُمُعَةَ. فَذَكَرَ ذَلِكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ: أَصَابَ السُّنَّةَ.
ذَكَرَهُ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَوِيُّ عَنْ سَوَّارٍ عَنِ الْقَطَّانِ عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ بْنِ جَعْفَرٍ، لَمْ يَقُلْ عَنْ أَبِيهِ عَنْ وَهْبِ بْنِ كَيْسَانَ، وَذَكَرَ أَنَّ ذَلِكَ حِينَ تَعَالَى النَّهَارُ وَأَنَّهُ أَطَالَ الْخُطْبَةَ، وَقَدْ يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ صَلَّى تِلْكَ الصَّلَاةَ فِي أَوَّلِ الزَّوَالِ، وَسَقَطَتْ صَلَاةُ الْعِيدِ وَاسْتَجْزَى بِمَا صَلَّى فِي ذَلِكَ الْوَقْتِ. وَفِي رِوَايَةِ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطَاءٍ عَنِ ابْنِ الزُّبَيْرِ أَنَّ النَّاسَ جَمَعُوا فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ، وَلَمْ يَخْرُجْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/145)
إِلَيْهِمُ ابْنُ الزُّبَيْرِ، وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ فَلَمَّا قَدِمَ ذَكَرْنَا لَهُ ذَلِكَ فَقَالَ:
أَصَابَ السُّنَّةَ - وَهَذَا يُحْتَمَلُ أَنْ يَكُونَ صَلَّى الظُّهْرَ ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي بَيْتِهِ وَأَنَّ الرُّخْصَةَ وَرَدَتْ فِي تَرْكِ الِاجْتِمَاعَيْنِ لِمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْمَشَقَّةِ لَا أَنَّ الظُّهْرَ تَسْقُطُ.
وَأَمَّا حَدِيثُ إِسْرَائِيلَ عَنْ عُثْمَانَ بْنِ الْمُغِيرَةِ الثَّقَفِيِّ عَنْ إِيَاسِ بْنِ أَبِي رَمْلَةَ الشَّامِيِّ قَالَ: شَهِدْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ يَسْأَلُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ: هَلْ شَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِيدَيْنِ اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ؟ قَالَ: نَعَمْ. قَالَ: فَكَيْفَ صَنَعَ؟ قَالَ: صَلَّى الْعِيدَ ثُمَّ رَخَّصَ فِي الْجُمُعَةِ فَقَالَ: مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُصَلِّ. وَهَذَا الْحَدِيثُ لَمْ يَذْكُرْهُ الْبُخَارِيُّ وَذَكَرَهُ أَبُو دَاوُدَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ كَثِيرٍ عَنْ إِسْرَائِيلَ وَذَكَرَهُ النَّسَائِيُّ عَنْ عَمْرِو بْنِ عَلِيٍّ عَنِ ابْنِ مَهْدِيٍّ عَنْ إِسْرَائِيلَ، وَلَيْسَ فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى سُقُوطِ الْجُمُعَةِ، وَإِنَّمَا فِيهِ دَلِيلٌ أَنَّهُ رَخَّصَ فِي شُهُودِهَا، وَأَحْسَنُ مَا يُتَأَوَّلُ فِي ذَلِكَ أَنَّ الْأَذَانَ رُخِّصَ بِهِ مَنْ لَمْ تَجِبِ الْجُمُعَةُ عَلَيْهِ مِمَّنْ شَهِدَ ذَلِكَ الْعِيدَ، وَاللَّهُ أَعْلَمُ.
وَإِذَا احْتَمَلَتْ هَذِهِ الْآثَارُ مِنَ التَّأْوِيلِ مَا ذَكَرْنَا لَمْ يَجُزْ لِمُسْلِمٍ أَنْ يَذْهَبَ إِلَى سُقُوطِ فَرْضِ الْجُمُعَةِ عَمَّنْ وَجَبَتْ عَلَيْهِ ; لِأَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ مِنْ يَوْمِ الْجُمُعَةِ فَاسْعَوْا إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ وَلَمْ يَخُصَّ اللَّهُ وَرَسُولُهُ يَوْمَ عِيدٍ مِنْ غَيْرِهِ مِنْ وَجْهٍ تَجِبُ حُجَّتُهُ، فَكَيْفَ بِمَنْ ذَهَبَ إِلَى سُقُوطِ الْجُمُعَةِ وَالظُّهْرِ الْمُجْتَمَعِ عَلَيْهِمَا فِي الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ وَالْإِجْمَاعِ بِأَحَادِيثَ لَيْسَ مِنْهَا حَدِيثٌ إِلَّا وَفِيهِ مَطْعَنٌ لِأَهْلِ الْعِلْمِ بِالْحَدِيثِ، وَلَمْ يُخَرِّجِ الْبُخَارِيُّ وَلَا مُسْلِمُ بْنُ الْحَجَّاجِ مِنْهَا حَدِيثًا وَاحِدًا، وَحَسْبُكَ بِذَلِكَ ضَعْفًا لَهَا وَسَنَذْكُرُ الْآثَارَ فِي فَرْضِ الْجُمُعَةِ فِي بَابِ صَفْوَانَ بْنِ سُلَيْمٍ مِنْ هَذَا الْكِتَابِ، إِنْ شَاءَ اللَّهُ تَعَالَى. وَإِنْ كَانَ الْإِجْمَاعُ فِي فَرْضِهَا يُغْنِي عَمَّا سِوَاهُ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ.
--------
--- الموضع منقول
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[07 - 10 - 07, 04:30 م]ـ
* * * * *
الرجاء تابع معنا
هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=83855&highlight=%C7%E1%CD%E1%C8%ED)
أحكام صلاة العيد للأخ الكريم
علي الفضلي
* * * *
وستجد فيها إن شاء الله
تعليقات للأعضاء الكرم
جزاهم وجزاهم الله خيرا
ـ[الموحد أبوبلال]ــــــــ[07 - 10 - 07, 06:26 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[11 - 10 - 07, 12:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يُوافق يومُ الجمعة يومَ العيد هذه السنة؛ فهذه فتوى اللجنة الدائمة في هذه المسألة:
فتوى اللجنة الدائمة في ما إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة
رقم 21160 وتاريخ 8/ 11/1420 هـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه .. أما بعد:
فقد كثر السؤال عما إذا وقع يوم عيد في يوم جمعة فاجتمع العيدان: عيد الفطر أو الأضحى مع عيد الجمعة التي هي عيد الأسبوع، هل تجب صلاة الجمعة على من حضر صلاة العيد أم يجتزئ بصلاة العيد ويصلى بدل الجمعة ظهراً، وهل يؤذن لصلاة الظهر في المساجد أم لا؟ إلى آخر ما حصل عنه السؤال، فرأت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إصدار الفتوى الآتية:
الجواب: في هذه المسألة أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة منها:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/146)
1 - حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه سأله: ((هل شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم واحد؟ قال: نعم، قال: كيف صنع؟ قال: صلى العيد ثم رخص في الجمعة، فقال: من شاء أن يصلي فليصل)). رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والدارمي، والحاكم في (المستدرك) وقال: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وله شاهد على شرط مسلم)). ووافقه الذهبي، وقال النووي في (المجموع): ((إسناده جيد)).
2 - وشاهده المذكور هو حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون)). رواه الحاكم كما تقدم، ورواه أبو داود، وابن ماجه، وابن الجارود، والبيهقي، وغيرهم.
3 - وحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ثم قال: من شاء أن يأتي الجمعة فليأتها ومن شاء أن يتخلف فليتخلف)). رواه ابن ماجه، ورواه الطبراني في (المعجم الكبير) بلفظ: ((اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم فطر وجمعة، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد، ثم أقبل عليهم بوجهه فقال: يا أيها الناس إنكم قد أصبتم خيراً وأجراً وإنا مجمعون، ومن أراد أن يجمع معنا فليجمع، ومن أراد أن يرجع إلى أهله فليرجع)).
4 - وحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اجتمع عيدان في يومكم هذا فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون إن شاء الله)). رواه ابن ماجه، وقال البوصيري: ((إسناده صحيح ورجاله ثقات)). انتهى.
5 - ومرسل ذكوان بن صالح قال: ((اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة ويوم عيد فصلى ثم قام، فخطب الناس، فقال: قد أصبتم ذكراً وخيراً وإنا مجمعون، فمن أحب أن يجلس فليجلس -أي في بيته- ومن أحب أن يجمع فليجمع)). رواه البيهقي في السنن الكبرى.
6 - وعن عطاء بن أبي رباح قال: ((صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة أول النهار ثم رحنا إلى الجمعة فلم يخرج إلينا، فصلينا وحداناً، وكان ابن عباس بالطائف فلما قدمنا ذكرنا ذلك له، فقال أصاب السنة)). رواه أبو داود، وأخرجه ابن خزيمة بلفظ آخر وزاد في آخره: ((قال ابن الزبير: رأيت عمر بن الخطاب إذا اجتمع عيدان صنع مثل هذا)).
7 - وفي صحيح البخاري رحمه الله تعالى وموطأ الإمام مالك رحمه الله تعالى عن أبي عبيد مولى ابن أزهر قال أبو عبيد: ((شهدت العيدين مع عثمان بن عفان، وكان ذلك يوم الجمعة، فصلى قبل الخطبة ثم خطب، فقال: يا أيها الناس إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان، فمن أحب أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له)).
8 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما اجتمع عيدان في يوم: ((من أراد أن يجمع فليجمع، ومن أراد أن يجلس فليجلس)). قال سفيان: ((يعني يجلس في بيته)). رواه عبدالرزاق في المصنف ونحوه عند ابن أبي شيبة.
وبناء على هذه الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذه الآثار الموقوفة عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم وعلى ما قرره جمهور أهل العلم في فقهها، فإن اللجنة تبين الأحكام الآتية:
1 - من حضر صلاة العيد فيرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها ظهراً في وقت الظهر، وإن أخذ بالعزيمة فصلى مع الناس الجمعة فهو أفضل.
2 - من لم يحضر صلاة العيد فلا تشمله الرخصة، ولذا فلا يسقط عنه وجوب الجمعة، فيجب عليه السعي إلى المسجد لصلاة الجمعة، فإن لم يوجد عدد تنعقد به صلاة الجمعة صلاها ظهراً.
3 - يجب على إمام مسجد الجمعة إقامة صلاة الجمعة ذلك اليوم ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد إن حضر العدد التي تنعقد به صلاة الجمعة وإلا فتصلى ظهرا.
4 - من حضر صلاة العيد وترخص بعدم حضور الجمعة فإنه يصليها ظهراً بعد دخول وقت الظهر.
5 - لا يشرع في هذا الوقت الأذان إلا في المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة، فلا يشرع الأذان لصلاة الظهر ذلك اليوم.
6 - القول بأن من حضر صلاة العيد تسقط عنه صلاة الجمعة وصلاة الظهر ذلك اليوم قول غير صحيح، ولذا هجره العلماء وحكموا بخطئه وغرابته، لمخالفته السنة وإسقاطه فريضةً من فرائض الله بلا دليل، ولعل قائله لم يبلغه ما في المسألة من السنن والآثار التي رخصت لمن حضر صلاة العيد بعدم حضور صلاة الجمعة، وأنه يجب عليه صلاتها ظهراً والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
• الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ.
• عضو: عبدالله بن عبدالرحمن الغديان.
• عضو: بكر بن عبدالله أبو زيد.
• عضو: صالح بن فوزان الفوزان.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[12 - 10 - 07, 08:56 م]ـ
للشيخ عبد الله الجبرين وفقه الله بحث اسمه: «الرأي السديد فيما إذا وافق يوم الجمعة العيد» وهو من أحسن ما كتب في المسألة وقد نشر في مجلة البحوث.
ويمكن تحميله من هنا
http://saaid.net/book/open.php?cat=87&book=2930
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/147)
ـ[أبو عبدالله الشهري]ــــــــ[18 - 11 - 09, 04:19 ص]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 04:57 ص]ـ
للشيخ عبد الله الجبرين وفقه الله بحث اسمه: «الرأي السديد فيما إذا وافق يوم الجمعة العيد» وهو من أحسن ما كتب في المسألة وقد نشر في مجلة البحوث.
ويمكن تحميله من هنا
http://saaid.net/book/open.php?cat=87&book=2930
وقد اختار الشيخ في بحثه مذهب الشافعي باختصاص الرخصة بأهل العوالي والبوادي الذين يشق عليهم الرجوع للمسجد بعد الانصراف من العيد ..
ثم بين ندرة هذا الصنف من الناس في زماننا؛لانعدام تلك المشقة مع كثرة المساجد وسهولة الانتقال ..
والبحث جيد مختصر ..
ـ[أبو الحسن البخاري]ــــــــ[18 - 11 - 09, 05:54 م]ـ
رحم الله الشيخ الجبرين وأسكنه فسيح جناته و جعل هذا البحث من جملة الأعمال العظيمة في ميزان حسناته الجارية , فما أحرى أن تعمم الفائدة بهذا البحث نشرا و تلخيصا و إشارة و ........ لا سيما في هذا العام الذي سيجتمع فيه العيدان إن شاء الله، و كل عام و إخواني في الله جميعا بخير و تقبل الله منا و منكم صالح الأعمال. فاليوم كما تعلمون الأربعاء أول ذي الحجة 1430 مما يعني أن يوم النحر سيكون يوم جمعة إن شاء الله تعالى.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 11 - 09, 08:31 م]ـ
هناك شيء مهم يغيب عن بال معظم من يتحدث في هذا الموضوع:
صلاة الجمعة هي بحد نفسها صلاة عيد، ويمكن (على الصحيح) صلاتها خارج صلاة الجمعة، وهو قول أحمد وغيره. ولذلك لا يكون هناك معنى لإعادة صلاة العيد مرتين.
ـ[أبو الحسن البخاري]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:40 م]ـ
حاولت أن أفهم كلام الأخ محمد الأمين فلم أتمكن , أرجو ألا يكون الخلل من جهتي.
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[19 - 11 - 09, 02:04 ص]ـ
كان الشيخ الامين يشير الى قول عطاء
كل عيد حين يمتد الضحى الجمعة والاضحى والفطر\ معالم السنن ج1 ص212
ـ[أبو الحسن البخاري]ــــــــ[19 - 11 - 09, 10:24 ص]ـ
هل صار إخواننا يستهويهم الكلام بالألغاز؟
أرجو من الأخَوَين محمد الأمين و أبو سفيان المقدسي مزيد إيضاح لكلامهما , تكرما.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[19 - 11 - 09, 01:01 م]ـ
نقلَ عبدُ اللهِ بن أحمد بن حنبل، عن أبيه، قالَ: «"يجوزُ أن تصلَّى الجمعةُ قبلَ الزوالِ". يذهبُ إلى أنها كصلاة العيد». وكذا نَقلَ أحمدُ بنُ الحسنِ الترمذيُّ عن الإمام أحمد بن حنبل، أنه قالَ: «على ما جاءَ من فعلِ أبي بكرٍ وعمرَ: لا أرَى به بأساً، لأنها عيدٌ، والأعيادُ كلُّهَا في أولِ النهار».
ـ[أبو الوليد العمراني]ــــــــ[19 - 11 - 09, 04:25 م]ـ
الذين يقولون: تسقط الجمعة ويصلي الظهر.
هل هذا على اعتبار أن الجمعة بدل عن الظهر؟ أم ماذا؟
ـ[أبو الوليد العمراني]ــــــــ[19 - 11 - 09, 04:26 م]ـ
وما أوجه اعتبارها بدلا عن الظهر؟
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[19 - 11 - 09, 04:32 م]ـ
لمزيد من الايضاح مذهب عطاء هوسقوط الجمعة والظهر بعد صلاة العيد وانه لاصلاة حتى العصر
ونقل النووىقول عطاء\اذات صلوا العيد لم تجب بعده فى هذا اليوم صلاة الجمعة والظهر ولاغيرهما الا العصر
لا على اهل القرى ولااهل البلد شرح المهذب ج5 ص 463 واحتج عطاء بما رواه هو قال\اجتمع يوم جمعة ويوم العيد على عهد ابن الزبير فقال عيدان اجتمعا فجمعهما جميعا فصلى ركعتين بكرة لم يزد عليهما حتى صلى العصر رواه ابو داود شرح المهذب ج5 ص 466 وهذايختلف عن مذهب الامام احمد رحمه الله ولعل خير معبر عن مذهب الامام احمد رحمه الله تعالى فتوى الجنة الدائمة السابقة كما ان الفقرة السادسة من الفتوى رد لمذهب عطاء
- القول بأن من حضر صلاة العيد تسقط عنه صلاة الجمعة وصلاة الظهر ذلك اليوم قول غير صحيح، ولذا هجره العلماء وحكموا بخطئه وغرابته، لمخالفته السنة وإسقاطه فريضةً من فرائض الله بلا دليل، ولعل قائله لم يبلغه ما في المسألة من السنن والآثار التي رخصت لمن حضر صلاة العيد بعدم حضور صلاة الجمعة، وأنه يجب عليه صلاتها ظهراً والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[19 - 11 - 09, 04:44 م]ـ
الاعتبار على ان الجمعة بدل عن الظهر الاجماع قال ابن المنذر\
واجمعو على ان من فاتته الجمعة من المقيمين ان يصلوا اربعا\ الاجماع لابن منذرص37
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[21 - 11 - 09, 12:45 م]ـ
ولذلك لا يكون هناك معنى لإعادة صلاة العيد مرتين.
أما أنا فأرى أنه لا معنى لكلامك هذا , لأنه مجرد قياس , والمسألة أخطر من ذلك بكثير , فهي إسقاط فرض لا يمكن إسقاطه بأحاديث ضعيفة فضلا عن مجرد القياس , والله المستعان.
ملاحظة / مشكلة بعض طلبة العلم أنهم يعتقدون قبل أن يستدلوا , ثم إذا جاء قول خالف ما اعتقدوه وإن كان راجحا حاولوا دفعه بكل السبل لئلا يتعارض مع ما ألفوه واعتقدوه.
أسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه وأن يرينا الباطل باطلا ويرزقنا اجتنابه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/148)
ـ[مؤسسة ابن جبرين الخيرية]ــــــــ[21 - 11 - 09, 02:08 م]ـ
جزى الله شيخنا عبدالرحمن السديس خير الجزاء ورحم الله شيخنا عبدالله ابن جبرين وغفر له وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة
ـ[أبو فراس فؤاد]ــــــــ[21 - 11 - 09, 07:34 م]ـ
http://www.mmf-4.com/vb/t4219-post22581.html#post22581
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 11 - 09, 05:48 ص]ـ
أما أنا فأرى أنه لا معنى لكلامك هذا , لأنه مجرد قياس , والمسألة أخطر من ذلك بكثير , فهي إسقاط فرض لا يمكن إسقاطه بأحاديث ضعيفة فضلا عن مجرد القياس , والله المستعان ..
كلامك خطأ لأنه ليس مجرد قياس بل مذهب معروف من أيام الصحابة، وليس هناك أحاديث ضعيفة
انظر هذا التفصيل: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113952
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[22 - 11 - 09, 06:57 ص]ـ
كلامك خطأ لأنه ليس مجرد قياس بل مذهب معروف من أيام الصحابة، وليس هناك أحاديث ضعيفة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113952
أخي محمدا , بل أنا الذي أطلب منك أن تقرأ بحث الشيخ بسام جيدا , وتتأمل نقده للأحاديث بارك الله فيك.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 11 - 09, 06:51 م]ـ
غريب جداً فالشيخ البسام صحح تلك الأحاديث، بالذات أثر الزبير
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[22 - 11 - 09, 09:36 م]ـ
غريب جداً فالشيخ البسام صحح تلك الأحاديث، بالذات أثر الزبير
مالغريب أخي محمدا؟
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[22 - 11 - 09, 09:50 م]ـ
الغريب أنك تقول أحاديث ضعيفة مع أن الشيخ البسام يصحح أثر ابن الزبير، وباقي الأدلة هي في الصحيح!
ـ[أبوزياد العبدلي]ــــــــ[22 - 11 - 09, 09:57 م]ـ
شكر الله للجميع إثراء هذا الموضوع بالبحث العلمي النافع
ـ[أبو الحسن البخاري]ــــــــ[07 - 12 - 09, 07:50 ص]ـ
تقبل الله من الجميع.
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[09 - 09 - 10, 09:32 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو القاسم البيضاوي]ــــــــ[09 - 09 - 10, 09:36 ص]ـ
الراجح هو ما جاء عن شيخ الاسلام ابن تيمية رضي الله عنه في مجموع الفتاوى (24/ 210 - 211) أنه:
((سئل رحمه الله: عن رجلين تنازعا فى العيد إذا وافق الجمعة فقال أحدهما يجب أن يصلي العيد ولا يصلي الجمعة وقال الآخر يصليها فما الصواب فى ذلك.
فأجاب:
الحمد لله إذا اجتمع الجمعة والعيد فى يوم واحد فللعلماء فى ذلك ثلاثة أقوال:
-أحدها: أنه تجب الجمعة على من شهد العيد كما تجب سائر الجمع للعمومات الدالة على وجوب الجمعة.
-والثانى: تسقط عن أهل البر مثل أهل العوالى والشواذ لأن عثمان بن عفان أرخص لهم فى ترك الجمعة لما صلى بهم العيد.
-والقول الثالث: وهو الصحيح أن من شهد العيد سقطت عنه الجمعة لكن على الامام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد وهذا هو المأثور عن النبى وأصحابه كعمر وعثمان وابن مسعود وبن عباس وبن الزبير وغيرهم ولا يعرف عن الصحابة فى ذلك خلافوأصحاب القولين المتقدمين لم يبلغهم ما فى ذلك من السنة عن النبى لما اجتمع فى يومه عيدان صلى العيد ثم رخص فى الجمعة وفى لفظ أنه قال أيها الناس إنكم قد أصبتم خيرا فمن شاء أن يشهد الجمعة فليشهد فإنا مجمعون , وأيضا فإنه إذا شهد العيد حصل مقصود الإجتماع ثم إنه يصلي الظهر إذا لم يشهدالجمعة فتكون الظهر فى وقتها والعيد يحصل مقصود الجمعة وفى ايجابها على الناس تضييق عليهم وتكدير لمقصود عيدهم وما سن لهم من السرور فيه والانبساط , فإذا حبسوا عن ذلك عاد العيد على مقصوده بالابطال ولأن يوم الجمعة عيد ويوم الفطر والنحر عيد ومن شأن الشارع إذا اجتمع عبادتان من جنس واحد أدخل احداهما فى الأخرى كما يدخل الوضوء فى الغسل وأحد الغسلين فى الآخر , والله أعلم.))
و الله أعلم.
ـ[أبو الحسن البخاري]ــــــــ[14 - 09 - 10, 07:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا , و كل عام و أنتم بخير , و تقبل الله منا و منكم , و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[15 - 09 - 10, 04:06 م]ـ
الغريب أنك تقول أحاديث ضعيفة مع أن الشيخ البسام يصحح أثر ابن الزبير، وباقي الأدلة هي في الصحيح!
نعم أثر عروة بن الزبير من طريق هشام بن عروة أن أباه كان يكبر في العيد. أخرجه ابن أبي شيبة برقم (5627)، والفريابي (49، 50، 51)، وسنده صحيح
.
أما الأحاديث فلا تسلم من مطعن إلا أنها تتقوى ببعضها والرخصة ثابتة شرعا لأهل الحضر وغير مقتصرة على أهل البوادي البعيدة
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[15 - 09 - 10, 04:19 م]ـ
والرخصة ثابتة شرعا لأهل الحضر وغير مقتصرة على أهل البوادي البعييدة
لأن أهل البوادي البعيدة هم أصلاً قد رُخص لهم في ترك حضور الجمعة
فما فائدة الترخيص لهم في ذلك إذا اجتمع العيد والجمعة؟
إذن الرخصة لأهلِ البلدة القريبين أولى.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[15 - 09 - 10, 08:07 م]ـ
... أن أباه كان يكبر في العيد ...
لا حول ولا قوة إلا بالله
نقلت لكم أثراً آخر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/149)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[15 - 09 - 10, 08:09 م]ـ
الغريب أنك تقول أحاديث ضعيفة مع أن الشيخ البسام يصحح أثر ابن الزبير، وباقي الأدلة هي في الصحيح!
أثر ابن الزبير قد عدّه ابن عبد البر مضطرباً وضعّفه .. لعدم إخراج صاحبي ((الصحيح)) له .. ولمخالفته الظاهر المجتمع عليه في الكتاب والسنة والإجماع - يعني بالمخالفة سقوط الجمعة والظهر - ووصف الأحاديث بأنه ليس منها حديث إلا وفيه مطعن لأهل العلم بالحديث. اهـ
انظر ((التمهيد)) (10/ 274 - 278).
.
أما بالنسبة للحاديث التي لم تسلم من مطعن
فإنها تتقوى ببعضها(84/150)
حفل افطار جماعي
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[06 - 10 - 07, 03:05 م]ـ
السلام عليكم
ما حكم إقامة حفل افطار جماعي الذي دعي فيه الكفار لحضوره بنية الدعوة إلى الله؟
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[06 - 10 - 07, 03:58 م]ـ
هذا عمل صالح، وهو بالنسبة للمسلمين تفطير صائمين فلهم مثل أجورهم، وبالنسبة لغير المسلمين هو من باب إطعام الطعام، وقد قال تعالى " ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا " والأسير غير مسلم، وقال سبحانه " وطعامكم حل لهم " وقال صلى الله عليه وسلم " في كل ذات كبد رطبة أجر "، بالإضافة إلى أجر الدعوة إلى الله وتأليف قلوبهم على الإسلام، يبقى النظر في شرط مانح الأموال لهذا المشروع هل اشترط أن تكون في تفطير الصائمين؟ إن كان كذلك فيراعى شرطه وينفق المال في تفطير الصائمين ويجعل قيمة إطعام غير المسلمين من مصدر آخر.
ـ[ابن أبي عبدالتسميني]ــــــــ[06 - 10 - 07, 04:52 م]ـ
جزاك الله خيرا كثيرا
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[07 - 10 - 07, 11:36 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك وأحسن الله إليك وغفر لك ما تقدم من ذنبك. اللهم وفقنا و أعنا على قيام العشر الأواخر واغتنام الوقت في العبادة.(84/151)
صلاة التراويح في المسجد الحرام تعدل مليون وثلاث مئة ألف صلاة
ـ[تركي بن ماجد]ــــــــ[06 - 10 - 07, 09:19 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أمابعد إن الفضل بيد الله يؤتيه من يشاء
أيها الأخوة هناك بعض الأعمال ذات الأجور العظيمة والتي مع الأسف قد فرط وغفل عنها خلق كثير
ومن تلك الأعمال ذات الأجور العظيمة
الصلاة في المسجد الحرام فالصلاة الواحدة تعدل مئة ألف صلاة فيا سواه
إن أجر الصلاة الواحدة في المسجد الحرام تعدل صلاة المرء خمس وخمسون سنة وبضعة أشهر في غير البلد الحرام
فلماذا نفرط في هذا الاجر العظيم ولماذا لانكثر من صلاة النوافل في المسجد الحرام لننال الأجر العظيم
إن أجر صلاة التراويح في المسجد الحرام يعدل أجر مليون وثلاث مئة صلاة في غيره
هذا أجر التراويح فقط فكيف بأجر الصلوات المفروضة والتهجد في العشر الآواخر وصلاة الجنائز
أجر عظيم فرط فيه من يحرص على جمع المال من أجل السفر خارج البلاد صيفا
ولم يفكر في استثمار أوقات رمضان قرب بيت الله
اللهم أشرك من نقل هذا الموضوع للمسلمين في الأجر
وأخيرا لاإله إلا الله عدد كلماته
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=16943 (https://il.packet.me.uk/dmirror/http/www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=16943)
اللهم وفق من ساهم في نشر هذا الموضوع
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[07 - 10 - 07, 02:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك.
اللهم أني أسالك. بعزتك وقدرتك ورحمتك ومغفرتك وجبروتك وسلطانك وجلالك وعليائك أن تحفظ من أهدى إلى عيوب نفسي أو نصحني وان تسكنه الفردوس الأعلى يارب العالمين.
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[07 - 10 - 07, 02:21 ص]ـ
ما قاله الشيخ: عبد الرحمن العجلان ... لا يمت بصلة بعنوان الموضوع.
فالحديث {صلاة في مسجدي هذا ..... } الحديث ... إنما قيد الأجر بفضل المكان، وأستُفِيد منه أنها تعدل مائة ألف صلاة. كما هو ظاهر الحديث، ولكن مليون وثلاثة مائة ألف صلاة؟ أظنه خطأ حسابي (ابتسامة)
ـ[الموحد أبوبلال]ــــــــ[07 - 10 - 07, 06:28 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم
ـ[بنية الإسلام]ــــــــ[08 - 10 - 07, 01:14 ص]ـ
أخي الكريم
أظنك خريج محاسبة (: .... ثاني موضوع أدخله لفضيلتك يتحدث بلغة الأرقام
لاتنسوا أنا نتعامل مع أجود الأجودين وأكرم الأكرمين سبحانه ..
والله يضاعف لمن يشاء والله واسع عليم ..
جزيت خيراً ..
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 07, 01:18 ص]ـ
أضحك الله سنك، وأحسن إليك.
ما كان إلا وقوفًا على الحد المذكور ومن ثّمَّ البشرى، بشركم الله بجنته ... اللهم آمين.
ـ[تركي بن ماجد]ــــــــ[08 - 10 - 07, 02:18 ص]ـ
ما قاله الشيخ: عبد الرحمن العجلان ... لا يمت بصلة بعنوان الموضوع.
فالحديث {صلاة في مسجدي هذا ..... } الحديث ... إنما قيد الأجر بفضل المكان، وأستُفِيد منه أنها تعدل مائة ألف صلاة. كما هو ظاهر الحديث، ولكن مليون وثلاثة مائة ألف صلاة؟ أظنه خطأ حسابي (ابتسامة)
بعد شكر من شارك
ودي أوضح لك
مادام أننا نتفق أن الصلاة الواحدة تعدل أجر 100000 صلاة
فلوأنك صليت صلاة واحدة لعرفت أنها تعدل 100000 كما في الحديث
ولوصليت اثنتان لعلمت أنها تعدل اجر 200000
وهكذا
أتريد أن نقولأن مجموع أجر ثلاث صلوات في الحرم تعدل ... والنبي صلى الله عليه وسلم قد أخبرنا بأنها تعدل ...
نحن نقيس ونستنبط من الحديث
وحسبنا وفضل الله واسع وهو يضاعف لمن يشاء
وذلك فضل الله لمكة وفضل الله يؤتيه من يشاء
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[08 - 10 - 07, 05:01 ص]ـ
أذكر أن شيخنا محمد العثيمين رحمه الله كان لا يحبذ مثل هذا (أعني تحديد أجر العمل) وذلك لأن المضاعفة ليست محصورة بعدد معين بل الله يضاعف لمن يشاء.
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[13 - 10 - 07, 09:05 م]ـ
وكذلكم اذكركم اخواني ان العدلية مشروطة بما يكون في القلب من امور والعلة كذلكم ليست في العدل فحسب بل على العبد ان ينظر الى القبول من الله ولان يقبل الله منك كما ورد عن السلف سجدة احب اليك من الدنيا وما فيها
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[01 - 01 - 08, 09:55 ص]ـ
اخي تركي وفقه الله
ظاهر الادله تدل على ان المضاعفة خاصة في الفرائض
ففي الصحيح (عندما طلب الصحابة من رسول الله ان يصلي بهم صلاة الليل في رمضان في المسجد
فقال (ايها الناس صلوا في بيوتكم فان خير صلاة المرا في بيته الا المكتوبة)
وتواترت الادلة عن رسول الله بصلاة النوافل في بيته
فهل نقول ان رسول الله صلى الله عليه وسلم حرم الصحابه الاجر!!
وما ثبت في المدينة فمثله في مكة
فتدبر قبل ان تغامر في حسابات لا اصل لها في الشرع!!
فعلى كلامك لا يستحب لمن يسكن بجوار الحرم المكي ان يتنفل في بيته ولا اظن ان عالما يقول بذلك!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/152)
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[02 - 01 - 08, 07:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
اخي تركي وفقه الله
ظاهر الادله تدل على ان المضاعفة خاصة في الفرائض
ففي الصحيح (عندما طلب الصحابة من رسول الله ان يصلي بهم صلاة الليل في رمضان في المسجد
فقال (ايها الناس صلوا في بيوتكم فان خير صلاة المرا في بيته الا المكتوبة)
وتواترت الادلة عن رسول الله بصلاة النوافل في بيته
!! وهو الصواب ان شاء الله والحسابات خاطئة فهي للفرائض
5×100000=500000خمسمائة الف في اليوم ×30=15000000خمسة عشرمليون في الشهر
ـ[ابو عبد العزيز الحنبلي]ــــــــ[03 - 01 - 08, 12:12 ص]ـ
فضيلة العبادة أفضل من فضيلة المكان والزمان ,,
أداء الصلاة بخشوع ... في أي منطقة أفضل من الصلاة في الحرم من غير خشوع ,
يكثر في الحرم نساء (متبرجات يفتن المصلين ويذهبن الخشوع ويمتن القلب)!؟ هداهم الله
" نسأل الله العافية والسلامة "
ـ[ابن عمار الأثري]ــــــــ[03 - 01 - 08, 01:22 ص]ـ
أحبتي الكرام: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
الحساب بهذه الطريقة امر مبتدع وغير وارد في السنة .....
وصلاة التراويح في البيت افضل من المسجد الحرام وقد تم بحث المسالة مراراً في الملتقى (مع ذكر الخلاف في المسألة) فلعل الأخ الكاتب حديث عهد بملتقى ..
والعجلة في ترويج الحسابات وتوزيع الأرقام في قلوب العامة وكأنهم أمام صندوق حسابات غير جائز ... وليس من هدي السلف إلا ماورد الشرع بذكره ....(84/153)
الأمة والخرافات
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[06 - 10 - 07, 10:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رغم مايعيشه المسلمن من عصر انتشار العلم والفقه وذيوع صيت العلماء المناوئين للشعوذة والخرافات
الا ان ذلك لم يغير من الواقع. ويرى الباحثون في علم الاجتماع، أن ظاهرةالخرافات و الدجل والشعوذة تفشت في المجتمعات الإسلامية بشكل مخيف.
وتشير بعض الإحصائيات إلى أن ما ينفق في هذا المجال يتجاوز 10 ملايير من الدولارات سنويا في العالم العربي فقط، هذا فضلا عن الاستنزاف غير المباشر من تغييب للعقل وإغراق في الخرافة والأساطير، مما ينعكس سلباً على صورتناللغرب.
إن المستقرئ للتاريخ البشري والمتأمل للتراث الإنساني يجد أن ثمة حقيقة مرة ومؤلمة، يؤكدها الباحثون أنفسهم، وهي كون خطر تعاطي الشعوذة يعرض العقل البشري إلى عمليات اغتيال خطيرة عبر حقب طويلة، يتولى كبر أسلحتها خناجر الوهم والخرافة، وألغام الدجل والشعوذة، بتسديد طعنة في خاصرة الإنسان العقلية وقواه الفكرية والمعنوية، ومن ثمة فإن التحرر الحقيقي من أغلال الوهم والخرافة والدجل والشعوذة، هو السياج المحكم والدرع الواقي والحصن الحصين لعقل الإنسان من الخيالات، وحفظ فكره من الخرافات
من أنبل معارك العقيدة الاسلامية تحرير العقول الإنسانية من الخرافات والشعوذة لأن الحياة لا تعمر والحضارات لا تشاد بالمشعوذين، إذ لا يرعون للإنسان كرامة، ولا للعقول حصانة وصيانة
فعلماؤناي تعتبرون أعمال الشعوذة خصلة شيطانية، وخلة إبليسيه، ولوثة كفرية
وهي فئة تعاظم خطرها في الوقت الحاضر، وتطاير شرها، واستفحل شررها، نظرا لتصديق الناس لأكاذيبها وإتباعهم لخرافاتها
فكم من بيوت هدِمت، وعلاقات زوجية انهارت
والإسلام حرر القلوب من رق العبودية، وأبعد الناس عن الخرافة والشقاء، كما حثهم على مقاومة موجات القلق والأرق والاكتئاب النفسي والاضطرابات ومن غزو الشعوذة والخرافات. و الشعوذة طعنة نافذة في صميم العقيدة، إذ توقع الاضطراب في المجتمع، وتسبب الفوضى في الأمة. ويحذر الفقهاء من التخلف المشين لدى فئات كثيرة في الأمة، والتغافل والتزييف للحقائق، مع غلبة الجهل
ويقولون إن مظاهر السحر والشعوذة من أوضح النماذج على التزييف الذي أصاب الأمة في أعز ما تملك من الثوابت والمسلمات، وأغلى ما لديها من المبادئ والمقومات، وهو تمسكها بعقيدتها الصافية من الملوثات الشركية والصور الخرافية
ويعبرون في فتاويهم عن تخوفهم من تفشي ظاهرة التعاطي والتصديق بالسحر والشعوذة، ويمتد الأمر ليقذف كل يوم بجديد في عالم الخرافة والدجل، ونسج الأكاذيب والمشعوذات، وبث الشائعات والخزعبلات
ويؤكدون أهمية حماية جانب الأمن العقدي في الأمة، حتى لا تنخر خلايا هذا الإجرام سلبا في المجتمع
لأن أعمال الشعوذة إذا ما حلت في قلوب أظلمتها، وفي مجتمعات دمرتها ويرى الاسلام في تصديق أدعياء علم الغيب وإتيان السحرة والعرافين والكهنة والمنجمين والمشعوذين الذين يزعمون الإخبار عن المغيبات أو أن لهم قوى خارقة يستطيعون من خلالها جلب شيء من السعد أو النحس أو الضر أو النفع، ضلال عظيم وإثم مبين. ويشير الدين إلى أن تعاطي السحر وإتيان السحرة فيه جمع بين عدم الإيمان والإضرار بالناس والإفساد في الأرض، ففي كثير من المجتمعات من محترفي هذا العفن ممن يعملون ليل نهار لإفساد عقائد الأمة، مُقابل مبلغ زهيد يتقاضونه من ضعاف النفوس وعديمي الضمائر الذين أكل الحسد قلوبهم، فيتفرجون على إخوانهم المسلمين، ويتشفون برؤيتهم وهم يُعانون آثار السحر الوخيمة، فلا براحةٍ يهنؤون، ولا باستقرار يسعدون، حتى حقق هؤلاء المشعوذون رواجا كثيرا، وانتشارا كبيرا
هناك بعض الناس، لممارسة السحر والشعوذة، يلجأون إلى ذريعة العلاج الشعبي والتداوي أو التأليف والمحبة بين الزوجين، وهو ما يُسمى بالمحبة ويرون ان تاثيرها في رمضان اشد واحكم وقدكذبوا فيما يزعمون.
وأحيانا أخرى يتخذون من السحر والشعوذة بابا للانتقام بين الخصمين
وما يثير الغرابة هو أن فساد المشعوذين لحق بكثير من المتعلمين والمتعبدين، فنجحوا في إفشاء العداوة وزرع الحقد بين فئات من المجتمع وتسببوا فيتضليل مجموعة من الناس، إذ لشدة ما يعانونه من مشاكل، يصابون بالهوس، وينطبق عليهم قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أتى عرافًا فسأله لم تقبل له صلاة أربعين يومًا.
وقول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، الذي عد السحر من السبع الموبقات أي المهلكات،» من أتى عرافًا أو كاهنًا فصدّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد.
ولذلك يجب تكثيف الحصانة العقدية الإيمانية ضد الأعمال الشيطانية والقضاء على فئة المشعوذين والسحرة الضالة لما تمثله من خطر على الأمة وإخلال بأمن المجتمع وإفساد لعقائد الناس واستهانة بعقولهم وابتزاز لأموالهم.
فالقول بأن من ولدَ فيليلة القدر و برج كذا فهو السعيد في حياته، وسيحصل على ما يريد من مال أو جاه أو حظوظ، ومن ولدَ في برج كذا فهو التعيس المنحوس، وسيحصل له كذا وكذا من الشرور والبلايا، في سرد للفضائح وإعلان بالقبائح، إدعاء لا يقره شرع ولا عقل ولا منطق.
ويجزم محللون اجتماعيون أن الجهل أهم أسباب تعاطي الشعوذة وتصديق المشعوذين، إذ يلجأ بعض الناس إلى المشعوذين والسحرة ظنا منهم أنه جزء من الدين، أو أن الدين لا يتعارض مع السحر والشعوذة. مع أن الدجل محرم لكونه افتراء بالكذب
والإسلاميوجب على الانسان ان يعتمد على الشرعفيما يعمله ويقوم به،.فنحن في العشر الاواخر من رمضان وفيه ليلة القدر يظن البعض أن موافقتها حسية تشاهد وترى والحق والصحيح أنها مجهولة الحس الاما جاء عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في بيان بعض علاماتها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/154)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[07 - 10 - 07, 11:04 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم بارك الله فيك وجزاك الله خير وجعله في ميزان حسناتك.
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[07 - 10 - 07, 03:24 م]ـ
وأنتم من أهل الجزاء أخي الكريم(84/155)
ما حكم الفصل بين الطواف والسعي؟
ـ[السني]ــــــــ[06 - 10 - 07, 10:47 م]ـ
بمعنى آخر ما حكم الموالاة بين السعي والطواف؟
مثال: رجل اعتمر في العشر الأواخر من رمضان، فلما انتهى من الطواف دخل مع الناس في ركعة الوتر، ثم سعى للعمرة؟
والله يرعاكم
ـ[الجعفري]ــــــــ[07 - 10 - 07, 12:35 ص]ـ
من موقع الشيخ ابن باز رحمه الله:
السؤال:
طفت طواف القدوم وطواف الإفاضة بدون سعي، هل يجوز الفصل بين الطواف والسعي بزمن طويل؟ [1]
الجواب:
لا حرج في الفصل بين السعي والطواف عند أهل العلم، فلو سعى بعد الطواف بزمن أو في يوم آخر فلا بأس بذلك ولا حرج فيه، ولكن الأفضل أن يتوالى السعي مع الطواف، فإذا طاف بعمرته سعى بعد ذلك من دون فصل، وهكذا في حجه ولو فصل فلا حرج في ذلك؛ لأن السعي عبادة مستقلة، فإذا فصل بينهما بشيء فلا يضر، ولهذا لو قدم الحاج أو القارن وطاف فقط وأجل السعي إلى ما بعد نزوله من عرفات فلا حرج في ذلك، وإن قدمه فلا حرج في ذلك.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] نشر في مجلة (التوعية الإسلامية في الحج) العدد الحادي عشر في 15/ 12/1400هـ.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[07 - 10 - 07, 01:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن ينفع بك، وأن يجعل كل ما تقدمه من خدمات جليلة لطلبة العلم في ميزان حسناتك، وأن يجري لك ثوابها إلى يوم القيامة اللهم آمين.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[07 - 10 - 07, 05:03 ص]ـ
قال الإمام النووي في المجموع شرح المهذب (8/ 73): ((وأما) الموالاة بين الطواف والسعى فسنة فلو فرق بينهما تفريقا قليلا أو كثيرا جاز وصح سعيه ما لم يتخلل بينهما الوقوف فان تخلل الوقوف لم يجز أن يسعى بعده قبل طواف الافاضة بل يتعين حينئذ السعي بعد طواف الافاضة بالاتفاق صرح به القفال وأبو علي البندنيجى والبغوي والمتولي وصاحب العدة وآخرون ولا نعلم فيه خلافا الا أن الغزالي قال في الوسيط فيه تردد ولم يذكر شيخه التردد بل حكى قول البندنيجى وسكت عليه واحتج له المتولي بأنه دخل وقت الطواف المفروض فلم يجزأن يسعي سعيا تابعا لطواف نفل مع امكان طواف فرض وهذا الذى ذكرناه من الموالاة بين الطواف والسعي سنة وانه لو تخل
زمان طويل كسنة وسنتين وأكثر جاز أن يسعي ويصح سعيه ويكون مضموما إلى السعي الاول وهو المذهب وبه قطع جماهير الاصحاب في طريقتي العراق وخراسان وكلهم يمثلون بما لو أخره سنتين جاز وممن صرح بذلك وقطع به الشيخ أبو حامد والقفال والقاضيان أبو الطيب وحسين في تعليقهما وأبو علي السنجي والمحاملي والفوراني والبغوى وصاحب العدة والبيان وخلائق لا يحصون.
وقال الماوردى هل تشترط الموالاة بين الطواف والسعى فيه وجهان (أحدهما) وهو قول أصحابنا البغداديين لا تشترط الموالاة بل يجوز تأخيره يوما وشهرا وأكثر لانهما ركنان فلا تشترط الموالاة بينهما كالوقوف وطواف الافاضة (والثانى) تشترط الموالاة بينهما فان فرق كثيرا لم يصح السعي وهو قول أصحابنا البصريين لان السعي لما افتقر الي تقدم الطواف ليمتاز عما لغير الله تعالي افتقر إلى الموالاة بينه وبينه ليقع الميز به ولا يحصل الميز إذا أخره هذا نقل الماوردى * وقال المتولي في اشتراط الموالاة بين الطواف والسعي قولان مبنيان على القولين في الموالاة في الوضوء قال ووجه الشبه أنهما ركنان في عبادة وأمكن الموالاة بينهما فصار كاليد مع الوجه في الوضوء والصواب ما قدمناه عن الجمهور قياسا على تأخير طواف الافاضة عن الوقوف فانه يجوز تأخيره سنين كثيرة ولا آخر له ما دام حيا بلا خلاف والله أعلم).
ـ[السني]ــــــــ[07 - 10 - 07, 10:03 م]ـ
جزاكم الله خيرا(84/156)
من يأتينا بخبر هذا الدعاء؟
ـ[المُضيئة]ــــــــ[07 - 10 - 07, 01:41 ص]ـ
سمعت منذ سنوات وأناصغيرة دعاء إمام المسجد الكبير بالكويت عبر الإذاعة في أحد الرمضانات الماضية
يقول هذا الدعاء:
(اللهم اللطف بنا فيما جرت به المقادير)
وكنت مداومة عليه
ولما استوعبت بحثت عنه
فوجدت أن قائله هو الإمام الشافعي رحمه الله تعالى
وكان يقوله في ليالي العشر ..
فلزمته وأوصيت من أعرف به ..
حتى جاءت أختي الصغرى تقول أنها سمعت شيخا في التلفزيون يفتي بأن
هذا الدعاء لايجوز!!
قلت لها هل تقصدي هذا الدعاء
(اللهم اللطف بنا فيما جرت به المقادير)
قالت لا أدري لأني مانتبهت إلا على الأخير
لكنه دعاء يشبهه!
فيه كلمة مقادير
واللطف .....
فمن يأتينا بخبر هذا الدعاء
مع أني رأيت أن له أثر كبير كبير في حياتنا
وما أكثر لطف الله علينا في أقداره
جزاكم الله خيرا.
ـ[بنية الإسلام]ــــــــ[07 - 10 - 07, 02:01 ص]ـ
غاليتي المضيئة.
لعل أختك تقصد الدعاء المشهور على ألسنة الناس:
اللهم لانسألك رد القضاء ولكنا نسألك اللطف فيه
والله أعلم
ـ[المُضيئة]ــــــــ[07 - 10 - 07, 05:59 ص]ـ
غاليتي المضيئة.
لعل أختك تقصد الدعاء المشهور على ألسنة الناس:
اللهم لانسألك رد القضاء ولكنا نسألك اللطف فيه
والله أعلم
بورك فيكِ ووفقتِ ... لا ليس هو
فهذا الدعاء الذي ذكرتيه أعرفه واعرف قول الشيخ ابن العثيمين رحمة الله عليه
بعدم جوازه
ولقد أوردته حينها لأختي هل هو هذا الدعاء قالت لا؟
......
لعل أحدا يخبرنا عن دعاء الشافعي
ومعناه وهل هو للشافعي فعلا ..
بورك فيكم
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[07 - 10 - 07, 10:25 ص]ـ
لم أقف له على سند، بالرغم من أنه مشتهر بين جماعة من القراء والوعاظ، على أنه دعاء ختم القرآن، وكثيرًا ما يردده الناس على ما جرت به العادة من سماعهم.
وأيضًا فهو دعاء يردده بعض الفئات الضالة من الصوفية وأشباههم، وكما في الطريقة القادرية يرددوها سبعًا ... ضمن أوراد ليس لها أصلاً.
قلت: لئن أمعنا النظر في كتب الأوراد الشرعية كما كان يدعو بها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لكفتنا حاجتنا، وكان الأئمة الكبار كالشافعي وابن تيمية، لهم ورد يومي متين وأغلبه من الأدعية الشرعية الثابتة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
ـ[بنية الإسلام]ــــــــ[08 - 10 - 07, 01:07 ص]ـ
قلت: لئن أمعنا النظر في كتب الأوراد الشرعية كما كان يدعو بها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لكفتنا حاجتنا،
صدقت وبررت بارك الله فيك
لكني أظن أن أمر الدعاء فيه سعة .. أليس كذلك؟
والله تعالى أعلم.
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 07, 01:33 ص]ـ
صدقت وبررت بارك الله فيك
لكني أظن أن أمر الدعاء فيه سعة .. أليس كذلك؟
والله تعالى أعلم.
قلت: رضي الله عنك، بلا شك.
ولكن، الخشية كل الخشية من الوقوع في أمور لا تخفى عليكم، كالاعتداء في الدعاء مثلاً. ولئن تتبع المرء منا الدعاء وآدابه على لسان خير الخلق - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، لتعلم الدعاء بالجوامع مثلاً، وكذا الأدب مع الله عز وجل.
يقع بعض الناس في سوء أدبٍ مع الله، وحتى في أدعية شرعية، كمثل:
{اللهمَّ رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة، آت سيدنا محمد الوسيلة والفضيلة وابعثه المقام المحمود الذي وعدته، إنك لا تخلف الميعاد}
من سوء الأدب مع الله، أن يذكر اسم الله الأعظم مجردًا ثم يُسيد اسم بعده، فإن ذكر اسم الله مجردًا، فلا يسيد اسم بعده - سبحانه وتعالى.
لذا الامعان في الأذكار والأدعية الشرعية، له من الفوائد القدر العظيم.(84/157)
دفع الزكاة لولي الأمر
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[07 - 10 - 07, 05:01 ص]ـ
دفع الزكاة لولي الأمر
مختصر الفتاوي المصرية لابن تيمية - (ج 1 / ص 240)
وإذا أخذ ولى الأمر العشر أو زكاة التجارة فصرفها في مصرفها أجزأت باتفاق المسلمين وأما إذا كان ولى الأمر ممن يتعدى في صرفها فالمشهور عند الأئمة أنه يجزى أيضا كما نقل ذلك عن الصحابة رضي الله عنهم ...
فتاوى ورسائل محمد بن إبراهيم آل الشيخ - (ج 4 / ص 106)
.... لكن إذا طلبها ولي الأمر باسم الزكاة، ودفعت إليه بنية الزكاة أجزأت، إذا كان ولي الأمر مسلماً.
مفتي الديار السعودية (ص ـ ف 3565 ـ 1 في 26 - 11 - 1386هـ)
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (الجزء رقم: 9، الصفحة رقم: 424)
هل يدفع الزكاة من تجب عليه أم تعطى لولي الأمر؟
السؤال الرابع من الفتوى رقم (1393)
س4: زكاة النقود من تدفع له؟ هل يصح توزيعها من قبل الشخص المزكي على الفقراء والمساكين، أم يدفعها لولاة الأمور مثل بيت المال؟
ج4: يستحب للإنسان تفريق زكاة نقوده بنفسه على أهلها المستحقين لها من الفقراء وغيرهم المذكورين في قوله تعالى: سورة التوبة الآية 60 إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ وإذا طلبها ولي الأمر فإن المشروع تسليمها له؛ لأن ذلك من باب السمع والطاعة في المعروف، وبذلك تبرأ الذمة من الواجب إذا كان الولي مسلما.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن منيع ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز
مجموع فتاوى ابن باز (الجزء رقم: 14، الصفحة رقم: 13)
فالحاصل والخلاصة أن الزكاة مكانتها عظيمة في الإسلام وأنها الركن الأعظم بعد الصلاة والشهادتين، وأن الواجب على المسلمين أداؤها إلى مستحقيها، وإذا طلبها ولي الأمر وجب أن تؤدى إليه، فإن لم يطلبها وزعها المؤمن بين الفقراء والمستحقين لها .....
مجموع فتاوى ابن باز (الجزء رقم: 14، الصفحة رقم: 261)
حكم اعتبار ما يدفع لمصلحة الزكاة والدخل من الزكاة
س: أنا صاحب مؤسسة أقوم بدفع مبلغ وقدره 5 ر 2 % من رأس مالي إلى مصلحة الزكاة والدخل، بحجة أن هذا
المبلغ يعتبر زكاة التجارة، وإذا توقفت عنه فسوف تتوقف لي مصالح كثيرة، مثل الاستقدام، وطلب أي تعديل في مستنداتي، ولهذا فأنا ملزم بدفع المبلغ، لكني قرأت في بعض الكتب أن هذا المبلغ ليس زكاة، وإنما يلزمني إخراج زكاة خلاف ما أسدده لمصلحة الزكاة والدخل، أرجو الإفادة؛ لأن هذا حال جميع الشركات والمؤسسات بالمملكة. وفقكم الله لما فيه الخير نشر في كتاب (فتاوى إسلامية) جمع وترتيب الشيخ محمد المسند ج2 ص 95. .
ج: ما دامت طلبت منك باسم الزكاة وأخرجتها بنية الزكاة فهي زكاة؛ لأن ولي الأمر له طلب الزكاة من الأغنياء ليصرفها في مصارفها، ولا يلزمك إخراج زكاة أخرى عن المال الذي دفعت زكاته للدولة، أما إن كان عندك أموال أخرى أو أرباح لم تخرج زكاتها للدولة، فعليك أن تخرجها لمن يستحقها من الفقراء، وغيرهم من أهل الزكاة، والله ولي التوفيق.
أبحاث هيئة كبار العلماء المجلد السادس قرار رقم 63 في 25/ 10/1398هـ
اللائحة التنفيذية بجباية الزكاة /هيئة كبار العلماء 20/ 8/1426 24/ 09/2005
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده محمد، وعلى آله وصحبه وبعد:
فإن مجلس هيئة كبار العلماء المنعقد في مدينة الطائف في الفترة ما بين يوم 14/ 10/1398هـ حتى نهاية يوم 25/ 10/1398هـ. قد أعاد النظر في اللائحة التنفيذية لجباية الزكاة وما أعد بشأنها من بحث علمي من قبل اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء في هيئة كبار العلماء، وذلك بناء على ما ورد من المقام السامي إلى الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء والدعوة والإرشاد برقم 3/ش/ 293في 4/ 1/1397هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/158)
وبعد تداول الرأي والنظر في أقوال أهل العلم وأدلتهم ولعدم وجود أدلة شرعية تدل على وجوب قيام ولي الأمر بمطالبة الناس بزكوات أموالهم الباطنة ومحاسبتهم على ذلك، بل إن كلام أهل العلم يدل على خلاف ذلك، فأكثر العلماء يقول: إن زكاة الأموال الباطنة، وهي النقود وعروض التجارة موكول أمر إخراجها لأصحاب الأموال، وهم مصدقون في ذلك فلا يحاسبون ولا يتهمون بأنهم قاموا بإخفاء شيء منها، بل ذلك أمر بينهم وبين الله سبحانه، ولكن إذا طلبها ولي الأمر فدفعوها له برئت ذمتهم منها.
لما تقدم فإن مجلس هيئة كبار العلماء يرى بالأكثرية ما يلي:
1 - الاكتفاء بما نص عليه أهل العلم من ترك أمر محاسبة الناس على أموالهم أو مطالبتهم ببيانات عما يملكونه من نقود وعروض تجارة، بل يؤخذ منهم ما دفعوه من الزكاة اتباعاً لما درج عليه سلف الأمة في ذلك، وما كان عليه العمل في عهد جلالة الملك عبد العزيز رحمه الله، وما سبقه من عمل الدولة السعودية منذ نشأتها.
2 - إبقاء العمل على ما هو عليه في جباية زكاة الحبوب والثمار، وأن يوكل إلى لجنة فيها مندوب من المحكمة والإمارة وهيئة الأمر بالمعروف تتولى جبايتها وصرفها على مستحقيها ويبقى العمل في جباية زكاة الماشية على ما كان عليه ويعطون مكافأة على عملهم ولو من الزكاة.
3 - كل من تحقق لدى ولاة الأمر أنه لا يدفع الزكاة أو يجحد شيئاً منها فإن ولي الأمر يجري ما يلزم نحو أخذها منه وتعزيره التعزير الشرعي جزاء ما ارتكب بعد ثبوت ذلك عليه.
4 - يوصي المجلس بإيجاد صندوق خاص يودع فيه ما يورد لصندوق الدولة من زكاة وتصرف منه بعد ورودها على مستحقيها بواسطة لجنة من أهل الثقة والأمانة في كل بلد.
ولاشك أن ولاة الأمر -وفقهم الله- إذا انتهجوا ما أوضح في هذا القرار فإن ذمتهم بريئة، وسوف يكون لذلك أثره الحميد وعواقبه الطيبة؛ لأن الخير والبركة في اتباع سلفنا الصالح من عهد النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى يومنا هذا. وبالله التوفيق ... وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
هيئة كبار العلماء
شرح رياض الصالحين للعثيمين - (ج 27 / ص 20)
وفي قوله:" تؤخذ من أغنيائهم فترد على فقرائهم" دليلٌ على أن لولي الأمر أن يأخذ الزكاة من أهلها ويصرفها في مصارفها، وأنه إذا فعل ذلك برئت الذمة.
ولكن لو قال قائل: أنا لا آمن أن يتلاعب بها من ياخذها ثم يصرفها في غير مصرفها، نقول له: أنت إذا أديت ما عليك؛ فقد برئت ذمتك سواء صُرفت في مصارفها أم لم تصرف، لكن قال الإمام أحمد: إذا رأى أن الإمام لا يصرفها في مصرفها، فلا يعطه إلا إذا طلب منه ذلك، وألزمه به، وحينئذ تبرأ ذمته، وبناء على هذا فلا بأس أن يخفي الإنسان شيئاً من ماله إذا كان الذي يأخذها لا يصرفها في مصارفها، لأجل أن يؤدي هو نفسه الزكاة الواجبة عليه.
وإذا قدر أن ولي الأمر أخذ أكثر مما يجب، فإن ذلك ظلم لا يحل لولي الأمر، أما صاحب المال فعليه السمع والطاعة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:" اسمع وأطع وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك" [336].
وإذا قدر أن ولي الأمر أخذ دون الواجب، وجب على صاحب المال أن يخرج البقية، ولا يقول إنه أخذ مني وبرئت الذمة؛ لأنه إذا كانت الزكاة ألفا وأخذ ثمانمائه أن تكمل المائتين فتخرجها.
فتاوى الأزهر - (ج 1 / ص 137)
المفتي/ عبد المجيد سليم. رمضان 1358 هجرية - أكتوبر 1939 م
ولا يجب عند الأئمة الأربعة أن يدفع من وجبت عليه صدقة الفطر بنفسه إلى مستحقها بل يجوز أن يعطيها لولى الأمر أو لنائبه ليصرفها فى مصارفها فقد جاء فى رد المحتار نقلا عن الرحمتى عند قول المصنف - ولا يبعث الإمام على صدقة الفطر ساعيا - ما نصه - فى الحديث الصحيح أنه جعل أبا هريرة على صدقة الفطر فكان يقبل من جاء بصدقته - قال ابن عابدين - قلت فالمراد أنه لا يبعث عاملا كعامل الزكاة يذهب إلى القبائل بنفسه فلا ينافى ما فى الحديث تأمل - انتهت عبارة رد المحتار ....
والخلاصة أنه لا خلاف بين الأئمة الأربعة فى جواز دفع صدقة الفطر، إلى الإمام أو عماله ليتولوا صرفها فى جهاتها الشرعية بل ذلك أفضل كما نص عليه فى مذهب الإمام الشافعى وكما يؤخذ مما روى عن الإمام أحمد وهو مندوب إليه فى مذهب الإمام مالك وهو مقتضى ما كان يفعله رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم من جعل أبى هريرة على صدقة الفطر ومن عرف المصلحة التى يراد تحصيلها والتى من أجلها يراد جمع هذه الصدقة وتفريقها على ذويها بنظام يكفل تقديم الأحوج على غيره فى الصرف إليه لا يرتاب فى أن الدفع إلى نائب الإمام أفضل وأولى فى الشريعة الإسلامية التى كلها مصلحة وعدل أما مصارف هذه الزكاة فهم الفقراء على اختلاف أنواعهم وابن السبيل وهو المسافر الذى لا مال معه أو له مال فى وطنه لا يتيسر له الحصول عليه فى الحال ويلحق به من كان له مال على غائب أو معسر أو جاحد له.
ولا يلزم إعطاء الكل ويقدم الأحوج على غيره بحسب ما يتبين للجنة التى تشكل لذلك من التحرى ممن يوثق به.
هذا ولا مانع شرعا من جمع هذه الصدقة فى مصرف بغير فوائد متى لم يظن التصرف فيها تصرفا لا يجوز شرعا.
وبما ذكر علم الجواب عما طلب منا والإجابة عنه واللّه سبحانه وتعالى أعلم
والحمد لله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/159)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[07 - 10 - 07, 10:55 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك وأحسن الله إليك وغفر لك ما تقدم من ذنبك. اللهم وفقنا و أعنا على قيام العشر الأواخر واغتنام الوقت في العبادة.
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 12:02 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[25 - 07 - 10, 02:13 م]ـ
نود ذكر آثار السلف في هذه المسألة.
و أظن أن في بلادنا المملكة العربية السعودية تؤخذ زكاة الخارج من الأرض من أصحاب المزارع.(84/160)
إخراج زكاة الفطر مالاً .. لا يجزئ سماحة الشي
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[07 - 10 - 07, 10:10 ص]ـ
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء: إن اخراج صدقة الفطر مالاً، لا يجزئ عن الطعام لان هذا مخالف لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله وما جرى عليه الصحابة من بعده.
وأضاف سماحة المفتي العام انه يجب على المسلم ان يوصل الزكاة بنفسه لمستحقيها ولا بأس بالتوكيل في شرائها واخراجها وفي استلامها وللمسلم ان يوكّل من يثق به في شراء صدقة الفطر وتوزيعها على المستحقين وكذلك أيضاً يجوز للمحتاجين ان يوكلوا من يقبض عنهم الزكاة، وعلى المسلم الا يتوكّل عن غيره الاّ وهو يعلم من نفسه القدرة على توزيعها وايصالها لمستحقيها في وقتها. وقال المفتي العام:على المسلم ان يتولى بنفسه صرف زكاته وايصالها لاخوانه المحتاجين من الفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل والأولى ان يخرجها في البلد الذي يعيش فيه.
لطفي عبداللطيف – الرياض
الرابط: http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=2434&pubid=5&articleid=1018859
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[07 - 10 - 07, 10:46 ص]ـ
القسم: فتاوى > أخرى
السؤال:
يقدم المسلمون هذه الأيام زكواتهم، فما هو توجيه سماحتكم حول ذلك، وماذا عن زكاة عيد الفطر المبارك؟ وهل يجوز دفعها نقداً؟
الجواب:
قد فرض الله سبحانه وتعالى على عباده زكاة أموالهم، وأمرهم بأدائها، وجعلها من أركان الإسلام الخمسة، قال الله تعالى: {وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ} [1]، وقال تعالى: {وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ} [2]، والآيات في ذلك كثيرة. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: ((بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصيام رمضان، وحج البيت)) [3] متفق على صحته. فالواجب على جميع المسلمين أن يؤدوا زكاة أموالهم إلى مستحقيها رغبة فيما عند الله، وحذراً من عقابه، وقد بين الله مستحقيها في قوله عز وجل في سورة التوبة: {إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَ اللّهِ وَاللّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ} [4]. وأخبر سبحانه في سورة التوبة أيضاً أن الزكاة طهرة لأهلها، فقال سبحانه: ((خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها)) [5]. وتوعد من بخل بها بالعذاب الأليم، حيث قال سبحانه: {وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلاَ يُنفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللّهِ فَبَشِّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ. يَوْمَ يُحْمَى عَلَيْهَا فِي نَارِ جَهَنَّمَ فَتُكْوَى بِهَا جِبَاهُهُمْ وَجُنوبُهُمْ وَظُهُورُهُمْ هَذَا مَا كَنَزْتُمْ لأَنفُسِكُمْ فَذُوقُواْ مَا كُنتُمْ تَكْنِزُونَ} [6]. وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن كل مال لا تؤدى زكاته فهو كنز، يعذب به صاحبه)) [7]، كما صح عنه صلى الله عليه وسلم: ((أن كل صاحب إبل أو بقر أو غنم لا يؤدي زكاتها فإنه يعذب بها يوم القيامة)) [8]. وفرض الله على المسلمين أيضاً زكاة أبدانهم كل سنة، وقت عيد الفطر، كما في الصحيحين عن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: ((فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر: صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على الذكر والأنثى، الحر والمملوك، والصغير والكبير من المسلمين، وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس للصلاة)) [9]. هذا لفظ البخاري. وفي الصحيحين عن أبي سعيد رضي الله عنه قال: ((كنا نعطيها في زمن النبي صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام أو صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير أو صاعاً من زبيب أو صاعاً من أقط)) [10]. ويلحق بهذه الأنواع في أصح أقوال العلماء كل ما يتقوت به الناس في بلادهم، كالرز والذرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/161)
والدخن ونحوها، وهي طهرة للصائم من اللغو والرفث، وطعمة للمساكين، كما ثبت ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما خرجه أبو داود وابن ماجة وصححه الحاكم، فيجب على المسلمين أن يخرجوا هذه الزكاة قبل صلاة العيد؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر بإخراجها قبلها. ويجوز إخراجها قبل العيد بيوم أو يومين، كما كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يفعلون ذلك. وبذلك يعلم أنه لا مانع من إخراجها في اليوم الثامن والعشرين والتاسع والعشرين والثلاثين وليلة العيد، وصباح العيد قبل الصلاة؛ لأن الشهر يكون ثلاثين ويكون تسعة وعشرين كما صحت بذلك الأحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم. ولا يجوز إخراج القيمة في قول أكثر أهل العلم؛ لكونها خلاف ما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهم، وقد قال الله عز وجل: {قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِن تَوَلَّوا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُم مَّا حُمِّلْتُمْ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ} [11]، وقال سبحانه: {فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [12]. والله ولي التوفيق.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] سورة البينة، الآية 5
[2] سورة النور، الآية 56
[3] رواه البخاري في 0 الإيمان) باب بني الإسلام على خمس برقم 8، ومسلم في (الإيمان) باب بيان أركان الإسلام ودعائمه العظام برقم 16، والترمذي في (الإيمان) باب ما جاء بني الإسلام على خمس برقم 2609، واللفظ له
[4] سورة التوبة، الآية 60
[5] سورة التوبة، الآية 103
[6] سورة التوبة، الآيتان 34، 35
[7] رواه الإمام مالك في الموطأ (كتاب الزكاة) باب ما جاء في الكنز برقم 595
[8] رواه البخاري في (الزكاة) باب زكاة البقر برقم 1460، ومسلم في (الزكاة) باب إثم مانع الزكاة برقم 988
[9] رواه البخاري في (الزكاة) باب فرض صدقة الفطر برقم 1503
[10] رواه البخاري في (الزكاة) باب صدقة الفطر برقم 1506، ومسلم في 0 الزكاة 9 باب زكاة الفطر على المسلمين برقم 985
[11] سورة النور، الآية 54
[12] سورة النور، الآية 63
المصدر:
من ضمن أسئلة مقدمة من (صحيفة الجزيرة)، مكتب الطائف في 24/ 9/1407هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الرابع عشر
الرابط: http://www.ibnbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=1361
ـ[الطيماوي]ــــــــ[07 - 10 - 07, 03:23 م]ـ
أخي الأمر فيه سعة ولا بد من ادراك مصالح المسلمين خاصة الفقراء منهم، وفتوى كثير من العلماء بجواز اخراجها نقدا لمراعاة مصلحة الفقير وهي المقصد الذي من أجله جعلت زكاة الفطر، وأنطر فتوى ########## يوسف القرضاوي (موطن الفتوى كتاب كيف نتعامل مع السنة النبوية).
ومراجعة فتاوي الشيخ على موقع الإسلام على الانترنت - بنك الفتوى
ـ[ابو الدحداح الشافعي]ــــــــ[07 - 10 - 07, 07:18 م]ـ
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله آل الشيخ مفتي عام المملكة ورئيس هيئة كبار العلماء واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء: إن اخراج صدقة الفطر مالاً، لا يجزئ عن الطعام لان هذا مخالف لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم وفعله وما جرى عليه الصحابة من بعده.
9 ( http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=2434&pubid=5&articleid=1018859)
اخي هل هذه الفتوى الاخير للشيخ ..
فقد نقل لي خلاف هذه الفتوى هل يصح
انها تجزى ولكن لا يصب السنه
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 12:00 م]ـ
يرفع ...........
ـ[الموحد أبوبلال]ــــــــ[09 - 10 - 07, 06:05 م]ـ
اخواني الكرام جزاكم الله خيراً على هذا الحرص على توضيح وإيضاح الحق
1503 - حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ السَّكَنِ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَهْضَمٍ حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ بْنُ جَعْفَرٍ عَنْ عُمَرَ بْنِ نَافِعٍ عَنْ أَبِيهِ عَنِ ابْنِ عُمَرَ - رضى الله عنهما - قَالَ فَرَضَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ، أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ، وَالذَّكَرِ وَالأُنْثَى، وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنَ الْمُسْلِمِينَ، وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلاَةِ. أطرافه 1504، 1507، 1509، 1511، 1512 - تحفة 8244 - 161/ 2
صحيح البخاري
إذاً يتبين لنا أن من أجاز إخراج الزكاة نقداً لم يصب شيئاً وذلك لما يأتي:
1. أن رسول الله قد فرض الزكاة كما في الحديث فرضاً، وهذا نص صريح في إخراج الزكاة من الطعام وليست نقود فهو أعلم بحال الفقراء في كل العصور، فلو أن النقود تجزئ فهي موجوده في عصره فما المانع من ذكرها؟؟؟
2. مع وجود هذا النص الصريح (فليس هناك اجتهاد في المسألة) فهل أنت تفتي بجواز الصلاة واقفاً دون ركوع أو سجود؟؟ لأن حال المسلمين تتطلب ذلك؟؟؟ (مجرد مثال قد أكون أصبت أو أخطأت)
3. أن من ادعى بجواز اخراجها نقدا لمراعاة مصلحة الفقير، فهو يدعى أن الرسول صلى الله عليه وسلم لم يكن يعلم بما سيحصل في أمته من بعده (على أقل تقدير)
4. إذا انت حريص على الفقير فأمامك المجال مفتوح ولكن في غير الزكاة، تصدقوا في جميع أيام السنة، أم نحن أمة لا تعرف الفقير إلا في أيام معدودة؟؟؟؟
5. أخي ليس هناك عذر تقابل به الله يوم القيامة وقد أمرك الرسول بذلك.
6. في حالة (فرضاً) جواز إخراجها نقود، فأيهما أولى إقتفاء أثر النبي؟؟؟ أم غير ذلك؟؟
وبصراحة لا أستذكر باقي الدلائل التي تشير إلى عدم جواز إخراج زكاة الفطر مالاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/162)
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[09 - 10 - 07, 07:03 م]ـ
أخي الأمر فيه سعة ولا بد من ادراك مصالح المسلمين خاصة الفقراء منهم، وفتوى كثير من العلماء بجواز اخراجها نقدا لمراعاة مصلحة الفقير وهي المقصد الذي من أجله جعلت زكاة الفطر، وأنطر فتوى ########## يوسف القرضاوي (موطن الفتوى كتاب كيف نتعامل مع السنة النبوية).
ومراجعة فتاوي الشيخ على موقع الإسلام على الانترنت - بنك الفتوى
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله،
ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه فرض صدقة الفطر طعاما وليس نقدا مع أن النقد كان متوفرا آنذاك .....
أي من قوت أهل البلد ..............
وهذا ما عليه أهل العلم رحمة الله عليهم بإستثناء قلة قليلة جدا .....
وحيث فرض النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هذه الصدقة من جنس ما صام عنه الصائم وهو الطعام، فكيف بالذين يخرجونها نقدا ويشتري المتصدق عليه بالنقد شيئا آخر غير الطعام، فيكون صاحب الصدقة لم يخرجها أبدا ولذلك لا تجزء، كما هو عند أكثر أهل العلم ...
ثم إن كان هناك احتمال ألا تجزء نقدا، فمما لا شك فيه أنها تجزء طعاما، فكيف تدع الأمر الأكيد إلى ماهو ليس أكيدا؟؟
وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: (دع ما يريبك إلى ما لا يريبك) حديث أقل ما يقال فيه أنه حسن. ومعناه ثابت ....
ثم أن صدقة الفطر هي أمرا تعبديا محضا مما لا مجال فيه للإجتهاد والتأويل ..
وهناك أمورا كثيرة ليوسف القرضاوي وكثير منها في صلب العقيدة، إذا ما تابعناه عليها لزمنا مراجعة ديننا من الأصل، بل وترك ما فهم الصحابة رضوان الله عليهم والتابعون .........
والله أعلم ..........
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 10:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
1 - يا اخانا الموجد أبا بلال هل حدثكم يحيى بن محمد بن السكن؟؟ (ابتسامة)
1 - يا إخواني أحسب أن الأمر فيه سعة .. ومن قال إن المسألة ليست من مسائل الاجتهاد فقد أبعد النجعة،، فقريب من هذا القول قول من قال: إن الزكاة لا تجب في الأوراق المالية؛ لأن الشارع إنما نص على النقدين (الذهب والفضة) فتأمل.
3 - ليس في شيء من ألفاظ الحديث أخرجوا زكاة الفطر من شعير .. أو من .. كذا وكذا فغاية ما فيها الأمر بزكاة الفطر مع بيان إخراجها من أيسر الموجودات في ذلك الوقت،، وأستغرب قول من قال: إنه عليه الصلاة والسلام اختار الطعام مع وجود خيار النقد؛ إذ من المعلوم أن النقد الموجود في ذلك الوقت إما ذهب وإما فضة وتقدير قيمة الصاع من الشعير ونحوه ذهبا أو فضة من أعسر الأشياء في ذلك الوقت والدين يسر.
4 - يوضح ما سبق أن إخراجه صلى الله عليه وآله وسلم مما ذكر فعل ولا يخفاكم أن ((الفعل بمجرده لا يدل على وجوب))
هذا ما تيسر قوله الآن ولم أكن لأكتب مناقشا في العشر لولا تعلق المسألة بعبادات هذه الأيام .. وفق الله الجميع لما يحب ويرضى.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[09 - 10 - 07, 11:28 م]ـ
أخي العزيز أبي أبراهيم الجنوبي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
ليس أخراج صدقة الفطر طعاما مجرد فعل بل هو أمر أخي العزيز،
حيث قال الصحابة (فرض رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صدقة الفطر صاعا من ...... الحديث) والفرض هو الإلزام بوجوبه ............
وإلا كيف فهم السابقون وأكثر أهل العلم في القرون الخيرية ذلك؟؟
أما القول بأن هذا مثل منع الزكاة في الأوراق المالية، فهذا ضرب من الجنون وما هذا إلا من (سكرات) الهرري-الحبشي- وأمثاله وذلك لأن الأوراق النقدية في الحقيقة هي وصولات عن قيم معينة لها من الذهب والفضة مخزنة في البنك المركزي فقط، فكيف لا تجب فيها الزكاة ......
وصدق الله القائل: (إنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور)
والله أعلم
أخوكم / سليمان سعود الصقر
ـ[امين حمدان]ــــــــ[10 - 10 - 07, 12:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علمنا الله واياكم ما ينفعنا ونفعنا بما علمنا
اقول والله المستعان , هل يجوز لي أن أخرج كفارة اليمين مالاً بدل اطعام عشرة مساكين؟
اخواني ان العبادات توقيفية وخير الهدي هدي سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام فعضوا عليى سنته بالنواجذ تفلحوا وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو عثمان النفيعي]ــــــــ[10 - 10 - 07, 03:19 ص]ـ
وذلك لأن الأوراق النقدية في الحقيقة هي وصولات عن قيم معينة لها من الذهب والفضة مخزنة في البنك المركزي فقط، فكيف لا تجب فيها الزكاة ......
أصبت أخي الحبيب أبو عامر، هذا إذا كانت الأرواق النقديّة قوّة حقيقيّة مُغطاة بالذهب أو الفضة كما كانت في أوّل صدورها (النقد البديل)، أمّا الآن فالأوراق النقديّة إنما هي قوّة شرائيّة فرضيّة غير حقيقيّة لا تمثل ذهباً ولا فضّة، وقد إعتبر المجمع الفقهي العلّة في زكاتها هي الثمنيّة، لا لأنها مُغطاة بالذهب أو الفضة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/163)
ـ[تماضر]ــــــــ[10 - 10 - 07, 12:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا ... هل هذه فتوى أم أنها حكم؟ أليست هذه الفتوى خاصة بأهل السعودية؟ أم أنها تعم .. ؟
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 07, 03:00 م]ـ
ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية إلى جواز اخراج زكاة الفطر مالاً و لا أذكر هل مطلقاً أم قيدها بالضرورة. و الله أعلم.
ـ[الناصح]ــــــــ[10 - 10 - 07, 11:49 م]ـ
لعل هذه الفتوى موجودة في الملتقى
وقبل أن أضعها فالأحناف قد قالوا بإخراجها بالنقد
ليتسع فكرك للخلاف والله يغفر للجميع وكل مريد للخير
وفضيلة الشيخ سليمان العلوان يقول بذلك والشيخ الفنيسان وسأضح فتواه والجمهور على خلافهم لا يرون القيمة في زكاة الفطر
===============
فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (ج 15 / ص 133)
إخراج زكاة الفطر نقداً
المجيب أ. د. سعود بن عبدالله الفنيسان
عميد كلية الشريعة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سابقاً
التاريخ 28/ 09/1425هـ
السؤال
هل يجوز إخراج زكاة الفطر نقداً بدلاً من الطعام، وذلك لحاجة الناس الآن إلى النقد أكثر من الطعام؟
الجواب
إخراج القيمة في زكاة الفطر اختلف فيها العلماء على قولين:
القول الأول: المنع من ذلك. قال به الأئمة الثلاثة مالك، والشافعي، وأحمد، وقال به الظاهرية أيضاً، واستدلوا بحديث عبد الله بن عمر في الصحيحين " فرض رسول الله زكاة الفطر صاعاً من تمر، أو صاعاً من بر، أو صاعاً من شعير، (وفي رواية أو صاعاً من أقط)، على الصغير والكبير من المسلمين. ووجه استدلالهم من الحديث: لو كانت القيمة يجوز إخراجها في زكاة الفطر لذكرها رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة، وأيضاً نص في الحديث الآخر " أغنوهم في هذا اليوم"، وقالوا: غنى الفقراء في هذا اليوم يوم العيد يكون فيما يأكلون حتى لا يضطروا لسؤال الناس الطعام يوم العيد.
والقول الثاني: يجوز إخراج القيمة (نقوداً أو غيرها) في زكاة الفطر، قال به الإمام أبو حنيفة وأصحابه، وقال به من التابعين سفيان الثوري، والحسن البصري، والخليفة عمر ابن عبد العزيز، وروي عن بعض الصحابة كمعاوية بن أبي سفيان، حيث قال: " إني لأرى مدين من سمراء الشام تعدل صاعاً من تمر "، وقال الحسن البصري: " لا بأس أن تعطى الدراهم في صدقة الفطر "، وكتب الخليفة عمر بن عبد العزيز إلى عامله في البصرة: أن يأخذ من أهل الديون من أعطياتهم من كل إنسان نصف درهم، وذكر ابن المنذر في كتابه (الأوسط): إن الصحابة أجازوا إخراج نصف صاع من القمح؛ لأنهم رأوه معادلاً في القيمة للصاع من التمر، أو الشعير.
ومما سبق يتبين أن الخلاف قديم وفي الأمر سعة، فإخراج أحد الأصناف المذكورة في الحديث يكون في حال ما إذا كان الفقير يسد حاجته الطعام في ذلك اليوم يوم العيد، وإخراج القيمة يجوز في حال ما إذا كانت النقود أنفع للفقير كما هو الحال في معظم بلدان العالم اليوم، ولعل حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - " أغنوهم في هذا اليوم"، يؤيد هذا القول؛ لأن حاجة الفقير الآن لا تقتصر على الطعام فقط، بل تتعداه إلى اللباس ونحوه .. ، ولعل العلة في تعيين الأصناف المذكورة في الحديث، هي: الحاجة إلى الطعام والشراب وندرة النقود في ذلك العصر،حيث كانت أغلب مبايعاتهم بالمقايضة، وإذا كان الأمر كذلك فإن الحكم يدور مع علته وجوداً وعدماً، فيجوز إخراج النقود في زكاة الفطر للحاجة القائمة والملموسة للفقير اليوم. والله أعلم.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[11 - 10 - 07, 01:03 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم جميعا
وهذه فتوى الشيخ سليمان العلوان - فك الله أسره -:
السؤال
فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان - حفظه الله -
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لقد حصل خلاف بين بعض الإخوة في حكم دفع زكاة الفطرة مالاً بدلاً من الطعام، وكان لكل شخص رأيه من الناحية العلمية وأختصرها لكم في عجالة:
الأول يقول: يحرم دفع زكاة الفطرة مالاً؛ لأنه مخالف لفعل الرسول - صلى الله عليه وسلم -.
الثاني يقول: الأفضل أن تدفع طعاماً ودفع المال جائز، ولكن مخالف للسنة.
الثالث يقول: الأفضل أن ينظر حال الفقير وحال بلده ووضعه، فقد يكون المال أفضل له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/164)
فالسؤال يا فضيلة الشيخ: هل أحد من السلف أفتى بدفع المال بدلاً من الطعام؟
وهل لو أن أحداً دفع زكاة الفطر مالاً؛ لأن الفقير يريد ذلك يكون أفضل؟
الإجابة
أجاب عليه فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هذه المسألة إحدى المسائل الخلافية، وأئمة السلف مختلفون في دفع القيمة في زكاة الفطر.
وترجيح هذا أو ذاك محل اجتهاد فلا يضلل المخالف أو يبدع.
والأصل في الاختلاف في مثل هذه المسألة أنه لا يفسد المودة بين المتنازعين ولا يوغر في صدورهم، فكل منهما محسن ولا تثريب على من انتهى إلى ما سمع.
وقد كان كثير من الأئمة يقولون في حديثهم عن المسائل الخلافية:
" قولنا صواب يحتمل الخطأ، وقول غيرنا خطأ يحتمل الصواب ".
وقد ذهب أكثر الأئمة إلى أنه لا يجوز إخراج القيمة في زكاة الفطر.
قال الإمام أحمد:" أخاف ألا يجزئه، خلاف سنة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "، وهذا مذهب مالك والشافعي.
وقال الإمام ابن حزم - رحمه الله -: " لا تجزئ قيمة أصلاً؛ لأن ذلك غير ما فرض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ".
و ذهب عطاء والحسن البصري وعمر بن عبد العزيز والثوري وأبو حنيفة وغيرهم إلى جواز دفع القيمة عن الطعام.
قال أبو إسحاق السبيعي - وهو أحد أئمة التابعين -:" أدركتهم وهم يؤدون في صدقة رمضان الدراهم بقيمة الطعام "، رواه ابن أبي شيبة في المصنف.
والحجة لذلك:
1 - أنه لم يثبت عن النبي - صلى الله عليه وسلم - ولا عن أحد من الصحابة نص في تحريم دفع القيمة.
2 - الأحاديث الواردة في النص على أصناف معينة من الطعام لا تفيد تحريم ما عداها، بدليل أن الصحابة - رضي الله عنهم - أجازوا إخراج القمح - وهو غير منصوص عليه - عن الشعير والتمر ونحو ذلك من الأصناف الواردة في الأحاديث الصحيحة.
3 - ذهب كثير من الصحابة بل أكثرهم في عهد معاوية إلى جواز إخراج نصف صاع من سمراء الشام بدلاً من صاع من تمر، فهذا دليل على أنهم يرون نصف الصاع معادلاً في القيمة للصاع من التمر أو الشعير ونحو ذلك.
4 - أن المقصود من الزكاة: إغناء الفقراء والمال أنفع لبعضهم من الطعام فيعد في ذلك حال الفقير في كل بلد.
5 - كثير من الفقراء يأخذ الطعام ويبيعه في يومه أو غده بأقل من ثمنه، فلا هو الذي انتفع بالطعام ولا هو الذي أخذ قيمة هذا الصاع بثمن المثل، والله أعلم.
ولمزيد فائدة ينظر: هنا ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7819) وهنا ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=6546) وهنا ( http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=7799)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[11 - 10 - 07, 04:55 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد:
فلا شك -أحبتي- أن المسألة خلافية من قديم، ولا شك أن المبالغة في النكير على من أجاز إخراج القيمة ليس بمستساغ، لا سيما أنه قد قال بذلك جمع من السلف رحمهم الله تعالى ولهذا القول أدلته وحُجَجُه.
أما قول الجمهور في المنع من إخراجها قيمةً فهو الأرجح في نظري لعدة دلائل:
أولها: أنَّ مَن دفع القيمة لم يُعطِ ما فرض رسولُ الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وقد قال الإمام أحمد: (أخشى أن لا تجزئه، خلاف سنة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -).
ثانيها: أنه لا يُمكِن أن يُضبَط ذلك ضبطاً صالحاً، فبأي صنفٍ من الأقوات سنقيّم الزكاة؟!.
ثالثها: أن العبادات مبنية على التوقيف، وأن إعمال العقل كثيراً في استنباط علةِ النص مع عدم وجود ما يقويها سوى الرأي المحض مزلة قدم، وقد يؤدي إلى إبطال النص. ونقول مثل هذا في مسألة اشتراط المَحرَم في سفر المرأة.
رابعها: أن تنوع الأموال الزكوية يغني عن مثل هذا، فهناك زكاة للأوراق المالية وللذهب والفضة وللعروض التجارية تغنينا عن التصرف في ذلك، وتسد حاجة الفقراء والمساكين. والله تعالى أعلم.(84/165)
فتاوى حول زكاة الفطر للشيخ الفوزان حفظه الله
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[07 - 10 - 07, 10:23 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
حكم إعطاء المسكين أقل من صاع في زكاة الفطر.
نص السؤال:
بالنسبة لزكاة الفطر حينما نشتريها من الباعة نجد الكثير من المحتاجين جالسين طالبين لها فنقوم بتوزيعها عليهم ولكن قد لا يأخذ بعضهم صاعًا كاملاً فهل يشترط أن لا يقل إطعام المسكن الواحد عن صاع أم يجوز ولو قل عن ذلك؟
نص الفتوى:
قد فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعًا من البر أو نحوه من الطعام [انظر صحيح الإمام البخاري ج2 ص138.] فيجوز للمسلم أن يدفع الصاع للشخص الواحد ولعدة أشخاص المهم أن يكون من الدافع صاع كامل أما المدفوع له فلا مانع أن يشترك عدة أشخاص في صدقة شخص واحد.
ما هو مكان إخراج زكاة الفطر?
نص السؤال:
أنا مقيم في هذا البلد للعمل، فهل يجوز لي إخراج زكاة الفطر هنا أم في بلدي الذي قدمت منه؟
نص الفتوى:
الحمد لله
يشرع إخراج صدقة الفطر في البلد الذي ينتهي شهر رمضان وأنت فيه؛ لأنها تابعة للبلد فحيث وجد المسلم في بلد وحان انتهاء شهر رمضان فإنه يخرج زكاة الفطر عن نفسه في فقراء ذلك البلد .. وإن وَكَّل من يخرجها عنه في بلده أجزأه ذلك، لكنه خلاف الأولى – والله أعلم – وإذا كنت في بلد ليس فيه مسلمون، أو فيه مسلمون لكنهم لا يستحقون صدقة الفطر لأنهم أغنياء، فإنها تخرج في أقرب بلد فيه فقراء من المسلمين.
حكم إخراج القيمة في زكاة الفطر.
نص السؤال:
كثر الجدل مؤخرًا بين علماء بعض الدول الأخرى حول المشروع في زكاة الفطر، وإمكانية إخراج القيمة، فما رأي فضيلتكم؟
نص الفتوى:
الحمد لله
المشروع في زكاة الفطر أن تؤدى على الوجه المشروع الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، بأن يدفع المسلم صاعًا من قوت البلد وتُعطى للفقير في وقتها، أما إخراج القيمة فإنه لا يجزئ في زكاة الفطر؛ لأنه خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم وما عمل به صحابته الكرام من إخراج الطعام، ولم يكونوا يخرجون القيمة وهم أعلم منا بما يجوز وما لا يجوز، والعلماء الذين قالوا بإخراج القيمة قالوا ذلك عن اجتهاد، والاجتهاد إذا خالف النص فلا اعتبار به.
قيل للإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله -: قوم يقولون: عمر بن عبد العزيز كان يأخذ القيمة في الفطرة؟ قال: يَدَعون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون: قال فلان، وقد قال ابن عمر: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا ... [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (2/ 138) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.] انتهى.
إخراج القيمة في زكاة الفطر.
نص السؤال:
ما حكم دفع قيمة صدقة الفطر وقيمة الأضحية والعقيقة ليشترى بها طعام يدفع وشاة تذبح في بلاد أخرى للفقراء هناك؟
نص الفتوى:
الحمد لله
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فقد قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [سورة الحشر: آية 7.].
وقال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا؛ فهو رد «، أخرجه البخاري [رواه البخاري في "صحيحه" (3/ 24).].
وإن بعض الناس في هذا الزمان يحاولون تغيير العبادات عن وضعها الشرعي، ولذلك أمثلة كثيرة؛ فمثلاً صدقة الفطر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراجها من الطعام في البلد الذي يوجد فيه المسلم عند نهاية شهر رمضان؛ بأن يخرجها في مساكين ذلك البلد [انظر: "سنن أبي داود" (2/ 114، 115، 118، 119)، وانظر: "سنن الترمذي" (3/ 34، 35)، وانظر: "سنن النسائي" (5/ 51 - 53، 55).]، وقد وجد من يفتي بإخراج القيمة بدلاً من الطعام، ومن يفتي بدفع دراهم يشتري بها طعام في بلد آخر بعيد عن بلد الصائم وتوزع هناك، وهذا تغيير للعبادة عن وضعها الشرعي؛ فصدقة الفطر لها وقت تخرج فيه، وهو ليلة العيد أو قبله بيومين فقط عند العلماء، ولها مكان تخرج فيه، وهو البلد الذي يوافي تمام الشهر والمسلم فيه، ولها أهل تصرف فيهم، وهم مساكين ذلك البلد، ولها نوع تخرج منه، وهو الطعام؛ فلا بد من التقيد بهذه الاعتبارات الشرعية، وإلا فإنها لا تكون عبادة صحيحة، ولا مبرئة للذمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/166)
وقد اتفق الأئمة الأربعة على وجوب إخراج صدقة الفطر في البلد الذي فيه الصائم مادام فيه مستحقون لها، وصدر بذلك قرار من هيئة كبار العلماء في المملكة؛ فالواجب التقيُّد بذلك، وعدم الالتفات إلى من ينادون بخلافه؛ لأن المسلم يحرص على براءة ذمته، والاحتياط لدينه، وهكذا كل العبادات لابد من أدائها على مقتضى الاعتبارات نوعًا ووقتًا ومصرفًا؛ فلا يغير نوع العبادة الذي شرعه الله إلى نوع آخر.
فمثلاً: فِديَةُ الصيام بالنسبة للكبير الهرم والمريض المزمن اللذين لا يستطيعان الصيام قد أوجب الله عليهما الإطعام عن كل يوم بدلاً من الصيام، قال الله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [سورة البقرة: آية 184.]، وكذلك الإطعام في الكفارات كفارة الظهار وكفارة الجماع في نهار رمضان وكفارة اليمين، وكذلك إخراج الطعام في صدقة الفطر؛ كل هذه العبادات لابد من إخراج الطعام فيها، ولا يجزئ عنه إخراج القيمة من النقود؛ لأنه تغيير للعبادة عن نوعها الذي وجبت فيه؛ لأن الله نص فيها على الإطعام؛ فلا بد من التقيُّد به، ومن لم يتقيَّد به؛ فقد غيَّر العبادة عن نوعها الذي أوجبه الله.
وكذلك الهدي والأضاحي والعقيقة عن المولود؛ لابد في هذه العبادات أن يذبح فيها من بهيمة الأنعام النوع الذي يجزئ منها، ولا يجزئ عنها إخراج القيم أو التصدق بثمنها:
لأن الذبح عبادة: قال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [سورة الكوثر: آية 2.]، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الأنعام: آية 162.].
والأكل من هذه الذبائح والتصدق من لحومها عبادة: قال الله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [سورة الحج: آية 28.].
فلا يجوز ولا يجزئ إخراج القيمة أو التصدق بالدراهم بدلاً من الذبح؛ لأن هذا تغيير للعبادة عن نوعها الذي شرعه الله فيه، ولابدّ أيضًا أن تذبح هذه الذبائح في المكان الذي شرع الله ذبحها فيه:
فالهدي يذبح في الحرم: قال تعالى: {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [سورة الحج: آية 33.]، وقال الله تعالى في المحرمين الذين ساقوا معهم الهدي: {وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [سورة البقرة: آية 196.].
والأضحية والعقيقة يذبحهما المسلم في بلده وفي بيته، ويأكل ويتصدق منهما، ولا يبعث بقيمتهما ليشتري بها ذبيحة وتوزع في بلد آخر؛ كما ينادي به اليوم بعض الطلبة المبتدئين أو بعض العوام؛ بحجة أن بعض البلاد فيها فقراء محتاجون.
ونحن نقول: إن مساعدة المحتاجين من المسلمين مطلوبة في أي مكان، لكن العبادة التي شر الله فعلها في مكان معين لا يجوز نقلها منه إلى مكان آخر؛ لأن هذا تصرف وتغيير للعبادة عن الصيغة التي شرعها الله لها، وهؤلاء شوَّشوا على الناس، حتى كثر تساؤلهم عن هذه المسألة.
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث بالهدي إلى مكة ليذبح فيها وهو مقيم بالمدينة [انظر: "زاد المعاد" (2/ 313).] ويذبح الأضحية والعقيقة في بيته بالمدينة ولا يبعث بهما إلى مكة، مع أنها أفضل من المدينة، وفيها فقراء قد يكونون أكثر حاجة من فقراء المدينة، ومع هذا تقيد بالمكان الذي شرع الله أداء العبادة فيه، فلم يذبح الهدي بالمدينة، ولم يبعث بالأضحية والعقيقة إلى مكة، بل ذبح كل نوع في مكانه المشروع ذبحه فيه، "وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة".
نعم؛ لا مانع من إرسال اللحوم الفائضة من هدي التمتع وهدي التطوع خاصة دون هدي الجبران ومن الأضاحي إلى البلاد المحتاجة، لكن الذبح لابد أن يكون في المكان المخصص له شرعًا.
ومن أراد نفع المحتاجين من إخواننا المسلمين في البلاد الأخرى؛ فليساعدهم بالأموال والملابس والأطعمة وكل ما فيه نفع لهم، أما العبادات فإنها لا تغير عن وقتها ومكانها بدعوى مساعدة المحتاجين في مكن آخر، والعاطفة لا تكون على حساب الدين وتغيير العبادة، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
من موقع الشيخ صالح الفوزان حفظه الله.
ـ[عبدالله محمد الفارسي]ــــــــ[07 - 10 - 07, 02:14 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء على نقلك و بارك الله في شيخنا الحبيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/167)
ـ[ابو الدحداح الشافعي]ــــــــ[07 - 10 - 07, 07:24 م]ـ
اخي ما هو قول الشيخ عبد العزيز الفوزان في زكاة الفطر في القيمة والاطعام
اذا سمعته او تنقله لنا
بارك الله فبك
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 01:21 ص]ـ
فتاوى حول زكاة الفطر للشيخ الفوزان
-------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله
فتاوى حول زكاة الفطر للشيخ الفوزان حفظه الله
حكم إعطاء المسكين أقل من صاع في زكاة الفطر.
نص السؤال
بالنسبة لزكاة الفطر حينما نشتريها من الباعة نجد الكثير من المحتاجين جالسين طالبين لها فنقوم بتوزيعها عليهم ولكن قد لا يأخذ بعضهم صاعًا كاملاً فهل يشترط أن لا يقل إطعام المسكن الواحد عن صاع أم يجوز ولو قل عن ذلك؟
نص الفتوى
قد فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم صدقة الفطر صاعًا من البر أو نحوه من الطعام [انظر صحيح الإمام البخاري ج2 ص138.] فيجوز للمسلم أن يدفع الصاع للشخص الواحد ولعدة أشخاص المهم أن يكون من الدافع صاع كامل أما المدفوع له فلا مانع أن يشترك عدة أشخاص في صدقة شخص واحد.
ما هو مكان إخراج زكاة الفطر?
نص السؤال
أنا مقيم في هذا البلد للعمل، فهل يجوز لي إخراج زكاة الفطر هنا أم في بلدي الذي قدمت منه؟
نص الفتوى
الحمد لله
يشرع إخراج صدقة الفطر في البلد الذي ينتهي شهر رمضان وأنت فيه؛ لأنها تابعة للبلد فحيث وجد المسلم في بلد وحان انتهاء شهر رمضان فإنه يخرج زكاة الفطر عن نفسه في فقراء ذلك البلد .. وإن وَكَّل من يخرجها عنه في بلده أجزأه ذلك، لكنه خلاف الأولى – والله أعلم – وإذا كنت في بلد ليس فيه مسلمون، أو فيه مسلمون لكنهم لا يستحقون صدقة الفطر لأنهم أغنياء، فإنها تخرج في أقرب بلد فيه فقراء من المسلمين.
حكم إخراج القيمة في زكاة الفطر.
نص السؤال
كثر الجدل مؤخرًا بين علماء بعض الدول الأخرى حول المشروع في زكاة الفطر، وإمكانية إخراج القيمة، فما رأي فضيلتكم؟
نص الفتوى
الحمد لله
المشروع في زكاة الفطر أن تؤدى على الوجه المشروع الذي أمر به النبي صلى الله عليه وسلم، بأن يدفع المسلم صاعًا من قوت البلد وتُعطى للفقير في وقتها، أما إخراج القيمة فإنه لا يجزئ في زكاة الفطر؛ لأنه خلاف ما أمر به النبي صلى الله عليه وسلم وما عمل به صحابته الكرام من إخراج الطعام، ولم يكونوا يخرجون القيمة وهم أعلم منا بما يجوز وما لا يجوز، والعلماء الذين قالوا بإخراج القيمة قالوا ذلك عن اجتهاد، والاجتهاد إذا خالف النص فلا اعتبار به.
قيل للإمام أحمد بن حنبل – رحمه الله -: قوم يقولون: عمر بن عبد العزيز كان يأخذ القيمة في الفطرة؟ قال: يَدَعون قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ويقولون: قال فلان، وقد قال ابن عمر: فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر صاعًا ... [رواه الإمام البخاري في "صحيحه" (2/ 138) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.] انتهى.
إخراج القيمة في زكاة الفطر.
نص السؤال
ما حكم دفع قيمة صدقة الفطر وقيمة الأضحية والعقيقة ليشترى بها طعام يدفع وشاة تذبح في بلاد أخرى للفقراء هناك؟
نص الفتوى
الحمد لله
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على رسول الله نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فقد قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} [سورة الحشر: آية 7.].
وقال صلى الله عليه وسلم: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا؛ فهو رد «، أخرجه البخاري [رواه البخاري في "صحيحه" (3/ 24).].
وإن بعض الناس في هذا الزمان يحاولون تغيير العبادات عن وضعها الشرعي، ولذلك أمثلة كثيرة؛ فمثلاً صدقة الفطر أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بإخراجها من الطعام في البلد الذي يوجد فيه المسلم عند نهاية شهر رمضان؛ بأن يخرجها في مساكين ذلك البلد [انظر: "سنن أبي داود" (2/ 114، 115، 118، 119)، وانظر: "سنن الترمذي" (3/ 34، 35)، وانظر: "سنن النسائي" (5/ 51 - 53، 55).]، وقد وجد من يفتي بإخراج القيمة بدلاً من الطعام، ومن يفتي بدفع دراهم يشتري بها طعام في بلد آخر بعيد عن بلد الصائم وتوزع هناك، وهذا تغيير للعبادة عن وضعها الشرعي؛ فصدقة الفطر لها وقت تخرج فيه، وهو ليلة العيد أو قبله بيومين فقط عند العلماء، ولها مكان تخرج فيه، وهو البلد الذي يوافي تمام الشهر والمسلم فيه،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/168)
ولها أهل تصرف فيهم، وهم مساكين ذلك البلد، ولها نوع تخرج منه، وهو الطعام؛ فلا بد من التقيد بهذه الاعتبارات الشرعية، وإلا فإنها لا تكون عبادة صحيحة، ولا مبرئة للذمة.
وقد اتفق الأئمة الأربعة على وجوب إخراج صدقة الفطر في البلد الذي فيه الصائم مادام فيه مستحقون لها، وصدر بذلك قرار من هيئة كبار العلماء في المملكة؛ فالواجب التقيُّد بذلك، وعدم الالتفات إلى من ينادون بخلافه؛ لأن المسلم يحرص على براءة ذمته، والاحتياط لدينه، وهكذا كل العبادات لابد من أدائها على مقتضى الاعتبارات نوعًا ووقتًا ومصرفًا؛ فلا يغير نوع العبادة الذي شرعه الله إلى نوع آخر.
فمثلاً: فِديَةُ الصيام بالنسبة للكبير الهرم والمريض المزمن اللذين لا يستطيعان الصيام قد أوجب الله عليهما الإطعام عن كل يوم بدلاً من الصيام، قال الله تعالى: {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ} [سورة البقرة: آية 184.]، وكذلك الإطعام في الكفارات كفارة الظهار وكفارة الجماع في نهار رمضان وكفارة اليمين، وكذلك إخراج الطعام في صدقة الفطر؛ كل هذه العبادات لابد من إخراج الطعام فيها، ولا يجزئ عنه إخراج القيمة من النقود؛ لأنه تغيير للعبادة عن نوعها الذي وجبت فيه؛ لأن الله نص فيها على الإطعام؛ فلا بد من التقيُّد به، ومن لم يتقيَّد به؛ فقد غيَّر العبادة عن نوعها الذي أوجبه الله.
وكذلك الهدي والأضاحي والعقيقة عن المولود؛ لابد في هذه العبادات أن يذبح فيها من بهيمة الأنعام النوع الذي يجزئ منها، ولا يجزئ عنها إخراج القيم أو التصدق بثمنها:
لأن الذبح عبادة: قال تعالى: {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ} [سورة الكوثر: آية 2.]، وقال الله تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} [سورة الأنعام: آية 162.].
والأكل من هذه الذبائح والتصدق من لحومها عبادة: قال الله تعالى: {فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ} [سورة الحج: آية 28.].
فلا يجوز ولا يجزئ إخراج القيمة أو التصدق بالدراهم بدلاً من الذبح؛ لأن هذا تغيير للعبادة عن نوعها الذي شرعه الله فيه، ولابدّ أيضًا أن تذبح هذه الذبائح في المكان الذي شرع الله ذبحها فيه:
فالهدي يذبح في الحرم: قال تعالى: {ثُمَّ مَحِلُّهَا إِلَى الْبَيْتِ الْعَتِيقِ} [سورة الحج: آية 33.]، وقال الله تعالى في المحرمين الذين ساقوا معهم الهدي: {وَلاَ تَحْلِقُواْ رُؤُوسَكُمْ حَتَّى يَبْلُغَ الْهَدْيُ مَحِلَّهُ} [سورة البقرة: آية 196.].
والأضحية والعقيقة يذبحهما المسلم في بلده وفي بيته، ويأكل ويتصدق منهما، ولا يبعث بقيمتهما ليشتري بها ذبيحة وتوزع في بلد آخر؛ كما ينادي به اليوم بعض الطلبة المبتدئين أو بعض العوام؛ بحجة أن بعض البلاد فيها فقراء محتاجون.
ونحن نقول: إن مساعدة المحتاجين من المسلمين مطلوبة في أي مكان، لكن العبادة التي شر الله فعلها في مكان معين لا يجوز نقلها منه إلى مكان آخر؛ لأن هذا تصرف وتغيير للعبادة عن الصيغة التي شرعها الله لها، وهؤلاء شوَّشوا على الناس، حتى كثر تساؤلهم عن هذه المسألة.
ولقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يبعث بالهدي إلى مكة ليذبح فيها وهو مقيم بالمدينة [انظر: "زاد المعاد" (2/ 313).] ويذبح الأضحية والعقيقة في بيته بالمدينة ولا يبعث بهما إلى مكة، مع أنها أفضل من المدينة، وفيها فقراء قد يكونون أكثر حاجة من فقراء المدينة، ومع هذا تقيد بالمكان الذي شرع الله أداء العبادة فيه، فلم يذبح الهدي بالمدينة، ولم يبعث بالأضحية والعقيقة إلى مكة، بل ذبح كل نوع في مكانه المشروع ذبحه فيه، "وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وشر الأمور محدثاتها، وكل بدعة ضلالة".
نعم؛ لا مانع من إرسال اللحوم الفائضة من هدي التمتع وهدي التطوع خاصة دون هدي الجبران ومن الأضاحي إلى البلاد المحتاجة، لكن الذبح لابد أن يكون في المكان المخصص له شرعًا.
ومن أراد نفع المحتاجين من إخواننا المسلمين في البلاد الأخرى؛ فليساعدهم بالأموال والملابس والأطعمة وكل ما فيه نفع لهم، أما العبادات فإنها لا تغير عن وقتها ومكانها بدعوى مساعدة المحتاجين في مكن آخر، والعاطفة لا تكون على حساب الدين وتغيير العبادة، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه.
من موقع الشيخ صالح الفوزان حفظه الله: http://www.alfuzan.net(84/169)
اللهث وراء الختمات وأثر (عند كل ختمة دعوة مستجابة)
ـ[الفاروقي]ــــــــ[07 - 10 - 07, 01:13 م]ـ
اللهث وراء الختمات
وأثر (عند كل ختمة دعوة مستجابة)
عبد المجيد المنصور
يتهافت كثير من الناس في نهايه شهر رمضان على الجوامع للصلاة خلف الأئمة المشهورين بجودة التلاوة؛ لحضور ختمة القرآن، يصحب هذا التهافت اعتقاد سائد موروث من العوام وممن لا علم عنده أنه: (عند كل ختمة دعوة مستجابة)، فتزدحم بعض الجوامع لهذا، وتضيق على مرتاديها، وتغلق الطرقات، فلا يجد القاصد إليها سبيلا، ولا لداخلها طريقاً، ويكون ذلك كله على حساب السكينة والخشوع، والتدبر والخضوع.
يسارع سواد عظيم من الناس لحظور تلك الختمات ليدرك الدعوة المستجابة المزعومة عند الختمة، ولكي يذرف الدموع فيها، ويسكب العبرات، ويخرج الزفرات، بسبب تأثير كلام المخلوق (الإمام الداعي) في الوقت الذي لم يبك من كلام الخالق في آيات الوعد والوعيد التي لو أنزلت على جبل لخشع وتصدع من خشية الله جل وعلا، فآه ثم آه من أناس يبكون من كلام المخلوقين، ولا يبكون من كلام الخالق جل وعلا، ثم آه من أناس يبكون من كلام المخلوقين أكثر من كلام الخالق. هل قل إيمانناً، أو تغيرت موازيننا، أو استحكم علينا شيطاننا، أو علا كلام المخلوق على كلام الخالق!!! أو لأن الدعوة فيها مستجابة، أو لأجل أن يحدِّث عند الآخرين بأنه حضر ختمة فلان، الله أعلم بما تكنه القلوب.
يتهافت كثير من الناس في نهايه شهر رمضان على الجوامع للصلاة خلف الأئمة المشهورين بجودة التلاوة؛ لحضور ختمة القرآن
والله ثم والله مهما بلغت بلاغة دعاء المخلوق، وبديع نظمه، وقوة سجعه، وحسن سبكه، وجميل لحنه، وروعة صوته، وجمال كلامه، لن يكون كبلاغة كلام الخالق الله جل وعلا، وقوة تأثيره، "والله إن لقوله حلاوة، وإن عليه طلاوة، وإنه لمثمر أعلاه، مغدِقٌ أسفلُه، وإنه ليعلو ولا يُعلى" قاله الوليد بن المغيرة الكافر في القرآن حينما سمعه من النبي صلى اله عليه وسلم، فمال لقلوبنا لا تقولها وتَحسُّ بتلك الحلاوة.
نعم قد يبكي من كلام المخلوق ويتأثر به بغير اختياره وتقصُّد فليس في ذلك ملامة، ولكن النكير: أين هو من كلام الله قبل تلك الختمة؟ لماذا لم يتأثر به كتأثره بدعاء الختمة؟، ولماذا هذا البكاء والعويل والصراخ الطويل في المساجد والجوامع عند الختمات، ويرتج لذلك المسجد بسبب تأثير كلام المخلوق أكثر من تأثير كلام الخالق، أليس القرآن أحق بذلك، ولماذا تُقصد الختمات لأجل البكاء فيها، ولايَقصد كلام الخالق ليبكي بسببه.
إن قلوباً تتأثر بكلام المخلوق دون كلام الخالق فإن في قلوبها ضعفا، ويستحق أصحابها أن يراجعوا أنفسهم.
وليس ما سطرته هي حملة على أولئك الأئمة؛ إذ لا ذنب لهم فهم مبتلون بكثرة المصلين خلفهم، نسأل الله لنا ولهم القبول والتوفيق.
وفي الختام:
أهمس في أذن أخي الذي يركض خلف الختمات؛ لأجل أن فيها دعوات مستجابات، كما يعتقد، أقول فيها على رسلك، فليس يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك شيء، وأما الأثر المشهور على الألسن (عند كل ختمة دعوة مستجابة) فلا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم.
وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم من طريقين لا سعادة بأحدهما ولا بمجموعهما.
أما الأول:
فقد رواه الخطيب البغدادي في تاريخه (1) عن رقاد بن إبراهيم: حدثنا أبو عصمة: حدثنا يزيد الرقاشي عن أنس بن مالك مرفوعاً.
وهذا الطريق فيه علتان:
الأولى: في أبي عصمة وهو نوح بن أبي مريم قال يحيى: أبو عصمة ليس بشيء ولا يكتب حديثه، وقال ابن حبان: كان ممن يقلب الأسانيد ويروي عن الثقات ما ليس من حديث الأثبات لا يجوز الاحتجاج به بحال (2)، وقال البخاري في التاريخ الكبير: نوح بن أبي مريم أبو عصمة قاضي مرو ذاهب الحديث جدا (3)، وقال الجوزجاني: سقط حديثه (4)، وقال الدارقطني: ضعيف الحديث متروك (5). وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين وقال (قال احمد يروي مناكير ... وقال ابن حماد يروي مناكير وقال ابن حماد ومسلم بن الحجاج والرازي والدراقطني متروك ... وذكر أبو عبد الله الحاكم أن نوحاً وضع حديث فضائل القرآن (6).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/170)
والعلة الثانية: في يزيد الرقاشي، قال أبو طالب سمعت أحمد بن حنبل يقول: لا يكتب حديث يزيد الرقاشي، قلت له فلم ترك حديثه لهوى كان فيه؟ قال لا ولكن كان منكر الحديث، وقال ابن سعد: كان ضعيفا قدريا، وقال البخاري: تكلم فيه شعبة، وقال شعبة: لأن أقطع الطريق أحب إلي من أن أروي عن يزيد الرقاشي، وقال يعقوب بن سفيان فيه ضعف، وقال أبو حاتم كان واعظا بكاء كثير الرواية عن أنس بما فيه نظر صاحب عبادة وفي حديثه ضعف، وقال النسائي والحاكم أبو أحمد متروك الحديث، وقال النسائي في موضع آخر والدارقطني والبرقاني ضعيف (7).
وقد ذكر ابن الجوزي هذا الأثر من هذا الطريق في العلل المنتاهية وقال (هذا حديث لا يصح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ويزيد الرقاشي قال فيه احمد بن حنبل (لا يكتب عنه شيء) قال يحيى: أبو عصمة (ليس بشيء ولا يكتب حديثه) وقال ابن حبان (لا يجوز الاحتجاج به) (8).
وقال الألباني عن هذا الحديث بهذا الطريق في السلسلة الضعيفة: (قلت: وهذا موضوع؛ آفته أبو عصمة هذا - وهو نوح بن أبي مريم، الملقب بـ (الجامع) - جمع كل شيء من العلوم إلا الصدق! قال الحافظ: "كذبوه في الحديث، وقال ابن المبارك: كان يضع"، ويزيد الرقاشي ضعيف، ورقاد بن إبراهيم لم أعرفه.) اهـ قلت ذكر ابن حبان رقاد بن إبراهيم في الثقات (9).
وأما الطريق الثاني: فقد رواه البيهقي في شعب الإيمان (10) وأبو نعيم في الحلية (11) وابن عساكر في تاريخه (12) من طريق حمدون بن عباد، حدثنا يحيى بن هاشم، عن مسعر، عن قتادة، عن أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مع كل ختمة دعوة مستجابة». قال أبو نعيم: (لا أعلم رواه عن مسعر غير يحيى ابن هاشم).
وهذا الطريق علته يحيى بن هاشم السمسار.
ذكره ابن حبان في المجروحين وقال: كان ممن يضع الحديث على الثقات، ويروى عن الإثبات الأشياء المعضلات، لا يحل كتابة حديثه إلا على جهة التعجب لأهل الصناعة ولا الرواية بحال، وهو الذي روى عن مسعر عن قتادة عن أنس بن مالك عن النبي عليه الصلاة والسلام قال: " عند كل ختمة دعوة مستجابة" إنما هو يزيد الرقاشى عن أنس، ليس من حديث قتادة ولا مسعر (13).
وقال الذهبي في ميزان الاعتدال: (كذبه ابن معين، وقال النسائي وغيره: متروك، وقال ابن عدي: كان ببغداد، يضع الحديث ويسرقه، ... وقال صالح جزرة: رأيت يحيى بن هاشم وكان يكذب في الحديث) (14).
لذا قال البيهقي عن هذا الطريق: (في إسناده ضعف وروي من وجه آخر ضعيف عن أنس) (15) ويقصد بالوجه الآخر الطريق السابق عن يزيد عن أنس ثم ذكره.
وهناك أحاديث أخرى غير هذا الحديث في هذا الموضوع، ولكنها كلها ضعيفة ضعفاً شديداً أو موضوعة، فلا يفرح بها.
ومن ذلك:
1) ما رواه ابن عدي في الكامل (16) والبيهقي في شعب الإيمان (17): من طريق علي بن حرب، حدثنا حفص بن عمر بن حكيم، حدثنا عمرو بن قيس الملائي، عن عطاء، عن ابن عباس، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من استمع حرفا من كتاب الله طاهرا كتبت له عشر حسنات، ومحيت عنه عشر سيئات، ورفعت له عشر درجات، ومن قرأ حرفا من كتاب الله في صلاة قاعدا كتبت له خمسون حسنة، ومحيت عنه خمسون سيئة، ورفعت له خمسون درجة، ومن قرأ حرفا من كتاب الله في صلاة قائما كتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة ورفعت له مائة درجة، ومن قرأ فختمه كتب الله عنده دعوة مجابة معجلة أو مؤخرة» فقال له رجل: يا أبا عباس إن كان رجل لم يتعلم إلا سورة أو سورتين، قال: سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: «ختمه من حيث علمه، ختمه من حيث علمه».
وهذا الحديث علته في حفص بن عمر قال ابن عدي في الكامل (حدث عن عمرو بن قيس الملائي عن عطاء عن بن عباس أحاديث بواطيل) (18) ثم ذكر بواطيله، ومنها هذا الحديث ثم قال (وهذه الأحاديث بهذا الإسناد مناكير لا يرويها إلا حفص بن عمر بن حكيم هذا، وهو مجهول، ولا أعلم أحدا روى عنه غير علي بن حرب ولا أعرف له أحاديث غير هذا)، وذكره ابن الجوزي في الضعفاء والمتروكين (19) وقال (حفص بن عمر بن حكيم يلقب بالكبر ويقال الكفر قال ابن حبان الرملي حدث عن ابن جريح قال يحيى: ليس بشيء وقال مرة ليس بثقة ولا مأمون احاديثه كذب وقال الأزدي متروك الحديث) وقال ابن حبان في المجروحين (20) (يروي عن عمرو بن قيس الملائي المناكير الكثيرة ... ولا يجوز
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/171)
الاحتجاج بخبره)، وقال البيهقي بعد ذكر الحديث «تفرد به حفص بن عمر وهو مجهول».
2) و من ذلك ما رواه ابن مردويه عن جابر يرفعه: "إن لقارئ القرآن دعوة مستجابة، فإن شاء صاحبها تعجلها في الدنيا، وإن شاء أخرها إلى الآخرة"، وفيه مقاتل بن سليمان، كذبوه وهجروه.
قال فيه البخاري وابن معين: لا شيء البتة، وقال عبد الرحمن بن الحكم بن بشر بن سليمان كان قاصا ترك الناس حديثه، وقال بن عمار الموصلي لا شيء، وقال أبو حاتم متروك الحديث وقال النسائي كذاب وقال في موضع آخر الكذابون المعروفون بوضع الحديث على رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة وذكر منهم مقاتل بخراسان، وقال البخاري قال بن عيينة سمعت مقاتلا يقول إن لم يخرج الدجال الأكبر سنة خمسين ومائة فاعلموا إني كذاب (21). وقال ابن حجر: اجمعوا على تضعيفه (22).
ومن خلال ما سبق يتضح أنه لم يصح شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم في أن عند كل ختمة دعوة مستجابة، أما مشروعية ختم القرآن فهو موضوع آخر، و لا إشكال فيه، والنبي صلى الله عليه وسلم ختم القرآن في رمضان أكثر من مرة في مدارساته مع جبريل عليه السلام، ولو كان هناك دعوة مستجابة عند ختمة القرآن لنقل إلينا عن النبي صلى الله عليه وسلم من قوله أو فعله بطريق صحيح لدواعي الهمة إلى نقله، وورد عن بعض الصحابة كأنس رضي الله عنه أنه دعا بعد الختمة في غير صلاة، والله تعالى أعلم.
أسأل الله جل وعلا أن يدلنا للخير، وأن يهدينا لما اختلف فيه من الحق بإذنه فإنه يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم، وأسأله أن يتقبل منا ومن جميع المسلمين الصيام والقيام والدعاء إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
________________
(1) تاريخ بغداد (9/ 390).
(2) المجروحين ج3/ص48
(3) التاريخ الكبير ج8/ص111
(4) أحوال الرجال ج1/ص203
(5) سنن الدارقطني ج2/ص12
(6) الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج3/ص167 وانظر تهذيب الكمال 30/ 56 وميزان الاعتدال7/ 55
(7) انظر: تهذيب الكمال ج32/ص 68و 69
(8) انظر: العلل المتناهية: 1/ 115
(9) الثقات ج8/ص245
(10) رقم 2086 (ج2/ص374)
(11) حلية الأولياء ج7/ص260
(12) تاريخ مدينة دمشق ج14/ص271
(13) المجروحين 3/ 125
(14) ميزان الاعتدال 7/ 224 وانظر لسان الميزان6/ 279
(15) شعب الإيمان 2086 ج2/ص374
(16) الكامل في ضعفاء الرجال ج2/ص387
(17) شعب الإيمان 2085 ج2/ص373
(18) الكامل في ضعفاء الرجال ج2/ص387
(19) الضعفاء والمتروكين لابن الجوزي ج1/ص223
(20) المجروحين ج1/ص259، وانظر ميزان الاعتدال2/ 326
(21) انظر تهذيب التهذيب ج10/ص253
(22) لسان الميزان ج7/ص397
أ
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[07 - 10 - 07, 02:00 م]ـ
شكر الله لك أخي الكريم هذا التنبيه الطيب, وكان بودي قبل اهتمامك بالحديث الذي ضعفته ونقلت فيه كلام أئمة السنة -رحمني الله وإياك وإياهم - أن تتطرق لموضوع الاعتداء في الدعاء الذي أصبح شعيرة عندنا اليوم, يستحق تاركها الإنكار والتنكيل حتى أصبح من يلتزم بالمأثور الثابت النافع الجامع محل استغراب عند كثير من الناس إلا من رحم الله, وأصبح ميزان الإمام عند بعض الناس على قدر إبداعه في غرائب الأدعية ومناكيرها التي يحوي كثيرٌ منها محاذيرَ شرعية واضحة.
وأنا هنا أقترح على الأئمة أن يتركوا لآخر سورتين أو ثلاث من القرآن ويقرؤون بها عقب السلام من الصلاة ثم يدعون إلى مغيب شمس اليوم التالي ولا حرج عليهم, أما أن يفصل أحدهم بين قراءته وركوعه بخمس وأربعين دقيقة يبكي وينتحب فيها ويخرج أصواتا وحروفاً كاملةً, ويذكر فيها أمصار المسلمين كأفغانستان واندونيسيا وفلسطين وربما سمَّى أشخاصا بأسمائهم, فهذا تعريض لصلاته وصلاة مأموميه المسلمين إلى البطلان والفساد كما حكاه بعض الفقهاء رحمهم الله.
لكن الدعاء عند الختم وإن لم يرد فيه عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شيئ يُتوكَّأُ عليه , بل ولا من السنة كذلك ان يختم القرىن في المساجد في رمضان, ولوترك هذا اليوم بعض الأئمة لتواتر النكير عليه لأن الناس كادوا يعتقدون لزومه, قال القرطبي رحمه الله:
روى الترمذي عن أنس بن مالك قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/172)
كان رجل من الأنصار يؤمهم في مسجد قباء وكان كلما افتتح سورة يقرؤها لهم في الصلاة فقرأ بها افتتح ب (ـ قل هو الله أحد) حتى يفرغ منها ثم يقرأ بسورة أخرى معها وكان يصنع ذلك في كل ركعة فكلمة أصحابه فقالوا: إنك تقرأ بهذه السورة ثم لا ترى انها تجزيك حتى تقرأ بسورة اخرى فإما أن تقرأ بها وإما أن تدعها وتقرأ بسورة اخرى؟ قال: ما أنا بتاركها وإن احببتم ان أؤمكم بها فعلت وإن كرهتم تركتكم وكانوا يرونه أفضلهم وكرهوا ان يؤمهم غيره فلما اتاهم النبي صلى الله عليه وسلم أخبروه الخبر فقال (يا فلان ما يمنعك مما يأمر به أصحابك؟ وما يحملك ان تقرأ هذه السورة في كل ركعة؟ فقال يا رسول الله إني احبها فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن حبها أدخلك الجنة) قال: حديث حسن غريب صحيح قال ابن العربي: (فكان هذا دليلا على انه يجوز تكرار سورة في كل ركعة ,وقد رأيتُ على باب الأسباط فيما يقرب منه إماما من جملة الثمانية والعشرين إماما كان يصلي فيه التراويح في رمضان بالأتراك فيقرأ في كل ركعة (الحمدلله) و (قل هو الله أحد) حتى يتم التراويح تخفيفا عليه ورغبة في فضلها وليس من السنة ختم القرآن في رمضان)
قلت: هذا نص قول مالك قال مالك: وليس ختم القرآن في المساجد بسنة} 20/ 227
قلتُ أنا أبو زيدٍ: لو فعلَ إمامٌ عندنا فعل هذا التركي رحمه الله, لقامت عليه الدنيا ولم تقعد.
ومع كل هذا إلا أن الداعي عند الختم وجامعَ الناس لذلك خارج الصلاة معذور مأجورٌ إن شاء الله فربما كان فيهم من لو أقسم على الله أبر الله قسمه فيستجاب دعاء مجالسيه بتأمينه, وأصل ذلك ما رواه الدارمي بسند صحيح قال: حدثنا عفان ثنا جعفر بن سليمان حدثنا ثابت قال: كان أنس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - إذا ختم القرآن جمع ولده وأهل بيته فدعا لهم.
ورواه الطبراني أيضاً في الكبيرقال: حدثنا محمد بن علي بن شعيب السمسار ثنا خالد بن خداش ثنا جعفر بن سليمان عن ثابت: أن أنس بن مالك كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده فدعا لهم.
قال في مجمع الزوائد: عن ثابت أن أنس بن مالك كان إذا ختم القرآن جمع أهله وولده فدعا لهم
رواه الطبراني ورجاله ثقات.7/ 356
والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه احكم وأسلم
ـ[الفاروقي]ــــــــ[07 - 10 - 07, 02:50 م]ـ
نعم
ومما أوشك أن يثبت فى مجال البدع
الفاصل بعد الرابعة في التراويح
يوميا بلا انقطاع
يخصص لوعظ الناس غالبا بقصص واهية مكررة
ولكن كل شىء مخالف للسنة تكون عاقيته سيئة
لذا فقد نفر العوام من المصلين الراغبين فى انقضاء الصلوات بأسرع وقت
وحدثت مشادات بالمساجد بسبب ذلك
===========
ألا ما أجمل السنة و ما أقبح البدعة
والحمد لله و الصلاة و السلام على نبينا محمد
و أنبه إلى أن الموضوع منقول
ـ[ابو عبد الله الرباطي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 01:26 ص]ـ
[ quote= الفاروقي;679673] نعم
ومما أوشك أن يثبت فى مجال البدع
الفاصل بعد الرابعة في التراويح
يوميا بلا انقطاع
يخصص لوعظ الناس غالبا بقصص واهية مكررة
من قال ببدعية ذلك؟؟
أذكر أنني سمعت قديما في أحد الأشرطة جوابا للشيخ الألباني بعدم بدعية هذا الأمر و أنه فيه سعة و الله أعلم ...
ـ[الفاروقي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 01:48 ص]ـ
نعم فيه سعة
لكن تكرار ذلك فى موعد ثابت بدون توقف قد يجعله بدعة
وليست الموعظة نفسها هى البدعة
والله أعلم
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 05:20 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاروقي على هذا التنبيه والشكر موصول للأخ أبوزيد الشنقيطي
والتغني بالدعاء وتطويله وتسجيعه والإغراب فيه كلها شروط معتبره للإمام الجيد الذي
يستحق الصلاة ورائه والرحلة إليه!!!
حتى قيل: فلان قرائته جيده ودعائه مؤثر
والله المستعان
ـ[أبوعبد الرحمن حسن بن محمد]ــــــــ[09 - 10 - 07, 07:26 ص]ـ
[ quote=
وأنا هنا أقترح على الأئمة أن يتركوا لآخر سورتين أو ثلاث من القرآن ويقرؤون بها عقب السلام من الصلاة ثم يدعون إلى مغيب شمس اليوم التالي ولا حرج عليهم, [/ quote]
أخي الكريم: (أبا زيد) حفظك المولى .. ألا ترى أن قولك هذا نوع افتراع يحتاج إلى نظر وتدليل ... ؟!.
دمت موفقاً ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 08:06 ص]ـ
الإخوة الأفاضل: جزاكم الله خيرا
اسمحوا لي أن أختلف معكم قليلا، فمن الظلم أن يعامل طالبُ العلم الناس كما يعامل نفسه، فالناس تحتاج إلى صوت حسن؛ حتى تخشع؛ لأنها لم تصل إلى المرحلة التي تتأثر فيها بالمعاني العظيمة لكتاب الله الكريم، وتحتاج إلى دعاء رقراق حتى يلامس شغاف قلوبها، وطالما أن الدعاء ليس فيه اعتداء فلا حرج في الزيادة على دعاء القنوت - وإن كان خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم -.
فلا ينبغي إطلاقا سد باب خير على الناس، يمكننا التعديل والنصح لكن باللين وبمراعاة المسائل الخلافية، فالاجتماع على ختم القراّن سواء في الصلاة أو غيرها كان عليه السلف وقد خصص الدارمي رحمه الله في سننه بابا في كتاب فضائل القراّن سماه (باب في ختم القراّن) وذكر فيه اّثارا بإسناده عن كثير من السلف في فضائل الختمة فليراجعه من شاء.
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/173)
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 09:58 ص]ـ
فلا ينبغي إطلاقا سد باب خير على الناس، يمكننا التعديل والنصح لكن باللين وبمراعاة المسائل الخلافية، فالاجتماع على ختم القراّن سواء في الصلاة أو غيرها كان عليه السلف وقد خصص الدارمي رحمه الله في سننه بابا في كتاب فضائل القراّن سماه (باب في ختم القراّن) وذكر فيه اّثارا بإسناده عن كثير من السلف في فضائل الختمة فليراجعه من شاء.
.
جزى الله الأخ الكريم محمد العبادي خيرا
واللهث وراء تبديع الناس في عمل لهم فيه سلف صالح من صحابة وتابعين وأئمة أولى بالإنكار من اللهث وراء الختمات
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[09 - 10 - 07, 12:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك وأحسن الله إليك وغفر لك ما تقدم من ذنبك. اللهم وفقنا و أعنا على قيام العشر الأواخر واغتنام الوقت في العبادة.
ـ[بونواشة عبد الرحمان]ــــــــ[10 - 10 - 07, 06:01 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله.
جزى الله خيرا الأخوة الأفاضل على هذه التنبيهات، لكن عندي إشكال في عدم مشروعية دعاء الختم داخل الصلاة و الإطالة فيه، فقد وقفت على أثر للإمام أحمد ذكره ابن أبي يعلى في طبقاته، فقال: وقال الفضل سألت أبا عبد الله قلت: أختم القرآن أجعله في الوتر أو في التراويح حتى يكون لنا دعاء بين اثنين كيف أصنع قال: إذا فرغت من آخر القرآن فارفع يديك قبل أن تركع وادع بنا ونحن في الصلاة وأطل القيام قلت: بم أدعو قال: بما شئت ففعلت كما أمرني وهو خلفي يدعو قائما ورفع يديه. اهـ
فهذا يدل على أن الإمام يرى مشروعية دعاء الختم داخل الصلاة و التطويل فيه. والله اعلم.
أفيدوني بارك الله فيكم.
ـ[أم البراء]ــــــــ[20 - 10 - 07, 08:50 ص]ـ
إخواني هلا تفضلتم علي بشرح هذا المقطع من كلام ابن العربي رحمه الله: (وقد رأيتُ على باب الأسباط فيما يقرب منه إماما من جملة الثمانية والعشرين إماما كان يصلي فيه التراويح في رمضان بالأتراك)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 10 - 07, 10:06 ص]ـ
شرح عبارة ابن العربي
(باب الأسباط) ببيت المقدس - طهره الله -
(إماما من جملة الثمانية والعشرين إماما)
كان هناك 28 إمام يصلي بالناس
كل إمام مع جماعة
(كان يصلي فيه التراويح في رمضان بالأتراك)
أغلب من يوصف بالأتراك - وقتها - فهذا يعني الجند وأمثالهم
وهولاء ليسوا من أهل العلم ولا علاقة لهم بالعلم بل كانوا من العوام
بل من الأعراب
(تخفيفا عليه ورغبة في فضله)
يعني يخفف على الأتراك هولاء
(لو فعلَ إمامٌ عندنا فعل هذا التركي رحمه الله, لقامت عليه الدنيا ولم تقعد)
نعم لو قام إمام بفعل هذا الإمام في مثل حواضر المسلمين
بين قوم أهل فضل وصلاح لصح لهم أن يعترضوا عليه
لأن فعله مخالف لفعل سلف الأمة
(عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ يُوسُفَ، عَنِ السَّائِبِ بْنِ يَزِيدَ، أَنَّهُ قَالَ: أَمَرَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ أُبَيَّ بْنَ كَعْبٍ، وَتَمِيماً الدَّاريَّ، أَنْ يَقُومَا لِلنَّاسِ بِإِحْدَى عَشْرَةَ رَكْعَةً، قَالَ: وَقَدْ كَانَ الْقَارِئُ يَقْرَأُ بِالْمِئِينَ، حَتَّى كُنَّا نَعْتَمِدُ عَلَى الْعِصِىِّ مِنْ طُولِ الْقِيَامِ، وَمَا كُنَّا نَنْصَرِفُ إِلاَّ فِي فُرُوعِ الْفَجْرِ)
انتهى
فلا أقل من التشبه بهولاء واتباع هدي السلف
(سَدِّدُوا وَقَارِبُوا)
وأما مجرد قراءة (قل هو الله أحد) في كل ركعة
والعجب أن الأتراك اليوم في جلهم على هذا الحال
وقد أخذ عنهم هذا البشناق وغيرهم
فتجد الإمام البشناقي يفعل فعل التركي
أهم شيء عندهم العدد 20 ركعة
وهذا كفعل من يصلي ثمان ركعات بقصار السور ويزعم أن السنة أن يصلي الرجل 8 ركعات
لو تأمل هولاء وأولئك فعل السلف لعرفوا الخطأ الذي وقعوا فيه
عموما يصح هذا في مثل هولاء الأعراب من الترك والأكراد والتركمان وغيرهم
لكن لا ينبغي فعله في حواضر المسلمين
إذا كان لا يصلي بمثل هولاء
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 10 - 07, 11:12 ص]ـ
باب الأسباط رقم 17
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=51049&stc=1&d=1192864247
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 10 - 07, 11:15 ص]ـ
وباب الأسباط من الأبواب المهمة
فالظاهر أن هولاء الجند من الأتراك كانوا في جهة باب الأسباط
وكان عندهم مصلى أو مسجد بجوار باب الأسباط داخل سور بيت المقدس
وكان وظيفة هولاء الجند الحراسة
ونحن نعلم أن الفرنج - لعنهم الله - دخلوا المسجد الأقصى من الجهة الشمالية من جهة باب الأسباط
وهذا يدلك على أهمية هذا الباب
ويبين لك صحة ما ذكرت لك من كون هولاء الأتراك هم من الجند
ـ[أم البراء]ــــــــ[20 - 10 - 07, 11:07 م]ـ
الشيخ الفاضل ابن وهب
جزاكم الله خيرا .. وبارك في علمكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/174)
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[21 - 10 - 07, 12:17 م]ـ
واللهث وراء تبديع الناس في عمل لهم فيه سلف صالح من صحابة وتابعين وأئمة أولى بالإنكار من اللهث وراء الختمات
شيخنا الفاضل أبا خالد: وفقكم الله تعالى!
- هل ثبت عن أحد من الصحابة دعاء الختم (داخل الصلاة)؟
- لو فرضنا ذلك، هل كانوا هم أو غيرهم من السلف يفعلون ما هو موجود الآن من (الوقوف ما بين نصف الساعة إلى الساعة إلا الربع - ما بين إنشاد ووعظ وقليل من الدعاء المأثور؟؟
على حين أنهم يقومون بقراءة الفاتحة بنفس واحد مع شبه نقر للركوع والسجود، ثم إذا عوتب قال: تخفيفا على الناس، فإذا جاء ما تهوى نفسه رمى بكلام الناس عرض الحائط.
اللهم إنا نشهد أن هذا ما كان من هديهم!!!(84/175)
الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء تطلق موقعها الجديد
ـ[الفاروقي]ــــــــ[07 - 10 - 07, 01:17 م]ـ
فيما وصفت بأنها أكبر بوابة إسلامية متخصصة في الإفتاء والبحوث الإسلامية، أطلقت الرئاسة العامة للبحوث العلمية والإفتاء في المملكة أمس موقعا إلكترونيا رسميا، يتضمن أبرز الفتاوى الصادرة عن كبار العلماء.
ويتميز الموقع الجديد http://www.alifta.com/
بسهولة البحث والتصفح، من خلال تصنيف موضوعي متكامل، وفهرسة شاملة، ومحركات بحث قوية.
ويشتمل الموقع على فتاوى سابقة منشورة، وركن خاص بفتاوى مفتي المملكة الحالي الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ، بالإضافه إلى فتاوى اللجنة الدائمة، والفتاوى الواردة في مجلة البحوث الإسلامية، وفتاوى سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله، وفتاوى برنامج "نور على الدرب"، وأبحاث هيئة كبار العلماء.
ويمكن للمستفتين بسهولة إرسال استفساراتهم الكاملة عبر الموقع، ويتم الإجابه عن الأسئلة بسرية تامة وفي وقت قياسي، من خلال أيقونة للتعامل المباشر، فيما يطلب القائمون على الموقع من «المستفتي» وضع رقم هاتفه الجوال، وبريده الالكتروني، شرطا للرد، للتأكد من هوية الشخص وجديته في طلب الفتوى.
ويعد الموقع الجديد أول محاولة حقيقية لجمع فتاوى هيئة كبار العلماء في مكان واحد على الشبكة الإلكترونية، بعدما كانت موزعة سابقا بين مواقع إسلامية لهيئات شرعية، وأخرى فردية.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[07 - 10 - 07, 02:27 م]ـ
الحمد لله
جزاك الله خيرا على الرابط حيث انني سمعت عن الموقع ولكن لم اعرف كيف احصل على رابطه
ـ[الفاروقي]ــــــــ[07 - 10 - 07, 02:46 م]ـ
و جزاك الله خيرا
ونفعنا الله به
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[09 - 10 - 07, 12:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، فإن الدال على الخير له مثل أجر فاعله
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 12:41 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[الفاروقي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 01:46 ص]ـ
و جزاكم يا إخوة جميعا خيرا
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 05:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي العزيز
ـ[ابوعبدالرحيم]ــــــــ[09 - 10 - 07, 06:34 ص]ـ
نفع الله بك المسلمين
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 12:42 م]ـ
وفق الله علماءنا الى كل خير
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[09 - 10 - 07, 01:14 م]ـ
جزاك الله خيرا
لكن لا يفتح معي(84/176)
ما حكم استعمال أموال الزكاة في القروض الخيرية
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[07 - 10 - 07, 05:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
المشايخ الأفاضل
وزارة الشؤون الدينية في الجزائر تقوم باستعمال أموال الزكاة [أعني الزكاة التي هي الركن الثالث من أركان الاسلام، وليس زكاة الفطر]ـ بعد أخذها من صناديق الزكاة الموجودة في المساجد ـ تستسعمل نسبة لا بأس بها في قروض تمنحها لتشغيل الشباب العاطل عن العمل، ثم ذالك الشاب يسدد الدين ولكن من غير فوائد ربوية، علماً أن من هؤلاء الشباب شابات مشاريعهن عبارة عن صالونات للحلاقة التي تغضب الله ولا تفرحه.
الرجاء الإفادة
وجزاكم الله خيرا
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[07 - 10 - 07, 06:34 م]ـ
استثمار أموال الزكاة (د. سعد بن تركي الخثلان وفقه الله)
الزكاة مصرفها بينه الله عز وجل في قوله: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ هذه هي مصارف الزكاة، ولم يكن استثمار أموال الزكاة معروفا على مدار أربعة عشر قرنا، بل كانت تدفع لهؤلاء الأصناف الثمانية، أو لبعضهم.
ولكن في الوقت الحاضر مع وجود الجمعيات الخيرية والمراكز الإسلامية طرحت فكرة استثمار أموال الزكاة، فيقول القائمون على تلك المراكز والمؤسسات والهيئات، يقولون نحن نجمع من الناس أموالا كبيرة من الزكاة ربما تكون بالألوف بل ربما بالملايين، فلماذا لا تستثمر أموال الزكاة هذه وتوضع في مشاريع خيرية يكون ريعها للفقراء والمساكين؟ قالوا: بدل ما نعطي هذا الفقير أو المسكين، هذا المال فيصرفه مباشرة، فنحن نستثمر له أموال الزكاة ونعطيه من ريعها.
فطرحت بعض الجمعيات الخيرية وبعض المؤسسات والمراكز الإسلامية هذه الفكرة، وهذا هو وجه اعتبارها نازلة، وأنها لم تكن معروفة من قبل على مدار أربعة عشر قرنا لم يكن استثمار الزكاة معلوما، ولهذا لا نكاد نجد لذلك ذكرا في كتب الفقهاء المتقدمين، لكنها الآن أصبحت تطرح، بل وتطرح بقوة من بعض المؤسسات الخيرية.
ومن هنا اختلف العلماء المعاصرون في حكم استثمار أموال الزكاة، فمن العلماء من أجاز استثمار أموال الزكاة وقال إن في هذا الاستثمار مصلحة عظيمة، وفيه نفع كبير للفقراء والمساكين وأصحاب الزكوات، قالوا والشريعة الإسلامية قد أتت بتحصيل المصالح، وما كان فيه تحصيل المصلحة فإن الشريعة لا تمنع منه، وهذا الاستثمار فيه مصلحة تعود بالدرجة الأولى إلى الفقراء وبقية أصناف الزكاة.
قالوا: فهذا الاستثمار هو استثمار لصالح أهل الزكاة، فهو أشبه باستثمار أموال اليتامى ونحوهم، قالوا: ومما يدل لذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع عنده إبل الصدقة ويسمنها، وهذا نوع استثمار؛ لأنها تتكاثر بالتوالد، هذه هي وجهة أصحاب هذا القول.
القول الثاني في المسألة: أنه لا يجوز استثمار أموال الزكاة مطلقا، وهذا القول هو الذي عليه أكثر العلماء، وأدلة هذا القول:
أولا: أن الله عز وجل خص الزكاة بثمانية أصناف، ذكرهم في قوله: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ إلى آخر الآية وختم الآية بقوله: فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ وحينئذ يجب أن تصرف الزكاة في هذه المصارف الثمانية على الفور؛ لأن الأصل في الأمر الفورية، والزكاة عبادة والأصل في العبادات التوقيف.
ثانيا: استدلوا بقول الله تعالى وَآتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ قالوا: والمراد بذلك الزكاة، وهذا أمر والأمر مطلق يقتضي الفورية، وقوله: يَوْمَ حَصَادِهِ آتوا حقه يوم حصاده هذا يدل على وجوب إخراج الزكاة على الفور وعدم تأخيرها لأجل استثمارها، وهذه الآية نزلت في مكة، نزلت في الفترة المكية، لما كانت الزكاة واجبة من غير تحديد، فإن الزكاة في مكة فرضت في مكة لكن من غير تحديد، وإنما كان الإنسان يدفع شيئا من ماله، ثم في المدينة بينت أنصباؤها، والشاهد هو قوله يوم حصاده، فهذا فيه إشارة إلى أن الزكاة إنما تخرج يوم الحصاد، يعني وقت وجوبها على الفور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/177)
أيضا من أدلتها هذا القول ما جاء في صحيح البخاري عن عقبة بن الحارث - رضي الله عنه - قال صلى النبي صلى الله عليه وسلم صلاة العصر فلما سلم أسرع يعني خرج من المسجد مسرعا ثم دخل البيت ثم لم يلبث أن خرج فقيل له، فقال: كنت قد خلفت في البيت تبرا -يعني ذهبا- من الصدقة، فكرهت أن أبيت ولم أقسمه، فقسمه عليه الصلاة والسلام قالوا ففي انصراف النبي صلى الله عليه وسلم بعد صلاة العصر بسرعة على وجهٍ ملفت للنظر حتى إن الصحابة سألوه عن سبب إسراعه، في هذا دليل على أن الزكاة إنما تخرج على الفور وأنه ينبغي المبادرة بإخراجها، إذ أنه لو جاز التراخي في دفعها لما أسرع النبي صلى الله عليه وسلم، ولما قال كرهت أن أبيت قبل أن تقسم.
أيضا رابعا: قالوا إن هذا المال المستثمر هو مال مستحق للفقراء والمساكين وسائر أصحاب الزكاة، وهؤلاء هم الذين يجب تمليكهم هذا المال، وهم إن أرادوا أن يستثمروا أموال الزكاة التي تدفع لهم، فهذا راجع إليهم، هذا راجع إليهم، أما أن يريد الجامع لأموال الزكاة استثمار أموال الزكاة نيابة عنهم فليس له ذلك، فالأموال الزكوية حق للفقراء والمساكين وسائر الأصناف الثمانية.
فالاستثمار في الحقيقة إنما هو راجع لهم إذا ملكوا هذه الأموال، فلو أننا ملكنا الفقير أو المسكين مال الزكاة فأراد هذا الفقير أو المسكين أن يستثمره، فهذا راجع إليه، أما أن يأتي أحد من الناس أو مؤسسة أو جمعية أو هيئة خيرية ويتدخل ويريد أن يحبس أصل مال الزكاة الواجب تمليكه لهؤلاء ويعطيهم فقط من ريعه حتى يستثمره، فليس له ذلك؛ لأنه تصرف في حقهم، ومن الذي خوله لكي يستثمر حقهم الذي فرضه الله لهم.
أيضا قالوا: إن الاستثمار لا يكون مشروعا إلا إذا كان فيه مخاطرة إذ أن الاستثمار لو كان فيه ضمان لعدم المخاطرة وذلك بأن يكون فيه ضمان عدم الخسارة أو ضمان الربح، فإن هذا الاستثمار غير جائز، الاستثمار الذي تضمن معه عدم الخسارة يضمن معه الربح غير جائز، وهذا الاستثمار المبني على المخاطرة في الحقيقة يعرض أموال الزكاة للخسارة.
ربما تستثمر أموال الزكاة في مشروع من المشاريع فيخسر ذلك المشروع، فتضيع حقوق هؤلاء الفقراء والمساكين، ثم إن حاجة الفقراء ناجزة، فيجب إخراجها على الفور، ولا شك أن استثمارها يحتاج إلى وقت طويل، فعلى سبيل المثال:
رجل دفع الزكاة عشرة آلاف ريال، لو قيل باستثمارها فلو افترضنا أنها بقيت سنة، كم سيكون ربحها والريع لها بعد تشغيلها، في الغالب أنه لا يتجاوز الربع، لكن لو أننا أعطينا هذه العشرة آلاف فقيرا أو فقراء فإنها تسد حاجة بعض هؤلاء الفقراء من جهة توفير الأكل والشرب والمسكن ونحو ذلك، ولا شك أن هذا فيه قضاء لحوائج الفقراء والمساكين، خاصة أن بعض أصحاب الزكاة من الفقراء والمساكين وغيرهم ربما تكون حاجتهم ملحة، وحينئذ فهم أولى بصرف هذا المال مباشرة بدلا من استثماره لهم.
هذه هي وجهة نظر الفريقين والأقرب والله أعلم هو القول الثاني وهو أنه لا يجوز استثمار أموال الزكاة.
وممن رجح هذا من علمائنا المعاصرين الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله- وذلك لقوة أدلته وأصول وقواعد الشريعة تدل لهذا القول، وأما ما ذكره أصحاب القول الأول القائلون بجواز استثمار أموال الزكاة من المصلحة فغير مسلم، بل إن المصلحة تقتضي أن نسلم لأصحاب الزكاة أموال الزكاة وهم الذين يتصرفون فيها.
بل إن القول باستثمار أموال الزكاة للفقراء والمساكين فيه الحقيقة إضرار بهؤلاء الفقراء والمساكين، إذ أن من الفقراء والمساكين من يعتمد في مأكله ومشربه وفي دفع الإيجار -إيجار المسكن الذي يسكن فيه- يعتمد على الزكاة اعتمادا كاملا أو شبه كامل، وحينئذ القول باستثمار أموال الزكاة وحبسها لأجل هذا الاستثمار فيه إضرار بهم، وليس فيه مصلحة ظاهرة.
ولو افترضنا أن فيه مصلحة، فيقابلها مفسدة، وهي الإضرار بالفقراء والمساكين، ومن القواعد المقررة في الشريعة أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، ثم لماذا لم تطرح هذه المسألة على مدار أربعة عشر قرنا، خفيت هذه المسألة على الناس على مدار أربعة عشر قرنا ثم يأتي من يطرحها في هذا الزمان.
ولا شك أنه كون العلماء لم يذكروها ولم يتطرقوا لها دليل على أنهم لا يرون مشروعية هذا الاستثمار، والزكاة عبادة، والعبادات مبنية على التوقيف، والقول بأن استثمار الزكاة فيه نفع للفقراء على المدى البعيد، هذا يمكن تحقيقه بوسائل أخرى غير الزكاة، مجالات أخرى كالوقف مثلا.
فلو جمعت أموال من المحسنين واستثمرت هذه الأموال في وقف، جمعت أموال من المحسنين من غير أموال الزكاة، واستثمرت في أوقاف ويكون ريعها للفقراء والمساكين، فإنه يحقق هذا الغرض، فلا تتعين أموال الزكاة لتحقيق هذا الغرض، فهناك مجالات أخرى ووسائل أخرى يمكن أن يحقق من خلالها هذا الغرض كالوقف مثلا، وبهذا يتبين.
أما قولهم: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يجمع إبل الصدقة ويستسمنها، فنقول أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يجمع إبل الصدقة لأجل صرفها في مصارفها الشرعية، وليس لأجل استثمارها، وإنما لأجل أن يصرفها في مصارفها الشرعية.
وبهذا يتبين أن القول الصحيح في هذه المسألة هو ما عليه أكثر أهل العلم من أنه لا يجوز استثمار أموال الزكاة، وإنما طرحنا هذه المسألة لأنها تثار الآن بقوة من بعض القائمين على الجمعيات والمؤسسات الخيرية، فيرون أن في هذا الاستثمار مصلحة لأصحاب الزكوات، ولكن ظاهر النصوص والأصول والقواعد الشرعية يدل على أنه لا يجوز مثل هذا الاستثمار، وأنه يجب أن تدفع الزكاة على الفور لأصحابها المستحقين لها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/178)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 10 - 07, 08:22 م]ـ
جزاك الله خيرا
**********
ممكن التعريف بالشيخ
لتكون الفائدة أبلغ
بارك الله فيك
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 08:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيكم، وأن ينفع بكم، وأن يجعل كل ما تقدموه من خدمات جليلة لطلبة العلم في ميزان حسناتكم، وأن يجري لكم ثوابها إلى يوم القيامة اللهم آمين.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[08 - 10 - 07, 08:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيكم، وأن ينفع بكم، وأن يجعل كل ما تقدموه من خدمات جليلة لطلبة العلم في ميزان حسناتكم، وأن يجري لكم ثوابها إلى يوم القيامة اللهم آمين.
آمين
من فمك لربي يا شيخ عيسى
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[10 - 10 - 07, 02:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
أما التعريف بالشيخ فتجده على هذا الرابط:
http://www.islamtoday.net/questions/muftee.cfm?Sch_ID=260
وله دروس على الشبكة كثيرة وفقه الله ونفع به ...
====
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[23 - 10 - 10, 11:59 ص]ـ
حكم استثمار أموال الزكاة في التجارات والصناعات
بقلم: عبدالرحمن بن عبدالخالق
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد الهادي الأمين، والداعي إلى صراط الله المستقيم، وعلى آله وأصحابه ومن اتبع هداه إلى يوم الدين وبعد،،
فهذه رسالة مختصرة في حكم استثمار أموال الزكاة في التجارات والصناعات وغير ذلك من وجوه الاستثمار، كتبناها لما رأينا أن بعض الباحثين وطلاب العلم أفتى بجواز استثمار أموال الزكاة، بل استحباب ذلك وخشينا أن يتوسع من يتولون جمع الزكاة من الهيئات واللجان والأغنياء في استثمار أموال الزكاة، وعلمنا أن الزكاة عبادة شرعية بل ركن من أركان الإسلام يجب أن تؤدى كما أمر الله سبحانه وتعالى. هذا وأسأل الله أن ينفع بهذه الرسالة عباده الصالحين وأن يوفقنا إلى محبته ومرضاته.
أولاً: وجوب الزكاة:
اعلم رحمني الله وإياك أن الزكاة فرض واجب بكتاب الله وسنة رسوله، وإجماع أمة محمد صلى الله عليه وسلم وهي أحد أركان الإسلام الخمس، قال تعالى "خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها”وقال تعالى "والذين في أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم"، وقال تعالى "والذين في أموالهم حق للسائل والمحروم" وأما الأحاديث فمنها قوله صلى الله عليه وسلم (ما من صاحب ذهب ولا فضة، لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة، صفحت له صفائح من نار فأحمي عليها نار جهنم، فيكوى بها جنبه، وجبينه، وظهره، كلما بردت أعيدت له، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد، فيرى سبيله، إما إلى الجنة، وإما إلى النار. ولا صاحب أبل لا يؤدي منها حقها – ومن حقها حلبها يوم ورودها – إلا إذا كان يوم القيامة، بطح لها بقاع قرقر، أوفر ما كانت، لا يفقد منها فصيلاً واحداً، تطأه بأخفافها، وتعضه بأفواهها، كلما مر عليه أولاها، رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله، إما إلى الجنة وإما إلى النار. ولا صاحب بقر، ولا غنم لا يؤدي منها حقها، إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر لا يفقد منه شيئاً، ليس فيها عصقاء، ولا جلحاء، ولا عضباء، تنطحه بقرونها، وتطأه بأظلافها، كلما مر عليه أولاها، رد عليه أخراها في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة، حتى يقضى بين العباد فيرى سبيله إما إلى الجنة وإما إلى النار) رواه أحمد ومسلم وأبو داود والنسائي، وقوله صلى الله عليه وسلم (… ولا صاحب كنز لا يفعل فيه حقه، إلا جاء كنزه يوم القيامة شجاعاً أقرع يتبعه، فاغرا فاه، فإذا أتاه فر منه، فيناديه ربه عز وجل: خذ كنزك الذي خبأته، فأنا أغنى منك، فإذا رأى أنه لابد له منه، سلك يده في فيه فيقضمها قضم الفحل) رواه أحمد ومسلم والنسائي، ولما بعث رسول الله معاذاً إلى اليمن قال له: (أنك تأتي على قوم أهل كتاب فليكن أول ما تدعوهم إليه عبادة الله، فإذا عرفوا الله، فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم خمس صلوات في يومهم وليلتهم، فإذا فعلوا فأخبرهم أن الله قد فرض عليهم زكاة تؤخذ من أموالهم فترد على فقرائهم، فإذا فعلوا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/179)
أطاعوا بها فخذ منهم، وتوق كرائم أموال الناس) متفق عليه، وقال أيضاً (أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، وأني رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دمائهم وأموالهم ألا بحقها، وحسابهم على الله) متفق عليه، وقد أجمع الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين على وجوب قتال مانعي الزكاة، وعاملوهم معاملة الكفار المرتدين.
قال ابن قدامه: فمن أنكر وجوبها جهلاً به وكان ممن يجهل ذلك إما لحداثة عهده بالإسلام أو لأنه نشأ ببادية نائية عن الأمصار عرّف وجوبها ولا يحكم بكفره لأنه معذور، وإن كان مسلماً ناشئاً ببلاد الإسلام بين أهل العلم فهو مرتد تجري عليه أحكام المرتدين، ويستتاب ثلاثاً، فإن تاب وإلا قتل لأن أدلة وجوب الزكاة ظاهرة في الكتاب والسنة، وإجماع الأمة فلا تكاد تخفى على أحد ممن هذه حاله، فإذا جحدها فلا يكون إلا لتكذيبه الكتاب والسنة وكفر بهما. أ.ه. (المغني 1/ 414)
ومن مجموعه النصوص السابقة يستفاد ما يأتي:
1) أن الزكاة فرض واجب وركن من أركان الإسلام يجب أن تؤدى كما أوجب الله، فيخرج من كل مال حسب النصاب الشرعي، ومن نفس المال الذي وجبت فيه الزكاة وتؤدى إلى من ذكر الله حسب المصارف الشرعية لقوله تعالى "إنما الصدقات للفقراء والمساكين والعاملين عليها والمؤلفة قلوبهم وفي الرقاب والغارمين وفي سبيل الله وابن السبيل فريضة من الله والله عليم حكيم" التوبة 60
2) أن الزكاة واجبة على الفور وليست على التراخي لأنها عبادة مخصوصة بالحول أو جني الثمرة وحصاد الزرع لقوله تعالى "وآتوا حقه يوم حصاده"
ثانياً: فساد القول بجواز استثمار أموال الزكاة:
وقد ذهب بعض الباحثين وطلاب العلم المعاصرين إلى جواز استثمار أموال الزكاة في التجارات والصناعات ونحوها من القائمين على جمعها سواءً كانوا حكومات أو هيئات خيرية. وهذا القول غير المسبوق، ولم يجر عليه عمل قط في عصور الإسلام جميعها، ولم يقل به أحد من أهل العلم سابقاً، ولا شك أنه خطأٌ كبير للأمور التالية:
أنه تبديل لصورة العبادة، وتغيير لأحكامها، وابتداع فيها… فالزكاة عبادة لها أركانها وشروطها وأحكامها، ويجب في العبادات أداؤها كما أمر الله سبحانه وتعالى، فإن زكاة الذهب والفضة يجب إخراجها من نفس المال ذهباً أو فضة، وزكاة الأنعام كذلك وزكاة الزروع والثمار كذلك لا يجوز تبديلها بمال آخر، ومصارف الزكاة لا يجوز زيادتها، ولا صرف الزكاة لغير من الله عليهم من أهلها لقوله تعالى "إنما الصدقات للفقراء والمساكين" .. الآية. والقائلون بجواز استثمار أموال الزكاة يبدلون أحكامها ولا بد، وقد قال صلى الله عليه وسلم (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد) رواه مسلم.>
استثمار أموال الزكاة من القائمين على جمعها حكومة كانت أو هيئات هو تصرف لم يأذن به الله ولا رسوله، وبالتالي هو تعد على أمر الله ورسوله.>
استثمار أموال الزكاة بتجارة أو صناعة أو غير ذلك يعرضها للخسارة أو الربح ففي حال الخسارة أو الربح ففي حال الخسارة من يضمن ضياع أموال الزكاة؟ وفي حالة الربح لمن يكون الربح؟ وأي قول إجابة في هذا هو قول على الله بغير علم واجتهاد في موضع النص، ولا يجوز الاجتهاد في موضع النص.
القول بأن الزكاة كالوقف يجوز بحبس أصولها، أو شراء أصول بها وتسبيل ثمرته، قياس مع الفارق وإدخال للعبادات بعضها ببعض، فطريق الوقف غير طريق الزكاة ..
وقياس الزكاة على الأموال الخراجية، التي حبسها الخليفة الراشد عمر بن الخطاب على بيت مال المسلمين، ولم يوزعها على الغانمين هي نوع من الوقف الإلزامي الذي أذن فيه المسلمون فكانوا كالمتبرعين بأموالهم، وأما مال الزكاة الذي أخرجه المزكي فهو مال الله وقد أصبح حقاً لأهل الزكاة، ولا يجوز لأحد أن يتصرف في مال الله بغير أذن منه، واستثمار أموال الزكاة هو تصرف في مال خاص لله بغير إذن من الله سبحانه وتعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/180)
وأما القول بأن مصادر الإنفاق في سيبل الله محدودة، والزكاة قليلة، واستثمارها يفتح باباً واسعاً لتنميتها، وإيجاد مصادر دائمة للإنفاق في سبل الله، كل هذا من التحسين العقلي الذي يؤدي إلى تغيير صورة هذه العبادة وحبسها وتعطيلها عن المصارف، ولا شك أنه يمكن إيجاد مصارف ثابتة عن طريق الوقف، والصدقات المعدة لذلك، وأما الزكاة فإن سبيلها غير ذلك لأنها تلبية لحاجة الفقير الماسة في الوقت كما قال صلى الله عليه وسلم: (تؤخذ من أغنيائهم وترد إلى فقرائهم) فقوله وترد إلى فقرائهم دليل الفورية في التوزيع، ولذلك أجمع أهل العلم على أنه لا يجوز حبس مال الزكاة، ولا تأخيره وكذلك قال الله سبحانه "وآتوا حقه يوم حصاده" يشعر بأنه يجب توزيعها في الوقت من جنس المال من الزروع والثمار، وكان السلف يوزعونها بين الفقراء من المرابد والبيادر رأساً قبل أن تدخل إلى مخازنهم.
القول بأن الحكومة أو الهيئات التي تقوم بجمع الزكاة تتولى تنمية هذا المال واستثماره قول ضعيف فاسد. أن مهمة الدولة في الإسلام لا يدخل فيه الاستثمار قط!! وإنما هذا من فعل الدول الشيوعية والاشتراكية التي رأت من مهمة الدولة استثمار الأموال بالزراعة والصناعة وغيرها، ولا يجتمع في الإسلام قط الحكم والتجارة!!
القول بجواز استثمار أموال الزكاة من قبل الحكومة أو لجان الخير، يفتح الباب كذلك لأن يبادر الأغنياء ومخرجو الزكاة في استثمار زكاتهم بأنفسهم وهذا سيؤدي في النهاية إلى حبس أموال الزكاة عن مصارفها وتعطيلها سنوات في أيدي مخرجيها، وتعرضها للربح أو الخسارة، وإعطاء الأغنياء لأنفسهم الحق في الأخذ من ريعها، وتصبح حجة لمن لا يخرج الزكاة أن يدعي استثمارهما أو أنها خسرت أو هلكت.
القول باستثمار أموال الزكاة سيؤدي إلى ظهور اجتهادات كثيرة كلها تنبني على الظن والتخمين والتحسين العقلي، كالقول بأن للمضارب بالزكاة نصيب من ريعها أو أنة لا نصيب له، وكل هذا من الظن والتخمين والقول على الله بغير علم ولا دليل ..
القول بجواز استثمار أموال الزكاة قول مبتدع لا دليل عليه من كتاب الله ولا سنة ولا قول صاحب ولا قول إمام يعتد به، وهو يفتح باب الاجتهاد في العبادات وأركان الإسلام، وقد يؤدي هذا إلى هدم هذا الركن العظيم، وتبديل أحكام الشريعة.
ومن أجل هذا نحذر إخواننا المسلمين من هذا القول ونهيب بالجميع أن يؤدوا العبادة كما شرعها الله سبحانه وتعالى. والله الموفق للخير والصواب
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[23 - 10 - 10, 12:01 م]ـ
وهذا رابط الفتوى:
http://www.salafi.net/articles/article1.html
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[23 - 10 - 10, 12:40 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[23 - 10 - 10, 04:11 م]ـ
هل يجوز لمخرج الزكاة أن يؤسس بمال زكاته مشروعا (محل .. ) ثم يملك المشروع لفقير؟
أي لن يعطي للفقير مالا بل سيعطيه محلا
ـ[أبو معاذ محمد رضا]ــــــــ[23 - 10 - 10, 08:24 م]ـ
إلى أخي التونسي انظر هذه الروابط عسى أن تجد فيها بغيتك:
http://www.islamqa.com/ar/ref/138684
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=220836
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[23 - 10 - 10, 09:33 م]ـ
طبع في دار كنوز أشبيليا رسالة علمية عنوانها: "استثمار أموال الزكاة" للشيخ صالح بن محمد الفوزان.
ـ[أبو محمد الدمشقي المالكي]ــــــــ[24 - 10 - 10, 12:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم(84/181)
هل صاع التمر في زكاة الفطر يعادل 3 كيلو؟؟؟؟
ـ[أبو غالية]ــــــــ[07 - 10 - 07, 05:31 م]ـ
يتجه كثير من الناس إلى إخراج زكاة الفطر من التمر بدلاً عن الأرز بسبب ارتفاع سعر الأخير .. ولا شك أن السنة جاءت بإخراجه من التمر: ثبت في الصحيحين من حديث ابن عمر: "فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر أو صاعاً من شعير على العبد والحر والذكر والأنثى والصغير والكبير من المسلمين" .. وعند البخاري من حديث أبي سعيد: "كنا نخرج يوم الفطر على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم صاعاً من طعام،، وكان طعامنا: الشعير والزبيب والأقط والتمر ..
لكني أود أن أنبه إلى أن الواجب هو إخراج صاع من الطعام .. وقد كانت فتاوى المشايخ تقرر أن صاع البر أو الأرز يتفاوت بين كيلوين وربع إلى ثلاثة .. وهذه الفتاوى خاصة بتلك الحبوب،، أما التمر فإن شأنه يختلف؛؛ خصوصاً أنه على نوعين: ناشف وحباته مفردة متناثرة أو مكبوس (مكنوز) .. ولذا فإني رأيت لزوم التنويه إلى ذلك ..
ـ[أبو غالية]ــــــــ[07 - 10 - 07, 08:19 م]ـ
لقد اتصلت بسماحة المفتي العام للمملكة الشيخ: عبدالعزيز آل الشيخ فأفادني بأن (الكيلوات الثلاثة) التي قدرتها اللجنة الدائمة للإفتاء صالحة للأقوات التي تصلح لإخراج الفطرة منها ..
كما وقفت على بحث للشيخ الدكتور: يوسف بن عبدالله الأحمد (عضو هيئة التدريس بكلية الشريعة) -وهو موجود على موقع فضيلته؛ ومطبوع في مطوية طبعتها مدار الوطن- ... ومما جاء في ذلك البحث قوله:
(((وقد وقفت على مدٍ معدول بمد زيد بن ثابت رضي الله عنه عند أحد طلاب العلم الفضلاء، بسنده إلى زيد بن ثابت رضي الله عنه فأخذت المد و عدلته بالوزن لأطعمة مختلفة، ومن المعلوم أن الصاع أربعة أمداد فخرجت بالنتائج الآتية:
أولاً: أن الصاع لا يمكن أن يعدل بالوزن؛ لأن الصاع يختلف وزنه باختلاف ما يوضع فيه، فصاع القمح يختلف وزنه عن صاع الأرز، وصاع الأرز يختلف عن صاع التمر، والتمر كذلك يتفاوت باختلاف أنواعه، فوزن (الخضري) يختلف عن (السكري)، والمكنوز يختلف عن المجفف حتى في النوع الواحد، وهكذا.
ولذلك فإن أدق طريقة لضبط مقدار الزكاة هو الصاع، وأن يكون بحوزة الناس.
ثانياً: أن الصاع النبوي يساوي: (3280 مللتر) ثلاث لترات ومائتان وثمانون مللتر تقريباً.
ثالثاً: عدلت صاع أنواع من الأطعمة بالوزن. فتبين أن الموازين تتفاوت في دقة النتيجة فاخترت الميزان الدقيق (الحساس) وخرجت بالجدول الآتي:
أرز مزة 2.510
أرز بشاور 2.490
أرز مصري 2.730
أرز أمريكي 2.430
أرز أحمر 2.220
قمح 2.800
حب الجريش 2.380
حب الهريس 2.620
شعير 2.340
تمر (خلاص) غير مكنوز 1.920
تمر (خلاص مكنوز) 2.672
تمر (سكري) غير مكنوز 1.850
تمر خضري (غير مكنوز) 1.480
تمر (خضري مكنوز) 2.360
تمر (روثان جاف) 1.680
تمر (مخلوط مكنوز) 2.800
وأنبه هنا أن تقدير أنواع الأطعمة هنا بالوزن أمر تقريبي؛ لأن وضع الطعام في الصاع لا ينضبط بالدقة المذكورة.
والأولى كما أسلفت أن يشيع الصاع النبوي بين الناس، ويكون مقياس الناس به))).
وبحث الشيخ موجود على هذا الرابط:
http://islamlight.net/alahmad/index.php?option=*******&task=view&id=2022&Itemid=5
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 10 - 07, 10:00 م]ـ
أحسنت أبا غالية، بارك الله فيكم.
ـ[الفاروقي]ــــــــ[07 - 10 - 07, 11:11 م]ـ
كلام تمام و نافع بإذن الله
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 01:16 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا وغفر لك ورزقك العتق من النار وجميعَ المسلمين.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 10 - 07, 04:05 م]ـ
قال الشيخ العلامة محمد بن محمد المختار الشنقيطي - المدرس بالحرم النبوي الشريف - في شرحه لباب الزكاة من عمدة الفقه:
{والمنبغي الحرص على بقاء السنة والحرص على عدم البحث عن البديل في المكيلات وزنا؛ لأن هذا ينسي الناس السنة وقد نبهنا على هذه المسألة أكثر من مرة، هم ذكروا هذا؛ لأنه مكيل مع مكيل، لكن أصل العلماء أنهم لا يقدرون المكيلات بالوزن ونبه على ذلك الإمام ابن قدامه، ولذلك تجد الناس حينما يقال لهم عليكم زكاة الفطر صاعا يعرفون الصاع ويحرصون على بقاء الصاع لكن إذا جئت تقول لهم ثلاثة كيلو كيلين ونصف أو أربعة كيلو تركوا الصيعان وأصبحوا يزنون حتى يتناسى الناس السنة، وهذا كما يقول العلماء من فقه الفتوى حتى ولو كان جائزا سائغا لما كان من فقه الفتوى؛ لأن فقه الفتوى أن تبقى السنن، وأن يحرص على كل ما يبقيها، وما الذي يجعل الناس يتركون هذا المسنون بل ينبغي أن يبقوه، ولذلك كان بعض العلماء يقول في قوله عليه الصلاة والسلام: ((اللهم بارك لنا في مدنا و صاعنا)) قال: نص النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على البركة في المد والصاع فلا ينبغي لأهل المدينة أن يتركوا المد والصاع؛ لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - دعا لهم بالبركة فيه، وهذا أصل ينبغي إحياؤه وإبقاؤه حتى يعرف الناس الحكم وتبقى المقادير الشرعية محفوظة، وأما التقدير بالوزن فهو مختل؛ لأن الموزونات تختلف في الثقل عن المكيلات.
وقد يكون الشيء وزنه خفيفا وحجمه كبيرا، فيملأ في المكيل ولا يملأ في الموزون، والعكس قد يكون صغير الحجم ثقيلا فيملأ في الموزون ولا يملأ في المكيل، مثلا التمر الآن العنبرة كبيرة الحجم خفيفة الوزن، فإذا جئت تضبطها كيف تضبطها مع العجوة صغيرة الحجم ثقيلة الوزن، فتجد أن الموزونات ما تنضبط، ثم نفس المطعومات كل أهل الخبرة يعرفون أن المزارع التي يكون ماؤها وعنايتها وزرعها معتنى بالزرع والماء طيب يكون أثقل وأكثر جودة وكذلك الحبوب، وعلى هذا فلا ينظر إلا إلى السنة الواردة أنها ثلاثمائة صاع كما بين النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الصاع لا يزال محفوظا إلى يومنا هذا يتوارثه الكافة عن الكافة} انتهى بنصه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/182)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - 10 - 07, 04:29 م]ـ
أنى لكل الناس أن يحصّلوا الصاع- أخي أبا زيد؟
نعم. هو متوارث لكنه لا يتيسر لكل مسلم ممن يجب عليه إخراج زكاة الفطر.
ولو قلنا للناس: إنه يقدر بملء أربع حثيات بكفين معتدلين .. لكان معقولاً مقبولاً.
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 07, 08:14 م]ـ
ذلك لأن الكثير لا يعرف الفارق بين الحجم والوزن.
للحجم وزن بلا شك، وأنت مأمور بالحجم لا الوزن.
ـ[الفاروقي]ــــــــ[08 - 10 - 07, 08:38 م]ـ
و كيف نقتنى صاعا بنفس السعة
لماذا لا يتم تصنيعه و بيعه بالأسواق
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 07, 08:43 م]ـ
يُحسب بـ (المُّد)، تقوم بجمع كفيك بعضهما إلى بعض، ثم تملئها، فيصبح مُّداً.
ـ[سالم الدوسري]ــــــــ[10 - 10 - 07, 05:38 ص]ـ
أحسنت أبا غالية، بارك الله فيكم.
ـ[بندار]ــــــــ[13 - 10 - 07, 09:23 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذا التنبيه
ـ[حارث]ــــــــ[13 - 10 - 07, 11:24 م]ـ
العلماء ضبطوا الصاع بالوزن لكي يضبط ويتناقل عبر العصور نص على هذا ابن قدامة في المغني وغيره، لأن الكيل ـ كما هو مشاهد ـ مقياس لا ينضبط نقله
ولذا قال الإمام مالك لأبي يوسف: (أما علمت أن الصاع عندنا لا يرطل).
ـ[أبو أحمد السكندرى]ــــــــ[13 - 10 - 07, 11:36 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 10 - 07, 09:25 ص]ـ
أنى لكل الناس أن يحصّلوا الصاع- أخي أبا زيد؟
نعم. هو متوارث لكنه لا يتيسر لكل مسلم ممن يجب عليه إخراج زكاة الفطر.
ولو قلنا للناس: إنه يقدر بملء أربع حثيات بكفين معتدلين .. لكان معقولاً مقبولاً.
أهلا بك أخي الكريم
بل هو بحمد الله متيسر
على هذا الرابط
تفضل بالدخول ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113809)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[16 - 10 - 07, 08:27 م]ـ
هل هذا التقدير في الرابط بالتمر أم بالأرز يا أخي؟
وإذا أراد إخراج صنف آخر فهل سيكون هذا صالحاً للتقدير.(84/183)
خطبة أبكت الملايين للشيخ سعود الشريم (النص كاملاً مفرغاً)
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[08 - 10 - 07, 12:22 ص]ـ
موسوعة خطب المنبر
شهر التوبة
سعود بن إبراهيم الشريم
مكة المكرمة
17/ 9/1423
المسجد الحرام
ملخص الخطبة
1 - ذم الدنيا والتحذير من الاغترار بها. 2 - أزف رحيل رمضان. 3 - دعوة لاغتنام ما بقي. 4 - الغافلون في هذا الشهر. 5 - اليقظون في هذا الشهر. 6 - التذكير بقرب الأجل والرحيل من الدنيا. 7 - إلى متى تأخير التوبة؟! 8 - توبة الأنبياء عليهم السلام. 9 - ضرورة التوبة للعبد. 10 - من لم يتب في رمضان. 11 - توبة الأفراد والجماعات. 12 - التذكير بالنار.
-------------------------
الخطبة الأولى
أما بعد: فأوصيكم ـ أيها الناس ـ ونفسي بتقوى الله سبحانه، فما أنتم في هذه الدنيا إلا غرضٌ تنتضِل فيه المنايا، مع كل جرعة شرَق، وفي كل أكلة غصَص، لا تنالون منها نعمة إلا بفراق أخرى، ولا يحيى لكم أثرٌ إلا مات لكم أثر، ولا يتجدَّد لكم جديد إلا بعد أن يبلى لكم جديد، وقد مضت أصولٌ نحن فروعها، فما بقاء فرع بعد ذهاب أصله؟!
أيها الناس، إن شهرَكم هذا قد بدأ إدباره وآذن بوداع، وإن ما بقي منه فسيمرّ مثل طرفة عين أو كلمح بصر أو هو أقرب، وهو عند ذوي العقول كفيء الظل، بينا تراه سابغاً حتى قلص، وزائداً حتى نقص، ولا جرم ـ عباد الله ـ فإن الشيء يُترقّب زوالُه إذا قيل: تمّ، وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالعُرجُونِ الْقَدِيمِ [يس:39].
ألا فإن ما بقي من الشهر اليوم هو المضمار، وغداً السباق، والسبَقَة الجنة، والغاية النار، أفلا تائب من خطيئته قبل ختام شهره؟! ألا عاملٌ لنفسه قبل يوم بؤسه؟! ألا إنكم في أيام أمل من ورائه أجل، فيا ويحَ طالب الجنة إذا نام، ويا بؤسَ الهارب من النار إذا غفا، ثم هو لا يتخوّف قارعةً حتى تحلّ به، ومَن هذه حالُه فليس هو من عُمَّار الشهر في مَراحٍ ولا مغدى.
عباد الله، إن في هذا الشهر أناساً أشغلوا أنفسهم عن ذكر الله وطاعته، حتى قصروا غاية برّهم به في جعله موسماً حولياً للموائد الزاخرة، وفرصةً سانحة للهو والسمر الممتدين إلى بزوغ النهار، فصبحهم مثل ليلهم، وأجواؤهم سود، وأجفانهم جمرٌ يومِض، جعلوا من هذا الشهر محلاً للألغاز الرتيبة والدعايات المضلّلة، أو المواعيد المضروبة لارتقاب ما يستجدّ من أفلام هابطة وروائيات مشبوهة، ترمي بشرر كالقصر لإحراق ما بقي من أصل حشمةٍ وعفاف، أو تديُّنٍ يستحقّ التشجيع والإذكاء، وبذلك تخسر الأمة في كل لحظة مواطناً صالحاً، يضلّ ضلالة يغشّ بها ويخدع ويسرق ويحتال، تمتُّعاً بهذا الترف المرئي والداء المستشري، ولسان حال هؤلاء يقول: صُفّدت شياطين رمضان إلا شياطينهم، حتى صاروا بذلك يطلبون ولا يعطون، ويشتهون ولا يصبرون، ويحسنون الجمع في حين إنهم لا يعرفون القسمة، إلى أن تحطّمت فيهم روح المغالبة والمقاومة، فلا عجب حينئذ إذا لم يجد هؤلاء بهذا الشهر المبارك ما يجده المؤمنون الصادقون.
وفي المقابل عباد الله، فإن لهذا الشهر أناساً غضّ أبصارَهم ذكرُ المرجع، وأراق دموعهم خوف المحشر، فهم بين شريد هارب من الكسل والخذلان، وخائف مقهور، وداعٍ مخلص، وثكلان موجَع.
ألا فاتقوا الله أيها الصائمون القائمون، وتنفَّسوا قبل ضيق الخناق، وانقادوا قبل عُنف السياق، فيومئذ تعرَضون لا تخفى منكم خافية، وإلا فما يصنع بالدنيا من خُلق للآخرة؟! وما يصنع بالمال من عمّا قليل سيُسلَبه وتبقى عليه تبعاتُه وحسابه؟! فاللهَ اللهَ وأنتم سالمون في الصحة قبل السقم، وفي الفسحة قبل الضيق، ويا لفوز من سعوا في فكاك رقابهم من قبل أن تغلق عليهم رهائنها، ألا إن لله عتقاء من النار في هذا الشهر المبارك. وأما هذه الدنيا فهي غرّارة ضرّارة، حائلة زائلة، لا تعدو أن تكون بزخرفها كما قال الله تعالى: كَمَاء أَنْزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاء فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الأرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرّياحُ [الكهف:45].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/184)
إنه ما بين أحدنا وبين الجنة أو النار إلا الموت أن ينزِل به، وإن غايةً تنقصها اللحظة ويهدمُها الساعة لجديرة بقِصر المدّة مهما طالت، وإن غائباً يحدوه الجديدان الليلُ والنهار لحريّ بسرعة الأوبة، فرحم الله امرأً قدّم توبته وغالب شهوتَه، فإن أجلَه مستور عنه، وأمله خادعٌ له، والشيطان موكّلٌ به، يزيّن له المعصية والتفريط ليركبهما، ويمنّيه التوبة ليسوّفَها، يَعِدُهُمْ وَيُمَنّيهِمْ وَمَا يَعِدُهُمْ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً [النساء:120].
فالبدار البدار قبل مفاجأة الأجل، فلو أن أحداً يجد إلى البقاء نفقا في الأرض أو سلماً في السماء دون أن يُقضى عليه بالموت لكان ذلك لسليمان بن داود عليه السلام الذي سخَّر الله له ملك الجن والإنس، والرّيحَ تَجْرِى بِأَمْرِهِ رُخَاء حَيْثُ أَصَابَ وَالشَّيَاطِينَ كُلَّ بَنَّاء وَغَوَّاصٍ وَءاخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِى الأصْفَادِ [ص36 - 38]، هذا مع نبوّته وعظيم زلفته، غيرَ أنه لما استوفى طُعمتَه واستكمل مُدّته رماه قوسُ الفناء بنبال الموت، وأصبحت الديارُ منه خالية، وورثها قوم آخرون. وإن لكم في القرون السالفة لعبرة، وإلا فأين العمالقة وأبناء العمالقة؟! وأين الفراعنة وأبناء الفراعنة؟! أين أصحاب مدائن الرسّ؟! وأين عاد وثمود وإرمُ ذات العماد التي لم يُخلق مثلها في البلاد؟!
فيا مؤخِّراً توبته بمطل التسويف، لأيّ يوم أجّلتَ توبتك وأخَّرت أوبتك؟! لقد كنت تقول: إذا صمتُ تبت، وإذا دخل رمضان أنبت، فهذه أيام رمضان عناقِد تناقصت، لقد كنتَ في كل يوم تضع قاعدة الإنابة لنفسك، ولكن على شفا جرف هار. ويحك أيها المقصّر، فلا تقنع في توبتك إلا بمكابدة حزن يعقوب عن البين، أو بعبرة داود ومناداة أيوب لربه في ظلمات ثلاث: لاَّ اله إِلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنّى كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ [الأنبياء:87]، أو بصبر يوسف عن الهوى، فإن لم تُطق ذلك فبذلِّ إخوته يوم أن قالوا: إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ [يوسف:97].
نعم أيها المذنب المقصر، لا تخجل من التوبة، ولا تستح من الإنابة، فلقد فعلها قبلك آدم وحواء حين قالا: رَبَّنَا ظَلَمْنَا أَنفُسَنَا وَإِن لَّمْ تَغْفِرْ لَنَا وَتَرْحَمْنَا لَنَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ [الأعراف:23]، وفعلها قبلك إبراهيم حين قال: وَالَّذِى أَطْمَعُ أَن يَغْفِرَ لِى خَطِيئَتِى يَوْمَ الدِينِ [الشعراء:82]، وفعلها موسى حين قال: رَبّ إِنّى ظَلَمْتُ نَفْسِى فَاغْفِرْ لِى فَغَفَرَ لَهُ [القصص:16]، وقد قال رسول الله: ((إن أيوب نبيَّ الله لبث في بلائه ثماني عشرة سنة، فرفضه القريب والبعيد إلا رجلين من إخوته، كانا من أخصِّ إخوانه، كانا يغدوان إليه ويروحان، فقال أحدهما لصاحبه: تعلَمُ والله، لقد أذنب أيوب ذنباً ما أذنبه أحدٌ من العالمين، قال له صاحبه: وما ذاك؟ قال: منذ ثماني عشرة لم يرحمْه الله فيكشف ما به. فلما راح إليه لم يصبر الرجلُ حتى ذكر ذلك له، فقال أيوب: لا أدري ما تقول، غيرَ أن الله يعلم أني كنت أمرّ على الرجلين يتنازعان، فيذكران الله، فأرجع إلى بيتي فأكفِّر عنهما كراهية أن يُذكر الله إلا في حق، ـ قال: ـ وكان يخرج إلى حاجته، فإذا قضى حاجته أمسكت امرأته بيده، فلما كان ذات يوم أبطأ عليها فأوحى الله إلى أيوب في مكانه: ارْكُضْ بِرِجْلِكَ هَاذَا مُغْتَسَلٌ بَارِدٌ وَشَرَابٌ [ص:42]، فاستبطأته فبلغته، فأقبل عليها حتى قد أذهب الله ما به من البلاء، فهو أحسن ما كان، فلما رأته قالت: أي بارك الله فيك، هل رأيتَ نبي الله هذا المبتلى، واللهِ على ذلك ما رأيتُ أحدًا كان أشبهَ به منك إذ كان صحيحاً، قال: فإني أنا هو، وكان له أندران (1) [1]: أندرُ القمح وأندر الشعير، فبعث الله سحابتين، فلما كانت إحداهما على أندر القمح أفرغت فيه الذهب حتى فاض، وأفرغت الأخرى على أندر الشعير الورق حتى فاض)) رواه ابن حبان والحاكم وصححه الذهبي (2) [2].
فلا إله إلا الله، من يمنع المذنب من التوبة؟! ولا إله إلا الله، من يقنط من رحمة ربه إلا الضالون؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/185)
يقول ابن عباس رضي الله عنهما: (دعا الله إلى مغفرته من زعم أن عزيراً ابن الله، من زعم أن الله فقير، ومن زعم أن يد الله مغلولة، ومن زعم أن الله ثالث ثلاثة، يقول لهؤلاء جميعا: أَفَلاَ يَتُوبُونَ إِلَى اللَّهِ وَيَسْتَغْفِرُونَهُ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ [المائدة:74]) (3) [3].
ألا فإن التوبة للمرء كالماء للسمك، فما ظنكم بالسمك إذا فارق الماء؟! جاءت امرأة إلى النبي فقالت: يا رسول الله، إني قد زنيتُ فطهرني، فردها النبي، فلما كان الغد قالت: يا رسول الله، لمَ تردّني؟ فلعلك أن تردّني كما رددت ماعزاً، فوالله إني لَحبلى، قال: ((إما لا فاذهبي حتى تلدي))، فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة قالت: هذا قد ولدته، قال: ((اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه))، فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز، حرصاً منها على التوبة وإقامة الحدّ، فقالت: هذا ـ يا رسول الله ـ قد فطمتُه، وقد أكل الطعام، فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين، ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها، وأمر الناس فرجموها، فأقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها، فتنضّخ الدم على وجه خالد فسبّها، فسمع نبي الله سبَّه إياها فقال: ((مهلاً يا خالد، فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحبُ مكس لغُفر له))، وصاحب المكس هو الذي يأخذ الضريبة من الناس. رواه مسلم (4) [4]. وفي رواية: ((لقد تابت توبة لو قُسمت بين سبعين من أهل المدينة وسعتهم، وهل وجدت شيئاً أفضل من أن جادت بنفسها لله عز وجل؟!)) (5) [5].
إن صاحب الذنب مهما غفل عن التوبة أو تناءى عنه الوصول إليها فسيظل أسير النفس، قلقاً لا قرار له، متلفّتا لا يصل إلى مبتغاه ما لم يُفتح له باب التوبة ليطهّر نفسه من كلكلها، ويخفّف من أحمالها.
إلهنا، إلهنا، يا من ترى مدَّ البعوض جناحها في ظلمة الليل البهيم الأليل، ويا من ترى نياط عروقها في نحرها والمخّ في تلك العظام النُحَّل، امنُن علينا بتوبة تمحو بها ما كان منا في الزمان الأول.
أقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم، إنه كان غفاراً.
-------------------------
الخطبة الثانية
الحمد لله حمداً كثيراً مباركاً فيه، كما يحب ربنا ويرضى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا محمداً عبد الله ورسوله، صلى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه.
أما بعد: فيا أيها الناس، في يوم من الأيام صعد رسول الله درجات المنبر، فلما رقي عتبة قال: ((آمين))، ثم رقي عتبة أخرى فقال: ((آمين))، ثم رقي عتبة ثالثة فقال: ((آمين))، ثم قال: ((أتاني جبريل فقال: يا محمد، من أدركه رمضان فلم يُغفر له فأبعده الله، قلت: آمين)) الحديث، رواه ابن حبان وغيره (6) [1].
صدق رسول الله بأبي هو وأمي صلوات الله وسلامه عليه، لقد خسر وفرّط ورغم أنفه من ضيّع فرصة رمضان ونكص على عقبيه، ألا أين أنتم أيها التائبون؟! عقلكم يحثّكم على التوبة، وهواكم يمنعكم، والحرب بينهما سجال، فلو جهَّزتم جيشَ عزمٍ لفرّ العدوّ منكم، تنوون قيام الليل فتتكاسلون، وتسمعون القرآن فلا تبكون، بل أنتم سامدون، ثم تقولون: ما السبب؟ قُلْ هُوَ مِنْ عِندِ أَنْفُسِكُمْ [آل عمران:165].
ألا فاتقوا الله معاشر المسلمين، وتوبوا إلى ربكم توبة نصوحاً، توبوا إلى الله أفراداً وجماعات، فما توبة الأمة بأدنى شأناً من توبة الأفراد إذ يقول الله تعالى: وَتُوبُواْ إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [النور:31].
ألا ترون ـ يا رعاكم الله ـ ما قاله الباري جل شأنه في كتابه: فَلَوْلاَ كَانَتْ قَرْيَةٌ ءامَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا ءامَنُواْ كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْىِ فِى الْحياةَ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ [يونس:98].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/186)
فيا أيها المسلمون، ما هي إلا التوبة والاستغفار، وإلا فالمصير النار والخسار، وما لهذا الجلد الرقيق صبرٌ عليها، فارحموا أنفسكم، فقد جربتموها في مصائب الدنيا، أفرأيتم جزع أحدكم من الشوكة تصيبه والرمضاء تحرقهُ؟! فكيف إذا كان بين طابقين من نار، ضجيعَ حجر وقرين شيطان في نار يحطم بعضها بعضا، لا تسمع فيها إلا تغيظاً وزفيراً، كلما نضجت فيها الجلود بدَّلها الله جلودا غيرها ليذوقوا العذاب، كَلاَّ إِنَّهَا لَظَى نَزَّاعَةً لّلشَّوَى تَدْعُواْ مَنْ أَدْبَرَ وَتَوَلَّى وَجَمَعَ فَأَوْعَى [المعارج:15 - 18].
يقول الرسول فيما يرويه عن ربه عز وجل: ((يا ابن آدم، إنك ما دعوتني ورجوتني غفرتُ لك على ما كان منك ولا أبالي. يا ابن آدم، لو بلغت ذنوبُك عنان السماء ثم استغفرتني غفرتُ لك ولا أبالي. يا ابن آدم، لو أنك أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم لقيتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة)) رواه الترمذي في جامعه (7) [2].
ادْعُواْ رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ وَلاَ تُفْسِدُواْ فِى الأرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مّنَ الْمُحْسِنِينَ [الأعراف:55، 56].
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ...
__________
(1) الأندر هو البيدر: المكان الذي توضع فيه الحنطة.
(2) أخرجه ابن حبان (2898)، والحاكم (4115)، وكذا أبو يعلى (3617)، والطبري في تفسيره (23/ 167)، وأبو نعيم في الحلية (3/ 374 - 375) من حديث أنس رضي الله عنه، وقال أبو نعيم: "غريب من حديث الزهري، لم يروه عنه الا عقيل، ورواته متفق على عدالتهم، تفرد به نافع"، وصححه الضياء في المختارة (2616، 2617)، وقال الهيثمي في المجمع (8/ 208): "رواه أبو يعلى والبزار ورجال البزار رجال الصحيح".
(3) عزاه السيوطي في الدر المنثور (7/ 238) للطبري وابن المنذر، وأخرج نحوه البيهقي في الاعتقاد (ص153) من طريق علي بن أبي طلحة عنه.
(4) أخرجه مسلم في الحدود (1695) من حديث بريدة رضي الله عنه.
(5) هذه الرواية عند مسلم أيضا في الحدود (1696) من حديث عمران ين حصين رضي الله عنه.
(6) أخرجه ابن حبان (907)، وكذا البخاري في الأدب المفرد (646)، والبزار، وأبو يعلى (5922)، والطبراني في الأوسط (8131، 8994)، والبيهقي (4/ 304) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه، وصححه ابن خزيمة (1888)، قال الهيثمي في المجمع (10/ 167): "فيه كثير بن زيد الأسلمي، وقد وثقه جماعة وفيه ضعف، وبقية رجاله ثقات". وله شاهد من حديث مالك بن الحويرث رضي الله عنه أخرجه الطبراني (19/ 291)، وصححه ابن حبان (409)، قال الهيثمي في المجمع (10/ 166): "فيه عمران بن أبان، وثقه ابن حبان، وضعفه غير واحد، وبقية رجاله ثقات". وله شاهد آخر من حديث كعب بن عجرة رضي الله عنه أخرجه الطبراني (19/ 144)، والبيهقي في الشعب (1572)، وصححه الحاكم (7256)، قال الهيثمي في المجمع (10/ 166): "رجاله ثقات". وهذه الأحاديث الثلاثة صححها الألباني في صحيح الترغيب (995، 996، 997). وفي الباب أيضا عن عمار بن ياسر وجابر بن سمرة وجابر بن عبد الله وابن عباس وابن مسعود وأنس وعبد الله بن الحارث رضي الله عنهم، انظر: مجمع الزوائد (10/ 164 - 166).
(7) سنن الترمذي كتاب: الدعوات، باب: في فضل التوبة والاستغفار (2540) من حديث أنس رضي الله عنه، وقال: "هذا حديث حسن غريب لا نعرفه إلا من هذا الوجه". وقال ابن رجب في جامع العلوم والحكم (2/ 400): "إسناده لا بأس به"، وحسنه الألباني في الصحيحة (127).
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 01:10 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أسال الله العظيم أن يتقبل منك وان يضاعف لك الأجر أضعافا مضاعفة في هذا الشهر المبارك انه قريب مجيب الدعاء.
ـ[بنية الإسلام]ــــــــ[08 - 10 - 07, 01:16 ص]ـ
أسأل الله العلي العظيم أن يجزيك خير الجزاء ....
أثابك الله ...
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[09 - 10 - 07, 06:16 ص]ـ
جزاكم الله عني خيرا
على هذه الدعوات العطرات سواء كانت لي أو للشيخ سعود الشريم
و والله أنتم القوم لايشقى جليسكم
ـ[ابو الدحداح الشافعي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 05:04 م]ـ
أسأل الله العلي العظيم أن يجزيك خير الجزاء ....
أثابك الله ...
ـ[علي التنجدادي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 05:40 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الخطبة
ـ[حاج]ــــــــ[11 - 10 - 07, 09:13 م]ـ
عفوا أخي
هذه خخطبة هذا العام
وليست عام 1423!!!!
سمعتها بإذني عن طريق المذياع!
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[12 - 10 - 07, 12:48 ص]ـ
لا يمنع أخي الحبيب أن يكرر الخطيب ما كان خطبه قبل سنوات
وقد نقلت هذه الخطبة بتاريخها المذكور من موسوعة خطب المنبر من موقع المنبر
كما هو مذكور عندك فعليك الرجوع إلى الموقع.
وشكرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/187)
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[13 - 10 - 07, 02:23 م]ـ
موسوعة خطب المنبر
شهر التوبة
سعود بن إبراهيم الشريم
مكة المكرمة
17/ 9/1423
المسجد الحرام
حضرتها هذا العام في المسجد الحرام يوم الجمعة 17/ 9/1428هـ
تقبل الله من الجميع
ـ[رعد بن جبل]ــــــــ[15 - 11 - 07, 09:08 م]ـ
السلام عليكم و الله خطبة توجل منها القلوب
ـ[محمد العفاسى]ــــــــ[05 - 12 - 07, 02:53 م]ـ
اللهم انى أحب عبدك الشريم
ـ[الغواص]ــــــــ[29 - 10 - 10, 07:56 ص]ـ
من مقتضيات العمل بهذه الخطبة ألا تقودنا المبالغة والتضخيم إلى وصف الخطبة بأنها أبكت الملايين! فليس لدينا مسح بياني شامل لمن بكى منها
ولا يزال المؤمن يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا(84/188)
هل يوجد خلاف في رفع اليدين في تكبيرات الجنازة؟؟
ـ[بنية الإسلام]ــــــــ[08 - 10 - 07, 01:46 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يوجد خلاف في رفع اليدين في تكبيرات الجنازة؟؟
جزيتم خيراً ...
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 07, 03:29 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بسمِ اللهِ، والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وأصحابه ومن اتبع هداه.
هذا سؤال جيد ... بارك الله فيكم.
أهل العلم على قولين مشهورين:
الأول: الرفع مع كل تكبيرة
والثاني: الرفع مع التكبيرة الأولى
وأما أدلة القول الأول:
1 - {أن النبي - صلى الله عليه وسلم - كان إذا صلى الجنازة رفع يديه مع كل تكبيرة}
وهذا عند الدارقطني في العلل من طريق ابن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وكذا في الأوسط للطبراني.
2 - آثار واردة عن ابن عمر عند البخاري في صحيحه (183،182) وابن عباس أيضًا.
وأما أدلة القول الثاني:
1 - حديث أبي هريرة عند الترمذي والبيهقي {أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كبر على جنازة فرفع يديه في أول تكبيرة ووضع يده اليمنى على اليسرى}
2 - حديث ابن عباس عند الدارقطني {أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - كان يرفع يديه على الجنازة في أول تكبيرة ثم لا يعود}
3 - بعض الآثار.
وأما الراجح منهما فالأول ... وهو ما ذهب إليه الإمام / ابن باز رحمه الله تعالى.
حيث قال في المجلد الثالث عشر من مجموع فتاوي ومقالات متنوعة ما نصه:
" السؤال:
رفع اليدين في صلاة الجنازة مع التكبيرات، هل هو سنة؟
الجواب:
السنة رفع اليدين مع التكبيرات الأربعة كلها، لما ثبت عن ابن عمر وابن عباس أنهما كانا يرفعان مع التكبيرات كلها، ورواه الدارقطني مرفوعاً من حديث ابن عمر بسند جيد." اهـ
وأما الأحاديث التي قد ذهب إليه القائلين بالقول الثاني، فأسانيده تالفة لا تصح عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ما بين انقطاع وضعف رواة وجهالة بعضهم.
إلا أن الإمام الألباني قد حسن الحديث الأول لأبي هريرة بحديث آخر.
والثابت الأول.
وتجد هنا تفصيلاً أكثر إن أردت أن تستزيد (اضغط هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=20640#post20640))
والله تعالى أعلى وأعلم ... وبارك الله فيكم.
ـ[بنية الإسلام]ــــــــ[08 - 10 - 07, 07:01 ص]ـ
أثابك الله أخي الكريم
إجابة شافية وافية بارك الله في علمكم
وقد أثار التساؤل لدي إحدى الأخوات من إحدى الدول الشقيقة عندما أنكرت علي رفع اليدين في كل تكبيرة محتجة بمشابهتها لصلاة العيد
ورددت عليها بأني متأكدة من ذلك ...
مما رجح لدي أن يكون هناك خلاف في المسألة ...
ويقودني ذلك إلى سؤال آخر هل تعتبر هذه من المسائل التي يسوغ الإنكار عليها ..
أعانكم الله وبارك الله لكم وجزاكم خير الجزاء ..
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[08 - 10 - 07, 07:28 ص]ـ
هذه الأمور الدليل أولى بها، فإن خالف الأدلة بعد وضوحها، أنكرنا عليه، وإن لا فلا.
وإن كان لديه أدلة أخرى، ينظر في أدلته، فالحق أحق بالإتباع.
وما كان الترجيح في المسألة إلا من بعد معرفة القولين وأدلتهما.
أقول:
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
{من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئاً ومن دعا إلى ضلالة كان عليه من الإثم مثل آثام من تبعه لا ينقص ذلك من آثامهم شيئاً}
قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - لعلي بن أبي طالب -رضي الله عنه:
{فوالله لئن يهدي الله بك رجلاً واحداً خير لك من حمر النعم}
فالإنكار لا يزيد الألفة والمحبة بين المسلمين، لذا لا نبدأ بالإنكار بل نوضح الأمر بعلم وحُجَّة، فإن خالف بعد ذلك أنكرنا عليه.
وهذا له أيضًا فقهه، أرأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وكيف كان رد فعله مع الأعرابي الذي بال في المسجد؟ فيجب أيضًا مراعاة حال الشخص وعلمه.
ما يفيد الإنكار هاهنا ... بل التعليم.
وبارك الله فيكم.
ـ[بنية الإسلام]ــــــــ[10 - 10 - 07, 06:39 ص]ـ
أثابك الله أستاذي الكريم
وجزاك الله خير الجزاء وأوفاه ..
**
قصدت بسؤالي الأخير إنكار المرجوح على الراجح كما فعلت الأخت
لكن لابأس استفدت كثيراً
أحسن الله إليكم.
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[10 - 10 - 07, 08:40 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/189)
لا أرى الإنكار في مسألة هكذه، والله أعلم.
ـ[الناصح]ــــــــ[11 - 10 - 07, 12:26 ص]ـ
وهذا لفظه عند البخاري لمن أراد أن يبحث السألة ويقف عليها في الصحيح وفي تغليق التعليق
في الصحيح (وكان ابن عمر لا يصلي إلا طاهرا ولا يصلي عند طلوع الشمس ولا غروبها ويرفع يديه)
في تغليق التعليق
(قال أنا بكتاب رفع اليدين للبخاري أبو نصر الملاحمي أنا محمود بن إسحاق الخزاعي ثنا
محمد بن إسماعيل البخاري ثنا علي بن عبد الله ثنا عبد الله بن إدريس سمعت عبيد الله عن نافع عن ابن عمر أنه كان يرفع يديه في كل تكبيرة على الجنازة)
في جزء رفع اليدين
1/ حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا عبد الله بن إدريس، قال: سمعت عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر أنه كان «يرفع يديه في كل تكبيرة على الجنازة، وإذا قام من الركعتين»
2/ حدثنا محمد بن عرعرة، حدثنا جرير بن حازم قال: سمعت نافعا قال: «كان ابن عمر إذا كبر على الجنازة يرفع يديه»
3/ حدثنا أحمد بن يونس، حدثنا زهير، حدثنا يحيى بن سعيد، أن نافعا أخبره أن عبد الله بن عمر «كان إذا صلى على الجنازة رفع يديه
وعن غير ابن عمر
حدثنا أبو الوليد، حدثنا عمر بن أبي زائدة قال: «رأيت قيس بن أبي حازم كبر على جنازة فرفع يديه في كل تكبيرة»
حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي، حدثنا أبو معشر يوسف البراء، حدثنا موسى بن دهقان قال: «رأيت أبان بن عثمان يصلي على الجنازة فكبر أربعا يرفع يديه في أول التكبيرة»
حدثنا علي بن عبد الله، وإبراهيم بن المنذر قالا: حدثنا معن بن عيسى، حدثنا أبو الغصن قال: «رأيت نافع بن جبير يرفع يديه مع كل تكبيرة على الجنازة»
حدثنا محمد بن المثنى، حدثنا الوليد بن مسلم قال: سمعت الأوزاعي، عن غيلان بن أنس قال: «رأيت عمر بن عبد العزيز يرفع يديه مع كل تكبيرة على الجنازة»
حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا زيد بن حباب حدثنا عبد الله بن العلاء قال: «رأيت مكحولا صلى على جنازة وكبر عليها أربعا ويرفع يديه مع كل تكبيرة»
حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا أبو مصعب صالح بن عبيد قال: «رأيت وهب بن منبه يمشي مع جنازة، فكبر أربعا يرفع يديه مع كل تكبيرة»
حدثنا علي بن عبد الله، أنبأنا عبد الرزاق، أنبأنا معمر، عن الزهري «أنه كان يرفع مع كل تكبيرة على الجنازة»
حدثنا علي بن عبد الله، حدثنا ابن أبي عدي، عن الأشعث قال: «كان الحسن يرفع يديه في كل تكبيرة على الجنازة»
ـ[عبد الله الشافعي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 11:07 ص]ـ
لا أرى الإنكار في مسألة هكذه، والله أعلم.
وللشيخ مصطفى العدوى تاييدا لكلامك بحث فيها انتهى الى انه من الخلاف السائغ فى اخر كتابه مفاتيح الفقه
ـ[بنية الإسلام]ــــــــ[13 - 10 - 07, 12:45 م]ـ
أحسن الله إليكم جميعاً(84/190)
فتاوى و مقالات في الزكاة.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 10:24 ص]ـ
دفع زكاته إلى من ظنه مستحقا فبان بخلافه للشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل
نص السؤال للفتوى 171:
وقعت في مشكلة فأنقذني منها، وذلك أنه كان عندي مبلغ من النقود زكاة. فتوسمت في رجل من أهل الخير، وكنت أدفع له منها شيئًا فشيئًا، أظنه فقيرًا محتاجًا، مع ظني أنه من عباد الله الصالحين. فتبين لي بعد ذلك أن الرجل غني، ومكار مخادع. فهل يلزمني أن أحسب جميع المبالغ التي دفعتها إليه، وأغرمها مرة ثانية، وأعطيها للفقراء أم أطالبه بها وأستردها منه، ولربما ينكر، وليس عندي عليه بينة أم أنها تجزئ ـ إن شاء الله ـ على حسب النية؟ أفتونا مأجورين.
الجواب:
أما أنت فقد أحسنت؛ إذ دفعت زكاتك إلى من توسمت فيه الصلاح والفقر، وظننته من أهلها. وأما هو فقد أساء وتجرأ على ما لم يبح له. وسيلقى جزاءه ـ إن لم يتب إلى الله ـ. وعلى كلٍّ، فزكاتك بلغت مبلغها، ولا يجب عليك أداؤها مرة ثانية.
وقد نص الفقهاء ـ رحمهم الله ـ: على أن الرجل إذا أعطى زكاته لمن ظنه أهلاً، فبان خلافه، كما لو دفعها لمن ظنه مسلمًا، فبان كافرًا ـ لم تُجز عنه؛ لأنه لا يخفى غالبًا، وكدين الآدمي؛ إلا إذا أعطاها غنيًا ظنه فقيرًا فتجزئه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أعطى الرجلين الجلدين. وقال: ((إن شئتما أعطيتكما منها، ولا حظ فيها لغني، ولا لقوي مكتسب)) [3].
وقال المجد بن تيمية في "المنتقى"، باب: من دفع صدقته إلى من ظنه من أهلها، فبان غنيًا. عن أبي هريرة، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قال رجل: لأتصدقن بصدقة، فخرج بصدقته فوضعها في يد سارق، فأصبحوا يتحدثون: تصدق على سارق. فقال: اللهم لك الحمد على سارق! لأتصدقن بصدقة. فخرج بصدقته فوضعها في يد زانية. فأصبحوا يتحدثون: تُصُدق الليلة على زانية. فقال: اللهم لك الحمد على زانية! فقال: لأتصدقن بصدقة. فخرج بصدقته فوضعها في يد غني. فأصبحوا يتحدثون: تُصُدق على غني. فقال: اللهم لك الحمد على زانية، وعلى سارق، وعلى غني! فأتي فقيل له: أما صدقتك فقد قُبلت؛ أما الزانية فلعلها تستعف به من زناها، ولعل السارق أن يستعف به عن سرقته، ولعل الغني أن يعتبر فينفق مما آتاه الله عز وجل)). متفق عليه [4].
قال الشارح محمد بن علي الشوكاني في "نيل الأوطار": وفي قوله: ((اللهم لك الحمد))، أي: لأن صدقتي وقعت في يد من لا يستحقها، فلك الحمد؛ حيث كان ذلك بإرادتك لا بإرادتي .. وأنه سلم وفوض، ورضي بقضاء الله، فحمد الله سبحانه على تلك الأحوال، لا يحمد على المكروه سواه ...
وفي الحديث دلالة على أن الصدقة كانت عندهم مختصة بأهل الحاجة من أهل الخير؛ ولهذا تعجبوا. وفيه أن نية المتصدق إذا كانت صالحة قبلت صدقته، ولو لم تقع الموقع. انتهى.
الرابط: http://fatawa.al-islam.com/fatawa/Di...ntID=33&Page=1
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 10:25 ص]ـ
كيف تخرج الزكاة عن الراتب .. ؟ ((فتاوى بعض العلماء))
أحبتي ..
كنت في لقاء سابق مع بعض الإخوة .. نتجاذب أطراف الحديث .. ونتناقش في بعض المواضيع ..
ومما تطرقنا له .. الكلام عن كيفية إخراج الزكاة عن الراتب .. فقد أثارها أحد الأحبة .. وكان قد احتفظ بتسجيل في جواله .. للشيخ محمد العثيمين رحمه الله يتحدث فيه عن كيفية إخراج الزكاة عن الراتب ..
ومن حينها فكرت في جمع بعض الفتاوى لعلمائنا الافاضل .. ووضعها بين أيديكم في هذا المنتدى المبارك .. فلعها تكون سببا في تذكير الغافل .. وتنبيه الناسي .. ولا سيما أن بعض الناس قد يجهل هذا الأمر .. ولا يعلم بكيفية إخراج الزكاة عن الراتب ..
والله أسأل أن ينفع بهذه الفتاوى .. ويبارك في كل من أعان على نشرها .. ويكتب له الاجر والمثوبة ..
وإلى الفتاوى ..
كل ما حال الحول على الراتب يزكى
سئل سماحة الشيخ / عبد العزيز بن باز رحمه الله:
السؤال:
إنني أعمل في المملكة، وكل شهر أستلم مرتبي، فعندما يحول الحول كيف أخرج الزكاة؛ هل في الشهر الأول الذي حال عليه الحول، أم عن مرتب السنة كلها التي عملتها من أول الشهر في السنة إلى آخر الشهر الذي أخرج فيه الزكاة؟
الجواب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/191)
كل ما حال الحول على الراتب فزكه؛ الشهر الأول يزكى أولاً، الثاني هكذا، الثالث هكذا، كل ما تم الحول على راتب وجبت فيه الزكاة، إلا إذا أردت تقديم الزكاة عن الأموال المتأخرة مع زكاة الشهر الأول فلا حرج عليك، يجوز تقديم الزكاة، لكن لا يلزمك إلا إذا تم الحول على كل راتب.
المصدر:
من برنامج (نور على الدرب) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الرابع عشر
http://www.binbaz.org.sa/index.php?p...fatawa&id=1440
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ ــ
وسئل فضيلة الشيخ / محمد العثيمين رحمه الله:
السؤال: أحسن الله إليكم هذه رسالة من المستمع رمز لاسمه بالأحرف ص. س. ع. مصري يعمل باليمن الشمالي يقول لي زميلٌ يقوم بإخراج اثنين ونصف بالمائة من أي مبلغٍ يدخل له كزكاةٍ للمال وهو يقوم بذلك قبل أن ينفق من ذلك المال أي شيء فهل ذلك يسقط عنه زكاة المال المشروعة عن المال الذي يحول عليه الحول بعد ذلك وبالطبع ما يقوم بإخراجه هو أكثر بكثيرٍ من هذه النسبة لأنه بذلك يخرج عما يحتاجه وعما يزيد مقدماً؟
الجواب
الشيخ: الزكاة لا تجب إلا إذا تم الحول عليها فإذا تم الحول أحصى الإنسان ما لديه وأخرج زكاته إذا كان من عروض التجارة أو كان من النقد فإنه يخرج عنه ربع العشر يعني اثنين ونصف بالمائة فيقسم ما عنده على أربعين والحاصل بالقسمة هو الواجب في الزكاة إلا ربح التجارة فإنه لا يشترط فيه تمام الحول فلو اشترى عقاراً بعشرة آلاف ريال للتجارة ثم بقيت قيمته على هذا الوضع فلما تم أحد عشر شهراً ارتفعت قيمته حتى بلغت خمسة عشر ألفاً فإنه يجب عليه أن يخرج زكاة خمسة عشر ألف ريال وإن لم يتم على هذا الربح إلا شهرٌ واحد فالحول حول الأصل في ربح التجارة وكذلك أيضاً في نتاج السائمة إذا كانت عنده سائمة وأنتجت إنتاجاً يتغير به الفرض فإنه أيضاً لا يشترط لها تمام الحول وهاهنا مسألة تشكل على كثيرٍ من الناس وهي أصحاب الرواتب الذين يأخذون الراتب شيئاً فشيئاً كيف يخرجون الزكاة يقول بعض الناس أنا إذا اعتبرت زكاة كل شهرٍ بنفسه صعب علي ذلك لأنه يشق علي إحصاؤه فماذا أصنع نقول أحسن شئٍ في هذا إذا تم الحول من أول شهرٍ استلمت فيه الراتب فأدِ زكاة ما عندك كله فما تم حوله فقد أخرج زكاته في الحول وما لم يتم حوله فقد عجلت زكاته وتعجيل الزكاة لا شئ فيه وحينئذٍ تكون قد استرحت وتجعل لك شهراً معيناً وهو أول شهرٍ تم به الحول من أول راتب وتجعل هذا الشهر كلما مر عليك تخرج زكاة ما عندك حتى تستريح من مراعاة حساب كل شهرٍ بنفسه.
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_1892.shtml
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــ
وفتوى أخرى للشيخ محمد العثيمين حفظه الله ..
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_2657.shtml
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وسئل فضيلة الشيخ العلامة /عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين حفظه الله
زكاة الراتب الشهري
سؤال: راتبي (8000) ريال ولا يبقى منه كل شهر في الغالب إلا مبلغ يسير، فهل تجب علي الزكاة؟
نرجو بيان كيفية إخراج زكاة الرواتب فهي مشكلة على الكثيرين؟
الجواب: لا زكاة في المال حتى يحول عليه الحول، فالراتب إذا كنت تنفقه فلا زكاة عليك، فإن كنت تدخر منه قدر النصاب فعليك الزكاة فيما يحول عليه الحول من المدخرات، وكلما حال الحول على جزء من المال أخرجت زكاته، فمثلاً إذا وفرت ألفين في شهر محرم عام 1415هـ فإن تزكيها في محرم 1416هـ من السنة التالية، ثم تزكي ما ادخرته في صفر بعد سنة، وفي ربيع الأول بعد سنة، أي أنك تزكي مدخرات كل شهر في مثله من السنة التالية، وإن مر بك شهر لم تدخر فيه شيئاً، أو أنفقت من المدخرات فلا زكاة عليك في ذلك الشهر، وإن كان في ضبط ذلك مشقة فإنه يجوز التعجيل بأن تجعل لك شهراً تحصي فيه ما وفرته في جميع السنة وما قبلها وتخرج زكاة الجميع، فلو جعلت رمضان شهر زكاتك أخرجت زكاة ما ادخرته في شعبان قبل حلوله، وفي رجب وفي جمادى وهكذا، فإن تعجيل الزكاة جائز للحاجة والمناسبة والله أعلم.
http://www.arriyadh.com/Economic/Lef...-1.doc_cvt.asp
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 10:27 ص]ـ
حكم تأخير إخراج الزكاة
يصح أن يحتفظ بالزكاة من أجل إعطائها لأحد الفقراء الذين لم يتصل بهم بعد؟
الجواب:
إذا كانت المدة يسيرة غير طويلة فلا بأس أن يحتفظ بالزكاة حتى يعطيها بعض الفقراء من أقاربه أو من هم أشد فقراً وحاجة لكن لا تكون المدة طويلة، وإنما تكون أياماً غير كثيرة. هذا بالنسبة لزكاة المال.
أما زكاة الفطر فلا تؤجل، بل يجب أن تقدم على صلاة العيد، كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم، وتخرج قبل العيد بيوم أو يومين أو ثلاثة، لا بأس، ولا تؤجل بعد الصلاة.
المصدر:
نشر في كتاب (فتاوى إسلامية) جمع وترتيب الشيخ محمد بن عبد العزيز المسند ج2 ص 99، وفي كتاب (مجموعة فتاوى سماحة الشيخ) - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء الرابع عشر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/192)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 10:30 ص]ـ
الركن الثالث: إيتاء الزكاة:
وهي فريضة اجتماعية سامية، تشعر المؤمن بسمو أهداف الإسلام: من عطف ورحمة وحب وتعاون بين المسلمين، وليس لواحد منة أو فضل فيما يقدمه من مال، إنما هو حق واجب، ولأنه في الحقيقة مال الله الذي استخلفه فيه، قال تعالى: وَآتُوهُمْ مِنْ مَالِ اللَّهِ الَّذِي آتَاكُمْ وقال تعالى: آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ
ولقد قرنت الزكاة بالصلاة في آيات كثيرة ولأهميتها قاتل أبو بكر الصديق رضي الله عنه بعض قبائل العرب عندما منعوا زكاة أموالهم، وقال: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، وتابعه الصحابة رضي الله عنهم على ذلك. ولقد توعد الله سبحانه وتعالى من بخل عن الإنفاق، فقال تعالى: وَالَّذِينَ يَكْنِزُونَ الذَّهَبَ وَالْفِضَّةَ وَلا يُنْفِقُونَهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَبَشِّرْهُمْ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ وتجب الزكاة على المسلم إذا بلغ نصابا من أي نوع من أنواع المال الزكوي إذا حال عليه الحول، ما عدا الحبوب والثمار فإن الزكاة تجب فيها عند نضجها وتمام استوائها، وإن لم يحل عليها الحول. وتعطى لمستحقيها كما وردت أصنافهم في القرآن الكريم في سورة التوبة، قال تعالى: إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَاِبْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ
مجموع فتاوى ومقالات_الجزء الثاني.
الرابط: http://www.bin-baz.org.sa/Display.asp?f=Bz00238.htm
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 10:34 ص]ـ
مسائل و فتاوى لسماحة الشيخ ابن باز ـ رحمه الله تعالى ـ.
من هنا: http://www.bin-baz.org.sa/DisplayHits.asp?from=158&to=181&ID=157
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 10:38 ص]ـ
موضوعات الفتاوى > الزكاة لفضيلة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان
من هنا: http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaaTree/tabid/76/Default.aspx?View=Tree&NodeID=11384&PageNo=1
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 10:41 ص]ـ
فتاوى في الزكاة: http://www.alalbany.ws/search/results.php?search= الزكاة
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 09:16 م]ـ
المكتبة الصوتية: صحيح الإمام مسلم: الزكاة
الشريط 01 - الوجه الأول
محتوى الشريط:
- كتاب الزكاة.
- بيان ما يكتمل نصاب الثمار والابل والفضة.
- زكاة الفطر: حكمها وبيان صاعها.
لتحميل أو للاستماع المادة: http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_114.shtml
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 09:19 م]ـ
المكتبة الصوتية: صحيح الإمام مسلم: الزكاة
الشريط 01 - الوجه الثاني
محتوى الشريط:
- تابع باب زكاة الفطر.
- حكم مانع الزكاة؟
- الخيل ثلاثة: وبيان كل منها وحكمه ..
لتحميل أو للاستماع المادة: http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_114.shtml
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 09:22 م]ـ
المكتبة الصوتية: صحيح الإمام مسلم: الزكاة
الشريط 02 - الوجه الأول
محتوى الشريط:
- تابع باب أثم مانع الزكاة.
- الترغيب في الصدقة وتغليظ عقوبة من لم يؤدها وما يتعلق بذلك ..
- النفقة: وبيان فضلها.
لتحميل أو للاستماع للمادة: http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_114.shtml
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 09:24 م]ـ
المكتبة الصوتية: صحيح الإمام مسلم: الزكاة
الشريط 02 - الوجه الثاني
محتوى الشريط:
- باب فضل النفقة على العيال والمملوك ..
- النفقة: وبيان أولويتها وفضلها ..
- حكم الصدقة على الميت.
لتحميل أو للاستماع للمادة: http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_114.shtml
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 09:28 م]ـ
المكتبة الصوتية: بلوغ المرام من أدلة الأحكام: الزكاة الجزء الأول
الشريط 01 - الوجه الأول
محتوى الشريط:
1 - سبب تسمية الزكاة بهذا الإسم.
2 - ما جاء في زكاة صاحب المال
3 - حكم الزكاة.
4 - شروط الزكاة.
5 - متى وأين فرضت الزكاة.
6 - الحكمة من وجوب الزكاة.
لتحميل أو للاستماع للمادة: http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_128.shtml
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 09:30 م]ـ
المكتبة الصوتية: بلوغ المرام من أدلة الأحكام: الزكاة الجزء الأول
الشريط 01 - الوجه الثاني
محتوى الشريط:
1 - ما جاء في زكاة الدَيْن.
2 - ما جاء في زكاة الصداق.
3 - هل على من نسي موضع ماله زكاة.
4 - هل تجب الزكاة على مال عليه دين ينقص النصاب.
5 - الأقوال التي جاءت في زكاة من عليه دين ينقص النصاب.
لتحميل أو للاستماع للمادة: http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_128.shtml
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/193)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 09:33 م]ـ
المكتبة الصوتية: بلوغ المرام من أدلة الأحكام: الزكاة الجزء الأول
الشريط 02 - الوجه الأول
محتوى الشريط:
1 - ما جاء في زكاة المال الظاهر والباطن.
2 - ما جاء في أحكام الحول.
3 - حكم الهارب من الزكاة.
4 - ما جاء في الأستبدال وأحكامه.
5 - حكم زكاة ما مضى.
6 - بيان هل الزكاة مؤقتة أم غير مؤقتة.
لتحميل أو للاستماع للمادة: http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_128.shtml
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 09:35 م]ـ
المكتبة الصوتية: بلوغ المرام من أدلة الأحكام: الزكاة الجزء الأول
الشريط 02 - الوجه الثاني
محتوى الشريط:
1 - ما جاء في وجوب الزكاة في عين المال وأنها لها تعلق بالذمة.
2 - ما جاء في وجوب الزكاة وإن لم يتمكن من الأداء.
3 - ما جاء في أن الزكاة كالدين في التركة.
4 - ما جاء في زكاة البهائم السائمة والمعروضة.
5 - ما جاء في أن ما دون الخمسة والعشرين شاة.
لتحميل أو للاستماع للمادة: http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_128.shtml
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[08 - 10 - 07, 09:39 م]ـ
المكتبة الصوتية: بلوغ المرام من أدلة الأحكام: الزكاة الجزء الأول
الشريط 03 - الوجه الأول
محتوى الشريط:
1 - ما جاء في نصاب زكاة الأنعام.
2 - المواضع الثلاث التي يجزئ فيها الذكر في الزكاة.
3 - ما جاء في الخُلطة والتفريق.
4 - الأقوال التي جاءت في الخُلطة.
5 - أوصاف الخُلطة التي تجب فيها الزكاة.
لتحميل أو للاستماع للمادة: http://www.ibnothaimeen.com/publish/cat_index_128.shtml
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 11:53 ص]ـ
جزيت خيرا
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[09 - 10 - 07, 12:02 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك، ونفع بك، وجعلنا وإياك من خدمة السنة النبوية المطهرة.(84/194)
سؤال عن العمرة ..
ـ[ابنةُ كريم]ــــــــ[08 - 10 - 07, 01:23 م]ـ
السلام عليكم ..
يسّر المولى لي بفضله عمرة في الأيام الماضية ..
وأودّ أن أقوم بأخرى لوالدي رحمه الله ..
فهل أستطيع أن أدعو فيها لمن أحبّ من المسلمين ..
وما الفرق بينها وبين العمرة عن نفسي!؟
((اللهمّ من دعا لوالدي فاغفر له وارحمه، واحشره في زمرة المخبتين))
آآآمين
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[08 - 10 - 07, 03:40 م]ـ
لا إشكال أختي الفاضلة في قيامك بالعمرة الثانية عن أبيك , ما دامت النية طرأت عليك بعد فراغك من عمرتك عن نفسك , فتذهبين إلى التنعيم وتحرمين بعمرة تقولين فبيها لبيك اللهم عمرةً عن أبي ( .... ) , ثمَّ تطوفين وتسعين وتسألين الله لنفسك ولوالديك ولجميع المسلمين , والفرق بينها وبين عمرتك عن نفسك أن العمرة عن نفسك تقولين عند الإحرام لبيك اللهم لبيك وتنوين بهاالعمرة عن نفسك , وفي إحرامك عن أبيك تقولين لبيك اللهم بعمرة عن أبي ( ... ) والله أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم
وأرجو أن تخصيني بدعوة بين الركن والحجر أن يهديني الله سواء السبيل ويعلمني ما ينفعني وينفعني بما علمني ويزيدني علماً
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[08 - 10 - 07, 04:32 م]ـ
أخي أبا زيد
تحرم من التنعيم إن كان مكثها بمكة. فإن لم يكن؟!!
أحببت التنبيه إلى هذا. والله المستعان.
ـ[ابو الدحداح الشافعي]ــــــــ[08 - 10 - 07, 07:33 م]ـ
ما هو الفرق بين العمرة والحج
من حيث:
1 - الواجبات
2 - السنن
3 - غيرها
بارك الله فيكم
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[08 - 10 - 07, 08:37 م]ـ
وهل هناك فرق بين ان ينوي بعمرتين قبل القدوم الى مكة وبين ان يطري عليه النية بعد الانتهاء من العمرة الاولى
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[09 - 10 - 07, 01:18 ص]ـ
ما هو الفرق بين العمرة والحج
من حيث:
1 - الواجبات
2 - السنن
3 - غيرها
بارك الله فيكم
==
للحج أركانه وواجباته
وللعمرة أركانها وواجباتها
(منها ما هو متفق عليه بين المذاهب، ومنه ما هو مختلف فيه)
وسأنقل لك من "منار السبيل" على مذهب الحنابلة، ولك أن تراجع بقية المذاهب في أمات كتبها الأصلية إن شئت:
قال: (أركان الحج أربعة:
الأول: الإحرام وهو مجرد النية فمن تركه لم ينعقد حجه لحديث [إنما الأعمال بالنيات]
الثاني: الوقوف بعرفة لحديث: [الحج عرفة] رواه أبو داود
ووقته من طلوع فجر يوم عرفة إلى طلوع فجر يوم النحر لقول جابر: [لا يفوت الحج حتى يطلع الفجر من ليلة جمع قال أبو الزبير: فقلت له: أقال رسول الله صلى الله عليه و سلم ذلك؟ قال: نعم] رواه الأ ثرم
فمن حصل في هذا الوقت بعرفة لحظة واحدة وهو أهل ولو مارا أو نائما أو حائضا أو جاهلا أنها عرفة صح حجه [لعموم حديث عروة بن مضرس بن أوس بن حارثة بن لام الطائي قال: أتيت رسول الله صلى الله عليه و سلم بالمزدلفة حين خرج إلى الصلاة فقلت: يا رسول الله إني جئت من جبلي طيئ أكللت راحلتي وأتعبت نفسي والله ما تركت من حبل إلا وقفت عليه فهل لي من حج؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم: من شهد صلاتنا هذه ووقف معنا حتى ندفع وقد وقف قبل ذلك بعرفة ليلا أو نهارا فقد تم حجه وقضى تفثه] رواه الخمسة وصححه الترمذي قال المجد: وهو حجة في أن نهار عرفة كله وقت للوقوف وقال صلى الله عليه و سلم: [الحج عرفة من جاء ليلة جمع قبل طلوع الفجر فقد أدرك] رواه الخمسة
لا إن كان سكرانا أو مجنونا أو مغمى عليه لأنه ليس من أهل العبادات بخلاف النائم
ولو وقف الناس كلهم أو كلهم إلا قليلا في اليوم الثامن أو العاشر خطأ أجزأهم نص عليهما لأنه لا يؤمن وقوع مثل ذلك في القضاء فيشق وهل هو يوم عرفة باطنا؟ فيه خلاف في مذهب أحمد قاله الشيخ تقي الدين ورجح أنه يوم عرفة باطنا وظاهرا وإن فعل ذلك نفر قليل منهم فاتهم الحج لتفريطهم وقد روي [أن عمر قال لهبار بن الأسود لما حج من الشام وقدم يوم النحر: ما حبسك؟ قال: حسبت أن اليوم عرفة فلم يعذر بذلك] رواه الأ ثرم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/195)
الثالث: طواف الإفاضة لقوله تعالى: {وليطوفوا بالبيت العتيق} [الحج: 29] وعن عائشة قالت: [حاضت صفية بنت حيي بعد ما أفاضت قالت: فذكرت ذلك لرسول الله صلى الله عليه و سلم فقال: أحابستنا هي؟ قلت: يا رسول الله إنها قد أفاضت وطافت بالبيت ثم حاضت بعد الإفاضة قال: فلتنفر إذا] متفق عليه فدل على أن هذا الطواف لا بد منه وأنه حابس لمن لم يأت به
ووقته من نصف ليلة النحر لمن وقف وإلا فبعد الوقوف لوجوب المبيت بمزدلفة إلى بعد نصف الليل
ولا حد لآخره وفعله يوم النحر أفضل لقول ابن عمر: [أفاض رسول الله صلى الله عليه و سلم يوم النحر] متفق عليه
الرابع: السعي بين الصفا والمروة لقول عائشة: [طاف رسول الله صلى الله عليه و سلم وطاف المسلمون - تعني بين الصفا والمروة - فكانت سنة فلعمري ما أتم الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة] رواه مسلم ولحديث: [اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي] رواه أحمد وابن ماجه
واجباته سبعة وقيل ستة لأن طواف الوداع واجب على كل من أراد الخروج من مكة:
1 - الإحرام من الميقات لما تقدم
2 - الوقوف إلى الغروب لمن وقف نهارا [لأن النبي صلى الله عليه و سلم وقف إلى الغروب] وقد قال: [خذوا عني مناسككم]
3 - المبيت ليلة النحر بمزدلفة إلى بعد نصف الليل [لأنه صلى الله عليه و سلم بات بها وقال: لتأخذوا عني مناسككم] وعن ابن عباس: [كنت فيمن قدم النبي صلى الله عليه و سلم في ضعفة أهله من مزدلفة إلى منى] متفق عليه وعن عائشة قالت: [أرسل رسول الله صلى الله عليه و سلم بأم سلمة ليلة النحر فرمت الجمرة قبل الفجر ثم أفاضت] رواه أبو داود
4 - المبيت بمنى في ليالي التشريق لقول عائشة: [ثم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق] الحديث رواه أحمد وأبو داود ولمفهوم حديث ابن عباس قال: [استأذن العباس رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل سقايته فأذن له] متفق عليه وعن عاصم بن عدي [أن رسول الله صلى الله عليه و سلم رخص لرعاء الإبل في البيتوتة عن منى يرمون يوم النحر ثم يرمون من الغد ومن بعد الغد ليومين ثم يرمون يوم النفر] رواه الخمسة وصححه الترمذي
5 - رمي الجمار مرتبا فيرمي يوم النحر جمرة العقبة بسبع حصيات [لأن النبي صلى الله عليه و سلم بدأ بها] ولأنها تحية منى ويرمي الجمرات الثلاث في أيام التشريق كل يوم بعد الزوال كل جمرة بسبع حصيات يبدأ بالجمرة الأولى: وهي أبعدها من مكة وتلي مسجد الخيف ثم الوسطى ثم جمرة العقبة لحديث عائشة [أن النبي صلى الله عليه و سلم رجع إلى منى فمكث بها ليالي أيام التشريق يرمي الجمرة إذا زالت الشمس كل جمرة بسبع حصيات يكبر مع كل حصاة يقف عند الأولى والثانية فيطيل القيام ويتضرع ويرمي الثالثة ولا يقف عندها] رواه أبو داود
6 - الحلق أو التقصير لأنه تعالى وصفهم بذلك وامتن به عليهم فقال: {محلقين رؤوسكم ومقصرين} [الفتح: 27] [ولأن النبي صلى الله عليه و سلم أمر به فقال: فليقصر ثم ليحلل ودعا للمحلقين ثلاثا وللمقصرين مرة] متفق عليه وفي حديث أنس [أن النبي صلى عليه وسلم أتى منى فأتى الجمرة فرماها ثم أتى منزله بمنى ونحر ثم قال للحلاق: خذ: وأشار إلى جانبه الأيمن ثم الأيسر وجعل يعطيه الناس] رواه أحمد ومسلم
وقال ابن المنذر: أجمعوا على إجزاء التقصير إلا أنه يروى عن الحسن إيجاب الحلق في الحجة الأولى ولا يصح للآية ويستحب لمن لا شعر له إمرار الموسى على رأسه روي ذلك عن ابن عمر وبه قال مالك والشافعي ولا نعلم فيه خلافا قاله في الشرح
7 - طواف الوداع لحديث ابن عباس: [أمر الناس أن يكون آخر عهدهم بالبيت إلا أنه خفف عن المرأة الحائض] متفق عليه
وأركان العمرة ثلاثة:
الإحرام وهو نية الدخول فيها لحديث [إنما الأعمال بالنيات]،
والطواف، والسعي .. لقوله تعالى: {وليطوفوا بالبيت العتيق} الآية [الحج: 29] {إن الصفا والمروة من شعائر الله} الآية [البقرة: 158]
ولحديث [اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي] وعن ابن عمر [أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: من لم يكن معه هدي فليطف بالبيت وبين الصفا والمروة وليقصر وليحلل] متفق عليه وأمره يقتضي الوجوب
وواجباتها شيئان: الإحرام بها من الحل [لأمره صلى الله عليه و سلم عائشة أن تعتمر من التنعيم] وقال في الشرح: ومن أراد العمرة من أهل الحرم خرج إلى الحل فأحرم منه وكان ميقاتا له لا نعلم فيه خلافا
والحلق أو التقصير لقوله [وليقصر وليحلل]
والمسنون كالمبيت بمنى ليلة عرفة [لأنه صلى الله عليه و سلم بات بها ليلة عرفة] رواه مسلم عن جابر
وطواف القدوم والرمل في الثلاثة أشواط الأول منه والاضطباع فيه لحديث عائشة [أن النبي صلى الله عليه و سلم حين قدم مكة توضأ ثم طاف بالبيت] متفق عليه وعن ابن عباس [أن النبي صلى الله عليه و سلم وأصحابه اعتمروا من الجعرانة فرملوا بالبيت وجعلوا أرديتهم تحت آباطهم ثم قذفوها على عواتقهم اليسرى] رواه أبو داود وفي حديث جابر: [حتى أتينا البيت معه استلم الركن فرمل ثلاثا ومشى أربعا]
وتجرد الرجل من المخيط عند الإحرام وليس إزار ورداء أبيضين نظيفين لحديث ابن عمر مرفوعا: [وليحرم أحدكم في إزار ورداء ونعلين] رواه أحمد
والتلبية من حين الإحرام إلى أول الرمي في الحج وأما في العمرة فإلى استلام الحجر لحديث ابن عمر [أن النبي صلى الله عليه و سلم كان إذا استوت به راحلته قائمة عند مسجد ذي الحليفة أهل فقال: لبيك اللهم لبيك] الحديث متفق عليه وعن الفضل ابن عباس قال: [كنت رديف النبي صلى الله عليه و سلم من جمع إلى منى فلم يزل يلبي حتى رمى جمرة العقبة] رواه الجماعة وعن ابن عباس مرفوعا قال: [يلبي المعتمر حتى يستلم الحجر] رواه أبو داود
فمن ترك ركنا لم يتم حجه إلا به لما تقدم
ومن ترك واجبا فعليه دم وحجه صحيح لقول ابن عباس: من ترك نسكا فعليه دم وهو مقيس على دم الفوات كما في الشرح
ومن ترك مسنونا فلا شئ عليه لعدم النص في ذلك) أهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/196)
ـ[ابنةُ كريم]ــــــــ[09 - 10 - 07, 08:04 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم،،
إجابةٌ في إفادة،،
ولكَ أخي الكريم أبو زيد الشنقيطي وللإخوة دعوةٌ إن شاء الرحمن،،
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 04:01 م]ـ
وهل هناك فرق بين ان ينوي بعمرتين قبل القدوم الى مكة وبين ان يطري عليه النية بعد الانتهاء من العمرة الاولى
نعم هناك فرقٌ بينهما, فمن نوى العمرتين وأحرم بالأولى من ميقاته وفي نيته أن يحرم بالثانية بعدها يلزمه الرجوع إلى ميقاته الأول للإحرام بالثانية لا أن يخرج لأدنى الحل (التنعيم) لعموم قوله صلى الله عليه وسلم (هن لهن ولمن أتى عليهن من غير أهلهن ممن أراد الحج أو العمرة) وخالف آخرون في ذلك وقالوا: إن مروره بالميقات الأول وإحرامه بالعمرة الأولى أسقط عنه الرجوع مرة ثانية إليه وعليه فلا يلزمه الرجوع مرة أخرى بل يخرج لأدنى الحل ويحرم بالأخرى , والله تعالى أعلم ونسبة العلم إليه أحكم وأسلم.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 04:03 م]ـ
أخي أبا زيد
تحرم من التنعيم إن كان مكثها بمكة. فإن لم يكن؟!!
أحببت التنبيه إلى هذا. والله المستعان.
أحسنت ما أحببتَ بارك الله فيك وجزاك خيراً
ـ[احمد الشمري]ــــــــ[10 - 10 - 07, 12:14 ص]ـ
لاكنني سمعت انه لا يجوز ان يعتمر اكثر من مرتين في السفر الواحد
وسألت عند باب الملك عبد العزيز (مكتب الافتاء وقالوا انه لايجوز)
وياليت ان توضحوا المسألة لحاجة رجل لها
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[10 - 10 - 07, 01:02 ص]ـ
تمت مناقشة المسألة هذا أخي في الملتقى
وهي مسألة خلافية.(84/197)
كم تشهد عند الوتر بسبع سردا؟
ـ[رائد محمد]ــــــــ[08 - 10 - 07, 02:38 م]ـ
ذكر بعض أهل العلم أن من أوتر بسبع يسردها لا يجلس إلا في السابعة، وقال بعضهم يجلس في السادسة والسابعة .... فأي القولين أرجح؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[09 - 10 - 07, 12:18 ص]ـ
لم أعلم أن من المأثور التشهدين إلا في الوتر بتسع، والله أعلم
ـ[ابو همام المكي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 01:50 ص]ـ
إليك هذه الأدلة
وعن أم سلمة قالت: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يوتر بسبع وبخمس لا يفصل بينهن بسلام ولا كلام} رواه أحمد والنسائي وابن ماجه).
925 - (وعن عائشة قالت: {كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل ثلاث عشرة ركعة , يوتر من ذلك بخمس , ولا يجلس في شيء منهن إلا في آخرهن}. متفق عليه).
الحديث الأول رواه النسائي وابن ماجه من رواية الحكم عن مقسم عن أم سلمة وقد روي في الإيتار بسبع وبخمس أحاديث. منها عن عائشة عند محمد بن نصر بلفظ {أوتر بخمس , وأوتر بسبع}
وعن ابن عباس عند أبي داود بلفظ {ثم صلى سبعا أو خمسا أوتر بهن ولم يسلم إلا في آخرهن}. وعن أبي أيوب عند النسائي بلفظ {الوتر حق , فمن شاء أوتر بسبع , ومن شاء أوتر بخمس}
ـ[رائد محمد]ــــــــ[09 - 10 - 07, 01:55 م]ـ
طيب ....... ما توجيه الحديث عن أبي دواد وغيره:
(( ...... فلما أسن وأخذ اللحم أوتر بسبع ركعات لم يجلس إلا في السادسة والسابعة ولم يسلم إلا في السابعة ...... ))
وعند النسائي:
(( ....... فلما كبر وضعف، أوتر بسبع ركعات، لا يقعد إلا في السادسة، ثم ينهض ولا يسلم، فيصلي السابعة، ثم يسلم تسليمة .... ))
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[10 - 10 - 07, 08:24 م]ـ
كل ذلك حق - إن شاء الله - وهو على التنويع ... فهو - صلى الله عليه وآله وسلم - يفعل هذا أحيانا وذاك أحيانا ... وكلٌ هدىً وخير وبركة ... وإن كان جماعة من الفقهاء على تفضيل الفصل في كل ركعتين بسلام واختياره دون بقية الوجوه الأخرى الواردة في بيان كيفية صلاته بالليل بأبى هو وأمي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ... والإيتار بواحدة منفصلة لآثار شهيرة ذهبوا إليها ... والله أعلم.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[11 - 10 - 07, 07:45 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد فقد ثبت عن عائشة رضي الله عنها ان النبي صلى الله عليه وسلم كان يوتر بسبع ركعات.
والحديث مدارة على قتادة واخرجه مسلم من طريق سعيد بن ابي عروبة وذكر السبع بعد الايتار بتسع فتكون المطابقة في الكيفية محتملة , ورواه النسائي من طريق هشام الدستوائي عن قتاده فذكر انه يجلس في السادسه ثم يقوم ولا يسلم ورواه ايضا من طريق شعبه عن قتادة فقال:صلى سبع ركعات لا يقعد إلا في آخرهن.
والجمع ان شاء الله سهل وهو كما قال صاحب عون المعبود تحمل رواية شعبة على القعود الذي يعقبه تسليم فتكون رواية هشام هي المختارة لا ن رواية سعيد بن ابي عروبة لا تخالفها بل هي محتملة وقد فصل هشام مما يدل على ضبطه.
وقد سئل الدارمي الامام يحيى بن معين فقال: شعبة أحب إليك في قتادة أم هشام فقال: كلاهما قال عثمان هشام أكثر من شعبة في قتادة.
وقال ابو زرعة اوثق الناس في قتادة سعيد بن ابي عروبة وهشام.(84/198)
ليلة القدر: في الشفع والوتر
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[08 - 10 - 07, 11:32 م]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
هذه النكتة يغفل عنها الكثيرون، وهي احتمال وقوع "ليلة القدر" في كل من ليالى الأيام العشر الأواخر - الوتر منها والشفع بالنسبة إلى أول الشهر. ومن أرجى الليالي: ليلة الرابع والعشرين، وهي الليلة التي أنزل فيها القرآن أول ما أنزل بنص حديث واثلة بن الأسقع رضي الله عنه عند أحمد والبيهقي: أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: أُنزلت التوراة لست مضيْن من رمضان، والإنجيل لثلاث عشرة خلت منه، والزَّبور لثمان عشرة خلت منه، والقرآن لأربع وعشرين خلت منه. وقد قال الإمام البخاري رحمه الله: قال عبد الوهاب عن أيوب. وعن خالد عن عكرمة عن ابن عباس التمسوا فى أربع وعشرين.
وسئل البحر الحبر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن ليلة القدر وهو معتقل بالقلعة قلعة الجبل سنة ست وسبعمائة؛ فأجاب:
"الحمد لله ليلة القدر فى العشر الاواخر من شهر رمضان هكذا صح عن النبى أنه قال هى في العشر الأواخر من رمضان وتكون فى الوتر منها. لكن الوتر يكون بإعتبار الماضي فتطلب ليلة احدى وعشرين ولية ثلاث وعشرين وليلة خمس وعشرين وليلة سبع وعشرين وليلة تسع وعشرين، ويكون باعتبار ما بقي كما قال النبى: لتاسعة تبقى لسابعة تبقى لخامسة تبقى لثالثة تبقى. فعلى هذا: اذا كان الشهر ثلاثين يكون ذلك ليال الإشفاع وتكون الاثنين وعشرين تاسعة تبقى وليلة اربع وعشرين سابعة تبقى، وهكذا فسره ابو سعيد الخدري فى الحديث الصحيح وهكذا أقام النبى صلى الله عليه و سلم فى الشهر. وإن كان الشهر تسعا وعشرين كان التاريخ بالباقى كالتاريخ الماضى.
وإذا كان الامر هكذا فينبغى ان يتحراها المؤمن فى العشر الأواخر جميعه، كما قال النبى تحروها فى العشر الأواخر. وتكون فى السبع الاواخر، اكثر واكثر ما تكون ليلة سبع وعشرين كما كان أبي بن كعب يحلف انها ليلة سبع وعشرين، فقيل له: بأى شىء علمت ذلك؟ فقال: بالآية التى اخبرنا رسول الله اخبرنا ان الشمس تطلع صبحة صبيحتها كالطشت لا شعاع لها. فهذه العلامة التى رواها ابي بن كعب عن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من أشهر العلامات فى الحديث وقد روى فى علاماتها انها ليلة بلجة منيرة وهي ساكنة لا قوية الحر ولا قوية البرد وقد يكشفها الله لبعض الناس فى المنام او اليقظة فيرى انوارها او يرى من يقول له هذه ليلة القدر وقد يفتح على قلبه من المشاهدة ما يتبين به الامر؛ والله تعالى أعلم." أهـ.
فنسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن وفقهم لهذه الليلة المباركة. إنه سبحانه ولي ذلك والقادر عليه.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[10 - 10 - 07, 01:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك فائدة طيبة وقيمة.
أسأل الله أن يمدك بالصحة والخير والعافية وأن يبارك لك في جهدك ووقتك وأهلك ومالك.
وَاصِلْ وَصَلَكَ اللهُ بِطاعَتِهِ.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[11 - 10 - 07, 07:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا ولا يصح في علاماتها الا حديث ابي رضي الله عنه اما حديث انها لا حارة ولا باردة فقد قال اليهقي:
في اسناده ضعف
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - 10 - 07, 06:42 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرًا و بارك الله فيك فائدة طيبة وقيمة.
أسأل الله أن يمدك بالصحة والخير والعافية وأن يبارك لك في جهدك ووقتك وأهلك ومالك.
وَاصِلْ وَصَلَكَ اللهُ بِطاعَتِهِ.
وعليكم السلام الأخ عيسى ورحمة الله وبركاته.
وفيكم بارك الله ومنّ عليكم بدوام العافية في الدنيا والآخرة.(84/199)
إمام يصلي التراويح بعد ثبوث رؤية هلال شوال أو إكمال عدة رمضان
ـ[ابو عبد الله الرباطي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 01:11 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إمام مسجد حينا يصلي التراويح في ليلة العيد فما حكم ذلك؟؟ هل نصلي معه أم نترك ذلك و ننبه المصلين إلى هذا الأمر؟؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[09 - 10 - 07, 01:28 ص]ـ
لا يشرع ذلك جماعة .. قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله: (بل هو بدعة مكروهة) الفتاوى السعدية ص162.
ـ[ابو عبد الله الرباطي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 01:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي و بارك فيك
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[09 - 10 - 07, 04:37 ص]ـ
وإياك أخي، وفيك بارك.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[10 - 10 - 07, 01:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
جزاكم الله خيرًا و بارك الله فيكم.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[10 - 10 - 07, 06:42 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هؤلاء الذين يقومون ليلة العيد عندهم شبهة في قيامهم هذا يقومون لأجلها، وهي ورود بعض الآثار في فضل قيام هذه الليلة، من هذه الآثار:
من كتاب " البر والصلة " للحسين بن حرب ":
حدثنا الحسين بن الحسن قال: سمعت ابن المبارك، يقول: بلغني أنه «من أحيا ليلة العيد أو العيدين لم يمت قلبه حين تموت القلوب»
ومن " قيام رمضان " لمحمد بن نصر المروزي ":
باب قيام ليلة العيد هارون بن عبيد الله الأسلمي رحمه الله: «بلغني أنه من أحيا ليلة العيد لم يمت قلبه يوم تموت القلوب» أبو أمامة رضي الله عنه: «من قام ليلة العيد إيمانا واحتسابا لم يمت قلبه حين تموت القلوب» وعن ابن المبارك مثله. وعن مجاهد: «ليلة الفطر كليلة من ليالي العشر الأواخر يعني في فضلها» وكان عبد الرحمن بن الأسود «يقوم لهم ليلة الفطر بأربعين ركعة وأوتر بسبع»
ومن " معجم ابن الأعرابي":
نا علي، نا يحيى بن عبد الله بن بكير، حدثني المفضل بن فضالة، عن عيسى بن إبراهيم، عن سلمة بن سليمان الجزري، عن مروان بن سالم، عن ابن كردوس، عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من أحيا ليلة العيد، وليلة النصف من شعبان لم يمت قلبه يوم تموت القلوب.
فهذه الآثار - وإن كانت في حاجة إلى تمحيص - يتوكأ عليها من يريد أن يتقرب إلى الله تعالى، ومن المعلوم أن المسلم لا تزال في نفسه شحنة إيمانية قوية ممتدة تعينه على إحياء هذه الليلة - بصرف النظر عن صحة أو ضعف ما أوردناه - فترى الكثيرين يسارعون إلى فعلها، بل لو عارضتَهم فستجد من يعارضك أنت ويقول لك:
هل الصلاة بدعة؟
ومهما حاولت إقناعه فلن تستطيع إقناعه بأن (الصلاة) بدعة!!!
هذه المسألة - من إقناع الناس بترك ما ألِفوه وورِثوه عن آبائهم - هذه المسألة محتاجة لتريث وصبر شديدين، نسأل الله أن يعلمنا ما ينفعنا وينفعنا بما علمنا.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[11 - 10 - 07, 05:08 ص]ـ
له أن يحييها بالصلاة في بيته دون أن يصليها جماعة بالمسجد، فهذه الآثار لا تصلح حجة لما يفعلون.(84/200)
التسبيح أثناء قراءة الإمام ..
ـ[ابنةُ كريم]ــــــــ[09 - 10 - 07, 10:02 ص]ـ
السلام عليكم ..
الإخوة الكرام .. وددتُ لو عرفتُ عن حكم التسبيح أثناء قراءة الإمام
سواءً الفريضة أو النافلة ..
عندما يصفُ المولى سبحانه ذاتهُ بصفات الكمال، والقدرة
إذ حدثَ أن مرّ بي _ لستُ متأكدة _ أنّ الفريضة
يكون فيها تسبيح (قلبيّ) لا لفظيّ .. فهل هذا صحيح!؟
وماذا إن ذكرت الجنة والنار ..
هل نستعيذ ونسأل عند قراءة الإمام لها في الصلاة سواء العشاء أو التراويح .. ؟
وكذلك عند ذكر الأمم السابقة وما حلّ بها ..
هل نسأل الله العافية!؟
أعتذر عن طول أسئلتي .. إن أريد إلا الإفادة ..
وجزى المولى من أفادني خيري الدنيا والآخرة،،
ـ[أبي يحيى المكاوي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 10:29 ص]ـ
ذكر العلامه محمد بن ناصر الدين طيب الله ثراه في تمام المنه هذه المسأله محققا فيها ومختصرا في نفس الوقت:
فعلق رحمه الله على قول المؤلف"قال النووي: يسن لكل من قرأ في الصلاة أو غيرها إذا مر بآية رحمة أن يسأل الله تعالى من فضله وإذا مر ... "
قائلا: هذا إنما ورد في صلاة الليل كما في حديث حذيفة المذكور في الكتاب بعد قليل فمقتضى الاتباع الصحيح الوقوف عند الوارد وعدم التوسع فيه بالقياس والرأي فإنه لو كان ذلك مشروعا في الفرائض أيضا لفعله صلى الله عليه وسلم ولو فعله لنقل بل لكان نقله أولى من نفل ذلك في النوافل كما لا يخفى
وعل قول المؤلف " ويستحب لكل من قرأ: (أليس الله بأحكم الحكمين) أن يقول: بلى وأنا على ذلك من الشاهدين.
وإذا قرأ: (أليس ذلك بقادر على أن يحيي الموتى " قال: بلى أشهد.
وإذا قرأ: (فبأي حديث بعده يؤمنون) قال: آمنت بالله.
وإذا قال: (سبح اسم ربك الأعلى) قال: سبحان ربي الأعلى "
قائلا: [ color="Blue"][ لم يبين ما إذا كان ذلك واردا أم لا وما إذا كان ثابتا أم لا؟ ولذلك أقول: أما جملة التسبيح منه فصحيح ثابت من حديث ابن عباس وغيره وهو مخرج في " صحيح أبي داود " (826).
وأما ما قبله فهو من حديث أبي هريرة مرفوعا بلفظ: " من قرأ منكم (والتين والزيتون) فانتهى إلى آخرها: (أليس الله بأحكم الحاكمين) فليقل: بلى. . " الخ.
أخرجه أبو داود وغيره وفيه رجل لم يسم وبيانه في " ضعيف أبي داود " (156) و" المشكاة " (860).
لكن صح منه قوله: " بلى " في آية (القيامة) رواه موسى بن أبي عائشة قال: كان رجل يصلي فوق بيته وكان إذا قرأ: (أليس ذلك بقادر على أن يحيى الموتى) قال: سبحانك فبلى.
فسألوه عن ذلك؟ فقال: سمعته من رسول الله " صلى الله عليه وسلم ".
أخرجه أبو داود بسند صحيح عن الرجل وهو صحابي وجهالته لا تضركما هو معروف عند العلماء ولذلك خرجته في " صحيح أبي داود " (رقم 827) / COLOR]
ومن ثم يتبين أن ذلك الأمر به من التوسع في صلاه اليل والنافله بشكل عام, وأما صلاه الفريضه فيقتصر على ما صح فيه الدليل وحسب, ذلك و ربي أعلى وأعلم
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[09 - 10 - 07, 12:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاكم الله خيراً، وبارك الله فيكم، ونفع بكم، وجعلنا وإياكم من خدمة السنة النبوية المطهرة.
ـ[ابنةُ كريم]ــــــــ[10 - 10 - 07, 02:24 م]ـ
أخي الكريم مصطفى مكاوي
جزاكَ الله خيراً، وبارك لك في العمر والعلم والعمل
وفقكم الله،،(84/201)
المفيد في أحكام العيد
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[09 - 10 - 07, 12:23 م]ـ
المفيد في أحكام العيد
هو كل يوم فيه جَمع، واشتقاقه من عاد يعود، كأنهم عادوا إليه، وقيل: اشتقاقه من: العادة؛ لأنهم اعتادوه، فالجمع أعياد، ويُقال: عيَّد المسلمون: شهدوا عيدهم، قال ابن الأعرابي: سُمي العيد عيداً لأنه يعود كل سنة بفرحٍ مجدد.
قال العلامة ابن عابدين: «سُمي العيدُ بهذا الاسم الاسم؛ لأن لله -تعالى- فيه عوائد الإحسان، أي: أنواع الإحسان العائدة على عباده في كل يوم، منها الفطر بعد المنع عن الطعام، وصدقة الفطر، وإتمام الحج بطواف الزيارة، ولحوم الأضاحي، وغير ذلك، ولأن العادة في الفرح والسرور والنشاط والحُبُور».
رخْصَةُ اللهِ للأمَّةِ المُحمَّديَّة بالعيدين
عن أنس -رضي الله عنه- قال: قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهليّة، فقال: «قَدِمْتُ عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما في الجاهلية وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم النحر ويوم الفطر» [أخرجه أحمد وأبو داود بإسناد صحيح].
الإذْنُ بسماع الدُّف من الجُوَيْريَات
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: دخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعندي جاريتان تُغنيان بغناء بُعاث، فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي -صلى الله عليه وسلم-؟! فأقبل عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «دعهما»، فلمّا غفل غمزتُهما فخرجتا. وفي رواية أخرى قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا بكر إنّ لكلِّ قومٍ عيداً، وهذا عيدنا» [رواه البخاري].
فأمَّا الغناء بذكر الفواحش والابتهار بالحُرَمِ والمعاهرة بالمنكر من القول فهو المحظور من الغناء، وحاشاه أن يجري شيءٌ من ذلك بحضرته -عليه الصلاة والسلام-، فيغفل النكير له.
التَّجَمُّلِ في العيدِ
{ذلك ومن يُعظم شعائر الله فإنَّها من تقوى القلوب}. وروى ابن أبي الدنيا والبيهقي بإسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين.
الخروج إلى المصلَّى
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة. . .».
قال العلامة ابن الحاجّ المالكي: «والسنَّة الماضية في صلاة العيدين أن تكون في المصلى؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة في مسجدي هنا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام»، ثمَّ هو مع هذه الفضيلة العظيمة خرج -صلى الله عليه وسلم- وتركه»، وها هنا تنبيه لا بد منه وهو: أن الهدف من الصلاة في المصلى اجتماع عظيم المسلمين في مكانٍ واحد، بينما الذي نراه اليوم في كثيرٍ من البلاد تعدد (المُصلَّيات) ولو من غير حاجة، وهذا أمر قد نبَّه العلماء على كراهته، بل أصبحت بعض (المصلَّيات) منابر حزبيّة لتفريق كلمة المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا الله.
الذهاب والإياب إلى المصلى
عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم عيدٍ خالف الطريق، وهنا تنبيهان:
1 - قال الإمام البغوي في «شرح السنّة»: «ويستحب أن يغدوا الناس إلى المصلى بعد ما صلوا الصبح، لأخذ مجالسهم ويكبرون، ويكون خروج الإمام في الوقت الذي يُوافي الصلاة».
2 - روى الترمذي وابن ماجه عن علي -رضي الله عنه- قال: «من السنّة أن تخرج إلى العيد ماشياً».
التكبير في العيدين
يقول الله -تعالى-: {ولتكملوا العدّة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- «كان يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلّى وحتى يقضي الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير» [«صحيح سنن الترمذي»].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/202)
قال المحدث الألباني: «وفي الحديث دليل على مشروعية ما جرى عليه عمل المسلمين من التكبير جهراً في الطريق إلى المصلّى، وإن كان كثير منهم بدأوا يتساهلون بهذه السنّة حتى كادت تصبح في خبر كان. . . ومما يحسن التذكير به بهذه المناسبة: أن الجهر بالتكبير هنا لا يُشرع فيه الاجتماع عليه بصوت واحد كما يفعله البعض، وكذلك كلُّ ذكرٍ يُشرع فيه رفع الصوت أو لا يشرع، فلا يُشرع فيه الاجتماع المذكور، فلنكن على حذر من ذلك، ولنضع نُصْبَ أعيُننا دائماً أنَّ خير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-». وكان ابن مسعود يقول: «الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد» [رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح]، كان ابن عباس يقول: «الله أكبر الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر وأجلّ، الله أكبر على ما هدانا» [رواه البيهقي بإسناد صحيح]، ولقد خالف كثير من العامة هذا الذكر الوارد عن السلف بأذكار وزيادات ومخترعات لا أصل لها مما جعل الحافظ ابن حجر -رحمه الله- يقول: في «فتح الباري»: «وقد أُحدث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لها».
متى يأكل في العيدين
عن أنس -رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات».
وعن بُريدة -رضي الله عنه- قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يخرج يومَ الفطر: حتى يَطْعَم، ويوم النحر: لا يأكل حتى يرجع فيأكل من نسيكته».
الغسل قبل العيدين
عن نافع «أن عبدالله بن عمر كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى» [رواه مالك بإسناد صحيح]، وقال الإمام ابن قدامة: «يستحب أن يتطهر بالغسل للعيد، وكان ابن عمر يغتسل يوم الفطر»، وروي ذلك عن علي -رضي الله عنه-، وبه قال علقمة، وعروة، وعطاء، والنخعي، والشعبي، وقتادة، وأبو زياد، ومالك، والشافعي، وابن المنذر.
وأمّا الذي رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك فهو ضعيف.
هل يُصلى قبل صلاة العيد أو بعدها؟
عن ابن عباس «أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى يوم الفطر ركعتين لم يصلّ قبلهما ولا بعدهما» [رواه البخاري].
وقال ابن القيم -رحمه الله- في «زاد المعاد»: «ولم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه يصلون إذا انتهوا إلى المصلى قبل الصلاة ولا بعدها».
وقال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري»: «والحاصل أن صلاة العيد لم يثبت لها سُنَّةٌ قبلها ولا بعدها، خلافاً لمن قاسها على الجمعة».
حكم صلاة العيدين
واجبة وجوباً مُؤكداً على الأعيان، وأمر النبي –صلى الله عليه وسلم- الناسَ بالخروج إليها، حتى أمَرَ بخروج العواتق، وذات الخدور، والحيض، وأمر الحُيض أن يعتزلن الصلاة، ويشهدن دعوة المسلمين، حتى أمر مَن لا جلباب لها أن تُلبسها صاحبتها.
وَقْتُ صلاةِ العيد
مِن ارتفاع الشمس قيد رمح إلى الزوال. وقال ابن القيم: «كان -صلى الله عليه وسلم- يؤخر صلاة عيد الفطر ويُعجِّل الأضحى».
لا أذان ولا إقامة للعيدين
عن جابر بن سَمُرة -رضي الله عنه- قال: «صليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العيدين غير مَرَّة ولا مرَّتين بغير أذان ولا إقامة» [رواه مسلم].
وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا انتهى إلى المصلّى أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة ولا قول: الصلاة جامعة، والسنّة أنه لا يفعل شيء من ذلك» [«زاد المعاد»].
صفة صلاة العيد
أولاً: هي ركعتان؛ لرواية عمر -رضي الله عنه-: «صلاة السفر ركعتان، وصلاة الأضحى ركعتان، وصلاة الفطرِ ركعتان، تمام غير قَصْرٍ، على لسان محمد –صلى الله عليه وسلم-».
ثانياً: تبدأ الركعة الأولى -كسائر الصلوات- بتكبيرة الإحرام، ثمّ يكبّر فيها سبع تكبيرات، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات، سوى تكبيرة الانتقال.
عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يكبّر في الفطر والأضحى: في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمساً سوى تكبيرتي الركوع» [رواه أبو داود، وابن ماجه].
ثالثاً: لم يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يرفع يديه مع تكبيرات العيد، لكن قال ابن القيم: «وكان ابن عمر -مع تحريه للاتباع- يرفع يديه مع كل تكبيرة».
قلت: وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/203)
رابعاً: فإذا أتمّ التكبير أخذ في القراءة بفاتحة الكتاب، ثمّ يقرأ بعدها: {ق والقرآن المجيد} في إحدى الركعتين وفي الأخرى {اقتربت الساعةُ وانشقّ القمر}، وكان ربما قرأ فيهما {سبح اسم ربك الأعلى} و {هل أتاك حديث الغاشية}.
خامساً: وباقي هيئاتها كغيرها من الصلوات المعتادة، لا تختلف عنها شيئاً.
سادساً: من فاتته صلاة العيد جماعة يصلي ركعتين.
الخطبة بعد الصلاة
والسنّةُ في خُطبة العيد أن تكون بعد الصلاة، وبوّب البخاري في «صحيحه»: (باب الخطبة بعد العيد).
عن ابن عباس قال: «شهدتُ العيد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم-، فكلهم كانوا يصلُّون قبل الخُطبة».
وعن ابن عمر: «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وأبا بكرٍ، وعمر كانوا يصلُّون العيدين قبل الخُطبة».
والجلوس لاستماع الخطبة على التخيير، لقوله-صلى الله عليه وسلم-: «إنا نخطب، فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحب أن يذهب فليذهب» [ابن ماجه، وأبو داود]
التهنئةُ بالعيد
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن التهنئة فأجاب: أمّا التهنئة يوم العيد بقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: تقبل الله منا ومنكم، و: أحال الله عليك، ونحو ذلك، فهذا قد رُوي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخَّص فيه الأئمّة. اهـ
وذكر ابن قُدامة في «المغني» أنّ محمد بن زياد قال: «كنتُ مع أبي أمامة الباهليّ وغيره من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منّا ومنك». قال أحمد: إسناد حديث أبي أمامة جيّد.
وأمّا قول عامّة الناس بعضهم لبعض: «كل عام وأنتم بخير» وما أشبهه!! فهو مردود غير مقبول؛ بل هو من باب قوله -سبحانه-: {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير [.
الأضحية
هي شاةٌ تذبح بعد صلاة الأضحى تقرباً إلى الله -تعالى-، إذ يقول -سبحانه وتعالى-: {قل إنَّ صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين لا شريك له}.
ونذكّر بقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا دخل العشر، فإذا أراد أحدكم أن يُضحي فلا يمسّ من شعره ولا من بشره شيئاً».
وأفضل الأضحية ما كانت كبشاً أقرن فحلاً أبيض يخالطه سواد أو حول عينيه وفي قوائمه، إذ هذا هو الوصف الذي استحبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وضحَّى به.
منكرات العيد
إنَّ السرور الذي يحصل في الأعياد، وقد جعل كثيراً من الناس ينسون أو يتناسون أمور دينهم، فتراهم يرتكبون المعاصي، ويفعلون المنكرات، وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً!!
فهذه بعض المنكرات التي قد يقع فيها بعض المقصرين -هداهم الله-، ومنها:
أولاً: التزيُّن بحلق اللحية، وحلق اللحية محرّم في دين الله -سبحانه-، دلَّ على ذلك الأحاديث الصحيحة، التي فيها الأمر بإعفائها.
ثانياً: مصافحة النساء الأجنبيَّات -غير المحرمات-، وهذا مما تعمُّ به البلوى، ولم ينجُ منه إلا من رحم الله، وهو محرّم لقوله -عليه الصلاة والسلام-: «لأن يُطعن في رأس رجلٍ بمخيط من حديد خير من أن يمسّ امرأة لا تحل له».
ثالثاً: التشبُّه بالكفّار والغربيين في الملابس واستماع المعازف وغيرهما من المنكرات لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من تشبه بقومٍ فهو منهم».
رابعاً: الدخول على النساء، لقوله -عليه السلام-: «إياكم والدخول على النساء»، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله! أفرأيت الحمو؟ قال: «الحمو الموت».
خامساً: تبرج النساء، وخروجهن إلى الأسواق وغيرها، وهذا محرّم في شريعة الله، يقول الله -تعالى-: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، وأقمن الصلاة وآتين الزكاة}.
سادساً: تخصيص زيارة القبور يوم العيد، وتوزيع الحلويات والمأكولات فيها، والجلوس على القبور، والاختلاط والسفور الماجن، والنياحة على الأموات، وغير ذلك من المنكرات الظاهرة.
سابعاً: الإسراف والتبذير فيما لا طائل تحته، ولا مصلحة فيه، ولا فائدة منه، يقول الله -تعالى-: {ولا تسرفوا إنه لا يحبّ المسرفين}، ويقول -جلّ شأنه-: {إنّ المبذرين كانوا إخوان الشياطين}.
ثامناً: ترك كثير من الناس الصلاة في المسجد من غير عُذر شرعي، واقتصار البعض على صلاة العيد دون سائر الصلوات!
تاسعاً: عدم التعاطف مع الفقراء والمساكين، فيُظهر أبناء الأغنياء السرور والفرح، ويأكلون المأكولات الشهيّة أمام الفقراء وأبنائهم، دون شعور بالعطف أو التعاون أو المسؤولية، مع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يُحب لنفسه».
هذا؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
* مختصر من كتاب «أحكام العيدين في السنة المطهرة» لفضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي.
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 12:47 م]ـ
وفقك الله
ـ[محمد عثمان]ــــــــ[09 - 10 - 07, 09:53 م]ـ
جزيت خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/204)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[10 - 10 - 07, 01:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيكم ونفعك بكم، ووفقني وإياكم لما يحب ويرضى.(84/205)
هل الشيخ سعد الحميد اكمل شرح مسلم اما لا
ـ[ابو الدحداح الشافعي]ــــــــ[09 - 10 - 07, 04:56 م]ـ
السلام عليكم اخوتي
هل الشيخ سعد الحميد اكمل شرح مسلم اما لا!!!
يوجد 53 درس من المقدمه الى باب الايمان غير كامل!!!!!!
يوجد 10 دروس شرح كتاب الطهارة من مسلم هل كامل او ليس بكامل للشيخ
بارك الله في من افادنا
ـ[ابو سلطان البدري]ــــــــ[29 - 10 - 08, 05:54 م]ـ
اخي الشيخ لم يكمل الشرح والشيخ من المهتمين بصحيح مسلم ولا اظنه يكمله لعدم وجود الوقت وشرح الصحيح يحتاج وقتطويل لكن انصحك بشرح محمد علي ادم فهو جيد.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - 10 - 08, 08:31 ص]ـ
هل يوجد من شرح شرح النووى على صحيح مسلم؟(84/206)
مواقف تهزني هزاً
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[09 - 10 - 07, 08:54 م]ـ
1 - الموت
موقف يخبرك عن ضيف سيحل بك رغم أنفك وبدون تحديد لموعد الزيارة. وبلا استئذان فهو يأتي بغتة. استعد له فهوقادم.
2 - القبر
هو مسكنك الذي ستسكنه بعد رحيلك من مسكنك الدنيوي.
لا انتظر بل هو حفرة في التراب .. لا زجاج فيها ولا نوافذ ولا رخام .. الارحمة الله. وسعه بالعمل الصالح.
3 - النشر
موقف يذكرك بخروجك من قبرك وتسمع اوتقول ياويلنا من بعثنا من مرقدنا ...........
4 - الحشر
موقف يذكرك باجتماعك بالأولين والآخرين .. كما ولدت أمك .. موقف ينشغل فيه كل امرئ بنفسه عن بنيه وزوجه .. وولده .. وأمه .. وأبيه .. وكل ذويه ..
5 - العرض
موقف عظيم .. يوم طويل .. بل خمسين ألف سنة .. ستقفها .. تنتظر العرض وفصل القضاء .. تدنو فيه الشمس من رؤوس الخلائق .. فتكون على بعد ميل منهم .. ميل واحد فقط!! فيسيل العرق منهم قدر أعمالهم انت وعملك.
6 - الجنة
منزلك الأبدي .. تخلد فيه أبد الآبدين .. إن كنت من أهل التوحيد والطاعة. .
7 - النار
منزلك إلى أن يشاء ربك .. إن كنت من أهل الشقاوة
والبؤس والعياذ بالله.ولها سبعة ابواب إحذران تدخل من واحدة منها. وتذكر دائما هذه المواقف السبع.
ـ[محمد عثمان]ــــــــ[09 - 10 - 07, 09:40 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[10 - 10 - 07, 01:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا وغفر لك ورزقك العتق من النار وجميعَ المسلمين.
أسال الله العظيم أن يتقبل منك وان يضاعف لك الأجر أضعافا مضاعفة في هذا الشهر المبارك انه قريب مجيب الدعاء.
ـ[بنية الإسلام]ــــــــ[10 - 10 - 07, 06:15 ص]ـ
جزاك الله تعالى خيراً على هذه التذكرة
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[10 - 10 - 07, 07:25 ص]ـ
جزاك الله خيراً على هذه التذكرة النافعة والتي نحتاجها دائما
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[10 - 10 - 07, 02:51 م]ـ
وأنتم من اهل الجزاء جميعاً وجعلنا من الذين يعتبرون ويتعضون ويستعدون لمثل هذه المواقف التي سنقدم عليها طال الزمن أم قصر،وأن أعظمه الوقوف بين يدي رب العالمين.(84/207)
ملخص خطب الجمعة (للصعيدي) عيد الفطر
ـ[أحمدالسيدالصعيدي]ــــــــ[10 - 10 - 07, 02:11 ص]ـ
خطبة جمعة
أحمد السيد الصعيدي
ملخص خطب الجمعة (للصعيدي) عيد الفطر
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا من سيئات أعمالنا انه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له
وأشهد أنلا إله إلا الله وحده لاشريك له، له المُلك وله الحمد وهم على كل شئ قدير، اللهملامانع لما أعطيت، ولا معطى لما منعت، ولاينفع ذا الجدِّ منكَ الجدُّ " البخارى
عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: يقول اللهتعالى: (أنا عند حسن ظن عبدي بي، وأنا معه إذا ذكرني في ملأ ذكرته في ملأ خيرمنهم، وإن تقرب إلى شبراً تقربت إليه ذراعاً، وإن تقرب إلى ذراعاً، تقربت إليهباعاً، وإن أتاني يمشي أتيته هرولة). رواه البخاري
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال
(قال الله: إذا أحب عبدي أحببت لقاءه، وإذا كره لقائي، كرهت لقاءه)
رواه البخاري عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب56)
بلغ العلا بكماله كشف الدجى بجماله عظمت جميع خصاله صلوا عليه وآله
اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وصل عليه في الآخرين وصل عليه في كل وقت وحين صل اللهم وسلم وبارك عليه وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وارحم اللهم مشايخنا وعلمائنا ووالدينا وأمواتنا وأموات المسلمين أجمعين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) آل عمران102
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) الأحزاب (71)
وبعد: ـ أيها الأخوة الأعزاء
كل عام وأنتم جميعا بخير
كل عام وأنتم جميعا إلى الله أقرب
كل عام وأنتم جميعا في صحة وعافية
يوم العيد
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
قال تعالى (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَوَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة:185 (
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
يوم العيد
يوم فرح وسعة، فعن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: " ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول اله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر "
أخرجه أحمد بسند صحيح.
وللصائم فرحتان
ثبت في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، قال الله عز وجل إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان، فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك ... ».
وتفرح بالمعايدة، وأن تقول الناس: (تقبل الله منا ومنك).
روي عن علي بن أبي طالب -رضي الله عنه -أنه كان ينادي في آخر ليلة من شهر رمضان، يا ليت شعري من هذا المقبول فنهنيه، ومن هذا المحروم فنعزيه، وعن ابن مسعود أنه كان يقول: من هذا المقبول فنهنيه، ومن هذا المحروم منا فنعزيه، أيها المقبول هنيئا لك، أيها المردود جبر الله مصيبتك
العيد والفرح من عند الله
(قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ)
يونس58
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/208)
دخلت بنات عمر بن عبد العزيز على والدهم، وهن في كاملزينتهن وتغمر الفرحة وجوهن، فرأين والدهن يلبس ثوبا صفيقا باليا وبيدة كسرة خبزيبللها في قصعة بها زيت ويأكل ووجهه متهلل بالفرح وقلن: يا أمير المؤمنين اليومعيد أفلا اتخذت لك ثوبا جديدا وأكلت شيئا من الثريد؟ فنظر لهن، وقال (ليس العيد بلبس الجديد، إِنما العيد من خاف يوم الوعيد،اليوم لنا عيد وغدا لنا عيد وكل ُ يومٍ لانعصي الله فيه فهو لناعيد)
العيد صلة الرحم
(قال صلى الله عليه وسلم: (من سره أن يبسطله في رزقه وينسأ له في أثره فليصل رحمه) متفق عليه)
إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلا تَخَافُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنتُمْ تُوعَدُونَ (30) نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ (31) نُزُلاً مِّنْ غَفُورٍ رَّحِيمٍ (32) (فصلت)
وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النور31
الحمد لله رب العلمين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أما بعد
فبادر بالعمل قبل حلول الأجل , واغتنم حياتك وشبابك وفراغك وصحتك وغناك قبل حصولأضدادها. فقد قال صلى الله عليه وسلم: (اغتنم خمساً قبل خمس شبابك قبل هرمك , وصحتك قبل سقمك , وغناك قبل فقرك , وفراغك قبل شغلك , وحياتك قبل موتك). رواهالحاكم وصححه على شرط الشيخين)
(قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ) الزمر53
يوم العيد
الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله
والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
اللهم تقبل الصيام والقيام والقرآن وسائر الأعمال
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا
وأكرم نزلنا ووسع مدخلنا واغسلنا من خطايانا
بالماء والثلج والبرد
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
وارفع بفضلك رايتي الحق والدين
وصل اللهم على سيدنا محمد
وأقم الصلاة(84/209)
ترجيحات الشيخ محمد المختار الشنقيطي في مسائل زكاة الفطر ((1))
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[10 - 10 - 07, 06:37 ص]ـ
المسألة الأولى:
حكم زكاة الفطر:
أجمع العلماء على أنها سنة والخلاف بينهم هل هي واجبة أو هي مستحبة؟
فمنهم من يقول: ليست بواجبه.
ومنهم من يقول: إنها واجبة.
فالذين يقولون بالوجوب هم جمهور العلماء-رحمة الله عليهم- من السلف والخلف.
وقال بعض العلماء وهو قول في مذهب الإمام مالك إنها ليست بواجبة وشهره بعض أصحابه من المتأخرين أنها ليست بواجبة
والصحيح أنها واجبة لقول عبدالله ابن عمر: " فرض رسول الله- r- صدقة الفطر "
والقاعدة: " على أن هنا اللفظ (فرض) يدل على الوجوب " لأن الفريضة تعتبر لازمة لا خيار للمكلف في إسقاطها فلا تعتبر في مقام مندوبات والمستحبات وإنما هي في مقام الواجبات، ولذلك قال-تعالى-: {فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ}.
فالفرض يطلق بمعنى الواجب ولا يطلق على المندوب والمستحب فكان تعبير هذا الصحابي بقوله: " فرض رسول الله- r-" دالاً على الوجوب لكن الظاهرية-رحمة الله عليهم- ينازعون في مثل هذا الحديث لأنهم يقولون يحتمل أن الصحابي فهم ما ليس بفرض فرضاً فلا يرونه دليلاً على الفرضية وجمهور الأصوليين ومنهم الأئمة الأربعة على أن الصحابي إذا قال: " فرض رسول الله- r-" أنه يدل على الوجوب لأن الصحابة أعرف بالخطاب وأعرف بلسان العرب ومدلولاته وهم قد شهدوا مشاهد التنزيل فهم أعرف بأساليب الكتاب والسُّنة مع مالهم من العلم والدراية بحال رسول الله- r- الأمر الذي يجعل ما ذكره الظاهرية من احتمال فهم الصحابي ما ليس بأمر أمراً ضعيفاً والقاعدة: " أن الاحتمالات لا ترد على النصوص ولا تبطل أدلتها "،
وعلى هذا فالصحيح أن قوله: " فرض رسول الله- r- " يعتبر دالاً على الوجوب وأن زكاة الفطر فريضة يثاب فاعلها ويعاقب تاركها ويدل على هذا القول بعد ذلك: " وأمر أن تخرج قبل الصلاة " كما في الصحيح فقوله: " وأمر أن تخرج قبل الصلاة هذا يدل على أنه واجب.
وبناءً على ذلك تأكد القول بوجوب زكاة الفطر.
[المرجع: شرح زاد المستقنع الشريط رقم 77].
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
المسألة الثانية:
إعطاء زكاة الواحد لجماعة، وإعطاء زكاة الجماعة لواحد:
يجوز أن يعطي الجماعة ما يلزم الواحد.
لو أنه أخذ الصاع فقسمه بين أربعة مساكين لكل مسكين ربع صاع أجزأه وهكذا لو قسمه بين مسكينين فأعطى كل مسكين نصف صاع أجزأه فيجوز أن يخرج ما للواحد للجماعة.
ويجوز أن يخرج ما للجماعة للواحد، فلو أنه هو وأهل بيته يجب عليه إخراج خمسة آصع فوجد مسكيناً فأعطاه الخمسة الآصع أجزأه ذلك ولكن بشرط أن لا يتوسع في حق المسكين على حساب غيره.
[المرجع: شرح زاد المستقنع الشريط رقم 78]
ــــــــــــــــــــــــــــــ
يتبع بإذن الله(84/210)
مسألة: وجوب الطعام في زكاة الفطر عينا دون النقد (الشيخ محمد المختار الشنقيطي)
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[10 - 10 - 07, 06:53 ص]ـ
مسألة: وجوب الطعام في زكاة الفطر عينا دون النقد.
هذا النوع نوع خاص من الزكوات؛
والصحيح مذهب الجمهور أنه مختص بالطعام وليس فيه النقد، فلا ينتقل فيه إلى بدلٍ، بل الواجب فيه الطعام عينا،ـ وهو مذهب الجمهور:
1 - لأن النبي - r- نص على الطعام في زمانه والنقد موجود.
2 - ولأنه ليس هناك دليل يقْوى على الانتقال عن هذا الأصل.
وما استدل به الحنفية -رحمهم الله- على جواز إخراج النقود بدل زكاة الفطر لحديث معاذ: ((ائتوني بخميص أو لبيس فإنه أرفق بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم)) فهذا في الجزية وليس في الزكاة،
والجزية لها أحكام والزكاة لها أحكام وعلى هذا يجب إخراجها من الطعام على التفصيل الذي بينته النصوص.
الأمر الثاني مع النظر الأثر.
وذكر الأئمة -رحمهم الله- والجمهور أن النقود يأخذها المحتاج وغير المحتاج، ولكن الطعام لا يأخذه إلا المحتاج، ولذلك هذه الصدقة أبلغ في كفاية المسكين، ولذلك تجد عنده طعامه ولا عذر عنده بعد ذلك لأنه وجد ما يكفيه.
ـــــــــــــــــ
[المرجع: شرح عمدة الفقه الشريط رقم 37](84/211)
عيد الفطر.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[10 - 10 - 07, 12:28 م]ـ
من أحكام عيد الفطر
د. يوسف بن عبدالله الأحمد
أولاً: الاستعداد لصلاة العيد بالتنظف، ولبس أحسن الثياب: فقد أخرج مالك في موطئه عن نافع: " أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى " وهذا إسناد صحيح.
قال ابن القيم: " ثبت عن ابن عمر مع شدة اتباعه للسنة أنه كان يغتسل يوم العيد قبل خروجه ". (زاد المعاد 1/ 442).
وثبت عن ابن عمر رضي الله عنهما أيضاً لبس أحسن الثياب للعيدين. قال ابن حجر: " روى ابن أبي الدنيا والبيهقي بإسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين ". (فتح الباري 2/ 51).
ثانياً: يسن قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطر أن يأكل تمرات وتراً: ثلاثاً، أو خمساً، أو أكثر من ذلك يقطعها على وتر؛ لحديث أنس رضي الله عنه قال: " كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يغدوا يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وتراً " أخرجه البخاري.
ثالثاً: يسن التكبير والجهر به ـ ويسر به النساء ـ يوم العيد من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلى؛ لحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: " أن رسول الله كان يخرج في العيدين .. رافعاً صوته بالتهليل والتكبير .. " (صحيح بشواهده، وانظر الإرواء 3/ 123). وعن نافع: " أن ابن عمر كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى، ثم يكبر حتى يأتي الإمام، فيكبر بتكبيره " أخرجه الدارقطني بسند صحيح.
ومن صيغ التكبير، ما ثبت عن ابن مسعود رضي الله عنه: " أنه كان يكبر أيام التشريق: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله. والله أكبر، الله أكبر، ولله الحمد " أخرجه ابن أبي شيبة بسند صحيح.
تنبيه: التكبير الجماعي بصوت واحد بدعة لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، و لا عن أحد من أصحابه. والصواب أن يكبر كل واحد بصوت منفرد.
رابعاً: يسن أن يخرج إلى الصلاة ماشياً؛ لحديث علي رضي الله عنه قال: " من السنة أن يخرج إلى العيد ماشياً " أخرجه الترمذي، وهو حسن بشواهده.
خامساً: يسن إذا ذهب إلى الصلاة من طريق أن يرجع من طريق آخر؛ لحديث جابر رضي الله عنه قال: " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا كان يوم عيد خالف الطريق " أخرجه البخاري.
سادساً: تشرع صلاة العيد بعد طلوع الشمس وارتفاعها. بلا أذان ولا إقامة. و هي ركعتان؛ يكبر في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات. و يسن أن يقرأ الإمام فيها جهراً بعد الفاتحة سورة (الأعلى) في الركعة الأولى و (الغاشية) في الثانية، أو سورة (ق) في الأولى و (القمر) في الثانية. وتكون الخطبة بعد الصلاة، ويتأكد خروج النساء إليها، ومن الأدلة على ذلك:
1. حديث عائشة رضي الله عنها: " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان كان يكبر في الفطر والأضحى؛ في الأولى سبع تكبيرات، و في الثانية خمساً" أخرجه أبو داود بسند حسن، وله شواهد كثيرة.
2. و عن النعمان بن بشير رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقرأ في الجمعة والعيدين ب (سبح اسم ربك الأعلى) و (هل أتاك حديث الغاشية) أخرجه مسلم.
3. و عن عبيدالله بن عبدالله أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسول الله صلى الله عليه وسلم في الأضحى والفطر؟ فقال: " كان يقرأ فيهما ب (ق والقرآن المجيد) و (اقتربت الساعة وانشق القمر) " أخرجه مسلم.
4. وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: " أُمرنا أن نَخرجَ، فنُخرج الحُيَّض والعواتق، وذوات الخدور ـ أي المرأة التي لم تتزوج ـ فأما الحُيَّض فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم، ويعتزلن مصلاهم " أخرجه البخاري ومسلم.
5. وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: " شهدت صلاة الفطر مع نبي الله و أبي بكر و عمر وعثمان، فكلهم يصليها قبل الخطبة " أخرجه مسلم.
6. و عن جابر رضي الله عنه قال: " صليت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيدين غير مرة ولا مرتين بغير أذان ولا إقامة " أخرجه مسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/212)
سابعاً: إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة، فمن صلى العيد لم تجب عليه صلاة الجمعة؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " اجتمع عيدان في يومكم هذا، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون إن شاء الله " أخرجه ابن ماجة بسند جيد، وله شواهد كثيرة.
ثامناً: إذا لم يعلم الناس بيوم العيد إلا بعد الزوال صلوها جميعاً من الغد؛ لحديث أبي عمير بن أنس رحمه الله عن عمومة له من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: " أن ركباً جاءوا إلى النبي صلى الله عليه وسلم يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يفطروا، وإذا أصبحوا يغدوا إلى مصلاهم " أخرجه أصحاب السنن، وصححه البيهقي، والنووي، وابن حجر، وغيرهم.
تاسعاً: لا بأس بالمعايدة، وأن يقول الناس: (تقبل الله منا ومنك).
قال ابن التركماني: " في هذا الباب حديث جيد .. وهو حديث محمد بن زياد قال: كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فكانوا إذا رجعوا يقول بعضهم لبعض: (تقبل الله منا ومنك) قال أحمد بن حنبل: إسناده جيد " (الجوهر النقي 3/ 320).
عاشراً: يوم العيد يوم فرح وسعة، فعن أنس رضي الله عنه قال: قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: " ما هذان اليومان؟ قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول اله صلى الله عليه وسلم: إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما: يوم الأضحى، ويوم الفطر " أخرجه أحمد بسند صحيح.
حادي عشر: احذر أخي المسلم الوقوع في المخالفات الشرعية التي يقع فيها بعض الناس من أخذ الزينة المحرمة كالإسبال، وحلق اللحية، والاحتفال المحرم من سماع الغناء، والنظر المحرم، وتبرج النساء واختلاطهن بالرجال.
و احذر أيها الأب الغيور من الذهاب بأسرتك إلى الملاهي المختلطة، والشواطئ والمنتزهات التي تظهر فيها المنكرات.
و الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
الرابط: http://saaid.net/Doat/yusuf/9.htm
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[10 - 10 - 07, 12:35 م]ـ
عيد الفطر: http://www.islamonline.net/arabic/eid/1423/index.shtml
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[10 - 10 - 07, 12:37 م]ـ
عيد الفطر أحكامه وآدابه بقلم: الدكتور عاصم القريوتي
بسم الله الرحمن الرحيم
عيد الفطر أحكامه وآدابه
"هذا عيدنا أهل الإسلام ... تقبل الله منا ومنكم "
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله و صحبه و من والاه، وبعد:
فمناسبة اقتراب عيد الفطر السعيد أعاده الله علينا وعلى جميع المسلمين بالسعادة والعزة والخير والبركات والمجد والعودة الحقة إلى دين الله عز وجل، أذكر إخواني المسلمين بجملة من آداب وسنن العبد مع التنبيه على بعض البدع والمعاصي التي تقع في العيد مع ملاحظة إخراج زكاة الفطر قبل صلاة العيد فأقول وبالله التوفيق ومنه أستمد العون والسداد:
عليك أخي المسلم بالحرص على إخراج زكاة الفطر التي جعلها الله عز وجل طهرة للصائم من اللغو والرفث قبل صلاة العيد.
واحرص على أدائها من طعام قوت أهل بلدك تلبيةً لتوجيه نبيك حيث فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ عَلَى الْعَبْدِ وَالْحُرِّ وَالذَّكَرِ وَالْأُنْثَى وَالصَّغِيرِ وَالْكَبِيرِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَأَمَرَ بِهَا أَنْ تُؤَدَّى قَبْلَ خُرُوجِ النَّاسِ إِلَى الصَّلَاةِ.
ويقول أبو سعيد الخدري كما في صحيح البخاري:"كُنَّا نُخْرِجُ زَكَاةَ الْفِطْرِ صَاعًا مِنْ طَعَامٍ أَوْ صَاعًا مِنْ شَعِيرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ تَمْرٍ أَوْ صَاعًا مِنْ أَقِطٍ أَوْ صَاعًا مِنْ زَبِيبٍ" وإن عيد الفطر عِيدُنَا أَهْلَ الْإِسْلَامِ و قد قال الرسول صلى الله علبه وسلم كما في قصة الجاريتين اللتين كانتا تغنيان عند النبي صلى الله عليه وسلم:"دعهما فإن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا "رواه البخاري وعن عقبة بن عامر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" يوم عرفة وأيام التشريق عيدنا أهل الإسلام ".
وأما أحكام عيد الفطر و آدابه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/213)
فأولها: التكبير يوم العيد ويبتدأ من ثبوت العيد وينتهي بصلاة العيد، وقد قال الله تعالى (وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) (البقرة الآية185)، وصيغة التكبير الثابتة عن الصحابة رضي الله عنهم: (الله أكبر الله أكبر الله أكبر كبيراً) و (الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر ولله الحمد) ويحسن الاقتداء بها وما عدا ذلك من صيغ التكبير والزيادات التي نسمعها في كثير من المساجد فلم أقف لها على إسناد.
2) الاغتسال لصلاة العيد ولبس أحسن الثياب والتطيب لذلك.
3) الأكل قبل الخروج من المنزل على تمرات أو غيرها قبل الذهاب لصلاة العيد الفطر.
4) الجهر في التكبير في الذهاب إلى صلاة العيد.
5) الذهاب من طريق إلى المصلى والعودة من طريق آخر.
6) صلاة العيد في المصلى هي سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم فاحرص عليها وادع لها، وإن صليت في المسجد لسبب أو لآخر جاز ذلك.
7) اصطحاب النساء والأطفال والصبيان دون استثناء حتى الحيض و العواتق وذوات الخدور من النساء كما جاء في صحيح مسلم عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ رضي الله عنها قَالَتْ أَمَرَنَا تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ.
8) أداء صلاة العيد ركعتان يكبر في الأولى سبع تكبيرات غير تكبيرة الإحرام وفي الثانية خمس تكبيرات قبل الفاتحة أيضاً، ويقرأ الإمام فيهما سورة الأعلى والغاشية كما في صحيح مسلم عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقْرَأُ فِي الْعِيدَيْنِ وَفِي الْجُمُعَةِ بِسَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى وَهَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ.
10) الاستماع إلى الخطبة التي بعد صلاة العيد سنة ومن لم يحضر الخطبة وقام بعد الصلاة فلا ضير عليه.
11) التهنئة بالعيد ثابتة عن الصحابة رضي الله عنهم، ولم تثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح وأما عن الصحابة فعن جبير بن نفير قال كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا التقى يوم العيد يقول بعضهم لبعض: "تقبل منا ومنك" قال الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله إسناده حسن.
واحرص أخي المسلم على اجتناب البد والمنكرات في كل حين إذ " كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار" كما صح ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ومن بدع العيد:
1) التكبير بالعيد بالمسجد أو المصلى بالصيغ الجماعية على شكل فريقين يكبر الفريق الأول ويجيب الفريق الآخر إذ هذه طريقة محدثة والمطلوب أن يكبر كل واحد بانفراد ولو حصل اتفاق في ذلك فلا ضير، و أما على الطريق المسموعة يكبر فريق و الآخر يستمع حتى يأتي دوره فهي بدعة.
2) زيارة القبور يوم العيد وتقديم الحلوى و الورود و الأكاليل و نحوها على المقابر كل ذلك من البدع والمحدثات لم يفعله رسول الله صلى الله عليه وسلم وأما زيارة القبور من غير تقييد بوقت محدد فهي مندوبة مستحبة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم " زوروا القبور فإنها تذكركم بالآخرة ".
3) تبادل بطاقات التهاني المسماة (بطاقة المعايدة) أو كروت المعايدة من تقليد النصارى وعاداتهم و لقد سمعت شيخنا العلامة الألباني تغمده بالرحمة نبه على ذلك فاحرص أخي المسلم على مجانبة طريق المغضوب عليهم والضالين ولتكن من الصالحين السائرين على الصراط المستقيم.
ومن معاصي العيد:
1) تزين بعض الرجال بحلق اللحى إذ الواجب إعفاؤها في كل وقت والواجب أن يشكر المسلم ربه في هذا اليوم ويتمم فرحه بالطاعات لا بالمعاصي والآثام.
2) المصافحة بين الرجال و النساء الأجنبيات (غير المحارم) إذ هذا من المحرمات والكبائر وقد جاء في الحديث الصحيح كما في المعجم الكبير للطبراني وغيره:"لأَنْ يُطْعَنَ فِي رَأْسِ أَحَدِكُمْ بِمِخْيَطٍ مِنْ حَدِيدٍ خَيْرٌ لَهُ مِنْ أَنْ يَمَسَّ امْرَأَةً لا تَحِلُّ لَهُ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/214)
3) ومن الإسراف بذل الأموال الطائلة في المفرقعات والألعاب النارية دون جدوى، وحري أن تصرف هذه المبالغ على الفقراء والأرامل والأيتام والمساكين والمحتاجين وما أكثرهم وما أحوجهم!
4) انتشار ظاهرة اللعب بالميسر والمقامرة في بعض الدول يوم العيد، وخاصة عند الصغار، وهذا من الكبائر العظيمة فعلى الآباء مراقبة أبنائهم في هذه الأيام وتحذيرهم من ذلك.
تقبل الله مني ومنكم .. وكل عام وأنتم بخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته كتبه: د. عاصم بن عبد الله القريوتي في التاسع والعشرين من رمضان 1427 من الهجرة
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[10 - 10 - 07, 12:44 م]ـ
أحكام عيد الفطر
يوسف بن عبدالله الأحمد
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذه نبذة عن أحكام عيد الفطر المبارك وزكاة الفطر، وقد تحريت فيها أن تكون وفق سنة النبي، وأن تكون بأسلوب سهل واضح، أسأل الله تعالى أن ينفع الجميع بها، وأن يتقبل من سائر أعمالنا.
من أحكام عيد الفطر
أولاً: الاستعداد لصلاة العيد بالاغتسال وجميل الثياب:
فقد أخرج مالك في موطئه عن نافع: (أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى) [وهذا إسناد صحيح]. قال ابن القيم: (ثبت عن ابن عمر مع شدة اتباعه للسنة أنه كان يغتسل يوم العيد قبل خروجه) [زاد المعاد 1/ 442]. وثبت عنه أيضاً لبس أحسن الثياب للعيدين.
قال ابن حجر: (روى ابن أبي الدنيا والبهيقي بإسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين) [فتح الباري 2/ 51]. وبهذين الأثرين وغيرهما أخذ كثير من أهل العلم استحباب الاغتسال والتجمل للعيدين.
ثانياً: يُسَنُّ قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطرأن يأكل تمرات وتراً:
ثلاثاً، أو خمساً، أو أكثر من ذلك، يقطعها على وتر؛ لحديث أنس قال: {كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وتراً} [أخرجه البخاري].
ثالثاً: يسن التكبير والجهر به - ويُسر به النساء - يوم العيد من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلي:
لحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: {أن رسول الله كان يكبر يوم الفطر من حيث يخرج من بيته حتى يأتي المصلى} [حديث صحيح بشواهده]. وعن نافع: (أن ابن عمر كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى، ثم يكبر حتى يأتي الإمام، فيكبر بتكبيره) [أخرجه الدارقطني وغيره بإسناد صحيح].
تنبيه: التكبير الجماعي بصوت واحد بدعة لم تثبت عن النبي ولا عن أصحابه، والصواب أن يكبر كل واحد بصوت منفرد.
رابعاً: يسن أن يخرج إلى الصلاة ماشياً:
لحديث علي قال: {من السنة أن يخرج إلى العيد ماشياً} أخرجه الترمذي وقال: (هذا حديث حسن، والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم، يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشياً، وألا يركب إلا من عذر) [صحيح سنن الترمذي].
خامساً: يسن إذا ذهب إلى الصلاة من طريق أن يرجع من طريق آخر:
لحديث جابر قال: {كان النبي إذا كان يوم عيد خالف الطريق} [أخرجه البخاري].
سادساً: تشرع صلاة العيد بعد طلوع الشمس وارتفعاها بلا أذان ولا إقامة:
وهي ركعتان يكبر في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات. ويسن أن يقرأ الإمام فيهما جهراً سورة (الأعلى) و (الغاشية) أو سورة (ق) و (القمر). وتكون الخطبة بعد الصلاة، ويتأكد خروج النساء إليها، ومن الأدلة على ذلك:
1 - عن عائشة رضي الله عنها: {أن رسول الله كان يكبر في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمساً} [صحيح سنن أبي داود].
2 - وعن النعمان بن بشير أن رسول الله كان يقرأ في العيدين بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى [الأعلى:1] و هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ [الغاشية:1] [صحيح سنن ابن ماجة].
3 - وعن عبيدالله بن عبدالله أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسول الله في الأضحى والفطر؟ فقال: {كان يقرأ فيهما بـ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [ق:1]، اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ [القمر:1]} [رواه مسلم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/215)
4 - وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: {أُمرنا أن نَخرج، فنُخرج الحُيَّض والعواتق وذوات الخدور - أي المرأة التي لم تتزوج - فأما الحُيَّض فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم، ويعتزلن مصلاهم} [أخرجه البخاري ومسلم].
5 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {شهدت صلاة الفطر مع نبي الله وأبي بكر وعمر عثمان، فكلهم يصليها قبل الخطبة} [أخرجه مسلم].
6 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما: {أن رسول الله صلّى العيد بلا أذان ولا إقامة} [صحيح سنن أبي داود].
سابعاً: إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة، فمن صلّى العيد لم تجب عليه صلاة الجمعة:
لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله قال: {اجتمع عيدان في يومكم هذا، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون إنشاء الله} [صحيح سنن أبي داود].
ثامناً: من فاتته صلاة العيد مع المسلمين يشرع له قضاؤها على صفتها:
وإذا لم يعلم الناس بيوم العيد إلا بعد الزوال صلوها جميعاً من الغد؛ لحديث أبي عمير ابن أنس رحمه الله عن عمومة له من أصحاب النبي: {أن ركباً جاءوا إلى النبي يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم النبي أن يفطروا، وإذا أصبحوا يغدوا إلى مصلاهم} [أخرجه أصحاب السنن وصححه البهيقي والنووي وابن حجر وغيرهم].
تاسعاً: ولا بأس بالمعايدة وأن يقول الناس: (تقبل الله منا ومنكم):
قال ابن التركماني: (في هذا الباب حديث جيد ... وهو حديث محمد من زياد قال: كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي، فكانوا إذا رجعوا يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك). قال أحمد بن حنبل: إسناده جيد. [الجوهر النقي 3/ 320].
عاشراً: يوم العيد يوم فرح وسعة:
فعن أنس قال: قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: {ما هذان اليومان؟} قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله: {إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما، يوم الأضحى، ويوم الفطر} [صحيح سنن أبي داود].
حادي عشر: احذر أخي المسلم الوقوع في المخالفات الشرعية
والتي يقع فيها بعض الناس من أخذ الزينة المحرمة كالإسبال، وحلق اللحية، والاحتفال المحرم من سماع الغناء، والنظر المحرم، وتبرج النساء واختلاطهن بالرجال. واحذر أيها الأب الغيور من الذهاب بأسرتك إلى الملاهي المختلطة، والشواطئ والمنتزهات التي تظهر فيها المنكرات.
زكاة الفطر
حكمها: واجبة على كل مسلم؛ الكبير والصغير، والذكر والأنثى، والحر والعبد؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: {فرض رسول الله زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين. وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة} [أخرجه البخاري] وزاد أبو داود بإسناد صحيح: {فكان ابن عمر يؤديها قبل ذلك باليوم واليومين} [صحيح أبي داود].
فتجب على المسلم إذا كان يجد ما يفضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، فيخرجها المسلم عن نفسه وعمن تلزمه مؤنته من المسلمين كالزوجة والولد. والأولى أن يخرجوها عن أنفسهم إن استطاعوا؛ لأنهم هم المخاطبون بها. أما الحمل في البطن فلا يجب إخراج زكاة الفطر عنه. ولا يجزئ إخراج قيمتها؛ لمخالفته لأمر النبي وفعله وفعل أصحابه، وقد قال: {من أحدث في أمرها هذا ما ليس منه فهو رد} [أخرجه مسلم].
حكمتها: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {فرض رسول الله زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو الرفث، وطُعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات} [رواه أبو داود وابن ماجة بإسناد حسن].
جنس الواجب فيها: طعام الآدميين من تمر أو بُرّ أو أرز أو غيرهما من طعام بني آدم. قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: {كنا نخرج يوم الفطر في عهد النبي صاعاً من طعام، وكان طعامنا الشعير والزبيب والأقط والتمر} [رواه البخاري].
وقت وجوبها: وهو غروب الشمس ليلة العيد، فلو مات قبل الغروب ولو بدقائق لم تجب الفطرة، وإن مات بعد الغروب ولو بدقائق وجب إخراج فطرته، ولو وُلد الجنين قبل الغروب وجب إخراجها عنه، وإن وُلد بعد الغروب لم تجب.
وقت إخراجها: قبل العيد بيوم أو يومين كما كان الصحابة يفعلون؛ فعن نافع مولى عبدالله رضي الله عنهما قال في صدقة الفطر: { ... وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين} [رواه البخاري].
وآخر وقت إخراجها صلاة العيد كما سبق في حديث ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما.
مقدارها: صاع عن كل مسلم، والصاع =2.40 كجم كيلوان وأربعون جراماً، ويجوز أن تقسم الفطرة على أكثر من فقير، ويجوز أن يدفع عدد من الفطر إلى فقير واحد.
أهلها: هم الفقراء والمساكين؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق: { ... وطعمة للمساكين}.
تنبيه: من الخطأ دفعها لغير الفقراء والمساكين كما جرت به عادة بعض الناس من إعطاء الزكاة للأقارب أو الجيران أو على سبيل التبادل بينهم، أو دفعها لأسر معينة كل سنة دون نظر في حال تلك الأسر، هل هي من أهل الزكاة أم لا؟
مكان دفعها: تدفع إلى فقراء المكان الذي هو فيه سواء أكان محل إقامته أوغيره، ولا بأس بنقلها إلى بلد آخر؛ لأن الأصل هو الجواز، ولا دليل يمنع نقلها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
الرابط: http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=329
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/216)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[10 - 10 - 07, 12:50 م]ـ
خطبة عيد الفطر
عبد الحميد كشك
لحفظ أو للاستماع للمحاضرة: http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=26284
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[10 - 10 - 07, 12:52 م]ـ
خطبة عيد الفطر
عبد السلام محمد زود
ملخص الخطبة
1 - الحث على فضائل الأعمال والمبادرة إليها. 2 - التحذير من بعض المعاصي والموبقات. 3 - استعادة الثقة بنصر الله وإبعاد اليأس والقنوط. 4 - دولة الباطل ساعة ودولة الحق إلى قيام الساعة. 5 - الدنيا دار بلاء وابتلاء والآخرة هي الحياة الحقيقية. 6 - دروس من قصة أصحاب الأخدود. 7 - بشائر النصر كما أخبر عنها النبي. 8 - بشائر في انتشار الإسلام في العالم اليوم.
الخطبة الأولى
أما بعد:
أيها المسلمون، منذ أيام استقبلنا شهر رمضان، وبالأمس ودعناه مرتحلاً عنا، شاهداً لنا أو علينا، وفي صبيحة هذا اليوم الأغر، يوم عيد الفطر المبارك، غدوتم إلى رب كريم، يمن بالخير ثم يثيب عليه الجزيل، لقد أمرتم بقيام الليل فقمتم، وأمرتم بصيام النهار فصمتم، وأطعتم ربكم، فاقبضوا جوائزكم، وارجعوا راشدين إلى رحالكم، فإن ربكم قد غفر لكم، ويوم القيامة ينادَى على الصائمين أن ادخلوا الجنة من باب الريان، ثم تلقون ربكم في جنات النعيم فتفرحون بصومكم.
إخواني، شرع لكم نبيُ الهدى بعد رمضان صيام الست من شوال، كما حث على صيام الإثنين والخميس، وعرفة وعاشوراء فصوموها، وحافظوا على الصلاة في وقتها، فإنها أولَ ما تحاسبون عنه يوم القيامة، ومن لم يؤد فريضة الحج بعد فليؤدها قبل أن يحال بينه وبينها، ثم استوصوا بالوالدين خيراً، وترحموا على من مات منهما، تحببوا إلى أبنائكم، وصِلوا أرحامكم وأقاربكم، وأحسنوا إلى الأيتام والأرامل والفقراء، وأوفوا المكيال والميزان، واجتنبوا الغش والكذب في البيع والشراء.
يا معشر التجار، وإياكم والخلوة بالموظفات والسكرتيرات، يا أصحاب المكاتب والإدارات فإنها محرمة، ويا معشر المسلمين اجتنبوا الربا في المعاملات، فإنه من السبع الموبقات، وغضوا أبصاركم، واحذروا مصافحة النساء غير المحارم، فإنها من المحرمات. تصدقن يا معشر النساء من أموالكن وحليكن لتنقذن أنفسكن من النار، وإياكن والتبرج أو التشبه بالرجال أو مصافحتهم فإن الله حرَّم ذلك.
ويا معشر الرجال استوصوا بالنساء خيراً، لا تضربوهن بغير حق ولا تقبحوهن، فإن الله يبغض ذلك.
إخواني في الله، والمتأمل في حال الأمة اليوم، وما وصلت إليه من القهر والذل، بات مضطرباً ولسان حاله يقول: هل يمكن أن تقوم للمسلمين قائمة، ويرجعوا إلى عزهم ومكانتهم وقيادتهم للبشرية؟ بعد أن تكالب عليهم أعداؤهم؟ هل يمكن أن تعود الأمة إلى عزها وتنفض غبار النوم عنها؟ وهل سيأتي نصر الله عز وجل بعد كل هذا؟
أسئلة مريرة تدل على حالة من اليأس والقنوط تعيشها الأمة من أقصاها إلى أقصاها، لذلك كان من الضروري تسليط الأضواء على هذه الحالة لطرد اليأس وإعادة الأمل إلى قلوب هذه الأمة المباركة المنصورة إلى قيام الساعة، فأقول وبالله التوفيق: لا شك أن كل مسلم يتطلع دائماً إلى نصر الله عز وجل لأوليائه المؤمنين، كيف لا يتطلع وهو يقرأ قول الله وَكَانَ حَقّاً عَلَيْنَا نَصْرُ ?لْمُؤْمِنينَ [الروم:47]. كيف لا يتطلع وهو يقرأ قول الله للمؤمنين: إِن تَنصُرُواْ ?للَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبّتْ أَقْدَامَكُمْ [محمد:7]. كيف لا يتطلع وهو يقرأ قول ربه: إِنَّا لَنَنصُرُ رُسُلَنَا وَ?لَّذِينَ ءامَنُواْ فِى ?لْحَيَو?ةِ ?لدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ ?لأَشْهَـ?د [غافر:51]. فنصر الله لهذه الأمة نصر قريب، كما قال ربنا: أَلا إِنَّ نَصْرَ ?للَّهِ قَرِيبٌ [البقرة:214].
إخواني في الله، لا بد أن نعتقد بأن الحق والعدل أساس في هذا الكون، وأصل في بناء السماوات والأرض، والدنيا بدأت بالحق، وستنتهي بالحق، ويوم القيامة يتجلى الحق في أعلى وأجلّ صوره، ومن هذا الحق أن تعود لأمة الإسلام قيادتها للبشرية، ومن الحق أن يعود حكم الإسلام إلى الأرض كلِّها، ومن الحق والعدل أن تزول هذه الغشاوة، وأن تنقشع هذه الغُمة التي تحياها هذه الأمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/217)
إخواني في الله، لا يغركم انتفاش ريش اليهود والنصارى على الدنيا بأسرها في هذه الفترة، فإن الله جل وعلا يقول: لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ ?لَّذِينَ كَفَرُواْ فِى ?لْبِلَـ?دِ مَتَـ?عٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ ?لْمِهَادُ [آل عمران 196، 197]، فإن الكفر والباطل وإن تسلط فإن تسلطه محدود بقَدَر من الله، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يستمر، لأن الله جعل لكل شيء نهاية. ولنفرض بأن الكفار استطاعوا أن تكون لهم الغلبة مدة الحياة الدنيا كلِّها، مع أن هذا الافتراض ليس بصحيح، ولكن لنفترض ذلك افتراضا، ألسنا نحن المسلمين نعتقد ونؤمن بأن الله قد وعدنا بالآخرة؟ وبالحياة الأبدية الباقية في الجنة؟ فما قيمة الحياة الدنيا من أولها إلى آخرها مقارنة بالآخرة؟ ألا ترضون أن يأخذوا هم الدنيا وتكون لنا الآخرة؟.
ثم لماذا قص الله عز وجل علينا قصة أصحاب الأخدود بهذه الطريقة التي انتهت إليها؟ إنها حادثة مؤلمة جدا، أن يَحْفُرَ الكفار حفراً في الأرض، ثم يؤججوا فيها النيران، ثم يلقوا فيها أناساً أبرياء لا ذنب لهم سوى الإيمان وَهُمْ عَلَى? مَا يَفْعَلُونَ بِ?لْمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ [البروج:7]. ولحكمة فإن الله عز وجل لم يذكر في نهاية القصة أنه عاقب أولئك المجرمين أو انتقم منهم كما أخذ قوم نوح وهود وصالح وشعيبٍ وقومَ لوط، أو كما أخذ فرعون وجنودَه أخذ عزيز مقتدر.
وعند المقارنة الدنيوية وإغفال عالم الآخرة، يكون هؤلاء المجرمون هم المنصورون، وأولئك المؤمنون هم الخاسرون.
لكن الله عز وجل أخبرنا في هذه الحادثة بهذه النهاية المؤلمة، ليُعْلِمنا وليكشف لنا عن حقيقة أخرى، وهي أن الحياة الدنيا بما فيها من لذائذ وآلام، ومتاع وحرمان، ليست هي القيمة الكبرى في الميزان، وليست هي السلعة التي تقرر حساب الربح والخسارة، ولكن القيمة الكبرى في ميزان الله عز وجل هي قيمة العقيدة، والسلعة الرائجة في سوق الله تعالى هي سلعة الإيمان، وأن النصر في أرفع صوره هو انتصارُ العقيدة على الألم، وانتصارُ الإيمان على الشرك والكفر، ولم يعد مجال المعركة الأرض وحدها، ولا الحياة الدنيا وحدها، وشهود المعركة ليسوا هم الناس الذين شهدوها في وقتها، بل إن الملأ الأعلى يشارك في أحداث الأرض ويشهدها ويشهد عليها وَمَا وَمَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ إِلاَّ أَن يُؤْمِنُواْ بِ?للَّهِ ?لْعَزِيزِ ?لْحَمِيدِ ?لَّذِى لَهُ مُلْكُ ?لسَّمَـ?و?تِ وَ?لأَرْضِ وَ?للَّهُ عَلَى كُلّ شَىْء شَهِيدٌ [البروج:8، 9]، فالله عز وجل شهيد على هذه الحادثة، وهكذا اتصلت حياة المؤمنين في الأرض بالحياة الباقية الخالدة في الملأ الأعلى، واتصلت الدنيا بالآخرة، ولم تعد الأرض وحدها هي مجال المعركة بين الخير والشر، ولم تعد الدنيا هي خاتمة المطاف، ولا موعد الفصل في هذا الصراع.
لقد انفسح المجال في المكان والزمان، والقيم والموازين، واتسعت آفاق النفس المؤمنة، وكبرت اهتماماتها، فصغرت الأرض وما عليها، والحياة الدنيا وما يتعلق بها، وكبر المؤمن بمقدار ما معه من إيمان غيبي، وأخبر عن العقاب الأخروي لهؤلاء المجرمين فقال: إِنَّ ?لَّذِينَ فَتَنُواْ ?لْمُؤْمِنِينَ وَ?لْمُؤْمِنَـ?تِ ثُمَّ لَمْ يَتُوبُواْ فَلَهُمْ عَذَابُ جَهَنَّمَ وَلَهُمْ عَذَابُ ?لْحَرِيقِ [البروج:10].
أما أولئك الذين صبروا، وأحرقتهم تلكم النار في هذه الدنيا، فيقول الله عز وجل في شأنهم: إِنَّ ?لَّذِينَ ءامَنُواْ وَعَمِلُواْ ?لصَّـ?لِحَـ?تِ لَهُمْ جَنَّـ?تٌ تَجْرِى مِن تَحْتِهَا ?لأَنْهَـ?رُ ذَلِكَ ?لْفَوْزُ ?لْكَبِيرُ [البروج:11]، هذا هو الميزان، ذلك الفوز الكبير. هذا من ناحية.
ومن ناحية أخرى لو أجرينا ـ إخواني ـ مقارنة بين الكفر والإسلام، لوجدنا أن دين الله قديماً وحديثاً هو الغالب، وهو المسيطر مدة أطول من سيطرة الكفار، فهل تعلم أخي أن الناس بعد آدم عليه الصلاة والسلام بقوا مدة عشرة قرون على التوحيد والإسلام؟!. وهل تعلم أن هذه الأمة المحمدية المباركة بقيت حاكمة منذ بعثة نبيها إلى زمن سقوط الخلافة العثمانية سنة 1924، أكثر من ثلاثة عشر قرناً من الزمان وهي أمة ظافرة منتصرة، بيدها تدبير كثير من أمور الدنيا حتى الأمم الكافرة، وهذه هي التي طالما تغنى بها كثير من شعراء المسلمين عندما قالوا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/218)
ملكنا هذه الدنيا قرونا وأخضعها جدودٌ خالدونا
وسطَّرنا صحائف من ضياء فما نسي الزمان ولا نسينا
حمَلناها سيوفا لامعاتٍ غداةُ الروع تأبى أن تلينا
إذا خرجت من الأغماد يوما رأيت الهول والفتح المبينا
وكنا حين يأخذنا ولي بطغيان ندوس له الجبينا
وكنا حين يرمينا أناس نؤدبهم أُباةً صابرين
وما فتئ الزمان يدور حتى مضى بالمجد قوم آخرون
وأصبح لا يُرى في الركب قومي وقد عاشوا أئمته سنينا
إذاً أكثرَ من ألفٍ وثلاثمائةِ عام والأمة الإسلامية أمة عظيمة يرهبها الشرق والغرب، ولعله يكفي مثالا واحدا فقط قصة هارون الرشيد عندما قال وهو يخاطب سحابة: (أمطري حيث شئتِ فسيأتي إليَّ خراجك) هذا ما كان في الماضي.
وما سيطر الكفار إلا بعد سقوط الخلافة العثمانية، يعني منذ سبع وسبعين سنة، فكيف تقارن أخي سبعاً وسبعين سنة أو مائة سنة سيطرت فيها حضارات زائفة مادية منحرفة، وتنسى ثلاثة عشر قرناً كان المسيطر فيها هو دين الله، وشرع الله، وتوحيد الله؟!!.
أما عن مستقبل هذه الأمة فقد أخبرنا النبي عن المعركة الفاصلة مع اليهود على نهر الأردن كما حددها عندما قال: ((أنتم شرقيه، وهم غربيه)) حتى يقول الشجر والحجر يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي فتعال فاقتله.
ومن دلائل نصر هذه الأمة في آخر الزمان، نزول عيسى بن مريم على المنارة البيضاء شرقي دمشق وتجمع المسلمين عليه.
ومن دلائل النصر في آخر الزمان خروج المهدي وقيادته لهذه الأمة كما أخبر النبي. ومن دلائل النصر قول النبي: ((إن أمتي كالغيث لا يدرى خيرٌ أولُه أو آخرَه)) أوله أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، وآخره عيسى بن مريم والمهدي، الذي يملأ الأرض قسطاً وعدلاً كما مُلئت جورا وظلما. إذاً لا يجوز أن نقارن لحظة معينة من عمر التاريخ وننسى الماضي كله، والمستقبل كله. وتسلط الكفار في هذا الوقت إنما هو تسلط مؤقت بقدر من الله عز وجل، ولحكمة منه سبحانه وتعالى، ودين الله غالب، ونصر الله قريب، وَ?للَّهُ غَالِبٌ عَلَى? أَمْرِهِ وَلَـ?كِنَّ أَكْثَرَ ?لنَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ [يوسف:21].
فهذه الأمة منصورة بإذن الله تعالى، فقط تحتاج إلى من ينفض عنها الغبار.
إخواني في الله، ربما يقتل أناس من هذه الأمة، وربما تباد جماعات ومجتمعات، وربما تسقط دول وتذهب أسماء وشعارات، وهذا كله صحيح، لكن الإسلام باق، والذي يريد أن يواجه الإسلام، أو يحارب الإسلام مسكين، مثله كمثل الفراشة التي تحاول إطفاء نور الكهرباء، والله متم نوره ولو كره الكافرون، قال تعالى: هُوَ ?لَّذِى أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِ?لْهُدَى? وَدِينِ ?لْحَقّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى ?لدّينِ كُلّهِ وَلَوْ كَرِهَ ?لْمُشْرِكُونَ [الصف:9].
وإن هذا الدين هو سر بقاء هذه الأمة ووجودِها، وهذه الأمة إنما خلقت للإسلام، ووجدت للإسلام، والذي يريد أن يقضي على الإسلام فليقض على هذه الأمة، وهل يستطيع أحد أن يقضي على هذه الأمة، هيهات ثم هيهات!! فهذه الأمة موعودة بالبقاء، وليس بالبقاء فقط بل بالنصر والتمكين، ولا يزال الله عز وجل يخرج لهذه الأمة في كل مرحلة من تاريخها علماء ودعاة وقادة ومجاهدين يستعملهم في خدمة هذا الدين، ولن يترك الله بيت مدر ولا وبر إلا وسيدخله الله هذا الدين، بعز عزيز أو بذل ذليل، عزاً يعز الله به الإسلام وأهله، وذلاً يذل الله به الكفر وأهله، كما قال عليه الصلاة والسلام.
كم دفن الناس من طاغية؟ كم دفن الناس من كافر محارب لله ورسوله؟ كم دفن من زنديق؟ كم دفن الناس من كافر؟ كم دفن الناس من منافق وملحد؟ فرعون مضى، النمرود مضى، أبرهة مضى، أبو جهل مضى، هولاكو مضى، جنكيز خان مضى، وقروناً بين ذلك كثيراً، حتى رؤساء الكفر والضلال في هذا الزمان سوف يأتي يوم ويدفنهم أصحابهم، فقط صبر جميل واستعانة بالله، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
إخواني في الله، إن هذا الدين هو كلمة الله عز وجل، ولا إله إلا الله هي كلمة الإسلام، ومن ذا الذي يستطيع أن يُطفئ نور هذه الكلمة؟
أتُطفِئ نورَ الله نفخةُ كافر تعالى الذي في الكبرياء تفردَّا
إذا جلجلت الله أكبر في الوغى تخاذلت الأصوات عن ذلك الندا
ومن خاصم الرحمن خابت جهوده وضاعت مساعيه وأتعابه سُدى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/219)
ونقول اليوم لأمريكا: لست أول من حارب الإسلام، بل حاربه قبلك الكثير، لكن ماذا كانت النتيجة؟ أهلك الله كل من وقف في طريق الإسلام، وأبقى الله الإسلام شامخاً، وسيبقى بموعود الله ورسوله، وها هو الإسلام الآن بدأ يتململ في أوربا وأمريكا… إخواني في الله، ورغم الظروف الصعبة التي يمر بها الإسلام والمسلمون في كل مكان، إلا أن المستقبل للإسلام، وتدبروا معي ما تقوله الكلمات الغربية، لأن كثيراً من الناس لا يصدقون الوحي إلا إذا جاء تصديقه من أوربا وأمريكا، أوردت مجلة التايم الأمريكية الخبر التالي: "وستشرق شمس الإسلام من جديد، ولكنها في هذه المرة تعكس كل حقائق الجغرافيا، فهي لا تشرق من المشرق كالعادة، وإنما ستشرق في هذه المرة من الغرب".
من قلب أوروبا تلك القارة التي بدأت المآذن فيها تناطح أبراج الكنائس في باريس ولندن ومدريد وروما، وصوتُ الأذان كل يوم في تلك البلاد خمس مرات، خيرُ شاهد على أن الإسلام يكسب كل يوم أرضاً جديدة وأتباعاً.
ويكفي أن تعلم أخي أنه قد بلغ عدد المساجد في قلب قلعة الكفر -أمريكا- ما يقرب من ألفي مسجد، وفى ولاية نيويورك فقط مائة وخمسة وسبعون مركزاً ومسجداً إسلامياً والحمد لله، بل وتحتضن إيطاليا وحدها مائة وعشرين مسجدًا، أبرزها مسجد روما الكبير. أما جريدة السانداي تلغراف البريطانية فتقول: "إن انتشار الإسلام مع نهاية هذا القرن ومطلع القرن الجديد ليس له من سبب مباشر إلا أن سكان العالم من غير المسلمين بدؤوا يتطلعون إلى الإسلام، وبدؤوا يقرؤون عن الإسلام فعرفوا من خلال اطلاعهم أن الإسلام هو الدين الوحيد الأسمى الذي يمكن أن يُتبع، وهو الدين الوحيد القادر على حل كل مشاكل البشرية".
مجلة لودينا الفرنسية بعد دراسة قام بها متخصصون تقول الدراسة: "مستقبل نظام العالم سيكون دينياً، وسيسود النظام الإسلامي على الرغم من ضعفه الحالي، لأنه الدين الوحيد الذي يمتلك قوة شمولية هائلة" لم لا وهو دين الله، الذي أنزله للعالمين.
وقال رئيس شرطة المسلمين وهو ضابط أمريكي أكرمه الله بالإسلام قال: "الإسلام قوي جداً جداً في أمريكا، وينتشر بقوة في الشرطة الأمريكية".
إخواني في الله، وبعد تفجيرات الحادي عشر من سبتمبر في نيويورك وواشنطن، ازداد في العالم الغربي الإقبال على فهم الإسلام بصورة غير متوقعة، وأصبحت نسخ القرآن الكريم المترجمة من أكثر الكتب مبيعاً في الأسواق الأمريكية والأوربية حتى نفدت من المكتبات، لكثرة الإقبال على اقتنائها، وتسبب ذلك في دخول الكثير منهم في الإسلام.
كما أعلنت دار نشر (لاروس) الفرنسية الشهيرة أنها بصدد إعادة طباعة ترجمة القران الكريم بعد نفادها من الأسواق.
ونشرت صحيفة "نيويورك تايمز" في عددها الصادر 23/ 10/2001، مقالاً ذكرت فيه أن بعض الخبراء الأمريكيين يقدرون عدد الأمريكيين الذين يعتنقون الإسلام سنويا بخمسة وعشرين ألف شخص، وأن عدد الذين يدخلون دين الله يومياً تضاعف أربع مرات بعد أحداث 11 سبتمبر حسب تقديرات أوساط دينية.
وإليكم الآن بعض كلمات من دخلوا في الإسلام حديثاً: هذه ضابطة أمريكية أسلمت، وجاءت في اليوم التالي تلبس الحجاب، فقال لها رئيسها: ما هذا؟! قالت: لقد أسلمت قال: لا حرج، لكن اخلعي هذا الثوب، فقالت: لا، وردت بقول عجيب أتمنى أن تستمع إليه كل مسلمة متبرجة، قالت: إن الله هو الذي أمرني بالحجاب، ولا توجد سلطة على وجه الأرض تملك أن تنزع عنى هذا الحجاب إلا بأمر الله!!
وهذه كاتبة وصحفية أمريكية اسمها (سميرة) Jemmah سابقاً، بعد أن نطقت بالشهادتين قالت: منذ دخولي في الإسلام امتلأ قلبي بالراحة والطمأنينة والسعادة ..
والمدهش أن أحد التقارير الأمريكية التي نشرت قبل شهر تقريباً ذكر أن عدد الداخلين في الإسلام بعد ضربات الحادي عشر من سبتمبر قد بلغ أكثر من ثلاثين ألف مسلم ومسلمة، وهذا ما أكده رئيس مجلس العلاقات الإسلامية الأمريكي حيث قال: إن أكثر من 24 ألف أمريكي قد اعتنقوا الإسلام بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر، وهو أعلى مستوى تحقق في الولايات المتحدة منذ أن دخلها الإسلام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/220)
وآخر الأخبار التي طالعتنا هذا الأسبوع أن ديا ريتشارسون الأميركية المدمنة للخمر، ومن رواد الملاهي الليلية، وأعمامها الثلاثة قسيسون، استمعت للقرآن الكريم من طفل فأسلمت على الفور، كما نشرت قصتها صحيفة لوس أنجلوس تايمز.
والأقوى من ذلك كله أن حاكمة ولاية ماست شوس تس الأمريكية وافقت ـ بعد اجتماعها مع المسلمين ـ على إدخال مادة لتعليم الإسلام في المدارس لتوعية الشعب الأمريكي بالدين الإسلامي.
ونظرا لإقبال الغرب على الإسلام حذر أسقف إيطالي بارز من (أسلمة أوروبا).
وفي مدينة بولونيا الإيطالية حذر أسقف آخر من أن الإسلام سينتصر على أوروبا إذا لم تغد أوروبا مسيحية مجددًا ..
ولم يقتصر الأمر على هؤلاء بل وصل الخوف إلى بابا الفاتيكان الذي صرخ بذعر في وثيقة التنصير الكنسي لكل المنصرين على وجه الأرض قائلاً: "هيا تحركوا بسرعة لوقف الزحف الإسلامي الهائل في أنحاء أوربا".
ونحن نقول للمسلمين: إن مستقبل الغرب الآن بدأ للإسلام، وبوادر الفتح الإسلامي لأوربا بات وشيكاً، تحقيقاً لما أخبر به الصادق المصدوق حيث قال: ((تغزون جزيرة العرب فيفتحها الله، ثم فارس فيفتحها الله، ثم تغزون الروم فيفتحها الله، ثم تغزون الدجال فيفتحه الله)) رواه مسلم عن نافع بن عتبة.
وتدبروا معي هذا الحديث الذي يسكب الأمل في قلوب الأمة صباً، فعن عبد الله بن عمرو قال: سُئِلَ النبي أَيُّ الْمَدِينَتَيْنِ تُفْتَحُ أَوَّلاً قُسْطَنْطِينِيَّةُ أَوْ رُومِيَّةُ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ: ((مَدِينَةُ هِرَقْلَ تُفْتَحُ أَوَّلاً، يَعْنِي قُسْطَنْطِينِيَّةَ)) رواه الإمام أحمد وصححه الألباني. والقسطنطينية: عاصمة الكنيسة الشرقية، وروما: عاصمة الكنيسة الغربية.
وقد وقع الفتح الأول، يعني فتح القسطنطينية على يد محمد الفاتح بعد ستة قرون من حديث الرسول كما أخبر به تماماً، وسيقع الفتح الثاني، يعني فتح روما ـ عاصمة الفاتيكان حاليا ـ سيقع بإذن الله ومشيئته، وهذا ما تخشاه أوروبا وبابا الفاتيكان كما سمعتم، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.
فهيا أيها المسلمون في كل مكان، تحركوا بكل ما تملكون من وسائل وإمكانيات، وبينوا الصورة المشرقة للإسلام، فالإسلام الآن متهم في الغرب بالإرهاب والتطرف شئنا أم أبينا، فإن كنت أخي تعرف زميلاً لك في أي مكان، فأرسل إليه رسالة، أو أهد إليه كتاباً أو شريطاً عن الإسلام، وافعل ذلك مع جيرانك وزملائك في العمل، المهم أن تبذل شيئاً للإسلام، وأنت سفيرُ الإسلام في هذه البلاد شئت أم أبيت، فهيا تحرك لخدمة دين الله تعالى، واعلم أن الكون لا يتحكم فيه الأمريكان، ولا يدير دفته الأوروبيون، بل إن الذي يدبر أمر الكون هو ملك الملوك سبحانه وتعالى.
وفقني الله وإياكم لما يحبه ويرضاه، تقبل الله منا ومنكم وكل عام وأنتم بخير.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[10 - 10 - 07, 12:54 م]ـ
قولهم عيد الفطر ثلاثة أيام بدعة منكرة
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله أما بعد
فقد إنتشرت بدعة عند كثير من أهل هذا الزمان ربى عليها الصغير وهرم عليها الكبير واتخذها الناس سنة إذا تركت فكأنما غيرت سنة وهي أن أحدهم إذا سألته كم عدد أيام عيد الفطر وربما تسأله كم عدد أيام عيد الفطر الذي فرضه الله قال ثلاثة أيام لما رآه من ظهور الزينات وظهور المفرقعات الفضائية ذات الألوان الزاهية ومشاعر الفرح والسرور والتهاني والإحتفالات والولائم وظهر الأرجوحات والأنوار والألواح وقد كتب عليها عيد سعيد والثياب الجديدة خلال الأيام الثلاثة واسئلهم إن شئت أين كنت اليوم الثاني من أيام عيد الفطر وانظر فلاتكاد تسمع أحدا يقول أن عيد الفطر ليس إلايوم واحد ينتهي بغروب شمس أول يوم من شوال فلايقال أيام عيد الفطر، والحق في ذلك أحق أن يتبع وما عيد الفطر الذي شرعه الله إلا يوم واحد وهو الأول من شوال ينتهي بغروب شمس ذلك اليوم برهان ذلك مارواه أبو داود في سننه قال حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَعِيلَ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ قَالَ قَدِمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ وَلَهُمْ يَوْمَانِ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَقَالَ مَا هَذَانِ الْيَوْمَانِ قَالُوا كُنَّا نَلْعَبُ فِيهِمَا فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/221)
رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ اللَّهَ قَدْ أَبْدَلَكُمْ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْأَضْحَى وَيَوْمَ الْفِطْرِ فلم يقل أيام الفطر بل قال يوم الفطر فإظهار شعارات العيد قد أثرت في الناشئين حتى أصبحوا على مااعتاد عليه الآباء الأولون من المستيقنين من أن العيد الذي شرعه رب العالمين ثلاثة أيام وهذا القول متوارث عبر السنين وهو محدث فهذا يدل على خطورة ذرائع البدع التي كان من مذهب مالك وأحمد بن حنبل سدها فقد كان المسحراتية يطوفون ليال الست من شوال كما كانوا يطوفون في رمضان لإيقاظ الناس للسحور كما ذكر بعض أهل العلم ومع مر الأيام والسنين صار عوامهم يعتقدون أن ست من شوال تابعة لرمضان فكان ذلك العمل من ذرائع البدع فكان الواجب سده وكذلك إظهار شعارات العيد في الثلاثة أيام كان طريقا عند بعض العوام أن يعتقدوا أن عدد أيام العيد ثلاثة أيام فقد أنتشر هذاالأمر وفشى حتى سمعت أن البعض ترك صيام اليوم الثاني وقد يعتقد البعض بجواز صيام اليوم الثاني ولكنه يعتقد في قرارة نفسه أنه يوم عيد فسئل الكثيرإن أردت وتثبت وهذا أمر جد خطير وهو إعتقاد فاسد وتغيير لشرع الله ومن اعتقده متعمدا عالما ففيه شبه بأصحاب النسيء قال تعالى: (إنما النسيء زيادة في الكفر يضل به الذين كفروا يحلونه عاما ويحرمونه عاما الآية) وهم الذين ينقلون الأشهر الحرم برأيهم وأهوائهم عن الأيام التي شرعها الله ليقاتلوا كما هو مدون في كتب التفسير فمن قال لابد أن يجعل عيد الفطر ثلاثة أيام فيوم واحد لايكفي في الفرح بالهوى والتشهي فقد تشبه بهم ومن تشبه بقوم فهومنهم فإن في ذلك استدراك على الله وقد قال تعالى: (قل آلله أذن لكم أم على الله تفترون) ولايحل لك أن تحضر وليمة في ثاني أيام شوال إذا كان صاحبها قد فعلها لأنه من أيام عيد الفطر وهو يريد أن يحتفل به فحضورك لمثل هذه الوليمة من جنس حضورك الوليمة المعدة للمولد النبوي المحدث فسدوا ذرائع هذا الإعتقاد البدعي وعلموا الناس أنه يوم واحد وأن ثمرة ذلك إنتهاء رخص العيد كالضرب بالدف مع النشيد المباح بغروب شمس أول يوم من شوال وأن مقصود الشارع التقليل من أيام اللهو واللعب وقد رخص في ذلك اليوم مالم يرخص في غيره إلا ماستثني قال البخاري أفضل المسلمين رجل دعا إلى سنة أميتت بين الناس فاثبتوا ياأهل السنن إنكم قليل وأن عيد الأضحى يوم أيضا كما دل على ذلك الحديث الآنف الذكر وأيام التشرق لاتسمى عيد أضحى فلايقال أيام عيد الأضحى أربعة أيام بل يقال يوم واحد فقط ويحر م الصيام في يوم الأضحى وأيام التشريق ويوم الفطرفقط 0فاعلم أني ماكتبت هذا الكلام إحياء لميت بل لما وجدت أكثر من سألت أنهم يعتقدون أن عيد االفطر والأضحى أيضا أكثر من يوم وبالذات الفطر يقولون ثلاثة أيام حتى أكدت الأمر في السؤال بقولي كم عيد الفطر الذي شرعه الله فقالوا ثلاثة فلاحول ولاقوة إلا بالله قال صلى الله عليه وسلم: (من دل على هدى كان له أجور من تبعه الحديث) والله أعلم.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كتبه / أبو عبدالله ماهر بن ظافر القحطاني
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=286911
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[10 - 10 - 07, 01:02 م]ـ
المفيد في أحكام العيد
هو كل يوم فيه جَمع، واشتقاقه من عاد يعود، كأنهم عادوا إليه، وقيل: اشتقاقه من: العادة؛ لأنهم اعتادوه، فالجمع أعياد، ويُقال: عيَّد المسلمون: شهدوا عيدهم، قال ابن الأعرابي: سُمي العيد عيداً لأنه يعود كل سنة بفرحٍ مجدد.
قال العلامة ابن عابدين: «سُمي العيدُ بهذا الاسم الاسم؛ لأن لله -تعالى- فيه عوائد الإحسان، أي: أنواع الإحسان العائدة على عباده في كل يوم، منها الفطر بعد المنع عن الطعام، وصدقة الفطر، وإتمام الحج بطواف الزيارة، ولحوم الأضاحي، وغير ذلك، ولأن العادة في الفرح والسرور والنشاط والحُبُور».
رخْصَةُ اللهِ للأمَّةِ المُحمَّديَّة بالعيدين
عن أنس -رضي الله عنه- قال: قدم النبي -صلى الله عليه وسلم- ولأهل المدينة يومان يلعبون فيهما في الجاهليّة، فقال: «قَدِمْتُ عليكم ولكم يومان تلعبون فيهما في الجاهلية وقد أبدلكم الله بهما خيراً منهما: يوم النحر ويوم الفطر» [أخرجه أحمد وأبو داود بإسناد صحيح].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/222)
الإذْنُ بسماع الدُّف من الجُوَيْريَات
عن عائشة -رضي الله عنها- قالت: دخل عليَّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعندي جاريتان تُغنيان بغناء بُعاث، فاضطجع على الفراش وحوَّل وجهه، ودخل أبو بكر فانتهرني وقال: مزمارة الشيطان عند النبي -صلى الله عليه وسلم-؟! فأقبل عليه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: «دعهما»، فلمّا غفل غمزتُهما فخرجتا. وفي رواية أخرى قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: «يا أبا بكر إنّ لكلِّ قومٍ عيداً، وهذا عيدنا» [رواه البخاري].
فأمَّا الغناء بذكر الفواحش والابتهار بالحُرَمِ والمعاهرة بالمنكر من القول فهو المحظور من الغناء، وحاشاه أن يجري شيءٌ من ذلك بحضرته -عليه الصلاة والسلام-، فيغفل النكير له.
التَّجَمُّلِ في العيدِ
{ذلك ومن يُعظم شعائر الله فإنَّها من تقوى القلوب}. وروى ابن أبي الدنيا والبيهقي بإسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين.
الخروج إلى المصلَّى
عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يخرج يوم الفطر والأضحى إلى المصلى فأول شيء يبدأ به الصلاة. . .».
قال العلامة ابن الحاجّ المالكي: «والسنَّة الماضية في صلاة العيدين أن تكون في المصلى؛ لأن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: «صلاة في مسجدي هنا أفضل من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام»، ثمَّ هو مع هذه الفضيلة العظيمة خرج -صلى الله عليه وسلم- وتركه»، وها هنا تنبيه لا بد منه وهو: أن الهدف من الصلاة في المصلى اجتماع عظيم المسلمين في مكانٍ واحد، بينما الذي نراه اليوم في كثيرٍ من البلاد تعدد (المُصلَّيات) ولو من غير حاجة، وهذا أمر قد نبَّه العلماء على كراهته، بل أصبحت بعض (المصلَّيات) منابر حزبيّة لتفريق كلمة المسلمين، ولا حول ولا قوة إلا الله.
الذهاب والإياب إلى المصلى
عن جابر بن عبدالله -رضي الله عنه- قال: كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا كان يوم عيدٍ خالف الطريق، وهنا تنبيهان:
1 - قال الإمام البغوي في «شرح السنّة»: «ويستحب أن يغدوا الناس إلى المصلى بعد ما صلوا الصبح، لأخذ مجالسهم ويكبرون، ويكون خروج الإمام في الوقت الذي يُوافي الصلاة».
2 - روى الترمذي وابن ماجه عن علي -رضي الله عنه- قال: «من السنّة أن تخرج إلى العيد ماشياً».
التكبير في العيدين
يقول الله -تعالى-: {ولتكملوا العدّة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون} وقد ثبت أن النبي -صلى الله عليه وسلم- «كان يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلّى وحتى يقضي الصلاة، فإذا قضى الصلاة قطع التكبير» [«صحيح سنن الترمذي»].
قال المحدث الألباني: «وفي الحديث دليل على مشروعية ما جرى عليه عمل المسلمين من التكبير جهراً في الطريق إلى المصلّى، وإن كان كثير منهم بدأوا يتساهلون بهذه السنّة حتى كادت تصبح في خبر كان. . . ومما يحسن التذكير به بهذه المناسبة: أن الجهر بالتكبير هنا لا يُشرع فيه الاجتماع عليه بصوت واحد كما يفعله البعض، وكذلك كلُّ ذكرٍ يُشرع فيه رفع الصوت أو لا يشرع، فلا يُشرع فيه الاجتماع المذكور، فلنكن على حذر من ذلك، ولنضع نُصْبَ أعيُننا دائماً أنَّ خير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-». وكان ابن مسعود يقول: «الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد» [رواه ابن أبي شيبة بإسناد صحيح]، كان ابن عباس يقول: «الله أكبر الله أكبر، الله أكبر ولله الحمد، الله أكبر وأجلّ، الله أكبر على ما هدانا» [رواه البيهقي بإسناد صحيح]، ولقد خالف كثير من العامة هذا الذكر الوارد عن السلف بأذكار وزيادات ومخترعات لا أصل لها مما جعل الحافظ ابن حجر -رحمه الله- يقول: في «فتح الباري»: «وقد أُحدث في هذا الزمان زيادة في ذلك لا أصل لها».
متى يأكل في العيدين
عن أنس -رضي الله عنه- قال: «كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات».
وعن بُريدة -رضي الله عنه- قال: «كان النبي -صلى الله عليه وسلم- لا يخرج يومَ الفطر: حتى يَطْعَم، ويوم النحر: لا يأكل حتى يرجع فيأكل من نسيكته».
الغسل قبل العيدين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/223)
عن نافع «أن عبدالله بن عمر كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى» [رواه مالك بإسناد صحيح]، وقال الإمام ابن قدامة: «يستحب أن يتطهر بالغسل للعيد، وكان ابن عمر يغتسل يوم الفطر»، وروي ذلك عن علي -رضي الله عنه-، وبه قال علقمة، وعروة، وعطاء، والنخعي، والشعبي، وقتادة، وأبو زياد، ومالك، والشافعي، وابن المنذر.
وأمّا الذي رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في ذلك فهو ضعيف.
هل يُصلى قبل صلاة العيد أو بعدها؟
عن ابن عباس «أنّ النبي -صلى الله عليه وسلم- صلى يوم الفطر ركعتين لم يصلّ قبلهما ولا بعدهما» [رواه البخاري].
وقال ابن القيم -رحمه الله- في «زاد المعاد»: «ولم يكن النبي -صلى الله عليه وسلم- ولا أصحابه يصلون إذا انتهوا إلى المصلى قبل الصلاة ولا بعدها».
وقال الحافظ ابن حجر في «فتح الباري»: «والحاصل أن صلاة العيد لم يثبت لها سُنَّةٌ قبلها ولا بعدها، خلافاً لمن قاسها على الجمعة».
حكم صلاة العيدين
واجبة وجوباً مُؤكداً على الأعيان، وأمر النبي –صلى الله عليه وسلم- الناسَ بالخروج إليها، حتى أمَرَ بخروج العواتق، وذات الخدور، والحيض، وأمر الحُيض أن يعتزلن الصلاة، ويشهدن دعوة المسلمين، حتى أمر مَن لا جلباب لها أن تُلبسها صاحبتها.
وَقْتُ صلاةِ العيد
مِن ارتفاع الشمس قيد رمح إلى الزوال. وقال ابن القيم: «كان -صلى الله عليه وسلم- يؤخر صلاة عيد الفطر ويُعجِّل الأضحى».
لا أذان ولا إقامة للعيدين
عن جابر بن سَمُرة -رضي الله عنه- قال: «صليت مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- العيدين غير مَرَّة ولا مرَّتين بغير أذان ولا إقامة» [رواه مسلم].
وكان -صلى الله عليه وسلم- إذا انتهى إلى المصلّى أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة ولا قول: الصلاة جامعة، والسنّة أنه لا يفعل شيء من ذلك» [«زاد المعاد»].
صفة صلاة العيد
أولاً: هي ركعتان؛ لرواية عمر -رضي الله عنه-: «صلاة السفر ركعتان، وصلاة الأضحى ركعتان، وصلاة الفطرِ ركعتان، تمام غير قَصْرٍ، على لسان محمد –صلى الله عليه وسلم-».
ثانياً: تبدأ الركعة الأولى -كسائر الصلوات- بتكبيرة الإحرام، ثمّ يكبّر فيها سبع تكبيرات، وفي الركعة الثانية خمس تكبيرات، سوى تكبيرة الانتقال.
عن عائشة -رضي الله عنها- أن رسول الله –صلى الله عليه وسلم- كان يكبّر في الفطر والأضحى: في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمساً سوى تكبيرتي الركوع» [رواه أبو داود، وابن ماجه].
ثالثاً: لم يصح عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه كان يرفع يديه مع تكبيرات العيد، لكن قال ابن القيم: «وكان ابن عمر -مع تحريه للاتباع- يرفع يديه مع كل تكبيرة».
قلت: وخير الهدي هدي محمد -صلى الله عليه وسلم-.
رابعاً: فإذا أتمّ التكبير أخذ في القراءة بفاتحة الكتاب، ثمّ يقرأ بعدها: {ق والقرآن المجيد} في إحدى الركعتين وفي الأخرى {اقتربت الساعةُ وانشقّ القمر}، وكان ربما قرأ فيهما {سبح اسم ربك الأعلى} و {هل أتاك حديث الغاشية}.
خامساً: وباقي هيئاتها كغيرها من الصلوات المعتادة، لا تختلف عنها شيئاً.
سادساً: من فاتته صلاة العيد جماعة يصلي ركعتين.
الخطبة بعد الصلاة
والسنّةُ في خُطبة العيد أن تكون بعد الصلاة، وبوّب البخاري في «صحيحه»: (باب الخطبة بعد العيد).
عن ابن عباس قال: «شهدتُ العيد مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وأبي بكر وعمر وعثمان -رضي الله عنهم-، فكلهم كانوا يصلُّون قبل الخُطبة».
وعن ابن عمر: «أنّ النبيّ -صلى الله عليه وسلم-، وأبا بكرٍ، وعمر كانوا يصلُّون العيدين قبل الخُطبة».
والجلوس لاستماع الخطبة على التخيير، لقوله-صلى الله عليه وسلم-: «إنا نخطب، فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس ومن أحب أن يذهب فليذهب» [ابن ماجه، وأبو داود]
التهنئةُ بالعيد
سئل شيخ الإسلام ابن تيمية عن التهنئة فأجاب: أمّا التهنئة يوم العيد بقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: تقبل الله منا ومنكم، و: أحال الله عليك، ونحو ذلك، فهذا قد رُوي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخَّص فيه الأئمّة. اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/224)
وذكر ابن قُدامة في «المغني» أنّ محمد بن زياد قال: «كنتُ مع أبي أمامة الباهليّ وغيره من أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- فكانوا إذا رجعوا من العيد يقول بعضهم لبعض: تقبَّل الله منّا ومنك». قال أحمد: إسناد حديث أبي أمامة جيّد.
وأمّا قول عامّة الناس بعضهم لبعض: «كل عام وأنتم بخير» وما أشبهه!! فهو مردود غير مقبول؛ بل هو من باب قوله -سبحانه-: {أتستبدلون الذي هو أدنى بالذي هو خير [.
الأضحية
هي شاةٌ تذبح بعد صلاة الأضحى تقرباً إلى الله -تعالى-، إذ يقول -سبحانه وتعالى-: {قل إنَّ صلاتي ونُسكي ومحياي ومماتي لله ربّ العالمين لا شريك له}.
ونذكّر بقوله -صلى الله عليه وسلم-: «إذا دخل العشر، فإذا أراد أحدكم أن يُضحي فلا يمسّ من شعره ولا من بشره شيئاً».
وأفضل الأضحية ما كانت كبشاً أقرن فحلاً أبيض يخالطه سواد أو حول عينيه وفي قوائمه، إذ هذا هو الوصف الذي استحبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وضحَّى به.
منكرات العيد
إنَّ السرور الذي يحصل في الأعياد، وقد جعل كثيراً من الناس ينسون أو يتناسون أمور دينهم، فتراهم يرتكبون المعاصي، ويفعلون المنكرات، وهم يحسبون أنهم يُحسنون صنعاً!!
فهذه بعض المنكرات التي قد يقع فيها بعض المقصرين -هداهم الله-، ومنها:
أولاً: التزيُّن بحلق اللحية، وحلق اللحية محرّم في دين الله -سبحانه-، دلَّ على ذلك الأحاديث الصحيحة، التي فيها الأمر بإعفائها.
ثانياً: مصافحة النساء الأجنبيَّات -غير المحرمات-، وهذا مما تعمُّ به البلوى، ولم ينجُ منه إلا من رحم الله، وهو محرّم لقوله -عليه الصلاة والسلام-: «لأن يُطعن في رأس رجلٍ بمخيط من حديد خير من أن يمسّ امرأة لا تحل له».
ثالثاً: التشبُّه بالكفّار والغربيين في الملابس واستماع المعازف وغيرهما من المنكرات لقوله -صلى الله عليه وسلم-: «من تشبه بقومٍ فهو منهم».
رابعاً: الدخول على النساء، لقوله -عليه السلام-: «إياكم والدخول على النساء»، فقال رجل من الأنصار: يا رسول الله! أفرأيت الحمو؟ قال: «الحمو الموت».
خامساً: تبرج النساء، وخروجهن إلى الأسواق وغيرها، وهذا محرّم في شريعة الله، يقول الله -تعالى-: {وقرن في بيوتكن ولا تبرجن تبرج الجاهلية الأولى، وأقمن الصلاة وآتين الزكاة}.
سادساً: تخصيص زيارة القبور يوم العيد، وتوزيع الحلويات والمأكولات فيها، والجلوس على القبور، والاختلاط والسفور الماجن، والنياحة على الأموات، وغير ذلك من المنكرات الظاهرة.
سابعاً: الإسراف والتبذير فيما لا طائل تحته، ولا مصلحة فيه، ولا فائدة منه، يقول الله -تعالى-: {ولا تسرفوا إنه لا يحبّ المسرفين}، ويقول -جلّ شأنه-: {إنّ المبذرين كانوا إخوان الشياطين}.
ثامناً: ترك كثير من الناس الصلاة في المسجد من غير عُذر شرعي، واقتصار البعض على صلاة العيد دون سائر الصلوات!
تاسعاً: عدم التعاطف مع الفقراء والمساكين، فيُظهر أبناء الأغنياء السرور والفرح، ويأكلون المأكولات الشهيّة أمام الفقراء وأبنائهم، دون شعور بالعطف أو التعاون أو المسؤولية، مع أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: «لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يُحب لنفسه».
هذا؛ وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين.
* مختصر من كتاب «أحكام العيدين في السنة المطهرة» لفضيلة الشيخ علي بن حسن الحلبي.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[10 - 10 - 07, 01:04 م]ـ
ما يجب على المسلم عمله في عيد الفطر وما يجب عليه تركه
لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبعد ..
هذه ذكرى لأهم ما يجب على المسلم فعله في عيد الفطر، سواء كان وجوب عين أوكفائي، أحببت أن أذكر بها نفسي وإياكم، إذ الذكرى تنفع المؤمنين، فتنبه الغافلين، وتعين المتيقظين.
أقول وبالله التوفيق ..
ما يجب على المسلم عمله يوم العيد
تحري رؤية هلال شوال
خاصة من أهل القرى والبوادي، إذ تحري الأهلة المرتبطة بها بعض العبادات قربى غفل عنها كثير من الناس.
يثبت هلال شوال بأحد طريقين:
رؤية مستفيضة، وتجزئ رؤية عدلين.
أوإكمال رمضان ثلاثين يوماً.
ولا تثبت الأهلة بالحساب،
التكبير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/225)
إذا ثبت هلال شوال يسن التكبير والجهر به في الأسواق، والطرقات، وعقب الصلوات، وعند دخول البيوت والخروج منها، وعند التلاقي، للمسافر والمقيم، وفي مصلى العيد، إلى أن يقوم الناس لصلاة العيد؛ وصيغته: الله أكبر، الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر، ولله الحمد؛ ويمكن أن يزاد عليه: الله أكبر كبيراً، والحمد لله كثيراً، وسبحان الله بكرة وأصيلاً.
زكاة الفطر
إخراج زكاة الفطر عنه وعن كل من يعول من المسلمين، وهي صاع1 عن كل واحد من عامة ما يقتاته الناس، ويجوز أن تخرج حباً، أوطعاماً: خبزاً، أولحماً، أوسمكاً، أولبناً، ونحوه؛ ولا يجزئ إخراجها نقداً، ومن أخرجها نقداً اعاد إخراجها طعاماً.
وحكمها أنها فرض، وتجب على كل من ملك ما زاد على قوته وقوت من يعول؛ وتخرج عن اليتيم من ماله؛ وتؤدى قبل الخروج إلى صلاة العيد، وأجاز بعض أهل العلم إخراجها قبل يوم أويومين من العيد، ومصارفها هي مصارف الزكاة الواجبة، ولا يشترط لها نصاب.
الفطر قبل الخروج إلى الصلاة
السنة أن يفطر المرء على تمرات قبل خروجه لصلاة العيد.
الغسل والتنظف ولبس أحسن الثياب
يستحب الغسل للعيد، فعل ذلك علي وابن عمر من الصحابة، وطائفة من أهل العلم، وكذلك التنظف وحلق الشعور المأذون في حلقها، سوى اللحية إذ حلقها حرام، ويلبس أحسن ثيابه، جديدة كانت أم مغسولة.
صلاة العيد
وقتها من ارتفاع الشمس مقدار رمح إلى الزوال، والسنة تعجيلها، تصلى في الصحارى، إلا في مكة أولضرورة كمطر أونحوه، تصلى في المسجد.
وهي ركعتان، يكبر في الأولى سبع تكبيرات يرفع يديه فيها، وقيل ست تكبيرات سوى تكبيرة الإحرام، وفي الثانية خمس تكبيرات سوى تكبيرة القيام، ويجهر بالقراءة فيهما، ويسن أن يقرأ فيهما بعد الفاتحة بقاف والقمر، أوبسبح والغاشية.
حكمها أنها فرض كفاية، وقيل سنة مؤكدة؛ ولها خطبتان كخطبتي الجمعة في الهيئة، فقط خطبتا العيد تفتتحان بالتكبير، يجلس بينهما؛ وخطبتا العيد بعد الصلاة، وإذا خطب قبل الصلاة أعاد، والاستماع لهما سنة.
السنة إخراج النساء حتى الحيَّض وذوات الخدور، إذا خرجن متحجبات غير متطيبات في صحبة محارمهن، وإذا اختل شرط من ذلك يحرم خروجهن، والسنة أن يخرج لصلاة العيد من طريق ويرجع من طريق آخر.
إذا اجتمع عيد وجمعة
مذاهب لأهل العلم، هي:
يُصلي الجميع العيد والجمعة، وهذا مذهب الجمهور.
يصلي الجميع الجمعة بعد العيد إلا أهل البوادي.
يصلي الإمام الجمعة ومن لم يصل العيد، ومن صلى العيد فهو بالخيار.
يصلي العيد ثم لا يخرج الإمام ولا غيره إلا لصلاة العصر، فعل ذلك ابن الزبير عندما كان حاكماً للحجاز، وعندما بلغ فعل ابن الزبير ابن عباس قال: أصاب السنة؛ كما روى أبو داود2، ولهذا ينبغي أن لا يثرب على من ارتضاه.
صلاة العيد لا سنة قبلها ولا بعدها، ولا أذان لها ولا إقامة، وإنما ينادى لها بالصلاة جامعة.
من فاتته صلاة العيد قضاها منفرداً، وإذا ثبت العيد بعد الزوال أفطر الناس وصلوا العيد من الغد.
التهنئة بالعيد
تقبل الله، ويقول الراد كذلك: تقبل الله.
المعايدة
يجتهد المرء أن يصل والديه أولاً، ثم أقاربه، وأرحامه، وعامة المسلمين.
المحافظة على صلاة الجماعة، والذكر، وقراءة القرآن في أيام العيد.
الحرص على التصدق والإنفاق في أيام العيد.
التوسعة على العيال والأهل من غير إسراف.
ممارسة اللهو المباح للصغار والكبار.
أن يكثر من الدعاء لإخوانه المستضعفين من المسلمين.
رد الحقوق والمظالم إلى أهلها، أواستسماحهم.
العزم على التوبة.
الحرص على الطاعات التي تعودها في رمضان.
أيام العيد أيام أكل وشرب وذكر لله.
ما يجب على المسلم تجنبه في العيد
صيام يوم العيد، حيث يحرم صيامه.
مواصلة خصام ومقاطعة من كان مقاطعاً له من قبل.
الدخول على النساء الأجنبيات.
مصافحة النساء الأجنبيات، إذ المصاحفة حرام في العيد وغيره.
الاختلاط بالنساء.
تبرج النساء وسفورهن في الطرقات.
إحياء أيام العيد ولياليه بالحفلات الغنائية ونحوها.
ممارسة المحرمات كشرب الخمر، ولعب الميسر، والسماع، والموسيقى.
ضياع الوقت في اللعب بالورق ونحوه.
تجمع الرجال والنساء في بيوت حديثي الوفاة والبكاء والنحيب.
زيارة النساء للقبور.
إحياء ليلة العيد بالسماع الصوفي، والرقص والتواجد فيه.
تعييد بعض المريدين مع مشايخهم، وتركهم لأهلهم وذويهم.
الذهاب لزيارة مشايخ الطرق في العيد، والتوسل بالأحياء والأموات، ونحو ذلك
ما يجب فعله بعد العيد
التعجيل بقضاء ما عليه من صيام أيام أفطرها في رمضان.
صيام ستة شوال.
يجتهد أن تكون حاله بعد رمضان كحاله في رمضان.
التعجيل بإخراج كفارة الإطعام طعاماً وليس نقداً.
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، والسلام
" منقول من موقع الأمين الحاج محمد " الدين النصيحة
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[10 - 10 - 07, 01:06 م]ـ
أحكام زكاة الفطر والعيدين الشيخ عبيد الجابري
رابط مباشر: http://www.box.net/shared/j55jfkxluj
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/226)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[10 - 10 - 07, 01:11 م]ـ
أحكام عيد الفطر
يوسف بن عبدالله الأحمد
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
فهذه نبذة عن أحكام عيد الفطر المبارك وزكاة الفطر، وقد تحريت فيها أن تكون وفق سنة النبي، وأن تكون بأسلوب سهل واضح، أسأل الله تعالى أن ينفع الجميع بها، وأن يتقبل من سائر أعمالنا.
من أحكام عيد الفطر
أولاً: الاستعداد لصلاة العيد بالاغتسال وجميل الثياب:
فقد أخرج مالك في موطئه عن نافع: (أن ابن عمر رضي الله عنهما كان يغتسل يوم الفطر قبل أن يغدو إلى المصلى) [وهذا إسناد صحيح]. قال ابن القيم: (ثبت عن ابن عمر مع شدة اتباعه للسنة أنه كان يغتسل يوم العيد قبل خروجه) [زاد المعاد 1/ 442]. وثبت عنه أيضاً لبس أحسن الثياب للعيدين.
قال ابن حجر: (روى ابن أبي الدنيا والبهيقي بإسناد صحيح إلى ابن عمر أنه كان يلبس أحسن ثيابه في العيدين) [فتح الباري 2/ 51]. وبهذين الأثرين وغيرهما أخذ كثير من أهل العلم استحباب الاغتسال والتجمل للعيدين.
ثانياً: يُسَنُّ قبل الخروج إلى صلاة عيد الفطرأن يأكل تمرات وتراً:
ثلاثاً، أو خمساً، أو أكثر من ذلك، يقطعها على وتر؛ لحديث أنس قال: {كان النبي لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات، ويأكلهن وتراً} [أخرجه البخاري].
ثالثاً: يسن التكبير والجهر به - ويُسر به النساء - يوم العيد من حين يخرج من بيته حتى يأتي المصلي:
لحديث عبدالله بن عمر رضي الله عنهما: {أن رسول الله كان يكبر يوم الفطر من حيث يخرج من بيته حتى يأتي المصلى} [حديث صحيح بشواهده]. وعن نافع: (أن ابن عمر كان إذا غدا يوم الفطر ويوم الأضحى يجهر بالتكبير حتى يأتي المصلى، ثم يكبر حتى يأتي الإمام، فيكبر بتكبيره) [أخرجه الدارقطني وغيره بإسناد صحيح].
تنبيه: التكبير الجماعي بصوت واحد بدعة لم تثبت عن النبي ولا عن أصحابه، والصواب أن يكبر كل واحد بصوت منفرد.
رابعاً: يسن أن يخرج إلى الصلاة ماشياً:
لحديث علي قال: {من السنة أن يخرج إلى العيد ماشياً} أخرجه الترمذي وقال: (هذا حديث حسن، والعمل على هذا الحديث عند أكثر أهل العلم، يستحبون أن يخرج الرجل إلى العيد ماشياً، وألا يركب إلا من عذر) [صحيح سنن الترمذي].
خامساً: يسن إذا ذهب إلى الصلاة من طريق أن يرجع من طريق آخر:
لحديث جابر قال: {كان النبي إذا كان يوم عيد خالف الطريق} [أخرجه البخاري].
سادساً: تشرع صلاة العيد بعد طلوع الشمس وارتفعاها بلا أذان ولا إقامة:
وهي ركعتان يكبر في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمس تكبيرات. ويسن أن يقرأ الإمام فيهما جهراً سورة (الأعلى) و (الغاشية) أو سورة (ق) و (القمر). وتكون الخطبة بعد الصلاة، ويتأكد خروج النساء إليها، ومن الأدلة على ذلك:
1 - عن عائشة رضي الله عنها: {أن رسول الله كان يكبر في الفطر والأضحى في الأولى سبع تكبيرات، وفي الثانية خمساً} [صحيح سنن أبي داود].
2 - وعن النعمان بن بشير أن رسول الله كان يقرأ في العيدين بـ سَبِّحِ اسْمَ رَبِّكَ الْأَعْلَى [الأعلى:1] و هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ [الغاشية:1] [صحيح سنن ابن ماجة].
3 - وعن عبيدالله بن عبدالله أن عمر بن الخطاب سأل أبا واقد الليثي: ما كان يقرأ به رسول الله في الأضحى والفطر؟ فقال: {كان يقرأ فيهما بـ ق وَالْقُرْآنِ الْمَجِيدِ [ق:1]، اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وَانشَقَّ الْقَمَرُ [القمر:1]} [رواه مسلم].
4 - وعن أم عطية رضي الله عنها قالت: {أُمرنا أن نَخرج، فنُخرج الحُيَّض والعواتق وذوات الخدور - أي المرأة التي لم تتزوج - فأما الحُيَّض فيشهدن جماعة المسلمين ودعوتهم، ويعتزلن مصلاهم} [أخرجه البخاري ومسلم].
5 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {شهدت صلاة الفطر مع نبي الله وأبي بكر وعمر عثمان، فكلهم يصليها قبل الخطبة} [أخرجه مسلم].
6 - وعن ابن عباس رضي الله عنهما: {أن رسول الله صلّى العيد بلا أذان ولا إقامة} [صحيح سنن أبي داود].
سابعاً: إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة، فمن صلّى العيد لم تجب عليه صلاة الجمعة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/227)
لحديث ابن عباس رضي الله عنهما عن رسول الله قال: {اجتمع عيدان في يومكم هذا، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون إنشاء الله} [صحيح سنن أبي داود].
ثامناً: من فاتته صلاة العيد مع المسلمين يشرع له قضاؤها على صفتها:
وإذا لم يعلم الناس بيوم العيد إلا بعد الزوال صلوها جميعاً من الغد؛ لحديث أبي عمير ابن أنس رحمه الله عن عمومة له من أصحاب النبي: {أن ركباً جاءوا إلى النبي يشهدون أنهم رأوا الهلال بالأمس، فأمرهم النبي أن يفطروا، وإذا أصبحوا يغدوا إلى مصلاهم} [أخرجه أصحاب السنن وصححه البهيقي والنووي وابن حجر وغيرهم].
تاسعاً: ولا بأس بالمعايدة وأن يقول الناس: (تقبل الله منا ومنكم):
قال ابن التركماني: (في هذا الباب حديث جيد ... وهو حديث محمد من زياد قال: كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي، فكانوا إذا رجعوا يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك). قال أحمد بن حنبل: إسناده جيد. [الجوهر النقي 3/ 320].
عاشراً: يوم العيد يوم فرح وسعة:
فعن أنس قال: قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما، فقال: {ما هذان اليومان؟} قالوا: كنا نلعب فيهما في الجاهلية، فقال رسول الله: {إن الله قد أبدلكم بهما خيراً منهما، يوم الأضحى، ويوم الفطر} [صحيح سنن أبي داود].
حادي عشر: احذر أخي المسلم الوقوع في المخالفات الشرعية
والتي يقع فيها بعض الناس من أخذ الزينة المحرمة كالإسبال، وحلق اللحية، والاحتفال المحرم من سماع الغناء، والنظر المحرم، وتبرج النساء واختلاطهن بالرجال. واحذر أيها الأب الغيور من الذهاب بأسرتك إلى الملاهي المختلطة، والشواطئ والمنتزهات التي تظهر فيها المنكرات.
زكاة الفطر
حكمها: واجبة على كل مسلم؛ الكبير والصغير، والذكر والأنثى، والحر والعبد؛ لحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: {فرض رسول الله زكاة الفطر من رمضان صاعاً من تمر، أو صاعاً من شعير، على العبد والحر، والذكر والأنثى، والصغير والكبير من المسلمين. وأمر بها أن تؤدى قبل خروج الناس إلى الصلاة} [أخرجه البخاري] وزاد أبو داود بإسناد صحيح: {فكان ابن عمر يؤديها قبل ذلك باليوم واليومين} [صحيح أبي داود].
فتجب على المسلم إذا كان يجد ما يفضل عن قوته وقوت عياله يوم العيد وليلته، فيخرجها المسلم عن نفسه وعمن تلزمه مؤنته من المسلمين كالزوجة والولد. والأولى أن يخرجوها عن أنفسهم إن استطاعوا؛ لأنهم هم المخاطبون بها. أما الحمل في البطن فلا يجب إخراج زكاة الفطر عنه. ولا يجزئ إخراج قيمتها؛ لمخالفته لأمر النبي وفعله وفعل أصحابه، وقد قال: {من أحدث في أمرها هذا ما ليس منه فهو رد} [أخرجه مسلم].
حكمتها: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: {فرض رسول الله زكاة الفطر طُهرة للصائم من اللغو الرفث، وطُعمة للمساكين. من أداها قبل الصلاة فهي زكاة مقبولة، ومن أداها بعد الصلاة فهي صدقة من الصدقات} [رواه أبو داود وابن ماجة بإسناد حسن].
جنس الواجب فيها: طعام الآدميين من تمر أو بُرّ أو أرز أو غيرهما من طعام بني آدم. قال أبو سعيد الخدري رضي الله عنه: {كنا نخرج يوم الفطر في عهد النبي صاعاً من طعام، وكان طعامنا الشعير والزبيب والأقط والتمر} [رواه البخاري].
وقت وجوبها: وهو غروب الشمس ليلة العيد، فلو مات قبل الغروب ولو بدقائق لم تجب الفطرة، وإن مات بعد الغروب ولو بدقائق وجب إخراج فطرته، ولو وُلد الجنين قبل الغروب وجب إخراجها عنه، وإن وُلد بعد الغروب لم تجب.
وقت إخراجها: قبل العيد بيوم أو يومين كما كان الصحابة يفعلون؛ فعن نافع مولى عبدالله رضي الله عنهما قال في صدقة الفطر: { ... وكانوا يعطون قبل الفطر بيوم أو يومين} [رواه البخاري].
وآخر وقت إخراجها صلاة العيد كما سبق في حديث ابن عمر وابن عباس رضي الله عنهما.
مقدارها: صاع عن كل مسلم، والصاع =2.40 كجم كيلوان وأربعون جراماً، ويجوز أن تقسم الفطرة على أكثر من فقير، ويجوز أن يدفع عدد من الفطر إلى فقير واحد.
أهلها: هم الفقراء والمساكين؛ لحديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق: { ... وطعمة للمساكين}.
تنبيه: من الخطأ دفعها لغير الفقراء والمساكين كما جرت به عادة بعض الناس من إعطاء الزكاة للأقارب أو الجيران أو على سبيل التبادل بينهم، أو دفعها لأسر معينة كل سنة دون نظر في حال تلك الأسر، هل هي من أهل الزكاة أم لا؟
مكان دفعها: تدفع إلى فقراء المكان الذي هو فيه سواء أكان محل إقامته أوغيره، ولا بأس بنقلها إلى بلد آخر؛ لأن الأصل هو الجواز، ولا دليل يمنع نقلها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
روابط ذات صلة بالموضوع:
محاضرة: هتافات العيد
محاضرة: أحكام زكاة الفطر والعيد
محاضرة: العيد وسننه
محاضرة: العيد .. عجائب وغرائب
محاضرة: العيد آداب وأحكام
محاضرة: منكرات العيد .. المشكلة والحل
الرابط: http://www.kalemat.org/sections.php?so=va&aid=329
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/228)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[10 - 10 - 07, 01:34 م]ـ
الأذان وصلاة العيد
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحبه ومن والاه ... أما بعد:
إن من الأعمال الفاضلة التي تقرب إلى الله في هذا الزمان تعليم الناس، ونشر سنة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بينهم، بأسلوب سهل يفهمه العامي والمتعلم، وتكرار ذلك حتى ينتشر بينهم ويثبت في أذهانهم، وخير من يقوم بهذا العمل في هذا الزمن الذي كثرت فيه شواغل الناس وصوارفهم هم أئمة المساجد، حيث يغتنمون الدقائق التي يجتمع فيها الناس في المسجد؛ لتعليمهم ما تمس إليه الحاجة من السنن الشرعية، والآداب النبوية وتنبيههم على بعض المخالفات الشرعية, مع ربطهم بالدليل من كتاب الله وسنة رسوله، ليتربى الناس على الارتباط بالكتاب والسنة والرجوع إليهما ويتأكد في أذهانهم أنهما المصدر الوحيد للشرع المطهر, ويعلمونهم أن أيَّ عبادة من العبادات التي شرعها الله -سبحانه وتعالى- لعباده فهي توقيفية, لا يجوز فعلها إلا إذا كانت واردة عن المصطفى -صلى الله عليه وسلم-.
ومما ينبغي أن يُعلَّم الناس في مثل هذه الأيام ما يتعلق بالأذان وصلاة العيد من أحكام, فيقال:
الأذان من شعائر الإسلام الظاهرة ومن العبادات الفضيلة، جعل الله لها من الثواب ما لو علم الناس مقداره لتنافسوا عليه، فالمؤذنون أطول الناس أعناقاً يوم القيامة إذا ألجم الناس العرق؛ جزاءَ ما رفعوا أصواتهم بذكر الله بحيث يسمعه القاصي والداني، ويشهد لهم يوم القيامة كل شيء سمع أذانهم في الدنيا.
ويشرع الأذان والإقامة إذا حضرت الصلاة سواء كان في بلاد المسلمين أو في بلاد الكفار أو في السفر، لعموم قوله -صلى الله عليه وسلم- لمَالِكِ بْنِ الْحُوَيْرِثِ –رضي الله عنه- عَنْ النَّبِيِّ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- قَالَ: (إِذَا حَضَرَتْ الصَّلَاةُ فَأَذِّنَا وَأَقِيمَا ثُمَّ لِيَؤُمَّكُمَا أَكْبَرُكُمَا) 1. وغيره من الأحاديث الواردة في فضل الأذان والأمر به.
وشرع الله –سبحانه- سنناً لمن سمع الأذان, ورتَّب عليها الأجر العظيم، منها متابعته بأن يقول مثل ما يقوله المؤذن, والمشروع استحباب متابعة المؤذن عند قوله حي على الصلاة حي على الفلاح أن يقال: لا حول ولا قوة إلا بالله, واستحباب الصلاة على الرسول -صلى الله عليه وسلم- بعد الأذان لمن سمعه, وسؤال الله الوسيلة للرسول -صلى الله عليه وسلم.
هل يؤَذَّن ويُقام لصلاة العيد:
لقد شرع الله -جل وعلا- للمسلمين صلاة العيد في يوم العيد, وهي ركعتان تصلى بعد ارتفاع الشمس, ويخطب الإمام بعدها؛ إقامة لذكر الله, وشكراً له على ما أنعم به من إتمام النسك.
ولقد كان الرسول -صلى الله عليه وسلم- إذا خرج لصلاة العيد يذهب من طريقٍ ويعود من طريق آخر، وكان يأمر بإخراج النساء حتى الشابَّات منهن والحيض، ليستمعن الذكر ويشهدن اجتماع المسلمين للذكر والدعاء2.
قال ابن القيم –رحمه الله-: "كان -صلى الله عليه وسلم- إذا انتهى إلى المصلى أخذ في الصلاة من غير أذان ولا إقامة ولا قول: الصلاة جامعة, والسنة أن لا يُفعل شيءٌ من ذلك, ولم يكن هو ولا أصحابه يصلون إذا انتهوا إلى المصلى شيئاً قبل الصلاة ولا بعدها"3.
وفي الصحيحين عن ابن عباس وجابر –رضي الله عنهم- قالا: "لَمْ يَكُنْ يُؤَذَّنُ يَوْمَ الْفِطْرِ وَلَا يَوْمَ الْأَضْحَى" ولمسلم عن عطاء قال: "أخبرني جابر أَنْ لَا أَذَانَ لِلصَّلَاةِ يَوْمَ الْفِطْرِ حِينَ يَخْرُجُ الْإِمَامُ وَلَا بَعْدَ مَا يَخْرُجُ وَلَا إِقَامَةَ وَلَا نِدَاءَ وَلَا شَيْءَ"4.
وَعَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ –رضي الله عنه- قَالَ: "صَلَّيْتُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- الْعِيدَيْنِ غَيْرَ مَرَّةٍ وَلَا مَرَّتَيْنِ بِغَيْرِ أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ"5.
وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ –رضي الله عنهما- أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- صَلَّى الْعِيدَ بِلَا أَذَانٍ وَلَا إِقَامَةٍ وَأَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ أَوْ عُثْمَانَ"6.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/229)
فهذه الأحاديث تدل على عدم شرعية الأذان والإقامة في صلاة العيدين. قال الحافظ العراقي: "وعليه عمل العلماء كافة. وقال ابن قدامة في المغني: "ولا نعلم في هذا خلافاً ممن يعتد بخلافه إلا أنه روي عن ابن الزبير أنه أذن وأقام قال وقيل: إن أول من أذن في العيدين زياد, وهذا دليل على انعقاد الإجماع قبله، على أنه لا يسن لها أذان ولا إقامة7.
وروى ابن أبي شيبة في المصنف بإسناد صحيح عن ابن المسيب قال: أول من أحدث الأذان في العيد معاوية, وقد زعم ابن العربي أنه رواه عن معاوية من لا يوثق به8.
وقول جابر: (وَلَا إِقَامَةَ وَلَا نِدَاءَ وَلَا شَيْءَ):
قال في الفتح: فيه أنه لا يقال قبل صلاة العيد شيء من الكلام، لكن روى الشافعي عن الزهري قال: "كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يأمر المؤذن في العيدين فيقول: "الصلاة جامعة". "هذا مرسل يعضده القياس على صلاة الكسوف لثبوت ذلك فيها, وقال مالك -في الموطأ- سمعت غير واحد من علمائنا يقول "لم يكن في الفطر ولا في الأضحى نداء ولا إقامة منذ زمن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إلى اليوم "وتلك السنة التي لا اختلاف فيها عندنا" انتهى كلام ابن حجر9.
ومما سبق ذكره نخلص إلى القول: إن هدي رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ألا ينادى لصلاة عيد الفطر ولا لصلاة عيد الأضحى؛ من أجل أن يحضروا إلى المصلى، ولا من أجل إفهامهم حكم الصلاة، ولا ينبغي فعل ذلك، لا بالميكرفون ولا بغيره؛ لأن وقتهما معلوم والحمد لله، وقد قال الله تعالى: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ} (21) سورة الأحزاب.
فينبغي للحكام الصالحين والعلماء والدعاة إلى الله أن يبينوا للمسلمين حكم هذه الصلاة قبل يوم العيد، وأن يبينوا لهم كيفيتها، وما ينبغي لهم فعله فيها وقبلها وبعدها؛ حتى يتأهبوا للحضور إلى المصلى في وقتها، ويؤدوها على وجهها الشرعي.
فإذا قام الإمام لصلاة العيد فإنه يبدأ بتكبيرة الإحرام، فلا ينادى لها, ولا يقول للناس قبلها: الصلاة جامعة، ولا صلاة العيد، ولا غير ذلك من الألفاظ؛ لعدم ورود ما يدل عليه، وإنما ينادى بالصلاة جامعة في كسوف الشمس وخسوف والقمر10.
اللهم وفقنا للقيام بطاعتك على الوجه الذي يرضيك عنا، وزَكِّ نفوسنا وأقوالنا وأفعالنا، وطهِّرنا من سوء العقيدة والقول والعمل، وجنبنا الابتداع في الدين, وارزقنا حسن التمسك بسنة نبيك محمد –صلى الله عليه وسلم، إنك جواد كريم، سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
------------
1 رواه البخاري -618 - (3/ 48) ومسلم -1081 - (3/ 431).
2 الدروس اليومية من السنن والأحكام الشرعية لـ (د. راشد بن حسين العبد الكريم) وفتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (8/ 89) بتصرف.
3زاد المعاد (1/ 425) لـ (ابن القيم).
4 رواه البخاري -907 - (4/ 21) ومسلم -1468 - (4/ 399).
5 رواه مسلم -1470 - (4/ 401).
6 رواه أبو داود -968 - (3/ 367) وصححه الألباني ي سنن أبي داود - (1147).
7 المغني لـ (ابن قدامة) - (4/ 240).
8 عون المعبود (3/ 98) ونيل الأوطار للشوكاني (5/ 458) وتحفة الأحوذي للمباركفوري (2/ 72).
9 فتح الباري لابن حجر (3/ 379) وانظر: موطأ مالك –رحمه الله- (2/ 51).
10 عن: فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء (10/ 319) بتصرف.(84/230)
خلاصة آراء الفقهاء حول التداوي بالمستجدا الطبية-أوليا-
ـ[عبد الله بن عثمان]ــــــــ[10 - 10 - 07, 06:28 م]ـ
اخواني الكرام قد كنت كتب موضوعا عن ندوة اجراها موقع الفقه الاسلامي .. الموقع الفقهي المتميز الضخم
وقد رايت ان انشر خلاصة الندوة و من اراد الاستزادة فليحمّل البحث كاكلا من الموقع www.islamfeqh.com (http://www.islamfeqh.com)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113496
خلاصة آراء الفقهاء
و توصيات أمانة موقع الفقه الاسلامي
وبعد استعراض البحوث وآراء الفقهاء المشاركين؛ اتضح ما يلي:
1. الفقهاء الذين يرون الفطر في الغسيل الكلوي الدموي عددهم (8). وعددالفقهاء الذين لا يرون الفطر بالغسيل الدموي (7)؛ وأما المتوقفون فعددهم (6).
2. الفقهاء الذين يرون الفطر في الغسيل البريتوني عددهم (10) وعددالفقهاء الذين لا يرون الفطر (4) وأما المتوقفون فعددهم (7).
3. الفقهاء الذين يرون الفطر باستنشاق السوائل من خلال البخاخات المظغوطة عددهم (2)؛ وعدد الفقهاء الذين لا يرون الفطر (14)؛ وأما المتوقفون فعددهم (5).
4. الفقهاء الذين يرون الفطر باستنشاق البودرة الجافة من خلال البخاخات عددهم (8)؛وعدد الفقهاء الذين لا يرون الفطر (7)؛ وأما المتوقفون فعددهم (6)
5. الفقهاء الذين يرون الفطر باستنشاق أجهزة الرذاذ البخارية عددهم (8)؛ وعدد الفقهاء الذين لا يرون الفطر (6)؛ وأما المتوقفون فعددهم (7).
6. الفقهاء الذين يرون الفطر باستخدام التحاميل عددهم (1)؛ وعدد الفقهاء الذين لا يرون الفطر (14)؛ والمتوقفون (6)
7. الفقهاء الذين يرون الفطر باستخدام الحقن الشرجية عددهم (5)؛ وعدد الفقهاء الذين لا يرون الفطر عددهم (11)؛ والمتوقفون (5)
ولهذا توصي أمانة موقع الفقه الاسلامي بضرورة تحرير المسائل الأتية:
الأولى: تحديد العلة في المفطرات؛ هل هي التغذية أو التقوية؛ أو ما يدخل الى الجوف مطلقا أو كل ذلك مع التلذذ بالأكل و الشرب؟
الثانية: ما هو الجوف الذي يناط به الحكم؟ وما هو الضابط المؤثر في وصول الغذاء الى الجوف؟ أي هل هو مع المنفذ المعتاد أم مع أي منفذ؟ وما هو الحد اليسير من الغذاء الذي يعفي عنه؟
الثالثة: هل المعالجة و المداواة تأخذ حكم التغذية من كل وجه أم هناك تفصيل؟
هذه الخلاصة و أمانة الموقع تأمل من الفقهاء في العالم الاسلامي ابداء آرائهم عبر الموقع الذي ينتظر منه الكثير
فهو يسد الفراغ الحاصل على الشبكة في مواضيع النوازل خاصة و جمع الفقهاء من كل نواحي العالم الاسلامي
و الله الموفق(84/231)
وثيقة عزيزة في حكم المولد لأحد فقهاء الما
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[11 - 10 - 07, 08:23 ص]ـ
هذه الوثيقة للشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ مبارك، وهو العالم الفقيه قاضي مدينة المحرق آل الشيخ مبارك التميمي المالكي الإحسائي ثم البحريني، أخذ العلم عن الشيخ عبد اللطيف آل الشيخ مبارك استفاد منه الكثير، انصرف الشيخ إلى القضايا السياسية التي تهم المسلمين، لما شاهده من عدم استقرار الأموار وضعف بعض الولاة العثمانيين، فمال إلى الإمام سعود بن فيصل بن تركي آل سعود، لأنه يراه أكفأ من أخيه عبد الله، ثم بعد سعود مال إلى عبد الرحمن وعاونه وناصره وجعل منزله منزلا لعبد الرحمن وجنده، وقد تولى القضاء في البحرين، ولاه حاكم البحرين آنذاك الشيخ عيسى بن علي، وقد توفي الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف سنة (1310 هـ الموافق 1892م) علماء وأدباء البحرين في القرن الرابع عشر لبشار الحادي ص 243
الوثيقة:
سئل الشيخ عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ مبارك:
ما قولكم علماء المسلمين وفقهم الله لطاعته، وأعانهم على مرضاته في جماعة من المسلمين يجتمعون ويذكرون الله بلسان واحد، ويحضر معهم الأولاد والنساء ويصفقون ويرقصون ويضربون الأرض بالأقدام، ويتواجدون وربما أنشدوا الأشهار، فهل فعلهم هذا يجوز أم لا؟
وهل هذا فعله المصطفى أو أحد من أصحابه أم لا؟ وهل يطلب من ولاة الأمر نهيهم وزجرهم عن ذلك أم لا؟ أفتونا تؤجرون إن شاء الله تعالى، وقد أخذ الله عليكم المواثيق في العلم أن تبيونه ولا تكتموه، وصلى الله على أشرب المرسلين نبينا محمد وعلىآله وصحبه وسلم تسليما.
قال الشيخ:
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعد، نبينا محمد وعلى آله وصحبه،،، أما بعد فالجواب والله الموفق للصواب، ومنه نستمد وعليه نعتمد، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم: ما ذكر في السؤال من اجتماع جماعة ... الخ يذكرون الله بلسان واحد، فالذكر أصله مطلوب، ومن أفضل العبادات، وقد نص عليه تعالى وحث عليه في كتابه العزيز في مواضع عديدة، وكذلك رسوله صلى الله عليه وسلم في سنته، وليس خفيا على ذل لب. حث عليه العلماء الأعلام في كتبهم، فمن أجلها كتاب النووي رحمه الله تعالى بين فيه الذكر وهيئته ووقته، وعزاه إلأى النبي صلى الله عليه وسلم، فمن أراد حقيقة الذكر الوارد فليراجعه، وكذلك في كتب الفقه كالرسالة لابن أبي زيد، والعزية للشاذلي، والسنوسي في عقيدته، والدردير في أقرب المسالك، فقد بينوا هيئته وصفته ووقته، ولا ينكر ذلك إلا ضال مبتدع، وهو من أفضل العبادات. ومن المعلوم أن العبادات ما عدا الفرائض إخفاؤها أفضل من أظهارها، لما يتطرق الإظهار من الرياء وشوائبه، فهذا نفس الإظهار فقط مع الخشوع وحضور القلب، وأما ما يقع في زماننا هذا من عقر الصوت، وربما إلى النباح، فأخشى أن يدخل في ضمن قوله تعالى (اتخذوا دينهم لعبا ولهوا)
وأما حضور الأولاد والنساء، فإن حضور النساء مخالطة فهو حرام، وبالخصوص ما يقع اليوم للنساء من تجاذب الألحان فيه بالتطريب، وفي المولد يخشى على من يجيزه لهن الخروج من الدين لتحليله ما حرم الله عليهن، ويجب على من ولاة الأمر إزالته، وإن كان بغير مخالطة، فينظر حالهن إن كن شوابا ولا سيما المتبرجات بزينة فحرام ولا يحل، ومنعهن واجب، وفي حالة التهمة كبعد العشاء الأخير من باب أولى، ويجب على ولاة أمرهن منعهن وردعهن عن ذلك، لأنهن منعن عن حضور الجمع والجماعات، وشهود الجنائز سوى المترجلات القواعد، ولا سيما مع خشية الفتنة، وفي هذه الأزمان الفاسدة يتعين زيادة. وكذلك يقال في شأن الصبيان المردان، وما ذكر من التصفيق وضرب الأرض بالأقدام، والرقص والتصفيق فليس من الدين ولا عمله سيد المرسلين وأصحابه، وكذا الأئمة الأربعة وأتباعهم، ولم ينص عليه أحد من صمنفي المذهب، حيث إنهم بينوا في كتبهم ما يستقذر ذكره، وعقدوا له أبوابا كقضاء الحاجة، وما في حكمه، فلو كانت الهيئة المذكورة مرادة ومن تمام الدين، لعقدوا لها بابا، وبينوا هذه الهيئة أعني ما ذكر من الاجتماع المذكور وما بعده في هذا السؤال بهذه الهيئة المخصوصة، وإلا فيلزم منه ضلالتهم وهداية من خصه، أو ضلالته وهدايتهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/232)
، فمن يعمله على هذه الهيئة والفقهاء أعني كما قال الله تعالى (وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين)
وأما الشعر وإنشاده فقد أنشد كعب بن زهير بين يديه في المسجد، وخلع عليه بردته، ووضع منبرا لحسان بن ثابت في المسجد، وقال صلى الله عليه وسلم (اللهم أيده بروح القدس) وبالجملة فالشعر كالكلام، فحسنه حسن ومستقبحه قبيح، بدليل قوله تعالى (إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات) وحاص الجواب أن فعلهم هذا على هذه الهيئة بدعة محدثة، وما نصها الفقهاء في كتبهم كفعلهم في المولد، وقد نص الفقهاء في باب الوصية أن الوصية بإقامة المولد على الوجه الذي يقع في هذه الأزمنة من اختلاط النساء بالرجال والنظر للمحرم ونحو ذلك من المنكر أن الوصية باطلة لا يعمل بها، فمن أشكل عليه فليراجع كتب الفقه في باب الوصية، ومن هذا قد أفتيت لمن نذر أن يعمل المولد على الحالة هذه أنه لا يلزمه الوفاء به، لأنه ليس من الطاعة في شيء، ولنذكر كلام الإمام العلامة الفاكهاني رحمه الله لوجه المناسبة في الاجتماع المذكر
قال رحمه الله:
تكرر سؤال جماعة من المباركين عن الاجتماع الذي يعمله بعض الناس في شهر ربيع الأول ويسمونه المولد: هل له أصل في الشرع، أو هو بدعة وحدث في الدين؟
وقصدوا الجواب من ذلك مبينا، والإيضاح عنه معينا.
فقلت وبالله التوفيق:
لا أعلم لهذا المولد أصلا في كتاب ولا سنة، ولا ينقل عمله عن أحد من علماء الأمة، الذين هم القدوة في الدين، المتمسكون بآثار المتقدمين، بل هو بدعة أحدثها المبطلون، وشهوة نفس اعتنى بها الأكالون، بدليل أنا إذا أدرنا عليها الأحكام الخمسة؛ قلنا إما أن يكون واجبا أو مندوبا، أو مباحا أو مكروها أو محرما، وليس هو بواجب إجماعا، ولا مندوبا، لأن حقيقة المندوب: ما طلبه الشارع من غير ذم على تركه، وهذا لم يأذن فيه الشارع، ولا فعله الصحابة، ولا التابعون، ولا العلماء المتدينون فيما علمت.
وهذا جوابي عنه بين يدي الله تعالى إن عنه سئلت، ولا جائزا أن يكون مباحا، لأن الابتداع في الدين ليس مباحا بإجماع المسلمين، فلم يبق إلا أن يكون مكروها أو محرما، وحينئذ يكون الكلام في فصلين، والفرقة بين حالين:
أحدهما:
أن يعمله رجل من عين ماله لأهله وأصحابه في عياله، لا يجاوزون في ذلك الاجتماع أكل الطعام، ولا يقترفون شيئا من الآثام. هذا الذي وصفناه بأنه بدعة مكروهة وشناعة، إذ لم يفعله أحد من متقدمي أهل الطاعة، الذين هم فقهاء الإسلام، وعلماء الأنام، سرج الأزمنة، وزين الأمكنة.
والثاني:
أن تدخله الجناية، وتقوى به العناية، حتى يعطي أحدهم الشيء ونفسه تتبعه، وقلبه يؤلمه، ويوجعه لما يجد من ألم الحيف، وقد قال العلماء: أخذ المال بالحياء كأخذه بالسيف، لا سيما إن انضاف إلى ذلك شيء من الغناء مع البطون الملأى، وآلات الباطل من الدفوف والشبابات، واجتماع الرجال مع الشباب المرد والنساء الفاتنات، إما مختلطات بهم أو مشرفات، والرقص بالتثني والانعطاف، والاستغراق في اللهو، ونسيان يوم المخاف، وكذلك النساء إذا اجتمعن على انفرادهن، رافعات أصواتهن بالتهتيك والتطريب في الإنشاد، والخروج في التلاوة والذكر عن المشروع، والأمر المعتاد، غافلات عن قوله تعالى: (إِنَّ رَبَّكَ لَبِالْمِرْصَادِ) وهذا الذي لا يختلف في تحريمه اثنان، ولا يستحسنه ذوو المروءة الفتيان، وإنما يحلو ذلك لنفوس موتى القلوب، وغير المستقلين من الآثام والذنوب.
وأزيدك أنهم يرونه من العبادات لا من الأمور المنكرات المحرمات، فإنا لله وإنا إليه راجعون. بدأ الإسلام غريبا وسيعود كما بدأ، ولله در شيخنا القشيري حيث يقول فيما أجازناه:
قد عرف المنكر واستنكر الـ ... معروف في أيامنا الصعبة
وصار أهل العلم في وهدة ... وصار أهل الجهل في رتبة
حادوا عن الحق فما للذي ... ساروا به فيما مضى نسبه
فقلت للأبرار أهل التقى ... والدين لما اشتدت الكربة
لا تنكروا أحوالكم قد أتت ... توبتكم في زمن الغربه
ولقد أحسن الإمام أبو عمرو بن العلاء حيث يقول: لا يزال الناس بخير ما تعجب من العجب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/233)
هذا مع أن الشهر الذي ولد فيه الرسول صلى الله عليه وسلم هو ربيع الأول هو بعينه الذي توفي فيه، فليس الفرح فيه بأولى من الحزن فيه، وهذا ما علينا أن نقول، ومن الله نرجو حُسْنَ القبول
وقال العلامة أبو عبد الله بن الحاج في كتابه المدخل: فصل:
ومن جملة ما أحدثوه من البدع مع اعتقادهم أن ذلك من أكبر العبادات، وأظهر الشعائر ما يفعلونه في شهر ربيع الأول من المولد وقد احتوى على بدع ومحرمات جملة، فمن ذلك استعمالهم المغاني ومعهم آلات الطرب من الطار المصرصر والشبابة وغير ذلك مما جعلوه آلة السماع، ومضوا في ذلك على العوائد الذميمة في كونهم يشتغلون في أكثر الأزمنة التي فضلها الله تعالى وعظمها ببدع ومحرمات
إلى أن قال: ويا ليتهم لو عملوا المغاني ليس إلا، بل يزعم بعضهم أنه يتأدب فيبدأ المولد بقراءة الكتاب العزيز، وينظرون إلى ما هو أكثر معرفة بالهنوك والطرق المهيجة لطرب النفوس، وهذا فيه من الفساد وجوه، ثم إنهم لم يقصروا على ما ذكر، بل ضم بعضهم إلأى ذلك الأمر الحظر، وهو أن يكون المغني شابا نظيف الصورة، وحسن الصوت والكسوة والهيئة، فينشد التعزل ويتكسر في صوته، فيثور من الفساد ما لا يحصى، وقد يؤول ذلك في الغالب إلأى فساد حال الزوج وحال الزوجة، ويحصل الفراق والنكد العاجل، ويتشتت أمرهم بعد جمعهم. وهذه المفاسد مركبة على فعل المولد إذا عمل بالسماع، فإن خلا منه وعمل طعاما فقط، ونوى به المولد ودعا إليه الإخوان، وسلم من كل ما تقدم فهو بدعة بنفس نيته فقط، إذ إن ذلك زيادة في الدين وليس من عمل السلف الصالح الماضين، واتباع السلف أولى، ولم ينقل عن أحد منهم أنه نوى المولد، ونحن لهم تبع، فيسعنا ما وسعهم.
وقد وقع الفراغ من السؤال المذكور في 7 ذو القعدة سنة (1299 هـ)
وصلى الله على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما
آمين
أملاه فقير رحمة ربه وأسير وصمة ذنبه الفقير إلى الله تبارك
عبد الرحمن بن عبد اللطيف بن مبارك
عفا الله عنهم بمنه وكرمه آمين
ـ[بونواشة عبد الرحمان]ــــــــ[11 - 10 - 07, 05:25 م]ـ
جزاك الله خيرا الأخ حامد، وأرجوا أن تذكر لنا مصدر الوثيقة إن أمكن ذلك.
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[11 - 10 - 07, 09:12 م]ـ
جزيت خيرا أخي الفاضل
و لي طلب وهو رفع الوثيقة على الملتقى فأنا في كبير حاجة إليها، أو العزو إلى مكان الوقوف عليها ...
بارك الله فيك و بك و لك و عليك
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[15 - 10 - 07, 02:28 ص]ـ
لا زلت في انتظارك يا حامد،،،
ـ[أبو عبد البر المالكي]ــــــــ[13 - 12 - 07, 10:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا(84/234)
مسجد «أبو لهب» يثير جدلا بين المختصين وأهل مكة
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[11 - 10 - 07, 08:28 ص]ـ
على بعد كيلومترين من المسجد الحرام في مكة الكرمة يقف الى الشمال الشرقي جبل يطلق عليه مجازا اسم «جبل أبي لهب»، بيد أن جدلا لم يحسم بين المختصين حول المسمى، رغم ان الاسم امتد ليشمل الشارع المار بجوار الجبل وحتى الحي السكني الواقع قبالته، ولم يقتصر الأمر على تلك التسميات فحسب، بل تجاوزه للمسجد المقام وسط ذلك الشارع، حيث لم يسلم من تلك التسمية أو الشائعة التي يرددها العامة في مكة المكرمة وأصبح يعرف بـ «مسجد أبي لهب» , مما تسبب في اثارة الجدل بين المختصين وأهل مكة ضمن الجدل المثار حول تسمية «جبل أبي لهب». وابو لهب هو عبد العزى بن عبد المطلب عم الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم، واشد الناس عداوة لابن اخيه، حتى نزلت فيه سورة المسد قبل ان يهلك في السنة الثانية من الهجرة النبوية بعد غزوة بدر الكبرى التي لم يحضرها.
ويدور جدل كبير حول ما اذا كانت منطقة الجبل هي بالفعل موقعا لأبي لهب أم أن الامر لا يعدو كونه شائعات، لكن الحقيقة الوحيدة التي توصلنا لها على لسان طلال بن محمد بن حسان الحساني، عمدة حي التيسير في منطقة جرول بمكة المكرمة وله بحث معمق عن منطقة جرول في مكة المكرمة، الذي يحتضن حي وشارع وجبل أبو لهب.
يبين الحساني الذي جالت معه «الشرق الأوسط» في موقع الجبل والمكان المحاط به، أن جبل أبي لهب يقع بين ريع أبي لهب «المدرج» بتشديد الراء ـ وريع الكحل الذي يشرف على حي الزاهر من جهة الغرب، وذي طوى شرقا، وكان المواطنون في مكة المكرمة يقومون وحتى عهد قريب بتكسير الحجارة من هذا الجبل وجلبها لبناء مساكنهم.
ويقول العامة ـ والحديث هنا للحساني ـ إن قبر أبي لهب يقع بالقرب من هذا الجبل لكنه لم يعد معروفا الموقع على وجه التحديد، ويبين «هناك قصص وروايات تفيد بأن أبا لهب قبل موته أصابه مرض جعل رائحة نتنة وكريهة تفوح من جسمه، حتى ان أهله لم يستطيعوا حمله ونقله لدفنه، فأمروا عبيدهم بإخراجه ودفنه بعيدا، ويعتقد أنهم اتجهوا به الى هذا المكان».
ويقول الحساني إن ياقوت الحموي ذكر في وصفه لهذا الجبل أنه الجبل المشرف على «حن أبي لهب» والحن هنا هي تلك الثنية التي تعرف بريع أبي لهب، وليس في مكة جبل يضرب الى البياض عال سواه، وكانت حجارته موصوفة بالصلابة والمتانة ويطلق عليها «الحجر الزراقي» وكان الأهالي منذ زمن بعيد يأخذون الحجارة منه لبناء مساكنهم حتى كادت قمته تزول بسبب ذلك، كما أحيطت سفوحه اليوم بالبنايات الحديثة والخرسانة المسلحة.
ووصف الأصمعي الجبل أيضا بأنه الجبل المشرف على حن أبي لهب وحن إبراهيم بن محمد بن طلحة، وكان يسمى في الجاهلية (المستنذر).
الجبل المشرف على كداء «تسمى اليوم بالحجون» حاليا على يسار الخارج من مكة، وجبل أبي لهب يمكن أن تدعه الى يسارك أو على يمينك، وأن تخرج من مكة الى المدينة المنورة كما أنه يرى بوضوح من ثنية كداء. ويستطرد الحساني قائلا إن آباءه وأجداده وكبار السن من أهالي حي جرول، كانوا يقولون لهم إن أي شخص أو حاج أو معتمر يمر من جوار هذا الجبل، يقوم برمي حصى أو حجارة الى مكان ما في اتجاه الجبل معروف لدى الجميع، يقال إنه مكان لـ «قبر أبي لهب» (كما يفعل عند رمي الجمرات).
ويواصل الحساني حديثه، إن المكان الذي يقع فيه الجبل والشارع الذي يمر أمامه، إضافة الى المسجد يطلق عليها «شارع أبي لهب ومسجد أبي لهب ومنطقة أبي لهب»، مؤكدا أن هذه التسميات هي من الأشياء الغريبة التي تستحق الوقوف عندها، إذ أن شارع أبي لهب قد أعيدت تسميته في الوقت الحاضر الى «شارع حسان بن ثابت». في العهد الحديث تحول شارع أبي لهب أو «شارع حسان بن ثابت» الى منطقة تجارية، واصبحت المباني الحديثة تحيط بالجبل، وتم بيع الجبل وما جاوره من أرض بيضاء في الوقت الحالي الى أحد المستثمرين، وقام بتكسير جزء كبير منه وتهذيبه وتهيئته لإنشاء برج سكني ومحال تجارية. منقول
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 03 - 08, 05:42 م]ـ
هناك بعض الملحوظات على هذا المقال لعل الله ييسر كتابتها.
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[12 - 03 - 08, 11:43 م]ـ
ننتظر يا شيخ عبدالرحمن وفقك الله
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[13 - 03 - 08, 06:51 م]ـ
بانتظارك يا شيخ عبد الرحمن,,,
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[19 - 12 - 08, 06:30 ص]ـ
ننتظر يا شيخ عبدالرحمن وفقك الله
لازلنا ننتظر(84/235)
إسماعيل بن علي الأكوع علامة اليمن ومؤرخها
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[11 - 10 - 07, 08:45 ص]ـ
http://www.footyuk.com/index.php?q=aHR0cDovL3d3dy5hbHVrYWgubmV0L1VzZXJGaW xlcy8xMjMxXzAwMS5qcGc%3D
موقع الألوكة الألكتروني
إن أنا نزَّهتُ إلهي عن الأندادِ قالوا أنتَ وهَّابي
لكنَّ لي بالمصطفى أسوةً فقَومُهُ سَمَّوه بالصابي
لمحات من حياته
اسمه ولقبه ونسبه:
هو القاضي أبو محمد إسماعيل بن علي بن حسين بن أحمد بن عبد الله بن إسماعيل الأَكْوَع الحِوالي.
ولَقبُ القاضي؛ لقبٌ تشريفيٌّ لمن كان والدُه يشتغل بالقضاء، ولو لم يكن مع الابن ما يؤهِّله للقضاء. أما نسبة الأكوع، فتعود إلى جدِّه محمد بن إبراهيم، الملقَّب بالأَكْوَع؛ لبُروزٍ في كُوعِه. وأما الحِوالي فنسبة إلى ذي حِوال الأكبر الحِميَري.
وُلد في مدينة ذِمار ضحى الأربعاء 11 من جمادى الآخرة سنة 1338هـ، الموافق 1 من آذار 1920م.
ومذهب هذه الأسرة في الأصل هو المذهب الزيديِّ، إلا أنه ظهر فيهم منذ منتصف القرن الثالثَ عشرَ الهجريِّ من تحوَّل إلى مذهب أهل السنة، منهم أحمد بن عبد الله الأكوَع والد جدِّ صاحب الترجمة.
أسرته وأهل بيته:
والده: القاضي العلامة جمال الدين، علي بن حسين بن أحمد بن عبد الله الأكوع، تولَّى الإفتاء والقضاء في ناحية خُبَّان، وكان يقصده الناس من مختلِف المناطق.
والدته: فاطمة بنت حسين بن عبد الله المجاهد، يتصل نسبها من قِبَل أمِّها بالإمام محمد بن علي الشوكاني رحمه الله.
أولاده: أنجب ولدَين وبنتين، اهتمَّ بتربيتهم وتعليمهم العلم الشرعي والدنيوي، فكان منهم أول طبيبة في اليمن، وسفير اليمن في المملكة العربية السعودية.
طفولته وبداية طلبه للعلم:
تدور مراحلُ حياة صاحب الترجمة حول محور واحد هو العلم، فقد بدأت مرحلةُ الطلب من حين تخرَّج من المِعلامة (وهي حُجرة صغيرة ملحقةٌ بالمسجد) بعد سنتين أمضاهما فيها، وانتقل إلى (المكتب) وهو كتَّاب حكومي يعلم الطلاب قراءة القرآن وتجويده، والحساب، والخط، ثم دخل المدرسة، فقرأ فيها أول كتاب (شرح الآجُرُّومِيَّة) للصِّنهاجي.
وفي طفولته كان ملازماً لوالده في حلِّه وترحاله، يحضر مجالسه العلمية في المدرسة والمسجد والبيت. ويقول هو عن ذلك: "إن المدرسة الحقيقية كانت مدرسةَ الوالد رحمه الله، وأكثر الاستفادة من جلساته العلمية، وكنت أحضر شطراً من اليوم في مجلس الوالد؛ ذلك لأني كنت في غالب الأيام أقوم بخدمته وخدمة مَن يرتاد مجلسه من العلماء والباحثين والدارسين .. ".
وقد غرسَت مجالس العلم هذه في نفس الشيخ حبَّ العلم والشغف به، وكان يتذوَّق للعلم لذة لا يجد لها مثيلاً في نعيم الدنيا. ومن الواضح أن هذه المرحلة أثرت في مسيرة حياته فيما بعد، حيث صبغتها بالصِّبغة العلمية وحب العلم وأهله، والتفاني في طلب العلم وخدمته.
شيوخه:
أخذ القاضي إسماعيل القرآن وعلوم الحديث والفقه وعلم أصول الفقه وعلم النحو وعلم المعاني والبيان عن جِلَّة علماء اليمن وأكابرهم؛ منهم:
أحمد بن علي التويرة: المقرئ الضرير.
وأحمد بن محمد بن أحمد الأكوع: وهو والد زوجة المترجَم، عالم في الفقه والفرائض مشارك في غيرهما.
وأحمد بن محمد الوائلي: وهو من ألمع تلاميذ العلامة محمد بن علي الأكوع أخي صاحب الترجمة.
وثابت بن سعد بهران: عالم محقق في علوم الحديث، له معرفة تامة بعلوم العربية.
وحسن بن أحمد بن عبد الباري الأَهْدَل: وهو عالم في الفقه، له مشاركة جيدة في غيره.
وحسن بن زيد بن علي الديلمي: وهو عالم مبرِّز في علوم العربية والحديث والتفسير.
وحمود بن محمد بن إسماعيل المِحْنَبي الهتاري: وهو عالم محقق في الفقه وعلوم العربية والتفسير والحديث.
وزيد بن يحيى عَقَبات: وكان عالماً في الصرف والنحو والمعاني والبيان وأصول الفقه.
وصالح بن محمد الحُودي: وكان إمام القرَّاء في عصره، وعالماً محققاً في علوم القراءات وأصول الدين والفقه.
وعبد القادر بن عبد الله بن علي: وهو عالم محقق في العلوم والحديث واللغة.
وعبد الله بن أحمد الصادق: وهو عالم مشارك.
والعلامة عبد الله بن محمد السُّوسُّوَة: وهو عالم محقق في الفقه والفرائض والنحو.
وعلي بن أحمد بن قاسم حميد الدين: وهو عالم مشارك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/236)
وعلي بن حسين الشامي: وهو عالم مبرز في كثير من العلوم، ولا سيما العربية، وكان شاعراً أديباً راوية للأخبار.
وعلي بن محمد بن حسن الأكوع: وهو عالم محقق ومبرز في الفروع والأصول والنحو والصرف والمعاني والبيان والفرائض.
ولطف بن زيد الديلمي: وهو عالم جليل محقق في النحو والصرف والمعاني والبيان وأصول الفقه.
ومحمد بن سالم البَيْحاني: العلامة الخطيب والشاعر الضرير، وهو من علماء عدن.
ومحمد بن ناجي وهَّابي: وهو عالم في الفقه، له مشاركات قوية في علوم العربية.
ووالده علي بن حسين الأكوع.
وأخوه محمد بن علي الأكوع.
مناشطه السياسية:
نشأ صاحب الترجمة - كما تقدَّم - في بيئة علمية كان لها أثر كبير في توسيع مداركه وزيادة وعيه في أمور الحياة، ولم يكن تقليدياً في تعلُّمه وتعليمه، فقد غرس فيه شيوخُه بغضَ الظلم والظالمين، فنشأ حرّاً أبيّاً، يأبى الظلم ويسعى إلى تغييره.
بدأ القاضي إسماعيل العمل السياسي بعد وفاة والده بانخراطه في صفوف الحركة الوطنية التي انضوى تحت لوائها كثيرٌ من أعلام اليمن ورجالاته. وتكفَّل أول الأمر بمهمة الاتصال بمشايخ بعض القبائل في بلاد ذمار، وتوزيع منشورات الأحرار عليهم، وتبصيرهم بالقضية الوطنية.
وقد جرَّ عليه العمل مع الأحرار متاعب جمَّة، من سجن وتعذيب وهجرة من وطنه سنوات عديدة، حتى عاد إليه سنة 1386هـ 1960م. وعُيِّن سكرتيراً أول للمفوضية اليمنية في موسكو.
وبعد قيام الثورة الجمهورية على الملكية، عاد إلى صنعاء، وعُهد إليه منصب مستشارٍ ثقافيٍّ في سفارة اليمن بالقاهرة، وفي سنة 1964 عمل في وزاة الخارجية، وعُيِّن نائباً ثانياً لوزير الخارجية، ثم سفيراً متجولاً، إلى أن استقرَّ به الحال وزيراً للإعلام في وزارة حسن العمري في عهد القاضي عبد الرحمن الأرياني.
وبعد استقالة الحكومة سنة 1969م، رفض العودةَ للعمل في السلك السياسي، وبدأ بتأسيس مؤسسة تهتمُّ بالحفاظ على المخطوطات والكتب والآثار، والتي سميت فيما بعد (الهيئة العامة للآثار ودور الكتب)، وبقي في رئاستها 21 سنة، إلى أواخر سنة 1990م. وفي خلال هذا العمل تفرَّغ صاحب الترجمة للقراءة والكتابة، والاطلاع على المخطوطات المتعلقة بما قام بتأليفه. وحضر مؤتمرات الآثار التي عُقدت في بعض الدول العربية.
أما أبرز الأعمال التي قامت بها دار الكتب أثناء رئاسته، فهي إنشاء متحف للآثار اليمانية، وعمل مسح أثري لكثير من مناطق اليمن بمساعدة بعثات دولية متخصِّصة. وكان النصيب الأوفر من اهتمام الدار منصبّاً نحو اقتناء المخطوطات الإسلامية النادرة، والتي جمعت منها نحو ثلاثة آلاف من رسائل وكتب.
رحلاته:
عُرف عن الشيخ حبُّه للأسفار منذ صغره، وكان يعد السفر أفضلَ هواياته ويجد فيه متعة وفائدة كبيرين. فقد تجول داخل اليمن؛ فلم يدع مدينة ولا هجرة في اليمن إلا زارها، واطلع على معالمها، وتعرف أهلها وعلماءها. وخارج اليمن؛ زار بلدان العالم العربي جميعها وبعضاً من بلدان العالم الأخرى، ومن تلك الزيارات ما كانت رسمية بحكم عمله في السلك السياسي، ومنها ما كانت خاصة للبحث والاستزادة من المعرفة.
وكانت له رحلتان طويلتان: إحداهما من الإسكندرية إلى إيطاليا مروراً بأثينة وبلغراد وزغرب وتريستة ثم إلى برينديزي على شاطئ الأدرياتيك ثم العودة إلى الإسكندرية.
والأخرى من موسكو إلى ألمانية ومنها إلى فرنسة ثم إسبانية فالمغرب فالجزائر فتونس فرومة، انتهاءً بالقاهرة.
وقد زار الولايات المتحدة سنة 1979م بدعوة رسمية، وبقي فيها شهراً، تجوَّل خلاله في عدد من ولاياتها.
وفي آسية، زار الصين وأندونيسية وماليزية وبروناي وسنغافورة بالإضافة إلى الدول العربية فيها.
وزار المملكة العربية السعودية حاجاً وزائراً سنة 1378هـ.
وقد عرف الشيخ من خلال رحلاته وعمله السياسي والعلمي، عدداً كبيراً من العلماء والأدباء من عرب وعجم، مسلمين وغير مسلمين، وربطته بهم علاقات وثيقة.
مناشطه العلمية وعضويته في المجامع:
شارك القاضي إسماعيل الأكوع في كثير من المؤتمرات والندوات واللجان العربية والدولية، بعضها ممثلاً عن اليمن، وبعضها بصفته الشخصية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/237)
فقد تمتع بمكانة علمية رفيعة، رغبت لأجلها الكثيرُ من المجامع العربية والإسلامية في انضمامه إليها، فهو عضو في مجمع اللغة العربية بدمشق، وعضو في المجمع الملكي لبحوث الحضارة الإسلامية في الأردن، وعضو في مجمع اللغة العربية الأردني، وعضو في المجمع العلمي الهندي، وعضو في اتحاد المؤرخين العرب، وعضو في معهد الآثار الألماني في برلين.
منهجه العلمي:
يقول صاحب الترجمة عن منهجه في التأليف: "البحث عن الحقيقة وإبرازها في صورة بعيدة عن الغلوِّ والتشويه أو الزيادة مما ليس منها، أو حذف ما لا ينسجم مع رغبة الكاتب".
ويقول: "على المؤرخ الصادق الأمين أن يبرز الجوانب المضيئة في تاريخ بلاده، وألا يَغفل عن ذكر الجوانب المظلمة، حتى يهتمَّ من بيده الأمر لإزاحة الظلام عنها. وعلى المؤرِّخ أن يكتب ما يراه صحيحاً بتجرُّد من الهوى لغرض ما، وأن يكون صادقاً منصفاً فيما يتناوله".
ويقول: "وقد أخذت على نفسي أن أتحرى الحقَّ؛ فلا حُبُّ من أحبُّه يجعلني أخفي ما له من عيوب ضارَّة بغيره، فإذا ذكرتُ ذلك فما بي زجرُه والتشهير به، ولكن ليتَّعظ به غيرُه. ولا كُرهُ مَن أكرهُ في سبيل الحقِّ يجعلني أسلبُه محاسنه، بل أُشيدُ بها ليكون قدوةً حسنةً لغيره".
وهذا المنهج الذي اتبعه صاحب الترجمة - إظهار الحق وبيانه للناس - طبَّقه على كل من ترجم له، حتى لو كان أقربَ الناس إليه، ذاكراً محاسنهم ومثالبهم.
نبذه للتقليد:
لم يتقيَّد الشيخ بمذهب فقهي بعينه، بل نجده يدور مع الدليل، من الكتاب وصحيح السنَّة، حيث دار، ويُثني على مَنْ هذا شأنه، ويَعيب على من يجمُد على رأي في الأصول أو الفروع وإن كان الدليل يخالفُه، وقد بيَّن منهجَه هذا في مقدمة كتاب (هِجَر العلم ومعاقله في اليمن) بقوله: "أنكرت على المتعصِّبين تعصُّبهم لغير الحق، وشدَّدت النكير عليهم".
وقال حفظه الله منكرًا الجمودَ والتعصُّب: "وهذا ما يحدث عند كثير من الجامدين على آراء مذاهبهم، فإنَّهم وإن كانوا يعرفون أنَّ الحق مع غيرهم، وأنَّهم على غير الحقِّ، فإنَّهم لا يتزحزحون قِيدَ أُنملة رجوعًا إلى الصواب، مع أنَّ الحقَّ أحقُّ أن يُتَّبع، ولو كان مخالفاً لما نشأ عليه المقلِّد واعتقده، ولكن (لهوى النفوسِ سَريرةٌ لا تُعْلَمُ). وقد جرت بيني وبين أحد العلماء المحقِّقين لكثير من كتب السنَّة محاورةٌ، فكان دائماً يستشهد بكلام مذهبه، فنبَّهته لذلك، ولكنه مُصرٌّ على ذلك، ولو كان مخالفًا للسنَّة! ولا قوة إلا بالله".
دفاعه عن السنة:
ولنبذه التقليد، نجده دائمَ الدفاع عن السنَّة النبوية وأهلها من العلماء، ولا يَدَعُ مناسبةً في كتابٍ ألَّفه أو مقالة يكتبها، أو مجلسَ علم، إلا ويتصدَّى للدفاع عن السنَّة، والإشادة بعلمائها في شتَّى الأمصار، وعلى مرِّ الأزمان، ومن قرأ كتاب (أئمة العلم المجتهدون في اليمن)، وكتاب (هِجَر العلم ومعاقله في اليمن)، فسيرى مصداقَ ذلك.
وقد قال في مقدمته: "وأفضتُ في تراجم علماء السنَّة، لاسيما المجتهدين منهم، الذين كان لهم فَضلٌ كبير ويدٌ عظيمة في نشر السنَّة النبوية في اليمن والعمل بها، وحثِّ الناس على ترك التقليد، والرجوع إلى ما كان عليه السلف الصالح ... ".
مثالُ ذلك ما أورده في ترجمة عقيل بن يحيى الإرياني في كتاب (هِجَر العلم ومعاقله في اليمن)، حيث قال فيه: "سلك مَسلَك أهل السنَّة في اتِّباع أدلة كتاب الله وسنَّة رسوله صلى الله عليه وسلم، ونعى على المقلِّدين والمعتقدين بالأولياء جمودَهم ... فاتَّهمه بعض الغُلاة بأنه يَنزِع إلى عقيدة الوهابية، فقال:
إن أنا نزَّهتُ إلهي عن الأندادِ قالوا أنتَ وهَّابي
لكنَّ لي بالمصطفى أسوةً فقَومُهُ سَمَّوه بالصابي
وعلَّق الشيخ الأكوع في هامش الترجمة بقوله: "مازال هذا دأبَ أعداء السنَّة؛ فمن قبلُ كانوا يتَّهمون مَنْ يميل إلى العمل بالكتاب والسنة بأنه ناصبيٌّ، واليوم يتهمونه بأنه وهَّابي، فلا حول ولا قوة إلا بالله".
بل إنَّه من شدةِ تمسُّكه بالسنَّة كان يشترط في إجازاته لمن يأخذُ عنه ألا يأخذَ عن رافضيٍّ أو أحدٍ من أهل البدع.
مؤلفاته:
خلَّف صاحب الترجمة مجموعة قيِّمة من المؤلَّفات و التحقيقات، بالإضافة إلى البحوث والمقالات النقدية، وأذكر هنا أهمَّ مؤلفاته وتحقيقاته:
1 - أئمة العلم المجتهدون في اليمن.
2 - أعراف وتقاليد حكَّام اليمن في العصر الإسلامي.
3 - الإمام محمد بن إبراهيم الوزير وكتابه العواصم والقواصم.
4 - الأمثال اليمانية.
5 - تاريخ أعلام آل الأكوع.
6 - الدولة الرسولية في اليمن.
7 - الزيدية: نشأتها ومعتقداتها.
8 - سدود اليمن، أبرز مظاهر حضارتها القديمة.
9 - مخاليف اليمن.
10 - المدارس الإسلامية في اليمن.
11 - نشوان بن سعيد الحميري، والصِّراع الفكري والسياسي والمذهبي في عصره.
12 - هِجَر العلم ومعاقله في اليمن.
13 - البلدان اليمانية عند ياقوت (تحقيق).
14 - مجموع بلدان اليمن وقبائلها للقاضي محمد بن أحمد الحجري (تحقيق).
المرجع:
كتاب (إسماعيل بن علي الأكوع، علاَّمة اليمن ومؤرِّخها)، تأليف: إبراهيم باجس عبد المجيد المقدسي، وهو الكتاب رقم (27) في سلسلة: (علماء ومفكرون معاصرون، لمحات من حياتهم وتعريف بمؤلفاتهم) التي تصدرها دار القلم بدمشق، الطبعة الأولى، 1426هـ - 2005م.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/238)
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[11 - 10 - 07, 08:47 ص]ـ
وحيد الدين خان 24 - 5 - 2007 18:04 1.
وهذا القاضي هو شقيق القاضي الآخر المؤرخ المشهور /محمد بن علي الأكوع رحمه الله
وسافرد له ترجمه منفصلة إن شاء الله وقد رايته واكتحلت عيني برؤيته وكان ملما بالتاريخ والمدارس العلمية التي نشأت في بلاد العرب واليمن خاصة ..
وكان يقول عن مقبل الوادعي أن الوادعي اسس مدرسة إمتداد لمدرسة الشوكاني والصنعاني وابن الوزير في اليمن وهي مدرسة سلفية علمية منفصلة ..
وكان هشوشا , بشوشا, ورعا لم يملك من الدنيا ومات فقيرا ولم يحتاج للناس, رغم شدة فقره وحاجته للمال , إلا أن أهل الآخرة لم تشغلهم دنياهم بمتاعها ولازخرفها, وأما أنه لو شاء لبسطت له الدنياو لكن لعمرك ان اهل النفوس العظيمة لايبقى لهم كبير شأنمتى ماهملجت بهم المرسدسات, وطقطقت بهم الاندكروزرات ومات حينما مات والأمة تحتاجه في اليمن بقدر فقدها في عامين اخاه في العلم نفسه علامة ومؤرخ نجد/ حمد الجاسر رحم الله علمائنا وغفر اللهم لهم.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[11 - 10 - 07, 07:30 م]ـ
جزاك الله خيرا
ولكنك لم تتعرض في ترجمته لبيان تلاميذه!!!(84/239)
مستعجل ... ما هو حجم الصاع (زكاة الفطر)؟
ـ[يونس حسن]ــــــــ[11 - 10 - 07, 10:13 ص]ـ
كنت أخرج زكاة الفطر نقدا و قد وجدت هذا خطأ و حقيقة قد أخرجتها نقدا و لكن أريد تبرئة نفسي بإخراجها كما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم.
فما هو حجم الصاع؟
و ما السبيل لمعرفة القدر الذي يجب أن أخرجه لزكاة الفطر؟
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[11 - 10 - 07, 10:43 ص]ـ
الصاع يختلف بما سوف تخرجه وهو لا يصل الى 3 كيلو فان اخرجت من الارز ثلاث كيلوات اجزأت ان شاء الله. كما افتى بذلك الشيخ عبدالعزيز بن باز
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[11 - 10 - 07, 10:59 ص]ـ
كنت أخرج زكاة الفطر نقدا و قد وجدت هذا خطأ و حقيقة قد أخرجتها نقدا و لكن أريد تبرئة نفسي بإخراجها كما أمر رسول الله صلى الله عليه و سلم.
فما هو حجم الصاع؟
و ما السبيل لمعرفة القدر الذي يجب أن أخرجه لزكاة الفطر؟
جزاك الله خيراً , لاتقل خطأً , فعلى هذا القول بعض أهل العلم
ولكن قل أخرجها صاعاً من طعام خروجا من الخلاف , وكلاما نحو هذا .....
وفقك الله
ـ[يونس حسن]ــــــــ[11 - 10 - 07, 02:35 م]ـ
جزاك الله خيراً , لاتقل خطأً , فعلى هذا القول بعض أهل العلم
ولكن قل أخرجها صاعاً من طعام خروجا من الخلاف , وكلاما نحو هذا .....
وفقك الله
أشكر لك حسن أدبك مع أهل العلم.
ـ[يونس حسن]ــــــــ[11 - 10 - 07, 02:36 م]ـ
الصاع يختلف بما سوف تخرجه وهو لا يصل الى 3 كيلو فان اخرجت من الارز ثلاث كيلوات اجزأت ان شاء الله. كما افتى بذلك الشيخ عبدالعزيز بن باز
جزاك الله خيرا.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[11 - 10 - 07, 05:20 م]ـ
الشيخ الدكتور البغا في (التهذيب في أدلة متن الغاية والتقريب) قال إنه 2400 جرام تقريبا.
ـ[يونس حسن]ــــــــ[11 - 10 - 07, 11:32 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي عمرو بسيوني.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[12 - 10 - 07, 12:40 ص]ـ
يا إخواني
لماذا التقدير بالوزن، والأصل فيه المكيال؟
الصاع = أربعة أمداد، والمُد = حجم ما تحتويه يدا رجل متوسط مجتمعتان بجانب بعضهما
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 01:14 ص]ـ
بسم الله والحمد لله
تقدير الصاع بالوزن لايطرد في كل الأصناف
فصاع الدقيق المطحون أخف وزناً من صاع البر -الحب- وهكذا
أما الأرز فمن أخرج 3 كيلوغرام فقد عمل بالأحوط وأجزأه إن شاء الله.
وهذا رابط مفيد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113539
أسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال ويغفر سيئها
إن ربي رحيم ودود(84/240)
بعض الادلة على مسألة اجتماع عيدين مع تعليقات بعض المحدثين
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[11 - 10 - 07, 10:52 ص]ـ
1_: بقية قال حدثنا شعبة قال حدثني المغيرة البصري عن عبد العزيز بن رفيع عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أنه قال: قد اجتمع في يومكم هذا عيدان فمن شاء أجزأته الجمعة وإنا مجمعون " رواه ابو داود. قال ابن عبدالبر:
لم يروه فيما علمت عن شعبة أحد من ثقات أصحابه الحفاظ وإنما رواه عنه بقية بن الوليد وليس بشيء في شعبة أصلا وروايته عن أهل بلده أهل الشام فيها كلام وأكثر أهل العلم يضعفون بقية عن الشاميين وغيرهم وله مناكير وهو ضعيف ليس ممن يحتج به. وقد رواه الثوري عن عبد العزيز بن رفيع عن ابي صالح مرسلا. ورجح المرسل الدارقطني وابن حنبل كذا قال صاحب التلخيص الحبير.
2_ بَقِيَّةُ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ حَدَّثَنِي مُغِيرَةُ الضَّبِّيُّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ رُفَيْعٍ عَنْ أَبِي صَالِحٍ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ
عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ اجْتَمَعَ عِيدَانِ فِي يَوْمِكُمْ هَذَا فَمَنْ شَاءَ أَجْزَأَهُ مِنْ الْجُمُعَةِ وَإِنَّا مُجَمِّعُونَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ. اخرجه ابن ماجة. وقال صاحب التلخيص اخرجه ابن ماجه وهو وهم وقد نبه هو عليه.
3_ حَدَّثَنَا جُبَارَةُ بْنُ الْمُغَلِّسِ حَدَّثَنَا مِنْدَلُ بْنُ عَلِيٍّ عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ عُمَرَ عَنْ نَافِعٍ عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ
اجْتَمَعَ عِيدَانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَلَّى بِالنَّاسِ ثُمَّ قَالَ مَنْ شَاءَ أَنْ يَأْتِيَ الْجُمُعَةَ فَلْيَأْتِهَا وَمَنْ شَاءَ أَنْ يَتَخَلَّفَ فَلْيَتَخَلَّفْ. اخرجه ابن ماجه وقال الذهبي في تنقيح التحقيق فيه جبارة ومندل ضعيفان وكذا قال ابن الملقن وزاد قال البخاري عن جبارة مضطرب الحديث. قلت مندل ضعفه الامام احمد والنسائي و عن ابن معين تضعيفه وقول لا باس به.
4_حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ كَثِيرٍ أَخْبَرَنَا إِسْرَائِيلُ حَدَّثَنَا عُثْمَانُ بْنُ الْمُغِيرَةِ عَنْ إِيَاسِ بْنِ أَبِي رَمْلَةَ الشَّامِيِّ قَالَ
شَهِدْتُ مُعَاوِيَةَ بْنَ أَبِي سُفْيَانَ وَهُوَ يَسْأَلُ زَيْدَ بْنَ أَرْقَمَ قَالَ أَشَهِدْتَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عِيدَيْنِ اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَكَيْفَ صَنَعَ قَالَ صَلَّى الْعِيدَ ثُمَّ رَخَّصَ فِي الْجُمُعَةِ فَقَالَ مَنْ شَاءَ أَنْ يُصَلِّيَ فَلْيُصَلِّ. اخرجه ابو داود وقال صاحب التلخيص صححه ابن المديني وقال ابن المنذر هذا الحديث لا يثبت واياس بن ابي رملة مجهول. وقال ابن القطان الفاسي هو كما قال.
5_عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الله عن أبي عبد الرحمن السلمي عن علي قال: اجتمع عيدان في يوم فقال: من أراد أن يجمع فليجمع، ومن أراد أن يجلس فليجلس، قال سفيان: يعني يجلس في بيته. اخرجه عبدالرزاق.
6_حدثنا أبو الأحوص عن عبد الاعلى عن أبي عبد الرحمن قال اجتمع عيدان على عهد علي فصلى بالناس ثم خطب على راحلته فقال: يا أيها الناس من شهد منكم العيد فقد قضى جمعته إن شاء الله. اخرجه ابن ابي شيبة.
7_حدثنا حفص بن غياث عن جعفر عن أبيه قال اجتمع عيدان على عهد علي فشهد بهم العيد ثم قال إنا مجمعون فمن أراد أن يشهد فليشهد. اخرجه ابن ابي شيبة
8_ حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ خَلَفٍ حَدَّثَنَا أَبُو عَاصِمٍ عَنْ ابْنِ جُرَيْجٍ قَالَ قَالَ عَطَاءٌ
اجْتَمَعَ يَوْمُ جُمُعَةٍ وَيَوْمُ فِطْرٍ عَلَى عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَقَالَ عِيدَانِ اجْتَمَعَا فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ فَجَمَعَهُمَا جَمِيعًا فَصَلَّاهُمَا رَكْعَتَيْنِ بُكْرَةً لَمْ يَزِدْ عَلَيْهِمَا حَتَّى صَلَّى الْعَصْرَ. رواه ابو داود. وصححه العلوان.
9_ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ طَرِيفٍ الْبَجَلِيُّ حَدَّثَنَا أَسْبَاطٌ عَنْ الْأَعْمَشِ عَنْ عَطَاءِ بْنِ أَبِي رَبَاحٍ قَالَ
صَلَّى بِنَا ابْنُ الزُّبَيْرِ فِي يَوْمِ عِيدٍ فِي يَوْمِ جُمُعَةٍ أَوَّلَ النَّهَارِ ثُمَّ رُحْنَا إِلَى الْجُمُعَةِ فَلَمْ يَخْرُجْ إِلَيْنَا فَصَلَّيْنَا وُحْدَانًا وَكَانَ ابْنُ عَبَّاسٍ بِالطَّائِفِ فَلَمَّا قَدِمَ ذَكَرْنَا ذَلِكَ لَهُ فَقَالَ أَصَابَ السُّنَّةَ. اخرجه ابو داود وصححه النووي وابن الملقن والالباني والوادعي والعلوان.
10_ أَخْبَرَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ قَالَ حَدَّثَنَا يَحْيَى قَالَ حَدَّثَنَا عَبْدُ الْحَمِيدِ بْنُ جَعْفَرٍ قَالَ حَدَّثَنِي وَهْبُ بْنُ كَيْسَانَ قَالَ
اجْتَمَعَ عِيدَانِ عَلَى عَهْدِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فَأَخَّرَ الْخُرُوجَ حَتَّى تَعَالَى النَّهَارُ ثُمَّ خَرَجَ فَخَطَبَ فَأَطَالَ الْخُطْبَةَ ثُمَّ نَزَلَ فَصَلَّى وَلَمْ يُصَلِّ لِلنَّاسِ يَوْمَئِذٍ الْجُمُعَةَ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِابْنِ عَبَّاسٍ فَقَالَ أَصَابَ السُّنَّةَ. اخرجه النسائي
وقال ابن عبدالبر هذا حديث مضطرب وقا ل ابن حزم فيه عبدالحميد بن جعفر ليس بالقوي (قلت: عبدالحميد بن جعفر ضعفة ابوحاتم وسفيان ووثقه يحيى وابن المديني). وفي رواية ابن خزيمة (وبلغ ابن الزبير، فقال: رأيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه إذا اجتمع عيدان صنع مثل هذا)
قال ابن عبدالبر قال علي بن المديني في هذا الباب غير ما حديث عن النبي صلى الله عليه و سلم بإسناد جيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/241)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[11 - 10 - 07, 02:50 م]ـ
جزاك الله خيرا على الفوائد
ـ[علي موجان الشامي الشافعي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 03:47 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[08 - 09 - 10, 11:10 م]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
يُرفع للفائدة
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري(84/242)
هذا ما قاله أخونا الخضيري في رؤية هلال شوال
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 10 - 07, 07:06 م]ـ
أخونا عبد الله الخضيري معروف في حدة بصره وثقته وقد قال
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 10 - 07, 07:07 م]ـ
قال إنه رأى هلال شوال هذه الليلة.
تقبل الله منا ومنكم
ـ[عدنان بن هارون]ــــــــ[11 - 10 - 07, 07:14 م]ـ
هل يستطيع شيخنا المقرئ تأكيد الخبر ...
الجميع ينتظر ...
تقبل الله منا ومنكم الطاعة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 10 - 07, 07:23 م]ـ
الشيخ الكريم / عبدالمحسن بن عبدالرحمن
بارك الله فيك.
وأسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال.
ـ[المقرئ]ــــــــ[11 - 10 - 07, 07:29 م]ـ
هل يستطيع شيخنا المقرئ تأكيد الخبر ...
الجميع ينتظر ...
تقبل الله منا ومنكم الطاعة.
الهلال رؤي في منطقة سدير رآه اثنان
وفي شقراء رآه ثلاثة
ـ[المقرئ]ــــــــ[11 - 10 - 07, 07:30 م]ـ
قال إنه رأى هلال شوال هذه الليلة.
تقبل الله منا ومنكم
بارك الله فيكم
هل أنت متأكد من أن هذا كلام الأخ الخضيري؟
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 10 - 07, 07:34 م]ـ
وردني أن عددا من الشهود رأوه، وليس الخضيري وحده.
ـ[ابنةُ كريم]ــــــــ[11 - 10 - 07, 07:54 م]ـ
تقبّل الله منا ومنكم ..
وبارك الله فيكم،،
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[11 - 10 - 07, 08:23 م]ـ
لكن تأخروا في الإعلان؟؟
الساعة 7:23 لم يعلنوا
ـ[أبو يوسف الثبيتي]ــــــــ[11 - 10 - 07, 08:26 م]ـ
الرياض (سبق) أيمن الغامدي:
أعلن مجلس القضاء الأعلى في المملكة بأن يوم غد الجمعة 12 أكتوبر هو اليوم الأول من عيد الفطر المبارك.
وصدر عن الديوان الملكي البيان التالي:
بيان من الديوان الملكي
جاءنا من مجلس القضاء الأعلى ما يلي:
الحمد لله والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد:
فقد ثبت شرعا لدى مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة رؤية هلال شهر شوال 1428هـ، مساء هذا اليوم الخميس الموافق 29/ 9/1428هـ حسب تقويم أم القرى بشهادة عدد من الشهود الثقاة في عدة أمكنة، وبهذا يكون يوم غد الجمعة الموافق 12 أكتوبر عام 2007م هو يوم عيد الفطر المبارك.
ومجلس القضاء الأعلى بهذه المناسبة يسأل الله عز وجل أن يوفق المسلمين للعمل بما يرضيه سبحانه، وأن يتقبل منهم صيامهم وقيامهم، وأن يجمع شملهم، ويؤلف ذات بينهم، وأن ينصر الإسلام والمسلمين، وأن يدفع عنهم كل شر وبلاء، إنه سميع مجيب، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة:
رئيس المجلس / صالح بن محمد اللحيدان
عضو / ناصر بن إبراهيم الحبيب
عضو / غيهب بن محمد الغيهب
عضو / محمد بن عبدالله بن الأمير
عضو / محمد بن سليمان البدر
وبهذه المناسبة يسر وزارة الثقافة والإعلام أن ترفع إلى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وإلى صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع والطيران والمفتش العام وإلى الأسرة المالكة الكريمة وإلى المواطنين وإلى أبناء الأمة الإسلامية في كل مكان خالص التهاني بهذه المناسبة الكريمة.
وتسأل الله عز وجل أن يمن على الجميع بوافر الصحة والعافية وأن يعيد هذه المناسبة السعيدة أعواما عديدة على بلادنا وقيادتها ومواطنيها والأمتين الإسلامية والعربية وقد تحقق للجميع كل ما يتطلعون إليه من آمال وأمنيات في المزيد من الرخاء والأمن والاستقرار.
من ناحية أخرى أعلنت الإمارات وقطر والكويت أن يوم غد الجمعة هو أول أيام عيد الفطر المبارك.
http://www.sabq.org/inf/news.php?action=show&id=3441
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[11 - 10 - 07, 10:27 م]ـ
أخونا عبد الله الخضيري معروف في حدة بصره وثقته
ما شاء الله
ـ[المقرئ]ــــــــ[12 - 10 - 07, 08:21 م]ـ
بارك الله فيكم
هل أنت متأكد من أن هذا كلام الأخ الخضيري؟
بارك الله فيكم يا شيخ عبد المحسن
كان سبب سؤالي هو أن الخضيري لم يدل بأي شهادة ولم يثبت شهادته مع الشهود وقد أثبت دخول الشهر بدون شهادته
وأثبتها اثنان من الحوطة
وقد رؤي الهلال في الحوطة وشقراء والحساء ورفحا بل وفي الفلبين وفي غيرها
والحمد لله على شرعه وحكمه (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا
ـ[المقرئ]ــــــــ[12 - 10 - 07, 08:24 م]ـ
ومن باب الفائدة والإحاطة مكث الهلال في هذا اليوم الجمعة بعد غروب الشمس (35) دقيقة بالعين المجردة
فالحمد لله
ـ[المقرئ]ــــــــ[13 - 10 - 07, 12:44 ص]ـ
وقد قال لي أحد الإخوة إنه تكلم مع بعض (مدعي الإنصاف) في هذه امسألة وكان ينكر الرؤية ليلة الجمعة فقال له: كنت تقول سابقا إن الرؤية لا يعتمد عليها إذا كان أهل الحساب يقولون إن الهلال لم يولد
والآن هلال شوال يولد في الساعة الثامنة صباحا من يوم الخميس فما المشكلة إذا؟ ما دام الهلال قد ولد
فالآن رجعتم تماما إلى قول أهل الحساب وهو تماما القول الذي رد عليه ابن تيمية وقال عنه إن القائل به مبتدع جاهل!!
فأنت الآن تعتمد قول أهل الحساب وترد الرؤية بداعي أن أهل الحساب يقولون إن الهلال يغرب قبل الشمس (بدقيقة) واحدة
وإن لم يكن هذا هو الاعتماد المحض على الحساب ونسف الرؤية فكيف يكون إذا؟(84/243)
بين الرخصة والعزيمة صلاة الجمعة وصلاة الظهر يوم العيد (سؤال)
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[11 - 10 - 07, 08:18 م]ـ
بناء على الراجح من أقوال العلماء حينما يصير يوم العيد موافق ليوم الجمعة فيجوز لمن صلى العيد ان يصلى الجمعة ظهراً اربع ركعات.
لكن من باب البحث عن الأفضل: ولقول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (ان الله يحب ان تؤت رخصة كما يحب ان تؤتى عزائمه)
ومعلوم ان صلاة الظهر في هذا اليوم رخصة فهل تعتبر أفضل من صلاة الجمعة.
وهل يلزم صلاتها جماعة؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - 10 - 07, 02:28 ص]ـ
قد يقال: الأفضل أن تصلى الجُمعة ..
1 - أنه فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم
2 - خروجاً من الخلاف
فتوى اللجنة الدائمة في ما إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة
رقم 21160 وتاريخ 8/ 11/1420 هـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه .. أما بعد:
فقد كثر السؤال عما إذا وقع يوم عيد في يوم جمعة فاجتمع العيدان: عيد الفطر أو الأضحى مع عيد الجمعة التي هي عيد الأسبوع، هل تجب صلاة الجمعة على من حضر صلاة العيد أم يجتزئ بصلاة العيد ويصلى بدل الجمعة ظهراً، وهل يؤذن لصلاة الظهر في المساجد أم لا؟ إلى آخر ما حصل عنه السؤال، فرأت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إصدار الفتوى الآتية:
الجواب: في هذه المسألة أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة منها:
1 - حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه سأله: ((هل شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم واحد؟ قال: نعم، قال: كيف صنع؟ قال: صلى العيد ثم رخص في الجمعة، فقال: من شاء أن يصلي فليصل)). رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والدارمي، والحاكم في (المستدرك) وقال: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وله شاهد على شرط مسلم)). ووافقه الذهبي، وقال النووي في (المجموع): ((إسناده جيد)).
2 - وشاهده المذكور هو حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون)). رواه الحاكم كما تقدم، ورواه أبو داود، وابن ماجه، وابن الجارود، والبيهقي، وغيرهم.
3 - وحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ثم قال: من شاء أن يأتي الجمعة فليأتها ومن شاء أن يتخلف فليتخلف)). رواه ابن ماجه، ورواه الطبراني في (المعجم الكبير) بلفظ: ((اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم فطر وجمعة، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد، ثم أقبل عليهم بوجهه فقال: يا أيها الناس إنكم قد أصبتم خيراً وأجراً وإنا مجمعون، ومن أراد أن يجمع معنا فليجمع، ومن أراد أن يرجع إلى أهله فليرجع)).
4 - وحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اجتمع عيدان في يومكم هذا فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون إن شاء الله)). رواه ابن ماجه، وقال البوصيري: ((إسناده صحيح ورجاله ثقات)). انتهى.
5 - ومرسل ذكوان بن صالح قال: ((اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة ويوم عيد فصلى ثم قام، فخطب الناس، فقال: قد أصبتم ذكراً وخيراً وإنا مجمعون، فمن أحب أن يجلس فليجلس -أي في بيته- ومن أحب أن يجمع فليجمع)). رواه البيهقي في السنن الكبرى.
6 - وعن عطاء بن أبي رباح قال: ((صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة أول النهار ثم رحنا إلى الجمعة فلم يخرج إلينا، فصلينا وحداناً، وكان ابن عباس بالطائف فلما قدمنا ذكرنا ذلك له، فقال أصاب السنة)). رواه أبو داود، وأخرجه ابن خزيمة بلفظ آخر وزاد في آخره: ((قال ابن الزبير: رأيت عمر بن الخطاب إذا اجتمع عيدان صنع مثل هذا)).
7 - وفي صحيح البخاري رحمه الله تعالى وموطأ الإمام مالك رحمه الله تعالى عن أبي عبيد مولى ابن أزهر قال أبو عبيد: ((شهدت العيدين مع عثمان بن عفان، وكان ذلك يوم الجمعة، فصلى قبل الخطبة ثم خطب، فقال: يا أيها الناس إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان، فمن أحب أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/244)
8 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما اجتمع عيدان في يوم: ((من أراد أن يجمع فليجمع، ومن أراد أن يجلس فليجلس)). قال سفيان: ((يعني يجلس في بيته)). رواه عبدالرزاق في المصنف ونحوه عند ابن أبي شيبة.
وبناء على هذه الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذه الآثار الموقوفة عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم وعلى ما قرره جمهور أهل العلم في فقهها، فإن اللجنة تبين الأحكام الآتية:
1 - من حضر صلاة العيد فيرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها ظهراً في وقت الظهر، وإن أخذ بالعزيمة فصلى مع الناس الجمعة فهو أفضل.
2 - من لم يحضر صلاة العيد فلا تشمله الرخصة، ولذا فلا يسقط عنه وجوب الجمعة، فيجب عليه السعي إلى المسجد لصلاة الجمعة، فإن لم يوجد عدد تنعقد به صلاة الجمعة صلاها ظهراً.
3 - يجب على إمام مسجد الجمعة إقامة صلاة الجمعة ذلك اليوم ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد إن حضر العدد التي تنعقد به صلاة الجمعة وإلا فتصلى ظهرا.
4 - من حضر صلاة العيد وترخص بعدم حضور الجمعة فإنه يصليها ظهراً بعد دخول وقت الظهر.
5 - لا يشرع في هذا الوقت الأذان إلا في المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة، فلا يشرع الأذان لصلاة الظهر ذلك اليوم.
6 - القول بأن من حضر صلاة العيد تسقط عنه صلاة الجمعة وصلاة الظهر ذلك اليوم قول غير صحيح، ولذا هجره العلماء وحكموا بخطئه وغرابته، لمخالفته السنة وإسقاطه فريضةً من فرائض الله بلا دليل، ولعل قائله لم يبلغه ما في المسألة من السنن والآثار التي رخصت لمن حضر صلاة العيد بعدم حضور صلاة الجمعة، وأنه يجب عليه صلاتها ظهراً والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
• الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ.
• عضو: عبدالله بن عبدالرحمن الغديان.
• عضو: بكر بن عبدالله أبو زيد.
• عضو: صالح بن فوزان الفوزان.
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 03:16 ص]ـ
حكم اجتماع العيد والجمعة
السؤال:
فضيلة الشيخ خالد، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، نرجو منكم بيان هل تسقط الجمعة عمن حضر صلاة العيد، وهل يصليها ظهرا أو لا؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، أما بعد ..
فإجابة عن سؤالك نقول:
لا خلاف بين أهل العلم في أنه إذا اجتمع العيد والجمعة فإنه يستحب لمن حضر صلاة العيد أن يصلي الجمعة، واختلفوا في الرخصة لمن حضر صلاة العيد ألا يحضر الجمعة على أقوال:
القول الأول: أنّه يرخص لمن شهد صلاة العيد أن يترك حضور الجمعة ويصليها ظهراً، لكن يجب على الإمام أن يقيم الجمعة؛ ليشهدها من شاء شهودها، ومن لم يشهد صلاة العيد، وهذا هو مذهب الإمام أحمد.
القول الثاني: أنه ليس في شهود صلاة العيد رخصة في ترك صلاة الجمعة لمن وجبت عليه، وهذا قول أبي حنيفة، وهو رواية عن مالك، و به قال ابن حزم، وابن المنذر، وابن عبد البر.
القول الثالث: أنّه يرخص لأهل البر والبوادي دون أهل الأمصار في ترك الجمعة، ويصلونها ظهرًا، وهذا هو قول الشافعي، ورواية عن مالك.
القول الرابع: أنّه إذا اجتمع العيد والجمعة، فصلاة العيد تجزئ عن الجمعة والظهر، وبهذا قال عطاء بن أبي رباح، وقد روي عن علي وابن الزبير رضي الله عنهم.
وقد احتج كل فريق بحجج وأدلة لما ذهب إليه، وأقرب هذه الأقوال إلى الصوب وأسعدها بالدليل ما ذهب إليه الإمام أحمد من الرخصة لمن شهد العيد أن لا يحضر صلاة الجمعة، يشهد لهذا ما رواه أحمد (18831) وأبو داود (1070) والنسائي (1591) وغيرهم من حديث معاوية رضي الله عنه أنه سأل زيد بن أرقم رضي الله عنه: (أشهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين؟ قال: نعم، صلى العيد من أول النهار، ثم رخص في الجمعة) وقد صححه ابن المديني وغيره، واستدلوا أيضاً بما رواه أبو داود (1073) وابن ماجة (1311) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون" وهو حديث لا يخلو من مقال، لكن يعتضد بالحديث السابق، والله أعلم.
أخوكم/ د. خالد المصلح
29/ 9/1428هـ
http://www.almosleh.com/almosleh/article_1253.shtml(84/245)
فتوى عاجلة! هل الصواب مع العثيمين وابن باز والألباني أو مع الأزهر؟
ـ[أبو عبد الله الشيرازي]ــــــــ[11 - 10 - 07, 08:32 م]ـ
بسم الله
إخوتي الأفاضل لقد استفتاني أحدهم في مسألة عويصة وأرجو منكم المساعدة:
الأخ بدأ صيام رمضان في ليبيا قبل كل الدول الإسلامية تقريبا ثم انتقل إلى بلد آخر وهذا البلد سيكون عيده يوم السبت القادم لأنه سيكمل ثلاثين يوما ولكن بالنسبة للأخ المستفتي سيكون الصيام 31 يوما.
فهل يصوم يوم الجمعة أي اليوم الحادي والثلاثين أو يفطر؟
بعد البحث السريع وقفت على الفتاوى الآتية:
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله:
أنا من شرق آسيا، عندنا الشهر الهجري يتأخر عن المملكة العربية السعودية بيوم، وسأسافر إلى بلدي في رمضان، وقد بدأت الصوم في المملكة، وفي نهاية الشهر نكون قد صمنا واحدا وثلاثين يوماً، فما حكم صيامنا؟ وكم يوماً نصوم؟
فأجاب:
" إذا صمتم في السعودية أو غيرها ثم صمتم بقية الشهر في بلادكم فأفطروا بإفطارهم، ولو زاد ذلك على ثلاثين يوماً، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون) لكن إن لم تكملوا الشهر تسعة وعشرين يوما فعليكم إكمال ذلك، لأن الشهر لا ينقص عن تسع وعشرين " انتهى. "مجموع فتاوى ابن باز" (15/ 155).
وسئل الشيخ محمد الصالح العثيمين رحمه الله:
ما حكم من صام في بلد مسلم ثم انتقل إلى بلد آخر تأخر أهله عن البلد الأول ولزم من متابعتهم صيام أكثر من ثلاثين يوماً أو العكس؟
فأجاب بقوله:
إذا انتقل الإنسان من بلد إسلامي إلى بلد إسلامي وتأخر إفطار البلد الذي انتقل إليه فإنه يبقى معهم حتى يفطروا؛ لأن الصوم يوم يصوم الناس، والفطر يوم يفطر الناس، والأضحى يوم يضحي الناس، وهذا وإن زاد عليه يوم، أو أكثر فهو كما لو سافر إلى بلد تأخر فيه غروب الشمس، فإنه يبقى صائماً حتى تغرب، وإن زاد على اليوم المعتاد ساعتين، أو ثلاثاً، أو أكثر، ولأنه إذا انتقل إلى البلد الثاني فإن الهلال لم ير فيه وقد أمر النبي عليه الصلاة والسلام أن لا نصوم ولا نفطر إلا لرؤيته، فقال: (صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته).
وأما العكس: وهو أن ينتقل من بلد تأخر فيه ثبوت الشهر إلى بلد تقدم ثبوت الشهر فيه فإنه يفطر معهم، ويقضي ما فاته من رمضان، إن فاته يوم قضى يوماً، وإن فاته يومان قضى يومين، فإذا أفطر لثمانية وعشرين يوماً قضى يومين إن كان الشهر تامًّا في البلدين، ويوماً واحداً إن كان ناقصاً فيهما أو في أحدهما. " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " (19 / السؤال رقم 24).
وسئل أيضاًَ:
قد يقول قائل: لماذا قلتم يؤمر بصيام أكثر من ثلاثين يوماً في الأولى ويقضي في الثانية؟
فأجاب بقوله:
يقضي في الثانية لأن الشهر لا يمكن أن ينقص عن تسعة وعشرين يوماً، ويزيد على الثلاثين يوماً لأنه لم يُر الهلال، وفي الأولى قلنا له: أفطر وإن لم تتم تسعة وعشرين يوماً؛ لأن الهلال رؤي، فإذا رؤي فلا بد من الفطر، لا يمكن أن تصوم يوماً من شوال، ولما كنت ناقصاً عن تسعة وعشرين لزمك أن تتم تسعة وعشرين بخلاف الثاني، فإنك لا تزال في رمضان إذا قدمت إلى بلد ولم ير الهلال فيه فأنت في رمضان، فكيف تفطر؟ فيلزمك البقاء، وإذا زاد عليك الشهر فهو كزيادة الساعات في اليوم. " مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " (19 / السؤال رقم 25).
والإمام الألباني فتواه قريبة من فتوى الإمامين وتسمعونها على هذا الرابط:
http://www.alalbany.ws/search/view.php?id=6477
ولكن وقفت على فتوى لأمانة الفتوى في الأزهر كالآتي:
اطلعنا على الطلب المقدم من/ مجلة الأزهر- المقيد برقم 1204 لسنة 2007م المتضمن: شخص بدأ الصيام في مصر طبقًا لتحديد أول شهر رمضان فيها، وسافر إلى بلد آخر اختلف العيد فيه مع مصر، فكيف يفعل في نهاية شهر رمضان، هل يتبع مصر في الإفطار للعيد أم يتبع البلد الذي هو فيه حتى لو أدى ذلك إلى أن يكون صيامه ثمانية وعشرين يومًا أو واحدًا وثلاثين يومًا؟
فكان جوابهم كالآتي:
هذا السؤال تتعلق به قضيتان: إحداهما: عِلْمِيّة، والأخرى: عَمَلِيّة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/246)
فأما العِلْمِيّة: فهي ما تقرر شرعًا من أن القطعي مقدَّم على الظني؛ أي أن الحساب القطعي لا يمكن أن يعارض الرؤية الصحيحة، ولذلك صدر قرار مجمع البحوث الإسلامية سنة 1964م، واتفقت المؤتمرات الفقهية كمؤتمر جدة وغيره على الاستئناس بالحسابات الفلكية القطعية مع الاعتماد على الرؤية البصرية الصحيحة، وهذا يعني أن الحساب ينفي ولا يثبت، وأنه يُعَدُّ تهمةً للرائي الذي يدعي خلافه؛ قال الإمام التقي السبكي في "فتاواه": "لأَنَّ الْحِسَابَ قَطْعِيٌّ وَالشَّهَادَةَ وَالْخَبَرَ ظَنِّيَّانِ، وَالظَّنُّ لا يُعَارِضُ الْقَطْعَ فَضْلا عَنْ أَنْ يُقَدَّمَ عَلَيْهِ، وَالْبَيِّنَةُ شَرْطُهَا أَنْ يَكُونَ مَا شَهِدَتْ بِهِ مُمْكِنًا حِسًّا وَعَقْلاً وَشَرْعًا، فَإِذَا فُرِضَ دَلالَةُ الْحِسَابِ قَطْعًا عَلَى عَدَمِ الإِمْكَانِ اسْتَحَالَ الْقَبُولُ شَرْعًا؛ لاسْتِحَالَةِ الْمَشْهُودِ بِهِ، وَالشَّرْعُ لا يَأْتِي بِالْمُسْتَحِيلاتِ، وَلَمْ يَأْتِ لَنَا نَصٌّ مِنْ الشَّرْعِ أَنَّ كُلَّ شَاهِدَيْنِ تُقْبَلُ شَهَادَتُهُمَا سَوَاءٌ كَانَ الْمَشْهُودُ بِهِ صَحِيحًا أَوْ بَاطِلاً" ثم قال بعد ذلك: "قَدْ يَحْصُلُ لِبَعْضِ الأَغْمَارِ وَالْجُهَّالِ تَوَقُّفٌ فِيمَا قُلْنَاهُ وَيَسْتَنْكِرُ الرُّجُوعَ إلَى الْحِسَابِ جُمْلَةً وَتَفْصِيلاً وَيَجْمُدُ عَلَى أَنَّ كُلَّ مَا شَهِدَ بِهِ شَاهِدَانِ يَثْبُتُ، وَمَنْ كَانَ كَذَلِكَ لا خِطَابَ مَعَهُ، وَنَحْنُ إنَّمَا نَتَكَلَّمُ مَعَ مَنْ لَهُ أَدْنَى تَبَصُّرٍ، وَالْجَاهِلُ لا كَلامَ مَعَهُ" اهـ.
ونقل العلامة القليوبيّ في "حاشيته على شرح المحلي على المنهاج" عن العبّاديّ قوله: "إذا دلّ الحساب القطعيّ على عدم رؤية الهلال لم يُقبَل قولُ العدول برؤيته، وتُرَدُّ شهادتُهم"، ثم قال القليوبي: "وهو ظاهرٌ جليٌّ، ولا يجوز الصّوم حينئذٍ، ومخالفةُ ذلك معاندةٌ ومكابَرَةٌ" اهـ.
فإذا نفى الحساب القطعي طلوع الهلال فلا عبرة بقول من يَدَّعِيه، وإذا لم ينفِ ذلك فالاعتماد حينئذٍ على الرؤية البصرية في إثبات طلوعه من عدمه.
ومن القطعيِّ أيضًا أنَّ شهر رمضان لا يكون أبدًا ثمانية وعشرين يومًا ولا يكون كذلك واحدًا وثلاثين يومًا؛ بل هو كبقية الشهور القمرية: إما ثلاثون يومًا أو تسعة وعشرون يومًا؛ فعن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: «الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا» يَعْنِي ثَلاَثِينَ، ثُمَّ قَالَ: «وَهَكَذَا وَهَكَذَا وَهَكَذَا» يَعْنِي تِسْعًا وَعِشْرِينَ؛ يَقُولُ مَرَّةً ثَلاَثِينَ، وَمَرَّةً تِسْعًا وَعِشْرِينَ. متفق عليه، وفي روايةٍ رواها ابن خزيمة في "صحيحه" والحاكمُ في "المستدرك" وصححها على شرط الشيخين: «إنّ اللهَ قَدْ جَعَلَ الأَهِلَّةَ مَوَاقِيتَ؛ فَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَصُومُوا، وَإِذَا رَأَيْتُمُوهُ فَأَفْطِرُوا، فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَاقْدُرُوا لَهُ، وَاعْلَمُوا أَنَّ الأَشْهُرَ لا تَزِيدُ عَلَى ثَلاثِينَ»، وقد نقل الإجماعَ على ذلك الإمامُ ابن رُشْدٍ في "بداية المجتهد" وغيرُه.
وأما العملية: فعلى المكلَّف في مثل هذه الحالات أن يضع في اعتباره أمرين:
الأول: أن لا يزيد شهر صومه على ثلاثين يومًا ولا يقل عن تسعة وعشرين يومًا.
الثاني: أن لا يتعارض ذلك مع الحساب الفلكي القطعي.
وبناءً على ذلك وفي واقعة السؤال: فإذا بدأ المكلَّف الصيام في مصر طبقًا لتحديد أول شهر رمضان فيها، وسافر إلى بلد آخر اختلف العيد فيه مع مصر، فالأصل أنه يتبع أهل تلك البلد في رؤية هلال شوال إلا في حالتين: أن تخالف هذه الرؤية الحساب الفلكي القطعي أو تجعل شهر رمضان يزيد عن ثلاثين أو يقل عن تسعة وعشرين يومًا.
فإذا رُؤِي مثلاً هلالُ شوال في مصر ولم يُرَ في البلد الأخرى أو بالعكس مع كون الرؤيتين داخلتين في نطاق الإمكان الفلكيّ ومع صحة عدد أيام الشهر، فإن الصائم يتبع حينئذ هلال البلد الذي هو فيها؛ صيامًا أو إفطارًا؛ إذ لا محظور حينئذ من زيادةٍ على الشهر أو نقصٍ فيه أو مخالفةٍ للحساب القطعي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/247)
أمّا إن كانت البلد التي سافر إليها لا تُبالي بالحساب القطعي بل خالفَتْه في إمكان الرؤية أو استحالتها أو كان الصائم بحيث لو تابعها لزاد على ثلاثين أو نقص عن تسعة وعشرين فلا يجوز له حينئذ متابعتها في الإفطار أو الصوم الزائد أو الناقص قطعًا؛ لعلتين: الأولى: أنه اتبع رؤية مصر التي يعلم صحتَها فصار مقيَّدًا بها وليس له أن ينقض ما قد بنى شهره عليه بمخالفة القطعي من عدد الشهر وحساب الفلك، والثانية: أنه قد تبين له خطأُ رؤيةِ البلد التي سافر إليها، فلا عبرة بها في حقه.
لا يقال: عليه أن يقلد البلد التي سافر إليها ولو خالفت القطعي عددًا وحسابًا؛ منعًا للفتنة ورأبًا للصدع.
لأنا نقول: إن ذلك معتبَر حيث يلتبس الأمر، أما والأمر واضح بالنسبة لمن بدأ شهر رمضان برؤية أهل بلده الصحيحة ولا لبس فيه فالمتابعة على الخطأ في حقه مع المعرفة به حرام.
قال الإمام السبكي في "الفتاوى": "وَأَمَّا قَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ: «عَرَفَةُ يَوْمَ تُعَرِّفُونِ، وَفِطْرُكُمْ يَوْمَ تُفْطِرُونَ، وَأَضْحَاكُمْ يَوْمَ تُضَحُّونَ» فَالْمُرَادُ مِنْهُ إذَا اتَّفَقُوا عَلَى ذَلِكَ؛ فَالْمُسْلِمُونَ لا يَتَّفِقُونَ عَلَى ضَلالَةٍ، وَالإِجْمَاعُ حُجَّةٌ" اهـ.
والله سبحانه وتعالى أعلم
انتهت الفتوى
فيا إخوتي حسب علمي القاصر يظهر لي بوضوح أن فتوى الأزهر هي الراجحة لأنها توافق الحديث الصريح وهو أن الشهر لا يمكن أن يزيد على ثلاثين يوما
ومع أنني أعرف يقينا تمسك هؤلاء الأئمة بالسنة وعدم تعصبهم لأي مذهب ولكنني استغربت جدا من عدم تعريجهم في فتواهم على هذا الحديث الصريح!!
ولا أرى حجة لشيخي العثيمين في قياسه لهذه المسألة على فرق ساعات الصوم في اليوم لأنه قياس مقابل نص صريح
وكذلك احتجاج الإمام الألباني بجمع الكلمة وعدم مخالفة أهل البلد لأن هذا لا يبررمخالفة الحديث الواضح وصيام رمضان 31 يوما!
فأرجو من طلاب العلم والمشايخ الحكم في هذه المسألة أو إسعافنا بنقول تشفي الغليل ولكم من الله الأجر والمثوبة
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[11 - 10 - 07, 09:01 م]ـ
ورد في أثر لابن عباس -رضي الله عنهما - الاختلاف بين أهل الحجاز وأهل الشام في تحديد الرؤية، وكان إفطار أحدهم حسب مكانه ولا عبرة وزمان المكان.
كمثل: ساعتك لم تقيمها على توقيت المكان ... لا تلزمني بأن الساعة الآن الواحدة وهي الثامنة في البلد.
بل تتبع البلد الذي أنت فيه ... فالعبرة في الصيام والافطار عبرة وقتية وترتبط بالمكان ... ومع وجود فارق بين الزمان والمكان ... قد يوجد شيء من اختلاف البشر فيه.
فالزم وقته ... حين يُفطر الناس.
والفتوى المستندة .. هي فتوى الأئمة ابن باز وابن عثيمين والألباني ... رحمهم الله ... ورجال الأزهر اجتهدوا أيضًا، وسقط من اعتباراتهم أشياء جلية ... وهم بين الأجر والأجرين.
والراجح منهما ... الفتوى الأولى.
وأما المسائل الحسابية التي ذُكرت عن القليوبي وغيره ... فكانت تعتمد على الحساب بالنجوم ... وهي غير سليمة حتى يُعتد بها ... وليست كمثل ما هي عليه الآن من المكبرات العملاقة وغيرها.
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[11 - 10 - 07, 10:23 م]ـ
يرد على فتوى الأزهر تحديد يوم عرفة في حق المصري أو غيره إذا اختلفوا مع البلد الذي يسير إليه الحجاج .. ورد شهادة الشاهد بالحساب الفلكي بادرة خطيرة وقول مردود على من يقوله. لكن ما قررته الفتوى من أن الشهر الشرعي لا يزيد على 30 يوما ولا ينقص عن 29 يوما هو المعتمد .. والله أعلم
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[11 - 10 - 07, 10:36 م]ـ
ألم يخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بأن الشهر هكذا وهكذا، يعني ثلاثين أو تسعة وعشرين؟
فكيف نزيد عليها أو ننقص منها؟
مع وافر احترامي لكافة المشايخ الفضلاء
ـ[عاكف]ــــــــ[11 - 10 - 07, 11:20 م]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله هل نسينا القواعد الاصيله الفقهيه هل نسينا ان الصائم اذاغادر الى بلد وقد سبقوا الصيام فقد يكون صيامه ثمان وعشرون يوما اذا افطر اهل البلد وذلك لتقدم صومهم
فيفطر مع المسلمين لأن العبرة بالمكان والزمان منطبقان في حقه فينطبق عليه ماعلى المسلمين وهذا حق جماعة المسلمين وعليه فالارتباط للمسلم مع الجماعه واجب شرعي اقره الشارع الحكيم ويكون كذلك رخصة له بموجب الدليل قوله صلى الله عليه وسلم (الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون) والحيث الفاظه تدل على الجمع وهي دلاله واضحه على ارتباط المسلم بجماعة المسلمين
هذا والله اعلم
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[11 - 10 - 07, 11:36 م]ـ
لا حول ولا قوة الا بالله هل نسينا القواعد الاصيله الفقهيه هل نسينا ان الصائم اذاغادر الى بلد وقد سبقوا الصيام فقد يكون صيامه ثمان وعشرون يوما اذا افطر اهل البلد وذلك لتقدم صومهم
هل يكتفي بصيام ثمانية وعشرين يوما أو يقضي يوما أو يومين؟ إذا كان الجواب نعم فهذا معنى قول أهل العلم: الشهر الشرعي لا ينقص عن تسعة وعشرين يوما .. وإن كان جوابك أنه يكتفي بصيام ثمانية وعشرين يوما فقل لي من من أهل العلم السابقين قال به .. ولك مني الشكر والدعاء في كل الأحوال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/248)
ـ[أبو عبد الله الشيرازي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 08:19 م]ـ
بارك الله فيكم إخوتي على المشاركة الطيبة
أخي أسامة المصري السلفي قلتَ:
...
بل تتبع البلد الذي أنت فيه ... فالعبرة في الصيام والافطار عبرة وقتية وترتبط بالمكان ... ومع وجود فارق بين الزمان والمكان ... قد يوجد شيء من اختلاف البشر فيه.
فالزم وقته ... حين يُفطر الناس.
والفتوى المستندة .. هي فتوى الأئمة ابن باز وابن عثيمين والألباني ... رحمهم الله ... ورجال الأزهر اجتهدوا أيضًا، وسقط من اعتباراتهم أشياء جلية ... وهم بين الأجر والأجرين.
والراجح منهما ... الفتوى الأولى.
وأما المسائل الحسابية التي ذُكرت عن القليوبي وغيره ... فكانت تعتمد على الحساب بالنجوم ... وهي غير سليمة حتى يُعتد بها ... وليست كمثل ما هي عليه الآن من المكبرات العملاقة وغيرها.
أخي
أولا:كيف نفتي له باتباع أهل البلد وإن أدى لصيامه رمضان 31 يوما؟؟
أليس هذا مخالفة صريحة للأحاديث التي تحدد الشهر بـ 29 و30 فقط؟؟
فنحن على يقين أن صيامه لليوم الواحد والثلاثين غير مشروع وأن هذا اليوم غير معدود من رمضان بالنسبة له قطعا لأنه بدأ رمضان برؤية شرعية صحيحة كما هو مفروض في المسألة، فيجب عليه أن يسير على رؤية أهل البلد الذي بدأ معه ولا يزيد على صيام ثلاثين يوما حسب تلك الرؤية
فبأي وجه نفتيه بوجوب صيامه؟؟؟؟
فاتباع الناس لا يكون بمخالفة السُنة القطعية
فكيف تكون فتوى الأئمة الثلاثة مستندة؟
بل فتوى الأزهر هي المستندة على دليل واضح جدا من السنة كما سبق
ثانيا: أنا نقلت فتوى الأزهر للاستشهاد بما فيها من استدلال قوي بالحديث النبوي في تحديد عدد أيام شهر رمضان 29 و30 مقابلة للعلماء الذين جوزوا الصيام 31 يوما
وأما كلام الأزهر في مسألة اعتماد الحساب الفلكي فلم أقصد الاستدلال به
بل كلامهم في اعتماد الحساب الفلكي واضح البطلان والمخالفة للأحاديث الصحيحة، فنحن أمة أمّية لا نكتب ولا نحسب والشهر يكون 29 و30 فقط
ـ[أبو عبد الله الشيرازي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 08:27 م]ـ
يرد على فتوى الأزهر تحديد يوم عرفة في حق المصري أو غيره إذا اختلفوا مع البلد الذي يسير إليه الحجاج .. ورد شهادة الشاهد بالحساب الفلكي بادرة خطيرة وقول مردود على من يقوله.
لكن ما قررته الفتوى من أن الشهر الشرعي لا يزيد على 30 يوما ولا ينقص عن 29 يوما هو المعتمد .. والله أعلم
بارك الله فيك أخي لقد أحسنتَ بردّك على الأزهر في مسألة الحساب الفلكي وهو فتح منهم لباب خطير على المسلمين كما قلتَ
وأحسنتَ في موافقتهم في تحديد الشهر، ولكنني لم أفهم قصدك بكلمة (هو المعتمد) مَن مِن العلماء اعتمده؟، إذا كان عندك علم بأقوال علماء في ذلك فأرجو ألا تبخل علينا بنقلها
وجزاك الله خيرا
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 08:53 م]ـ
بارك الله فيك
من الناحية العلمية:
إحتمالية وجود الخطأ من البشر وارده، وخطأ الحساب الفلكي لا يختلف عن خطأ البشر، لأن كليهما رؤية سواء بالعين المجردة أو بالمكبرات.
فعليه تحديد أن بلد معين تم تحديده صيامه بدقة والآخر على خطأ، هذا أمر ليس لأحد الحكم فيه.
ومسألة الفلك المعتمدة التي في كتب الفقه عند بعض الطبقات وخاصة انتشارها في الطبقة العاشرة، فهي مردودة تمامًا نقلاً وعقلاً ... لأنهم كانوا يعتمدون على التنجيم.
وأما الحالية فمكبرات، فإن تساوى أن هناك شخصان يريان الهلال بالمكبر وآخران يريان بالعين المجردة ... وهذا فاسق وهذا عدل ... فمن يقول بقبول شهادة الفاسق أو قبول شيء لم يعتمده الله لنا أو قبول شيء قالته آله صنعها آدمي ... وردّ شهادة العدول ... بالله أين العقول؟
لا يخفى على البصريين من أمثالي الذي يتحدثون فيه ... فأهل العلم بالفن أدرى به قبولاً وردًا.
فإن سلمنا بوجود الخطأ الوارد، فلربما يكون الخطأ هنا أو هناك، فأيهما أصح للاعتماد؟
لا أحد.
من الناحية الشرعية:
هناك توهم قد يحدث في الأدلة المتقدمة، فكيف الجمع بينهما إذا أدى الأمر لصيام أكثر من التحديد للشهر بـ 29 أو 30 يوم ... وأكون قد صمت هكذا 31 يومًا.
لوجود الخطأ المتقدم بيانه من الناحية العلمية ووروده، لا يبقى بعد دفع هذه الشبهة إلا اتباع الآثار الدالة عليه.
فأصوم مع أهل البلد الذي أنا فيه.
إن كان الخطأ سيجعل مني أصوم يومًا زائدًا، أفضل من عدم أداء الواجب.
والخطأ الوارد هو خطأ البشر لا خطأ يقدح في التشريع كما توهم أصحاب فتوى الأزهر.
فإن كان الخطأ فيمن اتبعته أولاً ... فيكون باتباع رؤيتهم قد نقص الواجب.
وإن كان الخطأ في المكان الذي ذهبت إليه ... فلا أدري.
فأي شيء يكون المعتمد؟
يكون المعتمد ... فتوي العلماء المتقدمة ... وفتوى الأزهر اجتهدوا فيها، ولا أرى لهم فيها أجر فضلاً عن أجران لمخالفتهم شروط الاجتهاد.
والله تعالى أعلى وأعلم.
والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/249)
ـ[اسمير]ــــــــ[13 - 10 - 07, 12:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عبد الله الشيرازي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 09:51 م]ـ
أخي الفاضل أسامة السلفي جزاك الله خيرا على تفصيلك في مسألة الخطأ الفلكي، ولكن ........
قلتَ ما خلاصته:
.... لوجود الخطأ المتقدم بيانه من الناحية العلمية ووروده، لا يبقى بعد دفع هذه الشبهة إلا اتباع الآثار الدالة عليه.
فأصوم مع أهل البلد الذي أنا فيه ....
فأولا: هذا التفصيل الذي ذكرتَه في احتمال الخطأ الفلكي،وبنيتَ عليه صحة فتوى الأئمة الثلاثة أظنه من استنتاجك الخاص واجتهادك أنت
لأنه لم ينصّ أي إمام من الثلاثة أنه أفتى بصيام اليوم الواحد والثلاثين لأن هناك احتمال الخطأ الفلكي أو غير ذلك من التفاصيل التي ذكرتَها.
بل إنهم اعتمدوا على غير ذلك مثل القياس على زيادة الساعات في اليوم أو عدم المخالفة كما سبق
ولم يذكروا من قريب أو بعيد ما ذكرتَه أنت
فأرجو منك أخي الفاضل عدم توجيه المسألة في اتجاهات غير مذكورة أصلا أو البحث عن حجج لم يذكرها حتى الأئمة أنفسهم من أجل إثبات صحة قولهم لأن هذا قد يوقعنا فيما وقع فيه متعصبة المذاهب، حفظنا الله وإياك من ذلك
فالأحاديث واضحة في الرد على فتوى الأئمة الثلاثة رحمهم الله
ثانيا: حتى لا تتعقد المسألة وتتداخل بموضوع الحساب الفلكي كما قد يُفهم من جوابك، ولتبسيطها للإخوة حتى يظهر صحة أو عدم صحة فتوى الأئمة سأذكر المثال الآتي:
لنفرض أن رجلا كان مقيما في السعودية وثبتت رؤية هلال رمضان فيها ليلة الثلاثين من شعبان أي أنهم لم يكملوا شعبان ثلاثين
وفي ماليزيا مثلا كانت السماء غائمة فأكملوا شعبان ثلاثين وهم يجوّزون اختلاف المطالع.
ثم انتقل هذا الرجل في منتصف رمضان إلى ماليزيا وفي نهاية رمضان كانت السماء غائمة في ماليزيا فأكملوا صيام رمضان ثلاثين يوما.
الآن يأتي السؤال:
هل يصوم هذا الرجل رمضان 31 يوما حتى يوافق الماليزيين؟
الأئمة الثلاثة يقولون له يجب أن تصوم اليوم الواحد وثلاثين لحجج ذكروها سابقا
والأزهر يقول لا يجوز أن يصوم اليوم الحادي والثلاثين لأنه مخالفة صريحة للحديث الذي يحدد الشهر بـ 29 و30 يوم فقط، وذكروا أشياء أخرى لا دليل عليها.
فمع من الصواب؟؟؟
ـ[أسامة المصري السلفي]ــــــــ[14 - 10 - 07, 08:01 ص]ـ
أخي الحبيب ...
الأمر ليس تعصبًا لأحد، والحق أحق أن يتبع، ولكن مسألة القياس الفلكي هذه ما بين مسألتين:
إحداها: التنجيم، وفيه ردود كافية عنه.
الثانية: المكبرات، والخطأ فيها نفس نوع الخطأ الذي قد يحدث مع العين المجردة.
قلت: فلا يمكن الاعتماد عليها البتة. (إذن هذا يخالف ما قد قدمه الأزهر من الناحية التي سموها بالعلمية زورًا أو جهلاً، فكليهما مردود).
المسألة الثانية:
تحديد الشهر العربي، ليس خلافًا أصلاً في تحديده، ولكن في الأثر الواقع المترتب عليه، وهو حكم صيامه من عدمه.
أنت صمته بناءً على تحديد ما (قد يكون صوابًا وقد يكون خطئًا).
ثم سافرت لمكان ما صاموا بعده بيوم (قد يكون صوابًا وقد يكون خطئًا).
- إن اتبعت واحدًا منهما، فلم تسلم من الخطأ إلا إذا أكملت الشهر مع واحد منهما لاتمام الواجب .... ولكن للسفر البعيد؟ يرخص لك الافطار ثم تكمل صومك مع أهل البلدة التي قد سافرت إليها .... فتصبح أحد جماعة هذه البلدة وتسير على ما ساروا.
مسألة:
هل يمكن أن يكون كلاً منهما مُصيب؟ (وهذا ما لم يتصوره البعض)
وأصبحت في مكان لازال شهر رمضان لم ينتهي فيه فعليًا ... ماذا أفعل؟ أصوم أم لا أصوم؟
من الذي يقول لا يصومه؟ لا أحد، أصحاب الفتاوى المتقدمة جميعًا سيقولون لك "صومه واجب" للعبرة الزمانية كمثل: {إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابًا مووقوتا} وكمثل: {شهر رمضان}.
إلا إذا كان يحكم على أهل هذه البلدة بخطأ الحساب، وهذا أيضًا عليه، لأنه ليس بشاهد، لتكون شهادته أولى من شهادتهم.
مسألة:
إذا صمت على حسابات كل بلد منهم (سواء كانوا على صواب أو على خطأ) أكون بذلك قد صمت احدى وثلاثون يومًا ... وهذا يختلف مع الحديث لتحديد الشهر العربي وأنه لا يتجاوز الثلاثون يومًا.
قلت: لا تعارض في الحقيقة لأن الشهر محدد، ولكن الذي اختلف هو حساب الناس القابل للخطأ والصواب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/250)
واليقين عندك ... أنك في مكان لازال فيه الناس صائمون لشهر رمضان؟ فـ {الفطر يوم تفطرون} (تفطرون: صيغة جمع).
ـ[أبو عبد الله الشيرازي]ــــــــ[16 - 10 - 07, 05:19 م]ـ
بارك الله فيك
إخوتي طلاب العلم هل من إجابة شافية؟
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[16 - 10 - 07, 08:08 م]ـ
بارك الله فيك
إخوتي طلاب العلم هل من إجابة شافية؟
فتوى الشيخ أبي عبد المعز حفظه الله في المسألة:
الفتوى رقم: 500
الصنف: فتاوى الصيام
في حكم من انتقل إلى بلد بنقصان صيام أو زيادة
السؤال: ما حكم من صام اليوم الأول من رمضان في بلده وهو في اليوم الثاني في البلد الذي انتقل إليه، وقد يصوم أهل ذلك البلد تسعةً وعشرين يومًا (29 يومًا) في حين أنه لم يصم من العدد سوى ثمانية وعشرين يومًا (28 يومًا)، فهل يكمل صومه في اليوم الذي يفطر فيه أهل البلد المتواجد معهم أم أنه يفطر معهم ثم يقضي ما بقي، وما حكم من حدث له العكس بحيث أنه صام في بلده يومًا قبل البلد الذي انتقل إليه، فماذا يفعل إن صام البلد ثلاثين يومًا (30 يومًا)؟ فهل يصوم واحدًا وثلاثين يومًا (31 يومًا)؟ أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
الجواب: الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمةً للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين، أما بعد:
فالأصل أن المسلم يصوم ويفطر مع الجماعة وعِظَمِ الناس وإمامهم حيثما تواجد، سواء مع أهل بلده أو مع بلدِ غيره لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «الصَّوْمُ يَوْمَ تَصُومُونَ، وَالفِطْرُ يَوْمَ تُفْطِرُونَ، وَالأَضْحَى يَوْمَ تُضَحُّونَ» (1)، وهذا المعنى من وجوب الصوم والفطر مع الجماعة في الحديث احتجّت به عائشة رضي الله عنها على مسروق حين امتنع من صيام يوم عرفة خشية أن يكون يوم النحر، حيث قال: «دَخلتُ على عائشةَ رضي الله عنها يوم عرفة، فقالت: اسقوا مسروقًا سويقًا، وأكثروا حلواه، قال: فقلت: إني لم يمنعني أن أصوم اليوم إلاّ أني خفت أن يكون يوم النحر، فقالت عائشة رضي الله عنها: النَّحْرُ يَوْمَ يَنْحَرُ النَّاسُ، وَالفِطْرُ يَوْمَ يُفْطِرُ النَّاسُ» (2)، ومنه يفهم أنه في العبادة الجماعية كالصوم والإفطار والأضحية والتعييد ونحوها لا عبرة فيها للآحاد، وليس لهم التفرّد فيها، ولا أن يتبعوا الجماعة غير الجماعة التي يتواجدون بينهم، بل الأمر فيها إلى الإمام والجماعة التي وجد معهم صومًا وإفطارًا. وإذا كان حكمهم يلزمه، فإن أفطر لأقلَّ من تسعةٍ وعشرين يومًا مع البلد الذي انتقل إليه وجب أن يقضي بعده ما نقص من صومه، لأن الشهر القمري لا ينقص عن تسعة وعشرين يومًا ولا يزيد عن ثلاثين يومًا لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّا أُمَّةٌ أُمِّيَّةٌ لاَ نَكْتُبُ وَلاَ نَحْسُبُ الشَّهْرُ هَكَذَا وَهَكَذَا» (3) هذا وكذلك إذا أكمل صيام ثلاثين يومًا ثمّ انتقل إلى بلد بقي على أهله صيامُ يوم أو أكثر وجب عليه موافقتهم في صومهم، وما زاده من الشهر كان له نفلاً كما يوافقهم في فطرهم والتعييد معهم تحقيقًا لرغبة الشريعة في وحدة المسلمين واجتماعهم في أداء شعائرهم الدينية وإبعادهم عن كلّ ما يفرق صفّهم ويشتّت شملهم، فإنّ يد الله مع الجماعة.
والعلم عند الله تعالى، وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله على محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلم تسليمًا.
الجزائر في 11 رمضان 1427ه
الموافق ل 4 أكتوبر 2006م
1 - أخرجه أبو داود في الصيام (2324)، والترمذي في الصوم (697)، وابن ماجه في الصيام (1660)، وعبد الرزاق في المصنف (7304)، والدارقطني (35)، والبيهقي (6378)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه. وصححه ابن كثير في "إرشاد الفقيه" (1/ 280)، وحسنه الألباني في "الإرواء" (4/ 13)
2 - أخرجه البيهقي (8301)، وجود الألباني سنده في "السلسلة الصحيحة" (1/ 1/442).
3 - متفق عليه: أخرجه البخاري في الصيام (1814)، ومسلم في الصيام (1080)، وأبو داود في الصوم (2319)، والنسائي في الصيام (2140)، وأحمد (4997)، والبيهقي (8292)، والبغوي في شرح السنّة (6/ 228)، من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
ـ[أبو عبد الله الشيرازي]ــــــــ[19 - 10 - 07, 10:28 ص]ـ
فتوى الشيخ أبي عبد المعز حفظه الله في المسألة:
........
وما زاده من الشهر كان له نفلاً كما يوافقهم في فطرهم والتعييد معهم تحقيقًا لرغبة الشريعة في وحدة المسلمين واجتماعهم في أداء شعائرهم الدينية وإبعادهم عن كلّ ما يفرق صفّهم ويشتّت شملهم، فإنّ يد الله مع الجماعة.
....
.
أخي محمد بن سليمان جزاك الله خيرا وكتب لك الجنة
لقد أحسنتَ بنقلك هذه الفتوى عن الشيخ فركوس
فقد أزلتَ الإشكال عني بهذا القول الوسط في المسألة
فهو قد جمع بين الأدلة كلها وأعملها جميعها بارك الله في علمه
فهو لم يقل أن صيام اليوم الواحد والثلاثين من رمضان كما قال الشيخ العثيمين لأن هذا خلاف الحديث الصريح في أن الشهر 29 و30.
ولم يقل أنه يفطر اليوم الواحد والثلاثين كما قال الأزهر لأن هذا خلاف حديث الفطر يوم يفطر الناس
فهو يقول بصيام اليوم الواحد والثلاثين ولكن باعتباره نفلا وليس من رمضان
جزاك الله أخي كل خير وفرج كربتك في الدنيا والآخرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/251)
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[20 - 10 - 07, 02:05 ص]ـ
أخي محمد بن سليمان جزاك الله خيرا وكتب لك الجنة
جزاك الله أخي كل خير وفرج كربتك في الدنيا والآخرة
اللهم آمين(84/252)
لغز فقهي: صلاة رباعية من الصلوات الخمس لا تشرع إقامتها في المساجد. فما هي؟
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[11 - 10 - 07, 08:34 م]ـ
لغز فقهي: صلاة رباعية من الصلوات الخمس لا تشرع إقامتها في المساجد. فما هي؟
منقول عن (جوال زاد)
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[11 - 10 - 07, 09:09 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113641
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[11 - 10 - 07, 09:39 م]ـ
لعلها صلاة العشاء فى المطر والوحل والظلمة
ـ[ابوسفيان المقدشى]ــــــــ[11 - 10 - 07, 10:14 م]ـ
ماذكره الاخ خالدالبحرينى هو الصواب ان شاء الله عند من يرى ذلك اما صلاة العشاء فى المطر والطين والظلمة
يرخص لها اقامتها فى البيوت لاانه لايشرع لها اقامتها فى المساجد ولو انى تانيت حتى اقرء السواءل كاملا لفهمت المقصود
وعيدكم مبروك ان شاء الله
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[11 - 10 - 07, 10:32 م]ـ
الأخ خالد البحريني
بارك الله فيك
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[11 - 10 - 07, 11:45 م]ـ
الأخ خالد البحريني
بارك الله فيك
من صلى صلاة العيد وكان موافقا ليوم جمعة جاز لمن لم يرد صلاة الجمعة أن يصلى الظهر في بيته
ـ[عمر القاعد]ــــــــ[14 - 10 - 07, 07:53 ص]ـ
عيدكم مبارك
صلاة الظهر إذا اجتمع عيد وجمعة لا تشرع في المساجد(84/253)
صلاة الظهر غدا في المساجد بدعة
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 10 - 07, 08:46 م]ـ
من أخذ بالرخصة ولم يحضر الجمعة غدا فليس لهم أن يذهبوا للمساجد، ويقيموا الصلاة فيها، قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله: ..
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[11 - 10 - 07, 08:47 م]ـ
قال الشيخ محمد بن إبراهيم: وأنهم لو فعلوا ذلك لكان بدعة.
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[11 - 10 - 07, 09:03 م]ـ
المصدر نفع الله بك
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[11 - 10 - 07, 09:15 م]ـ
قال الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله
إذا صلى العبد يوم الجمعة هل تسقط الجماعة في المسجد الظهر؟
جـ ـ لهم يرد في الحديث أنهم يجتمعون ويصلون في المسجد ويؤذن لهم ظهراً والظاهر أنه لو فعل ذلك كان بدعة لأنه لم يكن في زمن النبي صلى الله عليه وسلم، بل سقط الحضور وكفى مجمع عن مجمع (13) (تقرير).
-----------------------------
(13)
أما الأمام فيصلي الجمعة لحديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:" اجتمع لكم في يومكم هذا عيدان، فما شاء أجزأه من الجمعة،وأنا مجمعون " رواه ابن ماجه.
قال شيخ الإسلام: والقول الثالث وهو الصحيح أن من شهد العيد سقطت عنه الجمعة، لكن على الإمام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد، إلى أن قال: ثم أنه يصلي الظهر إذا لم يشهد الجمعة فتكون الظهر في وقتها. ا هـ المقصود (الفتاوى الكبرى ج1 ص 150، 151.
المصدر: فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبرهيم (3)
الجمعة- الجنائز
صادر عن ملتقى اهل الحديث
--------------------
هل تقصد هذه الفتوى؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 09:41 ص]ـ
أحسنت وهذا هو الحق ما به خفاء، لأنه قائم على الأصل، فالأصل أن يجتمع الناس في مسجد جامع للجمعة، ولا يصلى في سائر المساجد إلا إذا ضاقت الجوامع، فإذا اجتمع العيد مع الجمعة سقط وجوب الجمعة وبقي استحبابا، وحينئذ تبقى المساجد على الأصل أي لا يصلى فيها ظهرا، ومعلوم أن الإمام يقيم الجمعة على كل حال وإن كان يوم الجمعة قد وافق عيدا، وحينئذ فالمساجد لا يصلى فيها الظهر لمن ترخص، وإنما يصلي في بيته وحده أو جماعة مع أهله إن شاء.
والله الموفق.
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 10 - 07, 09:31 ص]ـ
المصدر: فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبرهيم (3)
الجمعة- الجنائز
صادر عن ملتقى اهل الحديث
هل تقصد هذه الفتوى؟
نعم بارك الله فيك هي هذه
وأشكرك على تفضلك بالمشاركة
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[16 - 10 - 07, 09:33 ص]ـ
أحسنت وهذا هو الحق ما به خفاء، لأنه قائم على الأصل، فالأصل أن يجتمع الناس في مسجد جامع للجمعة، ولا يصلى في سائر المساجد إلا إذا ضاقت الجوامع، فإذا اجتمع العيد مع الجمعة سقط وجوب الجمعة وبقي استحبابا، وحينئذ تبقى المساجد على الأصل أي لا يصلى فيها ظهرا، ومعلوم أن الإمام يقيم الجمعة على كل حال وإن كان يوم الجمعة قد وافق عيدا، وحينئذ فالمساجد لا يصلى فيها الظهر لمن ترخص، وإنما يصلي في بيته وحده أو جماعة مع أهله إن شاء.
والله الموفق.
بارك الله فيك أخي علي
والشكر لك على المشاركة
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 10 - 07, 10:10 م]ـ
[السؤال:] إذا وافق العيد يوم الجمعة فماذا يكون العمل؟
الجواب:
[العمل أنه حصل للمسلمين عيدان: عيد الأسبوع وعيد رمضان، فمن حضر صلاة العيد مع الإمام سقط عنه حضور الجمعة ولكن يصليها ظهراً، أما الإمام فيجب عليه أن يُجمِّع، والمساجد الأخرى لا تقيم الظهر، أي: لا نقول للمساجد الأخرى: أذنوا الظهر وصلوا ظهراً، ولكن نقول: احضروا إلى الجامع، ومن لم يحضر وقد حضر مع الإمام صلاة العيد فيصلي في بيته أو في مزرعته أو ما أشبه ذلك، المهم لا تقام المساجد إلا مساجد الجمعة فقط يوم العيد، تقام الجمعة، فمن حضرها فهو أفضل، ومن لم يحضرها لم يأثم إذا كان قد حضر صلاة العيد، ولكن على من لم يحضرها أن يصلي الظهر، لأنه فرض الوقت ولا بد منه].
الشيخ العلامة ابن عثيمين. (اللقاء الشهري).(84/254)
هلال شوال
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 12:35 ص]ـ
السلام عليكم .. ما هي الدول التي ظهر فيها هلال شوال هذه الليلة؟؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[12 - 10 - 07, 12:37 ص]ـ
هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113572
ـ[أبو إبراهيم الجنوبي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 01:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا(84/255)
إذا وافق العيد يوم الجمعة فتوى للجنة الدائمة وشيخ الإسلام
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 03:43 ص]ـ
وهذه فتوى اللجنة الدائمة:
بسم الله الرحمن الرحيم
قد يُوافق يومُ الجمعة يومَ العيد هذه السنة؛ فهذه فتوى اللجنة الدائمة في هذه المسألة:
فتوى اللجنة الدائمة في ما إذا وافق يوم العيد يوم الجمعة
رقم 21160 وتاريخ 8/ 11/1420 هـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وعلى آله وصحبه .. أما بعد:
فقد كثر السؤال عما إذا وقع يوم عيد في يوم جمعة فاجتمع العيدان: عيد الفطر أو الأضحى مع عيد الجمعة التي هي عيد الأسبوع، هل تجب صلاة الجمعة على من حضر صلاة العيد أم يجتزئ بصلاة العيد ويصلى بدل الجمعة ظهراً، وهل يؤذن لصلاة الظهر في المساجد أم لا؟ إلى آخر ما حصل عنه السؤال، فرأت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إصدار الفتوى الآتية:
الجواب: في هذه المسألة أحاديث مرفوعة وآثار موقوفة منها:
1 - حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه أن معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه سأله: ((هل شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عيدين اجتمعا في يوم واحد؟ قال: نعم، قال: كيف صنع؟ قال: صلى العيد ثم رخص في الجمعة، فقال: من شاء أن يصلي فليصل)). رواه أحمد، وأبو داود، والنسائي، وابن ماجه، والدارمي، والحاكم في (المستدرك) وقال: ((هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وله شاهد على شرط مسلم)). ووافقه الذهبي، وقال النووي في (المجموع): ((إسناده جيد)).
2 - وشاهده المذكور هو حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه من الجمعة، وإنا مجمعون)). رواه الحاكم كما تقدم، ورواه أبو داود، وابن ماجه، وابن الجارود، والبيهقي، وغيرهم.
3 - وحديث ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى بالناس ثم قال: من شاء أن يأتي الجمعة فليأتها ومن شاء أن يتخلف فليتخلف)). رواه ابن ماجه، ورواه الطبراني في (المعجم الكبير) بلفظ: ((اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: يوم فطر وجمعة، فصلى بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد، ثم أقبل عليهم بوجهه فقال: يا أيها الناس إنكم قد أصبتم خيراً وأجراً وإنا مجمعون، ومن أراد أن يجمع معنا فليجمع، ومن أراد أن يرجع إلى أهله فليرجع)).
4 - وحديث ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((اجتمع عيدان في يومكم هذا فمن شاء أجزأه من الجمعة وإنا مجمعون إن شاء الله)). رواه ابن ماجه، وقال البوصيري: ((إسناده صحيح ورجاله ثقات)). انتهى.
5 - ومرسل ذكوان بن صالح قال: ((اجتمع عيدان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم جمعة ويوم عيد فصلى ثم قام، فخطب الناس، فقال: قد أصبتم ذكراً وخيراً وإنا مجمعون، فمن أحب أن يجلس فليجلس -أي في بيته- ومن أحب أن يجمع فليجمع)). رواه البيهقي في السنن الكبرى.
6 - وعن عطاء بن أبي رباح قال: ((صلى بنا ابن الزبير في يوم عيد في يوم جمعة أول النهار ثم رحنا إلى الجمعة فلم يخرج إلينا، فصلينا وحداناً، وكان ابن عباس بالطائف فلما قدمنا ذكرنا ذلك له، فقال أصاب السنة)). رواه أبو داود، وأخرجه ابن خزيمة بلفظ آخر وزاد في آخره: ((قال ابن الزبير: رأيت عمر بن الخطاب إذا اجتمع عيدان صنع مثل هذا)).
7 - وفي صحيح البخاري رحمه الله تعالى وموطأ الإمام مالك رحمه الله تعالى عن أبي عبيد مولى ابن أزهر قال أبو عبيد: ((شهدت العيدين مع عثمان بن عفان، وكان ذلك يوم الجمعة، فصلى قبل الخطبة ثم خطب، فقال: يا أيها الناس إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان، فمن أحب أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له)).
8 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال لما اجتمع عيدان في يوم: ((من أراد أن يجمع فليجمع، ومن أراد أن يجلس فليجلس)). قال سفيان: ((يعني يجلس في بيته)). رواه عبدالرزاق في المصنف ونحوه عند ابن أبي شيبة.
وبناء على هذه الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعلى هذه الآثار الموقوفة عن عدد من الصحابة رضي الله عنهم وعلى ما قرره جمهور أهل العلم في فقهها، فإن اللجنة تبين الأحكام الآتية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/256)
1 - من حضر صلاة العيد فيرخص له في عدم حضور صلاة الجمعة، ويصليها ظهراً في وقت الظهر، وإن أخذ بالعزيمة فصلى مع الناس الجمعة فهو أفضل.
2 - من لم يحضر صلاة العيد فلا تشمله الرخصة، ولذا فلا يسقط عنه وجوب الجمعة، فيجب عليه السعي إلى المسجد لصلاة الجمعة، فإن لم يوجد عدد تنعقد به صلاة الجمعة صلاها ظهراً.
3 - يجب على إمام مسجد الجمعة إقامة صلاة الجمعة ذلك اليوم ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد إن حضر العدد التي تنعقد به صلاة الجمعة وإلا فتصلى ظهرا.
4 - من حضر صلاة العيد وترخص بعدم حضور الجمعة فإنه يصليها ظهراً بعد دخول وقت الظهر.
5 - لا يشرع في هذا الوقت الأذان إلا في المساجد التي تقام فيها صلاة الجمعة، فلا يشرع الأذان لصلاة الظهر ذلك اليوم.
6 - القول بأن من حضر صلاة العيد تسقط عنه صلاة الجمعة وصلاة الظهر ذلك اليوم قول غير صحيح، ولذا هجره العلماء وحكموا بخطئه وغرابته، لمخالفته السنة وإسقاطه فريضةً من فرائض الله بلا دليل، ولعل قائله لم يبلغه ما في المسألة من السنن والآثار التي رخصت لمن حضر صلاة العيد بعدم حضور صلاة الجمعة، وأنه يجب عليه صلاتها ظهراً والله تعالى أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
• الرئيس: عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد آل الشيخ.
• عضو: عبدالله بن عبدالرحمن الغديان.
• عضو: بكر بن عبدالله أبو زيد.
• عضو: صالح بن فوزان الفوزان.)))
----------------
(اجتماع صلاتي العيد والجمعة .. ) فتوى لشيخ الإسلام رحمه الله
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
عن رجلين تنازعا فى العيد إذا وافق الجمعة فقال أحدهما يجب أن يصلي العيد ولا يصلي الجمعة وقال الآخر يصليها فما الصواب فى ذلك؟
فأجاب:
الحمد لله إذا اجتمع الجمعة والعيد فى يوم واحد فللعلماء فى ذلك ثلاثة أقوال
أحدها أنه تجب الجمعة على من شهد العيد كما تجب سائر الجمع للعمومات الدالة على وجوب الجمعة
والثانى تسقط عن أهل البر مثل أهل العوالى والشواذ لأن عثمان بن عفان أرخص لهم فى ترك الجمعة لما صلى بهم العيد
والقول الثالث وهو الصحيح أن من شهد العيد سقطت عنه الجمعة لكن على الامام أن يقيم الجمعة ليشهدها من شاء شهودها ومن لم يشهد العيد وهذا هو المأثور عن النبى وأصحابه كعمر وعثمان وابن مسعود وبن عباس وبن الزبير وغيرهم ولا يعرف عن الصحابة فى ذلك خلافوأصحاب القولين المتقدمين لم يبلغهم ما فى ذلك من السنة عن النبى لما اجتمع فى يومه عيدان صلى العيد ثم رخص فى الجمعة وفى لفظ أنه قال أيها الناس إنكم قد أصبتم خيرا فمن شاء أن يشهد الجمعة فليشهد فإنا مجمعون
وأيضا فإنه إذا شهد العيد حصل مقصود الإجتماع ثم إنه يصلي الظهر إذا لم يشهدالجمعة فتكون الظهر فى وقتها والعيد يحصل مقصود الجمعة وفى ايجابها على الناس تضييق عليهم وتكدير لمقصود عيدهم وما سن لهم من السرور فيه والانبساط
فإذا حبسوا عن ذلك عاد العيد على مقصوده بالابطال ولأن يوم الجمعة عيد ويوم الفطر والنحر عيد ومن شأن الشارع إذا اجتمع عبادتان من جنس واحد أدخل احداهما فى الأخرى كما يدخل الوضوء فى الغسل وأحد الغسلين فى الآخر والله أعلم.
انظر مجموع الفتاوى (24/ 210 - 211)))
والله المسؤل أن يتقبل منا ومنكم،
جعل الله إيامكم كلها أفراح.
__________________
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 06:55 ص]ـ
عجيب!!
أمس المفتي في جريدة الرياض لا يجيز لمن حضر العيد أن يتخلف عن صلاة الجمعة؟؟
ـ[المقدادي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 12:00 م]ـ
عجيب!!
أمس المفتي في جريدة الرياض لا يجيز لمن حضر العيد أن يتخلف عن صلاة الجمعة؟؟
تأكد مرة أخرى أخي الكريم - غفر الله لك -
فقد اطلعت على كلام الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ حفظه الله فلم أجد فيه إلا تأكيدا للفتيا السابقة و التي تم ذكرها أعلاه
http://www.alriyadh.com/2007/10/11/article286131.html
و العنوان الذي وضعته الصحيفة موهم - غفر الله لهم -
و من يقرأ كلام الشيخ يجده ينبّه على عدم إسقاط صلاة الجمعة و الظهر معاً
ـ[أبو إبراهيم الحائلي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 12:22 م]ـ
أحسنت أحسن الله إليك ونفع بك، تنبيهك مهمبارك الله فيك
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[12 - 10 - 07, 09:06 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك،وجزاك الله خيرا، وجعل كل ما تقدمه لنا في ميزان حسناتك.
ونفع الله بك المسلمين والمسلمات ولاحرمت لاجر العظيم.
وتمت الفائدة والدال على الخير كفاعله.
ونتمنى لك التوفيق وننتظر منك المزيد.
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[12 - 10 - 07, 11:40 م]ـ
الحمد لله القائل: (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر)
ـ[طالب علوم الحديث]ــــــــ[13 - 10 - 07, 02:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/257)
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[13 - 10 - 07, 05:16 ص]ـ
جزيتم الجنة على هذا التوضيح الطيب ....................
ـ[شبيب القحطاني]ــــــــ[14 - 10 - 07, 02:28 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو عمر الطائي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 05:27 م]ـ
أهلا بجميع الاخوة الذين أتحفوني بمشاركاتهم تقبل الله منا ومنهم.
وأخص بالشكر (المقدادي) بارك الله فيه.
اخواني الكرام:
الناس حصل لهم لبس هذه السنة في فهم فتوى المفتي الأخيرة وكأنهم فهموا أنه يرى وجوب الجمعة على على من حضر العيد وغيره
.
وحينما نبهتُ جماعة مسجدي بعد صلاة المغرب من يوم التاسع والعشرين من رمضان قلت:يحتمل أن يتوافق العيد مع الجمعة فإن توافقا ....... ثم ذكرت الحكم الشرعي الذي عليه الفتوى ...
وتفاجأت بعد كلمتي هذه أن قام إلي ثلاثة من الجماعة وقالوا إن المفتي في الجريدة يقول تجب الجمعة على الجميع وأن ليس فيه ظهر لأحد.
فقلت هذه فتوى ابن باز وابن عثيمين.
فحصل لي بعض الشك ــ في فتوى المفتي ــ أنها قد تكون سؤ فهم حتى راجعت فتوى اللجنة الدائمة أعلاه والتي هي موقعة باسمه وغيره وكذا هي فتوى شيخ الإسلام وكذا ابن باز وابن عثيمين.
والعجيب:
مع سؤ الفهم ولبسه يقول بعض الناس لماذا تلك السنة أفضل الجمعة لمن صلاها وهذه السنة تجب الجمعة، أنتم متناقضون، تتلاعبون بالدين والفتاوى؟
..
وكم من عائب قولا سليما # وآفته من الفهم السقيم.
ـ[محمد السلفي الفلسطيني]ــــــــ[17 - 10 - 07, 09:16 ص]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[18 - 10 - 07, 12:30 ص]ـ
الشيخ د. عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين حفظه الله تعالى له رسالة في هذه
المسألة رجح فيها سقوط الجمعة على من تلحقه مشقة في الرجوع لأداء الجمعة كأهل البادية
أما المجاورين للجوامع وكذا من لا تلحقهم مشقة لا تسقط عنهم صلاة الجمعة ...(84/258)
ما حكم العيديه
ـ[ابو عبد الرحمن المنصوري]ــــــــ[12 - 10 - 07, 08:17 ص]ـ
ما حكم العيديه؟
ومن أين جاءت؟
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 10:20 ص]ـ
جائت من أعراف و تقاليد الناس , والأصل فيها الإباحة مالم تخالف الشرع المطهر.
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 01:58 م]ـ
أليست من إدخال السرور على المسلم فيهنئه بالقول والفعل
ـ[سليمان رمضان مامي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 04:13 م]ـ
لكن العرف بزيادة في أصل عبادة تشريع، و التشريع لا يكون إلا لله، و لو كان فيها خير لسبقنا إليها السلف الصالح، فليحذر الذين يخالفون عن أمره، و لم أعلم أخي ماذا تعني بالعيدية فالمصطلح غير مستعمل عندنا في ليبيا
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 04:31 م]ـ
- العيدية: هي ما يعطى من الخال والعم والوالد والوالدة والجد ... الخ في يوم العيد من مال لأمثالي:)
- هل حدد الشارع شيئا معينا لإدخال الفرح والسرور في يوم العيد أم أنه الأمر واسع؟ فالشرع أمرنا بفعل ما يدخل السرور دون تحديد هذا الفعل ..
ـ[سليمان رمضان مامي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 04:49 م]ـ
بارك الله فيك، هذا من باب تخصيص العيد بالإهداء للأقارب و الأصدقاء، فإن كان الناس التزموه اعتقادا بوجوبه أليس هو بتشريع؟ فلعل العرف سار عليها كأنها واجبة، أو أنه أوجب رد نحو المعطى مماثلا أو ناقصا أو زائدا. إذا لم يكن كذلك فلعل الأمر واسع لأن الإهداء ورد فيه نص و الحمد لله.
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 05:53 م]ـ
بارك الله فيك، هذا من باب تخصيص العيد بالإهداء للأقارب و الأصدقاء، فإن كان الناس التزموه اعتقادا بوجوبه أليس هو بتشريع؟ فلعل العرف سار عليها كأنها واجبة، أو أنه أوجب رد نحو المعطى مماثلا أو ناقصا أو زائدا. إذا لم يكن كذلك فلعل الأمر واسع لأن الإهداء ورد فيه نص و الحمد لله.
هون على نفسك
هي هدية يعطيها الجد مثلا لحفيده بمناسبة العيد.
ـ[عمرو بسيوني]ــــــــ[12 - 10 - 07, 06:45 م]ـ
إياكم والغلو!
ـ[سليمان رمضان مامي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 11:43 ص]ـ
هناك فارق بين الغلو و الحرص على معرفة حكم الدين في معاملاتنا التي اعتراها كثير من البدع بسبب عوامل متعددة. و بارك الله فيكم و لكم جميعا.
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 12:21 م]ـ
أليست من إدخال السرور على المسلم فيهنئه بالقول والفعل
بلى.
وفي هذا قال الحافظ ابن حجر في الفتح: 2/ 443:
((وفيه: يعني -حديث عائشة الذي في البخاري , والذي فيه إنكار أبي بكر على الجاريتين , وقول النبي صلى الله عليه وسلم له: دعهما يا أبا بكر , فإن لكل قوم عيداً , وإن عيداً اليوم - يقول: أن إظهار السرور في الأعياد من شعار الدين. أ. هـ رحمه الله
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[13 - 10 - 07, 07:44 م]ـ
العيدية معروفة عندنا في ليبيا من قديم الزمان يقوم الجد او الخال او العم بصرف العملة الورقية الكبيرة الى اصغر العملات الورقية او الى عملة معدنية ومن ثم يقوم بتوزيعها يوم العيد على الاطفال ليدخل بهذا المبلغ الزهيد الفرح والسرور في نفوس الاطفال وليكسب بذلك محبتهم ومحبة ابائهم
والى عهد قريب كانت عندنا في الغرب الليبي تكاد تكون واجبة اذ انك ان تنحل الاطفال كما يقولون عيديتهم زعل منك الاباء ولكن الحمد لله اختفت هذه الظاهرة وحل محلها الهدية العينية من لعب او غيرها من ملبوس او ماكول
الشاهد في الامر ان الناس تتقرب لبعضها بهذه العيدية وتكسب القلوب بمبلغ في الغالب يكون زهيدا كل بحسبه
واما الحكم الشرعي فمرده الى اهل العلم الاثبات
وان كانت هذه المسالة ليس فيها كبير حرج لان المبلغ اليسير يكفي بعد صرفه الى عمل زهيدة لكثير من الاطفال
والله اعلم
واستغرب في الاخ الليبي الذي ادعى عدم وجودها في ليبيا وليس لي عذر الا ان اقول انه لا يزال صغيرا او انه عاش معظم عمره في الخارج او او او
العادة موجودة من قديم ومعروفة جدا
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[14 - 10 - 07, 11:38 م]ـ
في بعض البلدان العربية يدور الأطفال على البيوت يسألون العيدية!!
وهذا والله أعلم غير جائز، ويقع الأثم على أولياء الصبية ........
والدليل أن التسول محرم، فإذن لا يجوز تعليمه وقبوله لصبيتنا ....
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[15 - 10 - 07, 06:19 ص]ـ
بارك الله فيك، هذا من باب تخصيص العيد بالإهداء للأقارب و الأصدقاء، فإن كان الناس التزموه اعتقادا بوجوبه أليس هو بتشريع؟ فلعل العرف سار عليها كأنها واجبة، أو أنه أوجب رد نحو المعطى مماثلا أو ناقصا أو زائدا. إذا لم يكن كذلك فلعل الأمر واسع لأن الإهداء ورد فيه نص و الحمد لله.
لا أحد يعتقد بوجوبها فضلاً عن اعتقاده بانها من العبادات .. بل تعد من العادات التى دأب عليها الناس لإدخال السرور على الأطفال في يوم العيد ..
لذلك فكما قلتَ فالأمر واسع ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/259)
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[07 - 11 - 07, 04:06 م]ـ
لقد حجرت واسعا
الامور مردها الى اهل العلم فاسئل اهل العلم حفظك الله تعالى
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 01 - 10, 01:52 م]ـ
سئل علماء اللجنة الدائمة:
عندنا أطفال صغار، وتعودنا في بلادنا أن نعطيهم حسب يوم العيد سواء الفطر أو الأضحى ما يسمى بـ (العيدية) وهي نقود بسيطة، من أجل إدخال الفرح في قلوبهم، فهل هذه العيدية بدعة أم ليس فيها شيء؟.
فأجابوا:
لا حرج في ذلك، بل هو من محاسن العادات، وإدخال السرور على المسلم، كبيراً كان أو صغيراً، وأمر رغب فيه الشرع المطهر.
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الشيخ صالح الفوزان، الشيخ بكر أبو زيد.
" فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء " (26/ 247).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[06 - 01 - 10, 01:56 م]ـ
في " فتاوى الشبكة الإسلامية ":
رقم الفتوى 35326 العيدية تقوية لأواصر الرحم
تاريخ الفتوى: 28 جمادي الأولى 1424
السؤال:
جرى العرف فى بلدنا بأن يقوم الآباء بإعطاء أبناءهم مبلغاَ من المال في عيدي الفطر والأضحى في ما يعرف باسم "العيدية" فما حكم الدين؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالعيدية التي يعطيها الآباء والأمهات لأولادهم شيء حسن وهو من باب بر الأبناء، ولا يخفى ما تثمره من تطييب لخواطرهم وتقوية لأواصر الرحم فيهم. ولكن تنبغي مراعاة العدل بينهم في ذلك، إلا إن تطلب الأمر إعطاء بعضهم أكثر لكبر سنه ونحو ذلك، والعدل بينهم في العطية واجب لعموم الأدلة في ذلك، وللحديث الشريف الذي أخرجه الشيخان وغيرهما عن النعمان بن بشير رضي الله عنه، وقد أعطى أحد أولاده عطية، ثم جاء يشهد النبي صلى الله عليه وسلم على ذلك فقال: أعطيت سائر ولدك مثل هذا؟ قال: لا. قال: فاتقوا الله واعدلوا بين أولادكم. قال: فرد عطيته.
وفي رواية لمسلم: فليس يصلح هذا، وإني لا أشهد إلا على حق.
وفي رواية أخرى: فإني لا أشهد على جور.
كما يجب على الأب معرفة الأوجه التي يصرف فيها أبناؤه هذه العدية، فإن كانت مباحة فبها ونعمت، وإلا منعهم من صرفها في ما يرحم.
والله أعلم.
ـ[يوسف محمد القرون]ــــــــ[06 - 01 - 10, 02:33 م]ـ
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز، الشيخ عبد العزيز آل الشيخ، الشيخ صالح الفوزان، الشيخ بكر أبو زيد
رحم الله ابن باز و ابو زيد
و اطال بعمر الفوزان و ال الشيخ
و لا ينبغي التحجير في العادات
ـ[أبوخالد]ــــــــ[09 - 09 - 10, 08:39 م]ـ
للرفع(84/260)
فلكيا .. يستحيل رؤية الهلال في السعودية يوم الخميس!!
ـ[مسلم النابلسي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 09:56 ص]ـ
يقول موقع مون سايتنج
http://moonsighting.com/1428shw.html
Thursday, October 11, 2007: A news has come that Saudis announced Eid to be on Friday, Oct 12. Of course, it is impossible to see the moon in Saudi Arabia on Thursday.
الترجمة: أخبار أتتنا تُفيد بأن السعودية أعلنت أن العيد سيكون يوم الجمعة الموافق 12 أكتوبر
بالطبع فإنه من المستحيل رؤية القمر في السعودية يوم الخميس
http://moonsighting.com/visibilitycurves/1428shw2.gif
أفيدونا جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[12 - 10 - 07, 10:47 ص]ـ
الواجب هو اتباع الرؤية في دخول وخروج رمضان، فمن اجتهد وأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد
واتباع الرؤية مع الخطأ أفضل من اتباع الفلكيين الذين لم يأمرنا الشارع باتباعهم وإن زعموا أنهم مصيبون في فلكهم.
فالقصد أن رأي الفلكيين ليس حكما شرعيا، بينما اتباع الرؤية مأمور به شرعا
وأهل الفلك يصيبون ويخطؤون وليسوا بمعصومين وقد يختلفون بينهم على عدة أقوال.
فقد يكون قول موقع مون سايتنج بنفي الرؤية بينما يقول غيره بإمكانيتها فمالنا ولهم! ألم يبق إلا هؤلاء يفتونا في ديننا
فعلينا باتباع ما شرعه لنا النبي صلى الله عليه وسلم من اتباع الرؤية وترك وسواس الشياطين وأقوال الفلكيين!
فقول المسلم الذي يرى الهلال وإن أخطأ مقدم على قول الكفرة الفلكيين وإن أصابوا.
ـ[مسلم النابلسي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 11:00 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو محمد الفرحي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 01:09 م]ـ
الواجب هو اتباع الرؤية في دخول وخروج رمضان، فمن اجتهد وأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد
واتباع الرؤية مع الخطأ أفضل من اتباع الفلكيين الذين لم يأمرنا الشارع باتباعهم وإن زعموا أنهم مصيبون في فلكهم.
فالقصد أن رأي الفلكيين ليس حكما شرعيا، بينما اتباع الرؤية مأمور به شرعا
وأهل الفلك يصيبون ويخطؤون وليسوا بمعصومين وقد يختلفون بينهم على عدة أقوال.
فقد يكون قول موقع مون سايتنج بنفي الرؤية بينما يقول غيره بإمكانيتها فمالنا ولهم! ألم يبق إلا هؤلاء يفتونا في ديننا
فعلينا باتباع ما شرعه لنا النبي صلى الله عليه وسلم من اتباع الرؤية وترك وسواس الشياطين وأقوال الفلكيين!
فقول المسلم الذي يرى الهلال وإن أخطأ مقدم على قول الكفرة الفلكيين وإن أصابوا.
السلام عليكم ورحمة الله
يبقى السؤال هل الرؤية الشرعية تطبق سائر العام أم أن غروب القمر بعد غروب الشمس هو المعتمد لباقي الأشهر الهجرية؟ حسب علمي أن هذا الإعتبار الأخير هو المعتمد في تقويم أم القرى وهذا الذي يسبب الاختلاف بين السعودية من جهة وبين دول أخرى تعتمد الرؤية الشرعية كالمغرب وباكستان. يعلم الله أن هذا يحزننا كثيرا ولاحول ولا قوة إلا بالله.
ـ[محمد أبو عبد العزيز]ــــــــ[12 - 10 - 07, 01:25 م]ـ
أخي الفاضل ...
لقد ثبتت الرؤية الشرعية في معظم مناطق المملكة بشهادة عدد كبير من الشهود،
كما ثبتت هذه الرؤية في دول مجاورة كالكويت التي أعلنت الخبر قبل السعودية، وهذا هو المعتبر شرعاً وعليه العمل، وليس من المنطق تكذيب رؤية العين من أجل حسابات ظنية.
فالحسابات الفلكية حسابات ظنية قد يقع فيها القصور بشكل واضح، بدليل عدم قدرة علماء الفلك في مختلف مناطق العالم على تحديد وقت ثابت محدد دقيق لصلاة الفجر، فمن يراجع طرق الحساب المختلفة يجد أن هناك تبايناً واضحاً بينها في هذه المسألة قد يصل إلى أكثر من ثلث ساعة.
هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإنني سمعت من بعض الإخوة أن الحسابات الفلكية في تركيا أثبتت أن يوم الجمعة هو يوم العيد، ولذلك فقد اعتمد يوم الجمعة رسمياً كيوم عيد قبل فترة طويلة، ووجود حسابات فلكية تخالف ذلك - كما أوردتَ - يدل على أن الحسابات الفلكية ليست إلا تقديرات ظنية لا ترقى لليقين الذي يستطيع أن يشكك في شهادة الشهود.
أضف إلى ذلك أن بعض الفلكيين السعوديين جزموا قبل فترة بأن يوم العيد هو يوم الجمعة.
فليتنبه لذلك
وجزاك الله كل خير على مجهودك
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - 10 - 07, 02:01 م]ـ
الدليل على ان حساباتهم الفلكية لا تصيب دائما هو انهم انفسهم اختلفوا في حساباتهم الفلكية ولم يحصل اجماع
فبعض الدول احتفلوا بالعيد يوم الجمعة بالحسابات الفلكية وليس الرؤية، يعني ان علماءهم الفلكيين اختلفوا عن علماء موقع مون سايتنق
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[12 - 10 - 07, 02:21 م]ـ
وفقكم الله.
الاختلاف ليس بحجة أولا.
وخلاف من لا يعتبر غير مؤثر ثانيًا.
وحسابات الفلكيين حول القمر عديدة فأيها لا يصيب دائما شيخنا الكريم؟
واختلاف الدول التي تعتمد الحساب راجع إلى اختلاف معايير دخول الشهر عندهم ... وليس لاختلاف الحساب في نفسه رعاك الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/261)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[12 - 10 - 07, 02:37 م]ـ
لا نعلم من المصيب فهم مختلفون
واختلاف الدول التي تعتمد الحساب راجع إلى اختلاف معايير دخول الشهر عندهم ... وليس لاختلاف الحساب في نفسه رعاك الله.
وأيها يتبع؟ وأي هذه المعايير هي الأصح؟
وهم لا يسلمون انهم مخالفون للشرع في استخدامهم الحسابات الفلكية
بينما الذي يحسب عن طريق الرؤية فقط لا يشك في انه وافق الشرع
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[12 - 10 - 07, 04:46 م]ـ
وفقك الله ... وأحسن إليك.
لا نعلم من المصيب فهم مختلفون
وما فائدة النظر والتأمل والبحث العلمي أخي العزيز؟
ومن المصيب في اختلاف الفقهاء حول نصاب الشهادة التي يثبت بها دخول شهر رمضان ... ونصاب خروج الشهر ... وصفات الشهود؟
وأيها يتبع؟
يتبع من وافق الحق ... وأتى بالعلم الصحيح ... والدليل الرجيح ... والبرهان القاطع.
وأي هذه المعايير هي الأصح؟
المعيار الصحيح هو ما حقق الأمر النبوي ... وأتى موافقًا للمقصد الشرعي السني.
وهم لا يسلمون انهم مخالفون للشرع في استخدامهم الحسابات الفلكية
وحُق لهم ... فما هناك خلاف في ذلك ألبتة إذا جاء من أهله المتضلعون به .... وليس في الشرع الشريف ما يمنع من الاستفادة من حسابات الحاسبين ...
بينما الذي يحسب عن طريق الرؤية فقط لا يشك في انه وافق الشرع
أما وافق الشرع في ظاهر الأمر فنعم ... ولكن هل تحرى في أمر الرؤية والرائين بحيث حقق مقصد المشرع من تحقق الإتيان بالعبادة في وقتها المأمور به؟
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[12 - 10 - 07, 05:07 م]ـ
اقول صباح الليل (ابتسامة) و كل عام و انتم بخير و تقبل الله منا و منكم
دائما هؤلاء الفلكيين يثيرون البلبة و يشتتون الناس، و قد تحدث الشيخ صالح اللحيدان اكثر من مرة قناة المجد عنهم، و عن بعض العلماء القائلين بقولهم و قال: ختى هؤلاء لا يعرف عنهم انهم درسوا علم الفلك!!
و مما أذكره ان هناك مقالات و لقاءات مع الخضيري الذي يرى الهلال حول هذا الموضوع، فصل فيه و رد على الفلكيين فقد يكون فيها فائدة
ـ[سليمان رمضان مامي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 05:18 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
يا أخي. اقرأ ما يعتمده الفلكيون في دخول الشهر، و انظر إلى اختلاف الفلكيين أنفسهم حول ذلك، ثم الاقتران يحدث بعمليات معقدة جدا لا يمكن علميا الجزم بوقت حدوثه على وجه دقيق، و لتعلم أن العرب عرفوا علم الفلك منذ الجاهلية ووضعوا حسابات دقيقة لحركة القمر منذ العصر الجاهلي، أي أن الفلك معروف في عصر الرسول صلى الله عليه و سلم، و لم يرد شيء باعتماده بل الوارد رؤية الهلال، فالعبرة إذا برؤية الهلال لا بوجوده، و ما أكثر خطأ الفلكيين، و يكفي أن أشير إلى خطأهم في موعد كسوف الشمس هذا العام. و ليست هذه هي المرة الأولى التي يقول فيها الفلكيون نحو هذا الكلام في تشكيكهم في رؤية الهلال، و لعل بعض أعداء الله يقفون وراء ذلك ليدخلوا الشك في قلوب الحائرين. راجع نفسك و اطلع على ما يقوله الفلكيون حول دخول الشهر و إمكانية رؤية الهلال و تمسك بشريعة ربك و سنة نبيك صلى الله عليه و سلم تكن من الفائزين
ـ[منصور الكعبي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 07:22 م]ـ
والله نحن في حيرة وكان يجب اتباع دول الخليج وهو رأي جمهور العلماء، فلماذا خالفهم الأزهر؟ وبقية الأقطار ولم يأخذوا برؤية المشارقة؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[12 - 10 - 07, 11:58 م]ـ
من باب العلم بالشيء فقط، يقول الشيخ ياسر برهامي حفظه الله تعالى بوجوب اتباع الصيام والفطر لكل قُطر على حدة ولا يُعمل بوحدة المطالع، وقد أخبرني - مشافهة - أنه يُمهل أيَ إنسان أن يأتي بما يخالف هذا القول من الشرع، سواء من كتاب أو سنة.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[13 - 10 - 07, 01:07 ص]ـ
أمال انت الي شايفه دلوقتي اسمه ايه الله يفتح عليك ... أهو كل واحد مفطر على مزاجه ... وعاملين قَوِي باختلاف المطالع ... حتى كأني بهم يتمنون أن تختلف المطالع إلى ما لانهاية كيما يزيدوا في الاختلاف ... نيجيريا أو جزء كبير منها مفطرون أمس ... ومن تعلم مفطرون اليوم ... وبقية مفطرون غدًا ... والباين والله أعلم باكستان وغيرها من بعض دول شمال خط الاستواء حيعملوها ويفطروا يوم الاحد ... عائز اختلاف مطالع أكثر من كده ... كثير قوي ده يا مولانا ... والناس ورانا بتضحك علينا ... ومنك لله يا فلكي انت السبب في ده كله ... ما كنا في غفلة ... ليه بتصحينا منها ... والعاقل يفهم ... وسلم لي على الشيخ ياسر ... وقل له لا فيه اختلاف مطالع ولا اتفاق مطالع ... فيه اختلاف مطامع في الهيمنة الدينية ... والهيمنة على الزمن ... أما تعرف حديث الناسئين ... وهناك اختلاف أوامر شيعية شنيعة ... وأشياء أخرى ليس هذا وقت الحديث عنها. ...
أما القمر الإسلامي الموحد فهو آتٍ لا محالة إن شاء الله ... ولكن يوم يرتقي بالمسلمين فهمهم إلى مستوى إسلامهم الحق ... يوم يتحمل المسلمون الأمانة كاملة على الوجه الأحق ... وبكامل الصدق ... يومئذ يفرح المؤمنون بصوم واحد وعيد واحد ... أما مع هؤلاء .. ... الذين فرطوا في الحوزة والبيضة فلا صوم ولا صلاة ولا حج ولا عقيدة على الوجه الأمثل كما يريد الله لا تشك في هذا ألبتة ... والله من وراء القصد.
في هذه اللحظة جاء الخبر أن أهل المغرب عيدهم غدًا فالحمد لله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/262)
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 01:31 ص]ـ
رؤية الهلال أو إكمال العدة فحسب
الشيخ / عبدالله بن علي الجوير*
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على النبي الصادق الأمين وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان. أما بعد:-
فإن العمل برؤية الهلال في إثبات دخول الشهر وخروجه اجتماع، وإتباع ويسر، وما عداه افتراق، وخلاف وعسر.
وهذه وقفات حول وجوب العمل بالرؤية وترك ما سواها.
الوقفة الأولى:
جرت السنة على قبول شهادة العدول في رؤية دون العمل بالحساب أو الاستئناس به أو خلطه بالرؤية.
الوقفة الثانية:
ثبوت الأحاديث الواردة في رؤية الهلال لدخول الشهر أو إكمال العدة ثلاثين وتواترها وصحة إسنادها مما لا يدع مجالاً لغيرها.
قال صلى الله عليه وسلم " لا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه ... " وقال صلى الله عليه وسلم " صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته " أخرجه البخاري ومسلم.
الوقفة الثالثة:
صام الرسول صلى الله عليه وسلم تسع رمضانات وصام خلفاؤه ثلاثين رمضاناً عملاً بالرؤية دون أي ذكر للحساب الفلكي فيكون العمل بالحساب الفلكي في دخول الشهر وخروجه حينئذ من محدثات الأمور.
قال صلى الله عليه وسلم " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد" رواه مسلم.
الوقفة الرابعة:
العمل بالحساب الفلكي فيه تلبيس للحق بغيره حتى يصير الحساب مقدماً على الرؤية حاكماً عليها فلا تقبل إلا إذا شهد لها الحاسب بدعوى أن الشهادة لا بد أن تكون منفكة عما يكذبها عقلاً وحساً ويرون أن العقل والحس هو ما يقرره الفلكيون.
الوقفة الخامسة:
العمل بالحساب الفلكي فيه تزهيد للناس في ترائي الهلال والتبليغ برؤيته وقطع الناس عن هذه السنة بحجة ولادة الهلال أو عدم ولادته وهذا قد وقع فعلاً في كثير من البلدان التي تعتمد على الحساب الفلكي وتهمل الرؤية.
الوقفة السادسة:
في العمل بالحساب الفلكي تشكيك للعامة وربما بعض المتعلمين وبلبلة أفكارهم هل دخول الشهر الذي أعلن عنه بموجب الرؤية صحيح أو خطأ ووهم ويدع مجالاً للقيل والقال في أمور العبادات وتندرج إثارة هذا الموضوع ضمن ما يفعله بعض الناس من الطعن في مسلمات الأمة وما عرف من دينها بالضرورة.
الوقفة السابعة:
العمل بالحساب الفلكي وأقوال الحسابين يتضمن الطعن في القضاة والشهود العدول حينما ينشر الفلكيون قولاً ويقول الشهود شيئاً آخر فيظن بعض الناس بالشهود شراً وان لهم دافعاً مادياً أو غرض شهرة أو لديهم غفلة كما صرح بشيء من هذا بعض الذين ينادون بالحسابات الفلكية.
الوقفة الثامنة:
أسند ولاة الأمر موضوع ثبوت الشهر وخروجه وما يترتب عليه من الوقوف بعرفة ونحوه إلى أعلى هيئة شرعية قضائية في البلاد وحينما يأتي من ينادي بأقوال مخالفة ألا يكون هذا من منازعة الأمر أهله.
الوقفة التاسعة:
رد شهادة العدول على رؤية الهلال لقول الحسابات الفلكية أنه يرى أو لا يرى: داخل فيمن كذب بالحق لما جاءه ومازال العلماء يعدون من خرج إلى ذلك (يعني الأخذ بالحساب في إثبات الشهر) قد أدخل في الإسلام ما ليس منه. قاله شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله. مجموع الفتاوى (25/ 179).
الوقفة العاشرة:
إيقاع الأمة في الحرج والعسر في صومها وفطرها الذي رفعه النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: " إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب " رواه البخاري ومسلم.
الوقفة الحادية عشرة:
طعن الحساب في الرؤية الشرعية ليس جديداً بل هو قديم ولكن درج السلف على عدم الالتفات لطعنهم أو الاستناد على أقوالهم.
قال شيخ الإسلام (ولا ريب أن أحداً لا يمكنه مع ظهور دين الإسلام أن يظهر الاستناد إلى ذلك) أي إلى الحساب الفلكي.
والمشاهد هو أن يعلن الحاسبون باستحالة الرؤية فيتقدم عشرون شاهداً من جميع المناطق بإثبات رؤيته على وجه لا يتغير.
الوقفة الثانية عشرة:
العمل بالحساب الفلكي في تحديد بداية الشهور هي طريقة النصارى واليهود وهي طريقة الحاكم بأمر الله العبيدي الباطني وغيرهم من الفرق المارقة عن منهج أهل السنة والجماعة.
الوقفة الثالثة عشرة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/263)
أجمع المسلمون على أنه لا اعتماد في دخول الشهر وخروجه على الحساب الفلكي وقد حكى الإجماع ابن المنذر، وشيخ الإسلام ابن تيمية، وأبو الوليد الباجي، وابن رشد، والقرطبي، وابن عابدين وغيرهم، بداية المجتهد لابن رشد (2/ 577) حاشية ابن عابدين (3/ 408).
الوقفة الرابعة عشرة:
اضطرب الحساب وتناقضهم وانقسامهم إلى أكثر من عشر فرق في إثبات الشهور القمرية وإمكان الرؤية وعدمها. وهذا يرفع الثقة بأقوالهم. قال شيخ الإسلام (إنه ليس لأحد منهم طريقة منضبطة أصلاً .. فان الله سبحانه لم يجعل لمطلع الهلال حساباً مستقيماً) ولهم اختلاف طويل في مقدار قوس الرؤية. وقد ذكر الدكتور محمد بن صبيان الجهني (قسم الهندسة النووية جامعة الملك عبد العزيز) في بحثه الحساب الفلكي بين القطيعة والاضطراب أن القائلين بالحساب الفلكي انقسموا إلى أقسام كثيرة أوجزها في عشرة أقوال.
وقد حدث ذلك في عامنا هذا (1428هـ) حيث تناقض الفلكيون واختلفوا وهم في بلد واحد فقد أفاد الباحث الفلكي محمد الشايعي بأن الأربعاء هو اليوم الأول من رمضان طبقاً لما نشر في عددها (14321) في 23/ 8/1428هوأفاد الباحث الفلكي الزعاقي بأن الخميس هو اليوم الأول من رمضان طبقاً لما نشر في جريدة الجزيرة بعددها (12760) في 23/ 8/1428هـ.
الوقفة الخامسة عشرة:
كثيراً ممن يتحمس للحساب الفلكي يطبق حسابات غريبة دون أن يفكر أن هذه الحسابات لم تصمم لغرض رؤية الهلال الشرعي أو لتوافق مفاهيم الشريعة الإسلامية.
فمثلا هل الفلكيون من غير المسلمين يؤمنون بانشقاق القمر أو يؤمنون أن الله حبس الشمس لنبي الله يوشع عليه السلام أو أن الشمس تخرج كل يوم بين قرني شيطان أو أن الشمس تسجد كل يوم تحت العرش وتستأذن في ذلك. أو أن الشمس ستخرج يوماً من جهة المغرب. أو أن الكسوف والخسوف يحصل لتخويف العباد أو أن الزمان استدار في حجة الوداع يوم عرفه ... بل بعض النصارى يكرهون ولادة الهلال لوجود اعتقاد عندهم بأن المسيح صلب في هذا الوقت.
الوقفة السادسة عشرة:
الأخذ بالحساب الفلكي أظهر فوارق عجيبة تخالف العقل والحس فبعض البلدان تعلن الصوم والفطر على الحساب الفلكي وبلدان أخرى تعلن الصوم والفطر بالرؤية وبين البلدين فارق ثلاثة أيام فهل في كوكب الأرض قمران مما يدل على أن النتائج الفلكية ظنية وتقديرية.
الوقفة السابعة عشرة:
المنصفون من الفلكيين يقولون " إن حركة القمر معقدة للغاية وقد يكون في حكم المستحيل وضع تقويم مضبوط للشهور العربية وان الحل في هذه المشكلة هو أن يعتمد المسلمون على الرؤية"
انظر كتاب مبادئ الكونيات (ص / 96 - 97) للامين محمد كعوره. فالقول بظنية الحساب وعدم قطعيته شهادة من أرباب الفلك أنفسهم.
الوقفة الثامنة عشرة:
التحدث أو الإعلان عن دخول الشهر وخروجه والكتابة حوله سواء كان الكاتب أو المتحدث من عامة الناس أو من الفلكيين أو من بعض المنتسبين للعلم الشرعي أو غيرهم من الكتاب وهو ممن لم يصرح له يعتبر من باب التحدث فيما لا يعني وقد قال صلى الله عليه وسلم " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه" لا سيما إذا علمنا أو ولي الأمر اسند موضوع الأهلة إلى هيئة قضائية شرعية.
الوقفة التاسعة عشرة:
يحتج بعض الناس بأن الآلات الحسابية الفلكية دقيقة للغاية وأنها متطورة وأن علم الفلك ومراصده تقدمت في العصر الحاضر فيقال هذا الطب بلغ من الدقة والترقي مما هو مشاهد ومع ذلك يقع لكبار الأطباء أخطاء طبية يكون ضحيتها أنفس معصومة أو أعضاء محترمة.
الوقفة العشرون:
يقول بعض المعاصرين يؤخذ بالحساب في باب النفي ولا يؤخذ به في جانب الإثبات وهذا نوع من التكلف لان النفي في حقيقة أمره أخذ بقول الحساب الفلكي وهو نفي وجود هلال بعد الغروب أو نفي وجود ولادة فلكية. ويرتبون على هذا القول رد الشهادة الشرعية.
الوقفة الحادية والعشرون:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/264)
الآيات التي يستدل بها بعض أرباب الحساب الفلكي يتضح أنهم استدلوا بها في غير موضعها فلو رجعوا إلى قول أعلم الخلق بتفسير كتاب الله، لعلموا من سنته صلى الله عليه وسلم انه لم يعلق دخول الشهر ولا خروجه بعلم الحساب وإنما علق ذلك بالرؤية وإكمال العدة حال الغيم ولا احد من المسلمين ينكر أن الله خلق الشمس والقمر لحكم عظيمة ومنها معرفة السنين والحساب وأنهما يعملان بحسبان مع هذا كله أناط الشارع الحكيم دخول الشهر برؤية الهلال أو إكمال العدة فقط.
الوقفة الثانية والعشرون:
يقيس بعض الناس على أن الفقهاء يرجعون في كثير من شؤونهم لأهل الخبرة فيرجعون إلى الأطباء في فطر المريض في رمضان والى أهل اللغة في تفسير بعض النصوص إلى غير ذلك فليرجع الناس في معرفة بداية الشهور إلى علماء الفلك. فيقال هذا قياس مع الفارق لأنه إنما يرجع لأهل الاختصاص في المسائل التي لا نص فيها، أما إثبات الأهلة فقد وردت فيه النصوص صريحة، لا تقبل التأويل.
الوقفة الثالثة والعشرون:
يستشكل البعض فيقول إن تحديد بدء الشهر ونهايته لا يختلف عن توقيت الصلاة فكيف اخذ الناس بالتقويم في أوقات الصلوات وبداية الإمساك وبداية الفطر في اليوم والليلة ولم يأخذوا بالحساب الفلكي في دخول الشهر وخروجه.
فيقال إن الشرع الحنيف أناط الحكم في الأوقات بوجودها.
قال تعالى: (أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُوداً) [الإسراء: 78] وقال تعالى:) وَكُلُواْ وَاشْرَبُواْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمُ الْخَيْطُ الأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الأَسْوَدِ مِنَ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّواْ الصِّيَامَ إِلَى الَّليْلِ ([البقرة: 187]. وجاءت السنة وفصلت في بداية ونهاية وقت كل فريضة وأناطت وجوب صوم رمضان برؤية الهلال ولم تعلق الحكم في ذلك على الحساب.
الوقفة الرابعة والعشرون:
لو فرضنا أن المسلمين أخطأوا في إثبات الهلال دخولاً أو خروجاً وهم معتمدون في إثباته على ما صحت به السنة عن نبيهم صلى الله عليه وسلم لم يكن عليهم بأس في ذلك بل كانوا مأجورين مشكورين ولو تركوا ذلك لأجل قول الحاسب مع قيام البينة الشرعية برؤية الهلال دخولاً أو خروجاً لكانوا آثمين وعلى خطر عظيم. من عقوبة الله عز وجل، قاله الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله مجموع فتاوى الشيخ 15/ 133.
الوقفة الخامسة والعشرون:
ليعلم القائلون بالحسابات الفلكية في إثبات الشهر ومن ينادي بأن الرؤية تتوقف على تأييد الفلكيين بأن الله تعالى علم ما كان وما سيكون من تقدم علم الفلك وغيره من العلوم وهو القائل جل وعلا) فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ (وبينه صلى الله عليه وسلم بقوله (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته) الحديث.
الوقفة السادسة والعشرون:
القول بالحسابات الفلكية لم يؤثر عن صحابي واحد فكان بمثابة الإجماع وإنما حكي الخلاف عن ابن سريج وابن السبكي ومطرف بن عبد الله بن الشخير وابن قتيبة. فأما ابن سريج فإنه يحكي عن الشافعي وأنكر علماء الشافعية نسبة هذا القول إلى إمامهم الشافعي قال ابن عبد البر الذي عندنا في كتبه انه لا يصح اعتقاد رمضان إلا برؤية فاشية أو شهادة عادلة أو إكمال شعبان ثلاثين يوماً. قال الحافظ بن حجر بعد أن ذكر أن ابن سريج نقل هذا القول عن الشافعي " والمعروف عن الشافعي ما عليه الجمهور" يعلم من هذا القول أن ابن سريج رحمه الله قدوهم في نسبة هذا القول للشافعي أما ابن السبكي فهو تبع قول ابن سريج وقد اتضح غلط عبد البر صحة الأثر عنه فقال ليس بصحيح ولو صح عنه ما وجب أتباعه عليه لشذوذه فيه. أنظر لاستذكار لابن عبد البر (10/ 19) وفتح الباري لابن حجر (4/ 157) ومجلة مجمع الفقه الإسلامي العدد الثالث لعام 1408هـ.
وقال شيخ الإسلام بن تيمية " إن هذا إن صح عنه فهو من زلات العلماء، مجموع الفتاوى (25/ 182).
وأما ابن قتيبة رحمه الله فقال ابن عبد البر متعقباً له " وأما ابن قتيبة فليس هو ممن يعرج عليه في مثل هذا" فتح الباري (4/ 157)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/265)
وما ذكر عن الشيخ احمد شاكر من القول بالحساب في إثبات دخول الشهر في رسالته " أوائل الشهور العربية هل يجوز شرعاً " إثباتها بالحساب الفلكي " فقد تراجع عن القول وأشار إلى أن ما ذكر في رسالته كان بحثاً لا تقريراً وانتهى إلى القول بالاكتفاء بالرؤية الشرعية وأطراح الحساب الفلكي وذلك للنصوص الشرعية الصحيحة الصريحة بذلك (مجلة مجمع الفقه الإسلامي العدد الثالث لعام 1408هـ. وأما غيرهم فقوله مضطرب ولم يأت بجديد يستحق أن يناقش وبعض الأقوال أجيب عنها فيما سبق.
الوقفة السابعة والعشرون:
يزعم البعض أن في العمل بالحساب الفلكي توحيداً للمسلمين في صيامهم وعيدهم وكلمتهم وهذا ليس بصحيح وذلك من عدة وجوه:
الأول: أن دخول الشهر وخروجه له ارتباط باختلاف المطالع في البلدان والأقاليم.
الثاني: أن توحيد المسلمين يكون باجتماعهم على الحق في أمور الأصول كنبذ الشرك أو تعظيم القبور ووجوب الحكم بما انزل الله والسير على العقيدة الصحيحة أما الاختلاف في دخول الشهر وخروجه فهو من الأمور الفرعية.
الثالث: أن الحساب الفلكي هو إلى الفرقة اقرب لأننا نرى أن دولاً تصوم ودولاً لا تصوم والفارق بينهما في الصوم والفطر ثلاثة أيام وسبب ذلك تعاملهم بالحساب الفلكي.
الوقفة الثامنة والعشرون:
قوله صلى الله عليه وسلم " فاقدروا له" هذه رواية واحدة مجملة استدل بها البعض على الأخذ بالحساب الفلكي وهذه الرواية تفسرها أربع عشرة رواية وليس من الفقه في شيء بتر هذه الرواية عن الروايات الواردة في نفس الحديث لا سيما الرواية الصحيحة الصريحة عند البيهقي بسند صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله جعل الأهلة مواقيت فإذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا. فإن غم عليكم فاقدروا له أتموه ثلاثين" فهي صريحة في تفسير كلمة " فاقدروا له".
الوقفة التاسعة والعشرون:
القول بعدم الأخذ بالحساب الفلكي والاقتصار على الرؤية في إثبات دخول الشهر وخروجه امتثالاً للشرع. لا يعني اطراح علم الفلك بجملته بل هو علم من العلوم التي ظهر نفعها للعباد في زروعهم وأسفارهم وفصولهم واتجاهاتهم والكثير من شؤونهم ومصالحهم.
الوقفة الثلاثون:
تمحيص شهادة الشهود والتثبت منها مرده إلى القاضي وليس لأرباب الفلك ويندرج تحت تمحيص الشهادة التثبت مما شهدوا به حساً.
الوقفة الحادية والثلاثون:
التسليم والانقياد للشرع أمر متحتم وليس للمؤمن خيرة بعد ذلك. والفتنة في الدنيا والعذاب في الآخرة والعياذ بالله كثيراً ما تصبب الذين يخالفون عن أمره.
وترك السنة لقول احد إنما هو مشاقه للرسول صلى الله عليه وسلم وإتباع لغير سبيل المؤمنين كيف وقد تبين الهدى من سنته القولية والعملية في هذا الموضوع.
قال تعالى:) وأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ([الأنعام: 153]
ختاماً: نسألك اللهم بمنك وكرمك وإحسانك أن تهدينا سواء السبيل وأن تحفظنا من نزغات الشيطان الرجيم وأن تجعلنا ممن سار على هدي نبيك الكريم واتبع سنته فأكرمته بالورود على حوضه ومرافقته انك سميع قريب مجيب.
* مستشار في وزارة العدل
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=6463&pop=1&page=0
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[13 - 10 - 07, 02:02 ص]ـ
قال الشيخ عبد الله بن منيع حفظه الله:
الوقفة الأولى:
مع العتب من هذا الاتجاه عليّ وعلى بعض إخواني الذين شعروا بواجبهم نحو التعاون مع إخوانهم جهات مثبتي أوائل الشهور القمرية بما في ذلك شهر رمضان وشهر شوال.
العتب على هذا الاتجاه منّا بتدخلنا فيما لا يعنينا وبجهلنا فيما تدخلنا فيه مما سمعنا وقرأنا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/266)
هذا العتب في غير محله لا سيما وقد صدر ممن هم أهل للتقوى والصلاح والإمامة، والرسول صلى الله عليه وسلم أمر المسلمين عامة بالنصيحة لأئمة المسلمين وعامتهم، فحينما يكون منا هذا الإسهام في التوضيح والبيان فنحن نتعاون مع ولاة أمورنا ومنهم الجهة المختصة بالإثبات وذلك فيما نراه محققا للصواب، لا سيما ونحن نرى أن الأمر منهم يحتاج إلى مزيد من التحري والتحقيق وصيانة سمعة بلادنا وقادتها من القيل والقال والهمز واللمز، وقد كانت مساهمتنا في هذا السبيل مصدر ارتياح وتقدير من أهل العلم والفكر والنظر داخل بلادنا وخارجها والحمد لله رب العالمين.
الوقفة الثانية:
مع القول بأن الأخذ بالحساب مطلقا منافٍ للنصوص الشرعية من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
هذا القول فيه حق وباطل. أما الحق فهو أن القول بالأخذ بالحساب الفلكي في إثبات دخول الشهر وخروجه دون النظر إلى الرؤية الشرعية للهلال في الإثبات قول باطل ويظهر لنا بطلانه ومنافاته للنصوص الشرعية من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم إذ لا شك أن علماء الأمة الإسلامية إلا من شذ مجمعون على أن دخول شهر رمضان وخروجه لا يتم إلا برؤية الهلال لا بالحساب الفلكي، قال تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) [البقرة: 185] وقال صلى الله عليه وسلم: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته .. )). الحديث، أخرجه البخاري (1909)، ومسلم (1081).
وأما الباطل من هذا القول فهو الأخذ بشهادة من يدعي الرؤية - بعد إجراءات تعديله – وذلك قبل ولادة الهلال؛ إذ هي شهادة لم تنفك عما يكذبها، إذ كيف يُرى الهلال متخلفا عن الشمس بحيث تغيب قبل غيابه والحال أنه لم يولد بعدُ، فهو لا يزال متقدما على الشمس فهو غربها وهي شرقه، فهي شهادة باطلة لا يجوز سماعها فضلا عن قبولها، فنحن حينما نقول بالأخذ بالحساب الفلكي نحصر هذا القول في النفي دون الإثبات، فإذا قال علماء الفلك بأن الهلال لا يولد إلا بعد غروب الشمس وجاء من يشهد برؤيته بعد غروب الشمس والحال أنه لم يولد فهذه الشهادة غير صحيحه وباطلة وإن كانت من جملة شهود. فهذا وجه الأخذ بالحساب فيما يتعلق بالنفي.
أما إذا كان الهلال مولوداً قبل غروب الشمس ولم يتقدم بالشهادة على رؤيته شاهد أو أكثر فلا يجوز أن نثبت دخول الشهر بالحساب والحال أنه لم يتقدم شاهد برؤيته، وقد أحسن مجلس القضاء الأعلى في قراره عدم ثبوت دخول شهر رمضان يوم الأحد الموافق 26/ 10/2003م فقد كانت ولادة الهلال حاصلة قبل غروب شمس يوم السبت الموافق 29/ 8/1424هـ إلا أن الهلال لم ير ذلك اليوم بعد غروب الشمس في بلادنا السعودية فأصدر المجلس قرارا بأن يوم الاثنين هو اليوم الثلاثين من شهر شعبان.
وهذا التصرف من المجلس عين الحق حيث إن المعتمد في الإثبات الرؤية فقط دون الحساب.
والقول برد شهادة من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس والحال أن الشمس غربت قبل ولادة الهلال قول صحيح لا يتنافى مع النصوص الشرعية من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسوله محمد صلى الله عليه وسلم، ذلك أن الشهادة معتبرة إذا سلمت عما يؤثر على اعتمادها، ومعلوم أن للشهادة موانع قبول واعتماد ومن أهم ذلك أن تنفك عما يكذبها، ولا شك أن غروب الشمس قبل ولادة الهلال يُعَدٌّ أقوى مانع لرد شهادة من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس والحال أنها غربت قبل الولادة، فنحن بهذا لم نرد قول الله تعالى: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) ولا قول رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)) وإنما رفضنا شهادة باطلة ممن شهد بشهادة لم تنفك عما يكذبها، فالشاهد هو الواهم أو الكاذب في شهادته. فليس في الأمر رؤية صحيحة للهلال لكونه لم يولد بعدُ. وبهذا يتضح الأمر بأن الأخذ بالحساب فيما يتعلق بالنفي ليس فيه مصادمة لكتاب الله ولا لسنة رسوله محمد صلى الله عيه وسلم.
الوقفة الثالثة:
مع قول بعضهم في معرض الرد على القول بالأخذ بمقتضى ولادة الهلال ما نصه: ما الذي نجنيه من الكتابة عن الصيام وتكذيب شهود رؤية الهلال لأن الحساب قد دلنا على أن الشهر لن يهل أو أنه لم يولد؟ هل عندنا بذلك أثارة من علم ممن لا يرد قوله. إلى آخر ما قال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/267)
وأتمنى من قائل هذا القول أن يتهم رأيه وعلمه، فرحم الله امرأًً عرف قدر نفسه فيما يتكلم فيه، فعلم الفلك علم له قواعده وأصوله ونتائجه، وله علماؤه المختصون به، وعلى نظرياته الدقيقة تبنى أدق التطبيقات العلمية في عالم الفضاء والكون، وليس الأمر فيه محصورا في أثارة من علم تنتظر ممن لا يرد قوله فالأمر في ذلك قطعي لا يحتاج إلى أثارة من علم.
ومن المسائل الفلكية التي لا تقبل جدلاً من أهل الدراية والنظر والاختصاص مسألة ولادة الهلال فهي مسألة قطعية لا يختلف فيها ولا في تحديد وقتها بالدقيقة لا بل بالثانية أحد من علماء الفلك من مسلمين وغير مسلمين ولا يشك في قطعيتها إلا من يشك في نتيجة جمع الخمسة مع الثمانية أو ضرب الستة في الأربعة أو طرح الثلاثة من التسعة أو قسمة الثمانية على الاثنين.
وإذا كان المنازع لا يزال في منازعته في أن ولادة الهلال ظنية لا قطعية فعليه أن يأتي بقول واحد من علماء الفلك يقول بظنية الولادة لا قطعيتها. أما أن تُحشر لنا نصوص من أقوال فقهائنا من المذاهب الأربعة فهم علماء شريعة وليسوا علماء فلك. فهل يصح أن ننتقد مسألة طبية في الجراحة مثلا أو مسألة هندسية من النظريات الهندسية ثم نأتي بأقوال
الفقهاء على انتقاد هذه المسائل العلمية من طب أو هندسة أو فلك أو نحو ذلك؟
الوقفة الرابعة:
مع الاحتجاج لرد العمل بالحساب بقوله صلى الله عليه وسلم: ((إنا أمة أمية لا نحسب ولا نكتب)) إلى آخر الحديث أخرجه الخاري (1913)، ومسلم (1080) وتوجيه الاحتجاج لذلك أن وصف أمة الإسلام بالأمية وصف مدح لا وصف ذم. هذا القول بالرغم من صدوره ممن هو في مستوى رفيع من العلم ودقة النظر وعمق التفكير إلا أنه قول فيه نظر، فرسول الله صلى الله عليه وسلم وصف هذه الأمة من واقعها في عهده فليس الغرض من وصفها بالأمية مدحها أو ذمها وإنما الغرض من ذلك تقرير أن الأمة لا تكلف بما لا تستطيع (لا يكلف الله نفسا إلا وسعها) [البقرة:286]، (وما جعل عليكم في الدين من حرج) [الحج:78] ولكن بعد أن تيسر لهذه الأمة الدخول في ميادين العلم ومن ذلك علم الفلك فقد زالت عن هذه الأمة الأمية فصارت تحسب وتكتب وتعلم وتقرأ وتخترع وتدرك ما أدركه الآخرون من آيات الله وعجائب مخلوقاته وأسرار مكنوناته ودقائق صنعه وإتقان إبداعه، وبزوال هذه الأمية يقوم التكليف، وتسقط الأعذار، ويتعين الأخذ بالأسباب ونتائج المعرفة، وطرح التعلل بالجهل بعد زواله وحلول العلم محله.
الوقفة الخامسة:
مع حاشيةٍ لبحثٍ لبعض إخواننا في مجلة البحوث الإسلامية (العدد 27) من أنه اطلع على أكثر من عشرة كتب فلكية وليس في واحد منها ما يشير إلى قطعية الحساب.
ونحن نتساءل هل في هذه الكتب ما ينفي قطعية الحساب؟ وإذا كان كذلك فليت الباحث أتى بنصوص من هذه الكتب تدل على ما ذكر وبشرط أن تكون هذه الكتب من أهل الاختصاص في الفلك.
وقد جاء في هذه الحاشية ذكر قرار مؤتمر الكويت عام 1409هـ وهو قرار لا يتفق مع موضوع البحث، فهو قرار يؤيد القول باعتبار الحساب الفلكي في حال النفي وقد جاء في القرار الفقرة (1) النص على ذلك وأن هذا القول هو قول عدد من فقهاء المسلمين كابن تيمية والقرافي وابن القيم وابن رشد، وفي الفقرة الثالثة من القرار ما يدل على أن الإثبات يجب أن يعتمد على الشهادة.
وللشيخ أحمد شاكر - رحمه الله - هو أحد علماء مصر والمختصين في علم الحديث ورجاله رسالة بعنوان (أوائل الشهور العربية هل يجوز شرعا إثباتها بالحساب الفلكي) وقد ذكر في رسالته ما نصه:
" لقد كان للأستاذ الأكبر الشيخ المراغي منذ أكثر من عشر سنين حين كان رئيس المحكمة العليا الشرعية رأي في رد شهادة الشهود إذا كان الحساب يقطع بعدم إمكان الرؤية كالرأي الذي نقلته هنا عن تقي الدين السبكي. وأثار رأيه هذا جدلا شديدا وكان والدي وكنت أنا وبعض إخواني ممن خالف الأستاذ الأكبر في رأيه ولكني أصرح الآن بأنه كان على صواب وأزيد عليه وجوب إثبات الأهلة بالحساب في كل الأحوال إلا لمن استعصى عليه العلم به. وما كان قولي هذا بدعا من الأقوال أن يختلف الحكم باختلاف أحوال المكلفين فإن هذا في الشريعة كثير يعرفه أهل العلم وغيرهم ". ا.هـ
(ص: 15 من الرسالة نشر مكتبة ابن تيمية لطباعة ونشر الكتب السلفية).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/268)
ما ذكره فضيلة الشيخ أحمد شاكر وما جاء في قرار مؤتمر الكويت عام 1409 هـ يتضح منه أن القول باعتبار الحساب الفلكي لا سيما فيما يتعلق برد شهادة رؤية الهلال قبل ولادته قول مجموعة من علماء المسلمين قديما وحديثا، ومنهم شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم والقرافي وابن رشد والسبكي والمراغي وأحمد شاكر والشيخ مصطفى الزرقاء رحمهم الله.
الوقفة السادسة:
هذه الوقفة مختصة بحوار قصير مع الجهة المختصة بإثبات الأهلة في بلادنا فهذه الجهة جهة علمية مشهود لرئيسها وأعضائها بالنصح الخالص للبلاد وأهلها خاصة وللمسلمين عامة وهم أهل لذلك من حيث التقوى والصلاح وبذل الجهد في استبراء الذمة مع ما يتمتعون به من كفاءة علمية تؤهلهم لممارسة اختصاصهم، وهم يدركون ما قاله مجموعة من فقهاء المسلمين ومحققيهم قديما وحديثا من أن الفتوى تتغير بتغير الأحوال والأزمان والأمكنة والظروف بشرط أن لا يكون هذا التغير مصادما لنص شرعي أو أصل من أصول الدين. فعلوم التقنية بمختلف أجناسها وأنواعها قد تطورت تطوراً خدم البشرية خدمة أثرت على أنماط حياتها، ونقلتها من عالم محدود الإدراك والتفكير والتحرك إلى عالم يسابق زمنه في الإبداع والعطاء والقدرة على الانتفاع بعوامل الانفتاح الفكري والنظري والتطبيقي. أفلا يجد إخواننا أن واجب عملهم واختصاصهم بإثبات الرؤية يقتضي الأخذ بكل جديد يساعدهم على الدقة في تحقيق ما اختصوا به؟
ومن ذلك إعادتهم النظر في آرائهم السلبية نحو النتائج الفلكية لا سيما وهم في علوم الفلك في صفٍ لا يؤهلهم لهذا الموقف السلبي نحو النتائج الفلكية، فلو عملوا على عقد مؤتمر دولي يُدعى إليه علماء فلكيون من أجناس فلكية مختلفة ويحضر معهم علماء شرعيون من بلدان إسلامية مختلفة يُبحث في هذا المؤتمر موضوع الاقتران والولادة وإمكان الرؤية وهل النتائج الفلكية في علم هذه المسائل قطعية أو ظنية؟ وهل في ذلك خلاف بين علماء الفلك؟ حتى لا يكون منّا رد لقضايا قطعية نقول عنها على سبيل التشكيك والارتياب: هل لدى أحد أثارة من علم بها ممن لا يرد قوله!!.
فإنكارنا النتائج العلمية القطعية مما هو محل إجماع علماء الاختصاص يرجع علينا بالنقص والزراية وضيق الأفق والنظر وسوء السمعة، وقد سمعنا الكثير من ذلك وتألمنا مما سمعنا. والله حسبنا ونعم الحسيب.
الوقفة السابعة:
مع قول بعضهم إن علماء الفلك مختلفون فيما بينهم في إمكان الرؤية وفي تحديد أول الشهر وآخره وهذا يعني أن النتائج الفلكية ظنية وما دامت ظنية والرؤية ظنية وقد اعتبر الشارع الرؤية وأمرنا باعتمادها فلا حاجة لنا بالفلك وعلومه.
والإجابة على هذا الإيراد تقتضي التمهيد لها بتعريف الاقتران والولادة وإمكان الرؤية وهذا تعريفها:
الاقتران: هو اجتماع الشمس والقمر في خط طولي واحد بحيث لا ينعكس ضوء الشمس على القمر ولا على جزء منه.
الولادة: هي انفصال القمر عن الشمس بحيث تكون الشمس أمامه من جهة الغرب، والقمر خلفها من جهة الشرق، فيظهر بالولادة نور الشمس على جزء من القمر.
إمكان الرؤية: هو حصولها بالقدرة البصرية على رؤية الهلال بعد ولادته.
وقد أجمع علماء الفلك على أن ولادة الهلال تتم في وقت محدد بالدقيقة إن لم يكن بالثانية وأن علماء الفلك قاطبة لا يختلفون في ذلك التحديد إلا إذا اختلف علماء الرياضيات في نتيجة جمع عشرين مع خمسة عشر أو نحو ذلك من النتائج القطعية.
وإنما الاختلاف بين الفلكيين في مسألة إمكان رؤية الهلال بعد اتفاقهم على وقت ولادته. فبعضهم يقول بولادته قبل غروب الشمس. ولكن لا يمكن رؤيته إلا إذا كان على زاوية أفقية محددة بدرجة معينة وعلى ارتفاع درجات محددة أيضا بعدد كخمس درجات أو ست أو أقل من ذلك أو أكثر فهذه المسألة محل اختلاف بينهم مع اتفاقهم جميعا على تحديد وقت الولادة. وهذا الاختلاف هو الذي أوجد خلطا بين علماء الشريعة وفقهائها قديما وحديثا فلم يفرقوا بين الولادة وبين إمكان الرؤية من عدمه؛ فظنوا أن الاختلاف في إمكان الرؤية هو اختلاف في تحديد الولادة والذي ندين الله به جمعا بين النصوص الشرعية والنتائج القطعية للفلك أن الرؤية تثبت بالشهادة عليها وأن دخول الشهر أو خروجه يجب أن ينحصر إثباته فيها ولو قال الفلكيون بولادة الهلال قبل غروب الشمس ولم يُرَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/269)
الهلال فلا يجوز الأخذ بالإثبات الفلكي، كما لا يجوز تقييد رؤية الهلال بعد ولادته بإمكان الرؤية وتقييد الإمكان بزاوية معينة أو درجة معينة، فمتى ولد الهلال وجاءت الشهادة بالرؤية تعين اعتبار الرؤية من غير اعتبارٍ للإمكان.
وأما إذا غربت الشمس قبل الولادة وجاء من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس فيجب رد هذه الرؤية حيث إن رؤية الهلال منتفية قطعا في هذه الحال وعليه فيجب اعتبار الحساب الفلكي في حال النفي دون حال الإثبات.
ولمزيد من توضيح معنى أن الحساب الفلكي وأنه يجب أن يُستند عليه في النفي دون الإثبات نذكر الحالات الآتية والحكم على كل حال منها:
الحال الأولى: أن يولد الهلال قبل غروب الشمس ويأتي من يشهد برؤيته بعد غروب الشمس فهذه الرؤية معتبرة ويثبت بها بعد تعديلها دخول الشهر، فإن كان شهر رمضان فيكفي لها شاهد عدل، وإن كان شهرا غير شهر رمضان فيجب أن تكون الشهادة بالرؤية من شاهدي عدل فأكثر، وفي هذه الحال فقد اتفق النظر الشرعي مع الواقع الفلكي على إثبات دخول الشهر.
الحال الثانية: أن يولد الهلال بعد غروب الشمس ولم يتقدم أحد بدعوى رؤيته الهلال بعد غروب الشمس ففي هذه الحال اتفق النظر الشرعي مع الواقع الفلكي على نفي الرؤية واعتبار هذه الليلة ليلة آخر يوم من الشهر الحالي.
الحال الثالثة: أن يولد الهلال قبل غروب الشمس ولكن لم يتقدم أي شاهد برؤيته الهلال فهذه الحال اختلف النظر الشرعي مع الواقع الفلكي حيث إن الواقع الفلكي يثبت دخول الشهر والنظر الشرعي ينفي ذلك حيث لم يشهد أحد برؤية الهلال ففي هذه الحال يجب علينا الأخذ بالنظر الشرعي في نفي دخول الشهر استجابة للنصوص الشرعية من كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم: (فمن شهد منكم الشهر فليصمه). ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)).كما يجب علينا عدم الأخذ بالثبوت الفلكي لانحصار الإثبات الشرعي في الرؤية فقط.
الحال الرابعة:أن يولد الهلال بعد غروب الشمس ويأتي من يشهد برؤية الهلال بعد غروب الشمس فهذه الحال اختلف الواقع الفلكي مع دعوى الرؤية قبل الولادة حيث إن دعوى الرؤية يثبت دخول الشهر والواقع الفلكي ينفي دخول الشهر ففي هذه الحال يجب الأخذ بالواقع الفلكي حيث إن الهلال لم يولد إلا بعد غروب الشمس فكيف يُرى بعد غروبها والحال أن الشمس غربت والهلال متقدم عليها نحو الغرب وهي متخلفة عنه نحو الشرق فالرؤية التي تقدم بها أصحابها شهادة، ومن شروط قبول الشهادة أن تنفك عما يكذبها، وهذه الشهادة لم تنفك عما يكذبها حيث إن ما يكذبها ملازم لها فيجب رد هذه الشهادة مهما كان الشاهد بها ومهما تعدد شهودها، وهذا معنى قولنا يجب الأخذ بالحساب الفلكي فيما يتعلق بالنفي لا بالإثبات.
وهناك إيراد آخر ملخصه إن علماء الفلك قاطبة مجمعون على أن ولادة الهلال لها وقت محدد بلحظة واحدة ومع ذلك يوجد خلاف بينهم في تحديد أول كل شهر والمثال على ذلك اختلاف العجيري وهو أحد علماء الفلك مع تقويم أم القرى في تحديد أول شهر رمضان عام 1421 هـ، والسؤال عن وجه هذا الاختلاف والحال أن علماء الفلك مجمعون على تحديد ولادة هلال كل شهر بلحظة معينة.
والجواب عن هذا الإشكال أن غالب علماء الفلك من مسلمين وغير مسلمين أخذوا بتوقيت جرينتش واتفقوا على الأخذ باصطلاح مقتضاه:
إن وُلد الهلال قبل الثانية عشرة بتوقيت جرينتش فالليلة ليلة أول يوم من الشهر. وإن ولد بعد الثانية عشرة فالليلة آخر يوم من الشهر. والأستاذ العجيري أحد هؤلاء العلماء الذين يأخذون بتوقيت جرينتش وباعتبار هذا الاصطلاح المذكور في أول الشهر وآخره، وأما لجنة تقويم أم القرى فهي تأخذ بقرار مجلس الوزراء السعودي رقم (143) وتاريخ 22/ 8 / 1418 هـ المقتضي الأخذَ بغروب الشمس في مكة المكرمة فإن كان غروبها قبل ولادة الهلال فتعتبر هذه الليلة ليلة آخر يوم من الشهر، وإن كان غروبها بعد ولادة الهلال فتعتبر هذه الليلة أول يوم من الشهر، ومستند هذا القول هو المقتضى الشرعي في اعتبار دخول الشهر وخروجه الرؤية الشرعية المعتمدة على الشهادة الصحيحة برؤية الهلال بعد غروب الشمس، وبهذا يظهر وجه الاختلاف والجواب عنه , وأن هذا الاختلاف ليس اختلافا في وقت ولادة الهلال وإنما هو اختلاف في الاصطلاح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/270)
فلو فرضنا أن الهلال ولد بعد غروب الشمس من مكة المكرمة الساعة الحادية عشرة مساء بتوقيت المملكة والساعة الثامنة مساء بتوقيت جرينتش فعلى حساب الأستاذ العجيري ومن اخذ بهذا الاصطلاح تكون هذه الليلة هي ليلة أول يوم من الشهر , وعلى حساب تقويم أم القرى تكون هذه الليلة هي ليلة آخر يوم من الشهر. ولاشك أن حساب تقويم أم القرى هو المتفق مع المقتضى الشرعي لأن العبرة في دخول الشهر وخروجه بغروب الشمس آخر الشهر قبل غروب القمر , فإن غربت الشمس قبل غروب القمر كانت الليلة ليلة أول يوم من الشهر , وإن غرب القمر قبل الشمس كانت الليلة آخر الشهر ولا عبرة بولادة الهلال بعد غروب الشمس سواءً أكان ذلك أول الليلة أو آخرها. وهذا هو المقتضى الشرعي المستند على قوله صلى الله عليه وسلم: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته))، ولحديث ابن عمر رضي الله عنهما: ((إنما الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروه ولا تفطروا حتى تروه)) أخرجه مسلم (1080).
والحمد لله الذي هدانا لهذا فقد صار للجهة المختصة عندنا في إثبات دخول شهر رمضان وخروجه مزيد من التأني والتحري، والاستئناس بتقويم أم القرى في مدى الأخذ بشهادة شهود يشهدون برؤية الهلال قبل ولادته. وهذه مرحلة أولى من الجهة المختصة في الأخذ بمقتضى ولادة الهلال. ونأمل أن تتلوها مرحلة الاعتراف بولادة الهلال حتى ننفي عنا وعن بلادنا وعن ولاة أمورنا سمعة القيل والقال والهمز واللمز.
الوقفة الثامنة:
مع مدعي رؤية الهلال قبل ولادته.
يمكن تعليل رؤية الهلال قبل ولادته ممن يدعيها بما يلي:
(1) يحتمل أن يكون المرئي نجما أو كوكباً قريباً من الشمس في حجم نقطة تُظن هلالاً. وأذكر أن أخوين من جماعتي من أسرة الهدلق تقدما إلى قاضي البلد بدعوى رؤية هلال شوال، وحينما ناقشهما القاضي عن الهلال وصفته قال: لعلكما رأيتما نجمةً؟ فقالا: نعم لعلها نجمة، فسميت نجمة الهدلق.
(2) يحتمل أن تكون الرؤية لطائرة أو مركبة فضائية أو قمرٍ صناعي أرى جسم في الفضاء قريب أو بعيد من ذلك ما روي عن إياس بن معاوية وقصته مع أنس بن مالك.
(3) يحتمل أن تكون حالة جوية كعاصفة أو سحابة أو سراب.
(4) يحتمل أن تكون حالة نفسية حيث إن المتحري يُخَيَّل إليه شيء فيعتقده حقيقة.
(5) يحتمل الكذب في ذلك وهذا أبعد الاحتمالات إلا أنه قد يقع.
وهناك احتمال آخر يتعلق بحالةٍ للهلال في شهر واحد من شهور العام حيث يُرى الهلال قبل ولادته إلا أن هذه الرؤية ليست رؤية حقيقية للهلال وإنما هي رؤية لانعكاسه في الأفق خلف الشمس والحال أنه أمام الشمس لم يولد بعدُ وهذه الحال قد يظن بها مخالفة للقول بأن ولادة الهلال قطعية.
وبتفسير هذه الحالة يظهر الرد على القول بالمخالفة وتأكيد القول بقطعية الولادة وعليه فتفسير هذه الحال ما يلي:
من المعلوم للجميع بالمشاهدة أن الهلال يكون ناقص الاستدارة ومقوساً حتى ليلة تمام القمر يوم خمسة عشر وفي ليالي هذه الأيام أي في النصف الأول من الشهر يكون نقص الاستدارة – فتحة القوس - من الشرق ويكون التقويس من الغرب وذلك بهذا الشكل:
وفي النصف الثاني من الشهر ينعكس الأمر فتكون فتحة التقويس إلى الغرب ويكون التقويس إلى الشرق وذلك بهذا الشكل:
ويمكن استخدام هذه الظاهرة الكونية في معرفة الغرب والشرق إذا كان الإنسان في البر في الليل واختلف عليه تعيين القبلة للصلاة. فبمعرفته الجهة يستطيع معرفة القبلة.
فمتى وجدت حالة رؤية الهلال قبل ولادته فهذه حالة انعكاس أفقي للهلال وهو متقدم على الشمس ولهذا سيكون وضع الهلال بالنسبة للتقويس وفتحة التقويس هو وضعه في النصف الأخير من الشهر ويكون بهذا الشكل:
ولو لم يكن هذا الهلال انعكاساً لوضعه قبل ولادته وكانت رؤيته حقيقية لا انعكاساً لكان شكله هكذا:
وتعليل هذه الظاهرة أن تقويس القمر دائما يكون إلى قربه من الشمس سواءً أكان أول الشهر أو آخره، ولو وجدت مناقشة لمدعي الرؤية ومنها أين قرنا الهلال؟ هل هما إلى الشرق أم إلى الغرب؟ لظهرت حقيقة هذه الرؤية هل هي انعكاس أو حقيقة؟ فإن كان قرناه إلى الشرق فهي رؤية حقيقية، وإن كان قرناه إلى الغرب فهي رؤية انعكاسية.
وهذا جواب عن هذا الإيراد وتفسير لهذه الظاهرة من أن الهلال قد يُرى بعد غروب الشمس والحال أنه لم يولد بعدُ فهذه رؤية سرابية لا رؤية حقيقية. والله أعلم.
http://209.85.135.104/search?q=cache:PW1l0H
السؤال
u7zwJ:islamtoday.net/articles/show_articles_*******.cfm%3Fid%3D71%26catid%3D73%2 6artid%3D4067+%D8%A7%D9%84%D9%88%D9%82%D9%81%D8%A9 +%D8%A7%D9%84%D8%A3%D9%88%D9%84%D9%89+%22+%D8%A7%D 8%A8%D9%86+%D9%85%D9%86%D9%8A%D8%B9+%22&hl=ar&ct=clnk&cd=4&gl=ly&client=firefox-a
ـ[مسلم النابلسي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 02:22 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
فما المشكلة من معرفة متى يولد القمر!؟
الرسول عليه الصلاة والسّلام قال: " صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته "
لعلّ هذا الرائي يكون قد أشكل عليه بين القمر وكوكب آخر! وبهذا نكون لم نطبّق الحديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/271)
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[13 - 10 - 07, 03:55 ص]ـ
الواجب هو اتباع الرؤية في دخول وخروج رمضان، فمن اجتهد وأصاب فله أجران ومن أخطأ فله أجر واحد
واتباع الرؤية مع الخطأ أفضل من اتباع الفلكيين الذين لم يأمرنا الشارع باتباعهم وإن زعموا أنهم مصيبون في فلكهم.
فالقصد أن رأي الفلكيين ليس حكما شرعيا، بينما اتباع الرؤية مأمور به شرعا
وأهل الفلك يصيبون ويخطؤون وليسوا بمعصومين وقد يختلفون بينهم على عدة أقوال.
فقد يكون قول موقع مون سايتنج بنفي الرؤية بينما يقول غيره بإمكانيتها فمالنا ولهم! ألم يبق إلا هؤلاء يفتونا في ديننا
فعلينا باتباع ما شرعه لنا النبي صلى الله عليه وسلم من اتباع الرؤية وترك وسواس الشياطين وأقوال الفلكيين!
فقول المسلم الذي يرى الهلال وإن أخطأ مقدم على قول الكفرة الفلكيين وإن أصابوا.
جزاكم الله خيراً شيخنا الكريم
وأرجو أن تكون كلماتكم هذه رادعاً لمن يروج للفلك والتنجيم والعلمانية في هذا الملتقى العلمى.
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[13 - 10 - 07, 03:58 ص]ـ
أفطرنا لرؤيته وحسب!
هل من رآه يكذب .. ؟
إذا صدقه العلماء وصدقه مجلس القضاء الأعلى وصدقته الأمة بأكلمها ..
أنكذبه ونصدق الحساب .. !
لا وربي.
ـ[مسلم النابلسي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 05:29 ص]ـ
إخواني بارك الله فيكم
المسألة مطروحة خاصّة في مصر
فكما تعلمون فإن دار الإفتاء تشترط إمكانية رؤية الهلال فلكيّاً
وحجّتهم إحتماليّة أن يختلط على الناس بين القمر وكوكب آخر
هذا كل مافي الأمر
تقبّل الله طاعتكم
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[13 - 10 - 07, 05:49 ص]ـ
إخواني بارك الله فيكم
المسألة مطروحة خاصّة في مصر
فكما تعلمون فإن دار الإفتاء تشترط إمكانية رؤية الهلال فلكيّاً
وحجّتهم إحتماليّة أن يختلط على الناس بين القمر وكوكب آخر
هذا كل مافي الأمر
تقبّل الله طاعتكم
كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط
ولو رجعنا لعهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لانجد عندهم هذا الشرط.
فعلم الفلك أحد العلوم المهمة التي ينبغي دراستها والاعتناء بها، ولكن الشارع الحكيم لم يربطنا بالفلكيين وعلومهم في إثبات دخول شهر رمضان، بل أرشدنا لتحري الرؤية والعمل بنتيجتها، فلا يضرنا موافقة الفلكيين أو مخالفتهم.
فليس هناك دليل شرعي يوجب علينا الأخذ بحسابات أو دراسات الفلكيين في إثبات دخول الشهر، فلماذا نجعله شرطا في إثبات دخول الشهر بغير حجة ولابرهان من الشرع.
وهذه الدراسات الفلكية المعاصرة التي يبنون عليها تحديد ولادة الهلال قد تتوفر في مكان وزمان معين ولاتتوفر في مكان وزمان آخر، وقد يختلف الفلكيون في تحديد زمان ولادة القهىل رغم التقدم الكبير في هذا الباب.
فالحمد لله الذي جعل ديننا يسرا وجعله صالحا لكل زمان ومكان بخلاف الذين يبنون أحكامهم على الدراسات الفلكية المعاصرة التي قد تتوفر في أوقات معينة وقد لاتتوفر، وقد تتفق وقد تختلف.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - 10 - 07, 05:52 ص]ـ
الأخ الفهم الصحيح،
على أتباع الشيخ ابن منيع أن يبين وجه القطع في حساب أوقات الولادة،
ثم بيان استلزام (عدم الولادة) لـ (استحالة الرؤية) علميا وعمليا.
وبغير هذين، لم يستقم القول بذلك الرأي!
فقد عرفنا قديما أن الله لم يجعل لمسير القمر والأرض عادة مطردة.
وقد تقرر في العلوم التجريبة أن (المشاهدة) أصدق من (التخمين).
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - 10 - 07, 06:13 ص]ـ
ثم أين النقل الصريح من كتب شيخ الإسلام أن الاعتماد في النفي من رأيه. . .؟
نعم، قد يومئ إلى ذلك قوله في (رسالة الهلال):
"بل اذا كان بعده مثلا عشرين درجة فهذا يرى ما لم يحل حائل، واذا كان على درجة واحدة فهذا لا يرى، وأما ما حول العشرة فالامر فيه يختلف باختلاف اسباب الرؤية"
لكن صريح كلامه يقول بالحرف الواحد:
"اما كونه يرى او لا يرى فهذا امر حسى طبيعي ليس هو امرا حسابيا رياضيا وانما غايته ان يقول استقرأنا انه اذا كان على كذا وكذا درجة يرى قطعا او لا يرى قطعا فهذا جهل وغلط فان هذا لا يجري على قانون واحد لا يزيد ولا ينقص فى النفي والاثبات"
وشيخ الإسلام - فيما أعلم - لم يتعرض لهذه القضية - حال أن الهلال لم يولد بعد. فكيف ينسب إليه ذلك الرأي؟
وقد قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/272)
" فاعلم ان المحققين من اهل الحساب كلهم متفقون على انه لا يمكن ضبط الرؤية بحساب بحيث يحكم بانه يرى لا محالة او لا يرى البتة على وجه مطرد وانما قد يتفق ذلك او لا يمكن بعض الاوقات"
وظاهر هذا الكلام يشمل ما قبل بعد ولادة الهلال وما قبلها. والله تعالى أعلم.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - 10 - 07, 06:25 ص]ـ
كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل وإن كان مائة شرط
ولو رجعنا لعهد النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه لانجد عندهم هذا الشرط.
فعلم الفلك أحد العلوم المهمة التي ينبغي دراستها والاعتناء بها، ولكن الشارع الحكيم لم يربطنا بالفلكيين وعلومهم في إثبات دخول شهر رمضان، بل أرشدنا لتحري الرؤية والعمل بنتيجتها، فلا يضرنا موافقة الفلكيين أو مخالفتهم.
فليس هناك دليل شرعي يوجب علينا الأخذ بحسابات أو دراسات الفلكيين في إثبات دخول الشهر، فلماذا نجعله شرطا في إثبات دخول الشهر بغير حجة ولابرهان من الشرع.
وهذه الدراسات الفلكية المعاصرة التي يبنون عليها تحديد ولادة القمر قد تتوفر في مكان وزمان معين ولاتتوفر في مكان وزمان آخر، وقد يختلف الفلكيون في تحديد زمان ولادة القمر رغم التقدم الكبير في هذا الباب.
فالحمد لله الذي جعل ديننا يسرا وجعله صالحا لكل زمان ومكان بخلاف الذين يبنون أحكامهم على الدراسات الفلكية المعاصرة التي قد تتوفر في أوقات معينة وقد لاتتوفر، وقد تتفق وقد تختلف.
الشيخ عبد الرحمن. . . حفظكم الله،
ألا يمكن هنا القول إن الرعية تابعة في هذا الأمر لرعاتهم اتباع المأمومين لإمامهم؟
فبغض النظر عن جواز الاعتماد على الحساب أو عدمه، أليس للجمهور أن يطيعوا في ذلك أولياء أمورهم؟
فليس (الهلال) اسم لمجرد (المرئي في السماء)، بل هو لما استهل به الناس واستفاض بينهم - حقا كان في الباطن أو باطلا. وكذلك (الشهر) اسم لما قد اشتهر بين الناس - ولن يشتهر بينهم إلا بأمر السلطان وإعلانه، وان بنى على ما هو ممنوع في نفس الأمر. وأمر الشارع بالصيام أو الفطر إنما يتعلق بهذا الاستهلال وهذا الاشتهار.
فالخطأ للإمام، لا المأمومين.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[13 - 10 - 07, 09:15 ص]ـ
إخواني بارك الله فيكم
المسألة مطروحة خاصّة في مصر
فكما تعلمون فإن دار الإفتاء تشترط إمكانية رؤية الهلال فلكيّاً
وحجّتهم إحتماليّة أن يختلط على الناس بين القمر وكوكب آخر
هذا كل مافي الأمر
تقبّل الله طاعتكم
دار الإفتاء بمصر ... وغيرها ممن تكلم في هذا الأمر إنما يشترطون وجود الهلال في الأفق بحيث يراه الرائي حقًا وصدقاً وهذا أمر بدهي ... وما دعاهم إلى ابداء مثل هذا إلا دعوى من يدعي رؤية الهلال ولمّا يستهل بعدُ .. وتصديق من صدّقه بدون تحرٍ وتبصر يليقان بمثله وهو في مثل مقامه ذاك.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[13 - 10 - 07, 09:25 ص]ـ
أفطرنا لرؤيته وحسب!
هل من رآه يكذب .. ؟
إذا صدقه العلماء وصدقه مجلس القضاء الأعلى وصدقته الأمة بأكلمها ..
أنكذبه ونصدق الحساب .. !
لا وربي.
وفقك الله.
ليس بالضرورة أن يكون كاذبًا ... وإن كان الكذب في مثل هذا قد وقع مرارًا ... إن لم يكن بالمملكة ففي غيرها ... بل ربما كان واهمًا أو مخطئًا ... وقد يتعدد المخطئون في مثل هذا الأمر ... وربما دفعه سبب آخر أو أسباب أخرى ... وقد استجد سبب اليوم يتعلق بالصراع السني الشيعي يدفع بكثير ممن يدعي الغيرة والحرقة على مذهبه للكذب في سبيل نصرة جماعته ومخالفة الجماعة الأخرى ليحصل كمال التمايز ...
وقد صامت أمة من المسلمين بنيجيريا يوم الثلاثاء ... وأمة منهم يوم الأربعاء ... وأفطرت أمة عظيمة منهم - وربما كان هذا قرار الدولة الرسمي - يوم الخميس بناءًا على رؤية ادعوها ... فلماذا لم يؤخذ بقولهم ... أليسوا من المسلمين ... ولهم قضاة وحكام يحكمون بدخول الشهر وخروجه؟!!!
ـ[هيثم حمدان]ــــــــ[13 - 10 - 07, 09:35 ص]ـ
لتدوين المعلومة فحسب:
راسلتُ الأستاذ خالد شوكت قبل بداية رمضان بيوم لأسأله عن سبب حثه على تحري هلال رمضان يوم الثلاثين من شعبان؟!
فأجاب بسرعة -على غير عادته- وذكر أن السبب:
- احتمال وقوع الخطأ في تحديد بداية شهر شعبان.
- احتمال أن يكون شعبان قد بدأ متأخراً في بعض البلدان. اهـ.
ـ[عبدالإله الفايزي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 10:00 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/273)
لكم أن تعجبوا ولمؤيدي الفلك أن يجيبونا ..
((يقول الزعاق:
والقول الفصل هو أن أول أيام العيد السبت 13/ 10/2007م ويولد هلاله صباح يوم الخميس 29/ 9/1428هـ في تمام الساعة 8 والدقيقة 1 وفي مساء ذلك اليوم سيحصل للقمر إجهاض أي أنه سيغيب قبل الشمس رغم ولادته وذلك بسبب تباطىء حركته في هذه اللحظة وميلانه جنوبا عن الشمس وعلى هذا الأساس سيكون الأفق خالي تماما من القمر في مساء يوم الخميس 29 رمضان أما يوم الجمعة 30 رمضان يمكث الهلال 25 دقيقة تقريبا ويشاهد بصعوبة بالعين المجردة وشكل الهلال منتصب ويقع جنوب مغيب الشمس ببعد زاوي عنها 18 درجة وعن الشمال 243درجة ونسبة الإضاءة على وجهه 1.90% ومما ينبغي التنبيه إليه أن من لوازم الرؤية الشرعية أن يتأخر غروب القمر عن غروب الشمس فلا رؤية لقمر غاب قبل الشمس أو غاب معها كما أن القمر حينئذ يكون نصفه المواجه للأرض معتما محاقا لا نور فيه والقمر لا يسمى هلال قبل ظهور قوس النور فيه والنور لا يتخلق في جرم القمر إلا بشروط عدة وهي:
1 - ولادة الهلال وهي لحظة انسلاخ الشهر القديم وبداية الشهر الجديد فلكيا
2 - مكث الهلال وهي المدة مابين غروب الشمس وغروب القمر أي فترة بقاء الهلال في الأفق الغربي بعد مغيب الشمس
3 - ظهور النور في جرم القمر وهذا لا يتحقق إلا إذا بلغ البعد الزاوي بين الشمس والقمر 7 درجات قوسية
4 - خروج القمر من حيز شعاع الشمس وهذا لا يتأتى إلا إذا كانت زاوية ارتفاع القمر عن الأفق الأقرب لا تقل عن 5 درجات قوسية
فإذا اجتمعت هذه الشروط يكون القمر مهيئا للمشاهدة بالعين المجردة
علما بأن ولادة الهلال الفلكية لا تعني رؤيته فربما يولد الهلال قبل مغيب الشمس ويغرب قبل الشمس كما سيحصل في هلال شوال ولهذا اشترط العلماء للهلال الشرعي شرطين أساسين لا يمكن التنازل عنهما هما الولادة والمكث فإذا انخرم أحدهما لا يكون لجرم القمر وجود في الأفق
الباحث الفلكي
د. خالد بن صالح الزعاق))
((الشايعي ل «الجزيرة»: الجمعة أول أيام شهر شوال فلكياً
بريدة - سلمان السلمان أعلن الباحث الفلكي محمد الروضان الشايعي أن يوم الجمعة القادم سيوافق أول أيام عيد الفطر المبارك الموافق 12 أكتوبر الحالي، وقال الشايعي في تصريح ل (الجزيرة) أنه وبتقدير الله تعالى ومشيئته في الساعة 11:10 من صباح يوم الخميس التاسع والعشرين من رمضان 1428ه يقع القمر في محاذاة الشمس على خط طول 54 درجة شرقاً جنوب دائرة الاستواء وفوق مياه المحيط الهندي، وعند غروب الشمس عن منطقة الرياض مساء الخميس يتأخر القمر عنها قرابة درجتين ونصف، ويقع جنوب مغيب الشمس بفارق خمس درجات عرضية تقريباً، حيث يمكث هلالاً في الأفق بعد غروب الشمس حوالي عشر دقائق، وتسهل رؤيته في حال الصحو وصفاء الجو، وعليه يكون يوم الجمعة هو عيد الفطر المبارك، والله أعلم. وأكد الشايعي في حديثه: أن هذه المعطيات الفلكية مهما كانت دقتها لا تكفي وحدها في إثبات دخول الشهر للصيام أو الفطر، بل لا بد من رؤية الهلال البصرية في الواقع سواء تمت هذه الرؤية بالعين المجردة أم بواسطة الأجهزة والمناظير المقربة، امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه). الحديث أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما. ومن يعترض على الرؤية الشرعية أخطأ وظلم نفسه. وفي الشكل توضيح لموقع الهلال التقريبي في الأفق الغربي لحظة غروب الشمس مساء الخميس 29 - 9 - 1428هـ.))
يا أهل الفلك أحد الباحثين هنا يجب أن يمنع من البحث في علوم الفلك!!
الفارق بينهما في مسألة الاقتران كبير وأخشى أن يكون صاحب التفاصيل يكثّرها ليقال عارف ويُصدّق!!
بانتظار العلم!
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[13 - 10 - 07, 11:15 ص]ـ
لكم أن تعجبوا ولمؤيدي الفلك أن يجيبونا ..
((يقول الزعاق:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/274)
والقول الفصل هو أن أول أيام العيد السبت 13/ 10/2007م ويولد هلاله صباح يوم الخميس 29/ 9/1428هـ في تمام الساعة 8 والدقيقة 1 وفي مساء ذلك اليوم سيحصل للقمر إجهاض أي أنه سيغيب قبل الشمس رغم ولادته وذلك بسبب تباطىء حركته في هذه اللحظة وميلانه جنوبا عن الشمس وعلى هذا الأساس سيكون الأفق خالي تماما من القمر في مساء يوم الخميس 29 رمضان أما يوم الجمعة 30 رمضان يمكث الهلال 25 دقيقة تقريبا ويشاهد بصعوبة بالعين المجردة وشكل الهلال منتصب ويقع جنوب مغيب الشمس ببعد زاوي عنها 18 درجة وعن الشمال 243درجة ونسبة الإضاءة على وجهه 1.90% ومما ينبغي التنبيه إليه أن من لوازم الرؤية الشرعية أن يتأخر غروب القمر عن غروب الشمس فلا رؤية لقمر غاب قبل الشمس أو غاب معها كما أن القمر حينئذ يكون نصفه المواجه للأرض معتما محاقا لا نور فيه والقمر لا يسمى هلال قبل ظهور قوس النور فيه والنور لا يتخلق في جرم القمر إلا بشروط عدة وهي:
1 - ولادة الهلال وهي لحظة انسلاخ الشهر القديم وبداية الشهر الجديد فلكيا
2 - مكث الهلال وهي المدة مابين غروب الشمس وغروب القمر أي فترة بقاء الهلال في الأفق الغربي بعد مغيب الشمس
3 - ظهور النور في جرم القمر وهذا لا يتحقق إلا إذا بلغ البعد الزاوي بين الشمس والقمر 7 درجات قوسية
4 - خروج القمر من حيز شعاع الشمس وهذا لا يتأتى إلا إذا كانت زاوية ارتفاع القمر عن الأفق الأقرب لا تقل عن 5 درجات قوسية
فإذا اجتمعت هذه الشروط يكون القمر مهيئا للمشاهدة بالعين المجردة
علما بأن ولادة الهلال الفلكية لا تعني رؤيته فربما يولد الهلال قبل مغيب الشمس ويغرب قبل الشمس كما سيحصل في هلال شوال ولهذا اشترط العلماء للهلال الشرعي شرطين أساسين لا يمكن التنازل عنهما هما الولادة والمكث فإذا انخرم أحدهما لا يكون لجرم القمر وجود في الأفق
الباحث الفلكي
د. خالد بن صالح الزعاق))
((الشايعي ل «الجزيرة»: الجمعة أول أيام شهر شوال فلكياً
بريدة - سلمان السلمان أعلن الباحث الفلكي محمد الروضان الشايعي أن يوم الجمعة القادم سيوافق أول أيام عيد الفطر المبارك الموافق 12 أكتوبر الحالي، وقال الشايعي في تصريح ل (الجزيرة) أنه وبتقدير الله تعالى ومشيئته في الساعة 11:10 من صباح يوم الخميس التاسع والعشرين من رمضان 1428ه يقع القمر في محاذاة الشمس على خط طول 54 درجة شرقاً جنوب دائرة الاستواء وفوق مياه المحيط الهندي، وعند غروب الشمس عن منطقة الرياض مساء الخميس يتأخر القمر عنها قرابة درجتين ونصف، ويقع جنوب مغيب الشمس بفارق خمس درجات عرضية تقريباً، حيث يمكث هلالاً في الأفق بعد غروب الشمس حوالي عشر دقائق، وتسهل رؤيته في حال الصحو وصفاء الجو، وعليه يكون يوم الجمعة هو عيد الفطر المبارك، والله أعلم. وأكد الشايعي في حديثه: أن هذه المعطيات الفلكية مهما كانت دقتها لا تكفي وحدها في إثبات دخول الشهر للصيام أو الفطر، بل لا بد من رؤية الهلال البصرية في الواقع سواء تمت هذه الرؤية بالعين المجردة أم بواسطة الأجهزة والمناظير المقربة، امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه). الحديث أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما. ومن يعترض على الرؤية الشرعية أخطأ وظلم نفسه. وفي الشكل توضيح لموقع الهلال التقريبي في الأفق الغربي لحظة غروب الشمس مساء الخميس 29 - 9 - 1428هـ.))
يا أهل الفلك أحد الباحثين هنا يجب أن يمنع من البحث في علوم الفلك!!
الفارق بينهما في مسألة الاقتران كبير وأخشى أن يكون صاحب التفاصيل يكثّرها ليقال عارف ويُصدّق!!
بانتظار العلم!
قد طال العجب حتى ما نجد له نفسًا ... واستطال الجهل حتى ما وجدنا له رادعًا.
المشروع الإسلامي Islamic Crescents’
لرصد الأهلة Observation Project
الإشارة: 05/ 2007/ب___ Ref.:______________
التاريخ: 08/ 10/2007م__ Date:______________
السادة إدارة موقع إسلام أون لاين المحترمون،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/275)
إدراكا منا بأهمية موقعكم على شبكة الإنترنت، ومعرفتنا لكم بتوخي الدقة بنقل المعلومات لعامة الناس، فإننا نرى من الواجب علينا لفت نظركم الكريم للملاحظة التالية، آملين أن يتسع صدركم لها، فبالرجوع لخبركم عن موعد عيد الفطر بعنوان "فلكيا .. العيد يبدأ السبت بمعظم الدول" على العنوان http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1190886160301&pagename=Zone-Arabic-News%2FNWALayout .
وما تبعه من خبر آخر على العنوان
http://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1190886174175&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout
فنود أن نشير إلى أن صياغتكم للخبر غير دقيقة ومربكة نوعا ما، فالجهات التي استندتم عليها –بما فيها مشروعنا- هي جهات فلكية وليست رسمية، وبالتالي لا يصح القول أن هذه الدول أعلنت أن بداية العيد ستكون في اليوم الفلاني في هذه الدول، فهذه الجهات لا تمثل الدول رسميا! وقد وردتنا هذه الملاحظة من أكثر من شخص، حيث قال أن الدولة الفلانية أعلنت أن اليوم الفلاني سيكون أول أيام العيد استنادا على صيغة خبركم، وذلك ملاحظ في تعليق بعض الزوار من الجزائر في خبركم الثاني.
أما الملاحظة الثانية وهي الأهم أن بعض الجهات الفلكية التي استندتم عليها عبارة عن أشخاص غير متخصصين بموضوع الأهلة، وبالتالي صرحوا بمعلومات فلكية خاطئة تماما، وأعني هنا ما قال به محمد الرضوان الشايعي من السعودية و ما قال به لوط بوناطيرو من الجزائر من أن العيد ينبغي أن يوافق يوم الجمعة، و للتوضيح فقد قدم لوط بوناطيرة ثلاثة أبحاث فلكية لمؤتمرنا الفلكي الذي انعقد في مدينة أبوظبي، ولقد قررت اللجنة العلمية بعد تحكيم أبحاثه رفض الأبحاث الثلاثة لعدم وجود المادة العلمية الصحيحة. وإنني أتحدث معكم بصفتي رئيس المشروع الإسلامي لرصد الأهلة الذي تأسس عام 1998م ويضم الآن ما يزيد على 350 عضو من حوالي 56 دولة، كما أنني رئيس لجنة رصد الأهلة والمواقيت في الجمعية الفلكية الأردنية، وعضو مؤسس في الإتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك وشغلت منصب نائب رئيس لجنة الأهلة والتقويم والمواقيت في الإتحاد لعدة سنوات.
إذا رغب موقعكم الكريم معرفة آراء الفلكيين من عدة دول فإننا على أتم استعداد لتزويدكم بمن هم أهل الإختصاص في تلك الدول، فعل سبيل المثال بالنسبة للسعودية يمكن الرجوع إلى:
1 - د. خالد بن صالح الزعاق: مدير مرصد بريدة.
2 - د. حسن باصرة رئيس قسم الفلك في جامعة الملك عبد العزيز
3 - د. علي شكري رئيس قسم الفيزياء في جامعة الملك فهد للبترول.
وبالنسبة للجزائر يمكن الرجوع للدكتور جمال ميموني أستاذ الفيزياء في جامعة قسطنطينة ورئيس جمعية الشعرى الفلكية، ونحن على استعداد لتقديم عناوينهم وعناوين غيرهم في الوطن العربي وخارجه.
وأما بالنسبة للشايعي الذي اعتمدتم ما يقوله، فيؤسفنا القول أن الشايعي يؤمن بالتالي:
1 - ينكر الشايعي كروية الأرض.
2 - ينكر الشايعي دوران الأرض حول نفسها.
3 - يعتقد الشايعي أن الشمس هي التي تدور حول الأرض.
أعتقد أنه من غير اللائق الإستشهاد بآراء أناس يملكون مثل هذه الإعتقادات في القرن الحادي والعشرين، لذا فإننا نأمل من حضرتكم تعديل الخبر الوارد في موقعكم، فما يقول به كل من لوط والشايعي مناف لأبسط القواعد الفلكية المتفق عليها عند أهل الإختصاص، وبالتالي نأمل من موقعكم عدم الترويج لاحتمالية كون الجمعة أول أيام عيد الفطر لكون ذلك خطأ جسيم، ونحن نتوقع حدوثه ونعمل على نشر الثقافة الصحيحة لتلافيه، ونأمل منكم المساعدة على ذلك، ولمعرفة المزيد عن آوائل الشهور الهجرية والمعلومات المتعلقة بشهر شوال ورؤية الهلال من مختلف دول العالم يمكن الرجوع لموقع المشروع على شبكة الإنترنت على العنوان: http://www.icoproject.org/
شاكرين لكم سعة صدركم، وتفضلوا بقبول فائق الإحترام والتقدير.
أخوكم
م. محمد شوكت عودة
_________________
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[13 - 10 - 07, 11:25 ص]ـ
لتدوين المعلومة فحسب:
راسلتُ الأستاذ خالد شوكت قبل بداية رمضان بيوم لأسأله عن سبب حثه على تحري هلال رمضان يوم الثلاثين من شعبان؟!
فأجاب بسرعة -على غير عادته- وذكر أن السبب:
- احتمال وقوع الخطأ في تحديد بداية شهر شعبان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/276)
- احتمال أن يكون شعبان قد بدأ متأخراً في بعض البلدان. اهـ.
وفقك الله وأحسن إليك.
وهذا من انصافه ... وتحريه للأسباب على مقتضى ما تمليه الأدلة الشرعية العلمية ... ولكن كثير ممن ينتسب لهذه الشريعة الغراء في زمننا هذا يفتقد مثل هذا النَفَس ... وقد كانوا أولى به لو فقهوا.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[13 - 10 - 07, 11:50 ص]ـ
لكم أن تعجبوا ولمؤيدي الفلك أن يجيبونا ..
((يقول الزعاق:
والقول الفصل هو أن أول أيام العيد السبت 13/ 10/2007م ويولد هلاله صباح يوم الخميس 29/ 9/1428هـ في تمام الساعة 8 والدقيقة 1 وفي مساء ذلك اليوم سيحصل للقمر إجهاض أي أنه سيغيب قبل الشمس رغم ولادته وذلك بسبب تباطىء حركته في هذه اللحظة وميلانه جنوبا عن الشمس وعلى هذا الأساس سيكون الأفق خالي تماما من القمر في مساء يوم الخميس 29 رمضان أما يوم الجمعة 30 رمضان يمكث الهلال 25 دقيقة تقريبا ويشاهد بصعوبة بالعين المجردة وشكل الهلال منتصب ويقع جنوب مغيب الشمس ببعد زاوي عنها 18 درجة وعن الشمال 243درجة ونسبة الإضاءة على وجهه 1.90% ومما ينبغي التنبيه إليه أن من لوازم الرؤية الشرعية أن يتأخر غروب القمر عن غروب الشمس فلا رؤية لقمر غاب قبل الشمس أو غاب معها كما أن القمر حينئذ يكون نصفه المواجه للأرض معتما محاقا لا نور فيه والقمر لا يسمى هلال قبل ظهور قوس النور فيه والنور لا يتخلق في جرم القمر إلا بشروط عدة وهي:
1 - ولادة الهلال وهي لحظة انسلاخ الشهر القديم وبداية الشهر الجديد فلكيا
2 - مكث الهلال وهي المدة مابين غروب الشمس وغروب القمر أي فترة بقاء الهلال في الأفق الغربي بعد مغيب الشمس
3 - ظهور النور في جرم القمر وهذا لا يتحقق إلا إذا بلغ البعد الزاوي بين الشمس والقمر 7 درجات قوسية
4 - خروج القمر من حيز شعاع الشمس وهذا لا يتأتى إلا إذا كانت زاوية ارتفاع القمر عن الأفق الأقرب لا تقل عن 5 درجات قوسية
فإذا اجتمعت هذه الشروط يكون القمر مهيئا للمشاهدة بالعين المجردة
علما بأن ولادة الهلال الفلكية لا تعني رؤيته فربما يولد الهلال قبل مغيب الشمس ويغرب قبل الشمس كما سيحصل في هلال شوال ولهذا اشترط العلماء للهلال الشرعي شرطين أساسين لا يمكن التنازل عنهما هما الولادة والمكث فإذا انخرم أحدهما لا يكون لجرم القمر وجود في الأفق
الباحث الفلكي
د. خالد بن صالح الزعاق))
((الشايعي ل «الجزيرة»: الجمعة أول أيام شهر شوال فلكياً
بريدة - سلمان السلمان أعلن الباحث الفلكي محمد الروضان الشايعي أن يوم الجمعة القادم سيوافق أول أيام عيد الفطر المبارك الموافق 12 أكتوبر الحالي، وقال الشايعي في تصريح ل (الجزيرة) أنه وبتقدير الله تعالى ومشيئته في الساعة 11:10 من صباح يوم الخميس التاسع والعشرين من رمضان 1428ه يقع القمر في محاذاة الشمس على خط طول 54 درجة شرقاً جنوب دائرة الاستواء وفوق مياه المحيط الهندي، وعند غروب الشمس عن منطقة الرياض مساء الخميس يتأخر القمر عنها قرابة درجتين ونصف، ويقع جنوب مغيب الشمس بفارق خمس درجات عرضية تقريباً، حيث يمكث هلالاً في الأفق بعد غروب الشمس حوالي عشر دقائق، وتسهل رؤيته في حال الصحو وصفاء الجو، وعليه يكون يوم الجمعة هو عيد الفطر المبارك، والله أعلم. وأكد الشايعي في حديثه: أن هذه المعطيات الفلكية مهما كانت دقتها لا تكفي وحدها في إثبات دخول الشهر للصيام أو الفطر، بل لا بد من رؤية الهلال البصرية في الواقع سواء تمت هذه الرؤية بالعين المجردة أم بواسطة الأجهزة والمناظير المقربة، امتثالاً لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه). الحديث أخرجه البخاري ومسلم وغيرهما عن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما. ومن يعترض على الرؤية الشرعية أخطأ وظلم نفسه. وفي الشكل توضيح لموقع الهلال التقريبي في الأفق الغربي لحظة غروب الشمس مساء الخميس 29 - 9 - 1428هـ.))
يا أهل الفلك أحد الباحثين هنا يجب أن يمنع من البحث في علوم الفلك!!
الفارق بينهما في مسألة الاقتران كبير وأخشى أن يكون صاحب التفاصيل يكثّرها ليقال عارف ويُصدّق!!
بانتظار العلم!
مَضَى عَجَبي مِن كُلِّ شَيءٍ رَأَيتُهُ - - - وَبانَت لِعَينَيَّ الأُمورُ اللَوابِسُ
http://www.alriyadh.com/2006/10/20/article195578_s.html
ـ[سليمان رمضان مامي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 12:06 م]ـ
المسألة محسومة بنصوص الأحاديث الصحيحة، التي لا جدال بعدها لظهور لفظها، خاصة إذا علمنا أن علم الفلك معروف على عهد الرسول صلى الله عليه و سلم و أن العرب منذ العصر الجاهلي رصدوا حركة القمر و وضعوا لها حسابات دقيقة لا تختلف عما عليه اليوم إلا بشيء يسير، و مع هذا لن تجد نصا و لو ضعيفا يعزى إلى الرسول صلى الله عليه و سلم ينص على اعتماد الفلك، أما أخذ بعض دور الفتوى بالبلاد الاسلامية به فلا يقوم دليلا لأن الحجة عليهم لا بهم، و لا نعجب من قولهم لأن كثيرا منهم لا يعدو كونه تابعا سياسيا، و العبادات جعل لها الشرع مواقيت و حدد علامات مواقيتها فلا يجوز العدول عن ذلك، و لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، و لا فرق بين من خالف ميقات الفطر أو الصوم طاعة لغيره و بين من خالف ميقات الصلات أو الحج تقديما أو تأخيرا. أخيرا أجيب الأخ السائل بسؤال لعله يرجع الحق إلى نصابه: لماذا جميع دول العالم الإسلامي تتوافق في الحج و يطرح كل مخالف خلافه و يعدل عن عناده، و يرجع إلى حساب الشهر وفق ما ثبت بالرؤية فيقفون على عرفة في يوم واحد؟ أتجد فرقا بين عبادة الصوم و عبادة الحج في ثبوت دخول الشهر؟ سبحان الله ماهي إلا مكابرة المعاندين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/277)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[13 - 10 - 07, 12:58 م]ـ
عجيب والله
5 او 6 اشخاص او ربما اكثر في السعودية كلهم أخطأوا ورأوا كوكبا بدل الهلال
وعلماء الفلك اصابوا!
لماذا لا تقولون بأن علماء الفلك ربما أخطأوا؟؟
أم انهم معصومون؟
ثم أن بعض الدول افطرت يوم الجمع على حساباتهم الفلكية
يعني يرون انه يمكن رؤيتها يوم الخميس
أفلا نأخذ قولهم بدل قول الذين يرون انه لا يمكن رؤيته يوم الخميس؟
فالأول وافق رؤية الأشخاص الثقات الذين رأوها في السعودية
ثم نُحسن الظن بالحسابات ونُسيء الظن بمن رأوا الهلال بأعينهم وهم ليسوا عوام جهال ليست لديهم خبرة
بل منهم الخبير الثقة المعروف بقوة بصره
ـ[المقرئ]ــــــــ[13 - 10 - 07, 02:01 م]ـ
فعل سبيل المثال بالنسبة للسعودية يمكن الرجوع إلى:
[ COLOR=red]1- د. خالد بن صالح الزعاق: مدير مرصد بريدة.
أخوكم
م. محمد شوكت عودة
_________________
أبى الله إلا أن يظهر ما في القلب
يا م محمد عودة الآن أصبح الزعاق متخصصا لما وافق هواكم
تضحكون علينا أم على أنفسكم
صورة واضحة لإعمال الهوى
ـ[بنية الإسلام]ــــــــ[13 - 10 - 07, 08:14 م]ـ
للأسف!!!
مازلنا كل عام نثير نفس الجدال بلا طائل!!!
تذكروا جزاء من ترك المراء ولو كان محقاًً
كفى تفرقاً بارك الله فيكم
ـ[الأزهري السلفي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 08:26 م]ـ
من باب العلم بالشيء فقط، يقول الشيخ ياسر برهامي حفظه الله تعالى بوجوب اتباع الصيام والفطر لكل قُطر على حدة ولا يُعمل بوحدة المطالع، وقد أخبرني - مشافهة - أنه يُمهل أيَ إنسان أن يأتي بما يخالف هذا القول من الشرع، سواء من كتاب أو سنة.
اللهم رحماك!
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - 10 - 07, 12:57 ص]ـ
بانتظار إجابة الأخ (الفهم الصحيح) على مشاركتي رقم 22:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=680598&postcount=22
ـ[عبدالله القاضى]ــــــــ[14 - 10 - 07, 02:06 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هدانا الله وإياكم إلي مايحب وويرضي إلي أخي صاحب الموضوع وإلي كل من شارك فى هذا الموضوع اوجة له رسالتي
أنه ينبغي أن لا نشغل انفسنا بتلك الأمور لأنها من أهل الإختصاص وأهل الإختصاص هم ولاة الأمور فى بلدك فعليك بالسمع والطاعة
وفي حديث حذيفة بن اليمان فى الصحيحين يقول صلي الله علية وسلم ((يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنون بسنتي، وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين، في جثمان إنس، قال قلت: كيف أصنع يا رسول الله إن أدركت ذلك؟ قال: تسمع وتطيع، وإن ضرب ظهرك وأخذ مالك فاسمع وأطع))
ويقول صلي الله علية وسلم: ((ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل فارق الجماعة وعصى إمامه ومات عاصيا ... )) حديث صحيح رواه ابن أبي عاصم وابن حبان والحاكم.
وافتي مفتي المملكة عبدالعزيز آل الشيخ بإن الصيام الصحيح هو الصيام مع المملكة وقال فى نهاية الفتوي ولكن يجب على الجميع طاعة ولي الأمر فى الصيام الذي يحدده له وأن يطيعة وإن أخطئ.
فبارك الله فيكم هذه مسألة يطول فيها الشرح والتوضيح فأرجوا من الجميع عدم التطرق فى الأمور التي ليس هو فيها من أهل التخصص وندع الأمر لولاة الأمور وبارك الله فيكم.
ـ[أبو محمد الفرحي]ــــــــ[14 - 10 - 07, 04:04 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
يبقى السؤال هل الرؤية الشرعية تطبق سائر العام أم أن غروب القمر بعد غروب الشمس هو المعتمد لباقي الأشهر الهجرية؟ حسب علمي أن هذا الإعتبار الأخير هو المعتمد في تقويم أم القرى وهذا الذي يسبب الاختلاف بين السعودية من جهة وبين دول أخرى تعتمد الرؤية الشرعية كالمغرب وباكستان. يعلم الله أن هذا يحزننا كثيرا ولاحول ولا قوة إلا بالله.
كنت طرحت هذا السؤال حول اختلاف التقويم القمري بين دول تعتمد الرؤية لكنه ضاع في غمرة الجدال المزمن بين الذين يرون الحساب والذين لايرونه.
في اعتقادي هناك خلل في الطريقة المتبعة في الدول التي تقول أنها تعتمد الرؤية الشرعية فمثلا اعتماد قاعدة غروب القمر بعد الشمس لتحديد بداية الأشهر القمرية قبل رمضان قد يدخلنا في رمضان دون رؤية الهلال لا في التاسع والعشرين من شعبان ولا في الثلاثين منه.
وهناك أمر آخر أود أن أثيره وهو الاستعانة بالتلسكوب:
في عام 1426هـ تابعت البرنامج الذي قدمه الأخ فهد السنيدي في قناة المجد حول ترائي هلال رمضان حيث خرج مع اللجنة الرسمية وشرح له المسؤول التقني طريقة العمل حيث كان هناك تلسكوب مرتبط بالحاسوب وموجه بدقة وكانت مدة المراقبة قصيرة ولم ير من ذلك الموقع لكن أعلن بعدها أن الهلال قد رؤي من مرصد آخر.
كان ذلك يوم اثنين وكان حدث كسوف بالنهار أي أن القمر لايزال متسقا مع الشمس والوقت لايزال مبكرا لرؤية الهلال.
السؤال: هل ضروري الاستعانة بالتلسكوب والمراقبة في وقت جد مبكر حيث هامش الخطأ كبير والرؤية لاتتأتى بسهولة لكل المراقبين مما سيؤدي إلى نتائج مختلفة. هل الغرض هو إحراز السبق وتحطيم الأرقام القياسية ألا يسعنا ما وسع الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والصحابة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - حيث كانوا يراقبون بالعين المجردة ولا يجدون ضيرا إذا رؤي الهلال وهو كبير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/278)
ـ[الجعفري]ــــــــ[14 - 10 - 07, 08:54 ص]ـ
أحسب والله أعلم أن الكلام والبحث من قبل الفلكيين في إثبات الشهر والصوم والعيد من الحساب الفلكي والنظريات من التكلف الذي نهينا عنه
" وما أنا من المتكلفين"
لقد حسم الأمر شرعياً بأتم صورة وأوضح بيان.
ثم ما الفائدة من قول بعضهم لايمكن رؤية الهلال وولادة الهلال ونحو ذلك .. هل سنترك الشرع لكلام هؤلاء؟
هل لن نتراءى الهلال تصديقاً لهم ونقول كفونا المؤنة؟!
إنه عجب لا ينقضي!
كم كنت أتمنى أن يكون شهر رمضان ثلاثين يوماً! لكن كانت أمنيتي أكثر أن يكذب الله قول هؤلاء وفعلاً هذا ما حصل والحمد لله.
ينبغي عدم التسرع ونقل تخرصات الفلكيين والأمر مقطوع من الشرع " يا أيها الذين لا تقدموا بين يدي الله ورسوله"
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[14 - 10 - 07, 10:43 ص]ـ
بانتظار إجابة الأخ (الفهم الصحيح) على مشاركتي رقم 22:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=680598&postcount=22
وفقك الله وأحسن إليك.
المسألة لها مدة قد أخذت في الجنوح إلى مسارات مختلفة تماما عن الدرب العلمي الذي ينبغي أن تسير فيه وعليه ... ولذلك ربما أوثر السكوت أحيانا حتى تنجلي عواصف الجهل ... وتختفي نُذر الهوى خفيه وجليه الذي يعصف بالنفوس، ويحملها قسرًا على مجانبة طريق العلم، وسبيل الرشاد ... وربما حمّلها أكبر من ذلك.
والكلام في هذا الأمر يحتاج إلى وقفات ووقفات ... وتأملات تتبعها ايضاحات وتفسيرات ... وقد فعل كثير من إخواننا ذلك من قبل ... سواءًا منهم المؤيد لعلم الفلك المنادي بوجوب مراعاته، وعدم اهمال أقوال أهله المتحققين به ... أو إخواننا المطرحين لهذا العلم ونتائجه، المنادين بعدم اعتباره أسوة بكثير من فقهائنا الأجلاء الأقدمين المصرحين بأن الشرع الحنيف ألغى مسألة اعتبار الحساب أصلا ... لا عن قلىً له عند كثير منهم ... وإن كان بعضهم - قدماء ومعاصرين - يكاد يصرح بازدارء هذا العلم، ووجوب مجافاته ظنًا منه أنه تخرص و تخمين ... أو أنه تنجيم وكهانة ...
ولا يحتاج إلى اتهامات وتخرصات ... من مثل تخرصات ذلك المسكين الذي جعل من بحث هذا الأمر أو حتى الدعوة إلى مراعاة أقوال علماء الهيئة والفلك = دعوة للعلمانية بزعمه ... أو دعوة إلى التنجيم كما يظن ويتخرص جهلاً ... أو على أقل تقدير حماسا في غير موضعه ... وقد سبق أن بينتُ لأمثاله أن العلمانيين لا يريدون منا صومًا أصلا ... فكيف يبحثون عما يصحح صومنا، ويسعون في الإتيان به في الوقت الصحيح الذي شرعه الله فيه ...
وهنا وقفتان أذكرهما سراعًا قبل أن أنقل لك جواب سؤالك الذي ما فتئت أتعجب منه وله.
الأولى: أن مسار المسألة قد أضحى منذ مدة صراعًا شخصيًا بين طوائف من الناس ... منهم بعض الفلكيين الجهلة بعلم الأدب قبل علوم الفضاء ... أو من غلب عليه الجانب العلمي المادي المحض، وكان علمانيا في تفكيره، وقصده احراج الإسلاميين ... فهؤلاء يردون شهادة الشهود أو يشككون فيها حتى وإن كان الهلال في الإفق وله مكث معقول ... الخ
وقابلهم جماعة من طلبة العلم الشرعي ... استندوا إلى شهادات من رائين فأخذوا بها - بل راحوا يتلمسونها من كل من هب ودب - غير مراعين لكثير من الاعتبارات الشرعية والعلمية الفلكية ... ومحركهم في هذا على ما يبدو النكاية في الطائفة السابقة ... ومحاولة اظهار نتائجهم وبحوثهم بمظهر التخمين والتخريص ... وقد أفضى الحال ببعض هؤلاء إلى التفوه بكلمات تقف أمامها حائرًا مشدوها مستعجبًا صدروها من طالب ينتسب إلى أي علم ... وهو يظن في كل ذلك أنه منتصر للسنة وأهلها ... ونعم القصد قصده ... ولكن الطريق غير الطريق ... والحق أحق أن يتبع.
وهناك طائفة الشيعة الشنيعة قبحهم الله ... فقد طال شررهم هذه المدة ... ووجدوا في الكلام عن هذا الأمر مرتعًا خصبًا يسفهون عن طريقه أهل السنة والجماعة الغر المامين، ويستخفون بحلومهم وفهومهم ... ... متنفسٌ بدا لهم يجدون فيه ملجأً من مطارق الحجج السنية التي كسرت رؤوسهم، وأدحضت شبههم في مسائل الإعتقاد والإمامة وغيرها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/279)
المسألة الثانية - وهي أهم -: أني رأيت كثيرًا من الفلكيين المنصفين لا ينكرون أن تكون الرؤية البصرية طريقًا لاحبًا في معرفة ثبوت الشهر القمري، كيف ذلك وكثير من بحوثهم في هذا الشأن تقوم على الرصد بالبصر، والتتبع للأفلاك بالعين المجردة ... والمكبرات الحديثة ... وليس على النظريات العقلية المحضة ... لا يا إخواننا الفلكيون المنصفون العلماء منهم بهذا الشأن يبحثون فيما يصحح الرؤية البصرية ... ويرشدها إلى تحقيق الأمر الشرعي بأخصر طريق وأحسنه ... الفلكيون المسلمون لا ينادون أبدًا بإلغاء جنس الرؤية البصرية ... ولا يقولون إنها ليست وسيلة لتحصيل السبب الشرعي ... إنما غاية أمرهم أن يقولوا: إن الرؤية الفلانية المحددة باليوم والشهر الفلاني فيها خطأ أو وهم ... أو التبس أمر الهلال فيها عند بعض الرائين بغيره ... الخ ولهم في هذا المجال دراسات علمية وبيئية من خلال الواقع لا يستطيع من احترم العلم وأهله أن يغض طرفه عنها ... بل لهم في مجال الوصول إلى تحقيق مسألة " إمكانية الرؤية " أو " الرؤية الأولى للهلال " بحوث راقية ... ونظريات قديمة وحديثة يطرب لها المسلم الحصيف المتأمل في آيات الله وبديع صنعه في كونه ... ويعجب للعقل البشري الذي أودعه الله في الإنسان فهداه لهذا كله ... قد راعوا في بحوثهم تلك أمورًا أدق ما يأمله المرء غير المتخصص في هذا الشأن ... ولكن - و آه مما بعد لكن - أبت قدرة الله إلا إعجازهم إلى اليوم ... فلا أحد منهم يزعم أنه توصل لنظر سواء ... أو رأي قاطع يقيني فيها ... بل هو الاجتهاد والبحث والتدقيق إلى ساعتنا هذه ... ولهذا شأن آخر ... وحديث آخر ربما يفهمه بعض إخواننا على غير وجهه فيرشقنا بالتناقض ... ويأخذه ذريعة للنقض على العالمين بهذا الشأن ... وما هو بنافعه شيئا لو تبصر ... وفي كلام شيخ الإسلام تلميح لما أردت تأخير إبدائه ... وجلّ بحث الشيخ - رحمه الله - حول هذه النقطة تحديدًا ... وقد أبدع وأنصف وسبق زمانه - كعادته - ولكن من لا يتأمل في كلامه يذهب به أبعد مما أراده - رحمه الله - فيتسرع فيعيب ما لم يحط به خبرًا ... وكذلك يحصل للأديان - وليس من دين غير الإسلام - و للعلوم إذا تكلم في شأنها من لا يحسن.
أرجو أن يكون هذا الأمر على ذكر من إخواننا ... وأن يتفهموه جيدًا ... فإهماله أحد أسباب اللبس الكبرى في هذا الأمر.
وهنا جواب ما تسأل عنه وفقك الله:
http://www.eda2at.net/vb/showpost.php?p=78610&postcount=1
ومثله هنا:
http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=43&issue=10129&article=379049
و غيره هنا:
ttp://www.nooran.org/O/25/25-16.htm (http://www.nooran.org/O/25/25-16.htm)
ملحوظتان صغيرتان: كلامي السابق كله - ما عدا إشارة واحدة - متنزل على غير معين ... فليتفهم إخواننا ذلك وفقهم الله ... ولست في حاجة إلى أن أقسم على ذلك .. وإن احتمل المقام هذا.
الثانية: أني لست هنا معنيًا بالتشكيك في رؤية أحد ... ولا في رؤية بلد معين ... ولا في طريقة بلد معين اختارها في إثبات دخول الشهر ... إنما البحث على اطلاقه ... وكم كنت أتمنى أن يكون كلامنا تحت غير هذا العنوان.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[14 - 10 - 07, 03:06 م]ـ
جزاكم الله أخي الفاضل خيرا كثيرا على هذا الرد الجميل.
قرأت ما أشرت إليه من الصفحات والحمد لله.
لكن الأسئلة لم تزل باقية لا إجابة لها - بل تزيد كثرة. من أهمها:
بأي معيار حدد الفلكيون موعد المحاق - الولادة - وموعد غروب الشمس والقمر؟
إن كان الجواب "بحكم القياس على ما سبق رصده" أو "بحساب الحاسوب بناء على الأرقام المسجلة في الجداول المعيارية"، فهذا ينقضه ما قلت سابقا إن الله تعالى لم يجعل لمسير الأرض والقمر عادة مطردة بحيث لا يتخلف عنها ألبتة - فضلا أن تطرد سنين أو مئات سنين بلا خلف كما ظهر من كلام المهندس عودة. وإن كان الجواب غير ذلك، فنرجو منكم التوضيح مفصلا. . .!
ثم إننا وجدنا تصويرا واقعيا لهلال الشوال هذه السنة ممن رصده وشاهده بالمرقب:
http://www.icoproject.org/icop/shw28_aram.jpg
أفلا يكون هذا التصوير تسجيلا بينا لوقوع الخطإ من تلك الحسابات القياسية؟
ومعلوم أن المشاهدة أقوى من الحدس والتوقع والقياس والتعديل، بل هي الأصل له.
ولا يقال إن ذلك الهلال المصور المرصود "وهْم" أو "انعكاس في الأفق"، فإن قرنيه متجهان إلى جهة معاكسة لجهة القرنين له مساء اليوم السابق كما هو الواضح في الصورة التالي:
http://www.icoproject.org/icop/ram28w_aram.jpg
فهل من حلّ فلكي لهذا الإشكال. . .؟
أم أن الرؤية رؤية والمشاهدة شهادة؟
ـ[ياسر السيلي]ــــــــ[14 - 10 - 07, 04:25 م]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاقدروا له)
ما أيسر هذا! الحمد لله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/280)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[14 - 10 - 07, 05:32 م]ـ
وإياك أخي الفاضل ... ونفع بك ووفقك لكل خير.
... ...
قرأت ما أشرت إليه من الصفحات والحمد لله.
لكن الأسئلة لم تزل باقية لا إجابة لها - بل تزيد كثرة. من أهمها:
بأي معيار حدد الفلكيون موعد المحاق - الولادة - وموعد غروب الشمس والقمر؟
إن كان الجواب "بحكم القياس على ما سبق رصده" أو "بحساب الحاسوب بناء على الأرقام المسجلة في الجداول المعيارية"، فهذا ينقضه ما قلت سابقا إن الله تعالى لم يجعل لمسير الأرض والقمر عادة مطردة بحيث لا يتخلف عنها ألبتة - فضلا أن تطرد سنين أو مئات سنين بلا خلف كما ظهر من كلام المهندس عودة. وإن كان الجواب غير ذلك، فنرجو منكم التوضيح مفصلا. . .!
التوضيح والبيان ودفع الإشكالات الواردة - أخي الفاضل - كل ذلك يحتاج عالما متخصصا في هذا الشأن ... وأين أنا من ذلك؟!! فعليك بالدكتور محمد إلياس هناك بماليزيا بجواركم إن كان من الأحياء اليوم ... أو الدكتور خالد شوكت .. أو الدكتور محمد عودة ... أو الدكتور شلتوت ... الخ من عرفوا بالبحث في مثل هذه المسائل ... وما أظن جوابها إلا يسيرًا عليهم.
ولعلي - إن شاء الله - آتيك ببعض الروابط المفيدة في مثل هذا من مبادئ علم الهيئة.
أما قولك رعاك الله:
... ...
... ... فهذا ينقضه ما قلت سابقا إن الله تعالى لم يجعل لمسير الأرض والقمر عادة مطردة بحيث لا يتخلف عنها ألبتة - فضلا أن تطرد سنين أو مئات سنين بلا خلف ...
فقد كنتُ أعجب له ... وأستغرب صدوره منك حفظك الله ... وقد ألمح إليه غيرك من بعض إخواننا الأكارم ... وأنا لا أريد أن أرد عليه بطريقة علماء الفلك وأقوالهم ... بل بطريق شرعي ... فمعلوم أن حركة النيرين وعلاقتها بالأرض جعلها الله سببًا لمعرفة أوقات عبادات عظيمة في دين الإسلام ... وأهل العلم على أن السبب من شروطه أن يكون مطردًا معلومًا ... إذا لم يكن كذلك فلا يصلح أن يكون سببًا ... وبناءًا على هذا الاطراد حسُن جعل تقاويم ثابتة لمواقيت الصلاة على مدار عشرات السنين بدون مراجعتها أو تغييرها ... ولعلك إذا غادرت أرضك وفي يدك ساعة العصر أو الفجر ... ثم أردت معرفة وقت الصلاة حيث نزلت ... فلا تحتاج لسؤال أحد ... ما هي إلا بضعة أزرار تضغط عليها فيظهر لك وقت الصلاة المكتوبة حيثما كنت على وجه البسيطة ...
وفي غير ما آية من كلام الله العزيز تجد ردّ مثل هذا القول صريحًا فتدبر فيه تجد مصداق ما قال أهل الهئية وفقك الله.
ثم إننا وجدنا تصويرا واقعيا لهلال الشوال هذه السنة ممن رصده وشاهده بالمرقب:
http://www.icoproject.org/icop/shw28_aram.jpg
أفلا يكون هذا التصوير تسجيلا بينا لوقوع الخطإ من تلك الحسابات القياسية؟
ومعلوم أن المشاهدة أقوى من الحدس والتوقع والقياس والتعديل، بل هي الأصل له.
ولا يقال إن ذلك الهلال المصور المرصود "وهْم" أو "انعكاس في الأفق"، فإن قرنيه متجهان إلى جهة معاكسة لجهة القرنين له مساء اليوم السابق كما هو الواضح في الصورة التالي:
http://www.icoproject.org/icop/ram28w_aram.jpg
فهل من حلّ فلكي لهذا الإشكال. . .؟
أم أن الرؤية رؤية والمشاهدة شهادة؟
نحتاج - رضي الله عنك - أن نعرف وقت هذه الصورة ومكانها لو تكرمت ... فلم أهتد لهما لجلهي بلغة العجم عافاك الله من جهل الجاهلين.
ملحوظة: ربما حجب المشرف قريبا هذا المنتدى وما فيه جملة ... فما أراه إلا مؤقتًا بالعيد.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[15 - 10 - 07, 05:59 ص]ـ
أخي الغالي الفهم الصحيح. . . وفقك الله للحكمة والسداد؛
التوضيح والبيان ودفع الإشكالات الواردة - أخي الفاضل - كل ذلك يحتاج عالما متخصصا في هذا الشأن ... وأين أنا من ذلك؟!! فعليك بالدكتور محمد إلياس هناك بماليزيا بجواركم إن كان من الأحياء اليوم ... أو الدكتور خالد شوكت .. أو الدكتور محمد عودة ... أو الدكتور شلتوت ... الخ من عرفوا بالبحث في مثل هذه المسائل ... وما أظن جوابها إلا يسيرًا عليهم.
ولعلي - إن شاء الله - آتيك ببعض الروابط المفيدة في مثل هذا من مبادئ علم الهيئة.
أنتظر تلك الروابط - بارك الله فيك، وأرجو أن لا تضع إلا ما فيه إرواء وشفاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/281)
فعهدي بالفلك قديم، وحتى الآن لم أجد في حسابابات القوم غير الاعتماد على القياس والتعديل. وأحسب أن هذا الأمر هو عين ما أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى انتقاده.
أما قولك رعاك الله:
(فهذا ينقضه ما قلت سابقا إن الله تعالى لم يجعل لمسير الأرض والقمر عادة مطردة بحيث لا يتخلف عنها ألبتة - فضلا أن تطرد سنين أو مئات سنين بلا خلف)
[ right] فقد كنتُ أعجب له ... وأستغرب صدوره منك حفظك الله ... وقد ألمح إليه غيرك من بعض إخواننا الأكارم ... وأنا لا أريد أن أرد عليه بطريقة علماء الفلك وأقوالهم ... بل بطريق شرعي ... فمعلوم أن حركة النيرين وعلاقتها بالأرض جعلها الله سببًا لمعرفة أوقات عبادات عظيمة في دين الإسلام ... وأهل العلم على أن السبب من شروطه أن يكون مطردًا معلومًا ... إذا لم يكن كذلك فلا يصلح أن يكون سببًا ... وبناءًا على هذا الاطراد حسُن جعل تقاويم ثابتة لمواقيت الصلاة على مدار عشرات السنين بدون مراجعتها أو تغييرها ... ولعلك إذا غادرت أرضك وفي يدك ساعة العصر أو الفجر ... ثم أردت معرفة وقت الصلاة حيث نزلت ... فلا تحتاج لسؤال أحد ... ما هي إلا بضعة أزرار تضغط عليها فيظهر لك وقت الصلاة المكتوبة حيثما كنت على وجه البسيطة ...
وفي غير ما آية من كلام الله العزيز تجد ردّ مثل هذا القول صريحًا فتدبر فيه تجد مصداق ما قال أهل الهئية وفقك الله.
أرى أن عجبك يا أخي ناشئ من أنك تفهم من كلامي غير ما أريد.
فأنا لا أناقش في أن طلوع الفجر أو غياب الشمس سبب أو شرط لدخول وقت الصلاة،
كما أنني لا أناقش أن اجتماع القمر والشمس والأرض في خط مستقيم يسبّب الكسوف أو الخسوف، ولا أناقش كذلك أن للقمر منازل وأطوار منظمة من الولادة والإهلال والتربيع والأحدب والإبدار لكل شهر من شهوره، ولا حتى أناقش في أن مدة دورانه الكامل حول الأرض لن يخرج مما بين 29 يوما إلى 30 يوما.
لكنني أتحدث عن مسير القمر بالذات من حيث سرعته واستطالته على وجه الدقة.
فإن الذي عرفناه من هذا الأمر - قديما وحديثا - أنه لا ينضبط بضوابط دقيقة متكررة مطردة.
فهو في دورانه - وإن كان له عادة غالبة - فقد يميل إلى الفوق أو التحت، وقد يسرع أو قد يبطيء في بعض الأحيان. وليس بوسع أحد أن يقطع بشيء من ذلك على وجه اليقين - إلا توقعا تقريبيا. وقد يؤثر فيه كذلك أمور جانبية من امتداد جرم الأرض وما يحدث في بطنها. والله أعلم.
قال شيخ الإسلام رحمه الله: (وهؤلاء يحسبون مسيره فى ذلك الشهر ولياليه وليس لاحد منهم طريقة منضبطة اصلا بل اية طريقة سلكوها فان الخطأ واقع فيها). وقال: (فان الله سبحانه لم يجعل لمطلع الهلال حسابا مستقيما بل لا يمكن ان يكون الى رؤيته طريق مطرد الا الرؤية. وقد سلكوا طرقا كما سلك الاولون منهم من لم يضبطوا سيره الا بالتعديل الذى يتفق الحساب على انه غير مطرد وانما هو تقريب). وقال: (وسبب ذلك أنهم ضبطوا بالحساب ما لا يعلم بالحساب فأخطأوا طريق الصواب). وقال: (فاعلم ان المحققين من اهل الحساب كلهم متفقون على انه لا يمكن ضبط الرؤية بحساب بحيث يحكم بانه يرى لا محالة او لا يرى البتة على وجه مطرد وانما قد يتفق ذلك او لا في بعض الاوقات).
وهذا الأمر ينطبق أيضا على مسألة وقوت الصلاة - بل أشد. قال شيخ الإسلام رحمه الله: (كما تكلمت على حد اليوم أيضا وبينت انه لا ينضبط بالحساب لأن اليوم يظهر بسبب الأبخرة المتصاعدة، فمن أراد ان يأخذ حصة العشاء من حصة الفجر إنما يصح كلامه لو كان الموجب لظهور النور وخفائه مجرد محاذاة الأفق التى تعلم بالحساب. فأما إذا كان للأبخرة فى ذلك تأثير والبخار يكون فى الشتاء والارض الرطبة اكثر مما يكون فى الصيف والأرض اليابسة وكان ذلك لا ينضبط بالحساب فسدت طريقة القياس الحسابى).
فجداول أوقات الصلوات لا اعتماد عليه - لولا أن في المسأله شىء من السعة. فإن أحاديث وقوت الصلاة ليس فيها نهي عن الاعتماد على الحساب والقياس - بخلاف قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في أمر الهلال: "إنا أمة أمية لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا وهكذا ". ففي كتاب عمر رضي الله عنه إلى بعض عماله: (والعصر والشمس مرتفعة بيضاء نقية قدر ما يسير الراكب فرسخين أو ثلاثة قبل غروب الشمس)، وفي كتابه إلى أبي موسى الأشعري رضي الله عنهما خاضة: (والعشر والشمس بيضاء نقية قبل أن تدخلها صفرة). فالأمر فيه تقريب مما يدل على السعة لا التكلف ولا التشدق. وقد كان بعضهم صلوا المغرب مع الغيم مقدرين غروب الشمس، فإذا وجدوا أنها لم يغب بعد ولا يجب عليهم قضاءه. ومثله أمر الفجر، فإن الذي في القرأن: (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر). فإن لم يتبين لهم ذلك فلا جناح عليهم في استمرار الأكل والشرب وإن وجدوا بعد ذلك أن الأمر خلاف ما زعموا. والله أعلم.
نحتاج - رضي الله عنك - أن نعرف وقت هذه الصورة ومكانها لو تكرمت ... فلم أهتد لهما لجلهي بلغة العجم عافاك الله من جهل الجاهلين.
ملحوظة: ربما حجب المشرف قريبا هذا المنتدى وما فيه جملة ... فما أراه إلا مؤقتًا بالعيد.
الصورتين من موقع (مشروع الإسلامي لرصد الأهلة / ICOP ) . فالصورة الأولى أخذه زاهد عرام أحد أعضاء للمشروع، وهي مأخوذة من إيران، وقد رأها 5 أشخاص بالمرقب في الساعة 17:02، وقد غربت الشمس في الساعة 16:55 مساءً. وأما الصورة الثانية فهي هلال آخر رمضان مرئي بالبصر المجرد مساء يوم الأربعاء 10 أكتوبر 2007 ميلادية.
وقد يقال إن الذي يراه الناس والتلسكوب ليلة الجمعة هو (هلال المشتري). قلنا: فليكن ذلك! وأين في النصوص إلغاء مثل هذا الخطأ؟
نأمل إثراء الموضوع بالمباحث العلمية والشرعية من كل من له إلمام بذاك. فلنتجنب هنا مراء وهراء، فإن الروح العلمية الصادقة عزيز هذه الأزمان.
والله الموفق للسداد. . . والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/282)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[15 - 10 - 07, 04:36 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
سددك الله ونفع بك أخي الكريم.
الصورتين من موقع (مشروع الإسلامي لرصد الأهلة / ICOP ) . فالصورة الأولى أخذه زاهد عرام أحد أعضاء للمشروع، وهي مأخوذة من إيران، وقد رأها 5 أشخاص بالمرقب في الساعة 17:02، وقد غربت الشمس في الساعة 16:55 مساءً. .
لم تذكر التاريخ - رعاك الله - بالنسبة للصورة الأولى ... ولكن انظر هنا فقد ذكره أخونا أبو لقمان:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=681507&postcount=46
وإذا صح ذلك - وما أراه إلا صحيحًا إن شاء الله - فليس بحثنا فيه ... وأريدك أن تتأمل وجميع من يقف على هذه الصورة ... إذا كان حال الهلال ليلة السبت على ما ترون ... فكيف هو ليلة الجمعة ... بل أين كان ليلة الجمعة أصلا؟!!!
وأما الصورة الثانية فهي هلال آخر رمضان مرئي بالبصر المجرد مساء يوم الأربعاء 10 أكتوبر 2007 ميلادية ... .
أما هذه فأريدك أن تراجع الموطن الذي نقلتَها منه ... فما أراك إلا واهمًا - أخي العزيز - ولعلك أردت أن تكتب صباح يوم الأربعاء ... فسبقت أصابعك لمساء يوم الأربعاء ...
وسأعلق على باقي كلامك بعد حين إن شاء الله ... فاعذرني متفضلا.
ـ[رضا أحمد صمدي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 05:50 م]ـ
تسجيل متابعة ...
الفاضل نضال مشهود .. الصورتان ليستا لهلال ليلة الجمعة ...
الفاضل الفهم الصحيح: سؤال الفاضل نضال مشهود وجيه ولم يلق جوابا أو اهتماما بتوضيحه
(لو افترضنا أنه أو أنني لا نفهم في الفلك) وهو قوله:
بأي معيار حدد الفلكيون موعد المحاق - الولادة - وموعد غروب الشمس والقمر؟
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[15 - 10 - 07, 10:32 م]ـ
الحمد لله جزى الله إخواننا خير الجزاء
القول قول شيخنا الفقيه-مع احترامي البالغ لسادتنا المشايخ- من أن متابعة الشرع أولى من الإحتكام لغيره و إن أقر غيره أنه خطأ
وذلك كما لو شهد ثلاثة من أهل بدر على زنا فلانة ولم يكن لهم رابع لوجب علينا حدهم مع أن العقل و الطبع لا يشك في صدق أمثال هؤلاء لكن الشرع سماهم كاذبين
و الله أعلم
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[16 - 10 - 07, 10:52 ص]ـ
الشيخان الفاضلان (الفهم الصحيح) و (رضا التيلاندي). . . سلام الله عليكما ورحمته وبركاته.
جزاكما الله خيرا كثيرا على التنبيه والتصحيح.
صدقا، ما هو إلا وهم فاحش من العبد الفقير - أدى إلى ذلك الاستعجالُ وعدم التريث، فسبحان من له الكمال وحده.
وبانتظار إجابتكم على سؤالي. . .
ودمتم.
ـ[أبو معتصم الأندلسى]ــــــــ[16 - 10 - 07, 04:32 م]ـ
إلى الله المشتكى
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[16 - 10 - 07, 06:08 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
مرحبًا بأخينا الفاضل أبي محمد رضا صمدي ... وقد تيقنتُ أنك لا تغيب عن حضورك هذا رعاك الله.
بالنسبة للجواب التفصيلي عما أبداه أخونا الفاضل نضال يحتاج لمتخصص كما ذكرتُ سلفًا ... وما أظنه بتلك الصعوبة التي تُتوقع ...
وقد كنت باحثت أخانا رضا في مثل هذا منذ ثلاث سنوات ... وذكرت له كلام السبكي الكبير ... (اعلم أنه ليس مرادنا بالقطع هاهنا الذي يحصل بالبرهان الذي مقدماته كلها عقلية، فإن الحال هنا ليس كذلك، وإنما هو مبني على أرصاد وتجارب طويلة).
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=114696&postcount=31
و المشاركات كلها هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23469&highlight=%D1%C4%ED%C9
وقولك: ( ... لكنني أتحدث عن مسير القمر بالذات من حيث سرعته واستطالته على وجه الدقة.
فإن الذي عرفناه من هذا الأمر - قديما وحديثا - أنه لا ينضبط بضوابط دقيقة متكررة مطردة.
فهو في دورانه - وإن كان له عادة غالبة - فقد يميل إلى الفوق أو التحت، وقد يسرع أو قد يبطيء في بعض الأحيان. وليس بوسع أحد أن يقطع بشيء من ذلك على وجه اليقين - إلا توقعا تقريبيا. وقد يؤثر فيه كذلك أمور جانبية من امتداد جرم الأرض وما يحدث في بطنها. والله أعلم ... ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/283)
كنت أفطن إليه بحمد الله ... والفلكيون تنبهوا له منذ أزمان سحقية ... ولو تأملت في مصطلح " الأوج " و" الحضيض " والمدار " الإهليجي " عرفت ذلك بإذن الله ... بل أدق من ذلك يراعونه اليوم بعد تطور نظرية الجاذبية ... والنسبية ... الخ.
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[17 - 10 - 07, 12:25 ص]ـ
أخي الفاضل (الفهم الصحيح). . . رعاك الله؛
قرأت ما أشرت إليه من المباحثة بالملتقى ولله الحمد. لكن لم أجد فيها حتى الآن بغيتي. فأنا لا أشكك أصلا أمر انتباه القوم لتلك المظاهر - بل ما عرفناها إلا من هؤلاء.ولا أشكك كذلك في دقة الحساب العددي. وإنما الاستشكال وارد على الحساب التوقّعي، أى مدى ثبوت اطراد تلك العادات في المستقبل أو عدمه. وهذا هو الذي قال عنه التقي ابن تيمية رحمه الله: (فان الله سبحانه لم يجعل لمطلع الهلال حسابا مستقيما بل لا يمكن ان يكون الى رؤيته طريق مطرد الا الرؤية). وما نقلته من كلام السبكي رحمه الله، فهو كما قال: مبني على أرصاد وتجارب، أي أنها عادة غالبة لا قطع فيها قطعا غير محتمل التكذيب.
وأما مسألة المعيار الذي حدد به الفلكيون موعد الاقتران والغروب، فلا زلت في انتظار الجواب عليها مفصلا. وبدون معرفة ذلك لا أظن أن للفقيه أن يقدم على أخذ قراره الاجتهادي للإفتاء برد شهادة الشهود المتواترة - حتى لا يكون ممن كذّب بالحق لما جاءه أو يكون من السمّاعين للكذب، والعياذ بالله تعلى.
وأما المعيار لدى العوام، فالأمر سهل ميسور كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: (صومكم يوم تصومون، وفطرك يوم تفطرون، وضحاكم يوم تضحون). لأن مسمى الهلال الشرعي ما قد استهله الناس واستفاض بينهم، كما أن مسمى الشهر الشرعي هو ما قد اشتهر بين المسلمين، ومسمى يوم عرفة ما يعرفه الناس ولا ينكرونه - وإن قدّر أن الإمام مخطىء في إصدار القرار لتصديقه شاهد زور أو اعتماده على ما توقعه منجم. ولم يغب من أسماعنا قول الفاروق رضي الله عنه: (لولا صاحبك لأوجعتك ضربا).
على كل حال، جزى الله الإخوة الكرام على هذه المباحثة الطيبة خيرا كثيرا. والله الموفق للسداد.
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[17 - 10 - 07, 08:46 ص]ـ
السلام عليكم شيوخنا الفضلاء.
لعل هذا يفيد النقاش
We calculate where the crescent moon sighting is possible for every lunar month. Visibility of the New Crescent Moon is calculated using the criteria, developed after decades of research by Khalid Shaukat, of Moonsighting Committee Worldwide (MCW). Development of the criteria included several thousand authentic observations, collected over a period of 150 years in different ********s of the world. These visibility calculations jive with the observations every month since 1993
هذه كيفية حسابة رؤية الهلال مأخوذة من موقع moonsighting.com
ملخصها أنها محسوبا بنائا على الكيفية المحددة من قبل إتحاد مشاهدي القمر العالمي MCW، والتي حددت بعد ألاف المراقبات والمشاهدات، مما جمع خلال 150 عاما من مواقع مختلفة حول العالم.
تلك الحسابات وافقت كل المشاهدات للقمر (المقصود المرئية) منذ عام 1993
ـ[عاطف حسين]ــــــــ[17 - 10 - 07, 06:07 م]ـ
رؤي الهلال من قِبَل كثير من الإخوة في نيجيريا يوم الأربعاء و يوم الخميس كان أوّل أيّام عيد الفطر
http://allafrica.com/stories/200710110168.html
http://www.vanguardngr.com/articles/...312102007.html
http://www.nasarawastate.org/newsday...1011170435.htm
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[17 - 10 - 07, 09:57 م]ـ
وفقكم الله.
وأهل الهند وبنغلاديش وباكستان لم يشاهدوه إلا ليلة الأحد ... فكان عيدهم الأحد ... فاعجب لمثل هذا الهلال المسكين.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[17 - 10 - 07, 10:03 م]ـ
السلام عليكم شيوخنا الفضلاء.
لعل هذا يفيد النقاش
We calculate where the crescent moon sighting is possible for every lunar month. Visibility of the New Crescent Moon is calculated using the criteria, developed after decades of research by Khalid Shaukat, of Moonsighting Committee Worldwide (MCW). Development of the criteria included several thousand authentic observations, collected over a period of 150 years in different ********s of the world. These visibility calculations jive with the observations every month since 1993
هذه كيفية حسابة رؤية الهلال مأخوذة من موقع moonsighting.com
ملخصها أنها محسوبا بنائا على الكيفية المحددة من قبل إتحاد مشاهدي القمر العالمي MCW، والتي حددت بعد ألاف المراقبات والمشاهدات، مما جمع خلال 150 عاما من مواقع مختلفة حول العالم.
تلك الحسابات وافقت كل المشاهدات للقمر (المقصود المرئية) منذ عام 1993
وفقكم الله شيخنا الكريم.
إخواننا يسألون عن حساب الاقتران وكيف توصل أهل الفلك فيه إلى اليقين ... بل إلى كيفية حسابه على مدى عشرات السنين المستقبلية ... ويريدون جوابًا مباشرًا مفصلا ... مع ملاحظة أن كل اشكالاتهم حول هذا الأمر مستفادة من علماء الهيئة ... وقد أقر ببعض بهذا الفاضل نضال وفقه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/284)
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[18 - 10 - 07, 11:03 ص]ـ
نفع الله بكم.
... ...
أنتظر تلك الروابط - بارك الله فيك، وأرجو أن لا تضع إلا ما فيه إرواء وشفاء.
.
لعل في هذا الرابط فوائد إن شاء الله:
http://en.wikipedia.org/wiki/New_moon
والشفاء والإرواء - وفقك الله - لا يكونان إلا بدراسة العلوم دراسة تفصيلية متتابعة على أهلها المتحققين بها.
... ...
فعهدي بالفلك قديم، وحتى الآن لم أجد في حسابابات القوم غير الاعتماد على القياس والتعديل. وأحسب أن هذا الأمر هو عين ما أشار شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إلى انتقاده.
جدد العهد - رعاك الله - وستجد ما يسرك ... و القوم يعتمدون الرصد والاستقراء ليس القياس والتعديل فقط ... وأراك تتكرر نقل كلام شيخ الإسلام ... وقد فهمتَ منه - فيما أحسب - أنه ينتقد حساب الحاسبين جملة ... وليس ذلك بصحيح وفقك الله ... إنما كلام شيخ الإسلام في رسالته الهلالية موقوف على انتقاد من يزعم الوصول لليقين في مسألة < إمكانية الرؤية > ... وقد سبق أن ألمحتُ إليك أن هذا من جانب صحيح ... وإن كانت حسابات القوم اليوم ودراساتهم وبحوثهم بلغت شأوًا بعيدًا ... ربما لو عاصره شيخ الإسلام لكان له رأي آخر ... وهذا مناسب لما عرف من حسن فهمه وتفهمه ... وسلامة عقله وفطرته ... ومواكبته ... بل لتفوقه على غيره في استشراف العلوم ومستقبلها ... ومراعاته لمقتضى الأحوال ... أما بقية فروع علم الهيئة المتعلقة بالهلال فشيخ الإسلام مقر بصحتها وسلامتها ودقتها إذا أتت من أهلها ... والناظر في رسالته يجد مثل قوله: ( ... ومن معرفة الحساب والاستسرار والابدار الذي هو الاجتماع والإستقبال، فالناس يعبرون عن ذلك بالأمر الظاهر من الاستسرار الهلالي في آخر الشهر، وظهوره في أوله، وكمال نوره في وسطه، والحساب يعبرون بالأمر الخفي من اجتماع القرصين الذي هو وقت الاستسرار، ومن استقبال الشمس والقمر الذي هو وقت الابدار، فإن هذا يضبط بالحساب ... ). الخ آخر ما له - رحمه الله - من تصريحات واشارات في هذا يفهم منها صراحة أن انتقاده محصور في كلام طائفة معينة ... وهو في أثناء ذلك لا ينكر - رضي الله عنه - صواب اجتهادهم في حالات يزعمون فيها حصول الرؤية أو انتفاءها ... بل حتى من يعمل بالحساب في دخول الشهر وخروجه يخص منهم شيخ الإسلام طائفة معينة بنقده الشديد اعتمدت المحاق حدًا فاصلا للشهر الشرعي ... وافقت بذلك طائفة أهل الضلال من الإسماعلية وغيرها.
... ...
فأنا لا أشكك أصلا أمر انتباه القوم لتلك المظاهر - بل ما عرفناها إلا من هؤلاء.ولا أشكك كذلك في دقة الحساب العددي.
طالما انتبهوا لها ... فقد وضعوها في اعتبارهم عند اعداد نتائجهم لا تشك في هذا ... والواقع خير مقياس ... فانظر نتائجم منذ سنين وطابقها بما تراه اليوم ... تجد الموافقة التامة بإذن الله ... ومن ذلك حساب الخسوف والكسوف ... فلهم نتائج تصل إلى أكثر من مائة سنة مستقبلة ... فقارنها بالواقع الحالي واحكم موفقًا.
وإنما الاستشكال وارد على الحساب التوقّعي، أى مدى ثبوت اطراد تلك العادات في المستقبل أو عدمه ...
ما أظن القوم يعتمدون على التوقع ... فليس ثمت إلا الرصد المتتابع ... وهو في وكالة ناسا اليوم لحظة بلحظة ... لأمور يحتاجونها ... ودراسات وبحوث علمية يعدونها ... اضافة للمعادلات الرياضية المعتمدة على أحدث نظريات علم الفيزياء والاحصاء ... الخ
وهذا هو الذي قال عنه التقي ابن تيمية رحمه الله: (فان الله سبحانه لم يجعل لمطلع الهلال حسابا مستقيما بل لا يمكن ان يكون الى رؤيته طريق مطرد الا الرؤية). وما نقلته من كلام السبكي رحمه الله، فهو كما قال: مبني على أرصاد وتجارب، أي أنها عادة غالبة لا قطع فيها قطعا غير محتمل التكذيب ...
لاحظ أخي العزيز أن كلام شيخ الإسلام إنما هو عن مسألة " إمكانية الرؤية " أما بقية حساباتهم فقد قدمتُ لك أن الشيخ - رحمه الله - يقرّ بسلامتها وصحتها ... ومن ذلك حساب الكسوف والخسوف ... وهذه لا تتم إلا برصد حركة الشمس والقمر ... مع مراعاة ما تلمح إليه من مرور القمر في الحضيض والأوج ... ومداره الإهليجي (غير تام الإستدارة) ... ومراعاة قانون الجاذبية ... الخ
... ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/285)
وأما مسألة المعيار الذي حدد به الفلكيون موعد الاقتران والغروب، فلا زلت في انتظار الجواب عليها مفصلا. وبدون معرفة ذلك لا أظن أن للفقيه أن يقدم على أخذ قراره الاجتهادي للإفتاء برد شهادة الشهود المتواترة - حتى لا يكون ممن كذّب بالحق لما جاءه أو يكون من السمّاعين للكذب، والعياذ بالله تعلى.
إذا تواترت الشهادة بالرؤية واستفاضت = فكن على يقين أنها لا تتعارض مع أقوال الفلكيين المعتمدين ألبتة ... والفقيه لا يحتاج أن يعرف ذلك على وجه التفصيل ... بل ليس من شأنه هذا ... وإنما تكفيه شهادة الخبراء المعدلين شرعًا ... وهذا ليس خاصًا بهذا الفرع من فروع المعرفة ... بل يشمل كلام أهل الخبرة في مجالات الإقتصاد والطب ... الخ ... فما زال أهل الفتوى يعتمدون أقوال العدول منهم ... ويصدرون فتاوهم بناءًا على ما يدلون به من نتائج بحوثهم ... وما خبر المجامع الفقهية الحديثة عنك ببعيد.
وأما المعيار لدى العوام، فالأمر سهل ميسور كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: (صومكم يوم تصومون، وفطرك يوم تفطرون، وضحاكم يوم تضحون). لأن مسمى الهلال الشرعي ما قد استهله الناس واستفاض بينهم، كما أن مسمى الشهر الشرعي هو ما قد اشتهر بين المسلمين، ومسمى يوم عرفة ما يعرفه الناس ولا ينكرونه - وإن قدّر أن الإمام مخطىء في إصدار القرار لتصديقه شاهد زور أو اعتماده على ما توقعه منجم. ولم يغب من أسماعنا قول الفاروق رضي الله عنه: (لولا صاحبك لأوجعتك ضربا). ..
ولكن الصائم بعض المسلمين وليس كلهم ... والمفطر كذلك ... بل الواقف بعرفة كذلك ... فما الحل في نظرك .. ؟
والخطأ عن الأمة مرفوع إن شاء الله ... هذا أصل يتمسك به السني السوي ... ولكن انظر إذا كان ذلك عن تفريط واضاعة ... واهمال الأخذ بالأسباب المتاحة في تصحيح العبادة والإتيان بها في وقتها المحدد شرعًأ ... هل يتغير الحكم أم لا؟
وفقك الله لكل خير وأعانك عليه.(84/286)
يريد أن يفطر مع من أفطر؟؟؟
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[12 - 10 - 07, 10:46 ص]ـ
أعلنت كثير من الدول الإسلامية أن يوم الجمعة هو يوم عيد الفطر، وفي بعض البلدان تمَّ الإعلان بأن يوم السبت هو يوم عيد الفطر ......
فزعم بعضهم - في البلاد الذين عيدُهم متأخر - أنه سيفطر يوم الجمعة؟؟!!! بحجة أنه إذا رُئي الهلال في بلد كان رؤيةً للجميع؟؟؟!!!!!
أرغب في نقل فتاوى لأهل العلم حول هذه المسألة ..
ـ[أبي يحيى المكاوي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 11:20 ص]ـ
أخي الكريم يمكنك مطالعه رأي الشيخ الالباني على الرابط
http://www.alalbany.net/albany_misc_tapes_01.php
شريط رؤيه هلال رمضان(84/287)
عاجل جداً: هل أصلي صلاة العيد وحدي أم أؤجل الصلاة إلى اليوم الثاني؟
ـ[أبو جويرية]ــــــــ[12 - 10 - 07, 11:07 ص]ـ
سؤال:
شاب من المغرب يسأل:
لقد صمت مع أغلب المسلمين و لم أصم مع بلدي ثم علمت أن بلاد الحرمين و آخرين سيبتدأ العيد عندهم يوم الجمعة. فماذا أفعل؟
هل أصلي صلاة العيد وحدي في المنزل ثم أذهب إلى المصلى مع إخواني المغاربة وقت فطرهم - في اليوم الثاني - لأشهد الخطبة فقط. أم أؤجل صلاة العيد إلى وقت فطرهم لأصلي العيد معهم.
و هل هناك فتوى لأهل العلم بخصوص هذه المسألة؟
أنتظر جوابكم أيها الأحباب.
تقبل الله منا و منكم.
ـ[أبو الحارث البقمي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 11:45 ص]ـ
لعلك تستخدم خاصية البحث ,
وانظر هذا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113639
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[12 - 10 - 07, 12:36 م]ـ
قد أجابك الفاضل أبو الحارث موفقًا معانًا.
وهنا زيادة لعلها تفيد:
http://www.ahlelathar.com/vb/showpost.php?p=9342&postcount=1
وليكن معلوما لدى كافة إخواننا ممن يقف على ما هنا = أن أهل المغرب الأقصى أصح الناس - منذ سنين عديدة - صيامًا وإفطارًا ... بغض النظر عن أمور أخرى ... وعليه فلو صاموا حتى يوم غدٍ السبت فهم على الجادة ... ولو كانوا يتبعون الحساب المجرد لأفطروا اليوم ... أو على أكثر تقدير السبت ... ولكنهم يقدمون الرؤية المنضبطة الصادقة الموافقة للحس والواقع على مجرد حسابات الفلكيين العالمين بهذا الشأن من المسلمين العدول الثقات ... وهذا - والذي فلق الحبة وبرأ النسمة - غاية الفقه والفهم في دين الله في هذه المسألة ... والله الموفق لا إله غيره ...
ربنا لا تؤاخذنا إن نسينا أو أخطأنا
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[12 - 10 - 07, 02:38 م]ـ
الذي أراه أن صاحبك قد أساء وجانب الصواب في مخالفته أهل بلده، والتفرق مذموم في كتاب الله وسنة نبيه، وفي الحديث: " الفطر يوم يفطر الناس ". وقد أقر العلماء على مر الأزمان منذ عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى وقتنا هذا، أمر تغاير البلدان وأن لكل أهل بلد رؤيتهم.
وعلى صاحبك أن يجتمع مع إخوانه، وألا يفترق عنهم، ومن المصائب التي تحل بالأمة أن يختلفوا حتى في يوم اجتماعهم.
فليلزم صاحبك الجماعة ولا ينفرد ويشذ، فإن يد الله مع الجماعة.
وفق الله الجميع لهداه.
ـ[أبو الفضل المصرى]ــــــــ[12 - 10 - 07, 03:07 م]ـ
http://www.ahlelathar.com/vb/showthread.php?t=2477
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 03:36 م]ـ
الذي أراه أن صاحبك قد أساء وجانب الصواب في مخالفته أهل بلده، والتفرق مذموم في كتاب الله وسنة نبيه، وفي الحديث: " الفطر يوم يفطر الناس ". وقد أقر العلماء على مر الأزمان منذ عهد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إلى وقتنا هذا، أمر تغاير البلدان وأن لكل أهل بلد رؤيتهم.
وعلى صاحبك أن يجتمع مع إخوانه، وألا يفترق عنهم، ومن المصائب التي تحل بالأمة أن يختلفوا حتى في يوم اجتماعهم.
فليلزم صاحبك الجماعة ولا ينفرد ويشذ، فإن يد الله مع الجماعة.
وفق الله الجميع لهداه.
أخي الحبيب على هذا لا يصح الأخذ برؤية واحدة للدولة فما الفارق بين السلوم عندنا في مصر والبلد المقابل لها بليبيا ما الفارق إلا الخط الحدودي
وماذا لو أن الجماعة اجتمعت على خلاف أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم أفنجتمع معهم؟؟(84/288)
من هو الغزالي المقصود في كلام الشيخ عائض القرني؟
ـ[سالم الدوسري]ــــــــ[12 - 10 - 07, 11:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، وجعلنا الله وإياكم من العائدين الفائزين
عندي سؤال عن فقيه بغداد الغزالي من هو
سمعت الشيخ عايض القرني يستشهد بخطب له جميله
ياليت ايها الاخوة تساعدوني على معرفته
انا اعرف ابو حامد الغزالي فقط
واعرف انه سافر من بلد الى بلد
لم يستقر فهل هذا هو المقصود؟
ـ[سالم الدوسري]ــــــــ[05 - 01 - 10, 04:05 ص]ـ
للرفع للفائدة
ـ[محمد بن سعد المالكى]ــــــــ[05 - 01 - 10, 11:42 ص]ـ
لعله محمد الغزالى المصرى سامحه الله(84/289)
ماحكم توزيع أشرطة إسلامية أثناء خطبة العيد؟
ـ[ابو عبدالعزيز المشرفي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 11:37 ص]ـ
ماحكم توزيع أشرطة إسلامية على المصلين الذين يستمعون خطبة العيد أثناء الخطبة؟ وما هو الموقف لمن يرى بعض الشباب يوزعون؟ وهل يحق للخطيب منعهم؟
نرجو الإفادة ..
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - 10 - 07, 01:17 م]ـ
في مشكل الآثار للطحاوي: (عن عبد الله بن السائب قال: شهدت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العيد، فلما صلى قال: «إنا نخطب، فمن أحب أن يجلس للخطبة فليجلس، ومن أحب أن يرجع فليرجع» قال أبو جعفر: فعقلنا بما في هذا الحديث من إطلاق رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن شاء من المصلين معه تلك الصلاة للانصراف قبل حضور خطبته بعدها أن الخطبة للعيد ليست كالخطبة للجمعة في الجلوس لها، والاستماع إليها، وترك اللغو فيها، حتى تنقضي، وأن ذلك مباح في خطبة العيد، ومحظور في خطبة الجمعة، وذلك عندنا - والله أعلم -؛ لأن الخطبة للجمعة موعظة، وعلى الناس الاستماع إلى الموعظة، كما قال عز وجل: ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وإذا كان مأمورا بالموعظة لهم، كانوا مأمورين بالاستماع إليها، والإنصات لها، حتى تقع منهم الموقع الذي أراده الله عز وجل بها منهم، وجعلت بذلك - والله أعلم - الصلاة التي بعدها، وهي الجمعة مضمنة بها، فلم تجزئ إلا بعد تقدمها إياها، وليست خطبة العيد كذلك؛ لأنها ليست موعظة يوعظون بها، فيجب عليهم الاستماع إليها، والإنصات لها، ولكنها تعليم لهم ما يخطب به عليهم فيها، فمن ذلك ما يعلمونه فيها في يوم الفطر من إخراج صدقة الفطر من الأجناس التي هي منها، ومن المقدار من كل جنس منها، ومن الوقت الذي يخرجونها فيه، ومن يعطونه إياها من الناس. ومن ذلك في يوم النحر أمره إياهم بالنحر، وما ينحرونه فيه، والأجناس التي ينحرون منها، وما يستعملون فيه مما يضحون به الذبح، والأوقات التي يفعلون ذلك فيها، وما لا يصلح أن يضحوا به من ذوات العيوب منها، وتلك العيوب التي يمنع من ذلك فيها ما هي، وذلك مما يغنى عنه كثير من الناس لعلمهم به، ولأخذ من لا يعلمه منهم من غير من يخطب به عليهم، ففرق بين ذلك وبين خطبة الجمعة لهذه المعاني التي يتباينان بها، وجعلت خطبة العيد كخطبة الحج التي يعلم الإمام الناس فيها ما يصنعونه في حجهم، وما يجتنبونه فيه، وذلك مما لا اختلاف فيه بين أهل العلم في السعة للناس في التخلف عنه، وترك الاستماع إليه، والله عز وجل نسأله التوفيق).
ـ[ابو عبدالعزيز المشرفي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 02:22 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا يوسف على الإضافة
لكن هذا ينطبق لمن أراد أن ينصرف من الخطبة فله ذلك ..
إنما السؤال عن من يشغل من أراد الإستماع للخطبة كتوزيع الأشرطة مثلاً فإن توزيعها يشغل من أراد الإستماع للخطبة خصوصا إذا كان الموزعين كثر!
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - 10 - 07, 02:29 م]ـ
قصدتُ بالنقل بيان أن ذلك لا يشدد فيه كما هو الحال في خطبة الجمعة.
وإن كان الأولى عدم صرف الحضور عن الإنصات للخطبة. والله أعلم.(84/290)
سُلَّمُ الأُدَباء (دورة تجعلُ منك اديبا)
ـ[علي سليم]ــــــــ[12 - 10 - 07, 04:08 م]ـ
الحمد الله الذي علم الانسان و خلق له القلم, و جعله ناطقا, حكيما, اديبا, او ابكما ... و الصلاة على حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم مؤدّب الادباء و معلم الناس و على آله و صحبه و من واله ...
فحروف الاديب ذات رائحة يشرئبّ لها الانف, و تتطلع عليها العين, و يعشقها و يهواها القلب, و يُتقنها او يعجز عنها اللسان ...
الاديب يجعلك مقيدا بحروفه, مسلسلا بكلماته, مكبّلا بشكيلاته ... فلو صحت العبودية لغير الله في زمن موت الرقّ لكان عبدا لك ....
فتراه يبحث اقصد قارئ كتب الادباء عن كلمة او حرف او دلالة فهو رهن اشارتك ايها الاديب ...
ثم يجعلك الاديب تُكثِر من قولك: لماذا و متى و كيف ... فهو متسوّل عند بابك ايها الاديب ...
و يكفيه فخرا اعني الاديب ان يُتقن صنعته اولوا العزم من الناس, فسلعته ليست مباحة تُباع على قارعة الطريق, مثلها كمثل غالي الاثمان من الذهب و اللؤلؤ و المرجان, يشتهيها الانسان و يديم النظر اليها من خلف ستارة الزجاح ... فلم و لن يتخيل ملكيتها بله مسيسها ....
فقلّما تجد اديبا في زمن عزّته و غربته, و ان وُجد فهو كالقباض على الجمر, ينتظر جديده العقلاء فيرتقبونه عند شروق الشمس و لا يقنطون منه بعد غروبها فحاله حال المسافر ...
و ان اتى متخفيا دبيبه اخف من دبيب النمل لشعر به العلماء ,العقلاء, الخكماء, فاستبلوه ليلا او نهارا فليلهم نهار بقدومه ...
و ان جلسنا نعدد مناقب الاديب و فنونه و اسلوبه, لقضينا عليك ايها القارئ اذ بهذا القدر جعلناك بفضل الله تتمنّى الادب الساعة قبل اختها ...
فانظر يا رعاك الله الى عدد الكلامات ربما قاربت من المساس بالمائة الثانية, ليست هي بكلام مطوّل, و لا بكتاب مذيّل, و لا باعلان مزخر .... كلمات قلائل جعلتْ من يمينك الحديثَ قائلة (بربّك عجّل بربّك)
أرأيتم كيف انتم اسرى حروف اسرى و اخواتها, اتيتم طائعين ثم مقلدين ....
ثم هل سمعتم او قرأتم لاسير يأسرُ نفسه و يُحبُ البقاء قيد الاسر!!! فهنيئا لك اسير الاديب فكنتَ موفقاّ يوم اخترتَ الاديب جلّادك, فبجلده لك يرفعك ... و اغرب من الاسر ان تسمع انين منْ يُجلد (زدني ... زدني ... )
بالله عليك, كنْ صريحا و لا يستقيم مع الادباء منْ هو مذبذبا, كم غيّر لك كلام الاديب في تي اللحظات؟؟؟؟
اليس الادب معجزة عجز عنه من تخطّاه, من قفز برجل واحدة ....
سائلك ... و لن اتأخر و التأخر لغة الادباء فاحفظ هذا فسنأتي على شرحه ان شاء الله, سائلك عدد تسعة من فقهاء المذاهب؟؟؟ من مخيلتك مما وقر في قلبك, اراك اتفقنا فالمسلمون عند شروطهم ....
ثمانية من علماء التفسير .... سبعة من علماء الحديث .... ستة من علماء اللغة ... ثلاثة من اهل الادب ....
فانْ افلحت فزد عليه واحد تلو الاخر حتى تسمع هديل قلبك (كفى ... كفى ... )
ربما ادركتْ قصدي من هذا التعداد و ربما كنتَ قريبا من الادراك ....
نعم قلتُ لك سابقا ان الادباء هم قلّة و الاديب لا يملي كلاما خاليا من حواس البشر, فالاديب يجعلك مقتنعا ان لم يكن بكلامه فبحواسك ....
هل رأيتَ كم للاديب من منقبة؟؟؟ فهو بمثابة الاب تارة و الابن اخرى و ان شئتَ فقل احد افراد العائلة ... فيجعلكَ تمرض لمرضه و تفرحُ لفرحه و من رآك يظنُ انك المصاب ....
و نهاية, لن اترك تغود و تروح و لا قيود ... فليَكُنْ مقالنا هذا او مقدمتنا هذه درسا يحمل الفوائد و لذا .... اتوجّه اليك يا منْ احببتَ الادب و تتمنى الانتساب اليه بعدة اسئلة هي الفيصل و هي الشرارة الاولى, فمن احسنها فسيُحسن بعدها قولا واحدا و الاّ فلنأتِ بمقدمة خفيفة الظلّ ...
و قبل هذا و ذاك ... لا تظنّ للوهلة الاولى ستفهم كلام الاديب فاقرأه مرة و مرة حتى تعتاد عليه و عندها لا تحتاج للقراءة و انما النظر فيه يكفيك ....
و اعلموا انني لستُ اديبا فهم اي الادباء في السماء السابعة و صاحبكم يسير في الارض .... فكلنا يتمنى ان يكون ذاك الاديب .... نسأل الله الاخلاص و قبول العمل ...
1 - ضع ثلاثة جمل تراها ابلغ شيئ في الادب (من مقدمة هذا الدرس)
2 - عدد ثلاثة ادباء؟
3 - جملة لم تفهما فقرأتُها مرارا ففهمتها؟؟؟
4 - جملة لم تفهما فقرأتُها مرارا و ما زالت غامضة؟؟
5 - دوّن اهم فوائد المقدمة؟
6 - لماذا جعلتك هذه المقدمة اسيرا؟؟؟
7 - كم مرة سألتَ نفسك اثناء القراءة (متى و كيف و لماذا)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/291)
8 - منْ هو اديبك المفضّل؟؟
9 - اختر سطرا و قم بشرحه؟
و اخيرا .... اسال الله لكم التوفيق و عدم التفاعل هو عدم الاستمرار .....
اخوكم: علي سعد سليم
ـ[علي سليم]ــــــــ[17 - 10 - 07, 07:46 ص]ـ
النص مشكل منوّن مهمّز ....
الحمد لله الذي علم الإنسان و خلق له القلم, و جعله ناطقاً, حكيماً, أديباً, أو أبكما ... و الصلاة على حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم مؤدّب الأدباء و معلّم النّاس و على آله و صحبه و من والاه ...
فحروف الأديب ذات رائحة يشرئبّ لها الأنف, و تتطلع عليها العين, و يعشقها و يهواها القلب, و يُتقنها أو يعجز عنها اللسان ...
الأديب يجعلك مقيداً بحروفه, مسلسلاً بكلماته, مكبّلاً بتشكيلاته ... فلو صحتْ العبودية لغير الله في زمن موت الرقّ لكان عبداً لك ....
فتراه يبحث أقصد قارئ كتب الأدباء عن كلمةٍ أو حرفٍ أو دلالةٍ فهو رهن إشارتك أيها الأديب ...
ثم يجعلك الأديب تُكثِر من قولك: لماذا و متى و كيف ... فهو متسوّل عند بابك أيها الأديب ...
و يكفيه فخراً أعني الأديب أن يُتقن صنعته أولوا العزم من الناس, فسلعته ليست مباحة تُباع على قارعة الطريق, مثلها كمثل غالي الأثمان من الذهب و اللؤلؤ و المرجان, يشتهيها الإنسان و يديم النظر إليها من خلف ستارة الزجاح ... فلم و لن يتخيل ملكيتها بله مسيسها ....
فقلّما تجد أديبا ًفي زمن عزّته و غربته, و إن وُجد فهو كالقابض على الجمر, يُنْتَظر جديده العقلاء فيرتقبونه عند شروق الشمس و لا يقنطون منه بعد غروبها فحاله حال المسافر ...
و إن أتى متخفياً دبيبه أخف من دبيب النمل لَشَعَرَ به العلماء ,العقلاء, الحكماء, فاستقبلوه ليلاً أو نهاراً فليلهم نهار بقدومه ...
و إن جلسنا نعدد مناقب الأديب و فنونه و أسلوبه, لقضينا عليك أيها القارئ اذ بهذا القدر جعلناك بفضل الله تتمنّى الأدب الساعة قبل أختها ...
فانظر يا رعاك الله الى عدد الكلمات ربما قاربت من المساس بالمائة الثانية, ليست هي بكلام مطوّل, و لا بكتاب مذيّل, و لا باعلان مزخرف .... كلمات قلائل جعلتْ من يمينك الحديثَ قائلة (بربّك عجّل بربّك)
أرأيتم كيف أنتم أسرى حروف أسرى و أخواتها, أتيتم طائعين ثم مقلدين ....
ثم هل سمعتم أو قرأتم لأسير يأسرُ نفسه و يُحبُ البقاء قيد الأسر!!! فهنيئا لك أسير الأديب فكنتَ موفقاّ يوم اخترتَ الأديب جلّادك, فبجلده لك يرفعك ... و أغرب من الأسْرِ أن تسمع أنين منْ يُجلد (زدني ... زدني ... )
بالله عليك, كنْ صريحاً و لا يستقيم مع الأدباء منْ هو مذبذبا, كم غيّر لك كلام الأديب في تي اللحظات؟؟؟؟
اليس الأدب معجزة عجز عنه من تخطّاه, من قفز برجلٍ واحدةٍ ....
سائلك ... و لن أتأخر و التأخر لغة الأدباء فاحفظ هذا فسنأتي على شرحه إن شاء الله, سائلك عدد تسعة من فقهاء المذاهب؟؟؟ من مخيلتك مما وقر في قلبك, أراك اتفقنا فالمسلمون عند شروطهم ....
ثمانية من علماء التفسير .... سبعة من علماء الحديث .... ستة من علماء اللغة ... ثلاثة من أهل الأدب ....
فإنْ أفلحت فزد عليه واحداً تلو الاخر حتى تسمع هديل قلبك (كفى ... كفى ... )
ربما أدركتْ قصدي من هذا التعداد و ربما كنتَ قريبا من الإدراك ....
نعم قلتُ لك سابقا أن الأدباء هم قلّة و اللأديب لا يُمْلي كلاماً خالياً من حواس البشر, فالأديب يجعلك مقتنعاً إن لم يكن بكلامه فبحواسك ....
هل رأيتَ كم للأديب من منقبة؟؟؟ فهو بمثابة الأب تارة و الإبن أخرى و إن شئتَ فقل أحد أفراد العائلة ... فيجعلكَ تمرض لمرضه و تفرحُ لفرحه و من رآك يظنُ أنك المصاب ....
و نهاية, لن أترك تغدو و تروح و لا قيود ... فليَكُنْ مقالنا هذا أو مقدمتنا هذه درساً يحمل الفوائد و لذا .... أتوجّه إليك يا منْ أحببتَ الأدب و تتمنى الإنتساب اليه بعدة أسئلة هي الفيصل و هي الشرارة الأولى, فمن أحسنها فسيُحسن بعدها قولاً واحداً و إلاّ فلنأتِ بمقدمة خفيفة الظلّ ...
و قبل هذا و ذاك ... لا تظنّ للوهلة الأولى ستفهم كلام الأديب فاقرأه مرةً و مرةً حتى تعتاد عليه و عندها لا تحتاج للقراءة و إنما النظر فيه يكفيك ....
و اعلموا أنني لستُ أديبا ًفهم أي الأدباء في السماء السابعة و صاحبكم يسير في الأرض .... فكلنا يتمنّى أن يكون ذاك الأديب .... نسأل الله الإخلاص و قبول العمل ...
1 - ضع ثلاثة جمل تراها أبلغ شيء في الأدب (من مقدمة هذا الدرس)
2 - عدّد ثلاثة أدباء؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/292)
3 - جملة لم تفهمها فقرأتُها مراراً ففهمتها؟؟؟
4 - جملة لم تفهمها فقرأتُها مراراً و ما زالت غامضة؟؟
5 - دوّن أهم فوائد المقدمة؟
6 - لماذا جعلتكَ هذه المقدمة أسيراً؟؟؟
7 - كم مرة سألتَ نفسك أثناء القراءة (متى و كيف و لماذا)
8 - منْ هو أديبك المفضّل؟؟
9 - اختر سطراً و قم بشرحه؟
و أخيراً .... أسال الله لكم التوفيق و عدم التفاعل هو عدم الأستمرار .....
أخوكم: علي سعد سليم
و بعد هذا الدرس كانت ردود الأخوة و الأخوات متفقة في مواطن و مختلفة في أخرى ...
فأختنا الفاضلة فاتن كان جوابها عن السؤال الاول:
1 - الحمد الله الذي علم الانسان و خلق له القلم, و جعله ناطقا, حكيما, اديبا, او ابكما ... و الصلاة على حبيبنا محمد صلى الله عليه و سلم مؤدّب الادباء و معلم الناس و على آله و صحبه و من واله ...
2. يكفيه فخرا اعني الاديب ان يُتقن صنعته اولوا العزم من الناس, فسلعته ليست مباحة تُباع على قارعة الطريق, مثلها كمثل غالي الاثمان من الذهب و اللؤلؤ و المرجان, يشتهيها الانسان و يديم النظر اليها من خلف ستارة الزجاح ... فلم و لن يتخيل ملكيتها بله مسيسها ....
3. فانظر يا رعاك الله الى عدد الكلامات ربما قاربت من المساس بالمائة الثانية, ليست هي بكلام مطوّل, و لا بكتاب مذيّل, و لا باعلان مزخر .... كلمات قلائل جعلتْ من يمينك الحديثَ قائلة (بربّك عجّل بربّك)
أرأيتم كيف انتم اسرى حروف اسرى و اخواتها, اتيتم طائعين ثم مقلدين ....
بينما اختنا samira: كان جوابها:
الاديب يجعلك مقيدا بحروفه, مسلسلا بكلماته, مكبّلا بشكيلاته ... فلو صحت العبودية لغير الله في زمن موت الرقّ لكان عبدا لك ....
أما أختنا شهيدة رأت جوابا عن السؤال الاول:
1/ فحروف الاديب ذات رائحة يشرئبّ لها الانف.
2/ الاديب يجعلك مقيدا بحروفه, مسلسلا بكلماته, مكبّلا بشكيلاته.
3/ فهو متسوّل عند بابك ايها الاديب ...
4/ ان وُجد فهو كالقباض على الجمر ..
و أختنا ابنة الازهر منال:
فحروف الاديب ذات رائحة يشرئبّ لها الانف, و تتطلع عليها العين, و يعشقها و يهواها القلب, و يُتقنها او يعجز عنها اللسان
ليست هي بكلام مطوّل, و لا بكتاب مذيّل, و لا باعلان مزخرالطريق
مثلها كمثل غالي الاثمان من الذهب و اللؤلؤ و المرجان, يشتهيها الانسان و يديم النظر اليها من خلف ستارة الزجاح ... فلم و لن يتخيل ملكيتها بله مسيسها ....
1 - ضع ثلاثة جمل تراها ابلغ شيئ في الادب (من مقدمة هذا الدرس)
ثم أختنا ايمان القويدر:
1 - فحروف الاديب ذات رائحة يشرئبّ لها الانف, و تتطلع عليها العين, و يعشقها و يهواها القلب, و يُتقنها او يعجز عنها اللسان ...
حيث أختنا بنت خير الأديان:
1 -
فحروف الاديب ذات رائحة يشرئبّ لها الانف, و تتطلع عليها العين, و يعشقها و يهواها القلب, و يُتقنها او يعجز عنها اللسان ...
الاديب يجعلك مقيدا بحروفه, مسلسلا بكلماته, مكبّلا بشكيلاته ... فلو صحت العبودية لغير الله في زمن موت الرقّ لكان عبدا لك ....
احسبها جملة أو جملتين حسبما شئت
2 -
و يكفيه فخرا اعني الاديب ان يُتقن صنعته اولوا العزم من الناس, فسلعته ليست مباحة تُباع على قارعة الطريق, مثلها كمثل غالي الاثمان من الذهب و اللؤلؤ و المرجان, يشتهيها الانسان و يديم النظر اليها من خلف ستارة الزجاح ... فلم و لن يتخيل ملكيتها بله مسيسها ....
3 -
هل رأيتَ كم للاديب من منقبة؟؟؟ فهو بمثابة الاب تارة و الابن اخرى و ان شئتَ فقل احد افراد العائلة ... فيجعلكَ تمرض لمرضه و تفرحُ لفرحه و من رآك يظنُ انك المصاب ....
و أخونا أحمد الحربي:
1:
فحروف الاديب ذات رائحة يشرئبّ لها الانف.
الاديب يجعلك مقيدا بحروفه, مسلسلا بكلماته, مكبّلا بشكيلاته ... فلو صحت العبودية لغير الله في زمن موت الرقّ لكان عبدا لك ....
ثم هل سمعتم او قرأتم لاسير يأسرُ نفسه و يُحبُ البقاء قيد الاسر!!!.
و اختنا ريم محمد:
الاديب يجعلك مقيدا بحروفه, مسلسلا بكلماته, مكبّلا بشكيلاته ... فلو صحت العبودية لغير الله في زمن موت الرقّ لكان عبدا لك ....
2/ فتراه يبحث اقصد قارئ كتب الادباء عن كلمة او حرف او دلالة فهو رهن اشارتك ايها الاديب.
3/ ثم يجعلك الاديب تُكثِر من قولك: لماذا و متى و كيف ... فهو متسوّل عند بابك ايها الاديب.(84/293)
ما حكم تهنئة العيد
ـ[سليمان رمضان مامي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 04:34 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
في ما أعلم أنه لم يرد شيء صحيح في التهنئة يوم العيد، أما ما ورد ((تقبل الله منا و منك)) فضعيف، و قد نقل أن أحمد - رحمه الله - قال لا أبتدئ به أحدا، و أن مالكا - رحمه الله - قال ((لا أعرفه و لا أنكره))، و أن الأوزاعي رحمه الله قال ((هو بدعة))، و لننظر إلى الأحاديث الصحيحة الواردة في يوم العيد، فما منها شيء ذكر التهنئة على حد علمي، و لو كانت سنة لتواتر نقلها لشيوع ذلك بين المسلمين. أرجو من كل من عنده شييء عن المضوع أن يفيدني أفاده الله، لنكون على بينة بحكم أعمالنا. السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[12 - 10 - 07, 08:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا ونفع بك وجعل ما تكتبه وتدع إليه في ميزان حسناتك.
بارك الله في علمك وعملك.
حكم التهنئة بالعيد والمصافحة والمعانقة بعد الصلاة
سؤال رقم 49021
سؤال:
ما حكم التهنئة بالعيد؟ وما حكم المصافحة والمعانقة بعد صلاة العيد؟.
الجواب:
الحمد لله
ورد عن الصحابة رضي الله عنهم أنهم كان يهنئ بعضهم بعضاً بالعيد بقولهم: تقبل الله منا ومنكم.
فعن جُبَيْرِ بْنِ نُفَيْرٍ قَالَ: كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اِلْتَقَوْا يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْك. قال الحافظ: إسناده حسن.
وقَالَ الإمام أَحْمَدُ رحمه الله: وَلا بَأْسَ أَنْ يَقُولَ الرَّجُل لِلرَّجُلِ يَوْمَ الْعِيدِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْك. نقله ابن قدامة في "المغني".
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية في "الفتاوى الكبرى" (2/ 228): هَلْ التَّهْنِئَةُ فِي الْعِيدِ وَمَا يَجْرِي عَلَى أَلْسِنَةِ النَّاسِ: " عِيدُك مُبَارَكٌ " وَمَا أَشْبَهَهُ , هَلْ لَهُ أَصْلٌ فِي الشَّرِيعَةِ , أَمْ لا؟ وَإِذَا كَانَ لَهُ أَصْلٌ فِي الشَّرِيعَةِ , فَمَا الَّذِي يُقَالُ؟
فأجاب:
"أَمَّا التَّهْنِئَةُ يَوْمَ الْعِيدِ يَقُولُ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ إذَا لَقِيَهُ بَعْدَ صَلاةِ الْعِيدِ: تَقَبَّلَ اللَّهُ مِنَّا وَمِنْكُمْ , وَأَحَالَهُ اللَّهُ عَلَيْك , وَنَحْوُ ذَلِكَ , فَهَذَا قَدْ رُوِيَ عَنْ طَائِفَةٍ مِنْ الصَّحَابَةِ أَنَّهُمْ كَانُوا يَفْعَلُونَهُ وَرَخَّصَ فِيهِ , الأَئِمَّةُ , كَأَحْمَدَ وَغَيْرِهِ. لَكِنْ قَالَ أَحْمَدُ: أَنَا لا أَبْتَدِئُ أَحَدًا , فَإِنْ ابْتَدَأَنِي أَحَدٌ أَجَبْته , وَذَلِكَ لأَنَّ جَوَابَ التَّحِيَّةِ وَاجِبٌ , وَأَمَّا الابْتِدَاءُ بِالتَّهْنِئَةِ فَلَيْسَ سُنَّةً مَأْمُورًا بِهَا , وَلا هُوَ أَيْضًا مَا نُهِيَ عَنْهُ , فَمَنْ فَعَلَهُ فَلَهُ قُدْوَةٌ , وَمَنْ تَرَكَهُ فَلَهُ قُدْوَةٌ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ" اهـ.
وسئل الشيخ ابن عثيمين: ما حكم التهنئة بالعيد؟ وهل لها صيغة معينة؟
فأجاب:
"التهنئة بالعيد جائزة، وليس لها تهنئة مخصوصة، بل ما اعتاده الناس فهو جائز ما لم يكن إثماً" اهـ.
وقال أيضاً:
"التهنئة بالعيد قد وقعت من بعض الصحابة رضي الله عنهم، وعلى فرض أنها لم تقع فإنها الا?ن من الأمور العادية التي اعتادها الناس، يهنىء بعضهم بعضاً ببلوغ العيد واستكمال الصوم والقيام" اهـ.
وسئل رحمه الله تعالى: ما حكم المصافحة، والمعانقة والتهنئة بعد صلاة العيد؟
فأجاب:
"هذه الأشياء لا بأس بها؛ لأن الناس لا يتخذونها على سبيل التعبد والتقرب إلى الله عز وجل، وإنما يتخذونها على سبيل العادة، والإكرام والاحترام، ومادامت عادة لم يرد الشرع بالنهي عنها فإن الأصل فيها الإباحة" اهـ.
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (16/ 208 - 210).
الإسلام سؤال وجواب: http://islamqa.com/special/index.php?ref=49021&ln=ara&subsite=14
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[12 - 10 - 07, 08:49 م]ـ
حكم التهنئة بالعيد، والصيغ الواردة في ذلك
أبو عبد الله الذهبي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد:-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/294)
فهذه فائد قيمة مقتبسة من كتاب بعنوان (تنوير العينين بأحكام الأضاحي والعيدين) للشيخ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني، حول: حكم التهنئة بالعيد والصيغ الواردة في ذلك، مع تصرف بسيط .. والله من وراء القصد ..
من هنأ أخاه في العيدين بقوله: (تقبل الله منا ومنكم) ونحو ذلك، فله قدوة ببعض الصحابة فمن دونهم .. قد وردت آثار عن بعض السلف في ذلك، منها الصحيح وغيره، والمرفوع لا يصح ..
ذكر ابن التركماني في الجوهر النقي حاشية البيهقي (3/ 320 – 321)، قال: قلت: وفي هذا الباب – أي التهنئة بالعيد – حديث جيد أغفله البيهقي، وهو حديث محمد بن زياد، قال: كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكانوا إذا رجعوا يقول بعضهم لبعض: (تقبل الله منا ومنكم)، قال: أحمد بن حنبل: إسناده جيد. اهـ.
قال شيخنا الألباني رحمه الله في تمام المنة (ص 356): ولم يذكر من رواه وقد عزاه السيوطي لزاهر أيضاً بسند حسن عن محمد بن زياد الألهاني – وهو ثقة – قال .. فذكره. اهـ. وزاهر هو ابن طاهر صاحب كتاب: (تحفة عيد الفطر) كما ذكر شيخنا.
وقد نقل ابن قدامة في المغني (2/ 259) قول أحمد بتجويد سنده والله أعلم بحال من لم يُذكر من رجال هذا الأثر، والأصل قبول قول أحمد حتى نرى خلافه، والله أعلم.
وأخرج الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 251) عن صفوان بن عمرو السكسكي قال: سمعت عبد الله بن بُسر وعبد الرحمن بن عائذ وجبير بن نفير وخالد بن معدان، يقال لهم في أيام الأعياد: (تقبل الله منا ومنكم)، ويقولون ذلك لغيرهم. وهذا سند لابأس به.
وجاء في الفتح (2/ 446): وروينا في المحامليات بإسناد حسن عن جبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: (تقبل الله منا ومنكم).
قال شيخنا الألباني رحمه الله: ولم أقف على هذا التحسين أي للحافظ في شيء من كتبه – وإن كان قد أفاده بمكانه أحد طلبة العلم – قال: وإنما وجدته للحافظ السيوطي في رسالته وصول الأماني في وجود التهاني (ص 109) وفي نسخة مكتبتي (ص82) والحاوي الجزء الأول من الحاوي للفتاوي وقد غزاه لزاهر بن طاهر في كتاب تحفة عيد الفطر، وأبي أحمد الفرضي، ورواه المحاملي في كتاب العيدين (2/ 129) بإسناد رجاله ثقات، رجال التهذيب غير شيخه المهنى بن يحيى وهو ثقة نبيل كما قال الدارقطني، وهو مترجم في تاريخ بغداد (13/ 266 – 268)، فالإسناد صحيح، لكن خالفه حاجب بن الوليد في إسناده، فلم يرفعه إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: حدثنا بشر بن إسماعيل الحلبي .. وذكر ما سبق، ثم قال: فإن صح السند بهذا إلى الحاجب، فإن في الطريق إليه من يحتاج إلى الكشف عن خالد، فلعل مبشر بن إسماعيل حدث بهذا وهذا، وبخاصة أن عبد الله بن بسر هذا – وهو المازني – صحابي صغير، ولأبيه صحبة، فيبعد أن يقول هو والتابعون المذكورون معه شيئاً دون أن يتلقوه عن الصحابة، فتكون الروايتان صحيحتين، فالصحابة فعلوا ذلك، فاتبعهم عليه التابعون المذكورون، والله سبحانه وتعالى أعلم. اهـ.
أخرجه الطبراني في الدعاء (929) ثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا علي بن المديني ثنا أبو داود سليمان بن داود، ثنا شعبة قال: لقيني يونس بن عبيد في يوم عيد، فقال: تقبل الله منا ومنك. وهذا سند مسلسل بالحفاظ المكثرين، والمعمري تُكُلِّم فيه بكلام لا يضره هنا؛ بسبب الغرائب والله أعلم.
وسئل مالك رحمه الله: أيكره للرجل أن يقول لأخيه إذا انصرف من العيد: تقبل الله منا ومنك، وغفر الله لنا ولك، ويرد عليه أخوه مثل ذلك؟ قال: لايكره. اهـ من المنتقى (1/ 322).
وفي الحاوي للسيوطي (1/ 82) قال: وأخرج ابن حبان في الثقات عن علي بن ثابت قال سألت مالكاً عن قول الناس في العيد: تقبل الله منا منك، فقال: مازال الأمر عندنا كذلك. اهـ.
وفي المغني (2/ 259): قال علي بن ثابت: سألت مالك بن أنس منذ خمس وثلاثين سنة، وقال: لم يزل يعرف هذا بالمدينة. اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/295)
وفي سؤالات أبي داود (ص 61) قال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن قوم قيل لهم يوم العيد: تقبل الله منا ومنكم، قال أرجو أن لايكون به بأس. اهـ.
وفي الفروع لابن مفلح (2/ 150) قال: ولا بأس قوله لغيره: تقبل الله منا منكم، نقله الجماعة كالجواب، وقال: لا أبتدئ بها، وعنه: الكل حسن، وعنه: يكره، وقيل له في رواية حنبل: ترى له أن يبتدئ؟ قال: لا ونقل علي بن سعيد: ما أحسنه إلا أن يخاف الشهرة، وفي النصحية: أنه فِعل الصحابه، وأنه قول العلماء. اهـ.
ونحوه في المغني (2/ 259)، وقال ابن رجب في فتح الباري (9/ 74) على قول أحمد: ما أحسنه إلا أن يخاف الشهرة: كأنه يشير إلى أنه يخشى أن يُشهر المعروف بالدين والعلم بذلك، فيُقْصَد لدعائه، فيُكره لما فيه من الشهرة. اهـ.
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (24/ 253): هل التهنئة في العيد ما يجري على ألسنة الناس: عيدك مبارك، وما أشبهه، هل له أصل في الشريعة أم لا؟ وإذا كان له أصل في الشريعة، فما الذي يقال، أفتونا مأجورين؟
فأجاب: أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: تقبل الله منا ومنكم، وأحاله الله عليك، ونحو ذلك فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره، لكن قال أحمد: أنا لا ابتدئ أحداً، فإن ابتدرني أحد اجبته، وذلك؛ لأنه جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمور بها، ولا هو أيضاً مما نُهي عنه، فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة، والله أعلم. اهـ.
وعندي: أن أمر التهنئة هو إلى العادات اقرب منه إلى العبادات، والأصل في أمور العادات الإباحة، حتى يرد دليل بالمنع، بخلاف العبادات التي يحتاج المتكلم فيها إلى نقل الدليل على ما يقول، ومعلوم أن العادات تختلف من زمان لآخر، ومن مكان لآخر، إلا أن أمراً ثبت عن الصحابة أو بعضهم فعله، هو أولى من غيره، والله أعلم.
الرابط: http://saaid.net/mktarat/eid/4.htm
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[12 - 10 - 07, 08:55 م]ـ
القسم: فتاوى > أخرى
السؤال:
الأخ (ص. م.م) من واشنطن، يقول في سؤاله: يقول الناس في تهنئة بعضهم البعض يوم العيد: (تقبل الله منا ومنكم الأعمال الصالحة) أليس من الأفضل يا سماحة الوالد أن يدعو الإنسان بتقبل جميع الأعمال؟ وهل هناك دعاء مشروع في مثل هذه المناسبة؟
الجواب:
لا حرج أن يقول المسلم لأخيه في يوم العيد أو غيره تقبل الله منا ومنك أعمالنا الصالحة، ولا أعلم في هذا شيئاً منصوصاً، وإنما يدعو المؤمن لأخيه بالدعوات الطيبة؛ لأدلة كثيرة وردت في ذلك، والله الموفق.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد الثالث عشر.
الرابط: http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=2504
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[13 - 10 - 07, 03:55 ص]ـ
لكن هنا سؤال ..
ما حكم الجلوس للتهنئة؟
أيقاس عليه الجلوس للتعزية، بأن بعض العلماء كرهه؟
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[13 - 10 - 07, 08:37 ص]ـ
الجلوس للتعزية من النياحة أما الجلوس للتهنئة فلا أرى به بأساً، لا سيما أن الأصل في العادات الإباحة.
بل نص بعض العلماء أن إظهار السرور في العيدين من شعائر الدين. والله أعلم,
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[13 - 10 - 07, 11:39 ص]ـ
إذا كان إظهار السرور في العيدين شعيرة ألا يعني أنها عبادة.؟
بمعنى أن تكون موقوفة على الشرع وما جاء منها .. ؟
وهل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس؟
أو أصحابه؟
أفيدونا بوركتم.
ـ[سليمان رمضان مامي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 12:15 م]ـ
بارك الله فيكم و جزاكم الله خيرا و نفع بكم، و كل ذلك فيه تواصل المسلمين و تنقية قلوبهم إن شاء الله، و لا أدري لماذا نص الأوزاعي على بدعيته.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[14 - 10 - 07, 08:06 ص]ـ
إذا كان إظهار السرور في العيدين شعيرة ألا يعني أنها عبادة.؟
بمعنى أن تكون موقوفة على الشرع وما جاء منها .. ؟
وهل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم جلس؟
أو أصحابه؟
أفيدونا بوركتم.
========
إظهار السرور يتأدى بصور كثيرة لم يُنَص عليها. فكل صورة تؤدي هذا المقصود لم يمنعها الشرع فهي مباحة إن لم تكن مستحبة.
ولا أحفظ أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - جلس للتهنئة للعيد.
ولعلك تراجع جزءاً مطبوعاً للحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى في التهنئة بالأعياد.
وأُذكّر بأن البدعة كما عرفها الشاطبي رحمه الله تعالى في "الاعتصام": طريقة في الدين مخترعة يُراد بالسلوك عليها مضاهاة الطريقة الشرعية.
فمكبرات الصوت في المساجد -مثلاً- لم تكن على عهد رسول الله، ولكنها لتحصيل مقصود شرعي من إسماع المصلين قراءة الإمام، واستعمالها ليس عبادة نتعبد بها ونتقرب بها إلى الله تعالى، فتكون من المصالح المرسلة. وكذلك الجلوس للتهنئة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/296)
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[14 - 10 - 07, 08:39 ص]ـ
جميل بارك الله فيك.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[14 - 10 - 07, 08:49 ص]ـ
وفيك أخي الكريم
ـ[أبوخالد]ــــــــ[09 - 09 - 10, 08:38 م]ـ
للرفع
ـ[الأثري 44]ــــــــ[09 - 09 - 10, 11:43 م]ـ
جميل جداً, مشكورون(84/297)
العادات السئة وفوائدهاـ1
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[12 - 10 - 07, 06:56 م]ـ
بعض العادات السيئة تعود مباشرة بعد انقضاء رمضان ويحرص عليها أصحابها وكأنها من الدين، وكأنها مفيدة للعقل والصحة، منها التدخين ترى هل له فوائد تذكر؟ أجل. تتبع معي
لكي يصبغ اسنانه باللون البني
هناك طرق كثيرة وأسهلها التدخين بلا منازع
ولكي يمتلك رائحة نافذة لكل من حوله ماعليه الا ان يدخن سيجارتين يومياُ على أقل تقدير
وإن كان متزوجا ويريد أن يتخلص من زوجته في تلك الليلة فالأمر بسيط
فقط سيجارة قبل النوم ..
وإن كان قد سئم من لون رئتيه الوردي فيمكن له صبغهما
باللون الأسود بكل سهولة، فليس من الضروري
الوصول لعمليات جراحية حيث يمكنه ذلك فقط تدخين سيجارة واحدة
يومياً كفيل بصبغ الرئتين بالتبغ الأسود خلال أقل من عام
اما أن رأى انه بحاجة إلى إجازة من العمل المتعب حقاً، فالتدخين
قد يريحه من عناء العمل فهو مورد لا ينضب من الأمراض
يعني ما عليه الا ان يجهز اوراق الإجازة الاظطرارية
وان كان يرغب في الانتقال من مرحلة الشباب مبكرا الى مرحلة الشيخوخةفماعليه الا التعاطى للتبغ منذ صغره
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[18 - 10 - 07, 01:18 م]ـ
سلمت أخي أحمد ورزقطك الله مجاورة مكة(84/298)
مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[12 - 10 - 07, 07:14 م]ـ
عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْرِ". أخرجه أحمد (5/ 417 رقم 23580)، وعبد بن حميد (ص 104، رقم 228)، ومسلم (2/ 822 رقم 1164)، وأبو داود (2/ 324، رقم 2433)، والترمذى (3/ 132، رقم 759) وقال: حسن صحيح. والنسائى فى الكبرى (2/ 163، رقم 2862)، وابن ماجه (1/ 547، رقم 1716)، وابن حبان (8/ 396، رقم 3634). الدهر: أي سنة كاملة. قالَ الإمام النووي في "شرح صحيح مسلم": قَالَ أَصْحَابنَا: وَالْأَفْضَل أَنْ تُصَامَ السِّتَّةُ مُتَوَالِيَةً عَقِبَ يَوْم الْفِطْرِ، فَإِنْ فَرَّقَهَا أَوْ أَخَّرَهَا عَنْ أَوَائِل شَوَّال إِلَى أَوَاخِره حَصَلَتْ فَضِيلَة الْمُتَابَعَةُ، لِأَنَّهُ يَصْدُقُ أَنَّهُ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّال، قَالَ الْعُلَمَاء: وَإِنَّمَا كَانَ ذَلِكَ كَصِيَامِ الدَّهْر، لِأَنَّ الْحَسَنَةَ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، فَرَمَضَانُ بِعَشَرَةِ أَشْهُرٍ، وَالسِّتَّة بِشَهْرَيْنِ.
ـ[بنية الإسلام]ــــــــ[13 - 10 - 07, 08:27 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[14 - 10 - 07, 02:47 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[14 - 10 - 07, 11:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيكم.(84/299)
كيف استدل شيخ الإسلام على اتّفاق المطالع!؟
ـ[مسلم النابلسي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 07:31 م]ـ
كيف استدل ابن تيمية رحمه الله على اتّفاق المطالع بحديث ابن عبّاس رضي الله عنه ..
في حين أنّ بلاد الشام والسعودية يتّفقون في المطالع وفي نفس خط الطول!!؟
أفيدونا بارك الله فيكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 07:46 م]ـ
اتفاق المطالع لم يقل أحد بجوازه فالكل متفق على أن المطالع تختلف وإنما النزاع =في هل يعتد بهذا الاختلاف أم لا؟؟؟
ـ[مسلم النابلسي]ــــــــ[12 - 10 - 07, 08:12 م]ـ
بارك الله فيك قصدت كيف استدل على مسألة اختلاف المطالع في حديث ابن عباس رضي الله عنه
في حين أن بلاد الشام والسعودية تتفق في المطلع
ـ[نضال مشهود]ــــــــ[13 - 10 - 07, 06:37 ص]ـ
لم يكن شيخ الإسلام يعتبر اتفاق المطالع ولا اختلافها.
بل العبرة عنده هو (بلوغ الخبر في اليوم الأول).
وليس في حديث ابن عباس رضي الله عنه إلا (بلوغ الخبر بعد أيام).
ـ[خادم أهل الحديث]ــــــــ[16 - 10 - 07, 06:20 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال ابن مفلح فى"الفروع ج3ص13":
... وقال شيخنا: تختلف المطالع بإتفاق أهل المعرفة بهذا، قال: فإن إتفقت لزم الصوم وإلا فلا وفاقا للأصح للشافعية .... أهـ "الاختيارات الفقهية للبعلي ص158"
وجزيتم خيرا(84/300)
شكر الله عزوجل على إتمام نعمة الصيام والقيام - العثيمين رحمهُ الله (مقطع صوتي)
ـ[احمد بن الحنبلي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 12:24 ص]ـ
أسأل الله عزوجل أن يرحم الشيخ وأن يغفر لنا وله وأن يجمعنا به في الفردوس الأعلى.
كما نسأله جل وعلا أن يزيدنا من فضله وأن يعيننا على شكر نعمته وأن يعيد علينا رمضان أعواما عديدة وأزمنة مديدة
الملف في المُرفقات(84/301)
من هو الهروي المذكرو هنا في شرح صحيح مسلم؟
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[13 - 10 - 07, 12:29 ص]ـ
السلام عليكم ...
من هو الهروي المذكرو هنا في شرح صحيح مسلم؟ وما هو كتابه المقصود وأين طبع؟
قَالَ الْهَرَوِيُّ سُمِّيَ كَلِمَة لِأَنَّهُ كَانَ عَنْ الْكَلِمَة فَسُمِّيَ بِهَا. كَمَا يُقَال لِلْمَطَرِ رَحْمَة. قَالَ الْهَرَوِيُّ: وَقَوْله تَعَالَى: {وَرُوح مِنْهُ} أَيْ رَحْمَة. قَالَ: وَقَالَ اِبْن عَرَفَة: أَيْ لَيْسَ مِنْ أَب إِنَّمَا نَفَخَ فِي أُمّه الرُّوح وَقَالَ غَيْره وَرُوح مِنْهُ أَيْ مَخْلُوقَة مِنْ عِنْده وَعَلَى هَذَا يَكُون إِضَافَتهَا إِلَيْهِ إِضَافَة تَشْرِيف كَنَاقَةِ اللَّه وَبَيْت اللَّه. وَإِلَّا فَالْعَالَم لَهُ سُبْحَانه وَتَعَالَى وَمِنْ عِنْده. وَاَللَّه أَعْلَم.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[13 - 10 - 07, 03:10 ص]ـ
الهروي هو: أحمد بن محمد بن عبد الرحمن الباشاني، أبو عبيد الهروي.
تاريخ الوفاة: 401هـ.
مؤلفاته: "الغريبين" غريب القرآن وغريب الحديث.
ـ[أبو عبد الغفور]ــــــــ[13 - 10 - 07, 04:39 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
وأين أجد هذا الكتاب؟ وأين طبع؟
وإذا أمكن أريد أن أعرف ماذا قال في تفسير "العالمين" فإذا أمكن ممن عنده الكتاب أن ينقل لي هذا لأني أحتاج إلى التأكد من نص معين.
وجزاكم الله خيرا.(84/302)
(ماذَا بعْدَ رمَضَان؟) "وسَائِلُ مُقْتَرَحةٌ للثَّباتِ على الطَاعَات"
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 12:33 ص]ـ
الحمدُ للهِ وحدَه، والصلاةُ والسلامُ على من لا نبيَ بعدَه ..
أمَّا بعدُ.
فإنَّ المُسلمَ فضلاً عن طالبِ العلم لتدعوهُ نفسُه في رمضانَ وغيرهِ للتزوُّدِ من الطاعاتِ، والفناءِ في العباداتِ .. رحمةَ اللهِ يرجو، والنجاةَ من أليمِ عقابهِ يطلبُ، ومحبةَ اللهِ ينشُد.
النُّفوسُ في رمضانَ خُولِفت، وفُطِمتْ عن بعضِ عوائِدها المشينةِ ـ والفِطامُ عن المألوفِ عسيرٌ ـ!
في هذه اللحظاتِ التي استقْبلْنَا فيها شهراً جديداً .. وودعْنا شهرَ السَّبْقِ والتنافس، يجدُرُ بنا أن نحافظَ على بعضِ ما استفدنا منه؛ رجاءَ أن نكونَ من العارفين بالله في كلِّ الشهور، وتمسُّكاً بما ترَبَّتْ عليه النفسُ؛ حتى لا نركنَ إلى الدَّعةِ فيتبلَّد الحسُّ ويصعبُ على النفسِ الرجوعُ ..
فالوَحَى الوَحى؛ فالوقوفُ رجوعٌ!
* وهذهِ بعضُ الوسائلِ المعينة للثبات على الطاعات؛ بل وللزيادة، لا تَخضعُ لقانون مفصَّلٍ، ولا لبرمجةٍ مُنظَّمة؛ فالإنسانُ أعرفُ بما يناسبُه، ويتلاءمُ مع إمكاناته وميوله .. (والمُتَنفِّلُ أميرُ نَفْسهِ) ..
أولاً: العباداتُ الرمضانيَّةُ المُقَيَّدة.
وأعني بذلك العباداتُ التي حثَّ عليها الشارعُ بإطلاقٍ، وأوجبها في رمضانَ، أو استحبَّها استحباباً شديداً يحُرمُ المُسلمُ إبان تركها من الخيرِ العظيمِ ..
وأصولُها أربعُ عباداتٍ:
- العبادةُ الأُولى: الصِّيامُ.
وهيَ عَصَبُ الشَّهْرِ، ورُوحه .. الكلامُ عن عبادةِ السِّر ذُو تشعباتٍ مختفلةٌ،
أعظمُ مقاصدِه: تحقيقُ التقوى.
والثباتُ على هذه العبادةِ يكونُ بالآتي:
سهُلَ الصيامُ في آخر الشهرِ؛ لاعتياده .. فيحسنُ بالمُسلمِ المدوامةُ حتى تنقضي الأيامُ فيثقلُ بعد ذلك ..
وللمُسلمِ التَّخيرُ في الطريقةِ المناسبةِ بحيثُ لا يمرُّ عليه شهرٌ إلاّ وله منه نصيبٌ.
والصيامُ في غيرِ شهرِ رمضانَ ذُو فضلٍ عظيمٍ، وأجرٍ جسيمٍ، المحرومُ منهُ محرومٌ؛ إذِ اليوم الواحد يُباعدُ عن النار سبعينَ خريفاً، كما في مسلمٍ عن أبي سعيد 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ـ فكيفَ بكثرةِ الصيام ـ؟!
أما صيامُ ثلاثة أيامٍ، فكصيامِ الدهر ـ كما لا يخفى ـ، وهذا ثابتٌ في الصحيحين عن ابن عمروٍ1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
أمّا السابقون السبَّاقون، فلو بدأَ المسلمُ من غدٍ في صيامِ داودَ فلن يشقَ ذلك عليه .. والأولى التدرج، والمُسلمُ أعلمُ بنفسه ..
والبّدءُ بصومِ يومٍ وإفطارِ يومين أدعى للخطوِ الجيَّد للحاقِ بركبِ السابقين بالخيرات.
وبهذه الطريقةِ ـ وإن صعُبَت في البَدء؛ لندرةِ المنافسين ـ إلاَّ أنها ستُحولُ طالبَ العلمِ بعد زمنٍ إلى إلْفِ الصيامِ، ولن يجدَ بُدّاً من مفارقته، فينظِمُّ إلى قافلة العلماءِ (الصُوَّام).
فإنْ كان لا يستطيعُ لغلبةِ الأشغالِ ونحو ذلك .. فلا يُغلب على صومِ القليلِ ولو يوماً واحداً .. فالغلبةُ حِرْمان!
- العبادةُ الثانية: قِيامُ الليلِ.
أجْمِل بشرفِ المؤمنِ، وأحسن بعبادةَ المخلصين ..
ثناءُ الربِّ، وصِدقُ العبدِ، ونضارةُ الوجهِ، وطريقُ الثبات!
كَمْ من طالبِ علمٍ راوحَ بين قديميه كثيراً أثناء التراويح، لسانُ حالهِ وكثرةُ تفكيرهِ: كمْ ركعةٍ بقيتْ وننتهي؟!! ـ مع حرصهِ الشديدِ على هذه العبادة ـ لأنه لم يتعرفْ إلى الله في الرخاءِ بالقيامِ على متنِ الشهور والأيامِ، فجاءتِ الشِّدَّةُ فخُذِلْ .. وقد حفظَ ما حفظَ في فضلِ هذه العبادةِ، لكنَّه أفنى لياليه بالنقاشات والمجادلات، تحت غطاء: (مذاكرةُ ساعةٍ أحبُّ إليَّ من قيامِ ليلة)!
والله المستعان.
أخي الكريمَ: الآن الآن في في يومِ العيد، قُمْ، ولو بمقدار (حلبِ الشاةِ) ..
فرصةٌ للثباتِ ,, فالنُّفُوس متروِّضة،، والهمم متوقدة .. فإذا أقبلتِ النَّفسُ فأحسنْ إليها ..
أما الحافظُ لكتابِ اللهِ؛ فأمرُهُ متيسِّرُ لو أضاعَ لياليه فقد أضاعَ نفسَه ..
أما من يحفظُ مقداراً يسيراً، فقمْ به، ولو أن تتكرره كلَّ ليلةٍ، فسيثبتُ حفظُك، وسيُفتحُ لك في التأمل.
فلو كانَ يحفظُ جزءَ عمَّ فقط، أو سورةَ الكهفِ أو مريم ....
فما المانع من أن يقومَ به كلَّ ليلة؟
والتدرجُ ـ كما أسلفتُ ـ حسنٌ. (والمتنفلُ أميرُ نفسه) ..
أما من لا يصلي حتى الوترَ، فأحسنَ اللهُ عزائَه!
- العبادةُ الثالثةُ: العنايةُ بالقرآنِ؛ حفظاً، وتدبراً، وتلاوةً، ومطالعةٍ للتفاسيرِ ....
فليحافظُ المسلمُ على ما تعوّد، ولو بالقليلِ الدائمِ ..
يقول ابن القيِّمِ ـ رحمهُ اللهُ ـ: (ما أشدها من حسرة، وأعظمها من غبنة، على من أفنى أوقاته في طلب العلم، ثم يخرج من الدنيا وما فهم حقائق القرآن، ولا باشر قلبَه أسرارُه ومعانيه)!
بدائع الفوائد (1/ 201).
- العبادةُ الرابعةُ: الجُوْد!
غفرَ الله لنا تقصيرنا ..
{لن تنالوا البرَّ حتى تنفقوا مما تحبون}!
يُعوّدُ المسلمُ نفسَه على البذل والتضحيةِ والإيثار بعد هذا الشهر الفضيل ..
وانظر موضوعاً لأخي المسيطسر: هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113460&highlight=%C7%E1%E4%D3%DD%ED)
تلكمْ ـ أحبتي في الله ـ عباداتٌ مطلقةٌ محبَّبةٌ لربِّ العالمين، حَرِصْنَا عليها في شهر رمضانَ، فليكنْ لنا منها في أيامنا أوفرُ الحظِّ والنصيب.
اللهمَّ لا تعذِّبْ قلباً دلَّ عليك ..
واغفر لي عملاً ادعيتُ أني أردتُ به وجهك، فخالطَ قلبي ما علمتَ.
وللحديث تتمةٌ يسيرةٌ أُتبِعها ـ إن شاء اللهُ تعالى ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/303)
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[13 - 10 - 07, 12:42 ص]ـ
جزاك الله خيرا,
مقالة قيمة.
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[13 - 10 - 07, 03:09 ص]ـ
جزاك الله خيرا,
مقالة قيمة.
جزاك الله خيراً أخي الفاضلَ أحمدَ الدهشوري.
تصحيح: المسيطير .. تحرفت إلى (المسيطسر)، فليعذرنا أبو محمد ـ وفقه الله ـ.
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[15 - 10 - 07, 03:18 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[15 - 10 - 07, 07:29 م]ـ
الشيخ الكريم مهند المعتبي
بارك الله فيكم وجزيتم خيراً على هذه الدرر نسأل الله أن ينفع بها الكاتب والقاريء
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 06:09 ص]ـ
جزاك اللهُ خيراً محبة لطيبة ..
جزاك اللهُ خيراً شيخناَ الحبيبَ أبا حازمٍ الكاتبَ على مرورك وتشجيعِكَ ..
وهذا إكمالٌ لما وعدتُ بهِ .. وقبل ذلك أنبهُ لبعضِ الأخطاءِ التي وقعتُ بها بسبب السَّبْقِ؛ فبعضها أحالَ المعنى!
___________
* قلتُ: (الكلامُ عن عبادةِ السِّر ذُو تشعباتٍ مختفلةٌ). الصواب: مختلفة!
* قلتُ: (فيحسنُ بالمُسلمِ المدوامةُ حتى تنقضي الأيامُ فيثقلُ بعد ذلك). الصواب: حتى لا تنقضي ... [اختلَّ المعنى!]
* قلتُ: (العبادةُ الثالثةُ: العنايةُ بالقرآنِ؛ حفظاً، وتدبراً، وتلاوةً، ومطالعةٍ للتفاسيرِ .... ) الصواب: ومطالعةً للتفاسير ..
___________________
ثانياً: العباداتُ المُطْلقَة
وهي العباداتُ التي حثَّ عليها الشارعُ وجوباً واستحباباً، تُبَلِّغُ المُسْلِمَ المنازلَ العاليةَ، والدرجاتِ الرفيعةَ عند اللهِ جلَّ وعزَّ ..
كانَ شهرُ رمضان مَوْسماً مناسباً، وأرضاً خصبةً للتزودِ منها، وتعويضِ ما نقصَ منها وفُرِّط فيه ..
وترجِعُ ـ أعني هذه العباداتِ المُطلقةِ ـ لأصلينِ اثنين:
- الأصلُ الأولُ: العباداتُ القلبية:
ومكانتها لا تخفى، حتى قال جمعٌ من السلف: هي أعظمُ من أعمال الجوارح.
قال ابن القيِّم ـ رحمه الله ـ في البدائع: (ومن تأمل الشريعة في مصادرها ومواردها علم ارتباط أعمال الجوارح بأعمال القلوب وأنها لا تنفع بدونها وأن أعمال القلوب أفرض على العبد من اعمال الجوارح ... )
وقال ـ رحمه اللهُ ـ في المدارج: (وعمل القلب كالمحبة له والتوكل عليه ..... وغير ذلك من أعمال القلوب التي فرضها أفرض من أعمال الجوارح، ومستحبها أحب إلى الله من مستحبها، وعمل الجوارح بدونها إما عديم المنفعة أو قليل المنفعة)!
وهي ـ أعني العبادات القلبية ـ ذاتُ شقَّيْن:
- الأول: الطلبُ.
والمقصود به توثيقُ المقاماتِ والأحوالِ التي تُزكّي النفسَ، وتُعليها .. وهي عباداتُ القلبِ الإيجابية؛ كالمحبة والتوكل واليقين والخوف والرجاء والصبر والتوبة والإنابة ......
والعلاقةُ بينها وبين الشهرِ الفضيلِ أن الشهرَ ظرفٌ للصياَم المُنْتِجِ انكسارَ النفس وخضوعها وخشوعها للهِ ..
فإذا تفرَّغَ القلبُ للعبادةِ فقد شغلَ نفسهُ بالطاعةِ ـ فبالضرورةِ انشغل القلبُ عن المعصية ـ فكان القلب محلاً صالحاً للاستزادة من العبادات القائدةِ للثبات ..
" وهلْ يُرادُ من العلمِ إلاَّ ما وصل إليه معروفٌ؟! "
- الثَّاني: الدَّفعُ.
فكما أنَّ للقلبِ عباداتٍ ترفعُ العبدَ للدرجات، فله ذنوبٌ تُسقِطهُ للدركات!
وهل النِّفاقُ إلا عملٌ قلبي .. ؟
وهل الحقدُ والغلُّ والكبرُ والكفرُ وسوءُ الظنِّ إلا أعمالٌ قلبيَّة ـ في أصلها ـ؟!
فلقد كانَ الحريصُ في هذا الشهر الفضيلِ مُرَوِّضاً لنفسه مُزكِّياً لها ..
يُدافعُ خطراتِ سوءِ الظنِّ بإخوانه المسلمين.
يدافعُ الحسدَ حينما يرى نِعمَ اللهِ على عباده المؤمنين.
يُجاهدُ نفسَه من أن يقعَ في صدره غلٌّ على مسلمٌ ..
يستغفرُ الله مما مضى وعلقَ بقلبه من مفسداتِ القلب.
- الأصلُ الثاني: عباداتُ الجوارح
وهي فرعٌ عن العباداتِ القلبية، ونتيجتُها.
وهي ـ كذلك ـ ذاتُ شقَّيْن:
- الأول: الطَّلبُ:
وذلك بعمل الطاعاتِ المُتعلقة بالجوارحِ من صيامٍ، وقيامٍ، وقراءةِ قرآنٍ، وجودٍ ـ كما سبقَ ـ ودعاءٍ، وأمرٍ بمعروفٍ،ونهيٍ عن منكرٍ، ودعوةٍ إلى الله، وبرٍ للوالدين، وحُسنُ خلقٍ .......
إلى غير ذلك من العباداتِ الكثيرةِ التي استفدنا منها في رمضان؛ رجاءَ المضاعفة للأجر ..
فحُسن الخلقِ مثلاً ..
يتذكرُ المسلمُ ـ الذي استفاد في شهره ـ أنه تركَ قبيحَ الخلقِ في رمضان من لغوٍ وبذاءةٍ ونحوها ـ للهِ ـ، وقال: "إني صائمٌ ".
فليستصحبْ هذا بعدَ رمضان ابتغاءَ وجهِ اللهِ.
- الثاني: الدَفْعُ.
وذلك بالتعبدِ لله بترك المحرمات والمكروهات التي ترَكَها في رمضان، من نظرٍ محرمٍ، وسماعٍ محرمٍ، وكلامٍ محرمٍ، وفضولها التي لا تنفع ونحو ذلك ..
فيدفعُ عن نفسه هذا بعدَ رمضانَ تعبُّداً وتألُّها.
ولا أظنُّ فاعلَ ذلك إلاَّ مستفيداً رابحاً ..
قدْ لا يأتي شهر رمضانُ الذي يليه ـ بلَّغنا اللهُ إياهُ ـ إلاَّ وقد تجاوز مراحلَ وخطواتٍ عالية في التدرج بين مدارج السالكين، ومنازل المتقين.
فاثْبُتْ ـ يا رعاك اللهُ ـ على ما بَنَيْتَ وأصَّلتْ .. وجاهدتَّ وأملَّتْ ..
{والذينَ جاهدوا فينا لنهديَنَّهم سُبُلَنا وإنَّ اللهَ لمعَ المُحسنين}!
فبالصَّبْرِ واليقينِ تُنَالُ الإمامةَ في الدين.
جعلني اللهُ وإياكم من الربَّانيين لا من الرمضانيين.
ومن المتقين المحسنين ..
واللهُ أعلمُ
وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبينا محمدٍ، وعلى آله وصحبه أجمعين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/304)
ـ[أبو أحمد السكندرى]ــــــــ[18 - 10 - 07, 06:36 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو عمر السويدي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 07:17 ص]ـ
جزاك الله الفردوس
اللهم أعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 10:57 م]ـ
الفاضِليْن: أبا أحمد، أبا عمر ..
بارك اللهُ فيكُما .. وأجابَ دعوتكُما ..
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 11:26 م]ـ
ما شاء الله، تبارك الله.
أحسنت أخي المكرم مهندا، عساه عند ربك محفوظا، ولدرجاتك رافعا، ولذنوبك ماحيا.
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[21 - 10 - 07, 01:59 م]ـ
ما شاء الله، تبارك الله.
أحسنت أخي المكرم مهندا، عساه عند ربك محفوظا، ولدرجاتك رافعا، ولذنوبك ماحيا.
أجاب اللهُ دعوتَك أخي الفاضل أبا أحمد.
ـ[الدومري]ــــــــ[21 - 10 - 07, 08:10 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم
ـ[ذو المعالي]ــــــــ[21 - 10 - 07, 09:06 م]ـ
تأملتُ و أنا أقرأُ موضوعَكَ، و استحضرتُ اسمَكَ _ و أنا أطالعُه _ و ما فيه من بواطن العلائقِ، فرأيتُ أنَّ نَحَوْتَ رِقابَ المعاني فقطعتَ رؤوسها بمهنديِّكَ، فسقيتَنا من بحرِ العقلِ ما كان ريَّاً لنا، فلك مني التحيةُ أيها المهنَّدُ ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 10 - 07, 11:06 م]ـ
الأخ المبارك / أباريان
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
وأسأل الله أن يصلح حالنا وأحوالنا ... وأن يتجاوز عن زللنا وتقصيرنا.
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[06 - 11 - 07, 04:59 ص]ـ
الفضلاءَ: الدومري، ذا المعالي، سامي المسيطير .......
شكرَ اللهُ لكم، واستجابَ دعاءَكم، ولكم " بمِثْل " ....
اللهم آمين ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 09 - 08, 01:13 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ... وأسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وأسأل الله أن يحفظ أخانا / مهند المعتبي ... أينما كان ... وبانتظار عودته ...
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[09 - 10 - 08, 08:04 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ... وأسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وأسأل الله أن يحفظ أخانا / مهند المعتبي ... أينما كان ... وبانتظار عودته ...
أحسن الله إليك أخي المفضال أبا محمد، وبارك فيك، وتقبل مني ومنك ومن جميع المسلمين.
واسلم لمحبك.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[09 - 10 - 08, 09:22 ص]ـ
وفقك الله أخي الشيخ الكريم
ننتظر فوائدك دائما ..
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[09 - 10 - 08, 09:29 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وأحسن إليكم ونفع بكم أخي المفضال / مهند ..
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 09 - 09, 07:48 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ... وأسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وأسأل الله أن يحفظ أخانا / مهند المعتبي ... أينما كان ... وبانتظار عودته ...
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[20 - 09 - 09, 07:56 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
وتقبل الله من الجميع صالح الاعمال.
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[20 - 09 - 09, 10:48 م]ـ
جزاك الله خيرا ... وليت تضع المقالة يعد انتهائها على شكل ملف ورد ليكون سهل الطباعة
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[20 - 09 - 09, 11:30 م]ـ
عبارات واعظة أسداها إلينا قبل سنتين أبوريان لازال مسددا ومازلنا ننهل من معينها
نفع الله بهاكاتبهاوقارئهاورافعها
وتقبل من الجميع صالح الأعمال
ـ[فارس النهار]ــــــــ[21 - 09 - 09, 12:33 ص]ـ
أحسنَ اللهُ إليكَ أخي مهند ... نفعتَنا وأفدتَنا.
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[22 - 09 - 09, 04:58 ص]ـ
بارك الله فيكم إخوتي، وتقبّل مني ومنكم صالح العمل، وتجاوز عن التقصير والزلل.
اللهم إني أعوذ بك من فتنة القول وجماله، وسوء العمل وضلاله ..
مضت سنتان، ولم أعمل بما كتبتُ!
عفوك اللهم.
جزاك الله خيرا ... وليت تضع المقالة يعد انتهائها على شكل ملف ورد ليكون سهل الطباعة
سأفعل إن شاء الله، بعد إعادة صياغتها، وتلافي أخطائها.
والله المؤمَّل في إصلاح الطوّية والقول والعمل.
ـ[أبو عبدالله الفاصل]ــــــــ[22 - 09 - 09, 11:34 ص]ـ
أخي الحبيب مهند، فقدتك مدة طويلة فالحمدلله على سلامتك .. أرجو أن تمتعنا بفوائدك، وجزاك الله عنا خيرًا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[11 - 09 - 10, 07:47 ص]ـ
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال ... وأسأل الله أن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته.
وأن يجزي أخانا / مهندا .. خير الجزاء، وأجزله، وأتمه، أوفاه.
ـ[بدر احمد عبدالرحيم]ــــــــ[12 - 09 - 10, 07:41 ص]ـ
جزاك الله خيرا
اما وطريق الثبات على الطاعة فالاستعانة بالله اولا، وعلى قدر الثقة والالتجاء وحسن الظن بالله ينال العبد نصيبا من الاعانة،و فمستقل ومستكثر والموفق من وفقه الله
فاللهم اعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك(84/305)
تهنئة
ـ[محمد لبرك]ــــــــ[13 - 10 - 07, 04:47 ص]ـ
{لا أقول لكم كل عام وأنتم بخير ولكن أقول لكم أنتم الخير لكل عام}
إخواني أعضاء ملتقى أهل الحديث دامت أيامكم كلها أعياد وأفراح ومسرات ورفع الظلم عن الأمة العربية والإسلامية جمعاء.
أبو ربيع
ـ[بنية الإسلام]ــــــــ[13 - 10 - 07, 08:20 م]ـ
تقبل الله منا ومنكم
ـ[محمد لبرك]ــــــــ[14 - 10 - 07, 03:23 م]ـ
يارب يارب يارب آمـ ــــــين
ـ[ماجد الشيحاوي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 05:44 ص]ـ
كل عام وانتم بخير
تقبل الله منا ومنكم الصيام والقيام(84/306)
ضابط صلاة النافلة في البيت
ـ[القارئ]ــــــــ[13 - 10 - 07, 07:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حصل مناقشة مع احد طلبة العلم عن كيفية الصلاة النافلة (التراويح والقيام) في البيت وهل هو على اطلاقة
فقال نعم بشرط ان تكون صلاة البيت (اي النافلة) اكثر وقتا وعددا من الصلاة في المسجد
فهل هذا الكلام صحيح
ارجو من الاخوة الافادة
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[11 - 12 - 07, 06:27 ص]ـ
عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه: (سأل عائشة رضي الله عنها كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان قالت ما كان يزيد في رمضان ولا غيره على إحدى عشرة ركعة يصلي أربع ركعات فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي أربعا فلا تسأل عن حسنهن وطولهن ثم يصلي ثلاثا رواه البخاري(84/307)
ماذا لو هنأك الكافر بقوله: كل عام وأنت طيب؟
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[14 - 10 - 07, 12:42 ص]ـ
ماذا لو هنأك الكافر بقوله: كل عام وأنت بخير أو كل سنة وأنت طيب أو غيرها ..
فكيف يكون الرد؟؟ وهل إن رد المسلم بقوله: وأنت طيب، أو وأنت بخير، او بصحة وسلامه أو غيرها من الردود التي جرت العادة على قولها .. أليس في ذلك دعاء للكافر؟
فهذا الأمر يتكرر كثيرا في الأعياد سواء من الجيران أو من زملاء العمل .. فكيف يكون الرد؟؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[14 - 10 - 07, 01:34 ص]ـ
أنا أقول له: وأنت طيب، ويكون نيتي هنا أنه لا يكون طيبا إلا إذا أسلم، فيكون دعاءً له بالإسلام.
وسمعت من الشيخ / ياسر برهامي قولا قريبا من ذلك، وهو عندما يكون حكم إسلامي ونأخذ من أهل الكتاب الجزية فيجوز الدعاء لهم بتكثير ذراريهم وإذا مات لهم ولد أن يخلف الله بدلا منه، وذلك - كما قال - ليكبر حجم الجزية المأخوذة منهم، والله أعلم
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[14 - 10 - 07, 03:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا .. وننتظر مزيد من الفائدة من اخواننا ومشايخنا
ـ[أبو أحمد الحنبلي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 02:41 م]ـ
قال الله تعالى {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً} النساء86
قال الطبري رحمه اللهتفسير الطبري - (ج 8 / ص 587)
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فحيوا بأحسن منها أهلَ الإسلام، أو ردوها على أهل الكفر.
*ذكر من قال ذلك:
10039 - حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال، حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الحسن بن صالح، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: من سلَّم عليك من خلق الله، فاردُدْ عليه وإن كان مجوسيًّا، فإن الله يقول:"وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها".
10040 - حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا سالم بن نوح قال، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة في قوله:"وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها"، للمسلمين="أو ردوها"، على أهل الكتاب.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[15 - 10 - 07, 07:21 م]ـ
قال الله تعالى {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً} النساء86
قال الطبري رحمه اللهتفسير الطبري - (ج 8 / ص 587)
وقال آخرون: بل معنى ذلك: فحيوا بأحسن منها أهلَ الإسلام، أو ردوها على أهل الكفر.
*ذكر من قال ذلك:
10039 - حدثني إسحاق بن إبراهيم بن حبيب بن الشهيد قال، حدثنا حميد بن عبد الرحمن، عن الحسن بن صالح، عن سماك، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: من سلَّم عليك من خلق الله، فاردُدْ عليه وإن كان مجوسيًّا، فإن الله يقول:"وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها".
10040 - حدثنا محمد بن بشار قال، حدثنا سالم بن نوح قال، حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة في قوله:"وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها"، للمسلمين="أو ردوها"، على أهل الكتاب.
جزاكم الله خيراً ..
يعنى إن قال لي الكافر: السلام عليكم ورحمة الله
أرد بقولى: وعليكم السلام ورحمة الله؟؟
فهل يجوز أن أقول لكافر و عليك رحمة الله؟!
هذا مع وجود النص أنهم إذا سلموا نقول: وعليكم
مع الخلاف في صيغة الرد .. لكن سؤالى هل يجوز أن أقول لكافر وعليك رحمة الله؟؟ لأن ما أعلمه -وعلمي قليل- أن من أجاز رد السلام بأكثر من وعليكم .. اقتصر على: وعليكم السلام ..
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - 10 - 07, 11:48 ص]ـ
للرفع ... طلبا للإجابة
ـ[علي سليم]ــــــــ[30 - 10 - 07, 04:07 م]ـ
ربما تستطيع ان تقول له فرّحك الله بولدك مثلا .... (حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة ... )
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[30 - 10 - 07, 07:21 م]ـ
ربما تستطيع ان تقول له فرّحك الله بولدك مثلا .... (حتى اذا فرحوا بما اوتوا اخذناهم بغتة ... )
ما هذا؟
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[31 - 10 - 07, 01:36 م]ـ
جزاكم الله خيراً ..
يعنى إن قال لي الكافر: السلام عليكم ورحمة الله
أرد بقولى: وعليكم السلام ورحمة الله؟؟
فهل يجوز أن أقول لكافر و عليك رحمة الله؟!
هذا مع وجود النص أنهم إذا سلموا نقول: وعليكم
مع الخلاف في صيغة الرد .. لكن سؤالى هل يجوز أن أقول لكافر وعليك رحمة الله؟؟ لأن ما أعلمه -وعلمي قليل- أن من أجاز رد السلام بأكثر من وعليكم .. اقتصر على: وعليكم السلام ..
وجزاكم الله خيرا
أخي جزاك الله خيراً، وهل أحد من العلماء أجاز رد السلام على غير المسلم بأكثر من وعليكم؟ إلا أن يكون (وعليكم مثلما قلتم)؟ فإن علمت أحداً أجاز قول: وعليكم السلام، فأرجو أن تذكر اسم العالم والمصدر فأنا لا أعرفه.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[31 - 10 - 07, 09:11 م]ـ
أخي جزاك الله خيراً، وهل أحد من العلماء أجاز رد السلام على غير المسلم بأكثر من وعليكم؟ إلا أن يكون (وعليكم مثلما قلتم)؟ فإن علمت أحداً أجاز قول: وعليكم السلام، فأرجو أن تذكر اسم العالم والمصدر فأنا لا أعرفه.
وإياك أخي الحبيب ..
تفضل أخي:-
http://www.islamqa.com/special/index.php?ref=43154&ln=ara&subsite=140
وأذكر - وأرجو الا أكون واهماً - أن هذا الأمر نوقش في الملتقى من قبل .. ولكن لم أهتدي لمكانه الآن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/308)
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[31 - 10 - 07, 09:41 م]ـ
جزاك الله خيراً، أخي الكريم، وبارك فيك ونفعنا بعلمك
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[31 - 07 - 08, 01:50 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ..
يعنى إن قال لي الكافر: السلام عليكم ورحمة الله
أرد بقولى: وعليكم السلام ورحمة الله؟؟
فهل يجوز أن أقول لكافر و عليك رحمة الله؟!
هذا مع وجود النص أنهم إذا سلموا نقول: وعليكم
مع الخلاف في صيغة الرد .. لكن سؤالى هل يجوز أن أقول لكافر وعليك رحمة الله؟؟ لأن ما أعلمه -وعلمي قليل- أن من أجاز رد السلام بأكثر من وعليكم .. اقتصر على: وعليكم السلام ..
وجزاكم الله خيرا
سمعتُ اليوم من أحد المشايخ الفضلاء أنه يجوز أن ارد على الكافر السلام كاملاً بقولي: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته إن سمعته يقولها بوضوح: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته لعموم الآية: {وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا}
فكيف يصح هذا؟؟
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[31 - 07 - 08, 02:04 ص]ـ
أنا أقول له: وأنت طيب، ويكون نيتي هنا أنه لا يكون طيبا إلا إذا أسلم، فيكون دعاءً له بالإسلام.
وسمعت من الشيخ / ياسر برهامي قولا قريبا من ذلك، وهو عندما يكون حكم إسلامي ونأخذ من أهل الكتاب الجزية فيجوز الدعاء لهم بتكثير ذراريهم وإذا مات لهم ولد أن يخلف الله بدلا منه، وذلك - كما قال - ليكبر حجم الجزية المأخوذة منهم، والله أعلم
أظن أن هذه النية لا حاجة لها قال ابن عباس لو قال لي فرعون جزاك الله خيرا لقلت له وجزاك ولم يسثن ولم ينو
(من حفظي)
ـ[عبدالملك السبيعي]ــــــــ[31 - 07 - 08, 02:13 ص]ـ
البخاري في الأدب المفرد: حدثنا أبو نعيم قال: حدثنا سفيان، عن ضرار بن مرة، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: لو قال لي فرعون: بارك الله فيك، قلت: وفيك، وفرعون قد مات ..
لا أعلم نصا أو دليلا شرعيا يمنع كلمات البر إلى أهل الكتاب إلا ما في السلام؛ فمن عنده شيء فليفدنا به نعمل به ..
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو مسلم السلفي]ــــــــ[31 - 07 - 08, 02:14 ص]ـ
عذرا على الذاكرة الضعيفة
ـ[احمد ابن صالح]ــــــــ[31 - 07 - 08, 02:55 ص]ـ
http://www.mawlawi.net/Kutub.asp?cid=102&cc=aaa
قديفيد ولم أقرأه
ـ[أبو صهيب أشرف المصري]ــــــــ[31 - 07 - 08, 12:53 م]ـ
لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ إِلَّا أَنْ تَتَّقُوا مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللَّهِ الْمَصِيرُ
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[01 - 08 - 08, 01:34 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
وأود ان نركز على نقطة ألا وهي .. هل يقول أن اقول للكافر: وعليك السلام ورحمة الله وبركاته؟؟
فهل يجوز أن أقول لكافر وعليك رحمة الله وبركاته؟؟
أم أقتصر في رد السلام على الكافر إن نطقها واضحة على " وعليك السلام " حتى وإن سلم هو بالسلام كاملاً ..
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[01 - 08 - 08, 02:05 ص]ـ
من الممكن أن ترد عليه بقول: جزاك الله خيرا , و أنت تقصد أن هذا الخير هو الإسلام.
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[01 - 08 - 08, 08:59 م]ـ
ماذا لو هنأك الكافر بقوله: كل عام وأنت بخير أو كل سنة وأنت طيب أو غيرها .... فكيف يكون الرد؟؟
قل له
نسأل الله تبارك وتعالى أن يهديك إلى الإسلام يا زميلي [أو يا جاري](84/309)
سؤال مهم وعاجل حول ضرب الزير
ـ[الصحبة الصالحة]ــــــــ[14 - 10 - 07, 02:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعلمون أيها الأخوة حفظكم الله مايحدث في الحفلات والأعراس خاصة الجنوبية منها
من ضرب الزير
سؤالي: ماحكم ضربه وحضور أمثال هذه الحفلات؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[كريم أبو أمامة]ــــــــ[14 - 10 - 07, 03:31 ص]ـ
ماهو الزير وفقكم الله؟
ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[14 - 10 - 07, 05:22 ص]ـ
رقم الفتوى (6127)
موضوع الفتوى حكم الزير الطبل بالنسبة للرجال
السؤال س: يحدث في مناسبات الزواج بعض المنكرات كأن يحضر الزوج الشعراء والزير، وعند الإنكار عليهم يقولون هذا ليس بحرام، فما حكم الزير بالنسبة للرجال؟
الاجابة الرجال يحضرون ولا يكون عندهم غناء ولا شعراء ولا ضرب بالزير الذي هو الطبل، بل يحضرون ويجتمعون ويسلم بعضهم على بعض ويأكلون من الطعام، ولا بأس بإلقاء نصيحة عليهم، فأما هذا الشعر بهذه الصفة فنرى أنه لا يجوز. والله أعلم.
عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
ـ[الصحبة الصالحة]ــــــــ[14 - 10 - 07, 12:33 م]ـ
الزير المقصود به: هو الطبل وينتشر عند أهل الجنوب
لكن نريد تفصيلا في المسألة أيها الأخوة
ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[14 - 10 - 07, 06:34 م]ـ
هل الطبل جائز؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=33148&highlight=%CD%DF%E3+%C7%E1%D8%C8%E1)
ما حكم الدف والطبل؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=84921&highlight=%CD%DF%E3+%C7%E1%D8%C8%E1)
أفيدونا في قضية الدف؟؟ عاجل ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=80963&highlight=%CD%DF%E3+%C7%E1%D8%C8%E1)(84/310)
ما قال ابن باز عن قول الألباني: أن وضع اليدين على الصدر بعد الركوع بدعة ضلالة!
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 10 - 07, 07:01 ص]ـ
فإن قيل: قد ذكر الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني في حاشية كتابه: (صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم) ص (145) من الطبعة السادسة ما نصه: (ولست أشك في أن وضع اليدين على الصدر في هذا القيام - يعني بذلك القيام بعد الركوع - بدعة ضلالة؛ لأنه لم يرد مطلقا في شيء من أحاديث الصلاة وما أكثرها ولو كان له أصل لنقل إلينا ولو عن طريق واحد ويؤيده أن أحدا من السلف لم يفعله ولا ذكره أحد من أئمة الحديث فيما أعلم) انتهى. والجواب عن ذلك أن يقال: قد ذكر أخونا العلامة الشيخ ناصر الدين في حاشية كتابه المذكور ما ذكر والجواب عنه من وجوه:
الأول: أن جزمه بأن وضع اليمنى على اليسرى في القيام بعد الركوع بدعة ضلالة خطأ ظاهر لم يسبقه إليه أحد فيما نعلم من أهل العلم وهو مخالف للأحاديث الصحيحة المتقدم ذكرها , ولست أشك في علمه وفضله وسعة اطلاعه وعنايته بالسنة زاده الله علما وتوفيقا ولكنه قد غلط في هذه المسألة غلطا بينا وكل عالم يؤخذ من قوله ويترك , كما قال الإمام مالك بن أنس رحمه الله: (ما منا إلا راد ومردود عليه إلا صاحب هذا القبر) يعني النبي صلى الله عليه وسلم , وهكذا قال أهل العلم قبله وبعده , وليس ذلك يغض من أقدارهم , ولا يحط من منازلهم , بل هم في ذلك بين أجر وأجرين , كما صحت بذلك السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم في حكم المجتهد إن أصاب فله أجران وإن أخطأ فله أجر.
الوجه الثاني: أن من تأمل الأحاديث السالفة حديث سهل وحديث وائل بن حجر وغيرهما اتضح له دلالتها على شرعية وضع اليمنى على اليسرى في حال القيام في الصلاة قبل الركوع وبعده لأنه لم يذكر فيها تفصيل والأصل عدمه ولأن في حديث سهل الأمر بوضع اليمنى على ذراع اليسرى في الصلاة ولم يبين محله من الصلاة , فإذا تأملنا ما ورد في ذلك اتضح لنا: أن السنة في الصلاة وضع اليدين في حال الركوع على الركبتين , وفي حال السجود على الأرض , وفي حال الجلوس على الفخذين والركبتين , فلم يبق إلا حال القيام فعلم أنها المرادة في حديث سهل وهذا واضح جدا.
أما حديث وائل ففيه التصريح من وائل رضي الله عنه بأنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم يقبض بيمينه على شماله إذا كان قائما في الصلاة خرجه النسائي بإسناد صحيح , وهذا اللفظ من وائل يشمل القيامين بلا شك ومن فرق بينهما فعليه الدليل وقد سبقت الإشارة إلى ذلك في أول هذا المقال.
الوجه الثالث: أن العلماء ذكروا أن من الحكمة في وضع اليمين على الشمال أنه أقرب إلى الخشوع والتذلل وأبعد عن العبث كما سبق في كلام الحافظ ابن حجر , وهذا المعنى مطلوب للمصلي قبل الركوع وبعده فلا يجوز أن يفرق بين الحالين إلا بنص ثابت يجب المصير إليه.
أما قول أخينا العلامة: (إنه لم يرد مطلقا في شيء من أحاديث الصلاة وما أكثرها ولو كان له أصل لنقل إلينا ولو عن طريق واحد) فجوابه أن يقال: ليس الأمر كذلك بل قد ورد ما يدل عليه من حديث سهل ووائل وغيرهما كما تقدم , وعلى من أخرج القيام بعد الركوع من مدلولها الدليل الصحيح المبين لذلك , وأما قوله وفقه الله: (ويؤيده أن أحدا من السلف لم يفعله ولا ذكره أحد من أئمة الحديث فيما أعلم) فجوابه أن يقال: هذا غريب جدا , وما الذي يدلنا على أن أحدا من السلف لم يفعله , بل الصواب أن ذلك دليل على أنهم كانوا يقبضون في حال القيام بعد الركوع , ولو فعلوا خلاف ذلك لنقل؛ لأن الأحاديث السالفة تدل على شرعية القبض حال القيام في الصلاة سواء كان قبل الركوع أو بعده , وهو مقتضى ترجمة الإمام البخاري رحمه الله التي ذكرناها في أول هذا المقال , كما أن ذلك هو مقتضى كلام الحافظ ابن حجر عليها , ولو أن أحدا من السلف فعل خلاف ذلك لنقل إلينا , وأكبر من ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم لم ينقل عنه أنه أرسل يديه حال قيامه من الركوع ولو فعل ذلك لنقل إلينا كما نقل الصحابة رضي الله عنهم ما هو دون ذلك من أقواله وأفعاله عليه الصلاة والسلام , وسبق في كلام ابن عبد البر رحمه الله أنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم خلاف القبض , وأقره الحافظ ولا نعلم عن غيره خلافه , فاتضح بما ذكرنا أن ما قاله أخونا فضيلة الشيخ محمد ناصر الدين في هذه المسألة حجة عليه لا له عند التأمل والنظر ومراعاة القواعد المتبعة عند أهل العلم , فالله يغفر لنا وله ويعاملنا جميعا بعفوه , ولعله بعد اطلاعه على ما ذكرنا في هذه الكلمة يتضح له الحق فيرجع إليه , فإن الحق ضالة المؤمن متى وجدها أخذها وهو بحمد الله ممن ينشد الحق ويسعى إليه ويبذل جهوده الكثيرة في إيضاحه والدعوة إليه.
http://www.iislamqa.com/paging_fatawa.php?bid=3666&tid=5252
وما بعده
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/311)
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[14 - 10 - 07, 12:07 م]ـ
بارك الله فيكم
هذا والله هو الفقه المنشود وأدب العلم المطلوب
رحم الله الشيخ ابن باز وأجزل له المثوبة
والقول بأن القبض بعد الركوع بدعة بدعة لم يسبق إليه صاحبه والمسألة مطروحة في كتب أهل العلم المتقدمين ولم نسمع من قال ببدعية ذلك
ولا يشك في فضل الألباني وعلمه وأنه قد جاوز القنطرة بنشره السنة والدفاع عنها
ولكن الأمر كما قال الشيخ عبد العزيز رحم الله الشيخين وأجزل لهم المثوبة
والطرف الآخر قادر على أن يقول على السدل بعد الركوع بدعة إذ لم يقم عنده دليل على مشروعيته وهو من هيئات الصلاة والأصل فيها التوقيف
إلا أن طبيعة هذه المسائل لا تحتمل القول بالبدعية عند من ارتوى من فقه الخلاف وأدب العلم
ولا يعني أن الألباني رحمه الله خارجا عن هذا الصنف من أهل العلم. لا ولكنه أخطأ في هذه المسألة هذا كل ما في الأمر
لكن المشكلة في بعض الأتباع
أذكر أن أحدهم جائني فقال لي أنت متلبس ببدعة فقلت ما هي قال القبض بعد الركوع فقلت له بل هذه سنة وذكرت له من الأدلة وأن المسألة خلافية والخلاف فيها سائغ فلم يسطع جوابا فبعد فترة أعطاني شريط للشيخ الألباني رحمه الله يتكلم عن هذه المسألة وقال لي اسمعه فأخذته منه وسمعته
فلما لقيته بعد ذلك وأردت أنه أرد له الشريط قال لي ما رأيك هل تركتها قلت لا ولم أقتنع بقول الشيخ وأدلته
فغضب وأخذ الشريط بقوة وقال لي أنت معاند ثم انصرف غاضبا
فهذا كله لعدم التأدب بأدب العلم الذي جعله أبو عبد الله الشافعي من شروط المجتهد
وقال بعضهم أدب العلم أكثر من العلم وقد أشكل على بعضهم كون أدب العلم أكثر منه فقلت له لأن مع كل مسألة من مسائل العلم أدب فذبلك يتجه قول هذا القائل
والله أعلم
ـ[خالد مرزوق]ــــــــ[14 - 10 - 07, 10:32 م]ـ
شكرا اخى الفاضل
بارك الله فيك
وجزاك الله خير الجزاء
ليس من معصوم الامن عصم الله \\الانبياء والملائكه \\
الكل ياخذ منه ويرد
رحم الله الشيخان واسكنه فسيح جناته
ـ[أبو أحمد الحنبلي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 02:26 م]ـ
جزاك الله خير ا ... يا عوضي
وغفر الله لأبن باز والأباني وكافة علماء المسلمين ......
هذا خلق علماء السلف أين طلبة العلم منهم؟؟
ـ[بندر بن حسن العبدلي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 03:37 م]ـ
رحم الله الشيخين وجمعنا بهما في الجنان
ـ[محب عمر الفاروق]ــــــــ[15 - 10 - 07, 05:01 م]ـ
رحم الله الشيخين وجمعنا بهما في الجنان
آمين
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 05:17 م]ـ
جزاكَ اللهُ خيراً أخي المفضال / العوضي ..
وأطلبُ منكم أن تشاركنَا في هذا الموضوع الذي حاولتُ جمعَ طرفٍ منه .. وذلك بنقل وجه الاستشهاد إلى رابطنا ..
راجياً من اللهِ التوفيقَ لنا ولكم ..
(الأَدبُ في نقدِ العلماءِ للأَئمةِ الكبار) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=112855)(84/312)
هل القول بأن نزول المطر من أسبابه البخار الصاعد من البحر فيه قدح في عقيدة أهل السنة؟
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 10 - 07, 07:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ... هذا ما كتبته بعد أن أخبرني أحد الإخوة الأفاضل أن بعض طلبة العلم ينكر أن نزول المطر ممكن أن يكون من أسبابه الأبخرة المتصاعدة من البحر وأن هذا باطل ومخالف لمنهج أهل السنة .. ألخ كلامه في رسالته فأحببت أن أضع هذا الجمع من كلام العلماء والله المستعان ...
ما اجتمع من كلام أهل العلم في مسألة: هل القول بأن نزول المطر من أسبابه السحاب المتبخر من البحر فيه قدح في عقيدة أهل السنة أو مخالف لشرعنا؟ , وتحقيق القول أن حصر سبب نزول المطر على أبخرة البحار باطل, وذكر إجماع أهل السنة أن المطر ينزل من السحاب لا من السماء وأن هذا قول أهل البدع
1 - شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: في مج16 ص16:
فصل
قال الله تعالى ألم تر أن الله أنزل من السماء ماء فسلكه ينابيع فى الأرض ثم يخرج به زرعا مختلفا ألو انه ثم يهيج فتراه مصفرا ثم يجعله حطاما إن فى ذلك لذكرى لأولي الألباب
فأخبر سبحانه أنه يسلك الماء النازل من السماء ينابيع و الينابيع جمع ينبوع و هو منبع الماء كالعين و البئر فدل القرآن على أن ماء السماء تنبع منه الأرض و الإعتبار يدل على ذلك فإنه إذا كثر ماء السماء كثرت الينابيع و إذا قل قلت و ماء السماء ينزل من السحاب و الله ينشئه من الهواء الذى في الجو و ما يتصاعد من الأبخرة و ليس فى القرآن أن جميع ما ينبع يكون من ماء السماء و لا هذا أيضا معلوما بالإعتبار فإن الماء قد ينبع من بطون الجبال و يكون فيها أبخرة يخلق منها الماء و الأبخرة و غيرها من الأهوية قد تستحيل كما إذا أخذ إناء فو ضع فيه ثلج فإنه يبقى ما أحاط به ماء و هو هواء إستحال ماء و ليس ذلك من ماء السماء فعلم أنه ممكن أن يكون فى الأرض ماء ليس من السماء فلا يجزم بأن جميع المياه من ماء السماء وإن كان غالبها من ماء السماء والله أعلم ا. هـ كلامه.
وهناك موطن آخر أنكر شيخ الإسلام قول قد يفهم البعض منه أنه نفس هذا القول وإن كان فيه فائدة أذكرها بعده فقال في منهاج السنة في رده على الرازي:
189 فذكر قول أهل الحساب فيه وجعله من أقوال الفلاسفة وذكر قول الجهمية الذين يقولون إن القادر المختار يحدث فيه الضوء بلا سبب أصلا ولا لحكمة وكذلك إذا تكلم في المطر يذكر قول أولئك الذين يجعلونه حاصلا عن مجرد البخار المتصاعد والمنعقد في الجو وقول من يقول إنه أحدثه الفاعل المختار بلا سبب ويذكر قول من يقول إنه نزل من الأفلاك وقد يرجح هذا القول في تفسيره ويجزم بفساده في موضع آخروهذا القول لم يقله أحد من الصحابة ولا التابعين لهم بإحسان ولا أئمة المسلمين بل سائر أهل العلم من المسلمين من السلف والخلف يقولون إن المطر نزل من السحاب ولفظ السماء في اللغة والقرآن اسم لكل ما علا فهو اسم جنس للعالي لا يتعين في شيء إلا بما يضاف إلى ذلك))
فإنكار شيخ الإسلام رحمه الله إنكار كان لأمرين أولهما تردد الرازي في هذا ولولا طول كلام الرازي لنقلته بحروفه, فمرة يفسره بنزوله من الأفلاك ومرة ينكر ومرة يذكر غيره وهكذا .. والأمر الثاني الذي من أجله أنكر عليه هو أن الرازي رجح في أكثر من موضع كما ذكر شيخ الإسلام أن المطر ينزل من الأفلاك إلى السحاب ثم من السحاب إلى الأرض توهماً منه أنه بهذا جمع بين الآيات وقد بين شيخ الإسلام أن السلف مجمعون أن نزول المطر هو من السحاب.
أما قول شيخ الإسلام ((قول أولئك الذين يجعلونه حاصلا عن مجرد البخار المتصاعد والمنعقد في الجو)) فيكون من أجل أنهم قصروا نزول المطر على هذه الحالة وهذا باطل بل من المطر ما لا يكون بسبب الأبخرة بل كما قال شيخ الإسلام في الأعلى ((و الله ينشئه من الهواء الذى في الجو و ما يتصاعد .. الخ)) فهو أحد أمرين قد ينشئه ابتداء في الهواء وقد يكون نتيجة ما تصاعد من الأبخرة, ويؤيد هذا أمرين:
أ- الجمع بين كلامه وهذا هو الأولى مع مقدرتنا بتقديم ما في مجموع الفتاوى لأنه يذكر هناك ما يدين الله به أما في منهاج السنة فكان يتكلم بشكل عام حول تفسير الرازي ولم يتعرض للقول هذا نفياً أو إثباتاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/313)
ب- ما سيأتي نقله عن العلامة ابن القيم و ابن باز رحمهم الله في قولهم أن سبب نزول المطر يكون لسببين إما من البحر أو الله يخلقه فيه وستأتي الإشارة عند الموضعين بخط تحت النص, مما يرجح أن نسبة شيخ الإسلام هذا القول بقوله قول أولئك كان بسبب قصرهم نزول المطر على هذا السبب, وهذا باطل فقد يجيب الله دعوى مسغيث فيخلقه من العدم والله على كل شيء قدير, وإن كان لعله في قولهم هناك مزيد من الأباطيل ذكرها الرازي لذلك لم يتبناه شيخ الإسلام هناك كي لا يدخل في قوله إقرار ما زادوه من الأباطيل على هذا المذهب.
الفائدة من كلامه في المنهاج: نقل إجماع أهل العلم أن المراد بالآيات التي فيها ذكر نزول المطر من السماء إنما المراد العلو وأن السلف مجمعون على نزول المطر من السحاب والحمدلله.
2 - العلامة المحقق ابن القيم الجوزية رحمه الله تعالى:
قال في مفتاح دار السعادة:
فصل ثم تأمل الحكمة البالغة في نزول المطر على الارض من علو ليعم بسقيه وهادها وتلولها وظرابها وآكامها ومنخفضها ومرتفعها ولو كان ربها تعالى إنما يسقيها من ناحية من نواحيها لما اتى الماء على الناحية المرتفعة إلا إذا اجتمع في السفلى وكثر وفي ذلك فساد فاقتضت حكمته ان سقاها من فوقها فينشيء سبحانه السحاب وهي روايا الارض ثم يرسل الرياح فتحمل الماء من البحر وتلقحها به كما يلقح الفحل الانثى ولهذا تجد البلاد القريبة من البحر كثيرة الامطار وإذا بعدت من البحر قل مطرها وفي هذا المعنى يقول الشاعر يصف السحاب
شربن بماء البحر ثم ترفعت ... متى لجج خضر لهن نئبج
وفي الموطأ مرفوعا وهو احد الاحاديث الاربعة المقطوعة إذا نشأت سحابة بحرية ثم تشاءمت فتلك عين غديقة فالله سبحانه ينشيء الماء في السحاب إنشاء تارة يقلب الهواء ماء وتارة يحمله الهواء من البحر فيلقح به السحاب ثم ينزل منه على الأرض للحكم التي ذكرناها ولو انه ساقه من البحر الى الارض جاريا على ظهرها لم يحصل عموم السقي الا بتخريب كثير من الارض ولم يحصل عموم السقي لأجزائها فصاعدة سبحانه الى الجو بلطفه وقدرته ثم انزله على الارض بغاية من اللطف والحكمة التي لا اقتراح لجميع عقول الحكماء فوقها فأنزله ومعه رحمته على الارض)) ا. هـ نقلته بطوله لفائدته رحم الله الشيخ.
3 - العلامة ابن باز رحمه الله:
س: في كتب الجغرافيا يعزون سبب نزول المطر إلى كثرة وجود البحار، فهل يجوز هذا التعليل والاستغناء به عن الاستسقاء؟
ج: ذكر العلماء أن بخار ماء البحار قد يجتمع منه الماء في السحب بأمر الله سبحانه، وقد يخلق الماء في الجو فيمطر به الناس بأمر الله سبحانه، وهو القادر على كل شيء، كما قال سبحانه وتعالى: ((إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا أَنْ يَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ)) والله جل وعلا أعلم بما يصلح عباده، فقد يكون تجمع هذه المياه بإذن الله من البحار ثم يجعله الله عذبا بعد ذلك في الفضاء يقلبه الله من ملوحته إلى كونه عذبا ويسوقه في السحاب إلى ما يشاء سبحانه وتعالى من الأراضي المحتاجة إلى ذلك كما يشاء جل وعلا. وقد يخلق الله سبحانه الماء في الجو فتحمله السحب والرياح إلى أماكن محتاجة إلى ذلك. ذكر هذا المعنى ابن القيم رحمه الله في كتابه "مفتاح دار السعادة" وذكره غيره. فربنا سبحانه على كل شيء قدير وبكل شيء عليم، كما قال جل وعلا: اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا فسبحانه ما أعظم شأنه وما أكمل قدرته. وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن الماء نبع من بين أصابع النبي صلى الله عليه وسلم في المدينة وفي خارجها فشرب منه الناس وتوضئوا، وذلك من آيات الله العظيمة الدالة على كمال قدرته وعلمه ورحمته وإحسانه وصدق رسوله صلى الله عليه وسلم. ولا يستغنى بذلك عن الاستسقاء، بل الاستسقاء مشروع عند وجود أسبابه، سواء كان أهل البلد يعلمون ما ذكره العلماء في هذا الشأن أم لم يعلموا ذلك؛ لأن الله سبحانه شرع لعباده الاستسقاء عند وجود أسبابه؛ ليسألوه ويتضرعوا إليه ويعرفوا فقرهم وحاجتهم إلى رحمته. وقد وقع ذلك في عهد النبي صلى الله عليه وسلم غير مرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/314)
واستسقى بالناس في خطبة الجمعة، وخرج بالصحابة إلى الصحراء في وقت آخر فصلى بهم صلاة الاستسقاء وخطب فأغاثهم الله في جميع الأوقات التي استسقى لهم فيها، رحمة من الله لعباده وتأييدا لنبيه صلى الله عليه وسلم، وإظهارا لصحة نبوته وصدق رسالته عليه الصلاة والسلام.
من ضمن الأسئلة التابعة لتعليق سماحته على محاضرة بعنوان (الصلاة وأهميتها).
4 - العلامة العثيمين رحمه الله:
كلام العلامة العثيمين رحمه الله من شريط نور على الدرب رقم 108 الوجه الأول دقيقة 11:
المطر الذي ينزل من السماء من أين مصدره أهو كما يقال من بخار البحر أم هو من السماء وكيف ينشأ البرق والرعد إن كان في القرآن ما يشير إلى ذلك؟
فأجاب رحمه الله تعالى: قال الله تعالى (اللَّهُ الَّذِي يُرْسِلُ الرِّيَاحَ فَتُثِيرُ سَحَاباً فَيَبْسُطُهُ فِي السَّمَاءِ كَيْفَ يَشَاءُ وَيَجْعَلُهُ كِسَفاً فَتَرَى الْوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) فهذا المطر ينزل من السحاب والسحاب قد أثارته الرياح بأمر الله عز وجل وليس لديّ علم بأكثر من ذلك لكن إذا علم أن هنالك أسبابا طبيعية فإنه لا حرج في قبولها إذا صحت فإن الله تعالى قد يجعل الشيء له سببان سبب شرعي وسبب كوني قدري مثل الكسوف كسوف الشمس أو القمر له سبب شرعي وهو ما ذكره النبي عليه الصلاة والسلام في قوله (يخوف الله بهما من شاء من عباده) وهذا هو الذي ينبغي للمرء أن يعلمه وجهله نقص وأما السبب الكوني للكسوف فهو حيلولة القمر بين الشمس والأرض في كسوف الشمس ولهذا لا يكون كسوف الشمس إلا في الاستسرار في آخر الشهر لإمكان ذلك وسبب خسوف القمر هو حيلولة الأرض بين الشمس والقمر وهذا لا يكون إلا في ليالي الإبدار لإمكان ذلك والمهم أن السبب الشرعي هو النافع الذي يكون سببا لصلاح القلوب وعلى هذا فنقول إن سبب نزول المطر هو ما ذكره الله تعالى في القرآن وأما الرعد والبرق فإنه ورد في الحديث أن الرعد (صوت ملك موكل بالسحاب وأن البرق سوطه) ولكن لا يحضرني الآن صحة هذا الحديث فإن صح وجب القول بموجبه وإن لم يصح فالله أعلم. ا.هـ كلامه رحمه الله
فالحمدلله رب العالمين على توفيقه.
- - - - - - -
أما حديث الرعد؛ فأليكموه:
قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ: "الرعد ملك من الملائكة موكل بالسحاب (بيده أو في يده مخراق من نار يزجر به السحاب)، والصوت الذي يسمع منه زجره السحاب إذا زجره حتى ينتهي إلى حيث أمره]. "السلسلة الصحيحة" (1872).
قال الإمام الألباني ـ رحمه الله ـ عقبه:
أخرجه الترمذي (4/ 129) و أحمد (1/ 274) و أبو إسحاق الحربي في " غريب الحديث " (5/ 123 / 1 - 2) و الطبراني في " المعجم الكبير " (رقم 12429)
و ابن بشران في " الآمالي " (24/ 27 / 2) و الضياء المقدسي في " الأحاديث المختارة " (ق 206 - 207) عن عبد الله بن الوليد العجلي عن بكير بن شهاب
({الكوفي} و ليس بالدامغاني) عن سعيد بن جبير عن # ابن عباس # قال: أقبلت
يهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا: يا أبا القاسم! نسألك عن أشياء إن
أجبتنا فيها اتبعناك و صدقناك و آمنا بك. قال: فأخذ عليهم ما أخذ إسرائيل على
نفسه , قالوا: (الله على ما نقول وكيل). قالوا: أخبرنا عن علامة النبي
. قال: " تنام عيناه و لا ينام قلبه ". قالوا: فأخبرنا كيف تؤنث المرأة
و كيف تذكر ? قال: " يلتقي الماءان , فإن علا ماء المرأة ماء الرجل أنثت و إن
علا ماء الرجل ماء المرأة أذكرت ". قالوا: صدقت , فأخبرنا عن الرعد ما هو ?
قال: فذكره. و ما بين المعكوفتين زيادة عند الضياء في رواية له , و كذلك رواه
ابن منده في " التوحيد " (ق 21 - 22) و قال: " هذا إسناد متصل و رواته
مشاهير ثقات أخرجه النسائي ".
قلت: يعني في " سننه الكبرى " كما صرح الحافظ المزي في " التحفة " (4/ 394)
. و قال الترمذي: " حديث حسن صحيح غريب ". و قال أبو نعيم: " غريب من حديث
سعيد , تفرد به بكير ".
قلت: و هو صدوق كما قال الذهبي في " الميزان " و لعل مستنده في ذلك قول أبي
حاتم فيه: " شيخ ". مع ذكر ابن حبان له في " الثقات " , و تصحيح من صحح حديثه
هذا ممن ذكرنا. و أما الحافظ فقال في " التقريب ": " مقبول ". يعني عند
المتابعة , و لم يتابع عليه كما صرح بذلك أبو نعيم في قوله السابق , فالحديث من
رأي الحافظ لين و الأرجح أنه صحيح كما ذهب إليه الجماعة , لاسيما و قد ذكر له
الحافظ شاهدا في " تخريج الكشاف " (ص 91) من رواية الطبراني في " الأوسط " عن
أبي عمران الكوفي عن ابن جريج عن عطاء عن جابر أن خزيمة بن ثابت - و ليس
بالأنصاري - سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرعد ? فقال: " هو ملك بيده
مخراق , إذا رفع برق , و إذا زجر رعدت , و إذا ضرب صعقت ".
قلت: و لم يتكلم عليه الحافظ بشيء , و أبو عمران الكوفي لم أعرفه و في الرواة
المعروفين بهذه الكنية إبراهيم بن يزيد النخعي الكوفي الفقيه , و لكنه متقدم
على هذا , و الله أعلم. و قد روى الخرائطي في " مكارم الأخلاق " (ص 85) من
طريق شهر بن حوشب عن ابن عباس قال: " الرعد ملك يسوق السحاب كما يسوق الحادي
الإبل بحدائه ". و شهر ضعيف لسوء حفظه. و جملة القول أن الحديث عندي حسن على
أقل الدرجات. و في الباب آثار أخرى كثيرة , أوردها السيوطي في " الدر المنثور" , فليراجعها من شاء.
منقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/315)
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[03 - 12 - 07, 08:59 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخي العوضي لكن؛ كيف يتم الجمع بين فعل الأسباب وفعل الملك وفعل الله عز وجل بأسلوب وجيز سهل لأنه تكثر علي أسئلة العوام في هذا الصدد خصوصا؟ بارك الله فيكم(84/316)
هذا لن يبلغ ألف رجل منكم بالقول ما بلغة مرة واحدة بالفعل
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[14 - 10 - 07, 09:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عباد الله:
فهلمَ هلم عباد اللهِ لنتصفحَ ونتفحص صفحةَ صدقٍ بيضاء نقيةٍ لنرى من خلالِها المحنةَ بكلِ صورِها، وبالصدقِ تُتخطى، لنعلمَ عبرَها وعِضاتَها فقد مُلئت عبراً وعبرات، وفكراً ونظرات، دموعاً حرى وحسرات، هجرُ الأقربينَ فيها شديدُ المضاضهِ ومع ذلك بارزٌ وظاهر، وتزلفُ المناوئين والمنافقين فيها مشرئب زاخر، صفحةٌ ملئت بأحداثٍ تذرفُ منها الدموع، وتخشعُ لها القلوب، صفحةٌ جسدت الصدق والإخلاصَ والقدوة بالصبرِ على الضراء والشكرِ على السراء تطبيقاً عملياً ماثلا.
إنها صفحةٌ بُدئت باستنفارِ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) أصحابه لملاقاة من؟
لملاقاة الروم يوم تحركوا بعسكرهم وفكرهم ودسائسهم يطفئوا نورَ الله بأفواههم واللهُ متمُ نورِه ولو كره الكافرون.
إنه استنفارٌ وأي استنفار في أيامٍ قائظة وظروفٍ قاسيةٍ، في جهدٍ مضنيٍ ونفقاتٍ باهظةٍ، طابت الثمار، واستوى الظلال، وعندها بدأ الامتحانِ ليسطرَ في آياتِ في آيات الكتاب بإفاضة واستيعاب، أفاضت آيات الله في أنباء الطائعين والمثبطين، واستوعبت أنباء المخلصين والقاعدين، فيالها من مشاهد وأحداث تتنوع وتثير.
يجيء المعذرون ليُؤذنَ لهم، ويقعدَ الذين كذبوا اللهَ ورسولَه، ويتولى الذين لم يجدوا ما يُحملونَ عليه بفيضِ دموعِهم حزناً أن لا يجدوا ما ينفقون.
ويرجفُ المرجفون (لا تَنْفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) (التوبة: الآية81).
والساقط في الفتنة يَقُولُ ائْذَنْ لِي وَلا تَفْتِنِّي وفِي الْفِتْنَةِ وقع، فر من الموت وفي الموت وقع.
وآخرون يلمزون ويسخرون من المطوعين من المؤمنين في الصدقات والذين لا يجدون إلا جهدهم، فمِنْهُمْ مُقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ.
ومنهم رجالٌ تخلفوا عن ركب المؤمنين لا عن شكٍ ولا عن نفاقٍ لكن غلبتُهم أنفسُهم، وأدركَهم ضعفَهم البشري مع سلامةِ إيمانهم ومعتقدِهم رضي اللهُ عنهم وأرضاهم.
على رأسِ هؤلاء صحابيٌ جليل، مجاهد نحرير لن يبلغَ آلفُ رجلٍ منا بالقولِ ما بلغَه مرةً واحدةً بالفعل، لكنَه بشرٌ تبقى له بشريتُه غيرُ معصوم.
صفحتنا مثبتة في الصحيحين، راويها صاحب المعاناة فيها، فأسمع إليه عبد الله تجد كلامه يدخل الأذن بلا إذن، أصغ إليه وهو يتحدث عن نفسه ويخبرنا عن سوف كيف صنعت به، فيقول وقد تخلف عن تبوك:
وكان من خبري حين تخلفت عن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) في تبوك أني لم أكن قط أقوى ولا أيسر مني حين تخلفت عنه في تلك الغزوة، والله ما اجتمعت عندي راحلتان قبلها قط، ولم يكن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) يريد غزوة إلا ورى بغيرها حتى كانت تلك الغزاة، في حر شديد واستقبل سفرا بعيد ومفازا وعدوا كثيرا، فجلى للمسلمين أمرهم ليتأهبوا أهبة غزوهم فأخبرهم بوجه الذي يريد.
والمسلمون مع رسول الله (صلى الله عليه وسلم) كثير لا يكاد يجمعهم كتاب فما رجل يريد أن يتغيب إلا ظن أنه سيخفى ما لم ينزل وحي الله.
وغزا رسول الله (صلى اللله عليه وسلم) والمسلمون معه، يقول فطفقت أغدو لكي أتجهز معهم فأرجع ولم أقضي شيً، فأقولُ في نفسي أنا قادرٌ عليه فلم يزل يتمادى بي حتى اشتد بالناس الجد، وأصبح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) والمسلمون معهم ولم أقضي من جهازي شيئا، فقلت أتجهز بعده بيومٍ أو يومين ثم ألحقهم، فغدوت بعد أن فصلوا لأتجهز فرجعت ولم أقضي شيئا.
قال فلم يزل بي ذلك حتى أسرعوا وتفارط الغزو وفات، وهممت أن ارتحل فادركهم - وليتني فعلت - فلم يقدر لي ذلك، ويأخذ ذلك من كعب مآخذه، وتبلغ الحاسبة ذروتها ولسان حاله:
ندمت ندامة لو أن نفسي ...... تطاوعني إذا لقطعت خمسي
عباد الله:
إن كعباً رضي اللهُ عنه يعيشُ كل يومٍ مع سوفَ وهذه والله ليست مشكلةُ كعبٍ فحسب، إنها مشكلةٌ كبيرةٌ في أمة الإسلام، مشكلةٌ التسويف، استطاع الشيطانُ أن يلج إلينا من هذا البابِ الواسع ونحنُ لا نشعرُ، حالَ بينَنا وبين كثيرِ من الأعمالِ قد عزمنا على فعلها، فقلنا سوف نعملها ثم لم نعمل:
كم من مذنبٍ قال سوف أتوب وداهمَه الموتُ وما تاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/317)
كم من باغٍ للخيرِ عازم عليه وأدركَه الموتُ ولم يستطع ذلك حال بينَه وبين الخيرِ سوفَ.
كم من عازمٍ على الخيرِ سوّفَه.
كم ساع إلى فضيلة سوف ثبطته وقيدته.
فالحزم الحزمَ بتداركِ الوقت وترك التسويف فإن سوف جنديٌ من جنودِ إبليس.
فأطرح سوف وحتى ........ فهما داء دخيل
يقولُ كعب:
فكنتُ إذا خرجتُ في الناس بعد خروج رسول الله (صلى الله عليه وسلم) أحزنني أن لا أرى أسوة لي إلا رجلاً مغموصا علي النفاق، أو رجلا ممن عذره الله من الضعفاء واللذين لا يجدون ما ينفقون.
ولم يذكرني رسولَ الله (صلى الله عليه وسلم) حتى بلغَ تبوك فقال وهو جالسُ بين أصحابِه:
ما فعلَ كعب؟
فقال رجلُ من بني سلَمة: يا رسول الله حبسَه برداه ونظره في عطفيه (أي إعجابه بنفسه).
فقال معاذُ وقد استنكرَ الأمرَ وهو يعلم من أخيه ما يعلم: بئس ما قلت واللهِ يا رسولَ الله ما علمنا عليه إلا خيرا. فسكتَ (صلى الله عليه وسلم).
أيها المسلمون:
إن معاذً رضي اللهُ عنه لم يسَعَه السكوت وهو يرى من ينالُ من عرضِ أخيه المسلم فبادرَ بالإنكار، لم تغلبه المجاملة فيسكتَ كما يفعلُ البعض، كيف يسكت وهو يعلم قول رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه، من رد عن عرض أخيه رد الله عن عرضه وعن وجهه النار يوم القيامة). ويهو يعلم أيضا أن الساكت كالراضي، والراضي كالفاعل فلينتبه.
يقول كعب:
فلما بلغني أنه توجَه قافلا (يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم) حضرني همي – حضره بثه وحزنه- قال فطفقت أتذكر الكذب وأقولُ: بماذا أخرج من سخط رسول الله (صلى الله عليه وسلم) غدا.
واستعنت على ذلك بكل ذي رأي من أهلي، فلم قيل إن رسول الله (صلى الله عليه وسلم) قد أظل قادما، زاح عني الباطلَ وعرفت أني لن أخرج منه أبداً بشيءٍ في كذب فأجمعتُ صدقَه ويا له من رأي.
وقدم (صلى الله عليه وسلم) ثم جلسَ للناسِ، وجاءه المخلفون يعتذرون إليه ويحلفون له فقبلَ منهم علانَيتهم ووكل سرائرَهم إلى الله وهذا هو منهجنا.
وجئته فلما سلمت عليه تبسمَ تبسم المُغضب ثم قال تعال، فجئت أمشي حتى جلستُ بين يديه، فقال:
ما خلفَك يا كعب، ألم تكن قد ابتعت ظهرك؟
فقلتُ يا رسولَ الله:
والله لو جلستُ عند غيرِك من أهلِ الدنيا لرأيتُ أني سأخرجُ من سخطِه بعذر، واللهِ لقد أُعطيتُ جدلا، ولكني والله لقد علمتُ أني لإن حدثتُك اليومَ حديثِ كذبٍ ترضى به عني، ليوشكَن اللهَ أن يسخطَك علي، ولأن حدثتُك حديث صدقٍ تجد علي فيه إني لأرجُ فيه عفو الله، واللهِ يا رسولَ الله ما كان لي من عذر، والله ما كنتُ قط أقوى ولا أيسرَ مني حين تخلفتُ عنك.
فقال (صلى الله عليه وسلم) أما هذا فقد صدق، قم حتى يقضيَ الله فيك.
صدقٌ، وضوح، صراحة لا التواء ولا مراوغة، علم كعبُ أن نجاتَه في الدنيا والآخرةِ إنما هي في الصدق، وقد هدي ووفق للصواب، والموفق من وفقه الله.
يقول كعب فقمتُ وثار رجال من بني سلمة فأتبعوني وقالوا لي:
واللهِ ما علمناك يا كعبُ قد أذنب ذنبا مثل هذا، أو قد عجزت أن لا تكونَ اعتذرتَ إلى رسولِ الله بما اعتذر إليه المخلفون، قد كان كافيك ذنبَك استغفارُ رسولُ الله (صلى الله عليه وسلم) لك.
يقولُ فواللهِ ما زالوا يؤنبونني حتى أردت أن أرجعَ فأكذبَ نفسي.
عباد الله:
ما أشد خطر صديق السوء، كاد يهلك سعد بسبب بني عمومته الذين يظهرون بمظهر الناصح المشفق، وهم يدفعون به إلى واد سحيق من الهلاك هلك به جمع كبير من المنافقين.
إنها مقالة ويا لها من مقالة كثيرا ما تتكرر في مجالسنا، يتهمون الصادق بأنه طيب القلب غر لا يحسن المراوغة ولا المخارج، ويصفون الكاذب بالذكي الألمعي العبقري، وكبرت كلمة تخرج من أفواههم.
أرأيت لهؤلاء عندما وصفوا الأمر لكعب بأنها أول كذبة ولا ضير منها، وسيعقبها استغفار رسول الله (صلى الله عليه وسلم) بعد ذلك، وكل ذلك وسائل لتزيين الباطل يبهرجها قرين السوء من حيث شعر أو لم يشعر فلينتبه.
فمن العداوة ما ينالك نفعه ........ ومن الصداقة ما يضر ويألم
وأعلنت المقاطعة لهذا وصحبه، بل التربية النبوية العميقة.
يقول كعب:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/318)
ونهى رسول الله (صلى الله عليه وسلم) المسلمين عن كلامنا من بين كل من تخلف عنه، قال فاجتنبنا الناس وتغيروا لنا حتى تنكرت لي الأرضُ فما هي بالأرضِ التي أعرف، ولبثنا على ذلك خمسين ليلةً، وكنتُ أشد القوم وأجلَدَهم فكنتُ أخرجُ فأشهد الصلاة مع المسلمين وأطوف الأسواق فلا يكلمني أحد،، وآتي رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وهو في مجلسِه بعد الصلاة فأسلمَ عليه فأقولَ في نفسي هل حرك شفتيه برد السلام علي أم لا.
ثم أصلي قريباً منه فاسارقَه النظر فإذا أقبلتُ على صلاتي أقبل إلي، وإذا التفت إليه أعرض عني، حتى إذا طال علي ذلك من جفوة الناس، مشيتُ حتى تسورت جدار حائط أبي قتادة وهو أبنُ عمي وأحبُ الناسَ إلي، قال فسلمت عليه، فواللهِ ما ردَ علي السلام.
فقلتُ له نشدتُك الله هل تعلمني أحبُ اللهَ ورسولَه؟ فسكت.
فنشدتهُ فسكت، فأعدتُ عليه فنشدته فقال اللهُ ورسولُه أعلم، ففاضت عيناي وتوليت حتى تسورت الجدار أهيمُ على وجهي.
وأنظر أخي في الله كيف تكاتف المجتمع المسلم بكاملة، وامتثل الأمر الموجه إليه، فلا أحد يكلمه، حتى ولو كان ذلك في غيبة أعين الرقباء، نعم إن الرقابة لله، حتى ولو كان ابن عمه، نعم إن المراقبة لله.
إن أضر شيئا على المجتمع أن يجد أهل الفسق والفجور صدورا رحبة تحتضنهم وترضى عنهم وتبجلهم وتقدرهم، ولو أن العصاة والمنحرفين وجدوا مقاطعو وازدراء عاما لكان دافعا إلى أن يرشد الغاوي ويستقيم المعوج ويصلح الطالح.
انظر إلى ذلك الأسلوب التربوي العميق المتمثل في تلك المقاطعة النفسية والاجتماعية التي شملت مختلف مجالات الحياة الاجتماعية، في الأسواق، في المساجد، مع الأصدقاء، بل حتى مع بني العمومة، بل حتى مع الزوجة، فلم تترك منفذا يمكن أن يخل بهذه المقاطعة أو يحول دون تحقيق الغاية التربوية منها.
كان لذلك تأثير عميق على النفوس الخيرة التي تعودت أن تألف وتُألف وذلك عين الحكمة من رسول الله (صلى الله عليه وسلم) التي تقضي باللين في مكانه، والشدة في مكانها، وهذا ما يحتاجه الناس في دعوتهم، وتعاملهم وتربيتهم لمن تحت أيديهم.
عبد الله:
وهل تخفى أخبار المجتمع الإسلامي على الأعداء، إن هناك صفا يعمل داخل الصف الإسلامي دائما، ولذلك يجب أخذ الحيطة والحذر، وأن لا تكون أسرار وخفايا المجتمع المسلم معلنة للجميع لتنقل للعدو فينفذ من داخلها للمسلمين.
يقولُ كعبٌ: فبينا أنا أمشي في سوقِ المدينة إذ نبطي من أنباط أهلِ الشامِ يقول: من يدل على كعب؟
فطفق الناس يشيرون له إلي حتى جاءني فدفع لي كتابا مِن مَن؟
من ملك غسان، فإذا فيه أما بعد:
فإنه قد بلغني أن صاحبك (يعني رسولَ الله صلى الله عليه وسلم) قد جفاك، ولم يجعلُك الله بدارِ هوانٍ ولا مضيعة فألحق بنا نواسك.
فلما قرأتها قلت أيضا هذا من البلاء، هذا من الامتحان فيممت بها التنور وسجرته بها (احرقها).
عباد الله:
هذا هو ديدن أعداء الله، يتحسسون الأنباء، ويترصدون الفرص والأخطار، وكم من الأقدام في مثل هذا زلت وانزلقت، إن المسلم قد يخطأ ولكنه لا يعالج الخطأ بخطأ آخر، قد يخطأ فيتخلف عن الغزو في سبيل الله، لكنه لا يتبع هذا بخيانة الأمة وموالاة أعداء الله ومظاهرتهم على المؤمنين.
إن أداة المعصية يوم تكون قريبة فإنها تذكر بالمعصية، وتفتح للشيطان باب الوسوسة والمراودة الكرة بعد الكرة، أما كعب فقد تخلص من هذه الأداة فأحرقها حتى يغلق مثل هذا الباب رضي الله عنه وأرضاه وهذا هو الحل.
إن آلة المعصية التي توجد في المنازل، في المكاتب، وفي غيرها، يوم تترك بعد العلم بضررها فإنها مدعاة لأن يضعف أمامها يوما ما، ويعاود القرب منها والممارسة لها إلا من عصم الله، فلينتبه وليتخلص منها كما فعل كعب بالرسالة، يمم بها التنور فسجرها.
ولا يزال البلاء والتمحيص بكعب، حتى أمر باعتزال زوجته فامتثل الأمر واعتزلها وطلب منها اللحاق بأهلها حتى يقضي الله أمرا كان مفعولا.
يقولُ كعب:
وكملت لنا خمسون ليلةً وأنا على ظهرِ بيت من بيوتنا، فبينما أنا جالس على الحال التي ذكرها الله في ما بعد قد ضاقت علي نفسي وضاقت علي الأرضُ بما رحبت، سمعتُ صوتَ صارخٍ أوفى على جبل سلع بأعلى صوته:
يا كعبَ أبشر بخيرِ يومٍ مر عليكَ منذُ ولدتكَ أمك.
قال فخررتُ ساجداً شاكراً لله عز وجل، وعرفتُ أن قد جاء الفرج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/319)
نعم جاء الفرج وانبلج الفجر بعد أن بلغ الليل كماله في السواد.
وأدرك كعب عظم نعمة الله عليه بصدقه، فقال بعد ذلك: واله ما أنعم الله علي من نعمة بعد أن هداني للإسلام أعظم في نفسي من صدقي لرسول الله (صلى الله عليه وسلم).
وتأتي البشرى وأي بشرى بحسن العقبى، يركض بها الفارس، ويهتف بها الراكب، وعلى مثلها تكون التهاني، لمثلها تكون البشائر والجوائز.
يقول كعب فلما جاءني الذي بشرني، نزعت له ثوبيَ فكسوته إياهما، والله ما أملك غيريهما، واستعرت ثوبين فلبستهما وانطلقت إلى رسول الله (صلى الله عليه وسلم)، ودخلتُ عليه في المسجد، فإذا هو جالس والناس حولَه جلوس فقام إلي طلحةُ فرحا مغتبطا يهرولُ حتى صافحني وهنأني، وللهِ ما قام إلي رجلٍ من المهاجرينَ غيرَه و ولله ما أنساها لطلحةَ رضي الله عنه.
الله أكبر ما أعظمَه من تعاملٍ لصحابةِ مع أخيهم، بالأمسِ القريب لا يتحدثونَ معه، ولا يردون عليه السلام، واليوم يتنافسون في من يصلَ إليه أولاً ليبلغه نبأ التوبة.
إنه حبُ الخيرِ لأخيهم كما يحبونَه لأنفسِهم ولكن تحت ضوابط الشرع وأوامرَ الشارع.
قال كعب:
فسلمت على رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم)، فقال وهو يبرق سرورا وجهُه كأنه فلقة قمر:
أبشر يا كعب بخير يومٍ مر عليك منذ ولدتك أمك.
فقلت أمن عندك يا رسولَ الله أم من عندِ الله؟
فقال بل من عندِ الله، فحمد الله وأثناء عليه.
(وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُوا حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الْأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنْفُسُهُمْ وَظَنُّوا أَنْ لا مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلَّا إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ). (التوبة:118) وفاز الصادقونَ بصدقهم، وحبطَ عملُ الكاذبين واللهُ لا يهدي القومَ الفاسقين، وظهر الاعتبارُ بكمالِ النهايةِ لا بنقصِ البداية.
هؤلاء هم رجلُ الصدق، رجالٌ صدقوا ما عاهدوا الله عليه، تخرجوا من مدرسةِ النبوة:
صدقُ في الإيمان.
قوةُ في اليقين.
صدقٌ في الحديث.
صدقٌ في المواقفِ.
صبرُ عند اللقاء.
اعترافٌ بالخطيئةِ.
كلمةُ الحق في الرضاء والغضبِ من غيرِ تنميقِ عباراتٍ أو تلفيقِِ اعتذارات.
(أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ قُلْ لا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْعَالَمِينَ) (الأنعام:90).
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ) (التوبة:119) عباد الله:
اتقوا الله وكونوا مع الصادقين، وعودوا معي والعود أحمد إلى كعب ابن مالك صاحب القصة رضي الله عنه وأرضاه.
فإن الأمر لم يقف عند بشارتِه بالتوبة وتهنئته بالقبول، إنما جلسَ كعبُ بين يدي رسولِ الله (صلى الله عليه وسلم) معلناً التأكيدِ لهذه التوبةِ والتمسكَ بها، قائماً مقام الذاكرين الشاكرين التائبين المخبتين، قائلاً يا رسولَ الله:
إن من توبتي أن أنخلعَ من مالي صدقةً إلى لله ورسولِه.
فقال عليه الصلاة والسلام، أمسك عليك بعض مالك فهو خير لك.
ثم يعلنُ أخرى رضي الله عنه التمسك بالصدق سلوكا ثابتا في مستقبل حياته إذ بالصدق نجى فيقول يا رسول الله:
إن الله إنما أنجاني بالصدق وإن من توبتي أن لا أحدثّ إلا صدقاً ما بقيت.
حاله كحال الآخر يوم يقول: والله لو نادى مناد من السماء أن الكذب حلال ما كذبت.
يقول كعبُ فواللهِ ما علمتُ أحداً من المسلمين أبلاه الله في صدقِ الحديث منذ ذكرتُ ذلك لرسولِ الله (صلى الله عليه وسلم) أحسن مما أبلاني الله به.
ولله ما تعمدتُ كذبةً منذ قلت ذلك لرسولَ الله (صلى الله عليه وسلم) إلى يومِ هذا، وإني لأرجو أن يحفظني الله في ما بقيت، ولله ما أنعمَ الله علي نعمةٍ قط بعد أن هداني للإسلام أعظمَ في نفسي من صدقي لرسولِ الله (صلى الله عليه وسلم). لما يا كعب؟
قال أن لا أكونَ كذبتُه فأهلك مع اللذين كذبوا، فإن قال فيهم شرَ ما قال لأحد يوم قال سبحانه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/320)
(سَيَحْلِفُونَ بِاللَّهِ لَكُمْ إِذَا انْقَلَبْتُمْ إِلَيْهِمْ لِتُعْرِضُوا عَنْهُمْ فَأَعْرِضُوا عَنْهُمْ إِنَّهُمْ رِجْسٌ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ * يَحْلِفُونَ لَكُمْ لِتَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنْ تَرْضَوْا عَنْهُمْ فَإِنَّ اللَّهَ لا يَرْضَى عَنِ الْقَوْمِ الْفَاسِقِينَ) (التوبة:95 - 96) عباد الله:
اعلموا أن الصدقَ فضيلةً وطمأنينة وصفةً من صفاتِ المؤمنين، فعليكم به وليكن قدوتَكم كعباً وصحبَه ومن اقتدى به، فليسَ بينَك وبينَهم حاجب.
إذا أعجبتك خصال امرئ ....... فكنه يكن منك ما يعجبك
فليس على الجود والمكرمات .... إذا جئتها حاجب يحجبك
تحروا الصدق وإن رأيتم الهلكَة فيه، فإن النجاة فيه.
وإياكم والكذب وإن رأيتم النجاة فيه فإن الهلَكة وعظيم الفتنة به.
وكم تركت الفتن من قلب مقلب وهوى مغلب، وكم سار في طريقها من كادح فكثر الهاجي وقل المادح.
وما النفسُ إلا حيث يجعلُها الفتى ........ فكنِ الحرَ وقُدها بزمام
وأصدُق حديثَك إن المرءَ يتبعهُ .......... ما كان يبني إذا ما نعشُه حملا
اللهم اجعلنا من الصادقين، اللهم اجعلنا من الصادقين الصابرين الشاكرين.
اللهم صلي وسلم وبارك على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه والتابعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم آتي نفوسنا تقواها.
اللهم زكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولها. وأنت أرحم الراحمين.
اللهم أعز الإسلام والمسلمين وأنصر عبادك الموحدين.
اللهم ارحم من لا راحم له سواك، ولا ناصر له سواك ولا مأوى له سواك، ولا مغيث له سواك.
اللهم ارحم سائلك ومؤملك لا منجى له ولا ملجئ إلا إليك.
اللهم كن للمستضعفين والمضطهدين والمظلومين.
اللهم فرج همهم ونفس كربهم وارفع درجتهم واخلفهم في أهلهم.
اللهم أنزل عليهم من الصبر أضعاف ما نزل بهم من البلاء.
يا سميع الدعاء
الله ارحم موتى المسلمين، اللهم إنهم عبيدك بنوا عبيدك بنو إمائك احتاجوا إلى رحمتك وأنت غني عن عذابهم، الله زد في حسناتهم، وتجاوز عن سيئاتهم أنت أرحم بهم وأنت أرحم الراحمين.
سبحان ربك رب العزة عن ما يصفون وسلام على المرسلين، والحمد لله رب العالمين.
فضيلة الشيخ / علي عبد الخالق القرني
ـ[صخر]ــــــــ[17 - 10 - 07, 07:13 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد الله بن عثمان]ــــــــ[22 - 10 - 07, 08:39 م]ـ
خير ما أعلّق على هذا الكلام الطيب حديث النبي صلى الله عليه و آله و سلم
ليس شيء خير من ألف مثله الا الانسان
و فعلا
فرجل بألف و ألف بخف(84/321)
صيام الست من شوال فوائد وأحكام - منقول
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[14 - 10 - 07, 09:51 ص]ـ
صيام الست من شوال فوائد وأحكام
1 - يسن صوم ست من شوال «من صام رمضان وأتبعه ستاً من شوال فكأنما صام الدهر كله» رواه مسلم وغيره " الدهر: سنة كاملة".
2 - الأفضل أن تكون هذه الست بعد يوم العيد مباشرة؛ لما في ذلك من السبق إلى الخيرات، أما يوم العيد فيحرم صومه.
3 - الأفضل أن تكون متتابعة؛ لأن ذلك أسهل غالباً؛ ولأن فيه سبقاً لفعل هذا الأمر المشروع.
4 - السنة أن يصومها بعد انتهاء قضاء رمضان لا قبله، لأن صوم الست قيده النبي صلّى الله عليه وسلّم بأن يكون بعد رمضان.
5 - يجوز تأخيرها إلى آخر شهر شوال ويجوز تفريقها فيه، لكن الأفضل التبكير والمتابعة.
6 - من لم يتمكن من صيام الأيام الستة في شوال لعذر كمرض أو قضاء رمضان كاملاً حتى خرج شوال، فإنه يقضيها ويكتب له أجرها إن شاء الله، كالراتبة إذا أخرها لعذر حتى خرج وقتها، فإنه يقضيها كما جاءت به السنة.
7 - للحصول على هذه الفضيلة لابد من تبييت النية لصيام الست من الليل.
... أخطاء حول هذه المسألة:-
1 - قد يتوهم بعض الناس أنه لا يصح صوم التطوع قبل قضاء رمضان، والراجح جواز صوم التطوع وصحته، ما لم يضق الوقت عن القضاء فمن أدرك يوم عرفة أو عاشوراء فله صيامه وإن كان عليه قضاء من رمضان، أما المنع من صيام الست قبل القضاء فلأن النبي صلى الله عليه وسلم قيده بأن يكون بعد رمضان (وأتبعه ستا من شوال).
2 - اليوم الثامن من شوال يسميه بعض العوام عيد الأبرار، وهذا بدعة لا أصل لها، فهذا اليوم ليس عيداً للأبرار ولا للفجار، ثم إن مقتضى قولهم، أن من لم يصم ستة أيام من شوال ليس من الأبرار، وهذا خطأ، فالإنسان إذا أدى فرضه فهذا بَرُّ بلا شك، وإن كان بعض البر أكمل من بعض.
3 - بعض الناس يضعف الأحاديث التي تحث على صيام الست من شوال، وهذا غلط فالحديث ورد عن عدد من الصحابة منهم (أبو أيوب – وثوبان – وجابر وغيرهم) والمتتبع لها لا يشك في ثبوتها ورفعها للمصطفى صلى الله عليه وسلم، والعلم يأخذ من أهله.
4 - كره بعض العلماء صيام الأيام الستة كل عام مخافة أن يظن العامة أن صيامها فرض، وهذا أصل ضعيف غير مستقيم لأنه لو قيل به للزم القول بكراهة الرواتب التابعة للمكتوبات، وهذا المحذور يزول بالبيان فيعلم العامة أن صيام الست مستحب لا واجب.
5 - يجب على المرأة أن تستأذن زوجها في صيام الست، وله تفطيرها لقضاء حاجته إن لم تسأذنه.
6 - لا يجوز الجمع بين نية قضاء رمضان وبين نية صيام الست، لأن كل عبادة منهما مستقلة عن الأخرى مقصودة بذاتها لا تندرج تحت الأخرى.
7 - لا تصام هذه الست عن الميت إلا إذا نذرها.
تنبيه ... بعض هذه المسائل ليست مما أجمع عليه أهل العلم، لكن لعل ما ذكر أقرب الأقوال ...
والله أعلم.
ـ[احمد السعد]ــــــــ[14 - 10 - 07, 10:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 11:04 م]ـ
وإياك
ـ[مبارك مسعود]ــــــــ[16 - 10 - 07, 08:20 م]ـ
رد على من قال ببدعية صيام ست من شوال وصلاة التهجد
د. نايف بن أحمد الحمد
</ TD< tr>
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد فقد اطلعت على المقالة التي كتبها جميل يحيى خياط في جريد الوطن عدد (2567) في 28/ 9/1428هـ المتضمنة إفتاءه ببدعية صلاة التهجد في رمضان وأن الذي ابتدعها الشيخ عبد الله الخليفي رحمه الله تعالى وأنه لا أصل لها في الشرع وكذا قوله أن صيام الست من شوال أقرب إلى البدعة منها إلى السنة فأقول مستعينا بالله:
أولا: أما صلاة التهجد جماعة في رمضان فلا شك في مشروعيتها فعن عائشةَ رضيَ الله عنها أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم خَرَجَ ليلةً مِن جَوفِ الليلِ فصلَّى في المسجدِ، وصلَّى رجال بصلاتهِ، فأصْبحَ الناسُ فتَحدَّثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلَّى فصلّوا معَهُ، فأصْبحَ الناسُ فتَحدثوا فكثُرَ أهلُ المسجدِ منَ الليلةِ الثالثةِ، فخرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم فصُلِّيَ بصلاتهِ، فلمّا كانتِ الليلةُ الرابعةُ عَجَزَ المسجدُ عن أهلهِ حتى خَرَجَ لصلاةِ الصبح، فلمّا قضَىَ الفجر أقبلَ على الناس فتشهدَ ثمَّ قال: أما بعدُ فإِنهُ لم يَخْفَ عليَّ مَكانُكم. ولكِنِّي خَشِيتُ أن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/322)
تُفرَضَ عليكم فتعجزِوا عنها. رواه البخاري (1988) ومسلم (1734)
وعن أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: «صُمْنَا مَعَ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُصَلِّ بِنَا حتى بَقِيَ سَبْعٌ مِنَ الشَّهْرِ فقامَ بِنَا حتَى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا في السَّادِسَةِ وقَامَ بِنَا في الخَامِسَةِ حتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ، فَقُلْنَا له يا رسولَ الله لو نفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ؟ فَقَالَ إنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الإمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ. ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ بِنَا حَتى بَقِيَ ثَلاَثٌ مِنَ الشهْرِ وصَلَّى بِنَا في الثَّالِثَةِ وَدَعَا أَهْلَهُ ونِسَاءَهُ فَقَامَ بِنَا حَتَّى تَخَوَّفْنَا الفَلاَحَ، قُلْتُ لَهُ: ومَا الفَلاَحُ؟ قالَ: «السُّحورُ» رواه أحمد (21038) والنسائي (1606) والترمذي (800) وقال حديث حسن صحيح. كما صححه ابن حبان (2522) وغيره ولو أن إماما من الأئمة الآن صلى بالناس كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه من بعد العشاء حتى قرب السحور لأُقيمت الدنيا ولم تُقعد لفعله استنكارا له بدعوى أن هذا تنفير وما علمنا أن هذه هي الصفة الصحيحة لصلاة التراويح وهي ليست كالفرض من ناحية وجوب تخفيفها.
أما صلاة التهجد على الصفة الموجودة الآن في المسجد الحرام وغيره فإنه لما ضعفت همة الناس وضعف إقبالهم على الطاعة خففوا الصلاة وأطالوا الفصل بينها فقد كان الفصل بين تسليمات التراويح موجودا وقد سميت التراويح بذلك لأنهم كانوا يستريحون بعد كل تسليمتين قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى " والتراويح جمع ترويحة وهي المرة الواحدة من الراحة كتسليمة من السلام سميت الصلاة في الجماعة في ليالي رمضان التراويح لأنهم أول ما اجتمعوا عليها كانوا يستريحون بين كل تسليمتين وقد عقد محمد بن نصر في «قيام الليل» بابين لمن استحب التطوع لنفسه بين كل ترويحتين ولمن كره ذلك، وحكي فيه عن يحيى بن بكير عن الليث أنهم كانوا يستريحون قدر ما يصلي الرجل كذا وكذا ركعة " ا. هـ فتح الباري 4/ 777 وانظر: شرح الزرقاني على الموطأ 1/ 237 فنلاحظ هنا طول الفصل بين كل صلاة وهو بقدر ما يصلي الرجل كذا وكذا ركعة وهذا الركعات على الصفة التي يصلونها لا كما نصليها والله المستعان.
أما ما ذكره الأخ الكاتب من أن الذي ابتدع ذلك هو الشيخ عبد الله الخليفي إمام المسجد الحرام رحمه الله تعالى فليس صحيحا البتة فقد ذكر هذه الصفة العلماء قديما قبل ولادة الخليفي بمئات السنين قال ابن قدامة رحمه الله تعالى " فصل: فأما التعقيب: وهو أن يصلي بعد التراويح نافلة أخرى جماعة أو يصلي التراويح في جماعة أخرى. فعن أحمد: أنه لا بأس به، لأن أنس بن مالك قال: «ما يرجعون إلا لخير يرجونه أو لشر يحذرونه، وكان لا يرى به بأساً، ونقل محمد بن الحكم عنه الكراهة إلا أنه قول قديم. والعمل على ما رواه الجماعة. وقال أبو بكر: الصلاة إلى نصف الليل أو إلى آخره لم تكره رواية واحدة. وإنما الخلاف فيما إذا رجعوا قبل النوم. والصحيح أنه لا يكره. لأنه خير وطاعة فلم يكره كما لو أخره إلى آخر الليل. " ا. هـ المغني 2/ 515 وانظر: الكافي 1/ 154 المبدع 2/ 16 والتعقيب المكروه هو أن أن يتطوع بعد التراويح والوتر جماعة كما في الإنصاف 2/ 142 شرح منتهى الإرادات 1/ 245 والناس اليوم لا يصلون التهجد بعد الوتر بل لا يوترون إلا في التهجد فزالت الكراهة عند من يقول بها لأنهم كرهوا الصلاة جماعة بعد الوتر لا قبله.
ثانيا: صيام الست من شوال:
لا شك أن صيامها سنة ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم فعن أَبِي أَيوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللّهُ عنه أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتّاً مِنْ شَوال كَانَ كَصِيَامِ الدهْرِ» رواه أحمد (23149) ومسلم (2711)
وصححه النووي رحمه الله تعالى في شرحه لصحيح مسلم 8/ 47
قال الشيخ الجزري: حديث أبي أيوب هذا لا يُشك في صحته ولا يُلتفت إلى كون الترمذي، جعله حسناً ولم يصححه. مرقاة المفاتيح 4/ 544
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/323)
وقد أطال ابن القيم رحمه الله تعالى في تخريجه وذكر طرقه وشواهده ثم قال " وهذه العلل ـ وإن منعته أن يكون في أعلى درجات الصحيح ـ فإنها لا توجب وهنه، وقد تابع سعداً ويحيى وعبد ربه عن عمر بن ثابت: عثمان بن عمرو الخزاعي عن عمر، لكن قال عن عمر عن محمد بن المنكدر عن أبي أيوب. ورواه أيضاً صفوان بن سليم عن عمر بن ثابت ذكره ابن حبان في صحيحه وأبو داود والنسائي، فهؤلاء خمسة: يحيى، وسعيد، وعبد ربه، بنو سعيد، وصفوان بن سليم، وعثمان بن عمرو الخزاعي كلهم رووه عن عمرو. فالحديث صحيح " ا. هـ تهذيب السنن 6/ 87
وقال المناوي رحمه الله تعالى " قال الصدر المناوي: وطعن فيه من لا علم عنده وغره قول الترمذي حسن والكلام في راويه وهو سعد بن سعيد، واعتنى العراقي بجمع طرقه فأسنده عن بضعة وعشرين رجلاً رووه عن سعد بن سعيد أكثرهم حفاظ أثبات " ا. هـ فيض القدير 6/ 161
وقال السبكي رحمه الله تعالى " قد طعن في هذا الحديث من لا فهم له مغتراً بقول الترمذي إنه حسن يريد في رواية سعد بن سعيد الأنصاري أخي يحيى بن سعيد ... وقد اعتنى شيخنا أبو محمد الدمياطي بجمع طرقه فأسنده عن بضعة وعشرين رجلا رووه عن سعد بن سعيد وأكثرهم حفاظ ثقات منهم السفيانان، وتابع سعداً على روايته أخوه يحيى وعبد ربه وصفوان بن سليم وغيرهم ورواه أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلّم ثوبان وأبو هريرة وجابر وابن عباس والبراء بن عازب وعائشة ولفظ ثوبان «من صام رمضان فشهره بعشرة ومن صام ستة أيام بعد الفطر فذلك صيام السنة» رواه أحمد والنسائي. " ا. هـ سبل السلام 2/ 897
وبهذا يتبين لنا عدم تفرد سعد بن سعيد بروايته.
أما ما ذكره الكاتب من رد الإمامين أبي حنيفة ومالك رحمهما الله تعالى لمشروعية صيامها فجوابه:
أولا: أن هذا رواية عن أبي حنيفة وليست مذهبا للحنفية قال ملا علي القاري الحنفي رحمه الله تعالى في شرح الوقاية " ولا يُكْرَهُ عندنا، وعند الشافعي إِتْبَاعُ عيدِ الفطر بِسِت من شوّال، لقوله صلى الله عليه وسلم «مَنْ صَامَ رمضانَ ثُم أَتْبَعَهُ سِتاً من شوال كانَ كَصِيامِ الدهْرِ». رواه مسلم وأَبو داود. وكَرِهَهُ مالكٌ، وهو رِوَايةٌ عن أَبي حنيفة وأَبي يوسف، لاشْتِمَالِهِ على التشَبهِ بأَهل الكتاب في الزيادة على الفروض، والتشبّه بهم مَنْهِي عنه، وعَامةُ المُتَأَخِّرِينَ لم يَرَوْا به بَأْساً. واختلفوا فيما بينهم، فقيل: الأَفضلُ وَصْلُهَا بِيَوْمِ الفِطْرِ لظاهر قوله: «ثُم أَتْبَعَهُ سِتاً»، وقيل: تَفْرِيقُهَا " ا. هـ
وقال المرغيناني الحنفي رحمه الله تعالى " صوم ست من شوّال عن أبي حنيفة وأبي يوسف كراهته وعامة المشايخ لم يروا به بأساً واختلفوا فقيل: الأفضل وصلها بيوم الفطر وقيل: بل تفريقها في الشهر , وجه الجواز أنه قد وقع الفصل بيوم الفطر، فلم يلزم التشبه بأهل الكتاب ووجه الكراهة أنه قد يفضى إلى اعتقاد لزومها من العوام لكثرة المداومة، ولذا سمعنا من يقول يوم الفطر نحن إلى الآن لم يأت عيدنا أو نحوه فأما عند الأمن من ذلك فلا بأس لورود الحديث. اهـ البداية 2/ 331 ومرقاة المفاتيح 4/ 531
وقال المباركفوري رحمه الله تعالى " قلت: قول من قال بكراهة صوم هذه الستة باطل مخالف لأحاديث الباب، ولذلك قال عامة المشايخ الحنفية بأنه لا بأس به " ا. هـ تحفة الأحوذي 3/ 403 فهذه أقوال علماء المذهب الحنفي فقد ذكروا أن ذلك رواية عن أبي حنيفة وعامة مشايخ المذهب على خلافها.
ثانيا: أما الإمام مالك رحمه الله فقد قال ": إنني لَمْ أرَ أَحَداً مِن أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ يَصُومُهَا وَلَمْ يَبْلُغْنِي ذلِكَ عَنْ أَحَدٍ مِنَ السلَفِ وَإنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ يَكْرَهُونَ ذلِكَ وَيَخَافُونَ بِدْعَتَهُ وَأَنْ يُلْحِقَ بِرَمَضَانَ مَا لَيْسَ مِنْهُ أَهْلُ الْجَهَالَةِ وَالْجَفَاءِ لَوْ رَأَوْا فِي ذلِكَ رُخْصَةً عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَرَأَوْهُمْ يَعْمَلُونَ ذلِكَ " الموطأ 2/ 202 هذا قوله وتعليل نهيه واضح فيه وهو خشية أن يُلحقه أهلُ الجهل برمضان من ناحية الوجوب والحرمة وقد وقع ذلك من بعض الناس قال ملا علي القاري رحمه الله تعالى " ووجه الكراهة أنه قد يفضى إلى اعتقاد لزومها من العوام لكثرة المداومة، ولذا سمعنا من يقول يوم الفطر نحن إلى الآن لم يأت عيدنا أو نحوه فأما
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/324)
عند الأمن من ذلك فلا بأس لورود الحديث. اهـ مرقاة المفاتيح 4/ 544 والناس الآن قد أمنوا ذلك فلا أعرف أحدا يقول بوجوب صيامها فزال المحظور.
ومع ذلك فقد كان مالك يصومها قال مطرف رحمه الله تعالى وهو من علماء المالكية الكبار (كان مالك يصومها في خاصة نفسه. قال: وإنما كره صومها لئلا يلحق أهل الجاهلية ذلك برمضان فأما من يرغب في ذلك لما جاء فيه فلم ينهه.) ا. هـ تهذيب السنن 6/ 88
وقال ابن عبد البر المالكي رحمه الله تعالى " وَأما صِيَامُ السِّتةِ الأيامِ مِنْ شَوالٍ عَلى طَلَبِ الفضْلِ وَعَلى التأْوِيلِ الَّذِي جَاءَ بِهِ –حديث- ثَوْبان رضي الله عنه فَإِنَّ مَالِكاً لا يكْرَهُ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ؛ لأنَّ الصوْمَ جُنةٌ وَفَضْلُهُ مَعْلُومٌ) ا. هـ الاستذكار 3/ 372
قال المواق المالكي رحمه الله تعالى " قال مطرف: إنما كره مالك صيام ستة أيام من شوال لذي الجهل لا من رغب في صيامها لما جاء فيها من الفضل. وقال المازري عن بعض الشيوخ: لعل الحديث لم يبلغ مالكاً ومال اللخمي لاستحباب صومها. " ا. هـ التاج والإكليل 3/ 329
وقال الخرشي المالكي رحمه الله تعالى " صَوْمِ (سِتةٍ) مِنْ الأَيامِ (مِنْ شَوالٍ) فَيُكْرَهُ لِمُقْتَدًى بِهِ مُتصِلَةً بِيَوْمِ الْعِيدِ مُتَتَابِعَةً مُظْهرَةً مُعْتَقِدًا سُنِّيَّةَ وَصْلِهَا وَإِلا فَلا يُكْرَهُ انْتَهَى.
الْعَدَوِيُ: قَضِيَّتُهُ أَنَّهُ لا يُكْرَهُ لِغَيْرِ الْمُقْتَدَى بِهِ وَلَوْ خِيفَ اعْتِقَادُهُ وُجُوبَهُ وَإِنَّهُ إنْ أَخْفَاهُ لا يُكْرَهُ, وَلَوْ اعْتَقَدَ سُنِّيةَ الاتِّصَالِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ فِيهِمَا فَالأَوْلَى أَنْ يُكْرَهَ لِمُقْتَدًى بِهِ وَلِمَنْ يُخَافُ عَلَيْهِ اعْتِقَادُ وُجُوبِهِ إنْ وَصَلَهَا وَتَابَعَهَا وَأَظْهَرَهَا وَلِمَنْ اعْتَقَدَ سُنِّيةَ اتِّصَالِهَا " ا. هـ منح الجليل 1/ 384 فهذه أقوال علماء المالكية وتنصيصهم على مشروعية صيامها ولكن لو خشي أن تلحق بالفرض تركت من مُقتَدى به لا من غيره ولهذا كان مالك رحمه الله تعالى مع نهيه كان يصومها كما ذكرته سابقا قال ابن مازة رحمه الله تعالى " فلفظ مالك ولفظ أبي يوسف دليل على أن الكراهة في حق الجهال الذين لا يميزون "ا. هـ المحيط البرهاني 2/ 393
وقال ابن رشد المالكي رحمه الله تعالى " وأما الست من شوال، فإنه ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «من صام رمضان، ثم أتبعه ستاًّ من شوال، كان كصيام الدهر» إلا أن مالكاً كره ذلك إما مخافة أن يُلحق الناس برمضان ما ليس في رمضان، وإما لأنه لعلّه لم يبلغه الحديث، أو لم يصح عنده، وهو الأظهر " ا. هـ بداية المجتهد 1/ 372
ومع ذلك لم يرتض علماء المالكية ولا الحنفية هذا القول وترك صيام هذه الأيام كما ذكرته أعلاه كما رده غيرهم قال الصنعاني رحمه الله تعالى بعد ذكره قول مالك " الجواب أنه بعد ثبوت النص بذلك لا حكم لهذه التعليلات وما أحسن ما قاله ابن عبد البر: إنه لم يبلغ مالكاً هذا الحديث يعني حديث مسلم. " ا. هـ سبل السلام 2/ 896
وقال الشوكاني " وقال أبو حنيفة ومالك: يكره صومها، واستدلا على ذلك بأنه ربما ظُنّ وجوبها وهو باطل لا يليق بعاقل، فضلاً عن عالم نصب مثله في مقابلة السنة الصحيحة الصريحة، وأيضاً يلزم مثل ذلك في سائر أنواع الصوم المرغب فيها ولا قائل به. واستدل مالك على الكراهة بما قال في الموطأ من أنه ما رأى أحداً من أهل العلم يصومها، ولا يخفى أن الناس إذا تركوا العمل بسنة لم يكن تركهم دليلاً ترد به السنة." ا. هـ نيل الأوطار 4/ 306
أما قول الكاتب في ره للحديث الصحيح " والعلة الثانية ـ وهي ثالثة الأثافي!! ـ أن الرسول عليه الصلاة والسلام هو ذاته لم يصمها، ولا صامها أحد من الصحابة من بعده ولا أحد من التابعين "ا. هـ فلا يخفى على أحد وهن هذا القول وذلك لأن السنة التشريعية إما قولية وهي الأقوى – وصيام ست من شوال منها- وإما فعلية وإما تقريرية وهناك عدد من السنن التقريرية لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أقر أصحابه على فعلها ومع ذلك لم يردها أحد من العلماء بذلك وعدوها من السنن النبوية.
اللهم اجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم موافقا لسنة نبيك الكريم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه
د. نايف بن أحمد الحمد
القاضي في المحكمة العامة بالرياض
ـ[مبارك مسعود]ــــــــ[16 - 10 - 07, 08:25 م]ـ
سعادة الأستاذ / أبو أنس السلام عليكم ورحمة الله ..... وقد أضفت هنا مقالة الدكتور/ نايف حفظه الله لعل الإخوة يستفيدون. وجزاك الله خيرا على الفوائد التي ذكرتها.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[17 - 10 - 07, 08:30 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
فعلا فوائد قيمة أثريتم بها الموضوع
أحسن الله إليكم ونفع بك وبارك فيكم(84/325)
بيان السنن والمبتدعات المتعلقة بعيد الفطر وشهر شوال.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[14 - 10 - 07, 11:09 ص]ـ
يوم الفطر هو يوم عيد، وهو من الأعياد التى شرعها الله _ عزوجل _ لعبادة المسلمين، منها ما يكون في كل أسبوع، وهو يوم الجمعة، ومنها ما يكون مرة في العام، فمن ذلك يوم عرفة، ويوم الأضحى ويوم الفطر، ويوم الفطر يعقب فريضة عظيمة من أركان الإسلام ألا وهى صوم شهر رمضان الكريم، غير أن المسلم ينبغى له أن يتعرف على بعض السنن المتعلقة بيوم العيد حتى يلازمها، وأن يتعرف على بعض البدع والمنكرات حتى يتجنبها ..
فمن السنن والآداب المتعلقة بذلك اليوم:
1) إخراج زكاة الفطر قبل الصلاة، وذلك حرصاً على جبر خاطر الفقراء في هذا اليوم، ولأمره صلى الله عليه وسلم بإخراج الزكاة قبل الغدو للصلاة يوم الفطر.
2) الاغتسال والتطيب والتسوك، وذلك حرصاً على طيب رائحة المرء في ذلك الجمع الطيب وفي هذه المناسبة.
3) لبس الجديد من الثياب، وذلك لإظهار الفرح بالعيد
4) الإفطار ولو على تمرات قبل الذهاب للمصلى، وذلك لفعله صلى الله عليه وسلم فإنه صلى الله عليه وسلم كان لا يخرج يوم الفطر حتى يطعم، وذلك كما أخرجه أحمد وغيره.
5) أن يخرج إلى العيد ماشياً أو راكباً، لفعله صلى الله عليه وسلم، إلا إذا كان معذوراً أو كان المكان بعيداً منه بما يشق عليه
6) أن يرفع صوته بالتكبير والتهليل، في المساجد والأسواق والطرق وغيرها، وذلك لفعله صلى الله عليه وسلم
7) ألا يصلى إذا أتى المصلى بل يقعد مكبراً ينتظر الصلاة فإن النبى صلى الله عليه وسلم كان لا يصلى يوم العيد شيئاً قبل الصلاة.
8) وكذلك لا يؤذن قبل الصلاة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يؤذن له في العيدين.
9) الصلاة قبل الخطبة، فإنها سنة النبي صلى الله عليه وسلم
10) حضور الخطبة، والإنصات لها، وتدبر الموعظة
11) الرجوع من طريق آخر غير الذي أتي من، وذلك لفعله صلى الله عليه وسلم
12) صلة الأرحام في هذه اليوم، وذلك بزيارتهم وتهنئتهم وتقديم الهدايا لهم، وإدخال السرور والبهجة عليهم.
13) صيام ست من شوال كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم لقوله: " من صام رمضان ثم اتبعه ستاً .... "
فكل ما ذكر من الآداب والسنن المتعلقة بالعيد وبشهر شوال ينبغي على المسلم مراعاتها
) وأما البدع والمنكرات المتعلقة بالعيد وليلته وبشهر شوال فإنها كثيرة منها:
1) منها تخصيص ليلة العيد بالقيام، أو صلاة مخصوصة فيها، مائة ركعة وغير ذلك، وقد ورد فيها حديث ذكر السيوطى وغيره أنه موضوع.
2) ترك السنة في التكبير والتهليل بصوت مرتفع، والانكار على من يفعله مع أنه من السنة.
3) ترك السنة في الإفطار قبل الصلاة، والذهاب لأدائها دون تناول شيء من الطعام، وهذا مخالف للسنة.
4) الانصراف بعد الصلاة مباشرة وعدم استماع الخطبة، فيفوت المقصود الأعظم من العيد، ويقع المرء في مخالفة السنة.
5) البدء بزيارة القبور عقب الصلاة، وهذا مخالف للسنة، ويدعون أنه من المودة، وهو حزن في يوم فرح، وإعراض عن هدى النبي صلى الله عليه وسلم.
6) زيارة قبور الأولياء الصالحين والتجمع عندها، وما يقع عندها من المنكرات والبدع والمخالفات.
7) تبرج النسوة وخروجهن إلى الطرقات ليفتن الرجال، وما يؤدى إليه ذلك من الشر والفساد.
8) تضييع الأوقات في اللهو واللغو واستماع الغاني ومشاهدة الأفلام الماجنة وغير ذلك، كأنما قد شرع العيد لأجل ذلك كله، ولم يشرع لعبادة الله _ تعالى _ وشكر نعمه الجزيلة.
9) تسمية الأيام الستة من شوال بالستة البيض، وهذه التسمية مبتدعة وجهل، وذلك لأن الأيام البيض هى الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمرى.
10) إن البعض منهم يجعلون لصيام هذه الأيام الستة وقفة وعيداً، ويجتمع فيه الرجال والنساء فيتصافحون ويهنىء بعضهم بعضاً ثم يذهبون لكل الأرز باللبن وغير ذلك.
11) إن بعض الجهال يزعمون أن أيام الست لا يصومها إلا من له ذرية، وأنه إذا صامها ثم تركها يموت عياله، وهذا جهل فاضح وضلال مبين، وغنما هو تلبيس من الشيطان الرجيم.
والخير كل الخير في متابعة سنة النبي صلى الله عليه وسلم واجتناب البدع والمنكرات وما يخالف السنة ..
نظرات وتأملات من واقع الحياة .. د. محمد بن عبدالرحمن الخميس.
ـ[ام سارة]ــــــــ[15 - 10 - 07, 03:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وتقبل الله منا ومنكم
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[15 - 10 - 07, 09:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
بارك الله فيك وجعله في ميزان حسناتك وأسكنك الفردوس الأعلى.(84/326)
اشكال حول ليلة القدر؟
ـ[عادل المامون]ــــــــ[14 - 10 - 07, 03:19 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كل عام وانتم بخير ومغفورا لكم اما بعد
كيف نجمع بين ان نزول الوحي لاول مرة بالغار كان في 17 او 18 رمضان وبين حديث النبي ان ليلة القدر نتحراها في العشر الاواخر من رمضان؟؟؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبي يحيى المكاوي]ــــــــ[19 - 10 - 07, 01:43 ص]ـ
هي الليله التي أنزل فيها القرآن جمله واحده من اللوح المحفوظ ءالى السماء الدني وليست ليله بدء الوحي
والله تعالى أعلى وأعلم(84/327)
للفائدة: علبة الكويكر 500 غرام تساوي المُد
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[14 - 10 - 07, 03:55 م]ـ
رأيت مُدا بالإسناد لدى أحد العلماء في الرياض، وقمت بقياسه والبحث عن علبة توازيه، فإذا بي أجد أن علبة الكويكر 500 غرام تساويه بالتمام لا تزيد عنه ولا تنقص، وللتأكيد أقول: [تساويه بدقة متناهية].
ـ[عبد الله الشافعي]ــــــــ[14 - 10 - 07, 06:36 م]ـ
ما هى يا اخى علبة الكويكر فمعذرة نحن فى مصر لا نعرف هذا الشيء
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 02:08 م]ـ
هذه علبه شوربة شوفان
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 10 - 07, 02:31 م]ـ
الشيخ المبارك / عبدالمحسن بن عبدالرحمن
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه ..
فائدة لطيفة ... لا حرمك الله الأجر.
وأستأذنك بإضافة يسيرة مما كتبه الشيخ عبدالله بن منيع حفظه الله في: (بحث في تحويل الموازين والمكاييل الشرعية إلى المقادير المعاصرة):
4 - المد:
المد قال ابن منظور رحمه الله: " والمد: ضرب من المكاييل وهو ربع صاع وهو قدر مد النبي صلى الله عليه وسلم، والجمع أمداد، ومدد، ومداد.
قال الجوهري: المد بالضم مكيال وهو رطل وثلث عند أهل الحجاز والشافعي، ورطلان عند أهل العراق وأبي حنيفة، والصاع أربعة أمداد " لسان العرب 3\ 400. اهـ.
وسبق في بحث الصاع أنه أربعة أمداد، كما سبق ذكر الخلاف في مقدار المد.
فجمهور أهل العلم ذكروا أن المد رطل وثلث وذهب الحنفية إلى أنه رطلان.
وأخذا برأي الجمهور فإن المد =544 جراما على اعتبار أن المد رطل وثلث، وأن الرطل مقداره 408 جرامات كما سبق ذكره.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=95720
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[16 - 10 - 07, 07:20 ص]ـ
كلام الجوهري فيه شيء من الغرابة .. لأنه من البديهي جدا أن المد وحدة لقياس الحجم وليس الوزن. فوزن المد يختلف باختلاف ما يوضع فيه فمد القمح مثلا وزنه أكبر من مد التمر وهكذا .. وعليه فالصواب هو تحديد ما يعادله المد بوحدات الحجم المعاصرة كاللتر والسنتيمتر المكعب
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[09 - 09 - 10, 11:11 م]ـ
الرفع للفائدة(84/328)
تعدد النية في صيام النفل
ـ[حسام الفقير]ــــــــ[14 - 10 - 07, 11:03 م]ـ
سلام الله على الجميع
لي سؤال ارجوا الاجابة عليه بارك الله فيكم
تعدد النية في صيام النفل هل يجوز؟
كصيام 06 من شوال مع نية ثانية ككفارة يمين.
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[15 - 10 - 07, 06:06 ص]ـ
صيام كفارة اليمين ليس بنفل ..
فإن كان قصدك التشريك في النية بين النفل والقضاء أو بين النفل وكفارة اليمين فإليك هذا الرابط:-
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Option=FatwaId&Id=6579
وإن كان سؤالك عن تعدد النية بين نفل ونفل .. كصيام ست من الشوال ويوم الاثنين مثلاً فإليك هذا الرابط:-
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=106751&postcount=2
وجزاكم الله خيرا(84/329)
إشكال في شرح الفوزان على معاقد الفصول ..
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 06:55 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم المرسلين وأله وصحبه
أما بعد،،
تقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال، حينما أردت أن أمتع ناظري في كتاب الشيخ الفاضل الأصولي عبدالله بن صالح الفوزان حفظه الله ورفع قدره ومتعنا به وجدت ما استشكلت وجزمت أنه مما لم يتنبه إليه الشيخ حفظه الله أو قد يكون له توجيه ومأخذ لم أحط به، فأحببت أن أعرضه في هذا المنتدى حتى يعم النفع إن كان هناك نفع! ولعل بيننا من منّ الله عليه بملازمة الشيخ والنهل من علمه وقربه منه.
وحان وقت الشروع في المقصود.
قال الشيخ حفظه الله:
وقوله المتعلقة بأفعال العباد: أي كالصلاة والزكاة الحج والمعاملات وغيرها من الأحكام العملية وهذا يخرج ما يتعلق بالاعتقاد، كتوحيد الله ومعرفة أسمائه وصفاته فلا يسمى ذلك فقه في الاصطلاح) اهـ. (تيسير الوصول ص20)
وهذا الكلام فيه ما يشكل فإن مما اتفق عليه أهل السنة أن أفعال العباد منها أعمالٌ ظاهرةٌ كالحج والصلاة ونحوها ومنها باطنة كعمل القلب كتوحيد الله وما شابهها فهي داخلة في أفعال العباد، ومن جهة أخرى فالنية مطلوبة في العبادات وهي من أعمال القلوب وهي لا تدخل في العقائد باعتبار الفرق بين العبادة والعبادة لا باعتبار إخلاص القصد لله جل وعلا.
هذا ومما شجعني على تسويد ما تقدم قول الشيخ حفظه الله (وفي الختام أرجو القارئ الكريم إذا رأى فيما كتبته زلّة قلم أو نبوة فهم، أن يكتب إلي مشكورا مأجورا لتلافي ذلك مستقبلا فالأذن مصغية والصدر منشرح وما يكتبه الإنسان عرضة للنقد الانتقاد والتخطئة والتصحيح)
هذا وليُعلم أني كنت أتمنى لو أن الشيخ من أهل بلدي فألزم مجلسه ولا أفارقه حتى يقضي الله أمره لكن نأت بي الدار عن كثير من العلماء وظروف المرء تحول بينه وبين ما يتمنى ولو تيسر لي أن يفسح لي الشيخ من وقته يوم في الشهر أو أكثر لم أتردد في الرحلة إليه .. فلعل الأخ الذي سينقل هذه الملاحظة للشيخ حفظه الله أن ينقل إليه طلبي ذلك ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 08:12 ص]ـ
وفقك الله يا أخي الفاضل
ليس في كلام الشيخ إشكال، فالأحكام نوعان: عملية، واعتقادية، فالعملية منها ما يتعلق بالجوارح، ومنها ما يتعلق بالقلوب، وكلاهما داخل في الأحكام العملية، ولذلك تجد كثيرا من الأحكام تتعلق بالنية والمقصد.
وإنما مراد الشيخ إخراج الأحكام الاعتقادية، ولا يقصد إخراج أعمال القلوب كالنية، فتأمل.
فقوله (وهذا يخرج) عائد على قوله (الأحكام العملية)، وليس عائدا على قوله (بأفعال العباد)، ويبدو لي أن هذا هو سبب الإشكال عندك.
وما قاله الشيخ مشهور معروف في كتب الأصول، فليس هو من كيسه.
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[18 - 10 - 07, 08:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[20 - 10 - 07, 05:04 م]ـ
أخي الكريم أبو مالك حفظه المولى
راجعت شرح الورقات للشيخ العلامة عبدالله الفوزان فرأيت أن ما ذكرتُه في استشكال ليس إلا اعتقاد عند الشيخ نبه عليه أيضا في الورقات وأكده أيضا بعبارة هي أصرح من عبارة شرح قواعد الأصول
قال حفظه الله ومتع به:
وقولنا بأفعال المكلفين: المراد به جميع أعمال الجوارح وإن كانت تقابل بالأقوال في الإطلاق العرفي، وهذا يُخرج ما تعلق بذواتهم فليس مقصوداً كقوله تعالى (ولقد خلقناكم ثم صورناكم) وخرج به ما تعلق بالاعتقاد فليس حكما بهذا الاصطلاح ..... إلى آخر قوله
أما قولك حفظك الله
وما قاله الشيخ مشهور معروف في كتب الأصول، فليس هو من كيسه.
لم أجد من ذكر أن ضابط قوله أفعال المكلفين يخرج به اعتقادهم!! وأعمال القلوب ..
شكر الله لك سعيك ... ومن أنا حتى استدرك على العلماء .. فما هي إلا أن العلم رحم بين أهله وما أنا إلا متطفل عليهم!!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 10 - 07, 05:07 م]ـ
وفقك الله
أما إخراج الاعتقاد فمعروف في كتب الأصول
وأما إخراج أعمال القلوب فلم أقل ذلك، والشيخ لم يقل ذلك.
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[20 - 10 - 07, 05:14 م]ـ
معذرة شيخنا الكريم
لم أجد فيما اطلعت عليه من كتب الأصول من جاء عند قوله (أفعال المكلفين) وقال يخرج به العقائد!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/330)
فأحلني سلمك الله حتى استفيد، ولتعلم سلمك الله أني لم أقصد البحث عن قول الشيخ بعدما وجهت الكلام سددك الباري إنما وقعت عليه عرضاً أثناء مراجعتي لشرحه ..
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[22 - 10 - 07, 10:59 ص]ـ
..................
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 10 - 07, 10:49 م]ـ
وفقك الله يا أخي الكريم
يبدو أنك لم تنتبه إلى قولي في المشاركة الثانية:
فقوله (وهذا يخرج) عائد على قوله (الأحكام العملية)، وليس عائدا على قوله (بأفعال العباد)، ويبدو لي أن هذا هو سبب الإشكال عندك.
فتعليق الشيخ إنما هو على كلمة (العملية)، وهذه الكلمة يستعملها معظم الأصوليين، وبعضهم يستعمل بدلا منها (الفرعية) تحرزا من بعض الإشكالات الواردة على كلمة (العملية)، ولكن المعنى المقصود واحد، فهو اعتراض لفظي فقط.
ونظرا لضيق الوقت فسأنقل لك بعض ما تيسر لي من النقول، ولكن يمكنك أن تجد ذلك في كل كتب الأصول تقريبا عند كلامهم على [تعريف أصول الفقه].
قال الشيخ عبد المحسن الزامل في الدروس الأصولية:
((وقولنا: العملية يُخرج التوحيد))
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في (الأصول من علم الأصول)
((والمراد بقولنا: (العملية) ما لا يتعلق بالاعتقاد؛ كالصلاة والزكاة، فخرج به ما يتعلق بالاعتقاد))
وقال الولاتي الشنقيطي في (إيصال السالك):
((وقولنا: العملية، معناه أن الأحكام الشرعية لا بد أن تكون متعلقة بكيفية عمل قلبي، كالعلم بوجوب النية في الوضوء، أو بدني كالعلم بسنية الوتر، فخرجت الأحكام الشرعية الاعتقادية))
وقال الطوفي في شرح مختصر الروضة:
((والمراد بالأحكام الفرعية القضايا التي لا يتعلق بالخطأ في اعتقاده مقتضاها ولا العمل به قدح في الدين، ولا العدالة في الدنيا، ولا وعيد في الآخرة، كمسألة النية في الطهارة ... ))
وقال الأسنوي في التمهيد:
((الفقه العلم بالأحكام الشرعية العملية المكتسب من أدلتها التفصيلية .... واحترزنا بالعملية عن العلمية وهي أصول الدين))
وقال أبو البقاء في الكليات:
(( .... وبالعملية العلم بالأحكام الشرعية التي تتعلق ببيان الاعتقاد كمسائل الكلام))
ولعل شيخنا الفاضل أبا حازم الكاتب وفقه الله يزيدك بيانا في هذا الباب.
وأعتذر من التطفل على أهل العلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 12 - 07, 02:26 ص]ـ
للفائدة:
قال ابن الفركاح في شرح الورقات:
((وقد زاد بعضهم في هذا الحد: (العملية) بعد قوله (الشرعية) .... فإنها ذكرت لإخراج أحكام الاعتقاد ... )) إلخ.(84/331)
ملوحظة على مقال عن إستهلال شهر شوال لعام 1428هـ
ـ[علي تميم]ــــــــ[15 - 10 - 07, 04:13 م]ـ
من الأشياء التي عكرت على جمال الموقع الذي عرف برصانته مقال الدكتور عبدالله المسند الذي
كتب عن إستهلال شهر شوال لعام 1428هـ جزم في كتبته وقال إنها يقينية وقطعية لا شك فيها ووضح كتابته برسومات ذكر فيها إن العيد في البلاد العربية سيكون يوم السبت لا الجمعة و أنه يستحيل رؤية الهلال يوم الخميس على جميع البلاد العربية.
والحمد لله أن ظنه خاب وكذلك ظن من جزم بذلك، فالهلال رؤيا بحمد الله في أكثر من منطقة في المملكة وفي الكويت والإمارات وفي غيرها.
وليبيا وهي تعتمد على حساب الفلكين قالوا من يوم الأربعاء أن العيد يوم الجمعة ليس على الرؤية الشرعية ولكن على حساباتهم الفلكية، وهذا مما يدلك أن الحسابات الفلكية تختلف وليست دقيقة وتعتمد على التخمين.
وكنا في رمضان السابق أو الذي قبله بعدما خالفت الرؤية حسابات بعضهم شكك الفلكيون في رؤية الشهود، نسأل الله العافية.
وبصراحة على كثرة عتبي على كاتب المقال أعتب على موقع العقيدة والحياة، فما علاقة الموضوع في العقيدة بل هذا الموضوع يزعزع العقيدة ويدخلنا في باب التنجيم، ولعلها أن تكون زلة، وأن ينتبه القائمون على الموقع لمثل هذا.
وفق الله الجميع إلى ما يحب ويرضى
هذا رابط مقابلة جريدة الرياض بفضيلة الشيخ: صالح اللحيدان حفظه الله لهلال عيد هذه السنة
http://www.alriyadh.com/2007/10/12/article286296.html
هذا رابط مقال الدكتور عبدالله المسند
http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=xw033qmm
ـ[علي تميم]ــــــــ[16 - 10 - 07, 12:54 ص]ـ
أيضا هذا رابط في هذا الموقع المبارك إن شاء الله (ملتقى أهل الحديث) عن رؤية الهلال
ـ[علي تميم]ــــــــ[16 - 10 - 07, 01:06 ص]ـ
أعتذر هذا هو الرابط
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113636
ـ[علي تميم]ــــــــ[25 - 10 - 07, 03:04 م]ـ
نشر في هذا اليوم الخميس14/ 10/1428 حسب التقويم وحسب الرؤية 15/ 10 في جريدة الجزيرة مقالا لفضيلة الشيخ صالح الفوزان عن هذا الموضوع أحببت نقله هنا مع الرابط وفق الله الجميع إلى ما يحب ويرضى
الصوم والإفطار برؤية الهلال أو إكمال العدة لا بالحساب
صالح بن فوزان الفوزان
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
أما بعد: ففي كل سنة يحصل عند دخول شهر رمضان وخروجه لغطٌ من بعض الكتَّاب في الصحف حول دخول الشهر وخروجه، ويقدمون هذا اللغط قبل دخول الشهر أو خروجه بأن الهلال يُرى أو لا يُرى، اعتماداً على اختلاف أهل الحساب، لأن الحساب عمل بشري يخطئ ويصيب ولا يمكن أن يتفق الحاسبون فيما بينهم ولو اتفقوا، فعملهم عمل بشري يخطئ ويصيب ويدخله الجهل، وقد لا يوجد حاسبون في بعض الأوقات أو بعض الجهات، فلذلك لم يكلنا الله إلى أنفسنا بل ربط الحكم بعلامة ظاهرة يراها العالم والجاهل والحاسب وغيره، وهي في كل وقت وفي كل زمان، وهي رؤية الهلال فقال صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غُمَّ عليكم فاقدروا له)، وفي رواية: فإن غم عليكم فاكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً)، فعلق صلى الله عليه وسلم الصوم والإفطار بعلامتين واضحتين لا ثالثة لهما: الرؤية أو إكمال العدة. وقد قال الله تعالى: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا} فالأمر واضح والحمد لله والدين يسر.
ولكن هناك جماعة من الإخوة - هداهم الله- ممن يتعاطون الحساب الفلكي يريدون أن يحولوا المسلمين عما تركهم عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأوصاهم به في أمر الصيام والإفطار إلى العمل بالحساب الفلكي وترك العمل بالرؤية الشرعية. وهذا إحداث في دين الله، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد)، وفي رواية (من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/332)
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: إني رأيت الناس في شهر صومهم وفي غيره أيضاً منهم من يصغى إلى ما يقوله بعض جهال أهل الحساب: من أن الهلال يُرى أو لا يُرى ويبني على ذلك إما في باطنه، وإما في باطنه وظاهره، حتى بلغني أن من القضاة من كان يرد شهادة العدد من العدول لقول الحاسب الجاهل الكاذب: إنه يُرى أو لا يُرى فيكون ممن كذب بالحق لما جاءه .. إلى أن قال رحمه الله: فإننا نعلم بالاضطرار من دين الإسلام أن العمل في رؤية هلال الصوم أو الحج أو العدة أو الإيلاء أو غير ذلك من الأحكام المعلقة بالهلال بخبر الحاسب أنه يرى أو لا يرى لا يجوز.
والنصوص المستفيضة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك كثيرة، وقد أجمع المسلمون عليه ولا يعرف فيه خلاف قديم أصلاً ولا خلاف حديث. إلا أن بعض المتأخرين من المتفقهة الحادثين بعد المائة الثالثة زعم أنه إذا غم الهلال جاز للحاسب أن يعمل في حق نفسه بالحساب، فإن كان الحساب دل على الرؤية صام وإلا فلا. وهذا القول وإن كان مقيداً بالإغمام ومختصاً بالحاسب فهو شاذ مسبوق بالإجماع على خلافه. فأما اتباع ذلك في الصحو أو تعليق عموم الحكم العام به فما قاله مسلم. انتهى كلامه -رحمه الله- (مجموع الفتاوى 25 - 131 - 132).
وقال الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: وقال صلى الله عليه وسلم: (لا تصوموا حتى تروا الهلال ولا تفطروا حتى تروه فإن غم عليكم فاكملوا العدة ثلاثين). ومن هذا يتبين أن المعول عليه في إثبات الصوم والفطر وسائر الشهور هو الرؤية أو إكمال العدة، ولا عبرة شرعاً بمجرد ولادة القمر في إثبات الشهر القمري بدءاً وانتهاءً بإجماع أهل العلم المعتد بهم ما لم تثبت رؤيته شرعاً. وهذا بالنسبة لتوقيت العبادات. ومن خالف في ذلك من المعاصرين فمسبوق بإجماع من قبله وقوله مردود لأنه لا كلام لأحد مع سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا مع إجماع السلف). انتهى. (من مجمع فتاوى ومقالات 15 - 110).
ثم لو فرضنا أنه لو حصل خلاف بالعمل بالحساب أو برؤية الهلال بين العلماء وصدر الأمر من ولي الأمر باعتماد الرؤية وجب العمل بذلك والسمع والطاعة جمعاً للكلمة. ولأن حكم الحاكم يرفع الخلاف كما هي القاعدة عند العلماء، فكيف والأمر مقصور على الرؤية الشرعية دون الحساب.
فعلى الإخوة الذين يتحمسون للعمل بالحساب في دخول شهر رمضان وخروجه وفي بداية شهر ذي الحجة أن يتقوا الله ولا يشوشوا على الناس ويسيئوا الظن بالقضاة ويجهلوهم ويسيئوا الظن بالذين رأوا الهلال وقد قيل: ما راء كمن سمعا.
قد يقول قائل لماذا الناس يعتمدون على الحساب في مواقيت الصلاة ولا يعتمدونه في دخول الشهر وخروجه؟
والجواب عن ذلك أن نقول الاعتماد في مواقيت الصلوات الخمس على العلامات التي ذكرها الله بقوله: {أَقِمِ الصَّلاَةَ لِدُلُوكِ الشَّمْسِ إِلَى غَسَقِ اللَّيْلِ وَقُرْآنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} وبين النبي صلى الله عليه وسلم أن صلاة الفجر يدخل وقتها بطلوع الفجر، وصلاة الظهر يدخل وقتها بزوال الشمس، وصلاة العصر يدخل وقتها بمساواة ظل الشاخص له، وصلاة المغرب يدخل وقتها بغروب الشمس، وصلاة العشاء يدخل وقتها بمغيب الشفق الأحمر، وهي علامات بارزة يراها الناس بأعينهم لا بالحساب فقط.
هذا ما أردت التنبيه عليه وأرجو من إخواني الفلكيين أن لا يشوشوا على الناس ويجعلوا أنفسهم عرضة لكلام الناس فيهم إذا رأوا اختلاف قولهم عن الواقع. والله الهادي إلى سبيل الحق. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآل وصحبه.
عضو هيئة كبار العلماء
وهذا هو الرابط
http://www.al-jazirah.com/100793/ln3d.htm(84/333)
من هم القَصَّاصُون؟ ... وهل يُمدحون أم يُذمون؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 10 - 07, 05:57 م]ـ
من هم القَصَّاصُون؟
سؤال:
من هم القُصَّاصُ الذين يعتبرون من التالفين الضعفاء، الذين يعيبهم أنهم قَصَّاصُون؟ هل هم أي شخص يعظ الناس ويذكر القَصَص؟ أم هناك تفصيل في المسألة؟.
الجواب:
الحمد لله
القَصُّ هو فن مخاطبة العامة ووعظهم بالاعتماد على القصة.
يقول ابن الجوزي رحمه الله:
" القاص هو الذي يتبع القصة الماضية بالحكاية عنها والشرح لها ...
والتذكير هو تعريف الخلق نِعَمَ الله عز وجل عليهم، وحثهم على شكره، وتحذيرهم من مخالفته.
وأما الوعظ فهو تخويف يرق له القلب ..
وقد صار اسم القاصِّ عامًّا للأحوال الثلاثة " انتهى.
"القُصَّاص والمذكرون" (157 - 159).
والقصص والوعظ محمود وممدوح من حيث الأصل؛ وذلك أن الله تعالى يقول:
(فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ) الأعراف/176
وقال تعالى: (وَعِظْهُمْ وَقُل لَّهُمْ فِي أَنفُسِهِمْ قَوْلاً بَلِيغاً) النساء/63.
وقال تعالى: (وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ) الذاريات/55.
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يُذكِّرُ الناس ويعظهم، ويقص عليهم من أنباء الأمم السابقة ما فيه العبرة والموعظة.
فعن العرباض بن سارية رضي الله عنه قال:
(وَعَظَنَا رَسُولُ الَّلهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَوعِظَةً بَلِيغَةً، ذَرَفَت مِنهَا العُيونُ، وَوَجِلَت مِنهَا القُلوبُ). رواه الترمذي (2676) وقال: حسن صحيح وصححه الألباني في صحيح الترمذي.
وعن ابن عمر رضي الله عنه أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حدث الناس عن قصة الثلاثة نفر الذين انطبقت عليهم الصخرة في الغار، فسألوا الله بأعمالهم الصالحة أن يفرجها عنهم حتى انفرجت. رواه البخاري (2215) ومسلم (2743).
وهكذا كان الصحابة رضوان الله عليهم يذكرون الناس بالله تعالى، ويقرؤون عليهم القرآن والحديث، ويدعونهم إلى الاعتبار والادكار بأحوال الماضين.
فعن أبي وائل قال: (كَانَ عَبدُ اللهِ بنُ مَسعُودٍ يُذَكِّرُ النَّاسَ فِي كُلِّ خَمِيسٍ، فَقَالَ لَه رَجُلٌ: يَا أَبَا عَبدِ الرَّحمَن، لَوَدِدتُ أَنَّك ذَكَّرتَنَا كُلَّ يَومٍ، قَالَ: أَمَا إِنَّه يَمنَعُنِي مِن ذَلك أَنِّي أَكرَه أَن أُمِلَّكم، وَإِنِّي أَتَخَوَّلُكُم بِالمَوعِظَةِ كَمَا كَانَ النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيهِ وَسَلَّمَ يَتَخَوَّلُنَا بِهَا مَخَافَةَ السَّآمَةِ عَلَينَا). رواه البخاري (70) ومسلم (2821).
فمن سار على هدي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وأصحابه فوعظ الناس وذكرهم بالله تعالى على علم وبصيرة، ولم يَتَقَحَّم أبوابَ الكذب والرياء والمبالغة والجهل، فذلك لا سبيل إلى الإنكار عليه، بل هو مأجور مشكور.
قال الإمام أحمد: إذا كان القاص صدوقاً فلا أرى بمجالسته بأساً.
وسئل الأوزاعي عن القوم يجتمعون فيأمرون رجلا فيقص عليهم فقال: إذا كان ذلك يوما بعد الأيام فليس به بأس.
وروى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يعجبني أمر القصاص لأنهم يذكرون الميزان وعذاب القبر، قلت له: فترى الذهاب إليهم؟ قال: إي لعمري إذا كان صدوقا.
قال: وجاء رجل إلى الإمام أحمد فشكا له الوسوسة فقال: عليك بالقاص، ما أنفع مجالستهم.
ولكن لما دخل في باب الوعظ والقص والتذكير من يتقحم ما لا علم له به، فيكذب في الحديث أو يزيد وينقص، أو يظهر عليه حب الظهور والسمعة، أو يكون سيئ السيرة والعمل، لما كان ذلك: اضطر الأئمة من أهل العلم إلى التحذير من أمثال هؤلاء والتنفير منهم.
فعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه كان يخرج من المسجد ويقول: ما أخرجني إلا القصاص ولولاهم ما خرجت.
وعن أم الدرداء أنها بعثت إلى رجلين من الناس: قل لهما فليتقيا الله تعالى وتكون موعظتهما للناس لنفسهما.
وعن شعبة بن الحجاج أنه دنا منه شاب فسأل عن حديث فقال له: أقاص أنت؟ فقال: نعم، قال: اذهب فإنا لا نحدث القصاص، فقال له: لم؟ قال: يأخذون الحديث منا شبرا فيجعلونه ذراعا! أي أنهم يزيدون في الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/334)
وسئل سفيان الثوري: نستقبل القصاص بوجوهنا؟ فقال: ولوا البدع ظهوركم.
انظر الآثار السابقة في "الآداب الشرعية" (2/ 82 - 89).
وقال ابن الجوزي: "معظم البلاء في وضع الحديث إنما يجري من القصاص" انتهى.
"القصاص" (308)
فالحاصل: أن القص ليس مذموما لذاته، وإنما لما قد يختلط به من الكذب والمبالغة والجرأة على الدين.
يقول ابن الجوزي: " والقُصَّاصُ لا يُذَمون من حيث هذا الاسم، وإنما ذُم القُصَّاصُ لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القَصَصِ دون ذكر العلم المفيد، ثم غالبُهم يُخَلِّط فيما يورده، وربما اعتمد على ما أكثره محال " انتهى.
"تلبيس إبليس" (134).
وقال الإمام أحمد: " القصاص الذي يذكر الجنة والنار والتخويف وله نية وصدق الحديث، فأما هؤلاء الذين أحدثوا من وضع الأخبار والأحاديث فلا أراه " انتهى.
"الآداب الشرعية" (2/ 85).
وبذلك تعلم أن وصف الراوي بأنه من القُصَّاص لا يَلزم منه توثيقا له ولا تجريجا، فقد كان من القصاص الرواة الثقات، كما كان منهم الضعفاء، وهذه بعض الأمثلة:
سعيد بن حسان المخزومي: قاص أهل مكة، قال ابن معين وأبو داود والنسائي: ثقة.
"تهذيب التهذيب" (4/ 15).
عائذ الله بن عبد الله بن عمرو: قال مكحول: ما رأيت أعلم منه، وقال الزهري: كان قاص أهل الشام وقاضيهم. "تهذيب التهذيب" (5/ 74).
ثابت بن أسلم البناني: قال أحمد: ثابت يتثبت في الحديث، وكان يقص، وقتادة كان يقص. "تهذيب التهذيب" (2/ 3).
قال ابن الجوزي: وقد بلغنا عن حماد بن سلمة أنه قال: كنت أسمع أن القصاص لا يحفظون الحديث، فكنت أقلب الأحاديث على ثابت، أجعل أنسا لابن أبي ليلى، وأجعل ابن أبي ليلى لأنس، أشوشها عليه، فيجيء بها على الاستواء " انتهى. يعني: أنه اختبره فوجده حافظاً للحديث.
"القصاص" (260).
وممن كان يقص من الضعفاء:
أحمد بن عبد الله بن عياض المكي: له مناكير، قال أبو حاتم: كان يقص.
"ميزان الاعتدال" (1/ 248).
دراج أبو السمح: قال أحمد: أحاديثه مناكير ولَيَّنَه، وقال ابن يونس: كان يقص بمصر. "ميزان الاعتدال" (3/ 40).
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=73003&ln=ara&txt= اسم%20برة
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[15 - 10 - 07, 06:15 م]ـ
تقبل الله طاعتك يا أبا محمد
قال الخلال: حدثنا محمد بن أبي هارون، حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن هانئ، قال: حضرت العيد مع أحمد بن حنبل، فإذا بقاص يقول: على ابن أبي دواد اللعنة، وحشا الله قبره نارا.
فقال أبو عبد الله: ما أنفعهم للعامة
وكان طلبة العلم في نجد سابقا يعظون برسالة للشيخ محمد بن عبدالوهاب في التوحيد (تشابه الأصول الثلاثة لكنها مختصرة) أسمها تعليم العامة أمور الدين على ما أذكر.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 07:10 م]ـ
بارك الله في أخي الشيخ الفاضل المسيطير، وتقبل الله طاعتك.
أخي الحبيب أبا الحسن، عيدك مبارك، وعساك من عواده.
ـ[المسيطير]ــــــــ[16 - 10 - 07, 05:12 م]ـ
الشيخين الكريمين /
أبالحسن الأثري
علي الفضلي
جزاكما الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه، وأسأل الله تعالى أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال .... وأن يعفو عن الزلل والخلل والتقصير.
وكان طلبة العلم في نجد سابقا يعظون برسالة للشيخ محمد بن عبدالوهاب في التوحيد (تشابه الأصول الثلاثة لكنها مختصرة) أسمها تعليم العامة أمور الدين على ما أذكر.
لعلك تقصد:
(تعليم الصبيان التوحيد) للإمام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله رحمة واسعة وجمعنا وإياها ووالدينا ومن نحب في الفردوس الأعلى.
وهي على هذا الرابط:
http://saaid.net/book/open.php?cat=1&book=1560
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 01 - 08, 08:21 م]ـ
قال ابن الجوزي رحمه الله تعالى:
(كان جماعة من السلف يرون تخليط الوعاظ، فينهون عن الحضور عندهم، وهذا لا يحسن اليوم؛ لأن الناس في ذلك الزمن كانوا متشاغلين بالعلم، واليوم كثر الإعراض عن العلم، فأنفع ما للعامي مجلس الوعاظ، يرده عن ذنب، ويحركه إلى توبة) أ. هـ.
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[31 - 01 - 08, 07:22 ص]ـ
فإن أكثر المسلمين بعد أن غيّر الدعاة القصّاص فطرتهم – صاروا يقبلون عليهم وينفرون من الدّعوة على منهاج النبوة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/335)
فازداد عدد القصّاص ونقص عدد الواعظين
مما يذكّر بقول الله تعالى: {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْأِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقاً} (الجن:6) على الرّأيين في مرجع الضّمير في قوله: {فَزَادُوهُمْ}، فالجناية على الدّعوة ...
والجاني: القاصّ والمعجبون به معاً ...
وقد بدأ الانحراف من الواعظ إلى القصص مبكراً،ولكن فقهاء الصحابة رضي الله عنهم ومن تبع منهاجهم وقفوا له بالجهاد وبيّنوا ضلاله ونهوا عنه؛ تجد ذلك مفصّلاً في:
1) (كتاب القصّاص والمذكرين)، لابن الجوزي (ت 597) رحمه الله.
2) عدد من مؤلفات ابن تيمية (ت 728) رحمه الله، تصدّى للقصّاص فيها.
3) (كتاب الباعث على الخلاص من حوادث القصّاص) للحافظ العراقي (ت806) رحمه الله
4) (كتاب تحذير الخواص من أكاذيب القصّاص) للسيوطي (ت 911) رحمه الله.
وإليك طرفاً مما تضمّنته هذه المؤلفات تعريفاً بالقُصّاص وتحذيراً منهم ورداً إلى الله: قال محقق (تحذير الخواص):القصص في الاستعمال من مخاطبة العامة بالاعتماد على القصّة .. وقد أشار ابن الجوزي إلى هذا فقال (فالقاص هو الذي يُتبع القصة الماضية بالحكاية عنها والشرح لها)، فقلت: وشرٍّ منها الحكايات الجديدة والإشاعات، وأخبار وسائل الإعلام، والشعر والتمثيل والفكاهة.
وروى ابن ماجة بسند حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
(لم يكن القصص في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا زمن أبي بكر ولا زمن عمر)،
ورواه أحمد والطبراني عن السائب بن يزيد بنحوه،
وفي رواية عن ابن عمر: (إنما كان القصص حيث كانت الفتنة) وروى الطبراني بسند جيد عن عمرو بن دينار
أن تميماً الدّاريّ استأذن عمر في القصص فأبى أن يأذن له (مرتين)،
وفي الثالثة قال له (إن شئت) وأشار أنه الذبح.
وروى الطبراني عن خباب بن الأرت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن بني إسرائيل لمّا هلكوا قصّوا)).
قال الألباني – رحمه الله -:
قال في " النهاية ": (لما هلكوا قصوا): أي: اتكلوا على القول وتركوا العمل، فكان ذلك سبب هلاكهم، أو بالعكس: لما هلكوا بترك العمل أخلدوا إلى القصص.
وقال الألباني – معقِّباً -:
ومن الممكن أن يقال:
إن سبب هلاكهم اهتمام وعاظهم بالقصص والحكايات دون الفقه والعلم النافع
الذي يعرف الناس بدينهم، فيحملهم ذلك على العمل الصالح؛ لما فعلوا ذلك هلكوا.
" السلسلة الصحيحة " (4/ 246).
وروى الطبراني عن عمر بن زرارة قال: وقف علىّ عبد الله بن مسعود وأنا أقص فقال:
(يا عمرو، لقد ابتدعت بدعة ضلالة، أو أنك أهدى من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه)،
قال عمرو: فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد.
وأخرج عبد بن حميد في تفسيره عن قيس بن سعد قال:
جاء ابن عباس حتى قام على عبيد بن عمير وهو يقصّ، فقال له: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ} (مريم:41) {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ} (مريم:54) {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ} (مريم:56) ذكّر بأيام الله، واثن على من أثنى الله عليه).
وأخرج ابن أبي شيبة عن جرير بن حازم عن محمد بن سيرين قوله:
(القصص أمر محدث أحدثه هذا الخلق من الخوارج).
وأخرج أحمد في (الزهد) عن أبي المليح قال ذكر ميمون القُصّاص فقال:
(لا يخطئ القاصّ ثلاثاً: إما أن يسمن قوله بما يهزل دينه، وإما أن يُعجب بنفسه، وإما أن يأمر بما لا يفعل).
وقال ابن الحاج في (المدخل):
(مجلس العلم الذي يُذكر فيه الحلال والحرام واتّباع السلف رضي الله عنهم، لا مجالس القُصّاص فإن ذلك بدعة،
وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عن الجلوس إلى القُصّاص،
فقال: (ما أرى ان يجلس إليهم وإن القَصص لبدعة).
وروى عن يحيى بن يحيى (عالم الأندلس في عصره):
سمعت مالكاً يكره القَصص فقيل له:
يا أبا عبد الله فإن تكره مثل هذا فعلام كان يجتمع من مضى؟
قال: (على الفقه).
وفي تاريخ ابن جرير في حوادث سنة 279: نودي في بغداد:
ألاّ يقعد على الطريق ولا في المسجد الجامع
ينهى الناس عن الاجتماع إلى قاص ويُمنع القصاص من القعود) اهـ.
وختم الحافظ العراقي كتابه: (الباعث على الخلاص من حوادث القصاص) بقوله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/336)
(فيجب على ولاة أمور المسلمين منع هؤلاء من الكلام مع الناس).
وقال الامام أحمد:
أكذب الناس السؤّال والقصّاص وما أحوج الناس الى قاص صدوق.
" الآداب الشرعية " لابن مفلح الحنبلي (2/ 82)
وعن أبي قلابة عبد الله بن زيد قال:
(ما أمات العلم إلا القصاص، يجالس الرجلُ الرجلَ سنةً فلا يتعلق منه شيء، و يجلس إلى العالم فلا يقوم حتى يتعلق منه شيء).
" حلية الأولياء " (2/ 287).
قال ميمون بن مهران - رحمه الله -:
القاص ينتظر المقت من الله، والمستمع ينتظر الرحمة.
قال الألباني رحمه الله - تحت حديث رقم (4070) من " السلسلة الضعيفة " -:
رواه ابن المبارك في كتابه " الزهد " بسندٍ صحيحٍ.
وذكر الحافظ ابن الجوزي في أول (كتاب القصاص والمذكرين)
من أسباب كراهية السلف القصص:
(1) أنهم إذا رأوا ما لم يكن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنكروه.
(2) أن القصص لأخبار المتقدمين يندر صحته.
(3) أنه يشغل عما هو أهم من تدير القرآن ورواية الحديث والتفقه في الدين.
(4) أن في القرآن والسنة من العظة ما يغني عن غيره ممّا لا يُتيقن صحته.
(5) أن عموم القصاص لا يتحرون الصواب.
(6) اغترار العوام [وأشباههم من المثقفين والمفكرين والحركية] بما يسمعون من القصاص فلا ينكرون ما يقولون، ويخرجون من عندهم فيقولون: قال العالم فالعالم عند العوام من صعد المنبر.
(7) أن القصاص يأخذون الحديث شبراً [بلا تمحيص] فيجعلونه ذراعاً.
قال محقق (تحذير الخواص) – في مقدمته:
(يتمثل تأثير القصاص السيئ على العامة في أن حقيقة الإسلام قد شوهت في أذهانهم
فاعتقدوا البدعة سنة والسنة بدعة، وأصبحت الأكاذيب عندهم ممزوجة
بنصوص الدّين الثابتة ... فكان العوام ودعاة الابتداع أبداً معارضين لكل مصلح صادق من الدعاة والعلماء ...
وآثر فريق من العلماء المسالة فسكتوا خوفاً من القصاص وسلطانهم [على العامة]
وإيثاراً للعافية ... وترى القصاص رغبة في قبول السامعين لهم يسارعون في ابتغاء مرضاة العامة
أكثر من حرصهم على تقويمهم وتعليمهم
وأضحى القاص كالمغني [والممثل والمهرّج] لا همّ له إلا إطراب السامعين.
إن هؤلاء القصاص قوم مهمتهم الكلام وغايتهم أن يستحوذ على إعجاب السامعين).
والواقع أن دعاة القصص والشعر والفكاهة والتهريج والتّهييج
– وهم أشهر وأكثر الدعاة اليوم عفا الله عنا وعنهم –
حوّلوا الموعظة بل وخطبة الجمعة المفروضة إلى ما يشبه
برامج
(ما يطلبه المستمعون)
في الإذاعات العربية لرغبة الأغلبية
في الهزل ورغبتهم عن الجد فقدم القصاص لعامة الناس ما يرضيهم
- لا ما ينفعهم مما شُرعت الموعظة لتحقيقه في مقابل شهرتهم و إذاعة صيتهم
والإقبال على مجالسهم،
مما يذكّر بقول الله تعالى عن الضالين والمضلين من الإنس والجن:
{رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ} (الأنعام:128) جنبنا الله وإياهم مصيرهم،
وردنا وردهم إلى منهاج النبوة في الدين والدعوة – رداً جميلاً.
كتبه:
سعد الحصين.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[31 - 01 - 08, 10:17 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك وأسكنك فسيح جناته.
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[31 - 01 - 08, 01:28 م]ـ
وسئل الشيخ صالح الفوزان حفظه الله:
س12: لقد ذكر السلف القصاص وذموهم, فما هي طريقتهم, وماموقفنا تجاههم؟
الجواب: حذر السلف رحمهم الله من القصاص لأنهم في الغالب لا يتوخون في كلامهم مايؤثر على الناس من القصص وإلا التي لم تصح, ولايعتمدون على الدليل الصحيح, ولا يعنون في تعليم الناس أحكام دينهم وأمور عقيدتهم, لأنهم ليس عندهم فقه ...... )
كتاب (الأجوبة المفيدة عن أسئلة المناهج الجديدة ص224)
ـ[عبد الله آل صالح]ــــــــ[05 - 02 - 08, 03:21 م]ـ
وكيف تفعل ب 100 قصة في كتاب الله أو أكثر
وقد قال الله تعالى {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}
وكيف تجيب عن القصص التي كان يقصها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن بني إسرائيل وغيرهم
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[05 - 02 - 08, 10:01 م]ـ
وعن أبي قلابة عبد الله بن زيد قال
:
(ما أمات العلم إلا القصاص،
يجالس الرجلُ الرجلَ سنةً فلا يتعلق منه شيء،
و يجلس إلى العالم فلا يقوم حتى يتعلق منه شيء).
" حلية الأولياء " (2/ 287).
ـ[ابو سجا]ــــــــ[05 - 02 - 08, 11:52 م]ـ
[ quote= عبد الله آل صالح;753231] وكيف تفعل ب 100 قصة في كتاب الله أو أكثر
وقد قال الله تعالى {فاقصص القصص لعلهم يتفكرون}
لقد سبق ونبه على ذلك اخونا المسيطير
ثم قال:فالحاصل: أن القص ليس مذموما لذاته، وإنما لما قد يختلط به من الكذب والمبالغة والجرأة على الدين.
بالنسبة للتوقيع
قال ابن رجب رحمه الله:"خاتمة السوء تكون بسبب دسيسة باطنة للعبد لايطلع عليها الناس".
وقال بعضهم: (ذنوب الخلوات تؤدي الى الانتكاسات، وطاعة الخلوات طريق للثبات حتى الممات).
هذه المقولة لابن القيم والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/337)
ـ[ولد محمد]ــــــــ[07 - 02 - 08, 12:10 ص]ـ
الأخ ابوفيصل44
لكن ماذا تفعل بهذه النقول التي ذكرت في الفتوى؟!!:
قال الإمام أحمد: إذا كان القاص صدوقاً فلا أرى بمجالسته بأساً.
وسئل الأوزاعي عن القوم يجتمعون فيأمرون رجلا فيقص عليهم فقال: إذا كان ذلك يوما بعد الأيام فليس به بأس.
وروى الخلال عن أبي بكر المروذي قال: سمعت أحمد بن حنبل يقول: يعجبني أمر القصاص لأنهم يذكرون الميزان وعذاب القبر، قلت له: فترى الذهاب إليهم؟ قال: إي لعمري إذا كان صدوقا.
قال: وجاء رجل إلى الإمام أحمد فشكا له الوسوسة فقال: عليك بالقاص، ما أنفع مجالستهم.
يقول ابن الجوزي: " والقُصَّاصُ لا يُذَمون من حيث هذا الاسم، وإنما ذُم القُصَّاصُ لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القَصَصِ دون ذكر العلم المفيد، ثم غالبُهم يُخَلِّط فيما يورده، وربما اعتمد على ما أكثره محال " انتهى.
"تلبيس إبليس" (134).
وقال الإمام أحمد: " القصاص الذي يذكر الجنة والنار والتخويف وله نية وصدق الحديث، فأما هؤلاء الذين أحدثوا من وضع الأخبار والأحاديث فلا أراه " انتهى.
"الآداب الشرعية" (2/ 85).
ـ[ابو عبدالرحمن الطائفي]ــــــــ[07 - 02 - 08, 02:04 م]ـ
الحمد لله ..
اخي ولد محمد ..
لا أرى تعارضا بين ماذكره المسيطير في الفتوى وما ذكره ابو فيصل وفقهما الله ..
فكما أورد الأخ المسيطير هذا النقل:
يقول ابن الجوزي: " والقُصَّاصُ لا يُذَمون من حيث هذا الاسم، وإنما ذُم القُصَّاصُ لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القَصَصِ دون ذكر العلم المفيد، ثم غالبُهم يُخَلِّط فيما يورده، وربما اعتمد على ما أكثره محال " انتهى.
أورد الأخ ابو فيصل هذا النقل:
وعن أبي قلابة عبد الله بن زيد قال
:
(ما أمات العلم إلا القصاص،
يجالس الرجلُ الرجلَ سنةً فلا يتعلق منه شيء،
و يجلس إلى العالم فلا يقوم حتى يتعلق منه شيء).
" حلية الأولياء " (2/ 287).
فكلاهما متفق -فيما أظن- على أن أصل التحديث بالقصص جائز بل قد يكون مشروعا. كما أنهما متفقان على أن من القصاصين من اتصف بالكذب أو عدم ذكر العلم المفيد فهذا هو المقصود في كلام السلف ممن ينكرِ على القصاصين.
ففرق بين أصل الحكم الشرعي وبين واقع الحال.
وقد رأيت-فيما أظن- أن تلخيص المحاذير التي في القصاص هي كالتالي:
1 - الكذب، قال الإمام أحمد: إذا كان القاص صدوقاً فلا أرى بمجالسته بأساً.
2 - الزيادة في الحديث والتهويل والمبالغة، عن شعبة بن الحجاج أنه دنا منه شاب فسأل عن حديث فقال له: أقاص أنت؟ فقال: نعم، قال: اذهب فإنا لا نحدث القصاص، فقال له: لم؟ قال: يأخذون الحديث منا شبرا فيجعلونه ذراعا! أي أنهم يزيدون في الحديث.
3 - الإكثار منه والمداومة عليه، وسئل الأوزاعي عن القوم يجتمعون فيأمرون رجلا فيقص عليهم فقال: إذا كان ذلك يوما بعد الأيام فليس به بأس.
4 - عدم ذكر العلم المفيد، يقول ابن الجوزي: " والقُصَّاصُ لا يُذَمون من حيث هذا الاسم، وإنما ذُم القُصَّاصُ لأن الغالب منهم الاتساع بذكر القَصَصِ دون ذكر العلم المفيد ... ".
فإذا خلا القاص من هذا المحاذير ففعله -ان قصد به وجه الله-مشروع وهو مأجور عليه.
الإخوة طلبة العلم هل توافقونني فيما ذهبت إليه؟
جزاكم الله خيرا ..
ـ[سليمان إبراهيم الأسعدي]ــــــــ[08 - 02 - 08, 08:51 م]ـ
بارك الله في الشيخ سامي المسيطير وبنقله المبارك كعادته
نفع الله به وجميع الأخوة ..
ـ[ولد محمد]ــــــــ[19 - 02 - 08, 04:52 م]ـ
فكلاهما متفق -فيما أظن- على أن أصل التحديث بالقصص جائز بل قد يكون مشروعا. كما أنهما متفقان على أن من القصاصين من اتصف بالكذب أو عدم ذكر العلم المفيد فهذا هو المقصود في كلام السلف ممن ينكرِ على القصاصين.
جزاك الله خيرا أخي (ابو عبدالرحمن الطائفي)
لكن الذي دفعني لكتابة ما كتبت أنني لم أجد فيما نقله الأخ ابوفيصل44 ما يدل على أن من التحديث بالقصص ما هو جائز.
أخي الكريم الذي أريد قوله:
إن وجد من يحدث الناس في هذا الزمان بالقصص المكذوبة والغرائب والصد عن العلم النافع فلا يعني أن كل من ألقى محاضرة أو عنون لمحاضرته بقصص كذا وكذا أنه صار من القصاص المذمومين في كلام السلف.
وقول القائل: ((إن أشهر وأكثر الدعاة اليوم هم دعاة قصص وشعر وفكاهة وتهريج وتهييج)) هذا حكم يحتاج إلى تتبع واستقراء حتى يخرج الحاكم بهذا الحكم الجازم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[10 - 10 - 09, 11:54 م]ـ
الإخوة الأكارم /
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
وقال بعضهم: (ذنوب الخلوات تؤدي الى الانتكاسات، وطاعة الخلوات طريق للثبات حتى الممات).
هذه المقولة لابن القيم والله اعلم
قال الشيخ محمد المنجد وفقه الله تعالى في محاضرة له عن رسائل الجوال:
(ما رأيت مثل هذه العبارة في انتشارها في رسائل الجوال .... فانظر إلى من استلّها من كلام ابن القيم رحمه الله، ثم نشرها .... كم له من الأجر). انتهى بمعناه.
وقد بحثت عنها كثيرا، ولم أظفر بقائلها، فلعلها - كما قال الشيخ - مستّلة من كلام ابن القيم رحمه الله ... بمعناها لا بنصها.
وهذا الرابط قد يفيد:
في أي كتاب أجد (ذنوب الخلوات تؤدي إلى الانتكاسات) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111220)
أين أجد عبارة ابن القيم؟ أجمع العارفون على أن ذنوب الخلوات هي أصل الانتكاسات ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=27719)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/338)
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[11 - 10 - 09, 04:19 م]ـ
وَحَدِّثُوا عَنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا حَرَجَ وَمَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ >> رواه البخاري.
قال المناوي في فيض القدير:
وحدثوا عن بني إسرائيل) بما بلغكم عنهم مما وقع لهم من الأعاجيب وإن استحال مثلها في هذه الأمة كنزول النار من السماء لأكل القربان ولو كان بلا سند لتعذر الاتصال في التحديث عنهم لبعد الزمان بخلاف الأحكام المحمدية (ولا حرج) لا ضيق عليكم في التحديث به إلا أن يعلم أنه كذب
وقال ابن عثمين رحمه الله:
قال في حديث عبد الله بن عمرو: حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج بنو إسرائيل اليهود والنصارى إذا قالوا قولا فحدث عنهم ولا حرج عليك بشرط أن لا تعلم أنه مخالف للشريعة لأن بني إسرائيل عندهم كذب يحرفون الكلم عن مواضعه ويكذبون فإذا أخبروك بخير فلا بأس أن تحدث به بشرط أن لا يكون مخالفا لما جاء في شريعة الرسول صلى الله عليه وسلم فإن كان مخالفا له فإنه لا يجوز أن يحدث إلا إذا حدث به ليبين أنه باطل فلا حرج والله أعلم.
فلو جاء شخص وبدأ يحدث عن بني إسرائيل مع أنه لا يعرف لها زمام ولا خطام هل يذم على فعله .. لا والحديث واضح ..
فهل نقول أن الوارد في ذمم القصاصين محمول على الذين يكذبون على الناس كذبا يخالف الشريعة ..
فإن كان لا يخالف وإنما قصة مكذوبة ملفقة فاللوم على القاص فقط الذي كذب أو المستمع الذي يعلم يقينا بلا ريب أنها كذب، ولا لوم على المستمعين له لأنها لا تخالف الشريعة .. ولا سبيل لهم لمعرفة إسناد القصة ..
ما رأيكم حفظكم الله
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[11 - 10 - 09, 11:35 م]ـ
وروى ابن ماجة بسند حسن عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
(لم يكن القصص في زمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا زمن أبي بكر ولا زمن عمر)،
ورواه أحمد والطبراني عن السائب بن يزيد بنحوه،
وفي رواية عن ابن عمر: (إنما كان القصص حيث كانت الفتنة) وروى الطبراني بسند جيد عن عمرو بن دينار
أن تميماً الدّاريّ استأذن عمر في القصص فأبى أن يأذن له (مرتين)،
وفي الثالثة قال له (إن شئت) وأشار أنه الذبح.
وروى الطبراني عن خباب بن الأرت رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
((إن بني إسرائيل لمّا هلكوا قصّوا)) ........
.... وروى الطبراني عن عمر بن زرارة قال: وقف علىّ عبد الله بن مسعود وأنا أقص فقال:
(يا عمرو، لقد ابتدعت بدعة ضلالة، أو أنك أهدى من محمد صلى الله عليه وسلم وأصحابه)،
قال عمرو: فلقد رأيتهم تفرقوا عني حتى رأيت مكاني ما فيه أحد.
وأخرج عبد بن حميد في تفسيره عن قيس بن سعد قال:
جاء ابن عباس حتى قام على عبيد بن عمير وهو يقصّ، فقال له: {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِبْرَاهِيمَ} (مريم:41) {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِسْمَاعِيلَ} (مريم:54) {وَاذْكُرْ فِي الْكِتَابِ إِدْرِيسَ} (مريم:56) ذكّر بأيام الله، واثن على من أثنى الله عليه).
وأخرج ابن أبي شيبة عن جرير بن حازم عن محمد بن سيرين قوله:
(القصص أمر محدث أحدثه هذا الخلق من الخوارج).
وأخرج أحمد في (الزهد) عن أبي المليح قال ذكر ميمون القُصّاص فقال:
(لا يخطئ القاصّ ثلاثاً: إما أن يسمن قوله بما يهزل دينه، وإما أن يُعجب بنفسه، وإما أن يأمر بما لا يفعل).
وقال ابن الحاج في (المدخل):
(مجلس العلم الذي يُذكر فيه الحلال والحرام واتّباع السلف رضي الله عنهم، لا مجالس القُصّاص فإن ذلك بدعة،
وقد سئل مالك رحمه الله تعالى عن الجلوس إلى القُصّاص،
فقال: (ما أرى ان يجلس إليهم وإن القَصص لبدعة).
وروى عن يحيى بن يحيى (عالم الأندلس في عصره):
سمعت مالكاً يكره القَصص فقيل له:
يا أبا عبد الله فإن تكره مثل هذا فعلام كان يجتمع من مضى؟
قال: (على الفقه).
وفي تاريخ ابن جرير في حوادث سنة 279: نودي في بغداد:
ألاّ يقعد على الطريق ولا في المسجد الجامع
ينهى الناس عن الاجتماع إلى قاص ويُمنع القصاص من القعود) اهـ.
وختم الحافظ العراقي كتابه: (الباعث على الخلاص من حوادث القصاص) بقوله:
(فيجب على ولاة أمور المسلمين منع هؤلاء من الكلام مع الناس).
وقال الامام أحمد:
أكذب الناس السؤّال والقصّاص وما أحوج الناس الى قاص صدوق.
" الآداب الشرعية " لابن مفلح الحنبلي (2/ 82) وعن أبي قلابة عبد الله بن زيد قال:
(ما أمات العلم إلا القصاص، يجالس الرجلُ الرجلَ سنةً فلا يتعلق منه شيء، و يجلس إلى العالم فلا يقوم حتى يتعلق منه شيء).
" حلية الأولياء " (2/ 287).
قال ميمون بن مهران - رحمه الله -:
القاص ينتظر المقت من الله، والمستمع ينتظر الرحمة ......
.... وردنا وردهم إلى منهاج النبوة في الدين والدعوة – رداً جميلاً.
كتبه:
سعد الحصين.
أخرج المروزي عن سالم، أن ابن عمر كان يُُلفي خارجًا من المسجد، فيقول:
ما أخرجني إلا صوت قاصِّكم هذا. اهـ.
تحذير الخواص، من أكاذيب القصاص 1/ 195.
وجاء رجل قاصُّ، وجلس في مجلس ابن عمر، فقال له:
قم من مجلسنا!
فأبى أن يقوم، فأرسل ابن عمر إلى صاحب الشرط:
أقم القاصَّ!
فبعث إليه فأقامه. اهـ.
مصنف ابن أبي شيبه – 26195.
وقال الإمام أحمد بن حنبل:
أكذب الناس القصَّاص والسؤَّال. اهـ.
الآداب الشرعية والمنح المرعية 2/ 83.
وقيل له:
لو رأيت قاصًّا صدوقًا أكنت مجالسهم؟
قال: لا. اهـ.
تحذير الخواص، من أكاذيب القصاص 1/ 215.
وقال أبو الوليد الطيالسي:
كنت مع شعبة، فدنا منه شابٌ، فسأل عن حديث، فقال له:
أقاصٌّ أنت؟
قال: وكان شعبة سيء الفراسة، فلاأدري كيف أصاب يومئذ،
فقال الشاب: نعم.
قال: اذهب! فإنا لا نحدث القصَّاص!
فقلت له: لم يا أبا بسطام؟ قال:
يأخذون الحديث منا شبرًا، فيجعلونه ذراعًا. اهـ.
الجامع، لأخلاق الراوي 2/ 164 رقم 1500.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/339)
ـ[محمود المغناوي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 05:14 م]ـ
هذا مقال للشيخ سالم الطويل
ذم القصاصين
كتب: سالم بن سعد الطويل
القصاص هو الذي يسرد القصص ويكثر منها فتراه يسرد قصة تلو قصة معرضا عن القرآن الكريم والسنة النبوية وغافلا عن قوله تعالى: «فذكر بالقرآن من يخاف وعيد» سورة «ق» (45) وقوله تعالى: «فلا تطع الكافرين وجاهدهم به جهادا كبيرا» سورة الفرقان (52) أي جاهدهم بالقرآن.
وقوله تعالى: «اتل ما أوحي إليك من الكتاب» سورة العنكبوت (45) وقوله تعالى: «إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين. وأن أتلو القرآن فمن اهتدى فإنما يهتدي لنفسه ومن ضل فقل إنما أنا من المنذرين» سورة النمل (91ـ90).
أخي القارئ اعلم رحمني الله وإياك ان الإكثار من القصص أمر محدث ما أنز الله به من سلطان!!
أخرج ابن أبي شيبة والمروزي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: «لم يقص - بضم الياء وفتح القاف - على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ولا عهد أبي بكر ولا عهد عمر ولا عهد عثمان إنما كان القصص حيث كانت الفتنة) موارد الظمان صفحة (58) وذكره السيوطي في تحذير الخواص صفحة (245).
عزيزي القارئ ما الذي يجعل هؤلاء القصاص يستبدلون الذي ادنى بالذي هو خير؟
فأقول: لا شك ان الدوافع كثيرة من أهمها:
1 - عجزهم شبه التام عن الاستدلال بآيات القرآن والاحاديث الصحيحة فتراهم اما لا يحفظونها او لا يعرفون كيف يستدلون بها!!
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن مثل هؤلاء: «اعيتهم الاحاديث أن يحفظوها .... » شرح الالكائي لأصول السنة (139/ 1) والدارمي (47/ 1).
فالقرآن عظيم وثقيل قال تعالى: «إنا سنلقي عليك قولاً ثقيلاً» سورة المزمل (5) فهؤلاء القصاص لا يستطيعونه اذ لابد من حفظه وتلاوته تلاوة صحيحة مع الاستدلال به استدلالاً مستقيماً وليس كذلك القصص فلو قدم فيها اواخر او اضاف او حذف او حرف فيها وكذب فمن ذا الذي سيحاسبه على ذلك؟!
2 - رغبة القصاص في الشهرة وصرف وجوه الناس إليه!!
قال تميم الدارمي لعمر بن الخطاب رضي الله عنهما: «دعنى ادع الله وأقص واذكر الناس. فقال عمر: لا. فأعاد عليه فقال: أنت تريد أن تقول ان تميم الدارمي فاعرفوني!! ذكره الطرطوخي ص (109) قال ابوالفضل العراقي، فانظر توقف عمر في اذنه في حق رجل من الصحابة يعني تميماً الدارمي الذين كل واحد منهم عدل مؤتمن واين مثل تميم في التابعين ومن بعدهم؟ ا. هـ
تحذير الخواص ص223
3 - نزولاً من القصاصين عند رغبة العوام والجمهور اذ النفوس الضعيفة تحب القصص والحكايات بينما يستثقلون المواعظ والزواجر ومعرفة الاوامر والنواهي والحلال والحرام فلما كان القصاص يعجبهم كثيراً تجميع الناس وكثرة المستمعين وجدوا من المناسب الاكثار من القصص وذكر الغرائب!!
اخرج الامام احمد في الزهد عن ابي المليح قال: ذكر ميمون القصاص فقال: «لا يخطئ القاص ثلاثاً: إما ان يسمن قوله بما يهزل دينه واما ان يعجب بنفسه واما ان يأمر بما لا يفعل «ذكره السيوطي في تحذير الخواص ص (252ـ251).
4 - ومن اكبر اسباب ظهور القصاص تزيين الشيطان لهذا الأسلوب فتجدهم ينقلون كل ما هو غريب ولو كان باطلاً من اجل الاثارة فلا يتورعون عن الكذب بل هم من اكذب الناس!!
ذكر السيوطي في كتابه تحذير الخواص من اكاذيب القصاص ص265 قال: قال الامام احمد بن حنبل رحمه الله تعالى: «اكذب الناس القصاص والسؤال» - بضم السين وفتح الهمزة مشددة - أي الذين يسألون الناس اموالهم فيخترعون القصص ليتصدقوا عليهم.
اما مفاسد القصاصين فكثيرة منها:
(1) انهم بقصصهم وحكاياتهم يصدون الناس عن الكتاب والسنة تلاوة وتفقها واتعاظا واهتداء.
(2) تعويد عامة الناس على الكذب وعدم التثبت والمبالغات والخيالات الزائفة.
(3) يصرفون وجوه الناس اليهم دون العلماء العاملين والهداة المهتدين فتجد العامة يجلسون للقصاصين ويزهدون بالائمة الاعلام.
(4) اغترار كثير من الناس بالقصاصين فيظن انهم من اهل العلم والفقه والفتوى فيسألهم ويستفتيهم فربما افتوا بغير علم فضلوا واضلوا.
(5) روايتهم للاحاديث الموضوعة والباطلة والضعيفة وهذا من الكبائر لو كانوا يعقلون.
(6) يصرفون الناس عن قصص القرآن والتي هي احسن القصص قال تعالى «نحن نقص عليك احسن القصص بما اوحينا اليك هذا القرآن» سورة يوسف (3).
ـ7 ومن اكبر المفاسد روايتهم لقصص الانبياء فيكيلون فيها كيل بعير من الزيادات والاضافات حتى يصفوهم بما لا يليق بهم صلوات الله وسلامه عليهم اجمعين.
ـ8 روايتهم للفتن التي جرت بين الصحابة رضي الله عنهم والنيل منهم وتنقصهم مع ان الواجب الامساك عما جرى بين الصحابة.
والخلاصة:
ان القصاصين قد اساءوا الى الاسلام وخطرهم كبير على المسلمين والواجب علينا التمسك بالكتاب والسنة وصرف الناس الى علماء الهدى والعلم النافع ونحذر من القصاص ونحذر منهم.
والله اسأل ان يوفق المسلمين لما فيه خيرهم وصلاحهم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/340)
ـ[أبو عبد البر طارق دامي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 05:21 م]ـ
السلام عليكم ورحمة اللهو بركاته
قال ابن الجوزي في التلبيس:
وقد ذكرنا آفاتهم في كتاب القصاص المذكرين إلا أنا نذكر هنا جملة فمن ذلك أن قوما منهم كانوا يضعون أحاديث الترغيب والترهيب ولبس عليهم إبليس بأننا نقصد حث الناس على الخير وكفهم عن الشر وهذا افتيات منهم على الشريعة لأنها عندهم على هذا الفعل ناقصة تحتاج إلى تتمة ثم نسوا قوله «صلى الله عليه وسلم» من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار ومن ذلك أنهم تلمحوا ما يزعج النفوس ويطرب القلوب فنوعوا فيه الكلام فتراهم ينشدون الأشعار الرائقة الغزلية في العشق
ولبس عليهم إبليس بأننا نقصد الإثارة إلى محبة الله عز وجل ومعلوم أن عامة من يحضرهم العوام الذين بواطنهم مشحونة بحب الهوى فيضل القاص ويضل ومن ذلك من يظهر من التواجد والتخاشع زيادة على ما في قلبه وكثرة الجمع توجب زيادة تعمل فتسمح النفس بفضل بكاء وخشوع فمن كان منهم كاذبا فقد خسر الآخرة ومن كان صادقا لم يسلم صدقه من رياء يخالطه
ومنهم من يتحرك الحركات التي يوقع بها على قراءة الألحان والألحان التي قد أخرجوها اليوم مشابهة للغناء فهي إلى التحريم أقرب منها إلى الكراهة والقارىء يطرب والقاص ينشد الغزل مع تصفيق بيديه وإيقاع برجليه فتشبه السكر ويوجب ذلك تحريك الطباع وتهييج النفوس وصياح الرجال والنساء وتمزيق الثياب لما في النفوس من دفائن الهوى ثم يخرجون فيقولون كان المجلس طيبا ويشيرون بالطيبة إلى ما لا يجوز
ومنهم من يجري في مثل تلك الحالة التي شرحناها لكنه ينشد أشعار النوح على الموتى ويصف ما يجري لهم من البلاء ويذكر الغربة ومن مات غريبا فيبكي بها النساء ويصير المكان كالمأتم وإنما ينبغي أن يذكر الصبر على فقد الأحباب لا ما يوجب الجزع
ومنهم من يتكلم في دقائق الزهد ومحبة الحق سبحانه فليس عليه إبليس إنك من جملة الموصوفين بذلك لأنك لم تقدر على الوصف حتى عرفت ما تصف وسلكت الطريق وكشف هذا التلبيس أن الوصف علم والسلوك غير العلم
ومنهم من يتكلم بالطامات والشطح الخارج عن الشرع ويستشهد بأشعار العشق وغرضه أن يكثر في مجلسه الصياح ولو على كلام فاسد
وكم منهم من يزوق عبارة لا معنى تحتها وأكثر كلامهم اليوم في موسى والجبل وزليخا ويوسف ولا يكادون يذكرون الفرائض ولا ينهون عن ذنب فمتى يرجع صاحب الزنا ومستعمل الربا وتعرف المرأة حق زوجها وتحفظ صلاتها هيهات هؤلاء تركوا الشرع وراء ظهورهم ولهذا نفقت سلعهم لأن الحق ثقيل والباطل خفيف
ومنهم من يحث على الزهد وقيام الليل ولا يبين للعامة المقصود فربما تاب الرجل منهم وانقطع إلى زاوية أو خرج إلى جبل فبقيت عائلته لا شيء لهم
ومنهم من يتكلم في الرجاء والطمع من غير أن يمزج ذلك بما يوجب الخوف والحذر فيزيد الناس جرأة على المعاصي ثم يقوي ما ذكر بميله إلى الدنيا من المراكب الفاهرة والملابس الفاخرة فيفسد القلوب بقوله وفعله
ـ[غالب الصميل]ــــــــ[02 - 11 - 10, 09:40 ص]ـ
من البرامج الماتعة برنامج (القصص الحق) الذي يذاع في إذاعة القرآن الكريم , وهو من تقديم الشيخ: خالد بن عبدالله الشايع, ويتحدث فيه عن قصص الأنبياء و تكذيب قومهم لهم , وماأنزل الله عليهم من العذاب ,مع مافيه من الفوائد الحديثية, ونقد بعض القصص, ويذاع في صباح الثلاثاء الساعة السادسة والربع تقريبا.
ـــــــــــــــــــــــ
قال بعض أئمة الحديث:الذي يطلق عليه اسم المحدث في عرف المحدثين أن يكون كتب وقرأ وسمع ووعى , ورحل إلى المدائن والقرى , وحصّل أصولاً, وعلّق فروعاً من كتب المسانيد والعلل والتواريخ التي تقرب من ألف تصنيف ,فإذا كان كذلك, فلا ينكر له ذلك , وأما إن كان على رأسه طيلسان, وفي رجليه نعلان , وصحب أميرا من أمراء الزمان , أو من تحلى بلؤلؤ ومرجان , أو بثياب ذات ألوان , فحصل تدريس حديث بالإفك والبهتان ,وجعل نفسه ملعبة للصبيان , لايفهم مايقرأ عليه من جزء ولا ديوان , فهذا لا يطلق عليه اسم محدث؛ بل ولا إنسان , وإنه مع الجهالة آكل حرام ,فإن استحله خرج من دين الإسلام. فتح المغيث (1/ 81).(84/341)
ما حكم إعطاء جامع التبرعات نسبة من المال المجموع؟
ـ[عبدالعليم]ــــــــ[15 - 10 - 07, 08:01 م]ـ
جمعية خيرية تقوم بجمع التبرعات لدعم نشاطها وتتفق مع بعض الإخوة للقيام بجمع التبرعات وتعطي كل جامع نسبة مقدره مثلاً 5% من المال المجموع من قبله.
علما أن المتبرع ليس عنده علم بأن الجامع يأخذ نسبة على جمعه.
فهل هذا الفعل جائز شرعاً؟
ـ[عبدالعليم]ــــــــ[16 - 10 - 07, 01:54 م]ـ
فهل هذا الفعل جائز شرعاً؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[16 - 10 - 07, 06:24 م]ـ
الذي يبدو هو أن هذا الفعل مقابل أمر من اثنين:
الأول: وقت ينفقه في سبيل مع التبرعات، كان من الممكن استغلاله لجلب مزيد من المال له وذويه أو انتفاعه بهذا الوقت بوجه من أوجه الانتفاع، فأخذ هذا المال مقابل هذا، وذلك - قد - يكون من وجهة نظر القائمين على العمل.
الثاني: جهد يبذله وقت راحته يحتاج إلى تعويض، ويرى القائمون على هذا العمل أنهم لن يتمكنوا من جمع هذه التبرعات إلا من خلال أشخاص بمقابل معين.
أو قد يرى القائمون على العمل أن هذا الشخص - بالذات - محتاج فيعطونه على سبيل الاستحقاق وليس على سبيل ما سبق ذكره، ولكنهم يتحرجون من إعطائه بدون سبب، فيختلقون سببا لإعطائه.
هذا ما عندي، ولإخواني التعقيب
ـ[الاعتصام]ــــــــ[16 - 10 - 07, 09:02 م]ـ
أعرف شخصاً يقوم بتنفيذ مشاريع خيرية كبناء المساجد ونحوها (خارج البلد الذي هو فيه) يأخذ من قيمة التبرع 25% لقاء الخدمات الادارية والجهود الشخصية ولأنه يتحمل قيمة المشروع في حال فشله او عدم اتمامه.فهل أخذه لهذه النسبة جائز؟ وما هو التكييف الفقهي لتخريجها؟
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[16 - 10 - 07, 09:24 م]ـ
هذه المسألة من المسائل الشائكة جدا، يتم الرد عليها من الأفاضل إذا تم تحرير هذه الأسئلة:
1 - هل هو وكيل عن الجهة الإدارية التي أرسلته، أم هو موظف لديها؟
2 - كيف يكون متحملا قيمة المشروع حال الفشل، والمشروع مسجد؟
3 - هل هو يرضى بهذه النسبة حال كونها ضئيلة (30 ريال مثلا) كما يرضى بكونها كبيرة (آلاف الريالات مثلا)؟
فإذا تم تحرير هذه الأسئلة، قد يتيسر لبعض المجتهدين هنا - ولستُ منهم - الإجابة.
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه
ـ[الاعتصام]ــــــــ[17 - 10 - 07, 04:06 م]ـ
انا اجيب عن السؤال الثاني لانه متعلق بسؤالي
احياناً يقام المسجد في مكان ثم تحصل بعض المعوقات والمشكلات التي تحول دون اتمامه وقد انفق من المبلغ المتبرع به الشيء الكثير.فيقوم صاحبنا بنقل المشروع الى مكان آخر ويكمل المبلغ من حسابه الخاص.
وهناك سؤال آخر ان المبالغ المتبرع بها قد تستثمر في عمليات تجارية سريعة فما حكم الربح؟ علماً بأن المستأمن عليها يوفي المبلغ في حال الخسارة من ماله الخاص وهو يأخذ الارباح لنفسه.
ـ[يحيى صالح]ــــــــ[17 - 10 - 07, 06:32 م]ـ
أرجوك رجاءً حارًا أن تطرح سؤالك بكل متعلقاته وتفاصيله على الشيخ / ياسر برهامي على موقعه (صوت السلف)، وذلك بدلا من وقوع تخبطات اجتهادية من بعض إخوانك ممن يشبهني ويحاول الإجابة فيما لا يحسنه.
و جزاكم الله خيرا
ـ[الاعتصام]ــــــــ[19 - 10 - 07, 01:34 ص]ـ
للرفع لعل احدا يتصدق علينا ان الله يجزي المتصدقين(84/342)
شبهات حول صلاة التهجد وصيام الست على صفحات الجرائد
ـ[الاعتصام]ــــــــ[15 - 10 - 07, 09:14 م]ـ
صلاة التهجد ابتدعها الشيخ الخليفي وصيام الست من شوال أقرب الى البدعة منه الى السنة!!!!
هكذا ورد في مقال للكاتب جميل يحيى خياط في جريدة الوطن في عددها الصادر يوم 28/ 9/1428هـ،وأخذ الناس يتداولونه بين مصدق ومتردد متشكك وبين مكذب لهذه الشبهات والافتراءات ..
وقد رد عليه جمع من أهل العلم أحببت أن أنقل بعض هذه الردود للأهمية وقوف طلبة العلم عليها،لاسيما وقد اصبح بعض العامة يرددها في المجالس ..
......
####رد على من قال ببدعية صيام ست من شوال وصلاة التهجد
د. نايف بن أحمد الحمد
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده وبعد فقد اطلعت على المقالة التي كتبها جميل يحيى خياط في جريد الوطن عدد (2567) في 28/ 9/1428هـ المتضمنة إفتاءه ببدعية صلاة التهجد في رمضان وأن الذي ابتدعها الشيخ عبد الله الخليفي رحمه الله تعالى وأنه لا أصل لها في الشرع وكذا قوله أن صيام الست من شوال أقرب إلى البدعة منها إلى السنة فأقول مستعينا بالله:
أولا: أما صلاة التهجد جماعة في رمضان فلا شك في مشروعيتها فعن عائشةَ رضيَ الله عنها أنَّ رسولَ الله صلى الله عليه وسلّم خَرَجَ ليلةً مِن جَوفِ الليلِ فصلَّى في المسجدِ، وصلَّى رجال بصلاتهِ، فأصْبحَ الناسُ فتَحدَّثوا، فاجتمع أكثر منهم، فصلَّى فصلّوا معَهُ، فأصْبحَ الناسُ فتَحدثوا فكثُرَ أهلُ المسجدِ منَ الليلةِ الثالثةِ، فخرَجَ رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم فصُلِّيَ بصلاتهِ، فلمّا كانتِ الليلةُ الرابعةُ عَجَزَ المسجدُ عن أهلهِ حتى خَرَجَ لصلاةِ الصبح، فلمّا قضَىَ الفجر أقبلَ على الناس فتشهدَ ثمَّ قال: أما بعدُ فإِنهُ لم يَخْفَ عليَّ مَكانُكم. ولكِنِّي خَشِيتُ أن تُفرَضَ عليكم فتعجزِوا عنها. رواه البخاري (1988) ومسلم (1734)
وعن أَبي ذَرٍّ رضي الله عنه قال: «صُمْنَا مَعَ رَسولِ الله صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُصَلِّ بِنَا حتى بَقِيَ سَبْعٌ مِنَ الشَّهْرِ فقامَ بِنَا حتَى ذَهَبَ ثُلُثُ اللَّيْلِ ثُمَّ لَمْ يَقُمْ بِنَا في السَّادِسَةِ وقَامَ بِنَا في الخَامِسَةِ حتَّى ذَهَبَ شَطْرُ اللَّيْلِ، فَقُلْنَا له يا رسولَ الله لو نفَّلْتَنَا بَقِيَّةَ لَيْلَتِنَا هَذِهِ؟ فَقَالَ إنَّهُ مَنْ قَامَ مَعَ الإمَامِ حَتَّى يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ. ثُمَّ لَمْ يُصَلِّ بِنَا حَتى بَقِيَ ثَلاَثٌ مِنَ الشهْرِ وصَلَّى بِنَا في الثَّالِثَةِ وَدَعَا أَهْلَهُ ونِسَاءَهُ فَقَامَ بِنَا حَتَّى تَخَوَّفْنَا الفَلاَحَ، قُلْتُ لَهُ: ومَا الفَلاَحُ؟ قالَ: «السُّحورُ» رواه أحمد (21038) والنسائي (1606) والترمذي (800) وقال حديث حسن صحيح. كما صححه ابن حبان (2522) وغيره ولو أن إماما من الأئمة الآن صلى بالناس كما صلى النبي صلى الله عليه وسلم بأصحابه من بعد العشاء حتى قرب السحور لأُقيمت الدنيا ولم تُقعد لفعله استنكارا له بدعوى أن هذا تنفير وما علمنا أن هذه هي الصفة الصحيحة لصلاة التراويح وهي ليست كالفرض من ناحية وجوب تخفيفها.
أما صلاة التهجد على الصفة الموجودة الآن في المسجد الحرام وغيره فإنه لما ضعفت همة الناس وضعف إقبالهم على الطاعة خففوا الصلاة وأطالوا الفصل بينها فقد كان الفصل بين تسليمات التراويح موجودا وقد سميت التراويح بذلك لأنهم كانوا يستريحون بعد كل تسليمتين قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى " والتراويح جمع ترويحة وهي المرة الواحدة من الراحة كتسليمة من السلام سميت الصلاة في الجماعة في ليالي رمضان التراويح لأنهم أول ما اجتمعوا عليها كانوا يستريحون بين كل تسليمتين وقد عقد محمد بن نصر في «قيام الليل» بابين لمن استحب التطوع لنفسه بين كل ترويحتين ولمن كره ذلك، وحكي فيه عن يحيى بن بكير عن الليث أنهم كانوا يستريحون قدر ما يصلي الرجل كذا وكذا ركعة " ا. هـ فتح الباري 4/ 777 وانظر: شرح الزرقاني على الموطأ 1/ 237 فنلاحظ هنا طول الفصل بين كل صلاة وهو بقدر ما يصلي الرجل كذا وكذا ركعة وهذا الركعات على الصفة التي يصلونها لا كما نصليها والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/343)
أما ما ذكره الأخ الكاتب من أن الذي ابتدع ذلك هو الشيخ عبد الله الخليفي إمام المسجد الحرام رحمه الله تعالى فليس صحيحا البتة فقد ذكر هذه الصفة العلماء قديما قبل ولادة الخليفي بمئات السنين قال ابن قدامة رحمه الله تعالى " فصل: فأما التعقيب: وهو أن يصلي بعد التراويح نافلة أخرى جماعة أو يصلي التراويح في جماعة أخرى. فعن أحمد: أنه لا بأس به، لأن أنس بن مالك قال: «ما يرجعون إلا لخير يرجونه أو لشر يحذرونه، وكان لا يرى به بأساً، ونقل محمد بن الحكم عنه الكراهة إلا أنه قول قديم. والعمل على ما رواه الجماعة. وقال أبو بكر: الصلاة إلى نصف الليل أو إلى آخره لم تكره رواية واحدة. وإنما الخلاف فيما إذا رجعوا قبل النوم. والصحيح أنه لا يكره. لأنه خير وطاعة فلم يكره كما لو أخره إلى آخر الليل. " ا. هـ المغني 2/ 515 وانظر: الكافي 1/ 154 المبدع 2/ 16 والتعقيب المكروه هو أن أن يتطوع بعد التراويح والوتر جماعة كما في الإنصاف 2/ 142 شرح منتهى الإرادات 1/ 245 والناس اليوم لا يصلون التهجد بعد الوتر بل لا يوترون إلا في التهجد فزالت الكراهة عند من يقول بها لأنهم كرهوا الصلاة جماعة بعد الوتر لا قبله.
ثانيا: صيام الست من شوال:
لا شك أن صيامها سنة ثابتة عنه صلى الله عليه وسلم فعن أَبِي أَيوبَ الأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللّهُ عنه أَنَّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ وَأَتْبَعَهُ سِتّاً مِنْ شَوال كَانَ كَصِيَامِ الدهْرِ» رواه أحمد (23149) ومسلم (2711)
وصححه النووي رحمه الله تعالى في شرحه لصحيح مسلم 8/ 47
قال الشيخ الجزري: حديث أبي أيوب هذا لا يُشك في صحته ولا يُلتفت إلى كون الترمذي، جعله حسناً ولم يصححه. مرقاة المفاتيح 4/ 544
وقد أطال ابن القيم رحمه الله تعالى في تخريجه وذكر طرقه وشواهده ثم قال " وهذه العلل ـ وإن منعته أن يكون في أعلى درجات الصحيح ـ فإنها لا توجب وهنه، وقد تابع سعداً ويحيى وعبد ربه عن عمر بن ثابت: عثمان بن عمرو الخزاعي عن عمر، لكن قال عن عمر عن محمد بن المنكدر عن أبي أيوب. ورواه أيضاً صفوان بن سليم عن عمر بن ثابت ذكره ابن حبان في صحيحه وأبو داود والنسائي، فهؤلاء خمسة: يحيى، وسعيد، وعبد ربه، بنو سعيد، وصفوان بن سليم، وعثمان بن عمرو الخزاعي كلهم رووه عن عمرو. فالحديث صحيح " ا. هـ تهذيب السنن 6/ 87
وقال المناوي رحمه الله تعالى " قال الصدر المناوي: وطعن فيه من لا علم عنده وغره قول الترمذي حسن والكلام في راويه وهو سعد بن سعيد، واعتنى العراقي بجمع طرقه فأسنده عن بضعة وعشرين رجلاً رووه عن سعد بن سعيد أكثرهم حفاظ أثبات " ا. هـ فيض القدير 6/ 161
وقال السبكي رحمه الله تعالى " قد طعن في هذا الحديث من لا فهم له مغتراً بقول الترمذي إنه حسن يريد في رواية سعد بن سعيد الأنصاري أخي يحيى بن سعيد ... وقد اعتنى شيخنا أبو محمد الدمياطي بجمع طرقه فأسنده عن بضعة وعشرين رجلا رووه عن سعد بن سعيد وأكثرهم حفاظ ثقات منهم السفيانان، وتابع سعداً على روايته أخوه يحيى وعبد ربه وصفوان بن سليم وغيرهم ورواه أيضاً عن النبي صلى الله عليه وسلّم ثوبان وأبو هريرة وجابر وابن عباس والبراء بن عازب وعائشة ولفظ ثوبان «من صام رمضان فشهره بعشرة ومن صام ستة أيام بعد الفطر فذلك صيام السنة» رواه أحمد والنسائي. " ا. هـ سبل السلام 2/ 897
وبهذا يتبين لنا عدم تفرد سعد بن سعيد بروايته.
أما ما ذكره الكاتب من رد الإمامين أبي حنيفة ومالك رحمهما الله تعالى لمشروعية صيامها فجوابه:
أولا: أن هذا رواية عن أبي حنيفة وليست مذهبا للحنفية قال ملا علي القاري الحنفي رحمه الله تعالى في شرح الوقاية " ولا يُكْرَهُ عندنا، وعند الشافعي إِتْبَاعُ عيدِ الفطر بِسِت من شوّال، لقوله صلى الله عليه وسلم «مَنْ صَامَ رمضانَ ثُم أَتْبَعَهُ سِتاً من شوال كانَ كَصِيامِ الدهْرِ». رواه مسلم وأَبو داود. وكَرِهَهُ مالكٌ، وهو رِوَايةٌ عن أَبي حنيفة وأَبي يوسف، لاشْتِمَالِهِ على التشَبهِ بأَهل الكتاب في الزيادة على الفروض، والتشبّه بهم مَنْهِي عنه، وعَامةُ المُتَأَخِّرِينَ لم يَرَوْا به بَأْساً. واختلفوا فيما بينهم، فقيل: الأَفضلُ وَصْلُهَا بِيَوْمِ الفِطْرِ لظاهر قوله: «ثُم أَتْبَعَهُ سِتاً»، وقيل: تَفْرِيقُهَا " ا. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/344)
وقال المرغيناني الحنفي رحمه الله تعالى " صوم ست من شوّال عن أبي حنيفة وأبي يوسف كراهته وعامة المشايخ لم يروا به بأساً واختلفوا فقيل: الأفضل وصلها بيوم الفطر وقيل: بل تفريقها في الشهر , وجه الجواز أنه قد وقع الفصل بيوم الفطر، فلم يلزم التشبه بأهل الكتاب ووجه الكراهة أنه قد يفضى إلى اعتقاد لزومها من العوام لكثرة المداومة، ولذا سمعنا من يقول يوم الفطر نحن إلى الآن لم يأت عيدنا أو نحوه فأما عند الأمن من ذلك فلا بأس لورود الحديث. اهـ البداية 2/ 331 ومرقاة المفاتيح 4/ 531
وقال المباركفوري رحمه الله تعالى " قلت: قول من قال بكراهة صوم هذه الستة باطل مخالف لأحاديث الباب، ولذلك قال عامة المشايخ الحنفية بأنه لا بأس به " ا. هـ تحفة الأحوذي 3/ 403 فهذه أقوال علماء المذهب الحنفي فقد ذكروا أن ذلك رواية عن أبي حنيفة وعامة مشايخ المذهب على خلافها.
ثانيا: أما الإمام مالك رحمه الله فقد قال ": إنني لَمْ أرَ أَحَداً مِن أَهْلِ الْعِلْمِ وَالْفِقْهِ يَصُومُهَا وَلَمْ يَبْلُغْنِي ذلِكَ عَنْ أَحَدٍ مِنَ السلَفِ وَإنَّ أَهْلَ الْعِلْمِ يَكْرَهُونَ ذلِكَ وَيَخَافُونَ بِدْعَتَهُ وَأَنْ يُلْحِقَ بِرَمَضَانَ مَا لَيْسَ مِنْهُ أَهْلُ الْجَهَالَةِ وَالْجَفَاءِ لَوْ رَأَوْا فِي ذلِكَ رُخْصَةً عِنْدَ أَهْلِ الْعِلْمِ وَرَأَوْهُمْ يَعْمَلُونَ ذلِكَ " الموطأ 2/ 202 هذا قوله وتعليل نهيه واضح فيه وهو خشية أن يُلحقه أهلُ الجهل برمضان من ناحية الوجوب والحرمة وقد وقع ذلك من بعض الناس قال ملا علي القاري رحمه الله تعالى " ووجه الكراهة أنه قد يفضى إلى اعتقاد لزومها من العوام لكثرة المداومة، ولذا سمعنا من يقول يوم الفطر نحن إلى الآن لم يأت عيدنا أو نحوه فأما عند الأمن من ذلك فلا بأس لورود الحديث. اهـ مرقاة المفاتيح 4/ 544 والناس الآن قد أمنوا ذلك فلا أعرف أحدا يقول بوجوب صيامها فزال المحظور.
ومع ذلك فقد كان مالك يصومها قال مطرف رحمه الله تعالى وهو من علماء المالكية الكبار (كان مالك يصومها في خاصة نفسه. قال: وإنما كره صومها لئلا يلحق أهل الجاهلية ذلك برمضان فأما من يرغب في ذلك لما جاء فيه فلم ينهه.) ا. هـ تهذيب السنن 6/ 88
وقال ابن عبد البر المالكي رحمه الله تعالى " وَأما صِيَامُ السِّتةِ الأيامِ مِنْ شَوالٍ عَلى طَلَبِ الفضْلِ وَعَلى التأْوِيلِ الَّذِي جَاءَ بِهِ –حديث- ثَوْبان رضي الله عنه فَإِنَّ مَالِكاً لا يكْرَهُ ذَلِكَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ؛ لأنَّ الصوْمَ جُنةٌ وَفَضْلُهُ مَعْلُومٌ) ا. هـ الاستذكار 3/ 372
قال المواق المالكي رحمه الله تعالى " قال مطرف: إنما كره مالك صيام ستة أيام من شوال لذي الجهل لا من رغب في صيامها لما جاء فيها من الفضل. وقال المازري عن بعض الشيوخ: لعل الحديث لم يبلغ مالكاً ومال اللخمي لاستحباب صومها. " ا. هـ التاج والإكليل 3/ 329
وقال الخرشي المالكي رحمه الله تعالى " صَوْمِ (سِتةٍ) مِنْ الأَيامِ (مِنْ شَوالٍ) فَيُكْرَهُ لِمُقْتَدًى بِهِ مُتصِلَةً بِيَوْمِ الْعِيدِ مُتَتَابِعَةً مُظْهرَةً مُعْتَقِدًا سُنِّيَّةَ وَصْلِهَا وَإِلا فَلا يُكْرَهُ انْتَهَى.
الْعَدَوِيُ: قَضِيَّتُهُ أَنَّهُ لا يُكْرَهُ لِغَيْرِ الْمُقْتَدَى بِهِ وَلَوْ خِيفَ اعْتِقَادُهُ وُجُوبَهُ وَإِنَّهُ إنْ أَخْفَاهُ لا يُكْرَهُ, وَلَوْ اعْتَقَدَ سُنِّيةَ الاتِّصَالِ وَلَيْسَ كَذَلِكَ فِيهِمَا فَالأَوْلَى أَنْ يُكْرَهَ لِمُقْتَدًى بِهِ وَلِمَنْ يُخَافُ عَلَيْهِ اعْتِقَادُ وُجُوبِهِ إنْ وَصَلَهَا وَتَابَعَهَا وَأَظْهَرَهَا وَلِمَنْ اعْتَقَدَ سُنِّيةَ اتِّصَالِهَا " ا. هـ منح الجليل 1/ 384 فهذه أقوال علماء المالكية وتنصيصهم على مشروعية صيامها ولكن لو خشي أن تلحق بالفرض تركت من مُقتَدى به لا من غيره ولهذا كان مالك رحمه الله تعالى مع نهيه كان يصومها كما ذكرته سابقا قال ابن مازة رحمه الله تعالى " فلفظ مالك ولفظ أبي يوسف دليل على أن الكراهة في حق الجهال الذين لا يميزون "ا. هـ المحيط البرهاني 2/ 393
وقال ابن رشد المالكي رحمه الله تعالى " وأما الست من شوال، فإنه ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلّم قال: «من صام رمضان، ثم أتبعه ستاًّ من شوال، كان كصيام الدهر» إلا أن مالكاً كره ذلك إما مخافة أن يُلحق الناس برمضان ما ليس في رمضان، وإما لأنه لعلّه لم يبلغه الحديث، أو لم يصح عنده، وهو الأظهر " ا. هـ بداية المجتهد 1/ 372
ومع ذلك لم يرتض علماء المالكية ولا الحنفية هذا القول وترك صيام هذه الأيام كما ذكرته أعلاه كما رده غيرهم قال الصنعاني رحمه الله تعالى بعد ذكره قول مالك " الجواب أنه بعد ثبوت النص بذلك لا حكم لهذه التعليلات وما أحسن ما قاله ابن عبد البر: إنه لم يبلغ مالكاً هذا الحديث يعني حديث مسلم. " ا. هـ سبل السلام 2/ 896
وقال الشوكاني " وقال أبو حنيفة ومالك: يكره صومها، واستدلا على ذلك بأنه ربما ظُنّ وجوبها وهو باطل لا يليق بعاقل، فضلاً عن عالم نصب مثله في مقابلة السنة الصحيحة الصريحة، وأيضاً يلزم مثل ذلك في سائر أنواع الصوم المرغب فيها ولا قائل به. واستدل مالك على الكراهة بما قال في الموطأ من أنه ما رأى أحداً من أهل العلم يصومها، ولا يخفى أن الناس إذا تركوا العمل بسنة لم يكن تركهم دليلاً ترد به السنة." ا. هـ نيل الأوطار 4/ 306
أما قول الكاتب في ره للحديث الصحيح " والعلة الثانية ـ وهي ثالثة الأثافي!! ـ أن الرسول عليه الصلاة والسلام هو ذاته لم يصمها، ولا صامها أحد من الصحابة من بعده ولا أحد من التابعين "ا. هـ فلا يخفى على أحد وهن هذا القول وذلك لأن السنة التشريعية إما قولية وهي الأقوى – وصيام ست من شوال منها- وإما فعلية وإما تقريرية وهناك عدد من السنن التقريرية لم يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم وإنما أقر أصحابه على فعلها ومع ذلك لم يردها أحد من العلماء بذلك وعدوها من السنن النبوية.
اللهم اجعل عملنا خالصا لوجهك الكريم موافقا لسنة نبيك الكريم والحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
كتبه
د. نايف بن أحمد الحمد
القاضي في المحكمة العامة بالرياض
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/345)
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 09:30 م]ـ
بارك الله في علمائنا، ونفعنا بعلومهم.
الحمد لله أنه لم يأت بعد الزمان الذي يخلو من العلماء!
فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ "إِنَّ اللَّهَ لَا يَقْبِضُ الْعِلْمَ انْتِزَاعًا يَنْتَزِعُهُ مِنْ النَّاسِ وَلَكِنْ يَقْبِضُ الْعِلْمَ بِقَبْضِ الْعُلَمَاءِ حَتَّى إِذَا لَمْ يَتْرُكْ عَالِمًا اتَّخَذَ النَّاسُ رُءُوسًا جُهَّالًا فَسُئِلُوا فَأَفْتَوْا بِغَيْرِ عِلْمٍ فَضَلُّوا وَأَضَلُّوا" أخرجه الترمذي، وأخرجه الشيخان وأحمد
ـ[ابو عبدالله الرشيدي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 10:01 م]ـ
بارك الله في علمائنا، ونفعنا بعلومهم.
الحمد لله أنه لم يأت بعد الزمان الذي يخلو من العلماء!
أسأل الله أن يرفع قدر د. نايف ويعلي منزلته في الدنيا والآخرة ,,,,,,,,,,,آمين
ـ[عادل أبو الفتوح]ــــــــ[16 - 10 - 07, 02:48 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شكرا شيخنا على هذا الرد
وإن كان لي تحفظ على ذلك حيث جواب الشيخ حفظه الله تعالى ليس جوابا شافيا حيث صلاة القيام في العشر
على هذه الصفة لم يتكلم عنها احد العلماء في السابق وهذا الكلام كلام عام والجميع يعلم أن صلاة القيام في
الوقت الحاضر له صفة تختلف عن صلاة التراويح _ وإن كان هي نفس الصلاة عند الفقهاء _ فلم لم يذكرها الفقهاء
وكذلك الفضائيات لم تصلى هذه الصلاة إلا عندنا في مكة والمدينة النورة وبعض دول الخليج حسب علمي فأين
الأزهر الشريف وكذلك مساجد المغرب العربي والشام
وهناك مسألة مهمة اعتقاد العامة أن هذه الصلاة تختلف عن صلاة التراويح وأن هناك صلاة تسمي بالقيام وأفتى الشيخ ابن عثيمين رحمه
الله تعالى أنها نفس الصلاة أي التراويح والقيام.
هذا والله اعلم.(84/346)
حول الزواج من نصرانية؟
ـ[ابن عبدِ الحميد]ــــــــ[16 - 10 - 07, 03:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حيّاكم الله جميعا إخوتي الفُضلاء عيدكم سعيد وأسأل الله أن يتقبل منّا ومنكم صالح الأعمال إخوتي وأحبتي عندي سؤال بارك الله فيكم إتصل بي صديق لي من مدينة "ميلان " الإيطالية وقال أن له صديقا يودّ الزواج من امرأة مسيحية فهل يجوز له ذلك؟ أنا أجبته بقولي نعم يجوز له بدليل أن الولد يلحق أباه في النسب، يعني يُقال فلان بن فُلان وليس ابن فُلانة لكن لمّا قلت هذا لبعض طلبة العلم قال لي أني قد ضللت وأضلّيت وأنا الآن في حيرة من أمري وأرجوا منكم إخوتي الإجابة عن هذا السؤال حتى أتدارك الموقف واللهَ أسأل الله لكم السعادة في الدنيا والآخرة
أخوكم ابن عبدِ الحميد
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[16 - 10 - 07, 04:39 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
فلا ريب أن نكاح المسلمة المتدينة أولى وأفضل؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (فاظفر بذات الدين ترِبَت يداك).
قال الله تعالى: {وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكَاتِ حَتَّى يُؤْمِنَّ وَلأمَةٌ مُؤْمِنَةٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكَةٍ وَلَوْ أَعْجَبَتْكُمْ وَلا تُنْكِحُوا الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يُؤْمِنُوا وَلَعَبْدٌ مُؤْمِنٌ خَيْرٌ مِنْ مُشْرِكٍ وَلَوْ أَعْجَبَكُمْ أُولَئِكَ يَدْعُونَ إِلَى النَّارِ وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ وَيُبَيِّنُ آيَاتِهِ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}.
ولكنه يجوز الزواج من الكتابية (النصرانية أو اليهودية) بشرطين اثنين:
الأول: أن تكون حرة عفيفة.
الثاني: أن تكون من قوم غير محاربين للمسلمين.
وتبقى بقية أركان النكاح وشروطه لازمة كما هو الحال مع المسلمين .. فمثلاً: لا بد من إذن وليها إذا كان على ملتها، وهكذا بقية الشروط لا بد من استكمالها. والله تعالى أعلم.
قال الله تعالى: ((وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ)) الآية.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[16 - 10 - 07, 05:19 ص]ـ
قال الإمام الشافعي رحمه الله في الأم (5/ 8): (ولا تنكح الكتابية إلا بشاهدين عدلين مسلمين وبولي من أهل دينها كولي المسلمة، جاز في دينهم غير ذلك أو لم يجز، ولستُ أنظر فيه إلا إلى حكم الاسلام ولو زوجت نكاحاً صحيحاً في الاسلام وهو عندهم نكاح فاسد كان نكاحها صحيحاً).(84/347)
يا اخوان عندي سؤال عن التيمم ارجوكم اريد جواب شافي
ـ[خالد الكلالي]ــــــــ[16 - 10 - 07, 07:53 ص]ـ
السؤال: احد الاخوان تيمم لان الماء كان غير متوفر ثم شرع في الصلاة, و هو يصلي سمع صوت الماء فهل يقطع الصلاة و يذهب للوضوء ام يكمل الصلاة؟
ـ[ابو همام المكي]ــــــــ[17 - 10 - 07, 12:23 ص]ـ
اتفق العلماء على أن المسافر إذا تيمم ثم وجد الماء قبل الشروع في الصلاة أن تيممه يبطل، ويلزمه الوضوء للصلاة ([انظر: الأوسط لابن المنذر (2/ 65) ..
واتفقوا أيضًا على أنه إذا تيمم وصلى ثم وجد الماء بعد خروج الوقت أنه لا إعادة عليه ([انظر: الأوسط لابن المنذر (2/ 63).]).
واختلفوا فيما إذا وجد الماء أثناء الصلاة أو بعد انقضائها وقبل خروج الوقت:
فقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: "إذا وجد المتيمم الماء في الصلاة، فهذه المسألة محل خلاف بين أهل العلم.
فمنهم من قال: إن التيمم لا يبطل بوجود الماء حينئذ لأنه شرع في الصلاة على وجه مأذون فيه شرعًا، فلا يخرج منها إلا بدليل شرعي.
ومنهم من قال: إنه يبطل التيمم بوجود الماء في الصلاة، واستدلوا بعموم قوله تعالى: {فَلَمْ تَجِدُواْ مَاء}، وهذا قد وجد الماء فيبطل تيممه، وإذا بطل التيمم بطلت الصلاة، وعموم قوله صلى الله عليه وسلم: ((فإذا وجد الماء فليتق الله وليمسه بشرته)) ([أخرجه أحمد في المسند (5/ 146، 155)، وأبو داود في كتاب الطهارة [332]، والترمذي في كتاب الطهارة [124] من حديث أبي ذر رضي الله عنه، وقال الترمذي: "حديث حسن صحيح"، وصححه ابن حبان [1311]، والحاكم (1/ 170)، ووافقه الذهبي، وهو في صحيح الجامع [1663].
])، ولأن التيمم بدل عن طهارة الماء عند فقده، فإذا وجد الماء زالت البدلية فيزول حكمها، فحينئذ يخرج من الصلاة ويتوضأ ويستأنف الصلاة من جديد.
والذي يظهر لي ـ والعلم عند الله تعالى ـ أن القول الثاني أقرب للصواب.
أما إذا وجد الماء بعد الصلاة، فإنه لا يلزمه أن يعيد الصلاة، لما رواه أبو داود وغيره في قصة الرجلين اللذين تيمما ثم صليا وبعد صلاتهما وجدا الماء في الوقت، فأما أحدهما فلم يعد الصلاة، وأما الآخر فتوضأ وأعاد الصلاة، فلما قدما أخبرا النبي صلى الله عليه وسلم، فقال عليه الصلاة والسلام للذي لم يعد: ((أصبت السنة))، وقال للذي أعاد: ((لك الأجر مرتين)) ([أخرجه أبو داود في الطهارة [338]، والدارمي [744] من حديث أبي سعيد الخدري، وصححه الحاكم (1/ 178)، وذكره الألباني في صحيح سنن أبي داود [327].]).
فإن قال قائل: أنا أريد الأجر مرتين.
قلنا: إنك إذا علمت بالسنة فخالفتها فليس لك الأجر مرتين، بل تكون مبتدعًا، والذي في الحديث لم يعلم بالسنة، فهو مجتهد فصار له أجر العملين، العمل الأول والثاني.
فإن قيل: المجتهد إذا أخطأ فليس له إلا أجر واحد كما جاء في الحديث: ((إذا حكم الحاكم فاجتهد فأصاب فله أجران، وإن أخطأ فله أجر)) ([أخرجه البخاري في الاعتصام [7352]، ومسلم في الأقضية [1716] من حديث عمرو بن العاص رضي الله عنه])، فكيف كان لهذا المخطئ في إعادة الصلاة الأجر مرتين؟! فالجواب: أن هذا عمل عملين بخلاف الحاكم المخطئ، فإنه لم يعمل إلا عملاً واحدًا، فلم يحكم مرتين.
ـ[خالد الكلالي]ــــــــ[17 - 10 - 07, 07:51 م]ـ
جزاك الله عني خير الجزاء ابو همام ,
و الله انه لجواب كافي و شافي و سأخبر الاخ السائل عن هذا الجواب. بارك الله لك في علمك و نفع الامة بك و جعله في ميزان حسناتك.
اخوك ابو الحارث(84/348)
ملخص خطب الجمعة (للصعيدي) ماذا بعد رمضان
ـ[أحمدالسيدالصعيدي]ــــــــ[16 - 10 - 07, 10:30 ص]ـ
خطبة جمعة
أحمد السيد الصعيدي
ملخص خطب الجمعة (للصعيدي) ماذا بعد رمضان
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ به من شرور أنفسنا من سيئات أعمالنا إنه من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له المُلك وله الحمد وهم على كل شئ قدير، اللهملا مانع لما أعطيت، ولا معطى لما منعت، ولا ينفع ذا الجدِّ منكَ الجدُّ " البخاري
إذا ابتلى الله العبد المسلم ببلاء في جسده، قال الله: اكتب له عمله الصالح الذي كان يعمله، فإن شفاه غسله وطهره وإن قبضه غفر له ورحمه".
عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه
وأشهد أن سيدنا ونبينا وحبيبنا وعظيمنا محمدا رسول الله صلى الله عليه وسلم
الذي قال (من يرد الله به خيرًا يفقه في الدين) (متفق عليه)
(إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيماً) (الأحزاب56)
بلغ العلا بكماله كشف الدجى بجماله عظمت جميع خصاله صلوا عليه وآله
اللهم صل على سيدنا محمد في الأولين وصل عليه في الآخرين وصل عليه في كل وقت وحين صل اللهم وسلم وبارك عليه وارض اللهم عن الصحابة أجمعين وعن التابعين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وارحم اللهم مشايخنا وعلمائنا ووالدينا وأمواتنا وأموات المسلمين أجمعين
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ) (آل عمران102)
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً (70) يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَن يُطِعْ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً) الأحزاب (71)
وبعد: ـ أيها الأخوة الأعزاء
سؤال
هل انتهى الصيام بعد رمضان
هل انتهى القرآن بعد رمضان
هل انتهى القيام بعد رمضان
سؤال
شيء غريب الذي نراه بعد رمضان فالمسجد كان في شهر رمضان ما شاء الله لايتسع للمصلين, وآخر أيام رمضان كانت كلها تهجدواعتكاف. لكن من بعد ليلة العيد صلاة العشاء تقتصر على الذين يصلون طوال السنة إلى أن يعود رمضان.
ما هذا يا مسلمون؟ فرب رمضان هو هو رب الشهور كلها الله سبحانه وتعالى
فماذا بعد رمضان
هل انتهى الصيام بعد رمضان
لا لم ينته الصيام بعد رمضان
أيها الصائم القائم , لئن كان رمضان موسماً للصيام والقيامفإن العام كله موسم للأعمال الصالحة , وإليك طائفة من الأعمال المشروعة في مجالالصلاة والصيام
فعن النبي صلى الله عليه وسلم قال
) منصام رمضان ثم اتبعه ستاً من شوال كان كصيام الدهر (
(صحيحمسلم) (عن أبي أيوب رضي الله عنه)
صيام الاثنين والخميس:
عن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: سئل عن صوم يوم الاثنين فقال: " ذلك يوم ولدت فيه، ويوم بعثت أو أنزل علي فيه " (رواه مسلم).
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(تعرض الأعمال يوم الاثنين والخميس، فأحب أن يعرض عملي وأنا صائم)
(رواه الترمذي وقال: حديث حسن، ورواه مسلم بغير ذكر الصوم).
صيام ثلاثة أيام من كل شهر
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: (أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثةأيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر)
(رواه البخاري ومسلم)
صيام الأيام البيض
وعن أبي أبا ذر رضي الله عنه قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم
(إذاصمتَ شيئا من الشهر فصم ثلاث عشرة، وأربع عشرة، وخمس عشرة)
(رواه الترمذي)
فضل صوم المحرم وشعبان والأشهر الحرم:
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
(أفضل الصيام بعد رمضان: شهر الله المحرم، وأفضل الصلاة بعد الفريضة: صلاة الليل)
(رواه مسلم).
فضل صوم يوم عرفة
عن أبي قتادة رضي الله عنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن صوم يوم عرفة؟ قال: " يكفر السنة الماضية والباقية " (رواه مسلم).
فضل صوم يوم عرفة وعاشوراء وتاسوعاء
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صام يوم عاشوراء، وأمر بصيامه. (متفق عليه)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/349)
وعن أبي قتادة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صيام يوم عاشوراء فقال: " يكفر السنة الماضية " (رواه مسلم).
وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع " (رواه مسلم).
وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} النور31
الحمد لله رب العلمين
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له
وأشهد أن محمد عبده ورسوله
أما بعد
هذا عن الصيام فماذا عن القرآن
هل انتهى القرآن بعد رمضان
لا لم ينته القرآن بعد رمضان
ليست العبادة خاصة بشهررمضان بل الحياة كلها عبادة قال الله تعالى
(وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) الحجر99
فضل قراءة القرآن
فعن أبي أمامة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " اقرءوا القرآن فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه " (رواه مسلم).
وعن النواس بن سمعان رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " يؤتى يوم القيامة بالقرآن وأهله الذين كانو يعملون به في الدنيا تقدمه سورة البقرة وآل عمران تحاجان عن صاحبهما " (رواه مسلم).
991 - وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " خيركم من تعلم القرآن وعلمه " (رواه البخاري).
992 - وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الذي يقرأ القرآن وهو ماهر به مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران "
(متفق عليه).
993 - وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مثل المؤمن الذي يقرأ القرآن مثل الأترجة: ريحها طيب، وطعمها طيب، ومثل المؤمن الذي لا يقرأ القرآن كمثل التمرة: لا ريح لها وطعمها حلو، ومثل المنافق الذي يقرأ القرآن كمثل الريحانة: ريحها طيب وطعمها مر، ومثل المنافق الذي لايقرأ القرآن كمثل الحنظلة: ليس له ريح وطعمها مر " (متفق عليه).
السنن الرواتب التابعةللفرائض
وهي ثنتا عشرة ركعة أربع قبل الظهر , وركعتان بعدها , وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء , وركعتان قبل صلاة الفجر. فعن أم حبيبة رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (ما من عبد مسلم يصلي لله – تعالى – كل يومثنتي عشرة ركعة تطوعاً غير الفريضة إلا بنى الله له بيتاً في الجنة)
رواه مسلم
القيام
هل انتهى القيام بعد رمضان
لا لم ينته القيام بعد رمضان
فقد مدح الله أهل الإيمان والتقوى , بجميل الخصال وجليل الأعمال , ومن أخص ذلك قيام الليل , قال تعالى: (إِنَّمَا يُؤْمِنُ بِآيَاتِنَا الَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِهَا خَرُّوا سُجَّدًا وَسَبَّحُوا بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) (السجدة، الآيات 15 - 17)
ووصفهم في موضع آخر , بقوله: (وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامًا) إلى أن قال: (أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلَامًا خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا) (الفرقان، الآيات: 64 - 75)
قيام الليل في كل ليلة من ليالي العام
ففي صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلمقال
(أفضل الصلاة بعد الفريضة صلاة الليل)
وفي الصحيحين عن أبي هريرة - رضي الله عنه - أن رسول الله , صلى الله عليه وسلم , قال: (ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا , حين يبقى ثلث الليل الآخر. فيقول: من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له)
وصلاة الليل تشمل التطوع كله والوتر. وأقل الوتر ركعة وأكثره إحدى عشرة ركعة أوثلاث عشرة ركعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/350)
وأخرج الإمام أحمد وغيره عن أبي مالك الأشعري - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله , صلى الله عليه وسلم: (إن في الجنة غرفا , يرى ظاهرها من باطنها , وباطنها من ظاهرها , أعدها الله لمن ألان الكلام , وأطعم الطعام , وتابع الصيام , وصلى بالليل والناس نيام)
وثبت في صحيح مسلم عن النبي , صلى الله عليه وسلم , قال:
(أفضل الصلاة بعد المكتوبة - يعني الفريضة - صلاة الليل)
وفي حديث عمرو بن عبسة قال صلى الله عليه وسلم:
(أقرب ما يكون الرب من العبد في جوف الليل الآخر ,
فإن استطعت أن تكون ممن يذكر الله في تلك الساعة فكن)
ولأبي داود عنه - رضي الله عنه - قال: أي الليل أسمع - يعني أحرى بإجابة الدعاء - قال , صلى الله عليه وسلم:
(جوف الليل الآخر فصل ما شئت , فإن الصلاة فيه مشهودة مكتوبة)
وقد وصف المتقين في سورة الذاريات , بجملة صفات - منها قيام الليل - , فازوا بها بفسيح الجنات , فقال سبحانه: (إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَعُيُونٍ آخِذِينَ مَا آتَاهُمْ رَبُّهُمْ إِنَّهُمْ كَانُوا قَبْلَ ذَلِكَ مُحْسِنِينَ كَانُوا قَلِيلًا مِنَ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ) (الذاريات، الآيات: 15 - 17)
وقال: (أتاني جبريل فقال: يا محمد، عش ما شئت فإنك ميت، وأحبب من شئت فإنك مفارقه، واعمل ما شئت فإنك مجزي به، واعلم أن شرف المؤمن قيامه بالليل، وعزه استغناؤه عن الناس) (رواه الحاكم والبيهقي وحسنه المنذري والألباني).
قيام النبي صلى الله عليه وسلم
أمر الله تعالى نبيه بقيام الليل في قوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الْمُزَّمِّلُ (1) قُمِ اللَّيْلَ إِلَّا قَلِيلاً (2) نِصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً (3) أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ الْقُرْآنَ تَرْتِيلاً) (المزمل: 1 - 4).وعن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلمإذا رأى رؤيا قصها على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فتمنَّيت أن أرى رؤيا فأقصهاعلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكنت غلاماً شاباً، وكنت أنامُ في المسجد علىعهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فرأيت في النوم كأن ملكين أخذاني، فذهبا بي إلىالنار، فإذا هي مطوية كطي البئر، وإذا لها قرنان، وإذا فيها أُناسٌ قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، قال: فلقينا ملك آخر فقال لي: لم تُرَع. فقصصتهاعلى حفصة، فقصتها حفصة على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال
(نِعْم الرجل عبد الله لو كان يُصلي من الليل، فكان بعدُ لا ينام منالليل إلا قليل)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
(يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقدٍ، يضرب علىمكان كل عقدة: عليك ليلٌ طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عقدةٌ، فإن توضأانحلت عقدة، فإن صلى انحلت عقدةٌ، فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفسكسلان)
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
(رحم الله رجلاً قام من الليل فصلى، وأيقظ امرأته فصلَّت، فإن أبت نضحفي وجهها من الماء، ورحم الله امرأة قامت من الليل فصلَّت، وأيقضت زوجها فإن أبىنضحت في وجهه الماء)
وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى، ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام، فيقوم إلى مصلاه
(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ الْمَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفاً وَطَمَعاً وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ)
(السجدة16)
اللهم اجعلنا من الصائمين والصائمات والقائمين والقائمات
اللهم اجعلنا أهل القرآن وخاصتك
اللهم اهدنا واهد بنا واجعلنا سببا لمن اهتدى
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا
وأكرم نزلنا ووسع مدخلنا واغسلنا من خطايانا
بالماء والثلج والبرد
اللهم انصر الإسلام وأعز المسلمين
وارفع بفضلك رايتي الحق والدين
وصل اللهم على سيدنا محمد
وأقم الصلاة(84/351)
تغطية قبر المرأة عند إدخالها فيه
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[16 - 10 - 07, 01:51 م]ـ
موقع الإسلام سؤال وجواب
www.islam-qa.com
سؤال رقم 105817
تغطية قبر المرأة عند إدخالها فيه
سؤال:
أنا من بنجلاديش وهناك عادة ببلدنا أنه عند دفن المرأة فإنه يتم وضع قطعة طويلة من القماش كغطاء سرير فوقها كستار، وتفسيرا لهذا الصنيع فإن الناس يقولون بأن على المرأة أن تحتجب حتى بعد وفاتها، فهل هناك أى دليل يدعم القيام بهذا العمل؟
الجواب:
الحمد لله
يستحب تغطية قبر المرأة عند دفنها؛ وذلك لأنه أستر لها.
قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (2/ 190): " وَالْمَرْأَةُ يُخَمَّرُ قَبْرُهَا (أي: يُستر) بِثَوْبٍ، لَا نَعْلَمُ فِي اسْتِحْبَابِ هَذَا بَيْنَ أَهْلِ الْعِلْمِ خِلَافًا، وَقَدْ رَوَى ابْنُ سِيرِينَ أَنَّ عُمَرَ كَانَ يُغَطِّي قَبْرَ الْمَرْأَةِ، وَرُوِيَ عَنْ عَلِيٍّ أَنَّهُ مَرَّ بِقَوْمٍ قَدْ دَفَنُوا مَيِّتًا , وَبَسَطُوا عَلَى قَبْرِهِ الثَّوْبَ , فَجَذَبَهُ وَقَالَ: إنَّمَا يُصْنَعُ هَذَا بِالنِّسَاءِ، وَشَهِدَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ دَفْنَ أَبِي زَيْدٍ الْأَنْصَارِيِّ فَخَمَّرَ الْقَبْرَ بِثَوْبٍ، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَنَسٍ: ارْفَعُوا الثَّوْبَ , إنَّمَا يُخَمَّرُ قَبْرُ النِّسَاءِ , وَأَنَسٌ شَاهِدٌ عَلَى شَفِيرِ الْقَبْرِ لَا يُنْكِرُ. وَلِأَنَّ الْمَرْأَةَ عَوْرَةٌ , وَلَا يُؤْمَنُ أَنْ يَبْدُوَ مِنْهَا شَيْءٌ فَيَرَاهُ الْحَاضِرُونَ " انتهى.
وقد سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: ما حكم تسجية قبر المرأة عند إنزالها القبر، وما مدة التسجية؟
فأجاب: " ذكر بعض أهل العلم أنه يسجى - يعني يغطى قبر المرأة - إذا وضعت في القبر لئلا تبرز معالم جسمها، ولكن هذا ليس بواجب، ويكون هذا التخمير أو التسجية إلى أن يُصف اللَّبِن عليها " انتهى.
"مجموع فتاوى ابن عثيمين" (17/ 173).
وقال أيضاً رحمه الله في "لقاء الباب المفتوح": " أما وضع العباءة على القبر حين تنزيل المرأة فهذا حسن، وقد ذكره العلماء وقالوا: إن قبر المرأة يسجى عند وضعها فيه – يعني: يغطى- " انتهى.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب(84/352)
اجتماع العيد والجمعة
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[16 - 10 - 07, 03:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
مسألة في اجتماع العيد والجمعة
الحمدلله، والصلاة والسلام على رسول الله، وآله وأصحابه وأتباعه بإحسان.
أما بعد:
فإن القول بسقوط الجمعة عمن صلى العيد إذا وافق العيد يوم جمعة هو قول الحنابلة، وهو من مفردات المذهب كما ذكر المرداوي الحنبلي في كتابه الإنصاف. وأما جمهور العلماء فلايوافقون الحنابلة في ذلك وإنما يرون وجوب الجمعة على أهل البلد وإن صلوا العيد. ذكر النووي في المجموع أن هذا مذهب جمهور العلماء وذكر العمراني في كتابه البيان أنه قول أكثر الفقهاء. وقال ابن قدامة: وقال أكثر الفقهاء: لا تسقط الجمعة؛ لعموم الآية، والأخبار الدالة على وجوبها، ولأنهما صلاتان واجبتان فلم تسقط إحداهما بالأخرى كالظهر مع العيد.
والمتأمل في الأحاديث التي استدل بها الحنابلة على مذهبهم يجد أنها لا تخلو من ضعف في أسانيدها، واختلاف في معانيها، ولا سيما ماروي عن ابن الزبير في ذلك فقد تعددت الآثار الواردة عنه في ذلك وهي مختلفة في دلالاتها. وممن توسع في الكلام على هذه الأحاديث وبيان مافيها من ضعف أو اختلاف عمرو عبدالمنعم سليم في كتابه تحصيل مافات التحديث بماقيل لا يصح فيه حديث وبالغ في كتابه السنن والمبتدعات في العبادات ص 128 فذكر أن ترك صلاة الجمعة عند اجتماعها مع عيد من البدع المشهورة.
وممن توسع في الكلام على طرق تلك الأحاديث مصطفى بن إسماعيل في كتابه تنوير العينين بأحكام الأضاحي والعيدين.
وقد ذكر ابن عبدالبر أنه ليس من هذه الأحاديث حديث إلا وفيه مطعن لأهل العلم بالحديث. وقال ابن حزم: إذا اجتمع عيد في يوم جمعة صلي للعيد، ثم للجمعة ولابد، ولا يصح أثر بخلاف ذلك.
وقال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله حين سئل عن سقوط الجمعة عمن صلى العيد في ذلك اليوم: هذه المسألة ليست إجماعية، ولا منصوصة من قبل الشارع نصا صحيحا، بل النصوص الواردة عن النبي صلى الله عليه وسلم في سقوط الجمعة ضعيفة، ولذلك كان مذهب كثير من العلماء أن الجمعة لا تسقط عن أهل البلد وتسقط عمن هو خارج البلد، وعللوا ذلك بأهم إن بقوا بعد العيد إلى وقت الجمعة شق عليهم، وإن ذهبوا إلى محلهم شق عليهم الرجوع. ثم قال الشيخ بعد أن أشار إلى بعض الأدلة الواردة في هذه المسألة. فأنت ترى الآن اختلاف الأدلة واختلاف العلماء في هذه المسألة. (مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين 16/ 170)
وإذا نظرنا في الصحيحين وماجاء فيهما في هذه المسألة وجدنا في صحيح مسلم حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين وفي الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى، وهل أتاك حديث الغاشية، وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما أيضا في الصلاتين. فدلالته واضحة على أنه صلى الله عليه وسلم كان يصلي العيد والجمعة.
وفي صحيح البخاري من حديث أبي عبيد قال: شهدت العيد مع عثمان بن عفان، وكان ذلك يوم الجمعة، فصلى قبل الخطبة، ثم خطب فقال: ياأيها الناس إن هذا يوم قد اجتمع لكم فيه عيدان، فمن أحب أن ينتظر الجمعة من أهل العوالي فلينتظر، ومن أحب أن يرجع فقد أذنت له. فهو لم يرخص للجميع وإنما رخص لأهل العوالي البعيدين، ويشق عليهم الانتظار إلى الجمعة، أو الذهاب ثم الرجوع إلى الجمعة فرخص لهم. هذا ماورد في صحيح السنة.
وقد بلغنا أن بعض أئمة الجوامع في عيد سابق وافق يوم جمعة حضر إلى المصلين ولم يقم الجمعة وإنما صلى بهم الظهر، وزعم أن هذه هي السنة. ومنهم من أعلن في خطبة العيد أنه لن يصلي بهم الجمعة، وأنه سيصلي بهم ظهرا. وهذا خطأ؛ فإن الحنابلة أنفسهم الذين رخصوا لمن صلى العيد بعدم شهود الجمعة لم يرخصوا للإمام أن يترك الجمعة، وألزموه بإقامة الجمعة ليتمكن من لم يصل العيد من أداء صلاة الجمعة، وليصلي الجمعة من أحب أن يصليها ممن أدى صلاة العيد. ولهذا قال ابن قدامة الحنبلي: وإن اتفق عيد في يوم جمعة سقط حضور الجمعة عمن صلى العيد إلا الإمام؛ فإنها لا تسقط عنه إلا أن لا يجتمع له من يصلي به الجمعة. إلى أن قال: فأما الإمام فلم تسقط عنه؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم وإنا لمجمعون. ولأنه لو تركها لامتنع فعل الجمعة في حق من تجب عليه، ومن يريدها ممن سقطت
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/353)
عنه بخلاف غيره من الناس.
وبهذا أفتت اللجنة الدائمة للإفتاء فقالوا: إذا صادف يوم العيد يوم الجمعة فيسقط حضور صلاة الجمعة عمن صلى العيد إلا الإمام فإن عليه أن يحضر إلى المسجد ويصلي الجمعة بمن حضر. وعلى من لم يحضر صلاة الجمعة ممن حضر صلاة العيد أن يصلي ظهرا بعد دخول وقتها، وحضوره الجمعة وصلاته مع الناس أفضل. (فتاوى اللجنة الدائمة 8/ 331)
وبلغنا أيضا أن بعض أئمة مساجد الفروض فتحوا المساجد وأذنوا وصلوا ظهرا، والناس حولهم يصلون الجمعة في الجوامع. ومافعله أولئك الأئمة خطأ، ونبه الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أنه ليس لأئمة مساجد الفروض أن يفتحوا المساجد ويؤذنوا ويصلوا الظهر. وهذا حق؛ فلايليق أن ينادي المنادي لشهود الجمعة وفي الوقت نفسه ينادي آخر بجواره لصلاة الظهر، وترك الجمعة. فهذا تناقض. وعلى كل حال فعلى المسلم أن يحتاط لدينه ويشهد صلاة العيد، وصلاة الجمعة فقد قال تعالى {ياأيها الذين آمنوا إذا نودي للصلاة من يوم الجمعة فاسعوا إلى ذكر الله وذروا البيع} ولم يستثن ما إذا ماوافق العيد الجمعة، فلا يعدل عن العمل بعموم هذه الآية إلا بدليل واضح صحيح صريح.
استطراد لتوضيح بعض أدلة المسألة
ولنأخذ إحدى الروايات عن ابن الزبير رضي الله عنهما في هذه المسألة لنبين شيئا من الاختلاف الواقع في بعض أدلة هذه المسألة، وهي ما أخرجه النسائي في كتاب صلاة العيدين الرخصة في التخلف عن الجمعة لمن شهد العيد أخبرنا محمد بن بشار قال: حدثنا يحيى قال: حدثنا عبدالحميد بن جعفر قال: حدثني وهب بن كيسان قال: اجتمع عيدان على عهد ابن الزبير فأخر الخروج حتى تعالى النهار، ثم خرج فخطب، فأطال الخطبة، ثم نزل، فصلى ولم يصل للناس يومئذ الجمعة. فذكر ذلك لابن عباس فقال: أصاب السنة.
وأخرجه ابن خزيمة في جماع أبواب صلاة العيدين باب الرخصة للإمام إذا اجتمع العيدان والجمعة أن يعيد بهم، ولا يجمع بهم إن كان ابن عباس أراد بقوله أصاب ابن الزبيرالسنة سنة النبيصلى الله عليه وسلم عن بندار محمد بن بشار به. وهذا سند صحيح رجاله ثقات. والشاهد من هذا الحديث قول ابن عباس لما أخبر بفعل ابن الزبير: أصاب السنة. فهذا له حكم الرفع على الصحيح عند المحدثين والفقهاء والأصوليين.وذكر ابن حجر أن جمهور أهل الحديث والأصول على هذا، قال: وهي طريقة البخاري ومسلم. (فتح الباري.3/ 512)
بل قال الحاكم: وقد أجمعوا على أن قول الصحابي "سنة" حديث مسند.
والظاهر من صنيع ابن خزيمة أنه يرى ثبوت هذه اللفظة أعني قول ابن عباس "أصاب السنة "، وقد رأيت أحد الباحثين وهو عمرو عبدالمنعم سليم قد حكم على لفظة "السنة" بالشذوذ، وذكر أن الذي يثبت هو قول ابن عباس: أصاب
(انظر تحصيل مافات التحديث ص 154)
قال ابن خزيمة: قول ابن عباس:"أصاب ابن الزبير السنة" يحتمل أن يكون أراد سنة النبي. صلى الله عليه وسلم وجائز أن يكون أراد سنة أبي بكر أو عمر أو عثمان أو علي. ولا أخال أنه أراد به أصاب السنة في تقديمه الخطبة قبل صلاة العيد؛ لأن هذا الفعل خلاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر. وإنما أراد تركه أن يجمع بهم بعدما قد صلى بهم صلاة العيد فقط، دون تقديم الخطبة قبل صلاة العيد (صحيح ابن خزيمة2/ 359)
ويشكل على ما ذكره ابن خزيمة أنه لم يثبت عن النبيصلى الله عليه وسلم أنه ترك إقامة الجمعة في المدينة ولو اجتمع العيد والجمعة في يوم ولهذا جاء في حديث أبي هريرة الذي رواه أبوداود وابن ماجه من طريق أبي صالح عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" قد اجتمع في يومكم هذا عيدان، فمن شاء أجزأه عن الجمعة، وإنا مجمعون "، وهذا الحديث ضعيف لإرساله، فالصواب أنه مرسل رواه أبوصالح عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا لم يذكر فيه أباهريرة، وقد نبه على هذا غير واحد من أئمة الحديث كالإمام أحمد، والدارقطني لكن قوله "وإنا مجمعون"، يشهد له ما رواه مسلم في كتاب الجمعة باب ما يقرأ في صلاة الجمعة من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ في العيدين وفي الجمعة بسبح اسم ربك الأعلى، وهل أتاك حديث الغاشية. قال: وإذا اجتمع العيد والجمعة في يوم واحد يقرأ بهما أيضا في الصلاتين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/354)
وعلى هذا لا يستقيم ما ذكره ابن خزيمة من حمل قول ابن عباس"أصاب السنة" على ترك ابن الزبير التجميع بالناس.
وأما ما ذكره ابن خزيمة من أن تقديم الخطبة قبل صلاة العيد خلاف سنة النبي صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر فصحيح؛ فقد أخرج البخاري في كتاب العيدين باب الخطبة بعد العيدمن حديث ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: شهدت العيد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبي بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم فكلهم كانوا يصلون قبل الخطبة.
فعلى هذا لايمكن أن يكون مراد ابن عباس بقوله"?أصاب السنة" تقديمه الخطبة على الصلاة. وقد أخرج مسلم في كتاب صلاة العيدين من طريق عبدالرزاق قال: أخبرنا ابن جريج أخبرني عطاء أن ابن عباس أرسل إلى ابن الزبير أول ما بويع له أنه لم يكن يؤذن للصلاة يوم الفطر فلا تؤذن لها. قال:فلم يؤذن لها ابن الزبير يومه، وأرسل إليه مع ذلك: إنما الخطبة بعد الصلاة، و إن ذلك قد كان يفعل. قال: فصلى ابن الزبير قبل الخطبة. والحديث بهذا السند والمتن في مصنف عبدالرزاق كتاب صلاة العيدين باب الأذان لهما، وفي آخره: فسأله أصحابه: ابن صفوان وأصحاب له قالوا: هلا آذنتنا! فاتتهم الصلاة يومئذ. فلما ساء الذي بينه وبين ابن عباس لم يعد ابن الزبير لأمر ابن عباس. وقد أخرج الحديث مختصرا البخاري في كتاب العيدين باب المشي والركوب إلى العيد بغير أذان ولا إقامة.
وفي خبر ابن الزبير أيضا أنه أخر الخروج حتى تعالى النهار، وهذا مخالف لما ثبت من سنتهصلى الله عليه وسلم بالتبكير بصلاة العيد، فقد أخرج أحمد في مسنده قال: حدثنا أبو المغيرة حدثنا صفوان بن عمرو حدثنا يزيد بن خمير قال: خرج عبدالله بن بسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم مع الناس يوم عيد فطر أو أضحى، فأنكر إبطاء الإمام، وقال: إن كنا مع النبيصلى الله عليه وسلم قد فرغنا ساعتنا هذه. وذلك حين التسبيح. وهذا الحديث ليس في المطبوع من المسند، ولم أجده في طبعة الرسالة الجديدة أيضا. وقد ذكره ابن حجر في أطراف المسندورواه بسنده إلى المسند في تغليق التعليق.
والحديث أخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب وقت الخروج إلى العيدعن أحمد به لكن ليس فيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم.وسند أحمد صحيح. وقد أخرجه الحاكم الحديث في مستدركه كتاب العيدين من طريق أحمد، وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه. ولم يتعقبه الذهبي في التلخيص.
قال ابن حجر في تغليق التعليق 2/ 376 معلقا: أما الحديث فصحيح الإسناد لا أعلم له علة، وأما كونه على شرط البخاري فلا فإنه لم يخرج ليزيد بن خمير في صحيحه شيئا. والله أعلم.
وقد علقه البخاري في صحيحه في كتاب العيدين باب التبكير إلى العيد.
فقال: وقال عبدالله بن بسر: إن كنا فرغنا في هذه الساعة. وذلك حين التسبيح. قال ابن حجر: قوله "وذلك حين التسبيح" أي وقت صلاة السبحة، وهي النافل وذلك إذا مضى وقت الكراهة. وفي رواية صحيحة للطبراني:" وذلك حين تسبيح الضحى. (فتح الباري2/ 457)
والمقصود أن ابن الزبير أخر الصلاة حتى ارتفع النهار. وهذا خلاف السنة في صلاة العيد. فهذه ثلاثة أمور وقعت فيها المخالفة: تأخير الصلاة حتى ارتفاع النهار، وتقديم الخطبة على الصلاة، وعدم إقامة الجمعة؛ ليتمكن من لم يصل العيد من صلاة الجمعة، ومن يريد أن يصلي الاثنتين من مراده. فلا يمكن أن يحمل قول ابن عباس"أصاب السنة" على هذا كله، وإنما يجوز حمله على أصل القول بإجزاء العيد عن الجمعة. ويمكن أن يقال: إن الصلاة التي صلاها ابن الزبير هي صلاة الجمعة واكتفى بها عن صلاة العيد. وبهذا تزول الإشكالات التي تقدم إيرادها على ما فعله. قال الخطاب في معالم السنن: وأما صنيع ابن الزبير فإنه لا يجوز عندي أن يحمل إلا على مذهب من يرى تقديم صلاة الجمعة قبل الزوال قال: فعلى هذا يشبه أن يكون ابن الزبير صلى الركعتين على أنهما جمعة وجعل العيد في معنى التبع له. وقال ابن قدامة: وإن قدم الجمعة فصلاها في وقت العيد فقد روي عن أحمد قال: تجزئ الأولى منهما. فعلى هذا تجزئه عن العيد والظهر، ولا يلزمه شيء إلى العصر عند من جوز الجمعة في وقت العيد. ثم ذكر فعل ابن الزبير وتعليق الخطابي ثم قال: فعلى هذا يكون ابن الزبير قد صلى الجمعة فسقط العيد والظهر، ولأن الجمعة إذا سقطت مع تأكدها، فالعيد أولى أن يسقط بها. أما إذا قدم العيد فإنه يحتاج إلى أن يصلي الظهر في وقتها إذا لم يصل الجمعة.
ويؤيد القول بأن الصلاة التي صلاها ابن الزبير هي الجمعة أنه بعد أن صلى تلك الصلاة لم يخرج إلا لصلاة العصر. فقد أخرج عبدالرزاق في كتاب صلاة العيدين باب اجتماع العيدين عن ابن جريج قال: قال عطاء: إن اجتمع يوم الجمعة ويوم الفطر في يوم واحد فليجمعهما فليصل ركعتين قط، حيث يصلي صلاة الفطر، ثم هي هي حتى العصر. ثم أخبرني عند ذلك قال: اجتمع يوم فطر ويوم جمعة في يوم واحد في زمان ابن الزبير، فقال ابن الزبير: عيدان اجتمعا في يوم واحد، فجمعهما جميعا بجعلهما واحدا، وصلى يوم الجمعة ركعتين بكرة صلاة الفطر، ثم لم يزد عليها حتى صلى العصر. قال: فأما الفقهاء فلم يقولوا في ذلك وأما من لم يفقه فأنكر ذلك عليه. قال: ولقد أنكرت أنا ذلك عليه، وصليت الظهر يومئذ. قال: حتى بلغنا بعد أن العيدين كانا إذا اجتمعا كذلك صليا واحدة. وأخرجه ابن المنذر في الأوسط. من طريق عبدالرزاق به. وأخرجه أبو داود في كتاب الصلاة باب إذا وافق يوم الجمعة يوم عيد من طريق أبي عاصم عن ابن جريج قال: قال عطاء: اجتمع يوم جمعة ويوم فطر على عهد ابن الزبير فقال: عيدان اجتمعا في يوم واحد فجمعهما جميعا، فصلاهما ركعتين بكرة، لم يزد عليهما حتى صلى العصر. وسند عبدالرزاق صحيح عن عطاء وعن ابن الزبير. فابن جريج ثقة حافظ، وقد صرح بالإخبار، وقد ذكر هو عن نفسه أنه إذا قال: قال عطاء؛ فقد سمعه منه.
نسأل الله تعالى أن يرزقنا العلم والعمل والإخلاص والقبول. وصلى وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه.
وكتبه الدكتور بسام الغانم العطاوي
رئيس الدراسات الإسلامية في كلية المعلمين في الدمام
وخطيب جامع الزبير بن العوام
في 3/ 12/1422، ثم زدت فيه في 16/ 11/1425.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(84/355)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 10 - 07, 04:11 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا البحث النافع
وهذه فوائد للمدارسة والمباحثة
على القول بأن وقت صلاة الجمعة يبدأ بعد طلوع الشمس كما عند الحنابلة فإن الإمام إذا صلاها بنية صلاة الجمعة وأعلم المصلين بذلك فإنهم يكتفون بها ولايصلون بعدها إلا العصر.
وعلى القول بأن وقت صلاة الجمعة لايبدأ إلا بعد الزوال كما هو مذهب الجمهور فلا يصح تقديمها قبل ذلك، ويلزم من صلى العيد أن يصلي الجمعة مع الإمام أو يصلي الظهر.
فلعل ابن الزبير كان يرى أن وقت صلاة الجمعة يبدأ بعد طلوع الشمس فصلاها جمعة واكتفى بذلك.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[16 - 10 - 07, 08:19 م]ـ
الشيخ عبدالرحمن وفقه الله
أظن الشيخ بسام قد أشار إلى هذا الأمر بقوله: ويمكن أن يقال: إن الصلاة التي صلاها ابن الزبير هي صلاة الجمعة واكتفى بها عن صلاة العيد. وبهذا تزول الإشكالات التي تقدم إيرادها على ما فعله. قال الخطاب في معالم السنن: وأما صنيع ابن الزبير فإنه لا يجوز عندي أن يحمل إلا على مذهب من يرى تقديم صلاة الجمعة قبل الزوال قال: فعلى هذا يشبه أن يكون ابن الزبير صلى الركعتين على أنهما جمعة وجعل العيد في معنى التبع له.
أليس هذا هو الذي ترمون إليه بارك الله فيكم؟
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[17 - 10 - 07, 05:52 م]ـ
كلامك صحيح، ولم انتبه لما ذكره الشيخ، فجزاك الله خيرا وبارك فيك.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[17 - 10 - 07, 08:19 م]ـ
وإياكم
وبارك فيكم
ـ[د. بسام الغانم]ــــــــ[19 - 11 - 09, 05:31 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[19 - 11 - 09, 05:56 م]ـ
بارك الله فيكم، بحث نافع.
لكن أن يقال:
لا تثريب على من عمل بهذه السنة إذا رجح أو قلد من صحح هذه الأحاديث.
و إن أخذ بالأحوط من لم يظهر له ذلك فلا تثريب.
و الله أعلم.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[20 - 11 - 09, 05:08 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113510
ـ[سمير زمال]ــــــــ[20 - 11 - 09, 09:56 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ـ[أبو معاذ باوزير]ــــــــ[20 - 11 - 09, 10:26 م]ـ
يرفع .. للفائدة والمناسبة
ـ[أبو عبد الرحمان القسنطيني الجزائري]ــــــــ[21 - 11 - 09, 10:41 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو محمد السوري]ــــــــ[08 - 09 - 10, 11:08 م]ـ
الحمد لله رب العالمين .. والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أمَّا بعد:
يُرفع للفائدة
أخوكم من بلاد الشام
أبو محمد السوري
ـ[أبو تيمور الأثري]ــــــــ[09 - 09 - 10, 12:32 ص]ـ
ماذا عن فتوى اللجنه الدائمه للبحوث والإفتاء الذين قالوا أنه يجوز ان يصليها ظهرا؟؟؟(84/356)
حقن الغنم بإبر اللقاح.,.,
ـ[ابو همام المكي]ــــــــ[16 - 10 - 07, 04:28 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كيف حال الجميع؟ وكل عام وانتم بخير.
أود أن أستفسر عن حكم حقن الغنم بإبر اللقاح , أي بمعنى أنه يؤخذ من الفحل السائل المنوي
وحقن الماعز أو غيرها من الدواب بالإبرة في موضع الرحم , دون أن يكون هناك لقاء بين الماعز والفحل؟
أرجوا الرد بأسرع وقت
وفق الله الجميع لكل خير. ,. ,. ,
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[16 - 10 - 07, 05:59 م]ـ
وما المانع الشرعي من ذلك، فإن أصل ذلك مأذون به شرعا،
روى البخاري وأبوداود والترمذي والنسائي عن ابن عمرقال: [نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل].
قال في " عون المعبود ": [(عَنْ عَسْب الْفَحْل)
: أَيْ عَنْ كِرَاء ضِرَابه وَأُجْرَة مَائِهِ، نَهَى عَنْهُ لِلْغَرَرِ لِأَنَّ الْفَحْل قَدْ يَضْرِب وَقَدْ لَا يَضْرِب وَقَدْ لَا يُلَقِّح الْأُنْثَى، وَبِهِ ذَهَبَ الْأَكْثَرُونَ إِلَى تَحْرِيمه. وَأَمَّا الْإِعَارَة فَمَنْدُوب ثُمَّ لَوْ أَكْرَمه الْمُسْتَعِير بِشَيْءٍ جَازَ قَبُول كَرَامَته. قَالَ فِي النِّهَايَة: وَلَمْ يَنْهَ عَنْ وَاحِد مِنْهُمَا وَإِنَّمَا أَرَادَ النَّهْي عَنْ الْكِرَاء الَّذِي يُؤْخَذ عَلَيْهِ فَإِنَّ إِعَارَة الْفَحْل مَنْدُوب إِلَيْهَا، وَقَدْ جَاءَ فِي الْحَدِيث " وَمِنْ حَقّهَا إِطْرَاق فَحْلهَا " وَوَجْه الْحَدِيث أَنَّهُ نَهَى عَنْ كِرَاء عَسْبِ الْفَحْل فَحَذَفَ الْمُضَاف وَهُوَ كَثِير فِي الْكَلَام، وَقِيلَ يُقَال لِكِرَاءِ الْفَحْل عَسْب وَعَسَبَ الْفَحْل يَعْسِبهُ أَيْ أَكْرَاهُ وَعَسَبْت الرَّجُلَ إِذَا أَعْطَيْته كِرَاء ضِرَاب فَحْله فَلَا يَحْتَاج إِلَى حَذْف مُضَاف، وَإِنَّمَا نَهَى عَنْهُ لِلْجَهَالَةِ الَّتِي فِيهِ، وَلَا بُدَّ فِي الْإِجَارَة مِنْ تَعْيِين الْعَمَل وَمَعْرِفَة مِقْدَاره].
قال الترمذي – رحمه الله تعالى -: حدثنا عبدة بن عبد الله الخزاعي البصري حدثنا يحيى بن آدم عن إبراهيم بن حميد الرؤاسي عن هشام بن عروة عن محمد بن إبراهيم التيمي عن أنس بن مالك [أن رجلا من كلاب سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن عسب الفحل، فنهاه، فقال: يا رسول الله إنا نطرق الفحل، فنُكْرَم.
فرخص له في الكرامة].
صححه الألباني في " صحيح الترمذي برقم 1274.
قال المباركفوري في " تحفة الأحوذي ": [(فَرَخَّصَ لَهُ فِي الْكَرَامَةِ)
أَيْ فِي قَبُولِ الْهَدِيَّةِ دُونَ الْكِرَاءِ، وَفِيهِ دَلِيلٌ عَلَى أَنَّ الْمُعِيرَ إِذَا أَهْدَى إِلَيْهِ الْمُسْتَعِيرُ هَدِيَّةً بِغَيْرِ شَرْطٍ حَلَّتْ لَهُ. وَقَدْ وَرَدَ التَّرْغِيبُ فِي إِطْرَاقِ الْفَحْلِ أَخْرَجَ اِبْنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ مِنْ حَدِيثِ أَبِي كَبْشَةَ مَرْفُوعًا: " مَنْ أَطْرَقَ فَرَسًا فَأَعْقَبَ كَانَ لَهُ كَأَجْرِ سَبْعِينَ فَرَسًا ".
قلت (علي): وحديث أبي كبشة صححه المحدث الألباني في " التعليقات الحسان " برقم 4660، وفي الصحيحة 2868.
قال الحافظ في " الفتح ": [وَأَمَّا عَارِيَة ذَلِكَ فَلَا خِلَاف فِي جَوَازه].
وهذا الحقن من الفحل إذا أذن به صاحب الفحل، فلا مانع شرعي منه، إلا إذا خفنا من اختلاط الأنساب في البهائم.:)
ـ[ابو همام المكي]ــــــــ[16 - 10 - 07, 11:58 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل
نريد مزيداً من التوضيح.,.,
وفق الله الجميع لكل خير.,.,.,
ـ[محمد العفاسى]ــــــــ[06 - 12 - 07, 02:40 م]ـ
لا مانع فى ذلك(84/357)
أسئلة هامه
ـ[_الناصر_]ــــــــ[16 - 10 - 07, 09:16 م]ـ
أسئلة هامه
1 - رجل قال لا اله الا الله ولا يعرف معناها هل يصير بها مسلما وهل تنفعه لا اله الا الله؟
2 - رجل قال لا اله الا الله وأنا لا أعرف إن كان يعرف معناها أو لا يعرف فهل يحكم له بالاسلام أيضا وهل تنفعه لا اله الا الله؟
3 - ما المقصود بأن يعرف معناها ليحكم بالإسلام ما هو الحد الأدنى من العلم الذي به أقول أنه يعرف معناها وهل هذا الحد الأدني ينفعه؟
4 - هل لا اله الا الله تنجي قائلها من الخلود في النار إن كان لا يعرف معناها ولم يأت بشروطها أو ارتكب نواقضها؟
أرجوا أن تجيبوني على هذه التساؤلات لأهميتها وعندي المزيد إن وجدت إجابه على هذه
ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[17 - 10 - 07, 02:30 م]ـ
اقراء كتاب الايمان من صحيح مسلم. مع اى شرح لمسلم وحبذا لو كانت القراءه من شرح شيخنا الاثيوبي.(84/358)