وقال تعالى: {واستفزز من استطعت منهم بصوتك وأجلب عليهم بخيلك ورجلك وشاركهم في الأموال والأولاد وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا} [سورة الإسراء:64]
جاء في تفسير الجلالين: (واستفزز): استخف، (صوتك): بدعائك بالغناء والمزامير وكل داع إلى المعصية و هذا أيضا ما ذكره ابن كثير والطبري عن مجاهد. وقال القرطبي في تفسيره: "في الآية ما يدل على تحريم المزامير والغناء واللهو .. وما كان من صوت الشيطان أو فعله وما يستحسنه فواجب التنزه عنه".
و قال الله عز وجل: {والذين لا يشهدون الزور وإذا مروا باللغو مروا كراما} [الفرقان: 72].
وقد ذكر ابن كثير في تفسيره ما جاء عن محمد بن الحنفية أنه قال: الزور هنا الغناء، وجاء عند القرطبي والطبري عن مجاهد في قوله تعالى: {والذين لا يشهدون الزور} قال: لا يسمعون الغناء. وجاء عن الطبري في تفسيره: "قال أبو جعفر: وأصل الزور تحسين الشيء، ووصفه بخلاف صفته، حتى يخيل إلى من يسمعه أو يراه، أنه خلاف ما هو به، والشرك قد يدخل في ذلك لأنه محسن لأهله، حتى قد ظنوا أنه حق وهو باطل، ويدخل فيه الغناء لأنه أيضا مما يحسنه ترجيع الصوت حتى يستحلي سامعه سماعه" (تفسير الطبري).
وفي قوله عز وجل: {و إذا مروا باللغو مروا كراما} قال الإمام الطبري في تفسيره: {وإذا مروا بالباطل فسمعوه أو رأوه، مروا كراما. مرورهم كراما في بعض ذلك بأن لا يسمعوه، وذلك كالغناء}
أدلة التحريم من السنة النبوية الشريفة:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحر و الحرير و الخمر و المعازف، و لينزلن أقوام إلى جنب علم، يروح عليهم بسارحة لهم، يأتيهم لحاجة، فيقولون: ارجع إلينا غدا، فيبيتهم الله، ويضع العلم، ويمسخ آخرين قردة وخنازير إلى يوم القيامة» (رواه البخاري تعليقا برقم 5590، ووصله الطبراني والبيهقي، وراجع السلسلة الصحيحة للألباني 91).
وقد أقرّ بصحة هذا الحديث أكابر أهل العلم منهم الإمام ابن حبان، والإسماعيلي، وابن صلاح، وابن حجر العسقلاني، وشيخ الإسلام ابن تيمية، والطحاوي، وابن القيم، والصنعاني، وغيرهم كثير.
وقال الإمام ابن القيم رحمه الله: "ولم يصنع من قدح في صحة هذا الحديث شيئا كابن حزم نصرة لمذهبه الباطل في إباحة الملاهي، وزعم أنه منقطع لأن البخاري لم يصل سنده به". وقال العلامة ابن صلاح رحمه الله: "ولا التفات إليه (أى ابن حزم) في رده ذلك .. وأخطأ في ذلك من وجوه .. والحديث صحيح معروف الاتصال بشرط الصحيح" (غذاء الألباب في شرح منظومة الآداب لإمام السفاريني).
وفي الحديث دليل على تحريم آلات العزف والطرب من وجهين:
• أولاهما قوله صلى الله عليه وسلم: "يستحلون"، فإنه صريح بأن المذكورات ومنها المعازف هي في الشرع محرمة، فيستحلها أولئك القوم.
• ثانيا: قرن المعازف مع ما تم حرمته وهو الزنا والخمر والحرير، ولو لم تكن محرمة - أى المعازف - لما قرنها معها" (السلسلة الصحيحة للألباني 1/ 140 - 141 بتصرف). قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "فدل هذا الحديث على تحريم المعازف، والمعازف هي آلات اللهو عند أهل اللغة، وهذا اسم يتناول هذه الآلات كلها" (المجموع).
وروى الترمذي في سننه عن جابر رضي الله عنه قال: «خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عبد الرحمن بن عوف إلى النخيل، فإذا ابنه إبراهيم يجود بنفسه، فوضعه في حجره ففاضت عيناه، فقال عبد الرحمن: أتبكي وأنت تنهى عن البكاء؟ قال: إني لم أنه عن البكاء، وإنما نهيت عن صوتين أحمقين فاجرين: صوت عند نغمة لهو ولعب ومزامير شيطان، وصوت عند مصيبة: خمش وجوه وشق جيوب ورنة» (قال الترمذي: هذا الحديث حسن، وحسنه الألباني صحيح الجامع 5194).
وقال صلى الله عليه و سلم: «صوتان ملعونان، صوت مزمار عند نعمة، و صوت ويل عند مصيبة» (إسناده حسن، السلسلة الصحيحة 427)
وعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: «ليكونن في هذه الأمة خسف، وقذف، ومسخ، وذلك إذا شربوا الخمور، واتخذوا القينات، وضربوا بالمعازف» (صحيح بمجموع طرقه، السلسلة الصحيحة 2203)
قال صلى الله عليه وسلم: «إن الله حرم على أمتي الخمر، والميسر، والمزر، والكوبة، والقنين، وزادني صلاة الوتر» (صحيح، صحيح الجامع 1708). الكوبة هي الطبل، أما القنين هو الطنبور بالحبشية (غذاء الألباب).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/13)
وروى أبي داوود في سننه عن نافع أنه قال: «سمع ابن عمر مزمارا، قال: فوضع أصبعيه على أذنيه، ونأى عن الطريق، وقال لي: يا نافع هل تسمع شيئا؟ قال: فقلت: لا! قال: فرفع أصبعيه من أذنيه، وقال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم، فسمع مثل هذا! فصنع مثل هذا» (حديث صحيح، صحيح أبي داوود 4116).
و علق على هذا الحديث الإمام القرطبي قائلا: "قال علماؤنا: إذا كان هذا فعلهم في حق صوت لا يخرج عن الاعتدال، فكيف بغناء أهل هذا الزمان وزمرهم؟! " (الجامع لأحكام القرآن للقرطبي).
أقوال أئمة أهل العلم:
قال الإمام عمر بن عبد العزيز رضى الله عنه: الغناء مبدؤه من الشيطان وعاقبته سخط الرحمن (غذاء الألباب)، ولقد نقل الإجماع على حرمة الاستماع إلى الموسيقى والمعازف جمع من العلماء منهم: الإمام القرطبي وابن الصلاح وابن رجب الحنبلي. فقال الإمام أبو العباس القرطبي: الغناء ممنوع بالكتاب والسنة وقال أيضا: "أما المزامير والأوتار والكوبة (الطبل) فلا يختلف في تحريم استماعها ولم أسمع عن أحد ممن يعتبر قوله من السلف وأئمة الخلف من يبيح ذلك، وكيف لا يحرم وهو شعار أهل الخمور والفسوق ومهيج الشهوات والفساد والمجون؟ وما كان كذلك لم يشك في تحريمه ولا تفسيق فاعله وتأثيمه" (الزواجر عن اقتراف الكبائر لابن حجر الهيثمي). وقال ابن الصلاح: الإجماع على تحريمه ولم يثبت عن أحد ممن يعتد بقوله في الإجماع والاختلاف أنه أباح الغناء ..
قال القاسم بن محمد رحمه الله: الغناء باطل، والباطل في النار.
وقال الحسن البصري رحمه الله: إن كان في الوليمة لهو –أى غناء و لعب-، فلا دعوة لهم (الجامع للقيرواني).
قال النحاس رحمه الله: هو ممنوع بالكتاب والسنة، وقال الطبري: وقد أجمع علماء الأمصار على كراهة الغناء، والمنع منه. و يقول الإمام الأوزاعي رحمه الله: لا تدخل وليمة فيها طبل ومعازف.
قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام أبي حنيفة: "وقد صرح أصحابه بتحريم سماع الملاهي كلها كالمزمار والدف، حتى الضرب بالقضيب، وصرحوا بأنه معصية توجب الفسق وترد بها الشهادة، وأبلغ من ذلك قالوا: إن السماع فسق والتلذذ به كفر، وورد في ذلك حديث لا يصح رفعه، قالوا ويجب عليه أن يجتهد في أن لا يسمعه إذا مر به أو كان في جواره" (إغاثة اللهفان) وروي عن الإمام أبي حنيفة أنه قال: الغناء من أكبر الذنوب التي يجب تركها فورا. وقد قال الإمام السفاريني في كتابه غذاء الألباب معلقا على مذهب الإمام أبو حنيفة: "وأما أبو حنيفة فإنه يكره الغناء ويجعله من الذنوب، وكذلك مذهب أهل الكوفة سفيان وحماد وإبراهيم والشعبي وغيرهم لا اختلاف بينهم في ذلك، ولا نعلم خلافا بين أهل البصرة في المنع منه".
وقد قال القاضي أبو يوسف تلميذ الإمام أبى حنيفة حينما سئل عن رجل سمع صوت المزامير من داخل أحد البيوت فقال: "ادخل عليهم بغير إذنهم لأن النهي عن المنكر فرض".
أما الإمام مالك فإنه نهى عن الغناء و عن استماعه، وقال رحمه الله عندما سئل عن الغناء و الضرب على المعازف: "هل من عاقل يقول بأن الغناء حق؟ إنما يفعله عندنا الفساق" (تفسير القرطبي). والفاسق في حكم الإسلام لا تقبل له شهادة ولا يصلي عليه الأخيار إن مات، بل يصلي عليه غوغاء الناس وعامتهم.
قال ابن القيم رحمه الله في بيان مذهب الإمام الشافعي رحمه الله: "وصرح أصحابه - أى أصحاب الإمام الشافعى - العارفون بمذهبه بتحريمه وأنكروا على من نسب إليه حله كالقاضي أبي الطيب الطبري والشيخ أبي إسحاق وابن الصباغ" (إغاثة اللهفان). وسئل الشافعي رضي الله عنه عن هذا؟ فقال: أول من أحدثه الزنادقة في العراق حتى يلهوا الناس عن الصلاة وعن الذكر (الزواجر عن اقتراف الكبائر).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/14)
قال ابن القيم رحمه الله: "وأما مذهب الإمام أحمد فقال عبد الله ابنه: سألت أبي عن الغناء فقال: الغناء ينبت النفاق بالقلب، لا يعجبني، ثم ذكر قول مالك: إنما يفعله عندنا الفساق" (إغاثة اللهفان). وسئل رضي الله عنه عن رجل مات وخلف ولدا وجارية مغنية فاحتاج الصبي إلى بيعها فقال: تباع على أنها ساذجة لا على أنها مغنية، فقيل له: إنها تساوي ثلاثين ألفا، ولعلها إن بيعت ساذجة تساوي عشرين ألفا، فقال: لاتباع إلا أنها ساذجة. قال ابن الجوزي: "وهذا دليل على أن الغناء محظور، إذ لو لم يكن محظورا ما جاز تفويت المال على اليتيم" (الجامع لأحكام القرآن). ونص الإمام أحمد رحمه الله على كسر آلات اللهو كالطنبور وغيره إذا رآها مكشوفة، وأمكنه كسرها (إغاثة اللهفان).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "مذهب الأئمة الأربعة أن آلات اللهو كلها حرام ... ولم يذكر أحد من أتباع الأئمة في آلات اللهو نزاعا" (المجموع). وقال أيضا: "فاعلم أنه لم يكن في عنفوان القرون الثلاثة المفضلة لا بالحجاز ولا بالشام ولا باليمن ولا مصر ولا المغرب ولا العراق ولا خراسان من أهل الدين والصلاح والزهد والعبادة من يجتمع على مثل سماع المكاء والتصدية لا بدف ولا بكف ولا بقضيب وإنما أحدث هذا بعد ذلك في أواخر المائة الثانية فلما رآه الأئمة أنكروه" وقال في موضع آخر: "المعازف خمر النفوس، تفعل بالنفوس أعظم مما تفعل حميا الكؤوس" (المجموع)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله في بيان حال من اعتاد سماع الغناء: "ولهذا يوجد من اعتاده واغتذى به لا يحن على سماع القرآن، ولا يفرح به، ولا يجد في سماع الآيات كما يجد في سماع الأبيات، بل إذا سمعوا القرآن سمعوه بقلوب لاهية وألسن لاغية، وإذا سمعوا المكاء والتصدية خشعت الأصوات وسكنت الحركات وأصغت القلوب" (المجموع).
قال الألباني رحمه الله: "اتفقت المذاهب الأربعة على تحريم آلات الطرب كلها" (السلسلة الصحيحة 1/ 145).
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: "إنك لا تجد أحدا عني بالغناء وسماع آلاته إلا وفيه ضلال عن طريق الهدى علما وعملا، وفيه رغبة عن استماع القرآن إلى استماع الغناء". وقال عن الغناء: "فإنه رقية الزنا، وشرك الشيطان، وخمرة العقول، ويصد عن القرآن أكثر من غيره من الكلام الباطل لشدة ميل النفوس إليه ورغبتها فيه". وقال رحمه الله:
حب القرآن وحب ألحان الغنا في قلب عبد ليس يجتمعان
والله ما سلم الذي هو دأبه أبدا من الإشراك بالرحمن
وإذا تعلق بالسماع أصاره عبدا لكل فلانة وفلان
و بذلك يتبين لنا أقوال أئمة العلماء واقرارهم على حرمية الغناء والموسيقى والمنع منهما.
الاستثناء:
ويستثنى من ذلك الدف - بغير خلخال- في الأعياد والنكاح للنساء، وقد دلت عليه الأدلة الصحيحة، قال شيخ الإسلام رحمه الله: "ولكن رخص النبي صلى الله عليه وسلم في أنواع من اللهو في العرس ونحوه كما رخص للنساء أن يضربن بالدف في الأعراس والأفراح، وأما الرجال على عهده فلم يكن أحد على عهده يضرب بدف ولا يصفق بكف، بل ثبت عنه في الصحيح أنه قال: التصفيق للنساء والتسبيح للرجال، ولعن المتشبهات من النساء بالرجال والمتشبهين من الرجال بالنساء" (المجموع). وأيضا من حديث عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "دخل علي أبو بكر وعندي جاريتان من جواري الأنصار تغنيان بما تقاولت به الأنصار في يوم بعاث قالت وليستا بمغنيتين فقال أبو بكر أبمزمور الشيطان في بيت النبي صلى الله عليه وسلم وذلك في يوم عيد الفطر فقال النبي صلى الله عليه وسلم يا أبا بكر إن لكل قوم عيدا وهذا عيدنا" (صحيح، صحيح ابن ماجه 1540).
الرد على من استدل بحديث الجاريتين في تحليل المعازف:
قال ابن القيم رحمه الله: "وأعجب من هذا استدلالكم على إباحة السماع المركب مما ذكرنا من الهيئة الاجتماعية بغناء بنتين صغيرتين دون البلوغ عند امرأة صبية في يوم عيد وفرح بأبيات من أبيات العرب في وصف الشجاعة والحروب ومكارم الأخلاق والشيم، فأين هذا من هذا، والعجيب أن هذا الحديث من أكبر الحجج عليهم، فإن الصديق الأكبر رضي الله عنه سمى ذلك مزمورا من مزامير الشيطان، وأقره رسول الله صلى الله عليه وسلم على هذه التسمية، ورخص فيه لجويريتين غير مكلفتين ولا مفسدة في إنشادهما ولاستماعهما، أفيدل هذا على إباحة ما تعملونه وتعلمونه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/15)
من السماع المشتمل على ما لا يخفى؟! فسبحان الله كيف ضلت العقول والأفهام" (مدارج السالكين)،
وقال ابن الجوزي رحمه الله: "وقد كانت عائشة رضي الله عنها صغيرة في ذلك الوقت، و لم ينقل عنها بعد بلوغها وتحصيلها إلا ذم الغناء، قد كان ابن أخيها القاسم بن محمد يذم الغناء ويمنع من سماعه وقد أخذ العلم عنها" (تلبيس إبليس).
ابن حزم و إباحة الغناء
من المعروف والمشهور أن ابن حزم رحمه الله يبيح الغناء، كما هو مذكور في كتابه المحلى.
لكن الذي نريد أن ننبه عليه أن الناس إذا سمعوا أن ابن حزم أو غيره من العلماء يحللون الغناء، ذهب بالهم إلى الغناء الموجود اليوم في القنوات والإذاعات وعلى المسارح والفنادق وهذا من الخطأ الكبير. فمثل هذا الغناء لا يقول به مسلم، فضلا عن عالم؛ مثل الإمام الكبير ابن حزم. فالعلماء متفقون على تحريم كل غناء يشتمل على فحش أو فسق أو تحريض على معصية.
ونحن نعلم حال الغناء اليوم وما يحدث فيه من المحرمات القطعية، كالتبرج والاختلاط الماجن والدعوة السافرة إلى الزنى والفجور وشرب الخمور، تقف فيه المغنية عارية أو شبه عارية أمام العيون الوقحة والقلوب المريضة لتنعق بكلمات الحب والرومانسية. ويتمايل الجميع رجالا ونساء ويطربون في معصية الله وسخطه.
ولذلك نقول: إن على من يشيع في الناس أن ابن حزم يبيح الغناء، أن يعرف إلى أين يؤدي كلامه هذا إذا أطلقه بدون ضوابط وقيود، فليتق الله وليعرف إلى أين ينتهي كلامه؟! وليتنبه إلى واقعه الذي يحيا فيه.
ثم أعلم كون ابن حزم أو غيره يبيح أمرا جاء النص الصريح عن النبي صلى الله عليه وسلم بتحريمه لا ينفعك عند الله،
قال سليمان التيمي رحمه الله: لو أخذت برخصة كل عالم، أو زلة كل عالم، اجتمع فيك الشر كله.
وقد قال الله جل وعلا: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} [الحشر:7]،
وقال أيضا: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} [النور:63].
ولله در القائل:
العلم قال الله قال رسوله إن صح والإجماع فاجهد فيه
وحذار من نصب الخلاف جهالة بين الرسول وبين رأي فقيه
أما حكم الأناشيد الإسلامية الخالية من الموسيقى فهو كالأتى:
صح أن النبي صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام رضوان الله عليهم قد سمعوا الشعر وأنشدوه واستنشدوه من غيرهم، في سفرهم وحضرهم، وفي مجالسهم وأعمالهم، بأصوات فردية كما في إنشاد حسان بن ثابت وعامر بن الأكوع وأنجشة رضي الله عنهم، وبأصوات جماعية كما في حديث أنس رضي الله عنه في قصة حفر الخندق، قال: فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم ما بنا من النصب والجوع قال: «اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة، فاغفر للأنصار والمهاجرة». فقالوا مجيبين: نحن الذين بايعوا محمدا، على الجهاد ما بقينا أبدا" (رواه البخاري 3/ 1043).
وفي المجالس أيضا؛ أخرج ابن أبي شيبة بسند حسن عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: "لم يكن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم منحرفين ولا متماوتين، كانوا يتناشدون الأشعار في مجالسهم، وينكرون أمر جاهليتهم، فإذا أريد أحدهم عن شيء من دينه دارت حماليق عينه" (مصنف ابن أبي شيبة 8/ 711).
فهذه الأدلة تدل على أن الإنشاد جائز، سواء كان بأصوات فردية أو جماعية، والنشيد في اللغة العربية: رفع الصوت بالشعر مع تحسين وترقيق (القاموس المحيط). وهناك ضوابط تراعى في هذا الأمر وضعها لنا أهل العلم وهي: عدم استعمال الآلات والمعازف المحرمة في النشيد، عدم الإكثار منه وجعله ديدن المسلم وكل وقته وتضييع الواجبات والفرائض لأجله، أن لا يكون بصوت النساء، وأن لا يشتمل على كلام محرم أو فاحش، وأن لا يشابه ألحان أهل الفسق والمجون، وأن يخلو من المؤثرات الصوتية التي تنتج أصواتا مثل أصوات المعازف. وأيضا يراعى أن لا يكون ذا لحن يطرب به السامع ويفتنه كالذين يسمعون الأغاني.
وللاستزادة يمكن مراجعة: كتاب الإعلام بنقد كتاب الحلال والحرام للشيخ العلامة صالح بن فوزان الفوزان، وكتاب السماع لشيخ الإسلام ابن القيم، وكتاب تحريم آلات الطرب للشيخ محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله.
وختاما ..
قال الإمام ابن القيم رحمه الله في كتابه إغاثة اللهفان: "اعلم أن للغناء خواص لها تأثير في صبغ القلب بالنفاق، ونباته فيه كنبات الزرع بالماء.
فمن خواصه: أنه يلهي القلب ويصده عن فهم القرآن وتدبره، والعمل بما فيه، فإن الغناء والقرآن لا يجتمعان في القلب أبدا لما بينهما من التضاد، فإن القرآن ينهى عن اتباع الهوى، ويأمر بالعفة، ومجانبة شهوات النفوس، وأسباب الغي، وينهى عن اتباع خطوات الشيطان، والغناء يأمر بضد ذلك كله، ويحسنه، ويهيج النفوس إلى شهوات الغي فيثير كامنها، ويزعج قاطنها، ويحركها إلى كل قبيح، ويسوقها إلى وصل كل مليحة ومليح، فهو والخمر رضيعا لبان، وفي تهييجهما على القبائح فرسا رهان .. إلخ".
فيا أيها المسلمون: نزهوا أنفسكم وأسماعكم عن اللهو ومزامر الشيطان، وأحلوها رياض الجنان، حلق القرآن، وحلق مدارسة سنة سيد الأنام، عليه أفضل الصلاة وأزكى السلام، تنالوا ثمرتها، إرشادا من غي، وبصيرة من عمي، وحثا على تقى، وبعدا عن هوى، وحياة القلب، ودواء وشفاء، ونجاة وبرهانا، وكونوا ممن قال الله فيهم: {والذين هم عن اللغو معرضون}.
وفق الله المسلمين للتمسك بدينهم والبصيرة في أمرهم إنه قريب مجيب.
و الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..
منقول للإفادة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/16)
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[19 - 06 - 07, 04:41 م]ـ
جزاك الله خيراً ..
والغناء يختلف في لغة العرب وفي لغتنا الدارجة .. فالأول يقصد به الشعر والحداء.(80/17)
الفقه والورع .. هل هما متلازمان؟
ـ[توبة]ــــــــ[17 - 06 - 07, 07:08 م]ـ
كثيرا ما يقرن بين هاتين الكلمتين، وقلّ ما ذكرت إحداهما في وصف أو سيرة مثلا، ولم تلحق بها الأخرى،فما العلاقة بين الفقه والورع،و هل كلما زاد الرجل تفقها في دينه ازداد ورعه؟؟
أرجو الإجابة
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[19 - 06 - 07, 04:06 م]ـ
هذا هو الأصل: أن العلم يزيد في الخشية والورع.
لكنَّ هذا الأصلَ غيرُ مطردٍ فقد فات كثيرٌ من المتفقهين الورعَ كما فات كثيرٌ من الورعين الفقهَ.
والموفق من وفقه الله.
ـ[توبة]ــــــــ[19 - 06 - 07, 08:21 م]ـ
جازاكم الله خيرا وزادنا وإياكم فقها وورعا ..(80/18)
الطلاق المعلق وإذا رجع الحالف عنه قبل وقوعه
ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[18 - 06 - 07, 01:26 ص]ـ
موضوع الطلاق المعلق وإذا رجع الحالف عنه قبل وقوعه
بمعنى
أن قال زوج عليَّ الطلاق إذا ذهبتِ إلى المكان الفلاني (ولم يحده بزمن)
أو تكوني طالق لو ذهبت إلى المكان الفلاني (ولم يحده بزمن)
ولم تذهب المحلوف عليها ولم يقع الطلاق
ثم أراد الحالف الرجوع عن حلفانه وأن تذهب إلى المكان الفلاني
فهل له أصلاً الرجوع وقد كان كلامه على الإطلاق؟
ـ[زياد عوض]ــــــــ[18 - 06 - 07, 06:46 ص]ـ
رقم الفتوى 73870 هي يمكن الرجوع عن الطلاق المعلق
تاريخ الفتوى: 01 ربيع الثاني 1427
السؤال
في إحدى المشادات العائلية أقسمت وحلفت بالطلاق على زوجتي وأولادي أنهم لن يذهبوا مرة أخرى إلى النادي والآن أريد أن أرد اليمين ما العمل؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمن حلف بالطلاق على وقوع أمر، فقد علق الطلاق على وقوعه، فالحلف بالطلاق على أمر في المستقبل يعتبر تعليقا للطلاق على ذلك الأمر، فإذا وقع المعلق عليه، وقع الطلاق، والسائل قد علق طلاق زوجته بذهابها وأولاده إلى النادي، فإذا ذهبوا وقع الطلاق، ولا فرق بين كونه أراد الطلاق ونواه بالحلف المذكور، أو أراد به التهديد والمنع عند جماهير العلماء، وذهب بعض العلماء إلى أنه إذا لم ينو الطلاق وإنما نوى المنع والتهديد، فلا يقع الطلاق بذهابهم، وإنما تلزمه كفارة يمين إن حنث.
والمفتى به عندنا وهو الأحوط القول الأول، فعلى الأخ أن يمنع أهله من الذهاب إلى النادي المذكور، وبهذا يتفادى وقوع الطلاق، ولا يمكنه الرجوع عن هذا اليمين. وسبق بيانه في الفتوى رقم: 28374
والله أعلم
رقم الفتوى: 28374
عنوان الفتوى: هل يمكن التراجع عن الطلاق المعلق
تاريخ الفتوى: 03 ذو الحجة 1423/ 05 - 02 - 2003
السؤال
قلت لزوجتي إن دخل أحد من أهلك بيتي تكونين طالقاً وقبل أن يدخل أحد تم الاتفاق على التصالح في بيتي وقد تم فهل يقع الطلاق علما بأنني لا أقول إنني كنت أهدد حتى لا يستهان بالسؤال؟ ولكم جزيل الشكر ...
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فما دمت قصدت بقولك هذا تعليق الطلاق فإنه متى دخل أحد من أهل زوجتك إلى بيتك وقع الطلاق، فإذا وقع الطلاق بحصول ما عُلق عليه فلا مانع من استرجاعها في فترة عدتها من غير حاجة إلى عقد أو صداق أو ولي، ما لم يكن هذا الطلاق مسبوقاً بطلقتين قبله وإلا بانت منك بينونة كبرى لا تحل لك إلا بعد وطء زوج آخر في نكاح صحيح، وانظر الفتوى رقم:
7665.
وليُعلم أن من علق الطلاق على حصول شيء، لا يمكن التراجع عن ذلك التعليق عند جمهور العلماء -وهو الراجح عندنا- وراجع في هذا الفتوى رقم:
1956 - والفتوى رقم: 19827.
وعلى الأخ السائل مراجعة الجهات المختصة بالفصل في قضايا الأحوال الشخصية، لأن أمر الطلاق شائك وخطير فلا يكتفى فيه بفتوى مضت ولا إجابة سؤال.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[18 - 06 - 07, 08:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرًا
والحمد لله هذا ما يقر في صدري، ولكن تعجبت من نسبة قول لشيخ أزهري ولم أتبين منه أنه يجوز الرجوع فكنت مستغربًا لأن الحالف يكون قي نيته الأمر على الإطلاق الأبدي، لا أنه متى أراد رجع.
وأكرر الشكر للشيخ زياد عوض
ـ[زياد عوض]ــــــــ[18 - 06 - 07, 04:36 م]ـ
جزاكم الله خيرًا
والحمد لله هذا ما يقر في صدري، ولكن تعجبت من نسبة قول لشيخ أزهري ولم أتبين منه أنه يجوز الرجوع فكنت مستغربًا لأن الحالف يكون قي نيته الأمر على الإطلاق الأبدي، لا أنه متى أراد رجع.
وأكرر الشكر للشيخ زياد عوض
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[حارث همام]ــــــــ[18 - 06 - 07, 05:34 م]ـ
مراد المعلق للطلاق بالشرط أحد ثلاثة أمور:
- أن ينوي متى ما حصل الشرط فهي طالق.
- أن ينوي ساعة معينة أو حالة خاصة.
- أن يذهل عن نية تعين مطلق حلفه.
فإن لم تكن الصور الثلاث مراده بالتعليق فيها على الشرط حض أو منع.
فالأولى يقع بها الطلاق متى ما تحقق الشرط.
والثانية الأظهر أنه يقال بتدينه فيها، فإن النية تخصص العام وتقيد المطلق في مثل هذا على الصحيح، إلاّ أن ترفعه الزوجة إلى القاضي فإن لم تكن له قرينة تشهد لمراده فتطلق عليه.
الثالثة تطلق عليه لمطلق الشرط.
أما إن كان مراده بلفظه ما يراد باليمين مثل الحض أو المنع أو التصديق أو التكذيب، فهذا يكفر كفارة يمين ويستغفر الله ويتوب إليه.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[18 - 06 - 07, 06:43 م]ـ
لشيخ الإسلام تفضيل في المسألة .. ذكره الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرحه على الزاد.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[19 - 06 - 07, 01:32 ص]ـ
http://66.7.198.8/~ahl/vb/showthread.php?t=102866
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[19 - 06 - 07, 03:21 م]ـ
وذهب بعض العلماء إلى أنه إذا لم ينو الطلاق وإنما نوى المنع والتهديد، فلا يقع الطلاق بذهابهم، وإنما تلزمه كفارة يمين إن حنث.
ممن قال بهذا القول: شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم رحمهما الله ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/19)
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 10:04 م]ـ
وان كان بالمشيئة هل يقع ام لا يقع
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[22 - 06 - 07, 12:41 ص]ـ
قال ابن رشد في البداية 4/ 378
فأما تعليق الطلاق بالمشيئة فإنه لا يخلو أن يعلقه بمشيئة الله أو بمشيئة مخلوق، فإذا علقه بمشيئة الله وسواء علقه على جهة الشرط مثل أن يقول أنت طالق إن شاء الله، أو على جهة الاستثناء مثل أن يقول أنت طالق إلا أن يشاء الله، فإن مالكا قال: لا يؤثر الاستثناء في الطلاق شيئا وهو واقع لابد. وقال أبو حنيفة والشافعي: إذا استثنى المطلق مشيئة الله لم يقع الطلاق. وسبب الخلاف هل يتعلق الاستثناء بالأفعال الحاضرة الواقعة كتعلقه بالأفعال المستقبلة أو لا يتعلق؟ وذلك أن الطلاق هو فعل حاضر؛ فمن قال لا يتعلق به قال: لا يؤثر الاستثناء ولا اشتراط المشيئة في الطلاق؛ ومن قال يتعلق به قال: يؤثر فيه. وأما إن علق الطلاق بمشيئة من تصح مشيئته ويتوصل إلى علمها فلا خلاف في مذهب مالك أن الطلاق يقف على اختيار الذي علق
الطلاق بمشيئته .. ا. هـ
وقال الشيخ ابن عثيمين في الشرح 13/ 155
( ........ والقول الثالث وسط فإن أراد بقوله ان شاء الله أي: ان شاء الله أن تطلقي بهذا القول
فإن الطلاق يقع لأننا نعلم ان الله تعالى يشاء الشيء اذا وجد سببه
وإن أراد بقوله ان شاء الله أي في طلاق مستقبل فإنه لا يقع حتى يوقعه مرة ثانية
في المستقبل وهذا هو الصواب ا. هـ
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[22 - 06 - 07, 12:49 ص]ـ
قال الشيخ محمد المختار الشنقيطي في شرح زاد المستقنع - باب تعليق الطلاق بالشروط [7]:
تعلق الطلاق بمشيئة الله
قال المصنف رحمه الله: [وأنت طالق وعبدي حرٌ إن شاء الله وقعا]: أصل التقدير: أنتِ طالق إن شاء الله وعبدي حر إن شاء الله، وهذا النوع الثاني من الإسناد بالمشيئة وهي مشيئة الله عز وجل. مشيئة الله عز وجل يختلف حكمها في الطلاق والعتاق والأيمان، يقول: أنتِ طالق إن شاء الله، أو: عبدي حر إن شاء الله، أو: والله لا آكل إن شاء الله، وهكذا. هذه المسألة تعرف بمسألة الاستثناء بمشيئة الله عز وجل، ووجه ذلك: أنه يستثني الطلاق ويجعله معلقاً على وجود المشيئة، يقول: امرأتي طالق إن شاء الله، ففي هذه الحالة اختلف العلماء -رحمهم الله- هل يقع الطلاق أو لا يقع؟ فيها قولان مشهوران، لكن قبل أن نذكر القولين نُنبِّه على مسألة وهي أن من قال: إن شاء الله، لابد أن يكون قاصداً للتعليق، فينوي في قرارة قلبه أنه معلق لطلاقه على مشيئة الله عز وجل، فلا يأتي يقول: إن شاء الله، بلسانه هكذا بالعادة أو نحوها، إنما يقصد ذلك بقلبه، فمن العلماء من يقول: لابد أن تكون عنده نية بالمشيئة، من قبل أن يقول أنت طالق، وهذا عند من يرى أن المشيئة مؤثرة، فيقول: لو قال لها: أنت طالق، ثم طرأ عليه، أن يقيد بالمشيئة لم ينفعه؛ لأنه لما قال: أنت طالق، وقع الطلاق، فلا يصح بعد ذلك أن يقول: إلا أن يشاء الله، أو: إن شاء الله؛ لأن هذا نوع من التلاعب ونوع من إسقاط ما وجب، وما وجب لا يمكن إسقاطه؛ لأن الشرع جعل كل من يتلفظ بالطلاق يُلزم به حتى في حالة الهزل، فلو فُتح الباب للناس لتلاعبوا بالطلاق، فيطلق الرجل ثم يقول: إن شاء الله، ولهذا يشترط لمن قال: إن شاء الله، أن يكون قاصداً بنيته تعليق الطلاق على مشيئة الله عز وجل، ومحل هذا التعليق قبل أن يتلفظ بالطلاق، وقال بعض العلماء: يمكنه أن ينوي الاستثناء أثناء الجملة ما لم يتم جملة الطلاق، فلو قال لها: أنت، ثم تذكر أن يستثني، فقال: أنت طالق، إن شاء الله، أجزأه عند هؤلاء، حتى لو قال لها: أنت طا، وقبل أن يتم جملة طالق نوى في قرارة قلبه أن يقيد بمشيئة الله؛ أجزأه، أما إذا استتم الجملة ففيه خلاف عند من يقول بأن المشيئة تؤثر، فمنهم من يقول: إنه لا ينفعه ذلك؛ لأن الطلاق قد مضى، ومنهم من يقول: إنه ينفعه ذلك، وأعجب من هذا أن بعضهم يقول: له أن يستثني ولو بعد مدة طويلة شهر أو أشهر، وهذا قول مروي عن ابن عباس رضي الله عنهما وبعض السلف، والذي عليه العمل عند من يقول بالاستثناء بالمشيئة: أن يكون في نيته أن يستثني قبل أن يستتم الجملة أو قبل أن يتكلم بها. إذا ثبت هذا فللعلماء في هذه المسألة قولان: القول الأول: يقع الطلاق إذا علقه بمشيئة الله عز وجل مطلقاً، فإذا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/20)
قال: أنت طالق إن شاء الله، وقع عليه الطلاق ويؤاخذ به، وهذا القول قال به: قتادة وسعيد بن المسيب من أئمة التابعين، ويُروى عن عطاء بن أبي رباح وقال به الثوري و الأوزاعي وهو مذهب المالكية، ورواية عن الإمام أحمد رحمة الله عليهم. القول الثاني: أنه لا يقع طلاقه، وهو قول بعض أئمة السلف من التابعين وهو مذهب الشافعي ورواية عن الإمام أحمد رحمة الله على الجميع. وهذا الخلاف إذا كان قوله: إن شاء الله، بقصد التعليق بخلاف ما لو قال: إن شاء الله، تبركاً بذكر الله عز وجل؛ لأن اسم الله مبارك فيقول: إن شاء الله أفعل، إن شاء الله أقول، ولا يقصد التعليق، ولا ينوي في قلبه التعليق، وكذلك مسبوق اللسان، مثل من عادته أن يقول: إن شاء الله، فلما قال: أنت طالق، قال: إن شاء الله، فجرى بها لسانه دون أن يكون قاصداً للتعليق بقلبه، وكذلك إذا قصد التحقيق، فيقول لها: أنت طالق إن شاء الله، تحقيقاً وإثباتاً للأمر، في هذه الصور كلها يقع الطلاق وجهاً واحداً عند العلماء، فمن قال: أنت طالق إن شاء الله، ولم ينو في نفسه التعليق وإنما قال: إن شاء الله، تبركاً بذكر اسم الله عز وجل، أو قاله تحقيقاً للوقوع كما يقول لك: آتيك إن شاء الله، بقصد التحقيق، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: (وإنا إن شاء الله بكم لاحقون) أي: تحقيقاً للحوقه وموته عليه الصلاة والسلام؛ فهذا كله يقع فيه الطلاق؛ لأنه ليس بتعليق ولا في معنى التعليق. استدل الذين قالوا بوقوع الطلاق بقولهم: إذا قال لامرأته: أنت طالق إن شاء الله، فعندنا لفظان: اللفظ الأول: قوله: أنت طالق، أو زوجتي طالق، أو امرأتي طالق. واللفظ الثاني: قوله: إن شاء الله، الذي هو التعليق. فوقع لفظ الطلاق المعتبر من الشخص المعتبر على الصفة التي لا يشك في وقوعه فيها، وعلق في الجملة الثانية على أمر لا يمكننا علمه، فلا نعلم هل شاء الله أو لم يشأ؟ قالوا: واليقين أنه مطلق، والتعليق نشك في تأثيره وبناءً على ذلك يُلزم بقوله، لأن الشريعة لم تفتح باب التلاعب في الطلاق أبداً، حتى أن الهازل إذا تلفظ به تؤاخذه، مع أنها قد عفت وسامحت في كثير من الأمور إلا هذا اللفظ، فما دام أنه قال: أنت طالق، والله في كتابه والرسول صلى الله عليه وسلم في سنته كلاهما حكم بأن من طلق فإنه يلزم بطلاقه، فنلزمه بالطلاق، وهذا اللفظ معتبر من الشخص ولا يؤثر فيه التعليق؛ لأنه أُسند إلى ما لا يمكن علمه، فلما أسند إلى ما لا يمكن علمه فمعناه: أن التعليق غير مؤثر؛ لأنه ما ثبت أن الله لا يشاء طلاقه، فنبقى على الأصل ونؤاخذه بلفظه، فيقع عليه الطلاق. وبعض أئمة السلف له وجه ثانٍ من الاستدلال على وقوع الطلاق: وهو ما يلي: إذا قال لامرأته: أنت طالق إن شاء الله، فنقول له: قد شاء الله طلاق امرأتك؛ لأنه أذن بالطلاق، فنعتبرها طالقاً، وهذا قول عطاء بن أبي رباح كان إذا سُئل عن هذه المسألة يقول له: (قد شاء الله طلاق امرأتك) لأنه أذن بالطلاق، فلما تلفظت به فإنه شاء تطليقها، وهو محكوم به شرعاً، فتلزم بطلاقها، ويروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان إذا سئل عن قول الرجل: أنت طالق إن شاء الله، قال: (من قال: أنت طالق إن شاء الله، فهي طالق)، ويروى عن أبي سعيد و ابن عمر رضي الله عنهما أنهما قالا: (كنا معاشر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لا نرى التعليق -يعني: بالاستثناء بالمشيئة- في الطلاق والعتاق) أي: أنه لا يؤثر في الطلاق ولا يؤثر في العتق، ولذلك ذكره المصنف -رحمه الله- في قوله: أنت حر إن شاء الله، فلم ير تأثيره في الطلاق، ولم ير تأثيره في العتق، وقولهما رضي الله عنهما: (كنا معاشر أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم) أشبه بالإجماع، ولذلك قالوا: لم يحفظ لهم مخالف، وهو حكاية عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فدل على أنه إذا قال لامرأته: أنت طالق إن شاء الله، يمضي عليه الطلاق. واستدل أصحاب القول الثاني الذين ذهبوا إلى أنها لا تطلق، بقولهم: اليقين أنها امرأته، وهو علق الطلاق على مشيئة الله، ولم يثبت ما يدل على أن الله قد شاء طلاقها، قالوا: فلو علق الطلاق على مشيئة عبد لتوقفتم في الحكم عليه حتى ننظر هل يشاء أو لا يشاء؟ وهنا قد علق المشيئة على الله سبحانه وتعالى، وليس عندنا دليل يثبت أن الله قد شاء طلاقها، ومن هنا قالوا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/21)
لا تطلق عليه. والقول بالوقوع من القوة بمكان؛ لأن أصحاب القول الثاني بنوا على القياس على من استثنى في اليمين، قال عليه الصلاة والسلام: (من حلف فقال: إن شاء الله؛ لم يحنث) أخرجه الترمذي وحسنه، ومن العلماء من يقول: إنه صحيح لغيره، هذا الحديث يدل على أنه لو قال في اليمين: والله لا أفعل إن شاء الله، والله أفعل إن شاء الله، أنه لو لم يفعل أو فعل ما حلف على عدم فعله لم يحنث؛ لأنه علق على المشيئة، قالوا: والطلاق واليمين بابهما واحد، ولكن هذا ضعيف، فالطلاق يخالف اليمين، فإنه إذا قال: والله لا أفعل إن شاء الله، ولم يفعل، علمنا أن الله قد شاء أنه لا يفعل، وكذلك إذا قال: والله أفعل كذا إن شاء الله، فإنه إذا فعله فقد شاء الله عز وجل أن يفعله، ويمكننا العلم بمشيئة الله عز وجل، وبهذا فرق العلماء بينهما، وباب الطلاق من باب الإنشاء، وباب الإنشاء أضيق من أن يعلق، ولذلك إذا قال لامرأته: أنت طالق، فقد طلق، ثم قوله بعد ذلك: إن شاء الله لا يمكن علمه، والأصل مضي الطلاق على كل من تلفظ به، فنلزمه بالطلاق، فالقول بوقوعه من القوة بمكان. وأحب أن أنبه على أنني في المسائل الخلافية إذا قلت: الراجح كذا، والذي يترجح في نظري كذا وكذا، فلا شك عندي على غالب ظني أنه الراجح، لكن إذا قلت: أقواهما وأولاهما بالصواب، فهذا لا يستلزم الترجيح من كل وجه، بل القول الثاني يكون له وجه، وله قوة؛ تمنع من البت بالراجح في هذه المسألة. فمن قال من العلماء: إن الاستثناء بالمشيئة مؤثر فإنه لا يوقع الطلاق، ومن قال: إنه غير مؤثر فإنه يوقع الطلاق، وإذا قلنا: الاستثناء بالمشيئة مؤثر، فبعضهم يقول: لا يؤثر إلا إذا تلفظ به وأسمعه للغير، فيقول: زوجتي طالق إن شاء الله، فيقول: إن شاء الله، بصوت يسمعه الغير، ومن أهل العلم من يقول: لو حرّك بها لسانه دون أن يُسمع الغير بل لم يسمع غير نفسه فإنه يجزئه، وهذا القول الثاني هو الأقوى، يعني: لو قلنا بتأثير الاستثناء بالمشيئة فإنه لابد وأن يتلفظ بذلك في الحكم والقضاء، ويجزئه أن يكون اللفظ بقدر يسمعه هو. لكن لو قال أمام الناس: زوجتي طالق، وسمعه الناس يقول: زوجتي طالق؛ ثم قال: إن شاء الله، بصوت لم يسمعه إلا هو، ثم رفع عند القاضي، فإن القاضي يطلقها عليه قضاء، ولا تطلق عليه ديانة وفتوى، وهذا عند من يرى أن الاستثناء بالمشيئة مؤثر، لأن الذي سمعه الناس وقامت عليه البينة هو قوله: أنت طالق، فلو فتح الباب لتلاعب الناس، وأصبح كل رجل يقول لامرأته: أنت طالق، ثم يقول: استثنيت، وقلت: إن شاء الله، فمن قال: إن شاء الله، بصوت لم يسمعه إلا هو، فإنها تطلق عليه قضاءً، ولكنه بينه وبين الله يجزئه، ويؤثر ديانة، ولا يؤثر قضاءً وحكماً
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 01:32 م]ـ
احسنت اخي ابا دانية وفقك الله للخير
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[27 - 06 - 07, 06:37 م]ـ
المسألة فيها خلاف والراجح عندي هو اختيار ابن حزم بأن الطلاق المعلق لا يقع أبداً سواء وقع قبل الزواج أم بعده، وقد نقل ابن حزم هذا عند عدد قليل من السلف وهو بخلاف قول الجمهور، لكنه الأقوى دليلاً، والله أعلم.(80/22)
فصلٌ في أنه إذا عظم الوازع الطبيعي ضعف الوازع الشرعي
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 01:32 ص]ـ
" إذا عظم الوازع الطبيعي ضعف الوازع الشرعي "
وهي قاعدةٌ نافعةٌ لطالب العلم في الترجيح وتفسير اختيارات الفقهاء.
ومقتضى القاعدة يظهر في:
ـ أن الشريعة تراعي في أحكامها مصالح الأنام.
ـ فإذا وُجدت مصلحةٌ مرعيةٌ، ووُجد الداعي الطبيعي الغريزي إليها؛ وُكِل المكلفون إلى ذلك الداعي.
ـ أما إذا ضعف الداعي الطبيعي؛ فإن الشريعة تجيء بالتأكيد على المكلفين فيه، وتكرار الأمر به، والتغليظ على تركه.
وربما كان للقاعدة استثناءات؛ كسائر القواعد.
مثاله: لم ترد الوصية للوالد بولده كما وردت للولد بوالده في كتاب الله تعالى، وهذا معنى مشهور متداول.
ومن الشواهد على القاعدة ـ أيضاً ـ ما يذكره أبو العباس ابن تيمية ـ رحمه الله ـ وغيره من أن القرآن العزيز أكد على توحيد الألوهية أكثر من توحيد الربوبية، لأن الداعي الطبيعي في الربوبية أقوى.
وهل يقال: إن (الأصل) فيما قويَ فيه الداعي الطبيعي أن يُحمل على الاستحباب أو الكراهة، لا الإيجاب والتحريم، فيه بحث، وله حظٌّ من القوة، وهو محل نظر دقيق، يحتاج إلى استقراء ولو جزئياً، وعندي فيه نقلٌ لعلي أدرجه لاحقاً بعون الله ..
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 12:35 م]ـ
وهل يقال: إن (الأصل) فيما قويَ فيه الداعي الطبيعي أن يُحمل على الاستحباب أو الكراهة، لا الإيجاب والتحريم، فيه بحث
مثاله:
ـ الأمر بالانتشار بعد صلاة الجمعة، وابتغاء فضل الله، لا يقال بالوجوب فيه، لأن الطبيعة داعية إليه، فيكتفى بأقل درجات الأمر.
فإن اعترض بأن هذا يندرج تحت قاعدة أخرى " الأمر بعد الحظر .. "، قيل: لا مانع من تناول القواعد المتعددة لحكم واحد، بل هو مفيد للناظر والمناظر.
ـ الأمر بالوضوء لِمَسِّ المصحف، النصوص في الباب معلومٌ ما فيها، وذلك لأن الطبيعة الإيمانية داعيةٌ إلى احترامه وتنزيهه، فاكتفي بالإشارة والإخالة والمناسبة، ونحوه الوضوء للطواف، فالقول بالوجوب أو الاستحباب له وجهه، فعدم وجود النص الصريح باشتراطه يجري على هذا السمت، اكتفاء بالداعي الطبيعي، والله تعالى أعلم.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 12:43 م]ـ
ـ حب الوطن: لا شك أن للوطن مكانة في نفوس أهله، خصوصاً حين يكون مأرزاً للإيمان.
لكن:
حاول بعض الناس أن يستنطق النصوص بما لم تنطق به، ولو على جهة الإكراه والعسف، رغبةً في إظهار الشريعة بمظهر الوطنية، حتى اخترع بعضهم أكذوبة " حب الوطن من الإيمان "!
ولا شك ـ ثانيةً ـ أن الميل إلى الوطن، والذود عنه، من مطلوبات النفوس الإيمانية، بل الإنسانية، لكن لا حاجة إلى استكراه الأدلة، بل يكفي الإحالة على الطبائع السليمة، والشرائع ليست بحاجة إلى إثبات حسن السيرة.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 01:59 م]ـ
فائدة من الشيخ عبد الرحمن السديس رعاه الله تتعلق بأصل القاعدة:
في إعلام الموقعين للعلامة ابن القيم:
فَصْلٌ:
وَأَمَّا قَوْلُهُ: (أَوْجَبَ الْحَدَّ فِي الْقَطْرَةِ الْوَاحِدَةِ مِنْ الْخَمْرِ دُونَ الْأَرْطَالِ الْكَثِيرَةِ مِنْ الْبَوْلِ)
فَهَذَا أَيْضًا مِنْ كَمَالِ الشَّرِيعَةِ، وَمُطَابِقَتِهَا لِلْعُقُولِ وَالْفِطَرِ، وَقِيَامِهَا بِالْمَصَالِحِ؛ فَإِنَّ مَا جَعَلَ اللَّهُ سُبْحَانَهُ فِي طِبَاعِ الْخَلْقِ النَّفْرَةَ عَنْهُ وَمُجَانَبَتَهُ اكْتَفَى بِذَلِكَ عَنْ الْوَازِعِ عَنْهُ بِالْحَدِّ؛ لِأَنَّ الْوَازِعَ الطَّبِيعِيَّ كَافٍ فِي الْمَنْعِ مِنْهُ.
وَأَمَّا مَا يَشْتَدُّ تَقَاضِي الطِّبَاعِ لَهُ فَإِنَّهُ غَلَّظَ الْعُقُوبَةَ عَلَيْهِ بِحَسَبِ شِدَّةِ تَقَاضِي الطَّبْعِ لَهُ، وَسَدِّ الذَّرِيعَةِ إلَيْهِ مِنْ قُرْبٍ وَبُعْدٍ، وَجَعَلَ مَا حَوْلَهُ حِمًى، وَمَنَعَ مِنْ قُرْبَانِهِ، وَلِهَذَا عَاقَبَ فِي الزِّنَا بِأَشْنَعِ الْقِتْلَاتِ، وَفِي السَّرِقَةِ بِإِبَانَةِ الْيَدِ، وَفِي الْخَمْرِ بِتَوْسِيعِ الْجَلْدِ ضَرَبًا بِالسَّوْطِ، وَمَنَعَ قَلِيلَ الْخَمْرِ وَإِنْ كَانَ لَا يُسْكِرُ إذْ قَلِيلُهُ دَاعٍ إلَى كَثِيرِهِ؛ وَلِهَذَا كَانَ مَنْ أَبَاحَ مِنْ نَبِيذِ التَّمْرِ الْمُسْكِرِ الْقَدْرَ الَّذِي لَا يُسْكِرُ خَارِجًا عَنْ مَحْضِ الْقِيَاسِ وَالْحِكْمَةِ وَمُوجِبِ النُّصُوصِ، وَأَيْضًا فَالْمَفْسَدَةُ الَّتِي فِي شُرْبِ الْخَمْرِ وَالضَّرَرِ الْمُخْتَصِّ وَالْمُتَعَدِّي أَضْعَافُ الضَّرَرِ وَالْمَفْسَدَةِ الَّتِي فِي شُرْبِ الْبَوْلِ وَأَكْلِ الْقَاذُورَاتِ، فَإِنَّ ضَرَرَهَا مُخْتَصٌّ بِمُتَنَاوِلِهَا.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 02:08 م]ـ
وأخرى من الشيخ كذلك:
ويمكن أن يمثل أيضا لها:
باللعان، فالرجل تمنعه طبيعته أن يتهم أهله ويفسد فراشه = فأكتفي بشهادته مكررا ... ولا يقبل غيره في هذا الحكم إلا بأربعة شهداء.
فهنا الوازع الطبيعي خفف الشرط الديني لهذا الحكم.
ومثال آخر:
قبول الشهادة الدينية برواية الحديث والأذان ودخول رمضان ... لضعف الداعي للكذب فيها = فتقبل شهادته، بخلاف أمور الحقوق بين العباد، فلا بد من شاهدين أو أربعة أو ... حسب ما هو مقرر في بابه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/23)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[19 - 06 - 07, 03:18 م]ـ
جزاك الله خيراً أبا عبدالله
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 01:36 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي أبا يوسف
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 05:29 م]ـ
جزاك الله خيرا، موضوع مهم لطالب العلم تعلمه وفهمه، وأتمنى منكم الاحالة إلى المراجع التي تتكلم عن هذا الموضوع.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 09:38 م]ـ
جزاكم الله خيراً ... المسألة أشار إليها إشارات عجلى الشاطبي في الموافقات وابن القيم في الإعلام والطاهر ابن عاشور كما سيأتي بإذن الله.
وهل يقال: إن (الأصل) فيما قويَ فيه الداعي الطبيعي أن يُحمل على الاستحباب أو الكراهة، لا الإيجاب والتحريم، فيه بحث، وله حظٌّ من القوة، وهو محل نظر دقيق، يحتاج إلى استقراء ولو جزئياً، وعندي فيه نقلٌ لعلي أدرجه لاحقاً بعون الله ..
وهذا هو النقل الذي وعدتُ به:
وهو انتقاد الإمام الفقيه المقرئ أبي شامة الشافعي للفقيه أبي بكر ابن العربي المالكي في إيجابِه خصال الفطرة الخمس، فقد قال ابن حجر: (فتح الباري؛ لابن حجر (10/ 340،339): " وأغرب القاضي أبو بكر بن العربي فقال: عندي أن الخصال الخمس المذكورة في هذا الحديث كلها واجبة، فإن المرء لو تركها لم تبق صورته على صورة الآدميين، فكيف من جملة المسلمين، كذا قال في شرح الموطأ، وتعقبه أبو شامة: بأن الأشياء التي مقصودها مطلوبٌ لتحسين الخلق، وهي النظافة، لا تحتاج إلى ورود أمر إيجاب للشارع فيها، اكتفاءً بدواعي الأنفس، فمجرد الندب إليها كاف " (2) اهـ.
فأنت ترى هذا الفقيه لا يكتفي بظاهر النقل، الذي استفاد منه ابن العربي الوجوب، بل نظر إلى المقصد المشار إليه.
ثم وجدتني قد دونتُ ـ سابقاً ـ كلاماً مهماً للطاهر بن عاشور رحمه الله كان قد بسط الكلام في تقرير هذا المعنى في المقاصد، انظر: (213) منه.
ـ[توبة]ــــــــ[25 - 06 - 07, 01:10 ص]ـ
بارك الله فيكم على هذا الطرح الطيب، موضوع ذو فائدة.
وقد وجدت أمثلة لطيفة ذكرها الإمام العز بن عبد السلام في كتابه "قواعد الأحكام في مصالح الأنام"
- العدالة شرط في كل ولاية لتكون العدالة وازعة عن التقصير في جلب المصالح ودرء المفاسد , ولا يشترط ذلك في ولاية النكاح على الأصح ; لأن الوازع الطبعي يزع عن التقصير في حق المولى عليه. ولم تشترط الولاية في قبول الإقرار ; لأن الطبع يزع عن الكذب فيما يضر بنفسه أو ماله , والوازع الطبيعي أقوى من الوازع الشرعي.
- إذا شهد على أبيه أنه طلق ضرة أمه ثلاثا فهذه شهادة تنفع أمه وتضر أباه وفي قبولها قولان , والمختار أنها تقبل لضعف التهمة , فإن طبعه يزعه عن نفع أمه بما يضر أباه.
وكذلك لو شهد لأحد ابنيه على الآخر ; لأن الوازع الطبعي قد تعارض وظهر الصدق لضعف التهمة المتعارضة , ولو شهد ; لأعدائه على آبائه وأبنائه فهذه شهادة متأكدة ; لأن الظاهر عليها الوازع الطبعي والشرعي ; لأن طبعه يحثه على نفع أبنائه وآبائه , وعلى ضر خصومه وأعدائه فمنعه وازع الشرع من نفع آبائه وأبنائه وضر أضداده وأعدائه.
- إذا شهد بالزنا على إنسان فقتل بشهادته أو رجم في الحد بشهادته فإنه يلزمه الضمان والقصاص لأن الشاهد ولد في الحاكم وفي ولي الدم الداعية إلى القتل , لأن الحاكم يخاف من عذاب الآخرة وإن ترك الحكم , ومن عار الدنيا إذ ينسب إلى الفسوق والجور , وكذلك الولي ولد فيه الشاهد داعية طبيعية تحثه على استيفاء القصاص , والوازع الشرعي دون الوازع الطبعي.
ولكن لي تساؤل على ما ذكرتم أعلاه،
(الأمر بالوضوء لِمَسِّ المصحف، النصوص في الباب معلومٌ ما فيها، وذلك لأن الطبيعة الإيمانية داعيةٌ إلى احترامه وتنزيهه، فاكتفي بالإشارة والإخالة والمناسبة، ونحوه الوضوء للطواف، فالقول بالوجوب أو الاستحباب له وجهه، فعدم وجود النص الصريح باشتراطه يجري على هذا السمت، اكتفاء بالداعي الطبيعي،)
قولكم هنا،يفهم منه أنكم تساوون بين الوازع الطبيعي والوازع الإيماني،يا حبذا لو أرفقتم التعريف الإصطلاحي هنا للفائدة.
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 01:10 ص]ـ
ولكن لي تساؤل على ما ذكرتم أعلاه،
(الأمر بالوضوء لِمَسِّ المصحف، النصوص في الباب معلومٌ ما فيها، وذلك لأن الطبيعة الإيمانية داعيةٌ إلى احترامه وتنزيهه، فاكتفي بالإشارة والإخالة والمناسبة، ونحوه الوضوء للطواف، فالقول بالوجوب أو الاستحباب له وجهه، فعدم وجود النص الصريح باشتراطه يجري على هذا السمت، اكتفاء بالداعي الطبيعي،)
قولكم هنا،يفهم منه أنكم تساوون بين الوازع الطبيعي والوازع الإيماني،يا حبذا لو أرفقتم التعريف الإصطلاحي هنا للفائدة.
جزاكم الله خيراً ...
لا إشكال لأن تعظيم الخالق والخضوع له فطرة إنسانية، والإنسان بما هو إنسان مطبوع على تعظيم خالقه جل وعلا، فمن هذا الوجه يكون ما ذكر وازعاً طبيعياً، بالإضافة إلى الوازع الشرعي وهو معلوم، نظير هذا ما تقدم من كون توحيد الربوبية مركوز في فطرة الإنسان وطبيعته وجبلته البشرية.
عفواً نسيت أن أذكر أن الوازع طبيعي جبلي، وشرعي قرآني، وسلطاني، فالطبيعي هو ما في طبيعة الإنسان، والشرعي ما جاء في كلام الرحمن، والسلطان ما تحقق بسيف السلطان.
وفيه جاء عن عثمان رضي الله عنه: لما يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/24)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[26 - 06 - 07, 03:01 ص]ـ
شكر الله للأخت توبة ما نقلته من فائدة
وأجدد الشكر للأخ النجدي على فتح هذا الموضوع النافع.
ـ[توبة]ــــــــ[21 - 01 - 08, 12:55 م]ـ
لا إشكال لأن تعظيم الخالق والخضوع له فطرة إنسانية، والإنسان بما هو إنسان مطبوع على تعظيم خالقه جل وعلا، فمن هذا الوجه يكون ما ذكر وازعاً طبيعياً، بالإضافة إلى الوازع الشرعي وهو معلوم، نظير هذا ما تقدم من كون توحيد الربوبية مركوز في فطرة الإنسان وطبيعته وجبلته البشرية.
عفواً نسيت أن أذكر أن الوازع طبيعي جبلي، وشرعي قرآني، وسلطاني، فالطبيعي هو ما في طبيعة الإنسان، والشرعي ما جاء في كلام الرحمن، والسلطان ما تحقق بسيف السلطان.
وفيه جاء عن عثمان رضي الله عنه: لما يزع الله بالسلطان أكثر مما يزع بالقرآن
جازاكم الله خيرا.(80/25)
مسألة حادثة، هل هي من الربا؟
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[18 - 06 - 07, 10:40 ص]ـ
السلام عليكم أهلَ السنة
مسألة أراها في وقتنا هذا عند بعض الدوائر الحكومية التي تتطلب في تخليص معاملاتها إنهاء ما عليك من تعزيرات بالمال (مخالفات مرورية مثلاً)
حيث يقوم بعض الناس بالوقوف خارجاً وتسديد ما مخالفتك عن طريق الهاتف الخلوي بـ 160 ريال وهي بالأصل 150 توفيراً لوقتك وجهدك بدل أن تذهب للمصرف وتأخذ منك الوقت الطويل
وقس عليها رسوم إصدارات مختلفة من عدة إدارات
فهل ما يصنعونه من باب الربا، وهل هناك فتوى بهذا الخصوص؟
ـ[حارث همام]ــــــــ[18 - 06 - 07, 05:56 م]ـ
إن كان قيمة ثابتة غير مرتبطة بنسبة من قيمة المال المسدد فالذي يظهر أنها ليست بربا بل خدمة مقدرة الثمن، وإن كانت الأولى فهي من قبيل الربا.(80/26)
(لطيفة) قيل لأبي حنيفة رحمه الله: «أنت لا تُحسِن الحساب!».
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - 06 - 07, 02:01 م]ـ
(لطيفة) قيل لأبي حنيفة رحمه الله: «أنت لا تُحسِن الحساب!».
أخرج ابن خزيمة في صحيحه من طريق عبد الوارث بن سعيد، قال: (سألت أبا حنيفة - أو سُئِلَ أبو حنيفة - عن الوتر؟ فقال: فريضة، فقلت - أو فقيل له -: فكَم الفرض؟ قال: خمس صلوات، فقيل له: فما تقول في الوتر؟ قال: فريضة، فقلت - أو فقيل - له: أنت لا تُحْسِن الحساب).
وقد ورُوي عن الإمام ثلاث روايات: أن الوتر فرض، وأنه واجب، وأنه سنة ...
والوجوب هو آخر أقوال الإمام، وهو الظاهر من مذهبه ...
وأما عند صاحبيه: فسنَّة عملًا، واعتقادًا، ودليلًا، لكنه آكد سائر السنن المؤقتة.
وقيل في التوفيق بين الروايات، أنه أراد بقوله سنة: طريقة، أو ثبت وجوبه بالسنة، وبقوله فرض: لزومه عملا لا علما؛ لأن الواجب فرض في حق العمل دون الاعتقاد، فلا يكفر جاحده
تنبيه: لا أقصد من الموضوع التنقص من أبي حنيفة رحمه الله ...
ـ[حارث همام]ــــــــ[18 - 06 - 07, 06:28 م]ـ
حاشاك من أن أتقصد تنقص الإمام.
وفي تقديري أن القصة منقبة له فما أيسر الجدل والرد على مثل هذا لكنه رحمه الله انصرف عن ذلك وتركه.
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - 06 - 07, 06:50 م]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز حارث
وجزاك الله خيرا على حسن ظنك بأخيك
وبالنسبة لما أورده ابن خزيمة رحمه الله
فيُحمَل قول أبي حنيفة (فريضة)، على أنه أراد: واجب
وقوله: فرض، أي: ما يكفر جاحده
استفدت هذا التأويل من إحدى كتب الحنفية
والله تعالى أعلم
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[18 - 06 - 07, 08:29 م]ـ
بعبارة أدق
أنه أراد بقوله: فريضة = أي: فريضة عملية، لا يكفر جاحدها
وأراد بقوله: فرض: فرض اعتقاد، يكفر جاحده
ـ[حارث همام]ــــــــ[18 - 06 - 07, 08:48 م]ـ
ويمكن أن يلتمس للعبارة غير ذلك حتى على مذهب من لم يفرق بأن يقال الفرض الخمس فرض اليوم والليلة الذي لايسقط بعذر، أما الوتر ففرض يسقطه العذر.
أو يقال هو أجاب على اصطلاح معروف وهو أن الخمس فرائض فالفرائض خمس، ولا يعني ذلك عدم فرائض غيرها، سواء في اليوم والليلة، أو الأسبوع كالجمعة، أو العام، أو المرتبطة بالأسباب.
وإذا قلت الفرائض خمس والوتر فرض يقضي الانصاف بأن لا أتهم في الحساب وإن كان ذلك ممكناً لكن الأقرب والأظهر غيره.(80/27)
حينما يستفتى من لا فقه له!
ـ[توبة]ــــــــ[18 - 06 - 07, 06:42 م]ـ
من بين الإشكالات التي تواجه الطبيب 'مع قلة فقهه' في شهر رمضان، أن يكون المرض ليس مزمنا وفي نفس الوقت مدة شفائه غير معلومة،قد تطول وقد تقصر، طبعا حكم الإفطار يقدره الطبيب بمدى تأثيرالصوم على منحى المرض والمضاعفات التي قد تواجهه*
ولكن ماذا عن حكم القضاء هل يكون بالإطعام أم يؤجله الى حين برئه والمدة غير معلومة وقد تطول، كما أسلفت؟
- مثلا مريض بالمعدة رخص له الإفطار في شهر رمضان الفائت و بقيت أيام على رمضان آخر،واحتمال تحسنه كبير، ولكن عليه أيضا ترك الصوم في هذه السنة لضمان ذلك، يسأل هل عليه قضاء رمضان الفائت بالإطعام قبل دخول هذا الشهر أم يؤجله أفضل؟
- *أحيانا المريض مرضا مزمنا،يأتي الينا عند قرب شهر رمضان لتعديل الأوقات التي يؤخذ فيها الدواء وتكييفها حسب ساعتي الإفطار والسحور، والضرر الحاصل بصومه يكون احتمالا فقط أي ليس يقينا وهناك من تقل درجة الخطورة عن غيره،أيّ الحكمين أفضل في هذه الحالة؟ القول بالإفطار أخذا باستحباب الرخصة أم نتركه يصوم مع التأكيد على أخذ احتياطات معينة لتفادي الضرر؟
- بالنسبة للمرأة الحامل والمرضع، اذا قدرت على الصيام، مثلا حامل في الشهور الأولى وتحس القوة على الصيام ويرى الطبيب أن لا ضرر عليها وعلى جنينها فيقدر الله ان تصاب بمرض أو إعياء لسبب آخر غير الحمل،كيف يكون القضاء هنا؟
ـ[توبة]ــــــــ[19 - 06 - 07, 01:12 ص]ـ
اللّهم فقهنا في ديننا ...
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[20 - 06 - 07, 07:02 ص]ـ
بناءً على طلب الأخت الكريمة أن أجيب على سؤالها .. أقول مستعيناً بالله:
الحمد لله
1. إذا كان المريض يُرجَى شفاؤه فإنه يفطر ويقضي بعد ما يبرأ وإن طالت المدة.
2. من أخر القضاء إلى رمضان آخر لعذر كمرض يشق عليه معه الصيام فليس عليه إلا القضاء.
3. إذا كان المريض يشق عليه الصوم ويتعبه، أو يضره، أو يغلب على ظن الطبيب الثقة تأخر شفائه إذا صام .. أما إذا كان المرض يسيراً كوجع ضرسٍ لا يؤثر على الصائم، فإنه لا يجوز له الترخص بالفطر.
إذا كان لا يطيق الصوم بحال فيجب عليه الفطر، ويحرم عليه الصوم حينئذ. والله أعلم
4. لم أفهم مقصودك بقولك: (كيف يكون القضاء هنا؟).
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[20 - 06 - 07, 07:06 ص]ـ
مكرر
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[20 - 06 - 07, 07:08 ص]ـ
مكرر ...
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[20 - 06 - 07, 07:10 ص]ـ
....
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[20 - 06 - 07, 07:15 ص]ـ
........
ـ[توبة]ــــــــ[20 - 06 - 07, 10:52 ص]ـ
جازاك الله عني خيرا شيخنا الفاضل أبا يوسف
بالنسبة للسؤال الأخير،قد أشكل علي أختلاف أقوال العلماء بين القضاء صوما والفدية والجمع بينهما.
بالنسبة للسؤال الثالث مازال عندي اشكال فيه ...
ـ[توبة]ــــــــ[20 - 06 - 07, 03:41 م]ـ
الحمد لله، لقد وجدت هذا الرابط خلال البحث،أظنه يوضح شيئا مماّ قصدت في أسئلتي، أعلاه
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=383737&postcount=16
ـ[توبة]ــــــــ[10 - 07 - 07, 03:03 م]ـ
إحسان العتيبي
الخلاف في حكم صيام وإفطار الحامل والمرضع معروف ومشهور، وقد خطر لي خاطر في حكم من يقول إن عليها الإطعام، أو القضاء وهما أشهر الأقوال في المسألة:
فإن المرأة معروف أنها قد تمكث في حملها تسعة أشهر أو أقل أو أكثر بقليل، وقد تمكث في نفاسها أربعين يوما، وترضع سنتين!
فمن قال بالإطعام: فيلزم على قوله أنهما قد لا تصومان؛ لأنهما ستنتقلان بين الحمل والإرضاع.
ومن قال بالقضاء: فيلزم على قوله أن يأتي العام القادم والذي بعده وهي لا تزال ترضع، وقد تحمل من جديد، فمتى تقضي؟
والذي خطر لي أن يقال:
إن كانت الحامل والمرضع سيستمر عذرهما إلى رمضان القادم: فإنهما تطعمان.
وإن كان عذرهما ينتهي - أو انتهى - قبل رمضان القادم فيلزمهما القضاء.
والمسألة قيد البحث والنظر، لكنه خطر لي.
والله أعلم]]
وسؤالي للإخوة الأفاضل على ضوء الكلام الذي قبل قليل:
لو أن رجلاً أصيب بمرض ليس مزمناً حتى يقال إنه دائم، وليس طارئا ليقال إنه قد ينتهي خلال سنة أو سنتين بل قد يستمر معه 3 سنوات!
فماذا يقال لمثل هذا الرجل لو أفطر؟؟؟
هل يقال: يقضي؟ ومتى يفعل؟
وهل يقال: يطعم؟ على أي شيء قسته؟
أرجو الإفادة، للأهمية ولقرب الشهر الفضيل،بارك الله فيكم.
ـ[توبة]ــــــــ[23 - 07 - 07, 03:41 ص]ـ
.................(80/28)
هل تستأذن المرأة زوجها في التصفح و الدخول و الكتابة في النت؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[18 - 06 - 07, 10:14 م]ـ
السلام عليكم
الرجاء الاجابة
ـ[أبوالبراء الفلسطيني]ــــــــ[27 - 06 - 07, 09:57 م]ـ
أنا عن نفسي أمنع زوجي من دخوله إلا بحضوري
فمفاسد النت كثيرة
ولا أنصح بإعطاء المرأة كامل حريتها في ذلك
فما خلا رجل أو امرأة بالنت إلا وكان الشيطان ثالثهما!!
والله الموفق
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[28 - 06 - 07, 01:24 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك
لكن نريد تأصيل شرعي للمسألة
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[28 - 06 - 07, 11:55 ص]ـ
لا يخلو النت في كثير من الأحيان من الإختلاط
حتي في المنتديات الشريعية للأسف
إلا المنتديات الخاصة بالمرأة التي لا يؤذن فيها للرجال
ـ[البتيري]ــــــــ[28 - 06 - 07, 06:28 م]ـ
ان في النت شرا عظيما.
بل واشد خطرا من الاختلاط المباشر احيانا.
ولا يأمن المرء على نفسه الفتنة، فكيف بالنساء والفتيات؟؟
ادعو نفسي واياكم الى الرقابة وعدم التهاون.
ـ[البتول]ــــــــ[29 - 06 - 07, 12:02 ص]ـ
سبحان الله! ولا أي تاصيل علمي للمسألة في كل ما ذكر, إنما هي آراء شخصية فقط! أما من يمنع زوجه من دخوله إلا بإذنه فهل يمنع نفسه من الدخول إلا مع شخص ثالث حتى لا يكون الشيطان ثالثهما كما قال؟ هل إذا طلب أحد طلبة العلم من زوجه بحث مسألة له أو لها عبر هذه الشبكة هل عليه أن يجلس بقربهاوهي تبحث؟! هناك حلول أخرى لتجنب مخاطر هذه الشبكة غير الحجر على المرأة وحرمانها من الخير الوفير الذي يوجد فيها. ثم هب أن المرأة تحب أن تقرأ وتبحث في بعض المواضيع الخاصة بالنساء التي لا تحب لأحد أن يطلع عليها حتى زوجها, فماذا تفعل؟ ثم دعنا من هذا وذاك؟ ماذا لو كانت المرأة ليست بذات زوج وليس لها من يزودها بالعلم الشرعي فلا تجد متنفسا إلا عبر هذه الشبكة فهل عليها أن تُجلس أباها أو أخاها بقربها وهي تدرس أو تقرأ؟ بالله عليكم هاتوا لنا حلولا تنفع عامة الناس لا خواصهم! وبارك الله فيكم.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 06 - 07, 12:12 ص]ـ
السلام عليكم
الله امر الزوجة ألا تصوم غير الفرض إلا بإذن الزوج و هو حاضر
فهل يقاس عليها ذلك
ـ[توبة]ــــــــ[29 - 06 - 07, 12:24 ص]ـ
الله امر الزوجة ألا تصوم غير الفرض إلا بإذن الزوج و هو حاضر
فهل يقاس عليها ذلك
؟!!!!!!!!!
ـ[أم البراء]ــــــــ[29 - 06 - 07, 12:52 ص]ـ
سبحان الله لم التعقيد .. المهم ان يربى الاهل على الوازع الديني والخوف من الله ..
لي الآن سبع سنوات في عالم النت اشارك في المنتديات الاسلامية والعلمية والجهادية والنسائية ولم يحصل لي الا كل خير .. والحمد لله .. الحمد لله ان اهلي ليسوا مثل الذين ردوا ..
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 06:00 ص]ـ
المضحك .. أن بعض الناس .. يسمح لإبنته أو زوجته أن تعمل في أماكن فيها اختلاط أو مراجعين ذكور ...
وحينما يريد الخاطب أن يراها رؤية شرعية لا يسمح له بذلك!! ....
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 06 - 07, 03:55 م]ـ
السلام عليكم
القضية ليست من أجل التعقيد بل لبيان حكم شرعي
لذلك طرحنا السؤال على أهل العلم هنا
ـ[البتيري]ــــــــ[29 - 06 - 07, 05:09 م]ـ
اخوتي واخواتي
ليس الكلام عن التشكيك في المراة والزوجة والاخت .... الخ
نعم ... في النت الخير العميم والفتاوى والعلم،
بل بالعكس، من اسرع سبل الوصول الى العلم الشرعي في ايامنا الحالية.
بل وجميع انواع العلم الدنيوي النافع.
ولكن
لا ينكر عاقل ان في النت فتنا و مضار وضلالات قد لا يثبت امامها الضعاف (نسال الله ان يقوي ايماننا)
كما في الفضائيات من خير وعلم .... لمن شاء، وفسق وبدع ومجون وحرام ... لمن شاء.
فهل نترك الحبل على غاربه لابنائنا وبناتنا امام الدش؟
والقول في النت هو عن شئ من الرقابة والتذكير وعدم التهاون.
وليس عما نسب الينا من منع للنساء وحجر وحبس ...
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[29 - 06 - 07, 09:28 م]ـ
السلام عليكم بارك الله فيك أخي
النت مزلق خطر إذا لم يكن هنالك ضوابط شرعية للتعامل معه الرجل و المرأة سيان في ذلك
ـ[أبو شرحبيل]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:29 م]ـ
هذا الأمر يتعلق بالمسائل التي اختلطت فيها المنافع والمضار والمصالح والمفاسد، وذلك كقوله تعالى (فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ) ولذلك تختلف فيها الأحكام بحسب قياس حجم المصلحة والمفسدة بشرط أن يكون قياسا راجحا صحيحا ليس فيه هوى.
وتختلف المصالح والمفاسد من شخص لآخر فليس من أمن الفتنة كمن هو واقع فيها، وليس كل من يستخدم شبكة الانترنت يحصل له مصالح عالية بل كثير منهم يبدد وقته في التجول هنا وهناك والكثير ينتفون ويحصلون دينا وعلما، فينبغي إذا النظر
كما يؤثر في هذه المسألة أمر آخر يتعلق بغيرة الرجل على امرأته فمن الناس من يغار على زوجه فيمنعها من بعض المباحات غيرة منه فلا يلام على ذلك ما لم يحرم حلالا
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/29)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[19 - 12 - 07, 12:13 م]ـ
السلام عليكم بارك الله فيك أخي
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[20 - 12 - 07, 09:03 م]ـ
ينبغي لمن أراد الفتوى أو المنع من النت أن يعرف معنى الإختلاط في اللغة وماتحتويه هذه الكلمة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[21 - 12 - 07, 12:34 ص]ـ
السلام عليكم
شاكر و مقدر لكم متابعتكم و مروركم
و فقكم الباري
و كل عام و أنت بخير
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[21 - 12 - 07, 12:55 ص]ـ
من وجهة نظري (رأي شخصي) ...
لا تحتاج لإستئذان في كل موقع تدخله!! .. فهل من المنطقي بعد دخولها لأي موقع أن تذهب لزوجها وتستأذنه!!
او لا تدخل النت إلا ويكون معها زوجها!! هذا مُبالغ فيه
ومن ناحيه أخرى فهل من المنطقي ان تُعطى المرأه كامل الحريه في النت ودخول الدردشه مثلاً او الشات!!
فالخلاصه: لا تحتاج لإستئذان , وتحتاج لرقابه!!
ومن الرقابه:
* منع المواقع الإباحيه ببرامج كالبلوكر , وعمل تعديلات على المتصفح كالإسبلورر بحيث يُلغي المواقع الإباحيه
* منع مواقع الدردشه الكتابيه والصوتيه فضرها عظيم , وذلك بعدم تنزيل الجافا!!
* متابعة الزوجه من بعيد , وماذا تتتبع من المنتديات , هناك برامج تجسس تسجل كل عمليه في الجهاز
وهذه تحتاج لضابط ايضاً.
* أن يكون الكمبيوتر أو النت على مرأى من الجميع , ولا يكون في خلوه!!
* عند ذهاب الرجل لرحله طويله أنصح بإغلاق النت , او استخدام برامج التجسس وإخبار الزوجه بذلك!!
* إن وجد الزوج ما يريب , وخاصةً الدردشه فليغلق النت نهائياً!!
* تعريف الزوجه او الأخت بمواقع نافعه مفيده , وكفى بملتقى أهل الحديث نفعاً فهو كنز لا يفنى!!
* ينبغي أن يكون الرجل واثقاً بزوجته , وغير واثق أيضاً (تناقض)!!
* النت فوائده عظيمه وهو بحور من الخير , وبحور من الشر ولو لم يكن من فضله إلا هذا الملتقى لكفى!!
* المرأه صعب علياه تلقي العلم عند مشائخ , ولكن في النت بمقدور أي شخص يبحث عن أي فتوى في دقائق
* بإمكان المرء التعلم عبر النت أي علوم فهل نحرم المرأه من هذا الخير؟
هذا مجرد رأي شخصي لرجل عامي, لا يستند على أي دليل
والله الموّفق.
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[21 - 12 - 07, 01:18 ص]ـ
إن كانت زوجة الرجل إمرأة صالحة
لا تحتاج الي استئذان لدخول النت
لكي تستمع الي موقع اسلام واي
وهل يريد الرجل ان تتصل عليه زوجته
تقول له اريد ان استمع موقع اسلام واي!!
لكن ان قل تدينها
وتكثر من دخول الدردشه والمسن ماسينجر
وتتكلم مع هب ودب نعم الأمر يتحتاج الي التأمل وفتوي اهل العلم
واعلموا يا اخواني المرأة لو ارادت ان تعصي
تستطيع ان تعصي ولو منعت عنها الأنرينت والتلفون والتلفزيون الخ ..
المهم ان تغرس في قلبها المراقبة
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[21 - 12 - 07, 02:23 ص]ـ
السلام عليكم
شاكر و مقدر لكم متابعتكم و مروركم
و فقكم الباري
و كل عام و أنت بخير
و الموضوع يحتاج بعد نظر و تأمل لما عمت به البلوى و كذلك درء المفاسد
ـ[أبو فهد المكي]ــــــــ[21 - 12 - 07, 04:16 ص]ـ
.
... الدخول على النت للمرأة ليس في معنى " لا تصوم تطوعا - وهو حاضر - إلا بإذنه "؛
لأن المعنى في الحديث: حاجة الزوج إليها في الفراش.
... ولكنه الأبعد عن الريبة والأصون لها و الأرضى للزوج , و الأقطع للفتن ومداخل الشيطان؛ فقد يلحق بـ: " النهي عن أن تُدخِل أحدا بيته إلا بإذنه ". و "هذه صفية ". و " خير صفوف النساء آخرها ". و" لو علم النبي - صلى الله عليه وسلم- ما تصنع النساء بعده لمنعهن المساجد ".
... ووجود مثل هذه المصالح التي نبَّه عليها الأفاضل؛ لا يلزم منه الجواز حتى تكون المصلحة راجحة.
... الاحترازات في المشاركة (18) جيدة - وكثيرها يعم الرجال والنساء، و ينبغي أن يهتم بـ: عدم استقبال رسائل على الخاص , و أن تستأذن الزوج فيما تدخله من المواقع؛ و منع الدردشه الكتابية والصوتيه إلا للحاجة؛ فهو في معنى الكلام مع الأجنبي.
... و ألا تنفرد بالنت، مغلقة عليها باباً، مطمئنة ألا يدخل عليها أحد، بل في وسط أهلها - كما يقال في الكلام مع الخاطب في الهاتف.
... وإن وجدت في عبارة أجنبي: مخاطبة لها؛ فيها لين واحتفاء؛ فلتتق الله ولتصن قلبها، وتحفظ نفسها من الفتن.
هذا ما أراه - وأستغفر الله - أصون لها وأطيب لنفسه، وأبعد لها عن الريبة، وسدًّا لمداخل الشيطان بينهما.
والأمر يحتاج لفتاوى أهل العلم وضوابطهم - وهذا يسير على من له اتصال بالعلماء، وهم كُثُر في منتدى الخير هذا؛ فلا يبخلوا على إخوانهم.
.
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[21 - 12 - 07, 04:09 م]ـ
لايجوز لها أن تدخل النت إلا بإذنه,, وهل في ذلك شك!!
أما ما ذكره الإخوة في الأعلى فهو جواب على (هل يأذن الرجل لزوجته في دخول النت أم لا؟؟؟)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[22 - 12 - 07, 07:36 ص]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك
و من المناقشة ينبثق النور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/30)
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[22 - 12 - 07, 04:30 م]ـ
كلامك أخي منير يحتاج لدليل لا شك فيه!!!
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 07, 08:40 م]ـ
كلامك أخي منير يحتاج لدليل لا شك فيه!!!
أخي وعزيزي من يعرف حقيقة هذه الشبكة وطبيعتها لايشك بذلك,,
فدخول المرأة للنت بدون إذن زوجها لافرق بينه وبين خروجها من البيت بلا إذنه,,
ودخولها وتحدثها مع من شائت من الرجال والنساء كخروجها من بيتها لوحدها وخلوها بمن شائت وتحدثها مع من شائت,, لافرق .. بل قد يكون الخوف من النت أكثر,,
كيف وأنت تعلم أن هناك من الشباب من يدخل النت وهدفه إسقاط واصطياد بنات المسلمين!!
فكيف مع ذلك يقال أنه يجوز لها أن تدخل من غير إذنه!!
إن أذن لها زوجها فالأمر أهون لأنه قد يحدد لها بعض المواقع التي يسمح لها بالدخول فيها,, قد يطَّلِع على الجهاز بين فترة وأخرى,,
وكل هذا صيانة ووقاية للزوجة وللأخت والبنت ..
(ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا .. )
قد يرى بعض الناس أن امرأته تتميز بجانب من الجوانب فيوجهها لبعض المواقع الجيدة ويتابعها مع ذلك ..
والسلامة أولى ..
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[22 - 12 - 07, 11:24 م]ـ
ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا .. )
ـ[ابراهيم الحربي]ــــــــ[22 - 12 - 07, 11:44 م]ـ
المراءة انسانة عاطفية جدا وهذا سبب ضعفها وعاطفتها تغلب عقلها فلاتستطيع التمييز بين مايضرها وماينفعها بل قد تغلب عليها العاطفة بسبب تاثير قوي وبالتالي تقع في محذور شرعي لذا الرجال قوامون علي النساء فالرجل اكثر تحكما في عاطفته وتغليبا لعقله. فالواجب علي الرجل ان لايسمح لزوجته الدخول للنترنت الا باذنه ماا عدا بعض المواقع بعينها يمكن الاتفاق عليها.
اما المنتديات للاطلاع فقط دون المشاركه بالكتابه لانها منزلق يخشي منه.
وقد بيت ان سبب المنع الا مايتفق عليه الطرفان هو ضعف المراة ولان النت اصبح شبكه حواريه تحاور من تشاء ووقت ماتشاء دون رقيب او حسيب ولو من خلال الرسائل الخاصه لذا وجب الحرص (حرص ولا تخون).فالاولي والافضل منعها الا بما اتفق عليه.
وقد يقول قائل ان الفضائيات اشر منه.
نقول ولكن النت خطورته ليس في محتواه فقط وانما في حواراته فقد يكتب لها احد الخبثاء كلاما رقيقا وناعما وانه اخ في الله وانه انسانا صالحا وووو والمراءة عاطفية كما قلنا فتكون هذه اول خطوات الشيطان. وربنا يحفظنا واياكم ويحفظ اهلونا وذرياتنا انه سميع مجيب
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[23 - 12 - 07, 09:02 ص]ـ
أخي وعزيزي من يعرف حقيقة هذه الشبكة وطبيعتها لايشك بذلك,,
فدخول المرأة للنت بدون إذن زوجها لافرق بينه وبين خروجها من البيت بلا إذنه,,
ودخولها وتحدثها مع من شائت من الرجال والنساء كخروجها من بيتها لوحدها وخلوها بمن شائت وتحدثها مع من شائت,, لافرق .. بل قد يكون الخوف من النت أكثر,,
كيف وأنت تعلم أن هناك من الشباب من يدخل النت وهدفه إسقاط واصطياد بنات المسلمين!!
فكيف مع ذلك يقال أنه يجوز لها أن تدخل من غير إذنه!!
إن أذن لها زوجها فالأمر أهون لأنه قد يحدد لها بعض المواقع التي يسمح لها بالدخول فيها,, قد يطَّلِع على الجهاز بين فترة وأخرى,,
وكل هذا صيانة ووقاية للزوجة وللأخت والبنت ..
(ياأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا .. )
قد يرى بعض الناس أن امرأته تتميز بجانب من الجوانب فيوجهها لبعض المواقع الجيدة ويتابعها مع ذلك ..
والسلامة أولى ..
هذا موضوع جيّد لاخت لنا في الملتقى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=114185
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[23 - 12 - 07, 11:53 ص]ـ
وهنا لا بد أن تطرح الأخت الكريمة على نفسها سؤالين قبل المشاركة:
س1/ هل يرضى زوجي أو أبي أو أخي بهذا الطرح؟ بمعنى آخر لو كان بجانبك زوجك أو أبوك هل تجرئين على كتابة هذا؟
س2/ هل أرضى أن تطرح امرأة أجنبية على زوجي مثل هذا الكلام؟ يعني هل ترضين أن امرأة أجنبية تقول لزوجك مثلا (اشتقنا لك؟!)، ونحوها؟
هذا السؤالان سيكون لهما أثر كبير على جيدة الطرح!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/31)
وإذا رأت طالبة العلم ميلا قلبيا .. بدأ ينمو في قلبها لأحد ... فلتتذكر أن الله يراها ومعها .. وأن هذا باب فتنة .. فلتعالج وضعها بسرعة قبل استفحال المرض بحيث إما أن تترك الكتابة فالسلامة لا يعدلها شيء، أو تترك التعقيب على شخصية معينة تخشى من هذا الميول القلبي الذي ربما تبتلى به! .. أو غير ذلك مما هي أعرف به.
وأذكّر أن الدخول في العاطفة سهل جدا ... ولكن الخروج منه صعب جدا .. إلا ما رحم ربي!.
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[23 - 12 - 07, 03:51 م]ـ
هذا موضوع جيّد لاخت لنا في الملتقى
هل ترى كلام الشيخ الصياح الذي نقلته الأخت موافق أم مخالف لكلامي؟
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[23 - 12 - 07, 08:49 م]ـ
هل ترى كلام الشيخ الصياح الذي نقلته الأخت موافق أم مخالف لكلامي؟
شيخي الفاضل (منير عبد الله) لو راجعت مشاركتي رقم 18 لأدركت أني لا أقول بأخذ الحريه
الكامله في الدخول النت , وإنما حددت لها ضوابط ,
أخي كلنا يُدرك ما في النت من خير وما فيه من شر وكذلك التلفاز وغيرها
فإذا عملت المرأه بتلك الضوابط التي كتبتها , وكانت ملتزمه , وانت مراقب عليها فلماذا نحرمها
العلم والتعلم؟ وانت تعلم ان الإنترنت كما فيه الشر ففيه الخير الكثير وماذا هذا الملتقى إلا ثمرة
من ثماره
بدقائق تستطيع ان تجد أي فتوى تخطر ببالك!! بدقائق تنزل محاضره لأي شيخ كان موجود على الشبكه
بدقائق وببحث في الملتقى عن معظم المسائل تجدها قُتلت بحثاً ولن تجد كتاباً يحوي كل هذه المعلومات الهائله!!
المراه محرومه من التعليم فلماذا نحرمها من التعليم الداخلي؟
لماذا لا نُسخّر هذا النت في تعليمها؟ ونحددضوابط لذلك؟
النت خيره كثير فلو كنت طبيباً أو عالماً أوشيخاً أو محدثاً أو مهندساً بكبسة زر تجد ما يفيدك
هل ستجد نقاش علمي بين علماء ومشائخ وطلاب علم أفضل من هذا الملتقى وغيره؟
هل تجد في كتاب يحوي كل الأراء من فقه وحديث وتخريج ... الخ؟
لماذا نُصرّ على الإنغلاق على العالم فنترك العلم بخيره وشره؟
وفي الأخير نسألك إذا منعنا المواقع الإباحيه , مواقع الدردشة , ولدي برنامج تجسسي في الجهاز وأعرف كل حركه في الجهاز أيمنع المرأه من الإستفاده من خير النت؟
وجزاكم الله خيراً شيحنا فلسنا أهلاً لكم , ولكنه من باب المناقشه والتذكير.
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[23 - 12 - 07, 11:11 م]ـ
قد يرى بعض الناس أن امرأته تتميز بجانب من الجوانب فيوجهها لبعض المواقع الجيدة ويتابعها مع ذلك ..
والسلامة أولى ..
أخي الغالي أبو شهيد رأيي قريب لرأيك في مسألة (هل تدخل المرأة النت أم لا؟) ..
لكن سؤال الأخ مختار هو (هل يلزم إذن الزوج لها أم لا؟) ..
وأظن رأيك أنه يلزمها إذنه كما يتضح من مشاركتك ..
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[23 - 12 - 07, 11:55 م]ـ
أخي الغالي أبو شهيد رأيي قريب لرأيك في مسألة (هل تدخل المرأة النت أم لا؟) ..
لكن سؤال الأخ مختار هو (هل يلزم إذن الزوج لها أم لا؟) ..
وأظن رأيك أنه يلزمها إذنه كما يتضح من مشاركتك ..
اعتقد أنك فهمت فحوى الموضوع اكثر مني , وأظن أني متفق معك في أصل المسأله
وهي وجوب استئذان الزوجه , ولا تدخل النت إلا بإذته كمسأله عامه!
واما تفصيليه بحيث إذا أذن لها في إدخال النت , فهل عليها الإستئذان كل مره عند دخولها النت!
رأي الشخصي , لا تحتاج الإستئذان في كل موقع , لإن فيه تكلّف وبالغه، إلا إذا حُدِدت بالضوابط
المذكوره , مع الرقابه وحبذا لو تم استخدام برنامج الكمتاسيا الذي يُصوّر كل حركه في الجهاز
مع الصوت.
أخوكـ أبو شهيد.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[14 - 08 - 08, 05:05 م]ـ
السلام عليكم
حياكم الله وبياكم و نفع بكم و سددكم
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[15 - 08 - 08, 12:16 ص]ـ
الله يفتح عليك يا أبو شهيد وكل من شارك
ـ[جويرية]ــــــــ[15 - 08 - 08, 12:22 ص]ـ
:: تذكير::
الإنسان (رجل أو إمرأة) يضيق صدره إذا علم أن هناك من يشك فيه أو يسئ الظن به.
فنرجو من إخواننا التلطف مع زوجاتهم بشأن الرقابة على الإنترنت أو غيره من تحركات الزوجة، وفعل بذلك بأسلوب ألطف ما يكون.
وما أجمل أن تشعر المرأة بثقة زوجها فيها، ولكن ليس لدرجة أن تشعر أن غيرته قد ماتت.
وجزاكم الله خيرا.(80/32)
أستحيي من الله تعالى أن يراني مبتسما والمسلمون محاصرون بالفرنج!
ـ[عصام البشير]ــــــــ[18 - 06 - 07, 10:37 م]ـ
الحمد لله
في كتاب الروضتين لأبي شامة (2/ 143 - ت إبراهيم الزيبق):
( .. وبلغني م شدة اهتمام نور الدين رحمه الله بأمر المسلمين حين نزل الفرنج على دمياط أنه قرئ عليه جزء من حديث كان له به رواية، فجاء في جملة تلك الأحاديث حديث مسلسل بالتبسم، فطلب منه بعض طلبة الحديث أن يتبسم لتتم السلسلة، على ما عُرف من عادة أهل الحديث، فغضب من ذلك وقال:
أستحيي من الله تعالى أن يراني مبتسما والمسلمون محاصرون بالفرنج!).
-------------
أرجو أن يتأمل طلبة العلم هذه القصة، فسيخرجون بفائدة عظيمة إن شاء الله تعالى.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[18 - 06 - 07, 10:46 م]ـ
لمست الجرح ..
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[18 - 06 - 07, 11:15 م]ـ
لله دره ....
ـ[توبة]ــــــــ[18 - 06 - 07, 11:23 م]ـ
قد مرّ علي هذا الأثر ولكن ما أذكره هو أنه ورد عن صلاح الدين الأيوبي ...
وليس مستبعدا أن يتكرر مثل هذا الموقف من رجال همتهم نصر أمةالإسلام وإعلاء كلمة الحق ..
ـ[توبة]ــــــــ[19 - 06 - 07, 12:10 ص]ـ
حديث للنبي صلى الله عليه وسلم عُرِف بـ " المتسلسل بالابتسام" أي أنّه روى الحديث وابتسم وكان الصحابة ومن بعدهم، يروي كل منهم الحديث ويبتسم إلى أن وصل الدور على رواية الحديث لنور الدين محمود فرواه لصلاح الدين وابتسم. فروى صلاح الدين الحديث لأصحابه ولم يبتسم، فسألوه: لِمَ لَمْ تبتسم يا صلاح الدين؟ قال: كيف أبتسم والمسجد الأقصى أسير؟ إني لأستحي من الله أن يراني مبتسماً وإخواني هناك يتعرضون لما يتعرضون له
لا أدري ما مدى صحة الأثر عن صلاح الدين ..
وبما أننا في منتدى أهل الحديث:) هل صح هذا المصطلح عن السلف" المتسلسل بالإبتسام"؟؟
وهل المقصود به:حديث ركوب الدابة
عن علي بن ربيعة قال شهدت علي بن أبي طالب أتي بدابة ليركبها فلما وضع رجله في الركاب قال بسم الله فلما استوى على ظهرها قال الحمد لله الذي سخر لنا هذا وما كنا له مقرنين وإنا إلى ربنا لمنقلبون ثم قال الحمد لله ثلاث مرات ثم قال الله أكبر ثلاث مرات ثم قال سبحانك ظلمت نفسي فاغفر لي إنه لا يغفر الذنوب إلا أنت ثم ضحك فقال فقلت يا أمير المؤمنين من أي شيء ضحكت قال رأيت النبي فعل كما فعلت ثم ضحك فقلت يا رسول الله من أي شيء ضحكت قال إن ربك سبحانه يعجب من عبده إذا قال اغفر لي ذنوبي يعلم أنه لا يغفر الذنوب غيري
وقد تم تخريجه من قبل في المنتدى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4209&highlight=%CD%CF%ED%CB+%C7%E1%D1%DF%E6%C8 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4209&highlight=%CD%CF%ED%CB+%C7%E1%D1%DF%E6%C8)
ـ[كريم أبو أمامة]ــــــــ[19 - 06 - 07, 04:25 م]ـ
الحمد لله
في كتاب الروضتين لأبي شامة (2/ 143 - ت إبراهيم الزيبق):
( .. وبلغني م شدة اهتمام نور الدين رحمه الله بأمر المسلمين حين نزل الفرنج على دمياط أنه قرئ عليه جزء من حديث كان له به رواية، فجاء في جملة تلك الأحاديث حديث مسلسل بالتبسم، فطلب منه بعض طلبة الحديث أن يتبسم لتتم السلسلة، على ما عُرف من عادة أهل الحديث، فغضب من ذلك وقال:
أستحيي من الله تعالى أن يراني مبتسما والمسلمون محاصرون بالفرنج!).
-------------
أرجو أن يتأمل طلبة العلم هذه القصة، فسيخرجون بفائدة عظيمة إن شاء الله تعالى.
أسأل الله عز وجل أن يرحمنا وأن يتجاوز عنا.
ـ[بن نصار]ــــــــ[20 - 06 - 07, 12:18 ص]ـ
والله لم نستحي من ذلك. . إنا لله و إنا إليه راجعون.
ـ[عبد الله أحمدي]ــــــــ[20 - 06 - 07, 12:46 ص]ـ
نصحت فأبلغت
جزاك الله خيرا
ـ[ابوعبدالله المغربي]ــــــــ[20 - 06 - 07, 10:32 ص]ـ
من يهن يسهل الهوان عليه ........ ما لجرح بميت إيلام
جزاكم الله خيرا
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[20 - 06 - 07, 11:12 ص]ـ
رحمه الله .....
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[20 - 06 - 07, 02:46 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
أخرج البخاري في صحيحه بإسناده عن جرير بن عبد الله البجلي:
"ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي "
فقد كان صلى الله عليه وسلم بساما.
وكان صلى الله عليه وسلم في ضحكه ومزاحه ودعابته وسط.
وكان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا.
وكان صلى الله عليه وسلم يحمل هم هذا الدين كما لم يحمله أحد من العالمين.
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو صلاح السلفي]ــــــــ[20 - 06 - 07, 03:16 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
أخرج البخاري في صحيحه بإسناده عن جرير بن عبد الله البجلي:
"ما حجبني النبي صلى الله عليه وسلم منذ أسلمت، ولا رآني إلا تبسم في وجهي "
فقد كان صلى الله عليه وسلم بساما.
وكان صلى الله عليه وسلم في ضحكه ومزاحه ودعابته وسط.
وكان صلى الله عليه وسلم يمزح ولا يقول إلا حقا.
وكان صلى الله عليه وسلم يحمل هم هذا الدين كما لم يحمله أحد من العالمين.
والله أعلم وأحكم
جزاك الله خير
وكانت مكة وهي أحب البلاد إلى الله تعالى في أيدي الكفار ويعبد في ساحتها الأصنام وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتبسم وكان يضحك حتى تبدو نواجذه
أنا لا أقصد بكلامي هذا عدم الإكتراث لما يحدث للمسلمين من مصائب
لكن يجب ألا نتحرج مما لا حرج فيه ولا نظن أننا أكثر ورعا واهتماما لشأن المسلمين من إمامهم الأعظم صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/33)
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[20 - 06 - 07, 03:30 م]ـ
جزاك الله خير
وكانت مكة وهي أحب البلاد إلى الله تعالى في أيدي الكفار ويعبد في ساحتها الأصنام وكان النبي صلى الله عليه وسلم يتبسم وكان يضحك حتى تبدو نواجذه
أنا لا أقصد بكلامي هذا عدم الإكتراث لما يحدث للمسلمين من مصائب
لكن يجب ألا نتحرج مما لا حرج فيه ولا نظن أننا أكثر ورعا واهتماما لشأن المسلمين من إمامهم الأعظم صلى الله عليه وسلم
ولكن أخي لا أعتقد أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان جالسا مستريح البال كحالنا!!
يشاهد بعضنا مجازر المسلمين ولا يكلف نفسه أن يتكلم عنهم وعن حالهم .. ولربما غير القناة حتى لا يتأثر ابنه أو من بجواره أو يتملل من الاسطوانة اليومية قتلى قتلى قتلى!! ...
الرسول صلى الله عليه وسلم لم يترك الجهاد مثلنا بل كانت غزواته مستمرة ...
أظن أنه من الظلم أن تشبه الحروب الصليبية التي في وقتنا بوقت رسول الله صلى الله عليه وسلم!! ..
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[20 - 06 - 07, 11:02 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
يشاهد بعضنا مجازر المسلمين ولا يكلف نفسه أن يتكلم عنهم وعن حالهم .. ولربما غير القناة حتى لا يتأثر ابنه أو من بجواره أو يتملل من الاسطوانة اليومية قتلى قتلى قتلى!! ...
أخي الكريم:
شيء مهم أن يهتم المؤمن بأحوال اخوانه، بل الحقيقة أن المؤمن شاء أم أبى يتأثر بحال احوانه؛ لأنه مؤمن.
لكن لابد أن لا نشعر أن متابعة الإعلام الذي ينقل لنا هذه الصور البشعة فيه فائدة كبيرة، والأهم من ذلك أن ننظر إلى السبب الذي جعل الحال يصل بنا إلى هذا المستوى.
السبب أننا تركنا هذا الدين، فإذا رجعنا إليه،رجعت إلينا العزة راغمة.
أنت يا أخي الكريم ماذا تفعل باشتراكك في هذا المنتدى، ألست على ثغر من ثغور الإسلام، تنشر العلم، ولا نزكيك على الله والله حسيبك.
إذن فالندع الحزن، " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن .. "، ولنبدأ بالعمل البناء *نشر العلم الطيب.*
إذا رأيت نيوب الليث بارزة **** فلا تظن أن الليث يبتسم.
ـ[الصيعري الكندي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 02:00 ص]ـ
لا حول و لا قوة الا بالله
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[21 - 06 - 07, 02:40 ص]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
أخي الكريم:
شيء مهم أن يهتم المؤمن بأحوال اخوانه، بل الحقيقة أن المؤمن شاء أم أبى يتأثر بحال احوانه؛ لأنه مؤمن.
لكن لابد أن لا نشعر أن متابعة الإعلام الذي ينقل لنا هذه الصور البشعة فيه فائدة كبيرة، والأهم من ذلك أن ننظر إلى السبب الذي جعل الحال يصل بنا إلى هذا المستوى.
السبب أننا تركنا هذا الدين، فإذا رجعنا إليه،رجعت إلينا العزة راغمة.
أنت يا أخي الكريم ماذا تفعل باشتراكك في هذا المنتدى، ألست على ثغر من ثغور الإسلام، تنشر العلم، ولا نزكيك على الله والله حسيبك.
إذن فالندع الحزن، " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن .. "، ولنبدأ بالعمل البناء *نشر العلم الطيب.*
إذا رأيت نيوب الليث بارزة **** فلا تظن أن الليث يبتسم.
أحسنت جزاك الله خيرا فإننا نخشى على بعض إخواننا أن يصيبهم القنوط من نصر الله إذا حصروا النصر في العرض وتركوا المرض عافانا الله وإياك وأمة الإسلام
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 03:44 م]ـ
المرض هو ترك الجهاد والخنوع إلى الدنيا .. !
ـ[المصلحي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 06:48 م]ـ
[ياايها الذين امنوا لم تقولون ما لاتفعلون. كبر مقتا عند الله ان تقولوا مالاتفعلون]
نعم كبر مقتا عند الله ..
يا اخ عصام:
لقد طرحت عدة مواضيع هنا تخصنا نحن اهل السنة في العراق
ثم تحذفها ادارة هذا الملتقى (وانت منهم)؟!
وكان اخرها:
وجوب نصرة طلبة العلم في العراق
ثم حذفت
يااخ عصام
ثم تريد مني ان اصدق كلامك ..
مع الاسف اقولها:
ليست النائحة الثكلى كالنائحة المستاجرة
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 07:09 م]ـ
اتق الله أيها المصلحي .. واعرف ما تقول، فما للشيخ عصام يقال هذا.
لو كنت تعرفه ما قلت ما قلت!!
أما هو فليس "من إدارة الملتقى" ولكنه مشرف على منتدى اللغة العربية وعلومها، فهل كتبت شيئا ثَمَّ فحذفه؟!! هداك الله.
وكلنا نوائح ثكلى .. فالمسلم للمسلم كالبنيان.
نصر الله أهل السنة يالعراق، وحفظهم من كل سوء. ونصركم الله، ووفقكم أخي الكريم المصلحي. واحتسب ما تلقى في ميزان صبرك على ما أصابك. رفع الله قدرك في الدنيا والآخرة
ـ[المصلحي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 07:26 م]ـ
مامعنى المشرف؟
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 07:44 م]ـ
مامعنى المشرف؟
مشرف على منتدى اللغة العربية يا أخي المصلحي، هداك الله. ولا دخل له بغيره من المنتديات.
هل فهمت -بارك الله فيك-؟؟ لا تضع الجميع في كفة واحدة، واعدل .. والتمس الأعذار. جملك الله بالتقوى، ورزقك الحلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/34)
ـ[المصلحي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 08:00 م]ـ
بارك الله فيك.
وتحمل مني:
قولك (ولا دخل له بغيره من المنتديات)
قلت:
اين ذهب وصف الخيرية لهذه الامة؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 08:41 م]ـ
شيخ عصام ..
قد تحملنا ظلم الاحتلال افلا نتحملكم ..
يبدو ان الامر كان في وجهك ..
فعذرا عذرا ..
ولا نقول الا:
اللهم غفرا ..
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 08:54 م]ـ
الشيخ عصام البشير (المشرف هنا) هل هو نفسه الذي نراه في كل حفل أو مشروع للوسطية ومنع التطرف!! ... أم هو غيره؟
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:16 م]ـ
الشيخ عصام البشير (المشرف هنا) هل هو نفسه الذي نراه في كل حفل أو مشروع للوسطية ومنع التطرف!! ... أم هو غيره؟
لا يا أخي هداك الله، ذاك سوداني، وهذا مغربي. ذاك كان وزيرا للشؤون الإسلامية والأوقاف ببلده، فكيف يصح عقلا أن يكون "مشرفا" على منتدى؟؟!! وادخل إلى صفحة الشيخ "عصام" في إذاعة طريق الإسلام، تقرأ ترجمته. بارك الله فيك.
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=info&scholar_id=1224
( ملحوظة: لا يمنع هذا من العدل: عصام البشير السوداني، عالم بحق، وخطيب كبير .. كان يبهر المشارقة بحفظه واستحضاره، حتى جاءهم العلامة محمد الحسن ولد الددو، فأنسى من قبله، وأتعب من بعده!!)
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:19 م]ـ
لا يا أخي هداك الله، ذاك سوداني، وهذا مغربي. ذاك كان وزيرا للشؤون الإسلامية والأوقاف ببلده، فكيف يصح عقلا أن يكون "مشرفا" على منتدى؟؟!! وادخل إلى صفحة الشيخ "عصام" في إذاعة طريق الإسلام، تقرأ ترجمته. بارك الله فيك.
(ملحوظة: لا يمنع هذا من العدل: عصام البشير السوداني، عالم بحق، وخطيب كبير .. كان يبهر المشارقة بحفظه واستحضاره، حتى جاءهم العلامة محمد الحسن ولد الددو، فأنسى من قبله، وأتعب من بعده!!)
كنت أظن غير هذا .. بارك الله فيك ..
فكنت أظنه الثرى وهو بعيني الآن الثريا! ...
غفر الله لنا وأصلح أحوالنا ..
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:54 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
المرض هو ترك الجهاد والخنوع إلى الدنيا .. !
كثير من عباد الله تعالى المخلصين يحدثون أنفسهم بما قلت، لكن من الذي يصل لهذه المرتبة أو ينال هذا الشرف.
هذا طريق يحتاج إلى علم وصبر ومجاهدة نفس؛ ثم يرتقي العبد الذي من عليه المولى لهذه المرتبة، العلم والعمل ضروريان، والمسألة ليست بيد العباد ولكن بيد رب العباد،والله المستعان.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[21 - 06 - 07, 10:27 م]ـ
الحمد لله
أوردتُ القصة، ولم أستنبط منها شيئا، إذ ليس من منهجنا أن نستدل بفعل الواحد من علماء المسلمين، فكيف بفعل ملك من ملوكهم - وإن كان من أمثلهم.
فمن فهم عني أنني في مقام التأصيل للحزن أو ترك التبسم أو نحو ذلك، فقد أبعد النجعة جدا.
أنا ذكرتُ القصة في مقام الوعظ وترقيق القلوب والنصح لعموم المسلمين - وطلبة العلم منهم خاصة -، ودعوت القارئ للتدبر والتأمل. وكل منا أعلم بحال نفسه، وبما يصلحها!
ولست أشك أن من طلبة العلم من يحتاج إلى مثل هذا التذكير.
وليس البحث هنا في فعل التبسم أو تركه، وإنما الشأن في الاهتمام بأحوال المسلمين ظاهرا وباطنا.
الأخ المصلحي
قد تكفل الأخ الكريم الطيبي بشرح الحال.
الأخ الوائلي
غفر الله لي ولك.
كم كنت أتمنى أن يتحلى الإخوة الأعضاء بشيء من الحلم والتؤدة قبل تدبيج موضوعاتهم أو مشاركاتهم!!
فما كل ما يمر بالبال، يصلح أن يطرح في هذا المنتدى العلمي!
والله المستعان.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[21 - 06 - 07, 11:52 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
الحمد لله
أوردتُ القصة، ولم أستنبط منها شيئا، إذ ليس من منهجنا أن نستدل بفعل الواحد من علماء المسلمين، فكيف بفعل ملك من ملوكهم - وإن كان من أمثلهم.
فمن فهم عني أنني في مقام التأصيل للحزن أو ترك التبسم أو نحو ذلك، فقد أبعد النجعة جدا.
أنا ذكرتُ القصة في مقام الوعظ وترقيق القلوب والنصح لعموم المسلمين - وطلبة العلم منهم خاصة -، ودعوت القارئ للتدبر والتأمل. وكل منا أعلم بحال نفسه، وبما يصلحها!
ومن استنبط، مازلنا في واحة:
أرجو أن يتأمل طلبة العلم هذه القصة، فسيخرجون بفائدة عظيمة إن شاء الله تعالى.
الفائدة: ألا نكون أسرى الحزن الذي ينسينا العمل الجاد لرفعة أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[22 - 06 - 07, 02:19 ص]ـ
المرض هو ترك الجهاد والخنوع إلى الدنيا .. !
ذكرتني بحادثة أن أحد أفراد جماعة التبليغ يعظ الناس في الدعوة وأهميتها حتى وصل به الغلو إلى أن قال إن الله خلق الخلق من أجل الدعوة!!
فإياك أن تكون مثله يصل بك الغلو ان تقول إن الله خلق الخلق لأجل الجهاد فإنني كما لا أختلف مع الرجل في اهمية الدعوة وفضلها فكذلك لا أختلف معك في فضل الجهاد وأهميته لكن!! خلق الخلق لتوحيده سبحانه فأين الدعوة إلى التوحيد أين تصفية العقائد وتربية الناس!
فالمرض ترك التوحيد والدعوة إليه ووقوع الناس في الشرك ومن باب أولى المعاصي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/35)
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 03:29 ص]ـ
سبحان الله .. يعني إذا قلنا أن الصلاة واجبة هذا يكون طريق إلى أن نقول أن الله خلق الخلق للصلاة فقط!! ....
عموما المرض كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم , والدواء أيضا وصفه عليه صلوات ربي وتسليمه:
عن ابن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، واتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله؛ أنزل الله بهم بلاء فلا يرفعه حتى يراجعوا دينهم" رواه أحمد، وأبو داود ولفظه: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم".
ـ[محمد العبد]ــــــــ[22 - 06 - 07, 03:52 ص]ـ
الأخ أبو الحسن الأثري بارك الله فيك , لقد أبعدت النجعة في اعتراضك على أخيك الوائلي وحملت كلامه ما لا يحتمل , كما أن لي ملحوظة على مشاركتك فإنك قلت:
خلق الخلق لتوحيده سبحانه
وهذا خطأ يا أخي فإن الغرض الذي خلق الله له الخلق ذكره جل شأنه في قوله: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) والعبادة أخي أعم من التوحيد وإن كان التوحيد بلا شك هو ركنها الأعظم وشرط في صحتها لكن قصر المعنى العام على معنى خاص خطأ. وأحيلك هنا على تعليق العلامة ابن عثيمين في شرحه للثلاثة أصول على قول شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب [معني يعبدون: يوحدون] فإنه جيد ومفيد.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[22 - 06 - 07, 05:46 ص]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
عموما المرض كما وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم , والدواء أيضا وصفه عليه صلوات ربي وتسليمه:
عن ابن عمر –رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا ضن الناس بالدينار والدرهم، وتبايعوا بالعينة، واتبعوا أذناب البقر، وتركوا الجهاد في سبيل الله؛ أنزل الله بهم بلاء فلا يرفعه حتى يراجعوا دينهم" رواه أحمد، وأبو داود ولفظه: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم".
الحديث حوى أمورا مهمة تبين أسباب ذل المسلمين:
1 - إذا ضن الناس بالدينار والدرهم،
2 - وتبايعوا بالعينة،
3 - واتبعوا أذناب البقر،
4 - وتركوا الجهاد في سبيل الله
النتيجة: أنزل الله بهم بلاء.
الحل: فلا يرفعه حتى يراجعوا دينهم.
الدين أمور متكاملة وأساسه إفراد الله تعالى بالعبودية وحده.
إذن الرجوع إلى الدين هو الحل، وليس الجهاد فقط.
والعلم الطيب،والتوحيد الخالص، والعمل. مهم جدا.
والله أعلم وأحكم.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[22 - 06 - 07, 06:02 ص]ـ
ذكرتني بحادثة أن أحد أفراد جماعة التبليغ يعظ الناس في الدعوة وأهميتها حتى وصل به الغلو إلى أن قال إن الله خلق الخلق من أجل الدعوة!!
فإياك أن تكون مثله يصل بك الغلو ان تقول إن الله خلق الخلق لأجل الجهاد فإنني كما لا أختلف مع الرجل في اهمية الدعوة وفضلها فكذلك لا أختلف معك في فضل الجهاد وأهميته لكن!! خلق الخلق لتوحيده سبحانه فأين الدعوة إلى التوحيد أين تصفية العقائد وتربية الناس!
فالمرض ترك التوحيد والدعوة إليه ووقوع الناس في الشرك ومن باب أولى المعاصي
أعزي نفسي وإياك يا أخينا ..
منذ الإبتدائي ندرس التوحيد إلى الجامعة ... لا شك بسبب أهميته .. ولكننا بلد موحد والحمد لله والغرب هناك مشرد بين العولمة ودعاة التغريب ماذا قدمنا لهم؟
وها نحن وصلنا إلى المرحلة الجامعية كلما اتينا إلى باب الجهاد آخر الفصل قال الدكتور هذا الباب محذوف ... نعود الى باب الطهارة ... والله المستعان ...
وأنا أعتذر من الأخ صاحب الموضوع بسبب الخروج عن الموضوع .. ولكن قلنا حقيقة لابد من ذكرها
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[22 - 06 - 07, 06:05 ص]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
الحديث حوى أمورا مهمة تبين أسباب ذل المسلمين:
1 - إذا ضن الناس بالدينار والدرهم،
2 - وتبايعوا بالعينة،
3 - واتبعوا أذناب البقر،
4 - وتركوا الجهاد في سبيل الله
النتيجة: أنزل الله بهم بلاء.
الحل: فلا يرفعه حتى يراجعوا دينهم.
الدين أمور متكاملة وأساسه إفراد الله تعالى بالعبودية وحده.
إذن الرجوع إلى الدين هو الحل، وليس الجهاد فقط.
والعلم الطيب،والتوحيد الخالص، والعمل. مهم جدا.
والله أعلم وأحكم.
كلام طيب شهادتي فيه مجروحة
ـ[المصلحي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 11:05 ص]ـ
اقول لهذا الذي يريد ان يفني عمره بالتعلم ثم يجاهد منكرا ونكيرا:
ان الطلقاء الذين اطلقهم الرسول صلى الله عليه وسلم في فتح مكة قد اشتركوا في الجهاد بعد اسابيع قليلة.
فما تقول؟
هل كان عليه السلام متعجلا؟
او لايراعي المصلحة والمفسدة؟
او لم يعمل بفقه الاولويات؟
ولست هنا من دعاة التبليغ.
كلا.
ولست من الذين يتركون التصفية والتربية.
كلا.
ولكن اقول:
اذا كان المجتمع الموحد لله من عشرات السنين لم يصل لحد الان الى درجة التاهيل للجهاد فمتى يصل اذا؟
وقد يقول قائل:
ان هذا المجتمع الموحد لله قد وصل الى مرحلة الجهاد من الناحية الايمانية لكن بقي الاعداد المادي.
اقول:
ان اكثر سلاح متطور لدى المجاهدين في العراق يعود الى الحرب العالمية الثانية ان لم تكن الاولى!!!!
ومع ذلك فالجهاد مستمر ولله الحمد.
فكيف اذا عرفنا ان هذه الشعوب الموحدة لله تمتلك ارقى انواع الاسلحة من الطائرات والدبابات والصواريخ؟
بل انها تمتلك اهم سلاح:
انه النفط.
لو لم تمتلك هذه الشعوب الموحدة لله الا سلاح النفط لكفى ان تدخل معركة مع الكفار؟
فكيف وهي تمتلك النفط والاسلحة المتطورة الاخرى؟
ولكن السبب يكمن في امر يعرفه كل احد.
العبد يلحى بالعصا * * * والحر تكفيه الاشارة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/36)
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 12:21 م]ـ
أبو الحسن الأثري ذكرتني بحادثة أن أحد أفراد جماعة التبليغ يعظ الناس في الدعوة وأهميتها حتى وصل به الغلو إلى أن قال إن الله خلق الخلق من أجل الدعوة!!
الأخ رتب مقدمة منطقية هي هذه التي سبقت، بنى عليها كلامه التالي .. أما المقدمة، فقد افترضها افتراضا من عند نفسه .. ثم رتب عليها "الرد" و"النصيحة" والكلام كله!!
فإياك أن تكون مثله يصل بك الغلو ان تقول إن الله خلق الخلق لأجل الجهاد
والأخ الفاضل عبد الله الوائلي، لم يقل هذا .. بل قال إن مرض الأمة هو في ترك الجهاد، والخنوع إلى الدنيا.
لكن!! خلق الخلق لتوحيده سبحانه فأين الدعوة إلى التوحيد أين تصفية العقائد وتربية الناس!
ألا ترى أخي أبا الحسن، أنك افترضت الفروض، ثم رتبت النتائج، والأخ الوائلي ليس له سهم في الأولى ولا الأخيرة؟؟!
وقد خلق الله الخلق لعبادته، وهذا أعم.
أما المرض، فهو "الغثائية" التي يعيشها المسلمون الآن .. وأما سببها، فكما قال (صلى الله عليه وسلم): "حب الدنيا، وكراهية الموت" فهو مرض الأمة الألزم.
والأمة، تكالبت أعداؤها، وعق أبناؤها، وتفاقمت أدواؤها .. والذل داؤها الأدوى، والغثائية علامته، وسببها ما قال صلى الله عليه وسلم: "إذا تبايعتم بالعينة، وأخذتم أذناب البقر، ورضيتم بالزرع، وتركتم الجهاد؛ سلط الله عليكم ذلا لا ينزعه حتى ترجعوا إلى دينكم".
فالمرض ترك التوحيد والدعوة إليه ووقوع الناس في الشرك ومن باب أولى المعاصي
لازمك ليس بلازم، أو بالأحرى ليس دقيقا .. فكثير من "جفاة التوحيد" من القبوريين، وأتباع الفرق الضالة، تقاة، زهاد عباد .. وعندنا، أن "عصاة الموحدين" لا يخلدون في النار .. فثبت أنهم "عصاة" قد يقارفون الكبائر. وهم من "أهل التوحيد". إلا إن كنت تعني الدائرة الأوسع للمفهوم، فهذا متفق عليه، والذي "يوحد الله حقا" .. تستوي عنده دنيا الناس والتراب! وحينها لا يبالي "حين يقتل مسلما، على أي جنب كان في الله مصرعه"!
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 02:40 م]ـ
ذب الله عن وجوهكم النار ...
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[22 - 06 - 07, 04:03 م]ـ
أعزي نفسي وإياك يا أخينا ..
منذ الإبتدائي ندرس التوحيد إلى الجامعة ... لا شك بسبب أهميته .. ولكننا بلد موحد والحمد لله والغرب هناك مشرد بين العولمة ودعاة التغريب ماذا قدمنا لهم؟
وها نحن وصلنا إلى المرحلة الجامعية كلما اتينا إلى باب الجهاد آخر الفصل قال الدكتور هذا الباب محذوف ... نعود الى باب الطهارة ... والله المستعان ...
وأنا أعتذر من الأخ صاحب الموضوع بسبب الخروج عن الموضوع .. ولكن قلنا حقيقة لابد من ذكرها
لن أرد على الأخ الوائلي ولا الأخ العبد لأن الأخ طالب العلم عبد الله كفاني فمن مكرر القول
أما لكِ أقول
لا أقبل التعازي على دراسة التوحيد فالحمدلله على هذه المنة التي نسأل الله الحياة عليها والموت عليها
أما الجهاد فأقول كما قال النبي صلى الله عليه وسلم (من لم يغز ولم يحدث نفسه بالغزو مات على شعبة من النفاق) و أتمنى أن لا تظنو بأخيكم النفاق
كلام طيب شهادتي فيه مجروحة
وهل كان كلامه إلا عين كلامي! وفقه الله أتمنى أن تكلفي نفسك بقراءة كلامي قبل التعليق عليه!
اقول لهذا الذي يريد ان يفني عمره بالتعلم ثم يجاهد منكرا ونكيرا:
ان الطلقاء الذين اطلقهم الرسول صلى الله عليه وسلم في فتح مكة قد اشتركوا في الجهاد بعد اسابيع قليلة.
فما تقول؟
هل كان عليه السلام متعجلا؟
او لايراعي المصلحة والمفسدة؟
او لم يعمل بفقه الاولويات؟
ولست هنا من دعاة التبليغ.
كلا.
ولست من الذين يتركون التصفية والتربية.
كلا.
ولكن اقول:
اذا كان المجتمع الموحد لله من عشرات السنين لم يصل لحد الان الى درجة التاهيل للجهاد فمتى يصل اذا؟
وقد يقول قائل:
ان هذا المجتمع الموحد لله قد وصل الى مرحلة الجهاد من الناحية الايمانية لكن بقي الاعداد المادي.
اقول:
ان اكثر سلاح متطور لدى المجاهدين في العراق يعود الى الحرب العالمية الثانية ان لم تكن الاولى!!!!
ومع ذلك فالجهاد مستمر ولله الحمد.
فكيف اذا عرفنا ان هذه الشعوب الموحدة لله تمتلك ارقى انواع الاسلحة من الطائرات والدبابات والصواريخ؟
بل انها تمتلك اهم سلاح:
انه النفط.
لو لم تمتلك هذه الشعوب الموحدة لله الا سلاح النفط لكفى ان تدخل معركة مع الكفار؟
فكيف وهي تمتلك النفط والاسلحة المتطورة الاخرى؟
ولكن السبب يكمن في امر يعرفه كل احد.
العبد يلحى بالعصا * * * والحر تكفيه الاشارة
كان الله في عونكم أهل العراق وهل تفهم من كلامي أن أقول لكم لا تدفعوا عن أنفسكم! سبحانك هذا بهتان عظيم!
ذب الله عن وجوهكم النار ...
وهل طعنة في عرضك أو أساءة إليك حتى يكون هناك ذاب ومذبوب عنه!
ما هي إلا وجهة نظر أسألوني عن الدليل عليها فاقبلوا الحق إن كان ثم وردوا علي وقوموني غن خالفت الحق!!!
الله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/37)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[23 - 06 - 07, 12:53 ص]ـ
أرجوا إحسان الظن وأنا أعتذر
أنا أعزي نفسي ونفسي فقط .. في حال المسلمين اليوم وتخاذلهم كنت أعني أمر الجهاد لا التوحيد ...
عموما ...
الحق أحق أن يتبع ...
كلام طالب العلم حفظه الله أختصر الكثيرمما أريد أن أقول .. لذا أشدت به(80/38)
أجباراً في الجاهلية خوّاراً في الإسلام؟!
ـ[المقرئ]ــــــــ[19 - 06 - 07, 01:11 ص]ـ
أجباراً في الجاهلية خوّاراً في الإسلام؟
ما أجمل ما قال حسان رضي الله عنه حينما سئل: هل قلت في أبي بكر شيئاً؟ فقال: نعم فقال: قل وأنا أسمع: فقال:
وثاني اثنين في الغار المنيف وقد *****طاف العدو به إذ صعّد الجبلا
وكان حب رسول الله قد علموا ***** من البرية لم يعدل به رجلا
فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه، ثم قال: صدقت يا حسان هو كما قلت
حينما تسمع اسم العتيق، أبي بكر الصديق، تتجلى لك المكارم والطهر بأسمى معانيها، فله في كل كنانة سهم، ويده بالجود لها شغل، إلا أنه ينطبع على عقلك مباشرة صورة الأسيف، قلب رقيق، وكنف كريم، تبتعد عند ذكره = معاني الغلظة والشدة، هكذا يلوح لك دون مواطأة ولا ترتيب، من منا لا يعرف أبا بكر الصديق رضي الله عنه إلا بما ذكرت؟!
إن أبا بكر -يا إخوة – على علو هذه المعاني على رسمه واسمه = وانصباغها بشخصيته، إلا أن له وقفات وعزمات سبق بها صلب الرجال، ومحنكي الأحلام، كيف استطاع هذا القلب الذي يتدفق حناناً بأن يقف وبكل قوة في حرب مع مانعي الزكاة؟ مع مراجعة عمر بن الخطاب وغيره رضي الله عن الجميع، كيف امتلك هذه العزمة والجزمة وهو بهذه الصفات؟!! وعمر يراجعه ويقول له " أتقتل من يشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله والرسول صلى الله عليه وسلم يقول " أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله فإذا قالوها عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله " فلا يزيده ذلك إلا صلابةً وثباتاً
أهو من ثبت بعد موت أحب الناس إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم!، والأشداء عجزوا أن يتماسكوا! واختلف الناس في المدينة حتى جاء وقال بقلب ثابت، وعلم راسخ، وعزم شديد: [وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللهُ الشَّاكِرِينَ] {آل عمران:144} من كان يعبد محمداً فإن محمداً قد مات، ومن كان يعبد الله فإن الله حي لا يموت، هذا هو أبو بكر الصديق -يا إخوة- هل تنافرت القوة في الحق والرحمة على الخلق؟ كلا، هل تضارب إعلان السنة والثبات عليه مع اللين والتسامح ولين الكنف؟ كلا
هناك خلط عائمٌ وعارمٌ بين حب ونصرة الحق = وبين دعوة الخلق
كم تسمع أذني ممن هم في حقل الدعوة ولهم جهودٌ عظيمةٌ -علّ الله يربيها لهم -كم أسمعهم يتماوتون في نصرة الحق بسبب داعي الرحمة ونقل الصورة المشرقة عن الخير وأهله
ذكّرني أبو بكر الصديق هذه الظاهرة حينما نظرته يقول لعمر -ومَن عمر هو الفاروق - عندما جاءه عمر في قضية حدثت: وقال له عمر: يا خليفة رسول الله تألّف الناس، فأخذ أبو بكر الصديق بلحية عمر وقال: يا بن الخطاب أجباراً في الجاهلية خواراً في الاسلام؟! علام أتألفهم أعلى حديث مفترى أم على شعر مفتعل؟!
ما أشد وقعها على النفس، وما أحوجنا في زمننا في ظروفنا إلى موعظة أبي بكر
أين بني قومي من هذا، تريدون أن نتحدث عن المجاملات في دين الله، فلقد خيّم علينا دخان التأويل وحرث المعاذير لأنفسنا وغيرنا
قالوا لي موسى عليه السلام قال له ربه بأن يذهب لمدعي الربوبية ويقول له (فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى) فقلت مابالك لم تتفطن للسورة التي قبلها حين قال له لما عاند (وإني لأظنك يا فرعون مثبورا) ألست تتكلم عن موسى نبي الله؟ إذا أين أنت من فعله لما جذب أخاه برأسه يجره إليه لما فعل قومه ما فعلوا من عبادة العجل
أعلم أن (ممن) سيقرأ: طائفتان:
طائفة تقرأ وقد قفزت على فلان وفلان وأنزلته في ثنايا الحروف وكأنها سياط ورصاص قصد كاتبها أن ينزلها على ذلك الرجل
وآخر يقرأ المقال وهو يقول: ماذا كتبت وأين الحكمة في اختيار المكان والزمان؟
وقبل أن أدع القارئ يخرج من مقالي بدون أن أرشده بنفسي إلى قصدي، وأدلّه دون غيري على تأويل كلامي أقول:
رسالتي إلى من جعل الحق أعظم من كل شيء
فالحق يمنع الظلم والبغي فلا تظلم ولا تبغ، الحق يدعو أن لا تُخلي المخالف من رحمة ونصيحة صادقة، الحق يدعو أن تفرق بين نصرة نفسك وشهوتك وهواك وبين نصرة الدين، الحق أن توازن فلا تجاوز القصد ولا تنزل عنه على قاعدة ربانية (فلا يسرف في القتل)، الحق أن تعتدل في التعامل مع الباطل والمخطئين على قدره عند الله لا على ميل نفسك وهواك وسياسة الأتباع،
إذاً الحق: حَقل جميلٌ مزهرٌ مورقٌ بين تصحّر الغلاة = وذوبان الجفاة فأين أنت؟
قد يكون التوقف هنا مناسبا ولا يحتمل الزيادة
وأعتذر عن الطول
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[19 - 06 - 07, 01:22 ص]ـ
ما أجمل هذه المعاني شيخنا المفضال ..
جزاك الله خيرا .......
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/39)
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[19 - 06 - 07, 02:55 ص]ـ
ما أمتع هذا الكلام وما أجمله بارك الله فيك شيخنا المقرىء
ـ[المقرئ]ــــــــ[19 - 06 - 07, 07:00 م]ـ
المشايخ الكرام: أبا دانيةوأبا وسام
شكر الله لكم وجزاكم خيرا
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[19 - 06 - 07, 09:54 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
وآخر يقرأ المقال وهو يقول: ماذا كتبت وأين الحكمة في اختيار المكان والزمان؟
وقبل أن أدع القارئ يخرج من مقالي بدون أن أرشده بنفسي إلى قصدي، وأدلّه دون غيري على تأويل كلامي أقول:
رسالتي إلى من جعل الحق أعظم من كل شيء
فالحق يمنع الظلم والبغي فلا تظلم ولا تبغ، الحق يدعو أن لا تُخلي المخالف من رحمة ونصيحة صادقة، الحق يدعو أن تفرق بين نصرة نفسك وشهوتك وهواك وبين نصرة الدين، الحق أن توازن فلا تجاوز القصد ولا تنزل عنه على قاعدة ربانية (فلا يسرف في القتل)، الحق أن تعتدل في التعامل مع الباطل والمخطئين على قدره عند الله لا على ميل نفسك وهواك وسياسة الأتباع،
إذاً الحق: حَقل جميلٌ مزهرٌ مورقٌ بين تصحّر الغلاة = وذوبان الجفاة فأين أنت؟
قد يكون التوقف هنا مناسبا ولا يحتمل الزيادة
وأعتذر عن الطول
ـ[بن نصار]ــــــــ[19 - 06 - 07, 11:18 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا الفاضل. .
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[20 - 06 - 07, 11:05 ص]ـ
خير الكلام ما قل ودل
يشرفني الرد عليك شيخنا الكريم
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك
ـ[المقرئ]ــــــــ[20 - 06 - 07, 12:52 م]ـ
وجزاكم خيرا أيها الشيخ الفاضل
والشكر موصول لطالب العلم عبد الله
ـ[أمةالله]ــــــــ[20 - 06 - 07, 01:40 م]ـ
جزاكم الله خير الجزاء شيخنا.
ـ[المقرئ]ــــــــ[20 - 06 - 07, 03:46 م]ـ
الأخ الكريم / حارث الدليمي بارك الله فيك ونفع بك
الأخت الكريمة / أمة الله وجزاك خيرا وبارك فيك
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[20 - 06 - 07, 06:18 م]ـ
جزاك الله خيراً على هذه المعاني الطيبة
مع أني تأملت كثيراً في العنوان قبل أن أفتح الرابط، وتخيلتُ عكس ما أردت، وذهبتُ بعيداً، بيد أنك (لا فض الله فاك) وضعت اليد على الجرح،،،، وأحسنت أحسن الله إليك
محبك .....
ـ[الصيعري الكندي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 01:48 ص]ـ
ما أجمل هذه المعاني شيخنا المفضال ..
جزاك الله خيرا .......
كلا جميل والله و يكتب بماء الذهب
ـ[المقرئ]ــــــــ[22 - 06 - 07, 05:39 م]ـ
الشيخان: أسامة والصيعري
جزاكما الله خيرا على دعائكما ولا حرمكما الأجر(80/40)
وصفه سفيان ـ يعني ابن عيينه ـ بكفه فحرّفها وبدد بين أصابعه .. ]
ـ[ابوسمية]ــــــــ[19 - 06 - 07, 02:25 ص]ـ
في الصحيح:
عن أبي هريرة ? أن النبي ? قال: (إذا قضى الله الأمر في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعاناً لقوله، كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك، حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا: ماذا قال ربكم؟ قالوا: الحق وهو العلي الكبير، فيسمعها مسترق السمع هكذا بعضه فوق بعض، وصفه سفيان بكفه، فحرفها وبدد بين أصابعه، فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، فربما أدركه الشهاب قبل أن يلقيها، وربما ألقاها قبل أن يدركه، فيكذب معها مائة كذبة، فيقال: أليس قد قال لنا يوم كذا وكذا: كذا وكذا؟ فيصدق بتلك الكلمة التي سُمعت من السماء). رواه البخاري (2473) وأبو داود (4738).
من يوضح لنا وصف سفيان وليت ذلك أن يكون برسم وجزاكم الله خيرا
ـ[حارث همام]ــــــــ[21 - 06 - 07, 02:12 م]ـ
مرفقة
ـ[توبة]ــــــــ[21 - 06 - 07, 02:32 م]ـ
، ..... هكذا بعضه فوق بعض، وصفه سفيان بكفه، فحرفها وبدد بين أصابعه، فيسمع الكلمة فيلقيها إلى من تحته، ثم يلقيها الآخر إلى من تحته، حتى يلقيها على لسان الساحر أو الكاهن، .....
في رأيي،لو كان قصده ما جاء في الصورة، لاكتفى فقط بالقول فرج بين أصابعه أو باعد بينها، ولكن من العبارات المسطور تحتها، أظن المقصود إمالة اليد مع المباعدة بين الأصابع مثل درجات السلم فيفيد التمثيل هنا، بالتنقل من سماء الى أخرى تحتها ..(80/41)
شرح مسائل كتاب التوحيد للشيخ الهويسين
ـ[الضبيطي]ــــــــ[19 - 06 - 07, 07:58 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
بدأ الشيخ الفاضل المحدث: خالد بن عبدالعزيز الهويسين سدده الله بعد ختم الجزء الأول والعاشر من مجمع الزوائد ومنبع الفوائد،
شرع فجر هذا اليوم الثلاثاء 4/ 6 / 1428 هـ بشرح مسائل كتاب التوحيد الذي هو حق الله على العبيد.
فقال في مقدمة الشرح: قليل أولئك الذين شرحوا هذه المسائل، ومنهم الشيخ العلامة سليمان بن عبدالرحمن الحمدان رحمه الله في كتابه / الدر النضيد، ومن المتأخرين عبدالله بن محمد الدويش رحمه الله في كتابه التوضيح المفيد لمسائل كتاب التوحيد. لكن المسائل بحاجة إلى شرح وتوضيح أكثر، وبيان أعظم ليسهل على طالب العلم فهمها والاستفادة منها.
وقال: هذه المسائل هي بمثابة الشرح للكتاب وهي مهمة للغاية ولها معانٍ وغاياتٍ، وهي علم مستقل، ونستطيع أن نقول: إن أول من شرح كتاب التوحيد هو مؤلفه بهذه المسائل.
وعدد هذه المسائل يزيد على (800) مسألة وربما تصل إلى ألف مسألة.
ونبه الشيخ حفظه الله على أن هناك من يحذف المسائل من كتاب التوحيد عند طباعته، وذلك جهل منهم وقلة في الأمانة العلمية؛ ولأنهم لم يعطوها أهمية بسبب الجهل بها وبقيمتها.
وقال الشيخ نفع الله بعلمه: إن شرحه لهذه المسائل سيكون موسعا إن شاء الله ولو طالت المدة في شرح تلك المسائل لأهميتها وعظم الحاجة إليها.وللعلم فإن شيخنا بارك الله في عمره وعلمه ليس بينه وبين الإمام المجدد محمد بن عبدالوهاب رحمه الله سوى خمسة رجال.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[19 - 06 - 07, 12:48 م]ـ
بارك الله في علم الشيخ ونفع به الإسلام والمسلمين ...
وبوركت أخي على نقل هذه الدرر ..
وأرجو أن يكون لك قدم السبق في نقل شرح الشيخ لهذه المسائل في المنتدى ...
وعن شرح مسائل كتاب التوحيد:
فقد قال أحد المشائخ لي: للشيخ عبدالله بن منيع حفظه الله شرح على هذه المسائل وهي مخطوطة عند الشيخ ابن منيع ...
ولا أدري ماهو مصيرها الآن؟؟
وجزاكم الله خيرا ...
ـ[ابوسلطان]ــــــــ[09 - 07 - 07, 10:15 ص]ـ
نفع الله بك يالضبيطي
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 07:20 م]ـ
طاااااااااااااااااااااال انتظارنا
واصل وصلك الله بطاعته
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[10 - 07 - 07, 09:00 م]ـ
أخي في الله: الضبيطي _ رعاك الله _، انظر الخاص.
ـ[الضبيطي]ــــــــ[08 - 06 - 09, 02:10 ص]ـ
جزى الله الجميع خيرا
ـ[ابو ابراهيم امام العربي]ــــــــ[08 - 06 - 09, 11:06 م]ـ
بارك الله في شيخنا: خالد بن عبدالعزيز الهويسين ليته يسمح بالتسجيل
ـ[الضبيطي]ــــــــ[12 - 06 - 09, 02:08 ص]ـ
يسر الله ذلك
ونفع بالشيخ(80/42)
هل الجن الكافر لا يستطيع قراءة القرآن؟
ـ[أبويونس]ــــــــ[19 - 06 - 07, 12:10 م]ـ
هل الجن الكافر لا يستطيع قراءة القرآن؟
ـ[أبويونس]ــــــــ[21 - 06 - 07, 12:39 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
سبب سؤالي هو ما ذكره الشيخ حسن الزهيري في هذه المحاضرة بعد ستين دقيقة تقريبا http://live.islamweb.net/Lecturs/hasan_alzahairi/37033.mp3
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:59 م]ـ
بل يستطيع
الا ترى ان حديث سرقة الصدقات من بيت مال المسلمين
فقد جاء فينهاية الحديث
اذ اويت الى فراشك فقراء الله لا اله الا هو الحي القيوم لا يزال عليك من الله حافظا حتى تصبح
رواه مسلم
ـ[أبويونس]ــــــــ[21 - 06 - 07, 11:47 م]ـ
بارك الله فيك أخي على هذاالرد المقنع إن كنت استمعت للشريط ستعرف سبب طرحي لهذا السؤال(80/43)
ما حكم وضع ((تنبيه للجوال))؟! كالدعاء والأذان وتلاوة قرآن وماشابه ذلك؟!!!
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[19 - 06 - 07, 01:44 م]ـ
أرجو الإجابة من فتاوى العلماء .....
وجزاكم الله خيرا،،،،،
ـ[حامل القرآن]ــــــــ[19 - 06 - 07, 03:52 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=94670
لعل هذا الموضوع يفيدك
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[20 - 06 - 07, 12:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا .....
للرفع،،،،،،،،،،
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[20 - 06 - 07, 06:17 ص]ـ
سؤال:
ما حكم أن تكون نغمة الرنين للموبايل آية قرآنية أو دعاء أو أذان , هل يجوز في وسط الآية أن أرد على المكالمة </ B>
جزاكم الله خيراً </ SPAN></B>
نرجو الإجابة بأسرع ما يمكن للعجلة وشكراً
-------------
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإنه لا شك في ضرورة تفادي ما غلب على نغمات الهواتف من الرنات الموسيقية، ولا شك أن القرآن والذكر هو أولى ما يحرص المسلم على سماعه، ولكن وضع الآية القرآنية أو الدعاء أو الذكر في الجوال تلاحظ فيه عدة أمور يتعين التنبه لها، فمنها: أن القرآن يجب احترامه، ولما كان المستقبل للمكالمات في الجوال لا يتحكم في الأوقات ولا في الأماكن التي تأتيه فيها المكالمات فإنه قد تأتيه مكالمات في دورة المياه، والأصل إبعاد الكنيف عما فيه ذكر الله، كما قدمناه في الفتاوى التالية أرقامها: 31109 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=31109)، 3262 (http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=3262)، 7215 (http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=7215)، 38386 (http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=38386).</B>
ومنها: أن الأصل الاستماع للقرآن والإنصات له بحضور قلب عند ما يتلى، وأغلب الناس يحرص على البدار باستقبال المكالمة فيقطع القرآن، وهذا يُخاف عليه من الإعراض عن القرآن لاستقبال كلام مخلوق.
</ SPAN></B>
وبناء عليه، فإن الأولى أن يسجل الإنسان في جواله حكمة أو بيتا من الشعر يحوي نصيحة مهمة، وأن يعطي للذكر والتلاوة أوقاتا يعملهما فيها بحضور قلب وتبتل وتدبر لمعانيهما.</ SPAN></B>
والله أعلم
المفتي: مركز الفتوى بإدارة د. عبدالله الفقيه
</ SPAN></B>
</SPAN>
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[20 - 06 - 07, 03:56 م]ـ
السؤال:
ما هو حكم وضع لفظ الجلالة أو أي اسم من أسماء الله الحسنى أو اسم الرسول محمد صلى الله عليه وسلم
كخلفية شاشة في أجهزة النقال (الموبايل)؟ وما هو حكم جعل نغمة الرنين في الجهاز نفسه (الموبايل) على شكل أذان أو سورة قرآنية؟
أفيدونا جزاكم الله خير الجزاء.
------------------
الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الأولى عدم جعل اسم الجلالة خلفية لشاشة الجهاز النقال، لأن الجوال ربما يدخل به صاحبه محل قضاء الحاجة، والأصل هو البعد عن إدخال ما فيه اسم الله عن الدخول به في محل قضاء الحاجة لما في ذلك من تعظيم شعائر الله.
فالأولى أن تجعل خلفية شاشته رمزاً إسلامياً كصورة الكعبة أو غيرها من المعالم أو تجعل حكمة مفيدة، وراجع في هذا الفتوى التالية أرقامها: 32486 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=32486)، 44951 (http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=44951) ،36096 (http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=36096) .
وراجع في شطر السؤال الثاني الفتوى رقم: 64774 ( http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=64774).
والله أعلم.
مركز الفتوى بإدارة د. عبدالله الفقيه
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[22 - 04 - 09, 07:25 م]ـ
......................................
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[22 - 04 - 09, 07:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفائدة التي غفل عنها الكثير الكثير ولا أقول من العامة!! بل من طلبة العلم!
ـ[ام سلمان الجزائرية]ــــــــ[13 - 05 - 10, 06:54 م]ـ
للرفع ..
ـ[ابوعمرالشهري]ــــــــ[13 - 05 - 10, 09:29 م]ـ
--------------------------------------------------------------------------------
قال الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله:
( ... ويوجد في بعض أجهزة الهاتف عند الانتظار إذا اتصلت عليه ولم يكن حاضرا قال: انتظر ثم تسمع موسيقى، فهذا حرام؛ لأن الموسيقى من آلات العزف وهي محرمة، لكن إذا كان الإنسان لا يستطيع أن يتصل بمن يريد إلا بهذا فالإثم على من وضعه، إلا أنه ينبغي لمن سمعه أن ينصح صاحب الهاتف بأن يفصل هذا الجرس ويسكت حتى يكلمك المطلوب.
وأما ما يجعل للانتظار في الهاتف من قراءة القرآن أحيانا إذا اتصلت سمعت آيات من القرآن ثم يقول انتظر ثم تسمع آيات من القرآن؛ فهذا فيه ابتذال لكلام الله عز وجل؛ حيث يُجعل كأداة يُعلم بها الانتظار، والقرآن نزل لما هو أشرف من هذا وأعظم، فلقد نزل لإصلاح القلوب والأعمال، ولم ينزل ليجعل وسيلة للانتظار في الهاتف وغيره، ثم إنه قد يتصل عليك إنسان لا يعظم القرآن ولا يهتم به ويثقل عليه أن يسمع شيئا من كتاب الله والعياذ بالله، أو يتصل كافر أو يهودي أو نصراني فيسمع هذا القرآن فيظنه أغنية لأنه لا يعرفه فقد لا يكون عربيا أيضا، فلا شك أن هذا ابتذال للقرآن، وأن من وضع القرآن من أجل الانتظار يُنصح ويقال له: اتق الله، كلام الله أشرف من أن يجعل أداة انتظار.
أما إذا جُعل في هذا الانتظار حِكم مأثورة نظما أو نثرا وما أشبه ذلك من الأشياء النافعة المفيدة فلا بأس، والحِكم واسعة كثيرة، أما أن يجعل كلام رب العالمين الذي نزل لإصلاح القلوب والأعمال والأفراد والشعوب آلة للانتظار على الهاتف؛ فالقرآن أشرف من أن يكون كذلك، والله الهادي إلى الصراط المستقيم). شرح رياض الصالحين 6/ 432 - 433
قلت: ويدخل فيما قال الشيخ: وضع القرآن أداة للتنبيه على المكالمات في الجوال .. والله المستعان.
منقول.(80/44)
هل تصلى صلاة الكسوف لكسوف كوكب الزهرة؟
ـ[عبدالعزيز أبو عبدالله]ــــــــ[19 - 06 - 07, 02:53 م]ـ
هل تصلى صلاة الكسوف لكسوف كوكب الزهرة؟
آمل الإفادة وشكرا
ـ[ابو سليمان الوهبي]ــــــــ[19 - 06 - 07, 04:00 م]ـ
لا لا تصلى، والصلاة للشمس والقمر فقط.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[19 - 06 - 07, 09:06 م]ـ
وروى البخاري عن المغيرة بن شعبة قال: انكسفت الشمس يوم مات إبراهيم، فقال الناس: انكسفت لموت إبراهيم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن الشمس والقمر آيتان من آيات الله، لا ينكسفان لموت أحد ولا لحياته، فإذا رأيتموها فادعوا الله وصلوا حتى ينجلي).
فالحديث خصص الشمس والقمر , وكذلك باقي الاحاديث التي وردت بهذا الشأن.
ـ[عبدالعزيز أبو عبدالله]ــــــــ[19 - 06 - 07, 10:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا / أعتقد أن هذا السؤال ليس من البدهيات، هذا أولا. ثم ما العلاقة بين كون العضو جديد وبين كونه جاهلا. لا أرى أن هناك ترابط.
ثم إنني ولله الحمد من المهتمين بالطلب والتحصيل من وقت مبكر من عمري ولله وحده المنة والفضل. ثم إنني لست بحاجة لأن أذكر لك أدب المفتي والمستفتي فهي ولله الحمد مذكورة في عامة كتب الأصول.
وقد سأل الصحابة عن بعض الأمور التي هي من البدهيات كما سأل معاذ بن جبل: وإنا لمؤآخذون بما نتكلم به يا رسول الله.
على كل حال أخي خزانة الأدب شاكر لك حسن أدبك وأعتقد أن لك من اسمك نصيب.
كان في اعتقادي أن المسألة يجري فيها القياس وبخاصة عند من يجري القياس في العبادات من الأصوليين بجامع الخسوف في كل والجميع ينطبق عليه اسم نجم أو كوكب
ولعل هذا الحديث فيه دلالة على ذلك:
عن أبي موسى قال: خسفت الشمس فقام النبي صلى الله عليه وسلم فزعا يخشى أن تكون الساعة فأتى المسجد فصلى بأطول قيام وركوع وسجود ما رأيته قط يفعله وقال: " هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد ولا لحياته ولكن يخوف الله بها عباده فإذا رأيتم شيئا من ذلك فافزعوا إلى ذكره ودعائه واستغفاره " فقوله عليه السلام:فإذا رأيتم شيئا من ذلك لفظ عام
وخسوف كوكب الزهرة فيه تخويف للعبادة ومن رأى الكوكب والقمر عرف ذلك وربنا سبحانه يقول: (وما نرسل بالآيات الا تخويفا)
وقد جرت عادة النبي عليه السلام أنه اذا حدث شيء من هذه الأمور أنه يحدث عبادة كالإستغار والدعاء والصلاة
كما أورد الحافظ بن رجب في ا لفتح: (إذا فزعتم من أفق من آفاق السماء، فافزعوا إلى الصلاة) وعند الزيلعي: (إذا رأيتم شيئا من هذا الأهوال فافزعوا إلى الصلاة)
وفي صحيح الجامع: إن هذه الآيات التي يرسل الله لا تكون لموت أحد، و لالحياته، لكن الله يرسلها يخوف بها عباده، فإذا رأيتم منها شيئا، فافزعوا إلى ذكر الله و دعائه واستغفاره
. وعلى كل حال هي نازلة تحتاج إلى بحث ودراسة
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[19 - 06 - 07, 10:32 م]ـ
جزاك الله خيرا ..
نعم هي آيات وفيها تخويف من الله سبحانه وتعالى .. وأجاز بعض العلماء الصلاة .. ولكن ليست صلاة كصفة صلاة الخسوف ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[20 - 06 - 07, 01:09 م]ـ
فقوله عليه السلام:فإذا رأيتم شيئا من ذلك لفظ عام
المشار إليه في كلام النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو ما سبق ذكره في كلامه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهو كسوف الشمس.
وخسوف كوكب الزهرة فيه تخويف للعبادة ومن رأى الكوكب والقمر عرف ذلك وربنا سبحانه يقول: (وما نرسل بالآيات الا تخويفا)
وكوكب الزهرة عامة الخلق لا يعرفونه ولا ينتبهون له، بخلاف النيرين الذين لخفاء ضوئها أثر ظاهر وآية عامة.
وحسب علمي فإنه لم يرد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، ولا عن صحابته ولا التابعين الصلاة في خسوف هذه الكواكب، وهذا كاف.
والله أعلم.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - 06 - 07, 01:45 م]ـ
الإخوة الكرام
لم تفهموا قصدي بارك الله فيكم!!
تظنون أنني أُجهِّل السائل!! أو أتعالم عليه!!
لا والله!
وأساليب العربية تأبى ذلك!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/45)
المسألة تتعلق بكثرة طرح الشبهات والأسئلة الني لا فائدة منها، باختصار شديد، من غير إيضاح مسوِّغ السؤال، ثم يظهر غرض السائل وعلمه بعد أن يستجيب الإخوة لسؤاله، وقد يكون غرضه سليماً وقد لا يكون. وأكثر ما يقع ذلك من الأعضاء الجدد الذين نريد أن نتعاون معهم على رفع مستوى هذا الملتقى المبارك.
وعلى كل حال فقد ورد النهي عن كثرة السؤال في القرآن والسنة، ولا سيما هذا النوع من الأسئلة.
والسائل عن صلاة الكسوف لكوكب الزهَرة: إما جاهل، وهذا غير متصوَّر، لأن العامي الأمِّي الجاهل لا يخطر على باله أن يسأل عن صلاة الكسوف لكوكب الزهَرة!!
وإما طالب علم، فهذا ممكن، ولكن ينبغي أن يذكر مسوِّغ السؤال وسبب الإشكال، فيقول مثلاً: قرأت كذا في كتاب كذا، أو قال خطيب الجمعة كذا، فما رأيكم فيه؟
والأخ الكريم كتب السؤال في نصف سطر، ثم كتب الرد والعتاب في عشرين سطراً! ولو نقل بعض الكلام إلى الموضع الأول لما حصل الإشكال عندي!
وإما ذو هوى متجاهل، فلا أدري ما أقول في ذلك!
وقد اتضح الآن أن السائل الكريم طالب علم، يستطيع إفادة الإخوة بطريقة سؤاله لهم قبل أن يستفيد من إجاباتهم. ومن أدب البحث العلمي أن يضع السائل شيئاً من علمه في سؤاله، لتحصل الفائدة العلمية المطلوبة، ويتشجَّع القارئ والسامع لمزيد من البحث وإثراء النقاش.
وعلى كل حال فالقول بأنها نازلة (بالمعنى الفقهي فيما يظهر) لا مسوِّغ له، ومعناه أن المجامع الفقهية كان ينبغي لها أن تجتمع في جلسة طارئة لتقرير مدى الحاجة إلى صلاة الكسوف في مساء يوم الإثنين الماضي! ولا أدري أين موضع خوف الناس عندما تختفي نجمة وراء القمر لمدة نصف ساعة!
وأما قول الأخ عبدالله (وأجاز بعض العلماء الصلاة .. ولكن ليست صلاة كصفة صلاة الخسوف)، فيحتاج إلى إيضاح. ولا أظن أن أحداً من العلماء تطرق إلى الصلاة لقران الكواكب (وهذا هو الوصف العلمي لما وقع مساء الإثنين)، بل الظن بهم أن يحذّورا المسلمين من هذه العقائد الباطلة، كما فعل رسول الله صلى الله عليه وسلم في مسألة الكسوف ومسألة الأنواء.
وقد وقعت قرانات عظمى في العصور السابقة، ولم يكن لها أدنى تأثير على حياة الناس، ولكن المشعوذين من أصحاب التنجيم كانوا يخوّفونهم بوقوع الكوارث فيخافون، ومع ذلك لم يُنقل أن أحداً من العلماء أفتى بالصلاة قياساً على الكسوف.
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[20 - 06 - 07, 01:49 م]ـ
مكرر
ـ[أبو محمدعبدالعزيز بن محمد]ــــــــ[21 - 06 - 07, 02:01 م]ـ
ما أعرفه أن كوكب الزهرة يكسف (يتوارى خلف القمر) كل 29 سنة ..
ولم يرد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن صحابته الصلاة لكسوف الزهرة(80/46)
ما المراد بـ (مكروه) عند الحنابلة اذا اطلقت؟
ـ[عبد الرحمن النافع]ــــــــ[19 - 06 - 07, 05:32 م]ـ
نقرأ و نسمع كثيرا ان الحكم في هذه المسألة مكروه، و مرادي في المسأل التي لم يرد فيها النص بالكراهه، فهل الحنابلة اذا اطلقوها يريدون بها الحكم الشرعي ام انهم يريدون بها مصطلحا اخر،
فمثلا يقولون كثيرا: هذا مكروه خروجا من الخلاف.
و مثال اخر: حكم الثوب اذا كان على الكعب؟ فيقولون هو مكروه لانه من المشتبه.
دائما اسمع الشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ يشدد في هذه المسأله و يقول ان الكراهه حكم شرعي لا يجوز اطلاقه الا بدليل شرعي، و ليس من ادلة الكراهه الخروج من الخلاف او غيرها.
اما الشيخ محمد المختار الشنقيطي فيقول: كان الفقهاء يتورعون عن اطلاق الاحكام الشرعية لانها توقيع عن الله، و لذلك اذا اشتبه عليهم الحكم فيعبرون عنه بالمكروه تحرجا من اطلاق حكم الاباحة او التحريم، و هذا من ورعهم
و ضرب الشيخ مثالا بمسألة الثوب الذي على الكعب، فالعلماء عندهم بالدليل ان الذي فوق الكعب جائز و ما تحته محرم، و لكن الذي على الكعب ليس عندهم فيه شيء، فيقولون عنه مكروه لئلا يقع المرء في المشتبه.
فما راي الاخوة الافاضل ...
ـ[فارس نيار]ــــــــ[22 - 06 - 07, 08:58 م]ـ
السلام عليكم ..
جاء في المدخل ج1/ص154 - 155
فصل المكروه ضد المندوب
إذ المندوب المأمور به غير الجازم والمكروه المنهي عنه غير الجازم فالمندوب قسم الواجب في الأمر والمكروه قسم الحرام في النهي وشرعا ما مدح تاركه ولم يذم
فاعله وهو داخل تحت النهي فيقال إنه منهي عنه ولا يتناوله الأمر المطلق إذ الأمر المطلق بالصلاة لا يتناول الصلاة المشتملة على السدل والتحضر ورفع البصر إلى السماء واشتمال الصماء والالتفات ونحو ذلك من المكروهات فيها وأطلق بعض أصحابنا المكروه على الحرام فقد قال الخرقي في مختصره ويكره أن يتوضأ في آنية الذهب والفضة انتهى
مع أن التوضؤ فيهما حرام بلا خلاف في ذلك في المذهب وقد تطلق على ترك الأولى كقول الخرقي أيضا ومن صلى بلا أذان ولا إقامة كرهنا له ذلك ولا يعيد
وأراد أن الأولى أن يصلي بأذان وإقامة أو بأحدهما وإن أخل بهما ترك ذلك الأولى
وقال الآمدي قد يطلق المكروه على الحرام وعلى ما فيه شبهة وتردد وعلى ترك ما فعله راجح وإن لم يكن منهيا عنه انتهى
قلت أما إطلاقه على الحرام فقد سبق لك بيانه في أن الإمامين أحمد ومالكا يطلقانه على الحرام الذي يكون دليله ظنيا تورعا منهما وأما الباقي فهو بمعنى ترك الأولى
قال الطوفي في مختصر الروضة وإطلاق الكراهة ينصرف إلى التنزيه
وقال المرداوي في التحرير المكروه إلى الحرام أقرب وهو في عرف المتأخرين للتنزيه ويقال لفاعله مخالف وغير ممتثل ومسيىء نصا وقيل يختص الحرام
وقال القاضي أبو يعلى وابن عقيل يأثم بترك السنن أكثر عمره
قال الإمام أحمد من ترك الوتر فهو رجل سوء
أظن سؤالك .. ينطبق عليه .. ترك الاولى ... أو التنزيه ..
والله أعلم(80/47)
ما رأيكم بهذا الدعاء: (يارب إذا نسيتك أرجو أن لا تنساني من عفوِك وحلمك)؟
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[19 - 06 - 07, 08:18 م]ـ
إخواني الكرام:
تردد هذا الدعاء في المنتديات: (يارب إذا نسيتك أرجو أن لا تنساني من عفوِك وحلمك)؟
فهل فيه إشكال؟
يبدو لي أن فيما خطَّ بالأحمر تعدياً؛ فأرجو إفادتنا مأجورين مشكورين.
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 07:14 م]ـ
إخواني الكرام:
لهذا الموضوع يومان؛ فهل من مجيب؟
ـ[توبة]ــــــــ[21 - 06 - 07, 07:37 م]ـ
أخي الفاضل،قبل الإجابة على سؤالك عليك أن تعرف معنى الإعتداء في الدعاء، ومن ثمّ قس على ذلك.
حقيقة الاعتداء في الدعاء أن يتجاوز العبد في سؤال الله تعالى وطلبه، وذلك إما أن يكون بالاعتداء في نفس الطلب والسؤال أو بالاعتداء في نفس المطلوب المسؤول.
وإليك مقالة جامعة لكي نحكم على الدعاء بأن فيه تعديا أو خروجا عن آدابه الشرعية.
http://saaid.net/Minute/m24.htm
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[22 - 06 - 07, 12:10 ص]ـ
الأفضل في الدعاء الاقتصار على الوارد
والنسيان في لغة العرب يأتي بمعنى الترك كقوله تعالى: {نسوا الله فنسيهم}
ويأتي بالمعنى الآخر وهو الغفلة عن الشيء
فإن أراد فلا تتركني من عفوك وحلمك فلا بأس به وإن أراد الآخر فلا يصح هذا الدعاء في حق الله
والله أعلم
ـ[توبة]ــــــــ[22 - 06 - 07, 12:26 ص]ـ
بارك الله فيكم،والأفضل من ذلك ما جاء في الآية الكريمة
قال الله عز وجل: (وَاذْكُرْ رَبَّكَ إِذَا نَسِيتَ وَقُلْ عَسَى أَنْ يَهْدِيَنِي رَبِّي لأَقْرَبَ مِنْ هَذَا رَشَدًا) [الكهف: 24]
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[22 - 06 - 07, 07:18 ص]ـ
وفيك بارك الله
ـ[سامي العنزي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 07:32 م]ـ
الأخوان الكريمان: توبة، عبد الباسط بن يوسف
أشكركم على المرور والإجابة.
بارك الله فيكما وفي علمكما
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 08:04 م]ـ
إخواني الكرام:
تردد هذا الدعاء في المنتديات: (يارب إذا نسيتك أرجو أن لا تنساني من عفوِك وحلمك)؟
فهل فيه إشكال؟
يبدو لي أن فيما خطَّ بالأحمر تعدياً؛ فأرجو إفادتنا مأجورين مشكورين.
يا أخي الدعاء "كله على بعضه" ركيك غاية في ركة المبنى والمعنى كذلك ..
إذا نسيتك فلا تنسني من عفوك وحلمك؟؟! ما هذا؟؟ فإن لم تنسه؟!! ما هذا دعاءا .. إن هذا إلا فهاهة وسفاهة.
واعذرني يا أخي؛ لكن أنترك أدعية سلفنا، من الصحابة والتابعين .. وهي الرقة كلها، والخشوع كله؛ ونترك أذكار نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهي الوحي المنزل، والدعاء او الذكر منها يفلق الصخر، رقة وخشوعا ...
لنقرأ هذا الدعاء الركيك السخيف؟؟!
وما كتابُ كثير من المنتديات؟؟ إلا عوامٌّ عمي.
فهذا دعاء ركيك، منكر المبنى والمعنى، لا ينبغي أن يصرف إليه النظر أو يعار الاهتمام والله أعلم.
ـ[عبدالله حمود سعيد النيادي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 04:39 م]ـ
إخواني الكرام:
تردد هذا الدعاء في المنتديات: (يارب إذا نسيتك أرجو أن لا تنساني من عفوِك وحلمك)؟
فهل فيه إشكال؟
يبدو لي أن فيما خطَّ بالأحمر تعدياً؛ فأرجو إفادتنا مأجورين مشكورين.
فيه إشكالية وهو مناجاة الله وكأنه ينسى, وهذه الصفة نفاها الله عن نفسه. والله اعلم.
ـ[عبدالله حمود سعيد النيادي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 04:45 م]ـ
يا أخي الدعاء "كله على بعضه" ركيك غاية في ركة المبنى والمعنى كذلك ..
إذا نسيتك فلا تنسني من عفوك وحلمك؟؟! ما هذا؟؟ فإن لم تنسه؟!! ما هذا دعاءا .. إن هذا إلا فهاهة وسفاهة.
واعذرني يا أخي؛ لكن أنترك أدعية سلفنا، من الصحابة والتابعين .. وهي الرقة كلها، والخشوع كله؛ ونترك أذكار نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وهي الوحي المنزل، والدعاء او الذكر منها يفلق الصخر، رقة وخشوعا ...
لنقرأ هذا الدعاء الركيك السخيف؟؟!
وما كتابُ كثير من المنتديات؟؟ إلا عوامٌّ عمي.
فهذا دعاء ركيك، منكر المبنى والمعنى، لا ينبغي أن يصرف إليه النظر أو يعار الاهتمام والله أعلم.
والله انك اثلجت صدري جزاك الله خير(80/48)
ماضابط الغرر المعفو عنه.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[20 - 06 - 07, 06:23 م]ـ
ماهو ضابط الغرر المعفو عنه، وهل النظر إلى الشخص أم إلى المجموع.
ومارأيكم في هذه:
عندنا مستشفى تبيع بطاقات ب 100ريال على أن تخصم لك في كل علاج،في خلال سنة(80/49)
نصائح وتوجيهات لتفريغ الصوتيات
ـ[عبد الله الغريب]ــــــــ[20 - 06 - 07, 06:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
نصائح وتوجيهات لتفريغ الصوتيات
بقلم: محمد مصطفى الشامي.
mohelshami@hotmail.com (mohelshami@hotmail.com)
الحمد الله رب العالمين والصلاة والسلام على خاتم النبيين محمد بن عبد الله ...
أما قبل:
فإنه نظراً لمعرفتي المتواضعة في تفريغ الأشرطة والصوتيات وملاحظتي لبعض التفريغات غير الجيدة من بعض الشباب، فأحببت أن أقدم هذه النصائح والتوجيهات لإخواني في الله "طلاب العلم" الذين يرغبون في تفريغ أشرطة وصوتيات العلماء وكي لا يكون عملهم هباءً منثورا.
ولهذا أخرجتُ هذه النصائح والتوجيهات المفيدة والتي أرجو من طلاب العلم أن يتبعوها وسيجدون التفريغ الجيد والمفيد وستحظى تفريغاتهم بالانتشار الكبير إن شاء الله تعالى.
ومن له أي ملاحظة أو أي نصح وإرشاد لي فانا مستعد لقبوله بكل رحابة صدر.
* مفهوم التفريغ:
هو عبارة عن إخراج المحاضرات والدروس الصوتية إلى محاضرات ودروس مكتوبة.
وذلك لأن كثيراً من العلماء يكون لهم شروحات ودروس صوتية ولا يكون لهم من كتب الشروح المطبوعة إلا قليلا أمثال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى فتفسيره للقرآن إنما هو صوتي وشرحه للآجرومية أيضا كذلك، ومثله الشيخ محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى فيوجد له شروحات صوتية أكثر من كتبه، ومن الأمور الداعية إلى التفريغ إقبال طلاب العلم على القراءة أكثر من الاستماع.
* إخلاص النية لله عز وجل في التفريغ:
فإن أول خطوة ينبغي القيام بها عند التفريغ إخلاص النية لله عز وجل وأن يكون هدفه وجه الله عز وجل.
* شروط ومعايير اختيار الشريط المراد تفريغه:
عليه أن يقوم باختيار الشريط وفق المعايير التالية:
- ألا يكون قد فُرِّغَ من قبل حيث إنك يجب أن تفرغ شريطا جديدا.
- أن يكون لشيخ معروف ومشهور وذو فائدة ترجى.
- أن يكون واضح الصوت.
- ألا يوجد فيه تقطعات في الصوت، ومن باب أولى أن تكون المحاضرة كاملة.
* طريقة التفريغ:
قبل البدء بكيفية التفريغ أشير إلى أنه يوجد نوعان من الأشرطة والمحاضرات:
الأول أشرطة كاسيت تعمل على جهاز التسجيل.
والثاني - وهو الأشهر الآن - شريط يكون على قرص مدمج CD"" ويتم سماعها على جهاز الحاسوب الكمبيوتر.
أما بالنسبة لطريقة التفريغ عن الحاسوب –وهي موضوعنا- فمن الإخوة من يقوم بتفريغ الشريط من الحاسوب مباشرة إلى ورق ثم ينقلها ثانية إلى الحاسوب، ومن الإخوة من يقوم بنقل المحاضرة من الحاسوب صوتياً إلى الحاسوب كتابيا مباشرة وكلتاهما مفيدتان ولكل من يروم التفريغ أن يختار الأنسب له.
* الشروع في التفريغ:
عند الشروع في التفريغ يجب أن تكون على جاهزية تامة من أمور عدة:
- جهاز الحاسوب.
- ملف الورد.
- الاستعداد النفسي.
- الاستعداد الذهني.
فمثلا إن أردت تفريغ شريط من الحاسوب فيجب أن يكون الصوت واضحا وملف (الوورد) word أو الورق الذي ستكتب عليه التفريغ جاهزا وان تكون جلستك صحيحة مناسبة، وأيضا ينبغي أن تكون على أتم استعداد من حيث راحة البال وفراغ الذهن، ثم ابدأ بكتابة ما يقول الشيخ الذي تريد التفريغ له ثم هنا نقطة مهمة أنبه عليها بالنسبة لتفريغ الكلام حيث يجب التفريغ جملة .. جملة أو عبارة .. عبارة تكون مفهومة المعنى، فلا يفرغ كلمة .. كلمة أو تفرغ كلمة ونصف الأخرى.
ثم ينبغي أن يكون صوت الشيخ واضحا وأن تصغي جيدا للشيخ؛ حيث إن بعض الشباب عندما يفرغ كلمة أو جملة فتجده يكتبها شيء ويقولها الشيخ شيء آخر وذلك بسبب عدم الإصغاء الكامل للشيخ وهذا سيؤدي إلى نقل كلام غير صحيح عن الشيخ.
ويجب أن يكون عندك مربع الاختصارات وهذا المربع أنت تصممه على ملف وورد آخر ويشمل الاختصارات التالية (صلى الله عليه وسلم، عليه السلام، رضي الله عنهم، رضي الله عنه، ... ) وهكذا حيث يقول الشيخ كثيرا جملة صلى الله عليه وسلم فتقوم مباشرة بنسخها ثم لصقها وهكذا توفر عليك وقتا، وبالنسبة للآيات القرآنية فيجب أن يكون ملف القرآن على الحاسوب حيث ييسر لك نسخ أي آية أو سورة ولصقها وطبعاً لا تنسَ ترقيم الآيات ونسبتها إلى السورة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/50)
ويجب التأني في التفريغ وعدم السرعة فليس المهم إنهاء تفريغ الشريط كيفما كان؛ بل المهم أن يكون تفريغ الشريط جيدا صحيحا حتى ولو طالت فترة تفريغ الشريط.
* الانتهاء من التفريغ:
ثم بعد الانتهاء من التفريغ يجب ألا يتسرع بنشره، بل الواجب مراجعته مرة ومرتين بل وثلاث ويفضل أن يراجع المرة الثانية شخص آخر غيره كالزوجة - وهذه نعمة لطلاب العلم- أو غيرها ...
أيضا بعد مراجعته لا تتسرع بنشره يجب أن تقوم بمراجعته لغويا ونحويا عند متخصص فالكثير من الشباب يفرغ الشريط ولكن تجده تفريغه مليء بأخطاء نَحْوِيَّة، وهذه قضية مهمة جدا.
وهنا سؤال يرمي بنفسه علينا هل يجب على طالب العلم كتابة كل كلمة حتى لو قالها الشيخ وتراجع عنها؟؟!
الجواب: لا ... ، فليس كل كلمة قالها الشيخ نفرغها فمثلا ربما يقول الشيخ: (الصحابي عمر صلى الله عليه وسلم) وهو غير قاصد ثم يرجع فيقول رضي الله عنه فهنا نفرغ ونسجل فقط رضي الله عنه ..
ثم يرمي سؤال آخر بثقله علينا ويقول بعض المشايخ أحيانا يتحدثون بكلمات عامية وليست فصحى فهل اكتب العامية أم أغيرها بالفصحى؟؟
الجواب: في المسألة رأيان!!! الرأي الأول وهو أن تكتب الكلمة الفصحى بدلا من العامية مثال كلمة (ايش) أي معناها (ماذا) تكتبها أنت ماذا فقط وهكذا ..
الرأي الآخر هو أن تكتب العامية كما هي وتشير إليها بالفصحى بين معقوفتين أو في الحاشية.
إلا أن الرأي الأول هو الأصوب إن شاء الله تعالى لأن الطالب الذي يفرغ يهدف في تفريغه إلى إخراج المحاضرة المراد تفريغها وكأنها كتاب ألفه الشيخ نفسه وليست تسجيلاً صوتياً تَمَّ تفريغه، وهذا شيء جميل إن شاء الله تعالى.
* الصبر الجميل:
على طالب العلم الذي يريد التفريغ أن يكون لديه صبرا جميلا ولا يمل بل ينبغي عليه أن يفرغ في راحة وهدوء فإنْ فرغ شريطا في أربعة أيام أو ثلاثة بتأنٍ وهدوء أولى وأفضل من تفريغ شريطين في يوم واحد؛ لأن الشريط في أربعة أيام سيكون أفضل تفريغا.
* تخريج الأحاديث والآيات وأبيات الشعر:
كذلك عليك أخي المفرغ أن تقوم بتخريج الأحاديث من حيث صحتها أو عدمه وهذا لن يأخذ منك جهدا كبيرا فيجب عليك تخريجها وأيضا يجب عليك تشكيلها والاعتناء بها ..
أما الآيات فيجب أيضا تشكيلها أو نسخها من مصحف الحاسوب وكتابة رقم الآية واسم السورة بجانبها هكذا [البقرة:54] ويمكنك أنْ تجعلها في الحاشية، وينبغي عليك أخي أن تكتب الآيات بالخط العادي أي الذي تكتب فيه - وليس بالخط العثماني - و ينبغي إبرازه بلون غامق لتمييز الآيات عن غيرها، أما لماذا يجب أن تكتب بالعادي لا بالعثماني لأن الملف سيقوم بتحميله عدد كبير من الطلاب وربما لا يكون عندهم الخط العثماني فيظهر حروف لاتينية، إذن يُفَضَّلُ لك كتابة الآيات القرآنية بخط غير عثماني (خط عادي) ويجب وضعها بين قوسين مزهرين.
وبالنسبة لأبيات الشعر فهي ربما تكون قليلة في خطبة أو درس وأحيانا تكون كثيرة فيجب على الأخ أن يقوم بالبحث عن القائل ونسبتها له كي يكون التفريغ تفريغا علميا صحيحا وأن يذكر قائلها في الحاشية ويجب أن يُشَكِّلَ بيت الشعر من حيث الحركات والشدة والتنوين، وأما بالنسبة للأبيات غير المعروف قائلها ينبغي للمفرغ الإشارة إلى ذلك.
* تنسيق الملف عموماً:
بالنسبة للمحاضرات بعض المحاضرات تحتاج إلى عناوين فرعية فالشيخ عندما يلقي المحاضرة يلقيها كاملة فيأتي دور المفرِّغ كي يقسم عناوين المحاضرة الفرعية ويضعها بين معقوفتين، ثم بالنسبة للزخرفة في التنسيق فيحبذ عدم المغالاة في التنسيق، فقد ينسق شاب لمحاضرة فرغها فتجده يضع أسهما ويضع مربعات ويأتي بخطوط غريبة عجيبة كي يغري القارئ بقراءتها ثم تجد القارئ لا ينظر إليها إلا وقد عانى منها وهو يروم إرجاعها إلى طبيعتها ومنظرها المطلوب لديه، لذا أنبه إلى انه يجب كتابة المحاضرة بطريقة عادية ليس فيها مبالغة وزخرفة شديدة كي يستطيع القارئ قراءتها وطباعتها.
* التشكيل وعلامات الترقيم:
ومن الأمور التي تواجه المفرغ وهو تشكيل الكلمات، فهل على الأخ المفرغ تشكيل كل كلمة بل وكل حرف؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/51)
بالنسبة لهذا الأمر وهو التشكيل فينبغي أن يقوم طالب العلم بتشكيل الكلمات التي لا يفهم معناها إلا بتشكيلها مثال إن قال الشيخ: (دُرِسَ) وهو فعل مبني للمجهول فيجب تشكيله كي لا يفهم خطئا أما باقي الكلمات المفهومة من غير تشكيل فليس شرطا تشكيلها.
وأريد التنبيه لأمر مهم هنا وهو أن بعض الشباب عندما يكتب كتابا أو مقالا فيأتي يريد إظهار براعته في علم النحو فيقوم بتشكيل كل شيء مثلا (في) كافة طلاب العلم يقرؤوها كما هي فيأتي يشكلها (فِي) وهكذا وهذا طبعا زخرفة لا حاجة لنا بها ما دام أن الكلام يُقْرأُ بدون تشكيل ويفهم.
فالتشكيل غالبا يكون للكلمات الغامضة غير المفهوم معناها أو غير الواضح معناها.
أما علامات الترقيم كالفاصلة والفاصلة المنقوطة وعلامتي الاستفهام والتعجب والنقطة وغيرهم (، -؛ -؟ -! - ... ) فيجب على طالب العلم الذي يفرغ أن يضعهم فالذي بحاجة لفاصلة نضع له فاصلة والذي بحاجة لفاصلة منقوطة نضع له فاصلة منقوطة وهكذا.
* إخراج الملف المفرغ:
الآن وبعد الانتهاء من تفريغ الشريط أو المحاضرة ويأتي دور تصميم الملف فيجب على الملف أن يكون واضحا من حيث التصميم والتنسيق فلا يكون الخط كبير جدا ولا يكون صغير جدا، بل يمكن أن يكون الخط (14) وهذا جيد وأيضا يجب أن تكتب اسم المفرغ الشخصي وزمان التفريغ ومكان التفريغ.
مثال:
تفريغ: محمد محمود احمد، الدولة: السعودية، الدمام، الزمان: السبت الساعة 14:25 التاريخ 13/ 3/1428هـ
ويوجد أمر مهم وهو أن بعض الشباب يخرجون تفريغاتهم في ملف ( PDF) " بي دي أف" وهذا من الصعب أن يقوم أي أخ بتحريرها وتنسيقها كيفما يريد هو فهذا البرنامج عبارة عن عارض للكتب فقط، فمن الشباب من يخرج تفريغه على هذه الصيغة وهذا لا بأس به ولكن يفضل أن يكون على ملف وورد هذا أفضل، إلا إذا خشي الأخ سرقة تفريغه حيث تجد الأخ يفرغ ويتعب ويقوم بإنزالها على موقع ما فيأتي شاب فيقوم بإزالة اسم الشاب المفرغ ثم يضع اسمه هو ..
* الكلام غير الواضح:
بالنسبة لبعض الأشرطة أو الشيوخ ربما تكون كلمة غير واضحة في الشريط والذي يريد تفريغها لا يفهمها فينبغي أن يضعها بين معقوفين [ ... ] ويشير إلى أن هذه الكلمة غير واضحة في الشريط أو غير واضحة من الشيخ.
* ختاما:
هذه نصائح دونتها من خلال ملاحظتي التفريغات الشباب للعلماء ومن خلال تجربتي مع التفريغ.
وأريد أن اختم باقتراح حول تفريغ الأشرطة حيث يشتكي طلاب كثيرون من قلة همم بعض الطلاب في التفريغ، فأقول بإمكان الكثير من الإخوة عقد مسابقات في التفريغ لتشجيع طلاب العلم على التفريغ.
ـ[أبوالبراء الفلسطيني]ــــــــ[22 - 06 - 07, 01:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا أخانا محمد الشامي الغزي!(80/52)
هل القيء نجس؟ (شارك بما لديك)
ـ[نصر]ــــــــ[20 - 06 - 07, 06:55 م]ـ
هل القيء نجس
سؤال: إذا تقيأ الإنسان، فهل هذا القيء نجس وينقض الوضوء؟.
الجواب: الحمد لله
أولاً: ذهب أكثر العلماء إلى نجاسة القيء.
جاء في الموسوعة الفقهية (34/ 87 (:
" اختلفت الآراء في طهارة القيء ونجاسته. فيقول الحنفية والشافعية والحنابلة بنجاسته، ولكل منهم تفصيله , وبذلك يقول المالكية في المتغير عن حال الطعام، ولو لم يشابه أحد أوصاف العذرة. واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عمار إنما يغسل الثوب من خمس: من الغائط , والبول , والقيء , والدم , والمني " انتهى.
واستدلوا على نجاسته أيضا: بقياسه على الغائط، لأنه قد ظهر فيه النتن والفساد.
وذهب بعض العلماء كابن حزم والشوكاني إلى طهارته، لأن الأصل في الأشياء الطهارة، وليس هناك دليل صحيح على نجاسته.
وقد أجابوا عن حديث عمار بأنه ضعيف.
قال النووي في "المجموع" (2/ 549): حديث عمار هذا رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده والدارقطني والبيهقي، قال البيهقي: هو حديث باطل لا أصل له وبين ضعفه الدار قطني والبيهقي " انتهى.
وضعفه الحافظ ابن حجر في "التلخيص الحبير" (1/ 33).
وقال الشيخ الألباني في "تمام المنة" (ص 53) معلقاً على قول صاحب "فقه السنة" إن من النجاسات القيء:
" قلت: لم يذكر المؤلف الدليل على ذلك اللهم إلا قوله: [إنه متفق على نجاسته] وهذه دعوى منقوضة فقد خالف في ذلك ابن حزم حيث صرح بطهارة قيء المسلم، وهو مذهب الإمام الشوكاني في "الدرر البهية" وصديق خان في شرحها، حيث لم يذكرا في النجاسات قيء الآدمي مطلقاً، وهو الحق، ثم ذكرا أن في نجاسته خلافاً ورجحا الطهارة بقولهما: (والأصل الطهارة فلا ينقل عنها إلا ناقل صحيح لم يعارضه ما يساويه أو يقدم عليه) وذكر نحوه الشوكاني أيضاً في السيل الجرار " انتهى.
وقد سئل الشيخ سليمان العلوان عن نجاسة القيء فقال: " الصحيح أنه طاهر مطلقاً (يعني سواء كان متغيراً أم لا)، والاستقذار والاستحالة إلى روائح كريهة لا يعني النجاسة.
والأصل الجامع في هذا الباب طهارة كل الأعيان حتى يثبت الدليل على النجاسة، والقيء لم يثبت دليل على نجاسته فهو طاهر " اهـ.
وانظر: "المجموع" (2/ 570)، "المغني" (1/ 485).
ثانياً:
وأما نقض الوضوء بالقيء، فالصحيح من أقوال أهل العلم أن القيء لا ينقض الوضوء، وانظر السؤال (2570).
الإسلام سؤال وجواب (سؤال رقم 42929)
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[21 - 06 - 07, 05:05 ص]ـ
اختلف أهل العلم في نجاسة القيء، فذهب الجمهور من الحنفية والشافعية والحنابلة إلى أنه نجس، وفصل المالكية في ذلك فقالوا بنجاسته إن تغيرت هيئة الطعام، وإلا فهو طاهر واستدلوا بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عمار إنما يغسل الثوب من خمس: من الغائط , والبول , والقيء , والدم , والمني) أخرجه أبو يعلى والبيهقي. واستدلوا باستحالته إلى الفساد، وقاسه جماعة أيضا على الدم.
وذهب الظاهرية إلى أنه طاهر، وهو الصواب، لأن طهارته هي الأصل إلا أن يدل الدليل الصحيح على نجاسته، ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث صحيح على نجاسة القيء مع الحاجة الملحة إلى بيان ذلك للأمة، وكما هو معلوم أن تأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز. وأما الحديث الذي استدلوا به فهو حديث ضعيف لا تقوم به حجة قال النووي: حديث عمار هذا رواه أبو يعلى الموصلي في مسنده والدارقطني والبيهقي، قال البيهقي: هو حديث باطل لا أصل له. اهـ قلت فيه ثابت بن حماد متهم بالوضع. وأما استحالته إلى الفساد وقياسه على الدم فلا يصلح دليلا على ذلك. وممن رجح طهارته العلامة الشوكاني وصديق حسن والألباني.(80/53)
ما هو السر من بعض طلبة العلم برفض أخذ ((الزكاة)) علماً؟؟!
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[21 - 06 - 07, 06:03 ص]ـ
أنه من أهل الزكاة ومستحق لها .......
وهل سلف لذلك من العلماء المشهورين.
أرجو الإفادة،،،،،،،،،،،،،،،
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[03 - 07 - 07, 07:12 م]ـ
للرفع ومن كانت لديه زكاة فالحمد لله رب العالمين نحن لدينا نشاط في هذا الباب ونهتم بعدد من الشباب ارباب الاسر الذين هم في فاقة وعجز(80/54)
ابن أبي زيد القيرواني:" نجاة الخَلَف في اتباع السَّلَف"
ـ[السنافي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 12:01 م]ـ
الحمد لله حمداً طيباً مباركاً فيه، كما ينبغي لجلال وجهه وعظيم سلطانه، ثم الصلاة والسلام على نبيه وعبده محمدٍ، وعلى آله وصحابته، ومن اتبع هداهم واقتفى أثرهم بإحسان. وبعد
فهكذا أئمتنا وعلماؤنا المتقدمون .. ما سُوّدوا إلا بعد أن تعلموا، وما تفقهوا في دينهم إلا بعدما اقتدوا بمن سلفهم من أئمة الهدى .. الموصفين بـ (خير الناس)
فمن تمام الاقتداء المتابعةُ في الأخذ و الترك، و القول والعمل، في الفهم والاعتقاد؛ أي: هي المتابعة في الظاهر والباطن، وكما قيل: إن استطعتَ ألا تحكَّ رأسك إلا بأثر فافعل!
ولما اختلط (التطبّع بعلوم السلف) بأعلام هذه الأمة؛ اختلط فيهم ما بين لحمٍ وعظمٍ وعَصَب .. صفت مشاربهم من الأكدار والأقذار، واستحقوا وعد الله لهم بالنجاة من النار.
أيها الأحبة، فهذا نقلٌ خطير من عالم كبير .. يدعو فيه الخلف إلى اقتفاء دين السلف ..
قال الإمام ابن أبي زيد القيرواني (رحمه الله) في كتابه:
<النوادر والزيادات> (1/ 4 - 5):
" فالحمد لله الذي منَّ بكفايته، وأنعم بهدايته، و رفق بنا في التكليف في عبادته، وجعل النجاة للمتأخرين في اتباعِ سبيلِ المتقدمين، ولم يوسِّع لمن بعدهم أن يخرج عن إجماعهم، أو يخرج عن اختلافهم، أو يعدلَ عن تأويلهم ومنهاجهم.
وقد اختُلِف في إجماع مَنْ كان بالمدينة مِنْ الصدر الأول، وفي اجتماع الجمهور من كل قرن، والذي ذهبنا إليه أنَّ ذلك لا يسعُ خلافُهُ، كالإجماع الذي لا يُخالف فيه، وإنْ كان هذا مقطوعاً به، ولا يُقطع بالأول؛ وقد أوردنا لذلك ولما يشبهه كتاباً سميناه: ((كتاب الاقتداء)).
و قلنا: إنه ليس لأحدٍ أنْ يُحدث قولاً أو تأويلاً لم يَسبقْه به سلفٌ، و إنه إذا ثبت عن صاحبٍ قولٌ لا يُحفظ عن غيره من الصحابة خلافٌ له ولا وفاق؛ أنَّه لا يسع خلافه.
وقال ذلك مَعَنَا الشَّافعيُّ (1)، وأهل العراق.
فكلُّ قولٍ نقولُهُ، وتأويلٍ من مجملٍ نتأوَّلُهُ؛ فعن سلفٍ سابقٍ قلنا، أو من أصلٍ من الأصول المذكورة استنبطنا.
عصمنا الله وإياكم من الهوى، والعدول عن الطريقة المثلى، وصلى الله على محمدٍ نبيه، وعلى آله وسلم. "اهـ
فانظروا -رعاكم الله- جعله خلاف ذلك من الهوى!
(1) راجع الرسالة للشافعي.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 04:43 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الفاضل
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[السنافي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 01:07 ص]ـ
و إياكم يا شيخنا الكريم.(80/55)
الكوكب الذي رآه إبراهيم عليه السلام
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 02:50 م]ـ
السلام عليكم،
يقول الله تبارك و تعالى: "وَكَذَلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ (75) فَلَمَّا جَنَّ عَلَيْهِ اللَّيْلُ رَأَى كَوْكَبًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لا أُحِبُّ الآفِلِينَ (76) فَلَمَّا رَأَى الْقَمَرَ بَازِغًا قَالَ هَذَا رَبِّي فَلَمَّا أَفَلَ قَالَ لَئِن لَّمْ يَهْدِنِي رَبِّي لأكُونَنَّ مِنَ الْقَوْمِ الضَّالِّينَ (77) فَلَمَّا رَأَى الشَّمْسَ بَازِغَةً قَالَ هَذَا رَبِّي هَذَآ أَكْبَرُ فَلَمَّا أَفَلَتْ قَالَ يَا قَوْمِ إِنِّي بَرِيءٌ مِّمَّا تُشْرِكُونَ (78) إِنِّي وَجَّهْتُ وَجْهِيَ لِلَّذِي فَطَرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ حَنِيفًا وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ" سورة الأنعام
نعلم أن الليل يأتي بغروب الشمس و نعلم أن سنن الله لا مبدل لها كما قال سبحانه "فَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَن تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً"
و كما يعلم من اطلع منكم عن علم الفلك أن الكوكب المضيء و الذي يظهر بعد غروب الشمس هو كوكب الزهرة و في هذه الآية هناك تدرج في حجم الشيء الذي رآه إبراهيم عليه السلام "كوكب ثم القمر ثم الشمس".
فالكوكب الذي رآه إبراهيم عليه السلام هو الزهرة و الله تعالى أعلم.
و نسأل الله أن يغفر لنا زلاتنا و يجعلنا من الذين يتفكرون في خلق السماوات و الأرض.
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:52 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بحاجة لدليل شرعي
اتقولون على الله ما لا تعلمون
وهل كوكب زهرة اصبح قمرا ثم اصبح شمسا بعد ان كان كوكبا
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 12:52 م]ـ
يا أخي أقرأت ما كتبت كله؟
لقد قلت في أخر ما قلت "الله تعالى أعلم"
و من الذي قال لك أن كوكب الزهرة أصبح قمر ثم أصبح شمسا؟
في تسلسل الأية، إبراهيم عليه السلام رأى ثلاث أشياء كوكب ثم حينما أفل رأى القمر ثم حينما أفل رأى الشمس فمن أين جئت بما تقول أن الكوكب أصبح قمر ثم شمسا؟
ـ[أبو محمدعبدالعزيز بن محمد]ــــــــ[22 - 06 - 07, 09:28 م]ـ
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
بحاجة لدليل شرعي
اتقولون على الله ما لا تعلمون
وهل كوكب زهرة اصبح قمرا ثم اصبح شمسا بعد ان كان كوكبا
أخي الكريم ..
وما الخطأ الذي وقع فيه الأخ؟؟
الآية صريحة في أن إبراهيم عليه السلام رأى كوكبا قبل القمر والشمس ..
والأخ يقول قد يكون الزهرة فماذا في ذلك؟؟(80/56)
رفع الملامة في كشف ضلالات جواد عفانة
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[21 - 06 - 07, 02:54 م]ـ
رفع الملامة
في
كشف ضلالات جواد عفانة
قال البربهاري في شرح السنة: إذا سمعت الرجل يطعن على الآثار ولا يقبلها، أو ينكر شيئا من أخبار رسول الله فاتهمه على الإسلام؛فإنه رجل رديء المذهب والقول، وإنما يطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى أصحابه.
وقال أيضا: من رد آية من كتاب الله فقد رد الكتاب كله، ومن رد حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم؛فقد رد الأثر كله.
شرح السنة (35)
المقدمة
إن الحمد لله, نحمده ونستعينه ونستغفره, ونعوذ بالله من شرور أنفسنا, وسيئات أعمالنا, من يهده الله فلا مضل له, ومن يضلل الله فلا هادي له, وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له؛ وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، أما بعد:
فإن الهجوم على سنة النبي صلى الله عليه وسلم والطعن والتشيك فيها ليس وليد العصر الحاضر بل هو من إفرازات المدرسة العقلية التي تمثلت بالجهمية والمعتزلة وغيرها من الفرق الكلامية.
وإن من سنة الله في خلقه أن من أراد الشهرة أظهر المخالفة , وهذا دأب كثير من أهل البدع على مر الزمان وخصوصا في هذا الوقت من الزمان؛ فمن أراد الشهرة تطاول على كتاب الله أو على السنة أو على عقائد الإسلام , ومن أولئك المخالفين الباحثين عن الشهرة المدعو جواد عفانة الذي أكثر من التطاول على سنة النبي صلى الله عليه وسلم وعلى العقائد الإسلامية الثابتة , وهذا المخالف باعترافه كان ينتسب إلى حزب إسلامي حمل أفكار المعتزلة– حزب التحرير – , من الاعتماد على العقل وتقديمه على النقل ورد خبر الآحاد إلى غير ذلك من المسائل.
فبكل بساطة يقوم عفانة بهدم جهود العلماء والعظماء لأن قصوره العقلي وتهوره لا ينسجم مع علمهم وفضلهم، وعفانة ينطلق في كتبه ونشراته الكثيرة والتي يستجدى بها أن يشتهر ويعرف - على غرار أمثاله من المتلاعبين بالشريعة كجمال البنا – ولو على طريقة المثل السائر " إذا أردت أن تعرف فبل في زمزم "!!
ولذلك يبحث عفانة بجد وحرص عن الإثارة بكل وسيلة فيلجأ للطعن والحط على صحيح البخاري! ومرة أخرى يشكك في عقائد الإسلام الثابتة، وبعد ذلك يعلن حرمة النقاب!! وهكذا لا تتوقف ماكينة عفانة عن اختراع مواقف طريفة كلما خف ذكره ونسي اسمه.
وعفانة ينطلق من أن الإسلام ليس حكراً على مجموعة بعينها من العلماء، وهذا حق لا شك فيه كما أن الطب أو الهندسة أو غيرها من العلوم ليست مختصة بطائفة أو عرق أو جنس مخصوص، بل هي مبذولة لكل طالب لها بشرط أن يتعلمها بشكل صحيح وعلى يد المختصين وإلا فسد الدين وفسدت الدنيا.
ولذلك هل يصح لمن لم يدرس العلم الشرعي ويعرف أسسه أن يصحح ويخطأ؟؟ لماذا لا يتجرأ عفانة وغيره على الخوض في الصيدلة والفلك والكيمياء أليس لأنهم سيحاسبون أمام القانون، فلماذا يجوز لكل من هب ودب الافتراء على دين الله دون رقيب وحسيب؟؟
ماذا يملك عفانة من مقومات الفهم الشرعي حتى يجوز له الخوض في دين الله؟
سيقول عفانة وأضرابه نحن غير ملزمين بمن سبق والإسلام صالح لكل زمان ومكان، وهذا تلاعب خبيث منهم يقصدون به التسلل لتحريف الإسلام.
إن الله عز وجل أرسل رسله من البشر وذلك لحكم عظيمة منها أن الإسلام دين يطيقه الإنسان والإنسان مكلف بحمله ونقله، فهل حين يرفض عفانة جهود السابقين والأقدمين في نقل الإسلام وفهمه يكون صادقاً مع نفسه، هل يستطيع عفانة رفض جهود السابقين في نقل القرآن العظيم؟؟ نعم ممن هو على شاكلته ممن لم يقبل بجهود السابقين قد طعنوا أيضاً في نقل القرآن وذلك أنهم أصلاً يرفضون الخضوع للوحي ولا يقبلون سوى عقولهم!
نريد من عفانة أن يجيبنا عن الحل حين يعترض مهندس آخر أومثقف -على التسمية العصرية - على تصحيحه لبعض أحاديث البخاري التي زل بها عقل عفانة فصححها؟؟
إن عفانة ليس وحيد دهره في هذا المنهج المتضخم بل سبقه في هذا الطريق كثير من المعقدين والمصابين بجنون العظمة، وليس مهماً عددهم بل المهم هو أثرهم فلا تزال الأجيال كلما مر ذكرهم تضحك على طرائفهم أو تلعنهم على جرائمهم.
وأقدم لك نموذجا من طرائف عقل عفانة لتعرف مقدار صلاحيته وأهليته للنظر في الأحكام والعقائد!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/57)
توقف عفانة في الحديث الوارد في صحيح البخاري من حديث عائشة وابن عباس قالا: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. يحذر ما صعنوا
قال عفانة (1|115): يتوقف فيه لشذوذه متنا فالنبي لم يبعث لعانا بل شاهدا ومبشرا ونذيرا.
قلت: وهل ما ذكره الله في كتابه من لعنته لليهود والنصارى من التنفير وعدم التبشير قال تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون}. فالحديث ظاهر الموافقة للقرآن!! لتعلم عدم اتزانه وسيره على طريقة صحيحة مستقيمة ولكنه الهوي الذي يهوى بصاحبه في المهالك.
ومثال آخر أنه ضعف أحاديث السواك قبل الصلاة كما في ص (177) من كتابه الإسلام وصياح الديك
قال:وقد أخطأ كل من حمل سواكه إلى المسجد وأخرجه أثناء إقامة الصفوف ليستاك به أمام الناس خاصة في رمضان وهو منظر يثير اشمئزاز المصلين .. ويعود أصل هذه العادة الكريهة إلى حديثين منكرين ...
قلت: وهكذا يجعل ذوق الناس مقياسا لرد حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
ومثال آخر أنه سلك طريقة ذكية لهدم السنة النبوية وذلك بأن صور نفسه مدافعاً عن السنة والحديث النبوي من خلال التشدد في معايير القبول للروايات تشدد لا يعرفه لا البخاري ولا غيره من أهل الحديث، فعفانة يرد مئات بل تصل إلى آلاف الرويات لمجرد أن أحد رواتها قيل فيه صدوق له أوهام أو صدوق ربما أخطأ أو لابأس به , فكيف بمن تكلم في حفظه أو عدالته؛ فيكفي عنده أن يتكلم في الرواي بأي جرح أن يتوقف في حديثه أويرده بالضعف أو النكارة.
وأمر آخر يكفي عنده تفرد الراوي الواحد في أي طبقة من طبقات السند أن يتوقف في حديثه أو يرده.
والمقصود بهذا هدم السنة باسم علم الحديث وقد بدأ بأعظم كتاب وهو صحيح البخاري ليكون ما بعده قاعاً صفصفاً، ولذلك كم سيبقي من السنة النبوية إذا كان صحيح البخاري الذي أجمع على صحته أهل العلم على مر العصور لا يصح منه عند عفانة إلا أقل من 2000 حديث من أصل 7000 حديث رواها الإمام البخاري.
وبهذا يتضح حجم الجريمة التي يقوم بها عفانة من نفي السنة والحديث عبر تضعيفه ورفضه باسم علم الحديث.
هذه هي حقيقة نتاج عفانة وفكره , وفي هذه الصفحات نبين شيئا مما عند جواد عفانة من تدليس وتخليط وجهل , وقد قدمنا ذلك بتمهيد يوضح بعض المسائل المهمة المتعلقة بالسنة ومنزلتها من القرآن , والمسائل التي يستند إليها المخالفون في تشكيكهم في السنة والأصول المتفقة عليها.
تمهيد
المسائل التي يستند إليها أهل البدع في تشكيكهم في الكتاب والسنة والأصول المتفقة عليها.
أولا:دعوى الاقتصار على كتاب الله بمعزل عن السنة
أكثر الله تعالى في كتابه الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه من الأمر بطاعة الرسول:
قال تعالى: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعاً الذي له ملك السموات والأرض لا إله إلا هو يحيي ويميت فآمنوا بالله ورسوله النبي الأمي الذي يؤمن بالله وكلماته واتبعوه لعلكم تهتدون}
وقال تعالى: {قل أطيعوا الله والرسول فإن تولوا فإن الله لا يحب الكافرين} وقال: {يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول ولا تبطلوا أعمالكم}
وقال: {إنا أرسلناك شاهداً ومبشراً ونذيراً. لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه}
وقال سبحانه {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه
فانتهوا}
وقال تعالى: {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم}
وقال: {وإن تطيعوه تهتدوا}
وكذلك جاء في السنة الأمر بطاعة الرسول r
قال رسول الله r:
« ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل ينثني شبعانًا على أريكته، يقول: عليكم بالقرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه .. ».
أحمد في المسند: (4/ 130)
وفي رواية قال:
«يوشك أحدكم أن يكذبني وهو متكئ على أريكته يُحدَّث بحديثي فيقول: بيننا وبينكم كتاب الله فما وجدنا فيه من حلال استحللناه وما وجدنا فيه من حرام حرمناه، ألا وإن ما حرم رسول الله r مثل ما حرم الله».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/58)
أحمد في المسند: (4/ 132)
وفي رواية قال:
«لا ألفين أحدكم متكئا على أريكته، يأتيه الأمر من أمري مما أمرت به أو نهيت عنه، فيقول: لا ندري ما وجدنا في كتاب الله اتبعناه».
أبو داود في سننه (4605) والترمذي في سننه (2663) وابن ماجة في سننه (13)
وقال رسول الله r:
« أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة وإن عبدًا حبشيًا فإنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرًا؛ فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين، تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ. وإياكم ومحدثات الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة».
أبو داود في سننه (4607) والترمذي (2676) وابن ماجة (42)
وقال رسول الله r:
« يا أيها الناس إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدًا: كتاب الله وسنة نبيه».
الحاكم في المستدرك: (1/ 171)
وعلى ذلك اتفق السلف الصالح من الصحابة والتابعين
فعن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما أنه قال في أثناء سرده صفة حج النبي: ورسول اللهrبين أظهرنا، وعليه ينزلالقرآن، وهو يعرف تأويله، وما عمل به من شيء عملنا به.
مسلم في صحيحه (1218)
وعن عمران بن حصين أنه كان في مجلس فذكروا عنده الشفاعة فقال رجل من القوم: يا أبا نجيد إنكم لتحدثونا بأحاديث ما نجد لها أصلا في القرآن؟ فغضب عمران بن حصين وقال للرجل: قرأت القرآن؟ قال: نعم قال: وجدت فيه صلاة المغرب ثلاثا وصلاة العشاء أربعا وصلاة الغداء ركعتين والأولى أربعا والعصر أربعا؟؟ قال: لا قال: فعمن أخذتم هذا الشأن ألستم أخذتموه عنا وأخذناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم, أوجدتم في كل أربعين درهما درهم وفي كل كذا وكذا شاة وفي كل كذا وكذا بغير كذا؟ أوجدتم في القرآن؟ قال: لا قال: فعمن أخذتم هذا؟ أخذناه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذتموه عنا قال: فهل وجدتم في القرآن {وليطوفوا بالبيت العتيق} وجدتم هذا طوفوا سبعا واركعوا ركعتين خلف المقام؟ أوجدتم هذا في القرآن عمن أخذتموه؟ ألستم أخذتموه عنا وأخذناه عن نبي الله صلى الله عليه وسلم أوجدتم في القرآن لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام؟ قال: لا قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: لا جلب ولا جنب ولا شغار في الإسلام. أسمعتم الله يقول لأقوام في كتابه {ما سلككم في سقر * قالوا لم نك من المصلين * ولم نك نطعم المسكين} حتى بلغ {فما تنفعهم شفاعة الشافعين} ... .
الطبراني في الكبير (18|219) وأخرجه أبو داود في سننه (1561) والحاكم في مستدركه (1|192) مختصرا
وعن حسان بن عطية، قال:
(كان جبريل ينزل على النبي r بالسنة كما ينزل عليه بالقرآن).
أخرجه الدارمي في المسند (594)
وقال أيوب السختياني:
(إذا حدّثتَ الرجل بالسنة، فقال: دعنا من هذا وحدّثنا بالقرآن، فاعلم أنه ضالٌّ مُضّلٌّ).
الخطيب في الكفاية: ص48
وقال الأوزاعي، ومكحول، ويحيى بن أبي كثير، وغيرهم:
(القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب، والسنة قاضية على الكتاب، وليس الكتاب قاضيًا على السنة).
أخرجه الدارمي في مسنده (593).
وقد ألّف العلماء في ذلك كتبا كثيرة في رد هذه الفرية
كالشافعي في كتابه " الرسالة "
و الإمام أحمد في "طاعة الرسولردَّ فيه على من احتج بظاهر القرآنفي معارضة سنة رسول اللهوترك الاحتجاج بها.
و أبو محمد عبد الله بنمسلم بن قتيبة في كتابه " تأويل مختلف الحديث " وشيخ الإسلام ابنتيمية في منهاج السنة وغيرها من كتبه.
وابن قيم الجوزية في كتابه " " إعلام الموقعين " والسيوطي في كتابه" مفتاح الجنة في الاعتصام بالسنة ".
وقال ابن حزم: ((لو أن امرأً قال: لا نأخذ إلا ما وجدنا في القرآن لكانكافراً بإجماع الأمة، ولكان لا يلزمه إلا ركعة ما بين دلوك الشمس إلى غسق الليل،وأخرى عند الفجر؛ لأن ذلك هو أقلّ ما يقع عليه اسم صلاة ولا حد للأكثر في ذلك،وقائل هذا كافر مشرك حلال الدم والمال، وإنما ذهب إلى هذا بعض غالية الرافضة ممنقد اجتمعت الأمة على كفرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/59)
الإحكام (2|208) وقال المعلمي: ((منكر وجوب العملبالأحاديث مطلقاً تقام عليه الحجة، فإن أصرّ بان كفره. ومنكر وجوب العمل ببعضالأحاديث إن كان له عذر من الأعذار المعروفة بين أهل العلم وما في معناها فمعذور،وإلا فهو عاص لله ورسوله، والعاصي آثم فاسق , وقد يتفق ما يجعله في معنى منكر وجوبالعمل بالأحاديث مطلقاً.
الأنوار الكاشفة (52) ومن حكم بالسنة فهو في الحقيقة إنما يحكم بكتاب الله:روى البخاري ومسلم واللفظ له عن عبد الله بن مسعود قال: لعن الله الواشماتوالمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله فبلغ ذلكامرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب وكانت تقرأ القرآن فأتته فقالت: ما حديث بلغنيعنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله؟ فقال عبد الله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله؟ وهو في كتاب الله، فقالت: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته، فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قالالله عز وجل: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} فهذا ابنمسعود رضي الله عنه يقول عن حكمٍ ثبت بالسنة ولم يُنَصَّ عليه في القرآن أنه فيكتاب الله.
وقال السيوطي في كتابه مفتاح الجنة (3): اعلموا رحمكم الله أن من أنكر كون حديث النبي صلى الله عليه وسلم قولا كان أو فعلا بشرطه المعروف في الأصول حجة كفر وخرج عن دائرة الإسلام وحشر مع اليهود والنصارى أو مع من شاء الله من فرق الكفرة .. وأصل هذا الرأي الفاسد أن الزنادقة وطائفة من غلاة الرافضة ذهبوا إلى إنكار الاحتجاج بالسنة والاقتصار على القرآن ... .
ومن حفظ كتاب الله تعالى حفظ سنته قال الشاطبي رحمه الله: هذه الشريعة المباركة معصومة كما أن صاحبها صلى الله عليه وسلم معصوم وكما كانت أمته فيما اجتمعت عليه معصومة.
ويتبين ذلك بوجهين:
أحدهما: الأدلة الدالة على ذلك تصريحا وتلويحا كقوله تعالى {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} وقوله {كتاب أحكمت آياته} وقد قال تعالى {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقى الشيطان ثم يحكم الله آياته} فأخبر أنه يحفظ آياته ويحكمها حتى لا يخالطها غيرها ولا يداخلها التغيير ولا التبديل , والسنة وإن لم تذكر فإنها مبينة له ودائرة حوله فهي منه وإليه ترجع في معانيها فكل واحد من الكتاب والسنة يعضد بعضه بعضا ويشد بعضه بعضا ..
الموافقات (2|91)
وهذا واضح بين لمن طالع علم الحديث ووجد دقة هذا العلم المبارك وكيف أن الجهابذة من علماء هذا العلم الشريف استطاعوا معرفة لا أقول جملة بل لفظة زيدت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فما بالك بالأحاديث المختلقة والموضوعة.
وهذه الدعوى ليست جديدة فقد ذكر المباركفوري في كتابه تحفة الأحوذي (7|354) عند شرحه لحديث: لا ألفين أحدكم .. الحديث
"وهذا الحديث دليل من دلائل النبوة وعلامة من علاماتها؛فقد وقع ما أخبر به؛ فإن رجلا قد خرج في الفنجاب من إقليم الهند وسمى نفسه بأهل القرآن وشتان بينه وبين أهل القرآن بل هو من أهل الإلحاد , وكان قبل ذلك من الصالحين؛ فأضله الشيطان وأغواه وأبعده عن الصراط المستقيم؛فتفوه بما لا يتكلم به أهل الإسلام فأطال لسانه في رد الأحاديث النبوية بأسرها ردا بليغا , وقال: هذه كلها مكذوبة ومفتريات على الله تعالى , وإنما يجب العمل على القرآن العظيم فقط دون أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وإن كانت صحيحة متواترة ومن عمل على غير القرآن؛فهو داخل تحت قوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون} وغير ذلك من أقواله الكفرية وتبعه على ذلك كثير من الجهال وجعلوه إماما , وقد أفتى علماء العصر بكفره وإلحاده وخرجوه عن دائرة الإسلام والأمر كما قالوا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/60)
وقال القرطبي: قال الله تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} وقال تعالى: {فليحذر الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم} وقال تعالى: {وإنك لتهدي إلى صراط مستقيم} وفرض طاعته في غير آية من كتابه وقرنها بطاعته عز وجل , وقال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} ذكر ابن عبد البر في كتاب العلم له عن عبد الرحمن بن يزيد: أنه رأى محرما عليه ثيابه فنهى المحرم فقال ايتني بآية من كتاب الله تنزع ثيابي قال: فقرأ عليه {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} ...
وروى أبو داود عن المقدام بن معد يكرب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: ألا وإني قد أوتيت الكتاب ومثله معه ألا يوشك رجل شبعان على أريكته يقول عليكم بهذا القرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه .. .
قال الخطابي قوله: [أوتيت الكتاب ومثله معه] يحتمل وجهين من التأويل:
أحدهما: أن معناه أنه أوتي من الوحي الباطن غير المتلو مثل ما أعطي من الظاهر المتلو.
والثاني: أنه أوتي الكتاب وحيا يتلى وأوتي من البيان مثله أي أذن له أن يبين ما في الكتاب فيعم ويخص ويزيد عليه ويشرع ما [ليس له] في الكتاب.
فيكون في وجوب العمل به ولزوم قبوله كالظاهر المتلو من القرآن وقوله: يوشك رجل شبعان الحديث , يحذر بهذا القول من مخالفة السنن التي سنها مما ليس له في القرآن ذكر على ما ذهبت إليه الخوارج والروافض؛ فإنهم تعلقوا بظاهر القرآن وتركوا السنن التي قد ضمنت بيان الكتاب قال: فتحيروا وضلوا. ...
وفي الحديث دلالة على أنه لا حاجة بالحديث إلى أن يعرض على الكتاب؛ فإنه مهما ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان حجة بنفسه قال: فأما ما رواه بعضهم أنه قال
إذا جاءكم الحديث فأعرضوه على كتاب الله؛ فإن وافقه فخذوه وإن لم يوافقه فردوه.
فإنه حديث باطل لا أصل له.
ثم البيان منه صلى الله عليه وسلم على ضربين بيان المجمل في الكتاب كبيانه للصوات الخمس في مواقيتها وسجودها وركوعها وسائر أحكامها وكبيانه لمقدار الزكاة ووقتها , وما الذي تؤخذ منه من الأموال وبيانه لمناسك الحج ..
وبيان آخر وهو زيادة على حكم الكتاب كتحريم نكاح المرأة على عمتها وخالتها , وتحريم الحمر الأهلية , وكل ذي ناب من السباع , والقضاء باليمين مع الشاهد وغير ذلك.
الجامع لأحكام القرآن (1|39)
ثانيا:دعوى مصادمة السنة لكتاب الله تعالى
من القضايا التي يجب أن تكون مسلَّمة لدى كل مسلم أن دين الله محفوظ من التناقض والتعارض، وشريعته منزهة عن التضاد والتضارب، لأنها منزلة من عند الله العليم الحكيم الذي لا تتضارب أقواله ولا تتنافر أحكامه.
وقد ذكر ابن القيم رحمه الله:
أن السنة لا تعارض القرآن , والسنة مع القرآن على ثلاثة أوجه:
أحدها:أن تكون موافقة له من كل وجه فيكون توارد القرآن والسنة على الحكم الواحد من باب توارد الأدلة وتضافرها.
الثاني: أن تكون بيانا لما أريد بالقرآن وتفسيرا له.
الثالث: أن تكون موجبة لحكم سكت القرآن عن إيجابه أو محرمة لما سكت عن تحريمه ولا تخرج عن هذه الأقسام.
فلا تعارض القرآن بوجه ما؛ فما كان منها زائدا على القرآن؛فهو تشريع مبتدأ من النبي صلى الله عليه وسلم تجب طاعته فيه , ولا تحل معصيته وليس هذا تقديما لها على كتاب الله بل امتثال لما أمر الله به من طاعة رسوله , ولو كان رسول صلى الله عليه وسلم لا يطاع في هذا القسم لم يكن لطاعته معنى ,وسقطت طاعته المختصة به, وإنه إذا لم تجب طاعته إلا فيما وافق القرآن لا فيما زاد عليه لم يكن له طاعة خاصة تختص به ,وقد قال الله تعالى {من يطع الرسول فقد أطاع الله} وكيف يمكن أحدا من أهل العلم أن لا يقبل حديثا زائدا على كتاب الله؛فلا يقبل حديث تحريم المرأة على عمتها ولا على خالتها ,ولا حديث التحريم بالرضاعة لكل ما يحرم من النسب ,ولا حديث خيار الشرط ,ولا أحاديث الشفعة ,ولا حديث الرهن في الحضر مع أنه زائد على ما في القرآن ولا حديث ميراث الجدة ,ولا حديث تخيير الأمة إذا أعتقت تحت زوجها, ولا حديث منع الحائض من الصوم والصلاة ,ولا حديث وجوب الكفارة على من جامع في نهار رمضان ...
إعلام الموقعين (2|308)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/61)
ثالثا: دعوى التعارض بين الأحاديث
لا يمكن أن يوجد دليلان صحيحان من حيث الثبوت، صريحان من حيث الدلالة يناقض أحدهما الآخر مناقضة تامة واضحة بحيث يتعذر الجمع والترجيح بينهما بحال من الأحوال.
والقول بوجود تناقض بين أقوال الرسول - صلى الله عليه وسلم - إما أن يأتي من عدم المعرفة بعلم الحديث، بحيث لا يميز القارئ بين الصحيح من غيره، فيورد التعارض بين أحاديث لا أصل لها، أو يعارض حديثا صحيحاً بآخر مختلق موضوع، وإما أن يأتي من عدم الفهم وضعف الفقه في حقيقة المراد بالنص.
وقد كان الإمام ابن خزيمة رحمه الله - وهو ممن اشتهر عنه الجمع بين الأحاديث التي ظاهرها التعارض - يقول: " لا أعرف حديثين متضادين، ومن كان عنده فليأتني به لأؤلف بينهما ".
تدريب الراوي (2|196)
و هذه التهمة في الحقيقة ليست جديدة، فقد وجهها بعض أهل الأهواء إلى المحدثين من قديم، وتصدى للرد عليهم أئمة الإسلام في ذلك الحين ومنهم الإمام ابن قتيبة الدينوري صاحب كتاب " تأويل مختلف الحديث " حيث تكلم في مقدمة كتابه عن الباعث له على تأليف هذا الكتاب، وكان مما ذكر ما وقف عليه من ثلب أهل الكلام لأهل الحديث وامتهانهم، ورميهم بحمل الكذب ورواية المتناقض حتى وقع الاختلاف، وكثرت النحل ....... إلخ.
ثم تبعهم على ذلك المستشرقون ومقلدوهم الذي رددوا هذه الدعاوى مغفلين أو متغافلين أصول المحدثين وقواعدهم في التعامل مع مثل هذا النوع من الأحاديث
والواقع أن وجود تعارض في الظاهر بين بعض النصوص ليس بالأمر المستغرب، ما دام فيها ما ليس منه بد من عام وخاص، ومطلق ومقيد، ومجمل ومفسِّر، ومنسوخ وناسخ يرفع حكمه، وليس بالضرورة أن يكون مردُّه إلى الوضع، وقد ذكر العلماء وجوهاً كثيرة لأسباب اختلاف الحديث:
- منها تعدد وقوع الفعل الذي حكاه الصحابي مرتين في ظرفين مختلفين فيحكي هذا ما شاهده في ذلك الظرف، ويحكي الثاني ما شاهده في ظرف آخر كحديثي (الوضوء من مس الذكر)، و (هل هو إلا بضعة منك).
- ومنها أن يفعل النبي - صلى الله عليه وسلم- الفعل على وجهين إشارة إلى الجواز، كأحاديث صلاة الوتر أنها سبع أو تسع أو إحدى عشرة.
- ومنها اختلافهم في حكاية حال شاهدوها من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - مثل اختلافهم في حجة الرسول، هل كان فيها قارناً أو مفرداً أو متمتعاً، وكل هذه حالات يجوز أن يفهمها الصحابة من النبي - صلى الله عليه وسلم -، لأن نية القران أو التمتع أو الإفراد مما لا يطلع عليه الناس.
- ومنها أن يسمع الصحابي حكماً جديداً ناسخاً للأول، ولا يكون الثاني قد سمعه، فيظل يروي الحكم الأول على ما سمع، إلى غير ذلك من الأسباب.
ومع ذلك فقد تعامل المحدثون مع هذا النوع من الأحاديث، ووضعوا له القواعد والقوانين التي تكفل عدم وجود تعارض أو تناقض بين أقوال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فيما عرف بعلم " مختلف الحديث "، وهو علم جليل القدر، عظيم المنفعة، يحتاج إليه العالم والفقيه، ولا يمهر فيه إلا من وسع علمه ودق فهمه وثقب رأيه.
وهذه القواعد والضوابط هي من صميم منهج المحدثين في النقد، ولها اتصال وثيق ومباشر بشروط قبول الحديث نفسها، ولذلك تفرع عنها أنواع من علوم الحديث كالشاذ والمحفوظ، والمنكر والمعروف، والناسخ والمنسوخ، والمضطرب والمعلل.
وقد عُني العلماء بأوجه الترجيح وأنواعها، وتقصوها بجزئياتها وكلياتها حتى زادت جزئياتها على مئة وجه من أوجه الترجيح كما ذكر الإمام العراقي، وجميعها يرجع إلى سبعة أقسام كلية ذكرها السيوطي في تدريب الراوي، كالترجيح بحال الراوة، ووجوه التحمل، وكيفية الرواية، ولفظ الخبر، والترجيح بأمر خارجي، إلى غير ذلك من وجوه الترجيح.
ولم يكتف العلماء بتأصيل القواعد والضوابط في هذا الباب، بل درسوا هذه الأحاديث دراسة تفصيلية، فتناولوا كل حديث بالشرح، وأجابوا عن الإشكالات التي قد ترد عليه وعلى النصوص الأخرى، وذلك في شروحهم الحافلة التي صنفوها على كتب السنة، وأفردوا لهذا اللون من الأحاديث مؤلفات خاصة، جمعت الأحاديث المشكلة والتي ظاهرها التعارض، مبينين وجه الصواب فيها بما يزيل أي إشكال ...
عن كتاب ”رد شبهات حول السنة المطهرة بالتعاون مع اللجنة العالمية لنصرة خاتم المرسلين"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/62)
ويمكن أن يقسم دعوى التعارض بين الأحاديث إلى قسمين:
أ - الاختلاف الحقيقي: هو التضاد التام بين حجتين متساويتين دلالةً وثبوتاً وعدداً، ومتحدتين زماناً ومحلاً وهذا لا يمكن وقوعه في الأحاديث النبوية؛ لأنها وحي من الله تعالى قال الله سبحانه: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى إِنْ هُوَ إِلا وَحْيٌ يُوحَى) (النجم 3:4) والوحي يستحيل وقوع الاختلاف والتناقض فيه لقوله تعالى:] وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلافاً كَثِيراً [(النساء:82) قال الإمام محمد بن جرير الطبري رحمه الله تعالى في تفسيره لهذه الآية: (وأن الذي أتيتهم به من التنزيل من عند ربهم لاتساق معانيه وائتلاف أحكامه وتأييد بعضه بعضاً بالتصديق وشهادة بعضه لبعض بالتحقيق؛ فإن ذلك لو كان من عند غير الله لاختلفت أحكامه وتناقضت معانيه وأبان بعضه عن فساد بعض) تفسير الطبري (4|182)
وقال ابن القيم رحمه الله تعالى: (وأما حديثان صحيحان صريحان متناقضان من كل وجه ليس أحدهما ناسخاً للآخر؛ فهذا لا يوجد أصلاً، ومعاذ الله أن يوجد في كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي لا يخرج من بين شفتيه إلا الحق). زاد المعاد (.4|134)
ب - الاختلاف الظاهري: وهو وهم يكون في ذهن الناظر، ولا وجود له في الواقع.
قال الشاطبي رحمه الله: (كل من تحقق بأصول الشريعة فأدلتها عنده لا تكاد تتعارض كما أن كل من حقق مناط المسائل؛فلا يكاد يقف في متشابه لأن الشريعة لا تعارض فيها البتة فالمتحقق بها متحقق بما في الأمر فيلزم أن لا يكون عنده تعارض ,ولذلك لا تجد البتة دليلين أجمع المسلمون على تعارضهما بحيث وجب عليهم الوقوف لكن لما كان أفراد المجتهدين غير معصومين من الخطأ أمكن التعارض بين الأدلة عندهم) الموافقات (5|341)
وهذا الاختلاف الظاهري له أسباب عديدة قد أوضح ابن القيم رحمه الله تعالى شيئاً منها فقال رحمه الله تعالى: (ونحن نقول لا تعارض بحمد الله بين أحاديثه الصحيحة، فإذا وقع التعارض، فإما أن يكون أحد الحديثين ليس من كلامه صلى الله عليه وسلم، وقد غلط فيه بعض الرواة مع كونه ثقة ثبتاً، فالثقة يغلط، أو يكون أحد الحديثين ناسخاً للآخر، إذا كان مما يقبل النسخ، أو التعارض في فهم السامع لا في نفس كلامه صلى الله عليه وسلم، فلا بد من وجه من هذه الوجوه الثلاثة. وأما حديثان صحيحان صريحان متناقضان من كل وجه ليس أحدهما ناسخاً للآخر فهذا لا يوجد أصلاً، ومعاذ الله أن يُوجد في كلام الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم الذي لا يخرج من بين شفتيه إلا الحق، والآفة من التقصير في معرفة المنقول، والتمييز بين صحيحه و معلوله، أو من القصور في فهم مراده صلى الله عليه وسلم، وحمل كلامه على غير ما عناه به، أو منهما معاً، ومن ههنا وقع من الاختلاف والفساد ما وقع وبالله التوفيق) زاد المعاد (.4|134)
وقال كذلك (وإن حصل تناقض فلابد من أحد أمرين: إما أن يكون أحد الحديثين ناسخاً للآخر، أو ليس من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فإن كان الحديثان من كلامه وليس أحدهما منسوخاً فلا تناقض ولا تضاد هناك البتة، وإنما يُؤتى من يُؤتى هناك من قبل فهمه، وتحكيمه آراء الرجال، وقواعد المذهب على السنة، فيقع الاضطراب والتناقض والاختلاف) إعلام الموقعين (2|425)
ومن خلال الكلام السابق لابن القيم يظهر أن أسباب التعارض والاختلاف ترجع إلى:
1) إما أن يكون أحد الحديثين ليس من كلامه صلى الله عليه وسلم، وقد غلط فيه بعض الرواة مع كونه ثقة ثبتاً، فالثقة يغلط.
2) وإما أن يكون أحد الحديثين ناسخاً للآخر، إذا كان مما يقبل النسخ.
3) وإما أن يكون التعارض في فهم السامع لا في نفس كلامه صلى الله عليه وسلم.
4) وإما من جهة تقصير الناظر في معرفة المنقول، والتمييز بين صحيحه و معلوله أو من القصور في فهم مراده صلى الله عليه وسلم، وحمل كلامه على غير ما عناه به، أو منهما معاً.
5) أو تحكيم آراء الرجال، وقواعد مذهب من المذاهب على السنة النبوية على صاحبه أفصل الصلاة وأتم التسليم.
انظر على موقع المسلم مبحث في "مقدمات في علم مختلف الحديث"
رابعا: رد خبر الواحد في العقائد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/63)
قال ابن عبد البر:أجمع أهل العلم من أهل الفقه والأثر في جميع الأمصار فيما علمت على قبول خبر الواحد العدل , وإيجاب العمل به إذا ثبت ولم ينسخه غيره من أثر أو إجماع على هذا جميع الفقهاء في كل عصر من لدن الصحابة إلى يومنا هذا إلا الخوارج وطوائف من أهل البدع شرذمة لا تعد خلافا , وقد أجمع المسلمون على جواز قبول الواحد السائل المستفتى لما يخبره به العالم الواحد إذا استفتاه فيما لا يعلمه وقبول خبر الواحد العدل فيما يخبر به مثله.
التمهيد (1|2)
وقال شيخنا الألباني رحمه الله:إن القائلين بأن حديث الآحاد لاتثبت به عقيدة يقولون في الوقت نفسه بأن الأحكام الشرعية ثبتت بحديث الآحاد ,وهمبهذا قد فرقوا بين العقائد والأحكام فهل تجد هذا التفريق في النصوص المتقدمة منالكتاب والسنة كلا , وألف كلا؛ بل هي بعمومها وإطلاقاتها تشمل العقائد أيضا وتوجباتباعه صلى الله عليه وسلم فيها لأنها بلا شك مما يشمله قوله (أمرا) في آية {وماكان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمرا أن يكون لهم الخيرة من أمرهم} وهكذاأمره تعالى بإطاعة نبيه صلى الله عليه وسلم والنهي عن عصيانه والتحذير من مخالفتهوثناؤه على المؤمنين الذين يقولون عندما يدعون للتحاكم إلى الله ورسوله: سمعناوأطعنا كل ذاك يدل على وجوب طاعته واتباعه صلى الله عليه وسلم في العقائد والأحكام. وقوله تعالى {وما آتاكم الرسول فخذوه} فإنه (ما) من ألفاظ العموم والشمول كماهو معلوم. وأنت لو سألت هؤلاء القائلين بوجوب الأخذ بحديث الآحاد في الأحكام عنالدليل عليه لاحتجوا بهذه الآيات السابقة وغيرها مما لم نذكره اختصارا ,وقد استوعبهاالإمام الشافعي رحمه الله تعالى في كتابه " الرسالة " فليراجعها من شاء؛ فماالذي حملهم على استثناء العقيدة من وجوب الأخذ بها وهي داخلة في عموم الآيات؟ إنتخصيصها بالأحكام دون العقائد تخصيص بدون مخصص وذلك باطل وما لزم منه باطل فهوباطل.شبهة وجوابهالقد عرضت لهم شبهة ثم صارت لديهم عقيدة ,وهي أن حديث الآحادلا يفيد إلا الظن ويعنون به الظن الراجح طبعا ,والظن الراجح يجب العمل به في الأحكاماتفاقا ولا يجوز الأخذ به عندهم في الأخبار الغيبية والمسائل العلمية وهي المرادبالعقيدة ونحن لو سلمنا لهم جدلا بقولهم: (إن حديث الآحاد لا يفيد إلا الظن) علىإطلاقه فإنا نسألهم: من أين لكم هذا التفريق وما الدليل على أنه لا يجوز الأخذبحديث الآحاد في العقيدة؟ لقد رأينا بعض المعاصرين يستدلون على ذلك بقوله تعالىفي المشركين: {إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس} وبقوله سبحانه: {إن الظنلا يغني من الحق شيئا} ونحو ذلك من الآيات التي يذم الله تعالى فيها المشركين علىاتباعهم الظن. وفات هؤلاء المستدلين أن الظن المذكور في هذه الآيات ليس المراد بهالظن الغالب الذي يفيده خبر الآحاد والواجب الأخذ به اتفاقا وإنما هو الشك الذي هو الخرص فقدجاء في " النهاية " و " اللسان " وغيرها من كتب اللغة: " الظن: الشك يعرض لك فيالشيء فتحققه وتحكم عليه "
فهذا هو الظن الذي نعاه الله تعالى على المشركين وممايؤيد ذلك قوله تعالى فيهم: {إن يتبعون إلا الظن وإن هم إلا يخرصون} فجعل الظن هوالخرص الذي هو مجرد الحزر والتخمينولو كان الظن المنعي على المشركين في هذهالآيات هو الظن الغالب كما زعم أولئك المستدلون لم يجز الأخذ به في الأحكام أيضاوذلك لسببين اثنين:
الأول: أن الله أنكره عليهم إنكارا مطلقا ولم يخصهبالعقيدة دون الأحكام. والآخر: أنه تعالى صرح في بعض الآيات أن الظن الذي أنكرهعلى المشركين يشمل القول به في الأحكام أيضا فاسمع إلى قوله تعالى الصريح في ذلك {سيقول الذين أشركوا لو شاء الله ما أشركنا ولا آباؤنا} (فهذه عقيدة) {ولا حرمنامن شيء} (وهذا حكم) {كذلك كذب الذين من قبلهم حتى ذاقوا بأسنا قل: هل عندكم من علمفتخرجوه لنا؟ إن تتبعون إلا الظن وإن أنتم إلا تخرصون} ويفسرها قوله تعالى: {قلإنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوابالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون} فثبت مما تقدم أنالظن الذي لا يجوز الأخذ به إنما هو الظن اللغوي المرادف للخرص والتخمين ,والقول بغير علم , وأنهيحرم الحكم به في الأحكام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/64)
كما يحرم الأخذ به في العقائد ولا فرق.وإذ كان الأمركذلك فقد سلم لنا القول المتقدم: إن كل الآيات والأحاديث المتقدمة الدالة على وجوبالأخذ بحديث الآحاد في الأحكام تدل أيضا بعمومها وشمولها على وجوب الأخذ به فيالعقائد أيضا والحق أن التفريق بين العقيدة والأحكام في وجوب الأخذ فيها بحديثالآحاد فلسفة دخيلة في الإسلام لا يعرفها السلف الصالح ولا الأئمة الأربعة الذينيقلدهم جماهير المسلمين في كل العصر الحاضر.وإن من أعجب ما يسمعه المسلم العاقل اليوم هو هذهالكلمة التي يرددها كثير من الخطباء والكتاب كلما ضعف إيمانهم عن التصديق بحديث حتىولو كان متواترا عند أهل العلم بالحديث كحديث نزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان؛ فإنهم يتسترون بقولهم: " حديث الآحاد لا تثبت به عقيدة " وموضع العجب أن قولهم هذاهو نفسه عقيدة كما قلت مرة لبعض من ناظرتهم في هذه المسألة وبناء على ذلك فعليهم أنيأتوا بالدليل القاطع على صحة هذا القول وإلا فهم متناقضون فيه وهيهات هيهات فإنهملا دليل لهم إلا مجرد الدعوى ومثل ذلك مردود في الأحكام فكيف في العقيدة؟ وبعبارة أخرى: لقد فروا من القول بالظن الراجح في العقيدة فوقعوا فيما هو أسوأ منه وهو قولهمبالظن المرجوح فيها {فاعتبروا يا أولى الأبصار} وما ذلك إلا بسبب البعد عن التفقهبالكتاب والسنة والاهتداء بنورهما مباشرة والانشغال عنه بآراء الرجالثم ذكر الأدلة علىوجوب الأخذ بحديث الآحاد في العقيدة:
الحديث حجة بنفسه (49) للعلامة الألباني رحمه الله
وقد بين شيخ الإسلامابن تيمية أن جمهور العلماء على اختلاف مذاهبهم يرون أن خبرالآحاديوجب العلم إذا تلقته الأمة بالقبول. "
قال رحمه الله: ولهذا كان جمهور أهل العلم من جميع الطوائف على أن خبر الواحد إذا تلقته الأمة بالقبول تصديقا له أو عملا به أنه يوجب العلم ,وهذا هو الذي ذكره المصنفون في أصول الفقه من أصحاب أبى حنيفة ومالك والشافعي وأحمد إلا فرقة قليلة من المتأخرين اتبعوا في ذلك طائفة من أهل الكلام أنكروا ذلك ,ولكن كثيرا من أهل الكلام أو أكثرهم يوافقون الفقهاء وأهل الحديث والسلف على ذلك وهو قول أكثر الأشعرية كأبي إسحق وابن فورك , وأما ابن الباقلانى فهو الذي أنكر ذلك وتبعه مثل أبى المعالي وأبى حامد وابن عقيل وابن الجوزى وابن الخطيب والآمدى ونحو هؤلاء ,والأول هو الذى ذكره الشيخ أبو حامد وأبو الطيب وأبو إسحق وأمثاله من أئمة الشافعية وهو الذى ذكره القاضى عبدالوهاب وأمثاله من المالكية ,وهو الذى ذكره أبو يعلى وأبو الخطاب وأبو الحسن ابن الزاغونى وأمثالهم من الحنبلية وهو الذي ذكره شمس الدين السرخسى وأمثاله من الحنفية , وإذا كان الإجماع على تصديق الخبر موجبا للقطع به فالاعتبار في ذلك بإجماع أهل العلم بالحديث كما أن الاعتبار في الإجماع على الأحكام بإجماع أهل العلم بالأمر والنهى والإباحة
مجموع الفتاوى (13|352)
خامسا:الاستناد إلى العقل وتقديمه على النقل
قال الإمام ابن أبي العز الحنفي في شرحه للطحاوية (201): لا يثبت إسلام من لم يسلم لنصوص الوحيين وينقاد إليها ولا يعترض عليها ولا يعارضها برأيه ومعقوله وقياسه روى البخاري عن الإمام محمد بن شهاب الزهري رحمه الله أنه قال: من الله الرسالة ومن الرسول البلاغ وعلينا التسليم وهذا كلام جامع نافع.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –: "المخالفون للكتاب والسنة وسلف الأمة من المتأولين في هذا الباب في أمر مريج، فإن من ينكر الرؤية يزعم أن العقل يحيلها, وأنه مضطر فيها إلى التأويل, ومن يحيل أن لله علماً وقدرة وأن يكون كلامه غير مخلوق ونحو ذلك يقول إن العقل أحال ذلك فاضطر إلى التأويل، بل من ينكر حشر الأجساد والأكل والشرب الحقيقيين في الجنة يزعم أن العقل أحال ذلك وانه مضطر إلى التأويل، ومن يزعم أن الله ليس فوق العرش يزعم أن العقل أحال ذلك وأنه مضطر إلى التأويل.
ويكفيك دليلا على فساد قول هؤلاء أنه ليس لواحد منهم قاعدة مستمرة فيما يحيله العقل، بل منهم من يزعم أن العقل جوز وأوجب ما يدعى الآخر أن العقل أحاله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/65)
فيا ليت شعرى، بأى عقل يوزن الكتاب والسنة! فرضي الله عن الإمام مالك بن أنس حيث قال: أو كلما جاءنا رجل أجدل من رجل تركنا ما جاء به جبريل إلى محمد r لجدل هؤلاء ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn1)).
وقال الإمام الخطابي رحمه الله:: فنحن اليوم في ذلكالزمان وبين أهله فلا تنكرْ ما تشاهدُه منه، وسَلِ اللهَ العافيةَ من البلاء، واحمده على ما وهب لك من السلامة، ثم إني تدبرت هذا الشأن، فوجدت عظم السبب فيه؛ أنالشيطان صار بلطيف حيلته يسوّل لكل مَن أحسّ من نفسه بفضل ذكاء وذهن، يوهمه أنه إنرضي في علمه ومذهبه بظاهرٍ من السُّنة، واقتصر على واضح بيان منها، كان أُسوةالعامة، وعُدَّ واحداً من الجمهور والكافة، فحرّكهم بذلك على التنطُّع في النظر، والتبدع بمخالفة السنة والأثر، ليَبينوا بذلك عن طبقة الدهماء، ويتميزوا في الرتبةعمن يرونه دونهم في الفهم والذكاء، واختدعهم بهذه المقدمة حتى استزلهم عن واضحالمحجة، وأورطهم في شبهات تعلقوا بزخارفها، وتاهوا في حقائقها، ولم يخلصوا منها إلىشفاء نفس، ولا قبلوها بيقين علم، ولما رأوا كتاب الله تعالى ينطق بخلاف ما انتحلوه، ويشهد عليهم بباطل ما اعتقدوه، ضربوا بعض آياته ببعض، وتأولوها على ما سنح لهم فيعقولهم، واستوى عندهم على ما وضعوه من أصولهم، ونصبوا العداوة لأخبار رسول الله صلىالله عليه وسلم، ولسننه المأثورة عنه، وردّوها على وجوهها، وأساءوا في نقلتهاالقالة، ووجهوا عليهم الظنون، ورموهم بالتزيد، ونسبوهم إلى ضعف المنة، وسوء المعرفةبمعاني ما يروونه من الحديث، والجهل بتأويله، ولو سلكوا سبيل القصد، ووقفوا عند ماانتهى بهم التوقيف؛ لوجدوا بَرْدَ اليقين، وروح القلوب، ولكثرت البركة، وتضاعفالنماء، وانشرحت الصدور، ولأضاءت فيها مصابيح النور، والله يهدي من يشاء إلى صراطمستقيم. واعلم أن الأئمة الماضين، والسلفالمتقدمين، لم يتركوا هذا النمط من الكلام، وهذا النوع من النظر، عجزاً عنه، ولاانقطاعاً دونه، وقد كانوا ذوي عقول وافرة، وأفهام ثاقبة؛ وكان في زمانهم هذه الشبهوالآراء، وهذه النحل والأهواء، وإنما تركواهذه الطريقة، وأضربوا عنها؛ لما تخوفوهمن فتنتها حذروه من سوء مغبتها، وقد كانوا على بينةٍ من أمرهم، وعلى بصيرةٍ مندينهم، لما هداهم الله به من توفيقه، وشرح به صدورهم من نور معرفته، ورأوا أن فيماعندهم من علم الكتاب وحكمته، وتوقيف السنة وبيانها، غنى ومندوحة عما سواهما، وأنالحجة قد وقعت بهما، والعلة أُزيحت بمكانهما .....
الغنية عن الكلام وأهله (29)
وقال ابن خلدون في "مقدمته" (ص364): العقل ميزان صحيح، فأحكامه يقينية لا كذب فيها، غير أنك لا تطمع أن تزِن به أمور التوحيد، والآخرة، وحقيقة النبوة، وحقائِق الصفات الإِلهية، وكل ما وراء طوره، فإن ذلك طمع في محال، ومثال ذلك مثال رجل رأى الميزان الذي يوزن به الذهب، فطمع أن يزن به الجبال، وهذا لا يدل على أن الميزان في أحكامه غير صادق، لكن العقل قد يقف عنده، ولا يتعدى طوره حتى يكون له أن يحيط بالله وبصفاته، فإِنه ذرة من ذرات الوجود الحاصل منه.
نبذة مختصرة لضلالات جواد عفانة
1 - قام جواد عفانة بما أسماه تحقيق صحيح البخاري! وتمييزه إلى صحيح وضعيف فمسخ الكتاب ,ولم يصح عنده من الأحاديث في هذا الكتاب الذي هو أصح كتاب بعد كتاب الله إلا أقل من الثلث ,وقد وضع لنفسه قواعد لبيان معرفة الصحيح من الضعيف من الأحاديث وذلك بأن يكون متنه منسجما مع القرآن الكريم أو لم يكن فيه ما يخالف القرآن أو يصادم العلم القطعي اليقيني أو يناقض السنن الكونية أو يحيله العقل أو الواقع أو لا يتماشى مع روح الإسلام أو يكذبه التاريخ المتواتر وأن يمكن فهمه مباشرة.
ولا يصح الاستدلال بخبر الآحاد عنده حتى يصح فيه ثلاثة عناصر و هي: السند والمتن والفهم ويشترط في المتن موافقته للقرآن وأن لا يكون منشأ لحكم لا أصل له في القرآن الكريم وأن لا يطرأ عليه الاحتمال أو لا يأتي بما تشمئز منه النفس أو يناقض الكرامة والعفة .. وعلى ذلك رد أحاديث بدعوى مصادمتها للقرآن وأخرى للعقل وأخرى للواقع وأخرى لأنها تصادم العلم اليقيني وأخرى لأنها تشمئز منها النفوس ..
2 - أنكر وأول بعض صفات الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/66)
3 - أثبت عقيدة الحلول فزعم أن الله في كل مكان على العرش وفي السماء وفي الأرض وفي ما لايحصي من الأمكنة.
4 - أنكر أن السنة وحي من الله وأن الله تكفل بحفظ السنة.
5 - قرر مذهب الخوارج فهناك كبائر يخلد أصحابها في النار ولا تنفعهم توبة أو شفاعة.
6 - دعا إلى الخروج على الحاكم الظالم والسعي لذلك.
7 - أنكر أن هذه الأمة معصومة من الضلالة بعد عهد الصحابة.
8 - أنكر تلبس الجني للإنسي.
9 - أنكر أن يكون في القرآن منسوخ الحكم مع بقاء التلاوة أو منسوخ التلاوة مع بقاء الحكم.
10 - حكم على بعض العقائد الإسلامية بالخرافة كالمهدي المنتظر والصراط والمسيح الدجال ونزول عيسى عليه السلام وعذاب القبر وكل ما يتعلق به.
11 - أنكر قتل المرتد الفرد.
12 - قرر أن لا مانع من تولي المرأة قيادة الدولة.
13 - ولا تصح أحاديث السواك لأن التسوك قبل الصلاة يثير اشمئزاز المصلين.
14 - ويجوز الاستماع إلى الغناء والموسيقى.
15 - وإعفاء اللحية عادة عربية وليست عبادة.
16 - والحجاب خاص بأمهات المؤمنين والمرأة إن غطت وجهها ربما تأثم ..
17 - وعقوبة اللواط هو الإيذاء وليس القتل.
18 - ويجوز إتيان المرأة في دبرها.
19 - وأنكر كل أشراط الساعة.
20 - وادعى أن رجم الزاني المحصن منسوخ.
21 - واتهم الرواة الثقات بالكذب وتلفيق الأحاديث.
إلى غير ذلك الكثير من التخليط والتلبيس.
ورحم الله ابن عقيل الحنبلي إذ يقول: " ... وأنا أنصحُ بحكمالعلم والتجارب:إيَّاكَأن تتبع شيخاً يقتدي بنفسه، ولا يكون له إمام يعزيإليه ما يدعوك إليه، ويتصل ذلك بشيخ إلى شيخ إلى السفير صلى الله عليه , الله الله الثقة بالأشخاص ضلال والركون إلى الآراء ابتداع ... ولا يتم اتباع إلا بمنقول , ولا يتم فهم المنقول إلا بترجمان وما عداهما تكلف لا يفيد ,وإلى هذين القسمين انقسم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم: نقلة وفقهاء ولا نعرف فيهم ثالثا ... يا أصحاب المخالطات والمعاملات عليكم بالورع يا أصحاب الزوايا والانقطاعات عليكم بحسم مواد الطمع يا طراق المبتدئين إياكم واستحسان طرائق أهل التوهم والخدع ... السني عندي من تتبع آثار الرسول فعمل بها بحسب ما يفتيه الفقهاء واحتذى الرسم واتبع الأمر وكف عن النهي وتنزه عن الشبه ووقف عند الشك وتفرغ من كل علم خالف النقل وإن كانت له طلاوة في السمع وقبول في القلب ليس قلبك معيارا على الشرع.
درء التعارض (4|132)
وقفات مع بعض كتبه ورسائله
1 - كتاب صحيح البخاري " مخرج الأحاديث محقق المعاني "
هذا الكتاب أبان فيه المهندس جواد عفانة! عن نفسه وفضح نفسه بما ذكر فيه من جهل مركب , وتطاول فيه بجرأة على أصح كتاب بعد كتاب الله
وصدق ابن حجر رحمه الله حيث قال: من تحدث في غير فنه أتى بالعجائب.
فقد عمد جواد عفانة إلى وضع قواعد لنفسه في تصحيح وتضعيف الأحاديث وفق هواه معرضا عن كل ما ذكره علماء الحديث من تقعيد منضبط دقيق لهذا العلم الجليل وأصبح يخبط خبط عشواء فيصحح ويضعف وفق ما وضعه لنفسه من قواعد وإليك بعضا من هذه القواعد التي وضعها لنفسه:
1 - ذكر ص (1|5) من كتابه المذكور: هذا وقد اخترت تصنيف أحاديث صحيح البخاري إلى صحيح وضعيف ومتوقف فيه أما الصحيح فهو كل حديث مسند مرفوع متصل صح سنده بغلبة الظن وفق علم مصطلح الحديث والرجال ولم تكن فيه علة قادحة وذلك بأن يكون متنه منسجما مع القرآن الكريم أو لم يكن فيه ما يخالف القرآن أو يصادم العلم القطعي اليقيني أو يناقض السنن الكونية أو يحيله العقل أو الواقع أو لا يتماشى مع روح الإسلام أو يكذبه التاريخ المتواتر وأن يمكن فهمه مباشرة.
وقال في نفس الصفحة:ويبقى المتوقف فيه في خانة الضعيف أو الذي لم يصل درجة الصحيح إلى أن يثبت العكس.
وقال (1|2): وهو ما التزمته في كتابي هذا لأن بعض الأخبار صحيحة السند متونها غير صحيحة إما لأنها لا تتفق مع القرآن الكريم أو لاتتفق مع العلم أو الواقع أو لا تتفق مع السنن الكونية الثابتة أو يحيلها العقل السليم أو يكذبها التاريخ المتواتر ...
وذكر في كتابه "الإسلام وصياح الديك " (88) أنه لا يصح الاستدلال بخبر الآحاد حتى يصح فيه ثلاثة عناصر – عنده - و هي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/67)
أ - السند ويشترط في السند عدم تفرد راو واحد به وأن لا يكون في السند معارض سياسي ولا مرجئ .. وأن لا يكون في السند من اشتهر بالدخول على الخلفاء الأمويين أو العباسيين ..
ب- المتن ويشترط في المتن موافقته للقرآن وأن لا يكون منشأ لحكم لا أصل له في القرآن الكريم ,وأن لا يطرأ عليه الاحتمال أو لا يأتي بما تشمئز منه النفس أو يناقض الكرامة والعفة ..
ت – الفهم .. ويشترط الفهم اللغوي السليم وإلى موسوعية في العلم ولا بد من عرضه على القرآن ..
وقال في مقدمة كتاب "صحيح البخاري " .. وساد الجهل وصار فهم القرآن عزيزا بعد اعتماد المسلمين التقليد منهجا والخرافة ديدنا إثر تخليهم عن المنهج العلمي العقلي القرآني؛ تمسك جمهور المسلمين بصحيح البخاري تمسكا شديدا وأنزلوه منزلة عظيمة حتى قال أحدهم: هو أصح كتاب بعد كتاب الله تعالى وعلى الرغم من أن هذه العبارة لا تعني أنه صحيح كله إلا أنه قد خرج علينا بعض المقلدين في العصور المتأخرة بعبارة تقول صحيحا البخاري ومسلم تلقتهما الأمة بالقبول لشيء لا يجعله مصدرا شرعيا ثم راح الناس يشيعون أن ما كل في صحيح البخاري صحيح وحتى هذه العبارة جاء فيما بعد من فسرها على غير ما وضعت لأجله ... واستمر الحال على ذلك قرونا حتى جاء أبو العباس زين الدين أحمد بن محمد بن عبد اللطيف الشرجي الزبيدي رحمه الله في القرن التاسع الهجري فجرد كتاب صحيح البخاري واختصره ... ولأن كتاب مختصر الزبيدي لم ينل من العناية والاهتمام ما يستحق فيما أعلم فقد ازداد تعلق المسلمين بكتاب صحيح البخاري الأصل حتى صارت له عند كثير منهم قدسية خاصة.
قلت: دلس جواد عفانة فأوهم القاريء أن الزبيدي في اختصاره هذا جرد الضعيف من كتاب البخاري الأصل واقتصر على الصحيح , مع أن الزبيدي إنما أراد باختصاره هذا حذف المكرر من الأحاديث والمعلق ,ولم يرد رد باقي الأحاديث والروايات التي ذكرها البخاري في الأصل.
وهذه دعوة خبيثة للطعن في أصح كتاب بعد كتاب الله عز وجل الذي أجمعت الأمة على صحة ما جاء به من أخبار , وقد نقل هذا الإجماع كثير من العلماء.
فقد ذكر أبوإسحاق الإسفراييني في كتابه أصول الفقه أن "أهل الصنعة مجمعون على أن الأخبار التياشتمل عليها الصحيحان مقطوع بصحة أصولها ومتونها ولا يحصل الخلاف فيها بحال.
وقال إمام الحرمين الجويني: "لو حلف إنسان بطلاق امرأته: أن ما في الصحيحينمما حكم بصحته من قول النبي صلى الله عليه وسلم لما ألزمته الطلاق لإجماع المسلمينعلى صحته". وقال ابن الصلاح: "أهل الحديث كثيرًا ما يطلقون على ما أخرجهالبخاري ومسلم جميعًا". صحيح متفق عليه ويعنون به اتفاق البخاري ومسلم لااتفاق الأمة عليه، لكن اتفاق الأمة عليه لازم من ذلك وحاصل معه لاتفاقهم على تلقيما اتفقا عليه بالقبول. توجيه النظر (1|307) والتقييد والإيضاح (39)
وإليك بعض الطامات في كتابه المذكور:
1 - رد أحاديث كثيرة بدعوى مصادمتها للقرآن الكريم , وإليك بعض الأمثلة على ذلك:
أ - حديث أنس رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: يخرج من النار من قال لا إله إله الله وفي قلبه وزن شعيرة من خير ويخرج من النار من قال لا إله إلا الله وفي قلبه وزن برة .. الحديث.
قال جواد عفانة (1|20): أما المتن فلا يتفق مع القرآن الذي نص على خلود مرتكبي بعض الكبائر في نار جهنم – منهم قاتل النفس والفار من الزحف والعائد إلى الربا بعد تحريمه ..
قلت: يأتي الحديث عن هذه المسألة وبيان تقريره لمذهب الخوارج في فاعل الكبيرة , وأنه يرى أن بعض الكبائر إذا فعلت لا تنفع معها توبة أو شفاعة.
ب - حديث جبريل الطويل الذي رواه مسلم في صحيحه من حديث عمر وسؤال النبي صلى الله عليه وسلم عن الإسلام والإيمان والإحسان
قال جواد عفانة (1|21): في النفس من هذه القصة شيء لأنها تناقض القرآن وتوهم بعدم قدرة النبي على تبليغ الرسالة بنفسه وهذا باطل ثم ما معنى عدم تكرار هذا الأمر, وهل يكفي المسلمين درس واحد من جبريل عليه السلام ليتعلموا دينهم.
وقال في الحديث من رواية أبي هريرة:هو خبر شاذ مردود متنا لأنه يناقض القرآن في غير موضع وتفصيل ذلك يطول , ويكفي أنه يتعارض مع قوله تعالى عن الساعة: {لا تأتيكم إلا بغتة}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/68)
قلت: وهذا التناقض المزعوم إنما هو في عقله فجبريل عليه السلام هو واسطة التبليغ بين الله تعالى وبين رسله , وما أحاله عقله هنا يجيزه غيره من العقلاء.
أما الافتراض الذي ذكره ولماذا لم يتكرر؟
فنقول: إن جبريل كان يأتي النبي صلى الله عليه وسلم في صور مختلفة لتبليغ الوحي ومنها في صورة آدمي والأحاديث في مجيء جبريل في صورة آدمي كثيرة جدا لمن يطالع السنة ومنها حديث الحارث بن هشام.
أما استدلاله بالآية وأن الساعة تأتي بغتة فسيأتي الحديث أن هذا المعترض ينكر جميع أشراط الساعة جملة وتفصيلا.
وقد بين العلماء أن ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم من أشراط الساعة لا ينافي مجيئها بغتة:"فجملة {لا تأتيكم إلا بغتة} مستأنفة جاءت تكملة للإخبار عن وقت حلول الساعة لأن الإتيان بغتة يحقق مضمون الإخبار عن وقتها بأنه غير معلوم إلا لله ,وبأن الله غير مظهره لأحد فدل قوله {لا تأتيكم إلا بغتة} على أن انتفاء إظهار وقتها انتفاء متوغل في نوعه بحيث لا يحصل العلم لأحد بحلولها بالكنه ولا بالإجمال , وأما ما ذكر لها من أمارات في حديث سؤال جبريل عن أماراتها؛فلا ينافي إتيانها بغتة لأن تلك الأمارات ممتدة الأزمان بحيث لا يحصل معها تهيؤ للعلم بحلولها.
انظر التحرير والتنوير (1687)
ت - حديث أنس قال: قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم: إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ويثبت الجهل ويشرب الخمر ويظهر الزنا
قال المعترض (1|31): يتوقف فيه متنا لأن متنه يناقض القرآن ..
ث-أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كانت لا تسمع شيئا لا تعرفه إلا راجعت فيه حتى تعرفه وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من حوسب عذب. قالت عائشة فقلت: أوليس يقول الله تعالى {فسوف يحاسب حسابا يسيرا}. قالت فقال: إنما ذلك العرض ولكن من نوقش الحساب يهلك.
الحديث
قال عفانة (1|38): يتوقف فيه متنا لأنه يناقض القرآن في قوله تعالى: {يوم تأتي كل نفس تجادل عن نفسها} ولأن العرض غير الحساب.
قلت: لا أدري وجه قوله " ولأن العرض غير الحساب"مع أن الحديث فرق بين مناقشة الحساب والعرض.
قال ابن حجر: لفظ الحديث عام في تعذيب كل من حوسب ولفظ الآية- فسوف يحاسب حسابا يسيرا - دال على أن بعضهم لا يعذب وطريق الجمع أن المراد بالحساب في الآية العرض وهو إبراز الأعمال وإظهارها فيعرف صاحبها بذنوبه ثم يتجاوز عنه , ويؤيده ما وقع عند البزار والطبري من طريق عباد بن عبد الله بن الزبير سمعت عائشة تقول سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الحساب اليسير قال: الرجل تعرض عليه ذنوبه ثم يتجاوز له عنها.وفي حديث أبي ذر عند مسلم:يؤتى بالرجل يوم القيامة فيقال اعرضوا عليه صغار ذنوبه الحديث.وفي حديث جابر عند بن أبي حاتم والحاكم: من زادت حسناته على سيئاته فذاك الذي يدخل الجنة بغير حساب ,ومن استوت حسناته وسيئاته فذاك الذي يحاسب حسابا يسيرا ثم يدخل الجنة ومن زادت سيئاته على حسناته فذاك الذي أوبق نفسه وإنما الشفاعة في مثله.
الفتح (12|402)
ج- عن أنس بن مالك قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يدور على نسائه في الساعة الواحدة من الليل والنهار وهن إحدى عشرة. قال: قلت لأنس أو كان يطيقه؟ قال: كنا نتحدث أنه أعطي قوة ثلاثين
قال عفانة (1|75): بعد أن توقف فيه سندا " أما متنه فيناقض القرآن فالرسول بشر مثلنا بنص القرآن.
قلت: التناقض المزعوم هو في تصوره، فإن الله قد أعطى الأنبياء كمالا في العقل والجسد ومن ذلك القدرة الجنسية , وهذا ليس لنبينا محمد صلى الله عليه وسلم بل لكل الأنبياء فسليمان طاف في ليلة واحدة على مئة امرأة وداود كانت له زوجات كثيرات ..
وهذه القدرة كما يقول العلماء في الرجال فضيلة , وهي تدل على صحة الذكورية وكمال الإنسانية. فتح القدير (4|503) للمناوي
ح-عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله عز وجل وكل بالرحم ملكا يقول يا رب نطفة يا رب علقة يا رب مضغة فإذا أراد أن يقضي خلقه قال أذكر أم أنثى شقي أم سعيد فما الرزق والأجل فيكتب في بطن أمه
قال عفانة (1|86): صحيح ما عدا شقي أم سعيد لأنها تناقض القرآن وحرية الاختيار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/69)
قلت: وهذا تقرير لمذهب المعتزلة الذين ينفون علم الله الكامل بما كان ويكون قال تعالى: {والله خلقكم وما تعملون} و قال تعالى: {لمن شاء منكم أن يستقيم وما تشاءون إلا أن يشاء الله رب العالمين} وقال تعالى: {ولو شئنا لآتينا كل نفس هداها ولكم حق القول مني لأملأن جهنم من الجنة والناس أجمعين} وجاء في صحيح مسلم عن عبدالله بن عمرو قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم: كتب الله مقادير الخلائق قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة.
خ-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: والذي نفسي بيده ليوشكن أن ينزل فيكم ابن مريم حكما مقسطا فيكسر الصليب ويقتل الخنزير ويضع الجزية ويفيض المال حتى لا يقبله أحد.
قال عفانة (1|533): ضعيف بل منكر متنا فمتنه يناقض القرآن الكريم الذي يفهم منه أن عيسى عليه السلام رفعه الله إليه ولن يعود أو ينزل إلى الأرض مرة أخرى في آخر الزمان.
قلت: أشار القرآن إلى نزول عيسى عليه السلام و يأتي الحديث عن هذه المسألة.
والأمثلة على دعوى معارضة الأحاديث للقرآن في كتابه المسخ كثيرة جدا
أمثلة على الأحاديث التي ردها عقلا
يقول جواد عفانة (1|4): وفي مجال استخدام العقل في الدين وعدم تعارضه معه يقول ابن تيمية رحمه الله: قول القائل إذا تعارضت الأدلة السمعية والعقلية .. فبعد أن أورد عفانة مقالة الرازي قال: لقد التزمت بهذا القانون أي جعلت العقل للربط لا للاستدلال به وقد رددت بعض الأخبار متنا بناء على ذلك.
قلت:وهذا من العجب أن يستدل بقول شيخ الإسلام في أن العقل لا يتعارض مع النقل ثم يتبع ذلك برد ما عارض عقله من الأحاديث.
من أمثلة ذلك
أ-عن أسماء قالت
:أتيت عائشة وهي تصلي فقلت ما شأن الناس. فأشارت إلى السماء فإذا الناس قيام فقلت: سبحان الله قلت آية؟ فأشارت برأسها أي نعم؛فقمت حتى تجلاني الغشي فجعلت أصب على رأسي الماء فحمد الله عز وجل النبي صلى الله عليه وسلم وأثنى عليه ثم قال: ما من شيء لم أكن أريته إلا رأيته في مقامي حتى الجنة والنار؛ فأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم - مثل أو - قريب - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - من فتنة المسيح الدجال يقال ما علمك بهذا الرجل؟ فأما المؤمن أو الموقن - لا أدري بأيهما قالت أسماء - فيقول هو محمد رسول الله جاءنا بالبينات والهدى فأجبنا واتبعنا هو محمد ثلاثا فيقال ثم صالحا قد علمنا إن كنت لموقنا به. أما المنافق أو المرتاب - لا أدري أي ذلك قالت أسماء - فيقول لا أدري سمعت الناس يقولون شيئا فقلته.)
قال عفانة (1|33): يتوقف فيه سندا وهو مردود متنا ... ومتن هذا الحديث أوله صحيح أما آخره فيناقض القرآن والعقل صراحة والأغلب أن قول الراوي: فأوحي إلي أنكم تفتنون في قبوركم .... مدرجا أو مكذوبا.
قلت: وهكذا يلقي الأحكام جزافا فيكذب حديث النبي صلى الله عليه وسلم ويتهم الرواة بالكذب , وسيأتي الحديث عن مسألة إنكاره لعذاب القبر.
ب- حديث أبي سعيد الخدري أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
: يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شغف الجبال ومواقع القطر يفر بدينه من الفتن.
قال عفانة (1|13):يتوقف فيه متنا لربما دخله وهم لأنه دون بعد الفتن فالرسول لا يعلم الغيب ولا يبشر بالشر ناهيك عن وجود سبل أخرى كثيرة للفرار من الفتن وما كل الناس رعاة غنم.
قلت: النبي صلى الله عليه وسلم يعلم الغيب من حيث علمه الله
قال تعالى: {عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا * إلا من ارتضى من رسول} قال ابن كثير: هذه - الآية - كقوله تعالى: {ولا يحيطون بشيء من علمه إلا بما شاء} وهكذا قال ههنا إنه يعلم الغيب والشهادة وأنه لا يطلع أحد من خلقه على شيء من علمه إلا مما أطلعه تعالى عليه.
تفسير القرآن العظيم (4|556)
ت- عن أبي هريرة قال
: قلت يا رسول الله إني أسمع منك حديثا كثيرا أنساه؟ قال: أبسط رداءك). فبسطته قال فغرف بيديه ثم قال: ضمه. فضممته فما نسيت شيئا بعده.
قال عفانة (1|42): هذا الخبر يؤرخ بدايات التزييف والتخريف الأولى وهو مردود متنا لأن العلم يحفظ في الصدور لا في الأردية والثياب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/70)
قلت: لم يقل أحد من العلماء أن الحديث يحفظ في الأردية والثياب , وأن الإنسان إذا ضم ثوبه حفظ الشيء ,وإنما أخذوا من ذلك معجزة للنبي صلى الله عليه وسلم في حق أبي هريرة.
قال العيني: ومما يستفاد منه معجزة النبي صلى الله تعالى عليه وآله وسلم حيث رفع من أبي هريرة النسيان الذي هو من لوازم الإنسان حتى قيل إنه مشتق منه وحصول هذا من بسط الرداء وضمه أيضا معجزة حيث جعل الحفظ كالشيء الذي يغرف منه فأخذ غرفة منه ورماها في ردائه ,ومثل بذلك في عالم الحس.
عمدة القاري (2|184)
ث - حديث الخضر مع موسى – الحديث الطويل
قال عنه (1|43):ربما كان من الإسرائيليات وفي القرآن ما يغني عنه.
قلت: وهنا نلمس الهوى وكيف ترد وتكذب الأحاديث بالاحتمالات بربما وكيفما.
ج- عن ابن عباس رضي الله عنهما
: أن النبي صلى الله عليه وسلم سجد بالنجم وسجد معه المسلمون والمشركون والجن والإنس.
قال عفانة (1|262): ضعيف متنا شاذ لأنه يناقض القرآن والعقل السليم وسجد معه المسلمون نعم أما المشركون والجن بما فيهم الشياطين فلا ثم ما أدراه أن الجن سجدوا وهو أي الراوي لم يرهم.
قلت: ومثل هذا لا يقال بالرأي وله حكم المرفوع والعقل السليم الذي يدور مع الحق حيثما دار؛فإنه لا يتوقف عن قبول ما جاء في كتاب الله تعالى، وما جاء عن رسول الله، وأما المنطق المنحرف، والعقل الفاسد، فإنه لا يتوقف عن رد الحق وعدم قبوله، ولا عبرة بالعقول الفاسدة ولا بأهلها.
ح- عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
: ينزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر يقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له
قال عفانة (1|277): ضعيف بل منكر متنا وأغلب طرقه ضعيفة سندا لأنه يحمل معنى التجسيم ويناقض القرآن الكريم .. ناهيك أن ثلث الليل الآخر يتكرر كل لحظة على مدار اليوم والليلة ...
قلت:يأتي الحديث عن هذه المسألة بالتفصيل.
من أمثلة الأحاديث التي ادعى أنها تتعارض مع أحاديث أخرى
أ- حدثنا عثمان قال حدثنا جرير عن منصور عن مجاهد عن ابن عباس قال
: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم: يعذبان وما يعذبان في كبير). ثم قال: بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة). ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة فقيل له يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال: لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا. أو إلى أن ييبسا
قال عفانة (1|64): يتوقف فيه سندا فيه عثمان بن أبي شيبة | أحمد بن حنبل: ما علمت إلا خيرا | أبوحاتم الرازي صدوق. أما متن هذا الخبر فشاذ ومردود لأنه يناقض القرآن الكريم والسنن الثابتة ويناقض أحاديث صحيحة أخرى تنفي عذاب القبر.
قلت: وهذا من العجب ودليل على تبحر جواد عفانة في علم الرجال! فمثل عثمان بن أبي شيبة يتوقف فيه قاتل الله الجهل , ويأتي بيان العجائب عند جواد عفانة في علم الحديث والجرح والتعديل.
ب- حديث أبي سعيد قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: إذا صلى أحدكم إلى شيء يستره من الناس فأراد أحد أن يجتاز بين يديه فليدفعه فإن أبى فليقاتله فإنما هو شيطان.
قال عفانة (1|131): يتوقف فيه متنا لأنه يناقض أحاديث صحيحة أخرى تقول: لا يقطع الصلاة شيء ..
قلت: أما حديث لا يقطع الصلاة شيء فهو حديث ضعيف حتى على قواعده التي اخترعها فالحديث في سنن أبي داود من طريق مجالد بن سعيد وهو ليس بالقوي , وهذا من أدلة تخبط هذا الدعي.
ت- عن عروة قالت عائشة
: ابن أختي ما ترك النبي صلى الله عليه وسلم السجدتين بعد العصر عندي قط.
قال عفانة (1|149): يتوقف فيه متنا لأنه يتناقض مع أحاديث أخرى أصح منه تنهى عن الصلاة بعد العصر
قلت: ولا تنافي بين الأحاديث والحمد الله لأن النهي عن الصلاة بعد العصر مخصوص باصفرار الشمس؛ أما والشمس بيضاء نقية فتجوز الصلاة ويؤيد ذلك ما رواه أبو داود والنسائي بإسناد حسن عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تصلوا بعد الصبح ولا بعد العصر إلا أن تكون الشمس نقية. وفي رواية مرتفعة.
من الأحاديث التي ردها بدعوى عدم ورودها في القرآن
أ- حديث أبي هريرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/71)
: أن الناس قالوا يا رسول الله هل نرى ربنا يوم القيامة؟ قال: هل تمارون في القمر ليلة بدر ليس دونه حجاب). قالوا:لا يا رسول الله قال: فهل تمارون في الشمس ليس دونها سحاب). قالوا لا قال: فإنكم ترونه كذلك يحشر الناس يوم القيامة فيقول من كان يعبد شيئا فليتبع فمنهم من يتبع الشمس ومنهم من يتبع القمر ومنهم من يتبع الطواغيت وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها ... الحديث
قال عفانة (1|199):حديث الرؤيا يتوقف فيه متنا أما ما ألصق به – جسر الصراط – فضعيف متنا بل منكر لأنه يناقض القرآن فجسر جهنم لا أصل له في القرآن ...
ب- عن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته
: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة: اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال وأعوذ بك من فتنة المحيا وفتنة الممات اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم). فقال له قائل ما أكثر ما تستعيذ من المغرم؟ فقال: إن الرجل إذا غرم حدث فكذب ووعد فأخلف.
قال عفانة (1|205):ضعيف بل منكر متنا لأنه يناقض القرآن – لا نص في القرآن على عذاب القبر أو الدجال .. وأغلب الظن أن هذا الخبر مكذوب على عائشة جملة وتفصيلا.
قلت: وما هي منزلة السنة , وأين هي الأحاديث التي تأمر بطاعة الرسول , أليس قول هذا الدعي مصداق ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم «ألا إني أوتيت الكتاب ومثله معه، ألا إني أوتيت القرآن ومثله معه، ألا يوشك رجل ينثني شبعانًا على أريكته، يقول: عليكم بالقرآن فما وجدتم فيه من حلال فأحلوه وما وجدتم فيه من حرام فحرموه .. ».
أحمد في المسند: (4/ 130)
ج- عن أبي هريرة رضي الله عنه قال
: أوصاني خليلي بثلاث لا أدعهن حتى أموت صوم ثلاثة أيام من كل شهر وصلاة الضحى ونوم على الوتر
قال عفانة (1|284): يتوقف فيه متنا مداره على أبي هريرة ولا شاهد عليه لأنه لا أصل له في القرآن.
وانظر كذلك (1|342 - 378)
وقال (1|455): مع احترامي وتقديري للبخاري رحمه الله أقول: الدجال شيء ولو كان سيظهر حقا لذكره الله في القرآن.
قلت: سيأتي الحديث عن هذه المسألة.
ومن الأحاديث التي توقف بها لأنها تناقض الواقع:
أ - عن أبي هريرة قال: ما من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أحد أكثر حديثا عنه مني إلا كان من عبد الله بن عمرو؛ فإنه كان يكتب ولا أكتب.
قال جواد عفانة (1|40): يتوقف فيه سندا .. يناقض الواقع فأحاديث أبي هريرة أكثر عددا من أحاديث ابن عمرو بكثير.
قلت: أجاب العلماء عن ذلك لو كان يبحث عن الحق.
قال ابن حجر: ويستفاد من ذلك أن أبا هريرة كان جازما بأنه ليس في الصحابة أكثر حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم منه إلا عبد الله مع أن الموجود المروي عن عبد الله بن عمرو أقل من الموجود المروي عن أبي هريرة بأضعاف مضاعفة؛ فإن قلنا الاستثناء منقطع فلا إشكال إذ التقدير لكن الذي كان من عبد الله وهو الكتابة لم يكن مني سواء لزم منه كونه أكثر حديثا لما تقتضيه العادة أم لا , وإن قلنا الاستثناء متصل فالسبب فيه من جهات:
أحدها: أن عبد الله كان مشتغلا بالعبادة أكثر من اشتغاله بالتعليم فقلت الرواية عنه.
ثانيها:أنه كان أكثر مقامه بعد فتوح الأمصار بمصر أو بالطائف ولم تكن الرحلة إليهما ممن يطلب العلم كالرحلة إلى المدينة وكان أبو هريرة متصديا فيها للفتوى والتحديث إلى أن مات ويظهر هذا من كثرة من حمل عن أبي هريرة فقد ذكر البخاري أنه روى عنه ثمانمائة نفس من التابعين ولم يقع هذا لغيره.
ثالثها: ما اختص به أبو هريرة من دعوة النبي صلى الله عليه وسلم له بأن لا ينسى ما يحدثه به.
فتح الباري (1|207)
وهذه أحاديث أخرى ردها لأسباب أخرى
أ-: قال عروة عن المسور ومروان خرج النبي صلى الله عليه وسلم زمن الحديبية فذكر الحديث: وما تنخم النبي صلى الله عليه وسلم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده.
قال عفانة (1|69): ضعيف معلق فلا يعتد به وما أظن لحظة أن النبي يرضى بوقوعه.
قلت: هذا من خصوصيات النبي صلى الله عليه وسلم وهي كثيرة ولا يحيلها العقل السليم , وأما حكمه على الحديث بالتعليق فهو من جهالاته فقد أخرجه البخاري مسندا في باب الشروط في الجهاد والمصالحة مع أهل الحرب وكتابة الشروط.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/72)
ب- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: كانت بنو إسرائيل يغتسلون عراة ينظر بعضهم إلى بعض وكان موسى يغتسل وحده فقالوا والله ما يمنع موسى أن يغتسل معنا إلا أنه آدر فذهب مرة يغتسل فوضع ثوبه على حجر ففر الحجر بثوبه فخرج موسى في إثره يقول ثوبي يا حجر حتى نظرت بنو إسرائيل إلى موسى فقالوا والله ما بموسى من بأس وأخذ ثوبه فطفق بالحجر ضربا). فقال أبو هريرة والله إنه لندب بالحجر ستة أو سبعة ضربا بالحجر.
قال عفانة (1|77): وهذا الخبر من الإسرائيليات.
قلت: أشار الله إلى هذا الخبر في قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تكونوا كالذين آذوا موسى فبرأه الله مما قالوا وكان عند الله وجيها}
ويرجع في ذلك إلى علماء التفسير لا إلى عقول المخرفين.
ت- أن عائشة وعبد الله بن عباس قالا: لما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم طفق يطرح خميصة له على وجهه فإذا اغتم بها كشفها عن وجهه فقال وهو كذلك (لعنة الله على اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد). يحذر ما صنعوا
قال عفانة (1|115): يتوقف فيه لشذوذه متنا فالنبي لم يبعث لعانا بل شاهدا ومبشرا ونذيرا.
قلت: ما أقبح الجهل وهل ما ذكره الله في كتابه من لعنته لليهود والنصارى من التنفير وعدم التبشير قال تعالى: {لعن الذين كفروا من بني إسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون * كانوا لا يتناهون عن منكر فعلوه لبئس ما كانوا يفعلون} وكذلك ما جاء في السنة عن النبي صلى الله عليه وسلم من لعن آكل الربا وغيرهم من التنفير!
ث- حديث مرض النبي صلى الله عليه وسلم وفيه قول النبي لزوجاته:إنكن لأنتن صواحب يوسف ".
قال عفانة (1|177):يتوقف فيه سندا .. وقد مر الحديث صحيحا دون مقولة إنكن لأنتن صواحب يوسف ". التي ورد معناها في القرآن في معرض الذم.
قلت:قال النووي رحمه الله: أي في التظاهر على ما تردن وكثرة إلحاحكن في طلب ما تردنه وتملن إليه.
شرح النووي لصحيح مسلم (4|140)
فوجه التشبيه ليس في معرض الذم بل بيان أن من عادة النساء الإلحاح في الشيء.
ج-عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: مفتاح الغيب خمس لا يعلمها إلا الله لا يعلم أحد ما يكون في غد ولا يعلم أحد ما يكون في الأرحام ولا تعلم نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت وما يدري أحد متى يجيء المطر.
قال عفانة (1|253): بعد أن توقف فيه لأن فيه سفيان الثوري ثقة حافظ فقيه عابد إلا أنه ربما دلس وقد عنعنه ": وهذا خبر شاذ متنا لأنه يناقض قوله تعالى: {وعنده مفاتح الغيب لايعلمها إلا هو}.
وعلق المخالف (1|256) على قول البخاري في باب التعوذ من عذاب القبر في الكسوف.
: عذاب القبر لم يرد ذكره في القرآن , وقد أثبتته أحاديث صحيحة سندا ونفته أحاديث صحيحة مثلها والإيمان به – بمفهوم تعذيب الأموات – لا يصح ويأثم كل من يعتقد أن الله يعذب الأموات في قبورهم لأن ذلك يعني سوء الظن بالله ..
قلت: سيأتي الحديث عن هذه المسألة.
أما علم الحديث فقد خبط به خبط عشواء وأتى به بالعجب العجاب
ومن أمثلة ذلك:
أ-حديث الحارث بن هشام في كيفية مجيء الوحي
توقف فيه جواد عفانة – وتوقفه يعني ضعف الحديث – قال فيه عبدالله بن يوسف |ابن عدي: صدوق لا بأس به. ابن يونس: ثقة حسن الحديث ...
قلت:ما أدري وجه توقفه فيه والذي يوازي الضعف عنده مع أنه نقل توثيق ابن يونس له , وقال عنه ابن حجر ثقة ثبت وقال الخليلي ثقة متفق عليه
وعلى شاكلة هذا السند توقف في كثير من الأحاديث تعد بالآلاف التي يقال في رجالها صدوق أو صدوق له أوهام أو صدوق ربما أخطأ أو لابأس به أو إذا قيل عن الراوي حسن الحديث ...
والذي يدل من جواد عفانة على تبحر شديد في هذا العلم فاق به علماء الحديث السابقين واللاحقين!
إذا كان هذا فيمن قيل فيه الصدق فما ظنكم بالرواة الذين تكلم في حفظهم أو عدالتهم , أو قيل فيه رمي بالإرجاء أو القدر ..
ومن تتبعي لحكمه على الأحاديث يكفي عنده أن يتكلم في الرواي بأي جرح أن يتوقف في حديثه أويرده بالضعف أو النكارة إلى غير ذلك من التخليط.
وللرد عليه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/73)
نقول: ذكر العلماء أن الرواة الذين تكلم فيهم في صحيح البخاري هم من الرواة الذين سبر البخاري حديثهم ونقحها وانتقى منها ومثال ذلك إسماعيل بن أبي أويس.
قال ابن حجر: وروينا في مناقب البخاري بسند صحيح أن إسماعيل أخرج له أصوله وأذن له أن ينتقي منها , وأن يعلم له على ما يحدث به ليحدث به ويعرض عما سواه وهو مشعر بأن ما أخرجه البخاري عنه هو من صحيح حديثه لأنه كتب من أصوله وعلى هذا لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في الصحيح.
هدي الساري (410)
وقال ابن حجر في النكت (1|288):إن الذين انفرد بهم البخاري ممن تكلم فيهم أكثرهم من شيوخه الذين لقيهم وعرف أحوالهم واطلع على أحاديثهم فميز جيدها من رديها ..
وقال: أكثر هؤلاء الرجال الذين تكلم فيهم من المتقدمين يخرج البخاري حديثهم غالبا في الاستشهادات والمتابعات والتعليقات ..
ومن أمثلة تخبطه أيضا:
أ- قال البخاري حدثني محمد بن يوسف قال حدثنا أبو مسهر قال حدثني محمد بن حرب حدثني الزبيدي عن الزهري عن محمود بن الربيع قال
عقلت من النبي صلى الله عليه وسلم مجة مجها في وجهي وأنا ابن خمس سنين من دلو.
قال جواد (1|30): يتوقف فيه سندا فيه محمد بن يوسف |لم يعرفه أحد سوى البخاري وقال الخلال: ثقة متفق عليه وفيه محمد بن حرب | أحمد بن حنبل: ليس به بأس أبو حاتم الرازي: صالح الحديث.
قلت: محمد بن يوسف روى عنه غير البخاري عبدالله بن واصل وحريث بن عبدالرحمن وأحمد بن سيار وعدة وقد وثقه الخليلي وغيره وقال: ثقة متفق عليه.
فهل مثله يقال فيه لم يعرفه إلا البخاري!
وهل في مثل هذا السند يتوقف فيه أصغر طلبة العلم في هذا الفن , رحم الله عبدا ستر نفسه.
ب- مثال آخر على تبحره في علم الحديث
توقفه في كل حديث عنعن فيه قتادة بن دعامة السدوسي مع اعترافه أنه ثقة ثبت ربما دلس.
مع أن عنعنة قتادة لا تضر وخصوصا من رواية شعبة عنه فقد قال شعبة: كفيتكم تدليس ثلاثة الأعمش وأبي إسحاق وقتادة.
ت- لا ينظر المخالف في متابعات الحديث وشواهده ,ومن أمثلة ذلك:
أ- حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه.
قال جواد (1|18): يتوقف فيه سندا فيه محمد بن فضيل |أحمد بن حنبل: حسن الحديث أبو زرعة الرازي: صدوق. النسائي: ليس به بأس وفي تقريب التهذيب: صدوق عارف رمي بالتشيع.
قلت: لو سلمنا جدلا أن محمد بن فضيل متوقف فيه فأين متابعات الحديث الكثيرة في الصحاح والسنن والمعاجم.
ب-ومثال آخر ما ذكره البخاري في صحيحه في باب حسن إسلام المرء
قال مالك أخبرني زيد بن أسلم أن عطاء بن يسار أخبره أن أبا سعيد الخدري أخبره أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول
: إذا أسلم العبد فحسن إسلامه يكفر الله عنه كل سيئة كان زلفها وكان بعد ذلك القصاص الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف والسيئة بمثلها إلا أن يتجاوز الله عنها
قال جواد عفانة (1|19): ضعيف معلق – لا يؤخذ منه حكم وفي القرآن ما يغني عنه.
قلت: قال ابن حجر:لم يسنده المؤلف وقد وصله أبو ذر الهروي في روايته ولم يسق لفظه ووصله النسائي في السنن والحسن بن سفيان في مسنده والإسماعيلي عنه والدارقطني في غرائب مالك وسمويه في فوائده وغيرهم وقد سقته من طريق عشرة أنفس عن مالك.
الفتح (1|20)
ومثال آخر أيضا حديث ابن عباس قال: مر النبي صلى الله عليه وسلم بحائط من حيطان المدينة أو مكة فسمع صوت إنسانين يعذبان في قبورهما فقال النبي صلى الله عليه وسلم (يعذبان وما يعذبان في كبير). ثم قال (بلى كان أحدهما لا يستتر من بوله وكان الآخر يمشي بالنميمة). ثم دعا بجريدة فكسرها كسرتين فوضع على كل قبر منهما كسرة فقيل له يا رسول الله لم فعلت هذا؟ قال (لعله أن يخفف عنهما ما لم تيبسا. أو إلى أن ييبسا.
قال عفانة (1|64): يتوقف فيه سندا فيه عثمان بن أبي شيبة | أحمد بن حنبل: ما علمت إلا خيرا أبوحاتم الرازي صدوق ...
قلت: فلو سلمنا له التوقف في عثمان وهو إمام من الإئمة فقد فاته
المتابعين له على الأقل عند البخاري.
ث- تعرضه لبعض الرواة و الأئمة كالزهري محمد بن شهاب وطعنه في أمانته وعدالته وأنه كان يتقاضى أموالا من الأمويين مقابل وضعه الأحاديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/74)
قال عفانة (1|3): ويضاف إلى ذلك أن بعض التابعين ممن أكثروا الرواية قد تعرضوا لانتقادات لاذعة لدخولهم على الأمويين وتلقيهم أموالا طائلة منهم كابن شهاب الزهري مما ضعف الثقة بمروياتهم.
قلت: هذه فرية بعض المتأثرين بمذهب التشيع في الطعن في مرويات هذا الإمام الذي اتفق العلماء على أمانته وعدالته.وقد ذكر العلماء في ترجمته خلاف ما طعن به جواد عفانة.
فقد جاء في ترجمته أن سليمان بن يسار دخل على هشام بن عبد الملك فقال له يا سليمان: من الذي تولى كبره منهم فقال له:عبد الله بن أبي سلول فقال له:كذبت هو علي بن أبي طالب قال أمير المؤمنين أعلم بما يقول فدخل ابن شهاب فقال: يا ابن شهاب من الذي تولى كبره منهم فقال له: عبد الله بن أبي فقال له:كذبت هو علي بن أبي طالب فقال له:أنا أكذب لا أبا لك فوالله لو ناداني مناد من السماء إن الله أحل الكذب ما كذبت.
سير أعلام النبلاء (5|339)
ومن أمثلة طعونه أيضا في الثقات من الرواة ما ذكره ص (35) من كتابه "الحق أبلج " عن حديث الصراط وجسر جهنم - حديث أبي هريرة -: هل تضارون في الشمس ليس دونها حجاب ..
" قوله: يجمع الله الناس .. إلخ خبر طويل مكذوب ألصقه أحد الرواة بحديث رواه أبو هريرة رضي الله عنه في متنه كلام كثير وخطير وللحقيقة فلكثرة ما ورد فيه من مغالطات وسخافات وكفريات ..
واتهم كذلك بعض رواة الحديث بالتخريب كما في ص (199) من كتابه دور السنة , و بعض الرواة بالتزييف والتخريب المتعمد كما في ص (200) بل اتهم البخاري والترمذي بالغفلة!
قال " والآن لننتقل إلى أعمال المحترفين في التزييف والتخريب المتعمد الذي لم ينتبه لبعضه أكابر علماء الحديث ورواته حتى مر على البخاري والترمذي رحمهما الله .. ويقصد بذلك حديث عبدالله بن عمرو حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج .. الذي أخرجه البخاري في صحيحه , والترمذي في سننه.
وطعن في الحافظ ابن حجر فقال ص (192) في رده على أبي صفية: " لو كان عند أبي صفية علم أو وعي لطلب من ابن حجر البرهان على ماقاله ولا برهان فقد عشعش في دماغ ابن حجر رحمه الله منهج الخرافة الذي ورثه عن أسلافه في القرون الخمسة التي سبقته ..
فهذه بعض الأمثلة من طعن وتخليط وتخريف المدعو جواد عفانة في مسخه لصحيح البخاري, وإن تعجب فاعجب لمن قدم لهذا الكتاب وامتدحه ممن هو محسوب من العلماء! الدكتور عبد العزيز الخياط عميد كلية الشريعة في الجامعة الأردنية سابقا.
2 - كتاب " دور السنة في إعادة بناء الأمة "
1 - قال ص (3): سوف يجد القاريء في هذا الكتاب رد عدد لا بأس به من أخبار الآحاد (التي رواها واحد عن واحد أو كان مدارها على راو واحد) متنا بموجب سنة التثبت التي رسخها رسول الله وعمل بها من بعده الخلفاء الراشدون جميعا ومر عنها علماء الحديث دون أن ينتبهوا لها فكان من نتائج ذلك تسرب كثير من الإسرائليات والخرافات ..
قلت: وعلى ذلك رد أحاديث بالإضافة إلى ما قدمناه سابقا
- خبر الآحاد الذي يفسر آية قرآنية تفسيرا بعيدا.
- خبر الآحاد إذا جاء ليحقق مصالح سياسية لجهة ضد أخرى.
- خبر الآحاد إذا جاء بعقوبة كبيرة على ذنب حقير أو بثواب عظيم على نافلة صغيرة.
ومثل على ذلك بصيام يوم عرفة فقد استعظم أن يكفر الله بصيام يوم عرفة سنتين.
2 - وذكر ص (139) متى يرد الحديث الصحيح متنا (نقد المتن)؟
يرد الحديث (خبر الآحاد) صحيح السند متنا إذا – وذكر من ذلك مع التمثيل عليه -
1 - ناقض القرآن أو لم يوافق أيا منه.
2 - لم يتفق أو لم يمكن توفيقه مع ما ثبت بالقرآن من:
أ - السنن الكونية الثابتة
ب - ربط الأسباب بمسبباتها
3 - جاء بما يحيله العقل أو بما لاواقع له أو كذبه التاريخ.
4 - جاء بما يخالف أو يناقض العلم اليقيني أو المشاهد المحسوس.
5 - جاء بما يحط من كرامة الإنسان أو يثير الاشمئزاز والتقزز.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/75)
قلت: وقد رد على ذلك كثيرا من الأحاديث التي لم يسبق إلى ردها بناء على هذه القواعد التي وضعها , ولو سلمنا جدلا أن تجعل العقول مقياسا لما يقبل ويرد من الأحاديث فلأي عقل نتحاكم , فمثلا ما تشمئز منه بعض النفوس قد تقبله نفوس الآخرين , وما يقبله بعض الناس ينفر منه البعض الآخر؛ فما هم المقياس فلو فتح هذا الباب الخطير لهدمت سنة النبي صلى الله عليه وسلم؛ فهذا لا يقبل هذه الأحاديث لأن عقله لم يقبلها وهذا يرد أخرى لأن عقله لم يقبلها وهكذا هلم جرا.
وقد بين العلماء أن الشريعة لا تأتي بما يحيله العقل ولكن بما يحار به , وعلى العقل القبول والتسليم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: والعقل الصريح دائما موافق للرسول صلى الله عليه و سلم لا يخالفه قط فإن الميزان مع الكتاب .. لكن قد تقصر عقول الناس عن معرفة تفصيل ما جاء به فيأتيهم الرسول بما عجزوا عن معرفته و حاروا فيه لا بما يعلمون بعقولهم بطلانه فالرسل صلوات الله و سلامه عليهم تخبر بمحارات العقول لا تخبر بمحالات العقول.
مجموع الفتاوى (17|444)
وذكر المخالف ص (279): رد السنة كليا لا يهدم الإسلام (لأن القرآن محفوظ من رب العالمين وفيه كل الأصول والكليات وبعض الفرعيات) فالإسلام قائم بالقرآن حتى قيام الساعة إلا أن رد السنة كلها سوف يؤدي إلى مشاكل وصعوبات كبيرة في فهم القرآن وتطبيقاته العملية ..
وذكر ص (47) من كتابه حوار حول أحاديث الفتن وأشراط الساعة
" نعم يجب على المسلم طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويجب الاقتداء به وما دام الرسول صلى الله عليه وسلم قد مات منذ زمن بعيد بحيث لم يعد المسلم بعده يسمع كلامه مباشرة ولأن السنة لم تكتب فورا بل كتبت بعد ما يزيد على قرن من الزمان وبعد مضي ثلاثة أجيال أو أكثر ولأن كتابة السنة جاءت بعد وقوع الفتنة واختلاف المسلمين وظهور الفرق المتناقضة سياسيا المتحاربة والمتصارعة على السلطة .. ويفهم من ذلك أن ما وصلنا لم يصل درجة الجزم واليقين (عدا المتواتر وهو قليل جدا) ..
قلت: وهذا قول خبيث فيه طعن وتشكيك في سنة النبي صلى الله عليه وسلم , فإن الله تعالى حفظ هذه الأمة بالإسناد فالإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.
قال عبد الله بن المبارك:الإسناد من الدين ولولا الإسناد لقال من شاء ما شاء.
مقدمة صحيح مسلم (1|87)
وقال السيوطي: الإسناد في أصله خصيصة فاضلة لهذه الأمة ليست لغيرها من الأمم، قال ابن حزم: "نقل الثقة عن الثقة يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم مع الإتصال خص الله به المسلمين دون سائر الملل وأما مع الإرسال والإعضال فيوجد في كثير من اليهود لكن لا يقربون فيه من موسى قربنا من محمد صلى الله عليه وسلم بل يقفون بحيث يكون بينهم وبين موسى أكثر من ثلاثين عصرا وإنما يبلغون إلى شمعون ونحوه ....
تدريب الراوى (2/ 160)
وهذا واضح بين لمن طالع علم الحديث ووجد دقة هذا العلم المبارك وكيف أن الجهابذة من علماء هذا العلم الشريف استطاعوا معرفة لا أقول جملة بل لفظة زيدت في حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فما بالك بالأحاديث المختلقة والموضوعة
وقال أبو عبد الله الحاكم: فلولا الإسناد وطلب هذه الطائفة له وكثرة مواظبتهم على حفظه لدرس منار الإسلام ولتمكن أهل الإلحاد والبدع فيه بوضع الأحاديث وقل الأسانيد؛فإن الأخبار إذا تعرت عن وجود الأسانيد فيها كانت بترا.
معرفة علوم الحديث (40)
وعن ابن المبارك: لو هم رجل في البحر أن يكذب الحديث لأصبح والناس يقولون فلان كذاب فقيل له فهذه الأحاديث المصنوعة فقال تعيش لها الجهابذة {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}
الشذا الفياح (1|226)
وقال الإمام أبو المظفر السمعاني: «فإن قالوا: قد كثرت الآثار في أيدي الناس واختلطت عليهم، قلنا: ما اختلطت إلا على الجاهلين بها، فأما العلماء بها؛ فإنهم ينتقدونها انتقاد الجهابذة الدراهمَ، والدنانيرَ، فيميزون زيوفها ويأخذون خيارها، ولئن دخل في أغمار الرواة من وسم بالغلط في الأحاديث فلا يروج ذلك على جهابذة أصحاب الحديث، ورواته العلماء حتى إنهم عدُّوا أغاليط من غلط في الإسناد والمتون، بل تراهم يعدون على كل واحد منهم كم في حديث غلط، وفي كل حرف حرَّف، وماذا صحَّف، فإن لم تَرُجْ عليهم أغاليط
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/76)
الرواة في الأسانيد والمتون فكيف يروج عليهم وضع الزنادقة، وتوليهم الأحاديث التي يرويها الناس حتى خفيت على أهلها؟ وهو قول بعض الملاحدة، وما يقول هذا إلا جاهل ضال مبتدع كذاب يريد أن يهجِّن بهذه الدعوة الكاذبة صحاح أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم، وآثاره الصادقة، فيغالط جهال الناس بهذه الدعوى، وما احتج مبتدع في رد آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم بحجة أوهن ولا أشد استحالة من هذه الحجة؛ فصاحب هذه الدعوى يستحق أن يُسَفَّ في فِيهِ، ويُنفى من بلد الإسلام.
مختصر الصواعق (2|561)
3 - وقرر المخالف ص (29) وص (75): أخطأ من قال:إن السنة قاضية على كتاب الله فالقرآن يعلو ولا يعلى عليه ولأن السنة بعد زمن الخلفاء الراشدين دخلها الكثير من الوهم والكذب والتدليس والوضع والتزوير .. لذا صار يتحتم علينا التحقق من صحة متن الحديث الصحيح سندا قبل الأخذ به وذلك لعدم خلو متون بعض الأحاديث صحيحة السند من علة قادحة ناهيك أن منها ما يخالف القرآن الكريم أو يتعارض مع ربط الأسباب بمسبباتها أو يناقض السنن الكونية أو ما علم من الدين بالضرورة أو يشوش العقيدة أو يخالف المشاهد المحسوس ..
قلت: اتفقت كلمة السلف على أن السنة قاضية أي مبينة لكتاب الله
قال السيوطي في كتابه مفتاح الجنة (30): أخرج البيهقي عن مكحول قال: القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن. أخرجه سعيد بن منصور وأخرج عن يحيى بن أبي كثير قال: السنة قاضية على الكتاب وليس الكتاب قاضيا على السنة أخرجه الدارمي وسعيد بن منصور.
قال البيهقي: ومعنى ذلك أن السنة مع الكتاب أقيمت مقام البيان عن الله كما قال: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم} لا أن شيئا من السنن يخالف الكتاب.
وقال السيوطي: والحاصل أن معنى احتجاج القرآن إلى السنة أنها مبينة له ومفصلة لمجملاته لأن فيه لوجازته كنوزا تحتاج إلى من يعرف خفاياها فيبرزها وذلك هو المنزل عليه صلى الله عليه وسلم وهو معنى كون السنة قاضية عليه وليس القرآن مبينا للسنة ولا قاضيا عليها لأنها بينة بنفسها إذا لم تصل إلى حد القرآن في الاعجاز والايجاز لأنها شرح له وشأن الشرح أن يكون أوضح وأبين وأبسط من المشروح والله أعلم.
وقال الشاطبي: فعلى هذا لا ينبغي في الاستنباط من القرآن الاقتصار عليه دون النظر في شرحه وبيانه وهو السنة لأنه إذا كان كليا وفيه أمور كلية كما في شأن الصلاة والزكاة والحج والصوم ونحوها فلا محيص عن النظر في بيانه.
الموافقات (4|183)
4 - وأنكر المخالف ص (31) أن السنة وحي من الله بل قرر:أن السنة حصيلة اجتهاد النبي صلى الله عليه وسلم بما أوحي إليه من القرآن وبما فهمه من القرآن وبما خبره من واقع الحال .. ولو كانت السنة مشمولة بحفظ الله تعالى لما نهى النبي عن كتابتها ولما مزق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ما كتب منها في زمنه .. ولما وقعت تلك المشكلات التي ألفت فيها كتب كثيرة أذكر منها تأويل مختلف الحديث لابن قتيبة الدينوري ومشكل الآثار للطحاوي ..
وعليه فالقول بأن الله تعالى قد حفظ السنة (صحيحها وسقيمها) هو اتهام لله تعالى بأنه حفظ الباطل ..
قلت: بين الله تعالى في كتابه أن السنة وحي من الله قال تعالى {وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}
وقال الشاطبي: فإن الحديث إما وحي من الله صرف وإما اجتهاد من الرسول عليه الصلاة والسلام معتبر بوحي صحيح من كتاب أو سنة وعلى كلا التقديرين لا يمكن فيه التناقض مع كتاب الله لأنه عليه الصلاة والسلام {ما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى}.
الموافقات (4|335)
وانظر الإحكام (4|505) لابن حزم
وقال شيخ الإسلام: فإن أهل السنة متفقون على قبول ما روى جدهم – أي أهل البيت - عن جبريل عن الباري بل هم يقبلون مجرد قول الرسول صلى الله عليه وسلم ويؤمنون به ولا يسألونه من أين علمت هذا لعلمهم بأنه معصوم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى.
منهاج السنة (4|122)
5 - وذكر ص (76) أن من زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم ينشيء أحكاما من عند نفسه لا أصل لها في القرآن فقد افترى على رسول الله صلى الله عليه وسلم وأشركه مع ربه والشرك ظلم عظيم مصير صاحبه الخلود في جهنم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/77)
قلت:إن ثبوت حجية السنة واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورية دينية , وقد تقدم في التمهيد شيئا من ذلك.
وقال الشوكاني: اعلم أنه قد اتفق من يعتد به من أهل العلم على أن السنة المطهرة مستقلة بتشريع الأحكام , وأنها كالقرآن في تحليل الحلال وتحريم الحرام , وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ألا وأني أوتيت القرآن ومثله معه] أي أوتيت القرآن وأوتيت مثله من السنة التي لم ينطق بها القرآن , وذلك كتحريم لحوم الحمر الأهلية , وتحريم كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير وغير ذلك مما لم يأت عليه الحصر , وأما ما يروى من طريق ثوبان في الأمر بعرض الأحاديث على القرآن فقال يحيى بن معين: إنه موضوع وضعته الزنادقة.
وقال الشافعي: ما رواه أحد عمن يثبت حديثه في شيء صغير ولا كبير.
وقال ابن عبد البر في كتاب الله جامع العلم: قال عبد الرحمن بن مهدي: الزنادقة والخوارج وضعوا حديث:ما أتاكم عني فاعرضوه على كتاب؛فإن وافق كتاب الله فأنا قلته وإن خالف فلم أقله , وقد عارض حديث العرض قوم فقال: وعرضنا هذا الحديث الموضوع على كتاب الله فخالفه لأنا وجدنا في كتاب الله {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا} ووجدنا فيه {قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله} ووجدنا فيه {من يطع الرسول فقد أطاع الله} قال الأوزاعي: الكتاب أحوج إلى السنة من السنة إلى الكتاب.
قال ابن عبد البر: إنها تقضي عليه وتبين المراد منه.
وقال يحيى بن أبي كثير: السنة قاضية على الكتاب , والحاصل أن ثبوت حجية السنة المطهرة واستقلالها بتشريع الأحكام ضرورة دينية ولا يخالف في ذلك إلا من لا حظ له في دين الإسلام.
إرشاد الفحول (152)
وقال الشافعي:سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أوجه:
أحدها: ما أنزل الله فيه نص كتاب فسن رسول الله صلى الله عليه وسلم بمثل نص الكتاب.
والثاني: ما أنزل الله فيه جملة كتاب فبين عن الله معنى ما أراد بالجملة وأوضح كيف فرضها عاما أو خاصا وكيف أراد أن يأتي به العباد.
والثالث: ما سن رسول الله صلى الله عليه وسلم مما ليس فيه نص كتاب ..
مفتاح الجنة في الاحتجاج بالسنة (8)
3 - "كتاب الإسلام وصياح الديك "
وهذا كتاب آخر له ملأه بالتخليط والتخريف والتحريف, وليته ستر على نفسه بل أبى على نفسه إلا أن يفضحها.
قال في مقدمة كتابه المذكور (6):وقد قصدت بقولي صياح الديك أو الديكة لفت نظر القاريء الفطين إلى إحدى الخرافات التي نظمت في قول نسبه الراوي إلى رسول الله زورا وكذبا ومما جاء فيه:إذا سمعتم صياح الديكة .. فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمير .. فإنه رأى شيطانا. (صحيح البخاري 4|155 وغيره)
وإليك المسائل التي خلط فيها في هذا الكتاب:
1 - أنكر صفة النزول لله في الثلث الأخير وضعف حديث النزول بجهله مع اعترافه أن هذا الحديث له طرق كثيرة.
قال ص (13) عن حديث النزول: فهو خبر ضعيف بل منكر متنا وأغلب طرقه ضعيفة سندا لأنه يناقض القرآن الكريم ... ناهيك أن ثلث الليل الآخر أو الأول يتكرر كل لحظة على مدار اليوم والليلة فمتى ينزل سبحانه وتعالى ومتى يصعد .. ثم قال بعد ذلك ومداره – أي الحديث – على راو واحد وهو أبو هريرة وهو من ألصق به أخبار كثيرة لم يقلها لذلك يجب عرضه على القرآن للتثبت من صحة متنه خاصة أن متنه يناقض القرآن صراحة ..
ثم ضعف الحديث عند البخاري من طريق إسماعيل بن أبي أويس
وضعف طريق مسلم بسهيل بن أبي صالح
ثم قال بعد ذلك أخطأ السلفيون (المتأخرون منهم والمعاصرون) ومن آمن بقولهم هذا لأنهم بنو عقيدتهم في هذه المسألة على أخبار آحاد ظنية الثبوت دون الرجوع إلى القرآن.
ثم أنكر بعد ذلك أن العرش فوق السماء السابعة .. إلى غير ذلك من التخريف والتخليط
قلت:
أ - أما تضعيفه الحديث مع اعترافه بطرقه الكثيرة فقد قدمنا جهله بهذا الفن ويكفي في ذلك أنه يرد أي حديث تفرد به راو في أي طبقة من طبقات السند كما في هذا الحديث لأنه تفرد به أبو هريرة , مع أن المعلوم من أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم أن أكثرها على هذه الوتر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/78)
ب - وأما تضعيفه الحديث بإسماعيل عند البخاري فهو من جهالاته التي لا تنتهي فقد تابعه عبدالله بن مسلمة عند البخاري ويحيى بن يحيى عند مسلم وغيرهم من الرواة , وكذلك تضعيفه الحديث بسهيل بن أبي صالح من العجب مع أنه لو فرضنا خطأه فقد تابعه عدة من الرواة.
ت - قوله إن ثلث الليل الآخر أو الأول يتكرر كل لحظة على مدار اليوم والليلة فمتى ينزل سبحانه وتعالى ومتى يصعد.
قلت: بين الله في كتابه أنه سبحانه {ليس كمثله شيء} فنزول الله ليس كنزول المخلوقين حتى يتصور فيه ما يتصور في حق المخلوقين.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: فإن وصفه سبحانه وتعالى في هذا الحديث بالنزول هو كوصفه بسائر الصفات كوصفه بالاستواء .. ومذهب سلف الأمة وأئمتها أنهم يصفونه بما وصف به نفسه ووصفه به رسوله في النفي والإثبات , والله سبحانه وتعالى قد نفى عن نفسه مماثلة المخلوقين فقال الله تعالى {ولم يكن له كفوا أحد} فبين أنه لم يكن أحد كفوا له , وقال تعالى {هل تعلم له سميا} فأنكر أن يكون له سمي , وقال تعالى {فلا تجعلوا لله أندادا} وقال تعالى {فلا تضربوا الله الأمثال} وقال تعالى {ليس كمثله شيء}
ففيما أخبر به عن نفسه من تنزيهه عن الكفؤ والسمي والمثل والند وضرب الأمثال له بيان أن لا مثل له في صفاته ولا أفعاله؛ فإن التماثل في الصفات والأفعال يتضمن التماثل في الذات؛ فإن الذاتين المختلفتين يمتنع تماثل صفاتهما وأفعالهما إذ تماثل الصفات والأفعال يستلزم تماثل الذوات , فإن الصفة تابعة للموصوف بها والفعل أيضا تابع للفاعل بل هو مما يوصف به الفاعل؛فإذا كانت الصفتان متماثلتين كان الموصوفان متماثلين حتى أنه يكون بين الصفات من التشابه والاختلاف بحسب ما بين الموصوفين ... فإذا قيل علم زيد ونزول زيد واستواء زيد ونحو ذلك لم يدل هذا إلا على ما يختص به زيد من علم ونزول واستواء ونحو ذلك لم يدل على ما يشركه فيه غيره لكن لما علمنا أن زيدا نظير عمرو وعلمنا أن علمه نظير علمه ونزوله نظير نزوله واستواءه نظير استوائه؛فهذا علمناه من جهة القياس والمعقول والاعتبار لا من جهة دلالة اللفظ؛ فإذا كان هذا في صفات المخلوق فذلك في الخالق أولى.
فإذا قيل علم الله وكلام الله ونزوله واستواؤه ووجوده وحياته ونحو ذلك لم يدل ذلك على ما يشركه فيه أحد من المخلوقين بطريق الأولى ,ولم يدل ذلك على مماثلة الغير له في ذلك كما دل في زيد وعمرو لأنا هناك علمنا التماثل من جهة الاعتبار والقياس لكون زيد مثل عمرو ,وهنا نعلم أن الله لا مثل له ولا كفؤ ولا ند فلا يجوز أن نفهم من ذلك أن علمه مثل علم غيره ولا كلامه مثل كلام غيره ولا استواءه مثل استواء غيره ولا نزوله مثل نزول غيره ولا حياته مثل حياة غيره
ولهذا كان مذهب السلف والأئمة إثبات الصفات ونفى مماثلتها لصفات المخلوقات فالله تعالى موصوف بصفات الكمال الذي لا نقص فيه منزه عن صفات النقص مطلقا ومنزه عن أن يماثله غيره في صفات كماله.
مجموع الفتاوى (5|329)
وقال شيخ الإسلام: ومن هنا يظهر عما ذكره ابن حزم وغيره في حديث النزول حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: ينزل ربنا كل ليلة إلى سماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول من يدعوني فأستجيب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له حتى يطلع الفجر.
فقالوا: قد ثبت أن الليل يختلف بالنسبة إلى الناس فيكون أوله ونصفه وثلثه بالمشرق قبل أوله ونصفه وثلثه بالمغرب قالوا فلو كان النزول هو النزول المعروف للزم أن ينزل في جميع أجزاء الليل إذ لا يزال في الأرض ليل قالوا أو لا يزال نازلا وصاعدا وهو جمع بين الضدين.
وهذا إنما قالوه لتخيلهم من نزوله ما يتخيلونه من نزول أحدهم وهذا عين التمثيل ثم إنهم بعد ذلك جعلوه كالواحد العاجز منهم الذي لا يمكنه أن يجمع من الأفعال ما يعجز غيره عن جمعه وقد جاءت الأحاديث بأنه يحاسب خلقه يوم القيامة كل منهم يراه مخليا به ويناجيه لا يرى أنه متخليا لغيره ولا مخاطب لغيره , وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: إذا قال العبد الحمد لله رب العالمين يقول الله حمدني عبدي وإذا قال الرحمن الرحيم قال الله أثنى علي عبدي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/79)
فكل من الناس يناجيه والله تعالى يقول لكل منهم ذلك ولا يشغله شأن عن شأن , وذلك كما قيل لابن عباس كيف يحاسب الله تعالى الخلق في ساعة واحدة فقال: كما يرزقهم في ساعة واحدة
ومن مثل مفعولاته التي خلقها بمفعولات غيره فقد وقع في تمثيل المجوس القدرية فكيف بمن مثل أفعاله بنفسه أو صفاته بفعل غيره وصفته.
يقال لهؤلاء أنتم تعلمون أن الشمس جسم واحد وهي متحركة حركة واحدة متناسبة لا تختلف ثم إنه بهذه الحركة الواحدة تكون طالعة على قوم , وغاربة عن آخرين , وقريبة من قوم وبعيدة من آخرين؛ فيكون عند قوم عنها ليل وعند قوم نهار وعند قوم شتاء وعند قوم صيف وعند قوم حر وعند قوم برد؛فإذا كانت حركة واحدة يكون عنها ليل ونهار في وقت واحد لطائفتين وشتاء وصيف في وقت واحد لطائفتين فكيف يمتنع على خالق كل شيء الواحد القهار أن يكون نزوله إلى عباده ونداه إياهم في ثلث ليلهم , وإن كان مختلفا بالنسبة إليهم وهو سبحانه لا يشغله شأن عن شأن ولا يحتاج أن ينزل عن هؤلاء ثم ينزل على هؤلاء بل في الوقت الواحد الذي يكون ثلثا عند هؤلاء وفجرا عند هؤلاء يكون نزوله إلى سماء هؤلاء الدنيا وصعوده عن سماء هؤلاء الدنيا فسبحان الله الواحد القهار سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين.
بيان تلبيس الجهمية (2|229)
2 - أثبت عقيدة الحلول فادعى أن الله بذاته في كل مكان
قال ص (19):الله تعالى في السماء وعلى الأرض وفي ما لا يحصي من الأمكنة وهو على العرش استوى كل ذلك بذاته تعالى في آن واحد دون تبعض ولا تجزؤ (لا ندري كيف)
قلت: يلزم من قوله أن الله في البطون والحشوش والأخلية تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
قال شيخ الإسلام:وقد اتفق سلف الأمة وأئمتها على أن الخالق تعالى بائن من مخلوقاته ليس في ذاته شئ من مخلوقاته ولا في مخلوقاته شئ من ذاته
والسلف والأئمة كفروا الجهمية لما قالوا أنه في كل مكان , وكان مما أنكروه عليهم أنه كيف يكون في البطون والحشوش والأخلية تعالى الله عن ذلك؛ فكيف بمن يجعله نفس وجود البطون والحشوش والأخلية والنجاسات والأقذار.
مجموع الفتاوى (2|126)
وقال الإمام مالك:إن الله في السماء وعلمه في كل مكان , وقال عبدالله بن المبارك: نعرف ربنا فوق سبع سمواته على العرش بائنا من خلقه , ولا نقول كما قالت الجهمية إنه ههنا وأشار إلى الأرض.
وقال سفيان الثوري: {وهو معكم أينما كنتم} قال: علمه.
مجموع الفتاوى (4|181)
3 - أول صفة اليد لله تعالى وصفة الوجه كما في ص (24)
قال: فالله تعالى قد ذكر في آية يدا واحدة {بيده الملك} وفي آية يدين اثنتين {لما خلقت بيدي} وفي آية ثالثة قال: {مما عملت أيدينا أنعاما} فلو كان القرآن لا مجاز فيه لحصل التناقض ..
وقال تعالى: {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام} المعنى هنا مجازي يقينا أي ويبقى ربك ...
وكذلك أول صفة العين ثم بعد ذلك قال: وعليه صار واضحا أن الله تعالى لم يثبت لنفسه يدا ولا عينا ولا وجها ..
ثم قال بعد ذلك: وعليه يبطل قول من قالوا بإثبات اليد والعين والوجه لله تعالى على الحقيقة ويبطل قول المعتزلة ومقدمو العقل على النقل الذين أنكروا أن الله تعالى يسمع ويرى على اعتبار أن من يسمع لا بد له من وسيلة سمع ومن يرى لا بد له من وسيلة نظر ..
قلت: وردت صفة اليد في القرآن على أنواع ثلاثة
أ - الإفراد كقوله تعالى {تبارك الذي بيده الملك}
ب - التثنية كقوله تعالى {بل يداه مبسوطتان}
ت - الجمع كقوله تعالى {أولم يروا أنا خلقنا لهم مما عملت أيدينا أنعاما}
وقد وفق بينها العلماء أن المفرد إذا أضيف أفاد العموم فيشمل كل ما ثبت لله من يد , وأما الجمع والتثنية فلا منافاة بينهما لأن أقل الجمع اثنان والأدلة على ذلك كثيرة أو يراد بالجمع التعظيم.
شرح لمعة الاعتقاد (27) للشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
وأما قوله تعالى: {كل من عليها فان ويبقى وجه ربك ذو الجلال والإكرام}
ففيها إثبات صفة الوجه لله تعالى ولا يصح تأويل الوجه بالذات لأن هذه الآية فارقت بينهما فقوله تعالى {ذو الجلال والإكرام} وصف للوجه وليس للذات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/80)
قال ابن خزيمة في كتابه التوحيد (1|52): فذكر الوجه مضموما في هذا الموضع وذكر الرب بخفض الباء بإضافة الوجه ولو كان قوله {ذو الجلال والإكرام} مردودا إلى ذكر الرب في هذا الموضوع لكانت القراءة ذي الجلال والإكرام.
وأما قوله:ويبطل قول المعتزلة ومقدمو العقل على النقل الذين أنكروا أن الله تعالى يسمع ويرى على اعتبار أن من يسمع لا بد له من وسيلة سمع ومن يرى لا بد له من وسيلة نظر.
فهذا من المضحك في رده على من قدم العقل على النقل وكأنه ليس من هؤلاء.
4 - أنكر المعترض ص (35) أن الله تكفل بحفظ السنة
قال: رحم الله الشاطبي وغفر لنا وله فاستدلاله هذا استدلال عقلي فاسد , وقوله " وحفظ المبين يستلزم حفظ البيان" لا يصح لأن المبين هنا هو القرآن والقرآن قطعي الثبوت كله حق أما البيان – وجله أخبار آحاد فظني الثبوت وقد اختلط فيه الحق والباطل.
قلت: بل الفاسد من عارض بعقله حديث النبي صلى الله عليه وسلم , ومعاذ الله أن يختلط الحق والباطل في حديث النبي صلى الله عليه وسلم
فقد قرر العلماء المحققون من قوله تعالى: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} أن الله تكفل بحفظ السنة فقد عقد ابن حزم فصلا طويلا في كتابه القيم الإحكام (1|109 - 122) في تقرير ذلك وساق فيه أدلة قوية وبراهين مفحمة للتدليل على أن السنة من الذكر وأنها محفوظة كالقرآن.
وقد نقل كلام ابن حزم هذا وغيره الإمام ابن القيم في كتابه مختصر الصواعق (487) وأقره واستحسنه ثم قال: وهذا الذي قاله أبو محمد – يعني ابن حزم – حق. وممن ذهب إلى ذلك أيضا الإمام عبد الله بن المبارك فقد سئل عن هذه الأحاديث الموضوعة؟ فقال: تعيش لها الجهابذة {إنا نحن نزانا الذكر وإنا له لحافظون} وقد نقل كذلك مثله عن الإمام عبدالرحمن بن مهدي , ومنهم العلامة محمد بن إبراهيم الوزير فقد قال: بعدما ذكر الآية السابقة: وهذا يقتضي أن شريعة رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال محفوظة وسنته لا تزال محروسة.
انظر الحديث حجة بنفسه (21)
وعن عبد الرحمن بن مهدي أنه قال: لو أن رجلا هم أن يكذب في الحديث لأسقطه الله أي أظهر سقوط روايته , وروينا عن عبد الرحمن بن مهدي أنه قيل له هذه الأحاديث المصنوعة قال: يعيش لها الجهابذة {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} فجعل الأحاديث النبوية داخلة تحت لفظ الذكر وأيده المصنف بقوله.
قال الصنعاني:قد احتج بعض أهل الحديث النبوي بأن الحديث النبوي داخل فيما ضمن عز وجل يحفظه من الذكر الدال عليه {وإنا له لحافظون} وفي شرح شرح النخبة لعلي قاري أراد أن من جملة حفظ لفظ القرآن حفظ معناه ومن جملة معانيه الأحاديث النبوية الدالة على توضيح معانيه كما قال تعالى {لتبين للناس مانزل إليهم} ففي الحقيقة تكفل الله تعالى بحفظ الكتاب والسنة ..
توضيح الأفكار (2|80)
5 - قرر مذهب الخوارج فبوب ص (37) ليس صحيحا قولهم " لن يخلد في النار مسلم "
فعنده أن هناك كبائر يخلد أصحابها في النار وهي سبعة كبائر بالعدد (السبع الموبقات) ورد النص عليها في القرآن الكريم وحصرها حديث اجتنبوا السبع الموبقات ...
ثم قال: وهذه الكبائر السبعة – وهي أكبر الكبائر – لا تنفع معها شفاعة ولا يكفرها شيء إلا التوبة قبل غرغرة الموت , ومنها ما لا توبة لفاعلها أصلا (حتى يؤمن) كالمشرك بالله والساحر وقاتل المؤمن متعمدا ...
قلت: نجيبه بأسلوبه وقواعده التي اخترعها.
أ - أولا حديث السبع الموبقات حديث آحاد ومداره على راو واحد وهو أبو هريرة.
ب - راوي الحديث عن أبي هريرة وهو أبو الغيث قال أحمد: لا أعلم أحدا روى عنه إلا ثور وأحاديثه متقاربة , ومثل هذا على قواعدك يتوقف فيه.
ت - بعض الآيات التي استدل بها لا دليل فيها على الخلود لعدم ورود نص الخلود فيها كالساحر.
ث - وهذا الذي ذكرناه من باب الإلزام وإلا؛ فإن عقيدة أهل السنة والجماعة في مرتكب الكبيرة أنه مؤمن بإيمانه فاسق بكبيرته ومعصيته ومن تاب تاب الله عليه حتى من الشرك قال تعالى: {والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات وكان الله غفورا رحيما}
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/81)
قال ابن كثير: والذي عليه الجمهور من سلف الأمة وخلفها أن القاتل له توبة فيما بينه وبين الله عز وجل؛فإن تاب وأناب وخشع وخضع وعمل عملا صالحا بدل الله سيئاته حسنات وعوض المقتول من ظلامته وأرضاه عن ظلامته.
تفسير القرآن العظيم (1|710)
وقال النووي: وأما رأى الخوارج فهو ما قدمناه مرات أنهم يرون أن أصحاب الكبائر يخلدون في النار ولا يخرج منها من دخلها.
شرح النووي لصحيح مسلم (3|50)
ج - قرر ص (41) ليس صحيحا قولهم " إن مفاتح الغيب خمسة فقط "
ثم قال: وإذا علمنا أن مفتاح الدار غير الدار ومفتاح الغيب غير الغيب وإذا علمنا أن معرفة ما في الأرحام ليست من الغيب الذي استأثر الله بعلمه وكذلك إنزال الغيث ...
قلت: لم يفهم العلماء من الحديث الحصر كما فهمه جواد عفانة بل فهموا العكس من ذلك قال العلامة أبو محمد بن أبي جمرة:استعار للغيب مفاتيح اقتداء بما نطق به الكتاب العزيز وعنده مفاتح الغيب وليقرب الأمر على السامع لأن أمور الغيب لا يحصيها إلا عالمها وأقرب الأشياء إلى الاطلاع على ما غاب الأبواب والمفاتيح أيسر الأشياء لفتح الباب؛ فإذا كان أيسر الأشياء لا يعرف موضعها؛ فما فوقها أحرى أن لا يعرف.
قال: والمراد بنفي العلم عن الغيب الحقيقي؛ فإن لبعض الغيوب أسبابا قد يستدل بها عليها لكن ليس ذلك حقيقيا قال: فلما كان جميع ما في الوجود محصورا في علمه شبهه المصطفى بالمخازن واستعار لبابها المفتاح , وهو كما قال تعالى: {وان من شيء إلا عندنا خزائنه}.
فتح الباري (13|365)
ثم قوله:إن معرفة ما في الأرحام ليست من الغيب الذي استأثر الله بعلمه
فهذا من جهله بالواقع؛ فإن المعرفة المزعومة التي يدعيها لا يعرفها الأطباء إلا بعد تكوين الجنين وظهور ذكوريته أو أنوثيته وللجنين أحوال أخرى لا يعلمونها فلا يعلمون متى ينزل وإذا نزل هل يبقى حيا ..
6 - قرر ص (51): ليس صحيحا قولهم: على المسلم السكوت على الحاكم الظالم "
قال: وهنا لا بد أن نرجع إلى السنة للوقوف على حكم هذه المسألة فماذا نجد فيها؟ قال رسول الله: من رأى منكم منكرا فليغيره بيده فإن لم يستطع فبلسانه فإن لم يستطع فبقلبه وذلك أضعف الإيمان ".
ويفهم من هذا الحديث وجوب تغيير المنكر من أي جهة صدر .. أما تغيير منكر السلطان ومنعه من الظلم فيحتاج إلى قوة وتجميع القوة المادية لقمع أو ردع ذلك الحاكم واجب على كل مسلم أوجبه القرآن ...
قلت: وهنا أيضا يقرر مذهب الخوارج ويعرض عن عشرات الأحاديث التي جاء فيها الصبر على جور السلاطين وظلمهم.
قال ابن عبد البر: وإلى منازعة الظالم الجائر ذهبت طوائف من المعتزلة وعامة الخوارج.
وأما أهل الحق وهم أهل السنة فقالوا هذا هو الاختيار أن يكون الإمام فاضلا عدلا محسنا؛ فإن لم يكن فالصبر على طاعة الجائرين من الأئمة أولى من الخروج عليه لأن في منازعته والخروج عليه استبدال الأمن بالخوف.
ولأن ذلك يحمل على إهراق الدماء, وشن الغارات والفساد في الأرض.
وذلك أعظم من الصبر على جوره وفسقه والأصول تشهد والعقل والدين أن أعظم المكروهين أولاهما بالترك , وكل إمام يقيم الجمعة والعيد , ويجاهد العدو , ويقيم الحدود على أهل العداء , وينصف الناس من مظالمهم بعضهم لبعض , وتسكن له الدهماء, وتأمن به السبل فواجب طاعته في كل ما يأمر به من الصلاح أو من المباح.
التمهيد (23|279)
وقال الإمام الطحاوي في بيان عقيدة أهل السنة والجماعة: ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا وإن جاروا , ولا ندعو عليهم , ولا ننزع يدا من طاعتهم , ونرى طاعتهم من طاعة الله عز وجل فريضة ما لم يأمروا بمعصية , وندعو لهم بالصلاح والمعافاة.
شرح الطحاوية (381)
وقال البربهاري في شرح السنة: ولا يحل قتال السلطان , ولا الخروج عليه وإن جار , وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري: اصبر وإن كان عبدا حبشيا , وقوله للأنصار: اصبروا حتى تلقوني على الحوض. وليس من السنة قتال السلطان؛ فإن فيه فساد الدنيا والدين.
شرح السنة (29)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/82)
وقال أيضا: وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى , وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح؛فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله يقول الفضيل بن عياض: لو كان لي دعوة مستجابة ما جعلتها إلا في السلطان قيل له: يا أبا علي فسر لنا هذا؟ قال: إذا جعلتها في نفسي لم تعدني , وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد , فأمرنا أن ندعو لهم بالصلاح ولم نؤمر أن ندعو عليهم , وإن جاروا وظلموا لأن جورهم وظلمهم على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين.
شرح السنة (51)
7 - قرر ص (53) ليس صحيحا قولهم إن الله عصم الأمة من الضلالة بإطلاق.
فهو يقرر أن الله عصم فقط أمة الصحابة أما من بعدهم فلا دليل على عصمة الأمة من الضلالة , وضعف حديث ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم: إن الله لا يجمع أمتي أو قال أمة محمد على ضلالة ..
قلت: أما الحديث فله طرق كثيرة كما ذكر ابن حجر رحمه الله في التلخيص (3|141) وشيخنا الألباني رحمه الله في الصحيحة (1331) يرتقي بمجموعها إلى الحسن
قال ابن حجر: ويمكن الاستدلال له بحديث معاوية مرفوعا:لا يزال من أمتي أمة قائمة بأمر الله لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى يأتي أمر الله أخرجه الشيخان .. ووجه الاستدلال منه أن بوجود هذه الطائفة القائمة بالحق إلى يوم القيامة لا يحصل الاجتماع على الضلالة.
وقال ابن أبي شيبة نا أبو أسامة عن الأعمش عن المسيب بن رافع عن يسير بن عمرو قال: شيعنا أبا مسعود حين خرج فنزل في طريق القادسية فدخل بستانا فقضى حاجته ثم توضأ ومسح على جوربيه ثم خرج وإن لحيته ليقطر منها الماء فقلنا له: اعهد إلينا؛ فإن الناس قد وقعوا في الفتن ولا ندري هل نلقاك أم لا؟ قال: اتقوا الله واصبروا حتى يستريح بر أو يستراح من فاجر وعليكم بالجماعة؛ فإن الله لا يجمع أمة محمد على ضلالة.إسناده صحيح ومثله لا يقال من قبل الرأي.
وله طريق أخرى عنده عن يزيد بن هارون عن التيمي عن نعيم بن أبي هند أن أبا مسعود خرج من الكوفة فقال: عليكم بالجماعة؛ فإن الله لم يكن ليجمع أمة محمد على ضلال. التلخيص الحبير (1|141)
8 - ضعف حديث النبي صلى الله عليه وسلم:حدثوا عن بني إسرائل ولا حرج
من حديث أبي كبشة السلولي عن عبد الله بن عمرو
قال ص (61): هذا حديث تلاعب فيه الراوي ودس فيه ما ليس فيه ويكفي لرده أن مداره على راو واحد أبي كبشة عن عبد الله بن عمرو ...
وقال عن حديث أبي هريرة: رأينا كيف استغل اسم أبي هريرة وكذب عليه .. فجاءت الروايات (الطرق الثلاث لخبر أبي هريرة رضي الله عنه) مدارها على راو واحد هو محمد بن عمرو وهو من يقول فيه ابن حبان يخطيء وسوف نقبل أن ذلك كان منه خطأ ..
قلت: وهذا من جرأته على تضعيف حديث النبي صلى الله عليه وسلم واتهام الرواة بالكذب والتلاعب.
فالقاعدة المخترعة التي يستند إليها في رد حديث النبي صلى الله عليه وسلم وهي إذا تفرد بالحديث راو فالحديث ضعيف هي من تخريفاته وجهالاته التي لا تنتهي.
أ - أما محمد بن عمرو بن علقمة فهو حسن الحديث وقد وثقه النسائي وقال أبو حاتم صالح الحديث يكتب حديثه.
ب - ثم تجرأ مرة أخرى فزعم أن هذا الحديث مركب من ثلاثة أحاديث مجتمعة هو: بلغوا غني ولو آية, وحدثوا عني ولا حرج , ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار. ثم قال: فهذا نص مترابط لغة ومعنى وهو صحيح متنا (مع تحفظي على كلمة متعمدا) وقد مر معنا حديث مسلم الصحيح: لا تكتبوا عني ومن كتب عني غير القرآن فليمحه وحدثوا عني ولا حرج ومن كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار.ثم قال: صحيح أن همام قال عنه محمد بن سعد ثقة ربما غلط إلا أن متن حديث مسلم هذا لا شذوذ فيه ولا غلط ولو كان فيه شيء من ذلك لرددناه سندا ومتنا.
قلت: وهذا من تلاعبه وتخبطه فمثل هذا الحديث على قاعدته يتوقف فيه , وهذا دليل أنه يصحح ما وافق هواه ثم ندينه أن هذا الحديث الذي رواه مسلم من حديث أبي سعيد جاءت فيه الزيادة التي من أجلها لف ودار (حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج) وهي عند أحمد في مسنده (3|46) وأبو يعلى (2|416) وإسنادها صحيح!
9 - قرر ص (65) أن الجن لا يتلبس الإنس
قال:لم يرد في القرآن ولا في السنة أن الجني يدخل جسم الإنسان ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/83)
وقال أيضا: وللحقيقة أقول يستحيل عقلا ولم يصح شرعا تلبس الجني للإنسي ..
قلت: وهو بذلك يقرر مذهب أسلافه العقلانيين من الجهمية والمعتزلة
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: وليس في أئمة المسلمين من ينكر دخول الجني في بدن المصروع وغيره ومن أنكر ذلك وادعى أن الشرع يكذب ذلك فقد كذب على الشرع وليس فى الأدلة الشرعية ما ينفى ذلك.
مجموع الفتاوى (24|277)
وقال ابن حزم رحمه الله: وأما الصرع؛ فإن الله عز وجل قال كالذي يتخبطه الشيطان من المس فذكر عز وجل تأثير الشيطان في المصروع؛ فإنما هو بالمماسة فلا يجوز لأحد أن يزيد على ذلك شيئا ومن زاد على هذا شيئا فقد قال ما لا علم له به وهذا حرام لا يحل قال عز وجل {ولا تقف ما ليس لك به علم} وهذه الأمور لا يمكن أن يعرف البتة إلا بخبر صحيح عنه صلى الله عليه وسلم ولا خبر عنه عليه السلام بغير ما ذكرنا وبالله تعالى التوفيق؛ فصح أن الشيطان يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه مسا.
الفصل في الملل (5|10)
ومن الأدلة على ذلك
1 - قوله عليه الصلاة والسلام: إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم.
أخرجه البخاري (3281) ومسلم (2175)
2 - حديث عثمان بن أبي العاص قال: لما استعملني رسول الله صلى الله عليه وسلم على الطائف جعل يعرض لي شيء في صلاتي حتى ما أدري ما أصلي. فلما رأيت ذلك رحلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال
: ابن أبي العاص؟ قلت: نعم يا رسول الله قال: ماجاء بك؟) قلت:يا رسول الله عرض لي شيء في صلواتي حتى ما أدري ما أصلي. قال (ذاك الشيطان. ادنه) فدنوت منه. فجلست على صدور قدمي. قال فضرب صدري بيده وتفل في فمي وقال: اخرج. عدو الله) ففعل ذلك ثلاث مرات. ثم قال: الحق بعملك
قال فقال عثمان: فلعمري ما أحسبه خالطني بعد.
ابن ماجة في سننه (3548) وإسناده صحيح
والأحاديث في ذلك كثيرة ينظر كتاب برهان الشرع في إثبات المس والصرح للشيخ علي الحلبي
10 - قرر أن ما نسخ من القرآن رفع (لفظا وحكما) في زمن الوحي
قال ص (73) أما مقولة نسخ الحكم وبقاء التلاوة (لفظ الآية) ونسخ التلاوة (اللفظ) وبقاء الحكم فلم تصح بل لا واقع لها.
وقد ألف المخالف كتابا في ذلك يأتي الحديث عنه.
11 - إعماله العقل في رد أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم والتكلم في أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم بالتشهي والهوى
كما في ص (75) فرد حديث صياح الديكة لأن في سنده عبد الرحمن بن هرمز يرويه عن أبي هريرة والأغلب أنه سمعه من كعب الأحبار ..
وقال ص (80) أما مارواه البخاري في صحيحه وهو قوله " العطاس من الرحمن والتثاؤب من الشيطان " فيظهر فيه الاستهزاء بعقول المسلمين ودينهم بشكل جلي إن دل على شيء؛ فإنما يدل على مدى ما أصاب الأمة .. ثم رده بعقله الخرف.
قلت: وهكذا يلقي الأحكام جزافا ويكذب حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم عامله الله بما يستحق.
12 - خبر الآحاد وشروط قبوله في العقيدة
فقرر ص (86): أن خبر الآحاد سواء كان في الأحكام أو العقائد إذا لم يوجد له أصل في القرآن فلا يقبل أبدا بل يرد متنا دون أدنى تردد.
أما في مجال العقائد فقسم أحاديث الآحاد في ذلك إلى:
أ - ما هو من أصول العقيدة وهذا النوع لا يقبل لأن في القرآن ما يغني عنه
ب - ما يشكل عقيدة جديدة إلى جانب العقيدة الأصيلة وهذا النوع يرد متنا دون تردد.
ولا يصح الاستدلال بخبر الآحاد حتى يصح فيه ثلاثة عناصر هي:
ب - السند ويشترط في السند عدم تفرد راو واحد به وأن لا يكون في السند معارض سياسي ولا مرجئ .. وأن لا يكون في السند من اشتهر بالدخول على الخلفاء الأمويين أو العباسيين ..
ب- المتن ويشترط في المتن موافقته للقرآن وأن لا يكون منشأ لحكم لا أصل له في القرآن الكريم وأن لا يطرأ عليه الاحتمال أو لا يأتي بما تشمئز منه النفس أو يناقض الكرامة والعفة ..
ت – الفهم .. ويشترط الفهم اللغوي السليم وإلى موسوعية في العلم ولا بد من عرضه على القرآن ..
قلت: تقدم الحديث عن خبر الآحاد , وأما قواعدة المخترعة لقبول الحديث عنده والتي تفرد فيها فهي تدل على نقص إما في دينه وأمانته أو عقله أو مجموعها.
13 - وبناء على تقعيده السابق حكم على
6 - المهدي المنتظر بالخرافة كما في ص (105)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/84)
قال: خرافة أو أسطورة المهدي المنتظر كان أول من قال بها الشيعة الإمامية فرد عليهم بعض جهلة السنة بوجود مهدي عندهم أيضا.
وقال: لم يصح في المهدي حديث واحد والحديث الصحيح الوحيد الذي اعتمد عليه القائلون بمجيء المهدي يذكر رجلا مؤمنا يأتي في آخر الزمان يحكم بالعدل أما فكرته فمن ابتداع أحد أتباع مذهب الشيعة الإمامية ..
قلت: وهكذا يلقي الأحكام جزافا ويتهم علماء السنة بالجهل.
قال الشيخ رضاء الله بن محمد المباركفوري في تحقيقه لكتاب السنن الواردة في الفتن (5|1066):ونظرا للأحاديث الصحيحة الثابتة فقد درج المسلمون سلفا وخلفا على اعتقاد خروجه في آخر الزمان بالصفات المذكورة في هذا الأحاديث ولكن خالف هؤلاء الجماهير عدد من الناس؛فقابلوا الأحاديث الواردة في شأن المهدي إما بالتردد وإما بالتشكيك وإما بالرفض والإنكار دون اتباع الطرق المعروفة في رد الأحاديث وعدم قبولها وهو نوع من الهوى نسأل الله السلامة لنا ولهم وأما بالنسبة لتحديد الزمن الذي بدأت فيه فكرة الرفض لعقيدة المهدي وإنكار الأحاديث الواردة في شأنه أو التردد في قبولها ... ويتضح من خلال النظر .. أن فكرة الرفض لم تظهر بصورة واضحة إلا في عصور متأخرة وبالتحديد في القرن الثامن الهجري وأما قبل ذلك فلم يظهر في عصر التابعين ومن بعدهم حتى عصر شيخ الإسلام ابن تيمية من أنكر أحاديث المهدي .. ولما جاء ابن خلدون وأظهر التردد في قبول الأحاديث الواردة في المهدي وعدم استعداده للرضوخ لعقيدته توالت حركة الرفض فظهر في القرن الثالث عشر الحوت البيروتي: محمد بن درويش وحاول التشكيك فيها .. ثم تصدى لإنكاره بعض العلماء المعاصرين والكتاب العصريين من أمثال محمد رشيد رضا ومحمد فريد وجدي وأحمد أمين وغيرهم ممن تابعهم في ذلك ...
ب-نص كثير من العلماء على أن أحاديث خروج المهدي متواترة
وقد نقل تواتر الأحاديث في ذلك أكثر من واحد.
قال الحافظ أبو الحسن الآبري: قد تواترت الأخبار واستفاضت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بذكر المهدي وأنه من أهل بيته وأنه يملك سبع سنين ..
وقال الشوكاني: الأحاديث في تواتر ما جاء في المهدي المنتظر التي أمكن
الوقوف عليها منها خمسون حديثا فيها الصحيح والحسن والضعيف المنجبر , وهي متواترة بلا شك ولا شبهة بل يصدق وصف التواتر على ما هو دونها في جميع الاصطلاحات المحررة في الأصول , وأما الآثار عن الصحابة المصرحة بالمهدي فهي كثيرة جدا لها حكم الرفع إذ لامجال للاجتهاد في مثل ذلك.
انظر أشراط الساعة ليوسف الوابل (261)
ت-من الأحاديث التي أشارت إليه مما جاء في الصحيحين
-عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كيف أنتم إذا نزل ابن مريم فيكم وإمامكم منكم.
البخاري (3449) ومسلم (155)
-عن جابر رضي الله عنه قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول
: لا تزال طائفة من أمتي يقاتلون على الحق ظاهرين إلى يوم القيامة قال:فينزل عيسى بن مريم صلى الله عليه وسلم فيقول أميرهم: تعال صل لنا فيقول لا إن بعضكم على بعض أمراء تكرمة الله هذه الأمة.
مسلم في صحيحه (156)
وقد أفرد كثير من العلماء في مؤلفات لهم وجمعوا أحاديث المهدي كالحافظ أبي بكر بن أبي خيثمة والسيوطي وابن كثير في كتابه النهاية والشوكاني وصديق حسن خان وغيرهم كثير؛ إضافة إلى كتب الحديث المشهورة كالسنن الأربعة والمسانيد والصحاح والمصنفات.
انظر أشراط الساعة (264)
7 - خرافة جسر جهنم (107)
قال جواد عفانة: فمن جاء بعد هذه الآيات بخبر يقول: إن جميع الناس بمن فيهم الأنبياء والصالحون سوف يردون النار أو يمرون على جسر فوقها (جسر الصراط المزعوم) قلنا له: حديثك هذا مردود متنا (دراية) لأن القرآن لم يأت على ذكر هذا الجسر ولا أشار إليه من قريب أو بعيد ... أما جسر جهنم فهو أقرب ما يكون إلى الخرافات والأساطير ...
قلت: ونحن نقول له أن من عارض ألأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو مطعون في دينه وأمانته وعقله.
فقد جاء ت في ذلك الأحاديث الصحيحة من حديث أبي سعيد وأبي هريرة وأنس وجابر وغيرهم وأشار الله إلى ذلك في كتابه {وإن منكم إلا واردها كان على ربك حتما مقضيا ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا} واتفق على ذلك أهل السنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/85)
قال النووي رحمه الله في حديث الشفاعة " ويضرب الصراط بين ظهرى جهنم ": وفي هذا إثبات الصراط ومذهب أهل الحق إثباته, وقد أجمع السلف على إثباته.
شرح النووي لصحيح مسلم (3|20)
8 - خرافة المسيح الدجال وخرافة نزول عيسى عليه السلام (111)
قال: لقد ثبت عندي يقينا أن الدجال ونزول عيسى عليه السلام في آخر الزمان خرافتان لاأصل ولا ذكر لهما في القرآن الكريم ولم يصح فيهما حديث واحد سندا أو متنا.
قلت:أما أنه لا ذكر للدجال في القرآن فلا ضير في ذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم أخبرنا بخروجه وأمرنا الله بقبول ما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم: {وما آتاكم الرسول فخذوه} وقال تعالى {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول}
والأحاديث في ذلك في الصحيحين وغيرها ولم يخالف في ذلك إلا المنحرفون الذين لا عبرة بخلافهم.
قال القاضي عياض: هذه الأحاديث التي ذكرها مسلم وغيره في قصة الدجال حجة لمذهب أهل الحق في صحة وجوده, وأنه شخص بعينه ابتلى الله به عباده وأقدره على أشياء من مقدورات الله تعالى من إحياء الميت الذي يقتله , ومن ظهور زهرة الدنيا والخصب معه وجنته وناره ونهريه وإتباع كنوز الأرض له وأمره السماء أن تمطر فتمطر والأرض أن تنبت فتنبت فيقع كل ذلك بقدرة الله تعالى ومشيئته ثم يعجزه الله تعالى بعد ذلك فلا يقدر على قتل ذلك الرجل ولا غيره ويبطل أمره ويقتله عيسى صلى الله عليه وسلم ويثبت الله الذين آمنوا هذا مذهب أهل السنة وجميع المحدثين والفقهاء والنظار خلافا لمن أنكره وأبطل أمره من الخوارج والجهمية وبعض المعتزلة ...
شرح النووي (18|58)
وقد أجاب العلماء عن دعوى أن الدجال لم يذكر في القرآن ومن ذلك:
أ-أن القرآن ذكر نزول عيسى عليه السلام وعيسى هو الذي يقتل الدجال فاكتفى بذكر مسيح الهدى عن ذكر مسيح الضلالة وعادة العرب أنه تكتفي بذكر أحد الضدين دون الآخر.
ب-أنه مذكور ضمن الآيات التي ذكرت في قوله تعالى {يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} وهذه الآيات هي: الدجال وطلوع الشمس من مغربها والدابة.
وهي المذكورة في تفسير هذه الآية فقد روى مسلم والترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ثلاث إذا خرجن لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا طلوع الشمس من مغربها والدجال ودابة الأرض.
انظر أشراط الساعة (331) ليوسف الوابل
وأما نزول عيسى عليه السلام فهيحقيقة أكدها القرآن، قال الله تعالى في صفة رسوله: {وما ينطق عن الهوى. إن هو إلا وحي يوحى} وقد تواتر عن النبي أنه أخبر بنزول عيسى عليه الصلاة والسلام في آخر الزمان وقد جاء في ذلك آيتان من القرآن:
إحداهما: قول الله تعالى {وإن من أهل الكتاب إلا ليؤمنن به قبل موته} قال ابن عباس رضي الله عنهما: قبل موت عيسى بن مريم. رواه ابن جرير بإسناد صحيح.
وروى الحاكم في مستدركه عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية قال: خروج عيسى بن مريم. قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ووافقه الذهبي في تلخيصه.
وروى أبو بكر الآجري في كتاب الشريعة عن ابن عباس رضي الله عنهما في هذه الآية قال:
يعني أنه سيدركه أناس من أهل الكتاب حين يبعث عيسى فيؤمنون به.
وروى ابن مردويه عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال في هذه الآية نحو قول ابن عباس رضي الله عنهما.
وهذا القول هو الصحيح في تفسير الآية، وقد اختاره ابن جرير وابن كثير، وبه يقول أبو مالك والحسن وقتادة وعبدالرحمن بن زيد بن أسلم وغيرهم. قال الحسن: والله إنه لحي الآن عند الله، ولكن إذا نزل آمنوا به أجمعون. رواه ابن جرير.
الآية الثانية: قوله تعالى {وإنه لعلم للساعة} وقرأ ابن عباس وأبو هريرة وقتادة والأعمش: {وإنه لعَلَم للساعة} بفتح العين واللام أي أمارة وعلامة على اقتراب الساعة، قال ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {وإنه لعلم للساعة} قال: هو خروج عيسى بن مريم يوم القيامة. رواه الإمام أحمد وسعيد بن منصور وعبد بن حميد وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم في مستدركه وصححه هو والذهبي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/86)
وقد رواه ابن حبان في صحيحه والحاكم من حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي: {وإنه لعلم للساعة} قال: (نزول عيسى بن مريم قبل يوم القيامة) صححه الحاكم والذهبي. وقد روي عن أبي هريرة ومجاهد والحسن وقتادة وأبي العالية وأبي مالك وعكرمة والضحاك نحو قول ابن عباس رضي الله عنهما
انظر "إقامة البرهان" للتويجري رحمه الله
وأما تكلمه في رده للأحاديث الصحيحة في ذلك فقد قدمنا شيئا من تخليطه وتخريفه.
9 - خرافة عذاب القبر وضمته والسؤال فيه ص (129)
قال ص (74) من كتاب "حوار حول أحاديث الفتن وأشراط الساعة "
-: ثم ما فائدة الاعتقاد بعذاب القبر الذي جاءت فيه أخبار تثبته وأخبار تنفيه وعندي إن عدم الإيمان به فوائد وإيجابيات كثيرة أذكر منها:
- توجيه ذهن المسلم إلى عذاب جهنم بدلا من عذاب موهوم في القبر ..
- إنكار عذاب القبر أقرب إلى العقل والمنطق والواقع من الإيمان به ..
- في إنكار عذاب القبر بالمفهوم السائد حسن الظن بالله تعالى وتنزيهه عن الظلم والعبث والتفريط في كتابه.
- في إنكار عذاب القبر ترسيخ للمنهج العقلي العلمي الواقعي بعكس الإيمان بأمور أساسها الخرافة.
- في إنكار عذاب القبر حض للمسلمين على إعادة النظر في تراثهم ..
وقال ص (95) من كتاب "حوار حول أحاديث الفتن وأشراط الساعة ":وها أنذا أقول: لا حياة ولا عذاب في القبر وغالبية علماء ومشايخ المسلمين المعاصرين يقولون: هناك عذاب في القبر وهو من الغيب فمن منا على الحق يا ترى؟
من أسس عقيدته على أدلة من كتاب الله قطعية الثبوت بلا تعارض مع العقل والسنن الكونية أم من أسس عقيدته على أقوال آبائه وتأويلات بعضهم السقيمة لآيات تحتمل أكثر من معنى وأخبار الآحاد ظنية الثبوت المناقضة للقرآن والعقل المتناقضة فيما بينها ..
قلت: أ-إن أول من أنكر عذاب القبر من هذه الأمة الجهم بن صفوان
قال أبو حنيفة: من قال لا أعرف عذاب القبر فهو من الجهمية الهالكة لأنه أنكر قوله تعالى: {سنعذبهم مرتين} يعني عذاب القبر وقوله تعالى {وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون} ,
الفقه الأبسط لأبي حنيفة (137)
ت - إن عذاب الكافر والفاجر في القبر أمر ثابت في الكتاب والسنة وإجماع السلف والآيات الواردة فيه صريحة جدا ومن أصرح ما ورد قوله جل ذكره: {وحاق بآل فرعون سوء العذاب النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} قال ابن كثير: وهذه الآية أصل كبير في استدلال أهل السنة على عذاب البرزخ في القبور. ثم ساق بعض الأدلة من السنة على ذلك.
ومنها قوله تعالى: {سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم} وقد فسر هذه الآية كثير من الصحابة والتابعين منهم ابن مسعود والحسن البصري وقتادة أن المراد بها عذاب الدنيا وعذاب القبر.
ومنها قوله تعالى: {وإن للذين ظلموا عذابا دون ذلك ولكن أكثرهم لا يعلمون}
وقد استدل البخاري بهذه الآيات وغيرها لإثبات عذاب القبر فقد بوب في صحيحه في كتاب الجنائز "باب ما جاء في عذاب القبر وقوله تعالى {إذ الظالمون في غمرات الموت والملائكة باسطوا أيديهم أخرجوا أنفسكم اليوم تجزون عذاب الهون} / الأنعام 93 / هو الهوان والهون الرفق
وقوله جل ذكره {سنعذبهم مرتين ثم يردون إلى عذاب عظيم} / التوبة 101 /
وقوله تعالى {وحاق بآل فرعون سوء العذاب. النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب}
وقال الترمذي في سننه:"بعد ما روى حديث أبي هريرة رضي الله عنه في منكر ونكير." وفي الباب عن علي و زيد بن ثابت و ابن عباس و البراء بن عازب و أبي أيوب و أنس و جابر و عائشة و أبي سعيد كلهم رووا عن النبي صلى الله عليه وسلم في عذاب القبر.
وقد نقل العلماء اتفاق أهل السنة على إثبات عذاب القبر وممن نقل ذلك الإمام أحمد في أصول السنة والطحاوي في بيان معتقد أهل السنة وابن بطة وابن أبي زمنين وغيرهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/87)
وقال ابن أبي العز الحنفي: وقد تواترت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثبوت عذاب القبر ونعيمه لمن كان لذلك أهلا وسؤال الملكين فيجب اعتقاد ثبوت ذلك والإيمان به , ولا تتكلم في كيفيته إذ ليس للعقل وقوف على كيفيته لكونه لا عهد له به في هذا الدار والشرع لا يأتي بما تحيله العقول ولكنه قد يأتي بما تحار فيه العقول؛ فإن عود الروح إلى الجسد ليس على الوجه المعهود في الدنيا بل تعاد الروح إليه إعادة غير الإعادة المألوفة في الدنيا فالروح لها بالبدن خمسة أنواع من التعلق متغايرة الأحكام:
أحدها: تعلقها به في بطن الأم جنينا.
الثاني: تعلقها به بعد خروجه إلى وجه الأرض.
الثالث: تعلقها به في حال النوم؛فلها به تعلق من وجه ومفارقة من وجه.
الرابع: تعلقها به في البرزخ؛ فإنها وإن فارقته وتجردت عنه؛فإنها لم تفارقه فراقا كليا بحيث لا يبقى لها إليه التفات البتة فإنه ورد ردها إليه وقت سلام المسلم وورد أنه يسمع خفق نعالهم حين يولون عنه وهذا الرد إعادة خاصة لا يوجب حياة البدن قبل يوم القيامة.
الخامس: تعلقها به يوم بعث الأجساد وهو أكمل أنواع تعلقها البدن ولا نسبة لما قبله من أنواع التعلق إليه إذ هو تعلق لا يقبل البدن معه موتا ولا نوما ولا فسادا فالنوم أخو الموت فتأمل هذا يزح عنك إشكالات كثيرة.
شرح الطحاوية (396) و مقالات الجهم بن صفوان (2|667) لياسر قاضي بتصرف
ثانيا:أما ما ذكره جواد عفانة من التدليسات في هذا الباب فإليك بعضها:
أ - قال ص (129): لقد بين الله لنا في كتابه الكريم من القواعد والأصول ما لو تدبرناها وفهمناها لما احتجنا في فهم العقيدة إلى غيرها قال تعالى: {وما اختلفتم فيه من شيء فحكمه إلى الله ذلكم الله ربي عليه توكلت وإليه إنيب} أي ردوه إلى كتاب الله ولا نص في القرآن على عذاب القبر
قلت: أعرض عن الآية الأخرى التي فيها الرد إلى الله والرسول وهي قوله تعالى: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول} ومن المعلوم بالاتفاق أن الرد إلى الرسول هو رد إلى سنته الصحيحة.
2 - وقال أيضا: فمن زعم أن النبي صلى الله عليه وسلم بين أشياء لا وجود لها في القرآن فقد افترى على الله ورسوله وذلك لإنكاره آيات القرآن المحكمة واتهامه رسول الله بخيانة الرسالة ناهيك عما يتضمنه الإيمان بعذاب القبر من اتهام الله تعالى بالظلم والعبث والتفريط في كتابه ..
أقول: وهذه والله جرأة عظيمة ,وقول على الله رسوله بغير علم فلا يمكن أن يفهم كتاب الله بمعزل عن السنة كما قال تعالى: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليه} بل هناك كثير من الأحكام وردت في السنة ولم يأت ذكرها في القرآن من حيث التنصيص
فعن عبد الله بن مسعود قال: لعن الله الواشماتوالمستوشمات والنامصات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله فبلغ ذلكامرأة من بني أسد يقال لها أم يعقوب وكانت تقرأ القرآن فأتته فقالت: ما حديث بلغنيعنك أنك لعنت الواشمات والمستوشمات والمتنمصات والمتفلجات للحسن المغيرات خلق الله؟ فقال عبد الله: وما لي لا ألعن من لعن رسول الله؟ وهو في كتاب الله، فقالت: لقد قرأت ما بين لوحي المصحف فما وجدته، فقال: لئن كنت قرأتيه لقد وجدتيه، قالالله عز وجل:) وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا.البخاري ومسلم واللفظ لمسلم.فهذا ابنمسعود رضي الله عنه يقول عن حكمٍ ثبت بالسنة ولم يُنَصَّ عليه في القرآن أنه فيكتاب الله.
قال تعالى: {وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة} وقال سبحانه: {كتب عليكم الصيام}
وقال جل من قائل {: ولله على الناس حج البيت من استطاعإليه سبيلاً} فبين النبيصلى الله عليه وسلم أن الصلوات المفروضات خمس في اليوموالليلة وبين شروط الصلاة وأركانها وقال: صلوا كما رأيتموني أصلّي , وكذلك الزكاة شروطها وأنصبتها وكذلك أحكام الصيام الحج.
وكذلك الحكم في قطع يد السارق قال: {والسارق والسارقة فاقطعوا أيديهما} وبينت السنة من أين تقطع اليد ونصاب القطع.
فلا يتصور أن يكتفى بالكتاب دون السنة وكلاهما من عند الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/88)
3 - حرف الآية الكريمة بما لم يسبق إليه , وهي قوله تعالى {النار يعرضون عليها غدوا وعشيا ويوم تقوم الساعة أدخلوا آل فرعون أشد العذاب} قال: فآل فرعون سوف يعرضون على النار يوم القيامة (يوم العرض) مرتين (غدوا وعشيا) ثم يدخلهم الله (مع بعض الكافرين غيرهم) أشد العذاب أما باقي الكافرين فسوف يعرضون على النار مرة واحدة ثم يدخلهم الله عذاب الهون وهو غير أشد العذاب.
4 - أما من تخريفه في رد الأحاديث الصحيحة.
فقد قال في حديث البراء بن عازب الذي رواه البخاري في صحيحه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
: (إذا أقعد المؤمن في قبره أتي ثم شهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله فذلك قوله {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت})
حدثنا محمد بن بشار حدثنا غندر حدثنا شعبة / بهذا وزاد {يثبت الله الذين آمنوا} نزلت في عذاب القبر
:" هذا حديث صحيح سندا إلا أن متنه يفسر آية قرآنية تفسيرا بعيدا وقد رواه مسلم أيضا وغيره ومداره على راو واحد هو البراء بن عازب رضي الله عنه ومثل هذا الحديث الذي لايتفق معناه مع الواقع والعقل واللغة يجب عرضه على القرآن ليشهد له أو عليه ... ولكن تعذيب الميت (العدم) قبر أو لم يقبر نوعا من العبث لأن المعدوم الفاني لا يحس بألم العذاب ولا غيره وحاشا لله من العبث لذلك يغلب على الظن أن هذا الحديث مكذوب على البراء. ..
قلت: قبح الله الجهل فما أجرأ هذا المخالف في رد أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم فيا ليت شعري إلى أي عقل نتحاكم إلى عقل هذا المخالف أم إلى عقول الجهمية أم المعتزلة أم أهل الأهواء , وهل رد دين الله وطعن في حديث كتاب الله وسنة نبيه إلا بمقاييس هذه العقول.
5 - أورد حديثا في نفي عذاب القبر وهو حديث عائشة: أن يهودية كانت تخدمها فلا تصنع عائشة إليها شيئا من المعروف إلا قالت لها اليهودية: وقاك الله عذاب القبر قالت: فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم علي فقلت:يا رسول الله هل للقبر عذاب قبل يوم القيامة قال: لا وعم ذاك؟ قالت: هذه اليهودية لا نصنع إليها من المعروف شيئا إلا قالت: وقاك الله عذاب القبر.قال: كذبت يهود وهم على الله عز وجل كذب لا عذاب دون يوم القيامة قالت: ثم مكث بعد ذاك ما شاء الله أن يمكث فخرج ذات يوم نصف النهار مشتملا بثوبه محمرة عيناه وهو ينادى بأعلى صوته أيها الناس أظلتكم الفتن كقطع الليل المظلم أيها الناس لو تعلمون ما أعلم لبكيتم كثيرا وضحكتم قليلا أيها الناس استعيذوا بالله من عذاب القبر فإن عذاب القبر حق.
أحمد في مسنده (6|81)
وقال: لما كانت العقيدة لا تنسخ ولا تقبل النسخ صار لزاما علينا تكذيب هذا الحديث ورده متنا أو تصديق أوله الذي ينفي عذاب القبر (وهو الأولى) لصحة سنده ورد آخره لأنه مدرج خطأ أو أنه من الكذب المتعمد على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ما يغلب على ظني!
قلت: وقد جمعت هذه الفقرة من التناقضات تصحيح سند الحديث ثم غلبة ظنه أنه كذب متعمد على رسول الله صلى الله عليه وسلم!
وثانيا: أنه أشار لصحة سنده مع أنه لايصحح مثل هذا الإسناد فإسحق بن سعيد قال فيه أحمد: ليس به بأس وقال أبو حاتم شيخ ومثل هذا السند على قواعده المبتكرة يتوقف فيه , وهذا ديدن هؤلاء تدليس وتلبيس.
ومن ذلك كذلك إنكاره أن القبر أول منازل الآخرة ص (137) لأن الحديث شاذ متنا عنده ويناقض محكم القرآن , وكذلك كل ما يتعلق بالقبر من ضمة وسؤال لمنكر ونكير ...
وهكذا ديدن هذا العقلاني في كل المغيبات التي جاءت في سنة النبي صلى الله عليه وسلم رد وتكذيب وإنكار وتحريف وجرأة متناهية على سنة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.
14 - خرافة الفرقة الناجية والجماعة المنصورة ص (141)
قال عن حديث افتراق هذه الأمة بعد أن ضعفه: على أنه لا ولم يستفد من إشاعة هذا الحديث الباطل سوى اليهود والنصارى وأعداء الإسلام .. وعندي أن كل حديث يفهم منه ذلك يجب أن يرد متنا دون أدنى تردد ....
قلت: أما حديث الافتراق فهو صحيح وله طرق عديدة بل ويشهد له على قاعدته الواقع من كثرة الفرق المنحرفة المنتسبة إلى الإسلام.
الفصل الثاني من كتابه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/89)
1 - قرر ص (153) أن لا دليل في كتاب الله على قتل المرتد الفرد إذا بقي مسالما فلم يحارب .. أما في حالة الارتداد الجماعي فلا بد من منعه بالقوة ودليله إجماع الصحابة على قتال المرتدين.
قلت: كعادته ضعف أحد الأحاديث في صحيح البخاري
من طريق عكرمةأن عليا رضي الله عنه حرق قوما فبلغ ابن عباس فقال لو كنت أنا لم أحرقهم لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا تعذبوا بعذاب الله). ولقتلتهم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: من بدل دينة فاقتلوه.
ضعفه بسفيان الثوري لأنه ربما دلس , وأيضا هو مردود متنا وذلك لأن عليا كان أكثر علما وفقها من ابن عباس ..
قلت: ما علمت أحدا من أهل العلم يعل حديث سفيان بهذا وهو إمام من الأئمة ولا يحدث إلا عن ثقة وقد تابعه حماد بن زيد عند البخاري وإسماعيل بن إبراهيم عند أبي داود وعبدالوهاب الثقفي عند الترمذي وغيرهم كثير.
وإما إعلاله بأن عليا أعلم من ابن عباس نقول: نعم لكن ربما تخفى المسألة عن الشخص الفاضل ويعرفها المفضول كما في حديث سؤال أبي بكر عن ميراث الجدة وكحديث استئذان أبي موسى الأشعري على عمر وقول عمر:ألهاني الصفق في الأسواق , ولا ينقص هذا من قدر الفاضل والمفضول.
وثانيا ثبت غير ذلك من الأدلة على قتل المرتد الفرد منها:
أ- منها ما جاء في الصحيحين من حديث عبد الله قال
: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث النفس بالنفس والثيب الزاني والمفارق لدينه التارك للجماعة.
ب- وجاء في صحيح البخاري عن أبي موسى قال
: أقبلت إلى النبي صلى الله عليه وسلم ومعي رجلان من الأشعريين أحدهما عن يميني والآخر عن يساري ورسول الله صلى الله عليه وسلم يستاك فكلاهما سأل فقال (يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس). قال قلت والذي بعثك بالحق ما أطلعاني على ما في أنفسهما وما شعرت أنهما يطلبان العمل فكأني أنظر إلى سواكه تحت شفته قلصت فقال: لن أو لا نستعمل على عملنا من أراده ولكن اذهب أنت يا أبا موسى أو يا عبد الله بن قيس إلى اليمن). ثم أتبعه معاذ بن جبل فلما قدم عليه ألقى له وسادة قال انزل وإذا رجل عنده موثق قال ما هذا؟ قال كان يهوديا فأسلم ثم تهود قال اجلس قال لا أجلس حتى يقتل قضاء الله ورسوله ثلاث مرات. فأمر به فقتل ..
ت- وعن ابن عباس قال
: كان عبد الله بن سعد بن أبي سرح يكتب لرسول الله صلى الله عليه وسلم فأزله الشيطان فلحق بالكفار فأمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقتل يوم الفتح فاستجار له عثمان بن عفان فأجاره رسول الله صلى الله عليه وسلم.
أبو داود في سننه (4358) وإسناده حسن.
2 - قرر ص (167) أن لا مانع من تولي المرأة رئاسة الدولة الإسلامية
أما حديث: لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة.
فهو حديث ضعيف عنده ومن أسباب ضعفه أن الصحابي أبا بكرة جلده عمر بن الخطاب في القذف ولم يثبت أنه تاب حتى تقبل شهادته وهو حديث مداره على راو واحد وبعرضه على القرآن نجد أنه شاذ مردود متنا لمناقضته لكتاب الله تعالى الذي ذكر ملكة سبأ ..
قلت: فرق العلماء بين الشهادة والرواية فالرواية تقبل وأما الشهادة فلا وهذا الذي فعله عمر رضي الله عنه فكان لا يقبل شهادة أبي بكرة حتى يعلن توبته أما الرواية فلم يأت أنه كان يمنع من التحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم , أو أن الصحابة توقفوا في روايته عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ثانيا: لجواد عفانة جرأة عجيبة في تكذيب الرواة فكل حديث لا يوافق هواه رماه بما يشتهي ومن ذلك هذا الحديث إذ قال: لأن راويه أو الذي نسبه إلى أبي بكرة كذاب ..
وهذه النسبة أطلقها على رواة كثر لا يعرف عنهم إلا الصدق والعدالة والأمانة.
3 - ضعف أحاديث السواك قبل الصلاة كما في ص (177)
قال:وقد أخطأ كل من حمل سواكه إلى المسجد وأخرجه أثناء إقامة الصفوف ليستاك به أمام الناس خاصة في رمضان وهو منظر يثير اشمئزاز المصلين .. ويعود أصل هذه العادة الكريهة إلى حديثين منكرين ... ثم ضعف حديثين عن النبي صلى الله عليه وسلم فيها الأمر بالتسوك عند كل صلاة ثم ذكر حديث زيد بن خالد الجهني وضعفه بابن إسحق
قلت: وهكذا يجعل ذوق الناس مقياس لرد حديث النبي صلى الله عليه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/90)
ولو سلمنا جدلا بضعف هذا الحديث فإن له شواهد صحيحة منها حديث أبي هريرة عند البخاري مسلم في صحيحه وعلي بن أبي طالب عند أحمد في مسنده ,
وقد حاول التكلف في التفريق بين عند كل صلاة وبين رواية مع كل صلاة وحاول ترجيح اللفظ الثاني مع أن حديث أبي هريرة عند مسلم بلفظ عند كل صلاة (252) وكذلك حديث علي رضي الله عنه عند أحمد في مسنده (1|80)
4 - قرر أن الموسيقى والغناء الملتزم حلال سماعهما في الأفراح والأعراس كما في ص (181)
وقد نقل في ذلك قول الشيخ القرضاوي في ذلك هداه الله , مع أن هذه المسألة قتلت بحثا وأحيل القاريء الكريم على كتاب شيخنا الألباني رحمه الله في كتابه تحريم آلات الطرب فقد فند أقوال المجيزين وكذلك كتاب الرد على القرضاوي والجديع للشيخ عبدالله رمضان في هذه المسألة.
وهنا أنبه القاريء الكريم إلى ما قاله بعض السلف أن من تتبع رخص العلماء تزندق وجمع الشر كله.
5 - قرر ص (185) أن إعفاء اللحية عادة عربية قديمة وأما أحاديث وجوب إعفاء اللحية فلا تصح عنده
ثم نقل قول القرضاوي هداه الله أن اللحية من باب العادات وليست من باب العبادات ولا محظور في حلقها.
وزاد جواد عفانة على قول القرضاوي أنها ليست من سنن الفطرة وإن قول من قال إن إعفاء اللحية يميز الرجال عن النساء , وإن فيه عدم تشبه الرجال بالنساء غير صحيح ثم تعقب القرضاوي في قوله عن اللحية أنها من تمام الرجولة وكمال الفحولة بقوله: ليست الرجولة باللحى .. إلى آخر كلامه الخرف
قلت: ودفاع جواد عفانة عن ذلك لأنه يحلق لحيته وشاربه بالكامل كما في صورته المعروضة على غلاف كتبه كسنة اليهود والنصارى الذين نهانا الله عن التشبه بهم , ولا فائدة من ذكر الأحاديث التي تدل على فرضية إعفاء اللحية وحرمة حلقها وكذلك ما ذكره العلماء من حرمة حلقها لأنها في نظر جواد عفانة لا تصح أو متوقف فيها وأقوال العلماء ليست مصدرا شرعيا ..
6 - قرر ص (193) أن زيارة مناطق الخسف مندوبة شرعا
وأما حديث الذي رواه البخاري: لا تدخلوا مساكن الذين ظلموا إلا أن تكونوا باكين ..
فلا يصح لأن مدارها على راو واحد هو ابن عمر لا شاهد عليه بما يغلب على الظن أن جميعها مكذوبة عليه ..
والحديث الآخر عن ابن عمر أن رسول الله لما نزل الحجر في غزوة تبوك أمرهم أن لا يشربوا من بئرها ولا يستقوا منها ... البخاري
فلا يصح لأن محمد بن مسكين لم يوثق عنده ولا يكفي قول النسائي ومسلمة بن قاسم عنه لا بأس به لأن قاعدته التي يستند إليها أنه لا بد من لفظ التوثيق أن يقال فيه ثقة أما إذا قيل بالراوي حسن الحديث – صدوق – لا بأس به فيتوقف فيه والتوقف عنده معناه الضعف.
7 - قرر أن لزوم الحجاب حكم خاص بأمهات المؤمنين كما في ص (197) وعليه يجوز خروج المرأة بكامل زينتها عنده
وقد كتب في ذلك كتابا ومقالات.
قلت: مسألة كشف وجه المرأة مسألة خلافية بين العلماء المتقدمين والمتأخرين ولكن الطامات في كلام جواد عفانة ما يلي:
أ- إن كشف وجه الرجل والمرأة في الحياة الخاصة والعامة مندوب شرعا ... فمن كشفت وجهها في الحياة العامة وتجلببت بالجلباب والخمار وتجملت بلباس التقوى نالت الأجر ومن سترت وجهها بساتر يخفي هويتها فقد أضاعت الأجر وقد تأثم بتخفيها دون عذر شرعي ثم قال: وللعلم فمن صلت وهي مستورة الوجه لا تقبل صلاتها ومن طافت بالكعبة بحج أو عمرة وهي مستورة الوجه فعليها فدية ..
قلت: وقوله أن المرأة قد تأثم إن سترت وجهها وتخفت فهذا قول ما سبقه به إلا أبو مرة ودعاة التغريب.
وأما قوله أن صلاة المرأة تبطل إذا غطت وجهها فهو قول شاذ وكذلك ما قاله في طواف المرأة وهي مختمرة.
فقد أخرج أبو داود وابن ماجه عن عائشة قالت: كان الركبان يمر بنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم محرمات فإذا حاذونا سدلت إحدانا جلبابها من رأسها على وجهها فإذا جاوزونا كشفنا. وفيه ضعف
ويشهد له ما جاء في الموطأ (718) عن فاطمة بنت المنذر أنها قالت:كنا نخمر وجوهنا ونحن محرمات ونحن مع أسماء بنت أبي بكر الصديق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/91)
قال ابن قدامة: فأما إذا احتاجت إلى ستر وجهها لمرور الرجال قريبا منها؛فإنها تسدل الثوب من فوق رأسها على وجهها روي عن عثمان وعائشة وبه قال عطاء و مالك و الثوري و الشافعي و إسحاق محمد بن الحسن ولا نعلم فيه خلافا , وذلك لما روي عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان الركبان يمرون بنا .. ولأن بالمرأة حاجة إلى ستر وجهها فلم يحرم عليها ستره على الإطلاق كالعورة ...
المغني (3|311)
8 - قرر ص (207) أن رجم الزاني المحصن في الإسلام منسوخ
والأحاديث التي ورد فيها الرجم لا تصح وهي تتعارض مع القرآن تعارضا سافرا وتفنيد أسانيد الأحاديث سهل ميسور ناهيك عن كون سنديهما مدارهما على راو واحد ...
وقال: حكم الرجم لو كان حكما نهائيا ودائميا لوجدناه في القرآن.
قلت: 1 - وهذا الذي خشي منه عمر رضي الله عنه كما جاء في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال
: قال عمر لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل لا نجد الرجم في كتاب الله فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ألا وإن الرجم حق على من زنى وقد أحصن إذا قامت البينة أو كان الحمل أو الاعتراف - قال سفيان كذا حفظت - ألا وقد رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم ورجمنا بعده.
وقد ثبتت أحاديث الرجم في الصحيحين منها حديث أبي هريرة رضي الله عنه وزيد بن خالد الجهني رضي الله عنهما قالا
: جاء أعرابي فقال يا رسول الله اقض بيننا بكتاب الله فقام خصمه فقال صدق اقض بيننا بكتاب الله فقال الأعرابي إن ابني كان عسيفا على هذا فزنى بامرأته فقالوا لي على ابنك الرجم ففديت ابني منه بمائة من الغنم ووليدة ثم سألت أهل العلم فقالوا إنما على ابنك جلد مائة وتغريب عام فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لأقضين بينكما بكتاب الله أما الوليدة والغنم فرد عليك وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام وأما أنت يا أنيس - لرجل - فاغد على امرأة هذا فارجمها). فغدا عليها أنيس فرجمها
وكعادته ضعف جواد عفانة هذين الحديثين لأنهما يتعارضان مع القرآن في نظره تعارضا سافرا وتفنيد متنيهما سهل ميسور ناهيك عن كون سنديهما مدارهما على راو واحد (الراوي نفسه) ثم ادعى بكل جرأة أنهما منسوخان.
قلت: أما أنهما ضعيفان فهذا أمر لم يسبق إليه أحد في تضعيفهما وقواعده التي يستند إليها في تصحيح وتضعيف الأحاديث وضعها له أبو مرة و قوله أن مدار الحديثين على راو واحد – لعله يقصد الزهري – فهذا من جهله المركب , ومن تلاعبه بحديث النبي صلى الله عليه وسلم.
2 - أنكر أن يكون في القرآن نسخ تلاوة مع بقاء الحكم أو نسخ حكم مع بقاء التلاوة مخالفا بذلك اتفاق العلماء في هذه المسألة.
3 - وعلى ذلك زعم أن آية {الشيخ والشيخة} منسوخة حكما وتلاوة
ثم قال: وعليه يحرم رجم الزاني المحصن كان أو غير محصن فمن يرجم زانية أو زان بعد هذا البيان فليعلم أنه يقتل نفسا بغير حق ...
قلت: هل ما فعله الصحابة بعد النبي صلى الله عليه وسلم وتتابع عليه المسلمون على مر الأزمان هل هو من قتل الأنفس بغير حق!
فإن رجم الزاني المحصن مما أجمع عليه العلماء ولم يخالف في ذلك إلا الخوارج.
قال ابن قدامة في "المغني" (10|117): في وجوب الرجم على الزاني المحصن رجلا كان أو امرأة وهذا قول عامة أهل العلم من الصحابة والتابعين ومن بعدهم من علماء الأمصار في جميع الأعصار ولا نعلم فيه مخالفا إلا الخوارج ثم قال ابن قدامة:ثبت الرجم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بقوله وفعله في أخبار تشبه المتواتر وأجمع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم على ما سنذكره في أثناء الباب في مواضعه إن شاء الله تعالى وقد أنزله الله تعالى في كتابه وإنما نسخ رسمه دون حكمه .. .
9 - وعقوبة عمل قوم لوط عنده ليس القتل بل الإيذاء كما في ص (215)
قلت: وقد جاء في هذا الباب بالغرائب والعجائب وهي كالآتي:
1 - زعم أن المقصود بالفاحشة في قوله تعالى: {و اللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما} أي فاحشة اللواط مخالفا لكل من فسر الآية بالزنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/92)
قال: تشير هذه الآيات المحكمات إلى حكم فعل الذكر في دبر المرأة الأجنبية وفعل الذكر في دبر الذكر وهو معنى كلمة أو مصطلح الفاحشة معرفة بالألف والام وقد أخطأ من زعم أن هذه الآيات نزلت في الزنا ثم نسخت ...
قلت: وهذا القول الذي قال به شاذ غريب.
قال ابن كثير رحمه الله: {واللاتي يأتين الفاحشة} يعني الزنا {من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا} فالسبيل الذي جعله الله هو الناسخ لذلك قال ابن عباس رضي الله عنه: كان الحكم كذلك حتى أنزل الله سورة النور فنسخها بالجلد أو الرجم وكذا روى عن عكرمة وسعيد بن جبير والحسن وعطاء الخراساني وأبي صالح وقتادة وزيد بن أسلم والضحاك أنها منسوخة وهو أمر متفق عليه.
تفسير القرآن العظيم (1|613)
وقال الألوسي: والفاحشة ما أشتد قبحه واستعملت كثيرا في الزنا لأنه من أقبح القبائح وهو المراد هنا على الصحيح.
روح المعاني (4|234)
وأما قوله أن الفاحشة المعرف بأل لا يطلق إلا على الزنا فهو من تخريفاته بل لفظ الآية تدل عليه؛ فقد أطلق الله لفظ الفحشاء المعرف بأل على الزنا قال تعالى: {كذلك لنصرف عنه السوء والفحشاء إنه من عبادنا المخلصين} والفحشاء هنا قطعا فاحشة الزنا.
وأما قوله أنها ليست منسوخة فهي من جهالاته التي لا تنتهي.
فعن ابن عباس قال
: {واللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا} وذكر الرجل بعد المرأة ثم جمعهما فقال {واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما} فنسخ ذلك بآية الجلد فقال {الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة.
أبو داود في سننه (4413) بإسناد حسن وقد تقدم قول ابن كثير أن هذا متفق عليه بين العلماء.
2 - زعم ص (216) إن فاحشة اللواط أخف من فاحشة الزنا وهذا كلام عري عن الصحة بل فاحشة اللواط أعظم عند الله من فاحشة الزنا فسياق الآيات التي ذكرها الله في تعظيم هذه الذنب يدل عليه؛ بل في العقوبة التي عذبهم الله به ما يدل على عظمها عند الله تعالى.
ولذلك قال ابن كثير: ولهذا ذهب من ذهب من العلماء إلى أن اللائط يرجم سواء كان محصنا أو لا نص عليه الشافعي وأحمد بن حنبل وطائفة كثيرة من الأئمة واحتجوا أيضا بما رواه الإمام أحمد وأهل السنن من حديث عمرو بن أبي عمرو عن عكرمة عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به.
وذهب أبو حنيفة إلى أن اللائط يلقى من شاهق جبل ويتبع بالحجارة كما فعل بقوم لوط لقوله تعالى {وما هي من الظالمين ببعيد} .. .
البداية والنهاية (1|182)
3 - وأما قوله إنه لم يرد في القرآن الكريم أو في السنة المطهرة ما يدل على قتل مرتكب فعل قوم لوط ... فهو من جهالاته التي لا تنتهي فهو حديث صحيح وورد من حديث ابن عباس كما مر معنا ومن حديث أبي هريرة عند ابن ماجة.
10 - قرر ص (222) جواز إتيان المرأة من الدبر
قلت:
1 - أما قوله أن معنى {أنى شئتم} تعني من أين وكيف؟ كما ذكر بعض علماء اللغة؛ لا دليل فيه في جواز إتيان المرأة من دبرها.
قال الشنقيطي رحمه الله في أضواء البيان (1|147): وقد علمت أن قوله {أنى شئتم} لا دليل فيه للوطء في الدبر لأنه مرتب بالفاء التعقيبية على قوله {نساؤكم حرث لكم} ومعلوم أن الدبر ليس محل حرث.
2 - كذب من نسب إلى ابن عمر أو إلى نافع أو إلى مالك جواز هذا الفعل القبيح.
قال الشنقيطي (1|144): وقد روى عن ابن عمر خلاف هذا وتكفير من فعله وهذا هو اللائق به رضي الله عنه وكذلك كذب نافع من أخبر عنه بذلك كما ذكر النسائي وأنكر ذلك مالك واستعظمه وكذب من نسب ذلك إليه وروى الدار مي في مسنده عن سعيد بن يسار أبي الحباب قال قلت لابن عمر: ما تقول في الجواري حين أحمض لهن؟ قال: وما التحميض؟ فذكرت له الدبر فقال: هل يفعل ذلك أحد من المسلمين.
وقال أيضا (1|146): فاعلم أن من روي عنه جواز ذلك كابن عمر وأبي سعيد وجماعات من المتقدمين والمتأخرين يجب حمله على أن مرادهم بالإتيان من الدبر إتيانها من الفرج من جهة الدبر ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/93)
وقال أيضا (1|145): ومما يؤيد أنه لايجوز إتيان النساء في أدبارهن أن الله تعالى حرم الفرج في الحيض لأجل القذر العارض له مبينا أن ذلك القذر هو علة المنع بقوله {قل هو أذى فاعتزلوا النساء في المحيض} فمن باب أولى تحريم الدبر للقذر والنجاسة اللازمة ولا ينتقض ذلك بجواز وطء المستحاضة لأن دم الاستحاضة ليس في الاستقذار كدم الحيض ولا كنجاسة الدبر لأنه دم انفجار العرق فهو كدم الجرح ..
وأما الأدلة من سنة النبي صلى الله عليه وسلم فهي كثيرة وإن أعرض عنها جواد عفانة:
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:لا ينظر الله عز وجل إلى رجل أتى رجلا أو امرأة في دبرها.
رواه الترمذي والنسائي وابن حبان في صحيحه.
وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:هي اللوطية الصغرى يعني الرجل يأتي امرأته في دبرها.
رواه أحمد والبزار ورجالهما رجال الصحيح.
وعن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: استحيوا فإن الله لا يستحيي من الحق ولا تأتوا النساء في أدبارهن.
رواه أبو يعلى بإسناد جيد.
وعن خزيمة بن ثابت رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:إن الله لا يستحيي من الحق ثلاث مرات لا تأتوا النساء في أدبارهن.
رواه ابن ماجه واللفظ له والنسائي بأسانيد أحدها جيد.
وعن جابر رضي الله عنه:أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن محاش النساء.
رواه الطبراني في الأوسط ورواته ثقات والدارقطني.
انظر صحيح الترغيب والترهيب لشيخنا الألباني رحمه الله (2|625) وقد ورد كذلك من حديث عقبة بن عامر وأبي هريرة.
وعن ابن عباس طريق أخرى موقوفة رواها عبد الرزاق عن معمر عن بن طاوس عن أبيه أن رجلا سأل بن عباس عن إتيان المرأة في دبرها فقال تسألني عن الكفر , وأخرجه النسائي من رواية بن المبارك عن معمر وإسناده قوي.
انظر التلخيص الحبير (3|181)
4 - كتاب: "اللباس الشرعي وطهارة المجتمع "
قرر فيه مايلي:
أ- ذكر ص (48) أن الحجاب نزل في الأشهر الأولى من السنة الثامنة للهجرة مخالفا لجماهير العلماء الذين نقلوا أن الحجاب فرض قبل ذلك.
قلت: نقل ابن حجر اختلاف العلماء في سنة فرضية الحجاب فقال: والحجاب كان في ذي القعدة سنة أربع عند جماعة فيكون المريسيع بعد ذلك فيرجح أنها سنة خمس أما قول الواقدي إن الحجاب كان في ذي القعدة سنة خمس فمردود وقد جزم خليفة وأبو عبيدة وغير واحد بأنه كان سنة ثلاث فحصلنا في الحجاب على ثلاثة أقوال أشهرها سنة أربع.
الفتح (7|430)
ب- صحح حديث نبهان مولى أم سلمة عن أم سلمة قالت
: كنت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم وعنده ميمونة فأقبل ابن أم مكتوم وذلك بعد أن أمرنا بالحجاب [فدخل علينا] فقال النبي صلى الله عليه وسلم " احتجبا منه " فقلنا يارسول الله أليس أعمى لا يبصرنا ولا يعرفنا؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم " أفعمياوان أنتما؟ ألستما تبصرانه؟
كما في كتابه ص (27) مع أن هذا الحديث على قواعده لا يصح سندا ومتنا فسندا فيه نبهان مولى أم سلمة لم يوثقه سوى ابن حبان وهو يضعف من يقال فيه صدوق أو لا بأس به كما قدمنا فكيف بمن يتهم بالجهالة.
وأما قوله أن هذا الحديث لم يضعفه إلا الألباني رحمه الله فهو من جهالاته فقد ضعفه الإمام أحمد بن حنبل وابن عبدالبر ومن المعاصرين الشيخ شعيب الأرنؤوط
وأما متنا فهو معارض للحديث الذي ذكره عن عائشة في نظرها إلى الحبشة وهم يلعبون بالحراب في المسجد.
ت - ادعى أن حادثة الإفك كانت في السنة التاسعة ولم تكن في غزوة بني المصطلق مخالفا في ذلك لكل العلماء.
قلت: العلماء في حادثة الإفك بالاتفاق أنها في غزوة المريسيع ولكن الخلاف بين العلماء هل هذه الغزوة قبل الخندق أم بعدها كما ذكر ابن القيم رحمه الله في الزاد (3|269) وابن حجر في الفتح (7|430)
وأما تضعيفه رواية النعمان بن راشد حيث قال ص (33): ذلك أنه ورد في البخاري تعليقا قول موسى بن عقبة أن غزوة بني المصطلق (المريسيع) إنما كانت سنة أربع للهجرة وهذا صحيح على الأغلب إلا أن قول النعمان بن راشد عن الزهري: كان حديث الإفك في غزوة المريسيع فغير صحيح بتاتا ومعلوم أن حادثة الإفك قد حصلت بعد المريسيع بحوالي أربع إلى خمس سنوات ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/94)
قلت:أ- نص العلماء على أن حادثة الإفك حصلت في غزوة المريسيع قال ابن حجر رحمه الله: وقال الحاكم في الإكليل قول عروة وغيره إنها كانت في سنة خمس أشبه من قول بن إسحاق.
قال ابن حجر:ويؤيده ما ثبت في حديث الإفك أن سعد بن معاذ تنازع هو وسعد بن عبادة في أصحاب الإفك كما سيأتي؛فلو كان المريسيع في شعبان سنة ست مع كون الإفك كان فيها لكان ما وقع في الصحيح من ذكر سعد بن معاذ غلطا لأن سعد بن معاذ مات أيام قريظة , وكانت سنة خمس على الصحيح كما تقدم تقريره , وإن كانت كما قيل سنة أربع فهي أشد فيظهر أن المريسيع كانت سنة خمس في شعبان لتكون قد وقعت قبل الخندق لأن الخندق كانت في شوال من سنة خمس أيضا فتكون بعدها فيكون سعد بن معاذ موجودا في المريسيع ورمى بعد ذلك بسهم في الخندق ومات من جراحته في قريظة.
الفتح (7|430)
وقال ابن حجر: ويؤيده أيضا أن حديث الإفك كان سنة خمس إذ الحديث فيه التصريح بأن القصة وقعت بعد نزول الحجاب , والحجاب كان في ذي القعدة سنة أربع عند جماعة؛ فيكون المريسيع بعد ذلك فيرجح أنها سنة خمس , أما قول الواقدي إن الحجاب كان في ذي القعدة سنة خمس فمردود وقد جزم خليفة وأبو عبيدة وغير واحد بأنه كان سنة ثلاث فحصلنا في الحجاب على ثلاثة أقوال أشهرها سنة أربع والله أعلم
الفتح (7|430)
وقال أيضا: وقال النعمان بن راشد عن الزهري كان حديث الإفك في غزوة المريسيع وصله الجوزقي والبيهقي في الدلائل من طريق حماد بن زيد عن النعمان بن راشد ومعمر عن الزهري عن عائشة فذكر قصة الإفك في غزوة المريسيع وبهذا قال بن إسحاق وغير واحد من أهل المغازي إن قصة الإفك كانت في رجوعهم من غزوة المريسيع.
الفتح (7|430)
وقفات مع نقده لحديث الإفك
أ- قال ص (62) قول الراوي أنه سمع من أربعة هم عروة بن الزبير وسعيد بن المسيب وعلقمة بن وقاص وعبيدالله بن عبدالله عن عائشة .. فيه متسع لوهم بعضهم كما حصل بالفعل من إدخال قصة في قصة أخرى وكما هو معلوم إمكانية الخطأ والوهم ..
قلت: توهيم وتخطئة الرواة في هذا الحديث لأنه دخل حديث بعضهم مع بعض لا دليل عليه بل ثبت في الحديث عكس ذلك.
قال ابن حجر: وحديث بعضهم يصدق بعضا ويحتمل أن يكون على ظاهره والمراد أن بعض حديث كل منهم يدل على صدق الراوي في بقية حديثه لحسن سياقه وجودة حفظه قوله وان كان بعضهم أوعى له من بعض هو إشارة إلى أن بعض هؤلاء الأربعة أميز في سياق الحديث من بعض من جهة حفظ أكثره لا أن بعضهم أضبط من بعض مطلقا. الفتح (8|457)
2 - عند قول عائشة: فأقرع بيننا في غزوة غزاها فخرج فيها سهمي قال: لم تحدد الغزوة.
قلت: بل صرح بذلك في أنها في غزوة بني المصطلق.
قال ابن حجر: قوله في غزوة غزاها هي غزوة بني المصطلق وصرح بذلك محمد بن إسحاق في روايته وكذا أفلح بن عبد الله عند الطبراني وعنده في رواية أبي أويس فخرج سهم عائشة في غزوة بني المصطلق من خزاعة , وعند البزار من حديث أبي هريرة فأصابت عائشة القرعة في غزوة بني المصطلق, وفي رواية بكر بن وائل عند أبي عوانة ما يشعر بأن تسمية الغزوة في حديث عائشة مدرج في الخبر.
الفتح (8|458)
3 - عند قول عائشة: بعدما نزل الحجاب قال المعترض:ومعلوم أن الحجاب إنما نزل في الأشهر الأولى من السنة الثامنة ..
قلت: وهذا قول عائشة من أقوى الأدلة لقول العلماء في تقدم نزول الحجاب وشذوذ قول المخالف.
4 - زعم أن قول عائشة: "فهلك من هلك" أنه مدرج وهذا خلاف ما ثبت في بعض الروايات وهو قولها " في شأني "من إثبات ذلك وأنه من قول عائشة كما نص عليه ابن حجر , ولاتصح دعوى الإدراج بلا بينة.
5 - حاول أن يدلل أن عبدالله بن أبي لم يكن حيا في زمن الإفك
فقال: ومعلوم أن سورة التوبة قد نزلت قبل وفي مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك , وغزوة تبوك كانت في رجب في السنة التاسعة للهجرة
وقال ص (65): أضف إلى ذلك أن عبدالله بن أبي لم يجلد الحد في حادثة الإفك في حين ثبت أن الذين جلدوا هم ثلاثة من المؤمنين ... فلو كان ابن أبي حيا حقا منهم فهل يعقل أن لا يجلد الحد ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/95)
قلت: قرر أولا أن حادثة الإفك حدثت في الأشهر الأولى من السنة الثامنة وهنا قرر أن ابن أبي توفي قبل غزوة تبوك بأشهر قليلة فلا تناقض بينهما على قوله هذا , وقوله سورة التوبة قد نزلت قبل وفي مرجع النبي صلى الله عليه وسلم من غزوة تبوك وغزوة تبوك كانت في رجب في السنة التاسعة للهجرة. لا يلزم منه أن يكون بعض الآيات نزلت قبل ذلك.
وثانيا:وأما قوله أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يحده فغير صحيح بل ذكر ابن حجر أن في بعض الروايات أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام عليه الحد.
الفتح (8|337)
وعلى فرض أنه لم يحد
فقد أجاب العلماء عن ذلك قال ابن القيم رحمه الله: ولما جاء الوحي ببراءتها أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما صرح بالإفك فحدوا ثمانين ثمانين , ولم يحد الخبيث عبد الله بن أبي مع أنه رأس أهل الإفك فقيل: لأن الحدود تخفيف عن أهلها وكفارة, والخبيث ليس أهلا لذلك وقد وعده الله بالعذاب العظيم في الآخرة فيكفيه ذلك عن الحد , وقيل: بل كان يستوشي الحديث ويجمعه ويحكيه ويخرجه في قوالب من لا ينسب إليه, وقيل: الحد لا يثبت إلا بالإقرار أو ببينة وهو لم يقر بالقذف ولا شهد به عليه أحد؛فإنه إنما كان يذكره بين أصحابه ولم يشهدوا عليه ولم يكن يذكره بين المؤمنين.
وقيل: حد القذف حق الآدمي لا يستوفى إلا بمطالبته وإن قيل: إنه حق لله فلا بد من مطالبة المقذوف وعائشة لم تطالب به ابن أبي.
وقيل: بل ترك حده لمصلحة هي أعظم من إقامته كما ترك قتله مع ظهور نفاقه وتكلمه بما يوجب قتله مرارا, وهي تأليف قومه وعدم تنفيرهم عن الإسلام فإنه كان مطاعا فيهم رئيسا عليهم فلم تؤمن إثارة الفتنة في حده ولعله ترك لهذه الوجوه كلها.
فجلد مسطح بن أثاثة وحسان بن ثابت وحمنة بنت جحش وهؤلاء من المؤمنين الصادقين تطهيرا لهم وتكفيرا وترك عبد الله ابن أبي إذا فليس هو من أهل ذاك.
زاد المعاد (3|329)
وأما ما ورد عن عائشة إقرارها بأن الذي تولى كبره منهم حسان بن ثابت وأن الله قد عاقبه بالعمى فقد أجاب عنه العلماء.
قال ابن حجر: وقد تقدم قبل هذا أنه عبد الله بن أبي وهو المعتمد وقد وقع في رواية أبي حذيفة عن سفيان الثوري عند أبي نعيم في المستخرج وهو ممن تولى كبره , فيكون الذين تولوا كبره أكثر من واحد.
الفتح (8|343)
قوله: هذا الاسم – سعد بن معاذ- وروده هنا قد أشكل على العلماء كثيرا حتى شكك بعضهم في صحته مع ..
قلت: أجاب ابن حجر على هذا الإشكال ونقل عن القاضي عياض الجواب على ذلك ومال إليه ابن حجر. الفتح (8|327)
وأجاب عنه ابن القيم رحمه الله في الزاد (3|265)
وأما الجواب على ذكر بريرة أيضا أجاب عنه ابن القيم في الزاد (3|268) وابن حجر في الفتح (8|325)
والشاهد أن جواد عفانة مولع بالمخالفات والشذوذ وأكبر مثال على ذلك حديث الإفك وتخبطه فيه فقد أخذ إشكالات العلماء على الحديث وقيدها على أنه فتح وأخذ يرد ويصحح ويزعم التناقض والإشكال في الروايات كعادته.
من تناقضات جواد عفانة في كتابه هذا
1 - قال في مقدمة كتابه اللباس الشرعي وطهارة المجتمع ص (5): ولا أظنه – أي ابن حجر – ولا غيره يجزم بالصحة لكل ما جاء في صحيح البخاري لأن تلك الصفة لا يوصف بها إلا كتاب الله العزيز فإذا حصل البخاري على 97 بالمئة مع بقاء 3 بالمئة من صحيحه غير صحيح سندا فذلك عمل والله كبير كبير ...
قلت: ثم ناقض نفسه فاعتدى على أصح كتاب بعد كتاب الله فمسخه إلى لا شيء كما تقدم معنا فالأحاديث التي حكم عليها بالصحة في تخريجه! لصحيح البخاري لا تتجاوز الثلث بل أقل من ذلك.
وذكر ص (8): فجزى الله البخاري ومسلم وإخوانهما أصحاب السنن وكتب الحديث والرجال عن الإسلام خير الجزاء وأدخلهم فسيح جنانه لما بذلوه من جهد ولزموه من أمانة في نقل وتدوين ما سمعوه بعد تمحيص سنده حتى وصلنا منه ذخيرة لا مثيل لها في أي دين سبقه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/96)
على أن ثقل المهمة وصعوبة العمل في تحقيق سند الحديث قد أخذ من أولئك العلماء الأفذاذ جل أوقاتهم فلم يبق لهم من الوقت ما يكفي ليمحصول متون الأحاديث .. وكان الأمل أن يأتي من بعدهم من يمحص متون الآثار والأحاديث ليقف الناس على صحيحها متنا وسندا .. وذلك بردها إلى كتاب الله الكريم وعرضها على روح الشريعة إلا أنه للأسف الشديد لم يحدث من ذلك إلا القليل بل الذي حصل هو تسليم غالبية الفقهاء بصحة متن الحديث إذا صح سنده ..
قلت: إلى أن جاء العالم النحرير جواد عفانة فمسخ الأحاديث الصحيحة وجعل عقله مقياسا لرد وقبول الأحاديث .. ولا شك أن في كلامه السابق طعن مبطن بعلماء الأمة وإن ساقه في صورة المدح.
وقال ص (25) من كتابه اللباس الشرعي
" من المعلوم بداهة أن الحديث الصحيح سندا إذا عارضه حديث ضعيف لا يسمى ذلك تعارضا لأن الحديث الضعيف لا يحتج به مع وجود حديث صحيح في المسألة الواحدة ناهيك عن عدم الاستدلال به أصلا عند غالبية العلماء وعدم الاستدلال به مطلقا في الأحكام
قلت: ثم ناقض نفسه فقال في الحاشية: وعندي أن الحديث الضعيف سندا قد يكون صحيحا متنا لذلك فلا بأس من وضعه على المحك ومحاولة الاستفادة منه إذا اضطررنا إليه.
5 - كتاب " الإسلام وسد ذرائع الفحشاء"
أ-قرر ص (5) من كتابه " الإسلام وسد ذرائع الفحشاء"
أن ساتر الوجه المستخدم هذه الأيام والمسمى نقابا ما هو إلا بدعة ابتدعها أحد جهلة المسلمين في عصور التخلف والجهل لإشباع الغيرة الزائدة عند بعض الرجال ...
قلت: وهكذا كعادته وجرأته يعرض عن عشرات الأدلة التي تدلل على أن النقاب وغطاء الوجه كان معروفا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم.
وإليك بعضها:
1 - عن عائشة رضي الله عنها قالت: يرحم الله نساء المهاجرات الأول لما أنزل الله {وليضربن بخمرهن على جيوبهن} شققن مروطهن فاختمر نبها.
قال ابن حجر: قوله فاختمرن بها أي غطين وجوههن.
الفتح (8|490)
2 - عن أم سلمة رضي الله عنها قالت: لما نزلت {يدنين عليهن من جلابيبهن} خرج نساء الأنصار كأن على رءوسهن الغربان من الأكسية.
أبو داود في سننه (4101) وإسناده صحيح
3 - حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لاتنتقب المرأة ولا تلبس القفازين.
البخاري في صحيحه
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: هذا مما يدل على أن النقاب والقفازين كانا معروفين في النساء اللاتي لم يحرمن وذلك يقتضي ستر وجوههن وأيديهن.
ب-قال ص (3) من كنابه المذكور: ناهيك عمن بلغوا قمة الجهل في هذه المسألة فسموا آية إدناء الجلاليب بآية الحجاب للمسلمات.
قلت: أخذ جل العلماء من آية الإدناء وجوب الحجاب وهؤلاء هم قمة من بلغوا الجهل عند جواد عفانة كابن جرير وابن تيمية وابن كثير وجم غفير من العلماء.
قال ابن جرير الطبري في تفسير آية اللإدناء: يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين: لا تشتبهن بالإماء في لباسهن إذا هن خرجن من بيوتهن لحاجتهن فكشفن شعورهن ووجوههن ولكن ليدنين عليهن من جلابيبهن لئلا يعرض لهن فاسق إذا علم أنهن حرائر بأذى من قول.
ثم اختلف أهل التأويل في صفة الإدناء الذي أمرهن الله به فقال بعضهم: هو أن يغطين وجوههن ورءوسهن فلا يبدين منهن إلا عينا واحدة. ثم ذكر عن ابن عباس قوله {يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن} أمر الله نساء المؤمنين إذا خرجن من بيوتهن في حاجة أن يغطين وجوههن من فوق رءوسهن بالجلابيب ويبدين عينا واحدة.
ونقل ذلك عن عدة من السلف.
تفسير ابن جرير (10|331)
وقال شيخ الإسلام: "قبل أن تنزل آية الحجاب، كان النساء يخرجن بلا جلباب، يرى الرجل وجهها ويديها، وكان إذا ذاك يجوز لها أن تظهر الوجه والكفين، وكان حينئذ يجوز النظر إليها، لأنه يجوز لها إظهاره، ثم لما أنزل الله عز وجل آية الحجاب، بقوله: "يا أيها النبي قل لأزواجك وبناتك ونساء المؤمنين يدنين عليهن من جلابيبهن" حجب النساء عن الرجال".
مجموع الفتاوى (22/ 110)
ت-ويرى كما في ص (2) من كتابه الإسلام وسد ذرائع الفحشاء
أن المرأة تؤجر إذا كشفت وجهها.
ث-وذكر أيضا ص (59)
الآثار المترتبة على ستر المرأة لوجهها.
من ذلك:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/97)
1 - إغلاق باب الزواج ولو جزئيا لعدم مشاهدة الرجل وجوه النساء عموما في الطريق أو العمل أو السوق .. ذلك أن الرجل (المنهمك في عمله) إذا لم يشاهد وجه المرأة وحجبن عنه فكيف يثار ويتحرك لطلب الزواج ..
2 - شطب نصف المجتمع وما يترتب على ذلك من خسائر مادية ومعنوية واجتماعية وثقافية.
3 - انتشار النفور من المرأة والخوف منها في المجتمع.
4 - التضييق على المرأة بغير حق وبشكل ظالم ومؤذ.
5 - كبت غريزة الجمال والتجمل عند المرأة ..
قلت: وهنا أدعو القاريء إلى تدبر هذا الكلام وما يراد منه , وهل هذا الكلام يختلف عن الدعاوي الخبيثة – دعاة التغريب -التي تدعو المرأة إلى نزع حجابها واختلاطها مع الرجال!
5 - كتاب الرأي الصواب في منسوخ الكتاب "
1 - أنكر ص (31) أن يكون في القرآن نسخ حكم دون التلاوة أو نسخ التلاوة مع بقاء الحكم
قال: والحقيقة إنه لا يوجد سوى ضرب واحد من النسخ هو ما ذكره .. وهو ما تم فيه رفع الآية حكما ولفظا زمن الوحي؛ فلم تثبت تلك الآية المنسوخة في القرآن الكريم وبالتالي لم تعد بالنسبة لنا قرآنا أصلا فلا يجوز وصف مثل قولهم: الشيخ والشيخة .. بأنها كانت آية قرآنية ذلك أنها ربما وصلت إلينا بالمعنى أما النص الأصلي فلا يعلمه إلا الله.
2 - استند في قوله بشذوذ ما جاء عن أبي مسلم الأصبهاني محمد بن بحر الذي أنكر النسخ بأنواعه كلها بل أنكر النسخ في شريعة الإسلام عموما.
وقال ص (11): وكاد أن يجمع الجميع على وقوع النسخ في القرآن الكريم وأن آيات منه قد نزلت ثم رفعت وحلت مكانها آيات غيرها لولا ظهور العالم المفسر أبو مسلم .. الذي أنكر وقوع النسخ في الشريعة الواحدة .. وللحقيقة فإن أبا مسلم قد أصاب كبد الحقيقة في قوله بعدم وجود آيات منسوخة في القرآن ..
قلت: ذكر الشوكاني في كتابه إرشاد الفحول (608) بعد أن نقل خلاف أبي مسلم " النسخ جائز عقلا واقع سمعابلا خلاف في ذلك بين المسلمين إلا ما يروي عن أبي مسلم الأصفهاني؛ فإنه قال أنه جائز غير واقع وإذا صح هذا عنه فهو دليل على أنه جاهل بهذه الشريعة المحمدية جهلا فظيعا , وأعجب من جهله بها حكاية من حكى عنه الخلاف في كتب الشريعة؛فإنه إنما يعتد بخلاف المجتهدين لا بخلاف من بلغ في الجهل إلى هذه الغاية.
1 - قال ص (12): هذا وقد غالى كثيرون من مدعي وجود آيات منسوخة في القرآن في الإكثار من ادعاء وجود النسخ حتى بلغت المئات ..
قلت: قال ابن القيم:ومراد عامة السلف بالناسخ والمنسوخ رفع الحكم بجملته تارة وهو اصطلاحالمتأخرين , ورفع دلالة العام والمطلق والظاهر وغيرها تارة إما بتخصيص أو تقييد أوحمل مطلق على مقيد وتفسيره وتبيينه حتى إنهم يسمون الاستثناء والشرط والصفة نسخالتضمن ذلك رفع دلالة الظاهر وبيان المراد فالنسخ عندهم وفي لسانهم هو بيان المرادبغير ذلك اللفظ بل بأمر خارج عنه, ومن تأمل كلامهم رأى من ذلك فيه ما لا يحصىوزال عنه به إشكالات أوجبها حمل كلامهم على الاصطلاح الحادث المتأخر.
إعلامالموقعين: (1|35) وقال الإمام الشاطبي رحمه الله:
الذي يظهر من كلامالمتقدمين؛ أن النسخ عندهم في الإطلاق أعم منه في كلام الأصوليين، فقد يطلقون علىتقييد المطلق نسخاً، وعلى تخصيص العموم بدليل متصل أو منفصل نسخا وعلى بيان المبهموالمجمل نسخاً، كما يطلقون على رفع الحكم الشرعي بدليل شرعي متأخرنسخاً.
الموافقات (3|105)
2 - حاول أن يتكلف في تفسير الآيات التي أشار إليها في نسخ الحكم دون التلاوة أو نسخ التلاوة دون الحكم معرضا عن تفاسير علماء الأمة المتقدمين والمتأخرين.
وأضرب على ذلك مثالا واحدا مما أورده في كتابه وهي مسألة دعواه نسخ الرجم في الزاني المحصن إلى الجلد وإنكاره أن يكون من باب نسخ التلاوة دون الحكم.
ذكر ص (125): وعليه فحكم الرجم الذي صحت أخباره وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد حكم به ونفذه إنما كان حكما لحالة خاصة وظرف لا يتكرر أنزله الله على رسوله صلى الله عليه وسلم في آية ورد ذكرها كثيرا في كتب التفسير والأصول وفي الصحاح ثم نسخت تلك الآية .. وقبل أن ندخل في التفاصيل لا بد أن نعطي صورة ولو سريعة عن الوجه الحقيقي للشريعة الإسلامية المشرق بالرحمة والتسامح والحب والخير للمؤمنين .. ثم ذكر حديث النبي صلى الله عليه وسلم: لله أرحم بعباده من هذه بولدها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/98)
ثم قال: فهل يتفق وهذا المنهج تأبيد حكم قتل رجل أو امرأة رجما بالحجارة لقاء ارتكاب عمل (لا أقول إنه هين فهو عند الله عظيم) ما زال البشر يقعون فيه منذ خلق الإنسان وسوف يبقون يقعون فيه في لحظة ضعف شيطانية حتى قيام الساعة ..
قلت: وهنا نلاحظ إعمال العقل في رد الأحاديث الصحيحة , وأما ما أوجبه الله سبحانه وتعالى من حكم الرجم على الزاني المحصن فلا ينافي رحمة الله لعباده بل هو من عظيم رحمة الله بعباده الذي حرم الفواحش ما ظهر منها وما بطن , ومن منع هذه الفاحشة الخطيرة التي يترتب عليها اختلاط الأنساب , وفساد الأسر والمجتمعات
ثانيا: حاول أن يدلل على أن الرجم كان قبل نزول سورة النور التي فيها الأمر بجلد الزانيين ثم أورد ما جاء في الصحيحين عن أبي إسحق الشيباني قال سألت عبدالله بن أبي أوفى هل رجم رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال نعم: قال قلت: بعدما أنزلت سورة النور أم قبلها؟ قال لاأدري.
ثم قال: وربما كان هذا الحديث أو الأثر أعلاه سببا في أنا لم نسمع في تاريخ الإسلا م الطويل أن المسلمين رجموا زانيا واحدا إذ أن هذا الحديث هو بمثابة شبهة في الرجم ..
قلت: قال ابن حجر: وقد قام الدليل على أن الرجم وقع بعد سورة النور لأن نزولها كان في قصة الإفك واختلف هل كان سنة أربع أو خمس أو ست على ما تقدم بيانه , والرجم كان بعد ذلك فقد حضره أبو هريرة وإنما أسلم سنة سبع وبن عباس إنما جاء مع أمه إلى المدينة سنة تسع.
الفتح (12|120)
وقال أيضا: وقوله لا أدري فيه أن الصحابي الجليل قد تخفى عليه بعض الأمور الواضحة وأن الجواب من الفاضل بلا أدري لا عيب عليه.
الفتح (12|167)
وأما حوادث الرجم في السنة والتاريخ الإسلامي كثيرة جدا من عهد النبي صلى الله عليه وسلم و عهد الصحابة إلى هذا القرن الحالي , وعليه يدل قول عمر: رجم رسول الله ورجمنا بعده.
ثم أورد ما قدمناه سابقا من محاولة إبراز أن حادثة الإفك كانت في السنة التاسعة لتتفق دعواه في نسخ رجم الزاني المحصن إلى الجلد
ثم حاول أن يبين أن معنى في قوله تعالى: {ويدرأ عنها العذاب} لا يراد به الرجم ولا يصل إلى حد القتل بل جاء محكما مفسرا (مائة جلدة)
ثم حاول أن يدلس أن الإمام مالك أشار إلى ذلك
قال ص (133) ومما يلاحظ في موطأ الإمام مالك أنه بوب لكتاب الحدود بثلاثة أبواب الأول: ما جاء في الرجم والثاني: ما جاء فيمن اعترف على نفسه بالزنا والثالث: جامع ما جاء في حد الزنا.
فإذا علمنا أن الإمام مالك رضي الله عنه ولد سنة 95هـ وكان لا يفتي ومالك في المدينة وأنه لم يذكر الرجم في الباب الثالث إطلاقا فماذا يعني ذلك؟!
قلت: وهنا نلمس التدليس ومحاولة نسبة قوله الشاذ للإمام مالك وهذه هي الأمانة العلمية عند أمثال هؤلاء.
ثم تجرأ على تضعيف الأحاديث الصحيحة وردها بدعوى معارضتها للقرآن قال ص (139): هذا وقد ورد في الصحيحين وغيرهما حديثان فهم منهما استمرارية حكم الرجم والحديثان تفرد بهما الزهري عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة أي أن مدارهما على راو واحد (على جسامة الأمر وأهميته) وقد آثرت عدم التعرض لهما هنا والاكتفاء بردهما لمخالفتهما نصوص القرآن القطعية الثبوت والدلالة.
قلت: وهذه حجته دائما في رد حديث النبي صلى الله عليه وسلم.
قال:أما الحديث الآخر الذي سبب إشكالا وخلافا بما يغطي على عيون كثير من العلماء في هذا الأمر فهو ما جاء في صحيح مسلم قوله: حدثنا قتيبة حدثنا هشيم عن منصور بن زاذان عن الحسن عن حطان بن عبدالله عن عبادة بن الصامت قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: خذوا عني فقد جعل الله لهن سبيلا الثيب بالثيب والبكر بالبكر الثيب جلد مائة ثم رجم بالحجارة والبكر جلد مائة ثم نفي سنة ... وهذا الحديث مع صحة إسناده عند مسلم والنسائي والترمذي إلا أنه غير صحيح متنا ولا اعتبار له لعدة أمور ..
قلت: بهذا السند الذي ساقه ليس في صحيح مسلم , وإنما هو عند الترمذي والنسائي في الكبرى وهذه من أوهامه التي لا تنتهي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/99)
ومن تلك الأمور التي رد بها هذا الحديث قوله ص (142): لم يرد أو يثبت قط أن السنة شرعت حكما رئيسا فالمعلوم بلا خلاف أن السنة إنما تبين القرآن وتخصص عمومه فصلاحيتها محدودة فما بالك والحديث هنا يتعدى هذه الصلاحية بل ويتعارض مع ما جاء نصا صريحا في القرآن الكريم؟! فهل يجوز لنا أن نتخلى عن حكم دليلبه قطعي الثبوت قطعي الدلالة لنأخذ بخبر آحاد – عرضة لكل عارض – ظني الثبوت أو الدلالة وهل يقول بذلك مسلم عاقل أو عالم فقيه لا والله.
قلت: قال الشوكاني: اعلم أنه قد اتفق من يعتد به من أهل العلم على أن السنة المطهرة مستقلة بتشريع الأحكام , وأنها كالقرآن في تحليل الحلال وتحريم الحرام , وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: [ألا وأني أوتيت القرآن ومثله معه] أي أوتيت القرآن وأوتيت مثله من السنة التي لم ينطق بها القرآن , وذلك كتحريم لحوم الحمر الأهلية , وتحريم كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير وغير ذلك مما لم يأت عليه الحصر ...
إرشاد الفحول (152)
قلت: من تلك الأمور الغريبة التي استند إليها قوله أن المقصود بقوله تعالى: {و اللاتي يأتين الفاحشة من نسائكم فاستشهدوا عليهن أربعة منكم فإن شهدوا فأمسكوهن في البيوت حتى يتوفاهن الموت أو يجعل الله لهن سبيلا واللذان يأتيانها منكم فآذوهما فإن تابا وأصلحا فأعرضوا عنهما إن الله كان توابا رحيما}
أن المقصود بالفاحشة اللواط
قال ص (140): فالحبس كان للنساء الشاذات باللواط وليس للزانيات ولا للزناة ..
قلت: وهذا قول شاذ تقدم الحديث عنه.
رد العلماء دعوى أن النسخ من العبث -تعالى الله عن ذلك-
قال جواد عفانة في كتابه الإسلام وصياح الديك ص (72) في بيان إنكار وجود النسخ – نسخ التلاوة دون الحكم أو العكس -في القرآن.
" وحاشا لله أن يبقي في كتابه الكريم آية عبثا ..
قال الزرقاني:
يقولون إن نسخ التلاوة مع بقاءالحكم عبث لا يليق بالشارع الحكيم لأنه من التصرفات التي لا تعقل لهافائدةوندفع هذه الشبهة بجوابين:
أحدهما: أن نسخالآية مع بقاء الحكم، ليس مجردا من الحكمة،ولا خاليا من الفائدة حتى يكون عبثا بلفيه فائدة أي فائدة؛ وهي حصر القرآن في دائرة محدودة تيسر على الأمة حفظه واستظهارهوتسهل على سواد الأمة التحقق فيه وعرفانه وذلك سور محكم وسياج منيع يحمي القرآن منأيدي المتلاعبين فيه بالزيادة أو النقص لأن الكلام إذا شاع وذاع وملأ البقاع ثمحاول أحد تحريفه سرعان ما يعرف وشد ما يقابل بالإنكار وبذلك يبقى الأصل سليما منالتغيير والتبديل مصداقا لقوله سبحانه: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا لهلحافظون}.والخلاصة أن حكمة الله قضت أن تنزل بعض الآيات فيأحكام شرعية عملية حتى إذا اشتهرت تلك الأحكام نسخ سبحانه هذه الآيات في تلاوتهافقط رجوعا بالقرآن إلى سيرته من الإجمال وطردا لعادته في عرض فروع الأحكام منالإقلال تيسيرا لحفظه وضمانا لصونه والله يعلم وأنتم لا تعلمون.ثانيهما: أنه على فرض عدم علمنا بحكمة ولا فائدة في هذا النوعمن النسخ، فإن عدم العلم بالشيء لا يصلح حجة على العلم بعدم ذلك الشيء وإلا؛ فمتىكان الجهل طريقا من طرق العلم؟! ثم إن الشأن في كل ما يصدر عن العليم الحكيمالرحمن الرحيم؛ أن يصدر لحكمة أو لفائدة نؤمن بها , وإن كنا لا نعلمها على التعيينوكم في الإسلام من أمور تعبدية استأثر الله بعلم حكمتها أو أطلع عليها بعض خاصته منالمقربين منه والمحبوبين لديه {وفوق كل ذي علم عليم} {وما أوتيتم من العلم إلاقليلا} ".
ولا بدع في هذا فرب البيت قد يأمر أطفاله بما لا يدركون فائدته لنقصعقولهم، على حين أنه في الواقع مفيد وهم يأتمرون بأمره , وإن كانوا لا يدركون فائدته، والرئيس قد أمر مرؤوسيه بما يعجزون عن إدراك سره وحكمته على حين أن له في الواقعسرا وحكمة وهم ينفذون أمره وإن كانوا لا يفهمون سره وحكمته.
كذلك شأن الله معخلقه فيما خفي عليهم من أسرار تشريعه وفيما لم يدركوا من فائدة نسخ التلاوة دونالحكم ولله المثل الأعلى وهو العزيز الحكيم.
مناهل العرفان (2|157)
وفي الختام: هذا مجمل ما عند جواد عفانة هدانا الله وإياه إلى الحق [2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftn2) ومقام الرد عليه طويل لمن أراد التتبع لشذوذه وغرائبه , وكتبه جلها تدور على ما أوردناه في هذه الصفحات من رد للأحاديث الصحيحة والولع بالآراء الضعيفة والشاذة , والله تعالى نسأله الثبات والهداية على الصراط المستقيم.
(1) "مجموع الفتاوى" (5/ 29).
[2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newthread.php?do=newthread&f=26#_ftnref2)- قال عبد الرحمن بن مهدي: كنا في جنازة فيها عبيد الله بن الحسن وهو على القضاء فلما وضع السرير جلس وجلس الناس حوله قال فسألته عن مسألة فغلط فيها فقلت: أصلحك الله القول في هذه المسألة كذا وكذا إلا أني لم أرد هذه إنما أردت أن أرفعك إلى ما هو أكبر منها فاطرق ساعة ثم رفع رأسه فقال: إذا أرجع وأنا صاغر لأن أكون ذنبا في الحق أحب إلي من أن أكون رأسا في الباطل. تاريخ بغداد (10 |308)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/100)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[15 - 10 - 07, 04:10 م]ـ
تقبل الله طاعتكم
وجزاك الله خيراً
ـ[أبو الربيع الشامي]ــــــــ[13 - 11 - 07, 05:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
أخي؛ بارك الله فيك، هل يوجد هذا الرد على شكل كتاب مطبوع؟
فإذا لم يكن كذلك .. إذا (أردت وأذنت لي) فسوف أقوم بطبعه في بلد جواد عفانه، لتظهر ضلالاته وتعم الفائدة، ثم ينشر هذا الرد بين الناس وفي المكتبات التي يتردد عليها هذا المتعالم، ولعل (المكتبة) الدار الأثرية في الأردن تعمل على نشره ...
وجزاك الله خيراً ..
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[30 - 03 - 08, 08:34 ص]ـ
جزاكم الله خير الجزاء وبارك فيكم
عفانة على وزن علاَّمة مبالغة في العفونة وهي الرائحة الكريهة كريح خرقة نتنة ابتلت بماء مدَّة من الزمن ولم تجفف ثم ظهرت رائحتها وهذا بلهجتنا العامية ولا أدري إن كان لها أصل فصيح ولكن الذي يجعلها فصيحة نتونة هذا الرجل ونتونة ما يكتب وإن كان ابن السبكي رحمه الله يذكر أن الروائح من الأشياء التي ليس لها أسماء وهم يقسمون اللفظ باعتبار المعاني إلى مستعمل اللفظ والمعنى كلألفاظ التي دلت على معانيها وإلى ممهمل اللفظ موجود المعنى كالوائح ليس لها أسماء إلى بإضافتها إلى ما أنتجها كريح الياسمين والقرنفل وغيرهما وليس هذا محل البحث إنما المراد أن هذا الرجل نتن بحق(80/101)
الخوف من الموت: خيرُه وشرُّه، وهل يُدعى بطول العمر؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 04:44 م]ـ
الخوف من الموت: خيرُه وشرُّه، وهل يُدعى بطول العمر؟
سؤال:
لدي بعض الأسئلة أرجو الإجابة عليها:
1. لقد مررت بفترة عصيبة فلم أعد أفكر سوى بالموت في كل تصرفاتي، فلم أعد أستطيع النوم بسبب هذه الوساوس، وأصبحت أفكر في كل من مات، وكيف مات، وأصبحت صور الموتى ممن أعرفهم تراودني بين لحظة ولحظة، فلم أعد أحتمل هذه الحالة، فأصبحت أخاف من كل شيء، لم يعد للحياة طعم، فهل هذا إنذار باقتراب الأجل، وأني سأموت في فترة قريبة؟ أرجوكم أفيدوني، في الواقع هذه الحالة انتابتني بعد ذنب ارتكبته، فهل لهذا الذنب علاقة؟.
2. أحد أقاربي أخبرني بأنه رآني في المنام أني ميت، وسأل أحد شيوخ البلدة وقال: إنه يدل على طول العمر، فهل هذا صحيح أم أنه غير ذلك؟.
3. هل الدعاء بطول العمر مستجاب أم إنه قد كتبت الأعمار وانتهى الأمر؟ وما الذي يبارك في العمر من أعمال؟. وجزاكم الله خيراً. نرجو الإجابة على الأسئلة بأسرع وقت؛ لأنني بحاجه إليها.
الجواب:
الحمد لله
أخي الفاضل
أولاً:
أرجو منك أن تعي ما أكتبه لك، وأن تعمل به، فلعل ما أصابك أن يكون خيراً لك:
1. كلُّ نفس ذائقة الموت:
وهذه حقيقة يجب أن تعلمها، فليس أحدٌ بناجٍ من الموت، طال عمره أو قصر، صحيحاً كان أو مريضاً، غنيّاً كان أو فقيراً.
قال تعالى: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ) آل عمران/ 185، وقال سبحانه: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) العنكبوت/ 57.
وقال عز وجل: (كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ) الأنبياء/ 35.
ولو كانت الدنيا تدوم لأحدٍ: لأدامها الله لأنبيائه وأوليائه وأصفيائه، فأين هم الأنبياء والرسل؟ وأين هم الصدِّيقون والشهداء؟ وأين هم الصحابة والتابعون؟ كلهم ذاقوا الموت – إلا عيسى عليه السلام وسيذوقه في آخر المطاف -.
قال تعالى: (وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ) الأنبياء/ 34.
وقال تعالى: (إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ) الزمر/ 30.
2. لا مهرب من الموت:
ومهما بذل الإنسان من أسباب الصحة والنشاط فهو ميت، وأينما كان فإن الموت يدركه، وحيثما فرَّ من الموت فإنه سيجده مقابل وجهه.
قال تعالى: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ) الجمعة/ 8.
وقال تعالى: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) النساء/ 78.
قال ابن كثير- رحمه الله -:
أي: أينما كنتم يدرككم الموت، فكونوا في طاعة الله، وحيث أمركم الله فهو خير لكم، فإن الموت لا بد منه، ولا محيد عنه، ثم إلى الله المرجع، فمن كان مطيعا له جازاه أفضل الجزاء، ووافاه أتم الثواب.
" تفسير ابن كثير " (6/ 291).
وقال- رحمه الله –:
أنتم صائرون إلى الموت لا محالة، ولا ينجو منه أحد منكم، كما قال تعالى: (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ. وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وِالإكْرَامِ).
" تفسير ابن كثير " (2/ 360).
وقال الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله – في تفسير قوله تعالى (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) ق/ 19 - :
وقوله (بِالْحَقِّ): أي: أن الموت حق، كما جاء في الحديث: " الموت حَقٌّ، وَالْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ " – متفق عليه -، فهي تأتي بالحق، وتأتي أيضاً بحق اليقين، فإن الإنسان عند الموت يشاهد ما تُوُعِّد به، وما وُعِدَ به؛ لأنه إن كان مؤمناً: بُشِّر بالجنة، وإن كان كافراً: بُشِّر بالنار- أعاذنا الله منها -.
(ذَلِكَ) أي: الموت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/102)
(مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) اختلف المفسرون في " ما " هل هي نافية فيكون المعنى: ذلك الذي لا تحيد منه، ولا تنفك منه، أو أنها موصولة فيكون المعنى: ذلك الذي كنت تحيد منه، ولكن لا مفر منه، فعلى الأول يكون معنى الآية: ذلك الذي لا تحيد منه، بل لابد منه، وقد قال الله تعالى: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ).
وتأمل يا أخي: (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ) ولم يقل " فإنه يدرككم "، وما ظنك بشيء تفر منه وهو يلاقيك؟ إن فرارك منه يعني دنوك منه في الواقع، فلو كنت فارّاً من شيء وهو يقابلك، فكلما أسرعت في الجري أسرعت في ملاقاته، ولهذا قال: (فَإِنَّهُ مُلَاقِيكُمْ)، وفي الآية الأخرى: (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) النساء/ 78؛ لأنه ذكر في هذه الآية أن الإنسان مهما كان في تحصنه فإن الموت سوف يدركه على كل حال، وهنا يقول تعالى: (ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ).
وعلى المعنى الثاني، أي: ذلك الذي كنت تحيد منه وتفر منه في حياتك، قد وصلك وأدركك، وعلى كل حال: ففي الآية التحذير من التهاون بالأعمال الصالحة، والتكاسل عن التوبة، وأن الإنسان يجب أن يبادر؛ لأنه لا يدري متى يأتيه الموت.
" تفسير القرآن من الحجرات إلى الحديد " (ص 95، 96).
قالَ الشاعر:
الموت بابٌ وكل الناسِ داخله الا ليت شعري بعد الموت ما الدار
الدارُ جَنَّةُ خُلدٍ إِن عَمِلتَ بِما يُرضي الإِلَهَ وَإِن قَصَّرتَ فَالنارُ
3. تذكر الموت خير لا شر.
وما لي أراك – أخي الفاضل – قلقاً من الموت، خائفاً من ذِكره؟! ألم تعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم أوصانا بالإكثار من ذِكر الموت؟! ألم تعلم أن في ذلك خيراً عظيماً لمن فعل ذلك حتى يكون مستعدّاً للقاء ربه، ويكثر من الأعمال الصالحة قبل أن يفجأه الموت؟! وهل تعلم أن نسيان الموت والغفلة عنه تؤدي إلى التعلق بالدنيا، وتسويف التوبة، والتكاسل عن الطاعات؟!.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم: (أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ - يَعْنِي: الْمَوْتَ) رواه الترمذي (2307) والنسائي (1824) وابن ماجه (4258) وصححه الألباني في " صحيح الترمذي ".
على أننا ننبهك هنا ـ أخانا الكريم ـ إلى أن المراد بذكر الموت هو الذكر القاطع عن الانهماك في لذات الدينا وشواغلها، والحامل على الاستعداد للموت والقبر، وليس المراد بالذكر هنا الذكر السلبي الذي يوشك أن يقطع الإنسان عن مصالحه في معاشه ومعاده، ويصيبه بالإحباط أو الجبرية في أفعاله.
قال الشيخ عطية سالم رحمه الله: " المراد بذلك أن تكثر من ذكر الموت لتستعد له، لا لتكدر صفوك في الدنيا وتقول: أنا سأموت، لماذا اعمل؟!! ثم يضيق صدرك؛ لا، المراد: أكثروا من تذكُّره في نفوسكم، من أجل أن تستعدوا له " شرح بلوغ المرام (4/ 2).
وقال بعض العلماء:
" مَن أكثر ذكر الموت أكرمه الله بثلاث: تعجيل التوبة، وقناعة القلب، ونشاط العبادة، ومن نسي ذكر الموت ابتلي بثلاث: تسويف التوبة، وترك الرضا، والتكاسل بالعبادة ".
فينبغي أن يكون تذكرك للموت سبباً لقيامك بالطاعات، ومحفِّزاً على سرعة التوبة، ولا تجعل خوفك من الموت يسبب لك قلقاً، ولا وساوس، ولا يُقعدك عن العمل والطاعات، ولا يمنعك من الكسب، ولا يجعلك تقوم بحقوق نفسك وأسرتك، وإلا كان هذا التذكر عليك، لا لك.
ولا تنس مع ذِكرك للموت، بل إكثارك منه، أن تحسن الظن بربك تعالى، وأنه لا يظلم الناس شيئاً، وأنه تعالى يضاعف الحسنات، ويعفو ويصفح، ويقبل من عباده المسيئين توبتهم وإنابتهم، فاحذر أشد الحذر من القنوط من رحمة الله، واجمع في قلبك بين الخوف من الله وبين رجائه تعالى، فالخوف والرجاء للمؤمن كالجناحين للطائر، فلا يغني أحدهما عن الآخر
، وهذا هو حال الأنبياء والأولياء والصالحين.
قال تعالى: (إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ) الأنبياء/ 90.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/103)
وقال سبحانه: (يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا) السجدة/ 16.
وقال تعالى: (أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ) الزمر/ 9.
فلا تسأل نفسك متى تموت؟ بل على أي شيء تموت؟ على خير أم شر؟ على طاعة أم معصية؟ على الإسلام أم على الكفر؟ وبما أن الإنسان لا يدري متى يموت فإن هذا يدفعه لأن يكون متأهباً دائما للموت استعداداً للقاء ربه على أحسن حال.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله -:
ولهذا نقول: أنت لا تسأل متى تموت، ولا أين تموت؛ لأن هذا أمر لا يحتاج إلى سؤال، أمر مفروغ منه، ولابد أن يكون، ومهما طالت بك الدنيا، فكأنما بقيت يوماً واحداً، بل كما قال تعالى هنا: (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) النازعات/ 46، ولكن السؤال الذي يجب أن يرِد على النفس، ويجب أن يكون لديك جواب عليه هو: على أي حال تموت؟! ولست أريد على أي حال تموت هل أنت غني أو فقير، أو قوي أو ضعيف، أو ذو عيال أو عقيم، بل على أي حال تموت في العمل، فإذا كنت تسائل نفسك هذا السؤال، فلابد أن تستعد؛ لأنك لا تدري متى يفجَؤُك الموت، كم من إنسان خرج يقود سيارته ورجع به محمولاً على الأكتاف، وكم من إنسان خرج من أهله يقول هيئوا لي طعام الغداء أو العشاء ولكن لم يأكله، وكم من إنسان لبس قيمصه وزر أزرته ولم يفكها إلا الغاسل يغسله، هذا أمر مشاهد بحوادث بغتة، فانظر الآن وفكِّر على أي حال تموت، ولهذا ينبغي لك أن تكثر من الاستغفار ما استطعت، فإن الاستغفار فيه من كل همٍّ فرجاً، ومن كل ضيق مخرجاً.
" لقاءات الباب المفتوح " (اللقاء رقم 17).
ثانياً:
وأما بالنسبة لرؤيا قريبك وأنه رآك في المنام ميتاً: فقد سبق بيان أن الموت حق، وأن الإنسان لا يدري متى يموت ولا في أي أرض، فليس في الرؤيا ما ينافي الواقع لك عاجلاً أم آجلاً، ولم يبق لك إلا الاستعداد له – كما سبق -، مع التنبيه أن رؤية الشخص من قبَل غيره أنه ميت قد تعني أنه يرزق بولد أو حفيد كما أفاده بعض إخواننا المشتغلين بتعبير الرؤى، ولو فرِض أن رؤيا قريبك ستتحقق قريبا: فهذا يجعلك تسارع في العمل الصالح، ولسنا نشتغل هنا بتعبير رؤى الناس، لكننا ننصحهم ونبين لهم ما ينتفعون به من أحكام ومسائل شرعية واجتماعية وتربوية.
ثالثاً:
الدعاء بطول العمر جائز، على أن يكون معه الدعاء بأن يكون في طاعة الله، أو حُسن العمل؛ إذ طول العمر من غير توفيق لأعمال صالحة فيه ضرر على صاحبه؛ لأنه تكثر أعماله السيئة وتكثر معاصيه، وها هو إبليس له عمر طويل، وهو يقضيه في الوسوسة والكيد.
وقد سبق في جواب السؤال رقم: (12372 ( http://www.islam-qa.com/index.php?ref=12372&ln=ara) ) جواز الدعاء بطول العمر، مع الزيادة التي نبهنا عليها وهي " في طاعة الله " وما يشبهها.
والأعمار والأرزاق مكتوبة مقدَّر في اللوح المحفوظ لا تتبدل ولا تتغير، لكن الله تعالى جعل لها أسباباً تطول بها الأعمار – أو يبارك فيها – ويكسب بها رزقاً، ومن ذلك: صلة الرحم؛ فإنها تطيل في العمر وتزيد في الرزق، وقد علم الله تعالى أزلاً أن فلاناً سيصل رحمه فقدَّر له عمُراً ورزقاً بسببه، والمسلم لا يدري ما كُتب له، لكنه يبذل أسباب الحفاظ على حياته، ويبذل أسباب تحصيل الرزق.
وبعض العلماء يرى أن التبديل والتغيير يكون بما في أيدي الملائكة من صحف، وأما ما في اللوح المحفوظ فلا يمكن؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " رُفعَت الأَقلام وجفَّت الصحف". رواه أحمد (2664) والترمذي (2516) وصححه الألباني.
قال تعالى: (وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلَّا فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ) فاطر/من الآية 11.
وقال تعالى: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) الرعد/ 39.
قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله -:
(يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ) من الأقدار.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/104)
(وَيُثْبِتُ) ما يشاء منها، وهذا المحو والتغيير في غير ما سبق به علمه، وكتبه قلمه؛ فإن هذا لا يقع فيه تبديل ولا تغيير؛ لأن ذلك محال على الله أن يقع في علمه نقص أو خلل، ولهذا قال:
(وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) أي: اللوح المحفوظ، الذي ترجع إليه سائر الأشياء، فهو أصلها، وهي فروع له وشُعب.
فالتغيير والتبديل يقع في الفروع والشعب، كأعمال اليوم والليلة التي تكتبها الملائكة، ويجعل الله لثبوتها أسباباً، ولمحوها أسباباً، لا تتعدى تلك الأسباب ما رسم في اللوح المحفوظ، كما جعل الله البر والصلة والإحسان من أسباب طول العمر وسعة الرزق، وكما جعل المعاصي سبباً لمحق بركة الرزق والعمر، وكما جعل أسباب النجاة من المهالك والمعاطب سبباً للسلامة، وجعل التعرض لذلك سبباً للعطب، فهو الذي يدبر الأمور بحسب قدرته وإرادته، وما يدبره منها لا يخالف ما قد علِمه وكَتَبه في اللوح المحفوظ.
" تفسير السعدي " (ص 419).
وسواء كانت الزيادة حقيقية في صحف الملائكة، كما هو الصحيح، أو أنها بالبركة في عمُر المسلم: فإن المطلوب من المسلم بذل الأسباب التي تطيل عمره أو تبارك له فيه، كما يبذل الأسباب في الرزق والبركة فيه.
عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ: فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ).
رواه البخاري (1961) ومسلم (2557).
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
" وقد تأول بعضهم أنه يبارك له في عمره حتى قد يعمل فيه من الخير في العمر القصير ما يعمل في العمر الطويل، والصحيح: أنه يزيد وينقص فيما في أيدي الملائكة من الصحف كما تقدم، وليس لأحد اطِّلاع على اللوح سوى الله ".
" مختصر الفتاوى المصرية " (1/ 227).
والله أعلم
http://islamqa.com/index.php?ref=100451&ln=ara
ـ[ابو شيماء الشامي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 09:48 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ(80/105)
حر الصيف من فيح جهنم
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[21 - 06 - 07, 05:51 م]ـ
حر الصيف من فيح جهنم
الحمد لله الذي خلق الحياة الدنيا، وجعل فيها عبراً وذكرى لقوم يعقلون، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه .. أما بعد:
هذه الدار الفانية ممزوجة بالنعيم والألم، فما فيها من النعيم يذكر بنعيم الجنة، وما فيها من الألم يذكر بألم النار، وجعل الله -تعالى- في هذه الدار أشياء كثيرة تذكر بدار الغيب المؤجلة الباقية، فمنها ما يذكر بالجنة من زمان ومكان ..
أما الأماكن فخلق الله بعض البلدان وفيها من المطاعم والمشارب والملابس، والمناظر الرائعة، والأجواء النقية، والوديان الخضراء الشاسعة، وغير ذلك من نعيم الدنيا ما يذكر بنعيم الجنة.
وأما الأزمان: فكزمن الربيع فإنه يذكر طيبه بنعيم الجنة وطيبها، وكأوقات الأسحار، فإن بردها يذكر ببرد الجنة ..
ومنها ما يذكر بالنار فإن الله -تعالى- جعل في الدنيا أشياء كثيرة تذكر بالنار المعدة لمن عصاه وما فيها من الآلام والعقوبات من أماكن وأزمان وأجسام وغير ذلك ..
وأما الأزمان: ((فشدة الحر والبرد)) يذكر بما في جهنم من الحر والزمهرير.
عن أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "اشتكت النار إلى ربها فقالت: يا رب أكل بعضي بعضاً فأذن لها بنفسين: نفس في الشتاء، ونفس في الصيف، فهو أشد ما تجدون من الحر، وأشد ما تجدون من الزمهرير". رواه البخاري ومسلم.
قال النووي: قال القاضي اختلف العلماء في معناه فقال بعضهم هو على ظاهره واشتكت حقيقة وشدة الحر من وهجها وفيحها وجعل الله تعالى فيها ادراكا وتمييزا بحيث تكلمت بهذا ومذهب أهل السنة أن النار مخلوقة ... شرح مسلم [جزء 5 - صفحة 120]
وعن أبي هريرة وابن عمر أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: "إذا اشتد الحر فأبردوا عن الصلاة فإن شدة الحر من فيح جهنم". رواه البخاري ومسلم.
قال الحافظ: قوله من فيح جهنم أي من سعة انتشارها وتنفسها ومنه مكان أفيح أي متسع وهذا كناية عن شدة استعارها وظاهره أن مثار وهج الحر في الأرض من فيح جهنم حقيقة .... فتح الباري [جزء 2 - صفحة 17]
وقال: كذلك وهذه الأحاديث من أقوى الأدلة على ما ذهب إليه الجمهور من أن جهنم موجودة الآن ... فتح الباري [جزء 6 - صفحة 333]
وأما الأجسام المشاهدة في الدنيا المذكرة بالنار فكثيرة .. منها: الشمس عند اشتداد حرها، وقد روي أنها خلقت من النار وتعود إليها.
و ينبغي لمن كان في حر الشمس أن يتذكر حرها في الموقف، فإن الشمس تدنو من رؤوس العباد يوم القيامة، ويزاد في حرها .. وينبغي لمن لا يصبر على حر الشمس في الدنيا أن يجتنب من الأعمال ما يستوجب صاحبه به دخول النار، فإنه لا قوة لأحد عليها ولا صبر ..
فعن المقداد بن الأسود قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول تدني الشمس يوم القيامة من الخلق حتى تكون منهم كمقدار ميل قال سليم بن عامر فوالله ما أدري ما يعني بالميل؟ أمسافة الأرض أم الميل الذي تكتحل به العين قال فيكون الناس على قدر أعمالهم في العرق فمنهم من يكون إلى كعبيه ومنهم من يكون إلى ركبتيه ومنهم من يكون إلى حقويه ومنهم من يلجمه العرق إلجاما قال وأشار رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده إلى فيه.رواه مسلم
ومما يؤمر بالصبر فيه على حر الشمس النفير للجهاد في الصيف كما قال تعالى عن المنافقين:} وَقَالُواْ لاَ تَنفِرُواْ فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرّاً لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ} التوبة81
وكذلك المشي إلى المساجد للجمع والجماعات وشهود الجنائز ونحوها من الطاعات والجلوس في الشمس لانتظار ذلك حيث لايوجد ظل.
فقد خرج رجل من السلف للجمعة فوجد الناس قد سبقوه إلى الظل فقعد في الشمس فناداه رجل من الظل أن يدخل إليه فأبى أن يتخطى الناس لذلك ثم تلا: { ... وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} لقمان17
و مما يُضاعَف ثوابه في شدة الحر من الطاعات: الصيام؛ لما فيه من ظمأ الهواجر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/106)
ففي الصحيحين عن أبي الدرداء -رضي الله عنه- قال: لقد رأيتنا مع رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في بعض أسفاره في اليوم الحار الشديد الحر، وإن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحر، وما في القوم أحد صائم إلا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وعبد الله بن رواحة. و في رواية: أن ذلك كان في شهر رمضان.
وكان أبو الدرداء يقول: صوموا يوماً شديداً حره لحر يوم النشور، وصلوا ركعتين في ظلمة الليل لظلمة القبور!.
لهذا كان كثير من السلف الصالح يتأسف عند موته على ما يفوته من ظمأ الهواجر، فقد روي ذلك عن ابن مسعود وغيره، وروي عن أبي بكر الصديق -رضي الله عنه- أنه كان يصوم في الصيف ويفطر في الشتاء، ووصى عمر -رضي الله عنه- عند موته ابنه عبد الله فقال له: عليك بخصال الإيمان، وسمى أولها: الصوم في شدة الحر في الصيف، قال القاسم بن محمد: كانت عائشة -رضي الله عنها- تصوم في الحر الشديد، قيل له: ما حملها على ذلك؟ قال: كانت تبادر الموت. و كانت بعض الصالحات تتوخى أشد الأيام حراً فتصومه، فيقال لها في ذلك، فتقول: إن السعر إذا رخص اشتراه كل أحد، تشير إلى أنها لا تؤثر إلا العمل الذي لا يقدر عليه إلا قليل من الناس؛ لشدته عليهم. وهذا من علو الهمة.
ونزل الحجاج في بعض أسفاره بماء بين مكة والمدينة، فدعا الأمير بغدائه ورأى أعرابياً فدعاه إلى الغداء معه، فقال: دعاني من هو خير منك فأجبته، قال: ومن هو؟ قال: الله -تعالى- دعاني إلى الصيام فصمت، قال: في هذا الحر الشديد؟ قال: نعم صمت ليوم أشد منه حراً، قال: فافطر وصم غداً، قال: إن ضمنت لي البقاء إلى غد! قال: ليس ذلك إليَّ، قال: فكيف تسألني عاجلاً بآجل لا تقدر عليه؟!
أما الأماكن فكثير من البلدان مفرطة الحر أو البرد، فبردها يذكر بزمهرير جهنم، وحرها يذكر بحر جهنم وسمومها، وبعض البقاع يذكر بالنار كالحمَّام، قال أبو هريرة: "نعم البيتُ الحمام، يدخله المؤمن فيزيل به الدرن، ويستعيذ بالله فيه من النار".
كان السلف يذكرون النار بدخول الحمام فيحدث لهم ذلك عبادة .. دخل ابن وهب الحمام فسمع تالياً يتلو: {وَإِذْ يَتَحَاجُّونَ فِي النَّارِ} غافر:47. فغشي عليه!.
وتزوج صلة بن أشيم فدخل الحمَّام، ثم دخل على زوجته تلك الليلة، فقام يصلي حتى أصبح وقال: دخلت بالأمس بيتا أذكرني النار، ودخلت الليلة بيتاً ذكرت به الجنة، فلم يزل فكري فيهما حتى أصبحت.
وصب بعض الصالحين على رأسه ماءً من الحمام فوجده شديد الحر فبكى وقال: ذكرت قوله -تعالى-: {يُصَبُّ مِنْ فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ} الحج:19.
ومن أعظم ما يذكر بنار جهنم: النار التي في الدنيا.
قال الله -تعالى-: َفَرَأَيْتُمُ النَّارَ الَّتِي تُورُونَ {71} أَأَنتُمْ أَنشَأْتُمْ شَجَرَتَهَا أَمْ نَحْنُ الْمُنشِؤُونَ {72} نَحْنُ جَعَلْنَاهَا تَذْكِرَةً وَمَتَاعاً لِّلْمُقْوِينَ {73} 73. يعني: أن نار الدنيا جعلها الله تذكرة تذكر بنار جهنم.
قال الحسن: كان عمر ربما توقد له النار ثم يدني يده منها ثم يقول: يا ابن الخطاب هل لك على هذا صبر؟!
مرَّ ابن مسعود بالحدادين وقد أخرجوا حديداً من النار فوقف ينظر إليه ويبكي. وروي عنه أنه مر على الذين ينفخون الكير فسقط.
وكان أويس يقف على الحدادين فينظر إليهم كيف ينفخون الكير ويسمع صوت النار فيصرخ ثم يسقط. وكذلك الربيع بن خيثم .. وكان كثير من السلف يخرجون إلى الحدادين ينظرون إلى ما يصنعون بالحديد فيبكون ويتعوذون بالله من النار. ورأى عطاء السليمي امرأة قد سجرت تنورها فغشي عليه. كان الأخنف بن قيس يجيء إلى المصباح فيضع إصبعيه فيه ويقول: حس، ثم يعاتب نفسه على ذنوبه.
عن أبي هريرة رضي الله عنه
: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ناركم جزء من سبعين جزءا من نار جهنم). قيل يا رسول الله إن كانت لكافية قال (فضلت عليهن بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها) رواه البخاري 3092، ومسلم في الجنة وصفة نعيمها وأهلها باب في شدة حر نار جهنم رقم 2843.
أخي الكريم: كم يَلْفحُ حرُّ الصيف أناساً فيتألمون منه ويتضايقون، ويستخدمون كافة المكيفات والمبردات لهذا الحر الذي هو فيح من حر جهنم! فكيف بها؟ ثم بعد ذلك لا يتذكرون ولا هم يعقلون، بل لقد وصل الحال بكثير من بني قومنا أنهم يتركون جو الجزيرة العربية الحار ويقضون عطلهم في البلدان الباردة في الشرق والغرب، ويا ليتهم يقضونها في السياحة المباحة، ولكن البعض منهم يذهب للفساد في الأرض .. ولا يسلم من ذلك إلا من عصمه الله وهداه.
فنسأل الله العلي الكبير أن يجعل ما في الكون من مصائب وأكدار وتقلبات تذكيراً لنا بما في اليوم الآخر من الأحوال والأهوال، ونعوذ به من الغفلة عن الدار الآخرة .. إنه سميع مجيب.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
انظر كل ما سبق في لطائف المعارف لابن رجب الحنبلي .. بتصرف كبير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/107)
ـ[عادل أبو الفتوح]ــــــــ[23 - 06 - 07, 11:58 ص]ـ
بارك الله فيك موضوع قيم في موقت مناسب.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[10 - 07 - 09, 07:09 م]ـ
يرفع للتذكير(80/108)
ما الدليل في جواز كشف شعر المرأة أمام خالها وعمها؟
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[21 - 06 - 07, 06:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
صديقي المالديفي يعرف بجواز هذا الشيء ولكن يريد دليل صريح على ذلك؟
أفيدونا يرحمكم الله
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[21 - 06 - 07, 07:38 م]ـ
يقول الله تبارك و تعالى:"وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" سورة النور الآية 31
و لا شك أن من زينة المرأة شعرها كما قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى و الله أعلم.
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[21 - 06 - 07, 10:08 م]ـ
يقول الله تبارك و تعالى:"وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء وَلا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِن زِينَتِهِنَّ وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" سورة النور الآية 31
و لا شك أن من زينة المرأة شعرها كما قال الشيخ الألباني رحمه الله تعالى و الله أعلم.
سبق وقلت له هذه الاية وقال لي أين العم وأين الخال في هذه الاية؟
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[22 - 06 - 07, 08:40 ص]ـ
هذا السؤال من التنطع في الدين، وكشف المرأة لعمها وخالها من المسلمات في دين الإسلام، ولا يعلم للمسلمين فيه اختلاف. ويجاب عن هذا السائل بأن يأتي هو بدليل يمنع ذلك.
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[22 - 06 - 07, 04:01 م]ـ
هذا السؤال من التنطع في الدين، وكشف المرأة لعمها وخالها من المسلمات في دين الإسلام، ولا يعلم للمسلمين فيه اختلاف. ويجاب عن هذا السائل بأن يأتي هو بدليل يمنع ذلك.
جزاك الله خير
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[22 - 06 - 07, 10:23 م]ـ
فلنصغ السؤال بضيغة أخرى
مالدليل على أن العم والخال من المحارم
ـ[عبدالله نيلا الألباني]ــــــــ[22 - 06 - 07, 11:26 م]ـ
ما يفهم من قوله تعالى " حرمت عليكم أمهاتكم " إلى آخر الآية. و افهمها جيدا
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[22 - 06 - 07, 11:37 م]ـ
يقول الله تبارك و تعالى:"وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ))
و قال ((أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون))
فذكر اسماعيل عليه السلام في الآباء مع كونه عم ليعقوب عليه السلام فهذا دليل على دخول العم في الآباء و قياسا عليه الخال
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[23 - 06 - 07, 12:12 ص]ـ
ما يفهم من قوله تعالى " حرمت عليكم أمهاتكم " إلى آخر الآية. و افهمها جيدا
جزاك الله خير، قد يقول قائل لم يذكر العم وأين الخال في هذه الاية الكريمة؟
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[23 - 06 - 07, 12:15 ص]ـ
يقول الله تبارك و تعالى:"وَلا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلاَّ لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ))
و قال ((أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ حَضَرَ يَعْقُوبَ الْمَوْتُ إِذْ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعْبُدُونَ مِنْ بَعْدِي قَالُوا نَعْبُدُ إِلَهَكَ وَإِلَهَ آَبَائِكَ إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِلَهًا وَاحِدًا وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُون))
فذكر اسماعيل عليه السلام في الآباء مع كونه عم ليعقوب عليه السلام فهذا دليل على دخول العم في الآباء و قياسا عليه الخال
جزاك الله خير وبارك الله فيك لعله يقرأ هذا الجواب
ـ[عبدالله نيلا الألباني]ــــــــ[23 - 06 - 07, 11:05 ص]ـ
أخي الكريم قلت افهم الآية جيدا.
قال الله تعالى "حرمت عليكم أمهاتكم و بناتكم و أخواتكم و عماتكم و خالاتكم " أي الأم محرم للذكر و الأنثى و البنت محرم للرجل و الابن محرم للمرأة و الأخت محرم للأخ و الأخ محرم للأخت و العمة محرمة للرجل و العم محرم للأنثى و الخالة محرمة للرجل و الخال محرم للأنثى و كذلك إلى آخر الآية.
فالآية قد ذكرت المحرمات من النساء و في المقابل يشمل المحرومون من الرجال فتكون الآية قد شملت العم و الخال كما شمل العمة و الخالة.
فما دام العم و الخال محرم الزواج منهما أبديا فيكونان بمنزلة الأب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/109)
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[23 - 06 - 07, 12:12 م]ـ
أخي الكريم قلت افهم الآية جيدا.
قال الله تعالى "حرمت عليكم أمهاتكم و بناتكم و أخواتكم و عماتكم و خالاتكم " أي الأم محرم للذكر و الأنثى و البنت محرم للرجل و الابن محرم للمرأة و الأخت محرم للأخ و الأخ محرم للأخت و العمة محرمة للرجل و العم محرم للأنثى و الخالة محرمة للرجل و الخال محرم للأنثى و كذلك إلى آخر الآية.
فالآية قد ذكرت المحرمات من النساء و في المقابل يشمل المحرومون من الرجال فتكون الآية قد شملت العم و الخال كما شمل العمة و الخالة.
فما دام العم و الخال محرم الزواج منهما أبديا فيكونان بمنزلة الأب.
جزاك الله خير الجزاء على التوضيح وبارك الله فيك(80/110)
سؤال في فضل مكةالمكرمة
ـ[أبويونس]ــــــــ[22 - 06 - 07, 12:16 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة والسلام على نبينا محمد
السلام عليكم إخوتي الكرام الذي أعرفه في فضل مكة أن الصلاة فيها بمائة ألف صلاة في غيرها من بقاع الأرض ماعداالمسجد النبوي و المسجد الأقصى إلا أنني سمعت في أحد الأشرطة أن الأمر لايقتصر على الصلاة وحدهافكل حسنة بمائة ألف وكل سيئة بمائة ألف كذلك كمثال من تصدق بدرهم هناك كمن تصدق بمائة ألف درهم خارج مكة في الأجر و العكس كذلك من اغتاب أحداهناك فعليه من الوزر كمن اغتاب مائة ألف خارج مكة فهل يصح هذا؟
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:49 م]ـ
هذا والله أعلم لا دليل عليه عن النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا لكن قال بعض السلف إنه يقترن بالسيئة ما يجعلها تضاعف.
قال ابن رجب الحنبلي:لكن السيئة تعظم أحيانا بشرف الزمان أو المكان كما قال تعالى: {إن عدة الشهور عند الله اثنا شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم}
وقال أيضا: قال الله تعالى: {الحج أشهر معلومات فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج} البقرة قال ابن عمر الفسوق ما أصيب من معاصي الله صيدا كان أو غيره وعنه قال الفسوق إتيان معاصي الله في الحرم
وقال تعالى: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} الحج
وكان جماعة من الصحابة يتقون سكني الحرم خشية ارتكاب الذنوب فيه منهم ابن عباس وعبد الله بن عمرو بن العاص
وكذلك كان عمر بن عبد العزيز يفعل
وكان عبدالله بن عمرو بن العاص يقول الخطيئة فيه أعظم
وروى عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لأن أخطئ سبعين خطيئة يعني بغير مكة أحب إلى من أن أخطئ خطيئة واحدة بمكة
وعن مجاهد قال تضاعف السيئات بمكة كما تضاعف الحسنات
وقال ابن جريح بلغني أن الخطيئة بمكة بمائة خطيئة والحسنة على نحو ذلك
وقال إسحاق بن منصور قلت لأحمد في شيء من الحديث إن السيئة تكتب بأكثر من واحدة قال لا ما سمعنا إلا بمكة لتعظيم البلد.
ولو أن رجلا بعدن أبين هم وقال إسحاق بن راهويه كما قال أحمد وقوله ولو أن رجلا بعدن أبين هم من قول ابن مسعود ... وقد تضاعف السيئات بشرف فاعلها وقوة معرفته بالله وقربه منه فإن من عصي السطان على بساطه أعظم جرما ممن عصاه على بعد ولهذا توعد الله خاصة عباده على المعصية بمضاعفة الجزاء وإن كان قد عصمهم منها ليبين لهم فضله عليهم بعصمتهم من ذلك كما قال تعالى: {ولولا أن ثبتناك لقد كدت تركن إليهم شيئا قليلا إذا لأذقناك ضعف الحياة وضعف الممات} الإسراء وقال تعالى: {يا نساء النبي من يأت منكن بفاحشة مبينة يضاعف لها العذاب ضعفين وكان ذلك على الله يسيرا ومن يقنت منكن لله ورسوله وتعمل صالحا نؤتها أجرها مرتين إلى قوله أجرا عظيما} الأحزاب
جامع العلوم والحكم - شرح حديث من هم بحسنة فلم يعملها -
أما مضاعفة الحسنات لغير الفريضة ففيه خلاف بين العلماء وكان شيخنا الألباني رحمه الله يرى المضاعفة فقط للفريضة ويستدل بحديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال
سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم أيما أفضل الصلاة في بيتي أو الصلاة في المسجد قال ألا ترى إلى بيتي ما أقربه من المسجد فلأن أصلي في بيتي أحب إلي من أن أصلي في المسجد إلا أن تكون صلاة مكتوبة
رواه أحمد وابن ماجه وابن خزيمة في صحيحه
والله أعلم
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[24 - 06 - 07, 04:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[24 - 06 - 07, 11:55 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نعم، قد ورد بعض الأحاديث المرفوعة إلى النبي صلى الله عليه وسلم في كون الحسنة في مكة بمائة ألف حسنة، ولكنها غير صحيحة، وقد توسع في الكلام عليها محمد بن عبدالله الغبان في (فضائل مكة الواردة في السنة جمعا ودراسة) (1/ 356 - 362)، وكذلك الشيخ الألباني في الضعيفة (495،496).
وقد جاء أيضا ما يفيد مضاعفة صيام رمضان بمكة عن غيرها بمائة ألف، وهذه الروايات لاتصح كذلك، وقد تكلم عليها الغبان في الكتاب السابق (1/ 371 - 374).
ـ[بن نصار]ــــــــ[24 - 06 - 07, 03:50 م]ـ
لكن قال بعض السلف إنه يقترن بالسيئة ما يجعلها تضاعف
القسم: فتاوى > أخرى
السؤال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/111)
هل تضاعف السيئة في مكة مثل ما تضاعف الحسنة؟ ولماذا تضاعف في مكة دون غيرها؟
الجواب:
الأدلة الشرعية دلت على أن الحسنات تضاغف في الزمان الفاضل مثل رمضان وعشر ذي الحجة، والمكان الفاضل كالحرمين، فإن الحسنات تضاعف في مكة مضاعفة كبيرة. وقد جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((صلاة في مسجدي هذا خير من ألف صلاة فيما سواه إلا المسجد الحرام، وصلاة في المسجد الحرام أفضل من مائة صلاة في مسجدي هذا)) [1] فدل ذلك على أن الصلاة بالمسجد الحرام تضاعف بمائة ألف صلاة فيما سوى المسجد النبوي، وفي مسجد النبي صلى الله عليه وسلم خير من ألف صلاة فيما سواه سوى المسجد الحرام، وبقية الأعمال الصالحة تضاعف، ولكن لم يرد فيها حد محدود إنما جاء الحد والبيان في الصلاة، أما بقية العمال كالصوم والأذكار وقراءة القرآن والصدقات فلا أعلم فيها نصاً ثابتاً يدل على تضعيف محدد، وإنما فيها في الجملة ما يدل على مضاعفة الأجر وليس فيها حد محدود. والحديث الذي فيه: ((من صام رمضان في مكة كتب له مائة ألف رمضان)) حديث ضعيف عند أهل العلم. والحاصل: أن المضاعفة في الحرم الشريف بمكة لا شك فيها (أعني مضاعفة الحسنات)، ولكن ليس في النص فيما نعلم حداً محدوداً ما عدا الصلاة فإن فيها نصاً يدل على أنها مضاعفة بمائة ألف كما سبق. أما السيئات فالذي عليه المحققون من أهل العلم أنها لا تضاعف من جهة العدد، ولكن تضاعف من جهة الكيفية، أما العدد فلا؛ لأن الله سبحانه وتعالى يقولك: {مَن جَاء بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَن جَاء بِالسَّيِّئَةِ فَلاَ يُجْزَى إِلاَّ مِثْلَهَا} [2]. فالسيئات لا تضاعف من جهة العدد لا في رمضان ولا في الحرم ولا في غيرهما، بل السيئة بواحدة دائماً وهذا من فضله سبحانه وتعالى وإحسانه. ولكن سيئة الحرم وسيئة رمضان وسيئة عشر ذي الحجة أعظم في الإثم من حيث الكيفية لا من جهة العدد، فسيئة في مكة أعظم وأكبر وأشد إثما من سيئة في جدة والطائف مثلاً، وسيئة في رمضان وسيئة في عشر ذي الحجة أشد وأعظم من سيئة في رجب أو شعبان ونحو ذلك، فهي تضاعف من جهة الكيفية لا من جهة العدد. أما الحسنات فإنها تضاعف كيفية وعدداً بفضل الله سبحانه وتعالى، ومما يدل على شدة الوعيد في سيئة الحرم، وأن سيئة الحرم عظيمة وشديدة قول الله تعالى: {وَمَن يُرِدْ فِيهِ بِإِلْحَادٍ بِظُلْمٍ نُذِقْهُ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ} [3] فهذا يدل على أن السيئة في الحرم عظيمة وحتى الهمَّ بها فيه هذا الوعيد. وإذا كان من همَّ بالإلحاد في الحرم يكون له عذاب أليم، فكيف بحال من فعل الإلحاد وفعل السيئات والمنكرات في الحرم؟ فإن إثمه يكون أكبر من مجرد الهمَّ، وهذا كله يدلنا على أن السيئة في الحرم لها شأن خطير. وكلمة إلحاد تعم كل ميل إلى باطل سواء كان في العقيدة أو غيرها؛ لأن الله تعالى قال: {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم} فنكَّر الجميع، فإذا ألحد أي إلحاد – والإلحاد هو الميل عن الحق – فإنه متوعد بهذا الوعيد. وقد يكون الميل عن العقيدة فيكفر فيكون ذنبه أعظم وإلحاده أكبر، وقد يكون الميل إلى سيئة من السيئات كشرب الخمر أو الزنا أو عقوق الوالدين أو أحدها فتكون عقوبته أخف وأقل من عقوبة الكافر. {بظلم} هذا يدل على أنه إذا كان يرجع إلى الظلم فإن الأمر خطير جداً فالظلم يكون في المعاصي، ويكون في التعدي على الناس، ويكون بالشرك بالله، فإذا كان إلحاده بظلم نفسه بالمعاصي أو بالكفر فهذا نوع من الإلحاد، وإذا كان إلحاده بظلم العباد بالقتل أو الضرب أو أخذ الأموال أو السب أو غير ذلك فهذا نوع آخر، وكله يسمى إلحاداً وكله يسمى ظلماً وصاحبه على خطر عظيم. لكن الإلحاد الذي هو الكفر بالله والخروج عن دائرة الإسلام هو أشدها وأعظمها كما قال الله سبحانه: {إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} [4]، والله أعلم.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] رواه الإمام أحمد في (أول مسند المدنيين) حديث عبد الله بن الزبير بن العوام برقم 15685.
[2] سورة الأنعام، الآية 160.
[3] سورة الحج، الآية 25.
[4] سورة لقمان، الآية 13.
المصدر:
نشر في كتاب (فتاوى تتعلق بالحج والعمرة والزيارة)، وفي مجلة (التوعية الإسلامية) العدد 9، وفي مجلة (الدعوة) العدد 1539، وفي جريدة (المسلمون) العدد 522 - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السابع عشر(80/112)
ماحكم عمل الرسوم المتحركة بالكولبيوتر؟
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[22 - 06 - 07, 02:30 م]ـ
اخ يريد دراسة مايسمى التصميم الاعلامي بالكومبيوتر وهي دراسة حديثة جدا تقوم بتصميم الاشياء بالكومبيوتر من خلال برامج خاصة والاخ في نيته ايضا نفع المسلمين وذلك بعمل رسوم متحركة اسلامية خالية من المحرمات كالموسيقى وغيرها ومن اجل بناء شخصية الطفل المسلم وتوعيته اسلاميا كعمل السير والغزوات على شكل رسوم بطريقة مشوقة وحديثة تستهوي الطفل.
ولكن طبيعة عمل هذه الرسوم يستوجب عليه رسم الاشخاص الكترونياً اي داخل الكومبيوتر وليس على الورق فهل يدخل هذا في باب التصوير المحرم؟ ارجو من المشايخ التفاعل.
وجزاكم الله خير.
ـ[أبو عصام حمدان]ــــــــ[23 - 06 - 07, 12:38 م]ـ
الرسوم المتحركة للأطفال
أجاب عليه: سلمان العودة
السؤال:
لدي أخ زميل له جهود طيبة في مجال الحاسب الآلي، وكان منذ مدة قد عكف على التركيز على برمجة أفلام متحركة للأطفال, يريد بذلك سد ثغرة على أهل الإسلام من شرور الأفلام الأجنبية التي قلما تخلو من إضلال للعقيدة أو إفساد للأخلاق، وكان ذلك بتحفيز من أهل الخير، إلا أنه يريد أن يستزيد من آراء أهل العلم والدين، حتى يطمئن قلبه من مشروعية هذا العمل، وفكرة عمله هي: عرض أفلام متحركة للبشر والحيوانات، هذا ونسأل الله لكم السداد في الدنيا والفوز في الآخرة.
الجواب:
لا بأس أن يعمل الأخ في مجال الرسوم المتحركة للأطفال؛ لأنها من جنس الدمى المرخص فيها لهم لغرض التربية ما دامت تخدم الأهداف التربوية المطلوبة للأمة. وفقه الله
منقول - موقع الإسلام اليوم
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[23 - 06 - 07, 02:45 م]ـ
جزاك الله خير اخي ابو عصام.
ـ[إبن بوعلام]ــــــــ[23 - 06 - 07, 03:18 م]ـ
سؤال غريب(80/113)
هل مشاركة المشايخ في المنتديات تفقدهم هيبتهم؟
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[22 - 06 - 07, 03:49 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهديه واستن بسنته الى يوم الدين. أما بعد:
هل مشاركة المشائخ في المنتديات العلمية، مثل منتدانا هذا، وخصوصا الشيوخ المعروفين الذين يكتبون بأسمائهم المعروفة .... تفقدهم هيبتهم؟
علماً بأننا كثيرا ما نرى تطفل بعض الأعضاء سواءٌ الجدد منهم أو النشيطون أو المتميزون أو المخضرمون .... (ابتسامة).
كثيراً ما نرى قلة أدبهم مع المشايخ المشاركين في هذا الملتقى، بل ونرى سوء الأدب وانعدامه بالكلية، ولو شاء الإخوة الأفاضل لنقلت بعض المشاركاتِ الكثيراتِ في هذا الملتقى ...
هل هذا يفقد المشايخ هيبتهم التي توصل علمهم لعوام الناس ولطلبته؟
وهل الأفضل للشيخ أن يكتب باسمه المعروف به أم يكتب اسم مستعاراً أو كنيةً لا يعرف بها حتى لا يفقد هيبته؟
نريد من الإخوة المشاركة في هذا الموضوع وبالأخص الشيوخ المعنيون بكلامي.
والحمد لله رب العالمين.
ـ[محمد العزام]ــــــــ[22 - 06 - 07, 04:56 م]ـ
المنتديات جانب من جوانب الحياة والعالم ينبغي له أن يدخل كل نواحي الحياة وينطلق في الدعوة ومواجهة الحياة بتفاعل
والنقد الجارح لايسلم منه أحد بل لم يسلم منه محمد صلى الله عليه وسلم
ولكن على الإنسان عالما كان أو عاميا
عليه أن يعرف ما يقول مع الناس وكل حسب حاله وكذلك يجب أن يتصل مع إدارة المنتدى لكي يكون معروفا لديهم
والله أعلم
ـ[ابن العنبر]ــــــــ[22 - 06 - 07, 06:42 م]ـ
في اعتقادي ان الامر اوسع من ذلك فان الفقيه يتبين بفقهه من حيث الدليل والاستدلال به وماذكره اهل الاصول وفي هذا المنتدى الطرح العلمي الرصين وما خالف ذلك عيب على صاحبه فان الاستهتار او الاستهزاء بالاخرين مهما على شخص الانسان فانه يرجع وبال عليه
لعدم معرفة طلب العلم الشرعي والتحلي به والسلام
ـ[أبو محمدعبدالعزيز بن محمد]ــــــــ[22 - 06 - 07, 10:13 م]ـ
لكل أمر إيجابيات وسلبيات
وأعتقد أن من سلبيات دخولهم النت التعدي عليهم والتقليل من مكانتهم ...
ولكن هذه السلبية لا تحسب إذا قارناها بالفوائد الكبرى في دخولهم لعالم الأنتر نت
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[22 - 06 - 07, 10:32 م]ـ
كلا ولا ولن ..
اتظن اخي الكريم ان سوء الأدب مكانه فقط في الانترنت؟؟
كثير من المشايخ يتعرض لقلة الأدب حتى من ضيوفٍ في بيته ... اوفي مجالسه .. او عند تبليغ دعوته سوا أكانت في ((العالم الرقمي او الانترنت)) او في الواقع ...
فلماذا ينتقص هذا من قدرهم؟؟ او ينتقص من هيبتهم؟؟
ومتى كانت الإساءة تُنقِص من قدر المُساء إليه ... وليس العكس؟؟
الذي يتكلم بغير اسلوب طلبة العلم ولا يقارع الحجة بالحجة .. هو الذي يفقد هيبته وهو الذي لا يقام لكلامه وزناً ..
بل لعلها ان تزيد من قدر الشيخ ديناً ودنيا
وكما تفضل أخي محمد عزام ان الرسول صلى الله عليه وسلم بأبي هو وأمي لم يسلم من ألسنة الناس ... فكان قدوةً في الصبر والحلم ..
ولنا في رسولنا وسلفنا أسوة ...
وبالنسبة للأعضاء الذين يسيئون الأدب .. أقول ((كلٌ يعمل بأصله)) ... وسوف احسن الظن واقول:لربما لو علم البعض انه يتكلم مع شيخ من اهل العلم ومن اهل الفضل لخفف من طريقة كلامه ... او لربما لن يتكلم نهائيا .. يقول المثل عندنا ((اللي ما بعرفك بجهلك))
و ((الناس لا ترمي حجارة إلا على الشجر المثمر))
لا يتسع المقام للتكلم بالمزيد .. فسأوفي لاحقاً
ـ[بن نصار]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:11 ص]ـ
لولا الله ثم شيوخنا الأفاضل لما أصبح هذا الملتقى بهذه الصورة و الإقبال المتميز.
ـ[عبدالرحمن بن عبدالله المسلم]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:46 ص]ـ
كون العالم يكتب باسمه الصريح أجود ليكون لكلامه وقع وتأثير ... !!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 08:28 ص]ـ
رابط ذو صلة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70604
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[25 - 06 - 07, 02:57 م]ـ
اشتراك العلماء وطلبة العلم باسمائهم الصريحة المعروفة في مثل هذه المنتديات العلمية التي يغلب على داخليها التمسك بالعلم الشرعي أمر له فوائد كثيرة ولا أظن أن السلبيات تكفي في المنع من ذلك
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 06:49 ص]ـ
من تشبع بالعلم صادقا تنشأ عنده لهفة قوية لنشره و نقله لغيره و اخراجه من داخله الى رحاب الواقع المحسوس فتهون عنده الهيبة و غير الهيبة و يصبر في سبيل اشباع هذه اللهفة على ما هو اشد من مجرد التطاول الوقح من عوام الطلبة بل على ما قد يصل الى السب و منهم من قد يقف ببابه يستجدي كالمتسول أن يحضر الناس درسه و أن لا يضيعوا العلم و أهله الى غير ذلك من الحكايات التي تحكى عن جبال من العلم أدوا هذه الجبايات مقابل نشر ما لديهم من العلم رزقنا الله محبتهم و الانتفاع بعلومهم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/114)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 06 - 07, 12:21 م]ـ
حسنات مشاركاتهم بأسمائهم الصريحة كثيرة، ومن أهمها أن المتلقي يثق بكلامهم وبنقلهم عن العلماء ما شاهدون وسمعوه منهم.
أما ما يحدث من سلبيات = فأمرها هين جدا، فالمبلغ لدين الله لا بد أن يوطن نفسه على الأذى والبلاء الذي لم يسلم منه قبلهم الأنبياء أكرم الخلق فقد كانوا يخالطون الناس ويدعونهم إلى الله ويلقون ما يلقون من أذى ومن تطاول السفهاء ولم يكن هذا بمانع لهم من نشر الخير.
مع أني لا أظن أن الوضع في المنتيات العلمية يبلغ هذا ويمكن لطلبة العلم والمشايخ إذا تعرضوا لشيء من هذا الإعراض عن الجاهلين كما أمرهم الله.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[29 - 06 - 07, 12:34 م]ـ
لا
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[11 - 07 - 07, 02:52 م]ـ
من وجهة نظري لا
ـ[صهيب بن عدنان]ــــــــ[11 - 07 - 07, 04:51 م]ـ
نسأل الله أن يرزقنا حسن الخلق وأن ينفعنا بعلمائنا
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[11 - 07 - 07, 05:16 م]ـ
من تشبع بالعلم صادقا تنشأ عنده لهفة قوية لنشره و نقله لغيره و اخراجه من داخله الى رحاب الواقع المحسوس فتهون عنده الهيبة و غير الهيبة و يصبر في سبيل اشباع هذه اللهفة على ما هو اشد من مجرد التطاول الوقح من عوام الطلبة بل على ما قد يصل الى السب و منهم من قد يقف ببابه يستجدي كالمتسول أن يحضر الناس درسه و أن لا يضيعوا العلم و أهله الى غير ذلك من الحكايات التي تحكى عن جبال من العلم أدوا هذه الجبايات مقابل نشر ما لديهم من العلم رزقنا الله محبتهم و الانتفاع بعلومهم
حسنات مشاركاتهم بأسمائهم الصريحة كثيرة، ومن أهمها أن المتلقي يثق بكلامهم وبنقلهم عن العلماء ما شاهدون وسمعوه منهم.
أما ما يحدث من سلبيات = فأمرها هين جدا، فالمبلغ لدين الله لا بد أن يوطن نفسه على الأذى والبلاء الذي لم يسلم منه قبلهم الأنبياء أكرم الخلق فقد كانوا يخالطون الناس ويدعونهم إلى الله ويلقون ما يلقون من أذى ومن تطاول السفهاء ولم يكن هذا بمانع لهم من نشر الخير.
مع أني لا أظن أن الوضع في المنتيات العلمية يبلغ هذا ويمكن لطلبة العلم والمشايخ إذا تعرضوا لشيء من هذا الإعراض عن الجاهلين كما أمرهم الله.
كلام جميل وموزون ...
ويمكن لطلبة العلم والمشايخ إذا تعرضوا لشيء من هذا
وهنا يأتي دور المشرفين جزاهم الله خيراً واياكم
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[11 - 07 - 07, 06:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال تعالى: {وَقُل رَّبِّ أَدْخِلْنِي مُدْخَلَ صِدْقٍ وَأَخْرِجْنِي مُخْرَجَ صِدْقٍ وَاجْعَل لِّي مِن لَّدُنكَ سُلْطَاناً نَّصِيراً} الإسراء80
{قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاء وَتَنزِعُ الْمُلْكَ مِمَّن تَشَاء وَتُعِزُّ مَن تَشَاء وَتُذِلُّ مَن تَشَاء بِيَدِكَ الْخَيْرُ إِنَّكَ عَلَىَ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} آل عمران26
{بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ} آل عمران150
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[11 - 07 - 07, 10:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ أبو الأشبال أرجوا أن تخبرني عن وجه مشاركتك بهذه الآيات الكريمات؟
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[11 - 07 - 07, 11:43 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم: الشيخ: أبو عائشة وخويلد.
الشيخ الذي يدخل لهذه المنتديات لابد أن يستعين بالله تعالى، كما فعل الأنبياء وعلى رأسهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومن توكل على الله فهو حسبه.
وكم عانى المشايخ وطلاب العلم،لكن الله سبحانه هو ناصرهم،ماداموا على الطريق الصحيح،وفي نيتهم أن يصلحوا ويعلموا وينشروا الخير، وما أجمل أن يحتسب العبد ما يحصل له لله.
والله أعلم وأحكم.
هدانا الله وإياكم إلى خير ما يحب ويرضى،وأخذ بناصيتنا إلى البر والتقوى.
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[12 - 07 - 07, 01:11 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم: الشيخ: أبو عائشة وخويلد.
قصمت ظهري يا سماحة العلامة أبو الأشبال (ابتسامة)، فلست شيخاً بل أخوك بدأ الطلب أمس، وفقه الله.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[12 - 07 - 07, 05:42 ص]ـ
أسأل الله تعالى الثبات على الحق و على طريق طلب العلم لي ولك أخي الكريم أبو عائشة ولكل طلبة العلم.
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[18 - 08 - 07, 05:27 م]ـ
اللهم احفظ هيبه المشايخ والعلماء وابعد عنهم كل سوء
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[18 - 08 - 07, 10:43 م]ـ
أعتقد المشكلة تكمن في عدم معرفة المشايخ في الملتقى
فلسنا جميعا نعرف كل المشايخ في الملتقى
أرى أسماءا كثيرة في الملتقى
لا اعرف من الشيخ من طالب العلم المبتدئ سوى أعضاء معينين فأنا لا اتابع كل المواضيع بل كثير منها لا اقرأها لأنها في مسائل لا أفهمها أو لم أدرسها بعد
فلو وضع بجانب اسمهم مثلا (الشيخ فلان) فيعرف الأعضاء أن هذا العضو أحد المشايخ
هو فقط اقتراح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/115)
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 10:49 م]ـ
أما إن كان في مثل هذا المنتدى فلا .. !!
ـ[خالد مرزوق]ــــــــ[18 - 08 - 07, 11:04 م]ـ
اللهم احفظ شيوخ وعلماء الامه
ان دخول الشيوخ فى المنتديات يعطى المصدقيه لهذه المنتديات
ويكون دخولهم فيه من الخير الكثير على الجميع
والنت احد مجالات الحياه الان فلابد للشيوخ التفاعل فى جميع طوائف الناس
ولكم جزيل الشكر
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[18 - 08 - 07, 11:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
يوجد الكثير من المشائخ يكتبون بأسماء مستعارة رداً لكثير من المفاسد التي يعرفونها هم.
ـ[خديجة غتوري]ــــــــ[06 - 09 - 07, 10:02 م]ـ
من رأيي ان من يسيء الى عالم هو من يفقد هيبته و احترام الناس له وهذا يحدث في الواقع فنجد من يهاجم شيخا بالاساءة ينقلب عليه الجميع و خصوصا لو كان هذا الشيخ على هدى و حق
ـ[أبو الطيب الروبي]ــــــــ[09 - 09 - 07, 11:09 ص]ـ
عندي اقتراح لحل مشكلة سقوط الهيبة هذه:
1 - أن يكتب الشيوخ في هذا المنتدى بأسمائهم الحقيقية، وهذا حل جزئي لأنه لن يعرفهم إلا أبناء وطنهم، أو من سمع بهم من طلبة العلم.
2 - أن تخصص مشاركات الشيوخ بعلامات مميزة لا تظهر في مشاركات غيرهم من الأعضاء، فيعرف أن هذه المشاركة من شيخ لا من طالب علم أو غيره، وهذا سيُلزم من لا أدب عنده بالأدب، ومن عنده أدب بمزيد من الأدب، فإن النفس مجبولة على أن تخاطب من هو فوقها بغير ما تخاطب به قرينها.
وأنا شخصيا أحزن عندما أجد بعض الشيوخ الذين لهم دروس وطلاب يُخاطبه بعضهم بقوله "يا أخي تدبر المسألة"، أو "أنصحك بكذا" ... إلى غير الألفاظ التى ربما يكون قائلها معذورا لأنه يظن أنه يخاطب طويلب علم مبتدئ مثله.
ـ[محمد بن الحسن المصري]ــــــــ[09 - 09 - 07, 01:19 م]ـ
وان يمنع اي احد من الدخول باسماء الشيوخ والعلماء الا الشيخ نفسه
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[09 - 09 - 07, 02:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
يا إخوان أنا أريد شيئاً آخر غير نصائحكم جزاكم الله خيراً.
ـ[المعلمي]ــــــــ[09 - 09 - 07, 03:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لاشك أن هذا مما يُنقص من مهابتهم، لكن هذا مؤقتا حتى يعتاد الناس على هذه التقنية وفوائدها ...
والمشائخ الفاعلين هنا يعدون على الأصابع، لهم تحقيقات وتحريرات مفيدة، والبعض الآخر منشغل ولايدخل إلا نادرا ..
ـ[خديجة غتوري]ــــــــ[10 - 09 - 07, 07:27 م]ـ
عندي اقتراح لحل مشكلة سقوط الهيبة هذه:
2 - أن تخصص مشاركات الشيوخ بعلامات مميزة لا تظهر في مشاركات غيرهم من الأعضاء، فيعرف أن هذه المشاركة من شيخ لا من طالب علم أو غيره، وهذا سيُلزم من لا أدب عنده بالأدب، ومن عنده أدب بمزيد من الأدب، فإن النفس مجبولة على أن تخاطب من هو فوقها بغير ما تخاطب به قرينها.
وأنا شخصيا أحزن عندما أجد بعض الشيوخ الذين لهم دروس وطلاب يُخاطبه بعضهم بقوله "يا أخي تدبر المسألة"، أو "أنصحك بكذا" ... إلى غير الألفاظ التى ربما يكون قائلها معذورا لأنه يظن أنه يخاطب طويلب علم مبتدئ مثله.
انا معك في هذا كما انني اقترح انه من المفروض ان يكون كتابة السن شيء اساسي في المنتدى حتى يعرف المتحدث كيف يكلم الاخر هل بأخي ام بأبي الفاضل ام بالشيخ؟؟؟
ـ[خديجة غتوري]ــــــــ[10 - 09 - 07, 07:27 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
يا إخوان أنا أريد شيئاً آخر غير نصائحكم جزاكم الله خيراً.
ما هو هذا الشيء؟؟؟ اوضح من فضلك
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[12 - 09 - 07, 03:46 ص]ـ
الذى يخالط الناس ويصبر على أذاهم خير ممن لايخالطهم ولايصبر على أذاهم
حديث صحيح(80/116)
من يدلني على مواضيع فقهية تصلح للتقدم بها لنيل درجة الدكتوراة
ـ[عبدالعليم]ــــــــ[22 - 06 - 07, 06:44 م]ـ
أحد الإخوة ينوي التقدم لنيل درجة الدكتوراة في ((الفقه))
فمن يتكرم ويتحفنا بمواضيع تصلح للتقدم بها لنيل درجة الدكتوراة
وحبذا لو كانت في الفقه المعاصر
ـ[إسلام بن طعيمة]ــــــــ[22 - 06 - 07, 07:01 م]ـ
بسم الله الرجمن الرحيم
يمكنك أخي في الله أن تكتب عن حكم الغناء والموسيقى في الإسلام, فهي من المسائل الحيوية التي تجذب الجماهير من الكتاب فتراهم يحاولون بكل السبل والحيل أن يحللوها لأنفسهم وأتباعهم, ويمكنك أن تنتهج التفصيل الشديد في المسألة فتبدأ بذكر الآيات التي وردت وأقوال المفسرين فيها , ودلالتها على التحريم والرد على المخالف, والأحاديث الشريفة التي صحت في هذه المسألة وأقوال شراح الحديث فيها, ثم دلالتها على التحريم والرد على الأساليب الملتوية التي ضعفوا بها الأحاديث من حيث الثبوت والدلالة, وتعضد بحثك بكل ما صح من آثار عن الصحابة والتابعين وتابعيهم حول هذه المسألة, ثم تعرض لأقوال المذاهب الأربعة وأتباعهم, ومن ثم تحصر الإجماعات التي نقلت في هذه المسألة, ثم تبدأ بالرد على الأحاديث التي فهموا منها الإباحة مع تضمين بعض قواعد الإستنباط الفقهي اللازمة لذلك. ثم تعرض للآثار الواهية التي استدلوا بها وأكثرها باطلة! مع الحكم عليها حكماً سديداً من جهة الإسناد.
ثم تختم
ولا تنساني بالدعاء!
أظن أن شطر ما قلت لك يكفي لتجهيز رسالة دكتوراه! وسيتجمع لديك مادة علمية أقل ما توصف به أنها جبارة!
وهناك جملة كتب قد حشدت بالأباطيل يمكنك أن ترد على ما جاء فيها من المضحكات المبكيات مجلياً مخالفتهم لقواعد الأصول الفقهية والحديثية معاً ككتاب: فقه الغناء والموسيقى للقرضاوي, كتاب الغناء والمعازف في الإعلام المعاصر للمرعشلي, وغيرها.
ـ[عبدالعليم]ــــــــ[24 - 06 - 07, 04:23 م]ـ
الأخ / إسلام:
جزاك الله خيراً على تجاوبك
----------------------------------
هل من مواضيع أخرى؟
ـ[عبدالعليم]ــــــــ[08 - 08 - 07, 12:50 ص]ـ
هل من مواضيع أخرى؟
ـ[العسكري]ــــــــ[08 - 08 - 07, 07:24 ص]ـ
لا أظن أيها الأستاذ الكريم بإمكاننا طرح آرائنا بين يديك ونحن لا نعلم عنك شيئا
فلو ذكرت على أقل القليل شيئا عن رسالتك في الماجستير
ونتفا عن حياتك العلمية
وبعد هذا نسدد ونقارب ونبدي ماهو خير بعون الله
ـ[أحمد الشهاب]ــــــــ[08 - 08 - 07, 11:13 ص]ـ
أحكام التوائم الملتصقة(80/117)
من حقوق الطفل على والديه في الإسلام.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[22 - 06 - 07, 09:52 م]ـ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ للهِ تَعَالَى، وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ.
من حقوق الطفل على والديه في الإسلام
الحمد لله، اللهم ربنا لك الحمد بما خلقتنا ورزقتنا، وهديتنا وعلمتنا، وأنقذتنا وفرجت عنا.
لك الحمد بالإيمان، ولك الحمد بالإسلام، ولك الحمد بالقرآن، ولك الحمد بالأهل والمال والمعافاة، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وبعد:
العالم في هذه الأيام يعج بالبشر الذين يطالبون بحقوقهم،فالمرأة تطالب بحقوقها وتقول إن الرجال سلبوها حقوقها، وأصبح الرجال أيضا يطالبون بحقوقهم في بعض المجتمعات، إلى آخر هذه السلسلة، ولكن هناك أصناف من البشر لا تستطيع أن تطالب بحقوقها،ومن هذه الأصناف الأطفال؛ لذلك نرى "جهاة كثيرة " تنشط للمطالبة بحقوق الطفل، والحمد لله نحن المسلمين لا نحتاج لهذه المؤسسات أو الهيئات لتذكرنا بحقوق الطفل،أو لترشدنا إليها، فإن القرآن الكريم والسنة المشرفة أرشدا المسلمين إلى حقوق الطفل، وجعلا إعطاء الطفل حقوقه بالنسبة للمسلم تنفيذا لأوامر الخالق عز وجل، وسببا للحصول على الثواب منه تعالى، ولكن الذي نحتاج إليه هو تدارس القرآن والسنة والنظر في كلام العلماء الأجلاء الذين تناولوا هذا الموضوع بالدراسة، حتى نؤدي الواجب الذي علينا تجاه الطفل،وخصوصا إذا علمنا أن الهيئات والمنظمات لم تستطع أن تضمن للطفل حقوقه، ولن تستطيع حتى تتخذ الإسلام منهاجا؛ لأن الخالق وحده يعلم كيف تحل مشاكل مخلوقه، وما هي حقوقه.
وكثير ا من حقوق الطفل في الإسلام متعلقة في رقبة والديه، وخصوصا في سني حياته الأولى، لا بل قبل ذلك في الإسلام،بل قبل أن يختار كلا من الزوجين الآخر، وهذا قد يعتبر أمرا عجيبا عند البعض،ولكن هذه هي الحقيقة.
وفيما يلي بإذن الله تعالى سأعرض ماتيسر من حقوق الطفل على والديه في الإسلام:
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[22 - 06 - 07, 10:02 م]ـ
*أولا: تعريف الحق:
أ- الحق لغة:
الحق في اللغة له معان متعددة ترجع كلها إلى الثبوت والوجوب، ومن هذا قوله تعالى: {لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ} (الأنفال:8) أي: يثبت الحق ويظهره.
فالحق هو خلاف الباطل.
والحق هو الموجود الثابت الذي لا ريب في وجوده.
وكلمة الحق يراد منها الموجود الثابت الذي لا ريب في وجوده. (1)
ـــــــــــــــــــــــــ
1 - الرازي، مختارالصحاح، ابن منظور، لسان العرب.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[22 - 06 - 07, 10:05 م]ـ
ب- والحق في الاصطلاح:
* عرفه أحد الفقهاء المتقدمين بقوله:
"حق الله أمره ونهيه، وحق العبد مصالحه" (1)
* وعرفه أحد الفقهاء المتأخرين بقوله بأنه:
" اختصاص يقرر به الشرع سلطة أو تكليفا" (2)
* وعرفه أحد فقهاء القانون الوضعي بقوله بأنه:
" مصلحة مادية أو أدبية يحميها القانون" (3)
ــــــــــــــــــــــ
1 - القرافي، الفروق.
2 - الزرقاء، المدخل الفقهي العام.
3 - السنهوري، وحشمت أبو ستيت، أصول القانون.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[22 - 06 - 07, 10:12 م]ـ
ثانيا: تعريف الطفل:
1 - تعريف الطفل لغة:
الطفل لغةً: الصبي ويقع على الذكر والأنثى والجماعة،ويقال: طِفلة وأطفال.
والطِّفْلُ والطِّفْلَة: الصغِيران.
والطفل: الصغير من أولاد الناس.
والصبي يدعى طِفلا حين يسقط من بطن أمه إلى أن يحتلم. (1)
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 - ابن الأثير، النهاية في غريب الحديث والأثر، ابن منظور، لسان العرب.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[22 - 06 - 07, 10:17 م]ـ
2 - تعريف الطفل في الاصلاح:
الطفل في الاصطلاح: هو الصبي حين يسقط من بطن أمه إلى أن يحتلم. (1)
وقال ابن حبان (2):
" قول الله جل وعلا: {وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ} [النور:59] فأمر الله جل وعلا في هذه الآية بالاستئذان ممن بلغ الحلم، إذ الحلم بلوغ، وقد يبلغ الطفل دون أن يحتلم، ويكون مخاطباً بالاستئذان كما يكون مخاطبا عند الاحتلام " (3)
والطفل في الإسلام له أحكامه الخاصة وحقوقه وواجباته التي حددتها الشريعة الإسلامية بكل دقة ووضوح، حتى أن بعض كبار علماء أمة الإسلام ألفوا كتبا خاصة به، كالإمام ابن القيم الجوزية (ت:751هـ) الذي ألف كتاب تحفة المودود بأحكام المولود، وهو كتاب قيم وعظيم في بابه.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
1 - ابن عابدين، حاشية رد المحتار:،شيخي زاده، مجمع الأنهر في شرح ملتقى الأبحر:.
2 - ابن حبان: هو الإمام العلامة، الحافظ المجود، أبو حاتم، محمد بن حبان بن أحمد بن حبان بن معاذ التميمي الدارمي البستي، توفي سنة أربع وخمسين وثلاث مئة، وهو في عشر الثمانين. ينظر: سير أعلام النبلاء، للذهبي:.
3 - ابن حبان، صحيحه بترتيب ابن بلبان:.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/118)
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[22 - 06 - 07, 10:20 م]ـ
- ** تعريف الطفل وفق معظم قوانين العالم:
الطفل وفق معظم قوانين العالم المعمول بها اليوم: كل من دون سن الثامنة عشرة.
فكل من هم دون سن الثامنة عشرة يعتبروا أطفالا ويعاملوا بناءً على ذلك:
1 - فلا يجوز تقديمهم للمحاكمة أو قبول شهاداتهم أو إيداعهم السجن العادي، ويعاملوا معاملة خاصة في حال اعترافهم أو ارتكابهم جنحة أو جناية.
2 - لا يجوز استخدامهم أو إجبارهم على العمل مهما كان طبيعة العمل ونوعه.
3 - معظم قوانين العالم تلزم ذويهم بإرسالهم إلى المدارس وتعاقب الوالدين في حال الامتناع.
4 - لا يجوز تعريضهم للمعاملة القاسية الجسدية أو الإيذاء النفسي.
5 - تركز معظم قوانين العالم على تحريم زج الأطفال بالصراعات العسكرية والاقتتال بين الجماعات والدول. (1)
والطفل حسب تعريف الأمم المتحدة هو: كل إنسان دون الثامنة عشرة من عمره، ما لم ينص قانون دولة ما على اعتباره ناضجاً قبل بلوغ هذا السن. (2)
ــــــــــــــــــــــــــــ
1 - www.be_free.info
2- www.kefaya.org
ـ[ابو هبة]ــــــــ[22 - 06 - 07, 11:31 م]ـ
واصل بارك الله فيك.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[23 - 06 - 07, 05:39 ص]ـ
وفيك بارك أخي الكريم.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[23 - 06 - 07, 05:43 ص]ـ
* من حقوق الطفل قبل مرحلة النطفة على والديه:
لقد كفل الإسلام بتشريعاته الحكيمة السامية للطفل كل الحقوق في شتى مراحل حياته، بل إنه لم يهمله قبل أن يوجد، فاهتم به قبل أن يكون نطفة في بطن أمه.
* لكن كيف حقق الإسلام هذا الأمر؟
** تشريع الزواج في الإسلام:
قال تعالى: {وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِّنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى} (طه:131)
وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً} (الفرقان:74)
وقال تعالى: {النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُوْلُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَن تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُم مَّعْرُوفاً كَانَ ذَلِكَ فِي الْكِتَابِ مَسْطُوراً} (الأحزاب:6)
* الحكمة من الزواج فيما يخص علاقتها بحقوق الطفل:
1 - إن الزواج فطرة إنسانية فطر الله تعالى الناس عليها؛ وذلك ليحفظ به النسل، ويعمر به الأرض، ويحفظ عن طريقه لكل طفل نسبه إلى أبيه، وحقوقه في الميراث والنفقة وغير ذلك.
2 - ومن حكمة الزواج أيضا أن يطهر المجتمع من الفاحشة والتي ينتج عنها كثير من الأطفال المشردين اللقطاء الذي لا يعرف لهم نسب، تؤويهم الملاجئ بلا أب شفيق ولا أم حنون يهتمان بتربيتهم التربية الطيبة. (1)
ـــــــــــــــــــــ
1 - رأفت سويلم، الإسلام وحقوق الطفل:
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[23 - 06 - 07, 05:56 ص]ـ
* حق الطفل في تخير أمه:
من أهم حقوق الطفل على أبيه أن يختار له أمه وفق شروط معينة حث عليها الإسلام وقررها. قال الشاعر:
وأخلاقُ الوليدِ تقاسُ حسناً ... بأخلاقِ النساءِ الوالداتِ
وليسَ ربيبُ عاليةِ المزايا ... كمثلِ ربيبِ سافلةِ الصفاتِ
وكيفَ يظنُ بالأبناءِ خيراً ... إذا نشأوا بحضنِ الجاهلاتِ
*من الصفات التي حددتها الشريعة الإسلامية لاختيار الزوجة:
أولا: الدين:
أخرج البخاري في صحيحه بإسناده عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ تُنْكَحُ الْمَرْأَةُ لِأَرْبَعٍ لِمَالِهَا وَلِحَسَبِهَا وَجَمَالِهَا وَلِدِينِهَا فَاظْفَرْ بِذَاتِ الدِّينِ تَرِبَتْ يَدَاكَ.
فإن كانت الزوجة ذات دين، فهي حرية بأن تنكح وتزوج، فتقر بها عين زوجها، ويأتمنها على نفسها فتحفظها، وعلى ماله فتحفظه، وعلى أولاده فترعاهم وتغذيهم بالإيمان مع الطعام، وتصب فيهم أحسن المبادئ مع اللبن، وتسمعهم من ذكر الله تعالى، ومن الصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم ما يركز فيهم التقوة وحب الإسلام إلى أن يموتوا عليه. (1)
قال تعالى: {فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ} (النساء:34).
ـــــــــــــــــــــ
1 - محمد نور سويد، منهج التربية النبوية للطفل.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:26 ص]ـ
ثانيا: النسب:
النسب من الأمور المهمة التي تخص الولد في المقام الأول قبل أن تخص غيره من الأبوين؛ وذلك لأن الوراثة لا يحددها الأبوان فقط بل إن الطفل ربما يرث من جدوده وآباء جدوده قدرا من الصفات والسمات.
إذن فينبغي أن تكون الزوجة مع حسن أخلاقها وتدينها ذات نسب صالح ومن أسرة طيبة فهذا أفضل وأكمل. (1)
قال تعالى: {يَا أُخْتَ هَارُونَ مَا كَانَ أَبُوكِ امْرَأَ سَوْءٍ وَمَا كَانَتْ أُمُّكِ بَغِيّاً} (مريم:28)
ــــــــــــــــــ
1 - مصطفى العدوي، فقه تربية الأبناء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/119)
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:28 ص]ـ
ثالثا: الجمال:
من حق الولد على أبيه أن يختار له أما جميلة؛ لأن الجمال سوف يرثه الولد.
وأيضا جمال الزوجة في نظر زوجها أدعى لاستقرار الحياة الزوجية واستقرار الأسرة مما يجعل الطفل يعيش في سعادة. (1)
فعن أبي هريرة قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأتاه رجل فأخبره أنه تزوج امرأة من الأنصار فقال صلى الله عليه وسلم:
" أنظرت إليها؟ قال: لا، قال فاذهب فانظر إليها فإن في أعين الأنصار شيئا" (2)
وعموما ما يكون جميلا في نظر إنسان، ليس بالضرورة أن يكون جميلا في نظر غيره.
ــــــــــــــــــــــ
1 - رأفت سويلم، الإسلام وحقوق الطفل.
2 - أخرجه مسلم.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:31 ص]ـ
رابعا: التفرغ:
إن من أهم حقوق الطفل على والده أن يختار له أما تتفرغ لرعايته وتربيته، والمقصود بالتفرغ هنا أن يكون عمل المرأة الرئيس تدبير البيت ورعاية الأولاد، فلا يشغلها عن ذلك شاغل أيا كان، فإن هي أهملت في ذلك فحينئذ تكون عاصية لله ورسوله صلى الله عليه وسلم. (1)
يقول الرسول صلى الله عليه وسلم:
" المرأة راعية على بيت زوجها ... ،فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته" (2)
ــــــــــــــــــــــــــ
1 - عدنان باحارث، مسؤلية الأب المسلم.
2 - أخرجه البخاري، ومسلم.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:35 ص]ـ
خامسا: الاستخارة قبل عقد النكاح:
لأن الدعاء والاستخارة من أعظم أسباب التوفيق والسداد في جميع الأمور. (1)
فعن أبي أيوب الأنصاري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
" اكتم الخطبة ثم توضأ فأحسن وضوءك، ثم صل ما كتب الله لك،ثم احمد ربك ومجده ثم قل:
اللهم إنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، فإن رأيت لي فلانة - وتسميها - خيرا لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها، وإن كان غيرها خيرا لي في ديني ودنياي وآخرتي فاقدرها لي". (2)
ـــــــــــــــــــــــ
1 - رأفت سويلم، الإسلام وحقوق الطفل.
2 - أخرجه البخاري.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[23 - 06 - 07, 08:19 ص]ـ
* حق الطفل في تخير أبيه:
على الزوجة أن تختار لأبنائها أبا صالحا تتوافر فيه الصفات السابقة من دين وصلاح ونسب وحسن هيئة،ومال حتى لايضيعها ويضيع أولادها، وأن يكون ذا علم وحسب حتى يعلم أولادها، فبصلاح الأب يصلح الأولاد في الغالب.
وهناك شرطان مهمان تختار على أساسهما الزوجة زوجها، وهذان الشرطان هما:
أولا: الدين.
ثانيا: الخلق. (2)
وقال تعالى: {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَا أَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ} (القصص:26)
وهذه الآية الكريمة أيضا تنبه الزوجة إلى صفتين مهمتين لابد أن تتأكد من وجودهما في زوج المستقبل،و هما:
الأولى: القوة.
الثانية: الأمانة.
فكم من بيوت ضاعت بسبب ضعف الأب، أو عدم أمانته. فتفكر وتفكري.
ـــــــــــــــ
1 - أخرجه البخاري.
2 - مصطفى العدوي، فقه تربية الأبناء وطائفة من نصائح الأطباء.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[23 - 06 - 07, 08:30 ص]ـ
من حقوق الطفل وهو جنين على والديه:
إن الشريعة الإسلامية تضع عن الحامل الصوم والفرائض، حرصا على الجنين؛ لهذا لابد للأب والأم أن يحرصا على كل ما هو في صالح الجنين وفيه محافظة على حياته وصحته الجسدية والعقلية،وإلا استحقا العقوبة من الله تعالى، لذلك:
1 - لابد أن يراعي الأب حالة الأم النفسية في فترة الحمل فلا يعرضها لانفعالات تؤثر على الأم وبالتالي على الطفل، والأم من جهتها يجب أن تتغلب على تناقضات حالتها النفسية في فترة الحمل بالتقرب لله تعالى. (1)
قال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّهِ أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} (الرعد:28)
2 - والشريعة الإسلامية تعاقب قاتل ولده بالخسران في الدنيا والآخرة، فعلى الوالدين أن يحافظا على حياة الجنين، وأن لا يتسببا عمدا بقتله. (2)
قال تعالى: {قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهاً بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّوا وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ} (الأنعام:140)
قال تعالى: {وَلاَ تَقْتُلُواْ أَوْلادَكُمْ خَشْيَةَ إِمْلاقٍ نَّحْنُ نَرْزُقُهُمْ وَإِيَّاكُم إنَّ قَتْلَهُمْ كَانَ خِطْءاً كَبِيراً} (الإسراء:31)
ـــــــــــــــــــــ
1 - عدنان باحارث، مسؤلية الأب المسلم.
2 - رأفت سويلم، الإسلام وحقوق الطفل.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[23 - 06 - 07, 10:36 م]ـ
* من حقوق الطفل من بعد الولادة إلى الفطام:
بعد غياب طويل يخرج الجنين إلى النور، ومن أهم الساعات التي يمر بها الإنسان كما يقول البعض، ساعة الميلاد، وساعة الزواج، وساعة الموت.
1 - حق الطفل في دعاء والديه له بعد الولادة.
يحسن بالوالدين بعد ولادة الطفل أن يحمدا الله تعالى على هذه النعمة،ويسألا الله تعالى أن يبارك في المولود ويجعله هاديا مهديا بارا بهما، وأن يمتعه ربه بالصحة والعافية،وغير ذلك من الأدعية الطيبة، فدعاء الوالدين لطفلهم مستجاب. (1)
قال تعالى: {فَلَمَّا وَضَعَتْهَا قَالَتْ رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنثَى وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى وَإِنِّي سَمَّيْتُهَا مَرْيَمَ وِإِنِّي أُعِيذُهَا بِكَ وَذُرِّيَّتَهَا مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ} (آل عمران:36).
وقال تعالى: {فَتَقَبَّلَهَا رَبُّهَا بِقَبُولٍ حَسَنٍ وَأَنبَتَهَا نَبَاتاً حَسَناً} (آل عمران:37).
وأخرج البخاري بإسناده في الأدب المفرد عن كثير بن عبيد قال: كانت عائشة – رضي الله عنها – إذا ولد فيهم مولود (يعني في أهلها) لا تسأل: غلاما ولا جارية؟ تقول: خلق سويا؟ فإذا قيل: نعم، قالت: الحمد لله رب العالمين.
ــــــــــــــــ
1 - ابن كثير، تفسير القرآن العظيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/120)
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[25 - 06 - 07, 06:58 ص]ـ
2 - حق الطفل في التأذين في أذنه اليمنى والإقامة في اليسرى.
لما روي عن النبي صلى الله عليه وسلم:" أنه أذن في أُذن الحسن حين ولد" (1)
يقول ابن القيم رحمه الله:
" وسر التأذين – والله أعلم – أن يكون أول ما يقرع سمع الإنسان كلماته المتضمنة لكبرياء الرب وعظمته والشهادة التي أول ما يدخل بها في الإسلام، ... وغير مستنكر وصول أثر التأذين إلى قلبه وتأثره به " (2)
والعجيب أن الطب والدراسات الحديثة أثبتت أن الجنين يسمع وهو في بطن أمه، بل ويتأثر بما يسمع، فسبحان الله جل وعلى. (3)
ــــــــــــــــ
1 - أخرجه الترمذي، وحسنه الألباني كما في صحيح الترمذي.
2 - ابن القيم، تحفة المودود بأحكام المولود:، رأفت سويلم، الإسلام وحقوق الطفل.
3 - عواد، حقوق الطفل في الإسلام.
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[25 - 06 - 07, 07:06 ص]ـ
3 - حق الطفل في العقيقة.
العقيقة في اللغة: القطع.
يقال عق والديه: قطعهما.
ويقال عق عن ولده: إذا ذبح عنه يوم سابعه. (1)
وفي الاصطلاح: اسم الشاة المذبوحة عن الولد في يوم سابعه، وسميت بذلك لأنها تُعَقُّ مذابُحهَا أي: تُشق وتُقطع. (2)
والعقيقة سنة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عند جمهور العلماء. ومن أهم حقوق الطفل بعد ولادته. (3)
فقد قال صلى الله عليه وسلم:"مع الغلام عقيقته فأهريقوا عنه دما وأميطوا عنه الأذى" (4).
والسنة في العقيقة أن يذبح عن الولد شاتان وعن البنت شاة؛ فعن أم المؤمنين عائشة – رضي الله عنها-
قالت:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" عن الغلام شاتان مكافئتان وعن الجارية شاة" (5)
* فائدة العقيقة للطفل كما أشار أهل العلم:
1 - قربان يتقرب به المولود إلى الله في أول لحظات حياته.
2 - سببا لفك رهانه من الشيطان الذي يعلق به من حين خروجه إلى الدنيا.
3 - فدية يفدى بها المولود من المصائب والآفات. (6)
ــــــــــــــــــ
1 - ابن منظور، لسان العرب:،الرازي، مختار الصحاح:.
2 - ابن حجر، فتح الباري:.
3 - ابن القيم، تحفة المودود:
1 - رواه البخاري معلقا بالجزم في كتاب العقيقة:.
2 - أخرجه الترمذي في سننه، وصححه الألباني في صحيح الترمذي:.
1 - رأفت سويلم، الإسلام وحقوق الطفل:
.
ـ[عبدالله طالب العلم]ــــــــ[01 - 07 - 07, 04:16 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا.
الجانب العلمي في تحنيك المولود
http://www.islamway.com
ملفات متنوعة
أضيفت بتاريخ:: 26 - 03 - 2002
نقلا عن: مقال للدكتور / محمد علي البار بمجلة الإعجاز العلمي – العدد الرابع (بتصرف)
تحنيك المولود و ما فيه من إعجاز علمي:
لقد اهتم الإسلام اهتماماً عظيماً برعاية الطفولة و الأمومة في مراحلها كلها اهتماماً لا يدانيه ما تتحدث عنه منظمات الأمم المتحدة و حقوق الإنسان و المنظمات الصحية العالمية.
و لا تبدأ رعاية الطفولة منذ لحظة الولادة، بل تمتد هذه الرعاية منذ لحظة التفكير في الزواج. فقد أمر صلى الله عليه و سلم باختيار الزوج و الزوجة الصالحين، و قد اهتم الإسلام اهتماماً عظيماً بسلامة النسل و بكيان الأسرة القوي، ليس فقط من الجانب الأخلاقي، إنما ضم إليه الجوانب الوراثية الجسدية و النفسية. تستمر هذه الرعاية و العناية في مرحلة الحمل و عند الولادة والرضاع و مراحل التربية والتنشئة التالية. و من مظاهر هذا الاهتمام تحنيك المولود.
بعض الأحاديث الواردة في التحنيك:
أخرج البخاري في صحيحه عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما (أنها حملت بعبد الله بن الزبير بمكة. قالت: خرجت و أنا متم [أي قد أتممت مدة الحمل الغالبة وهي تسعة أشهر] فأتيت المدينة فنزلت قباء فولدت بقباء ثم أتيت به رسول الله صلى الله عليه و سلم فوضعه في حجره ثم دعا بتمرة فمضغها ثم تفل في فيه فكان أول شيء دخل جوفه ريق رسول الله صلى الله عليه و سلم، ثم حنكه بالتمر، ثم دعا له فبرَّك عليه ...... )
و في الصحيحين عن أبي موسى الأشعري قال: (ولد لي غلام فأتيت به النبي صلى الله عليه و سلم، فسماه إبراهيم و حنكه بتمرة. و زاد البخاري:" و دعا له بالبركة و دفعه إلي ").
التفسير العلمي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/121)
إن مستوى السكر " الجلوكوز" في الدم بالنسبة للمولودين حديثاً يكون منخفضاً، و كلما كان وزن المولود أقل كلما كان مستوى السكر منخفضاً.
و بالتالي فإن المواليد الخداج [وزنهم أقل من 5,2 كجم] يكون منخفضاً جداً بحيث يكون في كثير من الأحيان أقل من 20 ملليجرام لكل 100 ملليلتر من الدم. و أما المواليد أكثر من 5,2 كجم فإن مستوى السكر لديهم يكون عادة فوق 30 ملليجرام.
و يعتبر هذا المستوى (20 أو 30 ملليجرام) هبوطاً شديداً في مستوى سكر الدم، و يؤدي ذلك إلى الأعراض الآتية:
1 - أن يرفض المولود الرضاعة.
2 - ارتخاء العضلات.
3 - توقف متكرر في عملية التنفس و حصول ازرقاق الجسم.
4 - اختلاجات و نوبات من التشنج.
و قد يؤدي ذلك إلى مضاعفات خطيرة مزمنة، و هي:
1 - تأخر في النمو.
2 - تخلف عقلي.
3 - الشلل الدماغي.
4 - إصابة السمع أو البصر أو كليهما.
5 - نوبات صرع متكررة (تشنجات).
و إذا لم يتم علاج هذه الحالة في حينها قد تنتهي بالوفاة، رغم أن علاجها سهل ميسور و هو إعطاء السكر الجلوكوز مذاباً في الماء إما بالفم أو بواسطة الوريد.
المناقشة:
إن قيام الرسول صلى الله عليه و سلم بتحنيك الأطفال المواليد بالتمر بعد أن يأخذ التمرة في فيه ثم يحنكه بما ذاب من هذه التمرة بريقه الشريف فيه حكمة بالغة. فالتمر يحتوي على السكر " الجلوكوز " بكميات وافرة وخاصة بعد إذابته بالريق الذي يحتوي على أنزيمات خاصة تحول السكر الثنائي " السكروز " إلى سكر أحادي، كما أن الريق ييسر إذابة هذه السكريات، و بالتالي يمكن للطفل المولود أن يستفيد منها.
و بما أن معظم أو كل المواليد يحتاجون للسكر الجلوكوز بعد ولادتهم مباشرة، فإن إعطاء المولود التمر المذاب يقي الطفل بإذن الله من مضاعفات نقص السكر الخطيرة التي ألمحنا إليها.
إن استحباب تحنيك المولود بالتمر هو علاج وقائي ذو أهمية بالغة و هو إعجاز طبي لم تكن البشرية تعرفه و تعرف مخاطر نقص السكر " الجلوكوز " في دم المولود.
و إن المولود، و خاصة إذا كان خداجاً، يحتاج دون ريب بعد ولادته مباشرة إلى أن يعطى محلولاً سكرياً. و قد دأبت مستشفيات الولادة و الأطفال على إعطاء المولودين محلول الجلوكوز ليرضعه المولود بعد ولادته مباشرة، ثم بعد ذلك تبدأ أمه بإرضاعه.
إن هذه الأحاديث الشريفة الواردة في تحنيك المولود تفتح آفاقاً مهمة جداً في و قاية الأطفال، وخاصة الخداج " المبتسرين " من أمراض خطيرة جداً بسبب إصابتهم بنقص مستوى سكر الجلوكوز في دمائهم. و إن إعطاء المولود مادة سكرية مهضومة جاهزة هو الحل السليم و الأمثل في مثل هذه الحالات. كما أنها توضح إعجازاً طبياً لم يكن معروفاً في زمنه صلى الله عليه و سلم و لا في الأزمنة التي تلته حتى اتضحت الحكمة من ذلك الإجراء في القرن العشرين.
ـ[توبة]ــــــــ[01 - 07 - 07, 04:23 م]ـ
أخواي:
طالب العلم عبد الله
و عبد الله طالب العلم
جازاكما الله خيرا .....(80/122)
سؤال .... أرجوا إحابة سريعة هل يجوز أن يقوم رجل مع رجل آخر يصلي.
ـ[حافظ عبدالمنان]ــــــــ[22 - 06 - 07, 10:37 م]ـ
هل يجوز أن يقوم رجل مع رجل آخر يصلي.
فيقوم عن يمينه ليصليا جماعة.!!!
كما فعل برسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: قال ابن عباس 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - صليت مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فقمت عن يساره فأقامني عن يمينه وهو يصلي.
ـ[عبدالله نيلا الألباني]ــــــــ[22 - 06 - 07, 11:23 م]ـ
السلام عليكم يا أخي
كأنه يحتاج أن توضح الصورة أكثر و لكن عموما ليس هناك أي حرج والله تعالى أعلم.(80/123)
أين أجد موضوع كتيته ولكنه (تم نقله)
ـ[أم يزيد العلي]ــــــــ[22 - 06 - 07, 11:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لقد كتبت موضوع ثم ألغي المشاركة فيه وكُتب لي تم نقل، فأين أجده؟
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 12:02 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/search.php?searchid=1593556
هنا تجدين كافة مشاركاتك الموجودة على الملتقى .. وطبعا إلا المحذوفة!(80/124)
ما حكم الكتابة في حواشي القرآن؟
ـ[هاني صبح]ــــــــ[22 - 06 - 07, 11:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إخواني ما حكم الكتابة في حواشي القرآن، كتابة تفاسير لبعض الآيات ٌ، هل فعل هذا أحد من العلماء والسلف، أم لا يجب فعل مثل هذا؟
ـ[أبو مسلم خالد]ــــــــ[28 - 06 - 07, 10:22 م]ـ
الأفضل صيانة المصحف عن أي كتابة كانت، لكن بعض مشائخ القراءات يكتبون في الحاشية القراءات المخالفة لقراءة عاصم، فقد اجتمع عند أحدهم عشرة مصاحف كلها برواية حفص ولكن أضاف في الحاشية ما يخالف هذه القراءة عن قراءة عاصم.(80/125)
حوار حول السنة النبوية ومدى ثبوتها .. أتمنى التعليق عليه .. وذكر الملاحظات
ـ[صالح الديحاني]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:09 ص]ـ
حوار حول السنة النبوية ومدى ثبوتها .. أتمنى التعليق عليه .. وذكر الملاحظات:
خالد: في الحقيقة عندي شك في مسألة ثبوت الأحاديث التي عن الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وذلك أن كثيراً من الأحاديث وإن رواها من نسميهم الثقات إلا أنهم قد يخطئون! لذلك لا أطمئن إلا بالاستدلال والاعتماد على القرآن الكريم لأن الله تكفل بحفظه.
صالح: عجيب!! أتعلم أن كلامك خطير جداً .. لأن قولك له لوازم كثيرة! ومن أعظم لوازم قولك هذا: هو عدم إثبات القرآن الكريم أيضاً .. !!
خالد: كيف؟
صالح: يا أخي القرآن الكريم كيف وصل إلينا؟
خالد: وصلنا عن طريق المصاحف التي كتبها المسلمون وتوارثوها، وعن طريق الرواة الثقات والقراء الأثبات؟
صالح: "عن طريق المصاحف التي كتبها المسلمون وتوارثوها"؟ هل تعرف من كتبها؟
خالد: نعم، لقد جُمع القرآن في عهد أبي بكر ودُوِّن في عهد عثمان ثم بدؤوا بنشر هذا المصحف الذي اتفق عليه الصحابة وهو (المصحف العثماني) حيث كتبوا نسخاً منه ووزعوها على الأمصار، وانتشر بينهم واشتهر .. حتى أصبح تحريفه من المستحيل.
صالح: كلام جميل، لكن من أين لك هذه المعلومات؟
خالد: اقرأ التاريخ .. !!
صالح: كيف تثق بالتاريخ؟ ألست تنكر السنة وإن كان الرواة ثقات بحجة أن الخطأ وارد! فكيف بالتاريخ الذي لا يمكن أن يكون أثبت من السنة لا من ناحية الجرح والتعديل .. ولا من ناحية ضبط الرواة .. ولا من ناحية تنقيح العلماء للحديث الذي لا يقارن بالتاريخ مما لا يخفى عليك؟!!
وكذلك تدوين التواريخ بدأ متأخراً عن تدوين السنة .. !!
وأزيدك أيضاً أن كلامك هذا جاء في كتب الحديث .. لكنك لا تؤمن بها فكيف تحتج بها .. !!
وإذا كان عن طريق الرواة فما بالك أنكرت الحديث الذي يرويه الثقات بحجة أنهم قد يخطئون؟ ألا يكون الحكم على الرواة الذين رووا القرآن هو نفسه على الرواة الذين رووا الأحاديث ..
خالد: لكن القرآن الكريم رواه عدد كبير يستحيل توافقهم على الخطأ .. أما الحديث فلا يتوفر هذا الكم من الرواة إلا في عدد قليل جدا من الأحاديث يسمونه (المتواتر) .. !!
صالح: كلام جيد .. لكن من أين أخذت أن القرآن رواه عدد كثير؟
خالد: هذا مشهور عند المسلمين بل ومن المسلّمات التي لا خلاف فيها .. أيضاً بعض الكتب التي ذكرت القراء ومن روى عنهم .. !
صالح: أما الشهرة فليست دليلاً للإثبات فقد يشتهر أشياء ليس لها أساس من الصحة .. وأما الكتب التي ذكرت ذلك فيجري عليها ما يجري على الأحاديث فقد يكون الكاتب ليس بثقة فلا يعتبر بقوله أو يكون ثقة لكنه قد يخطئ! هذا أمر ..
الأمر الثاني: أن الكتاب وصل إلينا إما عن طريق الرواية التي لا تتوفر فيها شروط التواتر (غالباً) وإما أن نكون عثرنا عليه مخطوطاً عند شخص من العلماء أو في مكتبة ما!! وعلى كلا الأمرين لا يمكن لنا أن نثبت صحة ما فيه لأنه إن وصل إلينا عن طريق الرواية فالرواية وإن كانت صحيحة ورواتها ثقات فإنه لا يعتمد عليها لأن الثقة قد يخطئ (كما تقول!) ..
وأما إن وصل إلينا على شكل مخطوطة فهذا أقوى للشك فيها لأننا لا نعرف كاتب المخطوطة وقد يكون زوّر فيها وقد يكون الناسخ أخطأ في الأسماء وغير ذلك من الأشياء المحتملة التي لا تخفى عليك ...
خالد: لكن القرآن الكريم تكفل الله بحفظه كما جاء في الآيات لكن السنة لم يتكفل الله بحفظها .. !!
صالح: ما الدليل على أن الله تكفل بحفظ القرآن؟
خالد (مستغرباً): الآيات التي لا تخفى عليك؟؟!!
صالح: كيف تستدل بشيء أناقشك الآن في ثبوته؟؟ إذاً يحق لي أن أستدل من السنة على ثبوت السنة وحفظ الله لها: جاء في السنن بسند صحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (يوشك الرجل متكئا على أريكته يحدث بحديث من حديثي فيقول بيننا وبينكم كتاب الله عز وجل. فما وجدنا فيه من حلال استحللناه. وما وجدنا فيه من حرام استحرمناه. ألا وإن ما حرم رسول الله صلى الله عليه وسلم مثل ما حرم الله).
خالد: الحقيقة أن كثيراً من الذين ينكرون السنة يقولون أن هناك أشياء في السنة يثبتها علماء الحديث ويصححونها لا توافق العقل مما يدل على أن الأحاديث دخل فيها أشياء لا تثبت .. !!
صالح: مثل ماذا؟
خالد: مثل حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء في البخاري، فهذا الحديث يخالف القرآن بأن الرسول صلى الله عليه وسلم معصوم من الناس، بل ويوافق الذين قالوا (إن تتبعون إلا رجلاً مسحوراً)؟
صالح: أما حديث سحر النبي صلى الله عليه وسلم فلا شيء فيه يخالف القرآن لأن غاية ما فعله السحر بالنبي صلى الله عليه وسلم (أنه يخيل إليه أنه يفعل الشيء وما فعله) وفي رواية (حتى كان يرى أنه يأتي النساء ولا يأتيهن) أو (يخيل إليه أن يأتي أهله ولا يأتي) والتخييل لا يخرق العصمة التي ذكر الله، فلم يؤثر السحر على قوله ولا فعله، ولم يجعله يقل قولاً أو يفعل فعلاً يخالف النبوة، وقد وقع التخييل على موسى عليه السلام كما جاء في القرآن الكريم: (يخيل إليه من سحرهم أنها تسعى) .. فعلى هذا أن الأنبياء ليسوا معصومين من التخييل الذي لا يؤثر في أقوالهم وأفعالهم.
.
.
.
للحوار بقية ..(80/126)
رمي الأعضاء المبتورة من الإنسان في النفايات
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:34 ص]ـ
من المعلوم أنه إذا مات المسلم صلي عليه ودفن، وإذا فقد ثم وجدت بعض أعضائه صلي عليها ودفنت، أما ما يبتر من أعضاء الإنسان حال حياته في مرض أو غيره، فهذه لا يصلى عليها، ولا يجب دفنها، ولا حرج في رميها في النفايات، وإن كان الأفضل أن تدفن، لكن ذلك لا يجب، وقد أفتى بذلك سماحة الشيخ ابن باز رحمه الله.
قال النووي رحمه الله: والدفن لا يختص بعضو من علم موته، بل كل ما ينفصل من الحي من عضو وشعر وظفر وغيرها من الأجزاء يستحب دفنه .. الخ
فهل من مزيد في هذه المسألة.
وفقكم الله ونفع بكم وزادكم علما.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:51 ص]ـ
رقم الفتوى 52175 شروط مشروعية الصلاة على العضو
تاريخ الفتوى: 01 رجب 1425
السؤال
هل تصلى صلاة الجنازة على العضو المبتور مثل الرجل أو الذراع؟؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان العضو مبتورا في حياة صاحبه فلا يغسل ولا يصلى عليه، وإن وجد عضو ممن تيقن موته فقد اختلف أهل العلم رحمهم الله في الصلاة عليه.
فذهب الحنفية إلى عدم مشروعية الصلاة عليه، وإنما يصلى عندهم على الجزء الأكبر من الميت حتى لو وجد نصفه تاما لا يصلى عليه، بل لا بد من كونه أكثر الميت. قال الكاساني رحمه الله في بدائع الصنائع ولا يصلى على بعض الإنسان حتى يوجد الأكثر منه عندنا ; لأنا لو صلينا على هذا البعض يلزمنا الصلاة على الباقي إذا وجدناه فيؤدي إلى التكرار
وقال ابن الهمام في فتح القدير: وإذا وجد أطراف ميت أو بعض بدنه لم يغسل ولم يصل عليه بل يدفن؛ إلا إن وجد أكثر من النصف من بدنه فيغسل ويصلى عليه , أو وجد النصف ومعه الرأس فحينئذ يصلى عليه. ولو كان مشقوقا نصفين طولا فوجد أحد الشقين لم يغسل ولم يصل عليه
وذهب المالكية إلى أنه لا يصلى عليه إلا إذا وجد ثلثاه فأكثر أو نصفه فأكثر ودون الثلثين لكن مع الرأس فإنه يصلى عليه. قال الدردير رحمه الله في الشرح الكبير: ولا يغسل دون الجل يعني دون ثلثي الجسد، والمراد بالجسد ما عدا الرأس، فإذا وجد نصف الجسد أو أكثر منه ودون الثلثين مع الرأس لم يغسل على المعتمد أي يكره لأن شرط الغسل وجود الميت، فإن وجد بعضه فالحكم للغالب ولا حكم لليسير وهو ما دونها
وذهب الشافعية والحنابلة إلى مشروعية الصلاة على العضو كيد ورجل وهو الراجح لما سيأتي من أدلة في كلام الإمامين النووي وابن قدامة رحمهما الله تعالى، ويشرط عند الجميع أن يكون صاحب العضو المبتور قد مات أما إذا كان لا يزال حيا فلا يصلى عليه كما قدمنا، قال النووي رحمه الله تعالى في المجموع: واتفقت نصوص الشافعي رحمه الله والأصحاب على أنه إذا وجد بعض من تيقنا موته غسل وصلي عليه , وبه قال أحمد , وقال أبو حنيفة رحمه الله: لا يصلى عليه إلا إذا وجد أكثر من نصفه , وعندنا لا فرق بين القليل والكثير , قال أصحابنا رحمهم الله: وإنما نصلي عليه إذا تيقنا موته. فأما إذا قطع عضو من حي , كيد سارق , وجان وغير ذلك فلا يصلى عليه , وكذا لو شككنا في العضو هل هو منفصل من حي أو ميت؟ لم نصل عليه , هذا هو المذهب الصحيح , وبه قطع الأصحاب في كل الطرق إلا صاحب الحاوي ومن أخذ عنه.
وقال ابن قدامة في المغني: فإن لم يوجد إلا بعض الميت , فالمذهب أنه يغسل , ويصلى عليه. وهو قول الشافعي. ونقل ابن منصور عن أحمد , أنه لا يصلى على الجوارح. قال الخلال: ولعله قول قديم لأبي عبد الله , والذي استقر عليه قول أبي عبد الله أنه يصلى على الأعضاء. وقال أبو حنيفة , ومالك: إن وجد الأكثر صلي عليه , وإلا فلا ; لأنه بعض لا يزيد على النصف , فلم يصل عليه , كالذي بان في حياة صاحبه , كالشعر والظفر. ولنا , إجماع الصحابة رضي الله عنهم، قال أحمد: صلى أبو أيوب على رجل , وصلى عمر على عظام بالشام , وصلى أبو عبيدة على رؤوس بالشام. رواهما عبد الله بن أحمد , بإسناده. وقال الشافعي: ألقى طائر يدا بمكة من وقعة الجمل , فعرفت بالخاتم , وكانت يد عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد , فصلى عليها أهل مكة. وكان ذلك بمحضر من الصحابة , ولم نعرف من الصحابة مخالفا في ذلك , ولأنه بعض من جملة تجب الصلاة عليها , فيصلى عليه كالأكثر , وفارق ما بان في الحياة ; لأنه من جملة لا يصلى عليها , والشعر والظفر لا حياة فيه. انتهى
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
فتاوى ذات صلة
شارب الخمر يغسل ويكفن ويصلى عليه
هل يغسل السقط ويصلى عليه
حكم الصلاة على أهل الطرب والمعاصي
المزيد
52176
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[23 - 06 - 07, 12:19 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي السندي على هذه الإضافة
وليتك تزيدنا فائدة في موضوعنا بارك الله فيك وهو ماذا يفعل في الأعضاء المبتورة.
وفقك الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/127)
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 02:50 م]ـ
فتاوى الشبكة الإسلامية - (ج 198 / ص 4 ترقيم الشاملة)
أعضاء الإنسان المبتورة ... هل تدفن؟
الفهرس» فقه العبادات» الجنائز» دفن الميت» أحكام الدفن (67)
رقم الفتوى: 9187
عنوان الفتوى: أعضاء الإنسان المبتورة ... هل تدفن؟
تاريخ الفتوى: 26 ربيع الثاني 1422
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماذا يجب على المسلم أن يفعل بالأظافر والشعر بعد قصهم. وكذلك الأعضاء إذا بترت لمرض ما.
وجزاكم الله عنا خير الجزاء.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن تكريم الإنسان وتفضيله على غيره يقتضي أن أجزاءه، وما سقط من جسده من ظفر ونحوه محترم، فيحق عليه أن يدفنه، كما أنه لو مات دفن، فإذا مات بعضه، فكذلك تقام حرمته بدفنه كي لا يتفرق، ولا يقع في النار، أو في مزابل قذرة، وقد ورد في بعض الآثار الأمر بدفن الشعر والظفر والدم والسن والقلفة (ما يقع من جلدة الذكر عند الختان) والمشيمة، وهذه الآثار وإن كانت ضعيفة لكن مضمونها موافق لما دلت عليه نصوص كثيرة من حرمة الآدمي وكرامته، ومنها قوله تعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ وَحَمَلْنَاهُمْ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَرَزَقْنَاهُمْ مِنَ الطَّيِّبَاتِ وَفَضَّلْنَاهُمْ عَلَى كَثِيرٍ مِمَّنْ خَلَقْنَا تَفْضِيلاً) [الإسراء:70].
ولا شك أن ترك ما سقط من الإنسان يتناثر في الطرقات، وتفترسه الكلاب والقطط مناف لحرمة الآدمي وكرامته، وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم بدفن دمه، كما في الحاكم والترمذي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، ونسبه الحافظ في الإصابة لأبي يعلى في مسنده.
والله تعالى أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
فتاوى ذات صلة
تلقين الميت عند وضعه في القبر مباح
يجوز للرجل دفن زوجته ولحدها.
من الأمور التي تبيح نقل الميت
المزيد
مقالات ذات صلة
9189
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 02:53 م]ـ
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء - (ج 9 / ص 83)
ما يؤخذ من الإنسان ك عضو وشعر ونحوه هل يحرق
الفتوى رقم (8099)
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه، وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على الاستفتاء المقدم لسماحة الرئيس العام من اللواء عبد المحسن بن عبد الله آل الشيخ، مدير إدارة الشئون الدينية للقوات المسلحة، المقيد في إدارة البحوث برقم 280 في 27/ 1 / 1405هـ، الآتي نصه. نحيل لكم مذكرة السؤال الوارد إلينا من مدير فرع الشئون الدينية بالمنطقة الغربية رقم 8 وتاريخ 11/ 1 / 1405هـ، ونرغب من سماحتكم في إعطائنا الحكم الشرعي في ذلك، حيث عندنا مستشفيات كثيرة تابعة لوزارة الدفاع والطيران، وتكون الحالات فيها مشابهة، ويطلبون منا حكما في طريقة التخلص من الأجزاء الآدمية الناتجة عن بعض العمليات الجراحية، حيث يذكرون أن طريقة التخلص منها عندهم الحرق. والأجزاء هي:
(الجزء رقم: 8، الصفحة رقم: 447)
1 - الأجزاء المبتورة نتيجة للإصابة في الحوادث. 2 - الأجزاء التي لا نتوقع منها إصابتها بمرض مثل نواتج الطهارة (الختان للذكور). 3 - المشيمة الناتجة عن الولادة ونواتج الحمل في مختلف مراحله (الإسقاط). 4 - نواتج أعمال الأسنان والضروس وما شابهها.
نأمل من سماحتكم التكرم بإعطائنا الحكم الشرعي لنتمكن من تعميمه على مستشفيات وزارة الدفاع والطيران وفقكم الله.
وأجابت بما يلي:
لا يجوز إحراقها، بل الواجب دفنها في محل طاهر، إلا إذا كان السقط قد نفخت فيه الروح، وهو الذي مضى عليه أربعة أشهر، فإنه يغسل ويكفن ويصلى عليه، ويدفن في مقابر المسلمين إذا كان مولودا بين مسلمين، أو بين والدين أحدهما مسلم، أما إن كان السقط من والدين كافرين فإنه لا يغسل ولا يصلى عليه بل يدفن في ثيابه، أو في لفافة في أرض مجهولة.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو ... عضو ... نائب رئيس اللجنة ... الرئيس
عبد الله بن قعود ... عبد الله بن غديان ... عبد الرزاق عفيفي ... عبد العزيز بن عبد الله بن باز(80/128)
ماهي الاحكام الفقهية للنفط؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 12:09 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
وعلى اله وصحبه ومن اهتدى بهداه
وبعد:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فقد تكلم علماء المسلمين حول احكام اشياء مهمة في الحياة مثل الذهب، والفضة، واموال الزكاة، ونحوها.
وقد تناولت بيان الاحكام الفقهية لهذه الامور.
ومما لايخفى على احد ما للنفط من دور مهم فاعل في حيا الامم المعاصرة، بحيث انه يلعب دورا فاعلا في كثير من الاحداث.
بل تنشب الحروب العديدة بسببه.
بل انه اصبح اشد اهمية من الذهب بكثير.
وما كان شانه هكذا فلا بد ان يحظى باهتمام العلماء والفقهاء.
فهل توجد كتب وابحاث للعلماء حول الاحكام الفقهية المتعلقة بالنفط؟
من البدهي توجد ابحاث ودراسات للباحثين المعاصرين المختصين بالاقتصاد الاسلامي.
لكن سؤالي:
حول تدوين العلماء والفقهاء.
ماهي جهودهم في هذا المضمار؟
ـ[سعود السليمان]ــــــــ[26 - 06 - 07, 07:38 م]ـ
اذكر رسالة قام بها أحد أعضاء هيئة التدريس في جامعة الإمام ..
عن الموضوع ..
لكن لا أذكر تحديداً أتناولت الموضوع فقهيا أم من خلال الاقتصاد الإسلامي .. ؟
بعد تأكدي أخبرك ..
ـ[المصلحي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 12:02 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[خباب الحمد]ــــــــ[05 - 08 - 07, 10:18 ص]ـ
الحقيقة البحث في موضوع عصري كهذا واستنباط الأحكام الفقهية اللائقة به موضوع جذاب ورائع
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[05 - 08 - 07, 12:01 م]ـ
أرى أن جدوى الأبحاث الفقهية في مدى تطبيقها، والسؤال: إذا عثرنا على البحث فمن الذي سيطبقه، ونحن نعلم البترول في يد من؟!! وأنه على الحقيقة لا يملكه المسلمون فيتصرفون فيه كما يشاءون؟!! فهل للبحث من جدوى قبل البحث في كيفية تملكه على الحقيقة؟!
هذا رأيي الخاص، والعلم عند الله
ـ[المصلحي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 12:02 م]ـ
البحث في هذه المسائل فيه صحوة للنائمين الذين يخوضون في صغار الامور وهم غافلون عن ضياع اموال المسلمين
عجبا لمن يناقش في مسائل الزهد والورع
ثم يتقاضى راتبا من اموال النفط الذاهبة في جيوب الكفار لضرب المسلمين
ـ[المصلحي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 12:07 م]ـ
يقضون اعمارهم في مسائل سائغة الخلاف اختلف الناس فيها من عصر الصحابة الى يومنا هذا وهي دائرة بين الاجتهاد الصواب والخطا (بين الاجر والاجرين)
ثم لايحاسب احدهم نفسه على الامور العظام مثل
مصدر رزقه
هل ياكل من حلال ام حرام
حكم العمل في شركات اجنيبة تختلس اموال المسلمين
حكم الوظائف في شركات النفط العميلة
حكم المساجد التي تبنى من اموال الرشاوى النفطية
وغيرها
الكثير الكثير
من مسائل الحلال والحرام
يغص بها المجتمع الخليجي
نعوذ بالله من مرض الغفلة
(وترى الناس سكارى وماهم بسكارى ولكن عذاب الله شديد)(80/129)
القاعدة الفقهية: مابني على الباطل فهو باطل، هل تشمل مافعله الاستعمار ببلاد المسلمين
ـ[المصلحي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 12:21 م]ـ
السلام عليكم
القاعدة القائلة:
مابني على الباطل فهو باطل.
مثال:
الصلاة باطلة اذا بنيت على وضوء باطل.
البيع باطل اذ كان مبنيا على كون المبيع محرما.
وهكذا.
فهل تشمل هذه القاعدة الاشياء المبنية على افعال الاستعمار الباطلة في بلاد المسلمين.
مثال:
فعل الاستعمار بوضع الحدود باطل لانه قسم بلاد الاسلام.
فهل الاحكام المبنية على هذا الباطل تكون باطلة؟
مثال2:
تقديم الدساتير حقوق المواطنة على حقوق الاخوة الاسلامية، فهل تبطل الاشياء المبنية على هذا الامر مثل اعطاء الاستجارة للمسلم غير المواطن؟
وامثلة كثيرة
ملحوظة:
كلمة الاستعمار اصبحت لقبا على احتلال الكفار لبلاد المسلمين، والاصح ان يقال (الاستخراب)،لانه خرب بلاد المسلمين ولم يعمرها.
ويمكن ان يقال انه علم محض!.
كما يقول الجهمية في اسماء الله تعالى وصفاته!؟.
والاخوة الدارسين لتوحيد الاسماء والصفات يعرفون معنى (العلم المحض).
فلعلها من هذا الباب.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 12:31 م]ـ
حياكم الله أخي المصلحي.
أضف إلى سؤالك حتى يكتمل العقد:أن كثيرا من الناس يحتج على مشروعية هذه الأمور بمسألة التقادم،أي ثبوت هذه الأمور التي فصّلها، وقررها المحتل أصبحت أمرا مسلما وشرعيا! بالتقادم! فهل الأمر كذلك؟ يعني مثلا: الحدود وتقسيمها أصبح مشروعا بالتقادم،منع الجواز الفلاني أو التنقل بالجواز الفلاني أصبح شرعيا بالتقادم!!
فما هو رأي الإخوة الأكارم؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 06:47 م]ـ
انا اعل يقينا ان كثيرا من الاخوة هنا لديه مثل هذه الاسئلة.
لكن يمنعه من طرحها - ربما - ان يتشبه بالعلماء السالفين ويردد ماقالوه فقط.
كما حال كثير من طلبة العلم.
او ايثارا للدعة على تشويش الحال!
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 06:58 م]ـ
ملحوظة:
كلمة الاستعمار اصبحت لقبا على احتلال الكفار لبلاد المسلمين، والاصح ان يقال (الاستخراب)،لانه خرب بلاد المسلمين ولم يعمرها.
ويمكن ان يقال انه علم محض!.
بارك الله فيك .. وقد ذكر الإمام الإبراهيمي قديما أن "الاستعمار" من الكلمات المظلومة.
لكنه قال: "لو كانت كلمة "استخراب" تصح في القياس لاستعملناها! "
ثم جاء جزائري آخر هو الأستاذ مولود قاسم نايت بلقاسم رحمه الله فجاء بكلمة جديدة هي "الاستدمار".
فلعلها أجمل، وأقيس، وأقرب للسجعة!!
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[23 - 06 - 07, 06:59 م]ـ
مما يستأنس لذلك حديث عمران بن حصين:
وأسرت امرأة من الأنصار وأصيبت العضباء - ناقة النبي صلى الله عليه وسلم - فكانت المرأة في الوثاق وكان القوم يريحون نعمهم بين يدي بيوتهم فانفلتت ذات ليلة من الوثاق فأتت الإبل فجعلت إذا دنت من البعير رغا فتتركه حتى تنتهي إلى العضباء فلم ترغ قال وناقة منوقة فقعدت في عجزها ثم زجرتها فانطلقت ونذروا بها فطلبوها فأعجزتهم قال ونذرت لله إن نجاها الله عليها لتنحرنها فلما قدمت المدينة رآها الناس فقالوا العضباء ناقة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت إنها نذرت إن نجاها الله عليها لتنحرنها فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكروا ذلك له فقال (سبحان الله بئسما جزتها نذرت لله إن نجاها الله عليها لتنحرنها لا وفاء لنذر في معصية ولا فيما لا يملك العبد.
أخرجه مسلم في صحيحه.
ووجه الشاهد أن استيلاء الكفار على ناقة النبي صلى الله عليه وسلم لم يدفع أحقية النبي صلى الله عليه وسلم فيها.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:34 م]ـ
لكن يمنعه من طرحها - ربما - ان يتشبه بالعلماء السالفين ويردد ماقالوه فقط.
كما حال كثير من طلبة العلم.
فتشبهوا إن لم تكونوا مثلهم **** إن التشبه بالكرام فلاح.
قال النبي صلى الله عليه وسلم [يحمل هذا العلم من خلف عدوله].
أخي المصلحي: إنما نطرح ما نطرح بغية أن نعرف آراء العلماء وأقوالهم،، على ضوء الكتاب والسنة، ولكي نلزم غرزهم، ونفهم فهمهم، لا أن نضرب بأقوالهم عرض الحائط.(80/130)
من يشرح لي هذه العبارة؟
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[23 - 06 - 07, 02:50 م]ـ
أقرأ في كتاب الصوفية للدكتور محمد العبدة و طارق عبدالحليم و فيه:
و يقول البقاعي قاطعا الطريق على من يؤول لابن عربي:
" قال الأصوليون: لو نطق بكلمة الردة وزعم أنه أضمر تورية , كفر ظاهرا و باطنا "
أشرحوها لي بارك الله في علمكم و نفع بكم.
ـ[مسدد2]ــــــــ[23 - 06 - 07, 04:37 م]ـ
السلام عليكم،
المراد منها أن من نطق بكلمة لا تحتمل معنى سوى الكفر، واللغة العربية لا تستوعب تفسيراً لها سوى الكفر، فقائلها يحكم عليه بالكفر.
وماذا لو قال صاحب الكلمة: لم أرد ذلك المعنى الكفري وانما أردت معنى آخر؟ نقول له هذا يُقبَل فيما لو كانت تحتمله اللغة العربية ولو بوجه بعيد، لكن ما نطقتَ به لا يحتمل سوى معنى كفري واحد. فعلى هذا فأنت في الظاهر كافر.
فإذا قال: حسناً، لكني في الباطن غير كافر، لأن الله يعلم حقاً أن أضمرت مراداً آخر، فزوجتى غير طالق .. ، نقول له، قال الاصوليون: من نطق بكلمة الكفر وزعم أنه أضمر تورية، كفر في الظاهر وفي الباطن -أي حتى في حقيقة الامر-وزوجتك طالق. فمعنى قول الاصوليون أنه يحكم عليه بالكفر ولو كان حقاً مضمراً معنى آخر غير كفري. لأننا أن أخذنا بغير معاني الكلمات بطلت اللغة واصبح الناس يقولون كلاما ثم يدعون انهم يضمرون غيره فتفسد العلاقات والمعاملات .. فقال الاصوليون ان الشرع يحكم على هذا انه كافر في الظاهر، وقواعد الاسلام تحكم انه كافر حتى في الباطن وفي الحقيقة عند الناس وعند الله.
والذي يريد تطبيق هذه القاعدة الاصولية، يجب ان يكون عارفاً بلهجات الناس وطرق كلامهم الفصيح منها والعامي، وما اختلف فيه العلماء وما لم يختلفوا فيه لأنه ينصب نفسه قاضيا على المتكلم بالكفر في الظاهر والباطن ويحكم بخروجه من الملة وفساد حسناته وخلوده في النار وهذا امر يعجز عنه فطاحل العلماء وتزل في الاقدام والخطأ في القصاص مصيبة.
تفريع خارج عن حد العبارة المسؤول عنها لكن لعل فيه افادة:
وبالمقابل قد يتكلم المغامر بلسانه بكلمة تحتمل عشرة اوجه في العربية لكنه في حقيقة الامر لم يُرد الا المعنى الكفري فلا تنفعه التسعة الاوجه الباقية لانه اراد المعنى الكفري. لكن ان تنصل، يكون مسلما في الظاهر وكافر في الباطن وعند الله.
وكنت سألتُ احد مشايخي الفضلاء رحمه الله عن هذا الموضوع، وهو حنفي وهم اكثر الناس تشددا في هذا الامر، فلم يرتح لهذا التوجه وصور لي صفحات من كتاب يراه قد حقق هذه المسألة و توسط فيها، خلاصته مخالفة لما اعلاه لانها تزيد عليها شرط (ان تشرح بالكفر صدراً) لا من صدرت منه كلمة. ولهذا تفصيل لم تسأل عنه فلا اطيل عليك به.
هذا تفسير العبارة وبسط لما قرب منها والله اعلم بالصواب.
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[23 - 06 - 07, 10:55 م]ـ
السلام عليكم،
وبالمقابل قد يتكلم المغامر بلسانه بكلمة تحتمل عشرة اوجه في العربية لكنه في حقيقة الامر لم يُرد الا المعنى الكفري فلا تنفعه التسعة الاوجه الباقية لانه اراد المعنى الكفري. لكن ان تنصل، يكون مسلما في الظاهر وكافر في الباطن وعند الله.
بارك الله فيك أخي مسدد ..
هل يرد هذا في تأويلات بعض المتصوفة لكلام الحلاج و أمثاله، فهم يزعمون أننا لم نفهمها؟؟!
ـ[مسدد2]ــــــــ[24 - 06 - 07, 12:18 ص]ـ
تماماً، فحيث ان ما تفوه به الحلاج من عبارات الحلول، لم تحتمل معنى سوى الكفر والالحاد فحكم عليه بذلك. ومن أراد ان يعتذر له، لم يحاول تفسير العبارة، لأنها لا تقبل تفسيراً، وانما لجأ الى ادعاء أن الحلاج كان في حالة السكر لغلبة الشهود فارتفعت عنه الاحكام لأنه صار مثل المجنون بسقوط التكليف.
لكن القاعدة الاولى هي المطبقة هنا، لا القسم الذي اقتبستموه.
اللهم الا ان كنت تريد من كلام الحلاج غير ما تبادر الى ذهني.
والله اعلم.(80/131)
مسائل تتعلق بتحية المسجد
ـ[الضبيطي]ــــــــ[23 - 06 - 07, 03:17 م]ـ
ذكر الشيخ الفاضل خالد بن عبد العزيز الهويسين في أحد دروسه عشر مسائل متعلقة بتحية المسجد، أنقلها لكم لعل الله ينفع بها مسلما فيدعو لي:
أنها تسمى تحية الله.
الصحيح وهو قول جمهور أهل العلم أنها سنة مؤكدة، وليست واجبة.
ذهبت الظاهرية إلى وجوبها، وهو قول ضعيف.
أنها تفعل في كل وقت غير أوقات النهي.
إذا جلس من غير تحية ناسيا ثم تذكر فإنه يقوم فصليها، كما فعل سليك الغطفاني لما أمره النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيح.
أنه يفعلها ولو طال المقام به، فإنه يقوم ويصلي؛ لتأكدها.
إذا كان ممن يكثر تردده على المسجد في أوقات متقاربة كعامل المسجد أو من جاء ليصلح فيه شيئا، فإنه يكتفي بالركعتين أول دخوله.
لو صلى الوتر ركعة واحدة فهل تجزئه عن تحية المسجد؟ الظاهر أنها تجزئه.
المرأة كالرجل في ذلك كله إذا دخلت المسجد، وكذلك الصبيان والغلمان.
العامل والبائت في المسجد يصلي أول دخوله ويكتفي بذلك.الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:17 م]ـ
جزاك الله خيرا
القول بوجوبها له وجه قوي
قال الشوكاني في نيل الأوطار: (3|82): حديث أبي قتادة أورده البخاري بلفظ النهي كما ذكره المصنف وبلفظ الأمر فروي من طريق عمرو بن سليم الزرقي عن أبي قتادة: (أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: إذا دخل أحدكم المسجد فليركع ركعتين قبل أن يجلس)
وأخرج البخاري ومسلم عن جابر بن عبد الله: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر سليكا الغطفاني لما أتى يوم الجمعة والنبي صلى الله عليه وآله وسلم يخطب فقعد قبل أن يصلي الركعتين أن يصليهما)
وأخرج مسلم عن جابر أيضا: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم لما أتى المسجد لثمن جمله الذي اشتراه منه صلى الله عليه وآله وسلم أن يصلي الركعتين) والأمر يفيد بحقيقته وجوب فعل التحية والنهي يفيد بحقيقته أيضا تحريم تركها وقد ذهب إلى القول بالوجوب الظاهرية كما حكى ذلك عنهم ابن بطال. قال الحافظ في الفتح: والذي صرح به ابن حزم عدمه
وذهب الجمهور إلى أنها سنة وقال النووي: إنه إجماع المسلمين قال: وحكى القاضي عياض عن داود وأصحابه وجوبها. قال الحافظ في الفتح: واتفق أئمة الفتوى على أن الأمر في ذلك للندب قال: ومن أدلة عدم الوجوب قوله صلى الله عليه وآله وسلم للذي رآه يتخطى: (اجلس فقد آذيت) ولم يأمره بصلاة كذا استدل به الطحاوي وغيره وفيه نظر انتهى
(ومن جملة) أدلة الجمهور على عدم الوجوب ما أخرجه ابن أبي شيبة عن زيد بن أسلم قال: كان أصحاب رسول الله صلى [ص 83] الله عليه وآله وسلم يدخلون المسجد ثم يخرجون ولا يصلون
(ومن أدلتهم) أيضا حديث ضمام بن ثعلبة عند البخاري ومسلم والموطأ وأبي داود والنسائي لما سأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عما فرض الله عليه من الصلاة فقال: (الصلوات الخمس فقال: هل علي غيرها قال: لا إلا أن تطوع) وفي رواية للبخاري ومسلم والترمذي والنسائي وأبي داود قال: (الصلوات الخمس إلا أن تطوع)
ويجاب على عدم أمره صلى الله عليه وآله وسلم للذي رآه يتخطى بالتحية بأنه لا مانع له أن يكون قد فعلها في جانب من المسجد قبل وقوع التخطي منه أو أنه كان ذلك قبل الأمر بها والنهي عن تركها ولعل هذا وجه النظر الذي ذكره الحافظ ويجاب عن الاستدلال بأن الصحابة كانوا يدخلون ويخرجون ولا يصلون بأن التحية إنما تشرع لمن أراد الجلوس لما تقدم وليس في الرواية أن الصحابة كانوا يدخلون ويجلسون ويخرجون بغير صلاة تحية وليس فيها إلا مجرد الدخول والخروج فلا يتم الاستدلال إلا بعد تبيين أنهم كانوا يجلسون على أنه لا حجة في أفعالهم أما عند من لا يقول بحجية الإجماع فظاهر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/132)
وأما عند القائل بذلك فلا يكون حجة إلا فعل جميعهم بعد عصره صلى الله عليه وسلم لا في حياته كما تقرر في الأصول وتلك الرواية محتملة وأيضا يمكن أن يكون صدور ذلك منهم قبل شرعيتها ويجاب عن حديث ضمام بن ثعلبة أولا بأن التعاليم الواقعة في مبادئ الشريعة لا تصلح لصرف وجوب ما تجدد من الأوامر وإلا لزم قصر واجبات الشريعة على الصلاة والصوم والحج والزكاة والشهادتين واللازم باطل فكذا الملزوم
أما الملازمة فلأن النبي صلى الله عليه وآله وسلم اقتصر في تعليم ضمام بن ثعلبة في هذا الحديث السابق نفسه على الخمس المذكورة كما في الأمهات وفي بعضها على أربع ثم لما سمعه يقول بعد أن ذكر به ذلك: (والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه قال: أفلح إن صدق أو دخل الجنة إن صدق) وتعليق الفلاح ودخول الجنة بصدقه في ذلك القسم الذي صرح فيه بترك الزيادة على الأمور المذكورة مشعر بأن لا واجب عليه سواها إذ لو فرض بأن عليه شيئا من الواجبات غيرها لما قرره الرسول صلى الله عليه وآله وسلم على ذلك ومدحه به وأثبت له الفلاح ودخول الجنة فلو صلح قوله (لا إلا أن تطوع) لصرف الأوامر الواردة بغير الخمس الصلوات لصلح قوله (أفلح إن صدق) و (دخل الجنة إن صدق) لصرف الأدلة القاضية بوجوب ما عدا الأمور المذكورة
(وأما بطلان اللازم) فقد ثبت بالأدلة المتواترة وإجماع الأمة أن واجبات [ص 84] الشريعة قد بلغت أضعاف أضعاف تلك الأمور فكان اللازم باطلا بالضرورة الدينية وإجماع الأمة ويجاب ثانيا بأن قوله إلا أن تطوع ينفي وجوب الواجبات ابتداء لا الواجبات بأسباب يختار المكلف فعلها كدخول المسجد مثلا لأن الداخل ألزم نفسه الصلاة بالدخول فكأنه أوجبها على نفسه فلا يصح شمول ذلك الصارف لمثلها
ويجاب ثالثا بأن جماعة من المتمسكين بحديث ضمام بن ثعلبة في صرف الأمر بتحية المسجد إلى الندب قد قالوا بوجوب صلوات خارجة عن الخمس كالجنازة وركعتي الطواف والعيدين والجمعة فما هو جوابهم في إيجاب هذه الصلوات فهو جواب الموجبين لتحية المسجد
(لا يقال) الجمعة داخلة في الخمس لأنها بدل عن الظهر لأنا نقول لو كانت كذلك لم يقع النزاع في وجوبها على الأعيان ولا احتيج إلى الاستدلال لذلك إذا عرفت هذا لاح لك أن الظاهر ما قاله أهل الظاهر.
قلت: وثبت كذلك تسميتها بتحية المسجد
عن أبي ذر قال: (دخلت المسجد فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم جالس وحده قال: (يا أبا ذر إن للمسجد تحية وإن تحيته ركعتان فقم فاركعهما) قال: فقمت فركعته ..
وقد حسن الحديث شيخنا الألباني في صحيح الموارد (1|200)
ـ[توبة]ــــــــ[24 - 06 - 07, 01:00 ص]ـ
ذكر الشيخ الفاضل خالد بن عبد العزيز الهويسين في أحد دروسه عشر مسائل متعلقة بتحية المسجد، أنقلها لكم لعل الله ينفع بها مسلما فيدعو لي:
1أنها تسمى تحية الله.
2الصحيح وهو قول جمهور أهل العلم أنها سنة مؤكدة، وليست واجبة.
3ذهبت الظاهرية إلى وجوبها، وهو قول ضعيف.
4أنها تفعل في كل وقت غير أوقات النهي.
5إذا جلس من غير تحية ناسيا ثم تذكر فإنه يقوم فصليها، كما فعل سليك الغطفاني لما أمره النبي صلى الله عليه وسلم، كما في الصحيح.
6أنه يفعلها ولو طال المقام به، فإنه يقوم ويصلي؛ لتأكدها.
7إذا كان ممن يكثر تردده على المسجد في أوقات متقاربة كعامل المسجد أو من جاء ليصلح فيه شيئا، فإنه يكتفي بالركعتين أول دخوله.
8لو صلى الوتر ركعة واحدة فهل تجزئه عن تحية المسجد؟ الظاهر أنها تجزئه.
9المرأة كالرجل في ذلك كله إذا دخلت المسجد، وكذلك الصبيان والغلمان.
10العامل والبائت في المسجد يصلي أول دخوله ويكتفي بذلك.الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
جازاكم الله خيرا ونفع بكم وبالشيخ الفاضل.لكن ومع قلة علمي لي بعض الإشكالات حول النقاط التي ذكرتموها، وهذا لا يمنع لأني لم أدخل الى هذا المجلس المبارك الا للتحصيل والإستفادة.
1/الإصطلاح المتعارف عليه،وكلاهماورد عن السلف،تحية المسجد،أو تحية رب المسجد.
قال النووي رحمه الله: "وعبر بعضهم بتحيةربّ المسجد، لأن المقصود منها القربة إلى الله، لا إلى المسجد، لأن داخل بيت الملك، يحي المالك لا البيت" [حاشية ابن قاسم 2/ 252]
4/وماذا عمن قال بصلاتها حتى في أوقات النهي بحكم أنها من ذوات الأسباب؟ كركعتي الطواف. و منهم ابن تيمية، من المتقدمين،وكذلك الشيخان ابن باز والعثيمين.
5،6/ من دخل المسجد وجلس جاهلا أو ناسيا، قبل الإتيان بالتحية، شرع في حقه القيام والصلاة ركعتين، لأنها لا تفوت بالجلوس في حق المعذور،بشرط ما لم يطل الفصل اتفاقا ..
[فتح الباري 2/ 408]
10،7/ذهب البعض إلى استحباب تكرار التحية، لكل مرة إذا تكرر الدخول إليه، أخذ به النووي، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، وهو ظاهر كلام الحنابلة [المجموع:4/ 75]. و لو قلتم في رأيي "أن له أن يكتفي"،"بدل أنه يكتفي "أصوب.
8/الأحاديث الواردة،عن رسول الله صلى الله عليه وسلم،ورد فيها ذكر ركعتين، واذا كان المقصود بالتحية، أن يبدأ دخوله المسجد بصلاة،لما يقتضيه دور المسجد أي مكان العبادة، فهل يجزيء عنه سجود الشكر أو التلاوة مثلا، ان صادف الداعي الى ذلك; عن التحية عند دخول المسجد؟
3،2/ليس عندي تعقيب عليهمالأن في مناقشة الشيوخ الأفاضل هنا ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93707 غنى) غنى وفائدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/133)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 04:12 ص]ـ
أخي الضبيطي أنت تقول أن النبي صلى الله عليه و سلم أمر سليك الغطفاني بأن يصلي تحية المسجد وهم يقولون بأنها سنة مؤكدة؟؟؟
كما قال الشيخ الألباني يجب أن يصليها المسلم إذا دخل المسجد لحديث النبي صلى الله عليه و سلم و لأمر النبي صلى الله عليه و سلم سليك الغطفاني.
ـ[أبو عصام حمدان]ــــــــ[24 - 06 - 07, 06:38 م]ـ
"ومن هديه أن الداخل إلى المسجد يبتدىء بركعتين تحية المسجد ثم يجيء فيسلم على القوم فتكون تحية المسجد قبل تحية أهله فإن تلك حق الله تعالى والسلام على الخلق هو حق لهم وحق الله في مثل هذا أحق بالتقديم بخلاف الحقوق المالية فإن فيها نزاعا معروفا والفرق بينهما حاجة الآدمي وعدم اتساع الحق المالي لأداء الحقين بخلاف السلام.
وكانت عادة القوم معه هكذا يدخل أحدهم المسجد فيصلي ركعتين ثم يجيء فيسلم على النبي ولهذا جاء في حديث رفاعة ابن رافع أن النبي بينما هو جالس في المسجد يوما قال رفاعة ونحن معه إذ جاء رجل كالبدوي فصلى فأخف صلاته ثم انصرف فسلم على النبي فقال النبي وعليك فارجع فصل فإنك لم تصل وذكر الحديث فأنكر عليه صلاته ولم ينكر عليه تأخير السلام عليه إلى ما بعد الصلاة وعلى هذا فيسن لداخل المسجد إذا كان فيه جماعة ثلاث تحيات مترتبة أن يقول عند دخوله بسم الله والصلاة على رسول الله ثم يصلي ركعتين تحية المسجد ثم يسلم على القوم"
منقول من زاد المعاد
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 06 - 07, 04:09 ص]ـ
للفائدة حول حكم تحية المسجد:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=93707&highlight=%CA%CD%ED%C9+%C7%E1%E3%D3%CC%CF
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[25 - 06 - 07, 01:38 م]ـ
بوركت.
ـ[ابوسلطان]ــــــــ[08 - 07 - 07, 04:04 م]ـ
نفع الله بك يالضبيطي ولا تبخل علينا بكل ماتعرفه من مسائل فقهييه من شيخك الكريم
ـ[الضبيطي]ــــــــ[08 - 06 - 09, 02:08 ص]ـ
جزى الله الجميع خيرا(80/134)
ما حكم وعظ الناس وتذكيرهم بمثل هذه القصص ونشرها في المنتديات بنية الدعوة؟
ـ[حامل القرآن]ــــــــ[23 - 06 - 07, 03:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هذه هي القصة:
____________________________
ظهوووووووور اول علامه من علالامات الساعه والخبرر مؤكد من قناه
--------------------------------------------------------------------------------
اعلان قناة الجزيرة قبل قليل عن أول علامات الساعة!!!!
أعلنت قناة الجزيرة قبل قليل ان مخلوقا
غريبا اعور عظيم في خلقه قد ظهر في بلاد خرسان و هو الان متواجد في منطقة ريفية و ان جميع سكانها
لاذوا بالفرار الى المرتفعات
و اكدت مصادر موثوق بها لقناة الجزيرة
ان المخلوق المحتمل انه المسيح الدجال لازال هناك في احد الكهوف العملاقة وهو حسب شهود عيان
قد خرج منه قبل قليل.
و قال مراسل الجزيرة في مكة ان هناك
من يدعي انه المهدي المنتظر و قد تجيش له جيش من الشرطة الذين لا يعرف اين مصيرهم بعد ...
كما اكدت شرين ابو عاقلة مراسلة الجزيرة في نشرة سابقة ان هناك الكثير من الاقوال حول تكلم الاشجار عن اليهود و
اماكن تواجدهم في القدس و ان اليهود في حيرة من امرهم
يمكنكم التأكد من هذه الاخبار على قناة الجزيرة على الرابط التالي
اخوتي
كل ما كتبت ليس حقيقيا ,و لكنه جزء مما سيحدث في بضع سنين
الان
و انت تقرأ الخبر ماهو احساسك و ما هو شعورك
هل كنت مطمئنا الى حالك
ها كنت خائفا على نفسك
هل نادما على سيئاتك
هللللللللللللللللللللللللللل؟؟؟؟؟
اسئلة كثيرة جالت في ذهنك
و هواجس اكبر منها في نفسك
بالله عليك هل انت مستعد للساعةماذا اعددتم لها؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
يا اخوتي فلنعمل جاهدين لذلك اليوم القريب جدا جدا جدا جدا
فلنجهز انفسنا بالزاد و ان خير الزاد التقوى
اكثروا من ذكر الله و الصلاة على رسول الله
و بارك الله فيكم اجمعين
_______________________________
كثر متناقليها
على رغم الكذب الذي أورده في البداية
فما رأيكم؟
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[24 - 06 - 07, 03:55 م]ـ
سامحك الله، ولا تعد لمثل هذا الفعل.
واعلم أن هذا الملتقى لطلبة العلم فقط!!
أما هذه الترهات فمكانها غرف الدردشة والسفسطة!!
-------------------------------------------------------------
أرجوا من الأخ المشرف حذف هذا الموضوع التافه ...
ـ[حامل القرآن]ــــــــ[24 - 06 - 07, 04:13 م]ـ
جزاك الله خيرًا أخي الكريم
و زادك علماً و تقى و أسقاك من خلق المصطفى ـ صلى الله عليه و سلم ـ
نقلا عن الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله تعالى و اسكنه فسيح جناته ـ يقول:
" .... لكن على من علم من نفسه أنه أهل للفتيا عرف حكم المسألة التي استفتي فيها أن يفتي لا سيما في هذا الزمن الذي لو ترك الفتوى لذهب الناس يستفتون جهالاً يضلون الناس بغير علم، فمن علم من نفسه أنه أهل للفتوى وعلم حكم المسألة التي استفتي فيها فليفتي، لأن لكل مقامٍ مقالاً وزمن السلف الصالح العلماء فيه كثيرون والورعون فيه كثيرون فإذا تنزه الإنسان عنها وحولها إلى غيره وجد من يقوم بها على الوجه الأكمل، لكن في عهدنا الآن قد لا يكون الأمر كما كان عليه السلف الصالح " ا. هـ
و أرجو من أخينا المشرف ـ حفظه الله ـ حذف الموضوع بناء على الطلب
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[24 - 06 - 07, 10:19 م]ـ
أخي وحبيبي في الله حامل النور: لم أقصدك، إنما قصدت الموضوع!!
ولك مني قبلة على جبينك، لحسن ظنك بي وتقبلك للنصيحة من أخ قد يصغرك سنا!!!
نلتقي على خير بإذن الله تعالى ...
ـ[بن نصار]ــــــــ[25 - 06 - 07, 12:59 ص]ـ
نقلها للأستفتاء أو لمعرفة حكمها. . جائز بل و مستحب. . و ليس سفسطة كما قال الأخ صلاح السعيد.
و أثار استغرابي هذه الشدة التي هي في غير محلها بل أنا أخالف الأخوان في ذلك أرجو عدم الحذف حتى نقرأ و نستفيد من ردود مشائخنا الأفاضل.(80/135)
تعليق الشيخ محمد هراس على قول ابن القيم في النونية: صوفية سنية نبوية
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[23 - 06 - 07, 08:31 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:
قال ابن القيم رحمه الله في وصف عساكر الحق - أهل الحديث والسنة -
صوفية سنية نبوية === ليسوا أولي شطح ولا هذيان
قال الشيخ محمد هراس رحمه الله: وأما قول المؤلف في أول البيت الأخير صوفية
فنحن لانوافقه على إطلاق هذا اللقب على أهل الحق والجماعة فإنه لفظ مبتدع ويحمل من المعاني الخبيثة ما ننزه القوم عنه ..
شرح القصيدة النونية (2|145)
ـ[خالد أبو أيمن]ــــــــ[27 - 06 - 07, 02:45 ص]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله
هذا غلو في نظري
يعني ابن القيم لا يعرف ذلك لو كان صحيحا؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 - 06 - 07, 04:21 ص]ـ
هونوا الأمر يا إخوة ..... الخلاف خلاف لفظي ......... فبعض العلماء كان يطلق على الزهاد النساك اسم الصوفية، وكان كثير منهم متقيدا بالكتاب والسنة كالجنيد والفضيل بن عياض وسهل التستري وأبو سليمان الدراني وغيرهم.
* يقول شيخ الإسلام ابن تيمية:
" فإن ابن عربي وأمثاله وإن ادعوا أنهم من الصوفية؛ فهم من صوفية الملاحدة الفلاسفة ليسوا من صوفية أهل الكلام، فضلا عن أن يكونوا من مشايخ أهل الكتاب والسنة، كالفضيل بن عياض، وإبراهيم بن أدهم،وأبي سلمان الدراني ومعروف الكرخي والجنيد بن محمد وسهل بن عبد الله التستري وأمثالهم " انتهى كلامه
وإن كنت أرى أنه لا ينبغي إطلاق هذه المسميات؛ لأن غالبها - إن لم يكن جميعها - باطل وشركيات، فقد تسبب هذه العبارة لبسا عند كثير من الناس، وللأسف الشديد أصبح العبث بالألفاظ سمة لهذا العصر، فنجد من ينادي بالديمقراطية فإذا بينت له ما في الديمقراطية من كفريات وضلالات قال إن المقصود بها الشورى، فلا شك أن هذا تلبيس لا يصح.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 - 06 - 07, 05:04 ص]ـ
كالجنيد والفضيل بن عياض وسهل التستري وأبو سليمان الدراني وغيرهم.
وأبي سليمان الداراني ...... عذرا على الخطأ غير المتعمد.
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[27 - 06 - 07, 07:31 ص]ـ
صدقت اخى العبادي
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[28 - 06 - 07, 12:16 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[28 - 06 - 07, 04:52 م]ـ
و الهراس رحمه الله لا يقصد التنقص من ابن القيم لكن هو يحذر طلبة العلم الذين لا يدركون مقصود شيخ الأسلام
و الله أعلم
ـ[أبو فرحان]ــــــــ[28 - 06 - 07, 10:32 م]ـ
رابط له علاقة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=21512(80/136)
هل يجوز الجمع في هذه الحالة!!
ـ[عبدالعزيز الصقيري]ــــــــ[23 - 06 - 07, 08:33 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
.
.
قال الفقهاء:
"يجوز للمقيم أن يجمع بين الصلاتين إن كان هناك حرج من أداء الصلاة الثانية في وقتها "
هل ينطبق هذا على المسافر بالطائرة قبل صلاة العصر ويعلم أنها ستصل بعد خروج وقت صلاة العصر،
هل له جمعها مع الظهر في بلده، قبل المغادرة؟
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[24 - 06 - 07, 06:43 ص]ـ
إذا كان المطار خارج البلدة كمطار الرياض فله أن يصلي العصر قبل دخول وقتها، لمجاوزته البنيان، ولكون المطار حينئذ مرحلة من مراحل السفر، وأما إن كان المطار داخل البنيان فليس له أن يصلي العصر قبل وقتها، وإنما يصليها بعد دخول الوقت في الطائرة بحسب حاله، فإن استطاع أن يؤديها بكامل أركانها وواجباتها فحسن، وإلا صلاها حسب استطاعته، لقول الله سبحانه: (فاتقوا الله ما استطعتم) هذا في قول أكثر أهل العلم، وذهب جماعة من المحققين من أهل العلم وهو قول قوي وله حظ من الأثر والنظر، إلى دفع المشقة عن المسافر، وقالوا يجوز له أن يجمع في بيته بين الصلاتين، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: " أراد أن لا يحرج أمته " ولأحاديث أخر وردت في الباب لعل الوقت يتسع بإفراد موضوع لها إن شاء الله.
ـ[عبدالعزيز الصقيري]ــــــــ[28 - 06 - 07, 10:25 ص]ـ
باركـ الله فيكـ
.
.
وذهب جماعة من المحققين من أهل العلم وهو قول قوي وله حظ من الأثر والنظر، إلى دفع المشقة عن المسافر، وقالوا يجوز له أن يجمع في بيته بين الصلاتين، لقول ابن عباس رضي الله عنهما: " أراد أن لا يحرج أمته " ولأحاديث أخر وردت في الباب لعل الوقت يتسع بإفراد موضوع لها إن شاء الله.
هل ابن عثيمين -رحمه الله- منهم؟(80/137)
(التعريفات الفقهية)؟
ـ[حارث]ــــــــ[24 - 06 - 07, 12:22 ص]ـ
نعم، في أوائل أبواب الفقه يعرف المؤلف ترجمة الباب تعريفاً لغويا واصطلاحيا
ويذكر أصل مشروعيته وربما ذكر قواعد عامة فيه
قبل الشروع في بيان مسائله
لكن هل أفردت هذه التعريفات ...
مثلاً: الجعالة، المساقاة ... وهكذا
من أبرز من اعتنى بتحرير التعريفات الفقهية؟؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[24 - 06 - 07, 01:45 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم حارث وفقني الله وإياك وبعد:
فهناك مؤلفات في المذاهب الأربعة في هذا الباب منها:
1 - أنيس الفقهاء في تعريفات الألفاظ المتداولة بين الفقهاء لقاسم القونوي الحنفي.
2 - كتاب طلبة الطلبة للنسفي الحنفي.
3 - شرح حدود ابن عرفة للرصاع المالكي.
4 - المغرب في ترتيب المعرب لأبي الفتح المطرزي الحنفي.
5 - الدر النقي في شرح ألفاظ الخرقي لابن عبد الهادي المعروف بابن المبرد.
6 - المطلع على أبواب المقنع للبعلي الحنبلي.
7 - تهذيب الأسماء اللغات للنووي وهو في ألفاظ بعض كتب الفقه الشافعي جمع فيه الألفاظ الموجودة في (مختصر المزني) و (المهذب) و (الوسيط) و (التنبيه) و (الوجيز) و (الروضة) وزاد عليه زيادات في غير الفقه.
8 - تحرير ألفاظ التنبيه (لغة الفقه) للنووي.
9 - الزاهر في غريب ألفاظ الشافعي للأزهري.
10 - الموسوعة الفقهية إشراف وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية بالكويت.
11 - معجم لغة الفقهاء لمحمد رواس قلعة جي وحامد قنيبي.
وهناك كتب تهتم في التعريفات عموما مثل:
1 - التعريفات للجرجاني.
2 - التعاريف للمناوي.
3 - الكليات لأبي البقاء الكفوي الحنفي.
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[24 - 06 - 07, 03:09 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
للتحميل من بركات اخينا الامبابي:
لسان العرب
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=18&book=1404
التعريفات، للجرجاني
http://www.fileoff.com/files/ta3rifat_jurjani55-pdf.shtml
الكليات، لأبي البقاء الكفوي
http://www.kabah.info/uploaders/al-kllyat.rar
كشاف اصطلاحات الفنون، للتهانوي
http://www.waqfeya.com/open.php?cat=28&book=296
طلبة الطلبة، للنسفي
http://www.lisaanularab.com/garip/Akademi/Omar.Nasafi_tilbeh.altalabe.fi.alistilahat.alfiqhi yye.rar
شرح حدود ابن عرفة
http://ia340934.us.archive.org/1/items/shiarfaa/shiarfaa.pdf
وعليك بهذه الصفحة، وستجد ما يسرك إن شاء الله
http://www.waqfeya.com/list.php?cat=18
و الحدود الانيقة للانصاري:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تفضل من هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104491(80/138)
حكم الدردشة مع الجنس الآخر.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[24 - 06 - 07, 12:42 ص]ـ
والكلام بين الجنسين، وإنشاء علاقة بينهما، من أعظم الوسائل التي قد تجرُّ إلى الوقوع في الحرام، وإن زيَّن الشيطان ذلك في أول الأمر، وأظهره على أنه علاقة بريئة من كل ما يدعو إلى لحرام!! قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ} [النور: 21].
وقد نصَّ الفقهاء - رحمهم الله - على المنع من التكلم مع المرأة الشابة؛ خشية الفتنة؛ فقال البهوتي – الحنبلي – في "كشاف القناع":"وإن سلَّم الرجل عليها - أي على الشابَّة - لم تردَّه؛ دفعاً للمفسدة". وقال العلامة الخادمي - الحنفي - في كتاب "بريقة محمودية": "التكلم مع الشابة الأجنبية لا يجوز بلا حاجة؛ لأنه مظنة الفتنة".
ويدخل في هذا: المحادثة والمكاتبة عبر (الإنترنت)، والمشاركة في مواقع الحوار؛ حيث لا يجوز إقامة علاقات بين الجنسين، وألا يخاطب رجل امرأة، أو امرأة رجلاً إلا لحاجة، وإن كانت ثمَّ حاجة داعية إلى ذلك؛ فلتكن في حدود الأدب والأخلاق؛ قال تعالى: {وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ذَلِكُمْ أَطْهَرُ لِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ}. [الاحزاب: 53]، وقال تعالى: {إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفًا}. [الأحزاب 32].
فلا يجوز لهما الخروج عن دائرة آداب الإسلام باستعمال الألفاظ أو التعبيرات المريبة، أو المستكرهة الممقوتة، كما هو شأن كثير من أهل الأهواء والشهوات.
ومن أهم ماينبغي التنبيه عليه في هذا: أن يكون هذا الحوار عبر ساحات عامة، يشارك فيها جمع من الناس، وليس حواراً خاصاً بين الرجل والمرأة لا يطلع عليه غيرهما؛ فإن هذا بابٌ من أبواب الفتنة.
ومع هذا كله فترك محادثة الرجل على أي حال أبعد عن الفتنة، وأدعى للسلامة؛ لأن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم، وكم جرَّت هذه المحادثات بين الجنسين عبر وسائل الاتصال من مفاسد كثيرة، وأدَّت إلى تدمير عفَّة وعفاف كثير من فتيات المسلمين وفتيانهم، وننصحك بالاقتصار على محادثة النساء فيما ينفع، وفق الضوابط الشرعية، ويمكنك مراجعة هذه فتوى شبيهة بهذه على موقعنا. والله أعلم.
http://www.alukah.net/Fatawa/FatwaDetails.aspx?FatwaID=2044
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[24 - 06 - 07, 12:55 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[بن نصار]ــــــــ[24 - 06 - 07, 03:55 م]ـ
نفع الله بك. .
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[24 - 06 - 07, 05:18 م]ـ
بُعدهما عنه خير لهما.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[24 - 07 - 07, 02:04 ص]ـ
بارك الله فيكم
شكرا لتشريفكم
ـ[عَامِّيَّةُ]ــــــــ[30 - 07 - 07, 08:14 ص]ـ
ويدخل في هذا: المحادثة والمكاتبة عبر (الإنترنت)، والمشاركة في مواقع الحوار؛
إن شاركت المرأة في مواقع الحوار المختلطة من أجل الدعوة فما الحكم -بارك الله فيكم -؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[04 - 08 - 07, 07:47 م]ـ
إن شاركت المرأة في مواقع الحوار المختلطة من أجل الدعوة فما الحكم -بارك الله فيكم -؟
وجزاكم الله خيرا
ماذا تقصدين بمواقع الحوار المختلطة؟
ـ[أم حبيبة م. فهمي]ــــــــ[04 - 08 - 07, 08:00 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أي مثل المشاركة في ملتقى أهل الحديث أو أي منتدى آخر يسمح فيه للنساء بالمشاركة ..
أم حبيبة م. فهمي
مصر
ـ[عَامِّيَّةُ]ــــــــ[04 - 08 - 07, 10:37 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
مثل ما قالت أختى الفاضلة أم جويرية -بارك الله فيها-
لكن قد تكون المشاركه فى ملتقى أهل الحديث للحاجه
فأرجوا أن أجد إجابه عن حكم المشاركه لا للحاجه ولكن للدعوة فى المنتديات التى تسمح بالمناقشه فيها بين الرجال والنساء
وجزاكم الله خيرا ونفع بكم
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[04 - 08 - 07, 11:43 م]ـ
المحادثة بين الرجال والنساء من أجل التعارف
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/139)
مع التقدم الكبير في وسائل الاتصال تظهر كثير من الطرق التي لم تكن معهودة في ما مضى من إمكان محادثة الرجال والنساء بعضهم بعضاً، ولم تزل هذه الطرق بمرور الأيام تتطور وتنتقل من طور إلى طور متقدم في تلك الإمكانيات، حتى وصلت إلى ما يُعرف بـ (الشات) و (غرف الدردشة) عن طريق الإنترنت الذي تغري تكلفته الزهيدة بالانسياق في هذا الأمر.
والإسلام يحرص حرصاً شديداً على نقاء المجتمع وسلامته من كل أسباب الشرور ومظاهرها، وخاصة في جانب الأعراض؛ فما من سبيل يضمن ذلك إلا وقد سلكه وأمر بسلوكه، وما من سبيل يعارض ذلك إلا وقد نهى عنه، وحذر منه، فنهى عن الخلوة بين الرجل والمرأة وإن كانا قريبين ـ ما لم يكونا من المحارم ـ ومنع المرأة أن تسافر من غير محرم، أو أن تسافر مع غير محرم، وأمر المرأة بارتداء الحجاب، ومنع من الاختلاط بين الجنسين، ونهى المرأة عن الخضوع بالقول (1)، كما جعل على مخالفة ذلك عقوبات زاجرة، تزجر من تسوِّل له نفسه تجاوز ما شرعه الله تعالى.
وقد يكون في استخدام (الشات) سواء كان كتابة باليد أو تكلماً بالصوت بين أفراد الجنس الواحد أي بين رجل يخاطب رجلاً، أو امرأة تخاطب امرأة، نوع من التعارف الذي قد تترتب عليه بعض المصالح، وهذا في دائرة المباح؛ وإن كان هناك احتمال عدم صدق البيانات؛ فقد يكتب بعض الناس بيانات مخالفة لبياناته الحقيقية، وخاصة في خانة الجنس ليوقع الجنس الآخر في مخاطبته.
وأما مخاطبة الرجل للمرأة، أو المرأة للرجل تكلماً أو كتابة من أجل التعارف بينهما، فالذي يظهر من توجيهات الشرع التي مرت أن هذا لا يجوز، ولو كان كلاماً بريئاً خالياً مما يخدش الحياء أو نحو ذلك؛ فلم تجرِ بذلك عادة بين المسلمين من قديم الزمن، وإنما كان الحديث الذي يمكن أن يحدث بينهما للحاجة وليس للتعارف؛ على أن يكون ذلك وفق ضوابطه كما قال ـ تعالى ـ: {وَإذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِن وَرَاءِ حِجَابٍ} [الأحزاب: 53].
ولم يظهر شيء من ذلك بين المسلمين إلا بفعل تقليد الأمم الغربية، وهذا النوع من المخاطبة فيه ـ عندي ـ بعض معاني الخلوة الممنوعة، وإن لم يكن خلوة كاملة؛ حيث يجلس الرجل والمرأة كلاهما إلى جهاز الحاسب، فيكتبان ما يشاءان من غير أن يدري أحد غيرهما بما هو مكتوب؛ فهذا وإن لم يكن خلوة جسدية فهو خلوة معنوية، فإذا اختلى الرجل بالمرأة أو المرأة بالرجل على (الشات)؛ فإذا قُدِّر أن أحداً من أوليائهما اطَّلع على ذلك فإنهما يشعران بقريب من الحرج الذي يحدث لهما عندما تكون الخلوة جسدية، مما يدل على أن هذه الخلوة فيها من معاني الخلوة الجسدية، وهذه الخلوة المعنوية قد تورث تعلُّق القلوب بعضها ببعض، وربما تقود مع مرور الوقت وتكررها إلى الخلوة الجسدية.
أما المخاطبة من أجل تحقيق مصلحة دنيوية كأن تخاطب امرأةٌ طبيباً مثلاً، أو يخاطب رجل طبيبة للسؤال والاستفسار عما فيه مصلحة من ذلك، فهذا لا حرج فيه، ولكن ينبغي أن يكون الكلام من أجل ذلك الغرض حقاً، وأن لا يسترسل أحد المتخاطبين في كلام خارج عن المطلوب، حتى لو لم يكن فيه كلمات غير مناسبة.
وأما المخاطبة من أجل تحقيق مصلحة دينية كالاستفسار مثلاً عن تفسير آية أو حديث أو السؤال عن حكم فقهي فهو جائز أيضاً، إذا كان المسؤول ممن يقدر على ذلك، وينبغي أيضاً الانتباه إلى عدم الاسترسال في الكلام الخارج عن موضوع السؤال حتى لو لم يكن فيه شيء؛ والشيطان هنا قد يضحك على كل منهما فيمنيهما بأنهما صالحان طيبان وأنه لا خوف عليهما من الاسترسال في الكلام؛ فهما ليسا بمنزلة الأشرار؛ وهذا من مخادعة الشيطان لهما. فليحذر المتخاطبون من هذا المنزلق الذي قد يجر إلى ما لا تحمد عقباه!
لكن الرجل الصالح والمرأة الصالحة إذا استزلهما الشيطان في لحظة الضعف البشري التي قلما ينجو منها أحد، فجعلهما يسترسلان في الحديث فيما لا تدعو إليه الحاجة ـ وإن لم يكن محرماً ـ يدركان سريعاً بفضل الله خطأهما، وأنهما قد استرسلا أكثر مما ينبغي فيما لا تدعو إليه حاجة، فيستغفران الله ويتوبان إليه، والله غفور رحيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/140)
ولو أردنا أن نضع ضابطاً لما يمكن أن يكون استرسالاً فيما لا تدعو إليه حاجة، لقلنا: لو كان الرجل الصالح والمرأة الصالحة يستحيان أن يطلع على هذه المخاطبة أحد من الناس، لكان هذا استرسالاً غير محمود، لكن هذه ليست قاعدة كلية مطلقة، بل هي قضية أغلبية، وإنما قيَّدنا القول بالصالح والصالحة؛ لأن غير الصالح وغير الصالحة منهم من لا يستحي من أن يطلع غيرهما على المخاطبة، بل ربما سعيا ذاتهما إلى إطلاع الآخرين.
وفي كِلا الأمرين (المصلحة الدينية، أو المصلحة الدنيوية) إذا أمكن أن تكون المخاطبة عن طريق الكتابة بغير عَنَتٍ أو مشقة فلا ينبغي العدول عنها، ولا ينبغي أن تكون عن طريق الصوت وخاصة من المرأة، إلا إذا تعذر ذلك، أو كان فيه مشقة، وعلى المرأة حينها ألاَّ تخضع بالقول، على أن الخضوع بالقول ليس قاصراً ـ من وجهة نظري ـ على ليونة الصوت فقط، فقد يكون في الكتابة أيضاً؛ وذلك إذا كتبت المرأة ألفاظاً وتعبيرات تدل على ضعفها، كأن تكتب المرأة عندما يأمرها الرجل بما فيه المصلحة: أنا تحت أمرك أو ما شابه ذلك من العبارات، وقد تظن بعض النساء ـ هداهن الله ـ أن هذا من قبيل الأدب في الحديث، وهو لا أدب فيه، بل الأدب في اختصار العبارة ووَجازتها والبعد عن مثل هذه الألفاظ والتعبيرات. ومما يلبِّس على الناس في مثل هذا المجال تفاوت العمر بين الرجل والمرأة، فيظنون الأمن مع التفاوت في الأعمار بين المتخاطبين وهذا غير صحيح. ومن المهم في هذا المجال أن يعلم الرجل أن المرأة مرأة، وأن تعلم المرأة أن الرجل رجل، وإن كان بينهما فرق كبير في العمر.
وهناك مشكلة أخرى في هذا (الشات) وهي أن المتخاطِبَيْن يكونان في أغلب الأحيان بأسماء وهمية غير حقيقية، وهذا يرفع عنهما الحياء مما يتيح للبعض أن يتوسع في الكلام وهو آمن من العقوبة أو المساءلة.
ومن الأشياء التي ربما توسع فيها البعض في هذا (الشات) هو البحث عن زوجة بالنسبة للرجل أو البحث عن زوج بالنسبة للمرأة، وكل منهما يحدِّث نفسه بأنه لا غبار عليه وأنه يبحث عن الحلال، وقد يكون هذا من استدراج الشيطان له أو لها، وهذا المسلك في نظري غير سليم، فلا ينبغي للرجل أن يختار زوجته عن هذا الطريق، كما لا ينبغي للمرأة أن تختار زوجها عن هذا الطريق أيضاً؛ فكم من رجل يقول: أريد من وراء ذلك اختيار زوجة وهو يعلم من نفسه أنه كاذب، وكم من امرأة تقول: أريد من وراء ذلك اختيار زوج وهي تعلم من نفسها أنها كاذبة، وإن كان الكذب في جانب الرجال في هذه المسألة أكثر، وقد يسألها عدة أسئلة مثل اسمها وأين تقيم، وكم عمرها، وهل تقيم مع أهلها؟ ونحو هذه الأسئلة وهي تجيبه عن كل ذلك بزعم أو رغبة في الزواج، ثم هو يستغل كل هذه المعلومات فيما لا يعود على الطرفين إلا بالشرور
وربما يكون هذا الاتصال في بعض الأحيان أو أكثرها وسيلة من البعض للتسلي وقطع الأوقات؛ مع أن الأوقات أغلى من الأموال، أو لمحاولة الحصول على ما لا يمكن الحصول عليه.
ألا فليكفَّ الرجال والنساء عن البحث عن زوجات أو أزواج عن هذا الطريق، لكن هذا لا يعني أن كل من يسلك هذا الطريق فاسدون أو فاسدات، غير أن المشكلة أننا لا نستطيع التحقق من ذلك وخاصة في ظل الأسماء غير الحقيقية، والإسلام، كما ذكرت، يحرص دائماً على نقاء المجتمع، ولا يمكن أن نغامر بسمعة بيوت المسلمين من أجل مصلحة متوهمة.
هذا والله أعلم، وصلى الله ـ تعالى ـ وسلم على عبده ورسوله محمد.
--------------------------------------
(1) الخضوع بالقول: إلانة الكلام.
ـ[أبو آلاء الحدادي]ــــــــ[04 - 08 - 07, 11:59 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي على هذا الموضوع المهم
ـ[صالح العقل]ــــــــ[27 - 08 - 08, 11:11 م]ـ
للتنبيه!!(80/141)
سؤال في البيوع
ـ[حسين ابراهيم]ــــــــ[24 - 06 - 07, 08:27 ص]ـ
سعر صرف الدولار هذا اليوم بالعملة العراقية كل 100 دولار تصرف ب129 الف دينار عراقي ,شخص يشتري 100 دولار ب 132 الف دينار عراقي على ان يسدد قيمتها بعد اسبوعين هل يجوز ام لا؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[24 - 06 - 07, 02:25 م]ـ
http://www.alifta.com/Search/ResultDetails.aspx?view=result&fatwaNum=&FatwaNumID=&ID=4972&searchScope=3&SearchScopeLevels1=&SearchScopeLevels2=&highLight=1&SearchType=EXACT&bookID=&LeftVal=7191&RightVal=7192&simple=&SearchCriteria=Allwords&siteSection=1&searchkeyword=216167217132216185217133217132216167 216170#firstKeyWordFound
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[24 - 06 - 07, 02:36 م]ـ
س1: تعلمون أن من بين معاملات الناس التجارية، والخاصة فيما بينهم الآن بيع وشراء العملات المختلفة بعضها
(الجزء رقم: 13، الصفحة رقم: 440)
ببعض، فالدولار مثلا يباع بالريال، والريال يباع بالجنيه الإسترليني، والجنيه الإسترليني يشترى بالدينار الكويتي .. وهكذا، والملاحظ أن لكل عملة من العملات سعرا للبيع وسعرا آخر للشراء، بالنسبة للعملات المحلية التي هي الريال بالنسبة للمملكة، فلو أردنا مثلا أن نبيع أحد الصيارفة عندنا ما بحوزتنا من دولارات لاشتراها بسعر (3،25) ثلاثة أريلة وخمس وعشرين هللة، ولكننا لو أردنا شراء دولارات من عنده لباعنا الدولار الواحد بسعر (3.30) ثلاثة أريلة وثلاثين هللة، أي بفارق خمس هللات بين عمليتي الشراء والبيع، وحيال هذا التعامل القائم نود أن نسأل سماحتكم عما يأتي: أ- هل التعامل السابق صحيح وجائز من الناحية الشرعية، وهل نستطيع أن نسميه بيعا؟ ب- إذا كان هذا التعامل جائزا فما هو الدليل الذي يباعد بينه وبين الأموال الربوية التي لا تجوز فيها الزيادة عند تبادلها، كما لا يخفى على سماحتكم؟
ج1: أ- التعامل المذكور عقد في مالين ربويين، وهو جائز إذا كان يدا بيد، ولو تفاوت العوضان لاختلاف الجنس؛ لما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: صحيح البخاري الطب (5405).لا تبيعوا الذهب بالذهب إلا مثلا بمثل، ولا تشفوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا الورق بالورق إلا مثلا بمثل، ولا تشفوا بعضها على بعض، ولا تبيعوا منها غائبا بناجز وورق البنكنوت يمثل النقدين: الذهب والفضة، وهو فيما ذكر في
(الجزء رقم: 13، الصفحة رقم: 441)
السؤال مختلف الجنس فجاز فيه التفاضل؛ لأن كل عملة ورقية تعتبر جنسا مستقلا بحسب الدولة المصدرة لها، لكنه يجب فيه التقابض، لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن بيع غائب منها بناجز، ويسمى هذا العقد صرفا وهو نوع من البيع.
ب- الحال كذلك في سائر الأموال الربوية كالبر والشعير والتمر والزبيب فتجوز المعاوضة فيها إذا اتحد الجنس، بشرط المماثلة، والتقابض في المجلس، ويجوز التفاوت فيها مع اختلاف الجنس إذا كانت المعاوضة منجزة، لا تأخير فيها عند وقت العقد، ويحرم التفاوت بين العوضين مطلقا معجلا أو مؤجلا إذا اتحد الجنس، ويحرم تأخير العوضين الربويين مطلقا، وكذا يحرم تأخير أحدهما، إلا إذا كان أحد الربويين نقدا، والآخر غير نقد، كما في بيع السلم والبيع لأجل.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد العزيز بن عبد الله بن باز
http://www.alifta.com/Search/ResultDetails.aspx?view=result&fatwaNum=&FatwaNumID=&ID=4972&searchScope=3&SearchScopeLevels1=&SearchScopeLevels2=&highLight=1&SearchType=EXACT&bookID=&LeftVal=7191&RightVal=7192&simple=&SearchCriteria=Allwords&siteSection=1&searchkeyword=216167217132216185217133217132216167 216170#firstKeyWordFound
ـ[حسين ابراهيم]ــــــــ[25 - 06 - 07, 08:51 ص]ـ
الى الاخ ابو الحسن الاثري: جزاك الله خيرا
الذي افهمه من الاجابة ,لايجوز تسديد الما ل بعد اسبوعين بل يجب تسديده في نفس اليوم ,علما ان المشتري يدفع (زياده بمقدار 3الاف دينار عن هذا التأخير).
ياطالب الرزق في الافاق مجتهدا اقصر عناك لأن الرزق مقسوم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[25 - 06 - 07, 02:08 م]ـ
الى الاخ ابو الحسن الاثري: جزاك الله خيرا
الذي افهمه من الاجابة ,لايجوز تسديد الما ل بعد اسبوعين بل يجب تسديده في نفس اليوم ,علما ان المشتري يدفع (زياده بمقدار 3الاف دينار عن هذا التأخير).
ياطالب الرزق في الافاق مجتهدا اقصر عناك لأن الرزق مقسوم
بل في نفس المجلس بارك الله فيك فتنبه!!
ـ[حسين ابراهيم]ــــــــ[26 - 06 - 07, 09:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[26 - 06 - 07, 11:44 ص]ـ
الأموال الربوية
عند اتحاد الجنس يلزم في مبادلتها امران:
1 - التقابض في المجلس
2 - التساوي في المقدار
أما إذا اختلف الجنس فيلزم أحد الشرطين ولا يلزم الآخر
واللازم هو التقابض في المجلس وغير اللازم هو التساوي في المقدار
فعلى ذلك يكون التعامل المسئول عنه ربا لتخلف شرط التقابض في المجلس
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/142)
ـ[حسين ابراهيم]ــــــــ[26 - 06 - 07, 12:39 م]ـ
سعر صرف الدولار هذا اليوم بالعملة العراقية كل 100 دولار تصرف ب129 الف دينار عراقي ,شخص يشتري 100 دولار ب 132 الف دينار عراقي على ان يسدد قيمتها بعد اسبوعين هل يجوز ام لا؟
ارجوا توضيح شرحك على السؤال المذكور اعلاه
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[26 - 06 - 07, 05:39 م]ـ
الأخ الكريم حسين إبراهيم وفقه الله تعالى لكل خير
ما الشيء غير الواضح في كلامي حتى أبينه
وجزاكم الله خيرا
ـ[حسين ابراهيم]ــــــــ[27 - 06 - 07, 08:26 ص]ـ
س: لماذا عند اتحاد الجنس يلزم (التساوي في المقدار) ويكون غير لازم عند اختلاف الجنس؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[27 - 06 - 07, 09:38 ص]ـ
س: لماذا عند اتحاد الجنس يلزم (التساوي في المقدار) ويكون غير لازم عند اختلاف الجنس؟
هذا نص حكم النبي صلى الله عليه وسلم
فإذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد ... ) الحديث
ـ[حسين ابراهيم]ــــــــ[27 - 06 - 07, 10:11 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[27 - 06 - 07, 11:38 ص]ـ
قد أجابك الأخ الكريم أبو الحسن الأثري
وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
ـ[حسين ابراهيم]ــــــــ[27 - 06 - 07, 12:59 م]ـ
بارك الله فيك(80/143)
هل من علماء أو طلبة متقدمين في منطقة سكاكا الجوف ناحية تبوك؟؟
ـ[أبو تراب السلفي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 01:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إن شاء الله أحضر إلى المملكة خلال أيام، وأستقر إن شاء الله في سكاكا الجوف وهي شمال تبوك وأريد أن أعرف من أستفيد منه علما هناك.
أرجو ممن له معرفه من الاخوة أن يفيدني بمن أحضر له وبالمواعيد إن أمكن.
وجزاكم الله خيرا(80/144)
سؤال وجواب للشيخ صالح آل الشيخ الرد على المخالف
ـ[محمد الناجم]ــــــــ[24 - 06 - 07, 02:51 م]ـ
هذه بعض الاسئلة اللتى اجاب عليها فضيلة الشيخ / صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ في شرحه لكتاب مسائل الجاهلية لشيخ الاسلام محمد بن عبدالوهاب رحمه الله:
1/ يقول: ما رأيكم فيمن يقول: إن على العالم أن يعلم منهج السلف الصالح دون التطرق إلى الفرق الضالة وأصحاب المناهج الضالة ألا يدخل في مقولة عمر رضي الله عنه تنقض عرى الإسلام عروة عروة؟
والجواب: أن هذا الكلام غير دقيق وليس بصحيح بل هو غلط؛ لأن الرد على المخالف في دين الإسلام، الرد على المخالف من أصول هذا الدين؛ لأن الله جل وعلا هو أول من ردّ، وأعظم من رد على المخالفين لرسول الله r، وهو الذي حاجهم بنفسه جل وعلا، فالرد على المخالفين من أعظم القربات، يقول شيخ الإسلام: وهو من أعظم أنواع الجهاد. وهذا صحيح وقد يفوق جهاد الأعداء الخارجيين؛ يعني أن مجاهدة العدو الداخل أعظم من مجاهدة العدو الخارج؛ لأن العدو الخارج بينةٌ عداوته أما العدو الداخل فهذا قد يخفى، ومن أعظم العداوات أن ينشأ في المسلمين من يدعوهم إلى غير منهج السلف لأن هذا -كالبدع والشركيات والمناهج الضالة من منحرفة كالرافضة والخوارج ونحوها- فإن هذا لا شك أنه الرد على هؤلاء من أعظم القربات، الخرافيين الصوفيين أهل الطرق ونحو ذلك كل هؤلاء الرد عليهم من أفضل القربات وأعظم الطاعات، وهو نوع من الجهاد لا بد منه قال جل وعلا ?فَلَا تُطِعْ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُمْ بِهِ جِهَادًا كَبِيرًا? [الفرقان:52] ومجاهدهم بالقرآن وبالعلم من أعظم أنواع الجهاد، أما أن يتركوا ويسكت عنهم، فمتى يعرف الحق؟ إذا سكت العالم على بيان ضلال الضالين، متى يعرف الحق؟ لأننا يجب علينا أن نرعى الدين، الدين علينا أهم من الأشخاص فإذا كان الرد على فلان يحمي حمى الدين –هذا المخالف- ولا مفسدة راجحة في الرد؛ من سفك دماء ونحوه، فهذا يتعين الرد، فالرد على المخالفين من أصول الإسلام ولا شك.
فقوله أنه عليه أن يبين منهج السلف دون التطرق إلى الفرق الضالة كلام غير دقيق وغير صحيح.
2/ يسأل عن آية آل عمران هل هي في الدين أو في الدنيا؟
وهي قوله تعالى ?وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُو? [آل عمران:103].
لا هي في الدنيا، لم؟ لأنه قال ?وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ? [آل عمران:103] ما كان الرجل من الأوس مع الآخر من الخزرج متآلفان متحابان، ما كان يرضى الرجل الذي في المدينة مثلا من الأوس أو الخزرج أن يأتيه واحد من قريش ويسكن مكانه، ما يرضى, لو يأتي ويفعله ربما فعل به وفعل، كان بينهم عداوات ما بينهم تآلف ولا تحاب، فأمر الله جل وعلا بأن نعتصم بحبل الله جميعا ولا نتفرق؛ يعني في الدنيا.
3/ ذُكر في الكتاب أن هذه المسألة -يعني المسالة الأولى- شرع من اجلها الجهاد فأرجو توضيح ذلك.
لا شك أن النبي r إنما جاهد لتكون كلمة الله هي العليا وكلمة الذين كفروا هي السفلى، وليكون الدين كله لله جل وعلا، كما قال?وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ? [الأنفال:39] وفي الآية الأخرى?وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ لِلَّهِ? [البقرة:193]، يعني جميعا، وقال جل وعلا ?يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً? [البقرة:208]، فالمأمور به العباد أن يخلصوا الدين، إذا ما أخلصوا الدين لله جل وعلا فإنهم يجاهَدون جهاد كفر كما فعل النبي r، من أجل هذه المسألة جُوهد المشركون واُستبيحت دماؤهم وأموالهم، ومن اجلها تفرق الناس بين مسلم وكافر فالدعاء بأي شيء أبيحت؟ لأجل الكفر، دماء المشركين أبيحت لأجل أنهم مشركون لأجل أنهم يشركون مع الله آلهة أخرى، فهذه المسألة هي التي يجاهد من أجلها لأنها أعظم ما يجاهد لأجله.
4/ بالنسبة لقولكم في الجاهلية بالنسبة للزمان المطلق، وتعليقكم على عدم دقة قول بجاهلية القرن العشرين. -أنا ما قلت أن القول غير دقيق أنا قلت أنه غلط من أصله- ألا تحمل على أن معظم الناس اليوم في جاهلية؟
هذا أيضا غلط آخر، الشيخ رحمه الله تعالى، الشيخ محمد في وقته الذي الجاهلية فيه أكثر من هذا الزمان، قال: ولا أقول إن أكثر الناس على الشرك، وأنّ الناس ارتدوا إلا طائفة كذا وكذا. وهذا الذي نعتقده، بخلاف ما ينقل عن الدعوة في بعض الأمصار، أنهم يعتقدون أن من هم خلافهم أنهم مشركون، يقول الشيخ رحمه الله تعالى: فإنني لم أكفر إلا بما أجمع عليه، وأكثر الأمة والحمد لله ليس كذلك. فقوله هنا (ألا تحمل على أن معظم الناس اليوم في جاهلية) هذا كلام ليس بصحيح، قد يكون في بعضهم جاهلية لكن معظم الناس في جاهلية هذا غير دقيق؛ لأن قوله (في جاهلية) يعني جاهلية كاملة؛ يعني الكفر، وهذا غلط؛ لأنه لو قال الأخ: على أن معظم الناس عندهم خصال من الجاهلية لكان صحيحا، أما أن يقال في جاهلية اليوم فهذا تعبير لا يستعمله أهل العلم.
نكمل بإذن الله ....................
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/145)
ـ[بن نصار]ــــــــ[25 - 06 - 07, 01:29 ص]ـ
جزاك الله خيرا. .
ـ[بدرالعبدالعزيز]ــــــــ[25 - 06 - 07, 03:15 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد الناجم]ــــــــ[08 - 07 - 07, 01:17 ص]ـ
5/يقال عندما يتعدى الإمام بالضرب وأخذ المال يُصبر عليه كما قال النبي r، ولكن لو مسّ العِرضَ فهل يُصبر عليه أيضا؟
قوله هنا (لو مسَّ العِرض) هذه مجملة تحتاج إلى تفصيل.
مسُّ العِرض إذا كان بالتعدي على العرض مباشرة فإنه يُقاتِل المرء دون عِرضه؛ يعني أتى والي من الولاة ودخل يريد أن يأخذ زوجتك أو يتعدى عليها تقاتل دون ذلك، فإن قُتلت دون عرضِك فأنت شهيد.
أما مسّ العرض بمعنى أن يكون هناك مثل ما يكون في مثل هذا الزمان الإعلام ونحوه الذي يفسد النساء، ويُفسد الأعراض فهذا لاشك أنه لا يدخل ضمن الأول؛ لأنّ هذا ليس متعينا ولا موجها لواحد بعينه، وإنما عليه أن يتحصّن بالدين، وهذا من جنس الفتن ومن جنس أنواع البلاء والمعاصي التي تنتشر في الناس بأمر الولاة ونحوهم، وهذا لا يخرج به المرء عن الإسلام، فكيف إذن لا يُصبر عليه؟
فإذن العبارات المجملة ينتبه أصحابها.
6/ هذه ملاحظة جيدة: نلاحظ بعض الطبعات فيها زيادة وحذف ونقص.
هذا صحيح طبعات الكتاب بعضها يزيد وبعضها ينقص، بعضها فيه اختلاف في بعض الألفاظ بل أن بعض الطبعات في ذكر قريب من مائة مسألة تزيد قليلا، وبعضها فيها مائة وعشرون مسألة أو تزيد، فعليه أن يقبل بين ما نقرأ وما عنده ويضيف.
7/ نرجو توضيح ما إذا كان المصر على كفرٍ من العُبّاد الجاهليين دعاة الصالحين والأولياء، بعد أن بين له الأمر وما هو عليه ثم أقر وأصر على ما هو عليه، أو أنه قاتل تحت راية كفر، هل تنطبق عليه أحكام الكفار في الآخرة أم يبقى كمن لم يبين له؟
الجواب: أن من قاتل تحت راية كفرية معتقدا صحة ما قاتل لأجله ولو لم يصله البيان بمفرده فإنه إذا مات يشهد عليه بالنار، كما فعل الصحابة؛ الصديق ومن معه مع المرتدين لما أسروا من أسروا قال ما تركوهم حتى يشهدوا بأن قتلاهم في النار، وأن قتلى المسلمين في الجنة، فمن قاتل تحت راية كفر غير مكره معتقد صحة ما قاتل له ولو لم يبين له بمفرده فإنه يكون كافرا ظاهرا وباطنا، يُشهد عليه بالنار، أما إذا خرج معهم ولم يقاتل ونحو ذلك فهذا ليس له هذا الحكم.
8/ أيضا هذا سؤال جيد يقول: هل كل المسائل التي ذكرها المؤلف مخرجة من الملة؟
الجواب: لا، هذه المسائل اشتملت على ما هو شرك أكبر، وما هو كفر، وما هو شرك أصغر، وما هو بدعة وما هو محرم. اشتملت على هذه الأنواع سيأتينا إن شاء الله تعالى كل هذه الأنواع، بعضها مثل التقليد في المسألة الرابعة قال: إن دينهم مبني على أمور أعظمها التقليد، التقليد على النحو ذاك محرم، قد يكون شركا أكبر، إذا كان تقليدا في التحليل والتحريم ونحوه. إذن هذه المسائل لا تأخذ المسألة تقول أنها شرك لأنه ذكرها الشيخ في مسائل الجاهلية، لا، هذه خصال كان عليها أهل الجاهلية بعضها يكون شرك وبعضها ليس كذلك. أ.هـ.
نكمل بإذن الله ....................
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[09 - 07 - 07, 04:09 م]ـ
بارك الله فيك ياأخي الكريم ..
ـ[خالد العامري]ــــــــ[10 - 07 - 07, 04:18 ص]ـ
شكر الله لكم أخي محمد، لدي استفسار عن الشيخ صالح _حفظه الله_، هل له أي نشاط علمي الآن؟ يعني هل له دروس أو أي مجالس علمية؟(80/146)
نجد بعض الإخوان في خطبهم ومحاضراتهم ودروسهم يقولون: " أما بعد " وبعضهم يقول: "وبعد
ـ[الضبيطي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 04:09 م]ـ
الحمد لله رب العالمين، نجد بعض الإخوان في خطبهم ومحاضراتهم ودروسهم يقولون: " أما بعد " وبعضهم يقول: "وبعد ".
أود لو أن أحد إخواننا أهل الهمة والنشاط يوافينا بما ورد في الصحيحين من ذلك حتى نتبع في حديثنا طريقة المصطفى صلى الله عليه وسلم في حديثه.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 06 - 07, 04:16 ص]ـ
من ذلك:
حديث عَائِشَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ ذَاتَ لَيْلَةٍ مِنْ جَوْفِ اللَّيْلِ فَصَلَّى فِي الْمَسْجِدِ، فَصَلَّى رِجَالٌ بِصَلاَتِهِ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَاجْتَمَعَ أَكْثَرُ مِنْهُمْ فَصَلَّوْا مَعَهُ، فَأَصْبَحَ النَّاسُ فَتَحَدَّثُوا، فَكَثُرَ أَهْلُ الْمَسْجِدِ مِنَ اللَّيْلَةِ الثَّالِثَةِ، فَخَرَجَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَصَلَّوا بِصَلاَتِهِ، فَلَمَّا كَانَتِ اللَّيْلَةُ الرَّابِعَةُ عَجَزَ الْمَسْجِدُ عَنْ أَهْلِهِ حَتَّى خَرَجَ لِصَلاَةِ الصُّبْحِ؛ فَلَمَّا قَضَى الْفَجْرَ أَقْبَلَ عَلَى النَّاسِ فَتَشَهَّدَ ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ؛ فَإِنَّهُ لَمْ يَخْفَ عَلَيَّ مَكَانُكُمْ، لكِنِّي خَشِيتُ أَنْ تُفْرَضَ عَلَيْكُمْ فَتَعْجِزُوا عَنْهَا
أخرجه البخاري في: 11 كتاب الجمعة: 29 باب من قال في الخطبة بعد الثناء أما بعد.
كتاب النبي صلى الله عليه وسلم إلى هرقل يدعوه إلى الإسلام
حديث أَبِي سُفْيَانَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ، قَالَ: حَدَّثَنِي أَبُو سُفْيَانَ، مِنْ فِيهِ إِلَى فِيَّ، قَالَ: انْطَلَقْتُ فِي الْمُدَّةِ الَّتِي كَانَتْ بَيْنِي وَبَيْنَ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: فَبَيْنَا أَنَا بِالشَّامِ إِذْ جِيءَ بِكِتَابٍ مِنَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى هِرَقْلَ قَالَ: وَكَانَ دِحْيَةُ الْكَلْبِيُّ جَاءَ بِهِ، فَدَفَعَهُ إِلَى عَظِيمِ بُصْرَى، فَدَفَعَهُ عَظِيمُ بُصْرَى إِلَى هِرَقْلَ قَالَ: فَقَالَ هِرَقْل: هَلْ ههُنَا أَحَدٌ مِنْ قَوْمِ هذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ فَقَالُوا: نَعَمْ قَالَ: فَدُعِيتُ فِي نَفَرٍ مِنْ قُرَيْشٍ، فَدَخَلْنَا عَلَى هِرَقْلَ، فَأَجْلَسَنَا بَيْنَ يَدَيْهِ؛ فَقَالَ: أَيُّكُمْ أَقْرَبُ نَسَبًا مِنْ هذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ فَقَالَ أَبُو سُفْيَانَ: فَقُلْتُ: أَنَا فَأَجْلَسُونِي بَيْنَ يَدَيْهِ، وَأَجْلَسُوا أَصْحَابِي خَلْفِي ثُمَّ دَعَا بِتُرْجُمَانِهِ، فَقَالَ قُلْ لَهُمْ: إِنِّي سَائِلٌ هذَا عَنْ هذَا الرَّجُلِ الَّذِي يَزْعُمُ أَنَّهُ نَبِيٌّ، فَإِنْ كَذَبنِي فَكَذِّبُوهُ قَالَ أَبُو سُفْيَانَ: وَايْمُ اللهِ لَوْلاَ أَنْ يُؤْثِرُوا عَلَيَّ الْكَذِبَ لَكَذَبْتُ ثُمَّ قَالَ لِتُرْجُمَانِهِ: سَلْهُ كَيْفَ حَسَبُهُ فِيكُمْ قَالَ: قُلْتُ هُوَ فِينَا ذُو حَسَبِ قَالَ: فَهَلْ كَانَ مِنْ آبائِهِ مَلِكٌ قَالَ: قُلْتُ لا فَهَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ قُلْتُ لاَ قَالَ: أَيَتَّبِعُهُ أَشْرَافُ النَّاسِ أَمْ ضُعَفَاؤُهُمْ قَالَ: قُلْتُ بَلْ ضعَفَاؤُهُمْ قَالَ: يَزِيدُونَ أَوْ يَنْقُصُونَ قَالَ: قُلْتُ لاَ، بَلْ يَزِيدُونَ قَالَ: هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدْخُلَ فِيهِ سَخْطَةً لَهُ قَالَ: قُلْتُ لاَ
قَالَ: فَهَلْ قَاتَلْتُمُوهُ قَالَ: قُلْتُ نَعَمْ قَالَ: فَكَيْفَ كَانَ قِتَالُكُمْ إِيَّاهُ قَالَ: قُلْتُ تَكُونُ الْحَرْبُ بَيْنَنَا وَبَيْنَهُ سِجَالاً، يُصِيبُ مِنَّا وَنصِيبُ مِنْهُ قَالَ: فَهَلْ يَغْدِرُ قَالَ: قُلْتُ لاَ، وَنَحْنُ مِنْهُ فِي هذِهِ الْمُدَّةِ لاَ نَدْرِي مَا هُوَ صَانِعٌ فِيها قَالَ: وَاللهِ مَا أَمْكَنَنِي مِنْ كَلِمَةٍ أُدْخِلُ فِيهَا شَيْئًا غَيْرَ هذِهِ قَالَ: فَهَلْ قَالَ هذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ قُلْتُ لا، ثُمَّ قَالَ لِتُرْجُمَانِهِ: قلْ لَهُ: إِنِّي سَأَلْتُكَ عَنْ حَسَبِهِ فِيكُمْ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ فِيكُمْ ذُو حَسَبٍ، وَكَذلِكَ الرُّسُلُ تُبْعَثُ فِي أَحْسَابِ قَوْمِهَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/147)
وَسَأَلْتُكَ هَلْ كَانَ فِي آبائِهِ مَلِكٌ، فَزَعَمْتَ أَنْ لاَ فَقُلْتُ لَوْ كَانَ مِنْ آبَائِهِ مَلِكٌ قُلْتُ رَجُلٌ يَطْلُبُ مُلْكَ آبائِهِ وَسَأَلْتُكَ عَنْ أَتْبَاعِهِ، أَضُعَفَاؤُهُمْ أَمْ أَشْرَافُهُمْ فَقُلْتَ بَلْ ضُعَفَاؤُهُمْ وَهُمْ أَتْبَاعُ الرُّسُلِ وَسَأَلْتُكَ هَلْ كُنْتُمْ تَتَّهِمُونَهُ بِالْكَذِبِ قَبْلَ أَنْ يَقُولَ مَا قَالَ فَزَعَمْتَ أَنْ لاَ فَعَرَفْتُ أَنَّهُ لَمْ يَكُنْ لِيَدَعَ الْكَذِبَ علَى النَّاسِ ثُمَّ يَذْهَبَ فَيَكْذِبَ عَلَى اللهِ وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَرْتَدُّ أَحَدٌ مِنْهُمْ عَنْ دِينِهِ بَعْدَ أَنْ يَدخُلَ فِيهِ سَخْطَةً لَهُ فَزَعَمْتَ أَنْ لاَ وَكَذلِكَ الإِيمَانُ إِذَا خَالَطَ بَشَاشَةَ الْقُلُوبِ وَسَأَلْتُكَ هَلْ يَزِيدُونَ أَمْ يَنْقُصُونَ فَزَعَمْتَ أَنَّهُمْ يَزِيدُونَ وَكَذلِكَ الإِيمَانُ حَتَّى يَتِمَّ وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَاتَلْتُمُوهُ فَزَعَمْتَ أَنَّكُمْ قَاتَلْتُمُوهُ، فَتَكُونُ الْحَرْبُ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ سِجَالاً، يَنَالُ مِنْكُمْ وَتَنَالُونَ مِنْهُ وَكَذلِكَ الرُّسُلُ تُبْتَلَى ثُمَّ تَكُونُ لَهُمُ الْعاقِبَةُ وَسَأَلْتكَ هَلْ يَغْدِرُ فَزَعَمْتَ أَنَّهُ لاَ يَغْدِرُ وَكَذلِكَ الرُّسُلُ لاَ تَغْدِرُ وَسَأَلْتُكَ هَلْ قَالَ أَحَدٌ هذَا الْقَوْلَ قَبْلَهُ فَزَعَمْتَ أَنْ لاَ فَقُلْتُ لَوْ كَانَ قَالَ هذَا الْقَوْلَ أَحَدٌ قَبْلَهُ قُلْتُ رَجُلٌ ائْتَمَّ بِقَوْلٍ قِيلَ قَبْلَهُ قَالَ: ثُمَّ قَالَ بِمَ يَأْمُرُكُمْ قَالَ: قُلْتُ يَأْمُرُنَا بِالصَّلاَةِ وَالزَّكَاةِ وَالصِّلَةِ وَالْعَفَافِ قَالَ: إِنْ يَكُ مَا تَقُولُ فِيهِ حَقًّا فَإِنَّهُ نَبِيٌّ وَقَدْ كُنْتُ أَعْلَمُ أَنَّهُ خَارِجٌ وَلَمْ أَكُ أَظُنُّهُ مِنْكُمْ وَلَوْ أَنِّي أَعْلَمُ أَنِّي أَخْلُصُ إِلَيْهِ لأَحْبَبْتُ لِقَاءَهُ وَلَوْ كُنْتُ عِنْدَهُ لَغَسَلْتُ عَنْ قَدَمَيْهِ وَلَيَبْلُغَنَّ مُلْكُهُ مَا تَحْتَ قَدَمَيَّ قَالَ: ثُمَّ دَعَا بِكِتَابِ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم فَقَرَأَهُ، فَإِذَا فِيهِ: بِسْمِ اللهِ الرَحْمنِ الرَّحِيمِ، مِنْ مُحَمَّدٍ رَسُولِ اللهِ إِلَى هِرَقْلَ عَظِيمِ الرُّومِ سَلاَمٌ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى أَمَّا بَعْدُ فإِنِّي أَدْعُوكَ بِدِعَايَةِ الإِسْلاَمِ، أَسْلِمْ تَسْلَمْ، وَأَسْلِمْ يُؤْتِكَ اللهُ أَجْرَكَ مَرَّتَيْنِ، فَإِنْ تَوَلَّيْتَ فَإِنَّ عَلَيْكَ إِثْمَ الأَرِيسِيِّينَ (وَيَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَنْ لاَ نَعْبُدَ إِلاَّ اللهَ) إِلَى قَوْلِهِ (اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ).
تحريم هدايا العمال
حديث أَبِي حُمَيْدٍ السَّاعِدِيِّ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم اسْتَعْمَلَ عَامِلاً، فَجَاءَهُ الْعَامِلُ حِينَ فَرَغَ مِنْ عَمَلِهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ هذَا لَكُمْ، وَهذَا أُهْدِيَ لِي فَقَالَ لَهُ: أَفَلاَ قَعَدْتَ فِي بَيْتِ أَبيكَ وَأُمِّكَ فَنَظَرْتَ أَيُهْدَى لَكَ أَمْ لاَ ثُمَّ قَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم عَشِيَّةً، بَعْدَ الصَّلاَةِ، فَتَشَهَّدَ وَأَثْنَى عَلَى اللهِ بِمَا هُوَ أَهْلُهُ، ثُمَّ قَالَ: أَمَّا بَعْدُ، فَمَا بَالُ الْعَامِلِ نَسْتَعْمِلُهُ فَيَأْتِينَا فَيَقُولُ هذَا مِنْ عَمَلِكمْ، وَهذَا أُهْدِيَ لِي، أَفَلاَ قَعَدَ فِي بَيْتِ أَبِيهِ وَأُمِّهِ فَنَظَرَ هَلْ يُهْدَى لَهُ أَمْ لاَ فَوَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ لاَ يَغُلُّ أَحَدُكُمْ مِنْهَا شَيْئًا إِلاَّ جَاءَ بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَحْمِلُهُ عَلَى عُنُقِهِ، إِنْ كَانَ بَعِيرًا جَاءَ بِهِ لَهُ رُغَاءٌ، وَإِنْ كَانَتْ بَقَرَةً جَاءَ بِهَا لَهَا خوَارٌ، وَإِنْ كَانَتْ شَاةً جَاءَ بِهَا تَيْعَرُ، فَقَدْ بَلَّغْتُ
فَقَالَ أَبُو حُمَيْدٍ: ثُمَّ رَفَعَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ حَتَّى إِنَّا لَنَنْظُرُ إِلَى عُفْرَةِ إِبْطَيْهِ
أخرجه البخاري في: 83 كتاب الأيمان والنذور: 3 باب كيف كانت يمين النبي صلى الله عليه وسلم.
حديث الْمِسْوَرِ بْنِ مَخْرَمَةَ، قَالَ: إِنَّ عَلِيًّا خَطَبَ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ، فَسَمِعَتْ بِذَلِكَ فَاطِمَةُ، فَأَتَتْ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَتْ: يَزْعُمُ قَوْمُكَ أَنَّكَ لاَ تَغْضَبُ لِبَنَاتِكَ، وَهذَا عَلِيٌّ نَاكِحٌ بِنْتَ أَبِي جَهْلٍ فَقَامَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم، فَسَمِعْتُهُ حِينَ تَشَهَّدَ يَقُولُ: أَمَّا بَعْدُ، أَنْكَحْتُ أَبَا الْعَاصِ بْنَ الرَّبِيعِ، فَحدَّثَنِي وَصَدَقَنِي، وَإِنَّ فَاطِمَةَ بَضْعَةٌ مِنِّي، وَإِنِّي أَكْرَهُ أَنْ يَسُوءَهَا وَاللهِ لاَ تَجْتَمِعُ بِنْتُ رَسُولِ اللهِ صلى الله عليه وسلم وَبِنْتُ عَدُوِّ اللهِ، عِنْدَ رَجُلٍ وَاحِدٍ فَتَرَكَ عَلِيٌّ الْخِطْبَةَ
أخرجه البخاري في: 62 كتاب فضائل أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم: 16 باب ذكر أصهار النبي صلى الله عليه وسلم منهم أبو العاص بن الربيع
وفي حادثة الإفك قالها صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/148)
ـ[الضبيطي]ــــــــ[24 - 05 - 08, 07:32 م]ـ
شكرا أخانا أبا يوسف التواب
على ما دللتنا عليه من سنة نيينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وهبك الله العافية في دينك ودنياك وجميع المسلمين
ـ[أبو خالد الكمالي]ــــــــ[25 - 05 - 08, 03:29 ص]ـ
حدثنا أحد مشايخنا أن الوارد عن النبي هو (أما بعد).
و الله أعلم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 05 - 08, 05:23 ص]ـ
نعم. هو الوارد
أخي الضبيطي .. للتو رأيتَ مشاركتي؟! لها قرابة عام. (ابتسامة)
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[الضبيطي]ــــــــ[25 - 05 - 09, 09:18 م]ـ
حدثنا أحد مشايخنا أن الوارد عن النبي هو (أما بعد).
و الله أعلم.
أهلا بك أبا خالد
شكرا على الإضافة
ـ[الضبيطي]ــــــــ[25 - 05 - 09, 09:20 م]ـ
نعم. هو الوارد
أخي الضبيطي .. للتو رأيتَ مشاركتي؟! لها قرابة عام. (ابتسامة)
جزاك الله خيرا وبارك فيك
أخي أبا يوسف
أكيد بتبتسم ابتسامة أخرى
وأنت كذلك جزاك الله خيرا
وبورك فيك
ـ[محمد مبروك عبدالله]ــــــــ[25 - 05 - 09, 11:34 م]ـ
من الأخطاء الشائعة على ألسنة بعض الخطباء قولهم:
ثُم أما بعد
"أما بعد" وما جاء فيها*
قال الصولي: حدثنا زياد بن الخليل التستر، قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثني عبد العزيز بن عمران، عن محمد بن عبد العزيز، عن عمر، عن أبيه، عن أبي سلمة، قال: "أول من قال أما بعد كعب بن لؤي. وكان أول من سمى الجمعة وكانت تسمى العروبة".
ويروى أن أول من قال: أما بعد، داود النبي عليه السلام وأن ذلك فصل الخطاب، الذي قال الله عز وجل: "وآتيناه الحكمة وفصل الخطاب".
حدثنا زياد بن الخليل قال: حدثنا إبراهيم بن المنذر الحراني، قال: حدثني عبد العزيز بن عمران، عن أبي الزناد، عن أبيه، عن بلال بن أبي بردة، عن أمه، عن جده أبي موسى، أنه قال ذلك.
وقال الشعبي: فصل الخطاب الذي أعطيه داود عليه السلام: أما بعد. فمعنى فصل الخطاب، على هذا، أنه إنما يكون بعد حمد الله، أو بعد الدعاء، أو بعد قولهم: من فلان إلى فلان، فينفصل بها بين الخطاب المتقدم وبين الخطاب الذي يجيء بعد. ولا تقع إلا ما ذكرناه. ألا ترى قول سابق البربري لعمر بن عبد العزيز:
باسم الذي أنزلت من عنده السور الحمد لله أما بعد يا عمر
فإن رضيت بما تأتي وما تذر فكن على حذر قد ينفع الحذر
والمعنى في أنها لا تقع مبتدأة، أن المراد بها أما بعد هذا الكلام، يعني الذي تقدم فإن الخبر كذا وكذا.
وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كتب إلى بني أسد: "بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد رسول الله إلى بني أسد. سلام عليكم، فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو. أما بعد فلا تقرين مياه طي ولا أرضهم فإنه لا يحل لكم".
فإذا كتب كاتب: بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فقد كان كذا وكذا، فمعناه: أما بعد قولنا بسم الله، فقد كان كذا وكذا وأنه قد كان. فإنها لا تقع إلا بعد ما ذكرناه.
ولابد من مجيء الفاء بعد أما لأن أما لا عمل لها إلا اقتضاء الفاء واكتسابها، فإن الفاء تصل بعض الكلام ببعض، وصلاً لا انفصال بينه ولا مهلة فيه. ولما كانت أما فاصلة، أتيت بالفاء لترد الكلام على أوله. وليست تدل الفاء على تأخير متقدم، ولا تقديم مؤخر، ولا يستوي معناهما فيها ولا معها.
ومما أجمع أهل اللغة، على أن حالفاً لو قال: والله لآتين الكوفة والبصرة، فبدأ بالكوفة في لفظه، ثم أتى البصرة قبل الكوفة ثم أتى الكوفة، إنه غير حانث لأن الواو عندهم أتم حروف النسق، وإنها للإشراك تدخل الآخر فيما أدخلت فيه الأول لا فرق.
وأجمعوا على أنه إذا قال: لآتين الكوفة فالبصرة أنه إن لم يأت الكوفة التي بدأ بها في لفظه، ثم يخرج منها إلى البصرة مسرعاً مزعجاً، غير متلبث إلا لفكر في خروجه، أو إصلاح لطريقه، أنه فائت، لأن الفاء حرف إزعاج وإسراع. فإذا قال: لآتين الكوفة ثم البصرة، بدأ بالكوفة وأقام ما شاء بعد، لا ينقص عزمه في إتيانها، ولا تتغير نيته إلى وقت قصده إياها، لأن ثم عندهم حرف إمهال وتنفيس.
والذي عليه أكثر الفقهاء، في فصل الخطاب، أنه فصل الحكم والقضاء. وقال الضحاك بن مزاحم: فصل الخطاب العلم بالقضاء. وروي عن شريح والحسن البصري، أنهما قالا: فصل الخطاب الشهود والأيمان، ذهب إلى أنه يجب بهما الحكم وتنفصل الأشياء.
حدثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل قال: حدثنا سفيان، عن الأسود، عن قيس، عن ثعلبة، عن عباد، عن سمرة أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب حين كسفت الشمس فقال: "أما بعد".
*أدب الكتاب لأبي بكر الصولي
*الموسوعة الشعرية الإصدار الثالث
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[26 - 05 - 09, 04:22 ص]ـ
بارك الله فيكم ...
فائدة: قال السفّاريني في (غذاء الألباب شرح من ظومة الآداب): (أول من قال أما بعد):
واختلف في أول من نطق بها، فقيل داود عليه السلام. وعن الشعبي أنها فصل الخطاب الذي أوتيه داود. وقيل يعقوب عليه السلام. وقيل يعرب بن قحطان. وقيل كعب بن لؤي. وقيل قس بن ساعدة. وقيل سحبان بن وائل. والأول أشبه كما قاله الحافظ ابن حجر، والجمع ممكن.
ونظم ذلك الشمس الميداني فقال:
جرى الخلف أما بعد من كان بادئا بها عد أقوالا وداود أقرب ويعقوب أيوب الصبور وآدم
وقس وسحبان وكعب ويعرب ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/149)
ـ[أبو عبد الوهاب الجزائري]ــــــــ[26 - 05 - 09, 04:50 ص]ـ
السلام عليكم
قال شيخنا الشيخ محمد بن ءادم الايتيوبي المكي أن اللفظ الوارد عن النبي صلى الله عليه و سلم هو: أما بعد
و أما زيادة ثم في أولها فليست ثابتة كأن يقال ثم أما بعد كما هو منتشر عند الخطباء.
و كذلك حذف أما كأن يقال و بعد فليست على وفق السنة
فالسنة هي الإتيان بـ: أما بعد.
ذكر ذلك شيخنا في شرحه لكتاب نزهة النظر شرح نخبة الفكر للحافظ ابن حجر في الشريط الأول عند قول المصنف: أما بعد فإن التصانيف في اصطلاح أهل الحديث قد كثرت و بسطت و اختصرت ....
و الله أعلى و أعلم.
ـ[الضبيطي]ــــــــ[28 - 05 - 09, 01:30 ص]ـ
شكرا أخي محمد مبروك على الإضافة والمرور
ـ[الضبيطي]ــــــــ[28 - 05 - 09, 01:32 ص]ـ
لك شكري أخي أبو راكان الوضاح
على إضافتك ودعائك
ـ[الضبيطي]ــــــــ[28 - 05 - 09, 01:34 ص]ـ
وعليكم السلام
أخي عبدالوهاب الجزائري
مرورك ممتع بإضافتك
جزيت خيرا
ـ[ابو الأشبال الدرعمي]ــــــــ[28 - 05 - 09, 01:47 ص]ـ
كذلك رأى الشيخان عبد الكريم الخضير و محمد بن محمد المختار الشنقيطي ان السنة الاقتصار على اما بعد دون الابدال بها الواو او زيادة ثم قبلها فتكون ثم اما بعد ذكر ذلك الاول في اول شرحه على الواسطة و الثاني في اول شرحه على الزاد
ـ[الضبيطي]ــــــــ[28 - 05 - 09, 01:50 ص]ـ
أهلا بك أبا الأشبال
وشكرا على إتحافك لنا بما نقلت عن الشيخين
جزيت خيرا
ـ[أم ديالى]ــــــــ[28 - 05 - 09, 01:58 ص]ـ
هناك فائدة
كثير يخطئون عندما يقولون أما بعد فإنهم لا يأتون بالفاء بعدها وهذا خطأ ... والصواب: اذا أتيت بأما .. فإنه يجب أن تقول (فـ ... ) واذا حذفت أما فلا تأتي بعدها بالفاء ..
مثال:
أما بعد فإن أصدق الحديث
وبعد إن أصدق الحديث
ـ[الضبيطي]ــــــــ[28 - 05 - 09, 02:57 م]ـ
أهلا أم ديالي
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول في خطبه ورسائله إلى الملوك كما أثبتها الإخوة هنا هي قول: أما بعد.
ولك مني جميل الشكر على المتابعة
ـ[ابن المنير]ــــــــ[28 - 05 - 09, 04:08 م]ـ
قال مؤلف غمز عيون البصائر في شرح الأشباه والنظائر:
بَعْدُ، كَلِمَةٌ يُؤْتَى بِهَا لِلِانْتِقَالِ مِنْ أُسْلُوبٍ إلَى آخَرَ وَهُوَ ظَرْفُ زَمَانٍ بِمَعْنَى كَثِيرًا وَقَدْ تُسْتَعْمَلُ فِي الْمَكَانِ وَيَصِحُّ إرَادَةُ كُلٍّ مِنْهُمَا هَاهُنَا وَهِيَ مَبْنِيَّةٌ عَلَى الضَّمِّ، لِحَذْفِ الْمُضَافِ إلَيْهِ وَنِيَّةٌ مَعْنَاهُ أَيْ بَعْدَ مَا تَقَدَّمَ مِنْ الْبَسْمَلَةِ وَالْحَمْدَلَةِ وَالصَّلَاةِ وَالسَّلَامِ، قَالَ ابْنُ الْمُلَقَّنِ فِي الْإِشَارَاتِ وَقَدْ اخْتَلَفُوا فِي ضَبْطِ بَعْدُ عَلَى أَرْبَعَةِ أَوْجُهٍ: أَحَدُهَا الضَّمُّ، وَقَدْ تَقَدَّمَ، ثَانِيهَا مَعَ التَّنْوِينِ، ثَالِثهَا: النَّصْبُ وَالتَّنْوِينُ، رَابِعُهَا: فَتْحُ الدَّالِ مَعَ تَقْدِيرِ لَفْظِ الْمُضَافِ إلَيْهِ حَكَاهُ النَّحَّاسُ (انْتَهَى).
وَهَذِهِ الْأَوْجُهُ تَأْتِي هُنَا مَا عَدَا النَّصْبَ مَعَ التَّنْوِينِ فَإِنَّهَا لَمْ تُرْسَمْ بِأَلْفٍ وَقَدْ بَيَّنَ ابْنُ هِشَامٍ تِلْكَ الْأَوْجُهَ وَحَاصِلُهُ أَنَّهَا مَبْنِيَّةٌ عَلَى الضَّمِّ إذَا حُذِفَ الْمُضَافُ إلَيْهِ وَنُوِيَ مَعْنَاهُ وَتُعْرَبُ فِي ثَلَاثَةِ أَوْجُهٍ وَهِيَ مَا إذَا ذُكِرَ الْمُضَافُ إلَيْهِ أَوْ حُذِفَ وَنُوِيَ لَفْظُهُ أَوْ حُذِفَ وَلَمْ يُنْوَ شَيْءٌ وَلَمْ يُذْكَرْ الضَّمُّ مَعَ التَّنْوِينِ الَّذِي ذَكَرَهُ ابْنُ حَجَرٍ الْهَيْثَمِيِّ عَنْ بَعْضِ الْمَشَايِخِ أَنَّهَا فَاعِلٌ لَفِعْلٍ مَحْذُوفٍ أَيْ مَهْمَا يَكُنْ بَعْدُ أَيْ يُوجَدُ.
قَالَ الشِّهَابُ أَحْمَدُ الْغَيْنَمِيُّ وَهُوَ قَرِيبٌ (انْتَهَى).
(أَقُولُ) الظَّاهِرُ أَنَّهُ إنْ لَمْ يَكُنْ فَاسِدًا فَهُوَ بَعِيدٌ فَمَا مَعْنَى نِسْبَةُ الْوُجُودِ إلَى بَعْدُ؟ وَكَوْنُ الْمُرَادُ لَفْظَهَا بَعِيدٌ غَيْرُ ظَاهِرٍ فِي التَّعْلِيقِ وَالْغَرَضِ مِنْهُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/150)
ثُمَّ اعْلَمْ أَنَّ الْوَاوَ فِي قَوْلِهِ وَبَعْدُ قَدْ اخْتَلَفُوا فِيهَا فَذَهَبَ بَعْضُهُمْ إلَى أَنَّهَا عَاطِفَةُ قِصَّةٍ عَلَى قِصَّةٍ، أَيْ عَاطِفَةُ مَضْمُونٍ سِيقَ لِغَرَضِ سَبَبِ التَّصْنِيفِ عَلَى مَضْمُونٍ سِيقَ لِقَصْدِ التَّبَرُّكِ، وَالْعَامِلُ فِي بَعْدُ عَلَى هَذَا مَحْذُوفٌ تَقْدِيرُهُ أَقُولُ.
وَنَحْوُهُ، وَالْفَاءُ زَائِدَةٌ لِلْإِشْعَارِ بِاللُّزُومِ أَوْ عَاطِفَةٌ.
وَالتَّقْدِيرُ: وَأَقُولُ بَعْدَ مَا تَقَدَّمَ.
كَذَا قِيلَ.
أَقُولُ لَا يَتَأَتَّى الْإِشْعَارُ بِاللُّزُومِ إذَا كَانَتْ الْوَاوُ عَاطِفَةً وَمِنْ ثَمَّ قَالَ الْمُحَقِّقُ الرَّضِيُّ إنَّ الْفَاءَ دَخَلَتْ لِتَوَهُّمِ:أمَّا إجْرَاءً لِلْمُتَوَهَّمِ مَجْرَى الْمُحَقَّقِ أَوْ لِتَقْدِيرِ " أَمَّا " قَبْلَ " بَعْدُ " عَلَى مَا جَوَّزَهُ الْجُرْجَانِيُّ.
وَقَدْ جَوَّزَ الْعَلَّامَةُ مُحَمَّدٌ الْقُهُسْتَانِيُّ فِي شَرْحِهِ عَلَى النُّقَايَةِ عِنْدَ قَوْلِ الْمُصَنِّفِ: وَبَعْدُ.
فَإِنَّ الْمُتَوَسِّلَ إلَى اللَّهِ بِأَقْوَى الذَّرِيعَةِ، أَنْ يَكُونَ الْوَاوُ لِلِاسْتِئْنَافِ وَالْفَاءُ لِلتَّعْلِيلِ وَبَيَّنَهُ بِمَا هُوَ أَبْعَدُ مِنْ الْبَعِيدِ ثُمَّ قَالَ وَإِنَّمَا قُلْنَا هَذَا لِمَا فِي الْمَشْهُورِ مِنْ الضَّعْفِ فَإِنَّ تَقْدِيرَ " أَمَّا " مَشْرُوطٌ بِأَنْ يَكُونَ مَا بَعْدَ الْجَزَاءِ أَمْرًا وَنَهْيًا نَاصِبًا لِمَا قَبْلَهَا أَوْ مُفَسِّرًا لَهُ كَمَا فِي الرَّضِيِّ وَأَمَّا تَوَهُّمُ " أَمَّا " فَلَمْ يَعْتَبِرْهُ أَحَدٌ مِنْ النَّحْوِيِّينَ (انْتَهَى).
وَقَدْ جَوَّزَ الْفَاضِلُ الدَّمَامِينِيُّ فِي الْمَنْهَلِ الصَّافِي شَرْحِ الْوَافِي عِنْدَ قَوْلِهِ وَبَعْدُ فَقَالَ: أَضْعَفُ عِبَادِ اللَّهِ أَنْ يَكُونَ الْوَاوُ لِلْعَطْفِ وَالْفَاءُ لِلسَّبَبِيَّةِ أَوْ عَاطِفَةً أَوْ زَائِدَةً وَقَرَّرَ ذَلِكَ بِمَا يَطُولُ فَرَاجِعْهُ.
وَقِيلَ الْوَاوُ فِي وَبَعْدُ لَيْسَتْ عَاطِفَةً بَلْ عِوَضًا عَنْ أَمَّا وَالْعَامِلُ فِي بَعْدُ الْفِعْلُ الْمُقَدَّرُ وَوَقَعَ فِي كَلَامِ بَعْضِ الْمُتَأَخِّرِينَ رَحِمَهُمْ اللَّهُ تَعَالَى أَنَّ الْعَامِلَ فِي بَعْدُ هَاهُنَا الْوَاوُ النَّائِبَةُ عَنْ أَمَّا الْمُتَضَمِّنَةُ مَعْنَى الشَّرْطِ وَفِعْلِهِ وَالتَّقْدِيرُ مَهْمَا يَكُنْ مِنْ شَيْءٍ بَعْدُ (انْتَهَى).
وَالْعُهْدَةُ عَلَيْهِ فِي ذَلِكَ وَقَدْ بَحَثَ الْمُحَقِّقُ الْفَزِيُّ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي حَوَاشِي التَّلْوِيحِ فِي جَعْلِ الْوَاوِ عِوَضًا عَنْ أَمَّا بِأَنْ جَعَلَهَا عِوَضًا يَقْتَضِي مُنَاسَبَةً بَيْنَ الْوَاوِ وَأَمَّا مُصَحَّحَةً لِتَعْوِيضِهَا وَلَا مُنَاسَبَةَ بَيْنَهُمَا (انْتَهَى).
وَقَالَ ابْنُ إيَازٍ رَحِمَهُ اللَّهُ فِي شَرْحِ الْفُصُولِ
وَأَمَّا حَذْفُ أَمَّا فَلَا يَجُوزُ لِأَنَّ أَمَّا نَائِبَةٌ عَنْ الْفِعْلِ وَأَدَاةِ الشَّرْطِ مَعًا فَلَوْ حُذِفَ كَانَ فِيهِ حَذْفُ النَّائِبِ وَالْمَنُوبِ وَهَذَا إجْحَافٌ كَثِيرٌ وَقَدْ ارْتَكَبَ كَثِيرٌ مِنْ النَّاسِ هَذَا الْمَحْظُورَ وَاسْتَسْهَلُوهُ وَذَلِكَ إذَا كَانَتْ أَمَّا مَعَ بَعْدُ فَيَقُولُونَ فِي أَمَّا بَعْدُ: وَبَعْدُ فَإِنَّ الْأَمْرَ كَذَا.
وَقَدْ صَنَعَ ابْنُ مُعْطِي فِي خُطْبَةِ أَلْفِيَّتِهِ هَذَا فَقَالَ: وَبَعْدُ فَالْعِلْمُ جَلِيلُ الْقَدْرِ.
وَمُرَادُهُ أَمَّا بَعْدُ (انْتَهَى).
أَقُولُ فِي كَوْنِ مَا صَنَعَهُ ابْنُ مُعْطِي مِنْ هَذَا الْقَبِيلِ نَظَرٌ لِجَوَازِ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ بِالْوَاوِ الْعَطْفَ لَا أَنَّهَا عِوَضٌ عَنْ أَمَّا، وَكَوْنُ مُرَادِهِ أَمَّا بَعْدُ لَمْ تَقُمْ قَرِينَةٌ قَاطِعَةٌ عَلَيْهِ وَعَلَى تَسْلِيمِهِ فَقَدْ نَقَلَ الرَّضِيُّ أَنَّ أَمَّا يَجُوزُ حَذْفُهَا إذَا كَانَ الْجَزَاءُ أَمْرًا أو نَهْيًا فَمَنْعُ جَوَازِ حَذْفِهَا عَلَى الْإِطْلَاقِ مَمْنُوعٌ فَتَأَمَّلْ.
وانظر هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=127190
ـ[أبو بكر الأثري]ــــــــ[28 - 05 - 09, 09:41 م]ـ
جزاكم الله خيرا، إضافات متميزة ...
ـ[الضبيطي]ــــــــ[28 - 05 - 09, 10:43 م]ـ
شكرا ابن المنير
على المرور والإضافة
ـ[الضبيطي]ــــــــ[28 - 05 - 09, 10:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا، إضافات متميزة ...
أهلا بك أبو بكر الأثري
وجزيت خيرا على المتابعة والاهتمام
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[31 - 05 - 09, 06:32 ص]ـ
كذلك رأى الشيخان عبد الكريم الخضير و محمد بن محمد المختار الشنقيطي ان السنة الاقتصار على اما بعد دون الابدال بها الواو او زيادة ثم قبلها فتكون ثم اما بعد ذكر ذلك الاول في اول شرحه على الواسطة و الثاني في اول شرحه على الزادأظن أن للشيخ عبد الكريم الخضير رأياً آخر، فأرجو منك نقل كلامه للتم الفائدة
فقد قال الشيخ - حفظه الله -: أشارَ الزرقاني في (شرح المواهب) أنّ (الواو) تقوم مقام (أمّا) نظراً لشيوعِهَا وانتشارِهَا. اهـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/151)
ـ[الضبيطي]ــــــــ[04 - 06 - 09, 06:55 ص]ـ
أهلا بك جهاد حلس
شكرا على مداخلتك(80/152)
إن الدين يسر
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[24 - 06 - 07, 06:37 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
رأيت في دفتر أحد أبناء طالب علم رسم غلاف كتاب رسمه الطفل وكأنه يؤلف كتاباً وكتب عليه اسم الكتاب واسمه هو كمؤلف للكتاب.
اسم الكتاب: لا يجوز أبداً
فتدبرت الحال وإذا بالأخ طالب العلم (الأب) فيه شدة وما خير بين الفتاوى إلا اختار أشدها، وجانب التحريم هو المرجح عنده دوماً على الكراهة والإباحة، وجانب الوجوب مرجح دوماً على الندب، والاحتياط واجب الاتباع في جميع الأحوال فيبدو أن هذه الصبغة انطبعت على الطفل فأصبح أشد من أبيه وحرم كل شيء بلفظ التأبيد.
وتذكرت حديث عائشة رضي الله عنها في الصحيحين قالت: ما خير النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بين أمرين إلا اختار أيسرهما ما لم يأثم فإذا كان الإثم كان أبعدهما منه والله ما انتقم لنفسه في شيء يؤتى إليه قط حتى تنتهك حرمات الله فينتقم لله "
وحديث أبي هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه فسددوا وقاربوا وأبشروا واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة " رواه البخاري
ورأيت ان المرء يبتلى بالتشديد للجهل بأحكام الشرع فيزداد شدة وضيق وحرج عقوبة له قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (والتشديد تارة يكون باتخاذ ما ليس بواجب ولا مستحب بمنزلة الواجب والمستحب في العبادات وتارة باتخاذ ما ليس بمحرم ولا مكروه بمنزلة المحرم والمكروه في الطيبات وعلل ذلك بأن الذين شددوا على أنفسهم من النصارى شدد الله عليهم لذلك حتى آل الأمر إلى ما هم عليه من الرهبانية المبتدعة.
وفي هذا تنبيه على كراهة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لمثل ما عليه النصارى من الرهبانية المبتدعة وإن كان كثير من عبادنا قد وقعوا في بعض ذلك متأولين معذورين أو غير متأولين ولا معذورين.
وفيه أيضا تنبيه على أن التشديد على النفس ابتداء يكون سببا لتشديد آخر يفعله الله إما بالشرع وإما بالقدر.
فأما بالشرع فمثل ما كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يخافه في زمانه من زيادة إيجاب أو تحريم كنحو ما خافه لما اجتمعوا لصلاة التراويح معه ولما كانوا يسألون عن أشياء لم تحرم ومثل أن من نذر شيئا من الطاعات وجب عليه فعله وهو منهي عن نفس عقد النذر وكذلك الكفارات الواجبة بأسباب
وأما القدر فكثيرا ما قد رأينا وسمعنا من كان يتنطع في أشياء فيبتلى أيضا بأسباب تشدد الأمور عليه في الإيجاب والتحريم مثل كثير من الموسوسين ومضرة.
وهذا المعنى الذي دل عليه الحديث موافق لما قدمناه في قوله تعالى ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم من أن ذلك يقتضي كراهة موافقتهم في الآصار والأغلال.
والآصار ترجع إلا الإيجابات الشديدة والأغلال هي التحريمات الشديدة فان الإصر هو الثقل والشدة وهذا شأن ما وجب والغل يمنع المغلول من الانطلاق وهذا شأن المحظور وعلى هذا دل قوله سبحانه: {يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين} وسبب نزولها مشهور .. ) اقتضاء الصراط المستقيم (ص 103)
التشديد في الشريعة ليس من مقاصدها ويدل على هذا أمور:
الأمر الأول: تواتر النصوص في القرآن والسنة في بيان رفع الحرج والمشقة والضيق عن المسلمين.
الأمر الثاني: القواعد الفقهية الكلية المتفق عليها بين أهل العلم كالمشقة تجلب التيسير ورفع الحرج وما يندرج تحت هذه القواعد من عشرات القواعد الصغرى التي تحمل هذا المعنى.
الأمر الثالث: أن الله ميز هذه الأمة عن سائر الأمم بأن رفع الآصار والأغلال عنهم تفضلا منه وكرماً.
الأمر الرابع: وجود الرخص الكثيرة في أحكام الشريعة.
ولذلك يتعجب المسلم حينما يرى كثيراً من المسلمين الذين شددوا على أنفسهم في جانب العبادات او الاعتقادات فشدد الله عليهم فتجدهم حينها يسلكون مسالك:
المسلك الأول: مسلك الحيل.
المسلك الثاني: مسلك الحور بعد الكور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/153)
ويتعجب المرء كذلك من إصرار كثير من طلبة العلم والدعاة على التركيز على جانب الخوف دون جانب الرجاء بل لا تجد من يتكلم عن الرجاء غلا ويردفه بجانب الخوف وكانه مرتبط به لا ينفك عنه فتجد المتكلم يقول الدين يسر وفيه سهولة وترخص لكن؟؟؟؟
ألا يمكن أن نتكلم عن يسر الشريعة و سماحتها على نحو ما ورد في نصوص الكتاب والسنة فهذا حديث: " إن الدين يسر " لنتدبره:
1 - إن الدين يسر.
2 - لن يشاد الدين أحد إلا غلبه.
3 - سددوا وقاربوا.
4 - ابشروا.
5 - واستعينوا بالغدوة والروحة وشيء من الدلجة.
خمس جمل كلها تقرر مبدأ اليسر في الشريعة وتتنوع في إثبات هذا الأصل:
أولاً قاعدة عامة في أحكام الشريعة أنها يسر.
ثم ثانياً: التحذير والوعيد لمن يشاد الدين ويطلب العسر فيه أنه ينقلب عليه.
ثم ثالثاً: يأمرنا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في القيام بأحكام الشريعة ويجعلها في حالتين:
إما السداد وهو افصابة للحكم والعمل إصابة دقيقة وهو في هذه الحالة يسر؛ لأنه ذكر أولا أن الدين كله يسر فإن أصبته فقد أصبت اليسر.
وغما المقاربة وهذا من التيسير فقد لا تتقن العمل كله أو لا تصيب الراتجح منه تماً فيكتفى منك في الشرع بالمقاربة رفعاً للحرج.
ثم رابعاً: يبشرنا النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بالخير في التمسك بهذه الشريعة بما يرجع نفعه للمكلف في الدنيا والآخرة ليكون عوناً له على طاعة الله.
ثم خامساً: يبين لنا أن أوقات المرء كلها تصلح للعبادة فيتزود المرء من أي عمل في أي وقت فليس كل العبادات في وقت معين محدد من لم يدركه لا يدرك أي عبادة بل منها ما له وقت ومنها ما هو مشاع الوقت فحينما يتسير للمرء العبادة المشاعة يعملها.
ثم بعد هذا كله لا نجد النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حذر في نهاية الحديث وشدد وأورد جانب الخوف والغضب؛ لأن لكل مقام مقال.
بينما نسمع أحيانا من يلقي درساً او كلمة يقول: والله عزو وجل غفور رحيم لكنه شديد العقاب وكأن صفة الرحمة والمغفرة لله عز وجل لا تثبت استقلالا بل هي من الصفات المركبة كالنافع الضار والمانع المعطي ونحوها وهذا مع ما فيه من الجهل هو تعدٍ على الله عز وجل وصفاته فالله عز وجل له أكمل الصفات وأجلها وأعظمها وتقييد صفة الرحمة والمغفرة ونحوها من الصفات العظيمة لله عز وجل بما يقابلها من صفات الغضب والانتقام والسخط انتقاص لصفات الكمال فهو يغفر بلا غضب ويرحم بلا سخط تفضلا منه وكرماً.
نعم الله عز وجل شديد العقاب ولا راد لغضبه فنعوذ برضاه من سخطه وبعفوه من عقوبته.
ولنتدبر كيف تغلب صفات الرحمة والعفو والمغفرة صفات الغضب والسخط ولذلك نجد:
1 - الاستعاذة بصفة الرحمة والعفو والمغفرة من صفات الغضب والسخط عن عائشة رضي الله عنها قالت: فقدت رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليلة من الفراش فالتمسته فوقعت يدي على بطن قدميه وهو في المسجد وهما منصوبتان وهو يقول اللهم أعوذ برضاك من سخطك وبمعافاتك من عقوبتك وأعوذ بك منك لا أحصى ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك " رواه مسلم
2 - أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بين ان رحمة الله عز وجل تغلب غضبه وتسبقه فعن أبى هريرة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: " إن الله كتب فى كتاب فهو موضوع عنده فوق العرش إن رحمتي تغلب غضبي " و في رواية " سبقت رحمتى غضبي " رواه مسلم
3 - أن الله تبارك وتعالى ارسل الرسل وأنزل الكتب ويسر جميع السبل للوصول إلى الهدى والدخول في رحمته.
4 - أن الله تبارك وتعالى جعل أسباباً كثيرة للوصول إلى رحمته ومغفرته فالمرء حين يذنب ذنباً من ترك واجب أو فعل محرم فيكفره التوبة والاستغفار والوضوء والصلوات الخمس والجمعة وصلاة الجنازة والصوم والصدقة والحج والدعاء والذكر (قول سبحان الله مائة مرة، وقول سبحان الله وبحمده مائة مرة، وقول لا إله إلا الله وحده لا شريك له مائة مرة .. ) ودعاء الغير له والمصائب التي تصيب المرء مع أنها بقدر الله وسكرات الموت وضغطة القبر إلى غير ذلك من الأعمال ثم فوق هذا مغفرته سبحانه ورحمته تفضلاً منه.
أما الغضب فسببه المعصية فقط من ترك واجب أو فعل محرم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/154)
5 - أن الله تبارك وتعالى جعل الحسنة بعشر أمثالها وأما السيئة فمبثلها.
6 - أن الله في محاسبته للعبد في معصيته له إما أن يرحم تفضلاً أو يعاقب عدلا لكنه لا يعاقب ظلماً.
7 - ان الله كتب على نفسه الرحمة وحرم الظلم على نفسه فحكمه تعالى دائر بين الفضل والعدل.
8 - أن الله تبارك وتعالى يفرح بتوبة عبده وكلما تقرب إليه عبده تقرب إليه أكثر وزاده هداية وسدادا وتفضلاً وعصمه من شياطين الإنس والجن.
9 - أن الله عز وجل لم يخلق الخلق ليعذبهم أو يحرم عليهم كل شيء فإن هذا لا يليق بصفات كماله وعلمه وحكمته سبحانه وتعالى بل خلقهم لعبادته فتظهر آثار صفاته عز وجل.
10 - أن الله جعل الأصل في المنافع الإباحة فضيق التحريم ووسع الإباحة، وضيق جانب العبادات إلا فيما ورد به التوقيف فأصبح أكثر الأحكام الإباحة حيث لا إثم ولا غضب، ثم المندوبات التي يؤجر عليها المرء إن فعلها ولا يأثم إن تركها تفضلا منه عز وجل وكذا المكروهات التي إن تركها أوجر وإن فعلها لم ياثم وصار أضيق الأحكام الواجبات والمحرمات.
11 - أن الله عز وجل جعل المباحات كذلك سبباً للرحمة فجعلها قربة له إذا حسنت النية فنوم المسلم وأكله وشربه وجماعه كل ذلك يكون عبادة بالنية.
أفلا يسوغ لنا أيها الإخوة أن نتلذذ ونتمتع بصفة الرحمة والمغفرة وأن نسمع من طلاب العلم دروساً ومحاضرات وكتابات يطرح فيها يسر الشرع وسعة رحمة الله ومغفرته وأسباب الوصول إلى محبته ورضاه.
حقيقة شبعت الأمة من التشاؤم وقتل الآمال كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - إذا أرسل رسله يأمرهم أن يبشروا ولا ينفروا نعم كيف لا تكون بعثة أفضل الرسل وأكرم الخلق بشارة وفضل من الله وهل بعث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ليكون عذاباً على أمته وهو الذي يشفع للخلق جميعاً يوم القيامة وهو صاحب المقام المحمود وهو الذي اصطفاه الله من بين خلقه فاكتملت فيه صفات الكمال البشري قال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين} فلماذا نجعل رسالة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شقاء علينا وعلى الأمة؟
قال تعالى: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} صدق الله وصدق الرسول حيث يقول: " لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء أو مع كل صلاة "
فشريعتنا شريعة يسر وشريعة بشارة وشريعة حياة لم يات هذا الإسلام لنشق على أنفسنا ومن حولنا وتكون حياتنا بكاء وحزن ولا عبرة بما ذيذكر في تراجم بعض العباد من كثرة بكائه طوال عمره أو صعقه عند قراءة القرآن أو سماع وعظ او غير ذلك فهذا ليس من سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وليس هو منهج الصحابة و قد انكره الصحابة والئمة المتبعون للسنة ويكفي أن ننظر في سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ونقارن بين أحاديث البكاء وأحاديث ضحكه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حتى تبدو نواجذه لنعلم حينها أن ديننا دين حياة ودين تفاؤل.
كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يلاطف زوجاته ويسابق عائشة ويسمع حديثها الطويل في أم زرع، وتأخذ الجارية بيده فتسير به طرق المدينة ويلاطف الحسن والحسين ويحمل أمامة في الصلاة وينزل من المنبر ليحمل الحسن والحسين ويطيل السجود لأن الحسن أو الحسين فوق ظهره ثم يقول: " إن ابني ارتحلني فكرهت أن أعجله حتى يقضى حاجته ".
ولم يمنعه ذلك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من تبليغ الرسالة والجهاد وقيام الليل حتى تتفطر قدماه والقضاء بين الخصوم واستقبال الوفود وتعليم الناس
وكان عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - مع شدته وقوته وهو أمير المؤمنين يكون في بيته كالصبي.
بينما كثير منا يدخل البيت أسداً ويخرج أسداً، وهو كذلك مع جيرانه كأنه قنفذ ممنوع اللمس والاقتراب والزيارة يعيش في برج لا يمكن اقتحامه فهو لا يجد الوقت لأن يزور أو يزار أو يحضر مناسبات الجيران أو العائلة والسبب أنه يحمل هم الأمة وهو لا يقدم للأمة شيئاً بل حاله كقول الشاعر:
فإني وأني ثم إني وإنني إذا انقطعت نعلي جعلت لها شسعاً
إن من لا يحسن أن يحمل هم نفسه وأهل بيته ويعيش في بيت ينجح في إعداده وتربيته وتقويم سلوكه فلن ينجح في تهيئة الأمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/155)
والمقصود أننا ينبغي أن يكون هذا الدين سبب خير لنا وعزة وحياة كريمة لا سبب شؤم ومرض وحزن وكآبة فنجمع فيه بين العمل للدنيا والآخرة، ونطلب العلم ونعلمه غيرنا وندعو إلى الله و لا نستعجل النصر فالنصر وعد الله لهذه الأمة والتمكين لهم لكن لمن يستحقه ولا يلزم أن تدرك النصر في حياتك فالنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - علم الصحابة ورباهم احسن تعليم وتربية وانتشر الإسلام بعد وفاة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في كثير من البلاد كمصر ودول المغرب والشام وغيرها ولكن الأمر كما قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حينما اشتكى إليه أصحابه ما يجدون فقال: " إنكم قوم تستعجلون " إن ما نعيشه الآن هو ثمرة ما زرعه من كان قبلنا ونحن نزرع ما يجنيه من ياتي بعدنا.
هذه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقبله دعوة شيخ الإسلام ابن تيمية وقبلهما ما حدث للإمام أحمد إن ما حصل من النصر لدعواتهم بعد وفاتهم إلى هذا الوقت أكثر مما حصل في حياتهم.
وللنظر لهذا الحديث:
عن خالد بن عمير العدوي قال: خطبنا عتبة بن غزوان فحمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فإن الدنيا قد آذنت بصرم وولت حذاء ولم يبقى منها إلا صبابة كصبابة الإناء يتصابها صاحبها وإنكم منتقلون منها إلى دار لا زوال لها فانتقلوا بخير ما بحضرتكم فإنه قد ذكر لنا أن الحجر يلقى من شفة جهنم فيهوي فيها سبعين عاما لا يدرك لها قعر ووالله لتملأن أفعجبتم؟ ولقد ذكر لنا أن ما بين مصراعين من مصاريع الجنة مسيرة أربعين سنة وليأتين عليها يوم وهو كظيظ من الزحام ولقد رأيتني سابع سبعة مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى تقرحت أشداقنا فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار وإني أعوذ بالله أن أكون في نفسي عظيما وعند الله صغيرا وإنها لم تكن نبوة قط إلا تناسخت حتى يكون آخر عاقبتها ملكا فستخبرون وتجربون الأمراء بعدنا " رواه مسلم.
لننظر: كانوا في حال فقر كما يصوره قوله: " ما لنا طعام إلا ورق الشجر حتى تقرحت أشداقنا فالتقطت بردة فشققتها بيني وبين سعد بن مالك فاتزرت بنصفها واتزر سعد بنصفها "
ثم انتقلوا إلى حال: " فما أصبح اليوم منا أحد إلا أصبح أميرا على مصر من الأمصار "
لكن هذا الانتصار كان على الطريقة النبوية ولذا تكلم الصحابي 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن الجنة والنار وقصر الدنيا أي أنهم كانوا يرجون ما عند الله ويسيرون وفق اوامر رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فاستحقوا هذا التمكين.
ـ[بن نصار]ــــــــ[25 - 06 - 07, 01:24 ص]ـ
جزاك الله خيرا. .
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[25 - 06 - 07, 03:59 ص]ـ
بارك الله فيكم، ونفع بكم
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 08:34 م]ـ
قال ابن المبارك: التشديد يحسنه كل أحد، وإنما العلم الرخصة من فقيه.
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 06 - 07, 10:19 م]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
قال ابن المبارك: التشديد يحسنه كل أحد، وإنما العلم الرخصة من فقيه.
أهلا بالشيخ الكريم/ أبي فهر
أضاء الملتقى بإطلالتكم.
نقل الشيخ عبدالرحمن السديس إسناد العبارة التي أشرتم إليها، فأنقلها لكم:
قال أبو نعيم في الحلية 6/ 367:
حدثنا سليمان بن أحمد ثنا محمد بن عبدالله الحضرمي ح وحدثنا أحمد بن إسحاق ثنا أبو بكر بن أبي عاصم قالا: ثنا الحسن بن علي ثنا أبو أسامة قال: سمعت سفيان الثوري يقول: إنما العلم عندنا الرخصة عن الثقة، فأما التشديد فكل إنسان يحسنه.
وقال ابن عبد البر في التمهيد 8/ 147: روينا عن محمد بن يحيى بن سلام عن أبيه قال: ينبغي للعالم أن يحمل الناس على الرخصة والسعة ما لم يخف المأثم.
وأخبرنا محمد بن إبراهيم قال حدثنا سعيد بن أحمد بن عبد ربه وأحمد بن مطرف قالا: حدثنا سعيد بن عثمان قال حدثنا يونس بن عبد الأعلى قال حدثنا سفيان بن عيينة عن معمر قال: إنما العلم أن تسمع بالرخصة من ثقة فأما التشديد فيحسنه كل واحد.وانظر: الاستذكار 8/ 275.
المشاركة 195 من هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=420688&highlight=%C7%E1%D1%CE%D5%C9+%CB%DE%C9#post420688
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 11:05 م]ـ
أحسنت أبا حازم، أجدت وأفدت.
قلما يدخل الشخص لقراءة مشاركة لأبي حازم - زاده الله توفيقا - إلا استفاد.
ثبتكم الله على الحق، وجعله على لسانكم وفعالكم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 06 - 07, 11:47 م]ـ
ويتعجب المرء كذلك من إصرار كثير من طلبة العلم والدعاة على التركيز على جانب الخوف دون جانب الرجاء بل لا تجد من يتكلم عن الرجاء إلا ويردفه بجانب الخوف وكانه مرتبط به لا ينفك عنه فتجد المتكلم يقول الدين يسر وفيه سهولة وترخص لكن؟.
جزاكم الله خيرا.
حدثني أحد الأكارم، فقال:
ألقيتُ كلمةً في أحد المساجد، وكانت كلمتي عن:
(سعةِ رحمةِ اللهِ، وعظمتهِ سبحانه).
يقول: فلما نتهيتُ .... أمسكني إمامُ المسجد، وأكثرَ من الشكر، وأظهرَ الترحيب، وأطنبَ في الثناء .... ثم قال:
تصدقْ!! ..... لي كم سنة في هذا المسجد، وأُلقيتْ الكثير والكثير من الكلمات فيه ولله الحمد .....
لكن: لأول مرة يأتي داعيةٌ ويتكلم عن سعة رحمة الله، وعظمته .....
الجميعُ يتكلم عن المعاصي والذنوب ويحذر منها - مع أهميتها -.
لكن كلمتُك اليوم أثّرت في الجميع - فيما أحسب - وفيها إظهار لجانب مهم من جوانب العبادة وهو جانب الرجاء ..... فجزاك الله خيرا ..... ) أ. هـ بمعناه.
إعتذار:
الموضوع عن التيسير ..... لكن ما ذكره الشيخ أبوحازم في ثنايا موضوعه .... ذكرني بما تمت كتابته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/156)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[25 - 06 - 07, 11:56 م]ـ
بارك الله في الإخوة جميعاً ويسعدني مرور الشيوخ الأفاضل أبي يوسف و أبي فهر والأيوبي.
شيخنا المسيطير غفر الله لك ولا تعليق فلسان الحال أبلغ من المقال.
الشيخ الفاضل علي الفضلي بورك فيك وتقبل الله دعائك وزادني وإياك علماً وعملاً.
وأعتذر للإخوة جميعاً عن وجود الأخطاء التي رأيتها الآن فقط، وذلك لسرعة الكتابة والعجلة وعدم المراجعة.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 01:13 ص]ـ
الشيخ المفضال أبا حازم
أحسنتم أحسن الله إليكم، وأجدتم وأفدتم، ووالله لقد لمست جرحا
أرى أن تراجعوها ثم تطبع وتنشر ولكم الأجر والمثوبة
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 01:19 ص]ـ
بارك الله فيك من شيخ مفيد، مسدد.
ـ[أبو فهر السلفي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 10:39 م]ـ
أخي الحبيب المسيطير بارك الله فيك على التوثيق وإنما كتبت من الذاكرة الكليلة ...
ـ[عمر رحال]ــــــــ[26 - 06 - 07, 10:43 م]ـ
جزاكم الله خيرًا.
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 07:14 م]ـ
بسم الله والحمد لله
موضوع مهم، ونحن جميعاً بحاجة إليه.
جزاك الله خيراً أبا حازم.
ـ[مجاهد الحسين]ــــــــ[01 - 07 - 07, 10:02 ص]ـ
شيخنا الفاضل أبا حازم:
والله إن هذا ألأمر كثيراً ما أفكر في جمع مسائله وأقوال المحققين فيه ..
تأملوا جميعاً الآيات القرآنية في ذلك:
(قل من حرم زينة الله ....... )
(يا أيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله ........ )
(وقالوا مالهذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق ... )
ومما يؤسف له ـ والله ـ أن تجد بعض المتدينين يستنكر هذا على القدوات، كما استنكر المشركون على رسول الله ..
تأملوا جميعاً هذه الآية الفذة: (وما لكم ألا تأكلوا مما ذكر اسم الله عليه، وقد فصل لكم ماحرم عليكم ........ )
فالله جل وعز، يعاتب من يتنزه عن الحلال المحض .. !
فالحرام مفصّل ..
أما الحلال فدائرته واسعة فضفاضة، حتى قال أحدهم تجوزاً (ليس للحلال دائرة أصلاً، فكل شيء حلال إلا ما ثبت تحريمه)!
إن التشدد إفرازٌ كريه، وسمٌ زعاف،، لا يتناسب مع روح الشريعة الغراء ...
لا ننس أيها الفضلاء أن الشيطان يدخل على كثير من الصالحين من هذا الباب؛ لأن لبوسه الظاهر التدين،،،، وقد وقع شيء من ذلك لبعض أصحاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ، ورضي الله عن صحابته، لكن مربي البشرية استدرك هذا الأمر الخطير،، وأرشد أصحابه إلى الاقتصاد، وأن الدائم وإن قل خير من المنقطع، وإن كثر!
وعاتب بعض أصحابه (ما بال أقوام يتنزهون من شيء أصنعه، ألا إني أتقاكم لله ...... )
فبين أن التشدد ليس دليلا للتقوى.
وما قصة الثلاثة نفر عنا ببعيدة،،
ولا قول ـ ابن عمرو ـ على حرصه الشديد على التعبد في عدم أخذه بوصية رسول الله في صيام النفل كذلك ..
أيها الأحبة: أرجو منكم قراءة الفكرة جيداً، حتى لا يدعي مدعٍ أنني أتنقص من صحابة رسول الله، معاذ الله.
ومن المظاهر (التشددية) المنتشرة في الساحة العلمية:
* إهمال بعض أخواتنا الداعيات للزينة جملة وتفصيالاً؛ بحجة أنهن قدوات!
* سوء أخلاق بعض الشيوخ مع تلاميذهم، وترك (التبسم) وكثيرٍ من العبادات الأخلاقية؛ بدعوى الوقار!
واسمعوا شكوى هذه المرأة التي طلبت من زوجها الطلاق لتشدده المبالغ فيه، تقول: لو كنا في سفر طويل، والطريق مظلم، والسيارات قليلة ـ إضافة لظلمة الطريق ـ فإن زوجي لا يسمح لي بالنقاب فضلاً عن كشف الوجه!!
اللهم إني بريء من هذا التكلف.
..................
جميل جداً أن نهاجم (التساهل) و (التيسير) المتلفت الذي هو تلاعب أقرب من كونه فقهاً (طبعاً المقصود التيسير غير المنضبط لا التيسير في مسائل اجتهد فيها علماء أفاضل فكون قولهم يظهر أنه الأقرب والراجح)،،
لكن أين التهجم على التشدد والتضييق،،،
(منهج التيسير المعاصر: دراسة تحليلية) رسالة علمية رائعة ..
أين (منهج التشديد المعصر: دراسة تحليلية)؟!
أعتذر للأخوة عن تشعب الأفكار،،،
فهي مشاركة ارتجالية .. والشكر موصول للشيخ أبي حازم، لطرحة هذا الموضوع المهم، فجزاه الله خيراً.
محبكم.
ـ[أبو أسامة شمروخ]ــــــــ[04 - 07 - 07, 07:36 م]ـ
قال أحد العلماء: لو أخذت برخصة كل عالم لاجتمع فيك الشر كله
ـ[أبو ناصر المكي]ــــــــ[06 - 07 - 07, 02:18 ص]ـ
بوركت , وجزاك الله كل خير.
ـ[الغواص]ــــــــ[06 - 07 - 07, 03:08 م]ـ
الأخ الكريم أبا حازم الكاتب
جزاك الله خيرا على هذا التذكير بأمر محكم استفاض في الشريعة ومع ذلك نسيناه كثيرا
الأخ الكريم أبو أسامة شمروخ
قلتَ: (قال أحد العلماء: لو أخذت برخصة كل عالم لاجتمع فيك الشر كله)
ولكن في المقابل علينا أن نتذكر أيضا أن من أخذ بشدة كل عالم لاجتمعت فيه الشرور كلها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/157)
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[06 - 07 - 07, 07:59 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا.
نعم تتبع الرخص في المذاهب وأقوال العلماء ممنوع بإجماع أهل العلم لكن من الخطأ في فهم الشريعة أن يفهم اليسر بأنه مقصور على الرخص مع انها لا تشكل إلا نسبة قليلة جدا من أحكام الشريعة، الشريعة ذاتها بكل تفاصيلها ومسائلها العلمية والعملية يسر بدلالة القرآن والسنة والإجماع واستقراء أحكام الشريعة.
فالله عز وجل رفع عن هذه الأمة كل مشقة كانت في الأمم السابقة وهذا الأمر مقصود وهو مقصد عظيم من مقاصد الشريعة، فالله عز وجل الذي بيده الأمر الديني والقدري أراده وأمر به فمن الجهل الإعراض عن مراد الله ومن فعل خلاف ذلك فهو يعاقب قدرا بالتشديد على نفسه كما يستحق العقاب يوم القيامة لمخالفته الشريعة.
ولا يفهم ابدا من التيسير الانخلاع والتهاون بأحكام الشريعة فهذا امر آخر مسلم به عند كل مسلم فلا يحتاج إلى ذكره هنا.
وأما الرخص التي شرعها الله فمن العبادة، والأخذ بها على حسب الأحوال قد تكون واجبة وقد تكون سنة وقد تكون مباحة، ولا يظن ظان أنها رخصة فقط لكونها مراد المكلف فقط فهي وإن كانت توافق مراده ورغبته إلا أنها أيضا مرادة عند الله كما أراد منا فعل الواجب وترك المحرم.
والإعراض عنها في مواطنها المشروعة إعراض عن كرم الله وجوده وحرمان للنفس من منزلة الانكسار والذل وإظهار الحاجة لله والشكر له عز وجل فإن هذا من أعظم منازل العبودية لله ولذلك لما تكلم أهل العلم عن المفاضلة بين الغني الشاكر والفقير الصابر كان رأي المحققين في ذلك أن الأفضل هو الأتقى والذي يجعل لكل موطن عبادة لله وهذا هو حال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأبي بكر وعمر رضي الله عنهما وهو الجمع بين الحالين تارة هذا وتارة هذا ويؤدون في كل موطن حقه من العبادة، والأنبياء والصالحون من الصحابة وغيرهم على هذه الأقسام الثلاثة:
فمنهم الغني الميسور كداود وسليمان عليهما السلام وعثمان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهما.
ومنهم الفقير كعيسى عليه السلام وعلي بن أبي طالب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -.
ومنهم من يجمع بينهما على اختلاف الأحوال كحال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - والشيخين.
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 07 - 09, 06:05 ص]ـ
بارك الله في الشيخ / أبي حازم الكاتب، وفي علمه، وعمله، وعمره، ووقته، وأهله، وذريته، وماله، ورزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا يحتسب.
ورده الله إلينا سالما غانما ... دكتورا، مباركا، نافعا.
ـ[مصطفى رضوان]ــــــــ[02 - 07 - 09, 12:11 م]ـ
بارك الله في الشيخ / أبي حازم الكاتب، وفي علمه، وعمله، وعمره، ووقته، وأهله، وذريته، وماله، ورزقه من خيري الدنيا والآخرة من حيث لا يحتسب.
ورده الله إلينا سالما غانما ... دكتورا، مباركا، نافعا.
آمين آمين آمين
وهذا مقال لا يُترك، بل يُحفظ فى حافظة المستندات لاستمرار مطالعته
، جزاكم الله خيرا شيخنا المسيطير على إرسال هذا المقال الماتع من مرقده.
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[02 - 07 - 09, 06:52 م]ـ
أذكر أني ذهبت إلى أحد التسجيلات الإسلامية وطلبت من الموظف في المحل شريط عن الرجاء و سعة رحمة الله عز وجل لصعوبة البحث في الأشرطة لأن أكثر الأشرطة عن الترهيب , فذهب صال وجال وأحضر لي شريط أو شريطين لاأذكر (والأشرطة الموجودة في المحل بالألاف) , وكنت أفكر في هذا الموضوع منذ فترة لماذا لايتكلم الدعاة والعلماء (وليس كلهم) عن الرجاء وسعة رحمة الله سبحانه وتعالى , يقول بعض العلماء " فالمؤمن الخوف والرجاء بالنسبة له كجناح الطائر " , لماذا نجد القليل من يتكلم عن سعة رحمة الله في محاضراته وأشرطته؟ ...
جزاك الله خيرا أخي الكريم
سبحانك اللهم وبحمدك , أشهد أن لا إله إلاّ أنت , أستغفرك وأتوب إليك
ـ[الغواص]ــــــــ[19 - 07 - 09, 02:27 م]ـ
صدقت أبا حجاج
فأقل الأحوال أن تكون هناك موازنة بين الأمرين
أما الأفضل فهو تقديم اليسر
1 - لأن رحمة الله سبقت وغلبت غضبه سبحانه
2 - ولأن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل "الأصل" في الدين هو اليسر فقال: (إن هذا الدين يسر)
3 - .. الخ
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[12 - 11 - 09, 06:49 م]ـ
هذه دعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وقبله دعوة شيخ الإسلام ابن تيمية وقبلهما ما حدث للإمام أحمد إن ما حصل من النصر لدعواتهم بعد وفاتهم إلى هذا الوقت أكثر مما حصل في حياتهم.
صدقت ...
بارك الله فيك شيخنا الفاضل
ـ[ابوخالد الحنبلى]ــــــــ[06 - 07 - 10, 09:21 ص]ـ
للفائدة اذكروا لنا الكتب والملفات الصوتية التى تكلمت عن الموضوع(80/158)
سؤال عن التوفيق بين الاخذ من النصوص الشرعية مباشرة ومن أقوال العلماء
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[24 - 06 - 07, 07:02 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤالي عن كيفية التوفيق بين الحديث (أقول لكم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، وتقولون: قال أبو بكر وعمر، يوشك أن تنزل عليكم حجارة من السماء).
وبين القواعد الشرعية التي تحذر عدم الاخذ من النصوص الشرعية مباشرة إلا بالرجوع إلى أقوال العلماء، لأن العلماء أكثر فهماً للنصوص الشرعية.
وجزاكم الله خير الجزاء
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[25 - 06 - 07, 02:14 م]ـ
يرفع لمزيد من النقاش
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 03:28 ص]ـ
أولا يا أخي الكريم هذا ليس حديثا مرفوعا وإنما قول ابن عباس رضي الله عنه
وثانيا: لا يوجد تعارض بين الأخذ من النصوص وسؤآل أهل العلم فإن الأصل أن هذا الدين يأخذ من كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن نصوص الكتاب والسنة نصوص في أغلبها عامة فلذلك يسر الله تعالى لهذا الدين من يقوم بشرح نصوصه وتوضيح أوامره ونواهيه لكل الناس لذلك قال الله تعالى
فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون
وقال تعالى:
وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لَاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلً [النساء/83]
ووضع العلماء ضوابط لمن أراد أن يأخذ من النصوص مباشرة فعليه أن يسلك درب العلم - من معرفة باللغة العربية ومصطلح الحديث والناسخ والمنسوخ والعام والخاص و ..... - فإن كمل علمه وسار على منهج العلماء الربانيين فعندها يصبح هو ممن يسألون لتبيين أحكام هذا الدين.
والله أعلم
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[26 - 06 - 07, 09:54 م]ـ
جزاك الله خير أخي على التوضيح وبارك الله فيك
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:37 ص]ـ
أظن أن الإشكال عندك سيزول إذا علمت أن الناس من جهة تلقي الأحكام ثلاثة أصناف مقلد ومتبع ومجتهد.
فإذا لم تكن مجتهدا تأخذ الأحكام من النصوص مباشرة! كما ذكرت .. فكن متبعا تأخذ بأقوال العلماء لكن بعد معرفة الحجة وهي الدليل وهذا هو الذي أمر الله به عبادة كما في قوله تعالى (اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولا تتبعوا من دونه أولياء).
ولا تكن مقلدا فتهلك.
ـ[أبو فاطمة الاثري]ــــــــ[05 - 07 - 07, 07:10 م]ـ
جزاك الله خير أخي وبارك الله فيك(80/159)
لَمْ يَفُتْ عمران رضي الله عنه شَيْء
ـ[آل عامر]ــــــــ[24 - 06 - 07, 07:10 م]ـ
قَالَ عِمْرَانَ بْنِ حُصَيْنٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا:
دَخَلْتُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَقَلْتُ نَاقَتِي بِالْبَابِ فَأَتَاهُ نَاسٌ مِنْ بَنِي تَمِيمٍ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا بَنِي تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ بَشَّرْتَنَا فَأَعْطِنَا مَرَّتَيْنِ ثُمَّ دَخَلَ عَلَيْهِ نَاسٌ مِنْ أَهْلِ الْيَمَنِ فَقَالَ اقْبَلُوا الْبُشْرَى يَا أَهْلَ الْيَمَنِ إِذْ لَمْ يَقْبَلْهَا بَنُو تَمِيمٍ قَالُوا قَدْ قَبِلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالُوا جِئْنَاكَ نَسْأَلُكَ عَنْ هَذَا الْأَمْرِ قَالَ كَانَ اللَّهُ وَلَمْ يَكُنْ شَيْءٌ غَيْرُهُ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاءِ وَكَتَبَ فِي الذِّكْرِ كُلَّ شَيْءٍ وَخَلَقَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضَ فَنَادَى مُنَادٍ ذَهَبَتْ نَاقَتُكَ يَا ابْنَ الْحُصَيْنِ فَانْطَلَقْتُ فَإِذَا هِيَ يَقْطَعُ دُونَهَا السَّرَابُ فَوَاللَّهِ لَوَدِدْتُ أَنِّي كُنْتُ تَرَكْتُهَا
قال الحافظ بن حجر –رحمه الله – في الفتح:
وَقَدْ كُنْت كَثِير التَّطَلُّب لِتَحْصِيلِ مَا ظَنَّ عِمْرَان أَنَّهُ فَاتَهُ مِنْ هَذِهِ الْقِصَّة إِلَى أَنْ وَقَفْت عَلَى قِصَّة نَافِع بْن زَيْد الْحِمْيَرِيّ فَقَوِيَ فِي ظَنِّيّ أَنَّهُ لَمْ يَفُتْهُ شَيْء مِنْ هَذَا الْقِصَّة بِخُصُوصِهَا لِخُلُوِّ قِصَّة نَافِع بْن زَيْد عَنْ قَدْر زَائِد عَلَى حَدِيث عِمْرَان، إِلَّا أَنَّ فِي آخِره بَعْد قَوْله وَمَا فِيهِنَّ " وَاسْتَوَى عَلَى عَرْشه عَزَّ وَجَلَّ ".
وقال رحمه الله:
(تَنْبِيهٌ):
وَقَعَ فِي بَعْضِ الْكُتُب فِي هَذَا الْحَدِيث " كَانَ اللَّه وَلَا شَيْء مَعَهُ، وَهُوَ الْآن عَلَى مَا عَلَيْهِ كَانَ " وَهِيَ زِيَادَة لَيْسَتْ فِي شَيْء مِنْ كُتُب الْحَدِيث، نَبَّهَ عَلَى ذَلِكَ الْعَلَّامَة تَقِيّ الدِّين بْن تَيْمِيَّةَ
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 03:38 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
سبحان الله نفس الخاطر كان يخطر ببالي وأقول ليت عمران رضي الله عنه لم يغادر ولكنَّ الله تكفل بنقل هذا الدين فسبحان الله وجزى اله علماءنا خير الجزاء على جهدهم وبذلهم في تحقيق المسائل العلمية.
وليسمع الأشاعرة وأذنابهم هذا الحديث وليروغوا روغان الثعلب ولكن الله جعل الحق واضحا وضوح الشمس وسط السماء فنسأل الله أن يهدي جميع المسلمين لما يحب ويرضى وأن يبعد عنهم حظ أنفسهم واتباع أهوائهم إنه سميع مجيب.
وجزاكم الله كل خير(80/160)
هل يؤمر المميز بالإعادة؟
ـ[السني]ــــــــ[24 - 06 - 07, 07:23 م]ـ
بسم الله، والحمدلله.
من المعلوم أنه يجب على الأب أن يأمر ولده بالصلاة، والحكمة - كما هو معلوم - تربية الصغير وتعويده على الاهتمام بالصلاة التي هي عمود الإسلام.
والسؤال: هل يجب على الأب أن يأمر ولده بكل ما يتعلق بشؤون الصلاة، فإذا أخل بشيء منها أو من واجباتها فهل عليه أن يأمره بإعادة الصلاة، أم أن الأمر مجرد للتعليم والتربية، فيتجاوز الأب عن الصغير في بعض الأشياء مع تنبيهه عليها؟
أفيدوني بارك الله فيكم.
ـ[بن نصار]ــــــــ[25 - 06 - 07, 01:22 ص]ـ
يأمره بالإعادة ليتعلم. . أما مثلا لو صلى بغير وضوء ثم ترك دون إعادة لأستهان بالأمر.
و الله أعلم. .
ـ[السني]ــــــــ[26 - 06 - 07, 06:40 م]ـ
جزيت خيرا
ونرجو الزيادة
ـ[السني]ــــــــ[10 - 07 - 07, 01:05 ص]ـ
هل من مفيد
ـ[السني]ــــــــ[19 - 07 - 07, 10:43 م]ـ
أين المفيدون(80/161)
هل قال أحد بتقييد المسكر بالشراب؟
ـ[أحمد عبدالله السني]ــــــــ[24 - 06 - 07, 08:17 م]ـ
إخوتي الكرام
السلام عليكم ورحمة الله
يذكر الفقهاء في تعريفهم للإسكار بأنه (تغطية العقل على وجه اللذة والطرب)
فهل هو عام في كل ما يُغطى به العقل على وجه اللذة كالمخدر مثلاً أم أن التعريف يقيَّد بالمشروب، وهل نص على ذلك أحد.
علمونا مما علمكم الله.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 03:42 ص]ـ
الذي أعلمه أنهم حدوا الخمر بأنه "شراب مسكر" ولكن المسكر بحد ذاته أعم من الشراب لأنه لو كان المسكر لا يكون إلا شرابا لوضع العلماء تعريف الخمر بأنه "مسكر" فقط بدون زيادة كلمة شراب وبما أنهم أضافوا في حد الخمر أنه شراب مسكر دلّ على أن رأيهم أن المسكر يكون في غير الشراب
والله أعلم(80/162)
مامعنى قول الفقهاء في الماء "ويشق نزحه"؟؟
ـ[أبو أسيد الصالحي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 08:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
قال صاحب زاد المستقنع:"أو خالطه البول أو العذرة ويشق نزحه كمصانع طريق مكة فطهور".
فمالمقصود بقوله يشق نزحه؟؟
أرجو التوضيح مع ضرب الأمثلة ..
وجزاكم الله خيرا.
ـ[مسدد2]ــــــــ[24 - 06 - 07, 11:15 م]ـ
النزح هو نقل ماء البئر النقي الى بئر آخر لا كدر فيه ولا نجس.
ـ[أبو أسيد الصالحي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 11:53 م]ـ
بارك الله فيك .. لكن الجواب غير واضح.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[25 - 06 - 07, 12:20 ص]ـ
سدد الله خطاك.
يشق نزحه ... يعني يصعب استفراغ جميع ما به من ماء لكثرته ... وضربوا لذلك مثلا بمصانع المياه التي بطريق مكة ... ويعنون بها البرك أو الخزانات الكبيرة التي يرد عليها الحاج للاستسقاء ...
ـ[أبو أمامة الوائلي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 03:13 م]ـ
(يشق نزحه) المشقة معروفة. وهي العسر وما يحصل به العنت.
والنزح: هو استخراج الماء كله أو أكثره مما هو فيه من بئر أو برك وغيرها. من نزح عن الشيء إذا فارقه. يقال نزح عن الدار أي فارقها.
والمعنى: إذا كا استخراج الماء شاقاً لكثرته حكم بطهوريته.
وقد ضربوا المثال بمصانع طريق مكه. وهي برك كبيرة بنيت لتلقي الماء وحفظه في باطنها ليستقي منها الحاج. وهي كبيرة جداً لو وقعت فيها النجاسة لما تمكن أحد من نزحها ـ استخراج مائها ـ بيسر لكثرت مائه.
والعبرة في مشقة النزح بعمل ابن آدم، ولا عبرة بالأجهزة والمعدات الحديثة.
[لعل الآمر اتضح لك أخي. رزقنا الله وإياك الفهم والفقه في الدين]
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 04:35 م]ـ
لزيادة الفائدة:
========
قال الشيخ محمد الشنقيطي حفظه الله في شرح الزاد:
(يشق نزحها) أي: يشق إخراج النجاسة من هذا الموضع، وذكروا من أمثلة ذلك:
أن يكون الموضع ألقيت فيه نجاسة ولم يمكن إخراج هذا النجاسة عن ذلك الموضع كما في الآبار والبرك، ويشق نزح هذه النجاسة، فإن شق النزح فالقاعدة: (أن المشقة تجلب التيسير)، ودليل الحكم في هذه المسألة قوله تعالى: لا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا [البقرة:286] ما دام أن الناس ليس بوسعهم أن يزيلوا هذه النجاسة فيخفف عنهم في التطهر بهذا الماء، ويقال: إن الأمر إذا ضاق اتسع، ولا يكلفهم الله إلا بما في وسعهم.
ـ[أبو أسيد الصالحي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 04:45 م]ـ
بارك الله فيكم ..
الذي فهمته من كلام أبي أمامة أن المراد نزح الماء، ومانقله الأخ خالد عن الشيخ الشنقيطي أن المراد نزح النجاسة .. فما هو الأرجح؟؟
ـ[توبة]ــــــــ[25 - 06 - 07, 05:10 م]ـ
أخي الفاضل بارك الله فيك،فمقصود الإخوة واضح وهو الماء الذي خالطته النجاسة، سواء اكتفوا بالتعبيرعن ذلك بالماء أو النجاسة.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 08:11 م]ـ
أخي الفاضل: أبو الفضيل السني
معلوم أن صاحب الزاد رحمه الله يرى أن النجاسة إذا دخلت على الماء القليل وهو ما دون القلتين أي خمسمائة رطل بالعراقي (270 لترا تقريبا) فإنه ينجس حتى وإن لم يتغير.
أما إن دخلت النجاسة على الماء الكثير وهو ما فوق القلتين فإنه لا ينجس إلا بالتغير، واستثني من هذا ما إن كانت النجاسة بول أو عذرة (غائط) الاّدمي فإن الماء الكثير ينجس بمجرد الملاقاة حتى وإن لم يتغير.
واستثنى المصنف رحمه الله إذا شق إخراج هذا الماء والإتيان بماء جديد بدلا منه ومثل لها مثالا بالماء الذي يأتي من العراق إلى مكة في مجاب للمياه، فهذا الماء إن وقعت فيه بول أو عذرة الاّدمي فإنه لا ينجس .... لماذا؟؟
لأنه كثير ولم تغيره النجاسة حتى وإن قلنا إن الكثير ينجس بمجرد ملاقاة العذرة والبول للاّدمي فقط، فإن في هذه الحالة استثناء لأنه يشق نزحه والإتيان بماء جديد بدلا منه لكثرته.
أرجو أ، تكون المسألة قد اتضحت بفضل الله.
ـ[أبو أسيد الصالحي]ــــــــ[27 - 06 - 07, 02:26 ص]ـ
اتضحت المسألة بارك الله فيك أخي محمد العبادي ونفع الله بعلمك. وبارك الله فيكم جميعا أيها الإخوة.
ـ[طارق محمد الغامدي]ــــــــ[02 - 03 - 09, 07:13 ص]ـ
أخي الفاضل: أبو الفضيل السني
معلوم أن صاحب الزاد رحمه الله يرى أن النجاسة إذا دخلت على الماء القليل وهو ما دون القلتين أي خمسمائة رطل بالعراقي (270 لترا تقريبا) فإنه ينجس حتى وإن لم يتغير.
أما إن دخلت النجاسة على الماء الكثير وهو ما فوق القلتين فإنه لا ينجس إلا بالتغير، واستثني من هذا ما إن كانت النجاسة بول أو عذرة (غائط) الاّدمي فإن الماء الكثير ينجس بمجرد الملاقاة حتى وإن لم يتغير.
واستثنى المصنف رحمه الله إذا شق إخراج هذا الماء والإتيان بماء جديد بدلا منه ومثل لها مثالا بالماء الذي يأتي من العراق إلى مكة في مجاب للمياه، فهذا الماء إن وقعت فيه بول أو عذرة الاّدمي فإنه لا ينجس .... لماذا؟؟
لأنه كثير ولم تغيره النجاسة حتى وإن قلنا إن الكثير ينجس بمجرد ملاقاة العذرة والبول للاّدمي فقط، فإن في هذه الحالة استثناء لأنه يشق نزحه والإتيان بماء جديد بدلا منه لكثرته.
أرجو أ، تكون المسألة قد اتضحت بفضل الله.
بارك الله فيكم
و هل يتغيّر الحكم بالنسبة للماء القليل الذي وقعت فيه النجاسة و لم يتغيَّر إن شق نزحه؟ أي أنّه يكون طهور إن شقّ نزحه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/163)
ـ[أبو عامر الصقر]ــــــــ[02 - 03 - 09, 08:04 ص]ـ
[ quote= أبو أمامة الوائلي;621916] (يشق نزحه) المشقة معروفة. وهي العسر وما يحصل به العنت.والعبرة في مشقة النزح بعمل ابن آدم، ولا عبرة بالأجهزة والمعدات الحديثة.
بل العبرة بما يستطيع الإنسان بما لديه من وسائل متاحة، مثل المضخات وغيرها من المعدات العصرية ......
لأن المقصود بالنزح أن يزيح الإنسان الماء ليس بمجرد أكفه!! بل بما لديه من وسائل وأوعية وخلافه وكلما استخدم وسائل أكثر كفاءة كان أسهل وأفضل ...
والله أعلم والله الموفق ....(80/164)
أحوال السلف الصالح في تحقيق عقيدة الولاء والبراء
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[24 - 06 - 07, 10:57 م]ـ
أحوال السلف الصالح في تحقيق عقيدة الولاء والبراء
الدكتور عبد العزيز بن محمد العبد اللطيف
يقول أبو الدرداءِ- رضي الله عنه-: " ما أنصف إخواننا الأغنياء، يحبوننا في الله ويفارقوننا في الدنيا، إذا لقيته قال: أحبكَ يا أبا الدرداء، فإذا احتجت إليه في شيءٍ امتنع مني " [1]
ويقول أيوب السيختيان- يرحمه الله -: " إنَّه ليبلغني عن الرجل من أهل السنة أنَّه مات، فكأنما فقدتُ بعض أعضائي ".
وكان أحمد بن حنبل- رحمه الله - إمام أهل السنة، إذا نظر إلى نصراني أغمض عينيه، فقيل له في ذلك، فقال- رحمه الله -: " لا أقدرُ أن أنظر إلى من افترى على الله وكذب عليه " [2] فانظر - يا رعاك الله كيف كان تعظيم الله وتوقيره في قلب الإمام أحمد يجعله لا يطيق النظر إلى من افترى على الله وكذب عليه، وأي افتراء أعظم من مقالة النصارى أن لله ولد - تعالى -الله عن ذلك علواً كبيراً قال عمر بن الخطاب في شان النصارى: " أهينوهم ولا تظلموهم، فإنهم سبُّوا الله - تعالى -أعظم المسبة ".
وهذا بهلول بن راشد - رحمه الله - من أصحاب مالك بن أنس - رحمه الله - دفع إلى بعض أصحابه دينارين ليشتري به زيتاً، فذُكر للرجل أن عند نصراني زيتاً أعذب ما يوجد. فانطلق إليه الرجل بالدينارين وأخبر النصراني أنه يريد زيتاً عذباً لبهلول بن راشد، فقال النصراني: نتقرب إلى الله - تعالى -بخدمة بهلول كما تتقربون أنتم إلى الله بخدمته. وأعطاه بالدينارين من الزيت ما يعطى بأربعة دنانير، ثم أقبل الرجل إلى بهلول وأخبره الخبر، فقال بهلول: قضيت حاجةً فاض لي الأخرى، رُدَّ علىّ الدينارين فقال: لم؟ قال: تذّكرت قول الله - تعالى -: ((لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ)) (المجادلة: من الآية22). فخشيت أن آكل زيت النصراني فأجد له في قلبي مودة فأكون ممن حاد الله ورسوله على عرض من الدنيا يسير [3]
وسئل الإمام أحمد عن جار رافضي؟ فقال: " لا تسلم عليه، وإذا سلم لا يُرد عليه " [4] وكان ابن رجاءٍ من الحنابلة، يهجرُ من باع لرافضي كفنه، أو غسله، أو حمله [5]
ولما كان العزُّ بن عبد السلام في دمشق، وقعَ فيها غلاءٌ فاحش، حتى صارت البساتينُ تباع بالثمن القليل، فأعطتهُ زوجته ذهباً وقالت: اشرِ لنا بستاناً نصيّف فيه، فأخذ الذهبَ وباعهُ، وتصدق بثمنه، فقالت: يا سيدي اشتريت لنا؟ قال: نعم بستاناً في الجنة. إنِّي وجدتُ الناس في شدةٍ، فتصدقتُ بثمنه، فقالت المرأة: جزاك الله خيراً [6]
وهذا محمد بن عبدوس المالكي، من علماءِ المالكية، كان في غايةِ النصحِ والإشفاقِ على المسلمين، ففي أحدَ المرات ذهبَ إلى أحدِ أصحابه وعليه جُبَّةَ صوف، وكانت ليلةً شاتيةً، فقال له: ما نمتُ الليلةَ غمّاً لفقراءِ أمة محمد، ثم قال: هذه مائةُ دينار ذهبا، غلةُ ضيعتي هذا العام، أحذر أن تُمسي وعندك منها شيء وانصرف.
دخل أبو الوليد الطرطوش- يرحمه الله - على الخليفة في مصر، فوجدَ عنده وزيراً راهباً نصرانياً، قد سلّم إليه القيادة، وكان يأخذُ برأيهِ، فقال الطرطوشي:
يا أيها الملك الذي جودهُ ... يطلبهُ القاصدُ والراغب
إنَّ الذي شرفت من أجله ... يزعمُ هذا أنَّه كاذب [7]
فعندئذٍ اشتد غضبُ الخليفة، فأمرَ بالراهبِ فسُحبَ وضُرب، وأقبل على الشيخِ فأكرمهُ وعظَّمهُ بعد ما كان قد عزم على إيذائه.
يقول القرافي معلقاً على هذه القصة: " لما استحضر الخليفةُ تكذيب الراهبِ للرسول- صلى الله عليه وسلم - وهو سببُ شرفه، وشرفَ آبائهِ وأهل الأرض، بعثهُ ذلك عن البعدِ عن السكونِ إليه والمودة، وأبعدهُ عن منازلِ العزِّ إلى ما يليقُ به من الذلِ والصغار [8]
----------------------------------------
[1] الزهد لابن المبارك (ص 232).
[2] طبقات الحنابلة (1/ 12).
[3] ترتيب المدارك للقاضي عياض (1/ 337).
[4] طبقات الحنابلة (2/ 14).
[5] طبقات الحنابلة (2/ 57).
[6] طبقات الشافعية للسبكي (214).
[7] الذي شرفت من أجله هو النبي - صلى الله عليه وسلم -.
[8] الفروق (3/ 16).
ـ[أبو أبي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 04:23 ص]ـ
لا إله إلا الله
اللهم لا تفتنا ولا تجعلنا نرى الحق باطلا ولا الباطل حقا
اللهم اعصمنا
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[26 - 06 - 07, 06:00 م]ـ
لا يستغرب من أهل العلم والسلف الصالح أن تكون هذه مواقفهم
وإنما الذي يستغرب أن تجد في أيامنا هذه من يقرب من هذه النماذج
ومعي نموذج من هذه النماذج-إما حكي لي وأما قرأته فالعهد بعيد يفوق ال25 عاما-
كان رجل من فقراء الناس من أهل السودان الذين يعيشون في القرى أو الهجر ولم يكن ذهب إلى المدينة قبل ذلك، ثم أحتاج يوما للذهاب إلى المدينة فنزل هناك على قريب له أو صاحب، فلما وصلها بعدما قطع إليها المسافة الطويلة رأى رجلا جميل الشكل وعليه حلة جميلة لم يسبق له أن رأى مثلها فأعجبه هذا المنظر وكان هذا الرجل الجميل ذو الحلة جميلة ضابطا من ضباط الاحتلال البريطاني للسودان فسأل صاحبه عن هذا الرجل وكان صاحبه أعلم منه بالأحوال فقال له هذا كافر فما أن سمع منه كلمة كافر حتى أخذ يرددها مستصعبا ذلك كافر كافر ولم تحتمل نفسه ذلك فأخذ يتقيأ تقززا من رؤية الكافر بعدما كان أعجبه(80/165)
رئيس الهيئة الشرعية لحماس
ـ[عبد الملك المرواني]ــــــــ[24 - 06 - 07, 11:06 م]ـ
الساحة العربية: الساحات الساحة السياسية مفاجأة: رئيس الهيئة الشرعية لحماس خريج جامعة الإمام إليكم سيرته العجيبة
الفارس الهمام 02 - 6 - 2007 04:16
من عجائب هذه البلاد المباركة أن كثيرا من المتميزين من المشايخ والفضلاء والعلماء
والمؤثرين على مستوى العالم الإسلامي بأسره هم ممن تعلم في مدارسها وجامعاتها وتأثر بمشايخها
ومما استوقفني في هذا الشأن وأثار إعجابي وفخري واعتزازي مع شعور بالطمأنينة
حيال مسار الحركة التي أحبها جميع المسلمين الصادقين وأحبوا قادتها وأبطالها الذين أحيوا
الأمل في الأمة من جديد بجهادهم وصدقهم وعزة نفوسهم .........
وماحققوه من انتصار أعاد مشاعر العزة والمجد لغالب المسلمين
أقصد الحركة المباركة والأيادي المتوضئة والجباه الساجدة وأجساد الشهداء ودماء الأبطال
إنها حركة حماس التي يظن بعض المحبين لها أنها حركة مجاهدة لهاجناح سياسي
وكان التساؤل والأمنية أن أعرف إن كان للحركة مرجعية شرعية تعود إليها
وما نوع هذه المرجعية؟؟؟؟ وغير ذلك من الأسئلة حول هذا الشأن مما يراود الكثير من المسلمين
فوفقني الله للإجابة الشافية والتي جاءت خيرا مما توقعت وقريبا مم تمنيت
فعرفت أن لحماس هيئة شرعية والمفاجأة أن رئيس هذه الهيئة وبعض أعضائها
من خريجي جامعات هذه البلاد وممن تتلمذوا على مشايخها وإليك هذا النموذج العجيب
ومقتطفات من سيرته:
تعريف برئيس الهيئة الشرعية في حماس وهو أحد خريجي جامعة الإمام
وأحد طلاب الشيخ عبدالرحمن البراك
ومعروف لدى الكثير من مشايخ وفضلاء هذه البلاد و يحظى بثقة وتزكية طائفة كبيرة من المشائخ الثقات أذكر منهم كل من:
- الشيخ ناصر العمر
- الشيخ سفر الحوالي
- الشيخ عبدالله الأمين الشنقيطي
- الشيخ أحمدحمدان الغامدي
- الشيخ موسى القرني
- الشيخ محمد الدويش .. وغيرهم كثير
والشيخ هو الفقيه المحدث السلفي ا. د.نزار ريان العسقلاني
أستاذ الحديث بالجامعة الإسلامية في غزة) السيرة الذاتية للدكتور نزار ريان العسقلاني -: - نزار بن عبد القادر بن محمد بن عبد اللطيف بن حسن بن إبراهيم بن ريَّان. - البلدة الأصلية نِعِلْيَا" من قرى عسقلان بفلسطين، اغتصبها اليهود منذ أكثر من 50 سنة، وأسكن معسكر جباليا. - الميلاد: فجر الجمعة 26/شعبان/1378 للهجرة - وفق: 6/ 3/1959م في معسكر جباليا المذكور. - الوظيفة الحالية: أستاذ الحديث النبوي الشريف بقسم الحديث الشريف كلية أصول الدين، الجامعة الإسلامية بغزة، فلسطين. - الحالة الاجتماعية: متزوج، من أربع سيدات، وله ست أولاد ذكور، وست بنات، وحفيدان. . العنوان: فلسطين - غزة - معسكر جباليا - جوار مسجد الخلفاء الراشدين.
الحياة العامة والاجتماعية: عمل إماماً وخطيباً متطوعاً لمسجد الخلفاء بمعسكر جباليا منذ 1985 - 1996. - نشأ في أحضان الدعوة الإسلامية المجاهدة في فلسطين. - اعتقل مراتٍ عديدة من اليهود المغتصبين نحو أربع سنوات، ومن السلطة الفلسطينة عدة مرات وعذب هو وقادة حماس في سجون السلطة عذابا اشد مما كان يحدث لهم في سجون المحتل وأشرف محمد دحلان ورشيد أبو شباك على ذلك. - شارك بكتابة المقالات والفتاوى في عدة صحف وفي بعض المواقع الإسلامية أيضًا. - قام بجهد كبير في تحصيل قبولات لدراسة الماجستير في الجامعة الأردنية، للطلبة الغزيين، تجاوزت عشرين قبولاً، وحصل أكثر من مئة قبول دكتوراه في الجامعات السودانية لأبناء فلسطين، والأردن في تخصصات متعددة؛ ولا زال يقوم بهذه الخدمة في الجامعات السودانية حتى الآن؛ حسبة لله رب العالمين. - قام ولا زال يقوم بمشاركة اجتماعية في الوسط الذي يعيش فيه، فكان عضواً مؤسساً ثم رئيسا للجنة اصلاح ذات البين ولم الشمل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/166)
الدراسة العلمية: - حصل على شهادة البكالوريوس في أصول الدين من الرياض، جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية سنة 1402هـ وتتلمذ على جمع من أبرز مشايخها كشيخه المحبب الشيخ عبدالحمن البراك وكانت له دراسة على الشيخ بن جبرين. وعمل بعدها في الجامعة الإسلامية معيداً، مدة ست سنوات -. - -حصل على الماجستير من كلية الشريعة الغراء بالجامعة الأردنية بعمان، الأردن، تخصص الحديث الشريف، وكتب في "الشهادة والشهيد" فجمع أحاديثهم من مطلق كتب السنة النبوية، وصنفتها موضوعياً، وخرجها، وحكم عليها بدرجتها، وذلك سنة: 1990 بتقدير "ممتاز". - وامتن الله عليه فنال درجة الدكتوراه من السودان، بجامعة القرآن الكريم، كتب الرسالة عن "مستقبل الإسلام -دراسة تحليلة موضوعية" سنة: 1994 بتقدير "ممتاز". حصل على رتبة الأستاذ المشارك سنة2001 حصل على رتبة الأستاذية سنة: 2004ا".
التدرج الوظيفي: - عمل معيدًا بكلية أصول الدين اعتبارًا من27/ 2/1984 وحتى31/ 8/1990. - عمل مدرسًا بقسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين اعتبارًا من1/ 9/1990 حتى21/ 8/1994. - عمل أستاذًا مساعدًا بقسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين اعتبارًا من22/ 8/1994 وحتى12/ 10/1999. - عمل أستاذًا مشاركًا بقسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين اعتبارًا من13/ 10/1999 حتى5/ 7/2004. - عمل أستاذًا بقسم الحديث الشريف بكلية أصول الدين اعتبارًا من 6/ 7/2004 حتى الآن. - عمل مساعدًا لنائب رئيس الجامعة للشئون الأكاديمية من تاريخ1/ 9/2001 وحتى15/ 8/2003. - رئيساً لقسم الحديث الشريف، بكلية أصول الدين،.
المشاركة العلمية: - تدريس طلبة الحديث الشريف في مرحلة البكالوريوس، ومرحلة الماجستير، وأشرف على الرسائل العلمية وناقش. - تدريس كتاب صحيح الإمام البخاري، شرحاً تحليلياً، لطلبة الجامعة الإسلامية، بمسجد الجامعة، في درس إملاء لمدة ساعتين إلى ثلاث، مدة أربع سنوات. - كتب شرحا لمقدمة صحيح مسلم، تجاوز ثلاث مئة صفحة، وحالت ظروف انتفاضة الأقصى وما فيها من خير وجهاد عن إتمامه. - شرح مائة حديث من رياض الصالحين. - عضواًفي لجنة الإفتاء بالجامعة الإسلامية لعدة سنوات. - عضوا في لجنة العاملين بالجامعة الإسلامية بغزة. - له بحث نفيس قي الاستنساخ. - يمتلك الشيخ مكتبة نادرة عامرة بنفائس الكتب، في الحديث والفقه والعربية والتاريخ، وعلوم أخرى، تتجاوز كتبها خمسة آلاف مجلدًا، في قاعة مخصصة لها. - ولديه مكتبة محوسبة. - يحسن التعامل مع جهاز الكمبيوتر بشكل جيد. - وقام بحمد الله تعالى، بإعداد برنامج كمبيوتر لخدمة طباعة القرآن الكريم.
: -قام بكتابة بحوث متعددة، ا. - لعل من أنفسها كتابة السيرة النبوية من الميلاد إلى وصول المدينة، ووفاة النبي صلى الله عليه وسلم، دراسة حديثية مع دروس واقعية طبعة خاصة محدودة. - يعكف الشيخ فيما يسنح له من وقت عل المشروع الذي يسميه مشروع العمر وهو شرح ميسر لصحيح مسلم لأنه يرى أن صحيح مسلم لم يخدم كما خدم البخاري الاتجاهات البحثية الحالية: - يتوجه الباحث حاليًا إلى كتابة بقية السيرة النبوية، ومواصلة الكتابة بصحيح مسلم، والجرح والتعديل، وحاضر العالم الإسلامي.
البحوث المنشورة: - بحث بعنوان: "شرح حديث" لتتبعن سنن من كان قبلكم" - نشر بمجلة كلية التربية بغزة، سنة صفر: 1419 وفق يونيو: 1998. - بحث بعنوان: "فهرسة الحديث الشريف؛ أصولها وأنواعها" - نشر بمجلة جامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية بأم درمان، بالسودان، في جمادى الآخر سنة 1419 وفق: 1998. - بحث بعنوان: "وأظلمت المدينة؛ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم" - نشر بمجلة كلية الدراسات العليا والبحث العلمي، بجامعة القرآن الكريم والعلوم الإسلامية، العدد الأول، ربيع الآخر1419 أغسطس 1998. - بحث بعنوان: "تواتر حديث" لتتبعن سنن من كان قبلكم" - نشر بمجلة الجامعة الإسلامية بغزة، المجلد السابع، العدد الأول، رمضان، 1419 يناير 1999. - بحث بعنوان: "الدواعي التربوية لرواية الصحابة الأحاديث النبوية" - نشر بمجلة الجامعة الإسلامية بغزة، المجلد الثامن، العدد الثاني، الجزء الأول، ربيع أول 1421 يونيو2000. - بحث بعنوان: "الدواعي العلمية لرواية الصحابة الأحاديث النبوية" - نشر بمجلة الجامعة الإسلامية بغزة، المجلد التاسع، العدد الأول،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/167)
الجزء الأول، شوال 1421 كانون الثاني 2001. - بحث بعنوان: "أحاديث الإسراء والمعراج" - نشر بمجلة الجامعة الإسلامية بغزة، المجلد التاسع، العدد الثاني، ربيع أول 1422 حزيران 2001. - بحث بعنوان:" الإمام اليونيني وجهوده في ضبط صحيح الإمام البخاري" - نشر بمجلة الجامعة الإسلامية بغزة، المجلد العاشر، العدد الأول، شوال 1422، كانون الثاني 2002. - بحث بعنوان:" منهج تحليل النصوص في السيرة النبوية" - نشر في مجلة الجامعة الإسلامية، المجلد العاشر العدد الثاني، جمادى الأول، 1423 وفق: يونيو 2002. - بحث بعنوان: "صحيح الإمام مسلم، أسانيده، ونسخه ومخطوطاته وطبعاته" - مقبول للنشر بمجلة الجامعة الإسلامية، بغزة، المجلد الحادي عشر شوال 1423 وفق: يناير 2003. - بحث بعنوان: "رسم الأسانيد بالرموز صيغة مقترحة" - نشر بمجلة الجامعة الإسلامية. - بحث بعنوان: "مناهج النقاد" - نشر بمجلة الجامعة الإسلامية.: - كتاب دراسات في السيرة، مشترك مع الأخوين الكريمين د. سالم أحمد سلامة، ود. طالب حماد أبو شعر، نشر أكثر من طبعة. - الصحيحان، أسانيدهما ونسخهما ومخطوطاتهما وطبعاتهما، نشر بدار المنارة بغزة، جمادى الآخرة 1423. - "أسباب إيراد الحديث الشريف، وأتمه وطبعه طبعة خاصة، قد يطبعه طبعة عامة إن تيسرت الظروف إن شاء الله.
الرسائل التي أشرفت عليها: - رسالة ماجستير بعنوان" الأحاديث المسندة في كتاب المحلى لابن حزم الظاهري". للباحث الطالب: سليمان إسماعيل الشيخ عيد. تاريخ المناقشة: 6 شعبان 1420، وفق:14/ 11/99.
- رسالة ماجستير بعنوان" عناية الكتاب والسنة بالبيئة دراسة موضوعية". للباحثة الطالبة: أمل توفيق أبو عبدو. تاريخ المناقشة: 18/رمضان/1420 وفق:26/ 12/99.
الرسائل التي ناقشتها: - رسالة ماجستير بعنوان" المعالم المدنية في العهد النبوي". للباحث الطالب: زكريا صبحي زين الدين. تاريخ المناقشة:28/ جمادى الآخر/1419 وفق:18/ 10/1998.
- رسالة ماجستير بعنوان" منهج ابن القيم في توثيق متون السنة". للباحث الطالب: يوسف محيى الدين الأسطل. تاريخ المناقشة:25 شوال1421 وفق:20/ 1/2001.
- رسالة ماجستير بعنوان" الموازنة بين منهاجي الإمامين؛ الشافعي وابن قتيبة من خلال كتابيهما" اختلاف الحديث" و" تأويل مختلف الحديث". للباحث الطالب: محمود صدقي الهباش. تاريخ المناقشة:18/رمضان/1422 وفق:3/ 12/2001.
- رسالة دكتوراه بعنوان" الأحاديث الواردة في الجامع لأحكام القرآن" للقرطبي تخريج ودراسة. للباحث الطالب: عدنان محمود الكحلوت. تاريخ المناقشة:1421 وفق:2000.
البحوث غير المنشورة وبعضها لم يتم كتابةً، وقطعت فيه شوطاً: - الشروح الحديثية، منذ عهد النبي صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى نهاية القرن الرابع، كتبت معظمه، والحمد لله رب العالمين. - الغيبة "دراسة حديثية فقهية". - شرح حديث جبريل رواية ودراية. - الإمام البخاري وكتابه الصحيح "دراسة تطبيقية في الشروط والمناهج". - صلة الأرحام "دراسة حديثية فقهية". - إثبات تواتر حديث حكيم بن حزام "لا تبع ما ليس عندك"، وشرحه شرحاً تحليلياً، ومناقشة بيع المرابحة على ضوء ذلك. - الأنساب "دراسة حديثية فقهية". - فرائد ألفاظ الجرح والتعديل، جمعت فيه أكثر من مائة وستين لفظاً غريباً من ألفاظ الجرح والتعديل.
المصدر: جريدة الرسالة - فلسطين
شئ لايصدق هل يمكن للمجاهد المرابط على الثغر أن يقوم بكل هذا الجهد العلمي الذي لايقوم بربعه كثير من المتفرغين الآمنين من المشايخ وطلبة العلم
ما لم أحدثكم عنه أعجب وأغرب إنها جهود الشيخ الدعوية وأدواره الجهادية ومكانته عند أهل فلسطين جميعا حت الفتحاويين يحبون الشيخ ويجلونه ويهابونه
جهوده الدعوية
الشيخ يخطب بالأساس في جامع الخلفاء ولكنه يتجول للخطابة فيما يمكن أن يصل إليه من مساجد القطاع
ويشرف على عشات المساجد ومئات حلقات القرآن -نعم مئات ليس الكلام مبالغة.
ويشرف الشيخ مع عدة مجموعات من طلبة العلم على إعداد وتوزيع المطويات والكتيبات والأشرطة مالأقراص التي تحوي الخطب والمحاضرات لخطباء وعلماء فلسطين وعلماء وخطباء العالم الإسلامي وخصوصا بلاد الحرمين.
يجلس الشيخ للإفتاء كل يوم بعد العصر كل يوم عدا الجمعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/168)
يدور بعد العشاء على مجموعات الشباب المجاهد يعظهم ويذكرهم بالله ويجيب على فتاواهم كما يقوم آخرون من أعضاء الهيئة الشرعية بحماس بنفس هذا الدور وذلك قي أغلب الليالي كما يتوقف كل منهم عند آخر مجموعة ليقوم معهم من الليل ويرابط على حدود غزة جزءا ولو يسيرا من الليل
: - يكفي أن نذكر أن في ميزان حسناته الشيخ المجاهد البطل مؤسس كتائب القسام صلاح شحادة -رحمه الله-والذي كان الشيخ هو الذي أثر فيه وجعل الله هدايته على يديهوإليكم وصية صلاح الشحادة الموجزة ((الحمد لله، والصلاة والسلام على سيدنا أبي القاسم، محمد بن عبد الله .. أما بعد:
فهذه وصية شرعية، أدعو من يقرؤها إلى تنفيذها بكل ما يرد فيها:
أولاً: أوصيكم بتقوى الله، والجهاد في سبيله، وأن تجعلوا فلسطين أمانة في أعناقكم وأعناق أبنائكم إلى أن يصدح الأذان في شواطئ يافا وحيفا وعسقلان.
ثانيا: أوصي في كل أموالي وديوني التي ستفصل في ملحق خاص بتنفيذ حكم الله فيها؛ وذلك بعرض تفاصيل ما يتصل بأموالي وديوني على عالم شرعي مختص من أتقياء المسلمين.
ثالثاً: أؤكد بتنفيذ المواريث حسب شرعنا الحنيف.
رابعاً: أوصي أن يتولى غسلي -إن غُسلت- الأخ نزار ريان، فإن لم يكن فالأخ عبد العزيز الكجك، على أن يسترا عورتي، ويحفظا سري حفظهما الله، وأن يتولى لحدي في قبري أحد الأخوين المذكورين.
خامساً: تنتهي التعزية بي عند قبري، وإني بريء من كل من يقوم بنصب مأتم لي، وأبرأ إلى الله من كل عمل يخالف شرع الله من النياحة أو اللطم أو شق الجيوب أو نتف الشعور أو تكبير صوري ووضعها على الجدران.
سادساً: أوصي أهلي وزوجتي وذريتي بالدعاء لي بالمغفرة والستر، وأن يسامحوني على أي عمل يجدونه في خواطرهم سببته.
سابعا: أن يكون قبري بجوار قبور الصالحين ما أمكن، وألا يبنى قبري أو يجصّص، أو يكتب عليه "الشهيد"، وإن استشهدت فالله أعلم بعباده.
وأخيراً أدعو الله تعالى أن يرحمني وإياكم، وإلى لقاء عند رب غفور رحيم كريم بإذنه تعالى.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
كتبه صلاح بن مصطفى بن محمد شحادة بتاريخ 20 صفر 1422 هـ
شهد عليه الشيخ ……
أشهد لقد كتبها وأنا أنظر وأحضر
توقيع الشيخ الشاهد))
المصدر موقع دعوة وعودة
وممن تأثر بالشيخ وتربى على يديه الشيخ المجاهد البطل أسد فلسطين الدكتور عبدالعزيز الرنتيسي_
قائدحماس بعد الشيخ ياسين
ومن شبابه الذين رباهم سامي أبوزهري ومشير المصري _
_ ويعد الشيخ صاحب الجهد الأكبر في محاربة محاولات إيجاد موطئ قدم للتشيع في أرض فلسطين وكان ينبه الإخوة في حركة الجهاد ولازال على أن لايتحول إعجابهم وتحالفهم مع الثورة الإيرانية إلى طريق للتأثير في شبابهم بفكر التشيع كما ينبه أصحابه وإخوانه في حماس أن لايغتروا بالمواقف المعلنة من الشيعة سواء إيران أو حزب الله) ويذكرهم برسالة الشيخ أحمد ياسين (نحن والشيعة تقاطع مصالح لا تحالف)
_ وله قصة شهيرة مع قناة المنار الشيعية والتي رفض أن يشارك في أي برنامج لها ولما ألح عليه مراسل القناة في غزة قالها له صريحة أنا عالم سلفي ولاأتعامل مع قناة بدعية وربما يسع السياسيين ما لايسعني فغضب الشيعة في إيران وحزب الله واتصلوا بالعديد من قيادات حماس فقالوها لهم هذا عالم الدين ويأخذ بالعزائم وسكتوا حتى يفهم الشيعة الرسالة
الآثار الجهادية:
_ الشيخ كما قلنا يرابط بنفسه أكثر الليلي ويقوم الليل مع الشباب
_ الشيخ لايحمس الناس على الجهاد والعمليات الإستشهادية فحسب بل أعطى مثلا قل نظيره في التاريخ
فوافق على إرسال ولده إبراهيم ذو الأربعة عشر ربيعا إلى عملية استشهادية نادرة اقتحم فيها مستوطنة وقتل ثمانية من اليهود ولما تحصن بأحد البيوت دخل فيه فإذا به امرأة وطفليها فلم يقتلهما بل ادخلهما الحمام وأغلقه عليهم _ ابن العالم علمه أبوه أن لا يقتل طفلا ولا امرأة عمدا_
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/169)
الشيخ هو الذي ألهمه الله فكرة التحصن فوق البيوت التي كانت تهدمها إسرائيل من الجو فلما أعلم الجيش الاسرائيلي بيتا مجاورا للشيخ بإخلاء البيت لقصفه جاؤا إلى الشيخ فقام من ساعته وتوضأوانطلق غلى البيت ونادى فيالناس وهو يحث السير أن هلموا إلى بيت فلان وكان الناس لايردون للشيخ أمرا وأرسل ابته ينادي في الناس أن الشيخ يطلبكم سريعا عند بيت فلان فلما رأى الشيخ الجمع سر به وتزايد الناس حتى جاوزوا الألفين فطلب منهم الشيخ أن يصعد جزء منهم معه فوق السطح وجزء يبقوا حول المنزل فأجابه معظم الناس ولم أذن الفجر إذا بزوجته أم بلال ومعه الناس يقولون للرجال سنصلي الفجر ونأتي مكانكم لأن الطيران اتمر طيلة الليل فلما رأى صنيع النساء انصرف وكانت سنة بعد ذلك أوقفت هذا النوع من العدوان
_ أصيب ابن الشيخ الأكبر بلال وهو طالب علم وعلى خطا أبيه ثاني يوم من زواجه فقد أعلن النفير في الكتائب فنزل مسرعا وأصيب في تلك الليلة إصابة خطيرة لم يستط معها المشي ثلاث سنوات وهوالآن يعرج في مشيته
الشيخ محبوب من االجميع حتى من جيرانه النصارى فقد توفي أحدهم فوجد أبناؤه وصيته أنه لايقبل بأن يوزع أحدتركنه إلى الشيخ
كما أن الشيخ أحد أسباب انتشار التدين عند بعض شباب فتح لأنهم رأوا قادتهم يجلون الشيخ ويهرعون اليه ليصلح بينهم _هذا طبعا قبل الاستطاب الحالي _ كما يستغيثون به إذا حاصرهم شباب القسام _ وهذه إلى الآن _
للمعلومية ولمن لايعرف فإن حركة حماس لايمكنها اتخاذ أي قرار مهم دون المرور عل ى الهيئة الشرعية ومصادقتها عليه وقيادة حماس العليا تضم أربعة أعضاء من الهيئة الشرعية كلهم متخصصون في تخصصات شرعية دقيقة كما أنهم لا يكتفون بذلك بل يراسلون العلماء لأخذ رأيهم في كثير من القضايا المشكلة والمصيرية
كلام أغرب من الخيال لكنه الواقع هل يظن أحد أن بقاء هذه الحركة وثباتها على مبادئها بعد توفيق الله إلا بصدق رجالها ووضوح طريقها واجتهادها في التزام منهج الكتاب والسنة واحترام أهل العلم
أسأل الله لهم الثبات والسداد والنصر والتمكين
ولا أظن _ ولاأتألى على الله_ إلا أنهم والؤمنيين الصادقين معهم يحق عليهم
حديث لاتزال طائفة من أمتي عل الحق ظاهرين لايضرهم من خذلهم ولامن خالفهم ... فالوا فأينهم. قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس كما في بعض روايات الحديث والله أعلى وأعلم
--------------------------------------------------------------------------------
سبحان الله ويحمده سبحان الله العظيم .. الله مرادي والذكر عتادي
محب الدين 02 - 6 - 2007 14:06 1.(80/170)
عمر رضي الله عنه، وإمامة الألكن ودلالتها ..
ـ[مسدد2]ــــــــ[24 - 06 - 07, 11:27 م]ـ
جاء في "السير" و "الاصابة" وصف لسان صهيب باللكنة، ومع هذا فقد أوصى عمر ان يؤم صهيب الناس.
واختيار عمر له كان ابعد من مجرد حفظه لكتاب الله، وانما لسابقته وشخصيته. لذلك ينبغي ان تكون الكفاءة ملحوظ فيها اكثر من مجرد العلم او الحفظ، فيضاف اليهما الفهم والسلوك، ولو كان ذلك على حساب امور ثانوية ما دام الحد الادنى فيها قائم وان كان بعيدا عن الكمال.
رضي الله عنهم.
والله اعلم.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 03:59 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخي الكريم
ولكن الحديث في صحيح مسلم وفي كثير من كتب السنة بروايات متعددة أن أولى الناس بالإمامة أحسنهم قراءة:
صحيح مسلم - (ج 4 / ص 350)
عَنْ أَبِى مَسْعُودٍ الأَنْصَارِىِّ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ فَإِنْ كَانُوا فِى الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ فَإِنْ كَانُوا فِى السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً فَإِنْ كَانُوا فِى الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِلْمًا وَلاَ يَؤُمَّنَّ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فِى سُلْطَانِهِ وَلاَ يَقْعُدْ فِى بَيْتِهِ عَلَى تَكْرِمَتِهِ إِلاَّ بِإِذْنِهِ». قَالَ الأَشَجُّ فِى رِوَايَتِهِ مَكَانَ سِلْمًا سِنًّا.
وقد جاء في المغني لابن قدامة تحقيق في المسألة:
المغني - (ج 3 / ص 413)
(1116) مَسْأَلَةٌ قَالَ: (وَيَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ تَعَالَى) لَا خِلَافَ فِي التَّقْدِيمِ بِالْقِرَاءَةِ وَالْفِقْهِ عَلَى غَيْرِهِمَا.
وَاخْتُلِفَ فِي أَيِّهِمَا يُقَدَّمُ عَلَى صَاحِبِهِ؟ فَمَذْهَبُ أَحْمَدَ، رَحِمَهُ اللَّهُ، تَقْدِيمُ الْقَارِئِ.
وَبِهَذَا قَالَ ابْنُ سِيرِينَ، وَالثَّوْرِيُّ، وَإِسْحَاقُ، وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ.
وَقَالَ عَطَاءٌ، وَمَالِكٌ، وَالْأَوْزَاعِيُّ، وَالشَّافِعِيُّ، وَأَبُو ثَوْرٍ: يَؤُمُّهُمْ أَفْقَهُهُمْ إذَا كَانَ يَقْرَأُ مَا يَكْفِي فِي الصَّلَاةِ؛ لِأَنَّهُ قَدْ يَنُوبُهُ فِي الصَّلَاةِ مَا لَا يَدْرِي مَا يَفْعَلُ فِيهِ إلَّا بِالْفِقْهِ، فَيَكُونُ أَوْلَى، كَالْإِمَامَةِ الْكُبْرَى وَالْحُكْمِ.
وَلَنَا مَا رَوَى أَوْسُ بْنُ ضَمْرَةَ، عَنْ أَبِي مَسْعُودٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {يَؤُمُّ الْقَوْمَ أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّهِ، فَإِنْ كَانُوا فِي الْقِرَاءَةِ سَوَاءً فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ، فَإِنْ كَانُوا فِي السُّنَّةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ هِجْرَةً، فَإِنْ كَانُوا فِي الْهِجْرَةِ سَوَاءً فَأَقْدَمُهُمْ سِنًّا.
} أَوْ قَالَ: " سِلْمًا ".
وَرَوَى أَبُو سَعِيدٍ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {إذَا اجْتَمَعَ ثَلَاثَةٌ فَلْيَؤُمَّهُمْ أَحَدُهُمْ، وَأَحَقُّهُمْ بِالْإِمَامَةِ أَقْرَؤُهُمْ.
} رَوَاهُمَا مُسْلِمٌ.
وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ، قَالَ: لَمَّا قَدِمَ الْمُهَاجِرُونَ الْأَوَّلُونَ الْعُصْبَةَ، مَوْضِعٌ بِقُبَاءَ، كَانَ يَؤُمُّهُمْ سَالِمٌ مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَةَ، وَكَانَ أَكْثَرَهُمْ قُرْآنًا رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ، وَأَبُو دَاوُد.
وَكَانَ فِيهِمْ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ.
وَفِي حَدِيثِ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ {: لِيَؤُمَّكُمْ أَكْثَرُكُمْ قُرْآنًا}.
وَلِأَنَّ الْقِرَاءَةَ رُكْنٌ فِي الصَّلَاةِ فَكَانَ الْقَادِرُ عَلَيْهَا أَوْلَى، كَالْقَادِرِ عَلَى الْقِيَامِ مَعَ الْعَاجِزِ عَنْهُ.
فَإِنْ قِيلَ: إنَّمَا أَمَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِتَقْدِيمِ الْقَارِئِ لِأَنَّ أَصْحَابَهُ كَانَ أَقْرَؤُهُمْ أَفْقَهَهُمْ، فَإِنَّهُمْ كَانُوا إذَا تَعَلَّمُوا الْقُرْآنَ تَعَلَّمُوا مَعَهُ أَحْكَامَهُ، قَالَ ابْنُ مَسْعُودٍ كُنَّا لَا نُجَاوِزُ عَشْرَ آيَاتٍ حَتَّى نَعْرِفَ أَمْرَهَا، وَنَهْيَهَا، وَأَحْكَامَهَا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/171)
قُلْنَا: اللَّفْظُ عَامُّ فَيَجِبُ الْأَخْذُ بِعُمُومِهِ دُونَ خُصُوصِ السَّبَبِ، وَلَا يُخَصُّ مَا لَمْ يَقُمْ دَلِيلٌ عَلَى تَخْصِيصِهِ، عَلَى أَنَّ فِي الْحَدِيثِ مَا يُبْطِلُ هَذَا التَّأْوِيلَ، فَإِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {فَإِنْ اسْتَوَوْا فَأَعْلَمُهُمْ بِالسُّنَّةِ}.
فَفَاضَلَ بَيْنَهُمْ فِي الْعِلْمِ بِالسُّنَّةِ مَعَ تَسَاوِيهِمْ فِي الْقِرَاءَةِ، وَلَوْ قَدَّمَ الْقَارِئَ لِزِيَادَةِ عِلْمٍ لَمَا نَقَلَهُمْ عِنْدَ التَّسَاوِي فِيهِ إلَى الْأَعْلَمِ بِالسُّنَّةِ، وَلَوْ كَانَ الْعِلْمُ بِالْفِقْهِ عَلَى قَدْرِ الْقِرَاءَةِ لَلَزِمَ مِنْ التَّسَاوِي فِي الْقِرَاءَةِ التَّسَاوِي فِيهِ، وَقَدْ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {أَقْرَؤُكُمْ أُبَيٌّ، وَأَقْضَاكُمْ عَلِيٌّ، وَأَعْلَمُكُمْ بِالْحَلَالِ وَالْحَرَامِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ، وَأَفْرَضُكُمْ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ}.
فَقَدْ فَضَّلَ بِالْفِقْهِ مَنْ هُوَ مَفْضُولٌ بِالْقِرَاءَةِ، وَفَضَّلَ بِالْقِرَاءَةِ مَنْ هُوَ مَفْضُولٌ بِالْقَضَاءِ وَالْفَرَائِضِ وَعِلْمِ الْحَلَالِ وَالْحَرَامِ.
قِيلَ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ: حَدِيثُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " مُرُوا أَبَا بَكْرٍ يُصَلِّي بِالنَّاسِ " أَهُوَ خِلَافُ حَدِيثِ أَبِي مَسْعُودٍ؟ قَالَ: لَا، إنَّمَا قَوْلُهُ لِأَبِي بَكْرٍ - عِنْدِي - " يُصَلِّي بِالنَّاسِ " لِلْخِلَافَةِ، يَعْنِي أَنَّ الْخَلِيفَةَ أَحَقُّ بِالْإِمَامَةِ، وَإِنْ كَانَ غَيْرُهُ أَقْرَأَ مِنْهُ، فَأَمْرُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَبَا بَكْرٍ بِالصَّلَاةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ أَرَادَ اسْتِخْلَافَهُ.
والله أعلم
ـ[مسدد2]ــــــــ[26 - 06 - 07, 06:01 م]ـ
وما تفضلمت به معلوم وهو حكم الشرع، ولهذا اردت بيان قصة تقديم عمر لصهيب رضي الله عنهما.
والذي أردت ان اقوله ان الظروف تتبدل فتوجد عوامل تستلزم اختيار المباح-وإن كانت فيه عله ثانوية- على الفاضل. فالذي يظهر لي ان عمر رضي الله عنه لم يُرِد ان يكون تقديمه لفرد ما لإمامة الصلاة حينما يشعر بدنو اجله مَقيساً على تقديم النبي صلى الله عليه وسلم لابي بكر، والدلالة الكبيرة التي استفادها الصحابة من ذلك. فصهيب- بالرغم من فضله وسابقته - وشخصيته وسلوكه - غير انه من المستبعد ان يطرح اسمه كخليفة لعمر بسبب انه قدمه للامامة، لكونه معدوداً من العجم. فيكون هذا من فقه عمر في الشرع والسياسة. هذه خاطرة بدت لي، والله اعلم بالصواب.(80/172)
ما حكم اقامة الحفلات بمناسبة الطلاق؟!!
ـ[أبوسلمان المصري]ــــــــ[25 - 06 - 07, 01:22 ص]ـ
بدأت ظاهرة الاحتفال بالطلاق -من قبل النساء- في الانتشار في المجتمعات الخليجية!
وقيل عن أسبابها:
- أنها تعتبر وسيلة لإعلام الأقارب والأصدقاء والمجتمع بأن هذه المرأة أصبحت متاحة للزواج مرة أخرى.
- وأن هناك الكثير من السيدات يعشن الحزن والهم أثناء الزواج، وأنه عندما تطلق أحداهن فهي تضحك من داخلها وتشعر بسعادة حقيقة لأنها ربما ترتبط بآخر قد تجد سعادتها معه.
ومن مظاهرها:
- عقد حفلة في دور الحفلات والمناسبات ودعوة النساء إليها.
-وترتدي المطلقة في هذا اليوم ثيابا أنيقة وتعيش يومها وسط أصوات الطبول والغناء.
- ويقوم بعض الرجال ممن يرغبون في الزواج من السيدة المطلقة التي تقيم حفلها بإرسال هداياهم لها مع أقاربهم مثل العطور والمجوهرات، وقد تطول هذه الحفلات لمدة ثلاثة أيام في بعض الأحيان.
فما حكم هذه الصور من الاحتفالات بالطلاق ...
من حيث المبدأ.
ومن حيث الضوابط لها إن جازت.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[بن نصار]ــــــــ[25 - 06 - 07, 01:27 ص]ـ
في المجتمعات الخليجية. .!!!
ـ[سامر ابوعلي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 01:16 م]ـ
الأولى مناقشة اسباب هذه الظاهرة لا حكمها!!(80/173)
لطيفة خفية في الفرق بين تمسّكوا بها وامسكوها .. (للعلامة ابن عثيمين)
ـ[أبو أسامه]ــــــــ[25 - 06 - 07, 02:04 ص]ـ
في المتن: (تمسكوا بها , و عضوا عليها بالنواجذ)
قال - رحمه الله - في شرح فتح رب البرية بتلخيص الحموية و الذي وُسِم من قِبَلِ من أعدّه بـ (الدرة العثيمينية):
و في قوله تمسكوا بها و لم يقل امسكوها إشارة إلى أنها نجاة , مثلما أتمسّك بالحبل عند الغرق لأنجو به , فسنة الرسول عليه الصلاة والسلام والخلفاء الراشدين نجاة.
" وعضوا عليها بالنواجذ " حتى إن انطلقت أيديكم بقيت أضراسكم و هذا من شدة التمسك , فكأن الرسول عليه الصلاة والسلام يقول تمسكوا بها بكل وسائل التعلّق باليد و النواجذ , وهذا يراد به شدة التمسك بسنته و سنة الخلفاء الراشدين.
واعلم أنك إذا فعلت ذلك انشرح صدرك للإسلام واطمئن قلبك بالإيمان وصار العمل لديك سهلاً ميسرًا , لكن كلما أعرضت صعب عليك العمل , صعب عليك العمل بقدر إعراضك.
و سَلِ الذين منّ الله عليهم بالهداية واتخذوا هذا الطريق سبيلا , سلهم عن مشقة العبادات عليهم , سيقولون سهلة , لكن سل المعرضين و قل لهم صلّوا فريضة في المسجد يرون أنها من أثقل الأشياء عليهم. أهـ.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 04:05 ص]ـ
رحم الله شيخنا وأسكنه الله فسيح جنانه ونسأله سبحانه أن ييسر لهذه الأمة أمثال هؤلاء العلماء العاملين لينهضوا بها كبوتها.
جزاكم اله كل خير
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 06:11 م]ـ
رحمك الله يا محمد بن صالح العثيمين ..
ـ[أبو آنس المغترب]ــــــــ[26 - 06 - 07, 11:20 م]ـ
رحم الله شيخنا وأسكنه الله فسيح جنانه(80/174)
لطيفة: آية من كتابِ الله ذَكَرت أفضل طريقة في عرض خلاف الفقهاء!
ـ[أبوالبراء الفلسطيني]ــــــــ[25 - 06 - 07, 11:54 ص]ـ
قال تعالى: {سَيَقُولُونَ ثَلاثَةٌ رَابِعُهُمْ كَلْبُهُمْ وَيَقُولُونَ خَمْسَةٌ سَادِسُهُمْ كَلْبُهُمْ رَجْمًا بِالْغَيْبِ وَيَقُولُونَ سَبْعَةٌ وَثَامِنُهُمْ كَلْبُهُمْ قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ مَا يَعْلَمُهُمْ إِلا قَلِيلٌ فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا وَلا تَسْتَفْتِ فِيهِمْ مِنْهُمْ أَحَدًا} [الكهف: 22]،
قال ابن كثير رحمه الله تعالى:
فقد اشتملت هذه الآية الكريمة على الأدب في هذا المقام وتعليم ما ينبغي في مثل هذا، فإنه تعالى أخبر عنهم بثلاثة أقوال، ضعف القولين الأولين وسكت عن الثالث، فدل على صحته إذ لو كان باطلا لرده كما ردهما، ثم أرشد على أن الاطلاع على عدتهم لا طائل تحته، فقال في مثل هذا: {قُلْ رَبِّي أَعْلَمُ بِعِدَّتِهِمْ} فإنه ما يعلم بذلك إلا قليل من الناس، ممن أطلعه الله عليه؛ فلهذا قال: {فَلا تُمَارِ فِيهِمْ إِلا مِرَاءً ظَاهِرًا} أي: لا تجهد نفسك فيما لا طائل تحته، ولا تسألهم عن ذلك فإنهم لا يعلمون من ذلك إلا رجم الغيب. فهذا أحسن ما يكون في حكاية الخلاف: أن تستوعب الأقوال في ذلك المقام، وأن تنبه على الصحيح منها وتبطل الباطل، وتذكر فائدة الخلاف وثمرته؛ لئلا يطول النزاع والخلاف فيما لا فائدة تحته، فتشتغل به عن الأهم فالأهم. فأما من حكى خلافًا في مسألة ولم يستوعب أقوال الناس فيها فهو ناقص، إذ قد يكون الصواب في الذي تركه. أو يحكي الخلاف ويطلقه ولا ينبه على الصحيح من الأقوال، فهو ناقص أيضًا. فإن صحح غير الصحيح عامدا فقد تعمد الكذب، أو جاهلا فقد أخطأ، وكذلك من نصب الخلاف فيما لا فائدة تحته، أو حكى أقوالا متعددة لفظًا ويرجع حاصلها إلى قول أو قولين معنى، فقد ضيع الزمان، وتكثر بما ليس بصحيح، فهو كلابس ثوبي زور، والله الموفق للصواب.
ـ[أبو أمامة الوائلي]ــــــــ[25 - 06 - 07, 02:49 م]ـ
أحسن الله إليك، وأنار قلبك. ولو سلك الناس في الخلاف مسلك الحق ما حصل اختلاف، ولسلمت القلوب.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 04:46 م]ـ
جزاك الله كل خير وبارك فيك ورزقنا اله وإياك حسن الأدب وحسن الفهم
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 06:29 م]ـ
فائدة لطيفة بارك الله فيك(80/175)
ادراك تكبيرة الاحرام
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[25 - 06 - 07, 04:29 م]ـ
أحسن الله اليكم,
ما هو حد تكبيرة الاحرام؟
هل هو ادراك الامام وهو يقولها؟
ام من التكبير الى الركوع؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[26 - 06 - 07, 02:52 ص]ـ
في المسألة ثلاثة أقوال:
1 - أنها لا تدرك إلا بشهود تكبيرة الإمام بأن تكون واقفا في الصف أثناء تكبيرة الإمام
2 - أنها تدرك بإدراك بعض القيام من الركعة الأولى
3 - تحصل بإدراك الركوع الأول
ولعل الراجح هو القول الأول
* قال ابن حجر رحمه الله في تحفة المحتاج: " (وَإِنَّمَا تَحْصُلُ) بِحُضُورِ تَكْبِيرَةِ الْإِمَامِ وَ (بِالِاشْتِغَالِ بِالتَّحَرُّمِ عَقِبَ تَحَرُّمِ إمَامِهِ) ....................................... وَقِيلَ) تَحْصُلُ (بِإِدْرَاكِ بَعْضِ الْقِيَامِ)؛ لِأَنَّهُ مَحَلُّ التَّحَرُّمِ (وَقِيلَ) تَحْصُلُ بِإِدْرَاكِ (أَوَّلِ رُكُوعٍ) أَيْ بِالرُّكُوعِ الْأَوَّلِ؛ لِأَنَّ حُكْمَهُ حُكْمُ قِيَامِهَا وَمَحَلُّهُمَا إنْ لَمْ يَحْضُرْ إحْرَامَ الْإِمَامِ وَإِلَّا فَاتَتْهُ عَلَيْهِمَا أَيْضًا. انتهى كلام ابن حجر
* قال ابن مفلح رحمه الله في الفروع: "قَالَ جَمَاعَةٌ وَفَضِيلَةُ التَّكْبِيرَةِ الْأُولَى لَا تَحْصُلُ إلَّا بِشُهُودِ تَحْرِيمِ الْإِمَامِ " انتهى كلام ابن مفلح
*قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي في شرح قول النبي صلى الله عليه وسلم: " مَنْ صَلَّى لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا فِي جَمَاعَةٍ يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى كُتِبَتْ لَهُ بَرَاءَتَانِ بَرَاءَةٌ مِنْ النَّارِ وَبَرَاءَةٌ مِنْ النِّفَاقِ " - والحديث ضعفه أكثر المحدثين وقد ذكره الألباني رحمه الله في الصحيحة برقم 1979 فراجعه إن شئت - ........ قال المباركفوري: " (يُدْرِكُ التَّكْبِيرَةَ الْأُولَى)
جُمْلَةٌ حَالِيَّةٌ وَظَاهِرُهَا التَّكْبِيرَةُ التَّحْرِيمِيَّةُ مَعَ الْإِمَامِ وَيُحْتَمَلُ أَنْ تَشْمَلَ التَّكْبِيرَةُ التَّحْرِيمِيَّةُ لِلْمُقْتَدِي عِنْدَ لُحُوقِ الرُّكُوعِ فَيَكُونُ الْمُرَادُ إِدْرَاكَ الصَّلَاةِ بِكَمَالِهَا مَعَ الْجَمَاعَةِ وَهُوَ يَتِمُّ بِإِدْرَاكِ الرَّكْعَةِ الْأُولَى كَذَا قَالَ الْقَارِي فِي الْمِرْقَاةِ.
قُلْت: هَذَا الِاحْتِمَالُ بَعِيدٌ، وَالظَّاهِرُ الرَّاجِحُ هُوَ الْأَوَّلُ كَمَا يَدُلُّ عَلَيْهِ أَبِي الدَّرْدَاءِ مَرْفُوعًا " لِكُلِّ شَيْءٍ أَنْفٌ، وَإِنَّ أَنْفَ الصَّلَاةِ التَّكْبِيرَةُ الْأُولَى فَحَافِظُوا عَلَيْهَا " أَخْرَجَهُ اِبْنُ أَبِي شَيْبَةَ انتهى كلام المباركفوري
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[26 - 06 - 07, 11:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا(80/176)
الحثُّ على الازدياد من الخير
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[25 - 06 - 07, 09:04 م]ـ
الحثُّ على الازدياد من الخير
· اجتهد أبو موسى الأشعري قبل موته اجتهاداً شديداً فقيل له: لو أمسكت ورفقت بنفسك، قال: إن الخيلَ إذا أُرْسِلَت فقاربت رأس مجراه أخرجت جميع ما عندها، والذي بقي من أجلي أقل من ذلك.
· قيل لنافع: ماذا كان يصنع ابن عمر في بيته؟ قال: لا تطيقونه، الوضوء لكل صلاة، والمصحف فيما بينهما.
· قال قتادة: لما احتضر عامر بن عبد قيس فقيل: ما يبكيك؟ قال: ما أبكي جزعاً م الموت ولا حرصاً على الدنيا ولكن أبكي على ظمأ الهواجر وقيام الليل.
· أبو عمر الضرير، حدثنا معتمر عن أبيه قال: إني لأحسب أن أبا عثمان (النهدي) كان لا يصيب دنيا كان ليله قائماً ونهاره صائماً وإن كان ليصلي حتى يغشى عليه.
· قال بكير بن عامر: كان لو قيل لـ (عبد الرحمن بن أبي نعم) قد توجه إليك ملك الموت ما كان عنده زيادة عمل وكان يمكث جمعتين لا يأكل.
· عن إبراهيم بن محمد السمري أن ميمون بن مهران صلى في سبعة عشر يوماً سبعة عشر ألف ركعة فلما كان في اليوم الثامن عشر انقطع في جوفه شيء فمات.
· قال أنس: إن للخير أهلاً وإن ثبات بن أسلم هذا من مفاتيح الخير.
· قال مبارك بن فضالة: دخلت على ثابت البناني فقال: يا أخوتاه لم أقدر أن أصلي البارحة كما كنت أصلي ولم أقدر أن أصوم ولا أنزل إلى أصحابي فأذكر معهم، اللهم إذ حبستني عن ذلك فلا تدعني في الدنيا ساعة.
· قال حزم القطعي: دخلنا على مالك بن دينار وهو يكيد بنفسه فرفع طرفه ثم قال: اللهم إنك تعلم أني لم أكن أحب البقاء لبطن ولا فرج.
· عن أنس بن عياض قال: رأيت صفوان بن سليم ولو قيل له: غداً القيامة ما كان عنه مزيد على ما هو عليه من العبادة.
· عن عبد العزيز بن أبي حازم قال: عادلني صفوان بن سليم إلى مكة فما وضع جنبه في المحمل حتى رجع.
· عن الثوري قال: لو رأيت منصور بن المعتمر لقلت: يموت الساعة.
· قال يزيد بن هارون: كان منصور بن زاذان يقرأ القرآن كله في صلاة الضحى، وكان يختم القرآن من الأولى إلى العصر ويختم في اليوم مرتين ويصلي الليل كله.
· قال هشيم: كان منصور بن زاذان لو قيل له: أن ملك الموت على الباب ما كان عنده زيادة في العمل وكان يصلي من طلوع الشمس إلى أن يصلي العصر ثم يُسبح إلى المغرب.
· عن محمد بن فضيل عن أبيه قال: دخلت على كرز الحارثي بيته فإذا عند مصلاه حفيرة قد ملأها تبناً وبسط عليها كساء من طول القيام فكان يقرأ في اليوم والليلة القرآن ثلاث مرات.
· قال معن: ما رأيت مسعر بن كدام في يوم إلا وهو أفضل نم اليوم الذي كان بالأمس.
· عن مؤمل بن إسماعيل قال: أقام سفيان بمكة ستة فما فتر من العبادة سوى من بعد العصر إلى المغرب كان يجلس مع أصحاب الحديث وذلك عبادة.
· عن علي بن الحسن بن شقيق ابن المبارك وسأله رجل عن قرحة خرجت في ركبته منذ سبع سنين وقد عالجتها بأنواع العلاج وسألت الأطباء فلم أنتفع به فقال: اذهب فاحفر بئراً في مكان حاجة إلى الماء، فإني أرجو أن ينبع هناك عين ويمسك عنك الدم ففعل الرجل فبرأ.
· وقال الشافعي: الخير في خمسة: غنى النفس، وكف الأذى، وكسب الحلال، والتقوى، والثقة بالله.
· قال الحارث بن أبي أسامة: سرد المدائني الصوم قبل موته بثلاثين سنة، وقارب المائة، وقيل له في مرضه: ما تشتهي؟ قال: أشتهي أن أعيش.
· وقال يزيد بن هارون: عمر بن عون الواسطي هو ممن يزداد كل يوم خيرا.
· وعن الجنيد سمعت السري السقطي يقول: فاتني جزء من وردي، فلا يمكنني قضاؤه، يعني لاستغراق أوقاته.
· وقال عبد الله بن أحمد، عن أبيه: ما يأتي على ابن البراز يوم إلا وهو يعمل فيه خيراً، ولقد كنا نختلف إلى فلان، فكنا نقعد نتذكر إلى خروج الشيخ، وأين البراز قائم يصلي.
· قال أبو عمرو المستملي: دخلنا على الدارمي في مرضه، فاوصى بعشرة آلاف درهم وبلغه يتصدق بها. وقال: إن مت فرفيقي عنبر وفتح وحمدان وعلان أحرار لوجه الله.
· وكان محمد بن شجاع صاحب تعبُد وتهجد وتلاوة. مات ساجداً.
· قال أبو بكر بن زياد: حضرت إبراهيم بن هانئ عند وفاته، فقال: أنا عطشان، فجاءه ابنه بماء، فقال: أغابت الشمس؟ قال: لا. فرده، وقال: {لمثل هذا فليعمل العاملون}، ثم مات.
· وقال أحمد بن المنادي: حمدان بن علي مشهود له بالصلاح والفضل، بلغنا أنه قال في علة الموت: ما لصق جلدي بجلد ذكر ولا أنثى قط.
· قال أبو بكر العطوي: كنت عند الجنيد لما احتضر، فختم القرآن ثم ابتدأ سورة البقرة فتلا سبعين آية ومات.
· قال الحاكم: قال لي محمد بن أحمد السكري – سبط جعفر بن احمد الحصيري: كان جدي قد جزأ الليل ثلاثة أجزاء: ثلثاً يصلي، وثلثاً يصنف، وثلثاً ينام، وكان مرضه ثلاثة أيام، لا يفتر عن قراءة القرآن.
· وبقي القاضي محمد بن عبد الباقي ثلاثة أيام لا يفتر من قراءة القرآن، إلى أن توفي قبل الظهر ثاني رجب سنة خمس وثلاثين وخمس مئة.
· وكان محمد بن عبد الله الصرام يقرأ القرآن في ركعتين، ويديم التعبد والتلاوة - رحمه الله -.
· وفي آخر أيامه اقبل لؤلؤ العادلي على الخير والإنفاق في زمن قحط مصر، وكان يتصدق في كل يوم باثني عشر ألف رغيف مع عدة قدور من الطعام.
· قال سبط ابن الجوزي: وكنت أغشى الملك الأشرف في مرضه، فقلت له: استعد للقاء الله فما يضر، فقال: لا والله بل ينفع، ففرق البلاد، وأعتق مماليكه نحو مائتين، ووقف دار السعادة والدهشة على بنته.
· وكان الظاهر بأمر الله يقول: أنا قد فتحت الدكان بعد العصر فذروني أفعل الخير، فكم بقيت أعيش. وقد أنفق وتصدق في ليلة النحر مئة ألف دينار، وكان نعم الخليفة خشوعاً وخضوعاً لربه، وعدلاً في رعيته، وازدياداً في وقت من الخير، ورغبة في الإحسان ..(80/177)
لولا هؤلاء لكنا ضالين
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[26 - 06 - 07, 01:14 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم:
من أجمل ما قرأت للإمام الذهبي في تعقباته اللطيفة في كتابه سير أعلام النبلاء
ما ذكره في ترجمة عمرو بن الحارث السعدي المصري:
عن ابن وهب قال: اهتدينا في العلم بأربعة اثنان بمصر واثنان بالمدينة عمرو بن الحارث والليث بن سعد بمصر ومالك وابن الماجشون بالمدينة لولا هؤلاء لكنا ضالين.
قال الذهبي معقبا: قلت: بل لولا الله لكنا ضالين. اللهم لولا أنت ما اهتدينا.
سير أعلام النبلاء (6|351)
وللشيخ ابن عثيمين رحمه الله في كتابه القول المفيد كلام نفيس في تفصيل مسألة استخدام لو - ولولا.(80/178)
طلب ـ استفسار في حديث قاتل المائة نفس
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[26 - 06 - 07, 01:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في الحديث المشهور, و هو حديث قاتل المائة نفس. قالت ملائكة الرحمة جاء تائبا مقبلا بقلبه إلى الله تعالى وقالت ملائكة العذاب إنه لم يعمل خيرا قط فأتاهم ملك في صورة آدمي فجعلوه بينهم فقال قيسوا بين الأرضين فإلى أيتهما كان أدنى فهو لها فقاسوا فوجدوه أدنى إلى الأرض التي أراد فقبضته ملائكة الرحمة.
السؤال: هذا الرجل الذي نُفيَ عنه الخير ألم يخرج مهاجراً في سبيل اللهِ؟ ألم ينئ بصدره تجاه بلد الخير عند الممات؟ أليست هذه أعمال جوارح وهي أعمال خير؟؟؟ ولماذا لم تأخذه ملائكة الرحمة إلا بعد أن قيست الأرض؟
وقد أفادني أحد الإخوة الكرام أم أنه يجب علينا أن تنظر في كلام إمام الأئمة ابن خزيمة ـ رحمه الله ـ وهو يفسر كلمة (لم يعملوا خيراً قط) في سياق حديث الشفاعة، قال في كتاب التوحيد: " قال أبو بكر هذه اللفظة لم يعملوا خيرا قط من الجنس الذي يقول العرب ينفي الاسم عن الشيء لنقصه عن الكمال والتمام فمعنى هذه اللفظة على هذا الأصل لم يعملوا خيرا قط على التمام والكمال لا على ما أوجب عليه وأمر به وقد بينت هذا المعنى في مواضع من كتبي ". أهـ وأفادني ـ حفظه الله ـ أن هذا التفسير لم يُعارض بمن هو في زمنه أو قبله وقال أن نفي الخير عنه جاء كما قال ابن خزيمه و في الرجوع إلى السلف راحة.
أفيدونا جزاكم الله خيراً
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[26 - 06 - 07, 03:10 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
أخي الكريم أبا سلمى وفقني الله وإياك وبعد:
ما ذكرته أخي الكريم عن ابن خزيمة ذكره ابن حبان عند حديث الرجل الذي لم يعمل خيراً قط إلا أنه كان ينظر المعسرين في الدين وابن عبد البر عند حديث الرجل الذي لم يعمل خيراً قط فلما حضرته الوفاة أمر أولاده أن يحرقوه بعد موته.
قال ابن حبان: (أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان بالفسطاط قال: حدثنا عيسى بن حمأد قال: أخبرنا الليث عن ابن عجلان عن زيد بن اسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إن رجلا لم يعمل خيرا قط وكان يداين الناس فيقول لرسوله: خذ ما تيسر واترك ما تعسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا قال: فلما هلك قال الله: هل عملت خيرا قط؟ قال: لا إلا أنه كان لي غلام وكنت أداين الناس فإذا بعثته ليتقاضى قلت له: خذ ماتيسر واترك ماتعسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنأ قال الله تعالى: قد تجاوزت عنك)
قال أبو حاتم رضي الله عنه: قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" لم يعمل خيرا قط " أراد به سوى الإسلام) الصحيح (11/ 422)
وقال ابن حبان ايضاً عند حديث آخر: (أخبرنا إسماعيل بن داود بن وردان قال: أخبرنا عيسى بن حماد قال: أخبرنا الليث عن ابن عجلان عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (نزع رجل لم يعمل خيرا قط غصن شوك عن الطريق إما كان في شجرة فقطعه فألقاه وإما كان موضوعا فأماطه فشكر الله له بها فأدخله الجنة)
قال أبو حاتم: معنى قوله: (لم يعمل خيرا قط) يريد به: سوى الإسلام) الصحيح (2/ 297)
وقال ابن عبد البر في التمهيد (18/ 40 – 41): (روي من حديث أبي رافع عن أبي هريرة في هذا الحديث أنه قال قال رجل لم يعمل خيرا قط إلا التوحيد وهذه اللفظة إن صحت رفعت الإشكال في إيمان هذا الرجل وإن لم تصح من جهة النقل فهي صحيحة من جهة المعنى والأصول كلها تعضدها والنظر يوجبها لأنه محال غير جائز أن يغفر للذين يموتون وهم كفار لأن الله عز وجل قد أخبر أنه لا يغفر أن يشرك به لمن مات كافرا وهذا ما لا مدفع له ولا خلاف فيه بين أهل القبلة وفي هذا الأصل ما يدلك على أن قوله في هذا الحديث لم يعمل حسنة قط أو لم يعمل خيرا قط لم يعذبه إلا ما عدا التوحيد من الحسنات والخير وهذا سائغ في لسان العرب جائز في لغتها أن يؤتى بلفظ الكل والمراد البعض والدليل على أن الرجل كان مؤمنا قوله حين قيل له لم فعلت هذا فقال من خشيتك يا رب والخشية لا تكون إلا لمؤمن مصدق بل ما تكاد تكون إلا لمؤمن عالم كما قال الله عز وجل إنما يخشى من عباده العلماء قالوا كل من خاف الله فقد آمن به وعرفه ومستحيل أن يخافه من لا يؤمن به وهذا واضح لمن فهم وألهم رشده ومثل هذا الحديث في المعنى ما حدثناه عبدالوارث بن سفيان حدثنا قاسم بن أصبغ حدثنا محمد بن إسماعيل حدثنا أبو صالح حدثني الليث عن ابن العجلان عن زيد بن أسلم عن أبي صالح عن أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن رجلا لم يعمل خيرا قط وكان يداين الناس فيقول لرسوله خذ ما يسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا فلما هلك قال الله هل عملت خيرا قط قال لا إلا أنه كان لي غلام فكنت أداين الناس فإذا بعثته يتقاضى قلت له خذ ما يسر واترك ما عسر وتجاوز لعل الله يتجاوز عنا قال الله قد تجاوزت عنك قال ابو عمر فقول هذا الرجل الذي لم يعمل خيرا قط غير تجاوزه عن غرمائه لعل الله يتجاوز عنا إيمان وإقرار بالرب ومجازاته وكذلك قوله الآخر خشيتك يا رب إيمان ... )
وأما لماذا لم تأخذه ملائكة الرحمة مباشرة فالذي يظهر _ والله أعلم _ أنه لأمرين:
الأمر الأول: أن الملائكة إنما يحكمون بالظاهر وهو قد عمل حسنات وهي التوبة والهجرة وسيئات وهي القتل، والتوبة والصفح والعفو هو حق الله عز وجل ولذلك أرسل الله إليهم ملكاً بصورة رجل ليرجح لهم أحد القولين ولو كان حكمهم قطعاً لما عملوا بما أشار به عليهم.
يقول الحافظ في الفتح (6/ 517): (فيه أن الملائكة الموكلين ببني آدم يختلف اجتهادهم في حقهم بالنسبة إلى من يكتبونه مطيعا أو عاصيا وأنهم يختصمون في ذلك حتى يقضي الله بينهم)
الأمر الثاني: أن هذا الرجل قد عمل سيئات تشتمل على حقوق الله وحقوق الآدميين وهو القتل، وحق الآدمي لا يسقط إلا بعفو الآدمي وهذا لا يكفي فيه التوبة في الظاهر إلا أن الله عز وجل قد يعوض المقتول يوم القيامة ليعفو عن القاتل إذا تاب توبة صادقة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/179)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:19 م]ـ
جزاك الله خيرا(80/180)
من ورع العلماء المعاصرين؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[26 - 06 - 07, 02:25 ص]ـ
هذه قصة ولعلي أنشط لغيرها سمعتها بالسند المتصل بيني وبين من حدثت له ولعل الأخوة يتحفوننا بما عندهم عن أشياخهم.
حدثني الشيخ المبارك عبدالعزيز السدحان وفقه الله لما فيه خير أن الملك فهد رحمه الله أمر ببناء بيت للشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله ولما انتهى أخبر الشيخ وذهب رحمه الله إليه ولما كان يتجول فيه قال الشيخ رحمه الله لم يعد في العمر كثر ما مضى قولوا للملك أننا قبلنا الهدية (وتبرع فيها أوردها) الشك مني الأن ..
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[26 - 06 - 07, 02:30 ص]ـ
قلت للشيخ عبدالله الغديان هناك يا شيخ من يطعن في علماء اللجنة ويرميهم بالعظائم ... ألخ
قال: الشيخ ياولدي الواحد لا درس وش يعملون له نهاية السنة
قلت: اختبار
قال: وهذا كله مسجل خله يتكلم ويقول يسأل عنه يوم القيامة (الكلام بمعناه)
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[11 - 07 - 07, 03:00 م]ـ
الله أكبر حفظ الله لنا علمائنا ..(80/181)
باب في الاستقامة
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[26 - 06 - 07, 05:21 ص]ـ
باب في الاستقامة
· قال ابن مسعود: إن أملك شباب قريش لنفسه عن الدنيا عبد الله بن عمر.
· قال مطرف بن عبد الله العمري: إنما وجدت العبد ملقى بين ربه وبين الشيطان، فإن استشلاه ربه واستنفذه نجا، وإن تركه والشيطان ذهب به.
· وقال أيضاً: لو أُخرج قلبي فجعل في يميني، ما استطعت أن أولج قلبي منه شيئاً حتى يكون الله يضعه.
· عن طاووس قال: لا يتم نسكُ الشاب حتى يتزوج.
· عن إبراهيم بن ميسرة قال: قال لي طاووس بن كيسان: تزوج أو لأقولن لك ما قال عمر بن الخطاب لأبي الزوائد: ما يمنعك من النكاح إلا عَجْز أو فُجور.
· كان أبو عمر الجوني يقول: أما واللهِ لئن ضَيعْنا إن الله عباداً آثروا طاعة الله تعالى على شهواتكم، وكان يقول: أجرى الله علينا وعليكم محنته وجعل قلوبنا تحن إليه.
· عن أبي حازم المدني قال: انظر الذي يصلحك فاعمل به وإن كان فساداً، وانظر إلى الذي يفسدك فدعه، وإن كان صلاحاً للناس.
· قال أبو حازم المدني لجلسائه وحلف لهم: لقد رضيت منكم أن يُبقي أحدكم على دينه كما يبقي على نعله.
· عن أبي حازم المدني قال: كل عمل تكره من أجله الموت فاتركه ثم لا يضرك متى مت.
· قال سفيان بن عُيينة: كان محمد بن سوقة لا يحسن أن يعصي الله تعالى.
· عن معاذ بن معاذ قال: كنت إذا رأيت سليمان التيمي كأنه غلام حَدَث قد أخذ في العبادة، كانوا يرون أنه أخذ عبادته من أبي عثمان النهدي.
· عن معاذ بن معاذ قال: ما أشبه عبادة سليمان التيمي إلا بعبادة الشاب أول ما يدخل في تلك الشدة والحدة.
· عن خارجة بن مصعب قال: صحبت ابن عون أربعاً وعشرين سنة فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة.
· سأل عبد الله بن مالك الفضيل: يا أبا علي ما الخلاص مما نحن فيه؟ قال: أخبرني من أطاع الله هل تضره معصية أحد؟ قال: لا. قال: فمن يعصي الله هل تنفعه طاعة أحد؟ قال: لا. قال: هو الخلاص إن أردت الخلاص.
· قال ابن خزيمة: سمعت بنداراً يقول: اختلفت إلى يحيى بن سعيد أكثر من عشرين سنة، ما أظنه عصى الله قط، لم يكن في الدنيا في شيء.
· وعن حذيفة بن قتادة: جماع الخير في حرفين: حِل الكسرة، وإخلاص العمل لله.
· ذُكر معروف عند الإمام أحمد، فقيل: قصيرُ العلم، فقال: أمْسِك، وهل يراد نم العلم إلا ما وصل إليه معروف.
· قال أحمد بن محمد بن يحيى القطان: لم يكن جدي يمزح ولا يضحك إلا تبسماً، ولا دخل حماماً، وكان يخطب.
· قال زكريا بن حرب: ابتدأ أخي أحمد بن حرب بالصوم وهو في الكُتاب، فلما راهق، حج مع أخيه الحسين بن حرب، فأقاما بالكوفة للطلب، وبالبصرة وبغداد. ثم أقبل على العبادة لا يَفْترُ. وأخذ في المواعظ والتذكير ن وحث على العبادة، وأقبلوا على مجلسة.
· وقال أحمد بن سلمة النيسابوري الحافظ: كان هناد، رحمه الله، كثير البكاء، فرغ يوماً من القراءة لنا، فتوضأ، وجاء إلى المسجد، فصلى إلى الزوال، وأنا معه في المسجد، ثم رجع على منزلة، فتوضأً، وجاء فصلى بالظهر، ثم قام على رجليه يصلي إلى العصر، يرفع صوته بالقرآن، ويبكي كثيراً. ثم إنه صلى بنا العصر، وأخذ يقرأ في المصحف، حتى صلى المغرب. قال: فقلت لبعض جيرانه: ما أصبره على العبادة، فقال: هذه عبادته بالنهار منذ سبعين سنة، فكيف لو رأيت عبادته بالليل، وما تزوج قط، ولا تسرى، وكان يقال له: راهب الكوفة.
· قال أبو حاتم: أول ما لقيت أحمد سنة ثلاث عشرة وسنتين، فإذا قد أخرج معه الصلاة [كتاب الأشربة]، و [كتاب الإيمان] فصلى، ولم يسأله أحد، فرده إلى بيته. وأتيته يوماً آخر، فإذا قد أخرج الكتابين، فظننت أنه يحتسب في إخراج ذلك، لأن كتاب الإيمان أصل الدين، وكتاب الأشربة صرف الناس عن الشر. فإن كل الشر من السُكر.
· قال أبو العيناء: سئل رجل من البلغاء عن يحيى بن كتم، وأحمد بن أبي داود: أيهما أنبل؟ قال: كان أحمد يجد مع جارته وبيته، وكان يحيى يهز مع عدوه وخمه.
· رمى أحمد بن أبي الحواري بكتبه في البحر، وقال: نعم الدليل كنت، والاشتغال بالدليل بعد الوصول محال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/182)
· طلب أحمد بن أبي الحواري العلم ثلاثين سنة، ثم حمل كتبه كلها إلى البحر، فغرقها، وقال: يا علم لم أفعل بك هذا استخفافاً، ولكن لما اهتديت بك استغنيت عنك.
· سمعت علي بن محمد المري – ونحن في جنازة ابن أبي حاتم – يقول: قلنسوة عبد الرحمن من المساء، وما هو بعجب، رجل منذ ثمانين سنة على وتيرة واحدة، لم ينحرف عن الطريق.
· وكان أكثر كلام عبد الله بن زيدان البخلي منذ يقعد إلى أن يقوم: يا مقلب القلوب! ثبت قلبي على طاعتك. لم ترَ عيني مثله. وولد سنة اثنتين وعشرين ومائتين. قال: وأخبرت أنه مكث ستين سنة أو نحوها لم يضع جنبه على مضربه، صاحب صلاة بالليل، وكان حسن المذهب صاحب جماعة، رحمه الله.
· وسمعت أبا بكر بن إسحاق يقول: صحبت علي بن حمشاذ في الحضر والسفر، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة.
· سمعت أبا بكر البزار يقول: عادلت الفقيه أبا زيد المروزي من نيسابور إلى مكة، فما أعلم أن الملائكة كتبت عليه خطيئة.
· وابن شبوية هو الذي رأى الرسول صلى الله عليه وسلم في النوم، فقال: قلت: يا رسول الله (شيبتني هود وأخواتها) (ما الذي شيبك منها؟) قال: قوله: {فاستقم كما أُمِِرتَ}.
· قال الضياء: سمعت خالي موفق الدين يقول: من عمري أعرفه – يعني العماد – ما عرفت أنه عصى الله معصية.
· ومن وصايا العلامة الموفق الموصلي، قال: ينبغي أن تكون سيرتك سيرة الصدر الأول، فاقرأ السيرة النبوية، وتتبع أفعاله، واقتفِ آثاره، وتشبه به ما أمكنك. من لم يحتمل أَلَمْ التعلم لم يذق لذة العلم، ومن لم يكدح لم يفلح. إذا خلوت من التعلم والتفكر، فحرك لسانك بالذكر، وخاصة عند النوم، وإذا حدث لك فرح بالدنيا فاذكر الموت وسرعة الزوال وكثرة المنغصات. إذا حَزَبَك أمر فاسترجع، وإذا أعترتك غفلة فاستغفر. واعلم أن للدين عبقة وعرقاً ينادي على صاحبه، ونوراً وضيئاً يشرف عليه ويدل عليه، يا محيي القلوب الميتة بالإيمان خذ بأيدينا من مهواة الهلكة، وطهرنا من دون الدنيا بالإخلاص لك.
· ومن نظم أبي الوليد:
إذا كنتُ أعلم علماً يقيناً ... بأن جميعَ حياتي كساعةْ
فلمَ لا أكون ضنينا بها ... وأجعل في صلاح وطاعة
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[02 - 07 - 07, 06:51 م]ـ
للاطلاع(80/183)
شروح (صوتية) لا يستغني عنها طالب علم (لا يفوتك!)
ـ[أبو لقمان المصري]ــــــــ[26 - 06 - 07, 09:43 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وبعد
بعيداً عن أي خلافات بين الشيوخ أو إختلافات في الآراء -ولا حول ولا قوة إلا بالله- فهذه مكتبة صوتية رائعة لفضيلة الشيخ: أبو حاتم أسامة بن عبد اللطيف القوصي المصري تشتمل على عدة شروح لا يستغني عنها طالب علم ..
محاضرات متنوعة
التوحيد
الحجاب
كتاب حلية طالب العلم
فتاوى الصلاة
الفتن والملاحم وأشراط الساعة.
منهج الأنبياء في الدعوة إلى الله
العقيدة والمنهج
شرح العقيدة الواسطية
شرح العقيدة الطحاوية
كتاب شرح السنة للبربهاري
أصول السنة للإمام أحمد
شرح كتاب الإيمان لأبي عبيد
شرح صحيح البخاري
كتاب بدء الوحي
كتاب الإيمان
الفقه وأصولة
القواعد الفقهية للسعدي
الأصول الجامعة
بلوغ المرام
منظومة الرحبية في الفرائض
مصطلح الحديث
المنظومة البيقونية
نخبة الفكر
اللغة العربية
التحفة السنية شرح الآجرومية
تفضل ( http://islam.da.cx)
روابط مختلفة للموقع
السؤال
usi.da.cx (http://
السؤال
usi.da.cx)
Islam.da.cx (http://Islam.da.cx)
السؤال
usi.alusr.com (http://
السؤال
usi.alusr.com)
السؤال
usi.110mb.com (http://
السؤال
usi.110mb.com)
وصلى الله على محمدِ وآله وسلم.
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[11 - 07 - 07, 03:00 م]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[أبو لقمان المصري]ــــــــ[13 - 07 - 07, 12:36 ص]ـ
وفيك بارك أخي الكريم
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[13 - 07 - 07, 01:44 ص]ـ
جزاك الله خيرا(80/184)
موسوعة المواقع والبرامج والاسطوانات والاطفال وكيف تكسب الملاين والكثيرالكثير
ـ[الراشد]ــــــــ[26 - 06 - 07, 09:56 ص]ـ
اضخم الموسوعات الاسلامية ( http://alrashed3000.jeeran.com/index.html)
كيف تكسب الملاين ( http://alrashed3000.jeeran.com/Page_2.html)
كيف تكون داعيا ( http://alrashed3000.jeeran.com/Page_4.html)
البرامج المميزه ( http://alrashed3000.jeeran.com/Page_6.html)
موسوعة الاسطوانات ( http://alrashed3000.jeeran.com/ الاسطوانات. html)
الموسوعة التعليميه لاطفال ( http://alrashed3000.jeeran.com/ للاطفال. html)
موسوعة المواقع ( http://alrashed3000.jeeran.com/Page_3.html)
ـ[الراشد]ــــــــ[28 - 06 - 07, 12:21 م]ـ
CENTER] استغل وقتك وساهم معنا في نشر الخير كل الخير ( http://alrashed3000.jeeran.com/)[/CENTER]
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 02:14 م]ـ
ماشاءالله .. جهد طيب أخي الراشد وفقك الله وأعانك(80/185)
هل يجوز نشر تقنية التجسس الالكتروني
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[27 - 06 - 07, 04:38 ص]ـ
السلام عليكم
قد يبدو سؤالي غريبا لكنني جاد في طرحه، السبب هو انتشار ظاهرة التعري في الانترنت و الكلام الساقط و ما الى ذلك، و الواقع أن برامج التجسس منتشرة الى حد كبير و التي من شأنها أن تردع الكثيرين ممن قد يسول لهم الشيطان القيام بتصرفات مشينة لكن إن علموا أن مجال المراقبة موجود فقد يرتدعون خاصة و أن برامج التجسس أثبتت فعاليتها بعد أن ظهرت مواقع تروج لصور فتيات الحشمة منهم براء براءة الذئب من دم يعقوب، و لعل الكثير من النسوة تفطن الى خطورة الامر فأضحين ينأين بأنفسهن عن التساهل أمام الكمرات .. فهل يجوز و الحالة هذه نشر تقنية التجسس للردع؟
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[11 - 08 - 07, 04:00 ص]ـ
للرفع
ـ[جلال الجزائري]ــــــــ[12 - 08 - 07, 10:17 ص]ـ
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: " و لا تجسسوا"
من مواقف عمر رضى الله عنه العادلة أنه خرج في ليلة مظلمة يطوف في الليل بنفسه، فرأى في بعض البيوت ضوء سراج وسمع ضجة فوقف على الباب ليسمع فراى عبدا أسودا أمامه إناء فيه شراب، ومعه جماعه فهم بالدخول من الباب فلم يقدر من تحصين البيت فتسور السطح ونزل إليهم ومعه سوطه الذي يضرب به.
فلما رأوه قاموا وفتحو الباب وانهزموا فأمسك بالأسود فقال له: يا أمير المؤمنين، قد أخطأت وإني تائب فاقبل توبتي.
فقال: أريد أن أضربك على خطيئتك!
فقال: يا أمير المؤمنين إن كنت قد أخطأت في واحدة فأنت أخطأت في ثلاث: فإن الله تعالى يقول: ((ولا تجسسوا)) وأنت تجسست ويقول: ((وأتوا البيوت من أبوابها)) وأنت أتيت من السطح ويقول: ((لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها)) وأنت دخلت وما سلمت!
فهب هذه لتلك وأنا تائب إلى الله تعالى!
فقال عمر رضى الله عنه: أسألك أن تتوب الى الله فقد حسن كلامك
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[12 - 08 - 07, 01:45 م]ـ
أخي جلال لكن ماذا لو كان التجسس الالكتروني رادعا قويا بحث أن الكثير من الشباب يحسبون ألف حساب لكل كلمة يقولونها في النت , عندما يكون الشخص بمفرده يوسوس له الشيطان و يمنيه فإن ضعف إيمانه وقع في الرذيلة , وواقع الحال أن الكثير من الشباب يقومون بأمور أمام الكمرا لا يعرف حقيقتها إلا الله تعالى لكن لو انتشرت تقنية التجسس فربما تجدها وسيلة ردع قوية لأن الكثيرين يخشون الناس أكثر من خشيتهم لله تعالى نسأل الله تعالى أن لا نكون منهم , ألا يعتبر هذا الامر من باب الاستحسان؟؟ .. طبعا أنا هنا أطرح السؤال
ـ[جلال الجزائري]ــــــــ[12 - 08 - 07, 03:00 م]ـ
أخي فهد، أنا وضعت فقط تذكرة للحكم العام للتجسس كما يعرفه كل مسلم و هو واضح من صريح الآية، و لكن من المعلوم أيضا أن هناك حالات (أو لعلها حالة واحدة) خاصة يصبح فيها التجسس جائزا بل و اجبأ مثل احتياج الحاكم المسلم لأعين تترقب حركات العدو الذي يتربص بالمسلمين الدوائر، و هذا فعله الرسول -ص- و هو مسلم به و بديهي في كل الملل و معمول به في كل دول العالم.
أما سؤالك فهو عن حالة خاصة و ينبغي أن تطرحه على من هو أهل للفتوى و تبين معنى قولك "نشر التجسس".
هل تقصد أن التجسس يكون متاحا للعامة و كل من هب و دب يستخدمه ليتجسس على من شاء و لبلوغ ما يهواه من ا?هداف؟ أعتقد أن هذا لا يقول به عاقل. لهذا فسؤالك يحتاج لأن تشرح:
من المتحكم و المستفيد في التجسس؟
و من سيطاله هذا الفعل؟
و هل هناك ضامن في أن أجهزة التجسس لن تستخدم في ما لا يرضي الله عن قصد أو عن غير قصد و بعلم أو عدم علم المتحكم فيها (و هذا ممكن، بل احتمال وروده كبير نظرا لطبيعة ا?جهزة ذاتها)؟ و مفاسد هذا لا تخفى و هي تفوق الفائدة المذكورة في السؤال بأضعاف مضاعفة.
أما عن الهدف الذي تسأل من أجله فلا أعتقد أن التجسس سيجدي شيئ، اللهم إلا إذا تم إخبار الذين تريد تخويفهم بأنهم تحت المراقبة (و هذا أصبح من المعلوم بالضرورة في عصرنا الحالي ;-))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/186)
و أنه سيتم تجريمهم و معاقبتم و تعريضهم للفضيحة و هذا أيضا فيه محاذير شرعية (منها الجهر بالسوء و إشاعة الفاحشة و كشف عورات المسلمين و هتك أستار البيوت و احتمال قذف ا?برياء و بهتان الناس) ناهيك على أنه غير ممكن عمليا إلا بشق ا?نفس (أقصد المتابعة و العقاب و ليس فعل التجسس بذاته).
من و جهة نظري يمكن بلوغ الهدف المتوخى بوسيلتين اثنين:
1 - التربية الصحيحة، لان الوقاية خير من العلاج
2 - سد باب الفتنة على الشباب بنشر العفة و التزوبج و محاربة قنوات الرذيلة بمنع بثها أو حجبها.
و تفصيل هذا يطول و الدروس و المقالات و متوفر و الدعاة موجودون و لله الحمد والمنة
و صلى الله على محمد و آله و سلم.
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[12 - 08 - 07, 03:48 م]ـ
أخي جلال الجزائري جزاك الله خيرا على كلامك الطيب و المفيد و قد أفدت كثيرا مما قلت و أريد توضيح الأمر بشكل مفصل لعلك تفهم قصدي:
انتشرت في كثير من مواقع الانترنت برامج تجسس و اختراق و لهذه البرامج قدرة عظيمة على التجسس سواء على لوحة المفاتيح بحيث يسجل البرنامج كل نقرة على لوحة المفاتيح و كذلك تقوم بعض برامج التجسس إضافة الى تسجيل النقرات الى تصوير سطح المكتب بكل ما فيه
لقد استخدمت هذه البرامج من طرف الكثير من الشباب للنكاية بالفتيات و فضح الكثير من تصرفاتهن و أفعالهن امام الكمرا , و بالفعل صار الفتيات يتخوفن بشكل كبير من فتح الكمرات للأجانب
أكثر من ذلك تطورت البرمجيات الى حد اختراع برنامج يسجل اي جزء من سطح المكتب و يستعمله القراصنة في تصوير كمرا الطرف الآخر الذي يحدثهم على الهوتميل, وقد يكون الطرف الآخر فتاة و بعد التصوير يتم طرح الفيديو بكل ما فيه من إخلال بالأدب في مواقع تحميل الفيديو
فعلا كل ذلك مفسدة و أية مفسدة لكن الغريب في الأمر أن الكثير من الفتيات ارتدعن بسبب هذه التقنيات حتى ان الكثيرات لا يجرأن على فتح الكمرا لعلمهن ان فتحها فيه خطورة عظيمة على العرض خاصة ان وسائل القرصنة في تطور مستمر و الله اعلم اين ستصل بعد حين
إنني لا ادعو الى التجسس أي حال من الاحوال لكنني أسأل وفقا للكثير من المعطيات و لهذا استفسر الاخوة عن الحكم
ـ[جلال الجزائري]ــــــــ[12 - 08 - 07, 05:55 م]ـ
ما هو الحل الذي تراه؟ و ما علاقته بطلب فتوى تجيز أو تحظر التجسس؟
من الواضح أن من يتجسس على فتاة و يصورها (بغض النظر عن ما تقوم به أمام كامرا لا تعلم أنها تصورها) ثم ينشرها فهو مرتكب لكبيرة و أخشى أن يكون نشر البرامج التي تقوم بهذا التجسس من المعاونة على الإثم.
من وجهة نظر تقنية بحته إي كمبيوتر متصل بالأنترنت يمكن إختراقه و التحكم فيه عن بعد على درجات متفاوته في الصعوبة و هذا يعني أنه يمكن سرقة أي شئ منه أو تشغيل الكامرا المربوطة به عن رغم أنف صاحبه.
فالحل يكمن في توعية الناس بمخاطر ا?نترنت و تربيتهم على استخدامها بشكل آمن.
ـ[أبو عبد الله فهد]ــــــــ[12 - 08 - 07, 07:19 م]ـ
في الواقع أنا ابحث و استفسر .. و في كل حال البرامج منتشرة و الفضائح منتشرة و الله تعالى هو الهادي الى الصراط المستقيم .. اما التوعية و التربية فهي العمود الفقري لاجتناب المشاكل لكن لابد من حلول اخرى , طبعا لا اقصد نشر تقنية التجسس للردع و لكن لابد من حلول لأن الامر خطير بالفعل و انا اعلم عن امر عائلات تجعل للفتاة حاسوب مزود بكمرا في بيتها الخاص لهذا اقول لابد من طرح حلول اخرى(80/187)
بعض ماثبت عن الصحابة في الأذكار المقيدة
ـ[ابو معاذ عبدالرحمن]ــــــــ[27 - 06 - 07, 10:34 ص]ـ
1 - التسمية عند الاغتسال:- عن يعلى بن امية قال: بينما عمر يغتسل الى بعير وانا استر عليه بثوب قال: بسم الله.
صحيح اخرجه ابن المنذر في الاوسط.
2 - مايقوله في السجود:- عن علي بن ابي طالب: من أحب الكلام الى الله ان يقول العبد وهو ساجد: رب ظلمت نفسي فاغفر لي.
صحيح اخرجه الطبراني في الدعاء.
3 - مايقول بعد العيد:- عن جبير بن نفير قال: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم اذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: تقبل الله منا ومنك.
حسن اخرجه المحاملي وحسنه ابن حجر.
4 - اذا طلعت الشمس: عن عبدالله بن مسعود أنه جعل من يراقب له طلوع الشمس فلما أخبره بطلوعها قال: (الحمد لله الذي وهب لنا هذا اليوم وأقلنا فيه من عثراتنا).
صحيح اخرجه ابن السني.
تنبيه:- الحكم على الأثار هو حكم الشيخ زكريا الباكستاني وفقه الله حيث أنني نقلت الأثار من كتابه الماتع أحكام الأذكار مكتبة الرشد طبعة 1427ه.
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[27 - 06 - 07, 07:15 م]ـ
جزاك الله خيراا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 - 06 - 07, 08:06 م]ـ
جزاك الله خيرا مشاركة طيبة جدا
ـ[البتيري]ــــــــ[28 - 06 - 07, 06:43 م]ـ
جزاك الله خيرا(80/188)
هل هذا الدعاء فيه اعتداء
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[27 - 06 - 07, 07:07 م]ـ
أحد أصحابى بعث لى على البريد الالكترونى هذا الدعاء فما رأيكم (أسأل الله لك:- رزق مريم وقصر آسيا وتقوى عائشة وقلب خديجة ورفقة فاطمة وجمال يوسف و مال قارون وحكمة لقمان وملك سليمان وصبر أيوب وعدل عمر وحياء عثمان و وجه علي و محبّة سيدنا محمد (صلّى ألله عليه وسلّم). وأسأل الله أن يغفر لك للمسلمين والمسلمات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات. . . " آمين يارب العالمين والحمد لله على نعمة الإسلام وكفا بها نعمة
ـ[عبد الحليم الأثري]ــــــــ[27 - 06 - 07, 10:39 م]ـ
يكفيه شرا انه طلب ملك سليمان و هذا اعتراض على نص القرآن و صريح السنة والله المستعان
و في هذه الادعية المحبوكة المستحدثة بلاء عظيم ولعل احد مشايخنا ينشط فيبين لنا مايتعلق بهذه الأدعية التي زهقنا منا والله المستعان
احبكم في الله
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[27 - 06 - 07, 10:44 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=59609
هذه محاضرة نافعة للشيخ محمد إسماعيل المقدم حفظه الله حول الاعتداء في الدعاء
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[01 - 07 - 07, 11:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
هل تعرف سبب ذلك يا خلد؟
اشتراكك في الياهو (ابتسامة).
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[02 - 07 - 07, 04:29 م]ـ
ذكرتنى يا أخى الالبانى بما قرأته عن معنى كلمة ياهو عند اليهود معناها يا الله
ـ[يوسف المغرب]ــــــــ[04 - 07 - 07, 07:06 م]ـ
ذكرتنى يا أخى الالبانى بما قرأته عن معنى كلمة ياهو عند اليهود معناها يا الله
هل هذا أكيد(80/189)
هل يجوز أن أستخير فى أمر لا أعرف إن كان حراماً أم حلالاً؟
ـ[أبو عبد الله السيوطى]ــــــــ[27 - 06 - 07, 07:50 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته؟
أحبتى فى الله إخوانى الكرام جزاكم الله خيراً و جزى القائمين على المنتدى خير الجزاء
أريد منكم الإجابة على سؤالى بعنوان الموضوع
هل يجوز أن أستخير فى أمر لا أعرف إن كان حراماً أم حلالاً؟
و جزاكم الله خيرا ً
ـ[مسدد2]ــــــــ[28 - 06 - 07, 12:35 ص]ـ
لو قسمنا هذا الامر ثلاثياً، وليس ثنائياً. فتكون الامور اما:
1 - حرام، فلا يستخير الانسان في فعلها بذاتها وانما لملابساتها
2 - او مطلوبة كواجبة او سنة او فرض، فالحكم فيها معروف ولا استخارة فيها بذاتها وانما لملابساتها
3 - مباحة، فالاستخارة مطلوبة.
وهذا مثال: عازب يتساءل هذ يتزوج فلانة؟ فهناك عدة مسائل:
1 - هل يترك العزوبة ليتزوج؟ فالزواج سنّة فيعزم على الزواج إن ترجح عنده انه قادر على القيام بأعبائه. فإن كان ترجح لديه انه عاجز فيعزم على ترك الزواج، ويستخير الله انه بحكم الشرع عاجز فعزم على ترك الزواج، لكن ان كان الخير في غيره فيسأل الله تعالى ان ييسر له الزواج والقدرة عليه.
وإن كان اجتهاده انه قادر على تحمل اعباء الزواج، فيعزم عليه ثم يستخير الله تعالى انه قد عزم عليه، لكن ان كانت الخيرة في غيره سأل الله تعالى ان يصرفه عنه ولاييسره له.
2 - هل يتزوج فلانة من الناس؟ فالشرع يطالبه بذات الدين، فإن فاضل بين النساء على هذا الاساس عزم على واحدة منهن ثم استخار الله تعالى انه قد عزم عليها ويسأله ان ييسر له الامر ان كان فيه الخير.
3 - بقية الامور المباحة التي لا تفضيل للشرع فيها لامر على آخر فليختر ما شاء منها ثم يستخير الله تعالى ثم يباشر في تنفيذه.
فالخلاصة أن الاستخارة ليست عبارة عن انفكاك عن الاختيار، وانما الاقدام على الخيار حسب الشرع في ذوات الاحكام، وحسب الرغبة في غيرها، ثم يكون السؤال الى الله تعالى ان هذا جهدي وحدود علمي، والسؤال للمولى ان يسهل تقدير ما اختاره العبد، او يصرفه عنه ان كان الخير في غيره.
والله اعلم
ـ[أبو عبد الله السيوطى]ــــــــ[28 - 06 - 07, 06:16 م]ـ
جزاك الله خيراً أخى مسدد2
و رزقنا الله و إياك حسن الخاتمة(80/190)
دورة علمية (وصايا في القراءة) بين يديك مفرغة
ـ[عبدالله أبو محمد]ــــــــ[28 - 06 - 07, 12:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أيها الكرام أسعد الله أوقاتكم بكل خير، وزادكم علماً وعملاً وتسديداً وتوفيقاً.
فأهديكم تحفة من تحف شيخنا الشيخ/ سليمان الحربي (وفقه الله)
وهي عبارة عن دورة علمية ألقاها الشيخ، والملف المرفق، هو تفريغ لما ألقاه فضيلته، نفعنا الله بعلمه والمسلمين.
وفقنا الله وإياكم لما يحب ويرضى
ـ[عبدالله أبو محمد]ــــــــ[28 - 06 - 07, 01:01 ص]ـ
وتلك دورة سبق تنزيلها في هذا المنتدى المبارك أرفقها للفائدة وهي بعنوان (وصايا لحفظ المتون) وهي أيضاً دورة علمية مفرغة من إلقاء شيخنا
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[11 - 07 - 07, 02:57 م]ـ
بارك الله فيك و في الشيخ سليمان بن خالد الحربي ..
ـ[صهيب بن عدنان]ــــــــ[11 - 07 - 07, 04:25 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[عبدالله أبو محمد]ــــــــ[12 - 07 - 07, 06:45 م]ـ
وفيك أخي الفاضل: عبد الرحمن السعد
والخير جزيته أيها الكريم/ صهيب بن عدنان
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[12 - 07 - 07, 07:10 م]ـ
كنت بحاجة إلى مثل هذه الوصايا فجزاك الله خيرا
ـ[عبدالله أبو محمد]ــــــــ[15 - 07 - 07, 12:43 ص]ـ
المبارك: عبد الله الوائلي
غفر الله لوالدك وجمعنا بك ووالدينا في الفردوس الأعلى
وجزاك الله خيرا(80/191)
أين أجد ترجمة الناصري السلاوي صاحب (الاستقصا في أخبار المغرب الأقصى)؟
ـ[محمد الناظوري]ــــــــ[28 - 06 - 07, 12:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أود من الإخوة والمشايخ الفضلاء إرشادي إلى كتب اعتنت بذكر ترجمة المؤرخ الناصري السلاوي أبي العباس صاحب (الاستقصا في أخبار دول المغرب الاقصى) ... سائلا لكم الأجر والمثوبة
ـ[الخريبكي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 03:28 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم. له ترجمة مطولة في مقدمة الكتاب المذكور.وهي من وضع ابنه.
ـ[محمد الناظوري]ــــــــ[29 - 06 - 07, 02:49 ص]ـ
قد اطلعت على هذه الترجمة قديما، ولكن مقصودي: هل يوجد من ترجم له دون ابنيه؟ وجزيت خيرا على كل حال
ـ[أبو ابراهيم الكويتي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 03:37 ص]ـ
الاستقصا لاخبار دول المغرب الاقصى - للشيخ احمد بن خالد الناصري السلاوى المغربي المالكى المورخ المتوفى سنة [1315] مجلدين مطبوع اوله الحمدلله الملك المعبود الرؤف الرحيم الودود الخ
إيضاح المكنون
إسماعيل باشا البغدادي
===
السلاوي (1250 - 1315 ه* = 1835 - 1897 م) أحمد بن خالد بن حماد بن محمد الناصري الدرعي، شهاب الدين، السلاوي: مؤرخ بحاث. مولده ووفاته في مدينة سلا (بالمغرب الاقصى) ينتهي نسبه إلى الشيخ محمد بن ناصر الدرعي (صاحب زاوية درعة، بالمغرب) وهو من عرب معقل، الداخلين للمغرب في القرن الخامس للهجرة، من أسرة تنتمي إلى عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب (من زوجه زينب بنت علي) فهم جعفريون زينبيون. اشتهر صاحب الترجمة بتاريخه الممتع النفيس (الاستقصا لاخبار دول المغرب الاقصى - ط) أربعة أجزاء. وله (زهر الافنان في شرح قصيدة ابن الونان - ط) و (طلعة المشتري في النسب الجعفري - ط) و (تعظيم المنة بنصرة السنة - خ) في مجلد رأيته بخزانة الرباط (525 د) و (الفلك المشحون بنفائس تبصرة ابن فرحون - خ) في الخزانة الناصرية بسلا، و (ديوان) جمع فيه ما بقي من منظوماته في آخر عمره، و (تعليق على ديوان المتنبي) و (تعليق على رقم الحلل، لابن الخطيب) و (تعليق على شرح ابن بدرون لقصيدة ابن عبدون) و (كشف العرين عن ليون بني مرين) في تاريخهم بالمغرب، و (الرد على الطبيعيين) و (دفتر محررات وأصول تاريخية) وهو كناش رحلاته ومطالعاته، و (مجموع فتاويه الفقهية) ورسالتان في (فن الموسيقى) ورسالة في (تحديد سلطة الولاة) و (تقييد في البربر) أخبارهم قبل الفتح الاسلامي وبعده إلى ولاية بني الاغلب بإفريقية وبني إدريس بالمغرب الاقصى، وهذه الكتب، غير * (هامش) * (1) تذكرة الحفاظ 3: 34. (*)] / صفحة 121 / [المطبوعة، لا تزال كلها محفوظة في خزانة ولديه جعفر ومحمد الناصريين (1)، في سلا. وكان موظفا في خطة الجمارك ببلده، وتنقل في أعمال حكومية أخرى، ثم انقطع عن مخالطة الناس وانكب على إتمام مؤلفاته إلى أن توفي
الاعلام الجزء الاول صفحة 120 طبعة دار العلم(80/192)
هل ان السرة والركبة من العورة؟
ـ[حسين ابراهيم]ــــــــ[28 - 06 - 07, 11:53 ص]ـ
هل ان السرة والركبة من العورة؟
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[28 - 06 - 07, 09:23 م]ـ
شيخنا العلامة ابن باز رحمه الله وغفر له، يرى أن الركبة ليست من العورة، سمعت ذلك منه.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[29 - 06 - 07, 03:52 م]ـ
عن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده مرفوعا ما بين السرة والركبة عورة
رواه الدارقطني وحسن إسناده شيخنا الألباني رحمه الله في الإرواء
وقال الشوكاني في نيل الأوطار (2|52)
عن أبي موسى: (أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان قاعدا في مكان فيه ماء فكشف عن ركبتيه أو ركبته فلما دخل عثمان غطاها)
- رواه البخاري
الحديث في البخاري في كتاب الصلاة باللفظ الذي ذكرناه في شرح حديث عائشة وقد تقدم الكلام على الحديث هنالك وهو بهذا اللفظ المذكور هنا في المناقب من صحيح البخاري. واستدل المصنف به وبما بعده لمذهب من قال إن الركبة والسرة ليستا من العورة أما الركبة فقال الشافعي: إنها ليست عورة وقال الهادي والمؤيد بالله وأبو حنيفة وعطاء وهو قول الشافعي: إنها عورة وأما السرة فالقائلون بأن الركبة عورة قائلون بأنها غير عورة وخالفهم في ذلك الشافعي فقال: إنها عورة على عكس ما مر له في الركبة والاحتجاج بحديث الباب لمن قال إن الركبة ليست بعورة لا يتم لأن الكشف كان لعذر الدخول في الماء وقد تقدم في الغسل أدلة جوازه والخلاف فيه وأيضا تغطيتها من عثمان مشعر بأنها عورة وإن أمكن تعليل التغطية بغير ذلك فغاية الأمر الاحتمال
واستدل القائلون بأن الركبة من العورة بحديث أبي أيوب عند الدارقطني والبيهقي بلفظ: (عورة الرجل ما بين سرته إلى ركبته) وحديث أبي سعيد مرفوعا عند الحارث ابن أبي أسامة في مسنده بلفظ: (عورة الرجل ما بين سرته وركبته) وحديث عبد الله بن جعفر عند الحاكم بنحوه قالوا: والحد يدخل في المحدود كالمرفق وتغليبا لجانب الحصر ورد أولا بأن حديث أبي أيوب فيه عباد بن كثير وهو متروك وحديث أبي سعيد فيه شيخ الحارث ابن أبي أسامة داود بن المحبر رواه عن عباد بن كثير عن أبي عبد الله الشامي عن عطاء عنه وهو مسلسل بالضعفاء إلى عطاء وحديث عبد الله بن جعفر فيه أصرم بن حوشب وهو متروك وبالمنع من دخول الحد في المحدود والقياس على الوضوء باطل لأنه دخل [ص 53] بدليل آخر ولأن غسله من مقدمة الواجب وأيضا يلزمهم القول بأن السرة عورة وهم لا يقولون بذلك والجواب الجواب
وقد استدل المهدي في البحر للقائلين بأن الركبة عورة لا السرة بقوله صلى الله عليه وسلم (أسفل من سرته إلى ركبته) وبتقبيل أبي هريرة سرة الحسن وروايته ذلك عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما سيأتي
ويمكن الاستدلال لمن قال إن السرة والركبة ليستا من العورة بما في سنن أبي داود والدارقطني وغيرهما من حديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده في حديث (وإذا زوج أحدكم خادمه عبده أو أجيره فلا ينظر إلى ما دون السرة وفوق الركبة) ورواه البيهقي أيضا ولكنه أخص من الدعوى والدليل على مدعي أنهما عورة والواجب البقاء على الأصل والتمسك بالبراءة حتى ينتهض ما يتعين به الانتقال فإن لم يوجد فالرجوع إلى مسمى العورة لغة هو الواجب ويضم إليه الفخذان بالنصوص السالفة
ومال إليه شيخنا الألباني رحمه الله في تمام المنة (160)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 04:12 م]ـ
أقوال العلماء
* الحنابلة: قال المرداوي رحمه الله: " ظَاهِرُ قَوْلِهِ " مَا بَيْنَ السُّرَّةِ وَالرُّكْبَةِ " عَدَمُ دُخُولِهِمَا فِي الْعَوْرَةِ، وَهُوَ صَحِيحٌ.
وَهُوَ الْمَذْهَبُ.
وَعَلَيْهِ الْأَصْحَابُ.
وَعَنْهُ هُمَا مِنْ الْعَوْرَةِ.
نَقَلَهُ ابْنُ عَقِيلٍ وَغَيْرُهُ.
وَعَنْهُ الرُّكْبَةُ فَقَطْ مِنْ الْعَوْرَةِ "
* الشافعية: قال النووي رحمه الله في المجموع: " (وعورة الرجل ما بين السره والركبة والسرة والركبة ليسا من العورة ومن أصحابنا من قال هما من العورة والاول أصح لما روى أبو سعيد الخدرى رضى الله عنه أن النبي صلي الله عليه وسلم قال " عورة الرجل ما بين سرته الي ركبته "
* المالكية: قال الخرشي رحمه الله في شرح مختصر خليل: " وَتَرَى (مراده أي يحل للمرأة أن تنظر من الرجل) مِنْ مَحْرَمِهَا مَا يَرَاهُ الرَّجُلُ مِنْ مِثْلِهِ وَهُوَ جَمِيعُ الْبَدَنِ مَا عَدَا مَا بَيْنَ السُّرَّةِ أَوْ الرُّكْبَةِ" * الحنفية: قال ابن نجيم رحمه الله في البحر الرائق: "وَيَحِلُّ لِلرَّجُلِ أَنْ يَنْظُرَ مِنْ الرَّجُلِ سِوَى مَا تَحْتَ السُّرَّةِ إلَى أَنْ يُجَاوِزَ الرُّكْبَةَ " فالركبة عندهم هي العورة دون السرة.
ـ[محمد جان التركماني]ــــــــ[03 - 07 - 07, 11:47 ص]ـ
بارك الله فيكم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[03 - 07 - 07, 03:05 م]ـ
الجمهور يرون أن السرة والركبة نفسيهما ليستا من العورة.
ومن العلماء من فرّق في الحكم بينهما فاعتبر الركبة منها دون السرة. (انظر "عمدة القاري"، و"رد المحتار").
ومنهم من أدخلهما في حد العورة. والأول قول الجمهور كما أسلفت.(80/193)
اريد المساعدة عندي بحث عن استقبال القبلة في الصلاة اريد جميع الاحاديث في ذلك
ـ[ابو محمد الطائفي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 12:56 م]ـ
اريد المساعدة عندي بحث عن استقبال القبلة في الصلاة اريد جميع الاحاديث في ذلك بما فيها اثار الصحابه
ولكم مني جزيل الشكر
ـ[ابو محمد الطائفي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 09:29 م]ـ
هل من مجيب
ـ[أبو صفوان العوفي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 09:35 م]ـ
السلام عليكم
أردت أن لا أتركك بلا رد:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: {فإذا قمت إلى الصلاة فأصبغ الوضوع ثم استقبل القبلة فكبر}.
سنن أبي داود - كتاب الصلاة - رقم الحديث 856
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[13 - 07 - 07, 09:58 م]ـ
حياك الله أخي أبا محمد
كان عندي بحث عن استقبال القبلة لبيان
هل هي من شروط وأركان الصلاة أم واجباتها وكانت ضمن بحوث أخرى
جمعت الكثير من أدلتها وكلام العلماء والمراجع
ومن المؤسف أنني كتبتها بخط يدي ولم أنزلها على الجهاز
فإن تمكنت مع ضغط العمل وكثرت الأشغال وضيق الوقت كتابتها على الوورد
فعلت إن شاء الله
وإلا فاعذرني وفقكم الله(80/194)
نصوص الكتاب والسنة في فضل إنظار المعسر والتجاوز عنه وأقوال العلماء في ذلك
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[28 - 06 - 07, 02:53 م]ـ
نصوص الكتاب والسنة في فضل إنظار المعسر والتجاوز عنه وأقوال العلماء في ذلك
قال الله تعالى: ? وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَن تَصَدَّقُواْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ ? " ().
وعن أبي قتادة رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة " ().
وعن أبي مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسراً فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر قال: قال الله عز وجل نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه " ().
وعن عبد الله بن كعب بن مالك أن كعب بن مالك أخبره أنه تقاضى ابن أبي حدرد ديناً له عليه في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد فارتفعت أصواتهما حتى سمعها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في بيته فخرج إليهما رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى كشف سجف حجرته ونادى يا كعب بن مالك يا كعب قال لبيك يا رسول الله فأشار بيده أن ضع الشطر من دينك قال كعب قد فعلت يا رسول الله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قم فاقضه " ().
وعن حذيفة رضي الله عنه أنه قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " تلقت الملائكة روح رجل ممن كان قبلكم قالوا أعملت من الخير شيئاً قال كنت آمر فتياني أن ينظروا المعسر ويتجاوزوا عن الموسر قال: قال فتجاوزوا عنه وقال أبو مالك عن ربعي كنت أيسر على الموسر وأنظر المعسر وتابعه شعبة عن عبد الملك عن ربعي وقال أبو عوانة عن عبد الملك عن ربعي أنظر الموسر وأتجاوز عن المعسر وقال نعيم بن أبي هند عن ربعي فأقبل من الموسر وأتجاوز عن المعسر " ().
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: كان تاجر يداين الناس فإذا رأى معسراً قال لفتيانه تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه " ()
وعن عبد الله بن أبي قتادة أن أبا قتادة رضي الله عنه طلب غريماً له فتوارى عنه ثم وجده فقال إني معسر فقال آلله قال آلله قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه " ().
وعن عبادة بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غلام له معه ضمامة من صحف وعلى أبي اليسر بردة ومعافري وعلى غلامه بردة ومعافري فقال له أبي: " يا عم إني أرى في وجهك سفعة من غضب قال أجل كان لي على فلان بن فلان الحرامي مال فأتيت أهله فسلمت فقلت ثم هو قالوا لا فخرج علي بن له جفر فقلت له أين أبوك قال سمع صوتك فدخل أريكة أمي فقلت أخرج إلي فقد علمت أين أنت فخرج فقلت ما حملك على أن اختبأت مني قال أنا والله أحدثك ثم لا أكذبك خشيت والله أن أحدثك فأكذبك وأن أعدك فأخلفك وكنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت والله معسراً قال قلت آلله قال الله قلت آلله قال الله قلت آلله قال الله قال فأتى بصحيفته فمحاها بيده فقال إن وجدت قضاء فأقضني وإلا أنت في حل فأشهد بصر عيني هاتين ووضع إصبعيه على عينيه وسمع أذني هاتين ووعاه قلبي هذا وأشار إلى مناط قلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله " ().
وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة " ().
وعن كعب بن مالك أنه كان له على عبد الله بن أبي حدرد الأسلمي مال فلقيه فلزمه حتى ارتفعت أصواتهما فمر بهما النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " ياكعب فأشار بيده كأنه يقول النصف فأخذ نصف ما عليه وترك نصفاً " ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/195)
وعن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " إن آخر من يدخل الجنة ويخرج من النار لرجل يقال له ما كنت تعمل من الخير فيقول ما أذكر شيئاً إلا أنني كنت إذا بايعت يسرت عليهم فيقول الله عز وجل: أنا أحق باليسر يسروا بعبدي إلى الجنة فيقال له سل وتمن فيسأل ويتمنى قال أبو هريرة هذا لك ومثله معه وقال أبو سعيد: هذا لك وعشر أمثاله معه " ()
وعن بريدة الأسلمي رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة قال ثم سمعته يقول من أنظر معسراً فله بكل يوم مثليه صدقة قلت سمعتك يا رسول الله تقول من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة ثم سمعتك تقول من أنظر معسراً فله بكل يوم مثليه صدقة قال له بكل يوم صدقة قبل أن يحل الدين فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثليه صدقة " ().
وعن أبي اليسر صاحب النبي صلى الله عليه وسلم قال:قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحب أن يظله الله في ظله فلينظر معسراً أو ليضع له " ().
وعن شداد بن أوس رضي الله عنه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من أنظر معسراً أو تصدق عليه أظله الله في ظله يوم القيامة " ().
وعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " أظل الله عبداً في ظله يوم لا ظل إلا ظله أنظر معسراً أو ترك لغارم " " ().
وعن اسعد بن زرارة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سره أن يظله الله يوم لا ظل إلا ظله فلييسر على معسر أو ليضع عنه" ().
وعن ابن عباس رضي الله عنه أن رجلاً لزم غريماً له بعشرة دنانير فقال له والله ما عندي قضاء أقضيكه اليوم قال فو الله لا أفارقك حتى تقضي أو تأتي بحميل يحمل عنك قال والله ما عندي قضاء وما أجد أحداً يحمل عني قال فجره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذا لازمي واستنظرته شهراً واحداً فأبى حتى أقضيه أو آتيه بحميل فقلت والله ما أجد حميلاً ولا عندي قضاء اليوم فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم هل تستنظره إلا شهراً واحداً قال لا قال فأنا أتحمل بها عنك قال: فتحملها رسول الله صلى الله عليه وسلم عنه فذهب الرجل فأتى بقدر ما وعده فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم من أين أصبت هذا الذهب قال من معدن قال فاذهب فلا حاجة لنا فيها ليس فيها خير قال فقضاها عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم " ().
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وهو يقول بيده: " هكذا فأومأ أبو عبد الرحمن بيده إلى الأرض من أنظر معسراً أو وضع له وقاه الله من فيح جهنم ألا إن عمل الجنة حزن بربوة ثلاثاً ألا إن عمل النار سهل بسهوة والسعيد من وقى الفتن وما من جرعة أحب إلي من جرعة غيظ يكظمها عبد ما كظمها عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيماناً " ().
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أنظر معسراً إلى ميسرته أنظره الله بذنبه إلى توبته" " ().
وعن كعب بن عجرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " من أنظر معسراً أو يسر عليه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله " ().
وعن أبي اليسر قال: أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم لسمعته يقول: " إن أول الناس يستظل في ظل الله يوم القيامة لرجل ينظر معسراً حتى يجد شيئا أو تصدق عليه بما يطلبه يقول ما لي عليك صدقة ابتغاء وجه الله ويحرق صحيفته " ().
وعن ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أراد أن تستجاب دعوته وأن تكشف كربته فليفرج عن معسر" ().
وعن أبي بكر الصديق رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من أحب أن يسمع الله دعوته ويفرج كربته في الدنيا والآخرة فلينظر معسراً وليدع له ومن سره أن يظله الله من فور جهنم يوم القيامة ويجعله في ظله فلا يكونن على المؤمنين غليظاً وليكن بهم رحيماً " ().
وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال اشهد على حبي صلى الله عليه وسلم لسمعته يقول يظل الله في ظل عرشه يوم القيامة من أنظر معسراً أو أعان أخرق " ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/196)
وعن عبادة بن أبى عبيد رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من سره أن تنفس كربته وأن تستجاب دعوته فلييسر على معسر أو ليدع له فإن الله يحب إغاثة اللهفان " ().
وعن ابن سيرين رحمه الله أن رجلاً خاصم رجلاً إلى شريح قال فقضى عليه وأمر بحبسه قال فقال رجل عند شريح إنه معسر والله يقول في كتابه: ? وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ? قال فقال شريح: " إنما ذلك في الربا وإن الله قال في كتابه إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل ولا يأمرنا الله بشيء ثم يعذبنا عليه " ().
وعن الحسن رحمه الله أن الربيع بن خثيم كان له على رجل حق فكان يأتيه ويقوم على بابه ويقول: " أي فلان إن كنت موسراً فأد وإن كنت معسرا فإلى ميسرة " ().
وعن سعيد بن جبير رحمه الله في قول الله: ? وان تصدقوا خير لكم ? فهو أعظم لأجره ومن لم يتصدق عليه لم يأثم ومن حبس معسراً في السجن فهو آثم لقوله: ? فنظرة إلى ميسرة ? ومن كان عنده ما يستطيع أن يؤدي عن دينه فلم يفعل كتب ظالما " ().
وعن قتادة رحمه الله في قوله: ? وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ? قال: " فنظرة إلى ميسرة برأس ماله " ().
وعن ابن عباس رضي الله عنه قال: ? وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ? إنما أمر في الربا أن ينظر المعسر وليست النظرة في الأمانة ولكن يؤدي الأمانة إلى أهلها ().
وعن الضحاك رحمه الله قال: " من كان ذا عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم قال وكذلك كل دين على مسلم فلا يحل لمسلم له دين على أخيه يعلم منه عسرة أن يسجنه ولا يطلبه حتى ييسره الله عليه وإنما جعل النظرة في الحلال فمن أجل ذلك كانت الديون على ذلك " ().
وعن الضحاك في الآية قال: من كان ذا عسرة فنظرة إلى ميسرة وكذلك كل دين على المسلم فلا يحل لمسلم له دين على أخيه يعلم منه عسرة أن يسجنه ولا يطلبه حتى ييسره الله عليه وأن تصدقوا برؤوس أموالكم يعني على المعسر خير لكم من نظرة إلى ميسرة فاختار الله الصدقة على النظارة " ().
قال الطبري: " والصواب من القول في قوله: ? وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ? أنه معني به غرماء الذين كانوا أسلموا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم ولهم عليهم ديون قد أربوا فيها في الجاهلية فأدركهم الإسلام قبل أن يقبضوها منهم فأمر الله بوضع ما بقي من الربا بعد ما أسلموا وبقبض رؤوس أموالهم ممن كان منهم من غرمائهم موسرا وإنظار من كان منهم معسراً برؤوس أموالهم إلى ميسرتهم فذلك حكم كل من أسلم وله ربا قد أربى على غريم له فإن الإسلام يبطل عن غريمه ما كان له عليه من قبل الربا ويلزمه أداء رأس ماله الذي كان أخذ منه أو لزمه من قبل الإرباء إليه إن كان موسراً وإن كان معسراً كان منظرا برأس مال صاحبه إلى ميسرته وكان الفضل على رأس المال مبطلا عنه غير أن الآية وإن كانت نزلت فيمن ذكرنا وإياهم عنى بها فإن الحكم الذي حكم الله به من إنظاره المعسر برأس مال المربي بعد بطول الربا عنه حكم واجب لكل من كان عليه دين لرجل قد حل عليه وهو بقضائه معسر في أنه منظر إلى ميسرته لأن دين كل ذي دين في مال غريمه وعلى غريمه قضاؤه منه لا في رقبته فإذا عدم ماله فلا سبيل له على رقبته بحبس ولا بيع وذلك أن مال رب الدين لن يخلو من أحد وجوه ثلاثة إما أن يكون في رقبة غريمه أو في ذمته يقضيه من ماله أو في مال له بعينه فإن يكن في مال له بعينه فمتى بطل ذلك المال وعدم فقد بطل دين رب المال وذلك ما لا يقوله أحد ويكون في رقبته فإن يكن كذلك فمتى عدمت نفسه فقد بطل دين رب الدين وإن خلف الغريم وفاء بحقه وأضعاف ذلك وذلك أيضا لا يقوله أحد فقد تبين إذ كان ذلك كذلك أن دين رب المال في ذمة غريمه يقضيه من ماله فإذا عدم ماله فلا سبيل له على رقبته لأنه قد عدم ما كان عليه أن يؤدى منه حق صاحبه لو كان موجوداً وإذا لم يكن على رقبته سبيل لم يكن إلى حبسه بحقه وهو معدوم سبيل لأنه غير مانعه حقاً له إلى قضائه سبيل فيعاقب بظلمه إياه بالحبس " ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/197)
قال ابن رجب: قوله صلى الله عليه وسلم: " ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة وهذا أيضا يدل على أن الإعسار قد يحصل في الآخرة وقد وصف الله يوم القيامة بأنه عسير وأنه على الكافرين غير يسير فدل على أن يسره على غيرهم وقال وكان يوما على الكافرين عسيرا الفرقان والتيسير على المعسر في الدنيا من جهة المال يكون بأحد أمرين إما بإنظاره إلى الميسرة وذلك واجب كما قال تعالى وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة البقرة وتارة بالوضع عنه إن كان غريماً وإلا فبإعطائه ما يزول به إعساره وكلاهما له فضل عظيم وفي الصحيحين عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان تاجر يداين الناس فإذا رأي معسرا قال لصبيانه تجاوزوا عنه لعل الله أن يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه وفيهما عن حذيفة وأبي مسعود الأنصاري سمعا النبي صلى الله عليه وسلم يقول: مات رجل فقيل له بم غفر الله لك فقال كنت أبايع الناس فأتجاوز عن الموسر وأخفف عن المعسر وفي رواية قال كنت أنظر المعسر وأتجوز في السكة أو قال في النقد فغفر له وخرجه مسلم من حديث أبي مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم وفي حديثه قال الله نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه وخرج أيضا من حديث أبي قتادة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه وخرج أيضاً من حديث أبي اليسر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله وفي المسند عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال من أراد أن تستجاب دعوته أو تكشف كربته فليفرج عن معسر" ().
قال الثعالبي: " وقوله سبحانه: ? وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ? حكم الله تعالى لأرباب الربا برؤوس أموالهم عند الواجدين للمال ثم حكم في ذي العسر بالنظرة إلى حال اليسر والعسر ضيق الحال من جهة عدم المال والنظرة التأخير ت وفي الصحيحين عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان رجل يداين الناس فكان يقول لفتاه إذا أتيت معسرا فتجاوز عنه لعل الله يتجاوز عنا قال فلقي الله فتجاوز عنه وفي صحيح مسلم من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه وفي رواية من أنظر معسراً أو وضع عنه أنجاه الله من كرب يوم القيامة وفي وراية من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله في ظله انتهى والميسرة مصدر بمعنى اليسر وارتفع ذو عسرة بكان التامة التي هي بمعنى وجد وحدث وارتفع قوله فنظرة على خبر ابتداء مقدر تقديره فالواجب نظرة واختلف أهل العلم هل هذا الحكم بالنظرة إلى الميسرة واقف على أهل الربا خاصة وهو قول ابن عباس وشريح أو هو منسحب على كل دين حلال وهو قول جمهور العلماء ع وما قاله ابن عباس إنما يترتب إذا لم يكن فقر مدقع وأما مع الفقر والعدم الصريح فالحكم هي النظرة ضرورة ت ولا يخالف ابن عباس في ذالك وقوله تعالى: ? وأن تصدقوا خير لكم ? ندب الله بهذه الألفاظ إلى الصدقة على المعسر وجعل ذلك خيرا من إنظاره قاله جمهور العلماء وروى سعيد ابن المسيب عن عمر بن الخطاب أنه قال كان آخر ما نزل من القرآن آية الربا وقبض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يفسرها لنا فدعوا الربا والريبة " ().
قال الحافظ ابن حجر: " اختلف السلف في تفسير قوله تعالى: ? وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة ? فروى الطبري وغيره من طريق إبراهيم النخعي ومجاهد وغيرهما أن الآية نزلت في دين الربا خاصة وعن عطاء أنها عامة في دين الربا وغيره واختار الطبري أنها نزلت نصا في دين الربا ويلتحق به سائر الديون لحصول المعنى الجامع بينهما فإذا أعسر المديون وجب إنظاره ولا سبيل إلى ضربه ولا إلى حبسه " ().
قال ابن كثير: وقوله: ? وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون ? يأمر تعالى بالصبر على المعسر الذي لا يجد وفاء فقال وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة لا كما كان أهل الجاهلية يقول أحدهم لمدينه إذا حل عليه الدين إما ان تقضي وإما أن تربى ثم يندب إلى الوضع عنه ويعد على ذلك الخير والثواب الجزيل فقال: ? وأن تصدقوا خير لكم إن كنتم تعلمون ? أي وأن تتركوا رأس المال بالكلية وتضعوه عن المدين وقد وردت الأحاديث من طرق متعددة عن النبي صلى الله عليه وسلم بذلك فالحديث الأول عن أبي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/198)
أمامة أسعد بن زرارة قال الطبراني: حدثنا عبد الله بن محمد بن شعيب الرجاني حدثنا يحيى بن حكيم المقوم حدثنا محمد بن بكر البرساني حدثنا عبد الله بن أبي زياد حدثني عاصم بن عبيد الله عن أبي أمامة أسعد بن زرارة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سره أن يظله الله يوم لاظل إلا ظله فلييسر على معسر أو ليضع عنه حديث آخر عن بريدة قال الإمام أحمد: حدثنا عفان حدثنا عبد الوارث حدثنا محمد بن جحادة عن سليمان بن بريدة عن أبيه قال سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: من أنظر معسراً فله بكل يوم مثله صدقة قال ثم سمعته يقول من أنظر معسرا فله بكل يوم مثلاه صدقة قلت سمعتك يا رسول الله تقول من أنظر معسرا فله بكل يوم مثله صدقة ثم سمعتك تقول من أنظر معسرا فله بكل يوم مثلاه صدقة قال له بكل يوم مثله صدقة قبل أن يحل الدين فإذا حل الدين فأنظره فله بكل يوم مثلاه صدقة حديث آخر عن أبي قتادة الحارث بن ربعي الأنصاري قال أحمد: حدثنا حماد بن سلمة أخبرنا أبو جعفر الخطمي عن محمد بن كعب القرظي أن أبا قتادة كان له دين على رجل وكان يأتيه يتقاضاه فيختبئ منه فجاء ذات يوم فخرج صبي فسأله عنه فقال نعم هو في البيت يأكل خزيرة فناداه فقال يافلان اخرج فقد أخبرت أنك ها هنا فخرج إليه فقال ما يغيبك عني فقال إني معسر وليس عندي شيء قال آلله إنك معسر قال نعم فبكى أبو قتادة ثم قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من نفس عن غريمه أو محا عنه كان في ظل العرش يوم القيامة ورواه مسلم في صحيحه حديث آخر عن حذيفة بن اليمان قال الحافظ أبو يعلى الموصلي حدثنا الأخنس أحمد بن عمران حدثنا محمد بن فضيل حدثنا أبو مالك الأشجعي عن ربعي بن حراش عن حذيفة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أتى الله بعبد من عبيده يوم القيامة قال ماذا عملت لي في الدنيا فقال ما عملت لك يارب مثقال ذرة في الدنيا أرجوك بها قالها ثلاث مرات قال العبد عند آخرها يارب إنك كنت أعطيتني فضل مال وكنت رجلا أبايع الناس وكان من خلقي الجواز فكنت أيسر على الموسر وأنظر المعسر قال فيقول الله عز وجل أنا أحق من ييسر ادخل الجنة وقد أخرجه البخاري ومسلم وابن ماجه من طرق عن ربعي بن حراش عن حذيفة زاد مسلم وعقبة بن عامر وأبي مسعود البدري عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه ولفظ البخاري حدثنا هشام بن عمار حدثنا يحيى بن حمزة حدثنا الزهري عن عبد الله بن عبد الله أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال كان تاجر يداين الناس فإذا رأى معسراً قال لفتيانه تجاوزوا عنه لعل الله يتجاوز عنا فتجاوز الله عنه حديث آخر عن سهل بن حنيف قال الحاكم في مستدركه: حدثنا أبو عبد الله محمد بن يعقوب حدثنا يحيى بن محمد بن يحيى حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك حدثنا عمرو بن ثابت حدثنا عبد الله بن محمد بن عقيل عن عبد الله بن سهل بن حنيف أن سهلا حدثه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أعان مجاهدا في سبيل الله أو غازيا أو غارما في عسرته أو مكاتبا في رقبته أظله الله في ظله يوم لاظل إلا ظله ثم قال صحيح الاسناد ولم يخرجاه حديث آخر عن عبد الله بن عمر قال الإمام أحمد: حدثنا محمد بن عبيد عن يوسف بن صهيب عن زيد العمي عن بن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أراد أن تستجاب دعوته وأن تكشف كربته فليفرج عن معسر انفرد به أحمد حديث آخر عن أبي مسعود عقبة بن عمرو قال الإمام أحمد: حدثنا يزيد بن هارون أخبرنا أبو مالك عن ربعي بن حراش عن حذيفة أن رجلا أتى به الله عز وجل فقال ماذا عملت في الدنيا فقال له الرجل ما عملت مثقال ذرة من خير فقال له ثلاثا وقال في الثالثة إني كنت أعطيتني فضلا من المال في الدنيا فكنت أبايع الناس فكنت أيسر على الموسر وأنظر المعسر فقال تبارك وتعالى نحن أولى بذلك منك تجاوزوا عن عبدي فغفر له قال أبو مسعود هكذا سمعت من النبي صلى الله عليه وسلم وهكذا رواه مسلم من حديث أبي مالك سعد بن طارق به حديث آخر عن عمران بن حصين قال الإمام أحمد: حدثنا أسود بن عامر أخبرنا أبو بكر عن الأعمش عن أبي داود عن عمران بن حصين قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من كان له على رجل حق فأخره كان له بكل يوم صدقة غريب من هذا الوجه وقد تقدم عن بريدة نحوه حديث آخر عن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/199)
أبي اليسر كعب بن عمرو قال الإمام أحمد حدثنا معاوية بن عمرو حدثنا زائدة عن عبد الملك بن عمير عن ربعي قال حدثنا أبو اليسر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من أنظر معسرا أو وضع عنه أظله الله عز وجل في ظله يوم لاظل إلا ظله وقد أخرجه مسلم في صحيحه: من وجه آخر من حديث عباد بن الوليد بن عبادة بن الصامت قال خرجت أنا وأبي نطلب العلم في هذا الحي من الأنصار قبل أن يهلكوا فكان أول من لقينا أبا اليسر صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعه غلام له معه ضمامة من صحف وعلي أبي اليسر بردة ومعافري وعلى غلامه بردة ومعافري فقال له أبي ياعم إني أرى في وجهك سفعة من غضب قال أجل كان لي على فلان بن فلان الرامي مال فأتيت أهله فسلمت فقلت أثم هو قالوا لا فخرج على بن له جفر فقلت أين أبوك فقال سمع صوتك فدخل أريكة أمي فقلت اخرج إلي فقد علمت أين أنت فخرج فقلت ما حملك على أن أختبات مني قال أنا والله أحدثك ثم لا أكذبك خشيت والله أن أحدثك فأكذبك أو أعدك فأخلفك وكنت صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم وكنت والله معسرا قال قلت آلله قال الله قلت الله الله ثم قال فأتى بصحيفته فمحاها بيده ثم قال فإن وجدت قضاء فاقضني وإلا فأنت في حل فأشهد أبصر عيناي هاتان ووضع اصبعيه على عينيه وسمع أذناي هاتان ووعاه قلبي وأشار إلى نياط قلبه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يقول من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله وذكر تمام الحديث حديث آخر عن أمير المؤمنين عثمان بن عفان قال عبد الله بن الإمام أحمد حدثني أبو يحيى البزاز محمد بن عبد الرحمن حدثنا الحسن بن أسد بن سالم الكوفي حدثنا العباس بن الفضل الأنصاري عن هشام بن زياد القرشي عن أبيه عن محجن مولى عثمان عن عثمان قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول أظل الله عينا في ظله يوم لاظل إلا ظله من أنظر معسرا أو ترك لغارم حديث آخر عن بن عباس قال الإمام أحمد: حدثنا عبد الله بن يزيد حدثنا نوح بن جعونة السلمي الخرساني عن مقاتل بن حيان عن عطاء عن بن عباس قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المسجد وهو يقول بيده هكذا وأومأ أبو عبد الرحمن بيده إلى الأرض من أنظر معسراً أو وضع عنه وقاه الله من فيح جهنم ألا إن عمل الجنة حزن بربوة ثلاثا ألا إن عمل النار سهل بسهوة والسعيد من وقي الفتن وما من جرعة أحب إلى الله من جرعة غيظ يكظمها عبد ما كظمها عبد لله إلا ملأ الله جوفه إيمانا تفرد به أحمد طريق آخر قال الطبراني: حدثنا أحمد بن محمد البوراني قاضي الحديبية من ديار ربيعة حدثنا الحسن بن علي الصدائي حدثنا الحكم بن الجارود حدثنا بن أبي المتئد خال بن عيينة عن أبيه عن عطاء عن بن عباس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنظر معسراً إلى ميسرته أنظره الله بذنبه إلى توبته ثم قال تعالى: يعظ عباده ويذكرهم زوال الدنيا وفناء ما فيها من الأموال وغيرها وإتيان الآخرة والرجوع إليه تعالى ومحاسبته تعالى خلقه على ما عملوا ومجازاته إياهم بما كسبوا من خير وشر ويحذرهم عقوبته فقال واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون " ().
قال القرطبي: قوله تعالى: ?وإن كان ذو عسرة ? لما حكم جل وعز لأرباب الربا برءوس أموالهم عند الواجدين للمال حكم في ذي العسرة بالنظرة إلى حال الميسرة وذلك أن ثقيفاً لما طلبوا أموالهم التي لهم على بني المغيرة شكوا العسرة يعني بني المغيرة وقالوا ليس لنا شيء وطلبوا الأجل إلى وقت ثمارهم فنزلت هذه الآية وإن كان ذو عسرة الثانية قوله تعالى وإن كان ذو عسرة مع قوله وإن تبتم فلكم رؤوس أموالكم يدل على ثبوت المطالبة لصاحب الدين على المدين وجواز أخذ ماله بغير رضاه ويدل على أن الغريم متى امتنع من أداء الدين مع الإمكان كان ظالما فإن الله تعالى يقول فلكم رؤوس أموالكم فجعل له المطالبة برأس ماله فإذا كان له حق المطالبة فعلى من عليه الدين لا محالة وجوب قضائه الثالثة قال المهدوي وقال بعض العلماء هذه الآية ناسخة لما كان في الجاهلية من بيع من أعسر وحكى مكي أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر به في صدر الإسلام قال بن عطية فإن ثبت فعل النبي صلى الله عليه وسلم فهو نسخ وإلا فليس بنسخ قال الطحاوي كان الحر يباع في الدين أول الإسلام إذا لم يكن له مال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/200)
يقضيه عن نفسه حتى نسخ الله ذلك فقال جل وعز وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة واحتجوا بحديث رواه الدارقطني من حديث مسلم بن خالد الزنجي أخبرنا زيد بن أسلم عن بن البيلماني عن سرق قال كان لرجل علي مال أو قال دين فذهب بي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يصب لي مالاً فباعني منه أو باعني له أخرجه البزار بهذا الإسناد أطول منه ومسلم بن خالد الزنجي وعبد الرحمن بن البيلماني لا يحتج بهما وقال جماعة من أهل العلم قوله تعالى فنظرة إلى ميسرة عامة في جميع الناس فكل من أعسر أنظر وهذا قول أبي هريرة والحسن وعامة الفقهاء قال النحاس وأحسن ما قيل في هذه الآية قول عطاء والضحاك والربيع بن خيثم قال هي لكل معسر ينظر في الربا والدين كله فهذا قول يجمع الأقوال لأنه يجوز أن تكون ناسخة عامة نزلت في الربا ثم صار حكم غيره كحكمه ولأن القراءة بالرفع بمعنى وإن وقع ذو عسرة من الناس أجمعين ولو كان في الربا خاصة لكان النصب الوجه بمعنى وإن كان الذي عليه الربا ذا عسرة وقال ابن عباس وشريح ذلك في الربا خاصة فأما الديون وسائر المعاملات فليس فيها نظرة بل يؤدي إلى أهلها أو يحبس فيه حتى يوفيه وهو قول إبراهيم واحتجوا بقول الله تعالى إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها الآية قال بن عطية فكان هذا القول يترتب إذا لم يكن فقر مدقع وأما مع العدم والفقر الصريح فالحكم هو النظرة ضرورة الرابعة من كثرت ديونه وطلب غرماؤه مالهم فللحاكم أن يخلعه عن كل ماله ويترك له ما كان من ضرورته روى بن نافع عن مالك أنه لا يترك له إلا ما يواريه والمشهور أنه يترك له كسوته المعتادة ما لم يكن فيها فضل ولا ينزع منه رداؤه إن إن كان ذلك مزريا به وفي ترك كسوة زوجته وفي بيع كتبه إن كان عالما خلاف ولا يترك له مسكن ولا خادم ولا ثوب جمعة ما لم تقل قيمتها وعند هذا يحرم حبسه والأصل في هذا قوله تعالى وإن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة روى الأئمة واللفظ لمسلم عن أبي سعيد الخدري قال أصيب رجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمار إبتاعها فكثر دينه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم تصدقوا عليه فتصدق الناس عليه فلم يبلغ ذلك وفاء دينه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لغرمائه خذوا ما وجدتم وليس لكم إلا ذلك وفي مصنف أبي داؤد فلم يزد رسول الله صلى الله عليه وسلم غرماءه على أن خلع لهم ماله وهذا نص فلم يأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بحبس الرجل وهو معاذ بن جبل كما قال شريح ولا بملازمته خلافا لأبي حنيفة فإنه قال يلازم لإمكان أن يظهر له مال ولا يكلف أن يكتسب لما ذكرنا وبالله توفيقنا، السابعة العسرة ضيق الحال من جهة عدم المال ومنه جيش العسرة والنظرة التأخير والميسرة مصدر بمعنى اليسر وارتفع ذو بكان التامة التي بمعنى وجد وحدث هذا قول سيبويه وأبي علي وغيرهما وأنشد سيبويه فدى لبنى ذهل بن شيبان ناقتي إذا كان يوم ذو كواكب أشهب ويجوز النصب وفي مصحف أبي بن كعب وإن كان ذا عسرة على معنى وإن كان المطلوب ذا عسرة وقرأ الأعمش وإن كان معسرا فنظرة قال أبو عمرو الداني عن أحمد بن موسى وكذلك في مصحف أبي بن كعب قال النحاس ومكي والنقاش وعلى هذا يختص لفظ الآية بأهل الربا وعلى من قرأ ذو فهي عامة في جميع من عليه دين وقد تقدم وحكى المهدوي أن في مصحف عثمان فإن كان بالفاء ذو عسرة وروى المعتمر عن حجاج الوراق قال في مصحف عثمان وإن كان ذا عسرة ذكره النحاس وقراءة الجماعة نظرة بكسر الظاء وقرأ مجاهد وأبو رجاء والحسن فنظرة بسكون الظاء وهي لغة تميمية وهم الذين يقولون في كرم زيد بمعنى كرم زيد ويقولون كبد في كبد وقرأ نافع وحده ميسرة بضم السين والجمهور بفتحها وحكى النحاس عن مجاهد وعطاء فناظرة على الأمر إلى ميسر هي بضم السين وكسر الراء وإثبات الياء في الإدراج وقرئ فناظرة قال أبو حاتم لا يجوز فناظرة إنما ذلك في النمل لأنها إمرأة تكلمت بهذا لنفسها من نظرت تنظر فهي ناظرة وما في البقرة فمن التأخير من قولك أنظرتك بالدين أي أخرتك به ومنه قوله فأنظرني إلى يوم يبعثون وأجاز ذلك أبو إسحاق الزجاج وقال هي من أسماء المصادر كقوله تعالى ليس لوقعتها كاذبة وكقوله تعالى تظن أن يفعل بها فاقرة وك خائنة الأعين وغيره الثامنة قوله تعالى وأن تصدقوا إبتداء وخبره خير ندب الله تعالى بهذه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/201)
الألفاظ إلى الصدقة على المعسر وجعل ذلك خيرا من إنظاره قاله السدي وبن زيد والضحاك وقال الطبري وقال آخرون معنى الآية وأن تصدقوا على الغني والفقير خير لكم والصحيح الأول وليس في الآية مدخل للغني التاسعة روى أبو جعفر الطحاوي عن بريدة بن الخصيب قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أنظر معسراً كان له بكل يوم صدقة ثم قلت بكل يوم مثله صدقة قال فقال بكل يوم صدقة ما لم يحل الدين فإذا أنظره بعد الحل فله بكل يوم مثله صدقة وروى مسلم عن أبي مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم حوسب رجل ممن كان قبلكم فلم يوجد له من الخير شيء إلا أنه كان يخالط الناس وكان موسرا فكان يأمر غلمانه أن يتجاوزوا عن المعسر قال قال الله عز وجل نحن أحق بذلك منه تجاوزوا عنه وروي عن أبي قتادة أنه طلب غريما له فتوارى عنه ثم وجده فقال إني معسر فقال آلله قال ألله قال فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه وفي حديث أبي اليسر الطويل واسمه كعب بن عمرو أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " من أنظر معسراً أو وضع عنه أظله الله في ظله ففي هذه الأحاديث من الترغيب ما هو منصوص فيها وحديث أبي قتادة يدل على أن رب الدين إذا علم عسرة غريمه أو ظنها حرمت عليه مطالبته وإن لم تثبت عسرته عند الحاكم وإنظار المعسر تأخيره إلى أن يوسر والوضع عنه إسقاط الدين عن ذمته وقد جمع المعنيين أبو اليسر لغريمه حيث محا عنه الصحيفة وقال له إن وجدت قضاء فاقض وإلا فأنت في حل " ().
قال الرازي: قال الله تعالى: ? وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ? وفيه مسألتان: المسألة الأولى قال النحويون كَانَ كلمة تستعمل على وجوه أحدها أن تكون بمنزلة حدث ووقع وذلك في قوله قد كان الأمر أي وجد وحينئذ لا يحتاج إلى خبر والثاني أن يخلع منه معنى الحدث فتبقى الكلمة مجردة للزمان وحينئذ يحتاج إلى الخبر وذلك كقوله كان زيد ذاهباً واعلم أني حين كنت مقيماً بخوارزم وكان هناك جمع من أكابر الأدباء أوردت عليهم إشكالاً في هذا الباب فقلت إنكم تقولون إن كَانَ إذا كانت ناقصة إنها تكون فعلاً وهذا محال لأن الفعل ما دلّ على اقتران حدث بزمان فقولك كَانَ يدل على حصول معنى الكون في الزمان الماضي وإذا أفاد هذا المعنى كانت تامة لا ناقصة فهذا الدليل يقتضي أنها إن كانت فعلاً كانت تامة لا ناقصة وإن لم تكن تامة لم تكن فعلاً ألبتة بل كانت حرفاً وأنتم تنكرون ذلك فبقوا في هذا الإشكال زماناً طويلاً وصنفوا في الجواب عنه كتباً وما أفلحوا فيه ثم انكشف لي فيه سر أذكره هاهنا وهو أن كان لا معنى له إلا حدث ووقع ووجد إلا أن قولك وجد وحدث على قسمين أحدها أن يكون المعنى وجد وحدث الشيء كقولك وجد الجوهر وحدث العرض والثاني أن يكون المعنى وجد وحدث موصوفية الشيء بالشيء فإذا قلت كان زيد عالماً فمعناه حدث في الزمان الماضي موصوفية زيد بالعلم والقسم الأول هو المسمى بكان التامة والقسم الثاني هو المسمى بالناقصة وفي الحقيقة فالمفهوم من كَانَ في الموضعين هو الحدوث والوقوع إلا أن في القسم الأول المراد حدوث الشيء في نفسه فلا جرم كان الاسم الواحد كافياً والمراد في القسم الثاني حدوث موصوفية أحد الأمرين بالآخر فلا جرم لم يكن الاسم الواحد كافياً بل لا بد فيه من ذكر الاسمين حتى يمكنه أن يشير إلى موصوفية أحدهما بالآخر وهذا من لطائف الأبحاث فأما إن قلنا إنه فعل كان دالاً على وقوع المصدر في الزمان الماضي فحينئذ تكون تامة لا ناقصة وإن قلنا إنه ليس بفعل بل حرف فكيف يدخل فيه الماضي والمستقبل والأمر وجميع خواص الأفعال وإذا حمل الأمر على ما قلناه تبين أنه فعل وزال الإشكال بالكلية المفهوم الثالث لكان يكون بمعنى صار وأنشدوا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/202)
بتيهاء قفر والمطي كأنها ** قطا الحزن قد كانت فراخاً بيوضها وعندي أن هذا اللفظ هاهنا محمول على ما ذكرناه فإن معنى صار أنه حدث موصوفية الذات بهذه الصفة بعد أنها ما كانت موصوفة بذلك فيكون هنا بمعنى حدث ووقع إلا أنه حدوث مخصوص وهو أنه حدث موصوفية الذات بهذه الصفة بعد أن كان الحاصل موصوفية الذات بصفة أخرى المفهوم الرابع أن تكون زائدة وأنشدوا: سراة بني أبي بكر تسامى ** على كان المسومة الجياد
إذا عرفت هذه القاعدة فلنرجع إلى التفسير فنقول في كَانَ في هذه الآية وجهان الأول أنها بمعنى وقع وحدث والمعنى وإن وجد ذو عسرة ونظيره قوله إِلا أَن تَكُونَ تِجَارَةً حَاضِرَةً بالرفع على معنى وإن وقعت تجارة حاضرة ومقصود الآية إنما يصح على هذا اللفظ وذلك لأنه لو قيل وإن كان ذا عسرة لكان المعنى وإن كان المشتري ذا عسرة فنظرة فتكون النظرة مقصورة عليه وليس الأمر كذلك لأن المشتري وغيره إذا كان ذا عسرة فله النظرة إلى الميسرة الثاني أنها ناقصة على حذف الخبر تقديره وإن كان ذو عسرة غريماً لكم وقرأ عثمان ذَا عُسْرَةٍ والتقدير إن كان الغريم ذا عسرة وقرئ وَمَن كَانَ ذَا عُسْرَةٍ، المسألة الثانية العسرة اسم من الأعسار وهو تعذر الموجود من المال يقال أعسر الرجل إذا صار إلى حالة العسرة وهي الحالة التي يتعسر فيها وجود المال ثم قال تعالى: ? فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ ? وفيه مسائل: المسألة الأولى في الآية حذف والتقدير فالحكم أو فالأمر نظرة أو فالذي تعاملونه نظرة
المسألة الثانية نظرة أي تأخير والنظرة الاسم من الأنظار وهو الإمهال تقول بعته الشيء بنظرة وبانظار قال تعالى قَالَ رَبّ أَنظِرْنِى إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ قَالَ فَإِنَّكَ مِنَ الْمُنظَرِينَ إِلَى يَوْمِ الْوَقْتِ الْمَعْلُومِ المسألة الثالثة قرىء فَنَظِرَةٌ بسكون الظاء وقرأ عطاء فناظره أي فصاحب الحق أي منتظره أو صاحب نظرته على طريق النسب كقولهم مكان عاشب وبأقل أي ذو عشب وذو بقل وعنه فناظره على الأمر أي فسامحه بالنظرة إلى الميسرة، المسألة الرابعة الميسرة مفعلة من اليسر واليسار الذي هو ضد الأعسار وهو تيسر الموجود من المال ومنه يقال أيسر الرجل فهو موسر أي صار إلى اليسر فالميسرة واليسر والميسور الغنى، المسألة الخامسة قرأ نافع إِلَى مَيْسَرَةٍ بضم السين والباقون بفتحها وهما لغتان مشهورتان كالمقبرة والمشرفة والمشربة والمسربة والفتح أشهر اللغتين لأنه جاء في كلامهم كثيراً، المسألة السادسة اختلفوا في أن حكم الأنظار مختص بالربا أو عام في الكل فقال ابن عباس وشريح والضحاك والسدي وإبراهيم الآية في الربا وذكر عن شريح أنه أمر بحبس أحد الخصمين فقيل إنه معسر فقال شريح إنما ذلك في الربا والله تعالى قال في كتابه إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤدُّواْ الأمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وذكر المفسرون في سبب نزول هذه الآية أنه لما نزل قوله تعالى فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ مّنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ قالت الأخوة الأربعة الذين كانوا يعاملون بالربا بل نتوب إلى الله فإنه لا طاقة لنا بحرب الله ورسوله فرضوا برأس المال وطلبوا بني المغيرة بذلك فشكا بنو المغيرة العسرة وقالوا أخرونا إلى أن تدرك الغلات فأبوا أن يؤخروهم فأنزل الله تعالى وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ، القول الثاني وهو قول مجاهد وجماعة من المفسرين إنها عامة في كل دين واحتجوا بما ذكرنا من أنه تعالى قال وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ ولم يقل وإن كان ذا عسرة ليكون الحكم عاماً في كل المفسرين قال القاضي والقول الأول أرجح لأنه تعالى قال في الآية المتقدمة فَإِن لَّمْ تَفْعَلُواْ فَأْذَنُواْ بِحَرْبٍ من غير بخس ولا نقص ثم قال في هذه الآية وإن كان من عليه المال معسراً وجب إنظاره إلى وقت القدرة لأن النظرة يراد بها التأخر فلا بد من حق تقدم ذكره حتى يلزم التأخر بل لما ثبت وجوب الإنظار في هذه بحكم النص ثبت وجوبه في سائر الصور ضرورة الاشتراك في المعنى وهو أن العاجز عن أداء المال لا يجوز تكليفه به وهذا قول أكثر الفقهاء كأبي حنيفة ومالك والشافعي رضي الله عنهم، المسألة السابعة إعلم أنه لا بد من تفسير الإعسار فنقول الإعسار هو أن لا يجد في ملكه ما يؤديه بعينه ولا يكون له ما لو باعه لأمكنه أداء
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/203)
الدين من ثمنه فلهذا قلنا من وحد داراً وثياباً لا يعد في ذوي العسرة إذا ما أمكنه بيعها وأداء ثمنها ولا يجوز أن يحبس إلا قوت يوم لنفسه وعياله وما لا بد لهم من كسوة لصلاتهم ودفع البرد والحر عنهم واختلفوا إذا كان قوياً هل يلزمه أن يؤاجر نفسه من صاحب الدين أو غيره فقال بعضهم يلزمه ذلك كما يلزمه إذا احتاج لنفسه ولعياله وقال بعضهم لا يلزمه ذلك واختلفوا أيضاً إذا كان معسراً وقد بذل غيره ما يؤديه هل يلزمه القبول والأداء أو لا يلزمه ذلك فأما من له بضاعة كسدت عليه فواجب عليه أن يبيعها بالنقصان إن لم يكن إلا ذلك ويؤديه في الدين، المسألة الثامنة إذا علم الإنسان أن غريمه معسر جرم عليه حبسه وأن يطالبه بما له عليه فوجب الإنظار إلى وقت اليسار فأما إن كانت له ريبة في إعساره فيجوز له أن يحبسه إلى وقت ظهور الإعسار واعلم أنه إذا ادعى الإعسار وكذبه للغريم فهذا الدين الذي لزمه إما أن يكون عن عوض حصل له كالبيع والقرض أو لا يكون كذلك وفي القسم الأول لا بد من إقامة شاهدين عدلين على أن ذلك العوض قد هلك وفي القسم الثاني وهو أن يثبت الدين عليه لا بعوض مثل إتلاف أو صداق أو ضمان كان القول قوله وعلى الغرماء البينة لأن الأصل هو الفقر " ().
قال الحافظ ابن حجر: " قوله باب من انظر معسراً روى مسلم من حديث أبي اليسر بفتح التحتانية والمهملة ثم الراء رفعه من انظر معسراً أو وضع له أظله الله في ظل عرشه وله من حديث أبي قتادة مرفوعاً من سره أن ينجيه الله من كرب يوم القيامة فلينفس عن معسر أو يضع عنه ولأحمد عن بن عباس نحوه وقال وقاه الله من فيح جهنم واختلف السلف في تفسير قوله تعالى وأن كان ذو عسرة فنظرة إلى ميسرة فروى الطبري وغيره من طريق إبراهيم النخعي ومجاهد وغيرهما أن الآية نزلت في دين الربا خاصة وعن عطاء أنها عامة في دين الربا وغيره واختار الطبري أنها نزلت نصا في دين الربا ويلتحق به سائر الديون لحصول المعنى الجامع بينهما فإذا اعسر المديون وجب انظاره ولا سبيل إلى ضربه ولا إلى حبسه، قوله كان تاجر يداين الناس في رواية أبي صالح عن أبي هريرة عند النسائي أن رجلاً لم يعمل خيراً قط وكان يداين الناس قوله تجاوزوا عنه زاد النسائي فيقول لرسوله خذ ما يسر واترك ما عسر وتجاوز ويدخل في لفظ التجاوز الانظار والوضيعة وحسن التقاضى وفي حديث الباب والذي قبله أن اليسير من الحسنات إذا كان خالصا لله كفر كثيرا من السيئات وفيه أن الأجر يحصل لمن يأمر به وأن لم يتول ذلك بنفسه وهذا كله بعد تقرير أن شرع من قبلنا إذا جاء في شرعنا في سياق المدح كان حسنا عندنا " ().
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
الحواشي
() سورة البقرة آية (280).
() أخرجه أحمد رقم (22612) 5/ 300، ورقم (22676) 5/ 308، وعبد بن حميد رقم (195) ص97، وابن أبي شيبة رقم (23017) 4/ 546، والدرامي رقم (2589) 2/ 340، وصححه الألباني في صحيح الجامع رقم (6576)، وفي صحيح الترغيب والترهيب رقم (911).
() أخرجه مسلم رقم (1561) 3/ 1195، والترمذي رقم (1307) 3/ 599، وأحمد رقم (17124) 4/ 120، وابن حبان رقم (5047) 11/ 427، وابن أبي شيبة رقم (23016) 4/ 546، وأبو عوانة رقم (5244) 3/ 374، والحاكم رقم (2226) 2/ 34.
() أخرجه البخاري رقم (459) 1/ 179، ورقم (2563) 2/ 965، ومسلم رقم (1558) 3/ 1192.
() أخرجه البخاري رقم (1971) 2/ 731، ورقم (3266) 3/ 1272، وأحمد رقم (23401) 5/ 395، وأبو عوانة رقم (5242) 3/ 346.
() أخرجه البخاري رقم (1972) 2/ 731، ومسلم رقم (1562) 3/ 1196.
() أخرجه مسلم رقم (1563) 3/ 1196، أحمد رقم (22612) 5/ 300، ورقم (22676) 5/ 308، وعبد بن حميد رقم (195) ص97، وأبو عوانة رقم (5236) 3/ 344، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (10917) 6/ 27، ورقم (10756) 5/ 356.
() أخرجه مسلم رقم (3006) 4/ 2301 - 2302، والطبراني في الكبير رقم (372) 19/ 165، وفي الأوسط رقم (879) 1/ 270.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/204)
() أخرجه ابن ماجه رقم (2417) 2/ 808، والترمذي رقم (1930) 4/ 326، وأبو داود في حديث طويل رقم (4946) 4/ 287، وابن حبان رقم (5045) 11/ 425، والقضاعي في مسند الشهاب رقم (458) 1/ 281، والهيثمي في موارد الظمئان رقم (1156) 1/ 281، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (4946) 4/ 287، وفي صحيح سنن الترمذي رقم (1930) 4/ 326، وفي صحيح سنن ابن ماجه رقم (2417) 2/ 808، وفي صحيح الجامع رقم (6614).
() أخرجه البخاري رقم (2559) 2/ 963، ورقم (2292) 2/ 853، ومسلم نحوه رقم (1558) 3/ 1192.
() أخرجه الدار قطني في جزء أبي الطاهر رقم (93) ص35.
() أخرجه أحمد رقم (23096) 5/ 360، ابن ماجه رقم (18 24) 2/ 808، وأبو يعلى رقم (251) 1/ 209، والحاكم رقم (2225) 2/ 34 وقال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه، والبيهقي شعب الإيمان رقم (11261) 7/ 538، وابن حجر في المطالب العالية رقم (1453) 7/ 382، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 135وقال: رواه احمد ورجاله رجال الصحيح، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه رقم (18 24) 2/ 808، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (86) 1/ 170، وأخرجه أحمد أيضاً من حديث عمران بن حصين رقم (19991) 7/ 91، والطبراني في الكبير من حديثه رقم (603) 18/ 240.
() أخرجه ابن ماجه رقم (19 24) 2/ 808، وعبد بن حميد رقم (195) 1/ص97، وصححه الألباني في صحيح سنن ابن ماجه رقم (19 24) 2/ 808.
() أخرجه الطبراني في الأوسط رقم (4124) 4/ 254 وقال: لم يرو هذا الحديث عن يعلى بن شداد إلا أيوب بن نهيك تفرد به يحيى بن سلام، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب رقم (1353) 2/ 24، والهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 133وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه يحيى بن سلام الأفريقي وهو ضعيف، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم (913).
() أخرجه ابن كثير في التفسير رقم (173) 1/ 333، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب رقم (1351) 2/ 24 وقال: رواه عبد الله بن أحمد في زوائد المسند، والذهبي في ميزان الاعتدال في نقد الرجال 3/ 143، والعقيلي في الضعفاء 2/ 80، والزرقاني في شرح الموطإ 4/ 440، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 133وقال: رواه عبد الله في المسند وفيه عباس بن الفضل الأنصاري ونسب إلى الكذب، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم (920)، وفي ضعيف الترغيب والترهيب رقم (541)، وفي سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم (2817)، ورقم (5078).
() أخرجه الطبراني في الكبير رقم (899) 1/ 304، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب رقم (1352) 2/ 24، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 134وقال: رواه الطبراني في الكبير من طريق عاصم بن عبيد الله عن أسعد وعاصم ضعيف ولم يدرك أسعد بن زرارة، وصححه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب رقم (912).
() أخرجه أبو داود رقم (3328) 3/ 243، وابن ماجه رقم (2406) 2/ 804، وعبد بن حميد رقم (596) ص205، والطبراني في الكبير رقم (11547) 11/ 218، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (11184) 6/ 74، الحاكم رقم (2228) 2/ 34 وقال: هذا حديث صحيح على شرط البخاري لعمرو بن أبي عمرو والداروردي على شرط مسلم ولم يخرجاه، ورقم (2161) 2/ 13وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه، وصححه الألباني في صحيح سنن أبي داود رقم (3328) 3/ 243، وفي صحيح سنن ابن ماجه رقم (2406) 2/ 804.
() أخرجه أحمد رقم (3017) 1/ 327، وابن كثير في التفسير 1/ 407وقال: انفرد به أحمد وإسناده حسن ليس فيه مجروح ومتنه حسن، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب رقم (1349) 2/ 23، والهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 133وقال: رواه أحمد وفيه عبد الله بن جعوبة السلمي ولم أجد من ترجمه وبقية رجاله رجال الصحيح، وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب رقم (540).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/205)
() أخرجه الطبراني في الكبير رقم (11330) 11/ 151، وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج رقم (102) ص88، وابن كثير في التفسير 1/ 334، وذكره المنذري في الترغيب رقم (1348) 2/ 23، وضعفه الألباني في سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم (5187)، وفي ضعيف الجامع رقم (5490)، وفي ضعيف الترغيب والترهيب رقم (539).
() أخرجه الطبراني في الكبير رقم (214) 19/ 106، وفي الصغير رقم (581) 1/ 349، والإسماعيلي في معجم الشيوخ رقم (404) 3/ 800، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 133وقال: رواه الطبراني في الثلاثة وفيه عبيدة بن معتب وهو متروك.
() أخرجه الطبراني في الكبير رقم (377) 19/ 167، وابن أبي عاصم في الآحاد والمثاني رقم (1918) 3/ 460، وذكره المنذري في الترغيب والترهيب 2/ 23 وقال ورواه الطبراني في الكبير بإسناد حسن، والهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 134 وقال: رواه الطبراني في الكبير وإسناده حسن وضعفه الألباني في ضعيف الترغيب والترهيب رقم (537).
() أخرجه أحمد في المسند رقم (4749) 2/ 23، وعبد بن حميد رقم (826) ص 262، وأبو يعلى رقم (5713) 10/ 78، وابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج رقم (101) ص 88، وابن حجر في المطالب العالية رقم (1454) 7/ 384، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 133 وقال: رواه أحمد وأبو يعلى ورجال أحمد ثقاة، والمنذري في الترغيب والترهيب رقم (1347) 2/ 23، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع رقم (5387)، وفي ضعيف الترغيب والترهيب رقم (538).
() أخرجه في شعب الإيمان رقم (11260) 7/ 537، وأبو نعيم في حلية الأولياء 5/ 130، والخطيب البغدادي في موضح أوهام الجمع والتفريق 1/ 278، وابن قدامة المتحابين في الله ص56.
() أخرجه الطبراني في الأوسط رقم (7920) 8/ 48وقال: لم يرو هذا الحديث عن سعيد المقبري إلا ولده، وابن حجر في الأمالي المطلقة ص 108وقال: هذا حديث غريب أخرجه الطبراني في الأوسط هكذا وابن سعيد المقبري الذي أبهم اسمه عبد الله وهو ضعيف، والأخرق الذي لا صناعة له ولا يقدر أن يتعلم صنعة، وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 4/ 134 وقال: رواه الطبراني في الأوسط وفيه عبد الله بن سعيد بن أبي سعيد المقبري وهو متروك.
() أخرجه ابن أبي الدنيا في قضاء الحوائج رقم (28) ص40.
() أخرجه الطبري في التفسير 3/ 110.
() أخرجه الطبري في التفسير 3/ 110.
() أخرجه ابن أبي حاتم في تفسيره رقم (2943) 2/ 553، وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/ 113.
() أخرجه الطبري في التفسير 3/ 110.
() أخرجه الطبري في التفسير 3/ 110.
() أخرجه الطبري في التفسير 3/ 112.
() أخرجه الطبري في التفسير 3/ 112، وذكره السيوطي في الدر المنثور 2/ 113.
() أخرجه الطبري في التفسير 3/ 112 - 113.
() جامع العلوم والحكم لابن رجب 1/ 339 – 340.
() تفسير الثعالبي 1/ 227 – 228.
() فتح الباري شرح صحيح البخاري 4/ 309.
() تفسير ابن كثير 1/ 332 – 335.
() تفسير القرطبي 3/ 371 – 375.
() التفسير الكبير للرازي 7/ 88 - 92.
() فتح الباري شرح صحيح البخاري 4/ 309.(80/206)
كم يقوم صداقه صلى الله عليه وسلم لأزواجه الآن؟
ـ[ياسر30]ــــــــ[28 - 06 - 07, 03:33 م]ـ
الإخوة الفاضل
عن عائشة رضى الله عنها أنها سئلت: كم كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قالت كان صداقه لأزواجه ثنتي عشرة أوقية ونشا قالت أتدري ما النش؟ قال قلت نصف أوقية قتلك خمسمائة درهم فهذا صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه.
فكم تقوم الأوقية وكذا الدرهم حتى يتم حساب صداقه صلى الله عليه وسلم لأزواجه الآن.
وهل يقاس ذلك على المهور الحالية، فى ظل هذه الزيادة الكبيرة؟
ـ[أم البراء]ــــــــ[29 - 06 - 07, 02:32 ص]ـ
ذكر لنا الدكتور إبراهيم التويجري استاذ الحديث بجامعة الإمام محمد بن سعود ان ذلك يقدر بـ 28 الف ريال الى 30 الف ريال سعودي.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 02:49 ص]ـ
ذكر لنا الدكتور إبراهيم التويجري استاذ الحديث بجامعة الإمام محمد بن سعود ان ذلك يقدر بـ 28 الف ريال الى 30 الف ريال سعودي.
هذا كثير جدا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 02:50 ص]ـ
ما أقل المهر؟ وكم مهور أمهات المؤمنين بالعملة الحالية؟
سؤال:
ما أقل المهر؟ وكم مهور أمهات المؤمنين بالعملة الحالية؟.
الجواب:
الحمد لله
جاء تبيين أقل المهر فيما رواه مسلم في الصحيح رقم (1425) عن سهل بن سعد الساعدي قال جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت يا رسول الله جئت أهب لك نفسي فنظر إليها رسول الله صلى الله عليه وسلم فصعّد النظر فيها وصوّبه ثم طأطأ رسول الله صلى الله عليه وسلم فلما رأت المرأة أنه لم يقض فيها شيئاً جلست فقام رجل من الصحابة فقال: يا رسول إن لم يكن لك بها حاجة فزوجنيها فقال: فهل عند من شيء. فقال: لا والله يا رسول فقال اذهب إلى أهلك فانظر هل تجد شيئا فذهب ثم رجع فقال: لا والله ما وجدت شيئاً ثم رجع. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر ولو خاتما من حديد فهب ثم رجع فقال: لا والله يا رسول الله ولا خاتماً من حديد ولكن هذا إزاري فلها نصفه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما تصنع بإزارك إن لبسته لم يكن عليها منه شيء فجلس الرجل حتى إذا طال مجلسه قام فرآه رسول الله صلى الله عليه وسلم موليً فأمر به فدعي فلما جاء قال ماذا معك من القرآن. قال: معي سورة كذا وسورة وكذا فقال تقرؤهن عن ظهر قلبك قال: نعم قال اذهب فقد ملكتها بما معك من القرآن.
وفي هذا الحديث أنه يجوز أن يكون الصداق قليلاً وكثيراً مما يُتمول إذا تراضى به الزوجان لأن خاتم الحديد في نهايةٍ من القلة، وهذا مذهب الشافعي وهذا مذهب جماهير العلماء من السلف والخلف وبه قال ربيعة وأبو الزناد وابن أبي ذئب ويحي بن سعيد والليث بن سعد والثوري والأوزاعي ومسلم بن خالد وابن أبي ليلي وداود وفقهاء أهل الحديث وابن وهب من أصحاب مالك. وهو مذهب كافة الحجازيين والبصريين الكوفيين والشاميين وغيرهم أنه يجوز ما تراضى به الزوجان من قليل وكثير كالسوط والنعل وخاتم الحديد ونحوه.
وأما بالنسبة للسؤال عن مهور أمهات المؤمنين.
فقد روى مسلم في "الصحيح " رقم (1426) عن أبي سلمة بن عبد الرحمن أنه قال: سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم كما كان صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم. قالت: كان صداق لأزواجه ثنتي عشرة أوقية ونشّاً. قال أتدري ما النَّشُّ. قال قلت لا قالت: نصف أوقية: فتلك خمس مائة درهم فهذا صداق رسول الله صلى الله عليه وسلم لأزواجه.
قال العلامة ابن خلدون:
فاعلم أن الإجماع منعقد منذ صدر الإسلام وعهد الصحابة والتابعين: أن الدرهم الشرعي هو الذي تزن العشرة منه سبعة مثاقيل من الذهب، والأوقيَّة منه: أربعين درهماً، وهو على هذا سبعة أعشار الدينار .. .. وهذه المقادير كلها ثابتة بالإجماع.
" مقدمة ابن خلدون " (ص 263).
وعلى هذا:
فوزن الدرهم بالجرامات = 2.975 جراماً.
فيكون مهر أزواج الرسول صلى الله عليه وسلم = 500×2.975 = 1487.5 جراماً من الفضة.
وحيث إن سعر جرام الفضة الخالص بدون مصنعية حاليا حوالي 1 ريال فيكون المهر
بالريال = 1487.5ريالاً تقريباً.
وبالدولار = 396.7 تقريباً.
والله أعلم.
الشيخ محمد صالح المنجد
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=3119&ln=ara&txt= ثنتي عشرة أوقية
ـ[محمد العبد]ــــــــ[29 - 06 - 07, 05:43 ص]ـ
جزاك الله خيرا شيخ إحسان على هذه الفائدة الجميلة.
ـ[ياسر30]ــــــــ[30 - 06 - 07, 09:49 ص]ـ
أفادكم الله يا شيخ إحسان
وهل يمكن تقويمه بالذهب؟
فنقول
إذا كان 10 دراهم = 7 مثاقيل ذهب
فيكون المهر = 50 * 7 =350 مثقالا
فكم يساوى مثقال الذهب؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 01:39 م]ـ
جزاكما الله خيرا
والفائدة السابقة كان للشيخ أبي خالد السلمي يد فيها
فانظر أخي ياسر جواب سؤالك وتعليق الشيخ السلمي هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=7108&highlight=%C7%E1%CF%D1%E5%E3+%C7%E1%E4%C8%E6%ED
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/207)
ـ[أم البراء]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:59 ص]ـ
يا شيخ احسان بارك الله فيكم هل انت متأكد عن سعر جرام الفضة 1 ريال؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 06:51 ص]ـ
((والغالب في سعر جرام الفضة أنه يساوي ريالاً سعودياً))
http://www.wailiat.com/vb/showthread.php?t=1101
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 06:52 ص]ـ
((والغالب في سعر جرام الفضة أنه يساوي ريالاً سعودياً))
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=449
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 06:54 ص]ـ
((28 - ديسمبر - 2002
أسعار الذهب والفضة في الأسواق الإماراتية
أبوظبي - أعلن بنك أبوظبي الوطني أن سعر جرام الذهب في أسواق الامارات بلغ اليوم 42 درهما و15 فلساً، كما بلغ سعر الاونصة 1311 درهما و8 فلوس فيما بلغ سعر جرام الفضة 60 فلساً.))
http://nwapp.albahhar.net.ae/pls/news/APLayout.Article?p_New_ID=899237
ـ[أم البراء]ــــــــ[01 - 07 - 07, 08:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 09:17 ص]ـ
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 04:10 م]ـ
بسم الله والحمد لله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الشيخ إحسان وبقية الإخوة أحب أن أوضح أن بعض أهل العلم لا يحسبون صداق أزواج النبي صلى الله عليه وسلم وبناته
كما حسبها الشيخ المنجد وغيره.
بل ينظرون إلى القيمة الشرائية للعملة المتداولة،ويخصون هذا بالصداق دون نصاب الزكاة و القطع.
فالشاة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم كانت بدينار أو نصف دينار
كما في حديث عروة بن أبي الجعد البارقي، أي بين 6 و 12 درهما.
لأن الدينار النبوي = 12 درهم.
وصداق أزوجه = 500 درهم.
فالخمسمائة درهم - صداق أزواجه - تستطيع أن تشتري بها قرابة إحدى وأربعين شاة.
و قد يكون متوسط قيمة الشاة الآن - في بلدنا -: 500 ريال سعودي.
500 × 41 = 20500 ريال سعودي.
فقوة الدرهم الشرائية = 41 ريالاً الآن.
وليست هذه دعوة للمغالاة في المهور بل لا شك أن تيسير أمر الشاب في المهر وتكاليف الزواج
أولى من محاولة التكلف والتمسك بصداق أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فينظر في المهر إلى حال الزوج والزوجة.
ففي الترمذي:
أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى عَلَى عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ عَوْفٍ أَثَرَ صُفْرَةٍ فَقَالَ مَا هَذَا فَقَالَ إِنِّي تَزَوَّجْتُ امْرَأَةً عَلَى وَزْنِ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ فَقَالَ بَارَكَ اللَّهُ لَكَ أَوْلِمْ وَلَوْ بِشَاةٍ
قَالَ وَفِي الْبَاب عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ وَعَائِشَةَ وَجَابِرٍ وَزُهَيْرِ بْنِ عُثْمَانَ قَالَ أَبُو عِيسَى حَدِيثُ أَنَسٍ حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ و قَالَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَزْنُ نَوَاةٍ مِنْ ذَهَبٍ وَزْنُ ثَلَاثَةِ دَرَاهِمَ وَثُلُثٍ و قَالَ إِسْحَقُ هُوَ وَزْنُ خَمْسَةِ دَرَاهِمَ وَثُلُثٍ.
فعلى طريقة الحساب المذكور تقارب 250 ريال سعودي.
وعلى طريقة الحساب بالوزن 5 ريال فقط.
وفي مسلم:
قَالَ ((عَلَى كَمْ تَزَوَّجْتَهَا)) قَالَ عَلَى أَرْبَعِ أَوَاقٍ فَقَالَ لَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ((أَرْبَعِ أَوَاقٍ كَأَنَّمَا تَنْحِتُونَ الْفِضَّةَ مِنْ عُرْضِ هَذَا الْجَبَلِ)).
فأنكر عليه الصداق بأربع أواق.
والأوقية = 40 درهماً
فعل الحساب المذكور الأربع أواق = 6560 ريالاً
وعلى الحساب بالوزن = 40 ريالآ
هذا أنكره النبي صلى الله عليه وسلم، فتخفيف المهر وتيسيره أولى وأكثر بركة من المغالاة ولو كان المغالي المتشدد يزعم موافقة السنة.
إن يكن ما كتبته صواباً فمن الله، وإن يكن خطأ فمن نفسي والشيطان وأستغفر الله،والله أعلم.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 05:10 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل
الذهب والفضة معدنان ثابتان في نفسيهما وتتغير الأشياء مقابلهما لا أنهما يتغيران
ثم
سعر الشاة في السعودية حوالي 500 ريال بينما في دول آسيوية وأفريقية حوالي 50 ريالاً! وما يقاربه، فكيف نفعل؟
فكل دولة لها قوة شرائية
لذا فحساب ذلك بالذهب والفضة هو الذي يضبط الأمر
ومن التزم بمؤخر صداق بعملة معينة فيلزم بأدائها زادت العملة أم نقصت، تغيرت القوة الشرائية أو لم تتغير، وأما إن كان المؤخر ذهبا أو فضة فيؤدي ذلك بحسب المتفق عليه
وجزاك الله خيرا على مشاركتك
وهذا للنقاش
والله أعلم
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 03:07 ص]ـ
بسم الله،والحمد لله.
جزاك الله خيراً يا شيخ إحسان.
وأحب أن أوضح أن جواب السؤال - وهو تقويم الصداق بالنقد الحالي - هو قريب مما ذكرتَ.
ولكن لمَّا استكثرتَ الثلاثين ألفاً، بيَّنتُ أن من أهل العلم من لاينظر إلى التقويم فقط.
بل ينظر إلى حال الناس أيضاً ومعيشتهم في ذلك الزمن.
فمن لازم هذا القول أن يكون الصداق في المجتمع الذي تقارب قيمة الشاة فيه 50 ريالا: 2050 ريالاً.
وهكذا بحسب حال الناس ومعيشتهم.
ويُشكل على هذا القول - كماهو ظاهر - عدم الانضباط، ومخالفة بقية المسائل التي تشبه أو تقارب هذه المسألة، كنصاب الزكاة، ونصاب القطع.
والصداق محل توسعة فلا يضيق فيه، ويختلف بحسب حال الزوجين يساراً وفقراً.
والله أعلم
وأريد طرح سؤال - إن سمح لي أخي كاتب الموضوع -: هل يعتبر الالتزام بصداق النبي صلى الله عليه وسلم من المستحبات التي يؤجر المسلم على فعلها؟
فائدة: صداق بنات النبي صلى الله عليه وسلم 400 درهم وصداق زوجاته 500 درهم.
فأخذ الأقل لبناته، وأعطى الأكثر لزوجاته وهذا من سماحته صلى الله عليه وسلم. (أفادها ابن قاسم في حاشيته على الروض المربع 6/ 363).(80/208)
أود استشارتكم في موضوع يهمني فلا تبخلوا علي بارك الله فيكم
ـ[أبو أيوب المكي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 06:30 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه إلى يوم الدين أما بعد
فإن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قد قال (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضا)
فلهاذا أود إستشارتكم في موضوع يهمني وأهل بيتي كثيراً
ألا وهو أن لنا أخت قد طلقت من زوجها قبل أحدعشر عاماً ولها منه ولد وهي حامل
ثم ولدت بنتاً عندنا
أما الولد فقد أخذه والد زوجها بالقوة وقد اعتاد عليهم الولد وأصبح لا يريد إلا هم
ثم اتفق والدي معهم بعد أن ولدت البنت بأن يكون الولد عندهم أما البنت فتكون عندنا لمدة12 سنة
ثم يأخذها أبوها
والآن جاء موعد أخذها
وأبوها رجل فاسق صاحب غناء ودش ومعاصي
ونحن خائفون على دين البنت في مقتبل عمرها أن يضيع في تلك البيئة المليئة بالمنكرات
فما هو حكم الشرع في مثل هذه القضية
ومتى يكون لنا حق حضانتها
أشيروا علي يا أحبه لا حرمكم الله الأجر
آمين.
ـ[البتيري]ــــــــ[28 - 06 - 07, 06:50 م]ـ
حاول جاهدا ان تبقي الفتاة عند والدتها واخوالها (الذين احسبهم ملتزمين)
أو لما صارت فتاة على محك المراهقة تريد ان ترسلها لاب فاسق؟؟
واعذرني ان ذكرته بما يحزنك.
والله اعلم
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[28 - 06 - 07, 11:03 م]ـ
الاحق بالحضانة الام مالم تتزوج هذا في الطفل والمعتوه واذا اصبح الطفل ياكل ويشرب ويقوم باموره بنفسه وفي المذهب بلو غ 7 سنين يخير بين ابو يه ان كانا من اهل الحضانة وقال ابن قدامة انه اجماع من الصحابة رضي الله عنهم ,
اما ماذكرت من فسق والدها ففسوقه يخرجه من اهل الحضانه فلا حضانه له وهذا مذهب احمد وقو ل عطاء والتوري واصحاب الراي والشافعي.
ـ[أبو أيوب المكي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 07:53 ص]ـ
البتيري
وفقك الله لما يحب ويرضى, آمين.
هذا مانريدة, ولكن كيف؟
سعود العامري بارك الله فيك وجزاك خير الجزاء على التوضيح
ولكن كيف نثبت فسقه للمحكمة؟
وهل محاكمنا تحكم بالمذهب أم بماذا؟
ـ[أبو أيوب المكي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 07:32 م]ـ
أين أنتم بارك الله فيكم؟
ـ[البتيري]ــــــــ[03 - 07 - 07, 01:05 م]ـ
لا ادري كيف افيدك اخي المكي
ولكن كما قال اخونا العامري:
بلو غ 7 سنين يخير بين ابو يه
فان كانت المحكمة تاخذ بذلك، فبها ونعمت، واظن فتاتكم ستختار امها ان شاء الله ..
اما ان لم تكن المحكمة كذلك.
فعليك استشارة القاضي، وبيان الوضع له كاملا.
او محاولة التوسط، وابحث عمن "يمون" على خصمكم في مسالة ابقاء الفتاة عندكم.
وقبل ذلك وبعده
استعن بالله العلي العظيم الذي لا يخيب من دعاه.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 07, 02:49 م]ـ
الحضانة تكون للأصلح من الأب أو الأم كما ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم
قال شيخ الإسلام:فلو قدرنا أن الأب ديوث لا يصونه والأم تصونه لم نلتفت الى اختار الصبى فإنه ضعيف العقل قد يختار أحدهما لكونه يوافق هواه الفاسد ويكون الصبى قصده الفجور ومعاشرة الفجار وترك ما ينفعه من العلم والدين والأدب والصناعة فيختار من أبويه من يحصل له معه ما يهواه والآخر قد يرده ويصلحه ومتى كان الأمر كذلك فلا ريب أنه لا يمكن من يفسد معه حاله لا يأمره كان عند الذى يأمره بذلك دون الآخر لأن ذلك الآمر له هو المطيع لله ورسوله فى تربيته والآخر عاص لله ورسوله فلا نقدم من يعصى الله فيه على من يطع الله فيه بل يجب اذا كان أحد الأبوين يفعل معه ما أمر الله به ورسوله ويترك ما حرم الله ورسوله والآخر لا يفعل معه الواجب أو يفعل معه الحرام قدم من يفعل الواجب ولو اختار الصبى غيره بل ذلك العاصى لاولاية له عليه بحال بل كل من لم يقم بالواجب فى ولايته فلا ولاية له عليه بل إما ترفع يده عن الولاية ويقام من يفعل الواجب وإما أن نضم اليه من يقوم معه بالواجب فإذا كان مع حصوله عند أحد الأبوين لا تحصل طاعة الله ورسوله فى حقه ومع حصوله عند الآخر تحصل قدم الأول قطعا
وليس هذا الحق من جنس الميراث الذى يحصل بالرحم والنكاح والولاية ان كان الوارث حاجزا أو عاجزا بل هو من جنس الولاية ولاية النكاح والمال التى لابد فيها من القدرة على الواجب وفعله بحسب الامكان واذا قدر أن الأب تزوج ضرة وهى تترك عند ضرة أمها لا تعمل مصلحتها بل تؤذيها أو تقصر فى مصلحتها وأمها تعمل مصاحتها ولا تؤذيها فالحضانة هنا للأم ولو قدر أن التخيير مشروع وانها اختارت الأم فكيف اذا لم يكن كذلك
ومما ينبغى أن يعلم أن الشارع ليس له نص عام فى تقديم أحد الأبوين مطلقا ولا تخيير أحد الأبوين مطلقا والعلماء متفقون على أنه لا يتعين أحدهما مطلقا بل مع العدوان والتفريط لا يقدم من يكون كذلك على البر العادل المحسن القائم بالواجب والله أعلم
مجموع الفتاوى (34|132)
ونصيحتي لكم أن تكثروا من الدعاء فهو نافع جدا وخصوصا في مثل هذه الأمور
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/209)
ـ[أبو أيوب المكي]ــــــــ[06 - 07 - 07, 12:09 ص]ـ
البتيري
عبد الباسط بن يوسف الغريب
أسأل الله أن يجزيكم خير الجزاء
آمين
سؤالي الآن:
ماهو المعتمد في محاكمنا في هذه المسألة؟
بأي قول يحكمون؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[06 - 07 - 07, 01:28 ص]ـ
أذهب إلى المحكمة وأسألهم بماذا يحكمون؟
وسيحكم إن شاء الله لكم(80/210)
هل من اختيارات ابن القيم أن الحج على الفور؟
ـ[ابا الوليد النجدي]ــــــــ[28 - 06 - 07, 07:01 م]ـ
هل من اختيارات ابن القيم أن الحج على الفور؟ وبأي كتبه صرح بذلك.
أفيدونا وفقكم الله لما يحب ويرضا،،،،،
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[29 - 06 - 07, 03:56 م]ـ
قال ابن القيم في الزاد (3|518):وفي هذه القصة دليل على أن يوم الحج الأكبر يوم النحر واختلف فى حجة الصديق هذه هل هي التي أسقطت الفرض أو المسقطة هي حجة الوداع مع النبي صلى الله عليه وسلم؟ على قولين: أصحهما: الثاني والقولان مبنيان على أصلين أحدهما: هل كان الحج فرض قبل عام حجة الوداع أم لا؟ والثاني: هل كانت حجة الصديق رضي الله عنه في ذي الحجة أو وقعت في ذي القعدة من أجل النسيء الذي كان الجاهلية يؤخرون له الأشهر ويقدمونها؟ على قولين والثاني: قول مجاهد وغيره وعلى هذا فلم يؤخر النبي صلى الله عليه وسلم الحج بعد فرضه عاما واحدا بل بادر إلى الامتثال في العام الذي فرض فيه وهذا هو اللائق بهديه وحاله صلى الله عليه وسلم وليس بيد من ادعى تقدم فرض الحج سنة ست أو سبع أو ثمان أو تسع دليل واحد وغاية ما احتج به من قال: فرض سنة ست قوله تعالى: {وأتموا الحج والعمرة لله} (البقرة: 196) وهي قد نزلت بالحديبية سنة ست وهذا ليس فيه ابتداء فرض الحج وإنما فيه الأمر بإتمامه إذا شرع فيه فأين هذا من وجوب ابتدائه وآية فرض الحج وهي قوله تعالى: {ولله على الناس حج البيت من استطاع إليه سبيلا} (آل عمران: 97) نزلت عام الوفود أواخر سنة تسع.(80/211)
إلى العلماء والمشائخ وطلاب العلم أريد تعليقا أو توضيحا شافيا كافيا لكلام السرخسي
ـ[أبو مسلم خالد]ــــــــ[28 - 06 - 07, 10:14 م]ـ
وبالتحديد معنى بسيطا واضحا لقول أبي حنيفة: سهم الدور ساقط.
المبسوط للإمام السرخسي (باب الخلع) (8/ 149):
(قَالَ):وَإِذَا تَزَوَّجَ الْمَرِيضُ امْرَأَةً مَرِيضَةً عَلَى أَلْفِ دِرْهَمٍ وَدَفَعَهَا إلَيْهَا، وَلَا مَالَ لَهُ غَيْرُهَا، وَمَهْرُ مِثْلِهَا مِائَةُ دِرْهَمٍ فَاخْتَلَعَتْ بِهَا مِنْهُ قَبْلَ أَنْ يَدْخُلَ بِهَا، ثُمَّ مَاتَتْ مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ، وَلَا مَالَ لَهَا غَيْرُهَا، ثُمَّ مَاتَ الزَّوْجُ بَعْدَهَا مِنْ ذَلِكَ الْمَرَضِ، فَلِوَرَثَةِ الْمَرْأَةِ مِنْ هَذِهِ الْأَلْفِ مِائَتَا دِرْهَمٍ وَخَمْسَةُ وَسَبْعُونَ دِرْهَمًا، وَلِوَرَثَةِ الزَّوْجِ سَبْعُمِائَةٍ وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ دِرْهَمًا.
وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ تَنْبَنِي عَلَى أُصُولٍ:
أَحَدُهَا أَنَّ الْمَرِيضَ إذَا تَزَوَّجَ امْرَأَةً عَلَى أَكْثَرَ مِنْ صَدَاقِ مِثْلِهَا، فَالزِّيَادَةُ عَلَى صَدَاقِ الْمِثْلِ بِمَنْزِلَةِ الْوَصِيَّةِ فِي الِاعْتِبَارِ مِنْ الثُّلُثِ، وَمِقْدَارُ صَدَاقِ مِثْلِهَا لَا يُعْتَبَرُ مِنْ الثُّلُثِ،
وَالثَّانِي أَنَّ الْمَرِيضَةَ إذَا اخْتَلَعَتْ مِنْ زَوْجِهَا بِمَالٍ يَكُونُ مُعْتَبَرًا مِنْ ثُلُثِ مَالِهَا، وَالثَّالِثُ أَنَّ الطَّلَاقَ قَبْلَ الدُّخُولِ يُسْقِطُ نِصْفَ الصَّدَاقِ عَنْ الزَّوْجِ شَرْعًا، ثُمَّ وَجْهُ تَخْرِيجِ الْمَسْأَلَةِ أَنَّ فِي مِقْدَارِ مَهْرِ مِثْلِهَا، وَهُوَ الْمِائَةُ لَا وَصِيَّةَ مِنْ الزَّوْجِ لَهَا، وَقَدْ عَادَ بِالطَّلَاقِ قَبْلَ الدُّخُولِ نِصْفُهُ إلَيْهِ بَقِيَ لَهَا خَمْسُونَ، وَقَدْ أَوْصَتْ بِذَلِكَ لِلزَّوْجِ حِينَ اخْتَلَعَتْ مِنْهُ بِهِ، فَإِنَّمَا يُسَلَّمُ لِلزَّوْجِ ثُلُثُ ذَلِكَ، وَهُوَ سِتَّةَ عَشَرَ وَثُلُثَانِ، فَيَكُونُ حَاصِلُ مَالِ الزَّوْجِ تِسْعَمِائَةٍ وَسِتَّةً وَسِتِّينَ وَثُلُثَيْنِ، وَقَدْ حَابَاهَا بِأَرْبَعِمِائَةٍ وَخَمْسِينَ فِي أَصْلِ النِّكَاحِ؛ لِأَنَّ الْمُحَابَاةَ كَانَتْ تِسْعَمِائَةٍ، وَلَكِنْ بِالطَّلَاقِ قَبْلَ الدُّخُولِ عَادَ إلَى الزَّوْجِ نِصْفُهَا فَبَقِيَتْ الْمُحَابَاةُ بِأَرْبَعِمِائَةٍ وَخَمْسِينَ، وَذَلِكَ أَكْثَرُ مِنْ ثُلُثِ مَالِهِ، فَتُعْتَبَرُ مُحَابَاتُهُ مِنْ الثُّلُثِ، فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُسَلَّمَ لَهَا ثُلُثُ هَذَا الْمِقْدَارِ إلَّا أَنَّهُ قَالَ: إنَّهُ تَنْفُذُ وَصِيَّتُهُ فِي ثَلَاثَةِ أَثْمَانِ هَذَا الْمِقْدَارِ؛ لِأَنَّا لَوْ نَفَّذْنَا فِي ثُلُثِهَا رَجَعَ ثُلُثُ ذَلِكَ إلَى وَرَثَةِ الزَّوْجِ بِالْخُلْعِ، فَيَزْدَادُ مَالُهُمْ وَتَجِبُ الزِّيَادَةُ فِي تَنْفِيذِ الْوَصِيَّةِ لَهَا بِحَسْبِهِ، فَلَا يَزَالُ يَدُورُ هَكَذَا فَلِقَطْعِ الدَّوْرِ قَالَ: تَنْفُذُ وَصِيَّتُهُ فِي ثَلَاثَةِ أَثْمَانِهِ.
وَطَرِيقُ مَعْرِفَةِ ذَلِكَ بِالسِّهَامِ أَنَّك تَحْتَاجُ إلَى مَالٍ يَنْقَسِمُ ثُلُثُهُ أَثْلَاثًا، وَأَقَلُّ ذَلِكَ تِسْعَةٌ، فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ يُجْعَلَ مَالُ الزَّوْجِ عَلَى تِسْعَةِ أَسْهُمٍ، وَتَنْفُذُ وَصِيَّتُهُ فِي ثُلُثِهِ إلَّا أَنَّ سَهْمًا مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ يَعُودُ إلَى الْوَرَثَةِ بِالْخُلْعِ وَصِيَّةً مِنْهَا لَهُ، فَيَصِيرُ فِي يَدِ وَرَثَةِ الزَّوْجِ سَبْعَةُ أَسْهُمٍ وَحَاجَتُهُمْ إلَى سِتَّةٍ، وَهَذَا السَّهْمُ الزَّائِدُ هُوَ الدَّائِرُ الَّذِي يَسْعَى إلَى الْفَسَادِ، فَالسَّبِيلُ طَرْحُ هَذَا السَّهْمِ مِنْ قِبَلِ مَنْ خَرَجَ الدَّوْرُ مِنْ قِبَلِهِ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْلِ أَبِي حَنِيفَةَ: سَهْمُ الدَّوْرِ سَاقِطٌ، وَإِنَّمَا ظَهَرَ هَذَا الدَّوْرُ مِنْ جَانِبِ الْوَرَثَةِ بِزِيَادَةِ حَقِّهِمْ، فَنَطْرَحُ مِنْ أَصْلِ حَقِّهِمْ سَهْمًا، فَيَبْقَى حَقُّهُمْ فِي خَمْسَةٍ، وَحَقُّ الْمَرْأَةِ فِي ثَلَاثَةٍ فَيَكُونُ ثَمَانِيَةً؛ فَلِهَذَا جَعَلْنَا مَالَ الزَّوْجِ عَلَى ثَمَانِيَةٍ، ثُمَّ نَفَّذْنَا وَصِيَّتَهُ لَهَا فِي ثَلَاثَةٍ، وَيَعُودُ سَهْمٌ مِنْ هَذِهِ الثَّلَاثَةِ إلَى وَرَثَتِهِ بِالْخُلْعِ فَيَصِلُ لِلْوَرَثَةِ سِتَّةٌ، وَقَدْ نَفَّذْنَا الْوَصِيَّةَ فِي ثُلُثِهِ، فَيَسْتَقِيمُ الثُّلُثُ وَالثُّلُثَانِ، ثُمَّ وَجْهُ التَّخْرِيجِ مِنْ حَيْثُ الدَّرَاهِمِ أَنَّ مَالَ الزَّوْجِ تِسْعُمِائَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ وَثُلُثَانِ، فَإِذَا قَسَّمْتَ ذَلِكَ أَثْمَانًا، فَكُلُّ ثُمُنٍ مِنْ ذَلِكَ مِائَةٌ وَعِشْرُونَ وَخَمْسَةُ أَسْدَاسٍ، فَثَلَاثَةُ أَثْمَانِهِ تَكُونُ ثَلَثَمِائَةٍ وَاثْنَيْنِ وَسِتِّينَ وَنِصْفًا تَنْفُذُ الْوَصِيَّةُ فِي الِابْتِدَاءِ فِي هَذَا الْمِقْدَارِ يَبْقَى لِلْوَرَثَةِ سِتُّمِائَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَسُدُسٌ، ثُمَّ يَعُودُ إلَيْهِمْ مِنْ جِهَتِهَا مِائَةٌ وَعِشْرُونَ وَخَمْسَةُ أَسْدَاسٍ، فَيَكُونُ جُمْلَةُ ذَلِكَ سَبْعَمِائَةٍ وَخَمْسَةً وَعِشْرِينَ، وَقَدْ نَفَّذْنَا الْوَصِيَّةَ فِي ثَلَثِمِائَةٍ وَاثْنَيْنِ وَسِتِّينَ وَنِصْفٍ، فَيَسْتَقِيمُ الثُّلُثُ وَالثُّلُثَانِ، وَحَصَلَ لِوَرَثَةِ الْمَرْأَةِ فِي الِابْتِدَاءِ ثَلَاثَةٌ وَثَلَاثُونَ وَثُلُثٌ، وَبِالْوَصِيَّةِ مِائَتَانِ وَاحِدٌ وَأَرْبَعُونَ وَثُلُثَانِ، فَيَكُونُ جُمْلَةُ ذَلِكَ مِائَتَيْنِ وَخَمْسَةً وَسَبْعِينَ، فَاسْتَقَامَ التَّخْرِيجُ، وَهَذِهِ الْمَسْأَلَةُ بِأَخَوَاتِهَا تَعُودُ فِي كِتَابِ الْعِتْقِ فِي الْمَرَضِ، فَيُؤَخَّرُ تَخْرِيجُ سَائِرِ الطُّرُقِ إلَى ذَلِكَ الْمَوْضِعِ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/212)
ـ[أبو مسلم خالد]ــــــــ[30 - 06 - 07, 09:02 ص]ـ
لا أحد يرد، نعم شرح كتاب العدة مرات كثيرة، ومنار السبيل أكثر، لكن أين شروح الفقهاء الثلاثة الشافعي ومالك وأبو حنيفة.(80/213)
أول من استخدم الصقور في الصيد ... وهواية القن
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 06 - 07, 10:24 م]ـ
الإخوة الأكارم /
تأملتُ في حال بعض المهتمين بهواية الصيد والقنص ..... وأعني بهم من يسمّون بـ:
الصقّارين
.... ثم خطر في بالي .... ما بسببه كُتب هذا الموضوع ..... وهو:
هل ورد عن أحد من الصحابة أو السلف الصالح أنه كان صقّارا .... أو راغبا في هواية القنص؟.
ومن أول من قام باستخدام الصقور في الصيد؟.
فبحثتُ بين ثنايا صفحات المنتديات ..... فوجدت ما ستقرأونه أدناه ..... ولا غني لي عن إضافتكم، وتوجيهاتكم.
وقبل الدخول فيما وجد ... أعرض لوصف يسير لحالهم:
الصقّارون: رجالٌ يستهويهم الجلوس مع الصقور، وتربيتها، ورعايتها، واستخدامها في الصيد.
ولقد وضعت لهذه الصقور المجالس، وفصلت لها المقاعد الخاصة في البيوت، والسيارات، بل تصدرت المجالس قبل الرجال!!.
بل امتد عشق هذه الهواية إلى أن أصدرت لها المجلات، وصُنفت فيها الكتب، وخصصت بعض القنوات الفضائية البرامج المتعددة لها، ووضعت لها عيادات متخصصة لرعايتها الطبية والصحية!!.
وانتشرت هذه الهواية حتى سمّاها بعضهم هواية الملوك والكبراء.
يقول المنقول عنه:
لقد عرف العرب منذ القدم من خلال احتكاكهم بالحضارات والأمم السابقة التي لها حدود أو تواصل بالعرب من الفرس والروم، حيث انفتح العرب عليهم في جاهليتهم، وإسلامهم، وتأثروا بهم، وأثروا فيهم في العديد من المجالات، واقتبسوا منهم الكثير من العادات، ومظاهر الحضارة، ووسائل الترف، وكان من جملة ما أخذوه عنهم معارف الصيد ووسائله وآدابه.
والصيد عند العرب في الجاهلية لم يكن وسيلة من وسائل الرزق فحسب وإنما كان تسلية وترفيها ورياضة ومن متع النفس.
وكان العرب في الجاهلية يعلون من شأن القنص ويمتدح الرجل بأكله من صيد يده، ويعتبر ذلك علامة على قناعته، وعلى زهده مما في أيدي الناس.
واهتمام العربي بحياة الحيوان له جذور لغوية وعملية فمعنى القنص كما ورد في: (لسان العرب)
قنص: قنص الصيد يقنصه قنصا , وتقنصه يعني تصيده والقنص والقنيص ما أقنص , والقنيص الصائد والمصيد أيضا.
فمعنى الصيد في لغة العرب يفيد أخذ الحيوان وصيده.
وكلمة الصيد تطلق على صيد البر والبحر.
وكلمة القنص قد تفيد معنى صيد البر وحدة.
يقول الشاعر أمرؤ القيس:
رب رام من بني ثعل ... متلج كفيه في قره
فهو لاتنمنى رميته ... ماله لاعد من نقره
مطعم للصيد ليس له ... غيرها كسب على كبره
وكان العرب منهم يعود إلى أهله حاملا معه صيده , ويجد في ذلك مجالا للفخر.
وقد جاء في مقدمة ابن خلدون: عن ميزانية بغداد قبل ألف ومائة سنة: أن البزاة والصقور، ضمن موارد الميزانية التي تجبيها الدولة، من الجزيرة وما يليها من أعمال الفرات، ومن نفقات بيت المال أيضاً، ما يصرف يومياً على أصحاب الصيد من الصّقّارين والبازياريين، وعلى طعام وعلاج الجوارح.
والباحث في تاريخ العرب يجد أن الصيد لم يقتصر على الفقراء، وإنما مارسه الأغنياء والفقراء على السواء وأولع به السادة.
ويحكى أن عدي بن حاتم الطائي رضي الله عنه كان قناصا مولعا بالصيد، وصاحب كلاب وجوارح وجاء يسأل الرسول عليه السلام عن أمر الصيد، فيقول سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: إنا قوم نتصيد بهذه الكلاب؟.
فقال الرسول صلى الله عليه وسلم: (وإذا أرسلت كلبك المعلم فوجدت معه كلباً آخر فلا تأكل، فإنك إنما سميت على كلبك ولم تسم على غيره))، وفي رواية: ((إذا أرسلت كلبك المعلم فاذكر اسم الله، فإن وجدت مع كلبك كلباً غيره وقد قتل فلا تأكل، فإنك لا تدري أيهما قتله)). متفق عليه.
كما أن حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم كان صاحب صقور ومولعا بالصيد , فقد جاء في السيره: أن حمزة عبدالمطلب كان صاحب قنص.
وقد اجمع الدارسون والباحثون أن أول من صاد بالصقر هو الحارث بن معاوية بن ثور بن كندة.
وقصته في ذلك:
(أنه وقف يوما عند صياد ينصب شبكةً للعصافير، فأنقض صقر على عصفور علق في الشبكة وأخذ يأكله .. وما لبث أن علق جناحاه بها ..
والحارث ينظر إليه ويعجب من فعله .. فأمر به .. فحمل إليه ووضع في بيت، وأوكل به من يطعمه ويعلمه الصيد .. فصار يحمله على يده.
وذات يوم وهو سائر رأى الصقر حمامة فطار عن يده إليها وأخذها، وأكلها .. فأمر الحارث عند ذلك. بتدريبه وتهذيبه والصيد به.
وبينما هو يسير يوما لاحت له أرنب فطار الصقر إليه وأخذها، فلما رآه يصيد الأرنب ويطير أزداد به إعجابا) أ. هـ.
وقد اشتهر العرب في الجاهلية عند الأمم المجاورة بترويضهم (وتدريبهم) للصقور وعرفوا بذلك.
وتعتبر هواية القنص من الهوايات الارستقراطية التي كان يمارسها الشيوخ والفرسان , ثم أصبح لها - بمرور الوقت - تقاليد وأصول متعارف عليها يربي الإنسان نفسه عليها كما يربي الصقر نفسه على الصيد والقنص ..
ومما جاء في القرآن الكريم ذكره للصيد والقنص من حيت إباحة بعض أنواع الصيد وتحريمه لبعضها الآخر وكذلك وجوب تعليمه وتدريبه.
وقد ثبت أن العرب قبل البعثة المحمدية كانوا أول من استخدم الصقر الحر في الصيد وورد عن (النطريف) أنه قال:
إن أول من أولع بالصقور وروضها هم العرب، فبلغ بذلك ملك الفرس كسرى بهرام , فأرسل إلى مضر بن خزيمة صاحب الجزيرة يلتمس منه صقورا فأرسل ماكان لديه فلما رآها كسرى بهرام وهي تقنص الظباء والأرانب أعجبه ذلك فاقتناها وأظهر للفرس فضلها على الشواهين.
الجوارح عند علماء (البيزرة)
البيزرة وهي: البازي، والقيمي، والزرق، والباشق، والبيدق.
الشواهين ومنها: الشاهين، والانيقي، والقطامي.
الصقور ومنها: الصقر، والكوبج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/214)
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[29 - 06 - 07, 03:28 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم
ومن أمتع الكتب في الحديث عن الصيد بالبزاة والصقور والفهود وأسرارها وعجائبها كتاب الاعتبار لأسامة بن منقذ - أحد قادة صلاح الدين الأيوبي-
وهو مطبوع متداول.
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 07 - 07, 08:41 م]ـ
قال الإمام البخاري رحمه الله تعالى
باب فَضْلُ مَنْ شَهِدَ بَدْرًا
الحديث:
حَدَّثَنِي يَعْقُوبُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ قَالَ قَالَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ إِنِّي لَفِي الصَّفِّ يَوْمَ بَدْرٍ إِذْ الْتَفَتُّ فَإِذَا عَنْ يَمِينِي وَعَنْ يَسَارِي فَتَيَانِ حَدِيثَا السِّنِّ فَكَأَنِّي لَمْ آمَنْ بِمَكَانِهِمَا إِذْ قَالَ لِي أَحَدُهُمَا سِرًّا مِنْ صَاحِبِهِ يَا عَمِّ أَرِنِي أَبَا جَهْلٍ فَقُلْتُ يَا ابْنَ أَخِي وَمَا تَصْنَعُ بِهِ قَالَ عَاهَدْتُ اللَّهَ إِنْ رَأَيْتُهُ أَنْ أَقْتُلَهُ أَوْ أَمُوتَ دُونَهُ فَقَالَ لِي الْآخَرُ سِرًّا مِنْ صَاحِبِهِ مِثْلَهُ قَالَ فَمَا سَرَّنِي أَنِّي بَيْنَ رَجُلَيْنِ مَكَانَهُمَا فَأَشَرْتُ لَهُمَا إِلَيْهِ فَشَدَّا عَلَيْهِ مِثْلَ الصَّقْرَيْنِ حَتَّى ضَرَبَاهُ وَهُمَا ابْنَا عَفْرَاءَ.
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله تعالى:
الشرح:
قوله: (الصقرين) بالمهملة ثم القاف تثنية صقر، وهو من سباع الطير، وأحد الجوارح الأربعة، وهي:
الصقر، والبازي، والشاهين، والعقاب
وشبههما به لما اشتهر عنه من الشجاعة، والشهامة، والإقدام على الصيد، ولأنه إذا تشبث بشيء لم يفارقه حتى يأخذه.
وأول من صاد به من العرب:
الحارث بن معاوية بن ثور الكندي
ثم اشتهر الصيد به بعده.
ـ[الديولي]ــــــــ[07 - 07 - 07, 03:44 م]ـ
السلام عليكم
بارك الله فيك يا أخي
ومن الكتب الماتعة في هذا الموضوع كتاب:
انتهاز الفرص في الصيد والقنص لتقي الدين حمزة بن عبدالله الناشري (ت: 926)
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 08 - 07, 02:12 ص]ـ
كما أن حمزة بن عبدالمطلب عم الرسول صلى الله عليه وسلم كان صاحب صقور ومولعا بالصيد , فقد جاء في السيره: أن حمزة عبدالمطلب كان صاحب قنص.
بحثت في بعض كتب السيرة عن ثبوت: أن حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه كان صاحب صقور ... فلم أجد ذلك صريحا، بل الإشارة إلى أنه - رضي الله عنه - صاحب قنص، والقنص يشمل الصيد بأنواعه، وليس خاصا بالصقور ... والله أعلم.
(قال ابن إسحاق: حدثني رجل من أسلم، كان واعية: أن أبا جهل مر برسول الله صلى الله عليه وسلم عند الصفا، فآذاه وشتمه، ونال منه بعض ما يكره من العيب لدينه، والتضعيف لأمره؛ فلم يكلمه رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومولاة لعبدالله بن جدعان بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة في مسكن لها تسمع ذلك، ثم انصرف عنه فعمد إلى ناد من قريش عند الكعبة، فجلس معهم.
فلم يلبث حمزة بن عبدالمطلب رضي الله عنه أن أقبل متوشحا قوسه، راجعا من قنص له، و كان صاحب قنص يرميه ويخرج له، وكان إذا رجع من قنصه لم يصل إلى أهله حتى يطوف بالكعبة، وكان إذا فعل ذلك لم يمر على ناد من قريش إلا وقف وسلم وتحدث معهم، وكان أعز فتى في قريش، وأشد شكيمة.
فلما مر بالمولاة، وقد رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته، قالت له: يا أبا عُمارة، لو رأيت ما لقي ابن أخيك محمد آنفا من أبي الحكم بن هشام: وجده هاهنا جالسا فآذاه وسبه، وبلغ منه ما يكره، ثم انصرف عنه ولم يكلمه محمد صلى الله عليه وسلم).
(السيرة النبوية لا بن هشام).
ـ[المسيطير]ــــــــ[31 - 01 - 09, 09:43 م]ـ
وهنا كتاب: (البيزرة)
المؤلف: بازيار العزيز بالله نزار الفاطمي، يظن أنه أبو عبد الله الحسن بن الحسين:
http://www.shamela.ws/old_site/open.php?cat=39&book=59
يبدو أن العنوان الرئيس قد ذهب بعضه ... وإكماله: (وهواية القنص).
ـ[ناصر السبيعي]ــــــــ[31 - 01 - 09, 11:12 م]ـ
أستاذنا المسيطير وفقك الله
للأستاذ المرحوم عبدالرحمن رأفت باشا كتاباً ماتعاً في ذلك.
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[20 - 06 - 09, 01:46 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 03:08 م]ـ
من ناحيه أدبيه ظهرت قصائد في الصيد تسمى القصائد الطرديه كان ابو نواس مبدعا في ذلك ..
سوف ازيد في الإفاده بالموضوع مع القصيده الطرديه ...
انتظرونااا قليلا فضلا لا امرا
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[20 - 06 - 09, 09:17 م]ـ
من ناحيه أدبيه ظهرت قصائد في الصيد تسمى القصائد الطرديه كان ابو نواس مبدعا في ذلك ..
سوف ازيد في الإفاده بالموضوع مع القصيده الطرديه ...
انتظرونااا قليلا فضلا لا امرا
تابعونااااا فيهاااا ماكنت اريد ان اضيفه:
الطرديات الفن الأدبي الذي ولد في العصر الجاهلي و ترعرع في العصر العباسي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=177373)(80/215)
إخواني الفضلاء ما قولكم في من يقول بعد الرفع من الركوع
ـ[أبو مسلم خالد]ــــــــ[28 - 06 - 07, 10:27 م]ـ
إخواني الفضلاء ما قولكم في من يقول بعد الرفع من الركوع ربنا ولك الحمد ولك الشكر، هل هو مبتدع، أو أن هذا جائز ....
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 12:55 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
أخي الكريم الأصل في العبادات التوقف بمعنى أنك لا تقوم بعبادة إلا و معك أصلها من كتاب الله تعالى أو سنة النبي صلى الله عليه و سلم أو قول الصحابة رضوان الله تعالى عليهم.
الذي يثبث بعد الرفع من الركوع بعد "سمع الله لمن حمده" هو "ربنا و لك الحمد" أو "ربنا لك الحمد" روايتان و في رواية "اللهم ربنا و لك الحمد".
إضافة إلى أذكار أخرى ك "حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه"
أما ما قلت لا يثبث في السنة و كل ما لا يثبث في السنة في العبادات فهو من البدع و الله أعلم.(80/216)
ما معنى: توما الحكيم في هذا البيت؟
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[28 - 06 - 07, 11:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
ما معنى العبارة المشار إليها باللون الأحمر:
إذا رمت العلوم بغير شيخٍ ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس الأمور عليك حتّى تصير أضلّ من توما الحكيم
وجزاكم الله خيراً
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[29 - 06 - 07, 12:07 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
للفائدة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=619809
ـ[عبدالعزيز الصقيري]ــــــــ[29 - 06 - 07, 04:50 م]ـ
قال ضياء الدين بن الأثير في كتابه "المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر":
" ..
وكذلك ورد من هذا النوع في شعر بعض العراقيين يهجو طبيبا فقال:
قال حمار الطبيب توما لو أنصفوني لكنت أركب ... لأنني جاهل بسيط وراكبي جهله مركب
وهذا من المعنى الذي أغرب في الملاحة وجمع بين خفة السخرية ووقار الفصاحة. "
.
.
وفي "طبقات الشافعية الكبرى"
في ترجمة محمد بن يوسف بن علي بن يوسف بن حيان النفزي الاندلسي:
" ..
انشدني شيخنا ابو حيان لنفسه بقراءتي عليه
عداتي لهم فضل علي ومنة ** فلا اذهب الرحمن عني الاعاديا
هم بحثوا عن كلتي فاجتنبتها ** وهم نافسوني فاكتسبت المعاليا
وايضا
يظن الغمر ان الكتب تجدي ** اخا ذهن لادراك العلوم
وما يدري الجهول بان فيها ** غوامض حيرت عقل الفهيم
اذا رمت العلوم بغر شيخ ** ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس الامور عليك حتى ** تصير اضل من توما الحكيم
.
.
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[09 - 07 - 07, 09:11 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 09:22 م]ـ
يظن الغمر ان الكتب تجدي ** اخا ذهن لادراك العلوم
وما يدري الجهول بان فيها ** غوامض حيرت عقل الفهيم
[ CENTER] اذا رمت العلوم بغر شيخ ** ضللت عن الصراط المستقيم
وتلتبس الامور عليك حتى ** تصير اضل من توما الحكيم
وللفائدة، فقد نظم أبو حيان الأندلسي هؤلاء الأبيات تعريضا بالإمام ابن مالك، لأنهم كانوا يزعمون أنه لا شيخ له!
ولا يخفى على كل لبيب ما في هذه الأبيات من "تحاسد الأقران" وتنافسهم ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 10:31 م]ـ
أقران!!
(ابن مالك) هو شيخ شيخ أبي حيان!
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 10:46 م]ـ
أقران!!
(ابن مالك) هو شيخ شيخ أبي حيان!
لعلي أخطأت التعبير .. إنما عنيت "المتعاصرين". بارك الله فيكم ..
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[10 - 07 - 07, 02:09 م]ـ
لعلي أخطأت التعبير .. إنما عنيت "المتعاصرين". بارك الله فيكم ..
حتى وصف المعاصرة فيه نظر.
فقد مات ابن مالك 672هـ
وولد أبو حيان 654 هـ
ـ[سعدسعود]ــــــــ[10 - 07 - 07, 02:49 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله توما الحكيم ذكر بعضهم في اخبار التصحيف والمصحفين ولا اذكر المرجع الآن ان توما تثنية توأمين ابنين لحكيم من الحكماء وكان ابوهما طبيبا فلما مات قام احد ابناءه مقامه ومهر في الطب وكان يكتب العلاج لأي مرض يعالجه وهكذا توفي هذا الطبيب واراد اخوه ان يحل محله وكان جاهلاً لايفقه في الطب شيئاً ولكن اعتمد على كتاب اخيه فبجانب كل مرض الدواء المناسب له واكن المريض اذا دخل عليه لايخرج سليما في الغالب فالما راجعوه وجدوه قد جمع عددا من الحيات والثعابين السوداء ليعالج بها المرضى .... ! فلما سألوه قال مكتوب عندي " الحية السوداء شفاء من كل داء " فتصحف الحديث من الحبه الى الحيه ولجهله واخذه من الكتب مباشره وقع في الخطأ.
ـ[الديولي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 08:13 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الأخ الفاضل / سعد سعود
موجودة القصة في كتاب المثل السائر في أدب الكاتب والشاعر(80/217)
هل هناك شاهد شعري لهذا المثل؟
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[28 - 06 - 07, 11:54 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
هل هناك شاهد شعري للمثل: " إن كان للسفينة قبطانان تغرق "
أو " لا تسير سفينة بقبطانين"
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبوعبدالعزيز الأثري]ــــــــ[29 - 06 - 07, 12:57 ص]ـ
أخي الكريم ..
في المثل: لا يجمع سيفان في غمد
ومن منقولات الشعر:
تزيدين كيما تضمديني وخالداً ... وهل يجمع السيفان ويحك في غمد
والضمد: أن تتخذ المرأة خليلين. قال أبو ذؤيب: تريدين كيما تضمديني وخالدا * وهل يجمع السيفان ويحك في غمد - والضمد، بالتحريك: الحقد. تقول: ضمد عليه بالكسر يضمد ضمدا، أي أحن عليه. قال النابغة: ومن عصاك فعاقبه معاقبة * تنهى الظلوم ولا تقعد على ضمد - والضمد أيضا: الغابر من الحق. يقال: لنا عند فلان ضمد، أي غابر حق من معقلة أو دين. وأضمد العرفج، إذا تجوفته الخوصة، وذلك قبل أن يظهر وكانت في جوفه. وضمد فلان رأسه تضميدا، أي شده بعصابة أو ثوب، ما خلا العمامة. وقد ضمدته فتضمد.
وعند أهل العجمة:
a man can not serve two masters
ونفع الله بك ..
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[29 - 06 - 07, 09:12 ص]ـ
يقول الله جل وعلا: " ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل "
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[29 - 06 - 07, 10:50 ص]ـ
يقول الله جل وعلا: " ضرب الله مثلا رجلا فيه شركاء متشاكسون ورجلا سلما لرجل "
أخي أبا عبد الله: الأخ محمد يطلب شاهدًا شعريًا، وإلا فإن قول الحق، تبارك وتعالى:
{وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَّذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ}
أوضح من آية الزمر.
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[15 - 07 - 07, 08:10 م]ـ
أخي الكريم ..
في المثل: لا يجمع سيفان في غمد
ومن منقولات الشعر:
تزيدين كيما تضمديني وخالداً ... وهل يجمع السيفان ويحك في غمد
والضمد: أن تتخذ المرأة خليلين. قال أبو ذؤيب: تريدين كيما تضمديني وخالدا * وهل يجمع السيفان ويحك في غمد - والضمد، بالتحريك: الحقد. تقول: ضمد عليه بالكسر يضمد ضمدا، أي أحن عليه. قال النابغة: ومن عصاك فعاقبه معاقبة * تنهى الظلوم ولا تقعد على ضمد - والضمد أيضا: الغابر من الحق. يقال: لنا عند فلان ضمد، أي غابر حق من معقلة أو دين. وأضمد العرفج، إذا تجوفته الخوصة، وذلك قبل أن يظهر وكانت في جوفه. وضمد فلان رأسه تضميدا، أي شده بعصابة أو ثوب، ما خلا العمامة. وقد ضمدته فتضمد.
وعند أهل العجمة:
a man can not serve two masters
ونفع الله بك ..
جزاكم الله خيراً ونفع الله بك
ونفع الله الإخوان جميعاً(80/218)
هل ورد أن المكان الذي خلف الامام يسمى (روضة) و ... ؟
ـ[أبو عبدالرحمن عبدالله]ــــــــ[29 - 06 - 07, 12:19 ص]ـ
هل ورد أن المكان الذي خلف الامام يسمى (روضة)؟
وهل ورد في أن الصلاة خلف الإمام لها فضل؟ غير حديث (ليألني أولو الاحلام والنهى)
وأود أخواني _ بارك الله فيكم _ أن تذكروا المرجع حتى تتم الفائدة؟
وجزاكم الله خير اً ..
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[29 - 06 - 07, 05:48 ص]ـ
ذكر أن الشيخ صالح المغامسي حفظه الله ذكر أن مايسميه الناس الروضة (المكان الذي خلف الإمام) ليس له أصل ...
وإنما المعروف ومادل عليه الدليل (مابين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة) ...
(ليألني أولو الاحلام والنهى)
الصحيح (لِيَلِني)
ـ[أبو عبدالرحمن عبدالله]ــــــــ[30 - 06 - 07, 12:47 ص]ـ
جزاك الله خير أخي (ابو عبدالعزيز الشثري)
وجزاك الله خيراً على تصحيحك
وأضافة الى ماسبق ...
(ماقد) يتعلق بهذه المسألة (مسألة الدنو من الإمام)
في الشرح الممتع (3/ 15):
( ... ومن تسوية الصفوف وكمالها: أن يدنو الانسان من الإمام لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (ليلني أولوا الاحلام والنهى)
وكلما قرب كان أولى،
ولهذا جاء الحث على الدنو من الإمام في يوم الجمعة لإن الدنو من الإمام في صلاة الجمعة يحصل به الدنو إليه في الصلاة وفي الخطبة، فالدنو من الإمام أمر المطلوب)(80/219)
من يقسم لنا هذه التركة وجزاكم الله خيرا
ـ[أم البراء]ــــــــ[29 - 06 - 07, 12:35 ص]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم
اخواني الكرام السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني ممكن ان تقسموا لي هذه التركة
رجل توفي ترك ارضا مساحتها 80000 يعني ثمانين الف متر مربع
ترك ورائه
زوجة
10 عشرة بنات
7 سبعة اولاد
كم حق كل واحد منهم بالمتر المربع
كم حق الزوجة
كم حق البنت الواحدة
كم حق الولد الواحد
وجزاكم الله الفردوس الاعلى اميييييييين
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[ابوعلي النوحي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 02:24 ص]ـ
للزوجة الثمن و الباقي (سبعة أثمان) بين الأولاد للذكر مثل حظ الاثنيين
يعني
للزوجة 24 من 192
للبنت الواحدة 7 من 192
للابن الواحد 14 من 192
ـ[أم البراء]ــــــــ[29 - 06 - 07, 03:51 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ولكن نريد قسمة 80000 متر مربع .. كم يكون؟
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[29 - 06 - 07, 06:29 ص]ـ
البنت: 416.6 مترا مربعا تقريبا
و الولد: 833.3 مترا مربعا تقريبا
و الله أعلم
ـ[البتول]ــــــــ[29 - 06 - 07, 12:13 م]ـ
لدي استفسار بعد إذنكم؛ كيف تمت عملية القسمة السابقة ومن أين جاءت تلك الأرقام؟! أليس ثُمُن ال 80,000 يساوي 10,000؟ أليس هذا نصيب الزوجة؟ ثم ألا يبقى من التركة ما مقداره 70,000 تقسم على 10 + (7*2) = 24 سهما حيث للبنت سهم واحد وللولد سهمان؟ إذن ألا يُقسم ال 70,000 على 24؟ بعد هذه القسمة ألا يكون:
نصيب البنت الواحدة = 2916.67 مترا مربعا تقريبا
ونصيب الولد الواحد = 5833.33 مترا مربعا تقريبا؟
لست متمكنة في علم الفرائض وكانت هذه محاولة أرجو تصويبها وبيان المسألة بالتفصيل, وبارك الله فيكم.
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[29 - 06 - 07, 02:19 م]ـ
لدي استفسار بعد إذنكم؛ كيف تمت عملية القسمة السابقة ومن أين جاءت تلك الأرقام؟! أليس ثُمُن ال 80,000 يساوي 10,000؟ أليس هذا نصيب الزوجة؟ ثم ألا يبقى من التركة ما مقداره 70,000 تقسم على 10 + (7*2) = 24 سهما حيث للبنت سهم واحد وللولد سهمان؟ إذن ألا يُقسم ال 70,000 على 24؟ بعد هذه القسمة ألا يكون:
نصيب البنت الواحدة = 2916.67 مترا مربعا تقريبا
ونصيب الولد الواحد = 5833.33 مترا مربعا تقريبا؟
لست متمكنة في علم الفرائض وكانت هذه محاولة أرجو تصويبها وبيان المسألة بالتفصيل, وبارك الله فيكم.
طريقة الأخ أبو علي في الحساب صحيحة
و تؤدي إلى نفس نتيجتك
و أما أنا فأستغفر الله و أتوب إليه فقد أخطأت
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[29 - 06 - 07, 04:08 م]ـ
لدي استفسار بعد إذنكم؛ كيف تمت عملية القسمة السابقة ومن أين جاءت تلك الأرقام؟! أليس ثُمُن ال 80,000 يساوي 10,000؟ أليس هذا نصيب الزوجة؟ ثم ألا يبقى من التركة ما مقداره 70,000 تقسم على 10 + (7*2) = 24 سهما حيث للبنت سهم واحد وللولد سهمان؟ إذن ألا يُقسم ال 70,000 على 24؟ بعد هذه القسمة ألا يكون:
نصيب البنت الواحدة = 2916.67 مترا مربعا تقريبا
ونصيب الولد الواحد = 5833.33 مترا مربعا تقريبا؟
لست متمكنة في علم الفرائض وكانت هذه محاولة أرجو تصويبها وبيان المسألة بالتفصيل, وبارك الله فيكم.
جوابك صحيح، وهذه الطريقة السريعة.
والأرقام التي أخرجها الإخوة تسمى أصل المسألة.
فيقال أصل هذه المسألة من ثمانية؛ لأن فيها صاحبة فرض وهي الزوجة والباقي عصبة.
والزوجة لها الثمن لوجود الفرع الوارث، والباقي للعصبة: الذكر مثل حظ الانثيين.
ثم السبعة الباقية من أصل المسألة تقسم على العصبة وسهامهم 24 سهما؛ فيكون في المسألة إنكسار فتصصح المسألة، والتصحيح: إخراج أقل عدد ينقسم على الورثة بدون كسر.
وطريقة تصحيح المسائل تحتاج إلى شرح مفصل يرجع له في كتب الفرائض.
ـ[أبو عبد الله الأثري الجزائري]ــــــــ[29 - 06 - 07, 05:33 م]ـ
للزوجة الثمن 1/ 8
أما البنات مع الأولاد الذكور فيرثون بالتعصيب للذكر مثل حظ الأنثيين
و عليه فأصل المسألة من ثمانية و هو مقام فرض الزوجة إذ لا يوجد فرضٌ سواه
فيكون نصيب الزوجة واحد [1] من أصل المسألة و هو الثمن
يبقى سبعة يقسم بين البنات العشرة و الذكور السبعة للذكر مثل حظ الأنثيين
و قسمة السبعة على مجموع الأولاد يكون بحساب الذكر الواحد مرتين في مقابلة البنت الواحدة
فتكون النتيجة
7 ذكور ×2=14
زائد 10 بنات
فيكون مجموع الأولاد 24
و حيث أن 7 [و هو نصيب الأولاد جميعهم] لا يقبل القسمة على 24 [عدد الأسهم] إلا بكسر، فلا بد من ضرب عدد الأسهم في أصل المسألة لتجنب الكسر
24×8=192 [وهو ما ذكره أخونا أبو علي ـ وفقه الله ـ]
و عليه
نصيب الزوجة هو 24 من 192
و نحصل على هذه النتيجة بطريقتين
الأولى: ضرب سهمها في المسألة الأولى وهو 1 في عدد الأسهم التي صححنا بها المسألة 24
1×24=24
الثانية: تقسيم أصل المسألة [النهائي] على مقامها
192/ 8=24
أما نصيب الأولاد فظاهر و هو قسمة الباقي 168 على عدد الرؤوس 24
168/ 24=7
فنصيب كل بنت سبعة من أصل 168
أما الأولاد الذكور 7×2=14 لكل ذكر من أصل 168
و الآن مع قسمة الأرض
80000 متر تقسم على أصل المسألة لإخراج عدد الأسهم
80000/ 192=416.666667 [وهو جزء السهم]
الزوجة
416.666667×24=10000 متر وهو نصيبها
البنات
416.666667×7=2916.66666 متر لكل بنت
الذكور
416.666667×14=5833.333332 متر لكل ذكر
و إن شئت
ضربت نصيب البنت في2
مجموع ما ذكر
الزوجة: 10000 متر
الأولاد الذكور: 5833.333332 متر لكل رجل ذكر
مجموع ما يأخذه الذكور جميعهم: 40833.333224 متر
البنات:2916.66666 لكل بنت
مجموع ما يأخذه البنات: 29166.6666 متر
مجموع كل ذلك: 10000+40833.333224+29166.6666=79999.9999
أسأل الله جل و علا أن يكون الأمر قد اتضح و الحمد لله أولا و آخرا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/220)
ـ[أم البراء]ــــــــ[29 - 06 - 07, 07:38 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخواني الكرام
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:08 م]ـ
بسم الله والحمد لله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تنبيه:
ما ذكره الأخ أبو علي النوحي من القسمة الفرضية صحيح.
أما قسمة الأرض على الورثة بالأمتار فليس على إطلاقها.
بل ينظر إن كانت الأرض تنقسم بلا ضرر على أحد الورثة أو رد عوض فيجبر الورثة على القسمة.
أما إن كان في القسمة ضرر على أحد الورثة كأن تكون الأرض يختلف سعر بعض أجزائها عن الأخرى فلا يجبر الورثة على القسمة بل يتم ذلك إما بالتراضي أو بيع الأرض.
وللاستزادة: ينظر ماكتبه الفقهاء في باب القسمة.(80/221)
هل تستأذن المرأة زوجها في كل عبادة تتطوع بها؟
ـ[توبة]ــــــــ[29 - 06 - 07, 02:43 ص]ـ
هذا سؤال تبادر الى ذهني حينما قرأت استدلالا لأحد أعضاء المنتدى الكرام،قد استغربته في موضعه، اذ أنه طرح- مستفهما- حكم قياس ' أخذ الزوجة الإذن من زوجها في استخدام النت'،على 'أخذ اذنه في صيام التطوع'،واستغربت هذا لأنه قياس عبادة على أمر لا يقصد به التعبد أو لا يدخل في باب التطوع.
فقادني هذا إلى استفهام طرحه من هذا الباب أولى في نظري:
*هل يلزم على الزوجة استئذان زوجها في كل تطوع في باب العبادات قياسا على الصوم؟ كقراءة القرآن أو الصدقة أو صلاة النافلة مثلا؟
(كنت سأستشهد بحديث صفوان بن المعطل الذي كنت أعتقد صحته،ولكني وجدت تعليله في هذا الرابط
ماهي علة حديث صفوان بن المعطل ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=56622&highlight=%D5%DD%E6%C7%E4+%C7%E1%E3%DA%D8%E1)
وماذا عن أخذ اذن الزوج في الخروج للمسجد،الإعتكاف أو الحج؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 09:24 ص]ـ
كل عبادة قد تسبب ضيقا ما للزوج وجب الاستئذان وإلا فلا، ولذلك اشترط الإذن في صيام التطوع لتعلقه بحاجة الزوج ومثله اعتكاف التطوع وحج التطوع، فقد جاء في الحديث المتفق عليه: "لا تَصُمْ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَلَا تَأْذَنْ فِي بَيْتِهِ وَهُوَ شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَمَا أَنْفَقَتْ مِنْ كَسْبِهِ مِنْ غَيْرِ أَمْرِهِ فَإِنَّ نِصْفَ أَجْرِهِ لَهُ "
* قال النووي رحمه الله: " هَذَا مَحْمُول عَلَى صَوْم التَّطَوُّع وَالْمَنْدُوب الَّذِي لَيْسَ لَهُ زَمَن مُعَيَّن، وَهَذَا النَّهْي لِلتَّحْرِيمِ صَرَّحَ بِهِ أَصْحَابنَا، وَسَبَبه أَنَّ الزَّوْج لَهُ حَقّ الِاسْتِمْتَاع بِهَا فِي كُلّ الْأَيَّام، وَحَقّه فِيهِ وَاجِب عَلَى الْفَوْر فَلَا يَفُوتهُ بِتَطَوُّعٍ وَلَا بِوَاجِبٍ عَلَى التَّرَاخِي، فَإِنْ قِيلَ: فَيَنْبَغِي أَنْ يَجُوز لَهَا الصَّوْم بِغَيْرِ إِذْنه، فَإِنْ أَرَادَ الِاسْتِمْتَاع بِهَا كَانَ لَهُ ذَلِكَ وَيُفْسِد صَوْمهَا، فَالْجَوَاب: أَنَّ صَوْمهَا يَمْنَعهُ مِنْ الِاسْتِمْتَاع فِي الْعَادَة؛ لِأَنَّهُ يَهَاب اِنْتَهَاك الصَّوْم بِالْإِفْسَادِ، وَقَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَزَوْجهَا شَاهِد) أَيْ مُقِيم فِي الْبَلَد، أَمَّا إِذَا كَانَ مُسَافِرًا فَلَهَا الصَّوْم؛ لِأَنَّهُ لَا يَتَأَتَّى مِنْهُ الِاسْتِمْتَاع إِذَا لَمْ تَكُنْ مَعَهُ.
قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَلَا تَأْذَن فِي بَيْته وَهُوَ شَاهِد إِلَّا بِإِذْنِهِ)
فِيهِ إِشَارَة إِلَى أَنَّهُ لَا يُفْتَات عَلَى الزَّوْج وَغَيْره مِنْ مَالِكِي الْبُيُوت وَغَيْرهَا بِالْإِذْنِ فِي أَمْلَاكهمْ إِلَّا بِإِذْنِهِمْ، وَهَذَا مَحْمُول عَلَى مَا لَا يُعْلَم رِضَا الزَّوْج وَنَحْوه بِهِ، فَإِنْ عَلِمَتْ الْمَرْأَة وَنَحْوهَا رِضَاهُ بِهِ جَازَ كَمَا سَبَقَ فِي النَّفَقَة.
وَأَمَّا قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وَمَا أَنْفَقَتْ مِنْ كَسْبه مِنْ غَيْر أَمْره فَإِنَّ نِصْف أَجْره لَهُ)
فَمَعْنَاهُ: مِنْ غَيْر أَمْره الصَّرِيح فِي ذَلِكَ الْقَدْر الْمُعَيَّن، وَيَكُون مَعَهَا إِذْن عَامٌّ سَابِقٌ مُتَنَاوِلٌ لِهَذَا الْقَدْر وَغَيْره، وَذَلِكَ الْإِذْن الَّذِي قَدْ أَوَّلْنَاهُ سَابِقًا إِمَّا بِالصَّرِيحِ وَإِمَّا بِالْعُرْفِ، وَلَا بُدّ مِنْ هَذَا التَّأْوِيل، لِأَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ جَعَلَ الْأَجْر مُنَاصَفَة، وَفِي رِوَايَة أَبِي دَاوُدَ (فَلَهَا نِصْف أَجْره)، وَمَعْلُوم أَنَّهَا إِذَا أَنْفَقَتْ مِنْ غَيْر إِذْن صَرِيح وَلَا مَعْرُوف مِنْ الْعُرْف فَلَا أَجْر لَهَا، بَلْ عَلَيْهَا وِزْر، فَتَعَيَّنَ تَأْوِيله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/222)
وَاعْلَمْ أَنَّ هَذَا كُلّه مَفْرُوض فِي قَدْرٍ يَسِيرٍ يُعْلَم رِضَا الْمَالِك بِهِ فِي الْعَادَة، فَإِنْ زَادَ عَلَى الْمُتَعَارَف لَمْ يَجُزْ، وَهَذَا مَعْنَى قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا أَنْفَقَتْ الْمَرْأَة مِنْ طَعَام بَيْتهَا غَيْر مُفْسِدَة) فَأَشَارَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى أَنَّهُ قَدْر يُعْلَم رِضَا الزَّوْج بِهِ فِي الْعَادَة، وَنَبَّهَ بِالطَّعَامِ أَيْضًا عَلَى ذَلِكَ؛ لِأَنَّهُ يُسْمَح بِهِ فِي الْعَادَة بِخِلَافِ الدَّرَاهِم وَالدَّنَانِير فِي حَقّ أَكْثَر النَّاس، وَفِي كَثِير مِنْ الْأَحْوَال." انتهى كلامه
، ولم يشترط مثلا في الصدقة من مالها الخاص كما في الحديث المتفق عليه: " عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ
شَهِدْتُ الْفِطْرَ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ وَعُثْمَانَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ يُصَلُّونَهَا قَبْلَ الْخُطْبَةِ ثُمَّ يُخْطَبُ بَعْدُ خَرَجَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِ حِينَ يُجَلِّسُ بِيَدِهِ ثُمَّ أَقْبَلَ يَشُقُّهُمْ حَتَّى جَاءَ النِّسَاءَ مَعَهُ بِلَالٌ فَقَالَ
{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِذَا جَاءَكَ الْمُؤْمِنَاتُ يُبَايِعْنَكَ}
الْآيَةَ ثُمَّ قَالَ حِينَ فَرَغَ مِنْهَا آنْتُنَّ عَلَى ذَلِكِ قَالَتْ امْرَأَةٌ وَاحِدَةٌ مِنْهُنَّ لَمْ يُجِبْهُ غَيْرُهَا نَعَمْ - لَا يَدْرِي حَسَنٌ مَنْ هِيَ - قَالَ فَتَصَدَّقْنَ فَبَسَطَ بِلَالٌ ثَوْبَهُ ثُمَّ قَالَ هَلُمَّ لَكُنَّ فِدَاءٌ أَبِي وَأُمِّي فَيُلْقِينَ الْفَتَخَ وَالْخَوَاتِيمَ فِي ثَوْبِ بِلَالٍ
قَالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ الْفَتَخُ الْخَوَاتِيمُ الْعِظَامُ كَانَتْ فِي الْجَاهِلِيَّةِ
قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث: " وَاسْتُدِلَّ بِهِ عَلَى جَوَازِ صَدَقَةِ الْمَرْأَةِ مِنْ مَالِهَا مِنْ غَيْرِ تَوَقُّفٍ عَلَى إِذْنِ زَوْجِهَا أَوْ عَلَى مِقْدَارٍ مُعَيَّنٍ مِنْ مَالِهَا كَالثُّلُثِ خِلَافًا لِبَعْضِ الْمَالِكِيَّةِ وَوَجْهُ الدَّلَالَةِ مِنْ الْقِصَّةِ تَرْكُ الِاسْتِفْصَالِ عَنْ ذَلِكَ كُلِّهِ. قَالَ الْقُرْطُبِيُّ: وَلَا يُقَالُ فِي هَذَا إِنَّ أَزْوَاجَهُنَّ كَانُوا حُضُورًا لِأَنَّ ذَلِكَ لَمْ يُنْقَلْ وَلَوْ نُقِلَ فَلَيْسَ فِيهِ تَسْلِيمُ أَزْوَاجِهِنَّ لَهُنَّ ذَلِكَ لِأَنَّ مَنْ ثَبَتَ لَهُ الْحَقُّ فَالْأَصْلُ بَقَاؤُهُ حَتَّى يُصَرَّحَ بِإِسْقَاطِهِ وَلَمْ يُنْقَلْ أَنَّ الْقَوْمَ صَرَّحُوا بِذَلِكَ ا ه: وَأَمَّا كَوْنُهُ مِنْ الثُّلُثِ فَمَا دُونَهُ فَإِنْ ثَبَتَ أَنَّهُنَّ لَا يَجُوزُ لَهُنَّ التَّصَرُّفُ فِيمَا زَادَ عَلَى الثُّلُثِ لَمْ يَكُنْ فِي هَذِهِ الْقِصَّةِ مَا يَدُلُّ عَلَى جَوَازِ الزِّيَادَةِ "
* وقال ابن حجر رحمه الله في شرحه لحديث نهي المرأة عن الصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه: " وَحَمَل الْمُهَلَّب النَّهْي الْمَذْكُور عَلَى التَّنْزِيه فَقَالَ: هُوَ مِنْ حُسْنِ الْمُعَاشَرَة، وَلَهَا أَنْ تَفْعَل مِنْ غَيْر الْفَرَائِض بِغَيْرِ إِذْنه مَا لَا يَضُرّهُ وَلَا يَمْنَعهُ مِنْ وَاجِبَاته، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُبْطِل شَيْئًا مِنْ طَاعَة اللَّه إِذَا دَخَلْت فِيهِ بِغَيْرِ إِذْنه ا ه، وَهُوَ خِلَاف الظَّاهِر. وَفِي الْحَدِيث أَنَّ حَقّ الزَّوْج آكَد عَلَى الْمَرْأَة مِنْ التَّطَوُّع بِالْخَيْرِ، لِأَنَّ حَقّه وَاجِب وَالْقِيَام بِالْوَاجِبِ مُقَدَّم عَلَى الْقِيَام بِالتَّطَوُّعِ." انتهى
إلا أنه ينبغي استئذانه من باب حسن العشرة لا من باب الوجوب، فقد روي أبو داود رحمه الله في سننه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَجُوزُ لِامْرَأَةٍ أَمْرٌ فِي مَالِهَا إِذَا مَلَكَ زَوْجُهَا عِصْمَتَهَا
* قال صاحب عون المعبود: "أَيْ فِي مَال فِي يَدهَا لِزَوْجِهَا أُضِيفَ إِلَيْهَا مَجَازًا لِكَوْنِهِ فِي تَصَرُّفهَا فَيَكُون النَّهْي لِلتَّحْرِيمِ، أَوْ الْمُرَاد مَال نَفْسهَا لِكَوْنِهِنَّ نَاقِصَات الْعَقْل فَلَا يَنْبَغِي لَهَا أَنْ تَتَصَرَّف فِي مَالهَا إِلَّا بِمَشُورَةِ زَوْجهَا أَدَبًا وَاسْتِحْبَابًا، فَالنَّهْي لِلتَّنْزِيهِ، كَذَا قَالَهُ بَعْض الْعُلَمَاء.
وَفِي النَّيْل: وَقَدْ اُسْتُدِلَّ بِهَذَا الْحَدِيث عَلَى أَنَّهُ لَا يَجُوز لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعْطِي عَطِيَّة مِنْ مَالهَا بِغَيْرِ إِذْن زَوْجهَا وَلَوْ كَانَتْ رَشِيدَة، وَقَدْ اُخْتُلِفَ فِي ذَلِكَ، فَقَالَ اللَّيْث: لَا يَجُوز لَهَا ذَلِكَ مُطْلَقًا لَا فِي الثُّلُث وَلَا فِيمَا دُونه إِلَّا فِي الشَّيْء التَّافِه. وَقَالَ طَاوُسٌ وَمَالِك: إِنَّهُ يَجُوز لَهَا أَنْ تُعْطِيَ مَالهَا بِغَيْرِ إِذْنه فِي الثُّلُث لَا فِيمَا فَوْقه فَلَا يَجُوز إِلَّا بِإِذْنِهِ. وَذَهَبَ الْجُمْهُور إِلَى أَنَّهُ يَجُوز لَهَا مُطْلَقًا مِنْ غَيْر إِذْن مِنْ الزَّوْج إِذَا لَمْ تَكُنْ سَفِيهَة، فَإِنْ كَانَتْ سَفِيهَة لَمْ يَجُزْ. قَالَ فِي الْفَتْح: وَأَدِلَّة الْجُمْهُور مِنْ الْكِتَاب وَالسُّنَّة كَثِيرَة. اِنْتَهَى مَا فِي النَّيْل "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/223)
ـ[توبة]ــــــــ[29 - 06 - 07, 07:19 م]ـ
جازاكم الله خيرا، هناك بعض النقاط التي تحتاج الى توضيح
[=محمد العبادي;623827] كل عبادة قد تسبب ضيقا ما للزوج وجب الاستئذان وإلا فلا، ولذلك اشترط الإذن في صيام التطوع لتعلقه بحاجة الزوج ومثله اعتكاف التطوع وحج التطوع، فقد جاء في الحديث المتفق عليه: "لا تَصُمْ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَلَا تَأْذَنْ فِي بَيْتِهِ وَهُوَ شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ وَمَا أَنْفَقَتْ مِنْ كَسْبِهِ مِنْ غَيْرِ أَمْرِهِ فَإِنَّ نِصْفَ أَجْرِهِ لَهُ "
قد بدأتم كلامكم هنا بتعميم حكم وجوب أخذ الإذن في كل تطوع،، أرجو أن توضحوا المصدر إن كان نقلا أم هو من قولكم،خاصة وأنكم نقلتم بعده أقوالا تخالف هذا الحكم.
* قال النووي رحمه الله: " هَذَا مَحْمُول عَلَى صَوْم التَّطَوُّع وَالْمَنْدُوب الَّذِي لَيْسَ لَهُ زَمَن مُعَيَّن، وَهَذَا النَّهْي لِلتَّحْرِيمِ صَرَّحَ بِهِ أَصْحَابنَا، وَسَبَبه أَنَّ الزَّوْج لَهُ حَقّ الِاسْتِمْتَاع بِهَا فِي كُلّ الْأَيَّام، وَحَقّه فِيهِ وَاجِب عَلَى الْفَوْر فَلَا يَفُوتهُ بِتَطَوُّعٍ وَلَا بِوَاجِبٍ عَلَى التَّرَاخِي
من يقصد الإمام النووي بأصحابه هنا؟
* وقال ابن حجر رحمه الله في شرحه لحديث نهي المرأة عن الصوم وزوجها شاهد إلا بإذنه: " وَحَمَل الْمُهَلَّب النَّهْي الْمَذْكُور عَلَى التَّنْزِيه فَقَالَ: هُوَ مِنْ حُسْنِ الْمُعَاشَرَة، وَلَهَا أَنْ تَفْعَل مِنْ غَيْر الْفَرَائِض بِغَيْرِ إِذْنه مَا لَا يَضُرّهُ وَلَا يَمْنَعهُ مِنْ وَاجِبَاته، وَلَيْسَ لَهُ أَنْ يُبْطِل شَيْئًا مِنْ طَاعَة اللَّه إِذَا دَخَلْت فِيهِ بِغَيْرِ إِذْنه ا ه، وَهُوَ خِلَاف الظَّاهِر. وَفِي الْحَدِيث أَنَّ حَقّ الزَّوْج آكَد عَلَى الْمَرْأَة مِنْ التَّطَوُّع بِالْخَيْرِ، لِأَنَّ حَقّه وَاجِب وَالْقِيَام بِالْوَاجِبِ مُقَدَّم عَلَى الْقِيَام بِالتَّطَوُّعِ." انتهى
هل يجوز لنا إذن القول،بأن تطوع المرأة اذا كان لا يعطل حقا من حقوق الزوج عليها، فإن استئذانها منه، يكون من باب الإستحباب فقط، وأن على الزوج أن لا يمنعها من التطوع، من غير عذر شرعي كحاجته اليها مثلا؟
إلا أنه ينبغي استئذانه من باب حسن العشرة لا من باب الوجوب، فقد روي أبو داود رحمه الله في سننه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لَا يَجُوزُ لِامْرَأَةٍ أَمْرٌ فِي مَالِهَا إِذَا مَلَكَ زَوْجُهَا عِصْمَتَهَا
من القائل هنا؟ وهذا يخالف ما كتبتم أعلاه،عن القول بحكم وجوب الإستئذان مطلقا في كل تطوع.
ولي سؤال آخر:
ألا يمكننا القول بأن إطلاق حكم الوجوب في استئذان الزوج في التطوع مخصص فقط بالصوم،لكراهية قطع صوم التطوع لغير عذرشرعي، أو لتحريمه كما هو الحال عند المالكية والحنفية؟ بالإضافة الى احتمال تعطيل حق من حقوق الزوج عليها؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 01:51 ص]ـ
سأرتب أسئلتك بارك الله فيك بالأعداد:
1 - لم أقل بارك الله فيك إن كل عبادة تطوع للمرأة يجب الاستئذان فيها بل قلت إن كل عبادة تسبب ضيقا فقط يجب فيها وإلا فلا، وهناك نقولات كثيرة ومنها على سبيل المثال:
* قال ابن قدامة رحمه الله في المغني: " فَأَمَّا حَجُّ التَّطَوُّعِ، فَلَهُ مَنْعُهَا مِنْهُ.
قَالَ ابْنُ الْمُنْذِرِ: أَجْمَعَ كُلُّ مَنْ أَحْفَظُ عَنْهُ مِنْ أَهْلِ الْعِلْمِ أَنَّ لَهُ مَنْعَهَا مِنْ الْخُرُوجِ إلَى الْحَجِّ التَّطَوُّعِ.
وَذَلِكَ لِأَنَّ حَقَّ الزَّوْجِ وَاجِبٌ، فَلَيْسَ لَهَا تَفْوِيتُهُ بِمَا لَيْسَ بِوَاجِبٍ، كَالسَّيِّدِ مَعَ عَبْدِهِ.
وَلَيْسَ لَهُ مَنْعُهَا مِنْ الْحَجِّ الْمَنْذُورِ؛ لِأَنَّهُ وَاجِبٌ عَلَيْهَا، أَشْبَهَ حَجَّةَ الْإِسْلَامِ"
وجاء في الحديث في البخاري عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/224)
كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَعْتَكِفُ فِي الْعَشْرِ الْأَوَاخِرِ مِنْ رَمَضَانَ فَكُنْتُ أَضْرِبُ لَهُ خِبَاءً فَيُصَلِّي الصُّبْحَ ثُمَّ يَدْخُلُهُ فَاسْتَأْذَنَتْ حَفْصَةُ عَائِشَةَ أَنْ تَضْرِبَ خِبَاءً فَأَذِنَتْ لَهَا فَضَرَبَتْ خِبَاءً فَلَمَّا رَأَتْهُ زَيْنَبُ ابْنَةُ جَحْشٍ ضَرَبَتْ خِبَاءً آخَرَ فَلَمَّا أَصْبَحَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَأَى الْأَخْبِيَةَ فَقَالَ مَا هَذَا فَأُخْبِرَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَالْبِرَّ تُرَوْنَ بِهِنَّ فَتَرَكَ الِاعْتِكَافَ ذَلِكَ الشَّهْرَ ثُمَّ اعْتَكَفَ عَشْرًا مِنْ شَوَّالٍ
* قال الحافظ رحمه الله في شرحه:
"وَقَالَ اِبْن الْمُنْذِر وَغَيْرُهُ: فِي الْحَدِيث إِنَّ الْمَرْأَة لَا تَعْتَكِف حَتَّى تَسْتَأْذِن زَوْجهَا وَأَنَّهَا إِذَا اِعْتَكَفَتْ بِغَيْرِ إِذْنِهِ كَانَ لَهُ أَنْ يُخْرِجَهَا، وَإِنْ كَانَ بِإِذْنِهِ فَلَهُ أَنَّ يَرْجِعَ فَيَمْنَعَهَا. وَعَنْ أَهْل الرَّأْي إِذَا أَذِنَ لَهَا الزَّوْجُ ثُمَّ مَنَعَهَا أَثِمَ بِذَلِكَ وَامْتَنَعَتْ، وَعَنْ مَالِك لَيْسَ لَهُ ذَلِكَ، وَهَذَا الْحَدِيث حُجَّةٌ عَلَيْهِمْ"
وسكتفي بتلك النقول حتى لا أطيل عليك، وحتى إن لم يوجد النقل فهناك القياس الواضح فكيف بها وقد وجدت نقولات وليس نقلا واحدا؟؟
أما ما نقلته مما يخالف كلامي فهناك فرق بين مدارسة طلبة العلم مع بعضهم البعض - كما في حالتنا - وفرق بين سؤال من ليس بطالب العلم عن مسألة، فالأولى ينبغي التزويد بالنقولات وبالخلاف؛ حتى يقف الطالب على أرض صلبة من المسألة.
2 - يقصد الشافعية، وللعلم كلمة " أصحابنا " إن أردت أن تعرفي من المقصود بها فانظري إلى مذهب قائلها.
3 - أعتقد أن بداءة سؤالك تتنافى مع نهايته فكيف لا يعطل حقا له ثم له أن يمنعها إن احتاجها؟؟
كون العمل يمنع الزوج من حاجته فهنا يجب الاستئذان، ولنضرب أمثلة للتوضيح:
* امرأة جالسة مع زوجها في البيت وجاء مسكين إلى الدار يطلب لقمات يقمن صلبه، وكان للزوجة أموال من مالها الخاص، فهنا لا يجب على الزوجة الاستئذان؛ لأن تصدقها من مالها الخاص أولا و لا يعطل أي حق من حقوق الزوج، لكن يستحب لها من باب حسن العشرة والتأدب مع زوجها.
* امرأة جالسة مع زوجها في البيت يتسامران مثلا فهل يجوز لها أن تقوم الليل؟؟؟ لا يجوز لها بدون استئذانه، لأن قيامها سيعطل حقا من حقوق الزوج، بخلاف ما إن كان الزوج غائبا مثلا أو نائما أو مشغولا عنها ....... إلخ
- أما كلام المهلب هنا فهو خلاف الظاهر أي ظاهر الحديث كما قال ابن حجر رحمه الله.
4 - القائل هو العبد الفقير لكنني نقلت بعده كلاما للسلف يوافقه وانظري إلى كلام صاحب عون المعبود، وليس هناك مخالفة إن شاء الله؛ لأنني أقصد هنا العبادات التي لا تتعلق مطلقا بحاجة الزوج كالصدقة من مال الزوجة، وأنا لم أقل بوجوب الاستئذان مطلقا في كل تطوع بل قيدته بما له تعلق بحاجة الزوج فقط.
5 - لا يمكننا القول بذلك؛ للإجماع الذي نقله ابن المنذر في حج التطوع للمرأة، وللحديث الوارد في اعتكاف أزواج النبي صلى الله عليه وسلم، وأيضا للقياس الصحيح،وأما استدلالك بكراهية قطع الصوم فما رأيك بقطع الإحرام؟؟ أليست أشد وأنكى؟؟ أو بقطع الصلاة أو بقطع الاعتكاف؟؟
أرجو أن تكون المسألة قد اتضحت وإن كان هناك إشكال اخر بينته بحول الله إن كنت أعلمه وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
ـ[توبة]ــــــــ[30 - 06 - 07, 02:02 ص]ـ
قد أفدتمونا كثيرا، بارك الله فيكم ونفع بعلمكم.
فقط تعقيب بالنسبة للسؤال الثالث، لعلي أعيد صياغته ليتضح المقصود منه:
تطوع المرأة اذا كان لا يعطل حقا من حقوق الزوج عليها، فإن استئذانها منه، يكون من باب الإستحباب فقط، وأن على الزوج أن لا يمنعها،بدون وجود سبب شرعي،يكون فيه تعطيل لحق من حقوقه؟
وأظنكم قد أجبتم عليه، جازاكم الله خيرا.(80/225)
هل من الممكن التنقل بين الصفحات في برنامج الجوال الوورد؟
ـ[العبدالعزيز]ــــــــ[29 - 06 - 07, 03:00 ص]ـ
السلام عليكم
هل من الممكن التنقل بين الصفحات في برنامج الجوال الوورد؟
ما الطريقة؟؟
شكرا لكم ....(80/226)
هل يجوز التبرع بالشَّعَر أو بيعه لمن يصنع منه شعراً مستعاراً (باروكة)؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 03:07 ص]ـ
هل يجوز التبرع بالشَّعَر أو بيعه لمن يصنع منه شعراً مستعاراً (باروكة)؟
سؤال:
هل يجوز لامرأة أن تتبرع بشعرها لمنظمة تستخدمه في عمل شعر مستعار للأطفال الذين يعانون من السرطان، والحروق، وما إلى ذلك؟
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
لا خلاف بين الفقهاء في المنع من بيع الإنسان شعْره؛ لأنه جزء منه، وهو مكرَّم، وبيع شيء من أعضائه يعرضه للمهانة والابتذال.
جاء في " الموسوعة الفقهية " (26/ 102):
واتّفق الفقهاء على عدم جواز الانتفاع بشَعْر الآدميّ بيعاً واستعمالاً؛ لأنّ الآدميّ مكرّم، لقوله سبحانه وتعالى: (وَلَقَدْ كَرَّمْنَا بَنِي آدَمَ).
فلا يجوز أن يكون شيء من أجزائه مهاناً مبتذلاً " انتهى.
ثانياً:
أما التبرع به لمن يصنع منه شعراً مستعاراً (باروكة).
فاستعمال الشعر المستعار قد يكون جائزاً، وقد يكون محرماً. فيجوز إذا كان لإصلاح عيب، ويحرم إذا كان المقصود به التجمل والتزين.
قال الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله:
" لبس الباروكة على نوعين:
أولاً: أن يُقصد به التجمل، بحيث يكون للمرأة رأس وافر، ويحصل به المقصود، وليس فيه عيب على المرأة: فلبسها لا يجوز؛ لأن ذلك نوع من الوصل، وقد (لعن النبي صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة).
والحالة الثانية: أن لا يكون لها شعر إطلاقاً، وتكون معيبةً بين النساء، ولا يمكنها أن تخفي هذا العيب، ولا يمكن إخفاؤه إلا بلبس الباروكة: نرجو ألا يكون بلبسها حينئذ بأس؛ لأنها ليست للتجمل، وإنما لدفع العيب، والاحتياط ألا تلبسها، وتختمر بما يغطي رأسها حتى لا يظهر عيبها، والله أعلم " انتهى.
" فتاوى نور على الدرب ".
وقال رحمه الله أيضاً:
" الباروكة محرمة، وهي داخلة في الوصل، وإن لم تكن وصلاً فهي تظهر رأس المرأة على وجه أطول من حقيقته فتشبه الوصل، وقد لعن النبي صلى الله عليه وسلم الواصلة والمستوصلة، لكن إن لم يكن على رأس المرأة شعر أصلاً، أو كانت قرعاء: فلا حرج من استعمال الباروكة ليستر هذا العيب؛ لأن إزالة العيوب جائزة، ولهذا أذن النبي صلى الله عليه وسلم لمن قطعت أنفه في إحدى الغزوات أن يتخذ أنفاً من ذهب " انتهى.
" مجموع فتاوى الشيخ العثيمين " (11 / جواب السؤال رقم 68).
وعليه؛ فإذا كانت الجهات التي تطلب التبرع بالشعر لعمله شعراً مستعاراً لمن أصيبت بحروق، أو صلع نتيجة السرطان، أو لغير ذلك من الأسباب: جهات موثوقة: فيجوز التبرع لهم، ويحتسب المتبرع الأجر عند ربه تعالى.
وأما إن كانت غير موثوقة، أو يُصنع بتلك الشعور شعوراً مستعارة للتجمل: فلا يجوز التبرع لهم.
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=101430&ln=ara (http://www.islam-qa.com/index.php?ref=101430&ln=ara)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 05:17 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل ونشهد الله أننا نحبكم في الله عزوجل
ولي تعليق أو استفسار منكم - ولعلكم توضحون أكثر - بخصوص إباحة فضيلة العلامة ابن عثيمين رحمه الله وصل الشعر إن كان لإصلاح العيب ألا يتعارض هذا مع الأحاديث النبوية مثل:
1 - عنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا
أَنَّ جَارِيَةً مِنْ الْأَنْصَارِ تَزَوَّجَتْ وَأَنَّهَا مَرِضَتْ فَتَمَعَّطَ شَعَرُهَا فَأَرَادُوا أَنْ يَصِلُوهَا فَسَأَلُوا النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ - صحيح البخاري - كتاب اللباس - باب الوصل في الشعر
2 - عنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ قَالَتْ
جَاءَتْ امْرَأَةٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي ابْنَةً عُرَيِّسًا أَصَابَتْهَا حَصْبَةٌ فَتَمَرَّقَ شَعْرُهَا أَفَأَصِلُهُ فَقَالَ لَعَنَ اللَّهُ الْوَاصِلَةَ وَالْمُسْتَوْصِلَةَ
- صحيح البخاري - كتاب اللباس - باب الوصل في الشعر، صحيح مسلم - كتاب اللباس والزينة - باب تحريم فعل الواصلة والمستوصلة والواشمة والمستوشمة واللفظ لفظ مسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/227)
قال النووي رحمه الله: " وَفِي هَذَا الْحَدِيث أَنَّ الْوَصْل حَرَام سَوَاء كَانَ لِمَعْذُورَةٍ أَوْ عَرُوس أَوْ غَيْرهمَا "
وقد يكون هناك فهم خاطىء لكلام الشيخ فلعل الشيخ رحمه الله يقصد ما إن كانت الباروكة من غير شعر الاّدمي فقد وقع فيها بعض الخلاف، كما قال النووي رحمه الله: " وَهَذِهِ الْأَحَادِيث صَرِيحَة فِي تَحْرِيم الْوَصْل، وَلَعْن الْوَاصِلَة وَالْمُسْتَوْصِلَة مُطْلَقًا، وَهَذَا هُوَ الظَّاهِر الْمُخْتَار، وَقَدْ فَصَّلَهُ أَصْحَابنَا فَقَالُوا: إِنْ وَصَلَتْ شَعْرهَا بِشَعْرِ آدَمِيّ فَهُوَ حَرَام بِلَا خِلَاف، سَوَاء كَانَ شَعْر رَجُل أَوْ اِمْرَأَة، وَسَوَاء شَعْر الْمُحَرَّم وَالزَّوْج وَغَيْرهمَا بِلَا خِلَاف لِعُمُومِ الْأَحَادِيث، وَلِأَنَّهُ يَحْرُم الِانْتِفَاع بِشَعْرِ الْآدَمِيّ وَسَائِر أَجْزَائِهِ لِكَرَامَتِهِ، بَلْ يُدْفَن شَعْره وَظُفْره وَسَائِر أَجْزَائِهِ. وَإِنْ وَصَلَتْهُ بِشَعْرِ غَيْر آدَمِيّ فَإِنْ كَانَ شَعْرًا نَجَسًا وَهُوَ شَعْر الْمَيْتَة وَشَعْر مَا لَا يُؤْكَل إِذَا اِنْفَصَلَ فِي حَيَاته فَهُوَ حَرَام أَيْضًا لِلْحَدِيثِ، وَلِأَنَّهُ حَمَلَ نَجَاسَة فِي صَلَاته وَغَيْرهَا عَمْدًا، وَسَوَاء فِي هَذَيْنِ النَّوْعَيْنِ الْمُزَوَّجَة وَغَيْرهَا مِنْ النِّسَاء وَالرِّجَال. وَأَمَّا الشَّعْر الطَّاهِر مِنْ غَيْر الْآدَمِيّ، فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهَا زَوْج وَلَا سَيِّد فَهُوَ حَرَام أَيْضًا، وَإِنْ كَانَ فَثَلَاثَة أَوْجُه: أَحَدهَا لَا يَجُوز لِظَاهِرِ الْأَحَادِيث، وَالثَّانِي لَا يَحْرُم، وَأَصَحّهَا عِنْدهمْ إِنْ فَعَلَتْهُ بِإِذْنِ الزَّوْج أَوْ السَّيِّد جَازَ، وَإِلَّا فَهُوَ حَرَام"
وقال ابن قدامة رحمه الله في المغني: " وَالظَّاهِرُ: أَنَّ الْمُحَرَّمَ إنَّمَا هُوَ وَصْلُ الشَّعْرِ بِالشَّعْرِ، لِمَا فِيهِ مِنْ التَّدْلِيسِ وَاسْتِعْمَالِ الشَّعْرِ الْمُخْتَلَفِ فِي نَجَاسَتِهِ، وَغَيْرُ ذَلِكَ لَا يَحْرُمُ، لِعَدَمِ هَذِهِ الْمَعَانِي فِيهَا، وَحُصُولِ الْمَصْلَحَةِ مِنْ تَحْسِينِ الْمَرْأَةِ لِزَوْجِهَا مِنْ غَيْرِ مَضَرَّةٍ "
وقال ابن مفلح رحمه الله في الاّداب الشرعية: " قَالَ الْمَرُّوذِيُّ سَأَلْت أَبَا عَبْدِ اللَّهِ عَنْ الْمَرْأَةِ تَصِلُ رَأْسَهَا بِقَرَامِلَ فَكَرِهَهُ وَقَالَ لَهُ أَيْضًا فَالْمَرْأَةُ الْكَبِيرَةُ تَصِلُ رَأْسَهَا بِقَرَامِلَ؟ فَلَمْ يُرَخِّصْ لَهَا، وَيُبَاحُ مَا تَشُدُّ بِهِ شَعْرَهَا لِلْحَاجَةِ."
أو لعل الشيخ يقصد زراعة الشعر وليس وصله، فقد كنت قرأت له فتوى بإباحة ذلك.
أو لعل الشيخ رحمه الله يرجح أن الوصل مكروه وليس حراما والكراهة تزول للحاجة، وقد قال بالكراهة بعض العلماء كما قال ابن مفلح رحمه في الاّداب الشرعية:
"يُكْرَهُ لَهَا وَصْلُ شَعْرِهَا بِشَعْرٍ آخَرَ ذَكَرَهُ فِي الْمُسْتَوْعِبِ، وَالتَّلْخِيصِ وَقَدَّمَهُ فِي الرِّعَايَةِ وَعَنْهُ يَحْرُمُ قَطَعَ بِهِ فِي الشَّرْحِ وَقَدَّمَهُ ابْنُ تَمِيمٍ "
ولكن الشيخ رحمه الله نص على التحريم لمن تتخذه للزينة، فالشيخ فقط فرق بين من اتخذته للزينة وبين من اتخذته للعلاج ولكن الأحاديث لم تفرق.
نرجو مزيدا من التوضيح يا شيخ إحسان .... وفقني الله وإياكم إلى كل خير.(80/228)
قراءة المأموم للفاتحة أعينوني بارك الله فيكم؛
ـ[أبويونس]ــــــــ[29 - 06 - 07, 12:57 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاةوالسلام على نبينا محمدوعلى آله وصحبه أجمعين
السلام عليكم إخوتي في الله أرجو أن تعينوني في هذا الإشكال في ما يخص قراءة المأموم للفاتحة خلف الإمام في الصلاة الجهرية
كرجل عادي يتعلم دينه وجدت نفسي في حيرة عندما أقرأ أدلة الموجبين لقراءتها وأدلة من قال أنها تسقط عن المأموم فكلا الفريقين أدلته مقنعة و بما أنني غالبا ماأتبع فتاوي الشيخ العثيمين رحمه الله في مثل هذه القضايا الخلافية أصبحت أقرأها خلف الإمام لأنه يقول بوجوب قراءتها وحدث لي يوما أن صليت المغرب في جماعة ونسيت قراءتها وهذا يوجب علي أن أزيد ركعة بعد تسليم الإمام والإتيان بسجدتي السهو لكنني لم أقم بذلك وقلت في نفسي ما دام الأمر فيه خلاف لن أزيد ركعة لما قد يحصل فيه من المفسدة والجدال مع المصلين الآخرين داخل المسجد وخصوصا أنني كنت في الصف الأول فعلى قول شيخنا العثيمين صلاتي هذه باطلة يجب علي إعادتها إليكم الرابط
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=audioinfo&audioid=111482
إلا أنني وجدت لشيخنا ابن باز رحمه الله فتوى لا تلزم الناسي قضاء الركعة وبذلك تكون صلا تي صحيحة إليكم الرابط
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=4602
فماذا أفعل إخوتي الكرام؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 01:20 م]ـ
كلام الشيخ ابن عثيمين رحمه الله أقرب والله أعلم؛ لأن الأركان لا تسقط بالنسيان، فإن كنت ترى ركنية القراءة على المأموم فالأقرب أنك تقضي الصلاة، أما عن مسألة القراءة فقد ذهب الجمهور إلى عدم إلى وجوبها على المأموم وفصل في القضية شيخ الإٍسلام ابن تيمية رحمه الله ولخص بحثه أخونا الشيخ رضا صمدي حفظه الله وتجد بحثه في صفحته بصيد الفوائد فلعلك تطلع عليه
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=1995
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 01:26 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
زادك الله يا أخي حرصا على أمور دينك.
هذا الأمر فيه خلاف بين أهل العلم لكن جمهور أهل العلم على أن قراءة الإمام في الصلاة الجهرية تسقط عن المأموم القراءة بعد ما كانت واجبة في بداية الأمر لحديث أبي هريرة رضي الله عنه "أن رسول الله صلى الله عليه وسلم انصرف من صلاة جهر فيها بالقراءة فقال {هل قرأ معي أحد منكم آنفا؟} فقال رجل: نعم يا رسول الله , قال: {فإني أقول ما لي أنازع القرآن} , قال: فانتهى الناس عن القراءة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يجهر فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم من الصلوات بالقراءة حين سمعوا ذلك من رسول الله صلى الله عليه وسلم" رواه أبو داود والنسائي والترمذي و صححه الشيخ الألباني و الدارقطني و الهيثمي و أحمد شاكر
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[29 - 06 - 07, 01:47 م]ـ
ألأخوة الإعزاء
السلام عليكم
من اقوال العلامة المحدث الألباني-رحمه الله- في هذا الموضوع:
السلسلة الضعيفة - (ج 2 / ص 146):قال يرحمه الله "و قد اختلف العلماء قديما و حديثا في
القراءة وراء الإمام على أقوال ثلاثة:
1 - وجوب القراءة في الجهرية و السرية.
2 - وجوب السكوت فيهما.
3 - القراءة في السرية دون الجهرية.
و هذا الأخير أعدل الأقوال و أقربها إلى الصواب و به تجتمع جميع الأدلة بحيث لا يرد شيء منها
و هو مذهب مالك و أحمد، و هو الذي رجحه بعض الحنفية، منهم أبو الحسنات اللكنوي في كتابه المذكور آنفا (التعليق الممجد على موطأ محمد)، فليرجع إليه من شاء التحقيق.
وقال أيضاًفي تلخيص صفة الصلاة - (ج 1 / ص 20):
قراءة المقتدي لها:
54 - ويجب على المقتدي أن يقرأها وراء الإمام في السرية
وفي الجهرية أيضا إن لم يسمع قراءة الإمام أو سكت هذا بعد فراغه منها سكتة ليتمكن المقتدي من قراءتها فبها وإن كنا نرى أن هذا السكوت لم يثبت في السنة.
ـ[أبويونس]ــــــــ[29 - 06 - 07, 03:18 م]ـ
أسأل الله أن يجزيكم خيرا ويزيدكم علما على أجوبتكم في لحقيقة أفكر أن أتبع رأي من يقول بعدم وجوب قراءةالفاتحة في الصلاة الجهرية
لكن أخشى أن يكون هذا نوع من اتباع الهوى
عندي سؤال لكم هل يجوز لمن يقول بوجوب الفاتحة للمأموم أن يتبع الاجتهاد لآخر أي عدم وجوبها إذا كان في جماعة أو بلد يتبع ذلك الاجتهاذ وذلك حتى لا تقع فتنة فقد سمعت أن أحد الأئمة الأربعة صلى كما يصلى أتباع إمام آخر عندما كان في بلدهم؛
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 03:42 م]ـ
جمهور أهل العلم على أن قراءة الإمام في الصلاة الجهرية تسقط عن المأموم القراءة بعد ما كانت واجبة في بداية الأمر
أخي الفاضل إن كنت تقصد أن الجمهور يقولون بالنسخ كما يقول العلامة الألباني رحمه الله فليس الأمر كما تقولون بارك الله فيكم، فلا يقول الجمهور بالنسخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/229)
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[29 - 06 - 07, 06:40 م]ـ
بارك الله فيك قصدت أن الجمهور على إسقاط القراءة على المأموم في الجهرية و جزاك الله خيرا.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 03:28 ص]ـ
سبق أن قلت في موضوع سابق:
لا شك أن هذه المسألة من المسائل التي لا يزال الناس يختلفون فيها بل الخلاف فيها من القوة بمكان حتى بين كبار العلماء لذلك سأذكر هنا أصولا تعين إن شاء الله على معرفة الراجح في هذه المسألة المشكلة:
- أجمع أهل العلم على أن من لم يقرأ الفاتحة - في الجهرية - خلف الإمام فصلاته صحيحة.
- أجمع أهل العلم على أنه لا تجب القراءة على المأموم أثناء قراءة الإمام.
- النصوص العامة في هذه المسألة والتي ظاهرها التعارض إنما هي من قبيل العام المحفوظ (كالتي تأمر بالإنصات) والعام المخصوص (كالتي تأمر بالقراءة) وتقديم الأول أولى من تقديم الثاني , والله أعلم.
وقد طالبني بعض الإخوة الأحبة بالمرجع لهذين الإجماعين.
فأقول:
أما ما يتعلق بالإجماع الأول:
فقد نقل الإمام أحمد كما في الشرح الكبير إجماع أهل العلم على أنه لم يقل أحد أن صلاة المأموم غير مجزئة إذا لم يقرأ الفاتحة خلف الإمام إذا جهر بالقراءة (المغني مع الشرح الكبير 2/ 13).
وأما الإجماع الثاني:
فقد ذكره شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى وهي ليست بين يدي الآن.
لكن قال في مجموع الفتاوى (5/ 330) " وَالْإِمَامُ أَحْمَد ذَكَرَ إجْمَاعَ النَّاسِ عَلَى أَنَّهَا لَا تَجِبُ فِي صَلَاةِ الْجَهْرِ "
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[22 - 09 - 07, 02:48 م]ـ
سبق أن قلت في موضوع سابق:
وقد طالبني بعض الإخوة الأحبة بالمرجع لهذين الإجماعين.
فأقول:
أما ما يتعلق بالإجماع الأول:
فقد نقل الإمام أحمد كما في الشرح الكبير إجماع أهل العلم على أنه لم يقل أحد أن صلاة المأموم غير مجزئة إذا لم يقرأ الفاتحة خلف الإمام إذا جهر بالقراءة (المغني مع الشرح الكبير 2/ 13).
وأما الإجماع الثاني:
فقد ذكره شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى وهي ليست بين يدي الآن.
لكن قال في مجموع الفتاوى (5/ 330) " وَالْإِمَامُ أَحْمَد ذَكَرَ إجْمَاعَ النَّاسِ عَلَى أَنَّهَا لَا تَجِبُ فِي صَلَاةِ الْجَهْرِ "
بارك الله فيك
ـ[وائل محمود الطوخى]ــــــــ[22 - 09 - 07, 03:34 م]ـ
الامام ضامن والمؤذن مؤتمن اخى قراءة الامام قراءة اامأمومين فان ترك لك الامام الفرصة للقراءة فاقرا والافانك مامور باتباع الامام وان كنت تركت القراءة مع الفرصة فالمسالة خلافية لكن الحديث لاصلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب هو فى الصلاة السرية وهذا ما اراه وفقنا الله لما فيه الخير والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو أيمن المغربي]ــــــــ[02 - 10 - 07, 06:18 م]ـ
جزاكم الله خيرا في الحقيقة لقد أتار الأخ أبو يونس نفس الإشكال عندي وهو نسيان قراءتها وراء الإمام لمن يعمل بالوجوب وقد ابتدأ الصلاة مع الإمام هل يزيد في الصلاة أم لا؟(80/230)
أبي لا يساعدني على الإلتزام؟ سؤال لمشايخ
ـ[عمرو المصري]ــــــــ[29 - 06 - 07, 04:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم سيدنا محمد النبي الأمي الأمين
أما بعد ,,,
أيها الأحبة في الله ارجوا ان تجيبوني على هذا السؤال المهم الذي ربما يغير مسار حياتي
اعيش انا وابي وزوجتي في بيت واحد ابي هو الذي زوجني بعد وفاة امي رحمها الله ولي أخت متزوجة بجوار بيت أبي هي التي كانت تطهى لنا الطعام وترعى مصالح البيت والأن زوجتي هي التي تقوم بذلك ولكني اعمل في بلد بعيدة عن بلدي انا وابي تبعد حوالي 55 كم اذهب اليها كل يوم من الساعة 7:30 إلى الساعة 4:30 وهكذا كل يوم ما عدا يومي الاجازة المهم أبي وعائلتي ومن حولنا يؤذونني ولا يساعدوني على الالتزام وانا صابر على ذلك ولكن يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر بدأ قلبي يقسوا ويصاب بآفات كالحقد والغل من الذين يؤذونني وأنا أستأذنت أبي في أن أذهب لاسكن في البلد التي اعمل بها فلم يأذن لي بذلك فهل لابد من أذنه أم يمكنني أن أذهب دون اذنه مع العلم ان سن ابي 74 سنه وهو والحمد لله بصحة جيدة واختي يمكن ان ترعى مصالح البيت إذا ذهبت لاسكن بعيدا عن من أوشك على القضاء على التزامي
وهناك ملاحظة ايضا وهي انني ااتي من العمل للبيت لا استطيع ان انزل لأصلي مع الجماعة في المسجد فاصلي في البيت مع زوجتي ولا استطيع القيام لصلاة الفجر كما كنت سابقا لا افوت صلاة في المسجد ولا افوت صلاة الفجر وما ذلك إلا لمجهود العمل والمواصلات المهلكة لأنني اركب 3 مواصلات ذهابا و3 مواصلات إيابا
ارجوا نصحي من المشايخ الكرام ماذا افعل.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟(80/231)
السُّنَّة.
ـ[الضبيطي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 01:11 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين.
قال سهل بن عبدالله التستري رحمه الله: عليكم بالسنة والأثر، فإني أخاف أنه سيأتي عن قليل زمان، إذا ذكر الإنسان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في جميع أحواله ذموه ونفروا عنه وتبرؤوا منه، أو ذلوه وأهانوه.
انظر الدر النضيد على أبواب التوحيد للشيخ سليمان الحمدان ص 16.(80/232)
آلا تجيبوا مكروب على سؤاله فرج الله عنا وعنكم الكروب
ـ[عمرو المصري]ــــــــ[30 - 06 - 07, 02:37 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين والصلاة والسلام على رسولنا الكريم سيدنا محمد النبي الأمي الأمين
أما بعد ,,,
أيها الأحبة في الله ارجوا ان تجيبوني على هذا السؤال المهم الذي ربما يغير مسار حياتي
اعيش انا وابي وزوجتي في بيت واحد ابي هو الذي زوجني بفضل الله بعد وفاة امي رحمها الله ولي أخت متزوجة بجوار بيت أبي هي التي كانت تطهى لنا الطعام وترعى مصالح البيت والأن زوجتي هي التي تقوم بذلك ولكني اعمل في بلد بعيدة عن بلدي انا وابي تبعد حوالي 55 كم اذهب اليها كل يوم من الساعة 7:30 إلى الساعة 4:30 وهكذا كل يوم ما عدا يومي الاجازة المهم أبي وعائلتي ومن حولنا يؤذونني ولا يساعدوني على الالتزام وانا صابر على ذلك ولكن يوما بعد يوم وشهرا بعد شهر بدأ قلبي يقسوا ويصاب بآفات كالحقد والغل من الذين يؤذونني وأنا أستأذنت أبي في أن أذهب لاسكن في البلد التي اعمل بها فلم يأذن لي بذلك فهل لابد من أذنه أم يمكنني أن أذهب دون اذنه مع العلم ان سن ابي 74 سنه وهو والحمد لله بصحة جيدة واختي يمكن ان ترعى مصالح البيت إذا ذهبت لاسكن بعيدا عن من أوشك على القضاء على التزامي
وهناك ملاحظة ايضا وهي انني ااتي من العمل للبيت لا استطيع ان انزل لأصلي مع الجماعة في المسجد فاصلي في البيت مع زوجتي ولا استطيع القيام لصلاة الفجر كما كنت سابقا لا افوت صلاة في المسجد ولا افوت صلاة الفجر وما ذلك إلا لمجهود العمل والمواصلات المهلكة لأنني اركب 3 مواصلات ذهابا و3 مواصلات إيابا
ارجوا نصحي من المشايخ الكرام ماذا افعل.؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[أبو محمد]ــــــــ[30 - 06 - 07, 03:39 ص]ـ
استعن بالله .. وسله العون والتأييد .. وكل ما يضر بدينك فليس فيه طاعة لوالدك .. اعمل ما تراه أنفع لإيمانك؛ فهو رأس مالك .. فاهرب بدينك ممن يؤذيك فيه.
وأما والدك .. فتلطف به .. وأرضه .. وأدم زيارته .. وأبشر بالخير .. ومن أرضى الناس بسخط الله وكله الله إلى الناس، ومن أسخط الناس برضا الله كفاه الله مؤنة الناس - كما في الحديث.
هذه نصيحتي لك .. وفقك الله وثبتك.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 05:05 ص]ـ
برجاء توضيح نقطة هامة: هل والدك حفظه الله سيغضب إن تركت البيت وذهبت إلى مكان اّخر؟
ـ[عمرو المصري]ــــــــ[30 - 06 - 07, 10:23 ص]ـ
ربما يغضب وربما لا. الله أعلم ولكن تخوفي من أن أذهب فيغضب فإن طال بي العمر بعده أظل حزينا على ذلك مغتما كلما تذكرت حالي مع أكثر من أحسن إلى بعد الله جزاه الله عني خيرا وكتب
الله عز وجل بإحسانه لي مالم يخطر على قلب بشر من النعيم المقيم في الجنة
ولكن كما ذكرت أبي يتمنى لي النجاة في الدنيا ولا أراه يفكر في نجاتي في الآخرة عفا الله عنه وهدانا و إياه للحق
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 11:16 ص]ـ
هذا هو حال غالب الآباء في هذا الوقت وحال غالب الأمهات أيضا ..
أخي إنك فتنت فاصبر إن كنت من الصادقين , ولا تطع أحدا في معصية الخالق ...
وحاول أن تفتح الموضوع مرة أخرى مع الوالد (موضوع الانتقال من بيت لآخر) بطريقة ثانية غير مباشرة ...
هذا وانتظر كلام المشائخ هنا ..
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 11:19 ص]ـ
أخي الفاضل عمرو: فرج الله كربك وشرح صدرك
أخي أنت تعلم أن الوالد أوسط أبواب الجنة كما جاء في الحديث ورغم أنف من أدريك أبويه أحدهما أو كلاهما عند الكبر فلم يغفر له ........ إلخ من الفضائل العظيمة لبر الوالدين التي نعلمها جميعا.
ومعلوم أن الأمور تقدر بقدرها، فنحن لا نعلم حقيقة إيذاء أسرتك لك فقد تكون أمورا سهلة وقد تكون مبالغا وقد وقد وقد!!
وقد اشتكى إلي أحد الإخوة من جيراني تقريبا نفس شكواك فعندما بحثت في الأمر وجدت أنه مبالغ جدا ورأيت أن أسرته ناس طيبون جدا لكنهم كأغلب الأسر البسيطة عندهم جهل وبعض الهوى وأمور نشاهدها في عائلاتنا جميعا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/233)
فلعل أمرك يكون كأمره، واعلم أن الدعاة وطلبة العلم لا بد أن يكونوا كالأطباء لا يبحثون إلا عن المرضى حتى يداووهم فكيف بهم وإن كان المرضى أقرباءهم؟؟ تخيل لو أنك طبيب وأقرباؤك في حاجة إلى علاج هل ستتركهم؟؟ بالطبع لا فلم تتركهم والمرض في الدين أشد وأنكى من المرض الدنيوي؟؟
بالطبع نحن جميعا نعلم أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، لكن كما قلت لك قد تكون هناك مبالغات أو بعض المخالفات التي يمكن أن تتدارك برفق ولين.
واعلم أن سلاح الحب سلاح فعال، وكما قال أحدهم: حاربت بالسيف وباللين فوجدت اللين أقطع، فترفق مع أسرتك واهد إليهم هدايا وتبسم في وجوههم واقض معهم يوم الإجازة في مكان هادىء جميل فتصل إلى قلوبهم، وعندها تستطيع أن تحركهم كما شئت.
واعلم أن أغلب الأسر للمسلمة عندها حب للدين ورغبة فيه، لكن قد يعوقهم جهل أو هوى،ولم يجدوا ناصحا أمينا رفيقا يدلهم على الخير.
وما ذكرته من أمور - في رأيي - ليس مبررا فكثير منا عمله في مكان بعيد ويستغرق جهدا كبيرا وأنت تعلم صعوبة الحياة الان، فاستعن بالله و لا تعجز، وما ذكرته من تضييعك لصلاة الفجر احيانا فجاهد نفسك واعلم أن الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر كما جاء في الحديث،ولكن أهمس في أذنك وأقول لك قد تكون هناك أسباب أخرى لضياع صلاة الفجر، وكما قال لي أحد مشايخي في القران الكريم: " صلاة الفجر ترمومتر تقيس به علاقتك مع ربك " فراجع علا قتك مع ربك،واستفد بالأوقات في المواصلات بقراءة القران والتسبيح والتحميد والتهليل والتكبير والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وقراءة الأدعية الموظفة والأدعية التي يفرج الله بها الهم والحزن.
وما ذكرته من تضييعك للجماعة في المسجد فأقول لك إن العلماء في الجماعة اختلفوا على خمسة أقوال وهي:
1 - أن الجماعة سنة مؤكدة وهو رأي المالكية والحنفية
2 - أن الجماعة فرض كفاية وهو رأي الشافعية
3 - أن الجماعة فرض عين لكن لا يشترط لها المسجد بل تصح في كل مكان وهو رأي الحنابلة
4 - أن الجماعة فرض عين في المسجد لمن يسمع النداء وهو رأي بعض الحنابلة ورجحه ابن القيم رحمه الله.
5 - أن الجماعة شرط لصحة الصلاة أي من كان قادرا على الجماعة وصلى منفردا فصلاته باطلة وهو رأي داود الظاهري وابن تيمية وابن عقيل رحمهم الله جميعا.
أما عقوق الوالدين فلهم فيه رأي واحد وهو أنه كبيرة من الكبائر والله المستعان.
والراجح من أقوال العلماء والله أعلم يدور بين القول الثالث أو الرابع، وأصحاب القول الرابع يبيحون له الصلاة جماعة في البيت عند العذر، و لا أسرد لك الأقوال حتى تترخص لنفسك بل أطالبك وبكل حزم أن لا تترك المسجد، فلا تكن كأناس لا يدخلون إلا يوم الجمعة أو يوم يحملون على ظهور الرجال وإلى الله المشتكى!!
لكن أسردها لك حتى تستطيع الترجيح بين المصالح والمفاسد، وحتى تكون على بصيرة من أمرك، وعموما لست معك في مشكلتك، و لا أعلم ملابساتها، ولعل يكون لك العذر في ترك البيت إن تيقنت من وجود الحرام والمنكرات وفشلت بعد المحاولات الكثيرة في الإصلاح فهنا يقدر الأمر ونرجو الله أن يفرج كربك ويزيح همك وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
ـ[توبة]ــــــــ[30 - 06 - 07, 12:13 م]ـ
أخي الكريم
هل تركك لبيت الوالد وتنقلك، هو الحل الوحيد لهذه المحنة التي أصابتك؟
هل فكرتم أن هذا يمكن أن يكون مدخلا من مداخل الشيطان ليفسد عليك برك بوالدك المسن؟
أليست المجاهدة في الطاعات، التي يمتحن بها الله عباده،تعني أن نتحمل كل أذى في سبيل نيل رضاه سبحانه، ونصبر و نحتسب الأجر في ذلك، مادام في غير معصية الخالق، ورضا الوالدين من رضا الله.
وابتعادكم عن البيت لا يعني بعدكم عن الوالد، فأنتم تعملون في نفس المكان هذا من جهة، ومن جهة أخرى لا أظنكم ستقطعون زيارته وصلة رحمه، هذا إن كان هو السبب الرئيسي في محنتك،
ثمّ إذا تأملت كلامك جيدا، تجد أن أكثر ما يقلقك هو بعد مكان العمل،وسببه في ترككم لبعض صلاة الجماعة،والتعب الحاصل منه والذي قد يسبب لكم مشقة في أداء بعض الطاعات، و ربما هذا ما يزيد من التوتر في علاقتكم بالوالد، مع طول مرافقته في البيت والعمل ..
فهل فكرتم بتغيير مكان العمل كحل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/234)
إستخر الله، واستعن به، و تأمل في نصائح اخوانك، وتذكر يا أخي برّك لوالدك كل هذه السنين فلا تفسده في لحظة واحدة، خاصة وهو في مثل هذا العمر.
يسر الله أمرك ووفقك لما فيه خيرك ورشدك.
ـ[أبو المنذر إيهاب أحمد]ــــــــ[30 - 06 - 07, 01:47 م]ـ
زوج أباك
إن امتنع فى البداية فأكثر من المزاح معه أنك تريد تزويجه
وسيأتي إليك يوماً يخبرك بعزمه على الزواج إن شاء الله
إنى لك ناصح أمين إن شاء الله
ولا تنسنى من صالح دعائك
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 06:17 م]ـ
هذا جواب من أحد المشايخ جزاه الله خيراً
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى آله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن الابتلاء سنة من سنن الله جل وعلا في خلقه قال تعالى: (الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم أيكم أحسن عملا) ولكن الناس يتفاوتون في الابتلاء فمنهم من يشتد بلاؤه ومنهم من يقل ومنهم من يعيش في دنياه دون أن يُبتلى بالمصائب، ولكن قد يُبتلى بالمَحاب والنعم .. هل يشكر الله على نعمه ويستعملها فيما يرضي الله؟ قال تعالى: (و نبلوكم بالشر والخير فتنة).
وأشد الناس بلاءً هم الأنبياء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: " أشد الناس بلاءً الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه، فإن كان في دينه صُلبا اشتد بلاؤه، وإن كان في دينه رقة ابتلي على قدر دينه، فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة ". صحيح الجامع (1003)
فمن استقرأ قصص الأنبياء رأى كيف أنهم كانوا أئمة يُقتدى بهم في الصبر على البلاء لذلك بيّن الله جل وعلا أنّ في قصص الأنبياء تثبيتًا لقلب النبي محمد صلى الله عليه وسلم فيما يلقاه من قومه من البلاء قال تعالى: (وكلا ً نقصّ عليكَ من أنباءِ الرّسل ِ ما نُثبتُ بهِ فؤادك) وقال سبحانه بعد أن قصّ علينا قصة يوسف عليه السلام وما أصابه من البلاء: (لقد كانَ في قصصهم عبرة ٌ لأولي الألبابِ ما كانَ حديثًا يُفترى ولكن تصديقَ الذي بينَ يديه وتفصيلَ كلِّ شيءٍ وهدىً ورحمة ً لقوم ٍ يؤمنون).
وفي الابتلاء تكفير للذنوب والخطايا كما مر في الحديث السابق " فما يبرح البلاء بالعبد حتى يتركه يمشي على الأرض وما عليه خطيئة " ويقول عليه الصلاة والسلام: " ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا همّ ولا حزن ولا أذى ولا غمّ حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه " صحيح الجامع. (5694)
ومن فوائد الابتلاء سوى تكفير الذنوب .. أنه سبب رفع درجة العبد في الجنة كما ورد في الحديث يقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الرجل ليكون له المنزلة عند الله فما يبلغها بعمل، فلا يزال الله يبتليه بما يكره حتى يبلغه إياها ". صحيح الجامع (1621)
و الابتلاء من الله للعبد المؤمن دليل على محبة الله جل وعلا لعبده لقوله عليه الصلاة والسلام: " إن الله إذا أحب قومًا ابتلاهم، فمن صبر فله الصبر، ومن جزع فله الجزع ". صحيح الجامع (1702)
فأنت أيها الأخ السائل قد ابتلاك الله بمن لا يُعينك على طاعة الله جل وعلا وعلى التزامك وتدينك كما تقول، ونسأل الله أن يكون ذلك من عاجل بشرى المؤمن بأن الله يحبه لذلك يبتليه الله جل وعلا ليرى صدق التزامه بدينه وأن يصبر ويحتسب على ما يلقاه في سبيل طاعة ربه جل وعلا ولا يجعله ذلك البلاء ينكص على عقبيه، بل يزيده التزامًا ثباتًا قال تعالى: (ومن الناس من يعبد الله على حرف فإن أصابه خيرٌ اطمأنَّ به وإن أصابته فتنةٌ انقلبَ على وجهه خسر الدنيا والآخرة).
فعليك أخي الحبيب أن تصبر على هذا البلاء حتى تفوز في الاختبار ولا تنهزم مع أول بلاء تلاقيه، وستشعر حينئذ بلذة الطاعة التي جاءت بعد صبر وبلاء.
وطاعة الوالد واجبة عليك ما دام الأمر لم يصل إلى معصية الله، فلا يجوز أن تعصي والدك بالانتقال إلى سكن آخر إذا كان لا يرضى ذلك، ولكن عليك أن تظهر لوالدك لين الجانب وخفض الجناح وأن لا تقدم عليه قول أحد من الناس ولو كانت زوجتك، وألا ترضى أن يتكلم أحد من الناس على والدك بسوء كائنًا من كان، فإن كثرة سماع مثل هذا الكلام توغر الصدر وتملأه بالحقد والغل على والدك، وهذا الذي تشعر به أنت كما تقول وهذا لا يجوز، فكما أن في الصلاة و الالتزام بالدين طاعةً لله فكذلك طاعة الوالد بالمعروف ولين الجانب وحسن العشرة والذب عن كل ذلك طاعة الله أيضًا.
أما بالنسبة لصلاة الجماعة في المسجد فإنها واجبة على القادر المستطيع الذي يسمع النداء لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من سمع النداء فلم يأته فلا صلاة له إلا من عذر ". صحيح الجامع (6176)
فعليك أن تحرص على صلاة الجماعة في المسجد قدر المستطاع، وأن تدعو الله دائما أن يعينك على طاعته وأن يثبت إيمانك، ذلك أن الإيمان يزيد وينقص ولعل هذا يكون سبب بتقصيرك في صلاة الجماعة في المسجد، فإنك تقول إنك كنت سابقًا تحافظ على جميع الصلوات في المسجد لاسيما صلاة الفجر في نفس ظروف العمل التي تعاني منها الآن ولكن الإنسان قد يضعف ويفتر أحيانًا فيحتاج إلى ما يثبته على طاعة الله جل وعلا، من دعاء الله تعالى وقراءة القرآن والصحبة الصالحة وغير ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخل الثوب - أي كما يُبلى الثوب - فاسألوا الله أن يثبت الإيمان في قلوبكم " صحيح الجامع (1586)، وكان عليه الصلاة والسلام يكثر من دعاء " يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ".
أسأل الله تعالى أن يفرج عنا وعنك وأن يجعل لنا من كل هم فرجًا ومن كل ضيق مخرجًا وأن يثبتنا وإياك على طاعته.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/235)
ـ[عمرو المصري]ــــــــ[07 - 07 - 07, 12:04 ص]ـ
اخواني الكرام جزاكم الله خيرا على اهتمامكم بشأن أخيكم واعلموا اخواني ومشايخي أن ردودكم الكريمة الطيبة خففت عني الكثير والكثير فالمرء قليل بنفسه كثير باخوانه فجزاكم الله خيرا
وهناك توضيح للاخوة الكرام وفقهم الله وحفظهم من كل شر وهو انني حاليا في طريقي لإحتراف صناعة معينة ان شاء الله وبعد انهاء هذه الفترة ان شاء الله سيكون امامي فرص عمل طيبة في المملكة العربية السعودية واكبر امالي في الحياة ان اسكن في طيبة الطيبة المدينة المنورة فما رأي المشايخ هل ان شاء الله اذا توفر لي عمل هناك هل يمكنني السفر مع العلم ان اقامتي في مصر ودخلي فيها لا يساعدني على كفاية نفسي واسرتي الا بالكاد فهل يمكنني حين اذ السفر دون اذن الوالد الكريم حفظه الله ام لابد ان يأذن لي
حفظكم الله وأواكم الله وسددكم الله ورزقكم الله ورحمكم وجعل الجنة مستقرنا ومستقركم
ـ[توبة]ــــــــ[07 - 07 - 07, 12:37 ص]ـ
أخي الكريم عمرو أكرمك الله،أنظر هذا الرابط ففيه ما يفيدك إن شاء الله.
http://www.islamqa.com/index.php?ref=65867&ln=ara
وإن كنت عند رأيي الأول أن لا تترك الوالد وهو في هذا السن، وأن تلزم أوسط أبواب الجنة، "ففيهما جاهد "وفرقٌ بين طاعة توافق هوى في النفس وميلا إليها، وطاعة مع مجاهدة و مغالبة ........
لا تنسى إستخارة المولى عز وجل.
ـ[توبة]ــــــــ[07 - 07 - 07, 09:28 ص]ـ
لعل هناك مشكلا بالرابط، وهذا محتواه:
هل من العقوق سفره لطلب الرزق وتركه لوالديه؟
سؤال:
أنا شاب في 28 من عمري وخطبت منذ حوالي عام والحمد لله، الرزق قليل، ولكن جاءني بإذن الله عقد عمل بإحدى الدول العربية براتب حسن، ولكني أتردد في قبول الوظيفة حيث إني الابن الوحيد لوالدي، والأخ الوحيد لثلاثة بنات، فهل يعتبر سفري من أجل مستقبلي وإتمام زواجي فيه شيء من عقوق الوالدين؟ حيث إنني إن سافرت سأتركهما وحدهما وهما كبار السن، علما بأني إن تزوجت هنا لن أعيش معهما، وهما يمانعان في الانتقال من بيتهما. أسألكم إرشادي لما فيه الخير والصلاح.
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
إذا كان أحد والديك أو كلاهما محتاجاً إليك لخدمته ولا يوجد من يقوم بذلك بعد سفرك، فإنك لا تسافر إلا بإذنهما.
فإن أذنا لك في السفر، أو كانا غير محتاجَيْن إليك، إما لكونهما يقدران على خدمة أنفسهما، أو يوجد من يخدمهما غيرك، فلا حرج عليك حينئذ من السفر لإتمام زواجك، وتحصين فرجك، ولو لم يأذنا، ولا يعد سفرك من العقوق.
إلا أنه من الأحسن بلا شك إرضاؤهما، وبيان ما في السفر من مصالح لك، وأنك لن تضيعهما، وسيكون سفرك بقدر حاجتك، ثم تعود إليهما. . . ونحو ذلك.
وقد نص العلماء رحمهم الله على جواز سفر الولد لطلب الرزق بدون إذن والديه، بشرط أن يكون السفر آمناً لا خطورة فيه على الولد، وأن يكونا غير محتاجين إليه.
قال الكاساني في "بدائع الصنائع" (7/ 98) أثناء حديثه عن الخروج للجهاد إذا كان فرض كفاية، قال:
" وَلا يُبَاحُ لِلْعَبْدِ أَنْ يَخْرُجَ إلا بِإِذْنِ مَوْلاهُ , وَلا الْمَرْأَةُ إلا بِإِذْنِ زَوْجِهَا ; لأَنَّ خِدْمَةَ الْمَوْلَى , وَالْقِيَامَ بِحُقُوقِ الزَّوْجِيَّةِ، كُلُّ ذَلِكَ فَرْضُ عَيْنٍ فَكَانَ مُقَدَّمًا عَلَى فَرْضِ الْكِفَايَةِ , وَكَذَا الْوَلَدُ لا يَخْرُجُ إلا بِإِذْنِ وَالِدَيْهِ أَوْ أَحَدِهِمَا إذَا كَانَ الآخَرُ مَيِّتًا ; لأَنَّ بِرَّ الْوَالِدَيْنِ فَرْضُ عَيْنٍ فَكَانَ مُقَدَّمًا عَلَى فَرْضِ الْكِفَايَةِ.
وَالأَصْلُ أَنَّ كُلَّ سَفَرٍ لا يُؤْمَنُ فِيهِ الْهَلاكُ , وَيَشْتَدُّ فِيهِ الْخَطَرُ لا يَحِلُّ لَلْوَلَدِ أَنْ يَخْرُجَ إلَيْهِ بِغَيْرِ إذْنِ وَالِدِيهِ ; لأَنَّهُمَا يُشْفِقَانِ عَلَى وَلَدِهِمَا فَيَتَضَرَّرَانِ بِذَلِكَ , وَكُلُّ سَفَرٍ لا يَشْتَدُّ فِيهِ الْخَطَرُ يَحِلُّ لَهُ أَنْ يَخْرُجَ إلَيْهِ بِغَيْرِ إذْنِهِمَا إذَا لَمْ يُضَيِّعْهُمَا ; لانْعِدَامِ الضَّرَرِ , وَمِنْ مَشَايِخِنَا مَنْ رَخَّصَ فِي سَفَرِ التَّعَلُّمِ بِغَيْرِ إذْنِهِمَا ; لأَنَّهُمَا لا يَتَضَرَّرَانِ بِذَلِكَ بَلْ يَنْتَفِعَانِ بِهِ , فَلا يَلْحَقُهُ سِمَةُ الْعُقُوقِ " انتهى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/236)
وقال السرخسي في "السير الكبير" (1/ 197):
" وَكُلُّ سَفَرٍ أَرَادَ الرَّجُلُ أَنْ يُسَافِرَ غَيْرَ الْجِهَادِ لِتِجَارَةٍ أَوْ حَجٍّ أَوْ عُمْرَةٍ فَكَرِهَ ذَلِكَ أَبَوَاهُ , وَهُوَ لا يَخَافُ عَلَيْهِمَا الضَّيْعَةَ فَلا بَأْسَ بِأَنْ يَخْرُجَ ; لأَنَّ الْغَالِبَ فِي هَذِهِ الأَسْفَارِ السَّلامَةُ , وَلا يَلْحَقُهُمَا فِي خُرُوجِهِ مَشَقَّةٌ شَدِيدَةٌ , فَإِنَّ الْحُزْنَ بِحُكْمِ الْغَيْبَةِ يَنْدَفِعُ بِالطَّمَعِ فِي الرُّجُوعِ ظَاهِرًا , إلا أَنْ يَكُونَ سَفَرًا مَخُوفًا عَلَيْهِ مِنْهُ. . . فَحِينَئِذٍ حُكْمُ هَذَا وَحُكْمُ الْخُرُوجِ إلَى الْجِهَادِ سَوَاءٌ ; لأَنَّ خَطَرَ الْهَلاكَ فِيهِ أَظْهَرُ " انتهى باختصار يسير.
وقال النووي في "المجموع" (8/ 314):
" إذَا أَرَادَ الْوَلَدُ السَّفَرَ لِطَلَبِ الْعِلْمِ فَقَدْ جَزَمَ الْمُصَنِّفُ (يعني: أبا إسحق الشيرازي رحمه الله) فِي أَوَّلِ كِتَابِ السِّيَرِ بِأَنَّهُ يَجُوزُ بِغَيْرِ إذْنِ الأَبَوَيْنِ , قَالَ: وَكَذَلِكَ سَفَرُ التِّجَارَةِ لأَنَّ الْغَالِبَ فِيهَا السَّلامَةُ " انتهى.
ثانياً:
وأما عدم إقامتك معهما بعد الزواج، مع رغبتهما في بقائك معهما، فلا حرج عليك في ذلك، إن شاء الله تعالى، إذا لم يكن في ذلك تضييع لهما، أو الإضرار بهما.
لاسيما وقد تكون هناك أسباب تدعو إلى ذلك، كضيق المسكن، أو رغبة الزوجة في الانفراد بمسكن مستقل- وهذا حق لها- ونحو ذلك من الأسباب.
مع التنبه على أن انفرادك عنهما لا يعني عدم السؤال عنهما، ولا قضاء حوائجهما وبرهما، بل إن ذلك من أوجب الواجبات عليك لاسيما مع كبرهما، قال الله تعالى: (وَقَضَى رَبُّكَ أَلا تَعْبُدُوا إِلا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلا كَرِيمًا * وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا) الإسراء/23، 24. وبر الوالدين باب مفتوح إلى الجنة، فاحرص على إرضائهما، والإحسان إليهما، وعدم إغضابهما.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب(80/237)
ما المعتبر في دخول اليوم؟؟؟
ـ[ابو عزام التميمي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 03:06 ص]ـ
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
الله يسعد اوقات الجميع وجعلها سبحانه عامرة بذكره سبحانه
سؤالي ـ بارك الله في الجميع ـ هو ما المعتبر في دخول اليوم شرعا هل هو مغيب الشمس ام منتصف الليل؟؟
والشكر للجميع مقدما
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[30 - 06 - 07, 04:15 ص]ـ
دخول اليوم ببزوغ الصبح
والليلة بغروب الشمس
والليلة تابعة لليوم الذي بعدها، فتقول ليلة السبت وليلة الأحد وهكذا.
ـ[ابو عزام التميمي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 05:31 ص]ـ
والليلة تابعة لليوم الذي بعدها، فتقول ليلة السبت وليلة الأحد وهكذا.
بارك الله فيك ابا عبدالله ولكن العبارة السابقة غير مفهومه
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[30 - 06 - 07, 07:34 ص]ـ
وفيك بارك ونفع بك وتوضيحا لذلك:
اليوم السبت وغربت الشمس، بعد الغروب تبدأ الليلة هذه الليلة تابعة ليوم الأحد، فهي ليلة الأحد.
واليوم له إطلاقان، إطلاق يراد به النهار فحسب، وإطلاق واسع يعم الليل والنهار، فاليوم بإطلاقه الواسع يبدأ بغروب الشمس، لأن الليلة قبل اليوم، فليلة الأحد قبل يومه.
واستثنى أهل العلم ليلة عيد الأضحى، فهي تابعة ليوم عرفة لأنها أخذت أحكام يوم عرفة في إدراك الحج ونحوه.
أرجو أن أكون أوصلت المعلومة بشكل جيد.
ولك مني التحية والتقدير
ـ[ابو عزام التميمي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 03:28 م]ـ
نفع الله بك وزادك الله علما وقدرا
كفيت ووفيت في الايضاح فشكرا لك
( http://hukujinmdefunhase.com/?a=1091-10787)(80/238)
فائدة حول التقريب، وشرحه طرح التثريب ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[30 - 06 - 07, 07:28 ص]ـ
فائدة حول التقريب، وشرحه طرح التثريب ...
قال أبو زرعة، ابن العراقي رحمه الله تعالى:
(الجزء الأول من شرح الأحكام المسمَّى: «طرح التثريب في شرح التقريب» من تأليف والدي رحمه الله وتكميلي، من أوله إلى أول باب مواقيت الصلاة، من كلام والدي رحمه الله، ومن أول الباب المذكور إلى أول باب التأمين من كلامي، ومن ثم إلى باب الإمامة من كلام والدي رحمه الله، ومن ثم إلى باب الجلوس في المصلَّى وانتظار الصلاة من كلامي، ومن ثم إلى آخر هذا المجلد من كلام والدي رحمه الله).اهـ
وبداية من المجلد الثاني إلى آخر الكتاب هو من تأليف ابن العراقي رحمه الله ...
ينظر: مقدمة تحقيق طرح التثريب، 1/ 6 - 9.
............
أقول: والحافظ ابن حجر رحمه الله له عناية بالتقريب للعراقي، ومعرفة تامة بمنهج شيخه فيه (ينظر: الفتح، 9/ 498)، ومعرفة بموارده، وله عليه ملاحظات (ينظر: الفتح، 10/ 175).
.........
وقد ظهر لي أن الحافظ ابن حجر رحمه الله، قد وقف على طرح التثريب للوالد والابن، واستفاد منه في الفتح، وإنْ لم يصرّح بذلك، بل لم يذكر اسم الكتاب مرة واحدة ...
والعلم عند الله تعالى
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[15 - 09 - 07, 11:56 م]ـ
وما قلته يا استاذ اشرف ينفع من يقرا فى فتح البارى اليس كذلك
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - 10 - 07, 06:37 م]ـ
((ينفع)) يا أخ مصطفى في الأحاديث المشتركة والمسائل المشتركة ...
ـ[أشرف بن محمد]ــــــــ[16 - 10 - 07, 07:35 م]ـ
وبالجملة
فمَن أراد السلامة من الوقوع في خطأ نسبة القول إلى غير صاحبه، فليقل:
(قال في " طرح التثريب ").
وممَّن أشار إلى هذا المسلك النبيه، القرافي رحمه الله في مقدمة تحفته النفيسة: "الذخيرة" 1/ 37(80/239)
إشكال في الروض: الاعتبار في الطلاق بالقصد دون الخطاب.
ـ[أبوصالح]ــــــــ[30 - 06 - 07, 09:28 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم
قال البهوتي في الروض المربع في باب الشك في الطلاق:
(وإن قال لمن ظنها زوجته، أنت طالق طلقت الزوجة) لأن الاعتبار في الطلاق بالقصد دون الخطاب. ا.هـ
(الاعتبار في الطلاق بالقصد دون الخطاب) أما يُشكل على هذا التعليل طلاق الهازل؛ فإن الذي أفهمه من أصل (الهزل) هو عدم القصد وإلا ما الفرق بينه وبين (الجد)؟ بمعنى متى كان للهازل قصد؟
ليست لدي مشكلة في تصور طلاق الهازل للآثار الواردة في الباب لكن المشكل في طرد هذا التعليل (الاعتبار في الطلاق ... ) وقد تأملتُ العبارة فما استقامت عندي .. فما توجيهكم؟.
رحم الله الجميع.
وغفر لمن يجيب.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:24 ص]ـ
فإن الذي أفهمه من أصل (الهزل) هو عدم القصد
الذي يظهر أنك لم تفرق بين قصد الفعل أو اللفظ وبين قصد الطلاق ..
فالهازل قاصد لفعله والجاد قاصد للطلاق فالقصد موجود في الحالتين.
وحتى تتضح لك الصورة انظر كلام أهل العلم في التفريق بين قصد الفعل وقصد الكفر فالمعتبر هو قصد الفعل وهذا ينطبق أيضا على الطلاق والله أعلم(80/240)
تخريج أحاديث أحكام التشريك في الضمير بين الله والرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[30 - 06 - 07, 10:13 ص]ـ
تخريج أحاديث أحكام التشريك في الضمير بين الله والرسول صلى الله عليه وسلم وأقوال العلماء في ذلك
النصوص التي تدل على الجواز
عن أنس بن مالك رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله وأن يكره أن يعود في الكفر كما يكره أن يقذف في النار" ().
وعن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد قال الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيرا ونذيرا بين يدي الساعة من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا". ().
وعن أنس بن مالك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جاءه جاء فقال: " أكلت الحمر ثم جاءه جاء فقال أكلت الحمر ثم جاءه جاء فقال أفنيت الحمر فأمر منادياً فنادى في الناس إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية فإنها رجس فأكفئت القدور وإنها لتفور باللحم " ().
النص الدال على النهي
عن عدي بن حاتم أن رجلاً خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوي " ().
قال صلاح الدين العلائي: الجمع بين هذه الأحاديث وجوه:
أحدها أن هذا خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم فإنه يعطي مقام الربوبية حقه ولا يتوهم فيه تسويته له بما عداه أصلا بخلاف غيره من الأئمة فإنه مظنة التسوية عند الإطلاق والجمع في الضمائر بين ما يعود إلى اسم الله تعالى وغيره فلهذا جاء بالإتيان بالجمع بين الاسمين بضمير واحد من كلام النبي صلى الله عليه وسلم في الحديثين المشار إليهما وفي قوله صلى الله عليه وسلم أيضا من كان الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وغير ذلك وأمر صلى الله عليه وسلم ذلك الخطيب بالإفراد لئلا يوهم كلامه التسوية وهو مثل الحديث المتقدم من قوله صلى الله عليه وسلم لا تقولوا ما شاء الله وشئت قولوا ما شاء الله ثم شئت، وهذا يرد عليه أن حديث ابن مسعود المتقدم فيه تعليم النبي صلى الله عليه وسلم أمته تلك الخطبة ليقولوها عند الحاجة وفيه ومن يعصهما فيدل على عدم الخصوصية به إلا أن يقال يؤخذ من مجموع الحديثين أن يقولوا في خطبة الحاجة ومن يعص الله ورسوله كم علم النبي صلى الله عليه وسلم ذلك الخطيب ويكون حديث ابن مسعود فيه تعليم أصل خطبة الحاجة لا بجميع ألفاظها وفيه نظر، وثانيها أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث أنكر على ذلك الخطيب كان هناك من يتوهم منه التسوية بين المقامين عند الجمع بين الاسمين بضمير واحد فمنع من ذلك وحيث لم يكن هناك من يلبس عليه أتى بضمير الجمع وهذا لعله أقرب من الذي قبله، وثالثها أن ذلك المنع لم يكن على وجه التحتم بدليل الأحاديث الآخر بل على وجه الندب والإرشاد إلى الأولوية في إفراد اسم الله تعالى بالذكر من التعظيم اللائق بجلاله، وهذا يرجع في الحقيقة إلى ما قاله أئمة الأصول أولا لكن بزيادة أن ذلك ليس حتما وحينئذ فلا تكون الواو مقتضية للترتيب، ورابعها أن ذلك الإنكار كان مختصا بذلك الخطيب وكأن النبي صلى الله عليه وسلم فهم عنه أنه لم يجمع بينهما في الضمير إلا لتسويته بينهما في المقام فقال له بئس الخطيب أنت فيكون ذلك مختصا بمن حاله كذلك ولعل هذا الجواب هو الأقوى لأن هذه القصة واقعة عين وما ذكرناه محتمل ويؤثر هذا الاحتمال فيها أن يحمل على العموم في حق كل أحد فإذا انضم إلى ذلك حديث أبي داود الذي علم فيه النبي صلى الله عليه وسلم أمته كيفية خطبة الحاجة وفيها "ومن يعصهما " بضمير التثنية قوي ذلك الاحتمال وهذا مثل ما قيل في قوله صلى الله عليه وسلم لا تفضلوني على موسى مع قوله أنا سيد ولد آدم فقيل في الجمع بينهما وجوه منها أن الذي منعه من التفضيل فهم منه غضا من منصب موسى عليه السلام عند التفضيل عليه فمنعه منه فيكون ذلك مختصا بمن هو مثل حاله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/241)
والعلم عند الله، ورابعها ما روي أن عمر رضي الله عنه أنكر على سحيم عبد بني الحسحاس قوله كفى الشيب والإسلام للمرء ناهيا
وقال لو قدمت الإسلام على الشيب وأن الصحابة رضي الله عنهم أنكروا على عبد الله بن عباس رضي الله عنهما أمره بتقديم العمرة على الحج واحتجوا عليه بقوله تعالى وأتموا الحج والعمرة لله فلولا أنهم فهموا من الآية الترتيب لما أنكروا ذلك عليه وفهم الصحابة رضي الله عنهم حجة في مثل ذلك لأنهم أهل اللسان وهذا الأثر ذكره جماعة من أئمة الأصول ولم أجده في شيء من كتب الحديث بعد كثرة البحث عنه وكذلك أيضا لم أجد لإنكار عمر رضي الله عنه على سحيم سندا ولكنه مشهور في كثير من الكتب وقد أجيب عنه بأن ذلك الإنكار على وجه الأدب في تقديم الأهم في الذكر وإن كانت الواو لا تقتضي ترتيبا فإن الترتيب له سبب إرادة لفظية كالفاء وثم وطبيعة زمانية فالنطق الواقع في الزمان الأول متقدم بالطبع على النطق الواقع في الزمان الذي بعده وهو السر فيما حكى سيبويه عن العرب أنهم يبدأون بما هو الأهم عندهم وكانت العناية به أشد فكل ما قدم بالزمان دل على أن المتكلم قصد الاهتمام به أكثر مما بعده وذلك يقتضي تفضيلا فإنكار عمر رضي الله عنه لهذا المعنى وأما إنكار الصحابة رضي الله عنهم على ابن عباس فأجاب عنه فخر الدين بأن فهمهم معارض لفهم ابن عباس وفيه نظر لأن الكثرة مقتضية للترجيح وأجاب عنه الآمدي بأنه لم يكن مستند إنكارهم أمره بتقديم العمرة على الحج كون الآية مقتضية للترتيب حتى تتأخر العمرة على الحج بل لأنها مقتضية للجمع المطلق وأمره بالترتيب مخالف لمقتضى الآية وأجاب غيره بما تقدم من الاهتمام بذكر الأول فإنهم فهموا من الآية الاهتمام بأمر الحج فتقديم العمرة عليه في الفعل يناقض ذلك الاهتمام وإن لم تكن الواو مقتضية للترتيب وخامسها أن الترتيب على سبيل التعقيب وضعوا له الفاء وعلى سبيل التراخي وضعوا له ثم ومطلق الترتيب وهو القدر المشترك بين الخاصتين معنى معقول أيضا فلا بد له من لفظ يدل عليه بالوضع لأن المقتضي لذلك قائم والمانع منتف ويلزم من ذلك أن تكون الواو هي الموضوعة له إذ لا غيرها موضع له بالاتفاق وجوابه المعارضة بمثله كما تقدم في الجمع المطلق والحاجة إليه أعم فيكون أكثر فائدة فكان أولى بالوضع واعترض على هذا بأنا إذا جعلنا الواو حقيقة في الترتيب كان الجمع المطلق جزءا من المسمى ولازما له فيجوز جعله مجازا فيه لما بينهما من الملازمة بخلاف العكس فإنا إذا قلنا إنها حقيقة في الجمع المطلق لازما له فلا يتجوز بها فيه لعدم الملازمة وبعبارة أخرى أنه تعارض احتمالان أحدهما كون اللفظ حقيقة في الأخص مجازا في الأعم والآخر كونه حقيقة في الأعم مجازا في الأخص والأول أولى لأن الأخص يستلزم الأعم ولا ينعكس وجوابه هذا يمتنع أنه لا يصح التجوز بها في الترتيب إذا كانت حقيقة في الجمع المطلق بل هذا هو الأقوى لأن إطلاق اللفظ الأعم وإرادة الأخص كثير سائغ وليست وجوه العلاقة المقتضية للتجوز منحصرة في التلازم حتى يلزم ما ذكروه بل لها وجوه كثيرة غير ذلك والله تعالى أعلم " ().
قال النووي: " قوله ان رجلا خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوى قال القاضي وجماعة من العلماء إنما أنكر عليه لتشريكه في الضمير المقتضى للتسوية وأمره بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل ما شاء الله ثم شاء فلان والصواب أن سبب النهي أن الخطب شأنها البسط والإيضاح واجتناب الإشارات والرموز ولهذا ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا ليفهم وأما قول الأوليين فيضعف بأشياء منها أن مثل هذا الضمير قد تكرر في الأحاديث الصحيحة من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله صلى الله عليه وسلم أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وغيره من الأحاديث وإنما ثنى الضمير ها هنا لأنه ليس خطبة وعظ وإنما هو تعليم حكم فكلما قل لفظه كان أقرب إلى حفظه بخلاف خطبة الوعظ فإنه ليس المراد حفظه وإنما يراد الاتعاظ بها ومما يؤيد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/242)
هذا ما ثبت في سنن أبي داود باسناد صحيح عن ابن مسعود رضي الله عنه قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة الحمد لله نستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا من يهد الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أرسله بالحق بشيراً ونذيراً بين يدي الساعة من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فانه لا يضر الا نفسه ولا يضر الله شيئاً والله أعلم " ().
قال السيوطي: قال القاضي وجماعة إنما أنكر عليه لتشريكه في الضمير المقتضي للتسوية وأمر بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه قال النووي والصواب أن سبب النهي أن الخطب شأنها البسط والإيضاح واجتناب الرموز والإشارات ولهذا كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا تكلم كلمة أعادها ثلاثا لتفهم قال ومما يضعف الأول أن مثل هذا الضمير قد تكرر من كلامه صلى الله عليه وسلم كقوله أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وفي حديث أبي داود في خطبة الحاجة ومن يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا قال بن نمير فقد غوي أي بكسر الواو والأول وهو الفتح أشهر من الغي وهو الإنهماك في الشر " ().
قال الحافظ ابن حجر: في كلامه على حديث ثلاث من كن فيه وجد حلاوة الإيمان أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما قال الشيخ محيي الدين هذا حديث عظيم أصل من أصول الدين ومعنى حلاوة الإيمان استلذاذ الطاعات وتحمل المشاق في الدين وإيثار ذلك على أعراض الدنيا ومحبة العبد لله تحصل بفعل طاعته وترك مخالفته وكذلك الرسول وإنما قال مما سواهما ولم يقل ممن ليعم من يعقل ومن لا يعقل قال وفيه دليل على أنه لا بأس بهذه التثنية وأما قوله للذي خطب فقال ومن يعصهما بئس الخطيب أنت فليس من هذا لأن المراد في الخطب الإيضاح وأما هنا فالمراد الإيجاز في اللفظ ليحفظ ويدل عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم حيث قاله في موضع آخر قال ومن يعصهما فلا يضر إلا نفسه واعترض بان هذا الحديث أنما ورد أيضا في حديث خطبة النكاح وأجيب بأن المقصود في خطبة النكاح أيضا الإيجاز فلا نقض وثم أجوبة أخرى منها دعوى الترجيح فيكون حيز المنع أولي لأنه عام والآخر يحتمل الخصوصية ولأنه ناقل والآخر مبنى على الأصل ولأنه قول والآخر فعل ورد بان احتمال التخصيص في القول أيضا حاصل بكل قول ليس فيه صيغة عموم أصلا ومنها دعوى أنه من الخصائص فيمتنع من غير النبي صلى الله عليه وسلم ولا يمتنع منه لأن غيره إذا جمع أوهم إطلاقة التسوية بخلافه هو فإن منصبه لا يتطرق إليه إيهام ذلك وإلى هذا مال بن عبد السلام ومنها دعوى التفرقة بوجه آخر وهو أن كلامه صلى الله عليه وسلم هنا جملة واحدة فلا يحسن إقامة الظاهر فيها مقام المضمر وكلام الذي خطب جملتان لا يكره إقامة الظاهر فيهما مقام المضمر وتعقب هذا بأنه لا يلزم من كونه لا يكره إقامة الظاهر فيهما مقام المضمر أن يكره إقامة المضمر فيهما مقام الظاهر فما وجه الرد على الخطيب مع أنه هو صلى الله عليه وسلم جمع كما تقدم ويجاب بأن قصة الخطيب كما قلنا ليس فيها صيغة عموم بل هي واقعة عين فيحتمل أن يكون في ذلك المجلس من يخشى عليه توهم التسوية كما تقدم ومن محاسن الأجوبة في الجمع بين حديث الباب وقصة الخطيب أن تثنية الضمير هنا للإيماء إلى أن المعتبر هو المجموع المركب من المحبتين لا كل واحدة منهما فإنها وحدها لا غية إذا لم ترتبط بالأخرى فمن يدعي حب الله مثلا ولا يحب رسوله لا ينفعه ذلك ويشير إليه قوله تعالى قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله فأوقع متابعته مكتنفة بين قطري محبة العباد ومحبة الله تعالى للعباد وأما أمر الخطيب بالإفراد فلأن كل واحد من العصيانين مستقل باستلزام الغواية إذ العطف في تقدير التكرير والأصل استقلال كل من المعطوفين في الحكم ويشير إليه قوله تعالى أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولى الأمر منكم فأعاد أطيعوا في الرسول ولم يعده في أولي الأمر لأنهم لا استقلال لهم في الطاعة كاستقلال الرسول انتهى ملخصا من كلام البيضاوي والطيبي ومنها أجوبة أخرى فيها تكلم منها أن المتكلم لا يدخل في عموم خطابه ومنها أن له أن يجمع بخلاف غيره قوله وأن يحب المرء قال يحيى بن معاذ حقيقة الحب في الله أن لا يزيد بالبر ولا ينقص
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/243)
بالجفاء قوله وان يكره أن يعود في الكفر زاد أبو نعيم في المستخرج من طريق الحسن بن سفيان عن محمد بن المثنى شيخ المصنف بعد إذ انقذه الله منه وكذا هو في طريق أخرى للمصنف والانقاذ أعم من أن يكون بالعصمة منه ابتداء بان يولد على الإسلام ويستمر أو بالإخراج من ظلمة الكفر إلى نور الإيمان كما وقع لكثير من الصحابة وعلى الأول فيحمل قوله يعود على معنى الصيرورة بخلاف الثاني فإن العود فيه على ظاهره فإن قيل فلم عدى العود بفي ولم يعده بإلى فالجواب أنه ضمنه معنى الاستقرار وكأنه قال يستقر فيه ومثله قوله تعالى وما كان لنا أن نعود فيها تنبيه هذا الإسناد كله بصريون وأخرجه المصنف بعد ثلاثة أبواب من طريق شعبة عن قتادة عن أنس واستدل به على فضل من أكره على الكفر فترك البتة إلى أن قتل وأخرجه من هذا الوجه في الأدب في فضل الحب في الله ولفظه في هذه الرواية وحتى أن يقذف في النار أحب إليه من أن يرجع إلى الكفر بعد إذ انقذه الله منه وهي أبلغ من لفظ حديث الباب لأنه سوى فيه بين الامرين وهنا جعل الوقوع في نار الدنيا أولي من الكفر الذي انقذه الله بالخروج منه من نار الأخرى وكذا رواه مسلم من هذا الوجه وصرح النسائي في روايته والإسماعيلي بسماع قتادة له من أنس والله الموفق وأخرجه النسائي من طريق طلق بن حبيب عن أنس وزاد في الخصلة الثانية ذكر البغض في الله ولفظه وأن يحب في الله ويبغض في الله وقد تقدم للمصنف في ترجمته والحب في الله والبغض في الله من الإيمان وكأنه أشار بذلك إلى هذه الرواية والله أعلم " ().
قال السيوطي: قوله: " من يطع الله ورسوله فقد رشد بفتح الشين وكسرها ومن يعصهما فقد غوى غوى بفتح الواو وكسرها قال عياض والصواب الفتح وهو من الغي وهو الانهماك في الشر فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت قال القرطبي ظاهره أنه انكر عليه جمع اسم الله تعالى واسم رسول الله صلى الله عليه وسلم في ضمير واحد ويعارضه ما رواه أبو داود من حديث بن مسعود أن النبي صلى الله عليه وسلم خطب فقال في خطبته من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه وفي حديث أنس ومن يعصهما فقد غوى وهما صحيحان ويعارضه أيضا قوله تعالى إن الله وملائكته يصلون على النبي فجمع بين ضمير اسم الله وملائكته ولهذه المعارضة صرف بعض القراء هذا الذم إلى أن هذا الخطيب وقف علي ومن يعصهما وهذا التأويل لم تساعده الرواية فإن الرواية الصحيحة أنه أتى باللفظين في مساق واحد وان آخر كلامه إنما هو فقد غوى ثم ان النبي صلى الله عليه وسلم رد عليه وعلمه صواب ما أخل به فقال قل ومن يعص الله ورسوله فقد غوى فظهر أن ذمه له إنما كان على الجمع بين الاسمين في الضمير وحينئذ يتوجه الاشكال ويتخلص عنه من أوجه أحدها أن المتكلم لا يدخل تحت خطاب نفسه إذا وجهه لغيره فقوله صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت منصرف لغير النبي صلى الله عليه وسلم لفظا ومعنى وثانيها أن إنكاره صلى الله عليه وسلم على ذلك الخطيب يحتمل أن يكون كان هناك من يتوهم التسوية من جمعهما في الضمير الواحد فمنع ذلك من أجله وحيث عدم ذلك جاز الإطلاق وثالثها أن ذلك الجمع تشريف ولله تعالى أن يشرف من شاء بما شاء ويمنع من مثل ذلك الغير كما أقسم بكثير من المخلوقات ومنعنا من القسم بها فقال سبحانه وتعالى أن الله وملائكته يصلون على النبي ولذلك أذن لنبيه صلى الله عليه وسلم في إطلاق مثل ذلك ومنع منه الغير على لسان نبيه ورابعها أن العمل بخبر المنع أولى لأوجه لأنه تقييد قاعدة والخبر الاخر يحتمل الخصوص كما قررناه ولأن هذا الخبر ناقل والآخر مبقي على الأصل فكان الأول أولى ولأنه قول والثاني فعل فكان أولى قال النووي قال القاضي عياض وجماعة من العلماء انما أنكر عليه لتشريكه في الضمير المقتضي للتسوية وأمره بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل ما شاء الله ثم شاء فلان والصواب أن سبب النهي أن الخطب شأنها البسط والايضاح واجتناب الإشارات والرموز فلهذا ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا لتفهم وأما قول الأولين فيضعف بأشياء منها أن مثل هذا الضمير قد تكرر في الأحاديث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/244)
الصحيحة من كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم كقوله أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما وغيره من الأحاديث وإنما ثنى الضمير هذا لأنه ليس خطبة وعظ وإنما هو تعليم حكم فكل ما قل لفظه كان أقرب إلى حفظه بخلاف خطبة الوعظ فإنه ليس المراد حفظها إنما يراد الاتعاظ بها ومما يؤيد هذا ما ثبت في سنن أبي داود بإسناد صحيح عن بن مسعود قال علمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم خطبة الحاجة الحمد لله نستعينه إلى أن قال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر الا نفسه وقال الشيخ عز الدين من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه كان يجوز له الجمع في الضمير بينه وبين ربه تعالى وذلك ممتنع على غيره قال وإنما يمتنع من غيره دونه لأن غيره إذا جمع أوهم إطلاقه التسوية بخلافه هو فإن منصبه لا يتطرق إليه إيهام ذلك ().
قال الشوكاني: قوله ومن يعصهما فيه جواز التشريك بين ضمير الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم ويؤيد ذلك ما ثبت في الصحيح عنه صلى الله عليه وسلم بلفظ أن يكون الله تعالى ورسوله أحب إليه مما سواهما وما ثبت أيضا أنه صلى الله عليه وسلم أمر منادياً ينادي يوم خيبر إن الله ورسوله ينهيانكم عن لحوم الحمر الأهلية وأما ما في صحيح مسلم وسنن أبي داود والنسائي من حديث عدي بن حاتم أن خطيباً خطب عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال من يطع الله تعالى ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى فقال له صلى الله عليه وسلم بئس الخطيب أنت قل ومن يعص الله تعالى ورسوله فقد غوى فمحمول على ما قال النووي من أن سبب الإنكار عليه أن الخطبة شأنها البسط والإيضاح واجتناب الإشارات والرموز قال ولهذا ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا لتفهم عنه قال وإنما ثني الضمير في مثل قوله أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما لأنه ليس خطبة وعظ وإنما هو تعليم حكم فكل ما قل لفظه كان أقرب إلى حفظه بخلاف خطبة الوعظ فإنه ليس المراد حفظها وإنما يراد الاتعاظ بها ولكنه يرد عليه أنه قد وقع الجمع بين الضميرين منه صلى الله عليه وسلم في حديث الباب وهو وارد في الخطبة لا في تعليم الأحكام، وقال القاضي عياض وجماعة من العلماء أن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أنكر على الخطيب تشريكه في الضمير المقتضي للتسوية وأمره بالعطف تعظيما لله تعالى بتقديم اسمه كما قال صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر لا يقل أحدكم ما شاء الله وشاء فلان ولكن ليقل ما شاء الله ثم ما شاء فلان، ويرد على هذا ما قدمنا من جمعه صلى الله عليه وسلم بين ضمير الله وضميره ويمكن أن يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أنكر على ذلك الخطيب التشريك لأنه فهم منه اعتقاد التسوية فنبهه على خلاف معتقده وأمره بتقديم اسم الله تعالى على اسم رسوله ليعلم بذلك فساد ما اعتقده ().
قال العيني: " السؤال الثاني هو أنه لم يقل في الجزاء فهجرته إليهما وإن كان أخصر بل أتى بالظاهر فقال فهجرته إلى الله ورسوله وأجيب بأن ذلك من آدابه صلى الله عليه وسلم في تعظيم اسم الله عز وجل أن لا يجمع مع ضمير غيره كما قال للخطيب بئس خطيب القوم أنت حين قال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى وبين له وجه الإنكار فقال له قل ومن يعص الله ورسوله فإن قيل فقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الضمير وذلك فيما رواه أبو داود من حديث ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد الحديث وفيه ومن يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا قلت إنما كان إنكاره صلى الله عليه وسلم على الخطيب لأنه لم يكن عنده من المعرفة بتعظيم الله عز وجل ما كان عليه السلام يعلمه من عظمته وجلاله ولا كان له وقوف على دقائق الكلام فلذلك منعه والله أعلم ().
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/245)
قال العراقي: " الفائدة الخمسون لم يقل في الجزاء فهجرته إليهما وإن كان أخصر بل أتى بالظاهر فقال فهجرته إلى الله ورسوله وذلك من آدابه صلى الله عليه وسلم في تعظيم اسم الله أن يجمع مع ضمير غيره كما قال للخطيب بئس خطيب القوم أنت حين قال من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فقد غوى وبين له وجه الإنكار فقال له قل ومن يعص الله ورسوله وهذا يدفع قول من قال إنما أنكر عليه وقوفه على قوله ومن يعصهما وقد جمع رسول الله صلى الله عليه وسلم الضمير في موضع آخر فقال فيما رواه أبو داود من حديث ابن مسعود إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا تشهد الحديث وفيه من يطع الله ورسوله فقد رشد ومن يعصهما فإنه لا يضر إلا نفسه ولا يضر الله شيئا وظهر بهذا أن ترك جمعهما في ضمير واحد على وجه الأدب وأنه إنما أنكر على الخطيب ذلك تنبيها على دقائق الكلام ولأنه قد لا يكون عنده من المعرفة بتعظيم الله تعالى ما يعلمه صلى الله عليه وسلم من عظمته وجلاله والله أعلم " ().
قال الشيخ صلاح البدير حفظه الله في الجمع بين الأحاديث المانعة والمبيحة: إن كان قصد بالتشريك في الضمير التسوية بين الخالق والمخلوق فهو كفر. وإن لم يقصد التسوية نظرنا فإن كان التشريك في الضمير يقتضي معنى فاسداً منع منه كإنكاره صلى الله عليه وسلم على الخطيب قوله: " ومن يعصهما فقد غوى " لأن الغواية حاصلة بعصيان أحدهما. وإن كان عدم التشريك في الضمير يقتضي معنى فاسداً منع منه وصرنا إلى التشريك كقوله صلى الله عليه وسلم: " أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما لأن محبة الله فقط لا يتحقق بها الإيمان ومحبة الرسول صلى الله عليه وسلم فقط لا يتحقق بها الإيمان بل لا بد من اجتماع المحبتين، وإن كان التشريك لا يقتضي معنى فاسداً وعدم التشريك لا يقتضي معنى فاسداً أيضاً صار التشريك بذلك جائزاً.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
الحواشي
() أخرجه البخاري رقم (16) 1/ 14، ورقم (21) 1/ 16، ورقم (5694) 5/ 2246، ورقم (6542) 6/ 2546، ومسلم رقم (43) 1/ 66.
() أخرجه أبو داود رقم (1097) 1/ 287، ورقم (2119) 2/ 239، والبيهقي في السنن الكبرى رقم (13608) 7/ 146، وضعفه الألباني في ضعيف سنن أبي داود رقم (1097) 1/ 287، ورقم (2119) 2/ 239، وصححه في صحيح الكلم الطيب رقم (206) ص 159.
() أخرجه البخاري رقم (5208) 5/ 2103، ورقم (3962) 4/ 1538، ورقم (3963) 4/ 1539، ورقم (2829) 3/ 1090، ومسلم رقم (1802، 1940) 3/ 1540.
() أخرجه مسلم رقم (870) 2/ 594، وأبو داود رقم (1099) 1/ 288، والنسائي في السنن الكبرى رقم (5530) 3/ 322، وابن حبان رقم (2798) 7/ 37.
() الفصول المفيدة في الواو المزيدة لصلاح الدين العلائي ص91 - 96.
() شرح النووي على صحيح مسلم ج6/ص159 - 160.
() الديباج على مسلم للسيوطي 2/ 449.
() فتح الباري شرح صحيح البخاري لابن حجر 1/ 61 - 62.
() شرح السيوطي لسنن النسائي 6/ 90 - 92.
() نيل الأوطار للشوكاني 3/ 325 – 326.
() عمدة القاري شرح البخاري للعيني 1/ 27.
() طرح التثريب في شرح التقريب للعراقي 2/ 22.
ـ[صالح العقل]ــــــــ[29 - 10 - 07, 03:19 م]ـ
جزاك الله خيرا(80/246)
تعليق الدعاء بالشرط، للميت عند الصلاة عليه
ـ[توبة]ــــــــ[30 - 06 - 07, 10:46 ص]ـ
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3952.shtml
إذا عُرضَتْ جنازة والإنسان يشك في كونه مسلماً سواء من الأجانب الذين لا نعرف عن حالهم شيئاً إلا أنه مسلم أو كان من المواطنين الذين كثر في بعضهم النفاق وكثر في بعضهم الردة كترك الصلاة مثلاً فإن الإنسان إذا قدمت له جنازة على هذا الوجه الذي يشك فيه فإن ثمت طريقاً يتمكن فيه من الخلاص وذلك بأن يشترط فيقول إذا تقدم للصلاة عليها وأراد الدعاء لها يقول اللهم إن كان مؤمناً فاغفر له وأرحمه وعافيه إلي أخره ... فيستثني ويشترط ويدل لهذا أن الاشتراط في الدعاء واقع في القرآن وفي آيات اللعان يقول الرجل وأن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين "وتقول المرأة " وأن غضب الله عليها إن كان من الصادقين فُعَلِّق الدعاء بالشرط فكذلك هنا وقد ذكر ابن القيم رحمه الله عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأنه سأله عن أشياء منها أنه قدم إلي شيخ الإسلام ابن تيمية أموات يجهل حالهم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم في المنام عليك بالشرط يا أحمد وأحمد اسم شيخ الإسلام أبن تيمية عليك بالشرط يعني معناه اشترط عند الدعاء له إن كان مؤمناً فاغفر له وأرحمه وبهذا يتخلص من الشك أو الإثم إن صلى عليه وهو غير مسلم إذن أجبنا على الشق الأول وهو إتباع الجنازة وبينا أنه سنة وأن فيه أجراً كبيراً.
نعلم إختلاف العلماء في حكم صلاة الجنازة على الميت تارك الصلاة، وهذا لإختلاف القول في حكم تكفيره، وترك الصلاة عليه زجرا لأمثاله، وإن كان بعضهم يرى أن يصلي عليه بعض المسلمين، إتقاء الفتنة، ونفس الأمر بالنسبة لمن مات ولا يعلم إسلامه، وإعمال مدى توافق الأصل والظاهر في هذه المسألة.
ولكن سؤالي من خلال ما جاء في فتوى الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله،هو:
هل هناك من العلماء غير ابن عثيمين،من يقول بتعليق الدعاء بالشرط، على الميت كتارك الصلاة ومن لا يعلم إسلامه؟ وما وجه استدلاله بالآية، و بما نقله عن الإمام ابن القيم من رؤيا ابن تيمية، وفي أي كتاب ورد هذا النقل؟
وهل يصح قياس هذا على من مات منتحرا؟
أرجو التوضيح.(80/247)
تعليق الدعاء بالشرط، عند الصلاة على الميت
ـ[توبة]ــــــــ[30 - 06 - 07, 11:01 ص]ـ
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_3952.shtml
إذا عُرضَتْ جنازة والإنسان يشك في كونه مسلماً سواء من الأجانب الذين لا نعرف عن حالهم شيئاً إلا أنه مسلم أو كان من المواطنين الذين كثر في بعضهم النفاق وكثر في بعضهم الردة كترك الصلاة مثلاً فإن الإنسان إذا قدمت له جنازة على هذا الوجه الذي يشك فيه فإن ثمت طريقاً يتمكن فيه من الخلاص وذلك بأن يشترط فيقول إذا تقدم للصلاة عليها وأراد الدعاء لها يقول اللهم إن كان مؤمناً فاغفر له وأرحمه وعافيه إلي أخره ... فيستثني ويشترط ويدل لهذا أن الاشتراط في الدعاء واقع في القرآن وفي آيات اللعان يقول الرجل وأن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين "وتقول المرأة " وأن غضب الله عليها إن كان من الصادقين فُعَلِّق الدعاء بالشرط فكذلك هنا وقد ذكر ابن القيم رحمه الله عن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية أنه رأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وأنه سأله عن أشياء منها أنه قدم إلي شيخ الإسلام ابن تيمية أموات يجهل حالهم فقال له النبي صلى الله عليه وسلم في المنام عليك بالشرط يا أحمد وأحمد اسم شيخ الإسلام أبن تيمية عليك بالشرط يعني معناه اشترط عند الدعاء له إن كان مؤمناً فاغفر له وأرحمه وبهذا يتخلص من الشك أو الإثم إن صلى عليه وهو غير مسلم إذن أجبنا على الشق الأول وهو إتباع الجنازة وبينا أنه سنة وأن فيه أجراً كبيراً.
نعلم إختلاف العلماء في حكم صلاة الجنازة على الميت تارك الصلاة، وهذا لإختلاف القول في حكم تكفيره، وترك الصلاة عليه زجرا لأمثاله، وإن كان بعضهم يرى أن يصلي عليه بعض المسلمين، إتقاء الفتنة، ونفس الأمر بالنسبة لمن مات ولا يُعلم إسلامه، وإعمال مدى توافق الأصل والظاهر في هذه المسألة.
ولكن سؤالي من خلال ما جاء في فتوى الشيخ ابن عثيمين، رحمه الله،هو:
هل هناك من العلماء غير ابن عثيمين،من يقول بتعليق الدعاء بالشرط على الميت كتارك الصلاة ومن لا يعلم إسلامه؟ وما وجه إستدلاله بالآية، و بما نقله عن الإمام ابن القيم من رؤيا ابن تيمية؟ وفي أي كتاب ورد هذا النقل؟
وهل يصح قياس هذا على من مات منتحرا؟
أرجو التوضيح.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 12:57 م]ـ
1 - ذكر ابن القيم رحمه الله هذا الكلام في كتابه الماتع (إعلام الموقعين) وسرد أدلة كثيرة على جواز تعليق الدعاء على الشرط ومنها الدعاء للميت فالعلامة ابن عثيمين رحمه الله قد سُبق إلى هذا القول وأنقل لك كلام ابن القيم بنصه عسى أن تكون فيه فائدة:
[هَلْ تُعَلَّقُ التَّوْبَةُ بِالشَّرْطِ؟] فَإِنْ قِيلَ: هَذَا تَعْلِيقٌ لِلتَّوْبَةِ أَوْ الْإِسْلَامِ بِالشَّرْطِ، وَلَا يَصِحُّ تَعْلِيقُهُ بِشَرْطٍ.
قِيلَ: هَذَا مِنْ قِلَّةِ فِقْهِ مُورِدِهِ؛ فَإِنَّ التَّوْبَةَ لَا تَصِحُّ إلَّا عَلَى هَذَا الشَّرْطِ، تَلَفَّظَ بِهِ أَوْ لَمْ يَتَلَفَّظْ بِهِ، وَكَذَلِكَ تَجْدِيدُ الْإِسْلَامِ لَا يَصِحُّ إلَّا بِشَرْطِ أَنْ يُوجَدَ مَا يُنَاقِضُهُ فَتَلَفُّظُهُ بِالشَّرْطِ تَأْكِيدٌ لِمُقْتَضَى عَقْدِ التَّوْبَةِ وَالْإِسْلَامِ، وَهَذَا كَمَا إذَا قَالَ: " إنْ كَانَ هَذَا مِلْكِي فَقَدْ بِعْتُك إيَّاهُ " فَهَلْ يَقُولُ أَحَدٌ: إنَّ هَذَا بَيْعٌ مُعَلَّقٌ بِشَرْطٍ فَلَا يَصِحُّ؟ وَكَذَلِكَ إذَا قَالَ: " إنْ كَانَتْ هَذِهِ امْرَأَتِي فَهِيَ طَالِقٌ " لَا يَقُولُ أَحَدٌ: إنَّهُ طَلَاقٌ مُعَلَّقٌ، وَنَظَائِرُهُ أَكْثَرُ مِنْ أَنْ تُذْكَرَ، وَقَدْ شَرَعَ اللَّهُ لِعِبَادِهِ التَّعْلِيقَ بِالشُّرُوطِ فِي كُلِّ مَوْضِعٍ يَحْتَاجُ إلَيْهِ الْعَبْدُ، حَتَّى بَيْنَهُ وَبَيْنَ رَبِّهِ كَمَا {قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِضُبَاعَةَ بِنْتِ الزُّبَيْرِ وَقَدْ شَكَتْ إلَيْهِ وَقْتَ الْإِحْرَامِ، فَقَالَ: حُجِّي وَاشْتَرِطِي عَلَى رَبِّك فَقَوْلِي: إنْ حَبَسَنِي حَابِسٌ فَمَحَلِّي حَيْثُ حَبَسْتنِي، فَإِنَّ لَك مَا اشْتَرَطْت عَلَى رَبِّك} فَهَذَا شُرِعَ مَعَ اللَّهِ فِي الْعِبَادَةِ، وَقَدْ شَرَعَهُ عَلَى لِسَانِ رَسُولِهِ لِحَاجَةِ الْأُمَّةِ إلَيْهِ، وَيُفِيدُ شَيْئَيْنِ: جَوَازُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/248)
التَّحَلُّلِ، وَسُقُوطُ الْهَدْيِ، وَكَذَلِكَ الدَّاعِي بِالْخِيَرَةِ يَشْتَرِطُ عَلَى رَبِّهِ فِي دُعَائِهِ، فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ إنْ كَانَ هَذَا الْأَمْرُ خَيْرًا لِي فِي دِينِي وَمَعَاشِي وَعَاقِبَةِ أَمْرِي عَاجِلُهُ وَآجِلُهُ فَاقْدُرْهُ لِي وَيَسِّرْهُ لِي، فَيُعَلِّقُ طَلَبَ الْإِجَابَةِ بِالشَّرْطِ لِحَاجَتِهِ إلَى ذَلِكَ لِخَفَاءِ الْمَصْلَحَةِ عَلَيْهِ.
وَكَذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اشْتَرَطَ عَلَى رَبِّهِ أَيُّمَا رَجُلٍ سَبَّهُ أَوْ لَعَنَهُ وَلَيْسَ لِذَلِكَ بِأَهْلٍ أَنْ يَجْعَلَهَا كَفَّارَةً لَهُ وَقُرْبَةً يُقَرِّبُهُ بِهَا إلَيْهِ، وَهَذَا تَعْلِيقٌ لَلْمُدَّعُو بِهِ بِشَرْطِ الِاسْتِحْقَاقِ.
وَكَذَلِكَ الْمُصَلِّي عَلَى الْمَيِّتِ شُرِعَ لَهُ تَعْلِيقُ الدُّعَاءِ بِالشَّرْطِ، فَيَقُولُ: اللَّهُمَّ أَنْتَ أَعْلَمُ بِسِرِّهِ وَعَلَانِيَتِهِ، إنْ كَانَ مُحْسِنًا فَتَقَبَّلْ حَسَنَاتِهِ، وَإِنْ كَانَ مُسِيئًا فَتَجَاوَزْ عَنْ سَيِّئَاتِهِ؛ فَهَذَا طَلَبٌ لِلتَّجَاوُزِ عَنْهُ بِشَرْطٍ، فَكَيْفَ يُمْنَعُ تَعْلِيقُ التَّوْبَةِ بِالشَّرْطِ؟ وَقَالَ شَيْخُنَا: كَانَ يُشْكِلُ عَلَيَّ أَحْيَانًا حَالُ مَنْ أُصَلِّي عَلَيْهِ الْجَنَائِزَ، هَلْ هُوَ مُؤْمِنٌ أَوْ مُنَافِقٌ؟ فَرَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي الْمَنَامِ فَسَأَلْته عَنْ مَسَائِلَ عَدِيدَةٍ مِنْهَا هَذِهِ الْمَسْأَلَةُ، فَقَالَ: يَا أَحْمَدُ الشَّرْطَ الشَّرْطَ، أَوْ قَالَ: عَلِّقْ الدُّعَاءَ بِالشَّرْطِ، وَكَذَلِكَ أَرْشَدَ أُمَّتَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلَى تَعْلِيقِ الدُّعَاءِ بِالْحَيَاةِ وَالْمَوْتِ بِالشَّرْطِ فَقَالَ: {لَا يَتَمَنَّى أَحَدُكُمْ الْمَوْتَ لِضُرٍّ نَزَلَ بِهِ، وَلَكِنْ لِيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي إذَا كَانَتْ الْحَيَاةُ خَيْرًا لِي، وَتَوَفَّنِي إذَا كَانَتْ الْوَفَاةُ خَيْرًا لِي}.
وَكَذَلِكَ قَوْلُهُ فِي الْحَدِيثِ الْآخَرِ: {وَإِذَا أَرَدْت بِعِبَادِك فِتْنَةً فَتَوَفَّنِي إلَيْك غَيْرَ مَفْتُونٍ} وَقَالَ: {الْمُسْلِمُونَ عِنْدَ شُرُوطِهِمْ، إلَّا شَرْطًا أَحَلَّ حَرَامًا أَوْ حَرَّمَ حَلَالًا}.
2 - وجه استدلاله بالاية الكريمة أن في الاية دعاء معلقا بالشرط، ففي اللعان يدعو الرجل على نفسه في المرة الخامسة باللعنة إن كان من الكاذبين فهو هنا علق الدعاء على نفسه بشرط كونه من الكاذبين،وأيضا المرأة تدعو على نفسها بغضب الله إن كان زوجها صادقا وهي كاذبة، فهي هنا أيضا علقت الدعاء على شرط.
3 - وجه استدلاله برؤيا شيخ الإسلام من باب الاستئناس فالرؤيا ليست دليلا شرعيا ولكن يستأنس بها فقط فشيخ الإسلام كان يتحير في الدعاء لمن يشك في كفرهم فاستأنس بالرؤيا بأنه يشترط في دعائه فيقول مثلا اللهم أنت أعلم بسرهم فإن كانوا مسلمين فارحمهم، وكما نرى فهناك أدلة كثيرة - سردها ابن القيم - على تعليق الدعاء بالشرط، وأتت الرؤيا كاستئناس وليست هي عمدتهم في الباب.
4 - أما الصلاة على تارك الصلاة فهي على حسب ما يراه في حكم تارك الصلاة فمنهم من يرى أنه كافر كفرا أصغر لا يخرجه عن الملة فسيعامله معاملة المسلمين ويدعو له، ومنهم من يرى أنه يكفر بترك فريضة أو فريضتين أو ثلاث فلن يصلي عليه، ومنهم من يرى أنه لا يكفر إلا إن دعاه الإمام (الحاكم) وأصر على تركه للصلاة وقبل دعوة الإمام لا يكفر وهكذا يختلف الأمر بما يراه الإنسان.
5 - أما المنتحر فإنه يصلى عليه على الصحيح من أقوال أهل العلم ويعامل معاملة المسلمين، ويجوز لأهل الفضل أن لا يصلوا عليه لا لأنهم يكفرونه لكن لعصيانه ولردع غيره أن يفعل مثل تلك الفعلة الشنيعة
* قال الإمام مسلم رحمه الله في صحيحه: " حَدَّثَنَا عَوْنُ بْنُ سَلَّامٍ الْكُوفِيُّ أَخْبَرَنَا زُهَيْرٌ عَنْ سِمَاكٍ عَنْ جَابِرِ بْنِ سَمُرَةَ قَالَ
أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسَهُ بِمَشَاقِصَ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/249)
قال الإمام النووي رحمه الله في شرح الحديث: " قَوْله: (أُتِيَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَجُلٍ قَتَلَ نَفْسه بِمَشَاقِص فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ)
الْمَشَاقِص: سِهَام عِرَاض، وَاحِدهَا مِشْقَص بِكَسْرِ الْمِيم وَفَتْح الْقَاف، وَفِي هَذَا الْحَدِيث دَلِيل لِمَنْ يَقُول: لَا يُصَلَّى عَلَى قَاتِل نَفْسه لِعِصْيَانِهِ، وَهَذَا مَذْهَب عُمَر بْن عَبْد الْعَزِيز وَالْأَوْزَاعِيِّ، وَقَالَ الْحَسَن وَالنَّخَعِيُّ وَقَتَادَةُ وَمَالِك وَأَبُو حَنِيفَة وَالشَّافِعِيّ وَجَمَاهِير الْعُلَمَاء: يُصَلَّى عَلَيْهِ، وَأَجَابُوا عَنْ هَذَا الْحَدِيث بِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمْ يُصَلِّ عَلَيْهِ بِنَفْسِهِ زَجْرًا لِلنَّاسِ عَنْ مِثْل فِعْله، وَصَلَّتْ عَلَيْهِ الصَّحَابَة، وَهَذَا كَمَا تَرَكَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصَّلَاة فِي أَوَّل الْأَمْر عَلَى مَنْ عَلَيْهِ دَيْن زَجْرًا لَهُمْ عَنْ التَّسَاهُل فِي الِاسْتِدَانَة وَعَنْ إِهْمَال وَفَائِهِ، وَأَمَرَ أَصْحَابه بِالصَّلَاةِ عَلَيْهِ فَقَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " صَلُّوا عَلَى صَاحِبكُمْ ". قَالَ الْقَاضِي: مَذْهَب الْعُلَمَاء كَافَّة الصَّلَاة عَلَى كُلّ مُسْلِم وَمَحْدُود وَمَرْجُوم وَقَاتِل نَفْسه وَوَلَد الزِّنَا. وَعَنْ مَالِك وَغَيْره: أَنَّ الْإِمَام يَجْتَنِب الصَّلَاة عَلَى مَقْتُول فِي حَدٍّ، وَأَنَّ أَهْل الْفَضْل لَا يُصَلُّونَ عَلَى الْفُسَّاق زَجْرًا لَهُمْ."
6 - لكن ينبغي التنبيه على أمر في غاية الخطورة وهو أن اليقين لا يزول بالشك فكل من ثبت إسلامه بيقين لا يخرج منه إلا بيقين، ومن ثبت إسلامه وشككنا في كفره فهو ما زال مسلما؛ لأن ما ثبت بيقين لا يزول إلا بيقين مثله، أما كلام شيخ الإسلام فيكون في أضيق الأحوال و لا يحدد المسألة إلا عالم بصير بقواعد التكفير، فالكلام في الإيمان والكفر لا يترك لعامة الناس.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
ـ[توبة]ــــــــ[30 - 06 - 07, 06:07 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا التوضيح،
وهذا نقل آخر لابن القيم يتحدث فيه عن التعليق بالشرط عموما، من كتابه (أحكام أهل الذمة)
[والأصل في الشروط الصحة والمسلمون على شروطهم إلا شرطا أحل حراما أو حرم حلالا وكذلك الهبة يجوز تعليقها بالشرط كما ثبت ذلك في قوله أما ما كان لي ولبني عبدالمطلب فهو لك.
وكذلك هبة الثواب يجوز تعليقها بالشرط نحو اللهم إن كنت قبلت مني هذا العمل فاجعل ثوابه لفلان.
وكذلك الدعاء في صلاة الجنازة يجوز تعليقه بالشرط نحو اللهم إن كان محسنا فزد في إحسانه وإن كان مسيئا فتجاوز عنه.]
وبالنسبة لسؤالي أعلاه عمن مات منتحرا، فاني قصدت بالقياس، تعليق الدعاء بالشرط عند الصلاة عليه، ولم أقصد حكم صلاة الجنازة.
و تكميلا للفائدة، مادمنا نتحدث عن تعليق الشرط في الدعاء على وجه التحديد، كيف نوافق بين ما تبين أعلاه وبين ما ورد من كراهة تعليق الدعاء كما جاء في الحديث:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة فإنه لا مستكره له) رواه البخاري و مسلم.
هل الكراهة هنا لتقييد استجابة الدعاء بمشيئة الله، والذي يتنافى مع الغرض من الدعاء؟ أم لسبب آخر؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 06:44 م]ـ
1 - قال الإمام النووي رحمه الله في هذا الحديث: "قَالَ الْعُلَمَاء: عَزْم الْمَسْأَلَة الشِّدَّة فِي طَلَبهَا، وَالْجَزْم مِنْ غَيْر ضَعْف فِي الطَّلَب، وَلَا تَعْلِيق عَلَى مَشِيئَة وَنَحْوهَا، وَقِيلَ: هُوَ حُسْن الظَّنّ بِاَللَّهِ تَعَالَى فِي الْإِجَابَة. وَمَعْنَى الْحَدِيث: اِسْتِحْبَاب الْجَزْم فِي الطَّلَب، وَكَرَاهَة التَّعْلِيق عَلَى الْمَشِيئَة، قَالَ الْعُلَمَاء: سَبَب كَرَاهَته أَنَّهُ لَا يَتَحَقَّق اِسْتِعْمَال الْمَشِيئَة إِلَّا فِي حَقِّ مَنْ يَتَوَجَّه عَلَيْهِ الْإِكْرَاه، وَاَللَّه تَعَالَى مُنَزَّه عَنْ ذَلِكَ، وَهُوَ مَعْنَى قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي آخِر الْحَدِيث: فَإِنَّهُ لَا مُسْتَكْرِه لَهُ، وَقِيلَ: سَبَب الْكَرَاهَة أَنَّ فِي هَذَا اللَّفْظ صُورَة الِاسْتِعْفَاء عَلَى الْمَطْلُوب وَالْمَطْلُوب مِنْهُ."
إذن فالعلة من المنع على قولين:
أ - أن المشيئة لا تستعمل إلا في حق من يجوز عليه الإكراه، والله منزه عن ذلك
ب - أن الدعاء بهذه الصيغة فيه صورة للاستغناء عن الدعاء وكأن الداعي ليس شغوفا بتحقق الإجابة
وهاتان العلتان ليستا موجودتين في المسألة السابقة.
2 - قلنا إننا نعامل كل المسلمين سواء كانوا فساقا أو غيرهم على أنهم من المسلمين إلا إن ظهر منهم قول كفري أو فعل كفري وأقيمت عليه الحجة الواضحة الظاهرة أو كان مثل هذه الأمور لا يحتمل فيها الجهل كسب الله عز وجل ورسوله صلى الله عليه وسلم فهذا يعامل معاملة المرتد.
3 - وجزاك الله خيرا على النقولات الجديدة والفوائد النافعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/250)
ـ[توبة]ــــــــ[30 - 06 - 07, 07:36 م]ـ
وجازاكم الله بالمثل،
ـ[ياسر شعيب الأزهرى]ــــــــ[16 - 04 - 09, 07:22 م]ـ
زدكم الله علما وحلما وبارك فيكم ...(80/251)
قول ابن دقيق العيد من نوى شيئا لم يحصل له غيره والفرق بين من لم ينو الشئ لم يحصل له
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 11:24 ص]ـ
إحكام الأحكام شرح عمدة الأحكام ص 66 مكتبة السنة.
في شرح إنما الأعمال بالنيات:
فرق بين قولنا: من نوى شيئا لم يحصل له غيره وبين من لم ينو الشئ لم يحصل له. والحديث محتمل للأمرين إلخ ...
ما الفرق:
من نوى شئ لم يحصل له غيره
نويت اشباع شهوة الطعام بأكل العنب.
لم يحصل لي العبادة، التفكر في خلق الله، التمتع بنعمة الله.
من لم ينو الشئ لم يحصل له.
لم أنو العبادة في أكلي ابطعام، لم يحصل لي الثواب المترتب على العبادة.
أليس المعنى الأول يغني عن الثاني، أي الثمرة واحدة، أو أن المعنى الثاني لازم من المعنى الأول.
فمن نوى شئ لم يحصل له غيره، يتضمن أنه لا يحصل له شئ لم ينوه.
إن كان كذلك، فأرجو اقرار ما كتبت، وإلا فالتوضيح(80/252)
سؤال عن المذهب الحنبلي.
ـ[سعيد العباسي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 11:52 ص]ـ
السلام عليكم،
قرأت لأحد المؤرخين (وأغلب الظن أنه التاج السبكي أو الذهبي) أن أهل خراسان كانوا ظاهرية، ثم تحولوا بعد سنة الثلاثمائة إلى المذهب الحنبلي.
وعندما أردت الرجوع إلى هذه المعلومة فقدت مصدرها، فهل من محققٍ عالمٍ يثبتها لنا؟
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[30 - 06 - 07, 12:37 م]ـ
هذا بحث مرتبط بالموضوع
تفضل الحنابلة في بلاد ما وراء النهر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=52866&highlight=%C7%E1%CD%E4%C7%C8%E1%C9)(80/253)
خلاص حرموا الختان وقالوا: أن ختان الإناث لا أصل لها من أصول التشريع الإسلامي أو أحكا
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 01:24 م]ـ
وزارة الصحة تحظر جراحات ختان الإناث نهائياً
كتب طارق أمين وأحمد البحيري 29/ 6/2007
حاتم الجبلي
أصدر د. حاتم الجبلي وزير الصحة والسكان أمس، قراراً يحظر إجراء عمليات الختان للإناث في جميع المستشفيات والمراكز الطبية العامة والخاصة.
يأتي القرار الوزاري الذي يحمل رقم 271، استجابة لمطالب العديد من الجهات والمنظمات، عقب وفاة طفلة المنيا «بدور» ذات الـ12 عاماً أثناء إجراء عملية ختان لها، والتي كشفت «المصري اليوم» عن مأساتها في عددها الصادر يوم الجمعة الماضي.
كان مسح ديموجرافي انتهت منه الوزارة في 2005، قد أثبت أن نحو 75% من ممارسات ختان الإناث تتم علي يد الفريق الطبي، بالاستفادة من قرار وزاري سابق يسمح بذلك في حالات يقررها الأطباء.
وينص قرار الجبلي في مادته الأولي علي أنه يحظر علي الأطباء وهيئات التمريض وغيرهم، إجراء أي قطع أو تشويه أو تعديل لأي جزء طبيعي من الجهاز التناسلي للأنثي سواء في المستشفيات الحكومية أو غير الحكومية أو غيرها من الأماكن الأخري، وأنه يعتبر قيام أي من هؤلاء بإجراء هذه العمليات مخالفاً القوانين واللوائح المنظمة لمزاولة مهنة الطب.
كما تنص المادة الثانية منه، علي أن يتم العمل به اعتباراً من اليوم التالي لنشره، ويلغي كل ما يخالفه من قرارات، خصوصاً القرار الوزاري الصادر قبل 11 عاماً، الذي كان يحظر إجراء عمليات الختان للإناث، إلا في الحالات المرضية فقط، التي يقرها رئيس قسم النساء والولادة بالمستشفي وبناء علي اقتراح الطبيب المعالج للحالة.
وفي تطور جديد أجمع أعضاء مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف - أعلي جهة دينية - علي أن ختان الإناث لا أصل لها من أصول التشريع الإسلامي أو أحكامه الجزئية، وأكد المجمع في بيان له أمس - تلقت المصري اليوم نسخة منه - أنه بالتحقيق العلمي الذي يكشف في جلاء عن أنه لا أصل من أصول التشريع الإسلامي أو أحكامه الجزئية .. يجعل هذه العادة أمرًا مطلوبًا بأي وجه من أوجه الطلب، وإنما هي عادة ضارة انتشرت واستقرت في عدد قليل من المجتمعات المسلمة وقد ثبت ضررها وخطرها علي صحة الفتيات علي النحو الذي كشفت عنه الممارسات في الفترة الأخيرة.
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=66603
فتوي «جمعة» بتحريم ختان الإناث تفجر جدلاً بين علماء الأزهر
كتب أحمد البحيري وهدي رشوان 30/ 6/2007
هاشم و جمعة
أكد الدكتور علي جمعة «مفتي الجمهورية» أن الختان الذي يمارس في مصر حالياً من شأنه إلحاق الضرر الجسدي والنفسي بالمرأة، مشدداً علي ضرورة الامتناع عن هذه العادة، امتثالاً لقيمة إسلامية عليا، وهي عدم إلحاق الضرر بالبشر.
وقال جمعة، في تصريحات لـ «المصري اليوم» إن ختان الإناث يعد عدواناً علي النفس، يستوجب القصاص الشرعي من مرتكبه، لقول الرسول الكريم ـ صلي الله عليه وسلم: «لا ضرر ولا ضرار في الإسلام»، مشيراً إلي أن دار الإفتاء المصرية كانت أصدرت فتوي في هذا الشأن خلال عهد الدكتور نصر فريد واصل «المفتي الأسبق».
في المقابل، رفض عدد من أعضاء مجمع البحوث الإسلامية وعلماء الأزهر الشريف القول بتحريم ظاهرة الختان، مؤكدين عدم وجود أي نص في الشريعة الإسلامية بتحريم هذه العادة.
وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب، عضو المجمع، أن أعضاء المجمع لم يقولوا بتحريم الختان، وإنما تحدثوا عن منعه، لما يترتب عليه من أضرار، خاصة أنه لا توجد أحاديث صحيحة بتحليله أو تحريمه.
وقال الدكتور منيع عبدالحليم محمود «عميد كلية أصول الدين السابق بالأزهر» إن جميع المذاهب الإسلامية اتفقت علي جواز الختان شرعاً لأنه «مكرمة» للمرأة، فكيف يصدر مجمع البحوث الإسلامية هذا القرار الخاطئ، الأشبه بالفرمان الديكتاتوري.
وأضاف محمود: يكفي أن 74% من المصريين يؤمنون بأهمية الختان، كما يوجد أكثر من 99.5% من سكان محافظة قنا يمارسون هذه العادة بين أطفالهم، ولذلك أري أن قرار منع الختان لن يحقق أي استجابة، لأننا لسنا في عصر ديكتاتورية الفتوي.
وعلي الصعيد الحقوقي النسائي، أعربت السفيرة مشيرة خطاب، الأمين العام للمجلس القومي للطفولة والأمومة عن ترحيبها بقرارات وزير الصحة ونقابة الأطباء ومجمع البحوث الإسلامية حول منع وتجريم الختان بين الإناث، مؤكدة أن المجلس سيبدأ في إعلان خطة لـ «المراقبة الشعبية» للتصدي لهذه الظاهرة من خلال اتصال المواطنين علي خط نجدة الطفل «16000» للإبلاغ عن مرتكبي هذه العادة.
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=66841
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 01:37 م]ـ
عقب وفاة طفلة المنيا «بدور» ذات الـ12 عاماً أثناء إجراء عملية ختان لها
يعني يدلسون في الدين وكمان كذابون!! لم يعلموا أن الطفلة ماتت بسبب التخدير لا بسبب الختان، طيب لمَََ لم يمنعوا عمليات التجميل بعد وفاة الممثلة سعاد نصر أيضا بسب التخدير؟؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/254)
ـ[محمد بن صادق]ــــــــ[30 - 06 - 07, 02:52 م]ـ
حسبى الله ونعم الوكيل
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[01 - 07 - 07, 07:00 م]ـ
سبحان الله ... الختان ممنوع وليس عليه دليل! والدعارة وإباحة الخمور والفساد والشذوذ وصور العاهرات التي تملأ شوارع القاهرة وغيرها هذه عليها دليل لذا فهي مباحة بل واجبة ومن حقوق الإنسان!
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 07:37 م]ـ
ما يا شيخ، ألم تقرأ الموضوع الذي حذف، الفوائد مفيهاش حاجة.
الأمر جد خطير
وقد صدق صلى الله عليه وسلم ما رواه أحمد عن أبي أمامة الباهلي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لينقضن عرى الإسلام عروة عروة فكلما انتقضت عروة تشبث الناس بالتي تليها وأولهن نقضا الحكم وآخرهن الصلاة
وفي رواية عن ابن فيروز الديلمي عن أبيه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لينقضن الإسلام عروة عروة كما ينقض الحبل قوة قوة
ألو تقرأ الموضوع الذي حذفته الإدارة، عن تحليل فوئد البنوك .... لعلي جمعة.
راجع ما نشرته المصري اليوم منذ يومين تقريبا، (الجمعة أو السبت)
فقد فتن الكثير من الناس، وهناك من صور الحلقة التي قال فيها هذا الهراء، وهي تتنقل من بيت إلى أخر، وقال لهم ما معناه، يقولون على هذه النعجة هي خنزير، هل تتحمل أنها خنزير يا شيخ، فيرد، هي نعجة، يردون بل خنزير، أتتحمل وزر من يأكل منها، فيحاول اقناعهم أنها نعجة وهم لا يقتنعون، ففي النهاية ... ماشي هي خنزير، كلوا منها هو حلال (لأنها نعجة، وهم جهلة)
كذلك في ربا البنوك، هو ليس ربا، وهو يتحمل ذلك، فهو اجتهد وله أجر إن أخطأ .... فللناس أن تعملوا بفتواه إلخ ...
الله المستعان
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[01 - 07 - 07, 08:26 م]ـ
وفي تطور جديد أجمع أعضاء مجمع البحوث الإسلامية في الأزهر الشريف - أعلي جهة دينية - علي أن ختان الإناث لا أصل لها من أصول التشريع الإسلامي أو أحكامه الجزئية، وأكد المجمع في بيان له أمس - تلقت المصري اليوم نسخة منه - أنه بالتحقيق العلمي الذي يكشف في جلاء عن أنه لا أصل من أصول التشريع الإسلامي أو أحكامه الجزئية .. يجعل هذه العادة أمرًا مطلوبًا بأي وجه من أوجه الطلب، وإنما هي عادة ضارة انتشرت واستقرت في عدد قليل من المجتمعات المسلمة وقد ثبت ضررها وخطرها علي صحة الفتيات علي النحو الذي كشفت عنه الممارسات في الفترة الأخيرة.
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=66603
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=66841
لا أظنُّ ثبوت هذه الفتوى عن المجمع؛ ولا إخالها إلا كذبٌ وافتراءٌ على المجمع، ففي المجمع علماء كبار فتاواهم معتدلة، موافقة لكلام العلماء الراسخين.
لأنَّ المجمع كثيرًا ما يرفض فتاوى للمفتي رفضًا تامًّا، ولا يقبلون التوقيع على مثل هذه الفتاوى.
والله أعلم بحقيقة الحال.
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 11:37 م]ـ
وأكد الدكتور أحمد عمر هاشم، رئيس اللجنة الدينية بمجلس الشعب، عضو المجمع، أن أعضاء المجمع لم يقولوا بتحريم الختان، وإنما تحدثوا عن منعه، لما يترتب عليه من أضرار، خاصة أنه لا توجد أحاديث صحيحة بتحليله أو تحريمه.
وقال الدكتور منيع عبدالحليم محمود «عميد كلية أصول الدين السابق بالأزهر» إن جميع المذاهب الإسلامية اتفقت علي جواز الختان شرعاً لأنه «مكرمة» للمرأة، فكيف يصدر مجمع البحوث الإسلامية هذا القرار الخاطئ، الأشبه بالفرمان الديكتاتوري.
وأضاف محمود: يكفي أن 74% من المصريين يؤمنون بأهمية الختان، كما يوجد أكثر من 99.5% من سكان محافظة قنا يمارسون هذه العادة بين أطفالهم، ولذلك أري أن قرار منع الختان لن يحقق أي استجابة، لأننا لسنا في عصر ديكتاتورية الفتوي.
http://www.almasry-alyoum.com/article.aspx?ArticleID=66841
نعم أخي الفاضل لم يقولوا كلهم بذلك كما بينت في النقل المقتبس، والحمد لله
اللهم عافنا وانتقم لدينك من الظلمة وعلماء السوء
ـ[محمد العبد]ــــــــ[02 - 07 - 07, 04:40 م]ـ
هنا سؤال هام أرجو ألا تقوم الإدارة بحذفه كما فعلت أكثر من مرة وإن كنت لا أعلم لما ذلك ,
وهو إن مما يتكرر كفي كل مرة على ألسنة من يحاربون هذه السنة أن مصر والسودان فقط وبعضهم يضيف الصومال وتشاد هم الذين يمارسونها أما باقي الدول الإسلامية فلا تفعل وبما أن هذا الملتقي فيه مجموعة طيبة من إخواننا من بلاد إسلامية مختلفة فلعلهم يوضحون مدى صدق هذا الكلام وحبذا لو أنهم يذكرون مدى انتشار هذه السنة في بلادهم ويقيموا ذلك بالنسبة المئوية حسب ما يرون من حال مجتمعهم فإن هذا سيكون مفيدا إن شاء الله؟(80/255)
تذكير الأحباب بأجمل القصص في باب الاحتساب
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 04:45 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم ..
إخواني الكرام لا شك أن مسألة الإحتساب أو الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر من المسائل التي لها من الأهمية في الدين بمكان
ومع ذلك فقد غفل - أو تغافل - عنها أكثر الناس في هذا الزمان ولا حول ولا
قوة إلا بالله العلي العظيم ..
في هذا الموضوع نقوم بحول الله تعالى بجمع أجمل القصص في هذا الباب وذلك:
1 - تنبيهاً لكل غافل أو متكاسل عن هذه الشعيرة العظيمة.
2 - رفعاً لهمة القائمين على هذه الشعيرة.
3 - تعريفاً بأنجع الوسائل في الاحتساب.
4 - تذكيراً لمن يوفق في هذا الباب تارة ولا يوفق تارة أخرى بأن الهداية -هداية التوفيق
هي من الله سبحانه وأنه مكلف بهداية الإرشاد والتنبيه وحسب.
أنتظر ردودكم ومشاركاتكم وأرجو أن يكون التركيز أكبر على القصص التي حدث فيها تجاوب
وقبول من المحتَسب عليه لأن فيها فائدة أكبر ...
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 04:50 م]ـ
وهذه قصة لأحد الإخوة:
قصة حقيقية حدثت معي في كورنيش الدمام
أبو نهار الشهري
كل يوم وفي كل مساء اذهب إلى الكورنيش الدمام لأقضي ساعة في ممارسة رياضة المشي
وفي هذا اليوم وأنا أقف بسيارتي خلف سيارة في الكورنيش
أذا بي أرى بالسيارة التي أمامي شخص أسمر البشرة كأن به مس من الجن يترنح في السيارة وكأن به صرع ويترنح يمين وشمال (يتراقص)
وفتحت الباب أهم في النزول من سيارتي وإذا بي أسمع صوت صاخب يخرج من السيارة التي أمامي موسيقى وبصوت مرتفع جداً
سبحان الله
وقبل شروعي في الرياضة تكلمت مع نفسي. هل أذكره بالله وأنصحه أو أعطيه شريط من الأشرطة التي بحوزتي لعل الله يهديه على يدي وكنت بنيه صادقه مع الله
ودعيت الله وأخذت شريط بعنوان (الصاخة) للشيخ خالد الراشد (أفك الله عوقه).
وعندما اقتربت منه ورأيته كان في حالة هستيرية من الاندماج مع الأغنية
ولما رآني فزع وقال أخفتني
خير إن شاء الله
وألقيت عليه السلام وأنا مبتسم فرد عليه السلام بغير نفس
وقلت له يا أخي ما أسمك
قال خير (وش تبي)
قلت مباشرة أنا أخوك أبو نهار وأحب أهدي لك هدية
قال نعم وش الهدية
قلت تفضل ومسك الشريط يقلب بوجهي ويقول ما هذا؟؟
قلت أرجوك أن تسمع وأستحلفك بالله أن تسمعه كامل، وقلت له أنا سوف أذهب أتمشى قليل بعد إذنك
قال مشكور ومشيت عنه كعادتي أزاول رياضة المشي وطول هذا الوقت أدعي ربي إن يفتح قلبه
وبعد مرور ساعة وأنا مقبل إلى سيارتي فرأيت سيارة نفس الشخص واقفة ولم تتحرك
وأنا انظر إلى السيارة لم أجد الشخص فيها ونظرت باتجاه البحر ولم أجد أحد أيضا واقتربت من السيارة وسمعت صوت شريط الصاخة مرتفع ورأيت الشخص مكب على وجه وهو يجهش بالبكاء
وقلت يا فلان ما بك
لم يرد علي
والله ثم والله من رآه ضنه طفل رضيع يبكي وقمت بفتح الباب ورفعت رأسه وهو يبكي ودموعه ملئت وجه ويقول بصوت منخفض بالكاد سمعته (ياويلي ياويلي سامحني يارب)
وبعد ما فهمت ما يهذي به أصابني شي غريب لم استطيع وصفه لكم ولكني لم أتمالك نفسي
فبكيت معه ولكن ليس حزن عليه ولكن فرحنا لما رأيت من هذا الشاب والحمد الله
وتركته يستريح قليلاً وقلت: كيفك الآن قال: (أحس في صدري شي غريب الله يخليك تقولي من هذا الشيخ إلى يتكلم وين مكانه قلت له في الخبر وله مسجد بمدينة العمال بقرب مستشفى سعد)
قال: يا شيخ لم اسمع في حياتي مثل هذا الكلام وين أنا كنت وبدأ يبكي بكاء شديد وقلت له ابكي وأخرج ما في قلبك أسال الله إن تكون خير للإسلام والمسلمين
وقلت له ما أسمك قال: (سعد) قلت: يا سعد أن هذا اليوم هو يوم ميلادك وأتمنى أن تكون هذا لليله بداية حياتك مع الله الذي كنت عنه بعيداً وهو كان منك قريباً وقريبا ً جداً اسأل المولى عز وجل إن يثبتك يا سعد
قال أمين وسجلت له رقم جوالي وقلت له أذا احتجتني في شي اتصل ولا تتردد
قال بس أرجوك أبي أشوف هذا الشيخ
قلت له هو الآن ............... (الله يفكه من عوقه) ووصفت له المسجد على ورقة وعرف من وصفي مكان المسجد ومن ثم أهديته أيضا مجموعة أشرطه أخرى وودعته وكان الوقت متأخر وقلت لا تنسى اتصل عندما تحتاجني وذهبت وأنا كلي فرح واشكر المولى عز وجل على قبول دعوتي واسأل المولى عز وجل إن يجزي الشيخ خالد الراشد كل الجزاء على هذا المادة التي من سمعها تأثر بها لو كان قلبه حجر.
وأسال المولى عز وجل العزيز الحكيم ان يفك الشيخ خالد الراشد مما هو فيه أمين.
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[21 - 03 - 08, 03:56 م]ـ
من كان عنده المزيد فليفدنا به بارك الله فيكم
ـ[أنس الشهري]ــــــــ[21 - 03 - 08, 09:54 م]ـ
الله يجزاك خير يا أبا نهار
هذا الملتقى يُعنى بالأمور العلمية.
فليس هذا-في رأيي- مكان هذه القصص مع تقديري لحرصك وفقك الله
ومع ذلك تبقى وجهة نظر.
وللسلف كلام عن القصاص لا أظنّك تجهله.(80/256)
فوائد من شرح بلو غ المرام لابن عثيمين مجلد (3)
ـ[علي تميم]ــــــــ[30 - 06 - 07, 05:35 م]ـ
كلام فضيلة شيخنا ابن عثيمين رحمه الله تعالى كله فوائد لكن رأيت اتحاف موقعنا المبارك إن شاء الله تعالى وهذا المنتدى بشيء من هذه الفوائد:
حكم إرسال اليدين بعد الركوع في الصلاة:-ص:18
"وعلى حال فالذي يظهر لي والذي نعمل به ويعمل به مشايخنا رحمهم الله: هو أن ما بعد الركوع كالذي قبل الركوع، إلا شيخنا عبدالرحمن السعدي -رحمه الله- فإنه اتبع في ذلك نص الإمام أحمد وقال: إن الإنسان يخير بين أن يضع اليد اليمنى على اليسرى وأن يرسل، ورأيته يرسل كثيراً" انتهى
وإلى الفائدة الثانية إن شاء الله تعالى
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[30 - 06 - 07, 08:24 م]ـ
جزاك الله حيرا .. سؤال لو سمحت: هل اتم الشيخ رحمه الله شرح البلوغ؟ ثم هل هو مطبوع ام لا؟
وبارك الله فيك
ـ[علي تميم]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:05 م]ـ
أخي الفاضل: الكتاب مطبوع كاملا تقريبا بستة مجلدات طبعة مصرية، لكن يسمونها في مؤسسة ابن عثيمين الخيرية غير شرعية.
لكن الطبعة الرسمية ما خرج منها إلا ثلاثة مجلدات وسمعت عن طريق خاص أنها سوف تصل بإذن الله تعالى إلى 12 مجلد.(80/257)
إذا حاضت المرأة بعد الطواف وقبل السعي في العمرة وهي من دولة بعيدة
ـ[طلحة محمد خالد]ــــــــ[30 - 06 - 07, 06:03 م]ـ
إذا حاضت المرأة بعد الطواف وقبل السعي في العمرة وهي من دولة بعيدة وأهلها ليس عندهم الاستعداد والقدرة على الانتظار ولا يمكنهم العودة فيما بعد فما الحكم وهل الحكم يختلف لوكان هذا في الحج
ـ[ابو عبد المحسن]ــــــــ[30 - 06 - 07, 07:51 م]ـ
السلام عليكم
إذا حاضت المرأة بعد الطواف وقبل السعي، فإنها تكمل بقية المناسك فتسعى ولو كان عليها الحيض؛ لأن السعي لا يشترط له الطهارة.
http://www.islam-qa.com/special/index.php?ref=36619&ln=ara&subsite=16
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 08:23 م]ـ
1 - كما قال أخونا الكريم فالسعي لا يشترط له الطهارة، وليست هناك شعيرة يشترط لها طهارة في الحج والعمرة إلا الطواف، لكن السعي لا بد أن يسبقه طواف؛ لذلك لو حاضت قبل الطواف، فلا يجوز لها أن تسعى لا لأن السعي يشترط له الطهارة، بل لأنه تشترط فيه الموالاة بينه وبين الطواف.
2 - إن كانت المرأة قد صلت ركعتي الطواف فيها ونعمت، وإن لم تكن قد صلتهما بأن حاضت بعد الطواف مباشرة فلها أن تصليهما بعد أن تطهر، فقد قال النووي رحمه الله في المجموع: " قال أبو العباس بن القاص في التلخيص والجرجاني في المعاياة كل صلاة تفوت في زمن الحيض لا تقضى الا صلاة واحدة وهى ركعتا الطواف "
3 - ينبه على هذه المرأة أنها لا يجوز لها أن تدخل المسجد الحرام إلا مكان المسعى، فإنه ليس له حكم المسجد، وهذه فتوى المجمع الفقهي بذلك:
http://www.themwl.org/Fatwa/default.aspx?d=1&cidi=137&l=AR&cid=11
4 - إن كانت هذه المرأة في الحج فينظر إن كانت قد طافت طواف الإفاضة فيجوز لها أن تنصرف دون طواف الوداع، فطواف الوداع يسقط عن الحائض والنفساء، أما إن لم تكن قد طافت طواف الإفاضة بأن كان الطواف هذا هو طواف العمرة مثلا فلا بد لهاأن تنتظر والانتظار غير صعب بل كل ما عليها أن تؤجل تذكرتها يومين أو ثلاثة ..... المهم لا يجوز مطلقا الانصراف.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.(80/258)
كنوز من السنة في فضائل الأعمال
ـ[ابو معاذ عبدالرحمن]ــــــــ[30 - 06 - 07, 11:46 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وبعد:-
ان من نعم الله تبارك وتعالى ونعمه لاتعد ولاتحصى ان شرع لنا اعمال يسيره ورتب عليها اجور عظيمه فله الحمد والشكر ومن هذه الأعمال:-
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ان مما يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علما علمه ونشره وولدا صالحا تركه أو مصحفا ورثه أو مسجدا بناه أوبيتا لابن السبيل أجراه أو صدقه أخرجها من ماله في صحته وحياته تلحقه بعد موته). رواه ابن ماجه وابن خزيمه وحسنه زكريا الباكستاني في صحيح المتجر الرابح.
فائده:- على المسلم الكيس ان يحرص ان يكون له نصيب وأفر مما ورد في الحديث وان يستغل حياته فيما ينفعه.
2 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( ......... الحديث وفيه ومن توضأ فقال سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا اله الا أنت أستغفرك وأتوب اليك كتب في رق ثم جعل في طابع فلم يكسر الى يوم القيامة). رواه الطبراني وغيره وصححه زكريا في صحيح المتجر الرابح.
فائدة:- على المسلم ان يقول هذا الذكر احياناً بعد الوضوء واحياناً الذكر الاخر الذي رواه مسلم في صحيحه والله اعلم.
3 - وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (المؤذن يغفر له مدى صوته ويشهد له كل رطب ويابس). رواه أبو داود والنسائي وزاد فيه (وله مثل أجر من صلى معه). صححه زكريا في صحيح المتجر الرابح.
فائدة:- المؤذن الرسمي احق با لتاذين ولكن على المسلم ان يحرص على التاذين عند الخروج الى البريه مثلاً.
4 - وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قرأ سورة الكهف يوم الجمعة أضاء له من النور ما بين الجمعتين). رواه النسائي والحاكم وصححه زكريا في صحيح المتجر الرابح.
5 - وعن أنس رضي الله عنه: أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ان أمي توفيت ولم توص أفينفعها أن أتصدق عنها؟ قال (نعم وعليك بالماء). رواه الطبراني وصححه زكريا في صحيح المتجر الرابح.
فائدة:- في هذا دليل على عظم أجر الماء حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم انصح الخلق للخلق فتنبه لذلك واعمل لنفسك.
6 - وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من مسلم يقرض مسلماً قرضاً مرتين الا كان كصدقتها مرة). رواه ابن ماجه وابن حبان وصححه زكريا في صحيح المتجر الرابح.
7 - وعن النعمان بن بشير رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ان الله كتب كتابا قبل أن يخلق السموات والأرض بألفي عام أنزل منه آيتين ختم بهما سورة البقرة لاتقرآن في دار ثلاث ليال فيقربها شيطان). رواه الترمذي وصححه زكريا في صحيح المتجر الرابح.
فائدة:- يستحب تعمد قرأة الايتين الاخرتين من سورة البقرة في الدار ليلاُ كما هو واضح في الحديث والله اعلم.
8 - وعن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه قال: من قرأ تبارك الذي بيده الملك كل ليلة منعه الله عز وجل بها من عذاب القبر وكنا في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم نسميها المانعة وانها في كتاب الله عز وجل سورة من قرأ بها في ليلة فقد أكثر وأطاب. رواه النسائي وحسنه زكريا في صحيح المتجر الرابح.
فائدة:- على المسلم ان يحرص على قرأتها كل ليلة حتى ينال الاجر الوارد وفضل الله واسع.
9 - وخرج أحمد باسناده عن معاذ بن أنس رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ {قل هو الله أحد} حتى يختمها عشر مرات بنى الله له قصرا في الجنة). فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: اذا نستكثر يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الله أكثر وأطيب). وحسنه زكريا.
فائدة:- هل سألت نفسك كم مره طبقت الحديث؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/259)
10 - عن عقبه بن عامر رضي الله عنه قال: قلت يا رسول الله أقرئني آيا من سورة هود وآيا من سورة يوسف فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (يا عقبه بن عامر انك لن تقرأ سورة أحب الى الله ولا أبلغ من أن تقرأ {قل أعوذ برب الفلق} فان استطعت أن لا تفوتك في الصلاة فافعل). رواه ابن حبان و الحاكم وصححه زكريا في صحيح المتجر الرابح.
11 - عن أبي أيوب رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال لا اله الا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير عشر مرات كان كمن أعتق أربعة أنفس من ولد اسماعيل). متفق عليه.
12 - عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ومن قال سبحان الله وبحمده في يوم مائة مرة غفرت له ذنوبه وان كانت مثل زبد البحر). رواه مسلم.
13 - وعن أنس رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ غصناً فنفضه فلم ينتفض ثم نفضه فلم ينتفض ثم نفضه فانتفض فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سبحان الله والحمد لله ولا اله الا الله والله أكبر تنفض الخطايا كما تنفض الشجرة ورقها). رواه أحمد وحسنه زكريا في صحيح المتجر الرابح.
14 - وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما على الأرض أحد يقول: لا اله الا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة الا بالله الا كفرت عنه خطاياه ولو كانت مثل زبد البحر). رواه الترمذي وحسنه زكريا الباكستاني في صحيح المتجر الرابح.
15 - وعن أبي عياش رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قال إذا أصبح لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير كان له عدل رقبة من ولد إسماعيل وكتب له عشر حسنات وحط عنه عشر سيئات ورفع له عشر درجات وكان في حرز من الشيطان حتى يمسي فإن قالها إذا أمسى كان له مثل ذلك حتى يصبح) قال حماد فرأى رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما يرى النائم فقال يا رسول الله: إن أبا عياش يحدث عنك بكذا و كذا، فقال: صدق أبو عياش. رواه أبو داود والنسائي و ابن ماجه و صححه زكريا الباكستاني في صحيح المتجر الرابح.
16 - عن أبي أمامة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من قرأ آية الكرسي دبر كل صلاة لم يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت). رواه النسائي وصححه زكريا في صحيح المتجر الرابح.
فائدة:- قال أهل العلم المقصود بدبر الصلاة الصلاة المكتوبة وليست النافلة والله اعلم.
17 - وعن علي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا عاد المسلم أخاه مشى في خرافة الجنة حتى يجلس فإذا جلس غمرته الرحمة وما من رجل يعود مريضاً ممسياً إلا خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يصبح ومن أتاه مصبحاً خرج معه سبعون ألف ملك يستغفرون له حتى يمسي). رواه أحمد وابن ماجه وحسنه زكريا في صحيح المتجر الرابح.
ملاحظة:- كتاب المتجر الرابح في ثواب العمل الصالح للحافظ الدمياطي هو خاص بالأعمال التي ورد فيها أجور عظيمة وقد قام الشيخ / زكريا بن غلام قادر الباكستاني بتحقيقه فخرج في مجلدين مجلد للصحيح ومجلد للضعيف.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 01:32 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:13 م]ـ
جزاك الله خيرا(80/260)
إذا صار الأمر المباح شعارا لأهل البدع شرع مخالفتهم فيه
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 07 - 07, 12:30 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أما بعد:
إذا صار الأمر المباح شعارا لأهل البدع شرح للمسلم مخالفتهم فيه
قال شيخ الإسلام:وهذا القول يقوله سائر الأئمة فإنه اذا كان في فعل مستحب مفسدة راجحة لم يصر مستحبا ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء إلى ترك بعض المستحبات إذا صارت شعارا لهم فلا يتميز السنى من الرافضي ومصلحة التميز عنهم لأجل هجراتهم ومخالفتهم أعظم من مصلحة هذا المستحب وهذا الذي ذهب إليه يحتاج إليه في بعض المواضع إذا كان في الاختلاط والاشتباه مفسدة راجحة على مصلحة فعل ذلك المستحب لكن هذا أمر عارض لا يقتضي أن يجعل المشروع ليس
بمشروع دائما بل هذا مثل لباس شعار الكفار وإن كان مباحا إذا لم يكن شعارا لهم كلبس العمامة الصفراء فإنه جائز إذا لم يكن شعارا لليهود فإذا صار شعارا لهم نهى عن ذلك.
منهاج السنة (4|155)
ومثال ذلك في هذا الزمان:
- لبس السواد كالعمامة السوداء صح عن النبي صلى الله عليه وسلم لبسها لكن صارت في هذا شعارا للرافضة - فيشرع مخالفتهم في لبسها.
- لبس العمامة الخضراء أصبحت مثلا شعارا للصوفية فشرع مخالفتهم في ذلك
وقد نص العلماء على هذه المسألة في مسائل عدة وإليك بعض أقوال الأئمة في ذلك:
-روى البخاري في صحيحه
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه
: عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (يخرج ناس من قبل المشرق ويقرؤون القرآن لا يجاوز تراقيهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية ثم لا يعودون فيه حتى يعود السهم إلى فوقه). قيل ما سيماهم؟ قال (سيماهم التحليق أو قال التسبيد.
- قال ابن حجر: سيأتي في أواخر التوحيد من وجه آخر أن الخوارج سيماهم التحليق وكان السلف يوفرون شعورهم لا يحلقونها وكانت طريقة الخوارج حلق جميع رؤوسهم.
الفتح (8|69)
وقال شيخ الإسلام:
مثال ذلك حلق الرأس في غير الحج والعمرة لغير عذر فإن الله قد ذكر في كتابه حلق الرأس وتقصيره في النسك وذكر حلقه لعذر في قوله {فمن كان منكم مريضا أو به أذى من رأسه ففدية من صيام أو صدقة أو نسك} سورة البقرة 196
وأما حلقه لغير ذلك فقد تنازع العلماء في إباحته وكراهته نزاعا معروفا على قولين هما روايتان عن أحمد.
ولا نزاع بين علماء المسلمين وأئمة الدين أن ذلك لا يشرع ولا يستحب ولا هو من سبيل الله وطريقه ولا من الزهد المشروع للمسلمين ولا مما أثنى الله به على أحد من الفقراء
ومع هذا فقد اتخذه طوائف من النساك الفقراء والصوفية دينا حتى جعلوه شعارا وعلامة على أهل الدين والنسك والخير والتوبة والسلوك إلى الله المشير إلى الفقر والصوفية حتى أن من لم يفعل ذلك يكون منقوصا عندهم خارجا عن الطريقة المفضلة المحمودة عندهم ومن فعل ذلك دخل في هديهم وطريقهم
وهذا ضلال عن طريق الله وسبيله بآتفاق المسلمين واتخاذ ذلك دينا وشعارا لأهل الدين من أسباب تبديل الدين بل جعله علامة على المروق من الدين أقرب فإن الذي يكرهه وإن فعله صاحبه عادة لا عبادة ,يحتج بأنه من سيماء الخوارج المارقين الذين جاءت الأحاديث الصحاح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بذمهم من غير وجه وروى عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - سيماهم التحليق.
فإذا كان هذا سيماء أولئك المارقين وفي المسند والسنن عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال من تشبه بقوم فهو منهم.
كان هذا على بعده من شعار أهل الدين أولى من العكس.
الاستقامة (1|257)
- وقال ابن عبد البر في التمهيد (6|80):
وقد كان التختم في اليمين مباحا حسنا لأنه قد تختم به جماعة من السلف في اليمين كما تختم منهم جماعة في الشمال وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم
الوجهان جميعا فلما غلبت الروافض على التختم في اليمين ولم يخلطوا به غيره كرهه العلماء منابذة لهم وكراهية للتشبه بهم لا أنه حرام ولا أنه مكروه وبالله التوفيق.
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وإنما كثر الكذب في أحاديث الجهر لأن الشيعة ترى الجهر وهم أكذب الطوائف فوضعوا في ذلك أحاديث لبسوا بها على الناس دينهم ولهذا يوجد في كلام أئمة السنة من الكوفيين كسفيان الثوري أنهم يذكرون من السنة المسح على الخفين وترك الجهر بالبسملة كما يذكرون تقديم أبي بكر وعمر ونحو ذلك لأن هذا كان من شعار الرافضة.
ولهذا ذهب أبو علي بن أبي هريرة أحد الأئمة من أصحاب الشافعي إلى ترك الجهر بها قال: لأن الجهر بها صار من شعار المخالفين كما ذهب من ذهب من أصحاب الشافعي إلى تسنمة القبور لأن التسطيح صار من شعار أهل البدع.
الفتاوى الكبرى (2|166)
والله أعلم
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 07:35 ص]ـ
- لبس السواد كالعمامة السوداء صح عن النبي صلى الله عليه وسلم لبسها لكن صارت في هذا شعارا للرافضة - فيشرع مخالفتهم في لبسها.الرافضة - قبحهم الله - يكثر فيهم لبس العمامة البيضاء أيضاً قهل تشرع مخالفتهم في لبسها؟
كما أن لبس العمامة السوداء منتشر بين الإخوة الأفغان والباكستانيين السنيين وكذلك عند بعض المجاهدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/261)
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:37 م]ـ
موضوع له صلة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=24678
ـ[توبة]ــــــــ[01 - 07 - 07, 04:15 م]ـ
بارك الله فيكم. من كلام الشيخ ابن تيمية الذي نقلتموه هنا، في مخالفة أهل البدع يذكر مرة المباح ومرة المستحب، وإن كانت الأمثلة الواردة سواء لابن تيمية أو الكاتب هي عن ترك الأمور المباحة.
أليس في ترك المستحب لأجل أن أهل البدع قد جعلوه شعارا لهم،فيه تضييع للثواب الحاصل عنه؟ وخاصة أنا لا نقصد التشبه بهم وأن ما نرجوه فقط هو تحصيل الثواب؟
أرجو التوضيح.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[02 - 07 - 07, 01:03 ص]ـ
نعم كما ذكرت أحيانا وإليك كلام شيخ الإسلام في توضيح هذه المسألة أخي توبة:
قال شيخ الإسلام: وأما الطريق الثاني في الجواب فنقول الذي عليه أئمة الإسلام أن ما كان مشروعا لم يترك لمجرد فعل أهل البدع لا الرافضة ولا غيرهم وأصول الأئمة كلهم توافق هذا منها مسألة التسطيح الذي ذكرها فإن مذهب أبي حنيفة واحمد بن تسنيم القبور أفضل كما ثبت في الصحيح أن قبر النبي صلى الله عليه وسلم كان مسنما ولأن ذلك أبعد عن مشابهة أبنية الدنيا وأمنع عن القعود على القبور والشافعي يستحب التسطيح لما روى من الأمر بتسوية القبور فرأى أن التسوية هي التسطيح ثم إن بعض أصحابه قال إن هذا اشعار الرافضة فيكره ذلك فخالفه جمهور الأصحاب وقالوا بل هو المستحب وإن فعلته الرافضة
وكذلك الجهر بالبسملة هو مذهب الرافضة وبعض الناس تكلم في الشافعي بسببها وبسبب القنوت ونسبه إلى قول الرافضة والقدرية لأن المعروف في العراق أن الجهر كان من شعار الرافضة وأن القنوت في الفجر كان من شعار القدرية الرافضة حتى أن فيان الوري وغيره من الأئمة يذكرون في عقائدهم ترك الجهر بالبسملة لأنه كان عندهم من شعار الرافضة كما يذكرون المسح على الخفين لأن تركه كان من شعار الرافضة ومع هذا فالشافعي لما رأى أن هذا هو السنة كان ذلك مذهبه وإن وافق قول الرافضة
وكذلك إحرام أهل العراق من العقيق يستحب عنده وإن كان ذلك مذهب الرافضة ونظائر هذا كثيرة
وكذلك مالك يضعف أمر المسح على الخفين حتى أنه في المشهور عنه لا يمسح في الحضر وإن وافق ذلك قول الرافضة وكذلك مذهبه ومذهب أحمد المشهور عنه أن المحرم لا يستظل بالمحمل وإن كان ذلك قول الرافضة وكذلك قال مالك إن السجود يكره على غير جنس الأرض والرافضة يمنعون من السجود على غير الأرض وكذلك أحمد بن حنبل يستحب المتعة متعة الحج ويأمر بها حتى يستحب هو وغيره من الأئمة أئمة أهل الحديث لم أحرم مفردا أو قارنا أن يفسح ذلك إلى العمرة ويصير متمتعا لأن الأحاديث الصحيحة جاءت بذكل حتى قال سلمة بن شبيب للإمام أحمد يا أبا عبد الله قويت قلوب الرافضة لما أفتيت أهل خراسات بالمتعة فقال يا سلمة كان يبلغن عنك أنك أحمق وكنت أدفع عنك والان فقد ثبت عندي أنك أحمق عندي أحد عشر حديثا صحاحا عن النبي صلى الله عليه وسلم أتركها لقولك
وكذلك أبو حنيفة مذهه أنه يجوز الصلاة على غير النبي صلى الله عليه وسلم كأبي بكر وعمر وعثمان وعلي وهذا هو المنصوص عن أحمد في رواية غير واحد من أصحابه واستدل بما نقله عن علي رضي الله عنه أنه قال لعمر رضي الله عنه صلى الله عليك وهو اختيار أكثر أصحابه كالقاضي أبي يعلى وابن عقيل وأبي محمد عبد القادر الجيلي وغيرهم ولكن نقل عن مالك والشافعي المنع من ذلك وهو اختيار بعض أصحاب أحمد لما روى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال لا تصلح الصلاة من أحد على أحد على غير النبي صلى الله عليه وسلم وهذا الذي قاله ابن عباس رضي الله عنه قال والله أعلم لما صارت الشيعة تخص بالصلاة عليا دون غيره ويجعلون ذلك كأنه مأمور به في حقه بخصوصمه دون غيره وهذا خطأ بالاتفاق فإن الله تعالى أمر بالصلاة على نبيه صلى الله عليه وسلم وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم ذلك بالصلاة عليه وعلى اله فيصلي على جميع اله تبعا له
وال محمد صلى الله عليه وسلم عند الشافعي وأحمد هم الذين حرمت عليهم الصدقة وذهبت طائفة من أصحاب مالك وأحمد وغيرهما إلى أنهم أمة محمد صلى الله عليه وسلم وقالت طائفة من الصوفية إنهم الأولياء من أمته وهم المؤمنون المتقون وروي في ذلك حديث ضعيف لا يثبت فالذي قالته الحنفية وغيرهم أنه إذا كان عند قوم لا يصلون إلا على على دون الصحابة فإذا صلى على علي ظن أنه منهم فيكره لئلا يظن به أنا رافضي فأما إذا علم أنه صلى على علي وعلى سائر الصحابة لم يكره ذلك
وهذا القول يقوله سائر الأئمة فإنه اذا كان في فعل مستحب مفسدة راجحة لم يصر مستحبا ومن هنا ذهب من ذهب من الفقهاء إلى ترك بعض المستحبات إذا صارت شعارا لهم فلا يتميز السنى من الرافضي ومصلحة التميز عنهم لأجل هجراتهم ومخالفتهم أعظم من مصلحة هذا المستحب وهذا الذي ذهب إليه يحتاج إليه في بعض المواضع إذا كان في الاختلاط والاشتباه مفسدة راجحة على مصلحة فعل ذلك المستحب لكن هذا أمر عارض لا يقتضي أن يجعل المشروع ليس بمشروع دائما بل هذا مثل لباس شعار الكفار وإن كان مباحا إذا لم يكن شعارا لهم كلبس العمامة الصفراء فإنه جائز إذا لم يكن شعارا لليهود فإذا صار شعارا لهم نهى عن ذلك.
منهاج السنة (4|155)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/262)
ـ[توبة]ــــــــ[02 - 07 - 07, 03:30 ص]ـ
لقد عاودت قراءة ما نقلتموه مرة تلو الأخرى، وكأني بكلام الشيخ رحمه الله تعالى، يرد بعضه بعضا،فقد أكد مواقف الأئمة الأربعة في عدم حجية ترك المستحب لأجل مخالفة أهل البدع،فالأخذ من مصدر من مصادر التشريع في أمر فيه اختلاف بين الفقهاء، وقد رجح عندهم رأي في العمل به، وأن يأخذ به أيضا أهل البدع ليس حجة في تركه.
وحتى في نقله عن الإمامين مالك والشافعي عن رأيهم بعدم صحة إفراد الصلاة على غير النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -،فلأسباب أخرى قد بينها في كلامه،
ثم بعد كل هذه النقولات عن مواقف الأئمة والفقهاء واختلافهم في هذه المسألة بين مؤيد وعارض،
يقول في آخر كلامه أن ما عليه سائر الأئمة، أنه اذا كان في فعل مستحب مفسدة راجحة لم يصر مستحبا،ولكن لأمر عارض.
هذا عن نص ابن تيمية وما فهمته منه.
و قد وجدت نقولات أخرى لأهل السنة، من ذهبوا مذهب الشيخ ابن تيمية، وأيدو موقفه في ترك المستحب مخالفة لأهل البدع بحجة التميز عنهم والإبتعاد عن مواطن الشبهة، وهذه بعضها:
قال ابن حجر في فتح الباري: اختُلف في السلام على غير الأنبياء، بعد الاتفاق على مشروعيته في تحية الحي، فقيل: يشرع مطلقاً. وقيل: بل تبعاً، ولا يُفرد لواحد، لكونه صار شعاراً للرافضة. ونقله النووي عن الشيخ أبي محمد الجويني.
وقال الزمخشري في الكشاف: القياس جواز الصلاة على كل مؤمن لقوله تعالى (هُوَ الَّذِي يُصَلِّي عَلَيْكُمْ) وقوله تعالى (وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلاَتَكَ سَكَنٌ لَّهمْ) وقوله (ص): اللهم صلِّ على آل أبي أوفى. ولكن للعلماء تفصيلاً في ذلك، وهو أنها إن كانت على سبيل التبع كقولك: (صلى الله على النبي وآله) فلا كلام فيها، وأما إذا أُفرد غيره من أهل البيت بالصلاة كما يُفرد هو فمكروه، لأن ذلك صار شعاراً لذِكر رسول الله (ص)، ولأنه يؤدِّي إلى الاتهام بالرفض.
وقال مصنّف كتاب الهداية وهو من الأحناف: المشروع التختم في اليمين، لكن لمَّا اتّخذته الرافضة عادة جعلنا التختم في اليسار.
وقال الرافعي في فتح العزيز: ثم الأفضل في شكل القبر التسطيح أو التسنيم. ظاهر المذهب أن التسطيح أفضل، وقال مالك وأبو حنيفة رحمهم الله: التسنيم أفضل. لنا أن النبي (ص) سطح قبر ابنه إبراهيم، وعن القاسم بن محمد قال: (رأيت قبر النبي (ص) وأبي بكر وعمر (رض) مُسَطَّحة)، وقال ابن أبي هريرة: إن الأفضل الآن العدول من التسطيح إلى التسنيم، لأن التسطيح صار شعاراً للروافض، فالأولى مخالفتهم وصيانة الميت وأهله عن الاتهام بالبدعة، ومثله ما حكي عنه أن الجهر بالتسمية إذا صار في موضع شعاراً لهم فالمستحب الإسرار بها مخالفة لهم.
وقال محمد بن عبد الرحمن الدمشقي في كتابه (رحمة الأمة في اختلاف الأئمة): السُّنَّة في القبر التسطيح، وهو أولى من التسنيم على الراجح من مذهب الشافعي، وقال الثلاثة [أبو حنيفة ومالك وأحمد]: التسنيم أولى، لأن التسطيح صار من شعائر الشيعة.
وقال الحافظ العراقي في بيان كيفية إسدال طرف العمامة: فهل المشروع إرخاؤه
من الجانب الأيسر كما هو المعتاد، أو الأيمن لشرفه؟ لم أرَ ما يدل على تعيين الأيمن إلا فحديث ضعيف عند الطبراني، وبتقدير ثبوته فلعله كان يرخيها من الجانب الأيمن، ثم يردّها إلى الجانب الأيسر كما يفعله بعضهم، إلا أنه صار شعار الإمامية، فينبغي تجنّبه لترك التشبّه بهم.
وقال عبد الله المغربي المالكي في كتابه (المعلم بفوائد مسلم): إن زيداً كبَّر خمساً على جنازة، قال: وكان رسول الله (ص) يُكبِّرها. وهذا المذهب الآن متروك، لأنه صار علَماً على القول بالرفض.
وفي التذكرة: قال الشافعي وأحمد والحكَم: المسح على الخفّين أولى من الغسل، لما فيه من مخالفة الشيعة
وقال إسماعيل البروسوي في تفسيره (روح البيان) عند ذِكر يوم عاشوراء: قال في عقد الدرر واللآلىء: ولا ينبغي للمؤمن أن يتشبَّه بيزيد الملعون في بعض الأفعال، وبالشيعة الروافض والخوارج أيضاً، يعني لا يجعل ذلك اليوم يوم عيد أو يوم مأتم، فمن اكتحل يوم عاشوراء فقد تشبَّه بيزيد الملعون وقومه، وإن كان للاكتحال في ذلك اليوم أصل صحيح، فإن ترك السُّنّة سُنّة إذا كانت شعاراً لأهل البدعة، كالتختم باليمين، فإنه في الأصل سُنة، لكنه لما صار شعار أهل البدعة والظلمة صارت السُّنة أن يُجعَل الخاتم في خنصر اليد اليسرى في زماننا، كما في شرح القهستاني
والغريب أني وجدت هذه النقولات خلال بحثي،في الكثير من كتب الشيعة ومنتدياتهم،ضمن ادعاءاتهم على أهل السنة.
سؤالي هو:"وأظن أنه يحق لي تكرار السؤال"
لو كان الأمر الذي جُعل علامة عند أهل البدع،من المباح عند أهل السنة، فتركه أولى مخالفة للتشبه بهم والوقوع محل الشبهة، كلباس معين او المداومة على لون معين،أو دعاء معين وغيرها،ممّا لم يثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قولا أو فعلا.
ولكن أن يكون الأمر سنة أو مستحبا،فأين محل الشبهة إذا أتى به من قصد اتباع سنة النبي و تحصيل الثواب لا غير، حتى لو صار أمارة عند أهل البدع فهم لم يحدثوه وانما اختاروا العمل به سواء قصد اتباع سنة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أو لأنه وافق هوى من أهوائهم، وليس الأمر كذلك عند أهل السنة،
(على رأي الإمام أحمد رحمه الله: عندي أحد عشر حديثا صحاحا عن النبي صلى الله عليه وسلم أتركها لقولك!)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/263)
ـ[توبة]ــــــــ[03 - 07 - 07, 01:02 ص]ـ
وتعليقا على تلك النقولات عن بعض الأئمة في ترك المستحب لأجل مخالفة أهل البدع كتب الرافعي في فتح العزيز (5ج/63ص)
[ ... لكن الجمهور على المذهب الأول قالوا ولو تركنا ما ثبت في السنّة، لإطباق بعض المبتدعة عليه، لجرّنا ذلك إلى ترك سنن كثيرة، وإذا اطرد جرينا على الشيء خرج عن أن يعدّ شعاراً للمبتدعة.] أهـ
ومن رسالة "العبارات الموهمة":للشيخ بن عمر بازمول حفظه الله
قولهم: "المكروه ما يثاب تاركه ولا يعاقب فاعله، والمستحب ما يثاب فاعله و لا يعاقب تاركه".
هذه العبارة يفهمها بعض الناس على الإطلاق، فيسوي بين من داوم على ترك السنن، وبين من تركها أحياناً، على أساس أنها مما يثاب فاعله و لا يعاقب تاركه.
والصحيح: أن العلماء رحمهم الله إنما أرادوا في ذكرهم أن المستحب ما يثاب فاعله و لا يعاقب تاركه، و المكروه ما يعاقب فاعله ويثاب تاركه، إنما أرادوا بيان حكم أصل الفعل للمستحب أو المكروه، لا بيان حكمه في حق المداوم على ترك المستحب أو فعل المكروه، ويؤكد لك هذا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال: "من رغب عن سنتي فليس مني" وهذا يشمل ما كان من سنته صلى الله عليه وسلم فعله على سبيل الواجب وما كان من سنته فعله على سبيل المستحب وما كان تركه من سنته على سبيل المحرم وما كان تركه من سنته على سبيل ترك المكروه، ومن هذا ما جاء عن أحمد بن حنبل رحمه الله أن من داوم على ترك صلاة الوتر لا تقبل شهادته، مع أن صلاة الوتر عنده مستحبة وليست بواجبة.
ولعل مما يُشعر بهذا ما أخرجه البخاري ومسلم عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: "مَا خُيِّرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَيْنَ أَمْرَيْنِ إِلَّا أَخَذَ أَيْسَرَهُمَا مَا لَمْ يَكُنْ إِثْمًا فَإِنْ كَانَ إِثْمًا كَانَ أَبْعَدَ النَّاسِ مِنْهُ وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللَّهِ فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا"، ومرادها رضي الله عنها في الأمور المباحة، لأن المستحب لا تخيير في فعله، بل مرغب في فعله، والمكروه لا تخيير في تركه بل مرغب في تركه. وقولها: "ما لم يكن إثماً" يدل على أن ترك المستحب إثم؛ وتوضيح ذلك أن يقال: المستحب مخير بين فعله وتركه، فهل يختار على ضوء الحديث فعله أو تركه؟ الجواب: يختار فعله، لماذا لأن في تركه إثماً، وهو المطلوب. فيكون ترك المستحب إثما، لكن أصل المستحب ليس كالواجب من جهة طلب المداومة عليه فعلاً، فيكون محل الإثم في ترك المستحب عند المداومة على تركه خلافا للواجب، والمكروه كذلك بالعكس، وعليه فإن قولهم في المستحب: "يثاب فاعله ولا يعاقب تاركه"، هذا في بيان حكم مطلق تركه أو فعله لا على سبيل المداومة.
في انتظارآراء وتوضيحات الإخوة والشيوخ الأفاضل.
ـ[توبة]ــــــــ[04 - 07 - 07, 06:17 م]ـ
في الإنتظار ..........(80/264)
ما هى حدود الشاب الذى نشأ فى طاعة الله الذى هو من السبعة
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[01 - 07 - 07, 12:57 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ما هى حدود الشاب الذى نشأ فى طاعة الله الذى هو من السبعة الذين يظلهم الله فى ظله يوم لا ظل الا ظله؟
يعنى مثلا لو أن عاصيا تاب و أصبح من العابدين و هو فى العشرينات هل يعد منهم؟
و لو أن عابدا شابا يقع فى الذنوب لكنه يتوب و يستغفر هل هو منهم؟
أرجو الافادة و جزاكم الله خيرا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 07:48 ص]ـ
ما أعلمه والله أعلم أن مقصود الحديث هو من بداءة البلوغ فعلى هذا من نشأ في معاص ومجون فليس منهم، أما من يذنب ويتوب وهكذا فهل من الناس أحد إلا وهو هكذا إلا الأنبياء صلوات الله عليهم جميعا؟؟ لكن بشرط أن يكون الأص فيحاله الاستقامة وإنما تقع الذنوب عرضا ولا يصر عليها ويندم عليها ويسرع في التوب والاستغفار.
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[01 - 07 - 07, 11:23 ص]ـ
أولا: جزاك الله خيرا
ثانيا: لو فرضنا أن شابا ملتزما لكنه يقع فى الذنوب و يستغفر الله منها و ربما حدثت له انتكاسات لكنه يتوب الى الله هل هو منهم؟
و هل تقصد أن يكون التزامه من بداية البلوغ فما الحال ان كان شابا عاديا ليس فاحشا قبل التزامه و التزم بعد البلوغ بسنتين أو ثلاثة؟
جزاك الله كل خير أخى محمد العبادى
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 12:19 م]ـ
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
سأنقل لك شروح العلماء لقوله صلى الله عليه وسلم: " وشاب نشأ في عبادة الله " لعلها تكون مساعدة لك في تصور المسألة:
1 - قال ابن حجر رحمه الله في فتح الباري: " قَوْله: (وَشَابّ)
خَصَّ الشَّابّ لِكَوْنِهِ مَظِنَّة غَلَبَة الشَّهْوَة لِمَا فِيهِ مِنْ قُوَّة الْبَاعِث عَلَى مُتَابَعَة الْهَوَى؛ فَإِنَّ مُلَازَمَة الْعِبَادَة مَعَ ذَلِكَ أَشَدُّ وَأَدَلّ عَلَى غَلَبَة التَّقْوَى.
قَوْله: (فِي عِبَادَة رَبّه)
فِي رِوَايَة الْإِمَام أَحْمَد عَنْ يَحْيَى الْقَطَّانِ " بِعِبَادَةِ اللَّه " وَهِيَ رِوَايَة مُسْلِم، وَهُمَا بِمَعْنًى، زَادَ حَمَّاد بْن زَيْد عَنْ عُبَيْد اللَّه بْن عُمَر " حَتَّى تُوُفِّيَ عَلَى ذَلِكَ " أَخْرَجَهُ الْجَوْزَقِيُّ. وَفِي حَدِيث سَلْمَانَ " أَفْنَى شَبَابه وَنَشَاطه فِي عِبَادَة اللَّه "
وأرجو أن تدقق في رواية: " أَفْنَى شَبَابه وَنَشَاطه فِي عِبَادَة اللَّه "
2 - قال ابن رجب رحمه الله في فتح الباري " والثاني: الشاب الَّذِي نشأ فِي عُبَادَة الله - عز وجل -.
فإن الشباب شعبة من الجنون، وَهُوَ داع للنفس إلى استيفاء الغرض من شهوات الدنيا ولذاتها المحظورة، فمن سلم مِنْهُ فَقَدْ سلم.
وفي الحَدِيْث: ((عجب ربك من شاب ليست لَهُ صبوة)).
وفي بعض الآثار: يَقُول الله: ((أيها الشاب التارك شهوته، المتبذل شبابه من أجلي، أنت عندي كبعض ملائكتي))."
3 - قال النووي رحمه الله في شرح صحيح مسلم: " (وَشَابّ نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللَّه)
هَكَذَا هُوَ فِي جَمِيع النُّسَخ (نَشَأَ بِعِبَادَةِ اللَّه وَالْمَشْهُور فِي رِوَايَات هَذَا الْحَدِيث: (نَشَأَ فِي عِبَادَة اللَّه) وَكِلَاهُمَا صَحِيح، وَمَعْنَى رِوَايَة الْبَاء: نَشَأَ مُتَلَبِّسًا لِلْعِبَادَةِ أَوْ مُصَاحِبًا لَهَا أَوْ مُلْتَصِقًا بِهَا."
ودقق في قوله: " نَشَأَ مُتَلَبِّسًا لِلْعِبَادَةِ أَوْ مُصَاحِبًا لَهَا أَوْ مُلْتَصِقًا بِهَا"
4 - قال المباركفوري رحمه الله في تحفة الأحوذي:
(وَشَابٌّ)
خَصَّ الشَّابَّ لِكَوْنِهِ مَظِنَّةَ غَلَبَةِ الشَّهْوَةِ لِمَا فِيهِ مِنْ قُوَّةِ الْبَاعِثِ عَلَى مُتَابَعَةِ الْهَوَى فَإِنَّ مُلَازَمَةَ الْعِبَادَةِ مَعَ ذَلِكَ أَشَدُّ وَأَدَلُّ عَلَى غَلَبَةِ التَّقْوَى
(نَشَأَ)
أَيْ نَمَا وَتَرَبَّى
(بِعِبَادَةِ اللَّهِ)
أَيْ " لَا فِي " مَعْصِيَتِهِ فَجُوزِيَ بِظِلِّ الْعَرْشِ لِدَوَامِ حِرَاسَةِ نَفْسِهِ عَنْ مُخَالَفَةِ رَبِّهِ "
فدقق في قوله: " " لَا فِي " مَعْصِيَتِهِ " وفي قوله: " لِدَوَامِ حِرَاسَةِ نَفْسِهِ عَنْ مُخَالَفَةِ رَبِّهِ"
5 - قال الباجي رحمه الله في المنتقى: " وَشَابٌّ نَشَأَ فِي عِبَادَةِ اللَّهِ تَعَالَى يَحْتَمِلُ - وَاَللَّهُ أَعْلَمُ - أَنْ يُرِيدَ بِهِ أَنَّهُ أَقَلُّ ذُنُوبًا وَأَكْثَرُ حَسَنَاتٍ مِمَّنْ نَشَأَ فِي غَيْرِ عِبَادَةِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ، ثُمَّ عَبَدَهُ فِي آخِرِ عُمْرِهِ وَعِنْدَ شَيْخِهِ "
وقد صنف بعض العلماء القدامى والمعاصرين رسائل خاصة بهذا الحديث ومنهم:
1 - السيوطي رحمه الله صاحب رسالة: " تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش" وذكر سبعين خصلة توجب ظل العرش يوم القيامة.والكتاب موجود في الموسوعة الشاملة.
2 - الشيخ عطية سالم رحمه الله له كتاب بعنوان (في ظل عرش الرحمن)
3 - الدكتور سيد العفاني حفظه الله له كتاب بعنوان (ترطيب الأفواه بذكر من يظلهم الله)
فلعلك تراجع هذه الكتب أو بعضها وتقرأ فيها.
أما ماذكرته من أسئلة فأعتقد أنه لا يستطيع أحد البت فيها بالضبط؛ لأنها أمور نسبية، لكن بالنسبة للسؤال الأول إن كانت انتكاساته كثيرة بحيث قاربت استقامته أو زادت عليها فلا يعد داخلا فيها قطعا، بخلاف ما لو كانت هفوات يسيرة.
وأما السؤال الثاني فإن كلمة (شاب عادي) كلمة مطاطة جدا فقد تطلق على المدخن وعلى المؤخر للصلاة التارك لها في جماعةوعلى الذي لا يغض بصره ..... إلخ
وعموما إذا التزم الشاب فعليه أن يستقيم بشرع الله ويعوض ما فاته ولعله يناله فضل الحديث فإن رحمة الله واسعة،والله أرحم الراحمين.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/265)
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[01 - 07 - 07, 12:23 م]ـ
جزاك الله خيرا
و أنا قمت بعمل بحث فى الشاملة و أقوم بجرده
و الشاب الذى أقصده لا أقصد أن تكون انتكاساته كثيرة أبدا
جزاك الله كل خير سأحاول مراجعة الكتب على أن أخرج بنتيجة
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[01 - 07 - 07, 01:49 م]ـ
((والله ذو الفضل العظيم))
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[01 - 07 - 07, 04:49 م]ـ
للرفع
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابو عبد العزيز الحنبلي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 01:03 ص]ـ
نسأل الله من فضله
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[02 - 07 - 07, 01:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا
للرفع
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[03 - 07 - 07, 01:17 ص]ـ
للرفع
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[03 - 07 - 07, 01:40 م]ـ
السلام عليكم
يا اخوانى أرجو الوصول الى النتيجة
برجاء المشاركة
ـ[توبة]ــــــــ[03 - 07 - 07, 02:46 م]ـ
أسأل الله أن يجعلنا وإياكم من أولائك الذين يظلهم يوم لا ظل إلا ظله.
شاب يظله الله في ظله ( http://saaid.net/Doat/Najeeb/f51.htm)
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[03 - 07 - 07, 02:59 م]ـ
جزاك الله كل خير
قرأت الرابط و ما فهمته أنه رجح أنه لو وجد شاب يفعل الطاعات و لكنه يذنب ثم يتوب فهو منهم
و ذكر الشيخ ابن عثيمين: " الشباب من الخامسة عشر الى الثلاثين من العمر "
فهل معنى هذا أنه المقصود فى هذه الفترة و لو أنه تاب فى سن الخامسة و العشرين هل يكون منهم أم يشترط أن يكون من بداية الشباب؟
جزاكم الله كل خير
ـ[توبة]ــــــــ[03 - 07 - 07, 03:37 م]ـ
أخي الكريم،جاء في الأثر ليست العبرة في من سبق، ولكن العبرة في من صدق، فإن كان إلتزام الشاب منذ بداية تكليفه،وكان الغالب على عمله إتيان الطاعات وترك المنكرات مما يعجب له،وهو في هذه المرحلة، فهي ممن ذاقت نفسه الشهوات وسلكت مسلكها،ثم يترك كل ذلك حين تدركه رحمة ربه، ويتوب منها مع ما يجده من صعوبة في مخالفة ما تعوّد عليه، أعجب.
قال الله تعالى: ?إِلا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً? [الفرقان]
قال شيخ الإسلام رحمه الله: التائب عمله أعظم عن عمل غيره , ومن لم يكن له مثل تلك السيئات فإن كان قد عمل مكان سيئات ذلك حسنات فهذا درجته بحسب حسناته , فقد يكون أرفع من التائب إن كانت حسناته أرفع , وإن كان قد عمل سيئات ولم يتب منها فهذا ناقص , وإن كان مشغولا بما لا ثواب فيه ولا عقاب فهذا التائب الذي اجتهد في التوبة والتبديل له من العمل والمجاهدة ما ليس لذلك البطال , وبهذا يتبين أن تقديم السيئات ولو كفرا إذا تعقبها التوبة التي يبدل الله فيها السيئات الحسنات لم تكن تلك السيئات نقصا بل كمالا. ا هـ
يعني العبرة أن استقامته والتزامه كان في مرحلة الشباب لما في هذه الفترة من فتن،وميل النفس إليها،وليس شرطا أن يكون ذلك منذ البلوغ.
هذا رأيي والله أعلم.
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[03 - 07 - 07, 03:47 م]ـ
جزاك الله كل خير
هذا ما كنت أريده و ان شاء الله سأقوم بعمل بحث مفصل و أضعه فى الموضوع
ـ[توبة]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:03 م]ـ
في انتظار ذلك، أسال الله أن يبارك فيك وبك أخي الكريم ويوفقك لكل خير.
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 06:14 م]ـ
اقول والله اعلم ان هذا الفضل قاصر على كل شاب نشا في طاعة الله وهو من لم يقارف الكبائر ولم يصر على الصغائر , واما الا يكون له ذنوب قط فهو بعيد الا على القول بان العصمة جائزة لغير الانبياء عليهم الصلاة والسلام وقد قيل عن سليمان بن طرخان التيمي رحمه الله: (حتى ظننا انه لا يحسن ان يعصي الله) أي لا يعرف كيف يعصي وذلك لما عرف عنه من حسن النشاة والعبادة!! نسال الله الكريم من فضله
ولو قيل: ولا يمنع من ذلك ارتكاب الكبائر اذا تاب واحسن _ لكان له وجها _ لان رتكاب الذنوب صغيرها وكبيرها لا يخل بالولاية كما قرره شيخ الاسلام فهذا اولى منه
فلا يدخل فيه والله اعلم الشاب العادي (وهو في رأيي: من لم يقارف الكبائر ولكن يصر على الصغائر)
ولكن السؤال: ماهو حد الشباب الذي يصح اطلاقه على هذا الشاب بمعنى: لو ان شخصا تاب بعد بلوغه بعشر سنين مثلا – وسواء قيل انه كان يفعل الكبائر ام لا - فهل يدخل في هذا الفضل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/266)
والجواب - والله اعلم - ان المقصود بالشباب هو فترة النشاط والقوة - كما مر في بعض النقول التي ذكرها الاخ الفاضل محمد العبادي , فيقال: من كان قد قضى غالب فترة شبابه في العباة والطاعة والخير فهو ان شاءالله داخل فيه والا فلا , وذلك ان الحكم للاغلب كما هو معلوم وربما استدل عليه بحديث الرجل الذي تنازعت فيه ملائكة الرحمة وملائكة العذاب
وفترة الشباب والله اعلم هي من البلوغ الى الاربعين اذ هو سن الرشد والنضوج وادراك الامور فما بينهما هي فترة الطيش واستحكام الشهوة فتكون هي مرحلة الشباب.
واما ان يقال فيما دون ذلك اي من لم يغلب على شبابه الطاعة اذا تاب: انه ربما تدركه الرحمة الالهية فيشمله هذا الفضل , ففيه نظر والله اعلم , وليس هذا حكرا لرحمته سبحانه وتعالى - كلا وحاشا - ولكن هو من اعطاء النص الشرعي حقه فلا يحمل ما لا يحتمله شرعا وكذلك صونا لفائدة اللفظ الشرعي وهذا من جنس قوله صلى الله عليه وسلم في وصف السبعين الفا الذين يدخلون الجنة بلا حساب ولا عذاب اذ هو وصف محدود له فائدته وكذلك ما جاء في فضل الشهيد وغيره فهو خاص بهم تفضيلا منه سبحانه وتعالى لهم على غيرهم فهو من باب الفضائل المقصورة على من حقق شرطها ولذلك تفاوتت منازل اهل الجنة ومراتبهم ليبلوهم ايهم احسن عملا (وفي ذلك فليتنافس المتنافسون)
ولكن قد قيل ان العدد لا مفهوم له (وهو الصحيح والله اعلم)، فقد وردت روايات أخرى تبين أن هناك من يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله، غير هؤلاء المذكورين في الحديث كالغازي في سبيل الله، والذي ينظر المعسر، ومعين الغارم، وكثير الخطى إلى المساجد، وغيرهم، مما جعل العدد المذكور لا مفهوم له، فلا يراد به الحصر.
فعلى هذا لا يمتنع دخول من تاب بعد سن الشباب في هذا الفضل سيما اذا علم الله سبحانه منه صدق اللجأ والدعاء وحسن الانابة والعبادة فهو العفو الكريم سبحانه , ولا يكون دخوله في هذا الفضل من باب كونه شابا نشأ في طاعة الله فهذا لا يصح لانه لا يوصف بالشباب اصلا , وانما يكون من جملة من يظلهم الله في ظله حيث قررنا ان العدد لا مفهوم له فلا يمتنع دخول هذا ولا غيره ممن لم يرد فيه دليل صريح على دخوله في هذا الفضل , وحينئذ تكون الفائدة من ذكر الموصوفين ههنا انهم يدخلون في هذا الفضل دخولا اوليا بحيث يكون ذلك من عاجل بشرى المؤمن نسال الله الكريم ان يظلنا واياكم في ظله يوم لا ظل الا ظله وان يغفر لنا ما قدمنا وما اخرنا وما اسررنا وما اعلنا وما هو اعلم به منا وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين.
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[04 - 07 - 07, 01:13 ص]ـ
جزاك الله كل خير
و لكن ذكر السيوطى فى الكتاب المذكور سابقا " تمهيد الفرش في الخصال الموجبة لظل العرش"
السبعة الثانية التى ذكرها شيخ الاسلام ابن تيمية
و ضعف بعضا منها لعل أخوة الفضلاء يوردوها هنا بعد تحقيقها
جزاك الله كل خير أبا عبد الله
ـ[محمد العفاسى]ــــــــ[10 - 01 - 08, 02:33 م]ـ
ضاق صدرى ولم أفهم من كثرة الكلام والشرح
فهل من كريم يجيب على هذا السؤال باختصار
وله الثواب من عند المولى الكريم
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[10 - 12 - 09, 04:44 م]ـ
للرفع(80/267)
قال ابن حزم: علم الله لو كنا هناك لم نصل العصر إلا في بني قريظة ولو بعد أيام!
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[01 - 07 - 07, 01:08 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أما بعد:
فإن من أغرب ما قرأت لابن حزم الظاهري رحمه الله
ما نقله عنه الحافظ ابن كثير رحمه الله:
وقد اختلف العلماء في المصيب من الصحابة يومئذ من هو؟
بل الإجماع على أن كلا من الفريقين مأجور ومعذور غير معنف
فقالت طائفة من العلماء الذين أخروا الصلاة يومئذ عن وقتها المقدر لها حتى صلوها في بني قريظة هم المصيبون لأن أمرهم يومئذ تأخير الصلاة خاص فيقدم على عموم الأمر بها في وقتها المقدر لها شرعا
قال أبو محمد بن حزم الظاهري في كتاب السيرة: وعلم الله أنا لو كنا هناك لم نصل العصر إلا في بني قريظة ولو بعد أيام.
وهذا القول منه ماش على قاعدته الأصلية في الأخذ بالظاهر.
وقالت طائفة أخرى من العلماء بل الذين صلوا الصلاة في وقتها لما أدركتهم وهم في مسيرهم هم المصيبون لأنهم فهموا أن المراد انما هو تعجيل السير إلى بني قريظة لا تأخير الصلاة فعملوا بمقتضى الأدلة الدالة على أفضلية الصلاة في أول وقتها مع فهمهم عن الشارع ما أراد ,
ولهذا لم يعنفهم ولم يأمرهم بإعادة الصلاة في وقتها التي حولت إليه يومئذ كما يدعيه أولئك وأما أولئك الذين أخروا فعذروا بحسب ما فهموا وأكثر ما كانوا يؤمرون بالقضاء وقد فعلوه وأما على قول من يجوز تأخير الصلاة لعذر القتال كما فهمه البخاري حيث احتج على ذلك بحديث ابن عمر المتقدم في هذا فلا إشكال على من أخر ولا على من قدم أيضا والله أعلم.
البداية والنهاية (4|120)
ـ[مجاهد الحسين]ــــــــ[01 - 07 - 07, 10:42 ص]ـ
جزاك الله خيراً ..
وهو نقل نفيس لكنه لا ينسب بالضرورة إليه إلا أن ثبت السند ..
وهي موافقة لأصوله كما ذكره الحافظ رحمه الله.
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[01 - 07 - 07, 12:09 م]ـ
وما وجه الغرابة؟
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:42 م]ـ
السلام عليكم
في كل مرة يجيئ ذكر هذه الرواية يتبادر إلى ذهني سؤال
متى صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم؟؟ بعد خروج وقت العصر أم في وقتها؟؟
فميزان معرفة المصيب من المجتهد من الصحابة رضي الله عنهم، هو معرفة الوقت الذي صلى فيه رسول الله عليه الصلاة و السلام
والله اعلم(80/268)
ما حكم من انكر اسم (عدو المشركين)
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:34 م]ـ
السلام عليكم
قبل يومين سجلت في إحدى المنتديات (الإسلامية)
واليوم وجدت هذه الرسالة
لقد تم حظرك للسبب التالي:
مخالفة قوانين المنتدى بالتسجيل باسم غير مقبول
التاريخ الذي سيتم رفع الحظر فيه: لا يوجد
الأسم طبعا هو (عدو المشركين)
والسؤال للمهتمين بعلوم العقيدة، وللمؤمنين عموما
ما حكم من انكر واستنكر وعاقب من اعلن عداوته للمشركين (ولو بالإسم فقط كحالتي)؟؟
تنبيه: راسلت صاحب الموقع وذكرت له قوله تعالى حكاية عن إبراهيم عليه السلام ((قَدْ كَانَتْ لَكُمْ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ فِي إِبْرَاهِيمَ وَالَّذِينَ مَعَهُ إِذْ قَالُوا لِقَوْمِهِمْ إِنَّا بُرَآَءُ مِنْكُمْ وَمِمَّا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ كَفَرْنَا بِكُمْ وَبَدَا بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةُ وَالْبَغْضَاءُ أَبَدًا حَتَّى تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَحْدَهُ))
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[02 - 07 - 07, 11:59 ص]ـ
للرفع و التذكير
ـ[توبة]ــــــــ[02 - 07 - 07, 12:25 م]ـ
السلام عليكم
لقد تم حظرك للسبب التالي:
مخالفة قوانين المنتدى بالتسجيل باسم غير مقبول
ما حكم من انكر واستنكر وعاقب من اعلن عداوته للمشركين (ولو بالإسم فقط كحالتي)؟؟
هم قالوا اسم غير مقبول عندهم،فأين الإنكار والإستنكار وإعلان العداوة هنا!!
إن كان الإسم مخالفا لشروطهم،من حيث وجهة نظرهم هم،غيّر الإسم فالعبرة في إثبات عداوة المشركين بمشاركاتك ومساهماتك وليس الأسماء ..
أخي "عدو المشركين"،هذا رأيي -وأنا من عامة المؤمنين-أرجو أن تتقبله بصدر رحب.(80/269)
هل الأفضل أن يتوضأ المسلم لكل صلاة أم لا
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:29 م]ـ
إذا دخل الوقت ووجبت الصلاة وكان الشخص على وضوء من صلاة سابقة فهل الأفضل أن يتوضأ من جديد ام أن يتابع الصلاة على الوضوء السابق وبارك الله فيكم
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[01 - 07 - 07, 10:50 م]ـ
الأفضل أن يجدد الوضوء؛ لأنه غالب فعل النبي صلى الله عليه وسلم ..
إلا إذا كان بين قوم يجهلون ذلك وأراد تعليمهم فيفضل عندئذ.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[01 - 07 - 07, 11:35 م]ـ
بوركت أخي التواب
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[02 - 07 - 07, 01:14 ص]ـ
من الأدلة على استحباب الوضوء لكل صلاة:
عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: لا أن أشق على أمتي لأمرتهم عند كل صلاة بوضوء و مع كل وضوء بسواك.
أحمد في مسنده. وإسناده حسن.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[02 - 07 - 07, 01:27 ص]ـ
بارك الله فيك على الدليل أخي الكريم
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 02:41 ص]ـ
نعم كما ذكر الإخوة أنه يستحب تجديد الوضوء لكل صلاة مع جواز أداء الصلوات بوضوء واحد.
لكن نبه بعض أهل العلم أن التجديد المستحب هو للوضوء الذي أديت فيه صلاة ولو نافلة.
أما إن توضأت ولم تؤد أي صلاة بهذا الوضوء فلا يشرع تجديده والحالة هذه.
نبه على هذا شيخ الإسلام قال رحمه الله في الفتاوي ((وإنما تكلم الفقهاء فيمن صلى بالوضوء الأول: هل يستحب له التجديد؟ وأما من لم يصل به: فلا يستحب له إعادة الوضوء؛ بل تجديد الوضوء في مثل هذا بدعة مخالفة لسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ولما عليه المسلمون في حياته وبعده إلى هذا الوقت))
والله أعلم
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 05:32 ص]ـ
من أدلة استحباب تجديد الوضوء عند كل صلاة:
1 - ما رواه البخاري رحمه الله كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ قُلْتُ كَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ قَالَ يُجْزِئُ أَحَدَنَا الْوُضُوءُ مَا لَمْ يُحْدِثْ.
* قال ابن حجر رحمه الله: "
قَوْله: (عِنْد كُلّ صَلَاة)
أَيْ: مَفْرُوضَة، زَادَ التِّرْمِذِيّ مِنْ طَرِيق حُمَيْدٍ عَنْ أَنَس " طَاهِرًا أَوْ غَيْر طَاهِر " وَظَاهِره أَنَّ تِلْكَ كَانَتْ عَادَته، لَكِنْ حَدِيث سُوَيْد الْمَذْكُور فِي الْبَاب يَدُلّ عَلَى أَنَّ الْمُرَاد الْغَالِب، قَالَ الطَّحَاوِيُّ يَحْتَمِل أَنَّ ذَلِكَ كَانَ وَاجِبًا عَلَيْهِ خَاصَّة ثُمَّ نُسِخَ يَوْم الْفَتْح لِحَدِيثِ بُرَيْدَةَ، يَعْنِي الَّذِي أَخْرَجَهُ مُسْلِم أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الصَّلَوَات يَوْم الْفَتْح بِوُضُوءٍ وَاحِد، وَأَنَّ عُمَر سَأَلَهُ فَقَالَ " عَمْدًا فَعَلْته " وَقَالَ: يَحْتَمِل أَنَّهُ كَانَ يَفْعَلهُ اِسْتِحْبَابًا ثُمَّ خَشِيَ أَنْ يُظَنّ وُجُوبه فَتَرَكَهُ لِبَيَانِ الْجَوَاز. قُلْت: وَهَذَا أَقْرَب، وَعَلَى تَقْدِير الْأَوَّل فَالنَّسْخ كَانَ قَبْل الْفَتْح بِدَلِيلِ حَدِيث سُوَيْد بْن النُّعْمَان فَإِنَّهُ كَانَ فِي خَيْبَر وَهِيَ قَبْل الْفَتْح بِزَمَانٍ.
قَوْله: (كَيْف كُنْتُمْ)
الْقَائِل عَمْرو بْن عَامِر، وَالْمُرَاد الصَّحَابَة. وَلِلنَّسَائِيّ مِنْ طَرِيق شُعْبَة عَنْ عَمْرو أَنَّهُ سَأَلَ أَنَسًا " أَكَانَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَتَوَضَّأ لِكُلِّ صَلَاة؟ قَالَ نَعَمْ ". وَلِابْنِ مَاجَهْ " وَكُنَّا نَحْنُ نُصَلِّي الصَّلَوَات كُلّهَا بِوُضُوءٍ وَاحِد "
2 - ما رواه الترمذي وقال حسن غريب عَنْ أَنَسٍ
أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَتَوَضَّأُ لِكُلِّ صَلَاةٍ طَاهِرًا أَوْ غَيْرَ طَاهِرٍ
قَالَ قُلْتُ لِأَنَسٍ فَكَيْفَ كُنْتُمْ تَصْنَعُونَ أَنْتُمْ قَالَ كُنَّا نَتَوَضَّأُ وُضُوءًا وَاحِدًا
3 - قال الترمذي:وَقَدْ كَانَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ يَرَى الْوُضُوءَ لِكُلِّ صَلَاةٍ اسْتِحْبَابًا لَا عَلَى الْوُجُوبِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/270)
4 - ما رواه مسلم و أبو داود والترمذي وابن ماجة عن أبي بريدة رضي الله عنه أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَّى الصَّلَوَاتِ يَوْمَ الْفَتْحِ بِوُضُوءٍ وَاحِدٍ وَمَسَحَ عَلَى خُفَّيْهِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ لَقَدْ صَنَعْتَ الْيَوْمَ شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعُهُ قَالَ عَمْدًا صَنَعْتُهُ يَا عُمَرُقال النووي رحمه الله في شرح الحديث: " وَأَمَّا قَوْل عُمَر رَضِيَ اللَّه عَنْهُ: صَنَعْت الْيَوْم شَيْئًا لَمْ تَكُنْ تَصْنَعهُ؟ فَفِيهِ تَصْرِيح بِأَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يُوَاظِب عَلَى الْوُضُوء لِكُلِّ صَلَاة عَمَلًا بِالْأَفْضَلِ، وَصَلَّى الصَّلَوَات فِي هَذَا الْيَوْم بِوُضُوءٍ وَاحِد بَيَانًا لِلْجَوَازِ كَمَا قَالَ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (عَمْدًا صَنَعْته يَا عُمَر)."
5 - ما رواه الترمذي وأبو داود وابن ماجة عن ابْنِ عُمَرَ
عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ بِهِ عَشْرَ حَسَنَاتٍلكن الحديث ضعيف وقد يتسامح به ي باب الفضائل.
قال ابن قدامة رحمه الله في المغني: " وَتَجْدِيدُ الْوُضُوءِ مُسْتَحَبٌّ، نَصَّ أَحْمَدُ عَلَيْهِ فِي رِوَايَةِ مُوسَى بْنِ عِيسَى، وَنَقَلَ حَنْبَلُ عَنْهُ أَنَّهُ كَانَ يَفْعَلُهُ؛ وَذَلِكَ لِمَا رَوَيْنَا مِنْ الْحَدِيثِ، وَعَنْ غُطَيْفٍ الْهُذَلِيِّ، قَالَ: {رَأَيْت ابْنَ عُمَرَ يَوْمًا تَوَضَّأَ لِكُلِّ صَلَاةٍ، فَقُلْت: أَصْلَحَك اللَّهُ، أَفَرِيضَةٌ أَمْ سُنَّةٌ، الْوُضُوءُ عِنْدَ كُلِّ صَلَاةٍ؟ فَقَالَ: لَا، لَوْ تَوَضَّأْت لِصَلَاةِ الصُّبْحِ لَصَلَّيْت بِهِ الصَّلَوَاتِ كُلَّهَا مَا لَمْ أُحْدِثْ، وَلَكِنِّي سَمِعْت رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَنْ تَوَضَّأَ عَلَى طُهْرٍ فَلَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ.
وَإِنَّمَا رَغِبْت فِي الْحَسَنَاتِ.
} أَخْرَجَهُ أَبُو دَاوُد وَابْنُ مَاجَهْ.
وَقَدْ نَقَلَ عَلِيُّ بْنُ سَعِيدٍ، عَنْ أَحْمَدَ: لَا فَضْلَ فِيهِ.
وَالْأَوَّلُ أَصَحُّ."
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[02 - 07 - 07, 11:52 ص]ـ
بوركتم على الإثراء وجزاكم الله خيرا(80/271)
أفتوني في الإستعانة بالجن
ـ[أم العرب]ــــــــ[01 - 07 - 07, 03:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ..
أفتوني في إمرأة تقول أنها وقعت على الأرض وكان في تللك البقعة جني من الجان فتلبسها عقابا لها .. وقال: أني أبحث منذ زمن عمن أستطيع بواسطته مساعدة الناس .... وحذرها من أن تأخذ أي اجر مقابل ذلك إلا إذا احتاجت لشراء شي يعينها على المساعدة,,وعندما أخذت أجر قام بحرقها في جزء من جسمها ..
تقول: أنا لا أعلم الغيب ولا أتكلم فيه .. ولا أقوم بضر أحد فلو طلب منها عمل ضر فإنها تغضب ولا تساعد ذلك الشخص ... فهي مجرد تخبر الناس أنه صنع لكم سحرا ودفن في المكان الفلاني .. او احذروا من فلان فهو يجهز لضركم بكذا وكذا ... وحقيقة ما رأينا أنه كم من مبتلى شفي بفضل الله بسببها مع اختلاف بلدانهم .. سواء بمرض او صرف او غيره ... كما انها لا تصف أي دواء وإنما تخبر بمكان السحر ومن الذي فعله او إذا أراد شخص أن يطمئن على أهله في مكان بعيد فتخبره بحالهم
وأخرها كان عروسين تزوجا عن حب وبعد العقد مباشرة كرهت المرأة زوجها وطلبت فراقها ولما ذهبوا لها قالت لهم أن عمة الفتاة كانت تريدها لأبنها فلما رفضته وتزوجت غيره قامت بعمل سحر لها
وسئلت عن مكان السحر فذهبت وفتشت البيت حتى وجدته خلف رأس السرير ..
مع العلم أن الخبيث الذي فيها نصراني ويرفض الإسلام.
فما حكم سؤالها وطلب مساعدتها.؟؟؟
وما حكم ما تقوم به؟؟
هل تقاطع وتهجر بالرغم ان الأمر خارج عن إرادتها؟
أفتوني مشكورين.
ـ[أم العرب]ــــــــ[02 - 07 - 07, 01:17 ص]ـ
هل من مجيب يا أهل العلم - بارك الله فيكم -؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[02 - 07 - 07, 07:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لست من أهل العلم , و إنما أجيبك على قدر بضاعتي المحدودة , فأقول و بالله التوفيق .........
لا شك أن الإستعانة بالجن غير جائزة بأي حال من الأحوال , بل هي من الشرك الأكبر. قال تعالى: {و إنه كان رجال من الإنس يعوذون برجال من الجن فزادوهم رهقا}.
و قولك أن المرأة لا تتكلم في الغيب هو قول ينقض نفسه. ألم تتهم مسلمين الأصل فيهم البراءة بارتكاب السحر و أذية الناس؟!
او احذروا من فلان فهو يجهز لضركم بكذا وكذا
ولما ذهبوا لها قالت لهم أن عمة الفتاة كانت تريدها لأبنها فلما رفضته وتزوجت غيره قامت بعمل سحر لها
و هذا كله لمجرد إخبار الجني المزعوم , بلا بينة واضحة و لا دليل حقيقي , بل تخرص و إدعاء معرفة الغيب. و اتهام المسلمين بغير بينة.
جاء في فتاوى اللجنة الدائمة:
فتوى رقم (433):
ج: الاستعانة بالجن واللجوء إليهم في قضاء الحاجات من الإضرار بأحد أو نفعه - شرك في العبادة؛ لأنه نوع من الاستمتاع بالجني بإجابته سؤاله وقضائه حوائجه في نظير استمتاع الجني بتعظيم الإنسي له ولجوئه إليه واستعانته به في تحقيق رغبته، قال الله تعالى: سورة الأنعام الآية {128وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا يَا مَعْشَرَ الْجِنِّ قَدِ اسْتَكْثَرْتُمْ مِنَ الْإِنْسِ وَقَالَ أَوْلِيَاؤُهُمْ مِنَ الْإِنْسِ رَبَّنَا اسْتَمْتَعَ بَعْضُنَا بِبَعْضٍ وَبَلَغْنَا أَجَلَنَا الَّذِي أَجَّلْتَ لَنَا قَالَ النَّارُ مَثْوَاكُمْ خَالِدِينَ فِيهَا إِلَّا مَا شَاءَ اللَّهُ إِنَّ رَبَّكَ حَكِيمٌ عَلِيمٌ} سورة الأنعام الآية129 {وَكَذَلِكَ نُوَلِّي بَعْضَ الظَّالِمِينَ بَعْضًا بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ}
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 163)
وقال تعالى: سورة الجن الآية 6 {وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِنَ الْإِنْسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِنَ الْجِنِّ فَزَادُوهُمْ رَهَقًا} فاستعانة الإنسي بالجني في إنزال ضرر بغيره واستعاذته به في حفظه من شر من يخاف شره كله شرك.
ومن كان هذا شأنه فلا صلاة له ولا صيام؛ لقوله تعالى: سورة الزمر {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ} ومن عرف عنه ذلك لا يصلى عليه إذا مات، ولا تتبع جنازته، ولا يدفن في مقابر المسلمين.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة
عبد الله بن منيع عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي
و جاء أيضا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/272)
س5: هل يجوز لمسلم أن يكتب الأسماء الروحانية (الجن أو الملائكة) أو أسماء الله الحسنى أو غير ذلك من الحرز والعزيمة المشهورة عند العلماء الروحانيين بإرادة حفظ البدن من شر الجن والشيطان والسحر؟
ج5: الاستعانة بالجن أو الملائكة والاستغاثة بهم لدفع ضر أو جلب نفع أو للتحصن من شر الجن شرك أكبر يخرج عن ملة
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 135)
الإسلام والعياذ بالله- سواء كان ذلك بطريق ندائهم أو كتابة أسمائهم وتعليقها تميمة أو غسلها وشرب الغسول أو نحو ذلك، إذا كان يعتقد أن التميمة أو الغسل تجلب له النفع أو تدفع عنه الضر دون الله.
وأما كتابة أسماء الله تعالى وتعليقها تميمة فقد أجازه بعض السلف وكرهه بعضهم؛ لعموم النهي عن التمائم واعتبار تعليقها ذريعة إلى تعليق غيرها من التمائم الشركية؛ ولأن تعليقها يعرضها للأوساخ والأقذار وفي ذلك امتهان لها، وهذا هو الصواب.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
و أيضا:
الفتوى رقم (19511)
س: من الأمور التي كنا نستخدمها في العلاج الكتاب الذي كتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابي أبي دجانة لما جاءه يشكي الأذى في بيته من الجن، وقد وجدت هذه الرسالة في كتاب للأخ مجدي الشهاوي، واسمه (العلاج الرباني للسحر والمس الشيطاني) وكذلك في كتاب: (حوار مع الجن) للكاتب الصحفي أسامة الكرم، وهذا هو الحديث.
إن الصحابي الجليل أبي دجانة قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله: بينما أنا مضطجع في فراشي إذ سمعت في داري صريرا كصرير الرحى، ودويا كدوي النحل، ولمعا كلمع البرق، فرفعت رأسي فزعا مرعوبا، فإذا أنا بظل أسود تدلى، يعلو ويطول في صحن داري، فأهويت إليه فمسست جلده فإذا جلده كجلد القنفذ، فرمى في وجهي مثل شرر النار، فظننت أنه قد أحرقني وأحرق داري، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (عامر دارك عامر
(الجزء رقم: 24، الصفحة رقم: 286)
سوء يا أبا دجانة ورب الكعبة ومثلك يؤذى يا أبا دجانة)، ثم قال: (ائتوني بدواة وقرطاس)، فأتي بهما فناوله علي بن أبي طالب وقال: (اكتب يا أبا الحسن)، فقال وما أكتب؟ قال: (اكتب: بسم الله الرحمن الرحيم، هذا كتاب من محمد رسول رب العالمين إلى من طرق الباب من العمار والزوار، أما بعد: فإن لنا ولكم في الحق منعة، فإن تك عاشقا مولعا أو فاجرا مقتحما أو زاعما حقا مبطلا هذا كتاب الله ينطق علينا وعليكم بالحق، إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون، ورسلنا يكتبون ما تكتمون، اتركوا صاحب كتابي هذا وانطلقوا إلى عبدة الأصنام وإلى من يزعم أن مع الله إلها آخر لا إله إلا هو كل شيء هالك إلا وجهه، له الحكم وإليه ترجعون، تغلبون، حم لا تنصرون، حم عسق تفرق أعداء الله، وبلغت حجة الله، ولا حول ولا قوة إلا بالله، فسيكفيكهم الله وهو السميع العليم).
قال أبو دجانة: فأدرجته وحملته إلى داري، وجعلته تحت رأسي وبت ليلتي، فما انتبهت إلا من صراخ صارخ يقول: يا أبا دجانة: أحرقتنا الكلمات فبحق صاحبك لما رفعت عنا هذا الكتاب فلا عود لنا في دارك، وقال غيره: ولا في أذاك ولا في جوارك ولا في موضع يكون هذا الكتاب، قال أبو دجانة: فقلت لا وحق صاحبي رسول الله صلى الله عليه وسلم لا رفعته حتى استأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال أبو دجانة: فلقد طالت علي ليلتي مما سمعت من أنين
(الجزء رقم: 24، الصفحة رقم: 287)
الجن وصراخهم وبكائهم، حتى أصبحت فصليت الصبح مع الرسول صلى الله عليه وسلم، فأخبرته بما سمعت من الجن، وما قلت لهم، فقال لي:
(يا أبا دجانة: ارفع عن القوم فوالذي بعثني بالحق نبيا إنهم ليجدون ألم العذاب إلى يوم القيامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/273)
رواه البيهقي في (دلائل النبوة) 7\ 120، وكذلك أخرجه السيوطي هكذا وجدته. وقد فوجئت من قبل أحد الإخوة الثقات يخبرني بأن هذا الحديث موضوع، ولأني وجدت لهذه الرسالة التأثير الكبير على الجن من خلال ممارستي للعلاج حيث رأيت أن المريض يشعر بدوار (دوخة) عندما ينظر فيه أو يحصل له خدر في يده التي تحمل الرسالة وقد حصل معي أنا مريض صرع بمجرد أن أعطيته الرسالة ليحملها.
لأجل هذا وذاك فكرت أن أضع الأمر بين يدي الوالد الشيخ حفظه الله في سؤالي عن صحة هذا الحديث، وحكم العمل بهذه الرسالة في العلاج، وفي بعض الحالات المرضية التي يستعصي علاجها عند الأطباء، نقرأ عليهم آيات الرقية ولمرات عديدة دون ظهور أي تأثير عليهم، فاكتشفنا طريقة لمخاطبة القرين قرين الشخص المريض، ومن خلالها يتم معرفة المرض، وقد تم علاج حالات كثيرة بهذه الطريقة، وهي: نطلب من المريض أن يردد: بسم الله أوله وآخره، مع الشهيق، ثم بعد مدة نكلم القرين ونحاوره.
سؤالي هو: إن معلوماتنا عن القرين قليلة جدا لعدم وجود
(الجزء رقم: 24، الصفحة رقم: 288)
الأثر الكافي الذي يتحدث عنه، فمثلا: هل هو داخل الجسد أم خارجه، وما هي مدة بقائه مع المريض (الإنسان)، وهل لكل إنسان قرين واحد أم إنه ممكن أن يتبدل في فترة من الفترات، وهل يبقى ملازم مع الإنسان أم أنه يتركه في أحيان ويعود إليه؟ وفي مرات عديدة جدا يذكر أن عمره (القرين) أصغر من عمر المريض.
فرجائي الكبير من سماحة الشيخ الوالد أن يرد على هذه الأسئلة كتابة لينفع الله به المسلمين، فأفيدونا وأفتونا.
ج: الحديث المذكور في السؤال قال عنه العلامة السيوطي في كتابه: (اللآلئ المصنوعة في الأحاديث الموضوعة) الجزء الثاني صفحة (348): إن الحديث موضوع، وإسناده مقطوع، وأكثر رجاله مجاهيل، وليس في الصحابة من اسمه موسى أصلا. انتهى.
وعليه فلا يجوز الاعتماد على هذا الحديث، والرقية الشرعية تكون بسورة الفاتحة وآية الكرسي وسورة الإخلاص والمعوذتين والآيات القرآنية والأدعية النبوية الثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
ولا تجوز الاستعانة بالجن الذي تسمونه القرين، وسؤاله عن نوع مرض المريض؛ لأن الاستعانة بالجن شرك بالله عز وجل، فالواجب عليكم التوبة إلى الله من ذلك وترك هذه الطريقة والاقتصار على الرقية الشرعية، وفق الله الجميع لما فيه رضاه.
(الجزء رقم: 24، الصفحة رقم: 289)
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو عضو نائب الرئيس الرئيس
بكر أبو زيد صالح الفوزان عبد الله بن غديان عبد العزيز آل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
و من فتاوى نور على الدرب , المجلد الأول:
س88: يقول السائل في رسالته: كنت غافلا فوجدت سحرا قد عملوه لي ولزوجتي ليطردوني عن داري؛ لأنهم يقولون إن هذا البيت مسكون وفيه شياطين، وذهبت إلى سيد من السادة أهل الدين وكشف لعائلتي ولبيتي، وقال لي فعلوا لك سحرا قدره مائتان وخمسون دينارا فهل هذا صحيحا ووجدت فيه قطعة طويلة مكتوبة بالأزرق، فذهبت إلى هذا السيد، وأخذ مني عشرين دينارا وأما البيت فلم يأته أي شيء، فهل يصيبني ذنب فيما فعلت أم لا؟ وقد ذهبت إلى محافظة أخرى في بلادنا وسألت بعض علماء الدين حول هذا الأمر، فقالوا لي: ضع مصحفا في بيتك وآية للرسول فلا يصيبك إثم ولا ذنب؟
الجواب: السحرة والكهنة والعرافون لا يجوز سؤالهم ولا
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 196)
تصديقهم فيما يقولون؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: صحيح مسلم السلام (2230)،مسند أحمد بن حنبل (4/ 68).من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة رواه مسلم في الصحيح.
والعراف من يدعي معرفة الأمور الغيبية عن طريق التكهن والاستعانة بالجن، وهكذا الكاهن وهو من له رئي من الجن أي صاحب من الجن يخبره ببعض المغيبات التي يسمعها من الناس في البلدان القريبة أو البعيدة، أو يسمعها من مسترق السمع من الشياطين من جهة السماء، فهؤلاء لا يسألون ولا يصدقون.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/274)
وهكذا السحرة وهم الذين يتعاطون أمورا يضرون بها الناس بواسطة الاستعانة بالشياطين من الجن، فالسحر له وجود وله حقيقة وبعضه خيال، لكن بعضه له حقيقة يقتل ويمرض ويفرق بين المرء وزوجه فلا يجوز سؤال السحرة ولا تصديقهم ولا العلاج عندهم، ولكنك تعالج المرض عند الأطباء المعروفين، أو بقراءة القرآن، فيقرءون عليك القرآن وآيات السحر وينفثون عليك، أو في الماء تشربه وتغتسل به فلا بأس.
أما المعروفون بتعاطي السحر أو الكهانة أو العرافة التي فيها دعوى علم الغيب فهؤلاء كلهم لا يجوز سؤالهم ولا تصديقهم، وعليك أن تتوب إلى الله من سؤال هذا الساحر.
وعليك أن تعمل الأدوية المباحة والطب المباح، ومن ذلك أن تقرأ أنت أو يقرأ لك بعض الإخوان الطيبين أصحاب العقيدة الطيبة في ماء فيقرأ لك الفاتحة وآية الكرسي، و سورة الإخلاص الآية 1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين، وآيات السحر الموجودة في سورة الأعراف،
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 197)
وسورة يونس، وسورة طه، يقرؤها في الماء ثم تشرب من هذا الماء وتغتسل بالباقي.
هذا بإذن الله علاج لما قد يقع من السحر، وقد يجعل فيه سبع ورقات من السدر الأخضر تدق وتجعل في الماء. ويكون هذا أيضا من باب الطب والعلاج المباح؛ لأنه مجرب ونافع في حق المسحور وفي حق من حبس عن زوجته.
فإن هذا العلاج الشرعي بقراءة الفاتحة وآية الكرسي، وآيات السحر المعروفة في سورة الأعراف وسورة يونس وسورة طه، و سورة الكافرون الآية 1قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ و سورة الإخلاص الآية 1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين؟ تقرأ في الماء وفيه السدر أو ليس فيه سدر، ثم يشرب منه الإنسان، ويغتسل منه المصاب بالسحر، أو المحبوس عن زوجته، فيبرأ بإذن الله عز وجل.
وإن نفث فيه مع ذلك بقوله: صحيح البخاري الطب (5418)،صحيح مسلم السلام (2191)،سنن ابن ماجه الطب (3520)،مسند أحمد بن حنبل (6/ 126).اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما وكرر هذا ثلاثا فهو مناسب؛ لأنها هذه الدعوات طيبة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وهكذا الدعاء المعروف: صحيح مسلم السلام (2186)،سنن الترمذي الجنائز (972)،سنن ابن ماجه الطب (3523)،مسند أحمد بن حنبل (3/ 56).باسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك ومن شر كل نفس أو عين حاسد الله يشفيك باسم الله أرقيك يقولها ثلاث مرات أيضا، فلهذا ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم أيضا.
فإذا نفث بهذا في الماء أو على المريض فهو أيضا طيب، ومن أسباب الشفاء وهو علاج نبوي وعلاج شرعي، وهذا من الدعاء الطيب الذي يرجى فيه النفع، والله المستعان.
وذلك كله مع سؤال الله عز وجل الشفاء والعافية، فعلى الإنسان أن
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 198)
يسأل ربه أن يمن عليه بالشفاء، ويضرع إلى الله في سجوده، وفي آخر التحيات، وبين الأذان والإقامة، وفي آخر الليل، وفي جميع الأوقات يدعو ربه ويسأله ويضرع إليه أن يشفيه مما أصابه، ويزيل عنه ما به من أذى، والله يحب السائلين جل وعلا، وهو القائل سبحانه: سورة غافر الآية 60 {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} [غافر: 60]
وأما عن قول من قال لك: ضع مصحفا في بيتك وآية للرسول فلا يصيبك إثم ولا ذنب، فهذا لا أصل له، وهذا غلط؛ فوضع المصحف لا يمنع من الأدواء، إنما أنزل الله المصحف لقراءته والعمل به لا ليجعل حرزا للبيوت.
فهذا كله لا أصل له، وهكذا الآية للنبي، فهذا الكلام لا معنى له.
وما معنى آية للنبي؟! هل يعني آية فيها ذكر النبي صلى الله عليه وسلم؟! فالمصحف كله فيه ذكر النبي صلى الله عليه وسلم!
والمقصود أن هذا غلط، وشيء لا وجه له ولا أصل له، وليست وضع المصحف في البيت حرزا للبيت، وإنما الحرز للبيت التعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، " بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم " ثلاث مرات صباحا ومساء كما صح ذلك عن النبي صلى الله عليه وسلم، فهذا ينفع الله به كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، وكذلك يقرأ آية الكرسي عند النوم وبعد كل صلاة، فهذا من أسباب العافية والحفظ.
كذلك يقرأ: سورة الإخلاص الآية 1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين بعد كل صلاة، فهذا من أسباب العافية والحرز، ويقرؤها بعد صلاة المغرب ثلاثا، وبعد
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 199)
صلاة الفجر ثلاثا، وعند النوم يقرأ سورة الإخلاص الآية 1قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ والمعوذتين ثلاث مرات، وكل هذا من أسباب حفظ الله للعبد وتسليمه إياه من شر أعدائه من الشياطين كما بين ذلك النبي صلى الله عليه وسلم.
وأما المصحف وكونه يوضع في دولاب، أو في فرجة، أو في محل ما في البيت، فليس هذا حرزا ولا أصل له، وإنما الحرز والسبب العظيم هو استعماله ما شرعه الله سبحانه وتعالى من أدعية وقراءة وتعوذات كما تقدم.
-----------------------------------------------------------------------------
و على الأخت السائلة الإمتناع عن هذا الأمر العظيم , و ان تنصح المرأة المذكورة بالمبادرة بالعلاج الشرعي من هذا التلبس الجني , و عليها باللجوء الى الله بصدق و إخلاص و الإلحاح في الدعاء. عسى الله أن يذهب ما بها.
و أنصح أختنا السائلة أن تستمع الى سلسلة " وقفة مع الجن " للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=series&series_id=21
فقد أوضح الشيخ - حفظه الله - فيها - و أفاض - أخطار التعامل مع مثل هذه المرأة , على النفس و الدين. و السلسلة كلها من أربع أشرطة فقط , فلا تحتاج الى كثير وقت في استماعها.
وفقنا الله و إياك ..........
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/275)
ـ[أم العرب]ــــــــ[02 - 07 - 07, 08:34 م]ـ
جزااك الله خير وزادك علما ونفع بك ...
والله ما إن أتممت قراءة جوابك يا شيخ حتى إنشرح صدري له ..
وسأنصح به من استطعت ..
مع العلم إن هناك من يستدل على جواز ذلك بقصة النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن الصياد.
ـ[ابن عبدالكريم]ــــــــ[04 - 07 - 07, 10:09 ص]ـ
و أنت جزاك الله خيرا ......... لست بشيخ بل أنا أقرب الى العامي , و لم يتعدى دوري نقل كلام أهل العلم الموثوقين , المشهورين بسلامة العقيدة .............
مع العلم إن هناك من يستدل على جواز ذلك بقصة النبي صلى الله عليه وسلم مع ابن الصياد.
هذا استدلال في غير محله , فالنبي - صلى الله عليه و سلم - سأل ابن صياد ليختبره , لا ليستعلم منه. و الفرق واضح بين الحالتين .......
ـ[الديولي]ــــــــ[07 - 07 - 07, 04:29 م]ـ
السلام عليكم
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: فَمَنْ كَانَ مِنْ الْإِنْسِ يَأْمُرُ الْجِنَّ بِمَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ مِنْ عِبَادَةِ اللَّهِ وَحْدَهُ وَطَاعَةِ نَبِيِّهِ وَيَأْمُرُ الْإِنْسَ بِذَلِكَ فَهَذَا مِنْ أَفْضَلِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى وَهُوَ فِي ذَلِكَ مِنْ خُلَفَاءِ الرَّسُولِ وَنُوَّابِهِ. وَمَنْ كَانَ يَسْتَعْمِلُ الْجِنَّ فِي أُمُورٍ مُبَاحَةٍ لَهُ فَهُوَ كَمَنْ اسْتَعْمَلَ الْإِنْسَ فِي أُمُورٍ مُبَاحَةٍ لَهُ وَهَذَا كَأَنْ يَأْمُرَهُمْ بِمَا يَجِبُ عَلَيْهِمْ وَيَنْهَاهُمْ عَمَّا حَرَّمَ عَلَيْهِمْ وَيَسْتَعْمِلُهُمْ فِي مُبَاحَاتٍ لَهُ فَيَكُونُ بِمَنْزِلَةِ الْمُلُوكِ الَّذِينَ يَفْعَلُونَ مِثْلَ ذَلِكَ وَهَذَا إذَا قُدِّرَ أَنَّهُ مِنْ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ تَعَالَى فَغَايَتُهُ أَنْ يَكُونَ فِي عُمُومِ أَوْلِيَاءِ اللَّهِ مِثْلِ النَّبِيِّ الْمَلِكِ مَعَ الْعَبْدِ الرَّسُولِ: كَسُلَيْمَانَ وَيُوسُفَ مَعَ إبْرَاهِيمَ وَمُوسَى وَعِيسَى وَمُحَمَّدٍ صَلَوَاتُ اللَّهِ وَسَلَامُهُ عَلَيْهِمْ أجْمَعِينَ. وَمَنْ كَانَ يَسْتَعْمِلُ الْجِنَّ فِيمَا يَنْهَى اللَّهُ عَنْهُ وَرَسُولُهُ إمَّا فِي الشِّرْكِ وَإِمَّا فِي قَتْلِ مَعْصُومِ الدَّمِ أَوْ فِي الْعُدْوَانِ عَلَيْهِمْ بِغَيْرِ الْقَتْلِ كَتَمْرِيضِهِ وَإِنْسَائِهِ الْعِلْمَ وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ الظُّلْمِ وَإِمَّا فِي فَاحِشَةٍ كَجَلْبِ مَنْ يُطْلَبُ مِنْهُ الْفَاحِشَةُ فَهَذَا قَدْ اسْتَعَانَ بِهِمْ عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ثُمَّ إنْ اسْتَعَانَ بِهِمْ عَلَى الْكُفْرِ فَهُوَ كَافِرٌ وَإِنْ اسْتَعَانَ بِهِمْ عَلَى الْمَعَاصِي فَهُوَ عَاصٍ: إمَّا فَاسِقٌ وَإِمَّا مُذْنِبٌ غَيْرُ فَاسِقٍ وَإِنْ لَمْ يَكُنْ تَامَّ الْعِلْمِ بِالشَّرِيعَةِ فَاسْتَعَانَ بِهِمْ فِيمَا يُظَنُّ أَنَّهُ مِنْ الْكَرَامَاتِ: مِثْلُ أَنْ يَسْتَعِينَ بِهِمْ عَلَى الْحَجِّ أَوْ أَنْ يَطِيرُوا بِهِ عِنْدَ السَّمَاعِ الْبِدْعِيِّ أَوْ أَنْ يَحْمِلُوهُ إلَى عَرَفَاتٍ وَلَا يَحُجُّ الْحَجَّ الشَّرْعِيَّ الَّذِي أَمَرَهُ اللَّهُ بِهِ وَرَسُولُهُ وَأَنْ يَحْمِلُوهُ مِنْ مَدِينَةٍ إلَى مَدِينَةٍ وَنَحْوِ ذَلِكَ فَهَذَا مَغْرُورٌ قَدْ مَكَرُوا بِهِ. وَكَثِيرٌ مِنْ هَؤُلَاءِ قَدْ لَا يَعْرِفُ أَنَّ ذَلِكَ مِنْ الْجِنِّ بَلْ قَدْ سَمِعَ أَنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَهُمْ كَرَامَاتٌ وَخَوَارِقُ لِلْعَادَاتِ وَلَيْسَ عِنْدَهُ مِنْ حَقَائِقِ الْإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ الْقُرْآنِ مَا يُفَرِّقُ بِهِ بَيْنَ الْكَرَامَاتِ الرَّحْمَانِيَّةِ وَبَيْنَ التَّلْبِيسَاتِ الشَّيْطَانِيَّةِ فَيَمْكُرُونَ بِهِ بِحَسَبِ اعْتِقَادِهِ فَإِنْ كَانَ مُشْرِكًا يَعْبُدُ الْكَوَاكِبَ وَالْأَوْثَانَ أَوْهَمُوهُ أَنَّهُ يَنْتَفِعُ بِتِلْكَ الْعِبَادَةِ وَيَكُونُ قَصْدُهُ الِاسْتِشْفَاعَ وَالتَّوَسُّلَ مِمَّنْ صَوَّرَ ذَلِكَ الصَّنَمَ عَلَى صُورَتِهِ مِنْ مَلِكٍ أَوْ نَبِيٍّ أَوْ شَيْخٍ صَالِحٍ فَيَظُنُّ أَنَّهُ صَالِحٌ وَتَكُونُ عِبَادَتُهُ فِي الْحَقِيقَةِ لِلشَّيْطَانِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاءِ إيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ} {قَالُوا سُبْحَانَكَ أَنْتَ وَلِيُّنَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/276)
مِنْ دُونِهِمْ بَلْ كَانُوا يَعْبُدُونَ الْجِنَّ أَكْثَرُهُمْ بِهِمْ مُؤْمِنُونَ}. وَلِهَذَا كَانَ الَّذِينَ يَسْجُدُونَ لِلشَّمْسِ وَالْقَمَرِ وَالْكَوَاكِبِ يَقْصِدُونَ السُّجُودَ لَهَا فَيُقَارِنُهَا الشَّيْطَانُ عِنْدَ سُجُودِهِمْ لِيَكُونَ سُجُودُهُمْ لَهُ؛ وَلِهَذَا يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِصُورَةِ مَنْ يَسْتَغِيثُ بِهِ الْمُشْرِكُونَ. فَإِنْ كَانَ نَصْرَانِيًّا وَاسْتَغَاثَ بجرجس أَوْ غَيْرِهِ جَاءَ الشَّيْطَانُ فِي صُورَةِ جرجس أَوْ مَنْ يَسْتَغِيثُ بِهِ وَإِنْ كَانَ مُنْتَسِبًا إلَى الْإِسْلَامِ وَاسْتَغَاثَ بِشَيْخِ يَحْسُنُ الظَّنُّ بِهِ مِنْ شُيُوخِ الْمُسْلِمِينَ جَاءَ فِي صُورَةِ ذَلِكَ الشَّيْخِ وَإِنْ كَانَ مِنْ مُشْرِكِي الْهِنْدِ جَاءَ فِي صُورَةِ مَنْ يُعَظِّمُهُ ذَلِكَ الْمُشْرِكُ. ثُمَّ إنَّ الشَّيْخَ الْمُسْتَغَاثَ بِهِ إنْ كَانَ مِمَّنْ لَهُ خِبْرَةٌ بِالشَّرِيعَةِ لَمْ يَعْرِفْهُ الشَّيْطَانُ أَنَّهُ تَمَثَّلَ لِأَصْحَابِهِ الْمُسْتَغِيثِينَ بِهِ وَإِنْ كَانَ الشَّيْخُ مِمَّنْ لَا خِبْرَةَ لَهُ بِأَقْوَالِهِمْ نَقَلَ أَقْوَالَهُمْ لَهُ فَيَظُنُّ أُولَئِكَ أَنَّ الشَّيْخَ سَمِعَ أَصْوَاتَهُمْ مِنْ الْبُعْدِ وَأَجَابَهُمْ وَإِنَّمَا هُوَ بِتَوَسُّطِ الشَّيْطَانِ. وَلَقَدْ أَخْبَرَ بَعْضُ الشُّيُوخِ الَّذِينَ كَانَ قَدْ جَرَى لَهُمْ مِثْلُ هَذَا بِصُورَةِ مُكَاشَفَةٍ وَمُخَاطَبَةٍ فَقَالَ: يَرَوْنَنِي الْجِنُّ شَيْئًا بَرَّاقًا مِثْلَ الْمَاءِ وَالزُّجَاجِ وَيُمَثِّلُونَ لَهُ فِيهِ مَا يُطْلَبُ مِنْهُ الْإِخْبَارُ بِهِ قَالَ: فَأَخْبَرَ النَّاسُ بِهِ وَيُوصِلُونَ إلَيَّ كَلَامَ مَنْ اسْتَغَاثَ بِي مِنْ أَصْحَابِي فَأُجِيبُهُ فَيُوصِلُونَ جَوَابِي إلَيْهِ. وَكَانَ كَثِيرٌ مِنْ الشُّيُوخِ الَّذِينَ حَصَلَ لَهُمْ كَثِيرٌ مِنْ هَذِهِ الْخَوَارِقِ إذَا كَذَّبَ بِهَا مَنْ لَمْ يَعْرِفْهَا وَقَالَ إنَّكُمْ تَفْعَلُونَ هَذَا بِطَرِيقِ الْحِيلَةِ كَمَا يَدْخُلُ النَّارَ بِحَجْرِ الطَّلْقِ وَقُشُورِ النَّارِنْجِ وَدَهْنِ الضَّفَادِعِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِنْ الْحِيَلِ الطَّبِيعِيَّةِ فَيَعْجَبُ هَؤُلَاءِ الْمَشَايِخُ وَيَقُولُونَ نَحْنُ وَاَللَّهِ لَا نَعْرِفُ شَيْئًا مِنْ هَذِهِ الْحِيَلِ. فَلَمَّا ذَكَرَ لَهُمْ الْخَبِيرُ إنَّكُمْ لَصَادِقُونَ فِي ذَلِكَ وَلَكِنَّ هَذِهِ الْأَحْوَالَ شَيْطَانِيَّةٌ أَقَرُّوا بِذَلِكَ وَتَابَ مِنْهُمْ مَنْ تَابَ اللَّهُ عَلَيْهِ لَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ الْحَقُّ وَتَبَيَّنَ لَهُمْ مِنْ وُجُوهٍ أَنَّهَا مِنْ الشَّيْطَانِ وَرَأَوْا أَنَّهَا مِنْ الشَّيَاطِينِ لَمَّا رَأَوْا أَنَّهَا تَحْصُلُ بِمِثْلِ الْبِدَعِ الْمَذْمُومَةِ فِي الشَّرْعِ وَعِنْدَ الْمَعَاصِي لِلَّهِ فَلَا تَحْصُلُ عِنْدَمَا يُحِبُّهُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ الْعِبَادَاتِ الشَّرْعِيَّةِ فَعَلِمُوا أَنَّهَا حِينَئِذٍ مِنْ مخارق الشَّيْطَانِ لِأَوْلِيَائِهِ؛ لَا مِنْ كَرَامَاتِ الرَّحْمَنِ لِأَوْلِيَائِهِ. وَاَللَّهُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى أَعْلَمُ بِالصَّوَابِ وَإِلَيْهِ الْمَرْجِعُ وَالْمَآبُ وَصَلَّى اللَّهُ وَسَلَّمَ عَلَى مُحَمَّدٍ سَيِّدِ رُسُلِهِ وَأَنْبِيَائِهِ وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَأَنْصَارِهِ وَأَشْيَاعِهِ وَخُلَفَائِهِ صَلَاةً وَسَلَامًا نَسْتَوْجِبُ بِهِمَا شَفَاعَتَهُ " آمِينَ ".
ـ[أم العرب]ــــــــ[10 - 07 - 07, 12:59 م]ـ
جزيتم خيرا يا أهل العلم والفضل ..
جعلكم الله منابر للخير لا تفتر أبدا
ووفقكم إلى كل طاعة .. وسهل عليكم كل صعب ... اللهم آمين.(80/277)
ما المقصود بقول الرسول صلى الله عليه وسلم ((ولا يترك الله بيت مدر ولأوبر))
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[01 - 07 - 07, 06:33 م]ـ
أحبتي أريد معنى كلمتي ((مدر ولأوبر))
في قول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((ليبلغن هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار
ولا يترك الله بيت مدر ولأوبر إلا ادخله الله هذا الدين , بعز عزيز أو بذل ذليل ..
...
بارك الله فيكم
ـ[توبة]ــــــــ[01 - 07 - 07, 07:12 م]ـ
السلام عليكم
الصواب في لفظ الحديث (مدر) ولا (وبر)
المدر هم الحضر: أي أهل القرى والمدن.
والوبر: هم البدو،وأهل الخيام.
والله أعلم.(80/278)
للمصطافين وأهل الإجازة!!
ـ[الضبيطي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 06:59 م]ـ
الحمد لله رب العالمين
قال يحيى بن شرف النووي رحمه الله: " كان السلف يستحبون أن يلقن أبناؤهم أحاديث الدجال ".
عليك أخي أن تستغل فرصة وجود أبنائك معك في هذه الإجازة، فتلقنهم أحاديث الدجال. وأدلك على كتاب سهل وواضح وفي متناول الجميع، وهو رياض الصالحين.
احفظها.
أو احمل الكتاب معك في تنقلك وتقرأ منه.
أو تكلف أحد الأبناء بذلك فإن أبناءنا عندهم طاقات وهمم لكننا نستهين بهم.
وفقنا الله وإياكم إلى كل خير وصرف عنا وعنكم كل شر وصلى الله وسلم على نبينا محمد.(80/279)
أشكل على أحد الإخوة قول (إن الله جعل للسحر تأثيرا في المسحور)
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 07:09 م]ـ
الحارثي تاريخ التسجيل: Jul 2007
المشاركات: 1
المواضيع: 1
ردود: 0
قال لي الشيخ سعد حفظه الله تعالى
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت لأحد الإخوة في ملتقى أهل الحديث هذه العبارة:
(أن الله سبحانه وتعالى جعل للسحر تأثيرا في شفاء المسحور وهذا من ابتلاء الله لعباده ينظر من يتبع الشرع أو غيره)
وحاولت أن أبحث عن دليل صحيح يؤكد هذه العبارة فلم أجده فسألت الشيخ الفاضل سعد
الحميد - حفظه الله وسدده - فقالي لي:
(لعلك تطرح هذا التساؤل في المجلس العلمي لموقع الألوكة الذي أشرف عليه أنا ليشارك الإخوة الذين يعرفون صاحب العبارة)
زادكم الله من علمه ووفقني وإياكم لما يحب ويرضى
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?t=4536
آل عامر تاريخ التسجيل: Jan 2007
المشاركات: 895
المواضيع: 121
ردود: 774
رد: قال لي الشيخ سعد حفظه الله تعالى
--------------------------------------------------------------------------------
أخي الحبيب من المعلوم أن السحرة يستعينون بالجن والعياذ بالله فيما يفعلون
ولذلك يذهب المسحور إلى ساحر آخر فيستعين بما لديه من جن فيفك السحر
عن المسحور
وهو والله إبتلاء ..
من مواضيع آل عامر في المجلس العلمي
ماسمع الليث من مالك الاحديثا واحدا
صحة السجادة التي تصلي وتم تصويرها!!!
لَمْ يَفُتْ عمران رضي الله عنه شَيْء
سؤال في شرح الفوزان للمعة الاعتقاد
عَشْر همسات لأهل المِحَنِ والبلاء
__________________
قال العلامة الأمين: العقيدة كالأساس والعمل كالسقف فالسقف اذا وجد أساسا ثبت عليه وإن لم يجد أساسا انهار
آل عامر
مشاهدة ملفه الشخصي
إرسال رسالة خاصة إلى آل عامر
إرسال رسالة بريد إلكتروني إلى آل عامر
البحث عن جميع مشاركات آل عامر
أضف آل عامر إلى قائمة الأصدقاء
#3 01 - 07 - 2007, م 04:15
أبو مالك العوضي
مشرف تاريخ التسجيل: Nov 2006
المشاركات: 690
المواضيع: 44
ردود: 646
رد: قال لي الشيخ سعد حفظه الله تعالى
--------------------------------------------------------------------------------
ما المطلوب بالضبط؟
هل تريد دليلا على أن للسحر تأثيرا بنفسه؟
هذا قول جمهور العلماء كما هو مقرر عند تفسيرهم لقوله تعالى: {سحروا أعين الناس}
فالساحر إذا أرسل الجني مثلا ليصنع تأثيرا معينا في الإنسان، فإن الإنسان يشفى إذا تركه الجني، فالساحر إذا جاءه الإنسان يطلب الشفاء أمر الجني أن يتركه فيشفى.
ومما يفيد ذلك حديث ابن مسعود لما رأى على امرأته خيطا فقال: إن آل ابن مسعود لأغنياء عن الشرك، فقالت: إن ذلك ينفع، فقال: إن الشيطان ينخس في رأس أحدكم، فإذا استرقت خنس.
وفي الحديث أن التولة شرك، والتولة شيء يحبب المرأة لزوجها والزوج لامرأته.
وبالجملة فكون السحر ينفع الإنسان لا شك فيه، ولكنها منفعة ساقطة الاعتبار شرعا.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[02 - 07 - 07, 01:43 ص]ـ
هذا قد يفهم من كلام بعض العلماء
قال ابن حجر:وأخرجه الطبري في التهذيب من طريق يزيد بن زريع عن قتادة عن سعيد بن المسيب أنه كان لا يرى بأسا إذا كان بالرجل سحر أن يمشي إلى من يطلق عنه فقال هو صلاح قال قتادة وكان الحسن يكره ذلك يقول لا يعلم ذلك إلا ساحر قال فقال سعيد بن المسيب إنما نهى الله عما يضر ولم ينه عما ينفع وقد أخرج أبو داود في المراسيل عن الحسن رفعه النشرة من عمل الشيطان ووصله أحمد وأبو داود بسند حسن عن جابر قال بن الجوزي النشرة حل السحر عن المسحور ولا يكاد يقدر عليه إلا من يعرف السحر وقد سئل أحمد عمن يطلق السحر عن المسحور فقال لا بأس به وهذا هو المعتمد ويجاب عن الحديث والأثر بأن قوله النشرة من عمل الشيطان إشارة إلى أصلها ويختلف الحكم بالقصد فمن قصد بها خيرا كان خيرا وإلا فهو شر.
الفتح (10|233)
لكن الصواب أنه لا يجوز حل السحر بالسحر وإن كان له تأثير أحيانا
عن جابر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن النشرة؟ فقال: [هي من عمل الشيطان] رواه أحمد بسند جيد وأبو داود وقال: سئل أحمد عنها فقال: ابن مسعود يكره هذا كله
وفي البخاري عن قتادة: قلت لابن المسيب: رجل به طب أو يؤخذ عن امرأته أيحل عنه أو ينشر؟ قال: لا بأس به إنما يريدون به الإصلاح فأما ما ينفع فلم ينه عنه ا هـ
وروى عن الحسن أنه قال: لا يحل السحر إلا ساحر
قال ابن القيم: النشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان: أحدهما: حل بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يجب فيبطل عمله عن المسحور.
والثاني: النشرة بالرقية والتعوذات والأدوية والدعوات المباحة فهذا جائز
من كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبدالوهاب
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/280)
ـ[أم حنان]ــــــــ[02 - 07 - 07, 05:48 م]ـ
قال ابن القيم: النشرة حل السحر عن المسحور وهي نوعان: أحدهما: حل بسحر مثله وهو الذي من عمل الشيطان وعليه يحمل قول الحسن فيتقرب الناشر والمنتشر إلى الشيطان بما يجب فيبطل عمله عن المسحور.
يفهم من كلام ابن القيم -رحمه الله- أن إبطال السحر بسحر مثله ممكن أن يكون له تأثير، وهذا من ابتلاء الله عزوجل لعباد بأنه ممكن ان يبطل سحر المسحورين عن طريق السحرة وهذا الفعل لايجوز، لذلك كان فتنة وابتلاء لهم، فهل يصبرون على المرض ام يفعلون المحرم؟ أعاذنا الله وإياكم من شر السحرة(80/281)
ما حكم رفع اليدين بالدعاء بعد الأذان؟
ـ[ابو وحيد المكي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 11:07 م]ـ
أبحث عن حكم هذه المسألة فمن كان عنده علم بالمسألة فلا يبخل علينا ..
بارك الله فيكم وجعل ماتقولون في موازين حسناتكم ..
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[02 - 07 - 07, 01:26 ص]ـ
صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة.
رواه أبو داود والترمذي واللفظ له والنسائي وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما
وصح عنه أيضا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ساعتان تفتح فيهما أبواب السماء وقلما ترد على داع دعوته عند حضور النداء والصف في سبيل الله
وفي لفظ قال:
ثنتان لا تردان - أو قلما يردان - الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعض بعضا
رواه أبو داود وابن خزيمة وابن حبان في صحيحيهما إلا أنه قال في هذه:
عند حضور الصلاة
فالدعاء بين الأذان والإقامة أو بعد النداء من المواطن العامة لاستجابة الدعاء فيشرع رفع اليدين في الأغلب
لقوله عليه الصلاة والسلام:إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين
رواه أبو داود والترمذي وحسنه واللفظ له وابن ماجه وابن حبان في صحيحه والحاكم وقال صحيح على شرط الشيخين
وصح عن ابن عباس موقوفاومرفوعا قال: المسألة أن ترفع يديك حذو منكبيك أو نحوهما والاستغفار أن تشير باصبع واحدة والابتهال أن تمد يديك جميعا.
أبو داود في سننه وصححها شيخنا الألباني رحمه الله
عن مالك بن يسار السكوني ثم العوفي
: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال " إذا سألتم الله [عزوجل] فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها
أبو داود في سننه وصححه شيخنا الألباني رحمه الله
والله أعلم
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 12:36 م]ـ
أخي عبد الباسط بن يوسف الغريب، نحن نبحث هل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا يرفعون أيديهم عند الدعاء بعد الأذان لأننا نعلم أن رفع اليدين في الدعاء مشروع لكن يكون مخالفا للسنة في مواضع أخرى كالدعاء في الجمعة أو بعد الصلوات المكتوبة فنحن نريد دليلا على مشروعيته بعد الأذان و إلا فإن الأصل في العبادات التوقف و يدعي المسلم بدون رفع اليدين بعد الأذان و الله تعالى أعلم.
ـ[ابو وحيد المكي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 02:15 م]ـ
أخي عبد الباسط بن يوسف الغريب، نحن نبحث هل الصحابة رضوان الله تعالى عليهم كانوا يرفعون أيديهم عند الدعاء بعد الأذان لأننا نعلم أن رفع اليدين في الدعاء مشروع لكن يكون مخالفا للسنة في مواضع أخرى كالدعاء في الجمعة أو بعد الصلوات المكتوبة فنحن نريد دليلا على مشروعيته بعد الأذان و إلا فإن الأصل في العبادات التوقف و يدعي المسلم بدون رفع اليدين بعد الأذان و الله تعالى أعلم.
بارك الله فيك هذا الذي قصدته ...
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 07, 06:05 ص]ـ
أنا قيدت قلت -في الأغلب - لأن المداومة على رفع اليدين ربما يكون فيها المحذور.
والله أعلم
ـ[ابو وحيد المكي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 10:29 ص]ـ
زالنا ننتظر إحابة كافية شافية بارك الله فيكم ..
ـ[يوسف المغرب]ــــــــ[04 - 07 - 07, 06:58 م]ـ
لأننا نعلم أن رفع اليدين في الدعاء مشروع لكن يكون مخالفا للسنة في مواضع أخرى كالدعاء في الجمعة أو بعد الصلوات المكتوبة فنحن نريد دليلا على مشروعيته بعد الأذان و إلا فإن الأصل في العبادات التوقف و يدعي المسلم بدون رفع اليدين بعد الأذان و الله تعالى أعلم.
ومن قال يا أخي ان الدعاء بعد الصوات المفروضة غير جائز ما أعرفه انه يستحب الدعاء بعد الصلوات المفروضة ففيها يستجاب الدعاء
الامر الثاني ان الدعاء يجب معه رفع الايدي بالتضرع لأن فيه خضوعا لله تعالى
اما عن معرفة أفعال الصحابة فيصعب التيقن منه لأنه لم يرد شسء بهذا الخصوص على الاقل على حد قراءتي للفتاوى بخصوص رفع اليدين
و الله أعلم
ـ[توبة]ــــــــ[04 - 07 - 07, 07:58 م]ـ
ومن قال يا أخي ان الدعاء بعد الصوات المفروضة غير جائز ما أعرفه انه يستحب الدعاء بعد الصلوات المفروضة ففيها يستجاب الدعاء
الامر الثاني ان الدعاء يجب معه رفع الايدي بالتضرع لأن فيه خضوعا لله تعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/282)
اما عن معرفة أفعال الصحابة فيصعب التيقن منه لأنه لم يرد شيء بهذا الخصوص على الاقل على حد قراءتي للفتاوى بخصوص رفع اليدين
و الله أعلم
أخي الكريم
أولا الأخ محمد يتحدث عن رفع اليدين في الدعاء وليس الدعاء
ثانيا ما هو دليل الوجوب عندك؟
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[04 - 07 - 07, 09:51 م]ـ
فلتراجع رسالة الشيخ بكر أبو زيد حفظه الله وشفاه وعافاه " تصحيح الدعاء "
الرابط مباشرة
http://s203978783.onlinehome.us/books/10/0984/0984.rar
ـ[يوسف المغرب]ــــــــ[04 - 07 - 07, 11:40 م]ـ
أخي الكريم
أولا الأخ محمد يتحدث عن رفع اليدين في الدعاء وليس الدعاء
ثانيا ما هو دليل الوجوب عندك؟
اعرف يا أخي انه يتكلم عن رفع اليدين ولكن عموما ارى ان الدعاء يستحب معه رفع اليدين كما جاء في الاحاديث
إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين
فلما هذا التشدد يرحمكم الله ثبث عن الرسول انه كان يرفع يده في الدعاء فلما نتشدد نحن ونبحث هل الصحابة كانوا يرفعون أيديهم ربما كان أجدر ان نحدد المواقف المنهي عنها الدعاء برفع اليدين وان كنت أظن ان الدعاء بدون رفع اليدين لا يليق بالمسلم والله أعلم
رفع الأيدي بالدعاء بعد الفريضةفي سؤال وجه الى سماحة الشيخ بن باز رحمه الله هذا نصه:
(هل ورد عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رفع الأيدي في الدعاء بعد صلاة الفريضة بالذات، حيث هناك من قالوا لي أنه لم يكن يرفع يده للدعاء بعد صلاة الفرض؟)
أجاب سماحته: (لم يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه بعد صلاة الفريضة، ولم يصح ذلك أيضا عن أصحابه رضي الله عنهم فيما نعلم، وما يفعله بعض الناس من رفع أيديهم بعد صلاة الفريضة بدعة لا أصل لها، لقول النبي صلى الله عليه وسلم:"من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد".أخرجه مسلم في صحيحه. وقال عليه الصلاة والسلام:" من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد". متفق عليه.
(من كتاب فتاوى اسلاميه للشيخ بن باز رحمه الله)
http://www.khayma.com/akhtaa/tahara.html#thalath
ـ[يوسف المغرب]ــــــــ[05 - 07 - 07, 04:35 م]ـ
السلام عليكم
أسوق لكم هذه الفتوى التي تبن ان من افتى بعدم جواز رفع اليدين في الدعاء بعد الصلوات او في غيره ليس له دليل لأن عدم ورود ذكره لا يعني عدم ثبوثه عن الرسول كما سيأتي بيانه في هذا الشرح بعد البدء بالاحاديث الصحيحة التي وردت بهذا الخصوص
السؤال:
ما حكم رفع اليدين يوم الجمعة عند دعاء الإمام؟ وهل قياس بعض أهل العلم المعاصرين المأموم على الإمام - في المنع من ذلك - له وجه؟ أرجو التفصيل، مع ذكر الأدلة.
المفتي: خالد عبد المنعم الرفاعي ( http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=mufties&mufti_id=268) الإجابة:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد: فإن الأصل هو رفع اليدين حال الدعاء مطلقاً؛ وذلك إظهاراً للذل والانكسار، والفقر إلى الله سبحانه، وتضرعاً واستجداءً لنواله، وهو من آداب الدعاء المتفق عليها، وأسباب إجابته؛ لما فيه من إظهار صدق اللجوء إلى الله عز وجل والافتقار إليه؛ كما يشير إليه حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا"، وفيه: "ثم ذكر الرجل يطيل السفر، أشعث أغبر، يمد يديه إلى السماء: يا رب، يا رب" (رواه مسلم).قال العلامة ابن رجب الحنبلي: "هذا الكلام أشار فيه صلى الله عليه وسلم إلى آداب الدعاء، وإلى الأسباب التي تقتضي إجابته، وإلى ما يمنع من إجابته، فذكر من الأسباب التي تقتضي إجابة الدعاء أربعة .... " قال: "الثالث: مد يديه إلى السماء، وهو من آداب الدعاء التي يرجى بسببها إجابته، وفي حديث سلمان عن النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين" (خرجه الإمام أحمد وأبو داود والترمذي وابن ماجه)، وروي نحوه من حديث أنس وجابر وغيرهما. وكان النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في الاستسقاء حتى يرى بياض إبطيه، ورفع يديه يوم بدر يستنصر على المشركين حتى سقط رداؤه عن منكبيه، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في صفة رفع يديه في الدعاء أنواع متعددة ... " قال: "ومنها: رفع يديه، جعل كفيه إلى السماء وظهورهما إلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/283)
الأرض، وقد ورد الأمر بذلك في سؤال الله عز وجل في غير حديث، وعن ابن عمر، وأبي هريرة، وابن سيرين: "أن هذا هو الدعاء والسؤال لله عز وجل".وقال شيخ الإسلام أبو العباس بن تيمية في "الفتاوى الكبرى": "ويسن للداعي رفع يديه والابتداء بالحمد لله والثناء عليه، والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وأن يختمه بذلك كله وبالتأمين"، وقال: "وأما رفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في الدعاء: فقد جاء فيه أحاديث كثيرة صحيحة".وصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يرفع يديه كلما دعا؛ ففي "الصحيحين" وغيرهما عن أبي موسى الأشعري قال: "فدعا النبي صلى الله عليه وسلم بماء فتوضأ، ثم رفع يديه، ثم قال: "اللهم اغفر لعبيد أبي عامر"، حتى رأيت بياض إبطيه ... " الحديث. وفي صحيح البخاري عن ابن عمر رضي الله عنهما في قصة خالد لما أمره أصحابه بقتل ما بأيديهم من أسرى، وفيه: "فلما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك رفع يديه فقال: "اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد" (مرتين).وقد بوب البخاري في "صحيحه" أيضاً لهذه المسألة فقال: "باب رفع الأيدي في الدعاء"، وأشار ضمن هذه الترجمة لهذين الحديثين وغيرهما. وقال الإمام النووي في "شرح مسلم": "قد ثبت رفع يديه في الدعاء في مواطن، وهي أكثر من أن تحصى". قال: وقد جمعت منها نحواً من ثلاثين حديثاً من "الصحيحين"ومن المعلوم أن رفع اليدين في الدعاء ثابت بأحاديث بلغت مبلغ التواتر المعنوي؛ قال الإمام السيوطي في الألفية: خمس وسبعون رووا "من كذبا" ... ومنهم العشرة ثم انتسبالها حديث "الرفع لليدين" ... و"الحوض" و"المسح على الخفين"وفي الصحيحين عن سهل بن سعد، في قصة صلاة أبي بكر بالصحابة، لما ذهب النبي صلى الله عليه وسلم للصلح بين بني عمرو بن عوف، وفيه: "فأشار إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمره أن يصلي، فرفع أبو بكر رضي الله عنه يديه، فحمد الله على ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم من ذلك" الحديث. ومعلوم أن هذا كان في الصلاة؛ ففي غيرها من المواضع أولى وأحرى، قال الباجي في "المنتقى": "ورفع أبي بكر يديه في الصلاة للدعاء دليل على جواز ذلك في الصلاة، وقد روي عن مالك جواز رفع اليدين في موضع الدعاء".ولا يخرج عن هذا الأصل إلا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا ولم يرفع يديه فيها؛ كالدعاء بين السجدتين، وفي آخر التشهد، ودعاء الاستفتاح وفي خطبة الجمعة للإمام في غير الاستسقاء، فإن السنة فيها الإشارة بالإصبع فالأدلة فيها خاصة. قال النووي في "المجموع": "فرعٌ: في استحباب رفع اليدين في الدعاء خارج الصلاة، وبيان جملة من الأحاديث الواردة فيه": "اعلم أنه مستحب؛ لما سنذكره إن شاء الله تعالى عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم استسقى ورفع يديه وما في السماء قزعة؛ فثار سحاب أمثال الجبال، ثم لم ينزل من منبره حتى رأيت المطر يتحادر من لحيته" (رواه البخاري ومسلم)، ورويا بمعناه عن أنس من طرق كثيرة، وفي رواية للبخاري: "فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعو، ورفع الناس أيديهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يدعون، فما خرجنا من المسجد حتى مطرنا، فما زلنا نمطر حتى كانت الجمعة الأخرى"، وذكر تمام الحديث. وثبت رفع اليدين في الاستسقاء عن النبي صلى الله عليه وسلم من رواية جماعة من الصحابة غير أنس، وسيأتي بيانه إن شاء الله تعالى. وعن أنس رضي الله عنه في قصة القراء الذين قتلوا قال: "لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم كلما صلى الغداة رفع يديه يدعو عليهم، يعني: على الذين قتلوهم" (رواه البيهقي بإسناد صحيح حسن).وقد سبق عن عائشة رضي الله عنها في حديثها الطويل في خروج النبي صلى الله عليه وسلم في الليل إلى البقيع للدعاء لأهل البقيع والاستغفار لهم، قالت: أتى البقيع؛ فقام فأطال القيام، ثم رفع يديه ثلاث مرات ثم انحرف، وقال: "إن جبريل عليه السلام أتاني فقال: إن ربك يأمرك أن تأتي أهل البقيع وتستغفر لهم" (رواه مسلم).وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: "لما كان يوم بدر نظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المشركين وهم ألف، وأصحابه ثلاثمائة وتسعة عشر رجلاً! فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه يقول: "اللهم أنجز لي ما وعدتني، اللهم آت ما وعدتني"،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/284)
فمازال يهتف بربه مادّاً يديه حتى سقط رداؤه عن منكبيه" (رواه مسلم)، قوله: "يهتف" بفتح أوله وكسر التاء المثناة فوق، -يقال: هتف يهتف- إذا رفع صوته بالدعاء وغيره. وعن ابن عمر رضي الله عنهما: "أنه كان يرمي الجمرة سبع حصيات يكبر على أثر كل حصاة، ثم يتقدم حتى يستقبل؛ فيقوم مستقبل القبلة؛ فيقوم طويلاً ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الوسطى، ثم يأخذ ذات الشمال؛ فيستقبل ويقوم طويلاً، ويدعو ويرفع يديه، ثم يرمي الجمرة ذات العقبة ولا يقف عندها ثم ينصرف؛ فيقول: هكذا رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله" (رواه البخاري).وعن أنس رضي الله عنه قال: "صبح رسول الله صلى الله عليه وسلم خيبر بُكرة، وقد خرجوا بالمساحي، فرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه وقال: "الله أكبر، خربت خيبر" (رواه البخاري في آخر علامات النبوة من صحيحه).وعن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: "لما فرغ النبي صلى الله عليه وسلم من خيبر بعث أبا عامر على جيش إلى أوطاس، وذكر الحديث، وأن أبا عامر رضي الله عنه استشهد، فقال لأبي موسى: يا ابن أخي أقرئ النبي صلى الله عليه وسلم السلام، وقل له: استغفر لي، ومات أبو عامر قال أبو موسى: فرجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته، فدعا بماء فتوضأ، ثم رفع يديه فقال: "اللهم اغفر لعبدك أبي عامر"، ورأيت بياض إبطيه، ثم قال: "اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك ومن الناس"، فقلت: وليَ فاستغفر، فقال: "اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه، وأدخله يوم القيامة مدخلا كريما" (رواه البخاري ومسلم).وعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: "رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يدعو رافعاً يديه يقول: "إنما أنا بشر فلا تعاقبني، أيما رجل من المؤمنين آذيته أو شتمته فلا تعاقبني فيه".وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "استقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم القبلة وتهيأ ورفع يديه، وقال: "اللهم اهد أوساً وأت بهم".وعن جابر رضي الله عنه: أن الطفيل بن عمرو قال للنبي صلى الله عليه وسلم: هل جابر في حصن حصين ومنعة؟ وذكر الحديث في هجرته مع صاحب له، وأن صاحبه مرض فجزع فجرح يديه فمات، فرآه الطفيل في المنام، فقال: ما فعل الله بك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: ما شأن يديك؟ قال: قيل لن يصلح منك ما أفسدت من نفسك؛ فقصها الطفيل على النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "اللهم وليديه فاغفر" -رَفَعَ يديه-.وعن علي رضي الله عنه قال: "جاءت امرأة الوليد إلى النبي صلى الله عليه وسلم تشكو إليه زوجها أنه يضربها؛ فقال: اذهبي إليه فقولي له: كيت وكيت، أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول، فذهبت ثم عادت؛ فقالت: إنه عاد يضربني، فقال: اذهبي فقولي له: كيت وكيت فقالت: إنه يضربني، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده، فقال: "اللهم عليك الوليد".وعن عائشة رضي الله عنها قالت: "رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رافعاً يديه حتى بدا ضبعاه يدعو لعود عثمان، رضي الله عنه".وعن محمد بن إبراهيم التيمي قال: "أخبرني من رأى النبي صلى الله عليه وسلم يدعو عند أحجار الزيت باسطاً كفيه".وعن أبي عثمان قال: "كان عمر رضي الله عنه يرفع يديه في القنوت".وعن الأسود أن ابن مسعود رضي الله عنه كان يرفع يديه في القنوت".هذه الأحاديث من حديث عائشة: "إنما أنا بشر فلا تعاقبني" إلى آخرها رواها البخاري في كتاب: "رفع اليدين" بأسانيد صحيحة، ثم قال في آخرها: "هذه الأحاديث صحيحة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وفي المسألة أحاديث كثيرة غير ما ذكرته، وفيما ذكرته كفاية، والمقصود أن يعلم أن من ادعى حصر المواضع التي وردت الأحاديث بالرفع فيها فهو غالط غلطاً فاحشاً، والله تعالى أعلم) انتهى. وقد أفتى بعض المعاصرين بأن رفع اليدين عند التأمين على دعاء الإمام يوم الجمعة بدعة. واحتج أولاً: بعدم نقله عن الصحابة، مع كثرة الجمع التي صلاها النبي صلى الله عليه وسلم. ويجاب: بأن عدم العلم بالشيء لا يقتضي العلم بالعدم، وبأن ما ذكروه معارض بعموم حديث سلمان وأبي هريرة السابقين، ومجموع الأحاديث الأخرى التي نقلها النووي عن البخاري، وبأن الأصل المقرر هو أن رفع اليدين من آداب الدعاء عموماً، ولا يخرج عن هذا العموم إلا بدليل، وبأن حصر مواضع رفع اليدين في الدعاء بما صح فقط عن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/285)
النبي صلى الله عليه وسلم خطأ محض. واحتجّ ثانياً: بحديث أنس في "الصحيحين": "لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء".وقد أجاب الحافظ ابن حجر في "الفتح" عن هذا الاستدلال بقوله: "إن المنفي صفة خاصة لا أصل الرفع، وقد أشرت إلى ذلك في أبواب الاستسقاء، وحاصله أن الرفع في الاستسقاء يخالف غيره، إما بالمبالغة إلى أن تصير اليدان في حذو الوجه –مثلاً- وفي الدعاء إلى حذو المنكبين، ولا يعكر على ذلك أنه ثبت في كل منهما: "حتى يُرى بياض إبطيه"، بل يجمع بأن تكون رؤية البياض في الاستسقاء أبلغ منها في غيره، وإما أن الكفين في الاستسقاء يليان الأرض وفي الدعاء يليان السماء. قال المنذري: وبتقدير تعذر الجمع؛ فجانب الإثبات أرجح".واحتجّ ثالثاً: بما أخرجه مسلم من حديث عمارة بن رويبة: "أنه رأى بشر بن مروان يرفع يديه، فأنكر ذلك، وقال: "قبح الله هاتين اليدين، لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا"، وأشار بإصبعه المسبحة. ويجاب: بأن هذا الحديث أخص من محل النزاع؛ فإنه مختص بالإمام ولا يشمل المأمومين، ولو سلمنا أنه يشملهم، فيكون دالاً على استحباب رفع الإصبع في الدعاء يوم الجمعة، وهم لا يقولون به أيضاً، ثم ليس استدلالهم بهذا الحديث بأولى من الاستدلال بحديث أبي هريرة في رفع النبي صلى الله عليه وسلم كلتا يديه في دعائه على المنبر للاستسقاء، فإن قيل هذا الرفع خاص بدعاء الاستسقاء؟! قلنا: وكذلك حديث عمارة بن رويبة خاص بالإمام دون المأمومين. ثم إن إنكار عمارة على بشر برؤيته النبي صلى الله عليه وسلم يشير بأصبعه لا يعد دليلاً على عدم جواز رفع اليدين بمفرده، لأن عمارة روى ما رأى، وهذا لا ينفي أن يكون رآه غيره على غير هذه الهيئة. قال الحافظ: "وردّه -يعني الإمام الطبري- بأنه إنما ورد في الخطيب حال الخطبة، وهو ظاهر في سياق الحديث؛ فلا معنى للتمسك به في منع رفع اليدين في الدعاء مع ثبوت الأخبار بمشروعيتها". وقد جرى الجمهور على تقييد عدم جواز رفع اليدين في الدعاء يوم الجمعة بالإمام دون المأموم، قال شيخ الإسلام في "الفتاوى": "ويكره للإمام رفع يديه حال الدعاء في الخطبة وهو أصح الوجهين لأصحابنا، لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما كان يشير بأصبعه إذا دعا، وأما في الاستسقاء فرفع يديه لما استسقى على المنبر". وقال البهوتي في "كشاف القناع": " (و) يسن أن (يدعو للمسلمين)؛ لأن الدعاء لهم مسنون في غير الخطبة ففيها أولى ... يكره للإمام رفع يديه حال الدعاء في الخطبة؛ قال المجد: هو بدعة وفاقاً للمالكية والشافعية وغيرهم. (ولا بأس أن يشير بإصبعه فيه) أي دعائه في الخطبة". وقال الإمام الشوكاني في "نيل الأوتار": "الحديثان المذكوران في الباب يدلان على كراهة رفع الأيدي على المنبر حال الدعاء وأنه بدعة". وقال الرملي –الشافعي- في "نهاية المحتاج": " (و) يسن (رفع يديه) فيه (أي في القنوت عندهم)، وفي سائر الأدعية اتباعاً، كما رواه البيهقي فيه بإسناد جيد، وفي سائر الأدعية الشيخان وغيرهما".وحاصل ما تضمنه كلام الشارح هنا أن للأول دليلين: فإنه استدل على القول بأن الرفع سنة للاتباع، وأن القائل بعدم سنيته استدل عليه بالقياس على غير القنوت من أدعية الصلاة كدعاء الافتتاح والتشهد والجلوس بين السجدتين. وأفاد بقوله كما قيس الرفع فيه إلى آخره أن القائل بالأول استدل أيضا بالقياس المذكور، ومقابل الأصح عدم رفعه في القنوت لأنه دعاء صلاة فلا يستحب الرفع فيه قياساً على دعاء الافتتاح والتشهد، وفرق الأول بأن ليديه فيه وظيفة ولا وظيفة لهما هنا، وتحصل السنة برفعهما سواء أكانتا متفرقتين أم ملتصقتين، وسواء أكانت الأصابع والراحة مستويتين أم الأصابع أعلى منها، والضابط أن يجعل بطونها إلى السماء وظهورها إلى الأرض، كذا أفتى به الوالد رحمه الله تعالى، وخبر: "كان صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء"، نفيٌ، أو محمول على رفع خاص وهو للمبالغة فيه، ويجعل فيه وفي غيره ظهر كفيه إلى السماء إن دعا لرفع بلاء ونحوه، وعلى النقيض من ذلك إن دعا لتحصيل شيء أخذاً مما سيأتي في الاستسقاء، ولا يعترض بأن فيه حركة وهي غير مطلوبة في الصلاة إذ محله فيما لم يرد، ولا يرد ذلك على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/286)
الإطلاق ما أفتى به الوالد -رحمه الله تعالى- آنفاً إذ كلامه مخصوص بغير تلك الحالة التي تقلب اليد فيها، وسواء فيمن دعا لرفع بلاء في سن ما ذكر أكان ذلك البلاء واقعاً أم لا كما أفتى به الوالد رحمه الله تعالى، واستحب الخطابي كشفهما في سائر الأدعية".أ. هـ. وبهذا البيان يتبين أن قياس المأموم على الإمام في عدم رفع اليدين حال التأمين فاسد الاعتبار، وأن رفع اليدين في الدعاء عموماً مشروع وثابت؛ فمن دعا ورفع يديه حال الدعاء، لا ينكر عليه، إلا في الحالات السابقة، التي صح أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك رفع اليدين فيها، وقد سئل ابن حجر الهيتمي في: "الفتاوى الفقهية الكبرى" عن رفع اليدين بعد فراغ الخطبتين يوم الجمعة هل هو مستحب أو بدعة؟ فأجاب: "رفع اليدين سنة في كل دعاء خارج الصلاة ونحوها ومن زعم أنه صلى الله عليه وسلم لم يرفعهما إلا في دعاء الاستسقاء فقد سها سهواً بيناً وغلط غلطاً فاحشاً، وعبارة العباب مع شرحي له (يسن للداعي خارج الصلاة رفع يديه الطاهرتين) للاتباع ... وقال: من ادعى حصرها فهو غالط غلطاً فاحشاً، وهذه لكونها مثبتة مقدمة على روايتهما كان صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من الدعاء إلا في الاستسقاء، واستحب الخطابي كشفهما في سائر الأدعية، ويكره للخطيب رفعهما في حال الخطبة كما قاله البيهقي". وقال العلامة محمد بن صالح العثيمين: "ما لم يرد فيه الرفع ولا عدمه؛ فالأصل الرفع؛ لأنه من آداب الدعاء ومن أسباب الإجابة؛ قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفرا".لكن هناك أحوال قد يرجح فيها عدم الرفع وإن لم يرد؛ كالدعاء بين الخطبتين -مثلاً- فهنا لا نعلم أن الصحابة كانوا يدعون فيرفعون أيديهم بين الخطبتين، فرفع اليدين في هذه الحال محل نظر، فمن رفع على أن الأصل في الدعاء -رفع اليدين- فلا ينكر عليه، ومن لم يرفع بناء على أن هذا ظاهر عمل الصحابة، فلا ينكر عليه؛ فالأمر في هذا إن شاء الله واسع".هذا؛ وقد اضطررت للإطالة في هذا الجواب؛ لالتماس من التمس ذلك مني، ولأن هذه المسألة قد كثر فيها اللغط، والكلام بغير علم، مع الإنكار على المخالف بل والتقحم عليه أحياناً أخرى، وأنت خبير بأن المسائل الخلافية لا يجوز فيها إلا النصح مع بيان الدليل، واعتبر -رعاك الله- بعبارة العلامة العثيمين: "فمن رفع على أن الأصل في الدعاء -رفع اليدين- فلا ينكر عليه ... "، فكأنه بتلك الكلمات يرسم طريقة التعامل مع المسائل الخلافية. قال الإمام النسفي –الحنفي-: "إنه يجب علينا إذا سئلنا عن مذهبنا ومذهب مخالفنا في الفروع أن نجيب بأن مذهبنا صواب يحتمل الخطأ، ومذهب مخالفنا خطأ يحتمل الصواب". وما أحسن قول الزركشي: "قد راعى الشافعي رضي الله تعالى عنه وأصحابه خلاف الخصم في مسائل كثيرة، وهذا إنما يتمشى على القول بأن مدعي الإصابة لا يقطع بخطأ مخالفه؛ وذلك لأن المجتهد لما كان يجوز خلاف ما غلب على ظنه، ونظر في متمسك خصمه فرأى له موقعاً راعاه على وجه لا يخل بما غلب على ظنه، وأكثره من باب الاحتياط والورع، وهذا من دقيق النظر والأخذ بالحزم". وقال القرطبي: "ولذلك راعى مالك رضي الله تعالى عنه الخلاف، قال: وتوهم بعض أصحابه أنه يراعي صورة الخلاف، وهو جهل أو عدم إنصاف. وكيف هذا وهو لم يراع كل خلاف وإنما راعى خلافا لشدة قوته".أ. هـ. نقلاً عن "الفتاوى الفقهية الكبرى"، والله أعلم. ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ من فتاوى زوار موقع طريق الإسلام.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 07:31 م]ـ
اعرف يا أخي انه يتكلم عن رفع اليدين ولكن عموما ارى ان الدعاء يستحب معه رفع اليدين كما جاء في الاحاديث
إن الله حيي كريم يستحيي إذا رفع الرجل إليه يديه أن يردهما صفرا خائبتين
فلما هذا التشدد يرحمكم الله ثبث عن الرسول انه كان يرفع يده في الدعاء فلما نتشدد نحن ونبحث هل الصحابة كانوا يرفعون أيديهم ربما كان أجدر ان نحدد المواقف المنهي عنها الدعاء برفع اليدين وان كنت أظن ان الدعاء بدون رفع اليدين لا يليق بالمسلم والله أعلم
أخي الكريم يوسف المغرب مرحبا بك في المنتدى و نسأل الله أن يعلمنا علما نافعا.
رفع اليدين في الدعاء مشروع.
لكن في مواضع أخرى غير مشروع لماذا؟ لأنه غير ثابث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و عن أصحابه رضي الله عنهم.
أنت تقول أنه ثبث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه كان يرفع يديه في الدعاء هذا صحيح لكن أين؟ أنا أقول لك مثلا أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان لا يرفع يديه حينما كان يدعو في خطبة الجمعة و لكن كان يشير بسبابته إلى السماء. أيرفع المسلم يديه في الجمعة بحجة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يرفع يديه في الدعاء؟
إذن إذا لم يثبث الفعل عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في مسألة تخص التقرب إلى الله فالأصل التوقف.
أما قولك كلمة "أرى" فنحن لسنا هنا لنبدي آراءنا في هذه المسائل بل الأفضل و الأحوط أن ننقل الأدلة و كلام أهل العلم حتى ينتفع الجميع.
إضافة إلى ذلك، قول الحق تشدد؟؟؟ بل إن معرفة الحق عزة و نحن نرجو الله أن يجعلنا من الذين يتبعون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هديه. آمين.
و الله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/287)
ـ[الشيشاني]ــــــــ[05 - 07 - 07, 08:32 م]ـ
هذه فتوى الشيخ ابن العثيمين - رحمه الله تعالى - فيها (في أولها وآخرها) بيان وجواب لسؤالك:
570 ... وسئل فضيلة الشيخ: سمعت من بعض الناس إنكار رفع اليدين في الدعاء فرجعت إلى بعض كتب السنة وشروحها وجمعت منها الكلمة المرفقة في مشروعية رفع اليدين في الدعاء مطلقاً، وأنه من آدابه ومن أسباب إجابة الدعاء، ثم سمعت أخيراً أنه صدر منكم فتوى في عدم مشروعية ذلك أظنه قيل بعد السنة، أرجو الإفادة عن صحة ذلك؟
... فأجاب بقوله: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
اطلعت على الورقة المطبوعة المصاحبة لكتابكم التي تتضمن بيان أن رفع اليدين حال الدعاء من آداب الدعاء، وأسباب إجابته، ولاشك أن الأمر كما ذكرتم من أن رفع الأيدي حال الدعاء من آداب الدعاء، وأسباب إجابته للأحاديث الواردة في ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله، هذا هو الأصل.
... وقد تأملت في ذلك فظهر لي أن ذلك على أربعة أقسام:
... الأول: ما ثبت فيه رفع اليدين بخصوصه كرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في خطبة الجمعة حين قال: "اللهم أغثنا" (1)، وحين قال: "اللهم حوالينا ولا علينا" (2).
... الثاني: ما ثبت فيه عدم الرفع كالدعاء حال خطبة الجمعة بغير الاستسقاء، والاستصحاء، كما دل على ذلك ما رواه مسلم 2/ 595 عن حصين بن عبد الرحمن عن عمارة بن رؤيبة أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه فقال: "قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا، وأشار بإصبعه المسبحة" (3)، وفي رواية: "رأيت بشر بن مروان يوم جمعة يرفع يديه فقال عمارة" فذكر نحوه.
... الثالث: ما كان ظاهر السنة فيه عدم الرفع، كالدعاء بين السجدتين، وفي آخر التشهد، فإن الظاهر فيهما عدم رفع اليدين وكذلك دعاء الاستفتاح كما في حديث أبي هريرة، وكذلك الاستغفار بعد السلام.
... وهذه الأقسام الثلاثة حكمها ظاهر؛ لأن الأدلة فيها خاصة.
الرابع: ما سوى ذلك فالأصل فيه استحباب رفع اليدين؛ لأن رفعهما من آداب الدعاء، وأسباب أجابته لما فيه من إظهار اللجوء إلى الله عز وجل والافتقار إليه، كما يشير إليه حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيب" وفيه "ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب، يا رب". الحديث (1).
... وكذلك حديث سلمان المرفوع: "إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً" (2).
... هذا ما تبين لي من السنة.
... وأما ما ذكرتم من أنكم سمعتم أنه صدر مني فتوى في عدم مشروعية ذلك.
... فهذا كذب علينا، إما عن سوء فهم من ناقله، أو سوء قصد منه، وما أكثر ما ينقل عن الناس من الأشياء المخالفة للواقع لهذين السببين، أو غيرهما، وكثير من الناس يصوغ السؤال للتعبير عما في نفسه، ويجيبه المسؤول بمقتضى ظاهر سؤاله المخالف لما في نفسه، فيفهم السائل الجواب عما في نفسه وينقله عن المسؤول على حسب فهمه، وكثير من الناس يجاب فيفهم الجواب خطأ وينقله كذلك.
... وأما قولكم أظنه قيل بعد السنة: فهذا الذي وقع منكم موقع الظن، وصغتموه بصيغة التمريض، هو الواقع فإنه ليس من السنة أن يعتاد الرجل كلما صلى تطوعاً رفع يديه يدعو الله عز وجل، حتى ليكاد يجعله من الواجب، كما يفعله كثير من العامة ويشعر في نفسه أنه في هذه الحال أقوى رجاء، وأكثر قرباً، وأشد إنابة إلى الله من دعائه في الصلاة.
بل السنة لمن أراد أن يدعو الله عز وجل من المصلين أن يكون دعاؤه قبل السلام مثل أن يجعله في السجود، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم" (1)، أو يجعله بعد التشهد قبل السلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود (2) - رضي الله عنه - حين علمه التشهد وقال: "ثم ليتخير من المسألة ما شاء"، أو قال: "ما أحب".
... وكما أن الدعاء قبل السلام مقتضى ما دلت عليه السنة، فهو أيضاً مقتضى النظر الصحيح، فإن دعاء المصلي ربه حين مناجاته له أولى من دعائه إذا انصرف من صلاته، وانقطعت المناجاة.
... وأما قولكم: ما دام الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة وأدبار الصلوات المكتوبة فلماذا لا ترفع الأيدي في هذه المواطن وغيرها؟
... فالدعاء بين الأذان والإقامة لا ينكر، ورفع اليدين فيه من القسم الرابع، ولكن الناس إذا صلوا النافلة بعد الأذان ثم دعوا لا يقصدون بذلك أنهم دعوا من أجل أن هذا وقت إجابة لكونه بين الأذان والإقامة، وإنما يدعون من أجل أنهم صلوا هذه النافلة ويدل على ذلك أمور:
الأول: أنهم يدعون بعد النافلة التي بعد الفريضة وليس هذا بين الأذان والإقامة.
الثاني: أنهم يدعون بهذا الدعاء أحياناً وإن لم يسلموا إلا بعد الإقامة كما نشاهدهم ويشاهدهم غيرنا وليس هذا بين الأذان والإقامة.
الثالث: أن الكثير منهم إذا دعا بعد الأذان بما يشرع الدعاء به كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وسؤال الوسيلة له لا تكاد تراه يرفع يديه بل ربما أنكر على من رفع يديه في هذا الدعاء مع أن هذا من القسم الرابع فالله المستعان.
مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين 13\ 192.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/288)
ـ[يوسف المغرب]ــــــــ[05 - 07 - 07, 09:42 م]ـ
أخي الكريم يوسف المغرب مرحبا بك في المنتدى و نسأل الله أن يعلمنا علما نافعا.
رفع اليدين في الدعاء مشروع.
لكن في مواضع أخرى غير مشروع لماذا؟ لأنه غير ثابث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - و عن أصحابه رضي الله عنهم.
أنت تقول أنه ثبث عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه كان يرفع يديه في الدعاء هذا صحيح لكن أين؟ أنا أقول لك مثلا أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان لا يرفع يديه حينما كان يدعو في خطبة الجمعة و لكن كان يشير بسبابته إلى السماء. أيرفع المسلم يديه في الجمعة بحجة أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كان يرفع يديه في الدعاء؟
إذن إذا لم يثبث الفعل عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في مسألة تخص التقرب إلى الله فالأصل التوقف.
أما قولك كلمة "أرى" فنحن لسنا هنا لنبدي آراءنا في هذه المسائل بل الأفضل و الأحوط أن ننقل الأدلة و كلام أهل العلم حتى ينتفع الجميع.
إضافة إلى ذلك، قول الحق تشدد؟؟؟ بل إن معرفة الحق عزة و نحن نرجو الله أن يجعلنا من الذين يتبعون النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في هديه. آمين.
و الله تعالى أعلم.
اولا جزاك الله خيرا على النصيحة
كما قلت في ردي يا أخي ربما كان أجدر ان نحدد المواقف المنهي عنها الدعاء برفع اليدين وبهذا يمكن ان تنجلي المسألة فلو عرفنا الفعال او الاوقات المنهي فيها رفع اليدين لحلت المشكلة
ومعلوم أن هذا كان في الصلاة؛ ففي غيرها من المواضع أولى وأحرى، قال الباجي في "المنتقى": "ورفع أبي بكر يديه في الصلاة للدعاء دليل على جواز ذلك في الصلاة، وقد روي عن مالك جواز رفع اليدين في موضع الدعاء".ولا يخرج عن هذا الأصل إلا ما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دعا ولم يرفع يديه فيها؛ كالدعاء بين السجدتين، وفي آخر التشهد، ودعاء الاستفتاح وفي خطبة الجمعة للإمام في غير الاستسقاء، فإن السنة فيها الإشارة بالإصبع فالأدلة فيها خاصةهذه فتوى الشيخ ابن العثيمين - رحمه الله تعالى - فيها (في أولها وآخرها) بيان وجواب لسؤالك:
570 ... وسئل فضيلة الشيخ: سمعت من بعض الناس إنكار رفع اليدين في الدعاء فرجعت إلى بعض كتب السنة وشروحها وجمعت منها الكلمة المرفقة في مشروعية رفع اليدين في الدعاء مطلقاً، وأنه من آدابه ومن أسباب إجابة الدعاء، ثم سمعت أخيراً أنه صدر منكم فتوى في عدم مشروعية ذلك أظنه قيل بعد السنة، أرجو الإفادة عن صحة ذلك؟
... فأجاب بقوله: وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
اطلعت على الورقة المطبوعة المصاحبة لكتابكم التي تتضمن بيان أن رفع اليدين حال الدعاء من آداب الدعاء، وأسباب إجابته، ولاشك أن الأمر كما ذكرتم من أن رفع الأيدي حال الدعاء من آداب الدعاء، وأسباب إجابته للأحاديث الواردة في ذلك من قول النبي صلى الله عليه وسلم وفعله، هذا هو الأصل.
... وقد تأملت في ذلك فظهر لي أن ذلك على أربعة أقسام:
... الأول: ما ثبت فيه رفع اليدين بخصوصه كرفع النبي صلى الله عليه وسلم يديه في خطبة الجمعة حين قال: "اللهم أغثنا" (1)، وحين قال: "اللهم حوالينا ولا علينا" (2).
... الثاني: ما ثبت فيه عدم الرفع كالدعاء حال خطبة الجمعة بغير الاستسقاء، والاستصحاء، كما دل على ذلك ما رواه مسلم 2/ 595 عن حصين بن عبد الرحمن عن عمارة بن رؤيبة أنه رأى بشر بن مروان على المنبر رافعاً يديه فقال: "قبح الله هاتين اليدين لقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما يزيد على أن يقول بيده هكذا، وأشار بإصبعه المسبحة" (3)، وفي رواية: "رأيت بشر بن مروان يوم جمعة يرفع يديه فقال عمارة" فذكر نحوه.
... الثالث: ما كان ظاهر السنة فيه عدم الرفع، كالدعاء بين السجدتين، وفي آخر التشهد، فإن الظاهر فيهما عدم رفع اليدين وكذلك دعاء الاستفتاح كما في حديث أبي هريرة، وكذلك الاستغفار بعد السلام.
... وهذه الأقسام الثلاثة حكمها ظاهر؛ لأن الأدلة فيها خاصة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/289)
الرابع: ما سوى ذلك فالأصل فيه استحباب رفع اليدين؛ لأن رفعهما من آداب الدعاء، وأسباب أجابته لما فيه من إظهار اللجوء إلى الله عز وجل والافتقار إليه، كما يشير إليه حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيب" وفيه "ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب، يا رب". الحديث (1).
... وكذلك حديث سلمان المرفوع: "إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً" (2).
... هذا ما تبين لي من السنة.
... وأما ما ذكرتم من أنكم سمعتم أنه صدر مني فتوى في عدم مشروعية ذلك.
... فهذا كذب علينا، إما عن سوء فهم من ناقله، أو سوء قصد منه، وما أكثر ما ينقل عن الناس من الأشياء المخالفة للواقع لهذين السببين، أو غيرهما، وكثير من الناس يصوغ السؤال للتعبير عما في نفسه، ويجيبه المسؤول بمقتضى ظاهر سؤاله المخالف لما في نفسه، فيفهم السائل الجواب عما في نفسه وينقله عن المسؤول على حسب فهمه، وكثير من الناس يجاب فيفهم الجواب خطأ وينقله كذلك.
... وأما قولكم أظنه قيل بعد السنة: فهذا الذي وقع منكم موقع الظن، وصغتموه بصيغة التمريض، هو الواقع فإنه ليس من السنة أن يعتاد الرجل كلما صلى تطوعاً رفع يديه يدعو الله عز وجل، حتى ليكاد يجعله من الواجب، كما يفعله كثير من العامة ويشعر في نفسه أنه في هذه الحال أقوى رجاء، وأكثر قرباً، وأشد إنابة إلى الله من دعائه في الصلاة.
بل السنة لمن أراد أن يدعو الله عز وجل من المصلين أن يكون دعاؤه قبل السلام مثل أن يجعله في السجود، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم" (1)، أو يجعله بعد التشهد قبل السلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود (2) - رضي الله عنه - حين علمه التشهد وقال: "ثم ليتخير من المسألة ما شاء"، أو قال: "ما أحب".
... وكما أن الدعاء قبل السلام مقتضى ما دلت عليه السنة، فهو أيضاً مقتضى النظر الصحيح، فإن دعاء المصلي ربه حين مناجاته له أولى من دعائه إذا انصرف من صلاته، وانقطعت المناجاة.
... وأما قولكم: ما دام الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة وأدبار الصلوات المكتوبة فلماذا لا ترفع الأيدي في هذه المواطن وغيرها؟
... فالدعاء بين الأذان والإقامة لا ينكر، ورفع اليدين فيه من القسم الرابع، ولكن الناس إذا صلوا النافلة بعد الأذان ثم دعوا لا يقصدون بذلك أنهم دعوا من أجل أن هذا وقت إجابة لكونه بين الأذان والإقامة، وإنما يدعون من أجل أنهم صلوا هذه النافلة ويدل على ذلك أمور:
الأول: أنهم يدعون بعد النافلة التي بعد الفريضة وليس هذا بين الأذان والإقامة.
الثاني: أنهم يدعون بهذا الدعاء أحياناً وإن لم يسلموا إلا بعد الإقامة كما نشاهدهم ويشاهدهم غيرنا وليس هذا بين الأذان والإقامة.
الثالث: أن الكثير منهم إذا دعا بعد الأذان بما يشرع الدعاء به كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وسؤال الوسيلة له لا تكاد تراه يرفع يديه بل ربما أنكر على من رفع يديه في هذا الدعاء مع أن هذا من القسم الرابع فالله المستعان.
مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين 13\ 192.
بارك الله فيك يا أخي
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 11:07 م]ـ
يا أخي بارك الله فيك نحن نتكلم عن موضع الدعاء و ليس في الدعاء. تقيده في بعض المواضع يعتبر غير مشروع لعدم فعله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فلذلك وجب على المسلم أن يتوقف عن أمور العبادات التي لم يثبث فيها الفعل و الله أعلم
ـ[صالح بن علي]ــــــــ[06 - 07 - 07, 02:45 ص]ـ
رفع اليدين بالدعاء ثابت ولا يضر قول أنس رضي الله عنه كما في الصحيح (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يرفع يديه في شيء من دعائه إلا في الاستسقاء فإنه كان يرفع يديه حتى يرى بياض إبطيه)
فلا يخفى عليكم ما قاله أهل العلم في هذا الحديث فلو لم يكن الا حديث (إن الله حيي كريم .. ) لكفى لأن الدعاء ليس له وقت مخصص بل الداعي اذا دعى يرفع يده عل الله ان يستجيب له فهذا ليس من الابتداع في الدين بل هو عين الاتباع في أي وقت كان ولو كان بعد الصلاة كما أنكره قوم وحديث أخرجه ابو داوود أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اذا سألتم الله فاسألوه ببطون أكفكم ولا تسألوه بظهورها) وأخرج الطبراني في الكبير (ما رفع أقوام أكفهم الى الله تعالى يسألونه شيئا الا كان حقا على الله أن يضع في أيديهم الذي سألوه) قال في المجمع (10/ 169) رجاله رجال الصحيح بل وفي البخاري عن أبي موسى رضي الله عنه قال (دعى النبي صلى الله عليه وسلم ثم رفع يديه ورأيت بياض إبطيه) وفي الصحيحين عن ابي حميد رضي الله عنه في قصة اللتبية وفيه (ثم رفع يديه حتى رأيت عفرتي إبطيه فقال اللهم هل بلغت)
فليس من الرشيد تبديع من يسأل الله في وقت يرجى استجابة الدعاء فيه على هيئة ترجى إجابة الدعوة عليه
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/290)
ـ[يوسف المغرب]ــــــــ[06 - 07 - 07, 03:49 م]ـ
يا أخي بارك الله فيك نحن نتكلم عن موضع الدعاء و ليس في الدعاء. تقيده في بعض المواضع يعتبر غير مشروع لعدم فعله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فلذلك وجب على المسلم أن يتوقف عن أمور العبادات التي لم يثبث فيها الفعل و الله أعلم
يا أخي انا اتكلم عن رفع اليدين في مواضع معينة ولست اتكلم عن الدعاء
وحسب ما جاء في المداخلات هناك حالات لا يجب فيها الرفع اي
موضع الدعاء
لكن في الحالات الاخرى مثل الدعاء بعد الصلوات المفروضة بقي هذا الامر مطلقا غير منهي عنه لأنه لم يأتي نص بالنهي بل الاحاديث الاخرى جاءت محددة كما في الجمعة بالنسبة للإمام
والله أعلم
ـ[الشيشاني]ــــــــ[09 - 11 - 07, 06:06 م]ـ
اليوم وجدت فتوى نصا في الموضوع من الشيخ ابن العثيمين - رحمه الله تعالى -:
" ` مسألة (90) (8/ 1/1420هـ)
سئل شيخنا رحمه الله:ما حكم رفع اليدين في الدعاء عقيب الأذان؟
فأجاب: يجوز. لأن الأصل في الدعاء رفع اليدين. إلا ما علمنا أن السنة في تركه كالأدعية التي في أثناء الصلاة. والدعاء في خطبة الجمعة في غير الاستسقاء و الاستصحاء.
فسألته: ألا يقال إن رفع اليدين في دعاء الأذان ونحوه مما توافرت أسباب نقله، ولم ينقل، فالسنة عدم رفع اليدين فيه؟
فأجاب: كلا. لأن رفع اليدين هو الأصل في الدعاء ".
انتهى النقل من كتاب "ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين". بقلم / د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي.
وليت الشيخ القاضي كان سأل الشيخ ابن العثيمين عن وجه التفريق بين هذه الحالة والحالات الأخرى التي يرى الشيخ أن رفع اليدين فيها لا يجوز لعدم نقله مع توفر الدواعي، كما هو بعد الصلاة، حتى نتفقه ونتعلم.
والسؤال يمكن أن يطرح هنا - للاستيضاح والاستفادة وليس للاستنكار -: ما وجه الفرق بين المسألتين؟
ـ[الشيشاني]ــــــــ[09 - 11 - 07, 07:04 م]ـ
وتضاف هذه المسألة إلى الأولى:
` مسألة (172) (8/ 1/1420هـ)
سألت شيخنا (يعني ابن العثيمين) رحمه الله:ما حكم رفع اليدين في الدعاء بين خطبتي الجمعة؟
فأجاب: مشروع. وأنا أفعله إذا لم أكن الخطيب.
انتهى.
قول الشيخ ابن الثيمين هذا منقول من نفس كتاب "ثمرات التدوين من مسائل ابن عثيمين" السابق ذكره.
ـ[ابو محمد مطيع الرحمن]ــــــــ[09 - 11 - 07, 08:46 م]ـ
بارك الله فيك أخي
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[09 - 11 - 07, 09:10 م]ـ
يا أخي بارك الله فيك نحن نتكلم عن موضع الدعاء و ليس في الدعاء. تقيده في بعض المواضع يعتبر غير مشروع لعدم فعله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فلذلك وجب على المسلم أن يتوقف عن أمور العبادات التي لم يثبث فيها الفعل و الله أعلم
أخي الكريم
الصواب -والله أعلم- أن يقال: ما ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يرفع فيه يديه فالرفع فيه غير مشروع.
أما ما عداه فيبقى على الأصل من مشروعية الرفع فيه ما لم يدل ظاهر السنة على خلافه.
وما ذكره الأخ يوسف المغرب جيد في الجملة. وجزاكم الله خيراً.
ـ[عادل أبو الفتوح]ــــــــ[14 - 11 - 07, 10:02 م]ـ
[الرابع: ما سوى ذلك فالأصل فيه استحباب رفع اليدين؛ لأن رفعهما من آداب الدعاء، وأسباب أجابته لما فيه من إظهار اللجوء إلى الله عز وجل والافتقار إليه، كما يشير إليه حديث أبي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيب" وفيه "ثم ذكر الرجل يطيل السفر أشعث أغبر يمد يديه إلى السماء يا رب، يا رب". الحديث (1).
... وكذلك حديث سلمان المرفوع: "إن الله حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع إليه يديه أن يردهما صفراً" (2).
... هذا ما تبين لي من السنة.
... وأما ما ذكرتم من أنكم سمعتم أنه صدر مني فتوى في عدم مشروعية ذلك.
... فهذا كذب علينا، إما عن سوء فهم من ناقله، أو سوء قصد منه، وما أكثر ما ينقل عن الناس من الأشياء المخالفة للواقع لهذين السببين، أو غيرهما، وكثير من الناس يصوغ السؤال للتعبير عما في نفسه، ويجيبه المسؤول بمقتضى ظاهر سؤاله المخالف لما في نفسه، فيفهم السائل الجواب عما في نفسه وينقله عن المسؤول على حسب فهمه، وكثير من الناس يجاب فيفهم الجواب خطأ وينقله كذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/291)
.. وأما قولكم أظنه قيل بعد السنة: فهذا الذي وقع منكم موقع الظن، وصغتموه بصيغة التمريض، هو الواقع فإنه ليس من السنة أن يعتاد الرجل كلما صلى تطوعاً رفع يديه يدعو الله عز وجل، حتى ليكاد يجعله من الواجب، كما يفعله كثير من العامة ويشعر في نفسه أنه في هذه الحال أقوى رجاء، وأكثر قرباً، وأشد إنابة إلى الله من دعائه في الصلاة.
بل السنة لمن أراد أن يدعو الله عز وجل من المصلين أن يكون دعاؤه قبل السلام مثل أن يجعله في السجود، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: "وأما السجود فأكثروا فيه من الدعاء فقمن أن يستجاب لكم" (1)، أو يجعله بعد التشهد قبل السلام لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حديث ابن مسعود (2) - رضي الله عنه - حين علمه التشهد وقال: "ثم ليتخير من المسألة ما شاء"، أو قال: "ما أحب".
... وكما أن الدعاء قبل السلام مقتضى ما دلت عليه السنة، فهو أيضاً مقتضى النظر الصحيح، فإن دعاء المصلي ربه حين مناجاته له أولى من دعائه إذا انصرف من صلاته، وانقطعت المناجاة.
... وأما قولكم: ما دام الدعاء لا يرد بين الأذان والإقامة وأدبار الصلوات المكتوبة فلماذا لا ترفع الأيدي في هذه المواطن وغيرها؟
... فالدعاء بين الأذان والإقامة لا ينكر، ورفع اليدين فيه من القسم الرابع، ولكن الناس إذا صلوا النافلة بعد الأذان ثم دعوا لا يقصدون بذلك أنهم دعوا من أجل أن هذا وقت إجابة لكونه بين الأذان والإقامة، وإنما يدعون من أجل أنهم صلوا هذه النافلة ويدل على ذلك أمور:
الأول: أنهم يدعون بعد النافلة التي بعد الفريضة وليس هذا بين الأذان والإقامة.
الثاني: أنهم يدعون بهذا الدعاء أحياناً وإن لم يسلموا إلا بعد الإقامة كما نشاهدهم ويشاهدهم غيرنا وليس هذا بين الأذان والإقامة.
الثالث: أن الكثير منهم إذا دعا بعد الأذان بما يشرع الدعاء به كالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم وسؤال الوسيلة له لا تكاد تراه يرفع يديه بل ربما أنكر على من رفع يديه في هذا الدعاء مع أن هذا من القسم الرابع فالله المستعان.
مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين 13\ 192. [/ quote]
هل نفهم من كلام شيخنا رحمه الله تعالى جواز رفع اليدين بعد صلاة المكتوبة أو النافلة؟
ـ[الشيشاني]ــــــــ[13 - 05 - 08, 02:51 ص]ـ
إخواني في الله!
بما أنه قد ذُكرت هنا مسألة رفع اليدين في دعاء الخطبة، أريد أن أنقل كلاما مفيدا لشيخنا عبد الله بن جبرين - حفظه الله تعالى - قد يكون فيه جواب لما تساءل به بعض الإخوة:
"س: يقول السائل: ما حكم رفع اليدين في الدعاء وهل هناك أوقات يشرع فيها رفع اليدين وأوقات لا يشرع فيها؟
رفع اليدين سنة، وهو من أسباب إجابة الدعاء وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد أن يدعو رفع يديه في كل دعاء غالبا، في الاستسقاء وفي غيره يرفع يديه إلى صدره أو إلى منكبيه، ورغب في ذلك وجعله من أسباب إجابة الدعاء فقال صلى الله عليه وسلم: إن ربكم حيي كريم يستحيي من عبده إذا رفع يديه إليه أن يردهما صفرا أي: خاليتين.
وكذلك رفع يديه لما أراد أن يدعو على قوم، ورفع يديه لما طلب منه أبو موسى أن يدعو لأخيه الذي قتل شهيدا، فرفع يديه حتى رئي بياض إبطيه ودعا، وفي ذلك أحاديث كثيرة تدل على أن رفع اليدين في الدعاء سنة، في كل الأدعية حتى في أدعية الخُطَبِ وما أشبهها لعموم الأدلة". انتهى
طبعا هنا لابد وأن الشيخ يقصد المستمعين للخطبة ولا يقصد الخطيب، ففيه نص ثابت معروف.
ويمكن قراءته وسماعه في موقع الشيخ هنا ( http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=8&book=123&toc=7516&page=6606&subid=27819)
الأخ الكريم عادل: لا جواب عندي لسؤالك، وبارك الله في الجميع.(80/292)
رسالة في كيفية طهارة المريض
ـ[توبة]ــــــــ[02 - 07 - 07, 01:14 ص]ـ
رسالة في كيفية طهارة المريض
قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله تعالى-:
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان وسلم تسليماً كثيراً.
أما بعد:
فهذه رسالة مختصرة فيما يجب على المرضى في طهارتهم وصلاتهم، فإن للمريض أحكاماً تخصه في ذلك لما هو عليه من الحال التي اقتضت الشريعة الإسلامية مراعاتها فإن الله تعالى بعث نبيه محمداً، صلى الله عليه وسلم، بالحنيفية السمحة المبنية على اليسر والسهولة، قال الله تعالى: (وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ) (الحج: من الآية78) وقال تعالى: (يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ) (البقرة: من الآية185) وقال تعالى: (فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ وَاسْمَعُوا وَأَطِيعُوا) (التغابن: من الآية16) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((إن الدين يسر)) 140 وقال صلى الله عليه وسلم: "إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم"141. وبناء على هذه القاعدة الأساسية خفف الله تعالى عن أهل الأعذار عباداتهم بحسب أعذارهم، ليتمكنوا من عبادة الله تعالى بدون حرج ولا مشقة، والحمد لله رب العالمين.
((كيف يتطهر المريض))؟
1 - يجب على المريض أن يتطهر بالماء فيتوضأ من الحدث الأصغر، ويغتسل من الحدث الأكبر.
2 - فإن كان لا يستطيع الطهارة بالماء لعجزه، أو خوف زيادة المرض، أو تأخر برئه فإنه يتيمم.
3 - كيفية التيمم: أن يضرب الأرض الطاهرة بيديه ضربة واحدة يمسح بهما جميع وجهه، ثم يمسح كفيه بعضهما ببعض.
4 - فإن لم يستطع أن يتطهر بنفسه فإنه يوضؤه، أو ييممه شخص آخر،فيضرب الشخص الأرض الطاهرة بيديه، ويمسح بها وجه المريض وكفيه، كما لو كان لا يستطيع أن يتوضأ بنفسه فيوضئه شخص آخر.
5 - إذا كان في بعض أعضاء الطهارة جرح فإنه يغسله بالماء، فإن كان الغسل بالماء يؤثر عليه مسحه مسحاً، فيبل يده بالماء ويمرها عليه، فإن كان المسح يؤثر عليه أيضاً فإنه يتيمم عنه.
6 - إذا كان في بعض أعضائه كسر مشدود عليه خرقة، أو جبس فإنه يمسح عليه بالماء بدلاً من غسله، ولا يحتاج للتيمم، لأن المسح بدل عن الغسل.
7 - يجوز أن يتيمم على الجدار، أو على شيء آخر طاهر له غبار، فإن كان الجدار ممسوحاً بشيء من غير جنس الأرض كالبوية فلا يتيمم عليه إلا أن يكون له غبار.
8 - إذا لم يمكن التيمم على الأرض، أو الجدار، أو شيء آخر له غبار فلا بأس أن يوضع تراب في إناء أو منديل يتيمم منه.
9 - إذا تيمم لصلاة وبقي على طهارته إلى وقت الأخرى فإنه يصليها بالتيمم الأول، ولا يعيد التيمم للصلاة الثانية، لأنه لم يزل على طهارته، ولم يوجد ما يبطلها.
10 - يجب على المريض أن يطهر بدنه من النجاسات، فإن كان لا يستطيع صلى على حاله، وصلاته صحيحة، ولا إعادة عليه.
11 - يجب على المريض أن يصلي بثياب طاهرة، فإن تنجست ثيابه وجب غسلها أو إبدالها بثياب طاهرة، فإن لم يمكن صلى على حاله وصلاته صحيحة، ولا إعادة عليه.
12 - يجب على المريض أن يصلي على شيء طاهر، فإن تنجس مكانه وجب غسله أو إبداله بشيء طاهر، أو يفرش عليه شيئاً طاهراً، فإن لم يمكن صلى على حاله وصلاته صحيحة، ولا إعادة عليه.
13 - لا يجوز للمريض أن يؤخر الصلاة عن وقتها من أجل العجز عن الطهارة، بل يتطهر بقدر ما يمكنه، ثم يصلي الصلاة في وقتها ولو كان على بدنه وثوبه أو مكانه نجاسة يعجز عنها.(80/293)
نقد قول السيوطي في الاتقان: أن جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ وجاء به إلى محمد
ـ[أبو جنيد صالح]ــــــــ[02 - 07 - 07, 04:39 ص]ـ
التحقيق
في كيفية انزال القرآن الكريم
(أَو)
((نقد قول السيوطي في الاتقان: أن جبريل أخذ القرآن من اللوح المحفوظ وجاء به إلى محمد))
بسم الله الرحمن الرحيم وبه أستعين الحمد لله الذي أَرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على كل دين، وأَشهد أَن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأَشهد أَن محمدًا عبده ورسوله وخليله وخيرته من بريته أَجمعين، اللهم صل على عبدك ورسولك محمد وعلى آله وأَصحابه ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين، وسلم تسليمًا كثيرًا.
أَما بعد: فقد سأَلني من تعينت اجابته عن ما وقع في ((كتاب الاتقان للسيوطي)) في بحث كيفية انزال القرآن الكريم حاكيًا له في جملة أَقوال من غير رد له ولا انكار من أَن جبريل عليه السلام أَخذه من اللوح المحفوظ وجاءَ به إلى محمد صلى الله عليه وسلم: هل هذا من أَقوال أَهل السنة والجماعة، ومما ثبت عن سلف هذه الأُمة وأَئمتها، أَو هو من أَقوال أَهل البدع، وما حقيقة ذلك، وأَي شيء ترجع إليه هذه المقالة. فأقول ومن الله أَستمد الصواب، وهو حسبي ونعم الوكيل:
هذه ((المقالة)) اغتر بها كثير من الجهلة وراجت عليهم. والسيوطي رحمه الله مع طول باعه وسعة اطلاعه وكثرة مؤلفاته ليس ممن يعتمد عليه في مثل هذه الأصول العظيمة. وهذه ((المقالة)) مبنية على أَصل فاسد، وهو القول بخلق القرآن، وهذه هي مقالة الجمهمية والمعتزلة ومن نحى نحوهم. وهذه المقالة الخاطئة حقيقتها انكار أَن يكون الله متكلمًا حقيقة، ويلزم هذه المقالة من الكفر والالحاد والزندقة وانكار الرسالة ووصف الله تعالى بالخرس وتشبيهه بآلهة المشركين الأصنام التي لا تنطق وغير ذلك من المحاذير الكفرية ما يعرفه أَهل العلم فان الذي عليه أَهل السنة والجماعة قاطبة أَن الله تعالى لم يزل متكلمًا إذا شاءَ ومتى شاءَ وكيف شاءَ، وأن جبريل عليه السلام سمع القرآن الكريم من الله تعالى، وبلغه إلى محمد صلى الله عليه وسلم.
والقائلون بخلق القرآن منهم من يقول: خلقه في اللوح المحفوظ، وأَخذ جبريل ذلك المخلوق من اللوح المحفوظ، وجاءَ به إلى محمد صلى الله عليه وسلم. ومنهم من يقول: خلقه في جبريل. ومنهم من يقول: خلقه في محمد، إلى غير ذلك من أَقوالهم.
والأَدلة لأَهل السنة والجماعة على هذا الأَصل من الكتاب والسنة والمعقول كثيرة جدًا، قال تعالى: (وَالَّذِينَ آتَيْنَاهُمُ الْكِتَابَ يَعْلَمُونَ أَنَّهُ مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ) (237) وقال تعالى: (حم - تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ - غَافِرِ الذَّنبِ وَقَابِلِ التَّوْبِ شَدِيدِ الْعِقَابِ) (238) وقال تعالى: (حم - تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) (239) وقال تعالى: (الم - تَنزِيلُ الْكِتَابِ لَا رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ) (240).
وقال تعالى: (قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ) (241) و (من) في هذه الآيات كلها لابتداء الغاية. وإذا ضم ذلك إلى الآيات الدالة على أَن الله متكلم حقيقة كقوله تعالى:
(وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) (242) (مِّنْهُم مَّن كَلَّمَ اللّهُ) (243) (وَإِنْ أَحَدٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ اسْتَجَارَكَ فَأَجِرْهُ حَتَّى يَسْمَعَ كَلاَمَ اللّهِ) (244) يعني القرآن ونحو ذلك من الآيات المثبتة. نسبة القرآن وغيره من كلام الله إلى الله نسبة قول وكلام له تعالى اتضح بذلك ابتداءُ القرآن من رب العالمين قولاً، ولم يبق أَي لبس في أَن القرآن سمعه جبريل من رب العالمين، كما سمع موسى عليه السلام الكلام من الله تعالى حقيقة.
وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((يَقُولُ اللهُ تَعَالى يَوْم الْقيامَة يَا آدَمُ فَيَقُولُ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ فَيُنَادِيْ بصَوْت إن اللهَ يَامُرُكَ أَنْ تُخْرجَ منْ ذُرِّيَّتكَ بَعْثًا إلى النَّار)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/294)
وأَنا أَسوق بعض ما وقفت عليه من كلام المحققين في هذه المسألة المشتمل على كثير من النصوص مع تقريرهم دلالتها أَحسن تقرير، مما تقر به عيون الموحدين، وينقمع به الجهلة من المبتدعة والملحدين، ويكون أَصلا في هذا الباب للمسترشدين مكتفيًا بذلك عن سرد الأَدلة. والله المستعان.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في رسالته ((كتاب مذهب السلف القويم، في تحقيق مسألة كلام الله الكريم)) (245) ما نصه: ((فصل)) في بيان أَن القرآن العظيم كلام الله عزيز العليم، ليس شيء منه كلامًا لغيره لا جبريل ولا محمد ولا غيرهما، قال الله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ - إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ - إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُم بِهِ مُشْرِكُونَ - وَإِذَا بَدَّلْنَآ آيَةً مَّكَانَ آيَةٍ وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ قَالُواْ إِنَّمَا أَنتَ مُفْتَرٍ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ - قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُواْ وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ - وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ) (246) فأمره أَن يقول (نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ بِالْحَقِّ) والضمير في قوله: (نَزَّلَهُ) عائد على ((مَا)) في قوله (بِمَا يُنَزِّلُ) فالمراد به القرآن كما يدل عليه سياق الكلام. وقوله: (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ) فيه اخبار بأنه أَنزله، لكن ليس في هذه اللفظة بيان أَن روح القدس نزل به ولا أَنهه منزل منه. ولفظ الانزال في القرآن قد يرد مقيدا بالانزال منه كنزول القرآن. وقد يرد مقيدًا بالانزال من السماء ويردا به العلو فيتناول نزول المطر من السحاب ونزول الملائكة من عند الله وغير ذلك. وقد يرد مطلقًا فلا يختص بنوع من الانزال، بل ربما يتناول الانزال من رؤوس الجبال كقوله تعالى:
(وَأَنزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ) (247) والانزال من ظهور الحيوان كانزال الفحل الماءَ وغير ذلك. فقوله: (نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ) بيانا لنزول جبريل به من الله عز وجل، فإن روح القدس هنا هو جبريل بدليل قوله تعالى: (قُلْ مَن كَانَ عَدُوًّا لِّجِبْرِيلَ فَإِنَّهُ نَزَّلَهُ عَلَى قَلْبِكَ بِإِذْنِ اللّهِ) (248) وهو الروح الأَمين كما في قوله تعالى: (وَإِنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ - نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ - عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنذِرِينَ - بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ) (249) وفي قوله (الْأَمِينُ) دلالة على أَنه مؤتمن على ما أَرسل به لا يزيد فيه ولا ينقص، فان الرسول الخائن قد يغير الرسالة كما قال تعالى في صفته في الآية الأُخرى: (إِنَّهُ لَقَوْلُ رَسُولٍ كَرِيمٍ - ذِي قُوَّةٍ عِندَ ذِي الْعَرْشِ مَكِينٍ - مُطَاعٍ ثَمَّ أَمِينٍ) (250) وفي قوله: (مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ) دلالة على أمور: منها بطلان قول من يقول انه كلام مخلوق خلقه في جسم من الأَجسام المخلوقة كما هو قول ((الجهمية)) الذين يقولون بخلق القرآن من المعتزلة والنجارية والضرارية وغيرهم، فان السلف كانوا يسمون كل من نفى الصفات وقال ان القرآن مخلوق وأن الله لا يرى في الآخرة جهميًا.
فان جهمًا أَول من ظهرت عنه بدعة نفي الأَسماءِ والصفات وبالغ في نفي ذلك، فله في هذه البدعة مزيد المبالغة في النفي والابتداء لكثرة اظهار ذلك والدعوة إليه، وان كان الجعد بن درهم قد سبقه إلى بعض ذلك، فان الجعد أَول من أَحدث ذلك في الاسلام فضحى به خالد بن عبدالله القسري بواسط يوم النحر، وقال: يا أَيها الناس ضحوا تقبل الله ضحاياكم، فاني مضح بالجعد بن درهم، انه زعم بأن الله لم يتخذ ابراهيم خليلا ولم يكلم موسى تكليما تعالى الله عما يقول الجعد علوا كبيرا، ثم نزل فذبحه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/295)
ولكن المعتزلة وان وافقوا جهما في بعض ذلك فهم يخالفونه في مسائل غير ذلك كمسائل الايمان والقدر وبعض مسائل الصفات ايضًا ولا يبالغون في النفي مبالغته، وجهم يقول أَن الله لا يتكلم أَو يقول أنه متكلم بطريق المجاز، وأما المعتزلة فيقولون أنه تكلم حقيقة، لكن قولهم في المعنى هو قول جهم، وجهم ينفي الأَسماءَ أَيضًا كما نفتها الباطنية ومن وافقهم من الفلاسفة، وأَما جمهور المعتزلة فلا تنفي الأَسماءَ.
فالمقصود ان قوله: (مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ) فيه بيان أنه منزل من الله لا من مخلوق من المخلوقات، ولهذا قال السلف: منه بدأَ. أَي هو الذي تلكم به لم يبتدأ من غيره كما قالت الخلقية.
ومنها أَن قوله: (مُنَزَّلٌ مِّن رَّبِّكَ) فيه بطلان قول من يجعله فاض على نفس النبي من العقل الفعال أَو غيره كما يقول ذلك طوائف من الفلاسفة والصابئة، وهذا القول أَعظم كفرًا وضلالاً من الذي قبله.
ومنها أَن هذه الآية أيضًا تبطل قول من قال أَن القرآن ليس منزل من الله بل مخلوق أما في جبريل أَو محمد أَو جسم آخر غيرهما، كما يقول ذلك الكلابية والأَشعرية الذين يقولون: القرآن العربي ليس هو كلام الله، وانما كلامه المعنى القائم بذاته، والقرآن العربي خلق ليدل على ذلك المعنى، ثم إما أَن يكون خلق في بعض الأَجسام الهواء أَو غيره، أَو ألهمه جبريل فعبر عنه بالقرآن العربي، أَو أَلهمه محمدًا فعبر عنه بالقرآن العربي، أَو يكون جبريل أخذه من اللوح المحفوظ أَو غيره. فهذه الأقوال التي تقدمت هي تفريع على هذا القول، فان هذا القرآن العربي لابد له من متكلم تكلم به أَوَّلاً قبل أَن يصل إلينا.
وهذا القول يوافق قول المعتزلة ونحوهم في اثبات خلق القرآن العربي، وكذلك التوراة العبرية، ويفارقه من وجهين ((أَحدهما)): ان أولئك يقولون أن المخلوق كلام الله، وهؤلاء يقولون أنه ليس كلام الله لكن يسمى كلام الله مجازا، وهذا قول أَئمتهم وجمهورهم وقالت طائفة من متأخريهم بل لفظ الكلام يقال على هذا وهذا بالاشتراط اللفظي، لكن لفظ هذا الكلام ينقض أَصلهم في ابطال قيام الكلام بغير المتكلم به.
ومع هذا لا يقولون ان المخلوق كلام الله حقيقة كما يقوله المعتزلة مع قولهم انه كلامه حقيقة بل يجعلون القرآن العربي كلامَا لغير الله وهو كلام حقيقة، وهذا شر من قول المعتزلة، وهذا حقيقة قول الجهمية ومن هذا الوجه فقول المعتزلة أَقرب وقول الآخرين هو قول الجهمية المحضة، لكن المعتزلة في المعنى موافقون لهؤلاء وانما يتنازعونهم في اللفظ.
((الثاني)): ان هؤلاء يقولون لله كلام هو معنى قديم قائم بذاته، والخلقية يقولون لا يقوم بذاته كلام. ومن هذا الوجه الكلابية خير من الخلقية في الظاهر، ولكن جمهور الناس يقولون أَن أَصحاب هذا القول عند التحقيق لم يثبتوا كلامًا له حقيقة غير المخلوق، فانهم يقولون أنه معنى واحد هو الأَمر والنهي والخبر، ان عبر عنه بالعربية كان قرآنا، وإن عبر عنه بالعبرية كان توراة، وان عبر عنه بالسريانية كان انجيلا ومنهم من قال هو خمس معان، وجمهور العقلاء الكثيرون يقولون ان فساد هذا معلوم بالضرورة بعد التصور التام، والعقلاءُ الكثيرون لا يتفقون على الكذب وجحد الضرورات من غير تواطىء واتفاق كما في الأَخبار المتواترة، واما مع التواطىء فقد يتفقون على الكذب عمدا، وقد يتفقون على جحد الضرورات وان لم يعلم كل منهم أنه جاحد للضرورة ولم يفهم حقيقة القول الذي يعتقده لحسن ظنه فيمن يقلد قوله ولمحبته لنصر ذلك القول، كما اتفقت النصارى والرافضة وغيرهم من الطوائف على مقالات يعلم فسادها بالضرورة.
وقال جمهور العقلاءِ: نحن اذا عربنا التوراة والانجيل لم يكن معنى ذلك معنى القرآن بل معاني هذا ليست معاني هذا، وكذلك معنى (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ) ليس هو معنى (تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ) ولا معنى ((آية الكرسي)) معنى ((آية الدَّين)). وقالوا: إذا جوزتم أَن تكون الحقائق المتنوعة شيئًا واحدًا فجوزوا أَن يكون العلم والقدرة والكلام والسمع والبصر صفة واحدة، فاعترف أَئمة هذا القول بان هذا الالزام ليس لهم عنه جواب عقلي. ثم منهم من قال: الناس في الصفات إما مثبت لها قائل بالتعدد، وإما ناف لها، وأَما اثباتها واتحادها فخلاف الاجماع، وهذه طريقة القاضي أَبي بكر وابي المعالى وغيرهما ومنهم من
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/296)
اعترف بأنه ليس له عنه جواب كأبي الحسن الآمدي وغيره.
والمقصود هنا أَن هذه الآية تبين بطلان هذا القول، كما تبين بطلان غيره، فان قوله: (نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِن رَّبِّكَ) يقتضي نزول القرآن من ربه والقرآن اسم للقرآن العربي لفظه ومعناه، بدليل قوله: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ) وانما يقرأُ القرآن العربي لا يقرأُ معانيه المجردة. وأَيضًا فضمير المفعول في قوله (نَزَّلَه) عائد إلى (مَا) في قوله (وَاللّهُ أَعْلَمُ بِمَا يُنَزِّلُ) فالذي انزله الله هو الذي نزل به روح القدس. فإذا كان روح القدس نزل بالقرآن العربي لزم أَن يكون نزله من الله فلا يكون شيء منه نزله من غيره من الأَعيان المخلوقة ولا نزله من نفسه. وأيضًا فانه قال عقب هذه الآية: (وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّهُمْ يَقُولُونَ إِنَّمَا يُعَلِّمُهُ بَشَرٌ لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ) الآية وهم كانوا يقولون انما يعلمه هذا القرآن العربي بشر، لم يكونوا يقولون انما يعلمه بشر معانيه فقط بدليل قوله: (لِّسَانُ الَّذِي يُلْحِدُونَ إِلَيْهِ أَعْجَمِيٌّ وَهَذَا لِسَانٌ عَرَبِيٌّ مُّبِينٌ) فانه تعالى أَبطل قول الكفار بان لسان الذي الحدوا إليه - فجعلوه هو الذي يعلم محمدا القرآن - لسان أَعجمي والقرآن لسان عربي مبين فلو كان الكفار قالوا يعلمه معانيه فقط لم يكن هذا ردا لقولهم فان الانسان قد يتعلم من الأعجمي شيئا بلغة ذلك الأعجمي ويعبر عنه بعباراته. وقد اشتهر في التفسير أَن بعض الكفار كانوا يقولون هو تعلمه من شخص كان بمكة أَعجمي قيل انه كان مولى لابن الحضرمي. وإذا كان الكفار جعلوا الذي يعلمه ما نزل به روح القدس بشرا والله أَبطل ذلك بان لسان ذاك أَعجمي وهذا لسان عربي مبين علم أَن روح القدس نزل باللسان العربي المبين وان محمد لم يؤلف نظم القرآن بل سمعه منه ولم يؤلفه هو، وهذا بيان من الله أَن القرآن العربي هو اللسان العربي المبين سمعه روح القدس من الله.
وكذلك قوله: (هُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً) الآية (251) والكتاب اسم للكلام العربي بالضرورة والاتفاق فان الكلابية أَو بعضهم يفرق بين كلام الله وكتاب الله، فيقول كلام الله هو المعنى القائم بالذات وهو غير مخلوق، وكتابه هو المنظوم المؤلف العربي وهو المخلوق. والقرآن يراد به تارة هذا وتارة هذا، والله تعالى قد سمى نفس مجموع اللفظ والمعنى قرآنا وكتابًا وكلامًا فقال تعالى: (تِلْكَ آيَاتُ الْقُرْآنِ وَكِتَابٍ مُّبِينٍ) (252)
وقال (طسم - تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ) (253) وقال (وَإِذْ صَرَفْنَا إِلَيْكَ نَفَرًا مِّنَ الْجِنِّ) الآية (254) فبين أَن الذين سمعوه هو القرآن وهو الكتاب، وقال: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ) الآية (255) وقال: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) الآية (256) وقال: (يَتْلُو صُحُفًا مُّطَهَّرَةً) (257) وقال: (وَالطُّورِ - وَكِتَابٍ مَّسْطُورٍ) الآية (258) وقال: (وَلَوْ نَزَّلْنَا عَلَيْكَ كِتَابًا) الآية (259) لكن لفظ الكتاب قد يراد به المكتوب فيكون هو الكلام، وقد يراد به ما يكتب فيه، كقوله (وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا) الآية (260).
والمقصود هنا أَن قوله: وقال: (هُوَ الَّذِي أَنَزَلَ إِلَيْكُمُ الْكِتَابَ مُفَصَّلاً) يتناول نزول القرآن العربي على كل قول، وقد أَخبر أَن الذين آتاهم الكتاب يعلمون أَنه منزل من ربك بالحق اخبار مستشهد بهم لا مكذب لهم، وقال انهم يعلمون ذلك، لم يقل انهم يظنونه أَو يقولونه. والعلم لا يكون إلا حقًا مطابقًا للمعلوم بخلاف القول والظن الذي ينقسم إلى حق وباطل، فعلم أَن القرآن العربي منزل من الله لا من الهواء ولا من اللوح ولا من جسم آخر ولا من جبريل ولا محمد ولا غيرهما. وإذا كان أَهل الكتاب يعلمون ذلك فمن لم يقر بذلك من هذه الأمة كان أَهل الكتاب المقرون بذلك خيرا منه من هذا الوجه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/297)
وهذا لا ينافي ما جاءَ عن ابن عباس وغيره من السلف في تفسير قوله تعالى: (. إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ) أنه أَنزله إلى بيت العزة من السماء الدنيا، ثم أَنزله بعد ذلك منجمًا مفرقًا بحسب الحوادث. ولا ينافي أَنه مكتوب في اللوح المحفوظ قبل نزوله، كما قال تعالى: (بَلْ هُوَ قُرْآنٌ مَّجِيدٌ) الآية وقال: (إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ) الآية وقال (إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ) الآية (261) وقال (وَإِنَّهُ فِي أُمِّ الْكِتَابِ) الآية (262). وكونه مكتوبًا في اللوح المحفوظ وفي صحف مطهرة بأيدي الملائكة لا ينافي أَن يكون جبريل نزل به من الله، سواء كتبه الله قبل أَن يرسل به جبريل وغير ذلك، وإذا كان قد أَنزله مكتوبًا إلى بيت العزة جملة واحدة في ليلة القدر فقد كتبه كله قبل أَن ينزله، والله تعالى يعلم ما كان وما لا يكون أَن لو كان كيف كان يكون، وهو سبحانه قدر مقادير الخلائق وكتب أَعمال العباد قبل أَن يعملوها كما ثبت ذلك بالكتاب والسنة وآثار السلف، ثم إنه يامر الملائكة بكتابتها بعدما يعملونها، فيقابل بين الكتابة المتقدمة على الوجود والكتابة المتأخرة عنها فلا يكون بينهما تفاوت، هكذا قال ابن عباس وغيره من السلف، وهو حق. فإذا كان ما يخلقه بائنًا عنه قد كتبه قبل أَن يخلقه فكيف يستبعد أَن يكتب كلامه الذي يرسل به ملائكته قبل أَن يرسلهم به.
ومن قال: ان جبريل أَخذ القرآن عن الكتاب لم يسمعه من الله. كان هذا باطلا من وجوه:
منها أَن يقال: إن الله تعالى كتب التوراة لموسى بيده فبنو إسرائيل أَخذوا كلام الله من الكتاب الذي كتبه هو سبحانه فيه.
فإن كان محمد أَخذه من جبريل وجبريل عن الكتاب كان ينمو إسرائيل أَعلا من محمد بدرجة ومن قال إنه القى إلى جبريل معاني وأَن جبريل عبر عنها بالكلام العربي فقوله يستلزم أَن يكون جبريل أُلهمه إلهامًا، وهذا الإلهام يكون لآحاد المؤمنين كما قال تعالى:
(وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي) (263) وقال: (وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ) (264) وقد أوحى إلى سائر النبيين فيكون هذا الوحي الذي يكون لآحاد الأَنبياء والمؤمنين أَعلا من أَخذ محمد القرآن عن جبريل، لأَن جبريل الذي علمه لمحمد هو بمنزلة الواحد من هؤلاء، ولهذا زعم ابن عربي أَن خاتم الأَولياء أَفضل من خاتم الأَنبياء قال: لأَنه يأْخذ من المعدن الذي يأْخذ منه الملك الذي يوحى به إلى الرسول. فجعل أَخذه وأَخذ الملك الذي جاء إلى الرسول من معدن واحد وادعى أَن أَخذه عن الله أَعلا من أَخذ الرسول للقرآن، ومعلوم أَن هذا من أَعظم الكفر وإن هذا القول من جنسه.
وأَيضًا فالله تعالى يقول: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ) الآية (265) فضل موسى بالتكليم على غيره ممن أَوحى إليهم. وهذا يدل على أُمور: على أَن الله يكلم عبده تكليمًا زائدًا على الوحي الذي هو قسيم التكليم الخاص، فإِن لفظ التكليم والوحي كل منهما ينقسم إلى عام وخاص، والتكليم العام هو المقسوم في قوله (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا) الآية (266) والتكليم المطلق هو قسيم الوحي الخاص ليس قسمًا منه، وكذلك لفظ الوحي قد يكون عامًا فيدخل فيه التكليم الخاص كما في قوله لموسى: (فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى) (267) وقد يكون قسيم التكليم الخاص كما في سورة الشورى، وهذا يبطل قول من يقول الكلام معنى واحد قائم بالذات فانه حينئذ لا فرق بين التكليم الذي خص به موسى والوحي العام الذي هو لآحاد العباد. ومثل هذا قوله في الآية الأخرى (وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاء) (268) فدل على أَن التكليم من وراء حجاب كما كلم موسى أَمر غير الايحاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/298)
وأيضًا فقوله: (تَنْزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ) وقوله: (حم - تَنزِيلُ الْكِتَابِ مِنَ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ) وقوله: (حم - تَنزِيلٌ مِّنَ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ) وأمثال ذلك يدل على أنه منزل من الله لا من غيره. وكذلك قوله تعالى: (بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ) (269) فانه يدل على أنه مبلغ ما أنزل إليه من ربه وأنه مأمور بتبليغ ذلك.
وأيضًا فهم يقولون: انه معنى واحد. فان كان موسى سمع جميع المعنى فقد سمع جميع كلام الله، وان كان قد سمع البعض فقد استمع بعضه فقد تبعض وكلاهما ينقض قولهم، فانهم يقولون أنه معنى واحد لا يتعدد ولا يتبعض، فان كان ما سمعه موسى والملائكة هو ذلك المعنى كله كان كل منهم علم جميع كلام الله، وكلامه متضمن لجميع خبره وجميع أَمره، فيلزم كلام الله، وكلامه متضمن لجميع خبره وجميع أمره، فيلزم أَن يكون كل واحد ممن كلمه الله وأَنزل عليه شيئًا من كلامه عالمًا بجميع اخبار الله وأَوامره، وهذا معلوم الفساد بالضرورة وان كان الواحد من هؤلاء إنما سمع بعضه فقد تبعض كلامه وذلك يناقض قولهم.
وأَيضًا قوله: (وَكَلَّمَ اللّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا) وقوله: (وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا) (270) وقوله: (وَنَادَيْنَاهُ مِن جَانِبِ الطُّورِ الْأَيْمَنِ) (271) وقوله: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي) الآيات (272) دليل على تكليم موسى، والمعنى المجرد لا يسمع بالضرورة، ومن قال أنه يسمع فهو مكابر. ودليل على أنه ناداه والنداءُ لا يكون إلا صوتًا مسموعًا، لا يعقل في لغة العرب لفظ النداء بغير صوت مسموع لا حقيقة ولا مجازا، وقد قال تعالى (فَلَمَّا جَاءهَا نُودِيَ أَن بُورِكَ مَن فِي النَّارِ) إلى قوله: (رَبِّ الْعَالَمِينَ) (273)
وأَيضًا فقوله: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي يَا مُوسَى - إِنِّي أَنَا رَبُّكَ) (274) وفي هذا دليل على أنه حينئذ نودي ولم يناد قبل ذلك، ولَمَّا فيها من معنى الظرف كما في قوله: (وَأَنَّهُ لَمَّا قَامَ عَبْدُ اللَّهِ يَدْعُوهُ) (275) ومثل هذا قوله: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنتُمْ تَزْعُمُونَ) (276) (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ) (277) فانه وَقَّتَ النداءَ بظرف محدود، فدل على أَن النداءَ يقع في ذلك الحين دون غيره، وجعل الظرف للنداء لا يسمع النداءُ إلا فيه، ومثل هذا قوله تعالى: (وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً) (278) وقوله: (وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلاَئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ) (279) وأمثال ذلك مما فيه توقيت بعض أَقوال الرب بوقت معين.
فان الكلابية ومن وافقهم من أَصحاب الأَئمة الأَربعة يقولون: انه لا يتكلم بمشيئته وقدرته، بل الكلام المعين لازم لذاته كلزوم الحياة لذاته. ومن هؤلاء من قال: انه معنى واحد لأَن الحروف والأًصوات متعاقبة يمتنع أَن تكون قديمة. ومنهم من قال: بل الحروف والأصوات قديمة الاعيان وأنها مترتبة في مقارنة وجودها لم تزل ولا تزال قائمة بذاته. ومنهم من قال: بل الحروف قديمة الأَعيان بخلاف الأَصوات. وكل هؤلاء يقولون: ان التكليم والنداءَ ليس إلا مجرد خلق ادراك في المخلوق بحيث يسمع ما لم يزل ولا يزال، لا أَنه يكون هناك كلام يتكلم الله به بمشيئته وقدرته ولا تكليم، بل تكليمه عندهم جعل العبد سامعًا لما كان موجودًا قبل سمعه، بمنزلة ما يجعل الأَعمى بصيرا لما كان موجودًا قبل رؤيته من غير احداث شيء منفصل عنه، فعندهم لما جاءَ موسى لميقات ربه سمع النداءَ القديم لا أَنه حينئذ نودي، ولهذا يقولون: انه يُسْمِعُ كلامَه لخلقه بدل قول الناس يُكَلِّمُ خلقه. وهؤلاء يردون على الخليقة الذين يقولون أن القرآن مخلوق، ويقولون عن أَنفسهم أَنهمخ أَهل السنة الموافقون للسلف الذين يقولون القرآن كلام الله غير مخلوق، وليس قولهم قول السلف، لكن قولهم أَقرب إلى السلف من وجه. أَما كون قولهم أَقرب فلأَنهم يقولون أَن الله يتكلم بمشيئته وقدرته، وهذا قول السلف. وهؤلاء عندهم لا يقدر الله على شيء من كلامه فليس كلامه بمشيئته واختياره بل كلامه عندهم كحياته، وهم يقولون: الكلام عندنا صفة ذات لا صفة فعل. والخلقية يقولون: صفة فعل، لا صفة ذات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/299)
ومذهب السلف أَنه صفة فعل وصفة ذات معًا. فكل منهم موافق للسلف من وجه دون وجه.
ونظير هذا اختلافهم في افعاله تعالى ومسائل القدر، فإن المعتزلة يقولون أنه يفعل لحكمة مقصودة وارادة الاحسان إلى العباد، لكن لا يثبتون لفعله حكمة تعود إليه، وأُولئك يقولون لا يفعل لحكمة ولا لمقصود أَصلا. فاؤلئك اثبتوا حكمة لكن لا تقوم به، وهؤلاء لا يثبتون له قصدا يتصف به ولا حكمة تعود إليه.
وكذلك في الكلام: أُولئك أَثبتوا كلامًا هو فعله لا يقوم به، وهؤلاءِ يقولون ما لا يقوم به لا يعود حكمه إليه. والفريقان يمنعون أَن تقوم به حكمة مرادة له، كما يمنع الفريقان أَن يقوم به كلام وفعل يريده. وقول أولئك أَقرب إلى قول السلف والفقهاء اذ اثبتوا الحكمة والمصلحة في افعاله وأَحكامه، واثبتوا كلامًا يتكلم به بقدرته ومشيئته. وقول هؤلاء أَقرب إلى قول السلف اذ اثبتوا الصفات وقالوا لا يوصف بمجرد المخلوق المنفصل عنه الذي لم يقم به أَصلا ولا يعود إليه حكم من شيء لم يقم به فلا يكون متكلمًا بكلام لم يقم به ولا قديرا بقدرة لم تقم به.
فكل من المعتزلة والأَشعرية في مسائل كلام الله وأَفعال الله وافقوا السلف والأَئمة من وجه وخالفوهم من وجه، وليس قول أَحدهم قول السلف دون الآخر، لكن الأَشعرية في جنس مسائل الصفات والقدر أَقرب إلى قول السلف والأَئمة من المعتزلة. انتهى.
وقال العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه ((الصواعق ج2 ص293)): - فصل -: قول اتباع الرسل الذين تلقوا عنهم هذا الباب: اثبتوا لله صفة الكلام كما اثبتوا له سائر الصفات. ومحال قيام هذه الصفة بنفسها كما يقوله بعض المكابرين انه خلق الكلام لا في محل، ومحال قيام هذه الصفة بنفسها كما يقوله المكابر الآخر انه خلق في محل فكان هو المتكلم دون المحل قالوا والكلام الحقيقي هو الذي يوجد بقدرة المتكلم وارادته قائمًا به لا يعقل غير هذا، وأَما ما كان موجودًا بدون قدرته ومشيئته وانه سمع منه فانه ليس بكلام له وانما هو مخلوق خلقه الله فيه، فلو كان ما قام بالرب تعالى من الكلام غير متعلق بمشيئته بل يتكلم بغير اختياره لم يكن هذا هو الكلام المعهود، بل هذا شيء آخر غير ما يعرفه العقل ويشهد به الشرع، قالوا ولو لم يكن هناك الفاظ مسموعة حقيقة السمع لم يكن ثم صفة كلام البتة، ولو كان عاجزًا عن الكلام في الأَزل لم يصر قادرًا عليه فيما لم يزل، فانه إذا كانت حاله قبل وبعد سواء وهو لم يستفد صفة الكلام من غيره فمن المستحيل أَن تتجدد له هذه الصفة بعد أَن كان فاقدًا لها بالكلية، وكذلك اثبات قدم عين كل فرد من أَنواع الكلام وبقائه ازلا وابدا أَو اقتران حروفه بعضها ببعض بحيث لا يسبق شيء منها لغيره لا يسيغه عقل ولا تقبله فطرة.
وقد دلت النصوص النبوية أنه يتكلم إذا شاءَ بما شاءَ، وأنه كلامه يسمع، وأن القرآن العزيز الذي هو سور وآيات وحروف وكلمات عين كلامه حقًا، لا تأليف ملك ولا بشر، وأنه سبحانه الذي قال بنفسه (المص) و (حم - عسق) (كهيعص) وأن القرآن جميعه حروفه ومعانيه نفس كلامه الذي تكلم به وليس بمخلوق ولا بعضه قديمًا وهو المعنى وبعضه مخلوقًا وهو الكلمات والحروف ولا بعضه كلامه وبعضه كلام غيره، ولا الفاظ القرآن وحروفه ترجمة ترجم بها جبريل أَو محمد عليهما السلام عما قام بالرب من المعنى من غير أَن يتكلم الله بها، بل القرآن جميعه كلام الله حروفه ومعانيه تكلم الله به حقيقة.
والقرآن اسم لهذا النظم العربي الذي بلغه الرسول صلى الله عليه وسلم عن جبريل عن رب العالمين، فللرسولين منه مجرد التبليغ والأَداء، لا الوضع والانشاء، كما يقوله أَهل الزيغ والاعتداء. فكتاب الله عندهم غير كلامه، كتابه مخلوق، وكلامه غير مخلوق، والقرآن ان أُريد به الكتاب كان مخلوقًا، وان أُريد به الكلام كان غير مخلوق. وعندهم ان الذي قال السلف هو غير مخلوق هو عين القائم بالنفس، واما ما جاءَ به الرسول وتلاه على الأمة فمخلوق وهو عبارة عن ذلك المعنى. وعندهم ان الله تعالى لم يكلم موسى وانما اضطره إلى معرفة المعنى القائم بالنفس من غير أَن سمع منه كلمة واحدة، وما يقرأُه القارئون ويتلوه التالون فهو عبارة عن ذلك المعنى وفرعوا على هذا الأصل فروعًا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/300)
منها أَن كلام الله لا يتكلم به غيره فانه عين القائم بنفسه ومحال قيامه بغيره فلم يتل أحد قط كلام الله ولا قرأَه.
ومنها أَن هذا الذي جاءَ به الرسول صلى الله عليه وسلم ليس كلام الله الا على سبيل المجاز.
ومنها أَنه لا يقال أَن الله تكلم ولا يتكلم ولا قال ولا يقول ولا خاطب ولا يخاطب، فان هذه كلها أَفعال ارادية تكون بالمشيئة وذلك المعنى صفة أَزلية لا تتعلق بالمشيئة.
ومنها أَنهم قالوا لا يجوز أَن ينزل القرآن إلى الأَرض، فالفاظ النزول لا حقيقة لشيء منها عندهم.
ومنها أَن القرآن القديم لا نصف له ولا ربع ولا خمس ولا عشر ولا جزءَ له البتة.
ومنها أَن معنى الأَمر هو معنى النهي ومعنى الخبر والاستخبار وكل ذلك معنى واحد؟.
ومنها أَنه نفس التوراة هي نفس القرآن، ونفس الانجيل الزبور، والاختلاف في التأويلات فقط.
ومنها أَن هذا القرآن العربي تأليف جبريل ومحمد، ومخلوق خلقه الله تعالى في اللوح المحفوظ فنزل به جبريل من اللوح لا من الله على الحقيقة كما هو معروف من أَقوالهم.
ومنها أَن ذلك المعنى القديم يجوز أَن تتعلق به الادراكات الخمس فيسمع ويرى ويشم ويذاق ويلمس إلى غير ذلك من الفروع الباطلة سمعًا وعقلاً وفطرة.
وقد دل القرآن وصريح السنة والمعقول وكلام السلف على أَن الله سبحانه يتكلم بمشيئته، كما دل على أَن كلامه صفة قائمة بذاته، وهي صفة ذات وفعل، قال تعالى: (إِنَّمَا قَوْلُنَا لِشَيْءٍ إِذَا أَرَدْنَاهُ أَن نَّقُولَ لَهُ كُن فَيَكُونُ) (280) (فإذا) تخلص الفعل للاستقبال و (أَنْ) كذلك و (نقُوْل) فعل دال على الحال والاستقبال و (كُنْ) حرفان يسبق أَحدهما الآخر. فالذي اقتضته هذه الآية هو الذي في صريح العقول والفطر. وكذلك قوله: (وَإِذَا أَرَدْنَا أَن نُّهْلِكَ قَرْيَةً) الآية (281) سواء كان الأَمر هاهنا أَمر تكوين أَو أَمر تشريع فهو موجود بعد أَن لم يكن. وكذلك قوله: (وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ ثُمَّ قُلْنَا لِلْمَلآئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ) (282) وانما قال لهم اسجدوا بعد خلق آدم وتصويره. وكذلك قوله تعالى: (وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي) الآيات كلها. فكم من برهان يدل على أَن التكلم هو الخطاب وقع في ذلك الوقت. وكذلك قوله: (فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِي مِن شَاطِئِ الْوَادِي الْأَيْمَنِ) والذي ناداه هو الذي قال له: (إِنَّنِي أَنَا اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدْنِي) (283) وكذلك قوله: (وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ) وقوله: (وَيَوْمَ يَحْشُرُهُمْ جَمِيعًا ثُمَّ يَقُولُ لِلْمَلَائِكَةِ أَهَؤُلَاء إِيَّاكُمْ كَانُوا يَعْبُدُونَ) (284) وقوله: (يَوْمَ نَقُولُ لِجَهَنَّمَ) الآية (285) ومحال أَن يقول سبحانه لجهنم (هَلِ امْتَلَأْتِ وَتَقُولُ هَلْ مِن مَّزِيدٍ) قبل خلقها ووجودها.
وتأَمل نصوص القرآن من أَوله إلى آخره، ونصوص السنة ولا سيما أَحاديث الشفاعة، وحديث المعراج وغيرها كقوله ((أَتَدْرُونَ مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ الْلَّيْلَةَ)) (286) وقوله: ((إِنَّ اللهَ يُحْدِثُ منْ أَمْرهِ مَا يَشاءُ وإِنَّ ممَّا أَحْدَثَ أَنْ لاَ تَكَلَّمُواْ فيْ الصَّلاَةِ)) (287) وقوله: ((مَامنْكمْ منْ أَحد إِلاَّ سيُكلِّمُهُ رَبُّهُ ليْس بيْنهُ وَبيْنهُ تُرْجُمان وَلاَ حاجبٌ)) (288) وقد أَخبر الصادق المصدوق أَنه يكلم ملائكته في الدنيا فيسألهم وهو أَعلم بهم كيْف ترَكتُمْ عباديْ، ويكلمهم يوم القيامة، ويكلم أَنبياءَه ورسله وعباده المؤمنين يومئذ، ويكلم أَهل الجنة في الجنة ويسلم عليهم في منازلهم، وأنه كل ليلة يقول: ((منْ يسْألُني فأعْطيَهُ مَنْ يَسْتَغْفرُني فَاغْفرَ لَهُ)) (289) ((مَنْ يُقْرضُ غَيْرَ عَديم وَلاَ ظَلُوم)) (290) وقال النبي صلى الله عليه وسلم ((إِنَّ اللهَ أَحْيَا أَبَاكَ وَكَلَّمَهُ كفَاحًا)) ومعلوم أَنه في ذلك الوقت كلمه وقال له ((تَمَنَّ عَلَيَّ)) (291).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/301)
إلى أَضعاف أَضعاف ذلك من نصوص الكتاب والسنة التي ان دفعت دفعت الرسالة باجمعها، وإن كانت مجازًا كان الوحي كله مجازًا، وان كانت من المتشابه كان الوحي كله من المتشابه، وان وجب أَو ساغ تأويلها على خلاف ظاهرها ساغ تأويل جميع القرآن والسنة على خلاف ظاهره، فان مجيء هذه النصوص في الكتاب وظهور معانيها وتعداد أَنواعها واختلاف مراتبها أَظهر من كل ظاهر وأَوضح من كل واضح، فكم جهد ما يبلغ التأويل والتحريف والحمل على المجاز، هب ان ذلك يمكن في موضع واثنين وثلاثة وعشرة، أفيسوغ حمل أَكثر من ثلاثة آلاف وأَربعة آلاف موضع كلها على المجاز وتأويل الجميع بما يخالف الظاهر.
ولا تستبعد قولنا أَكثر من ثلاثة آلاف فكل آية وكل حديث إلهي وكل حديث فيه اخبار عما قال الله تعالى أَو يقول وكل أَثر فيه ذلك إذا استقرئت زادت على هذا العدد، ويكفي أَحاديث الشفاعة، وأَحاديث الرؤية، وأَحاديث الحساب، وأَحاديث تكليم الله لملائكته وأَنبيائه ورسله وأَهل الجنة، وأَحاديث تكليم الله موسى، وأَحاديث التكلم عند النزول الآلهي، وأَحاديث التكلم بالوحي، وأَحاديث تكليمه للشهداء، وأَحاديث تكليمه كافة عباده يوم القيامة بلا ترجمان ولا واسطة، وأَحاديث تكليمه للشفعاءِ يوم القيامة حين يأذن لهم في الشفاعة. إلى غير ذلك، إذ كل هذا وأَمثاله وأَضعافه مجازًا لا حقيقة له. سبحانك هذا بهتان عظيم، بل نشهدك ونشهد ملائكتك وحملة عرشك وجميع خلقك أَنك أَحق بهذه الصفة وأَولى من كل أَحد، وان البحر أو أَمده من بعده سبعة أَبحر وكانت اشجار الأَرض أَقلامًا يكتب بها ما تكلم به لنفدت البحار والأَقلام ولم تنفد كلماتك، وانك لك الخلق والأَمر فأَنت الخالق حقيقة. انتهى.
وقال أَيضًا في كتابه ((الكافية الشافية، لانتصار الفرقة الناجية)) في مقدمة الكتاب: ((فصل)) وأَما القرآن فاني أَقول: انه كلام الله، منزل، غير مخلوق، منه بدأَ، وإليه يعود، وتكلم الله به صدقًا، وسمعه جبريل منه حقًا، وبلغه محمدًا صلى الله عليه وسلم وحيًا. انتهى.
وقال أَيضًا في ((الكافية الشافية)):
والله ربي لم يزل متكلما
صدقًا وعدلا أُحكمت آياته
ورسوله قد عاد بالكلمات من
أَفعاذ بالمخلوق حاشاه من الاشراك
بل عاذ بالكلمات وهي صفاته
وكذلك القرآن عين كلامه المسموع
هو قول ربي كله لا بعضه
تنزيل رب العالمين وقوله
لكن أَصواب العباد وفعلهم
فالصوت للقاري ولكن الكلام
هذا إذا ما كان ثم وساطة
فاذا انتفت تلك الوساطة مثل ما قد
فهناكل المخلوق نفس السمع لا شيء
هذى مقالة أَحمد ومحمد
احداهما زعمت بأن كلامه
والآخرون أَبوا وقالوا شطره
زعموا القرآن عبارة وحكاية
هذا الذي نتلوه خلقًا مثل ما قال
والاخر المعنى القديم فقائم
والامر عين النهي واستفهامه
وهو الزبور وعين توراة وانجيل
الكل معنى واحد في نفسه
ما ان له كل ولا بعض ولا
ودليلهم في ذات بيت قاله
يا قوم قد غلط النصارى قبل في
ولأَجل ذا جعلوا المسيح الههم
ولأَجل ذا جعلوه ناسوتاولا
ونظير هذا من يقول كلامه
والشطر مخلوق وتلك حروف
فانظر إلى ذا الاتفاق فانه
وتكايست أُخرى وقالت ان ذا
تلك التي ذكرت ومعنى جامع
فيكون أَنواعًا وعند نظيرهم
أن الذي جاءَ الرسول به لمخلوق
والخلف بينهم فقيل محمد
والآخرون أَبوا وقالوا انما
وتكايست أخرى وقالت انه
فاللوح مبدؤه ورب اللوح قد
هذى مقالات لهم فانظر ترى
لكن أَهل الحق قالوا انما
أَلقاه مسموعًا له من ربه وكلامه المسموع بالآذان
طلبًا واخبارا بلا نقصان
لدغ ومن عين ومن شيطان
شراك وهو معلم الايمان
سبحانه ليست من الأَكوان
مسموع منه حقيقة ببيان
لفظًا ومعنى ما هما خلقان
اللفظ والمعنى بلا روغان
كمدادهم والرق مخلوقان
كلام رب العرش ذي الاحسان
كقراءَة المخلوق للقرآن
قد كلم المولود من عمران
من المسموع فافهم ذان
وخصومهم من بعد طائفتان
خلق له الفاظه ومعان
خلق وشطر قام بالرحمان
قلنا كما زعموه قرآنان
الوليد وبعده الفئتان
بالنفس لم يسمع من الديان
هو عين إخبار وذو وحدان
وعين الذكر والفرقان
لا يقبل التبعيض في الاذهان
حرف ولا عربي ولا عبران
فيما يقال الاخطل النصران
معنى الكلام وما اهتدوا لبيان
إذ قيل كلمة خالق رحمان
هوتًا قديمًا بعد متحدان
معنى قديم غير ذي حدثان
ناسوتية لكن هما غيران
عجب وطالع سنة الرحمن
قول محال وهو خمس معان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/302)
لجميعها كالأُس للبنيان
أَوصافه وهما متفقان
ولم يسمع من الديان
أَنشاه تعبير عن القرآن
جبريل انشاه عن المنان
نقل من اللوح الرفيع الشان
أَنشاه خلقًا فيه ذا حدثان
في كتبهم يامن له عينان
جبريل بلغه عن الرحمان
للصادق المصدوق بالبرهان انتهى وقال شارح الطحاوية رحمه الله عند قول الطحاوية رحمه الله في عقيدته المشهورة (292) -: وأَنزله على رسوله وحيًا. أَي أَنزله إليه على لسان الملك، فسمعه الملك جبريل من الله، وسمعه الرسول محمد صلى الله عليه وسلم من الملك، وقرأَه على الناس قال تعالى:
(وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً) (293) انتهى.
وكلام أَهل العلم من المحققين لا سيما هذين الامامين العظيمين شيخ الاسلام تقي الدين ابن تيمية وتلميذه ابن القيم في هذه المسألة كثير جدًا لو استقصيناه لاستدعى مجلدًا. وفيما نقلناه كفاية لمن نور الله بصيرته. والله أَسأله أَن يهدينا واخواننا المسلمين صراطه المستقيم. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أَجمعين وسلم تسليمًا كثيرًا إلى يوم الدين.
أَملاه الفقير إلى مولاه محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ.
(طبع بمطبعة الحكومة بمكة المكرمة في 1369) ________________________________________
(237) سورة الانعام 14.
(238) سورة المؤمن 1 - 3.
(239) سورة فصلت 1 - 2.
(240) سورة السجدة 1 - 2.
(241) سورة النحل 101.
(242) سورة النساء 163.
(243) سورة البقرة 253.
(244) سورة التوبة 8.
(245) وهذه الرسالة أعيد طبعها في مجموع فتاوي ابن تيمية جـ12 ص 117 - 162.
(246) سورة النحل 98 - 103.
(247) سورة الحديد 25.
(248) سورة البقرة 97.
(249) سورة الشعراء 192 - 195.
(250) سورة التكوير 19 - 21.
(251) سورة الانعام 114.
(252) سورة النمل 2.
(253) سورة الشعراء 1، 2.
(254) سورة الأحقاف 29.
(255) سورة البروج 21.
(256) سورة الواقعة 77؟
(257) سورة البينة 2.
(258) سورة الطور 1، 2.
(259) سورة الانعام 7.
(260) سورة الاسراء 13.
(261) سورة عبس 11.
(262) الزخرف 4.
(263) سورة المائدة 111.
(264) سورة القصص 7.
(265) سورة النساء 163.
(266) سورة الشورى 51.
(267) سورة طه 13.
(268) سورة الشورى 51.
(269) سورة المائدة 67.
(270) سورة الأعراف 143.
(271) سورة مريم 52.
(272) سورة القصص 30.
(273) سورة النمل 8.
(274) سورة طه 11.
(275) سورة الجن 19.
(276) سورة القصص 62.
(277) سورة القصص 65.
(278) سورة البقرة 30.
(279) سورة البقرة 34.
(280) سورة النحل 40.
(281) سورة الاسراء 16.
(282) سورة الاعراف 11.
(283) سورة طه 14.
(284) سورة سبأ 40.
(285) سورة ق 30.
(286) متفق عليه. وفي النسائي ((ألم تسمعوا ما قال ربكم الليلة)).
(287) أخرجه أَبو داود وأَحمد والنسائي وابن حبان.
(288) أخرجه البخاري من حديث عدي بن حاتم ((وليلقين الله أحدكم)).
(289) متفق عليه.
(290) أخرجه مسلم.
(291) رواه الحاكم والترمذي.
(292) ((العقيدة الطحاوية)) لأبي جعفر أَحمد بن محمد بن سلامة الأَزدي الطحاوي المتوفي 321هـ.
(293) سورة الاسراء 106.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[02 - 07 - 07, 06:26 ص]ـ
بارك الله فيك .. اختيار موفق.(80/303)
إلى الخبراء بالحافظ ابن حجر هلموا وفقكم الله
ـ[محمد بن واسع]ــــــــ[02 - 07 - 07, 02:21 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إلى الخبراء بالحافظ ابن حجر هلموا إليَّ وفقكم الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ,وبعد:
وجدت أحد الكتاب ممن تكلم عن أحكام الرؤيا يقول:
الرؤيا قد تدل على الماضي وقد تدل على الحاضر أو المستقبل وليست مشروطة بما سيأتي فقط قال ابن حجر في الفتح ومن الدلالة على الماضي قول النبي صلى الله عليه وسلم رأيت يخرج من أظفاري لبن فأولته بالعلم
فهلا أفدتموني أيها الكرام:أين أجد كلام ابن حجر في الفتح؟
لأنني بحثت فلم أجده!
فإن لم يكن القصور مني فهو من الكاتب بلا شك!
وربما أن ابن حجر لم يقل الكلام أصلا وإنما هو توهم من الكاتب أو سبق قلم والله أعلم
وجزاكم الله خيرا
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[02 - 07 - 07, 02:57 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
أخي الكريم /
لعلَّك تراجع " فتح الباري " [كتاب التعبير] (12/ 411).
وفَّقك الله تعالى.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 06:42 م]ـ
قال الحافظ:
قال: وفيه أن من الرؤيا ما يدل على الماضي والحال والمستقبل
تجده:
في المجلد الثاني عشر - كتاب التعبير - باب اللبن (آخر أربعة أسطر من شرح الباب)
12/ 488
رقم الحديث (7006)
ـ[محمد بن واسع]ــــــــ[03 - 07 - 07, 10:18 ص]ـ
شكرا الله لكما
وكما توقعت فقد تصرف الكاتب في الكلام تصرفا سبب لي الاضطراب في إيجاد موضعه من الفتح مع التنبيه أن ابن حجر ناقلٌ عن ابن أبي جمرة رحمهما الله(80/304)
صيغ تسوية الصفوف
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 03:27 م]ـ
الأدلة من السنة على صيغ تسوية الصفوف كما كان يفعل النبي صلى الله عليه و سلم:
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول:" سووا صفوفكم، فإن تسوية الصفوف من إقامة الصلاة" رواه البخاري
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول: "سووا صفوفكم فإن تسوية الصف من تمام الصلاة" رواه مسلم
عن أبي مسعود عقبة بن عمرو أن رسول الله صلى الله عليه و سلم كان يقول:" " استووا ولا تختلفوا. فتختلف قلوبكم" رواه مسلم
و عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول:"أقيموا الصفوف في الصلاة؛ فإن إقامة الصف من حسن الصلاة" رواه مسلم
و في لفظ " أحسنوا إقامة الصفوف في الصلاة" صححه الشيخ الألباني في صحيح الجامع و في صحيح الترغيب
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول:"سووا صفوفكم فإن تسوية الصفوف من تمام الصلاة" رواه ابن ماجة و صححه الشيخ الألباني.
عن عبد الله بن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول:" أقيموا الصفوف وحاذوا بالمناكب وسدوا الخلل، ولينوا بأيدي إخوانكم، ولا تذروا فرجات للشيطان، ومن وصل صفا وصله الله، ومن قطع صفا قطعه الله" رواه أبو داوود و صححه الشيخ الألباني في السلسلة الصحيحة، في صحيح أبي داوود و في صحيح الترغيب
عن أنس بن مالك رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه و سلم كان يقول:"أقيموا صفوفكم، و تراصو" صححه الشيخ الألباني في صحيح النسائي و صحيح الجامع.
و من لديه صيغ أخرى من السنة فليكرمنا يها و جزاكم الله خيرا.(80/305)
هل هذا الذكر مقيد؟
ـ[أبويونس]ــــــــ[02 - 07 - 07, 04:02 م]ـ
بسم الله الرحمان الرحيم و الصلاة و السلام على النبي الأمي وعلى آله وصحبه
قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم-"من نزل منزلاً فقال: أعوذ بكلمات الله التامات، من شر ما خلق، لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك
هل هذا الذكر مقيد بالسفر أم يجوز قوله عند دخول أي مكان؟
من عادتي أن أقوله عند الدخول في كل مبنى سواء مسافرا أم لاوعند دخول البيت أو دخول السيارة أو القطار ...
أفيدونا بارك الله فيكم؛
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 05:47 م]ـ
في انتظار إخواننا أن يجيبوا على هذا التسائل، فقط أذكر أن هذا الذكر يقال في أذكار المساء ثلاث مرات.
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[02 - 07 - 07, 07:02 م]ـ
أخي الكريم بارك الله فيك لا شيء في الحديث يدل على أنه خاص بالسفر
ـ[أبويونس]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:51 م]ـ
بارك الله فيكم على أجوبتكم؛ إخوتي الكرام من عنده مزيد من الفائدة فليفدنا؛
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 05:15 م]ـ
" من نزل منزلا فقال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم يضره شيء حتى يرحل من منزله ذلك ". رواه مسلم
فهذا يدل على أنه يقال إذا نزل أحدنا منزلا
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله ما لقيت من عقرب لدغتني البارحة قال: " أما لو قلت حين أمسيت: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق لم تضرك ". رواه مسلم
وهذا يدل على أنه من أذكار المساء أيضا
وهنالك أحاديث صحيحة عند الترمذي تدل على أنه من أذكار الصباح والمساء وأنه يشرع تكراره ثلاثا(80/306)
لماذا يرى الحمار الشياطين ويرى الديك الملائكة؟!
ـ[أبو عبدالله الشرقي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 04:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،، وبعد
فلقد انتشر في منتديات كثيرة على الشبكة هذا الموضوع، ولم أعرف مصدر هذا الخبر أو تعليق لأحد المشايخ الفضلاء حول صحة ما ذُكر، مع أني مرتاب من كثرة المواضيع التي تُنشر دون الرجوع لأهل العلم.
وإليكم الموضوع وقد قمت بنقله لكم للنقاش حول ما ذُكر وطُرح بين ثناياه:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
لماذا يرى الحمار الشياطين ويرى الديك الملائكة؟
حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
الذي يقول فيه:
(إذا سمعتم أصوات الديكة فسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا)
كم سمعنا هذا الحديث ... ولم نقف عنده ....
و لم نتوقع أنه يحمل في طياته اكتشافا علميا. . أبهر العالم عند اكتشافه ..
سأترككم مع تحليل ذاك العالم الطبيب ... المسلم ..
ومن هذا الحديث يتضح لنا.
أن قدره الجهاز البصري للإنسان محدودة.
وتختلف عن القدرة البصرية للحمير. .
والتي بدورها تختلف في قدرتها عن القدرة البصرية للديكه ...
وبالتالي فإن قدره البصر لدى الانسان محدود لا ترى ما تحت الاشعه الحمراء ..
ولا ما فوق الاشعه البنفسجية ..
لكن قدره الديكه والحمير تتعدى ذلك. .
والسؤال هنا.
كيف يرى الحمار والديك الجن والملائكة؟
أن الحمير ترى الأشعة الحمراء والشيطان وهو من الجان خلق من نار أي من الاشعه تحت لحمراء.
لذلك ترى الحمير الجن ولا ترى الملائكة. .
أما الديكة فترى الأشعة البنفسجية والملائكة مخلوقة من نور أي من الأشعة البنفسجية. .
لذلك تراها الديكة.
وهذا يفسر لنا لماذا تهرب الشياطين عند ذكر الله؟
والسبب هو لأن الملائكة تحضر إلى المكان الذي يذكر فيه الله فتهرب الشياطين ..
لماذا تهرب الشياطين عند وجود الملائكة؟
الجواب لأن الشياطين تتضرر من رؤية نور الملائكة .....
بمعنى أخر.
إذا إجتمعت الأشعة الفوق بنفسجية والأشعة
الحمراء في مكان ...
فإن الأشعة الحمراء تتلاشى ...
سبحان الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
أنتظر تعليقاتكم، والله يحفظكم ويرعاكم
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[02 - 07 - 07, 04:25 م]ـ
الجواب [الشيخ عبد الرحمن السحيم]
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
وبارك الله فيك
هذا الموضوع مثل كثير من الموضوعات التي يُتحدّث فيها عن بعض جوانب ما يَدّعيه بعضهم أنه إعجاز علمي تجريبي، وهو يتضمّن تكلّفاً وتعسّفاً وتفسيرات غريبة لِنصوص الوحيين (الكتاب والسنة).
وهذا المقال تضمّن رَجماً بالغيب، فمن الذي أخبرهم أن الملائكة خُلِقت من الأشعة البنفسجية؟!
ومن الذي أخبرهم بأن الشياطين خُلِقت من أشعة حمراء أيضا؟!
نعم، النبي صلى الله عليه وسلم اخبرنا أن الملائكة خُلِقَتْ من نور، كما في قوله عليه الصلاة والسلام: خُلقت الملائكة من نور، وخلق الجان من مارج من نار، وخلق آدم مما وُصِف لكم. رواه مسلم.
وتجاوز ذلك يُعَدّ رَجماً بالغيب، ويُخشى على المتخوّض فيه أن يَهلك أو أن يزيغ.
هذا من جهة.
ومن جهة ثانية فإنه يُزعم في هذا المقال أنه لا يُمكن رؤية الملائكة، وهذا غير صحيح.
فقد ثبت عن غير واحد من الصحابة رؤية الملائكة ومصافحتهم، وأثبت النبي صلى الله عليه وسلم إمكانية رؤية الملائكة، أي أنها ليست مستحيلة على البصر العادي.
قال عليه الصلاة والسلام: والذي نفسي بيده إن لو تَدومون على ما تكونون عندي وفي الذِّكْر لصافحتكم الملائكة على فُرشكم وفي طُرقكم. رواه مسلم.
وفي الصحيحين أن أُسيد بن حضير بينما هو ليلة يقرأ في مربده إذ جَالَتْ فرسه، فقرأ ثم جَالَتْ أخرى فقرأ، ثم جَالَتْ أيضا. قال أُسيد: فخشيت أن تطأ يحيى فقمت إليها فإذا مثل الظُّلَّة فوق رأسي فيها أمثال السُّرُج عَرجت في الجو حتى ما أراها. قال: فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله بينما أنا البارحة من جوف الليل أقرأ في مربدي إذ جَالَتْ فرسي فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير. قال: فقرأت ثم جَالَتْ أيضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اقرأ ابن حضير. قال: فقرأت ثم جَالَتْ أيضا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم اقرأ ابن حضير. قال: فانْصَرَفَتْ، وكان يحيى قريبا منها خشيت أن تطأه فرأيت مثل الظُّلّة فيها أمثال السُّرُج عَرجت في الجو حتى ما أراها، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تلك الملائكة كانت تستمع لك، ولو قرأت لأصبحت يراها الناس ما تستتر منهم.
وقال عمران بن حصين: وقد كان يُسَلّم عليّ حتى اكتويت فتركت ثم تركت الكيّ فعاد. رواه مسلم.
فهذه أدلة صريحة صحيحة في رؤية الملائكة وإمكانية ذلك رؤية بَصَريّة.
وهذا يَرُدّ القول بأنها خُلِقتْ من أشعة لا يُمكن للبشر رؤيتها ..
وتخوّض الكاتب في قوله تعالى: (فَكَشَفْنَا عَنْكَ غِطَاءَكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ)، وهذا قد يَظنّه بعضهم أن المقصود به أن يكون البصر من (الحديد) وليس كذلك، بل هو من الْحِدّة، أي يكون البصر حادًّا.
قال البغوي: (فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ) نافذ تُبْصِر ما كنت تُنْكِر في الدنيا. اهـ.
وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية: أي قوي، لأن كل أحد يوم القيامة يكون مستبصرا حتى الكفار في الدنيا يكونون يوم القيامة على الاستقامة، لكن لا ينفعهم ذلك. اهـ.
فهذا يُبطِل ويَرُدّ ما يُدعى في هذا المقال.
والله تعالى أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/307)
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[02 - 07 - 07, 05:02 م]ـ
الموضوع فيه باطل وتخريفات كثيرة، بيانها باختصار شديد داخل الاقتباس باللون الأحمر
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام روحمة الله
،، وبعد
فلقد انتشر في منتديات كثيرة على الشبكة هذا الموضوع، ولم أعرف مصدر هذا الخبر أو تعليق لأحد المشايخ الفضلاء حول صحة ما ذُكر، مع أني مرتاب من كثرة المواضيع التي تُنشر دون الرجوع لأهل العلم.
وإليكم الموضوع وقد قمت بنقله لكم للنقاش حول ما ذُكر وطُرح بين ثناياه:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
لماذا يرى الحمار الشياطين ويرى الديك الملائكة؟
حديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم
الذي يقول فيه:
(إذا سمعتم أصوات الديكة فسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكا وإذا سمعتم نهيق الحمير فتعوذوا بالله من الشيطان فإنها رأت شيطانا)
كم سمعنا هذا الحديث ... ولم نقف عنده ....
و لم نتوقع أنه يحمل في طياته اكتشافا علميا. . أبهر العالم عند اكتشافه ..
كعادة المواضيع المشابهة، مبالغات مخترعة ومجازفات وكلام إنشائي لا فائدة منه!
سأترككم مع تحليل ذاك العالم الطبيب ... المسلم ..
ومن هذا الحديث يتضح لنا.
أن قدره الجهاز البصري للإنسان محدودة.
وتختلف عن القدرة البصرية للحمير. .
والتي بدورها تختلف في قدرتها عن القدرة البصرية للديكه ...
وبالتالي فإن قدره البصر لدى الانسان محدود لا ترى ما تحت الاشعه الحمراء ..
ولا ما فوق الاشعه البنفسجية ..
لكن قدره الديكه والحمير تتعدى ذلك. .
والسؤال هنا.
كيف يرى الحمار والديك الجن والملائكة؟
أن الحمير ترى الأشعة الحمراء والشيطان وهو من الجان خلق من نار أي من الاشعه تحت لحمراء.
لذلك ترى الحمير الجن ولا ترى الملائكة. .
مَنْ قال إن النار هي آشعة تحت حمراء؟
كيف يُزعم أن قائل هذا الكلام عالم طبيب؟!!
أما الديكة فترى الأشعة البنفسجية والملائكة مخلوقة من نور أي من الأشعة البنفسجية. .
لذلك تراها الديكة.
ومَنْ قال أيضًا إن النور هو آشعة تحت بنفسجية؟!
سبحان الله ما أجهل الكاتب!
وهذا يفسر لنا لماذا تهرب الشياطين عند ذكر الله؟
والسبب هو لأن الملائكة تحضر إلى المكان الذي يذكر فيه الله فتهرب الشياطين ..
لماذا تهرب الشياطين عند وجود الملائكة؟
الجواب لأن الشياطين تتضرر من رؤية نور الملائكة .....
بمعنى أخر.
إذا إجتمعت الأشعة الفوق بنفسجية والأشعة
الحمراء في مكان ...
فإن الأشعة الحمراء تتلاشى ...
سبحان الله
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
أنتظر تعليقاتكم، والله يحفظكم ويرعاكم
هذا الموضوع يدخل في الموضوعات التي تنتشر انتشار النار في الهشيم بين المنتديات العربية، وغالبها لا أساس له من الصحة، بل يكون مكذوبًا كله، ويكون مؤلَّفًا مخترعًا من قِبِل بعض الجهال المسلمين الذين يريدون نصرة الدين بالكلام العاطفي، أو ربما يكون مؤلفها ملحدًا أصلاً أو عدوًا للدين ليُثبت بلاهة المسلمين في تصديق أي كلام! وقيل لي إن بعض هذه الرسائل ألّفها يهودي! والله تعالى أعلم بالحال
من أمثلة الرسائل المماثلة: رسالة اكتشاف قطرة عين من سورة يوسف! هذه منتشرة انتشارًا عظيمًا! وهي إحدى تخريفات ذلك المدعو عبد الباسط محمد هداه الله وأراحنا منه ومن تخريفه
وانتشار هذه المواضيع الساذجة المليئة بالأخطاء العلمية والمبالغات السمجة: يسيء والله إلى الإسلام، ولا نفع فيها إطلاقًا، والله المستعان
ـ[أبو عبدالله الشرقي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 02:35 ص]ـ
الإخوة الفضلاء / خالد البحريني وأسامة عباس
جزاكم الله خير الجزاء على التوضيح المبارك، وأسأل الله أن يرزقنا جميعًا البصيرة في دينه ..(80/308)
ماحكم الصفير؟
ـ[نسرين سعيد]ــــــــ[02 - 07 - 07, 06:34 م]ـ
هل ورد شىء فى النهى عن الصفير؟ وهل صحيح انه يجلب الشياطين والافاعى؟؟
هل هناك فرق بين التصفير بالفم واستخدام الصافرة؟
وهل يمكن استخدام الصافرة لايقاظ النائمين مثلا؟؟
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 07:22 م]ـ
استدل بعض الفقهاء رحمهم الله بالاّية الخامسة والثلاثين من سورة الأنفال: " وما كان صلاتهم عند البيت إلا مكاء وتصدية " على النهي عن الصفير، لكن الذي يظهر أن الاستدلال ليس في محله؛ لأنها نزلت في الكفار الذين كانوا يطوفون بالبيت وهم مصفرون مصفقون؛ ليخلطوا على النبي صلى الله عليه وسلم صلاته، فمن كان يصفر على وجه العبادة كما يفعله بعض ضلال الصوفية فالاّية تشمله، كما قال شيخ الإسلام رحمه الله: " قَالَ السَّلَفُ: الْمُكَاءُ الصَّفِيرُ. وَالتَّصْدِيَةُ التَّصْفِيقُ بِالْيَدِ فَكَانَ الْمُشْرِكُونَ يَجْتَمِعُونَ فِي الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ يُصَفِّقُونَ وَيُصَوِّتُونَ يَتَّخِذُونَ ذَلِكَ عِبَادَةً وَصَلَاةً فَذَمَّهُمْ اللَّهُ عَلَى ذَلِكَ وَجَعَلَ ذَلِكَ مِنْ الْبَاطِلِ الَّذِي نَهَى عَنْهُ. فَمَنْ اتَّخَذَ نَظِيرَ هَذَا السَّمَاعِ عِبَادَةً وَقُرْبَةً يَتَقَرَّبُ بِهَا إلَى اللَّهِ فَقَدْ ضَاهَى هَؤُلَاءِ فِي بَعْضِ أُمُورِهِمْ وَكَذَلِكَ لَمْ تَفْعَلْهُ الْقُرُونُ الثَّلَاثَةُ الَّتِي أَثْنَى عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَا فَعَلَهُ أَكَابِرُ الْمَشَايِخِ"
لكن قد يكره الصفير لأنه من خوارم المروءة، و لا يليق بأهل الفضل
*قال ابن مفلح رحمه الله في الاّداب الشرعية: " قَالَ الْقَاضِي أَبُو يَعْلَى رَحِمَهُ اللَّهُ: إذَا مَشَيْت فَلَا تَلْتَفِتْ فَإِنَّهُ يُنْسَبُ فَاعِلُ ذَلِكَ إلَى الْحُمْقِ قَالَ الشَّيْخُ عَبْدُ الْقَادِرِ رَحِمَهُ اللَّهُ يُكْرَهُ الصَّفِيرُ وَالتَّصْفِيقُ."(80/309)
ماحكم عمل المرأة
ـ[الحادرة]ــــــــ[02 - 07 - 07, 07:02 م]ـ
السلام عليكم:
ما حكم عمل المرأة المتزوجة في قطاع التربية والتعليم خاصة إذا كان زوجها يعمل في قطاع التربية والتعليم أو إمام مسجد مع العلم أن المدخول الفردي يسد حاجياتهما
وما هي الشروط لتتمكن المرأة من الخروج للعمل دون محرم؟
ارجو إفادتي بالجواب الشافي رحمكم الله.
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[02 - 07 - 07, 07:08 م]ـ
لعلك في هذا الرابط تجديني ما تريدين من فتاوى:
http://www.almhml.com/ftawa/show.php?id=196(80/310)
ماحكم عمل المرأة
ـ[الحادرة]ــــــــ[02 - 07 - 07, 07:15 م]ـ
السلام عليكم:
ما حكم عمل المرأة المتزوجة في قطاع التربية والتعليم خاصة إذا كان زوجها يعمل في قطاع التربية والتعليم أو إمام مسجد مع العلم أن المدخول الفردي يسد حاجياتهما
وما هي الشروط لتتمكن المرأة من الخروج للعمل دون محرم؟
ارجو إفادتي بالجواب الشافي رحمكم الله.
ـ[توبة]ــــــــ[02 - 07 - 07, 07:23 م]ـ
أخي الكريم، إقرأ هذا الرابط فيه بعض ما يفيدك، في انتظار باقي مشاركات الإخوة و الشيوخ الأفاضل.
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t= (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=36089&highlight=%DA%E3%E1+%C7%E1%E3%D1%C3%C9+%D2%E6%CC%E 5%C7)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 07:27 م]ـ
عمل المرأة في مجال التعليم والطب للنساء من فروض الكفايات داخل المجتمع الإسلامي، فمن سيعلم بناتنا ويطبب نساءنا إن لم يكن هناك ثمة نساء مسلمات أمينات في هذين الحقلين؟؟
لكن بشرط أن يخلو العمل من المحاذير الشرعية وأن يكون بإذن الزوج، و لا يشترط المحرم إلا في السفر، أما في غيره فلا يشترط إلا عند خوف الفتنة فقط.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[02 - 07 - 07, 08:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عمل المرأة في مجال التعليم والطب للنساء من فروض الكفايات داخل المجتمع الإسلامي، فمن سيعلم بناتنا ويطبب نساءنا إن لم يكن هناك ثمة نساء مسلمات أمينات في هذين الحقلين؟؟
لكن بشرط أن يخلو العمل من المحاذير الشرعية وأن يكون بإذن الزوج، و لا يشترط المحرم إلا في السفر، أما في غيره فلا يشترط إلا عند خوف الفتنة فقط.
وإذا كانت المرأة أم أطفال، ماذا عنهم، هل تتركهم مع الخادمة، أم مع أمها المسنة؟؟!!
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[02 - 07 - 07, 10:36 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
وإذا كانت المرأة أم أطفال، ماذا عنهم، هل تتركهم مع الخادمة، أم مع أمها المسنة؟؟!!
الأمر راجع إلى المصالح والمفاسد، فينظر الزوجان في الأصلح لحالهما
مع مراعاة حال المعلمة أو الطبيبة
فإن كانت من المتدينات المربيات
فإن الأمر يتوجب في حقها أكثر من غيرها
وفق الله الجميع لرضاه
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[03 - 07 - 07, 09:40 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأمر راجع إلى المصالح والمفاسد، فينظر الزوجان في الأصلح لحالهما
مع مراعاة حال المعلمة أو الطبيبة
فإن كانت من المتدينات المربيات
فإن الأمر يتوجب في حقها أكثر من غيرها
وفق الله الجميع لرضاه
أنا طالب علم، وأريد أن أسأل، هل ينظر الوالدين " للأصلح لحاهما " من دون الإلتفات لمصالح الأولاد؟
وهنا خطر على بالي أمر: تعيش في بيتنا أرنب، ومع أن الخادمات متواجدات، إلا أننا نحممها بأنفسنا خشية أن يدخل الماء في أذنها، لأن إهمال الخادمات معروف للجميع.
والله أعلم وأحكم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 10:36 ص]ـ
أخي الفاضل أبا الأشبال
هناك فرق بين التأصيل وبين التعيين، والخلط بينهما خطأ، فقد يكون الأصلح لامرأة أن لا تعمل من أجل ظروف معينة لأولادها أو زوجها ...... إلخ
لكن مثلا هناك نساء لم يتزوجن بعد، أو لم يرزقهن الله بالأولاد، أو قد كبرت سن أولادهن .... إلخ، فعندما شلركت في المشاركة الأولى قصدت تأصيل القضية لا تعيين حادثة معينة، فالأخت بارك اله فيها كانت تتحدث عن شيء عام ليس معينا.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[03 - 07 - 07, 11:58 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الكريم: محمد العبادي. ألم أقل اني طالب علم هدانا الله وإياك إلى خير ما يحبه ويرضاه.
ـ[أبو الأشبال عبدالجبار]ــــــــ[03 - 07 - 07, 08:03 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
إمرأه قالت:
مات زوجي وأنا في الثلاثين من عمري وعندي منه خمسة أطفال بنين وبنات
فأظلمت الدنيا في عيني وبكيت حتى خفت على بصري وندبت حظي ويئست
وطوقني الهم فأبنائي صغار وليس لنا دخل يكفينا وكنت أصرف باقتصاد من
بقايا مال قليل تركه لنا أبونا, وبينما أنا في غرفتي
فتحت المذياع على إذاعة القران الكريم
وإذا بشيخ يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"من أكثر من الإستغفار جعل الله له من كل هم فرجا و
من كل ضيق مخرجا"
فأكثرت بعدها الإستغفار وأمرت أبنائي بذلك
وما مر بنا والله سته اشهر حتى جاء تخطيط مشروع
على أملاك لنا قديمه فعوضت فيها بملايين
وصار أبني الأول على طلاب منطقته
وحفظ القران كاملاً
وصار محل عناية الناس ورعايتهم
وأمتلأ بيتنا خيراً وصرنا في عيشه هنيئه
وأصلح الله لي كل أبنائي وبناتي
وذهب عني الهم والحزن والغم
وصرت أسعد أمرأه.
** منقول للشيخ عائض القرني**(80/311)
ماذا يُقصد بقولهم على طريقة الفقهاء.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 09:10 م]ـ
إخواني في الله:
أسمع بين الفينة والأخرى عندما يُذكر رأي لأحد الفقهاء في تصحيح حديث أو تحسينه أو تضعيفه من يقول هذا على طريقة الفقهاء، سؤالي هو:
1)) ماتاريخ هذه العبارة (يعني من أطلقها من الأئمة المتقدمين)؟
2) ماالفائدة منها.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 07, 12:39 ص]ـ
سلك المحدثون منهجا منضبطا وفق قواعد دقيقة في الحكم على الأحاديث فلا يقبل جمهورهم المرسل مثلا ولا يقبل الحديث إذا تعددت طرقه مع ضعف شديد
وكذلك اهتموا ببيان مخرج الحديث والكلام على رواته من ضعف وتوثيق ومن ضبط لألفاظه إلى غير ذلك
وخالف هذا المنهج طريقة الفقهاء في الاقتصار في الغالب على الحديث كشاهد من غير بيان لمخرجه أو لصحته أو ضعفه أو الاهتمام بضبط الحديث فلم يعتنوا بضبط التخريج وتمييز الصحيح من غيره فوقعوا في الجزم بنسبة أحاديث كثيرة إلى النبي وفرعوا عليها كثيرا من الأحكام مع ضعفها بل ربما دخل عليهم الموضوع.
فيض القدير (1|17)
قال ابن حجر:قال القاضي " قول أحمد " " ضعيف " أي على طريقة أصحاب الحديث لأنهم يضعفون بما لا يوجب تضعيفه عند الفقهاء كالإرسال والتدليس والتفرد بزيادة في حديث
النكت (2|316)
والله أعلم
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 12:52 ص]ـ
جزاك الله خيراأخي.
ولكن هل معنى هذا أن الفقهاء رحمهم الله سلكوا في التعامل مع الأحاديث غير مسلك المحدثين جميعهم، أم لهم في ذلك سلف.
مثال: زيادة الثقة يقبلها بعض الفقهاء مطلقاً، فهل نقول هذا على غير مسلك المحدثين مع أن لمن يقبل الزيادة سلف من المحدثين.
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 07, 06:02 ص]ـ
الظاهر أن ذلك في الغالب كان منهجهم ولا يعني ذلك أن منهم من اتبع طريقة المحدثين
والله أعلم
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 11:47 م]ـ
أحسن الله إليكم.(80/312)
كلام لشيخنا الألباني في "التبرك ببول النبي صلى الله عليه وسلم "! يحتاج لتأمل
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 10:08 م]ـ
قال شيخنا رحمه الله رادا على البوطي - في التفريق بين التوسل والتبرك -:
ويتبدى هذا الفرق في أمرين:
أولهما: أن التبرك يرجى به شيء من الخير الدنيوي فحسب، بخلاف التوسل الذي يرجى به أي شيء من الخير الدنيوي والأخروي.
ثانيهما: أن التبرك هو التماس الخير العاجل كما سبق بيانه، بخلاف التوسل الذي هو مصاحب للدعاء ولا يستعمل إلا معه.
وبياناً لذلك نقول: يشرع للمسلم أن يتوسل في دعائه باسم من أسماء الله تبارك وتعالى الحسنى مثلاً، ويطلب بها تحقيق ما شاء من قضاء حاجة دنيوية كالتوسعة في الرزق، أو أخروية كالنجاة من النار، فيقول مثلاً: اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بأنك أنت الله الأحد، الصمد، أن تشفيني أو تدخلني الجنة ... ، ولا أحد يستطيع أن ينكر عليه شيئاً من ذلك، بينما لا يجوز لهذا المسلم أن يفعل ذلك حينما يتبرك بأثر من آثاره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فهو لا يستطيع ولا يجوز له أن يقول مثلاً: (اللهم إني أسألك وأتوسل إليك بثوب نبيك أو بصاقه أو بوله أن تغفر لي وترحمني .. ومن يفعل ذلك فإنه يعرّض نفسه من غير ريب ليشك الناس في عقله وفهمه فضلاً عن عقيدته ودينه. وظاهر كلام الدكتور أنه يجيز هذا التوسل العجيب، ويعده هو والتبرك بأثر من آثار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - شيئاً واحداً، وهو بهذا يخلط خلطاً قبيحاً، ومع ذلك لا يخجل من اتهام السلفيين بأنهم يخلطون خلطاً عجيباً لا مسوغ له، فقد علم القراء من الذين يخلط ويخبط خبط عشواء.
إن هذا ليذكرنا حقاً بالمثل العربي القائل: رمتني بدائها وانسلّت. وصدق النبي الكريم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - حيث يقول: (إن مما أدرك الناس من كلام النبوة الأولى: إذا لم تسنح فاصنع ما شئت).
انتهى من " التوسل "
ألا ترون اقتران البول مع الثوب والبصاق وكلها يجمعها أمر واحد وهي أنها من آثاره - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -؟!!
وهو كأنه يقول هذا لا يتوسل به وإن كان به يُتبرك!
وقد قال بعد أسطر:
وبعد إثبات الفرق بين التوسل والتبرك نعلم أن آثار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لا يتوسل بها إلى الله تعالى وإنما يتبرك بها فحسب، أي يرجى بحيازتها حصول بعض الخير الدنيوي كما سبق بيانه.
انتهى
وأقوى من ذلك قوله - بعدها -:
إننا نرى أن التوسل بآثار النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - غير مشروع البتة، وأن من الافتراء على الصحابة رضوان الله عليهم الادعاء بأنهم كانوا يتوسلون بتلك الآثار، ومن ادعى خلاف رأينا فعليه الدليل، بأن يثبت أن الصحابة كانوا يقولون في دعائهم مثلاً: اللهم ببصاق نبيك اشفِ مرضانا، أو: اللهم ببول نبيك أو غائطه اجرنا من النار!! إن أحداً من العقلاء لا يستسيغ رواية ذلك مجرد رواية فكيف باستعماله، وإذا كان الدكتور البوطي ما يزال في شك من ذلك، وإذا كان يرى جواز ذلك فعليه أن يثبته عملياً بأن يدعو من على منبره بمثل الدعوات السابقة، وإن لم يفعل - ولن يفعل إن شاء الله ما بقي فيه عقل، وفي قلبه ذرة من إيمان - فذلك دليل على أنه يقول بلسانه ما لا يعتقد في قلبه.
انتهى
أم أن فهمي للفظ خطأ؟
فإن كان خطأ: فللتنبيه عليه لئلا تستغل هذه العبارة للطعن في الشيخ رحمه الله
وإن كان صواباً: فليبين أن هذا من أوهام الشيخ وننبه الطابعين الشرفاء ليقوموا بحذفه
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 10:31 م]ـ
وهذا كلام أوضح:
قال رحمه الله:
هذا ولابد من الإشارة إلى أننا نؤمن بجواز التبرك بآثاره صلى الله عليه وسلم ولا ننكره خلافاً لما يوهمه صنيع خصومنا، ولكن لهذا التبرك شروطاً منها الإيمان الشرعي المقبول عند الله، فمن لم يكن مسلماً صادق الإسلام فلن يحقق الله له أي خير بتبركه هذا، كما يشترط للراغب في التبرك أن يكون حاصلاً على أثر من آثاره صلى الله عليه وسلم ويستعمله، ونحن نعلم أن آثاره صلى الله عليه وسلم من ثياب أو شعر أو فضلات قد فقدت، وليس بإمكان أحد إثبات وجود شيء منها على وجه القطع واليقين، وإذا كان الأمر كذلك فإن التبرك بهذه الآثار يصبح أمراً غير ذي موضوع في زماننا هذا.
انتهى
ـ[أحمد الشهاب]ــــــــ[03 - 07 - 07, 11:51 ص]ـ
يقول صاحب الموضوع:
وإن كان صواباً: فليبين أن هذا من أوهام الشيخ وننبه الطابعين الشرفاء ليقوموا بحذفه!!!!!!!!!!!!!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 03:32 م]ـ
دعك من الأمر الشخصي وعليك بالأمر العلمي
ونحن نعرف أن هناك من يقوم على طباعة كتب الشيخ من غير الموثوقين في دينهم سرقوا كتب الشيخ في حياته وبعد مماته، بل وبعضهم كتب مقدمة لكتاب ونسبها للشيخ!!!
فلا تفتح ملفات مغلقة عليك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/313)
ـ[أبو عبد الله المليباري]ــــــــ[03 - 07 - 07, 06:46 م]ـ
هل ثمة إشكال في كلام الشيخ؟.
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[03 - 07 - 07, 06:48 م]ـ
فهمت من الكلام أن هناك احتمال أن يكون الكلام المذكور سابقا مدسوس على الألباني
!!!
هل ما فهمته صحيح
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 07:15 م]ـ
ليس بمدسوس
والإشكال قائم
ومن العلماء من يرى طهارة فضلات النبي صلى الله عليه وسلم، لكني لا أظن أن شيخنا الألباني من القائلين بهذا
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[03 - 07 - 07, 08:19 م]ـ
فلماذا طالبت بحذفه مع أنه غير مدسوس
سامحني إذ خرجت عن أصل الموضوع
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 11:56 م]ـ
لا بأس
إن كان خطأ والشيخ لا يلتزمه فيحذف للمستقبل وحتى لا يتمسك به أهل الخرافات
ـ[المعلمي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 04:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أما بول النبي صلى الله عليه وسلم ودمه فقد ورد فيهما بعض الآثار وإن كنت لا أعلم صحتها ..
وأما غائطه فلا أعلم فيه شيئا، وإن قيس على البول والدم لم تبعد المقايسة بجامع النجاسة.(80/314)
حسبته من الشيعة .. فإذا هو من المالكية!! (ماذا كنت فاعلا لو كنت مكاني؟)
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[02 - 07 - 07, 11:43 م]ـ
توقفت لأصلي صلاة العصر في احدى المساجد التي تكون على الطرق السريعة , فإذا برجل كبير في السن يلبس البنطلون وحليق اللحية يريد الصلاة معي , فأقام الصلاة , وقال (قد قامت الصلاة) مرة واحدة! , فأشار بيديه أن صل أنت بي وكان على يساري , فمن باب احترام الكبير أشرت بيدي , ومعناه إما أن تصلي أنت وإما أن تأتي عن يميني حتى أصلي بك! ..
ومن المتعارف عليه أنه إذا قدم الملتزم غيره للصلاة فإن العامي يصر على إمامة الملتزم ولو كان من كان هذا العامي!! .. ولكن هنا كبر الرجل ليكون هو الإمام!!
كبرت وراءه , وانتظرته يضع يديه على صدره فلم يفعل!! .. هنا نسيت الخشوع والله المستعان!! لماذا لا يضع يديه! .. فكرت أنه شيعي!! أقطع الصلاة؟؟ انتظرته ... فركع! وركعت! .. حتى إذا قمت سحبني شخص ليصلي معنا , وأتى آخر , فخشيت أن يكون الإمام من الروافض فيتوهم باقي المصلين أنه أمر عادي فأنا الملتزم كنت أصلي معه!! فقوى هذا الشيء احتمال قطع الصلاة الذي كان من بداية الأمر!! ...
فقطعت الصلاة وقطعها خلفي مباشرة أحد المصلين وبقي الآخر مع صاحبنا بل وتقدم ليصف جنبه (الآخر أيضا من الملتزمين!)
!!
المهم أقمت جماعة ثانية!! ولكم أن تتصورا مدى بشاعة أن تقام جماعتان في وقت واحد!! ..
انتهينا من الصلاة وانتهى هذا الرجل من صلاته قبلنا , فخرجت فإذا هو ينتظرني!! سلّم فقال يا أخي أنا لست من الشيعة! أنا من المغرب العربي!! أنا مالكي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
شر البلية ما يضحك!! موقف طريف بالفعل! تعذرت منه وتأسفت عما بدر مني ولكن شرحت له الوضع وقلت له أعلم أن وضع اليدان على الصدر ليس بركن من أركان الصلاة بل ولا تبطل الصلاة بتركها حتى ولو عن تعمد! ..
لذلك ننصح الاخوان الذين يسدلون أيديهم في الصلاة أن يخالفوا الروافض الملاعين!! ..
وأنت إذا كنت مكاني ماذا كنت فاعلا؟؟؟؟؟؟؟
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[02 - 07 - 07, 11:59 م]ـ
ما أطرفها من قصة
لعلى كنت سأكمل صلاتي و لا أعتد بها صلاة و كنت سأعيد لعد الإنتهاء من الصلاة
ـ[عبيدالله بن عبدالكريم]ــــــــ[03 - 07 - 07, 12:25 ص]ـ
حتى الامام مالك رحمة الله كان يضع يديه على صدره حسب ماسمعت او قرات الا في اخر حياته بسبب ضرب من احد الولاة او عن مرض بهما لا اذكر
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 12:27 ص]ـ
هؤلاء يتكلمون عن الإمام مالك رحمه الله و لا يعلمون شيئا عنه.
فلا حول و لا قوة إلا بالله.
ـ[أنس زيدان]ــــــــ[03 - 07 - 07, 01:10 ص]ـ
انتهينا من الصلاة وانتهى هذا الرجل من صلاته قبلنا , فخرجت فإذا هو ينتظرني!! سلّم فقال يا أخي أنا لست من الشيعة! أنا من المغرب العربي!! أنا مالكي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
وأنت إذا كنت مكاني ماذا كنت فاعلا؟؟؟؟؟؟؟
نسأل الله أن يغفر لنا ولك .. يا أخي في الغالب لا يصلي الرافضي معك إلا إذا كان يتقي .. فهم لا يصلون جماعة بين بعضهم إلا خلف المعمم منهم. فكيف سيصلي الشيعي وراءك؟
لاحظت من خلال مشاهدتي لهم أنهم يتجنبون الحديث مع السنة في المساجد أو المصليات حتى لا يعرض السني عليهم الصلاة. وإذا صلى أحدهم، ستجد رفيقه يصطف بجانبه ويصلي لوحده، حتى يوصل للسني الرسالة .. بأنه شيعي
ـ[خالد البحريني]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:06 ص]ـ
يظهر أنك صليت معه على سجاد المسجد، وهذا لايمكن أن يصدر من رافضي، فالسجود عندهم لابد أن يكون على الأرض أو ما يخرج منها غير مأكول ولا ملبوس.
فلابد أن يضع أمامه قرص التربة، أو قطعة من المناديل الورقية والله المستعان.
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[03 - 07 - 07, 09:18 ص]ـ
كما قال الأخ خالد البحريني
سبب الإرتباك الحاصل هو عدم العلم بكيفية صلاة الرافضة
وإليكم بعض الامور الهامة
1 - لابد ان يسجد على حجر (يسمونه تربة) أو كلينكس (منديل ورقي) أو يضع ظهر كفه
2 - يجهر ب (بسم الله الرحمن الرحيم) في كل قيام (صلاة خافته او جهرية)
3 - لايطلب صلاة جماعة ولكنه لا يمناع ابدا ان يكون إماما لجماعة سنية
4 - لا يوجد تسليم في صلاتهم (ينهون الصلاة بالضرب على الفخذ)
5 - عند القيام من الركعة الثانية يرفعون ايديهم بالدعاء
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[03 - 07 - 07, 03:12 م]ـ
استعجلتَ أخي الوائلي
ألم يكن يرفع يده بالتكبير للإحرام؟
ألم يكن يؤدي الصلاة على نحو صلاتنا؟
لا سيما أنه قد أقام الصلاة، ولعلك تعلم عن حديث إيتار الإقامة وكلام العلماء في شرح هذه العبارة.
(أضحك الله سنك).
ـ[محمد البيلى]ــــــــ[03 - 07 - 07, 03:30 م]ـ
عفوا أيها الإخوة، إذا كان هذا الرجل شيعى، و لكنه لم يترك شرطا ولا ركنا ولا واجبا، يعنى لم يأت بما يبطل الصلاة؟ أفيجوز أن أقطع صلاتى خلفه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/315)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[03 - 07 - 07, 03:38 م]ـ
هذه -أخي محمد- مسألة تكلم فيها العلماء
فمن حكمنا بكفره منهم لم تصح الصلاة خلفه.
والرافضة مختلف فيهم .. فمن العلماء من كفرهم، ومنهم من فرّق بين عامتهم المقلِّدين وبين أئمتهم وعلمائهم.
كما يجب التفريق بين من خالف أصلاً من أصول الدين المقطوع بها وبين ما كان على خلاف ذلك. والله أعلم.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 08:46 م]ـ
بارك الله فيكم وكل أدلى دلوه!! .. عموما أنا لم أكتب هذا الموضوع لبحث الخلافات .. !!
ولم أكن جاهلا بصلاة الروافض لعنهم الله!! ...
والحبيب التواب!! اشتقنا لك يا رجل ... أسأل الله أن يحفظك ..
نعم ولكن التقية أيضا في الصلاة عند الروافض!! ...
وليت شعري كيف سيكون حالكم لو كنتم مكاني!! .. لننظر ما حال الخشوع!! خصوصا أنه ليس مسجد حارة أو منطقة بل على الخط السريع أي احتمال وارد أن يكون رافضيا .. !!
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[16 - 07 - 07, 03:37 ص]ـ
على ذكر المغرب العربي ياأخوة حدثني احد الاخوة الجزائريين أنه كان معه والده في الحج. ولا اعلم في اي منطقة واظنها المدينة قال الاخ لابيه هنا قبر الامام مالك رحمه الله فاستغرب الاب قائلاً الامام مالك وهل الامام مالك سعودي وليس جزائري!!!!!!!!!!!!!
ـ[عادل المامون]ــــــــ[16 - 07 - 07, 01:30 م]ـ
اسمعوا العجيب يااخوة في صلاة الشيعة البول والضراط عندهم لا يبطل الصلاة وهذا ان كان يدل علي ان الصلاة لا قدر لها عندهم اما اذا وقف امام احد قبور الائمة فيقفون كوقفة حساب
(1480) 12 عنه عن الحسن بن علي عن عبدالله بن المغيرة عن الحسن ابن موسى الخشاب عن علي بن اسباط عن ابن أبي ليلى عن زرارة قال قلت لابي عبدالله عليه السلام: ان قلنسوتي وقعت في بول فأخذتها فوضعتها على رأسي ثم صليت فقال: لا بأس
المصدر: تهذيب الاحكام في شرح المقنعة للشيخ المفيد رضوان الله عليه
تأليف شيخ الطائفة ابى جعفر محمد بن الحسن الطوسى (قدر)
المتوفى 460 ه*
الجزء الثاني - باب ما يجوز الصلاة فيه من اللباس والمكان وما لا يجوز
- ص [356]- ص [380]
--------------------------------------------------------------------------------
الطوسي عن سعد بن عبد الله عن محمد بن يحى عن موسى بن عمر بن يزيد عن ان سنان عن أبي سعيد القماط قال سمعت رجلاً يسأل أبا عبد الله عليه السلام عن رجل وجد غمزاً في بطنه أو أذى أو عصراً من البول وهو في الصلاة المكتوبة في الركعة الأولى أو الثانية أو الثالثة أو الرابعة قال: فقال إذا أصاب شيئاً من ذلك فلا بأس بأن يخرج لحاجته تلك فيتوضأ ثم ينصرف إلى مصلاه الذي كان يصلي فيه فيبني على صلاته من الموضع الذي خرج منه لحاجته ما لم ينقص الصلاة بكلام قال قلت وإن التفت يميناً أو شمالاً أو ولى عن القبلة؟ قال نعم كل ذلك واسع إنما هو بمنزلة رجل سها فانصرف في ركعة أو ركتعين أو ثلاث من المكتوبة فإنما عليه أن يبني على صلاته ثم ذكر سهو النبي صلى الله عليه وآله وسلم.
التهذيب 2: 355 | 1468
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[16 - 07 - 07, 09:39 م]ـ
وأنا كذلك أخي عبدالله في شوق إليك وإلى كل الأحبة في المنتدى.
أكرمك الله وسددك ... وسائر القراء الكرام.
ـ[عصام البشير]ــــــــ[05 - 08 - 07, 09:46 م]ـ
الحمد لله
أخي الوائلي - وفقك الله لمرضاته -:
كان ينبغي أن تقدم للرجل شيئا من لحم الأرنب لترى صنيعه (ابتسامة).
وخذ هذه الطرفة من رحلة ابن بطوطة (2/ 210):
( .. لما دخلنا هذه المدينة (1) رآنا أهلها ونحن نصلي مسبلي أيدينا، وهم حنفية لا يعرفون مذهب مالك، ولا كيفية صلاته، والمختار من مذهبه هو إسبال اليدين (2)، وكان بعضهم يرى الروافض بالحجاز والعراق يصلون مسبلي أيديهم، فاتهمونا بمذهبهم وسألونا عن ذلك فأخبرناهم أننا على مذهب مالك، فلم يقنعوا بذلك منا، واستقرت التهمة في نفوسهم حتى بعث إلينا نائب السلطان بأرنب وأوصى بعضَ خدامه أن يلازمنا حتى يرى ما نفعله به فذبحناه وأكلناه، وانصرف الخديم إليه وأعلمه بذلك فحينئذ زالت عنا التهمة، وبعثوا لنا بالضيافة، والروافض لا يأكلون الأرنب (3)).
---------------
1 - أي: مدينة صنوب بآسيا الصغرى.
2 - هذا الذي استقر عليه المذهب عند المتأخرين، والصواب خلافه كما هو معلوم.
3 - الأرنب حلال عند جماهير العلماء، وجاءت كراهتها عن بعض السلف رضوان الله عليهم. ويدل على الجواز حديث أنس في الصحيحين. ومذهب الإمامية التحريم. والله أعلم.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 10:01 م]ـ
أضحك الله سنك أخي العزيز عصام .. وشرفتنا بمرورك الكريم
فائدة جديدة أن الروافض لا يأكلون الأرانب!! ..
ـ[صخر]ــــــــ[05 - 08 - 07, 10:40 م]ـ
والمالكية كرهوا أكل الأرنب ..... استقبحوها لأنها تحيض ..... (ابتسامة)
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[05 - 08 - 07, 11:09 م]ـ
جمهور المالكية على القبض، و من شاء المزيد يراجع كتاب الصوارم و الأسنة في الذب عن السنة للعلامة محمد بن أبي مدين المالكي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/316)
ـ[سعد أبو إسحاق]ــــــــ[09 - 08 - 07, 09:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عصام البشير]ــــــــ[11 - 08 - 07, 03:32 م]ـ
[ quote= صخر;646305] والمالكية كرهوا أكل الأرنب ..... استقبحوها لأنها تحيض ..... (ابتسامة) [/ quote
]
هذا التعليل مذكور عمن هم قبل المالكية، بل فيه حديث لا يصح.
قال ابن حجر في الفتح:
(وفي الحديث جواز أكل الأرنب. وهو قول العلماء كافة إلا ما جاء في كراهتها عن عبد الله بن عمر من الصحابة وعن عكرمة من التابعين وعن محمد ابن أبي ليلى من الفقهاء، واحتج بحديث خزيمة بن جزء " قلت يا رسول الله، ما تقول في الأرنب؟ قال لا آكله ولا أحرمه، قالت فإني آكل ما لا تحرمه. ولم يا رسول الله؟ قال نبئت أنها تدمى " وسنده ضعيف، ولو صح لم يكن فيه دلالة على الكراهة كما سيأتي تقريره في الباب الذي بعد، وله شاهد عن عبد الله بن عمرو بلفظ " جيء بها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلم يأكلها ولم ينه عنها " زعم أنها تحيض " أخرجه أبو داود، وله شاهد عن عمر عند إسحاق بن راهويه في مسنده، وحكى الرافعي عن أبي حنيفة أنه حرمها، وغلطه النووي في النقل عن أبي حنيفة).
أما مالك فقد نقل ابن وهب عنه أنه لا بأس بأكلها.
والله أعلم.
ـ[صخر]ــــــــ[11 - 08 - 07, 04:18 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا عصام
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[12 - 08 - 07, 11:17 م]ـ
اضحك الله سنك أخي عبدالله الوائلي موقف مضحك ومحرج ...
ـ[أبو عامر القصيمي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 02:08 م]ـ
لو استمر في صلاته لما حصلت له هذه الفوائد من الاخوة المشاركين
ـ[الطاعني]ــــــــ[13 - 08 - 07, 02:42 م]ـ
ولكن هل يجوز للمصلي أن يقطع صلاته لمجرد شك في أمر مختلف فيه?
مجرد تساؤل لصاحب الموضوع
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[13 - 08 - 07, 02:59 م]ـ
القصيميان: أبو مصعب - عامر .. بارك الله فيكم , وجزاكم الله خيرا , وبالفعل موقف لا يحسد عليه (ابتسامة) ...
الطاعني: حكيت لأحد المشايخ هذه القصة فضحك وقال ما عملته جائز ...(80/317)
وأطلب من الأخوان شرح كتابي: عمدة الأحكام وآداب المشي الى الصلاة للشيخ خالد الهويسين
ـ[العماري القرني]ــــــــ[03 - 07 - 07, 12:18 ص]ـ
السلام عليكم
هذه أول مشاركة لي بعد محاولات للتسجيل في هذا المنتدى المبارك فلله الحمد من قبل ومن بعد.
وأطلب من الأخوان شرح كتابي: عمدة الأحكام وآداب المشي الى الصلاة للشيخ خالد الهويسين حفظه الله وبارك في علمه وعمله آمين0
ـ[ابوسلطان]ــــــــ[08 - 07 - 07, 03:44 م]ـ
الاخ العماري اي شي تبيه ترى الاخ الضبيطي مايقصر ويعرف الشيخ زين(80/318)
ماذا تفعل من توفي زوجها وهي تؤدي مناسك الحج؟ تكمل أم ترجع؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:24 ص]ـ
سؤال:
رجل ذهب مع زوجته لأداء الحج وعند وصولهم مكة المكرمة توفي الزوج ماذا تفعل الزوجة، هل تكمل الحج وحدها؟ وكيف يكون حكم العدة هل تبدأ من وفاة زوجها أو عندما تعود إلى بلدها؟
الجواب:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أما بعد ..
فإجابة عن سؤالك نقول:
الذي نرى أن تكمل النسك الذي شرعت فيه ثم إذا فرغت ترجع إلى بلدها وتلزم بيتها وتكمل ما بقي من عدتها من الوفاة.
أخوكم /
خالد بن عبد الله المصلح
16/ 12/1426هـ
http://www.almosleh.com/almosleh/article_1076.shtml# توفي_زوجها_أثناء_الحج
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 10:25 م]ـ
الذي نرى أن تكمل النسك الذي شرعت فيه ثم إذا فرغت ترجع إلى بلدها وتلزم بيتها وتكمل ما بقي من عدتها من الوفاة.
تكمل النسك فقط؟
هل هذا يعني ان لا حج لها؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 11:54 م]ـ
تكمل النسك يعني: تكمل حجها
ـ[أبو عبدالله النجدي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 01:25 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
تعرض الإمام الشافعي لمثل هذه الواقعة، فيما إذا فقدت المرأة وليها في سفر، فولت أمرها رجلاً، فأجاب بقوله:" إذا ضاق الأمر اتسع ". فطارت قاعدةً فقهية.(80/319)
تعليق جميل لأبي غدة على حكاية وردت في كتاب لعلي القاري
ـ[أبو فراس الخزاعي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 05:13 ص]ـ
قال العلامة علي القاري في كتابه (شرح شرح النخبة):" حكي أن بعض العلماء صنف كتابا في ثلاثين سنة ثم هذبه أحد تلاميذه ورتبه في ثلاث سنين فصار أحسن فأراد به الاستحسان من أهل مجلس فعرض عليهم الكتابين فقال له بعض الظرفاء: إنما صنفت أنت هذا الكتاب في ثلاث وثلاثين سنة فلولا مصنفه لما بلغته "
علق الدكتور عبد الفتاح أبو غدة رحمه الله على ما سبق بقوله:
نعم وما أصدق هذا الكلام!
فحذار أن تتعالى على المتقدمين والسابقين فيما تكتب - ناسخا ماسخا مختلسا - مؤلفا وترى نفسك أنك أتيت بشيء فات الأوائل ولم تستطعه الأواخر فلا تنزل (نا) و (نحن) من لسانك وقلمك وذهنك فتصاب بمرض نون الجماعة كما هي حال من ترى من زعانف الفارغين وطحالب التافهين المتعالمين! من خاتمة كتاب (صفحات من صبر العلماء على شدائد العلم والتحصيل)(80/320)
كيف أحصل كحولا ليس مسكرا (غير أثيلي)،أستطيع به أن ينتشر الطيب؟؟
ـ[ابوعبدالرحيم]ــــــــ[03 - 07 - 07, 05:25 ص]ـ
لأن الطيب الزيتي (بالمكحلة) متعب قليلا، بعكس البخاخ، فعمليت البخ متيسرة، وقد بحثت في أسواق المملكة، عن كحول سامة وغير مسكرة (ليست أثيلي) ولم أجد شيئا؟
وثانيا: هل نسبة15 % من الكحول في الطيب تعتبر مؤثرة؟ أم غير مؤثرة
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[03 - 07 - 07, 08:45 ص]ـ
لا يوجد صعوبة في شراء كلا من المواد الخام سواء لصناعة العطور أو صناعة الصابون وذلك نظرا لكثرة تواجدها في أمكان عديدة تتمثل في محلات العطارة، ومنها:
محلات الأزهر للمواد الكيمائية والمنظفات، حي الأزهر، القاهرة.
آرا للصناعات الكيماوية والدوائية، المنطقة الصناعية الأولى مدينة نصر، الحي العاشر، ت/364446 (02).
شركان مورجان، ش صلاح سالم مدينة نصر، ت/ 6827213 (02).
شركة عرفة والزينى للكيماويات، 118 شارع الأندلس جاردن سيتى – سموحة، الإسكندرية، ت/42447075 (03).
برج العرب للكيماويات والصناعات الدوائية، 61 ش إسماعيل سرى عمارة المهندسين – سموحة، الاسكندرية، ت/ 4277177 (03).
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[03 - 07 - 07, 08:46 ص]ـ
لعل منهم من يعرف كيفية الحصول على طلبك داخل السعودية
ـ[ابوعبدالرحيم]ــــــــ[03 - 07 - 07, 02:10 م]ـ
أحسن الله إليك أخي عدو المشركين،،
ليتني أجد من يفيدني من السعودية، وأنا أبحث عن المذيب (كحول وليس اثيلي) الذي ينشر الطيب، وقد وجدت زيتا مذيبا، لكنه لاينشر (يبخ) الطيب، بل يضيفونه إلى الطيب الزيتي بحيث يلتصق به، ولا يتميز عنه.
ـ[عدو المشركين]ــــــــ[03 - 07 - 07, 02:59 م]ـ
الاخ ابوعبد الرحيم
اظن هذا النوع من الكحول يمكن الحصول عليه من الصيدليات
او لعلك تسأل المصانع التي تعمل بخاخات ملطف للجو (يكتبون ارقامهم وعناوينهم في الغالب على العبوات)
ـ[ابوعبدالرحيم]ــــــــ[03 - 07 - 07, 06:53 م]ـ
سوف أعمل بنصيحتك،
لكن قد يسأل سائل فيقول مالفائدة من الطلب؟؟
والجواب: أن من الإخوة من يتورع من استخدام الكحول مهما كانت نسبتها، ويعجبه رائحة طيبا (ما)؛لكن فيه نسبة كحول عالية، فباستطاعته أن يذهب بالطيب إلى بعض محلات العطور، التي تستطيع أن تنسخ (إن صح التعبير) مثله وتحاكيه،وبدون كحول، لكن المشكلة، هي أن المقِلد لابد أن يكون من الزيوت، فمن أجل ذلك، طلبت كحولا غير اثيلي، لأَستطيع الرش،بدلا من المكحلة المتعبة
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[19 - 07 - 08, 11:47 م]ـ
بارك الله فيك ابو عبد الرحيم
هل توصلت لشيء في هذا الأمر .. ؟
فقد بحثت عن بديل غير الزيوت فلم اجد!!
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[20 - 07 - 08, 11:07 ص]ـ
والجواب: أن من الإخوة من يتورع من استخدام الكحول مهما كانت نسبتها، ويعجبه رائحة طيبا (ما)؛لكن فيه نسبة كحول عالية، فباستطاعته أن يذهب بالطيب إلى بعض محلات العطور، التي تستطيع أن تنسخ (إن صح التعبير) مثله وتحاكيه،وبدون كحول، لكن المشكلة، هي أن المقِلد لابد أن يكون من الزيوت، فمن أجل ذلك، طلبت كحولا غير اثيلي، لأَستطيع الرش،بدلا من المكحلة المتعبة
لدي سؤال هل العطور تحتوي على كحول وهل ذلك حرام؟
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[20 - 07 - 08, 05:33 م]ـ
هناك (الميثانول) و هو كحول غير إيثيلي و غير مسكر يستخدم في العطور
ـ[ريحانة الإيمان]ــــــــ[20 - 07 - 08, 07:24 م]ـ
وكيف نفرق بين العطور التي تحتوي على ميثانول وايثانول؟
ـ[عمرو فهمي]ــــــــ[20 - 07 - 08, 07:35 م]ـ
من الصعب التفريق بينهما ظاهريا أو بالشم و لكن يلزم سؤال البائع أو قراءة مكونات العطر.
ـ[ابوعبدالرحيم]ــــــــ[20 - 07 - 08, 10:25 م]ـ
ابو زارع المدني
هل توصلت لشيء في هذا الأمر .. ؟
وفيك ..
وبالنسبة للسؤال، فجوابه:
بحثت كثيرا في المختبرات التي تهتم بصناعة الأدوية عن (الكحول ميثانول)، لأضيفه على العطور التي أشتريها بدون كحول أثيلي، لكن لم أحصلها أبدا،
فلذلك اقتصرت على العطور الخالية من الكحول، وجعلتها في علبة صغيرة ووضعت في رأسها (رولة) كما يسميها الباعة؛ لأنها تسهل عملية التطيب.
ـ[ابوعبدالرحيم]ــــــــ[20 - 07 - 08, 10:36 م]ـ
ريحانة الإيمان; لدي سؤال هل العطور تحتوي على كحول
والجواب: العطور التي ترش عطرا إذا ضغطت على أعلاها، فهذه تحتوي على كحول،والغالب في الفرنسية وغيرها أن الكحول فيها أثيلي،
وتستطيعي معرفة ذلك بقراءة العلبة، فهم يكتبون عليها بلغتهم، أثيلي،أو ميثانول
فمثلا شركة أجمل الإمارتية، تكتب أثيلي باللغة العربية.
وهل ذلك حرام؟
وجوابه: لو نظرتي ألى أول كلامي التي اقتبستيه، لرأتي كلمة الورع، وإن أردتي المزيد لمعرفة حكم ذلك، فقد بُحث في المنتدى كثيرا،
وزادكِ الله علما وحرصا
تنبيه: في الغالب أن الباعة لايصدقون في إلإخبار، إما لضعف أمانتهم، أو جهلهم بذلك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/321)
ـ[أبوخالد النجدي]ــــــــ[21 - 07 - 08, 04:08 م]ـ
أخي أبو عبدالرحيم أريد أن أسألك رعاك الله:
كيف نعرف بأن العطر لا يحتوي على كحول مسكر؟
ما العطور التي تستعملها؟ وكيف تحصل عليها؟
وفقك الله وبارك فيك.
ـ[ابوعبدالرحيم]ــــــــ[24 - 07 - 08, 10:37 م]ـ
في الغالب أخي الكريم أن العطور (غير الزيتية) تحتوي على مسكر (أثيلي) الذي يخامر العقل لكن يُنظر نسبة الاثيلي فيه ومقارنته بكلام العلماء؛ لأن الباعة قللوا من المسكر (الميثانول القاتل)، أو وزارة التجارة هي التي رأت ذلك،لاأعلم.
وأما العطور التي التي أستخدمها، فهي ابتداء من الورد الطائفي الأصلي (الخفيف) وليس الذي عند أكثر المحلات، الذي يأتي بالصداع،لأنه طبعا تقليد،وأسعاره متفاوته،والتولة الكبيرة التي تقل قيمتها عن ثمانمائة تقريبا لاأظنها أصلي، وهناك أسعار أغلى بكثير، وهناك عطور مثل الورد في تشكيلته، وليس رائحته،
وكذلك أخي الكريم: إذا أعجبك عطرا يحتوي على كحول ورأيت من الورع تركه، فاذهب به إلى الذين يصنعون العطور الزيتيّة، وهم يوجدون بكثرة في أسواق المعيقلية في الرياض، وقل أريد أن تصنعون لي مثله، ويكون بالمواصفات التي تريدها، وليس فيه كحول، وقبل أن تطلب أسألهم فقد يوجد عندهم.
ولعلمك أصحاب المحلات الزيتية الذين هم في المعيقلية أو غيرها، يبيعون جميع العطور الخارجية بلااستثناء، وبصناعتهم، لكن أحيانا تجد اختلاف يسيرا، وأحيانا مقاربة لها، وفي الغالب لاتحتوي على كحول (واسألهم للتأكد)(80/322)
أرجو الإفادة: حكم إستحالة النجاسة؟
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[03 - 07 - 07, 07:05 ص]ـ
ما هو حكم إستحالة النجاسة؟
اذا أزيلت النجاسة بالريح حتى زال حكمها و لا أثر للون و لا ريح و طعم فهل يطهر الثوب؟؟
و إذا وقعت نجاسة (بول مثلا) على ثوب ثم ازيلت النجاسة بالنفخ بالهواء (التنظيف الجاف)، حتى زال اللون و الريح و الطعم فهل يطهر الثوب؟
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[03 - 07 - 07, 08:01 ص]ـ
الحكم يدور مع علته وجودا وعدما
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 08:37 ص]ـ
ذهب جمهور العلماء إلى أن الماء يتعين في إزالة النجاسات، وأن النجاسة لا تزول بالاستحالة أو بالتغير، إ الخمر فإنها إن تخللت بنفسها (أي صارت خلا لوحدها دون أن يصنع أحد شيئا فيها) طهرت.
وذهب شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ومن وافقه إلى أن الماء لا يتعين في إزالة النجاسة، وأن النجاسة متى زالت بأي وسيلة أجزأ ذلك.
والله أعلم بالصواب.(80/323)
بفضل الله حصلت على البكالورويس في اللغة العربية ...
ـ[عبد الله الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 07, 01:25 م]ـ
السلام عليكم
بفضل من الله ومنة
أنا أخوكم
محمد الشامي الغزي
حصلت على
درجة البكالوريوس في اللغة العربية
بفضل من الله ومنة وعقبال كل أخ أن يمن الله عليه بالتخرج ..
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[03 - 07 - 07, 01:40 م]ـ
ماشاء الله
الف مبارك وإن شاء الله في خدمة الاسلام والمسلمين
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 01:40 م]ـ
مبارك عليك أخي الفاضل وادع لي فأنا أيضا قد أنهيت السنة الرابعة في اللغة العربية وأنتظر النتيجة الاّن.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[03 - 07 - 07, 01:58 م]ـ
مبارك أخي عبد الله، نفعك الله بالعلم، ونفع بك. والعقبى للأخ محمد العبادي.
ـ[أبو إسحاق المالكي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 02:17 م]ـ
مبارك عليك أخي الغزي، والعاقبة لشهادات علية أخرى ..
ونحن في انتظار نتيجة العبادي وفقه الله ..
ـ[عبد الباسط بن يوسف الغريب]ــــــــ[03 - 07 - 07, 02:32 م]ـ
مبارك لك وفيك ونفعك الله بما تعلمت
ـ[عمر عبدالتواب]ــــــــ[03 - 07 - 07, 03:10 م]ـ
بارك الله لك
و نفع الله بك
و زادك الله علما و فقها
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 - 07 - 07, 12:00 م]ـ
بارك الله لك
و نفع الله بك
و زادك الله علما و فقها
__________________
ـ[عبد الله الغريب]ــــــــ[06 - 07 - 07, 07:57 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا اخواني
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[06 - 07 - 07, 08:02 م]ـ
تخرج مبارك باذن الله .. ونرجو ان نرى اثره في منتدى اللغة العربية ..
سؤال: اخي الشامي، هل الدرجة في اللغة العربية بكالوريوس ام انها ليسانس؟
ما الصواب في نظرك (ابتسامة)
ـ[عبد الله الغريب]ــــــــ[06 - 07 - 07, 08:07 م]ـ
انا اخذت بكالورويوس اربع سنوات وليس ليسانس لكن بصراحة انا لا ادري فرقا بينهما سوى بالاسم فالليسانس اربع سنوات وكذلك البكالورويوس .......
ـ[ابن الحميدي الشمري]ــــــــ[06 - 07 - 07, 08:15 م]ـ
بارك الله لك، و نفع الله بك، و زادك الله علما و فقها.
ـ[أبوسلمان المصري]ــــــــ[06 - 07 - 07, 08:19 م]ـ
مبارك .. أخانا/أخونا/أخينا الكريم .... <--- اختر الاجابة الصحيحة!:)
لكن في أي جامعة تخرجتم؟
ـ[أبو يوسف العامري]ــــــــ[06 - 07 - 07, 08:28 م]ـ
هما بحسب التخصص:
فاحداهما يقال للادبي والآخر للعلمي ... هذا هو الفرق!
ـ[أبوالبراء الفلسطيني]ــــــــ[08 - 07 - 07, 03:08 م]ـ
م
ب
ا
ر
ك
وأسأل الله أن ينفع بك ,
أتمنى أن نسمع ونرى تفريغاتك الطيبة لكثير من أشرطة العلماء
فأنت بارع في هذا كما أعرف
وفقك الله.(80/324)
مسألة مهمة جدا قضاء الفوائت لمن كان تاركا للصلاة
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[03 - 07 - 07, 03:54 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخوانى أود منكم أن تساعدونى فى هذه المسألة
بعض الناس يكون تاركا للصلاة ثم يتوب و يبدأ المواظبة فى أداء الصلوات و يكون فى البداية هل أخبره بأن عليه قضاء الفوائت
و غالبا لا أستطيع أن أخبره بهذا لأن البعض يكون عنده كبر و لربما أصابه فتور فتركها مرة أخرى بالكلية
فمثلا يكون مضى عليه بعد البلوغ 5سنوات أو 10 أو ...........
فبالتالى يكون العدد كبير جدا
هل هذا يعد من الديون عليه؟
أفيدونى مأجورين
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:05 م]ـ
جمهور العلماء ومنهم أئمة المذاهب الأربعة وأصحابها يطالبونه بالقضاء، وذهب بعض السلف كابن القيم وابن حزم رحمهما الله وغيرهما أنه لا إعادة عليه، والراجح عندي هو القول الأول والله أعلم، وهو القول الأحوط بلا شك، و لا يشترط أن تكون على الفور، بل على حسب ما يتيسر له، وكيفية القضاء تكون على النحو التالي:
صبح - ظهر - عصر - مغرب - عشاء: وهكذا يتم له يوم، ثم صبح ظهر ...... إلخ، وليست صبح - صبح - صبح ثم ظهر ظهر ظهر ....... إلخ
ويمكنك أن تخبر أصحابك برفق ولين وأن هذا حكم الله عز وجل.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:19 م]ـ
جزاك الله خيرا
و بما أن الراجح هو القضاء
لكن الصلوات كثيرة لا أعرف هل أخبره من البداية أم اتركه حتى " يشتد عوده "
و اعتقد أن الثانى سيكون أفضل
أليس كذلك؟
عامة أرجو من الشيخ العبادى ذكر الأدلة و لو باختصار مأجورا لا مأمورا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 04:38 م]ـ
أولا يا أخي الفاضل لست شيخا إنما أنا من صغار الطلبة والله شهيد على ذلك.
أما ما الأدلة، فسأذكر لك بعض المواضع من كتب أهل العلم وقم بمراجعتها وسأذكر لك مواضعها في الشاملة:
1 - تعظيم قدر الصلاة لمحمد بن نصر المروزي رحمه الله ج 3 ص 67
2 - فتح الباري لابن رجب رحمه الله (وليس لابن حجر رحمه الله) ج4 ص 159 وما بعدها.
3 - المجموع للنووي ج3 ص71
وهذا ما رجحه شيخنا الفقيه محمد بن عبد المقصود حفظه الله وكان قد ناقش المسألة، وللأسف الشديد لا أذكر الموضع تحديدا الذي ناقش فيه!!
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 05:52 م]ـ
بل الراجح عدم القضاء وهو قول جماعة من المحققين والمسألة فيها دقة لم يتنبه لها بعض المعاصرين ممن قالوا بوجوب القضاء ومن أراد الاطلاع على أقوال الفريقين فاليراجع كتاب الصلاة لابن القيم فقد بين أن هذا هو الراجح ورد على المخالفين وهم الجمهور بما لا مزيد على كلامه رحمه الله
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 06:26 م]ـ
لم يتنبه لها بعض المعاصرين
يا أخي الفاضل القول قول الجمهور بل نقلها بعضهم إجماعا كما قال ابن رجب: "
وأماترك الصلاة متعمداً، فذهب أكثر العلماء إلى لزوم القضاء له، ومنهم من يحكيه إجماعاً" وقال النووي رحمه الله: "
اجمع العلماء الذين يعتد بهم علي ان من ترك صلاة عمدا لزمه قضاؤها وخالفهم أبو محمد على ابن حزم" ثم تقول بعض المعاصرين كيف ذلك؟
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 10:08 م]ـ
أخي الحبيب أنا لا أريد أن أخوض معك في الإجماعات التي أشرت إليها حتى لا يتشعب الموضوع ..
لذلك أقول لك هات أدلتك على وجوب القضاء وسأبين لك بإذن الله خطأ هذا القول ولو كلفت نفسك قليلا وراجعت كلام ابن القيم لظهر لك أن الحق مع من قال بعدم القضاء ... وعلى كل حال الحق لا يعرف بالكثرة .. وفقك الله.
ـ[المطيري]ــــــــ[04 - 07 - 07, 12:12 ص]ـ
اجمع العلماء الذين يعتد بهم علي ان من ترك صلاة عمدا لزمه قضاؤها وخالفهم أبو محمد على ابن حزم" ثم تقول بعض المعاصرين كيف ذلك؟
اخي الكريم القول قول الله او قول رسوله اما الاجماع فرحم الله الامام احمد اذ يقول من ادعى الاجماع فقد كذب وما يدريه لعل الناس اختلفوا ولكن ليقل لا اعلم خلافا.
اما تارك الصلاة فهو كافر (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فققد كفر) فان عاد فالاسلام يجب ما قبله فلا اعاده عليه اما من يقول بعدم كفره فقد استدل العلماء بالتالي على عدم جواز اعادتها
1. أن هذه الصَّلاة المؤقَّتة محدودة أولاً وآخراً، كما قال تعالى: {{إِنَّ الصَّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا}} أي: صلاتها في هذا الوقت، فإذا أخَّرها عنه بلا عُذر فقد صلاَّها على غير الوصف الذي فُرضت عليه،
2. إذا أخَّرها عن وقتها لغير عُذر فقد فعلها على وجهٍ لم يُؤمر به، وقد ثبت عن النبيِّ صلّى الله عليه وسلّم أنه قال: «من عَمِل عملاً ليس عليه أمرُنا فهو رَدٌّ». وهذا نصٌّ صريحٌ عامٌ، «من عَمِل عملاً»، عملاً: أيَّ عمل يكون؛ لأنه نكرة في سياق الشَّرط فكان للعموم؛ «فهو ردٌّ»، أي: مردود.
3. أنه لو صلَّى قبل الوقت متعمِّداً فصلاته لا تجزئه بالاتفاق،فأيُّ فرق بين ما إذا فعلها قبل الوقت أو فعلها بعده؟ فإن كُلَّ واحد منهما قد تعدَّى حُدودَ الله عزّ وجل، وأخرج العبادة عن وقتها: {{وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}}.
فالصَّواب: أن من ترك الصَّلاة عمداً ـ على القول بأنه لا يكفر ـ كما لو كان يصلِّي ويخلِّي، فإنه لا يقضيها، ولكن يجب عليه أن تكون هذه المخالفة دائماً نُصْبَ عينيه، وأن يُكثر من الطَّاعات والأعمال الصَّالحة لعلَّها تُكفِّر ما حصل منه من إضاعة الوقت، واما الامر باعادتها فليس من سماحة الدين بل هو من المشقة التي لم يأمر بها السلام فالواحد يتكاثر ذلك فكيف اذا تركها لمد 10او 20 سنه
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وال وصحبه وسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/325)
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[04 - 07 - 07, 01:02 ص]ـ
جزاكم الله كل خير
لكن أرجو منكم أن تكون المناقشة بصدر رحب و بلا ألفاظ حادة
و الموضوع يحتاج الى تدقيق شديد نظرا لما نواجهه فى أيامنا هذه
جزاكم الله كل خير و زادكم علما
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 04:54 ص]ـ
طيب يا إخوة في البداءة هل تقولون بوجوب القضاء على من ترك صيام رمضان عمدا؟؟ أنتظر الإجابة منكم
ملاحظة: أنا لا أقول بأن في المسألة إجماعا، بل كل ما أقصد أنه رأي أغلب العلماء لدرجة أ، بعضهم حكاها إجماعا (هذا فقط كل ما قصدت)
ـ[المطيري]ــــــــ[04 - 07 - 07, 05:59 ص]ـ
طيب يا إخوة في البداءة هل تقولون بوجوب القضاء على من ترك صيام رمضان عمدا؟؟ أنتظر الإجابة منكم
ملاحظة: أنا لا أقول بأن في المسألة إجماعا، بل كل ما أقصد أنه رأي أغلب العلماء لدرجة أ، بعضهم حكاها إجماعا (هذا فقط كل ما قصدت)
اخي العزيز
1.انا عندما ذكرت قول الامام احمد هو ردا للاجماع لم اقصد تكذيبك حاشا لله واعتذر ان فهم مني غير ذلك
2.ان اردت قياس الصيام على الصلاه فهذا قياس باطل لأنه قياس مع الفارق.
3. سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى -:
عن حكم الفطر في نهار رمضان بدون عذر؟.
فأجاب بقوله:
الفطر في نهار رمضان بدون عذر من أكبر الكبائر، ويكون به الإنسان فاسقاً، ويجب عليه أن يتوب إلى الله، وأن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره، يعني لو أنه صام وفي أثناء اليوم أفطر بدون عذر فعليه الإثم، وأن يقضي ذلك اليوم الذي أفطره؛ لأنه لما شرع فيه التزم به ودخل فيه على أنه فرض فيلزمه قضاؤه كالنذر،أما لو ترك الصوم من الأصل متعمداً بلا عذر: فالراجح: أنه لا يلزمه القضاء؛ لأنه لا يستفيد به شيئاً، إذ إنه لن يقبل منه، فإن القاعدة أن كل عبادة مؤقتة بوقت معين فإنها إذا أخرت عن ذلك الوقت المعين بلا عذر لم تقبل من صاحبها؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: " من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد "؛ ولأنه مِن تعدي حدود الله عز وجل، وتعدي حدود الله تعالى ظلم، والظالم لا يقبل منه، قال الله تعالى: (وَمَن يَتَعَدَّ حُدُودَ ?للَّهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ ?لظَّلِمُونَ)؛ ولأنه لو قدم هذه العبادة على وقتها - أي: فعلها قبل دخول الوقت - لم تقبل منه، فكذلك إذا فعلها بعده لم تقبل منه إلا أن يكون معذوراً.
" مجموع فتاوى الشيخ ابن عثيمين " (19 / السؤال رقم 45).
والله أعلم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 08:08 ص]ـ
إخواني الأحباب:
الأخ المطيري بالعكس لم أفهم أنك تكذبني وأنا لا أتناقش إلا من باب الحب في الله والمدارسة العلمية بين الإخوان بعضهم ابعض وخصوصا أن اسمك ذكرني بالدكتور حاكم حفظه الله وله مكانة في قلبي - وإن كنت لم أره -
المهم ما ذكرته من قول العلامة ابن عثيمين رحمه الله يوافق قولي لا قولك؛ لأن الشيخ قال: " أما لو ترك الصوم من الأصل متعمداً بلا عذر: فالراجح: أنه لا يلزمه القضاء " فالشيخ لا يلزم بالقضاء سواء في صوم أو صلاة وهذا رأي شيخ الإسلام ابن القيم رحمه الله وهو رأي له وجهه من حيث التأصيل لكن ينقضه الإجماع - في أمر الصيام -كما سيأتي.
لكنني رأيت كثيرا يطالبونه بالقضاء في الصيام، و لا يطالبونه بالقضاء في الصلاة، وهذا في رأيي ضعف في الفقه وتناقض في المسألة.
أما القول بأنه لا قضاء على الصائم فهو قول مخالف للإجماع الذي نقله غير واحد:
* قال ابن قدامة رحمه الله في المغني: " مَتَى أَفْطَرَ بِشَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ فَعَلَيْهِ الْقَضَاءُ، لَا نَعْلَمُ فِي ذَلِكَ خِلَافًا"
* قال ابن عبد البر رحمه الله في الاستذكار: " وأجمعت الأمة ونقلت الكافة فيمن لم يصم رمضان عامدا وهو مؤمن بفرضه وإنما تركه أشرا وبطرا تعمد ذلك ثم تاب عنه - أن عليه قضاءه ...... "
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 08:55 ص]ـ
مناقشة أدلة الأخ المطيري حفظه الله:
سنبدأ في مناقشة أدلتكم ولكن اعذرني أنني قد أتأخر لبعض الظروف الخاصة فسأناقش كل مرة دليلا واحدا فقط:
قولكم: " اما تارك الصلاة فهو كافر (العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فققد كفر) فان عاد فالاسلام يجب ما قبله فلا اعاده عليه "
كلامكم هذا فيه نظر شديد للأسباب الاّتية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/326)
1 - أن تارك الصلاة مرتد وليس كافرا كفرا أصليا، فأما الكافر الأصلي فالإجماع أنه لا قضاء عليه، وأما المرتد فللعلماء فيه ثلاثة أقوال:
أ - قول أنه لا يجب عليه قضاء أي شيء من الأعمال وهو قول المالكية والحنفية ورواية عن أحمد.
ب - قول بأنه يجب عليه قضاء كل شيء وهو قول الشافعية ورواية عن أحمد.
ج - قول أنه يجب عليه قضاء ما تركه قبل ردته لا بعدها
مثالها: إنسان كان تاركا للصيام لمدة خمس سنوات ثم سب الدين مثلا والعياذ بالله ولم يتب من هذا الكفر إلا بعد سنة، فإنه يجب عليه قضاء ما تركه في الخمسة الأعوام لأنه لم يكن وقتها مرتدا، و لا يجب عليه قضاء ما تركه خلال السنة؛ لأنه مرتد وهذا هو مذهب الحنابلة.
* قال ابن قدامة رحمه الله في المغني: " وَأَمَّا الْمُرْتَدُّ، فَذَكَرَ أَبُو إِسْحَاقَ بْنُ شَاقِلَا عَنْ أَحْمَدَ، فِي وُجُوبِ الْقَضَاءِ عَلَيْهِ، رِوَايَتَيْنِ: إحْدَاهُمَا: لَا يَلْزَمُهُ.
وَهُوَ ظَاهِرُ كَلَامِ الْخِرَقِيِّ فِي هَذِهِ الْمَسْأَلَةِ، فَعَلَى هَذَا لَا يَلْزَمُهُ قَضَاءُ مَا تَرَكَ فِي حَالِ كُفْرِهِ، وَلَا فِي حَالِ إسْلَامِهِ قَبْلَ رِدَّتِهِ.
وَلَوْ كَانَ قَدْ حَجَّ لَزِمَهُ اسْتِئْنَافُهُ؛ لِأَنَّ عَمَلَهُ قَدْ حَبِطَ بِكُفْرِهِ، بِدَلِيلِ قَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى: {لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ}.
فَصَارَ كَالْكَافِرِ الْأَصْلِيِّ فِي جَمِيعِ أَحْكَامِهِ.
وَالثَّانِيَةُ: يَلْزَمُهُ قَضَاءُ مَا تَرَكَ مِنْ الْعِبَادَاتِ فِي حَالِ رِدَّتِهِ، وَإِسْلَامِهِ قَبْلَ رِدَّتِهِ، وَلَا يَجِبُ عَلَيْهِ إعَادَةُ الْحَجِّ؛ لِأَنَّ الْعَمَلَ إنَّمَا يَحْبَطُ بِالْإِشْرَاكِ مَعَ الْمَوْتِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى: {وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ}.
فَشَرَطَ الْأَمْرَيْنِ لِحُبُوطِ الْعَمَلِ، وَهَذَا مَذْهَبُ الشَّافِعِيِّ؛ لِأَنَّ الْمُرْتَدَّ أَقَرَّ بِوُجُوبِ الْعِبَادَاتِ عَلَيْهِ، وَاعْتَقَدَ ذَلِكَ وَقَدَرَ عَلَى التَّسَبُّبِ إلَى أَدَائِهَا، فَلَزِمَهُ ذَلِكَ، كَالْمُحْدِثِ.
وَلَوْ حَاضَتْ الْمَرْأَةُ الْمُرْتَدَّةُ لَمْ يَلْزَمْهَا قَضَاءُ الصَّلَاةِ فِي زَمَنِ حَيْضِهَا؛ لِأَنَّ الصَّلَاةَ غَيْرُ وَاجِبَةٍ عَلَيْهَا فِي تِلْكَ الْحَالِ.
وَذَكَرَ الْقَاضِي رِوَايَةً ثَالِثَةً، أَنَّهُ لَا قَضَاءَ عَلَيْهِ لِمَا تَرَكَ فِي حَالِ رِدَّتِهِ؛ لِأَنَّهُ تَرَكَهُ فِي حَالٍ لَمْ يَكُنْ مُخَاطَبًا بِهَا لِكُفْرِهِ، وَعَلَيْهِ قَضَاءُ مَا تَرَكَ فِي إسْلَامِهِ قَبْلَ الرِّدَّةِ؛ وَلِأَنَّهُ كَانَ وَاجِبًا عَلَيْهِ، وَمُخَاطَبًا بِهِ قَبْلَ الرِّدَّةِ، فَبَقِيَ الْوُجُوبُ عَلَيْهِ بِحَالِهِ.
قَالَ: وَهَذَا الْمَذْهَبُ.
وَهُوَ قَوْلُ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ بْنِ حَامِدٍ، وَعَلَى هَذَا لَا يَلْزَمُهُ اسْتِئْنَافُ الْحَجِّ إنْ كَانَ قَدْ حَجَّ؛ لِأَنَّ ذِمَّتَهُ بَرِئَتْ مِنْهُ بِفِعْلِهِ قَبْلَ الرِّدَّةِ، فَلَا يَشْتَغِلُ بِهِ بَعْدَ ذَلِكَ، كَالصَّلَاةِ الَّتِي صَلَّاهَا فِي إسْلَامِهِ؛ وَلِأَنَّ الرِّدَّةِ لَوْ أَسْقَطَتْ حَجَّهُ وَأَبْطَلَتْهُ، لَأَبْطَلَتْ سَائِرَ عِبَادَاتِهِ الْمَفْعُولَةِ قَبْلَ رِدَّتِهِ."
* وقال ابن مقلح رحمه الله في الفروع: " قال ابن مفلح رحمه الله في الفروع: " وَيَقْضِي الْمُرْتَدُّ (و ش) وَعَنْهُ لَا (و هـ م) كَأَصْلِيٍّ (ع) وَالْمَذْهَبُ قَضَاءُ مَا تَرَكَهُ قَبْلَ رِدَّتِهِ، لَا زَمَنَهَا "
و: أي وفاقا، ش: الشافعي، ه: أبو حنيفة، م: مالك، ع: إجماعا.
* قال النووي رحمه الله في المجموع: " أما الكافر المرتد فيلزمه الصلاة في الحال وإذا أسلم لزمه قضاء ما فات في لردة لما ذكره المصنف هذا مذهبا لا خلاف فيه عندنا وقال مالك وأبو حنيفة وأحمد في رواية عنه وداود لا يلزم المرتد إذا أسلم قضاء ما فات في الردة ولا في الاسلام قبلها وجعلوه كالكافر الاصلي يسقط عنه بالاسلام ما قد سلف والله أعلم"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/327)
إذن فحتى ولو قلنا بتكفير تارك الصلاة ولو بتركه فرضا واحدا، فإن العلماء اختلفوا في وجوب القضاء على المرتد.
2 - المسألة الأخرى وهي مسألة متى يكفر تارك الصلاة تهاونا (عند من يقول بكفره)؟؟
المذهب عند الحنابلة رحمهم الله أنه لا يكفر إلا بعد أن يدعوه الإمام ويصر على الترك وخالف اّخرون، ولكن المذهب هو ذلك، فيكون المذهب عندهم أنه يجب عليه قضاء ما تركه قبل دعوة الإمام، أما بعد الدعوة فلا يجب عليه القضاء لأنه صارمرتدا، وقال بعضهم بل يجب عليه قضاء اليومين أيضا ويكون هذا نوعا خاصا من أنواع المرتدين.
مثال: رجل ترك الصلاة شهرا وعلم ولي الأمر بذلك، فدعاه إلى الصلاة فامتنع، فحبسه ثلاثة أيام فإن تاب وإن قطعت رأسه، فتاب الرجل في اليوم الثالث، فإن الحنابلة رحمهم الله - على الرواية المختارة -يطالبونه بقضاء السنة، و لا يطالبونه بقضاء اليومين الذين حبسا فيهما؛ لأنه فيهما كان مرتدا، لكن قبل ذلك لم يكن مرتدا؛ لأنه لم يدع إليها.
*قال المرداوي رحمه الله في الإنصاف: " فَلَوْ تَرَكَ صَلَوَاتٍ كَثِيرَةً قَبْلَ الدُّعَاءِ لَمْ يَجِبْ قَتْلُهُ.
وَلَا يَكْفُرُ عَلَى الصَّحِيحِ مِنْ الْمَذْهَبِ.
وَعَلَيْهِ جَمَاهِيرُ الْأَصْحَابِ وَقَطَعَ بِهِ كَثِيرٌ مِنْهُمْ.
وَكَذَا لَوْ تَرَكَ كَفَّارَةً أَوْ نَذْرًا.
وَذَكَرَ الْآجُرِّيُّ: أَنَّهُ يَكْفُرُ بِتَرْكِ الصَّلَاةِ، وَلَوْ لَمْ يُدْعَ إلَيْهَا.
* * قال ابن مفلح رحمه الله في الفروع: " وَإِنْ تَرَكَهَا تَهَاوُنًا وَكَسَلًا دَعَاهُ إمَامٌ أَوْ مَنْ فِي حُكْمِهِ: فَإِنْ أَبَى حَتَّى ضَاقَ وَقْتُ الثَّانِيَةِ، اخْتَارَهُ الْأَكْثَرُ، وَعَنْهُ الْأَوْلَى، اخْتَارَهُ صَاحِبُ الْمُحَرَّرِ وَغَيْرُهُ، وَهِيَ أَظْهَرُ (و م ش) وَقَالَ أَبُو إِسْحَاقَ: إنْ لَمْ يَجْمَعْ وَحَسَّنَهُ الشَّيْخُ، وَعَنْهُ إنْ تَرَكَ ثَلَاثًا، وَعَنْهُ: وَيَضِيقُ وَقْتُ الرَّابِعَةِ قَدَّمَهُ فِي التَّلْخِيصِ.
وَفِي الْمُبْهِجِ وَالْوَاضِحِ وَتَبْصِرَةِ الْحَلْوَانِيِّ رِوَايَةُ ثَلَاثِهِ أَيَّامٍ قُتِلَ (هـ) وُجُوبًا بِضَرْبِ عُنُقِهِ نَصَّ عَلَيْهِ (و م ش) كُفْرًا اخْتَارَهُ الْأَكْثَرُ فَحُكْمُهُ كَالْكُفَّارِ وَذَكَرَ الْقَاضِي يُدْفَنُ مُنْفَرِدًا، وَذَكَرَ الْآجُرِّيُّ: مَنْ قُتِلَ مُرْتَدًّا تُرِكَ بِمَكَانِهِ، وَلَا يُدْفَنُ، وَلَا كَرَامَةَ، وَعَنْهُ حَدًّا (و م ش) فَحُكْمُهُ كَأَهْلِ الْكَبَائِرِ قَالَ شَيْخُنَا كَذَا فَرَضَ الْفُقَهَاءُ، وَيُمْتَنَعُ أَنْ يَعْتَقِدَ أَنَّ اللَّهَ تَعَالَى فَرَضَهَا وَلَا يَفْعَلُهَا وَيَصْبِرُ عَلَى الْقَتْلِ، هَذَا لَا يَفْعَلُهُ أَحَدٌ قَطُّ، وَاسْتِتَابَتُهُ كَمُرْتَدٍّ نَصُّ (م ر) وَذَكَرَ الْقَاضِي يُضْرَبُ، ثُمَّ يُقْتَلُ، وَيَنْبَغِي الْإِشَاعَةُ عَنْهُ بِتَرْكِهَا حَتَّى يُصَلِّيَ، قَالَهُ شَيْخُنَا قَالَ: وَلَا يَنْبَغِي السَّلَامُ عَلَيْهِ، وَلَا إجَابَةُ دَعْوَتِهِ، وَمَتَى رَجَعَ إلَى الْإِسْلَامِ قَضَى صَلَاةَ مُدَّةِ امْتِنَاعِهِ، وَيُتَوَجَّهُ احْتِمَالٌ لَا، كَمَا هُوَ ظَاهِرُ كَلَامِ جَمَاعَةٍ، كَغَيْرِهِ مِنْ الْمُرْتَدِّينَ، لِعُمُومِ الْأَدِلَّةِ، وَلَا يَلْزَمُ إبْطَالُ كُفْرِهِ، وَيُتَوَجَّهُ أَيْضًا يَقْضِي مَا كُفِّرَ بِهِ، لَا مَا تَرَكَهُ مُدَّةَ الِاسْتِتَابَةِ، وَلَعَلَّهُ مُرَادُهُمْ، وَاحْتَجَّ الشَّيْخُ بِأَنَّ تَكْلِيفَهُ بِفِعْلِ الصَّلَاةِ يَدُلُّ عَلَى أَنَّهُ لَا يُكَفَّرُ، وَاحْتَجَّ بِهِ صَاحِبُ الْمُحَرَّرِ عَلَى قَضَائِهَا، وَقَاسَهَا عَلَى الْإِسْلَامِ فِي حَقِّ الْمُرْتَدِّ، وَيَصِيرُ مُسْلِمًا بِالصَّلَاةِ، نَقَلَ صَالِحٌ: تَوْبَتُهُ أَنْ يُصَلِّيَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/328)
وَفِي الْفُنُونِ الشَّهَادَتَانِ يَحْكِي مَا فِي نَفْسِهِ مِنْ الْإِيمَانِ، وَلَيْسَ قَوْلُهُ لَهَا حِينَ تَرَكَ الصَّلَاةَ، وَلَا يَعْمَلُ بِهَا إذَا تَابَ وَنَدِمَ، وَالزِّنْدِيقُ يَتَظَاهَرُ بِالْإِسْلَامِ حَتَّى يَكُونَ مُؤَذِّنًا، ثُمَّ إذَا تَابَ قُبِلَتْ وَأَعَدْنَاهُ إلَى الْإِسْلَامِ بِنَفْسِ الْكَلِمَتَيْنِ لَا غَيْرِ، لِمَا ذَكَرْنَاهُ، قَالَ شَيْخُنَا: الْأَصْوَبُ أَنَّهُ يَصِيرُ مُسْلِمًا بِالصَّلَاةِ، لِأَنَّ كُفْرَهُ بِالِامْتِنَاعِ كَإِبْلِيسٍ وَتَارِكِ الزَّكَاةِ، وَصِحَّتُهَا قَبْلَ الشَّهَادَتَيْنِ مُرْتَدٌّ، قَالَ: وَالْأَشْبَهُ أَيْضًا أَنَّ الزِّنْدِيقَ لَا بُدَّ أَنْ يَذْكُرَ أَنَّهُ تَائِبٌ بَاطِنًا، وَإِنْ لَمْ يَقُلْ فَلَعَلَّ بَاطِنَهُ تَغَيَّرَ وَلَا يُكَفَّرُ بِتَرْكِ صَوْمٍ، وَزَكَاةٍ، وَحَجٍّ، وَيَحْرُمُ تَأْخِيرُهُ تَهَاوُنًا، وَبُخْلًا بِزَكَاةٍ، اخْتَارَهُ أَبُو بَكْرٍ، وَاخْتَارَهُ الْأَكْثَرُ (و) وَذَكَرَ ابْنُ شِهَابٍ وَغَيْرُهُ أَنَّهُ ظَاهِرُ الْمَذْهَبِ، وَيُقْتَلُ عَلَى الْأَصَحِّ (و م) فِي الصَّوْمِ، وَعَنْهُ يُكَفَّرُ بِزَكَاةٍ، وَعَنْهُ وَلَوْ لَمْ يُقَاتَلْ عَلَيْهَا، وَعَنْهُ يُقْتَلُ بِهَا فَقَطْ، وَقَوْلُنَا فِي الْحَجِّ يَحْرُمُ تَأْخِيرُهُ لِعَزْمِهِ عَلَى تَرْكِهِ، أَوْ ظَنِّهِ الْمَوْتَ مِنْ عَامِهِ، وَبِاعْتِقَادِهِ الْفَوْرِيَّةَ يَخْرُجُ عَلَى الْخِلَافِ فِي الْحَدِّ بِوَطْءٍ فِي نِكَاحٍ مُخْتَلِفٍ فِيهِ، قَالَهُ فِي مُنْتَهَى الْغَايَةِ، وَحَمَلَ كَلَامَ الْأَصْحَابِ عَلَيْهِ وَهَذَا أَوْضَحُ، وَذَكَرَهُ فِي الرِّعَايَةِ قَوْلًا، كَذَا قَالَ، وَلَا وَجْهَ لَهُ، ثُمَّ اخْتَارَ إنْ قُلْنَا بِالْفَوْرِيَّةِ، قِيلَ وَهُوَ ظَاهِرُ الْخِلَافِ، فَإِنَّهُ قَالَ قِيَاسُ قَوْلِهِ يُقْتَلُ كَالزَّكَاةِ، قَالَ وَقَدْ ذَكَرَهُ أَبُو بَكْرٍ فِي الْخِلَافِ، وَقَالَ الْحَجُّ وَالزَّكَاةُ وَالصَّلَاةُ وَالصِّيَامُ سَوَاءٌ، يُسْتَتَابُ، فَإِنْ تَابَ وَإِلَّا قُتِلَ، وَلَعَلَّ الْمُرَادَ فِيمَنْ لَا اعْتِقَادَ لَهُ، وَإِلَّا فَالْعَمَلُ بِاعْتِقَادِهِ أَوْلَى، وَقَدْ سَبَقَ قَوْلُ ابْنِ عَقِيلٍ، وَيَأْتِي فِيمَنْ أَتَى فَرْعًا مُخْتَلِفًا فِيهِ هَلْ يُفَسَّقُ، قَالَ الْأَصْحَابُ: وَلَا قَتْلَ بِفَائِتَةٍ لِلْخِلَافِ فِي الْفَوْرِيَّةِ، وَيُتَوَجَّهُ فِيهِ مَا سَبَقَ، وَقِيلَ يُقْتَلُ، لِأَنَّ الْقَضَاءَ عَلَى الْفَوْرِ فَعَلَى هَذَا لَا يُعْتَبَرُ أَنْ يَضِيقَ وَقْتُ الثَّانِيَةِ، وَحَيْثُ كُفِّرَ فَلَا يَرِقُّ وَلَا يُسْبَى وَلَدٌ وَلَا أَهْلٌ نَصَّ عَلَيْهِ، وَلَا قَتْلَ، وَلَا تَكْفِيرَ قَبْلَ الدِّعَايَةِ، وَلَا بِتَرْكِ كَفَّارَةٍ وَنَذْرٍ، وَذَكَرَ الْآجُرِّيُّ يُكَفَّرُ بِتَرْكِ الصَّلَاةِ، وَهُوَ ظَاهِرُ كَلَامِ جَمَاعَةٍ، وَذَكَرَ أَبُو إِسْحَاقَ أَنَّ إبْلِيسَ كَفَرَ بِتَرْكِ السُّجُودِ لَا بِجُحُودِهِ وَيَأْتِي كَلَامُهُ فِي الْمُسْتَوْعِبِ فِي صَوْمِ جُنُبٍ لَمْ يَغْتَسِلْ يَوْمًا، وَسَبَقَ قَرِيبًا كَلَامُ ابْنِ هُبَيْرَةَ، وَيُوَافِقُهُ مَا احْتَجَّ بِهِ الشَّيْخُ مِنْ أَنَّهُ لَوْ كَفَّرَ ثَبَتَتْ أَحْكَامُهُ، وَلَمْ تَثْبُتْ مَعَ كَثْرَةِ تَارِكِي الصَّلَاةِ، وَاحْتَجَّ فِي رِوَايَةِ الْمَرُّوذِيِّ عَلَى مَنْ قَالَ يُقْتَلُ، أَوْ يُكَفَّرُ بِتَأْخِيرِهَا عَنْ وَقْتِهَا بِإِخْبَارِهِ عَلَيْهِ السَّلَامُ بِتَأْخِيرِ الْأُمَرَاءِ الصَّلَاةَ عَنْ وَقْتِهَا، وَكَذَا نَقَلَ أَبُو طَالِبٍ، وَنَقَلَ أَيْضًا إذَا تَرَكَهَا حَتَّى يُصَلِّيَ صَلَاةً أُخْرَى فَقَدْ تَرَكَهَا، قُلْت فَقَدْ كَفَرَ، قَالَ: الْكُفْرُ لَا يُوقَفُ عَلَى حَدِّهِ، وَلَكِنْ يُسْتَتَابُ، وَسَأَلَهُ الْمَرُّوذِيُّ عَنْ تَرْكِهَا اسْتِخْفَافًا وَمُجُونًا أَيُسْتَتَابُ؟ قَالَ أَيُّ شَيْءٍ بَقِيَ؟؟ وَمَنْ فَرَضَ الْمَسْأَلَةَ فِي تَرْكِ الْعِبَادَاتِ الْخَمْسِ فَمُرَادُهُ وَاَللَّهُ أَعْلَمُ الطَّهَارَةُ، لِأَنَّهَا كَالصَّلَاةِ، وَلَا يَلْزَمُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/329)
بَقِيَّةُ الشَّرَائِطِ لِعَدَمِ اعْتِبَارِ النِّيَّةِ لَهَا، وَلِهَذَا صَنَّفَ أَبُو الْخَطَّابِ الْعِبَادَاتِ الْخَمْسَ.
وَقَالَ الْفُقَهَاءُ: رُبُعُ الْعِبَادَاتِ، وَحَمْلُ الْكَلَامِ عَلَى الصِّحَّةِ أَوْلَى وَمُتَعَيِّنٌ.
3 - قال محمد بن نصر المروزي رحمه الله في تعظيم قدر الصلاة:
قال أبو عبد الله: فإذا أسلم الكافر وقد ترك الصلاة وسائر الفرائض في كفره، ثم تاب من ذلك كله وآمن لم يجب عليه قضاء شيء مما ترك من الفرائض، ولم يؤاخذ بشيء مما ارتكب من المحارم، وليس ذلك لأنها لم تكن واجبة عليه في كفره ولم يكن مؤاخذا بما ضيع منها معاقبا على ما ارتكب من المحارم لو مات على كفره، ولكن الله عز وجل تفضل عليه بالإيمان، والتوبة فغفر له ذنوبه السالفة ودفع عنه قضاء الفرائض التي تركها في كفره. قال الله عز وجل: (قل للذين كفروا إن ينتهوا يغفر لهم ما قد سلف). وقال تعالى: (إني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحا ثم اهتدى) وقال عز وجل: (والذين لا يدعون مع الله إلها آخر ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق ولا يزنون ومن يفعل ذلك يلق أثاما يضاعف له العذاب يوم القيامة ويخلد فيه مهانا ثم قال تعالى: (إلا من تاب وآمن وعمل عملا صالحا وقال عز وجل: (قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا. يعني بالإيمان والتوبة دل على ذلك بقوله تعالى: (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن يأتيكم العذاب وجاء الخبر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: «الإسلام يهدم ما قبله». قال أبو عبد الله: ولم يختلف المسلمون في أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر أحدا من الكفار أسلم بقضاء شيء من الفرائض، واتفق على القول بذلك أهل الفتوى من علماء أهل الإسلام فبهذه الحجج يسقط قضاء الفرائض عن من أسلم من أهل الكفر لا لأنها لم تكن بواجبة عليهم. فإن قال قائل فيقول: إن الفرائض على الكفار أن يأتوا بالصلاة وسائر الفرائض قبل أن يسلموا. قيل له: هذا خطأ لأن هذا يوهم أن لهم أن يؤخروا الإسلام إلى أن يأتوا بالفرائض، ولا يحل لأحد من أهل الإدراك والعقل أن يؤخر الإسلام كما قد عين، ولكنا نقول: الفرض على الكفار أن يسلموا ويصلوا ويؤدوا الفرائض، ويجتنبوا المحارم كلها، ويقدموا على الإسلام قبل ذلك كله لأن الفرائض وجميع الأعمال الصالحة لا تقبل إلا بالإسلام فإنهم امتنعوا من الإسلام، وأداء الفرائض وارتكبوا المحارم، وماتوا على ذلك فهم عصاة في جميع ذلك معاقبون على ذلك كله. وهذا كما نقول: الفرض على الجنب وغير المتوضئ أن يتطهر ويصلي ولو صلى الجنب قبل أن يتطهر لم تجزه صلاته لأن الصلاة لا تقبل إلا بطهارة، كما أن الكافر لا تقبل منه الصلاة إلا بإسلام وطهارة فإن أخر الجنب الطهارة والصلاة جميعا حتى ذهب الوقت ثم مات مصرا على ذلك مات عاصيا في الأمرين جميعا مستوجبا للعقوبة على تركها جميعا. وكذلك الكافر إذا أخر الإسلام والصلاة حتى ذهب وقتها ثم مات مصرا على ذلك. ولا يجوز أن يقول: الفرض على الجنب أن يصلي قبل أن يغتسل كما لا يجوز أن يقول: الفرض على الكافر أن يصلي قبل أن يسلم لكنا نقول على هذا أن يتطهر ويصلي وعلى الكافر أن يسلم ويصلي. فإن قال قائل: فإنما قال الله تعالى: (إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا. وقال عز وجل: (قل لعبادي الذين آمنوا يقيموا الصلاة. وقال جل وعلا: (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام فأوجب الصلاة والصيام وسائر الفرائض على المؤمنين. قيل له: ليس في إيجابه الصلاة على المؤمنين إسقاط لها عن الكفار والمنافقين، ولكن الله عز وجل وضع أقدار الكفار عن أن يخاطبهم بإيجاب الفرائض عليهم باسم الكفر استصغارا لهم ووضعا لأقدارهم، وخاطب المؤمنين باسم الإيمان وسائر الفرائض عليهم باسم الإيمان. ودل على وجوب ذلك على الكفار بما أوعدهم على تضييعها من العذاب، قال الله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا آمنوا بالله ورسوله كما قال عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا إذا قمتم إلى الصلاة فاغسلوا وجوهكم). و (يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام). فلم يكن في مخاطبته المؤمنين بإيجاب الإيمان بالله ورسوله عليهم إسقاط الدعوة للكفار لأنه قد دل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/330)
على إيجاب ذلك عليهم بما هو أدل على الوجوب من الأمر وهو تغليظ الوعيد عليهم بإيجاب تخليدهم النار لتركهم الإيمان وكفرهم بالله تعالى. قال الله عز وجل: (ومن لم يؤمن بالله ورسوله فإنا أعتدنا للكافرين سعيرا ولو ذهبنا نتلو الآيات التي أوعد الله تعالى فيها الكفار التخليد في النار، وآيسهم من مغفرته ورحمته لكثر الكتاب وطال، ولولا أن المسلمين لا اختلاف بينهم في ذلك لتكلفنا تلاوتها وقد أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بأن يأمرهم بالإيمان به تعالى وبرسوله صلى الله عليه وسلم باسم الناس لا باسم الكفار فقال تعالى: (قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا إلى قوله تعالى: (فآمنوا بالله ورسوله). وقال عز وجل لأهل الكتاب منهم: (يا أهل الكتاب لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم. وفي التوراة الأمر بإقام الصلاة وإيتاء الزكاة والصيام وسائر الفرائض وتحريم المحارم. وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولا سديدا و (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله ولتنظر نفس ما قدمت لغد فلم يكن إيجابه التقوى على المؤمنين بمسقط ذلك عن الكفار بل قد أوجب ذلك عليهم باسم الناس. وقال: (يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة) وقال تعالى: (واتقون يا أولي الألباب والتقوى منتظم لأداء الفرائض واجتناب المحارم كلها. وقال عز وجل: (يا أيها الذين آمنوا أطيعوا الله وأطيعوا الرسول فلم يكن افتراضه طاعته على الذين آمنوا بمسقط طاعته عن الكفار. فكذلك ليس في افتراضه الصلاة والصيام على المؤمنين دليل على إسقاطها عن الكفار قال أبو عبد الله: فإذا ترك الرجل صلاة متعمدا حتى يذهب وقتها فعليه قضاؤها لا نعلم في ذلك اختلافا إلا ما يروى عن الحسن، فمن أكفره بتركها استتابه وجعل توبته وقضاءه إياها رجوعا منه إلى الإسلام، ومن لم يكفر تاركها ألزمه المعصية وأوجب عليه قضاءها. كان إسحاق يكفره بترك الصلاة على ما حكينا عنه ويرى عليه القضاء إذا تاب. وقال: أخبرني عبد العزيز يعني ابن أبى رزمة عن ابن المبارك أنه شهده وسأله رجل عن رجل ترك صلاة أيام وقال: فما صنع، قال: ندم على ما كان منه، فقال ابن المبارك: ليقضي ما ترك من الصلاة، ثم أقبل علي فقال: يا أبا محمد هذا لا يستقيم على الحديث. قال إسحاق: يقول القياس على الأصل أن لا يقضي وربما بنى على الأصل، ثم يوجد في ذلك الشيء نفسه خلاف البناء فمن هاهنا خاف ابن المبارك أن يقيس أمر تارك الصلاة في الإعادة على ما جاء أنه كفر فيجعله كالمشرك ورأى أحكام المرتدين على غير أحكام الكفار رأى قوم أن يورثوا المسلمين من ميراث المرتد فأخذ بالاحتياط فرأى القضاء على تارك الصلاة عمدا وكان يكفره إذا تركها عمدا حتى يذهب وقتها وإن كان مقرا بها. قال: أخبرني بذلك سفيان بن عبد الملك والقاسم بن محمد عن ابن المبارك. قال: وهكذا ذكر أيضا علي بن الحسن عن ابن المبارك، إذا قال: لا أصلي العصر يومي هذا فهو أكفر من الحمار حدثنا أبو عبد الله، قال إسحاق: ولقد تأول قوم هذا القول من عبد الله على غير جهته قالوا: هذا رد فقلنا لهم: فالراد للفرائض كلها يكفر؟ قالوا: نعم، قلنا: فرجل قال لا أزكي مالي يومي هذا، وقد جاء عليه الزكاة أتراه جاحدا حلال الدم؟ فقال: لا، فهذا نقض لدعواه في الصلاة. قال إسحاق: وأكثر أهل العلم على إعادة الصلاة إذا تاب من تركها والاحتياط في ذلك. فأما من مال إلى ما قال الحسن: إذا ترك صلاة متعمدا لا يقضيها فهو كما قال ابن المبارك: الإعادة لا تستقيم على الحديث ثم ترك القياس في ذلك فاحتاط في القضاء، وقال فيه كما قال في النكاح بغير ولي: إنه فاسد يفرق بينهما. قال سفيان: فقيل لابن المبارك أيتوارثان إن مات أو إن طلقها يقع طلاقه عليها؟ فقال: أما في القياس فلا طلاق ولا ميراث، ولكن أجبن. قال إسحاق: وهكذا جل مذهبه في الأحكام: الاحتياط إذا انقطع الأصل. قال إسحاق: ولقد قال بعض أهل العلم: إذا ارتد الرجل عن الإسلام ثم أسلم أعاد كل صلاة تركها في ردته، وكل زكاة وجبت عليه فيها، ولا أجعله كالمشرك الذي لا قضاء عليه إذا أسلم لأن المشرك لم يكن عليه في شركه عند نفسه وأهل دينه صلاة ولا شيء من فرائض الله تعالى وقد أسلم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم مع النبي صلى الله عليه وسلم فلم يحكم النبي صلى الله عليه وسلم بقضاء ما قد مضى من الصلاة، ثم إجماع الأمة عليه، وإنما اختلف أهل العلم فيمن كان مسلما ثم ارتد. قال إسحاق: وحجة من رأى المرتد قضاء فرائض الله تعالى لأن ارتداده معصية ومن كان في معصية لم يجعل من الرخصة شيء قال الله تعالى: (حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير حتى بلغ: (إلا ما اضطررتم إليه
ـ[محمد جان التركماني]ــــــــ[04 - 07 - 07, 10:22 ص]ـ
بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/331)
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[04 - 07 - 07, 01:51 م]ـ
قال شيخ الاسلام " ابن تيمية " فى مجموع الفتاوى
وَسُئِلَ رَحِمَهُ اللَّهُ رَحِمَهُ اللَّهُ عَنْ تَارِكِ الصَّلَاةِ مِنْ غَيْرِ عُذْرٍ، هَلْ هُوَ مُسْلِمٌ فِي تِلْكَ الْحَالِ؟.
الْجَوَابُ
فَأَجَابَ: أَمَّا تَارِكُ الصَّلَاةِ: فَهَذَا إنْ لَمْ يَكُنْ مُعْتَقِدًا لِوُجُوبِهَا فَهُوَ كَافِرٌ بِالنَّصِّ وَالْإِجْمَاعِ لَكِنْ إذَا أَسْلَمَ وَلَمْ يَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ أَوْجَبَ عَلَيْهِ الصَّلَاةَ، أَوْ وُجُوبَ بَعْضِ أَرْكَانِهَا: مِثْلَ أَنْ يُصَلِّيَ بِلَا وُضُوءٍ، فَلَا يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ أَوْجَبَ عَلَيْهِ الْوُضُوءَ أَوْ يُصَلِّيَ مَعَ الْجَنَابَةِ فَلَا يَعْلَمُ أَنَّ اللَّهَ أَوْجَبَ عَلَيْهِ غُسْلَ الْجَنَابَةِ، فَهَذَا لَيْسَ بِكَافِرِ، إذَا لَمْ يَعْلَمْ. لَكِنْ إذَا عَلِمَ الْوُجُوبَ: هَلْ يَجِبُ عَلَيْهِ الْقَضَاءُ؟ فِيهِ قَوْلَانِ لِلْعُلَمَاءِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد وَمَالِكٍ وَغَيْرِهِمَا. قِيلَ: يَجِبُ عَلَيْهِ الْقَضَاءُ، وَهُوَ الْمَشْهُورُ عَنْ أَصْحَابِ الشَّافِعِيِّ، وَكَثِيرٍ مِنْ أَصْحَابِ أَحْمَد. وَقِيلَ: لَا يَجِبُ عَلَيْهِ الْقَضَاءُ، وَهَذَا هُوَ الظَّاهِرُ. وَعَنْ أَحْمَد فِي هَذَا الْأَصْلِ رِوَايَتَانِ مَنْصُوصَتَانِ فِيمَنْ صَلَّى فِي مَعَاطِنِ الْإِبِلِ وَلَمْ يَكُنْ عَلِمَ بِالنَّهْيِ، ثُمَّ عَلِمَ، هَلْ يُعِيدُ؟ عَلَى رِوَايَتَيْنِ وَمَنْ صَلَّى وَلَمْ يَتَوَضَّأْ مِنْ لُحُومِ الْإِبِلِ، وَلَمْ يَكُنْ عَلِمَ بِالنَّهْيِ، ثُمَّ عَلِمَ. هَلْ يُعِيدُ؟ عَلَى رِوَايَتَيْنِ مَنْصُوصَتَيْنِ. وَقِيلَ: عَلَيْهِ الْإِعَادَةُ: إذَا تَرَكَ الصَّلَاةَ جَاهِلًا بِوُجُوبِهَا فِي دَارِ الْإِسْلَامِ دُونَ دَارِ الْحَرْبِ، وَهُوَ الْمَشْهُورُ مِنْ مَذْهَبِ أَبِي حَنِيفَةَ، وَالصَّائِمُ إذَا فَعَلَ مَا يَفْطُرُ بِهِ جَاهِلًا بِتَحْرِيمِ ذَلِكَ: فَهَلْ عَلَيْهِ الْإِعَادَةُ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد. وَكَذَلِكَ مَنْ فَعَلَ مَحْظُورًا [فِي] الْحَجِّ جَاهِلًا. وَأَصْلُ هَذَا: أَنَّ حُكْمَ الْخِطَابِ؛ هَلْ يَثْبُتُ فِي حَقِّ الْمُكَلَّفِ قَبْلَ أَنْ يَبْلُغَهُ؟ فِيهِ ثَلَاثَةُ أَقْوَالٍ فِي مَذْهَبِ أَحْمَد وَغَيْرِهِ. قِيلَ: يَثْبُتُ. وَقِيلَ: لَا يَثْبُتُ، وَقِيلَ: يَثْبُتُ الْمُبْتَدَأُ دُونَ النَّاسِخِ. وَالْأَظْهَرُ أَنَّهُ لَا يَجِبُ قَضَاءُ شَيْءٍ مِنْ ذَلِكَ، وَلَا يَثْبُتُ الْخِطَابُ إلَّا بَعْدَ الْبَلَاغِ، لِقَوْلِهِ تَعَالَى {لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ} وَقَوْلِهِ: {وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا} وَلِقَوْلِهِ: {لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ} وَمِثْلُ هَذَا فِي الْقُرْآنِ مُتَعَدِّدٌ، بَيَّنَ سُبْحَانَهُ أَنَّهُ لَا يُعَاقِبُ أَحَدًا حَتَّى يَبْلُغَهُ مَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ. وَمَنْ عَلِمَ أَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ فَآمَنَ بِذَلِكَ، وَلَمْ يَعْلَمْ كَثِيرًا مِمَّا جَاءَ بِهِ لَمْ يُعَذِّبْهُ اللَّهُ عَلَى مَا لَمْ يَبْلُغْهُ، فَإِنَّهُ إذَا لَمْ يُعَذِّبْهُ عَلَى تَرْكِ الْإِيمَانِ بَعْدَ الْبُلُوغِ، فَإِنَّهُ لَا يُعَذِّبْهُ عَلَى بَعْضِ شَرَائِطِهِ إلَّا بَعْدَ الْبَلَاغِ أَوْلَى وَأَحْرَى. وَهَذِهِ سُنَّةُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمُسْتَفِيضَةِ عَنْهُ فِي أَمْثَالِ ذَلِكَ. فَإِنَّهُ قَدْ ثَبَتَ فِي الصِّحَاحِ أَنَّ {طَائِفَةً مِنْ أَصْحَابِهِ ظَنُّوا أَنَّ قَوْله تَعَالَى {الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنَ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ} هُوَ الْحَبْلَ الْأَبْيَضَ مِنْ الْحَبْلِ الْأَسْوَدِ، فَكَانَ أَحَدُهُمْ يَرْبِطُ فِي رِجْلِهِ حَبْلًا، ثُمَّ يَأْكُلُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ هَذَا مِنْ هَذَا فَبَيَّنَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ الْمُرَادَ بَيَاضُ النَّهَارِ، وَسَوَادُ اللَّيْلِ، وَلَمْ يَأْمُرْهُمْ بِالْإِعَادَةِ}. وَكَذَلِكَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ وَعَمَّارُ أَجْنَبَا، فَلَمْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/332)
يُصَلِّ عُمَرُ حَتَّى أَدْرَكَ الْمَاءَ، وَظَنَّ عَمَّارٌ أَنَّ التُّرَابَ يَصِلُ إلَى حَيْثُ يَصِلُ الْمَاءُ فَتَمَرَّغَ كَمَا تَمَرَّغُ الدَّابَّةُ وَلَمْ يَأْمُرْ وَاحِدًا مِنْهُمْ بِالْقَضَاءِ، وَكَذَلِكَ أَبُو ذَرٍّ بَقِيَ مُدَّةً جُنُبًا لَمْ يُصَلِّ، وَلَمْ يَأْمُرْهُ بِالْقَضَاءِ، بَلْ أَمَرَهُ بِالتَّيَمُّمِ فِي الْمُسْتَقْبَلِ. وَكَذَلِكَ الْمُسْتَحَاضَةُ قَالَتْ: إنِّي أُسْتَحَاضُ حَيْضَةً شَدِيدَةً تَمْنَعُنِي الصَّلَاةَ وَالصَّوْمَ، فَأَمَرَهَا بِالصَّلَاةِ زَمَنَ دَمِ الِاسْتِحَاضَةِ، وَلَمْ يَأْمُرْهَا بِالْقَضَاءِ. وَلَمَّا حُرِّمَ الْكَلَامُ فِي الصَّلَاةِ تَكَلَّمَ مُعَاوِيَةُ بْنُ الْحَكَمِ السلمي فِي الصَّلَاةِ بَعْدَ التَّحْرِيمِ جَاهِلًا بِالتَّحْرِيمِ، فَقَالَ لَهُ: {إنَّ صَلَاتَنَا هَذِهِ لَا يَصْلُحُ فِيهَا شَيْءٌ مِنْ كَلَامِ الْآدَمِيِّينَ} وَلَمْ يَأْمُرْهُ بِإِعَادَةِ الصَّلَاةِ. وَلَمَّا زِيدَ فِي صَلَاةِ الْحَضَرِ حِينَ هَاجَرَ إلَى الْمَدِينَةِ، كَانَ مَنْ كَانَ بَعِيدًا عَنْهُ: مِثْلُ مَنْ كَانَ بِمَكَّةَ، وَبِأَرْضِ الْحَبَشَةِ يُصَلُّونَ رَكْعَتَيْنِ، وَلَمْ يَأْمُرْهُمْ النَّبِيُّ بِإِعَادَةِ الصَّلَاةِ. وَلَمَّا فُرِضَ شَهْرُ رَمَضَانَ فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ الْهِجْرَةِ، وَلَمْ يَبْلُغْ الْخَبَرُ إلَى مَنْ كَانَ بِأَرْضِ الْحَبَشَةِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ، حَتَّى فَاتَ ذَلِكَ الشَّهْرُ، لَمْ يَأْمُرْهُمْ بِإِعَادَةِ الصِّيَامِ. {وَكَانَ بَعْضُ الْأَنْصَارِ - لَمَّا ذَهَبُوا إلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ الْمَدِينَةِ إلَى مَكَّةَ قَبْلَ الْهِجْرَةِ - قَدْ صَلَّى إلَى الْكَعْبَةِ مُعْتَقِدًا جَوَازَ ذَلِكَ قَبْلَ أَنْ يُؤْمَرَ بِاسْتِقْبَالِ الْكَعْبَةِ، وَكَانُوا حِينَئِذٍ يَسْتَقْبِلُونَ الشَّامَ، فَلَمَّا ذَكَرَ ذَلِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. أَمَرَهُ بِاسْتِقْبَالِ الشَّامِ} وَلَمْ يَأْمُرْهُ بِإِعَادَةِ مَا كَانَ صَلَّى. وَثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ {سُئِلَ - وَهُوَ بِالْجِعْرَانَةِ: عَنْ رَجُلٍ أَحْرَمَ بِالْعُمْرَةِ، وَعَلَيْهِ جُبَّةٌ، وَهُوَ مُتَضَمِّخٌ بِالْخَلُوقِ، فَلَمَّا نَزَلَ عَلَيْهِ الْوَحْيُ قَالَ لَهُ: انْزِعْ عَنْك جُبَّتَك، وَاغْسِلْ عَنْك أَثَرَ الْخَلُوقِ، وَاصْنَعْ فِي عُمْرَتِك مَا كُنْت صَانِعًا فِي حَجِّك}. وَهَذَا قَدْ فَعَلَ مَحْظُورًا فِي الْحَجِّ، وَهُوَ لُبْسُ الْجُبَّةِ، وَلَمْ يَأْمُرْهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى ذَلِكَ بِدَمِ وَلَوْ فَعَلَ ذَلِكَ مَعَ الْعِلْمِ لَلَزِمَهُ دَمٌ. وَثَبَتَ عَنْهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ أَنَّهُ {قَالَ لِلْأَعْرَابِيِّ الْمُسِيءِ فِي صَلَاتِهِ: صَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ - مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلَاثًا - فَقَالَ: وَاَلَّذِي بَعَثَك بِالْحَقِّ مَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا، فَعَلِّمْنِي مَا يُجْزِينِي فِي الصَّلَاةِ، فَعَلَّمَهُ الصَّلَاةَ الْمُجْزِيَةَ} وَلَمْ يَأْمُرْهُ بِإِعَادَةِ مَا صَلَّى قَبْلَ ذَلِكَ. مَعَ قَوْلِهِ مَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا، وَإِنَّمَا أَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ تِلْكَ الصَّلَاةَ؛ لِأَنَّ وَقْتَهَا بَاقٍ، فَهُوَ مُخَاطَبٌ بِهَا، وَاَلَّتِي صَلَّاهَا لَمْ تَبْرَأْ بِهَا الذِّمَّةُ، وَوَقْتُ الصَّلَاةِ بَاقٍ. وَمَعْلُومٌ أَنَّهُ لَوْ بَلَغَ صَبِيٌّ أَوْ أَسْلَمَ كَافِرٌ، أَوْ طَهُرَتْ حَائِضٌ، أَوْ أَفَاقَ مَجْنُونٌ " وَالْوَقْتُ بَاقٍ لَزِمَتْهُمْ الصَّلَاةُ أَدَاءً لَا قَضَاءً. وَإِذَا كَانَ بَعْدَ خُرُوجِ الْوَقْتِ فَلَا إثْمَ عَلَيْهِمْ. فَهَذَا الْمُسِيءُ الْجَاهِلُ إذَا عَلِمَ بِوُجُوبِ الطُّمَأْنِينَةِ فِي أَثْنَاءِ الْوَقْتِ فَوَجَبَتْ عَلَيْهِ الطُّمَأْنِينَةُ حِينَئِذٍ، وَلَمْ تَجِبْ عَلَيْهِ قَبْلَ ذَلِكَ؛ فَلِهَذَا أَمَرَهُ بِالطُّمَأْنِينَةِ فِي صَلَاةِ تِلْكَ الْوَقْتِ، دُونَ مَا قَبْلَهَا. وَكَذَلِكَ أَمْرُهُ لِمَنْ صَلَّى خَلْفَ الصَّفِّ أَنْ يُعِيدَ، وَلِمَنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/333)
تَرَكَ لَمْعَةً مِنْ قَدَمِهِ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ. وَقَوْلُهُ أَوَّلًا: {صَلِّ فَإِنَّك لَمْ تُصَلِّ} تَبَيَّنَ أَنَّ مَا فَعَلَهُ لَمْ يَكُنْ صَلَاةً، وَلَكِنْ لَمْ يَعْرِفْ أَنَّهُ كَانَ جَاهِلًا بِوُجُوبِ الطُّمَأْنِينَةِ، فَلِهَذَا أَمَرَهُ بِالْإِعَادَةِ ابْتِدَاءً، ثُمَّ عَلَّمَهُ إيَّاهَا، لَمَّا قَالَ: " وَاَلَّذِي بَعَثَك بِالْحَقِّ لَا أُحْسِنُ غَيْرَ هَذَا ". فَهَذِهِ نُصُوصُهُ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - فِي مَحْظُورَاتِ الصَّلَاةِ وَالصِّيَامِ وَالْحَجِّ مَعَ الْجَهْلِ فِيمَنْ تَرَكَ وَاجِبَاتِهَا مَعَ الْجَهْلِ، وَأَمَّا أَمْرُهُ لِمَنْ صَلَّى خَلْفَ الصَّفِّ أَنْ يُعِيدَ فَذَلِكَ أَنَّهُ لَمْ يَأْتِ بِالْوَاجِبِ مَعَ بَقَاءِ الْوَقْتِ. فَثَبَتَ الْوُجُوبُ فِي حَقِّهِ حِينَ أَمَرَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِبَقَاءِ وَقْتِ الْوُجُوبِ، لَمْ يَأْمُرْهُ بِذَلِكَ مَعَ مُضِيِّ الْوَقْتِ. وَأَمَّا أَمْرُهُ لِمَنْ تَرَكَ لَمْعَةً فِي رِجْلِهِ لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءَ بِالْإِعَادَةِ، فَلِأَنَّهُ كَانَ نَاسِيًا، فَلَمْ يَفْعَلْ الْوَاجِبَ، كَمَنْ نَسِيَ الصَّلَاةَ، وَكَانَ الْوَقْتُ بَاقِيًا، فَإِنَّهَا قَضِيَّةٌ مُعَيَّنَةٌ بِمُشَخَّصِ لَا يُمْكِنُ أَنْ يَكُونَ فِي الْوَقْتِ وَبَعْدَهُ. أَعْنِي أَنَّهُ رَأَى فِي رِجْلِ رَجُلٍ لَمْعَةً لَمْ يُصِبْهَا الْمَاءُ فَأَمَرَهُ أَنْ يُعِيدَ الْوُضُوءَ وَالصَّلَاةَ، رَوَاهُ أَبُو داود. وَقَالَ أَحْمَد بْنُ حَنْبَلٍ حَدِيثٌ جَيِّدٌ. وَأَمَّا قَوْلُهُ: {وَيْلٌ لِلْأَعْقَابِ مِنْ النَّارِ} وَنَحْوُهُ. فَإِنَّمَا يَدُلُّ عَلَى وُجُوبِ تَكْمِيلِ الْوُضُوءِ لَيْسَ فِي ذَلِكَ أَمْرٌ بِإِعَادَةِ شَيْءٍ وَمَنْ كَانَ أَيْضًا يَعْتَقِدُ أَنَّ الصَّلَاةَ تَسْقُطُ عَنْ الْعَارِفِينَ، أَوْ عَنْ الْمَشَايِخِ الْوَاصِلِينَ، أَوْ عَنْ بَعْضِ أَتْبَاعِهِمْ، أَوْ أَنَّ الشَّيْخَ يُصَلِّي عَنْهُمْ، أَوْ أَنَّ لِلَّهِ عِبَادًا أَسْقَطَ عَنْهُمْ الصَّلَاةَ، كَمَا يُوجَدُ كَثِيرٌ مِنْ ذَلِكَ فِي كَثِيرٍ مِنْ الْمُنْتَسِبِينَ إلَى الْفَقْرِ وَالزُّهْدِ، وَاتِّبَاعِ بَعْضِ الْمَشَايِخِ وَالْمُعَرِّفَةِ، فَهَؤُلَاءِ يُسْتَتَابُونَ بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ، فَإِنْ أَقَرُّوا بِالْوُجُوبِ، وَإِلَّا قُوتِلُوا، وَإِذَا أَصَرُّوا عَلَى جَحْدِ الْوُجُوبِ حَتَّى قُتِلُوا، كَانُوا مِنْ الْمُرْتَدِّينَ، وَمَنْ تَابَ مِنْهُمْ وَصَلَّى لَمْ يَكُنْ عَلَيْهِ إعَادَةُ مَا تَرَكَ قَبْلَ ذَلِكَ فِي أَظْهَرِ قَوْلَيْ الْعُلَمَاءِ، فَإِنَّ هَؤُلَاءِ إمَّا أَنْ يَكُونُوا مُرْتَدِّينَ، وَإِمَّا أَنْ يَكُونُوا مُسْلِمِينَ جَاهِلِينَ لِلْوُجُوبِ. فَإِنْ قِيلَ: إنَّهُمْ مُرْتَدُّونَ عَنْ الْإِسْلَامِ، فَالْمُرْتَدُّ إذَا أَسْلَمَ لَا يَقْضِي مَا تَرَكَهُ حَالَ الرِّدَّةِ عِنْدَ جُمْهُورِ الْعُلَمَاءِ، كَمَا لَا يَقْضِي الْكَافِرُ إذَا أَسْلَمَ مَا تَرَكَ حَالَ الْكُفْرِ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ، وَمَذْهَبُ مَالِكٍ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَأَحْمَد فِي أَظْهَرِ الرِّوَايَتَيْنِ عَنْهُ، وَالْأُخْرَى يَقْضِي الْمُرْتَدُّ. كَقَوْلِ الشَّافِعِيِّ وَالْأَوَّلُ أَظْهَرُ. فَإِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَالْحَارِثِ ابْنِ قَيْسٍ، وَطَائِفَةٍ مَعَهُ أَنْزَلَ اللَّهُ فِيهِمْ: {كَيْفَ يَهْدِي اللَّهُ قَوْمًا كَفَرُوا بَعْدَ إيمَانِهِمْ} الْآيَةَ، وَاَلَّتِي بَعْدَهَا. وَكَعَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي سَرْحٍ، وَاَلَّذِينَ خَرَجُوا مَعَ الْكُفَّارِ يَوْمَ بَدْرٍ، وَأَنْزَلَ فِيهِمْ: {ثُمَّ إنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ} فَهَؤُلَاءِ عَادُوا إلَى الْإِسْلَامِ، وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي سَرْحٍ عَادَ إلَى الْإِسْلَامِ عَامَ الْفَتْحِ، وَبَايَعَهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/334)
وَلَمْ يَأْمُرْ أَحَدًا مِنْهُمْ بِإِعَادَةِ مَا تَرَكَ حَالَ الْكُفْرِ فِي الرِّدَّةِ، كَمَا لَمْ يَكُنْ يَأْمُرْ سَائِرَ الْكُفَّارِ إذَا أَسْلَمُوا. وَقَدْ ارْتَدَّ فِي حَيَاتِهِ خَلْقٌ كَثِيرٌ اتَّبَعُوا الْأَسْوَدَ الْعَنْسِيَّ الَّذِي تَنَبَّأَ بِصَنْعَاءَ الْيَمَنِ، ثُمَّ قَتَلَهُ اللَّهُ، وَعَادَ أُولَئِكَ إلَى الْإِسْلَامِ، وَلَمْ يُؤْمَرُوا بِالْإِعَادَةِ. وَتَنَبَّأَ مُسَيْلِمَةُ الْكَذَّابُ، وَاتَّبَعَهُ خَلْقٌ كَثِيرٌ، قَاتَلَهُمْ الصِّدِّيقُ وَالصَّحَابَةُ بَعْدَ مَوْتِهِ حَتَّى أَعَادُوا مَنْ بَقِيَ مِنْهُمْ إلَى الْإِسْلَامِ، وَلَمْ يَأْمُرْ أَحَدًا مِنْهُمْ بِالْقَضَاءِ، وَكَذَلِكَ سَائِرُ الْمُرْتَدِّينَ بَعْدَ مَوْتِهِ. وَكَانَ أَكْثَرُ الْبَوَادِي قَدْ ارْتَدُّوا ثُمَّ عَادُوا إلَى الْإِسْلَامِ، وَلَمْ يَأْمُرْ أَحَدًا مِنْهُمْ بِقَضَاءِ مَا تَرَكَ مِنْ الصَّلَاةِ. وَقَوْلُهُ تَعَالَى: {قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ} يَتَنَاوَلُ كُلَّ كَافِرٍ. وَإِنْ قِيلَ: إنَّ هَؤُلَاءِ لَمْ يَكُونُوا مُرْتَدِّينَ، بَلْ جُهَّالًا بِالْوُجُوبِ، وَقَدْ تَقَدَّمَ أَنَّ الْأَظْهَرَ فِي حَقِّ هَؤُلَاءِ أَنَّهُمْ يَسْتَأْنِفُونَ الصَّلَاةَ عَلَى الْوَجْهِ الْمَأْمُورِ، وَلَا قَضَاءَ عَلَيْهِمْ. فَهَذَا حُكْمُ مَنْ تَرَكَهَا غَيْرَ مُعْتَقِدٍ لِوُجُوبِهَا. وَأَمَّا مَنْ اعْتَقَدَ وُجُوبَهَا مَعَ إصْرَارِهِ عَلَى تَرْكِ: فَقَدْ ذَكَرَ عَلَيْهِ الْمُفَرِّعُونَ مِنْ الْفُقَهَاءِ فُرُوعًا: أَحَدُهَا هَذَا، فَقِيلَ عِنْدَ جُمْهُورِهِمْ: مَالِكٍ وَالشَّافِعِيِّ وَأَحْمَد. وَإِذَا صَبَرَ حَتَّى يُقْتَلَ فَهَلْ يُقْتَلُ كَافِرًا مُرْتَدًّا، أَوْ فَاسِقًا كَفُسَّاقِ الْمُسْلِمِينَ؟ عَلَى قَوْلَيْنِ مَشْهُورِينَ. حُكِيَا رِوَايَتَيْنِ عَنْ أَحْمَد، وَهَذِهِ الْفُرُوعُ لَمْ تُنْقَلْ عَنْ الصَّحَابَةِ، وَهِيَ فُرُوعٌ فَاسِدَةٌ، فَإِنْ كَانَ مُقِرًّا بِالصَّلَاةِ فِي الْبَاطِنِ، مُعْتَقِدًا لِوُجُوبِهَا، يَمْتَنِعُ أَنْ يُصِرَّ عَلَى تَرْكِهَا حَتَّى يُقْتَلَ، وَهُوَ لَا يُصَلِّي هَذَا لَا يُعْرَفُ مِنْ بَنِي آدَمَ وَعَادَتِهِمْ؛ وَلِهَذَا لَمْ يَقَعْ هَذَا قَطُّ فِي الْإِسْلَامِ، وَلَا يُعْرَفُ أَنَّ أَحَدًا يَعْتَقِدُ وُجُوبَهَا، وَيُقَالُ لَا إنْ لَمْ تُصَلِّ وَإِلَّا قَتَلْنَاك، وَهُوَ يُصِرُّ عَلَى تَرْكِهَا، مَعَ إقْرَارِهِ بِالْوُجُوبِ، فَهَذَا لَمْ يَقَعْ قَطُّ في الْإِسْلَامِ. وَمَتَى امْتَنَعَ الرَّجُلُ مِنْ الصَّلَاةِ حَتَّى يُقْتَلَ لَمْ يَكُنْ فِي الْبَاطِنِ مُقِرًّا بِوُجُوبِهَا، وَلَا مُلْتَزِمًا بِفِعْلِهَا، وَهَذَا كَافِرٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ، كَمَا اسْتَفَاضَتْ الْآثَارُ عَنْ الصَّحَابَةِ بِكُفْرِ هَذَا، وَدَلَّتْ عَلَيْهِ النُّصُوصُ الصَّحِيحَةُ. كَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ {لَيْسَ بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ إلَّا تَرْكُ الصَّلَاةِ} رَوَاهُ مُسْلِمٌ. وَقَوْلِهِ: {الْعَهْدُ الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمْ الصَّلَاةُ فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ}. وَقَوْلِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ شَقِيقٍ: كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ لَا يَرَوْنَ شَيْئًا مِنْ الْأَعْمَالِ فِي تَرْكِهِ كُفْرٌ إلَّا الصَّلَاةَ، فَمَنْ كَانَ مُصِرًّا عَلَى تَرْكِهَا حَتَّى يَمُوتَ لَا يَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً قَطُّ، فَهَذَا لَا يَكُونُ قَطُّ مُسْلِمًا مُقِرًّا بِوُجُوبِهَا، فَإِنَّ اعْتِقَادَ الْوُجُوبِ، وَاعْتِقَادَ أَنَّ تَارِكَهَا يَسْتَحِقُّ الْقَتْلَ هَذَا دَاعٍ تَامٌّ إلَى فِعْلِهَا، وَالدَّاعِي مَعَ الْقُدْرَةِ يُوجِبُ وُجُودَ الْمَقْدُورِ، فَإِذَا كَانَ قَادِرًا وَلَمْ يَفْعَلْ قَطُّ عُلِمَ أَنَّ الدَّاعِيَ فِي حَقِّهِ لَمْ يُوجَدْ. وَالِاعْتِقَادُ التَّامُّ لِعِقَابِ التَّارِكِ بَاعِثٌ عَلَى الْفِعْلِ، لَكِنَّ هَذَا قَدْ يُعَارِضُهُ أَحْيَانًا أُمُورٌ تُوجِبُ تَأْخِيرَهَا وَتَرْكَ بَعْضِ وَاجِبَاتِهَا، وَتَفْوِيتِهَا أَحْيَانًا. فَأَمَّا مَنْ كَانَ مُصِرًّا عَلَى تَرْكِهَا لَا يُصَلِّي قَطُّ، وَيَمُوتُ عَلَى هَذَا الْإِصْرَارِ وَالتَّرْكِ فَهَذَا لَا يَكُونُ مُسْلِمًا؛ لَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ يُصَلُّونَ تَارَةً، وَيَتْرُكُونَهَا تَارَةً، فَهَؤُلَاءِ لَيْسُوا يُحَافِظُونَ عَلَيْهَا، وَهَؤُلَاءِ تَحْتَ الْوَعِيدِ، وَهُمْ الَّذِينَ جَاءَ فِيهِمْ الْحَدِيثُ الَّذِي فِي السُّنَنِ حَدِيثُ عبادة عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّهُ قَالَ: {خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ عَلَى الْعِبَادِ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ مَنْ حَافَظَ عَلَيْهِنَّ كَانَ لَهُ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ أَنْ يُدْخِلَهُ الْجَنَّةَ، وَمَنْ لَمْ يُحَافَظْ عَلَيْهِنَّ لَمْ يَكُنْ لَهُ عَهْدٌ عِنْدَ اللَّهِ، إنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ.} فَالْمُحَافِظُ عَلَيْهَا الَّذِي يُصَلِّيهَا فِي مَوَاقِيتِهَا، كَمَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى، وَاَلَّذِي لَيْسَ يُؤَخِّرُهَا أَحْيَانًا عَنْ وَقْتِهَا، أَوْ يَتْرُكُ وَاجِبَاتِهَا، فَهَذَا تَحْتَ مَشِيئَةِ اللَّهِ تَعَالَى، وَقَدْ يَكُونُ لِهَذَا نَوَافِلُ يُكَمِّلُ بِهَا فَرَائِضَهُ، كَمَا جَاءَ فِي الْحَدِيثِ. أ. هـ
و لكن هل يفهم من الكلام بالأحمر أنه لا يوجب عليه القضاء؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/335)
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[04 - 07 - 07, 02:00 م]ـ
و قال الشيخ عبد العزيز بن باز فى الفتاوى:
كيف يقضي الصلاة من تركها لعدة سنوات
نشرت في المجلة العربية في العدد (163) لشهر شعبان في عام 1411هـ.
س: الأخ: م. ب - من دمشق في سوريا يقول في سؤاله: هل تكفي سنة الصبح والظهر والعصر والمغرب والعشاء عن قضاء الصلوات، حيث إنني لم أكن أصلي لعدة سنوات، أم أن على الإنسان أن يقضي هذه الصلوات المفروضة التي ألهاه الشيطان عنها؟ أفيدوني جزاكم الله خيرا.
ج: من ترك الصلاة المفروضة عمدا وتكاسلا وتهاونا فقد أتى جريمة عظيمة أعظم من الزنا والسرقة وغيرهما من كبائر الذنوب، وهو بذلك يكفر كفرا أكبر في أصح قولي العلماء؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: سنن الترمذي الإيمان (2621) ,سنن النسائي الصلاة (463) ,سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1079) ,مسند أحمد بن حنبل (5/ 346). العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر خرجه الإمام أحمد، وأهل السنن الأربعة بإسناد صحيح، عن بريدة بن الحصيب رضي الله عنه، ولقوله صلى الله عليه وسلم: صحيح مسلم الإيمان (82) ,سنن الترمذي الإيمان (2620) ,سنن أبو داود السنة (4678) ,سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1078) ,مسند أحمد بن حنبل (3/ 370) ,سنن الدارمي الصلاة (1233). بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة خرجه الإمام مسلم في صحيحه، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، ولأحاديث أخرى في هذا المعنى.
فإن ترك الصلاة جحدا لوجوبها كفر بإجماع المسلمين كفرا أكبر، والواجب على من تركها جحدا لوجوبها أو كسلا وتهاونا المبادرة إلى التوبة إلى الله سبحانه من ذلك، وذلك بالندم على ما مضى، والعزيمة
الصادقة على ألا يعود لتركها، مع المحافظة عليها؛ خوفا من الله، وتعظيما له، وأداء لحقه، ومن تاب توبة نصوحا تاب الله عليه؛ لقوله سبحانه: سورة النور الآية 31 وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ وقوله سبحانه: سورة التحريم الآية 8 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحًا وقوله عز وجل: سورة طه الآية 82 وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِمَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَى وقول النبي صلى الله عليه وسلم: سنن ابن ماجه الزهد (4250). التائب من الذنب كمن لا ذنب له وليس عليه قضاء لما ترك من الصلوات؛ لأن التوبة النصوح كافية في ذلك.
نسأل الله أن يحفط على المسلمين دينهم، وأن يهدي ضالهم إلى الحق، إنه سميع مجيب.
ـ[محمد العبد]ــــــــ[04 - 07 - 07, 06:46 م]ـ
أخي الحبيب محمد العبادي لقد سمعت الشيخ العلامة محمد بن عبد المقصود يقول بعدم القضاء ولكن لم يكن يناقش المسألة فهل للشيخ قولان؟ وإن كان فأيهما المتأخر؟ , وياليتك تتذكر أين قال الشيخ هذا الكلام فإني يهمني أن أسمعه.
وأنا معك في أن القول قول من أوجب القضاء.
أخي عمرو موسى الشيخ العلامة ابن باز يقول بأن الصواب هو قضاء الصلاة ولكن هذا على مذهب من لم يكفر تارك الصلاة وله فتوى في ذلك والشيخ إنما لم يقل بقضائها لأنه يكفر تارك الصلاة فالمسألة عنده مبنية على هل على المرتد قضاء أم لا؟ , أما عند من لم يكفر فليست المسألة عنده مبنية على ذلك.
لذلك أخي الكريم عليك أن تحدد على أي الرأيين تريد مناقشة مسألتك هل على رأي المكفرين لتارك الصلاة أم على الرأي الآخر حتى لا يتشعب النقاش بإخوانك.
وهاهي فتوى الشيخ ابن باز التي أشرت إليها:
مجموع فتاوى ابن باز - (ج 10 / ص 461)
(الجزء رقم: 10، الصفحة رقم: 312)
هل يقضي الصلاة من تركها عمدا إذا تاب
من ضمن الفتاوى المهمة المتعلقة بأركان الإسلام الخمسة.
س: هل يقضي الصلاة من تركها عمدا إذا وفقه الله للتوبة سواء كان ما تركه وقتا واحدا أو أكثر؟
ج: لا يلزمه القضاء إذا تركها عمدا في أصح قولي العلماء؛ لأن تركها عمدا يخرجه من دائرة الإسلام ويجعله في حيز الكفار.
والكافر لا يقضي ما ترك في حال الكفر؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: صحيح مسلم الإيمان (82) ,سنن الترمذي الإيمان (2620) ,سنن أبو داود السنة (4678) ,سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1078) ,مسند أحمد بن حنبل (3/ 370) ,سنن الدارمي الصلاة (1233). بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة رواه مسلم في الصحيح، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما، وقوله صلى الله عليه وسلم: سنن الترمذي الإيمان (2621) ,سنن النسائي الصلاة (463) ,سنن ابن ماجه إقامة الصلاة والسنة فيها (1079) ,مسند أحمد بن حنبل (5/ 346). العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة فمن تركها فقد كفر أخرجه الإمام أحمد، وأهل السنن بإسناد صحيح، عن بريدة ابن الحصيب رضي الله عنه، ولأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر الكفار الذين أسلموا أن يقضوا ما تركوا، وهكذا أصحابه رضي الله عنهم لم يأمروا المرتدين لما رجعوا للإسلام أن يقضوا. فإن قضى من تركها عمدا ولم يجحد وجوبها فلا حرج؛ احتياطا وخروجا من خلاف من قال بعدم كفره إذا لم يجحد وجوبها، وهم أكثر العلماء، والله ولي التوفيق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/336)
ـ[المطيري]ــــــــ[04 - 07 - 07, 06:53 م]ـ
بارك الله في الاخوة على ماأفادوا
ذكر ابن رجب في الفتح
حكي عن عبد الرحمن صاحب الشافعي بالعراق، وعن ابن بنت الشافعي. وهو قول أبي بكر الحميدي في الصوم والصلاة إذا تركهما عمداً، أنه لا يجزئه قضاؤهما.
ذكره في عقيدته في آخر (مسنده).
ووقع مثله في كلام طائفة من أصحابنا المتقدمين، منهم: الجوزجاني وأبو محمد البربهاري وابن بطة.
قال ابن بطة: أعلم أن للصلاة أوقاتاً، فمن قدمها على وقتها فلا فرض له من عذر وغيره، ومن اخرها عن وقتها مختاراً لذلك من غير عذر، فلا فرض له.
فجعل الصلاة بعد الوقت لغير عذر، كالصلاة قبل الوقت، وقال في كل منهما: (إنه ليس بفرض) - يريد: أنها تقع نفلاً في الحالين.
وقال البربهاري: الصلوات لا يقبل الله منها شيئاً إلا أن تكون لوقتها، إلا أن يكون نسياناً؛ فإنه معذور، يأتي بها إذا ذكرها، فيجمع بين الصلاتين إن شاء.
وقد نص الإمام أحمد في رواية ابنه عبد الله: على أن المصلي لغير الوقت كالتارك للصلاة في استتابته وقتله، فكيف يؤمر بفعل صلاة حكمها حكم ترك الصلاة.
وروي عن طائفة من السلف، منهم: الحسن.
ولا يعرف عن أحد من الصحابة في وجوب القضاء على العامد شيء، بل ولم أجد صريحاً عن التابعين - أيضا- فيه شيئاً، إلا عن النخعي.
وقد وردت آثار كثيرة عن السلف في تارك الصلاة عمداً، أنه لا تقبل منه صلاة، كما روي عن الصديق - رضي الله عنه -، أنه قال لعمر في وصيته له: إن لله حقاً بالليل لا يقبله بالنهار، وحقاً بالنهار لا يقبله بالليل.
يشير إلى صلوات الليل والنهار.
ويقول ابن تيميه
نَحْنُ لَا نُنَازِعُ فِي وُجُوبِ الْقَضَاءِ فَقَطْ، بَلْ نُنَازِعُ فِي قَبُولِ الْقَضَاءِ مِنْهُ وَصِحَّةِ الصَّلَاةِ فِي غَيْرِ وَقْتِهَا
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 06:55 م]ـ
أخي الحبيب محمد العبادي لقد سمعت الشيخ العلامة محمد بن عبد المقصود يقول بعدم القضاء ولكن لم يكن يناقش المسألة فهل للشيخ قولان؟ وإن كان فأيهما المتأخر؟ , وياليتك تتذكر أين قال الشيخ هذا الكلام فإني يهمني أن أسمعه.
بارك الله فيكم
أظن والله أعلم أنك ستجدها في أوائل سلسلة الفتاوى، ولا أعلم ما إن كان له رأي اّخر أم لا ولكنني متأكد مما سمعته.
وللعلم فالشيخ محمد يكفر تارك الصلاة ويطالبه بالقضاء وهذا ما أقول به، وراجعوا المشاركات السابقة.
وجزاكم الله خيرا.
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[04 - 07 - 07, 07:15 م]ـ
السلام عليكم
أخى محمد العبد أنا عن نفسى أعمل بقول الجمهور و هو عدم كفر تارك الصلاة
و جزاك الله خيرا على التوضيح لفتوى الشيخ ابن باز
و لكن على مذهب من يقول بكفره
كيف أن من تركها عمدا لا يقضيها و فى ذات الحين من تركها ناسيا يقضيها؟؟؟؟؟؟
و لكن المسألة ليست خاصة بى
فلنناقشها و ليتعين الراجح و فى ذلك خير ان شاء الله
جزاكم الله كل خير
ـ[المطيري]ــــــــ[04 - 07 - 07, 09:02 م]ـ
و لكن على مذهب من يقول بكفره
كيف أن من تركها عمدا لا يقضيها و فى ذات الحين من تركها ناسيا يقضيها؟؟؟؟؟؟
جزاكم الله كل خير
المعذور إنما أمره بالقضاء لأنه جعل قضاءه كفارة له، والعامد ليس القضاء كفارة له؛ فإنه عاص تلزمه التوبة من ذنبه بالاتفاق.
ولهذا قال الأكثرون: لا كفارة على قاتل العمد، ولا على من حلف يميناً متعمداً فيها الكذب؛ لأن الكفارة لا تمحو ذنب هذا.
ـ[محمد العبد]ــــــــ[04 - 07 - 07, 10:11 م]ـ
أخي الكريم محمد العبادي جزاك الله خيرا على الإهتمام بإجابة أسئلة أخيك ولكن أخي الحبي في سلسة فتاوى تقصد فالشيخ له أكثر من سلسلة؟
أخي الكريم عمرو بالنسبة لسؤالك فالجواب كالتالي:
من يكفر تارك الصلاة كسلا ينظر في مسألة قضاء الصلاة على ضوء هذا السؤال: هل المرتد يجب عليه قضاء الفوائت من العبادات أم لا؟ , فإن كانت الإجابة نعم نظروا بعد ذلك لمشروعية قضاء الصلاة خاصة وهذه هي النظرة التي ينظر بها الجمهور غير المكفرين مباشرة بدون البدء بالسؤال الأول , وإن كانت الإجابة لا فقد انتهى الأمر كما فعل العلامة ابن باز رحمه الله.
وهذا السؤال لايمكن طرحه في الناسي أخي الكريم لأنهم لا يكفرونه لأنه معذور بالنسيان وهذا يعني أنه ليس بمرتد ويوجبون عليه القضاء لحديث النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - «مَنْ نَسِىَ صَلاَةً أَوْ نَامَ عَنْهَا فَكَفَّارَتُهَا أَنْ يُصَلِّيَهَا إِذَا ذَكَرَهَا».
ومن هنا جاء التفريق أخي الكريم أرجو أن يكون قد اتضح لك الأمر.
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[05 - 07 - 07, 12:32 ص]ـ
جزاك الله خيرا
و لكن على هذا فمن لا يكفرونه ينقسمون أيضا الى فريقين
فالحاصل
من قال أنه مرتد لا يوجب عليه القضاء
و من رأى عدم ردته ينقسمون الى فريقين
أليس صحيحا؟؟؟؟
ـ[محمد العبد]ــــــــ[05 - 07 - 07, 03:57 م]ـ
أخي الكريم عمرو موسى كلامك صحيح بالنسبة لمن لا يكفرون ,
أما بالنسبة للمكفرين فهم ثلاث فرق واختلافهم تبعا لإجابتهم على هذا السؤال:
هل يجب على المرتد قضاء العبادات التي تركها حال ردته؟
فمن قال لا , فإنه لايلزمه بقضاء أي عبادة بما في ذلك الصلاة وهذا هو الفريق الأول وبهذا القول أخذ العلامة ابن باز كما سبق.
أما من قال نعم يجب فقد انقسموا فريقين في الصلاة تماما كالحال عند غير المكفرين فمنهم من لايرى أن الصلاة يشرع قضائها عن سائر العبادات ومنهم من يرى أنها مثل سائر العبادات التي يجب قضائها.
ومن هنا يا أخي نعلم أن الفريق الأول فقط هو الذي لا يتعرض للنزاع المشهور في مسألة قضاء الصلاة للتارك عمدا لأن المسألة عنده محسومة من البداية, وأما الفريقان الآخران من المكفرين فهم كغير المكفرين بينهم نفس النزاع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/337)
ـ[ابو عبد الرحمن التهامي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 07:32 م]ـ
هل يقول الشيخ محمد بن عبد المقصود بقول الجمهور
استمع الي هذا المقطع
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 07:38 م]ـ
أخي أبا عبد الرحمن أرى أن الملف ناقص لأن الشيخ كان يتحدث بلسان الظاهرية ثم لم يكمل كلامه فحبذا لو أتحفتنا بالموضع كاملا جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 08:15 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=386
تفضلوا يا إخوة رغم أنني سمعت ذلك في موضع اّخر للشيخ محمد حفظه الله
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[06 - 07 - 07, 12:09 م]ـ
أخي الكريم عمرو موسى كلامك صحيح بالنسبة لمن لا يكفرون ,
أما بالنسبة للمكفرين فهم ثلاث فرق واختلافهم تبعا لإجابتهم على هذا السؤال:
هل يجب على المرتد قضاء العبادات التي تركها حال ردته
هل قلت هذا بناء على استقراء لأقوال أهل العلم في المسألة أم تقليدا ...
على كل حال:
العبادة الموقتة إذا أخرها الإنسان عن وقتها المحدد لها شرعاً فإنها لا تقبل منه، فقضاؤه إياها لا يفيده شيئاً، وقد أشرنا فيما سبق إلى موضع الأدلة لهذه المسألة .. فأرجو عدم التسرع في الفتوى بارك الله فيكم.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 - 07 - 07, 12:55 م]ـ
هل قلت هذا بناء على استقراء لأقوال أهل العلم في المسألة أم تقليدا ...
على كل حال:
العبادة الموقتة إذا أخرها الإنسان عن وقتها المحدد لها شرعاً فإنها لا تقبل منه، فقضاؤه إياها لا يفيده شيئاً، وقد أشرنا فيما سبق إلى موضع الأدلة لهذه المسألة .. فأرجو عدم التسرع في الفتوى بارك الله فيكم.
يا أخي الفاضل الحبيب والله كلامك مخالف للإجماع ألم يجمع العلماء على وجوب القضاء على من أفطر في رمضان عمدا؟؟، بالله عليكم دعوا النزعة الظاهرية التي تجترىء على مخالفة الإجماعات وللأسف الشديد فقد فشت في كثير من إخواننا الأفاضل. وأيضا يا أخي الحبيب أخطأت عندما خلطت بين القبول وبين المطالبة بالفريضة، فنحن نقول نعم قضاءالفريضة لا يتفعه من حيث الثواب لكن يطالب بها، كما جاءت الأحاديث الكثيرة مثل الحديث الذي أخرجه مسلم عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم مرفوعا: " من أتى عرافا فسأله عن شيء لم تقبل له صلاة أربعين ليلة "
* قال النووي في شرحه: "
وَأَمَّا عَدَم قَبُول صَلَاته فَمَعْنَاهُ أَنَّهُ لَا ثَوَاب لَهُ فِيهَا وَإِنْ كَانَتْ مُجْزِئَة فِي سُقُوط الْفَرْض عَنْهُ، وَلَا يَحْتَاج مَعَهَا إِلَى إِعَادَة "
وأيضا حديث ابن عمرو رضي الله عنهما مرفوعا: " من شرب الخمر وسكر لم تقبل له صلاة أربعين صباحا ....... " الحديث
قال محمد بن نصر المروزي رحمه الله في تعظيم قدر الصلاة:
حدثنا الحسين بن عيسى، أنا ابن المبارك، أنا المبارك بن فضالة، عن الحسن، في الرجل يتكلم والإمام يخطب، قال: «لا جمعة له ويصلي الجمعة مع الإمام». قال أبو عبد الله: ونظير ذلك قوله: «من شرب الخمر لم تقبل له صلاة أربعين يوما» فلو أن رجلا شرب الخمر ثم جاء يستفتي لم يجز أن يقال له دع الصلاة أربعين يوما، فإنك إن صليت لم تقبل منك، بل قد أجمعوا أن عليه أن يصلي، وأنه إذا صلى فصلاته جائزة وليس له أن يعيد صلاة أربعين يوما، وتأول قوله: «لا تقبل له صلاة» أي لا يثاب على صلاته أربعين يوما عقوبة لشربه الخمر، كما قالوا في المتكلم يوم الجمعة والإمام يخطب إنه يصلي الجمعة ولا جمعة له يعنون أنه لا يعطى ثواب الجمعة عقوبة لذنبه، ومثل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «لا تؤمنوا حتى تحابوا ولا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه»
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[06 - 07 - 07, 03:05 م]ـ
يا أخي الفاضل الحبيب والله كلامك مخالف للإجماع.
قال شيخنا ابن عثيمين رحمه الله في جوابه على السؤال التالي:
السؤال (175): فضيلة الشيخ، هناك بعض المسلمين يعتبرون العبادة إذا فاتت أنها تسقط، فإذا فاتت الصلاة عن مكانها لا تؤدى، وإذا فات رمضان أو فات شيء من رمضان لا يصومونه، فما حكم صيام الفائت من رمضان؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/338)
الجواب: سبق أن ذكرنا قاعدة وهي: أن العبادات الموقتة إذا أخرجها الإنسان عن وقتها بغير عذر فإنها لا تصح منه أبداً، لو كررها ألف مرة، وعليه أن يتوب، والتوبة كافية، أما إذا كان ترك صيام رمضان لعذر من مرض أو سفر أو غيرهما فعليه القضاء كما قال الله تعالى: (وَمَنْ كَانَ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَر) (البقرة: 185).
أعانك الله على الكفارة ...
حذرتكم من هذا لكن هذا نتيجة نزعة التسرع بدون علم
وللأسف الشديد فقد فشت في كثير من إخواننا الأفاضل
أما نزعة الأخذ بالظاهر فنعم هي لأنه يقابلها نزعة الأخذ بالباطن .. فتنبه
ـ[محمد العبد]ــــــــ[06 - 07 - 07, 05:18 م]ـ
الأخ الفاضل أبو عبد الرحمن التهامي لقد استمعت إلى المقطع الذي أرفقته فوجدته أخي الكريم غير مكتمل ولم يذكر الشيخ فيه الراجح عنده وإنما قُطِع المقطع والشيخ لم يكمل عرض أدلة القائلين بعدم القضاء.
الأخ الفاضل محمد العبادي لقد استمعت لمقطعك ولكن الكلمة التي تريدها فيه مجملة وهي قول الشيخ (يقضي سائر العبادات (أي المرتد)) وياليتك أخي الكريم بارك الله فيك تأتينا بموضع التفصيل.
والآن مع الأخ السعدي, أولا لايليق أبدا أن تستخدم هذه اللهجة الساخرة مع إخوانك ولا أن توصلك قناعتك برأيك إلى هذا المستوى في النقاش العلمي , وأنا أويد اخي محمد العبادي حفظه الله في الإجماع الذي ذكره في مسألة قضاء الصيام للعامد وأنت رددت عليه بفتوى الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمه الله وقلت بلهجة تهكمية (أعانك الله على الكفارة) كما قلت موجها الكلام للجمع المخالف لرأيك (حذرتكم من هذا لكن هذا نتيجة نزعة التسرع بدون علم).
وأنا أقول لك حتى يكون على أخينا الكفارة_ هذا إن كان عاقدا لليمين _ ويثبت علينا التسرع بدون علم فهلا أتيتنا بسلف الشيخ رحمه الله ومن قبله شيخ الإسلام ابن تيمية الذي قال بهذا القول وهو أن تارك صيام رمضان عمدا مع عدم كفره لا يجب عليه القضاء ,
وأنا بطلبي هذا أحسن بك الظن بأنك لم تتجرأ على هذه السخرية واتهام إخوانك ب (التسرع بدون علم) بمجرد تقليد العلامة ابن عثيمين أو شيخ الإسلام بل إنك_ إن شاء الله _ عندك الركن الثاني
من العلم في المسألة وهو معرفة أقوال السلف لأنه كما تعلم _ إن شاء الله _ ليس للمقلد أن يفعل ما فعلت. وبإتيانك بقول السلف الموافق لهما تكون قد أفدتنا وعلمتنا شيئا نافعا بدلا من تهكمك.
ثم اعلم أني وكذلك أخي محمد العبادي إن شاء الله لم يغب عنا قول الشيخ ابن العثيمين ولكنا لا نتبع قولا لانعلم له سلف والمنهج عندنا مقدم على الرجال وإن كانوا من الأجلاء , ثم دعني أخبرك بشيء أن الشيخ ابن العثيمين رحمه الله لا يذهب لما ذكرته من عدم قضاء العامد هكذا بإطلاق بل له تفصيل ذكره في كتابه الشرح الممتع وها أنات سأنقله لك فقد قال رحمه الله:
وقوله: "فعليه القضاء"؛ لأنه أفسد صومه الواجب فلزمه القضاء كالصلاة، وهذا هو الذي عليه جمهور أهل العلم، وذهب بعض العلماء إلى أن من أفسد صومه عامداً بدون عذر، فلا قضاء عليه وليس عدم القضاء تخفيفاً، لكنه لا ينفعه القضاء، وإلى هذا ذهب شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - لكن لو قال قائل يرد على هذا القول: إنكم إذا قلتم بذلك فمعناه أن المفطرات لا فائدة منها؛ لأنكم تشترطون في المفطرات أن يكون متعمداً وأنتم تقولون: إذا أفطر متعمداً فلا قضاء فكيف ذلك؟
الجواب: نقول على هذا الرأي تكون المفطرات نافعة فيما إذا جاز الفطر لعذر، أما إذا كان لغير عذر فإن هذه المفطرات تفسد صومه ولا يلزمه القضاء، لكن جمهور أهل العلم على أنه يلزمه القضاء، ولو تعمد الفطر بخلاف الرجل الذي لم يصم ذلك اليوم أصلاً وتركه متعمداً، فإن الراجح ما ذهب إليه شيخ الإسلام من أنه لا ينفعه القضاء، والفرق بين هذه المسألة وبين من شرع في الصوم أن من شرع في الصوم فقد التزمه وألزم نفسه به، فإذا أفسده ألزم بقضائه كالنذر بخلاف من لم يصم أصلاً. ا. ه.
فالشيخ إذن يفرق بين من شرع في الصوم ومن لم يشرع فيه أصلا , فيوجب القضاء على الأول ويأخذ براي شيخ الإسلام في الثاني. ولي هنا سؤال لك هل توافق الشيخ على هذا التفصيل؟ أرجو ألا تتسرع في الإجابة على السؤال.
ويا أخي نصيحة عليك بالرفق فلسنا أعداء.
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[06 - 07 - 07, 05:28 م]ـ
يا أخ أبو عبد الرحمن حفظك الله والله أنا على استعداد بأن أقسم بين الركن والمقام أو عند المنبر النبوي أن القول بقضاء الصيام هو قول مجمع عليه ليس لأني مكابر بل لأني ناقل لأقوال السلف.
أما بخصوص الكفارة فالكفارة يا أخي في اليمين المنعقدة فقط وهي الحلف على شيء في المستقبل، أما الحلف على شيء في الماضي فقسمان:
1 - قسم كان يظن أنه صادق فتبين له خطؤه فاليمين هنا تعد يمين لغو لا كفارة فيها.
2 - قسم كان يعلم أنه على باطل واستهان بيمين الله فقد أتى بابا من أبواب الكبائر ورأي الجمهور أنه لا كفارة عليه ورأي الشافعية أنه عليه كفارة.
ففي الحالتين ليس علي كفارة، حتى لو ظهر خطأ كلامي؛ لأنني إلى تلك الساعة وأنا على يقين بكلامي، وحتى ولو كنت مفتريا، فأنا حنبلي ولست شافعيا!!
* أما ما نقته عن العلامة ابن عثيمين رحمه الله فالعلامة ابن عثيمين نعله فوق رأسي وأفتخر أ، يدوس نعله رأسي لكن قوله لا يرد الإجماع.
* أما عن الباطن فلا أدري هل متبع الإجماع الان صار باطنيا؟؟
وجزاكم الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/339)
ـ[عمرو موسى]ــــــــ[08 - 07 - 07, 12:54 ص]ـ
اخوانى
بارك الله فيكم
لا نريد مشاحنات
نحن لم نصل ال الراجح بعد
ـ[أبو عبد الرحمن السعدي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 05:37 ص]ـ
حكي عن عبد الرحمن صاحب الشافعي بالعراق، وعن ابن بنت الشافعي. وهو قول أبي بكر الحميدي في الصوم والصلاة إذا تركهما عمداً، أنه لا يجزئه قضاؤهما.
ووقع مثله في كلام طائفة من أصحابنا المتقدمين، منهم: الجوزجاني وأبو محمد البربهاري وابن بطة.
وروي عن طائفة من السلف، منهم: الحسن.
ولا يعرف عن أحد من الصحابة في وجوب القضاء على العامد شيء، بل ولم أجد صريحاً عن التابعين - أيضا- فيه شيئاً، إلا عن النخعي.
وقد وردت آثار كثيرة عن السلف في تارك الصلاة عمداً، أنه لا تقبل منه صلاة،
ويقول ابن تيميه
نَحْنُ لَا نُنَازِعُ فِي وُجُوبِ الْقَضَاءِ فَقَطْ، بَلْ نُنَازِعُ فِي قَبُولِ الْقَضَاءِ مِنْهُ وَصِحَّةِ الصَّلَاةِ فِي غَيْرِ وَقْتِهَا
وبعد هذا كله يقال أن هنالك إجماع ... إلا إن كنتم تعنون بالإجماع شيئا آخر لانعرفه
تنبيه:
أرجو من الإخوة قراءة الموضوع كاملا قبل الرد ...
الأخ الحبيب محمد العبد
راجعت كلامي فلم أجد شيئا مما ذكرت فسامحك الله(80/340)
هل هناك احاديث وردت فى النهى عن التكسب بالقرآن؟
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[03 - 07 - 07, 07:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل هناك احاديث وردت فى النهى عن التكسب بالقرآن؟
ـ[ابو عبد العزيز الحنبلي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 01:05 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاتة
قال ابن عمر " وددت أن الايدي تقطع في بيعها " رواه عبد الرزاق , ابن شيبة
سئل ابن عباس رضي الله عنه "عن بيعه" فقال: لا نرى أن نجعله متجراً.
قال الأمام أحمد لا نعلم في بيع المصحف رخصة.
السبب: لان تعظيمة واجب وفي بيعه ابتذال له لأنك لا تبيع إلا ما لا تريده وما هو رخيص عندك.
حكم بيع المصحف:
1 - المذهب: الحنبلي: عدم جواز البيع للادلة السابقة
2 - مذهب الجمهور جواز البيع
قالوا يقع البيع على الورق والجلد وهو وسيلة لأنتشاره والحصول عليه.
ولعل هذا هو القول الراجح ويحمل النهي الوارد عن الصحابة:
1_ من يتخذه تجارة
2_من يبيعه زهداً فيه ورضا بالدنيا عن الأخرة
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 10:43 ص]ـ
لا أدري إن كان مقصودك أخي الكريم هو بيع المصاحف أم الأجرة على تعليم القران، فإن كانت الأولى فقد أوضحها الأخ الكريم، وإن كانت الثانية فسنوضحها إن شاء الله، وسأبدأ بسرد النصوص الواردة في الباب ثم كلام العلماء فيها وتفسيرهم لها.
أولا: النصوص الواردة:
1 - روى البخاري رحمه الله عن ابْنُ عَبَّاسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحَقُّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ
2 - روى الإمام أحمد رحمه الله في مسنده وغيره عن عبد الرحمن بن شبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى اله عليه وسلم قال: " اقرءوا القرآن و اعملوا به و لا تجفوا عنه و لا تغلوا فيه و لا تأكلوا به و لا تستكثروا به " (صحيح الجامع للألباني رحمه رقم 1168 - السلسلة الصحيحة 260)
3 - روى البيهقي رحمه الله وغيره عن أبي الدرداء رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " من أخذ على تعليم القرآن قوسا، قلده الله قوسا من نار يوم القيامة " (صحيح الجامع 5982 - السلسلة الصحيحة 256)
4 - وروى أبو داود رحمه الله
عَنْ عُبَادَةَ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ
عَلَّمْتُ نَاسًا مِنْ أَهْلِ الصُّفَّةِ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ فَأَهْدَى إِلَيَّ رَجُلٌ مِنْهُمْ قَوْسًا فَقُلْتُ لَيْسَتْ بِمَالٍ وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ لَآتِيَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَأَسْأَلَنَّهُ فَأَتَيْتُهُ فَقُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ رَجُلٌ أَهْدَى إِلَيَّ قَوْسًا مِمَّنْ كُنْتُ أُعَلِّمُهُ الْكِتَابَ وَالْقُرْآنَ وَلَيْسَتْ بِمَالٍ وَأَرْمِي عَنْهَا فِي سَبِيلِ اللَّهِ قَالَ إِنْ كُنْتَ تُحِبُّ أَنْ تُطَوَّقَ طَوْقًا مِنْ نَارٍ فَاقْبَلْهَا
5 - ما رواه ابن نصر رحمه الله عن أبي سعيد رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " " تعلموا القرآن، و سلوا الله به الجنة، قبل أن يتعلمه قوم، يسألون به
الدنيا، فإن القرآن يتعلمه ثلاثة: رجل يباهي به، و رجل يستأكل به، و رجل
يقرأه لله " (السلسلة الصحيحة رقم 258)
6 - روى الترمذي رحمه الله عن عمران رضي الله عنه أَنَّهُ مَرَّ عَلَى قَاصٍّ يَقْرَأُ ثُمَّ سَأَلَ فَاسْتَرْجَعَ ثُمَّ قَالَ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ مَنْ قَرَأَ الْقُرْآنَ فَلْيَسْأَلْ اللَّهَ بِهِ فَإِنَّهُ سَيَجِيءُ أَقْوَامٌ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَسْأَلُونَ بِهِ النَّاسَ (الصحيحة 257)
كلام العلماء:
1 - قال ابن حجر رحمه الله في شرح الحديث الأول: " وَاسْتَدَلَّ بِهِ لِلْجُمْهُورِ فِي جَوَاز أَخْذ الْأُجْرَة عَلَى تَعْلِيم الْقُرْآن، وَخَالَفَ الْحَنَفِيَّة فَمَنَعُوهُ فِي التَّعْلِيم وَأَجَازُوهُ فِي الرُّقَى كَالدَّوَاءِ، قَالُوا لِأَنَّ تَعْلِيمَ الْقُرْآن عِبَادَة وَالْأَجْر فِيهِ عَلَى اللَّه، وَهُوَ الْقِيَام فِي الرُّقَى إِلَّا أَنَّهُمْ أَجَازُوهُ فِيهَا لِهَذَا الْخَبَر، وَحَمَلَ بَعْضهمْ الْأَجْر فِي هَذَا الْحَدِيث عَلَى الثَّوَاب، وَسِيَاق الْقِصَّة الَّتِي فِي الْحَدِيث يَأْبَى هَذَا التَّأْوِيل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/341)
وَادَّعَى بَعْضهمْ نَسْخه بِالْأَحَادِيثِ الْوَارِدَة فِي الْوَعِيد عَلَى أَخْذ الْأُجْرَة عَلَى تَعْلِيم الْقُرْآن وَقَدْ رَوَاهَا أَبُو دَاوُدَ وَغَيْره، وَتُعُقِّبَ بِأَنَّهُ إِثْبَات لِلنَّسْخِ بِالِاحْتِمَالِ وَهُوَ مَرْدُود، وَبِأَنَّ الْأَحَادِيث لَيْسَ فِيهَا تَصْرِيح بِالْمَنْعِ عَلَى الْإِطْلَاق بَلْ هِيَ وَقَائِع أَحْوَال مُحْتَمَلَة لِلتَّأْوِيلِ لِتَوَافُقِ الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة كَحَدِيثَيْ الْبَاب، وَبِأَنَّ الْأَحَادِيث الْمَذْكُورَة أَيْضًا لَيْسَ فِيهَا مَا تَقُوم بِهِ الْحُجَّة فَلَا تُعَارِض الْأَحَادِيث الصَّحِيحَة، وَسَيَكُونُ لَنَا عَوْدَة إِلَى الْبَحْث فِي ذَلِكَ فِي كِتَاب النِّكَاح فِي " بَاب التَّزْوِيج عَلَى تَعْلِيم الْقُرْآن ".
قَوْله: (وَقَالَ الشَّعْبِيّ: لَا يَشْتَرِط الْمُعَلِّم، إِلَّا أَنْ يُعْطَى شَيْئًا فَلْيَقْبَلْهُ، وَقَالَ الْحَكَم: لَمْ أَسْمَع أَحَدًا كَرِهَ أَجْر الْمُعَلِّم، وَأُعْطِيَ الْحَسَن دَرَاهِم عَشَرَة)
أَمَّا قَوْل الشَّعْبِيّ فَوَصَلَهُ اِبْن أَبِي شَيْبَة بِلَفْظِ " وَإِنْ أُعْطِيَ شَيْئًا فَلْيَقْبَلْهُ " وَأَمَّا قَوْل الْحَكَم فَوَصَلَهُ الْبَغَوِيُّ فِي " الْجَعْدِيَّات " حَدَّثَنَا عَلِيّ بْن الْجَعْد عَنْ شُعْبَة سَأَلْت مُعَاوِيَة بْنِ قُرَّة عَنْ أَجْر الْمُعَلِّم فَقَالَ: أَرَى لَهُ أَجْرًا، وَسَأَلْت الْحَكَم فَقَالَ: مَا سَمِعْت فَقِيهًا يَكْرَههُ. وَأَمَّا قَوْل الْحَسَن فَوَصَلَهُ اِبْن سَعْد فِي " الطَّبَقَات " مِنْ طَرِيق يَحْيَى بْن سَعِيد بْن أَبِي الْحَسَن قَالَ: لَمَّا حَذَقْت قُلْت لِعَمِّي يَا عَمَّاهُ إِنَّ الْمُعَلِّم يُرِيد شَيْئًا، قَالَ: مَا كَانُوا يَأْخُذُونَ شَيْئًا ثُمَّ قَالَ: أَعْطِهِ خَمْسَة دَرَاهِم، فَلَمْ أَزَلْ بِهِ حَتَّى قَالَ: أَعْطِهِ عَشَرَة دَرَاهِم. وَرَوَى اِبْن أَبِي شَيْبَة مِنْ طَرِيق أُخْرَى عَنْ الْحَسَن قَالَ: لَا بَأْس أَنْ يَأْخُذ عَلَى الْكِتَابَة أَجْرًا وَكَرِهَ الشَّرْط."
2 - قال المناوي في شرح الحديث الأول أيضا: " فأخذ الأجرة على تعليمه جائز كالاستئجار لقراءته وأما خبر إن كنت تحب أن تطوق طوقا من نار فاقبلها أي الهدية على تعليمه فمنزل على أنه كان متبرعا بالتعليم ناويا الاحتساب فكره تضييع أجره وإبطال حسنته فلا حجة فيه للحنفية المانعين أخذ الأجر لتعليمه وقياسه على الصوم والصلاة فاسد لأنهما مختصان بالفاعل وتعليم القرآن عبادة متعدية لغير المتعلم ذكره القرطبي قال ابن حجر في هذا الخبر إشعار بنسخ الخبر الآتي من أخذ على تعليم القرآن قوسا قلده الله قوسا من نار (ح) في الطب بلفظه وفي الإجارة معناه (عن ابن عباس) قال: لما رقى بعض مسافرين على لديغ بالحمد فبرأ فأعطوه شيئا فكرهه أصحابه قائلين أخذت على تعليم القرآن أجرا فلما قدموا سأل النبي صلى الله عليه وسلم فذكره قال ابن حجر وهم من عزاه للمتفق عليه وهذا المتن أورده ابن الجوزي في الموضوعات وقعقع المؤلف عليه وأبرق وأرعد وما ضره ذلك شيئا فإنه أعني ابن الجوزي أورده بسند غير سند البخاري وقال إنه من ذلك الطريق موضوع وليس حكمه على المتن."
3 - قال المناوي رحمه الله في شرح الحديث الثاني: (ولا تأكلوا به ولا تستكثروا به) أي لا تجعلوه سببا للإكثار من الدنيا، ومن الآداب المأمور بها: القصد في الأمور وكلا في طرفي قصد الأمور ذميم.)
4 - قال صاحب عون المعبود في شرح الحديث الرابع: " قَالَ الْخَطَّابِيّ: اِخْتَلَفَ قَوْم مِنْ الْعُلَمَاء فِي مَعْنَى هَذَا الْحَدِيث وَتَأْوِيله فَذَهَبَ بَعْضهمْ إِلَى ظَاهِره فَرَأَوْا أَنَّ أَخْذ الْأُجْرَة عَلَى تَعْلِيم الْقُرْآن غَيْر مُبَاح وَإِلَيْهِ ذَهَبَ الزُّهْرِيّ وَأَبُو حَنِيفَة وَإِسْحَاق بْن رَاهْوَيْهِ، وَقَالَ طَائِفَة لَا بَأْس بِهِ مَا لَمْ يُشْتَرَط، وَهُوَ قَوْل الْحَسَن الْبَصْرِيّ وَابْن سِيرِينَ وَالشَّعْبِيّ، وَأَبَاحَ ذَلِكَ آخَرُونَ، وَهُوَ مَذْهَب عَطَاء وَمَالِك وَالشَّافِعِيّ وَأَبِي ثَوْر، وَاحْتَجُّوا بِحَدِيثِ سَهْل بْن سَعْد أَنَّ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ لِلرَّجُلِ الَّذِي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/342)
خَطَبَ الْمَرْأَة فَلَمْ يَجِد لَهَا مَهْرًا " زَوَّجْتُكَهَا عَلَى مَا مَعَك مِنْ الْقُرْآن " وَتَأَوَّلُوا حَدِيث عُبَادَة عَلَى أَنَّهُ كَانَ تَبَرَّعَ بِهِ، وَنَوَى الِاحْتِسَاب فِيهِ وَلَمْ يَكُنْ قَصْدُهُ وَقْت التَّعْلِيم إِلَى طَلَب عِوَض وَنَفْع فَحَذَّرَهُ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِبْطَال أَجْره وَتَوَعَّدَهُ عَلَيْهِ، وَكَانَ سَبِيل عِبَادَة فِي هَذَا سَبِيل مَنْ رَدّ ضَالَّة لِرَجُلِ أَوْ اِسْتَخْرَجَ لَهُ مَتَاعًا قَدْ غَرِقَ فِي بَحْر تَبَرُّعًا وَحِسْبَة فَلَيْسَ لَهُ أَنْ يَأْخُذ عَلَيْهِ عِوَضًا، وَلَوْ أَنَّهُ طَلَبَ لِذَلِكَ أُجْرَة قَبْل أَنْ يَفْعَلهُ حِسْبَة كَانَ ذَلِكَ جَائِزًا. وَأَهْل الصُّفَّة قَوْم فُقَرَاء كَانُوا يَعِيشُونَ بِصَدَقَةِ النَّاس، فَأَخْذُ الْمَال مِنْهُمْ مَكْرُوه وَدَفْعُهُ إِلَيْهِمْ مُسْتَحَبّ.
وَقَالَ بَعْض الْعُلَمَاء: أَخْذ الْأُجْرَة عَلَى تَعْلِيم الْقُرْآن لَهُ حَالَات، فَإِذَا كَانَ فِي الْمُسْلِمِينَ غَيْره مِمَّنْ يَقُوم بِهِ حَلّ لَهُ أَخْذ الْأُجْرَة عَلَيْهِ لِأَنَّ فَرْض ذَلِكَ لَا يَتَعَيَّن عَلَيْهِ وَإِذَا كَانَ فِي حَال أَوْ فِي مَوْضِع لَا يَقُوم بِهِ غَيْره لَمْ تَحِلّ لَهُ الْأُجْرَة، وَعَلَى هَذَا يُؤَوَّل اِخْتِلَاف الْأَخْبَار فِيهِ اِنْتَهَى.
وَقَالَ فِي فَتْح الْوَدُود: قَالَ السُّيُوطِيُّ أَخَذَ بِظَاهِرِ هَذَا الْحَدِيث قَوْم وَتَأَوَّلَهُ آخَرُونَ، وَقَالُوا هُوَ مُعَارَض بِحَدِيثِ " زَوَّجْتُكهَا عَلَى مَا مَعَك مِنْ الْقُرْآن " وَحَدِيث اِبْن عَبَّاس " إِنَّ أَحَقّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَاب اللَّه ".
وَقَالَ الْبَيْهَقِيُّ رِجَال إِسْنَاد عُبَادَة كُلّهمْ مَعْرُوفُونَ إِلَّا الْأَسْوَد بْن ثَعْلَبَة فَإِنَّا لَا نَحْفَظ عَنْهُ إِلَّا هَذَا الْحَدِيث وَهُوَ حَدِيث مُخْتَلَف فِيهِ عَلَى عُبَادَة، وَحَدِيث اِبْن عَبَّاس وَأَبِي سَعِيد أَصَحّ إِسْنَادًا مِنْهُ اِنْتَهَى.
قُلْت: الْمَشْهُور عِنْد الْمُعَارَضَة تَقْدِيم الْمُحْرِم، وَلَعَلَّهُمْ يَقُولُونَ ذَلِكَ عِنْد التَّسَاوِي لَكِنْ كَلَام أَبِي دَاوُدَ يُشِير إِلَى دَفْع الْمُعَارَضَة بِأَنَّ حَدِيث اِبْن عَبَّاس وَغَيْره فِي الطِّبّ، وَحَدِيث عُبَادَة فِي التَّعْلِيم، فَيَجُوز أَنْ يَكُون أَخْذ الْأُجْرَة جَائِزًا فِي الطِّبّ دُون التَّعْلِيم وَقِيلَ هَذَا تَهْدِيد عَلَى فَوْت الْعَزِيمَة وَالْإِخْلَاص، وَحَدِيث اِبْن عَبَّاس لِبَيَانِ الرُّخْصَة اِنْتَهَى مَا فِي فَتْح الْوَدُود.
وَأَخْرَجَ الْبَيْهَقِيُّ فِي سُنَنه عَنْ أَبِي الدَّرْدَاء مَرْفُوعًا " مَنْ أَخَذَ عَلَى تَعْلِيم الْقُرْآن قَوْسًا قَلَّدَهُ اللَّه مَكَانهَا قَوْسًا مِنْ نَار جَهَنَّم يَوْم الْقِيَامَة " قَالَ الْبَيْهَقِيُّ: وَالْحَدِيث ضَعِيف.
5 - قال ابن قدامة رحمه اله في المغني:
وَفِي الِاسْتِئْجَارِ عَلَى الْحَجِّ، وَالْأَذَانِ وَتَعْلِيمِ الْقُرْآنِ وَالْفِقْهِ، وَنَحْوِهِ، مِمَّا يَتَعَدَّى نَفْعُهُ، وَيَخْتَصُّ فَاعِلُهُ أَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْبَةِ، رِوَايَتَانِ: إحْدَاهُمَا، لَا يَجُوزُ.
وَهُوَ مَذْهَبُ أَبِي حَنِيفَةَ، وَإِسْحَاقَ.
وَالْأُخْرَى، يَجُوزُ.
وَهُوَ مَذْهَبُ مَالِكٍ، وَالشَّافِعِيِّ، وَابْنِ الْمُنْذِرِ، لِأَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: {أَحَقُّ مَا أَخَذْتُمْ عَلَيْهِ أَجْرًا كِتَابُ اللَّهِ} رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ.
وَأَخَذَ أَصْحَابُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْجُعْلَ عَلَى الرُّقْيَةِ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَأَخْبَرُوا بِذَلِكَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَصَوَّبَهُمْ فِيهِ.
وَلِأَنَّهُ يَجُوزُ أَخْذُ النَّفَقَةِ عَلَيْهِ، فَجَازَ الِاسْتِئْجَارُ عَلَيْهِ، كَبِنَاءِ الْمَسَاجِدِ وَالْقَنَاطِرِ.
وَوَجْهُ الرِّوَايَةِ الْأُولَى أَنَّ عُبَادَةَ بْنَ الصَّامِتِ كَانَ يُعَلِّمُ رَجُلًا الْقُرْآنَ، فَأَهْدَى لَهُ قَوْسًا، فَسَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ، فَقَالَ لَهُ: {إنْ سَرَّك أَنْ تَتَقَلَّدَ قَوْسًا مِنْ نَارٍ، فَتَقَلَّدْهَا} وَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِعُثْمَانَ بْنِ أَبِي الْعَاصِ: {وَاِتَّخِذْ مُؤَذِّنًا، لَا يَأْخُذُ عَلَى أَذَانِهِ أَجْرًا}.
وَلِأَنَّهَا عِبَادَةٌ يَخْتَصُّ فَاعِلُهَا أَنْ يَكُونَ مِنْ أَهْلِ الْقُرْبَةِ، فَلَمْ يَجُزْ أَخْذُ الْأُجْرَةِ عَلَيْهَا، كَالصَّلَاةِ، وَالصَّوْمِ.
وَأَمَّا الْأَحَادِيثُ الَّتِي فِي أَخْذِ الْجُعْلِ وَالْأُجْرَةِ، فَإِنَّمَا كَانَتْ فِي الرُّقْيَةِ، وَهِيَ قَضِيَّةٌ فِي عَيْنٍ، فَتَخْتَصُّ بِهَا
ثم قال: " وَلَا يَلْزَمُ مِنْ جَوَازِ أَخْذِ النَّفَقَةِ جَوَازُ أَخْذِ الْأُجْرَةِ، بِدَلِيلِ الْقَضَاءِ وَالشَّهَادَةِ وَالْإِمَامَةِ، يُؤْخَذُ عَلَيْهَا الرِّزْقُ مِنْ بَيْتِ الْمَالِ، وَهُوَ نَفَقَةٌ فِي الْمَعْنَى، وَلَا يَجُوزُ أَخْذُ الْأُجْرَةِ عَلَيْهَا."
أي أن ابن قدامة فرق بين الإجارة بين المحفظ والطالب، وبين ما تخصصه الدولة (بيت المال) للمحفظين.
وفي المسألة كلام كثير وصلى الله على سيدنا محمد وعلى اّله وصحبه وسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(80/343)
ـ[محمد العبادي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 10:43 ص]ـ
.................................................. ...........................
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[06 - 07 - 07, 08:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكما الله كل الخير
إنما كان مقصودى الاجر على تعليمه
بارك الله فيكما
ـ[ايهاب السلفى]ــــــــ[07 - 07 - 07, 03:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله أخى محمد العبادي جزاك الله خيرا على هذا المجهود ونفع الله بك
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[08 - 07 - 07, 07:14 م]ـ
بارك الله فيك أخى محمد العبادى
فقد أصبت المَحَزّ(80/344)
ماالصحيح في نطق هذه الأسماء؟
ـ[أم سلمة]ــــــــ[03 - 07 - 07, 07:50 م]ـ
ابن اللتبية
البهوتي
السرخسي
الرامهرمزي
معديكرب
اعلام الموقعين، بارك الله فيكم0
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[03 - 07 - 07, 09:07 م]ـ
= ابن اللُّتْبِيَّة
= البُهُوتِيّ
= السَّرَخْسِيّ (هذا هو المشهور، وبعضهم يجعلها: السَّرْخَسِي)
= الرَّامَهُرْمُزِيّ
= مَعْدِيكَرِبَ (بسكون الياء)
= أَعْلاَمُ المُوَقِّعِين (وبعضهم يجعلها إعلام الموقعين بكسر الهمزة والأول أصح)
والله أعلم
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[04 - 07 - 07, 03:00 ص]ـ
= أَعْلاَمُ المُوَقِّعِين (وبعضهم يجعلها إعلام الموقعين بكسر الهمزة والأول أصح)
والله أعلم
ألا ترى أن الأصوب: إعلام بالكسر بمعنى إخبار، والمراد إخبارهم بأحكام الفتوى وضوابطها وغير ذلك.
أما أعلام فيمكن لو كان الكتاب تراجم للعلماء.
منكم نستفيد يا أبا مالك.
ـ[أم البراء]ــــــــ[04 - 07 - 07, 03:14 ص]ـ
اعلام الموقعين كنت أنطقها أعلام الموقعين فلما قرأته لم أجد تراجم للعلماء بل بيان وشروح فرأيت من الأحسن أن أقول إعلام الموقعين أي: إخبار .. والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 03:16 ص]ـ
أنا أيضا كنت أعتقد ذلك قديما يا أخي الكريم، وهو ظن خاطئ، لماذا؟
أولا: (أعلام) بالفتح ليس المقصود به جمع عَلَم بمعنى الشخص أو الإنسان، وإنما المقصود العَلَم بمعنى العلامة أو الإشارة، والمراد العلامات التي يسترشد بها الموقعون عن رب العالمين، فـ (أعلام الموقعين) يقصد بها الأمور والقواعد والضوابط التي يهتدي بها الموقعون عن رب العالمين.
ثانيا: (إعلام) بالكسر بمعنى إخبار، والإخبار يقتضي مخبَرا عنه، وهو ليس مذكورا في الكلام، فيبقى الكلام ناقصا يحتاج لتتمة، (إخبار الموقعين .... ) إخبارهم بماذا؟
قولك (إخبارهم بأحكام ... إلخ) فهذا التقدير ليس عليه أدنى إشارة من الكلام، بخلاف الأول.
والله أعلم
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[04 - 07 - 07, 06:53 ص]ـ
شكر الله لك يا شيخ أبا مالك على هذه الفائدة
وقولك والأول أصح، إشارة منك إلى صحة الفتح أيضا شكر الله لك.
هلا أتحفتنا وفقك الله بمن ضبط اسم الكتاب بالكسر أو بالفتح.
ـ[يوسف المغرب]ــــــــ[04 - 07 - 07, 06:43 م]ـ
أنا أيضا كنت أعتقد ذلك قديما يا أخي الكريم، وهو ظن خاطئ، لماذا؟
أولا: (أعلام) بالفتح ليس المقصود به جمع عَلَم بمعنى الشخص أو الإنسان، وإنما المقصود العَلَم بمعنى العلامة أو الإشارة، والمراد العلامات التي يسترشد بها الموقعون عن رب العالمين، فـ (أعلام الموقعين) يقصد بها الأمور والقواعد والضوابط التي يهتدي بها الموقعون عن رب العالمين.
ثانيا: (إعلام) بالكسر بمعنى إخبار، والإخبار يقتضي مخبَرا عنه، وهو ليس مذكورا في الكلام، فيبقى الكلام ناقصا يحتاج لتتمة، (إخبار الموقعين .... ) إخبارهم بماذا؟
قولك (إخبارهم بأحكام ... إلخ) فهذا التقدير ليس عليه أدنى إشارة من الكلام، بخلاف الأول.
والله أعلم
بارك الله فيك يا أخي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[06 - 07 - 07, 10:48 ص]ـ
هلا أتحفتنا وفقك الله بمن ضبط اسم الكتاب بالكسر أو بالفتح.
ضبطه بالفتح محمد الشيخ محيي الدين عبد الحميد وغيره
وذكر توجيهَ الفتح مثلما ذكرتُ الشيخ بكر أبو زيد في كتابه عن ابن القيم.
وانظر مقدمة تحقيق الكتاب للشيخ مشهور فقد ذكر الأقوال وبين الاختلاف في تسمية الكتاب
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[09 - 07 - 07, 04:12 م]ـ
بارك الله فيك ياشيخ أبو مالك
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[14 - 07 - 07, 08:11 م]ـ
جزى الله الجميع خيرا
ولأبي مالك التحية والتقدير، ولكل من شارك وأدلى بدلوه، وإن كنت أميل إلى أن إعلام بالكسر أولى من الفتح، وهو مادرج عليه مشايخنا، وقالوه.(80/345)
قال الإمام الشيخ ابن عثيمين ما أعظمها لو أقمناها كما ينبغي
ـ[آل عامر]ــــــــ[04 - 07 - 07, 02:29 ص]ـ
قال رحمه الله:
وإني والله وأشهد الله أننا لو أقمنا الصلاة كما ينبغي لكنا كلما خرجنا من صلاة نخرج
بإيمان جديد قوي، لأن الله يقول {اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ
الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ}
لكن نسأل الله أن يعاملنا بعفوه ندخل فيها بقلب ونخرج بقلب،= هو نفس الأول
لأننا لا نأتي بما ينبغي أن نأتي به من خضوع القلب وحضوره وشعوره بهذه التنقلات
التي هي رياض متنوعة وأفعال مختلفة،وأقوال هي ما بين قراءة كلام الله عز وجل،
وذكره وتعظيمة، وتكبيره،ودعائه، والثناء عليه، ووصفه بأكمل الصفات التحيات لله والصلوات ..... إلخ فهي رياض عظيمة لكن فينا قصور من جهة مراعاة هذه الأسرار.
الشرح الممتع 3/ 165
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[04 - 07 - 07, 04:32 ص]ـ
رحم الله الإمام
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[11 - 07 - 07, 02:39 م]ـ
الله أكبر ..
رحم الله العلامة ابن عثيمين ..(80/346)
مُحَرِّكَاتُ الْقُلُوبِ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ
ـ[العويشز]ــــــــ[04 - 07 - 07, 05:21 ص]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية-رحمه الله تعالى-:
(اعْلَمْ أَنَّ مُحَرِّكَاتِ الْقُلُوبِ إلَى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ ثَلَاثَةٌ:
الْمَحَبَّةُ وَالْخَوْفُ وَالرَّجَاءُ.
وَأَقْوَاهَا الْمَحَبَّةُ: وَهِيَ مَقْصُودَةٌ تُرَادُ لِذَاتِهَا لِأَنَّهَا تُرَادُ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، بِخِلَافِ الْخَوْفِ فَإِنَّهُ يَزُولُ فِي الْآخِرَةِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {أَلَا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ} وَالْخَوْفُ الْمَقْصُودُ مِنْهُ الزَّجْرُ وَالْمَنْعُ مِنْ الْخُرُوجِ عَنْ الطَّرِيقِ فَالْمَحَبَّةُ تَلْقَى الْعَبْدَ فِي السَّيْرِ إلَى مَحْبُوبِهِ وَعَلَى قَدْرِ ضَعْفِهَا وَقُوَّتِهَا يَكُونُ سَيْرُهُ إلَيْهِ وَالْخَوْفُ يَمْنَعُهُ أَنْ يَخْرُجَ عَنْ طَرِيقِ الْمَحْبُوبِ وَالرَّجَاءُ يَقُودُهُ
فَهَذَا أَصْلٌ عَظِيمٌ يَجِبُ عَلَى كُلِّ عَبْدٍ أَنْ يَتَنَبَّهَ لَهُ فَإِنَّهُ لَا تَحْصُلُ لَهُ الْعُبُودِيَّةُ بِدُونِهِ وَكُلُّ أَحَدٍ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ عَبْدًا لِلَّهِ لَا لِغَيْرِهِ.
فَإِنْ قِيلَ: فَالْعَبْدُ فِي بَعْضِ الْأَحْيَانِ قَدْ لَا يَكُونُ عِنْدَهُ مَحَبَّةٌ تَبْعَثُهُ عَلَى طَلَبِ مَحْبُوبِهِ فَأَيُّ شَيْءٍ يُحَرِّكُ الْقُلُوبَ؟
قُلْنَا يُحَرِّكُهَا شَيْئَانِ -
أَحَدُهُمَا: كَثْرَةُ الذِّكْرِ لِلْمَحْبُوبِ؛ لِأَنَّ كَثْرَةَ ذِكْرِهِ تُعَلِّقُ الْقُلُوبَ بِهِ وَلِهَذَا أَمَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ بِالذِّكْرِ الْكَثِيرِ فَقَالَ تَعَالَى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا} {وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلًا} الْآيَةَ.
وَالثَّانِي: مُطَالَعَةُ آلَائِهِ وَنَعْمَائِهِ قَالَ اللَّهُ تَعَالَى {فَاذْكُرُوا آلَاءَ اللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} وَقَالَ تَعَالَى {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ}. وَقَالَ تَعَالَى {وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً} وَقَالَ تَعَالَى {وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا} فَإِذَا ذَكَرَ الْعَبْدُ مَا أَنْعَمَ اللَّهُ بِهِ عَلَيْهِ مِنْ تَسْخِيرِ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَمَا فِيهَا مِنْ الْأَشْجَارِ وَالْحَيَوَانِ وَمَا أَسْبَغَ عَلَيْهِ مِنْ النِّعَمِ الْبَاطِنَةِ مِنْ الْإِيمَانِ وَغَيْرِهِ فَلَا بُدَّ أَنْ يُثِيرَ ذَلِكَ عِنْدَهُ بَاعِثًا.
وَكَذَلِكَ الْخَوْفُ تُحَرِّكُهُ مُطَالَعَةُ آيَاتِ الْوَعِيدِ وَالزَّجْرِ وَالْعَرْضِ وَالْحِسَابِ وَنَحْوِهِ
وَكَذَلِكَ الرَّجَاءُ يُحَرِّكُهُ مُطَالَعَةُ الْكَرَمِ وَالْحِلْمِ وَالْعَفْوِ)
مجموع الفتاوى (1/ 95 - 96).
ـ[أبو عبدالعزيز]ــــــــ[14 - 07 - 07, 02:08 ص]ـ
جميل .. نفع الله بك
ـ[عبدالله أبو محمد]ــــــــ[25 - 07 - 07, 12:32 م]ـ
جزاك الله خيرًا
وعجل بشفاء ابنك، وتذكر قول الحبيب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (من يرد الله به خيرًا يصب منه)
ـ[صخر]ــــــــ[25 - 07 - 07, 01:51 م]ـ
جميل جدا
بارك الله فيك
ـ[ابو الحارث البيساني]ــــــــ[25 - 07 - 07, 09:31 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[العويشز]ــــــــ[05 - 08 - 07, 12:31 ص]ـ
أخي أبو عبدالعزيز، صخر، أبوالحارث البيساني:
جمّل الله حياتكم، ونفع بكم، وجزاكم خيراً.
أخي عبدالله أبو محمد:
بارك الله فيك، وأسأل الله أن يستجيب الدعاء، وأن يريد بي وبك خيراً.
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[05 - 08 - 07, 01:17 ص]ـ
جزاك الله خيرًا
وعجل بشفاء ابنك، وتذكر قول الحبيب - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - (من يرد الله به خيرًا يصب منه)
) (
ـ[محمد الجنوبي]ــــــــ[05 - 08 - 07, 02:34 ص]ـ
وفقك الله ياشيخ
واسأل الله ان يشفي ابنك
ويصبرك
ـ[العويشز]ــــــــ[03 - 02 - 08, 06:50 ص]ـ
اللهم آمين
بارك الله فيكم جميعاً(80/347)
الصلاة خلف إمام بدون سترة
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 12:37 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته،
عندي استفسار أحبتي الكرام. ما حكم الصلاة وراء إمام لا يصلي إلى سترة؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 11:43 م]ـ
السترة سنة باتفاق المذاهب الأربعة - فيما أعلم - وذهب بعض العلماء المحققين إلى وجوبها.
وحينئذ نقول: سؤالك أخي المكرم شبيه بسؤال من يقول: ما حكم الصلاة خلف إمام يترك بعض السنن؟ (طبعا عند الأئمة الأربعة القائلين بسنية السترة)
فالجواب على هذا السؤال هو الجواب على سؤالك، فالصلاة صحيحة مجزئة، ولا تثريب على الإمام مادام أنه ينحو هذا المذهب.
فإن قال قائل: أرأيت لو كان المأموم يرى الوجوب؟ قلنا لا تثريب أيضا فائتمامه صحيح، وصلاته صحيحة، لأن السترة ليست بركن في الصلاة باتفاق العلماء، ولأن صلاة الإمام صحيحة على اختياره إما تقليدا، وإما اتباعا، وإما اجتهادا.
فإن قال قائل: أرأيت إن كان الإمام يرى الوجوب، وتعمد تركها؟! قلنا صلاتهما كليهما صحيحة، مع إثم الإمام لأنه عصى بترك واجب؛ لأنه كما سبق السترة ليست ركنا باتفاق، ولا قائل - فيما أعلم بالركنية.
والله أعلم.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[05 - 07 - 07, 03:32 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي على هذا التفصيل.
ـ[أبو نُسيبة]ــــــــ[06 - 07 - 07, 10:57 ص]ـ
بيض الله وجهك يافضلي
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[07 - 07 - 07, 12:49 ص]ـ
بيض الله وجهك يافضلي
ووجهك يا أبا نسيبة.(80/348)
شرح كتاب الفتن من صحيح البخاري للعلامة الشيخ عبدالكريم الخضير (مفرغ)
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 01:59 م]ـ
تجد الشرح في المرفقات
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[04 - 07 - 07, 03:52 م]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[يوسف المغرب]ــــــــ[04 - 07 - 07, 06:23 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[عبد العلي]ــــــــ[04 - 07 - 07, 09:52 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[المطيري]ــــــــ[04 - 07 - 07, 10:19 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[حسن البركاتي]ــــــــ[14 - 07 - 07, 11:35 م]ـ
أسأل الله أن يهب لك من أزواجك وذرياتك قرة أعين وأن يجعلك للمتقين إماماً
ـ[عبدالله أبو محمد]ــــــــ[25 - 07 - 07, 12:28 م]ـ
أحسن الله إليك وجزاك خير الجزاء
ـ[صخر]ــــــــ[25 - 07 - 07, 01:55 م]ـ
أحسن الله إليكم
ـ[أبو عروة]ــــــــ[25 - 07 - 07, 03:25 م]ـ
الله يوفقك يارب
ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[25 - 07 - 07, 03:52 م]ـ
عفوًا الأخوة الكرام نعمل في تفريغ الأشرطة بالأجر المادي، فمن كان له رغبة في التفريغ بالأجر فليتصل بي.
أو يراسلني على الخاص
noorsoot@gawab.com
http://www.ahlaltahkek.com/vb(80/349)