209. إذا لم يأت الإمام فأولى الناس بالإمامة هو الأقرأ, فيستوي الجميع, ولا يقال إن المؤذن هو الأولى بالإمامة, لأن الحق معلق بالإمام نفسه, والمؤذن أملك بأذانه وإقامته, والإمامة يمكلها الإمام, لكن إذا كان هناك إنابة من الإمام للمؤذن فإن المؤذن حيئنذ يكتسب الحق من إنابة الإمام, وأما إذا لم يُنِبْهُ الإمام فشأنه شأن غيره.
210. له أن يذهب إلى غير مسجد حيه بقصد البحث عما هو أنفع لقلبه, لكن إن أدى فعله هذا إلى إثارة الشحناء بين جماعة المسجد فالجماعة إنما شرعت لإزالة الشحناء من النفوس, فعليه أن يصلي في مسجد حيه.
211. إن كان الفراغ الذي في جوانب الصفوف إنما اتخذ طريقاً للحاجة إليه فإنه لا يعد فرجة, وإن كان لا يُحتَاج إليه فهو فرجة.
212. أيهما يقدم الأكبر سناً أم الأقدم إسلاماً وأي الروايتين (سلماً) أو (سناً) أرجح؟ لكل منهما وجه في التقديم, وهما روايتان في موضع واحد, فهذه بدل هذه, ورواية (سلماً) أرجح من رواية (سناً) , على أن رواية السن لها ما يؤيدها من النصوص الأخرى في تقديم الكبير في الصلاة وغيرها.
213. إن لم يتمكن المأموم من قراءة الفاتحة بتمامها في سكتات الإمام فليكملها على أي حال.
214. مقيم صلى العشاء خلف مسافر يصلي المغرب ما حكم التشهد في الركعة الثالثة بالنسبة للمقيم؟ هذا التشهد الزائد الذي في الركعة الثالثة بالنسبة للمقيم لا أثر له لأنه إنما ثبت تبعاً للائتمام بهذا الإمام المسافر ويثبت تبعاً ما لا يثبت استقلالاً. وإن انتظر حتى يصلي خلف مقيم على الوجه المشروع ولم يدخل مع هذا المسافر فلا بأس.
215. ألا يقال إن قول النبي صلى الله عليه وسلم للأعمى (فأجب) بعد سؤاله إياه (أتسمع النداء) محمول على إجابة المؤذن؟ السؤال كان عن الترخيص في عدم حضور الجماعة, ولا يمكن أن يتصور هذا من النبي عليه الصلاة والسلام, لا يمكن أن يتصور أنه يُسأل عن شيء في غاية الأهمية ثم يجيب بما هو دونه, لكن قد يُسأل عن الدون فيجيب بما هو أهم.
تم الشروع في تقييد فوائد هذا الشرح المبارك ليلة الثلاثاء الثامن والعشرين من شهر ربيعٍ الثاني عام ثمانيةٍ وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية المباركة, وتم الفراغ من تقييد فوائده ظهر السبت التاسع من شهر جمادى الأولى من العام نفسه, وكان ذلك قرب برلين في مدينة من مدن الكفار الحقيرة يقال لها (درسدن).
ـ[مكتب الشيخ عبدالكريم]ــــــــ[26 - 05 - 07, 09:28 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[28 - 05 - 07, 08:50 م]ـ
بارك الله فيك اخي الفاضل ابو هاجر النجدي ..
ونفع الله بك , وبشيخنا العلامة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 05 - 07, 09:17 م]ـ
بارك الله فيك .... ونفعنا جميعا بما نقلت.
وأسأل الله تعالى أن لا يحرمك أجر نشر العلم، وبثه بين الناس.
كما أسأله تعالى أن ينفعنا بعلم الشيخ، وأن يبارك له في علمه وعمله وعمره ووقته.
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[29 - 05 - 07, 12:58 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[نايف عبدالرحمن]ــــــــ[29 - 05 - 07, 04:51 م]ـ
بارك الله فيك
جهد مشكور لاحرمك الله اجرها
ـ[أبو عبدالله الشرقي]ــــــــ[24 - 09 - 07, 10:51 ص]ـ
كتب الله أجرك
والدال على الخير كفاعله(78/389)
ما هو الراجح في الصلاة على الشهيد
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[26 - 05 - 07, 04:56 م]ـ
في شرح الطحاوية بتحقيق شعيب الارنؤوط ج2 ص 572 يقول المحقق أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصل على شهداء احد
وفي الحديث
عن عبد الله بن الزبير أن رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم أمر يوم أحد بحمزة فسجي ببردة، ثم صلى عليه فكبر تسع تكبيرات ثم أُتي بالقتلى يصفون، ويصلي عليهم وعليه معهم "
أخرجه الطحاوي في معاني الآثار (1/ 290) وحسنه الألباني في أحكام الجنائز ص 82.
فما الراجح من الأقوال في المسألة بارك الله فيكم
ـ[زياد عوض]ــــــــ[27 - 05 - 07, 12:26 ص]ـ
الصلاة على الشهداء
المجيب سليمان بن عبد الله القصير
عضو هيئة التدريس بجامعة القصيم
التصنيف الفهرسة/ الجهاد ومعاملة الكفار/أحكام الشهيد
التاريخ 18/ 07/1427هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته، أما بعد:
فإنني كثيرًا ما رأيت الفلسطينيين وهم يصلّون على جثمان شهدائهم صلاة جنازة، وأنا قرأت في كتاب ما بأن الصلاة على الشهيد حرام، ما حكم الصلاة على الشهيد؟ هل هي حلال أم حرام؟ وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.
فلا شك أن ما يفعله إخواننا في فلسطين من الصلاة على شهدائهم ممن قتلهم العدو قد ساروا فيه على قول علمائهم، وعملهم هذا جيد لا بأس به.
وأما ما ذكره السائل أنه قرأ في كتابٍ تحريمَ الصلاة على الشهيد، فهذا القول هو المشهور عند فقهاء الشافعية، وقد لخَّص الحافظ عبد الرحيم بن الحسين العراقي (ت 806) أقوال العلماء في هذه المسألة مع التوجيه لكل مذهب في كتابه (طرح التثريب 3/ 295) فقال: (إن الشافعية اختلفوا في معنى قولهم: لا يصلى على الشهيد. فقال أكثرهم: معناه تحريم الصلاة عليه. وهو الصحيح عندهم، وقال آخرون منهم: معناه لا تجب الصلاة عليهم، لكن تجوز. وذكر ابن قدامة أن كلام الإمام أحمد في الرواية التي قال فيها: يصلى عليهم. يشير إلى أنها مستحبة غير واجبة ... وقال ابن حزم الظاهري: إن صُلِّي على الشهيد فحسن، وإن لم يُصلَّ عليه فحسن، واستدل بحديثي جابر وعقبة، رضي الله عنهما، وقال: ليس يجوز أن يترك أحد الأثرين المذكورين للآخر، بل كلاهما حق مباح, وليس هذا مكان نسخ; لأن استعمالهما معًا ممكن في أحوال مختلفة. انتهى ... قال أصحابنا (يعني فقهاء الشافعية): والمراد بالشهيد هنا من مات بسبب قتال الكفار حال قيام القتال .. إلخ)) اهـ.
فقوله: حال قيام القتال. قيد مهم يبين أنه إنما تحرم الصلاة على الشهيد، في مذهبهم، إذا قُتل المسلم في معركة ومات في مكان المعركة حال قيام القتال بين المسلمين والكفار، وما عدا ذلك فلا تحرم الصلاة عليه إنما تباح أو تستحب أو تجب.
وكذا ابن قدامة في المغني 2/ 205، قال: والشهيد إذا مات في موضعه, لم يغسَّل, ولم يُصلَّ عليه - يعني إذا مات في المعترك- فالصحيح أنه لا يصلى عليه. وهو قول مالك, والشافعي, وإسحاق. وعن أحمد رواية أخرى, أنه يصلى عليه. اختارها الخلال. وهو قول الثوري, وأبي حنيفة. إلا أن كلام أحمد في هذه الرواية يشير إلى أن الصلاة عليه مستحبة , غير واجبة. قال في موضع: إن صُلي عليه فلا بأس به. وفي موضع آخر, قال: يصلى، وأهل الحجاز لا يصلون عليه, وما تضره الصلاة, لا بأس به. وصرح بذلك في رواية المروذي, فقال: الصلاة عليه أجود, وإن لم يصلوا عليه أجزأ. فكأن الروايتين في استحباب الصلاة, لا في وجوبها, إحداهما يستحب; لما روى عقبة, أن النبي صلى الله عليه وسلم- خرج يومًا, فصلى على أهل أحد صلاته على الميت, ثم انصرف إلى المنبر. أخرجه البخاري (1344) ومسلم (2296) ... ولنا, ما روى جابر، رضي الله عنه, أن النبي صلى الله عليه وسلم- أمر بدفن شهداء أحد في دمائهم, ولم يغسلهم, ولم يصلِّ عليهم. أخرجه البخاري (1343) ومسلم (1036) .. وحديث عقبة مخصوص بشهداء أحد, فإنه صلى عليهم في القبور بعد ثماني سنين .. ونحن نحمله على الدعاء. انتهى.
وينظر أيضًا كتاب (نيل الأوطار للشوكاني ج4/ص 53) ففيه بحث موسع حول هذه المسألة.
والله أعلم. وصلى الله وسلَّم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 02:03 ص]ـ
للتذكير يا أحبتي فإنه لا يجوز أن نقول لشخص ما شهيد لأن الشهيد في الجنة و لا يعلم مصير العبد إلا الله تعالى.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[28 - 05 - 07, 03:33 م]ـ
اختار ابن القيم ان الامام مخير في الصلاة على الشهيد من عدمها
وقال هذا هو القول الذي تجتمع به الادلة ..........
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[28 - 05 - 07, 03:52 م]ـ
بوركت أخي الكريم
أين ذكر ذلك إبن القيم رحمه الله
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[03 - 07 - 07, 12:57 ص]ـ
اختار ابن القيم ان الامام مخير في الصلاة على الشهيد من عدمها
وقال هذا هو القول الذي تجتمع به الادلة ..........
قرأتُ هذا الكلام الذي ذكره أخونا أبو دانية في رسالة للشيخ أحمد بن عبد الرحمن الزومان بعنوان من أحكام الجنائز.(78/390)
ما أصل قول (إنّي داع فأمّنوا)
ـ[توبة]ــــــــ[26 - 05 - 07, 05:47 م]ـ
أود سؤالكم عن أصل هذا القول.وهل ثبت شيء في أن تأمين الغير:السامع/القارىء على دعاء الداعي سبب للإستجابة؟ إذ ما أعلمه-مع سعة جهلي -أن ما ثبت من أسباب القبول في الدعاء هو ما كان بظهر الغيب
قال الله تعالى (والذين جاءوا مِن بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان)
وقال تعالى (واستغفر لذنبك وللمؤمنين والمؤمنات)
وقال تعالى (ربنا اغفر لى ولوالدى وللمؤمنين، يوم يقوم الحساب)
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "دعوة المرء المسلم لأخيه بظهر الغيب مستجابة عند رأسه ملك موكل كلما دعا لأخيه بخير قال الملك الموكل به: آمين، ولك بمثل " مسلم.
وهل إذا رفع الداعي يديه عند دعائه هل يستلزم على المؤمّن مثل فعله؟ من باب آداب الدعاء مثلا؟
من يجيب وله دعوة منّي بظهر الغيب.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 05:59 م]ـ
يقول الحق جل و علا:"وَقَالَ مُوسَى رَبَّنَا إِنَّكَ آتَيْتَ فِرْعَوْنَ وَمَلأهُ زِينَةً وَأَمْوَالاً فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا رَبَّنَا لِيُضِلُّواْ عَن سَبِيلِكَ رَبَّنَا اطْمِسْ عَلَى أَمْوَالِهِمْ وَاشْدُدْ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُواْ حَتَّى يَرَوُاْ الْعَذَابَ الأَلِيمَ (88) قَالَ قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا وَلاَ تَتَّبِعَآنِّ سَبِيلَ الَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ (89) " سورة يونس
سياق الآية جاء فيها أن موسى هو الذي يدعوا الله تعالى لكن الله تعالى قال:"قَدْ أُجِيبَت دَّعْوَتُكُمَا فَاسْتَقِيمَا" دل ذلك على أن هارون عليه السلام كان يؤمن مع دعاء موسى عليه السلام.
و الله أعلم.
ـ[توبة]ــــــــ[27 - 05 - 07, 07:52 م]ـ
جازاك الله كلّ خير يا أخي فما أجملها من فائدة. ولك مني الدعاء كما وعدت،وإني أطمع في مزيد من التفصيل.
لقد بحثت فوجدت هذه الأحاديث
*عن حبيب بن سلمة الفهري قال: قال رسول الله: لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم، ويؤمن بعضهم إلا أجابهم الله تعالى. رواه الطبراني.
**عن أم سلمة قالت: قال رسول الله: لا تدعو على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمّنون على ما تقولون رواه أحمد ومسلم وأبو داود.
في انتظار التعقيبات والفوائد منكم أهل الحديث.
ـ[توبة]ــــــــ[02 - 06 - 07, 02:15 ص]ـ
لقد بحثت فوجدت هذه الأحاديث
*عن حبيب بن سلمة الفهري قال: قال رسول الله: لا يجتمع ملأ فيدعو بعضهم، ويؤمن بعضهم إلا أجابهم الله تعالى. رواه الطبراني.
**عن أم سلمة قالت: قال رسول الله: لا تدعو على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمّنون على ما تقولون رواه أحمد ومسلم وأبو داود.
في انتظار التعقيبات والفوائد منكم أهل الحديث.
وهل إذا رفع الداعي يديه عند دعائه هل يستلزم على المؤمّن مثل فعله؟ من باب آداب الدعاء مثلا؟
ـ[توبة]ــــــــ[06 - 06 - 07, 09:16 ص]ـ
سبحان الله أطمعكم بدعاء بظهر الغيب وما من مجيب ..(78/391)
"مسائل في سجود السهو للهويسين"
ـ[الضبيطي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 06:44 م]ـ
هذه مسائل ألقاها الشيخ خالد الهويسين ـ غفر الله له ولوالديه ـ في أحد دروسه نفعنا الله وإياكم بها:
1) معنى السهو هو الغفلة عن الشيء والميل إلى غيره.
2) جمهور أهل العلم على أن سجدتي السهو واجبة. ذهب بعض الشافعية إلى أنها ليست واجبة. والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمر بذلك وفعله في صلاته، وذهب جماعة إلى أنه لا يسجد في النافلة وهو قول ضعيف لايعتد به. لذا بوب البخاري في الصحيح: باب سجود السهو في الفرض والتطوع.
صح عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سها في صلاة الوتر وسجد للسهو ذكره البخاري في صحيحه كتاب السهو.
3) ليس في سجود السهو سجود سهو. وكذا صلاة الجنازة لو سها فيها لم يسجد للسهو؛ لأنه ليس فيها سجود.
4) الصواب في مكان السجود بحسب ما جاء في السنة. أجمع العلماء على أن من جعله قبل السلام أو بعده فإنه يصح.
5) الموضع الذي لا تدري أين مكان سجود السهو فيه، قبل السلام أم بعده فاسجد قبل السلام؛ لأنه في صلب الصلاة. قال أحمد: لولا ماجاء من التفصيل في ذلك لجعلته كله قبل السلام.
6) كل حديث أن بعد سجدتي السهو تشهد ضعيف أو شاذ. فإنه لا يعتد به لمخالفته النصوص الصحيحة الصريحة في ذلك.
7) مسألة: المأموم الذي فاته شيء من الصلاة مع الإمام، وهو: (المسبوق)
إذا سجد الإمام بعد السلام وقام المسبوق يريد أن يقضي ما فاته: إن كان المأموم (المسبوق) لم يقم بعد فإنه يتابعه، وإن كان استتم قائما، فإن حكمه الآن حكم المنفرد، فلا يتابعه. لكن يبقى عليه إذا أتم صلاته: إن كان المسبوق أدرك السهو مع الإمام سجد للسهو بعد فراغه من صلاته، وإن كان السهو قبل أن يدركه أو لم يدركه في سهوه، فإنه لا يسجد للسهو.
8) ماذا يقال في سجود السهو؟ سبحان ربي الأعلى، وليس عندنا نص في ذلك، ولكن يؤخذ من عموم النصوص. ولو سجد ولم يقل شيئا في سجوده، فإنه يصح سجوده؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: " فليسجد ".
هذا ما فتح الله به على شيخنا في ذلك الدرس، فلله الحمد رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
تم الفراغ منها يوم السبت: 9/ 5 1428 هـ
ـ[محمد الناجم]ــــــــ[26 - 05 - 07, 07:36 م]ـ
بارك الله في الشيخ خالد
وفي كاتب الموضوع
ـ[الضبيطي]ــــــــ[08 - 06 - 09, 02:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وبارك فيكم(78/392)
" 34 مسألة في قواعد وضوابط لمسائل الربا "
ـ[الضبيطي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 07:40 م]ـ
ذكر الشيخ خالد بن عبد العزيز الهويسين يحفظه الله قواعد وضوابط في مسائل الربا، أنقلها لكم هنا لعل الله أن يغفر لي ويرحمني بنقلي ما ينفع إلى أهله العاملين، والله المستعان وعليه التكلان ولاحول ولا قوة إلا بالله.
1) الربا معناه الزيادة، وفي الاصطلاح: الزيادة في شيء مخصوص.
2) أجمع العلماء على تحريم الربا بدلالة الكتاب والسنة، كما في قوله تعالى: " وأحل الله البيع وحرم الربا ".
3) أجمع العلماء على أن أكل الربا من كبائر الذنوب.
4) قال ابن القيم رحمه الله: لم يأت في ذم ذنب كبير أنه سماه محاربة لله ولرسوله مثل الربا؛ وذلك لشدته وفضاعته وخطر أكله.
5) قال ابن القيم: فإن قيل: لِمَ لَمْ يجعل على آكل الربا حد مع شدته وفضاعته، وقد صار على ذنوب أقل منه حد. أجاب عنه بأجوبة عدة، واستظهر أنه مع شدته وفضاعته لايطهره الحد إلا بالتوبة منه. وليراجع: بدائع الفوائد ج 3 ص 140، 141.
ولها بقية لعل الله ييسر كتابتها قريبا.
ـ[د. هشام سعد]ــــــــ[26 - 05 - 07, 11:16 م]ـ
أكمل بارك الله فيك
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[29 - 05 - 07, 05:32 ص]ـ
جزاك الله خبرا
ـ[الضبيطي]ــــــــ[08 - 06 - 09, 02:04 ص]ـ
جزى الله الجميع خيرا
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[09 - 06 - 09, 02:33 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[الضبيطي]ــــــــ[09 - 06 - 09, 07:29 م]ـ
وأنت كذلك أبا عبدالرحمن العتيبي(78/393)
و كم زاد عدد المتبولين في المساجد!
ـ[محمد شرف]ــــــــ[26 - 05 - 07, 11:09 م]ـ
تقترب من المسجد فتبدأ الاعلانات التحذيرية تواجهك أينما نظرت
في أماكن الوضوء،
في أماكن وضع الأحذية،
في الممرات
و في كل مكان يؤدي للمسجد:
"اقطع اتصالك بالعباد و اتصل برب العباد"،
" لا تفسد خشوع المصلين بنغمات الجوال"،
" الرجاء اغلاق هاتف الجوال"
و قد يتضمن تلك الاعلانات لغات أخرى لغير قارئي العربية
وقد يتضمن صور للجوالات لغير مجيدي القراءة بأي لغة كانت.
تقام الصلاة، و ينبه الامام المصلين باغلاق هواتفهم قبل تكبيرة الاحرام.
المصلين في الركعة الثانية و تبدأ الموسيقى تصدح في انحاء المسجد من غير واحد من المصلين وقد يتخلل ذلك أغاني مسجلة من مختلف الألوان و الأشكال.
ومن المؤسف أن هذه الصورة تتكرر في معظم المساجد وفي كل الأوقات.
واذا تم تعنيف المتسبب في هذه الفوضى المتكررة يتطوع من ينصحك و يقول:
" الرسول صلى الله عليه وسلم لم يعنف من بال في المسجد. عليك باللين يا أخي"
سبحان الله
لم نسمع في التاريخ الا اعرابي واحد آذى المصلين و بال في المسجد،
ولكن فتنة الموسيقى في المساجد تتكرر في كل صلاة مما يجعل الحليم غضبان.
قال تعالى "و استفزز من استطعت منهم بصوتك"
و قد أفتى شيخ الاسلام بجواز اتلاف آلات الملاهي كالطنبور، وأخرج ابن أبي شيبة رحمه الله: أن رجلا كسر طنبورا لرجل، فخاصمه إلى شريح فلم يضمنه شيئا.
خلاصة القول ..
مالحل الأمثل لهؤلاء؟
هل كسر جوالاتهم؟ أم الاكتفاء بالحوقلة و النظر شزراً لهم؟
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[26 - 05 - 07, 11:17 م]ـ
دوام المناصحة والتحلي بالحلم، هذا شأن المسلم المقتفي للسنة
ـ[ابن وهب]ــــــــ[26 - 05 - 07, 11:33 م]ـ
السبب تساهل الناس في هذا
كل هذا بحجة التيسير
والواجب زجرهم
لأن هناك من ينسى ولكن هناك من لا يهتم كثيرا
فعدم المبالاة مصيبة
وطبعا النظر في حال الرجل فالرجل الذي يظهر من محياه أن هذا أول دخوله للمسجد
فهذا ينبغي أن ينصح باللين حتى لايكون آخر عهد بالمسجد
وهكذا
أما غير هذا فينبغي زجره ولو بالقوة
وفي الحديث
(إذا رأيتم من يبيع أو يبتاع في المسجد فقولوا: لا أربح الله تجارتك، وإذا رأيتم من ينشد فيه ضالة فقولوا: لا ردّها الله عليك)
فلكل مقام مقال
والله المستعان
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 02:07 م]ـ
أظن أن الزجر لاينفع وليس مستحسناً، وإنما النصح والرفق
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 05 - 07, 03:50 م]ـ
أخي الكريم
وإذا تكرر النصح فما الواجب
؟
أخي الكريم
تُرك لهم أماكن الترفيه بل والأسواق
بل والطرقات أيضا
فجاء هولاء يضايقون أهل المسجد بالأغاني
حتى الصلاة لا يريدون أحد يخشع فيها
أغاني ورقص وطرب وجوال يعمل ولا يغلق جواله
طيب أخي أغلق الجوال عند أول رنة
لا الرجل يعمل نفسه خاشع ما يغلق الجوال
والبعض حتى لا يلام ما يخرج الجوال ولا يغلقه
لا وفي المسجد الحرام
فالله المستعان
أغاني هندية وشرقية وغريبة
والله المستعان
أخي الحبيب
لا يخفى عليكم أن لكل مقام مقال ولا يصح أن نلغي الزجر مطلقا
وسنة النبي صلى الله عليه وآله سلم تدل على ذلك
وكما في الحديث
وهذه الكلمة فيها قوة
مثل
(لا أربح الله تجارتك)
ولكن المقصود الزجر
وكون الرجل يبيع لا يشغل المصلي كما يشفله صوت الأغاني والموسيقى
يعني لو رنة عادية هان الأمر
موسيقى ورقص وطرب
ما هذا
والله لو دخل على شخص من وجهاء الناس لاستعد له
ولكن المسجد لا يهم
هذا والله أعلم بالصواب
اللهم جنب مساجدنا الأغاني
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 05 - 07, 03:54 م]ـ
وهذا خبر
(تونس - واس:
فرض امام مسجد في إحدى المدن التونسية غرامة بدينارين "ستة ريالات" على كل شخص يرن هاتفه الجوال داخل بيت الله في محاولة لوضع حد لهذه الظاهرة التي تسبب تشويشا في مكان له حرمته ويتعين احترامه وتفقد الامام والمصلين التركيز اثناء الصلاة)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[27 - 05 - 07, 04:04 م]ـ
ما حكم النغمات الموسيقية في الجوالات، وخصوصًا في المساجد؟
المفتي: سليمان بن ناصر العلوان
الإجابة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/394)
لا ريب أن الشريعة الإسلامية أولت المساجد عناية عالية، ومكانة مرموقة، فقد أضافها الله تعالى إلى نفسه فقال تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ} وقال تعالى: {مَا كَانَ لِلْمُشْرِكِينَ أَنْ يَعْمُرُوا مَسَاجِدَ اللَّهِ} ورفع الله من شأنها وعظمها فقال تعالى: {فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَنْ تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ} وهي أحب البقاع إلى الله تعالى ثبت هذا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله: " أحب البلاد إلى الله مساجدها، وأبغض البلاد إلى الله أسواقها " رواه الإمام مسلم في صحيحه (671) من طريق الحارث بن أبي ذباب، عن عبد الرحمن بن مهران مولى أبي هريرة، عن أبي هريرة. ويقول ابن عباس رضي الله عنه (المساجد بيوت الله في الأرض تضئ لأهل السماء كما تضئ نجوم السماء لأهل الأرض) رواه عنه الطبراني في المعجم الكبير (10/ 262) من طريق بكير بن شهاب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس0
وهي من شعائر الإسلام الظاهرة التي أمر الله تعالى بتعظيمها واحترامها، وجعل تعالى ذلك من علامة التقوى فقال تعالى: {ذَلِكَ وَمَنْ يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِنْ تَقْوَى الْقُلُوبِ} ولذلك فقد صان الإسلام المساجد عن مباحات كثيرة، كل ذلك لأجل رفع مكانة المساجد، وتعظيم شأنها، ورفع قدرها، فهذا البيع الذي به قوام البشرية وحياتهم نهي عنه، بل وأمرنا أن نقول لمن يبيع ويشتري في المسجد لا أربح الله تجارتك، جاء هذا في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، كما أن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدنا أن نجيب من أنشد ضالة في المسجد بقولنا له: " لا ردها الله عليك "، جاء ذلك عند الإمام مسلم في صحيحه (568) من طريق محمد بن عبد الرحمن، عن أبي عبد الله مولى شداد بن الهاد، أنه سمع أبا هريرة يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من سمع رجلاً ينشد ضالة في المسجد، فليقل: لا ردها الله عليك، فإن المساجد لم تبن لهذا "0 هذا وهي في ذاتها أعمال مباحة، ولا ترتبط بصلب الصلاة، والآن ما هو موقف الإسلام من الذين يشوشون على المصلين، ويعملون في المساجد أعمالًا محرمة، ويأتون بالموسيقى وأشباهها، بلا ريب أن الذنب أعظم، والنهي آكد، والوعيد أشد، لا سيما وهذه الآلات تلهي المصلين، وتزعج الذاكرين، وقد نهى الشرع الحكيم عن كل ما يلهي المصلين ويشوش عليهم، قال النبي صلى الله عليه وسلم، في خميصة لها أعلام فنظر إلى أعلامها نظرة فلما انصرف قال: " اذهبوا بخميصتي هذه إلى أبي جهم، وأتوني بأنبجانية أبي جهم فإنها ألهتني آنفاً عن صلاتي " متفق عليه من طريق ابن شهاب، عن عروة عن عائشة، وقال أبو الدرداء رضي الله عنه (من فقه المرء إقباله على حاجته حتى يقبل على صلاته وقلبه فارغ) ذكره البخاري في صحيحه معلقاً مجزوماً به0
وحين ننهى عن النغمات الموسيقية مطلقاً في الجوالات وغيرها، نحذر من تشغيل الجوالات في المساجد، ورنين الأجهزة، فمفاسد ذلك متعددة، وأضراره واضحة وآفاته قبيحة قال تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خَاشِعُونَ} وأجزم أنه لا يجتمع في الصلاة خشوع، ورنين جوال، فمن عقل عن الله أمره، آثر رضاه وأقبل على صلاته وخشع لربه، وابتعد عن سلوك أهل العادة والغفلة، فهؤلاء في واد وأهل الصلاة والخشوع في واد آخر، وأحسب أن المؤمن يستجيب لأمر الله، وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم فلا يعصي الله في أحب البقاع إلى الله، ولا يؤذي أحدًا بقوله، ولا فعله فحين يأتي إلى المساجد يغلق الجوال، ويقبل بقلبه على صلاته، نسأل الله التوفيق والثبات على الحق0
سليمان بن ناصر العلوان 5/ 8/1423هـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=5989
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[27 - 05 - 07, 04:08 م]ـ
في مسجدنا وضعت لا فتة من حديد تنبه الى إغلاق الهاتف والإمام يذكر في بعض الاحوال وقلما تخلو صلاة من رنين الهاتف وأحيانا تسمع العجاب داخل المسجد مقاطع من الغناء الفاحش لبعض المغنين والمغنيات والتساهل موجود عند الكثيرين
ـ[أبو سليمان السلفي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 07:31 م]ـ
يا أخوة أنا أرى انهم ينسون إغلاق هواتفهم
وذلك لأن اللافتات أصبحت روتينية
يجب أن تغير من شكلها
طريقة التنبيه يجب أن تتغير
أعجبتني هذه اللافتة: لا تتكاسل وأغلق هاتفك.
فهو نسب الأمر إلى الكسل لا إلى عدم تعظيم شعائر الله
فهو من باب تأليف القلوب وأننا نعلم أنك تعظم شعائر الله
وهكذا ....
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 08:05 م]ـ
يا أخوة أنا أرى انهم ينسون إغلاق هواتفهم
وذلك لأن اللافتات أصبحت روتينية
يجب أن تغير من شكلها
طريقة التنبيه يجب أن تتغير
أعجبتني هذه اللافتة: لا تتكاسل وأغلق هاتفك.
فهو نسب الأمر إلى الكسل لا إلى عدم تعظيم شعائر الله
فهو من باب تأليف القلوب وأننا نعلم أنك تعظم شعائر الله
وهكذا ....
تعظيم المسجد وتنزيهه عن تلك المنكرات من المعلوم من الدين أو كان في اجتماع في العمل لما تجرأ وازعج من حوله.
أيتذكر غلقه في هذا وينسى هنا.
وهل هذا من تعظيم حرمات الله وشعائر الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/395)
ـ[محمود المصري]ــــــــ[27 - 05 - 07, 10:59 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
موضوع موفق أخي محمد. وقد كثرت المشكلة حتى أصبح الواحد يدخل إلى الصلاة وينتظر رنة أول محمول.
وطبعا الرفق أولى من الزجر خصوصا في الزمن الذي قل فيه عدد من يذهبون إلى المساجد أصلا وكثر الجهل.
ولعل الإمام أن يخصص دقيقة بين الإقامة والتكبير يذكر فيها المصلين بذلك, وأن لا يجعلها كلمة عابرة روتينية. وإذا رن جوال أحدهم فليطلب منه الإمام أن يأتي ويكلمه بعد الصلاة ويستخدم معه الرفق.
وبخصوص هذا الموضوع, لقد قرأت أن هناك أجهزة قادرة على قطع إرسال أي جهاز محمول وقد تم إستخدامعا في بعض المسارح ودور السنما, ولعلكم تبحثوا عن:
cell phone jammers أو blocking cell phone signals
http://en.wikipedia.org/wiki/Cell_phone_jammer
فيمكن للإمام فتح جهاز قطع الإرسال قبل أن يكبر و يغلقه بعد الصلاة وبهذه الطريقة حتى ولو لم يغلقوا أجهزتهم المحمولة فلن تزعج أحد ولن يتلقوا إي إتصال أثناء الصلاة.
والباب الذي يأتي منه الريح سده و إستريح
والسلام
ـ[محمد شرف]ــــــــ[28 - 05 - 07, 11:25 ص]ـ
لعل أجهزة قطع الارسال قد تفي بالغرض، ولكن للأسف أخي محمود و كما يوجد في الرابط فإن تلك الأجهزة غير مصرح بها في كثير من الدول الغربية فما بالك بالدول العربية لأنها تستخدم ترددات عامة غير مسموح بها.
الشيخ الفاضل أباوهب .. جزاك الله خيراً على كلماتك، وأعان الله الامام التونسي لما سيلقاه من المأمومين (ابتسامة).
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[29 - 05 - 07, 04:49 م]ـ
صلى مرة بجواري زميل في العمل، فسمعت والمصلين صوت امرأته تكرر مراراً: ألو ليش ما ترد علي!! وبعد الصلاة قام الرجل وأدى النافلة وخرج وكأن ما صار شيء!!
وآخر أغنية سمعتها في المسجد (ست الحبايب) لفايزة أحمد!(78/396)
مسألة للمدارسة::: ضابط التشبه بالكفار؟:::
ـ[د. هشام سعد]ــــــــ[27 - 05 - 07, 12:58 ص]ـ
إخواني ومشايخي الكرام
لاحظت تعدد المواضيع التي تسأل عن أحكام
تتعلق بالتشبة بالكفار
مثل
الدبلة
الفستان الأبيض للعروس
الكرافتة
إهداء الورد للمريض
لبس القبعة
تزين المرأة وبعض قصات الشعر
البنطلون والملابس الجينز
لبس الكعب العالي
لبس الملابس المنتشرة في الأسواق والتي تكون علي نسق واحد (موضة) تكون غالبا مستوردة من الغرب
وغيرها من المسائل
فياحبذا لو تدارسنا في ضابط هذه المسألة
هل فعل أي شيء يفعله الكفار يعد تشبها بهم؟؟
هل انتشار الأمر في ديار المسلمين يلغي التشبه؟؟
ما هو حد هذا الأنتشار؟؟
هل لو فعل أحد الناس هذا الأمر (كلبس الدبله مثلا)
وهو لا يدري مسألة التشبه أصلا ولا يعلم أنها من عادات الكفار
ينطبق عليه نفس الأمر؟؟
ـ[زياد عوض]ــــــــ[27 - 05 - 07, 04:06 م]ـ
قال العلَامة ابن عثيمين:
ضابط التشبه بالكفار أن يفعل الإنسان شيئاً يختص بهم، من لباس أو هيئة أو غير ذلك، أما ما هو مشترك بين المسلمين والكفار فليس بتشبه.
ولي عودة بإذن الله لنقل بعض أقوال أهل العلم في المسألة
ـ[د. هشام سعد]ــــــــ[27 - 05 - 07, 06:23 م]ـ
أما ما هو مشترك بين المسلمين والكفار فليس بتشبه.
الأخ الفاضل زياد عوض
جزاك الله خيرا علي مشاركتك
ما هو مشترك بين المسلمين والكفار ليس تشبها
وهل يطرد هذا التعميم إذا كان مبتدأ الأمر من عندهم
وتميزوا به فترة من الزمن
تم بدأ ينتقل إلي أفراد من المسلمين؟؟؟
وفي انتظار نقولاتك
ـ[زياد عوض]ــــــــ[27 - 05 - 07, 06:41 م]ـ
قال ابن حجر – رحمه الله – في الفتح: وقد كره بعض السلف ليس البرنس لأنه كان من لباس الرهبان، وقد سئل مالك عنه فقال: لا بأس به. قيل: فإنه من لبوس النصارى، قال: كان يلبس هاهنا ". أهـ.
وفي الفتح أيضاً وإن قلنا: النهي عنها (أي عن المياثر الأرجوان) من أجل التشبه بالأعاجم فهو لمصلحة دينية، لكن كان ذلك شعارهم حينئذ وهم كفار، ثم لما لم يصر الآن يختص بشعارهم زال ذلك المعنى، فتزول الكراهة ". والله أعلم. أ. هـ.
قال الشيخ ابن عثيمين -رحمه الله تعالى-:
مقياس التشبه أن يفعل المتشبِه ما يختص به المتشبَه به، فالتشبه بالكفار أن يفعل المسلم شيئاً من خصائصهم، أما ما انتشر بين المسلمين وصار لا يتميز به الكفار فإنه لا يكون تشبهاً، فلا يكون حراماً من أجل أنه تشبه، إلا أن يكون محرماً من جهة أخرى. اهـ. ينظر في ذلك مجموع فتاوى و رسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الثالث - باب الولاء والبراء.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[27 - 05 - 07, 06:45 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=91036
ـ[د. هشام سعد]ــــــــ[27 - 05 - 07, 11:04 م]ـ
الأخوة بارك الله فيكم
هل هذا الضابط صحيح؟؟
التشبة هو الأمر الذي إذا رأيت به المسلم
ظننت أنه من الكفار
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 02:06 ص]ـ
إليك أحد أجوبة الشيخ عبد الكريم الخضير على سؤال له علاقة بمسألة التشبه بالكفار:
على المسلم أن يلبس لباس المسلمين ولا يجوز له تقليد الكفرة, وأهل العلم يقررون أن اللباس عرفي باستثناء ما جاءت النصوص بمنعه, فإذا تعارف الناس في بلد من البلدان على لباس معين فللمسلم أن يلبسه, والكفار في بلادهم يلبسون غالباً البنطال, لكن لو كان البنطال لا يلبسه إلا الكفار فإنه يكون حينئذٍ من لباس الكفار, لكن مع الأسف الشديد أن المسلمين قلدوا الكفار في كثير من أقطار المسلمين فصار هذا هو لباسهم, فالذي يلبس البنطال مثلاً في مصر أو في الشام أو في الهند أو في غيرها من البلدان التي يكثر فيها المسلمون لا يقال إنه يقلد الكفار في هذا - لكن أول ما لُبِسَ البنطال في ديار المسلمين كان تقليداً للكفار وتشبهاً محرماً - ثم يبقى بعد ذلك النظر في البنطال فإذا كان يبين العورة أو ينحسر عنها أو ينزل عن حد الكعب أو غير ذلك من الأمور الممنوعة فإنه حينئذٍ يُمنَع من أجلها, وعلى كل حال اللباس عرفي, وإن اعتز المسلم بدينه في بلاد الكفار وقال (إنني من المسلمين) ولبس لباس المسلمين - ولو عد نشازاً بين الكفار - فهذه عزيمة يثاب عليها إن شاء الله تعالى, لكن إذا كان يواجه مضايقات وكان نظره وتقليده للمسلمين - لأن هذه الألبسة يلبسها المسلمون في ديار الإسلام - فلا شيء عليه إن شاء الله تعالى.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[28 - 05 - 07, 02:11 ص]ـ
الأخوة بارك الله فيكم
هل هذا الضابط صحيح؟؟
التشبة هو الأمر الذي إذا رأيت به المسلم
ظننت أنه من الكفار
ولما لا يكون صحيحاَ
والسبب أنَه تلبَس بأشياء تختص بهم، حيث يظن من يراه أنَه من الكفار0
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[28 - 05 - 07, 08:48 ص]ـ
أخي هشام نفع الله بك:
الضابط الذي ذكرته هو الضابط الذي يراه الشيخ ابن عثيمين- رحمه الله-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/397)
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[28 - 05 - 07, 08:50 ص]ـ
أحب أن أضيف أخي هشام لو سمحت لي فهل بالإمكان؟؟
ـ[د. هشام سعد]ــــــــ[28 - 05 - 07, 05:49 م]ـ
أحب أن أضيف أخي هشام لو سمحت لي فهل بالإمكان؟؟
علي الرحب والسعة
ـ[د. هشام سعد]ــــــــ[28 - 05 - 07, 06:19 م]ـ
أود هنا أن أقول
أنه لو كان هذا الضابط صحيحا
كما ذكر الأخوة أنه قول الشيخ ابن عثيمين
فلن تكون كل المسائل المذكورة آنفا تشبها
لأن أي منها لم يعد علامة مميزة للكفار
بل سيقتصر الأمر علي أمثال الزنار عند السلف
كلبس الرهبان اليوم
والصليب
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[29 - 05 - 07, 11:40 ص]ـ
ما أردت إضافته وهو ليس متعلق بسؤال الأخ وإنما ذو صلة بموضوع التشبه وهو أن بعضهم يقول أن التشبه لا يكون تشبهاً إلا إذا نوى التشبه وهذا بعض كلام أهل العلم في عدم إعتبار النيه في التشبه:
1) وقال الشيخ محمد بن عبد الوهاب في كتاب التوحيد عند ((باب لا يذبح لله بمكان يذبح فيه لغير الله)):
المسألة التاسعة: الحذر من مشابهة المشركين في أعيادهم ولو لم يقصده
تعليق إبن عثيمين ((وقد نص شيخ الإسلام ابن تيمية على أن حصول التشبه لا يشترط فيه القصد , فإنه يمنع منه ولو لم يقصده , لكن مع القصد يكون أشد إثماً
ولهذا قال شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب: ولو لم يقصده))
****************************** ******
2) قال الشيخ محمد صالح العثيمين – رحمه الله – في كتاب ((القول المفيد على كتاب التوحيد / باب ما جاء في التغليظ فيمن عبد الله عند قبر رجل صالح))
عند شرح المسألة الأولى من مسائل الباب.
قال (( ... لأن الحكم عُلق على مجرد صورته , فهذا العمل لا يحتاج إلى نية لأنه مُعلق بمجرد الفعل. فالنية تؤثر في الأعمال الصالحة وتصحيحها, وتؤثر في الأعمال التي لايقدر عليها فيعطى أجرها , وما أشبه ذلك , بخلاف ما علق على فعل مجرد , فلا حاجة فيه إلى نية ... ))
إلى أن قال:
(( ... وهذه النقطة نتدرج منها إلى نقطة أخرى , وهي التحذير من مشابهة المشركين وإن لم يقصد الإنسان المشابهة , وهذه قد تخفى على بعض الناس , حيث يظن أن التشبه إنما يحرم إذا قصدت المشابهة.
والشرع إنما علق الحكم بالتشبه , أي: بأن يفعل ما يشبه فعلهم , سواء قصد أو لم يقصد,
ولهذا قال العلماء في مسألة التشبه: وإن لم ينو ذلك , فإن التشبه يحصل بمطلق الصورة.
فان قيل: قاعدة ((إنما الأعمال بالنيات)) هل تعارض ما ذكرنا؟
الجواب: لا تعارضه , لأن ما عُلق بالعمل ثبت له حكمه وإن لم ينو الفعل , كالأشياء المحرمة , كالظهار , والزنا , وما أشبهها))
****************************** ***********
3) وقال الشيخ / عبد الرحمن السحيم في مجيباً على أحد أسئلة الأخوات: ((لا يُشترط في التقليد أو التشبّه بالكفار وجود النية في ذلك.
بل متى وُجِدت المشابهة تعيّن النهي.
ألا ترين – أيتها الكريمة – إلى نهي الله عز وجل لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ورضي الله عنهم أن يتشبّهوا باليهود والمنافقين ولو بكلمة واحدة، مع علمنا ويقيننا أن الصحابة رضي الله عنهم لا يُمكن أن يخطر ببالهم ما تقصده اليهود من تلك الكلمة.
قال الله عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ)
وليس في هذا فحسب بل حتى في العبادة نُهينا عن التشبّه بالكفار، وإن اختلفت المقاصد
فالكافر الذي يُصلي عند طلوع الشمس يركع ويسجد للشمس، ويُشاركه الشيطان هذه العبادة، وهو يتجه للشمس ويقع في الكفر.
والمسلم نُهي عن الصلاة في هذا الوقت، مع اختلاف المقاصد وتباينها
فالمسلم يُصلي لله، ويريد وجه الله، وربما لا يخطر بباله طلوع الشمس وان هناك من يُصلي لها ولا أن الشيطان يطلع معها ليجعل له نصيبا من سجود الكفار.
ومع ذلك يُنهى المسلم عن الصلاة عند طلوع الشمس ... والأدلة على مخالفة اليهود والنصارى كثيرة بل كثيرة جدا.
ومن هذه الأدلة يتبين أن المشابهة أو التقليد لا يُشترط فيها وجود القصد والنية
منقول
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[29 - 05 - 07, 11:43 ص]ـ
قال الشيخ الدكتور سعد الخثلان وفقه الله:
(لا بد أن نعرف ضابط التشبه بالكفار، ليس كل مسألة يقال فيها تشبه بالكفار، ما هو ضابط التشبه بالكفار، ضابط التشبه بالكفار أن نفعل ما هو من خصائصهم، ما يختص به الكفار بحيث يعرف أن هذا الشيء خاص بالكفار مثل مثلا لبس القبعة المعروفة عند اليهود، أو لبس الصليب أو نحو ذلك، من أمور يختص بها الكفار.
أما الشيء الشائع المشترك بين الكفار والمسلمين لا يقال: إن فيه تشبهًا، فلا يقال مثلا إن ركوب السيارة فيه تشبه بالكفار؛ لأن الكفار هم أول من ركب السيارة، فالمقصود أن الشيء المشترك بين المسلمين والكفار لا يقال: إن فيه تشبها.
ولهذا حتى في الوقت الحاضر لبس البنطال لا يعتبر تشبها بالكفار؛ لأنه أصبح شائعا ومشتركا بين المسلمين والكفار.)(78/398)
ما حكم الماموم الذي اتم الصلاة منفردا
ـ[سرمد المغربي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 01:04 ص]ـ
جماعة كانوا في سفر فأمهم أحدهم في صلاة المغرب لكنه سلم بعد ركعتين ظانا ان المغرب تقصر لكن احد المأمومين لم يسلم و اتى بالركعة الثالثة
و البقية نبهوا الامام واخبروه ان المغرب لاتقصر فقام الى الثالثة واتى بعد ذلك بسجود السهو
ما حكم الماموم الذي اتم الصلاة منفردا
ـ[ابو حمزة الشمالي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 09:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته:
أخي الكريم , هذا الرجل صلى جماعة لأنه بدأها جماعة و فارق الامام لعذر بل الامام هو الذي فارقه و لا يكلف المصلي المتابعة على الخطأ لأجل المتابعة في سجود السهو لأن سجود السهو ليس من اصل الصلاة فلا يترك اصلها لأجل كفارتها و قد ثبت عن رجل أنه صلى مع معاذ ثم تجوز و و اتم صلاته و مضى قبل معاذ و مع هذا لم يؤمر باعادتها مع أنه سبق الامام و النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال " لا تسبقوني بركوع و لا سجود و لا الانصراف " كما في الصحيح و هذا الرجل لم يسبق بل بنى على أصل شرعي وهو أن متابعة الامام إنما تكون في المعروف و لا يلزمه الرجوع بعد دخوله في الركعة الثالثه ليصلي مع الامام لأن صلاة الامام صلاة جديدة باحرام و تسليم جديدين بل و ثبت في النسائي أن النبي صلى الله عليه و سلم سلم في المغرب من ركعتين فلما نبه لذلك أمر بلال فأقام الصلاة من جديد فصلى ركعة ثم سلم فهي صلاة جديدة بلا ريب.
والله أعلم(78/399)
شخص أيقظ أبناءه لصلاة الفجر فلم يستيقظوا .. هل يؤثم؟
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 05:27 ص]ـ
علما بأنهم جميعا لم يصل أحد منهم إلى سن البلوغ , ولكن اثنان منهم وصلوا سن السابعة ..
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[27 - 05 - 07, 06:54 ص]ـ
إذا اجتهد وبذل ما في وسعه فإنه لا يأثم
وعليه أن يأمرهم بالصلاة ويوقظهم لها ما داموا قد بلغوا السابعة.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 08:02 ص]ـ
جزاك الله خيرا
(سبحان الله كنت شبه متأكد أن من سيرد هو الشيخ التواب حفظه الله!)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 02:36 م]ـ
جزاك الله خيرا
(سبحان الله كنت شبه متأكد أن من سيرد هو الشيخ التواب حفظه الله!)
لأن أخانا التواب - ولا نزكيه على الله - سباق إلى الخير، ولكن سأزاحمه:)
السؤال:
هل صحيح أن الرجل إذا خرج إلى الصلاة وأولاده في البيت ولم يأمرهم بالصلاة أنه لا صلاة له، وبعضهم ينسب هذا إليك؟
الجواب:
[ليس بصحيح بالنسبة إليَّ، وليس بصحيح بالنسبة للحكم الشرعي، لكن يجب عليه أن يوقظهم وأن يؤدبهم وأن يضربهم على ترك الصلاة لعشر سنين فأكثر، وأما صلاته فهي صحيحة، ولا علاقة لصلاته بصلاة هؤلاء].
الشيخ العلامة ابن عثيمين " لقاء الباب المفتوح " شريط 181
السؤال:
ما حكم من يأمر أبناءه بالصلاة من سن التمييز حتى يبلغوا سن الخامسة عشرة بعد ذلك لا يستجيبون هؤلاء الأطفال أو الأبناء لآبائهم فبماذا توجهون الآباء نحو هذه المسئولية في المحافظة على الصلاة؟
الجواب:
[إني أظن أن من أتقى الله عز وجل، وأتّبع هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإرشادَه في أمر أولاده،من ذكور وإناث في الصلاة لسبع وضربهم عليها لعشر، وسأل الله لهم الهداية، لا أظن أن الله عز وجل يخيبه في أولاده، وأنهم سيستقيمون.
لكن المشكل أن بعض الناس يهمل هذه الأمانة، ولا يبالي بها، صلى أولاده أم لم يصلوا، صلحوا أم فسدوا، استقاموا أم جاروا؛ ثم إذا كبروا عوقب بعقوقهم إياه، لأنه لم يتق الله فيهم، فلم يتقوا الله فيه؛ فلا أظن أن أحدا اتقى الله في أولاده، وسلك سبيل الشريعة في توجيههم إلا أن الله سبحانه وتعالى يهدي أولاده].
" نور على الدرب ". شريط 375.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 02:46 م]ـ
الجواب:
[إني أظن أن من أتقى الله عز وجل، وأتّبع هدي النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وإرشادَه في أمر أولاده،من ذكور وإناث في الصلاة لسبع وضربهم عليها لعشر، وسأل الله لهم الهداية، لا أظن أن الله عز وجل يخيبه في أولاده، وأنهم سيستقيمون.
لكن المشكل أن بعض الناس يهمل هذه الأمانة، ولا يبالي بها، صلى أولاده أم لم يصلوا، صلحوا أم فسدوا، استقاموا أم جاروا؛ ثم إذا كبروا عوقب بعقوقهم إياه، لأنه لم يتق الله فيهم، فلم يتقوا الله فيه؛ فلا أظن أن أحدا اتقى الله في أولاده، وسلك سبيل الشريعة في توجيههم إلا أن الله سبحانه وتعالى يهدي أولاده].
" نور على الدرب ". شريط 375.
أخي هذا كلام يكتب من ذهب!! ويختم في القلب حتى لا ينسى .. !!
وبارك فيك أخي علي ..
جمعنا وإياكم والتواب والشيخ احسان في دار كرامته ..
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[27 - 05 - 07, 03:15 م]ـ
جزاكم الله خيراً على حسن ظنكم، ونفع بما كتبتم،
وصاحبكم أقل مما ذكرتم بكثير .. أسأل الله أن يحسن لي النية و العمل والخاتمة.
ـ[أبو آثار]ــــــــ[28 - 05 - 07, 09:53 ص]ـ
طيب لو نام الاطفال الذين لم يبلغو بعد قبل الفجر بسلعتين وكان الاب على يقين من انهم لن
يدركوا ما يقولوا اثناء الصلاة لشدة نعاسهم فماذا يفعل(78/400)
عائشة رضي الله عنها هل كانت تكتب
ـ[محمود بن محمد ريان]ــــــــ[27 - 05 - 07, 12:10 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم هل كانت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها تستطيع القراءة والكتابة؟
حيث ذكر أحد الكتاب في مجلة الأزهر أنها كانت تقرأ من المصحف ولا تستطيع الكتابة، فهل لدى أحد من الإخوة علم بهذا الأمر؟(78/401)
القتال مع الفرق الضالة
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[27 - 05 - 07, 02:50 م]ـ
السؤال: فضيلة الشيخ! إذا حضر المسلم صف القتال بين أهل الكفر -يعني: اليهود والنصارى والمشركين- وبين من يمثل الإسلام، ولكن الذين يمثلون الإسلام من الفرقة الضالة. فما موقف هذا الرجل المسلم من هذا القتال؟
________________________________________
الجواب: إذا حضر الصف لا بد أن يقاتل. ولو كان من الفرقة الضالة. لأنه يقاتل للإسلام، وليس للفرقة الضالة، فيجب عليه أن يثبت، لقوله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا وَاذْكُرُوا اللَّهَ كَثِيراً لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [الأنفال:45]. ويقول عز وجل يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا زَحْفاً فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ * وَمَنْ يُوَلِّهِمْ يَوْمَئِذٍ دُبُرَهُ إِلَّا مُتَحَرِّفاً لِقِتَالٍ أَوْ مُتَحَيِّزاً إِلَى فِئَةٍ فَقَدْ بَاءَ بِغَضَبٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ [الأنفال:15 - 16]. وقد أخبر النبي عليه الصلاة والسلام أن التولي يوم الزحف من موبقات الذنوب.
المفتي بذلك الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين في سلسلة لقاءات الباب المفتوح
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 03:10 م]ـ
الشيخ محمد بن شاكر الشريف ..
سعدت جدا عندما رأيتكم هنا ..
بارك الله فيكم ونحبكم في الله
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[27 - 05 - 07, 03:26 م]ـ
أخي الكريم عبد الله الوائلي
بارك الله فيكم وجزاكم خيرا
وأحبك الله الذي أحببتني فيه
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[13 - 04 - 08, 01:31 ص]ـ
جزاك الله خيرا،فضيلة الشيخ محمد بن شاكر الشريف.
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[14 - 04 - 08, 12:15 ص]ـ
الأخ الكريم محمد بن عبد المجيد المصري
بارك الله فيك وشكر لك
سبحان الله والله قد نسيت أني كتبت هذا نسيانا تاما ولولا أن الموضوع مكتوب تحت اسمي لأنكرت ذلك أشد الإنكار
مع أني لا أعترض على كلام الشيخ العلامة رحمه الله ولكني أتعجب كيف نسيت هذا
فسبحان من لا تاخذه سنة ولا نوم
ـ[محمد بن عبد المجيد المصري]ــــــــ[14 - 04 - 08, 12:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا،يا شيخنا الحبيب.
ـ[ابن فرات]ــــــــ[15 - 04 - 08, 12:16 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا(78/402)
هل الذنوب في مكة أكبر من الذنوب في غيرها؟
ـ[بن نعمان]ــــــــ[27 - 05 - 07, 07:05 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين
قال الله تعالى {ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} قال ابن مسعود رضي الله عنه: لو أن رجلا هم فيه بسيئة وهو بعدن أبين لأذاقه الله عذابا أليما، رواه ابن جرير، وروى عن مجاهد قال في تفسير الظلم: يعمل فيه عملا سيئا، فإذا قلنا إن الآية في المعاصي والذنوب، وأن الله توعد على ارتكابها في مكة بالعذاب الأليم، ومعلوم أنه قال كثير من العلماء في حد الكبيرة إنها ما ترتب عليه حد في الدنيا أو وعيد في الآخرة، فهل نفهم من الآية الكريمة أن الذنوب التي ترتكب في مكة كلها كبائر لأنها متوعد عليها بالعذاب الأليم؟ أرجو من الأخوة المشاركة في بحث هذا الموضوع وشكرا لكم جميعا
ـ[ابن وهب]ــــــــ[29 - 05 - 07, 01:52 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=87160
--------
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=522604#post522604
ـ[بن نعمان]ــــــــ[31 - 05 - 07, 01:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا بن وهب(78/403)
"تابع: مسائل الربا (34) للشيخ خالد "
ـ[الضبيطي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 07:37 م]ـ
نقلت في موضوع سابق خمس مسائل في الربا لشيخنا الفاضل خالد الهويسين سدده الله، وهاأنذا أذكر بعضها نفعنا الله وإياكم بها:
6) أكل الربا من الإفساد في الأرض بعد إصلاحها.
7) أشهر أنواع الربا: ربا الفضل، وربا النسيئة، وربا لقرض.
8) ربا الفضل هو: الزيادة، والنسيئة: التأخير، والقرض: ما كانت تفعله الجاهلية.
9) ذهب بعض أهل العلم إلى أن كل بيع محرم فهو ربا. منهم: عمر وابن مسعود وغيرهما رضي الله عنهما.
10) بيع العينة من أنواع بيع الربا.
11) العينة هي: شراء السلعة مؤجلة (مقسطة)، ثم يأتي البائع فيشتريها ممن باعها عليه بأقل.
12) جوز جماعة من العلماء بيع العينة إذا اشتراها ممن باعها عليه، إذا كان بسعر أعلى، أو بمثله. وأما إذا اشتراها بسعر أقل فلا يجوز.
13) قال قتادة رحمه الله: يُبْعَث المرابي يوم القيامة مجنونا يعلمه الناس، كما قال الله تعالى: " كالذي يتخبطه الشيطان من المس ".
14) صح الحديث عن عبادة 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وغيره: الذهب بالذهب والورق بالورق والشعير بالشعير والبر بالبر، وفي رواية: الملح بالملح. فهذه أصناف مطعومات ومكيات وموزونات يجري فيها الربا.
15) لايجوز بيع الذهب القديم بذهب جديد ويعطيه الفرق، ومعنى: هاء وهاء، أي أخذا وعطاء.
16) يجوز رهن الذهب من غير بيع.
17) لايجوز شراء قطعة الذهب ودفع بعض الثمن، وإرجاء (إبقاء و تأخير) بقية الثمن؛ لأنه محرم وربا.
18) هل الشيك يقوم مقام العملة الورقية؟ التحقيق: أنه يقوم مقامها إذا سلمه مباشرة، بمعنى: أن يكون رصيده موجود وصحيح.
19) يجوز أخذ قطعة الذهب للنظر فيها، ثم يردها، أو يشتريها.
20) يجوز إعارة الذهب مجردا من غير بيع ولا شراء.
21) لا يجوز بيع اللحم بالحيوان من جنسه؛ لأنه محرم وربا.مثل: أن يقول أعطيكم هذه السخلة الحية، وتعطوني يدا من هذه الشاة.
22) الصحيح أنه لا يجوز بيع الحيوان من غير جنسه، كغنم بلحم بعير؛ لعموم النهي.
23) يجوز بيع الحيوان بأكثر منه، إذا كان يدا بيد، ولا يجوز نسيئة، مثل: بعير ببعيرين جائز إذا كان يدا بيد؛ لحديث: " إذا اختلفت هذه الأصناف فبيعوا كبف شئتم إذا كان يدا بيد " يعني: التقابض في مجلس العقد.
24) هل يجوز استبدال العملات النقدية الورقية بالعملات النقدية الحديدية مع النقص؟ الصواب المنع؛ لأنه نوع من المصارفة، وهو جنس واحد.
25) ما يأخذ المقرض من المستقرض زيادة على المال، ربا صريح ومحرم بالإجماع.
الحمد لله رب العالمين
بقية المسائل تترى إن شاء الله، وهو المستعان وعليه التكلان.
ـ[أحمد ماضي]ــــــــ[18 - 07 - 07, 04:26 ص]ـ
استفسار مهم لمن يعلم جزاكم الله خيرا مع الدليل في هذه المسألة:
رجل ذهب إلى رجل آخر يسأله عن (فكة) أو صرافة لورقة نقدية (50 جنيه مثلا) فرد الآخر كل ما معي الآن (40 أو 45) خذها وتعالى وانت عائد من مشوارك وخذ الباقي فأعطاه الخمسين وأخذ الأربعين وذهب وأخذ الباقي بعد العودة.
هل في هذا ربا؟؟ مع التفصيل جزاكم الله خيرا
ـ[الضبيطي]ــــــــ[08 - 06 - 09, 02:11 ص]ـ
جزى الله الجميع خيرا(78/404)
ما حكم بناء الدور الثانى فى المقابر
ـ[ابو مويهبة]ــــــــ[27 - 05 - 07, 08:07 م]ـ
ما حكم بناء الدور الثانى فى المقابر
ـ[أبو الحارث السنى]ــــــــ[27 - 05 - 07, 09:43 م]ـ
أخى وان كان السؤال غير واضح
لكنى أظن أن قصدك هو بناء قبر فوق قبر
وهذا طبعا لا يجوز فى دين الله
لأن النبى صلى الله عليه وسلم نهى أن يرتفع القبر فوق الشبر
فكيف يبنى فوقه؟
ـ[ابو مويهبة]ــــــــ[27 - 05 - 07, 11:52 م]ـ
السؤال بوضوح أكثر
عندنا فى مصر فى منطقة الدلتا القبور فوق الأرض وذلك بسبب المياه لو دفنا تحت الأرض، وعندنا كل عائلة لها مقابر، والآن فى المنطقة التى نحن فيها ليس فيها مكان لإضافة مقابر جديدة، فأنا أحيانا أضطر إلى أن أبنى دورا ثانيا فوق مقابرنا، لماذا؟ حتى لو مات ميت بعد فترة قليلة من موت الذى قبله، نضعه فى الطابق الأعلى، ولا تقل لى ضعه فى مقابر أحد من معارفك، لأن هذا مما قد يعير به أقارب الميت بعد ذلك، وطبعا لن أضع ميتى فى مقابر الصدقة.
هذا هو السؤال بالتفصيل أرجو أن يكون وضح
جزاكم الله تعالى خيرا
ـ[أبو الحارث السنى]ــــــــ[28 - 05 - 07, 06:36 ص]ـ
أخى أبو مويهبه
لا أظن أن يكون الأمر الى هذا الحد حتى لا يكون هناك مكان لمقابر جديده
ثم موضوع المياه اذا كان الى هذه الدرجه فله حل ان شاء الله
أما اذا استحال كل ذلك فنصيحتى لك الذهاب الى أحد العلماء لتسفتيه فى هذا الأمر
أسأل الله أن يسدد خطاك
ـ[د. هشام سعد]ــــــــ[28 - 05 - 07, 06:28 م]ـ
قال ابن قدامة في المغني
"فصل: وإذا فرغ من اللحد أهال عليه التراب ويرفع القبر عن الأرض قدر شبر ليعلم أنه قبر فيوقى ويترحم على صاحبه وروى الساجي [عن جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم رفع قبره عن الأرض قدر شبر] وروى القاسم بن محمد قالت: قلت لعائشة: يا أمه اكشفي لي عن قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وصاحبيه فكشفت لي عن ثلاثة قبور لا مشرقة ولا لاطية مبطوحة ببطحاء العرصة الحمراء رواه أبو داود ولا يستحب رفعه بأكثر من ترابه نص عليه أحمد وروى بإسناده عن عقبة بن عامر أنه قال: لا يجعل في القبر من التراب أكثر مما خرج منه حين حفر وروى الخلال بإسناده عن جابر قال: [نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يزاد على القبر على حفرته] ولا يستحب رفع القبر إلا شيئا يسيرا لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه: [لا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرقا إلا سويته] رواه مسلم وغيره والمشرف ما رفع كثيرا بدليل قول القاسم"
وما ذكرته أخي الكريم ليس عذرا في مخالفة الحديث
خصوصا أن المشكلة في المظاهر وما يعير به العوام
يا أخي ادفنه في مقابر الصدقة علي السنة
خير من دفنه في مقابركم مع الوقوع في المحظور الشرعي
الناس تنفق الآلاف علي السرادق والمقرئ والعزاء
وعند تطبيق السنة يقولون لا يوجد مال لشراء مقبرة جديدة
والله أعلم
ـ[ابو هبة]ــــــــ[28 - 05 - 07, 06:41 م]ـ
ما حكم بناء الدور الثانى فى المقابر
أسأل الله أن يرزقني وإياك وأهلينا وجميع إخوتنا في الملتقى قبوراً في الدور الأرضي ويجعلها من رياض الجنة آمين.
ـ[ابو مويهبة]ــــــــ[28 - 05 - 07, 06:52 م]ـ
يا أخى المشكلة ليست فى المال
المشكلة كلها فى أنه لاتوجد أرض المقابر فى المنطقة مستوفاة(78/405)
ارجوا بيان حكم صبغ اللحيه بسواد وبيان ادلة القول وايضا بيان الدلة القول المخالف
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[27 - 05 - 07, 09:18 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ارجوا بيان حكم صبغ اللحيه بسواد وبيان ادلة القول وايضا بيان الدلة القول المخالف
ودراستها دراسه علميه دقيقه
ونسأل الله للجميع العلم النافع والعمل الصالح
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[28 - 05 - 07, 09:16 ص]ـ
أخي بارك الله فيك إذهب إلى البحث في الملتقى وستجد المسألة قد استوفيت من قبل الأخوة الكرام أحسن الله إليك
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 07:25 م]ـ
اخي الحبيب مجاهد الشهري
حاولت بخدمة البحث الوصول الى مثل هذا الموضوع ولم افلح
ليتك انت او احد الاخوه يضع لنا رابط الموضوع ان وجد
وبارك الله في الجميع
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 08:39 م]ـ
تفضل
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=97004&highlight=%C7%E1%CE%D6%C7%C8
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 08:41 م]ـ
وهذا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=44979&highlight=%C7%E1%CE%D6%C7%C8
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 10:33 م]ـ
اخي عبدالله العلي جزاك الله خيرا
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 11:08 م]ـ
وإياك يااباعبدالهادي
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[30 - 05 - 07, 12:49 ص]ـ
وهذا الرابط: http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=6348&highlight=%C7%E1%CE%D6%C7%C8(78/406)
ما هي أقوال العلماء في فتنة الممات؟
ـ[توبة]ــــــــ[27 - 05 - 07, 11:00 م]ـ
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا فرغ أحدكم من التشهد الآخر فليتعوذ بالله من أربع من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال ".
أخرجه أحمد (7236) و مسلم (130/ 588) و أبو داود (983) و ابن ماجة (909) غيرهم.
فتنة المحيا لا تخفى على حي ولم يسلم منها أحد وخاصة في زمننا هذا وقد أقبلت فيه الفتن كقطع الّيل المظلم مقبلة غير مدبرة. فما المقصود بفتنة الممات؟ هل المقصود بها فتنة القبر وما جاء من سؤال الملكين؟ أذكر أنّي قرأت في غير موضع _التذكرة للقرطبي تحدث عن تمثل الشيطان بواحد من أهل الميت داعيا إياه إلى التنصر او الخروج من ملته وأحاديث أخرى عن استغلال عطش الميت في سكرات الموت بأن يتمثل له مع إحضار الماء وغيرها.
فما المقصود بفتنة المممات؟ أعاذنا الله منها.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 05 - 07, 02:38 ص]ـ
في إحكام الأحكام: (" فِتْنَةِ الْمَحْيَا " مَا يَتَعَرَّضُ لَهُ الْإِنْسَانُ مُدَّةَ حَيَّاتِهِ، مِنْ الِافْتِتَانِ بِالدُّنْيَا وَالشَّهَوَاتِ وَالْجَهَالَاتِ، وَأَشَدُّهَا وَأَعْظَمُهَا - وَالْعِيَاذُ بِاَللَّهِ تَعَالَى: أَمْرُ الْخَاتِمَةِ عِنْدَ الْمَوْتِ، وَ " فِتْنَةِ الْمَمَاتِ " يَجُوزُ أَنْ يُرَادَ بِهَا الْفِتْنَةُ عِنْدَ الْمَوْتِ.
أُضِيفَتْ إلَى الْمَوْتِ لِقُرْبِهَا مِنْهُ.
وَتَكُونُ فِتْنَةُ الْمَحْيَا - عَلَى هَذَا - مَا يَقَعُ قَبْلَ ذَلِكَ فِي مُدَّةِ حَيَاةِ الْإِنْسَانِ وَتَصَرُّفِهِ فِي الدُّنْيَا فَإِنَّ مَا قَارَبَ شَيْئًا يُعْطَى حُكْمَهُ.
فَحَالَةُ الْمَوْتِ تَشَبُّهٌ بِالْمَوْتِ، وَلَا تُعَدُّ مِنْ الدُّنْيَا.
وَيَجُوزُ أَنْ يَكُونَ الْمُرَادُ بِفِتْنَةِ الْمَمَاتِ: فِتْنَةَ الْقَبْرِ، كَمَا صَحَّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي فِتْنَةِ الْقَبْرِ " كَمِثْلِ - أَوْ أَعْظَمِ - مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ " وَلَا يَكُونُ عَلَى هَذَا مُتَكَرِّرًا مَعَ قَوْلِهِ " مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ " لِأَنَّ الْعَذَابَ مُرَتَّبٌ عَلَى الْفِتْنَةِ: وَالسَّبَبُ غَيْرُ الْمُسَبَّبِ، وَلَا يُقَالُ: إنَّ الْمَقْصُودَ زَوَالُ عَذَابِ الْقَبْرِ لِأَنَّ الْفِتْنَةَ نَفْسَهَا أَمْرٌ عَظِيمٌ وَهُوَ شَدِيدٌ يُسْتَعَاذُ بِاَللَّهِ مِنْ شَرِّهِ.
وَالْحَدِيثُ الَّذِي ذَكَرَهُ عَنْ مُسْلِمٍ فِيهِ زِيَادَةُ كَوْنِ الدَّعَوَاتِ مَأْمُورًا بِهَا بَعْدَ التَّشَهُّدِ، وَقَدْ ظَهَرَتْ الْعِنَايَةُ بِالدُّعَاءِ بِهَذِهِ الْأُمُورِ، حَيْثُ أُمِرْنَا بِهَا فِي كُلِّ صَلَاةٍ).
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 05:24 ص]ـ
اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المحيا والممات ...
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ...
فلنحسن علاقتنا مع الله يا اخوان .. فكل مافي الكون يدل على أن عذاب الله آت في زمننا هذا ..
لا إله إلا أنت سبحانك اللهم إنا كنا من الظالمين
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[28 - 05 - 07, 04:12 م]ـ
اللهم إنا نعوذ بك من فتنة المحيا والممات ...
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ...
اللهم آمين
ـ[توبة]ــــــــ[28 - 05 - 07, 11:49 م]ـ
جازاك الله خيرا شيخنا أبا يوسف. ولكني ما زلت أطمع في مزيد من التفصيل:ما المقصود بفتنة القبر؟ ومن قال من أهل العلم بأن فتنة الممات غير فتنة القبر؟ مع أني أميل للقول بأن فتنة القبر و سؤال الملكين داخل في عذاب القبر وأن ربط فتنة الموت بفتن الحياة فيه أنها تكون عند سكرات الموت ..
هذا الدعاء نقوله خمس مرات في اليوم على الأقل فيا حبذا لو أدركنا كنهه عسى أن يكون دعاءنا به أكثر إلحاحا وخشوعا فيستجاب لنا وننجو.
اللهم انا نعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن شر المسيح الدجال.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 12:03 ص]ـ
قال الحافظ ابن حجر في الفتح:
فتنة المحيا والممات: فقال ابن بطال هذه كلمة جامعة لمعان كثيرة، وينبغي للمرء أن يرغب إلى ربه في رفع ما نزل ودفع ما لم ينزل، ويستشعر الافتقار إلى ربه في جميع ذلك
وقال في موضع آخر:
قَالَ اِبْن دَقِيق الْعِيد:
فِتْنَة الْمَحْيَا: مَا يَعْرِض لِلْإِنْسَانِ مُدَّة حَيَاته مِنْ الِافْتِتَان بِالدُّنْيَا وَالشَّهَوَات وَالْجَهَالَات، وَأَعْظَمهَا وَالْعِيَاذ بِاَللَّهِ أَمْر الْخَاتِمَة عِنْد الْمَوْت.
وَفِتْنَة الْمَمَات: يَجُوز أَنْ يُرَاد بِهَا الْفِتْنَة عِنْد الْمَوْت أُضِيفَتْ إِلَيْهِ لِقُرْبِهَا مِنْهُ، وَيَكُون الْمُرَاد بِفِتْنَةِ الْمَحْيَا عَلَى هَذَا مَا قَبْل ذَلِكَ، وَيَجُوز أَنْ يُرَاد بِهَا فِتْنَة الْقَبْر.
وَقِيلَ أَرَادَ بِفِتْنَةِ الْمَحْيَا الِابْتِلَاء مَعَ زَوَال الصَّبْر، وَبِفِتْنَةِ الْمَمَات السُّؤَال فِي الْقَبْر مَعَ الْحِيرَة.أ, هـ
بتصرف يسير.
وجزاء الله أخي أبو يوسف فقد أفاد وأجاد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/407)
ـ[توبة]ــــــــ[01 - 06 - 07, 02:54 ص]ـ
حدثنا عثمان بن عمر حدثنا يونس عن الزهري عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم دخل عليها وعندها امرأة من اليهود وهي تقول أشعرت أنكمتفتنون في قبوركم فارتاع رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إنما يفتن يهود قالت عائشة رضي الله عنها فلبثنا ليالي ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا إنكم تفتنون في القبور وقالت عائشة رضي الله عنها فكان رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بعد يستعيذ من عذاب القبر.
وهكذا رواه مسلم عن ها رون بن سعيد وحرملة وكلاهما بعن ابن مصعب عن يونس بن يزيد الا يلي عن الزهري به.
هل نستنتج من هذا أن فتنة القبر المقصود به هو عذاب القبر نفسه؟
ـ[توبة]ــــــــ[02 - 06 - 07, 02:18 ص]ـ
للرفع
........................................(78/408)
هل التحدث بلهجة القوم من السنة في شيء؟
ـ[ذات المحبرة]ــــــــ[28 - 05 - 07, 12:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته(78/409)
"بقية مسائل الربا (34) للشيخ خالد "
ـ[الضبيطي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 12:23 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، ذكرت في موضوع سابق 25 مسألة من مسائل الربا، وأنا الآن إن شاء الله أكمل ما تبقى منها، ولا حول ولا قوة إلا بالله:
26) يجوز للمقرض أن يسقط بعض حقه، ويعجل المستقرض بالباقي، مثل: أن يقول المقرض: ادفع إلي مالي الألف ريال، وأسامحك في الباقي مثلا.
27) لايجوز للمستقرض أن يلزم المقرض بإسقاط بعض الدين.
28) هل يجوز للمقرض أن يقبل هدية المستقرض؟ فيها قولان للصحابة، والصحيح جوازه والأفضل تركه، ويروى عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه يقبل هديته ويحتسبها من الدين.
29) التحقيق أن المقرض لا يجب عليه أن يحتسب بهدية المستقرض شيئا من الدين، وإن فعل جاز.
30) من صور بيع الربا والغرر بيع العينة، وبيع الملامسة، والمنابذة، والطير في الهواء، والعبد الآبق، والبعير الشارد.
31) ينبغي لطالب العلم إذا أراد أن يعرف ويتفقه في صور الربا وشعبه أن يستقرئ النصوص الواردة في ذلك مع شرحها، وفتاوى الصحابة والتابعين.
32) لا يجوز لأحد أن يتعامل مع من يتعامل بالربا.
33) إذا ثبت أن جميع أموال الرجل من الربا لم يجز الأكل عنده إذا دعاك، ولا قبول هديته، ولا إجابة دعوته.
34) إذا خلف الميت أموالا من الربا، فالأحوط أن تصرف في مصارف المسلمين، ولا يأخذها الورثة، ويأخذون من المال الحلال.
خاتمة: قد تكلم ابن القيم رحمه الله على صور كثيرة من الربا في نحو (68) مسألة مفرقة في كتبه، وهي: بدائع الفوائد، تهذيب السنن، زاد المعاد، أعلام الموقعين وفيه أكثرها.
هذه (34) مسألة في قواعد وضوابط في مسائل الربا وخاتمتها نقلتها كما سمعتها من في الشيخ خالد الهويسين في الدرس فجرا في شهر ربيع الآخر عام 1428 هـ.
اللهم اغفر لنا ولشيخنا ولوالدينا وعلمائنا وحكامنا والمسلمين أجمعين، وصل اللهم وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.(78/410)
كيف يؤخذ تحرير المذاهب الأربعة وكيف يتم نسبة القول الصحيح للإمام؟. (الشيخ الطريفي).
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 05 - 07, 01:16 ص]ـ
كيفية حكاية و تحرير أقوال المذاهب
تاريخ الفتوى 19/ 12/1427 هـ
السؤال:كيف يؤخذ تحرير المذاهب الأربعة وكيف يتم نسبة القول الصحيح للإمام؟.
الإجابة:
الأصل في حكاية أقوال المذاهب هو حكايتها عن أئمتها، فالمذهب لدى الحنابلة هو القول الصحيح عن أحمد، ومذهب الشافعية هو القول الصحيح عن الشافعي، ومذهب الحنفية هو المذهب الصحيح عن أبي حنيفة، ومذهب المالكية هو القول الصحيح عن مالك، وهذا ما يجب التزامه، إلا أنه قد يخالف أئمة المذهب القول المختار والصحيح عن الإمام، وذلك لقولٍ قديمٍ له يعضده الدليل، أو لوجه خرّج على قول آخر له.
فيطلب رأي الشافعي في كتبه التي كتبها هو أو أملاها كالأم والرسالة والإجماع وغيرها.
ويطلب رأي أحمد في مسائله التي نقلها أصحابه من قوله، كمسائل ابنه عبد الله وابنه صالح ومسائل الفضل ومسائل الخلال وابن هانيء والكوسج ومهنا وغيرها من المسائل.
ويطلب رأي مالك في كتابه الموطأ أو ما ثبت عنه في المدونة، أو ما ينقله عنه بالسند أئمة المذهب كابن عبد البر وغيره.
ويطلب مذهب أبي حنيفة في نقل كبار أصحابه عنه كأبي يوسف ومحمد بن الحسن في مصنفاتهم.
ويكثر النقل في كتب الخلاف القول عن المذاهب مما يخالف المذهب المعتمد، وهنا يجب الاعتماد على المحققين للمذاهب المحررين له، ولا أعلم إماماً من أئمة المذاهب هو العمدة في تحرير قول مذهبة في كل قول ومسألة عند الجميع، إلا أنّ التحرير بالجملة قام به جماعة من علماء المذاهب الأربع.
فمذهب المالكية: ينظر فيه ما صح نقله عن الإمام مالك في كتب ابن عبد البر كالتمهيد والاستذكار والكافي، وما ثبت من قوله في المدونة.
وابن عبدالبر هو أكبر محرري ومحققي مذهب مالك على الإطلاق، وربما حكى قول مالك وخالفه، إلا أنه ربما يحكي القول عن أحمد والشافعي مما يخالف الصحيح عنهم.
ويليه في تحرير مذهب المالكية ابن رشد في كتابه البداية، وابن أبي زيد القيرواني في كتابيه الزيادات والرسالة، فقد فاق في جمع الأقوال وحصرها كثيراً ممن سبقه ولحقه.
ومذهب الحنفية: فالعمدة في المذهب ما رجحه ونص عليه أبو يوسف ومحمد بن الحسن، ومن أجود محرري مذهب الحنفية ابن عابدين في حاشيته، وهو عمدة المتأخرين فيما أعلم، ولا يغتر بأقوال محمد بن الحسن وأبي يوسف فإنها لا تحكي قول أبي حنيفة في كثير منها.
ذكر ابن عابدين في حاشيته أن أبو يوسف القاضي ومحمد بن الحسن قد خالفا أبا حنيفة في ثلثي المذهب.
ومذهب الشافعية: فمن أهم محرري المذهب أبو حامد الغزالي، وله مصنفات كالوسيط والوجيز والبسيط، وكان في حقبة لدى الشافعية هو العمدة في تحرير مذهبهم، ثم جاء الرافعي فالنووي رحمه الله، فدقق وحقق وحرر، في كتبه المجموع ومنهاج الطالبين والروضة، والماوردي في كتابه الحاوي الكبير والشيرازي في المهذب.
ومذهب الحنابلة: فمسائل أحمد أكثر من مسائل الأئمة الأربعة، وهي العمدة إن صح السند إلى الإمام فيها، ومن أجل محرري المذهب ابن قدامة عليه رحمة الله، وقوله هو العمدة في الأغلب.
http://www.islamlight.net/attarefe/index.php?option=com_ftawa&task=view&id=18331
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[28 - 05 - 07, 08:05 ص]ـ
موضوع ذو صلة:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=62700
ـ[أمجد الفلسطينى]ــــــــ[28 - 05 - 07, 03:53 م]ـ
بارك الله فيكم
وهناك فرق بين الكتب التي حررت المذهب وكتب الفتوى
ينبغي التنبه لهذا الأمر
فكثير من الكتب التي ذكرها الشيخ حفظه الله لا يفتى منها لأن فيها مسائل غير معتمدة في المذهب فلا تمثل المذهب
هذا أمر
والأمر الآخر أن كلام الأئمة الأربعة لا يفهم بعيدا عن الرجوع لفهم علماء مذهب كل إمام منهم وخاصة الشافعي وأحمد
الشافعي لصعوبة كلامه بالنسبة لغير أهل عصره
وأحمد لكثرة كلامه وتفرقه
فلعلّ ما وقفت عليه من كلامهم كان عاما خصصوه في موضع آخر أو تراجعوا عنه في موضع آخر
أو أفتي في مسألة _أو أكثر_ ممثالة للمسألة التي وقعت عليها بفتوتين مختلفتين فلا بد من معرفة أصوله التي بنى عليها مذهبه حتى يصح لك تأويل وتوجيه ما كان ظاهره التناقض من كلامه
وهذا لا يتم إلا بالاستعانة بعلماء مذهب كل إمام
فإنهم قد أفنوا أعمارهم في درس كلامهم ومعرفته وصنفوا في ذلك الكتب وحرروها
والله أعلم
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 12:05 ص]ـ
جزاء الله الشيخ والناقل خير الجزاء
ونفع الله بك
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 01:59 م]ـ
بارك الله فيكم .. وفي شيخنا الفاضل.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 05:41 م]ـ
بارك الله فيك ورزقك من علم المحدث الطريفي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/411)
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 02 - 08, 08:27 ص]ـ
المشايخ الأفاضل /
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
أشكر لكم تفضلكم بالمرور والتعليق والدعاء.
ـ[أبو البراء]ــــــــ[28 - 02 - 08, 10:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا صاحب الموضوع.
ولاحرم الله الأجر لمن شارك.
ويعد ابن قدامة رحمه الله علما في دقة نقل مذهب أحمد وحتى المذاهب الأخرى، فكتابه المغني شاهد على ذلك بالتتبع.
كما أن شيخ الإسلام ابن تيمية تحرى نقل مذهب الإمام أحمد من مسائل تلامذته كما في كتابه شرح العمدة، وهو من وجهة نظري القاصرة أدق ممن نقل مذهب أحد من مسائل تلامذته، مع العلم بأن الرجوع للمسائل لا تكفي إذ أن بعض مسائل الإمام أحمد تأتي مختلفة أحيانا بل أحايين، والله أعلم.
ـ[عبد القوي]ــــــــ[28 - 02 - 08, 10:32 ص]ـ
فيما يتعلق بمذهب الشافعية فهو كلام غير صحيح
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 02 - 08, 01:44 م]ـ
فيما يتعلق بمذهب الشافعية فهو كلام غير صحيح
أخي الكريم / نحن في ملتقى علمي .... ومن احترام عقول القراء أن تبين رأيك بالدليل لا أن تعلق مثل هذا التعليق المجرد!.
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[28 - 02 - 08, 01:57 م]ـ
أخي الكريم / نحن في ملتقى علمي .... ومن احترام عقول القراء أن تبين رأيك بالدليل لا أن تعلق مثل هذا التعليق المجرد
نعم
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[10 - 10 - 08, 03:53 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء,
موضوع موفق.
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[10 - 10 - 08, 08:14 م]ـ
موضوع أكثر من مهم، جزى الله فاتحه خيرا. هناك مذكرة لعالم فقيه أصولي من جامعة أم القرى، غاب عني اسمه، سماها (المذهب عند الحنفية) وكذا بقية المذاهب أفرد لكل واحد منها مذكرة، ابحثوا عنها ففيها تحرير لهذا الموضوع.
ـ[الرايه]ــــــــ[10 - 10 - 08, 09:44 م]ـ
للفائدة
الكتب المعتمدة في المذاهب الأربعة -د. الطيار
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=124625
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[11 - 10 - 08, 03:20 م]ـ
إلماعة الأخ الفاضل أمجد الفلسطيني نفيسة ..
فليرجع إليها ..
لاسيما قوله:
فلا بد من معرفة أصوله التي بنى عليها مذهبه حتى يصح لك تأويل وتوجيه ما كان ظاهره التناقض من كلامه
وهذا لا يتم إلا بالاستعانة بعلماء مذهب كل إمام
فإنهم قد أفنوا أعمارهم في درس كلامهم ومعرفته وصنفوا في ذلك الكتب وحرروها
والله أعلم(78/412)
ما حكم قراءة الموظف القرآن الكريم أثناء ساعات العمل الرسمية وعلى حساب العمل؟.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[28 - 05 - 07, 01:55 ص]ـ
سئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: إذا قام الموظف بأداء عمله المكلف به وأراد أن يستفيد من وقت الدوام بقراءة القرآن، أو قراءة شيء مفيد، أو حتى أراد أن ينعس ليرتاح قليلا، فهل عليه شيء من ذلك؟
فأجاب: " ليس عليه شيء مادام قائما بالعمل الذي وكل إليه، أما إذا كان يفرط أو ينقص من أداء عمله، فإن ذلك حرام عليه ولا يجوز، وأما النعاس فلا رخصة له فيه لأنه لا يملك نفسه فقد ينام عن عمله من حيث لا يشعر "
فتاوى الحقوق
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 12:20 م]ـ
بارك الله فيك و غفر لشيخنا بن العثيمين.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[28 - 05 - 07, 03:53 م]ـ
وفيك بارك أخي الكريم(78/413)
موقع الشيخ عبد الآخر حماد الغنيمي حفظه الله تعالى
ـ[ابو سفيان]ــــــــ[28 - 05 - 07, 02:38 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
موقع الشيخ عبد الآخر حماد الغنيمي حفظه الله تعالى
http://www.rahmah.de/
وهذه بعض الأبحاث والدراسات والكتب في الموقع
- وقت صلاة العشاء في البلاد التي لا يغيب فيها الشفق
- بين العلم والجهاد
- مفهوم الجهاد بين التوسعة والتضييق
- حقيقة التوجه الإسلامي في شعر هاشم الرفاعي
- المنحة الإلهية في تهذيب شرح الطحاوية
- رفع الباس عن حديث النفس والهم والوسواس
- عقيدة الحافظ ابن كثير بين دعاوى التفويض والتأويل
- الفوائد المنتقاة من حديث "مثل القائم على حدود الله"
- مصطلحات ومفاهيم
- مراحل تشريع الجهاد
- وقفات مع الدكتور البوطي
وأستسمح المشرف!
جزاكم الله خيرا(78/414)
سؤال عن تغيير عمر الزوجة في عقد الزواج
ـ[أم مالك]ــــــــ[28 - 05 - 07, 12:16 م]ـ
السلام عليكم
رجل يريد أن يتزوج امرأة وهي أكبر منه في العمر ويريدان أن يكتبا في عقد الزواج عمر غير عمرها (أصغر من العمر الحقيقي) منعا للمشكال مع أهل الزوج , الذين قد يرفضون إذا ما علموا عمرها الحقيقي.
فهل هذا يجوز شرعا وهل يؤثر على صحة عقد الزواج؟ وهل يعتبر من الغش في حين أن الزوج يعلم؟
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[28 - 05 - 07, 01:56 م]ـ
إذا كان الأمر كما ذكر في السؤال فلا أرى بأسا بذلك والله تعالى أعلم(78/415)
'صاحبك إذا نال الدكتوراة كيف تعامله ....... (ابن القيم)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 05 - 07, 02:51 م]ـ
للتواصل مع الأخوة انقل هذه الفائدة اللطيفة:
قال ابن القيم رحمه الله:
كثير من الناس يطلب من صاحبه بعد نيله درجة الرياسة الأخلاق التي كان يعامله بها قبل الرياسة فلا يصادفها فينتقض ما بينهما من المودة وهذا من جهل الصاحب الطالب للعادة وهو بمنزلة من يطلب من صاحبه إذا سكر أخلاق الصاحي وذلك غلط فإن الرياسه سكرة كسكرة الخمر أو أشد ولو لم يكن للرياسة سكرة لما اختارها صاحبها على الآخرة الدائمة الباقية فسكرتها فوق سكرة القهوة بكثير ومحال أن يرى من السكران أخلاق الصاحي وطبعه ولهذا أمر الله تعالى أكرم خلقه عليه بمخاطبة رئيس القبط بالخطاب اللين فمخاطبة الرؤساء بالقول اللين أمر مطلوب شرعا وعقلا وعرفا غنى عنك شيئا ولم يقل لا تعبد ثم قال يا ابت إني قد جاءني من العلم ما لم يأتك فلم يقل له جاهل لا علم عندك بل عدل عن هذه العبارة إلى ألطف عبارة تدل على هذا المعنى فقال جاءني من العلم ما لم يأتك ثم قال فاتبعني أهدك صراطا سوايا
هذا ومثل قول موسى لفرعون وأهديك إلى ربك ثم قال يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا فنسب الخوف إلى نفسه دون أبيه كما يفعل الشفيق الخائف على من يشفق عليه
وقال يمسك فذكر لفظ المس الذي هو ألطف من غيره ثم نكر العذاب ثم ذكر الرحمن ولم يقل الجبار ولا القهار فأي خطاب ألطف وألين من هذا
ونظير هذا خطاب صاحب يس لقومه حيث قال يا قوم اتبعوا المرسلين اتبعوا من لا يسألكم أجرا وهم مهتدون وما لي لا أعبد الذي فطرني وإليه ترجعون
ونظير ذلك قول نوح لقومه يا قوم إني لكم نذير مبين أن أعبدوا الله واتقوه وأطيعون يغفر لكم ذنوبكم ويؤخركم إلى أجل مسمى وكذلك سائر خطاب الأنبياء لأمتهم في القرآن إذا تأملته وجدته ألين خطاب وألطفه بل خطاب الله لعباده وألطف خطاب وألينه كقوله تعالى يا ايها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم والذين من قبلكم الآيات وقوله تعالى يا أيها الناس ضرب مثل فاستمعوا له إن الذين تدعون من دون الله لن يخلقوا ذبابا ولو اجتمعوا له وقوله يا أيها الناس إن وعد الله حق فلا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور وتأمل ما في قوله تعالى وإذ قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا إلا إبليس كان الجن ففسق عن أمر ربه أفتتخذونه وذريته أولياء من دوني وهم لكم عدو بئس للظالمين بدلا من اللطف الذي سلب العقول
وقوله تعالى أفنضرب عنكم الذكر صفحا أن كنتم قوما مسرفين على أحد التأويلين أي نترككم فلا ننصحكم ولا ندعوكم ونعرض عنكم إذا أعرضتم انتم وأسرفتم
وتأمل لطف خطاب نذر الجن لقومهم وقولهم يا قومنا أجيبوا داعى الله وآمنوا به يغفر لكم من ذنوبكم ويجركم من عذاب أليم
بدائع الفوائد (3/ 1061)
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[29 - 05 - 07, 01:28 ص]ـ
جزيتم خيراً،، يا فضيلة الدكتور!!!
:)
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[29 - 05 - 07, 01:40 ص]ـ
شكرا يا عريس
لن يعفيك هذا من الدعوة على الوليمة إلى إذا كنت أكلتها لوحدك:)
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 05 - 07, 01:53 ص]ـ
بارك الله فيك سعادة الدكتور صديق العريس:).
ولو لم يكن للرياسة سكرة لما اختارها صاحبها على الآخرة الدائمة الباقية فسكرتها فوق سكرة القهوة بكثير.
وهنا بيان مقصد ابن القيم رحمه الله في قوله: (سكرة القهوة):
القهوة بين التحليل والتحريم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=48141&highlight=%C7%E1%DE%E5%E6%C9
ـ[محب البويحياوي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 02:00 ص]ـ
القهوة أليست من أسماء الخمر؟
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[29 - 05 - 07, 02:12 ص]ـ
شكرا يا عريس
الصواب: عروس .. ويستوي فيه الذكر والأنثى.
لن يعفيك هذا من الدعوة على الوليمة إلى إذا كنت أكلتها لوحدك:)
عليك بالحمية كما جاء في الأثر (أيها الأثري)!! .... فأنت تكاد تنفجر من السمنة يا أبا الحسن ..
ربما من: (فرحتك بالإسلام)!! كما قال وكيع لسفيان الثوري!
ـ[عبد الرحمن خالد]ــــــــ[29 - 05 - 07, 11:07 ص]ـ
الصواب: عروس .. ويستوي فيه الذكر والأنثى.!
كلاهما صواب: يقصد: عُرَيِّسٌ!!
عليك بالحمية كما جاء في الأثر (أيها الأثري)!! .... فأنت تكاد تنفجر من السمنة يا أبا الحسن ..
!
أي حمية!!! ربط معدة!! وبالكاد!!
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[31 - 05 - 07, 03:12 م]ـ
بارك الله فيك سعادة الدكتور صديق العريس:).
وهنا بيان مقصد ابن القيم رحمه الله في قوله: (سكرة القهوة):
القهوة بين التحليل والتحريم:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=48141&highlight=%C7%E1%DE%E5%E6%C9
مرحبا بالمرور الجميل الذي أسعدني
عليك بالحمية كما جاء في الأثر (أيها الأثري)!! .... فأنت تكاد تنفجر من السمنة يا أبا الحسن ..
ربما من: (فرحتك بالإسلام)!! كما قال وكيع لسفيان الثوري!
أضحك الله سنك
للفائدة سفيان بن عيينة وليس الثوري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/416)
ـ[أبوعبدالله بن عيسى]ــــــــ[02 - 06 - 07, 10:28 م]ـ
أخي الكريم / لي تحفظ على تشبيهك نيل درجة الدكتوراه بما ذكره ابن القيم في كلامه آنف الذكر فإنه رحمه الله يتكلم عن الرياسة ويذمها بقوله:
ولو لم يكن للرياسة سكرة لما اختارها صاحبها على الآخرة الدائمة الباقية.
وهذا الغالب في الرياسات الدنيوية لكنه قد لا ينبطق بالضرورة على من نال (الدكتوراه) وخصوصا في ما يبغى به وجه الله من العلوم الشرعية وإلا كان الجهل أفضل منها وأحس بلا أدنى شك على حد قول الألبيري رحمه الله:
إذا ما لم يُفدك العلم خيراً ### فخير منه أن لو قد جهلتا.
وهذه نصيحة نوجهها لكل من أكرمه الله بمواصلة دراساته العليا ونيل الشهادة العالمية أن يحسن النية والقصد وأن يعلم أن هذه الشهادة إنما هي تكليف أكثر منها تشريف لأنه سيزداد من العلم الذي سيسأله الله عنه يوم القيامة (وعن علمه ماذا عمل به).
وتنبيه آخر:
يبدو أن نقلك فيه سقط حيث تقول نقلا عن ابن القيم:
هذا ومثل قول موسى لفرعون وأهديك إلى ربك ثم قال يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن فتكون للشيطان وليا فنسب الخوف إلى نفسه دون أبيه كما يفعل الشفيق الخائف على من يشفق عليه
ولا شك أن هذا الكلام لإبراهيم عليه الصلاة والسلام وليس لموسى صلى الله عليه وسلم
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 07 - 10, 01:45 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.
بعض الناس يرفعون المناصب التي يتقلدونها .. وبعضهم يرفعه المنصب إلى أجل معين؛ فإن زال .. زال.
أحد هؤلاء المرضى .. كان على علاقة جيدة مع جيرانه .. فعندما ارتقى مرتبة أعلى من زملاءه .. هجرهم وطلب من أهله أن يهجروا زوجات زملاءه!! ..
فكان أن رُمي في سلة ....
ولم يؤسف عليه.
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[05 - 07 - 10, 02:33 م]ـ
مبارك للدكتوارة شيخَنا أبا الحسن الأثري،
وليس العكس!
فإن الدكتوراة هي التي تَشْرُفُ بمثل شيخنا أبي الحسن حفظه الله تعالى.
ـ[عمر بن الشريف]ــــــــ[05 - 07 - 10, 02:54 م]ـ
أحد هؤلاء المرضى .. كان على علاقة جيدة مع جيرانه .. فعندما ارتقى مرتبة أعلى من زملاءه .. هجرهم وطلب من أهله أن يهجروا زوجات زملاءه!! ..
الله المستعان ... ونعوذ بالله من الفتن ...
ـ[أبو يحيى محمد الحنبلى]ــــــــ[05 - 07 - 10, 03:37 م]ـ
للفائدة سفيان بن عيينة وليس الثوري
أيها الحبر السمين (ابتسامه)
هو الفضيل بن عياض وليس سفيان بن عيينه
انظر ترجمة وكيع فى السير
ولا تنسونا من دعائكم و أنت تلتهمون عشائكم وحدكم
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[06 - 07 - 10, 09:29 ص]ـ
نفع الله بكم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[06 - 07 - 10, 04:27 م]ـ
حياك الله أبا محمد .. صدقت فالحمدلله الذي عافانا مما ابتلاهم به وفضلنا على كثيرٍ ممن خلق .. أسأل الله أن يعافيهم ... أحدهم يغضب أن ناديته باسمه حاف من غير لقب أو على الأقل تكنية!!
مبارك للدكتوارة شيخَنا أبا الحسن الأثري،
وليس العكس!
فإن الدكتوراة هي التي تَشْرُفُ بمثل شيخنا أبي الحسن حفظه الله تعالى.
بارك الله فيك ولست شيخاً لأحد أسأل الله أن يعافيني وإياك ويختم لي وإياك بخير بعد طول عمر في حسن عمل هو أهل ذلك ومولاه
أيها الحبر السمين (ابتسامه)
هو الفضيل بن عياض وليس سفيان بن عيينه
انظر ترجمة وكيع فى السير
ولا تنسونا من دعائكم و أنت تلتهمون عشائكم وحدكم
أحسنت وصدقت .. واستغفر الله العظيم فالقائل الفضيل لوكيع وليس سفيان
نفع الله بكم
وإياكم
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[19 - 10 - 10, 01:26 م]ـ
أحسن الله إليك وجزاك خيراً.
موضوع جميل، ونقل مبارك
رابط قد يثري الموضوع:
الدكتوراة التي أبرزت جهالاً وعزلت فحولاً في العلم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=128249)
ـ[غالب الصميل]ــــــــ[19 - 10 - 10, 02:06 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ينقل أن الشيخ عبدالكريم الخضير قسم المشايخ
الحاصلين على درجة الدكتوراة إلى ثلاثة أقسام:
الأول: من هو أرفع من الدرجة فتستحي أن تناديه بالدكتور مثل: الشيخ ابن جبرين - رحمه الله-.
الثاني: من يليق أن تدعوه بالدكتور لتفننه في تخصصه.
الثالث: من هو أدنى من الدكتوراة في مستواه العلمي, فلا يستحق أن يطلق عليه أنه دكتور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/417)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
ثوب الرياء يشف عما تحته فإذا اكتسيت به فإنك عاري
شيئان ينقشعان أول وهلة ظل الشباب وخلة الأشرار
ـ[نايف باعلوي]ــــــــ[19 - 10 - 10, 02:38 م]ـ
http://1.1.1.4/bmi/www.ahlalhdeeth.com/vb/images/statusicon/post_old.gif 15-09-10, 10:21 PM
طويلبة علم حنبلية ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/member.php?u=57139) http://1.1.1.2/bmi/www.ahlalhdeeth.com/vb/images/statusicon/user_offline.gif
وفقه الله
تاريخ التسجيل: 17 - 06 - 09
المشاركات: 925
http://1.1.1.2/bmi/www.ahlalhdeeth.com/vb/images/icons/icon3.gif أيُعقل أن هناك من يحمل شهادة الدكتوراه وهو لا يعرفُ من العلمِ شيئا؟!!
كلامٌ نفيس للشيخ الصّالح ابن عثيمين - رحمه الله - تأمّلي فيه:
قال:
مع الأسف - في الوقت الحاضر -، صارَ المقياس في كفاءة النّاس هذه (الشّهادات)!
معك (شهادة) توظّف وتولى قيادة على حسب هذه (الشّهادة).
ممكن يأتي إنسان يحمل (شهادة دكتوراه) فيولى التّدريس في الكليات والجامعات، وهو من أجهل النّاس، لو جاء طالب في الثّانويّة العامّة لكان خيراً منه، وهذا مشاهد.
يوجد الآن أحياناً من يحمل (شهادة دكتوراه)، لكنّه لا يعرف من العلم شيئا أبدا.
إما أنه نجح بالغش!
أو نجح نجاحاً سطحيّاً لم يرسخ العلم في ذهنه، لكن يوظّف؛ لأنّ معه (شهادة دكتوراه)!
في حين يأتي إنسان طالب علم جيد هو خيرٌ للنّاس وخيرٌ لنفسه من هذا الدّكتور ألف مرّة، لكن لا يُوفّق!
لا يُدرِّس في الكليّات؟ لماذا؟ لأنّه لا يحمل (شهادة دكتوراه) ...
فنظراً لأنّ الأحوال تغيّرت وانقلبت إلى هذا المآل نقول:
((إذا طلبت العلم من أجل (الشّهادة) الّتي تتمكّن بها من تولّي التّدريس، لا لأجل الدّنيا؛ لكن لنفع الخلق، فإنّ هذا لا بأس به، ولا تعدّ قاصداً بذلك الدّنيا، ولا ينالك هذا الوعيد، والحمد لله)) -.
اهـ / من شرح كتاب رياض الصّالحين للشيخ ابن عثيمين المجلد2، ص1489.
قلتُ -رحمني الله وإيّاكم -: فلا نغترّ!!
__________________
لأستسهلنّ الصّعبَ أو أدركَ المُنى ... فما انقادتِ الآمالُ إلاّ لصابرِ
ـ[صالح البيضاني اليمني]ــــــــ[30 - 10 - 10, 11:03 م]ـ
ما شاء الله , بارك الله , ما أعظمكم يا أهل هذا الملتقى, شكراً لكل دكتور تحدث عنه ابن القيم - رحمه الله -.(78/418)
هام جدا: كيف يستفيد طالب العلم من العمرة؟
ـ[أبوالزهراء السلفي الحنبلي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 03:57 م]ـ
طالب العلم غير السعودى كيف يستفيد من العمرة؟ ومن البقاء في مكة والمدينة في 10ايام؟
ارجو ذكر اكبر قدر من الستفادة
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[28 - 05 - 07, 07:21 م]ـ
حضور الدروس العلمية في الحرم.
منها دروس الشيخ المحدث يحيى عثمان الهندي المدرس
والشيخ عبدالرحمن العجلان.
وفي الصباح هناك معهد الحرم يدرسون كلها مواد شرعية.
وكذلك بإمكانك حضور دروس الشيخ العلامة محمد على آدم الأثيوبي.في مكة.
هذه من ناحية الحضور للمشائخ والجلوس عندهم.
وبإمكانك تستغل وقت جلوسك للقرآءة مثلا الصباح 3 ساعات للقرآءة والعصر ساعة للقرآءة
والعشاء ساعة ونصف للقرآءة. ويكون منها تراجع القرآن.
أو تقوم بالزيارات للمكتبات وجامعة أم القرى والمكتبة الموجودة فيها والرسائل العلمية.
هذا ماعندي .. ولاتنسانا من الدعاء.
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 12:02 ص]ـ
لا زيادة ..
وإنما: وظيفة طالب العلم الأولى ان يعمل بهذا العلم فيأمر بالمعرف وينهى عن المنكر .. و (كنتم خير امة .. ) و (من رأى منكم منكرفليغيره .. )
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[ابو هبة]ــــــــ[02 - 06 - 07, 12:30 ص]ـ
طالب العلم غير السعودى كيف يستفيد من العمرة؟ ومن البقاء في مكة والمدينة في 10ايام؟
ارجو ذكر اكبر قدر من الستفادة
وجزاكم الله خيراوربما احتاج بعضهم لفترة من العزلة بعيداً عن مخالطة الناس والانشغال بالمعاش وغيره لمراجعة النفس و محاسبتها, والحرمين مكان ذلك سيما إذا أحسن إدارة الوقت وابتعد عن الصوارف, كما قال شيخ الإسلام رحمه الله في فتواه عن العزلة والخلطة: ولا بد للمسلم من أوقات يخلو فيها بنفسه إما في بيته كما قال طاوس بن كيسان نعم صومعة الرجل بيته, يكف فيها بصره ولسانه و إما في غير ذلك.
عموماً ما ذكرته قد يكون من الناس أحوج لغيره.
وهذا يكون أجود إذا اعتمر وحده بدون العيال (إبتسامة).
ـ[ابوعبدالله زياد]ــــــــ[02 - 06 - 07, 12:37 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هناك العديد من الافكار .. ولكنني سمعت من احد الاخوه عندما كان يتكلم بحضرة شيخنا وقال اخونا بانه زار (في المدينه) مكتبة الشيخ الالباني يرحمه الله ويسكنه الفردوس الاعلى، واطلع على كتبه وتعليقاته بخط يده ...
وبامكانك هناك (سواء في مكه او المدينه) ان تسأل وتستفسر من اي طالب علم او شيخ عن الدروس والاشياء المفيده، وانا متاكد تماما (باذن الله) بانهم لن يبخلوا ولن يتقاعسوا، وسيفيدونك وهم مسرورين .. وما اجمل الافطار في الحرمين في ايام الصيام.واحرص على الصف الاول في الحرمين وفي كل مسجد، اما في مكه فسأل اهل الحرم من اين يبدأ الصف الاول (لانني كنت اقف امام الكعبه مباشره وكنت اظن بانه الصف الاول، ولم اعرف هذا الشيء الا بعد الزياره العاشره بان الصف الاول يختلف عما كنت اعتقد، فصلاة الظهر يكون الامام تحت شرفة المؤذن والعصر (اظن) كذلك،اما بقية الصلوات حول الكعبه، لكن نصيحتي اسأل، و جميع اهل الحرم بخدمتك وكلهم طيبون خاصة الشرطه .. جزاهم الله خيرا .. فعلا يصبرون على الاذى مع الارهاق الذين يواجهونه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[أبو لقمان المصري]ــــــــ[02 - 06 - 07, 07:11 م]ـ
الإستغفار .. ليل نهار(78/419)
رد عليه بلفظ نابي فأستفزه مما أدى الى وفاته بالسكته القلبيه هل يلزم المتسبب بالديه؟
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[28 - 05 - 07, 09:33 م]ـ
قد يعجب اخواني واخواتي من العنوان ولكن هذا فعلا ماحصل.
فقبل عدة أيام كان هناك اثنان من أقربائي قد ذهبا للعب كرة القدم في ساحة شعبية وليست نادي لكرة القدم.
وهما المتوفي واسمه ((س)) وعمره 17 سنه والذي شتمه واسمه ((ص)) وعمره 15 سنه.
يقول الحاضرون ان أحد لاعبي الفريق الذي ينتمي اليه ((س)) و ((ص)) خرج من الملعب فاراد ((ص)) ان يدخل الملعب فطلب منه ((س)) ان يترك الامر لانه احق به من دخول الملعب ورد عليه بكلمات مزاح مما حدى ب ((ص)) ان يرد على ((س)) بلفظ نابي ومخل بالاخلاق.
فانفعل ((س)) وجاء يركض الى ((ص)) فضربه ويقول قسم من الشهود أن ((ص)) ضربه أيضا بيديه وكعوب قدميه والقسم الآخر ينكر , والنتيجه هي انهم بعدما رفعوا ((س)) عن ((ص)) , سقط ((س)) مغشيا عليه ثم مات على الفور ولدى ايصاله للطبيب ابلغهم بان الوفاة سببها ((سكته قلبيه)).
الذي اريد ان أصل اليه:-
1. هل ان ((ص)) يعتبر مرتكبا لجريمة القتل العمد او الخطأ أو الضرب المفضي الى الموت؟؟.
2. هل ((س)) مات قضاءا وقدرا؟؟؟؟؟؟؟؟.
3. مالحكم الشرعي والقانوني والعرفي في مثل هذه الحاله؟؟؟؟؟؟؟؟.
أرجوا ان لاتتاخر علي الاجابة لكون الموقف حرج للغايه وجزاكم الله خيرا.
منقوول.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 03:43 م]ـ
أخي الكريم غالبا ما يكون سبب وفاة لاعبي الكرة هو السكتة المفاجئة لعدة أسباب طبية وهذا الأمر معروف عند كثير ممن يتابعون أمور الرياضة.
فلعله مات بهذا السبب وليس بسبب الغضب.
فيجب أن تسأل طبيبا حاذقا مسلما يخبرك بسبب الوفاة
أما عن الحكم الشرعي فلا أعلم ولعل الأخوة في المنتدى يفيدوك
والله أعلم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[29 - 05 - 07, 04:06 م]ـ
الأحسن أن تترك للقضاء
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 06:02 م]ـ
أخي وحيد البيطار جزاك الله خيرا.
ولكن الاخ المتوفي رحمه الله كان يتفرج ولم يكن يلعب كرة القدم وكذلك المتسبب , والذي كشف عليه طبيب من أهل السنه نحسبه على خير ولانزكيه على الله تعالى وأكد ان الوفاة سببها ((السكته القلبيه)).
واما أنت أخي خزانة الادب.
جزاك الله خيرا.
وهي بالتاكيد ستترك للقضاء , ولكننا في العراق الذي يقتل في اليوم والليله فيه العشرات والفتن الطائفيه تموج كالجبال , ويصعب الذهاب الى المحاكم الوضعيه ومراكز الشرطه , واما المتصدرين للمحاكم الشرعيه عندنا فهم اما مطاردون او قد يخصص شخص من طلاب العلم لهكذا مسائل وكما تعلم فان قضية الاموال والانفس والاعراض انما يفتي فيها الراسخون في العلم ((وحاولت ارسال سؤالي هذا الى موقع رئاسه الهيئه العامه للبحوث والدعوه والارشاد)) فلم اتمكن من ذلك وكذلك حاولت مع موقع الشيخ الجبرين ولكنني لم افلح ايضا.
وانا بأمس الحاجه لآراء أهل العلم لان المسألة متكلف بها أخوه أحس انهم بحاجه لاقوال أهل العلم المسموح لهم بالافتاء في مثل هكذا أمور والله الموفق وبارك الله فيكم.
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[29 - 05 - 07, 09:54 م]ـ
من خلال ما قصصت أخي العراقي بظهر أن المسألة ليس فيها قتل عمد أو خطأ
وكما ذكرت فإن (س) كان فوق (ص) بدلالة قولك:"والنتيجه هي انهم بعدما رفعوا ((س)) عن ((ص)) ," وهذا يبين أن س هو الضارب لـ ص وأنه طرحه أرضا
وإذا أثبت الطبيب أن الموت سببه السكته الفلبية فلا يبقى شبهة في الموضوع
وعليه فليس على ص دية ولا غيره
لكن عليه الأدب مما قال من الفاظ مخلة
والله تعالى أعلم
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 09:35 ص]ـ
من خلال ما قصصت أخي العراقي بظهر أن المسألة ليس فيها قتل عمد أو خطأ
وكما ذكرت فإن (س) كان فوق (ص) بدلالة قولك:"والنتيجه هي انهم بعدما رفعوا ((س)) عن ((ص)) ," وهذا يبين أن س هو الضارب لـ ص وأنه طرحه أرضا
وإذا أثبت الطبيب أن الموت سببه السكته الفلبية فلا يبقى شبهة في الموضوع
وعليه فليس على ص دية ولا غيره
لكن عليه الأدب مما قال من الفاظ مخلة
والله تعالى أعلم
جزاك الله خيرا وبارك الله فيك أخي الكريم.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 11:09 ص]ـ
هذا الهاتف المباشر لسماحة مفتي المملكة في منزله عصري الخميس والجمعة وبإمكانك الاتصال به: 0096614115656
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[30 - 05 - 07, 02:15 م]ـ
أخي الكريم
عفواً لم أدرك أنك تكتب من العراق العزيز، ولا سيما أن الموضوع منقول
وأما الاتصال بالمفتي والمشايخ فلا أدري ما فائدته، لأنهم في العادة يتحرّزون من الإفتاء في قضايا الخصومات التي مردّها إلى القضاء، ويكون الحكم فيها بناء على الوقائع ودعوى الخصمين وليس على أصل الحكم الشرعي النظري.
والذي أراه أن يتفق الطرفان على شخص مؤهل يحكم بينهما بمقتضى الشرع، ويستطيع هذا الشخص أن يشاور المشايخ في هذه النازلة.
نصركم الله وأقر عيوننا بعودة العراق إلى أمته شامخاً منتصراً
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/420)
ـ[ابو هبة]ــــــــ[30 - 05 - 07, 03:38 م]ـ
............
ولدى ايصاله للطبيب ابلغهم بان الوفاة سببها ((سكته قلبيه)).
.....................
إثبات سبب وفاة (س) يحتاج لعمل تشريح للجثة بواسطة طبيب شرعي مؤهل (وقد يتعذر هذا في مثل ظروف بلادكم فرج الله عنكم) وبدون ذلك يبقي إثبات سبب الوفاة طبياً يقوم على الظن الذي قد لا تقوم به بينة والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 05:39 م]ـ
الاخ ابو زيد الشنقيطي جزاك الله خيرا.
الاخ خزانة الكتب جزاك الله خيرا وأحسن اليك ونسأله تعالى ان يردنا الى ديننا الحق المنضبط بالكتاب والسنه مردا جميلا ويوحد صفوف المجاهدين وان تقر أعيننا وأعينكم بنصر قريب يعز فيه الله أولياؤه ويخذل فيه أعداؤه انه على كل شيء قدير.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 06:13 م]ـ
إثبات سبب وفاة (س) يحتاج لعمل تشريح للجثة بواسطة طبيب شرعي مؤهل (وقد يتعذر هذا في مثل ظروف بلادكم فرج الله عنكم) وبدون ذلك يبقي إثبات سبب الوفاة طبياً يقوم على الظن الذي قد لا تقوم به بينة والله أعلم.
جزاك الله خيرا أخي الكريم.
وهذا فعلا ماتوصلت اليه مع الطبيب الذي كشف كشفا سريريا على الجثة وابلغني في حالة التاكد من هل ان الوفاة كانت طبيعيه ام بسبب جنائي لابد من ارسالها للتشريح في الطب العدلي والامر في الحقيقة في غاية الصعوبة لكثرة الجثث المتراكمه في ثلاجات الطب العدلي والوضع الامني السيء الذي قد يترتب عليه فقدان آخرين اثناء المراجعه.
ـ[الداودي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 06:37 م]ـ
الاخ عبدالرحمن العراقي عفوا
لانقول "المتوفي" بل "المتوفى" لأن المتوفي هو الله (الله يتوفى الأنفس)
شكرا
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 04:45 م]ـ
الاخ عبدالرحمن العراقي عفوا
لانقول "المتوفي" بل "المتوفى" لأن المتوفي هو الله (الله يتوفى الأنفس)
شكرا
صدقت أخي بارك الله فيك وأحسن اليك على التنبيه وفعلا تاكدت ان ماقلته هو الصحيح لانه حتى المصحح اللغوي أثناء الكتابه يعطيني إياها باسم ((المتوفى)).
جزاك الله خيرا.(78/421)
ما حكم الجهر بالبسملة في غير الفاتحة للإمام جهرا؟
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[28 - 05 - 07, 11:32 م]ـ
هل صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من الصحابة أو التابعين أو قول لبعض أهل العلم بالجهر بـ ((بسم الله الرحمن الرحيم)) في غير الفاتحة في الصلوات الجهرية للإمام أي في السورة التي تقرأ بعد الفاتحة إذا كان من أولها في غير سورة براءة.
لا تبخلوا علينا بما تعلمون بارك الله فيكم؟(78/422)
نقول من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[29 - 05 - 07, 12:03 ص]ـ
نقول من كتاب صيد الخاطر لابن الجوزي
الشيخ محمد الحمد
1 - من قارب الفتنة بعدت عنه السلامة، ومن ادعى الصبر وكل إلى نفسه، ورب نظرة لم تناظر.
وأحق الأشياء بالضبط والقهر: اللسان، والعين؛ فإياك أن تغتر بعزمك على ترك الهوى مع مقاربة الفتنة؛ فإن الهوى مكايد، وكم من شجاع في صف الحرب اغتيل، فأتاه ما لم يحتسب، ممن يأنف النظر إليه. ص 41
2 - ما رأيت أعظم فتنة من مقاربة الفتنة، وقل أن يقاربها إلا من يقع فيها، ومن حام حول الحمى يوشك أن يقع فيه. ص350
فتبصر ولا تشم كل برق ** رب برق فيه صواعق حين
واغضض الطرف تسترح من غرام ** تكتسي فيه ثوب ذل وشين
فبلاء الفتى موافقة النفس ** وبدء الهوى طموح العين ص350
3 - فكل ظالم معاقب في العاجل على ظلمه قبل الآجل، وكذلك كل مذنبٍ ذنباً، وهو معنى قوله - تعالى - (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) [النساء 123].
وربما رأى العاصي سلامة بدنه؛ فظن ألا عقوبة، وغفلته عما عوقب به عقوبة.
وقد قال الحكماء: المعصية بعد المعصية عقاب المعصية، والحسنة بعد الحسنة ثواب الحسنة.
وربما كان العقاب العاجل معنويا ً، كما قال بعض أحبار بني إسرائيل:
يا رب! كم أعصيك، ولا تعاقبني؟ فقيل له: كم أعاقبك، وأنت لا تدري؟ أليس قد حرمتك حلاوة مناجاتي؟ ص103 - 104.
4 - الواجب على العاقل أن يحذر مغبة المعاصي؛ فإن نارها تحت الرماد، وربما تأخرت العقوبة، وربما جاءت مستعجلة. ص339
5 - قد تَبْغَتُ العقوبات، وقد يؤخرها الحلم، والعاقل من إذا فعل خطيئة بادرها بالتوبة؛ فكم مغرور بإمهال العصاة لم يمهل. وأسرع المعاصي عقوبةً ماخلا عن لذة تنسي النهى، فتكون كالمعاندة، والمبارزة، فإن كانت اعتراضاً على الخالق، أو منازعة له في عظمته، فتلك التي لا تُتلافى، خصوصا ً إذا وقعت من عارف بالله؛ فإنه يندر إهماله. ص500
6 - أعجب الأشياء اغترار الإنسان بالسلامة، و تأميله الإصلاح فيما بعد وليس لهذا الأمل منتهى ولا للاغترار حد؛ فكلما أصبح وأمسى معافى زاد الاغترار، وطال الأمل. ص532
7 - نظرت في الأدلة على الحق - سبحانه وتعالى - فوجدتها أكثر من الرمل، ورأيت من أعجبها: أن الإنسان يخفي مالا ير ضاه الله - عز وجل - فيظهره الله - سبحانه - عليه، ولو بعد حين، وينطق به الألسنة وإن لم يشاهده الناس، وربما أوقع صاحبه في آفة يفضحه بها بين الخلق؛ فيكون جوابا ً لكل ما أخفى من الذنوب؛ وذلك ليعلم الناس أن هنالك من يجازي على الزلل، ولا ينفع من قدره وقدرته حجاب، ولا استتار، ولا يضاع لديه عمل.
وكذلك يخفي الإنسان الطاعة، فتظهر عليه، ويتحدث الناس بها، وبأكثر منها، حتى إنهم لا يعرفون له ذنباً، ولا يذكرونه إلا بالمحاسن؛ ليعلم أن هنالك رباً لا يُضِيع عَملَ عاملٍ، وإن قلوب الناس لتعرف حال الشخص، وتحبه، أو تأباه، وتذمه، أو تمدحه وفق ما يتحقق بينه وبين الله - تعالى - فإنه يكفيه كل هم، ويدفع عنه كل شر.
وما أصلح عبد ما بينه وبين الخلق دون أن ينظر إلى الحق إلا انعكس مقصوده وعاد حامده ذاما ً. ص108 - 109
8 - إن للخلوة تأثيرات تبين في الجلوة؛ كم من مؤمن بالله - عز وجل - يحترمه عند الخلوات فيترك ما يشتهي حذراً من عقابه، أو رجاء لثوابه، أو إجلالاً له؛ فيكون بذلك الفعل كأنه طرح عوداً هندياً على مجمر، فيفوح طيبه، فيستنشقه الخلائق، ولا يدرون أين هو.
وعلى قدر المجاهدة في ترك ما يهوى تقوى محبته، أو على مقدار زيادة دفع ذلك المحبوب المتروك يزيد الطيب، ويتفاوت تفاوت العود.
فترى عيون الخلق تعظم هذا الشخص، وألسنتهم تمدحه، ولا يعرفون ولا يقدرون على وصفه؛ لبعدهم عن حقيقة معرفته.
وقد تمتد هذه الأراييح بعد الموت على قدرها؛ فمنهم من يذكر بالخير مدة مديدة، ثم ينسى، ومنهم من يذكر مائة سنة ثم يخفى ذكره، وقبره، ومنهم أعلام يبقى ذكرهم أبداً.
وعلى عكس هذا من هاب الخلق، ولم يحترم خلوته بالحق؛ فإنه على قدر مبارزته بالذنوب، وعلى مقادير تلك الذنوب يفوح منه ريح الكراهة؛ فتمقته القلوب؛ فإن قل مقدار ما جن قل ذكر الألسن له بالخير وبقي مجرد تعظيمه وإن كثر كان قصارى الأجر سكوت الناس عنه لا يمدحونه ولا يذمونه. ص 301 - 302
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/423)
9 - إنه بقدر إجلالكم لله - عز وجل - يجلكم وبمقدار تعظيم قدره واحترامه يعظم أقداركم، وحرمتكم.
ولقد رأيت - والله - من أنفق عمره في العلم إلى أن كبرت سنه، ثم تعدى الحدود؛ فهان عند الخلق، وكانوا لا يلتفتون إليه مع غزارة علمه، وقوة مجاهدته.
ولقد رأيت من يراقب الله - عز وجل - في صبوته مع قصوره بالإضافة إلى ذلك العالم؛ فعظم الله قدره في القلوب، حتى عَلِقَتْهُ ووصفته بما يزيد على ما فيه من الخير.
ورأيت من كان يرى الاستقامة إذا استقام، وإذا زاغ مال عنه اللطف.
ولولا عموم الستر، وشمول رحمة الكريم - لافتضح هؤلاء المذكورون، غير أنه في الأغلب تأديب، أو تلطف في العقاب. ص336 - 337
10 - في قوة قُهِر الهوى لذة تزيد على كل لذة؛ ألا ترى إلى كل مغلوب بالهوى كيف يكون ذليلاً؛ لأنه قُهِرَ، بخلاف غالب الهوى؛ فإنه يكون قوي القلب عزيزاً؛ لأنه قَهَر. ص115
11 - بالله عليك! يا مرفوع القدر بالتقوى لا تبع عزها بذل المعاصي، وصابر عطش الهوى في هجر المشتهى، وإن أمض وأرمض.
12 - بالله عليك! تذوق حلاوة الكف عن النهي؛ فإنها شجرة تثمر عز الدنيا وشرف الآخرة و متى اشتد عطشك إلى ما تهوى فابسط أنامل الرجاء إلى من عنده الرِّيُّ الكامل، وقل:
قَدْ عِيلَ صَبْرُ الطَّبْعِ في سنيّه العجاف؛ فعجل لي العام الذي فيه أغاث وأعصر
13 - إخواني! احذروا لجة هذا البحر، ولا تغتروا بسكونه، وعليكم بالساحل، ولازموا حصن التقوى؛ فالعقوبة مرة واعلموا أن في ملازمة التقوى مرارات من فقد الأغراض، والمشتهيات غير أنها في ضرب المثل كالحمية تعقب صحة، والتخليط ربما جلب موت الفجأة. ص315
14 - ما من عبد أطلق نفسه في شيء ينافي التقوى وإن قل إلا وجد عقوبته عاجلة، أو آجلة.
ومن الاغترار أن تسيء؛ فترى إحساناً؛ فتظن أنك قد سومحت، وتنسى: (مَنْ يَعْمَلْ سُوءاً يُجْزَ بِهِ) [النساء: 123] ص31315 - واعلم أن من أعظم المحن الاغترار بالسلامة بعد الذنب؛ فإن العقوبة تتأخر، ومن أعظم العقوبة ألا يحس الإنسان بها، وأن تكون في سلب الدين وطمس القلوب، وسوء الاختيار للنفس؛ فيكون من آثارها سلامة البدن، وبلوغ الأغراض. ص 414 - 415
16 - فالحذر الحذر من عواقب الخطايا، والبدارَ البدارَ إلى محوها بالإنابة؛ فلها تأثيرات قبيحة إن أسرعت، وإلا اجتمعت، وجاءت. ص502
17 - لو ميز العاقل بين قضاء وطره لحظة، وانقضاء باقي العمر بالحسرة على قضاء ذلك الوطر - لما قرب منه، ولو أعطي الدنيا، غير أن سكرة الهوى تحول بين الفكر وبين ذلك. ص351
18 - فأجود الأشياء قطع أسباب الفتن، وترك الترخص فيما يجوز إذا كان حاملا ًومؤديا ًإلى مالا يجوز. ص351
19 - فإياك أن تنظر إلى صورة نعيمهم يعني - أرباب الدنيا - فإنك تستطيبه لبعده عنك، ولو قد بلغته كرهته، ثم في ضمنه من محن الدنيا والآخرة مالا يوصف؛ فعليك بالقناعة مهما أمكن؛ ففيها سلامة الدنيا والدين.
وقد قيل لبعض الزهاد - وعنده خبز يابس -: كيف تشتهي هذا؟ فقال: أتركه حتى أشتهيه. ص372
20 - بلغني عن بعض فساق القدماء أنه كان يقول: ما أرى العيش غير أن تتبع النفس هواها، فمخطئاً، أو مصيباً.
فتدبرت حال هذا وإذا به ميت النفس، ليس له أنفة على عرضه، ولا خوف عار، ومثل هذا ليس في مسلاخ الآدميين. ص499
21 - قد جاء في الأثر: اللهم أرنا الأشياء كما هي.
وهذا كلام حسن غايةً، وأكثر الناس لا يرون الأشياء بعينها؛ فإنهم يرون الفاني كأنه باقٍ، ولا يكادون يتخايلون زوال ما هم فيه - وإن علموا ذلك - إلا أن عين الحس مشغولة بالنظر إلى الحاضر، ألا ترى زوال اللذة، وبقاء إثمها. ص 668
22 - تذكرت في سبب دخول جهنم فإذا هو المعاصي، فنظرت في المعاصي فإذا حاصلة في طلب اللذات، فنظرت في اللذات فإذا هي خدعا ًليست بشيء، في ضمنها من الأكدار ما يصيِّرها نغصاً، فتخرج عن كونها لذاتٍ؛ فكيف يتبع العاقل نفسه، ويرضى بجهنم؛ لأجل هذه الأكدار؟. ص684
23 - إنما فضل العقل بتأمل العواقب فأما القليل العقل فإنه يرى الحال الحاضرة، ولا ينظر إلى عاقبتها؛ فإن اللص يرى أخذ المال، وينسى قطع اليد، والبطال يرى لذة الراحة، وينسى ما تجني من فوات العلم، وكسب المال؛ فإذا كبر، فسئل عن علم لم يدر، وإذا احتاج سأل، فذل؛ فقد أربى ما حصل له من التأسف على لذة البطالة، ثم يفوته ثواب الآخرة بترك العمل في الدنيا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/424)
وكذلك شارب الخمر يلتذُّ تلك الساعة، وينسى ما يجني من الآفات في الدنيا، والآخرة.
وكذلك الزنا فإن الإنسان يرى قضاء الشهوة، وينسى ما يجني من فضيحة الدنيا والحد، وربما كان للمرأة زوج، فألحقت الحمل من هذا به، وتسلسل الأمر.
فقس على هذه النبذة، وانتبه للعواقب، ولا تؤثر لذة تفوت خيرا ًكثيراً، وصابر المشقة - تحصل ربحاً وافراً. ص 754 - 755
24 - من تفكر في عواقب الدنيا أخذ الحذر، ومن أيقن بطول الطريق تأهب للسفر. ص40
25 - رأيت كثيراً من الناس يتحرزون من رَشاسِ نجاسةٍ أولا يتحاشَوْنَ من غِيبةٍ ويكثِرونَ من الصَّدَقَةِ ولا يُبَالونَ بمعاملاتِ الرَّبا، ويتهجَّدون بالليل ويؤخِّرون الفريضةَ عن الوقتِ في أشياءَ يطول عدَدُها من حِفظِ فروعٍ وتضييع أصولٍ؛ فبحثت عن سبب ذلك، فوجدته من شيئين:
أحدُهُما: العادةُ.
والثاني: غَلَبَةُ الهوى في تحصيل المطلوبِ؛ فإنه قد يَغْلِبُ فلا يَتْرُكُ سَمعاً ولا بَصراً. ص290
26 - مَنْ رُزِقَ قلْبَاً طَيِّبًا، وَلذَّةَ مناجاةٍ فليراع حالَه، ولْيَتْحِرْز من التغييرِ، وإنما تدوم حاله بدوام التَّقوى. ص643
27 - مَنْ المخاطراتِ العظيمةِ تحديثُ العوامِّ بما لا تَحتمِلُهُ قلوبُهم، أَو بِما قد رَسَخَ في نفوسِهِم ضدُّه. ص674
28 - فَالله الله أََنْ تحدث مخلوقا من العوام بما لا يتحمله دون احتيال وتلطف؛ فانه لا يزول ما في نفسه و يخاطر المحدِّث له بنفسه. ص675
29 - من اقتصر على ما يعلمه، فظنه كافيا استبد برأيه، وصار تعظيمه لنفسه مانعاً له من الاستفادة. والمذاكرة تبين له خطأه، وربما كان معظما في النفوس فلم يتجاسر على الرد عليه، ولو أنه أظهر الاستفادة لأهديت إليه مساويه، فعاد عنها. ص206 - 207
30 - غير أن اقتصار الرجل على علمه إذا مازجه نوع رؤيةٍ للنفس حبس عن إدراك الصواب، نعوذ بالله من ذلك. ص208
31 - ينبغي للعاقل أن لا يتكلم في الخلوة عن أحد بشيء حتى يمثِّل ذلك الشيء ظاهراً مُعلَناً به، ثم ينظر فيما يجني. ص453
32 - مما أفادتني تجاربُ الزمان أنه لا ينبغي لأحد أن يظاهر بالعداوة أحداً ما ستطاع فإنه ربما يحتاج إليه مهما كانت منزلته.
ولقد احتجتُ في عمري إلى ملاطفة أقوام ما خطر لي قط وقوعُ الحاجة إلى التلطف بهم. ص369
33 - اعلم أن المظاهرة بالعداوة قد تجلب أذىً من حيث لا يعلم؛ لأن المظاهرة بالعداوة كشاهر السيف ينتظر مضرباً، وقد يلوح منه مضربٌ خفيٌّ وإن اجتهد المتدرِّع في ستر نفسه، فيغتنمه ذلك العدو.
فينبغي لمن عاش قي الدنيا أن يجتهد في أن لا يظاهر بالعداوة أحداً؛ لما بيَّنْتُ من وقوع احتياج الخلق بعضهم إلى بعض وإقدار بعضهم على ضرر بعض.
وهذا فصل مفيد، تبين فائدته للإنسان مع تقلب الزمان. ص369 - 370
34 - رأيت من الرأي القويم أن نفع التصانيف أكثر من نفع التعليم بالمشافهة؛ لأني أشافه في عمري عدداً من المتعلمين، وأشافه بتصنيفي خلقاً لا تحصى ما خلقوا بعد.
ودليل هذا أن انتفاع الناس بتصانيف المتقدمين أكثر من انتفاعهم بما يستفيدونه من مشايخهم.
35 - فينبغي للعالم أن يتوفر على التصانيف إن وفق للتصنيف المفيد؛ فإنه ليس كل من صَنَّفَ صَنَّفَ، وليس المقصود جمع شيء كيف كان، وإنما هي أسرار يطلع الله عز وجل عليها من شاء من عباده ويوفقه لكشفها؛ فيجمع ما فُرِّقَ، أو يترتب ماشُتِّتَ، أو يشرح ما أهمل ... هذا هو التصنيف المفيد. ص386
36 - ومتى رزق العالمُ الغنِي عن الناس والخلوة؛ فإن كان له فهم يجلب التصانيف - فقد تكاملت لذته، وإن رزق فهماً يرتقي إلى معاملة الحق ومناجاته - فقد تعجل دخول الجنة قبل الممات. ص394
37 - فإياك أن تساكن من آذيته، بل إن كان ولا بد فمن خارج، فما تؤمن الأحقاد. ص432
38 - ومن الخور إظهار العداوة للعدو. ص432
39 - من أحسن التدبير التلطف بالأعداء إلى أن يمكن كسر شوكتهم، ولو لم يمكن ذاك كان اللطف سبباً في كفِّ أكفِّهم عن الأذى، وفيهم من يستحي لحسن فعلك؛ فيتغير قلبه لك. ص432
40 - رأيت أكثر الناس لا يتمالكون من إفشاء سرهم فإذا ظهر عاتبوا من أخبروا به.
فوا عجباً! كيف ضاقوا بحبسه ذرعاً، ثم لاموا من أفشاه؟! ص433
41 - ستر المصائب من جملة السر، لأن إظهارها يسر الشامت ويؤلم المحب. ص434
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/425)
42 - الحازم من عامل الناس بالظاهر، فلا يضيق صدره بسره؛ فإن فارقته امرأة أو صديق أو خادم، لم يقدر أحدُ منهم أن يقول فيه ما يكره. ص435
43 - من خلق له عقل ثاقب دلَّه على الصواب قبل الوصايا. ص435
44 - ما أبله من لا يعلم متى يأتيه الموت؛ وهو لا يستعد للقائه! ص438
45 - لقد غفل طلاب الدنيا عن اللذة فيها وما اللذة فيها؛ إلا شرف العلم، وزهرة العفة، وأنفة الحمَّية، وعز القناعة، وحلاوة الإفضال على الخلق. ص442
46 - متى رأيت صاحبك قد غضب، وأخذ يتكلم بما لا يصلح فلا ينبغي أن تعقد على ما يقول خِنصراً - أي لا تأخذ ما يقول بعين الاعتبار - ولا أن تؤاخذه به؛ فإن حاله حال السكران، لا يدري ما يجري. بل اصبر لفورته، ولا تعول عليها؛ فإن الشيطان قد غلبه، والطبع قد هاج، والعقل قد استتر.
ومتى أخذت في نفسك عليه، وأجبته بمقتضى فعله كنت كعاقل واجه مجنوناً، أو كمفيق عاتب مغمى عليه، فالذنب لك.
بل انظر بعين الرحمة، وتلمح تصريف القدر له، وتفرج في لعب الطبع به، واعلم أنه إذا انتبه ندم على ما جرى، وعرف لك فضل الصبر.
وأقل الأقسام أن تسلمه فيما يفعل في غضبه إلى ما يستريح به.
وهذه الحالة ينبغي أن يتعلمها الولد عند غضب الوالد والزوجة عند غضب الزوج؛ فتتركه يشتفي بما يقول، ولا تعول على ذلك؛ فسيعود نادما معتذراً.
ومتى قوبل على حالته، ومقالته، صارت العداوة متمكنة، وجازى في الإفاقة على ما فُعِلَ في حقه وقت السكر.
وأكثر الناس على غير هذا الطريق: متى رأوا غضباناً قابلوه بما يقول ويعمل وهذا على غير مقتضى الحكمة، بل الحكمة ما ذكرته (وَمَا يَعْقِلُهَا إِلاَّ الْعَالِمُونَ). ص468 - 469
47 - كل من لا يتلمح العواقب، ولا يستعد لما يجوز وقوعه فليس بكامل العقل ص470
48 - فالعاقل من أخذ بالحزم في تصوير ما يجوز وقوعه، وعمل بمقتضى ذلك؛ فإن امتد به الأجل لم يضره، وإن وقع المخوف كان محترزاً. ص471
49 - بقدر صعود الإنسان في الدنيا تنزل رتبته في الآخرة. ص471
50 - الكمال عزيز، والكامل قليل الوجود.
فأول أسباب الكمال: تناسب الأعضاء، وحسن صورة الباطن؛ فصورة البدن تسمى خَلْقَا، وصورة الباطن تسنى خُلُقَاً.
ودليل كمال صورة البدن: حسن الصمت، واستعمال الأدب.
ودليل صورة الباطن: حسن الطبائع، والأخلاقِ؛ فالطبائع: العفة، والنزاهة، والأنفةُ من الجهل، ومباعدة الشَّره.
والأخلاق: الكرم، والإيثار، وستر العيوب، وابتداء المعروف، والحلم عن الجاهل.
فمن رزق هذه الأشياء: رَقَّتْهُ إلى الكمال، وظهر عنه أشرف الخلال، وإن نقصت خلة أوجبت النقص. ص477
51 - من الابتلاء العظيم إقامة الرجل في غير مقامه. ص479
52 - وليس في الابتلاء بقوة الأشياء إلا التسليم واللجأ إلى المُقَدِّر في الفرج، فيُرَى الرجل المؤمن الحازم يثبت لهذه العظائم، ولا يتغير قلبه، ولا ينطق بالشكوى لسانه. ص479
53 - سبحان من شغل كل شخص بفنٍّ؛ لتنام العيون. ص493
54 - ويندر من الخلق من يُلهمه الكمالَ وطلبَ الأفضل، والجمع بين العلوم والأعمال، ومعاملات القلوب، وتتفاوت أرباب هذه الحال؛ فسبحان من يخلق ما يشاء ويختار. ص493 - 494
55 - قد تتأخر العقوبة وتأتي في آخر العمر؛ فيا طول التعثير مع كبر السن لذنوب كانت في الشباب! ص501
56 - قد رُكِّبَ في الطباع حب التفضيل على الجنس؛ فما أحدٌ إلا وهو يحب أن يكون أعلى درجة من غيره.
فإذا وقعت نكبه أوجبت نزوله عن مرتبة سواه؛ فينبغي له أن يتجلد بستر تلك النكبة؛ لئلا يُرى بعين نقص، وليتجمل المتعفف حتى لا يُرى بعين الرحمة، وليتحامل المريض لئلا يشمت به ذو العافية. ص504 - 505
57 - وإنما العبد حقاً من يرضى ما يفعله الخالق؛ فإن سأل فأجيب؛ رأى ذلك فضلاً، وإن منع رأى تصرف مالكٍ في مملوك فلم يَجُلْ في قلبه اعتراض بحال. ص518
58 - رأيت سبب الهموم والغموم: الإعراض عن الله - عز وجل -، والإقبال على الدنيا، وكلما فات منها شيء وقع الغمُ لفواته. ص542
59 - من البله أن تبادر عدواً أو حاسداً بالمخاصمة.
وإنما ينبغي إن عرفت حاله أن تظهر مما يوجب السلامة بينكما، إن اعتذر قبلتْ وإن أخذ في الخُصومة صفحتْ، وأريته أن الأمر قريب، ثم تبطن الحذر منه؛ فلا تثق به في حال، وتتجافاه باطناً مع إظهار المخالطة في الظاهر.
فإن أردت أن تؤذيه فأول ما تؤذيه به إصلاحك واجتهادك فيما يرفعك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/426)
ومن أعظم العقوبة له الصفح عنه لله.
وإن بالغ في السب فبالغ في الصفح تَنُبْ عنك العوامُّ في شتمه، ويحمدك العلماء على حلمك.
وما تؤذيه به من ذلك، وتورثه به من الكمد ظاهراً وغيره في الباطن أضعافٌ وخيرٌ مما تؤذيه به من كلمة إذا قلتها سمعت أضعافها.
ثم بالخصومة تُعَلِّمُهُ أنك عدوه، فيأخذ الحذر، ويبسط اللسان، وبالصفح يجهل ما في باطنك، فيمكنك حينئذ أن تشتفي منه.
أما أن تلقاه بما يؤذي دينك فيكون هو الذي قد اشتفى منك.
وما ظَفِر قط من ظفر به الإثم، بل الصفح الجميل.
وإنما يقع هذا ممن يرى أن تسليطه عليه: إما عقوبة لذنبٍ، أو لرفع درجةٍ، أو للابتلاءِ؛ فهو لا يرى الخصمَ، وإنما يرى القدر. ص555 - 556
60 - العجب من الذي أنف الذل كيف لا يصبر على جافِّ الخبز، ولا يتعرض لمِنَنِ الأنذال؟! ص566
61 - وأعجب من هذا من يقدر أن يستعبد الأحرار بقليل العطاء الفاني، ولا يفعل فإن الحُرَّ لا يشترى إلا بالإحسان.
قال الشاعر:
تفضل على من شئت واعن بأمره * فأنت ولو كان الأمير ii أميرُه
وكن ذا غنىً عمن تشاء من الورى * ولو كان سلطاناً فأنت نظيرُه
ومن كنت محتاجاً إليه وواقفا * على طمع منه فأنت أسيره
ص567
62 - تفكرتُ في سبب هداية من يهتدي، وانتباه من يتيقظ من رقاد غفلته فوجدت السبب الأكبر اختيار الحق عز وجل لذلك الشخص، كما قيل إذا أرادك لأمر هيأك له. ص577
63 - عجبت لمن يعجب بصورته، ويختال في مشيته، وينسى مبدأ أمره! ص579
64 - وعلامة إثبات الكمال في العلم والعمل: الإقبال بالكلية على معاملة الحق ومحبته، واستيعاب الفضائل كلها، وسناء الهمة في نشران الكمال الممكن. ص584
65 - عجبت لمن يتصنع للناس بالزهد يرجو بذلك قربه من قلوبهم، وينسى أن قلوبهم بيد من يعمل له؛ فإن رضي عمله، ورآه خالصاً لفت القلوب إليه وإن لم يره خالصا أعرض بها عنه. ص 588
66 - من ضرورة الإخلاص ألا يقصد التفات القلوب إليه فذاك يحصل لا بقصده، بل بكراهته. ص 588
67 - وليعلم الإنسان أن أعمالَه كُلَّها يعلمها الخلق جملةَ، وإن لم يطلعوا عليها فالقلوب تشهد للصالح بالصلاح وإن لم يُشاهد منه ذلك. ص589
68 - فليتق اللهَ العبدُ، ويقصد مَنْ ينفعه قصده، ولا يتشاغل بمدح من عَنْ قليل يبلى هو وهم. ص589
69 - إياك والتأويلات الفاسدة، والأهواء الغالبة؛ فإنك إن ترخصت بالدخول في بعضها جرًّك الأمر إلى الباقي، ولم تقدر على الخروج لِموضع إلف الهوى. ص591
70 - ينبغي للعاقل أن يحترز غاية ما يمكنه؛ فإذا جرى القَدَرُ مع احترازه لَمْ يُلَمْ. ص601
71 - ما اعتمد أحد أمراً إذا هم بشيء مثل التثبُّت؛ فإنه متى عمل بواقعةٍ من غير تأمل للعواقب كان الغالب عليه الندم، ولهذا أُمِرَ بالمشاورة؛ لأن الإنسان بالتثبت يفتكر، فتعرِض على نفسه الأحوال، وكأنه شاور، وقد قيل: خمير الرأي خير من فطيره.
وأشد الناس تفريطاً من عمل مبادرة في واقعة، من غير تثبت ولا استشارة خصوصاً فيما يوجبه الغضب؛ فإنه طلب الهلاك أو الندم العظيم. ص605
72 - فالله الله! التثبت التثبت في كل الأمور، والنظر في عواقبها، خصوصاً الغضب المثير للخصومة وتعجيل الطلاق. ص 625
73 - لو علم المرائي أن قلوب الذين يرائيهم بيد من يعصيه؛ لما فعل. ص625
74 - ينبغي للإنسان أن يجتهد في جمع همه؛ لينفرد قلبُه بذكر الله - سبحانه وتعالى - وإنفاذ أمره والتهيؤ للقائه، وذلك إنما يحصل بقطع القواطع والامتناع عن الشواغل، وما يمكن قطع القواطع جملة؛ فينبغي أن يقطع ما يمكن منها. ص 637
75 - دليل صحة نبينا محمد - صلى الله عليه وسلم - أجلى من الشمس. ص 656
76 - إني أعجب من عاقل يرى استيلاء الموت على أقاربه وجِيرانه؛ كيف يطيب عيشه؟! خصوصا إذا علت سنُّه. ص66177 - إذا رأيت قليل العقل في أصل الوضع فلا ترجُ خيره
فأما إن كان وافر العقل، لكنه يغلب عليه الهوى - فارجه - ص681
78 - لا ينبغي للإنسان أن يحمل على بدنه ما لا يطيق فإن البدن كالراحلة إن لم يرفق بها؛ لم تصل بالراكب. ص713
79 - المصيبة العظمى رضا الإنسان عن نفسه، واقتناعه بعلمه وهذه محنة قد عمت أكثر الخلق. ص729 - 730
80 - قل أن يجري لأحد آفة إلا ويستحقها؛ غير أن تلك الآفات المجازى بها غائبة عنا، ورأينا الجزاء وحده؛ فَسلِّم تَسْلَم، واحذر كلمة اعتراض، أو إضمار؛ فربما أخرجتك من دائرة الإسلام. ص744 - 745
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[09 - 07 - 10, 07:02 ص]ـ
يرفع للفائدة وبالمناسبة أنها منقولة من الشيخ الحمد
ـ[أبو الحسن الرفاتي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 12:18 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[السوادي]ــــــــ[09 - 07 - 10, 05:24 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[سعد يحياوي]ــــــــ[10 - 07 - 10, 03:54 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبو عمر المهندس]ــــــــ[19 - 07 - 10, 08:34 م]ـ
جزاكم الله خيرا
و رحم الله الإمام و جزاه عن الإسلام خير الجزاء(78/427)
مختارات من كتاب (الأخلاق والسير في مداواة النفوس)
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[29 - 05 - 07, 12:09 ص]ـ
مختارات من كتاب (الأخلاق والسير في مداواة النفوس) لابن حزم، دار الكتب العلمية
الشيخ محمد الحمد
قال - رحمه الله -:
1 - لا تبذل نفسك إلا فيما هو أعلى منها، وليس ذلك إلا في ذات الله - عز وجل - في دعاء إلى حق، وفي حماية للحريم، وفي دفع هوان لم يوجبه عليك خالقك - تعالى - وفي نصر مظلوم.
وباذلُ نفسِه في عرض دنيا كبائع الياقوت بالحصى. ص16
2 - العاقل لا يرى لنفسه ثمنا ًإلا الجنة. ص16
3 - لإبليس في ذم الرياء حباله؛ وذلك أنه رب ممتنع من فعل خير؛ خوف أن يظن به الرياء. ص16
4 - العقل والراحة هو اطراح المبالاة بكلام الناس، واستعمال المبالاة بكلام الخالق - عز وجل - بل هذا باب العقل والراحة كلها. ص17
5 - من قدَّر أن يسلم من طعن الناس وعيبهم فهو مجنون. ص17
6 - ليس بين الفضائل والرذائل، ولا بين الطاعات والمعاصي إلا نفار النفس وأنسها فقط؛ فالسعيد من أنست نفسه بالفضائل والطاعات، ونفرت نفسه من الرذائل والمعاصي.
والشقي بالعكس من ذلك، وليس هاهنا إلا صنع الله - تعالى - وحفظه. ص18
7 - لو لم يكن من فضل العلم إلا أن الجهال يهابونك ويجلونك، وأن العلماء يحبونك ويكرمونك لكان ذلك سببا ًفي وجوب طلبه؛ فكيف بسائر فضله في الدنيا والآخرة؟
ولو لم يكن من نقص الجهل إلا أن صاحبه يحسد العلماء، ويغبط نظراءه من الجهال - لكان ذلك سببا ً إلى وجوب الفرار عنه؛ فكيف بسائر رذائله في الدنيا والآخرة؟
8 - الباخل بالعلم ألأم من الباخل بالمال؛ لأن الباخل بالمال أشفق من فناء ما بيده، والباخل بالعلم بخل بما لا يفنى على النفقة، ولا يفارقه مع البذل.
9 - أجل العلوم ما قربك من خالقك - تعالى - وما أعانك على الوصول إلى رضاه.
10 - انظر في المال، والحال، والصحة إلى من دونك، وانظر في الدين، والعلم والفضائل إلى من فوقك.
11 - العلوم الغامضة كالدواء القوي، يصلح الأجساد القوية، ويهلك الأجساد الضعيفة، وكذلك العلوم الغامضة تزيد العقل القوي جودة ً وتصفيه من كل آفه، وتهلك ذا العقل الضعيف.
12 - احرص على أن توصف بسلامة الجانب، وتَحَفَّظْ من أن توصف بالدهاء؛ فيكثر المتحفظون منك، حتى ربما أضر ذلك بك، وربما قتلك.
13 - إذا تكاثرت الهموم سقطت كلها.
14 - وطن نفسك على ما تكره - يَقِلَّ همك إذا أتاك، ويعظم سرورك ويتضاعف إذا أتاك ما تحب مما لم تكن قدَّرتَه.
15 - طوبى لمن علم من عيوب نفسه أكثر مما يعلم الناس منها.
16 - لا تحقر شيئا ًمن عمل غد ٍأن تحققه بأن تُعَجِّله اليوم وإن قلَّ؛ فإن قليل الأعمال يجتمع كثيرها، وربما أعجز أمرها عند ذلك فيبطل الكل.
17 - لا تحقر شيئا ً مما ترجو به تثقيل ميزانك يوم البعث أن تعجله الآن وإن قلَّ؛ فإنه يحط عنك كثيراً، ولو اجتمع لقذف بك في النار.
18 - من استخف بحرمات الله فلا تأمنه على شيء مما تشفق عليه.
19 - لم أر لإبليس أصيد ولا أقبح من كلمتين ألقاهما على ألسنة دعاته:
إحداهما: اعتذار من أساء بأن فلاناً أساء قبله.
والثانية: استسهال الإنسان أن يسيء اليوم؛ لأنه قد أساء أمس، أو أن يسيء في وجه ما؛ لأنه قد أساء في غيره؛ فقد صارت هاتان الكلمتان عذراً مسهلتين للشر، ومدخلتين في حد ما يعرف ويجمل ولا ينكر.
20 - إهمال ساعة يفسد رياضة سنة.
21 - لو علم الناقص نقصه لكان كاملاً. ص38
22 - لا يخلو مخلوق من عيب؛ فالسعيد من قلت عيوبه ودقت. ص38
23 - إذا نام الإنسان خرج عن الدنيا، ونسي كل سرور وكل حزن؛ فلو رتب نفسه في يقظته على ذلك - أيضاً - لسعد السعادة التامة. ص20
24 - استبقاك من عاتبك. ص3925 - لا ترغب فيمن يزهد فيك؛ فتحصل على الخيبة والخزي. ص39
26 - لا تزهد فيمن يرغب فيك؛ فإنه باب من أبواب الظلم، وترك مقارضة الإحسان، وهذا قبيح. ص39
27 - لا تنصح على شرط القبول، ولا تشفع على شرط الإجابة، ولا تهب على شرط الإثابة، ولكن على سبيل استعمال الفضل، وتأدية ما عليك من النصيحة والشفاعة وبذل المعروف. ص41
28 - أصول الفضائل كلها أربعة عنها تتركب كل فضيلة، وهي العدل، والفهم، والنجدة، والجود. ص59
29 - أصول الرذائل كلها أربعة عنها تتركب كل رذيلة وهي الجور، والجهل، والجبن، والشح. ص59
30 - من العجائب أن الفضائل مستحسنة ومشتثقلة، والرذائل مستقبحة ومستخفة. ص80
31 - مِن أراد الإنصاف فليتوهم نفسه مكان خصمه؛ فإنه يلوح له وجه تعسفه. ص8
32 - مِن بديع ما يقع في الحسد قول الحاسد إذا سمع إنساناً يُغْرِب في علم ما: هذا شيء بارد لم يُتَقَدَّم إليه، ولا قاله قبله أحد.
فإن سمع من يبين ما قد قاله غيره قال: هذا بارد وقد قيل قبله.
وهذه طائفة سوء قد نصبت أنفسها للقعود على طريق العلم، يصدون الناس عنها؛ ليكثر نظراؤهم من الجهال. ص77 - 78
33 - لا عيب على من مال بطبعه إلى بعض القبائح، ولو أنه أشد العيوب وأعظم الرذائل ما لم يظهره بقول أو فعل، بل يكاد يكون أحمد ممن أعانه طبعه على الفضائل.
ولا تكون مغالبة الطبع الفاسد إلا عن قوة عقل فاضل. ص78 - 79
34 - الثبات الذي هو صحة العقد، والثبات الذي هو اللجاج مشتبهان اشتباهاً لا يفرق بينهما إلا عارف بكيفية الأخلاق.
والفرق بينهما أن اللجاج هو ما كان على الباطل، أو ما فعله الفاعل نصراً لما نشب فيه، وقد لاح له فساده، أو لم يَلُحْ له صوابه ولا فساده، وهذا مذموم، وضده الإنصاف.
وأما الثبات الذي هو صحة العقد فإنما يكون على الحق، أو على ما اعتقد المرء حقا ًما لم يلح له باطله، وهذا محمود، وضده الاضطراب.
وإنما يلام بعض هذين لأنه ضيع تدبر ما ثبت عليه، وترك البحث عما التزم أحق هو أم باطل. ص57
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/428)
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[29 - 05 - 07, 03:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
نقل موفق
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[29 - 05 - 07, 04:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=56887&highlight=%CD%D2%E3(78/429)
ارجو المساعدة
ـ[عاشقة المعرفة]ــــــــ[29 - 05 - 07, 12:17 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ان من الاخوة الكرام ان يدلوني عن بعض المراجع التي استطيع الاعتماد عليها فيتعليم الاطفال الصغار ديننا الكريم فللعلم انا مربية اشرف على روض للاطفال مابين 3الى 5 سنوات وانتم تعلمونا مايفرض علينا من اشياء لا لاترسخ في نفوس اطفالنا العقيدة الصحيحة وجزاكم الله خيرا
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[29 - 05 - 07, 12:45 ص]ـ
أخيتي انتي من أي دولة؟
لدي عدة مناهج للأطفال في التوحيد ..
ـ[عاشقة المعرفة]ــــــــ[29 - 05 - 07, 02:29 ص]ـ
اختي ام عثيمين انا من المغرب وجزاك الله خيرا
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 11:57 م]ـ
(مقرر التوحيد) للناشئة لفضيلة الشيخ: د. عبدالعزيز آل عبداللطيف.
ارجو ان يكون موجودا في موقعه، في (نور الإسلام) ..
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 12:36 ص]ـ
مقرر التوحيد
كتاب تعليمي للناشئة
و المبتدئين
تأليف
الدكتور/ عبد العزيز بن محمد آل عبد اللطيف(78/430)
نقول من كتاب (العبودية) لشيخ الإسلام ابن تيميه
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[29 - 05 - 07, 12:19 ص]ـ
نقول من كتاب (العبودية) لشيخ الإسلام ابن تيميه، المكتب الإسلامي
الشيخ محمد الحمد
1 - وكلما قوي طمع العبد في فضل الله ورحمته لقضاء حاجته، ودفع ضرورته - قويت عبوديته له، وحريته مما سواه؛ فكما أن طمعه في المخلوق يوجب عبوديته له فيأسه منه يوجب غنى قلبه عنه. ص59
2 - فإن أسر القلب أعظم من أسر البدن، واستعباد القلب أعظم من استعباد البدن؛ فإن من استُعبد بدنُه، واسْتُرقَّ، وأسر - لا يبالي إذا كان قلبه مستريحاً من ذلك، مطمئناً، بل يمكنه الاحتيال في الخلاص.
وأما إذا كان القلب الذي هو ملك البدن رقيقاً، مستعبداً، مُتيماً لغير الله - فهذا هو الذل، والأسر المحض، والعبودية الذليلة لما استعبد القلب. ص96
3 - فالحرية حرية القلب، والعبودية عبودية القلب، كما أن الغنى غنى النفس.
قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: (ليس الغنى عن كثرة العرض، وإنما الغنى غنى النفس) رواه الشيخان.
وهذا - لعمر الله - إذا كان قد استعبد قلبه صورة مباحة، فأما من استعبد قلبه صورةٌ محرمة: امرأة، أو صبي - فهذا هو العذاب الذي لا يدانيه عذاب. ص97
4 - وهؤلاء عشاق الصور من أعظم الناس عذاباً، وأقلهم ثواباً؛ فإن العاشق لصورة إذا بقي قلبه متعلقاً بها، مستعبداً لها - اجتمع له من أنواع الشر و الفساد ما لا يحصيه إلا رب العباد، ولو سلم من فعل الفاحشة الكبرى؛ فدوام تعلق القلب بها بلا فعل الفاحشة أشد ضرراً عليه ممن يفعل ذنباً ثم يتوب، ويزول أثره من قلبه.
وهؤلاء يشبهون بالسكارى، والمجانين كما قيل:
سُكرانِ: سُكْرُ هوىً وسكر مدامةٍ ومتى إفاقة من به سُكران
وقيل:
قالوا جننت بمن تهوى فقلت لهم: العشق أعظم مما بالمجانين
العشق لا يستفيق الدهر صاحبه وإنما يصرع المجنون في حين ص98
5 - ومن أعظم أسباب هذا البلاء - يعني العشق - إعراض القلب عن الله؛ فإن القلب إذا ذاق طعم عبادة الله، والإخلاص له لم يكن عنده شيء قط أحلى من ذلك، ولا ألذ، ولا أمتع، ولا أطيب.
والإنسان لا يترك محبوباً إلا بمحبوب آخر يكون أحبَّ إليه منه، أو خوفاً من مكروه؛ فالحب الفاسد إنما ينصرف عن القلب بالحب الصالح، أو بالخوف من الضرر.
قال الله - تعالى - في حق يوسف: (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف 24]
فالله يصرف عن عبده ما يسوؤه من الميل إلى الصور، والتعلق بها، ويصرف عنه الفحشاء بإخلاصه لله.
ولهذا يكون قبل أن يذوق حلاوة العبودية لله، والإخلاص له بحيث تغلبه نفسه على اتباع هواها؛ فإذا ذاق طعم الإخلاص، وقوي في قلبه انقهر بلا علاج. ص99
6 - قال - تعالى -: (إِنَّ الصَّلاةَ تَنْهَى عَنْ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ) [العنكبوت 45]
فإن الصلاة فيها دفع مكروه، وهو الفحشاء والمنكر، وفيها تحصيل محبوب، وهو ذكر الله.
وحصول هذا المحبوب أكبر من دفع ذلك المكروه؛ فإن ذكر الله عبادة، وعبادة القلب مقصودة لذاتها، وأما اندفاع الشر فهو مقصود لغيره على سبيل التبع. ص99 – 100
7 - فجعل - سبحانه - غض البصر، وحفظ الفرج هو أقوى تزكية للنفوس، وزكاة النفوس تتضمن زوالَ جميع الشرور من الفواحش، والظلم، والشرك، والكذب، وغير ذلك. ص100 – 101
8 - فكلما ازداد القلب حباً له ازداد عبودية له، وكلما ازداد له عبودية ازداد له حباً، وفضلَّه على من سواه. 9 - فالقلب لا يصلح، ولا يفلح، ولا ينعم، ولا يسر، ولا يلتذ، ولا يطيب، ولا يسكن، ولا يطمئن إلا بعبادة ربه، وحبه، والإنابة إليه.
ولو حصل له كلُّ ما يلتذ به من المخلوقات لم يطمئن، ولم يسكن؛ إذ فيه فقر ذاتي إلى ربه من حيث هو معبوده، ومحبوبه، ومطلوبه، وبذلك يحصل له الفرح، والسرور، واللذة، والمتعة، والسكون، والطمأنينة.
وهذا لا يحصل إلا بإعانة الله له؛ فإنه لا يقدر على تحصيل ذلك له إلا الله؛ فهو دائماً مفتقر إلى حقيقة (إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ) فإنه لو أعين على حصول كل ما يحبه، ويطلبه، ويشتهيه، ويريده، ولم يحصل له عبادة ربه - فلن يحصل إلا على الألم، والحسرة، والعذاب، ولن يَخْلُصَ من آلام الدنيا، ونكد عيشها إلا بإخلاص الحب له؛ بحيث يكون الله غاية مراده، ونهاية مقصوده. ص138
10 - وبذلك يصرف الله عن أهل الإخلاص لله السوء والفحشاء كما قال - تعالى -: (كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف 24] فإن المخلص لله ذاق من حلاوة عبوديته ما يمنعه من محبة غيره؛ إذ ليس عند القلب السليم أحلى، ولا ألذُّ، ولا أطيب، ولا أسر، ولا أنعم من حلاوة الإيمان المتضمن عبوديته لله، وإخلاص الدين له، وذلك يقتضي انجذاب القلب إلى الله، فيصير القلب منيباً إلى الله، خائفاً منه، راغباً، راهباً. ص139 – 140
11 - وإذا كان العبد مخلصاً له اجتباه ربه، فأحيا قلبه، واجتذبه إليه، فينصرف عنه ما يضاد ذلك من السوء والفحشاء، ويخاف ضد ذلك.
بخلاف القلب الذي لم يخلص لله؛ فإنه فيه طلباً، وإرادة، وحباً مطلقاً، فيهوى كلَّ ما يسنح له، ويتشبث بما يهواه، كالغصن أي نسيم مرَّ به عطفه، وأماله، فتارة تجتذبه الصور المحرمة، وغير المحرمة، فيبقى أسيراً عبداً لمن لو اتخذه هو عبداً له لكان ذلك عيباً ونقصاً وذماً.
وتارة يجتذبه الشرف والرئاسة، فترضيه الكلمة، وتغضبه الكلمة، ويستعبده من يثني عليه ولو بالباطل، ويعادي من يذمه ولو بالحق.
وتارة يستعبده الدرهم والدينار، وأمثال ذلك من الأمور التي تستعبد القلوبَ، والقلوبُ تهواها، فيتخذ إلهه هواه، ويتبع بغير هدى من الله.
ومن لم يكن خالصاً لله، عبدا ًله، قد صار قلبه مُعَبَّداً لربه وحده، لا شريك له بحيث يكون الله أحب إليه مما سواه، ويكون ذليلاً له خاضعاً، وإلا استعبدته الكائنات، واستولت على قلبه الشياطين، وصار فيه من السوء و الفحشاء ما لا يعلمه إلا الله، وهذا أمر ضروري لا حيلة فيه. ص140 - 142(78/431)
نقول من كتاب (الاستقامة) لشيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله -
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[29 - 05 - 07, 12:24 ص]ـ
نقول من كتاب (الاستقامة) لشيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - وهو من مجلدين،
بتحقيق الدكتور محمد رشاد سالم - رحمه الله -.
الشيخ محمد الحمد
1 - ولهذا لما سئل القاسم بن محمد عن الغناء، فقال للسائل: يا ابن أخي أرأيت إذا ميز الله يوم القيامة بين الحق والباطل؛ ففي أيهما يجعل الغناء؟ فقال: في الباطل، قال: فماذا بعد الحق إلا الضلال؟. 1/ 278
2 - الغناء ينبت النفاق في القلب كما ينبت الماء البقل. 1/ 308
3 - فإن الصلاة - كما ذكر الله - تنهى عن الفحشاء والمنكر.
وهذا مجرب محسوس يجد الإنسان من نفسه أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر، ويجد أهل هذا السماع (يعني الغناء) أن نفوسهم تميل إلى الفحشاء والمنكر. 1/ 318 - 319
4 - فالرجال إذا اختلطوا بالنساء كان بمنزلة اختلاط النار والحطب. 1/ 361
5 - وهذا الحسن والجمال الذي يكون عن الأعمال الصالحة في القلب يسري إلى الوجه.
- والقبح والشين الذي يكون عن الأعمال الفاسدة في القلب يسري إلى الوجه كما تقدم.
ثم إن ذلك يقوى بقوة الأعمال الصالحة والأعمال الفاسدة؛ فكلما كثر البر والتقوى قوي الحسن والجمال، وكلما قوي الإثم والعدوان قوي القبح والشين، حتى ينسخ ذلك ما كان للصورة من حسن وقبح، فكم ممن لم تكن صورته حسنة، ولكن من الأعمال الصالحة ما عظم به جماله وبهاؤه حتى ظهر ذلك على صورته؛ ولهذا يظهر ذلك ظهوراً بيّناً عند الإصرار على القبائح في آخر العمر عند قرب الموت؛ فنرى وجوه أهل السنة والطاعة كلما كبروا ازداد حسنها وبهاؤها، حتى يكون أ حدهم في كبره أحسن وأجمل منه في صغره.
ونجد وجوه أهل البدعة والمعصية كلما كبروا عظم قبحها و شينها، حتى لا يستطيع النظر إليها من كان منبهراً بها في حال الصغر، لجمال صورتها. 1/ 365
6 - وأما الجمال الخاص فهو - سبحانه - جميل يحب الجمال، والجمال الذي لِلْخُلُق من العلم، والإيمان والتقوى أعظم من الجمال الذي لِلْخَلْق وهو الصورة الظاهرة.
وكذلك الجميل من اللباس الظاهر؛ فلباس التقوى أعظم وأكمل، وهو يحب الجمال الذي للباس التقوى أعظم مما يحب الجمال الذي للباس الرِّياش، ويحب الجمال الذي للخُلُق أعظم مما يحب الجمال الذي للخَلْق.
7 - وكذلك الصور الجميلة من الرجال أو النساء؛ فإن أحدهم إذا كان خلقه سيئاً بأن يكون فاجراً، أوكافراً معلناً، أو منافقاًَ - كان البغض، والمقت لِخُلُقِه، ودينه مستعلياً على ما فيه من الجمال، كما قال - تعالى - عن المنافقين: (وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ) [المنافقون 4].
وقال: (وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا) [البقرة 204].
فهؤلاء إنما أعجبه صورهم الظاهرة للبصر، وأقوالهم الظاهرة للسمع؛ لما فيه من الأمر المعجب.
لكن لما كانت حقائق أخلاقهم التي هي أَمْلَكُ بهم مشتملة على ما هو من أبغض الأشياء، وأمقتها إليه - لم ينفعهم حسن الصورة والكلام. 1/ 445
8 - فالذي يورثه العشق من نقص العقل، والعلم، وفساد الدين والخلق، والاشتغال عن مصالح الدين والدنيا - أضعاف ما يتضمنه من جنس المحمود.
وأصدق شاهد على ذلك ما يعرف من أحوال الأمم، وسماع أخبار الناس في ذلك؛ فهو يغني عن معاينة ذلك وتجربته.
ومن جرب ذلك، أو عاينه اعتبر بما فيه كفاية؛ فلم يوجد قط عشق إلا وضرره أعظم من منفعته. 1/ 459
9 - فاعلم أن اللذة، والسرور أمر مطلوب، بل هو مقصود كل حي. 2/ 148
10 - وإذا كانت اللذة مطلوبة لنفسها فهي إنما تذم إذا أعقبت ألماً أعظم منها، أو منعت لذة خيراً منها، وتحمد إذا أعانت على اللذة المستقرة، وهو نعيم الآخرة، التي هي دائمة عظيمة. 2/ 151
11 - ولا يمكن العبد أن يصبر إذا لم يكن له ما يطمئن له، ويتنعم به، ويغتدي به، وهو اليقين. 2/ 161(78/432)
نقول من جامع الرسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[29 - 05 - 07, 03:55 ص]ـ
نقول من جامع الرسائل لشيخ الإسلام ابن تيمية
تحقيق د. محمد رشاد سالم ويتكون من مجلدين
الشيخ محمد الحمد
1 - ثم أخبر عنهم - أي عن الأبرار في سورة الإنسان - بإطعام الطعام على محبتهم له، وذلك يدل على نفاسته عندهم، وحاجتهم إليه.
وما كان كذلك فالنفوس به أشح، والقلوب به أعلق، واليد له أمسك؛ فإذا بذلوه في هذه الحال فهم لما سواه من حقوق العباد أبذل. 1/ 72
2 - ولما كان لا سبيل إلى الصبر إلا بتعويض القلب بشيء هو أحب إليه من فوات ما يصبر على فوته - أمره بأن يذكر ربه - سبحانه - بكرة وأصيلا؛ فإن ذكره أعظم العون على تحمل مشاق الصبر، وأن يصبر لربه بالليل؛ فيكون قيامه بالليل عوناً على ما هو بصدده بالنهار، ومادة لقوته ظاهراً وباطناً، ولنعيمه عاجلاً وآجلاً. 1/ 75
3 - والعبد هو فقير دائماً إلى الله من كل وجه؛ من جهة أنه معبوده، وأنه مستعانه، فلا يأتي بالنعم إلا هو، ولا يَصْلُح حال العبد إلا بعبادته.
وهو مذنب - أيضاً - لا بد له من الذنوب؛ فهو دائماً فقير مذنب؛ فيحتاج دائماً إلى الغفور الرحيم؛ الغفور الذي يغفر ذنوبه، والرحيم الذي يرحمه، فينعم عليه، ويحسن إليه؛ فهو دائماً بين إنعام الرب، وذنوب نفسه. 1/ 116
4 - والمحبة المحمودة هي النافعة، وهي التي تجلب لصاحبها ما ينفعه وهو السعادة.
والضارة هي التي تجلب لصاحبها ما يضره، وهو الشقاء. 2/ 202
5 - ففي قلوب بني آدم محبة وإرادة لما يتألهونه، ويعبدونه، وذلك هو قوام قلوبهم، وصلاح نفوسهم، كما أن فيهم محبة لما يطعمونه، وينكحونه، وبذلك تصلح حياتهم، ويدوم شملهم وحاجتهم إلى التأله أعظم من حاجتهم إلى الغذاء؛ فإن الغذاء إذا فقد يفسد الجسم، وبفقد التأله تفسد النفس. 2/ 242
6 - قيل: إن العشق هو الإفراط في الحب حتى يزيد على القدر الواجب؛ فإذا أفرط كان مذموماً فاسداً مفسداً للقلب والجسم كما قال - تعالى -: (فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) [الأحزاب32]
فمن صار مُفْرِطاً صار مريضاً كالإفراط في الغضب، والإفراط في الفرح وفي الحزن. 2/ 240
7 - وقيل: إن العشق هو فساد الإدراك، والتخيل، والمعرفة؛ فإن العاشق يخيل له المعشوق على خلاف ما هو به حتى يصيبه ما يصيبه من داء العشق، ولو أدركه على الوجه الصحيح لم يبلغ إلى حد العشق وإن حصل له محبة وعلاقة. 2/ 243
8 - ولهذا لا يبتلى بالعشق إلا من فيه نوع شرك في الدين، وضعف إخلاص لله. 2/ 266
9 - ولهذا تجد القوم الظالمين من أعظم الناس فجوراً، وفساداً، وطلباً لما يُرَوِّحون به أنفسهم من مسموع، ومنظور، ومشموم، ومأكول، ومشروب.
ومع هذا فلا تطمئن قلوبهم بشيء من ذلك.
هذا فيما ينالونه من اللذة، وأما ما يخافونه من الأعداء فهم أعظم الناس خوفاً، ولا عيشة لخائف.
وأما العاجز منهم فهو في عذاب عظيم، لا يزال في أسف على ما فاته، وعلى ما أصابه.
وأما المؤمن فهو - مع مقدرته - له من الإرادة الصالحة، والعلوم النافعة ما يوجب طمأنينة قلبه، وانشراح صدره بما يفعله من الأعمال الصالحة، وله من الطمأنينة وقرة العين ما لا يمكن وصفه.
وهو مع عجزه - أيضاً - له من أنواع الإرادات الصالحة، والعلوم النافعة التي يتنعم بها - ما لا يمكن وصفه. 2/ 362 - 363
10 - وكل هذا محسوس مجرب، وإنما يقع غَلَطُ أكثرِ الناس أنه قد أحس بظاهر من لذات أهل الفجور، وذاقها، ولم يذق لذات أهل البر، ولم يخبرها. 2/ 263
11 - فالذين يقتصدون في المآكل نعيمهم بها أكثر من نعيم المسرفين فيها؛ فإن أولئك إذا أدمنوها وألفوها لا يبقى لهذا عندهم كبير لذة مع أنهم قد لا يصبرون عنها، وتكثر أمراضهم بسببها. 2/ 240(78/433)
سؤال لمن يجيز الذهاب للسحرة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 04:15 ص]ـ
من المعلوم أن من السحرة من لا يستطيع فك سحر غيره
ومنهم من هو دجال كذاب يدعي أنه ساحر وهو ليس كذلك
ومنهم من يطلب مبالغ كبيرة لفك السحر
فالسؤال لمن يجيز الذهاب للسحرة - ومنهم الشيخ ... -:
كيف نعرف الساحر الثقة العالم الصادق؟:)
وهل تزكي لنا واحداً مجرباً وهو ثقة عندك؟!
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 01:58 م]ـ
مازال السؤال مطروحاً ..
ـ[المقرئ]ــــــــ[30 - 05 - 07, 06:12 م]ـ
وسيبقى السؤال مطروحا دون إجابة لأن ما بني على باطل فهو باطل والله لا يصلح عمل المفسدين
وتذكرني - شيخنا - وأنا أقرأ اعتراضك قول الله تعالى (كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفر فلما كفر قال إني برئ منك إني أخاف الله رب العالمين فكان عاقبتهما أنهما في النار خالدين فيها وذلك جزاء الظالمين) والله يقول (ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين)
والسؤال الذي في نظري أيضا قائم من يقول اذهب إلى السحر ليفك سحرك:
1 - ألا يناقض قول الله (ولا يفلح الساحر حيث أتى) ومن قال إنه الساحر يفك السحر ألا يناقض الآية ويقول إنه يفلح في هذا
2 - ألا يناقض قول ربنا في وصف اليهود (يؤمنون بالجبت) وهو السحر وهذا يؤمن بجدواه ونفعه
3 - رسولنا يقول (اجتنبوا السبع الموبقات: السحر) وهو يقول اقتربوا من السحر
4 - والمتكلم نفسه يقول (اقتلوا كل ساحر وساحرة) وهو يقول اذهبوا إلى الساحر والساحرة أليس متناقضا
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 06:27 م]ـ
جزاكما الله خيراً وحفظكما ربي
وينقض - كذلك - قوله صلى الله عليه " ما جعل شفاءكم فيما حرَّم عليكم "
والقائل يقول إنه ينفع، والله تعالى {ولا ينفعهم}
ـ[المقرئ]ــــــــ[30 - 05 - 07, 06:32 م]ـ
جزاكما الله خيراً وحفظكما ربي
5 - وينقض - كذلك - قوله صلى الله عليه " ما جعل شفاءكم فيما حرَّم عليكم "
والقائل يقول إنه ينفع، والله تعالى {ولا ينفعهم}
أحسنتم
6 - ربنا يقول (ما جئتم به السحر إن الله سيبطله إن الله لا يصلح عمل المفسدين) وهو يقول إن السحرة مصلحون غير مفسدين
ـ[المقرئ]ــــــــ[30 - 05 - 07, 07:15 م]ـ
7 - من يأمر بالذهاب إلى الساحر ألا يعارض الرسول صلى الله عليه وسلم بقوله (ليس منا من سحر أو سُحر له) وهو يقول اذهب إليه
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 07:26 م]ـ
8/ لا يتصور أن من يذهب إليهم لطلب العلاج أنه لا يصدقهم
بل سيزداد تصديقا لهم إذا شفاه الله
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 08:35 م]ـ
9/فاذا قلنا بجواز حل السحر وان المريض يلجا الى السحرة والكهنه فمعناه اننا اعطيناهم اعترافاً رسمياً وجعلناهم مصدر علاج وجعلناهم مصدر علاج وتقدير وتكريم ورضينا بهم وبشركهم وباطلهم وامرهم المريض بالذبح لغير الله ودعاء لغير الله والاستغاثة بغير الله والالتجاء لغير الله ونبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول من اتى كاهنا فاسأله عن شيء لم تقبل له صلاةٌ اربعين يوما" ويقول "من اتى كاهنا وصدقه بما يقول فقد كفر بما انزل على محمد" .......
من كلام الشيخ العلامة عبد العزيز ال شيخ حفظه الله
ـ[ابن جبير]ــــــــ[31 - 05 - 07, 05:24 م]ـ
جزاكم الله خيراً
بلغنا قول بعضهم - وأنقل لا اقرر - أن الشرب من الخمر لدفع غصة يجوز حال الضرورة مع علمه بحرمة تناوله
فاشبه والحال هذا من تأزم بتلبس سحر أن يدفعه بسحر مع علمه بحرمته والحال ضرورة
فقيل له: إن الشربة التي تناولها لدفع الغصة معلومة النفع غالباً في دفع ما غص به، وهي ايضاً مع عدم توفر غيرها، ومعلوم أن السحر الذي سُحر به رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ذهب بالرقية، فعُلم أن الرقية طريق للخلاص من السحر دون الذهاب للسحرة
والسحر الذي خفي ولطف سببه لم يتطلع إلى إمكانية نفعه ولذا امتهنها الدجاجلة
وهو ايضاً امر يقوم على الإذعان للساحر في طلباته الغريبة دون علم متحقق في جدوى ما يقوم به
فيتخلل ذلك اقدام على مجهول الحكم الذي يلزم معه السؤال عنه قبل خوضه
قال: يفهم من كلام الشافعي أن السحر انواع ومنه ما هو دون الكفر؟
قيل: لان بعضه يدخله الدجل ولا بناء ومقصود له فهو اشبه الخزعبلات التي لا معنى لها ومن نصب
نفسه ساحراً وهو لا يدرك من علم السحر شيء ليصرف اموال الناس إليه فهذا متلاعب ولمعرفة
ان بإمكانة خداع الناس من هذا الباب
فما مدى مصداقية هذا الكلام وحقيقته؟؟؟
ـ[ابن جبير]ــــــــ[04 - 06 - 07, 12:54 ص]ـ
للرفع ...
ـ[أبو هداية]ــــــــ[04 - 06 - 07, 03:51 م]ـ
كنت قد كتبت موضوعاً منذ شهرين تقريباً عن أحد الدعاة - علماً أني لم أذكر اسمه - الذين يجيزون خروج المرأة كاشفة وجهها على الفضائيات، لم يبق الموضوع سوى سويعات حتى حذف!!!
أقول للمشرفين: ما لكم كيف تحكمون؟
لماذا الكيل بمكيالين؟
ثم إني أرسلت لكم فلم تجيبوا!!!
والموقع مليء بالردود!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/434)
ـ[ابن جبير]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:58 ص]ـ
الرفع ... للإفادة ....
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:27 م]ـ
10/ الرضى بالكفر كفر، فإن علم أن الساحر إنما يتوسل لقضاء مأربه بكفر، فرضي فهو مثله.
لعله لو أفتى أحد بأن من برز له الشيطان فقال له: أنا أشف مريضك وأذهب خبله فاسجد لي.
فأفتى المفتي: له للضرورة أن يسجد جهته وينوي السجود لله لا له (يخف بالشيطان)!
أقول لعل هذا قد يقبل، وقد يقال.
أما أن يقول أنت لاتسجد له لكن اعطي زيد عشان يحدث كفراً (يسجد له) تنجو به فهذه عجيبة!(78/435)
نقول من كتاب (آثار الشيخ محمد البشير الإبراهيمي)
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[29 - 05 - 07, 05:23 ص]ـ
نقول من كتاب (آثار الشيخ محمد البشير الإبراهيمي)، (وعيون البصائر)
وقد طبعت مؤخراً طبعة جديدة بعنوان (آثار الإمام محمد البشير الإبراهيمي) في 5 مجلدات
والنقول الآتية من الطبعة الأولى وعيون البصائر.
1 - العاقل من جارى العقلاء في أعمالهم في دائرة دينه، ووجدانه.
2 - والحازم من لم يرض لنفسه أخسَّ المنازل، وأخسُّ المنازل للرجل منزل القول بلا عمل، وأخسُّ منها أن يكون الرجل كالدفتر يحكي ما قال الرجال، وما فعل الرجال دون أن يضرب معهم في الأعمال الصالحة بنصيب، أو يرمي في معترك الآراء بالسهم المصيب. 1/ 14
3 - إن تغافل الإنسان عن عيبه لمن دواعي الغرورِ، والغرورُ من دواعي التمادي في الغي، والتمادي في الغي من موجبات الهلاك، وهل نقيصة أعظم من فقد الإحساس؟ 1/ 15
4 - إن الكمال، والنقص وصفان يتعاقبان على الفرد كما يتعاقبان على المجموع. 1/ 139
5 - فحرر القرآن أرواحها من العبودية للأوثان الحجرية والبشرية، وحرر أبدانها من الطاعة والخضوع لجبروت الكسروية القيصرية، وجلا عقولها على النور الإلهي، فأصبحت تلك العقول كشافة عن الحقائق العليا، وطهر نفوسها من أدران السقوط والإسفاف إلى الدنايا، فأصبحت تلك النفوس نزّاعة إلى المعالي، مقدمة على العظائم. 1/ 88
6 - وعلمها لأول مرة في التاريخ كيف يستغل الإنسان استعداده، وفكره، ففتح أمامه ميادين التفكر والاعتبار، وأمره أن يسير في الأرض، ويمشي في جوانبها، ويتفكر في ملكوت السماوات والأرض. 1/ 89
7 - وبهذه الروح القرآنية اندفعت تلك النفوس بأصحابها تفتح الأذان قبل البلدان، وتمتلك بالعدل والإحسانِ الأرواح قبل الأشباح. 1/ 89
8 - فلم يزل بها هذا القران، حتى أخرج من رعاة النعم رعاة الأمم، ومن خمول الجهل والأمية أعلام العلم والحكمة. 1/ 93
9 - فالقرآن هو الذي رباها، وأدبها، وزكى منها النفوس، وصفى القرائح، وأذكى الفِطَن، وجلا المواهب، وأرهف العزائم، وهذب الأفكار، وأعلى الهمم، واستفز الشواعر، واستثار القوى، وصقل الملكات، وقوى الإرادات، ومكن للخير في النفوس، وغرس الإيمان في الأفئدة، وملأ القلوب بالرحمة، وحفز الأيدي للعمل النافع، والأرجل للسعي المثمر، ثم ساق هذه القوى على ما في الأرض من شر، وباطل، وفساد، فطهرها منه تطهيراً، وعمرها بالخير والحق تعميراً. 1/ 252 - 253
10 - إننا مرضى، ومن بلاء المريض رفق الطبيب به؛ إن رفق الطبيب خيانة لفنِّه، وقدح في أمانته، وزيادة في البلاء على مريضه؛ وما خير رفق ساعة يتجرع المريض بسببه آلام السنين؟ 1/ 351
11 - إن القيم المعنوية في الرجال من زكا ء النفس، وعلو الهمة، وإطاعة أوامر الله - هو الجانب المعتبر في حياة الرجال. 3/ 188
12 - وشتان بين من يسترخص الموت من أجل الحياة، وبين من يحاولها لإرضاء الشهوات: شهوات القلب، ومحبة السمعة الزائفة. 3/ 188
13 - إن الحياة بلا سعادة قدر مشترك بيننا وبين النمل على ضعفه، والحمار على ذله وخسفه، والجمل على إذلاله وتسخيره؛ فإذا كنتم اليوم تسمون أحياء فمن هذا النوع. 3/ 239
14 - الأعمال الكبيرة إذا توازعتها الأيدي، وتقاسمتها الهمم - هان حملها، وخف ثقلها، وإن بلغت من العظم ما بلغت. 3/ 245
15 - سيقول القانعون باليسير من جبناء العزائم، وقصار النظر، المكتفون بالمخايل وهي سراب عن المعصرات وهي شراب إن هذا هول هائل، وقول لا تسعه إلا لهاة القائل، ومرام صعب تضيق به قدرة الشعب. 3/ 248
16 - الإسلام روح تجري، ونفحة تسري، وحقيقة ليس بينها وبين قبولها إلا مواجهتها لها، وليس بين النفوس وبين الإذعان لها إلا إشرافها عليها من مجالها الأولى. 3/ 27
17 - وإنما مكنت للإسلام طبيعته، ويسره، ولطف مدخله على النفوس، وملاءمته للفطر، والأذواق، والعقول.
ولو بقي الإسلام على روحانيته القوية، ونورانيته المشرقة، ولو لم يفسده أهله بما أدخلوه عليه من بدع، وشانوه به من ضلال - لطبق الخافقين، ولجمع أبناءه على القوة، والعزة، والسيادة، حتى يتملكوا به الكون كله.
ولكنهم أفسدوه، واختلفوا فيه، وفرقوه شيعاً، ومذاهب؛ فضعف تأثرهم به؛ فضعف تأثيره فيهم؛ فصاروا إلى ما نرى، ونسمع. 3/ 273
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/436)
18 - إن أمة تنفق مئات الملايين في الشهر على القهوة والدخان، وتنفق مثلها على المحرمات، وتنفق مثلها على البدع الضارة، وتنفق أمثال ذلك كله على الكماليات التي تنقص الحياة، ولا تزيد فيها، ثم تدعي الفقر إذا دعاها داعي العلم لما يحيها - لأمة كاذبة على الله، سفيهة في تصرفاتها. 3/ 345
19 - وأوصيه بالروية في الرأي، والأناة في الحكم على الأشياء؛ فإن الارتجال مجلبة ندم. 3/ 355
20 - المال الذي تنفقه في المحرمات يسوقك إلى النار، والمال الذي تبدده في الشهوات يجلب لك العار، والمال الذي تدخره للورثة الجاهلين تهديه إلى الأشرار، وتبوء أنت بالتبار و الخسار.
أما المال الذي تحيي به العلم، وتميت به الجهل - فهو الذي يتوجك في الدنيا بتاج الفخار، وينزلك عند الله منزلة الأبرار. 3/ 365 - 366
21 - ليس من سداد الرأي أن يضيع الضعيف وقته في لوم الأقوياء، وليس من المجدي أن يدخل معه في جدل؛ إن من تمام معنى اللوم، أن يتسبب في توبة، أو يجر إلى إنابة. 3/ 385
22 - ولا نقول ربحنا أو خسرنا؛ فالربح والخسارة من مفردات قاموس التجار.
أما الجهاد الذي غايته تثبيت الحقائق الإلهية في الأرض، وغرس البذور الروحية في الوجود - فلغته سماوية لا تحمل معنى التراب، متسامية لا تسف إلى ما تحت السحاب. 4/ 276
23 - خدرنا الغرب بالوطنيات الضيقة؛ فأصبح كل فريق قانعاً بجحر الضب، يناضل بمثل سلاح الضب، وهيهات إذا مزقت الأطراف أن يُحْفظ القلب. 4/ 287
24 - ولأن يسكت العاقل مختاراً في وقت يحسن السكوت فيه خيرٌ من أن ينطق مختاراً في وقت لا يحسن الكلام فيه.
25 - وكلُّ نَطْقَةٍ تمليها الظروف لا الضمائر تثمر سكتة عن الحق، ما من ذلك من بد. عيون البصائر 17
26 - أما وظيفة السيف والرمح فهي الإنكاء في العدو، والإنكاء في العدو هو الغاية التي تنتهي إليها شجاعة الشجاع.
كذلك حملة الألسنة والأقلام يجب أن يكونوا؛ ليحققوا التشبيه الذي تواطأت عليه الأمم؛ فلتأتِهم المصائب من كل صوب، ولتنزل عليهم الضرورات من كل سماء، وليخرجوا من كل شيء إلا شيئين: القلم، واللسان؛ إن بيع القلم، واللسان أقبح من بيع الجندي لسلاحه. عيون 18
27 - ولكن الخذلان الذي لا غاية وراءه أن غنينا ينفق مئات الألوف على لذاته وشياطينه؛ فإذا سئل بذل القليل في مشروع جليل أعرض ونأى بجانبه. عيون 278
28 - أوصيكم بتقوى الله؛ فهي العدة في الشدائد، والعون في الملمات، وهي مهبط الروح، والطمأنينة، وهي متنزل السكينة، وهي مبعث القوة واليقين، وهي معراج السمو إلى السماء، وهي التي تثبت الأقدام في المزالق، وتربط على القلوب في الفتن. عيون 291
29 - أي أبنائي - يعني المعلمين التابعين لجمعية العلماء - إن هذا القلب الذي أحمله يحمل من الشفقة عليكم والرحمة بكم، والاهتمام بشؤونكم ما تنبتُّ به الحبال، وتنوء بحمله الجبال، وهو يرثي لحالكم في الغربة، وإلحاح الأزمات، ويود بقطع وتينه لو أزيحت عللكم، ورقع بالسداد خللكم، ولكنكم جنود، ومتى طمع الجندي في رفهنية العيش؟ وأسود، ومتى عاش الأسد على التدليل، وهو يشعر أن التدليل تذليل؟. عيون 292
30 - ثم احرصوا على أن يكون ما تلقونه لتلامذتكم من الأقوال منطبقاً على ما يرونه، ويشهدونه منكم من الأعمال؛ فإن الناشئ الصغير مرهفُ الحس، طُلَعَةٌ إلى مثل هذه الدقائق التي تغفلون عنها، ولا ينالها اهتمامكم.
وإنه قوي الإدراك للمعايب والكمالات؛ فإذا زينتم له الصدق فكونوا صادقين، وإذا حسنتم له الصبر فكونوا من الصابرين.
واعلموا أن كل نقشٍ تنقشونه في نفوس تلامذتكم من غير أن يكون منقوشاً في نفوسكم فهو زائل، وأن كل صبغ تنفضونه على أرواحهم من قبل أن يكون متغلغلاً في أرواحكم فهو - لا محالة - ناصل حائل، وأن كل سحر تنفثونه لاستنزالهم غير الصدق فهو باطل.
ألا إن رأس مال التلميذ هو ما يأخذه عنكم من الأخلاق الصالحة بالقدوة.
وأما ما يأخذ عنكم بالتلقين من العلم والمعرفة فهو ربح وفائدة. عيون 291
31 - أما إن السياسة تكون خيراً لأقوام، وشراً لآخرين، وتكون عقود حليةٍ كما تكون عقود خَنْقٍ فهذا ما قرأناه في قاموس الاستعمار، وعلمناه من مذاهبه. عيون 39
32 - إن الطليق الذي لا يمد يده لإنقاذ الأسير - وهو قادر على إنقاذه - يوسم بواحدة من اثنتين: إما أنه راضٍ مغتبطٌ، وإما أنه شامتٌ متشفٍّ. عيون 123
33 - إن ضعف الضعيف لا يكون في سنة الله إلا زيادة في قوة القوي، وإن اختلافكم لا يكون إلا زيادة في قوة خصومكم، وخصوم قضيتكم. عيون 332
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 01:57 م]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[أبو عبدالرحمن عبد القادر]ــــــــ[04 - 06 - 07, 07:38 م]ـ
thanks
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[19 - 06 - 07, 12:49 ص]ـ
بارك الله فيك على مرورك
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[19 - 06 - 07, 01:19 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك نقولات طيبة ما شاء الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/437)
ـ[أبو أسامة الأزفوني]ــــــــ[10 - 04 - 10, 06:21 م]ـ
للرفع ...
ـ[نائف البضيعي]ــــــــ[11 - 04 - 10, 03:54 م]ـ
الشيخ البشير الابراهيمي له كتاب في مكتبة الصميعي اعتقد اسمه منزلة العلماء , قد عرف عنه القوة العلمية .. رحم الله علماء المسلمين
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[18 - 05 - 10, 03:47 م]ـ
درر ...(78/438)
ما حكم استعمال حاملات المصاحف المنحوت عليها كلمة التوحيد
ـ[أبوبراء]ــــــــ[29 - 05 - 07, 09:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
انتشر في مساجدنا حاملات مصاحف منحوت عليها كلمة التوحيد (لا إله إلا الله)
فما حكم استعمالها ووضع المصاحف عليها؟ وكذلك وضع المنشورات والكتب عليها؟(78/439)
تعذر دخول وقت الصلاة .. يصار الى التقدير ام الجمع؟
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[29 - 05 - 07, 09:46 ص]ـ
الحمد لله وكفى وسلام على عباده الذين اصطفى ... وبعد
فقد قرات بحثا لاحد طلاب العلم حول مواقيت الصلاة في الدول الغريبة لاسيما التي يصعب فيها – او يتعذر – دخول بعض الاوقات وتحديدا وقت العشاء كما هو الحال في بريطانيا .. وهذا ملخص ما ذكره:
يقول (ولا خلاف بين اهل العلم ان العلامة الشرعية لدخول وقت العشاء يبدا بمغيب الشفق الاحمر. اما اذا تعذر عند الناس رؤية الشفق الاحمر, استعانوا بالحساب الفلكي ومواقيت الصلاة المتبعة وفقا للقواعد الشرعية عند كل بلد فعملوا بها ... وبناء على ذلك فان العلامة الشرعي لمعرفة دخول وقتي العشاء تتعذر في بعض الدول من تحديدها ومعرفتها, ولهذا لجانا الى الحساب الفلكي المتبع في لندن الموافق للقواعد الشرع, فقالوا: ان الشفق الاحمر يزداد مدته ويمتد كلما اقترب من فصل الصيف حتي يلتحم بالفجر في الشهر الخامس (مايو) يوم 23 منه الساعة 12:35 فيصبح وقت العشاء مع وقت الفجر ويستمر على ذلك حتى شهر السابع (يوليو) يوم 23 منه ثم يظهر الفجر الصادق في فجر يوم 23 الساعة 1:31 حسب المواقيت المبينة) ا. هـ
وعند تناوله لحديث النواس بن سمعان – رضي الله عنه – الذي ذكر فيه النبي صلي الله عليه وسلم امر الدجال, والذي ساله الصحابة عن لبثه في الأرض فقال: " أربعون يوماً،يوم كسنة، ويوم كشهر، ويوم كجمعة، وسائر أيامه كأيامكم "قالوا: يا رسول الله فذلك اليوم كسنة أتكفينا فيه صلاة يوم؟ قال: " لا، اقدروا له قدره " .. اقول اعتبر هذا الحديث (خاصة في زمنه ووقته ولايجوز القياس عليه, وكما قال اهل العلم: هذا حكم مخصوص بذلك اليوم شرعه لنا صاحب الشرع. والقياس عليه في هذا الزمان فاسد الاعتبار لانه مع الفارق , ولان الله عز وجل لم يترك اجل العبادات واعظمها قدرا للمقاييس واراء الفقهاء) ا. هـ
وبعد ان اعتبر التقدير (شبهة) لاختلاف العلماء في وصفه وكيفيته وزمنه الى اقوال مختلفة مضطربة, اختار الكاتب القول بالجمع بين الصلاتين – المغرب والعشاء- على اعتبار ان (العذر الشرعي يبيح الجمع بين الصلاتين, ولا يبيح تقديم الصلاة قبل وقتها) استدالا بحديث ابن عباس (اراد الا يحرج امته) ا. هـ
واضاف انه (يجوز العمل بالرخصة الشرعية ويبقى العمل بها مستمرا ما استمر سببها كالافطار في نهار شهر رمضان رخصة للمريض ويبقى المريض مفطرا ما دام العذر قائما حتى يزول .. وعليه فكان العمل بالجمع بين الصلاتين هو رخصة ثابتة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) ا. هـ
سؤالي .. اليس اذا تعذر دخول الوقت يصار الى التقدير وليس الجمع؟ مع ملاحظة ان الحمع سوف يستمر شهران؟ .. ثم هل الدعوى بخصوصية حديث الدجال تصح وتستقيم؟؟ ارجو ذكر اقوال العلم في هذا الباب لاهمية الموضوع.
وبارك الله فيكم
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[29 - 05 - 07, 10:32 م]ـ
يرفع للتذكير
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[30 - 05 - 07, 08:29 ص]ـ
؟؟؟(78/440)
هل يجوز أن أؤثر والدي على نفسي في الحج؟
ـ[محمد عبد العزيز]ــــــــ[29 - 05 - 07, 12:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سؤال لأهل الخير:
لم يسبق لي الحج ولا لأحد من والدي، ثم وسع الله علي ببعض المال، فهل يجب أن أحج أنا أولا، أم يجوز أن أعطي المال لوالدي ليحجوا هم به؟
مع العلم أنني شاب في مقتبل العمر.
أفتوني أثابكم الله
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 01:44 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
وبعد:
فما دام المال لا يكفي إلا لشخصٍ واحد فالواجب عليك أن تحج به عن نفسك ,ووالداك ما داما لا يجدان مالاً للحج فليسا مستطيعين ولا يكلف الله نفساً إلا وسعها, ومثل هذه المسائل لا يدخلها الإيثار لماذا .. ؟
لأن الوجوب حين وجدت أنت المال واستطعت الأداء تعلق بذمتك أنت وبقيت ذمة والديك خالية منه كما كانت في السابق , وليس لك الحق أن تخلي ذمتك وقد اشتغلت بهذا الركن العظيم من أركان الإسلام, والفقهاء رحمة الله عليهم يذكرون نظائر لمثل هذه المسألة , منها:
إذا اجتمع جنب وميت وحائض معهم ماء لأحدهم, فهل يجوز لصاحب هذا الماء أن يؤثر به الآخر كأن يكون الماء للحائض وتؤثر به الجنب أو الميت .. ؟
قالوا: لا يحل ذلك لأن الوجوب المتعلق باستعمال الماء انشغلت به ذمة واجده ولا زالت ذمة غيره خالية منه , لكن إن فعل وأعطى الماء لغيره ,تصح طهارة غيره ويأثم هو, والله تعالى أعلم ..
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 02:16 م]ـ
وبقي أن أشير إلى أن الإيثار أنواع , منه الواجب ومنه المستحب ومنه المكروه ومنه المحرَّم
فالواجب مثلاً: إذا أتيت أنت ووالدك للصف الأول ولا يسع إلا أحدكما ففي هذه الحالة اجتمع عندك نفلٌ وهو الصلاة في الصف الأول وفرضٌ وهو بر أبيك والإحسان إليه , فتقدمه على نفسك براً به ويكون أجرك أعظم مما لو صليت أنت في الصف, لكن مسألة الحج ليست مثل هذه لأن الحج اجتمع عند فيها ركن من أركان الإسلام وحق لله تعالى مع رغبتك في بر والديك وإكرامهما , فتقدم حج نفسك على حج والديك.
والمستحب كأن تؤثر أخاك المسلم بلبس أو دابة أو مسكن أو بنفع دنيوي يعود عليه مع حاجتك أنت له , كمن يجد مركبا في الحج ويرى أخاه راجلاً فيؤثره ويمشي هو على قدميه.
والمكروه أن تؤثر أحداً في قربة إلى الله كالصف الأول يكره لك أن تؤثر به أحداً غير الوالدين ,أو تقبيل الحجر الأسود ما لم يكن في حرصك عليه إيذاء لغيرك.
والمحرم أن تؤثر أحداً في الفرض عليك , فيما لو كان عندك ماء لغسل من جنابة أو وضوء لصلاة وتعطيه لغيرك , فهذا يحرم لأن الطهارة حق لله وليست حقا لنفسك كالمتاع والمركب وغيره
والفقهاء نصوا على أنْ لا إيثار في القُرَب وأنه مكروه , والله تعالى أعلم
ـ[محمد عبد العزيز]ــــــــ[29 - 05 - 07, 02:40 م]ـ
غفر الله لك، ورحم وآلديك ...(78/441)
حرمة دماء المسلمين
ـ[ماهر]ــــــــ[29 - 05 - 07, 03:07 م]ـ
حرمة دماء المسلمين
أخي المسلم الكريم: إياك إياك الوقوع في دماء المسلمين فإنَّ مما عُلِمَ من الدين بالضرورة وتواترتْ به الأدلة من الكتاب والسنة حُرمة دم المسلم؛ فإنَّ المسلم معصوم الدم والمال، لا تُرفعُ عنه هذه العصمة إلاّ بإحدى ثلاث؛ إذ يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((لا يَحلُّ دمُ امرىءٍ مسلم إلاّ بإحدى ثلاث: كَفَرَ بعدَ إسلامهِ، أو زَنَى بعد إحصانهِ، أو قَتَلَ نفساً بغير نفس)) (1)، وما عدا ذلك، فحرمة المسلم أعظم عند الله من حرمة الكعبة، بل من الدنيا أجمع. وفي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا)) (2) وهذا الحديث وحده يكفي لبيان عظيم حرمة دم المسلم، ثم تبصّر ماذا سيكون موقفك عند الله يوم القيامة إنْ أنت وقعت في دم حرام، نسأل الله السلامة.
قال ابن كثير عند تفسير قوله تعالى: ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) [النساء: 93]: (يقول الله تعالى: ليس لمؤمنٍ أنْ يقتل أخاه بوجه من الوجوه، وكما ثبت في الصحيحين (3) عن ابن مسعود: أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يحلُ دم امرىء مسلم يشهد أنْ لا إله إلا الله وأني رسول الله، إلا بإحدى ثلاث: النفس بالنفس، والثيب الزاني، والتارك لدينه المفارق للجماعة))، ثم إذا وقع في شيء من هذه الثلاث فليس لأحد من آحاد الرعية أنْ يقتله، وإنَّما ذلك إلى الإمام أو نائبه) (4). وقال ابن كثير في تفسير نفس الآية: (وهذا تهديد شديد ووعيد أكيد لمن تعاطى هذا الذنب العظيم الذي هو مقرون بالشرك بالله في غير ما آية في كتاب الله، حيث يقول الله سبحانه في سورة [الفرقان: 68]
((وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقّ)) الآية، وقال تعالى: ((قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً))
إلى أنْ قال: ((وَلا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ)) [الأنعام: 151]، والأحاديث في تحريم القتل كثيرة جداً)) (5): ((وعن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من جحد آية من القرآن، فقد حل ضرب عنقه، ومن قال: لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له وأن محمداً عبده ورسوله، فلا سبيل لأحد إلاّ أنْ يصيب حداً فيقام عليه)) (6).
وفي رواية عن أنس رضي الله عنه: ((فإذا شهدوا أنْ لا إله إلاّ الله وأنَّ محمداً رسول الله واستقبلوا قبلتنا وأكلوا ذبيحتنا وصلوا صلاتنا فقد حُرّمتْ علينا دماؤهم وأموالهم إلاّ بحقها، لهم ما للمسلمين وعليهم ما عليهم)) (7).
وعلى المسلم أنْ يقف كثيراً عند قوله تعالى: ((فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ)) [محمد: 22].
فانظر أخي المسلم إلى عظمة كلمة لا إله إلاّ الله محمد رسول الله، والحصن والأمان الذي تضفيه على صاحبها إلاّ باستثناءات ذُكرتْ آنفاً.
ومما لا بد من علمه أخي المسلم أن الله عز وجل لم يجعلْ عقوبةً بعد عقوبةِ الشرك بالله أشدَّ من عقوبة قتل المؤمن عمداً حيث يقول: ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) [النساء: 93]، وقد اختلف السلف في هذه الآية فذهب بعض الصحابة إلى أنَّ هذه الآية محكمةٌ وأنها آخر ما نزل على رسول الله صلى الله عليه وسلم، وممن ذهب إلى ذلك الإمام الحبر الصحابي الجليل وترجمان القرآن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما فعن سالم بن أبي الجعد عن ابن عباس أنَّ رجلاً أتاه فقال: أرأيتَ رجلاً قتل رجلاً متعمداً؟ قال: جزاؤه جهنم خالداً فيها وغضب الله عليه ولعنه وأعدّ له عذاباً عظيماً، قال: أُنزِلتْ في آخر ما نزل، ما نسخها شيءٌ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/442)
حتى قُبضَ رسولُ الله ?، قال: أرأيتَ إنْ تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى؟ قال: وأنى له التوبة، وقد سمعتُ رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((ثكلتْهُ أُمُه رجلٌ قتلَ رجلاً متعمداً يجيء يومَ القيامة آخذاً قاتله بيمينه أو بيساره وآخذاً رأسه بيمينه أو شماله تشخبُ أوداجه دماً في قبل العرش يقول: يا رب سَلْ عبدك فيم قتلني؟)) (8)، وفي الحديث الصحيح الذي يرويه النسائي في المجتبى (9) عن معاوية رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم - قال: سمعته يخطب - يقول: ((كلُّ ذنبٍ عسى اللهُ أنْ يغفره إلاّ الرجلُ يقتلُ المؤمنَ متعمداً أو الرجل يموتُ كافراً)) فأيُّ خطر هذا، وأي مهلكة يقدم عليها المرء ويجازف بها، حياةٌ لا ممات فيها وخلودٌ في مستقر لا تَقَرُّ به عينٌ ولا تُرفعُ به عقيرةٌ فخراً وزهواً، وغَضَبٌ من الله وعذابٌ عظيم وخزي في الدنيا والآخرة مع مكث ولبث طويلين لا يعلم أمدهما إلاّ الله جل في علاه نسأل الله السلامة لنا ولمن اتعظ واتّبع. ثم تبصّرْ أخي المسلم الكريم الحديث جيداً لتنظر كيف أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قد قرن بين قتل المؤمن والشرك بالله تعالى، وجعلهما مشتركين في استبعاد الغفران.
واعلم أخي المسلم أنَّ أول ما يُقضَى يوم القيامة بين العباد في الدماء ففي ذلك يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: ((أولُ ما يُحاسَبُ به العبدُ الصلاةُ، وأولُ ما يُقضَى بينَ الناسِ الدماءُ)) (10) وما ذلك إلا لعظم خطرها يوم القيامة فاستعد للموقف العظيم، والسؤال الصعب الذي ما بعده إلا جنة أو نار. وكل الذنوب يُرجَى معها العفو والصفح إلاّ الشرك، ومظالم العباد. ولا رَيبَ أنَّ سَفْكَ دماء المسلمين وهَتْكَ حرماتهم لَمِنْ أعظم المظالم في حق العباد، فعن عقبة بن عامر رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس من عبد يلقَى اللهَ لا يشرك به شيئاً، ولم يتند بدم حرام إلاّ دخل من أي أبواب الجنة
شاء)) (11) قوله: ولم يتند: أي لم يصب منه شيئاً أو لم ينل منه شيئاً ويقول الرسول الأعظم في حديث رواه البخاري في صحيحه (12): ((أبغض الناس إلى الله ثلاث: مُلْحِدٌ في الحَرَم، ومُبتغٍ في الإسلام سنة الجاهلية، ومطلب دم امرىء بغير حق ليهريق دمه)). وعن جندب رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((من سَمّعَ سَمّعَ اللهُ به يوم القيامة، قال: ومن يشاقق يشقق الله عليه يوم القيامة، فقالوا: أوصنا. فقال: إنَّ أول ما ينتن من الإنسان بطنه فمن استطاعَ أنْ لا يأكل إلاّ طيباً فليفعل، ومن استطاع أنْ لا يحال بينه وبين الجنة ملء كف منْ دم أهراقه فليفعل)) رواه البخاري (13). وعن عبادة بن الصامت رضي الله عنه عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم قال: ((من قتل مؤمناً فاغتبط (14) بقتله لم يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً)) (15).
وإياك إياك أخي المسلم أنْ تُضيع على نفسك فرصة النجاة فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال المؤمن في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ دماً حراماً)) (16) أخي المسلم الكريم، هل أنت على استعداد أنْ تفوّت على نفسك فرصة النجاة العظيمة من النار، وقد روى البخاري ومسلم (17) عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((ألا لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)). ثم اجعل دائماً أخي المسلم نُصْبَ عينيك أنَّ دماء المسلمين وأموالهم وأعراضهم محرمة من بعضهم على بعض، ولا تحل إلا بإذن الله ورسوله.
واعلم أخي المسلم: أنَّ ما أوردناه غيض من فيض وقليل من كثير فهو إشارات لكثير من العبارات التي وردت في الكتاب والسنة، تحث المسلمين على الورع والكف عن دماء إخوانهم، ولما سبق ذكره كان الصحب الكرام والتابعون لهم بإحسان أشد ما يكونون من الورع والوجل من أنْ يغمس أحدهم يده بمظلمة في حق مسلم، وكانوا كذلك رحمهم الله ورضي عنهم لشدة ما سمعوا ووعوا من كلام النبوة في التحذير من الانغماس في الفتن والشبهات والتزام النفس والبيت، وعدم الولوج في حرمات المسلمين حتى بالكلام، صوناً لهم عن التسبب في مظالم للمسلمين فضلاً عن الخوض فيها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/443)
قال أبو موسى الأشعري رضي الله عنه: ((إنَّ بعدكم فتناً القاعد خير من الساعي، حتى ذكر الراكب، فكونوا فيها أحلاس بيوتكم)) (18).
وعن جندب رضي الله عنه قال: ((ستكون فتن، فعليكم بالأرض، وليكن أحدكم حلس بيته؛ فإنه لا ينبجس لها أحدٌ إلاّ أَرْدَتْهُ)) (19).
وحينما اعتزل سعد بن مالك وعبدُ الله بن عمر رضي الله عنهم الفتنةَ قال علي رضي الله عنه: ((للهِ دَرُّ منزلٍ نَزلَه سعد بن مالك وعبد الله بن عمر، واللهِ إنْ كان ذنباً إنه لصغير مغفور، ولئن كان حسناً إنه لعظيم مشكور)) (20).
تذكّر أخي المسلم ما في الصحيحين (21) من حديث أبي بكرة نفيع بن الحارث رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار، قلت: يا رسول الله، هذا القاتل فما بال المقتول، قال: إنه كان حريصاً على قتل صاحبه)).
وفي الصحيحين (22) أيضاً من حديث الأحنف بن قيس قال: ذهبتُ لأنصر هذا الرجل – يعني: علي بن أبي طالب – فلقيني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ قلت: أنصر هذا الرجل، قال: ارجع فإني سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار …)) ثم ذكر بقية الحديث. وفي رواية أخرى للبخاري (23) عن الحسن قال: خرجتُ بسلاحي ليالي الفتنة فاستقبلني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ قلت: أريد نصرة ابن عم رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار))، وفي رواية لمسلم (24): ((إذا المسلمان حمل أحدهما على أخيه السلاح فهما على جرف جهنم، فإذا قتل أحدهما صاحبه دخلا جميعاً)) وهذا كله إذا كان القتل غير مأذون به شرعاً، وقد قصّ الله علينا في كتابه العظيم خبر أول حادثة قتل وقعت في تاريخ البشرية حين قتل أحد ابني آدم أخاه قتله ظلماً وبغياً وحسداً فقال تعالى: ((وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ ابْنَيْ آدَمَ بِالْحَقِّ إِذْ قَرَّبَا قُرْبَاناً فَتُقُبِّلَ مِنْ أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ قَالَ لأَقْتُلَنَّكَ قَالَ إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ)) [المائدة: 27] ومع إن هذا القاتل قد هدّد أخاه بالقتل وأكد ذلك بقوله: ((لأَقْتُلَنَّكَ)) فقد تلطّف معه لعله أنْ يرجع عن عزمه، وأخبره أيضاً أنه لن يمد يده ليقتله مهما هدده، بل إنه حتى ولو باشر عملية القتل فسيكف يده أيضاً خوفاً من الله رب العالمين، فقال له: ((لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي مَا أَنَا بِبَاسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ))
[المائدة: 28] ثم أخذ ينصح أخاه ويعظه لعله يرجع عما هَمَّ به، ومع كل هذا التلطف والنصح فلم ينفع ذلك أخاه، ولم يثنه عن عزمه على قتل أخيه. وكذلك الظلم والحقد والبغي والحسد كل ذلك يعمي القلب عن الحق، ويصم الأذن عن سماع الحق، فلا يزال القلب مُصِرّاً على المعصية والإثم والموبقة، والشيطان يدفعه إلى تلك المعصية، فالشيطان هو العدو الأول للإنسان فيدفعه إلى ذلك دفعاً، ويهوِّن عليه الأمر حتى إذا وقع فيها تخلى عنه الشيطان وتبرأ منه، ثم بعد ذلك تَظْلَمُّ عليه الدنيا وتضيق عليه الأرضُ بما رَحُبَتْ، قال تعالى: ((فَطَوَّعَتْ لَهُ نَفْسُهُ قَتْلَ أَخِيهِ فَقَتَلَهُ فَأَصْبَحَ مِنَ الْخَاسِرِينَ)) [المائدة: 30] ثم بعد ذلك ماذا حصل للقاتل؟ ندم على ذلك الفعل الشنيع، ولكن هل ينفع الندم على قتله؟ لا ينفع الندم؛ لأنَّ أخاه قد مات، ولن يرجع إلى الحياة الفانية، ثم ماذا يصنع هذا القاتل بعد جريمته تحيّر وبقي يحمله مدة طويلة. أولُ قتيل لا يدري ماذا يصنع به هل يحمله ويضعه في الماء أم هل يضعه فوق الجبال، أشكل عليه الأمرُ، فالأمر معضلة ومشكلة، لأنَّه أول حادثة قتل تحدث على الأرض. فأظهر القاتل ندمه على سوء فعلته وصنيعه فبعث الله غراباً يبحث في الأرض ليريه كيف يدفن أخاه حتى أراه الله كيف يدفن الغراب غراباً. وقد بيّن لنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنه ما من نفس تُقتل ظلماً منذ ذلك التاريخ وحتى آخر يوم من الدنيا إلا كان لهذا القاتل كفلٌ منها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/444)
؛ لأنه أول من سن القتل، وهذا شأن كل مَن سَنّ ضلالة أو دعا إلى ضلالة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة، وقد بيّن الله سبحانه في كتابه بعد أنْ ذكر قصة ابني آدم أنَّ جريمة القتل عظيمة، وأنَّ من قتل نفساً بغير نفس
أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعاً، ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعاً يقول الله تعالى: ((مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعاً)) [المائدة: 32] وهذا الحكم وإنْ كان ظاهره خاصاً ببني إسرائيل إلا إنه عام فينا وفيهم فقد سأل سليمانُ بنُ علي الحسنَ عن هذه الآية فقال: ((قلت للحسن: هذه الآية لنا يا أبا سعيد كما كانت لبني إسرائيل فقال: والذي لا إله غيره كما كانت لبني إسرائيل وما جعل دماء بني إسرائيل أكرم على الله من دماءنا)) (25).
أخي المسلم الكريم، إنَّ الله تبارك وتعالى قد نهى عن قتل النفس بغير الحق في كتابه الكريم، وأثنى عز وجل على الذين يجتنبون هذه الجريمة العظيمة، وقد توعّد سبحانه من يفعلها باللعنة والغضب والعذاب العظيم والخلود في نار جهنم فقال تعالى: ((وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِناً مُتَعَمِّداً فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِداً فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَاباً عَظِيماً)) [النساء: 93].
فاستحضر أخي المسلم هذا التهديد العظيم وهذا الوعيد الكبير فأيُّ تهديدٍ بعد هذا وأيُّ وعيد بعد هذا الوعيد كل ذلك؛ لأنَّ المسلم له مكانة عند الله تعالى. ودم المسلم هو أغلى الدماء التي يجب أنْ تُصانَ، وأن يُغضَب لإراقتها.
أخي المسلم الكريم قد بيّن الله سبحانه وتعالى حرمة المسلم ومكانته عند الله تعالى فقد صحّ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله
من زوال الدنيا)) (26) وفي رواية أخرى: ((لزوال الدنيا أهون على الله من قتل رجل مسلمٍ)) (27).
وفي حديث آخر: ((لزوال الدنيا أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق)) (28) فهذه مكانة المسلم عند الله تعالى فتدبّر أيها القاتل ماذا تصنع بفعلتك؟!!
فلزوال الدنيا كلها أهون من قتل رجل مؤمن بغير حق، زوال الدنيا بأموالها ومزارعها ومصارفها ومصانعها وتجاراتها وبناياتها ودولها وأحلافها، وكل ما فيها أهون عند الله من قتل مؤمن بغير حق. بل المسلم له حرمة حتى بعد موته فقد نهى النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم عن كسر عظم الميت، وأخبر أنَّ عظم الميت إذا كُسر فكأنما كُسر وهو حيٌّ، فقد صحّ عن السيدة عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إنَّ كسر عظم المؤمن ميتاً مثل كسره حياً)) (29).
أخي المسلم الكريم، إنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قد حذّر أمته أشد التحذير من هذه الجريمة فقال: ((سباب المسلم فسوقٌ وقتاله كفر)) (30) وقال: ((لا ترجعوا بعدي كفاراً يضرب بعضكم رقاب بعض)) (31) وبيّن أنَّ هذه الجريمة من السبع الموبقات المهلكات فقد قال:
((اجتنبوا السبع الموبقات: الشرك بالله والسحر وقتل النفس التي حرم الله إلا
بالحق وأكل الربا وأكل مال اليتيم والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات)) (32) وقال أيضاً: ((أكبر الكبائر: الإشراك بالله وقتل النفس وعقوق الوالدين وقول الزور)) (33). وروى النسائي (34) من حديث أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((من جاء يعبد الله ولا يشرك به شيئاً، ويقيم الصلاة، ويؤتي الزكاة، ويصوم رمضان، ويجتنب الكبائر كان له الجنة)) فسألوه عن الكبائر فقال: ((الإشراك بالله وقتل النفس المسلمة والفرار يوم الزحف)).
وروي عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((من قتل مؤمناً فاغتبط بقتله (يعني سره ذلك وفرح به) لن يقبل الله منه صرفاً ولا عدلاً)) (35).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/445)
وقاتل المسلم مهما فرَّ في هذه الدنيا، فإنَّه لن يفلت يوم القيامة، ولن يتركه المقتول يوم القيامة، فقد صحَّ عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يجيء الرجل آخذاً بيد الرجل فيقول: يا رب هذا قتلني فيقول له: لما قتلته؟ فيقول: لتكون العزة لك فيقول: فإنها لي، ويجيء الرجل آخذاً بيد الرجل فيقول: يا رب، إنَّ هذا قتلني فيقول الله: لما قتلته؟ فيقول: لتكون العزة لفلان فيقول الله تعالى: ((إنها ليس لفلان فيبوء بإثمه)))) (36) وفي رواية للنسائي (37) أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((يجيء المقتول بقاتله يوم القيامة فيقول: سَلْ هذا فيم قتلني؟)) فهذا هو الحساب وهو أشد أنواع الحساب فهو ليس تحقيقاً دنيوياً يستطيع به بعضهم أن يتخلص ببعض من يكون للخائنين ظهيراً.
فاحذر أخي المسلم كل الحذر أنْ تقع في دم حرام فتقتل أحداً من أجل فلان أو مُلْكِ فلان أو إمارة فلان، فإنهم لن ينفعوك شيئاً عند الله، ولن يدفعوا عنك شيئاً من عذاب الله. وروى النسائي (38) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت نبيكم صلى الله عليه وسلم يقول: ((يجيء المقتول متعلقاً بالقاتل تشخب أوداجه دماً فيقول: أي رب سَلْ هذا فيم قتلني؟)) وعند ابن ماجه (39) والترمذي (40) عن ابن عباس رضي الله عنهما أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال:
((يجيء المقتول بالقاتل يوم القيامة ناصيته ورأسه بيده، وأوداجه تشخب دماً فيقول: يا رب سَلْ هذا فيم قتلني؟ حتى يدنيه من العرش)).
إذن احذر أخي المسلم أنْ يكون لك أحدٌ بالمرصاد يوم القيامة فإنَّ من تقتله في الدنيا لن يتركك في الآخرة، بل هو لك بالمرصاد. والله سبحانه وتعالى لما جعل للنفس المسلمة هذه الحصانة الكبيرة؛ ذلك لأنَّ نفس المسلم لها مكانة وحرمة، فليس أحد يملكها أو يملك إزهاقها، بل إنَّ ذلك ممنوع غاية المنع، ولا يجوز إلا بإذن من الله تبارك وتعالى وإذن رسوله صلى الله عليه وسلم.
بل حتى نفسك التي بين جنبيك لا تملكها أنت ولا يحل لك إزهاقها؛ ولهذا جاء الوعيد الشديد فيمن يقتل نفسه متعمداً؛ ففي الصحيحين (41) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((من تَردَّى من جبل فقتل نفسه فهو في نار جهنم يَتردّى فيها خالداً مُخلَّداً فيها أبداً، ومن تَحسَّى سُماً فقتل نفسه فَسُمُّه في يده يتحسَّاهُ في نار جهنم خالداً مُخلّداً فيها أبداً، ومن قتلَ نفسَه بحديدة فحديدته في يده يتوجأ بها في نار جهنم خالداً مُخلّداً فيها أبداً)). وروى البخاري (42) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم
قال: ((والذي يخنق نفسه يخنقها في النار، والذي يطعن نفسه يطعن نفسه في النار، والذي يقتحم يقتحم في النار)). وفي الصحيحين (43) من حديث ثابت بن الضحاك رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من حلف على ملة غير الإسلام فهو كما قال، وليس على ابن آدم نذر فيما لا يملك ومن قتل نفسه بشيء في الدنيا عُذِّبَ به يوم القيامة، ومن لعن مؤمناً فهو كقتله، ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقتله)). ولفظ جامع الترمذي (44):
((ليس على المرء نذر فيما لا يملك، ولاَعِنُ المؤمن كقاتله، ومن قذف مؤمناً بكفر فهو كقاتله، ومن قتل نفسه بشيء عُذِّبَ بما قتل به نفسه يوم القيامة)).
فتنبه أخي المسلم الكريم دائماً بأنَّ مسألة قتل النفس بغير حق من الأمور الخطيرة التي تضيّق على من ارتكبها الدنيا بما فيها، فمجرد أنْ يقع المسلم في هذه الجريمة تضيق عليه الأرض وتضيق عليه نفسه لذا قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((لن يزال المسلم في فسحة من دينه ما لم يُصِبْ نفساً حراماً)) (45) وفي رواية لأبي داود (46) عن أبي الدرداء رضي الله عنه أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لا يزال المؤمن مُعنقاً (والمعنق هو طويل العنق الذي له سوابق بالخير) ما لم يُصِبْ دماً حراماً … .. )) وروى البخاري (47) من حديث عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إنَّ من ورطات الأمور التي لا مخرج لمن أوقع نفسه فيها سفك الدم الحرام بغير حلة)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/446)
ونبينا الأكرم صلى الله عليه وسلم قد بيّن لنا فضل من خرج من الدنيا ولم يتلطخ بدم المسلم فقال: ((من لقي الله لا يشرك به شيئاً لم يتند بدم حرام دخل الجنة)) (48). فهنيئاً لمن خرج من الدنيا ولم يتلطخ بدم مسلم، وهنيئاً لمن خرج من الدنيا ولم يحمل مسلماً على ظهره يأتي به يوم القيامة، هنيئاً لمن خرج من الدنيا وقد سلم المسلمون من لسانه ويده، هنيئاً لمن فارق الدنيا ولم يقترف جريمة يسفك بها دم مسلم.
تذكّر أخي المسلم وصية النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم لأصحابه: ((إنَّ أول ما ينتن من الإنسان بطنه، فمن استطاع أنْ لا يأكل إلا طيباً فليفعل، ومن استطاع أنْ لا يحال بينه وبين الجنة بملء كف من دم أهراقه فليفعل)) (49).
فاحذر أخي المسلم كل الحذر أنْ يحول بينك وبين الجنة ملء كف من دم تهريقه بغير حقه.
واعلم أخي المسلم الكريم أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم كان يحذِّر أمته من الأمور التي تدعو الإنسان إلى أنْ يقتل مسلماً أو أنْ يجرح مسلماً، ومن ذلك أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم نهى أنْ يمر المسلم،
ومعه السهام في أسواق المسلمين، أو في مساجد المسلمين، أو في أي مكان من أماكن تجمعهم، إلا أن يكون النصل مغطىً حتى لا يجرح به مسلماً، وهو لا يشعر. فقد صحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنَّه قال: ((إذا مَرَّ أحدكم بمسجدنا أو في سوقنا، ومعه نبل فليمسك عن نصالها بكفه، لا يعقر مسلماً)) (50) ومن تلك الأمور التي حذّر منها النبي صلى الله عليه وسلم أنَّه نهى عن الإشارة إلى المسلم بأي شيء يحتمل أنْ يقتله أو يجرحه، نهى عن ذلك وأخبر أنّ من فعل ذلك فأنَّه ربما نال اللعنة والوعيد الشديد؛ لذلك قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: ((لا يُشِرْ أحدُكم على أخيه بالسلاح؛ فإنَّه لا يدري لعل الشيطان ينزع يده فيقع في حفرة من النار)) (51).
وصحّ أنَّه صلى الله عليه وسلم قال: ((من أشار إلى أخيه بحديدة فإنَّ الملائكة تلعنه، وإنْ كان أخاه لأبيه وأمه)) (52). وصحّ أنَّه صلى الله عليه وسلم نهى أنْ يُتعاطَى السيف مسلولاً (53)، وكل هذا الاحتراز لشدة حرمة المسلم على المسلم؛ فنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن ذلك خشية أنْ يكون هناك خطأ فيقع السيف ويجرحك أو يؤذيك أو يقع على أخيك، وإذا كان ذلك في الأسلحة القديمة فهو في الأسلحة الحديثة أشد تأكيداً؛ لأنَّ الضرر أعظم، والخطر أكبر، والعلة تدور مع الحكم وجوداً وعدماً. ومن الأمور التي يستفاد منها خطورة أمر دماء المسلمين، هو أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم حذّر من الدخول في الفتن، وما ذلك إلا لأن لا يقع المسلم في دماء المسلمين؛ لخطورة الأمر وشدته، فالفتن مظنة لأنْ يكون هناك قاتل ومقتول، فالفتن إذا سعرت وابتدأت صعب على الناس إطفاؤها. فنبينا صلوات الله وسلامه عليه قد حذّر أمته من الفتن، وبيّن أنَّها ستحدث وستكون في هذه الأمة فقد صحّ أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي من تَشرّف لها تستشرفه، ومن وجد فيها ملجئاً أو معاذاً فليعذ به)) (54) هكذا بيّن لنا النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ المخلَص من الفتن أنْ يهرب منها المسلم قدر الاستطاعة.
فاحذر أخي المسلم من الوقوع في الفتن، فالفتنةُ قد تُريكَ الحقَ باطلاً والباطلَ حقاً. وقد تعميك وتصمك وأنت لا تشعر، وقد أخبر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنَّ الفتن ستقع في أمته فقال:
((إذا وضع السيف في أمتي لم يرتفع عنها إلى يوم القيامة)) (55) وأخبر النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم أنه ستأتي فتن في آخر الزمان يكثر فيها القتل وتكثر فيها الفتن حتى أنه من شدة الفتن يمر الرجل على القبر ويتمرّغ عليه ويقول: يا ليتني صاحب هذا القبر، من شدة ما يرى من الفتن والأمور العظيمة؛ ففي الصحيحين (56) من حديث أبي هريرة أنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم قال: ((لا تقوم الساعة حتى يمر الرجل بالقبر فيقول: يا ليتني مكانه)) وقال أيضاً: ((والذي نفسي بيده ليأتينَّ على الناس زمانٌ لا يدري القاتلُ في أيِّ شيءٍ قَتَلَ، ولا يدري المقتولُ على أيِّ شيءٍ قُتِلَ)) (57) وفي رواية لمسلم: ((والذي نفسي بيده لا تذهب الدنيا حتى يأتي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/447)
على الناس يومٌ، لا يدري القاتل فيم قَتَلَ ولا المقتول فيم قُتِلَ، فقيل: كيف يكون ذلك؟ قال: الهرج القاتل والمقتول في النار)) (58). ونبينا صلى الله عليه وسلم حينما يذكر ذلك إنما يذكره ليحذرنا من أن نكون من أولئك أو من أن نشارك في سفك تلك الدماء أو أن نتلطخ فيها، أو أن نلقى الله بها، وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة أن النبي ? قال: ((يَتقاربُ الزمانُ ويُقبَضُ العلمُ ويُلقَى الشحُّ ويَكثرُ الهرجُ، فقيل: وما الهرجُ؟ قال: القتل)) (59) وقال أيضاً: ((إنَّ بين يدي الساعة لهرجاً))، قال: قلت: يا رسول الله ما الهرج؟ قال: ((القتل))، فقال بعض المسلمين: يا رسول الله، إنا نقتل الآن في العام الواحد من المشركين كذا وكذا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ليس بقتل المشركين، ولكن يقتل بعضكم بعضاً، حتى يقتل الرجل جاره وابن عمه وذا قرابته)) فقال بعض القوم: يا رسول الله، ومعنا عقولنا ذلك اليوم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا، تنزع عقول أكثر ذلك الزمان ويخلف له هباء من الناس لا عقول لهم)) (60).
فعلى المسلم أن يبتعد عن الفتن كل الابتعاد؛ لأنَّ النَّبيَّ صلى الله عليه وسلم أرشد أمته إذا أدركوا الفتن أو أحسوا بالفتن أنْ يبتعدوا عنها كل الابتعاد، وأنْ يهربوا منها كل الهرب؛ لأنَّ الفرار من الفتنة من الدين؛ لذا بوّب البخاري في صحيحه: باب من الدين الفرار من الفتن (61).
أخي المسلم الكريم، إنَّ المسلم ينبغي له أنْ يحذر من الدخول في الفتن، وأنْ يستعيذ بالله تعالى منها -فقد كان عمار بن ياسر يستعيذ من الفتن – وأنْ يحذر أنْ يشارك فيها بقول أو فعل أو رأي أو بغير ذلك؛ فإنَّ الفتن إذا صارت لم يسلم منها أحد إلا مَن رَحِمَ اللهُ.
هذا وبالله التوفيق وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسلمياً كثيراً.
.................................................. ...
(1) أخرجه: أبو داود (4502)، وابن ماجه (2533)، والترمذي (2158)، والنسائي 7/ 91 وفي الكبرى، له (3482) من حديث عثمان بن عفان رضي الله عنه.
(2) أخرجه: النسائي 7/ 82 وفي الكبرى، له (3448) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما.
(3) أخرجه: البخاري 9/ 6 (6878)، ومسلم 5/ 106 (1676) (25).
(4) تفسير ابن كثير: 514 و515.
(5) تفسير ابن كثير: 516.
(6) أخرجه: ابن ماجه (2539)، وابن عدي في " الكامل " 3/ 280.
(7) أخرجه: البخاري 1/ 109 (393).
(8) أخرجه: الحميدي (488)، وأحمد 1/ 240، وعبد بن حميد (680).
(9) 7/ 81 وفي " الكبرى "، له (3446).
(10) أخرجه: البخاري 9/ 3 (6864)، ومسلم 5/ 107 (1678) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
((دون الشطر الأول)).
(11) أخرجه: أحمد 4/ 148، وابن ماجه (2618)، والحاكم 4/ 351 - 352.
(12) 9/ 7 (6882) من حديث ابن عباس رضي الله عنهما.
(13) 9/ 80 (7152).
(14) هم الذين يقتلون في الفتنة، فيقتل أحدهم فيرى أنه على هدا ولا يستغفر الله منه أبداً. مسند الشاميين 2/ 266.
(15) أخرجه: أبو داود عقب (4270).
(16) أخرجه: البخاري 9/ 2 (6862).
(17) أخرجه: البخاري 1/ 41 (121)، ومسلم 1/ 58 (65) (118) من حديث جرير بن عبد الله رضي الله عنه.
(18) أخرجه: نعيم بن حماد في الفتن (489).
(19) أخرجه: نعيم بن حماد في الفتن (490).
(20) أخرجه: الطبراني في الكبير (319).
(21) البخاري 1/ 14 (31)، ومسلم 8/ 169 (2888) (14).
(22) سبق ذكره.
(23) 9/ 64 (7083).
(24) 8/ 170 (2888) (16).
(25) أخرجه: الطبري في " تفسيره " (9211)، وما تقدم من كلام عن هذه القصة اقتباس من محاضرة للشيخ فهد الحربي بعنوان القاتل والمقتول، جزاه الله خير الجزاء.
(26) سبق تخريجه.
(27) أخرجه: الترمذي (1395) بهذا اللفظ من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنه.
(28) أخرجه: ابن ماجه (2619) من حديث البراء بن عازب رضي الله عنه.
(29) أخرجه: بهذا اللفظ ابن الجارود (551) وأخرجه: أبو داود (3207)، وابن ماجه (1616) بلفظ: ((كسر عظم الميت ككسره حياً)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/448)
(30) أخرجه: البخاري 1/ 19 (48)، ومسلم 1/ 57 (64) (116) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(31) سبق تخريجه.
(32) أخرجه: البخاري 4/ 12 (2766)، ومسلم 1/ 64 (89) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(33) أخرجه: البخاري 3/ 225 (2654)، ومسلم 1/ 64 (87) (143) من حديث أبي بكرة رضي الله عنه.
(34) 7/ 88 وفي الكبرى، له (3472).
(35) سبق تخريجه.
(36) أخرجه: النسائي 7/ 84 وفي الكبرى، له (3460) من حديث عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
(37) 7/ 84 وفي الكبرى، له (3461) من حديث جندب رضي الله عنه.
(38) 7/ 85 و8/ 63، وفي الكبرى، له (3462) و (7072).
(39) سنن ابن ماجه (2621).
(40) الجامع الكبير (3029).
(41) أخرجه: البخاري 7/ 181 (5778)، ومسلم 1/ 72 (109).
(42) 2/ 121 (1365).
(43) أخرجه: البخاري 8/ 18 (6047)، ومسلم 1/ 73 (110) (176).
(44) الجامع الكبير (1527).
(45) أخرجه: البخاري 9/ 2 (6862) من حديث ابن عمر رضي الله عنهما.
(46) سنن أبي داود (4270).
(47) 9/ 2 (6863).
(48) أخرجه: ابن ماجه (2618) من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه.
(49) سبق تخريجه.
(50) أخرجه: البخاري 1/ 122 (452)، ومسلم 8/ 33 (2615) (124) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه.
(51) أخرجه: البخاري 9/ 62 (7072)، ومسلم 8/ 34 (2617) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(52) أخرجه: مسلم 8/ 34 (2616) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(53) أخرجه: أبو داود (2588)، والترمذي (2163) من حديث جابر رضي الله عنه.
(54) أخرجه: البخاري 4/ 241 (3601)، ومسلم 8/ 168 (2886) (10) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(55) أخرجه: الترمذي (2202) من حديث ثوبان رضي الله عنه.
(56) البخاري 9/ 73 (5117)، ومسلم 8/ 182 (157) (53).
(57) أخرجه: مسلم 8/ 183 (2908) (55) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(58) أخرجه: مسلم 8/ 183 (2908) (56) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(59) أخرجه: البخاري 8/ 17 (6037)، ومسلم 8/ 59 (157) (11) من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
(60) أخرجه: ابن ماجه (3959) من حديث أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، وهو حديث صحيح.
(61) صحيح البخاري 1/ 11.
ـ[حارث الدليمي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 05:49 م]ـ
والله ان المرء ليفرح عندما يرى ويقرا لشيخ من بلاد الرافدين
زادك الله علما وفهما
اتمنى ان تكون ذخرا لدولة الاسلام في العراق
ـ[ماهر]ــــــــ[19 - 06 - 07, 05:49 م]ـ
حرمة دماء المسلمين
http://www.saaid.net/ahdath/77.htm
للعبد الفقير
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[19 - 06 - 07, 08:57 م]ـ
بارك الله فيك ..
إننا نقتل المسلمين بسكوتنا عن المجازر والانتهاكات ..
حسبي الله ونعم الوكيل
ـ[ماهر]ــــــــ[19 - 06 - 07, 10:37 م]ـ
أحسنت
فلا بد للمسلم من موقف يعتذر به إلى الله يوم القيامة
ـ[بن نصار]ــــــــ[19 - 06 - 07, 11:05 م]ـ
نفع الله بك أخي ماهر. .
ـ[ماهر]ــــــــ[23 - 11 - 07, 01:41 م]ـ
جزاكم الله كل خير
ـ[أبو أسامه المهاجر]ــــــــ[25 - 11 - 07, 10:15 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي ماهر
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[25 - 11 - 07, 02:25 م]ـ
أثابكم الله شيخنا الكريم ...
ـ[ماهر]ــــــــ[26 - 11 - 07, 08:37 ص]ـ
أجزل الله لكم الثواب وأدخلكم الجنة بغير حساب وجمعنا ووالدينا وإياكم في الفردوس الأعلى.
ـ[عبد الباسط الفلسطيني]ــــــــ[26 - 11 - 07, 01:46 م]ـ
ألا ياليت قومي يعلمون ويعملون بما يعلمون فما زالت دماؤهم تراق بأيديهم فقط لأن بعضهم يخالف بعضا في الإنتساب إلى الطاغوت العصري (الحزب)
ـ[أبو عمر الناصر]ــــــــ[26 - 11 - 07, 02:47 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[ماهر]ــــــــ[25 - 12 - 07, 07:22 م]ـ
وأنتم جزاكم الله كل خير ونفع بكم وزادكم من فضله.(78/449)
فتوى لمفتي مصر ان الصحابه يتبركون ببول النبي
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 04:24 م]ـ
افتى المفتي العام لمصر بأن الصحابه كانو يتبركون ببول النبي
فهل لهذه الفتوى مستند شرعي ودليل وهل قال بهذه الفتوى احد قبل مفتي مصر علي جمعه
وما الصحيح في هذه المسئله مع الدليل بارك الله فيكم
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 10:37 م]ـ
ولعل هناك سؤال يطرح ايضن هل بول المصطفى صلى الله عليه وسلم نجس ام طاهر
بارك الله فيكم نريد بحث هذه المسئله
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[30 - 05 - 07, 01:17 ص]ـ
مقاله بجريدة السياسيه
ــــــــــ
علماء الأزهر يرفضون حديث مفتي مصر عن تبرك الصحابة بشرب "بول" النبي
القاهرة ¯ الوكالات: أثارت مجموعة فتاوى أصدرها مفتي مصر الشيخ علي جمعة جدلا بين رجال الأزهر وخاصة تأكيده على أن الصحابة كانوا يتبركون بشرب "بول" النبي محمد صلى الله عليه وسلم وإجازته تقبيل ضريح الإمام الحسين والتبرك به.
وقال الدكتور عبد الله سلامة نصر أستاذ الحديث في الجامعة العالمية في إسلام آباد ردا على فتاوى جمعة التي جاءت في كتاب "الدين والحياة .. الفتاوى العصرية اليومية": لم أقرأ مطلقا في نص أحاديث الرسول أو السنة النبوية المطهرة أن الصحابة كانوا يتبركون ب¯ "بول" النبي صلى الله عليه وسلم, وأن أم أيمن شربته فعلياً, لأن هذا يخالف أيضا العقل والمنطق".
وتساءل نصر حسب ماجاء في صحيفة "المصري اليوم" هل كان النبي يتبول أمام الصحابة حتى يأخذوا "بوله" ليشربوه? الرسول لا يرضى مطلقا بذلك ولا يقبله لأن "بول" الإنسان نجس, وإذا مس جلد المسلم أو ثيابه يجب أن يتطهر منه, فكيف يشربه?
كما انتقد نصر فتوى جمعة بإباحة تقبيل ضريح الإمام الحسين وقال "لا يجوز شرعاً تقبيل ضريح الرسول صلى الله عليه وسلم فكيف نقبل ضريح الإمام الحسين, وعندما مر سيدنا عمر بن الخطاب بالحجر الأسود وقبله قال: لولا أنني رأيت رسول الله يقبلك ما قبلتك".
وأشار نصر إلى أن قيام العديد من المصريين بتقبيل ضريح الإمام الحسين وأولياء الله يعد من قبيل الجهالة المخربة التي تمر على الناس في أزمنة معينة, وتعد كفراً وشركاًَ بالله تعالى".
ومن جانبه, أعرب الشيخ عبد الحميد الأطرش رئيس لجنة الفتوى بالأزهر عن استغرابه الشديد لفتوى جمعة بتبرك الصحابة ب¯ "بول" الرسول , مؤكدا أنه لم ير مطلقا هذا الحديث, وأنه ربما يكون ضعيفاً أو موضوعاً.
وأضاف "إذا كان تقبيل ضريح النبي غير جائز فما بالنا بأضرحة أولياء الله وآل البيت".
وقال الشيخ علي أبو الحسن مستشار شيخ الأزهر لشؤون الفتوى "إن الصحابة كانوا يتبركون بما بقي من ماء بعد شرب النبي وليس بوله".
وأضاف "لم نسمع مطلقا عن تبرك الصحابة ب¯» بول «النبي فقد كانوا يتبركون بكل شيء, ولكن ليس من بينها البول".
الرابط للمقاله
http://www.alseyassah.com/alseyassah...33&snapt (http://www.alseyassah.com/alseyassah...33&snapt= الأول)
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[30 - 05 - 07, 02:10 م]ـ
رقم الفتوى: 3034
عنوان الفتوى: شرب بول النبي صلى الله عليه وسلم ودمه كان بغير إذنه
تاريخ الفتوى: 12 ربيع الثاني 1422/ 04 - 07 - 2001
السؤال
سمعت بحديث نبوي غريب علي، وهو: أن هناك صحابيًا شرب دم أو بول النبي عليه السلام. فهل هذا صحيح؟ الرجاء الرد بسرعة. وجزاكم الله ألف خير.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم أما بعد:
فروى الدارقطني في سننه والحاكم في مستدركه عن عامر بن عبد الله بن الزبير أن أباه عبد الله حدثه أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحتجم فلما فرغ قال: "يا عبد الله اذهب بهذا الدم فأهرقه حيث لا يراه أحد فلما برزت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم عمدت إلى الدم فحسوته فلما رجعت إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال: "ما صنعت يا عبد الله؟ " قال: جعلته في مكان ظننت أنه خافٍ على الناس، قال:" فلعلك شربته؟ " قال: نعم، قال: " ومن أمرك أن تشرب الدم، ويل لك من الناس وويل للناس منك". وفي رواية: " لا تمسك النار ومسح على رأسه ". والحديث رواه البزار في مسنده وأبو يعلى كما في المطالب العالية وأبو نعم في الحلية والبيهقي في سننه، وقال البيهقي في مجمع الزوائد: ورجال البزار رجال الصحيح غير حنيد بن القاسم وهو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/450)
ثقة، وحسن البوصيري إسناده. وروى البيهيقي في سننه عن أميمة بنت رقيقة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره فبال فوضع تحت سريره فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدمه لأم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: "أين البول الذي كان في القدح؟ "، قالت:شربته يا رسول الله، وفي رواية عبد الرزاق عن ابن جريج مثله وفيه قال:" صحة يا أم يوسف". وكانت تكنى أم يوسف، فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه، وروى نحوه الحاكم والدارقطني والطبراني وأبو نعيم. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=3034
وهذا حكم الالباني على الحديث في السلسلة الضعيفة
" صحة با أم يوسف! قاله لما شربت بوله ".
قال الألباني في " السلسلة الضعيفة و الموضوعة " (3/ 329):
ضعيف
قال في " المواهب اللدنية " (4/ 231) بشرح الزرقاني):
" و عن ابن جريج قال: أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من
عيدان ثم يوضع تحت سريره، فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء، فقال لامرأة يقال لها
: بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: أين البول الذي كان في
القدح؟ قالت: شربته، قال: صحة يا أم يوسف! فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي
ماتت فيه. رواه عبد الرزاق في " مصنفه ". و رواه أبو داود متصلا عن ابن جريج
عن حكيمة عن أمها أميمة بنت رقيقة ".
قلت: إنما روى أبو داود منه أوله دون قوله: فجاء إلخ. و سنده موصول حسن،
و لذلك أوردته في " صحيح سنن أبي داود " (رقم 19)، و قد أخرجه بتمامه موصولا
البيهقي في " سننه " (7/ 67) لكن ليس عنده: " صحة .. إلخ " و كذلك أورده
الهيثمي في " المجمع " (8/ 271)، و زاد بدلها: " فقال النبي صلى الله عليه
وسلم: لقد احتظرت من النار بحظار " و قال:
" رواه الطبراني و رجاله رجال الصحيح غير عبد الله بن أحمد بن حنبل و حكيمة
و كلاهما ثقة ".
و هو في " كبير الطبراني " (24/ 205/527).
قلت: فدل هذا على ضعف هذه الزيادة: " صحة " ; لشذوذها و إرسالها
http://islamport.com/b/3/alhadeeth/albani/%df%ca%c8%20%c7%e1%c3%e1%c8%c7%e4%ed/%c7%e1%d3%e1%d3%e1%c9%20%c7%e1%d6%da%ed%dd%c9/%c7%e1%d3%e1%d3%e1%c9%20%c7%e1%d6%da%ed%dd%c9%2002 3.html(78/451)
مهمات من (لا إله الا الله شروطها ... ) لفضيلةالشيخ د. العبد اللطيف
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[29 - 05 - 07, 10:17 م]ـ
*مهمات من (لا إله إلا الله معناها شروطها) للشيخ
د عبدالعزيزالعبداللطيف
1) ظهر الشيخ محمد بن عبد الوهاب، في زمان كان الانحراف في قضية توحيد العبادة ,كالاستغاثة بغير الله ونحو ذلك، لكن نحن الآن في زمان،وجد هذا الانحراف الذي تكلم عنه الشيخ،ووجد انحراف آخر،مثله،إن لم يكن اشد، وهذا الانحراف في قضية الحاكمية، نجد في هذا الزمان الكثير من الطواغيت الذين ينازعون الله تعالى، بل نازعوا الله تعالى ... في حق التحليل والتحريم.
2) يقول أئمة الدعوة: (صفة الكفر بالطاغوت:اعتقاد بطلان عبادة غير الله تعالى، وتركها وبغضها،وتكفير أهلها ومعاداتهم).
3) عند الحديث على (شروط لا إله إلا الله) لا بد من التنبيه على أمرين:
1 - من أين أخذت،هذه الشروط؟
-أخذها العلماء من خلال التتبع والاستقراء لنصوص الكتاب والسنة.
* ويمكن أن نقول بعبارة أخرى: أن العلماء عندما نظروا إلى نصوص (لا إله إلا الله) وجدوا نصوص مطلقة،ونصوص مقيدة، فحملوا المطلق على المقيد.
2 - أن هذه الشروط، ليس المراد حفظها فقط،بل العمل بها.
* يقول حافظ حكمي: ( ... فكم من عامي اجتمعت فيه (أي هذه الشروط) و ألتزمها ولو قيل له: اعددها،لم يحسن ذلك، وكم من حافظ لألفاظها، يجري فيها كالسهم، وتراه يقع كثيرا فيما يناقضها،والتوفيق بيد الله تعالى ... ) معا رج القبول (1/ 377)
4) يقول بعضهم (في شرط الصدق) الصدق المنافي للكذب، والصحيح: الصدق المنافي للنفاق.
5) شرط الإخلاص: هو الفارق بين الموحد والمشرك، وشرط الصدق هو الفارق بين المؤمن والمنافق.
6) يقول ابن القيم: (اعلم أن الإصرار على المعصية، يوجب خوف القلب من غير الله تعالى،ورجاءه لغير الله تعالى, وحبه لغير الله تعالى،وذله لغير الله تعالى، وتوكل على غير الله تعالى، ما يصير به منغمساً في بحار الشرك، والحاكم في هذا: (ما يعلمه الإنسان من نفسه إن كان له عقل فإن ذل المعصية، لابد أن يقدم بالقلب فيورثه خوفاً من غير الله تعالى).
7) البعض يظن أن (نواقض الإسلام) للإمام محمد بن عبد الوهاب، المراد بها الحصر .. وليس المراد بها هذا أبداً، ففي كل زمان تأتي نو اقض لم تكن موجودة في العصور السابقة، وإنما اقتصر عليه الشيخ:
1) لكثرة الواقعين فيها.
2) لشمولها، فتجد أن الناقض يتدرج فيه عدة صور وأمثلة.
3) أنها على سبيل العموم وفي الجملة: هي محل إ تفاق بين أهل العلم.
وإلى الملتقى وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 01:56 م]ـ
بارك الله فيك , وفي الشيخ الدكتور عبدالعزيز.ورفع الله قدره.
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 02:37 م]ـ
وفيك الله بارك أخي عبد الرحمن ...
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[01 - 06 - 07, 06:59 م]ـ
يمنع بعض العلماء هذه التسمية (العبد اللطيف)
لأن الاسم يتغير معناه فيصبح اللطيف وصفاً للعبد
والصحيح ان يكون العبد عبداً للطيف ...
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[01 - 06 - 07, 07:20 م]ـ
يمنع بعض العلماء هذه التسمية (العبد اللطيف)
لأن الاسم يتغير معناه فيصبح اللطيف وصفاً للعبد
والصحيح ان يكون العبد عبداً للطيف ...
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 11:40 م]ـ
جزاك الله خير اخي .. (ابودانية) .. اسأل الله ان ينفع بك ...
وقد سألت الشيخ عنها فقال بمثل ماقلت ..(78/452)
سؤال عن العقيقة
ـ[أم البراء]ــــــــ[30 - 05 - 07, 04:01 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الافاضل
رزق ابن اخي بمولود ويريد ان يعق عنه .. ولكن هو لا يتفرغ الا يوم الخميس .. فهل لا بد أن تكون العقيقة في 7 أو 14 أو 21 من تاريخ ولادة المولود؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[30 - 05 - 07, 05:26 ص]ـ
قال الإمام الترمذي بعد ان ساق حديث سمرة - وهو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كل غلام رهينة بعقيقته تذبح عنه يوم سابعه ويحلق ويسمى) -: [والعمل على هذا عند أهل العلم يستحبون أن يذبح عن الغلام العقيقة يوم السابع فإن لم يتهيأ يوم السابع فيوم الرابع عشر فإن لم يتهيأ عق عنه يوم إحدى وعشرين].
س: هل العقيقة فرض أم سنة مستحبة؟ وهل إذا تهاون الرجل في أدائها لمولوده وهو مستطيع آثم؟ وكم المدة التي يجب أن يتمم فيها؟ وإذا أخرها لمدة شهرين، أو شهر لعذر، أو بدون عذر جائز يؤديها؟
الجواب: العقيقة سنة مؤكدة عن الغلام شاتان تجزئ كل منهما أضحية، وعن الجارية شاة واحدة، وتذبح يوم السابع، وإذا أخرها عن السابع جاز ذبحها في أي وقت، ولا يأثم في تأخيرها، والأفضل تقديمها ما أمكن. وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد، وآله، وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عبد الله بن قعود ـ عبد الله بن غديان ـ عبد الرزاق عفيفي ـ عبد العزيز بن عبد الله بن باز.
س: هل يصح لو ذبح في عقيقة الغلام شاة ثم بعد شهر ذبح أخرى نظراً لبعض الظروف فهل يصح هذا الفعل؟
الجواب: هذا مبني على مسألة التأخير في العقيقة، فالسنة أن العقيقة تذبح في السابع يذبح عن المولود في سابعه هذه هي السنة، أما على القول بأنه إذا عجز كما في الرواية في حديث عائشة رضي الله عنها أن في الرابع عشر والحادي والعشرين. فهذا أخذ منه بعض العلماء أنه إذا ضاق عليه الأمر أو لم يتيسر له وجود الشاة وأخر أنه لا بأس عليه ولا حرج، خاصةً وأن النبي صلى الله عليه وسلم قال: [كُلُّ غُلَامٍ مُرْتَهَنٌ] فلما قال: [مُرْتَهَنٌ] رواه أحمد وابن ماجه وأبو داود والترمذي والنسائي. قالوا: هذا دين يُقضى فإذا عجز عنه في الأول قام به عند اليسار إذا سهلت له الأحوال وتيسرت فإنه يذبح ولا بأس عليه ولا حرج، وأما في الاختيار عند القدرة فلا، والله تعالى أعلم.
من فتاوى شيخنا محمد المختار الشنقيطي.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[30 - 05 - 07, 05:36 ص]ـ
ومن فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في نور على الدرب:
السائل ع. ج. ج. سوداني مقيم بليبيا يقول هل هناك زمن محدد لذبح العقيقة ثم متى يحلق شعر المولود مأجورين؟
فأجاب رحمه الله تعالى: شعر المولود يحلق في اليوم السابع إذا كان ذكرا وأما الأنثى فلا يحلق رأسها وإذا حلق شعر الرأس فإنه يتصدق بوزنه فضة كما جاء في الحديث وأما العقيقة فالأفضل أن تكون في اليوم السابع قال العلماء فإن فات اليوم السابع ففي اليوم الرابع عشر فإن فات ففي اليوم الحادي والعشرين فإن فات ففي أي وقت على أنه لا حرج أن يذبح العقيقة في اليوم السادس أو الخامس أو العاشر أو الثاني عشر لكن هذه أوقات مفضلة فقط وهي ثلاثة السابع والرابع عشر والحادي والعشرين.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 12:19 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ما هي السنة في الختان؟ و متى يتم؟
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 05:56 م]ـ
سألتكم عن الختان و الإجابة عنه في الرابط الآتي:
وقت الختان ( http://www.islam-qa.com/index.php?ref=14624&ln=ara&txt=%D8%A7%D9%84%D8%AE%D8%AA%D8%A7%D9%86)
ـ[أم البراء]ــــــــ[31 - 05 - 07, 12:12 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(78/453)
سؤال عن قول (ما شاء الله لا قوة الا بالله)
ـ[أم البراء]ــــــــ[30 - 05 - 07, 04:21 ص]ـ
ذكرت لي احدى الأخوات ان المسلم اذا أعجبه شيء في نفسه وخشي من العين فليقل (ماشاء الله لا قوة الا بالله) مستدلة بقوله تعالى: (ولولا إذ دخلت جنتك قلت ما شاء الله لا قوة إلا بالله)
أما لو أعجبه غيره فيقول: تبارك الله.
هل هذا صحيح؟
فالمتعارف بين الناس أنهم إذا أعجبهم شيء قالوا ماشاء الله من غير تفريق بين ما إذا كان هذا الشيء لنفسه أو لغيره.
ـ[أم البراء]ــــــــ[11 - 06 - 07, 06:56 ص]ـ
؟؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 06 - 07, 07:19 ص]ـ
http://saaid.net/Doat/ehsan/114.htm
ـ[أبو معاذ اليمني]ــــــــ[11 - 06 - 07, 06:45 م]ـ
هل يعني أنه يقول تبارك الله
أحسن الله إليكم ونفع بكم أبا طارق
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 06 - 07, 07:11 م]ـ
" فليبرِّك "
يدعو بالبركة
ويقول:
اللهم بارك فيه
وهكذا
جزاك الله خيراً
ـ[أم البراء]ــــــــ[12 - 06 - 07, 03:25 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ احسان
ولكن جاء في تفسير القرطبي
قَالَ أَشْهَب قَالَ مَالِك: " يَنْبَغِي لِكُلِّ مَنْ دَخَلَ مَنْزِله أَنْ يَقُول هَذَا " أي: ماشاء الله لا قوة الا بالله ..
ما توجيهكم؟(78/454)
أسئله في المصطلح أثابكم الله (طالب مبتدئ)؟
ـ[_الناصر_]ــــــــ[30 - 05 - 07, 08:29 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1 - ماذا يعني طبقات السند؟
2 - وهل يمكن ان يكون في طبقه الصحابه من طبقات سند الحديث المشهور راويان؟
3 - وان كان يمكن هذا فما الفرق بينه وبين الحديث العزيز والذي هو: ما رواه في كل طبقة اثنان (لأن العبرة لأقل طبقة من طبقات السند)؟
4 - وما معنى أن يكون الحديث عزيزاً عن أحد الرواة؟
جزاكم الله كل خير
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 05:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
انصحك يااخي الناصر بسماع شرح نخبة الفكر للشيخ د. عبدالعزيز الشايع
فهو شرح مبسط مليء بالفوائد وحل لكثير من الإشكالات التي تعتري الجميع ...
وهو موجود في موقع ذي النورين .. جامع عثمان بن عفان بحي الوادي ..
اسأل الله ان رزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح
ـ[_الناصر_]ــــــــ[01 - 06 - 07, 03:22 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي معاذ أن قدمت لي تلك النصيحه
فما أخذ الله تعالى على أهل الجهل أن يتعلموا، حتى أخذ على أهل العلم أن يعلموا
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 03:30 ص]ـ
روابط تساعدك:
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=73021&Option=FatwaId&x=38&y=16
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=71234&Option=FatwaId&x=39&y=13
وإن لم تكن درست كتابا من كتب مصطلح الحديث فننصحك بسماع الشروح لها , لأن حتما ستعرف كثيرا من الأشياء التي كنت تجهلها .. وكلنا كنا كذلك ..
وهو ولله الحمد سهل , والشروح متوفرة , كشرح الشيخ عبدالريم الخضير على البيقونية (4أشرطة) وشرح الشيخ بن عثيمين على نخبة الفكر (6) أشرطة .. طبعا للمبتدئين هذا ..(78/455)
بيان الفرق بين سيحان وسيحون وجيحان وجيحون
ـ[السدوسي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 12:46 م]ـ
صحيح مسلم - (ج 18 / ص 186)
7340 - حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِى شَيْبَةَ حَدَّثَنَا أَبُو أُسَامَةَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ نُمَيْرٍ وَعَلِىُّ بْنُ مُسْهِرٍ عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ ح وَحَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ نُمَيْرٍ حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بِشْرٍ حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ عَنْ خُبَيْبِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَفْصِ بْنِ عَاصِمٍ عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- «سَيْحَانُ وَجَيْحَانُ وَالْفُرَاتُ وَالنِّيلُ كُلٌّ مِنْ أَنْهَارِ الْجَنَّةِ».
شرح النووي على مسلم [جزء 17 - صفحة 176]
قوله صلى الله عليه وسلم (سيحان وجيحان والفرات والنيل كل من أنهار الجنة) اعلم أن سيحان وجيحان غير سيحون وجيحون فأما سيحان وجيحان المذكوران فى هذا الحديث اللذان هما من أنهار الجنة فى بلاد الأرمن فجيحان نهر المصيصة وسيحان نهر إذنه وهما نهران عظيمان جدا أكبرهما جيحان فهذا هو الصواب فى موضعهما وأما قول الجوهرى فى صحاحه جيحان نهر بالشام فغلط أو أنه أراد المجاز من حيث أنه ببلاد الأرمن وهى مجاورة للشام قال الحازمى سيحان نهر عند المصيصة قال وهو غير سيحون وقال صاحب نهاية الغريب سيحان وجيحان نهران بالعواصم عند المصيصة وطرسوس واتفقوا كلهم على أن جيحون بالواو نهر وراء خراسان عند بلخ واتفقوا على أنه غير جيحان وكذلك سيحون غير سيحان وأما قول القاضي عياض هذه الأنهار الأربعة أكبر أنهار بلاد الاسلام فالنيل بمصر والفرات بالعراق وسيحان وجيحان ويقال سيحون وجيحون ببلاد خراسان ففى كلامه انكار من أوجه أحدها قوله الفرات بالعراق وليس بالعراق بل هو فاصل بين الشام والجزيرة والثانى قوله سيحان وجيحان ويقال سيحون وجيحون فجعل الأسماء مترادفة وليس كذلك بل سيحان غير سيحون وجيحان غير جيحون باتفاق الناس كما سبق الثالث أنه ببلاد خراسان وأما سيحان وجيحان ببلاد الأرمن بقرب الشام والله أعلم
المسالك والممالك - ابن خرداذبه - (ج 1 / ص 43)
ومخرج سَيحان نهر أَذَنة من بلاد الروم ويصب في البحر الرومي.
ومخرج جَيحان نهر المصّيصة من بلاد الروم ويصب في نهر التينات ويستمد من وادي الزنج ويصب في البحر الشأمي أيضاً، ومخرج الأُرُند نهر أنطاكية من أرض دمشق مما يلي طريق البريّة وهو يجري مع الجنوب ويصب في البحر الرومي.
خريدة العجائب وفريدة الغرائب - (ج 1 / ص 63)
نهر جيحون: قال الاصطخري: نهر جيحون يخرج من حدود بذخشان ثم تنضم إليه أنهار كثيرة من حدود الجبل ووخش فيصير نهراً عظيماً ويمر على مدن كثيرة حتى يصل إلى خوارزم. ولا ينتفع به شيء من البلاد في ممره إلا خوارزم، ثم ينصب في بحيرة خوارزم التي بينها وبين خوارزم ستة أيام. وهذا النهر يجمد في الشتاء عند قوة البرد فيصير قطعاً، ثم تصير القطع قطعاً على وجه الماء حتى يلصق بعضها ببعض إلى أن تصير سطحاً واحداً على وجه الماء، ويثخن حتى يصير سمك ذراعين أو ثلاثة أذرع، ويستحكم حتى تعبر عليه العجلات والقوافل المحملة ولا يبقى بينه وبين الأرض فرق، والماء يجري تحت الجمد فيحفر أهل خوارزم بالمعاول آباراً يستقون منها ويبقى كذلك شهرين فإذا انكسر البرد تقطع قطعاً كما بدأ أول مرة ويعود إلى حالته الأولى. وهو نهر قتال قل أن ينجو منه غريق.
تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير - (ج 2 / ص 391)
نهر سيحون
ينبع من آسيا الوسطى من منطقة (كيركيسان ( kirghizistan الروسية، ويصب في بحر أرال. وكان يسمى باليونانية (جاكسارتس ( jaxartes ، وفي العصر الموغولي أضحى اسمه (سيرداريا Syradaria).
السنن الواردة في الفتن - (ج 6 / ص 1217)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/456)
677 - حدثنا عن 1 القاسم بن جعفر الهاشمي 2 قال حدثنا علي بن إسحاق المادرائي 3 حدثنا أبو إسماعيل الترمذي حدثنا سعيد بن سابق 4 قال حدثنا مسلمة بن علي عن مقاتل بن حيان 1 عن عكرمة عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه و سلم قال أنزل الله تعالى من الجنة إلى الأرض خمسة أنهار سيحون وهو نهر الهند وجيحون وهو نهر بلخ ودجلة والفرات وهما نهرا العراق والنيل وهو نهر مصر أنزلها الله تعالى من عين 2 واحدة من عيون الجنة من أسفل درجة من درجاتها على 3 جناحي جبريل عليه السلام واستودعها الجبال وأجراها 4 في الأرض وجعل فيها منافع للناس في أصناف معايشهم وذلك قوله عز و جل وأنزلنا من السماء ماء بقدر فأسكناه في الأرض 5 فإذا كان عند خروج يأجوج ومأجوج أرسل الله 6 تعالى جبريل عليه السلام فرفع من الأرض القرآن والعلم كله والحجر الأسود 7 من ركن البيت ومقام إبراهيم وتابوت 8 موسى بما فيه وهذه الأنهار الخمسة فيرفع كل ذلك إلى السماء 9 فذلك قوله عز و جل وإنا على ذهاب به لقادرون 10 فإذا رفعت هذه الأشياء من الأرض فقد أهلها خير الدين والدنيا.والحديث موضوع قاله الألباني في الضعيفة
تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير - (ج 2 / ص 404)
نهر جيحون
ويسمى باليونانية (أوكسوس ( oxus، ينبع من هضبة (بامير)، بآسيا الوسطى، ويصب في بحر (آرال ( aral، وقد دعاه العرب بنهر جيحون، ثم بطل استعمال هذه التسمية في العصر المغولي فأضحى يسمى نهر (آموداريا ( amoudaria وكلمة (أمو) تعني النهر فيكون اسمه نهر داريا. وهو اليوم من أنهار آسيا السوفيتية.
تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير - (ج 2 / ص 392)
نهر سيحان
ينبع من جبال أرمينية الصغرى، ويجري نحو الجنوب مارا بمدينة (أذنة) ويصب في البحر المتوسط قريبا من مدينة مرسين.
تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير - (ج 1 / ص 446)
جيحان
نهر ينبع من نبع فياض قريب من مدينة (ألبستان)، ويجري في سهول كليكيا بجوار مدينة (المصيصة)، ويصب في خليح إسكندرون عند مدينة (أياس)
تعريف بالأماكن الواردة في البداية والنهاية لابن كثير - (ج 1 / ص 295)
بحر خوارزم
هو بحر أو بحيرة كبيرة مالحة يصب فيها نهرا جيحون وسيحون ويسمى أيضا بحر (آرال) والبحر مع النهرين يوجدان الآن في آسيا السوفيتية.
الروض المعطار في خبر الأقطار - (ج 1 / ص 333)
وسيحون، نهر يحيط بأرض كوش وهو نهر أذنة من الثغر الشامي، ويصب في البحر الرومي، ومخرجه من نحو ثلاثة أيام من مدينة ملطية، ويجري في بلاد الروم، وليس للمسلمين عليه إلا مدينة أذنة بين طرسوس والمصيصة.
ـ[أم حذيفة]ــــــــ[03 - 06 - 10, 09:32 م]ـ
جزاكم الله خيرا(78/457)
الشرك و الشفاعة
ـ[بوعيسى]ــــــــ[30 - 05 - 07, 12:52 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
1 - أريد أن أعرف معنى الالاه ما معناها كما في قوله تعالى
أَجَعَلَ الْآلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ
وما تفسيرها
2 - وهل كان شرك الاولين شرك شفاعة لانهم قالوا ان من يعبدونهم (يدعونهم) شفعاء لهم عند الله
و جزاكم الله خير
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 05:55 م]ـ
الإله هو المعبود و لذلك معنى "لا إله إلا الله" أي لا معبود بحق سوى الله تعالى.
ـ[المقرئ]ــــــــ[30 - 05 - 07, 07:33 م]ـ
الإله هو المعبود الذي يعبد محبة وتعظيما
وأما الآية قال السعدي
تفسير السعدي ج1/ص710
أجعل الآلهة إلها واحدا أي كيف ينهى عن اتخاذ الشركاء والأنداد ويأمر بإخلاص العبادة لله وحده إن هذا الذي جاء به لشيء عجاب أي يقضي منه العجب لبطلانه وفساده عندهم
وأما قولكم
2 - وهل كان شرك الاولين شرك شفاعة لانهم قالوا ان من يعبدونهم (يدعونهم) شفعاء لهم عند الله
نعم شركهم كذلك فهم مقرون بأن الله الرازق المحيي المميت لا يعلم الغيب إلا هو وأنه يجير ولا يجار عليه وأنه رب السماوات السبع ورب العرش العظيم ولم يعبدوا ما عبدوا إلا ليقربوهم إلى الله زلفى
قال تعالى (ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى) وقال (ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله) إلى غير ذلك
وأما مشركو زماننا فقد تجاوز كثير منهم هذا فأشركوهم بالتصرف في الكون وعلم الغيب
هاهم الروافض يسلبون الله تعالى التصرف بالكون إلا برضى أئمتهم وأنهم يعلمون الغيب كله إلى غيره من الخرافات
تفسير السعدي ج1/ص718
والذين اتخذوا من دونه أولياء أي يتولونهم بعبادتهم ودعائهم معتذرين عن أنفسهم وقائلين ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى أي لترفع حوائجنا لله وتشفع لنا عنده وإلا فنحن نعلم أنها لا تخلق ولا ترزق ولا تملك من الأمر شيئا أي فهؤلاء قد تركوا ما أمر الله به من الإخلاص وتجرؤوا على أعظم المحرمات وهو الشرك وقاسوا الذي ليس كمثله شيء الملك العظيم بالملوك وزعموا بعقولهم الفاسدة ورأيهم السقيم أن الملوك كما أنه لا يوصل إليهم إلا بوجهاء وشفعاء ووزراء يرفعون إليهم حوائج رعاياهم ويستعطفونهم عليهم ويمهدون لهم الأمر في ذلك أن الله تعالى كذلك وهذا القياس من أفسد الأقيسة وهو يتضمن التسوية بين الخالق والمخلوق مع ثبوت الفرق العظيم عقلا ونقلا وفطرة فإن الملوك إنما احتاجوا للوساطة بينهم وبين رعاياهم لأنهم لا يعلمون أحوالهم فيحتاجون إلى من يعلمهم بأحوالهم وربما لا يكون في قلوبهم رحمة لصاحب الحاجة فيحتاج من يعطفه عليهم ويسترحمه لهم ويحتاجون إلى الشفعاء والوزراء ويخافون منهم فيقضون حوائج من توسطوا لهم مراعاة لهم ومداراة لخواطرهم وهم أيضا فقراء قد يمنعون لما يخشون من الفقر وأما الرب تعالى فهو الذي أحاط علمه بظواهر الأمور وبواطنها الذي لا يحتاج إلى من يخبره بأحوال رعيته وعباده وهو تعالى أرحم الراحمين وأجود الأجودين لا يحتاج إلى أحد من خلقه يجعله راحما لعباده بل هو أرحم بهم من أنفسهم ووالديهم وهو الذي يحثهم ويدعوهم إلى الأسباب التي ينالون بها رحمته وهو يريد من مصالحهم ما لا يريدونه لأنفسهم وهو الغني الذي له الغنى التام المطلق الذي لو اجتمع الخلق في أولهم وآخرهم في صعيد واحد فسألوه فأعطى كلا منهم ما سأل وتمنى لم ينقصوا من غناه شيئا ولم ينقصوا مما عنده إلا كما ينقص البحر إذا غمس فيه المخيط وجميع الشفعاء يخافونه فلا يشفع منهم أحد إلا بإذنه وله الشفاعة كلها فبهذه الفروق يعلم جهل المشركين به وسفههم العظيم وشدة جرائتهم عليه ويعلم أيضا الحكمة في كون الشرك لا يغفره الله تعالى لأنه يتضمن القدح في الله تعالى ولهذا قال حاكما بين الفريقين المخلصين والمشركين وفي ضمنه التهديد للمشركين إن الله يحكم بينهما فيما هم فيه يختلفون
ـ[بوعيسى]ــــــــ[31 - 05 - 07, 09:32 ص]ـ
بارك الله فيكما(78/458)
عاجل: ما حكم الجلوس في مكان يشرب فيه الخمر في بلاد الكفر
ـ[أبو عيسى الحنبلى]ــــــــ[30 - 05 - 07, 01:11 م]ـ
بسم الله والحمد والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ما حكم الجلوس في مطعم يقدم الخمور في بلاد الكفر علما بأن تلك الخمور ليست على طاولته؟
ونرجو نقل فتاوى عن أهل العلم وليست أراءشخصية وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 06:59 ص]ـ
للرفع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[31 - 05 - 07, 07:19 ص]ـ
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=98159&ln=ara
ـ[أبو زكريا الشافعي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 07:25 ص]ـ
في مطعم يقدم الخمور في بلاد الكفر
السؤال عن حكم ذلك في بلاد الكفر. حيث يضطر البعض للسفر، فلا يجدون إلا مطعما فيه خمر.(78/459)
هل تعد تبوك من ارض الشام؟
ـ[محمد ياسر عرفات]ــــــــ[30 - 05 - 07, 01:22 م]ـ
السلام عليكم .........
هل تعد تبوك من ارض الشام؟
وما الدليل على ذلك؟
ـ[محمد ياسر عرفات]ــــــــ[01 - 06 - 07, 01:03 ص]ـ
لم يجب احد!!(78/460)
سؤالان في الرضاع
ـ[محمد ياسر عرفات]ــــــــ[30 - 05 - 07, 04:26 م]ـ
س1: امراة تقول: انا ولدت ولد وبنتي ولدت بنت وارضعت بنت ابنتي مع ولدي. هل يصح ان يتزوج ابناؤهم من بعض؟
س2: امراة تقول: ارضعت بنت اختي ولها بنت كبيره ولها ولد كبير فاتهم الارضاع لانني ارضعت اصغر ابنائي واصغر ابناء اختي من بعض. هل الكبار يجوز ان يتزوجوا من بعض؟.
جزى الله خيرا من اجاب مع الدليل والتعليل.
ـ[محمد ياسر عرفات]ــــــــ[30 - 05 - 07, 04:59 م]ـ
أين المشايخ؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[30 - 05 - 07, 05:39 م]ـ
س1: امراة تقول: انا ولدت ولد وبنتي ولدت بنت وارضعت بنت ابنتي مع ولدي. هل يصح ان يتزوج ابناؤهم من بعض؟
س2: امراة تقول: ارضعت بنت اختي ولها بنت كبيره ولها ولد كبير فاتهم الارضاع لانني ارضعت اصغر ابنائي واصغر ابناء اختي من بعض. هل الكبار يجوز ان يتزوجوا من بعض؟.
جزى الله خيرا من اجاب مع الدليل والتعليل.
1 - نعم يجوز لأنهم بمنزلة أولاد الخالع مع أولاد العمة كما أنه يجوز من النسب يجوز من الرضاع
فالولد بالنسبة لببنت خالها من النسب وأخوها من الرضاع
2 - تقول السائلة: أرضعت بنت أختي ولأختي أيضا بنت كبيرة وولد كبير لم يرضعوا مني قبل ما حكم الزواج بين من رضع ومن لم يرضع:
الجواب:
أبناء أختك الذين الذين لم يرضعوا منك يجوز أن يتزوجوا من بناتك لأن بناتك لم يرضعوا من خالتهن والعكس نفسه:
وبنات أختك الذين لم يرضعوا منك يجوز لهم أن يتزوجوا بأبنائك إذا لم يرضعوا من خالتهم
ولا علاقة لهم برضاع إخوتهم منك فالحكم يتعلق بالراضع
أما من رضع منك سواء كان ذكرا أو أنثى فلا يجوز أن يتزوج بأحد من أولادك سواء كان ذكرا أو أنثى لأنه سيصبح أخوهم من الرضاع
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 05:47 م]ـ
ليست فتوى ولعل المشايخ يروها فيصححوا ما قد أكون مخطئا
بسم الله
1/ لا يجوز فالأعمام والأخوال أصبحوا إخوة
2/ يجوز
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 05:58 م]ـ
ليست فتوى ولعل المشايخ يروها فيصححوا ما قد أكون مخطئا
بسم الله
1/ لا يجوز فالأعمام والأخوال أصبحوا إخوة
2/ يجوز
===========
المعذرة شيخنا الحبيب
لم ألاحظ مشاركتك إلا الآن
بالنسبة لرقم واحد
المرأة أرضعت حفيدتها مع ابنها
فأصبح الإبن "العم" أخا لبنت أخته "الحفيدة"
ـ[المقرئ]ــــــــ[30 - 05 - 07, 06:19 م]ـ
المعذرة شيخنا الحبيب
لم ألاحظ مشاركتك إلا الآن
بالنسبة لرقم واحد
المرأة أرضعت حفيدتها مع ابنها
فأصبح الإبن "العم" (الخال) أخا لبنت أخته "الحفيدة"
نعم - شيخنا- هو يسأل عن ابن الخال وابن الحفيدة هل يجوز أن يتزوجوا من بعض ولا يسأل عن الخال والحفيدة لأنهم أصلا قبل الرضاع لا يجوز ذلك فكيف بعد الرضاع
(ملاحظة) " أشكرك شكرا جزيلا على نقلك لحوار الشيخ عبد العزيز بن باز في السحر مع الشيخ البراك فقد كان ماتعا ونافعا ولا حرمك الأجر وودت أني صاحبها فهنيئا لك
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 06:46 م]ـ
نعم - شيخنا- هو يسأل عن ابن الخال وابن الحفيدة هل يجوز أن يتزوجوا من بعض ولا يسأل عن الخال والحفيدة لأنهم أصلا قبل الرضاع لا يجوز ذلك فكيف بعد الرضاع
الحفيدة صارت أختا لأخوالهاوبالتلي عمة لأولادهم واختا لخالاتها فأصبحت خالة لأولادهم
فكنت من العجلة متصور ان المسألة لما سأل السائل بقوله (هل يصح ان يتزوج ابناؤهم من بعض؟)
يقصد الحفيدة مع أبناء اخوالها الذي أصبحت عمة لهم
وجزاكم الله خيرا على الفائدة
وكنت أريد أن أطور ملكة الرد بسرعة على هذه المسائل:)
سبحان الله تجد هذه المسائل ومثلها الفرائض
إذا سأل السائل الشيخ ابن باز وأخذ السائل يبعد ويقرب
حتى والله ادوخ
فتجد الشيخ مباشرة يجيب
ولو احسبها يمكن آخذ ساعة:)
ـ[المقرئ]ــــــــ[30 - 05 - 07, 07:04 م]ـ
سبحان الله تجد هذه المسائل ومثلها الفرائض
إذا سأل السائل الشيخ ابن باز وأخذ السائل يبعد ويقرب
حتى والله ادوخ
فتجد الشيخ مباشرة يجيب
ولو احسبها يمكن آخذ ساعة:)
صدقت
والفرق بين أولئك الأئمة وبعض مفتي هذا الزمان حينما تأتي هذه المسائل
ولقد سمعت مفتيا في أحد الاستضافات يسأل عن مثل هذه وأخذ يعجن ويطحن ثم قال اتصلي على رقمي بعد البرنامج
بينما أذكر الشيخ ابن عثيمين أو قل (كبار السن من أهل الفتوى كالشيخ ابن باز ابن عثيمين صالح الفوزان) ممن سمعتهم هذه المسائل عندهم أجمل المسائل
والسبب والله أعلم:
توفيق الله تعالى
الخبرة
حسن التصور للباب
كثرة المراس
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 07:39 م]ـ
اتصلي على رقمي بعد البرنامج:)
الله لا يبلانا بما ابتلى الله به هذا الشيخ
والعجيب أيضا
أن بعض طلاب العلم والعلماء أيضا تجده يكرر ما قاله السائل لفائدتين
استحضار الجواب والتأكد من السؤال
لكن الشيخ رحمه الله يجيب مباشرة
مباشرة مباااشرة بل والسؤال طويل يحتاج إلى إعادة
وهو رحمه الله أحيانا يطلب الإعادة وهذا قليل
إلا في مسائل الراضاع والفرائض
فلم أره يطلب أبدا حتى وإن كان السؤال طويلا
اللهم ارزقنا وإياك فقها كفقهه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/461)
ـ[محمد ياسر عرفات]ــــــــ[31 - 05 - 07, 01:48 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك في اعماركم.(78/462)
سؤال عن الصلاة وابي جواب
ـ[الوافي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 06:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمته وبركاته
اخباركم احباب قلبي ان شاء الله بخير وعافية سؤال الله يسلمكم يتعلق بالصلاة ......... وهو التفكير
في بعض اوقات الصلاة وانا مأموم حيث اني تركت قراءة الفاتحه فما الحكم مع اني اوحاول جاهدآ
عدم التفكير لكن الشيطان حريص ..........
وما هي الطرق التي تساعد على الخشوع في الصلاة ..
ولكم مني جزيل الشكر والتقدر
ـ[المقرئ]ــــــــ[30 - 05 - 07, 06:38 م]ـ
أما إن كانت الصلاة جهرية فلا قراءة على المأموم في أصح قولي أهل العلم
وأما إن كانت الصلاة سرية فالقول بعدم الوجوب أيضا قوي
وأعظم ما يدفع التفكير هو استحضار العبادة:
استحضر أنك راكع لله
وأنك ساجد لله
وأنك قائم لله
هذا فيه خير كثيرجدا
واستحضر الألفاظ ومعانيها والله يوفقك
وحاول أن لا تكثر الالتفات ببصرك وتنشغل عن الصلاة فتارة أمام وتارة في الساعة وتارة في الثوب وهكذا حاول أن لا تنشغل بطرفك(78/463)
ما ندمت على قول مثل ندمي على قول المسيطير
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[30 - 05 - 07, 07:42 م]ـ
سأذكر شيئا ربما نسيه أبو محمد المسيطير أما انا فلم أنسه ولن أنساه
خرج المسيطير حاملا كتبا كثيرة تغطي وجهه وهو يحملها
عام 1417 أو 1418 هجرية نسيت
خرج من مسجد سارة بعد درس لسماحة الشيخ ابن باز رحمه الله
وأذكر جيدا أن سيارته أنها في الشارع المقابل للمسجد
وتحدث معي بنصائح قيمة بجانب سيارته
ومن هذه النصائح التي ما ندمت على شئ ندمي على تفريطي بها والله المستعان
قال وفقه الله وسدده: هذا الشيخ - يقصد ابن باز- والله كنز
سيذهب ووالله سيندم الكثير على التفريط بهذا الكنز ..
رحم الله الشيخ وغفر لنا تقصيرنا
اللهم ارزقنا علما كعلمه وتجاوز عنا إنك غفور رحيم
ـ[حامل القرآن]ــــــــ[30 - 05 - 07, 09:05 م]ـ
أما و الله إنه لصدق ..
جزى الله الشيخ المسيطير خير الجزاء ..
ورحم الله الشيخ بان باز و أسكنه فسيح الجنان و والدينا ..
وجزاك الله خير يا شيخنا عبد الله
ـ[الجعفري]ــــــــ[30 - 05 - 07, 09:21 م]ـ
إي والله كم فرط كثير منا نحن سكان الرياض في هذا العالم النحرير - رحمه الله -
وأنا كذلك كم تندمت أشد الندم على ما كان يوصيني به الشيخ عبد الله بن مانع احد تلامذة الشيخ وكنت قد لقيته مرة وحدي عند منزله فكان يصف لي مكان دروس الشيخ ويحثني على ذلك فالله المستعان.
ـ[المقرئ]ــــــــ[30 - 05 - 07, 10:00 م]ـ
عام 1417 أو 1418 هجرية
وكم كان عمركما بارك الله فيه!! (
والحياة دروس
وهي رسالة إلى الإخوة
ستقوله حين تفقد أمثاله كالشيخ صالح الفوزان والشيخ البراك والشيخ ابن جبرين وأمثالهم فاغتنم الفرصة
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[30 - 05 - 07, 10:26 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة، وهذا يتكرر اليوم مع من بقي من العلماء الكبار اليوم، إذا فقدوا = ندم من فرط في الحضور والإفادة منهم.
وكم كان عمركما بارك الله فيه!! (
المقطوع به أنهما وقتها دون الأربعين:)
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[30 - 05 - 07, 10:54 م]ـ
جزاكما الله خيراً
اللهم ارحم عبدك ابن باز واغفر له وأسكنه الفردوس وارض عنه
اللهم قيّض لعلمه طالباً نجيباً من طلابه ينشره ويدوّنه
اللهم قيّض لأشرطته طالباً يدوّنها وينشرها
آمين آمين
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 05 - 07, 10:56 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء أخي عبدالله المحمد
وما شاء الله عليك .....
فقد سمعتَ، وحزتَ، وجمعتَ، وكتبتَ، وحفظتَ، ونشرتَ
من علم الشيخ ما لم يقدر عليه بعض طلابه الأكابر فضلا عن غيرهم من المتفرجين أمثال صاحبك.
أما بالنسبة لعُمري .... فأذكر أنه كان أصغر من عمري الآن ..... وكذا أخي عبدالله - فيما يظهر -:) ... ويحتاج أسأل الوالد حفظه الله.:).
أسأل الله أن يجمعنا جميعا ووالدينا ومن نحب مع شيخنا ابن باز رحمه الله في الفردوس الأعلى.
وهذا رابط قد يفيد:
لو كان ابن تيمية حيا هل .... ؟
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13149&highlight=%C3%F3%E6%F3%CD%ED%F8%F1
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[30 - 05 - 07, 11:26 م]ـ
لقد نكأت الجرح ياشيخ عبدالله!
فقد حضرت للشيخ عبدالعزيز آخر سنتين من عمره بانتظام، فندمت على ماقبلها من السنوات لأنها كانت متقطعة.
اللهم أخلف في الأمة خيرا منه.
ـ[خالد العامري]ــــــــ[31 - 05 - 07, 12:45 ص]ـ
رحمة الله على الشيخ، وجمعنا به ومن نحب في درا كرامته.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[31 - 05 - 07, 12:56 ص]ـ
رحمة الله على الشيخ، وجمعنا به ومن نحب في درا كرامته.
اللهم آمين
سؤالي هل كان الشيخ رحمه الله يعارض تصوير دروسه بالفيديو لنقلها لطلبة العلم سواء في حياته او بعد وفاته
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[31 - 05 - 07, 01:45 ص]ـ
الأخ حامل القرآن، اللهم آمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــ
الأخ الجعفري صدقت وأسأل الله أن يعوضنا خيرا اللهم آمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــ
الشيخ المفيد المقرئ (وهي رسالة إلى الإخوة
ستقوله حين تفقد أمثاله كالشيخ صالح الفوزان والشيخ البراك والشيخ ابن جبرين وأمثالهم فاغتنم الفرصة)
يعلم الله أن القصد هو ما أشرت إليه ولو لم تكبت لكتبته
لكن الحمد لله
وهي رسالة كانت مشفرة لكنك فكيت الشفرة جزاك الله خير
وشدة حبي لابن باز تقربني اكثر لمن ذكرتهم فهم ممن كانوا أقرب الناس إليه علما وتقى وورعا
ومحبة للشيخ
وشهد بعلمهم وورعهم القاصي والداني
فأسأل الله بمنه وكرمه أن يمنن علينا ويكرمنا بالإستفادة منهم
وأن يحفظهم بحفظه ويكلأهم برعايته، آمين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
الشيخ السديس جزاك الله خير
أما ما أشرتما إليه من العمر فإن كان أبو محمد المسيطير أكبر منه الآن من ذي قبل
فأنا والله كنت في ذلك الوقت أكبر مني الآن
فمشاهدة الشيخ والجلوس معه وجها لوجه لذة لا تكبرها ولا تعدلها لذة
____________________________________
الأخ عامر بهجت، اللهم آمين اللهم آمين اللهم آمين
ـــــــــــــــــــــــــــــــ
أبو محمد المسيطير
هداني الله وإياك ووالله أن جميع ماذ كرت مقصر فيها أشد التقصير
وأما طلاب الشيخ الأكابر فوالله إنهم نشروا علمه بالدروس والمحاضرات ولم يقصروا
وبقي التقصير فينا من ناحية نشره علم الشيخ
فطلاب الشيخ لا يحصون كثرة والتقصير وارد
أسال الله أن يعيننا جميعا ويعفو عن الزلات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/464)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[31 - 05 - 07, 02:40 ص]ـ
الأخ عبدالله العلي
رحم الله الشيخ، فما من أحد وجالسه إلا رأى فيه الصدق وأحبه
الأخ خالد العامري، اللهم آمين يا رب
الأخ نضال بل الشيخ يسهل فيها خصوصا إذا كان بها نفع وخير ينتشر للناس
وللشيخ عندي قرابة عشر أفلام
واذكر شريطا قديما سمعته قديم جدا "كاسيت"
لما بدأ الشيخ رحمه الله المحاضرة سمعتُ جلبة وضوضاء
ثم توقف الشيخ وقال ماهذا
فأخذ ينادي أحدهم ويقول يصورونك يا شيخ فيديو
وو
وصار لغط من ناس يردون عليه
وهو ينبه الشيخ بأنه يتم تصويره وهو لا يدري
فرد الشيخ بكل حلم وهدوء
لا بأس طالما أن الشريط الفيديو ينتشر وينتفع الناس به
فلا بأس واسترسل مباشرة بإكمال حديثه ولم يدع فرصة لمداخل
وأنا لي أكثر من سنتين وأنا أبحث عن هذا الفيلم
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[31 - 05 - 07, 07:32 ص]ـ
بخ بخ ياتلاميذ العلامه بن باز لقد نهلتم من هذا البحر الزاخر والله اننى اغبطكم وانا اشعر بمدى حبكم للشيخ اننا هنا فى مصر احببناه من خلال الكتب والشرائط فتربع فى قلوبنا وهمنا به حبا
فاتنا والله خير كثير كم كنت اود ان اثنى ركبتى تحت قدمى الشيخ واكتحل برؤياه ولكن قدر الله وماشاء فعل وعزاؤنا ان الشيخ خلف تراثا اسال الله ان يعين الضعفاء من امثالى للانتفاع به
رحم الله الشيخ وانزل عليه سحائب رحمته ورضوانه ونفعنا بعلمه آمين
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[31 - 05 - 07, 10:16 ص]ـ
بل الشيخ يسهل فيها خصوصا إذا كان بها نفع وخير ينتشر للناس
وللشيخ عندي قرابة عشر أفلام
واذكر شريطا قديما سمعته قديم جدا "كاسيت"
لما بدأ الشيخ رحمه الله المحاضرة سمعتُ جلبة وضوضاء
ثم توقف الشيخ وقال ماهذا
فأخذ ينادي أحدهم ويقول يصورونك يا شيخ فيديو
وو
وصار لغط من ناس يردون عليه
وهو ينبه الشيخ بأنه يتم تصويره وهو لا يدري
فرد الشيخ بكل حلم وهدوء
لا بأس طالما أن الشريط الفيديو ينتشر وينتفع الناس به
فلا بأس واسترسل مباشرة بإكمال حديثه ولم يدع فرصة لمداخل
وأنا لي أكثر من سنتين وأنا أبحث عن هذا الفيلم
فائدة قيّمة عن الشيخ -رحمه الله- وما أكثر فوائدك القيمة
شكر الله لك نشرك للعلم ووفاءك للشيخ بنشر علومه
فرحمه الله وجزاك خيرا
ـ[العدناني]ــــــــ[31 - 05 - 07, 11:18 ص]ـ
ألا تشتاقون لمن اشتاق اليكم
ألا تودون أن تررونه كما ود أن يراكم
السؤال
uestion
السؤال
uestion
السؤال
uestion
السؤال
uestion
السؤال
uestion
السؤال
uestion
السؤال
uestion
ـ[خالد الأنصاري]ــــــــ[31 - 05 - 07, 03:39 م]ـ
رحم الله شيخنا شيخ الإسلام عبدالعزيز بن باز، فبعد موته رحمه الله أثلم الإسلام، ونعيش غربة في الدين والوطن.
وقد أكرمني الله بلقياه عام 1407 هـ والجلوس في حلقاته والاستفادة من علمه، فوالله لم تر عيني أعلم ولا أزهد في الدنيا منه.
فرحم الله شيخنا رحمة واسعة، وأسكنه الفردوس الأعلى.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[01 - 06 - 07, 02:43 ص]ـ
اننا هنا فى مصر احببناه من خلال الكتب والشرائط فتربع فى قلوبنا وهمنا به حبا
الله أكبر، كيف لو رأيتموه
أسأل الله أن يجمعني وإياكم وإياه في أعالي الجنان اللهم آمين
الأخ عامر والأخ العدناني جزاكما الله خيرا
الشيخ الكريم خالد أحمد الله على سلامتكم حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه
إي والله غربة وفتن وأعظم هذه الفتن هي من أناس يطعنون بعلم أعلام هذه الأمة في وقتنا
والله لم يدر بخلدي يوما أن هناك من يطعن في الشيخ ابن باز والعياذ بالله
ممن ينتسب للإسلام
بل لا أعلم أحدا يبغضه سوى أهل البدع والكفرة
لكن يأتينا أحد ممن ينتسب لأهل السنة ويطعنون في الشيخ
ويرمونه باوصاف قبيحة استحي من ذكرها
والله إنهم لم يعرفوا الشيخ، وأقسم بالله لو جالسوه وعرفوه عن قرب لما تجرأ أحد منهم على أن يلمزه أو يطعن فيه، أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر وأراح العباد والبلاد منهم
أعوذ بالله منهم ومن منهجهم
سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه
ـ[أبو محمد]ــــــــ[01 - 06 - 07, 02:46 ص]ـ
نكأت الجرح يا شيخ عيد الله ..
ذكرتنا شيخنا حبيب القلب ..
ذكرتنا علمه .. وورعه .. وأدبه ..
والله لم أبك على أحد ما بكيت على فقده ..
وإني ليتجدد لي الحزن إذا تذكرت هذا كما لو أنه مات البارحة ..
لقد كان فقده ثلمة .. وأي ثلمة ..
اللهم ارحمه وارفع درجته في عليين .. وألحقنا به غير مفتونين.
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[01 - 06 - 07, 03:02 ص]ـ
والله لم أبك على أحد ما بكيت على فقده ..
وإني ليتجدد لي الحزن إذا تذكرت هذا كما لو أنه مات البارحة ..
لقد كان فقده ثلمة .. وأي ثلمة ..
اللهم ارحمه وارفع درجته في عليين .. وألحقنا به غير مفتونين.
اللهم آمين صدقت ثمان سنوات الآن
وكأنه مات الآن
سبحان الله
اللهم أعطنا قبولا كقبوله
سبحان من أعطاه القبول
أختم بهذه القصة من حب الناس له
(قال الأخ الفاضل خالد الزويد: عندما غادرت الحافلة التي كانت تقل الشيخ رحمه الله من منى إلى عرفات، كان الطريق مزدحما بالسيارات ولشدة الزحام توقف السير، فطلب شرطي المرور
من السيارات العدول عن هذا الطريق إلى طريق آخر، وكان الشرطي غاضبا،
فقال له سائق الحافلة إن معه سماحة الشيخ العلامة ابن باز، فما كان من الشرطي إلا أن قال:
اعبر، فلو أن حافلة الشيخ سارت على بطني لجعلتها تعبر .. ) القصص البازية للرحمةص94
فانظر إلى الغضب كيف تحول إلى حب عظيم
لا إله إلا الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/465)
ـ[أبو محمد المقبل]ــــــــ[04 - 06 - 07, 12:12 ص]ـ
بما أن الكلام عن الشيخ ابن باز رحمه الله ....
أنا في وقت الشيخ كنت صغيرا في السن إلى ان توفي رحمه الله فلذلك
أريد ان اتذاكرمعكم طلاب الشيخ وبالأخص الذين ليس لهم شهرة أولهم
الشيخ عبدالله بن صالح القصير والشيخ عبدالله كما نقل لي أحدطلابه انه من قدامى طلاب الشيخ وحتى ان الشيخ موسى بن محمد بن نفجان<<من طلاب الشيخ ابن باز (مع انه ليس كبيرا في السن الا انه استفاد من الشيخ ابن باز ايما استفاده) وكان يروي لنا ان الشيخ عبدالله كان يقرأ على ابن باز تفسير البغوي , ومن طلابه الشيخ موسى كما ذكرنا , وايضا الشيخ فهد بن سليمان الفهيد وقد لازم الشيخ سبع سنوات, كذلك هناك طالب علم لكني لا اعرف عنه شيئا اسمه عمر العبداللطيف .... هذا ماتيسر لي ذكره
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[04 - 06 - 07, 02:08 ص]ـ
وفائدة قيمة أيضا ذكرها عند سيارته لن انساها من أبي محمد وقد يغفل الإنسان وهو شاب صغير وفي بداية الطلب - وما زلت - لكن أحمد الله سبحانه الذي وفقني بأن ألتقي بمثل أبي محمد وأغنم هذه النصائح التي لا تقدر بثمن
قال أبو محمد وفقه الله: انتبه أنت تحضر لعالم مشهور ومن أشهر من ابن باز
فقد تأخذك نفسك وتعجب بذلك وتذهب تشهر ذلك لفلان وفلان من الناس أنك تدرس عند ابن باز
فانتبه من هذا المزلق
لا أحد يدري عنك
سبحان الله الواحد يكون مشغولا بلذة النظر ولذة العلم من هذا الإمام
لكن النفس أمارة بالسوء ويغفل الإنسان لو لم يعلم ويذكر بذلك
فابن باز اسمه يكفي لأن يحدث في القلب فتنة
بل ويعطي تعالما عند شخص لا يملك من العلم ذرة
لكن لا أقول لأبي محمد وفاء لهذه النصائح إلا
جزاه الله خير الجزاء وأجزل له المثوبة ورقنا وإياه العلم النافع والعمل الصالح
ا
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[11 - 07 - 07, 03:19 م]ـ
للأسف لم أحضر عند الشيخ إلا مرتين فقط وكنت وقتها صغير ..
وكان شيخنا الشيخ محمد الخنين أحد طلاب الشيخ كان يحثنا على الحضور .. ويقول الزموا هذا الإمام العالم العلامة .. ويقول شيخنا الخنين شيخنا العلامة ابن باز شمس غابت.
وتذكرت كلام شيخنا الخنين بعد وفاة الإمام ابن باز أنا وبعض الإخوة تحسرنا أننا لم نذهب لدروس هذا الإمام وننهل من علمه.
ـ[العسكري]ــــــــ[15 - 07 - 07, 07:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
رأيته رحمة الله عليه قبل عام ونصف تقريبا
وظننت أنها أضغاث أحلام لحسابات ما كانت عندي في أصول التعبير
ولكن علم الله العظيم أنه كان يطلعني على بلاء عظيم سيظلني
ولما نزل البلاء وكذب علي من كذب تذكرتها وتدبرت أخرى في رؤياي له رحمه الله
وعلمت أنها جاءت كفلق الصبح وماهي بأضغاث أحلام.
رأيته وهو جالس وأنا أقف بقربه وهو مستاء جدا من أناس أعرفهم حق المعرفة
ثم قال لي أنت رجل طيب
فقلت له أنت تحس بي يا شيخ
قال نعم
انتهت بتصرف
وتلك كانت المرة الرابعة التي أراه فيها رحمة الله عليه
أقصها اليوم ولا أبالي والله حسيبي ومولاي
ـ[العسكري]ــــــــ[15 - 07 - 07, 07:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أخي الشيخ عبد الله المحمد
ماأظن الندم يكون بهذه الدرجه
كم حدنا كم أخطأنا كم قصرنا
ولكنه الأدب المعاصر وطرائقه أبعدنا بقليل وكثير عن وضع العبارات في
سبك عقدي صحيح متي وضعت فيه يخرجنا برحمة الله بعيدا عن التكلف والمبالغة والكذب
وأقول هذا وأنا والله حافظ لمقامكم وأصغر من تلميذ تلميذ من تلاميذكم
الحمد لله رب العالمين
ـ[الجبرتي]ــــــــ[12 - 08 - 08, 08:57 ص]ـ
اذكر من المواقف التي حدثت لي دخلت على الشيخ في احدى الليالي مع احد مشايخنا الفضلاء وهو عالم من غير هذه البلاد وكان ذلك بعد صلاة العشاء تقريباً الساعة العاشرة ليلاً فجلسنا مع الشيخ قليلاً ثم بدأ الدرس العملي الذين لن انساه ما حييت وكان بعد العشاء رجعنا الى المكتبة وكان عددنا خمسة اشخاص شخصان من مكتب الشيخ ونحن ثلاثة و الشيخ الامام سادسنا قال الشيخ الامام لكاتبه (فلان ماكلمناه منذ - كذا - اتصل عليه) اراد الكاتب ان يخرج الرقم فقال الشيخ الرقم هو واملاه على الكاتب _ لم يأتي الدرس بعد _ اخذ الشيخ يكلم ذلك الشخص بتواضع عظيم واخذ يقول له (لا تجينا حنا اللي نجيك) وسأل عن ابن ذلك الشخص فقال الإمام (خله يجينا نكتب له) فنظرت الى ذلك الشخ الذي كان بصحبتنا رافعاً رأسه يحركه يميناً وشمالاً وكأنه يحجب تلك الدمعة كي لا تسقط تعجباً من هذا التواضع العظيم من هذا الإمام ووالله أني كنت اتعجب منه وهو يتكلم بهذا الأسلوب مع ذلك الرجل الذي يظهر من الحال انه من العوام اهذا ابن باز الذي تهابه القلوب وتحبه على مختلف مستوى طبقات الناس أهذا هو الإمام ولكنه و الله العلم الذي في صدر هذا الإمام.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[12 - 08 - 08, 09:36 ص]ـ
رحم الله الشيخ العلامة عبدالعزيز بن باز رحمة واسعة وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة.
كان يحضر دروسه الكبير والصغير، العالم وطالب العلم والمبتدئ فيه.
وأنعم الله عليَّ بحضور دروسه في مسجده القديم بالشميسي، وفي جامع الإمام تركي بن عبدالله، وفي المحاضرات التي كان يُعلق عليها في جامع الملك خالد بأم الحمام.
وما زال في الأمة خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/466)
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[12 - 08 - 08, 11:30 ص]ـ
اللهم اغفر للشيخ ابن باز
فهنيئا لاهل الرياض ما حازوه
وهنيئا لمن عكف رجليه عنده
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[13 - 08 - 08, 03:28 م]ـ
قبل قرابة ثلاث سنوات ..
رأيت وكأنني في مسجد غريب لا أعرفه والشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله جالس يتوضأ وأنا أنتظره لأتوضأ من بعده، فلما فرغ من وضوئه وقف قبالتي ثم تبسم فنظرت إليه فرأيته يرتدي بنطالاً قريباً من نصف ساقه وهو مكشوف الرأس فتعجبت من ذلك.
وزاد عجبي حين رأيت الشيخ قد ابتسم ابتسامة عريضة وهو كفيف لا يراني. ثم أمسكت بيده ولم أكلمه وهو صامت لا يزيد على أن يتبسم واتجهنا إلى داخل المسجد فوجدته شبه خالٍ فقدت الشيخ إلى الصف الأول وقد جلس أربعة أو خمسة أشخاص في الصف الأول من خلف الإمام وإلى اليمين لكني لم أتبينهم ولا من يؤمهم وقال لي الشيخ بغير صوته الذي أعرفه من أشرطته كنت أحب أن أجلس خلف الإمام ولكن لا بأس. فأجلسته في أقرب مكان خالٍ عن يمين الصف وأنا أتعجب من تصرفه كأنه مبصر. ثم اتجهت إلى خارج المسجد فوجدت سجادة في ساحته الخارجية فوقع في نفسي أنها للشيخ ابن باز فصليت فيها لا أدري كم، ثم رجعت إلى داخل المسجد فلم أجد الشيخ ابن باز ولا من كانوا في الصف الأول. ثم رأيت خلقاً كثيراً إلى يسار المسجد وهم يصلون إلى عكس القبلة فتعجبت عجباً شديداً وأنا أقول في نفسي كيف يصلون إلى غير القبلة؟ وكلما رأيت أحداً من الناس يدخل إلى المسجد قلت في نفسي هذا عاقل لا أظنه يصلي معهم لكنه يخيب ظني ويتجه ليصلي معهم. ثم استيقظت من النوم.
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[14 - 08 - 08, 04:59 ص]ـ
يارب يارب يارب يامن تعلم السر وأخفى يا من لاتخفى عليه خافية يامن تعلم ما في الضمائر أشهدك يا إلهي على حبي للشيخ ابن باز وإن لم أعمل بعمله وأسأل الله أن يجمعني به في دار كرامته
آميـ ــــــــــن(78/467)
أيهما يقدم تحصيل الفرض بانفراد أم تحصيل الجماعة وتفويت الفرض أو بعضه.؟!!!
ـ[أبو أمامة الوائلي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 12:19 م]ـ
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده:
الإخوة الأفاضل بالمنتدى ثمت مسألة جرى السؤال عنها؛ وأحببت طرحها بالمنتدى لمعرفة آراء الإخوة، وهل وقف أحد على فتوى لأحد المتقدمين فيها؟.
المسألة هي: رجل به مرض بعينيه يستطيع السجود زمناً يسيراً فقط ـ قدر تسبيحة أو تسبيحتين خفيفتين ـ لو صلى جماعة اضطر للرفع من السجود قبل الإمام لعدم قدرته على المواصلة معه لذلك المرض. فهل يفتى بالصلاة وحده لتحصيل الركن على وجهه؟ أم يقال له: صل مع الإمام واجعل السجود إيماءً؟ أو يصلي ويسجد قدر استطاعته، ثم يرفع ويكمل مع الإمام السجود إيماء؟.
أرجوا مشاركة الإخوة. والمسألة واقعة ولولا ذلك ما طرحتها.
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[03 - 06 - 07, 06:18 م]ـ
لا يفتى بترك الجماعة
فهو إما أن ينحني في السجود على قدر ما يستطيع ولا يلزمه أن يمكن جبهته من السجود
وإما أن يتأحر عن الإمام قليلا عند بداية السجود حتى يمكنه الرفع مع الإمام ولا يسبقه
والله تعالى أعلم(78/468)
أين أجد هذه المسألة في كتب الحنفية؟
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 03:57 م]ـ
أيها الاخوان:
المعروف من مذهب الحنفية رحمهم الله أنه يجب غسل موضع الأذى من المذي ولايجب غسل جميع الذكر، ولكني بحثت عن مضان هذه المسألة في كتبهم فلم أجدها. فهل من دال بارك الله فيكم.
ـ[أبوعائشة الحضرمي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 11:50 م]ـ
للجواب.(78/469)
س/ كيف يتوب الشخص المقترض من البنوك الربوية ولا يزال المبلغ يقتطع من راتبه؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 07:23 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
س:
اقترض شخص من البنك مبلغا قدره (مليونان ونصف) وتم تسجيله عليه بقيمة (ثلاثة ملايين) ويتم تسديد المبلغ من خلال قطع من راتبه الشهري.
يريد الان ان يتوب من فعله المحرم هذا.
فما هو الحل؟
وما هي الطريقة التي يفعلها؟
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 02:28 ص]ـ
لا حول و لا قوت إلا بالله العلي العظيم.
هذا رابط للإفادة هل يسدد القرض الربوي ( http://www.islamqa.com/index.php?ref=9700&ln=ara&txt=%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B1%D8%B6%20%D8%A7%D9%84% D8%B1%D8%A8%D9%88%D9%8A)
ـ[المصلحي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 06:12 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم محمد
الشخص يشق عليه ترك الوظيفة لاسيما عندنا في العراق وافهم من خلال افتوى في الرابط المذكور ان عليه التوبة. ويستمر في الوظيفة ويستغفر الله من ذلك
هل فهمي هذا صحيح؟
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 07:52 م]ـ
أي وظيفة يا أخي؟
المهم عليه التوبة النصوح بأركانها.
و كما قيل في الرابط يجب عليه سداد الدين و لكن إن استطاع أن يتخلص من دفع الزيادة الربوية دون ضرر أو مفسدة فيجب عليه ذلك و إلا فإنه يدفعها مضطراً إلى ذلك كارهاً بقلبه.
و لا حول و لا قوة إلا بالله.
ـ[المصلحي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 12:16 م]ـ
؟؟
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 03:41 م]ـ
ماذا تقصد بهذا ...
ـ[المصلحي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 10:54 ص]ـ
اقصد قولك يااخي (اي وظيفة؟)
انههم يقطعون جزءا من راتبه بسبب استمراره في الوظيفة، اي ان الوظيفة هي السبب في استمرار عملية الربا.
هل يجب عليه ترك الوظيفة؟(78/470)
س/ ما هي قيمة الدية لنقص النظر؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[31 - 05 - 07, 07:27 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تعرض شخص لحادث دهس فأثر على نظره، فاستقر نظره على درجة (6/ 18)
ماهي قيمة الدية التي يستحقها هذا الشخص؟
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[31 - 05 - 07, 11:23 م]ـ
تجب الدية كاملة في حاسة البصر
وفي ذهاب بعضها إذا كان معلوماً بحسبه فإذا ذهبت نصف حاسة البصر فنصف الدية
ومعلوم أن العينين فيهما جميعاً الدية كاملة وفي إحداهما نصف الدية.
فهل النقص على كلتا العينين أو على عين واحدة؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 06:05 م]ـ
بارك الله فيك اخي الكريم ابو اسامة القحطاني
النقص حصل في عين واحدة
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[01 - 06 - 07, 09:07 م]ـ
ما دامت حاسة البصر لم تذهب
وكان النقص في عين واحدة ولم تذهب كلياً
فهنا نرجع إلى مسألة يسميها العلماء الحكومة فيقدر الحاكم الشرعي عندكم دية الحاسة بعد النقص.
فمثلاً حاسة البصر في الرجل السليم تكون بالعينين جميعاً فإذا نقصت حاسة البصر بمقدار النصف ففيها نصف الدية وإذا نقصت بمقدار الربع ففيها ربع الدية وهكذا.
وهذه المسألة يرجع فيها إلى المحاكم الشرعية.
والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 09:29 م]ـ
سبحان الله ماأعظم هذا الدين الذي حفظ لنا ارواحنا واجسادنا واعضاءنا وجاء بخيري الدنيا والآخره.
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم اخواني السائل والمجيب.
ـ[المصلحي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 12:12 م]ـ
بارك الله فيك اخي ابو اسامة
كما تعلم نحن في العراق لاتوجد عندنا محاكم شرعية
والناس يريدون جوابا بعد ايام
وهم ينتظرون منا الرد
ويريدون الحكم على الشرع
فما الحل؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 12:13 م]ـ
اريد من الاخوة تفصيلا
لكي نطبق الشريعة
ولله الحمد فان الناس الان بدأوا يريدون الحكم الشرعي
ساعدونا
بارك الله فيكم
لكي نظهر لهم الفرق بين شريعة الرحمن وقوانين الشيطان
انها فرصة
بارك الله فيكم
ـ[المصلحي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 10:59 ص]ـ
بالانتظار
السؤال
uestion
السؤال
uestion
السؤال
uestion
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[03 - 06 - 07, 06:51 م]ـ
أخي الكريم المصلحي
المسألة ليست مجرد فتوى أو بيان حكم
المسألة تحتاج إلى قاضٍ يحكم فيها بين الطرفين ولا يصار إلى الدية مباشرة
فينظر أولا ً:
في الدهس وهل الخطأ كله على الداهس؟
وهل طالب بحقه؟
وهل ادعى الداهس أن العين لم تنقص من الدهس وإنما هي ناقصة قبل ذلك؟
وهكذا
والله أعلم(78/471)
ما حكم قول (الله يوفقك إن شاء الله) * و ما شابهها؟
ـ[حامل القرآن]ــــــــ[31 - 05 - 07, 07:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كثير ما أسمع أو أقرأ من يقول:
(الله يوفقك إن شاء الله) (الله يعافيك إن شاء الله) (الله ييسر لك إن شاء الله)
فهل يجوز قول الدعاء مع (إن شاء الله)؟
و هل تدخل في الحديث
عن أبي هريرة رضي الله عنه
أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: [لا يقولن أحدكم اللهم اغفر لي إن شئت اللهم ارحمني إن شئت ليعزم المسألة فإنه لا مكره له] رواه البخاري
و حبذا لو أوردتم لي مصدر كي يتسنى لي نقلها.
و جزاكم الله خير الجزاء ..
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[03 - 06 - 07, 10:35 م]ـ
السؤال:ما حكم القول: (في الجنة نلتقي إن شاء الله) جزاكم الله خيرًا؟
الجواب: هذا القول طيب ولا بأس به. نسأل الله أن يجمعنا بإخواننا في الجنة وأن نلتقي في الجنة، لكن لا يقول: إن شاء الله، فلا يستثني، بل يقول: نسأل الله أن نلتقي في الجنة بفضله، الله يجمعنا في الجنة، فلا يقول: إن شاء الله، ولا يستثني في الدعاء.
فتوى للعلامة ابن باز، نقلا عن: مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد السادس والعشرون.
********************
السؤال: ما حكم قول الإنسان في دعائه: "إن شاء الله"؟
الجواب: لا ينبغي للإنسان إذا دعا الله سبحانه وتعالى أن يقول: "إن شاء الله" في دعائه، بل يعزم المسألة ويعظم الرغبة، فإن الله سبحانه وتعالى لا مكره له، وقد قال سبحانه وتعالى: (ادعوني أستجب لكم)، فوعد بالاستجابة، وحينئذ لا حاجة إلى أن يقال: "إن شاء الله"؛ لأن الله سبحانه وتعالى إذا وفق العبد للدعاء فإنه يجيبه إما بمسألته، أو بأن يرد عنه شرًّا، أو يدخرها له يوم القيامة، وقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يقل أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، فليعزم المسألة، وليعظم الرغبة فإن الله تعالى لا مكره له".
فإن قال قائل: ألم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يقول: للمريض: "لا بأس طهور إن شاء الله"؟
فنقول: بلى ولكن هذا يظهر أنه ليس من باب الدعاء، وإنما هو من باب الخبر والرجاء وليس دعاءً، فإن الدعاء من آدابه أن يجزم به المرء، والله أعلم.
نقلا عن: مجموع فتاوي ورسائل الشيخ محمد صالح العثيمين المجلد الأول.
ـ[حامل القرآن]ــــــــ[06 - 06 - 07, 03:59 م]ـ
جزاك الله الجنان العالية
وزادك علما و تقى ..
فقد حللت سؤال جال في خاطري كثيراً ..
ـ[أحمد محمود الأزهري]ــــــــ[07 - 06 - 07, 01:07 م]ـ
وجزاك الله كل الخير ..
ورحم الله العالِمَيْنِ الجليلين ابن باز وابن العثيمين، وأسكنهم فسيح جناته،،،
ـ[أبو عبادة الهاشمي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 03:16 م]ـ
عن الشيخ الخضير حفظه الله
إذا جاء الدعاء بصيغة الأمر
مثال: اللهم أغفر لي إن شئت
فهذا لا يجوز
أما إذا جاء بصيغة المضارع
مثال: الله يوفقك إن شاء الله .. الله يصلحك إن شاء الله
فهذا جائز
لقول النبي صلى الله عليه وسلم ذهب الضمأ وابتلت العروق وثبت الأجر إن شاء الله
والله أعلم(78/472)
أرجوا استخراج الفوائد من هذا الحديث
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[31 - 05 - 07, 10:57 م]ـ
ابن امرأة الأخدود
عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال: " كان ملك فيمن كان قبلكم، و كان له ساحر، فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلي غلاماً أعلمه السحر، فبعث إليه غلاماً يعلمه، و كان في طريقه إذا سلك راهب، فقعد إليه و سمع كلامه فأعجبه، و كان إذا أتى الساحر مر بالراهب و قعد إليه، فإذا أتى الساحر ضربه، فشكا ذلك إلى الراهب فقال: إذا خشيت الساحر فقل حبسني أهلي و إذا خشيت أهلك فقل حبسني الساحر.
فبينما هو على ذلك إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس، فقال: اليوم أعلم الساحر أفضل أم الراهب أفضل ...
فأخذ حجراً فقال: اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس، فرماها فقتلها و مضى الناس ...
فأتى الراهب فأخبره، فقال له الراهب أي بني أنت اليوم أفضل مني قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستُبتلى، فإن إبتليت فلا تدل علي ...
و كان الغلام يبرئ الأكمه و الأبرص، و يداوي الناس من سائر الأدواء فسمع جليس للملك و كان قد عمي فأتاه بهدايا كثيرة فقال ما ههنا لك أجمع، إن أنت شفيتني، فقال إني لا أشفي أحداً.إنما يشفي الله تعالى، فإن آمنت بالله تعالى دعوت الله فشفاك فآمن بالله تعالى فشفاه الله تعالى.
فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس فقال له الملك: من رد عليك بصرك .. ؟
قال ربي قال ولك رب غيري؟ .. ! .. قال ربي و ربك الله فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام ...
فقال له الملك: أي بني قد بلغ من سحرك ما تبرئ منه الأكمه و الأبرص و تفعل و تفعل فقال: إني لا أشفي أحداً إنما يشفي الله تعالى ... فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب فجيء بالراهب فقيل له إرجع عن دينك فأبى فدعا بالمنشار فوضع المنشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه، ثم جيء بجليس الملك فقيل له إرجع عن دينك فأبى، فوضع المنشار في مفرق رأسه، فشقه به حتى وقع شقاه ..
ثم جيء بالغلام فقيل له إرجع عن دينك فأبى، فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال إذهبوا به إلى جبل كذا و كذا فاصعدوا به الجبل، فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه، و إلا فاطرحوه فذهبوا به فصعدوا به الجبل فقال اللهم إكفنيهم بما شئت فرجف بهم الجبل فسقطوا، و جاء يمشي إلى الملك، فقال له الملك ما فعل بأصحابك فقال كفانيهم الله تعالى ...
فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال إذهبوا به فاحملوه في قرقور و توسطوا به البحر، فإن رجع عن دينه و إلا فاقذفوه فذهبوا به فقال اللهم إكفنيهم بما شئت فانكفأت بهم السفينة فغرقوا.و جاء يمشي إلى الملك ... فقال له الملك ما فُعل بأصحابك فقال كفانيهم الله تعالى ...
فقال للملك أنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به قال ما هو؟ ..
قال تجمع الناس في صعيد واحد و تصلبني على جذع ثم خذ سهماً من كنانتي ثم ضع السهم في كبد القوس ثم قل: بسم الله رب الغلام ثم ارمني فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني ...
فجمع الناس في صعيد واحد و صلبه ثم أخذ سهماً من كنانته، ثم وضع السهم في كبد القوس ثم قال: بسم الله رب الغلام ثم رماه فوقع السهم في صدغه فوضع يده في صدغه فمات ...
فقال الناس آمنا برب الغلام ...
فأُتي الملك فقيل له أرأيت ما كنت تحذر قد والله نزل بك حَذَرُك، قد آمن الناس. فأمر بالأخدود بأفواه السكك فخُدَّت و أضرم فيها النيران و قال: من لم يرجع عن دينه فأقحموه ففعلوا حتى جاءت إمرأة و معها صبي لها، فتقاعست أن تقع فيها فقال لها الغلام: يا أماه اصبري فإنك على الحق. (رواه مسلم في الزهد باب قصة أصحاب الأخدود والساحر والراهب والغلام، وأحمد (6/ 17، 18)، والنسائي في الكبرى كما في التحفة (4/ 198)، والطبراني في الكبير (7319، 732)، وعبد الرزاق في المصنف (9751)، وابن حبان (873)، والترمذي (3340).
ـ[أبو محمد التطواني]ــــــــ[02 - 06 - 07, 09:32 م]ـ
لقد شرح هذا الحديث جمع كبير من أهل العلم مع إيضاح الفوائد التي يتضمنها فلا داعي للتكرار وهناك شرح للشيخ أبي إسحاق الحويني على هذا الحديث تجده في موقعه والسلام(78/473)
ماذا قالوا في الحياء
ـ[أحمد يخلف]ــــــــ[01 - 06 - 07, 02:52 ص]ـ
قَالَ حَبِيبٌ:
إذَا لَمْ تَخْشَ عَاقِبَةَ اللَّيَالِي وَلَمْ تَسْتَحِي فَافْعَلْ مَا تَشَاءُ فَلَا وَاَللَّهِ مَا فِي الْعَيْشِ خَيْرٌ
وَلَا الدُّنْيَا إذَا ذَهَبَ الْحَيَاءُ يَعِيشُ الْمَرْءُ مَا اسْتَحْيَا بِخَيْرٍ
وَيَبْقَى الْعُودُ مَا بَقِيَ اللِّحَاءُ
وَقَالَ أَبُو دُلَفٍ الْعِجْلِيُّ:
إذَا لَمْ تَصُنْ عِرْضًا وَلَمْ تَخْشَ خَالِقًا وَلَمْ تَرْعَ مَخْلُوقًا فَمَا شِئْت فَاصْنَعْ
وَقَالَ صَالِحُ بْنُ جَنَاحٍ:
إذَا قَلَّ مَاءُ الْوَجْهِ قَلَّ حَيَاؤُهُ وَلَا خَيْرَ فِي وَجْهٍ إذَا قَلَّ مَاؤُهُ
وَقَالَ آخَرُ:
إذَا رُزِقَ الْفَتَى وَجْهًا وَقَاحًا تَقَلَّبَ فِي الْوُجُوهِ كَمَا يَشَاءُ
وَقَالَ آخَرُ كَأَنَّهُ الْفَرَزْدَقُ ( http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=14899):
يُغْضِي حَيَاءً وَيُغْضَى مِنْ مَهَابَتِهِ فَلَا يُكَلَّمُ إلَّا حِينَ يَبْتَسِمُ
قَالَ الْأَصْمَعِيُّ ( http://www.islamweb.net/ver2/Library/showalam.php?ids=13721) سَمِعْت أَعْرَابِيًّا يَقُولُ مَنْ كَسَاهُ الْحَيَاءُ ثَوْبَهُ لَمْ يَرَ النَّاسُ عَيْبَهُ.
ـ[أمة العزيز]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:01 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:57 م]ـ
احسن الله إليك أحمد ..
(والحياء) هو بالمد، وهو في اللغة: تغير وانكسار يعتري الإنسان من خوف ما يعاب به، وقد يطلق على مجرد ترك الشيء بسبب، والترك إنما هو من لوازمه،
وقال الليثُ الحياءُ من الاستحياء ممدودٌ ورجل حَيِيٌّ بوزن فَعِيلٍ وامرأة حَيِيَّةٌ
ويقال: استحيا الرجل واستحْيَتْ المرأةُ.
قلت: وللعرب في هذا الحرف لغتان يقال اسْتَحى فلان يستَحِي بياءٍ واحدةٍ، واستحْيَا فلان يَسْتَحْيي بياءين. والقرآنُ نَزَلَ باللُّغة التامَّة.
قال الله جلَّ وعزَّ: {إِنَّ اللَّهَ لاَ يَسْتَحْىِ أَن يَضْرِبَ مَثَلاً} (البَقَرَ: 26).
تهذيب اللغة
وفي الشرع: خلق يبعث على اجتناب القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق، ولهذا جاء في الحديث الآخر: ” الحياء خير كله”، فإن قيل: الحياء من الغرائز فكيف جعل شعبة من الإيمان؟
أجيب: بأنه قد يكون غريزة وقد يكون تخلقا، ولكن استعماله على وفق الشرع يحتاج إلى اكتساب وعلم ونية، فهو من الإيمان لهذا، ولكونه باعثا على فعل الطاعة وحاجزا عن فعل المعصية،
فتح الباري شرح صحيح البخاري رقم الجزء: 1 رقم الصفحة: 539
يتبع ..(78/474)
سلسلة ((الفوائد المصرية))
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[01 - 06 - 07, 03:40 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه، ومَن تبعهم بإحسانٍ إلى يوم الدين.
أما بعد:
فهذه مجموعة من الفوائد لمشايخنا وعلمائنا المصريين، وأردتُ أن يستفيد إخواني منها.
الفائدة الأولى: ((تصحيف في بعض كتب التفسير والحديث)):
روى البخاري (4008)، ومسلم (807) من طريق أَبِي مَسْعُودٍ الْبَدْرِيِّ - رضي الله عنه -، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: ((الآيَتَانِ مِنْ آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ مَنْ قَرَأَهُمَا فِى لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ)).
قلتُ: فجاء هذا الفارس الهُمام الذي أفنى حياته في الدعوة والدفاع عن السنة - وهو فضيلة الشيخ / علي بن إبراهيم حشيش - حفظه الله -، فكَشَف لنا عن تصحيف وقع في اسم صحابي هذا الحديث، فتصحف اسمه من ((أبي مسعود)) إلى ((ابن مسعود)) وهذا التصحيف وقع في كتب التفسير والحديث المشهورة، ونجد أن بعض هذه الكتب ذكرت الاسم كاملاً هكذا ((عبد الله بن مسعود))، وما يلفت الأنظار هنا أن الاسم قد يكون تصحّف على مؤلف الكتاب نفسه، ولكن نجد أنَّ المحقق يمر عليه مرور الكِرام، بل ويعزو الحديث للبخاري ومسلم دون أن ينبهنا على هذا التصحيف.
ذكر الشيخ - حفظه الله - هذا البحث في "مجلة التوحيد" عدد شهر شوال، لعام (1408هـ).
وذكر في بحثه الكتب المطبوعة التي وقع فيها هذا التصحيف، وهي:
1 - "تفسير ابن كثير" (1/ 340) طبعة دار إحياء الكتب العربية.
2 - "تفسير ابن كثير" (1/ 348) طبعة بيروت (1406هـ).
3 - "صفوة التفاسير" للصابوني (1/ 181).
4 - "الدر المنثور للسيوطي" (باب الآيات من آخر سورة البقرة).
5 - "الجامع الصغير" للسيوطي.
6 - "صحيح الجامع" للألباني (6465).
قلتُ (أحمد بن سالم): ومن الكتب التي وقع فيها هذا التصحيف - ولم يذكرها شيخنا -:
1 - "تفسير القرطبي" (1/ 52) (طبعة مؤسسة الرسالة تحقيق التركي)، فقال الإمام القرطبي: [خرجه البخاري ومسلم من حديث عبد الله بن مسعود].
فعلّق المُحقق على ذلك في الحاشية بقوله: [صحيح البخاري (4008)، وصحيح مسلم (807)]، ولم ينتبه إلى التصحيف.
2 - "كشف الخفاء" للعجلوني (2/ 271/2569 - ط. دار إحياء التراث).
3 - "فقه السنة" للسيد سابق (2/ 112 - ط. الفتح للإعلام العربي)، ونجد أنَّ المعلق على الكتاب عزا الحديث للبخاري ومسلم ولم ينتبه إلى التصحيف.
والحمد لله رب العالمين.
يُتبع - إن شاء الله - ...............
ـ[أمة العزيز]ــــــــ[03 - 06 - 07, 08:51 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي ونفع بك
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[07 - 06 - 07, 11:25 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
الفائدة الثانية: ((خويلد، مَنْ خويلد هذا؟!!)):
قال أبو أمية الطرسوسي في "مسند ابن عُمر" (33): [حدثنا الحسين بن محمد، حدثنا خويلد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر].
فعَلَّق الشيخ الفاضل أبي حفص سامي بن العربي المصري - حفظه الله - على هذا الإسناد في كتابه "ضوء القمر على مسند ابن عمر" فقال:
[خويلد من خويلد هذا؟!!
لقد أذاقني البحث عنه التعب المضني، والنَّصَب المنصّب، وعرَّفَني قدر نفسي!!!
ثم وقع في نفسي بعد أيام طويلة - إن لم أقل بعد شهور -!!!
لعلّه مُحرّف من جرير وهو ابن حازم، فهو من شيوخ الحسين ومن تلاميذ أيوب. فإن كان كذلك:
فالإسناد على شرط البخاري، ورجاله رجال الجماعة.
وعلى كلٍّ، فالحديث صحيح]. انتهى.
قلتُ (أحمد بن سالم): لقد أصاب الشيخ - حفظه الله -؛ فقد رواه أبو عوانة عن أبي أمية الطرسوسي، فقال الحافظ ابن حجر في "إتحاف المهرة" (9/ 42/10370): [عه - أي: أبي عوانة - في الحج: ثنا الصغاني وأبو أمية، قالا: ثنا حسين بن محمد، ثنا جرير بن حازم].
قلتُ: وكتاب "ضوء القمر على مسند ابن عمر" - للشيخ سامي بن العربي - هو جزء عدد صفحاته (264)، ولكنّه مليء بالفوائد والدرر.
والحمد لله رب العالمين.
يتبع - إن شاء الله - ........
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[07 - 06 - 07, 11:43 م]ـ
بارك الله فيك أخي الكريم / أحمد.
واصِل أعزَّك الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/475)
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[18 - 06 - 07, 03:42 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
الفائدة الثالثة: ((رسالة: سعة رحمة رب العالمين)) للشيخ / السيد بن سعد الدين الغباشي - حفظه الله -
قلتُ: هي عبارة عن رسالة مختصرة في مسألة ((العُذر بالجهل)).
وقد أثبت الشيخ في هذه الرسالة الآتي؛ فقال:
[وأما أهل السنة والجماعة والأئمة المشهورون المتبعون لهدي السلف الصالح - رضي الله عنهم - فقد اتفقوا على أنه من ثبت عقد الإسلام بالشهادتين، أو بكونه وُلِد لأبوين مسلمين، أو كانت ولايته للمسلمين منذ صغره قبل بلوغه الحلم، فإنه لا يزول عنه حُكم الإسلام وإن خالف الشريعة في أي أمر إلا إذا كان أمراً حكم الشرع فيه بكفر صاحبه ويكون عالماً بالشرع في هذا الأمر، أما من خالف الشرع مع الجهل فلا يأثم بل يعذر بجهله، سواء في الفرع كانت المخالفة أم في الأصل]. انتهى.
قلتُ: وقد قام الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله - بالموافقة على طباعتها، ووافق على طباعة رسالة أخرى للشيخ الغباشي، وكان الخطاب الموجه من سماحة الشيخ ابن باز إلى الشيخ الغباشي بالموافقة على طباعة الرسالتين وهما:
1 - ((الفوائد الجلية في بيان معنى الوسيلة، والرد على شبهات القبوريين)).
2 - ((سعة رحمة رب العالمين))
فقال الشيخ ابن باز - رحمه الله -:
[من عبد العزيز بن باز، إلى الأخ الكريم / السيد بن سعد الدين الغباشي - سلمه الله -
..............................................
فأفيدكم أنّه تم إحالة الرسالتين المذكورتين إلى الجهة المختصة لدينا واتضح بعد دراستهما على النحو التالي:
الرسالة الأولى: ..................................................
الرسالة الثانية (سعة رحمة رب العالمين) قد تبين أنكم بحثتم فيها ما يتعلق بمن خالف أمراً من أمور الدين وهو جاهل بالمخالفة. هل يأثم أم يُعذر بجهله؟
وقد أوضحت ذلك بالأدلة من الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة كشيخ الإسلام ابن تيمية، وتلميذه ابن القيم، وشيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وأولاده وأحفاده وتلاميذه - رحمهم الله -. مع بيان الرد على شبهات المخالفين وبيان جهلهم وتلبيسهم.
ومما تقدم فقد تبين أن الرسالتين مفيدتان فيما تطرقتم إليه فيهما، ولا مانع من السماح بطباعتها]. انتهى كلام الشيخ ابن باز.
(تنبيه): قد اعتمدتُ في نقل هذه الفائدة على نسخة قديمة - من هذه الرسالة: سعة رحمة رب العالمين - وقد كُتبت على جهاز الكمبيوتر قديماً، وطبعت على هيئة مذكرة أو مَلْزمة، وتناقلها الطلبة لندرة الكتاب.
وقد قامت دار المسلم بالسعودية بطباعة هذا الكتاب.
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[01 - 12 - 07, 02:06 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
الفائدة الرابعة: ((تنبيهات هامة من الشيخ أبي إسحاق الحويني حول ترجمته المنشورة بمواقع الإنترنت)):
أولاً: قال الشيخ: [إنّهم ذكروا أنني طلبتُ عِلم الحديث وأنا في الحادية عشرة من عُمري، وهذا ليس بصحيح، أنا ما عرفتُ عِلم الحديث إلا وأنا في العشرين من عُمري، أما الحادية عشرة من عمري كنتُ في (سنة خمسة ابتدائي)، وطبعاً هذا كلامٌ غيرُ صحيح]. انتهى.
ثانياً: قال الشيخ: [قالوا إنني كنتُ الأول على "كلية الألسن" طيلة السنوات الأربعة، وهذا أيضاً ليس بصحيح، نعم أنا لم أخرج من الثلاثة الأوائل صحيح، لكن كان ترتيبي متأرجحاً، لم يكن الأول دائماً]. انتهى.
ثالثاً: قال الشيخ: [ليس مثلي هو مَن يُترجمُ له؛ أنا لم أُقدِم شيئاً ذا بال، ولم آت بما لم تستطعه الأوائل، إنما أنا لا زلتُ طالب علم أشدو في طلب العلم وأحبو حتى هذه اللحظة التي أُخاطبكم فيها، وأنا أرجو ألا يتورط أحد من إخواني في مثل هذا الأمر لأنّه يُزعجني]. انتهى.
رابعاً: قال الشيخ: [بعض الناسِ ظنّ أنني نقلتُ عن شيخنا الألباني - رحمه الله - أنّه قال: أنني أخلفُه.
أو سئل من خليفتك في هذا العلم؟ فقال: "أبو إسحاق الحويني".
الشيخ الألباني أنا ما سمعتُ منه هذا قط، نعم سمعته في بعض الأشرطة، وحدثني بِهِ الأمير عبد الله بن فرحان - رحمة الله عليه - من فَمِهِ لأُذُنِي في بيتِه في منطقة الخَرْج بجانب الرياض.
لكن أنا سألتُ الشيخ الألباني هذا السؤال مباشرةً لما سمعتُه في عَمّان سنة (1407هـ)، وقلتُ له: إن فيه بعض الناس نقلَ إليَّ أنك سُئلتَ من يخلفكَ في هذا العِلم فقلت: رجلٌ باليمن، وأبو إسحاق بمصر؟
فقال لي الشيخ نصاً: أنا ما أذكرُ أنني قلتُ شيئاً من هذا، ولكن أرجو أن يكونَ صحيحاً.
أنا أقولُ هذا حتى لا يُنسب إليَّ أنني أتبجح بمثل هذا، وهذا مما يُتبجح به فعلاً.
لكن أريد أن أقول: شهادةُ الشيخ إن لم تُصادِف مَحِلاً لا يرتفع المرءُ بِها.
أي شيخ في الدنيا لو أثنى على تلميذٍ من تلاميذه، ولم يكن هذا التلميذ أهلاً لهذه التزكية، فإن تزكية الشيخ لا تنفعه]. انتهى.
مصدر هذه الفائدة: مقدمة الحلقة الأخيرة من برنامج "فك الوثاق بشرح كتاب الرقاق"، والذي يُذاع على قناة الناس الفضائية يوم الأربعاء من كل أسبوع.
وتاريخ هذه الحلقة: 28/ 11/2007.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/476)
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[01 - 12 - 07, 06:57 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ونرجوا منك المزيد
فهي فوائد مباركة
بارك الله فيك
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[23 - 03 - 08, 04:47 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
الفائدة الخامسة: ((المنهج في طلب الفقه)):
قال الشيخ وحيد بن عبد السلام بالي - حفظه الله - في "الإكليل في شرح منار السبيل" (1/ 10 - 11):
[الطريقة التي نرتضيها:
1 - أن يُقسم الفقه على مراحل تتناسب مع ترقي الطالب في الدراسة والفهم.
2 - ألا يعتمد المتفقه على الكتب، بل يدرسها على يد شيخ متقن أو طالب علم نبيه.
3 - أن يبدأ بالأسهل ثم المتوسط ثم الأعلى، ولا يُسمح للطالب أن يقفز؛ لأن القفز مهلكة.
4 - أن تكون هناك مرحلة متقدمة لا يصل إليها إلا من تجاوز المراحل الثلاثة السابقة، وهي دراسة لكتب الحديث التي تُعنى بالأبواب الفقهية كالكتب الستة وصحيحي ابن خزيمة وابن حبان.
5 - أن يرتبط الطالب بالدليل منذ البداية ولكن على طريقة الفقهاء.
6 - أن يجمع الطالب بين الانتفاع بكلام الفقهاء في الترتيب والتقعيد والتخريج للمسائل على الأصول؛ لتربية الملكة الفقهية لديه، وبين خبرة المحدثين في صحة الإسناد والترجيح بين الروايات وبين الألفاظ الشاذة؛ لتصحيح الدليل الذي يستند إليه في مسألته الفقهية.
ومن هنا نختار ما يلي:
المرحلة الأولى: يدرس فيها الطالب على يد شيخ متقنٍ أو طالب علمٍ جيد كتاب: "الوجيز في فقه السنة والكتاب العزيز" للشيخ عبد العظيم بن بدوي - حفظه الله -، حيث جمع هذا الكتاب بين ثلاث مزايا: السهولة، والاختصار، وصحة الدليل.
المرحلة الثانية: يدرس الطالب فيه كتاب "منار السبيل في شرح الدليل" لابن ضويان - رحمه الله - مع تخريج أحاديثه "إرواء الغليل في تخريج أحاديث منار السبيل" للشيخ الألباني - رحمه الله - حيث جمع "منار السبيل" بين ذكر الدليل وحُسن الاستنباط وبراعة الترتيب.
المرحلة الثالثة: يدرس فيها الطالب كتاب "المغني" لابن قدامة - رحمه الله -، حيث ذكر مذاهب العلماء وأدلتهم، ولم يقتصر على المذاهب الأربعة فقط بل ذكر أقول أئمة السلف أيضاً من الصحابة والتابعين ومن بعدهم.
المرحلة الرابعة: يدرس الطالب "صحيح البخاري" للإمام محمد بن إسماعيل البخاري - رحمه الله - مع شرحيه المشهورين: "فتح الباري"، و"عمدة القاري".
ثم ينتقل مباشرة إلى "سنن الترمذي" لأنه اعتنى بنقل مذاهب العلماء، ثم "صحيح ابن خزيمة" ثم "الإحسان في ترتيب صحيح ابن حبان"، ثم يعرج على "الاستذكار" لابن عبد البر و "المجموع" للنووي، و"الأوسط" لابن المنذر - رحمهم الله -]. انتهى.
يتبع إن شاء الله ......
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[02 - 05 - 08, 01:13 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
الفائدة السادسة: ((مراحل دراسة السيرة النبوية)):
قال الشيخ وحيد بن عبد السلام بالي - حفظه الله - في "الخلاصة البهية في ترتيب أحداث السيرة النبوية" (ص6و7و8 - ط. دار ابن رجب):
[مراحل دراسة السيرة:
المرحلة الأولى: مرحلة التأسيس:
يقومُ الدَّارسُ فيها بحفظِ متنٍ مختصرٍ وجامعٍ لأحداث السيرة.
ونُرشح في هذه المرحلة:
1 - الخلاصة البهية في ترتيب أحداث السيرة: حفظ.
2 - الفصول في اختصار سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - لابن كثير: دراسة.
3 - خلاصة سيرة سيد البشر لمحب الدين الطبري: دراسة.
4 - حدائق الأنوار في سيرة النبي المختار - صلى الله عليه وسلم - لابن الديبع الشيباني: دراسة.
5 - الدرر في اختصار المعازي والسير لابن عبد البر: دراسة.
المرحلة الثانية: مرحلة التصور:
يقوم فيها بدراسة كتاب يهتم بالسرد التاريخي المسلسل لوقائع السيرة.
ونرشح في هذه المرحلة:
1 - الرحيق المختوم للمباركفوري: دراسة.
2 - سيرة الرسول - صلى الله عليه وسلم - للشيخ محمود المصري: دراسة.
3 - السيرة النبوية الصحيحة للدكتور أكرم بن العمري: دراسة.
المرحلة الثالثة: مرحلة الدراسة والتحليل:
يقوم فيها بدراسة كتاب يتناول وقائع السيرة بالتحليل والاستنباط.
ونرشح في هذه المرحلة هذه الكتب بالترتيب:
1 - هذا الحبيب يا محب للشيخ الجزائري: دراسة.
2 - السيرة النبوية في ضوء المصادر الأصلية، د. مهدي بن أحمد: دراسة.
3 - السيرة النبوية دروس وعبر، د. علي الصلابي: دراسة.
4 - بدر الكبرى صور من الواقع، د. محمد بن عبده يماني: دراسة.
5 - فقه الغزوات، د. محمد بن العيساوي: دراسة.
6 - فقه السرايا، د. محمد بن العيساوي: دراسة.
7 - الرسول القائد، اللواء (محمد) (1) بن خطاب: دراسة.
8 - زاد المعاد في هدي خير العباد، للإمام ابن القيم: دراسة.
المرحلة الرابعة: مرحلة التخصص:
يقوم فيها بدراسة كل حدث أو غزوة أو سرية بالبحث الموسع والدراسة، وذلك بجمع المعلومات في الحادثة الواحدة في كل ما تطوله يده من المراجع في السيرة مثل:
1 - مغازي الواقدي.
2 - السيرة لابن هشام.
3 - الروض الأُنُف في شرح سيرة ابن هشام، للسهيلي، (7) مجلدات.
4 - الطبقات الكبرى لابن سعد.
5 - تاريخ الطبري.
6 - الكامل في التاريخ لابن الأثير.
7 - البداية والنهاية لابن كثير.
8 - سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد.
9 - إمتاع الأسماع بما للنبي - صلى الله عليه وسلم - من الأحوال والأموال والحفدة والمتاع، للمقريزي، (14) مجلداً.
10 - شذرات الذهب في أخبار مَن ذهب، لابن عماد الحنبلي.
11 - عيون الأثر، لابن سيد الناس.
وغير ذلك من المصادر التي ستجدُها في هوامش هذا الكتاب - إن شاء الله تعالى -]. انتهى كلام الشيخ.
------الهامش---------
(1) هكذا في المطبوع، والصواب: (محمود).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/477)
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[02 - 05 - 08, 03:22 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي الكريم فوائد مفيدة جدا وأرجوا ان لاتتوقف عن ايراد المذيد
نسأل الله ان لايحرمك الاجر والمثوبه
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[04 - 05 - 08, 01:49 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
الفائدة السابعة: ((علو الهمة بحديث رؤية الله بعد دخول الجنة)):
قال الشيخ أحمد بن عبد الرحمن بن محمد البنا الشهير بالساعاتي في "الفتح الرباني في ترتيب مسند الإمام أحمد حنبل الشيباني" (1/ 22 - 23):
[المقصد السابع: في تاريخ تأليف الكتاب (الفتح الرباني)، وقراءتي مسند الإمام أحمد جملة مرات وسبب ذلك
اعلم رعاك الله أني ابتدأتُ العملَ في ترتيبِ الْمُسندِ سنة أربعين وثلاثمائة وألف مِن الهجرة، فقرأته للمرة الأولى، حتى انتهى تسويده في يوم الاثنين التاسع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة تسع وأربعين وثلاثمائة وألف، وكنتُ في أثناء عملي في المسودة أُجْمِل الأبواب في الكتبِ، أعني لا أُكْثِر مِن ذِكْر الأبوابِ، لأنَّ غَرَضي كان إذ ذاك حصر الأحاديث في كتبها، ككتاب الوضوء مثلاً اجعلُ كل حديث يتعلق بالوضوء في هذا الكتاب، مع ذكرِ أبواب قليلة مجملة، عازِماً على تفصيلها في التبييض، فلما انتهت الْمُسودة وشرعتُ في التبييض، وجدتُ صعوبة شديدة في تفصيل الأبواب وتراجمها، لأني أريدُ وضعها بِحِكْمَة، وازدادت الصعوبة حينما تذكرتُ أنَّ في الْمُسْنَدِ زوائدَ لعبد الله بن الإمام أحمد غفلتُ عن تمييزها مِن أحاديث المسند أثناء العمل في المسودة، وهي لا تظهر إلا من السند، فكل حديث يقال في أول سنده (حدثنا عبد الله، حدثنا أبي) فهو من المسند، وكل حديث يقال في أول سنده (حدثنا عبد الله، حدثنا فلان - بغير لفظ أبي-) فهو من زوائد عبد الله، وكل حديث يقال في أول سنده (حدثنا فلان - غير عبد الله وأبيه -) فهو من زوائد القطيعي، فهذه قاعدة عظيمة ينبغي أن تعرفها، فبقيت بين عاملين:
1 - إما أنْ أسيرَ في العملِ مع ترك تمييز الزوائد والتساهل في وضع الأبواب.
2 - أو أترك العمل فيه خوفاً مِن التساهل.
ففضلتُ الترك، وتركتُ العمل مدة وجيزة، لا تزيد عن شهر، واكتفيتُ بالمسودة، وقلتُ تنفعني في المراجعة.
وفي يوم ما سألني بعض العلماء عن حديث في المسند، لم يهتد إلى مكانه فيه، فراجعت المسودة، واستخرجته بسرعة مدهشة، فسُرَّ بذلك الرجل سروراً عظيماً.
وبعد ذلك اعتراني أسفٌ شديد لعدم إتمام هذا العمل الذي تعبتُ فيه تسع سنين.
وكان بين يدي الجزء الأخير مِن المسودة، فتصفحته، حتى أتيت على آخره، كل ذلك وأنا غارق في بحار الأسف والغمِّ الشديد.
وبينا أنا كذلك إذا وقع نظري على آخر حديث في الْمسودة، في باب رؤية الله عزَّ وجلَّ يوم القيامة، فقرأتُه بإمعان وتأمل، وإذا نصه:
عن صهيب بن سنان - رضي الله عنه -، قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ((إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ نُودُوا: يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ، إِنَّ لَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ مَوْعِداً لَمْ تَرَوْهُ.
فَقَالُوا: وَمَا هُوَ؟ أَلَمْ تُبِيِّضْ وُجُوهَنَا؟ وَتُزَحْزِحْنَا عَنِ النَّارِ؟ وَتُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ؟
قَالَ: فَيُكْشَفُ الْحِجَابُ، فَيَنْظُرُونَ إِلَيْهِ، فَوَاللَّهِ مَا أَعْطَاهُمُ اللَّهُ شَيْئاً أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنْهُ - وفي رواية: مِن النَّظَرِ إليه -.
ثُمَّ تَلاَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: {لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا الْحُسْنَى وَزِيَادَةٌ})).
وما كدت أفرغ مِن قراءته حتى اعتراني غشية، تصحبها لذة، أعقبها فرح وسرور، لم أر مثله فيما مضى مِن عمري، أتدري لم ذلك؟!
لأنَّ هذا الحديث وقع خاتمة كتابي بطريق الصدفة، وبإرادة الله - عز وجل - لا بإرادتي، وجاء هذا الحديث نفسه في الجزء الرابع من المسند، وقد بقيَ مِن الكتاب أكثر مِن ثلثه، أعني مجلدين فأكثر، وكنت أتوقع وجود أحاديث في رؤية الله تعالى في المجلدين الباقيين، أضعها بعد هذا الحديث في الباب نفسه، ولكن لم أجد بعده حديثاً في الرؤية مطلقاً، فبقي هذا الحديث آخر الكتاب بإرادة الله تعالى واختياره، وقد أراد الله جل شأنه أن يختم كتابي بِهذا الحديث الصحيح - الذي رواه أيضاً مسلم والترمذي وأبو داود -، بل بآية قرآنية يؤخذ منها أعظم تبشير وأحسن فأل، هذا سبب سروري واغتباطي، واستئنافي العمل بكل نشاط واجتهاد لا يعرف الملل.
فابتدأتُ قراءة المسند للمرة الثانية، لأجل وضع الرموز على زوائد عبد الله وتمييزها عن المسند، وفي هذه المرة ألهمني الله تعالى وضع رموز أيضاً على زوائد القطيعي، وما وجده عبد الله بخط أبيه، إلى آخر ما أشرتُ إليه في المقصد السادس، حتى انتهى الكتاب.
ثم قرأته للمرة الثالثة في التبييض، وفي هذه المرة أحكمتُ وضع الأبواب، وترتيب الأحاديث بروية وإتقان.
وكنت كلما اعتراني ملل أنظر إلى حديث الرؤية، فأنشط للعمل.
وما زلت كذلك حتى انتهيتُ من تبييضه عام (1351هجرية).
وإذ ذاك ألهمني الله تعالى عمل التعليق وذِكر السند إلى آخر ما أشرتُ إليه في مقدمة التعليق، وهذا يستلزم قراءته، فتكون المرة الرابعة، وسأقرؤه - إن شاء الله تعالى - للمرة الخامسة عند تصحيحه أثناء الطبع، والله الموفِّق]. انتهى كلام الشيخ - رحمه الله تعالى -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/478)
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[09 - 05 - 08, 04:42 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله.
أما بعد:
الفائدة الثامنة: ((الأحاديث الأربعة التي علا فيها مسلمٌ عن البخاري - ورواها البخاري عن نفس شيخ مسلم -)):
هذه الفائدة ذكرها الشيخ أبو إسحاق الحويني - حفظه الله - في الدرس السادس من "شرح الباعث الحثيث"، وهو موجود على موقع الشيخ، وتبدأ هذه الفائدة بعد مرور (ساعة و 8 دقائق) من بداية الدرس.
الحديث الأول:
قال مسلمٌ (5/ 200) أو (1814 - ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي):
[وَحَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، أَنَّهُ قَالَ: غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّ عَشْرَةَ غَزْوَةً].
وقال البخاري (6/ 16) أو (4473 - ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي):
[حَدَّثَنِي أَحْمَدُ بْنُ الْحَسَنِ، حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ حَنْبَلِ بْنِ هِلاَلٍ، حَدَّثَنَا مُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ، عَنْ كَهْمَسٍ، عَنِ ابْنِ بُرَيْدَةَ، عَنْ أَبِيهِ، قَالَ: غَزَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم سِتَّ عَشْرَةَ غَزْوَةً].
الحديث الثاني:
قال مسلمٌ (8/ 129 - 130) أو (2796 - ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي):
[حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ الزِّيَادِيِّ، أَنَّهُ سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، يَقُولُ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ.
فَنَزَلَتْ {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ وَمَا لَهُمْ أَلاَّ يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} إِلَى آخِرِ الآيَةِ].
وقال البخاري (6/ 62) أو (4648 - ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي):
[حَدَّثَنِي أَحْمَدُ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ - هُوَ ابْنُ كُرْدِيدٍ صَاحِبُ الزِّيَادِيِّ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ - رضي الله عنه -، قَالَ أَبُو جَهْلٍ: (اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).
فَنَزَلَتْ {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَمَا لَهُمْ أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} الآيَةَ].
وقال البخاري (6/ 62) أو (4649 - ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي):
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ النَّضْرِ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْحَمِيدِ صَاحِبِ الزِّيَادِيِّ، سَمِعَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ، قَالَ: قَالَ أَبُو جَهْلٍ: (اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ).
فَنَزَلَتْ: {وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ * وَمَا لَهُمْ أَنْ لاَ يُعَذِّبَهُمُ اللَّهُ وَهُمْ يَصُدُّونَ عَنِ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ} الآيَةَ].
الحديث الثالث:
قال مسلمٌ (4/ 217) أو (1509 - ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي):
[وَحَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، أَبِي غَسَّانَ الْمَدَنِيِّ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ مَرْجَانَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ((مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهَا عُضْوًا مِنْ أَعْضَائِهِ مِنَ النَّارِ حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ))].
قال البخاري (8/ 145 - 146) أو (6715 - ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي):
[حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ الرَّحِيمِ، حَدَّثَنَا دَاوُدُ بْنُ رُشَيْدٍ، حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ، عَنْ أَبِي غَسَّانَ مُحَمَّدِ بْنِ مُطَرِّفٍ، عَنْ زَيْدِ بْنِ أَسْلَمَ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ حُسَيْنٍ، عَنْ سَعِيدٍ بْنِ مَرْجَانَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ: ((مَنْ أَعْتَقَ رَقَبَةً مُسْلِمَةً، أَعْتَقَ اللَّهُ بِكُلِّ عُضْوٍ مِنْهُ عُضْواً مِنَ النَّارِ، حَتَّى فَرْجَهُ بِفَرْجِهِ))].
الحديث الرابع:
قال مسلم (8/ 192) أو (2929 - ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي):
[حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ الْعَنْبَرِيُّ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنَّ ابْنَ صَائِدٍ الدَّجَّالُ.
فَقُلْتُ: أَتَحْلِفُ بِاللَّهِ؟
قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُنْكِرْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم].
قال البخاري (9/ 109) أو (7355 - ترقيم محمد فؤاد عبد الباقي):
[حَدَّثَنَا حَمَّادُ بْنُ حُمَيْدٍ، حَدَّثَنَا عُبَيْدُ اللَّهِ بْنُ مُعَاذٍ، حَدَّثَنَا أَبِي، حَدَّثَنَا شُعْبَةُ، عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: رَأَيْتُ جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ يَحْلِفُ بِاللَّهِ أَنَّ ابْنَ الصَّائِدِ الدَّجَّالُ.
قُلْتُ: تَحْلِفُ بِاللَّهِ؟
قَالَ: إِنِّي سَمِعْتُ عُمَرَ يَحْلِفُ عَلَى ذَلِكَ عِنْدَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَلَمْ يُنْكِرْهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/479)
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[09 - 05 - 08, 07:04 م]ـ
وتعليقاً على الفائدة الثامنة:
وجدتُ الحافظ ابن حجر قد سبق إلى هذه الفائدة.
انظر هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=59268
ـ[أحمد بن سالم المصري]ــــــــ[19 - 12 - 09, 05:20 ص]ـ
الفائدة التاسعة: ((أَتَمَنَّى أنْ أموتَ واقِفًا، وأنْ أُناضِلَ عَنْ دِيْنِي إلى آخر لَحْظَة)).
قال الشيخ أبو إسحاق الْحُوَيْنِيُّ - حفظه الله -:
[فاليومُ هو الْجُمُعة (الثاني) ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/#_ftn1)) مِن شهرِ اللهِ الْمُحَّرم لسنة ألف وأربعمائة وواحد وثلاثين مِن هجرة النبيِّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وأنا لَم أصعد هذا الْمِنبر منذ الخطبة الثانية مِن شهرِ شعبان في السنة الماضية، ولَم أكن مُؤهَّلاً اليوم أنْ أخطبَ الْجُمُعة، لكنني أردتُ أنْ أُصافِحَ وجوهكم مَرَّة أخرى، ولو تكلمتُ بكلامٍ يسير، فإنني أَتَمَنَّى أنْ أموتَ واقِفًا، وأنْ أُناضِلَ عَنْ دِيْنِي إلى آخر لَحْظَة، شَعرتُ في هذه الْمُدَّة - التي مَضَت - أنني بدون الدعوةِ لا أُساوي شيئًا، فأردتُ أنْ أستمتعَ بالْحياة مَرَّة أخرى، فجئتُ إلى هذا الْمَكان لكي أقولَ كلامًا أُثَبِّت به نفسي أولاً، ثُمَّ أَبُثُّ الثِّقَةَ فيكم مرَّة أخرى، وأقول إننا منصورون، وأننا لن نُغْلَب، حتى وإنْ كانت إمكاناتُنَا ضعيفة، ما دام معنا إيْمَانٌ راسِخ، نحن ضِعافٌ نَعَم، وليس في أيدينا ما في أيدي أعدائِنَا أو خصومِنَا، لكننا إذا رجعنا إلى الشَّرْبِ الأوَّل إلى زمن الصحابة زمن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أولاً وزمن الصحابة، واستمسكنا بِما كانوا عليه، فأحلفُ بالله إننا لَمَنصورون، أشرفُ الأعمالِ قاطبةً أنْ تَمُوتَ خَادِمًا لِهذا الدِّين، وهذا هو مَكْمَنُ العِزّ كُلِّه، صَدِّقوني إذا قلتُ لَكُم إنني كنتُ أشْعُر أنَّ الرَّجلَ الذي يُمسكُ بِمُكنسةٍ في الشارع، كنتُ أشعرُ أنَّه أفضل مِنِّي؛ إنّه يقومُ بواجبه، وأنا عاجِزٌ مُكَبَّل، فأردتُ أنْ آتِي حتى لو تكلمتُ عشرَ دقائق، أنْ آتِي لأصافِحَ هذه الوجوه مرَّة أخرى، وأسألُ الله - عزَّ وجلَّ - ألا يحرمني وإياكم مِن شَرَفِ الدَّعوة إليه والدلالةِ عليه، فإنني نظرتُ إلى المناصب كُلها، لَم أجد أشْرَف مِن هذا الْمَنْصِب: أنْ تكون خادِمًا لدين الله - عزَّ وجلَّ -، لا سيما في زمان الغربة الثانية التي بدأت تَهتز فيها بعض الأصول التي لَم تكن في يومٍ مِنَ الأيام محورًا من محاور الْجَدَلِ عليها، وصار كل شيءٍ حولَنا غريبًا وعجيبًا ومُزرِيًا، أيها الشباب إنَّ عليكم مسؤوليةً كبيرة، ولن ينتصرَ هذا الدِّين إلا إذا رَجَعْتُم مرَّة أخرى إلى حقيقته، هذا دِينٌ يَمتلكُ أسبابَ الحياة في ذَاتِه، لكنَّه يحتاجُ إلى مُحَامٍ جَيِّد، إنَّ الناسَ يُسلمون في الْغَربِ بلا دَعوة، ولَكَم كُنتُ أتَمَنَّى أنْ أكونَ قادرًا على أنْ أذكرَ لكم أشياء كثيرة قرأتُها في حالِ خَلْوتِي في الأشهر الْمَاضِيَة؛ تَبُثُّ الثِّقَةَ فيكم، لتعملوا بعدها أنَّ مَنِ استمسك بحبل الله فهو منصورٌ ولو كان وَحْدَه، إنَّ ابنَ مسعود - رضي الله عنه -، قال: أنتَ الْجَماعة ولو كُنتَ وحْدَك. مع أنَّ الجماعةَ في العادة تقتضي شخوصًا كثيرين، لكن ما دُمتَ على الحق، وتقفُ في هذا الغَرْز فأنت الجماعة وإن كنت وحدك.
فأسألُ الله - سبحانه وتعالى - أنْ يستعملَنا وإياكم في مَرَاضِيه، وأنْ يغفرَ لي ولكم، أقولُ قولي هذا وأستغفرُ الله العظيم لي ولكم]. انتهى كلام الشيخ - حفظه الله -.
ــــــــــــــ
([1]) هذا سبق لسان من الشيخ - حفظه الله -، والصواب: (الأول).(78/480)
أين أجد هذا اكلام القيِّم للحافظ الذهبي حول عدم لقب الشيخ والعالم؟.
ـ[أبو سالم الشمري]ــــــــ[01 - 06 - 07, 12:41 م]ـ
أين أجد هذا الكلام القيِّم للحافظ الذهبي حول لقب الشيخ والعالم؟.
أذكر أن للذهبي رحمه الله تعالى كلاماً قيماً قال في معناه بأنه ليس من الشرط أن لا نعتبر فلاناً بأنه شيخ وعالِم إلا إذا صارَ عارفاً بجميع العلوم، بل بمجرد إلْمَامه بعلم من العلوم وتميزه في ذلك لنا أن نطلق عليه الشيخ وننعته بالعالِم ..
وقد سبق وأن قرأت في معنى هذا في الإنترنت كلاماً للحافظ الذهبي مُحالاً إلى أحد مصنفاته، فأين أجد النص الذي أورده في ذلك، وما مصدره؟.
وهل قال أحد أهل العلم مثل ذلك؟.
وجزاكم الله خيرا.(78/481)
ماهي أحكام دخول الحائض والنفساء والجنب الى المسجد أو مايشمله مسمى المسجد؟
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 03:15 م]ـ
((السؤال:- ماحكم دخول الحائض إلى مصلى النساء علما بان المصلى قد شيد بعد تشييد المسجد بسنوات وهو مفصول عن حرم الرجال ..... وجزاكم الله خير الجزاء وغفر الله للجميع؟)).
هذا السؤال وردني من قبل أحد الاخوات وأطلب من الاخوة أهل العلم تفصيل ذلك في الحالات التاليه:-
1. إذا كانت المرأة داعية ومسؤوله عن دورات خاصه بالنساء تلقيها في مصلى للنساء ضمن سياج المسجد ولايمكنها تاجيل الدروس لانها مرتبطه ببرنامج دعوي ولايوجد من ينوب عنها , وجرت عليها احكام الحيض او النفاس او الجنابه.
2. اذا كانت المرأه من طالبات العلم التي تشارك في دوره في المسجد او المصلى الخاص بالنساء ضمن حدود المسجد , ولايمكنها تاجيل الدروس ولاتوجد وسيلة لتسجيل الدروس كي لاتفوتها وجرت عليها احكام الدماء الطبيعيه للنساء.
3. هل يجوز للمرأه الحائض والنفساء مس المصحف لضروره وكذلك الجنب؟؟؟.
ارجوا من الاخوه تبيان كافة الاحكام المتعلقه بالنساء أثناء فترة الحيض او النفاس او الجنابه من دخولها للمسجد او قراءة القرآن أو مسه أو الذكر أو الدعاء وبقية العبادات وجزاكم الله خير الجزاء.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 08:47 م]ـ
أرجوا من الاخوة أهل العلم أن لايتأخروا علينا بالاجابه لقيام الدواعي لمثل هذه الامور ولانه لايجوز التأخير عن وقت البيان مالم يكن هناك مايستدعي التاخير وبارك الله فيكم.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 01:11 ص]ـ
دخول الحائض المسجد لحضور مجلس علم أو حلقة لتحفيظ القرآن
سؤال: امرأة حائض تريد دخول المسجد لحضور مجلس علم أو حلقة لتحفيظ القرآن مع العلم بأنها مواظبة على ذلك بشكل أساسي، وإن تغيبت للحيض سيفوتها مسائل سيتعذر عليها إدراكها فيما بعد، فهل يجوز لها الحضور بشروط معينة استثناء وما هو رأى العلماء الراجح في المسألة؟.
الجواب:
الحمد لله
أولا:
ذهب جمهور الفقهاء من أصحاب المذاهب الأربعة إلى أنه لا يجوز للحائض أن تمكث في المسجد، واستدلوا على ذلك بما رواه البخاري (974) ومسلم (890) عَنْ أُمِّ عَطِيَّةَ قَالَتْ: (أَمَرَنَا تَعْنِي النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نُخْرِجَ فِي الْعِيدَيْنِ الْعَوَاتِقَ وَذَوَاتِ الْخُدُورِ، وَأَمَرَ الْحُيَّضَ أَنْ يَعْتَزِلْنَ مُصَلَّى الْمُسْلِمِينَ).
فمنع النبي صلى الله عليه وسلم الحائض من مصلى العيد، وأمرها باعتزاله، لأن له حكم المسجد، فدل على منعها من دخول المسجد.
واستدلوا بأحاديث أخرى ولكنها ضعيفة لا يصح الاحتجاج بها، منها قوله صلى الله عليه وسلم: (لا أُحِلُّ الْمَسْجِدَ لِحَائِضٍ وَلا جُنُبٍ) والحديث ضعفه الألباني في ضعيف أبي داود232.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء (6/ 272).
ما حكم الشرع في حق المرأة التي تدخل المسجد وهي حائض للاستماع إلى الخطبة فقط؟
فأجابوا: لا يحل للمرأة أن تدخل المسجد وهي حائض أو نفساء. . . أما المرور فلا بأس إذا دعت إليه الحاجة وأمن تنجيسها المسجد لقوله تعالى: (وَلاجُنُباً إِلا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّى تَغْتَسِلُوا) النساء.
والحائض في معنى الجنب؛ ولأنه أمر عائشة أن تناوله حاجة من المسجد وهي حائض.
انتهى من "فتاوى اللجنة الدائمة" (6/ 272).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: هل يجوز للحائض حضور حلق الذكر في المساجد؟
فأجاب: " المرأة الحائض لا يجوز لها أن تمكث في المسجد، وأما مرورها بالمسجد فلا بأس به، بشرط أن تأمن تلويث المسجد مما يخرج منها من الدم،وإذا كان لا يجوز لها أن تبقى في المسجد، فإنه لا يحل لها أن تذهب لتستمع إلى حلق الذكر وقراءة القرآن، اللهم إلا أن يكون هناك موضع خارج المسجد يصل إليه الصوت بواسطة مكبر الصوت، فلا بأس أن تجلس فيه لاستماع الذكر، لأنه لا بأس أن تستمع المرأة إلى الذكر وقراءة القرآن كما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يتكئ في حجر عائشة، فيقرأ القرآن وهي حائض، وأما أن تذهب إلى المسجد لتمكث فيه لاستماع الذكر، أو القراءة، فإن ذلك لا يجوز، ولهذا لما أُبلغ النبي عليه الصلاة والسلام في حجة الوداع، أن صفية كانت حائضا قال: (أحابستنا هي؟) ظن صلى الله عليه وسلم، أنها لم تطف طواف الإفاضة فقالوا إنها قد أفاضت، وهذا يدل على أنه لا يجوز المكث في المسجد ولو للعبادة. وثبت عنه أنه أمر النساء أن يخرجن إلى مصلى العيد للصلاةوالذكر، وأمر الحيض أن يعتزلن المصلى.
انتهى من "فتاوى الطهارة" (ص 273).
ثانيا:
للحائض أن تقرأ القرآن دون أن تمس المصحف، على ما هو مبين في جواب السؤال.
ولها أن تقرأ من المصحف المطبوع مع التفسير، قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: " وأما كتب التفسير فيجوز مسها؛ لأنها تعتبر تفسيرا، والآيات التي فيها أقل من التفسير الذي فيها.
ويستدل لهذا بكتابة النبي صلى الله عليه وسلم الكتب للكفار، وفيهاآيات من القرآن، فدل هذا على أن الحكم للأغلب والأكثر.
أما إذا تساوى التفسير والقرآن، فإنه إذا اجتمع مبيح وحاظر ولميتميز أحدهما برجحان، فإنه يغلب جانب الحظر فيعطى الحكم للقرآن.
وإن كان التفسير أكثر ولو بقليل أعطي حكم التفسير
انتهى من "الشرح الممتع" (1/ 267).
ثالثا:
ما ورد في السؤال من خشية فوات بعض المسائل والدروس على الحائض إذاامتنعت من دخول المسجد، يمكن تلافيه بتسجيل هذه الدروس، أو الاستماع إليها من خارج المسجد، إن أمكن ذلك، وينبغي أن يلحق ببعض المساجد ملحقات خاصة لا تأخذ حكمالمسجد، تجعل كمكتبة أو دار للتحفيظ، تتمكن صاحبات العذر من الجلوس فيها دون حرج.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب ( http://www.islam-qa.com/index.php?ln=ara&
السؤال
R=60213)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/482)
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 01:06 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي نايف الحميدي.
ولكن إن كانت المرأة الحائض داعيه وتعطي دروسا لايمكنها تاخيرها ضمن منهاج في مصلى للنساء ضمن حدود المسجد ولايوجد بديل عنها.
ألا يحق لها الدخول من باب ((الضرورات تبيح المحظورات والواجبات تسقط بالاعذار)) كما أفتى بذلك الشيخ ابن العثيمين رحمه الله فيمن صلى خلف الصف منفردا بعذر؟؟!!.
بارك الله فيك وأحسن اليك.
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 03:58 م]ـ
الراجح في هذا المسألة جواز دخول الجنب والحائض المسجدَ مروراً أو مكثاً لعدم الدليل، استصحاباً للأصل، وهو الإباحة، ولضعف أدلة النهي ثبوتاً أو دلالةً، وللعلامة أبي عبد المعز محمد علي فركوس فتوى مفصلة ماتعة في ذلك، ولبعض طلبة العلم رسالة بعنوان "السبيل المرشد لمعرفةِ حُكمِ مكثِ الُجنبِ والحائضِ في المسجِد" انفصل فيها إلى جواز المكث لهما، وهو ما يفتي به الأستاذ حسام الدين عفانة والقرضاوي وغيرهما من المعاصرين.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 07:31 م]ـ
الاخ أبو عبدالرحمن الطائي.
جزاك الله خيرا.
ولكن هلا أوردت لنا طرفا من كلامهم وادلتهم بارك الله فيك.
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 05:04 ص]ـ
وللعلامة أبي عبد المعز محمد علي فركوس فتوى مفصلة ماتعة في ذلك
وهذا نص جوابه حفظه الله تعالى:
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على من أرسله الله رحمة للعالمين، وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين أمّا بعد:
فلم يرد دليل ثابت وصريح في حق الحائض ما يمنعها من دخول المسجد، والأصل عدم المنع، وقد وردت جملة من المؤيدات لهذا الأصل مقررة للبراءة الأصلية منها: ما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها فيما رواه البخاري وغيره:" أنّ وليدة سوداء كانت لحي من العرب فأعتقوها، فجاءت إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فأسلمت فكان لها خباء في المسجد أو حفش" (1) ولا يخفى عدم انفكاك الحيض عن النساء إلا نادرا، ولم ينقل عنه صلى الله عليه وسلم أنّه أمرها باعتزال المسجد وقت حيضتها والأصل عدمه، ولا يصح أن يعترض عليه بأنّه واقعة عين وحادثة حال لا عموم لها، لأنّ الذي يضعف صورة تخصيصها بذلك كون القصة مؤكدة للبراءة الأصلية، يؤيدها عموم قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ المسلم لا ينجس» (2) ويقوي هذا الحكم مبيت أهل الاعتكاف في المسجد مع ما قد يصيب المعتكف النائم من احتلام، والمعتكفة من حيض، وهي أحوال غير خفيّة الوقوع في زمنه صلى الله عليه وآله وسلم ومنتشرة انتشارا يبعد معه عدم علم النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، وهو المؤيَّد بالوحي.
ويشهد للأصل السابق قوله صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة رضي الله عنها في حجة الوداع لمّا حاضت: «افعلي ما يفعل الحاج غير أن لا تطوفي بالبيت حتى تطهري» (3)، ولم يمنعها النبي صلى الله عليه وآله وسلم من الدخول إلى المسجد والمكث فيه، وإنّما نهاها عن الطواف بالبيت، لأنّ الطواف بالبيت صلاة، وقد ثبت في الصحيحين من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: "إنّ أول شيء بدأ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم حين قدم مكة أنّه توضأ ثمّ طاف بالبيت" (4) فهذا يدل على وجوب الطواف على طهارة، بناء على أنّ كلّ أفعاله صلى الله عليه وسلم في الحج محمولة على الوجوب في الأصل. ومعلوم للعاقل أنّ الفعل لا يمكن أن يؤمر به وينهى عنه من وجه واحد لاستحالة اجتماع الضدين، وهو تكليف بما لا يطاق، وإنّما يجوز أن يكون الفعل مأمورا به من وجه ومنهيا عنه من وجه آخر لإمكان اجتماع مصلحة ومفسدة في الفعل الواحد، وبالنظر لوجود الوصف المانع من الطواف نَهَى عنه النبي صلى الله عليه وسلم لاشتماله على مفسدة، وأمرها بما يفعله الحاج لاشتماله على تحصيل مصلحة، ولا يخفى أنّ جنس فعل المأمور به والمثوبة عليه أعظم من جنس ومثوبة ترك المنهي عنه، وأنّ جنس ترك المأمور به والعقوبة عليه أعظم من جنس والعقوبة على فعل المنهي عنه (5)، وإذا تقرر ذلك فإنّ أمره صلى الله عليه وآله وسلم لعائشة رضي الله عنها-وهي حائض- أن تفعل ما يفعله الحاج إنّما هو من جنس المأمور به وهو أعظم من جنس ترك المنهي عنه، فلو كان أمره صلى الله عليه وآله وسلم مقتضيا لعدم جواز دخول الحائض المسجد لكان عدولا عن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/483)
جنس المأمور به إلى المنهي عنه، وهو دونه في الرتبة، فيحتاج-حالتئذ-إلى بيان في الحال وتأخيره عن وقت الحاجة لا يجوز كما تقرر في الأصول (6).
ويشهد-أيضا- للأصل المتقدم، إنزاله صلى الله عليه وآله وسلم وفد ثقيف في المسجد قبل إسلامهم، ومكث فيه الوفد أياما عديدة وهو صلى الله عليه وآله وسلم يدعوهم إلى الإسلام، كما استقبل في مسجده نصارى نجران حينما جاءوه لسماع الحق ومعرفة الإسلام، هذا وغيره وإن كان يدلّ على جواز إنزال المشرك في المسجد والمكث فيه لمن كان يرجى إسلامه وهدايته مع ما كانوا فيه من رجس معنوي كما قال تعالى: (إنما المشركون نجس فلا يقربوا المسجد الحرام بعد عامهم هذا) [التوبة:28] ولا يبعد أن تتعلق بهم جنابة من غير اغتسال أو نجاسة حسية من بول أو غائط لعدم الاحتراز، فإنّ المسلم والمسلمة أطهر حالا وأعلى مكانا وأولى بدخول المسجد والمكث فيه ولو اقترن بهم وصف الجنابة أو الحيض أو النفاس لكون المسلم طاهرا على كلّ حال لقوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إنّ المسلم لا ينجس» (7)، ولا يصح أن يُعترض بأنّ حكم المنع خاص بالمسلمين دون المشركين فلا يلحق بهم إلحاقا قياسيا، ذلك لأنّ المعتقد قائم في أنّ الكفار مخاطبون إجماعا بالإيمان -الذي هو الأصل- ومطالبون بالفروع مع تحصيل شرط الإيمان للأوامر الشرعية الموجبة للعمل المتصفة بالعموم لسائر الناس كقوله تعالى: (ولله على الناس حج البيت لمن استطاع إليه سبيلا) [آل عمران:97] وغيرها والكافر معاقب أخرويا على ترك أصل الإيمان أولا، وما يترتّب عليه من فروع الشريعة ثانيا، لِما أخبر به تعالى عن سائر المشركين في معرض التصديق لهم، تحذيرا من فعلهم: (ما سلككم في سقر، قالوا لم نك من المصلين و لم نك نطعم المسكين و كنا نخوض مع الخائضين و كنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين) (8) [المدثر:42/ 47].
هذا، وغاية ما يتمسك به المانعون من دخول الحائض المسجد:
أولا: إلحاقها بالجنب إلحاقا قياسيا إذ الجنب-وهو المقيس عليه- ورد النهي عن قربانه المسجد إلاّ إذا اتخذه طريقا للمرور وذلك في قوله تعالى: (يا أيها الذين آمنوا لا تقربوا الصلاة و أنتم سكارى حتى تعلموا ما تقولون ولا جنبا إلا عابري سبيل حتى تغتسلوا) [النساء:43]، ويكون حمل الآية على الإضمار تقديره: "لا تقربوا مواضع الصلاة"، أو كناية عن المساجد حيث أقيمت مقام المصلى أو المسجد، وهذا التفسير -وإن نقل عن بعض السلف كابن مسعود وسعيد بن جبير وعكرمة والزهري وغيرهم- إلاّ أنّه معارض بتفسير آخر يحمل الصلاة على نفسها ويكون معنى الآية: "ولا تقربوا الصلاة جنبا إلا أن تكونوا مسافرين ولم تجدوا ماء فتيمموا" وهذا التفسير منقول عن علي بن أبي طالب وابن عباس رضي الله عنهم ومجاهد والحسن ابن مسلم وغيرهم، وبه قال أحمد والمزني.
والتفسير الأول الذي حمل الصلاة على مواضعها أو حمله كنايةً عن المساجد مخالف للأصل، إذ الأصل في اللفظ أن يكون مستقلا ومكتفيا بذاته، لا يتوقف معناه على تقدير، خلافا للإضمار، وإذا دار اللفظ بين الاستقلال والإضمار، فإنّه يحمل على الاستقلال لقلة اضطرابه، والتفسير الثاني مستغنٍ في دلالته عن الإضمار بخلاف الأول فمفتقر إليه، ومعلوم أنّ الألفاظ المقدرة إنما يُصار إليها عند الحاجة وانعدام وجود لفظ مناسب لمعنى اللفظ ضرورة لتصحيح الكلام، وقد استقام المعنى بالتفسير الثاني فلا يُعدل إلى غيره، وقد يُعترض أنّ تأوُّل الآية على أنّ «عابري سبيل» هم المسافرون، ولم يكن في إعادة ذكره في قوله تعالى: (وإن كنتم مرضى أو على سفر) معنى مفهوم، إذ لا فائدة في تكراره وانتفاؤها عبث يجب تنزيه الشارع عنه، ولو أفاد تكراره التأكيد لكان خلاف الأصل، إذ الأصل التأسيس وهو أولى من التأكيد، ذلك لأنّ الأصل في وضع الكلام إنّما هو إفهام السامع ما ليس عنده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/484)
فجوابه أنّ التأسيس مبني على صرف كلمة "الصلاة" عن معناها الحقيقي إلى المعنى المجازي وهو خلاف الأصل، إذ المقرّر في الأصول أنّ النص إذا دار بين الحقيقة الشرعية والمجاز الشرعي، فحمل اللفظ الشرعي على حقيقته أولى من حمله على المجاز، فضلا عن ذلك فإنّه يلزم على القول بأنّ في القرآن مجازا، أن القرآن يجوز نفيه لإجماع القائلين بالمجاز على أنّ كلّ مجاز يجوز نفيه ويكون نافيه صادقا في نفس الأمر ولا ريب أنّه لا يجوز نفي شيء من القرآن (9)، وبناء على ما تقدم فحمل اللفظ المبني على حقيقته الشرعية المكتفي بذاته على وجه الاستقلال، -وإن أفاد التأكيد- أولى من حمله على المجاز المفتقر في دلالته على الإضمار -وإن أفاد التأسيس- لأصالة الحقيقة الشرعية وهي مقدّمة على الحقيقة العرفية واللغوية فمن باب أولى مع المجاز الشرعي.
ولو حملنا تفسير الآية على تقدير الإضمار فإنّ الحكم يقتصر على الجنب ولا تُلحق به الحائض إلاّ بنوع قياس يظهر قادح الفرق بينهما جليا من ناحية أنّ الجنب غير معذور بجنابته وبيده أن يتطهر، والآية تحثه على الإسراع في التطهر، بخلاف الحائض فمعذورة بحيضتها، فلا تملك أمرها ولا يسعها التطهر من حيضتها إلاّ بعد انقطاع الدم، فحيضتها ليست بيدها، وإنّما هي شيء كتبه الله على بنات آدم، وهذا الفرق الظاهر بين المقيس والمقيس عليه يقدح في القياس فيفسده. وتبقى الآية محصورة في الجنب دون الحائض جمعا بين الأدلة.
ومع ذلك فحمل لفظ "الصلاة" على الحقيقة الشرعية والاستقلال أولى بالتفسير لما يشهد لذلك عموم حديث «المسلم لا ينجس» وما تقدم من أدلة شاهدة على الجواز كمبيت الوليدة السوداء وأهل الاعتكاف وقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة لما حاضت: «افعلي ما يفعله الحاج إلا أن تطوفي بالبيت» وفضلا عن ذلك لو سُلّم القياس على الجنب فقد ثبت أنّ أصحاب الصّفّة كانوا يبيتون في المسجد لا مأوى لهم سواه (10) ويؤيد ما ذكرنا ما أخرجه سعيد بن منصور في سننه بإسناد حسن عن زيد بن أسلم عن عطاء بن يسار قال:"رأيت رجالا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجلسون في المسجد وهم مجنبون إذا توضؤا وضوء الصلاة" (11).
ثانيا: وأمّا الاستدلال بحديث جسرة بنت دجاجة قالت: "سمعت عائشة رضي الله عنها تقول:"جاء رسول الله صلى الله عليه وسلم ووجوه بيوت أصحابه شارعة في المسجد، فقال: «وجهوا هذه البيوت عن المسجد» ثمّ دخل النبي صلى الله عليه وسلم ولم يصنع القوم شيئا رجاء أن تنزل فيهم رخصة فخرج إليهم بعد، فقال: «وجهوا هذه البيوت عن المسجد فإني لا أحل المسجد لحائض ولا جنب» (12) فلو صح الحديث لكانت دلالته صريحة على تحريم دخول المسجد للحائض والجنب، ولكنّه ضعيف لا يصلح للاحتجاج به لمجيئه عن طريق جسرة، وحاصل القول فيها أنّ الحجة لا تقوم بحديثها إلاّ بشواهد، و لهذا قال الحافظ في التقريب: "إنها مقبولة" (13) أي مقبولة إذا توبعت وإلا فليّنَة، وفي هذا الحديث لم تتابع، والحديث ضعفه جماعة منهم: الإمام أحمد والبخاري والبيهقي وابن حزم وعبد الحق الإشبيلي وغيرهم.
ثالثا: أمّا حديث أمّ عطية قالت: "أمرنا أن نخرج في العيدين العواتق وذوات الخدور، وأمر الحيض أن يعتزلن مصلى المسلمين" (14) الذي استدل به على منع الحائض من المصلى فتكون ممنوعة من المسجد من باب أولى، ومن جهة أخرى فلو حمل اللفظ على "الصلاة" لأفاد التأكيد الذي يقصد به تقوية لفظ سابق، وهو على خلاف الأصل، لأنّ الأصل في وضع الكلام إنّما هو التأسيس، لذلك كان حمله على "المصلّى" أولى من حمله على "الصلاة" فالصواب أنّه لا دلالة فيه على هدا المعنى، لأنّ المراد بالمصلى في الحديث إنّما هي الصلاة ذاتها بدليل رواية مسلم وغيره وفيه: "فأمّا الحيض فيعتزلن الصلاة". ويقوي هذا المعنى رواية الدارمي: "فأمّا الحيض فإنّهنّ يعتزلن الصف" (15)، فحمله على الصلاة نفسها ليس فيه خلاف بينما إذا ما حملت على لفظ "المصلى" فمختلف فيه، وقد تقرر أنّ المتفق عليه أرجح من المختلف فيه. ومن زاوية أخرى فحمله على التأكيد-وإن كان خلاف الأصل- إلاّ أنّه أولى بالتقديم لوجود قرائن تدلّ عليه، منها: أنّ لفظ الاعتزال الذي هو التنحي والبعد عن الشيء يتعدى بحرف"عن" الدّال على المجاوزة، وهو يدلّ بدلالة الالتزام على ابتداء الغاية، إذ كلّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/485)
مجاوزة فلا بدّ لها من ابتداء غاية، فيكون المصلى هو مبدأ الاعتزال وهو الغاية المأمور بها، فدلّ على أنّ الحائض حلّت به ابتداء، علما أنّ المصلى غير محدود بحدّ حتى يمكن أن تخرج منه، ولو سُلّم أنّه محدود حدّا عرفيا لما وسعها أن تَرِده من جديد عند سماع خطبة العيد ودعوة المصلين الذي هو علة خروجها إلى المصلى، فدلّ ذلك على أنّ المراد بالمصلى الصلاة ذاتها.
وعلى تقدير حمل الحديث على اللفظين معا، للزوم أحدهما الآخر باعتزال الحائض المصلى والصلاة بحيث لا يكون أحد اللفظين نافيا للآخر فلا دلالة فيه-أيضا- على منع الحائض من دخول المسجد، ذلك لأنّ صلاة العيد التي كان يؤديها النبي صلى الله عليه وآله وسلم مع أصحابه إنّما كانت بالفضاء ولم ينتقل عنه بسند مقبول على أنّه أداها في المسجد، وقد جعلت الأرض كلّها مسجد، والحائض والجنب يباح لهما جميع الأرض بلا خلاف، وهي مسجد فلا يجوز أن يُخَصّ بالمنع من بعض المساجد دون بعض (16).
-أمّا قوله صلى الله عليه وسلم لعائشة رضي الله عنها: "ناوليني الخمرة من المسجد" قالت: فقلت: إنّي حائض فقال: «إنّ حيضتك ليست في يدك» (17) وفي رواية مسلم: "تناوليها فإن الحيضة ليست في اليد" (18) وقد اختلف في فقه الحديث وهل الخمرة كانت داخل المسجد أو خارجه؟
فمن أجاز لها دخول المسجد بظاهر لفظ الحديث السابق الذي يفيد أن الخمرة كانت بداخل المسجد، فقد حمل قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن حيضتك ليست في يدك» على قيام عذرها بحيضتها ولا دخل لها ولا إرادة لها فيها، ويعضد هذا المعنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم لها: «إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم» وعليه فلا دلالة على منع الحائض من الدخول فيه، ومن منع منه الحائض استدل برواية النسائي عن عائشة رضي الله عنها قالت بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد قال: «يا عائشة ناوليني الثوب" فقالت: إني لا أصلي، فقال: «ليس في يدك» فناولته (19). وفي رواية أبي هريرة رضي الله عنه: قال: بينما رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في المسجد فقال: "يا عائشة ناوليني الثوب" فقالت: إني حائض فقال: «إنّ حيضتك ليست في يدك» (20) فإنّ ظاهر الروايتين يفيد أنّ الخمرة كانت خارج المسجد وأنّ النبي صلى الله عليه وآله وسلم أذن لها في إدخال يدها فقط دون سائر جسدها ولو كان أمرها بدخول المسجد لم يكن لتخصيص اليد معنى.
والحديث تنازعه الفريقان والظاهر أنّه غير صريح في المنع ولا في الإباحة، ينبغي العدول عنه إلى غيره من الأدلة، وإذا لزم الترجيح بينهما لكان حمل قوله: «إن حيضتك ليست في يدك» على معنى قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إن هذا شيء كتبه الله على بنات آدم» وتفسيره به أولى، لأنّ ما يعضده دليل مقدّم على ما لم يعضده دليل آخر، ومن جهة أخرى فإنّ الاستدلال بالحديث على تخصيص إدخال اليد في المسجد دون سائر الجسد تأباه الصناعة الأصولية وقد تقرر في القواعد أنّ "تحريم الشيء مطلقا يقتضي تحريم كل جزء منه" (21)، لذلك كانت الأدلة المقررة للبراءة الأصلية مثيرة لغلبة الظن وموجبه للعمل.
ومع ذلك فإن كان في ترك الحائض دخول المسجد ما تحقق به مصلحة راجحة من تأليف القلوب عن طريق ردم الخلاف فإنه: "يستحب الخروج من الخلاف" (22) وقد ترك النبي صلى الله عليه وآله وسلم تغيير بناء البيت لما فيه جمع القلوب وتأليفها وصلّى ابن مسعود خلف عثمان رضي الله عنهما بعد إنكاره عليه لإتمام الصلاة في السفر دفعا للخلاف ونبذا للشقاق، أمّا إذا كانت الحاجة أو المصلحة داعية إلى دخول المسجد لطلب العلم الشرعي أو للاستفتاء مثلا كان مأخذ المخالف ضعيفا، وحالتئذ فليس الورع والحيطة الخروج من الخلاف، لأنّ شرطه أن لا يؤدي مراعاته إلى ترك واجب أو إهمال سنة ثابتة أو خرق إجماع، بل الورع في مخالفته لموافقة الشرع فإنّ ذلك أحفظ و أبرأ للدين والذمة.
والله أعلم وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلّ اللّهم على محمّد وعلى آله وصحبه وإخوانه إلى يوم الدين وسلّم تسليما.
الجزائر في:222 محرم 1419هـ
--------------------------------------------------------------------------------
1 - أخرجه البخاري في الصلاة (439)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/486)
2 - أخرجه مسلم في الحيض (851)، وأبو داود في الطهارة (230)، والنسائي في الطهارة (268)، وابن ماجة في الطهارة (535)، وأحمد (24169) من حديث حذيفة رضي الله عنه.
3 - أخرجه البخاري في الحيض (305)، ومسلم في الحج (2977)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
4 - أخرجه البخاري في الحج (1641)، ومسلم في الحج (3060)، من حديث عائشة رضي الله عنها.
5 - انظر أفضلية جنس فعل المأمور به على جنس ترك المنهي عنه في "المجموع" لابن تيمية (20/ 85) وما بعدها، و"الفوائد" لابن القيم (157) وما بعدها.
6 - نقل ابن قدامة عدم الخلاف على هذا الأصل، انظر:"روضة الناظر" لابن قدامة: (2/ 57)، "المسوّدة" لآل تيمية: (181). وأفاد الشيخ الشنقيطي أنّ من أجازه وافق عدم وقوعه ("المذكرة":185، "أضواء البيان":1/ 98،97).
7 - تقدم تخريجه.
8 - انظر اختلاف العلماء في مسألة مخاطبة الكفار بفروع الشريعة في"المعتمد" لأبي الحسين: (1/ 295)، "التبصرة" للشيرازي: (80)، "الإشارة" للباجي: (174)، "المحصول" للفخر الرازي: (1/ 145)، "الإحكام" للآمدي: (1/ 110)، "شرح تنقيح الفصول" للقرافي: (163)، "أصول السرخسي": (1/ 87)، "مجموع الفتاوى" لابن تيمية: (22/ 7 - 16)، "زاد المعاد" لابن القيم: (5/ 698 - 699)، "فواتح الرحموت" للأنصاري: (1/ 128)، "شرح الكوكب المنير" للفتوحي: (1/ 503)، "الأشباه والنظائر" للسيوطي: (253)، "إرشاد الفحول" للشوكاني: (10)، "مذكرة الشنقيطي": (33 - 34).
9 - انظر"منع جواز المجاز" للشنقيطي: (4 - 5). وأهل السنة يختلفون في وقوع المجاز في القرآن، فمنهم من منع وقوعه مطلقا، ومنهم من أجازه فيما عدا آيات الصفات الواجب حملها على الحقيقة دون المجاز، والظاهر أنّ الخلاف لفظي على ما صرح به ابن قدامة-رحمه الله-.
(انظر المسألة في "تأويل مشكل القرآن" لابن قتيبة: (103 - 109 - 132) "الفقيه والمتفقه" للخطيب البغدادي: (1/ 64)، "روضة الناظر" لابن قدامة: (1/ 182)، "مجموع الفتاوى" لابن تيمية: (5/ 200 - 201) (7/ 88 - 90 - 96 - 108)، "الصواعق المرسلة" لابن القيم: (2/ 632)، "شرح الكوكب المنير": (1/ 191))
10 - انظر صحيح البخاري: (11/ 281)، في الرقاق، باب كيف كان عيش النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
11 - تمام المنة للألباني ص: (118).
12 - أخرجه أبو داود: (1/ 157 - 159)، والبيهقي: (2/ 442 - 443)، وابن خزيمة: (2/ 284)، من حديث عائشة رضي الله عنها. وحديث جسرة بنت دجاجة ذكره الألباني في الإرواء (1/ 162)، وقال: (ضعيف، في سنده جسر بنت دجاجة، قال البخاري: عندها عجائب، وقد ضعف الحديث جماعة منهم البيهقي وابن حزم وعبد الحق الإشبيلي، بل قال ابن حزم: "إنّه باطل"، وقد فصلت القول في ذلك في "ضعيف السنن" رقم:32)، وخرجه في الإرواء برقم:193، وضعفه وذكر علل من ضعفه، وذكر أنّ رد في ضعيف سنن أبي داود على من صححه كاتبن خزيمة وابن القطان والشوكاني، وضعفه أيضا في تمام المنة: ص (118).
13 - تقريب التهذيب لابن حجر: (2/ 593).
14 - متفق عليه: البخاري في العيدين (974)، ومسلم في صلاة العيدين (2091)، من حديث أم عطية رضي الله عنها.
15 - أخرجه الدارمي (1662)، من طريق عبد العزيز بن عبد الصمد عن هشام بن حسان عن حفصة عن أم عطية، ورجال سنده كلهم ثقات، أمّا عبد العزيز إن كان هو العمى فهو ثقة حافظ، وهشام بن حسان الأزدي فهو ثقة -أيضا-.
16 - انظر المحلى لابن حزم (2/ 182).
17 - أخرجه مسلم في الحيض (715)، وأبو داود في الطهارة (261)، والترمذي في الطهارة (134)، والنسائي في الطهارة (271)، من حديث عائشة رضي الله عنها. وانظر الإرواء (1/ 212).
18 - مسلم في الحيض (716).
19 - النسائي في الطهارة (270).
20 - مسلم في الحيض (717)، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه.
21 - مجموع الفتاوى لابن تيمية (21/ 85).
22 - انظر هذه القاعدة في الأشباه والنظائر للسيوطي (136)، القواعد الفقهية للندوي (336).
منقول من موقع الشيخ.
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 05:08 ص]ـ
وهو ما يفتي به الأستاذ حسام الدين عفانة
وهذا نص فتواه:
إن دخول الحائض للمسجد ممنوع عند أكثر الفقهاء وعمدتهم في المنع ما روي في الحديث عن عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا أحل المسجد لحائض ولا لجنب) رواه أبو داود وابن ماجة. وفي سنده كلام كثير لأهل الحديث.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/487)
وبعض أهل العلم احتج على منع الحائض من دخول المسجد بقوله تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ) سورة النساء الآية 43. ومع أن هذه الآية لم تذكر الحائض إلا أنهم ألحقوها بالجنب.
وقد ذهب جماعة من أهل العلم إلى جواز دخول الحائض للمسجد وبهذا قال الإمام أحمد في رواية عنه وهو قول المزني صاحب الإمام الشافعي وبه قال الإمام داود وابن حزم الظاهريان. وقال الإمام أحمد في رواية أخرى إن للحائض دخول المسجد إن توضأت وأمنت تلويث المسجد. انظر الإنصاف 1/ 347.
والقول بجواز دخول المرأة الحائض للمسجد لحضور دروس العلم هو الذي أطمئن إليه. ويدل لهذا القول ما يلي:
1 ـ البراءة الأصلية لأن الأصل عدم التحريم ولم يقم دليل صحيح صريح على تحريم دخول الحائض للمسجد. قال الإمام النووي: [وأحسن ما يوجه به هذا المذهب أن الأصل عدم التحريم وليس لمن حرم دليل صحيح صريح] المجموع 2/ 160.
2 ـ وقال الشيخ الألباني: [والقول عندنا في هذه المسألة من الناحية الفقهية كالقول في مس القرآن من الجنب للبراءة الأصلية وعدم وجود ما ينهض على التحريم وبه قال الإمام أحمد وغيره …] تمام المنة ص 119. 2.
3 ـ إن الحديث الذي استدل به جمهور العلماء وهو: (لا أحل المسجد لجنب ولا لحائض) اختلف فيه أهل الحديث اختلافاً كبيراً لأنه من رواية أفلت بن خليفة عن جسرة بنت دجاجة وقد ضعفهما جماعة من أهل الحديث كالخطابي والبيهقي وعبد الحق الاشبيلي وابن حزم ونقل التضعيف عن الإمام أحمد أيضاً.
وقال الإمام البغوي: [وجَوَّزَ أحمد والمزني المكث فيه وضعّف أحمد الحديث لأن راويه وهو أفلت بن خليفة مجهول وتأوّل الآية على أن - عابري السبيل - هم المسافرون تصيبهم الجنابة فيتيممون ويصلون وقد روي ذلك عن ابن عباس] شرح السنة 2/ 46. ومن المعاصرين الشيخ الألباني حيث قال: [قال البيهقي: ليس بالقوي]. وقال عبد الحق الإشبيلي: [لا يثبت] تمام المنة 119.
وقد ضعف الإمام النووي هذا الحديث في كتابه خلاصة الأحكام حيث قال: [باب ذكر المحدث والجنب والحائض وقراءتهم ومسهم المصحف ودخولهم المسجد] ثم ساق بعض الأحاديث الصحيحة في الباب ثم قال: فصل في ضعيفه وذكر عدة أحاديث ضعفها ومنها حديث: (لا أحل المسجد لحائض ولا جنب) انظر خلاصة الأحكام 1/ 206 - 210.
وقال الحافظ ابن حجر عن أفلت بن خليفة بأنه مجهول الحال … التخليص الحبير 1/ 140. وقال الخطابي: [وضعفوا هذا الحديث وقالوا أفلت راويه مجهول ولا يصح الاحتجاج بحديثه …] معالم السنن 1/ 67. وضعف الحديث برواية ابن ماجة أيضاً صاحب الزوائد حيث قال: [إسناده ضعيف مخدوج لم يوثق وأبو الخطاب مجهول] سنن ابن ماجة 1/ 212.
وضعف ابن حزم الحديث برواياته كلها فقال: [وهذا كله باطل أما أفلت فغير مشهور ولا معروف بالثقة وأما مخدوج فساقط يروي المعضلات عن جسرة وأبو الخطاب الهجري مجهول وأما عطاء الخفاف فهو عطاء بن مسلم منكر الحديث وإسماعيل مجهول ومحمد بن الحسن مذكور بالكذب وكثير بن زيد مثله فسقط كل ما في هذا الخبر جملة] المحلى 1/ 401. ولا يخفى أن كثيراً من العلماء قد حسنوا هذا الحديث. انظر نصب الراية 1/ 194. 3.
4 ـ ومما يقوي القول بجواز دخول الحائض للمسجد عموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: (المسلم لا ينجس) رواه البخاري ومسلم.
5 ـ ومما يدل على الجواز أيضاً أن العلماء أجازوا للكافر دخول المسجد رجلاً كان أو امرأة فالمسلم أولى وإن كان جنباً والمسلمة كذلك وإن كانت حائضاً.
6 ـ ومما يدل على الجواز أيضاً ما رواه البخاري ومسلم في قصة المرأة السوداء التي كان لها خباء في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد قال الإمام البخاري في صحيحه: [باب نوم المرأة في المسجد] ثم ساق حديث عائشة رضي الله عنها: (أن وليدة كانت سوداء لحي من العرب فأعتقوها فكانت معهم … قالت عائشة فكان لها خباء في المسجد أو حفش قالت: فكانت تأتيني فتحدث عني … الخ). قال الحافظ ابن حجر: [و الخباء الخيمة من وبر وغيره والحفش البيت الصغير] فتح الباري 2/ 80. وقال ابن حزم مبيناُ وجه الاستدلال بهذا الحديث: [فهذه امرأة ساكنة في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم والمعهود من النساء الحيض فما منعها عليه الصلاة السلام من ذلك ولا نهى عنه وكل ما لم ينه عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم فمباح وقد ذكرنا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (جعلت لي الأرض مسجداً) ولا خلاف في أن الحائض والجنب مباح لهما جميع الأرض وهي مسجد فلا يجوز أن يخص بالمنع من بعض المساجد دون بعض ولو كان دخول المسجد لا يجوز للحائض لأخبر بذلك عليه الصلاة والسلام عائشة إذا حاضت فلم ينهها إلا عن الطواف بالبيت فقط ومن الباطل المتيقن أن يكون لا يحل لها دخول المسجد فلا ينهاها عليه الصلاة والسلام عن ذلك ويقتصر على منعها من الطواف وهذا قول المزني وداود وغيرهما وبالله تعالى التوفيق] المحلى 1/ 401 - 402.
وخلاصة الأمر أنه يجوز للمرأة الحائض دخول المسجد لطلب العلم إن أمنت تلويثه وذلك لحاجة النساء الماسة إلى العلم والتفقه في الدين وإن كنت أفضل أن تكون دروس العلم للنساء في مرافق ملحقة بالمسجد
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/488)
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 05:31 م]ـ
الاخ ابو عبدالرحمن الطائي.
جزاك الله خيرا واحسن اليك.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 08:20 م]ـ
أخي عبدالرحمن
حاول تستخدم خاصية البحث في الملتقى، فربما وجدت مايفيدك وزيادة دون فتح موضوع جديد.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 10:53 م]ـ
أخي عبدالله العلي.
بارك الله فيك واحسن اليك.
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[07 - 06 - 07, 10:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[السيد زكي]ــــــــ[19 - 03 - 09, 02:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا واعزكم وثبتكم(78/489)
استخدام التاريخ الميلادي
ـ[آل عامر]ــــــــ[01 - 06 - 07, 03:19 م]ـ
عبد اللطيف القرني
الاربعاء 1 / ربيع الثاني / 1428 هـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وقدوة الناس أجمعين وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن لكل أمة تأريخ معين تُنسب إليها أحداثها وتعلق عليه أحكامها وإليه يلجأ أفرادها في أمور دينهم ودنياهم. وحيث إن الرعيل الأول اتفقت كلمتهم على اعتبار شأن الهجرة وأنها بداية مناسبة لتأريخ أمة الإسلام بحيث تنسب إليه الحوادث ويكون مرتبطاً بالحول القمري الذي أمرنا بالاعتداد به، حيث جعل الله الأهلة مواقيت للناس في الأحكام إذا عرف هذا.
ولما كان التأريخ الميلادي من أشهر التواريخ المستعملة هذه الأيام وللأسف الشديد حتى في معظم البلاد الإسلامية أشير علي بحث هذه المسألة مع الأخذ بالاعتبار مدى جواز الاستفادة من الحسابات الفلكية المرتبطة بالتواريخ الأخرى كالحساب الشمسي المتمثل بالتاريخ الميلادي وما واجب الأفراد تجاه أنظمة الدول التي تأخذ بالتأريخ الميلادي.
ومن خلال البحث في هذه المسألة لم أجد من تكلم في هذه المسألة بتوسع وأغلب ما عثرت عليه بعض الفتاوى العامة في هذا الباب دون تفصيل في الأحوال، والله نسأل أن يسدد رشدنا وأن يلهمنا الصواب.
المبحث الأول: وفيه مسائل:
المسألة الأولى: معنى التأريخ:
قال ابن منظور: أرّخَ: التأريخ: تعريف الوقت. والتوريخ مثله. أرخ الكتاب ليوم كذا: وَقَّتَه ... وتأريخ المسلمين: أرخ من زمن هجرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. كتب في خلافة عمر رضي الله عنه فصار تأريخاً إلى اليوم (1).
وتعريف كلمة التأريخ في الاصطلاح: ما ورد في المعجم الوسيط التاريخ جملة الأحوال والأحداث التي يمر بها كائن ما، ويصدق على الفرد والمجتمع، كما يصدق على الظواهر الطبيعية والإنسانية ... والتأريخ تسجيل هذه الأحوال (2).
ويظهر من التعريف التفريق بين التأريخ (مهموزاً) والتاريخ (بدون همز)، فالتاريخ بدون همزة علم يشمل أبرز الأحداث، والتأريخ هو يوم معين تنسب إليه سائر الأحداث وهو المراد هنا.
فنخلص من ذلك أن التأريخ: تسجيل الأحوال والأحداث للأفراد والأمم مستنداً في كل حدث أو حالة إلى الحدث المؤرخ به والمؤرخ به عند الأمة الإسلامية كما سيأتي ذكره هي الهجرة النبوية.
المسألة الثانية: الفرق بين التاريخ والتقويم: يطلق لفظ التأريخ ويراد به التقويم، وكذا العكس وعند التأمل نجد الاختلاف الدقيق بينهما فالتقويم لغة بمعنى تصحيح الخطأ أو الاعوجاج واصطلاحاً: تنظيم لقياس الزمن يعتمد على ظواهر طبيعية متكررة مثل دورتي الشمس أو الأرض والقمر (3).
فهو مختص بحدث مرتبط بظاهرة متكررة كمواسم الزراعة السنوية أو الفصول الأربعة وهو في الشهور الشمسية ثابت لا يتغير مثل ربط بدء الدراسة سنوياً بأول يوم من برج الميزان أو أول يوم من الربيع فهذا يسمى تقويماً وهو خاص بتلك السنة ومثله تقويم أم القرى أو التقويم القطري ونحوه، فهو تقويم سنوي ينظم تفاصيل سنة من السنين وفي تفاصيله تجد التأريخ الهجري القمري والتأريخ الميلادي الشمسي والفصول السنوية المعروفة والأبراج (4).
أما التأريخ فهو وعاء لأحداث الأمة يساير أيامها ويربط أجيالها بعضهم ببعض ويوثق حاضرها وماضيها وإن كان التقويم مضافاً للهجرة أو الميلاد يستخدم عند البعض بمعنى التأريخ الهجري أو التأريخ الميلادي، ولذا تجد من يعبر عن التاريخ بالتقويم فيقول التقويم الهجري والمقصود هو التاريخ الهجري (5).
المسألة الثالثة: أنواع التقويم:
التقويم مقياس الزمن كالساعة فكما أن الساعة مقياس تعرف به ساعات الليل والنهار كذلك التقويم مقياس تعرف به الأيام والأسابيع والشهور، فإنه يذكرنا باليوم الذي نحن فيه وموقعه وينبئنا عن أيام العبادات والأعياد والمناسبات والمواسم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/490)
والأقسام الزمانية على نوعين طبيعية ووضعية: فالأقسام الطبيعية هي التي تسير وفق ما قدر لها في حركات الأفلاك كاليوم والشهر القمري والسنة الشمسية فاليوم ينشأ من دورة الأرض حول محورها والشهر القمري ينتج من دورة القمر حول الأرض والسنة الشمسية تنشأ من دورة الأرض حول الشمس وهذه الدورات الثلاث هي تدبير الهي لا دخل للبشر فيها أما الوضعية فالأسبوع والشهر الشمسي والسنة القمرية (6).
وبالإضافة إلى ذلك فقد اهتدت بعض الشعوب كالعرب والمصريين إلى مراقبة النجوم ولاحظوا أن البرج يطلع دائماً في المكان نفسه في الزمان نفسه مما فتح لهم مجالاً للتأريخ بتعاقب النجوم أيضاً بدلاً من التأريخ بدورة الشمس وحلول الفصول المرتبطة بموسم الحصاد وعموماً فمن مراقبة الإنسان لتلك الدورات الفلكية نشأت أنواع متعددة من التقاويم.
نذكر أبرزها إجمالاً:
1 – التقويم النجمي:
يرتبط التقويم النجمي بطلوع نجم معين في وقت معين من العام، ويبدأ من طلوع نجم الشعرى والفيضانات التي تتكرر كل عام ومدة هذه السنة 366.25 يوماً أي أطول من السنة الشمسية بيوم واحد مما سبب خللاً واضحاً في هذا التقويم (7).
2 – التقويم الشمسي:
يرتبط هذا التقويم بحالة الشمس وهو مأخوذ من دورة الأرض حول الشمس وهي السنة الشمسية وتنقسم السنة الشمسية إلى الفصول الأربعة المعروفة باعتبار بعد الشمس وقربها وهي الدورة السنوية ومدة هذه السنة 365 يوماً تقريباً، وقد عرف هذا التقويم الرومانيون في القديم وعليه قام التقويم اليولياني والتقويم السرياني والتقويم الفارسي والتقويم الصيني والتقويم الفرنسي وممن استخدم التقويم الشمسي منفرداً الروم والقبط وغيرهم (8).
3 – التقويم القمري:
يرتبط هذا التقويم بدورة القمر حول الأرض ووفق حركة القمر تحصل الشهور وكل دورة للقمر حول الأرض تمثل شهراً قمرياً تبلغ مدته 29.25 يوماً تقريباً، وعلى هذا الأساس فإن السنة القمرية تكون 354.36 يوماً، أي أنه أقل من عدد أيام السنة الشمسية بـ (10.88) أيام، ويلاحظ أنه لا يوجد أي ارتباط بين التقويم القمري والتقويم الشمسي لأن كل منهما مرتبط بحركة ودورة تختلف عن الآخر.
والتقويم القمري هو الأصل لأن الشهر في اللغة معناه القمر كما ذكر ذلك ابن سيده في المخصص (9). والعرب كانوا يفتتحون الشهر إذا رأوا الهلال ثم لا ينقضي الشهر حتى يروا الهلال مرة أخرى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "أن يكون الشهر طبيعياً والسنة عددية فهو سنة المسلمين ومن وافقهم" (10)
وهناك تقاويم أخرى لكن أشهرها ما ذكرناه وأكثرها استعمالاً هو التقويم الشمسي والتقويم القمري وعند التأمل نجد أن التقويم الشمسي وثيق الصلة بأمور المعاش كالزراعة ومواسمها وأحوال الطقس وذلك لأن التقويم الشمسي يحتضن الفصول الأربعة (الشتاء، والصيف، والخريف، والربيع) وتأتي هذه الفصول فيه في مواعيد ثابتة سنوياً فهذا التقويم أساسه الفصول وليس الشهور فهو في الأصل سنة طبيعية مقسمة إلى فصول أربعة.
وأما التقويم القمري فهو يقوم على الأشهر لا على الفصول الأربعة والشهر فيه عبارة عن دورة القمر الفلكية الثابتة وتكرر هذه الدورة اثنتي عشرة مرة وبذلك تتكون السنة القمرية عند ذلك يتضح أن السنة الشمسية سنة طبيعية وجاء من قسمتها أشهراً قياساً على الأشهر القمرية، فالأشهر في السنة الشمسية وضعية وعلى العكس التقويم القمري فالأشهر فيه طبيعية وفق دورة القمر لكن السنة فيه وضعية وليست طبيعية.
وخلاصة القول إن المقاييس الثلاثة المتدرجة وهي اليوم والشهر القمري والسنة الشمسية منشؤها الظواهر الكونية وعلاقة الأرض بالشمس من جهة، وعلاقة الأرض بالقمر من جهة أخرى، ومع امتداد الزمن ظهرت العديد من التواريخ التي يؤرخ بها الناس إلا أن أبرزها وأكثرها استعمالاً هو التاريخ الهجري والتاريخ الميلادي فالتاريخ الهجري يقوم على دورة القمر أي يستخدم الأشهر القمرية الطبيعية والسنة الوضعية والتي تتكون من اثنتي عشر شهراً قمرياً. والتأريخ الميلادي يقوم حركة الشمس السنوية الطبيعية وهي التي تتكون من دورة واحدة للشمس حول الأرض من شتاء إلى شتاء أومن ربيع إلى ربيع ونحوه، ويستخدم هذا التاريخ الأشهر الوضعية وهي تختلف على حسب زيادة أو نقص في الشهر فبعضها ثلاثون يوماً وبعضها أقل وبعضها أكثر بلا مستند في ذلك. (11)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/491)
المسألة الرابعة: نشأة التأريخ الميلادي:
كان التأريخ معروفاً عند الرومان منذ (750) قبل ميلاد المسيح عليه السلام (12)، وكان هذا التقويم قمرياً تتألف السنة فيه من عشرة شهور فقط حتى جاء ملك روما (توما الثاني 716 - 673ق. م) الذي أضاف شهري يناير وفبراير وأصبحت السنة تتألف من 355 يوماً. ومع مرور الأيام تغيرت الفصول المناخية عن مكانها تغيراً كبيراً، وفي سنة (46) قبل الميلاد استدعى الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر الفلكي المنجم المصري سوريجين من الإسكندرية طالباً منه وضع تأريخ حسابي، يعتمد عليه، ويؤرخ به، فاستجاب الفلكي المصري ووضع تأريخاً مستنداً إلى السنة الشمسية.
وبالتالي تحول الرومانيون من العمل بالتقويم القمري إلى التقويم الشمسي وسمي هذا التأريخ بالتأريخ اليولياني نسبة إلى الإمبراطور يوليوس قيصر، وبقي هذا التأريخ معمولاً به في أوروبا وبعض الأمم الأخرى قبل وبعد ميلاد المسيح عيسى - عليه السلام-.
واستمر النصارى على العمل بالتقويم الشمسي دون ربطه بالتأريخ الميلادي حتى القرن السادس أو القرن الثامن من ميلاد المسيح – عليه السلام – حيث تم الحساب ورجع بالتقويم الشمسي لتكون بدايته التأريخ النصراني من أول السنة الميلادية، نسبة إلى ميلاد المسيح عيسى – عليه السلام – وأن تكون بداية هذا التأريخ 1 - يناير-1 ميلادي وهو يوم ختان المسيح - عليه السلام - كما يقولون؛ حيث إن ميلاده – عليه السلام – كما يقال كان في 25 ديسمبر (كانون الأول) وعندها عرف هذا التأريخ بالتأريخ الميلادي.
ونخلص من هذا بأن الميلاد الحقيقي للمسيح – عليه السلام – سابق لبدء التأريخ الميلادي بقرون عديدة؛ لذا ينبغي التمييز بين التأريخ الميلادي، وميلاد المسيح – عليه السلام – لأن اصطلاح قبل الميلاد أو بعده تأريخياً لا يشير بدقة إلى ميلاد المسيح – عليه السلام – فعلياً (13).
وقد استمر العمل بهذا التأريخ إلى عهد بابا النصارى (جوريجوري الثالث عشر) الذي قام بإجراء تعديلات على التأريخ اليولياني لتلافي الخطأ الواقع فيه وهو عدم مطابقة السنة الحسابية على السنة الفعلية للشمس مما أدى إلى وجود فرق سنوي قدره إحدى عشرة دقيقة بين الحساب والواقع الفعلي فقام البابا بإصلاح هذا الفرق وسمي هذا التعديل بالتأريخ الجوريجوري وانتشر العمل به في غالب الدول النصرانية (14).
ومن الملاحظ أن الكنيسة كانت تتحكم بالتأريخ الميلادي في أرجاء الإمبراطورية الرومانية مما يعني انطباعاً بالاهتمام الديني النصراني بموضوع التأريخ. والتأريخ الميلادي حالياً هو التأريخ الجوريجوري غير أن بعض الفلكيين يرون أنه سيحتاج قطعاً يوماً من الأيام إلى تعديل، إذا كان الهدف هو المحافظة على انطباق السنة الشمسية على الفصول الأربعة (15).
وبناءً على ما تقدم فإن التاريخ الميلادي في الأصل كان رومانياً، عدله بعض الملوك والرهبان النصارى ونسبوه لميلاد المسيح عليه السلام نسبة جزافية بعد ميلاده عليه السلام بستة أو ثمانية قرون تقريباً، وقد أقر بعض الباحثين النصارى بخطأ هذه النسبة (16).
وبالنسبة للأشهر الميلادية التي تتكون منها هذه السنة فإنها في الأصل تعود لتمجيد التأريخ الشمسي الميلادي لاثني عشر إلهاً مزعوماً من آلهة الرومان الأسطورية، كما تعود أيضاً إلى تمجيد قائدين من قواد الرومان وهما يوليوس قيصر الذي أطلق اسمه على الشهر السابع باسم "يوليو" وأغسطس الذي أطلق اسمه على الشهر الثامن (أغسطس)، ولقد قام مجلس الشيوخ في عهده بتعديل أيام الشهر إلى واحد وثلاثين يوماً بدلاً من ثلاثين يوماً؛ لأنه أحرز في هذا الشهر أعظم انتصاراته وكذا يوليو.
بعد هذا يتضح لنا أن التأريخ الميلادي نتاج عمل بشري خالص مولود في بيئة رومانية، وحضانة نصرانية، ونشأ برعاية القياصرة وتعديلات البابوات والرهبان ولم يعرف إلا بعد ميلاد المسيح – عليه السلام – بقرون متعددة ولم يُبْن على مولده بيقين.
المبحث الثاني
نشأة التأريخ الهجري:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/492)
كان العرب قبل الإسلام يستخدمون التقويم القمري ويتعاملون مع الأشهر القمرية ويؤرخون بأبرز الأحداث. ولما هاجر المسلمون إلى المدينة وأصبح لهم كيانهم المستقل أصبحوا يطلقون على كل سنة من السنوات اسماً خاصاً بها فكانت السنة الأولى تسمى بسنة الإذن والسنة الثانية كانت تسمى سنة الأمر والسنة الثالثة سنة التمحيص، والسنة الرابعة تسمى سنة الترفئة والسنة الخامسة تسمى سنة الزلزال والسنة السادسة تسمى سنة الاستئناس والسنة السابعة تسمى سنة الاستغلاب، والسنة الثامنة تسمى سنة الاستواء والسنة التاسعة تسمى سنة البراءة والسنة العاشرة تسمى سنة الوداع (17).
وأخرج ابن عساكر بسنده عن أبي سلمة عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخ التاريخ حين قدم المدينة في شهر ربيع الأول قال ابن عساكر: كذا في هذه الرواية وهي مرسلة وأخرج أيضاً: (عن أبي سلمة عن ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتاريخ يوم قدم المدينة في شهر ربيع (18).
قال ابن حجر: وهذا معضل والمشهور خلافه وأن ذلك في خلافة عمر رضي الله عنه (19)
ولا أعلم إسناداً صحيحاً في هذا الباب واستنبط بعض العلماء من قول الله تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ) (التوبة: من الآية108)، وأنه ليس أول الأيام كلها ولا إضافة إلى شيء في اللفظ الظاهر فتعين أنه أضيف إلى شيء مضمر. وفيه من فقه صحة ما اتفق عليه الصحابة مع عمر حين شاورهم في التأريخ فاتفق رأيهم أن يكون التأريخ من عام الهجرة .. فوافق رأيهم هذا ظاهر التنزيل وفهمنا الآن بفعلهم أن قوله سبحانه: (مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ) أن ذلك اليوم هو أول أيام التأريخ الذي يؤرخ به الآن.
أما كيف توصلوا إلى هذا التاريخ فقد وردت روايات عديدة تدل على أن التأريخ الهجري بدئ العمل به في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بمشورة، ثم اتفاق من الصحابة - رضي الله عنهم -.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "اتفق الصحابة رضي الله عنهم في سنة ست عشرة وقيل سبع عشرة أو ثماني عشرة في الدول العمرية على جعل ابتداء التأريخ الإسلامي من سنة الهجرة وذلك أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه رفع إليه صك، أي حجة، لرجل آخر، وفيه أنه يحل عليه في شعبان. فقال عمر: أي شعبان؟ أشعبان هذه السنة التي نحن فيها، أو السنة الماضية أو الآتية؟ ثم جمع الصحابة، فاستشارهم في وضع تأريخ يتعرفون به حلول الديون وغير ذلك، فقال قائل: أرِّخُوا كتأريخ الفرس فكره ذلك، وكانت الفرس يؤرخون بملوكهم واحداً بعد واحد. وقال قائل: أرخوا بتأريخ الروم، وكانوا يؤرخون بملك إسكندر بن فيلبس المقدوني، فكره ذلك. وقال آخرون: أرخوا بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال آخرون: بل بمبعثه. وقال آخرون: بل بهجرته. وقال آخرون: بل بوفاته – عليه الصلاة والسلام – فمال عمر رضي الله تعالى عنه إلى التأريخ بالهجرة، لظهوره واشتهاره واتفقوا معه على ذلك ... إلى أن قال: وقال الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال: استشار عمر في التأريخ فأجمعوا على الهجرة. وقال أبو داود الطيالسي عن قرة بن خالد السدوسي عن محمد بن سيرين قال: قام رجل إلى عمر – رضي الله عنه – فقال: أرخوا. فقال: وما أرخوا؟ فقال: شيء تفعله الأعاجم يكتبون في شهر كذا من سنة كذا. فقال عمر: حسن فأرخوا، فقالوا: من أي السنين نبدأ؟ فقالوا: من مبعثه. وقالوا: من وفاته. ثم أجمعوا على الهجرة. ثم قالوا: وأي الشهور نبدأ؟ فقالوا: رمضان. ثم قالوا: المحرم؛ فهو منصرف الناس من حجهم وهو شهر حرام فاجتمعوا على المحرم ... ثم قال بعد ذلك ابن كثير – رحمه الله تعالى -: والمقصود أنهم جعلوا ابتداء التاريخ الإسلامي من سنة الهجرة وجعلوا أولها من المحرم فيما اشتهر عنهم وهذا هو قول جمهور العلماء (20).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/493)
ونخلص من ذلك أن اختيار التاريخ الهجري تم بإجماع منهم رضوان الله تعالى عنهم، والإجماع حجة قاطعة وأيضاً هذا يدل على أنهم كانوا يستخدمون التقويم القمري بدليل أنهم يتحدثون عن شهر شعبان وأيضاً هذا التاريخ لم يكن لعباداتهم فقط بل لجميع أمور دنياهم ويجعلونه رمزاً إسلامياً ولا يمكن الفصل بين التقويم القمري والتاريخ الهجري المرتبط به، والفصل بينهما مخالف لما أجمع عليه الصحابة كما أنه يوقع في المحاذير المخلة بالعبادات والمعاملات وبناء على ما تقدم نعرف نشأة التأريخ الهجري وكيف تم الاتفاق عليه وكونه شعاراً للأمة الإسلامية في مقابل شعارات الأمم المخالفة وأن الإعراض عنه إعراض عما أجمع عليه الصحابة.
المبحث الثالث:
حكم استخدام التأريخ الهجري والميلادي:
أولا: الحديث عن التأريخ الهجري يقتضي تأصيل الحكم الشرعي للتقويم القمري فنقول: دلت النصوص الشرعية على وجوب الأخذ بالتقويم القمري المتمثل بالتأريخ الهجري ومن ذلك قوله تعالى:
1 – "يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ" (البقرة: من الآية189).
وجه الدلالة:
أن الله جعل الهلال علامة على بداية الشهر ونهايته، فبطلوع الهلال يبدأ شهر وينتهي آخر فتكون الأهلة بمعنى المواقيت وهذا يدل على أن الشهر قمري لارتباطه بالأهلة وهي منازل القمر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"فأخبر أنها مواقيت للناس وهذا عام في جميع أمورهم، فجعل الله الأهلة مواقيت للناس في الأحكام الثابتة بالشرع، ابتداء أو سبباً من العبادة وللأحكام التي ثبتت بشروط العبد، فما ثبت من الموقتات بشرع أو شرط فالهلال ميقات له، وهذا يدخل فيه، الصيام، والحج، ومدة الإيلاء والعدة ...
2 – قوله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ" (التوبة: من الآية36).
وجه الدلالة:
أن الله وصف التوقيت بالهلال وأن الشهور القمرية إذا بلغت هذا الرقم سميت سنة وهذا معنى عدة الشهور.
وقال الفخر الرازي:
قال أهل العلم: الواجب على المسلمين بحكم هذه الآية أن يعتبروا في بيوعهم ومدد ديونهم وأحوال زكاتهم وسائر أحكامهم بالأهلة، لا يجوز لهم اعتبار السنة العجمية والرومية (21).
وذكر رحمه الله أن الشهور المعتبرة في الشريعة مبناها على رؤية الهلال، والسنة المعتبرة في الشريعة هي السنة القمرية (22).
3 – قال صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له" (23).
وجه الدلالة: أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل انتهاء شهر شعبان ودخول رمضان برؤية الهلال ويقاس عليها بقية الأشهر.
ومؤدى هذه النصوص الشرعية صريح أن المعول عليه والمعتبر هو التقويم القمري مما يؤكد وجوب التمسك به دون غيره من التقاويم وهو يتفق مع أحوال الناس لكونه صالحاً للجميع ليسره وسهولة مخاطبته لجميع الأطراف، ولقد اتفق عليه السلف الأول من الصحابة والتابعين كما مر معنا وأصبح العمل عليه.
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: التأريخ اليومي يبدأ بغروب الشمس، والشهر يبدأ من الهلال، والسنوي يبدأ من الهجرة، هذا ما جرى عليه المسلمون وعلموا به واعتبره الفقهاء في كتبهم (24).
وتأسيساً على ما تقدم فإن استخدام التأريخ الهجري والميلادي يكون على حالات: الحالة الأولى: استخدام التأريخ الهجري دون الميلادي، وحكم هذه الحالة أن التوجيه الشرعي جاء للعمل بالتقويم القمري المتمثل بالتاريخ الهجري وأن احتساب المواقيت والأحوال يكون عليه دون غيره وهو شعار ورمز الأمة الإسلامية التي يؤرخ لها وله دلالاته وأبعاده.
الحالة الثانية: حكم استخدام التأريخ الهجري والميلادي جميعاً:
ذكرنا في الحالة الأولى أن الأصل هو العمل بالتقويم القمري المتمثل بالتأريخ الهجري وهذا الحكم يشمل جميع الأفراد والدول الإسلامية و لكن لا مانع من الاستفادة بالتقويم الشمسي المتمثل بالتأريخ الميلادي بصفته تقويماً مساعداً للتقويم القمري تابعاً له متى وجد مقتضى لذلك تتحقق فيه مصلحة راجحة ولا عيب أن نأخذ – لا أن نستبدل – من مواقيت الأمم ما يفيدنا في بعض الحالات فيما لا يتعارض مع أمر من أمور الدنيا (25).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/494)
وأما ما يتعلق بالفصول الأربعة واستخدامها لتنظيم الاكتساب والمهنة والدراسة والعمل دون ربط ذلك بالسنين فليس من التأريخ مثل أن يقال يبدأ العام الدراسي كل عام ببرج الميزان أو يبدأ موعد الحصاد في برج الحمل كل عام فهذا من الاستفادة العامة للمواسم ولا صلة له ببحث التأريخ الهجري أو الميلادي (26).
الحالة الثالثة: حكم استخدام التأريخ الميلادي فقط:
بناء على ما تقدم يتضح لنا أن التأريخ الميلادي مرتبط بالدين النصراني وحضاراته وهذا واضح في أسماء الأشهر في التأريخ الميلادي فغالبها إما وثنية مرتبطة ببعض آلهة النصارى المزعومة أو بأسماء القياصرة وكبار الرهبان (27).
ولذا فإن وضع التقويم الشمسي المتمثل بالتأريخ الميلادي شعار للبلد والاعتداد به في احتساب المواقيت والأحوال هو تشبه صريح بالنصارى وجاءت النصوص الشرعية التي تحرم ذلك، ويدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم" (28).
ويتضمن الحديث التشبه بسمات الكفار وعاداتهم وتقاليدهم وأزيائهم وكل ما هو من خصائصهم ولا شك أن اعتبار الأصل هو استخدام التأريخ الميلادي يدخل في سمات الكفار (29).
وقد سئل الشيخ صالح الفوزان عن:
هل التأريخ بالتاريخ الميلادي يُعتبَرُ من موالاة النصارى؟
فأجاب لا يُعتبَرُ موالاة، لكن يعتبر تشبُّهًا بهم.
والصَّحابة رضي الله عنهم كان التاريخ الميلادي موجودًا، ولم يستعملوه، بل عدلوا عنه إلى التاريخ الهجريِّ، وضعوا التاريخ الهجريَّ، ولم يستعملوا التاريخ الميلادي، مع أنه كان موجودًا في عهدهم، هذا دليل على أنَّ المسلمين يجب أن يستقلُّوا عن عادات الكفَّار وتقاليد الكفَّار، لا سيَّما وأنَّ التَّاريخ الميلاديَّ رمز على دينهم؛ لأنه يرمز إلى تعظيم ميلاد المسيح والاحتفال به على رأس السَّنة، وهذه بدعة ابتدعها النصارى؛ فنحن لا نشاركهم ولا نشجِّعهم على هذا الشيء، وإذا أرَّخنا بتاريخهم؛ فمعناه أنَّنا نتشبَّه بهم، وعندنا ولله الحمد التاريخ الهجريُّ، الذي وضعه لنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الرَّاشد بحضرة المهاجرين والأنصار، هذا يغنينا (30).
ويقول فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين: لقد اقتصر المسلمون على تأريخهم الذي اتفقوا عليه من عهد عمر بن الخطاب الذي وضع لهم هذا التاريخ الهجري، حيث اختار مبدأه من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وعمل عليه المسلمون في كتبهم وسيرهم مع معرفتهم بتأريخ من قبلهم، ولم يزالوا كذلك حتى استولى النصارى على كثير من بلاد الإسلام، واستعمروهم واضطروهم إلى تعلم التاريخ الميلادي، وأنسوهم التاريخ الهجري إلا ما شاء الله، فنقول: إن في العمل بالتأريخ الهجري تذكراً لوقائع الإسلام وأحوال المسلمين في سابق الدهر، ثم هو أوضح وأبين حيث يعتمد على الأهلة التي ترى عياناً ويحصل بمشاهدتها معرفة دخول السنة وخروجها، دون إعواز إلى حساب وكتابة، فتنصح المسلمين أن يقتصروا على تأريخهم الذي كان عليه سلفهم، وأن يعرضوا عن تأريخ النصارى الذي لا يتحقق صحته، إنما هو مبني على نقل أهل الكتاب وهم غير متيقنين، حيث لم يثبتوا ذلك بالنقل الصحيح. ومتى احتيج إلى معرفة السنة الشمسية، فإن هناك التاريخ الشمسي الهجري وهو يعتمد الحساب، ويسير على سير البروج الاثني عشر التي ذكرها الله تعالى مجملاً كما في قوله تعالى: "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً" (الحجر: من الآية16)، وعرفها الحُسّاب وعلماء الفلك بالمشاهدة، ففي معرفتها ما يكفي عن الاحتياج إلى تاريخ النصارى، والله أعلم (31).
وأما بالنسبة لمن كان يعيش في دولة نظامها يأخذ بالتأريخ الميلادي فإن كان النظام يسمح بوضع التأريخ الهجري مع التأريخ الميلادي فيجب على الأفراد الإشارة إلى التأريخ الهجري في المكاتبات والإجراءات متى ما استطاعوا لذلك لأن هذا يحافظ على بقاء التأريخ الهجري شعاراً للأمة الإسلامية ويخفف من المفسدة الواقعة بالأخذ بالتأريخ الميلادي والقاعدة الشرعية تنص على أنه إذا لم يمكن قطع المفسدة جملة بأسبابها ودواعيها فإن التقليل من آثارها والحد من استشرائها وانتشارها مطلوب وهو من مقاصد الشرع المطهر (32).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/495)
وأما إذا كان النظام الرسمي للدولة يمنع الإشارة للتقويم القمري المتمثل بالتأريخ الهجري أبداً ويحارب ذلك فيجب على الأفراد في هذه الحالة بذل ما يستطيعون من الإنكار والنصح ومراعاة الأمور والموازنة بين المفاسد المتوقعة وقطع أسبابها والمفاسد الواقعة والسعي إلى تقليل آثارها إذا لم يمكن تلافيها ويبقى الجزاء مرتبطاً بالاستطاعة والقدرة على التغيير ويدخل في هذا التعامل مع الدولة أو الشركات العالمية التي تعتمد التأريخ الميلادي فيجوز مع الحاجة استخدام التأريخ الميلادي مع بعض الاعتبارات المرتبطة في ذلك مثل حساب الزكاة بالتأريخ الميلادي مع معادلته بالتقويم القمري، لإخراج القدر الزائد من المال الزكوي المقابل للزمن الزائد من التقويم الشمسي علما بأن المعتبر في إخراج الزكاة هو التأريخ الهجري لا الميلادي.
وفي نهاية البحث أوصي أمتي وأصحاب الشأن في بلاد المسلمين أينما كانوا بأن يتمسكوا بتأريخهم الإسلامي القمري الهجري امتثالاً لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وتمسكاً بالسنة الراشدة والإجماع الصحابي واعتزازاً بما شرع الله.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
_________________
* قاضي في ديوان المظالم
(1) (لسان العرب 3/ 4) مادة (أرخ).
(2) (المعجم الوسيط 1/ 13).
(3) (الموسوعة العربية الميسرة 1/ 539).
(4) (التاريخ الهجري ص 19).
(5) (انظر التاريخ الهجري ص 19 - 20).
(6) (انظر فتاوى ابن تيمية 25/ 135 - 138).
(7) (التوقيت والتقويم، علي حسن موسى).
(8) (التوقيت والتقويم، ص 33).
(9) (المخصص 2/ 376)
(10) (مجموع الفتاوى 25/ 138) انظر التاريخ الهجري ص 23 - 24.
(11) (انظر: نظام التقويم في الإسلام ص 5)، (التقويم الهجري للملكة العربية السعودية ص 8) لأبي طارق الحجازي.
(12) (التأريخ الهجري ص 29).
(13) (التوقيت والتقويم ص109).
(14) (التاريخ الهجري ص 32).
(15) (تاريخ التقويمين الميلادي والهجري ومبادئهما ص 13).
(16) (التقويم الهجري للملكة العربية السعودية ص 143 - 144).
(17) (انظر: هذه السنوات ومعانيها في الموسوعة العربية العالمية 7/ 83 وقد يُنازع فيها من حيث ثبوتها).
(18) (تاريخ دمشق 1/ 37) (عن طريق نسخة في برنامج الحاسب الآلي).
(19) (فتح الباري 7/ 268).
(20) (انظر البداية والنهاية 4/ 510 - 511).
(21) (التفسير الكبير 16/ 53).
(22) (التفسير الكبير 17/ 35 - 36).
(23) رواه البخاري (2/ 674) ومسلم (2/ 762).
(24) (الضياء اللامع من الخطب الجوامع ص 307).
(25) (التأريخ الهجري 61 - 63 وما بعدها).
(26) (التأريخ الهجري ص 67).
(27) (التأريخ الهجري ص 34).
(28) رواه أحمد 2/ 50، 2/ 92 وباسناد فيه مقال، ورواه أبو داود، كتاب اللباس باب في لبس الشهرة برقم 4031 وصححه الألباني.
(29) كلام الشيخ صالح الفوزان موجود في كتاب المنتقى من فتاوى الفوزان برقم (153).
(30) اعتبار المآلات ومراعاة نتائج التصرفات ص 228).
(31) مجلة الدعوة العدد الشهري 2076
(32) أحكام وفتاوى الزكاة لعام 1423هـ الصادر من بيت الزكاة في الكويت.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[01 - 06 - 07, 04:46 م]ـ
جزاكم الله خيرا
تنبيه
بعض ما ورد في بحث الباحث - حزاه الله خيرا وأجزل له المثوبة -يحتاج إلى مزيد بحث
ولكن ما بقي هذا التقويم أعني الهجري إلا في آخر قلاع الإسلام أما بقية البلدان
فقد تركوا العمل بالتقويم الهجري رأسا
حتى أن منهم من لا يعرف الأشهر
فقط رمضان وعيد الأضحى
وبعضهم يعرف الأيام البيض
وكل ذلك بالتقويم الميلادي
والله المستعان(78/496)
هل من علاج للحساسية من كلام الآخرين
ـ[ام عبيدالله]ــــــــ[01 - 06 - 07, 05:55 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
احدى الاخوات شكت لي انها لاتنام اياما اذا سمعت مايسوءها. بل تشعر بغصة في حلقها وتورم في قلبها وصداع .. ..
هل من دعاء يذهب حر تلك الكلمات و المواقف من قلبها.
ـ[أم حنان]ــــــــ[01 - 06 - 07, 06:22 م]ـ
اللهم اشف أختنا شفاء عاجلا تاما، وارزقها برد القلب،،،،،،ونصيحة إلى الأخت: الإلتزام بالرقية الشرعية والتزام أذكار الصباح والمساء التي تحفظ المسلم من كيد الشيطان، والإكثار من الدعاء أن يذهب الله عنها ماتكره.
ـ[ام عبيدالله]ــــــــ[01 - 06 - 07, 08:50 م]ـ
اللهم اشف أختنا شفاء عاجلا تاما، وارزقها برد القلب،،،،،،ونصيحة إلى الأخت: الإلتزام بالرقية الشرعية والتزام أذكار الصباح والمساء التي تحفظ المسلم من كيد الشيطان، والإكثار من الدعاء أن يذهب الله عنها ماتكره.
آمين
وجزاك الله خيرا ايتها الفاضلة
ـ[ام عبيدالله]ــــــــ[01 - 06 - 07, 09:03 م]ـ
هل هناك آيات معينة او ادعية معينة تقرأها لعل الله ان يجعل فيها الشفاء.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 09:23 م]ـ
أرى لها ان تلتزم بالادعيه المأثوره عن النبي صلى الله عليه وسلم الخاصة بازالة الهم والحزن والغضب والكرب ودفع كيد العدو الحاسد والصائل والعائن.
وهناك كلام طيب جدا للامام ابن القيم في تفسيره للمعوذتين ويذكر فيه الاسباب العشره لدفع الحاسد والعائن والصائل ولااعتقد ان الكلام المحزن قد يخرج في اطاره العام عن تلك الامور.
نسأل الله تعالى ان يذهب هم اختنا ويزيح عنها ماتشعر ولتعلم ان هذا أمر طبيعي لان النفس ونزعاتها لايمكنها الا ان تحب المدح وتكره الذم والقدح ولكن لنوطن انفسنا على تحمل ذم الناس وكما يقول الامام ابن حزم رحمه الله في كتابه ((الاخلاق والسير في تهذيب النفوس)) , ((لولا قوله صلى الله عليه وسلم ((الصيت الطيب عاجلة بشرى المؤمن)) لتمنيت ذم الناس على مدحهم لان الذام اما ان يذكر عيوب هي في وهذا يستدعي مني اصلاحها او انه يذكر عيوبا ليست في وهذا يعني انه يهدي الي حسناته)).
لذلك كان بعض السلف اذا ماقيل له ان فلانا قد إغتابك , يقوم بارسال هدية لمن إغتابه ويقول لخادمه قل له اهديت لنا حسناتك ونحن نرد الهدية بمثلها أو أحسن منها.
فتأملوا أخلاق السلف رحمكم الله ففيها مايهون علينا ذم الناس وقدحهم.
ولان المدح قد يكون سببا في هلاك الانسان , وعدم تذكره لعيوبه قال صلى الله عليه وسلم ((أهيلوا في وجوه المداحين التراب)).
ولذلك كان ابو بكر رضي الله عنه عندما يذكره أحدا بخير يقول ((اللهم اجعلني خيرا ممايظنون ولاتؤاخذني بما يقولون وأغفر لي مالايعلمون)).
والله تبارك وتعالى يخاطب نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ويخفف عنه قول الكافرين ((وانا لنعلم انه ليضيق صدرك مما يقولون)).
وكانوا يذكرونه بانه كذاب وساحر وشاعر بعدما كان الصادق الامين.
وفي قراءة القرآن والسيره النبويه تخفيف على النفس مما يقوله الناس من قدح باهل التقوى والصالحين.
فلنوطن انفسنا بحيث يستوي عندنا المادح والقادح والله يتولى الصالحين.
ـ[ام عبيدالله]ــــــــ[05 - 06 - 07, 11:47 ص]ـ
أرى لها ان تلتزم بالادعيه المأثوره عن النبي صلى الله عليه وسلم الخاصة بازالة الهم والحزن والغضب والكرب ودفع كيد العدو الحاسد والصائل والعائن.
وهناك كلام طيب جدا للامام ابن القيم في تفسيره للمعوذتين ويذكر فيه الاسباب العشره لدفع الحاسد والعائن والصائل ولااعتقد ان الكلام المحزن قد يخرج في اطاره العام عن تلك الامور.
نسأل الله تعالى ان يذهب هم اختنا ويزيح عنها ماتشعر ولتعلم ان هذا أمر طبيعي لان النفس ونزعاتها لايمكنها الا ان تحب المدح وتكره الذم والقدح ولكن لنوطن انفسنا على تحمل ذم الناس وكما يقول الامام ابن حزم رحمه الله في كتابه ((الاخلاق والسير في تهذيب النفوس)) , ((لولا قوله صلى الله عليه وسلم ((الصيت الطيب عاجلة بشرى المؤمن)) لتمنيت ذم الناس على مدحهم لان الذام اما ان يذكر عيوب هي في وهذا يستدعي مني اصلاحها او انه يذكر عيوبا ليست في وهذا يعني انه يهدي الي حسناته)).
لذلك كان بعض السلف اذا ماقيل له ان فلانا قد إغتابك , يقوم بارسال هدية لمن إغتابه ويقول لخادمه قل له اهديت لنا حسناتك ونحن نرد الهدية بمثلها أو أحسن منها.
فتأملوا أخلاق السلف رحمكم الله ففيها مايهون علينا ذم الناس وقدحهم.
ولان المدح قد يكون سببا في هلاك الانسان , وعدم تذكره لعيوبه قال صلى الله عليه وسلم ((أهيلوا في وجوه المداحين التراب)).
ولذلك كان ابو بكر رضي الله عنه عندما يذكره أحدا بخير يقول ((اللهم اجعلني خيرا ممايظنون ولاتؤاخذني بما يقولون وأغفر لي مالايعلمون)).
والله تبارك وتعالى يخاطب نبيه الكريم صلى الله عليه وسلم ويخفف عنه قول الكافرين ((وانا لنعلم انه ليضيق صدرك مما يقولون)).
وكانوا يذكرونه بانه كذاب وساحر وشاعر بعدما كان الصادق الامين.
وفي قراءة القرآن والسيره النبويه تخفيف على النفس مما يقوله الناس من قدح باهل التقوى والصالحين.
فلنوطن انفسنا بحيث يستوي عندنا المادح والقادح والله يتولى الصالحين.
جزاكم الله خيرا
ليست مشكلتها انها تريد مدحا فالمدح المبالغ به قرين الذم المبالغ فيه.
بل تبتعد عما يبرزها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(78/497)
ـ[ام عبيدالله]ــــــــ[05 - 06 - 07, 11:57 ص]ـ
اختكم تسألكم
1_عن حكم استخدام الماء المقروء به شيء من القرآن ,للاستحمام به (في دورة المياه).
2_وهل الدعاء المأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم ((اللهم اني اعوذ بك من الهم والحزن , و اعوذ بك من العجز والكسل ,واعوذ بك من الجبن والبخل ,واعوذ بك من غلبة الدين وقهر الرجال)) او كما قال صلى الله عليه وسلم.
هل تغير جملة قهر الرجال الى القهر لانها امرأة ام ان قهر الرجال هو القهر الشديد فهو صفة وليس خاصة بالرجال .. بمعنى ان المرأة تستعيذ به بقولها اعوذ بالله من قهر الرجال.
3_ومن شك انه معيون ((مصاب بالعين)) و لا يعرف عائنه ويستحيل عليه لو عرف ان يأخذ شيء من اثره فما هو العلاج في هذه الحالة.
الله يجزاكم خير ويشفينا ويشفيها ويشفي مرضى المسلمين.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 11:59 ص]ـ
لا شك أن ما يصيبها هو نوع من الحزن وعلمنا رسول الله صلى الله عليه وسلم دعاء يذهب به الحزن بل وصى أن من يسمعهن أن يتعلمهن وذلك فيما رواه أحمد والبزار وأبو يعلى وابن حبان في صحيحه والحاكم عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال قال الرسول صلى الله عليه وسلم:
(مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ: اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ،نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ، أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ، أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ، أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ، أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلَاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي، إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا، قَالَ: فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَلا نَتَعَلَّمُهَا؟ فَقَالَ: بَلَى يَنْبَغِي لِمَنْ سَمِعَهَا أَنْ يَتَعَلَّمَهَا)
والأولى للمرأة أن تقول: اللهم إني أمتك بنت عبدك بنت أمتك كما جاء ذلك في مجموع فتاوى شيخ الاسلام (ج 22/ ص 448)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 12:46 م]ـ
الله المستعان
عندما رأيت عنوان الموضوع لم أقرأ (من كلام الآخرين) فقرأته (هل من علاج للحساسية)؟
فقلت أدخل وأكتب بعض الأدوية مثل ( sitropanthen) إلخ (ابتسامة)
لكني انتبهت مؤخرا فلم أحجب عنكم هذه الخطأ الطريف الذي وقع
والله المستعان
جزاكم الله خير الجزاء(78/498)
هل الإشارة بالسبابة للمأموم عند قراءة الإمام الجهرية لها أصل؟
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[01 - 06 - 07, 09:57 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
عند بعض الآيات , نجد بعض الناس يشيرون بإصبعهم السبابة أي للشهادة .. فهل هذا العمل له أصل؟
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 01:08 ص]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته و مغفرته
أخي الكريم هذا العمل لا أصل له و إن أردت اطلع على كتاب صفة الصلاة للشيخ الألباني رحمه الله الذي يتحدث عن كيفية صلاة النبي صلى الله عليه و سلم و إلا فهناك العديد من الأشياء التي يفعلها الناس و يحسبون أنهم يحسنون صنعا.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 05:31 ص]ـ
بارك الله فيك أخي محمد ..
ولكن لا أعتقد أن الذي لم يذكر في كتاب الشيخ الالباني رحمه الله هو لا أصل له في السنة ...
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 07:23 ص]ـ
ذكر الشيخ عبدالعزيز السدحان في كتابه مخالفات الطهارة والصلاة والمساجد
أن هذا الفعل لا أصل له في السنة
راجعه فعهدي به قديم.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 07:55 ص]ـ
السندي ..
بارك الله فيك(78/499)
هل يجوز الاستيلاء على مال النصراني
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 01:15 ص]ـ
رجل مسلم استدان من نصراني إلى أجل، ومات النصراني قبل حلول الأجل
ولا يُعرَفُ للنصراني قرابة، فماذا يفعل المسلم بهذا المال؟!!!
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 04:03 م]ـ
هذا ليس استيلاء بارك الله فيك.
ولكن لا أعلم ما يفعل بالمال أظنه يذهب للصدقة؟؟ - لا أعلم - ننتظر الردمن أهل العلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:45 م]ـ
السائل:
يا فضيلة الشيخ! خادمة مسلمة بقي من انتهاء مدتها شهر، فأراد كفيلها إرسالها فأعطاها راتب الشهر الذي لم تشتغله، فأخذت زوجة الكفيل منها مائة ريال؛ لأنها في نظر الزوجة لا تستحقها بسبب عنادها ومكابرتها وعدم طاعة أوامر الزوجة في بعض الأحيان فخافت الزوجة من الإثم بعد ذهاب الخادمة! أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الجواب:
[يعني: الخادمة سافرت؟
السائل: إي نعم.
أقول: إن عمل الزوجة وأخذها من الدراهم التي أعطى زوجها للخادمة خطأ عظيم، فعليها أن تتوب إلى الله عز وجل، وإذا كانت تعرف عنوان الخادمة فلترسل إليها ما أخذته، يجب وجوباً، وإذا كانت لا تعرف فلتتصدق به، تنويه عن الخادمة إذا كانت مسلمة، وإن كانت كافرة تتصدق به تخلصاً منه، وتسلم منه].
الشيخ العلامة ابن عثيمين " لقاء الباب المفتوح " شريط (136) الوجه الأول.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[06 - 06 - 07, 06:56 ص]ـ
فتوى عزيزة
جزى الله خيرا من نقلها
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 02:19 م]ـ
فتوى عزيزة
جزى الله خيرا من نقلها
وإياكم.
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 02:53 ص]ـ
الأخ علي الفضلي:
شكر الله لك على هذا النقل الطيب، ورزقنا وإياك العلم النافع والعمل الصالح.
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[07 - 06 - 07, 03:49 م]ـ
ليست بأول معروفكم يا أخي الحبيب علي الفضلي
جزاك الله خيراا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 05:37 م]ـ
ليست بأول معروفكم يا أخي الحبيب علي الفضلي
جزاك الله خيراا
وإياك أخي الكريم.(78/500)
س (1) ماذا قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي عن الشيخ ابن باز رحمهما الله
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[02 - 06 - 07, 05:49 ص]ـ
المقصود من السؤال هو شحذ همم الإخوة في معرفة سير علمائنا الأجلاء والإقتداء بهديهم
وعلى رأسهم سماحة والدنا الشيخ الإمام عبدالعزيز بن باز رحمه الله
السؤال: ماذا قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي -صاحب اضواء البيان- عن الشيخ ابن باز رحمهما الله؟
ولتقريب الجواب، هو شبيه بإتفاقات حصلت للشيخ إحسان العتيبي
تجدونها في موضوع عن عجائب الإتفاقات
وإذا لم أجد من يعرف الجواب فسأكتبه بإذن الله
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[02 - 06 - 07, 06:45 ص]ـ
جزاكم الله خيراً.
نريد جوابكم مقروناً بإسناده.
حفظكم الله
ـ[أبو الحارث السنى]ــــــــ[02 - 06 - 07, 06:54 ص]ـ
لعلك أن تأتى بالجواب يا أخى
وأنا أعتذر للأخوه
سأخرج خارج الموضوع
أريد أن أسأل الأخ أبو عدنان
لماذا غيرت اسمك من وكيع ابن الجراح لهذا الاسم؟
ـ[أبو عدنان]ــــــــ[02 - 06 - 07, 02:28 م]ـ
سل شيخنا (هيثم حمدان)!
ابتسامة
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[02 - 06 - 07, 09:08 م]ـ
جزاكم الله خيراً.
نريد جوابكم مقروناً بإسناده.
حفظكم الله
ذكرها ابنه عنه رحمه الله،
وتلقفها من ابنه آلاف وأنا من ضمنهم:)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[03 - 06 - 07, 05:49 م]ـ
وتلقفها من ابنه آلاف وأنا من ضمنهم:)
بل ربما ملايين!!
لذا سأرجئ الإجابة يوما أو يومين
حتى يأتي من هذه الملايين شخصا أو شخصين
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[03 - 06 - 07, 08:14 م]ـ
ياأخي الكريم لماذ هذا التشويق الذي يشبه التعذيب؟؟؟
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 09:20 ص]ـ
الشيخ الشنقيطي كان يبحث من بعد صلاة الفجر إلى صلاة الضحى عن حديث ذكر ابن كثير في تفسيره أنه في سنن أبي داود، ويبحث في سنن أبي داود وما وجده، يقول الشيخ الشنقيطي: أنا لا أتهم ابن كثير، لكني لم أجده، قال: وأنا أبحث فإذا الباب يطرق، فقمت وفتحت الباب، فإذا الشيخ عبد العزيز جاء يسلم، وهو عند الباب لم يدخل قال: يا شيخ عبد العزيز إن ابن كثير ذكر أن حديث كذا في سنن أبي داود، وأنا من الفجر أبحث ولم أجده, أين هو؟ قال الشيخ ابن باز: هو موجود .. هو موجود، في كتاب كذا في صفحة كذا، فقال: الآن تفضل يا شيخ
لكن .........
اريد جائزة السؤال
دعائكم لي
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:53 ص]ـ
الشيخ الشنقيطي كان يبحث من بعد صلاة الفجر إلى صلاة الضحى عن حديث ذكر ابن كثير في تفسيره أنه في سنن أبي داود، ويبحث في سنن أبي داود وما وجده، يقول الشيخ الشنقيطي: أنا لا أتهم ابن كثير، لكني لم أجده، قال: وأنا أبحث فإذا الباب يطرق، فقمت وفتحت الباب، فإذا الشيخ عبد العزيز جاء يسلم، وهو عند الباب لم يدخل قال: يا شيخ عبد العزيز إن ابن كثير ذكر أن حديث كذا في سنن أبي داود، وأنا من الفجر أبحث ولم أجده, أين هو؟ قال الشيخ ابن باز: هو موجود .. هو موجود، في كتاب كذا في صفحة كذا، فقال: الآن تفضل يا شيخ
لكن .........
اريد جائزة السؤال
دعائكم لي
جزاك الله خيرا ورحمك وعفا عنك ورقنا وإياك الفقه في دينه وعلما نافعا وعملا صالحا متقبلا
صحيح وهذا ذكره الشيخ الدحيم في محاضرة له
لكن لفظ ابنه مختلف وليس فيه رقم الصفحة
وقد ذكر ابنه الدكتور محمد المختار
ذلك في حلقة حياة انسان
في قناة المجد وكانت الحلقة عن الشيخ والده محمد الأمين الشنقيطي
قال الشيخ الدكتور محمد المختار (ابن الشيخ الأمين):
((علاقته بالشيخ ابن باز علاقة حميمة، يعني كان يرى انو
مافي أحد يخدم المسلمين في هذا العصر مثل الشيخ ابن باز.
رحمه الله يقول: ما رايت أحدا سخره الله لخدمة المسلمين مثل هذا الشخص.
وما رأيته يذهب لأحد غير الشيخ ابن باز، يذهب إليه وكان يثني على دينه وعلى وحفظه
ومرة يعني الشيخ استشكل حديثا فذكره الشيخ ابن باز فقال هذا موجود في سنن أبي داوود
فاستغرب الشيخ قال احنا قاعدين مفتحين وهذا يعني "1" .. ))
انتهى بحرفه من الدقيقة 38 من البرنامج
(1) يقصد أنه كفيف رحمه الله لكن لم يذكرها
كفيف وأبصر جسر النجاة @ وكم من بصير أضاع الجسور
وكم من بصير أضاع الجسور ..
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:59 م]ـ
كفيف وأبصر جسر النجاة @ وكم من بصير أضاع الجسور
وكم من بصير أضاع الجسور ..
أبدا أبدا لم أقرأ أصدق من هذه الأبيات قيلت فيه:
أظلمت عينكم وفي القلب صبح .... من سنا الله مشرق وظليل
سرت مالم يسره ألف بصير ...... وتجاوزت ما علينا يطول
أنت بدر الدجى وأنس الليالي ..... أنت شمس الضحى وأنت الأصيل
لست أعمى فنحن خلفك نمضي!! .... وبنور الفؤاد أنت الدليل
ما أصدقها ... لكن من القائل؟!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 04:00 م]ـ
أبدا أبدا لم أقرأ أصدق من هذه الأبيات قيلت فيه:
أظلمت عينكم وفي القلب صبح .... من سنا الله مشرق وظليل
سرت مالم يسره ألف بصير ...... وتجاوزت ما علينا يطول
أنت بدر الدجى وأنس الليالي ..... أنت شمس الضحى وأنت الأصيل
لست أعمى فنحن خلفك نمضي!! .... وبنور الفؤاد أنت الدليل
ما أصدقها ... لكن من القائل؟!
قائلها: الدكتور محمد المقرن.
والغريبة أنها نفس القصيدة التي فيها توقيعك!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/1)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[05 - 06 - 07, 04:02 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا شيخ ان دللتنا على هذه القصيدة
بحثت في قوقل
وظهرت هذه القصيدة وهي رائعة بحق - وبها أخطاء إملائية ممن نقلها لا تخفى -
حور العين تنادي
محمد المقرن
أين حادي الهوى وأين الدليل # ولدور الحسان أين السبيل؟
سرت من لهفتي وشوقي إليها # كاهل مثقل ودرب طويل ...
أنا مابين دمعتي وفؤادي # ذاك مستبشر وهاذي تسيل
أنا يا قومي عاشق وشهودي # في الهوى ادمعي وقلبي القتيل
لا تلوموا فؤادي اليوم ان البوح # في حبها جميل ... جميل .......
لو رأيتم جمالها حين تعلوا # هامة الحسن والخطىْ اذ تميل
لكرهتم نساءكم من هواها # ولجد السرى لها والرحيل
احرق الشوق يا عروب فؤادي # وتحيرت فيك ماذا أقول؟؟؟
يا لبكر تلذ منها وتقضي معها # ما تشاء وهي البتول ..
احرق الشوق يا عروب فؤادي # وتحيرت فيك ماذا أقول؟؟؟
أي قلبا حملتة في هواها؟؟ # أي شوق بمهجتي يستطيل؟؟
كنت منذ الصبى امني فؤادي # وأمامي غر الجياد تصول ..
قد حكالي الزمان عن الف قومي# عن دم العاشقين حين يسيل
زوج الحور اي القوم قوما # عرفوا ربهم فهان السبيل ..
دفعوا مهرها وكان مقيل # الخلد عقباهم فنعمى المقيل
سل عن الحور مصعب حين اعطى# مهرها روحة وما لم يميل ..
سل عن الحور خالد عندما # مال من الطعن سيفه المسلول
سل عن الحور أنفسا قد رعاها # في حمى الله بالجهاد الرسول
مهرها باهض ومن يخطب الحسناء# يدني بمهرها ما يطول
شيخنا تلك أحرفي شاكيات # قلبها الفذ والأماني فلول
شيخنا يا بن باز اعذر حروفي# ان قلبي بحبهن قتيل ..
ذاك صنع الهوى فوا طول صبري# كاهل مثقل وجسم نحيل
كم تمنيت ان أخر شهيد # أبصر الجرح بالدماء يسيل
عل عينا ترى مناها وتلقى # في خدور الحسان مالا يزول
جنة عرضها السموات والأرض # ورزق عن اهلة لا يحول ..
شيخنا جئتكم واثواب قومي # رقع والقوام غض هزيل ..
عرف القوم كيف نحصي الضحايا # كيف يرمى على القتيل قتيل
ونسينا شكل السلاح فعذر # ان حفر القبور شغل ثقيل ..
نحن والله ان عددنا كثير # بيد انا اذا دعينا قليل ..
ليس ما قد نقول يأس # ولكن يأسنا ان نخاف مما نقول
نصرنا حينما ننصر الله صدق # في لقاء لة تدق الطبول ..
ادمع الشيخ واحتقان الصبايا # علقم القهر والعذاب الوبيل
دولة الزمان دالت وبشرى القوم# ان الزمان دوما يدول ..
في صراع الحياة نمضي اباة # حسبنا ربنا ونعمى الوكيل
ان بدا مفجع الزمان عجوز # فببطن العجوز طفل جميل ..
شيخنا يا سواد عيني عذرا # ذا لهيب الأسى وقلبي الفتيل
لوعة في فمي وشوق بصدري# وفؤادي بحبة مبتول ...
ما كتبت القصيد أطريك مدح # أنت أعلى والله مما أقول
او يغني القصيد عن ركب علما # دربة النور والكتاب الدليل
او يغني القصيد والعلم من كفيك# مزنا ثقيلة وسيول ...
او يغني القصيد عنك معاذ الله # ان القصيد منك خجول
اظلمت عينكم وفي القلب صبح # من سنى الله مشرق وظليل
سرت مالم يسرة الف بصير # وتجاوزت ما علينا يطول
أنت بدر الدجى وانس الليالي # انت شمس الضحى وأنت الأصيل
رفع الله قدركم ولأهل العلم # قدر لمن رعاة جزيل ....
انت حبرا .. بحر .. ورحبا ... # وربح كيف قلبتها اليك تؤل ..
لست اعمى فنحن خلفك نمضي# وبنور الفؤاد انت الدليل .. انت كف الندى وتاج المعاني # انت للمكرمات .. انت السليل
انت والله مسبل للثياب الجود # حل ثيابها اذ تطول ...
ترقص الارض ان مشيت عليها # ويفوح العبير مما تقول
شيخنا لم اوفيك اليوم حق # انني بالذي كتبت بخيل
ابلغ القول من ثنايي ...... # جزاك الله خير كذا يقول الرسول
انا لله قد نذرت حروفي ... # وعلى اللة مقصدي والسبيل ..
انا لا اكتب القصيد نفاق # انني ان فعلت ذا ذليل ..
انا لا اكتب القصيد ارتزاق # ان كسبي من القصيد غلول ..
استقل الخيول شعرا ومالي # ان اقلت اخا الهوى العجول
انف شعري فوق الانوف اشم # وبشم الانوف تعلوا الفحول
انا لله قد نذرت حروفي # وعلى الله مقصدي والسبيل
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 - 06 - 07, 05:13 م]ـ
قائلها: الدكتور محمد المقرن.
والغريبة أنها نفس القصيدة التي فيها توقيعك!!
أحسنتم
لكن لا يوجد توقيع لي
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 - 06 - 07, 05:19 م]ـ
يا شيخ عبد الله:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/2)
القصيدة ناقصة ولعلي أدرج القصيدة كاملة فأنا أرشحها أفضل قصيدة قيلت قبل وفاته وبعد مماته
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 - 06 - 07, 05:42 م]ـ
حور العين تنادي - ما أعرفه أن اسم القصيدة: واطول صبري (قيلت أمام سماحته 1418)
محمد المقرن
أين حادي الهوى؟ وأين الدليل؟ # ولدور الحسان أين السبيل؟
سرت من لهفتي وشوقي إليها # كاهل مثقل ودرب طويل ...
أنا مابين دمعتي وفؤادي # ذاك مستبشر وهذي تسيل
أنا يا قوم عاشق وشهودي # في الهوى أدمعي وقلبي القتيل
لا تلوموا فؤاديَ اليوم ان الـ # ـبوح في حبها جميل ... جميل .......
لو رأيتم جمالها حين تعلو # هامة الحسن والخطىْ إذ تميل
لكرهتم نساءكم من هواها # ولجدَّ السُّرى لها والرحيل
أتراني أمس بالكف يوما ****كتفيها ما بيننا من يحول
أتراني أضم صدرا برأسي ****خلفه الكف كيف كانت تجول
أتراني مقبِّلا من خدود الـ**** ـــــحسن ما يستلذ منه الحليل
احرق الشوق يا عروب فؤادي # وتحيرت فيك ماذا أقول؟؟؟
يا لبكر تلذ منها وتقضي **** معها ما تشاء وهي البتول!!
أي قلب حملتة في هواها؟؟ # أي شوق بمهجتي يستطيل؟؟
كنت منذ الصبا أمني فؤادي # وأمامي غُرُّ الجياد تصول ..
قد حكالي الزمان عن إلف قومي# عن دم العاشقين حين يسيل
زُوِّج الحور أيها القوم قوم # عرفوا ربهم فهان السبيل ..
دفعوا مهرها وكان مقيل الـ # ــخلد عقباهمُ فنعمى المقيل
سل عن الحور مصعبا حين أعطى# مهرها روحَه وما لا يميل ..
سل عن الحور خالدا عندما ما # ل من الطعن سيفُه المسلول
سل عن الحور أنفسا قد رعاها # في حمى الله بالجهاد الرسول
مهرها باهض ومن يخطب الحسـ# ــناء يُدني بمهرها ما يطول
شيخنا تلك أحرفي شاكيات # قلبها الفذ والأماني فلول
شيخنا يا ابن بازٍٍ اعذر حروفي# ان قلبي بحبهن قتيل ..
ذاك صنع الهوى فوا طول صبري# كاهل مثقل وجسم نحيل
كم تمنيت ان أخر شهيدا # أبصر الجرح بالدماء يسيل
عل عينا ترى مناها وتلقى # في خدور الحسان مالا يزول
جنة عرضها السموات والأرْ # ض ورزق عن أهلة لا يحول ..
شيخنا جئتكم وأثواب قومي # رقُّع والقَوام غض هزيل ..
عرف القوم كيف نحصي الضحايا # كيف يرمى على القتيل قتيل
ونسينا شكل السلاح فعذر # ان حفر القبور شغل ثقيل ..
نحن والله إن عددنا كثير # بيد انا اذا دعينا قليل ..
ليس ما قد نقول يأس ولكن # يأسنا ان نخاف مما نقول
نصرنا حين ننصر الله صدقا # في لقاء لة تدق الطبول ..
أدمعُ الشيخ واحتقان الصبايا # علقم القهر والعذاب الوبيل
دولة للزمان دالت وبشرى الـ# ـــقوم أن الزمان دوما يدول ..
في صراع الحياة نمضي أباة # حسبنا ربنا ونعمى الوكيل
إن بدا مفجع الزمان عجوزا # فببطن العجوز طفل جميل ..
يتبع ....
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:03 م]ـ
شيخنا يا سواد عينيَ عذرا # ذا لهيب الأسى وقلبي الفتيل
لوعةُُ ُفي فمي وشوق بصدري# وفؤادي بحبه متبول ...
ما كتبت القصيد أغلو بمدحي # أنت أعلى والله مما أقول
أو يغني القصيد عن ركب علم # دربة النور والكتاب الدليل
أو يغني القصيد والعلمُ من كفيك# مزنُُ ُ ثقيلة وسيول ...
أو يغني القصيد عنك!! معاذ الله # إن القصيد منك خجول
أظلمت عينكم وفي القلب صبح # من سنا الله مشرق وظليل
سرت مالم يسرة ألف بصير # وتجاوزت ما علينا يطول
أنت بدر الدجى وأنس الليالي # أنت شمس الضحى وأنت الأصيل
رفع الله قدركم ولأهل الـ # ـــعلم قدر لمن رعاه جزيل ....
أ نت حبر .. بحر .. ورحب .. وربح # كيف قلّبتها اليك تؤول ..
لست أعمى فنحن خلفك نمضي# وبنور الفؤاد أنت الدليل ..
أنت كف الندى وتاج المعاني # أنت للمكرمات .. أنت السليل
أنت والله مسبل بثياب الـ # ـــجود حِلُ ُثيابها إذ تطول ... !!!!!
ترقص الأرض إن مشيت عليها # ويفوح العبير فيما تقول
أنت إن أجدب الزمان ربيع ****وإذا غص غصة سلسبيل
أبلغ القول من ثنائي جزاك **** الله خيرا كذا يقول الرسول
شيخنا لم أوفك اليوم حقا # إنني بالذي كتبت بخيل
أنا لله قد نذرت حروفي ... # وعلى الله مقصدي والسبيل ..
أنا لا أكتب القصيد نفاقا # إنني إن فعلت ذا لذليل ..
أنا لا أكتب القصيد ارتزاقا # إن كسبي من القصيد غلول ..
أستقل الخيول شعرا ومالي # ان أقلت أخا الهوان العجول
أنف شعري فوق الأنوف أشم # وبشم الأنوف تعلوا الفحول
النهاية
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:04 م]ـ
أحسنتم
لكن لا يوجد توقيع لي
وإياكم - حفظكم الله تعالى -.
لكن - مع جهلي بذا - هم يسمون ما يكون في ذيل الصفحة توقيعا!!
فالله أعلم.
ـ[المقرئ]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:22 م]ـ
وإياكم - حفظكم الله تعالى -.
لكن - مع جهلي بذا - هم يسمون ما يكون في ذيل الصفحة توقيعا!!
فالله أعلم.
بارك الله فيكم
لكني لا أرى توقيعي أسفل الصفحة وأنتم ترونه - غريب - قد يكون عندي إشكال في الصفحة
فأنا لا يظهر عندي منذ فترة
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 09:09 م]ـ
بارك الله فيكم
لكني لا أرى توقيعي أسفل الصفحة وأنتم ترونه - غريب - قد يكون عندي إشكال في الصفحة
فأنا لا يظهر عندي منذ فترة
هذا بسبب طول انقطاعك عنا، لاتكثر الغياب!! وتر كل التواقيع (ابتسامة)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/3)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[06 - 06 - 07, 12:01 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الشيخ الفاضل المقرئ
الإخوة يقصدون ما جعلته ثابتا اسفل مشاركاتك وهو ما يعرف في عرف المنتديات بالتوقيع!
وتوقيعك الدائم هو: نحن والله إن عددنا كثير # بيد انا اذا دعينا قليل
وهو بيت من أبيات القصيدة الرائعة
وأعجبني منها كثيرا هذا البيت: أ نت حبر .. بحر .. ورحب .. وربح # كيف قلّبتها اليك تؤول
وكلها والله جميلة لكن لعل هذا البيت هو أجملها
وأكثرها تأثيرا هذا البيت: أظلمت عينكم وفي القلب صبح # من سنا الله مشرق وظليل
سرت مالم يسره ألف بصير # وتجاوزت ما علينا يطول
وكلها مؤثرة
فجزاك الله خير الجزاء
ـ[المقرئ]ــــــــ[06 - 06 - 07, 12:15 ص]ـ
هذا بسبب طول انقطاعك عنا، لاتكثر الغياب!! وتر كل التواقيع (ابتسامة)
الشيخ الكريم: عبد الله العلي جزاك الله خيرا على صدق محبتك والغياب لا أحبه ولكن مثلك لا يخفاه حياة طالب العلم
ـ[المقرئ]ــــــــ[06 - 06 - 07, 12:22 ص]ـ
بارك الله فيكم والشيخ الفضلي ذكر ذلك ولكني لا أراه على شاشتي
تحتار عند ترشيح أفضل الأبيات
عرف القوم كيف نحصي الضحايا # كيف يرمى على القتيل قتيل
ونسينا شكل السلاح فعذر # ان حفر القبور شغل ثقيل ..
نحن والله إن عددنا كثير # بيد انا اذا دعينا قليل ..
ليس ما قد نقول يأس ولكن # يأسنا ان نخاف مما نقول
نصرنا حين ننصر الله صدقا # في لقاء لة تدق الطبول ..
أدمعُ الشيخ واحتقان الصبايا # علقم القهر والعذاب الوبيل
دولة للزمان دالت وبشرى الـ# ـــقوم أن الزمان دوما يدول ..
في صراع الحياة نمضي أباة # حسبنا ربنا ونعمى الوكيل
إن بدا مفجع الزمان عجوزا # فببطن العجوز طفل جميل ..
[/ COLOR]
ـ[وكيع الكويتي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 01:49 ص]ـ
رحم الله الشيخين وجزاك خيرا يا أخانا عبد الله وأتمنى أن تكون اطلعت على الخاص
اللهم أني أتقرب إليك بحبهم فحشرني وإياهم برحمتك الذي وسعت كل شيء مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين(79/4)
ما الأولى: التوسيط أم اليمين؟
ـ[*أبو محمد*]ــــــــ[02 - 06 - 07, 12:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
قرأت عن أحد المشايخ عدم ثبوت توسيط الإمام للصف الأول وثبوت الاهتمام
بميامن الصفوف، وسمعت من أحد المشايخ ثبوت توسيط الإمام والاهتمام
بميامن الصف الأول لكن إن دخل المصلي وكان المصلين على يمين الإمام أكثر
من المصلين على يساره، وجب الاصطفاف على يساره لاحداث التوسيط0
ما رأيكم إخواني بالله مأجورين؟
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 01:37 م]ـ
جزاك الله خيرا ياأخي.
كأنك أصبت ماكنت اريد الوصول اليه أو البحث عنه لاننا واقعين في نفس المشكله مع بعض الاخوه.
ففي الاحاديث الصحيحه عن رسول الله ومنها فعله مع ابن عباس عندما كان منفردا معه صلى الله عليه وسلم انه أقامه الى يمينه محاذيا له ولما اصبحا إثنان دفعهما خلفه مباشرة.
وقسم من أهل العلم يرى لانه كما روى عن عائشة مرفوعا ((إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف)) وعن البراء بن عازب قال: ((كنا إذا صلينا خلف النبي صلى الله عليه وسلم أحببنا أن نكون على يمينه)).
وفي كتاب ((القول المبين في أخطاء المصلين للشيخ مشهور بن حسن آل سلمان)):-
ومن أخطاء بعض الائمه:أمرهم المأمومين بعدل الصف , عندما يرونهم متجهين الى الميامن.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله -: ((قد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم مايدل على أن يمين كل صف , أفضل من يساره ,ولايشرع ان يقال للناس: ((أعدلوا ألصف)) ولاحرج ان يكون يمين الصف اكثر , حرصا على تحصيل الفضل)) ص 104 من الكتاب.
ولكنني سألت أحد أهل العلم للجمع بين الوقوف خلف الامام مباشرة او على اليمين ثم يتم تكامل الصف؟.
قال لي ((للجمع بين الاحاديث يكون الوقوف خلف الامام ثم الحض على ميامن الصفوف وان الفضل فيها اكثر من يسار الصفوف ولان الوقوف خلف الامام هو أدعى للسماع , أي ان مايفعله البعض اليوم في مساجدنا انه وبعد اكمال الصف الاول يقف الجميع في الصف الثاني الى يمين الصف وان لم يكتمل اليمين لاتجد احد خلف الامام مباشرة في الصف الثاني حيث ان الامام يتوسط الصفوف لااراه من السنه , الاولى ان يكون الوقوف خلف الامام مباشرة في كل صف ثم الافضلية بعد ذلك لميامن الصفوف ومن ثم يسارها ولابأس ان يكون الميل الى الجانب الايمن أكثر من الجانب الايسر والله أعلم)) انتهى كلامه.
و أنا أتسائل هل الحض على ميامن الصفوف هو للندب ام للاستحباب ام من الواجبات التي لايجوز التنازل عنها؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
نرجوا من الاخوه أهل العلم تبيان ذلك , والذي افهمه من كلام أهل العلم انه من باب الاكمل ولايعني ذلك ان الذي يصلي الى يسار الصف لن يصيب الاجر الكامل من صلاة الجماعه , ثم ماهي الحكمة اذن من توسيط الامام أليس لكي يضمن الجميع سماعا متجانسا متكاملا من الامام؟.
أرجوا توضيح المسألة لان عندنا هناك ائمه يقولون للمصلين صفوا في ميامن الصفوف أي يبدأ الصف الثاني من اليمين ثم يتحرك المصلون لحين اكمال الصف وقد لايصل الصف الثاني في بعض الاحيان او الثالث او الرابع الى منطقة الوسط خلف الامام مباشره في حين لايفعلون ذلك بالصف الاول بل يتم توسيطه ليقف المصلون بالتساوي خلف الامام مباشرة وهو أوسطهم متقدما عليهم وحتى الشيخ ابن باز رحمه الله لايفهم من كلامه سوى انه اذا زاد الصف من جهة اليمن اكثر من اليسار فذلك جائز ولايؤمر المصلين بتعديل الصف ولكنني لم افهم من كلامه انه يبدأ تراص المصلين من اليمين باتجاه اليسار.
أرجوا من أهل العلم إيضاح المسألة وجزى الله الجميع خيرا.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 02:48 م]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز الطريفي حفظه الله في كتابه صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم:
ولا فرق بين ميمنة الصف وميسرته وأما الخبر ((إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف)).
فهو خبر غير محفوظ بل منكر.
رواه أبو داود وابن ماجه عن معاوية بن هشام عن سفيان عن أسامة بن زيد عن عثمان بن عروة عن عائشة.
ورواه ابن عدي عن عصمة بن محمد السالمي عن موسى بن عقبة عن كريب عن ابن عباس مرفوعاً بنحوه.
والبيهقي عن العلاء بن علي عن أبيه عن أبي برزة بنحوه.
وكلها واهية.
والصواب فيه المحفوظ منه: ((إنَّ الله وملائكته يصلّون على الذين يصلّون الصفوف)).
وأمثل شيء جاء في هذا ما رواه الإمام مسلم من حديث ثَابتِ بن عُبيد عن ابن البراءِ عن البرَاءِ بن عازب رضي الله عنه قال: كناَّ إذا صلينا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أحببنا أنْ نكون عن يمينه يقبل علينا بوجهه.
قد يكون المراد بالإقبال التسليم أو الانصراف بعد السلام، وهذا التفضيل من بعض الصحابة، فأحبوا أنْ يكونوا أول ما يراهم النبي عليه الصلاة والسلام، وليس في هذا تشريع من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وقد يقال إن هذا إقرار من النبي عليه الصلاة والسلام، فإنَّه يرى الصحابة يحرصون على الميمنة ولا ينكر عليهم، خاصة أن البراء يقول: (أحببنا أن نكون عن يمينه) يحكي استحباب الصحابة، وقد يقال بوجاهة مثل هذا الاستنباط، وقد أخذ بذلك ابن خزيمة فقد ترجم في " صحيحه " (باب استحباب قيام المأموم في ميمنة الصف) ولكن هذا في الخبر ليس بصريح، فقد يكون البراء قصد نفسه ومعه بعض الصحابة دون سائرهم، ومثل هذا لو ظهر من الصحابة وعمل به جميعهم لنقل بالأسانيد الشموس.
وقد ثبت عن عبدالله بن عمرو استحباب ميمنة الصف، والموضع خلف الإمام كما رواه ابن أبي شيبة في " مصنفه " عن ابن جريج عن عطاء عن عبدالله بن عمرو قال: خير المسجد المقام ثم ميمنة المسجد.
وهذا تفضيل للمقام خلف الإمام ولو كان يساره، ثم ميمنة الصف.
ولا حرج أن تكون ميمنة الصف أطول من ميسرته، أو الميسرة أطول من الميمنة، وأما ما رواه أبو داود من حديث أبي هريرة رضي الله عنه ((وسطوا الإمام)) ففي إسناده مجهولان، لكنَّه لا يبتديء الصف الثاني إلا وقد اكتمل الأول.
وذهب الإمام مالك إلى أنَّه لم يثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل ميمنة الصف شيء، وأنَّ الأفضل هو الدنو من الإمام. أ, هـ
وجزاكم الله خيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/5)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 06 - 07, 03:29 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم
(قد أخذ بذلك ابن خزيمة فقد ترجم في " صحيحه " (باب استحباب قيام المأموم في ميمنة الصف))
وقد سبقه إلى ذلك جماعة وتبعه تلميذه
فهو فهم النسائي وابن ماجه وابن حبان
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 06 - 07, 03:54 م]ـ
(خير المسجد المقام ثم ميمنة المسجد)
فهذا وإن كان العبسي قد وضعه في باب
(باب الرجل يصلي عن يمين الإمام أو يساره)
فإنه يحتمل معنى آخر
وأن المقصود
بالمقام مقام إبراهيم ثم ميمنة المسجد
وعبد الله بن عمرو مكي وكلام المكيين أكثره حول المسجد الحرام
وأظن أن الاحتمال الذي ذكرته قوي
والله أعلم بالصواب وصلى على نبينا محمد وعلى آله وسلم
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 07:25 م]ـ
الاخ نايف الحميدي.
جزاك الله خيرا هذا هو الاثر المرفوع عن السيده عائشه رضي الله عنها انقله لك من موقع الدرر السنيه:-
152358 - إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: سكت عنه [وقد قال في رسالته لأهل مكة كل ما سكت عنه فهو صالح]- المحدث: أبو داود - المصدر: سنن أبي داود - الصفحة أو الرقم: 676
139856 - إن الله وملائكة يصلون على ميامن الصوف
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: صحيح - المحدث: الطبراني - المصدر: السنن الكبرى للبيهقي - الصفحة أو الرقم: 3/ 103
وهذا عن ابن عباس رضي الله عنه.
18869 - إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف
الراوي: عبد الله بن عباس - خلاصة الدرجة: [فيه] عصمة بن محمد حديثه غير محفوظ وهو منكر الحديث - المحدث: ابن عدي - المصدر: الكامل في الضعفاء - الصفحة أو الرقم: 7/ 89
وهذا عن السيده عائشه رضي الله عنها.
139855 - إن الله وملائكة يصلون على ميامن الصوف
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: لا أراه محفوظا لأن معاوية بن هشام يتفرد به - المحدث: البيهقي - المصدر: السنن الكبرى للبيهقي - الصفحة أو الرقم: 3/ 103
وعن ابن عباس رضي الله عنه.
55923 - إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف
الراوي: عبدالله بن عباس - خلاصة الدرجة: منكر غير محفوظ - المحدث: ابن القيسراني - المصدر: ذخيرة الحفاظ - الصفحة أو الرقم: 1/ 596
210141 - حديث ميامن الصفوف
الراوي: - - خلاصة الدرجة: حسن - المحدث: ابن القطان - المصدر: الوهم والإيهام - الصفحة أو الرقم: 5/ 688
208472 - إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف
الراوي: - - خلاصة الدرجة: [هو من رواية أسامة بن زيد الليثي]- المحدث: ابن القطان - المصدر: الوهم والإيهام - الصفحة أو الرقم: 4/ 85
191758 - إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: المنذري - المصدر: الترغيب والترهيب - الصفحة أو الرقم: 1/ 233
27500 - إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: إسناده على شرط مسلم، وفيه رجل مختلف فيه - المحدث: النووي - المصدر: الخلاصة - الصفحة أو الرقم: 2/ 709
56618 - إن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: إسناده على شرط مسلم، وفيه رجل مختلف في توثيقه - المحدث: النووي - المصدر: رياض الصالحين - الصفحة أو الرقم: 384
53364 - أن الله وملائكته يصلون على ميامن الصفوف
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: إسناده حسن - المحدث: ابن حجر العسقلاني - المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 2/ 249
110806 - إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون على ميامن الصفوف
الراوي: عائشة - خلاصة الدرجة: رجاله رجال الصحيح على ما في معاوية بن هشام من المقال - المحدث: الشوكاني - المصدر: نيل الأوطار - الصفحة أو الرقم: 3/ 232
فلامجال بعد ذلك لتوهين طرق الحديث أو الاثر بارك الله فيك.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 06 - 07, 07:37 م]ـ
الأخ الكريم عبد الرحمن العراقي- وفقه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=13422&postcount=86
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 06 - 07, 07:41 م]ـ
فضلية ميامن الصفوف
المجيب د. الشريف حاتم بن عارف العوني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/شروح حديثية
التاريخ 10/ 8/1422
السؤال
هل ورد حديث عن النبي r يبين فضل يمين الصف في الصلاة عن يساره؟
الجواب
أخرج الإمام مسلم (رقم 709)؛ وأبو داوود (رقم 615)، والنسائي (رقم 822)، وابن ماجة (رقم 1006)، وابن خزيمة في صحيحه (رقم 1563 – 1565)، من حديث البراء بن عازب، قال: "كُنّا إذا صًلّينا خلفَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحببنا أن نكون عن يمينه، يُقبل علينا بوجهه ".
وقد بّوب عليه ابن خزيمة بقوله: "استحباب قيام المأموم في ميمنة الصفّ"
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنّف (1/ 341) من طريق ابن جريج عن عطاء عن عبد الله بن عَمرو، قال: "خير المسجد المقام، ثم ميامن المسجد".
وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة (رقم 1027)، من هذا الوجه، بلفظ " خير المسجد خلف المقام،وعن يمين الإمام".
وإسناده صحيح، إذا كان عطاء بن أبي رباح سمع من عبد الله بن عَمرو، وظاهر تصحيح ابن خزيمة وابن حبّان والحاكم لعطاء عن عبد الله بن عَمرو أنه قد سمع منه.
وهذان الحديثان وإن كان ظاهرهما الوقف، لكنهما مثالان صحيحان للموقوف الذي له حكم الرفع:
أمّا الأول: لأنه فعلٌ بمحضر النبي صلى الله عليه وسلم وأقرّهم عليه.
وأمّا الثاني: فلأنه فضيلةٌ لا تُقال بالاجتهاد،ولا يظهر أنها من الإسرائيليّات. لذلك فهما كافيان لبيان فضيلة ميامن الصفوف على مياسرها.
وهناك حديث آخر لكنه ضعيف، وهو حديث عائشة مرفوعاً: "إن الله وملائكته يُصَلون على الذين يُصَلّون على ميامن الصفوف". انظره في تمام المنّة للألباني (288) والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=234
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/6)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[02 - 06 - 07, 07:46 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=46691#post46691
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 09:55 م]ـ
فلا مجال بعد ذلك لتوهين طرق الحديث أو الاثر بارك الله فيك.
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 10:38 م]ـ
الأخ الكريم عبد الرحمن العراقي- وفقه الله
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=13422&postcount=86
جزاك الله خيرا يااخي ولكن لمن هذا التحقيق؟؟.
اشكرك وزادك الله علما وفقها في دينه.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 10:54 م]ـ
فضلية ميامن الصفوف
المجيب د. الشريف حاتم بن عارف العوني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/شروح حديثية
التاريخ 10/ 8/1422
السؤال
هل ورد حديث عن النبي r يبين فضل يمين الصف في الصلاة عن يساره؟
الجواب
أخرج الإمام مسلم (رقم 709)؛ وأبو داوود (رقم 615)، والنسائي (رقم 822)، وابن ماجة (رقم 1006)، وابن خزيمة في صحيحه (رقم 1563 – 1565)، من حديث البراء بن عازب، قال: "كُنّا إذا صًلّينا خلفَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحببنا أن نكون عن يمينه، يُقبل علينا بوجهه ".
وقد بّوب عليه ابن خزيمة بقوله: "استحباب قيام المأموم في ميمنة الصفّ"
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنّف (1/ 341) من طريق ابن جريج عن عطاء عن عبد الله بن عَمرو، قال: "خير المسجد المقام، ثم ميامن المسجد".
وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة (رقم 1027)، من هذا الوجه، بلفظ " خير المسجد خلف المقام،وعن يمين الإمام".
وإسناده صحيح، إذا كان عطاء بن أبي رباح سمع من عبد الله بن عَمرو، وظاهر تصحيح ابن خزيمة وابن حبّان والحاكم لعطاء عن عبد الله بن عَمرو أنه قد سمع منه.
وهذان الحديثان وإن كان ظاهرهما الوقف، لكنهما مثالان صحيحان للموقوف الذي له حكم الرفع:
أمّا الأول: لأنه فعلٌ بمحضر النبي صلى الله عليه وسلم وأقرّهم عليه.
وأمّا الثاني: فلأنه فضيلةٌ لا تُقال بالاجتهاد،ولا يظهر أنها من الإسرائيليّات. لذلك فهما كافيان لبيان فضيلة ميامن الصفوف على مياسرها.
وهناك حديث آخر لكنه ضعيف، وهو حديث عائشة مرفوعاً: "إن الله وملائكته يُصَلون على الذين يُصَلّون على ميامن الصفوف". انظره في تمام المنّة للألباني (288) والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=234
جزاك الله خيرا سوف انظر كلام الشيخ الالباني رحمه الله على الاثر في تمام المنه كما أشرت بارك الله فيك.
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 10:55 م]ـ
فضلية ميامن الصفوف
المجيب د. الشريف حاتم بن عارف العوني
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف الفهرسة/ السنة النبوية وعلومها/شروح حديثية
التاريخ 10/ 8/1422
السؤال
هل ورد حديث عن النبي r يبين فضل يمين الصف في الصلاة عن يساره؟
الجواب
أخرج الإمام مسلم (رقم 709)؛ وأبو داوود (رقم 615)، والنسائي (رقم 822)، وابن ماجة (رقم 1006)، وابن خزيمة في صحيحه (رقم 1563 – 1565)، من حديث البراء بن عازب، قال: "كُنّا إذا صًلّينا خلفَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أحببنا أن نكون عن يمينه، يُقبل علينا بوجهه ".
وقد بّوب عليه ابن خزيمة بقوله: "استحباب قيام المأموم في ميمنة الصفّ"
وأخرج ابن أبي شيبة في المصنّف (1/ 341) من طريق ابن جريج عن عطاء عن عبد الله بن عَمرو، قال: "خير المسجد المقام، ثم ميامن المسجد".
وأخرجه الفاكهي في أخبار مكة (رقم 1027)، من هذا الوجه، بلفظ " خير المسجد خلف المقام،وعن يمين الإمام".
وإسناده صحيح، إذا كان عطاء بن أبي رباح سمع من عبد الله بن عَمرو، وظاهر تصحيح ابن خزيمة وابن حبّان والحاكم لعطاء عن عبد الله بن عَمرو أنه قد سمع منه.
وهذان الحديثان وإن كان ظاهرهما الوقف، لكنهما مثالان صحيحان للموقوف الذي له حكم الرفع:
أمّا الأول: لأنه فعلٌ بمحضر النبي صلى الله عليه وسلم وأقرّهم عليه.
وأمّا الثاني: فلأنه فضيلةٌ لا تُقال بالاجتهاد،ولا يظهر أنها من الإسرائيليّات. لذلك فهما كافيان لبيان فضيلة ميامن الصفوف على مياسرها.
وهناك حديث آخر لكنه ضعيف، وهو حديث عائشة مرفوعاً: "إن الله وملائكته يُصَلون على الذين يُصَلّون على ميامن الصفوف". انظره في تمام المنّة للألباني (288) والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=234
جزاك الله خيرا سوف انظر كلام الشيخ الالباني رحمه الله على الاثر في تمام المنه كما أشرت بارك الله فيك.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[02 - 06 - 07, 10:56 م]ـ
والصواب فيه المحفوظ منه: ((إنَّ الله وملائكته يصلّون على الذين يصلّون الصفوف)).
لعل صواب الثانية: يَصِلُون، من الوصل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/7)
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 11:57 م]ـ
الاخ ابن وهب حفظك الله ورعاك.
((صفحة رقم -288 - من تمام المنه في التعليق على فقه السنه.
قوله تحت رقم 6 - : " وروى أبو داود وابن ماجه عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن الله وملائكته يصلون على الذين يصلون على ميامن الصفوف ".
قلت: الحديث بهذا اللفظ غير محفوظ عن عائشة كما قال البيهقي والصواب عنها بلفظ: " على الذين يصلون الصفوف " وقد فصلت القول في بيان علة الحديث في " ضعيف سنن أبي داود " (رقم 104) وقد غفل عن علته كل من حسنه من المتقدمين والمتأخرين كالمعلق على " شرح السنة " للبغوي (3/ 374) مع أنه نقل معنى قول البيهقي المذكور فكان عليه أن يدفعه بالحجة لا أن يجمع بين النقيضين وقوله: " وعند أحمد والطبراني بسند صحيح عن أبي أمامة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله وملائكته يصلون على الصف الأول.
قالوا: يا رسول الله وعلى الثاني. . ".
قلت: لا وجه البتة لتصحيح إسناده لأنه - كما في " المسند " - من طريق فرج: ثنا لقمان عن أبي أمامة.
وفرج ضعيف كما قال الحافظ في " التقريب " ولا سيما أنه يرويه عن لقمان فقد سئل الدارقطني عن رواية فرج بن فضالة عن لقمان ابن عامر عن أبي أمامة؟ فقال: " هذا كله غريب " ولذلك لم يصححه المنذري ولا الهيثمى فقال الأول: " رواه أحمد بإسناد لا بأس به والطبراني وغيره ".
كذا قال.
وقال الآخر.
" رواه أحمد والطبراني في " الكبير " ورجال أحمد موثقون ".
ففيه إشارة إلى أن توثيق بعض رجاله توثيق لين وليس هو إلا فرج بن فضالة.
ويغني عنه حديث البراء بن عازب في " صحيحي ابن خزيمة وابن حبان ".
انظر " صحيح الترغيب " (490))).
فجزاك الله خيرا على التنبيه.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:11 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
الأخ الحبيب عبد الرحمن العراقي
بارك الله فيك
ما في المشاركة رقم
هو
(لشيخنا الأستاذ
(,
أبو إسحاق التطواني أبو إسحاق التطواني
مشرف منتدى المخطوطات)
تجد اسمه في أعلى المشاركة وهي مشاركة قديمة مؤرخة بتاريخ
12/ 08/02
والأخ طارق هو مشرف منتدى المخطوطات في ملتقى أهل الحديث
وأما ما في المشاركة رقم 8 ففتوى الشيخ الشريف حاتم العوني
والأخ الكريم نايف الحميدي نقل عن الشيخ الطريفي
والعوني والطريفي من المشتغلين بالفن في عصرنا
وقد رأيت - حفظك الله ورعاك - كلام التطواني والعوني والطريفي في شذوذ
حرف (ميامن الصفوف)
أشير إلى مسألة
وهي انظرما كتب حول الشذوذ
ابحث في الملتقى ستجد مقالات وموضوعات (جمع موضوع وأما مواضيع فخطأ) عن الشذوذ
وبعد أن تتعرف على الشذوذ ومقالات الناس فيه
وذلك بتوسع
سيظهر لك كلام العوني والتطواني والطريفي
وإن أردت ترجمة العوني ففي نفس موقع الإسلام اليوم ستجد ترجمة للشريف حاتم العوني
وأما ترجمة الطريفي فستجدها في الملتقى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=401501#post401501
بارك الله فيك
وقد سعدت كثيرا بكلامك فأنت طالب تطلب العلم في مظانه
وقد جمعت إليه الأدب
فبارك الله فيك
فأسأل الله العظيم أن يبارك لك وأن يحفظك وأن يوفقك لصالح القول والعمل
أخوك
ابن وهب
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:14 ص]ـ
تنبيه الإشارة إلى تمام المنة هو من كلام الشريف حاتم العوني وليس مني
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:39 ص]ـ
لعل صواب الثانية: يَصِلُون، من الوصل.
لعل الصواب كما ذكرتم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:42 ص]ـ
تنبيه
كتبت المشاركة رقم 16 قبل أن أقف على كلامكم في المشاركة رقم 15
ولكن المتصفح بطيء للغاية
وبعد عدة محاولات ينقل المشاركة
وأحيانا يرجع إلى حالته الطبيعية
فالمعذرة
ـ[*أبو محمد*]ــــــــ[06 - 06 - 07, 12:13 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا
وجزاكم الله خيرا
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 05:45 م]ـ
الاخ ابن وهب بارك الله فيك واحسن اليك وجزاك الله خيرا.(79/8)
درة عثيمينية غالية: ابتعد عن كل ما يحزنك، واحرص على ما يسرك.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 05:23 م]ـ
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين:
[كل ما يُحْدِث الندم فإنّ الشرع يأمرنا بالابتعاد عنه، ولهذا أيضا أصول منها: أن الله سبحانه وتعالى قال: (إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله)، والله تعالى إنما أخبرنا بذلك من أجل أن نتجنب هذا الشيء، ليس مجرد إخبار أن الشيطان يريد إحزاننا، لا؛ المراد: أن نبتعد عن كل ما يحزن , و لهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم): لا يتناجى اثنان دون الثالث، من أجل أن ذلك يحزنه)؛ فكل ما يجلب الحزن للإنسان فهو منهي عنه , ثانيا: أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر من رأى رؤيا يكرهها أن يتفل عن يساره ثلاث مرات , ويستعيذ بالله من شرها ومن شر الشيطان , وينقلب إلى جنبه الثاني , ولا يخبر بها أحدا، ويتوضأ ويصلي , كل هذا من أجل أن يطرد الإنسان عنه هذه الهموم التي تأتي بها هذه الأمراض , ولهذا قال الصحابة: لقد كنا نرى الرؤيا فنمرض منها، فلما حدَّثَنا رسولُ الله - صلى الله عليه وسلم - بهذا الحديث؛ يعني: استراحوا، ولم يبق لهم هم , فكل شيء يجلب الهم والحزن والغم فإن الشارع يريد منا أن نتجنبه , ولهذا قال الله تعالى:
(فمن فرض فيهن الحج فلا رفث ولا فسوق ولا جدال في الحج)، لأن الجدال يجعل الفرد يحتمي ويتغير فِكْرُهُ من أجل المجادلة، سيحصل له هم ويلهيه عن العبادة.
المهم اجعل هذه نصب عينيك دائما؛أي: أن الله عز وجل يريد منك أن تكون دائما مسرورا بعيدا عن الحزن , والإنسان في الحقيقة له ثلاث حالات:
حالة ماضية , وحالة حاضرة , وحالة مستقبلة؛
الماضية: يتناساها الإنسان وما فيها من الهموم؛لأنها انتهت بما هي عليه إن كانت مصيبة فقل: ((اللهم أجرني في مصيبتي واخلفني خيرا منها)) وتناسى، ولهذا نهى عن النياحة، لماذا؟
لأنها تجدد الأحزان وتذكر بها.
المستقبلة: علمها عند الله عز وجل،اعتمد على الله، وإذا جاءتك الأمور فاضرب لها الحل , لكن الشيء الذي أمرك الشارع بالاستعداد له فاستعد له.
والحال الحاضرة هي: التي بإمكانك معالجتها , حاول أن تبتعد عن كل شيء يجلب الهم و الحزن والغم، لتكون دائما مستريحا منشرح الصدر، مقبلا على الله وعلى عبادته وعلى شؤونك الدنيوية والأخروية , فإذا جربت هذا استرحت؛ أما إن أتعبت نفسك مما مضى، أو بالاهتمام بالمستقبل على وجه لم يأذن به الشرع، فاعلم أنك ستتعب ويفوتك خير كثير].
"شرح بلوغ المرام" (كتاب البيوع).
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 05:38 م]ـ
كلام نفيس جدا
جزيت خيرا أخي الشيخ علي
ورحم الله العلامة الشيخ ابن عثيمين
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 08:30 م]ـ
جزيت خيرا أخي الشيخ علي
ورحم الله العلامة الشيخ ابن عثيمين
وإياكم أخي الكريم.
ـ[المقدادي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 09:26 م]ـ
رحمه الله
كان نفيس حقا و صدقا
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:09 م]ـ
كيف يمكن أن نجمع بين السرور والخوف من الله والحزن على إخواننا المسلمين المقتلين والمشردين في أنحاء الأرض.
وكيف لنا أن نجمع ذلك مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ... ))
وقد روي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما في سؤاله لخاله هند بن أبي هالة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان متواصل الأحزان دائم الفكرة ...
فكيف الجمع بينها جزاكم الله خيرا
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 03:15 ص]ـ
رحم الله الشيخ العثيمين , وبارك الله فيمن التقط درره .. وهذه درة أخرى:
قال رحمه الله: (واعلم علم إنسان مجرب , أنك إذا أكرهت نفسك على طاعة الله , أحببت الطاعة وألفتها , وصرت بعدما كنت تكرهها تأبى نفسك إذا أردت أن تتخلف عنها)
لو كان الكلام يباع , لما استطعنا شراء هذا الكلام النفيس .. رحمك الله يا بن عثيمين وألحقك بنبيك وألحقنا بكم أجمعين ..
ـ[أبو عبدالله الشرقي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 04:22 ص]ـ
رحمه الله .. كلام نفيس حقا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 12:17 م]ـ
جزاكم الله خيرا إخواني الكرام.
ـ[ابن حسن الصيرفي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 05:17 م]ـ
رحمه الله رحمة واسعة \و أسكنه فسيح جناته.
وشكرا الله للناقلين جهدهم.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 07:24 م]ـ
كيف يمكن أن نجمع بين السرور والخوف من الله والحزن على إخواننا المسلمين المقتلين والمشردين في أنحاء الأرض.
وكيف لنا أن نجمع ذلك مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلا ولبكيتم كثيرا ... ))
وقد روي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما في سؤاله لخاله هند بن أبي هالة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان متواصل الأحزان دائم الفكرة ...
فكيف الجمع بينها جزاكم الله خيرا
هل من مجيب يا إخوتي بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/9)
ـ[لام العمري]ــــــــ[06 - 06 - 07, 02:27 ص]ـ
هل من مجيب يا إخوتي بارك الله فيكم
هل من مجيب؟
وسؤال اخر:
من اين ياتي السرور اذا وقع عليك ظلم عظيم وقذف ممن حسبتهم اقرب الخلق اليك؟.
اليس من البلاهة والغفلة ان تكون مسرورا وان تضع قول الله عز وجل وراءك {ان الله لايحب الفرحين}
الم يكن السلف الصالح في حزن دائم, فهذة السيدة عائشة رضوان الله عليها كثيرا ما كانت تردد "ياليتني كنت نسيا منسيا" قبل وفاتها؟
وابوها رضى الله عنه الذي كان يبكي حزنا وهو المبشر بالجنة؟
والامثلة كثيرة
اما ان تكن من الظالمين فاوالله ما رايت اكثر منهم نزقا وفرحا وسرورا , وهنا ياتي قول الحق {واذا انقلبوا الى اهلهم انقلبوا فكهين}
ـ[زياد عوض]ــــــــ[06 - 06 - 07, 03:44 ص]ـ
يا إخوة فرق بين من يبتعد عن الشيء طواعية واختيارا وبين من يقع له الأمر اختبارا وابتلاءا وقد قال النبي صلَى الله عليه وسلم "ما يصيب المسلم من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غم حتى الشوكة يشاكها إلا كفر الله بها من خطاياه"فمن وقع له مكروه أو حزن أو غم أو هم فصبر كان ذلك كفارة لخطاياه
فالشيخ رحمه الله تعالى يتكلم عن الأمور التي تجلب الحزن والهم اختيارا لا تقديرا وابتلاءا
ـ[زياد عوض]ــــــــ[06 - 06 - 07, 03:48 ص]ـ
وقد قال النبي صلَى الله عليه وسلم عند وفاة ابنه إبراهيم: إنَ العين لتدمع وإنَ القلب ليحزن ولكن هل وقع هذا للنبي اختيارا أم ابتلاءا
ـ[زياد عوض]ــــــــ[06 - 06 - 07, 04:18 ص]ـ
قال ابن القيم في كتابه القيم "طريق الهجرتين":
والمقصود أن النبي جعل الحزن مما يستغاذ منه وذلك لأن الحزن يضعف القلب ويوهن العزم ويضر الإرادة ولا شيء أحب إلى الشيطان من حزن المؤمن قال تعالى إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين ءامنوا فالحزن مرض من أمراض القلب يمنعه من نهوضه وسيره وتشميره والثواب عليه ثواب المصائب التي يبتلى العبد بها بغير اختياره كالمرض والألم ونحوهما وأما أن يكون عبادة مأمورا بتحصيلها وطلبها فلا ففرق بين ما يثاب عليه العبد من المأمورات وما يثاب عليه من البليات ولكن يحمد في الحزن سببه ومصدره ولازمه لا ذاته فإن المؤمن إما أن يحزن على تفريطه وتقصيره في خدمةربه وعبوديته وإما أن يحزن على تورطه في مخالفته ومعصيته وضياع أيامه وأوقاته وهذا يدل على صحة الإيمان في قلبه وعلى حياته حيث شغل قلبه بمثل هذا الألم فحزن عليه ولو كان قلبه ميتا لم يحس بذلك ولم يحزن ولم يتألم فما لجرح بميت إيلام وكلما كان قلبه أشد حياة كان شعوره بهذا الألم أقوى ولكن الحزن لا يجدي عليه فإنه يضعفه كما تقدم بل الذي ينفعه أن يستقبل السير ويجد ويشمر ويبذل جهده وهذا نظير من انقطاع عن رفقته في السفر فجلس في الطرريق حزينا كئيبا يشهد انقطاعه ويحدث نفسه باللحاق بالقوم فكلما فتر وحزن حدث نفسه باللحاق برفقته ووعدها إن صبرت أن تلحق بهم ويزول عنها وحشة الانقطاع فهكذا السالك إلى منازل الأبرار وديار المقربين وأخص من هذا الحزن حزنه على قطع الوقت بالتفرقة المضعفة للقلب عن تمام سيره وجده في سلوكه فإن التفرقة من أعظم البلاء على السالك ولا سيما في ابتداء أمره فالأول حزن على التفريط في الأعمال وهذا حزن على نقص حاله مع الله وتفرقة قلبه وكيف صار وقته ظرفا لتفرقة حاله واشتغال قلبه بغير معبوده وأخص من هذا الحزن حزنه على جزء من أجزاء قلبه كيف هو خال من محبة لله وعلى جزء من أجزاء بدنه كيف هو منصرف في غير محاب الله فهذا حزن الخاصة ويدخل في هذا حزنهم على كل معارض يشغلهم عما هم بصدده من خاطر أو إرادة أو شاغل من خارج فهذه المراتب من الحزن لا بد منها في الطريق ولكن الكيس لا يدعها تملكه وتقعده بل يجعل عوض فكرته فيها فكرته فيما يدفعها به فإن المكروه إذا ورد على النفس فإن كانت صغيرة اشتغلت بفكرها فيه وفي حصوله عن الفكرة في الأسباب التي يدفعها به فأورثها الحزن وإن كانت نفسا كبيرة شريفة لم تفكر فيه بل تصرف فكرها إلى ما ينفعها فإن علمت منه مخرجا فكرت في طريق ذلك المخرج وأسبابه وإن علمت أنه لا مخرج منه فكرت في عبودية الله فيه وكان ذلك عوضا لها من الحزن فعلى كل حال لا فائدة لها في الحزن أصلا والله أعلم وقال بعض العارفين ليست الخاصة من الحزن في شيء وقوله معرفة الله جلا نورها كل ظلمة وكشف سرورها كل غمة كلام في غاية الحسن فإن من عرف الله أحبه ولا بد ومن أحبه انقشعت عنه سحائب الظلمات وانكشفت عن قلبه الهموم والغموم والأحزان وعمر قلبه بالسرور والأفراح وأقبلت إليه وفود التهاني والبشائر من كل جانب فإنه لا حزن مع الله ابدا ولهذا قال حكاية عن نبيه أنه قال لصاحبه أبي بكر لا تحزن إن الله معنا فدل أنه لا حزن مع الله وأن من كان الله معه فما له والحزن وإنما الحزن كل الحزن لمن فاته الله فمن حصل الله له فعلى أي شيء يحزن ومن فاته الله فبأي شيء يفرح قال تعالى قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا فالفرح بفضله ورحمته تبع للفرح به سبحانه فالمؤمن يفرح بربه أعظم من فرح كل أحد بما يفرح به من حبيب أو حياة أو مال أو نعمة أو ملك يفرح المؤمن بربه أعظم من هذا كله ولا ينال القلب حقيقبةالحياة حتى يجد طعم هذه الفرحة والبهجةفيظهر سرورها في قلبه ونضرتها في وجهه فيصير له حال من حال أهل الجنة حيث لقاهم الله نضرة وسرورا فلمثل هذا فليعمل العاملون وفي ذلك فليتنافس المتنافسون فهذا هو العلم الذي شمر إليه أولوا الهمم والعزائم واستبق إليه أصحاب الخصائص والمكارم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/10)
ـ[زياد عوض]ــــــــ[06 - 06 - 07, 04:25 ص]ـ
قال ابن القيم في مدارج السالكين:
فصل ومن منازل إياك نعبد وإياك نستعين منزلة الحزن وليست من المنازل
المطلوبة ولا المأمور بنزولها وإن كان لا بد للسالك من نزولها ولم يأت الحزن في القرآن إلا منهيا عنه أو منفيا فالمنهي عنه: كقوله تعالى: ولا تهنوا ولا تحزنوا آل عمران: 139 وقوله: ولا تحزن عليهم النحل: 127 فى غير موضع وقوله: لا تحزن إن الله معنا التوبه: 40 والمنفي كقوله: فلا خوف عليهم ولا هم يحزنون البقره: 38 وسر ذلك: أن الحزن موقف غير مسير ولا مصلحة فيه للقلب وأحب شيء إلى الشيطان: أن يحزن العبد ليقطعه عن سيره ويوقفه عن سلوكه قال الله تعالى: إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا المجادله: 10 ونهى النبي الثلاثة أن يتناجى اثنان منهم دون الثالث لأن ذلك يحزنه فالحزن ليس بمطلوب ولا مقصود ولا فيه فائدة وقد استعاذ منه النبي فقال اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن فهو قرين الهم والفرق بينهما: أن المكروه الذي يرد على القلب إن كان لما سيتقبل: أورثه الهم وإن كان لما مضى: أورثه الحزن وكلاهما مضعف للقلب عن السير مقتر للعزم ولكن نزول منزلته ضروري بحسب الواقع ولهذا يقول أهل الجنة إذا دخلوها: الحمد لله الذي أذهب عنا الحزن فاطر: 34 فهذا يدل على أنهم كان يصيبهم في الدنيا الحزن كما يصيبهم سائر المصائب التي تجري عليهم بغير اختيارهم وأما قوله تعالى: ولا على الذين إذا ما أتوك لتحملهم قلت: لا أجد ما أحملكم عليه تولوا وأعينهم تفيض من الدمع حزنا: أن لا يجدوا ما ينفقون التوبه: 92 فلم يمدحوا على نفس الحزن وإنما مدحوا على ما دل عليه الحزن من قوة إيمانهم حيث تخلفوا عن رسول الله لعجزهم عن النفقة ففيه تعريض بالمنافقين الذين لم يحزنوا على تخلفهم بل غبطوا نفوسهم به وأما قوله في الحديث الصحيح: ما يصيب المؤمن من هم ولا نصب ولا حزن إلا كفر الله به من خطاياه فهذا يدل على أنه مصيبة من الله يصيب بها العبد يكفر بها من سيئاته لا يدل على أنه مقام ينبغي طلبه واستيطانه وأما حديث هند بن أبي هالة في صفة النبي: إنه كان متواصل الأحزان فحديث لا يثبت وفي إسناده من لا يعرف وكيف يكون متواصل الأحزان وقد صانه الله عن الحزن على الدنيا وأسبابها ونهاه عن الحزن على الكفار وغفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر فمن أين يأتيه الحزن بل كان دائم البشر ضحوك السن كما في صفته: الضحوك القتال صلوات الله وسلامه عليه وأما الخبر المروي: إن الله يحب كل قلب حزين فلا يعرف إسناده ولا من رواه ولا تعلم صحته وعلى تقدير صحته: فالحزن مصيبة من المصائب التي يبتلي الله بها عبده فإذا ابتلى به العبد فصبر عليه أحب صبره على بلائه وأما الأثر الآخر إذا أحب الله عبدا نصب في قلبه نائحة وإذا أبغض عبدا جعل في قلبه مزمارا فأثر إسرائيلي قيل: إنه فى التوراة وله معنى صحيح فإن المؤمن حزين على ذنوبه والفاجر لاه لاعب مترنم فرح وأما قوله تعالى عن نبيه إسرائيل: وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم يوسف: 84 فهو إخبار عن حاله بمصابه بفقد ولده وحبيبه وأنه ابتلاه بذلك كما ابتلاه بالتفريق بينه وبينه وأجمع أرباب السلوك: على أن حزن الدنيا غير محمود إلا أبا عثمان الحيري فإنه قال: الحزن بكل وجه فضيلة وزيادة للمؤمن ما لم يكن بسبب معصية قال: لأنه إن لم يوجب تخصيصا فإنه يوجب تمحيصا فيقال: لا ريب أنه محنة وبلاء من الله بمنزلة المرض والهم والغم وأما أنه من منازل الطريق: فلا والله سبحانه أعلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 12:30 م]ـ
هل من مجيب؟
وسؤال اخر:
من اين ياتي السرور اذا وقع عليك ظلم عظيم وقذف ممن حسبتهم اقرب الخلق اليك؟.
اليس من البلاهة والغفلة ان تكون مسرورا وان تضع قول الله عز وجل وراءك {ان الله لايحب الفرحين}
الم يكن السلف الصالح في حزن دائم,
أخي الكريم: لا شك أن استدلالك بهذه الآية هو استدلال في غير محله، وإليك ما قاله أهل العلم فيها:
في "زاد المسير" قال ابن الجوزي – رحمه الله تعالى –:
[قوله تعالى لا تفرح قال ابن قتيبة المعنى لا تأشر ولا تبطر قال الشاعر
ولست بمفراح إذا الدهر سرني **** ولا جازع من صرفه المتحول
أي لست بأشر فأما السرور فليس بمكروه].
وفي تفسير ابن كثير قال:
[وقوله: {إذ قال له قومه لا تفرح إن الله لا يحب الفرحين} أي وعظه فيما هو فيه صالحو قومه فقالوا على سبيل الإرشاد لا تفرح بما أنت فيه، يعنون لا تبطر بما أنت فيه من المال {إن الله لا يحب الفرحين} قال ابن عباس: يعني المرحين؛ وقال مجاهد: يعني الأشرين البطرين الذين لا يشكرون الله على ما أعطاهم]
وقال في تفسير الجلالين:
[{لا تفرح} بكثرة المال فرح بطر {إن الله لا يحب الفرحين} بذلك].
فتبين أن الفرح المنهي عنه هو فرح البطر والأشر، لا السرور بنعم الله عز وجل المادية ولاالمعنوية، وأعظم هذه النعم هي نعمة الهداية لهذا الدين، ونعمة التوحيد، ولذا قال تعالى {قُلْ بِفَضْلِ اللّهِ وَبِرَحْمَتِهِ فَبِذَلِكَ فَلْيَفْرَحُواْ هُوَ خَيْرٌ مِّمَّا يَجْمَعُونَ}.
فلا تعارض بين سرور الإنسان وحرصه على أسباب ذلك، وبين ما يصيب الإنسان من حزن وغم وهم لسبب أو لآخر، فهذا سيد الأولين نبينا صلى الله عليه وسلم يضحك حتى تبدو نواجذه، ويكثر تبسمه مع صحابته وسائر الخلق، ومع ذا فإنه حزن حزنا شديدا يوم قتل حمزة – رضي الله عنه -، وحزن لموت خديجة – رضي الله عنها -، وحزن لقتل القراء، بل وغضب ودعا على رعل وذكوان، فلا تعارض البتة.
وأما فعل بعض العباد والزهاد، في أخذهم العهد على نفسه بألا يضحك حتى يعرف طريقه ألجنة أم لنار، فهذا خطأ مخالف لهدي النبي صلى الله عليه وسلم، وخير الهدي هدي محمد صلى الله عليه وسلم، وأما الصحابة الكرام فما منهم أحد إلا وأُثر عنه الحزن، والسرور، فلا تعارض البتة.
والله الموفق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/11)
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 06:19 م]ـ
نعم يا أخي السرور شيئ والفرح شيئ آخر
ولكني فهمت الآن من توضيحكم لكلام الشيخ رحمه الله وأسكنه فسيح جنانه.
أن الأمور الحادثة التي تحصل للإنسان - الابتلاءات - فليس له قدرة على دفع الحزن فيها ولكنه يجمع بين حزنه على مصابه وبين رضاه عن قضاء ربه.
وأما ما يأتي من الحزن تكلفا فهذا المنهي عنه - على قول الشيخ رحمه الله.
أرجو أن تصححوا لي إن كنت مخطأ.
وجزاكم الله خيرا
ـ[الزبيدي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 11:59 م]ـ
وقد روي عن الحسن بن علي رضي الله عنهما في سؤاله لخاله هند بن أبي هالة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان متواصل الأحزان دائم الفكرة ...
الحديث ضعيف لايثبت. وفقك الله
ـ[زياد عوض]ــــــــ[08 - 06 - 07, 02:28 ص]ـ
كلام العلاَمة ابن عثيمين واضح وبيِن لمن تأمله وهو موافق لكلام الإمام ابن القيم رحمهما الله وقد بيَن ابن القيم ضعف حديث" كان متواصل الأحزان" كما نقلت عنه في المشاركات السابقة
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 06 - 08, 10:49 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[10 - 06 - 08, 11:36 م]ـ
جزاك الله خير ونفع بك .. كلام جميل ..
إلا أن بعض الإخوة لم يفرق بين مسألة ما يجلب الحزن ...
وبين مسألة وقوع البلاء أو مر وقع بغير اختيارك كهم وغم وحزن ...
ودليل الأولى .. لا يتناجى اثنان دون الثالث .. فهذا جلب للحزن فلذلك منعه الشارع.
ودليل الثانية .. وإنا لفراقك يا إبراهيم لمحزونون .. فهذا وقع بغير اختيار أو جلب من الشخص على نفسه أو مجتمعه وإنما أمر قدره الشارع .. والله أعلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 12:34 م]ـ
أحسنت أخي أبا البراء.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 06 - 08, 02:45 م]ـ
قال العلامة السعدي – رحمه الله تعالى -:
[ومما يدفع به الهم والقلق: اجتماع الفكر كله على الاهتمام بعمل اليوم الحاضر، وقطعه عن الاهتمام في الوقت المستقبل، وعن الحزن على الوقت الماضي، ولهذا استعاذ النبي - صلى الله عليه وسلم - من الهم والحزن، فلا ينفع الحزن على الأمور الماضية التي لا يمكن ردها ولا استدراكها وقد يضر الهم الذي يحدث بسبب الخوف من المستقبل، فعلى العبد أن يكون ابن يومه، يجمع جده واجتهاده في إصلاح يومه ووقته الحاضر، فإن جمع القلب على ذلك يوجب تكميل الأعمال، ويتسلى به العبد عن الهم والحزن.
والنبي - صلى الله عليه وسلم - إذا دعا بدعاء أو أرشد أمته إلى دعاء فإنما يحث مع الاستعانة بالله والطمع في فضله على الجد والاجتهاد في التحقق لحصول ما يدعو بحصوله. والتخلي عما كان يدعو لدفعه لأن الدعاء مقارن للعمل، فالعبد يجتهد فيما ينفعه في الدين والدنيا، ويسأل ربه نجاح مقصده. ويستعينه على ذلك، كما قال - صلى الله عليه وسلم - "احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز، وإذا أصابك شيء فلا تقل: لو أني فعلت كذا كان كذا وكذا، ولكن قل: قدر الله وما شاء فعل، فإن لو تفتح عمل الشيطان"، فجمع - صلى الله عليه وسلم - بين الأمر بالحرص على الأمور النافعة في كل حال. والاستعانة بالله وعدم الانقياد للعجز الذي هو الكسل الضار وبين الاستسلام للأمور الماضية النافذة، ومشاهدة قضاء الله وقدره.
وجعل الأمور قسمين: قسماً يمكن العبد السعي في تحصيله أو تحصيل ما يمكن منه، أو دفعه أو تخفيفه فهذا يبدي فيه العبد مجهوده ويستعين بمعبوده. وقسماً لا يمكن فيه ذلك، فهذا يطمئن له العبد ويرضى ويسلم، ولا ريب أن مراعاة هذا الأصل سبب للسرور وزوال الهم والغم].
وقال – رحمه الله تعالى -:
[ومن الأسباب الموجبة للسرور وزوال الهم والغم: السعي في إزالة الأسباب الجالبة للهموم وفي تحصيل الأسباب الجالبة للسرور وذلك بنسيان ما مضى عليه من المكاره التي لا يمكنه ردها، ومعرفته أن اشتغال فكره فيها من باب العبث والمحال، وأن ذلك حمق وجنون، فيجاهد قلبه عن التفكر فيها وكذلك يجاهد قلبه عن قلقه لما يستقبله، مما يتوهمه من فقر أو خوف أو غيرهما من المكاره التي يتخيلها في مستقبل حياته. فيعلم أن الأمور المستقبلة مجهول ما يقع فيها من خير وشر وآمال وآلام، وأنها بيد العزيز الحكيم، ليس بيد العباد منها شيء إلا السعي في تحصيل خيراتها، ودفع مضراتها، ويعلم العبد أنه إذا صرف فكره عن قلقه من أجل مستقبل أمره، واتكل على ربه في إصلاحه، واطمأن إليه في ذلك، إذا فعل ذلك اطمأن قلبه وصلحت أحواله، وزال عنه همه وقلقه].
انتهى من " الوسائل المفيدة للحياة السعيدة ".
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[11 - 06 - 10, 08:03 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفع بكم(79/12)
فائدة عزيزة: لماذا عوجل لأصحاب الفيل بالعقوبة و أخرعن القرامطة العبيديين وهم أكفر؟؟
ـ[أبو عبد الرحمن العكرمي]ــــــــ[02 - 06 - 07, 06:20 م]ـ
قال الإمام ابن كثير رحمه الله تعالى في كتابه الماتع البداية و النهاية (15/ 37 - 41):
و قد سأل بعضهم ههنا سؤالا , فقال:
قد أحل الله سبحانه بأصحاب الفيل - و كانوا نصارى- ما ذكره في كتابه , و لم يفعلوا بمكة شيئا مما فعله هؤلاء , و معلوم أن القرامطة شر من اليهود و النصارى و المجوس
بل و من عبدة الأصنام , و أنهم فعلوا بمكة ما لم يفعله أحد فهلا عوجلوا بالعذاب و العقوبة , كما عوجل أصحاب الفيل؟
و قد أجيب عن ذلك بأن أصحاب الفيل إنما عوقبوا إظهارا لشرف البيت , و لما يراد به من التشريف العظيم بإرسال النبي الكريم من البلد الذي فيه البيت الحرام , فلما أرادوا إهانة هذه البقعة التي يراد تشريفها و إرسال الرسول منها ,أهلكهم سريعا عاجلا , و لم يكن شرائع مقررة تدل على فضله , فلو دخلوه و أخربوه لأنكرت القلوب فضله.
و أما هؤلاء القرامطة فإنما فعلوا ما فعلوا بعد تقرير الشرائع و تمهيد القواعد و العلم بالضرورة من دين الله بشرف مكة و الكعبة , و كل مؤمن يعلم أن هؤلاء قد ألحدوا في الحرم إلحادا بالغا عظيما , و انهم من أعظم الملحدين الكافرين بما تبين من كتاب الله و سنة رسوله , فلهذا لم يحتج الحال إلى معاجلتهم بالعقوبة
بل أخرهم الرب تعالى ليوم تشخص فيه الأبصار , و الله سبحانه يمهل و يملي و يستدرج , ثم يأخذ أحذ عزيز
مقتدر , كما قال النبي صلى الله عليه و سلم (إن الله ليملي للظالم حتى إذا أخذه لم يفلته) ثم قرأ قوله تعالى
: (وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّلِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ)
و قال تعالى: (لاَ يَغُرَّنَّكَ تَقَلُّبُ الذِينَ كَفَرُوا فِي البِلاَدِ * مَتَاعٌ قَلِيلٌ ثُمَّ مَاْوَهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ المِهَادُ)
و قال: (نُمَتِّعُهُمْ قَلِيلاً ثُمَّ نَضْطَرُّهُمْ إِلًى عَذَابٍ غَلِيظْ) و قال: (مَتَاعٌ فِي الدُنْيَا ثُمَّ إِلَيْنَا مَرْجِعُهُمْ ثُمَّ نُذِيقُهُمُ العَذَابَ الشَدِيدَ بِمَا كَانُوا يَكفُرُونَ)
اهـ.
بواسطة كتاب *الحجج القاطعة "ص 111/ 112.(79/13)
حكم أكل الذئب؟ هل ورد فيه حديث صحيح ...
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[02 - 06 - 07, 06:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
عندي سؤال
حصل بين وبين أخوة نقاش
الأخوة يقولون يجوز أكل الذئب وقالوا هناك حديث صحيح عن النبي صلي الله عليه وسلم
وانا كنتم اقول لهم الذئب حيوان مفترس ويدخل من له ناب فكيف يأكل لعلكم اخطئتم
والأخوة ذهبوا الي احد المشايخ واخبرهم كما زعموا والله أعلم أن الشيخ قال بوجود حديث صحيح عن النبي صلي الله عليه
ولم أسئل الشيخ بعد لصعوبة لقائه والشيخ ممن أثق بعلمه في الحديث
وإلي الان انا مستغرب فهل هناك حديث عن النبي صلي الله عليه وسلم ....
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 06 - 07, 06:35 م]ـ
لعلهم يقصدون الضبع.
وقد تكلم الإخوة عن حكمه:
ماهي الحكمة من إباحة أكل لحم الضبع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=13609
ـ[ابوحمزة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:25 ص]ـ
"ابتسامة"
لا هم قالوا الذئب .... وانا مستغرب
ليس الضبع يا ليت قالوا الضبع
وان شاء الله سأنتظر الدليل منهم
ومن ظريف احد كبار السن كان جالسا في المجلس فجالدهم وقالوا هذا ليس ممكن
وشيخ متقن للقرآن كان في المجلس وكان يضحك ويبتسم
ويقول هؤلاء يريدون الان تحليل الذئب ...
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 02:27 ص]ـ
خُزَيْمَةَ بْنِ جَزْءٍ قَالَ
سَأَلْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَكْلِ الضَّبُعِ فَقَالَ أَوَ يَأْكُلُ الضَّبُعَ أَحَدٌ وَسَأَلْتُهُ عَنْ الذِّئْبِ فَقَالَ أَوَيَأْكُلُ الذِّئْبَ أَحَدٌ فِيهِ خَيْرٌ.
رواه الترمذي.
قال في التحفة والحديث ضعيف لا يَصلُحُ للاحتجَاجِ.أ, هـ
النقل من الموسوعة من باب المشاركة أخي أبو حمزة ولعل المشايخ يفيدوننا؟؟
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:28 ص]ـ
باب تحريم كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير [ص: 131] (عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: {كل ذي ناب من السباع فأكله حرام} رواه الجماعة إلا البخاري وأبا داود).
3583 - (وعن ابن عباس قال {: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير}. رواه الجماعة إلا البخاري والترمذي).
3584 - (وعن جابر قال {: حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني يوم خيبر لحوم الحمر الإنسية ولحوم البغال وكل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير}. رواه أحمد والترمذي). 3585 - (وعن العرباض بن سارية: {أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرم يوم خيبر كل ذي مخلب من الطير ولحوم الحمر الأهلية والخلسة والمجثمة}. رواه أحمد والترمذي وقال: نهى بدل لفظ التحريم وزاد في رواية قال أبو عاصم: المجثمة: أن ينصب الطير فيرمى. والخلسة الذئب أو السبع يدركه الرجل فيأخذ منه , يعني الفريسة , فتموت في يده قبل أن يذكيها).
مسألة: الْجُزْء الثَّامِن
بَابُ تَحْرِيمِ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ وَمِخْلَبٍ مِنْ الطَّيْرِ [ص: 131] (عَنْ أَبِي ثَعْلَبَةَ الْخُشَنِيُّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ: {كُلُّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ فَأَكْلُهُ حَرَامٌ} رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا الْبُخَارِيَّ وَأَبَا دَاوُد).
3583 - (وَعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ {: نَهَى رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - عَنْ كُلِّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ وَكُلِّ ذِي مِخْلَبٍ مِنْ الطَّيْرِ}. رَوَاهُ الْجَمَاعَةُ إلَّا الْبُخَارِيَّ وَالتِّرْمِذِيَّ).
3584 - (وَعَنْ جَابِرٍ قَالَ {: حَرَّمَ رَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - يَعْنِي يَوْمَ خَيْبَرَ لُحُومَ الْحُمُرِ الْإِنْسِيَّةِ وَلُحُومَ الْبِغَالِ وَكُلَّ ذِي نَابٍ مِنْ السِّبَاعِ وَكُلَّ ذِي مِخْلَبٍ مِنْ الطَّيْرِ}. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ). 3585 - (وَعَنْ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ: {أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - حَرَّمَ يَوْمَ خَيْبَرَ كُلَّ ذِي مِخْلَبٍ مِنْ الطَّيْرِ وَلُحُومَ الْحُمُرِ الْأَهْلِيَّةِ وَالْخُلْسَةَ وَالْمُجَثَّمَةَ}. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَالتِّرْمِذِيُّ وَقَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/14)
نَهَى بَدَلَ لَفْظِ التَّحْرِيمِ وَزَادَ فِي رِوَايَةٍ قَالَ أَبُو عَاصِمٍ: الْمُجَثَّمَةَ: أَنْ يُنْصَبَ الطَّيْرُ فَيُرْمَى. وَالْخُلْسَةُ الذِّئْبُ أَوْ السَّبُعُ يُدْرِكُهُ الرَّجُلُ فَيَأْخُذُ مِنْهُ , يَعْنِي الْفَرِيسَةَ , فَتَمُوتُ فِي يَدِهِ قَبْلَ أَنْ يُذَكِّيَهَا).
مسألة: الجزء الثامن
باب تحريم كل ذي ناب من السباع ومخلب من الطير [ص: 131] (عن أبي ثعلبة الخشني أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: {كل ذي ناب من السباع فأكله حرام} رواه الجماعة إلا البخاري وأبا داود).
3583 - (وعن ابن عباس قال {: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن كل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير}. رواه الجماعة إلا البخاري والترمذي).
3584 - (وعن جابر قال {: حرم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يعني يوم خيبر لحوم الحمر الإنسية ولحوم البغال وكل ذي ناب من السباع وكل ذي مخلب من الطير}. رواه أحمد والترمذي). 3585 - (وعن العرباض بن سارية: {أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حرم يوم خيبر كل ذي مخلب من الطير ولحوم الحمر الأهلية والخلسة والمجثمة}. رواه أحمد والترمذي وقال: نهى بدل لفظ التحريم وزاد في رواية قال أبو عاصم: المجثمة: أن ينصب الطير فيرمى. والخلسة الذئب أو السبع يدركه الرجل فيأخذ منه , يعني الفريسة , فتموت في يده قبل أن يذكيها).
الحاشية رقم: 1
حديث جابر أصله في الصحيحين كما سلف , وهو بهذا اللفظ بسند لا بأس به كما قاله الحافظ في الفتح , وكذلك حديث العرباض بن سارية لا بأس بإسناده. قوله: (كل ذي ناب) الناب: السن الذي خلف الرباعية جمعه أنياب. قال ابن سينا: لا يجتمع في حيوان واحد ناب وقرن معا. وذو الناب من السباع كالأسد والذئب والنمر والفيل والقرد , وكل ما له ناب يتقوى به ويصطاد. قال في النهاية: وهو ما يفترس الحيوان ويأكل قسرا كالأسد والنمر والذئب ونحوها. وقال في القاموس: والسبع بضم الباء وفتحها: المفترس من الحيوان انتهى. ووقع الخلاف في جنس السباع المحرمة , فقال أبو حنيفة: كل ما أكل اللحم فهو سبع حتى الفيل والضبع واليربوع والسنور. قال [ص: 132] الشافعي: يحرم من السباع ما يعدو على الناس كالأسد والنمر والذئب. وأما الضبع والثعلب فيحلان عنده لأنهما لا يعدوان قوله: (وكل ذي مخلب) المخلب بكسر الميم وفتح اللام. قال أهل اللغة: المخلب للطير والسباع بمنزلة الظفر للإنسان.
وفي الحديث دليل على تحريم ذي الناب من السباع وذي المخلب من الطير , وإلى ذلك ذهب الجمهور.
وحكى ابن عبد الحكم وابن وهب عن مالك مثل قول الجمهور. وقال ابن العربي: المشهور عنه الكراهة , قال ابن رسلان: ومشهور مذهبه على إباحة ذلك , وكذا قال القرطبي , وقال ابن عبد البر: اختلف فيه عن ابن عباس وعائشة وجاء عن ابن عمر من وجه ضعيف , وهو قول الشعبي وسعيد بن جبير , يعني عدم التحريم واحتجوا بقوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي} الآية. وأجيب بأنها مكية , وحديث التحريم بعد الهجرة , وأيضا هي عامة والأحاديث خاصة , وقد تقدم الجواب عن الاحتجاج بالآية مفصلا.
وعن بعضهم أن آية الأنعام خاصة ببهيمة الأنعام لأنه تقدم قبلها حكاية عن الجاهلية أنهم كانوا يحرمون أشياء من الأزواج الثمانية بآرائهم فنزلت الآية {قل لا أجد} أي من المذكورات. ويجاب عن هذا أن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. قوله: (ولحوم البغال) فيه دليل على تحريمه وبه قال الأكثر , وخالف في ذلك الحسن البصري كما حكاه عنه في البحر. قوله: (والخلسة) بضم الخاء وسكون اللام بعدها سين مهملة , وهي ما وقع التفسير به في المتن.
قوله: (والمجثمة) قد تقدم ضبطها وتفسيرها.
الحاشية رقم: 1
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/15)
حَدِيثُ جَابِرٍ أَصْلُهُ فِي الصَّحِيحَيْنِ كَمَا سَلَفَ , وَهُوَ بِهَذَا اللَّفْظِ بِسَنَدٍ لَا بَأْسَ بِهِ كَمَا قَالَهُ الْحَافِظُ فِي الْفَتْحِ , وَكَذَلِكَ حَدِيثُ الْعِرْبَاضِ بْنِ سَارِيَةَ لَا بَأْسَ بِإِسْنَادِهِ. قَوْلُهُ: (كُلَّ ذِي نَابٍ) النَّابُ: السِّنُّ الَّذِي خَلْفَ الرَّبَاعِيَّةِ جَمْعَهُ أَنْيَابٌ. قَالَ ابْنُ سِينَا: لَا يَجْتَمِعُ فِي حَيَوَانٍ وَاحِدٍ نَابٌ وَقَرْنٌ مَعًا. وَذُو النَّابِ مِنْ السِّبَاعِ كَالْأَسَدِ وَالذِّئْبِ وَالنِّمْرِ وَالْفِيلِ وَالْقِرْدِ , وَكُلُّ مَا لَهُ نَابٌ يَتَقَوَّى بِهِ وَيَصْطَادُ. قَالَ فِي النِّهَايَةِ: وَهُوَ مَا يَفْتَرِسُ الْحَيَوَانَ وَيَأْكُلُ قَسْرًا كَالْأَسَدِ وَالنِّمْرِ وَالذِّئْبِ وَنَحْوِهَا.
وَقَالَ فِي الْقَامُوسِ: وَالسَّبُعُ بِضَمِّ الْبَاءِ وَفَتْحِهَا: الْمُفْتَرِسُ مِنْ الْحَيَوَانِ انْتَهَى. وَوَقَعَ الْخِلَافُ فِي جِنْسِ السِّبَاعِ الْمُحَرَّمَةِ , فَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ: كُلُّ مَا أَكَلَ اللَّحْمَ فَهُوَ سَبُعٌ حَتَّى الْفِيلِ وَالضَّبُعِ وَالْيَرْبُوعِ وَالسِّنَّوْرِ. قَالَ [ص: 132] الشَّافِعِيُّ: يُحَرَّمُ مِنْ السِّبَاعِ مَا يَعْدُو عَلَى النَّاسِ كَالْأَسَدِ وَالنِّمْرِ وَالذِّئْبِ. وَأَمَّا الضَّبُعُ وَالثَّعْلَبُ فَيَحِلَّانِ عِنْدَهُ لِأَنَّهُمَا لَا يَعْدُوَانِ قَوْلُهُ: (وَكُلَّ ذِي مِخْلَبٍ) الْمِخْلَبُ بِكَسْرِ الْمِيمِ وَفَتْحِ اللَّامِ. قَالَ أَهْلُ اللُّغَةِ: الْمِخْلَبُ لِلطَّيْرِ وَالسِّبَاعِ بِمَنْزِلَةِ الظُّفْرِ لِلْإِنْسَانِ.
وَفِي الْحَدِيثِ دَلِيلٌ عَلَى تَحْرِيمِ ذِي النَّابِ مِنْ السِّبَاعِ وَذِي الْمِخْلَبِ مِنْ الطَّيْرِ , وَإِلَى ذَلِكَ ذَهَبَ الْجُمْهُورُ.
وَحَكَى ابْنُ عَبْدِ الْحَكَمِ وَابْنُ وَهْبٍ عَنْ مَالِكٍ مِثْلَ قَوْلِ الْجُمْهُورِ. وَقَالَ ابْنُ الْعَرَبِيِّ: الْمَشْهُورُ عَنْهُ الْكَرَاهَةُ , قَالَ ابْنُ رَسْلَانَ: وَمَشْهُورُ مَذْهَبِهِ عَلَى إبَاحَةِ ذَلِكَ , وَكَذَا قَالَ الْقُرْطُبِيُّ , وَقَالَ ابْنُ عَبْدِ الْبَرِّ: اخْتُلِفَ فِيهِ عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ وَعَائِشَةَ وَجَاءَ عَنْ ابْنِ عُمَرَ مِنْ وَجْهٍ ضَعِيفٍ , وَهُوَ قَوْلُ الشَّعْبِيِّ وَسَعِيدِ بْنِ جُبَيْرٍ , يَعْنِي عَدَمَ التَّحْرِيمِ وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِهِ تَعَالَى: {قُلْ لَا أَجِدُ فِيمَا أُوحِيَ إلَيَّ} الْآيَةُ. وَأُجِيبَ بِأَنَّهَا مَكِّيَّةٌ , وَحَدِيثُ التَّحْرِيمِ بَعْدَ الْهِجْرَةِ , وَأَيْضًا هِيَ عَامَّةٌ وَالْأَحَادِيثُ خَاصَّةٌ , وَقَدْ تَقَدَّمَ الْجَوَابُ عَنْ الِاحْتِجَاجِ بِالْآيَةِ مُفَصَّلًا.
وَعَنْ بَعْضِهِمْ أَنَّ آيَةَ الْأَنْعَامِ خَاصَّةً بِبَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ لِأَنَّهُ تَقَدَّمَ قَبْلَهَا حِكَايَةٌ عَنْ الْجَاهِلِيَّةِ أَنَّهُمْ كَانُوا يُحَرِّمُونَ أَشْيَاءَ مِنْ الْأَزْوَاجِ الثَّمَانِيَةِ بِآرَائِهِمْ فَنَزَلَتْ الْآيَةُ {قُلْ لَا أَجِدُ} أَيْ مِنْ الْمَذْكُورَاتِ. وَيُجَابُ عَنْ هَذَا أَنَّ الِاعْتِبَارَ بِعُمُومِ اللَّفْظِ لَا بِخُصُوصِ السَّبَبِ. قَوْلُهُ: (وَلُحُومَ الْبِغَالِ) فِيهِ دَلِيلٌ عَلَى تَحْرِيمِهِ وَبِهِ قَالَ الْأَكْثَرُ , وَخَالَفَ فِي ذَلِكَ الْحَسَنُ الْبَصْرِيُّ كَمَا حَكَاهُ عَنْهُ فِي الْبَحْرِ. قَوْلُهُ: (وَالْخُلْسَةَ) بِضَمِّ الْخَاءِ وَسُكُونِ اللَّامِ بَعْدَهَا سِينٌ مُهْمَلَةٌ , وَهِيَ مَا وَقَعَ التَّفْسِيرُ بِهِ فِي الْمَتْنِ.
قَوْلُهُ: (وَالْمُجَثَّمَةَ) قَدْ تَقَدَّمَ ضَبْطُهَا وَتَفْسِيرُهَا.
الحاشية رقم: 1
حديث جابر أصله في الصحيحين كما سلف , وهو بهذا اللفظ بسند لا بأس به كما قاله الحافظ في الفتح , وكذلك حديث العرباض بن سارية لا بأس بإسناده. قوله: (كل ذي ناب) الناب: السن الذي خلف الرباعية جمعه أنياب. قال ابن سينا: لا يجتمع في حيوان واحد ناب وقرن معا. وذو الناب من السباع كالأسد والذئب والنمر والفيل والقرد , وكل ما له ناب يتقوى به ويصطاد. قال في النهاية: وهو ما يفترس الحيوان ويأكل قسرا كالأسد والنمر والذئب ونحوها.
وقال في القاموس: والسبع بضم الباء وفتحها: المفترس من الحيوان انتهى. ووقع الخلاف في جنس السباع المحرمة , فقال أبو حنيفة: كل ما أكل اللحم فهو سبع حتى الفيل والضبع واليربوع والسنور. قال [ص: 132] الشافعي: يحرم من السباع ما يعدو على الناس كالأسد والنمر والذئب. وأما الضبع والثعلب فيحلان عنده لأنهما لا يعدوان قوله: (وكل ذي مخلب) المخلب بكسر الميم وفتح اللام. قال أهل اللغة: المخلب للطير والسباع بمنزلة الظفر للإنسان.
وفي الحديث دليل على تحريم ذي الناب من السباع وذي المخلب من الطير , وإلى ذلك ذهب الجمهور.
وحكى ابن عبد الحكم وابن وهب عن مالك مثل قول الجمهور. وقال ابن العربي: المشهور عنه الكراهة , قال ابن رسلان: ومشهور مذهبه على إباحة ذلك , وكذا قال القرطبي , وقال ابن عبد البر: اختلف فيه عن ابن عباس وعائشة وجاء عن ابن عمر من وجه ضعيف , وهو قول الشعبي وسعيد بن جبير , يعني عدم التحريم واحتجوا بقوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي} الآية. وأجيب بأنها مكية , وحديث التحريم بعد الهجرة , وأيضا هي عامة والأحاديث خاصة , وقد تقدم الجواب عن الاحتجاج بالآية مفصلا.
وعن بعضهم أن آية الأنعام خاصة ببهيمة الأنعام لأنه تقدم قبلها حكاية عن الجاهلية أنهم كانوا يحرمون أشياء من الأزواج الثمانية بآرائهم فنزلت الآية {قل لا أجد} أي من المذكورات. ويجاب عن هذا أن الاعتبار بعموم اللفظ لا بخصوص السبب. قوله: (ولحوم البغال) فيه دليل على تحريمه وبه قال الأكثر , وخالف في ذلك الحسن البصري كما حكاه عنه في البحر. قوله: (والخلسة) بضم الخاء وسكون اللام بعدها سين مهملة , وهي ما وقع التفسير به في المتن.
قوله: (والمجثمة) قد تقدم ضبطها وتفسيرها.
المصدر: نيل الاوطار
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/16)
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[05 - 06 - 07, 03:10 م]ـ
قال ابن قدامة في المغني:
(7785) مسألة ; قال: (وكل ذي ناب من السباع , وهي التي تضرب بأنيابها الشيء وتفرس) أكثر أهل العلم يرون تحريم كل ذي ناب قوي من السباع , يعدو به ويكسر , إلا الضبع , منهم مالك , والشافعي , وأبو ثور , وأصحاب الحديث وأبو حنيفة وأصحابه. وقال الشعبي , وسعيد بن جبير , وبعض أصحاب مالك: هو مباح ; لعموم قوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه}.
وقوله سبحانه: {إنما حرم عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل به لغير الله} ولنا , ما روى أبو ثعلبة الخشني , قال: {نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن أكل كل ذي ناب من السباع}. متفق عليه. وقال أبو هريرة: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال {: أكل كل ذي ناب من السباع حرام}. قال ابن عبد البر: هذا حديث ثابت صحيح مجمع على صحته.
وهذا نص صريح يخص عموم الآيات , فيدخل في هذا الأسد , والنمر , والفهد , والذئب , والكلب , والخنزير. وقد روي عن الشعبي , أنه سئل عن رجل يتداوى بلحم الكلب؟ فقال: لا شفاه الله. وهذا يدل على أنه رأى تحريمه.(79/17)
ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر
ـ[بدرالعبدالعزيز]ــــــــ[02 - 06 - 07, 07:24 م]ـ
بسمالله الرحمن الرحيم
(ولقد يسرناالقرءان للذكر فهل من مدكر (من خصائص القرآن الكريم أنه كتاب يسرهالله تعالى للحفظ والذكر، قال تعالى: (ولقد يسرنا القرآن للذكرفهل من مدكر) وهذا طريق من الطرق التي هيأها الله لحفظ كتابهالكريم من التبديل والتحريف والضياع، تصديقاً لقوله تعالى) إنانحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون (فالقرآن الكريم هو الكتابالوحيد الذي حفظه الله بحفظه، وسلّمه من كل تبديل أو تغيير، ليكون حجة على الناسيوم الدين.
ولقد استفاضت الأحاديث النبوية المرغِّبة بحفظ القرآن، نذكرمنها قوله صلى الله عليه وسلم: يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول: يا رب حلِّه، فيُلبس تاج الكرامة، ثم يقول: زده، فيُلبس حُلَّة الكرامة، ثميقول: يا رب ارضَ عنه، فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارق، وتزاد بكل آية حسنرواهالترمذي، وقال: حسن صحيح، ورواهالحاكموصححه.
ومن ذلك أيضاً قوله صلى الله عليهوسلم: يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقَ، ورتل كما كنت ترتل فيالدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤهارواهأحمد.
ولمنزلة حافظ القرآن وفضله، فقد أرشد رسول الله صلى الله عليهوسلم إلى أحقيته وأفضليته في إمامة الصلاة، فقال: يؤمُّ القومأقرؤهم لكتاب اللهرواهمسلم.
وبلغ منإكرام رسول صلى الله عليه وسلم لِحَفَظَةِ كتاب الله أن قدَّمهم على غيرهم في اللحدفي غزوة أحد، فكان صلى الله عليه وسلم، إذا أراد أن يدفن رجلين سأل: أيهم أكثر أخذًا للقرآن - أي حفظًا لكتاب الله - فإن أُشير له إلىأحدهما قدَّمه في اللحدرواهالبخاري.
ويكفي أهل القرآن شرفًا أن أضافهم الله إلى نفسه، واختصهم بما لميختص به غيرهم، ففي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام: إن للهأهلين من الناس، فقيل: مَن هم؟ قال أهل القرآن، هم أهل الله وخاصتهرواهأحمد.
ولما كانت هذه مكانة حفظ القرآن وحفظته، فقد وجدنا صغار الصحابة وشبابهم رضي الله عنهم، كعمرو بن سلمة، والبراء بن عازب، وزيدبن حارثة، وغيرهم كثير، يحرصون على تعلم القرآن وحفظه، حتى إنزيد بن ثابترضي الله عنه كان من الحفظة الأثبات، الذين اعتمدعليهمأبو بكروعثمانفي جمعالقرآن الكريم.
وقد سار سلف هذه الأمة من التابعين ومَن بعدهم على هديالصحابة، في حفظهم لكتاب الله، ولو رجعنا إلى تراجم أهل العلم لوجدنا أن جُلَّهم قدحفظ القرآن الكريم، ولمَّا يجاوز الخامسة عشرة من عمره.
ثم لْتَعْلَمْ - أخي الكريم - أن لحفظ القرآن الكريم آداب ينبغي مراعاتها والحفاظ عليها، ويأتي فيمقدمة هذه الآداب الإخلاص لله، فإن الله لا يتقبل من العمل إلا ما كان خالصًا له، قال تعالى) وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين (. ولا يكن حفظك للقرآن لدنيا تصيبها، أو سمعة تقصدها، أو منصباًتبتغيه. وقد ثبت في الحديث، أن من تسعَّر بهم النار يوم القيامة ثلاثة، منهم: رجل تعلَّم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأُتيَ به فعرَّفه اللهنِعَمَه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه ثم أُلقي في الناررواهمسلم.
ثم يأتي بعد الإخلاص العمل بالقرآن والالتزامبأوامره ونواهيه، وهذا هو المقصد الأٍساس الذي نزل القرآن لأجله، فالحفظ ليس غايةفي ذاته، بل هو وسيلة لغاية، فلا تفرَّط بالعمل لأجل الحفظ، ولكن لِتَحْفَظَ لأجلالعمل، ولهذا كان القرآن حجة للعاملين به، وحجة على المعرضين عنه، وقد صح في الحديثقوله صلى الله عليه وسلم: والقرآن حجة لك أو عليكرواهمسلم.
ويدخل في موضوع العمل بالقرآن التخلقبأخلاقه، فعلى حافظ كتاب الله، أن يكون قرآناً يمشي بين الناس في سلوكه وأخلاقه، فلا يكون متكبراً أو مستعلياً على عباد الله، بل ليكن عليه سمت الخشوع والوقاروالخضوع لله، والتذلل لإخوانه المؤمنين.
ومن آكد ما ينبغي لحافظ القرآنالاهتمام به، تعاهد القرآن بالمراجعة والمدارسة، كيلا ينفلت منه ما أكرمه اللهبحفظه. وقد ثبت في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفسي محمد بيده لهو أشد تفلُّتاً من الإبل في عُقُلِهارواهالبخاريومسلم.
ثم اعلم - أخي وفقك الله - أن حفظ القرآن لابد أن يُتلقى عن أهلالعلم، المشهود لهم بالعلم والصلاح أولاً، ومن ثَمَّ تأتي الوسائل المساعدة علىذلك، كالمذياع والمسجلة وغيرها من وسائل التعليم المعاصرة، لتكون عوناً وسنداً لماتم تلقِّيه بداية.
ومن الأمور التي تساعدك على حفظ القرآن الكريموتيسِّرَه عليك، تخصيص ورد يومي لتحفظه، كصفحة مثلاً، ولا نرى لك حفظ مقدار كبيربشكل يومي، كيلا تدخل السآمة على نفسك، ولتستطيع مراجعة وتثبيت ما تم لك حفظه؛ ولاتنسَ الدعاء في ذلك، ففيه عون لك - إن شاء الله - على الحفظ، واستعن بالله ولاتعجز. وفقنا الله وإياك لصالح العمل.
منقول ...(79/18)
ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر
ـ[بدرالعبدالعزيز]ــــــــ[02 - 06 - 07, 07:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
(ولقد يسرنا القرءان للذكر فهل من مدكر)
من خصائص القرآن الكريم أنه كتاب يسره الله تعالى للحفظ والذكر، قال تعالى: (ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدكر) وهذا طريق من الطرق التي هيأها الله لحفظ كتابه الكريم من التبديل والتحريف والضياع، تصديقاً لقوله تعالى (إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون) فالقرآن الكريم هو الكتاب الوحيد الذي حفظه الله بحفظه، وسلّمه من كل تبديل أو تغيير، ليكون حجة على الناس يوم الدين.
ولقد استفاضت الأحاديث النبوية المرغِّبة بحفظ القرآن، نذكر منها قوله صلى الله عليه وسلم: يجيء صاحب القرآن يوم القيامة، فيقول: يا رب حلِّه، فيُلبس تاج الكرامة، ثم يقول: زده، فيُلبس حُلَّة الكرامة، ثم يقول: يا رب ارضَ عنه، فيرضى عنه، فيقال له: اقرأ وارق، وتزاد بكل آية حسن رواه الترمذي، وقال: حسن صحيح، ورواه الحاكم وصححه.
ومن ذلك أيضاً قوله صلى الله عليه وسلم: يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقَ، ورتل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرؤها رواه أحمد.
ولمنزلة حافظ القرآن وفضله، فقد أرشد رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى أحقيته وأفضليته في إمامة الصلاة، فقال: يؤمُّ القوم أقرؤهم لكتاب الله رواه مسلم.
وبلغ من إكرام رسول صلى الله عليه وسلم لِحَفَظَةِ كتاب الله أن قدَّمهم على غيرهم في اللحد في غزوة أحد، فكان صلى الله عليه وسلم، إذا أراد أن يدفن رجلين سأل: أيهم أكثر أخذًا للقرآن - أي حفظًا لكتاب الله - فإن أُشير له إلى أحدهما قدَّمه في اللحد رواه البخاري.
ويكفي أهل القرآن شرفًا أن أضافهم الله إلى نفسه، واختصهم بما لم يختص به غيرهم، ففي الحديث يقول عليه الصلاة والسلام: إن لله أهلين من الناس، فقيل: مَن هم؟ قال أهل القرآن، هم أهل الله وخاصته رواه أحمد.
ولما كانت هذه مكانة حفظ القرآن وحفظته، فقد وجدنا صغار الصحابة وشبابهم رضي الله عنهم، كـ عمرو بن سلمة، و البراء بن عازب، و زيد بن حارثة، وغيرهم كثير، يحرصون على تعلم القرآن وحفظه، حتى إن زيد بن ثابت رضي الله عنه كان من الحفظة الأثبات، الذين اعتمد عليهم أبو بكر و عثمان في جمع القرآن الكريم.
وقد سار سلف هذه الأمة من التابعين ومَن بعدهم على هدي الصحابة، في حفظهم لكتاب الله، ولو رجعنا إلى تراجم أهل العلم لوجدنا أن جُلَّهم قد حفظ القرآن الكريم، ولمَّا يجاوز الخامسة عشرة من عمره.
ثم لْتَعْلَمْ - أخي الكريم - أن لحفظ القرآن الكريم آداب ينبغي مراعاتها والحفاظ عليها، ويأتي في مقدمة هذه الآداب الإخلاص لله، فإن الله لا يتقبل من العمل إلا ما كان خالصًا له، قال تعالى) وما أمروا إلا ليعبدوا الله مخلصين له الدين (. ولا يكن حفظك للقرآن لدنيا تصيبها، أو سمعة تقصدها، أو منصباً تبتغيه. وقد ثبت في الحديث، أن من تسعَّر بهم النار يوم القيامة ثلاثة، منهم: رجل تعلَّم العلم وعلَّمه، وقرأ القرآن، فأُتيَ به فعرَّفه الله نِعَمَه فعرفها، قال: فما عملت فيها؟ قال: تعلمت العلم وعلمته، وقرأت فيك القرآن، قال: كذبت، ولكنك تعلمت العلم ليقال: عالم، وقرأت القرآن ليقال: هو قارئ، فقد قيل، ثم أُمر به فسُحب على وجهه ثم أُلقي في النار رواه مسلم.
ثم يأتي بعد الإخلاص العمل بالقرآن والالتزام بأوامره ونواهيه، وهذا هو المقصد الأٍساس الذي نزل القرآن لأجله، فالحفظ ليس غاية في ذاته، بل هو وسيلة لغاية، فلا تفرَّط بالعمل لأجل الحفظ، ولكن لِتَحْفَظَ لأجل العمل، ولهذا كان القرآن حجة للعاملين به، وحجة على المعرضين عنه، وقد صح في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم: والقرآن حجة لك أو عليك رواه مسلم.
ويدخل في موضوع العمل بالقرآن التخلق بأخلاقه، فعلى حافظ كتاب الله، أن يكون قرآناً يمشي بين الناس في سلوكه وأخلاقه، فلا يكون متكبراً أو مستعلياً على عباد الله، بل ليكن عليه سمت الخشوع والوقار والخضوع لله، والتذلل لإخوانه المؤمنين.
ومن آكد ما ينبغي لحافظ القرآن الاهتمام به، تعاهد القرآن بالمراجعة والمدارسة، كيلا ينفلت منه ما أكرمه الله بحفظه. وقد ثبت في الحديث عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: تعاهدوا هذا القرآن فوالذي نفسي محمد بيده لهو أشد تفلُّتاً من الإبل في عُقُلِها رواه البخاري و مسلم.
ثم اعلم - أخي وفقك الله - أن حفظ القرآن لابد أن يُتلقى عن أهل العلم، المشهود لهم بالعلم والصلاح أولاً، ومن ثَمَّ تأتي الوسائل المساعدة على ذلك، كالمذياع والمسجلة وغيرها من وسائل التعليم المعاصرة، لتكون عوناً وسنداً لما تم تلقِّيه بداية.
ومن الأمور التي تساعدك على حفظ القرآن الكريم وتيسِّرَه عليك، تخصيص ورد يومي لتحفظه، كصفحة مثلاً، ولا نرى لك حفظ مقدار كبير بشكل يومي، كيلا تدخل السآمة على نفسك، ولتستطيع مراجعة وتثبيت ما تم لك حفظه؛ ولا تنسَ الدعاء في ذلك، ففيه عون لك - إن شاء الله - على الحفظ، واستعن بالله ولا تعجز. وفقنا الله وإياك لصالح العمل.
منقول ...(79/19)
طلب فتوى اكرمنى الله عز وجل بعمل كصيدلانية فى مستودع ادوية
ـ[جمانة السلفية]ــــــــ[02 - 06 - 07, 09:59 م]ـ
السلام عليكم
أرسلت لي إحدى الأخوات رسالة استفتاء هذا ملخصها
(كنت ابحث عن عمل الى ان اكرمنى الله عز وجل بعمل كصيدلانية فى مستودع ادوية
وقد اتفقت مع صاحب العمل اول ابريل 2006 بحضور زوجى
وكتبنا العقد ومضيناه بتاريخ 9 - 4 2006
وبعد ذلك حدث بعض التاخير من ناحية صاحب العمل حيث ان الارضية كانت غير جديدة ولذا طلبت وزارة الصحة تجديد الارضية
وبسبب ذلك تاخرت الرخصة الصيدلانية من وزارة الصحة حتى 11 - 6 - 2006
ومن اول ابريل حتى 11 - 6 لم اتقاضى راتبى
رغم اننى مضيت العقد وبالتالى لم يكن فى مقدورى ان ابحث عن عمل اخر
لانه غير مصرح لى ان ابحث عن عمل وانا ماضية عقد فى مكان معين
والان بعد مرور عام قرر صاحب العمل ان يستغنى عن خدماتى لانه وجد صيدلانية اخرى تسكن بالقرب من مكان العمل
وهو الى الان يرفض اعطائي هذه النقود
فهل مااطالب به حلال ام حرام
مع العلم اننى لم اداوم طبعا فى العمل فى هذه الفترة
ولكننى سالت فى وزارة العمل وقالولى ان الفلوس دى من حقى)
فمن يعرف الجواب يدلنا بارك الله في جهودكم وجعلها في ميزان حسناتكم
ـ[جمانة السلفية]ــــــــ[03 - 06 - 07, 02:19 م]ـ
للرفع بارك الله فيكم
فقد راسلتني الأخت مرة أخرى وفي انتظار توضيح الأمر
حيث إني لا علم لي بهذه الأمور.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[03 - 06 - 07, 02:29 م]ـ
السلام عليكم
أرسلت لي إحدى الأخوات رسالة استفتاء هذا ملخصها
(كنت ابحث عن عمل الى ان اكرمنى الله عز وجل بعمل كصيدلانية فى مستودع ادوية
وقد اتفقت مع صاحب العمل اول ابريل 2006 بحضور زوجى
وكتبنا العقد ومضيناه بتاريخ 9 - 4 2006
وبعد ذلك حدث بعض التاخير من ناحية صاحب العمل حيث ان الارضية كانت غير جديدة ولذا طلبت وزارة الصحة تجديد الارضية
وبسبب ذلك تاخرت الرخصة الصيدلانية من وزارة الصحة حتى 11 - 6 - 2006
ومن اول ابريل حتى 11 - 6 لم اتقاضى راتبى
رغم اننى مضيت العقد وبالتالى لم يكن فى مقدورى ان ابحث عن عمل اخر
لانه غير مصرح لى ان ابحث عن عمل وانا ماضية عقد فى مكان معين
والان بعد مرور عام قرر صاحب العمل ان يستغنى عن خدماتى لانه وجد صيدلانية اخرى تسكن بالقرب من مكان العمل
وهو الى الان يرفض اعطائي هذه النقود
فهل مااطالب به حلال ام حرام
مع العلم اننى لم اداوم طبعا فى العمل فى هذه الفترة
ولكننى سالت فى وزارة العمل وقالولى ان الفلوس دى من حقى)
فمن يعرف الجواب يدلنا بارك الله في جهودكم وجعلها في ميزان حسناتكم
أختي الكريمة نحن في عداد المجاهيل أتكلم عن نفسي طبعا ومن هو على شاكلتي
فإن كانت المسألة للمباحثة من غير أخذ فتوى فلعلنا نتجرأ ونشارك حتى يقومنا إخواننا طلبة العلم المتوافرون في المنتدى
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[03 - 06 - 07, 03:59 م]ـ
أختي الكريمة نحن في عداد المجاهيل أتكلم عن نفسي طبعا ومن هو على شاكلتي
فإن كانت المسألة للمباحثة من غير أخذ فتوى فلعلنا نتجرأ ونشارك حتى يقومنا إخواننا طلبة العلم المتوافرون في المنتدى
نعم صدقت ونحن كذلك
ومن قبيل المباحثة أقول كثيرا ما يوقع العقد في تاريخ محدد وينص فيه على موعد استلام العمل وهو يكون غالبا بعد التوقيع بفترة
فإذا كان حُدد موعد لاستلام العمل فينبغي التقيد به، فلو جاء الموعد وقد تفرغت لهذا العمل وانقطعت له وكنت تحت الطلب وأتيت صاحب العمل لتستلمي منه العمل ولم يسلمك صاحب العمل عملك من غير عذر مقبول ولم يفسخ معك العقد فالذي أراه أنك تستحق الراتب إلى أن يتم فسخ العقد
أما إذا لم يسلمك العمل لأسباب خارجه عن إرادته فكان ينبغي عليه أن يخيرك بين الانتظار من غير راتب أو أن يفسخ العقد
وأما إذا كنت وقعت العقد وأنت في انتظار استلام العمل تعملين في مكان آخر أو في أمور أخرى فلا يظهر أن لك حقا في الراتب، لأن توقيعك للعقد لم يضيع عليك مصلحة لك
وبعبارة واضحة إن كان توقيعك للعقد والتزامك مع صاحب العمل قد عطل عليك عملا آخر وأنت تركتيه من أجل العقد وكان يمكنك العمل والاستفادة من العمل الجديد لولا التزامك فالذي يظهر أنه ينبغي عليه أن يعطيك الراتب لأنه لم يأت من قبلك تقصير
أما إذا كان العقد لم يؤثر على حياتك العملية السابقة فلم تفقدي بسببه عملا ولم تتركي بسببه عملا فالذي يلوح لي أنك لا تأخذين شيئا،
والمسألة تعد من مسائل القضاء وليس من مسائل الفتوى فينبغي أن تحتكما إلى رجل من اهل العلم ويسمع منكما ويخبركما بالحق الذي ظهر له
وأما القول إن قوانين العمل تبيح لك أخذ الراتب ونحو ذلك فليست القوانين في كل البلاد ملتزمة بالشرع والاحتكام إلى الشرع واجب
والله تعالى أعلم
وهذا من قبيل المباحثة وليس من قبيل الفتوى فالفتوى لها أهلها ولعلهم ينشطون فيصححون ما في هذا الكلام من خلل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/20)
ـ[جمانة السلفية]ــــــــ[04 - 06 - 07, 11:40 ص]ـ
أحسن الله إليكم.(79/21)
هل للإمام ابن باز سلف في هذه المسألة؟ مسألة القبض بعد الرفع من الركوع
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 01:21 ص]ـ
مع حبي الكبير للشيخ ابن باز - رحمه الله - لكن هل له سلف في مسألة القبض بعد الرفع من الركوع؟!!
مجرد سؤال أتمنى أن أجد جوابا شافيا موثقا.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[03 - 06 - 07, 02:07 ص]ـ
مع حبي الكبير للشيخ ابن باز - رحمه الله - لكن هل له سلف في مسألة القبض بعد الرفع من الركوع؟!!
مجرد سؤال أتمنى أن أجد جوابا شافيا موثقا.
بارك الله فيك متى يقال للرجل هل لك سلف فيما قلت؟
قال ابن القيم رحمه الله:
وينبغي أن يعلم ان القول الذي لا سلف به الذي يجب إنكاره ان المسألة وقعت في زمن السلف فأفتوا فيها بقول او أكثر من قول فجاء بعض الخلف فأفتى فيها بقول لم يقله فيها احد منهم فهذا هو منكر.
وقول ابن باز رحمه الله فهم لحديث حتى يرجع كل عضو إلى مكانه؟
ـ[عصام البشير]ــــــــ[03 - 06 - 07, 02:25 ص]ـ
مع حبي الكبير للشيخ ابن باز - رحمه الله - لكن هل له سلف في مسألة القبض بعد الرفع من الركوع؟!!
مجرد سؤال أتمنى أن أجد جوابا شافيا موثقا.
نقل الشيخ الألباني في صفة الصلاة (139) قول الإمام أحمد:
(إن شاء أرسل يديه بعد الرفع من الركوع، وإن شاء وضعهما).
وهذا سلف في جواز الأمرين. ويبقى الترجيح مسألة أخذ ورد.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 03:45 ص]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز الطريفي حفظه الله في كاتبه صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم:
ولا أعلم دليلاً صريحاً في القبض بعد الرفع من الركوع، ولذا قال الإمام أحمد أرجوا أن لا يضيق ذلك.
واختار كثير من أصحابه استحباب القبض منهم القاضي أبو يعلى، وهو ظاهر كلام ابن حزم، واستحبه الكاساني الحنفي في كل قيام فيه قرار.
ولا يشدد في هذا الأمر، فالأمر فيه سعة. أ, هـ
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:05 م]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز الطريفي حفظه الله في كاتبه صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم:
هل هذا الكتاب مطبوع وموجود في المكتبات؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 07, 03:26 م]ـ
(واستحبه الكاساني الحنفي في كل قيام فيه قرار.)
هذا ليس مما تفرد به الكاساني
بل هذا هو المذهب عند الحنفية
قال الكاساني
(وأما وقت الوضع فكما فرغ من التكبير في ظاهر الرواية وروى عن محمد في النوادر أنه يرسلهما حالة الثناء فإذا فرغ منه يضع بناء على أن الوضع سنة القيام الذى له قرار في ظاهر المذهب وعن محمد سنة القراءة واجمعوا على أنه لا يسن الوضع في القيام المتخلل بين الركوع والسجود لانه لا قرار له ولا قراءة فيه والصحيح جواب ظاهر الرواية لقوله صلى الله عليه وسلم انا معشر الانبياء أمرنا أن نضع أيماننا على شمائلنا في الصلاة من غير فصل بين حال وحال فهو على العموم الا ما خص بدليل ولان القيام من أركان الصلاة والصلاة خدمة الرب تعالى وتعظيم له والوضع في التعظيم أبلغ من الارسال كما في الشاهد فكان أولى وأما القيام المتخلل بين الركوع والسجود في صلاة الجمعة والعيدين فقال بعض مشايخنا الوضع أولى لان له ضرب قرار وقال بعضهم الارسال أولى لانه كما يضع يحتاج إلى الرفع فلا يكون مفيدا وأما في حال القنوت فذكر في الاصل إذا أراد أن يقنت كبر ورفع يديه حذاء أذنيه ناشرا أصابعه ثم يكفهما قال أبو بكر الاسكاف معناه يضع يمينه على شماله وكذلك روى عن أبى حنيفة ومحمد أنه يضعهما كما يضع يمينه على يساره في الصلاة وذكر الكرخي والطحاوى أنه يرسلهما في حالة القنوت وكذا روى عن أبى يوسف واختلفوا في تفسير الارسال قال بعضهم لا يضع يمينه على شماله ومنهم من قال لا بل يضع ومعنى الارسال أن لا يبسطهما كما روى عن أبى يوسف أنه يبسط يديه بسط .............
) الخ
وأما الخلاف فكما نقل العيني في عمدة القاري
(وقت وضع اليدين والأصل فيه أن كل قيام فيه ذكر مسنون يعتمد فيه أعني اعتماد يده اليمنى على اليسرى وما لا فلا فيعتمد في حالة القنوت وصلاة الجنازة ولا يعتمد في القومة عن الركوع وبين تكبيرات العيدين الزوائد وهذا هو الصحيح وعند أبي علي النسفي والإمام أبي عبد الله وغيرهما يعتمد في كل قيام سواء كان فيه ذكر مسنون أو لا)
قال في حاشية المراقي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/22)
(ويضع في كل قيام من الصلاة ولو حكما فدخل القاعد ولا بد في ذلك القيام أن يكون فيه ذكر مسنون وما لا فلا كما في السراج وغيره وقال محمد: لا يضع حتى يشرع في القراءة فهو عندهما سنة قيام فيه ذكر مشروع وعنده سنة للقراءة فيرسل عنده حالة الثناء والقنوت وفي صلاة الجنازة وعندهما يعتمد في الكل وأجمعوا أنه يرسل في القومة من الركوع والسجود وبين تكبيرات العيدين لعدم الذكر والقراءة في هذه المواضع فإن قيل في القومة من الركوع ذكر مشروع وهو التسميع والتحميد فينبغي أن يضع فيها على قولهما أجيب بأن المراد قيام له قرار وهذا لا قرار له اه
وهذا النص ورد محرفا في بعض النسخ
فما ذكره الكاساني = هو مذهب الحنفية
والخلاف بين النعمان ويعقوب ومحمد
فالنعمان ويعقوب = يضع يديه حال الثناء
محمد = يرسل حتى إذا بدأ في القراءة وضع
وأما الخلاف الذي نقله العيني
فهو خلاف
(وعند أبي علي النسفي والإمام أبي عبد الله وغيرهما يعتمد في كل قيام سواء كان فيه ذكر مسنون أو لا)
فهذا هو القول الموافق للوضع في القيام الذي بعد الركوع
حيث ذكره العيني
قال ابن الهمام
((قَوْلُهُ هُوَ الصَّحِيحُ) فَلَا يُرْسِلُهُمَا بَعْدَ الِافْتِتَاحِ حَتَّى يَضَعَ , وَاحْتُرِزَ بِهِ عَنْ قَوْلِ أَبِي حَفْصٍ الْفَضْلِيِّ ; يُسَنُّ الْإِرْسَالُ فِي الْجِنَازَةِ وَتَكْبِيرَاتِ الْعِيدِ وَالْقَوْمَةِ فَيَكُونُ الْقِيَامُ مُطْلَقًا. وَعَنْ قَوْلِ أَصْحَابِ الْفَضْلِيِّ أَبِي عَلِيٍّ النَّسَفِيِّ وَالْحَاكِمِ وَعَبْدِ الرَّحْمَنِ: السُّنَّةُ فِي هَذِهِ الْمَوَاضِعِ الِاعْتِمَادُ مُخَالَفَةً لِلرَّوَافِضِ , فَإِنَّهُمْ يُرْسِلُونَ وَالصَّحِيحُ التَّفْصِيلُ الْمَذْكُورُ وَعَلَيْهِ الْأَكْثَرُ , ثُمَّ الْإِرْسَالُ فِي الْقَوْمَةِ بِنَاءٌ عَلَى الضَّابِطِ الْمَذْكُورِ يَقْتَضِي أَنْ لَيْسَ فِيهَا ذِكْرٌ مَسْنُونٌ , وَإِنَّمَا يَتِمُّ إذَا قِيلَ بِأَنَّ التَّحْمِيدَ وَالتَّسْمِيعَ لَيْسَ سُنَّةً فِيهَا بَلْ فِي نَفْسِ الِانْتِقَالِ إلَيْهَا لَكِنَّهُ خِلَافُ ظَاهِرِ النُّصُوصِ , وَالْوَاقِعُ أَنَّهُ قَلَّمَا يَقَعُ التَّسْمِيعُ إلَّا فِي الْقِيَامِ حَالَةَ الْجَمْعِ بَيْنَهُمَا)
انتهى
تنبيه
الاجماع الوارد في كلام الكاساني وغيره المقصود به
اجماع يعقوب والنعمان ومحمد
لا الاجماع المعروف
نبهت عليه لأن هناك من ذكره ظنا منه أنه نقل للاجماع
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 07, 05:06 م]ـ
وفي المحيط من كتب الحنفية
(قال الشيخ الإمام الزاهد أبو حفص: السنّة في صلاة الجنازة، وفي تكبيرات العيد والقومة التي بين الركوع والسجود الإرسال،
وقال أصحاب الشيخ الإمام أبي بكر محمد بن الفضل منهم القاضي الإمام أبو علي النسفي، والحاكم عبد الرحمن بن محمد الكاتب، والشيخ الإمام الزاهد عبد الله .... والشيخ الإمام إسماعيل الزاهد، السنّة في هذه المواضع الاعتماد والوضع، وقالوا؛ مذهب الروافض الإرسال من أول الصلاة، فنحن نعتمد مخالفة لهم
.........
)
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 07:31 م]ـ
هل هذا الكتاب مطبوع وموجود في المكتبات؟
قريباً يكون في المكتبات بإذن الله
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 07, 07:39 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 08:23 م]ـ
جاء في الفتاوي الكبرى لابن حجر الهيتمي (ج 1 / ص 139):
سئل رحمه الله:
هل يضع المصلي يديه حين يأتي بذكر الاعتدال كما يضعهما بعد التحرم أو يرسلهما؟
فأجاب بقوله: الذي دل عليه كلام النووي في شرح المهذب أنه يضع يديه في الاعتدال كما يضعهما بعد التحرم وعليه جريت في شرحي على الإرشاد وغيره. والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. أهـ
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 08:24 م]ـ
أخي ابن وهب
بارك الله فيك ونفع بك
وبصراحة اشكرك على خلقك الجميل وحسن تعاملك فقد أثريت الموضوع بهذه النقولات.
دمت بخير وعافية
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 07, 10:31 م]ـ
الأخ الكريم (أبو سمية السلفي)
بارك الله فيك
ويراجع فتح الجواد وغير ذلك من كتب الفقيه المكي
وهناك قول في مذهب المالكية أيضا
فتأمل رعاك الله
القول به موجود في كل المذاهب المشهورة
وهو اختيار كبار فقهاء المذاهب
فكيف يقال بعد هذا أن هذا قول شاذ تفرد به ابن باز
وحسبك بقول إمام أهل السنة الإمام أحمد - رحمه الله
وعلى الرجل أن يتهم علمه قبل أن يقول عن هولاء الأعلام أنهم قالوا قولا لم يسبقوا إليه
فهولاء أعلام الأمة
ـ[عصام البشير]ــــــــ[03 - 06 - 07, 11:07 م]ـ
فكيف يقال بعد هذا أن هذا قول شاذ تفرد به ابن باز
وحسبك بقول إمام أهل السنة الإمام أحمد - رحمه الله
وعلى الرجل أن يتهم علمه قبل أن يقول عن هولاء الأعلام أنهم قالوا قولا لم يسبقوا إليه
فهولاء أعلام الأمة
جزاكم الله خيرا.
لا أدري لم اشتهر عند بعض العوام وطلبة العلم عندنا أن هذا القول تفرد به الشيخ ابن باز - مع كثرة من قال به قبله؟؟
حتى سمعت من أحدهم قديما قوله: (هذه بدعة بازية)!! والله المستعان.
وأخشى أن يكون أصل ذلك من أحد المشايخ المرموقين.
والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/23)
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 11:29 م]ـ
الإخوة الفضلاء: جزاكم الله خيرا على هذا التفاعل وهذا الإثراء
ولم يخطر ببالي ألبتة أن يفهم بعض الإخوة الفضلاء من سؤالي أنني أتهم شيخنا وحبيبنا الأثري الشيخ ابن باز بالشذوذ والتفرد، ولكن الهدف من طرح السؤال هو نفي هذه التهمة عن الشيخ
إضافة إلى الإثراء العلمي.
رحم الله الشيخ وجمعنا به في جنات النعيم
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 07, 11:44 م]ـ
شيخنا الفاضل عصام البشير
بارك الله فيكم
ذكرتم
(وأخشى أن يكون أصل ذلك من أحد المشايخ المرموقين)
هو كذلك
الأخ الكريم (أبو عمر الحربي) - وفقه الله
بارك الله فيكم
(ولم يخطر ببالي ألبتة أن يفهم بعض الإخوة الفضلاء)
أخي الحبيب كلامي عام في من يقول بتفرد ابن باز
وسامحني
إن فهمت منه أي خطأ في حقك
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 12:11 ص]ـ
الأخ الفاضل ابن وهب:
وهبك الله سعادة الدنيا والآخرة، وجعل قلوبنا تجاه إخواننا نقية!!
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:39 ص]ـ
كنت اعتقد هذا ان الشيخ بن باز لم يسبق بهذا القول
سبحان الله كيف لنكرة متعالم يلبس ثوب المحققين وكانى درست اقوال كل اهل العلم جميعا
استغفر الله واتوب اليه واحببت ان اوبخ نفسى على الملا تاديبا لها
رحم الله العلامه بن باز ونفعنا بعلمه وثانيا وثالثا استغفر الله استغفر الله استغفر الله
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[04 - 06 - 07, 02:29 ص]ـ
كنت اعتقد هذا ان الشيخ بن باز لم يسبق بهذا القول
سبحان الله كيف لنكرة متعالم يلبس ثوب المحققين وكانى درست اقوال كل اهل العلم جميعا
استغفر الله واتوب اليه واحببت ان اوبخ نفسى على الملا تاديبا لها
رحم الله العلامه بن باز ونفعنا بعلمه وثانيا وثالثا استغفر الله استغفر الله استغفر الله
جزاك الله خيرا على الشجاعة التي يفتقدها الكثير الكثير إلا ما رحم ربي
أولا الشيخ لم يقل قولا واحدا لم يسبقه إليه أحد من أهل العلم
ثانيا حتى لو قال الشيخ قولا لم يسبقه أحد فأين توقير أهل العلم وتقدير العلماء العاملين
والتماس العذر لهم وأقصد بذلك ممن يرد وتزبب قبل أن يتحصرم
ثالثا الذي يعرف الشيخ رحمه الله يعرف تمام المعرفة أنه لا يقول فتوى أو يكتب رسالة
إلا بعد طول بحث وتأن وحكمة وبعد نظر وعدم استعجال
وهذه خصيصة فيها قد لا توجد عند غيره
رابعا ليت أحد يجيب على موضوعي عن ماذا قال الشيخ الأمين عن الشيخ ابن باز
لتعرف مدى رسوخه في العلم رحم الله الجميع
ـ[ياسر30]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:07 ص]ـ
جاء في الفتاوي الكبرى لابن حجر الهيتمي (ج 1 / ص 139):
سئل رحمه الله:
هل يضع المصلي يديه حين يأتي بذكر الاعتدال كما يضعهما بعد التحرم أو يرسلهما؟
فأجاب بقوله: الذي دل عليه كلام النووي في شرح المهذب أنه يضع يديه في الاعتدال كما يضعهما بعد التحرم وعليه جريت في شرحي على الإرشاد وغيره. والله سبحانه وتعالى أعلم بالصواب. أهـ
الأخ أبو سمية حفظه الله
قال فى المجموع - (ج 3 / ص 417)
فإذا اعتدل قائما حط يديه
وقال فى روضة الطالبين وعمدة المفتين - (ج 1 / ص 93)
فإذا اعتدل قائما حطهما
فأين أجد قول النووى الذى ذكرته؟
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:17 ص]ـ
ابن حجر المكي اختلف قوله في المسألة
وقد رجح في التحفة الارسال
وينظر ويراجع بقية كتبه
ـ[محب آل مندة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:55 م]ـ
رابعا ليت أحد يجيب على موضوعي عن ماذا قال الشيخ الأمين عن الشيخ ابن باز
لتعرف مدى رسوخه في العلم رحم الله الجميع
سمعت في شريط مسجل قديما لكن لايحضرني المحاضر الآن, أن الشيخ محمد الامين الشنقيطي رحمه الله ((ان كنت تقصده)) قال عن الشيخ ابن باز: مارأيت افرض من الشيخ ابن باز.
هذا ما أذكره الان واستغفر الله من الوهم والخطأ.
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 08:38 م]ـ
الأخ أبو سمية حفظه الله
قال فى المجموع - (ج 3 / ص 417)
فإذا اعتدل قائما حط يديه
وقال فى روضة الطالبين وعمدة المفتين - (ج 1 / ص 93)
فإذا اعتدل قائما حطهما
فأين أجد قول النووى الذى ذكرته؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الكريم بارك الله فيك
أنا ما نقلت عن النووي شيئاً إنما هو ابن حجر الهيتمي. وكان مقصودي فقط إثبات أن أحداً قال بهذا القول كما هو طلب صاحب الموضوع لا تحقيق ما نقلته.
وجزاكم الله خيراً
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 03:57 ص]ـ
ما كُتبَ ذو أهميَّة لا تخفى على طالبِ العِلْمِ، مَعَ التَنَبُّهِ و التَّحقيْقِ في نِسْبَةِ بعضِ الأقْوالِ إلى بعضِ الأئمَّةِ و قد تفطَّنَ الإخوةُ لذلكَ جَزَاهُمُ الله خيرًا ..
... لكن شدَّ انتباهي أمرٌ ...
ذُكرَ كلُّ شَيْءٍ سِوَى مَنْ يُطْلَقْ عَنْهُمْ السَّلَفُ ابْتِداءً أَعْنِي القُرُونَ الثَّلاَثَةِ المُفَضَّلَةِ
أَلاَ يَرَى إِخْوَانِي أَنَّ ابْنَ أَبِي شَيْبَةَ لَوْ شَارَكَ فِي مَوْضُوعِنَا لَمَا كَانَ لَهُ قَوْلٌ إِذَا اعْتَبَرْنَا حَدَّهُ لِمَعْنَى الفِقْهِ.
هَذَا وَ مَا زِلْتُ أَرْتَقِبُ ... بَلْ وَ بِشَغَفٍ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/24)
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[07 - 06 - 07, 05:10 م]ـ
جزاكم الله خيرا جميعا
ـ[صالح بن ناصر]ــــــــ[04 - 07 - 07, 09:49 م]ـ
لعلك تزور موقع سماحته الشيخ على النت والذي يشرف عليه الشيخ محمد المنجد ومجموعة من كبار طلبة سماحته في اللجنة العلمية بمؤسسة سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز الخيرية
http://www.binbaz.org.sa/
ـ[سالم عدود]ــــــــ[26 - 12 - 07, 03:44 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك فيكم
ـ[عبدالله يعقوب]ــــــــ[26 - 12 - 07, 03:19 م]ـ
تنبيه للاخوة جميعاً ...
قال العلامة الألباني رحمه الله تعالى في السلسلة الصحيحة، المجلد الخامس، ص 308، الحديث رقم 2247 قال رحمه الله بعدما أورد طريقين لحديث وائل بن حجر:
((قلت: فإذا نظر الناظر إلى هذه الجملة لوحدها، و لم يعلم، أو على الأقل لم يستحضر أنها مختصرة من الحديث، فهم منها مشروعية الوضع لليدين في كل قيام سواء كان قبل الركوع أو بعده، و هذا خطأ يدل عليه سياق الحديث، فإنه صريح في أن الوضع إنما هو في القيام الأول، و هو في سياق عاصم بن أصرح، فإنه ذكر رفع اليدين في تكبيرة الإحرام، ثم الركوع و الرفع منه، يقول فيهما: مثل ذلك، فلو كان في حفظ وائل وضع اليدين بعد الرفع لذكره أيضا كما هو ظاهر من ذكره الرفع ثلاثا قبله، و لكن لما فصلت تلك الجملة عن محلها من الحديث أوهمت الوضع بعد الرفع، فقال به بعض أفاضل العلماء المعاصرين، دون أن يكون لهم سلف من السلف الصالح فيما علمت)) اهـ
فكأن الشيخ الألباني يعني بكلامه هذا أخاه العلامة ابن باز وأنه ليس له سلف فيما قاله حسب علم الشيخ الألباني
وبالتالي لا تثريب على الأخ أبي عمر الحربي في سؤاله
وفق الله الجميع لمرضاته والله أعلم
ـ[أبو الريان]ــــــــ[31 - 12 - 07, 11:23 م]ـ
هل هذا الكتاب مطبوع وموجود في المكتبات؟
أبشرك الآن قد طبع من دار المنهاج ...
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته(79/25)
ما حكم تكرار العمرة في سفرة واحدة؟؟
ـ[ابو همام المكي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 02:30 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن أحد يفيدنا عن حكم تكرار العمرة في السفرة الواحدة عن نفسه وعن غيره سواءً متوفى أو عاجزاً؟؟؟
نرجوا التوضيح والبان عن حكم هذه المسألة ...
بارك الله في الجهود ونفع بالجميع
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[03 - 06 - 07, 09:54 ص]ـ
استخدم خاصية البحث في الملتقى أيها الأخ الحبيب .. فكلاهما قد نوقشا به.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:11 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=585533#post585533
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:14 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=190436#post190436
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:15 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=109912#post109912
ـ[عادل أبو الفتوح]ــــــــ[08 - 06 - 07, 12:14 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
1) قال الشيخ بن عثيمين رحمه الله تعالى (تكرار العمرة من البدع).
2) قال الشيخ بن باز رحمه الله تعالى
(تكرار العمرة لا حرج في ذلك).(79/26)
مسائل في فقه الطبيب والمريض
ـ[توبة]ــــــــ[03 - 06 - 07, 02:40 ص]ـ
هناك الكثير من المسائل التي يواجهها الأطباء يكون لها حكم شرعي يجهلونه عادة فمنهم من يلجأ إلى الفقهاء ومنهم من يكتفي بما تمليه عليه 'آداب المهنة'غيرَ مبالٍ عمدا أو جهلا بالحكم الشرعي ...... ومن بين هذه المسائل أنه في كثير من الأحيان تكون حالة المريض تحتاج إلى علاج مستعجل لخطورة ما ستؤول اليه حالته ما لم يأخذ دواءه في الحين وفي نفس الوقت لا يحتاج الى دخول المستشفى، غير أنّ وضعه المادي لا يسمح له باقتناء الدواء فيخبرنا أن نكتب اسم قريب له مكان اسمه في الوصفة لأنه -القريب -ببساطة مؤمَّن صحيا وعادة ما يكون هذا القريب أحد الوالدين (ثمن العلاج يكون رمزيا او مجّانا) ... فهل هذا من الضرورة علما بانه اذا لم يقتن العلاج قد تسوء حاله أكثر،وباعتبار أنه داخل في كفالة القريب صاحب التأمين 'مثل أحد الوالدين'يحق له الإستفادة أيضا أم كل هذا لا يشفع للطبيب ولا المريض ويدخلان في شهادة الزور؟
ـ[توبة]ــــــــ[05 - 06 - 07, 12:39 ص]ـ
لعل سؤالي غير مفهوم؟ أرجو الإفادة فهذا الأمر شائع عندنا .....
الله المستعان.
ـ[أبوسلمان المصري]ــــــــ[05 - 06 - 07, 04:13 ص]ـ
فيخبرنا أن نكتب اسم قريب له مكان اسمه في الوصفة لأنه -القريب -ببساطة مؤمَّن صحيا وعادة ما يكون هذا القريب أحد الوالدين (ثمن العلاج يكون رمزيا او مجّانا) ... فهل هذا من الضرورة علما بانه اذا لم يقتن العلاج قد تسوء حاله أكثر،وباعتبار أنه داخل في كفالة القريب صاحب التأمين 'مثل أحد الوالدين'يحق له الإستفادة أيضا أم كل هذا لا يشفع للطبيب ولا المريض ويدخلان في شهادة الزور؟
في فتوى طويلة لمجمع الفقه الاسلامي بمنظمة المؤتمر الاسلامي في دورته السادسة عشرة عن حكم وضوابط التأمين الصحي، أوصى المجمع الفقهي بما يلي:
( ... )
التوصيات:
يوصي مجلس المجمع بما يلي:
1. دعوة الحكومات الإسلامية والجمعيات الخيرية ومؤسسات الأوقاف إلى توفير التأمين الصحي مجاناً أو بمقابل مناسب لغير القادرين على الحصول على التأمين من القطاع الخاص.
2. عدم استخدام البطاقات الصحية إلا من أصحابها لما في ذلك من مخالفة لمقتضيات العقود، وما تتضمنه من غش وتدليس.
3. التحذير من إساءة استخدام التأمين الصحي كادعاء المرض أو كتمانه أو تقديم بيانات مخالفة للواقع.
( ... ).
تنظر الفتوى كاملة هنا:
http://www.fiqhacademy.org.sa/qrarat/16-7.htm
=====
وفي فتوى مشابهة للشيخ ابن باز رحمه الله - وجه الشبه هو تصرف الطبيب في صرف الدواء بطريقة تخالف اللوائح-:
السؤال:
ما حكم من يأخذ أدوية من الصيدلية التي يشرف عليها ويرسلها إلى مريض آخر في مستشفى آخر أو في البيت بحجة أنه مسلم وأنها ليست للبيع؟
الجواب:
هذا له نظام وتعليمات، فإذا كانت الصيدلية للمستشفى خاصة فلا تصرف الأدوية منها إلى غير المرضى المراجعين له؛ لأن هذا مستشفى له مراجعون، فالواجب أن تصرف أدوية الصيدلية المذكورة لهم ولا تنقل إلى مستشفى آخر؛ وكل مستشفى له صيدلية فلا ينقل من هذا لهذا؛ لأنها تعليمات من جهة الدولة، وإذا كانت لدى الصيدلية تعليمات من وزارة الصحة تسمح لها بصرف الأدوية إلى غير المستشفى المعدة له فلا بأس؛ وإلا فالواجب الخضوع للتعليمات ولا يزاد عليها.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء التاسع.
تنظر الفتوى هنا:
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=2197
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:17 م]ـ
ولكن تأمل في الحالة التي تكلم عنها الأخ الكريم توبة
ـ[أبوسلمان المصري]ــــــــ[05 - 06 - 07, 08:11 م]ـ
بين هذه المسائل أنه في كثير من الأحيان تكون حالة المريض تحتاج إلى علاج مستعجل لخطورة ما ستؤول اليه حالته ما لم يأخذ دواءه في الحين وفي نفس الوقت لا يحتاج الى دخول المستشفى، غير أنّ وضعه المادي لا يسمح له باقتناء الدواء
هل حقا في كثير من الاحيان تكون هناك حاجة ملحة طارئة "ضرورية"؟؟
إذا: هناك اتفاق مبدئي أنه في بعض الأحيان هناك حالات لا يعتبر مرضها وحاجتها للدواء ضرورية!
والحالات التي تندرج في مسمى الضرورة من الامراض -حسب كتاب أحكام الادوية للدكتور حسن الفكي- هي:
- حالات الحوادث الخطيرة التي تحتاج لاسعاف عاجل.
- حالات الامراض المخوفة threatening diseases.
- الامراض المعدية.
- الأمراض التي تنتج عنها اعاقة دائمة او فقد لاحد الأعضاء.
- الامراض التي يقعد المريض عن العمل وتجعله عبئا على أهله مع توافر العلاج لها.
فهل هذه الحالات التي ترغب في الحصول على الدواء بالتزوير بحجة "الضرورة الملحة"تدخل في هذه الانواع؟
[/
السؤال
UOTE] فيخبرنا أن نكتب اسم قريب له مكان اسمه
هل قريبه موافق على ذلك؟؟
هل هذه الموافقة أصلا معتبرة شرعا؟؟
باعتبار أنه داخل في كفالة القريب صاحب التأمين 'مثل أحد الوالدين'يحق له الإستفادة أيضا أم كل هذا لا يشفع للطبيب ولا المريض ويدخلان في شهادة الزور؟
هل نظام التأمين الصحي يسمح بادراج الاقارب بمصاريف اعلى مثلا لكن المريض يريد توفير ذلك او الاستسهال؟
هل فعلا الدواء لا يستطيع المريض تحمل ثمنه؟ (هناك الكثير من أصحاب القدرة على تحمل المصاريف ... لكنهم لخسة في الطبع لا يجدون في انفسهم حرجا من تسول الدواء ولو بالتحايل)
هل كل ذلك ان صح ... معتبر ومبرر شرعا للتزوير والتعدي في صرف الدواء لمن هو خارج تغطية التأمين؟
غالبًا تكون الادوية المخصصة للامراض المزمنة في نظام التأمين محدودة الكمية ... أو الطلب عليها كثير ... ولا تكفي أصحاب التأمين الاساسيين .... فكيف بالحال اذا حدث "نزيف" للدواء بهذه الطريقة التزويرية؟؟؟
=====
لقد عملت لمدة سنة في نظام مماثل لنظام التأمين ... ورأيت فيه مهازل من هذا النوع ....
المريض يريد بأي وسيلة الحصول على الدواء له ولابنائه، حتى مع يقينه وتصريحه بأنه لن يستعمله!!
بل هناك من يتمارض -ويكشف الاطباء تمارضه- ليحصل على اي علاج بأي وسيلة!!! حتى لو كان مصير هذا الدواء .... القمامة!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/27)
ـ[توبة]ــــــــ[05 - 06 - 07, 09:49 م]ـ
هل حقا في كثير من الاحيان تكون هناك حاجة ملحة طارئة "ضرورية"؟؟
إذا: هناك اتفاق مبدئي أنه في بعض الأحيان هناك حالات لا يعتبر مرضها وحاجتها للدواء ضرورية!
والحالات التي تندرج في مسمى الضرورة من الامراض -حسب كتاب أحكام الادوية للدكتور حسن الفكي- هي:
- حالات الحوادث الخطيرة التي تحتاج لاسعاف عاجل.
- حالات الامراض المخوفة threatening diseases.
- الامراض المعدية.
- الأمراض التي تنتج عنها اعاقة دائمة او فقد لاحد الأعضاء.
- الامراض التي يقعد المريض عن العمل وتجعله عبئا على أهله مع توافر العلاج لها.
فهل هذه الحالات التي ترغب في الحصول على الدواء بالتزوير بحجة "الضرورة الملحة"تدخل في هذه الانواع؟
أكرمك الله ... صدقت ليس في كثير من الأحيان بل بعضها (ابتسامة)
ولكن ما أدرجته أنت أخي الفاضل تحت مسمى الضرورة _نظريا_هي حالات تتطلب المكوث بالمستشفى " hospitalisation"، وما تحدثت عنه أنا الحالات التي قد تسوء إن لم يأخذ المريض علاجه،فهذا عند الأطباء يأخذ حكم الضرورة ليس بخطورتها وانما بخطورة ما ستؤول إليه .. مثلا هناك من يعاني من حساسية مزمنة أو شبه مزمنة فإذا اشتدت حالته ولم يأخذ العلاج الذي عادة مايكون مكلفا سيصاب بنوبة ربو كاحتمال وربما لازمته ... او تقرح في اللوزتين أو عفن موضعي في بدايته او التهاب في المسالك البولية .. أو احتياج لمضادات حيوية لمدة طويلة لمن أجرى عملية ما أو للنافس أو .. وكذا وكلها ليست أمراضا مزمنة .. أحاول التبسيط
هل قريبه موافق على ذلك؟؟
هل هذه الموافقة أصلا معتبرة شرعا؟؟
قد ذكرت أن القريب غالبا ما يكون أحد الوالدين أو أخا أو زوجا لإستفادته من التأمين لمرض مزمن في الغالب .. وما الذي سيمنعه من الموافقة مادام أنه لا يخسر شيئا"ماديا! "خاصة اذا كانوا يعيشون على نفس مصدر الرزق الذي لا يكاد يلبي حاجاتهم من الضرورات؟ و أهل مكة أدرى بشعابها ..
أما هل الموافقة معتبرة شرعا ... أحيل السؤال لأهله.
هل نظام التأمين الصحي يسمح بادراج الاقارب بمصاريف اعلى مثلا لكن المريض يريد توفير ذلك او الاستسهال؟
في حد علمي ليس هناك تسهيلات خاصة لمن أتحدث عنهم ولكنها ممنوحة لفئات أخرى خاصة، كأبناء المجاهدين وأبناء الشهداء (أنا من الجزائر) و كذا أسر العاملين بالجيش وو .. بالإظافة الى 'امتيازات أخرى' .......
هل فعلا الدواء لا يستطيع المريض تحمل ثمنه؟ (هناك الكثير من أصحاب القدرة على تحمل المصاريف ... لكنهم لخسة في الطبع لا يجدون في انفسهم حرجا من تسول الدواء ولو بالتحايل)
حالة المريض تنبىء عن ذلك وأظن أخي أن من تتحدث عنهم اذا أعلمناهم بخطورة المرض وجديته فلن يبخلو على أنفسهم ..
فقد أكدت لك أننا نظطر إلى ذلك عندما نتأكد من عدم تمكن المريض من شراء الدواء. فمنهم من يأتي من مناطق نائية وقد تدبر أمر مصاريف النقل بالكاد،ومنهم وإن تحمل مصاريف النقل والدواء فإنه لا يقدر على ثمن التحاليل و ان كانت بسيطة وهكذا ..
هل كل ذلك ان صح ... معتبر ومبرر شرعا للتزوير والتعدي في صرف الدواء لمن هو خارج تغطية التأمين؟
يا أخي الفاضل لقد كنت آخذ بعدم شرعية تصرفنا مهما كان المبرر، وكنت أناقش زملائي في هذا،ولكن لما صادفني أكثر من مرة أن يأتي مريض في حالة خطيرة وقد عمل المرض عمله بمضاعفاته الخطيرة التي كان ممكنا تفاديها من أول الإصابة، والسبب قلة ذات اليد ... ولولا أن هذا التصرف يحيك في صدري، لما سألت.
غالبًا تكون الادوية المخصصة للامراض المزمنة في نظام التأمين محدودة الكمية ... أو الطلب عليها كثير ... ولا تكفي أصحاب التأمين الاساسيين .... فكيف بالحال اذا حدث "نزيف" للدواء بهذه الطريقة التزويرية؟؟؟
لا أنكر أن هناك من يسهب في هذا الإستغلال غير المشروع من المرضى وأشباه المرضى و هذا بتساهل من الأطباء ....
أشكر اهتمامك أخي الفاضل وأتمنى أن يتسع صدرك لتعقيباتي.
ملاحظة /أراك تصر عل تكرار كلمة التزوير وإنها لكبيرة .. وكأنك تجزم بها .. فأرجو لمن كان له قول في هذا أن لا يبخل علينا برأيه والنصيحة ..
ـ[توبة]ــــــــ[18 - 06 - 07, 06:39 م]ـ
أحب ان أنبه إخواني في هذا الملتقى،أني فتحت هذا الموضوع وأنا في أمس الحاجة إلى عونكم بما فتح الله عليكم من العلم النافع والرأي السديد، فمن كان له قول يفيد في مسألة هنا لا يبخل علينا بكتابته للفائدة ..
ـ[توبة]ــــــــ[18 - 06 - 07, 06:43 م]ـ
مسائل في الصيام والقضاء للمريض
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=104353(79/28)
كيفية اتلاف الكتب الدينية (الحرق أو الدفن)
ـ[الشعفاطي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 12:57 م]ـ
السلام عليكم
كما تعلمون قد نضطر أحيانا للتخلص من بعض كتب لسبب ما
ما هي أفضل طريقة؟ الحرق؟ الدفن؟
أفتونا بارك الله فيكم
ـ[زياد عوض]ــــــــ[06 - 06 - 07, 07:03 ص]ـ
تحرق أولا ثم تدفن(79/29)
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله ينقل فتوى عن الشيخ ابن جبرين حفظه الله
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 05:28 م]ـ
في " لقاءات الباب المفتوح " (ج 135) قال الشيخ العثيمين - عن لبس البنطلون الضيق للنساء -:
يوجد فتوى نقلتها الجزيرة عن الشيخ عبد العزيز بن باز أنه حرام، وفتوى عن الشيخ ابن جبرين أنه حرام، وفتوى عن اللجنة الدائمة أنه حرام، وفتوى مني أيضاً أنه حرام، وأنا لا أدري أين يذهب الناس الآن، إذا كان هؤلاء علماؤهم يقولون بالتحريم وهم يصرون إلا أن يفعلوا، من يقود الأمة؟! إذا لم يقد الأمةَ علماؤها فمن الذي يقودها؟! الجهال؟! أو الأهواء؟! أو هؤلاء الذين يريدونها علينا ليفسدوا علينا أخلاقنا، كما أفسدوا على كثير من الأمم؟! أنا لا أدري. الواجب على طلبة العلم أن يشنوا حملة على مثل هذه الألبسة، وأن يبينوا للناس أن المرأة ليست صورة بلاستيك يُنْظَر إليها فقط وليست هي أحسن دمية يُنْظر إليها! المرأة كالرجل إلا أنها تخالفه في مسألة التجمل لزوجها، وما أشبه ذلك مما جعله الله تعالى وسيلة إلى أن يتصل زوجها بها، حتى يكثر النسل وتكثر الأمة، فالآن أعطيتك أربعة، كلهم يقولون: إنه حرام.
انتهى
رحمه الله
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[03 - 06 - 07, 05:51 م]ـ
بارك الله فيكم، يا شيخُ إحسانًا
الشيخ ابن عثيمين - قدس الله روحه - لا يأنف أن ينقل عمن دونه، إذا وثق بعلمه.
رحم الله علماء الأمة أمواتهم، وحفظ أحياءهم، ونفع بهم.
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 07:27 م]ـ
الشيخ ابن عثيمين - قدس الله روحه -
رحم الله علماء الأمة أمواتهم، وحفظ أحياءهم، ونفع بهم
آمين
ـ[أبو عمر الحربي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 11:34 م]ـ
رحم الله الشيخ ابن عثيمين وجمعنا به في جنات النعيم
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[03 - 06 - 07, 11:51 م]ـ
للتوضيح:
لأخي الفاضل الشبل:
ليس الشيخ الجبرين دون الشيخ العثيمين ..
بل عندي أن الجبرين فاق العثيمين في علم الحديث .. حفظ الله الأول ورحم الله الثاني ..
ولايلزم من العلم الأكثر أن يقارنه الشهرة الأكبر
والله أعلم
ـ[ابو حفص النفيسي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 12:11 ص]ـ
احسنت اخي ابا القاسم رحمنا الله واياهم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 12:32 ص]ـ
فتحُ بابِ المفاضلة فتح بابٍ للعداوة
أرجو عدم تحريف مقصود المقال عن سبيله
لو تفضلتم وسمحتم
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 12:37 ص]ـ
حفظ الله العالم الجبرين .. ورحم الله ابن العثيمين ...
إذا نظرت إلى وجوههم عرفت أنهم علماء
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[04 - 06 - 07, 02:22 ص]ـ
لا ينبل الرجل حتى يأخذ الحديث عمن مثله وعمن فوقه وعمن هو دونه
رحم الله ابن عثيمين
وحفظ الله ابن جبرين
ـ[أبو عبدالله الشرقي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 04:18 ص]ـ
هذه هي والله أخلاق الكبار ..
رحم الله الميت ونفعنا الله بعلم الحي وأطال بعمره على طاعته
ـ[سالم سلمان]ــــــــ[04 - 06 - 07, 11:27 ص]ـ
رحم الله الشيخ ابن عثيمين وحفظ الله الشيخ ابن جبرين
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[04 - 06 - 07, 03:11 م]ـ
يا طلاب العلم: اغتنموا الشيخ ابن جبرين
فقد روى لي أحد الصالحين رؤيا وتأويلها والعلم عند الله أن
علينا أن نغتنم هذا الشيخ ..........
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[04 - 06 - 07, 05:50 م]ـ
بارك الله فيك، يا أخي الكريم المقدسي.
ـ[ابوعبدالهادي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 06:20 م]ـ
رحم الله الشيخ ابن عثيمين
وبارك لنا في الشيخ ابن جبرين
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 12:26 ص]ـ
لا يأنف العلماء الحق ان ينقل عن بعضهم البعض ..
وقد شرح شيخي ابن جبرين في إحدى الإجازات الصيفية (إعتقاد اهل السنة والجماعة) للشيخ ابن عثيمين ..
وقال في مقدمة شرحه: ان الشيخ ابن عثيمين اطلع الشيخ عليه قبل ان يخرجه ..
والشيخ ابن جبرين: كثيرا ماينقل عن ابن عثيمين في شروحاته الفقهية خصوصا في المسائل المعاصرة .. وارجع مثلا شرح (منار السبيل) ..
وايضا: ينقل عن الشيخ بكر ابوزيد .. ويحيل إلى مؤلفاته ..
ويحكي لي مباشرة احد طلاب الشيخ المحدث سليمان العلوان فرج الله عنه
ان ابن جبرين .. من تواضعه الجم .. انه يسأله عن صحة بعض الأحاديث ..
*وإذا تأملت هذا ... علمت لما صار هؤلاء الى ما صاروا إليه ..
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[05 - 06 - 07, 07:50 ص]ـ
للتوضيح:
لأخي الفاضل الشبل:
ليس الشيخ الجبرين دون الشيخ العثيمين ..
بل عندي أن الجبرين فاق العثيمين في علم الحديث .. حفظ الله الأول ورحم الله الثاني ..
ولايلزم من العلم الأكثر أن يقارنه الشهرة الأكبر
والله أعلم
يا أخي الكريم:
ليس من اللائق أن تقول هذا الكلام فلم يقل أحد إن الشيخ ابن جبرين أفضل أو أن الشيخ ابن عثيمين أفضل، أو أن هذا دون هذا، كلهم علماء للأمة، وكلهم من ذوي الفضل، ثم إن أخانا لا يريد هذا لأجل أن توضح بارك الله فيك، ووفقك لرضاه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/30)
ـ[زياد عوض]ــــــــ[06 - 06 - 07, 06:20 ص]ـ
وقد شرح فضيلة الشيخ" ابن عثيمين" -رحمه الله - كتاب حلية طالب العلم وهو للشيخ" بكر أبي زيد" غفر الله للأموات وحفظ الأحياء0
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[06 - 06 - 07, 07:51 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
هذا نقل من رواية رحلتي الى النور لمازن الغامدي رحمه الله:
الحلقة الثالثة والعشرون
كان النقاش حول قضية كنر والجهاد فيه شيء من الحدة .. خاصة من طرف المشائخ ..
أما الدكتور سعيد الزعير فلم يتكلم بكلمة واحدة ... طوال النقاش ..
حينما بلغ النقاش حدا تبعثرت فيه الأوراق وتشوشت فيه الأفكار قال الشيخ:
سبحان الله؟؟
هذا هو رأيي الذي أدين الله به وأنتم قولوا رأيكم، وليتبع الناس ما يرونه حق
أما أنا فلن أرسل لشخص فلسا واحدا وأعرف أنه سيستعين به في إيذاء أخيه
فما بالك بقتاله أو بقتله!!
ولقد رأيت وجه الشيخ محمرا من الغضب والتوتر ..
حينها قال الشيخ سعيد بن زعير:
ياشيخنا والله نحن نحبك ونقدرك ونرى أن رأيك لا تبتغي به غير وجه الله لكن الإخوان
رغبوا في النقاش والحوار حتى تتضح لكم الصورة، فهذا جهاد قد أنفقت عليه مبالغ
طائلة وأرواح كثيرة ودعم من هذا البلد وأهله طوال سنوات طويلة فهمنا الأكبر أن لا
تشوه صورته الناصعة ..
ثم قام الدكتور سعيد وقبل رأس الشيخ واعتذر منه وانفض المجلس.
بعد ذلك توجهنا لمكتب الدكتور عبد الله التركي ومنه خرجنا لصلاة الظهر
في الجامع الكبير .....
كنت برفقة الشيخ وكذلك كان معنا الدكتور عبد الله التركي ...
حينما رأى الشيخ الجمع الهائل من طلبة الجامعة والذين غص بهم كل المسجد ..
فلا ترى فيه موطئ قدم من كثرتهم ..
قال الشيخ: ياأخ عبد الله كم يتسع هذا الجامع .. ؟؟
قال: حوالي الثلاثين ألفا ...
ثم قال الشيخ: الله المستعان كم سيخرج لنا عالما من هؤلاء!!!
بعد الصلاة ألقى الشيخ كلمة قصيرة في المصلين يحثهم فيها على الحرص على العلم
واستغلال الأوقات ونحو ذلك ...
ثم خرجنا بالكاد من الجامع بسبب تكاثر المسلمين على الشيخ ..
توجه الشيخ برفقة الدكتور عبد الله التركي في سيارته الفارهة ..
ولم أكن أعرف وجهتنا فقد كان كل شيء مرتبا مسبقا!!
قالوا لي: أركب في هذه السيارة وأشاروا لسيارة فيها شاب أدم.عليه مرايات ..
وفي الطريق تعارفنا وعرفت مقصدنا ..
كان ذلك الشاب هو ابن الدكتور سعيد بن زعير ونحن متجهون للغداء في منزلهم ..
وصلنا لمنزلهم فكان في استقبالنا جمع كبير من الناس ..
لم اعرف منهم سوى من ذكرت بالإضافة لشيخ كبير ضعيف البنية ..
سألت عنه: فقيل لي: هذا الشيخ عبد الله بن جبرين .. حفظه الله ورعاه ..
حينما ترى ذانك الشيخان الجليلان سويا تزداد تلك الجلسة رونقا وبهائا ..
كان الشيخ عبد الله وشيخنا يتبادلان الحديث وإجابة الناس حول ما يسألان عنه
بكل أدب وسمو يليق بهما ..
لا حظت شيخنا مرارا يهمس في أذن الشيخ عبد الله بكلام فيضحك الشيخ منه!!.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 07:31 م]ـ
أظن هذا أوان رفعه
بل قد تأخرت
رحمهما الله
ـ[علي الغزاوي السلفي]ــــــــ[30 - 07 - 09, 10:20 م]ـ
أظن هذا أوان رفعه
بل قد تأخرت
رحمهما الله
نعم قد تأخرت، لكن غفر الله لك بما أتحفتنا به من درة.
ـ[أبو عيسى الأندلسي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 02:46 ص]ـ
رحم الله موتانا وموتى المسلمين ..
ـ[أبو طلحة الحضرمي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 04:37 ص]ـ
اللهم ارحم الشيخ ابن عثيمين والجبرين و جميع موتى المسلمين
ـ[سلطان التميمي]ــــــــ[31 - 07 - 09, 09:16 ص]ـ
اللهم امين
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[31 - 07 - 09, 09:04 م]ـ
رحم الله علماء الأمة، وأخلف عليها خيرًا.
ـ[الفلاسي]ــــــــ[01 - 08 - 09, 12:25 ص]ـ
اللهم آمين
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[01 - 08 - 09, 01:55 ص]ـ
وتحققت الرؤيا
انا لله وانا اليه راجعون
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 04:47 م]ـ
وحان رفعه الآن.
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[31 - 10 - 10, 06:17 م]ـ
جزاكم الله خير جميعا ..
إلى الأخ الذي قال أن الشيخ ابن جبرين كان يسأل الشيخ العلوان في الحديث (تواضعا) فكذلك الشيخ ابن عثيمين، وليس تواضعا بقدر ما هو أنهم يعرفون أن الشيخ العلوان أعلم منهم بلا نزاع في علم الحديث، فلم يكن تواضعا بقدر ما هو أخذ العلم من أهله (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون)، وهؤلاء العلماء الكبار متقيدون بالنص فهم يسألون فيما لا يعلمون من هو عالم أو أعلم بما يريدون أن يسألون عنه، وهو هنا الشيخ سليمان العلوان في علم الحديث، فليس كل من سأل من هو أصغر منه في علم ما أن يكون تواضعا، فلو كان الذي سأل الشيخ العلوان هو الإمام الألباني لقلت نعم قد أصبت لأن الإمام الألباني من جهابذة الحديث فإذا ما سأل من هو أصغر منه في نفس العلم كان هذا تواضعا ..
أما إذا كان السائل يسأل من هو أعلم منه في علم الحديث (كما هو من الشيخين رحمهما الله (ابن جبرين وابن عثيمين) فلا يسمى تواضعا وإنما كأي سائل يسأل في علم يعلم أن المسؤول أعلم منه في هذا الشأن.
رحم الله الجميع وحفظ الله الشيخ سليمان، وما ذكرت ما ذكرت إلا للتنبية في أن مسألة التواضع ومتى تقال ومتى مكانها الصحيح، والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/31)
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 12:23 ص]ـ
لفتة مهمة أخي أبا البراء
لكن في الوقت نفسه هو نوع تواضع وتقدير لمثل هذا الشاب! فكيف رجل أمضى عمره بالعلم، ثم يسأل شابا -ولو كان في غير مبدعا في غير فنه -!
أليس كذلك؟!
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 12:45 ص]ـ
تعديل: ولو كان مبدعا في غير فن الشيخ السائل -
ـ[أبو أنس السائر]ــــــــ[01 - 11 - 10, 10:44 ص]ـ
رحمهما الله تعالى وغفر لهما وجزاك الله خيرا شيخنا إحسان على هذه اللفتة المباركة.
ـ[أبا قتيبة]ــــــــ[01 - 11 - 10, 06:07 م]ـ
رحم الله الشيخين
قال الشيخ طارق عوض الله فى لغه المحدث ص 44:
فلهذا كان على طالب العلم ان يرجع فى تفهم معانى مصطلحات الائمه الى اهل الاختصاص منهم فلا يأخذ المعنى الحديثى او معنى المصطلح الحديثى من غير المحدثين ....... بل ينبغى عليه ان يرجع الى اهل الاختصاص فى كل باب ..
فى علل الحديث للمروذى ص413:
سئل الامام احمد بن حنبل رحمه الله عن مسأله من مسائل الغريب.يعنى غريب الحديث.فقال سلوا اصحاب الغريب فإنى اكره ان اقول فى حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بالظن.
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[01 - 11 - 10, 10:39 م]ـ
رحم الله ابن عثيمين وابن جبرين رحمة واسعة.(79/32)
كيف تعامل ابن تيمية مع من نسب إليه فتوى غير صحيحة
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - 06 - 07, 07:03 م]ـ
لا أدري لم هذا النضال في تجيير الردود على المخطئين بأنه انتقاص للسنة أو بأنها شخصنة لذواتهم لاسيما عند المسائل التي تكون من أمور العقائد والتي تفسد الدين والدنيا ولاسيما أيضا إذا كانت الفتوى ممن لم يجمع الناس على أحقيتهم في المخالفة في مثل هذه الفتاوى ولا سيما إذا كان النقل غير صحيح وكلامه غير صحيح ولاسيما أيضا حينما يراجع ويناصح ومع هذا يصر خطئه
وإني لأعجب أيضا ممن يتجاوز أيضا في البغي والعدوان فيظن أنه ينتصر لله ورسوله صلى الله عليه وسلم وهو ينتصر لنفسه والله يقول " فلا يسرف في القتل إنه كان منصورا)
أترككم مع مقطع جميل جدا لابن تيمية أرجو أن تتأملوه لنستفيد منهجا عظيما في تعظيم الحق وذلك في رده على الأخنائي
قال ابن تيمية رحمه الله:
[الرد على الأخنائي ج1/ص9
نقل هذا المعارض عن الجواب ما ليس فيه بل المعروف المتواتر عن المجيب في جميع كتبه وكلامه بخلافه وليس في الجواب ما يدل عليه بل على نقيض ما قاله وهذا إما أن يكون عن تعمد للكذب أو عن سوء فهم مقرون بسوء الظن وما تهوى الأنفس وهذا أشبه الأمرين به فان من الناس من يكون عنده نوع من الدين مع جهل عظيم فهؤلاء يتكلم أحدهم بلا علم فيخطئ، ويخبر عن الأمور بخلاف ما هي عليه خبرا غير مطابق ومن تكلم في الدين بغير الاجتهاد المسوغ له الكلام وأخطأ فانه كاذب آثم كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الذي في السنن عن بريدة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة رجل قضى للناس على جهل فهو في النار ورجل عرف الحق وقضى بخلافه فهو في النار ورجل علم الحق فقضى به فهو في الجنة) فهذا الذي يجهل وإن لم يتعمد خلاف الحق فهو في النار بخلاف المجتهد الذي قال فيه النبي صلى الله عليه وسلم (إذا اجتهد الحاكم فأصاب فله أجران وإذا اجتهد الحاكم فأخطأ فله أجر فهذا جعل له أجرا مع خطئه لأنه اجتهد فاتقى الله ما استطاع بخلاف من قضى بما ليس له به علم وتكلم بدون الاجتهاد المسوغ له الكلام فان هذا كما في الحديث عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (من قال في القرآن برأيه فليتبوأ مقعده من النار وفي رواية بغير علم وفي حديث جندب عن النبي صلى الله عليه وسلم من قال في القرآن برأيه فأصاب فقد أخطأ ومن أخطأ فليتبوأ مقعده من النار وفي الصحيحين عن عبد الله بن عمرو عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من الناس ولكن يقبضه بقبض العلماء فاذا لم يبق عالما اتخذ الناس رءوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا وفي رواية للبخاري فأفتوا برأيهم وهذا بخلاف المجتهد الذي اتقى الله ما استطاع وابتغى طلب العلم بحسب الامكان وتكلم ابتغاء وجه الله وعلم رجحان دليل على دليل فقال بموجب الراجح فهذا مطيع لله مأجور أجرين إن أصاب وإن أخطأ أجرا واحدا ومن قال كل مجتهد نصيب بمعنى أنه مطيع لله فقد صدق ومن قال المصيب لا يكون إلا واحدا وان الحق لا يكون إلا واحدا ومن لم يعلمه فقد أخطأ بمعنى أنه لم يعلم الحق في نفس الأمر فقد صدق كما بسط هذا في مواضع، المقصود أن من تكلم بلا علم يسوغ وقال غير الحق فانه يسمى كاذبا فكيف بمن ينقل عن كلام موجود خلاف ما هو فيه مما يعرف كل من تدبر الكلام أن هذا نقل باطل فان مثل هذا الكذب ظاهر والأولى على صاحبه إثم الكذب ويطلق عليه الكذب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم كذب أبو السنابل وكما قال لما قيل له إنهم يقولون إن عامرا بطل عمله قتل نفسه فقال كذب من قال ذلك وكما قال عبادة كذب أبو محمد لما قال الوتر واجب وقال ابن عباس كذب نوف لما قال إن موسى صاحب بني اسرائيل ليس هو موسى صاحب الخضر ومثل هذا كثير فاذا كان هذا الخبر الذي ليس بمطابق يسمى كذبا فما هو كذب ظاهر أولى ومثل هذا إذا حكم بين الناس بالجهل فهو أحد القضاة الثلاثة الذين قال فيهم النبي صلى الله عليه وسلم القضاة ثلاثة قاضيان في النار وقاض في الجنة رجل علم الحق وقضى به فهو في الجنة ورجل علم الحق وقضى بخلافه فهو في النار ورجل قضى للناس على جهل فهو في النار وإن قيل فيه قد يكون مجتهدا مخطئا مغفورا له فحكمه الذي أخطأ فيه وخالف فيه النص والاجماع باطل باتفاق العلماء وكذلك حكم من شاركه في ذلك وكلام هذا وأمثاله يدل على أنهم بعيدون عن معرفة الصواب في هذا الباب كأنهم غرباء عن دين الاسلام في مثل هذه المسائل لم يتدبروا القرآن ولا عرفوا السنن ولا آثار الصحابة ولا التابعين ولا كلام أئمة المسلمين وفي مثل هؤلاء قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح بدأ الاسلام غريبا وسيعود غريبا كما بدأ فشريعة الاسلام في هذا الباب غريبة عند هؤلاء لا يعرفونها فان هذا وأمثاله لو كان عندهم علم بنوع من أنواع الأدلة الشرعية في هذا الباب لوزعهم ذلك عما عليه جميع أئمة الدين مع ما فيه من الافتراء على الله ورسوله صلى الله عليه وسلم وعلى علماء المسلمين وعلى المجيب .... وليس أيضا المقصود ذم شخص معين بل المقصود بيان ما يذم وينهى عنه ويحذر عنه من الخطأ والضلال في هذا الباب كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول ما بال رجال يقولون أو يفعلون كذا فيذم ذلك الفعل ويحذر عن ذلك النوع وليس مقصوده إياذاء شخص معين ولكن لما كان هذا صنف مصنفا وأظهره وشهره لم يكن بد من حكاية ألفاظه والرد عليه وعلى من هو مثله ممن ينتسب إلى علم ودين ويتكلم في هذه المسألة بما يناقض دين المسلمين حيث يجعل ما بعث الله به رسوله كفرا وهذا رأس هؤلاء المبدلين فالرد عليه رد عليهم فصل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/33)
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - 06 - 07, 07:22 م]ـ
وقال ايضا:
الرد على الأخنائي ج1/ص9
لكن المقصود هنا أنه أرسل إلي ما كتبه هذا القاضي وأقسم بالله علي أن أكتب عليه شيئا ليظهر للناس جهل هؤلاء الذين يتكلمون في الدين بغير علم وذلك أنهم رأوا في كلامه من الجهل والكذب والضلال مالا يظن أن يقع فيه آحاد العلماء الذين يعرفون ما يقولون فكيف بمن سمى قاضي القضاة ورأيت كلامه يدل على أن عنده نوعا من الدين كما عند كثير من الناس نوع من الدين لكن مع جهل وسوء فهم وقلة علم حتى قد يجهل دين الرسول الذي هو يؤمن به ويكفر من قال بقول الرسول وصدق خبره وأطاع أمره وقد يجهل أحدهم مذهبه الذي انتسب إليه كما قد يجهل مذهب مالك وغيره من أئمة المسلمين الأربعة وغيرهم .... فهذا المعترض وأمثاله لا عرفوا ما قاله أئمتهم وأصحاب أئمتهم ولا ما قاله بقية علماء المسلمين ولا عرفوا سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنة خلفائه الراشدين ولا ما كان يفعله الصحابة والتابعون لهم بإحسان
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 06 - 07, 07:40 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[المقرئ]ــــــــ[03 - 06 - 07, 10:00 م]ـ
شيخنا ابن وهب: وبارك الله فيكم
وقد تضمن كلام الإمام فوائد:
1 - أن من الناس من يرى السلامة في ترك هذا الشخص المخالف ويرى أن هذا هو الورع
وبعض الناس يرى أن السكوت على مثل هذا سبب لرواج الباطل وتسنم الجهال ومن هذا قَسَمُ هؤلاء على ابن تيمية في الرد على هذا الشخص واستجابته لهم
ومن تأمل حال الشيخ صالح الفوزان حفظه الله رأى مثالا واقعيا في تتبع هؤلاء مع أننا نحسبه والله حسيبه ولا نزكيه على الله أنه من أورع الناس وأعلمهم
لكن بين عينيه (وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب لتبيننه للناس ولا تكتمونه فنبذوه وراء ظهورهم واشتروا به ثمنا قليلا فبئس ما يشترون)
ـ[المقرئ]ــــــــ[06 - 06 - 07, 12:34 ص]ـ
2 من أظهر قولا باطلا وناضل عنه وتكثر بالكذب فإن الرد عليه يكون بالعلن والجهر لاسيما إذا كان الذي وقع فيه تبديل للدين وتغرير بالمسلمين
والرسول صلى الله عليه وسلم يقول (يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغالين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 10 - 08, 07:38 م]ـ
يرفع ..........
رحم الله تعالى شيخ الإسلام وجمعنا به في الفردوس الأعلى.
ورحم الله تعالى شيخنا المقرئ، وحفظه في حله وترحاله، ويسر الله عوده إلى الملتقى سالما غانما.(79/34)
هل يجوز وضع اشياء فى الكفن
ـ[عبد الله الشافعي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 12:06 ص]ـ
هل يجوز ان اضع فى كفنى شيئا ينفعنى يوم القيامة خصوصا ان هناك اثار كثيرة عن السلف انهم كانوا يوصون بذلك
كشعر الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
وكما ورد عن سيف سعد بن ابى وقاص 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - انه اوصى ان يدفن معه(79/35)
القلتين بالمعايير الحديثة
ـ[فارس سترونج]ــــــــ[04 - 06 - 07, 08:49 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اخوتي الكرام من منكم يخبرنا عن حجم القلتين بالمعيار الحديث المتداول الأن، أي كم لتراً من الماء ـ؟ أو كم كيلوغرام من الماء؟ ـ ما حجم القلتين بالمتر المكعب؟، فكل كتب الفقه تذكر ذلك ولاتحدده الا بالذراع أو بالرطل البغدادي ونحو ذلك، جزى الله من علّمنا خير الجزاء 0
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 09:02 ص]ـ
الأخ فارس / حياك الله ..
القلتان 270 لترا تقريبا .. والله أعلم
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 09:04 ص]ـ
وحتى تطمئن وتتأكد أكثر:
http://www.taimiah.org/Display.asp?t=book07&f=blm0005.htm&pid=1
هنا شرح الشيخ صالح آل الشيخ يذكر مثل ما قلت أنها 270 لترا
ـ[فارس سترونج]ــــــــ[05 - 06 - 07, 08:30 ص]ـ
الأخ عبدالله جزاك الله عنا خيراً، لكن ألا ترى أن الشيخ بهذا التحديد 270 لتراً قد خالف أقوال جمهور العلماء، فمن قال بالقلتين من العلماء حددها ب500رطل بغدادي أو بمكعب طوله60سم وعرضه60سم وعمق 60سم وهذه المقاييس لا تساوي 270لتر، فهل لديك أقوال أخرى لغيره من العلماء
وهل يوجد من قلال الاحساء شئ الآن ومعذرة على تعبك معنا ـ
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 09:39 ص]ـ
وإياك أخي الحبيب فارس /
القول بأنها تبلغ 270 لترا ليس فقط قول الشيخ صالح آل الشيخ بل هو قول أكثر المعاصرين ربما.
و قال بعضهم أنها مثل ما ذكرت طول ضلعها 60 سانتي مترا , وذلك يعادل 216 لترا تقريبا.
وهنا رأي ثالث: http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?Option=FatwaId&lang=A&Id=16107
وقال الشيخ عبدالله البسام رحمه الله في نيل المآرب: القلتان تقدران بحوالي 307 لتر , كما ذكر ذلك د. محمد أحمد الخاروف في تحقيقه لكتاب الإيضاح والتبيان في معرفة المكيال والميزان لابن الرفعة ص80.
والله أعلم
ولا تعب ولا شيء فهل يتعب أحد في جمع الحسنات؟ (ابتسامة)
ـ[ياسر30]ــــــــ[05 - 06 - 07, 10:02 ص]ـ
الأمر قريب
لأن المكعب الذى طول ضلعه 60سم يكون حجمه 216000سم مكعب أى216 لترا
و المكعب الذى طول ضلعه 65سم يكون حجمه 274625سم مكعب أى275 لترا
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[05 - 06 - 07, 04:53 م]ـ
هناك كتاب أخي الكريم تجده في مكتبة الرشد بعنوان: قياسات حديثه وهو مهم لكل طالب علم فهو يذكر القياسات القديمة و ما تساوية في العصر الحديث من المقاييس الحديثة
ـ[فارس سترونج]ــــــــ[06 - 06 - 07, 08:47 ص]ـ
السلام عليكم أخي الحبيب عبدالله أثقلت عليك جزاك الله حسنات تفوق جبل أحد / وما بلغ المؤمن المراتب العالية في الدنيا والآخره الا بحسن الخلق/ أحبك في الله (ابتسامة)
وجزى الله كلاً من الأخوين مجاهد وياسر خير الجزاء 0
ـ[الأحمدي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 04:07 م]ـ
{التذهيب في أدلة متن الغاية والتقريب / مصطفى ديب البغا}
القلتان: 190 لترا تقريبا
أو سعة مكعب طول حرفه 58 سم
{ملحق الموازين والمكايل والأطوال / غالب محمد أكريِّم}
(ملحق بمنهاج الطالبين / ط: دار المنهاج)
القلة: عند الحنفية ــــــــــــــ 101.5625 كيلوغرام
عند الجمهور ــــــــــــــ 95.625 كيلوغرام.
{روضة الطالبين / ط: دار الكتب العلمية - تحقيق: عادل أحمد عبدالموجود و علي محمد عوض}
القلتان تسع 190 كيلوجرام
والقلة 95 كيلوجرام
{كفاية الأخيار / ط: دار إحياء التراث}
والقلتان تعادلان مايقرب من 200 لتر
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[07 - 06 - 07, 12:06 ص]ـ
القول بأنها تبلغ 270 لترا ليس فقط قول الشيخ صالح آل الشيخ بل هو قول أكثر المعاصرين ربما.
و هو ما ذكره الشيخ عبد الله التركى فى تعليقه على العدة, و أحال إلى كتاب"الفقه الإسلامى و أدلته".
و ذكر الشيخ عبد العزيز بن عبد الله الراجحى فى شرحه للعمدة أن القلتين تعادلان ذراع و ربع طولا و عرضا و عمقا.
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[07 - 06 - 07, 03:23 م]ـ
جزي الله الإخوة خيرا
الأخ فارس الذي بدأ الخير
الأخ عبد الله الوائلي
الأخ مجاهد الشهري
الأخ أحمدي
الأخ خطاب القاهري
أسأل الله أن يرزقنا و إياكم مغفرة و رحمة من عنده عند لقياه
ـ[سمير علي]ــــــــ[16 - 07 - 09, 12:50 م]ـ
أفادكم الله(79/36)
أرجو المساعدة: حول التمائم القرآنية
ـ[العوضي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:05 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجو تزويدي بأي بحث موجود على الشبكة , أو اسم كتاب يتكلم عن التمائم القرآنية في أسرع وقت ممكن بارك الله فيكم ...
ـ[جمانة السلفية]ــــــــ[06 - 06 - 07, 03:52 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=241
http://www.ibn-jebreen.com/book.php?cat=6&book=14&toc=626&page=598&subid=17440
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=12777
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 03:43 ص]ـ
(احكام التمائم) رسالة جيدة للدكتور السحيباني ..
وكذلك شروح التوحيد،كافة، وانظر: (باب ماجاء في الرقى والتمائم) وستجد -بإذن الله- بغيتك ..
أسأل الله ان يوفقنا وإياك لكل خير ..(79/37)
تراجم مختصرة لمشاهير الرواة عن الإمام مالك
ـ[أبوحاتم الشريف]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:32 م]ـ
هذا الرابط تراجم مختصرة لمشاهير الرواة عن الإمام مالك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=88457(79/38)
طامة جديدة لمفتي مصر!! الامام الاليكتروني!!
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - 06 - 07, 05:04 م]ـ
هذا ما نشر في الجرائد امس:
جدل واسع حول توظيف «التكنولوجيا» في العبادات
مفتي مصر يجيز الإمام الالكتروني .. والعلماء يرفضونه
هناء البنهاوي (القاهرة)
طرحت ما أنتجته احدى شركات صناعة البرمجيات في مصر لآلة تزعم انها تقوم بدور الإمام في الصلاةجدلا واسعا حول محاولة التحكم من جانب التطور الاليكتروني في مجريات حياتنا بما فيها علاقة البشر بالاديان بدءا من الأذان الموحد حتى ممارسة الشعائر والعبادات بهدف ترويج منتجاتها وتحقيق مكاسب مالية عملاقة تحت زعم توظيف العلم لخدمة الاديان.
من جانب آخر طرحت هذه المسألة علامات استفهام عديدة حول علاقة الدين بالعلم وهل هناك تعارض بينهما أم ان من يحاول ايجاد مثل هذا التعارض يهدف لتحقيق مآرب مشبوهة؟
هذه القضية طرحت جدلا فقهيا في مصر يتراوح بين رفضه تماما استنادا الى احكام فقهية وبين جوازه وفقا لشروط الضرورة. وفي محاولة للتوضيح طرحت عكاظ القضية على مائدة البحث بين كوكبة من العلماء عبر سطور التحقيق التالي:
في البداية يدافع منتجو جهاز الامام الاليكتروني عن سلعتهم وعن هدفهم من انتاجها موضحين ان الجهاز عبارة عن مشغل صوتي مدمج بالكامل في سماعات من دون اسلاك خارجية، وذلك لتسهيل استخدامه اثناء الصلاة وهو يعزل المصلي عن الاصوات المحيطة به ليمكنه من التركيز والخشوع التام، بل ويرشده اثناء اداء خطوات الصلاة حتى لا يخطئ في عدد الركعات. ونفوا ان يكون الجهاز بديلا للامام لكنه مجرد مرشد لمن يصلي بمفرده.
الموقف الشرعي
الدكتور علي جمعة مفتي مصر اكد ان الاسلام كمنهج وحياة لا يتعارض مع منجزات العلم بقدر ما يتفاعل معها ارتباطا بتقدير الاسلام للعلم والعلماء ودورهم في تعمير الارض وتطويرها والتيسير على الانسان في كل امور حياته ومن هنا فقد أفتى بشرعية الجهاز مع مراعاة نقاط عدة امور منها جعل القراءة بطريقة المصحف المعلم، اذ يقرأ القارئ ثم يترك مساحة زمنية ليقرأ المصلي بعده واستخدام تسجيلات بقراءة مجيدين لفن التجويد والتلاوة واضافة نص صوتي للتشهد والصلاة على النبي في موضعيهما من سياق الصلاة.
تباين بين الرفض والاجازة
اما الدكتور صبري عبدالرؤوف استاذ الفقه بجامعة الازهر، فيرى ان الاسلام دين العلم والمدنية ويتمشى مع جميع الحضارات ويدعو للبحث العلمي ويعمل على رفع مستوى الفرد والجماعة بشرط الا يتعارض ذلك مع نص من كتاب الله او سنة رسوله. واذا كان العصر الحضاري قد خرج علينا بمستجدات ومخترعات فإننا نقول لهذه المستحدثات مرحبا من اجل خدمة البشرية وتطورها، ولكن مهلا فيما يتعلق بالعبادة لأن العبادة علاقة خاصة بين الفرد وربه.
يوضح د. صبري ان توظيف التكنولوجيا في امر العبادات مرفوض تماما لان العبادات ما سميت عبادة الا لان العقل ليس فيه مجال وانما لاعتماده فيها على السمع والطاعة والانقياد لأمر الله عز وجل.
فالصلاة مثلا شرعها الاسلام وللانسان ان يؤديها منفردا او في جماعة، واذا اداها في جماعة فإننا نقول انه يشترط في المأموم ان يرى الامام او يسمع صوته او يتصل بصف متصل بصفوف الامام من غير واسطة اي من غير متابعة على الاجهزة الالكترونية كشاشة التلفاز او الاقمار الصناعية وذلك لان مشاهدة الانسان لإمامه عن طريق الوسائل العلمية المستحدثة وليس عن طريق المباشرة يؤدي لانشغاله بمشاهدة الامام عبر الشاشة فيضيع منه الخشوع الالتزام لكمال الصلاة مشيرا الى ان الصلاة بهذه الكيفية خلف الامام الالكتروني المزعوم تضيع تماما عندما يحدث عطل مفاجئ لهذه الاجهزة فلا يستطيع المصلي ان يتابع إمامه.
ويتابع د. صبري عبدالرؤوف ان قول خاتم المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم: «انما جعل الإمام ليؤتم به» فهذا يعني انه اذا قرر هؤلاء المخترعون جعل هذه الاجهزة الالكترونية لتؤم من يصلي منفردا فقط فإن ذلك ليس جائزا الا في حالة من يسمع هذا الجهاز الالكتروني قبل الدخول في الصلاة من باب التعليم او الاسترشاد كمن دخل في الاسلام حديثا او من في حكمه فلا مانع من ذلك. اما ان دخل الانسان في الصلاة فلا يحل له بأي حال من الاحوال ان يتابع صلاته عن طريق أي من هذه الاجهزة الالكترونية وعلى ذلك فكان الاولى لهؤلاء المخترعين ان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/39)
يبحثوا عما يعود بالنفع العام للمجتمع بعيدا عن نطاق العبادات لانها ترتبط بحقوق العبودية لله بما يعني حقوق السمع والطاعة للخالق العظيم هذا هو عين العبودية لله التي ينبغي للمسلم ان يتخلق بها وان يسير على منهجها وإلا اصبحت الامور فوضى ورأينا المخترعين في كل يوم يأتون لنا بالجديد زعما انهم يقربون بين الانسان وبين الله وهي العلاقة التي تتحقق بالخشوع في الصلاة وبموجب ذلك فالمسلم مطالب بالتزام العبادة كما تعلمها من رسول الله صلى الله عليه وسلم تحقيقا لقيمة الخشوع التي تقود للفلاح ومصداقا لقوله تعالى: (قد افلح المؤمنون الذين هم في صلاتهم خاشعون)، اما اذا اعتمدنا على الوسائل العلمية المستحدثة فإن ذلك يعد نوعا من انواع العبث والفوضى التي لا تتفق مع شرع الله تعالى فيما يختص بالعبادات.
ويخلص د. صبري عبدالرؤوف الى تأكيد ان استخدام ما يسمى بالامام الالكتروني بدعة لانها لا تتماشى مع الخشوع والاخلاص لله حال الصلاة.
رخصة مشروطة بالضرورة
الى ذلك ينفي د. عبدالحي عزب أستاذ اصول الفقه بكلية الشريعة بجامعة الازهر تعارض الاحكام الشرعية مع تطور العقل البشري والاختراعات التي تيسر حياة الانسان في كل زمان ومكان واكد ان الشريعة الاسلامية قد جاءت خاتمة لكافة الشرائع السماوية ولما كانت شاملة للأحكام بأنواعها من عبادات ومعاملات لضبط حياة الفرد والمجتمع سواء ما يتعلق منها بالامور الدنيوية أو الأخروية، ومع هذا فقد تركت الشريعة مساحة واسعة لمجال الفكر والعقل والنظر فنجد القرآن الكريم يحث العقل كي يتحرك ويحث الانسان على النظر والتدبر في مخلوقات الله وملكوته ولذلك تختم الكثير من الآيات بقوله تعالى: {أفلا يعقلون}، {أفلا تبصرون}، {أفلا يتدبرون}. وهذا يؤكد ان الدين الاسلامي لا يقف حجر عثرة امام التقدم العلمي والابتكار الذي يسهل له امور حياته. وهنا نجد المولى عز وجل يقول في سورة «النحل» {والخيل والبغال والحمير لتركبوها وزينة ويخلق ما لا تعلمون}.
ويضيف ان تلك الابتكارات التكنولوجية والاليكترونية الحديثة التي تعود بالنفع العام على الانسان قد تندرج تحت قوله تعالى: {ويخلق ما لا تعلمون} بشكل مباشر او بطريق غير مباشر من خلال تعليم الانسان ما لا يعلم، وهذا في ذاته تأكيد على ان الاسلام لا يصادر فكراً او معرفة بل هو دين الانسجام مع الحياة، الا ان الاحكام والامور الشرعية تتنوع تنوعاً كبيراً ومنها ما يخص العبادات التي رسم لها الشارع الحكيم من المعالم التي يجب ان تؤدى بها كالصلاة فهي تؤدى إما فردا او جماعة وتؤدى بالصفة الشخصية ولا يجوز ان ينوب فيها شخص عن آخر لأنها علاقة رسمية وصلة وثيقة بين العبد وربه.
ويجيب د. عبدالحي عزب: لا حاجة عملية لذلك خاصة ان للمسلم ان يصلي بالهيئة والصفة التي يتمكن منها فإن لم يستطع قائماً فجالساً وان لم يستطع جالساً فنائماً وان لم يستطع القراءة اطلاقاً فليجر على لسانه الصلاة ولو بالدعاء.
وحول امكانية توظيف هذه التكنولوجيا لتعليم الجاهل بأحكام وشروط الصلاة من الداخلين في الاسلام حديثاً يوضح د. عزب، ان الحديث عهداً بالاسلام ولا يستطيع قراءة الفاتحة فإنه يجوز استخدام هذا الصوت عبر الجهاز الاليكتروني بحيث يسمع الفاتحة ويرددها خلفه، وهذا لا مانع شرعياً فيه انطلاقاً من عدم معرفته بفاتحة الكتاب، وهذه الرخصة تدخل في باب الضرورة ووفقاً للقاعدة الفقهية وهي ان الضرورة التي تقدر بقدرها .. وهذا يعني ان هذه الضرورة تقتصر على اهلها فإذا وجد مضطر لاستخدام هذا الجهاز الاليكتروني فإن حالته لا تنسحب على غيره والرخص هنا تمنح بدافع الضرورة.
ويؤكد د. عبدالحي عزب انه لا يجوز ان نعمم هذه الرخصة ونقول ان المذياع يقرأ او تقوم قراءة المذياع مقام قراءة الفرد للقرآن اثناء الصلاة، او القول بأن الامام يصلي في الكاسيت او الجهاز الاليكتروني ونحن نصلي خلفه فهذا ممنوع منعاً باتاً، لأنه طريق ادخال في الدين ما ليس منه، مشيراً الى انه اذا كان ارباب الديانات الاخرى يحترمون ما فيها من طقوس، فنحن اولى منهم باحترام طقوس عبادتنا وإلا فالاسلام لا يرغم احداً على الدخول فيه او البقاء فيه، وعلى ذلك فإن ما يسمى بالامام الاليكتروني يعد نوعاً من البدع التي يبتغون من ورائها تشويه العبادة.
علم مشبوه
ويصف الدكتور محمد داود عميد معهد معلمي القرآن الكريم مثل هذه التكنولوجيا بالعلم المشبوه الذي يهدف الى صرف المسلمين عن الدين مدللاً على ذلك بصلاة الجمعة التي لا تصح بدون خطبة، مؤكداً ان ذلك يخل بشرط من شروط صحة الصلاة وهو خطأ يجب رده. ورفض د. محمد داوود امكانية اجازة الامام الاليكتروني لما له من تداعيات خطيرة تتصل بإمكانية صرف المسلمين عن الذهاب للصلاة في المساجد.
انتهى
ويقولون: تراجُع دور مصر العربي والإسلامي!!
ـ[إسلام بن طعيمة]ــــــــ[04 - 06 - 07, 05:30 م]ـ
ليست هذه أولى طاماته -غفر الله له وهداه- بل في الجعبة الكثير, والرجل بحق يمثل فتنة لعوام المسلمين الذين يبهرم خاتمه الأسود الذي يرتديه في خنصره الأيمن, ولحيته "المهذبة! " وعمامته وقميصه الأزهري, وجلسته التي توحي للناظر إليه أنه يستمع لرجل من أهل العلم وإذا بالحيات والأفاعي تطل من بين براثنه,
خذ مثلاً:
ادعاؤه أنه رأى النبي في اليقظة!
وأن الصحابة كانوا أشاعرة!
وأن من ليس بأشعري فهو مجسم ضال!
وتجويزه للمرأة أن تصلي ببذلة الرقص! ولكن في غرفة مظلمة!!!
وتجويزه تقبيل السور الحديدي حول قبر الحسين!
و"استحباب" الصلاة في المسجد المقبور!
وجواز إمامة المرأة للرجال عند الضرورة!
وجواز تسمي الرجل بأمه!
وجواز التوسل بالنبي!
وجواز قراءة صلاة ابن مشيش!!
واعترافه بأنه صوفي,
واقراره لبردة البوصيري
وتجويزه لطباعة النوت الموسيقية!
وأن الطواف بقبور الأولياء ليس من الشرك!!!
وأن الميت قد تكون له كرامة فيقابلك في الحج!
وطعنه في الألباني
وافتراؤه على ابن عثيمين
وغيرها هداه الله إلى سواء السبيل هو ومن على شاكلته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/40)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 06 - 07, 07:06 م]ـ
إنا لله وإنا إليه راجعون
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 07:52 م]ـ
ولماذا لا نخترع " مفتي إلكتروني " ونطرد هذا
وأقترح أن يكون مثل " آلة البيبسي " ويضع المستفتي المال المطلوب وتخرج له الفتوى من مجامع فقهية موثوقة
ولا يبقى لهذا عمل
وأتوقع لو يعرض عليها فإنه سيفتي ببدعيته
ولعلنا نحظى منه بكلمة " بدعة " قبل أن يهلك
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 08:21 م]ـ
ولماذا لا نخترع " مفتي إلكتروني " ونطرد هذا
وأقترح أن يكون مثل " آلة البيبسي " ويضع المستفتي المال المطلوب وتخرج له الفتوى من مجامع فقهية موثوقة
ولا يبقى لهذا عمل
وأتوقع لو يعرض عليها فإنه سيفتي ببدعيته
ولعلنا نحظى منه بكلمة " بدعة " قبل أن يهلك
أضحك الله سنك، كما أضحكتني.
أخشى ما أخشى من الزوج الاكتروني!!!:)
ـ[الداودي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 08:36 م]ـ
الشيخ إحسان رد جميل ....
جزاك الله خيرا
ـ[أبو العباس البحريني]ــــــــ[04 - 06 - 07, 08:54 م]ـ
صدقت أخي إحسان .. :)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 09:18 م]ـ
جزاكم الله خيراً
كم أبغض رؤيته وسماعه هو وأخوه الآخر!!
ولا يسألني أحد من هذا الأخ!
ـ[أبوعمر وصهيب]ــــــــ[04 - 06 - 07, 09:36 م]ـ
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
حسبنا الله ونعم الوكيل
من فتاوى على الموضة
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:10 م]ـ
شيخ علي
وهل تستبعد عنه إباحة الزوج الإلكتروني؟
طاماته تعلقت بالعقيدة والفقه والسلوك، فما الذي سينعه من تجويزه؟
والتفصيل في " الاستراحة "!!
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[04 - 06 - 07, 10:43 م]ـ
الله يستر لا يسمعكم فضيلة المفتي تقولون: الزوج الاكتروني!!!
أخاف يخرج علينا بفتوى الزوجة الالكترونية!!!
وهل تعتبر زوجة خامسة!!
ـ[شتا العربي]ــــــــ[04 - 06 - 07, 11:24 م]ـ
انظر هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=610514#post610514
وانظر هذا الرابط أخي فقد أتى بعض الأعضاء هناك بكلام عجيب حقيقة
http://www.alukah.net/majles/showthread.php?p=24319#post24319
ـ[أبو محمد]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:36 ص]ـ
ضحكت كثيرا من ردك أخي إحسان ..
ليت أحدا يوصلها إليه لنرى رده .. لأن حيثيات الحكم التي ذكرها سابقا موجودة .. الإسلام لا يعارض معطيات العلم الحديث ... إلخ
وأقترح اقتراحا آخر .. وهي آلة إلكترونية لصفع الحمقى والقائلين على الله وفي دينه بغير علم على قفاهم ..
إلى متى وهؤلاء الضالون يلعبون في دين الله ويلبسون على الناس دينهم .. !
إلى الله المشتكى.
ـ[ابن جبير]ــــــــ[05 - 06 - 07, 02:31 ص]ـ
قال ابن حجر في الفتح (2/ 759)
فائدة: قال ابن المنير في الحاشية: اتفق لبعض شيوخنا فرع غريب في النقل كثير في الوقوع، وهو أن _ يعجز المريض _ عن التذكر ويقدر على الفعل فألهمه الله أن يتخذ من يلقنه فكان يقول: احرم بالصلاة، قل الله اكبر، اقرأ الفاتحة، قل الله اكبر للركوع إلى آخر الصلاة، يلقنه ذلك تلقيناً وهو يفعل جميع ما يقول له بالنطق أو بالإيماء رحمه الله 0
-
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 03:13 ص]ـ
ما هكذا يا جمعة تورد الإبل (أبو محمد الأزهري)
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=610623#post610623
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 03:17 ص]ـ
قال ابن حجر في الفتح (2/ 759)
فائدة: قال ابن المنير في الحاشية: اتفق لبعض شيوخنا فرع غريب في النقل كثير في الوقوع، وهو أن _ يعجز المريض _ عن التذكر ويقدر على الفعل فألهمه الله أن يتخذ من يلقنه فكان يقول: احرم بالصلاة، قل الله اكبر، اقرأ الفاتحة، قل الله اكبر للركوع إلى آخر الصلاة، يلقنه ذلك تلقيناً وهو يفعل جميع ما يقول له بالنطق أو بالإيماء رحمه الله 0
-
بارك الله فيكم
لكن حتى هذا الفرع المذكور يختلف عن المسألة المطروحة في الفتوى.
فالفرع خاص بالمريض الذي يعجز عن التذكير فيستخدم من يُذكّره للضرورة التي حلّت به والضرورات تبيح المحظورات وهي مقدرة بقدرها.
بخلاف الجهاز المذكور في الفتوى والذي لا يُفرق بين ضرورة وغير ضرورة، كما أنه يقوم مقام الإمام، وهذا باطل قطعا لأن الجماعة لا تكون بين إنسان وجهاز.
وكما لا يتصور عاقل أن الجماعة يمكن أن تنعقد برجل وبقرتين فكذلك لا يمكن أن تنعقد الجماعة برجل وجهاز أو مائة جهاز.
فالفرع المذكور في غير مناط الجهاز المذكور في الفتوى
كما لا يخفى عليكم حفظكم الله
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 03:23 ص]ـ
لما قرأت العنوان تذكرت ... العمدة الآلي. (ابتسامة)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 03:29 ص]ـ
ولعلنا نحظى منه بكلمة " بدعة " قبل أن يهلك
حياك الله يا شيخ إحسان
فهو يرى أن النقاب إذا كان بقصد التعبد والتدين فهو بدعة!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/41)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 03:34 ص]ـ
==
ـ[محمد بن صادق]ــــــــ[05 - 06 - 07, 04:01 ص]ـ
الله المستعان
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 05:59 ص]ـ
الحمدلله على نعمة الهداية ..
ـ[محمد حسين شعبان]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:21 م]ـ
مصراوي - خاص - نفي الدكتور على جمعة مفتي الجمهورية أن يكون قد صرح مطلقاً بجواز استخدام الجهاز كإمام للمصليين، معتبراً أن ما أشيع عنه عار تماماً من الصحة.
وقال المفتي، في تصريح خاص لموقع مصراوي، إن الفتوى كانت لإحدى شركات البرمجيات ويختص السؤال عن مشروعية استخدام الجهاز للمصلي المفرد خاصة الذين يعانون ضعف الذاكرة أو عدم حفظ آيات القرآن الكريم بواسطة سماعة للإذن لمن لا يعرف القراءة أو يغلب عليه النسيان.
وأشار الدكتور على جمعة أن فتواه تختص فقط لمن يعانون ضعف الذاكرة، ومشدداً على ضرورة قراءة القرآن بطريق المصحف المعلم مثل قراءة الشيخ الحصري رحمه الله، بحيث يقرأ القارئ ثم يترك مساحة زمنية ليقرأ المصلي بعده مع استخدام تسجيلات بقراءة مجيدين لفن التجويد والتلاوة وإضافة نص صوتي للتشهد والصلاة على النبي في موضعيهما من سياق الصلاة.
وألمح فضيلة المفتي إلى عدم جواز استخدام هذا الجهاز كإمام لأن من شروط الامامه أن يكون من أحفظهم للقران والأحاديث وهذا لا يتوفر في المخترع المكون من كومبيوتر صغير فهو حسب ما توجهه يفعل وليس من تلقاء نفسه بالإضافة إلى غياب شروط الإمامة عنه ولم ترد أية أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تجيز مثل هذه الأمور والإ هل سيكون الصلاة خلفه بـ27 درجة مثلما اخبرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.
جدير بالذكر أن إحدى شركات صناعة البرمجيات في مصر أنتجت آلة الكترونية تعمل كإمام إلكتروني لأداء الصلاة بهدف مساعدة القائم بالصلاة على قراءة الآيات بصورة صحيحة وتلاوة منظمة بشرط أن تكون الصلاة منفرداً.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:45 م]ـ
شيخ علي
وهل تستبعد عنه إباحة الزوج الإلكتروني؟
طاماته تعلقت بالعقيدة والفقه والسلوك، فما الذي سينعه من تجويزه؟
والتفصيل في " الاستراحة "!!
يا شيخ إحسان: لم أعد استبعد أي فتوى غريبة بل أغرب من الخيال!!
ويا خوفي أن يظهر بعض هؤلاء من أصحاب الفتاوى السريعة لهدم الشريعة، فيفتي - وهنا الطامة الكبرى - بالزوجة الاكترونية كما قال أخونا خزانة الأدب، أو بالزوج الاكتروني كما قال أخوكم!! وحينئذ تكون من النوازل:) ولابد من تكييفها:)، وعرضها على المجامع الفقهية، والصناعية:).
وحسبنا الله ونعم الوكيل.
ـ[أبو داود الكناني]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:46 م]ـ
لو صح النقل الأول لكان من مبطلات الصلاة إنقطاع التيار الكهربائي لطفك اللهم
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[05 - 06 - 07, 02:19 م]ـ
وقال المفتي، في تصريح خاص لموقع مصراوي، إن الفتوى كانت لإحدى شركات البرمجيات ويختص السؤال عن مشروعية استخدام الجهاز للمصلي المفرد خاصة الذين يعانون ضعف الذاكرة أو عدم حفظ آيات القرآن الكريم بواسطة سماعة للإذن لمن لا يعرف القراءة أو يغلب عليه النسيان.
وأشار الدكتور على جمعة أن فتواه تختص فقط لمن يعانون ضعف الذاكرة، ومشدداً على ضرورة قراءة القرآن بطريق المصحف المعلم مثل قراءة الشيخ الحصري رحمه الله، بحيث يقرأ القارئ ثم يترك مساحة زمنية ليقرأ المصلي بعده مع استخدام تسجيلات بقراءة مجيدين لفن التجويد والتلاوة وإضافة نص صوتي للتشهد والصلاة على النبي في موضعيهما من سياق الصلاة.
أهذا نفي أم إثبات؟!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 03:39 م]ـ
هل هذا المفتي عبيط أم يستعبط؟
يمنعه من الجماعة ويبيحه للمنفرد؟!!!
قال: ((ولم ترد أية أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تجيز مثل هذه الأمور والإ هل سيكون الصلاة خلفه بـ27 درجة مثلما اخبرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.))
وأين هذه الأحاديث في المنفرد؟؟؟
وعندنا في الشرع حل لمن لا يحسن العربية بأن يقول سبحان الله والحمد لله ... بدلا من قراءة الفاتحة حتى يتمكن منها
وكان من المناسب أن يقال: يقرأ له واحد من الناس وهو خارج الصلاة لهذا الأعجمي وهو يردد وراءه!! فالسبب موجود والحكم لا يوجد إلا في تخاريف هذا المفتي!!
تصور تنتهي البطارية عن هذا الجهاز أو تنقطع الكهرباء عنه - كما ذكر أخونا الكناني - فماذا سيصنع ضعيف الذاكرة هذا؟
وماذا لو مشى الجهاز بسرعة فأدخل سورة على سورة؟
وماذا لو برمجه أحد الهكرز على " شعر " أو " أغنية "؟؟؟؟
أما آن أن يتوقف سيل الفتاوى الحمقاء من هذا وأمثاله؟
طيب يا مفتي
وإذا كانت الصلاة عبادة والإمامة فما بال الأذان؟؟؟
تقول:
((وألمح فضيلة المفتي إلى عدم جواز استخدام هذا الجهاز كإمام لأن من شروط الامامه أن يكون من أحفظهم للقران والأحاديث وهذا لا يتوفر في المخترع المكون من كومبيوتر صغير فهو حسب ما توجهه يفعل وليس من تلقاء نفسه بالإضافة إلى غياب شروط الإمامة عنه))
فهل تنطبق شروط المؤذن على جهاز " تايواني "؟؟؟؟
لقد أمسى هذا المفتى نفسه " نازلة " يا شيخ علي ويحتاج - فعلا - لمجمع صناعي لإعادة برمجته!!!
بل
ما أحوجه لـ " دِرَّة عمر " لينزف كما نزف " صبيغ "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/42)
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 03:41 م]ـ
الفتوى الأولى مذكورة في موقع مصري رسمي وهو موقع إمارة (محافظة) الغربية بمصر
http://www.gharbia.gov.eg/index.php?LoadPage=newsdetail&nid=33&cid=32
والفتوى الثانية تؤكد الأولى ولا تنفيها
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 04:11 م]ـ
هل هذا المفتي عبيط أم يستعبط؟
يمنعه من الجماعة ويبيحه للمنفرد؟!!!
قال: ((ولم ترد أية أحاديث عن النبي صلى الله عليه وسلم تجيز مثل هذه الأمور والإ هل سيكون الصلاة خلفه بـ27 درجة مثلما اخبرنا سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم.))
وأين هذه الأحاديث في المنفرد؟؟؟
وعندنا في الشرع حل لمن لا يحسن العربية بأن يقول سبحان الله والحمد لله ... بدلا من قراءة الفاتحة حتى يتمكن منها
وكان من المناسب أن يقال: يقرأ له واحد من الناس وهو خارج الصلاة لهذا الأعجمي وهو يردد وراءه!! فالسبب موجود والحكم لا يوجد إلا في تخاريف هذا المفتي!!
تصور تنتهي البطارية عن هذا الجهاز أو تنقطع الكهرباء عنه - كما ذكر أخونا الكناني - فماذا سيصنع ضعيف الذاكرة هذا؟
وماذا لو مشى الجهاز بسرعة فأدخل سورة على سورة؟
وماذا لو برمجه أحد الهكرز على " شعر " أو " أغنية "؟؟؟؟
أما آن أن يتوقف سيل الفتاوى الحمقاء من هذا وأمثاله؟
طيب يا مفتي
وإذا كانت الصلاة عبادة والإمامة فما بال الأذان؟؟؟
تقول:
((وألمح فضيلة المفتي إلى عدم جواز استخدام هذا الجهاز كإمام لأن من شروط الامامه أن يكون من أحفظهم للقران والأحاديث وهذا لا يتوفر في المخترع المكون من كومبيوتر صغير فهو حسب ما توجهه يفعل وليس من تلقاء نفسه بالإضافة إلى غياب شروط الإمامة عنه))
فهل تنطبق شروط المؤذن على جهاز " تايواني "؟؟؟؟
لقد أمسى هذا المفتى نفسه " نازلة " يا شيخ علي ويحتاج - فعلا - لمجمع صناعي لإعادة برمجته!!!
بل
ما أحوجه لـ " دِرَّة عمر " لينزف كما نزف " صبيغ "
أحسنت يا شيخ إحسان.
إنها فتوى آلية! ولا درة عمرية لها!
ـ[ابن جبير]ــــــــ[05 - 06 - 07, 04:20 م]ـ
بارك الله فيكم
لكن حتى هذا الفرع المذكور يختلف عن المسألة المطروحة في الفتوى.
فالفرع خاص بالمريض الذي يعجز عن التذكير فيستخدم من يُذكّره للضرورة التي حلّت به والضرورات تبيح المحظورات وهي مقدرة بقدرها.
بخلاف الجهاز المذكور في الفتوى والذي لا يُفرق بين ضرورة وغير ضرورة، كما أنه يقوم مقام الإمام، وهذا باطل قطعا لأن الجماعة لا تكون بين إنسان وجهاز.
وكما لا يتصور عاقل أن الجماعة يمكن أن تنعقد برجل وبقرتين فكذلك لا يمكن أن تنعقد الجماعة برجل وجهاز أو مائة جهاز.
فالفرع المذكور في غير مناط الجهاز المذكور في الفتوى
كما لا يخفى عليكم حفظكم الله
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
قلت: ومتعلق طلب الشارع بخطابة في ذمة المكلف إنما هو في الإستطاعة كما جاء ذلك - وانتم تعلمون إن شاء الله - في حديث عمران بن حصين [صلى قائماً - فإن لم تستطع - ..... الحديث]
فلا ينحط المصلى من درجة القائم استقلالاً إلى القائم استناداً إلى بفقد القدرة على ذلك وهكذا
وعند اصحابنا قالوا (ولو كراكع) كصفة راكع لكبر او مرض او حدب ونحوه لزمه ذلك مهما امكنه
ولو كان اعتماه أو استناده إلى شيء بأجرة مثله او زائدة يسيراً إن قدر عليها 0 وعند ابن عقيل لايلزمه اكتراء من يقيمه ويعتمد عليه
* قال إمام الحرمين (الذي أراه في ضبط العجز أن يَلحق بالقيام مشقة تذهب خشوعه، لان الخشوع مقصود الصلاة 0
والمعروف عند الشافعية أن المراد بنفي الإستطاعة وجود المشقة الشديدة بالقيام، أو خوف زيادة المرض او الهلاك ولا يكتفى بأدنى مشقة ومن المشقة الشديدة دوران الرأس في حق راكب السفينة وخوف الغرق لو صلى قائماً فيها 0
* قال الخطابي: المراد بحديث عمران (إن صلى قائماً فهو افضل، ومن صلى قاعداً فله نصف اجر القائم، ومن صلى نائماً فله نصف اجر القاعد): المريض المفترض الذي يمكنه أن يتحامل فيقوم مع مشقة فجعل أجر القاعد على= =النصف من اجر القائم، ترغيباً له في القيام، مع جواز قعوده 0 قال الحافظ: وهو حمل متجه، ومن اهل العلم من قال إن حديث عمران هذا محمول عندهم على المتنفل فيما نقله الترمذي عن الثوري قال: واما المعذور اذا صلى جالساً فله مثل اجل القائم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/43)
* قال الحافظ: فائدة: لم يبين كيفية القعود فيوخذ من اطلاقه جوازه على أي صفة شاء المصلي .... وقد اختلف في الافضل فعن الأئمة الثلاثة يصلي متربعاً، وقيل يجلس مفترشاً .... وقيل متوركاً
- وما ادري ما وجه توظيف قاعدة الضرورة تبيح المحظورات هاهنا منك؟ فليس لها باب
ومن ذلك أن بعض العلماء لم يجيزوا لمن صلى قائماً استناداً الإعتماد على شيء نجس بل البعض منهم على منح الاستناد على الجنب والحائض لانه سيكون جزء من صلاته فلا يصح تلبس المصلى بالنجاسة بقصد منه 0
بل قال بعض العلماء - وهم الاحناف واختاره شيخ الاسلام - خلافاً للجمهور لمن وصل لحالة العجز عن الصلاة إلا بالطرف فلم يروى الصلاة بالطرف
أما مسألة إمامة الرجل [لبقرتين] فلا اعلم احد من اهل العلم سبقك إليها 0
والبقرتين ليستا مكلفتين ولا تحت خطاب الشرع .. اللهم إلا إذا اتلفتا شيء فيحر الضمان على صاحبهما وذلك لان المباشر للإتلاف وهما البقرتين يتعذر إحالة الضمان عليهما
- والواقع أننا سمعنا بعض الشناقطة - حفظهم الله - يقولون
وقسمة الحظوظ فيها يدخل **** سهم المسائل التي تنعقل
فيحرم الذكي من فهم الجلي ... اذا لم تكن من حظه في الازل
وخير من قول الشاعر قول رب الشاعر
وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) الحجرات
والا ازيد على قول ابن المنير: إنه فرع غريب
وفي الواقع لم ادخل المشاركة السابقة المتمثلة في النقل عن ابن حجر لتلمس وجه للذي قيل. إنما هي توجيه أن الذي قال به قد يراد به حالة المريض، ولو لاحظت أني وضعت _ يعجز المريض _ بين معكوفتين للفت النظر إليها
ولا يعنى هذا الموافقة عليه، إنما هو حكاية قول وتعلمون انه لا يلزم من حكاية القول - القول به وهذا معلوم عندكم إن شاء الله
ونحن اخوة يعضد بعضنا بعضاً فيما نتدارسه من مسائل العلم ومن كان له فضل ظهر فليجد به لمن لا ظهر له
وقد دخل نفسى من ذكر مثال البقرتين ما دخل - غفر الله لكم - والله المستعان - وكنت ارجوا أن تعف مشاركتك عن مثل هذا
وكان الأحرى بك إيراد ما تستشكل على وجه استفهام لتزكى لك النفس في اجابتها وتتودد إليك في عرض حجتها، ويتم الافادة لك ومنك،
والله المستعان
اخوكم ابن جبير
ـ[ابن جبير]ــــــــ[05 - 06 - 07, 04:21 م]ـ
بارك الله فيكم
لكن حتى هذا الفرع المذكور يختلف عن المسألة المطروحة في الفتوى.
فالفرع خاص بالمريض الذي يعجز عن التذكير فيستخدم من يُذكّره للضرورة التي حلّت به والضرورات تبيح المحظورات وهي مقدرة بقدرها.
بخلاف الجهاز المذكور في الفتوى والذي لا يُفرق بين ضرورة وغير ضرورة، كما أنه يقوم مقام الإمام، وهذا باطل قطعا لأن الجماعة لا تكون بين إنسان وجهاز.
وكما لا يتصور عاقل أن الجماعة يمكن أن تنعقد برجل وبقرتين فكذلك لا يمكن أن تنعقد الجماعة برجل وجهاز أو مائة جهاز.
فالفرع المذكور في غير مناط الجهاز المذكور في الفتوى
كما لا يخفى عليكم حفظكم الله
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرا
قلت: ومتعلق طلب الشارع بخطابة في ذمة المكلف إنما هو في الإستطاعة كما جاء ذلك - وانتم تعلمون إن شاء الله - في حديث عمران بن حصين [صلى قائماً - فإن لم تستطع - ..... الحديث]
فلا ينحط المصلى من درجة القائم استقلالاً إلى القائم استناداً إلى بفقد القدرة على ذلك وهكذا
وعند اصحابنا قالوا (ولو كراكع) كصفة راكع لكبر او مرض او حدب ونحوه لزمه ذلك مهما امكنه
ولو كان اعتماه أو استناده إلى شيء بأجرة مثله او زائدة يسيراً إن قدر عليها 0 وعند ابن عقيل لايلزمه اكتراء من يقيمه ويعتمد عليه
* قال إمام الحرمين (الذي أراه في ضبط العجز أن يَلحق بالقيام مشقة تذهب خشوعه، لان الخشوع مقصود الصلاة 0
والمعروف عند الشافعية أن المراد بنفي الإستطاعة وجود المشقة الشديدة بالقيام، أو خوف زيادة المرض او الهلاك ولا يكتفى بأدنى مشقة ومن المشقة الشديدة دوران الرأس في حق راكب السفينة وخوف الغرق لو صلى قائماً فيها 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/44)
* قال الخطابي: المراد بحديث عمران (إن صلى قائماً فهو افضل، ومن صلى قاعداً فله نصف اجر القائم، ومن صلى نائماً فله نصف اجر القاعد): المريض المفترض الذي يمكنه أن يتحامل فيقوم مع مشقة فجعل أجر القاعد على= =النصف من اجر القائم، ترغيباً له في القيام، مع جواز قعوده 0 قال الحافظ: وهو حمل متجه، ومن اهل العلم من قال إن حديث عمران هذا محمول عندهم على المتنفل فيما نقله الترمذي عن الثوري قال: واما المعذور اذا صلى جالساً فله مثل اجل القائم
* قال الحافظ: فائدة: لم يبين كيفية القعود فيوخذ من اطلاقه جوازه على أي صفة شاء المصلي .... وقد اختلف في الافضل فعن الأئمة الثلاثة يصلي متربعاً، وقيل يجلس مفترشاً .... وقيل متوركاً
- وما ادري ما وجه توظيف قاعدة الضرورة تبيح المحظورات هاهنا منك؟ فليس لها باب
ومن ذلك أن بعض العلماء لم يجيزوا لمن صلى قائماً استناداً الإعتماد على شيء نجس بل البعض منهم على منح الاستناد على الجنب والحائض لانه سيكون جزء من صلاته فلا يصح تلبس المصلى بالنجاسة بقصد منه 0
بل قال بعض العلماء - وهم الاحناف واختاره شيخ الاسلام - خلافاً للجمهور لمن وصل لحالة العجز عن الصلاة إلا بالطرف فلم يروى الصلاة بالطرف
أما مسألة إمامة الرجل [لبقرتين] فلا اعلم احد من اهل العلم سبقك إليها 0
والبقرتين ليستا مكلفتين ولا تحت خطاب الشرع .. اللهم إلا إذا اتلفتا شيء فيحر الضمان على صاحبهما وذلك لان المباشر للإتلاف وهما البقرتين يتعذر إحالة الضمان عليهما
- والواقع أننا سمعنا بعض الشناقطة - حفظهم الله - يقولون
وقسمة الحظوظ فيها يدخل **** سهم المسائل التي تنعقل
فيحرم الذكي من فهم الجلي ... اذا لم تكن من حظه في الازل
وخير من قول الشاعر قول رب الشاعر
وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُوا حَتَّى تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ (5) الحجرات
والا ازيد على قول ابن المنير: إنه فرع غريب
وفي الواقع لم ادخل المشاركة السابقة المتمثلة في النقل عن ابن حجر لتلمس وجه للذي قيل. إنما هي توجيه أن الذي قال به قد يراد به حالة المريض، ولو لاحظت أني وضعت _ يعجز المريض _ بين معكوفتين للفت النظر إليها
ولا يعنى هذا الموافقة عليه، إنما هو حكاية قول وتعلمون انه لا يلزم من حكاية القول - القول به وهذا معلوم عندكم إن شاء الله
ونحن اخوة يعضد بعضنا بعضاً فيما نتدارسه من مسائل العلم ومن كان له فضل ظهر فليجد به لمن لا ظهر له
وقد دخل نفسى من ذكر مثال البقرتين ما دخل - غفر الله لكم - والله المستعان - وكنت ارجوا أن تعف مشاركتك عن مثل هذا
وكان الأحرى بك إيراد ما تستشكل على وجه استفهام لتزكى لك النفس في اجابتها وتتودد إليك في عرض حجتها، ويتم الافادة لك ومنك،
والله المستعان
اخوكم ابن جبير
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 04:45 م]ـ
...........
- وما ادري ما وجه توظيف قاعدة الضرورة تبيح المحظورات هاهنا منك؟ فليس لها باب.
..................
أما مسألة إمامة الرجل [لبقرتين] فلا اعلم احد من اهل العلم سبقك إليها 0
...............
وفي الواقع لم ادخل المشاركة السابقة المتمثلة في النقل عن ابن حجر لتلمس وجه للذي قيل. إنما هي توجيه أن الذي قال به قد يراد به حالة المريض، ولو لاحظت أني وضعت _ يعجز المريض _ بين معكوفتين للفت النظر إليها
ولا يعنى هذا الموافقة عليه، إنما هو حكاية قول وتعلمون انه لا يلزم من حكاية القول - القول به وهذا معلوم عندكم إن شاء الله
ونحن اخوة يعضد بعضنا بعضاً فيما نتدارسه من مسائل العلم ومن كان له فضل ظهر فليجد به لمن لا ظهر له
وقد دخل نفسى من ذكر مثال البقرتين ما دخل - غفر الله لكم - والله المستعان - وكنت ارجوا أن تعف مشاركتك عن مثل هذا
وكان الأحرى بك إيراد ما تستشكل على وجه استفهام لتزكى لك النفس في اجابتها وتتودد إليك في عرض حجتها، ويتم الافادة لك ومنك،
والله المستعان
اخوكم ابن جبير
أستغفر الله أخي الحبيب فلم يكن الحديث موجها إليك مطلقا
فطب خاطرا بارك الله فيك فأنت أعز عليَّ وأجل عندي وأحب في نفسي من أن أتوجه إليك بحديث مثل هذا بارك الله فيك وحفظك
فاسلم لي سلمك الله فما أنت بالذي كنت أخاطبه مطلقا
ولكن القول كما لخصته أنت بقولك: (ونحن إخوة يعضد بعضنا بعضا) ولهذا التقطت الخيط منك وبنيت على كلامك كأنه كلامي ولا فرق فأجبتُ عن الفرع بلهجة تناسب حال صاحب الفتوى
ولست أنت المقصود بارك الله فيك
ولا أدري كيف دخل نفسك الشريفة ما دخلها وأنا أتوجه لك في بداية كلامي وآخره بقولي:
المشاركة الأصلية بواسطة شتا العربي
بارك الله فيكم
.............
كما لا يخفى عليكم حفظكم الله
بارك الله فيكم وجزاكم الله خيرافهذه العبارات فقط هي ما يخصك في المشاركة بارك الله فيك وحفظك أخي.
وأنا أفهم مقصدك بارك الله فيك من إيرادك لهذا الفرع
بل هو إيراد نافع جدا حتى يكون معلوما ولا يستدل به بعضهم في صالحه في يوم ما.
أكرر أخي لست أنت المقصود بارك الله فيك فطب خاطرا ونفسا
حفظك الله وبارك الله فيك وأرجو أن لا يكون في نفسك شيء على أخيك بعد هذا التوضيح
والسلام عليكم أخي الحبيب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/45)
ـ[أبو الهمام]ــــــــ[05 - 06 - 07, 05:14 م]ـ
يجوز إذا كان المأمومون إلكترونيين!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:10 م]ـ
أتوقع تنقلب مساجدنا إلكترونية وربورتات! (إنسان آلي)
فالأذان: جهاز
والإمام: جهاز
والخطيب: جهاز
وممكن تتحول الأجهزة لإنسان آلي
فيوضع إنسان آلي في المساجد: يؤذن
وإنسان آلي: يؤم
وإنسان آلي: يخطب
وبالنسبة لي سأصلي خلف الإمام " غريندايزر "!!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:31 م]ـ
وبالنسبة لي سأصلي خلف الإمام " غريندايزر "!!
:):) أضحك الله سنك يا شيخ.
لكن أخشى أن يُطلِق عليك الصحن الدوار أثناء الحوار.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 07:04 م]ـ
لكن أخشى أن يُطلِق عليك الصحن الدوار أثناء الحوار.
:)
هذا سيطلقه على المخالف لتسوية الصف قبل الصلاة!!!
فيقول: استووا، ويطلقه على المتقدم أو المتأخر!:)
والله مسخرة يا علي جمعة
ومن تأمل مسخرة الكتاب عليه في البول، وعلى صاحبه في الرضاعة علم مدى سفاهة هؤلاء وفتاواهم!
ـ[شتا العربي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 11:49 م]ـ
وبالنسبة لي سأصلي خلف الإمام " غريندايزر "!! أين يباع هذا الإمام؟!!!!!
وكم سعر الإمام عندكم شيخ إحسان؟!!
ـ[الحاج عادل]ــــــــ[06 - 06 - 07, 12:32 ص]ـ
الأخ أبو فهر
الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليس بغيبة.
فضح أهل الإفساد في دين الله ليس بغيبة.
إظهار الحقيقة لصغار طلاب العلم من أمثالي، لكي لا يغتروا بهؤلاء، ليس بغيبة.
السكوت على ما يحدث حولنا من مفاسد، واستهزاء بأحكام الله، هو الضلال البعيد.
وعلي frai day زادت مصائبه، ويستمع إليه آلاف الشباب، فما رأيك لو سكت إخوانك الأفاضل الذين كتبوا هنا، وظن الشباب أن frai day من علماء الأمة، لأنه (منظر) كما قال أخي ابن طعيمة، هل تعلم كم صوفي مشرك عابد للقبور سيخرج من تحت عباءة المفتي الأليكتروني، والذي لا يعمل إلا على ويندوز 3/ 11 ماكنتوش!!!
افضحوا أمثال هؤلاء أيها الإخوة، اكشفوا كل من يحرف دين الله.
هذه أمانة في أعناقنا جميعًا
وسوف تُسألون.
ـ[إبراهيم توفيق]ــــــــ[06 - 06 - 07, 07:53 ص]ـ
نسأل الله السلامة والعافية
ـ[إسلام بن طعيمة]ــــــــ[06 - 06 - 07, 12:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أهدي لإخواني هذا المقطع بصوت علي جمعة وهو:
1 - يطعن في الإمام محمد بن عبد الوهاب وأنه كان من الخوارج.
2 - بغضه للسعوديين.
3 - إدعاؤه أن الأمة أجمعت (!) فعلياً وقولياً على جواز بناء المساجد على القبور (والإسناد صحيح ولا تسأل كيف!!).
4 - مشروعية حلقات الذكر الجماعي!
http://hera.divshare.com/launch.php?f=853036&s=a3c
فلا يظن أحد بعد ذلك أننا نتقول على جمعة ما هو منه براء, وللمشرف أن يحذف هذا المقطع إن رأى في حذفه خيراً
وهذا ليس إخواني من الغيبة
القدح ليس بغيبة في ستةٍ ......... متظلم ومعرف ومحذرٍ
ومجاهرٍ فسقاً ومستفتٍ ومن ...... طلب الإعانة في إزالة منكرٍ
وجزاكم الله خيراً
ـ[إسلام بن طعيمة]ــــــــ[06 - 06 - 07, 01:19 م]ـ
:)
هذا سيطلقه على المخالف لتسوية الصف قبل الصلاة!!!
فيقول: استووا، ويطلقه على المتقدم أو المتأخر!:)
أضحك الله شيخ احسان كما أضحكتني!
ولكن
بالتأكيد مثل هذا الإمام سيحتاج أن يليه في الصف الأول الأحفظ (لكتالوجه!) بحيث إذا أخطأ الإمام أو تلعثم يسارع بضبط (الإمام!) أو ضغط زر ( restart!)
أما لو احتاج لتنزيل نسخة ويندوز, فلا حرج!
والصلاة صحيحة كما سيفتي بذلك جمعة!
والله المستعان
ـ[*أبو محمد*]ــــــــ[06 - 06 - 07, 01:43 م]ـ
بقي شيء واحد شيخنا إحسان
أيضا سيكون المصلون آلات
ويمكن أيضا 00000000000
لا هذا يكفي!
ـ[أسامة بن الزهراء]ــــــــ[06 - 06 - 07, 02:53 م]ـ
ولماذا لا نخترع " مفتي إلكتروني " ونطرد هذا
وأقترح أن يكون مثل " آلة البيبسي " ويضع المستفتي المال المطلوب وتخرج له الفتوى من مجامع فقهية موثوقة
ولا يبقى لهذا عمل
وأتوقع لو يعرض عليها فإنه سيفتي ببدعيته
ولعلنا نحظى منه بكلمة " بدعة " قبل أن يهلك
أحسنت بارك الله فيك، اقتلعتها من فمي!!!
ـ[بن نصار]ــــــــ[06 - 06 - 07, 03:20 م]ـ
صدق القائل:
تصدر للتدريس كل مهوس .......... بليد قد تسمى بالفقيه المدرس
فحق لأهل العلم أن يتمثلوا ........ بيبت قديما شاع في كل مجلس
لقد هزلت حتى بد من هزالها .... كلاها , وحتى سامها كل مفلس
ـ[شتا العربي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 01:49 ص]ـ
وهذا ليس إخواني من الغيبة
القدح ليس بغيبة في ستةٍ ......... متظلم ومعرف ومحذرٍ
ومجاهرٍ فسقاً ومستفتٍ ومن ...... طلب الإعانة في إزالة منكرٍ
وجزاكم الله خيراً
جزاكم الله خير الجزاء(79/46)
قال لزوجته بالهاتف:أنت طالق طالق ... فما الحكم؟
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[04 - 06 - 07, 05:34 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رجل قال لزوجته وهى تحادثه بالهاتف وقد غضب منها: أنت طالق طالق .........
أفتونا مأجورين ........ ما الحكم فى هذه الحالة؟ للاهمية
بارك الله فيكم
ـ[المقرئ]ــــــــ[04 - 06 - 07, 06:59 م]ـ
الطلاق سواء كان بالكتابة أو الهاتف أو ماشابه ذلك يقع
ولكن لابد من مراجعة أهل العلم لينظروا في الحالة وحيثياتها فمثل هذه المسائل لا تصلح الفتوى العامة فيها
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[04 - 06 - 07, 07:32 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[حارث همام]ــــــــ[05 - 06 - 07, 06:33 م]ـ
حتى ولو انقطع الخط أو لم تسمعه أو قاله بغير هاتف بعد المكالمة مثلاً ... فهي كما قال، وهل تقع واحدة أو بعدد ما قال محل خلاف.(79/47)
حكم قطع الإصبع الزائد
ـ[إبراهيم توفيق]ــــــــ[04 - 06 - 07, 11:29 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال فضيلة الشيخ: ما حكم قطع الإصبع الزائد علما بأنه متصل بجلدة رقيقة ولايوجد بها عظم وعمر المولود أسبوعان؟
الجواب الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
قطع الإصبع الزائد هذا لا يخلو من أمرين:
الأمر الأول: إن كان سيترتب عليه ضرر في المستقبل بقول الأطباء الثقات أو حصول عيب وتشويه إن كان المولود أنثى فإن هذا لا بأس به إن شاء الله.
وإن كان لا يترتب عليه شيء من ذلك فالأصل بقاؤه وعدم التعرض له لأن الأصل في بدن المسلم الحرمة وعدم جواز انتهاكه، لا يجوز انتهاكه لا في النفس ولا فيما دون النفس، والنبي عليه الصلاة والسلام يقول في حديث ابن مسعود: "لا يحل دم امرئ مسلم إلا بإحدى ثلاث" ويدخل في ذلك ما كان دون النفس.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
أجاب عليه فضيلة الشيخ أ. د. خالد المشيقح ( http://www.almoslim.net/rokn_elmy/name_2fatwa_main.cfm?Expid=82)
منقول من موقع المسلم(79/48)
هل يجوز قبول هدايا ممن يعملون في الربا
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يزورنا بين الفينة والاخرى اقارب ممن يكسبون قوتهم اليومي من الربا فاعمالهم مرتكزة على الربا وليس لهم اي مدخول اخر غير مدخولاتهم الربوية
وعند زيارتهم لنا يحملون معهم بعض الفاكهة والمشروبات الغازية وبعض الحلويات
فهل يجوز لنا قبول هده الماكولات
وجزاكم الله خيرا
ابنكم وتلميدكم عبد الواحد
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[05 - 06 - 07, 04:19 م]ـ
للرفع
ـ[زياد عوض]ــــــــ[06 - 06 - 07, 06:11 ص]ـ
قبول هدية المرابي
يا شيخ هل يجوز قبول الهدية من شخص نعلم أنه يتعامل بالربا؟
فأجاب رحمه الله تعالى: نعم يجوز للإنسان أن يقبل هدية مَنْ يتعامل بالربا ويجوز أن يبايعه ويشتري منه ويجوز أن يجيب دعوته لأن النبي صلى الله عليه وسلم قبل الهدية من اليهود واشترى من يهودي طعاماً لأهله إلا إذا علمنا أننا إذا كففنا عنه ولم نبايعه ولم نشتر منه ولم نقبل هديته ارتدع عن الربا فحينئذ نفعل ذلك لأن هذا من باب التعاون على البر والتقوى.
...
فتاوى نور على الدرب النصية
فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله.
الناشر: مؤسسة الشيخ محمد بن صالح بن عثيمين الخيرية
ـ[أمغار عبد الواحد]ــــــــ[06 - 06 - 07, 06:21 م]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
ـ[زياد عوض]ــــــــ[07 - 06 - 07, 02:32 ص]ـ
جزاكم الله خيرا وبارك الله فيكم
وأنتم كذلك(79/49)
"لاينبغي لمسلم بلغه هذا الحديث أن يتركه ... "
ـ[الضبيطي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:38 ص]ـ
قال الحافظ ابن حجر رحمه الله: لا ينبغي لمسلم بلغه هذا الحديث أن يتركه، ليعلمْه أهله ويعملْ به.
وهذا الحديث هو حديث عبادة بن الصامت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: " من تَعَارّ من الليل، فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. الحمد لله، وسبحان الله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله. ثم قال: اللهم اغفر لي. أو دعا. استجيب له، فإن توضأ، وصلى قبلت صلاته ".
روى الحديث البخاري والأربعة، وزاد النسائي بعد " لا حول ولا قوة إلا بالله " زاد: " العلي العظيم ".
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[05 - 06 - 07, 04:31 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
بارك الله فيك أخي الكريم وزيادة في الفائدة:
هذا الحديث رواه الوليد بن مسلم عن الأوزاعي قال حدثني عمير بن هانىء قال حدثني جنادة بن أبي أمية حدثني عبادة بن الصامت 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " من تعار من الليل فقال لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير الحمد لله وسبحان الله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال اللهم اغفر لي أو دعا استجيب له فإن توضأ وصلى قبلت صلاته "
أولاً: رواه عن الوليد:
1 - صدقة بن الفضل وعنه رواه البخاري (1/ 358) برقم (1154).
2 - أحمد في المسند (5/ 313).
3 - ابن المديني عند البيهقي في السنن الكبرى (3/ 5) وأبي نعيم في الحلية (5/ 159).
4 - عبد الرحمن بن إبراهيم الدمشقي المعروف بدحيم وعنه أبو داود برقم (5060) وابن ماجه (2/ 1276) برقم (3878) وابن حبان في صحيحه (6/ 330).
5 - محمد بن عبد العزيز بن أبي رزمة وعنه رواه الترمذي برقم (3414).
6 - محمد بن المصفى بن بهلول وعنه رواه النسائي في الكبرى (6/ 215) وعن النسائي رواه ابن السني في عمل اليوم والليلة (ص 350) برقم (351).
7 - محمد بن يزيد الحزامي وعنه رواه الدارمي (2/ 377)
ثانياً: جميع الروايات تقدم التسبيح إلا في رواية البخاري قدم الحمد في جميع روايات البخاري ورواه الإسماعيلي بالعكس كرواية الأكثر.
ثالثاً: في رواية أبي داود وابن ماجه عن دحيم به زاد " حين يستيقظ " بعد قوله " من تعار من الليل فقال "
رابعاً: في رواية ابن ماجه و ابن السني زيادة " العلي العظيم " بعد لا حول ولا قوة إلا بالله. وعزاها الحافظ للنسائي ولم أجدها.
خامساً: في رواية الترمذي لم يذكر " وله الحمد " بعد قوله " له الملك "
سادساً: في رواية إسماعيل بن عبدالله و أبي اسحاق بن حمزة عن أحمد بن الحسين الحذاء عن علي بن المديني عند أبي نعيم زاد " يحي ويميت " بعد قوله " له الملك وله الحمد " ولم تتذكر الزيادة في رواية الإسماعيلي عن أحمد بن الحسين عن علي بن المديني عند البيهقي.
سابعاً: لم يذكر أحمد في روايته " لا إله إلا الله " بعد التسبيح والحمد وذكرها بقية الرواة.
ثامناً: قال الحافظ في الفتح (3/ 40): (تعار بمهملة وراء مشدده قال في المحكم تعار الظليم معارة صاح والتعار أيضا السهر والتمطي والتقلب على الفراش ليلا مع كلام وقال ثعلب اختلف في تعار فقيل انتبه وقيل تكلم وقيل علم وقيل تمطى وأن انتهى وقال الأكثر التعار اليقظه مع صوت وقال بن التين ظاهر الحديث أن معنى تعار استيقظ لأنه قال من تعار فقال فعطف القول على التعار انتهى ويحتمل ان تكون الفاء تفسيرية لما صوت به المستيقظ لأنه قد يصوت بغير ذكر فخص الفضل المذكور بمن صوت بما ذكر من ذكر الله تعالى وهذا هو السر في اختيار لفظ تعار دون استيقظ أو انتبه وإنما يتفق ذلك لمن تعود الذكر واستأنس به وغلب عليه حتى صار حديث نفسه في نومه ويقظته فاكرم من اتصف بذلك بإجابة دعوته وقبول صلاته)
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 05:57 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الظبيطي .. واستمر في هذه الفوائد الطيبة ....
والأخ الكاتب .. بارك الله فيك وزادك علما ..
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[05 - 06 - 07, 05:52 م]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
ـ[الضبيطي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 07:42 م]ـ
الحمد لله رب العالمين،
جزاك الله خيرا أخي العزيز أبا حازم الكاتب، فقد أضف، وأفدت، وأتحفت.
وأما أنت أخي الفاضل عبدالله الوائلي فوفقك الله وسدد خطاك، حَمَّست، وشجعت، وتابعت.
لا أنس أن أقول لك أخي عبدالله الوائلي أننا ـ عائلة الضبيطي ـ لا نحب العصا إلا لمن عصى.
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 10:55 ص]ـ
يبدو -والله أعلم-أن التعارّ من الليل بمعنى الانتباه من النوم مع انزعاج ..
فيكون أقرب لما قاله ابن التين ..
ومنه قول السيدة عائشة "كأنهم تقالّوها" .. أي من القلة
لأن (تعارّ) أصلها من عرّّ يعُرّ نفسه أو أهله إذا جاء بمكروه
والمعرّة .. الإثم والأذى .. ومنه قوله تعالى"فتصيبهم معرة"
فكأن المعنى
من استيقظ وقد قلِست نفسه أو انزعجت أو قلقت
فقال لا إله إلا الله .. الحديث
وهذا أقرب-والله أعلم- لرحمة الله من الذي رجحه الحافظ ابن حجر ..
فإن الإنسان قد يستيقظ ويُلهم الذكر دون أن يكون هذا الوارد الحديث بنصه
ولكن الفضيلة واردة على هذا النص بعينه لأنه ذِكر توقيفي ..
ويدل لذلك أن الذكر استجمع أنواع الذكر من حمد وتسبيح وتهليل وحوقلة ..
كأنما يطرد بذلك وساوس الشيطان وضيق الصدر بكل الوسائل ..
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/50)
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[18 - 08 - 07, 11:18 ص]ـ
عذرا .. لقست نفسه .. لا قلست ..
أخطأت بسبق قلم
ـ[الضبيطي]ــــــــ[22 - 05 - 08, 07:08 م]ـ
نشكر الجميع على المشاركة والمرور
لكني سل نفسك متى قلت هذا الذكر الوارد عن نبيك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - الثابت عنه
قله ولو مرة في حياتك، وإن شئت فالزمه جعلك الله ممن يعيش على السنة والتوحيد ويموت عليهما
ـ[ابو هبة]ــــــــ[26 - 11 - 08, 09:35 م]ـ
للتذكير.
ـ[الضبيطي]ــــــــ[31 - 12 - 08, 09:07 م]ـ
لك تقديري أبا هبة هداك الله وسددك.
ـ[ابو هبة]ــــــــ[10 - 10 - 09, 03:05 م]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو شمس أحمد]ــــــــ[11 - 10 - 09, 01:47 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو حجّاج]ــــــــ[11 - 10 - 09, 10:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الضبيطي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 02:35 م]ـ
بارك الله فيك
وفيك الله بارك
ـ[الضبيطي]ــــــــ[13 - 10 - 09, 02:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا.
أهلا بك أبوشمس
شاكر لك مرورك واهتمامك ودعاءك
بارك الله فيك
ـ[أبوفهد الأحمد]ــــــــ[14 - 10 - 09, 02:57 م]ـ
جزاك الله خيرا.
ـ[سلطان المرشدي]ــــــــ[14 - 10 - 09, 03:14 م]ـ
بارك الله فيك أخي وجزاك الله خير
ـ[الضبيطي]ــــــــ[14 - 10 - 09, 11:38 م]ـ
جزاك الله خيرا.
وأنت كذلك أبافهد
وبارك الله فيك
ـ[الضبيطي]ــــــــ[14 - 10 - 09, 11:43 م]ـ
بارك الله فيك أخي وجزاك الله خير
أهلا بك أخي سلطان
سعدت بمرورك
أسعدك الله بالفردوس
ـ[أبان الأسمر]ــــــــ[14 - 10 - 09, 11:44 م]ـ
أسأل الله أن يبارك لكم جميعا ..
ـ[الضبيطي]ــــــــ[21 - 10 - 09, 11:16 م]ـ
أسأل الله أن يبارك لكم جميعا ..
أهلا بك أبان
سعدت بمرورك
أسعدك الله بالفردوس
ـ[عماد بن محمد الجنابي البغدادي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 12:12 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
ـ[أبوعبدالله العربي]ــــــــ[22 - 10 - 09, 02:39 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
ـ[الضبيطي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 12:01 ص]ـ
بارك الله فيكم جميعاً
أهلا بك عماد
سعدت بمرورك
أسعدك الله بالفردوس
ـ[الضبيطي]ــــــــ[25 - 10 - 09, 12:04 ص]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك
أهلا بك أباعبد الله
سعدت بمرورك
أسعدك الله بالفردوس(79/51)
سؤال عن حكم الاتصال بالشبكة العنكبوتية عن طريق الجهاز اللاسلكى للغير.
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[05 - 06 - 07, 08:05 ص]ـ
أقصد ما يسمى بجهاز ( wap), و الذى يوفر الاتصال بالشبكة لاسلكيا ...
المسألة: أن جهاز الحاسوب عندى يلقط الإشارة من أى جهاز لاسلكى فى المحيط, و يتاح لى بذلك الاتصال بالشبكة باستخدام ذلك الجهاز المجاور ..
سألت بعض المشايخ, فأفتانى أنه مادام الدخول لا يتطلب إسم مستخدم و كلمة سر, فإن هذا جائز ... و لم يطمئن قلبى لقوله حفظه الله ..
فما رأى المشايخ و الإخوة الكرام؟
و هل تعلمون من تكلم فى هذه المسألة من أهل العلم؟
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[05 - 06 - 07, 01:33 م]ـ
إن كان دخولك لا يسبب لصاحب الجهاز أذى كأن يضيف عليه أعباء مالية أو يمكنك من الاطلاع على بعض أسراره او يقلل سرعة اتصاله أو نحو ذلك فلا أرى بذلك بأسا أما إن كان يحدث شيءمن ذلك أو نحوه فلا أراه يحل إلا بالاستئذان والله تعالى أعلم
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[06 - 06 - 07, 02:54 م]ـ
أما إضافة أعباء مالية عليه أو الاطلاع على بعض أسراره, فيغلب على ظنى بل أجزم أن لا.
أما سرعة اتصاله, فيغلب على الظن أن نعم ...
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[07 - 06 - 07, 01:52 ص]ـ
أما إضافة أعباء مالية عليه أو الاطلاع على بعض أسراره, فيغلب على ظنى بل أجزم أن لا.
أما سرعة اتصاله, فيغلب على الظن أن نعم ...
اسئل مجرب يضعف الاتصال اذا دخل احد غيري.
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 11:51 ص]ـ
الاتصال يكون بال wifi يسمى واي فاي ويكون عند تشفيلك للاستقبال في حاسبك المحمول وغالبا يكون عندما تكون في بناية او مكان مفتوح ولكم يجب ان تعلم انك اذا شغلت خاصية البحث عن الاتصال ستجد عدد من ال connections اي شبكات اخرى للجيران فلا يجوز ان تستفيد منها الا باذنهم والا سيكون اكل لاموال الناس بدون حق
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[07 - 06 - 07, 11:51 ص]ـ
إذا كان الأمر كذلك فلا يحل إلا بالاستئذان
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 06:25 م]ـ
المقطوع به جزما أنك تؤثر على سرعة الإتصال
وأيضا إذا كان قد وضع مجلدا للمشاركة فيمكنك في هذه الحالة الدخول عليه
وهذا من باب التلصص على ما ليس لك به حق
والله أعلم(79/52)
ماهو السن المعتبر شرعا وقانونا للتفريق بين كون الشخص صبي او شخص بالغ؟
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[05 - 06 - 07, 09:52 م]ـ
يقولون ان الشخص كي يتم مسائلته كبالغ او صبي اثناء المحاكمات في قضايا القتول يجب ان لايقل عمره عن 18 سنه لاعتباره بالغا من الناحيه القانونيه و 15 سنه لاعتباره بالغا من الناحيه الشرعيه.
ويقولون انه يستدل على بلوغه أيضا من احتلامه او من منابت الشعر تحت الابط والشارب والعانه.
فهذا لكي يكون مكلفا بالصلاة ولكن ماهو السن الذي يطبق فيه الحكم على الشخص كونه بالغا وليس حدث ((الصبي)) في جرائم القتول من الناحيتين الشرعيه والقانونيه؟.
ارجوا الاجابه من المختصين وبارك الله فيكم.
ـ[محمد المصراتي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 05:42 ص]ـ
أريد أن أضيف كذلك جانباً إلى السؤال:
هل يُستعان بالطب الحديث في معرفة البلوغ من عدمه؟
ـ[عبدالرحمن العراقي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 05:34 م]ـ
أريد أن أضيف كذلك جانباً إلى السؤال:
هل يُستعان بالطب الحديث في معرفة البلوغ من عدمه؟
اتمنى من الاخوة أهل العلم أن لايتاخروا علينا بالاجابه.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 06:31 م]ـ
الذي أعرفه أن البلوغ شيئ والرشد شيئ آخر
قال الله تعالى:
وابتلوا اليتامى حتى إذا بلغوا النكاح - وهنا سن البلوغ وهو غير ثابت ولكن أحسب أن الفقهاء قالوا أن له حد أقصى - ثم قال الله تعالى: فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم. والرشد غالبا ما يكون بعد الثمانية عشر حين يكتمل عقل المرء ويصبح حكمه على الأمور سليما.
أما من ناحية الأحكام القضائية فحسب علمي أن الحكومات تعتبر سن الـ 18 هو سن الرشد وعليه تحاسب الناس.
والله أعلم(79/53)
ابن تيمية يقول: دقيقة نبه عليها بعض المحققين في الذِّكر
ـ[المقرئ]ــــــــ[06 - 06 - 07, 12:09 ص]ـ
يقول ابن تيمية رحمه الله:
وعند اشتغاله بالذكر ينبغي ألا يفوته دقيقة نبه عليها بعض المحققين: وهي أن يقصد مثلا عند ذكر " لا إله إلا الله " تلاوةَ قوله تعالى في سورة محمد " فاعلم أنه لا إله إلا الله " لتثمر له هذه الكلمة المباركة ثمرةالذكر والتلاوة فيكون جامعا بين الفضلين "
ـ[المقرئ]ــــــــ[06 - 06 - 07, 12:56 ص]ـ
قال النووي في كتابه التبيان في آداب حملة القرآن
(واعلم أن المذهب الصحيح المختار الذي عليه من يعتمد من العلماء أن قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الأذكار وقد تظاهرت الأدلة على ذلك والله أعلم)
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 06 - 07, 01:22 ص]ـ
أحسن الله إليكم شيخنا الكريم.
وهي مسألة دقيقةٌ، جليلةٌ، لطيفةٌ، عظيمةُ النفع.
تأملتها كثيرا، فتبسمت من حسنها، وفرحت باقتناصها.
لا حرمكم الله أجرنا.
كما أسأله تعالى أن يعلي درجات شيخ الإسلام ابن تيمية، وأن يجمعنا وإياه ووالدينا ومن نحب في الفردوس الأعلى.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 05:36 م]ـ
فائدة لطيفة، ونكتة جميلة.
بارك الله بكم يا شيخ المقرئ.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 06:17 م]ـ
جزاك الله خيرا
فائدة نفيسة بالفعل وقريب منها ما ذكره الشيخ السعدي رحمه الله تعالى من أن الداعي عند الدعاء لا يكون قصده تحصيل مطلوبه فقط بل يقصد أيضاً التقرب إلى الله عزوجل بعبادة الدعاء
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[06 - 06 - 07, 07:00 م]ـ
قال النووي في كتابه التبيان في آداب حملة القرآن
(واعلم أن المذهب الصحيح المختار الذي عليه من يعتمد من العلماء أن قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل وغيرهما من الأذكار وقد تظاهرت الأدلة على ذلك والله أعلم)
لكن يا أخي يقول الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - "أفضل الذكر لا إله إلا الله و أفضل الدعاء الحمد لله" رواه الترمذي وابن ماجه فكيف يستقيم هذا مع ما قاله النووي رحمه الله؟
بارك الله فيكم.
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[06 - 06 - 07, 07:44 م]ـ
يقول ابن تيمية رحمه الله:
وعند اشتغاله بالذكر ينبغي ألا يفوته دقيقة نبه عليها بعض المحققين: وهي أن يقصد مثلا عند ذكر " لا إله إلا الله " تلاوةَ قوله تعالى في سورة محمد " فاعلم أنه لا إله إلا الله " لتثمر له هذه الكلمة المباركة ثمرةالذكر والتلاوة فيكون جامعا بين الفضلين "
قال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا وكيع، حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن هلال بن يِسَاف عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الكلام بعد القرآن أربع وهى من القرآن لا يضرك بأيهن بدأت سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله أكبر.
قلت: والحديث بنحوه في "صحيح مسلم".
فنص النبي صلى الله عليه وسلم على أن هذا أفضل الكلام بعد القرآن وأنه من القرآن.
وكأن النكتة فيما نقل عن شيخ الإسلام هي استحضار قرآنية هذا الذكر ليستشعر الذاكر أنه يذكر الله تعالى بكلامه، وكأنه يقول اللهم منك وإليك، وليس لي إلا التشرف بإجراء ذكرك بما أثنيت به على نفسك في كلامك المنزل على خاتم رسلك، فأنت مبتدئ هذا الثناء وأنت المُثنَى عليه به، أنت الأول وأنت الآخر، وأنا عبدك لا حول ولا قوة لي إلا بك، علمتني كيف أذكرك وأعنتني حتى ذكرتك، فالحمد لك على ذلك والمنة المحضة لك فيه، وشكرك على هذه المنة العظيمة لا يتأتى بشيء من عندي سوى ترديد ذكرك بما أثنيت به على نفسك، فكل هذه المعاني التي هي مضمون: لا حول ولا قوة إلا بالله، وسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر، وغيرها من كلمات الذكر تتحرك باستحضار ذلك المعنى المنقول عن حكاية شيخ الإسلام رحمة الله عليه.
وهي ترجمة قولية عملية لعقيدة أهل الإسلام المنقى عن الشوائب في ربهم تعالى فكما أنهم لا يعتقدون فيه إلا ما أخبرهم به عن نفسه وما تعرف به إليهم في كلامه المنزل وفي سنة نبيه المرسل صلى الله عليه وسلم، فلا يصفونه إلا بما وصف به نفسه وما وصفته به رسله، فكذلك إنما يثنون عليه بما أثنى به على نفسه.
وكذلك أيضاً لا يتقربون إليه إلا بما شرعه، فعاد الدين كله عقيدة وعبادة علماً وعملاً إلى هذا المعنى، وهو من آثار اسميه العظيمين: الأول والآخر، وقد ألمع إلى نحو هذا المعنى العلامة الرباني أبوعبدالله ابن القيم في أوائل "طريق الهجرتين".
والله تعالى أعلم، ولا قوة إلا به.
ـ[المقرئ]ــــــــ[06 - 06 - 07, 08:37 م]ـ
قال الإمام أحمد بن حنبل: حدثنا وكيع، حدثنا سفيان عن سلمة بن كهيل عن هلال بن يِسَاف عن سمرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل الكلام بعد القرآن أربع وهى من القرآن لا يضرك بأيهن بدأت سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله أكبر.
قلت: والحديث بنحوه في "صحيح مسلم".
فنص النبي صلى الله عليه وسلم على أن هذا أفضل الكلام بعد القرآن وأنه من القرآن.
.
بارك الله فيكم
هو كذلك وقد نسب ابن تيمية في رسالته " الباقيات الصالحات " هذا اللفظ إلى " الصحيح " فقال ثبت في الصحيح ثم ذكر هذا اللفظ
وكذلك نسبه ابن القيم في الوابل الصيب بهذا اللفظ إلى مسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/54)
ـ[المقرئ]ــــــــ[06 - 06 - 07, 09:27 م]ـ
شرح النووي على صحيح مسلم ج17/ص49
قوله صلى الله عليه وسلم أحب الكلام إلى الله سبحان الله وبحمده وفى رواية أفضل هذا محمول على كلام الآدمى والإ فالقرآن أفضل وكذا قراءة القرآن أفضل من التسبيح والتهليل المطلق فأما المأثور فى وقت أو حال ونحو ذلك فالاشتغال به أفضل والله أعلم
ـ[أبوعبدالله وابنه]ــــــــ[07 - 06 - 07, 02:57 ص]ـ
الذي رأيته في "صحيح مسلم": حدّثنا يَحْيَى بْنُ يَحْيَىَ وَ أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ (قَالَ أَبُو بَكْرٍ: حَدّثَنَا مُعَتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ عَنِ الرّكَيْنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَمُرَةَ. وَقَالَ يَحْيَىَ: أَخْبَرَنَا الْمُعْتَمِرُ بْنُ سُلَيْمَانَ. قَالَ: سَمِعْتُ الرّكَيْنَ يُحَدّثُ عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ) قَالَ: نَهَانَا رَسُولُ اللّهِ ص أَنْ نُسَمّيَ رَقِيقَنَا بِأَرْبَعَةِ أَسْمَاءٍ: أَفْلَحَ، وَرَبَاحٍ، وَيَسَارٍ، وَنَافِعٍ.
قال مسلم: وحدّثنا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ. حَدّثَنَا جَرِيرٌ عَنِ الرّكَيْنِ بْنِ الرّبِيعِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ ج: «لاَ تُسَمّ غُلاَمَكَ رَبَاحاً، وَلاَ يَسَاراً، وَلاَ أَفْلَحَ، وَلاَ نَافِعاً».
قال مسلم: حدّثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللّهِ بْنِ يُونُسَ. حَدّثَنَا زُهَيْرٌ. حَدّثَنَا مَنْصُورٌ عَنْ هِلاَلِ بْنِ يَسَافٍ، عَنْ رَبِيعِ بْنِ عُمَيْلةَ، عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ. قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ ج: «أَحَبّ الْكَلاَمِ إِلَى اللّهِ أَرْبَعٌ: سُبْحَانَ اللّهِ، وَالْحَمْدُ للّهِ، وَلاَ إِلََهَ إِلاّ اللّهُ، وَاللّهُ أَكْبَرُ. لاَ يَضُرّكَ بِأَيّهِنّ بَدَأْتَ. وَلاَ تُسَمّيَنّ غُلاَمَكَ يَسَاراً، وَلاَ رَبَاحاً، وَلاَ نَجِيحاً، وَلاَ أَفْلَحَ، فَإِنّكَ تَقُولُ: أَثَمّ هُوَ؟ فَلاَ يَكُونُ. فَيَقُولُ: لاَ»، إنّمَا هُنّ أَرْبَعٌ. فَلاَ تَزِيدُنّ عَلَيّ.
قال مسلم: وحدّثنا إِسْحََقُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ. أَخْبَرَنِي جَرِيرٌ. ح وَحَدّثَنِي أُمَيّةُ بْنُ بِسْطَامٍ. حَدّثَنَا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ. حَدّثَنَا رَوْحٌ (وَهُوَ ابْنُ الْقَاسِمِ). ح وَحَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ الْمُثَنّى وَ ابْنُ بَشّارٍ. قَالاَ: حَدّثَنَا مُحَمّدُ بْنُ جَعْفَرٍ. حَدّثَنَا شُعْبَةُ. كُلّهُمْ عَنْ مَنْصُورٍ، بِإِسْنَادِ زُهَيْرٍ. فَأَمّا حَدِيثُ جَرِيرٍ وَرَوْحٍ، فَكمِثْلِ حَدِيثِ زُهَيْرٍ بِقِصّتِهِ. وَأَمّا حَدِيثُ شُعْبَةَ فَلَيْسَ فِيهِ إِلاّ ذِكْرُ تَسْمِيَةِ الْغُلاَمِ. وَلَمْ يَذْكُرِ الْكَلاَمَ الأَرْبَعَ.
فهذا حديث سمرة في الكلمات الأربع
وأما حديث أبي ذر في قول "سبحان الله وبحمده" فقد قال مسلم: حدّثنا زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ. حَدّثَنَا حَبّان بْنُ هِلاَلٍ. حَدّثَنَا وُهَيْبٌ. حَدّثَنَا سَعِيْدٌ الْجُرَيْرِيّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ الْجَسْرِيّ، عَنِ ابْنِ الصّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرَ أَنّ رَسُولَ اللّهِ ج سُئِلَ: أَيّ الْكَلاَمِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: «مَا اصْطَفَىَ اللّهُ لِمَلاَئِكَتِهِ أَوْ لِعِبَادِهِ: سُبْحَانَ اللّهِ وَبِحَمْدِهِ».
قال مسلم: حدّثنا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ. حَدّثَنَا يَحْيَىَ بْنُ أَبِي بُكْيرٍ عَنْ شُعْبَةَ، عَنِ الْجُرَيْرِيّ، عَنْ أَبِي عَبْدِ اللّهِ الْجِسْرِيّ، عَنْ عَبْدِ اللّهِ بْنِ الصّامِتِ، عَنْ أَبِي ذَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللّهِ ص: «أَلاَ أُخْبِرُكَ بِأَحَبّ الْكَلاَمِ إِلَىَ اللّهِ؟» قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللّهِ أَخْبِرْنِي بِأَحَبّ الْكَلاَمِ إِلَىَ اللّهِ. فَقَالَ «إِنّ أَحَبّ الْكَلاَمِ إِلَىَ اللّهِ، سُبْحَانَ اللّهِ وَبِحَمْدِهِ».
هذا نص ما وجدته في "الصحيح" صحيح مسلم، وأحسب الحديثين من أفراده عن البخاري.
وليس فيه كما ترى موطن الشاهد الذي لأجله نقلت الحديث من المسند وهو قوله صلى الله عليه وسلم:" وهن من القرآن".
وأما عزو شيخ الإسلام رحمه الله تعالى إلى الصحيح فكأنه من حفظه إذ لم يصرح في أيهما هو كما صرح بعزو حديث أبي ذر بعد ذلك إلى صحيح مسلم.
واللفظ الذي استحضره هو لفظ المسند ونبه إلى هذا محقق جزء تفسير الباقيات الصالحات له ص17، وهو أول ما استفتح به شيخ الإسلام جزأه هذا، الذي هو من درره وغرره رحمة الله عليه.
وقول سبحان الله وبحمده تكرر الأمر به في القرآن وإن لم ترد هذه الصيغة بحروفها، فهو من الذكر الذي أكثر الرب سبحانه من الأمر به ودل عباده بل أفضلهم عليه، وحسن مطالعة جزء شيخ الإسلام المشار إليه فقد تكلم على هذا الذكر وهو تسبيح الله بحمده بكلام حسن.
ولا يخفى أنه مما تستفتح الصلاة به، وبه تختتم المجالس فيكون كفارة لما فيها، ومواطنه كثيرة في السنة، وجزاكم الله خيراً أجمعين، وجعلنا وإياكم من الذاكرين له كثيراً المفردين الذائقين لحلاوة ذلك في الدنيا، ولجميل ثوابه في الآخرة آمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/55)
ـ[الجبرتي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 08:42 ص]ـ
يقول ابن تيمية رحمه الله:
وعند اشتغاله بالذكر ينبغي ألا يفوته دقيقة نبه عليها بعض المحققين: وهي أن يقصد مثلا عند ذكر " لا إله إلا الله " تلاوةَ قوله تعالى في سورة محمد " فاعلم أنه لا إله إلا الله " لتثمر له هذه الكلمة المباركة ثمرةالذكر والتلاوة فيكون جامعا بين الفضلين "
فائدة عظيمة أعظم الله لك الأجر ولكن أخي الكريم أين ذكرها ابن تيمية رحمه الله.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 09:07 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[07 - 06 - 07, 02:23 م]ـ
بارك الله فيكم
هو كذلك وقد نسب ابن تيمية في رسالته " الباقيات الصالحات " هذا اللفظ إلى " الصحيح " فقال ثبت في الصحيح ثم ذكر هذا اللفظ
وكذلك نسبه ابن القيم في الوابل الصيب بهذا اللفظ إلى مسلم
هذا الجواب أخي الجبرتي
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[07 - 06 - 07, 05:39 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[الزبيدي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 12:04 ص]ـ
النبي صلى الله عليه وسلم كان يقول الذكر لا اله الا الله ولم يكن يفعل هذا
وهذا من التكلف الذي نهينا عنه ومما يُدوخ الرأس
وقال النبي صلى الله عليه وسلم (من عمل عملاً ليس عليه امرنا فهو رد) فهو مما لم يأمر النبي به ومما لم يعمله
ـ[المقرئ]ــــــــ[08 - 06 - 07, 05:42 م]ـ
المشايخ الكرام: سامي المسيطير وعلي الفضلي وحامد الحنبلي
بارك الله فيكم على دعائكم
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 08:20 م]ـ
للرفع
رفع الله من قدرك
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[12 - 06 - 07, 07:55 م]ـ
بارك الله في اخواني وجزاهم الله خيري الدنيا والاخره
اللهم امين
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[18 - 04 - 08, 12:36 ص]ـ
للرفع وعسى أن يكون الأخ المقرئ في عافيه وسلامة
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[02 - 09 - 09, 01:31 م]ـ
للرفع في شهر الذكر.
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 12 - 09, 07:56 م]ـ
أسأل الله أن يحفظ شيخنا المقرئ في حله وترحاله ...
والدعاء له - وفقه الله - من لوازم الطالب تجاه معلمه.
ورفعتُ هذا الموضوع للفائدة ... وليستمر أجر تعليم العلم في ميزان حسناته ... بفضل الرحمن الرحيم.
ـ[السوادي]ــــــــ[07 - 12 - 09, 08:16 م]ـ
بارك الله فيك(79/56)
س (2) بماذا نصح الشيخ ابن باز الشيخ عبدالمحسن العباد
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[06 - 06 - 07, 08:21 ص]ـ
صليا سويا في المسجد النبوي وفي أثناء ذلك نصح الشيخُ ابن باز رحمه الله
الشيخ عبدالمحسن العباد حفظه الله
وهي نصيحة أهل العلم بعضهم بعضا وتواصيهم بالحق
فلله درهم ما أزكاهم وأزكى نصائحهم
ـ[أبو محمد]ــــــــ[06 - 06 - 07, 02:28 م]ـ
أين هي بورك فيك؟
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[06 - 06 - 07, 10:21 م]ـ
هلا بالشيخ
هي في محاضرة للشيخ العباد وذكرها الشيخ عبدالمحسن عن نفسه وقد سجلت المحاضرة بشريط
والهدف من السؤال فائدتان
الاولى: الحث على سماع دروس ومحاضرات أهل العلم
الثانية: الإستفادة مما ورد في تلك الدروس والعمل بها
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[07 - 06 - 07, 05:37 ص]ـ
الجواب
بعد شهر من الآن بإذن الله واللي مستعجل يجده في محاضرة للشيخ العباد بعنوان (ابن باز نموذج من الرعيل الاول)
أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[صالح بن ناصر]ــــــــ[04 - 07 - 07, 09:50 م]ـ
http://www.binbaz.org.sa/
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[23 - 09 - 07, 03:48 ص]ـ
صالح بن ناصر جزاك الله خير ومبروك عليك الشهر
الجواب غير موجود في الموقع
ولا أدري حقيقة ما سر وضعك للرابط وأراك تضعه أحيانا في مواضيع حتى لو أن الموضوع أو الجواب ليس
موجودا فيه(79/57)
ما حكم استخدام انية الكفار
ـ[ابوجندل]ــــــــ[06 - 06 - 07, 09:16 ص]ـ
ما حكم استخدام انية الكفار؟
وهل يجوز شراء الاواني المستعملة للكفار للاكل فيها؟ او لوضع فيها بعض المكسرات مثلا؟
وهل يجوز لي اكل من طاعم الافر اذا دعاني الموضوع في انيته
ـ[زياد عوض]ــــــــ[06 - 06 - 07, 04:38 م]ـ
سئل فضيلة الشيخ: ما حكم الأكل في آنية الكفار؟
فأجاب بقوله: قال عليه الصلاة والسلام (لا تأكلوا في آنيتهم إلا تجدوا غيرها فاغسلوها وكلوا فيها) (2). وقال عليه الصلاة والسلام ذلك من أجل أن يبتعد المسلم عن مخالطة الكفار, وإلا فالطاهر منها طاهر, يعني لو طهي فيها الطعام, أو غيره فهي طاهرة, لكن النبي صلي الله عليه وسلم أراد أن لا نخالطهم, وألا تكون أوانيهم أواني لنا, فقال صلي الله عليه وسلم (لا تأكلوا فيها إلا ألا تجدوا غيرها فاغسلوها وكلوا فيها) ,وكلما ابتعد الإنسان عن الكفار فهو خير ولا شك.
وأخرى تتميماً للفائدة
1182 وسئل فضيلة الشيخ - وفقه الله تعالى -:لا يخفى على فضيلتكم أن دول أهل الكتاب في هذه الأيام خليط من أجناس وديانات مختلفة, وشبهة الذبح على غير الطريقة الشرعية قوية, فما الحكم في أكل ذبائحهم؟ وهل هناك تفصيل في هذه المسألة؟ نرجو منكم توضيح هذا الأمر فإنه محير لنا؟
فأجاب قائلاً: يشترط في الذبح أن يعلم, أو يغلب على الظن أن الذابح ممن تحل ذبيحته, وهم المسلمون وأهل الكتاب اليهود والنصارى, فإذا شككنا هل الذابح من اليهود, أو النصارى فإن غلب على الظن أن الذابح يهودي, أو نصراني فالذبيحة حلال, وإذا أن غالب الظن أن الذين يتولون الذبح ليسوا من أهل الكتاب, فالذبيحة حرام, وإذا شككنا فالذبيحة حرام فصارت المراتب الآن خمس حالات:
1ـ إذا علمنا أن الذابح من أهل الكتاب, فالذبيحة حلال.
2ـ إذا غلب الظن أن الذابح من أهل الكتاب, فالذبيحة حلال.
3ـ إذا شككنا, فالذبيحة حرام.
4ـ إذا غلب على الظن أن الذابح من غير أهل الكتاب فالذبيحة حرام.
5ـ إذا علمنا أن الذابح من غير أهل الكتاب فالذبيحة حرام.
فهي خمسة أحوال تحرم بثلاثة أحوال منها وتحل في حالتين. وسمعنا في أمريكا أنهم يذبحون بالصعق, لكنهم ينهرون الذم قبل أن تموت, وهذا يوجب حل الذبيحة ما دام يدركها قبل أن تموت, فالذبيحة حلال؛ لأن الله تعالى قال: (حُرِّمَتْ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةُ وَالدَّمُ وَلَحْمُ الْخِنْزِيرِ وَمَا أُهِلَّ لِغَيْرِ اللَّهِ بِهِ وَالْمُنْخَنِقَةُ وَالْمَوْقُوذَةُ وَالْمُتَرَدِّيَةُ وَالنَّطِيحَةُ وَمَا أَكَلَ السَّبُعُ إِلَّا مَا ذَكَّيْتُم) (المائدة: من الآية3). وسمعت أيضاً من بعض الشباب الذين ذهبوا إلى هناك, يقولون الآن بدءوا يعلمون أنه لا يمكن أن تكون الذبيحة طيبة إلا بإنهار الدم, لكن صاروا ينهرونه على غير الوجه الذي ينهر به المسلمون, فيقولون إنهم يخرقون الوريد العرق الغليظ في الرقبة ,ويدخلون في الثاني شيئاً ينفخون به الدم من أجل أن يخرج بغزارة من العرق الآخر, وهي في الحقيقة إنهار للدم لكن على وجه آخر, ولعلهم في يوم من الأيام يرجعون إلى طريقة المسلمين, يعني يقطعون الودجين, حتى يسيل الدم منهما جميعاً ,وعلى كل حال إذا أشكل عليك وأردت أن يكون مطعمك طيباً فعليك بالسمك.
مجموع فتاوى ورسائل ابن عثيمين(79/58)
طبقات المؤذنين
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[06 - 06 - 07, 10:03 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يشك مسلم في أن الأذان شعارٌ من شعائر أهل الإسلام، قال الله - عز وجل - في كتابه: {وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلًا مِّمَّن دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ}.
قالت عائشة - رضي الله عنها - وعكرمة ومجاهد, وقيس بن أبي حازم أنها نزلت في المؤذنين، قالت عائشة: فالمؤذن إذا قال: حيّ على الصلاة فقد دعا إلى الله [تفسير القرطبي (15/ 315).].
وقال محمد بن سيرين والسدي, وعبد الرحمن بن زيد بن أسلم: المراد بها المؤذنون الصلحاء، فليس هناك أحسن ممن يدعوا إلى الله، ويعمل صالحاً، بدليل الآية السابقة، فهو فضل عظيم, وأجر جزيل من رب العالمين.
وقد ألف العلماء _رحمهم الله في طبقات المفسرين.
وفي طبقات القراء.
وفي طبقات المحدثين.
وفي طبقات الفقهاء.
وفي ...
ولم أجد بعد السؤال والبحث مؤلف جمع تراجم من اشتهر من المؤذنين، فأحببت المشاركة في هذا الموضوع، لعلها تكون خطوة لجمع تراجم المؤذنين، وأترك وضع شرط البحث أو الطبقات لمشايخنا الفضلاء.
الطبقة الأولى
1_[بلال بن أبي رباح الحبشي المؤذن، مولى أبي بكر، ويقال له بلال بن حمامة وهي أمه.
• أسلم قديما فعذب في الله فصبر فاشتراه الصديق فأعتقه.
• شهد بدرا وما بعدها.
• وكان عمر يقول أبو بكر سيدنا وأعتق سيدنا رواه البخاري.
• ولما شرع الأذان بالمدينة كان هو الذي يؤذن بين يدي رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ وابن مكتوم يتناوبان تارة هذا وتارة هذا.
• وكان بلال ندى الصوت حسنه فصيحا.
• وما يروى ((أن سين بلال عند الله شينا)) فليس له أصل.
• وقد أذن يوم الفتح على ظهر الكعبة.
• ولما توفي رسول الله ص ترك الأذان، ويقال أذن للصديق أيام خلافته ولا يصح.
• ثم خرج إلى الشام مجاهدا ولما قدم عمر إلى الجابية أذن بين يديه بعد الخطبة لصلاة الظهر فانتحب الناس بالبكاء، وقيل إنه زار المدينة في غضون ذلك فأذن فبكى الناس بكاء شديدا ويحق لهم ذلك رضي الله عنهم.
• وثبت في الصحيح أن رسول الله _ صلى الله عليه وسلم _ قال لبلال: ((إني دخلت الجنة فسمعت خشف نعليك أمامي فأخبرني بأرجى عمل عملته)) فقال: (ما توضأت إلا وصليت ركعتين)، فقال _ صلى الله عليه وسلم _: ((بذاك))، وفي رواية (ما أحدثت إلا توضأت وما توضأت إلا رأيت أن على أني أصلي ركعتين).
• قالوا وكان بلال آدم شديد الأدمة، طويلا نحيفا، كثير الشعر، خفيف العارضين.
• قال ابن بكير توفي بدمشق في طاعون عمواس سنة ثماني عشرة وقال محمد بن إسحق وغير واحد توفي سنة عشرين قال الواقدي ودفن بباب الصغير وله بضع وستون سنة.
• وقال غيره مات بداريا ودفن بباب كيسان وقيل دفن بداريا وقيل إنه مات بحلب والأول اصح والله أعلم] انتهى من البداية 7/ 100.
2_[عمرو بن أم مكتوم الأعمى، ويقال اسمه عبدالله.
• صحابي مهاجر هاجر بعد مصعب بن عمير، قبل النبي صلى الله عليه وسلم فكان، يقرىء الناس القرآن.
• وقد استخلفه رسول الله صلى الله عليه وسلم على المدينة غير مرة، فيقال ثلاث عشرة مرة.
وشهد القادسية مع سعد زمن عمر، فيقال انه قتل بها شهيدا، ويقال انه رجع الى المدينة وتوفي بها والله اعلم] انتهى من البداية 7/ 53، توفي رضي الله عنه في سنة (14) هـ
3_[سعد القرظ، مؤذن مسجد قبا، في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
• فلما ولى عمر الخلافة ولاه أذان المسجد النبوي.
• وكان أصله مولى لعمار بن ياسر.
• وهو الذي كان يحمل العنزة بين يدي أبي بكر وعمر وعلي إلى المصلى يوم العيد.
• وبقي الأذان في ذريته مدة طويلة]. انتهى من البداية 7/ 344، بتصرف يسير، توفي رضي الله عنه في سنة (39) هـ.
4_ أبو محذورة الجمحي، مؤذن المسجد الحرام، وصاحب النبي صلى الله عليه وسلم أوس بن معير بن لوذان ابن ربيعة بن سعد بن جمح.
• وقيل اسمه سمير بن عمير بن لوذان بن وهب ابن سعد بن جمح.
• كان من أندى الناس صوتا وأطيبه.
• قال ابن جريج أخبرني عثمان بن السائب عن أم عبد الملك بن أبي محذورة عن أبي محذورة قال لما رجع النبي _ صلى الله عليه وسلم _ من حنين خرجت عاشر عشرة من مكة نطلبهم فسمعتهم يؤذنون للصلاة فقمنا نؤذن نستهزئ فقال النبي _ صلى الله عليه وسلم _ لقد سمعت في هؤلاء تأذين إنسان حسن الصوت فأرسل إلينا فأذنا رجلا رجلا فكنت آخرهم فقال حين أذنت تعال فأجلسني بين يديه فمسح على ناصيتي وبارك علي ثلاث مرات ثم قال اذهب فأذن عند بيت الحرام قلت كيف يا رسول الله فعلمني الأولى كما يؤذنون بها وفي الصبح الصلاة خير من النوم وعلمني الإقامة مرتين مرتين الحديث.
• قال الواقدي كان أبو محذورة يؤذن بمكة إلى أن توفي سنة تسع وخمسين فبقي الأذان في ولده وولد ولده إلى اليوم بمكة] انتهى من سير أعلام البلاء (/) بتصرف.
*******************
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/59)
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[06 - 06 - 07, 02:43 م]ـ
5 - [أبو العباس الأصم محمد بن يعقوب بن يوسف بن معقل بن سنان بن عبدالله الأموي مولاهم.
• مولده في سنة سبع وأربعين ومائتين.
• رأى الذهلي، ولم يسمع منه.
• رحل به أبوه إلى أصبهان ومكة ومصر والشام والجزيرة وبغداد وغيرها من البلاد فسمع الكثير بها عن الجم الغفير.
• ثم رجع إلى خراسان وهو ابن ثلاثين سنة، وقد صار محدثا كبيرا.
• ثم طرأ عليه الصمم فاستحكم حتى كان لا يسمع نهيق الحمار.
• وكان مؤذنا في مسجده ثلاثين سنة.
• وحدث ستا وسبعين سنة فألحق الأحفاد بالأجداد.
• وكان ثقة، صادقا، ضابطا لما سمعه ويسمعه.
• كف بصره قبل موته بشهر.
• ومات _ سنة (346) وقد بقي له سنة من المائة] انتهى من البداية لابن كثير (11/ 277) بتصرف يسير.
6_[أيوب بن سليمان بن مظفر المصري.
• المعروف بمؤذن النجيبي.
• كان رئيس المؤذنين بجامع دمشق.
• ونقيب الخطباء.
• وكان حسن الشكل، رفيع الصوت.
• واستمر بذلك نحوا من خمسين سنة إلى أن توفي في مستهل جمادي الأولى (من سنة710)] انتهى من البداية لابن كثير (14/ 467) بتصرف يسير.
7_[أحمد بن محمد بن أبي المكرم بن نصر الاصبهاني.
• رئيس المؤذنين بالجامع الأموي.
• ولد سنة اثنتين وستمائة.
• وسمع الحديث.
• وباشر وظيفة الأذان من سنة خمس وأربعين إلى أن توفي ليلة الثلاثاء خامس ذي القعدة (أي أنه استمر مؤذنا خمساً وستين سنة).
• وكان رجلا جيدا والله سبحانه أعلم] انتهى من البداية لابن كثير (14/ 467) بتصرف يسير.
8_[الشيخ علي بن أبي المجد بن شرف بن أحمد الحمصي ثم الدمشقي.
• مؤذن البربوة خمسا وأربعين سنة.
• وله ديوان شعر وتعاليق وأشياء كثيرة مما ينكر أمرها.
• وكان محلولا في دينه.
• توفي جمادي الأولى أيضا] انتهى من البداية لابن كثير (14/ 597).
9_ سليمان بن محمد بن فياض _ رحمه الله _، مؤذن جامع عنيزة الكبير _ جامع الشيخ: محمد بن صالح العثيمين _ رحمه الله _ أذن فيه من سنة 1250 إلى سنة1316 وهي سنة وفاته (ستاً وستين سنة) [علماء نجد ... للبسام 3/ 263]
10 _ محمد بن سليمان بن فياض مؤذن جامع عنيزة الكبير من سنة 1376 إلى سنة 1343 وهي سنة وفاته (27 سنة) [علماء نجد ... للبسام 3/ 263].
11_[إبراهيم بن محمد بن فياض.
• صار مؤذناً نائباً وأصيلاً من 1328 هـ بالنيابة والإصالة إلى وفاته في 28/ 2/1411 هـ.
• فصار مؤذناً (81) سنة.] علماء نجد ... للبسام (3/ 263).
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[06 - 06 - 07, 03:47 م]ـ
جهد طيب أخي الكريم
وهل هو نواة كتاب أم هو من صيد الأوابد
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[06 - 06 - 07, 04:13 م]ـ
جهد طيب أخي الكريم
وهل هو نواة كتاب أم هو من صيد الأوابد
جزاك الله خيرًا أخي الكريم / أبا عُمر.
ولعلَّه يكون من صيد الأوابد، ثم يكون كتابًا بعد ذلك (ابتسامة!).
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[07 - 06 - 07, 11:45 م]ـ
أبو الحسن الأثري، ورمضان أبو مالك، جزاكما الله خيرا.
هو من (صيد الأوابد) وأدعوكما، وباقي الإخوة للمشاركة.
وليكن شرط القبول في هذه الطبقات، لمن أمضى عشرين سنة فما فوق (والأمر شورى).
ـ[أبو عمر البديري]ــــــــ[07 - 06 - 07, 11:46 م]ـ
12_[السيد العلامة صلاح بن إبراهيم بن على بن المرتضى الوزير.
• أخذ صاحب الترجمة عن عبد الله بن الحسن الدوارى، وعلى أخيه الهادي بن إبراهيم وغيره.
• ومهر في فنون العلم والبلاغة والأدب واللغة العربية.
• وله في الفقه يد قوية.
• وكان بينه وبين الإمام المهدي أحمد بن يحيى، مودة عظيمة.
• وخرج معه إلى قرية بيت بوس من أعمال صنعاء.
• ثم انقطع صاحب الترجمة إلى العبادة والذكر.
• وحج حجتين ماشيا.
• ولزم مسجد الهجرة في شظب، يقوم فيه بعض الليل، ومعظم النهار لا يكلم أحدا.
• وأذن في ذلك المسجد نحو خمسين سنة للفروض الخمسة.
• وكان من رأيه تربيع الآذان في أوله ومات في سنة 810 عشر وثمانمائة تقريبا رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين] البدر الطالع للشوكاني (2/ 466) بتصرف.
13_[الفقيه صلاح بن على المداني الحارثى الشويطر الذمارى.
• قرأ على عبد المسلمى وغيره.
• وعنه أخذ في علم القراآت جم غفير، منهم عبد السلام السلامى وغيره.
• وكان فقيها ورعا زاهدا عابدا.
• لازم الأذان بمدرسة الإمام شرف الدين بصنعاء ثلاثا وأربعين سنة ومات سنة 1064 أربع وستين وألف رحمه الله تعالى وإيانا والمؤمنين آمين] البدر الطالع للشوكاني (2/ 469)
ـ[رمضان أبو مالك]ــــــــ[07 - 06 - 07, 11:52 م]ـ
أبو الحسن الأثري، ورمضان أبو مالك، جزاكما الله خيرا.
وجزاك الله خير الجزاء وأجزله.
وليكن شرط القبول في هذه الطبقات، لمن أمضى عشرين سنة فما فوق (والأمر شورى).
ولِمَ تجعله مُقيَّدًا بـ (عشرين سنة)، لو تركتَ هذا الشرط، لدخل فيه كثيرٌ ممن لا يدخلون تحت الشرط الأول.
هذا رأيي، والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/60)
ـ[أبو نهاد]ــــــــ[10 - 06 - 07, 07:49 ص]ـ
جهد مبارك ومشكور عليه
كان عندي بحث في مثل هذا الموضوع وهو المحدثون من المؤذنين
لكن شغلني عنه شواغل، وسبب البحث هو أنني رأيت أن كثيرا من الناس
يستهينون بالمؤذنين وينظرون إليهم نظر الدون فقلت في نفسي لا يمكن الأذان
أن يكون سببا في استهانة شخص ما أيا كان بل تجد عددا كبيرا من المحدثين هم مؤذنون
وأكثر ممن ذكر أنه محدث وهو إمام، وفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه
وأكرر شكري للأخ أبو عمر البديري.
أخوكم: أبو نهاد(79/61)
هل الدراسة ضرورة _ سؤال
ـ[جمانة السلفية]ــــــــ[06 - 06 - 07, 03:49 م]ـ
السلام عليكم
أقوم بالإشراف على أحد المواقع النسائية الإسلامية
وتأتيني أحيانا استفتاءات عن أمور لا أفقه فيها شيئا
تقول السائلة أنها تدرس ولا يقوم بالإنفاق عليها إلا أخ لها تعلم أن ماله كله حرام , وهي تكتب كل ما ينفقه عليها حتى إذا تخرجت وعملت ردت له هذا المبلغ , أي تعتبر أنه في حكم الدين , والسؤال:
هل يجوز أن تقترض من أخيها الذي تعلم أن ماله حرام؟
وهل الدراسة تعتبر ضرورة أم عليها أن تترك الدراسة في هذه الحالة؟
ـ[توبة]ــــــــ[06 - 06 - 07, 05:49 م]ـ
أنبه أن ما سأكتبه مجرد رأي شخصي فقط
(ولا يقوم بالإنفاق عليها إلا أخ لها تعلم أن ماله كله حرام)
أولا: من كلامك أعلاه أفهم بأن أخاها يتكفل بكافة مصاريفها اليومية بما فيها الدراسة؟ إن كان الأمر كذلك فالأمر ليس متوقفا على الدراسة فحسب.
ثانيا: هذه الأخت قد 'احتاطت لنفسها أو 'احتالت 'إن صح القول! أن تأخذ هذه المصاريف مأخذ الدين وترجعها له عند التخرج بزوال العذر أي الحاجة وهذا إن وجدت عملا (أو زوجا ... )
فلماذا لا تجعله دينا حقيقيا وتستدين ممن تثق في دينه وتشرح له أمرها. [وحق لمن علم بأمرها وكان مقتدرا أن يستجيب بل له أن يتكفل بمصاريف دراستها (ولا يخفى عليكم منهج السلف في هذا)] فتحمل فقط هم الدين -فرج الله همها - وتتخلص من مال أخيها الحرام وتدعو لنفسها ولأخيها.
فيكون المال الطيب مدعاة للبركة في طلبها للعلم وسببا لقبول دعائها فلا يخيب الله ظنها.
ـ[جمانة السلفية]ــــــــ[06 - 06 - 07, 05:58 م]ـ
بارك الله فيكِ
بالنسبة لباقي أمورها التي ينفق عليها فيها كالطعام فهي مضطرة لأن ليس لها بل وللأسرة عائل سواه.
قلتِ:
فلماذا لا تجعله دينا حقيقيا وتستدين ممن تثق في دينه وتشرح له أمرها.
بارك الله فيكِ ..
لكن الذي فهمت من كلامها أنها في بلد غريب وربما دولة أجنبية (لست متأكدة) وفي هذه الحالة يصعب تطبيق هذا الأمر
ثم إنها تسألني عن حكم شرعي لمسألة معينة وليس اقتراح حل للمشكلة ..
وجزاكِ الله خيرا على رأيكِ مشورتكِ الطيبة.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 06:49 م]ـ
إخوتي الأحباء.
لماذا تأثم إذا اقترضت من أخيها شيئا وإن كان ماله حراما؟؟
كون ماله حراما لا يحرم الاقتراض منه ولكن يحرم عليها أن تأكل منه.
لذلك - وطبعا هذه ليست فتوى ولكن رأي - فلتقترض منه قرضا يكفيها وتسدد له بعد انتهاء دراستها.
والله أعلم
ـ[توبة]ــــــــ[09 - 06 - 07, 09:48 ص]ـ
أختي الفاضلة جمانة إن وجدت الحكم الشرعي لأهل العلم في مسألة الأخت فلا تبخلي علينا بوضعه كي تعمّ الإفادة .. نسأل الله التوفيق.
ـ[جمانة السلفية]ــــــــ[10 - 06 - 07, 07:47 م]ـ
بارك الله فيكِ أختي توبة
في الحقيقةلم أجده وهي في انتظار الجواب
وإن تيسر لي معرفته فلن أبخل به
ولعل أحد طلبة العلم في المنتدى يستطيع إفادتنا , بارك الله في الجميع.
ـ[أبو عصام حمدان]ــــــــ[11 - 06 - 07, 02:27 م]ـ
حالة مشابهة
هل يأخذ من مال أبيه الذي اكتسبه من الحرام
سؤال رقم 45018
سؤال:
الرجاء الإفتاء في هذه المسألة، فأنا شاب أبلغ من العمر 21 عاما .. أدرس في كلية التجارة ويعمل والدي في السياحة (قطاع خاص في إحدى المدن السياحية. وهو مهندس كهرباء يعمل في القرية بمنصب مدير إدارة هندسية مما يعنى أنه مسئول عن كل ما يتعلق بالكهرباء؛ ابتداء من مصابيح الإضاءة وانتهاء بمضخة المياه، مرورا بثلاجات الخمرة وإضاءة صالات الرقص والتليفزيونات وما إلى ذلك وهو يتقاضى على هذا العمل راتباً كبيراً قدره أربعة آلاف جنيه، أما أنا فكنت أعمل بجانب الدراسة في مطعم- حبا في العمل فقط لا للحاجة- وعندما أردت الاستقلال بنفسي وإنشاء مشروع صغير أديره لم أجد سوى أبي لآخذ منه ما أحتاج من مال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/62)
ولشكي في مال أبي من حيث الحل والحرمة توجهت بشكوكي إلى أحد المشايخ المشهود لهم بأنهم من أهل السنة، فأفتى لي بأن ماله مختلط ولا يجوز لي منه إلا الضروري كالأكل والشرب واللبس ومصاريف الدراسة، أما ما أحتاجه كرأس مال لمشروعي فيجوز أخذه منه على سبيل القرض وقد كان والآن أبي يريد مساعدتي بدافع الأبوة فيقف معي في المحل وفى بعض الأوقات كنت أترك له المحل وأذهب لقضاء حاجات للمحل ولنفسي، وهكذا بدأ أبى يتعلم عملي ويعمل بنفسه وهنا بدأت المشكلة الأولى .. وهى أنني كنت قد حسبت كل المبالغ التي كنت قد أخذتها من أبى حسابا دقيقا، أما بعد وقوفه معي أصبح الأمر مختلطا فأبى ٌقد يخرج من جيبه مالا يضعه في درج المحل أو قد يشترى بضاعة للمحل من جيبه الخاص. وهذا يمكن بكثير من المجهود حصره، أما ما لا يمكن حصره هو أنه قد يشتري طعاما للبيت ثم يجد المحل محتاجا له فيأتي ببعض ما اشتراه للبيت ويضعه في المحل, ويكون هذا دون علمي واستشارتي ودون أن يحسبه كم يتكلف علىّ لأرده.
أما المشكلة الثانية .. فأبى غير مقتنع بردي المال له فهو يعتبره مالي ومال إخوتي وأنه يعمل ويأت بهذا المال من أجلنا فهو لن يقبل رد المال أبدا
أما المشكلة الثالثة .. أنه غير مقتنع بحرمة ماله - إن كان حراما - فهو يرى أنه من (الضرورات التي تبيح المحظورات) فإن عمله الحكومي يتقاضى عنه ما يقل قليلا عن 400 جنيه - لاحظوا الفرق أكرمكم الله- .. ونحن أسرة مكونة من خمسة أفراد منهم اثنان يدرسون دراسة جامعية .. وهو يرى أن مال الدولة كله حرام فالدولة تتعامل بالقروض الربيوية وتأخذ الضرائب وتجيز العمل في تجارة الخمور، وبالتالي فلا أحد يعمل إلا وفى ماله جزء حرام ... والسؤال الآن
1 - ما حكم مال أبى؟ وهل تنطبق عليه قاعدة الضرورات تبيح المحظورات؟ وإن كان كذلك هل يجوز لنا الحرام بالتبعية؟
2 - كيف أحسب ما أدخله أبى عندي من مال إن كان هو لا يستطيع حسابه؟
3 - كيف لي أن أرد له هذا المال –إن وجب الرد- إن كان هو رافضا أخذه؟ وهل يجوز لي أن أصر على الرفض وأن أسدد ما علي من ديون لأصحابها (رد المظالم)؟
4 - ما الذي يجوز لي من مال أبي؟ وإذا مات هل يجوز لي أن أرث ماله؟.
الجواب:
الحمد لله
لا شك أن العمل في مجال السياحة على ما هو موجود في واقعنا الآن، لاسيما في بلادكم، تشوبه الكثير من المخالفات الشرعية، من رعاية الاختلاط، والتبرج، وربما الخمور والمحرمات الأخرى، وإذا كان الأمر كذلك، كان جزء من مال أبيك محرما، وهو ما يسمى عند العلماء بالمال المختلط.
وقد قرر أهل العلم أن من كان له مال مختلط من الحلال والحرام، فإنه يجوز الأكل من ماله، وتجوز سائر وجوه معاملته، إلا أن التورع عن ذلك أولى.
أما احتجاج والدك بأن ذلك ضرورة، فهو غير صحيح، لأن أبواب الحلال كثيرة جدا، وقد قال تعالى: (ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب)، ولو فتح الإنسان على نفسه هذا الباب، لولج كل أبواب الحرام بحجة الضرورة.
واعلم أن أكل الحرام له عواقب وخيمة، لو لم يكن منها إلا الحرمان من إجابة الدعاء، كما جاء في صحيح مسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " إِنَّ اللَّهَ طَيِّبٌ لا يَقْبَلُ إِلا طَيِّبًا ... ذَكَرَ الرَّجُلَ يُطِيلُ السَّفَرَ أَشْعَثَ أَغْبَرَ يَمُدُّ يَدَيْهِ إِلَى السَّمَاءِ يَا رَبِّ يَا رَبِّ وَمَطْعَمُهُ حَرَامٌ وَمَشْرَبُهُ حَرَامٌ وَمَلْبَسُهُ حَرَامٌ وَغُذِيَ بِالْحَرَامِ فَأَنَّى يُسْتَجَابُ له " رواه مسلم برقم 1015
ومال أبيك الذي اكتسبه عن طريق هذا العمل المحرّم يسمّيه العلماء مالاً محرّماً لكسبه، أي أنه اكتسبه بطريق محرّم، وقد ذهب بعض العلماء إلى أن هذا المال يكون حراماً على مكتسبه فقط، وأما من أخذه منه بطريق مباح فلا يحرم عليه كما لو أعطاك والدك هدية أو نفقة وما أشبه ذلك.
قال الشيخ ابن عثيمين:
" قال بعض العلماء: ما كان محرما لكسبه، فإنما إثمه على الكاسب لا على من أخذه بطريق مباح من الكاسب، بخلاف ما كان محرما لعينه، كالخمر والمغصوب ونحوهما، وهذا القول وجيه قوي، بدليل أن الرسول صلى الله عليه وسلم اشتري من يهودي طعاما لأهله، وأكل من الشاة التي أهدتها له اليهودية بخيبر، وأجاب دعوة اليهودي، ومن المعلوم أن اليهود معظمهم يأخذون الربا ويأكلون السحت، وربما يقوي هذا القول قوله صلى الله عليه وسلم في اللحم الذي تصدق به على بريرة: (هو لها صدقة ولنا منها هدية) " القول المفيد على كتاب التوحيد 3/ 112
وقال الشيخ ابن عثيمين:
" وأما الخبيث لكسبه فمثل المأخوذ عن طريق الغش، أو عن طريق الربا، أو عن طريق الكذب، وما أشبه ذلك؛ وهذا محرم على مكتسبه، وليس محرما على غيره إذا اكتسبه منه بطريق مباح؛ ويدل لذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعامل اليهود مع أنهم كانوا يأكلون السحت، ويأخذون الربا، فدل ذلك على أنه لا يحرم على غير الكاسب " تفسير سورة البقرة 1/ 198
وعليه، فلك أن ترث والدك، وليس عليك أن تحسب ما أدخله عليك، أو أن ترد ما أدخله عليك، إلا أن التورع عن الأكل من ماله إن استطعت أولى.
والله أعلم.
للمزيد انظر (أحكام القرآن لابن العربي 1/ 324، المجموع 9/ 430، الفتاوى الفقهية الكبرى للهيتمي 2/ 233، كشاف القناع 3/ 496، سؤال رقم 21701).
الإسلام سؤال وجواب(79/63)
كتب في تربية الأبناء ودور الأب والأم
ـ[محمود بن محمد ريان]ــــــــ[06 - 06 - 07, 04:40 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم هل من الممكن أن تدلوني على أسماء كتب في تربية الأبناء ودور الآباء والأمهات
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[06 - 06 - 07, 05:00 م]ـ
أخي الكريم لعلك تجد في الرابط أدناه بغيتك
http://saaid.net/book/list.php?cat=82
ـ[محمود بن محمد ريان]ــــــــ[06 - 06 - 07, 05:51 م]ـ
جزاكم الله خيرا ونفع بكم
هذا فوق ما كنت أطمح
ـ[ابو هبة]ــــــــ[06 - 06 - 07, 06:31 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بارك الله فيكم هل من الممكن أن تدلوني على أسماء كتب في تربية الأبناء ودور الآباء والأمهات
جزاكم الله خيرا
لو تأذن لي أخي أوصيتك ب (سلسلة محو الأمية التربوية) في ستة أشرطة للشيخ محمد إسماعيل المقدم, تجدها في طريق الإسلام. أكثر من رائعة.
ـ[محمود بن محمد ريان]ــــــــ[06 - 06 - 07, 07:14 م]ـ
بارك الله فيك هي عندي بالفعل
وهي فعلا كما قلت أكثر من رائعة
ـ[د. هشام سعد]ــــــــ[06 - 06 - 07, 09:51 م]ـ
الشيخ محمد اسماعيل
يوصي بكتاب
مسؤلية الأب المسلم تجاه الطفل
عدنان صالح باحارث
ـ[ابو هبة]ــــــــ[06 - 06 - 07, 11:18 م]ـ
الشيخ محمد اسماعيل
يوصي بكتاب
مسؤلية الأب المسلم تجاه الطفل
عدنان صالح باحارث
وحمل بحث جيد عن التربية الجنسية للأطفال, للدكتور باحارث.
من هنا. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=99056)
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[07 - 06 - 07, 03:34 م]ـ
ربما تستفيد من هذا الرابط إن شاء الله
http://www.bahareth.org/index.php(79/64)
ما حكم قول شاءت قدرة الله
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - 06 - 07, 10:56 م]ـ
يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة:
لا يصح أن نقول (شاءت قدرة الله) لأن المشيئة إرادة والقدرة معنى والمعنى لا إرادة له وإنما
الإرادة للمريد
والمشيئة للشائي
ولكننا نقول اقتضت حكمة الله كذا وكذا أو نقول عن الشيء إذا وقع هذه قدرة الله كما
نقول هذا خلق الله وأما إضافة أمر يقتضي الفعل الاختياري إلى القدرة فإن هذا لا يجوز.
وأما قول البعض: (إن الصفة تتبع الموصوف) فنقول: نعم وكونها تابعة للموصوف تدل
على أنه لا يمكن أن نسند إليها شيء يستقل به الموصوف، وهي دارجة على لسان كثير من
الناس يقول شاءت قدرة الله كذا وكذا، شاء القدر كذا وكذا، وهذا لا يجوز؛ لأن القدر
والقدرة أمران معنويان ولا مشيئة لمن هو قادر ولمن هو مقدر.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 06:51 م]ـ
جزاك الله خيرا.
والمنتشر بين الناس - ولا حولا ولا قوة إلا بالله - أنهم يقولون شاءت الأقدار وما إلى ذلك.
بارك الله فيك ونفعنا بعلمك ونقلك
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[07 - 06 - 07, 09:55 م]ـ
يقول العلامة ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة:
لا يصح أن نقول (شاءت قدرة الله) لأن المشيئة إرادة والقدرة معنى والمعنى لا إرادة له وإنما
الإرادة للمريد
والمشيئة للشائي
ولكننا نقول اقتضت حكمة الله كذا وكذا أو نقول عن الشيء إذا وقع هذه قدرة الله كما
نقول هذا خلق الله وأما إضافة أمر يقتضي الفعل الاختياري إلى القدرة فإن هذا لا يجوز.
وأما قول البعض: (إن الصفة تتبع الموصوف) فنقول: نعم وكونها تابعة للموصوف تدل
على أنه لا يمكن أن نسند إليها شيء يستقل به الموصوف، وهي دارجة على لسان كثير من
الناس يقول شاءت قدرة الله كذا وكذا، شاء القدر كذا وكذا، وهذا لا يجوز؛ لأن القدر
والقدرة أمران معنويان ولا مشيئة لمن هو قادر ولمن هو مقدر.
ما شاء الله
و جزاك الله خيرا
حبذا العزو إلي المصدر بارك الله فيك(79/65)
استخدام التاريخ الميلادي
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - 06 - 07, 11:01 م]ـ
عبد اللطيف القرني
الاربعاء 1 / ربيع الثاني / 1428 هـ
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على إمام المرسلين وقدوة الناس أجمعين وعلى آله وأصحابه والتابعين لهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد:
فإن لكل أمة تأريخ معين تُنسب إليها أحداثها وتعلق عليه أحكامها وإليه يلجأ أفرادها في أمور دينهم ودنياهم. وحيث إن الرعيل الأول اتفقت كلمتهم على اعتبار شأن الهجرة وأنها بداية مناسبة لتأريخ أمة الإسلام بحيث تنسب إليه الحوادث ويكون مرتبطاً بالحول القمري الذي أمرنا بالاعتداد به، حيث جعل الله الأهلة مواقيت للناس في الأحكام إذا عرف هذا.
ولما كان التأريخ الميلادي من أشهر التواريخ المستعملة هذه الأيام وللأسف الشديد حتى في معظم البلاد الإسلامية أشير علي بحث هذه المسألة مع الأخذ بالاعتبار مدى جواز الاستفادة من الحسابات الفلكية المرتبطة بالتواريخ الأخرى كالحساب الشمسي المتمثل بالتاريخ الميلادي وما واجب الأفراد تجاه أنظمة الدول التي تأخذ بالتأريخ الميلادي.
ومن خلال البحث في هذه المسألة لم أجد من تكلم في هذه المسألة بتوسع وأغلب ما عثرت عليه بعض الفتاوى العامة في هذا الباب دون تفصيل في الأحوال، والله نسأل أن يسدد رشدنا وأن يلهمنا الصواب.
المبحث الأول: وفيه مسائل:
المسألة الأولى: معنى التأريخ:
قال ابن منظور: أرّخَ: التأريخ: تعريف الوقت. والتوريخ مثله. أرخ الكتاب ليوم كذا: وَقَّتَه ... وتأريخ المسلمين: أرخ من زمن هجرة سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. كتب في خلافة عمر رضي الله عنه فصار تأريخاً إلى اليوم (1).
وتعريف كلمة التأريخ في الاصطلاح: ما ورد في المعجم الوسيط التاريخ جملة الأحوال والأحداث التي يمر بها كائن ما، ويصدق على الفرد والمجتمع، كما يصدق على الظواهر الطبيعية والإنسانية ... والتأريخ تسجيل هذه الأحوال (2).
ويظهر من التعريف التفريق بين التأريخ (مهموزاً) والتاريخ (بدون همز)، فالتاريخ بدون همزة علم يشمل أبرز الأحداث، والتأريخ هو يوم معين تنسب إليه سائر الأحداث وهو المراد هنا.
فنخلص من ذلك أن التأريخ: تسجيل الأحوال والأحداث للأفراد والأمم مستنداً في كل حدث أو حالة إلى الحدث المؤرخ به والمؤرخ به عند الأمة الإسلامية كما سيأتي ذكره هي الهجرة النبوية.
المسألة الثانية: الفرق بين التاريخ والتقويم: يطلق لفظ التأريخ ويراد به التقويم، وكذا العكس وعند التأمل نجد الاختلاف الدقيق بينهما فالتقويم لغة بمعنى تصحيح الخطأ أو الاعوجاج واصطلاحاً: تنظيم لقياس الزمن يعتمد على ظواهر طبيعية متكررة مثل دورتي الشمس أو الأرض والقمر (3).
فهو مختص بحدث مرتبط بظاهرة متكررة كمواسم الزراعة السنوية أو الفصول الأربعة وهو في الشهور الشمسية ثابت لا يتغير مثل ربط بدء الدراسة سنوياً بأول يوم من برج الميزان أو أول يوم من الربيع فهذا يسمى تقويماً وهو خاص بتلك السنة ومثله تقويم أم القرى أو التقويم القطري ونحوه، فهو تقويم سنوي ينظم تفاصيل سنة من السنين وفي تفاصيله تجد التأريخ الهجري القمري والتأريخ الميلادي الشمسي والفصول السنوية المعروفة والأبراج (4).
أما التأريخ فهو وعاء لأحداث الأمة يساير أيامها ويربط أجيالها بعضهم ببعض ويوثق حاضرها وماضيها وإن كان التقويم مضافاً للهجرة أو الميلاد يستخدم عند البعض بمعنى التأريخ الهجري أو التأريخ الميلادي، ولذا تجد من يعبر عن التاريخ بالتقويم فيقول التقويم الهجري والمقصود هو التاريخ الهجري (5).
المسألة الثالثة: أنواع التقويم:
التقويم مقياس الزمن كالساعة فكما أن الساعة مقياس تعرف به ساعات الليل والنهار كذلك التقويم مقياس تعرف به الأيام والأسابيع والشهور، فإنه يذكرنا باليوم الذي نحن فيه وموقعه وينبئنا عن أيام العبادات والأعياد والمناسبات والمواسم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/66)
والأقسام الزمانية على نوعين طبيعية ووضعية: فالأقسام الطبيعية هي التي تسير وفق ما قدر لها في حركات الأفلاك كاليوم والشهر القمري والسنة الشمسية فاليوم ينشأ من دورة الأرض حول محورها والشهر القمري ينتج من دورة القمر حول الأرض والسنة الشمسية تنشأ من دورة الأرض حول الشمس وهذه الدورات الثلاث هي تدبير الهي لا دخل للبشر فيها أما الوضعية فالأسبوع والشهر الشمسي والسنة القمرية (6).
وبالإضافة إلى ذلك فقد اهتدت بعض الشعوب كالعرب والمصريين إلى مراقبة النجوم ولاحظوا أن البرج يطلع دائماً في المكان نفسه في الزمان نفسه مما فتح لهم مجالاً للتأريخ بتعاقب النجوم أيضاً بدلاً من التأريخ بدورة الشمس وحلول الفصول المرتبطة بموسم الحصاد وعموماً فمن مراقبة الإنسان لتلك الدورات الفلكية نشأت أنواع متعددة من التقاويم.
نذكر أبرزها إجمالاً:
1 – التقويم النجمي:
يرتبط التقويم النجمي بطلوع نجم معين في وقت معين من العام، ويبدأ من طلوع نجم الشعرى والفيضانات التي تتكرر كل عام ومدة هذه السنة 366.25 يوماً أي أطول من السنة الشمسية بيوم واحد مما سبب خللاً واضحاً في هذا التقويم (7).
2 – التقويم الشمسي:
يرتبط هذا التقويم بحالة الشمس وهو مأخوذ من دورة الأرض حول الشمس وهي السنة الشمسية وتنقسم السنة الشمسية إلى الفصول الأربعة المعروفة باعتبار بعد الشمس وقربها وهي الدورة السنوية ومدة هذه السنة 365 يوماً تقريباً، وقد عرف هذا التقويم الرومانيون في القديم وعليه قام التقويم اليولياني والتقويم السرياني والتقويم الفارسي والتقويم الصيني والتقويم الفرنسي وممن استخدم التقويم الشمسي منفرداً الروم والقبط وغيرهم (8).
3 – التقويم القمري:
يرتبط هذا التقويم بدورة القمر حول الأرض ووفق حركة القمر تحصل الشهور وكل دورة للقمر حول الأرض تمثل شهراً قمرياً تبلغ مدته 29.25 يوماً تقريباً، وعلى هذا الأساس فإن السنة القمرية تكون 354.36 يوماً، أي أنه أقل من عدد أيام السنة الشمسية بـ (10.88) أيام، ويلاحظ أنه لا يوجد أي ارتباط بين التقويم القمري والتقويم الشمسي لأن كل منهما مرتبط بحركة ودورة تختلف عن الآخر.
والتقويم القمري هو الأصل لأن الشهر في اللغة معناه القمر كما ذكر ذلك ابن سيده في المخصص (9). والعرب كانوا يفتتحون الشهر إذا رأوا الهلال ثم لا ينقضي الشهر حتى يروا الهلال مرة أخرى، قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "أن يكون الشهر طبيعياً والسنة عددية فهو سنة المسلمين ومن وافقهم" (10)
وهناك تقاويم أخرى لكن أشهرها ما ذكرناه وأكثرها استعمالاً هو التقويم الشمسي والتقويم القمري وعند التأمل نجد أن التقويم الشمسي وثيق الصلة بأمور المعاش كالزراعة ومواسمها وأحوال الطقس وذلك لأن التقويم الشمسي يحتضن الفصول الأربعة (الشتاء، والصيف، والخريف، والربيع) وتأتي هذه الفصول فيه في مواعيد ثابتة سنوياً فهذا التقويم أساسه الفصول وليس الشهور فهو في الأصل سنة طبيعية مقسمة إلى فصول أربعة.
وأما التقويم القمري فهو يقوم على الأشهر لا على الفصول الأربعة والشهر فيه عبارة عن دورة القمر الفلكية الثابتة وتكرر هذه الدورة اثنتي عشرة مرة وبذلك تتكون السنة القمرية عند ذلك يتضح أن السنة الشمسية سنة طبيعية وجاء من قسمتها أشهراً قياساً على الأشهر القمرية، فالأشهر في السنة الشمسية وضعية وعلى العكس التقويم القمري فالأشهر فيه طبيعية وفق دورة القمر لكن السنة فيه وضعية وليست طبيعية.
وخلاصة القول إن المقاييس الثلاثة المتدرجة وهي اليوم والشهر القمري والسنة الشمسية منشؤها الظواهر الكونية وعلاقة الأرض بالشمس من جهة، وعلاقة الأرض بالقمر من جهة أخرى، ومع امتداد الزمن ظهرت العديد من التواريخ التي يؤرخ بها الناس إلا أن أبرزها وأكثرها استعمالاً هو التاريخ الهجري والتاريخ الميلادي فالتاريخ الهجري يقوم على دورة القمر أي يستخدم الأشهر القمرية الطبيعية والسنة الوضعية والتي تتكون من اثنتي عشر شهراً قمرياً. والتأريخ الميلادي يقوم حركة الشمس السنوية الطبيعية وهي التي تتكون من دورة واحدة للشمس حول الأرض من شتاء إلى شتاء أومن ربيع إلى ربيع ونحوه، ويستخدم هذا التاريخ الأشهر الوضعية وهي تختلف على حسب زيادة أو نقص في الشهر فبعضها ثلاثون يوماً وبعضها أقل وبعضها أكثر بلا مستند في ذلك. (11)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/67)
المسألة الرابعة: نشأة التأريخ الميلادي:
كان التأريخ معروفاً عند الرومان منذ (750) قبل ميلاد المسيح عليه السلام (12)، وكان هذا التقويم قمرياً تتألف السنة فيه من عشرة شهور فقط حتى جاء ملك روما (توما الثاني 716 - 673ق. م) الذي أضاف شهري يناير وفبراير وأصبحت السنة تتألف من 355 يوماً. ومع مرور الأيام تغيرت الفصول المناخية عن مكانها تغيراً كبيراً، وفي سنة (46) قبل الميلاد استدعى الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر الفلكي المنجم المصري سوريجين من الإسكندرية طالباً منه وضع تأريخ حسابي، يعتمد عليه، ويؤرخ به، فاستجاب الفلكي المصري ووضع تأريخاً مستنداً إلى السنة الشمسية.
وبالتالي تحول الرومانيون من العمل بالتقويم القمري إلى التقويم الشمسي وسمي هذا التأريخ بالتأريخ اليولياني نسبة إلى الإمبراطور يوليوس قيصر، وبقي هذا التأريخ معمولاً به في أوروبا وبعض الأمم الأخرى قبل وبعد ميلاد المسيح عيسى - عليه السلام-.
واستمر النصارى على العمل بالتقويم الشمسي دون ربطه بالتأريخ الميلادي حتى القرن السادس أو القرن الثامن من ميلاد المسيح – عليه السلام – حيث تم الحساب ورجع بالتقويم الشمسي لتكون بدايته التأريخ النصراني من أول السنة الميلادية، نسبة إلى ميلاد المسيح عيسى – عليه السلام – وأن تكون بداية هذا التأريخ 1 - يناير-1 ميلادي وهو يوم ختان المسيح - عليه السلام - كما يقولون؛ حيث إن ميلاده – عليه السلام – كما يقال كان في 25 ديسمبر (كانون الأول) وعندها عرف هذا التأريخ بالتأريخ الميلادي.
ونخلص من هذا بأن الميلاد الحقيقي للمسيح – عليه السلام – سابق لبدء التأريخ الميلادي بقرون عديدة؛ لذا ينبغي التمييز بين التأريخ الميلادي، وميلاد المسيح – عليه السلام – لأن اصطلاح قبل الميلاد أو بعده تأريخياً لا يشير بدقة إلى ميلاد المسيح – عليه السلام – فعلياً (13).
وقد استمر العمل بهذا التأريخ إلى عهد بابا النصارى (جوريجوري الثالث عشر) الذي قام بإجراء تعديلات على التأريخ اليولياني لتلافي الخطأ الواقع فيه وهو عدم مطابقة السنة الحسابية على السنة الفعلية للشمس مما أدى إلى وجود فرق سنوي قدره إحدى عشرة دقيقة بين الحساب والواقع الفعلي فقام البابا بإصلاح هذا الفرق وسمي هذا التعديل بالتأريخ الجوريجوري وانتشر العمل به في غالب الدول النصرانية (14).
ومن الملاحظ أن الكنيسة كانت تتحكم بالتأريخ الميلادي في أرجاء الإمبراطورية الرومانية مما يعني انطباعاً بالاهتمام الديني النصراني بموضوع التأريخ. والتأريخ الميلادي حالياً هو التأريخ الجوريجوري غير أن بعض الفلكيين يرون أنه سيحتاج قطعاً يوماً من الأيام إلى تعديل، إذا كان الهدف هو المحافظة على انطباق السنة الشمسية على الفصول الأربعة (15).
وبناءً على ما تقدم فإن التاريخ الميلادي في الأصل كان رومانياً، عدله بعض الملوك والرهبان النصارى ونسبوه لميلاد المسيح عليه السلام نسبة جزافية بعد ميلاده عليه السلام بستة أو ثمانية قرون تقريباً، وقد أقر بعض الباحثين النصارى بخطأ هذه النسبة (16).
وبالنسبة للأشهر الميلادية التي تتكون منها هذه السنة فإنها في الأصل تعود لتمجيد التأريخ الشمسي الميلادي لاثني عشر إلهاً مزعوماً من آلهة الرومان الأسطورية، كما تعود أيضاً إلى تمجيد قائدين من قواد الرومان وهما يوليوس قيصر الذي أطلق اسمه على الشهر السابع باسم "يوليو" وأغسطس الذي أطلق اسمه على الشهر الثامن (أغسطس)، ولقد قام مجلس الشيوخ في عهده بتعديل أيام الشهر إلى واحد وثلاثين يوماً بدلاً من ثلاثين يوماً؛ لأنه أحرز في هذا الشهر أعظم انتصاراته وكذا يوليو.
بعد هذا يتضح لنا أن التأريخ الميلادي نتاج عمل بشري خالص مولود في بيئة رومانية، وحضانة نصرانية، ونشأ برعاية القياصرة وتعديلات البابوات والرهبان ولم يعرف إلا بعد ميلاد المسيح – عليه السلام – بقرون متعددة ولم يُبْن على مولده بيقين.
المبحث الثاني
نشأة التأريخ الهجري:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/68)
كان العرب قبل الإسلام يستخدمون التقويم القمري ويتعاملون مع الأشهر القمرية ويؤرخون بأبرز الأحداث. ولما هاجر المسلمون إلى المدينة وأصبح لهم كيانهم المستقل أصبحوا يطلقون على كل سنة من السنوات اسماً خاصاً بها فكانت السنة الأولى تسمى بسنة الإذن والسنة الثانية كانت تسمى سنة الأمر والسنة الثالثة سنة التمحيص، والسنة الرابعة تسمى سنة الترفئة والسنة الخامسة تسمى سنة الزلزال والسنة السادسة تسمى سنة الاستئناس والسنة السابعة تسمى سنة الاستغلاب، والسنة الثامنة تسمى سنة الاستواء والسنة التاسعة تسمى سنة البراءة والسنة العاشرة تسمى سنة الوداع (17).
وأخرج ابن عساكر بسنده عن أبي سلمة عن الزهري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرخ التاريخ حين قدم المدينة في شهر ربيع الأول قال ابن عساكر: كذا في هذه الرواية وهي مرسلة وأخرج أيضاً: (عن أبي سلمة عن ابن شهاب أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالتاريخ يوم قدم المدينة في شهر ربيع (18).
قال ابن حجر: وهذا معضل والمشهور خلافه وأن ذلك في خلافة عمر رضي الله عنه (19)
ولا أعلم إسناداً صحيحاً في هذا الباب واستنبط بعض العلماء من قول الله تعالى: (لَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَنْ تَقُومَ فِيهِ) (التوبة: من الآية108)، وأنه ليس أول الأيام كلها ولا إضافة إلى شيء في اللفظ الظاهر فتعين أنه أضيف إلى شيء مضمر. وفيه من فقه صحة ما اتفق عليه الصحابة مع عمر حين شاورهم في التأريخ فاتفق رأيهم أن يكون التأريخ من عام الهجرة .. فوافق رأيهم هذا ظاهر التنزيل وفهمنا الآن بفعلهم أن قوله سبحانه: (مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ) أن ذلك اليوم هو أول أيام التأريخ الذي يؤرخ به الآن.
أما كيف توصلوا إلى هذا التاريخ فقد وردت روايات عديدة تدل على أن التأريخ الهجري بدئ العمل به في عهد الخليفة الراشد عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – بمشورة، ثم اتفاق من الصحابة - رضي الله عنهم -.
قال ابن كثير رحمه الله تعالى: "اتفق الصحابة رضي الله عنهم في سنة ست عشرة وقيل سبع عشرة أو ثماني عشرة في الدول العمرية على جعل ابتداء التأريخ الإسلامي من سنة الهجرة وذلك أن أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه رفع إليه صك، أي حجة، لرجل آخر، وفيه أنه يحل عليه في شعبان. فقال عمر: أي شعبان؟ أشعبان هذه السنة التي نحن فيها، أو السنة الماضية أو الآتية؟ ثم جمع الصحابة، فاستشارهم في وضع تأريخ يتعرفون به حلول الديون وغير ذلك، فقال قائل: أرِّخُوا كتأريخ الفرس فكره ذلك، وكانت الفرس يؤرخون بملوكهم واحداً بعد واحد. وقال قائل: أرخوا بتأريخ الروم، وكانوا يؤرخون بملك إسكندر بن فيلبس المقدوني، فكره ذلك. وقال آخرون: أرخوا بمولد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقال آخرون: بل بمبعثه. وقال آخرون: بل بهجرته. وقال آخرون: بل بوفاته – عليه الصلاة والسلام – فمال عمر رضي الله تعالى عنه إلى التأريخ بالهجرة، لظهوره واشتهاره واتفقوا معه على ذلك ... إلى أن قال: وقال الواقدي: حدثنا ابن أبي الزناد عن أبيه قال: استشار عمر في التأريخ فأجمعوا على الهجرة. وقال أبو داود الطيالسي عن قرة بن خالد السدوسي عن محمد بن سيرين قال: قام رجل إلى عمر – رضي الله عنه – فقال: أرخوا. فقال: وما أرخوا؟ فقال: شيء تفعله الأعاجم يكتبون في شهر كذا من سنة كذا. فقال عمر: حسن فأرخوا، فقالوا: من أي السنين نبدأ؟ فقالوا: من مبعثه. وقالوا: من وفاته. ثم أجمعوا على الهجرة. ثم قالوا: وأي الشهور نبدأ؟ فقالوا: رمضان. ثم قالوا: المحرم؛ فهو منصرف الناس من حجهم وهو شهر حرام فاجتمعوا على المحرم ... ثم قال بعد ذلك ابن كثير – رحمه الله تعالى -: والمقصود أنهم جعلوا ابتداء التاريخ الإسلامي من سنة الهجرة وجعلوا أولها من المحرم فيما اشتهر عنهم وهذا هو قول جمهور العلماء (20).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/69)
ونخلص من ذلك أن اختيار التاريخ الهجري تم بإجماع منهم رضوان الله تعالى عنهم، والإجماع حجة قاطعة وأيضاً هذا يدل على أنهم كانوا يستخدمون التقويم القمري بدليل أنهم يتحدثون عن شهر شعبان وأيضاً هذا التاريخ لم يكن لعباداتهم فقط بل لجميع أمور دنياهم ويجعلونه رمزاً إسلامياً ولا يمكن الفصل بين التقويم القمري والتاريخ الهجري المرتبط به، والفصل بينهما مخالف لما أجمع عليه الصحابة كما أنه يوقع في المحاذير المخلة بالعبادات والمعاملات وبناء على ما تقدم نعرف نشأة التأريخ الهجري وكيف تم الاتفاق عليه وكونه شعاراً للأمة الإسلامية في مقابل شعارات الأمم المخالفة وأن الإعراض عنه إعراض عما أجمع عليه الصحابة.
المبحث الثالث:
حكم استخدام التأريخ الهجري والميلادي:
أولا: الحديث عن التأريخ الهجري يقتضي تأصيل الحكم الشرعي للتقويم القمري فنقول: دلت النصوص الشرعية على وجوب الأخذ بالتقويم القمري المتمثل بالتأريخ الهجري ومن ذلك قوله تعالى:
1 – "يَسْأَلونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ" (البقرة: من الآية189).
وجه الدلالة:
أن الله جعل الهلال علامة على بداية الشهر ونهايته، فبطلوع الهلال يبدأ شهر وينتهي آخر فتكون الأهلة بمعنى المواقيت وهذا يدل على أن الشهر قمري لارتباطه بالأهلة وهي منازل القمر.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
"فأخبر أنها مواقيت للناس وهذا عام في جميع أمورهم، فجعل الله الأهلة مواقيت للناس في الأحكام الثابتة بالشرع، ابتداء أو سبباً من العبادة وللأحكام التي ثبتت بشروط العبد، فما ثبت من الموقتات بشرع أو شرط فالهلال ميقات له، وهذا يدخل فيه، الصيام، والحج، ومدة الإيلاء والعدة ...
2 – قوله تعالى: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِنْدَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْراً فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ" (التوبة: من الآية36).
وجه الدلالة:
أن الله وصف التوقيت بالهلال وأن الشهور القمرية إذا بلغت هذا الرقم سميت سنة وهذا معنى عدة الشهور.
وقال الفخر الرازي:
قال أهل العلم: الواجب على المسلمين بحكم هذه الآية أن يعتبروا في بيوعهم ومدد ديونهم وأحوال زكاتهم وسائر أحكامهم بالأهلة، لا يجوز لهم اعتبار السنة العجمية والرومية (21).
وذكر رحمه الله أن الشهور المعتبرة في الشريعة مبناها على رؤية الهلال، والسنة المعتبرة في الشريعة هي السنة القمرية (22).
3 – قال صلى الله عليه وسلم: "إذا رأيتم الهلال فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له" (23).
وجه الدلالة: أن الرسول صلى الله عليه وسلم جعل انتهاء شهر شعبان ودخول رمضان برؤية الهلال ويقاس عليها بقية الأشهر.
ومؤدى هذه النصوص الشرعية صريح أن المعول عليه والمعتبر هو التقويم القمري مما يؤكد وجوب التمسك به دون غيره من التقاويم وهو يتفق مع أحوال الناس لكونه صالحاً للجميع ليسره وسهولة مخاطبته لجميع الأطراف، ولقد اتفق عليه السلف الأول من الصحابة والتابعين كما مر معنا وأصبح العمل عليه.
قال الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله: التأريخ اليومي يبدأ بغروب الشمس، والشهر يبدأ من الهلال، والسنوي يبدأ من الهجرة، هذا ما جرى عليه المسلمون وعلموا به واعتبره الفقهاء في كتبهم (24).
وتأسيساً على ما تقدم فإن استخدام التأريخ الهجري والميلادي يكون على حالات: الحالة الأولى: استخدام التأريخ الهجري دون الميلادي، وحكم هذه الحالة أن التوجيه الشرعي جاء للعمل بالتقويم القمري المتمثل بالتاريخ الهجري وأن احتساب المواقيت والأحوال يكون عليه دون غيره وهو شعار ورمز الأمة الإسلامية التي يؤرخ لها وله دلالاته وأبعاده.
الحالة الثانية: حكم استخدام التأريخ الهجري والميلادي جميعاً:
ذكرنا في الحالة الأولى أن الأصل هو العمل بالتقويم القمري المتمثل بالتأريخ الهجري وهذا الحكم يشمل جميع الأفراد والدول الإسلامية و لكن لا مانع من الاستفادة بالتقويم الشمسي المتمثل بالتأريخ الميلادي بصفته تقويماً مساعداً للتقويم القمري تابعاً له متى وجد مقتضى لذلك تتحقق فيه مصلحة راجحة ولا عيب أن نأخذ – لا أن نستبدل – من مواقيت الأمم ما يفيدنا في بعض الحالات فيما لا يتعارض مع أمر من أمور الدنيا (25).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/70)
وأما ما يتعلق بالفصول الأربعة واستخدامها لتنظيم الاكتساب والمهنة والدراسة والعمل دون ربط ذلك بالسنين فليس من التأريخ مثل أن يقال يبدأ العام الدراسي كل عام ببرج الميزان أو يبدأ موعد الحصاد في برج الحمل كل عام فهذا من الاستفادة العامة للمواسم ولا صلة له ببحث التأريخ الهجري أو الميلادي (26).
الحالة الثالثة: حكم استخدام التأريخ الميلادي فقط:
بناء على ما تقدم يتضح لنا أن التأريخ الميلادي مرتبط بالدين النصراني وحضاراته وهذا واضح في أسماء الأشهر في التأريخ الميلادي فغالبها إما وثنية مرتبطة ببعض آلهة النصارى المزعومة أو بأسماء القياصرة وكبار الرهبان (27).
ولذا فإن وضع التقويم الشمسي المتمثل بالتأريخ الميلادي شعار للبلد والاعتداد به في احتساب المواقيت والأحوال هو تشبه صريح بالنصارى وجاءت النصوص الشرعية التي تحرم ذلك، ويدل على هذا قوله صلى الله عليه وسلم: "من تشبه بقوم فهو منهم" (28).
ويتضمن الحديث التشبه بسمات الكفار وعاداتهم وتقاليدهم وأزيائهم وكل ما هو من خصائصهم ولا شك أن اعتبار الأصل هو استخدام التأريخ الميلادي يدخل في سمات الكفار (29).
وقد سئل الشيخ صالح الفوزان عن:
هل التأريخ بالتاريخ الميلادي يُعتبَرُ من موالاة النصارى؟
فأجاب لا يُعتبَرُ موالاة، لكن يعتبر تشبُّهًا بهم.
والصَّحابة رضي الله عنهم كان التاريخ الميلادي موجودًا، ولم يستعملوه، بل عدلوا عنه إلى التاريخ الهجريِّ، وضعوا التاريخ الهجريَّ، ولم يستعملوا التاريخ الميلادي، مع أنه كان موجودًا في عهدهم، هذا دليل على أنَّ المسلمين يجب أن يستقلُّوا عن عادات الكفَّار وتقاليد الكفَّار، لا سيَّما وأنَّ التَّاريخ الميلاديَّ رمز على دينهم؛ لأنه يرمز إلى تعظيم ميلاد المسيح والاحتفال به على رأس السَّنة، وهذه بدعة ابتدعها النصارى؛ فنحن لا نشاركهم ولا نشجِّعهم على هذا الشيء، وإذا أرَّخنا بتاريخهم؛ فمعناه أنَّنا نتشبَّه بهم، وعندنا ولله الحمد التاريخ الهجريُّ، الذي وضعه لنا أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه الخليفة الرَّاشد بحضرة المهاجرين والأنصار، هذا يغنينا (30).
ويقول فضيلة الشيخ الدكتور عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين: لقد اقتصر المسلمون على تأريخهم الذي اتفقوا عليه من عهد عمر بن الخطاب الذي وضع لهم هذا التاريخ الهجري، حيث اختار مبدأه من هجرة النبي صلى الله عليه وسلم وعمل عليه المسلمون في كتبهم وسيرهم مع معرفتهم بتأريخ من قبلهم، ولم يزالوا كذلك حتى استولى النصارى على كثير من بلاد الإسلام، واستعمروهم واضطروهم إلى تعلم التاريخ الميلادي، وأنسوهم التاريخ الهجري إلا ما شاء الله، فنقول: إن في العمل بالتأريخ الهجري تذكراً لوقائع الإسلام وأحوال المسلمين في سابق الدهر، ثم هو أوضح وأبين حيث يعتمد على الأهلة التي ترى عياناً ويحصل بمشاهدتها معرفة دخول السنة وخروجها، دون إعواز إلى حساب وكتابة، فتنصح المسلمين أن يقتصروا على تأريخهم الذي كان عليه سلفهم، وأن يعرضوا عن تأريخ النصارى الذي لا يتحقق صحته، إنما هو مبني على نقل أهل الكتاب وهم غير متيقنين، حيث لم يثبتوا ذلك بالنقل الصحيح. ومتى احتيج إلى معرفة السنة الشمسية، فإن هناك التاريخ الشمسي الهجري وهو يعتمد الحساب، ويسير على سير البروج الاثني عشر التي ذكرها الله تعالى مجملاً كما في قوله تعالى: "وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجاً" (الحجر: من الآية16)، وعرفها الحُسّاب وعلماء الفلك بالمشاهدة، ففي معرفتها ما يكفي عن الاحتياج إلى تاريخ النصارى، والله أعلم (31).
وأما بالنسبة لمن كان يعيش في دولة نظامها يأخذ بالتأريخ الميلادي فإن كان النظام يسمح بوضع التأريخ الهجري مع التأريخ الميلادي فيجب على الأفراد الإشارة إلى التأريخ الهجري في المكاتبات والإجراءات متى ما استطاعوا لذلك لأن هذا يحافظ على بقاء التأريخ الهجري شعاراً للأمة الإسلامية ويخفف من المفسدة الواقعة بالأخذ بالتأريخ الميلادي والقاعدة الشرعية تنص على أنه إذا لم يمكن قطع المفسدة جملة بأسبابها ودواعيها فإن التقليل من آثارها والحد من استشرائها وانتشارها مطلوب وهو من مقاصد الشرع المطهر (32).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/71)
وأما إذا كان النظام الرسمي للدولة يمنع الإشارة للتقويم القمري المتمثل بالتأريخ الهجري أبداً ويحارب ذلك فيجب على الأفراد في هذه الحالة بذل ما يستطيعون من الإنكار والنصح ومراعاة الأمور والموازنة بين المفاسد المتوقعة وقطع أسبابها والمفاسد الواقعة والسعي إلى تقليل آثارها إذا لم يمكن تلافيها ويبقى الجزاء مرتبطاً بالاستطاعة والقدرة على التغيير ويدخل في هذا التعامل مع الدولة أو الشركات العالمية التي تعتمد التأريخ الميلادي فيجوز مع الحاجة استخدام التأريخ الميلادي مع بعض الاعتبارات المرتبطة في ذلك مثل حساب الزكاة بالتأريخ الميلادي مع معادلته بالتقويم القمري، لإخراج القدر الزائد من المال الزكوي المقابل للزمن الزائد من التقويم الشمسي علما بأن المعتبر في إخراج الزكاة هو التأريخ الهجري لا الميلادي.
وفي نهاية البحث أوصي أمتي وأصحاب الشأن في بلاد المسلمين أينما كانوا بأن يتمسكوا بتأريخهم الإسلامي القمري الهجري امتثالاً لأمر الله وأمر رسوله صلى الله عليه وسلم وتمسكاً بالسنة الراشدة والإجماع الصحابي واعتزازاً بما شرع الله.
وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
_________________
* قاضي في ديوان المظالم
(1) (لسان العرب 3/ 4) مادة (أرخ).
(2) (المعجم الوسيط 1/ 13).
(3) (الموسوعة العربية الميسرة 1/ 539).
(4) (التاريخ الهجري ص 19).
(5) (انظر التاريخ الهجري ص 19 - 20).
(6) (انظر فتاوى ابن تيمية 25/ 135 - 138).
(7) (التوقيت والتقويم، علي حسن موسى).
(8) (التوقيت والتقويم، ص 33).
(9) (المخصص 2/ 376)
(10) (مجموع الفتاوى 25/ 138) انظر التاريخ الهجري ص 23 - 24.
(11) (انظر: نظام التقويم في الإسلام ص 5)، (التقويم الهجري للملكة العربية السعودية ص 8) لأبي طارق الحجازي.
(12) (التأريخ الهجري ص 29).
(13) (التوقيت والتقويم ص109).
(14) (التاريخ الهجري ص 32).
(15) (تاريخ التقويمين الميلادي والهجري ومبادئهما ص 13).
(16) (التقويم الهجري للملكة العربية السعودية ص 143 - 144).
(17) (انظر: هذه السنوات ومعانيها في الموسوعة العربية العالمية 7/ 83 وقد يُنازع فيها من حيث ثبوتها).
(18) (تاريخ دمشق 1/ 37) (عن طريق نسخة في برنامج الحاسب الآلي).
(19) (فتح الباري 7/ 268).
(20) (انظر البداية والنهاية 4/ 510 - 511).
(21) (التفسير الكبير 16/ 53).
(22) (التفسير الكبير 17/ 35 - 36).
(23) رواه البخاري (2/ 674) ومسلم (2/ 762).
(24) (الضياء اللامع من الخطب الجوامع ص 307).
(25) (التأريخ الهجري 61 - 63 وما بعدها).
(26) (التأريخ الهجري ص 67).
(27) (التأريخ الهجري ص 34).
(28) رواه أحمد 2/ 50، 2/ 92 وباسناد فيه مقال، ورواه أبو داود، كتاب اللباس باب في لبس الشهرة برقم 4031 وصححه الألباني.
(29) كلام الشيخ صالح الفوزان موجود في كتاب المنتقى من فتاوى الفوزان برقم (153).
(30) اعتبار المآلات ومراعاة نتائج التصرفات ص 228).
(31) مجلة الدعوة العدد الشهري 2076
(32) أحكام وفتاوى الزكاة لعام 1423هـ الصادر من بيت الزكاة في الكويت.
ـ[أشرف منعاز]ــــــــ[07 - 06 - 07, 12:10 ص]ـ
جزى الله كل خير الكاتب والناقل والقاريء
ـ[آل عامر]ــــــــ[07 - 06 - 07, 08:47 ص]ـ
وجزاك أخي الكريم
ـ[حسين العسقلاني]ــــــــ[07 - 06 - 07, 10:10 ص]ـ
الخميس 21 / جمادى الأول / 1428 هـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
موضوع جيد بارك الله فيك أخي (آل عامر) وجعل ذلك في ميزان حسناتك
بالفعل نحن مقصرون في هذا الأمر كثيرا، ويجب علينا أن نهتم به، فلو أنك سألت الكثير من المسلمين عن تاريخ اليوم بالهجري لما عرفه، بل إن منهم من لا يعرف إذا كنا في سنة 1428 أو 27 للأسف الشديد - وأتكلم هنا ليس عن العوام بل عن من يسمون أنفسهم بالمثقفين، وربما كان العوام أدرى بالتاريخ الهجري نظرا لاهتمامهم بالعبادة أكثر - والكثير لا يعرف أسماء الشهور فضلا عن ترتيبها محرم 1 صفر 2 .... رمضان 9!! لا تتعجب فهذا واقع، نسأل الله أن يلهمنا الرشد والصواب اللهم آمين
ـ[أبو محمد الموحد]ــــــــ[20 - 08 - 07, 06:00 م]ـ
جزى الله كل خير الكاتب والناقل والقاريء
ـ[صالح العقل]ــــــــ[27 - 08 - 07, 12:58 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم.(79/72)
التحريم يكون قدرياً ويكون شرعياً
ـ[آل عامر]ــــــــ[06 - 06 - 07, 11:04 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله رحمة واسعة:
التحريم يكون قدرياً ويكون شرعياً
فمن التحريم القدري قوله تعالى في موسى (وحرمنا عليه المراضع من قبل)
وقوله تعالى (وحرام على قرية أهلكناها أنهم لا يرجعون)
ومن التحريم الشرعي قوله تعالى (حرمت عليكم أمهاتكم)
وقوله تعالى (قل لا أجد فيما أوحي إلىّ محرما على طاعم يطمعه إلا أن يكون ميتة) الآية(79/73)
لطيفة: الشيخ تقي الدين الهلالي يعترض على اسم: هيئة الأمر بالمعروف ...
ـ[أبو محمد]ــــــــ[07 - 06 - 07, 01:57 ص]ـ
قال رحمه الله: ( ... وفي شئون جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر "والتعبير المعتاد: هيئة الأمر بالمعروف، وقد تركت هذاالتعبير لأنه فاسد؛ لأن الهيئة هي الشكل؛ كما قال تعالى: (أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير) ").
الدعوة إلى الله في أقطار مختلفة - 209 - مكتبة الصحابة.
بما أن الحديث قد اشتد هذه الأيام على (الهيئة!) .. أحببت أن أفيد بهذه الفائدة ..
وأقترح -بناء على هذه الفائدة- اقتراحا .. وهو أن يصبح مسماها: وزارة الأمر بالمعروف ...
وبهذا نستفيد فائدتين: التصحيح اللغوي -على رأي الشيخ تقي الدين على الأقل-.
والثانية: رفع ضغط الليبراليين!
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 06 - 07, 02:11 ص]ـ
بارك الله فيكم شيخنا الكريم.
وأسأل الله أن يغفر للشيخ / تقي الدين الهلالي، ويرفع درجته في عليين.
والثانية: رفع ضغط الليبراليين!
لن تجد مروجي المخدرات ومستخدميها يثنون على إدارة مكافحة المخدرات!!.
ولن تجد السرّاق والمجرمين يثنون على إدارة الشرطة والأمن!!.
ولن تجد عديمي الذمة والأمانة من التجار يثنون على وزارة التجارة وإدارة مكافحة الغش التجاري.
ولن تجد المتهورين والمستهترين من سائقي السيارات يثنون على المرور العلني والسري.
ولن تجد من في قلبه مرض من الليبراليين والجهلة من أصحاب الشهوات والشبهات يثنون على هيئات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأهل الخير.
فكل من خالف هواهم، وصدهم عن ما تريده شهواتهم ونزواتهم .... حبا لهم، ونصحا، وإشفاقا عليهم وخوفا ....
فمن الطبعي أن يكيدوا له كيدا، ويجلبوا عليهم بخيلهم ورجلهم ..... وما تخفي صدورهم أكبر.
أسأل الله أن يصلح الحال.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[08 - 06 - 07, 12:17 ص]ـ
وفيك بارك يا شيخ سامي ..
علقت .. فأفدت وأجدت .. كعادتك ..
دمت موفقا مسددا.(79/74)
هل يصح القول: فلان في ذمة الله
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[07 - 06 - 07, 02:57 م]ـ
هل يصح القول: فلان في ذمة الله وذلك يقال بعد الموت عندنا
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[09 - 06 - 07, 02:37 م]ـ
لفظ في ذمة الله ورد في السنة الصحيحة فيمن صلى صلاة الصبح
فقال صلى الله عليه وسلم: من صلى صلاة الصبح فهو في ذمة الله، فلا يطلبنكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه، ثم يكبه على وجهه في نار جهنم
قال النووي رحمه الله "قيلَ: الذِّمَّة هُنَا الضَّمَان. وَقِيلَ: الْأَمَان"
ويتبين من هذا أن ليس كل من مات فهو في ذمة الله
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 02:49 م]ـ
هذه الفتوى منقولة من موقع الإسلام اليوم وستجدها بالشاملة إن بحثت عنها إن شاء الله:
فتاوى واستشارات الإسلام اليوم - (ج 13 / ص 158)
هل يجوز أن يقال للمتوفى فلان في ذمة الله؟ وما معنى في ذمة الله؟
الجواب
هذا التعبير في حق المتوفى لا أعلم له أصلاً فلا ينبغي استعماله وإنما ورد في حق من عمل بعض الصالحات كصلاة الفجر في جماعة ففي صحيح مسلم عن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من صلى الصبح فهو في ذمة الله) ومعنى في ذمة الله هنا الضمان وقيل الأمان. والله أعلم
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 02:54 م]ـ
ولكن أعتقد أن لفظها عند عوام الناس يكون من باب أن هذا الرجل صار من الأموات وباعتباره مسلما فإن له عهدا ألا يتكلم عليه المسلمون إلا بخير بعد موته ومن هنا يقولون في ذمة الله حتى لا تتكلم عليه إلا بخير.
ولكن هذا أيضا مشكل لأنه لا يحق لك أن تتكلم على المسلم إلا بخير سواءً كان حيا أم ميتا.
والله أعلم
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:52 م]ـ
بوركتم على الافادات
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 04:08 م]ـ
الحديث ليس يقيد الأمر " في جماعة "
وهو خطأ منتشر مشتهر لم يسلم منه الكثير، فيقال الحديث ويزاد فيه " فيه جماعة " وينسب لمسلم
وليس كذلك
ولعل تبويب النووي هو سبب هذا الوهم
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[09 - 06 - 07, 04:30 م]ـ
بوركت شيخي إحسان العتيبي
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 03:11 ص]ـ
الله يبارك فيك ويحفظك
ـ[أبو عبد العزيز الجالولي]ــــــــ[10 - 11 - 07, 08:09 م]ـ
السلام عليكم
جزاك الله خيرا يا شيخنا وبارك فيك.وأسأل الله تعالى أن يثبنا على الدين حتى الممات.وأن ينفعنا بعلمك
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[11 - 11 - 07, 01:31 ص]ـ
وعليكم السلام
جزاك الله خيراً
ـ[علي الكناني]ــــــــ[20 - 01 - 08, 05:11 م]ـ
الحديث ليس يقيد الأمر " في جماعة "
وهو خطأ منتشر مشتهر لم يسلم منه الكثير، فيقال الحديث ويزاد فيه " فيه جماعة " وينسب لمسلم
وليس كذلك
ولعل تبويب النووي هو سبب هذا الوهم
فائدة نفيسة بالنسبة لي
جزاك الله خيراً
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 01 - 08, 09:12 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي المثابر
وفرَّج عن أخينا نضال صاحب الموضوع
ـ[تركي النجدي]ــــــــ[20 - 01 - 08, 09:19 م]ـ
جزاكم الله خير.
هناك كلمات كثير دارجة على ألسن الناس , ولعل في بعضها عطب وشطح.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 01 - 08, 09:43 م]ـ
بارك الله فيكم
أحسب أن هذا من باب التفاؤل
والله أعلم
ففي فتاوى شيخنا العالم الفقيه العثيميني - رحمه الله
((439) سئل فضيلة الشيخ: عن قول: "فلان المرحوم". و "تغمده الله برحمته" و "انتقل إلى رحمة الله"؟
فأجاب بقوله: قول: "فلان المرحوم"، أو "تغمده الله برحمته" لا بأس بها، لأن قولهم: "المرحوم" من باب التفاؤل والرجاء، وليس من باب الخبر، وإذا كان من باب التفاؤل والرجاء فلا بأس به.
وأما "انتقل إلى رحمة الله"، فهو كذلك فيما يظهر لي أنه من باب التفاؤل، وليس من باب الخبر، لأن مثل هذا من أمور الغيب ولا يمكن الجزم به، وكذلك لا يقال: "انتقل إلى الرفيق الأعلى"
ـ[ابو محمد الغامدي]ــــــــ[21 - 01 - 08, 07:45 ص]ـ
تنبيه على ورود التقييد بصلاة الصبح في الجماعة
وذلك في حديث أبي بكرة رضي الله عنه: (من صلى الصبح في جماعة فهو في ذمة الله ... ) قال الهيثمي رحمه الله (2/ 29): رواه الطبراني في الكبير، ورجاله رجال الصحيح، وقال المنذري في الترغيب: "ورجال إسناده رجال الصحيح "، وقال الألباني: صحيح لغيره. انظر: صحيح الترغيب، رقم (461).
تنبيه: هذه الزيادة اعتمدها المناوي أيضا، ونسبها إلى مسلم ونسبها غيره الى ابن ماجة. وهو وهم، فزيادة (جماعة ليست في مسلم، بل ولا في شيء من الكتب الستة(79/75)
إستشكال" مساله من باب المحرمات من النكاح" من الروض
ـ[أبو خباب المكى]ــــــــ[07 - 06 - 07, 04:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة .........
*من النكاح والصواب في النكاح
قال المصنف رحمه الله (ويحرم بالرضاع ولو محرماً مايحرم من بالنسب من الاقسام السابقة لقوله عليه السلام " يحرم من الرضاع مايحرم من النسب" متفق علية إلا أم أخته وأم أخيه من رضاع والا اخت ابنه من الرضاع فلاتحرم المرضعة ولابنتها على ابي المرتضع ........ ) ا
الروض مع حاشيه ابن قاسم 287 - 288 ج 6 .......
أولا ماصوره المساله وهل معنى ذلك انها تحل له ام تحرم عليه من جهه أخرى؟ أرجو التوضيح. فقد أشكلت حتى على شيخنا (إبتسامة)
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[07 - 06 - 07, 04:51 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة .........
*من النكاح والصواب في النكاح
قال المصنف رحمه الله (ويحرم بالرضاع ولو محرماً مايحرم من بالنسب من الاقسام السابقة لقوله عليه السلام " يحرم من الرضاع مايحرم من النسب" متفق علية إلا أم أخته وأم أخيه من رضاع والا اخت ابنه من الرضاع فلاتحرم المرضعة ولابنتها على ابي المرتضع ........ ) ا
الروض مع حاشيه ابن قاسم 287 - 288 ج 6 .......
أولا ماصوره المساله وهل معنى ذلك انها تحل له ام تحرم عليه من جهه أخرى؟ أرجو التوضيح. فقد أشكلت حتى على شيخنا (إبتسامة)
المسألة واضحة لا إشكال فيها إن شاء الله
الذي يحرم المرتضع فقط مثال للتوضيح
رضع زيد من زوجة عمرو فأبناء عمرو يحرمون علي زيد لماذا؟؟
لأن عمرو أصبح والد زيد من الرضاعة
وزوجة عمر أصبحت والدته من الرضاعة
وأبناء عمر إخوة زيد من الرضاعة
أم أخوة زيد و أمه و أبيه فلا يحرمون علي
عمر
ولا زوجة عمرو (المرضعة)
و لا أبناء عمرو
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[07 - 06 - 07, 04:54 م]ـ
السلام عليكم ورحمه الله وبركاتة .........
*من النكاح والصواب في النكاح
قال المصنف رحمه الله (ويحرم بالرضاع ولو محرماً مايحرم من بالنسب من الاقسام السابقة لقوله عليه السلام " يحرم من الرضاع مايحرم من النسب" متفق علية إلا أم أخته وأم أخيه من رضاع والا اخت ابنه من الرضاع فلاتحرم المرضعة ولابنتها على ابي المرتضع ........ ) ا
الروض مع حاشيه ابن قاسم 287 - 288 ج 6 .......
أولا ماصوره المساله وهل معنى ذلك انها تحل له ام تحرم عليه من جهه أخرى؟ أرجو التوضيح. فقد أشكلت حتى على شيخنا (إبتسامة)
المسألة واضحة لا إشكال فيها إن شاء الله
الذي يحرم المرتضع فقط مثال للتوضيح
رضع زيد من زوجة عمرو فأبناء عمرو يحرمون علي زيد لماذا؟؟
لأن عمرو أصبح والد زيد من الرضاعة
وزوجة عمر أصبحت والدته من الرضاعة
وأبناء عمر إخوة زيد من الرضاعة
أم أخوة زيد و أمه و أبيه فلا يحرمون علي
عمر
ولا زوجة عمرو (المرضعة)
و لا أبناء عمرو
و الله أعلم
و علي هذا يوجه كلام المصنف(79/76)
هل يُعتبر الأعصار الذي ضرب بعض الدول نازلة ولذلك قنت الشيخ الشريم فجر اليوم الخميس
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[07 - 06 - 07, 06:24 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الفضلاء ....
هل يعتبر الأعصار الذي ضرب بعض الدول الإسلامية يٌعتبر نازلة، ولذلك قنت الشيخ د سعود الشريم حفظه الله ورعاه فجر اليوم الخميس في الحرم.
وجزاكم الله خير ...
ـ[عبدالله الشتوي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 06:45 م]ـ
بارك الله فيك أخي الفاضل ابن المبارك على طرح هذا المسألة فقد كانت تدور في ذهني، ولعل أحد الأخوة يتحفنا بالجواب ..
مع العلم أن بعض الصحف نقلت أن القنوت كان بتوجيه من الملك عبدالله.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[08 - 06 - 07, 12:47 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أيها الفضلاء ....
هل يعتبر الأعصار الذي ضرب بعض الدول الإسلامية يٌعتبر نازلة، ولذلك قنت الشيخ د سعود الشريم حفظه الله ورعاه فجر اليوم الخميس في الحرم.
وجزاكم الله خير ...
الإعصار فيه خطر محدق ولا يعلم مقدار هذا الخطر الا الله والله اعلم انه نازلة
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[08 - 06 - 07, 06:05 م]ـ
بارك الله فيكم ومن عنده أجابة وافيه فليتحفنا بها ....(79/77)
الأسباب المعينة على طاعة الله عز وجل
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[07 - 06 - 07, 07:05 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
فمما يعين على طاعة الله وعباداته أمور:
الأول: العلم بالله تبارك وتعالى وبما هو متصف به من نعوت الجلال والإكرام وما دلت عليه أسماؤه الحسنى وهذا العلم إذا رسخ في القلب أوجب خشية الله لا محالة فإنه لا بد أن يعلم أن الله يثيب على طاعته ويعاقب على معصيته كما شهد به القرآن والعيان، وكما ان العلم بالله مقصود لنفسه فهو أيضاً معين على العمل الصالح.
وهذا العلم العظيم إنما يؤخذ عن طريق الرسل بما أوحاه الله إليهم وما أنزله من كتب قال تعالى: {الرحمن فاسأل به خبيراً} وأعلم الناس بالله هم أنبياؤه ورسله عليهم الصلاة والسلام، وهذا هو العلم الحقيقي اليقيني الذي لا ترد عليه الشكوك والأوهام والاضطراب والحيرة.
الثاني: محبة الله تبارك وتعالى وطلب السباب التي تؤدي إلى محبته عز وجل وقد ذكر ابن القيم _ رحمه الله الأسباب التي توجب محبة الله وبعضها ذكر قبل فقال:
(فصل في الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها وهي عشرة:
أحدها: قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به كتدبر الكتاب الذي يحفظه العبد ويشرحه ليتفهم مراد صاحبه منه.
الثاني: التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة.
الثالث: دوام ذكره على كل حال باللسان والقلب والعمل والحال فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر.
الرابع: إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى.
الخامس: مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها فمن عرف الله بأسمائه وصفاته وأفعاله أحبه لا محالة ولهذا كانت المعطلة والفرعونية والجهمية قطاع الطريق على القلوب بينها وبين الوصول إلى المحبوب.
السادس: مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة فإنها داعية إلى محبته.
السابع: وهو من أعجبها انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى وليس في التعبير عن هذا المعنى غير الأسماء والعبارات.
الثامن: الخلوة به وقت النزول الإلهي لمناجاته وتلاوة كلامه والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة.
التاسع: مجالسة المحبين الصادقين والتقاط أطايب ثمرات كلامهم كما ينتقى أطايب الثمر ولا تتكلم إلا إذا ترجحت مصلحة الكلام وعلمت أن فيه مزيدا لحالك ومنفعة لغيرك.
العاشر: مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل) ا. هـ
الثالث: التوكل على الله عز وجل والاستعانة به ولذك قال عز وجل: {إياك نعبد وإياك نستعين} والاستعانة هي التوكل.
وكثير من الخلق يظن التوكل محصوراً بطلب المور الدنيوية بينما أولياء الله يتوكلون عليه في الإيمان به وطاعته وعبادته وهداية الطريق ونصرة دينه وإعلاء كلمته وجهاد أعدائه وفي محابه وتنفيذ أوامره كما يتوكلون عليه في أمور معاشهم ودنياهم مع عمل الأسباب واليقين بما عند الله وحسن الظن به والعلم بصفاته التي توجب التوكل عليه عز وجل.
الرابع: الدعاء وهو من أعظم الوسائل التي تعين المرء على طاعة الله ولذا قال اله عز وجل: {اهدنا الصراط المستقيم} وأمرنا بقراءة الفاتحة في كل صلاة لنطلبه عز وجل الهداية، بل إن الدعاء هو لب العبادة وفي صحيح مسلم عن أبي ذر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فيما يرويه عن ربه: " يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته فاستطعموني أطعمكم يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته فاستكسوني أكسكم يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم يا عبادي إنكم تخطئون بالليل والنهار وأنا أغفر الذنوب جميعا ولا أبالي فاستغفروني أغفر لكم "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/78)
الخامس: العلم بدين الله الشرعي و معرفة الأحكام الشرعية والحلال والحرام فقد ثبت في الصحيحين عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين " وهو يشمل معرفة العقائد والأحكام في الطهارة والصلاة والزكاة والصوم والحج ونحوها وما يجب على المسلم من واجبات وما يحرم عليه، وهذا المر يحقق احد شرطي القبول وهو المتابعة.
السادس: العلم بدين الله الجزائي المتضمن للثواب والعقاب في الدنيا والآخرة ويدخل في هذا معرفة ما يحدث في البرزخ وعند البعث والحساب والجنة والنار، ويمكن للمرء أن ينظر في هذا ما ذكره الله في كتابه عن القيامة والحساب والبعث والجزاء وما ذكره رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ثم المؤلفات التي ألفت في هذا الباب.
السابع: النظر في سير الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصالحين من عباد الله من الصحابة والتابعين والأئمة والعباد وما كانوا عليه من الخوف من الله ورجائه وكثرة العبادة وتنظر تراجم السلف في الكتب المصنفة في التراجم كسير أعلام النبلاء وحلية الأولياء.
الثامن: النظر في قصر العمر مقابل الحياة الأخروية وكيف أنه بقدر ما يعمل بطاعة الله بقدر ما يزيد في النعيم ويرتفع في درجات الآخرة وكيف أنه لا يمكنه الرجوع ليزيد في عمله فالعمر محدود والحياة في الآخرة أبدية والعاقل يبني ما سيكون له أبداً لا ما ينقطع وقد قيل إن الحياة في الجنة وهي أبدية إنما كانت جزاء لعمل في حياة مدودة لأن المؤمن في نيته أنه لو عاش في الحياة أبداً لاستمر في طاعة الله ونيته أبلغ من عمله وهذا وإن كان ملحظاً حسناً إلا أن الأمر في هذا يعود إلى عظم فضل الله وجوده وكرمه وإلا فلو قدر للمرء أن يعمل أبدا فهو لا يستحق كل هذا النعيم لولا رحمة الله عزو وجل.
التاسع: النظر في نعم الله وآلائه على العبد والتفكر فيها والتي لا تعد ولا تحصى كما قال عز وجل: {وإن تعدوا نعمة الله لا تحصوها} فلينظر المرء في نعم الله عليه في جسده وليقابله بما يمكن أن يكون الشكر عليها:
فهذه حاسة البصر التي لا يقد نعمتها إلا من فقدها ولو قيل للأعمى صلِّ ألف ركعة ونرد إليك بصرك لفعل ذلك بل فعل ما هو أكثر.
ولو قيل لفاقد السمع والنطق مثل ذلك لفعل.
ثم ماذا يقابل نعمة العقل أيكفي أن تكون ألف ركعة أو آلاف الركعات.
ثم لينظر المرء في نعمة المشي بالقدمين والبطش باليدين والصحة في البدن ثم ينظر فيمن أصيب بالأمراض من إعاقة في العقل أو القدمين أو أمراض الجلد من البرص والجذام والبهاق ونحوها.
ثم كيف أصاب الله بأمراض السرطان والسكر ونحوها خلقاً لم يكن هو منهم.
ثم لينظر كيف أنعم الله عليه بالقدرة على الجماع وغيره مسلوب القدرة وكيف ينجب وغيره عقيم.
ثم لينظر كيف ابتلى الله خلقاً بأولادهم في مرض في عقولهم أو أبدانهم وكيف هو قد أنعم الله عليه بأولاد سليمي البدن والعقل مكتملي الصحة.
ثم بعد ذلك كله كيف أنعم الله عليه بأعظم نعمة وأجلها وهي الإيمان به ومعرفة الإسلام فلم يكن يهودياً أو نصرانياً أو بوذياً أو هندوسياً أو غيرها من الملل.
ثم كيف أنعم الله عليه بنعمة الهداية إلى السنة فلم يكن رافضياً أو معتزلياً أو أشعرياً أو خارجياً.
ثم بعد ذلك انعم الله عليه بالهداية إلى العمل الصالح وأداء الصلوات والصوم والزكاة والحج وغير ذلك دون غيره ممن حرمهم الله لذة طاعته والقرب منه.
لينظر المرء في كل ما سبق وغيره من النعم التي من الله بها عليه ثم ليقارن هل قام بشكرها؟ ثم لينظر عظم فضل الله وجوده وكرمه فهو عز وجل مع كل هذه النعم يزيد من يشكره نعماً أخرى فيقول عز وجل: {لئن شكرتم لأزيدنكم} ثم هو يتحبب إلى خلقه ويعينهم ويفرح بتوبتهم وييسر لهم سبل الهداية فينزل الكتب ويرسل الرسل ويدلهم على أسباب الهداية ويحذرهم من سبل الغواية فلا إله إلا الله العظيم الجليل الحي القيوم الذي لا قيام للمخلوقات بدونه.
العاشر: مرافقة الصالحين الذين يعينون على طاعة الله ويذكرون الغافل ويعلمون الجاهل وينصحون المقصر والمعرض عن الطاعة او المسرف في المعصية ولذا جاء في حديث أبي موسى 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - في الصحيحين: " مثل الجليس الصالح مثل الجليس الصالح والجليس السوء كمثل صاحب المسك وكير الحداد لا يعدمك من صاحب المسك إما تشتريه أو تجد ريحه وكير الحداد يحرق بدنك أو ثوبك أو تجد منه ريحا خبيثة "
ـ[ابن السائح]ــــــــ[07 - 06 - 07, 08:58 م]ـ
جزاك الله خيرا
جهد طيب مبارك
ما أحوجنا إلى مثل هذه المواعظ
اللهم انفعنا بالذكرى وارزقنا خير العمل
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 09:28 م]ـ
بارك الله فيك قرأتها على استعجال لعلي أعيد قرائتها مرة أخرى .. فأحب ما تكتب أخي الحبيب ...
ووالله نحن مقصرون في قراءة القرآن .. فكلما زاد الإنسان من قراءته زاد قربا من الله تبارك وتعالى ..........
وجرب وسترى .. ولكن أولا اصدق مع الله لأنك لن توفق لمثل هذا الخير العظيم إلا بتوفيق من الله ...
فكم شخص عندما يريد أن يقرأ القرآن تحجبه ذنوبه فلا يجد في نفسه لذة ولا شوقا لقراءته .. والله المستعان ....
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/79)
ـ[السوادي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 09:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[10 - 06 - 07, 08:17 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[بشر بن ناصر الرشيد]ــــــــ[10 - 06 - 07, 08:30 م]ـ
أثابكم الله أخانا الحبيب، وألهمنا العمل بما نعلم، وأن نكون من الصادقين، والله المستعان
ـ[أبو عائش وخويلد]ــــــــ[25 - 08 - 07, 06:56 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم.
جزيت الجنة أخي، وما أجمل لو يبدل العنوان: "الأسباب المعينة على طاعة الله عز وجل في رمضان" لقربه نسأل الله أن يبلغنا إياه، ويقوينا على طاعته فيه.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[28 - 04 - 08, 10:16 ص]ـ
للفائدة
ـ[مستور مختاري]ــــــــ[28 - 04 - 08, 08:48 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[27 - 01 - 09, 07:24 م]ـ
للرفع والفائدة,
يسر الله رجوع الشيخ,
ووفقه في أبحاثه ومصنفاته.
ـ[أبو عبيدة الحربي]ــــــــ[01 - 08 - 10, 04:17 م]ـ
ما شاء الله لا قوة إلا بالله
بارك الله فيك على هذه الكلمات
ويرفع لقرب زمن الطاعة
ـ[صهيب الجواري]ــــــــ[03 - 08 - 10, 10:47 ص]ـ
جزاك الله الله خيرا ونفعنا واياكم
ـ[أبوعبدالله البدواوي]ــــــــ[03 - 08 - 10, 12:15 م]ـ
جزاك الله خيرا(79/80)
وعد مؤمن000 من لطائف العَلامة"ابن عثيمين"
ـ[زياد عوض]ــــــــ[07 - 06 - 07, 07:32 م]ـ
من شرح حديث (أربع من كن فيه ... ) قال الشيخ: أما إخلاف الوعد فحرام، يجب الوفاء بالوعد 0000، وفي هذا ينبغي للإنسان أن يحدد المواعيد ويضبطها، وقد اشتهر عند بعض السفهاء أنهم يقولون أنا أواعدك ولا أخلفك، وعد إنجليزي، يظنون أن الذين يوفون بالوعد هم الإنجليز، ولكن الوعد الذي يوفى به هو وعد المؤمن، ولهذا ينبغي أن تقول إذا واعدت أحدا وأردت أن تؤكد أن تقول: وعد مؤمن، حتى لا يخلف.
شرح رياض الصالحين للعلَامة ابن عثيمين
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 08:39 م]ـ
رحمه الله وجمعنا به مع سيدنا الحبيب المصطفى في جنات الفردوس ...
من المؤسف أن المواعيد الآن لا تجد من يوفي بها إلا القليل ..
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 08:42 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ زياد
ورحم الله الشيخ العثيمين
==
كثير من الشباب يتهاونون في المواعيد
والله المستعان
وقد يُعذر بعضهم في التأخر لكن لا يُعذر في الاعتذار بالهاتف وقد أصبح الجوال مع القطط!!
وقد حصل من بعض الأفاضل هذا
ولا يكلف نفسه حتى الاتصال للاعتذار
وقد تصرفت مع بعضهم بما يناسب الحال
فقد كان بيننا موعد مع بعضهم
وتأخروا جدا
واتصلت أنا لأرى أين هم
فأخبرني الأخ! أنه ينتظر شيئا
فقلت له: تعرف وقت موعدنا
قال: نعم
قلت: معك جوال؟
قال: نعم
فغضبت جدا من هذا الخلق
وحتى لم يعتذر لي وأنا أكلمه
وعندما قطع نصف الطريق إلي اتصل بي من معه ليجس النبض!!
فقلت: والله لا أستقبلكم
ارجعوا
قال: خرجنا من منطقتنا وقطعنا نصف الطريق
فلم أزد على: ارجعوا
ثم أقسمت بالله أنني لن أستقبلهم
فذهبوا عند الشيخ رضوان!!!
وأظنه توسط ولم يفلح
كانت مسكرة معي على الآخر
والغداء أكلناه أنا وأولادي
صحتين وعافية على قلوبنا
:)
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 09:14 م]ـ
لي مواقف كثيرة مع مخلفي الوعود .. المشكلة أنهم يضيعون علينا أوقاتا كثيره ..
مثلا لو قال لك بعد نصف ساعة سآتي لك .. أنت قبلها بربع ساعة تنتظره ولا تخطط أن تفعل شيئا .. فتمر الساعة والثانية وهو لا يزال في بيته!! ....
هذا غير أنك تواعد شخص .. وتتصل عليه في الموعد ................. الجهاز مغلق أو خارج منطقة التغطية ...... !!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[الزبيدي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 11:52 م]ـ
بين شيخ الاسلام ابن عثيمين رحمه الله ان اخلاف الوعد الذي يتصف به المنافق هو: أضماره اخلاف الوعد حين يعد (في نفس اللحظه يوعدك وهو يضمر أنه لن يفي لك بالوعد) هذا المقصود في الحديث آية المنافق ثلاث. والله أعلم
ـ[زياد عوض]ــــــــ[08 - 06 - 07, 02:34 ص]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخ زياد
ورحم الله الشيخ العثيمين
==
كثير من الشباب يتهاونون في المواعيد
والله المستعان
وقد يُعذر بعضهم في التأخر لكن لا يُعذر في الاعتذار بالهاتف وقد أصبح الجوال مع القطط!!
وقد حصل من بعض الأفاضل هذا
ولا يكلف نفسه حتى الاتصال للاعتذار
وقد تصرفت مع بعضهم بما يناسب الحال
فقد كان بيننا موعد مع بعضهم
وتأخروا جدا
واتصلت أنا لأرى أين هم
فأخبرني الأخ! أنه ينتظر شيئا
فقلت له: تعرف وقت موعدنا
قال: نعم
قلت: معك جوال؟
قال: نعم
فغضبت جدا من هذا الخلق
وحتى لم يعتذر لي وأنا أكلمه
وعندما قطع نصف الطريق إلي اتصل بي من معه ليجس النبض!!
فقلت: والله لا أستقبلكم
ارجعوا
قال: خرجنا من منطقتنا وقطعنا نصف الطريق
فلم أزد على: ارجعوا
ثم أقسمت بالله أنني لن أستقبلهم
فذهبوا عند الشيخ رضوان!!!
وأظنه توسط ولم يفلح
كانت مسكرة معي على الآخر
والغداء أكلناه أنا وأولادي
صحتين وعافية على قلوبنا
:)
بستاهلوا بما أنَ الجوال صارت تحمله القطط
ـ[محمد بن سليمان الجزائري]ــــــــ[08 - 06 - 07, 05:54 م]ـ
جزى الله الإخوة كل خير
ورحم الله الشيخ وأسكنه الفردوس الأعلى
وأذكر أن الشيخ المنجد حفظه الله لما ترجم للشيخ ابن عثيمين في أحد محاضراته ذكر أن الشيخ مواعيده مضبوطة ضبطا دقيقا جدا وهذا لمسته في تسجيل لإخوة من الجزائر عندما ضرب لهم موعدا للغد فتأخروا على الشيخ فعاتبهم وقال لم يبق لكم سوى 10 دقائق من وقتكم.
فرحم الله الشيخ وألحقنا به إلى الجنان.(79/81)
أيضا: حكم أخذ الزاد عن القبضة من اللحية
ـ[علي تميم]ــــــــ[07 - 06 - 07, 09:04 م]ـ
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين وعلى نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... أما بعد:
فهذه كتابة في بعض أحاديث اللحية جمعتها لنفسي محاولة لتحقيق المسألة المطروحة الآن في أخذ ما زاد عن القبضة، والله الهادي إلى سواء السبيل.
وصف لحية الأنبياء عليهم السلام:
-قال تعالى (قال يبنؤم لا تأخذ بلحيتي ولا برأسي) طه:،94 جاء في تفسير الطبري (طبعة التركي 14/ 439) في بعض روايات حديث الإسراء .. فإذا أنا بهارون المحبب في قومه حوله تبع كثير من أمته فوصفه النبي ? طويل اللحية تكاد لحيته تمس سرته فسلم علي ورحب ثم مضينا إلى السماء السادسة.
-وفي الدر المنثور [جزء 3 - صفحة 484] .... وكان هود عليه السلام من قبيلة يقال لها: الخلود وكان من أوسطهم نسبا وأصبحهم وجها وكان في مثل أجسادهم ... طويل اللحية.
- وكذلك روي عن نبي الله داود عليه السلام، والله تعالى أعلم.
وصف لحية النبي ?:
عَنْ الْبَرَاءِ قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "رَجِلاً مَرْبُوعًا عَرِيضَ مَا بَيْنَ الْمَنْكِبَيْنِ كَثَّ اللِّحْيَةِ تَعْلُوهُ حُمْرَةٌ جُمَّتُهُ إِلَى شَحْمَتَيْ أُذُنَيْهِ لَقَدْ رَأَيْتُهُ فِي حُلَّةٍ حَمْرَاءَ مَا رَأَيْتُ أَحْسَنَ مِنْهُ".
وعَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ وَصَفَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: " كَانَ عَظِيمَ الْهَامَةِ أَبْيَضَ مُشْرَبًا بِحُمْرَةٍ عَظِيمَ اللِّحْيَةِ". أخرجهما الإمام أحمد (944) و غيره، قال محققو المسند حسن لغيره، وجاء عن علي رضي الله عنه في صفة رسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أيضا كما في المسند رقم (746) (1053) قال محققو المسند حسن لغيره: كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ" لَيْسَ بِالطَّوِيلِ وَلَا بِالْقَصِيرِ ضَخْمُ الرَّأْسِ وَاللِّحْيَةِ شَثْنُ الْكَفَّيْنِ وَالْقَدَمَيْنِ مُشْرَبٌ وَجْهُهُ حُمْرَةً طَوِيلُ الْمَسْرُبَةِ ضَخْمُ الْكَرَادِيسِ إِذَا مَشَى تَكَفَّأَ تَكَفُّؤًا كَأَنَّمَا يَنْحَطُّ مِنْ صَبَبٍ لَمْ أَرَ قَبْلَهُ وَلَا بَعْدَهُ مِثْلَهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ".
عن أبي معمرقلنا لخباب أكان الرسول صلى الله عليه وسلم يقرأ في الظهر والعصر؟ قال نعم قلنا بم كنتم تعرفون ذاك؟ قال:" بإضطراب لحيته" أخرجه البخاري.
في المصنف لابن أبي شيبة ج6/ص328 عن سماك أنه سمع جابر بن سمرة يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم: "قد مشط مقدم رأسه ولحيته فكان إذا ادهن ثم مشطه لم يتبين وكان كثير شعر اللحية فقال رجل: وجهه مثل السيف؟ فقال: لا بل كان مثل الشمس والقمر مستديرا ورأيت الخاتم بين كتفيه مثل بيضة الحمامة تشبه جسده"
ربما يقال: إن اللحية الكثة لا يلزم منها الطول، وإن معناه الغزارة، لكن هذا الكلام منقوض بوصف لحيته صلى الله عليه وسلم بأنها عظيمة و ضخمة كما في حديث علي رضي الله عنه، لأن الكثة على هذا المعنى لا توصف بأنها عظيمة أو ضخمة، لكن من مجموع الأحاديث يتبن أن لحيته صلى الله عليه وسلم كانت كثة- غزيرة – و طويلة.
وفي تاريخ دمشق لابن عساكر بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه يقول ما شممت ريحة مسكة ولا عنبرة أطيب قط منه من ريح رسول الله (صلى الله عليه وسلم) وكان له جمة إلى شحمة أذنيه وكانت لحيته قد ملأت من هاهنا إلى هاهنا.
و في مصنف ابن أبي شيبة (31809) حَدَّثَنَا هَوْذَةُ قَالَ عَوْفٌ عَنْ يَزِيدَ الْفَارِسِيِّ قَالَ: رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ زَمَنَ ابْنِ عَبَّاسٍ عَلَى الْبَصْرَةِ , قَالَ: فَقُلْت لابن عَبَّاسٍ: إنِّي رَأَيْت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فِي النَّوْمِ , قَالَ: فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَنْعَتَ هَذَا الرَّجُلَ الَّذِي رَأَيْت , قُلْت نَعَمْ , أَنْعَتُ لَك رَجُلا بَيْنَ الرَّجُلَيْنِ جِسْمُهُ وَلَحْمُهُ أَسْمَرُ فِي الْبَيَاضِ , حَسَنَ الْمَضْحَكِ أَكْحَلَ الْعَيْنَيْنِ جَمِيلَ دَوَائِرِ الْوَجْهِ , قَدْ مَلأتْ لِحْيَتَهُ مِنْ لَدُنْ هَذِهِ إلَى هَذِهِ , وَأَشَارَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/82)
بِيَدِهِ إلَى صُدْغَيْهِ حَتَّى كَادَتْ تَمْلأ نَحْرَهُ , قَالَ عَوْفٌ: وَلا أَدْرِي مَا كَانَ مَعَ هَذَا مِنْ النَّعْتِ فَقَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ: لَوْ رَأَيْته فِي الْيَقِظَةِ مَا اسْتَطَعْت أَنْ تَنْعَتَهُ فَوْقَ هَذَا " ..
أمر النبي صلى الله عليه وسلم بإعفاء اللحية:
عن ابن عمر رضي الله عنه قال النبي صلى الله عليه وسلم: " خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب" أخرجه البخاري.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "جزوا الشوارب وأرخوا اللحى خالفوا المجوس" أخرجه مسلم
قال الإمام أحمد رحمه الله تعالى في المسند: عن أَبَي أُمَامَةَ الباهلي رضى الله عنه قَالَ: فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَقُصُّونَ عَثَانِينَهُمْ وَيُوَفِّرُونَ سِبَالَهُمْ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قُصُّوا سِبَالَكُمْ وَوَفِّرُوا عَثَانِينَكُمْ وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ " قال محققو المسند في مكتبة الرسالة عن هذا الحديث: إسناده صحيح.36/ 613.
عَثَانِينُهُمْ المقصود بها: اللحى، و مَن نظر أدنى نظر لقوله صلى الله عليه وسلم: " قُصُّوا الشَّوَارِبَ وَأَعْفُوا اللِّحَى "عرف أن اللحية الواجب تركها و عدم التعرض لها، لأنه صلى الله عليه وسلم قال: "قصوا" و قال: "اعفوا" فإذا أخذ من لحيته يدخل في القص الذي هو للشوارب، ولا يصبح لقوله صلى الله عليه وسلم "اعفوا" فائدة.
قال صلى الله عليه وسلم: عندما جاءه رسولا كسرى وقد حلقا لحيتهما، " ويحكما من أمركما بهذا"؟ قالا: أمرنا ربنا يعنيان كسرى فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لكن أمرني ربي أن أعفي لحيتي وأحفي شاربي" قال الشيخ: الألباني إسناده حسن [وفي هذا الحديث خاصة دليل على أن اللحية مع كون إعفائها مخالفة للكفار وهي طاعة وقربة من هذا الجانب، كذلك إعفاؤها طاعة لله تعالى ودين ابتداء.]
وصف لحية بعض الصحابة رضي الله عنهم:
في المعجم الكبير ج1/ص75 في وصف لحية أمير المؤمنين عثمان رضي الله عنه ... عن عبد الله بن شداد بن الهاد قال رأيت عثمان بن عفان رضي الله عنه يوم الجمعة على المنبر عليه إزار عدني ... طويل اللحية حسن الوجه، قال في مجمع الزوائد إسناده صحيح.
قال ابن عبد البر رحمه تعالى التمهيد لابن عبد البر ج21/ص84: "والصحيح عن علي رضي الله عنه أنه كانت لحيته بيضاء وقد ملأت ما بين منكبيه ".أهـ والحديث في مصنف ابن أبي شيبة رحمه الله حدثنا وكيع عن إسماعيل عن الشعبي قال: رأيت علياً أبيض الرأس واللحية قد ملأت ما بين منكبيه.
وهذه سنة أحد خلفائه و أحد من وصف لحية النبي صلى الله عليه وسلم، فلماذا يؤخذ بعمل ابن عمر رضي الله عنه عندما قص لحيته في عمرة أو حج و لا يؤخذ بعمل علي رضي الله عنه!.
نقول عن بعض العلماء في حكم أخذ ما زاد عن القبضة:
جاء في شرح مسلم للنووي (3 - 151):
وجاء في رواية البخاري وفروا اللحى فحصل خمس روايات أعفوا وأوفوا وأرخوا وارجوا ووفروا ومعناها كلها تركها على حالها هذا هو الظاهر من الحديث الذي تقتضيه ألفاظه ... والمختار ترك اللحية على حالها وألا يتعرض لها بتقصير شيء أصلا والمختار في الشارب ترك الاستئصال والاقتصار على ما يبدو به طرف الشفة والله أعلم
قال في نصب الراية [جزء 2 - صفحة 331]
" ... وكان ابن عمر رضي الله عنه إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه، وجهل من قال رواه البخاري وإنما يقال في مثل هذا: ذكره ولا يقال: رواه ... (ثم ذكر آثار في جواز أخذ ما زاد عن القبضة،" ثم قال الزيلعي رحمه الله تعالى:
"ويشكل على هذه الآثار حديث: واعفوا اللحى وهو في الصحيحين عن نافع عن ابن عمر عن النبي عليه السلام قال: احفوا - أي اقطعوا - الشوارب و اعفوا اللحى خالفوا المجوس" انتهى
جاء في طرح التثريب: (2/ 83)
واستدل الجمهور على أن الأولى ترك اللحية على حالها، وأن لا يقطع منها شيء، و هو قول الشافعي.
وجاء في تحفة الأحوذي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/83)
.. وأما قول من قال: إنه إذا زاد على القبضة يؤخذ الزائد واستدل بآثار ابن عمر وعمر وأبي هريرة رضي الله عنهم فهو ضعيف لأن أحاديث الإعفاء المرفوعة الصحيحة تنفي هذه الآثار فهذه الآثار لا تصلح للاستدلال بها مع وجود هذه الأحاديث المرفوعة الصحيحة فأسلم الأقوال هو قول من قال بظاهر أحاديث الإعفاء وكره أن يؤخذ شيء من طول اللحية وعرضها والله تعالى أعلم.
معنى أعفو
الكشاف [جزء 1 - صفحة 109 - 110]
" فمن عفي له من أخيه شيء " .... فإن قلت: هلا فسرت عفي بترك حتى يكون شيء في معنى المفعول به؟ قلت: لأن عفا الشيء بمعنى تركه ليس بثابت ولكن أعفاه. ومنه قوله عليه الصلاة والسلام:" واعفوا اللحى " فإن قلت: فقد ثبت قولهم: عفا أثره إذا محاه وأزاله فهلا جعلت معناه: فمن محي له من أخيه شيء؟ قلت: عبارة قلقة في مكانها والعفو في باب الجنايات عبارة متداولة مشهورة في الكتاب والسنة واستعمال الناس فلا يعدل عنها إلى أخرى قلقة نابية عن مكانها وترى كثيرا ممن يتعاطى هذا العلم يجترئ - إذا أعضل عليه تخريج وجه للمشكل من كلام الله - على اختراع لغة وادعاء على العرب ما لا تعرفه وهذه جرأة يستعاذ بالله منها.
الكشاف [جزء 1 - صفحة 410]
" حتى عفوا " كثروا ونموا في أنفسهم وأموالهم من قولهم: عفا النبات وعفا الشحم والوبر إذا كثرت. ومنه قوله صلى الله عليه وسلم: " واعفوا اللحى ".
حكم مخالفة الصحابي لما رواه، وهل قول الصحابي حجة على كل حال:
قال الشافعي قدس الله روحه: أجمع المسلمون على أن من استبانت له سنة رسول الله: لم يحل له أن يدعها لقول أحد. [مدارج السالكين2/ 335]
الإحكام لابن حزم [جزء 2 - صفحة 157]
" فلا يحل لأحد ترك كلامه عليه السلام لفتيا جاءت عن صاحبي فمن دونه مخالفة لما صح عنه عليه السلام "
قال السمعاني في قواطع الأدلة [1/ 354 ط. الباز]
" واعلم أنه إذا ثبت الخبر فخلاف الصحابي أنه لا يوجب رده وترك العمل به، لأن الخبر حجة على كافة الأمة والصحابي محجوج به كغبره، قال تعالى: (وما كان لمؤمن ولا مؤمنة إذا قضى الله ورسوله أمراً أن يكون لهم الخيرة من أمرهم) وقال تعالى: (وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا) وهذا وارد من غير تخصيص لبعض الأمة دون بعض، وقد روينا عن الصحابة أنهم تركوا اجتهادتهم وما صاروا إليه بقول الصحابة، وأما بغير الصحابي أولى، وهذا إذاً احتمال الخبر وجهين مثل ما فعله ابن عمر رضي الله عنهما في خبر المتبايعين، وأما تخصيص الصحابي، فلا يقبله ما لم يقم الدليل على التخصيص وهو مثل قول ابن عباس في المرتدة .. "
قال في المغني لا بن قدامة [جزء 2 - صفحة 525]
فكيف يترك الكتاب والسنة بمجرد الآراء والتحكم أو بقول صحابي أو غيره على أنهم لا يرون قول الصحابي حجة يترك بها قياس فكيف يتركون به الكتاب والسنة قال الزهري: لا أعلم شيئا نسخ حكم المؤلفة على أن ما ذكروه من المعنى لا خلاف بينه وبين الكتاب والسنة فان الغنى عنهم لا يوجب رفع حكمهم و إنما يمنع عطيتهم حال الغنى عنهم فمتى دعت الحاجة إلى إعطائهم أعطوا فكذلك جميع الأصناف إذا عدم.
منهاج السنة النبوية [جزء 1 - صفحة 498 وما بعدها]
ومن المحال أن يعارض إجماع الصحابة الذي ذكرنا عنهم والأثران الصحيحان المسندان إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من لفظه بمثل هذين الأثرين الموقوفين على عمر وعائشة رضي الله عنهما مما لا تقوم به حجة ظاهرة من أن هذا الأثر خفي على عمر كما خفي عليه كثير من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم كالاستئذان وغيره أو أنه أراد استخلافا بعهد مكتوب ونحن نقر أن استخلاف أبي بكر لم يكن بعهد مكتوب وأما الخبر في ذلك عن عائشة فكذلك أيضا وقد يخرج كلاهما على سؤال سائل وإنما الحجة في روايتهما لا في قولهما.
زاد المعاد [جزء 1 - صفحة 444]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/84)
قال الزهري لعروة لما حدثه عنها بذلك: فما شأنها كانت تتم الصلاة؟ فقال: تأولت كما تأول عثمان فإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد حسن فعلها وأقرها عليه فما للتأويل حينئذ وجه ولا يصح أن يضاف إتمامها إلى التأويل على هذا التقدير وقد أخبر ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن يزيد في السفر على ركعتين ولا أبو بكر ولا عمر أفيظن بعائشة أم المؤمنين مخالفتهم وهي تراهم يقصرون؟ وأما بعد موته صلى الله عليه وسلم فإنها أتمت كما أتم عثمان وكلاهما تأول تأويلا والحجة في روايتهم لا في تأويل الواحد منهم مع مخالفة غيره له والله أعلم.
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في مسألة طلاق الثلاث زاد المعاد [جزء 5 - صفحة 242]
فأما مخالفة سائر الروايات له عن ابن عباس فلا ريب أن عن ابن عباس روايتين صحيحتين بلا شك إحداهما: توافق هذا الحديث والأخرى: تخالفه فإن أسقطنا رواية برواية سلم الحديث على أنه بحمد الله سالم ولو اتفقت الروايات عنه على مخالفته فله أسوة أمثاله وليس بأول حديث خالفه راويه فنسألكم: هل الأخذ بما رواه الصحابي عندكم أو بما رآه؟ فإن قلتم: الأخذ بروايته وهو قول جمهوركم بل جمهور الأمة على هذا كفيتمونا مؤونة الجواب وإن قلتم: الأخذ برأيه أريناكم من تناقضكم ما لا حيلة لكم في دفعه ولا سيما عن ابن عباس نفسه فإنه روى حديث بريرة وتخييرها ولم يكن بيعها طلاقا ورأى خلافه وأن بيع الأمة طلاقها فأخذتم - وأصبتم - بروايته وتركتم رأيه فهلا فعلتم ذلك فيما نحن فيه وقلتم: الرواية معصومة وقول الصحابي غير معصوم ومخالفته لما رواه يحتمل احتمالات عديدة من نسيان أو تأويل أو اعتقاد معارض راجح في ظنه أو اعتقاد أنه منسوخ أو مخصوص أو غير ذلك من الاحتمالات فكيف يسوغ ترك روايته مع قيام هذه الاحتمالات؟ وهل هذا إلا ترك معلوم لمظنون بل مجهول؟ قالوا: وقد روى أبو هريرة رضي الله عنه حديث التسبيح من ولوغ الكلب وأفتى بخلافه فأخذتم بروايته وتركتم فتواه ولو تتبعنا ما أخذتم فيه برواية الصحابي دون فتواه لطال.
زاد المعاد [جزء 5 - صفحة 502]
فسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أحق أن تتبع ويترك ما خالفها لأجلها ولا تترك هي لأجل قول أحد كائنا من كان ولو تركت السنن لخلاف من خالفها لعدم بلوغها له أو لتأويلها أو غير ذلك لترك سنن كثيرة جدا وتركت الحجة إلى غيرها وقول من يجب إتباعه إلى قول من لا يجب إتباعه وقول المعصوم إلى قول غير المعصوم وهذه بلية نسأل الله العافية منها وأن لا نلقاه بها يوم القيامة
قال ابن كثير رحمه الله تعالى في تفسيره:
وقوله {فليحذر الذين يخالفون عن أمره} أي عن أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو سبيله ومنهاجه وطريقته وسنته وشريعته فتوزن الأقوال والأعمال بأقواله وأعماله فما وافق ذلك قبل وما خالفه فهو مردود على قائله وفاعله كائنا من كان كما ثبت في الصحيحين وغيرهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال [من عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد]
تناقضات:
و أنت تقرأ كتب ورسائل من أجاز أخذ ما زاد عن القبضة أو تسمع لفتوى بعضهم تجد تناقضاً واضحاً في منهجية الفتوى و الاستدلال، فمن ذلك:
أولاً: الحديث الأصل عند من أجاز أخذ ما زاد عن القبضة حديث ابن عمر رضي الله عنه ونصه:
عن ابن عمر عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:" خالفوا المشركين وفروا اللحى وأحفوا الشوارب" وكان ابن عمر إذا حج أو اعتمر قبض على لحيته فما فضل أخذه"
فابن عمر رضي الله رضي الله عنه في هذا الحديث يأخذ ما زاد عن القبضة في حج أو عمرة فقط وجاء في الطبقات الكبرى بسنده إلى نافع صريحاً في ذلك فعن نافع قال كان ابن عمر رضي الله عنه يعفي لحيته إلا في حج أو عمرة، وكذلك الإجماع الذي ينقلونه عن عطاء رحمه الله تعالى، وكذلك الأحاديث الضعيفة التي صححوها من مثل حديث جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: كنا نعفي السبال إلا في حج أو عمرة"-[هذا الأثر ضعيف لعنعنة أبي الزبير رحمه الله تعالى، وكذلك ففي إسناده عبدالملك بن أبي سليمان مع كونه ثقة إلا إن العقيلي في الكامل ذكر هذا الحديث في ترجمة عبدالملك، وعادة العقيلي ما يذكر في الكامل إلا ما يستنكر من أحاديث الراوي.]-
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/85)
، لكن من أفتى بالجواز أطلق وأجاز في الحج والعمرة وغير الحج و العمرة فهذا تناقض، فلماذا هذا التناقض.
ثانياً: ابن عمر رضي الله عنه روى في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم: الأمر بتوفير اللحية، و إحفاء الشارب،
ولهذا ثبت عنه رضي الله عنه إحفاء الشارب قريبا من الحلق كما روى ذلك ابن سعد في الطبقات عن عثمان بن عبيد الله بن أبي رافع قال: رأيت ابن عمر يحفي شاربه أخي الحلق، لكن رأينا و سمعنا عن بعض من يفتي بأخذ ما زاد عن القبضة أنه لا يحفي شاربه ويكون قريباً من الحلق، بل المسألة غير مبحوثة أصلاً، فلماذا هذا التناقض.
ثالثاً: عطاء بن أبي رباح قال رحمه الله تعالى:"كانوا يحبون أن يعفوا اللحية إلا في حج أو عمرة" مع أنه لم يصرح مَن المقصود بهم، ومَنْ أجاز أخذ الزائد عن القبضة مِن اللحية، يذكر ذلك إجماعاً عن الصحابة رضي الله عنهم مع أن عطاء لم يصرح بذلك، وجعلوا هذا حجة لهم بجواز الأخذ، في المقابل عطاء رحمه الله نفسه هو القائل لما سئل عن الخضاب بالوسمة فقال: "هو مما أحدث الناس قد رأيت نفرا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فما رأيت أحدا منهم يختضب بالوسمة ما كانوا يخضبون إلا بالحناء والكتم وهذه الصفرة"، فقد صرح رحمه الله تعالى بأن تحريم الصبغ بالسواد عن الصحابة رضي الله عنهم، فأخذوا بالأول ولم يأخذوا بالآخر فلماذا التناقض! أضف لقول عطاء رحمه الله تعالى قول قتادة رحمه الله تعالى الذي نقله عنه ابن عبد البر رحمه الله تعالى في الاستذكار [جزء 8 - صفحة 441] قال عطاء:" ما رأيت أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يخضب بالسواد ما كانوا يخضبون إلا بالحناء والكتم وهذه الصفرة"، كذلك أضف عليه كلام ابن القيم رحمه الله تعالى: في الحاشية [جزء 11 - صفحة 172/ 173] " ورخص فيه آخرون منهم أصحاب أبي حنيفة وروى ذلك عن الحسن والحسين وسعد بن أبي وقاص وعبد الله بن جعفر وعقبة بن عامر وفي ثبوته عنهم نظر ولو ثبت فلا قول لأحد مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته أحق بالإتباع ولو خالفها من خالفها."
وحديث (وجنبوه السواد) في صحيح مسلم وغيره عن جابر رضي الله عنه، وصح عن أنس رضي الله عنه كما في صحيح ابن حبان وغيره، وعن أسماء رضي الله عنها، لكن تمسكوا بقول أبي الزبير لما سئل هل هي في الحديث؟ قال: (لا) مع أن الراوي عنه هذه اللفظة أكثر من سبعة وكلهم ثقات فيصبح أن أبا الزبير نسي بعدما حديث، لأن الراوي عنه ثقات، وهذا معروف في مصطلح الحديث، ويوجد في المختصرات قبل المطولات.
رابعاً: ابن عمر رضي الله عنهما، هو الراوي لحديث: قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" إذا رأيتموه فصوموا وإذا رأيتموه فأفطروا فإن غم عليكم فاقدروا له"، وكان رضي الله عنه إذا كان يوم التاسع والعشرين من شعبان صحواً ولم ير الهلال أصبح مفطراً، وإن كان غيماً أصبح من الغد صائماً لأن معنى التقدير عنده رضي الله عنه التضيق كما في الآية: (ومن قدر عليه رزقه) (الطلاق:7)، وهذا الرأي له وجه في اللغة وعليه بعض المذاهب، لكن من التناقضات عند مَن أفتى بأخذ الزاد عن القبضة لا يأخذ بعمله هنا، مع أن القاعدة التي مشى عليه بعضهم متفقة تماماً هنا، بل هي هنا أوضح وتساعدها اللغة، ومثله تماماً حديث إطالة الغرة في حديث أبي هريرة رضي الله عنه، لا يعمل به مع أنه تفسير من راوي الحديث، وهناك رسالة علمية جمع فيها مؤلفها أشياء ليست قليلة أن الراوي قد يخالف ما روى ولا يعمل به.
خامساً: علي بن أبي طالب رضي الله عنه كانت لحيته: قد ملأت ما بين منكبيه، وهو ممن وصف لحية النبي صلى الله عليه وسلم، فلماذا يؤخذ بعمل ابن عمر رضي الله عنه، ولا يؤخذ بعمل علي رضي الله عنه، فلماذا هذا التناقض!.
وختاماً أسأل الله تعالى أن يرني الحق حقاً ويرزقني إتباعه، والباطل باطلاً ورزقني اجتنابه وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ... علي الصالح 21/ 5/1428هـ
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[07 - 06 - 07, 10:32 م]ـ
يا أخي هداك الله وثبتني وإياك
لا أشك أن الأفضل عدم التعرض للحية بأخذ أو قص ..
ولكنك تشتد .. وتستدل بما ليس بدليل ..
جزاك الله خيراً على غيرتك. لكن لنتعقل .. ولنبحث بتجرد أكثر.
*كون لحية علي رضي الله عنه لا دليل فيه على كلامك، ولا يدل على تحريم الأخذ من طول اللحية.
و (أعفوا اللحى) تحتمل معنى التكثير الذي ذكرتَه ..
والتكثير شيء، وتحريم الأخذ مطلقاً شيء آخر ..
أعد النظر، ووافني بالخبر .. فالحق ننشد جميعاً .. وفقك الله.
ـ[علي تميم]ــــــــ[08 - 06 - 07, 07:47 م]ـ
أولا: أصحح عنوان المداخلة: أيضاً: حكم أخذ الزائد عن القبضة
ثانياً: أشكر لك مرورك يا أبا يوسف.
ثالثاً: ليت نقدك كان أكثر أيضاحاً، كل يستطيع أن ينقد مثل نقد لكن أين البراهين؟
رابعاً: من أجاز أخذ القبضة يستدل بفعل ابن عمر رضي الله عنه وهو راوي حديث الإعفاء، وعلي رضي الله عنه رواي صفة لحية النبي صلى الله عليه وسلم، ولحيته كما صح طويلة جدا.
خامساً: لا أدري متى يكون الأمر للوجوب، أو الاستحباب عنك يا أبا يوسف؟ لوضحت وقعدت لكي نستفيد. الرسول صلى الله عليه وسلم: قال: أعفوا وأوفوا وأرخوا وارجوا ووفروا؟ فما الصارف عن الوجوب؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/86)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[09 - 06 - 07, 12:45 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي .. ولعلي أستفيد منك ..
وأما وجهة نظري فهي:
1. أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بالإعفاء، وهذا الأمر يتحصل بأن يكون للمرء لحية يتركها حتى تكثر ويصدق عليه أنه معفٍ لها. وهذا هو الواجب المستفاد من الأمر لا أكثر.
2. أن حد الإعفاء الذي يجوز بعده الأخذ قد قيل فيه أقوال:
* أنه يجوز أخذ ما زاد على القبضة
* أنه يجوز الأخذ ما لم يفحُش ويكثر.
3. أن لحية علي رضي الله عنها لم تكن طويلة جداً .. بل عريضة كثة الأصول .. كما جاء في وصف لحية رسول الله صلى الله عليه وسلم.
4. أن ترك ما يجوز الأخذ منه أفضل وأولى .. لكن التحريم قول لم يشتهر عن أحد من السلف .. وجواز الأخذ قول الجماهير. والله أعلم.
ـ[علي تميم]ــــــــ[09 - 06 - 07, 05:53 م]ـ
أخي أبا يوسف حفظه الله تعالى:
ما أجبتني حفظك الله تعالى عن معنى أرجو، أرخوا، وفروا،، لماذا لا تفسر إلا كلمة اعفوا، وليتك تعطينا لو معنى اعفوا باللغة! ولا تعطينا أشياء ليس لاه لا زمام ولا خطام.
لحية النبي صلى الله عليه وسلم طويلة وكثة و في أصل البحث ذكرت لك هذا، جاء في روايات الحديث (عظيم اللحية، ضخم الرأس و اللحية) فما معنى ضخم الرأس و اللحية؟ هل معنى ذلك أنه صلى اله عليه وسلم عريض شعر الرأس واللحية!؟ الله يهديك، أضف عليه أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يعرفون قراءة النبي صلى الله عليه وسلم باضطراب لحيته،
و أريدك بارك الله فيك شرح هذا الحديث في هذا الحديث فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ: إِنَّ أَهْلَ الْكِتَابِ يَقُصُّونَ عَثَانِينَهُمْ وَيُوَفِّرُونَ سِبَالَهُمْ قَالَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: "قُصُّوا سِبَالَكُمْ وَوَفِّرُوا عَثَانِينَكُمْ وَخَالِفُوا أَهْلَ الْكِتَابِ "
تقول حفظك الله (أن جواز الأخذ هو رأي الجماهير من السلف.)
فما رأيك بقول النووي في شرح مسلم (3 - 151):
وجاء في رواية البخاري وفروا اللحى فحصل خمس روايات أعفوا وأوفوا وأرخوا وارجوا ووفروا ومعناها كلها تركها على حالها هذا هو الظاهر من الحديث الذي تقتضيه ألفاظه ... والمختار ترك اللحية على حالها وألا يتعرض لها بتقصير شيء أصلا والمختار في الشارب ترك الاستئصال والاقتصار على ما يبدو به طرف الشفة والله أعلم
أو النووي ليس من السلف!
وجاء في تحفة الأحوذي:
... وأما قول من قال: إنه إذا زاد على القبضة يؤخذ الزائد واستدل بآثار ابن عمر وعمر وأبي هريرة رضي الله عنهم فهو ضعيف لأن أحاديث الإعفاء المرفوعة الصحيحة تنفي هذه الآثار فهذه الآثار لا تصلح للاستدلال بها مع وجود هذه الأحاديث المرفوعة الصحيحة فأسلم الأقوال هو قول من قال بظاهر أحاديث الإعفاء وكره أن يؤخذ شيء من طول اللحية وعرضها والله تعالى أعلم.
لكن لا أحب إعادة البحث مرة ثانية.
وما ورد عن السلف بجواز أخذ الزائد عن القبضة كان في الحج ودليله حديث ابن عمر وعليك البرهان بجوازه بغير الحج أو العمرة فارجع لأصل البحث.
أخشى إن كلمتك في مرورك الأول لك حظ كبير منها:
(جزاك الله خيراً على غيرتك. لكن لنتعقل .. ولنبحث بتجرد أكثر)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[10 - 06 - 07, 12:25 ص]ـ
سبحان الله .. وهل كلامي يخالف كلام النووي رحمه الله؟. المختار والأفضل شيء، والتحريم شيء آخر. وأنا أقول بملء فمي: الأفضل عدم التعرض لها بقص أو تقصير.
ولكني أنقد تحريم هذا الأمر دون برهان واضح يدل على التحريم!.
بل لا أعرف أحداً صرح بتحريم ذلك من علماء المسلمين .. وإن كان فأفدني وفقك الله.
وكون النبي صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس .. لا علاقة له بالشعر يا أخي. فتنبه!
ومعنى الإعفاء في اللغة: التكثير .. وتفسر الروايات الأُخَر بها، وتحمل عليها.
ـ[علي تميم]ــــــــ[13 - 06 - 07, 05:03 م]ـ
ما أقول: إلا الله يهديك
أنت" تشتد .. وتستدل بما ليس بدليل ..
جزاك الله خيراً على غيرتك. لكن لنتعقل .. ولنبحث بتجرد أكثر"
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[13 - 06 - 07, 06:15 م]ـ
بارك الله فيك أخي أبو يوسف التواب.
أخي علي تميم لا دليل على تحريم الأخذ من اللحي ما زاد عن القبض بطبيعة الحالة بل ثبث أخذ بعض الصحابة رضوان الله عليهم ما زاد عن القبض فلا داعي للخوض في هذا الموضوع إذ هناك موضوع في هذا الملتقى يتكلم عن نفس الموضوع و الله تعالى الهادي إلى صراطه المستقيم.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[13 - 06 - 07, 07:01 م]ـ
ما أقول: إلا غفر الله لك.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[13 - 06 - 07, 08:41 م]ـ
أو النووي ليس من السلف!
النووي ليس من السلف.
هو من كبار أهل العلم، أما ان يكون من السلف فلا.
مثل هذه المسائل تناقش للبحث عن الحق، وليس للتصارع والانتصار للرأي. لنا في سلفنا خير قدوة في فقه الاختلاف
ـ[علي تميم]ــــــــ[13 - 06 - 07, 09:07 م]ـ
آمين، نسأل الله تعالى أن يرينا الحق حقا ويزقنا إتباعه، والباطل باطلا ويزقنا اجتنابه.
وهذا رابط لعله يكون فيه الخير والفائدة.
http://saaid.net/book/open.php?cat=88&book=50
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/87)
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[13 - 06 - 07, 09:20 م]ـ
أخي العلي
كلمة السلف لها عدة إطلاقات .. فالنووي رحمه الله من السلف باعتبار أنه من أهل العلم الذين سبقونا.
نحتاج نص الإنصاف نفسه.
سبحان الله ..
مع احترامي الشديد لطلبة العلم .. فإن هذا الكتاب (مظاهر الإنصاف) لا يُعوَّل على كثير مما ذكر وفيه تجنيات لا تُقبَل.
ـ[علي تميم]ــــــــ[14 - 06 - 07, 02:36 م]ـ
جاء في طبقات الحنابلة في ترجمة الأثرم رحمه الله تعالى ما نصه:
" قال الأثرم في أثناء كتاب إلى الثغر أعاذنا الله وإياكم من كل موبقة وأنقذنا وإياكم من كل مهلكة وسلمنا وإياكم من كل شبهة ومسكنا وإياكم بصالح ما مضى عليه أسلافنا وأئمتنا.
كتابي إليكم ونحن في نعم متواصلة نسأل الله تمامها ونرغب إليه في الزيادة من فضله والعون على بلوغ رضاه إن في كثير من الكلام فتنة وبحسب الرجل ما بلغ به من الكلام حاجته ولقد حكي لنا أن فضلا كان يتلاكن في كلامه فإن في السكوت لسعة وربما كان من الأمور ما لطيق عنه السكوت وذلك لما أوجب الله من النصيحة وندب العلماء من القيام بها للخاصة والعامة ولولا ذلك لما أوجب الله من النصيحة وندب العلماء من القيام بها للخاصة والعامة ولولا ذلك كان ما دعا إليه من الخمول أصوب في دهر قل فيه من يسراح إليه ونشأ فيه من يرغب عنه ونحن في موضع انقطاع عن الأمصار فربما انتهى إلينا الخبر الذي يزعجنا فنحرص على الصبر فنخاف وجوب الحجة من العلم.
ولقد تبين عند أهل العلم عظم المصيبة بما فقدنا من شيخنا رضي الله عنه أبي عبد الله أحمد بن محمد بن حنبل_ أبي عبدالله عبدالعزيز بن باز- إمامنا ومعلمنا ومعلم من كان قبلنا منذ أكثر من ستين سنة وموت العالم مصيبة لا تجبر وثلمة لا تسد وما علم عالم إنهم يتفاضلون ويتباينون بونا بعيدا فقد ظننت أن عدو الله وعدو المسلمين إبليس وجنوده قد أعدوا من الفتن أسبابا انتظروا بها فقده لأنه كان يقمع باطلهم ويزهق أحزابهم.
وكانت أول بدعة علمتها فاشية من الفتن المضلة ومن العماية بعد الهدى وقد رأيت قوما في حياة أبي عبد الله كانوا لزموا البيت على أسباب من النسك وقلة من العلم فأكرمهم الناس ببعض ما ظهر لهم من حبهم للخير فدخلهم العجب مع قلة العلم فكان لا يزال أحدهم يتكلم بالأمر العجيب فيدفع الله ذلك بقول الشيخ جزاه الله أفضل ما جزى من تعلمنا منه ولا يكون من أحد منهم من ذلك شيء إلا كان سبب فضيحته وهتك ما مضى من ستره فأنا حافظ من ذلك لأشياء كثيرة وإنما هذا من مكايد إبليس مع جنوده يقول لأحدهم أنت أنت ومن مثلك فقل قد قال: غيرك ثم يلقى في قلبه الشيء ليس هناك سعة في علم فيزين عنده أن يبتدئه ليشمت به وإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار.
وقد ظننت أن آخرين يلتمسون الشهرة ويحبون أن يذكروا وقد ذكر قبلهم قوم بألوان من البدع فافتضحوا ولأن يكون الرجل تابعا في الخير خير من أن يكون رأسا في الشر وقد قال: ابن مسعود "اتبعوا ولا تبتدعوا فقد كفيتم كل بدعة ضلالة" وقال أيها الناس "إنكم ستحدثون ويحدث لكم فإذا رأيتم محدثة فعليكم بالأمر الأول" وقال النبي صلى الله عليه وسلم "البركة مع أكابركم" وقال ابن مسعود "لا يزال الناس بخير ما أخذوا العلم عن أكابرهم" وقال ابن عمر "كل بدعة ضلالة وإن رأها الناس حسنة" وقال النبي صلى الله عليه وسلم " ألا هلك المتنطعون " وقال الصديق رضي الله عنه أي أرض تقلني وأي سماء تظلني إذا قلت: في كتاب الله ما لا أعلم وقال علي ما أبردها على الكبد إذا سئل الرجل عما لا يعلم أن يقول لا أعلم وقال أبو موسى من علمه الله علما فليعلمه الناس وإياه أن يقول مالا علم له به فيصير من المتكلفين ويمرق من الدين وقال ابن مسعود إذا سئل أحدكم عما لا يعلم فليقر ولا يستحي وروى عن النبي صلى الله عليه وسلم في أحاديث أنه قال: " من أحدث حدثا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين " وفي بعضها لا تجوز شهادة محدث في الإسلام وفي بعضها أنه قيل يا رسول الله وما الحدث قال: من قتل نفسا بغير نفس ومن امتثل مثلة بغير قود أو ابتدع بدعة بغير سنة فقرن ذلك بقتل النفس ولعنة الله والملائكة وقال الشعبي ما حدثوك عن رأيهم فألقه في الحش.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/88)
وقال عمر بن عبد العزيز إياك وما أحدث المحدثون فإنه لم تكن بدعة إلا وقد مضى قبلها ما هو دليل عليها وعبرة منها فعليك بلزوم السنة فإنها لك بإذن الله عصمة وإن السنة إنما سنها من قد علم ما جاء في خلافها من الخطأ والزلل والحمق والتعمق وارض لنفسك بما رضي به القوم لأنفسهم فإنهم عن علم وقفوا وببصر ناقد كفوا ولهم على كشف الأمور كانوا أقوى وبفضل لو كان فيها أحرى إنهم لهم السابقون فلئن كان الهدى ما أنتم عليه فقد سبقتموهم إليه وإن قلتم حدث حدث بعدهم ما أحدثه إلا من اتبع غير سبيلهم ورغب بنفسه عنهم ولقد تكلموا منه بما يكفي ووصفوا منه ما يشفي فما دونهم مقصر ولا فوقهم محسر لقد قصر دونهم أقوام فجفوا وطمح آخرون عنهم فغلوا وإنهم مع ذلك لعلى هدى مستقيم.
وقال القاسم بن محمد لأن يعيش الرجل جاهلا خير له من أن يقول على الله مالا يعلم.
وقال ابن مسعود إن من العلم إذ سئل الرجل عما لا يعلم أن يقول الله أعلم.
وقال ابن عمر العلم ثلاث آية محكمة وسنة ماضية ولا أدري.
وقال الشعبي "لا أدري نصف العلم".
وقال الربيع بن خثيم " إياك أن يقول الرجل حرم هذا ونهي عن هذا فيقول الله له كذبت".
وقال أحمد بن عبد الرحمن الحميري لأن أرده مغبة أحب إلى من أن أتكلفه.
وقال الشعبي والله ما أبالي سئلت عما أعلم أو عما لا أعلم
يقول إنه يسهل علي أن أقول لا أعلم.
وقال عبد الله بن عتبة بن مسعود إنك لن تخطىء الطريق ما دمت على الأثر
وقال ابن عباس عليك بالاستقامة وإياك والبدع والتبدع وقال معاذ بن جبل إياكم والتبدع والتنطع وعليكم بالعتيق.
وقال ابن عباس لا تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فإن ذلك يوقع الشك في قلوبكم.
وقال إبراهيم ما جعل الله في هذه الأهواء مثقال ذرة من خير وما هي إلا زينة من الشيطان وما الأمر إلا الأمر الأول وقد جعل الله على الحق نورا يكشف به العلماء ويصرف به شبهات الخطأ وإن الباطل لا يقوم للحق قال: الله عز وجل " بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق ولكم الويل مما تصفون " فهذه لكل واصف كذب إلى يوم القيامة وإن أعظم الكذب أن تكذب على الله.
وإن أبا عبد الله وإن كان قريبا موته فقد تقدمت إمامته ولم يخلف فيكم شبهة وإنما أبقاه الله لينفع به فعاش ما عاش حميداً ومات بحمد الله مغبوطاً يشهد له خيار عباد الله الذين جعلهم الله شهداء في أرضه ويعرفون له ورعه وتقواه واجتهاده وزهده وأمانته في المسلمين وفضل علمه ولقد انتهى إلينا أن الأئمة الذين لم ندركهم كان منهم من ينتهي إلى قوله ويسأله ومنهم من يقدمه ويصفه ولقد أخبرت أن وكيع بن الجراح كان ربما سأله وأن عبد الرحمن بن مهدي كان يحكي عنه ويحتج به ويقدمه في العلم ويصفه وذلك نحو ستين سنة وأخبرت أن الشافعي كانت أكثر معرفته بالحديث مما تعلم منه ولقد أخبرت أن إسماعيل بن علية كان يهابه وقال لي شيخ مرة ضحكنا من شيء وثم أحمد بن حنبل فجئنا بعد إلى إسماعيل فوجدناه غضباناً فقال: تضحكون وعندي أحمد بن حنبل وأخبرت أن يزيد بن هارون ذكره فبكى وأخبرت أن يزيد عاده في منزله وأخبرت أن أبا عاصم قال: ما جاءنا مثله.
وكم بلغنا مثل هذا وذكر تمام الرسالة بطولها".
وفق الله الجميع إلى ما يحب ويرضى
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[14 - 06 - 07, 03:14 م]ـ
فلماذا أثرتَ المسألة ابتداءً ولم تسكت .. فنحن بحمد الله في مساجدنا ودروسنا نحض على إعفاء اللحية دون تعرض للرخصة إلا إذا سأل سائل.
وأما الإمام أحمد رحمه الله تعالى فإمام أهل السنة، ولكن هل تعلم أنه نُقِل عنه أنه كان يأخذ من لحيته؟
ولا أدري عن كلامك القريب! الشيخ الفقيه المحدِّث ابن باز رحمه الله تعالى عالم مفضال، ولكن لا نقول إن كل ما يقوله هو الصواب، فلم ندَّعِ ذلك لعلماء الصحابة رضي الله عنهم كابن عباس وابن مسعود وغيرهما .. فاتئد حفظك الله .. والمسألة يسيرة .. لكن تحريم ما أباح الله تعالى كتحليل ما حرم، فلنتوخ الحذر، والكيس الكيس.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[14 - 06 - 07, 03:19 م]ـ
الإمام أحمد رحمه الله كان يرى جواز أخذ ما زاد عن القبض في الحج و العمرة (و هو فعل ابن عمر رضي الله عنهما).
ـ[علي تميم]ــــــــ[19 - 06 - 07, 08:06 م]ـ
ابن عباس وابن مسعود! كيف وأين!
لم تجبني يا أبا يوسف ما الأصل في الأمر عندك؟ أهو للوجوب أو لغيره؟
وبصراحة من يقرأ كلامك ويتأمل فيه يرأى أنك تجعل صورة نبينا صلى الله عليه وسلم ... !!!!!!
الله يهدي الجميع ....
لكن لا تجب جوابا عاما أصل بارك الله فيك، كل يجيد عملك لكن أين الدليل؟.
وكل يؤخذ من قوله ويرد إلا النبي صلى الله عيه وسلم.(79/89)
حكم أهداء ثواب الطواف لغير؟؟
ـ[ابو همام المكي]ــــــــ[07 - 06 - 07, 11:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ماالحكم في رجل يريد ان يطوف سبعة أشواط ويهدي ثوابها لوالدة أو والدته المتوفين؟؟
مالحكم في ذلك ومن قال بذلك من العلماء؟؟
ـ[معاذ العائذي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 04:38 ص]ـ
* اسأل الله ان يوفقنا وإياك ..
أخي: لابد ان تعلم ان مسألة (إهداء الثواب) منها، ماهو محل إتفاق،ومنها ماهو محل خلاف:
مااتفق عليه: الصدقة، والدعاء، فهذا يصل الميت بالإجماع ونقله: إبن القيم وابن عثيمين، وغيرهم ..
مااختلف فيه: ومنها الذي ذكرت، وجميع مالم يرد عن النبي صلى الله وعليه وسلم، فيه شيء ..
*وانصحك برسالة (إهداء القرب) للشيخ: سعيد بن وهف القحطاني، فهي جيدة في بابها .. والسلام ..
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 09:03 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمه الله وبركاته
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
أقوم أحياناً بالطواف لأحد أقاربي أو والديَّ أو أجدادي المتوفين، ما حكم ذلك؟ وأيضاً ما حكم ختم القرآن لهم، جزاكم الله خيراً؟
فأجاب:
الأفضل ترك ذلك، لعدم الدليل عليه، .. .. أما الصلاة عنهم والطواف عنهم والقراءة لهم: فالأفضل تركه لعدم الدليل عليه.
وقد أجاز ذلك بعض أهل العلم قياساً على الصدقة والدعاء، والأحوط: ترك ذلك، وبالله التوفيق.
" فتاوى ابن باز " (8/ 344، 345).
والله أعلم.
ـ[أبو عامر خالد]ــــــــ[08 - 06 - 07, 10:47 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
قال صلى الله عليه و سلم "إذا مات ابن آدم انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعوا له" رواه مسلم و غيره.
أما إن ماتا و عليهما أو على أحدهما صيام أو حج صام و حج عنهما و ليهما، لقوله صلى الله عليه و سلم:"من مات و عليه صيام صام عنه و ليه ". رواه البخاري.
و عن عبد الله بن بريدة عن أبيه قال أتت امرأة إلى النبي - صلى الله عليه وسلم- فقالت:" إن أمي توفيت وعليها صوم شهرين فقال صومي عنها، فقالت إن عليها حجة قال فحجي عنها .. الحديث. رواه الحاكم في المستدك وقال الذهبي في التلخيص"صحيح"
و كذلك إذا كان عليهما نذر.
و اعلم أخي أن كل عبادة لم يتعبدها رسول الله صلى الله عليه وسلم و لم يتعبدها أصحابه فهي من باب المحدثات في الدين
و الله تعالى أعلم(79/90)
محبكم عبد الله زقيل يسألُ ... ممكن تزويدي بنصوص عن " بئر التفلة " المزعوم
ـ[عبد الله زقيل]ــــــــ[08 - 06 - 07, 12:50 ص]ـ
أحبتي في هذا الملتقى المبارك.
أحتاج إلى نصوص تكلمت عن بئر " التفلة " الواقع في عسفان، والذي قيل أن النبي صلى اللهُ عليه تفل فيه فنبضت الماء فيه.
أرجو نقل النصوص مع توثيقها لو تكرمتم، فقد بحثت في المراجع التي في مكتبتي فلم أجد ما يشفي.
الأمر جد مهم، وأحتاجه بأسرع وقت وسترون أثره بعد تزويدي به إن شاء الله تعالى.
محبكم: عبد الله زقيل
ـ[شتا العربي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 01:30 ص]ـ
للأسف أيضا
هذا ما وجدته بالبحث في جوجل عن عبارة "بئر التفلة"
http://www.rasid.com/artc.php?id=16766
http://www.al-shia.com/html/far/books/fegh/manasek-haj-shahroodi/haj008.htm
http://www.sunna.info/souwar/img1194.htm
ـ[شتا العربي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 01:31 ص]ـ
وبالبحث في الموسوعة الشاملة وجدت
في إحياء علوم الدين (ومعه تخريج العراقي)
ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي // حديث ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ومنبري على حوضي متفق عليه من حديث أبي هريرة وعبد الله ابن زيد // ويدعو عند المنبر ويستحب أن يضع يده على الرمانة السفلى التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يضع يده عليها عند الخطبة // حديث وضعه صلى الله عليه وسلم يده عند الخطبة على رمانة المنبر لم أقف له على أصل وذكر محمد بن الحسن ابن زبالة في تاريخ المدينة أن طول رمانتي المنبر اللتين كان يمسكهما صلى الله عليه وسلم بيديه الكريمتين إذا جلس شبر وأصبعان // ويستحب له أن يأتي أحدا يوم الخميس ويزور قبور الشهداء فيصلي الغداة في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ثم يخرج ويعود إلى المسجد لصلاة الظهر فلا يفوته فريضة في الجماعة في المسجد
ويستحب أن يخرج كل يوم إلى البقيع بعد السلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ويزور قبر عثمان رضي الله عنه وقبر الحسن بن علي رضي الله عنهما وفيه أيضا قبر علي ابن الحسين ومحمد بن علي وجعفر بن محمد رضي الله عنهم ويصلي في مسجد فاطمة رضي الله عنها ويزور قبر إبراهيم ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقبر صفية عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك كله بالبقيع
ويستحب له أن يأتي مسجد قباء في كل سبت ويصلي فيه لما روى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال من خرج من بيته حتى يأتي مسجد قباء ويصلي فيه كان له عدل عمرة // حديث من خرج من بيته حتى يأتي مسجد قباء ويصلي فيه كان عدل عمرة أخرجه النسائي وابن ماجه من حديث سهل بن حنيف بإسناد صحيح // ويأتي بئر أريس يقال إن النبي صلى الله عليه وسلم تفل فيها وهي عند المسجد فيتوضأ منها ويشرب من مائها // حديث إن النبي صلى الله عليه وسلم تفل في بئر أريس لم أقف له على أصل وإنما ورد أنه تفل في بئر البصة وبئر غرس كما سيأتي عند ذكرها // ويأتي مسجد الفتح وهو على الخندق
وكذا يأتي سائر المساجد والمشاهد ويقال إن جميع المشاهد والمساجد بالمدينة ثلاثون موضعا يعرفها أهل البلد فيقصد ما قدر عليه وكذلك يقصد الآبار التي كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ منها ويغتسل ويشرب منها // حديث الآبار التي كان النبي صلى الله عليه وسلم يتوضأ ويغتسل ويشرب منها وهي سبعة آبار قلت وهي بئر أريس وبئر حا وبئر رومة وبئر غرس وبئر بضاعة وبئر البصة وبئر السقيا أو العهن أو بئر جمل فحديث بئر أريس رواه مسلم من حديث أبي موسى الأشعري في حديث فيه حتى دخل بئر أريس قال فجلست عند بابها وبابها من حديد حتى قضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حاجته وتوضأ الحديث وحديث بئر حا متفق عليه من حديث أنس قال كان أبو طلحة أكثر أنصاري بالمدينة نخلا وكان أحب أمواله إليه بئر حال وكانت مستتقبلة المسجد وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخلها ويشرب من ماء فيها طيب الحديث وحديث بئر رومة رواه الترمذي والنسائي من حديث عثمان أنه قال أنشدكم الله والإسلام هل تعلمون أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة وليس بها ماء يستعذب غير بئر رومة فقال من يشتري بئر رومة ويجعل دلوه مع دلاء المسلمين الحديث قال الترمذي حديث حسن وفي رواية لهما هل تعلمون أن رومة لم يكن يشرب منها أحد إلا بالثمن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/91)
فابتعتها فجعلتها للغني والفقير وابن السبيل الحديث وقال حسن صحيح وروى البغوي والطبراني من حديث بشير الأسلمي قال لما قدم المهاجرون المدينة استنكروا الماء وكانت لرجل من بني غفار عين يقال لها رومة وكان يبيع منها القربة بمد الحديث وحديث بئر غرس رواه ابن حبان في الثقات من حديث أنس أنه قال ائتوني بماء من بئر غرس فإني رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يشرب منها ويتوضأ ولابن ماجه بإسناد جيد مرفوعا إذا أنا مت فاغسلوني بسبع قرب من بئري بئر غرس وروينا في تاريخ المدينة لابن النجار بإسناد ضعيف مرسلا أن النبي صلى الله عليه وسلم توضأ منها وبزق فيها وغسل منها حين توفي وحديث بئر بضاعة رواه أصحاب السنن من حديث أبي سعيد الخدري أنه قيل لرسول الله صلى الله عليه وسلم أنتوضأ من بئر بضاعة وفي رواية أنه يستقى لك من بئر بضاعة الحديث قال يحيى بن معين إسناده جيد وقال الترمذي حسن وللطبراني من حديث أبي أسيد بصق النبي صلى الله عليه وسلم في بئر بضاعة ورويناه أيضا في تاريخ ابن النجار من حديث سهل بن سعد وحديث بئر البصة رواه ابن عدي من حديث أبي سعيد الخدري أن النبي صلى الله عليه وسلم جاءه يوما فقال هل عندكم من سدر أغسل به رأسي فإن اليوم الجمعة قال نعم فأخرج له سدرا وخرج معه إلى البصة فغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه وصب غسالة رأسه ومراق شعره في البصة وفيه محمد بن الحسن بن زبالة ضعيف وحديث بئر السقيا رواه أبو داود من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يستعذب له من بيوت السقيا زاد البزار في مسنده أو من بئر السقيا ولأحمد من حديث علي خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى إذا كنا بالسقيا التي كانت لسعد بن أبي وقاص قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ائتوني بوضوء فلما توضأ قام الحديث وأما بئر جمل ففي الصحيحين من حديث أبي الجهم أقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم نحو بئر جمل الحديث وصله البخاري وعلقه مسلم والمشهور أن الآثار بالمدينة سبعة وقد روى الدارمي من حديث عائشة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مرضه صبوا علي سبع قرب من آبار شتى الحديث وهو عند البخاري دون قوله من آبار شتى // وهي سبع آبار طلبا للشفاء
ـ[شتا العربي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 01:35 ص]ـ
البداية والنهاية (الشاملة):
حديث آخر عن أنس يشبه هذا
روى البيهقي من حديث الحافظ أبي يعلى الموصلي ثنا شيبان ثنا سعيد بن سليمان الضبعي ثنا أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم جهز جيشا إلى المشركين فيهم أبو بكر فقال لهم جدوا السير فان بينكم وبين المشركين ماء إن يسبق المشركون إلى ذلك الماء شق على الناس وعطشتم عطشا شديدا أنتم ودوابكم قال وتخلف رسول الله صلى الله عليه وسلم في ثمانية أنا تاسعهم وقال لأصحابه هل لكم أن نعرس قليلا ثم نلحق بالناس قالوا نعم يا رسول الله فعرسوا فما أيقظهم إلا حر الشمس فاستيقظ رسول الله صلى الله عليه وسلم واستيقظ أصحابه فقال لهم تقدموا واقضوا حاجاتكم ففعلوا ثم رجعوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم هل مع أحد منكم ماء قال رجل منهم يا رسول الله معي ميضأة فيها شيء من ماء قال فجئ بها فجاء بها فأخذها نبي الله صلى الله عليه وسلم فمسحها بكفيه ودعا بالبركة فيها وقال لأصحابه تعالوا فتوضأوا فجاءوا وجعل يصب عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى توضأوا كلهم فأذن رجل منهم واقام فصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم لهم وقال لصاحب الميضأة ازدهر بميضأتك فسيكون لها شأن وركب رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل الناس وقال لأصحابه ما ترون الناس فعلوا فقالوا الله ورسوله أعلم فقال لهم فيهم أبو بكر وعمر وسيرشد الناس فقدم الناس وقد سبق المشركون إلى ذلك الماء فشق ذلك على الناس وعطشوا عطشا شديدا ركابهم ودوابهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أين صاحب الميضأة قالوا هو هذا يا رسول الله قال جئني بميضأتك فجاء بها وفيها شيء من ماء فقال لهم تعالوا فاشربوا فجعل يصب لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى شرب الناس كلهم وسقوا دوابهم وركابهم وملأوا ما كان معهم من إداوة وقربة ومزادة ثم نهض رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه إلى المشركين فبعث الله ريحا فضرب وجوه المشركين وأنزل الله نصره وأمكن من ديارهم فقتلوا مقتلة عظيمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/92)
وأسروا أسارى كثيرة واستاقوا غنائم كثيرة ورجع رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس وافرين صالحين وقد تقدم قريبا عن جابر ما يشبه هذا وهو في صحيح مسلم وقدمنا في غزوة تبوك ما رواه مسلم من طريق مالك عن أبي الزبير عن أبي الطفيل عن معاذ بن جبل فذكر حديث جمع الصلاة في غزوة تبوك إلى أن قال وقال يعني رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحى ضحى النهار فمن جاءها فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي قال فجئناها وقد سبق إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء فسالهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مسستما من مائها شيئا قالا نعم فسبهما وقال لهما ما شاء الله أن يقول ثم غرفوا من العين قليلا قليلا حتى اجتمع في شيء ثم غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم وجهه ويديه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء كثير فاستقى الناس ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا معاذ يوشك إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانا وذكرنا في باب الوفود
من طريق عبد الرحمن بن زياد بن أنعم عن زياد بن الحارث الصدائي في قصة وفادته فذكر حديثا طويلا فيه ثم قلنا يا رسول الله إن لنا بئرا إذا كان الشتاء وسعنا ماؤها واجتمعنا عليها وإذا كان الصيف قل ماؤها فتفرقنا على مياه حولنا وقد أسلمنا وكل من حولنا عدو فادع الله لنا في بئرنا فيسعنا ماؤها فنجتمع عليه ولا نتفرق فدعا بسبع حصيات ففركهن بيده ودعا فيهن ثم قال اذهبوا بهذه الحصيات فاذا أتيتم البئر فألقوا واحدة واحدة واذكروا الله عز وجل قال الصدائي ففعلنا ما قال لنا فما استطعنا بعد ذلك أن ننظر إلى قعرها يعني البئر وأصل هذا الحديث في المسند وسنن أبي داود والترمذي وابن ماجه وأما الحديث بطوله ففي دلائل النبوة للبيهقي رحمه الله وقال البيهقي
باب ما ظهر في البئر التي كانت بقباء من بركته
أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين العلوي ثنا أبو حامد بن الشرقي أنا أحمد بن حفص بن عبد الله نا أبي حدثنا إبراهيم بن طهمان عن يحيى بن سعيد أنه حدثه أن أنس بن مالك أتاهم بقباء فسأله عن بئر هناك قال فدللته عليها فقال لقد كانت هذه وإن الرجل لينضح على حماره فينزح فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بذنوب فسقي فاما أن يكون توضأ منه وإما أن يكون تفل فيه ثم أمر به فأعيد في البئر قال فما نزحت بعد قال فرأيته بال ثم جاء فتوضأ ومسح على جنبه ثم صلى وقال أبو بكر البزار ثم الوليد بن عمرو بن مسكين ثنا محمد بن عبد الله بن مثنى عن أبيه عن ثمامة عن أنس قال أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فنزلنا فسقيناه من بئر لنا في دارنا كانت تسمى النزور في الجاهلية فتفل فيها فكانت لا تنزح بعد ثم قال لا نعلم هذا يروى إلا من هذا الوجه
ـ[شتا العربي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 01:37 ص]ـ
وقابلني وأنا أبحث في الشاملة هذا الكلام عن (مسيلمة الكذاب) لعنة الله عليه والعياذ بالله:
حكاه السهيلي: و قال: كذب بل كانت آياته منكوسة يقال: إنه تفل في بئر قوم سألوه ذلك تبركا فملح ماؤها و مسح رأس صبي فقرع قرعا فاحشا و دعا لرجل في ابنين له بالبركة فرجع إلى منزله فوجد أحدهما قد سقط في البئر و الآخر قد أكله الذئب و مسح على عيني رجل استشفى بمسحه فابيضت عيناه
ـ[شتا العربي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 01:40 ص]ـ
ملاحظة لم أبحث في الشاملة سوى في قسم التاريخ فقط
ـ[خالد العمري]ــــــــ[01 - 11 - 07, 02:21 م]ـ
أرجو الاجابة ..
هل يصح في بئر التفلة شيء؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[02 - 11 - 07, 02:01 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=86592
ـ[عبدالعزيز أبو عبدالله]ــــــــ[02 - 11 - 07, 11:29 م]ـ
أخي عبدالله زقيل:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد: كان بودي أن لا تذكر كلمة (المزعوم) لأن هذه الكلمة في الغالب تستخدم لما هو مكذوب ومفترى دون علم.
بالنسبة لبئر التفلة ورد في صحيح البخاري عن البراء بن عازب قال: أنهم كانوا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الحديبية ألفا وأربعمائة أو أكثر، فنزلوا على بئر فنزحوها، فأتوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، فأتى البئر وقعد على شفيرها، ثم قال: (ائتوني بدلو من مائها). فأتي به، فبصق فدعا ثم قال: (دعوها ساعة). فأرووا أنفسهم وركابهم حتى ارتحلوا.
وورد في مجمع الزوائد: عن أبي أسيد وله بئر بالمدينة يقال لها بئر بضاعة قد بصق فيها النبي صلى الله عليه وسلم فهي يبشر بها ويتيمن بها
وذكر بن حجر في الإصابة: عن ناجية بن جندب قال: كنا بالغميم فجاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خبر قريش أنها بعثت خالد بن الوليد جريدة خيل يتلقى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فكره رسول الله أن يلقاه وكان بهم رحيما، فقال: من برجل يعدلنا عن الطريق؟ فقلت: أنا بأبي أنت وأمي يا رسول الله، قال: فأخذت بهم في طريق قد كان بها فدافد وعقاب فاستوت لي الأرض حتى أنزلته على الحديبية وهي تنزح، قال: فألقى فيها سهما أو سهمين من كنانته ثم بصق فيها ثم دعا بها فعادت عيونها حتى إني أقول: لو شئنا لاغترفنا بأقداحنا
وللعلم هناك بئر على طريق الهجرة القديم بعد مدينة المسيجيد: (طريق وآدي الصفراء) يقصده الناس ويذكرون ان النبي بصق فيه: وقد مررت به وشربت منه وماؤه عذب جدا. ويستخدم لعلاج بعض الأمراض الحصوة على سبيل المثال وقد حدثني من تداوى به شخصيا. فالله أعلم عن صحة هذا ولكن الزحام عليه ملفت للنظر وجزاك الله خيرا.
تنبيه من المشرف:
تحديد بئر معينة وجعلها هي البئر التي ورد فيها الحديث يحتاج إلى دليل صحيح، ولايوجد ذلك الدليل، وفعل عامة الناس لايحتج به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/93)
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[03 - 11 - 07, 12:53 ص]ـ
التواتر كافٍ في هذا
وأيضا التجربة برهان واضح، فمن كم من مريض استشفى بها فشفي بإذن الله
ليس من رأى وذاق وشرب كمن سمع وكذّب
ثم تسميتك للبئر ووصفه بأنه [مزعوم] يبدو والله أعلم أنه نوع إنكار مبطن منك لهذا البئر .... فلماذا السؤال؟؟؟!!!
تنبيه من المشرف:
هذا الكلام مخالف للعقيدة الصحيحة، والدين لايثبت بالتجربة، بل بصحة الأخبار، ولاحجة في مزاعم الصوفية الباطلة.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 11 - 07, 01:27 ص]ـ
سئل الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
هذا السؤال يا سماحة الشيخ وردنا من عيظه بن محمد سراج الحارثي، يقول من وادي ميسان: إلى فضيلة الشيخ عبدالعزيز بن باز، نفيدكم بأن فيه بئر واقعة بين المدينة المنورة وحائل، والناس يتجمعون من كل مكان إليها يريدون الشفاء من مائها، يزعمون أنها تزيل جميع الأمراض مثل الجرب والحساسية والشلل ... الخ، يقول: أفيدونا مشكورين عن حكم التوجه إليها؟.
فأجاب:
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه. أما بعد: هذه البئر الذي سأل عنها الأخ عيظة قد سأل عنها غيره، وقد تأملنا ما نقل عنها، وما رآه من يستعمل ماءها، فاتضح لنا من ذلك أنها تفيد في مواضع كثيرة، وأن الله -جل وعلا- قد جعل في ماءها شفاءً لبعض الأمراض الجلدية والحساسية، ولا نرى مانعاً من استشفاء الناس بهذا الماء الذي جعل الله فيه بركة ونفعاً للمسلمين، وإن كانت قد تضر آخرين لأنهم يستعملونها في أشياء لا تناسبهم. فالحاصل أن فيها فائدة لكثير من الأمراض، ولا حرج في الاستفادة منها لمن وجد منها فائدة وأحس بجدوى فلا حرج في ذلك، مثل ما يستعمل بقية الأدوية، والله –جل وعلا- جعل لكل داءٍ دواء كما في الحديث الصحيح يقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: (ما أنزل الله داءً إلا أنزل له شفاء، علمه من علمه وجهله من جهله). وهذا الماء فيه شيء من الفوائد لبعض الأمراض فلا حرج في ذلك، لكن ينبغي لمن يزورها، ويتصل بها أن يتثبت في ذلك، وأن يسأل من جرب حتى لا يقع فيما يضره، يسأل المجربين، فيستعمل ما اتضح أنه ينفع، ويدع الشيء الذي يضره، هذا هو الذي ينبغي.
استمع:
http://binbaz.org.sa/mat/17660
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[03 - 11 - 07, 02:27 ص]ـ
إن كانت التي تقصدونها في بقرب المدينة النبوية فقد شربت منها ولها طعم أخر (سبحان الله) قريب في المذاق من طعم ماء زمزم.!!!
ـ[عبد الله عبد الرحيم]ــــــــ[03 - 11 - 07, 07:20 ص]ـ
أنا من سكان هذه المنطقة (عسفان) ويوجد عندنا بئر تسمى التفلة، ومن قال أن ماءها حلو فقد تكلف مالاعلم له به، وقد كان الناس عندنا قديماً يشربون منها ولا يعتقدون بها شيئاً، أما الآن فقد انتشر خبرها عند الصوفية فأصبح كثير منهم يتهافتون عليها، وأصبح بعض ضعاف النفوس يبيعون ماءها، وقد اشترى بعض الصوفية بعض المزارع التي حولها.
تنبيه من المشرف:
جزاك الله خيرا على بيانك وتوضيحك حول هذا الأمر، وليتك تفصل فيه أكثر حتى تحذر الناس من هذه الخرافات.
ـ[مشتاق حجازي]ــــــــ[03 - 11 - 07, 07:48 ص]ـ
أنا من سكان هذه المنطقة (عسفان) ويوجد عندنا بئر تسمى التفلة، ومن قال أن ماءها حلو فقد تكلف مالاعلم له به، وقد كان الناس عندنا قديماً يشربون منها ولا يعتقدون بها شيئاً، أما الآن فقد انتشر خبرها عند الصوفية فأصبح كثير منهم يتهافتون عليها، وأصبح بعض ضعاف النفوس يبيعون ماءها، وقد اشترى بعض الصوفية بعض المزارع التي حولها.
كلامك فيه ما فيه يا ابن عبدالرحيم
كم من مرة آخذ منها الماء وأحيانا أجده عذبا وأحيانا مالحا كغيره من الأبيار
وأراك انك تكلفت ما لاعلم به، فهل أنت من الشاربين لها باستمرار حتى تحكم.
وأما قولك إنهم لا يعتقدون فيها فهذا يكذبه من ذهب إلى هناك ورأى بعض كبار السن يعتقدون ما أنكرته.
وأما قولك إن البعض يبيعها، فقد يكون هذا خارج المنطقة.
أما عند البئر فلا يوجد أحد يبيعها، وإنما الموجود رجل طاعن في السن يبيع الجوالين فارغة.
وشتان بين هذا وما ذكرته.
وهذه البئر للمعلومية لو لم تكن ذات شأن لما اعتنى بها بن لادن المقاول ووضع فيها خزان وماطور تشغيل لشفط الماء.
ولهذه البئر أسرار في العلاج علمها من علمها وجهلها من جهلها.
وعدم اعتقاد البعض فيها ردها من الزمن لا يعني جهل الكل بها.
تنبيه من المشرف:
هذه خزعبلات وخرافات مبنية على أوهام، ولم تبن على دليل صحيح من الكتاب أو السنة، و لايسمح بنشرها في ملتقى أهل الحديث، فلينتبه لذلك!
ـ[عبد الله عبد الرحيم]ــــــــ[03 - 11 - 07, 08:49 ص]ـ
أخي: مشتاق حجازي وفقه الله
أولاً: أشهد الله أني شربت منها أكثر من مرة وكان ماؤها ... كما نسميه عندنا (هماج) أي ليس بحلو.
ثانيا: ليتك أخي تراجع كلامي بالأعلى فقد قلت: أنهم قديماً لا يعتقدون فيها، فمفهومه أن بعضهم (جهلتهم تحديداً)، يعتقد فيها الآن.
ثالثاً: أنا لم أقل أنهم يبيعون ماءها عند البئر.
رابعاً: الرجل الذي رأيته عندها، يأخذ راتباً من الصوفي صاحب المزرعة التي بجانبها (فقط ليدافع عنها ويجلس عندها) إن صح التعبير.
خامساً: لمعلوميتك فإن بن لادن هذا هو أحد الصوفية، و قد اشترى مزرعة كبيرة بجانبها لأجل البئر فقط.
سادساً: إذا كان لهذه البئر أسرار في العلاج فبينها بارك الله فيك لنتداوى بها (وأقولها جاداً)، فإن الطب قائم على التجربة لا على الاعتقادات إلا ماجاء به نص صحيح صريح.
سابعاً: بحمد الله غالب أهل المنطقة عندنا حالياً لايهتمون بها ويعلمون عدم صحة ما يشاع عنها.
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/94)
ـ[عبدالعزيز أبو عبدالله]ــــــــ[03 - 11 - 07, 04:20 م]ـ
على كل حال الأخ عبدالله زقيل سأل عن الأحاديث ودونه إياها فوصف البئر بكونه مزعوم مع ورورد الحديث في صحيح البخاري غلط ظاهر. وخطأ بين.
وتحديد هذه البئر بعينها يحتاج فيه إلى أهل العلم بالتاريخ والآثار فهم أهل الإختصاص في هذا والله أعلم.
ودونك أخي الكريم هذا البئر أيضا فقد روى البخاري عن أنس بن مالك قال: أن أبا بكر رضي الله عنه لما استخلف كتب له، وكان نقش الخاتم ثلاثة أسطر: محمد سطر، ورسول سطر، والله سطر. قال أبو عبد الله: وزادني أحمد: حدثنا الأنصاري قال: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس قال: كان خاتم النبي صلى الله عليه وسلم في يده، وفي يد أبي بكر بعده، وفي يد عمر بعد أبي بكر، فلما كان عثمان، جلس على بئر أريس، قال: فأخرج الخاتم فجعل يعبث به فسقط، قال: فاختلفنا ثلاثة أيام مع عثمان، فننزح البئر فلم نجده.
فهل ستسمي هذا البئر ببئر الخاتم المزعوم؟؟!!!
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[03 - 11 - 07, 07:03 م]ـ
هل يمكن أن تكون بركة ماء البئر بسبب خاتم النبي صلى الله عليه وسلم حيث حلَّت البركة فيه لأنه أثر من آثاره؟
ـ[عبدالعزيز أبو عبدالله]ــــــــ[03 - 11 - 07, 07:13 م]ـ
أخي الشيخ إحسان أولا: منكم نستفيد جزاك الله خيرا. وثانيا: على حسب علمي: إن البركة تحل بسبب الخاتم والبصاق وهو ثابت في الصحيح ونبقى في تحديد البئر. وبخاصة أن الآثار لاتكاد تحصر في أن الصحابة وغير الصحابة قد تبركوا بآثاره بعد موته عليه الصلاة والسلام حتى إن الروم توارثوا كتاب رسول الله لهم وكتبوه بماء الذهب وكانوا يستنصرون به في المعارك حتى سنوات متأخرة من موته عليه السلام ذكر ذلك ابن حجر في الفتح
البئر التي على طريق الصفراء يستشفى بها من أمراض عدة وقد عرفت أناس مشهود لهم بالصلاح وسلامة المعتقد وسألتهم عن ذلك فأخبروني أنها يتداوى بها. وذهبت لها وشربت منها ماؤها عذب جدا وقد مر بي حديث لازلت في طور البحث عنه أنه عليه السلام بصق في بئر قراح فأصبح عذبة. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
ـ[أبو عبدالله الخليلي]ــــــــ[28 - 08 - 08, 11:59 م]ـ
البئر التي على طريق الصفراء يستشفى بها من أمراض عدة وقد عرفت أناس مشهود لهم بالصلاح وسلامة المعتقد وسألتهم عن ذلك فأخبروني أنها يتداوى بها. وذهبت لها وشربت منها ماؤها عذب جدا وقد مر بي حديث لازلت في طور البحث عنه أنه عليه السلام بصق في بئر قراح فأصبح عذبة. وللحديث بقية إن شاء الله تعالى.
أين هذا البئر أكرمكم الله؟؟(79/95)
قال لزوجته أنتى محرم على كظهر أمى وأنت طالق إذا خرجت من المنزل فخرجت
ـ[أبوعمر وصهيب]ــــــــ[08 - 06 - 07, 01:49 ص]ـ
رجل قال لزوجته أنتى على حرام كظهر أمى إذا خرجت من المنزل وتكونى طالق إذا خرجت من المنزل وكان كلامه فى جلسة واحدة
ماذا يقعل؟
ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[08 - 06 - 07, 08:47 ص]ـ
مسألتان شرعيتان وأخرى حياتية
الموضوع فيه مسألتان شرعيتان وأخرى حياتية
المسألة الأولى الشرعية:
وهي مسألة الظهار:
ولا يختلف أحد في وقوع هذا الحكم على صاحب المسألة.
المسألة الثانية: وهي ما يعرف بالطلاق المعلق:
وقد ذهب فريق إلى عدم وقوع الطلاق فيه
وذهب فريق آخر إلى أن الطلاق يكون قد وقع بمجرد حدوث السبب الذي علق عليه.
وأصبح هنا لا بد من تمييز الأدلة
والسؤال هنا: كيف لا يقع وقد حدث السبب الذي علق عليه.
أما المسألة الحياتية إن امرأة حالها هكذا يجب على الزوج أن يسأل نفسه هل هو تجنى عليها في هذا الأمر، وهو عدم الخروج.
فإن لم يكن تجنى عليها فهو قبل كل هذا لا بد أن يسأل نفسه امرأة جبارة كهذه يستمر علاقته معها أم يمضى ما وقع ولا يتعب نفسه في ظهار، أو مراجعة.
لأن بصراحة واقعًا من جانب حلنا للمشاكل امرأة مثل هذه يحاول الزوج بأي طريقه يظلل على البيت ليستمر فلا يستمر.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[08 - 06 - 07, 10:00 ص]ـ
سألني سائل قبل عدة سنوات عن رجل قال لزجته إن فعلت كذا فأنت طالق ففعلت ذلك ولم تخبره وعاشرها أياما فضعفت يوما وقالت له ذلك فاستفتيت بعض المشايخ في حاله هل يستمر بالمعاشرة أم يتوقف في الحال فأجابني بعضهم أن المعاشرة مراجعة وإن لم يعلم بها لكنها تأثم في فعلها ولا أدري ما مستندهم في الفتوى لكن المسألة ليس فيها دليل شرعي قاطع حسب علمي القاصر وألتمس من أخي مصطفى جعفر أن يجيبني من هم الذين قالوا بأن الطلاق المعلق بشرط لا يقع سواء من المتأخرين أو من المتقدمين وسواء من علماء الفقه المتمذهبين على أحد المذاهب الأربعة أو غيرهم ولو عزا لي المسألة إلى مظنها كفي هم التنقيب.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[09 - 06 - 07, 08:25 ص]ـ
الطلاق المعلق على شرط يقع به الطلاق عند جمهور اهل العلم وباتفاق الائمة الاربعه فمن قال لامراته ان فعلت هذا تكونى طالق فان فعلت طلقت او قال الم تفعلىهذا تكونى طالق ولم تفعل طلقت ونحو ذلك من الشروط وخالف شيخ الاسلام ابن تيميه جمهور اهل العلم وتبعه ابن القيم بعض من الائمة المجتهدين فقالوا
الطلاق المعلق تلزمه نيه فان كان ينوى طلاقا ان وقع مااشترط تطلق المراه بمجرد فعل الشرط وهم بهذا يوافقوا الجمهور ولكن خالفوا الجمهور فيما اذا كان الزوج لايريد طلاقا ولكنه قال هذا تهديدا ليحضها على الفعل فان كان لاينوى طلاقا ووقع الشرط لايكون طلاقا وعلى الزوج كفارة يمين
وقد اخذ كثير من الدول الاسلاميه بهذا القول فى قوانين الاحوال الشخصيه ومنهم مصر ففى قانون الاحوال الشخصيه المصرى اخذوا بقول ابن تيميه ومن وافقه وهو المفتى به فى لجنة الفتوى بالازهر ودار الافتاء والجمعيات الدينيه مثل جماعة انصار السنه والجمعيه الشرعيه وعليه للزوج فى سؤالنا هذا ان ياخذ بهذا القول وينظر فى نيته فان كان قال لامراته ان خرجتى تكونى طالقا وينوى الطلاق فتكون طالقا بمجرد الخروج وهى طالقه رجعيه ان كانت الاولى او التانيه اما ان كان قال لها ان خرجتى تكونى طالقا تهديدا لها حتى لاتخرج فان خرجت فلا تحسب طلقه وعليه كفارة يمين
اما بالنسبه ليمين الظهار الذى سبق الطلاق فعليه كفارة الظهار ان عاد ت الحياه الزوجيه بينهما واراد معاشرتها اما ان طلقها وتفرقا فلايلزمه كفارة الظهار هذا والله تعالى اعلم
ـ[مصطفى جعفر]ــــــــ[10 - 06 - 07, 09:15 ص]ـ
الأخ الفاضل والشيخ الكريم / علي ياسين
جزاكم الله خيرًا
أنا أؤمن بوقوع الطلاق المعلق إذا حدث السبب الذي علق عليه
وهذه يظهر من قولي.
والسؤال هنا: كيف لا يقع وقد حدث السبب الذي علق عليه.
أما عمن قال بعدم وجوبه
فكان هناك كتاب صغير اسمه الطلاق المعلق وفيه المبحثان والفريقان، وهو من طبوعات مكتبة السنة بمصر.
وأكرر
أنا أؤمن بوقوع الطلاق المعلق إذا حدث السبب الذي علق عليه. وذلك من عشرين سنة.
ـ[علي ياسين جاسم المحيمد]ــــــــ[12 - 06 - 07, 07:44 ص]ـ
الأخ الفاضل والشيخ الكريم / علي ياسين
جزاكم الله خيرًا
أنا أؤمن بوقوع الطلاق المعلق إذا حدث السبب الذي علق عليه
وهذه يظهر من قولي.
والسؤال هنا: كيف لا يقع وقد حدث السبب الذي علق عليه.
أما عمن قال بعدم وجوبه
فكان هناك كتاب صغير اسمه الطلاق المعلق وفيه المبحثان والفريقان، وهو من طبوعات مكتبة السنة بمصر.
وأكرر
أنا أؤمن بوقوع الطلاق المعلق إذا حدث السبب الذي علق عليه. وذلك من عشرين سنة.
أوافقك الرأي تماما وأقول أوافق من قال هذا الرأي ولا أقول أؤمن لأن المسألة ليست في باب العقائد ولعلك استثقلت أن تقول أرجح تواضعا فجزاك الله خيرا وإنما أردت معرفة الرأي والظاهر أن المسألة من خلال ما نقل في هذه الصفحة هكذا: الذين قالوا بعدم وقوعه جعلوه من الكنايات ولو لم يقولوا هذا الرأي لما خطر على بال معلق لطلاقه أن ينوي التهديد ومن المعلوم المسلم به أن طلاق الكناية لا يكون إلا في الألفاظ التي لم يصرح به بالطلاق وهنا تصريح بالطلاق وتعليق بشرط فلو نوى الطلاق وعلقه وكنى به بالفراق نحوه ونوى التهديد لايقع الطلاق ولو كناه ونوى وقوعه وقع ولو صرح ونوى وقوعه وقع والله أعلم(79/96)
(حكم زراعة الشعر) أجاب عليه فضيلة الشيخ أ. د. سليمان العيسى.
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 01:54 ص]ـ
حكم زراعة الشعر
أجاب عليه فضيلة الشيخ أ. د. سليمان العيسى
التصنيف الفهرسة/ الركن العلمي/ الفقه/اللباس والزينة
رقم السؤال 21580
السؤال
فضيلة الشيخ: أعاني من تساقط شديد للشعر إلى حد ظهور فروة الرأس، ويزيد التساقط مع الحمل والولادة .. وهذا يسبب لي الإحراج وقلق نفسي لأني حاولت علاجه بالأقراص المغذية، والزيوت والمستحضرات وبلا فائدة .. وأفكر في حل جذري مثل توصيل الشعر أو زراعته حتى أتزين لزوجي، وأيضا لأرتاح نفسياً ولا أشعر بالنقص .. فما حكم هذا في الإسلام؟؟ أفيدوني جزاكم الله ألف خير
--------------------------------------------------------------------------------
الجواب
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
إن السائلة ذكرت في سؤالها حالتين: وصل الشعر وزراعته:
أما وصل الشعر فلا يجوز للنهي عنه، هذا ووصل الشعر لا يفيد السائلة شيئاً لأنها ذكرت أن شعرها يتساقط؛ إذ لا يمكن وصله مع تساقطه.
وأما زراعة الشعر فلا أرى به بأساً للحال التي ذكرتها السائلة ولعدم التدليس كما أنه ليس فيه تغيير للخلقة فهو إزالة عيب أو تغطيته، هذا ما أراه. والله أعلم.
وصلى الله على محمد وآله وصحبه أجمعين.
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_question_main.cfm?id=21580
ـ[محمد العبد]ــــــــ[09 - 06 - 07, 07:50 ص]ـ
ها هنا إشكال لابد من طرحه فأنا وحسب معلوماتي المتواضعة عن عملية زرع الشعر أعلم أنهم يستخدمون بطانة تتسبب في عدم وصول الماء إلى جلد الرأس وهذا يتسبب كما لا يخفى في إفساد الغسل والسائل امرأة يعني غالبا تحتاج إلى غسل دوري فلن تصح لها طهارة ومعلوم خطورة ما يترتب على ذلك فهل وقد سمعت بعض الشيوخ يمنعون من هذه العملية لذلك السبب , فهل عند أحد من الإخوة زيادة بيان؟
ـ[محمد بن شاكر الشريف]ــــــــ[09 - 06 - 07, 02:15 م]ـ
وهنا أيضا إشكال هل الشعر المزوع شعر المرأة نفسها أم شعر امرأة أخرى؟
إن كان الشعر مأخوذا من امرأة أخرى فلا يظهر لي فرق بينه وبين الوصل المنهي عنه
أما إن كان الشرع المزروع هو شعر المرأة نفسها فالذي يظهر أنه لا مانع من ذلك
لكن يبقى الإشكال الذي تحدث عنه الأخ محمد العبد وهذا يرجع فيه إلى أهل الخبرة في ذلك
إذ لا علم لي به
والله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:11 م]ـ
(والواصلة: هي التي تعمد إلى شعر فتصل فيه شعرها , لأنه قصير أو لأنه ممزق أو غير ذلك , ولربما دخل فيه ولا شك أنه داخل في تغيير خلق الله اللاتي يزرعن الشعر الصناعي , أما التي تزرع البصيلات فهذا لا إشكال فيه , فهو من باب الطب والعلاج المباح.)
الشيخ خالد السبت
ـ[محمد العبد]ــــــــ[12 - 06 - 07, 07:49 ص]ـ
للرفع(79/97)
هل أصلي (سنن الرواتب) اليومية 10 في البخاري أم 12 في مسلم
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[08 - 06 - 07, 03:36 ص]ـ
عَنِ ابْنِ عُمَرَ أَنَّهُ قَالَ حَفِظْتُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَشْرَ رَكَعَاتٍ رَكْعَتَيْنِ قَبْلَ الظُّهْرِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَهَا وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْمَغْرِبِ وَرَكْعَتَيْنِ بَعْدَ الْعِشَاءِ وَرَكْعَتَيْنِ قَبْلَ صَلَاةِ الصُّبْحِ". رواه البخاري.
و عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ زَوْجِ النَّبِىِّ -صلى الله عليه وسلم- أَنَّهَا قَالَتْ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم- يَقُولُ «مَا مِنْ عَبْدٍ مُسْلِمٍ يُصَلِّى لِلَّهِ كُلَّ يَوْمٍ ثِنْتَىْ عَشْرَةَ رَكْعَةً تَطَوُّعًا غَيْرَ فَرِيضَةٍ إِلاَّ بَنَى اللَّهُ لَهُ بَيْتًا فِى الْجَنَّةِ أَوْ إِلاَّ بُنِىَ لَهُ بَيْتٌ فِى الْجَنَّةِ». رواه مسلم.
وكيف الجمع بين الحديثين ...
جز الله خيرا من أفاد بالمسألة،،،،،،،
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 12:19 م]ـ
بالنسبة لهذه المسألة باختصار:
اختلف أهل العلم رحمهم الله في عدد السنن الرواتب على عدة أقوال وأقواها قولان:
الأول / أن السنن الرواتب عشر ركعات: ركعتان قبل الفجر وركعتان قبل الظهر وركعتان بعدها وركعتان بعد المغرب وركعتان بعد العشاء، واستدلوا بحديث ابن عمر وهذا هو المشهور من مذهب الحنابلة وبعض الشافعية.
الثاني: أن السنن الرواتب ثنتي عشرة ركعة بالزيادة قبل الظهر فعندهم أنها أربع واستدلوا بحديث أم حبيبة وكذلك حديث عائشة في البخاري (كان لا يدع أربعاً قبل الظهر وركعتين قبل الغداة) وهذا مذهب الحنفية واختيار شيخ الاسلام وكذلك رجحه ابن عثيمين رحمهم الله.
وأما الجمع بين الحديثين بالنسبة لما قبل الظهر، فقال ابن حجر في الفتح:
" والأولى أن يحمل على حالين: فكان تارة يصلي ثنتين وتارة يصلي أربعاً، وقيل: هو محمول على أنه كان في المسجد يقتصر على ركعتين وفي بيته يصلي أربعاً، ويحتمل أن يكون يصلي إذا كان في بيته ركعتين ثم يخرج إلى المسجد فيصلي ركعتين فرأى ابن عمر ما في المسجد دون ما في بيته واطلعت عائشة على الأمرين، ويقوي الأول ما رواه أحمد وأبو داود في حديث عائشة (كان يصلي في بيته قبل الظهر أربعاً ثم يخرج) قال أبو جعفر الطبري: الأربع كانت في كثير من أحواله والركعتان في قليلها. "
انتهى كلام الحافظ رحمه الله في الفتح على كتاب التهجد باب الركعتين قبل الظهر.
وأيضاً تكلم ابن القيم رحمه الله في الجمع بينهما في كتاب زاد المعاد (فصل في هديه صلى الله عليه وسلم في السنن الرواتب) المجلد الأول، وكأنه يميل ولم يصرح إلى أن الأربع قبل الظهر صلاة مستقلة كان يصليها بعد الزوال كما في المسند عن عبدالله بن السائب وفيه (إنها ساعة تفتح فيها أبواب السماء، فأحب أن يصعد لي فيها عمل صالح).
وفي المسألة تفصيل أكثر لعل طلاب العلم هنا يفيدوننا وبالله التوفيق.
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 07 - 09, 02:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا
إذًا ليس بعد الصلاة الظهر أربع ركعات , إنما الأربعة فقط قبل الظهر .. أم ماذا .. ؟
والأمر الآخر , ما الصحيح في الأربع ركعات قبل صلاة العصر .. ؟
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[11 - 07 - 09, 03:50 م]ـ
السنة القبلية للظهر ثنتان أم أربع
السؤال: هل السنة القبلية لصلاة الظهر ركعتين أم ركعة واحدة؟ وهل ورد خلاف بين العلماء حول ذلك؟.
الجواب:
الحمد لله
لا بد أنك تقصد، هل السنة القبلية لصلاة الظهر تسليمة أو تسليمتان، لأن الركعة الواحدة وتر، وليس هناك شيء من الصلوات وتراً إلا صلاة المغرب، والوتر في الليل.
فالجواب: ورد في بعض الأحاديث أن سنة الظهر القبلية تسليمة واحدة (ركعتان) كما في حديث ابن عمر في الصحيحين.
وورد في بعضها أنها تسليمتان (أربع ركعات) كما في حديث عائشة رضي الله عنها في صحيح مسلم.
فالمرء مخيّر بين هذا وذلك، ولكن ذهب بعض أهل العلم إلى أنه إن صلاها في بيته فالأولى أن يصليها أربع ركعات في تسليمتين، وإن صلاها في المسجد فركعتان (تسليمة واحدة).
الشيخ سعد الحميد
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[11 - 07 - 09, 03:53 م]ـ
فضل صلاة أربع ركعات قبل الظهر وبعدها
قرأت في إحدى المنشورات الدينية أنه إذا صليت قبل صلاة الظهر 4 ركعات وبعدها 4 ركعات، الله يعتقه من النار يوم القيامة، وإذا كان صحيحاً فمتى أصلى السنة في صلاة الظهر؟.
الحمد لله
نعم، يستحب صلاة أربع ركعات قبل صلاة الظهر، وأربع بعدها، فقد روى النسائي (1817) والترمذي (428) عَنْ أُمِّ حَبِيبَةَ رضي الله عنها عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (مَنْ صَلَّى أَرْبَعًا قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعًا بَعْدَهَا لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ).
ولفظ الترمذي: (مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعٍ بَعْدَهَا حَرَّمَهُ اللَّهُ عَلَى النَّارِ). والحديث صححه الألباني في صحيح النسائي.
وهذه الركعات ليست شيئاً آخر غير السنة الراتبة لصلاة الظهر، بل هي السنة الراتبة.
غير أن المؤكد والذي لا ينبغي تركه بحال، هو صلاة أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدها، أما صلاة أربع بعدها، فإذا صلاها عملاً بهذا الحديث، فقد أصاب السنة، ويرجى له الخير، وإن اقتصر على ركعتين كفاه ذلك.
ووقت هذه السنّة القبلية: هو ما بين أذان الظهر، وصلاة الفرض.
ووقت البعدية: من الفراغ من صلاة الظهر إلى أذان العصر.
والله أعلم.
الإسلام سؤال وجواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/98)
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[11 - 07 - 09, 03:55 م]ـ
واعلم حفظك الله أنه قد ورد هذا الحديث بألفاظ متقاربة عن عمر بن الخطاب، وأم سلمة، وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنهم.
فأما حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقد أخرجه الإمام الطبراني في معجميه الكبير و الأوسط بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بن عَمْرِو بن الْعَاصِ، قَالَ: جِئْتُ وَرَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قاعد في أناس من أصحابه، فيهم عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فأدركت آخر الحديث، ورسول الله صلى الله عليه وسلم يَقُولُ:"مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الْعَصْرِ لَمْ تَمَسَّهُ النَّارُ"، فَقُلْتُ بِيَدِي هَكَذَا، يُحَرِّكُ بِيَدِهِ.
وأورده الإمام الهيثمي رحمه الله في مجمع الزوائد وقال: فيه: حجاج بن نصير، والأكثرون على تضعيفه. اهـ وأورده الإمام الهيثمي في موضع آخر وقال: فيه عبد الكريم أبو أمية وهو ضعيف. اهـ
قلت: حجاج بن نصير الفساطيطي: ضَعَّفَه ابن معين وأبوحاتم والنسائي والدارقطني والأزدي، وقال الحافظ في التقريب: ضعيف.
وأما عبدالكريم فهو ابن أبي المخارق، أبو أمية، قال النسائي والدارقطني: متروك. وقال ابن عبد البر: مجمع على ضعفه، وقال الحافظ في التقريب: ضعيف.
وعليه فالحديث بهذا الإسناد لا يصح.
وأما حديث أم سلمة رضي الله عنها،فقد أخرجه الإمام الطبراني في الكبير بسنده عَنْ أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، قَالَ:" مَنْ صَلَّى أَرْبَعَ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الْعَصْرِ حَرَّمَ اللَّهُ بَدَنَهُ عَلَى النَّارِ" قُلْتُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَدْ رَأَيْتُكَ تُصَلِّي وَتَدَعُ، قَالَ:" لَسْتُ كَأَحَدِهِمْ".
وأورده الإمام الهيثمي في المجمع وقال: رواه الطبراني في الكبير، وفيه نافع بن مهران وغيره، ولم أجد من ذكرهم. اهـ
وأما حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه فقد رواه الإمام الطبراني في المعجم الأوسط بلفظ آخر عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "لا تزال أمتي يصلون هذه الأربع ركعات قبل العصر حتى تمشي على الأرض مغفوراً لها حتماً".
وأورده الإمام الهيثمي في المجمع وقال: فيه عبد الملك بن هارون بن عنترة وهو متروك. اهـ
وأخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في طبقات المحدثين بأصبهان حديث علي بن أبي طالب رضي الله عنه أيضاً بلفظ قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:" أربع ركعات، من صلاهن قبل العصر حرمه الله على النار"، قلت: وفي إسناده من لا يعرفوا.
ومع ضعف هذه الأسانيد، لكن يشدُّ بعضها بعضاً، إذ الضعف فيها غير شديدٍ، كما أن هذه الأحاديث في فضائل الأعمال، وقد شهد لها غيرها من الصحيح،
ومما يشهد لهذه الأحاديث في فضل صلاة أربع ركعات قبل العصر من الأحاديث الصحيحة ما رواه أَحْمد وَأَبُو دَاوُد وَابْن خُزَيْمَة فِي صَحِيحه وَالتِّرْمِذِيّ وَقَالَ: حسن غَرِيب، َعَن ابْن عمر رضي الله عنهما قَالَ، قَالَ رَسُول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ:" رحم الله امْرأ صَلَّى أَرْبعا قبل الْعَصْر".
ورَوَىُ أَحْمد وَالتِّرْمِذِيّ وَحسنه والنسائي وابن خزيمة َعَن عَاصِم بن ضَمرَة عَن عَلّي رَضِي الله تَعَالَى عَنهُ قَالَ: " كَانَ النَّبِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ يُصَلِّي قبل الْعَصْر أَربع رَكْعَات يفصل بَينهُنَّ بِالتَّسْلِيمِ عَلَى الْمَلَائِكَة المقربين وَمن تَبِعَهُمْ من الْمُسلمين وَالْمُؤمنِينَ "
والخلاصة
ورد هذا الحديث بألفاظ متقاربة عن عمر بن الخطاب، وأم سلمة، وعلي بن أبي طالب، رضي الله عنهم، وفي أسانيدها كلها ضعف، ومع ضعفها لكن يشدُّ بعضها بعضاً، إذ الضعف فيها غير شديدٍ، كما أن هذه الأحاديث في فضائل الأعمال، وقد شهد لها غيرها من الصحيح من الأحاديث، والله أعلم.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[11 - 07 - 09, 03:58 م]ـ
فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم في الترغيب في صلاة أربع ركعات قبل الظهر عدة أحاديث، فمنهما ما رواه النسائي وغيره مرفوعا: من ركع أربع ركعات قبل الظهر وأربعا بعدها حرم الله عز وجل لحمه على النار، وفي لفظ عند النسائي وأبي داوود: من حافظ ومنها حديث عائشة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم كان لا يدع أربعا قبل الظهر ... رواه البخاري.
والذي يظهر من أقوال أهل العلم هو أن هذه الأربع هي راتبة الظهر القبلية بعينها وأن اثنتين منها راتبة مؤكدة واثنتين راتبة غير مؤكدة، جاء في فتوحات الوهاب لزكريا الأنصاري في عد السنن الراتبة المؤكدة وغير المؤكدة: ..... والمؤكد منها ركعتان قبل الصبح وركعتان قبل الظهر وركعتان بعده وركعتان .... (وغيره) أي غير المؤكدة منها زيادة ركعتين قبل الظهر وركعتين بعده لخبر من حافظ على أربع ركعات قبل الظهر وأربع بعدها حرمه الله على النار رواه الترمذي وصححه. انتهى.
وبناء عليه فيكفي الأخ السائل أن يصلي أربع ركعات قبل الظهر بنية الراتبة ليتحصل على الفضل الوارد في الحديث: حرمه الله على النار. لأن هذا الحديث في فضل راتبة الظهر بعينها، ولا يصلي ثمان ركعات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/99)
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[11 - 07 - 09, 04:28 م]ـ
والله كفيت ووفيت وشفيت العليل يابن الديرة, جزاك ربي خير الجزاء, وأعلى قدرك في دنيا والآخرة.
ـ[أبو معاذ الكمالي]ــــــــ[12 - 07 - 09, 01:40 م]ـ
قال علامة ابن عدود رحمة الله تعالى في نظم عمدة الفقه لابن قدامة المقدسي
أحدها رواتب السنن قر في عدها ما أخرجا لابن عمر
من كونه حفظ عد عشر ثنتان من قبل وبعد الظهر
وبعد كلتا المغربين قد حفظ ثنتين في البيت وفي الفجر اليقظ
حفظ ركعتين قبل الصبح فقد روى عن أخته ذو النصح
أن كان بعلها إذا الفجر طلع وأذن الذي يؤذن ركع
ثنتين صلى ربنا وسلما عليه ما أسفر صبح في السما
وتان آكد رواتب السنن ويستحب أن تخففا وأن
تؤديا في البيت أفضل كذا فضل في ركعتي المغرب ذا(79/100)
إذا لم يتخذ المصلي له سترة، فإلى أي مدى يجوز للمار أن يمر أو لا يمر
ـ[أبو البشير]ــــــــ[08 - 06 - 07, 04:03 ص]ـ
إذا لم يتخذ المصلي له سترة، فإلى أي مدى يجوز للمار أن يمر أو لا يمر، بمعنى هل يقدِّر كأن سترة موجودة فيمر من بعد مكانها، أماذا يفعل؟
ـ[أحمد بن شبيب]ــــــــ[08 - 06 - 07, 06:54 ص]ـ
أخي أبا البشير ..
اختلف العلماء في المسافة ... فمنهم من قال ثلاثة أذرع ومنهم من قال ستة أذرع ..
... و أقلها ثلاثاً لحديث ابن عمر ((أن الرسول صلى الله عليه وسلم صلى في الكعبة وكان بينه وبين الحائط ثلاثة أذرع))
هذا والله أعلم ...
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 07:01 ص]ـ
مقدار المسافة التي يسقط معها الإثم للمار بين يدي المصلي
سؤال:
كم مقدار المسافة التي تكون بينك وبين المصلي حتى تستطيع المرور من أمامه؟ البعض يقول إنها لا بد أن تكون مسافة كبيرة جداً بينما يقول آخرون بأنه يمكن المرور من مسافة بَعْد ما بين يديه مباشرة. فما هو الصحيح في هذا الموضوع؟.
الجواب:
الحمد لله
ينبغي على المسلم الحرص على اتخاذ السترة بين يديه في الصلاة وهو من السنن المؤكدة، وذهب بعض أهل العلم إلى وجوب اتخاذ السترة في الصلاة.
وقد جاء الوعيد للمار بين يدي المصلي فقد ثبت في الصحيح عن أبي جُهَيْمٍ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ أَبُو النَّضْرِ لا أَدْرِي أَقَالَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَة ً) رواه البخاري (الصلاة/480) ومسلم (الصلاة / 507).
أما ضابط المسافة للمرور إذا لم يكن هناك سترة فللعلماء في ذلك عدَّة أقوال نكتفي بذكر أقوى هذين القولين:
فذهب بعض أهل العلم إلى أن المسافة ترجع إلى العرف.
قال الشيخ ابن باز: ومتى بَعُدَ المُصَلِّي عَمَّا بين يدي المصلي إذا لم يلق بين يديه سترة سَلِم من الإثم، لأنه إذا بعد عنه عرفاً لا يسمى ماراً بين يديه كالذي يَمُرّ من وراء السترة.
وذهب بعض أهل العلم إلى أن المسافة المعتبرة في ذلك ثلاثة أذرع من مكان قيام المصلي، أو بعد مقدار ممر شاة من مكان سجود المصلي، وهو المقدار الشرعي لمكان لسترة بين يدي المصلي، وهو قول كثير من أهل العلم.
عن سهل بن سعد قال: كان بين مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين الجدار ممر الشاة.
رواه البخاري (474) ومسلم (508).
عن نافع أن عبد الله بن عمر كان إذا دخل الكعبة مشى قبل وجهه حين يدخل وجعل الباب قبل ظهره فمشى حتى يكون بينه وبين الجدار الذي قبل وجهه قريبا من ثلاثة أذرع صلى يتوخى المكان الذي أخبره به بلال أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه.
رواه البخاري (484).
الشيخ محمد صالح المنجد
http://islamqa.com/index.php?pg=show&ref=13700&ln=ara
ـ[أبو البشير]ــــــــ[08 - 06 - 07, 11:36 م]ـ
الإخوة الكرام، بارك الله فيكم على ما ذكرتم ونقلتم، لكن عندي إشكال، وهو إذا كان هذا هو الحل؛ أن يمر المار بعد هذه المسافة، فما فائدة السترة والتي جاء فيها ما جعل البعض يذهب إلى القول بوجوب اتخاذها؟ لماذا شدد الشارع في اتخاذها مع أنه وللخروج من إثم المرور بين يدي المصلي يمكن أن يأمر بعدم المرور بين يديه ولكن ليبتعد شيئا ما، لأني أرى أن المار في كلتا الحالتين سيكون مكان مروره واحدا سوا أوجدت السترة أم لم توجد! أرجو أن أكون قد وضحت المراد
بصراحة هذا إشكال في صدري منذ فترة لعل الكرام أن يزيلوه، وغني عن البيان أني لا أقصد غير فهم العلة التي من أجلها شرعت السترة.
ـ[أبو البشير]ــــــــ[09 - 06 - 07, 08:07 م]ـ
لازلت منتظرا بارك الله فيكم
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 07:20 ص]ـ
لم أفهم كلامك أخي جيدا ولكن لعل هذا الحديث يحل الاشكال لديك:
(لَوْ يَعْلَمُ الْمَارُّ بَيْنَ يَدَيْ الْمُصَلِّي مَاذَا عَلَيْهِ لَكَانَ أَنْ يَقِفَ أَرْبَعِينَ خَيْرًا لَهُ مِنْ أَنْ يَمُرَّ بَيْنَ يَدَيْهِ قَالَ أَبُو النَّضْرِ لا أَدْرِي أَقَالَ أَرْبَعِينَ يَوْمًا أَوْ شَهْرًا أَوْ سَنَة ً) رواه البخاري ومسلم.
أي العلة لا نعلمها , لذا تكون السترة تعبدية .. وليس للعقل فيها رأي وإنما ننقاد إلى ما صح عن رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم , حتى ولو لم نعلم العلة .. فمثلا لا نقول لماذا صلاة العصر أربع ركعات والمغرب ثلاث ركعات؟ ...
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[11 - 06 - 07, 12:12 ص]ـ
ذهب بعض اهل العلم الى ان المسافة مابين يدي المصلي لو مدها
وهو ظاهر الخبر(79/101)
كيف اوفق بين الايتين؟
ـ[البتيري]ــــــــ[08 - 06 - 07, 12:34 م]ـ
بسم الله
الحمد لله
والصلاة والسلام عى رسول الله.
قال تعالى:
{ان الله لا يغفر ان يشرك به}
وقال تعالى:
{ثم اتخذوا العجل من بعد ما جاءتهم البينات فعفونا عن ذلك}
فكيف اوفق بين الايتين الكريميتين؟؟
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[زياد عوض]ــــــــ[09 - 06 - 07, 02:27 ص]ـ
لا تعارض بين الأيتين وفقك الله فالآية الأولى دالة على عدم وقوع المغفرة لمن مات يشرك بالله شركاً اكبر، وأمَا الثانية فقد قال أهل التفسير:جعل الله توبتهم من الذي صنعوه وابتدعوه: أن يقتُلَ من لم يعبد العجل منهم من عبده، فجعل يقتل بعضهم بعضا ثم أحياهم الله، عز وجل، فقال الله عز وجل: {فَعَفَوْنَا عَنْ ذَلِكَ وَآتَيْنَا مُوسَى سُلْطَانًا مُبِينًا}
ـ[البتيري]ــــــــ[09 - 06 - 07, 01:24 م]ـ
حتى تتضح الصورة جزاك الله خيرا
فقوله تعالى:" فعفونا عن ذلك"
خاص ببني اسرائيل في حادثة العجل فقط .... ؟؟ صحيح؟
اما عدا ذلك فالاية الاولى هي الاصل وان الله لا يغفر ان يشرك به مطلقا؟؟
ام ان هناك فرقا بين كلمتي: يغفر، و يعفو؟؟
ـ[زياد عوض]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:00 م]ـ
الفرق بين الفعو والمغفرة:
قال في المقصد: "العفوّ" هو الذي يمحو السيئات، ويتجاوز عن المعاصي، وهو قريب من "الغفور" ولكنه أبلغ منه، فإن الغفران ينبئ عن السِّتر، والعفو يُنبئ عن المَحْو، والمَحْو أبلغ من السِّتر. [المقصد الأسنى].
فالذي يظهر أنَ العفو أبلغ من المغفرة، والآية فيها إشارة إلى محو هذه الخطيئة التي وقعوا فيها
وهذا من منِه وكرمه عليهم، وليتهم انتهوا عن عتوهم وطغيانهم وتمردهم بل تجاوزوا الحد في الطغيان والفجور وأسرفوا على أنفسهم بالمعاصي والذنوب0
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:04 م]ـ
الآية: (إن الله لا يغفر أن يشرك به) .. في يوم القيامة ..
أما الشرك بالله فالله يغفره في الدنيا بالإسلام وبالتوبة .. ولماذا استشكلت عليك الآية الثانية .. ولم يستشكل عليك توبة الله على الصحابة لما كانوا كفارا فأسلموا؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:49 م]ـ
http://saaid.net/Doat/ehsan/99.htm
ـ[البتيري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 11:57 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.(79/102)
من العجب: أن يهون الصعب، ويصعب الهين!؟ (بعضنا مثال حي على هذا العجب).
ـ[المسيطير]ــــــــ[08 - 06 - 07, 03:29 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه: (الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي) ص 235:
(ومن العجب أن الإنسان يهون عليه التحفظ والإحتراز من أكل الحرام، والظلم، والزنا والسرقة، وشرب الخمر، ومن النظر المحرم، وغيرذلك؛ ويصعب عليه التحفظ من حركة لسانه، حتى يري الرجل يشار إليه بالدين، والزهد، والعبادة، وهو يتكلم بالكلمات من سخط الله لا يلقى لها بالا ينزل بالكلمة الواحدة منها أبعد ما بين المشرق والمغرب.
وكم ترى من رجل متورع عن الفواحش والظلم
ولسانه يفري
فى أعراض الأحياء والأموات ولا يبالى مايقول.
وإذا أردت أن تعرف ذلك فأنظر إلى ما رواه مسلم فى صحيحه من حديث جندب بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال رجل: والله لا يغفر الله لفلان، فقال الله عز وجل: من ذا الذي يتألى علىّ أني لا أغفر لفلان؟، قد غفرت له وأحبطت عملك).
فهذا العابد الذي قد عبد الله ما شاء أن يعبده أحبطت هذه الكلمة الواحدة عمله كله.
وفي حديث أبي هريرة نحو ذلك، ثم قال أبو هريرة: تكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته.
وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله لا يلقي لها بالا يرفعه الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله لا يلقي لها بالا، يهوي بها في نار جهنم)).
وعند مسلم: ((إن العبد ليتكلم بالكلمة ما يتبين ما فيها يزل بها في النار أبعد ما بين المشرق والمغرب)).
وعند الترمذي من حديث بلال بن الحارث المزني عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: ((إن أحدكم ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه. وإن أحدكم ليتكلم بالكلمة من سخط الله ما يظن أن تبلغ ما بلغت، فيكتب الله له بها سخطه إلى يوم يلقاه)).
وكان علقمة يقول: كم من كلام قد منعنيه حديث بلال بن الحارث).أ. هـ
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 11:01 م]ـ
فائدة رائعة ابامحمد، جزيت خيرا
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[08 - 06 - 07, 11:10 م]ـ
الشيخ المفيد المسيطير، أفادك الله تعالى، ما أحوجنا لهذه الفائدة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 06 - 07, 08:28 م]ـ
الأخوين الكريمين الفاضلين /
عبدالله العلي
علي الفضلي
جزاكما الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
وأسأل الله أن يصلح أحوال الجميع.
--
ـ[السوادي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 08:45 ص]ـ
جزاك الله خير هل تسمح بنقل مواضيعك النافعه للمنديات الاخرى
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 11:04 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 12:42 م]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[سليمان إبراهيم الأسعدي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 10:50 م]ـ
كتب الله أجركم
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[11 - 06 - 07, 01:26 ص]ـ
الكريم (المسيطير) أشكرك وبارك الله فيك. وقد ذكر الإمام ابن القيم بعض الأسباب وهي:
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه المفيد (عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين) ص 37:
(والنفس فيها قوتان , قوة الإقدام وقوة الإحجام , فحقيقة الصبر أن يجعل قوة الإقدام مصروفة إلى ماينفعة , وقوة الإحجام إمساكا عما يضره. ومن الناس من تكون قوة صبره على فعل ماينتفع به وثباته عليه أقوى من صبره عما يضره. فيصبر على مشقة الطاعة ولا صبر له عن داعي هواه إلى ارتكاب مانهى عنه. ومنهم من تكون قوة صبره عن المخالفات أقوى من صبره عى مشقة الطاعات ومنهم من لا صبر له على هذا ولا ذاك. وأفضل الناس أصبرهم على النوعين.
فكثير من الناس يصبر على مكابدة قيام الليل في الحر والبرد , وعلى مشقة الصيام , ولا يصبر عن نظرة محرمة , وكثير من الناس يصبر عن النظر وعن الالتفات إلى الصور , ولا صبر له على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وجهاد الكفار والمنافقين , بل هو أضعف شئ عن هذا وأعجزه , وأكثرهم لا صبر له على واحد من الأمرين , وأقلهم أصبرهم في الموضعين)
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[11 - 06 - 07, 01:56 ص]ـ
كتب الله أجركم شيخنا، ورفع الله قدركم، ونفعنا الله بعلمكم
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[11 - 06 - 07, 03:13 م]ـ
جزاك الله خير هل تسمح بنقل مواضيعك النافعه للمنديات الاخرى
خذ وما جاك عندي إذا طالبك بشي حوله علي:)
الله يجزاه وإياك خير
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 06 - 07, 12:00 ص]ـ
الإخوة الأكارم /
السوادي
مجاهد الشهري
عبدالله الوائلي
سليمان بن إبراهيم
الجود
أباحازم الحربي
أباالحسن الأثري
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
--
الأخ الكريم / السوادي
خذ، وانسخ، وانقل، وانسب إن شئت أولا تنسب، وأنت المتفضل عليّ، أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء.
--
الأخ أباالحسن الأثري
تمون .... ولن يأتي منك إلا كل خير .... وأنت ممن نحبه في الله .... أسأل أن يجمعنا وإياك ووالدينا وإخواننا في الفردوس الأعلى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/103)
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 06 - 07, 12:07 ص]ـ
قال ابن الجوزي رحمه الله في كتابه: (التذكرة في الوعظ):
" فكم أفسدت الغيبة من أعمال الصالحين ...
وكم أحبطت من أجور العاملين ...
وكم جلبت من سخط رب العالمين ...
فالغيبة فاكهة الأرذلين، وسلاح العاجزين ...
مضغة طالما لفظها المتقين ...
نغمة طالما مجها أسماع الأكرمين ...
فرحم الله امرءا لم يفسد عبادة يهديها إلى حضرة العزيز الرحيم ".أ. هـ
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[13 - 06 - 07, 01:56 م]ـ
.
--
الأخ أباالحسن الأثري
تمون .... ولن يأتي منك إلا كل خير .... وأنت ممن نحبه في الله .... أسأل أن يجمعنا وإياك ووالدينا وإخواننا في الفردوس الأعلى.
أحبك الله الذي أحببتنا من أجله ....
ـ[بن نصار]ــــــــ[13 - 06 - 07, 04:01 م]ـ
بارك الله فيك و نفع بك. .
ـ[ابو سيف السلفي]ــــــــ[13 - 06 - 07, 09:00 م]ـ
فائدة عظيمة من رجل نحبه في لله، بارك الله فيك يأخي ونفع الله بعلمك
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 06 - 07, 10:05 م]ـ
بارك الله فيك و نفع بك. .
الأخ الحبيب / الأيوبي
أردت الرد على رسالتك، فكتبت ما تيسر كتابته، ثم تفاجأت بأنك قد حذفت خاصية الإستقبال.
أسأل الله أن يجزيك خير الجزاء.
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 06 - 07, 10:11 م]ـ
فائدة عظيمة من رجل نحبه في لله، بارك الله فيك يأخي ونفع الله بعلمك
الأخ الحبيب / أباسيف السلفي
أحبك الله الذي أحببتني فيه.
وأسأل الله تعالى أن يستعملنا وإياك في طاعته، ويجنبنا مساخطه وغضبه.
ـ[بن نصار]ــــــــ[17 - 06 - 07, 11:56 م]ـ
أخي الفاضل المسيطير لم أعلم بأن خاصية الإستقبال محذوفة إلا الآن. .
و سأفعّلها إن شاء الله. .
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 07 - 07, 01:30 ص]ـ
قال الشيخ المبارك الدكتور / سفر الحوالي حفظه الله تعالى:
(ترك الغيبة وسوء الظن في أهل الخير واجب، وإذا كان الإنسان مقيما عليها فهو مقيم على كبيرة من الكبائر - والعياذ بالله - مهما ظن أنه على خير أو على طاعة أوعلى هدى، وحسبه أن يأتي يوم القيامة وخصومه بين يدي الله من العلماء والأخيار) أ. هـ
قلت:
هذا في حق العوام ..... فماذا يقال في حق من سيماهم الصلاح والإستقامة .... ممن يشغلون مجالسهم بالغيبة وأكل لحوم العلماء وطلبة العلم؟!.
ـ[نور العامري]ــــــــ[09 - 07 - 07, 02:53 م]ـ
سبحان الله!
عجبت ممن يجود على الناس بحسناته ولا يبالي
فإذا جاءه سائل عند بابه كان من أشد الناس بخلاً!!
ـ[المسيطير]ــــــــ[07 - 08 - 07, 12:27 ص]ـ
الأخ الكريم / نور العامري
بارك الله فيك.
وأسأل الله تعالى أن يلطف بنا، ويتجاوز عنا، ويغفر لنا.
ـ[حيان]ــــــــ[07 - 08 - 07, 06:15 ص]ـ
بارك الله فيك شيخنا
هل لك أن تقترح علينا برنامج عملي لحفظ ألسنتنا
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 12 - 07, 09:23 م]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه: " عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين " ص 96 في الباب الرابع عشر " في بيان أشق الصبر على النفوس ":
(ولهذا كان الصبر عن معاصي اللسان والفرج من أصعب أنواع الصبر لشدة الداعي إليهما وسهولتهما.
فإن معاصي اللسان فاكهة الإنسان: كالنميمة، والغيبة، والكذب، والمراء، والثناء على النفس تعريضاً وتصريحاً، وحكاية كلام الناس، والطعن على من يبغضه، ومدح من يحبه ونحو ذلك.
فتتفق قوة الداعي، وتيسُرِ حركة اللسان فيضعف الصبر، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم لمعاذ: (أمسك عليك لسانك)، فقال: وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به؟. فقال: (وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد السنتهم).
ولا سيما إذا صارت المعاصي اللسانية معتادة للعبد فإنه يعز عليه الصبر عنها.
ولهذا تجد الرجل يقوم الليل، ويصوم النهار، ويتورع من استناده إلى وسادة حرير لحظة واحدة؛ ويطلق لسانه في الغيبة، والنميمة، والتفكه في أعراض الخلق.
ثم قال رحمه الله:
(وكثير ممن تجده يتورع عن الدقائق من الحرام، والقطرة من الخمر، ومثل رأس الإبرة من النجاسة؛ ولا يبالي بارتكاب الفرج الحرام، كما يحكى أن رجلاً خلا بامرأة أجنبية فلما أراد مواقعتها قال: يا هذه؛ غطي وجهك فإن النظر إلى وجه الأجنبية حرام) أ. هـ.
ـ[المسيطير]ــــــــ[29 - 05 - 08, 08:13 ص]ـ
الأخ الكريم /حيان
جزاك الله خير الجزاء.
- الإلحاح بالدعاء بأن يحفظ الله ألسنتنا، ويجنبنا ما يسخطه - تعالى -.
- المجاهدة في حبس اللسان.
- ومحاسبة النفس والتوبة والاستغفار.
- الجلوس مع من يذكرونك، ويشغلون أوقاتهم بما يفيد.
- إذا تكلم من حولك بمثل هذا فاحرص على تغيير الموضوع باالمفيد، والأسلوب المناسب.
ـ[أبو ياسر الغامدي]ــــــــ[31 - 05 - 08, 07:05 ص]ـ
حقيقةٌ موجودةٌ فنجد كثيراً من الناس من أهل العبادة والتقى والصلاح له في كل باب من أبواب الخير سهما ومع هذا لايحفظ لسانه ولايحافظ على حسناته
نسأل الله السلامة والعافية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/104)
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[31 - 05 - 08, 11:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا ونفع بك اخي المسيطير
وصدق ابن مسعود بقوله
((ما من شئ احق بطول السجن من اللسان)) رواه ابن المبارك في الزهد
ـ[أبومحمد والبراء]ــــــــ[26 - 08 - 08, 04:18 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا المسيطير
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 09 - 08, 08:12 م]ـ
قال الشيخ الدكتور / ناصر العمر وفقه الله:
(إن أقوالنا مكتوبة، وألفاظنا محسوبة ... إما لنا أو علينا ...
وكم من الأخيار من يقوى على الصيام والقيام ... ومنع النفس عن كثير من الحرام ...
ويعسر عليه أن يطبق فكيه على لسانه!! ...
وإن المرء ليعجب ممن سجن كثير من جوارحه عن الحرام ... وعجز أن يسجن أولى ما ينبغي أن يسجن) أ. هـ
--
جوال الإسلام اليوم.
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[19 - 09 - 08, 11:44 م]ـ
وقال الفضيل بن عياض:
((أشد الورع في اللسان))
قال الذهبي:
((هكذا هو، فقد ترى الرجل ورعاً في مأكله وملبسه ومعاملته، وإذا تحدث يدخل عليه الداخل من حديثه، فإما أن يتحرى الصدق، فلا يكمل الصدق، وإما أن يصدق، فينمق حديثه ليمدح على الفصاحة، وإما أن يظهر أحسن ما عنده ليعظم، وإما أن يسكت في موضع الكلام، ليثنى عليه. ودواء ذلك كله الانقطاع عن الناس إلا من الجماعة)) [السير]
رحمك الله شيخنا ومن يصبر على هذه!؟
ـ[حيان]ــــــــ[20 - 09 - 08, 08:50 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
بقي سؤال عندي
هل يشترط في حرمة الغيبة قصد التنقص من المذكور
أم أنها محرمة لمجرد الحكاية ولو لم يقصد المغتاب تنقص اللذي اغتيب؟
ـ[أنس الرشيد]ــــــــ[20 - 09 - 08, 03:22 م]ـ
قال الشيخ المبارك الدكتور / سفر الحوالي حفظه الله تعالى:
(ترك الغيبة وسوء الظن في أهل الخير واجب، وإذا كان الإنسان مقيما عليها فهو مقيم على كبيرة من الكبائر - والعياذ بالله - مهما ظن أنه على خير أو على طاعة أوعلى هدى، وحسبه أن يأتي يوم القيامة وخصومه بين يدي الله من العلماء والأخيار) أ. هـ
قلت:
هذا في حق العوام ..... فماذا يقال في حق من سيماهم الصلاح والإستقامة .... ممن يشغلون مجالسهم بالغيبة وأكل لحوم العلماء وطلبة العلم؟!.
الأخ الموقر الموفق الفاضل المسيطير وفقه الله ورعاه .. وزاده الله من فضله ووقاه ..
المشكلة يا شيخ أن بعض من ينتسب إلى هؤلاء يلتزم ُ على هذا .. والله أصبح الأمر ُ
وكأنه لم يفعل شيئا ً .. والأمر المحزن تجد هذا في الكبار قبل الصغار ...
فإلى الله تعالى من زمان السوء المشتكى والمفر والملجأ، وغوثه المأمول المرتجى، وهو حسبنا ونعم الوكيل.
بارك الله فيك " دمعة حزن "
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 02 - 09, 06:46 م]ـ
المشايخ الفضلاء /
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه ... ونسأل الله أن يلطف بنا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 12 - 09, 07:16 ص]ـ
إن هذا أوردني الموارد
الشيخ: عبد الكريم الخضير
عندنا كلام واجب، وكلام مستحب، وكلام مباح، وكلام مكروه، وكلام محرم، فالذي يتكلم بالمستحب مع إمكانه أن يتكلم بالواجب، هذا خلاف الأولى، يتكلم بمباح مع إمكانه أن يتكلم بمستحب بدلاً من القيل والقال الذي لا تبعة فيه، ولا تحريم فيه يسبح ويذكر الله -جل وعلا-، صار يتكلم بما هو خلاف الأولى، فضلاً عن أن يتكلم بالمكروه والمحرم.
وسلف هذه الأمة يتعاظمون كثير من الأمور التي هي ليست بشيء عند غيرهم، ليست بشيء، يعدون بعض الأمور من العظائم وهي عندنا كأنه ذباب وقع على الأنف فطرد، لا شيء!، فأبو بكر يقول: إن هذا أوردني الموارد، فكيف بغيره؟، كيف بغيره ممن اعتاد أن يقضي أوقاته بالقيل والقال، ولا بد أن يخرج عن دائرة المباح إلى المكروه إذا كثر الكلام وطال المجلس، لا بد أن يكون للشيطان فيه نصيب، ثم بعد ذلك هناك أقوام وفئام من الناس لا يتورعون عن الكلام المحرم، ومع الأسف أنه قد يوجد بين بعض طلاب العلم، قد يوجد بين بعض طلاب العلم بعضهم كأنه نصب حكماً بين العباد، إذا جلس في مجلس ليس له هم إلا أن فلان قال، وفلان أفتى، وفلان زعم، وفلان ترك، فيأتي يوم القيامة مفلساً، وإن كان له أعمال.
http://www.khudheir.com/text/4934(79/105)
هذا هو حديث شرب أم أيمن بول الرسول صلى الله عليه وسلم
ـ[عبد الغفور ميمون]ــــــــ[08 - 06 - 07, 11:38 م]ـ
الإخوان الكرام
احتدم الجدال حول فتوى الشيخ على جمعة حول التبرك بشرب بول الرسول.
أحسب أن المفتي مبالغ في قوله بأن الصحابة يتبركون ببول الرسول. ولكن أجد هذا الجديث في تلخيص الحبير.
أنقله هنا من الشاملة. فما رأيكم؟
- حديث أن أم أيمن شربت بول النبي صلى الله عليه وسلم فقال: "إذا لا تلج النار بطنك" ولم ينكر عليها.
الحسن بن سفيان في مسنده والحاكم والدارقطني والطبراني وأبو نعيم من حديث أبي مالك النخعي عن الأسود بن قيس عن نبيح العنزي عن أم أيمن قالت: قام رسول الله صلى الله عليه وسلم من الليل إلى فخارة في جانب البيت فبال فيها فقمت من الليل وأنا عطشانة فشربت ما فيها وأنا لا أشعر فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم قال: "يا أم أيمن قومي فأهريقي ما تلك الفخارة", قلت: قد والله شربت [ما فيها] 1 قالت: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت نواجذه ثم قال "أما والله إنه لا تبجعن بطنك أبدا" ورواه أبو أحمد العسكري بلفظ "لن تشتكي بطنك" وأبو مالك ضعيف ونبيح لم يلحق أم أيمن2.
وله طريق أخرى رواها عبد الرزاق عن بن جريج أخبرت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يبول في قدح من عيدان ثم يوضع تحت سريره فجاء فإذا القدح ليس فيه شيء فقال لامرأة يقال لها بركة كانت تخدم أم حبيبة جاءت معها من أرض الحبشة: "أين البول الذي كان في القدح؟ " قالت: شربته قال "صحة يا أم يوسف" وكانت تكنى أم يوسف فما مرضت قط حتى كان مرضها الذي ماتت فيه وروى أبو داود عن محمد بن عيسى بن الطباع وتابعه يحيى بن معين كلاهما عن حجاج عن بن جريج عن حكيمة عن أمها أميمة بنت رقيقة أنها قالت: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم قدح من عيدان تحت سريره يبول فيه بالليل وهكذا رواه بن حبان والحاكم ورواه أبو ذر الهروي في مستدركه الذي خرجه على إلزامات الدارقطني للشيخين3 وصحح بن دحية أنهما قضيتان وقعتا لامرأتين وهو واضح من اختلاف السياق ووضح أن بركة أم يوسف غير بركة أم أيمن مولاته والله أعلم.
فائدة: وقع في رواية سلمى: امرأة أبي رافع أنها شربت بعض ماء غسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها: "حرم الله بدنك على النار" أخرجه الطبراني في الأوسط من حديثها وفي السند ضعف
__________
1 سقط في الأصل.
2 أخرجه الحاكم "4/ 63 - 64" والطبراني في " الكبير" "25/ 89 - 90" رقم "230" وأبو نعيم في "الحلية" "2/ 67" وأبو مالك النخعي ضعفه أبو حاتم وأبو زرعة، وقال يحيى: ليس بشيء.
ينظر "الجرح والتعديل" "2/ 2/347".
وفي "البدر المنير" "2/ 224": قال الشيخ تقي الدين في "الإمام" وينبغي أن ينظر في اتصال هذا الإسناد فيما لين نبيح وأم أيمن فإنهم اختلفوا في وقت وفاتها فروى الطبراني عن الزهري: أنها توفيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بخمسة أشهر.
3 أخرجه أبو داود "1/ 7" كتاب الطهارة: باب في الرجل ببول بالليل في الإناء ثم يضعه عنده حديث "24" والنسائي "1/ 31" كتاب الطهارة: باب البول في الإناء وابن حبان "141 - موارد" والحاكم "1/ 167" والبيهقي "1/ 99" كلهم من طريق حجاج بن محمد به وصححه الحاكم ووافقه الذهبي. وصححه أيضاً ابن حبان.
ـ[شتا العربي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 09:02 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=611366#post611366
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 08:31 م]ـ
جزاك الله خيرا!
ـ[عبد الغفور ميمون]ــــــــ[11 - 06 - 07, 12:02 ص]ـ
شكرا جزيلا
سوف أقرا إن شاء الله ما في ذلك الرابط
من محبي مفتي جمهورية مصر
ـ[إسلام بن منصور]ــــــــ[11 - 06 - 07, 02:33 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.cc/vb/showthread.php?t=80867&highlight=%DE%D5%C9+%D4%D1%C8+%C3%ED%E3%E4
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[13 - 06 - 07, 07:58 م]ـ
جزاكم الله خيراً(79/106)
هل الكثير من الصحابة لم يحفظوا القرءان؟؟
ـ[ابو همام المكي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 12:54 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل صحيح أن الكثير من الصحابة لم يحفظوا القرءان عن غيب؟
قال لي ذلك أحد الناس., وقال أن أبابكر وعمر رضي الله عنهما لميحفظوا القرءان؟؟؟
أرجوا ممن لدية فائدة أن يتحفنا
وفق الله الجميع
ـ[محمود المصري]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:01 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أخي الفاضل
ما دليل المدعي يا أخي؟ وما الفائدة التي يريدها من ذكر ما ذكر؟
قال ابن حجر في الفتح (الشاملة):
وَاَلَّذِي يَظْهَر مِنْ كَثِير مِنْ الْأَحَادِيث أَنَّ أَبَا بَكْر كَانَ يَحْفَظ الْقُرْآن فِي حَيَاة رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَدْ تَقَدَّمَ فِي الْمَبْعَث أَنَّهُ بَنَى مَسْجِدًا بِفِنَاءِ دَاره فَكَانَ يَقْرَأ فِيهِ الْقُرْآن، وَهُوَ مَحْمُول عَلَى مَا كَانَ نَزَلَ مِنْهُ إِذْ ذَاكَ، وَهَذَا مِمَّا لَا يُرْتَاب فِيهِ مَعَ شِدَّة حِرْص أَبِي بَكْر عَلَى تَلَقِّي الْقُرْآن مِنْ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَفَرَاغ بَاله لَهُ وَهُمَا بِمَكَّة وَكَثْرَة مُلَازَمَة كُلّ مِنْهُمَا لِلْآخَرِ حَتَّى قَالَتْ عَائِشَة كَمَا تَقَدَّمَ فِي الْهِجْرَة أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَأْتِيهِمْ بُكْرَة وَعَشِيَّة. وَقَدْ صَحَّحَ مُسْلِم حَدِيث " يَؤُمّ الْقَوْم أَقْرَؤُهُمْ لِكِتَابِ اللَّه " وَتَقَدَّمَتْ الْإِشَارَة إِلَيْهِ، وَتَقَدَّمَ أَنَّهُ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ أَبَا بَكْر أَنْ يَؤُمّ فِي مَكَانه لَمَّا مَرِضَ فَيَدُلّ عَلَى أَنَّهُ كَانَ أَقْرَأهُمْ، وَتَقَدَّمَ عَنْ عَلِيّ أَنَّهُ جَمَعَ الْقُرْآن عَلَى تَرْتِيب النُّزُول عَقِب مَوْت النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَأَخْرَجَ النَّسَائِيُّ بِإِسْنَادٍ صَحِيح عَنْ عَبْد اللَّه بْن عُمَر قَالَ " جَمَعْت الْقُرْآن فَقَرَأْت بِهِ كُلّ لَيْلَة، فَبَلَغَ النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ: اِقْرَأْهُ فِي شَهْر " الْحَدِيث، وَأَصْله فِي الصَّحِيح وَتَقَدَّمَ فِي الْحَدِيث الَّذِي مَضَى ذِكْر اِبْن مَسْعُود وَسَالِم مَوْلَى أَبِي حُذَيْفَة وَكُلّ هَؤُلَاءِ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ، وَقَدْ ذَكَرَ أَبُو عُبَيْد الْقُرَّاء مِنْ أَصْحَاب النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَعَدَّ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ الْخُلَفَاء الْأَرْبَعَة وَطَلْحَة وَسَعْدًا وَابْن مَسْعُود وَحُذَيْفَة وَسَالِمًا وَأَبَا هُرَيْرَة وَعَبْد اللَّه بْن السَّائِب وَالْعَبَادِلَة، وَمِنْ النِّسَاء عَائِشَة وَحَفْصَة وَأُمّ سَلَمَة، وَلَكِنْ بَعْض هَؤُلَاءِ إِنَّمَا أَكْمَلَهُ بَعْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَا يَرِد عَلَى الْحَصْر الْمَذْكُور فِي حَدِيث أَنَس، وَعَدَّ اِبْن أَبِي دَاوُدَ فِي " كِتَاب الشَّرِيعَة " مِنْ الْمُهَاجِرِينَ أَيْضًا تَمِيم بْن أَوْس الدَّارِيّ وَعُقْبَة بْن عَامِر " وَمِنْ الْأَنْصَار عُبَادَةُ بْن الصَّامِت وَمُعَاذًا الَّذِي يُكَنَّى أَبَا حَلِيمَة وَمَجْمَع بْن حَارِثَة وَفَضَالَة بْن عُبَيْد وَمَسْلَمَة بْن مَخْلَد وَغَيْرهمْ، وَصَرَّحَ بِأَنَّ بَعْضهمْ إِنَّمَا جَمَعَهُ بَعْد النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وَمِمَّنْ جَمَعَهُ أَيْضًا أَبُو مُوسَى الْأَشْعَرِيّ ذَكَرَهُ أَبُو عَمْرو الدَّانِيّ، وَعَدَّ بَعْض الْمُتَأَخِّرِينَ مِنْ الْقُرَّاء عَمْرو بْن الْعَاصِ وَسَعْد بْن عَبَّاد وَأُمّ وَرَقَة.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:36 ص]ـ
حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُثَنَّى حَدَّثَنَا أَبُو دَاوُدَ حَدَّثَنَا شُعْبَةُ عَنْ قَتَادَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَنَسًا يَقُولُا جَمَعَ الْقُرْآنَ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَرْبَعَةٌ كُلُّهُمْ مِنْ الْأَنْصَارِ مُعَاذُ بْنُ جَبَلٍ وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ وَزَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ وَأَبُو زَيْدٍ قَالَ قَتَادَةُ قُلْتُ لِأَنَسٍ مَنْ أَبُو زَيْدٍ قَالَ أَحَدُ عُمُومَتِي0 متفق عليه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/107)
قال الإمام النووي في الشرح:
قوله: (جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعة كلهم من الأنصار: معاذ بن جبل , وأبي بن كعب , وزيد بن ثابت وأبو زيد) قال المازري: هذا الحديث مما يتعلق به بعض الملاحدة في تواتر القرآن , وجوابه من وجهين: أحدهما أنه ليس فيه تصريح بأن غير الأربعة لم يجمعه , فقد يكون مراده الذين علمهم من الأنصار أربعة , وأما غيرهم من المهاجرين والأنصار الذين لا يعلمهم فلم ينفهم , ولو نفاهم كان المراد نفي علمه , ومع هذا فقد روي غير مسلم حفظ جماعات من الصحابة في عهد النبي صلى الله عليه وسلم , وذكر منهم المازري خمسة عشر صحابيا , وثبت في الصحيح أنه قتل يوم اليمامة سبعون ممن جمع القرآن , وكانت اليمامة قريبا من وفاة النبي صلى الله عليه وسلم , فهؤلاء الذين قتلوا من جامعيه يومئذ , فكيف الظن بمن لم يقتل ممن حضرها , ومن لم يحضرها وبقي بالمدينة أو بمكة أو غيرهما , ولم يذكر في هؤلاء الأربعة أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ونحوهم من كبار الصحابة الذين يبعد كل البعد أنهم لم يجمعوه , مع كثرة رغبتهم في الخير , وحرصهم على ما دون ذلك من الطاعات. وكيف نظن هذا بهم , ونحن نرى أهل عصرنا حفظه منهم في كل بلدة ألوف مع بعد رغبتهم في الخير عن درجة الصحابة , مع أن الصحابة لم يكن لهم أحكام مقررة يعتمدونها في سفرهم وحضرهم إلا القرآن , وما سمعوه من النبي صلى الله عليه وسلم , فكيف نظن بهم إهماله؟ فكل هذا وشبهه يدل على أنه لا يصح أن يكون معنى الحديث أنه لم يكن في نفس الأمر أحد يجمع القرآن إلا الأربعة المذكورون. الجواب الثاني أنه لو ثبت أنه لم يجمعه إلا الأربعة لم يقدح في تواتره ; فإن أجزاءه حفظ كل جزء منها خلائق لا يحصون , يحصل التواتر ببعضهم , وليس من شرط التواتر أن ينقل جميعهم جميعه , بل إذا نقل كل جزء عدد التواتر صارت الجملة متواترة بلا شك , ولم يخالف في هذا مسلم ولا ملحد. وبالله التوفيق. قوله: (قلت لأنس: من أبو زيد؟ قال: أحد عمومتي) أبو زيد هذا هو سعد بن عبيد بن النعمان الأوسي من بني عمرو بن عوف , بدري يعرف بسعد القاري , استشهد بالقادسية سنة خمس عشرة في أول خلافة عمر بن الخطاب رضي الله عنه. قال ابن عبد البر: هذا هو قول أهل الكوفة , وخالفهم غيرهم , فقالوا: هو قيس بن السكن الخزرجي من بني عدي بن النجار بدري. قال موسى بن عقبة: استشهد يوم جيش أبي عبيد بالعراق سنة خمس عشرة أيضا.(79/108)
هل القرض أفضل من الصدقة؟
ـ[توبة]ــــــــ[09 - 06 - 07, 02:43 ص]ـ
روى ابن ماجه عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: {رأيت، ليلة أُسْرِي بي، مكتوباً على باب الجنة: "الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر. فقلت: يا جبريل، ما بال القرض أفضل من الصدقة؟ قال: لأن السائل قد يسأل وعنده والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة}
وقال: {ما من مسلم يقرض مسلماً قرضاً مرتين إلا كان كصدقتهما مرة} [رواه ابن ماجه وحسنه الألباني رحمه الله في الارواء:1389].
و أيضا {كل قرض صدقة} [رواه الطبراني بإسناد حسن
أرجو المشاركة والتعقيب من أهل الحديث للإفادة.
ـ[زياد عوض]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:52 م]ـ
السؤال
كيف تنظم الشريعة الغراء علاقة المقرض والمقترض؟ (أقصد مايخص الأشخاص وليس المؤسسات) بمعنى أنني أرى بعض الإخوة كثير الاقتراض - وأحاول أن أنهاه - فيقول إن درهم القرض أفضل من درهم الصدقة - هل هذا صحيح؟ بمعنى أن الأفضل لي أن أقرض شخصا ما على أن أخرج نفس المال كصدقة؟ ومن ناحية أخرى استعاذ رسولنا عليه الصلاة والسلام من المغرم والمأثم - أرجوالتوضيح والاستفاضة.
جزاكم الله خيرا.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فيجوز للإنسان أن يستدين إذا علم من نفسه القدرة على الوفاء، ولكن لا ينبغي للمسلم أن يتساهل بالاستدانة لأدنى سبب، فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم التشديد في الدين في حق المستدين، فعن محمد بن عبد الله بن جحش قال: كنا جلوساً بفناء المسجد حيث توضع الجنائز، ورسول الله صلى الله عليه وسلم جالس بين ظهرانينا، فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم بصره قِبَل السماء فنظر، ثم طأطأ بصره، ووضع يده على جبهته ثم قال: سبحان الله سبحان الله، ماذا نزل من التشديد؟ قال: فسكتنا يومنا وليلتنا، فلم نرها خيراً حتى أصبحنا. قال محمد: فسألت رسول الله صلى الله عليه وسلم ما التشديد الذي نزل؟ قال: في الدين، والذي نفس محمد بيده، لو أن رجلاً قتل في سبيل الله، ثم عاش، ثم قتل في سبيل الله، ثم عاش وعليه دين، ما دخل الجنة حتى يقضى دينه. رواه أحمد. وعن عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول: لا تخيفوا أنفسكم بعد أمنها! قالوا: وما ذاك يا رسول الله؟ قال: الدين. رواه أحمد. وعن عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدعو في الصلاة ويقول: اللهم إني أعوذ بك من المأثم والمغرم. فقال له قائل: ما أكثر ما تستعيذ يا رسول الله من المغرم! قال: إن الرجل إذا غرم: حدث فكذب، ووعد فأخلف. متفق عليه، ولا ريب أن هاتين الصفتين من صفات المنافقين، وحري بالمسلم أن يبتعد عن كل ما يؤدي للتخلق بصفاتهم، وليس القرض أفضل من الصدقة، في حق المقرض، بل الصواب أن الصدقة في حقه أفضل من القرض، فقد قال تعالى: وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ {البقرة:280}. قال الإمام الجصاص في كتابه أحكام القرآن: يعني والله أعلم: أن التصدق بالدين الذي على المعسر خير من إنظاره به، وهذا يدل على أن الصدقة أفضل من القرض لأن القرض إنما هو دفع المال وتأخير
استرجاعه، وقد روي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: قرض مرتين كصدقة مرة. وأما ما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم: رأيت ليلة أسري بي على باب الجنة مكتوبا الصدقة بعشر أمثالها والقرض بثمانية عشر فقلت يا جبريل ما بال القرض أفضل من الصدقة قال لأن السائل يسأل وعنده والمستقرض لا يستقرض إلا من حاجة. رواه ابن ماجة، فهو حديث ضعيف، قال الكناني في مصباح الزجاجة في زوائد ابن ماجه: هذا إسناد ضعيف، وقال الألباني: ضعيف جدا. وقال النفراوي في الفواكه الدواني: المعتمد أن الصدقة أفضل من القرض، لأن المتصدق لا يأخذ بدلها بخلاف المقرض، والحديث ضعيف. وأما في حق المقترض، فإن كان يرجو الوفاء فلا ريب أن القرض أفضل من أن يطلب الصدقة، لما في ذلك من صون وجهه عن ذل المسألة، وقد قال صلى الله عليه وسلم: لاتزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله تعالى وليس على وجهه مزعة لحم. متفق عليه. والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[توبة]ــــــــ[12 - 06 - 07, 06:02 م]ـ
جازاكم الله خيرا ... وقد وجدت هذه الفائدة تأكيدا لما نقلتم
ومنها: قوله ـ تعالى ـ: من ذا الذي يقرض الله قرضا حسنا فيضاعفه له أضعافا كثيرة {البقرة: 245}
قال الجصاص مبيناً علة تسمية الله للصدقة قرضاً: "سماه الله قرضاً تأكيداً لاستحقاق الثواب به؛ إذ لا يكون قرضاً إلا والعوض مستحق به"،
وعلل ذلك ابن القيم بأن متى علم أن عين ماله يعود إليه ولا بد؛ طوعت له نفسه، وسهل عليه إخراجه، فإن علم أن المستقرض مليء وفيّ محسن، كان أبلغ في طيب فعله وسماحة نفسه، فإن علم أن المستقرض يتجر له بما اقترضه، وينميه له ويثمره حتى يصير أضعاف ما بذله كان بالقرض أسمح وأسمح، فإن علم أنه مع ذلك كله يزيده بعطائه أجراً آخر من غير جنس القرض ... فإنه لا يتخلف عن قرضه إلا لآفة في نفسه من البخل أو الشح أو عدم الثقة بالضمان"
http://saaid.net/Minute/mm30.htm
ولكن حبذا لو تقدم أحد من اهل الحديث بتخريج الآثار الواردة في القرض والصدقة منها المذكورة أعلاه.(79/109)
شركة يونيتد تريدر من يعرفها؟؟؟؟؟
ـ[زياد عوض]ــــــــ[09 - 06 - 07, 04:49 ص]ـ
الإخوة الأحبَة:
هل يعرف أحدكم شيئا عن شركة يونيتد تريدر لتجارة العملة على الإنترنت لتورط الكثير من الناس عندنا في التعامل معها بتجارة العملة لأنَها تدعي مراعاة أحكام الشريعة في تعاملها وجزاكم الله خيرا(79/110)
سؤال حول لحن الأئمة في القراءة في الصلاة
ـ[سلة الخيرات]ــــــــ[09 - 06 - 07, 06:43 ص]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..... وبعد: ....
فيقع غالباً لبعض الأئمةلحن في القراءة وهي على ضربين:
1 - لحن خفي لا يُحيل المعنى ولا يُغيره ....
2 - لحن جلي يُحيل المعنى ويُغيره ....
3 – جميع ما سبق في ما تيسر من القرآن بعد الفاتحة ....
4 - الإمام لا يقصد هذه الأخطاء أي لا يتعمدها ...
السؤال حفظكم الله:
ما حكم الصلاة خلف من كان اللحن في قراءته لحن جلي يُحيل المعنى ويُغيره مثل ((فعصى فِرْعَوْنَ الرَسُوْلُ)) ونظائرها كثير في القرآن ... وفقكم الله ونفع بكم ...
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:25 ص]ـ
أما اللحن في الفاتحة إذا أحال المعنى تبطل الصلاة وفيما عداها ففيه خلاف والله أعلم ..
ـ[زياد عوض]ــــــــ[14 - 06 - 07, 06:37 ص]ـ
ورد في الموسوعة الفقهية الكويتية ما نصُه:
لَحْن *
التّعريف:
1 - اللّحن: في اللغة يطلق على معانٍ عدّةٍ.
يقال: لحن فلان لفلان لحناً: قال له قولاً يفهمه عنه , ويخفى على غيره , ويطلق على الخطأ في الإعراب ومخالفة الصّواب فيه , يقال: لحن القارئ في القراءة والمتكلّم في كلامه , يلحن لحناً: أخطأ في الإعراب , وخالف وجه الصّواب.
ويطلق على الفطنة , ففي الأثر: «إنّكم تختصمون إليّ ولعلّ بعضكم أن يكون ألحن بحجّته من بعضٍ. .» أي أفطن بحجّته , قال ابن حجرٍ: المراد أنّه إذا كان أفطن كان قادراً على أن يكون أبلغ في حجّته من الآخر , ويطلق على الأصوات المصوغة الموضوعة الّتي فيها تغريد , وتطريب , وجمعه ألحان , ولحون , ويقال: لحن القول أي فحواه ومعناه.
وفي اصطلاح النّحويّين هو: الخطأ في إعراب الكلمة , أو تصحيح المفرد.
وعند القرّاء هو: خلل يطرأ على اللّفظ فيخل بالمعنى.
ولا يخرج المعنى الاصطلاحي عن المعنى اللغويّ.
الأحكام المتعلّقة باللّحن:
تعمد اللّحن في قراءة القرآن:
2 - القرآن كلام اللّه المعجز المنزّل على رسول اللّه صلى الله عليه وسلم المنقول بالتّواتر , فيحرم تعمد اللّحن فيه , سواء أغيّر المعنى أم لم يغيّر , لأنّ ألفاظه توقيفيّة نقلت إلينا بالتّواتر , فلا يجوز تغيير لفظٍ منه بتغيير الإعراب أو بتغيير حروفه بوضع حرفٍ مكان آخر.
ولأنّ في تعمد اللّحن عبثاً بكلام اللّه , واستهزاءً بآياته , وهو كفر بواح , قال تعالى: {قُلْ أَبِاللّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ، لاَ تَعْتَذِرُواْ قَدْ كَفَرْتُم بَعْدَ إِيمَانِكُمْ
اللّحن في القراءة في الصّلاة:
3 - ذهب الفقهاء إلى أنّ تعمد اللّحن في الصّلاة إن كان في الفاتحة يبطل الصّلاة واختلفوا فيه إذا لم يتعمّد , أو كان في غير الفاتحة:
قال الشّافعيّة والحنابلة: إن كان اللّحن لا يغيّر المعنى كرفع هاء الحمد للّه كانت إمامته مكروهةً كراهةً تنزيهيّةً وصحّت صلاته وصلاة من اقتدى به.
وإن غيّر المعنى كضمّ " تاء " أنعمت , وكسرها , وكقوله: اهدنا الصّراط المستقين بدل " المستقيم ".
فإن كان يمكن له التّعلم فهو مرتكب للحرام , ويلزمه المبادرة بالتّعلم , فإن قصّر , وضاق الوقت لزمه أن يصلّي , ويقضي , ولا يصح الاقتداء به , وإن لم يمكنه التّعلم لعجز في لسانه , أو لم تمض مدّة يمكن له التّعلم فيها فصلاته صحيحة , وكذا صلاة من خلفه , هذا إذا وقع اللّحن في الفاتحة , وإن لحن في غير الفاتحة كالسورة بعد الفاتحة صحّت صلاته , وصلاة كلّ أحدٍ صلّى خلفه , لأنّ ترك السورة لا يبطل الصّلاة فلا يمنع الاقتداء به.
وقال الحنفيّة: تفسد الصّلاة باللّحن الّذي يغيّر المعنى تغييراً يكون اعتقاده كفراً سواء وجد مثله في القرآن أم لا , إلا ما كان في تبديل الجمل مفصولاً بوقف تامٍّ , وإن لم يكن مثله في القرآن , والمعنى بعيد , ويتغيّر به المعنى تغييراً فاحشًا تفسد الصّلاة به أيضاً , كـ " هذا الغبار " بدل " هذا الغراب " وكذا إن لم يوجد مثله في القرآن , ولا معنى له مطلقاً , كالسّرائل , بدل " السّرائر ".
وإن كان في القرآن مثله وكان المعنى بعيداً ولكن لا يغيّر المعنى تغييراً فاحشاً تفسد الصّلاة به عند أبي حنيفة ومحمّدٍ , وقال بعض الحنفيّة: لا تفسد لعموم البلوى , وهو قول أبي يوسف وإن لم يكن في القرآن ولكن لم يتغيّر به المعنى نحو: " قيّامين " بدل: " قوّامين " فالخلاف بينهم بالعكس: فالمعتبر في عدم الفساد عند عدم تغير المعنى كثيراً وجود المثل في القرآن عند أبي يوسف، والموافقة في المعنى عند أبي حنيفة ومحمّدٍ , فهذه قواعد المتقدّمين من أئمّة الحنفيّة , وأمّا المتأخّرون: كابن مقاتلٍ , وابن سلامٍ , وإسماعيل الزّاهد , وأبي بكرٍ البلخيّ , والهندوانيّ , وابن الفضل فاتّفقوا على أنّ الخطأ في الإعراب لا يفسد الصّلاة مطلقاً , وإن أدّى اعتقاده كفراً , ككسر " ورسوله " , في قوله تعالى: {أَنَّ اللّهَ بَرِيءٌ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ وَرَسُولُهُ} لأنّ أكثر النّاس لا يميّزون بين وجوه الإعراب , وإن كان الخطأ بإبدال حرفٍ بحرف: فإن أمكن الفصل بينهما بلا كلفةٍ كالصّاد مع الطّاء بأن قرأ الطّالحات , بدل " الصّالحات " فهو مفسد باتّفاق أئمّتهم , وإن لم يمكن التّمييز بينهما إلا بمشقّة كالظّاء مع الضّاد والصّاد مع السّين فأكثرهم على عدم الفساد لعموم البلوى , ولم يفرّق الحنفيّة بين أن يقع اللّحن في القراءة في الصّلاة في الفاتحة أو في غيرها.
وقال المالكيّة في أصحّ الأقوال عندهم: لا تبطل الصّلاة بلحن في القراءة ولو بالفاتحة , وإن غيّر المعنى , وأثم المقتدي به إن وجد غيره , ممّن يحسن القراءة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/111)
ـ[زياد عوض]ــــــــ[14 - 06 - 07, 06:42 ص]ـ
رقم الفتوى: 23898
عنوان الفتوى: حكم اللحن الجلي في الفاتحة وغيرها
تاريخ الفتوى: 25 ذو الحجة 1424/ 17 - 02 - 2004
السؤال
ما حكم صلاة الجماعه إذا كان الإمام يقرأ حرف ذ
بحرف ز، مثل: قول أعوز برب الناس مثلا بدل قل أعوذ
هل تصح الصلاة؟
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فالشخص الذي يبدل حرفاً بحرف، كمن يبدل الراء لاماً أو ياءً، أو يبدل السين ثاءً أو جيماً أو شيناً، أو يبدل الذال زاء، فهذا الشخص لا يصلي إلا بمثله، وصلاته لنفسه صحيحة إن لم يمكنه التعلم، فإن أمكنه التعلم فلم يتعلم فصلاته باطلة.
فإن صلى بمن يحسن القراءة لم تصح صلاة المأموم لاقتدائه بمن لا يجوز الاقتداء به، بل ذهب أبو حنيفة ومالك إلى أن هذا العاجز عن التعلم تبطل صلاته أيضاً إذا أمكنه أن يجد من يصلي خلفه ممن يحسنها، فلم يصلِّ خلفه.
وما ذكر محله إذا كان اللحن في الفاتحة، أما في غير الفاتحة، فيقول الإمام النووي: (وإن كان اللحن الذي يغير المعنى في غير الفاتحة صحت صلاته وصلاة كل أحد خلفه، لأن ترك السورة لا يبطل الصلاة، فلا يمنع الاقتداء). انتهى من المجموع.
ويقول الإمام ابن قدامة رحمه الله: (فإن أحال المعنى في غير الفاتحة لم يمنع صحة الصلاة، ولا الائتمام به إلا أن يتعمده، فتبطل صلاتهما). انتهى
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[15 - 06 - 07, 10:13 م]ـ
سؤال دائما يلح على ذهني: إذا كان إمام المسجد أعجمياً لا يقدر على قراءة الفاتحة ونطقها نطقاً صحيحاً، مع وجود الكثير ممن هم أقدر منه على القراءة، فهل الصلاة خلفه جائزة؟ فإن كان لا، فهل تسقط صلاة الجمعة؟
أحد المشايخ أجاب بأن الصلاة خلفه باطلة على المذاهب الأربعة، وهو آثم، وتسقط الصلاة إن لم يكن هناك مساجد أخرى قريبة.
ـ[حارث همام]ــــــــ[18 - 06 - 07, 06:22 م]ـ
الذي يظهر أنه إذا صحت صلاته لنفسه صحت صلاته بغيره، فإذا كان أعجمياً أو معذوراً بجهله فصلاته صحيحة وكذا صلاة من خلفه.
بل قد يقال الأصل صحة صلاة من خلفه مطلقاً وإن لحن في الفاتحة لحناً جلياً لأن الأصل عدم تعمده له شريطة أن يقرأ المؤتم الفاتحة لنفسه.
لكن:
- إذا وجد غير اللحان فلا يصلي معه.
- إذا أمكن الفتح عليه وتصويبه فعليه أن يفعله.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[18 - 06 - 07, 09:19 م]ـ
هو ليس جاهلاً حتى يفتح عليه المصلي ... لكن أليس الأولى أن يكون واجباً عليه أن يجعل الإمامة لمن يقدر على القراءة؟
أريد أقوال العلماء في المسالة.(79/112)
هل تقام صلاة الجمعة في سجن ابي غريب؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 11:27 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندما كنا في سجن ابي غريب حصل نقاش في اقامة صلاة الجمعة في السجن.
فبعض طلبة العلم قالوا انها تقام. بينما ذهب الاخرون الى العكس.
علما ان السجن مقسم الى عدة اقسام كل قسم فيه خيم كثيرة ويصل القسم الواحد الى عشرين خيمة كل خيمة فيها ثلاثين سجينا.
وكان العمل المستمر عند الاخوة حينها اقامة صلاة الجمعة بحيث كانت تقام اربع خطب للجمعة او اكثر لان السجن مقسم وممنوع اندماج الاخوة عند الامريكان.
فما هو راي الاخوة من طلبة العلم في هذا الملتقى في هذه المسالة؟
واحيانا في اقسام من السجن توجد خيمة واحدة منفردة فيها عشرون سجينا من الاخوة وكانوا يقيمون صلاة الجمعة في الخيمة فهل فعلهم هذا صحيح.؟
وهكذا الحال في السجون الاخرى الكبيرة مثل سجن بوكا في البصرة الذي يضم اكثر من خمسة عشر الف سجينا وسجن بادوش في الموصل وسوسه في السليمانية فيها الالوف المؤلفة من الاخوة المظلومين وفيهم طلبة علم.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[09 - 06 - 07, 02:25 م]ـ
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_question_main.cfm?id=10882
http://66.7.198.8/~ahl/vb/showthread.php?t=18807&highlight=%D5%E1%C7%C9+%C7%E1%CC%E3%DA%C9+%C7%E1%D 3%CC%E4
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=99560
http://66.7.198.8/~ahl/vb/showthread.php?t=25107&highlight=%D5%E1%C7%C9+%C7%E1%CC%E3%DA%C9+%C7%E1%D 3%CC%E4
http://66.7.198.8/~ahl/vb/showthread.php?t=13986&highlight=%D5%E1%C7%C9+%C7%E1%CC%E3%DA%C9+%C7%E1%D 3%CC%E4
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:07 م]ـ
اللهم عليك بالصيليبين ..
ـ[المصلحي]ــــــــ[11 - 06 - 07, 10:42 ص]ـ
آمين يارب العالمين
ـ[أم البراء]ــــــــ[12 - 06 - 07, 03:45 ص]ـ
اللهم فك أسرى المسلمين.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[20 - 06 - 07, 05:54 ص]ـ
اللهم امين
ـ[طارق علي محمد]ــــــــ[18 - 02 - 08, 06:00 م]ـ
لا تصلى صلاة الجمعة في السجون اخي الكريم وانما تصلى ظهرا ولا قصر ايضا لمن سجن بعيدا عن موطن اقامته وقد مرت مثل هذه الفتاوى من بعض طلبة العلم الى السجون في مختلف البلاد فلم يتقنوا بابها بل رأينا منهم من يقول اشياء هي لا تعقل والله ..
ـ[عبدالرحمن الناصر]ــــــــ[18 - 02 - 08, 11:44 م]ـ
الله المستعان ..
إن القلب ليحزن ..
الآلاف في سجون الصليبيين وأمة الإسلام في سبات عميق!
أسأل الله أن يفرج عنهم.
وبانتظار الإخوة طلبة العلم.(79/113)
هل يجوز الجمع والقصر للسجين؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 11:35 ص]ـ
السلام عليكم
هل يجوز الجمع بين الصلاتين او القصر بالنسبة للسجين؟
بعض الاخوة اجازوا ذلك مطلقا وقالوا يجوز ذلك للسجين وذكروا قول السيد سابق في فقه السنة.
وحتى لو كان بيت الاخ قريبا من السجن فانه يجوز له الجمع والقصر لانه سجين.
وبعض الاخوة فصل فقال ان كان بيت السجين يبعد عن السجن مسافة السفر فانه يجوز للسجين الجمع والقصر وان لم توجد مسافة السفر فانه لايجوز له ذلك فاعتبروا العلة هي وجود مسافة السفر وليس السجن بينما اعتبر الفريق الاول السجن هو العلة في ذلك.
فما هي اقوال اهل العلم في ذلك؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[11 - 06 - 07, 10:49 ص]ـ
؟؟
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[13 - 06 - 07, 05:55 ص]ـ
السلام عليكم
أرجوا ممن عنده العلم أن يجيب على السؤال مشكوراً
وتبيين أن الذي يعرف حكمه سنة أو سنتين هل هو في مقام المقيم ... أو ينوي الإقامة أم الأمر ليس بيده ربما يحصل على عفو؟
أسأله أسأل الله أن يوفقكم للرد ...... ويبعد عنكم ظلمة السجون ......
ـ[المصلحي]ــــــــ[13 - 06 - 07, 12:27 م]ـ
الى اصحاب الكهرباء والنت
هل من مجيب؟
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[01 - 08 - 07, 05:53 ص]ـ
السلام عليكم
للتذكير
ـ[المصلحي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 11:56 ص]ـ
يبدو أنني سأنشد:
اتيت القبور فناديتها .... !!
ـ[محمدالمرنيسي]ــــــــ[03 - 08 - 07, 11:56 م]ـ
السلام عليكم.
في مصحة متخصصة أجريت عملية جراحية لاستئصال البروستاتا لأحد الإخوة، فكان يؤدي الصلوات بالقصر طيلة أيام النقاهة، وبعد شفائه رجع إلى بعض المراجع الفقهية فوجد أنه لا وجود لقصر الصلاة بالنسبة للمريض، فقضى تلك الأيام التي قصر فيها، فما الحكم في هذا التصرف؟
نتج عن العملية المذكورة أعلاه أن المني يخرج مع البول مباشرة حسب تصريح الطبيب، فهل يحتاج هذا إلى الغسل، أم يكفيه الوضوء؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[04 - 08 - 07, 10:10 ص]ـ
بارك الله فيك اخي على التواصل
وسؤالك سؤال جيد
ـ[عبد اللطيف الحسيني]ــــــــ[04 - 08 - 07, 05:31 م]ـ
السلام عليكم،
هذه فتوى في المسألة من الشيخ حسام الدين عفانة -حفظه الله-
يقول السائل: ما قولكم بالفتوى التي تقول إن الأسير والمعتقل لهما حكم المسافر في قصر الصلاة وجمعها فيقصران ويجمعان باستمرار؟
الجواب: إن القول بإلحاق المعتقل والسجين بالمسافر فيعطيان أحكام المسافر قول غير صحيح على إطلاقه بناء على الإطلاع على واقع المساجين، وهذا الإلحاق من باب القياس وهو مساواة الفرع للأصل في علة حكمه ويشترط في إلحاق الفرع بالأصل في القياس الأصولي الاشتراك في العلة بين الفرع والأصل وقد نص أهل العلم على أن علة القصر والجمع للصلاة في حق المسافر هي قطع المسافة وهذه العلة غير موجودة في حق المعتقلين والمساجين وقد توجد في حقهم في بعض الحالات عند نقلهم من سجن لآخر أو إلى المحكمة في مدينة أخرى ونحو ذلك. يقول الله تعالى: {وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنْ الصَّلاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمْ الَّذِينَ كَفَرُوا} سورة النساء الآية 101،ففي هذه الآية الكريمة علَّق الله عز وجل قصر الصلاة على الضرب في الأرض أي السفر ولا أراه متحققاً في حق السجين فهذا القياس قياس مع الفارق فلا يصح، لأن القياس إنما هو تعدية الحكم من الأصل إلى الفرع لاشتراكهما في العلة، فلا بد إذن من توافرها فيهما معاً، ومثال ذلك قياس النبيذ على الخمر، فإن العلة في الأصل هي الإسكار وهي قائمة في الفرع أيضاً، أما قياس الماء على الخمر فممتنع لأن العلة في الخمر هي الإسكار وهي غير موجودة في الماء، فلا يصح القياس لذلك، وهنا لا يصح قياس السجين على المسافر لأن العلة في الأصل وهي السفر - والسفر هو قطع المسافة - غير موجودة في الفرع وهو السجين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/114)
ويضاف إلى ذلك أن جمهور الفقهاء قد نصوا على أن المسافر إذا نوى الإقامة أربعة أيام فأكثر لا يجوز له أن يقصر أو يجمع ويدل على ذلك ما ورد في الحديث عن جابر رضي الله عنه (أن النبي صلى اللَّه عليه وسلم قدم مكة صبيحة رابعة من ذي الحجة فأقام بها الرابع والخامس والسادس والسابع وصلى الصبح في اليوم الثامن ثم خرج إلى منى وخرج من مكة متوجهًا إلى المدينة بعد أيام التشريق).
قال الإمام الشوكاني: [والحق أن من حط رحله ببلد ونوى الإقامة بها أياماً من دون تردد لا يقال له مسافر فيتم الصلاة ولا يقصر إلا لدليل ولا دليل ههنا إلا ما في حديث الباب من إقامته صلى اللَّه عليه وسلم بمكة أربعة أيام يقصر الصلاة والاستدلال به متوقف على ثبوت أنه صلى اللَّه عليه وسلم عزم على إقامة أربعة أيام إلا أن يقال إن تمام أعمال الحج في مكة لا يكون في دون الأربع فكان كل من يحج عازماً على ذلك فيقتصر على هذا المقدار ويكون الظاهر والأصل في حق من نوى إقامة أكثر من أربعة أيام هو التمام وإلا لزم أن يقصر الصلاة من نوى إقامة سنين متعددة ولا قائل به. ولا يرد على هذا قوله صلى اللَّه عليه وسلم في إقامته بمكة في الفتح إنا قوم سفر كما سيأتي لأنه كان إذ ذاك متردداً ولم يعزم على إقامة مدة معينة] نيل الأوطار 3/ 237.
ومن المعلوم أن السجين يقيم في سجنه أكثر من أربعة أيام بل إن بعضهم يقيم أشهراً وسنواتٍ فلا يصح إلحاقه بالمسافر.
وكذلك فإن القول بأن السجين ملحق بالمسافر فمعنى ذلك أنه لا يجب عليه صوم رمضان ولا يصلي جماعة ولا جمعة ولا صلاة العيد وفي هذا حرمان من خير كثير وخاصة إذا كان محكوماً لمدة طويلة وكذلك فإنه يخسر المعاني العظيمة التي تترتب على إقامة هذه الشعائر.
وإذا قررنا انتفاء العلة التي تلحق الأسير بالمسافر بطل القول بجواز جمع السجين بين الصلوات أيضاً لأن انتفاء العلة يعني نفي الحكم فالحكم يدور مع العلة وجوداً وعدماً ويجب أن يعلم أن كل من يجمع بين الصلاتين بدون عذر شرعي فجمعه باطل أي إن صلاته الثانية باطلة لأنها وقعت في غير وقتها المقدر لها شرعاً فدخول الوقت شرط من شروط صحة الصلاة والأصل في الصلوات الخمس أن تصلى كل منها في وقتها الشرعي قال الله تعالى: {إِنَّ الصَّلَاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَابًا مَوْقُوتًا} سورة النساء الآية 103. قال الشوكاني في تفسير الآية: [أي محدوداً معيناً يقال وقَّته فهو موقوت ووقَّته فهو مؤقت والمعنى إن الله افترض على عباده الصلوات وكتبها عليهم في أوقاتها المحدودة لا يجوز لأحد أن يأتي بها في غير ذلك الوقت إلا لعذر شرعي من نوم أو سهو أو نحوهما] تفسير فتح القدير 1/ 510. وكذلك فإن من جمع بين الصلاتين بدون عذر شرعي فقد ارتكب حراماً بل كبيرة من كبائر الذنوب كما نص على ذلك الشيخ ابن حجر المكي في كتابه الزواجر عن اقتراف الكبائر 1/ 288 - 289.
وقد ذكر ابن كثير عن أبي قتادة العدوى قال: قرئ علينا كتاب عمر (من الكبائر جمع بين الصلاتين يعني بغير عذر والفرار من الزحف والنهبة). وهذا إسناد صحيح والغرض أنه إذا كان الوعيد فيمن جمع بين الصلاتين كالظهر والعصر تقديماً أو تأخيراً وكذا المغرب والعشاء كالجمع بسبب شرعي، فمن تعاطاه بغير شيء من تلك الأسباب يكون مرتكباً كبيرةً فما ظنك بترك الصلاة بالكلية) تفسير ابن كثير1/ 485.
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية عمن ترك صلاة واحدةً عمداً بنية أنه يفعلها بعد خروج وقتها قضاءً فهل يكون فعله كبيرة من الكبائر فأجاب: [الحمد لله، نعم تأخير الصلاة عن غير وقتها الذي يجب فعلها فيه عمداً من الكبائر، بل قد قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه الجمع بين الصلاتين من غير عذر من الكبائر، وقد رواه الترمذى مرفوعاً عن ابن عباس رضي الله عنه عن النبي صلى اللَّه عليه وسلم أنه قال: (من جمع بين الصلاتين من غير عذر فقد أتى باباً من أبواب الكبائر). ورفع هذا إلى النبي صلى اللَّه عليه وسلم وإن كان فيه نظر فإن الترمذي قال العمل على هذا عند أهل العلم والأثر معروف وأهل العلم ذكروا ذلك مقرين له لا منكرين له] مجموع الفتاوى 22/ 53 - 54.
وخلاصة الأمر أن قياس السجين على المسافر قياس باطل فلا يجوز للسجين أن يقصر الصلاة الرباعية ولا أن يجمع بين الصلاتين إلا إذا سافر حقيقة. وأنصح إخواني المساجين – فك الله أسرهم - بأن يلتزموا بما قرره أهل العلم وأحذرهم من التساهل في الجمع والقصر لأن جمعهم وقصرهم يعتبر باطلاً.
ـ[أبوعمرو المصري]ــــــــ[04 - 08 - 07, 06:27 م]ـ
يبدو أنني سأنشد:
اتيت القبور فناديتها .... !!
هناك أدب للسؤال، وأهل هذا الملتقى المبارك ليسوا أمواتا، فلا تعتدي أخي في كلامك فهذا مما يبعد عنك الخير وينفر أهل العلم فلا يجيبوك، ولو توددت وتلطفت في الكلام ودعوت بخير لمن أجابك؛ لساق الله إليك من يرغب في دعوتك ويشفي غليلك ويريحك!!(79/115)
مطلوب معرفة معاهد دينية على منهج أهل السنة ... فلا تبخلوا علينا وعلى انفسكم
ـ[عبد المؤمن]ــــــــ[09 - 06 - 07, 11:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إخواني الأحباء ... لا يخفى عليكم مدى الجوع والعطش الذي يعانيه الكثير من الشباب في الناحية الدينية.
والشباب يقبل هذه الايام على الله .... وأول سؤال يسأله (لو اردت التعلم ... فأين أتعلم؟)
والخوف كل الخوف ان يظفر به أحد فيدله على معاهد الاشاعرة والعقلانيين التي تضر اكثر مما تنفع.
وكثيرا ما سألت هذا السؤال (أنا أسكن في منطقة كذا ... فأي المعاهد الدينية أقرب لي وتثق في علمائها)
ولعدم علمي فكنت أسكت.
فأريد من كل أخ بارك الله فيكم جميعا ... أن يدخل ويقول عن اسم معاهد دينية يثق بها وبمرجعيتها ... في محيط منطقته او في غير منطقته عموما.
هناك معهد ديني اسمه كذا في منطقة كذا ويدرس فيه فلان وفلان وعلى عقيدة اهل السنة.
فسننتفع جميعا بهذا ان شاء الله .... وتذكر كم الحسنات التي تحصلها ان دللت على الخير.
ومؤقتا ... أريد معرفة المعاهد الدينية القريبة من منطقة المنيل او في محيطها او اقرب ما يكون لها
وجزيتم جميعا كل الخير
ـ[عبد المؤمن]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:50 م]ـ
للرفع(79/116)
سؤال حول دعاء إبراهيم عليه السلام " ربنا اغفر لي (ولوالدي) "
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 01:10 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،،
أسأل عن دعاء إبراهيم عليه السلام الذي في آخر سورة إبراهيم:
" رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ "
وقد قال الله تعالى: " وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلاَّ عَن مَّوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ " (التوبة 113)
وهذا الاستغفار المذكور في هذه الآية هو الذي في سورة الشعراء:
" وَاغْفِرْ لِأَبِي إِنَّهُ كَانَ مِنَ الضَّالِّين "
أما الذي في سورة إبراهيم فالذي يظهر أنه كان بعد زمن طويل من تبينه أن أباه عدو لله وذلك لأنه استفتح الدعاء بقوله:
" الْحَمْدُ لِلّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاء " ...
فما الذي قاله اهل التفسير في هذه الآيات ..
وجزاكم الله خيراً،،
ـ[زياد عوض]ــــــــ[09 - 06 - 07, 03:42 م]ـ
رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)
قال الشوكاني في فتح القدير:
قوله: {وَمَنْ عَصَانِى} فلم يتابعني ويدخل في ملتي {فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ} قادر على أن تغفر له. قيل: قال هذا قبل أن يعلم أن الله لا يغفر أن يشرك به. كما وقع منه الاستغفار لأبيه وهو مشرك، كذا قال ابن الأنباري. وقيل: المراد عصيانه هنا فيما دون الشرك. وقيل: إن هذه المغفرة مقيدة بالتوبة من الشرك.
فتح القدير
قال الإمام الطبري - رحمه الله تعالى-0
القول في تأويل قوله تعالى: {رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41)}
وهذا دعاء من إبراهيم صلوات الله عليه لوالديه بالمغفرة، واستغفار منه لهما. وقد أخبر الله عز ذكره أنه لم يكن (اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لأَبِيهِ إِلا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأَوَّاهٌ حَلِيمٌ).
وقد بيَّنا وقت تبرّئه منه فيما مضى
تفسير الطبري
وقال البغوي في تفسيره:
{رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ} فإن قيل: كيف استغفر لوالديه وهما غيرُ مؤمنين؟ قيل: قد قيل إن أمه أسلمت.
وقيل: أراد إن أسلما وتابا (2).
وقيل: قال ذلك قبل أن يتبين له أمر أبيه، وقد بيّن الله تعالى عذر خليله صلى الله عليه وسلم في استغفاره لأبيه في سورة التوبة (3).
تفسير البغوي
وقال الرازي في تفسيره:
المطلوب السابع: قوله: {رَبَّنَا اغفر لِى وَلِوَالِدَىَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الحساب} وفيه مسألتان:
المسألة الأولى: لقائل أن يقول: طلب المغفرة إنما يكون بعد سابقة الذنب فهذا يدل على أنه كان قد صدر الذنب عنه وإن كان قاطعاً بأن الله يغفر له فكيف طلب تحصيل ما كان قاطعاً بحصوله؟
والجواب: المقصود منه الالتجاء إلى الله تعالى وقطع الطمع إلا من فضله وكرمه ورحمته.
المسألة الثانية: إن قال قائل كيف جاز أن يستغفر لأبويه وكانا كافرين؟
فالجواب عنه من وجوه: الأول: أن المنع منه لا يعلم إلا بالتوقيف فلعله لم يجد منه منعاً فظن كونه حائزاً. الثاني: أراد بوالديه آدم وحواء. الثالث: كان ذلك بشرط الإسلام.
ولقائل أن يقول: لو كان الأمر كذلك لما كان ذلك الاستغفار باطلاً ولو لم يكن لبطل قوله تعالى: {إِلاَّ قَوْلَ إبراهيم لأَبِيهِ لأَسْتَغْفِرَنَّ لَكَ} وقال بعضهم: كانت أمه مؤمنة، ولهذا السبب خص أباه بالذكر في قوله تعالى: {فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ} [التوبة: 114]، والله أعلم
تفسير الرازي
وقال السعدي في تفسيره:
{الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي وَهَبَ لِي عَلَى الْكِبَرِ إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/117)
فهبتهم من أكبر النعم، وكونهم على الكبر في حال الإياس من الأولاد نعمة أخرى، وكونهم أنبياء صالحين أجل وأفضل، {إِنَّ رَبِّي لَسَمِيعُ الدُّعَاءِ} أي: لقريب الإجابة ممن دعاه وقد دعوته فلم يخيب رجائي، ثم دعا لنفسه ولذريته، فقال: {رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ * رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ} فاستجاب الله له في ذلك كله إلا أن دعاءه لأبيه إنما كان عن موعدة وعده إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه
تفسير السعدي
ـ[أحمد يس]ــــــــ[10 - 06 - 07, 03:46 م]ـ
انقل لك هذا الكلام وهو لأحد الإخوة في بعض الملتقيات وهو في نفس الوقت عرض لجميع الأخوة هنا للتقييم:
1 - كان إبراهيم -عليه السلام- يستغفر لأبيه عن شركه ويدل على هذا كلام بعض المحققين يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله-:
((أمر الله تعالى المؤمنين بأن يتأسوا بإبراهيم ومن اتبعه إلا في قول إبراهيم لأبيه {لأستغفرن لك} فإن الله لا يغفر أن يشرك به)) انتهى.
ومن المعروف أن السنة تقيد مطلق القرآن وهذه من وظائفها.
آية النهي عن الاقتداء بأبي الأنبياء إبراهيم -عليه السلام- في الاستغفار لأبيه جاءت في سورة الممتحنة ومن المعروف أنها نزلت قبل فتح مكة في حادثة سيدنا حاطب بن أبي بلتعة الشهيرة وكان هذا النهي مطلقاً.
ثم حدث الفتح ووجدنا استغفار النبي -صلى الله عليه وسلم- لقومه بهذه الصيغة "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم"
فإن دل هذا على شيء فإنما يدل على أن النهي عن الاستغفار مقيد بشيء ما وإلا ما فعله رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وهذا يرجح ما قاله كثير من العلماء أن استغفار إبراهيم لأبيه كان استغفاراً عن الشرك وهذا ما أشار إليه شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- وقد مر نص كلامه.
فلهذا نكرر أنه لا استغفار لكافر ميت.
ولا استغفار لكافر حي على كفره أو شركه بل الاستغفار يكون عن أشياء دنيوية أو هو دعاء بالإسلام الذي يصح معه الغفران.
2 - وهناك وجه آخر لتوجيه آية استثناء الاقتداء الواردة في سورة الممتحنة وهو أن إبراهيم -عليه السلام- استغفر لأبيه بعد موته وقد فصل هذا تفصيلاً حسناً أحد الإخوة في ملتقى أهل التفسير هنا:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=28088
وخلاصته: أن إبراهيم ظل يستغفر لأبيه حتى بعد اعتزاله له والدليل على هذا قوله في سورة إبراهيم: "رب اغفر لي ولوالدي ...... الآية" وهذه الآية جاءت في سياق يدل أنه قالها بعد ترك قومه بمدة طويلة وإنجابه لإسماعيل وإسحاق وبناء الكعبة وهذا حدث في نهاية عمره - عليه السلام-.
ويدل على هذا أن الله وهب له ذريته بعد اعتزاله لقومه: "فلما اعتزلهم وما يعبدون من دون الله وهبنا له إسحاق ويعقوب نافلة ..... الآية"
ويدل على هذا أيضاً أنه -عليه السلام- سوف يطلب الشفاعة لأبيه يوم القيامة ولكنه لن يمكن كما جاء في الحديث الذي أخرجه البخاري وتجده في الرابط.
ويدل على هذا أسباب نزول الآيات فقد نزلت بسبب استغفار بعض المسلمين لآبائهم الذين ماتوا على الكفر محتجين باستغفار إبراهيم لأبيه.
وعلى هذا يكون المقصود بقوله تعالى: "فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه" يكون المقصود بالتبين يوم القيامة وهو الوجه الآخر لتفسير الآية عند الطبري وغيره.
وهذا الرأي هو الجامع لتفاسير العلماء التي تبدو للبعض أنها متناقضة -وليست كذلك- فبينما يجيزون الاستغفار للكافر الحي في مكان يمنعون الاستغفار للكفار في مكان آخر فينبغي حمل كلامهم على أن المقصود بالنهي النهي عن الاستغفار للكافر الميت.
3 - وهناك توجيه آخر للآية وهو أن المستثنى هو الوعد بالاستغفار وليس الاستغفار ذاته فالآية نصها (إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك) ولم يقل (إلا استغفار إبراهيم لأبيه) (وقال بهذا بعض المفسرين) ولكنه متعقب.
4 - وهناك توجيه آخر للآية لم اقتنع به -وقال به بعض المفسرين- وهو أن التأسي بالأنبياء واجب والاستثناء في الآية يدل على سقوط الوجوب ولكنه لا يفيد الحرمة بل ربما أفاد الجواز (قال به أبو السعود والألوسي وحقي وغيرهم).
وهناك توجيهات أخرى متعقبة لم أرد سردها.
منقول.
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[12 - 06 - 07, 04:25 م]ـ
وبهذا يتبين أَنَّ إبراهيم الخليل عليه السلام لم يتبرأ من أبيه في حياته، بل لم يزل مستغفراً له حتى مات، ولم يزل مستغفراً له حتى بعد الممات، وأنه لن ينكشف له أنه عدو لله إلا في الآخرة حينما يلقاه فيطلب له الشفاعة فيُعْلِمُه الله تعالى بأنَّ الجنة حرام على الكافرين، ويمسخ أباه ذيخاً؛ فيعلم حينئذ أنه عدو لله ويتبرأ منه. هذا محال .. محال .. محال .. أيها الإخوان .. كيف لن ينكشف له أنه عدو لله إلا في الآخرة .. والله تعالى يقول: " فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه " .. هذا أمر حدث وانقضى ..
ثم إن الموعدة التي وعدها إبراهيم عليه السلام لأبيه " لأستغفرن لك " هي قوله " واغفر لأبي إنه كان من الضالين " كما ذكرت في الموضوع أعلاه ..
أما الدعاء الذي في سورة إبراهيم فظاهر جداً أنه كان في آخر عمره كما ذكر الأخ ومن المحال أن يستغفر إبراهيم عليه السلام لأبيه بعد أن هلك وتبين له أنه عدو لله .. كيف والبراءة من المشركين والنهي عن الاستغفار لهم هي ملة إبراهيم التي دعا الله نبيه عليه الصلاة والسلام لاتباعها .. " واتبع ملة إبراهيم حنيفاً " ... " ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه " ... فكيف يحرم الله الاستغفار علينا ويبيحه لنبيه إبراهيم .. ما ذكرته أخي الفاضل غير ممكن أبدا لا شرعا ولا عقلا ..
على كل حال أقول: ليس لهذه الآية تأويل إلا أن يكون قد قصد بوالديه آدم وحواء عليهما السلام .. فهل ذكر ذلك أحد أهل التفسير؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/118)
ـ[أحمد يس]ــــــــ[12 - 06 - 07, 04:38 م]ـ
السلام عليكم:
1 - الأمر ليس فيه محال وحديث شفاعة إبراهيم لأبيه يوم القيامة ثابت في الصحيح فكيف يشفع له بعد أن تبين له أنه عدو لله تعالى؟؟ هذا هو الذي لا يعقل.
2 - اعتزل إبراهيم قومه وهو "فتى" ومن المعروف أنه أنجب أولاده بعد أن بلغ من الكبر عتياً (راجع قصة تبشير الملائكة للسيدة سارة زوجته) فهل من المعقول أن أباه ظل حياً طوال هذه المدة؟؟ فدعاؤه في سورة إبراهيم كان بعد بناء الكعبة وفي نهاية حياته بعد أن أنجب إسماعيل وإسحاق!!
3 - الدليل أن إبراهيم استغفر لأبيه بعد موته أن الله تعالى نهانا عن الاقتداء بإبراهيم في هذا الاستغفار كما في سورة الممتحنة ولو كان الموضوع أن إبراهيم استغفر له حتى تبين له أنه عدو لله ما استثنى الله تعالى هذا من الاقتداء فأكثر العلماء على جواز الاستغفار للمشرك الحي فقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- في غزوة أحد: "اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون" وقال في فتح مكة: "لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم".
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=40805
فلو كان الأمر كما تقول لما كان هناك وجه للنهي عن الاقتداء بإبراهيم -عليه السلام-.
ونحن في حاجة للإفادة من الإخوة الأفاضل.
والله اعلم.
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[13 - 06 - 07, 07:18 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل أحمد يس ..(79/119)
هل يشرع للداعي أن يؤمن على دعاء نفسه؟
ـ[زياد عوض]ــــــــ[09 - 06 - 07, 04:11 م]ـ
هل يشرع للداعي أن يؤمن على دعاء نفسه؟
الظاهر – والله أعلم – نعم؛ لأن التأمين هو في الحقيقة دعاء معناه: اللهم استجب، فهو بمثابة دعاء مجمل بعد الدعاء المفصل، ولما ثبت من مشروعية التأمين بعد الفاتحة لقارئ وسامع داخل الصلاة وخارجها؛ إذ الفاتحة دعاء فأمن عليه.
فوائد من كتاب تصحيح الدعاء لفضيلة الشيخ بكر بن عبد الله بن زيد 0
ـ[ابو الحارث الشامي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 08:18 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[زياد عوض]ــــــــ[10 - 06 - 07, 02:20 ص]ـ
جزاك الله خيرا
وأنت كذلك0
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 06:53 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 06:59 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[زياد عوض]ــــــــ[10 - 06 - 07, 04:10 م]ـ
الشيخ إحسان جزاك الله خيرا ورفع قدرك في الدارين0
الأخ الوائلي جزاك الله خيرا وحفظك ورعاك0
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 04:41 م]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[زياد عوض]ــــــــ[11 - 06 - 07, 03:35 ص]ـ
جزاك الله خيراً
وأنت كذلك
ـ[أم البراء]ــــــــ[11 - 06 - 07, 07:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[زياد عوض]ــــــــ[11 - 06 - 07, 03:43 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وأنتم كذلك(79/120)
"أقلوا المسائل فإنها في غير ما نزل تقسي ال
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[09 - 06 - 07, 04:32 م]ـ
وأقلوا المسائل فإنها في غير ما نزل تقسي القلب وتورث العداوة
هذا الأثر ذكره الذهبي عن أبي شريح رحمه الله كما في السير ....
قلت:
ما أعمق علم السلف ..
وليس ما أكثر علم السلف.
وقد روي عن ابن مسعود وهو يصف حال أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - نحوا من هذا ..
ـ[صلاح السعيد]ــــــــ[10 - 06 - 07, 08:13 ص]ـ
كلام نفيس،ومن سار على دربهم حاز هذا العمق(79/121)
هل صحيح ان الجمعة والجماعة لاتقام في دار الحرب؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 07:58 م]ـ
السلام عليكم
ذكر بعضهم ان شيخ الاسلام ابن تيمية قال انه لاتقام جمعة ولا جماعة في دار الحرب؟
ماهي اقوال العلماء؟
وهل يصح ذلك عن شيخ الاسلام؟
ـ[نايف الحميدي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 08:46 م]ـ
قال ابن رجب في الفتح (6/ 145) الشاملة
ولهذا لا تقام الجمعة في السجن، وإن كان فيه أربعون، ولا يعلم في ذلك خلافٌ بين العلماء، وممن قاله: الحسن، وابن سيرين، والنخعي، والثوري، ومالك، وأحمد، وإسحاق وغيرهم.
وعلى قياس هذا:لو كان الأسارى في بلد المشركين مجتمعين في مكانٍ واحدٍ؛ فإنهم لا يصلون فيه جمعةً، كالمسجونين في دار الإسلام وأولى؛ لا سيما وأبو حنيفة وأصحابه يرون أن الإقامة في دار الحرب - وإن طالت - حكمها حكم السفر، فتقصر فيها الصلاة أبداً، ولو اقام المسلم باختياره، فكيف إذا كان أسيراً مقهوراً؟ انتهى.
ــــــــــ
س20: هل تجب صلاة الجمعة على كل مسجون، سواء كان مسجونًا لمدة معينة أو معتقلًا لمدة لا يعلمها، حيث إني سمعت أن الحرية شرط من شروط وجوب الجمعة.
ج20: إذا أقيمت الجمعة داخل السجن أو في غيره، واستطاع أداءها فتجب عليه، وإذا لم يستطع أداء الجمعة فيصليها ظهرا. وأما الحرية التي يذكرها الفقهاء شرطًا في وجوب الجمعة فمرادهم الحرية من الرق؛ لأن المملوك لا تجب عليه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو // عضو // نائب رئيس اللجنة // الرئيس //
عبد الله بن قعود // عبد الله بن غديان // عبد الرزاق عفيفي // عبد العزيز بن عبد الله بن باز //(79/122)
مهمات شرح باب صلاة المسافر والمريض من البلوغ للشيخ عبد الكريم الخضير
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 10:09 م]ـ
مهمات شرح باب صلاة المسافر والمريض من بلوغ المرام
للشيخ عبد الكريم بن عبد الله الخضير نفعنا الله به
كتبه العبد الفقير أبو هاجر النجدي
1. ذكر الشيخ أنه لا يجيز لأحدٍ أن يلتقط له صورة لأن المترجح عنده تحريم التصوير لذوات الأرواح بجميع صوره وأشكاله وآلاته.
2. حديث عائشة (أول ما فرضت الصلاة ركعتين – الحديث -): الفرض يأتي بمعنى التقدير ومنه الفرائض المقدرة في كتاب الله عز وجل, ويأتي بمعنى الإيجاب والإلزام, وعلى هذا فإن دلالة الحديث محتملة.
3. على القول بأن معنى الفرض في الحديث التقدير فالمعنى (أول ما قُدِّرت الصلاة) وهو قول الجمهور, فليس هذا عندهم على سبيل الإيجاب. وأما الحنفية فإنهم يرون أن معنى الفرض في الحديث الإيجاب والإلزام فالمعنى (أوجبت) , ليستمر هذا الوجوب بعد أن أقرت صلاة السفر وأتمت صلاة الحضر.
4. بناءً على هذا: القصر في السفر رخصة عند الجمهور ويقول بعضهم إنه عزيمة لكن لا على سبيل الوجوب, وعند الحنفية القصر في السفر واجب لأن قولها (فُرِضَت) معناه (أُوجِبَت) واستمر هذا الإيجاب ولم ينسخ ولم يُغَيَّر, وإنما الذي غُيِّر حكم صلاة الحضر.
5. أدلة الجمهور كثيرة ومنها قوله تعالى (فلا جناح عليكم أن تقصروا من الصلاة إن خفتم أن يفتنكم الذين كفروا) ورفع الجناح يقتضي رفع الإثم ولا يقتضي وجوب القصر.
6. قد يقول قائل إن القصر في الآية مع كونه رُفِعَ فيه الجناح وهو الإثم فهو مشروط بالخوف للقيد الذي في الآية (إن خفتم) وهذا شرط, وعلى هذا فالسفر وحده لا يستقل بالقصر بل لا بد معه من خوف.
7. لكن الذي استقر عليه عمل الأمة جواز القصر في السفر ولو بدون خوف, وهي صدقة تصدق الله بها كما قال عمر رضي الله عنه وقصر النبي عليه الصلاة والسلام وقصر أصحابه من بعده من غير خوف, وهذا من الأحكام التي شرعت لسبب وارتفع السبب وبقي الحكم كالرمل في الطواف.
8. آية السعي (فلا جناح عليه أن يطَّوَّف بهما): الجمهور على أن السعي ركن خلافاً للحنفية القائلين بأن رفع الجناح في الآية لا يقتضي الوجوب في آية السعي. فالجمهور لا يقولون في آية السعي بمثل ما يقولون به في آية القصر, والحنفية لا يقولون في آية القصر بمثل ما يقولون به في آية السعي.
9. إذاً المعول في الحكمين – حكم القصر وحكم السعي - على النصوص المفسرة للآيتين.
10. الجمهور عندهم ما يدل على ركنية السعي مما يجعل الآية تفيد وجوبه بل ركنيته, والمناظرة بين عائشة وعروة في آية السعي معروفة, ومعروف أن سبب نزول الآية أنهم كانوا يتحرجون من السعي بين الصفا والمروة لأن العرب قبل الإسلام يسعون بينهما بين صنمين فتحرجوا من شرعية السعي فرفع هذا الحرج والجناح بالآية.
11. أفاد قوله تعالى (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه لمن اتقى) أن المتعجل لا إثم عليه والمتأخر لا إثم عليه, لكن هل الحاج جاء لمجرد رفع الإثم لبقائه أو استعجاله؟ أو جاء طلباً للمغفرة كما في حديث (من حج فلم يرفث – الحديث -)؟ الجواب: المعنى المعتمد في الآية أنها مطابقة للحديث ويستوي في ذلك من تأخر ومن تعجل, شريطة أن يتقي الله جل وعلا في حجه, فإذا اتقى الله في حجه فإنه يرتفع عنه الإثم ويرجع مغفوراً له سواء تعجل أو تأخر شريطة أن يتقي الله جل وعلا في حجه, ولا يقال إن التقوى شرط للتأخر دون التعجل. فمعنى قوله (فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه ومن تأخر فلا إثم عليه) أنه يرتفع عنه الإثم الذي ارتكبه قبل حجه شريطة أن يتقي الله جل وعلا في حجه سواء تعجل أو تأخر, ويكون مفاد الآية هو مفاد الحديث, لأن رفع الجناح ورفع الإثم الأصل فيه أن يرجع لا له ولا عليه, لكن المراد تقريره في الآية والحديث بيان فضل الحج.
12. الحنفية يستدلون بهذا الحديث على وجوب القصر والجمهور يستدلون بهذا الحديث على عدم وجوب القصر, والحديث محتمل للمعنيين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/123)
13. القصر عند الحنفية واجب وليس بفرض, مع أن الحديث جاء بلفظ الفرض, والسبب أن لهم اصطلاحاً خاصاً للتفريق بين الفرض والواجب, وهو أن الفرض ما ثبت بدليل قطعي والواجب ما ثبت بدليل ظني, فالآية المقررة لمشروعية القصر قطعية الثبوت لكن دلالتها على الإلزام ظنية عندهم, والحديث من الأصل ظني الثبوت والدلالة. وزكاة الفطر عندهم واجبة وليست بفرض مع أن الصحابي قال في الحديث (فرض رسول الله صلى الله عليه وسلم).
14. الاصطلاحات العلمية ينبغي أن تكون موافقة للألفاظ الشرعية: يقول النبي عليه الصلاة والسلام (غسل يوم الجمعة واجب على كل محتلم) ويقول جماهير العلماء إنه ليس بواجب, هل هذه محادة للنص من هؤلاء الأئمة؟ الجواب: هذا اختلاف في الحقائق, اختلاف بين حقيقة شرعية وحقيقة عرفية - أي عرف خاص عند أهل العلم – فليس في ذلك محادة للنص, لأن حقيقة الواجب في لسان الشارع تختلف عن حقيقة الواجب في الاصطلاح.
15. مثالٌ آخر: لو قال شخص (أنا لم أرَ في حياتي جملاً أصفر) مع أن الله تعالى قال (كأنها جِمَالتٌ صفر) فهل في هذا معاندة ومصادمة للنص؟ الجواب: هذا القائل نظر إلى الإبل من ناحية الحقيقة العرفية, فليس هناك جمل باللون الأصفر المعروف, ولو أتيت إلى أعرابي وقلت (جملك هذا لونه بيج) لحكم عليك بالسفه لأن الحقيقة العرفية عنده تختلف عن الحقيقة العرفية عندك.
16. مثالٌ آخر: تعريف العزيز عند أهل العلم ما يتفرد بروايته اثنان ولو في طبقة من طبقات الإسناد, والله جل وعلا يقول (فعززنا بثالث) فلم لا يكون العزيز مروي ثلاثة؟ ..
17. نظراً لاختلاف هذه الحقائق يسهل الأمر ولا يكون هناك مصادمة ومعاندة, لأنه مع انفكاك الجهة يهون الأمر, لأن كل شخص ينظر إلى الشيء من زاوية معينة, بخلاف ما إذا اتحدت الجهة, فإنه حينئذٍ لا مندوحة من لزوم الألفاظ الشرعية.
18. كلما قربت الاصطلاحات العلمية من الألفاظ الشرعية فهو الأولى, لكن إذا نظرنا في اصطلاحات أهل العلم وجدنا شيئاً من هذه الفوارق, ومردها اختلاف الحقائق العرفية مع الحقائق الشرعية, وبينا أنه قد يأتي في الشرع للفظ الواحد أكثر من حقيقة شرعية.
19. قولها (أقرت صلاة السفر): أي أقرت صلاة السفر على الفرض الأول على أنها ركعتين, والمراد بذلك ما عدا المغرب.
20. قولها (وأتمت صلاة الحضر): أي أتمت صلاة الحضر أربع ركعات, ما عدا الصبح.
21. زاد أحمد – يعني في حديث عائشة – (إلا المغرب فإنها وتر النهار وإلا الصبح فإنها تطول فيها القراءة): المغرب تؤدى بعد غروب الشمس فهي ليلية, فكيف تكون وتر النهار؟!! وتر صلاة الليل يقع في الليل ووتر صلاة النهار يقع في الليل؟!! الجواب: لوقوعها بعد صلوات النهار كأنها ختمت بها صلاة النهار.
22. نظير ذلك القول بأن رمي جمرة العقبة تحية منى, وجمرة العقبة فيها خلاف هل هي داخل منى أو خارج منى, والذي يقول إنها خارج منى يقول إن رميها تحية منى ولو كانت خارج منى, كالطواف تحية البيت الذي هو الكعبة مع أنه خارج البيت.
23. قولها (وإلا الصبح فإنها تطول فيها القراءة): ولذا عُبِّرَ عنها بالقرآن كما في قوله جل وعلا (وقرآن الفجر إن قرآن الفجر كان مشهوداً) والمقصود بذلك صلاة الصبح, لأن القراءة أطول أجزاء الصلاة, فعُبِّرَ بالجزء الأعظم عن الكل, وشأن صلاة الصبح وكونها مشهودة أمرٌ لا يخفى جاءت به النصوص, وجاء التشديد فيها وأن من صلاها في جماعة كان في ذمة الله حتى يمسي وأنها أثقل الصلوات على المنافقين, ومن أراد بيان هذا الأمر فليرجع إلى طريق الهجرتين لابن القيم, فإنه لما شرح حال المقربين ذكر أنهم يتقدمون إلى صلاة الصبح ويحرصون على أن يكونوا قرب الإمام ليقبلوا على صلاتهم ويسمعوا قراءة إمامهم, وبَيَّن أن لها شأناً عظيماً.
24. صلاة الصبح لم تزد عن ركعتين لأنها تُطَوَّلُ فيها القراءة, فطول القراءة فيها عِوَضٌ عن جعلها أربع ركعات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/124)
25. حديث عائشة (أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقصر في السفر ويتم ويصوم ويفطر) قال فيه الحافظ (رواه الدارقطني ورواته ثقات إلا أنه معلول): إذا كان الحديث رواته ثقات لا يلزم من ذلك أن يكون متنه صحيحاً, وإذا كان الرواة غير ثقات لا يلزم من ذلك أن يكون المتن ضعيفاً, فلا تلازم بين صحة السند وصحة المتن, ولا شك أن الأسانيد للمتون كالقوائم, وحديث لا إسناد له لا قيمة له, لكن قد يوجد الحديث بإسناد صحيح والرواة ثقات إلا أن المتن غير صحيح, فقد يهم الراوي الثقة, وقد يخطئ فيخالف من هو أوثق منه. كما أنه قد يروى الخبر بسندٍ فيه كلام ويصح المتن لوروده من طرقٍ أخرى فلا تلازم حينئذ بين صحة المتن وصحة السند.
26. قوله (والمحفوظ عن عائشة من فعلها وقالت: إنه لا يشق علي): المحفوظ يقابله الشاذ والمعروف يقابله المنكر, الطريق الأول رواته ثقات إلا أنه شاذ, والمحفوظ الذي يقابل الشاذ مروي عن عائشة من فعلها.
27. نقل ابن القيم في زاد المعاد أن شيخ الإسلام ابن تيمية قال في الرواية الأولى (كَذِبٌ على رسول الله صلى الله عليه وسلم) وقرر أن النبي عليه الصلاة والسلام لم يتم في السفر ولم يصم في السفر.
28. قولها (إنه لا يشق علي): كأنها تقول إنه إنما خفف عن المسافر لأجل المشقة وأن الأصل هو الإتمام ومادام أن الإتمام لا يشق عليها وهو الأصل فإنها تتم, كما فهم ابن عمرو أن نهيه عن قراءة القرآن في أقل من سبع إنما هو من أجل الإشفاق عليه ومادام لا يشق عليه والثواب يكون أكثر إذا قرأ في أقل من سبع فإنه يطلب الزيادة من الأجر.
29. ثبت عن عائشة أنها أتمت وثبت عن عثمان أنه أتم, وعائشة تأولت كما تأول عثمان, رضي الله عن الجميع, لكن يبقى أن الأفضل هو القصر, لأنه لم يحفظ عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه أتم في السفر.
30. ابن القيم يقول في الرواية الأولى أن النبي عليه الصلاة والسلام كان يقصر في السفر وتتم – يعني عائشة – ويصوم وتفطر – يعني عائشة -.
31. بعضهم يربأ بأم المؤمنين رضي الله عنها أن تخالف النبي عليه الصلاة والسلام وهي معه, والرواية التي ذكرها ابن القيم يؤتى بها لتتفق مع ما حفظ عنه عليه الصلاة والسلام أنه لم يتم ألبتة, وأما الصيام فقد ثبت عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه صام في السفر وثبت عنه أنه أفطر في السفر.
32. حديث عبد الله بن عمر (إن الله يحب أن تؤتى رخصه – الحديث -): في هذا الحديث إثبات أن الله جل وعلا يحب ويكره على ما يليق بجلاله وعظمته من غير مشابهةٍ للمخلوق.
33. إذا كان المخلوق يسره أن تُقبَل هبته وهديته فكيف بالخالق الكريم المتفضل؟ فهو سبحانه يحب أن تؤتى رخصه.
34. الرخصة عند أهل العلم ما ثبت على خلاف دليل شرعي لمعارض راجح, فالقصر رخصة والفطر في السفر رخصة والمسح ثلاثة أيام بلياليها رخصة وأكل الميتة للمضطر رخصة, هذا كله ثبت على خلاف الأصل, أي على خلاف الدليل الشرعي, فالأصل الإتمام والأصل المسح يوماً وليلة لأن الغالب حال الإقامة فتكون هي الأصل, والسفر أمر طارئ على خلاف الأصل, وهذه الرخصة جاءت على خلاف الأصل المقرر لمعارض راجح وهو الأدلة الثابتة في حقها. والعزيمة ما ثبت على وفق الدليل الشرعي مع عدم المعارض.
35. منهم من يقول إن الرخصة ما دام أنها ثبتت بدليل مستقل فلا يقال إنها على خلاف الدليل الشرعي, بل هي على وفق الدليل الشرعي, فهي وإن خالفت دليلاً إلا أنها وافقت دليلاً آخر, فالكل موافق للدليل الشرعي, إذاً كيف نفرق بين الرخص والعزيمة؟ الجواب: الرخصة ما فيه سهولة وتسهيل وتيسير بخلاف العزيمة, فالعزيمة جاءت على الأصل في التكاليف وأنها إلزام ما فيه كلفة والرخصة تقليل لهذه التكاليف وتسهيل وتيسير على المكلف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/125)
36. هل كون العزيمة جاءت قبل فإن محبة العزيمة هي الأصل المشبَّه به في قوله (كما يحب أن تؤتى عزائمه) ومحبة الرخصة فرع مقيس عليه مشبَّه, والأصل أن المشبَّه أقل من المشبَّه به, فالرخص شبهت في محبة الله جل وعلا لها وإتيانها بالعزائم في محبة الله جل وعلا لها وإتيانها, والأصل أن يكون تشبيه الرخصة بالعزيمة أن تكون العزيمة أفضل من الرخصة لأن المشبَّه به أقوى من المشبَّه في باب التشبيه, فإذا قلت (زيد كالأسد) فالأصل أن يكون المشبَّه وهو زيد أقل من المشبَّه به وهو الأسد, وعلى هذا هل في الحديث ما يدل على تفضيل الرخصة على العزيمة أو العكس؟
37. الأصل العزائم, والعزائم إذا لم يوجد مبيح لتركها فليست المسألة مسألة محبة فقط بل المسألة مسألة ترتيب عقاب على تركها, وبعضهم يفهم من مثل هذا السياق ترجيح الرخص على العزائم عند قيام سببها فيرجحون القصر على الإتمام ويرجحون الفطر على الصيام, لكن الرخص ليست على مستوىً واحد إذا نظرنا إليها مجردة, فلو افترضنا أن شخصاً في آخر رمق وما بقي إلا الموت من الجوع ووجد ميتة هل يقال الأفضل أن يأكل أو الأفضل أن يترك؟ جمع من أهل العلم يقولون يجب عليه أن يأكل حفظاً للنفس, لكن إذا قرر الأطباء أن زيداً من الناس إن لم يعالج مات فهل يجب عليه العلاج؟ بالنسبة للأكل من الميتة حفظ النفس متحقق وأما بالنسبة للعلاج فهو مظنون ولذا يقول شيخ الإسلام (لا أعلم سالفاً – يعني من السلف – أوجب العلاج).
38. على كل حال مسألة الأفضل في القصر والإتمام والصيام والفطر مسألة خلافية بين أهل العلم, والذي يميل إليه جمع من المحققين تقديم إتيان الرخص على العزائم, وأن العزائم تبقى في موضعها والرخص تبقى في موضعها, وأن الإنسان يتصرف مع النصوص كيفما دارت, وما دام النبي عليه الصلاة والسلام لم يحفظ عنه أنه أتم في السفر فالقصر أفضل, وأما بالنسبة للصيام فالنصوص مجتمعة تدل على أنه إذا كان الصيام لا يشق فهو من أفضل الأعمال, وثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه صام في السفر, وإذا كان يشق فثبت عنه أنه قال في الصائمين في السفر (أولائك العصاة) وقال (ليس من البر الصيام في السفر) وقال (ذهب المفطرون بالأجر) وهذا مع المشقة.
39. حديث أنس (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال أو فراسخ صلى ركعتين): الميل يعادل كيلومترين إلا ثلث, وثلاثة الأميال تعادل خمسة كيلومترات, والفرسخ الواحد يعادل ثلاثة أميال, وثلاثة الفراسخ تعادل خمسة عشر كيلومتراً.
40. (أو) في الحديث للشك والتصريح في الصحيح أن الشك من شعبة.
41. الحديث يبين أن النبي عليه الصلاة والسلام إذا خرج مسيرة ثلاثة أميال قصر الصلاة, وقد صلى الظهر بالمدينة أربع ركعات وصلى العصر بذي الحليفة ركعتين, وذو الحليفة قريبة جداً من المدينة, المسافة بينها وبين المدينة أقل من فرسخ, وعلى هذا يحمل حديث الباب على مفهوم الحديث الثاني, فحديث الباب يفيد أنه يترخص بمجرد ما يخرج من عامر البلد ويتلبس بالوصف الذي عُلِّقَ به الترخص, وهذا الوصف هو السفر.
42. ليس في حديث الباب ما يدل على تحديد مسافة السفر وأنه إذا كانت هذه المسافة هي منتهى السفر يعتبر مسافراً وله أن يترخص, بل فيه دليل على أنه بمجرد ما يفارق البلد ولم تكن غاية السفر إلى هذه المسافة فإنه يباشر الرخص, لأن النبي عليه الصلاة والسلام قصر في أقل من فرسخ في ذي الحليفة, لكن ليس هذا منتهى السفر.
43. الوصف الذي عُلِّقَ به الترخص هو السفر, فلا بد من التلبس بهذا الوصف ليتم الترخص, وعلى هذا إذا أراد الإنسان أن يسافر ولم يخرج من البلد وكان عازماً على السفر فليس له أن يقصر قبل أن يتلبس بالسبب المبيح, وجاء في حديث أنس أنه لما أراد أن يسافر وقبل أن يخرج أفطر ورفعه إلى النبي عليه الصلاة والسلام, وفي هذا تنزيل للعزم منزلة الفعل, ولو ثبت هذا الحديث الذي صححه بعض المتأخرين لكان حجة, لكن الحديث فيه مقال, فيبقى أن السبب المبيح للقصر وللفطر هو السفر, ولا يجوز أن يترخص الإنسان حتى يباشر السبب الذي عُلِّقَ عليه الترخص.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/126)
44. إذا كان البلد له مطار, وهناك فاصل بين البلد وبين المطار, فإذا فارق البنيان وكان في المطار هل له أن يترخص؟ الجواب: ليس له أن يترخص, لأنه ما دام في مطار البلد فهو لم يفارق البلد, والمساحة التي بين المطار وبين البلد بمثابة الفجوات التي توجد داخل المدن, ولذلك إذا وصل إلى مطار الرياض مثلاً قيل (وصلنا إلى الرياض) بمجرد وصول المطار, فالمطار من البلد, والذي في المطار لم يباشر السبب مادام باقياً في المطار, ولا يقال إنه مسافر حتى يفارق هذا العامر.
45. قد يوجد من يفتي بأنه إذا كان في المطار فإنه قد خرج من البلد وترك البلد وراء ظهره وينظرون في هذا إلى مصلحة تحصيل الوقت أو تحصل الإتيان بالصلاة على وجهها, لأنه قد يتواجد في المطار في وقت صلاة الظهر مثلاً والسفر طويل وإن لم يجمع إليها العصر وأخرها إلى أن يصل إلى المطار الثاني يكون الوقت قد خرج, وإن صلى على حسب حاله في الطائرة فإنه يأتي بالصلاة على وجهٍ فيه شيء من الخلل يقتضيه ظرف الركوب وظرف المكان, فهم تحصيلاً لمصلحة الإتيان بالصلاة على وجهها يفتون بجواز جمع التقديم في هذه الحال باعتبار أن المطار خارج البلد, لكن يبقى أن المسألة مسألة شرعية معلقة بوصف, فالأمر عظيم, وما دام في المطار فإنه لم يفارق البلد فليس له أن يترخص حال كونه في المطار.
46. مسافة القصر مسألة خلافية بين أهل العلم, والجمهور على تحديد المسافة والأكثر على مسيرة يومين أربعة برد ثمانين كيلومتراً, فإذا وجدت هذه المسافة جاز الترخص.
47. يجوز الترخص إذا كان الباعث على السفر مباحاً أو مستحباً أو واجباً, وأما إذا كان السفر سفر معصية فالجمهور على أنه لا يترخص لأنه ينبغي ألا يُعَان على تحصيل معصيته, والرخص لا شك أنها إعانة للمسافر, وعند الحنفية يجوز له أن يترخص لأن الحكم عُلِّقَ بسبب ووُجِدَ السبب بغض النظر عن الأهداف والمقاصد.
48. لكن إذا قلنا للمسافر في سفر معصية (بدلاً من أن تصلي أربع ركعات صل ركعتين) فكأننا نقول له (اغتنم الوقت لتحصيل هذه المعصية) , ولذا جاء في الأكل من الميتة للمضطر التقييد بكونه غير باغٍ ولا عادٍ فدل على أنه لو كان باغياً أو عادياً فإنه لا يجوز له أن يأكل من الميتة, ويقاس عليها بقية الرخص, فلا يجوز له أن يقصر ولا يجوز له أن يجمع ولا يجوز له أن يمسح أكثر من يوم وليلة ولا يجوز له أن يأكل من لحم الميتة فليس له أن يترخص ما دام عاصياً في سفره.
49. منهم من يقول بأن المسافة مسيرة يوم للنهي عن سفر المرأة بغير محرم مسيرة يوم, وكأن هذا هو المرجح عند الإمام البخاري, ومسيرة اليوم تقدر بأربعين كيلومتراً.
50. حينما تربط المسافة بالوقت وتقدر هذه المدة المقررة بالكيلومترات يصير المرجع المسافة لا الوقت والمدة, والجمهور قدروا المسافة حتى قالوا (ولو قطعها في ساعة).
51. جاء أيضاً النهي عن أن تسافر المرأة مسيرة ثلاثة أيام بغير محرم وجاء أيضاً النهي عن ذلك من غير تقييد فدل على أن المرأة لا يجوز لها أن تسافر ولا يجوز لها أن تباشر السفر ولا يجوز لها أن تخرج من البلد إلا بمحرم والمدة غير مرادة بدليل تفاوت هذه الأزمنة, فلا يجوز للمرأة بحال أن تخرج من البلد بغير محرم, فمفهوم المدة غير مراد لأنها جاءت متفاوتة, والذين استدلوا بهذه الأحاديث على تقدير مسافة القصر اعتمدوا المسافة فصارت المسافة هي المرجع لا الوقت, والأكثر على اعتماد مسيرة يومين مرحلتين ثمانين كيلومتراً كالمسافة من مكة إلى الطائف أو من مكة إلى جدة أو من مكة إلى عسفان كما يقول الصحابة, وما دون ذلك فليس بمسافة قصر.
52. من أهل العلم من يرى أنه لا تحدد المسافة بمقدار معين لأنها جاءت مطلقة في النصوص, وكيف نحدد ونقيد ما أطلقه الله جل وعلا في كتابه؟!! وهذا ما يراه شيخ الإسلام رحمه الله تعالى. يقول رحمه الله (جاء السفر غير مقيد - لا مدة ولا مسافة - فكيف نقيد ما أطلقه الله جل وعلا).
53. التقييد بأربعة بُرُد - ثمانين كيلومتر - ثابت عن الصحابة, ورأي شيخ الإسلام وجيه, والأدلة التي يعتمد عليها الجمهور قد لا تكون في صراحتها في الدلالة على المطلوب بقوة ما يقوله شيخ الإسلام, لكن إذا نظرنا إلى الآثار المترتبة على إطلاق السفر في مسافته وفي مدة الإقامة وجدنا أن التحديد وسلوك مذهب الجمهور أضبط وأحوط للعبادة. وكان الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى يفتي بقول شيخ الإسلام ثم رجع عنه إلى قول الجمهور لأنه أضبط للعبادة.
54. المشقة غير منظور إليها في تحديد مسمى السفر, وإن كان الأصل في السفر أنه شاق, والرخص إنما جاءت لإزالة هذه المشقة, لكن ومع ذلك فإن من سافر بدون مشقة إطلاقاً لا يمنع من الترخص.
55. السفر في لغة العرب من البروز فإذا قيل (سافر فلان) فالمعنى (برز عن بلده) , وقيل سمي سفراً لأنه يسفر عن أخلاق الرجال ويبرزها, ومنه قيل للمرأة التي تبرز محاسنها سافرة.
56. السلف بما في ذلك بعض الصحابة فهموا أن السفر لا بد من ضبطه, والشيخ ابن باز كان يفتي بالإطلاق بقول شيخ الإسلام ثم رأى أن المصلحة في ضبط الأمر ولا ينضبط الناس إلا بتقدير معين في المسافة والمدة التي هي أربعة أيام.
57. لا يقال إن أثر السفر هو الضابط اعتماداً على ما جاء في حديث جبريل (ولا يرى عليه أثر السفر) لأنه يوجد في هذه الأزمان من يسافر ألوف الأميال ومع ذلك لا يرى عليه أثر السفر, فلا يُمنَع من الترخص, وقد يحصل للمقيم من الأثر أكثر مما يحصل للمسافر في هذه الأزمان.
58. ما يستدل به الجمهور قد لا يقوى على الدعوى, لكن الإطلاق الذي يميل إليه شيخ الإسلام ومن يقول بقوله لا يمكن ضبطه, والصحابة الذين هم سادة الأمة أولى بالتقليد من غيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/127)
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 10:12 م]ـ
59. حديث أنس (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة فكان يصلي ركعتين ركعتين حتى رجعنا إلى المدينة): معلوم أن مدة السفر في الذهاب عشرة أيام, فهم خرجوا من المدينة لخمس بقين من القعدة ودخلوا مكة لخمس مضين من ذي الحجة, ومكثوا اليوم الخامس والسادس والسابع والثامن والتاسع والعاشر والحادي عشر والثاني عشر والثالث عشر, وهذه تسعة أيام, ثم عادوا إلى المدينة وقل إن الإياب مثل الذهاب عشرة أيام, والمجموع تسعة وعشرون يوماً, فمنذ أن خرج من المدينة إلى أن رجع إليها وهو يصلي ركعتين, وإن كان الاحتمال قائم في خروجهم هذا هل هو في عام الفتح و في عام حجة الوداع, والمسألة محتملة. فهل يقال إن هذه المدة هي الحد في الترخص؟ أو يقال إن للمسافر أن يترخص ولو زادت المدة على هذه؟.
60. حديث ابن عباس رضي الله عنهما (أقام النبي صلى الله عليه وسلم تسعة عشر – يعني يوماً – يقصر الصلاة) وفي لفظ (بمكة تسعة عشر يوماً) وفي رواية لأبي داود (سبع عشرة): يمكن التوفيق بين الروايتين بأن يقال إن يومي الدخول والخروج داخلان في الرواية الأولى (تسعة عشر) وغير داخلين في الرواية الثانية (سبع عشرة).
61. قوله (وفي أخرى (خمس عشرة)): هذه الرواية منكرة.
62. قوله (وله عن عمران بن حصين (ثماني عشرة)): هذه الرواية ضعيفة, لأنها من رواية علي بن زيد بن جدعان وهو ضعيف عند الجمهور.
63. المعتمد رواية البخاري (تسعة عشر).
64. قوله (يقصر الصلاة): بل يقصر أكثر من ذلك ما دام مسافراً.
65. قوله (وله - يعني لأبي داود عن جابر - أن النبي عليه الصلاة والسلام أقام بتبوك عشرين يوماً يقصر الصلاة): هذا الحديث وإن كان رواته ثقات إلا أنه اختلف في وصله وإرساله.
66. جاء عن بعض الصحابة أنه أقام ستة أشهر يقصر الصلاة, والحنفية المدة عندهم خمسة عشر يوماً, وعند الشافعية والمالكية والحنابلة أربعة أيام بمعنى أنه إذا أقام وعزم على الإقامة في مكان ما أكثر من أربعة أيام فإنه لا يجوز له أن يقصر, واستدل الجمهور على تحديد المدة بأربعة أيام بكون النبي عليه الصلاة والسلام قدم مكة في اليوم الرابع من ذي الحجة ومكث فيها الخامس والسادس والسابع وفي الثامن خرج إلى منى, فأقام بمكة أربعة أيام فقط, وأيضاً أذن للمهاجر أن يقيم ويمكث ثلاثة أيام وهو منهي عن الإقامة في البلد الذي هاجر منه, فدل على أن الثلاثة أيام المأذون بها ليست بإقامة, وما فوق الثلاثة وهي الأربعة إقامة.
67. أدلة الجمهور لا تنهض على تقرير مثل هذه المسألة الكبرى, لكن يبقى أن عدم التحديد فيه تضييع لهذه العبادة التي هي أعظم شعائر الإسلام, ولذا المعتمد عند الجمهور التحديد, وهو المفتى به عند شيوخنا وهو المعتمد محافظةً على هذه العبادة العظيمة, ولكي يخرج الإنسان من عهدة هذه العبادة بيقين, لأنه إذا قصر الصلاة أو جمع مع وجود هذا الخلاف الكبير عرَّض صلاته للبطلان عند قوم, لكن إذا أتم فصلاته صحيحة على جميع الأقوال حتى عند من يقول بوجوب القصر ولا يقول أحد ببطلان الصلاة إذا أتمها المسافر ولا يقول أحد ببطلان الصلاة إذا لم يجمع بين الصلاتين, فعلى هذا الاحتياط لهذه العبادة العظيمة لا شك أنه أولى.
68. من عزم على الإقامة أكثر من عشرين فرضاً فهو مقيم, لكن إذا كان متردداً لا يدري كم سيمكث فإنه يقصر ويجمع ولو مكث سنة.
69. على كل حال لا حجر على الاجتهاد, ولا تُلغَى الأقوال الأخرى.
70. الإقامة الجبرية لا تُعَدُّ إقامةً حقيقية, فلو أن شخصاً سافر بنية المكوث يوماً في البلد الذي قدم عليه فصار له حادث وسجن لمدة شهر فإنه لا يعد مقيماً لأن هذه إقامة جبرية وليست إقامةً حقيقية.
71. ابن عمر ثبت عنه أنه أقام في أذربيجان ستة أشهر يقصر الصلاة, لكن هذا محمول على أنه لا يدري متى يسافر, وهو عازم على عدم الإقامة, والثلج هو الذي حال دونه ودون السفر, فهذه ليست بإقامة حقيقة وإنما هي إقامة حبرية ليست باختياره.
72. لا تعارض بين حديث (إلا المغرب فإنها وتر النهار) وحديث (لا وتران في ليلة) لأن المقصود بالوتر في الحديث الثاني الوتر الذي يقع بين صلاة العشاء وطلوع الفجر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/128)
73. لو أوتر بين العشاءين فإنه لا يشمله حديث (لا وتران في ليلة) بل يقال إنه قد صلى صلاة مبتدعة لم يأت بها الشرع.
74. لو نوى الإفطار في أي جزء من طلوع الفجر إلى غروب الشمس فقد أفطر, وهذا في الفريضة لا في النافلة, لأنه لا يشترط لصوم النافلة تبييت للنية, فيختلف حكمها عن حكم الفريضة, فلو نوى في صيام النافلة أن يأكل فلا أثر لهذه النية ما دام أنه لم يأكل, لكن لو نوى الإفطار في أي جزء من طلوع الفجر إلى غروب الشمس في الفريضة فإن أهل العلم يقولون (من نوى الإفطار أفطر).
75. من نوى نقض الوضوء بعد الفراغ من الوضوء فإن وضوءه لا ينتقض بمجرد نية النقض لأن النية لا أثر لها بعد الفراغ من العبادة, ولذا إذا أذن المغرب وغربت الشمس ونوى الإفطار فإن نقض النية هنا لا أثر له لأن النية لا أثر لها بعد الفراغ من العبادة, والتنظير أن يقال شخص يتوضأ ولما غسل وجهه ويديه نوى نقض الوضوء فإن وضوءه ينتقض ولذا يشترطون استصحاب حكم النية وحكم النية هو ألا ينوي نقضها حتى تتم الطهارة, وهنا لا ينوي نقض الصيام حتى يتم الصيام, فإذا نوى نقض الطهارة بعد فراغه من الطهارة أو نوى نقض الصيام بعد فراغه من الصيام فلا أثر لهذه النية.
76. القصر في المشاعر والجمع في عرفة وفي مزدلفة: من أهل العلم من يقول إنه من أجل النسك, وعلى هذا يجمع ويقصر كل حاج, سواء كان بينه وبين مسكنه مسافة قصر أو دون ذلك, ولا يُنظَر إلى المسافة, حتى أهل مكة يجمعون ويقصرون, لأن الجمع والقصر من أجل النسك ليستعان بهما على تطويل وقت الوقوف وتطويل وقت الراحة في مزدلفة لمباشرة أعمال يوم النحر بقوة ونشاط, وهذا قول معتبر عند أهل العلم, ومنهم من يقول إن الجمع والقصر للسفر لا للنسك, وعلى هذا لا يجمع ولا يقصر في عرفة وفي مزدلفة إلا من كان بينه وبين مسكنه مسافة قصر, وهذا هو مقتضى قول الجمهور, لكن لم يُحفَظ عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه نبه أهل مكة أن يتموا الصلاة في عرفة ولا في مزدلفة ولا في منى وإنما نبههم في مكة لما صلى بهم في المسجد قال (أتموا فإنا قوم سفر) , لكن مقتضى قول الجمهور أن أهل مكة ومن كان دونه ودون هذه المشاعر أقل من مسافة القصر لا يجوز لهم أن يقصروا الصلاة ولا يجوز لهم أن يجمعوا.
77. المرأة لا يلزمها المصافة لأنه جاء في حديث أنس أن أم سليم كانت خلفهم, فانفراد المرأة خلف الصف لا يقتضي البطلان, وتكون حينئذ خارجة من عموم (لا صلاة لمنفرد خلف الصف).
78. لا يجوز للمرأة أن تسافر بلا محرم ولو كانت مع جمع من النساء لأن السفر له مخاطر. وينبغي أن نفرق بين الخلوة وبين السفر فالسفر بلا محرم لا يجوز ولو انتفت الخلوة, وأما داخل المدن فإن المحذور ينتفي بانتفاء الخلوة ولا يشترط وجود المحرم لانتفاء السفر.
79. حديث (فإذا صلى لوحده فليطول كيف شاء) يدل على جواز تطويل الصلاة بحيث يقع آخرها بعد انتهاء الوقت, لكن الأولى إيقاع جميع الصلاة في الوقت, لأن من أهل العلم من يقول إن ما يؤديه المصلي في الوقت أداء وما يقضيه بعد خروج الوقت قضاء ولو افتتحت الصلاة في الوقت, والجمهور يرون أنها كلها أداء ولو وقع بعضها خارج الوقت لحديث (من أدرك ركعة من صلاة الصبح قبل أن تطلع الشمس فقد أدرك الصبح) يعني أدرك صلاة الصبح, وإذا كان مدركاً لها فهي في وقتها وحينئذ تكون أداء.
80. الرخصة هي ما جاءت على خلاف دليل شرعي لمعارض راجح, فالله جل وعلا يقول (حرمت عليكم الميتة) هذا هو الأصل, والأكل منها على خلاف هذا الأصل لمعارض راجح وهو دليل آخر يخص هذه الحالة, وتبقى الآية الأولى التي هي الأصل باقية في عموم الأحوال عدا هذه الحالة وهي حالة الاضطرار, فالمعارض راجح لأنه خاص.
81. حديث أنس (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ارتحل قبل أن تزيغ الشمس أخر الظهر إلى وقت العصر ثم نزل فجمع بينهما – الحديث -): إذا توقف في سفره ثم ارتحل قبل أن تزول الشمس فإنه يؤخر الظهر إلى وقت العصر, وحينئذ لا يصلي كل صلاة في وقتها للمشقة.
82. قوله (أخر الظهر إلى وقت العصر ثم نزل فجمع بينهما): جمع تأخير, وقوله (أخر الظهر إلى وقت العصر) يعني إلى دخول وقت العصر, وليس معناه إلى قرب وقت العصر, وإنما ظاهر اللفظ أنه يؤخر الظهر إلى دخول وقت العصر فيجمع بين الظهرين جمع تأخير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/129)
83. قوله (فإن زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب): صلى الظهر وحدها, فهذا الحديث فيه دلالة على جواز جمع التأخير, وليس فيه ما يدل على جمع التقديم.
84. الجمع بين الصلاتين في السفر علته السفر, التلبس بهذا الوصف المؤثر مبيح للجمع, وهو جائز عند جمهور العلماء, وحديث الباب فيه دلالة صريحة على جواز جمع التأخير.
85. أبو حنيفة رحمه الله تعالى ينازع في جواز الجمع ويستدل بأحاديث التوقيت على أنه لا يجوز أن تؤخر الظهر إلى أن يدخل وقت العصر ولا يجوز أن تقدم صلاة العصر فتصلى قبل دخول وقتها في وقت الظهر استدلالاً بعموم أحاديث التوقيت, ويحمل ما جاء في هذا الحديث وما في معناه على الجمع الصوري, والجمع الصوري هو أن يؤخر الصلاة الأولى إلى آخر وقتها ويقدم الصلاة الثانية إلى أول وقتها فيصلي كل صلاةٍ في وقتها, لكن الواقع أنه بتأخير الأولى وتقديم الثانية وإن وقعت كل واحدة منهما في وقتها كأنه جمع لأنه لا فاصل بين الصلاتين إلا الإقامة.
86. لكن الجمع وعموم الرخص إنما شرعت للتيسير على المكلفين ومراعاة لحال السفر وما فيه من مشقة, وأيهما أسهل على المسافر: أن يصلي كل صلاة في وقتها؟ أو يجلس يرقب الأوقات بدقة؟ لأن الفارق يسير جداً, ولم يكن هناك ساعات وأمور تضبط الأوقات, بل كانوا يقيسون ظل الشواخص, فمراقبة أواخر الأوقات وأوائل الأوقات على وقتهم فيه مشقة, فقول الحنفية لا يسلم من حرج وإن كان فيه ملاحظة لأدلة التوقيت, وإذا تصورنا الجمع الصوري في جمع التأخير فإنه لا يمكن تصوره بحال في جمع التقديم.
87. هذه الرواية تدل على جمع التأخير فقط, وأما جمع التقديم فلا تدل عليه, والقول بجواز الجمع بين الصلاتين تقديماً وتأخيراً هو قول الجماهير, والأوزاعي يعمل بهذه الرواية فقط ويقول بجواز جمع التأخير دون جمع التقديم.
88. قوله (وفي رواية الحاكم في الأربعين بإسناد الصحيح: صلى الظهر والعصر ثم ركب): والذي في الصحيحين (فإن زاغت الشمس قبل أن يرتحل صلى الظهر ثم ركب) ورواية الحاكم التي في الأربعين بإسناد الصحيح هي في الحديث نفسه, ولو كان الحديث آخر فلا إشكال, بحيث يحمل حديث أنس على حال وعلى ظرف من الظروف وتحمل الرواية الأخرى على ظرف آخر, لكنها في الحديث نفسه, وهي تفيد مشروعية جمع التقديم. وهذه الرواية حكم عليها الحاكم نفسه بأنها لا تصح بل حكم بوضعها لأنها مخالفة لما في الصحيح وإن قال الحافظ إنها بإسناد الصحيح.
89. قوله (ولأبي نعيم في المستخرج على صحيح مسلم: كان إذا كان في سفر فزالت الشمس صلى الظهر والعصر جميعاً ثم ارتحل): رواية أبي نعيم في المستخرج سياقها يدل على أنها في حديث آخر وقصة أخرى, ولذا يقول أهل العلم إن رواية المستخرج لا مقال فيها, وهي تفيد مشروعية جمع التقديم.
90. الاستخراج هو أن يعمد عالم إلى كتاب من الكتب الأصلية فيخرِّج أحاديث هذا الكتاب بأسانيده هو من غير طريق مؤلف الكتاب الأصلي. ويستفاد من المستخرجات مثل هذه الزيادة, ولا يقال إنه إذا كان المستخرِج على صحيح البخاري أو على صحيح مسلم يخرِّج أحاديث الكتاب الأصلي فلسنا بحاجة إلى المستخرج, بل هذه المستخرجات تُخرَّج بأسانيد ولا تُخرَّج مروراً بأصحاب الكتب الأصلية, وعلى هذا تشتمل هذه المستخرجات على زيادات, وهذه الزيادات من فوائدها.
91. في رواية أبي نعيم دلالة على جواز جمع التقديم وهي مستند الجمهور في جواز صلاة الظهرين والعشاءين في وقت الأولى منهما, خلافاً للأوزاعي, وخلافاً لأبي حنيفة الذي يمنع الجمع تقديماً وتأخيراً.
92. في حديث ابن عباس المخرج في صحيح مسلم أن النبي عليه الصلاة والسلام جمع بين الظهر والعصر وبين المغرب والعشاء ثمانياً وسبعاً من غير خوف ولا مطر, وفي رواية من غير خوف ولا سفر, وظاهر قوله (من غير خوف ولا مطر) أنه من غير عذر, لكن ابن عباس لما سئل قال (أراد ألا يحرج أمته) فدل على أن في ترك الجمع في هذا الظرف حرج, والله تعالى يقول (وما جعل عليكم في الدين من حرج).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/130)
93. يمكن أن يستعمل مثل هذا الجمع في أحوال الضرورات, فلو قُدِّرَ أنك بين السيارات ولا تستطيع أن تنزل أو تنتقل وقد تكون على غير طهارة, فإن انتظرت إلى أن ينحل الإشكال وتنزل من سيارتك يكون وقت الأولى قد خرج, وحينئذ يكون أداء كل صلاة في وقتها فيه حرج, فمثل هذه الصورة تدخل في حديث ابن عباس.
94. على أن الترمذي نص في علله على أنه لم يخرِّج حديثاً أجمع العلماء على ترك العمل به إلا هذا الحديث وحديث قتل مدمن الخمر - حديث معاوية (من شرب الخمر في الأولى اجلدوه وفي الثانية اجلدوه وفي الثالثة اجلدوه وفي الرابعة اقتلوه) - والعادة عند أهل العلم أنه إذا أُجمِعَ على ترك العمل بحديث فإن هذا الإجماع يدل على وجود ناسخ لهذا الحديث ولو لم نطلع عليه, فلا يعكر مثل هذا الحديث على ما نحن فيه, وهو أن الرخص مربوطة بأسباب لا بد من تحققها, وليس فيه مستمسك لمن يتساهل ويؤخر الصلوات عن أوقاتها.
95. مسألة يختارها بعض المتأخرين ممن لا سلف له: المسافر يتيمم ولو كان الماء بجواره. ولا سلف لهذا القائل, وهو منقول عن بعض المعاصرين, ويستدل بآية الوضوء في سورة المائدة (أو كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لامستم النساء فلم تجدوا ماءً فتيمموا صعيداً طيباً) ويقول إن قوله (فلم تجدوا ماءً) خاص بالجملة الأخيرة دون الجمل التي قبلها, لكن هذا القائل لا سلف له, ولم يقل بهذا أحد من أهل العلم ممن تقدم, بل نُقل الإجماع على أن واجد الماء القادر على استعماله لا بد أن يمسه بشرته, ولا بد أن يتوضأ مقيماً كان أو مسافراً, صحيحاً كان أو سقيماً.
96. في قوله تعالى (فإن كنتم مرضى أو على سفر أو جاء أحد منكم من الغائط أو لا مستم النساء فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيداً طيباً) هل يقول أحد إن من جاءه من الغائط وعنده الماء لا يتوضأ؟!!!
97. الاستثناء في قوله جل وعلا في القذف (فاجلدوهم ثمانين جلدة ولا تقبلوا لهم شهادةً أبداً وأولائك هم الفاسقون إلا الذين تابوا) يرجع إلى الجملة الأخيرة بالاتفاق ولا يرجع إلى الجملة الأولى بالاتفاق, فمن قذف وتاب تجب إقامة الحد عليه إلا إذا عفا صاحب الشأن لأن الأمر لا يعدوه قبل أن يرفع إلى الإمام, وعود الاستثناء إلى الجملة الثانية محل خلاف, والمرجح أن القرائن هي التي ترجح عوده إلى جميع الجمل أو إلى بعضها دون بعض, والذي في آية التيمم عائد إلى جميع الجمل بالإجماع.
98. إذا كان عادماً للماء حقيقة أو حكماً فإنه يتيمم, لأنه قد يكون الماء في بئر وليس عنده من الأسباب ما يستطيع به استنباط الماء من هذا البئر, وقد يكون الماء قريباً لكنه في سفر ويخشى على نفسه من السباع فمثل هذا يعذر إذا كان الأمر غلبة ظن, لكن إذا كان مجرد وهم فإن الأكثر على إلزامه بالوضوء ما لم يكن المخوف غلبة ظن, لأن بعض الناس يخاف من الظلام ولو لم يكن هناك سباع, ويخاف خوفاً شديداً لكنه خوف وهمي, ومن أهل العلم من يستروح إلى أنه في مثل هذه الحالة يسوغ له أن يتيمم, وكم من وهمٍ عند بعض الناس أشد من غلبة الظن عند آخرين, مجرد صوت الريح عند بعض الناس أشد من زئير الأسد بالنسبة لآخرين.
99. حديث معاذ (خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة تبوك فكان يصلي الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً): هذا دليل على الجمع بين الصلاتين في السفر, وتقدم أن النبي عليه الصلاة والسلام منذ خرج من المدينة إلى أن رجع وهو يقصر الصلاة, وهنا في غزوة تبوك يجمع بين الصلاتين في السفر.
100. صلاة الصبح لا تجمع مع غيرها, وصلاة الجمعة أيضاً لا تجمع مع غيرها لأنها فرض مستقل ولم يرد فيها ما يدل على جواز الجمع بينها وبين العصر.
101. أيهما أفضل القصر أو الإتمام؟ القصر رخصة, والله جل وعلا يحب أن تؤتى رخصه, وقد أوجبه بعض أهل العلم, فالقصر أفضل من الإتمام عند وجود السبب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/131)
102. أيهما أفضل الجمع أو التوقيت؟ إن كان قد جد به السير فالجمع أفضل لأنه ثابت ثبوتاً لا مرية فيه عن النبي عليه الصلاة والسلام, وهو أرفق بالمسافر, وإن كان نازلاً فالأفضل أن يصلي كل صلاة في وقتها, والنبي عليه الصلاة والسلام في منى كان يصلي كل صلاة في وقتها, حتى ذكر ابن القيم أنه لم يحفظ عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه جمع بين صلاتين وهو نازل إلا في عرفة و مزدلفة من أجل أن يتسع الوقت للوقوف.
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[09 - 06 - 07, 10:13 م]ـ
103. حديث ابن عباس (لا تقصروا الصلاة في أقل من أربعة بُرُد من مكة إلى عسفان): ومن مكة إلى جدة, ومن مكة إلى الطائف, وهي مسافات متقاربة تعادل ثمانين كيلومتراً.
104. قوله (رواه الدار قطني بإسناد ضعيف): بل ضعيف جداً, كونه مرفوع إلى النبي عليه الصلاة والسلام ضعيف جداً, في إسناده عبد الوهاب بن مجاهد وهو متروك, وحديث المتروك شديد الضعف لا يقبل الانجبار وجوده مثل عدمه.
105. قوله (والصحيح أنه موقوف, كذا أخرجه ابن خزيمة): موقوف على ابن عباس, وإسناده إلى ابن عباس صحيح, وهذا من اجتهاد الصحابي, وتقدم أن تحديد المسافة لا يصح فيه شيء مرفوع, وفيه من أقوال الصحابة ومن جاء بعدهم الشيء الكثير, ولذا اعتمد الجمهور على التحديد.
106. حديث جابر (خير أمتي – أمة الإجابة – الذين إذا أساؤوا استغفروا وإذا أحسنوا استبشروا وإذا سافروا قصروا وأفطروا): الشاهد من الحديث قوله (وإذا سافروا قصروا وأفطروا) , فالقصر والإفطار أفضل, والقصر تقدم أنه لم يحفظ عنه عليه الصلاة والسلام أنه أتم, وأما بالنسبة للإفطار فثبت عنه عليه الصلاة والسلام أنه صام في السفر وسافر أصحابه معه منهم الصائم ومنهم المفطر. ومعنى جمل الحديث صحيح.
107. قوله (أخرجه الطبراني في الأوسط بإسناد ضعيف): لأنه من رواية ابن لهيعة, والمرجح فيه أنه ضعيف.
108. قوله (وهو في مرسل سعيد بن المسيب عند البيهقي مختصر): المرسل رواه الشافعي في مسنده والبيهقي في المعرفة, والمرسل من قسم الضعيف.
109. حديث عمران (كانت بي بواسير): البواسير جروح وقروح تكون بالمقعدة, وكأنه يشق عليه مع هذا المرض أن يصلي من قيام.
110. قوله (فسألت النبي عليه الصلاة والسلام عن الصلاة؟ فقال: صل قائماً – الحديث -): القيام هو الأصل, وهو ركن من أركان الصلاة المفروضة, لكن إذا لم يستطع المسلم أن يصلي قائماً فإنه يصلي قاعداً, فإن لم يستطع أن يصلي قاعداً فإنه يصلي على جنبه الأيمن ووجهه إلى القبلة.
111. هذا الحديث مع حديث (صلاة القاعد على النصف من أجر صلاة القائم) مثالٌ لما يكون فيه العمل بخصوص السبب لا بعموم اللفظ, وأهل العلم يطلقون أن العبرة بعموم اللفظ لا بخصوص السبب, لكن هذا الحديث مع حديث (صلاة القاعد) دليل على أنه قد يُلجأ إلى السبب ويٌقصر الخبر على سببه لوجود المعارض, فحديث عمران محمول على الفريضة, وأما في النافلة فله أن يصلي قاعداً ولو كان ممن يستطيع القيام استدلالاً بحديث (صلاة القاعد) لكن ليس له من الأجر إلا النصف, والدليل على هذا التفريق هو سبب ورود حديث (صلاة القاعد) وهو أن النبي عليه الصلاة والسلام دخل المسجد والمدينة محمة فوجدهم يصلون من قعود فقال (صلاة القاعد – الحديث -) فتجشم الناس الصلاة قياماً, فسبب الورود دل على أنها نافلة لأنهم لا يمكن أن يصلوا الفريضة قبل حضوره عليه الصلاة والسلام, ودل على أنهم يستطيعون القيام لأنهم لما سمعوا هذا الكلام تجشموا القيام فقاموا, فهو محمول على من يستطيع القيام, وأما الذي لا يستطيع القيام في النافلة ويصلي من قعود فأجره كامل, لأنه إذا كان أجره كاملاً في الفريضة فمن باب أولى النافلة.
112. جاء في بعض الروايات (فإن لم تستطع فأوم إيماءً) وبعض أهل العلم ممن لا يثبت هذه الزيادة يقول إن الذي لا يستطيع أن يصلي على جنب تسقط عنه الصلاة, وقول الأكثر أنه ما دام مناط التكليف وهو العقل باقياً فالمسلم مطالب بالتكاليف, فيصلي على حسب حاله ويومئ إيماءً.
113. حديث جابر (عاد النبي عليه الصلاة والسلام مريضاً فرآه يصلي على وسادة فرمى بها وقال: صل على الأرض إن استطعت – الحديث -): الصلاة على الأرض هي الأصل, لكن مع الاستطاعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/132)
114. قوله (وإلا فأوم إيماءً واجعل سجودك أخفض من ركوعك): إذا صلى من لا يستطيع القيام فإنه يصلي وهو جالس, وإذا جاء ركن الركوع خفض رأسه وإذا جاء ركن السجود خفضه أكثر من ذلك, فإن كان يستطيع مباشرة الأرض حال السجود فهو المطلوب لقوله (صل على الأرض إن استطعت).
115. إذا لم يستطع مباشرة الأرض حال السجود فإنه لا يحتاج إلى أن يرفع شيئاً ليسجد عليه, ولا يحتاج لأن يسجد على يده, لأن النبي عليه الصلاة والسلام رمى بهذه الوسادة.
116. الحديث مختلف في رفعه ووقفه, يقول الحافظ (رواه البيهقي وصحح أبو حاتم وقفه) فالحديث موجود عند البيهقي في سننه الكبرى وفي معرفة السنن والآثار, لكن أبا حاتم صحح وقفه, والغالب أن أبا حاتم إذا اختُلف في الخبر من حيث الرفع والوقف أو من حيث الوصل والإرسال أنه يميل إلى المتيقن وهو الوقف والإرسال. وغيره صحح رفعه, فهو مصحح عند جمع من أهل العلم, لأنهم يقولون الرفع زيادة ثقة, والزيادة من الثقة مقبولة.
117. إذا كان الإنسان يقرأ القرآن في مكتبه في العمل ثم مرت به آية سجدة هل له أن يسجد على الطاولة أو يقال إن هذه الطاولة بمثابة الوسادة في الحديث فلا يسجد عليها؟ مقتضى الحديث (صل على الأرض إن استطعت) أن يسجد على الأرض لأنه مستطيع لذلك.
118. بعض الناس يقرأ في السيارة فتمر به آية سجدة ويسجد على الطبلون مع أمن الخطر, وبعض الناس يقرأ وهو يمشي في الشارع ثم تمر به آية سجدة, فهل يترك السجود أو ينحني قليلاً إشارةً إلى أنه يسجد حسب استطاعته كالمعذور أفضل من أن يترك هذه السنة؟ أو نقول إن هذه السنة عبادة إن لم تؤدى على وجهها فلتترك؟ وقل مثل هذا إذا كان يقرأ القرآن في المطاف هل يسجد أو نقول له لا تقطع الطواف؟ الحديث أصل في أنه لا يسجد إلا على الأرض مع الاستطاعة, أما مع عدم الاستطاعة هل يقال له أوم إيماءً؟ السنة مبناها على التخفيف, ومن يصلي على الراحلة لا يتمكن من السجود والركوع على الوجه المطلوب, والحديث فيه إشارة (صل على الأرض إن استطعت) , فنقول حصِّل هذه السنة على وجه مشروع ولو على وجه أقل من الوجه الأصلي.
119. حديث عائشة (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي متربعاً): قال الحافظ (رواه النسائي وصححه الحاكم) مع أنه مخرج عند ابن خزيمة, وفي باب صفة الصلاة أشار الحافظ إلى أنه صححه ابن خزيمة فلعله وهم هنا.
120. الحديث فيه كيفية الجلوس لمن لا يستطيع القيام أو لمن أراد أن يصلي النافلة من قعود, وقولها (رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يصلي متربعاً) أي في ركن القيام, لا أنه يتربع في التشهد وفي الجلسة بين السجدتين مع استطاعته لافتراش, بل في حال القيام يصلي متربعاً لتكون هذه الحالة دالة على أنه في غير تشهد وفي غير جلوس, فالتربع يقوم مقام القيام عند العجز عن القيام.
121. البدر التمام شرح بلوغ المرام هو أصل سبل السلام, وهو شرح جيد لكن فيه استطرادات لا يحتاجها طالب العلم, وجله منقول من فتح الباري وشرح النووي والتلخيص, فهذه الكتب الثلاثة هي مصادره الأصلية, وفيه استطرادات يستغني عنها طالب العلم حذفها الصنعاني في السبل وأضاف إليه فوائد لا توجد في البدر التمام, والكتاب طبع منه جزءين فقط, أي ربع الكتاب, والكتاب نصفه محقق وجاهز للطبع, لكن الطلب عليه ليس بكبير باعتبار أنه ليس من الكتب التي ينبغي لطالب العلم أن يوليها الاهتمام الزائد, ليس مثل الشروح المعتمدة عند أهل العلم مثل فتح الباري أو شرح النووي على مسلم أو سبل السلام أو نيل الأوطار, فدرجته أقل لكن لا يخلو من فائدة.
122. الخلاف في الحامل قوي والمرجح أنها لا تحيض, وأما المرضع فالصحيح من أقوال أهل العلم أنها تحيض.
123. إذا كانت الكدرة في وقت العادة فإنها حيض, وأما إذا كانت في غير وقت العادة المعتاد فإنها ليست بشيء.
124. إذا كان الدم الخارج يوافق وقت الدورة أو يوافق لون الدم أو رائحته إن كانت مميِّزة فإنه دم حيض وإلا فهو دم فساد ونزيف لأن الأصل أن الحيض مرتفع عنها, فتصوم وتصلي.
125. اللعن أمره شديد: جاء في الحديث الصحيح أن أكثر أهل النار النساء وسبب ذلك أنهن يكثرن اللعن, وجاء في الحديث الصحيح (لعن المؤمن كقتله) , وليس المؤمن بالطعان ولا باللعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/133)
126. يكثر السؤال عن بعض القنوات التي فيها خير كثير مثل قناة المجد فنقول: السلامة لا يعدلها شيء, لكن المبتلى يقال له المجد خير الموجود, وإذا كان لا يستطيع أن يضبط أولاده عن مشاهدة القنوات الفاسدة خارج البيت يقال له ارتكاب أخف الضررين لا بأس به, وإن قلنا إنها إسلامية وإن قلنا إن خيرها كثير لكنها لا تسلم, لو لم يكن فيها إلا مشاهدة النساء للرجال الأجانب, لأن الأصل أن المرأة يجب عليها أن تغض بصرها.
127. إذا دخل المسجد يوم الجمعة والمؤذن يؤذن الأذان الثاني فإنه يجيب المؤذن لأن الأجر المرتب على إجابة المؤذن يفوت إذا شرع في التحية ولأن الخطبة مدركة بلا شك, وإن قال بعضهم إنه يؤدي التحية ويتفرغ لسماع الخطبة لأن الخطبة شرط لصحة الصلاة.
128. من صلى جالساً فإنه في موضع القيام يضع يديه على صدره.
129. الأصل أن العلم غير حكر على أحد ولا يملكه أحد إلا من تعب عليه حتى يأخذ مقابل أتعابه من جهدٍ ووقتٍ مال, فإذا أخذ ما يقابل الأتعاب فليس له أن يحتكره, لأن العلم مشاع بين الناس كلهم لا يملكه أحد, إلا من تعب عليه فيكون له شبه اختصاص في هذا الأمر. الناس شركاء في الكلأ وفي الماء وفي النار, لكن من تعب في احتشاش الكلأ وجمعه أو تعب في استنباط الماء ونقله لا يحل لأحدٍ أن يستولي على ما تعب عليه بغير إذنه, وإن كان الأصل أن الناس شركاء في هذه الأمور في أماكنها.
130. الانترنت والإفادة منه ينبغي أن تكون على أضيق نطاق وبقدر الحاجة, لأن فيه أبواباً من الشرور استرسل فيها كثير من الإخوان فضاعوا, ووقعوا في أمور صارت سبباً في ضياعهم وإهدار أوقاتهم وتساهلهم في فعل الواجبات وتساهلهم أيضاً في ارتكاب بعض المحرمات, فينبغي أن تكون الإفادة من الانترنت بقدر الضرورة كاستماع درس أو ما أشبه ذلك وما عدا ذلك فإنه يترك.
131. العطور التي فيها نسبة من الكحول إذا كانت مسكرة فحكمها حكم الخمر من حيث النجاسة, فتكون نجسة على قول الجمهور وطاهرة على قول آخرين. والأولى اتقاء مباشرتها من باب اتقاء الشبهة, لكن إذا أصابت بدنه أو ثوبه أو بقعته التي يصلي عليها ثم صلى فإنه لا يؤمر بالإعادة.
132. أدلة الجمهور على نجاسة الخمر لا تنهض للجزم بنجاستها لكن الأولى اتقاء مباشرتها اتقاءً للشبهة.
133. الساعة الأولى يوم الجمعة تبدأ من طلوع الشمس وارتفاعها.
134. سورتي الإخلاص تقرأ في راتبة المغرب وفي راتبة الصبح وفي ركعتي الطواف.
135. الخطيب يدعو من غير رفع لليدين إلا إذا كان الدعاء دعاء استسقاء وكذلك المأموم من باب أولى, فإن لم يكن الدعاء دعاء استسقاء فإنه يدعو ويشير بأصبعه, يرفعها ويدعو بها.
136. إذا كانت إمامة النساء في الصلاة الجهرية بحضرة الرجال ويخشى من الفتنة فإنها لا تجهر بالقراءة, كما أنها لا ترفع صوتها بالتلبية, وأما إذا كان المكان ليس فيه إلا نساء فلا مانع من الجهر.
137. ما حكم من صلى عن يسار الإمام إذا كان المكان مزدحماً؟ الجواب: إذا كان الإمام في المحراب وليس هناك فرصة للوقوف عن يمينه فإن وقفوا عن يساره والمسجد مزدحم وليس فيه إلا هذا المكان فإن صلاتهم لا تصح, لكن لو كان عن يمينه أحد وصلى عن يساره فلا بأس لأن ابن مسعود توسط اثنين وصلى بينهما.
138. إذا لم يخرج وقت الصلاة التي لها راتبة فإن راتبتها الأولى تقضى ما دام وقت الصلاة لم يخرج, فإذا فاتت الراتبة القبلية لصلاة الظهر فإنه يقضيها بعد أن يؤدي الصلاة والراتبة البعدية, فيصلي الفريضة ثم يأتي بالراتبة التي هي بعد صلاة الظهر لأنه وقتها والراتبة القبلية مقضية مقضية فتكون بعد الراتبة البعدية, لكن إذا خرج وقت الظهر فإن أهل العلم يقولون إنها سنة فات محلها, والنبي عليه الصلاة والسلام إذا عمل عملاً أثبته وقد فاتته راتبة الظهر فقضاها بعد العصر, وهذا خاص به عليه الصلاة والسلام.
139. هل هناك حديث صحيح يدل على مشروعية تحريك الإصبع في التشهد؟ حديث إدامة التحريك ضعيف, وكون الإصبع ترفع ويقرن هذا الرفع بلفظ الشهادة فهذا ثابت, ولذا لما رفع الأصبعين قال النبي عليه الصلاة والسلام (أحد أحِّد) , وأيضاً من الثابت رفع الإصبع عند الدعاء, ومنهم من يقول إنها تُحرك باستمرار, وجاء ما يدل على ذلك لكن لا يسلم من مقال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/134)
140. الجمهور على أن إمامة الفاسق صحيحة وكل من صحت صلاته صحت إمامته, وجاء الأمر بالصلاة خلف أئمة الجور وهم فساق, فإمامتهم صحيحة إن شاء الله تعالى.
141. إذا دخلت المسجد والإمام ساجد في صلاة الجمعة وأنا لا أعلم في أي ركعة هو فهل أدخل بنية الظهر أم بنية الجمعة؟ الجواب: تدخل بنية مترددة, فإن كنت أدركت ركعة فهي الجمعة, وإن لم تدرك ركعة فإنك تضيف إليها الركعات الأخريات, ومثل هذا التردد لا يضر لأنك دخلت بنية فريضة إما الجمعة وإما الظهر ولا يلزم التعيين مع عدم القدرة عليه, والذي لا يُستَطاع لا يَلزَم, فأنت دخلت والإمام ساجد ولا تدري هل هو في الركعة الأولى وبقيت له ركعة أو في الثانية وتكون الصلاة حينئذ قد انتهت, ومثل هذا التردد لا يضر إن شاء الله تعالى, وقد يقول قائل لماذا لا ينتظر حتى يتبين إما أن يجلس الإمام للتشهد أو يقوم للثانية ويدخل في الصلاة بيقين؟ لكن قوله عليه الصلاة والسلام (فما أدركتم فصلوا) يرد هذا الاحتمال.
142. جاء ما يدل على المداومة على قراءة سورتي السجدة والإنسان في فجر يوم الجمعة, وأنها تُقرأ ديمة أي يُدَاوم عليها, لكنها لا تُشبَّه بالواجبات, فيكثر من قراءتها في يوم الجمعة, لكنه يخل بذلك أحياناً لئلا تشبَّه بالواجب اللازم.
143. ما حكم تغميض العينين أثناء الصلاة في المكان المظلم؟ الجواب: تغميض العينين من أهل العلم من يطلق فيه الكراهة لما فيه من مشابهة اليهود, وابن القيم يقول إذا كان يحقق مصلحة راجحة كالخشوع مثلاً فإنه يستحب.
144. لماذا يتم تحديد مدة القصر بأربعة أيام مع أن النبي صلى الله عليه وسلم أقام بتبوك عشرين يوماً يقصر الصلاة؟ الجواب: الأدلة التي يستدل بها الجمهور على التحديد لا تنهض على الإلزام, لكن القول بالتحديد إنما هو من باب المحافظة على الصلاة التي هي من أعظم شعائر الدين الظاهرة ومن باب الخروج من عهدة الواجب بيقين, والنبي عليه الصلاة والسلام أذن للمهاجرين أن يمكثوا بمكة ثلاثة أيام فدل على أن هناك فرقاً بين الثلاثة والأربعة, وهو أيضاً لم يقم بمكان واحد أكثر من أربعة أيام إلا على نية التردد لا يدري متى يرجع وإذا كان الأمر كذلك فمن الصحابة من مكث ستة أشهر, والشيخ ابن باز رحمه الله كان يفتي بقول شيخ الإسلام وهو أنه مادام السفر الذي هو مناط الترخص موجوداً فحكم هذه الرخص سارٍ لكنه رجع عن هذا القول لما ترتب عليه من تضييع بعض المسافرين لفرائض الدين.
145. إذا كنت مسافراً في مدة أقل من أربعة أيام وسكنت بجوار مسجد فهل يجب علي صلاة الجماعة أو يجوز أن أصلي منفرداً مكان إقامتي؟ الجواب: إذا كنت تسمع النداء فلا بد من الإجابة.
146. ما حكم من يهتز عند قراءة القرآن ليس لقصد تقليد اليهود ولكن لأنه أنشط له؟ الجواب: هذا ليس من صنيع سلف هذه الأمة وخيارها, فإذا لم يكن في البال تقليد اليهود الذين قيل عنهم إنهم أثناء قراءتهم يهزون هذه الهزة ويتحركون فالأمر أخف, لكن الأصل أن كل عمل فيه مشابهة ممنوع.
147. مادامت صلاة صاحب سلس البول صحيحة فإمامته صحيحة, وإن كان بعضهم يرى أن الأكمل أن يؤم الناس من كملت طهارته فسلم من هذا الداء وطهارته كاملة, فلا يؤم المتيمم بالمتوضيء ولا من به سلس البول أو سلس الريح بالمعافى, وإن كانت القاعدة والأصل أن من صحت صلاته صحت إمامته, وهذا يشمل المتيمم ومن به نوع من المرض الذي يجعل طهارته ناقصة فهؤلاء صلاتهم صحيحة وإمامتهم صحيحة.
148. رجل يريد تزويج ابنته من رجل لا ترغب فيه فرفضت, فقال لها (أنا لست راضٍ عنك) ودعا عليها, فهل توافق خوفاً من أن دعوة الوالد مستجابة مع أنها لا تريد هذا الرجل أبداً؟ الجواب: إذا كانت ترفض لأمرٍ مقبول, لا ترضى دينه ولا أمانته, فليس لأبيها أن يكرهها وليس عليها أن تقبل مشورة أبيها في هذه الحالة ولا يلزمها طاعته في هذه الصورة لأن الطاعة بالمعروف, وأما إذا كان ممن تُرضَى ديانته وأمانته فعليها أن تقبل مشورة أبيها الذي هو أعرف بمصلحتها غالباً, لكن لو رفضت فليس عليها شيء لأن الأمر لا يعدوها, والأب ليس له أن يُكرِه موليته بكراً كانت أو ثيباً إذا كانت مكلفة.
تم الشروع في تقييد فوائد هذا الشرح المبارك ليلة الخميس الخامس عشر من شهر جمادى الأولى عام ثمانيةٍ وعشرين وأربعمائة وألف من الهجرة النبوية المباركة, وتم الفراغ من تقييد فوائده عشية يوم السبت الرابع والعشرين من الشهر نفسه, وكان ذلك قرب برلين في مدينة من مدن الكفار الحقيرة يقال لها (درسدن).
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[01 - 07 - 07, 12:14 ص]ـ
يُرفَع للفائدة ...
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[01 - 07 - 07, 02:06 م]ـ
بوركت أيها الأخ الفاضل على هذا الجهد المبارك ...
وأسأل الله أن يوفقك لخيري الدنيا والآخرة ...
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[11 - 07 - 07, 02:42 م]ـ
غفر الله لك أخي الفاضل ابو هاجر النجدي ..
ورزقنا العلم النافع والعمل الصالح ..(79/135)
موضوع يقلقني .. توسعة المسعى .. ما مستندها الشرعي؟
ـ[أبو محمد]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:08 ص]ـ
لا يخفى على الجميع التوسعة التي يجري العمل فيها منذ مدة على قدم وساق في المسعى .. وأنه سوف يكون المسعى الموجود الآن برمته جهة واحدة .. والجهة الأخرى -من الصفا إلى المروة فيما يبدو- في التوسعة .. وهي في الجهة الخارجية -من جهة القصور-.
والسؤال المحير: ما مستند هذا العمل؟ لا سيما وهو تغيير لشعيرة ..
السعي شرعا -فيما أعلم- هو فيما بين الجبلين .. فهل كان الجبلان أصلا كبيرين متسعين بحيث أن الجزء الجديد يمكن أن يقال فيه إنه بين الجبلين أيضا؟
وإذا لم يكن كذلك .. فهل يمكن أن يقال بأنه لا يلزم السعي بين الجبلين تحديدا؟ ومن قال بهذا؟ وإلى أي حد يمكن أن يكون التوسع في هذا؟
وهل يمكن أن تخرج على مسألة امتلاء المسجد والصلاة خارجه؟ .. أو بمسألة المبيت خارج منى لمن لم يجد مكانا فيها؟
لكن يشكل على هذا أنه ليس الزحام في السعي حاصلا في كل وقت!
ثم .. هل هذا الحل الوحيد؟ ألا يمكن أن يقال إن في إضافة دور أو دورين مندوحة عن تغيير هذا المشعر؟
أسئلة حائرة في نفسي .. وأتمنى ممن عنده فضل علم فيها أن يتحفنا به ..
لا حرمنا الله فوائدكم يا أهل الحديث!
ـ[الميقاتي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:24 ص]ـ
أسئلة علمية جيدة، تستحق البحث والنظر.
وفقك الله يا أبا محمد.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[10 - 06 - 07, 02:18 م]ـ
للفائدة: روابط صور للتوسعة المذكورة:
http://www.yabdoo.com/users/3905/gallery/3156_p95077.jpg
http://www.yabdoo.com/users/3905/gallery/3156_p95078.jpg
http://www.yabdoo.com/users/3905/gallery/3156_p95079.jpg
http://www.yabdoo.com/users/3905/gallery/3156_p95080.jpg
ووجدت مقالين تكلما عن شرعية هذا العمل:
http://www.alwatan.com.sa/daily/2006-01-23/writers/writers02.htm
http://www.alwatan.com.sa/daily/2007-02-17/writers/writers07.htm
وأصل الأخير هنا:
http://www.bin-dehish.com/modules.php?name=News&file=article&sid=16
وللشيخ المعلمي - رحمه الله - بحث في توسعة المسعى بين الصفا والمروة، فهل تكلم عن هذه المسألة؟
الصفا والمروة
تاريخها، ومقترحات لتوسعة عرض المسعى
إعداد
الأستاذ الدكتور/ عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
مكة المكرمة
رمضان 1427هـ
مقدمة:
الحمد لله حمداً يليق بجلال وجهه وعظيم سلطانه، والشكر له سبحانه على نعمه الظاهرة والباطنة.
والصلاة والسلام على سيد البرية، وهادي البشرية، سيدنا ونبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
اللهم أنفعنا بما علمتنا، وعلمنا ما ينفعنا، وزدنا علماً. أما بعد:
فإن الباحثين المخلصين من هذه الأمة ينشدون من خلال أبحاثهم مرضاة الله عز وجل، ورفع الحرج عن المسلمين، والتخفيف عنهم، برفع المشقة، وجلب التيسير لهم.
وكلما ضاق الأمر على المسلمين في أمور عبادتهم، بحثوا في الثروة الفقهية، وتمكنوا من إيجاد الحلول العملية للتوسيع عليهم حتى يؤدوا عبادتهم في سهولة ويسر، وذلك عن طريق الاجتهاد والاستنباط في حل المعضلات التي تواجههم.
ومن ذلك مشعر الصفا والمروة، الذي يواجه ضيقاً بسبب زيادة أعداد المسلمين القاصدين مكة للنسك، وضيق مكان هذه العبادة، وفي هذا البحث ذكرت ملامح من تاريخ الصفا والمروة، كما قدمت مقترحاً لتوسعتهما توسعة على المسلمين الساعين بينهما.
وأرجو الله عز وجل أن أكون قد وفقت فيما عرضت، مرضاة لوجهه الكريم.
والله أسال التوفيق والسداد ..
أ. د. عبد الملك بن دهيش
الصفا والمروة في القرآن الكريم والسنة النبوية المشرفة:
قال الله عز وجل: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائر اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا وَمَن تَطَوَّعَ خَيْراً فَإِنَّ اللّهَ شَاكِرٌ عَلِيمٌ} (1).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/136)
روى الطبري عن محمد بن عبد الملك بن أبي الشوارب، قال ثنا يزيد بن زريع، قال ثنا داود، عن الشعبي أن وثنا كان في الجاهلية على الصفا يسمى إسافا، ووثنا على المروة يسمى نائلة، فكان أهل الجاهلية إذا طافوا بالبيت مسحوا الوثنين، فلما جاء الإسلام، وكسرت الأوثان قال المسلمون إن الصفا والمروة إنما كان يطاف بهما من أجل الوثنين، وليس الطواف بهما من الشعائر)) (2).
عن عروة قال: سألت عائشة رضي الله عنها فقلت لها: أرأيت قول الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائر اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا} فو الله ما على أحد جناح أن لا يطوف بالصفا والمروة، قالت: بئس ما قلت يا ابن أختي، إن هذه لو كانت كما أولتها عليه كانت لا جناح عليه أن لا يتطوف بهما، ولكنها أنزلت في الأنصار كانوا قبل أن يسلموا يهلون لمناة الطاغية التي كانوا يعبدونها عند المشلل فكان من أهل يتحرج أن يطوف بالصفا والمروة فلما أسلموا سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك قالوا يا رسول الله إنا كنا نتحرج أن نطوف بين الصفا والمروة فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائر اللّهِ ... } الآية، قالت عائشة رضي الله عنها: وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما ثم أخبرت أبا بكر بن عبد الرحمن فقال إن هذا لعلم ما كنت سمعته ولقد سمعت رجالا من أهل العلم يذكرون أن الناس إلا من ذكرت عائشة ممن كان يهل بمناة كانوا يطوفون كلهم بالصفا والمروة فلما ذكر الله تعالى الطواف بالبيت ولم يذكر الصفا والمروة في القرآن قالوا يا رسول الله كنا نطوف بالصفا والمروة وإن الله أنزل الطواف بالبيت فلم يذكر الصفا فهل علينا من حرج أن نطوف بالصفا والمروة فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائر اللّهِ ... } الآية، قال أبو بكر فأسمع هذه الآية نزلت في الفريقين كليهما في الذين كانوا يتحرجون أن يطوفوا بالجاهلية بالصفا والمروة والذين يطوفون ثم تحرجوا أن يطوفوا بهما في الإسلام من أجل أن الله تعالى أمر بالطواف بالبيت ولم يذكر الصفا حتى ذكر ذلك بعد ما ذكر الطواف بالبيت (1).
سبب نزول الآية:
وذكر أن قوماً من الصحابة قالوا: يا رسول الله لا نطوف بين الصفا والمروة، فإنه شرك كنّا نصنعه في الجاهلية، ولما جاء الإسلام وكسرت الأصنام، كره المسلمون الطواف بينهما، لأجل الصنمين، فانزل الله في كتابه الكريم: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا}. وذلك لنفي فكرة أنه شرك من جهة، ولإعلان أن الصفا والمروة من شعائر الله من جهة أخرى.
قال ابن عباس: كراهية المؤمنين للطواف بين الصفا والمروة من قبل الصنمين اللذين كانا عليهما (2).
عن عاصم الأحول قال: قلت لأنس بن مالك أكنتم تكرهون الطواف بين الصفا والمروة حتى نزلت الآية، قال: نعم كنا نكره الطواف بينهما، لأنهما من شعائر الجاهلية، حتى نزلت هذه الآية: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَائر اللّهِ} (1).
فظاهر هذه الآية هو رفع الإثم، ونفي الحرمة، عمّن يسعى بين الصفا والمروة، وأن السعي سائغ وليس فيه حرمة.
روى الطبري عن عبد الوارث بن عبد الصمد بن عبد الوارث قال حدثني أبو الحسين المعلم قال ثنا سنان أبو معاوية عن جابر الجعفي عن عمرو بن حبشي، قال: قلت لابن عمر: {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما}، قال: انطلق إلى ابن عباس فاسأله، فإنه أعلم من بقي بما أنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، فأتيته فسألته، فقال: إنه كان عندهما أصنام، فلما حرمن أمسكوا عن الطواف بينهما، حتى أنزلت: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/137)
وروى أيضاً عن عبد الله بن صالح قال حدثني معاوية بن صالح عن علي بن أبي طلحة عن بن عباس قوله إن الصفا والمروة من شعائر الله وذلك أن ناسا كانوا يتحرجون أن يطوفوا بين الصفا والمروة فأخبر الله أنهما من شعائره والطواف بينهما أحب إليه فمضت السنة بالطواف بينهما (2).
وروى أيضاً عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: إنما كان من أهل بمناة الطاغية التي بالمشلل لا يطوفون بين الصفا والمروة فأنزل الله تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ}. فطاف رسول الله صلى الله عليه وسلموالمسلمون، قال سفيان: مناة بالمشلل من قديد، وقال عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، قال عروة: قالت عائشة: نزلت في الأنصار كانوا هم وغسان قبل أن يسلموا يهلون لمناة مثله، وقال معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها: كان رجال من الأنصار ممن كان يهل لمناة، ومناة صنم بين مكة والمدينة، قالوا: يا نبي الله كنا لا نطوف بين الصفا والمروة تعظيماً لمناة نحوه (1).
واختلف المفسرون في وقت نزول الآية, ويبدو أن الأرجح إنها نزلت في حجة الوداع في السنة العاشرة للهجرة، ففي هذه السنة كانت مكة خالية من الأصنام، وكانت كراهة المسلمين السعي بين الصفا والمروة بسبب السوابق التاريخية لهذين المكانين حيث انتصب فيهما اساف ونائلة.
السعي بين الصفا والمروة من مناسك الحج:
إذن فالسعي بين الصفا والمروة يعد من مناسك الحج، وطواف الحجاج بهما قدر طوافهم بالكعبة، أي سبعة أشواط، وكانت قريش تسعى بينهما. وكان بعض العرب لا يسعى بينهما.
ويتضح من الأخبار أن الذين كانوا يطوفون بالصنمين ويسعون بينهما هم قريش خاصة: لأنها كانت تعبد الصنمين، وليس كل من كان يحج من العرب، وقد استبدل الإسلام الطواف بالسعي بين الموضعين، وذكر أنّ السعي بين الصفا والمروة من شعائر الله القديمة من عهد إبراهيم عليه السلام.
وقد كان إبراهيم خليل الرحمن عليه السلام قد أسكن إسماعيل وأمه هاجر مكة، وهي أرض قفر، لا زرع فيها ولا ماء، ولا حتى بشر.
أول من سعى بين الصفا والمروة (قصة السعي):
فكانت هاجر أم إسماعيل عليه السلام أول من سعى بين الصفا والمروة (1).
تعريف الصفا والمروة:
الصفا: جمع صفاة، وهو الحجر العريض الأملس، أو الصخرة الملساء القوية المختلطة بالحصى والرمل، وهو: جبل صغير يبدأ منه السعي وهو في الجهة الجنوبية مائلا إلى الشرق على بعد نحو 130 متر من الكعبة المشرفة، والمراد به هنا: مكان عال في أصل جبل أبي قبيس جنوب المسجد قريب من باب الصفا، وهو الآن شبيه بالمصلى طوله ستة أمتار، وعرضه ثلاثة، وارتفاعه نحو مترين.
المروة: واحد المرو، وهي حجارة بيض، أو الصخرة القوية المتعرجة، وهو: جبيل صغير من حجر المرو، وهو الأبيض الصلب، ويقع في الجهة الشرقية الشمالية على بعد نحو 300 متر من الركن الشامي للكعبة المشرفة، وهو منتهى المسعى الشمالي، واحد مشاعر الحج، والمراد هنا مكان مرتفع في أصل جبل قعيقعان (1)، في الشمال الشرقي للمسجد الحرام، قرب باب السلام، وهو شبيه بالمصلى، وطوله أربعة أمتار، في عرض مترين، وارتفاع مترين، وكان متصلاً بجبل قعيقعان.
وجبلا الصفا والمروة عبارة عن أكمة، وسط مكة تحيط بهما بيوت أهل مكة، والتي منها: دار الأرقم، ودار السائب ابن أبي السائب العائذي، ودار الخلد وغيرها، فهما جبلان مشهوران بمكة، ويرجع بدء السعي بينهما إلى زمن إبراهيم عليه السلام، ويقعان شرقي المسجد الحرام, في الجهة المقابلة للحجر الأسود ومقام إبراهيم.
والطريق الذي بين الصفا والمروة هو: المسعى، أو مكان السعي، والمسعى الآن داخل في المسجد الحرام نتيجة التوسعة السعودية التي تمت عام 1375 هـ، واللفظان اليوم علمان لهذين الجبلين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/138)
وكان بين الصفا والمروة مسيل فيه سوق عظيمة يباع فيها الحبوب واللحم والتمر والسمن وغيرها، ولم تكن بمكة سوق منظم سوى هذا السوق الذي كان يقع بالمسعى، مما جعل الساعين يجدون مشقة أثناء السعي لازدحام الناس على حوانيت الباعة، ثم حدثت التجديدات السعودية، فأصبح المسعى يتكون من طابقين بطول (395 متراً)، وعرض (20 متراً)، وفي وسط المسعى وفي الطابق السفلي يوجد حاجز يقسم المسعى إلى طريقين، أحدهما مخصص للسعي من الصفا إلى المروة، والثاني من المروة إلى الصفا، وفي الوسط ممر ضيق ذو اتجاهين، مخصص لسعي العاجزين وغير القادرين على الهرولة، وذلك بواسطة عربات خصصت لهذا الغرض، وللمسعى ستة عشر باباً في الواجهة الشرقية، وللطابق العلوي مدخلان أحدهما عند الصفا، والآخر عند المروة، ويمكن الوصول لهذا الطابق بواسطة سُلّمين من داخل المسجد أحدهما عند باب الصفا، والآخر عند باب السلام (1).
لم أقف في المصادر التاريخية لمكة المكرمة والحرم المكي الشريف لذكر من قام بأول عملية تسوية لأرض المسعى الواقعة بين جبلي الصفا والمروة، وتمهيدها وإزالة الأحجار والعقبات منها، لأن أرض المسعى كانت وادياً بين هذين الجبلين وفيها ارتفاع، وانخفاض، واعوجاج، كما كانت تتعرض كثيراً للسيول والأمطار.
ومعلوم أن توسعة الخليفة المهدي العباسي للحرم المكي الشريف تعد من أعظم التوسعات للحرم، قبل التوسعة السعودية، وقد استنتج بعض المؤرخين أن تكون تلك التوسعة قد شملت جزءاً من أرض المسعى، بعد أن تمت إزالة بعض الدور والدكاكين وقد توالت من بعده أعمال الخلفاء والملوك.
أما فرش المسعى بالبلاط فلم يُعرف لأحد قبل مؤسس الدولة السعودية الملك عبد العزيز آل سعود رحمه الله حيث فرشه بحجارة مربعة، وكان ذلك في عام 1345هـ، فهو أول من بلط المسعى كاملاً، منعاً لإثارة الغبار والأتربة.
وعن أول من سقف المسعى منذ تاريخ بناء المسجد الحرام فهو ملك الحجاز الشريف حسين بن علي بن عون، حيث لم يكن له سقف يقي الساعين شدة الشمس وحرارتها، وكان ذلك في شوال سنة 1341هـ. وامتد هذا السقف من المروة إلى باب العباس فقط، ولم يكمل لقصر المسافة المتبقية.
وفي عهد الملك عبد العزيز آل سعود أمر رحمه الله في عام 1366هـ بإعادة سقف المسعى بطريقة معمارية روعي فيها الإتقان والجودة العالية، وامتد السقف طول المسعى ما عدا آخر ثمانية أمتار من جهة باب علي، حيث كانت بهواً وميداناً متسعاً، وممراً للمشاة والعربات القادمين من الشرق إلى الغرب وبالعكس.
مراحل تجديد وتوسعة المسعى:
تُعد توسعة المسعى بينَ الصَّفا والمروة من الأعمال التي شغلت بال الخلفاء والأمراء منذ القدَم.
ولم يكن بين الصّفا والمروة في قديم العهد بيوت ولا عمائر، اللهم سوى الجبال والصخور ... ولم تمتد يد الإعمار إليهما.
ومنذ أن أسكن إبراهيم عليه الصلاة والسلام هاجر، وابنها إسماعيل عليه السلام بهذا الوادي، وبعد أن ظهرت زمزم، وجاورت جُرهُم بدأت ملامح الحياة تظهر، وأخذت ملامح البناء تنمو.
وبعد أن رفع إبراهيمُ وإسماعيلُ عليهما السلامُ القواعدَ من البيت، جرت إصلاحاتٌ بسيطةُ في مواضع سُكنى الناس.
وفي العصر الجاهلي قسّم قُصي بن كلاب أمور مكة إلى ستة أقسام، وقد أمر قومه أن يبنوا بيوتهم حول الكعبة ومن جهاتها الأربع، وبني هو دار الندوة في الجانب الشمالي.
وعند بروز فجر الإسلام، في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن في المسعى دور كثيرة قد بُنيت في عرضه، وأن بعض الدور التي بُنيت في عرضه إنما بناها الناس فيما بعد.
ثم بدأ بعض كبار الصّحابة في توسعة المسجد الحرام، وأول من أمر بتجديد وتوسعة المسجد الحرام كان الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
وفي عهد التابعين ازداد عدد سكان مكة، والقادمين إليها، فبدأت توسعة المسجد الحرام في ذلكَ العهد.
وفي عهد الخليفة عبد الملك بن مروان (65 – 86هـ) تمت إضاءة مابين الصفا والمروة بالقناديل ليلاً (1).
ومنذ عهد الخليفة الثاني للدولة العباسية أبي جعفر المنصور عبد الله بن محمد بن عليّ بن العباس (136 - 158هـ)، ما زال الخلفاء والسّلاطين يقومون بتوسعة المسجد الحرام، والمسْعَى بين الصّفا والمروة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/139)
وعندما أراد الخليفة محمد بن عبد الله بن محمد بن عليّ العباسيّ ثالث خلفاء بني العباس (158 - 169هـ)، أن يوسع المسجد الحرام، سنة (176هـ)، قام بهدم هذه البيوت، لم يُنكر عليه أحد من الأئمة الذين عاصروه أمثال: الإمام أبي عبد الله مالك ابن أنس أبن مالك الأصبحيّ، إمام دار الهجرة (93 - 179هـ).
والإمام القاضي أبو يوسف يعقوب بن إبراهيم بن حبيب الأنصاريّ (113 - 182هـ)، صاحب أبي حنيفة وتلميذه.
والإمام أبي عبد الله محمد بن الحسن بن فرقد الشّيبانيّ (131 - 189هـ) الذي نشر علم أبي حنيفة.
والإمام نافع بن عمر الحُمَحيّ القرشيّ المكي، محدث مكة وحافظها (ت169هـ)، وغير هؤلاء من الأئمة الذين عاصروا توسعة المسعى، ولم يعترضوا عليه.
كما أن أحداً من الأئمة الذين جاءوا من بعدهم كالإمام أبي عبد الله محمد بن إدريس بن العباس الهاشميّ القرشيّ الشّافعيّ (150 - 204هـ)، والإمام عبد الله أحمد ابن محمد بن حنبل الشيبانيّ البغداديّ (164 - 241هـ).
وقد تقدمَ أن الصفا والمروة لم يكن فيهما بناء ولا درَجٌ، وكانت الصفا والمروةَ يُسنِدُ فيهما من سعي بينهما، ولم يكن فيهما بناء ولا درجٌ، حتى كان عبد الصّمد بن عليّ في خلافة أبي جعفر المنصور، فبني درجهما.
ولقد تعرّض جبلا الصّفا والمروة بمرور الزمن إلى التكسير، بسبب الفيضانات، أو بسبب بناء البيوت، والدكاكين والحوانيت على جانبيهما، فقد روى أبو الوليد الأزرقي (ت250هـ)، في ((أخبار مكة وما جاء فيها من الآثار)) (1)، قال وهو يتحدّث عن ربع آل داود ابن الحضرمي، واسم الحضرمي عبد الله بن عمار: لهم دارهم التي عند المروة، يقال لها: دار طلحة، بين دار الأزرق بن عمرو الغسّانيّ، ودار عتبة بن فرقد السُّلَميّ.
وقال أيضاً: ومن رباعهم الدار التي عند المروة في صف دار عمر بن عبد العزيز، ووجهها شارع على المروة، الحَجّامون في وجهها، وهي اليوم في الصوافي، اشتراها بعض السلاطين.
ولم يكن في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم دَرَجٌ على الصّفا ولا على المروةِ. فقد ذكر الأزرقي (2) قال: حدثني جدي أحمد بن محمد، قال: كانت الصّفا والمروة يُسنِدُ فيهما مَن سعى بينهما، ولم يكن فيهما بناء ولا دَرَجٌ، حتى كان عبد الصمد بن على في خلافة أبي جعفر المنصور، فبني درجهما التي هي اليوم درجهما، فكان أول مَن أحدثَ بنائها، ثمّ كُحّل بعد بالنّورة في زمن مبارك الطبري في خلافة المأمون.
وقد نقل هذا الخبر الإمام محمد بن إسحاق الفاكهيّ (توفي بعد 272هـ)، وكان معاصراً للأزرقيّ، في كتابه ((أخبار مكة في قديم الدّهر وحديثه)) (1).
ولقد وصف أبو الحسين محمد بن أحمد بن جُبير الكنانيّ الأندلسيّ الشاطبيّ البلنسي (ت614هـ)، في كتابه الموسوم بـ ((رحلة ابن جُبير)) فصل (الصفا، وتوسعة المسجد الحرام) (2).
وقد أورد ابن الصلاح، أبو عمرو، عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان (ت 643هـ) فصلاً في كتابه الموسوم بـ ((صلة الناسك في صفة المناسك)) بعنوان: ((في السعي بين الصفا والمروة)) أورد فيه فوائد تتعلق بالمسعى، انقلها مختصرة على النحو التالي: ((وإذا استلم الحجر عند انفصاله من البيت، فليخرج من باب الصفا، فإذا خرج منه فليقطع عرض السوق الملاصقة للمسجد، حتى ينتهي إلى سفح جبل الصفا والدرجات الموضوعة فيه، فَيَصْعد قدر قامة إلى حيث يرى منه البيت وهو يترائى له على الصفا من باب المسجد باب الصفا، لا من فوق جدار المسجد بخلاف المروة ... )) (3)، ثم أردف يقول: ((ثم ينزل فيمشي، حتى إذا كان دون الميل الأخضر المعلق على يساره في ركن المسجد بنحو ستة أذرع سعى سعياً شديداً، حتى يحاذي الميلين الأخضرين اللذين بفناء المسجد، ودار العباس، ثم يمشي حتى يرقى على المروة، حتى يبدوا له البيت، إن بدا له، ثم يصنع عليها ما صنع على الصفا، ثم يعود، وهكذا حتى يكمل سبع مرات، يبدأ بالصفا، ويختم بالمروة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/140)
وقد أوضح الشيخ أبو محمد الجويني، حال موضع السعي، إيضاحاً شافياً، فذكر: أن الوادي الذي يسيل بالمطر هناك واقع في المسعى، وأن ما قبل بطن الوادي مَشْيٌ كُله، وما بعد الوادي مَشْيٌ كُله، والسعي ليس إلا في بطن الوادي، والوادي ليس بعميق حتى يتميز بطنه عن جادة السوق، فبنوا في سالف الدهر ميلاً على شفير الوادي من الجانب الذي لي الصفا، علامة لابتداء شدة السعي، وبنوا من الجانب الثاني ميلين أخضرين، أحدهما معلق بفناء المسجد الحرام، والآخر معلق بدار العباس، فكان السيل يحطم الميل الواحد الذي إلى جانب الصفا ويهدمه فيعاد، ثم يحطم ويعاد، وهو ميل صغير أخضر، فَنَحّوا ذلك الميل عن موضعه، وعلقوه على ركن جدار المسجد الحرام عالياً، فحصل بين موضعه القديمة وموضعه اليوم - يقصد في زمنه - من المسافة قدر ستة أذرع، فلهذا قال الشافعي - رحمه الله - ينزل من الصفا، ويمشي حتى يبقى بينه مبين الميل الأخضر المعلق على ركن المسجد قد ستة أذرع، ثم يسعى سعياً شديداً حتى يحاذي الميلين الأخضرين:
أحدهما: عن يمينه، وهو يقصد المروة، وهو الذي ألصق بدار العباس رضي الله عنه.
والثاني: عن شماله، وهو الذي ألصق بباب المسجد، وهو باب الجنائز.
وبينهما عرض السوق، فإذا حاذى هذين الميلين ترك المسعى، وابتدأ المشي إلى المروة، وأما مسافة المشي بين الصفا والوادي، فإنما هي خطوات يسيرة، ولعل مسافة العدو والمشي ضعف تلك الخطوات اليسيرة، أو قريب من ضعفها، وإنما الطول في مسافة المشي إلى المروة.
قال: وإذا عاد من المروة إلى الصفا، مشى حتى ينتهي إلى الميلين الأخضرين ويبتدأ منهما السعي، حتى يجاوز الميل الأخضر بقدر ستة أذرع إلى المكان الذي ابتدأ السعي في المرة الأولى.
http://www.bin-dehish.com/images/img/safa_old.jpg
صورة قديمة للصفا
وذكر ابن الشيخ أبي محمد، وهو الشيخ أبو المعالي- يقصد الجويني - صاحب: ((النهاية)) أنهم إنما وضعوا الميل الأخضر على ركن المسجد المذكور مع تأخره عن مبتدأ السعي بستة أذرع، لأنهم لم يجدوا على السَّمت أقرب من ذلك الركن.
وإن معنى قولنا حتى يحاذي الميلين الأخضرين: أن يتوسطهما، وأن رؤية الكعبة مع الصعود في المروة بالمقدار المشروع، وقد تعذر بما أحدثه الناس من الأبنية)) (1).
ولقد تحدّثَ عن درج الصّفا والمروة شهابُ الدين أحمد بن يحيى بن فضل الله العمريّ الدّمشقيّ (ت749هـ) صاحب كتاب ((مسالك الأبصار في ممالك الأمصار))، وشرف الدّين أبو عبد الله محمد بن عبد الله المعروف بابن بطّوطة (ت779هـ). كما جاء في كتاب ((رحلة ابن بطوطة)) (ذكر الصّفا والمروة).
وتحدّثَ أيضاً الإمام تقي الدين أبو الطيب محمد بن أحمد بن عليّ الفاسي المكيّ المالكي (ت832هـ)، في كتابه ((شفاء الغرام بأخبار البلد الحرام))، عن (توسعة المسجد الحرام وعمارته وذرعه).
وأضاف الفاسي قوله: الصّفا هو مبدأ السّعي، وهو في أصل جبل أبي قُبيس، على ما ذكره غير واحد منَ العلماء، ومنهم أبو عُبيد البكري والنوويّ، وهو موضع مرتفع من جبلٍ لهُ درج، وفيه ثلاثة عقودٍ، والدرج من أعلى العقود وأسفلها، والدرج الذي يصعد من الأولى إلى الثانية.
وذكر النجم عمر بن فهد (ت885هـ)، في كتاب ((إتحاف الورى بأخبار أمِّ القرى)): في حوادث (سنة 167)، مبدأ توسعة المسجد الحرام، وتحدث عن المسعى، وهدم ما كان بين الصفا من الدور.
وذكر الإمام أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي (ت 909هـ) في كتابه: ((حواشي الشرواني، وابن قاسم العبادي على تحفة المحتاج بشرح المنهاج)) قوله: ((فجرى على أن الدرج المشاهد اليوم في الصفا ليس شيء منه بمحدث، وأن سعي الراكب صحيح، إذا ألصق حافر دابته بالدرجة السفلى، بل الوصول لما سامت آخر الدرج المدفونة كاف، وإن أبعد عن آخر الدرج الموجود الآن باذرع، قال وفي هذا فسحة كبيرة لأكثر العوام، فأنهم [لا] (1) يصلون لآخر الدرج، بل يكتفون بالقرب منه، هذا كله في درج الصفا.
أما المروة فقد اتفقوا فيها على أن العقد الكبير المشرف الذي بوجهها هو حدها، لكن الأفضل أن يمر تحته، ويرقى على البناء المرتفع بعده)) (2).
http://www.bin-dehish.com/images/img/marwa_old.jpg
صورة قديمة للمروة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/141)
وفي سنة (1072هـ) أمر السلطان محمد الرابع (1058 – 1099هـ) بوضع ثمانية قناديل في المسجد بعد أن أمر بترميم المسجد (1).
ولقد وصف المسعى العديد من المصنفينَ ومنهم: إبراهيم رفعت باشا بن سويفيّ المصري (1353هـ)، والذي ولي إمارة الحج ثلاث مرات (1320و21و25)، وصنّف كتاب ((مرآة الحرمين))، والذي يدل على اطلاع واسع، ومعرفة دقيقة.
ووصف المسعى وتوسعة المسجد الحرام المؤرخ عبد الله بن محمد الغازي الهندي المكي (ت1356هـ)، في كتابه ((إفادة الأنام بذكر أخبار البلد الحرام))، وتحدثَ عن عمارته وتوسعته.
وكذا كتب الأستاذ محمد طاهر بن عبد القادر بن محمود الكردي المكيّ (ت1400هـ)، في كتابه ((التاريخ القويم لِمكة وبيت الله الكريم))، عن المسعى وتوسعته، وكان كتابته من أوسع الكتابات.
وكذا تحدّث الأستاذ أحمد محمد السباعيّ (ت 1404هـ) في كتابه ((تاريخ مكة))، عن المسعى وتوسعته، وغير ذلك من الكتابات الحديثية والفقهية، والتاريخية القديمة والمعاصرة التي تناولت وصف الصفا والمروة، والمسعى وتحدثت عن توسعة المسجد الحرام، والمسعى.
وفي العهد السعودي أمر الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود (1293 - 1373هـ)، مؤسس الدولة السعودية رحمه الله تعالى في سنة (1345هـ)، بفرش المسعى بالحجارة منعاً لإثارة التراب والغبار، فسهل السّعي بعد رصف وتبليط المسعى، وأيضاً تسقيفه في عام 1366هـ، حيث بلغ عرض السقيفة التي أمر الملك عبد العزيز بإنشائها (20 متراً) وبطول (350 متراً) من الصفا وحتى المروة، ماعدا ثمانية أمتار متبقية لبلوغ المروة، مقابل باب علي وتركت لتكون بمثابة الميدان (1)، كما أسلفنا في ص (10) من هذا البحث.
وقد كان الساعون يجدون مشقة كبيرة في سعيهم بين الصفا والمروة، نتيجة إحاطة طرفي المسعى بالبيوت والدكاكين، التي أضاقت المسعى، بالإضافة إلى تعرج الطريق، واختلاط الساعين بأعداد كبيرة من المتسوقين، مما يشوش على الساعي ويوثر على روحانية المكان، ويسبب إزعاجاً كبير للساعين عند أدائهم لنسكهم.
وكان لوجود المباني المنتشرة حول المسجد الحرام، وضيق الطرق المؤدية إليه، وصعوبة دخول المسجد والخروج منه.
فضلاً عن تضاعف عدد الحجّاج والزوّار القادمين للحرمين الشريفين، مما جعل الحاجة ملحَّة إلى توسعة الحرم المكي توسعة تتلاءم والأعداد الكبيرة من الوافدين إلى البلاد المقدسة، فواكب ذلك اهتمام الدولة السعودية بتوسعة المسجد الحرام، والمسجد النبوي الشريف.
ولهذا أمر الملك سعود رحمه الله في عام 1368هـ بالبدء في توسعة شاملة لبيت الله الحرام وعمارته في ثلاث مراحل شملت إزالة المنشآت السكنية والتجارية التي كانت قائمة في الجهة المقابلة للمسجد شرق المسعى، وكان منها: المدرسة المحمدية الابتدائية، وكذلك إزالة المباني التي كانت قريبة من المروة، ثم بدئ في بناء الدور الأرضي من المسعى وإدخاله داخل المسجد الحرام، ومن ثم تم بناء الطابقين اللذين في المسعى واللذين سبق الإشارة إليهما لاستيعاب أكبر عدد ممكن من الساعين، وبلغ طول المسعى (395 متراً)، وبعرض (20 متراً)، وبلغ ارتفاع الدور الأرضي للمسعى (11.75 متراً) والدور الثاني (8.5 متراً) مع إقامة حائط طولي ذي اتجاهين، وتخصيص مسار مزدوج يستخدمه العجزة الذين يستعينون بالكراسي المتحركة في سعيهم مع إقامة حاجز في وسط المسعى يقسمه إلى قسمين لتيسير عملية السعي. ونتيجة لهذه التعديلات والترميمات دمج المسعى داخل مباني المسجد الحرام.
ثم جرى حفر مجرى للسيل، صمم ليكون مغطى بعرض خمسة أمتار وارتفاع يتراوح مابين أربعة إلى ستة أمتار في المنطقة الواقعة من بداية جدار المسعى الشرقي، ويستمر في منطقة المسعى مما يلي باب الصفا وباب علي بمسافة (70 متراً تقريباً).
كما أنشئ للحرم 16 بابًا في الجهة الشرقية (ناحية المسعى)، كما تمّ إنشاء درج ذي مسارين لكلّ من الصّفا والمروة؛ خصّص أحدهما للصّعود والآخر للهبوط. كما أنشئ مجرى بعرض خمسة أمتار وارتفاع يتراوح ما بين أربعة وستة أمتار لتحويل مجرى السّيل الذي كان يخترق المسعى ويتسرّب إلى داخل الحرم، واستمرت هذه التوسعات والإنشاءات حتى عام 1383هـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/142)
وفي عام 1374هـ أصدر سمو وزير الداخلية آنذاك الأمير عبد الله الفيصل قراراً شفهياً لهيئة المحكمة الكبرى بمكة المكرمة للوقوف على الميل القائم والبارز بالمسعى من جهة الصفا، لتنفيذ إرادة الملك سعود - رحمه لله - بإضافة دار آل الشيبي، ومحل الأغوات الواقعين بين موضع السعي من جهة الصفا وبين الشارع العام الملاصق للمسجد الحرام مما يلي باب الصفا، وتقرير ما يلزم شرطاً بشأن الميل المذكور.
وإنفاذا لهذه التوجيهات، فقد قامت الهيئة المعنية بالوقوف على الميل المذكور، مصطحبين معهم مهندس فنياً، وجرى البحث فيما يتعلق بتحديد عرض السعى مما يلي الصفا، وقد أصدرت اللجنة قراراً برقم (35) بتاريخ 23/ 9/1374هـ نصه: ((أن هذا الميل يقع على يسار الخارج، من باب الصفا القاصد إلى الصفا، وفي مقابل هذا الميل من الجهة الغربية على مسامتة ميل آخر ملتصق بدار الأشراف المناعمة، بينهما طريق الخارج من باب الصفا في سيره إلى الصفا، وما بين الميل الأول المذكور الذي بركن دار الشيبي المنتزعة ملكيتها حالا والمضافة إلى الصفا، وبين الميل الذي بركن دار المناعمة ثمانية أمتار وثلاثون سنتيمترا، هي سبعة عشر ذراعاً، ومن دار المفتاح التي تقع بين الساعي من الصفا إلى الميل الأول الواقع بدار الشيبي تسعة عشر متراً وثمانين سنتيمترا، كما أن بين الميل الذي بقرب الخاسكية ببطن الوادي، والميل الذي يجاريه بركن المسجد الحرام ستة عشر متراً ونصف متر، كما أن بين الميل الذي بدار العباس وباب العباس ستة عشر متراً ونصف متر تقريباً، هذا التقرير الفني من حيث المساحة)).
ثم جاء في التقرير ذاته تحت عنوان: ثانياً ما نصه: ((قد جرت مراجعة كلام العلماء فيما يتعلق بذلك، قال في صحيح البخاري، باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة وقال ابن عمر رضي الله عنهما: السعي من دار بني عباد إلى زقاق بني أبي حسين)) (). قال في الفتح (): ((نزل ابن عمر من الصفا حتى إذا حاذى باب بني عباد سعى حتى إذا انتهى إلى الزقاق الذي يسلك بين دار بني أبي حسين ودار بنت قرظة، ومن طريق عبيد الله بن أبي يزيد قال: رأيت ابن عمر يسعى من مجلس أبي عباد إلى زقاق بن أبي حسين قال سفيان هو بين هذين العلمين)) انتهى ().
والمقصود بهذا والله أعلم: سعيه في بطن الوادي، ولم نجد للحنابلة تجديداً لعرض المسعى.
ثم ساق التقرير المذكور قول ابن قدامة في المغني وفي الشرح الكبير، وكلام النووي والرملي من علماء الشافعية في تفصيل ذلك، وهو نفس القول الذي أوردته مفصلاً في بحثنا هذا ص (33).
ثم أوردوا في تقريرهم كلام المؤرخين، فذكروا كلام الأزرقي والذي نصه: ((وذرع ما بين العلم الذي على باب المسجد إلى العلم الذي بحذائه على باب دار العباس بن عبد المطلب وبينهما عرض المسعى خمسة وثلاثون ذراعاً ونصف ذراع، ومن العلم الذي على باب العباس إلى العلم الذي عند دار ابن عباد الذي بحذاء العلم الذي في حد المنارة وبينهما الوادي مائة ذراع وإحدى وعشرون ذراعاً)).
ثم نقل كلام الإمام قطب الدين الحنفي في تأريخه: المسعى بالأعلام، لما ذكر قصة تَعَدِّ ابن الزَمِن على اغتصاب البعض من عرض المسعى في سلطنة الملك الأشراف قايتباي المحمودي إلا أن قاضي مكة وعلمائها أنكروا عليه، وقالوا له في وجهه: إن عرض المسعى كان خمسة وثلاثون ذراعاً، وأحضر النقل من تأريخ الفاكهي، وذرعوا من ركن المسجد إلى المحل الذي وضع فيه ابن الزمن أساسه فكان سبعة وعشرون ذراعاً ... إلخ.
وقال باسلامة في تاريخه (عمارة المسجد الحرام): وذرع ما بين العلم الذي عند باب المسجد إلى العلم الذي بحذائه على دار العباس بن عبد المطلب، وبينهما عرض المسعى ستة وثلاثون ذراعاً ونصف، ومن العلم الذي على باب دار العباس إلى العلم الذي عند دار ابن عباد الذي بحذائه العلم الذي في حد المنارة وبينهما الوادي مائة ذراع وإحدى وعشرون ذراعاً. انتهى.
ثم أفاد التقرير بأن أعضاء الهيئة قاموا بمراجعة صكوك دار الشيبي، فوجد أن أقدمها صك مسجل بسجل المحكمة الكبرى بمكة بعدد (57) بتاريخ 25 محرم 1271هـ قال في حدودها:
شرقاً: الحوش الذي هو وقف الواقف.
وغرباً: الصفا، وفيه الباب.
وشاماً: الدار التي هي وقف خاسكي سلطاني.
ويمناً: الدار التي هي وقف الأيوبي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/143)
قال المسجل: ولم يظهر ما يدل على حدود المسعى كما جرى سؤال أغوات الحرم المكي الشريف عن تاريخ وحدود دارهم التي أضيفت إلى ما هناك، وذكروا أن دارهم في أيديهم من نحو ثمانمائة سنة، وليست لها صكوك، ولا وثائق، هكذا.
وحيث أن الحال ما ذكر بعاليه، ونظراً إلى أنه في أوقات الزحمة عندما ينصرف بعض الجهال من أهل البوادي ونحوهم [ ... ] ()، الصفا قاصد المروة يلتوي كثيراً حتى يسقط في الشارع العام، فيخرج من حد الطول من ناحية باب الصفا، والعرض معاً، ويخالف المقصود من البينية (بين الصفا والمروة) وحيث أن الأصل في السعي عدم وجود بناء، وأن البناء حادث قديماً وحديثاً وأن مكان السعي تعبدي، وإن الالتواء اليسير لا يضر لأن التحديد المذكور بعاليه للعرض تقريبي بخلاف الالتواء الكثير، كما تقدمت الإشارة إليه في كلامهم، فإننا نقرر ما يلي:
لا بأس ببقاء العلم الأخضر موضوع البحث الذي بين دار الشيبي ومحل الأغوات الموالين لأنه أثري، والظاهر أن لوضعه معنى ولمسامتته ومطابقته الميلين بباطن الوادي، بين الصفا والمروة على ألا يتجاوز الساعي حين يسعى من الصفا أو يأتي إليه إلى ما كان بين الميل والمسجد مما يلي الشارع العام، وذلك للاحتياط والتقريب.
إننا نرى عرض ما ذكرناه بعاليه على أنظار صاحب السماحة المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم حفظه الله تعالى.
هذا ما نقرره متفقاً عليه بعد بذلنا الوسع سائلين من الله تعالى السداد والتوفيق.
الهيئة ()
وفي الرابع من شهر ربيع الأول من عام 1375هـ بدأ العمل في هدم المباني الواقعة في مسار الطريق الجديد الذي تقرر فتحه خلف الصفا، كما أزيلت المنشئات السكنية والتجارية التي كانت قائمة في الجهة المقابلة للمسجد شرق المسعى، أو الواقعة في مسار مجرى السيل الجديد، حيث واصلت المعدات أعمالها في حفر مجرى السيل المغطى بعرض خمسة أمتار، وارتفاع يتراوح ما بين أربعة وستة أمتار في المنطقة الواقعة من بداية دار المسعى الشرقي، ويستمر في منطقة المسعى مما يلي باب الصفا، وباب عليَّ بمسافة (70 متراً).
وفي 22/ 7/1375هـ صدر الأمر الملكي رقم 15/ 1/2925 باعتماد الخرائط والتصاميم الجديدة الخاصة بمشروع توسعة المسجد الحرام.
وقد شمل ذلك كل المباني القائمة شرق المسجد الحرام، وحول منطقة الصفا وعلى طول الجهة الجنوبية الشرقية من المسجد، وتمت إزالة الأنقاض، وحفر الأرض لإنشاء طبقة من الأقبية بارتفاع ثلاثة أمتار ونص المتر تحت أرض المناطق المحيطة بالمسجد، وما أن انتهت أعمال تشييد الأقبية حتى بدئ في بناء الدور الأرضي من المسعى وإدخاله داخل المسجد الحرام، كما تم أيضاً الانتهاء من بناء مجرى السيل الذي بني بكامله بالخرسانة المسلحة بشكل سميك، وقد تم الانتهاء من بنائه عام 1377هـ، وفي الوقت نفسه تواصلت أعمال البناء في المسعى (1).
وأقيم فوق منطقة الصفا سقف شكله مستدير مقبب، وفي نهاية المسعى عند قبة الصفا أقيمت منارة عالية جديدة ارتفاعها حوالي (92 متراً)، وبذلك انقطع مرور السيارات والأفراد الذين كانوا يرتادون المتاجر التي كانت في المسعى، وأصبح المعتمرون والحجاج لأول مرة يؤدون نسكهم بين الصفا والمروة وهم في اطمئنان وخشوع تام وبدون أي إزعاج. كما أخذ المصلون يؤدون صلاتهم في المسعى مع جماعة المسجد مما ساعد على تخفيف الزحام الذي يشتد عند إقامة الصلاة في المواسم (2).
كما تم إقامة ممر دائري فوق منطقة الصفا على مستوى الطابق الأول للمسجد والمسعى، بحيث تتصل أروقة الدور الأرضي من الجانب الجنوبي للمسجد بالدور الأرضي من المسعى، وتكون منطقة الصفا حلقة وصل بين الجانبين وعلى مستوى واحد (1).
وفي عام 1376هـ حدث تصدع في عِقدٍ عند المروة، وخشية من سقوطه على الساعين أصدر سمو ولي العهد الأمير فيصل بن عبد العزيز- رحمه الله - أمراً برقياً ملكياً برقم (10455) وتاريخ 17/ 9/1376هـ ونصه: ((بحث موضوع عقد المروة الذي ظهر به تصدع، يقتضي اجتماع كل من والدي الشيخ عبد الله بن دهيش، والشيخ عبد الملك بن إبراهيم، والسيد علوي مالكي، لمشاهدة التصدع الحاصل واتخاذ قرار بذلك لإجراء اللازم على أساسه)) (2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/144)
وقد اجتمعت تلك اللجنة بناء على هذا التوجيه في عصر يوم الخميس الموافق 18 رمضان عام 1376هـ حول العقد المتصدع عند المروة وشاهدوه، وتوقعوا سقوطه متصدعا سيما من ركنه الشرقي، وفي وسطه تصدع يخشى سقوطه على الساعين لانهياره وقدمه، مع الاحتفاظ بمحله، فوجدت اللجنة أن بقائه فيه ضرراً على الساعين، فقررت هدم هذا العقد المتصدع إزالة للضرر، وللمصلحة.
وفي عام 1378هـ صدر التوجيه السامي لمقام وزارة الداخلية بالنظر في مشروعية المصعدين الذين أقيما ليؤديا إلى الصفا، وبناء على ذلك صدر أمر وزارة الداخلية رقم (1053) وتاريخ 28/ 1/1378هـ للجنة المكونة من كل من: الشيخ عبد الملك بن إبراهيم، والشيخ عبد الله بن جاسر، ووالدي الشيخ عبد الله بن دهيش، والسيد علوي مالكي، والشيخ محمد الحركان، والشيخ يحيى أمان، بحضور صالح قزاز، وعبد الله بن سعيد مندوبي الشيخ محمد بن لادن للنظر في بناء المصعدين المؤديين إلى الصفا لمعرفة ما إذا كان في ذلك مخالفة للمصعد الشرعي القديم.
وقد جرى وقوف أعضاء اللجنة المذكورين على المصعدين اللذين جرى بنائهما هناك من قبل مكتب مشروع توسعة المسجد الحرام ().
وبعد دراسة الموضوع ومذاكرته فيما بين اللجنة اتضح للجنة المذكورة أن المصعد الشرقي المواجه للمروة هو مصعد غير شرعي، لأن الراقي عليه لا يستقبل القبلة، كما هو السنة، وإذا حصل الصعود من ناحيته فلا يتأتى بذلك استيعاب ما بين الصفا والمروة المطلوب شرعاً، وبناء على ذلك فإن اللجنة رأت إزالة المصعد والاكتفاء بالمصعد الثاني المبني في موضع المصعد القديم، لأن الراقي عليه يستقبل القبلة، كما هو السنة، كما أن مكان الصعود والنزول من ناحيته يحصل به الاستيعاب المطلوب شرعاً، ونظراً لكون مكان الصعود المذكور يحتاج إلى التوسعة بقدر الإمكان ليتهيأ الوقوف عليه من أكبر عدد ممكن من الساعين فيما بين الصفا والمروة وليخفف بذلك الضغط خصوصاً في أيام المواسم وكثرة الحجيج، وبالنظر لكون الصفا شرعاً هو الصخرات الملساء التي تقع في سفح جبل أبي قبيس، ولكون الصخرات المذكورة جميعها موضع للوقوف عليها، وحيث أن الصخرات المذكورة لا تزال موجودة للآن وبادية للعيان، ولكون العقود الثلاثة القديمة لم تستوعب كامل الصخرات عرضاً، فقد رأت اللجنة أنه لا مانع شرعاً من توسيع مكان الصعود المذكور بقدر عرض الصفا، وبناء على ذلك فقد جرى ذرع عرض الصفا ابتداء من الطرف الغربي للصخرات إلى نهايته محاذيا الطرف الشرقي للصخرات المذكورة في مسامتت موضع العقود القديمة فظهر أن العرض المذكور يبلغ ستة عشر متراً، وعليه فلا مانع من توسعة مكان الصعود المذكور في حدود العرض الموجود على أن يكون مكان الصعود متجهاً إلى ناحية الكعبة المشرفة ليحصل بذلك استقبال القبلة كما هو السنة، وليحصل الاستيعاب المطلوب شرعاً، وبالنظر لكون الدرج الموجود حالياً - المقصود في زمن اللجنة - هو 14 درجة فقد رأت اللجنة أن تستبدل الست درجات السفلى منها بمزلقان يكون انحداره نسبياً حتى يتمكن الساعي من الوصول إلى نهايتها باعتباره من أرض المسعى وليتحقق بذلك الاستيعاب المطلوب شرعاً، ثم يكون ابتداء الدرج فوق المزلقان المذكور، ويكون من ثم ابتداء المسعى من ناحية الصفا ثانياً.
كما وقفت اللجنة أيضاً على المروة فتبين لها بعد الاطلاع على الخرائط القديمة والحديثة للمسعى، وبعد تطبيق الذرع للمسافة فيما بين الصفا والمروة، كما نص على ذلك الإمام الأزرقي، والإمام الفاسي في تاريخهما بان المسافة المذكورة تنتهي عند مواجهة موضع العقد القديم من المروة، وهو الموضع الذي أقيم فيه الجسر في الناحية الجديدة، وبذلك يكون المدرج الذي انشىء أمام الجسر، والذي يبلغ عدده ستة عشرة درجة جميعه واقع في أرض المسعى، وقد يجهل كثير من الناس ضرورة الصعود إلى نهاية الست عشرة درجة المذكورة ويعودون من أسفل الدرج، كما هو مشاهد من حال كثير من الناس، فلا يتم بذلك سعيهم، لذلك رأت اللجنة ضرورة إزالة الدرج المذكورة، وبعد تداول الرأي مع المهندسين والإطلاع على الخريطة القديمة تقرر استبدال الدرج المذكورة بمزلقان ينحدر نسبياً ابتداء من واجهة الجسر المذكور إلى النقطة التي عينها المهندسون المختصون بمسافة يبلغ طولها (32 متراً)، وبذلك يتحتم على الساعين الوصول إلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/145)
الحد المطلوب شرعاً، وهو مكان العقد القديم الذي وضع في مكانه الجسر الجديد باعتبار المزلقان المذكور من أرض المسعى، ثم تكون الثلاث درجات التي تحت الجسر هي مبدأ الصعود للمروة وتكون هذه النقطة هي نهاية المسعى من جهة المروة، ثم ختمت اللجنة المذكورة تقريرها بالتوقيع ().
وفي تاريخ 30/ 1/1380هـ وجه سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم مفتي عام المملكة ورئيس قضاتها خطاباً إلى الملك سعود رحمه الله برقم (503) حول توسعة الصفا، هذا نصه: ((من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد: فبناء على أمركم الكريم المبلغ إلينا من الشيخ يوسف ياسين في العام الماضي حول تنبيه الابن عبد العزيز على وضع الصفا ومراجعة ابن لادن لجلالتكم في ذلك، وحيث قد وعدتم جلالتكم بالنظر في موضوع الصفا، ففي هذا العام بمكة المكرمة بحثنا ذلك وتقرر لدي ولدى المشايخ: الشيخ عبد العزيز بن باز، والشيخ علوي عباس مالكي، والأخ الشيخ عبد الملك بن إبراهيم، والشيخ عبد الله بن دهيش، والشيخ عبد الله بن جاسر، والشيخ عبد العزيز ابن رشيد على أن المحل المحجور بالأخشاب في أسفل الصفا داخل في الصفا ما عدا فسحة الأرض الواقعة على يمين النازل من الصفا، فإننا لم نتحقق أنها من الصفا، أما باقي المحجور بالأخشاب فهو داخل في مسمى الصفا، ومن وقف عليه فقد وقف على الصفا، كما هو مشاهد، ونرى أن ما كان مسامتا للجدار القديم الموجود حتى ينتهي إلى صبة الأسمنت التي وضع فيها أسياخ الحديد هو منتهى محل الوقوف من اليمين للنازل من الصفا، أما إذا نزل الساعي من الصفا، فإن الذي نراه أن جميع ما أدخلته هذه العمارة الجديدة فإنه يشمله اسم المسعى، لأنه ادخل في مسمى ما بين الصفا والمروة، ويصدق على من سعى في ذلك أنه سعى بين الصفا والمروة، هذا وعند إزالة هذا الحاجز والتحديد بالفعل ينبغي حضور كل من المشايخ الأخ عبد الملك، والشيخ علوي مالكي، والشيخ عبد الله بن جاسر، والشيخ عبد الله بن دهيش، حتى يحصل تطبيق ما قرر هنا وبالله التوفيق)) ().
وبناء على خطاب سماحة المفتي المذكور، تم رفع الأمر إلى الأمير فيصل - وكان آنذاك ولياً للعهد - بخطاب رئيس الديوان الملكي رقم 27/ 4/2/ 238 بتاريخ 11/ 2/1380هـ، ثم اصدر الأمير فيصل أمره رقم 3561 وتاريخ 17/ 2/1380هـ باجتماع اللجنة المكونة من: الشيخ عبد الملك بن إبراهيم، والسيد علوي مالكي، والشيخ عبد الله بن جاسر، ووالدي الشيخ عبد الله بن دهيش، والمقاول الشيخ محمد بن لادن.
واجتمعت اللجنة في عصر يوم السبت الموافق 24/ 4/1380هـ بموقع الصفا، وقد اتخذوا قراراً استعرضوا في مقدمته ما جاء في خطاب سماحة المفتي الموجه للملك سعود والمذكور فيما سبق، وهذا نص ما خلصت إليه اللجنة: ((فاعتماداً على ذلك حصل التطبيق لما قرره سماحة مفتي الديار السعودية ورئيس قضاتها سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم المرفوع لصاحب الجلالة الملك المعظم برقم (503) في 30/ 1/1380هـ وبعد الإحاطة بما تضمنته المذكرة والقرار المذكور بخصوص موضوع الصفا جرى إزالة الحاجز الخشبي والتطبيق لما قرره سماحته والتحديد بالفعل بحضورنا جميعاً، واتفاقنا على ذلك، وعلى هذا حصل التوقيع)) ().
ثم وقعوا بصفتهم الوظيفية، وهم: (1) رئيس المحكمة الشرعية الكبرى بمكة المكرمة. (2) عضو رئاسة القضاة بالمنطقة الغربية. (3) مدرس بالمسجد الحرام ومدرسة الفلاح. (4) الرئيس العام لهيئات الأمر بالمعروف بالحجاز. (5) المعلم القائم بأعمال عمارة المسجد الحرام المكي وعمارة المسعى.
وفي شعبان من عام 1380هـ تمت إزالة مركز الصفا والمباني التي خلفه وضمها للمسعى (1).
وفي عام 1386هـ في عهد الملك فيصل رحمه الله تم تشييد قبة الصفا المقببة، وكسوة واجهات الدور الأول من المسعى وأعمدته وأرضيته بالرخام، وتغطية سقفه بالزخارف المصنوعة من الحجر الصناعي الملون، وقد أصبحت مساحة المسعى بعد أن ألحق بالمسجد (16.700 متراً) للطابقين (2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/146)
وفي عهد الملك خالد رحمه الله تم تركيب مكيفات صحراوية ومراوح عادية في المسعى لتقليل درجات الحرارة، ووقاية الساعين بين الصفا والمروة من شدة الحر، وتم أيضاً تركيب حواجز معدنية على جانبي الحاجز الأوسط بطول ممر السعي بالدور الأرضي بعرض متر واحد في كل اتجاه لتكون ممراً لعربات العجزة والمعاقين الراغبين في السعي من الحجاج والمعتمرين، وأيضاً تمت تغطية المنحدرات في منطقة جبلي الصفا والمروة برخام محفور مانع للانزلاق، وميسر للحركة صعوداً وهبوطاً للساعين (3).
وفي عهد الملك فهد رحمه الله شهد الحرمان الشريفان أكبر توسعة على مر التاريخ، فكانت توسعة عملاقة شهد بها القاصي والداني، ويسرت كثيراً على حجاج وزوار الحرمين، فكانت أكبر توسعة معتمدة على تكنولوجيات البناء الحديث، وزاد من مساحة الحرم، وساحات حول الحرم لاستيعاب الزيادة المطردة في جموع المصلين، مع تركيب مكيفات وثريات إضائية كبيرة وعملاقة ذات شكل جميل، وقد حظي المسعى باهتمام كبير ضمن هذه التوسعة فتم توسعة منطقة الصفا في الطابق الأول تسهيلا للساعين؛ وذلك بتضييق دائرة فتحة الصفا الواقعة تحت قبة الصفا، عام 1415هـ.
وفي عام 1417هـ تم أيضًا إعادة تهيئة منطقة المروة لغرض القضاء على الزحام في هذا الموقع، حتى صارت مساحة المنطقة (375) مترًا مربعًا بدلا من المساحة السابقة وهي (245) مترًا مربعًا.
وفي العام نفسه حصلت أيضًا توسعة الممر الداخل من جهة المروة إلى المسعى في الطابق الأول، وأُحدثت أبواب جديدة في الطابق الأرضي والأول للدخول والخروج من جهة المروة.
وفي العام التالي تم إنشاء جسر الراقوبة الذي يربط سطح المسجد الحرام بمنطقة الراقوبة من جهة المروة، لتسهيل الدخول والخروج إلى سطح المسجد الحرام. ويبلغ طول الجسر 72.5 مترًا، ويتراوح عرضه من عشرة أمتار ونصف إلى أحد عشر مترًا ونصف، وتم تنفيذه وفق أحدث التصاميم الإنشائية، وبما يتناسق مع الشكل الخارجي للمسجد الحرام، مع توسعة الممر الملاصق للمسعى الذي يستعمل للسعي بالطابق الأول في أوقات الزحام من منطقة الصفا إلى ما يقابل منتصف المسعى؛ حيث تمت توسعته، فأصبح عرضه تسعة أمتار وعشرين سنتيمترًا، ويبلغ طوله سبعين مترًا.
أراء العلماء واللجان في تعديل وتوسعة مسار المسعى:
أما عرض المسعى فأقدم من ذكر ذلك من المؤرخين:
1. الإمام أبو الوليد الأزرقي فإنه قال: عرض المسعى خمس وثلاثون ذراعاً ونصف (1).
2. وقال الإمام أبو عبد الله محمد بن إسحاق الفاكهي: عرض المسعى خمسة وثلاثون ذراعاً، واثنتا عشرة إصبعاً (2). ونقل ذلك عنه تقي الدين الفاسي (3).
3. وقال الشيخ باسلامة: وعرض المسعى: ستة وثلاثون ذراعاً ونصف (4).
4. وقال الشيخ محمد طاهر كردي: وعرضه 20 متراً (5).
أما عرض المسعى عند الفقهاء فلم أجد للحنابلة رحمهم الله تحديداً لعرضه.
وقال الإمام ابن قدامة رحمه الله: أنه يستحب أن يخرج إلى الصفا من بابه، فيأتي الصفا فيرقى عليه حتى يرى الكعبة (6).
وقال في الشرح الكبير: فإن ترك مما بينهما - أي بين الصفا والمروة - ولو ذراعاً لم يجزئه حتى يأتي به.
هذا كلامهم في طول المسعى، ولم يذكروا تحديداً لعرضه.
وقال الإمام النووي: قال الشافعي والأصحاب: لا يجوز السعي في غير موضع السعي، فمن مرّ وراء موضع السعي في زقاق العطارين أو غيره لم يصح سعيه، لأن السعي مختص بمكان فلا يجوز فعله في غيره، كالطواف، قال أبو على البندنيجي في كتابه ((الجامع)): موضع السعي بطن الوادي.
قال الشافعي في القديم: فإن التوي شيئاً يسيراً أجزأه ولو أعدل حتى يفارق الوادي المؤدي إلى زقاق العطارين لم يجزئه، وكذا قال الدرامي: إن التوى في السعي يسيراً جاز، وإن دخل المسجد أو زقاق العطارين فلا (1).
وقال شمس الدين الرملي الشافعي: ولم أر في كلامهم ضبط عرض المسعى وسكوتهم عنه لعدم الاحتياج إليه، فإن الواجب استيعاب المسافة التي بين الصفا والمروة، كل مرة، ولو التوى في سعيه عن محل السعي يسيراً لم يضر. كما نص عليه الشافعي رحمه الله (2).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/147)
وفي حاشية تحفة المحتاج شرح المنهاج بعد ذكر الإمام الشافعي رحمه الله، قال عَقِبه: الظاهر أن التقدير لعرضه بخمسة وثلاثين أو نحوها على التقريب، إذا لا نص فيه يحفظ عن السُّنة، فلا يضر الالتواء اليسير لذلك، بخلاف الكثير، فإنه يخرج عن تقدير العرض ولو على التقريب (3).
لقد أجمع العلماء على ضرورة السعي في المسعى جميعه، والمراد من ذلك ألا يترك أي جزء من المسافة بين الصفا والمروة بغير سعي فيه، فإن ترك جزءا ولو صغيرا بطل سعيه، حتى لو كان راكبا اشترط أن تضع الدابة حافرها على الجبل، ويجب على الماشي أن يلصق رجله بالجبل بحيث لا يبقي بينهما فرجة عند الشافعي. وقال غيره: لا يطلب إلصاق الرجل بجبل الصفا أو جبل المروة، إنما المطلوب هو ما يعتبر إتماما عرفا.
ولابد من الصعود على الصفا والمروة والذكر والدعاء عليهما كلما وصل إلى أحدهما، وأن يذكر الله تعالى ويدعو وهو عليهما بما أحب، والدعاء بالوارد أفضل، عن جابر بن عبد الله حينما روى حجة الرسول صلى الله عليه وسلم قال: ثم خرج إلى الصفا، ثم قال ((نبدأ بما بدأ الله به))، وقرأ: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ}، فرقى على الصفا حتى إذا نظر إلى البيت كبر ثم قال: ((لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، لا إله إلا الله وحده، أنجز وعده، وصدق عبده، وهزم - أو غلب - الأحزاب وحده)) ثم دعا ورجع إلى هذا الكلام، ثم نزل حتى إذا انصبت قدماه في الوادي رمل حتى إذا صعد مشى حتى إذا أتى المروة فرقى عليها حتى إذا نظر إلى البيت قال عليها كما قال على الصفا (1).
ويسن إذا صعد على الصفا أن يستقبل الكعبة عند الذكر الوارد، عن نافع أنه سمع عبد الله بن عمر وهو على: الصفا يدعو ويقول: ((اللهم إنك قلت: {ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ} (2) وإنك لا تخلف الميعاد وإني أسألك كما هديتني إلى الإسلام ألا تنزعه منى حتى تتوفاني وأنا مسلم)) (3). والمرأة في كل ذلك مثل الرجل غير أنها تختار وقتا لا زحام فيه إن أمكن ذلك.
ويجب على الساعي المشي وعدم الركوب إلا لعذر، قال الشافعي وأحمد: المشي في السعي سنة، وقال الأحناف ومالك: هو واجب إلا لعذر كعدم القدرة على المشي، أو لتعليم الناس، كما فعل صلى الله عليه وسلم، والذي يظهر أن المشي سنة وليس واجباً.
ويمشي الساعي متمهلا حتى يصل إلى ما بين الميلين الأخضرين فيسن له الرمل إلا لعذر، ولا رمل على النساء. وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يسرع بين الميلين، وكان يسمى ما بينهما: بطن الوادي. وله أن يخرج من باب الصفا، بعد الانتهاء من سعيه.
وخلال الأعوام 1374هـ، 1378هـ،1380هـ شكلت لجنة لدراسة وضع الصفا والمروة وإضافة دار آل الشيبي، ومحل الأغوات الواقعين بين موضع السعي، من كل من الشيخ عبد الملك بن إبراهيم، ووالدي الشيخ عبد الله بن دهيش، والشيخ عبد الله بن جاسر، والسيد علوي مالكي، والشيخ يحي أمان. وقد جاء من ضمن قرار اللجنة وحيثياته ما يلي:
((أنه في أوقات الزحمة عندما ينصرف الجهال من أهل البوادي ونحوهم من الصفا قاصدين المروة يلتوي كثيراً حتى يسقط في الشارع العام فيخرج من حد الطول من ناحية باب الصفا والعرض المقصود من البينية (بين الصفا والمروة) وحيث أن الأصل في السعي عدم وجود بناء، أن البناء حادث قديماً وحديثاً وأن مكان السعي تعبدي، وأن الالتواء اليسير لا يضر، لأن التحديد المذكور بعاليه للعرض تقريبي بخلاف الالتواء الكثير، كما تقدمت الإشارة إليه، فلا بأس ببقاء العلم الخضر موضوع البحث الذي بين دار الشيبي ومحل الأغوات لأنه أثري. والظاهر أن لوضعه معنى ولمسامتته ومطابقته الميلين بباطن الوادي مكان السعي، ولا بأس من السعي في موضع دار الشيبي لأنها على مسامتت بطن الوادي بين الصفا والمروة، على أن لا يتجاوز الساعي حين يسعى الشارع العام وذلك للاحتياط والتقريب ().
أن الصفا شرعاً هو: الصَّخرات الملساء التي تقع في سفح جبل أبي قبيس، ولكون الصخرات المذكورة جميعها موضع للوقوف عليها. وحيث أن الصخرات المذكورة لا تزال موجودة، وبادية للعيان، ولكون العقود الثلاثة القديمة لم تستوعب كامل الصخرات عرضاً فقد رأت اللجنة أنه لا مانع شرعاً من توسيع مكان الصعود بقدر عرض الصفا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/148)
وبناءً على ذلك فقد جرى ذرع عرض الصفا ابتداء من الطرف الغربي للصخرات إلى نهاية محاذاة الطرف الشرقي للصخرات المذكورة في مسامتت موضع العقود القديمة، فظهر أن العرض يبلغ ستة عشر متراً، وعليه فلا مانع من توسعة مكان الصعود المذكور في حدود العرض المذكور على أن يكون الصاعد متجهاً إلى ناحية الكعبة المشرفة ليحصل بذلك استقبال القبلة، كما هو السنّة، وليحصل الاستيعاب المطلوب شرعاً)).
المقترحات:
ذكرنا فيما سبق الجهود المبذولة من حكومة المملكة العربية السعودية الرشيدة في العناية بالحرمين الشريفين، وبذل كل غالً في سبيل تذليل كل الصعاب التي تعترض حجاج بيت الله الحرام وزواره، خاصة وأن الأعداد التي تفد إلى مكة المكرمة لأداء مناسك الحج والعمرة في زيادة مطردة تفوق كل التصورات، حتى أن المسجد الحرام الذي شهد أكبر توسعة في تاريخه قام بها الملك فهد رحمه الله يشهد ازدحاماً هائلاً - بالرغم من تلك الزيادة التي شهدها، والساحات التي وفرت لاستيعاب الحجاج والمعتمرين - وجميع الأماكن المقدسة في مكة والمشاعر تشهد ازدحاماً هائلاً، ومن ذلك المسعى بين الصفا والمروة.
وقد أجمع العلماء على ضرورة السعي في المسعى جميعه، والمراد من ذلك ألا يترك أي جزء من المسافة بين الصفا والمروة بغير سعي فيه، فإن ترك جزءاً ولو صغيراً بطل سعيه، حتى لو كان راكباً اشترط أن تضع الدابة حافرها على الجبل، ويجب على الماشي أن يلصق رجله بالجبل بحيث لا يبقي بينهما فرجة عند الشافعي. وقال غيره: لا يطلب إلصاق الرجل بجبل الصفا أو جبل المروة، إنما المطلوب هو ما يعتبر إتماماً عرفاً.
قال ابن عمر رضي الله عنهما: ((السعي من دار بني عباد إلى زقاق بني أبي حسين)) (1)
فيفهم من قول ابن عمر أن تحديد المسعى إنما كان في مبتدئه ومنتهاه، ولم يتعرض لعرضه.
حتى أن فقهاء الحنابلة والشافعية لم يتعرضوا لعرض المسعى، فقال ابن قدامة: ((يستحب أن يخرج إلى الصفا من بابه، فيأتي الصفا، فيَرْقَى عليه حتى يرى الكعبة، ثم يستقبلها)) (2).
وجاء في الشرح الكبير: ((فإن ترك ما بينهما شيئا – أي مابين الصفا والمروة – ولو ذراعاً لم يجزئه حتى يأتي به)) (3).
فكلام أكثر الفقهاء كان على طول المسعى، وليس عرضه، فالواجب هو استيعاب المسافة من جبل الصفا إلى جبل المروة.
وحيث أن القاعدة الفقهية قد نصت على أن: ((المشقة تجلب التيسير)). وهذه من القواعد الكلية الكبرى في الفقه الإسلامي، ومعناها: أن الأحكام التي ينشأ عن تطبيقها حرج على المكلف، ومشقة في نفسه، فالشريعة تخففها بما يقع تحت قدرة المكلف واستطاعته دون عسر أو حرج، ولهذه القاعدة أدلة كثيرة من الكتاب والسنة والإجماع والمعقول (4).
ومن فروع هذه القاعدة قاعدة شرعية أخرى هي: ((إذا ضاق الأمر اتسع)) وهذه مأثورة عن الإمام الشافعي رحمه الله تعالى (1).
وإذا كان الفقهاء قد جوزوا الطواف بالكعبة والسعي بين الصفا والمروة في الدور العلوي، فإني لا أرى بأس من الزيادة في العرض، إعمالاً للقاعدة الفقهية المنوه عنها سابقاً.
وقد ورد أن النبي صلى الله عليه وسلم قد طاف بالبيت راكباً بعيره، ولم ينزل صلى الله عليه وسلم من على ناقته لاستلام الحجر الأسود بيده الشريفة، وإنما كان يشير بمحجن كان في يده إلى الحجر، ثم يقبل المحجن، وكان معه عبد الله بن رواحة آخذ بزمام ناقته وهو يقول:
خلوا بني الكفار عن سبيله
نحن ضربناكم على تأويله
ضربا يزيل الهام عن مقيله
قال ابن سعد: أخبرنا عبد الوهاب بن عطاء قال أخبرنا محمد بن عمرو بن علقمة الليثي قال أخبرنا أشياخنا أن النبي صلى الله عليه وسلم طاف على ناقته (2).
وعن معروف بن خربوذ قال سمعت أبا الطفيل يقول: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يطوف بالبيت ويستلم الركن بمحجن معه، ويقبل المحجن (3).
فدل ذلك إلى أن العصا التي كانت بيده الشريفة كانت وسيلة اتصال بينه وبين الحجر الأسود، فقد كان يستلم بها الحجر، ثم يقبل العصا صلى الله عليه وسلم، وكل ذلك من باب التيسير على المسلمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/149)
وقد دل الدليل على وجوب إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في الحج، فعن جابر قال: أفاض رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه السكينة، وأمرهم بالسكينة، وأوضع في وادي محسر، وأمرهم أن يرموا الجمار، مثل حصى الخذف، وقال: ((خذوا عني مناسككم لعلي لا أراكم بعد عامي هذا)) (1).
وبالرغم أمره الكريم لسائر صحابته رضوان الله عليهم، وكانوا أكثر الناس التزاماً وحرصاً على إتباعه صلوات الله عليه وسلامه، إلا أن النفس البشرية قد غلبت عليهم، وأصابهم النسيان.
ومع ذلك نجد أن الرسول الكريم كان رفيقاً بأمته فأراد لها التيسير والتخفيف، فعن عبد الله بن عمرو بن العاص: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف في حجة الوداع بمنى للناس يسألونه فجاءه رجل فقال: لم أشعر فحلقت قبل أن أذبح، فقال: ((اذبح ولا حرج))، فجاء آخر فقال: لم أشعر، فنحرت قبل أن أرمي، قال: ((ارم ولا حرج))، فما سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن شيء قدم ولا أخر إلا قال: ((افعل ولا حرج)) (2).
قال ابن حجر العسقلاني: ((إن الدليل دل على وجوب إتباع الرسول صلى الله عليه وسلم في الحج بقوله: ((خذوا عني مناسككم)) وهذه الأحاديث المرخصة في تقديم ما وقع عنه تأخيره قد قرنت بقول السائل لم أشعر)) (3).
ثم أضاف: (( ... مجموع الأحاديث عدة صور، وبقيت عدة صور، لم تذكرها الرواة، إما اختصاراً، وإما لكونها لم تقع، وبلغت بالتقسيم أربعا وعشرين صورة، منها صورة الترتيب المتفق عليها)) (1).
فرخصة رسول الله صلوات الله عليه وسلامه لصحابته الذين سألوه عن تقديم أو تأخير بعض النسك، وهي رخصة نحن في أمس الحاجة إليها الآن، ولا نغفل ما أجازه الرسول صلى الله عليه وسلم وأباحه ورخص فيه عندما أجاب الصحابة رضوان الله عليهم بهذه الإجابة التي تنم عن تيسير.
وحيث أنه توجد في المنطقة الواقعة شرق المسعى ساحة كبيرة خصصت لاستيعاب المصلين، وهي ممتدة حتى حدود مكتبة مكة المكرمة من جهة الشرق، فإني أقترح زيادة المسعى بما يعادل قدر مساحته الحالية من هذه الجهة، ووجود هذه الساحة يسهل إنشاء هذه التوسعة، وذلك بعمل قواعد خراسانية تتصل بأصول جبلي الصفا والمروة، وتستمر في المنطقة المحاذية لمنطقة المسعى، بحيث تصل إلى ضعف المساحة التي هي عليها الآن، على أن تخصص المساحة المقترحة للساعين من الصفا إلى المروة، ويخصص الجزء القديم القائم حالياً للساعين من المروة إلى الصفا.
مع الاستفادة من الأبواب الموجودة على المسعى وعددها (16 باب) لتكون معابر للداخلين إلى المسجد الحرام، مع رفع المسعى الحالي عما هو عليه حالياً بمقدار يتراوح مابين 3 – 4 أمتار، أو إبقائه على حاله، مع خفض الممرات المقترحة أسفل المسعى الحالي، لتمكين المارين إلى داخل المسجد من المرور من تحته من غير مزاحمة الساعين، مع مراعاة التهوية اللازمة، وذلك بالاستعانة بأهل الخبرة من المهندسين والفنيين في ذلك.
وبذلك تتحقق فائدة، وهي: أن من يرغب السعي في المسعى المقترح زيادته سيكون هدفه الأساسي السعي فقط، دون أي هدف آخر كالصلاة ونحوها، كما أن الممرات التي سوف تخصص لمرور المصلين إلى داخل المسجد الحرام ستجعل للمرور انسيابية وسلاسة، ولا يختلط المصلون مع الساعين.
وحيث أن ارتفاع الدور الأول من المسعى يقارب (12 متراً)، فإذا اختزلنا منه (3 أو 4 أمتار) يبقى الارتفاع المقترح من 8 إلى 9 أمتار، وأرى أنه مناسب جداً، ويعمل في الدور الثاني من المسعى ما عمل في الدور الأول.
والمسعى المقترح يربط بجسر، ودرج من داخل المسجد، يصعد إليه من جهة الصفا، حيث مبتدأ السعي، ويعمل جسر مماثل، وكذا درج يهبط به من جهة المروة إلى الساحة الشرقية.
وقد يعترض البعض على هذه التوسعة بحجة أنها خرجت عن حدود جبلي الصفا والمروة.
والإجابة على هذا الاعتراض أن قاعدة الجبل أعرض طبيعة من قمته، وهي ممتدة في الأرض يميناً ويساراً بقدر يسمح بإضافة التوسعة المقترحة.
كما أن الزيادات الهائلة في أعداد الحجاج والزوار والمعتمرين تضطر، وهذا الأمر دفع ولاة الأمر في هذه البلاد السعودية إلى اتخاذ ما يرونه مناسباً للتيسير على المسلمين ودرء المشقة عنهم بما لا يخل بمقاصد الشرع، خاصة في ظل زيادة أعداد المسلمين في العالم والتي بلغت ما يقارب من المليار والنصف، مع تطور وسائل المواصلات، مما جعل القادمين للحج والعمرة في ازدياد مضطرد عاماً بعد آخر؛ حتى زاد عددهم عن المليونين.
فهذه التوسعة تشبه اتصال صفوف المصلين خارج المسجد عند امتلاء المسجد بالمصلين، واللجوء للساحات والشوارع المحيطة به، لأداء الصلاة مع الجماعة، وقد جوز الفقهاء ذلك، طالما اتصلت الصفوف.
وقد استجدت مستجدات، وطرأت أمور تتطلب أن نعيد النظر في مواجهة الأعداد الكبيرة من الحجاج والزوار والمعتمرين، بما لا يمكن بحال أن تستوعبه مساحة كل شعيرة، من هنا أصبح لزاماً علينا التفكير في الحلول المناسبة في ضوء مستجدات العصر، وتفعيل آراء الفقهاء المعتبرين المعتمدة أقوالهم، على اختلاف مذاهبهم، دونما تعصب لمذهب أو لرأى بعينه، ما دام أن ذلك يسهم في بلوغنا الهدف الأسمى وهو أداء نسك صحيح، مع الحفاظ على سلامة الحجاج والزوار والمعتمرين والمصلين، دون خروج عن مقاصد الشرع الشريف،
وبالله التوفيق. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
والحمد لله رب العالمين ..
كتبه
أ. د. عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
مكة المكرمة
رمضان 1427هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/150)
ـ[خزانة الأدب]ــــــــ[10 - 06 - 07, 02:54 م]ـ
كل أمور الحرمين وراءها علماء فلا تقلق
ـ[أبو محمد]ــــــــ[10 - 06 - 07, 09:57 م]ـ
وجزاك الله خيرا على التعليق أخي الكريم الميقاتي.
أخي محمد .. بورك فيك على الإفادة .. وإن كانت المسألة لم تُشف في بحث ابن دهيش .. ويحتاج الأمر فيما أرى إلى بحث أعمق.
على أنه أورد في ثنايا النقول ما يشهد بضد ما ذهب إليه.
أما البحث الأول لموسى آل عبد العزيز .. فليس فيه تحقيق علمي.
أخي خزانة الأدب .. بورك فيك .. ولم يزد قلقي إلا ما أشرت إليه! وما كل ما يعلم يقال.
ـ[فارس سترونج]ــــــــ[11 - 06 - 07, 10:08 ص]ـ
أخي الكريم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سمعت محاضرة للدكتور المطرفي في جامعة أم القرى يذكر فيها أن عرض المسعى سابقاً كان 40متراً ومازال ينقص حتى وصل الى هذا الحد / و لقد سمعت من الشيخ السيروان في جدة هذا القول نفسه مثبتاً ذلك من محاضرة الدكتور المطرفي ومقراً لها.
وإليك أقوال العلماء في السعي: هو واجب عند أبي حنيفة ورواية عن أحمد قال به القاضي وقال في المغني هو أولى.
وهو ركن عند مالك والشافعي ورواية عند أحمد.
وهو سنة وأنه ليس بركن ولا واجب وهو رواية عن أحمد بن حنبل وعن ابن عباس وأنس وابن الزبير وابن سيرين ولهم أدلة قوية بذلك.
هذا ماعندي أرجو أن تنتفع به ولاتنساني من دعائك 00000 (ابتسامة)
ـ[أبو محمد]ــــــــ[12 - 06 - 07, 07:48 ص]ـ
أخي الكريم .. القول بأن المسعى كان 40 مترا يعني أن عرض المسعى كان في السابق بالقدر الذي يراد الوصول إليه في التوسعة! .. فإن التوسعة الجديدة عرضها -كما في جريدة عكاظ 14/ 5/1428هـ - هو: 21 مترا.
وهذا القول في الحقيقة فيه نظر ظاهر .. وأين الدليل المثبت له؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[17 - 06 - 07, 05:05 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
الذي يظهر أن مستند هذا الفعل شرعاً أمور:
الأول: أن توسعة أماكن العبادة عند الحاجة فعله النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - كما في سنن الترمذي والنسائي من حديث عثمان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وكان هو الذي اشترى هذه البقعة التي أضافها النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -.
وهو منقول عن الصحابة بل عن الخليفة الراشد عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وكان بعلم الصحابة فلم ينكر فهو إجماع منهم على مشروعيته.
الثاني: قاعدة رفع الحرج و قاعدة المشقة تجلب التيسير وهما يتأكدان في الحج فإنه مع عمومات النصوص التي تدل على التيسير إلا أن الأمر يزيد في الحج بسبب الازدحام وحصول المشقة ومن ذلك:
- عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: " نحرت ههنا ومنى كلها منحر فانحروا في رحالكم ووقفت ههنا وعرفة كلها موقف ووقفت ههنا وجمع كلها موقف " رواه مسلم:
فهنا ثلاث مشاعر: عرفة ومنى ومزدلفة وكلها نص النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على التوسعة فيها ورفع المشقة فيها عن المسلمين ببيان استواء.
- في ترتيب المناسك يوم النحر كان النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول لكل من سأل في ذلك اليوم: " افعل ولا حرج "
- أن من أدرك عرفة ليلاً أجزأه الوقوف مع أن الليلة تتبع ما بعدها لا ما قبلها في سائر أيام السنة.
الثالث: القياس على اتصال الصفوف في الصلاة حتى لو خرجت عن المسجد في حال الازدحام.
وفي فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله بحث يتعلق بالمسألة في فتوى رقم (1184) (5/ 138) هذا نصها:
1184 – حدود المسعى بعد العمارة الجديدة
(برقية): الحوية، جلالة الملك المعظم أيده الله
ج30144: من خصوص قرار الهيئة في حدود المسعى قد أطلعنا عليه فوجدناه صوابًا. وقد أعدنا أوراق القرار المذكور إلى محمد سرور مصحوبة بفتوانا بمقتضى ما جاء فيه: حفظكم الله وتولاكم. محمد بن إبراهيم
(ص م 1396 في 23/ 10/1374هـ)
(مضمون القرار)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/151)
تأملت قرار الهيئة المنتدبة من لدن سمو وزير الداخلية، وهم فضيلة الأخ الشيخ عبدالملك بن إبراهيم. وفضيلة الشيخ عبدالله ابن دهيش. وفضيلة الشيخ عاوي مالكي. حول حدود موضع السعي مما يلي الصفا. المتضمن أنه لا بأس بالسعي في بعض دار آل الشيبي والأغوات المهدومتين هذه الأيام توسعة، وذلك البعض الذي يسوغ السعي فيه هو ما دفعه الميل الموجود في دار آل الشيبي إلى المسعى فقط وهو الأقل، دون ما دفعه هذا الميل إلى جهة بطن الوادي مما يلي باب الصفا وهو الأكثر؛ فإنه لا يسوغ السعي فيه. فبعد الوقوف على هذا الموضع في عدة رجال من الثقات رأيت هذا القرار صحيحًا، وأفتيت بمقتضاه، قاله الفقير إلى عفو الله محمد بن إبراهيم آل الشيخ وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
(ص م 1386 في 19/ 10/1374)
(نص القرار الوارد من الهيئة المشكلة رقم 35 في 23/ 9/74هـ)
بناء على الأمر الشفوي المبلغ إلينا بواسطة الشيخ محمد حابس رئيس ديوان سمو وزير الداخلية الأمير عبدالله الفيصل. القاضي أنه يأمر سموه بوقوفنا نحن الموقعين أدناه على "الميل" القائم هناك والبارز حينئذ، وذلك بعدما صدرت إرادة جلالة الملك المعظم بإضافة دار آل الشيبي ومحل الأغوات الواقعين بين موضع السعي من جهة الصفا وبين الشارع العام الملاصق للمسجد الحرام مما يلي باب الصفا. وتقرير ما يلزم شرعًا بشأن "الميل" المذكور. فقد توجهنا فوقفنا على "الميل" المذكور. وصحبنا معنا مهندسًا فنيًا، وجرى البحث فيما يتعلق بتحديد عرض المسعى مما يلي الصفا، فرأينا هذا الميل يقع عن يسار الخارج من باب الصفا القاصد إلى الصفا. وفي مقابل هذا الميل من الجهة الغربية على مسامتته ميل آخر ملتصقًا بدار الأشراف الناعمة فاصل بينها طريق الخارج من باب الصفا في سيره إلى الصفا. وما بين الميل الأول المذكور الذي بركن دار الشيبي المنتزعة ملكيتها حالا والمضافة إلى الصفا وبين الميل الذي بركن دار المناعمة ثمانية أمتار وثلاثون سنتيمًا. هي سبعة عشر ذراعًا، ومن دار المفتاح التي تقع بين الساعي من الصفا إلى الميل الأول الواقع بدار الشيبي تسعة عشر مترًا ونصف متر. ومن الميل الذي بدار الشيبي إلى درج الصفا للحرم الشريف خمسة وعشرين مترًا وثمانين سنتيمًا، كما أن بين الميل الذي يقرب الخاسكية ببطن الوادي والميل الذي يحاذيه بركن المسجد الحرام ستة عشر مترًا ونصف متر، كما أن بين الميل الذي بدار العباس وباب العباس ستة عشر مترًا ونصف متر تقريبًا، هذا التقرير الفني من حيث المساحة.
ثانيًأ – قد جرت مراجعة كلام العلماء فيما يتعلق بذلك، قال في صحيح البخاري: (باب ما جاء في السعي بين الصفا والمروة) وقال ابن عمر رضي الله عنه: السعي من دار ابن عباد إلى زقاق بني أبي حسين. قال في "الفتح" صحيفة 394 جلد 3: نزل ابن عمر من الصفا حتى إذا حاذى باب بني عباد سعى، حتى إذا انتهى إلى الزقاق الذي يسلك بين دار بني أبي حسين ودار بنت قرضة. ومن طريق عبيدالله بن ابي يزيد قال: رأيت ابن عمر يسعى من مجلس ابن عباد إلى زقاق ابن أبي حسين. قال سفيان: هو ما بين هذين العلمين. انتهى. والمقصود بهذا والله أعلم سعيه في بطن الوادي. ولم نجد للحنابلة تحديدًا لعرض المسعى وجاء في "المغني" صحيفة 403 جلد 3: أنه يستحب أن يخرج إلى الصفا من بابه، فيأتي الصفا، فيرقى عليه حتى يرى الكعبة، ثم يستقبلها، قال في "الشرح الكبير" صحيفة 405 جلد3: فإن ترك مما بينها شيئًا (أي ما بين الصفا والمروة) ولو ذرعًا لم يجزءه حتى يأتي به. انتهى.
هذا كلامهم في الطول. ولم يذكروا تحديد العرض. وقال النووي في "المجموع" شرح المهذب جلد 8 صحيفة 76: "فرع" قال الشافعي والأصحاب: لا يجوز السعي في غير موضع السعي، فلو مر وراء موضع السعي في زقاق العطارين أو غيره لم يصح سعيه؛ لأن السعي مختص بمكان فلا يجوز فعله في غيره كالطواف، قال أبوعلي البندنجي في كتابه "الجامع": موضع السعي بطن الوادي، قال الشافعي في القديم: فإن التوى شيئًا يسيرًا أجزأه. وإن عدل حتى يفارق الوادي المؤدي إلى زقاق العطارين لم يجز، وكذا قال الدرامي: إن التوى في السعي يسييرًا جاز. وإن دخل المسجد أو زقاق العطارين فلا. والله أعلم. انتهى. وقال شمس الدين محمد الرملي الشافعي المتوفي سنة 1004 هجرية في "نهاية المحتاج" شرح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/152)
المنهاج صحيفة 383 جلد 3 ما نصه: ولم أر في كلامهم ضبط عرض المسعى، وسكوتهم عنه لعدم الاحتياج إليه، فإن الواجب استيعاب المسافة التي بين الصفا والمروة كل مرة، ولو التوى في سعيه عن محل السعي يسيرًا لم يضر كما نص عليه الشافعي رضي الله عنه. انتهى. وفي "حاشية تحفة المحتاج" شرح المنهاج صحيفة 98 جلد 4 ولما ذكر النص الذي ذكره صاحب المجموع عن الإمام الشافعي قال: الظاهر أن التقدير لعرضه بخمسة وثلاثين أو نحوها على التقريب، إذ لا نص فيه يحفظ من السنة، فلا يضر الاءلتواء اليسير لذلك، بخلاف الكثير فإنه يخرج عن تقدير العرض ولو على التقريب.
ثالثًأ – قد جرت مراجعة كلام المؤرخين، فذكر أبوالوليد محمد ابن عبدالله الأزرقي في صحيفة 90 في "المجلد الثاني" ما نصه بالحرف: وذرع ما بين العلم الذي على باب المسجد إلى العلم الذي بحذائه على باب دار العباس بن عبدالمطلب وبينهما عرض السعي خمسة وثلاثون ذراعًا ونصف ذراع، ومن العلم الذي على باب دار العباس إلى العلم الذي عند دار ابن عباد الذي بحذاء العلم الذي في حد المنارة وبينهما الوادي مائة ذراع وإحدى وعشرين ذراعًا. انتهى. وقال الإمام قطب الدين الحنفي في صحيفة 101 في تاريخه المسمى بـ "الاعلام" لما ذكر قصة تعدي ابن الزمن على اغتصاب البعض من عرض المسعى في سلطنة الملك الأشرف قاينباي المحمودي إلى أن قال: قاضي مكة وعلماؤها أنكروا عليه. وقالوا له في وجهه أن عرض المسعى كان خمسة وثلاثين ذراعًا، وأحضر النقل من تاريخ الفاكيه وذرعوا من ركن المسجد إلى المحل الذي وضع فيه ابن الزمن أساسه فكان سبعة وعشرين ذراعًا. وقال باسلامه في تاريخه "عمارة المسجد الحرام" صحيفة 299: ذرع ما بين العلم الذي على باب المسجد إلى المسجد إلى العلم الذي بحذائه على دار العباس بن عبدالمطلب وبينهما عرض المسعى (85) ستة وثلاثون ذراعًا ونصف. ومن العلم الذي على باب دار العباس إلى العلم الذي عند دار ابن عباد الذي بحذاء العلم الذي في حد المنارة وبينهما الوادي مائة ذراع وإحدى وعشرون ذراعًا. انتهى.
رابعًا – جرت مراجعة صكوك دار الشيبي، فوجد من أقدمها صك مسجل بسجل المحكمة الكبرى بمكة بعدد (57) محرم عام 1171 هجرية قال في حدودها: شرقًا الحوش الذي هو وقف الواقب، وغربًا الصفا وفيه الباب، وشاما الدار التي هي وقف خاسكي سلطان، ويمنًا الدار التي هي وقف الأيوبي، قال المسجل: ولم يظهر ما يدل على حدود السعي، كما جرى سؤال أغوات الحرم الشريف المكي عن تاريخ وحدود دارهم التي أضيفت إلى ما هناك، فذكروا أن دارهم في أيديهم من نحو ثمانمائة سنة وليست لها صكوك ولا وثائق. هكذا.
وحيث أن الحال ما ذكر بعاليه، ونظرًا إلى أنه في أوقات الزحمة عندما ينصرف بعض الجهال من أهل البوادي ونحوهم من الصفا قاصدًا المروة يلتوي كثيرًا حتى يسقط في الشارع العام فيخرج من حد الطول من ناحية باب الصفا والعرض معًا ويخالف المقصود من البينية – بين الصفا والمروة. وحيث أن الأصل في السعي عدم وجود بناء وأن البناء حادث قديمًا وحديثًا. وأن مكان السعي تعبدي، وأن الالتواء اليسير لا يضر، لأن التحديد المذكور بعاليه العرض تقريبي، بخلاف الالتواء الكثير كما تقدمت الإشارة إليه في كلامهم فإننا نقرر ما يلي:
(أولاً) لا بأس ببقاء العلم الأخضر موضوع البحث الذي بين دار الشيبي ومحل الأغوات المزالين؛ لأنه أثري، والظاهر أن لوضعه معنى، ولمسامته ومطابقته الميلين ببطن الوادي مكان السعي، ولا بأس من السعي في موضع دار الشيبي لأنها على مسامته بطن الوادي بين الصفا والمروة، على أن لا يتجاوز الساعي حين يسعى من الصفا أو يأتي إليه إلى ما كان بين الميل والمسجد مما يلي الشارع العام، وذلك للاحتياط والتقريب.
(ثانيًا) أننا نرى عرض كل ما ذكرناه بعاليه على أنظار صاحب السماحة المفتي الأكبر الشيخ محمد بن إبراهيم حفظه الله تعالى.
هذا ما تقرر متفقًا عليه بعد بذلنا الوسع، سائلين من الله تعالى السداد والتوفيق.
الهيئة
علوي بن عباس المالكي عبدالملك بن إبراهيم
الشيخ عبدالله بن دهيش
(هذا القرار حصلت عليه من ديوان رئاسة مجلس الوزراء)
(قرار آخر)
(جميع ما ادخلته العمارة الجديدة داخل في مسمى المسعى)
من محمد بن إبراهيم إلى حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم أيده الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .. وبعد:
فبناء على أمركم الكريم المبلغ إلينا من الشيخ يوسف ياسين في العام الماضي حول تنبيه الابن عبدالعزيز على وضع الصفا ومراجعة ابن لادن لجلالتكم في ذلك، وحيث قد وعدت جلالتكم بالنظر في موضوع الصفا ففي هذا العام بمكة المكرمة بحثنا ذلك، وتقرر لدى ولدى المشايخ: الشيخ عبدالعزيز بن باز، والشيخ علوي عباس المالكي، والأخ الشيخ عبدالملك بن إبراهيم، والشيخ عبدالله بن دهيش، والشيخ عبدالله بن جاسر، والشيخ عبدالعزيز ابن رشيد: على أن المحل المحجور بالأخشاب في أسفل الصفا داخل في الصفا، ماعدا فسحة الأرض الواقعة على يمين النازل من الصفا فإننا لم نتحقق أنها من الصفا. أما باقي المحجور بالأخشاب فهو داخل في مسمى الصفا. ومن وقف عليه فقد وقف على الصفا كما هو مشاهد، ونرى أن ما كان مسامتًا للجدار القديم الموجود حتى ينتهي إلى صبة الأسمنت التي قد وضع فيها أصياخ الحديد هو منتهى محل الوقوف من اليمين للنازل من الصفا. أما إذا نزل الساعي من الصفا فإن الذي نراه أن جميع ما أدخلته هذه العمارة الجديدة فإنه يشمله اسم المسعى، لأنه داخل في مسمى ما بين الصفا والمروة، ويصدق على من سعى في ذلك أنه سعى بين الصفا والمروة. هذا وعند إزالة هذا الحاجز والتحديد بالفعل ينبغي حضور ك من المشائخ: الأخ الشيخ عبدالملك، والشيخ علوي المالكي، والشيخ عبدالله بن جاسر والشيخ عبدالله بن دهيش، حتى يحصل تطبيق ما قرر هنا، وبالله التوفيق.
(ص م 403 في 3/ 1/1380هـ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/153)
ـ[محمد أبا الخيل]ــــــــ[23 - 06 - 07, 12:20 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ومن القواعد التي قد تفيد هنا:
ما قارب الشيء أعطي حكمه
ـ[مشعل العياضي]ــــــــ[24 - 06 - 07, 11:21 م]ـ
للفائدة والتذكير من المهم تصور حقيقة الجبلين (الصفا والمروة) قبل التوسعات الأخيرة فمما لاشك
فيه أنهما أكبر بكثير مماهما عليه الآن وهذا قد يحدث لبساً عند بعض الإخوة في تصور حقيقة السعي بين الصفا والمروة إعتمادً على المشاهد الآن منهذين الجبلين اللذين لم يتبقا منهما إلا جزء صغير جداً,,,,,,,والله الموفق
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[26 - 06 - 07, 02:49 ص]ـ
يا أخوتي هذه المسائل تبحث في أروقة هيئة كبار العلماء!
وليس في ملتقى أهل الحديث لأن هذه الأمور لا تتم إلا بفتوى منهم حفظهم الله كما حدث في مسألة الدور الثاني والثالث ورأي الشنقيطي رحمه الله
وعلى العموم جزى الله السائل خيرا
وجزى الله أبا حازم خيرا
ـ[أبو محمد]ــــــــ[28 - 06 - 07, 06:44 ص]ـ
أخي أبا الحسن .. بارك الله فيك.
نحن في ملتقى لطلاب علم .. فما المانع من مدارسة هذه المسألة بينهم؟ لاحظ أنها مدارسة وليس إصدار فتوى.
وأمر آخر .. لم يصدر عن كبار العلماء شيء -فيما أعلم- حتى الآن حتى يُمنع الحديث بالرأي الآخر لو كان.
وأمر ثالث .. من أهم الأسباب التي دعتني لطرح الموضوع هو رغبتي في الوقوف على كلام كبار العلماء في المسألة .. فكثير من رواد الملتقى من طلاب العلماء الكبار .. فربما سمع أحد من أحدهم شيئا فيفيدنا به.
وأمر رابع .. حتى لو رأت الهيئة رأيا بعد أن بُحثت المسألة في أروقتهم -كما تفضلت- .. فهل هناك ما يمنع من بحث المسألة؟ ولست بحاجة أن أبين أن رأيها ليس إجماعا شرعيا ملزما .. ولنا فيما تفضلت به من مخالفة بعض العلماء في مسألة السعي في الدور الثاني أسوة ..
ولا يخفاك أيضا أن حدود الكلام هنا لا يتجاوز المناقشة والمطارحة العلمية .. وأما (إظهار) مخالفة رأي العلماء أمام العامة فهذه مسألة أخرى .. وهي خاضعة لقاعدة رعاية المصالح والمفاسد.
ومهما يكن من شيء .. هذا مبلغ اجتهادي في طرح الموضوع .. فإن يكن خطأ .. فأستغفر الله ..
وعلى العموم! فجزاك الله خيرا على التعليق الكريم.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[28 - 06 - 07, 06:48 ص]ـ
أخي أبا حازم .. بورك فيك .. وأشكرك على المشاركة والإفادة.
لكن فيما نقلته عن الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله ما يشكل على رأيك الكريم الذي قررته في مقدمة كلامك.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[28 - 06 - 07, 05:42 م]ـ
أخي الكريم أبا محمد بارك الله فيك
ذكرت رأي الشيخ _ رحمه الله _ لكونه رأي عالم مشهور، ولكونه اشتمل على تحديد دقيق للمسعى، والشيخ إنما تكلم عن حدود المسعى لا عن منع التوسعة لا سيما وأن الوضع اختلف الآن ففتوى الشيخ قبل 50 سنة ومعلوم أن أعداد الحجاج تضاعف كثيراً عن عصر الشيخ رحمه الله.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[28 - 06 - 07, 06:37 م]ـ
أخي المفضال أبا حازم .. نفعنا الله بعلمه والمسلمين ..
أعلم أن سبب نقلك لكلام الشيخ أنه كلام عالم مشهور .. لكن كلامه -لو تأملت- يتضمن منع السعي خارج هذه الحدود .. وهذا محل البحث .. وأيضا صريح كلام النووي المنقول يفيد هذا .. أن السعي مكانه توقيفي.
وأعتقد أن بحث هذه المسألة علميا مبني على تحقيق أمر .. ألا وهو: هل المحل توقيفي أم لا؟
وعلى تسليم هذا .. فهل الضرورة هنا تبيح الزيادة؟
من المعلوم أن الضرورة تقدر بقدرها .. فهل تحتمت الزيادة لدفع هذا الزحام؟ أليس في زيادة الطوابق حل لذلك؟
وقد بلغني عن أحد كبار العلماء -بلاغا، ولم أسمع منه- أنه رأى أن الضرورة تندفع بزيادة دور أو دورين ولا حاجة لزيادة موضع السعي ..
وأعود فأقول: كلامنا ههنا ما هو إلا من باب المدارسة .. والمرجع في إفتاء الناس لأهل الفتوى.
ـ[حامد الحنبلي]ــــــــ[30 - 06 - 07, 12:46 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ما وصلني عن مراحل العمل في مشروع المسعى أن الشركة القائمة على المشروع توقفت عن العمل عنه فترة حتى تتأكد من أن المبنى ينتهي بالفعل عند جبل الصفا مما دعاهم إلى عمل جسة وحفر للتعرف على جذر الجبل
ثم استأنفوا العمل بعد والله اعلم بحقيقة الحال وسأحاول التأكد من بعض الزملاء العاملين هناك
وبلغني أيضاً أن المشروع ستوضع له أساسات تتحمل أربعة عشر طابقاً وستواجه مشكلة هي مرور مجرى زمزم تحت الأرض جهة الصفا لذا استعملوا خوازيق لنقل الأحمال أسفل هذا المجرى
.....
ومرفق صور لرسومات المشروع
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[07 - 07 - 07, 11:08 م]ـ
إرجع إلى قرارات هيئة كبار العلماء أظن المجلد الأول ففيه الكلام على المسألة في أول الكتاب و الله الموفق
ـ[أشرف عبد الله]ــــــــ[17 - 07 - 07, 12:55 م]ـ
السلام عليكم
المهندسون القائمون عليه راجعوا هيئة كبار العلماء في المنع من توسعة المسعى والاعتياض عن ذلك بزيادة عدد الأدوار، وكان مستند اعتراضهم هو أن المسعى فوق جبل ومعروف أن قاعدة الجبل أوسع وأكبر من قمته، ولا زالت عوامل التعرية وتعلي من مستوى الأرض فتضيق معها المساحة بين الجبلين، حتى صارت إلى هذا الحد، فالأصل أن المسعى كان أوسع مساحة من هذه المساحة الوجودة الآن.
غير أني لم أقف على رأي هيئة كبار العلماء بعد هذا التوضيح
والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/154)
ـ[الدكتور صالح محمد النعيمي]ــــــــ[22 - 07 - 07, 10:51 ص]ـ
يحلها الله سبحانه وتعالى بعلماء الامة
ـ[حسون الحسون]ــــــــ[28 - 07 - 07, 11:00 م]ـ
[فائدة] حول السعي في الأطباق العلوية للمسعى:
سمعت الشيخ سليمان العلوان يقول:
الطواف في الدور العلوي يُذهِبُ بعض السنن مثل {السعي الشديد بين العلمين الأخضرين}
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[04 - 08 - 07, 11:25 م]ـ
لعله يقصد السطح وليس الدور الثاني
ـ[فهد بن عبدالعزيز الجوعي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 06:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أيها الإخوة .......
الأخ/حسون .......
ماهي السنن التي تضيع إذا سعيت في الدور الأول أو في السطح؟
بالنسبة للعلمين فيمكن ان تسرع في الدور الأرضي أو في الدور الأول أو في السطح،
آمل توضيح السنن المفقودة.
أو إيراد كلام الشيخ سليمان حفظه الله بنصه.
شاكرا لك.
ـ[بنت الراوي]ــــــــ[17 - 08 - 07, 08:16 م]ـ
رجاء ممكن سؤال او مداخلة اذا تسمحوا لي
الى اهل الاختصاص لطفا
اود ان اسال هل للقاعدة الفقهية للاكثر حكم الكل علاقة بهذا الامر انستطيع ضرب مثال تطبيقى على القاعدة من الموضوع
ـ[أبو محمد الأزدي]ــــــــ[19 - 08 - 07, 09:24 ص]ـ
هناك قاعدة فقهية شهيرة هي الأقرب تنزيلا على هذه الواقعة
(إذا ضاق الأمر اتسع)
وأول من نطق بها الإمام الشافعي رحمه الله
وأدلتها مبثوثة معروفة
ـ[بنت الراوي]ــــــــ[19 - 08 - 07, 03:07 م]ـ
السلام عليكم يا اخوتي
هل لموضوعكم حول توسعة المسعى
يمكن ان يطبق على القا عدة الفقهية
للاكثر حكم الكل فهل يمكن الاستفادة من بحثكم هذا
في التطبيقات الحديثة للقاعدة
وجزيتم الخير
ـ[عبدالإله السبيعي]ــــــــ[24 - 08 - 07, 03:14 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أحسنت أخي أبا محمد في طرقك للموضوع. .
ومما يمكن أن أضيفه في هذا المجال. .
أن هيئة كبار العلماء اجتمعوا بأمر من الوالي - حفظه الله - وكان ذلك قبل أسبوع من حج عام 1427هـ الماضي وكان المطلوب منهم -حفظهم الله- أن لايخرجوا من الإجتماع حتى يصدروا حكما في التوسعة هل تجوز أم لا بسبب الزحام ...
وانتهى الإجتماع وقد توصلوا إلى عدم جواز التوسعة ..
وقالوا (هذ راي اللجنة وإن أردتم أن تأخذوا بفتوى علماء المشرق فلكم. .) ..
والسلام عليكم ..
ـ[أبوعبدالرحمن العيني]ــــــــ[27 - 08 - 07, 03:00 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أيها الإخوة .......
الأخ/حسون .......
ماهي السنن التي تضيع إذا سعيت في الدور الأول أو في السطح؟
بالنسبة للعلمين فيمكن ان تسرع في الدور الأرضي أو في الدور الأول أو في السطح،
آمل توضيح السنن المفقودة.
أو إيراد كلام الشيخ سليمان حفظه الله بنصه.
شاكرا لك.
يا أخ حسون لو أمكن أن تأتي بنص ما قاله الشيخ
{الرجاء التحري في النقل}
الموضوع جداً مفيد نريد الإفادة أكثر
وسمعة من أحد الإخوة أن المشروع كان موقف لمدة سنتين بهذا السبب
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[07 - 09 - 07, 02:45 ص]ـ
ما نقله الأخ عبد الإله عن رأي اللجنة واجتماعها عام 1427هـ. من أين أتى به مشكوراً؟
ـ[بنت الراوي]ــــــــ[08 - 09 - 07, 08:07 م]ـ
جزى الله جميع الاخوة والاساتذة الذين اجتهدوا وتناولوا الموضوع بالبحث والدراسة ومن قام بطرحه خير الجزاء
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 09 - 07, 06:06 م]ـ
الصفا والمروة
تاريخها، ومقترحات لتوسعة عرض المسعى
إعداد
الأستاذ الدكتور/ عبد الملك بن عبد الله بن دهيش
مكة المكرمة
رمضان 1427هـ
............................
وذكر الإمام أحمد بن محمد بن حجر الهيتمي (ت 909هـ) في كتابه: ((حواشي الشرواني، وابن قاسم العبادي على تحفة المحتاج بشرح المنهاج)) قوله: ((فجرى على أن الدرج المشاهد اليوم في الصفا ليس شيء منه بمحدث، وأن سعي الراكب صحيح، إذا ألصق حافر دابته بالدرجة السفلى، بل الوصول لما سامت آخر الدرج المدفونة كاف، وإن أبعد عن آخر الدرج الموجود الآن باذرع، قال وفي هذا فسحة كبيرة لأكثر العوام، فأنهم [لا] (1) يصلون لآخر الدرج، بل يكتفون بالقرب منه، هذا كله في درج الصفا.
أما المروة فقد اتفقوا فيها على أن العقد الكبير المشرف الذي بوجهها هو حدها، لكن الأفضل أن يمر تحته، ويرقى على البناء المرتفع بعده)) (2).
[]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/155)
اسم كتاب ابن حجر المكي (تحفة المحتاج شرح المنهاج
فهل يوجد سقط
وهذا الكلام والنص هو في الحاشية
اولا أنقل النص من كتاب تحفة المحتاج
(ويجب استيعاب المسافة في كل بأن يلصق عقبه أو عقب أو حافر مركوبه بأصل ما يذهب منه ورأس إصبع رجليه أو رجل أو حافر مركوبه بما يذهب إليه وبعض درج الصفا محدث فليحتط فيه بالرقي حتى يتيقن وصوله للدرج القديم كذا قاله المصنف وغيره (قوله: التأنيث) كذا بأصل الشيخ رحمه الله تعالى بخطه، وهو سبق قلم عن التذكير. ا ه من هامش <ص: 99> ويحمل على أن هذا باعتبار زمنهم وأما الآن فليس فيه شيء محدث لعلو الأرض حتى غطت درجات كثيرة)
وفي الحاشية
((قَوْلُهُ: كَذَا قَالَهُ الْمُصَنِّفُ وَغَيْرُهُ) هَذَا اعْتَمَدَهُ شَيْخُ الْإِسْلَامِ وَأَقَرَّهُ الْمُغْنِي وَجَرَى عَلَيْهِ الرَّمْلِيُّ فِي النِّهَايَةِ وَشَرْحِ الدُّلَجِيَّةِ وَخَالَفَ فِي شَرْحِ الْإِيضَاحِ وَكَذَلِكَ ابْنُ عَلَّانَ فَجَرَى عَلَى أَنَّ الدَّرَجَ الْمُشَاهَدَ الْيَوْمَ لَيْسَ شَيْءٌ مِنْهُ بِمُحْدَثٍ وَأَنَّ سَعْيَ الرَّاكِبِ صَحِيحٌ إذَا أَلْصَقَ حَافِرَ دَابَّتِهِ بِالدَّرَجَةِ السُّفْلَى بَلْ الْوُصُولُ لِمَا سَامَتَ آخِرَ الدَّرَجِ الْمَدْفُونَةِ كَافٍ، وَإِنْ بَعُدَ عَنْ آخِرِ الدَّرَج
الْمَوْجُودِ الْآنَ بِأَذْرُعٍ قَالَ وَفِي هَذَا فُسْحَةٌ كَبِيرَةٌ لِأَكْثَرِ الْعَوَامّ، فَإِنَّهُمْ يَصِلُونَ لِآخِرِ الدَّرَجِ بَلْ يَكْتَفُونَ بِالْقُرْبِ مِنْهُ هَذَا كُلُّهُ فِي دَرَجِ الصَّفَا أَمَّا الْمَرْوَةُ فَقَدْ اتَّفَقُوا فِيهَا عَلَى أَنَّ الْعَقْدَ الْكَبِيرَ الْمُشْرِفَ الَّذِي بِوَجْهِهَا هُوَ حَدُّهَا لَكِنَّ الْأَفْضَلَ أَنْ يَمُرَّ تَحْتَهُ وَيَرْقَى عَلَى الْبِنَاءِ الْمُرْتَفِعِ بَعْدَهُ.
ا هـ كُرْدِيٌّ عَلَى بَافَضْلٍ)
قَوْلُهُ: وَيُحْمَلُ إلَخْ) عِبَارَةُ شَرْحِ الْعُبَابِ، وَإِنَّمَا ذَكَرُوهُ فِيهَا بِاعْتِبَارِ مَا كَانَ وَأَمَّا الْآنَ أَصْلُهَا دَرَجٌ مَدْفُونٌ فَيَكْفِي إلْصَاقُ الْعَقِبِ أَوْ الْأَصَابِعِ بِآخِرِ دَرَجِهَا وَأَمَّا الْمَرْوَةُ فَهُمْ مُتَّفِقُونَ عَلَى أَنَّ مَنْ دَخَلَ تَحْتَ الْعَقْدِ الْمُشْرِفِ ثَمَّ يَكُونُ قَدْ وَصَلَهَا وَقَدْ بَيَّنْت ذَلِكَ كُلَّهُ بِأَدِلَّتِهِ فِي الْحَاشِيَةِ انْتَهَتْ ا هـ سم.
(قَوْلُهُ: أَنَّ هَذَا بِاعْتِبَارِ زَمَنِهِمْ وَأَمَّا الْآنَ إلَخْ) أَقَرَّهُ الرَّشِيدِيُّ وَقَدْ ارْتَدَمَتْ تِلْكَ الدَّرَجُ بَلْ وَبَعْضُ الدَّرَجِ الْأَصْلِيَّةِ ا هـ.
(قَوْلُهُ: غَطَّتْ) أَيْ سَتَرَتْ كُرْدِيٌّ.)
انتهى
ففي الحاشية نقل عن ابن علان وعن ابن حجر المكي في شرح الايضاح
نقلا عن شرح الكردي على مقدمة بافضل
وانظر كلام ابن حجر المكي ص 285 من شرح الايضاح
وهذا نقل من شرح الايضاح
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 09 - 07, 06:37 م]ـ
انظر تفصيل الخلاف في شرح ابن حجر المكي على مناسك النووي
من 284 - 286
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 09 - 07, 09:02 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=50793&stc=1&d=1190480207
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 09 - 07, 09:05 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=50791&d=1190471718
ـ[ابن وهب]ــــــــ[22 - 09 - 07, 09:06 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=50792&d=1190471738
ـ[منصور أبوعبدالله]ــــــــ[25 - 09 - 07, 11:07 م]ـ
المسألة خلفها علماء كما قيل
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[19 - 10 - 07, 03:44 م]ـ
ومما يمكن أن أضيفه في هذا المجال. .
أن هيئة كبار العلماء اجتمعوا بأمر من الوالي - حفظه الله - وكان ذلك قبل أسبوع من حج عام 1427هـ الماضي وكان المطلوب منهم -حفظهم الله- أن لايخرجوا من الإجتماع حتى يصدروا حكما في التوسعة هل تجوز أم لا بسبب الزحام ...
وانتهى الإجتماع وقد توصلوا إلى عدم جواز التوسعة ..
وقالوا (هذ راي اللجنة وإن أردتم أن تأخذوا بفتوى علماء المشرق فلكم. .) ..
والسلام عليكم ..
جزاك الله خيرا أخي عبدالإله وأثابك المولى
لو سمحت وثق لنا هذا النقل، وممن سمعته من أهل العلم وهل هناك بحث موجود لهم حتى نستفيد منه وما حجتهم على عدم الجواز وجزاك الله خيرا.
ـ[نصر]ــــــــ[21 - 10 - 07, 11:02 م]ـ
أرسل لي أحد الإخوة فتوى صوتية للشيخ / صالح الفوزان
تبين عدم مشروعية التوسعة
وهذه الفتوى صدرت في أحد دروسه التي تبث عبر موقع (البث الإسلامي)
والفتوى موجودة في هذا الدرس. الملف الثاني في الدقيقة 34 تقريباً
http://www.liveislam.net/browsearchi...?sid=&id=36145
ويمكن الإستماع الى الفتوى أوتحميلها على الجهاز عبر الدخول الى هذا الرابط وتحميلها:
http://up4mb.com/up//download.php?fi...378c979fd2.mp3
أو
http://upload.9q9q.net/file/785Hed52...ccounting.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/156)
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[22 - 10 - 07, 08:55 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي نصر
لكن لم أستطع العثور على الفتوى المذكورة أرجو كتابة نصها أو الإحالة على روابط أخرى وجزاك الله خيرا.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[22 - 10 - 07, 09:25 ص]ـ
بارك الله فيكم.
المقطع الصوتي لفتوى الشيخ صالح الفوزان في المرفقات.
ـ[نصر]ــــــــ[22 - 10 - 07, 10:53 م]ـ
جزاك الله خيرا اخي محمد بن عبدالله على رفع الملف
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[23 - 10 - 07, 05:04 ص]ـ
بارك الله فيك يا أخي محمد وجزاك الله خيرا على الإفادة.
والسؤال الذي يطرح نفسه: كيف نسعى بعد التوسعة؟ وهل نصادم الراجعين من المروة بحجة أن طريق الذهاب من الصفا إلى المروة خارج المسعى الشرعي؟
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[30 - 10 - 07, 07:10 ص]ـ
أخوي الكريمين: نصرا ومحمدا .. جزاكما الله خيرا على هذا النقل المفيد.
ـ[ابو محمد الطائفي]ــــــــ[16 - 11 - 07, 10:32 ص]ـ
اتمنى الا يغيروا المسعى القدبم حتى تطمئن نفسي واسعى فيه واخرج من الخلاف والله اعلم
ـ[أبو محمد]ــــــــ[16 - 11 - 07, 12:20 م]ـ
المسعى القديم باق .. ولكنه سيكون لاتجاه واحد .. والظاهر أنه سيكون من المروة إلى الصفا ..
لكن الإشكال: كيف ستصنع في الجهة الأخرى؟
ليتهم يتركون المجال في السطح -مثلا- لمن لا يريد أن يسعى في الجديد .. بحيث يكون كما هو الحال الآن ..
ليت أن هذا الاقتراح يصل لأحد مشايخنا حتى يوصله إلى المسئولين ..
فإذا رأوا مشروعية التوسعة .. فليوسعوا على من لا يراها! .. وليجعلوا له مجالا كي يسعى مطمئنا ...
ـ[أبو إبراهيم الفيفاوي]ــــــــ[16 - 11 - 07, 12:49 م]ـ
المسعى القديم باق .. ولكنه سيكون لاتجاه واحد .. والظاهر أنه سيكون من المروة إلى الصفا ..
لكن الإشكال: كيف ستصنع في الجهة الأخرى؟
ليتهم يتركون المجال في السطح -مثلا- لمن لا يريد أن يسعى في الجديد .. بحيث يكون كما هو الحال الآن ..
ليت أن هذا الاقتراح يصل لأحد مشايخنا حتى يوصله إلى المسئولين ..
فإذا رأوا مشروعية التوسعة .. فليوسعوا على من لا يراها! .. وليجعلوا له مجالا كي يسعى مطمئنا ...
اقتراح في محله
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[19 - 11 - 07, 06:59 ص]ـ
نبذه عن مشروع تطوير وتوسعة المسعى:
يهدف هذا المشروع إلى تطوير وتوسعة منطقة المسعى من ناحية الساحة الشرقية بزيادة قدرها 20 متراً ليصبح عرض المسعى الكلي 40 متراً، وزيادة طابق علوي ثالث للمسعى ليصبح عدد الطوابق الكلي للمسعى ثلاثة طوابق، وتوفر التوسعة المقترحة زيادة المساحة الكلية للسعي من 29.400 متراً مربعاً إلى 72 ألف متر مربع بعد التوسعة، لتزداد مساحة الدور من 9.800 متر مربع وتصبح 18 ألف متر مربع، وتأمين ممرات سعي على مستوى علوي في الدورين الأول والثاني لاستخدام ذوي الاحتياجات الخاصة مع توفير مناطق للتجمع عند منطقتي الصفا والمروة، لتصبح بذلك مسطحات البناء الإجمالية لكافة الأدوار بمناطق السعي والخدمات حوالي 125 ألف متر مربع.
وسوف يتم تنفيذ هذا المشروع بعد حج هذا العام مباشرة على مرحلتين تشمل المرحلة الأولى تنفيذ التوسعة 20 متراً من ناحية الساحة الشرقية، وتنفيذ دور البدروم والأرضي، كما سيتم الاحتفاظ بالمسعى الحالي في هذه المرحلة، أما المرحلة الثانية فستشمل هدم وإزالة المبنى الحالي للمسعى بكامل ارتفاعه بما فيها الباكية الأولى الملاصقة للمسعى من التوسعة السعودية الأولى، وإعادة إنشاء منطقتي الصفا والمروة مع القباب الجديدة التي سيتم بناؤها على أحدث الطرق المعمارية الإسلامية.
صور لموقع أعمال المسعى الجديد
http://www.alweeam.com/inf/infimages/myuppic/3047947415c52da98d.jpg
http://www.alweeam.com/inf/infimages/myuppic/3047947415c52eda3b.jpg
http://alweeam.com/inf/news.php?action=show&id=1976
ـ[أبو محمد]ــــــــ[23 - 11 - 07, 09:01 ص]ـ
من خلال ما نقله الشيخ عبد الرحمن يظهر أنه خلال المرحلة الثانية من المشروع سوف لن يكون هناك سعي في المسعى الحالي؛ لأنه سيكون منقوضا ليعاد بناؤه .. وسينتقل السعي بالكلية -ريثما ينتهي بناء القديم- إلى المسعى الحديث!
فالله المستعان ..
ـ[د الباحوث]ــــــــ[29 - 11 - 07, 08:35 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
علمت من احد الدكاترة في جامعة ام القرى
أن فضيلة الاستاذ الدكتور / عويد المطرفي الاستاذ بقسم الكتاب والسنة
له بحث جديد حول مشروعية المسعى الجديد
وانا بصدد الحصول على هذا البحث من فضيلته
ونشره في هذا الملتقى المبارك
تحياتي للجميع
ـ[عبدالله يعقوب]ــــــــ[09 - 12 - 07, 04:19 م]ـ
[
السؤال
UOTE= نصر;685434] أرسل لي أحد الإخوة فتوى صوتية للشيخ / صالح الفوزان
تبين عدم مشروعية التوسعة
الفتوى تبين عدم مشروعية الزيادة أو النقصان على الحدود الشرعية للمسعى
ولكن هل للشيخ فتوى في عدم مشروعية التوسعة من ناحية الشرق؟
خاصة أنه أحد أعضاء هئية كبار العلماء الذين عرض عليهم الموضوع كما نقله الأخ عبدالإله السبيعي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/157)
ـ[أبوسعود]ــــــــ[11 - 12 - 07, 11:25 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ومغفرته ..
أخي بارك الله فيك لدي تعليق عقلاني ومنظقي نستطيع أن نقيس عليه توسعة المسعى ..
طبعاً كلنا قد يخطر له هذا الخاطر ويسأل نفسه هذا السؤال لحرصه على اتمام المشاعر بشكل صحيح وهذا من حرص المؤمن زادك الله حرصاً ورفع قدرك ..
لو فرضنا أن التوسعة القائمة في المسعى ليست بين الجبلبين
وكثر الناس في المسعى حتى لم يعد أحد يستطيع السعي إلا أن يأخذ زاوية ليستطيع السعي ..
أقول أن الأصل في السعي أن يكون بين الجبلين كما أن الأصل في الصلاة أن تكون باتصال الصفوف ولكن ما رأيك أن يأتي رجل ويصلي في آخر المسجد ويترك الصفوف فارغة بينه وبين الجماعة والإمام ..
نقول له هذا غير جائز لأن هناك مساحة كبيرة والصفوف غير متصلة ..
بينما لو كان المسجد مزدحماً ووصلت الصفوف إلى الباب فلا حرج في أن يصلي المصلون خارج المسجد أيضاً ..
إذا نستطيع أن نقس السعي على هذا المبدأ وهو في حالة ازدياد عدد الناس يصل الناس إلى التوسعة فلا بأس في ذلك والله تعالى أعلم ..
وطبعاً كلماتي ليست بشيء بجانب ما ذكر الإخوة من كلام العلماء حفظهم الله ..
في حفظ الله ..
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[14 - 12 - 07, 04:10 م]ـ
سمعنا أن التوسعة الجديدة افتتحت أمس الخميس
, لكن لم يهدم الجدار الذي بينه وبين المسعى القديم ,
فهل هذا صحيح؟؟
ـ[أبو محمد]ــــــــ[14 - 12 - 07, 08:16 م]ـ
هل من مؤكد للخبر؟
ـ[د الباحوث]ــــــــ[16 - 12 - 07, 02:05 م]ـ
المسعى بعد التوسعة الجديدة
أ. د. سعود بن عبد الله الفنيسان 6/ 12/1428
15/ 12/2007
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد، وبعد:
كثر الكلام عن حكم السعي في الزيادة في المسعى بعد توسعته الحالية بين العامة وبعض طلاب العلم فأحببت أن أقف بعض وقفات مختصرة حول هذا الموضوع مما يفيد الجاهل ويذكر طالب العلم:
الوقفة الأولى:
إن الله سبحانه حدد المشاعر لخليل الله إبراهيم عليه السلام وسماها الله مقاما لخليله وأمر الأنبياء وأممهم بإتباعها والوقوف عند حدودها فقال: "وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً" [البقرة:125]. ومقام إبراهيم فسر بأنه موضع القدمين لإبراهيم عليه السلام حينما كان يبني الكعبة مع ابنه إسماعيل كما قال تعالى: "وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ" [البقرة:127]. وهو اليوم داخل زجاج بلوري مقابل باب الكعبة. والمراد باتخاذه مصلى: أداء ركعتي الطواف خلفه وهذا قول جمهور المفسرين. وفسر بعض العلماء (المقام) بالحرم كله أي ما بين الأميال مما يحرم فيه قتل الصيد وقطع الشجر والظلم والقتال، وليس المسجد الذي في جوفه الكعبة ومحاط بالجدران وقد بوب الإمام البخاري في صحيحه: "باب من صلى ركعتي الطواف خارجا من المسجد وصلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه خارجاً من الحرم" وطاف عمر بن الخطاب رضي الله عنه بعد صلاة الصبح فركب حتى صلى الركعتين بذي طوى (الأبطح) وأخرج البخاري بإسناده عن أم سلمة رضي الله عنها: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لها وهو بمكة لما أراد الخروج: "إذا أقيمت صلاة الصبح فطوفي على بعيرك والناس يصلون ففعلت ذلك فلم تصل حتى خرجت" ومن هذا الحديث أخذ جمهور العلماء أن من نسي ركعتي الطواف قضاهما حيث ذكرهما من حل أو حرم. قال ابن المنذر احتملت قراءة النبي صلى الله عليه وسلم لآية: "وَاتَّخِذُوا مِنْ مَقَامِ إِبْرَاهِيمَ مُصَلّىً" [البقرة:125]. حين صلى ركعتي الطواف خلف المقام أن تكون صلاة الركعتين خلفه فرضا ولكن أجمع أهل العلم على أن الطائف تجزئة ركعتا الطواف حيث شاء. وليس ذلك أكثر من صلاة المكتوبة. ولعل الخلاف مبني على ما هو المراد بـ (المسجد الحرام) فتبين أن (مقام إبراهيم) و (المسجد الحرام) فيهما قولان:
الأول: المسجد الحرام هو الذي وسطه الكعبة والمحاط بالجدران. ومقام إبراهيم: موضع القدمين لخليل الله إبراهيم عليه السلام.
الثاني: أن المسجد الحرام ومقام إبراهيم هو الحرم كله الذي يحرم فيه قتل الصيد وقطع الشجر فمعظم مساكن ومساجد مكة في هذا القول داخله في المسجد الحرام تضاعف فيها الحسنات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/158)
الوقفة الثانية:
معلوم أن الحرم كان في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتجاوز بعض صحن المطاف اليوم ولا زال الخلفاء والحكام على مدار التاريخ يوسعون فيه لحاجة الناس وتزايد أعدادهم وأكبر توسعة حصلت في تاريخ المسجد الحرام حتى يومنا هذا هي توسعة الحكومة السعودية وفقهما الله.
وكل زيادة في مساحة المسجد تعتبر شرعاً داخله فيه إذا القاعدة عند الفقهاء (أن الزيادة لها حكم المزيد) (وما بين الشرق والغرب قبله) فلو أدخلت بعض أحياء مكة في الحرم لكانت مسجداً.
الوقفة الثالثة:
طول المسعى هو ما بين جبل الصفا –وهو جبل أبي قبيس- والمروة وهو جبل قيقعان. والجبلان معروفان يشاهد كل الناس أجزاء منها بادية للعيان حتى بعد التوسعات المتكررة فمسافة المعسى في الطول معلومة عند الفقهاء والمؤرخين فالفقهاء نصوا على وجوب استيعاب الساعي مسافة ما بين الجبليين فقط ولا يلزم صعودهما.
أما المؤرخون فيحددون ما بينهما بالأذرع والأصابع أحياناً.
يقول المؤرخ الثقة أبو الوليد الأزرقي تـ (340) هـ في كتابه أخبار مكة (2/ 95) ( ... وذرع ما بين الصفا والمروة سبعمائة ذراع وستة وستون ذرعاً ونصف ذراع (766.5) وذرع ما بين العلم الذي على باب المسجد إلى العلم الذي بحذاءه على باب دار العباس بن عبد المطلب وبينهما عرض المسعى: خمسة وثلاثون ذراعا ونصف (35.5) ومن العلم الذي على دار العباس إلى العلم الذي عند دار ابن عباد الذي بحذاء العلم في حد العمارة بينهما مائة ذراع وواحد وعشرون ذراعاً (121) قلت: وهذا طول المسيل أو الوادي الذي يرمل فيه بين العلمين.
وذكر البكري تـ (487) هـ في كتابه (المسالك والممالك) (1/ 309): أن طول المسافة ما بين العلمين في المسعى هي (112) ذراعاً أي بما يقل عما حدده الأزرقي بـ (9) أذرع.
واختلف المؤرخون في تقدير ما زاد على الذراع في ما بين الصفا والمروة أو ما بين العلمين فمحمد بن إسحاق الفاكهي: يقدر نصف الذراع بـ (20) إصبعا. وقدر البكري نصف الذراع في عرض المسعى بـ (12) إصبعا في حين أن الأزرقي اكتفى بذكر نصف الذراع مجمل دون تحديده بالأصابع.
الوقفة الرابعة:
وجدت في مصنف ابن أبي شيبة صـ (260) قولا لإمام مجاهد ابن جبر تلميذ ابن عباس رضي الله عنه يقول في ما بين العلمين في المسعى: (هذا بطن المسيل الذي رمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكن الناس انتقصوا منه) وذكر الإمام ابن كثير تـ (774) هـ في كتابه البداية (وقال بعض العلماء: ما بين هذه الأميال أوسع من بطن المسيل الذي رمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم) فإذا كان مجاهد ابن جبر يرى أن الناس في زمنه انتقصوا من مساحة بطن الوادي –الذي يرمل فيه- وابن كثير بعد أكثر من سبعمائة سنة يرى أن الناس وسعوا من مساحة بطن الوادي.
الوقفة الخامسة:
وإذا كان عرض المسعى كما قال الأزرقي (35.5) خمسة وثلاثون ذراعا ونصف الذراع وإذا كان (المتر) في قياسنا اليوم يساوي ذراعين تقريباً فعرض المسعى الحالي يقرب من (ثمانية عشر متراً) أو تزيد. وزيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وفقه الله تقرب من عشرين متراً مع عرض الجدار.
الوقفة السادسة:
لما عرض أمر التوسعة على هيئة كبار العلماء اختلف اجتهادهم في كيفية هذه الزيادة لا في أصلها فمنهم من منع الزيادة في عرض المسعى ورأى أن تكون الزيادة رأسياً بزيادة الأدوار. ومنهم من أجاز الزيادة الأفقية في عرض المسعى وهو الذي عليه جرت توسعة خادم الحرمين الشريفين الحالية. ويظهر لي والله أعلم أن الصواب مع من أجاز توسعة المسعى في عرضه لا في بناء أدوار علياء لمبررات منها:
1 - أن تحديد عرض المسعى ليس فيه دليل نصي يوقف عنده بل كل ما نص عليه العلماء هو وجوب الاستيعاب في السعي طولا ما بين جبلي الصفا والمروة. أما عرضه فلم يشر إليه أحد من علماء المذاهب فيما اطلعت عليه. أما المؤرخون فمختلفون في تحديده فما حكاه ابن كثير رحمه الله يخالف قول مجاهد ابن جبر رضي الله عنه. في حين أن ابن كثير يرى أن الناس وسعوه ومجاهد يرى أنهم ضيقوه. ولو كان هناك نص في تحديد عرض المسعى يوقف عنده ما وقع الخلاف.
2 - أن جبلي الصفا والمروة في أصلهما أطول وأعرض مما نشاهده في المسعى قبل توسعة الملك عبد الله الحالية.
3 - وعلمت أن جماعة من كبار السن والخبرة من سكان مكة أثبتوا شهادتهم في المحكمة الشرعية بمكة المكرمة بأن جبلي الصفا والمروة أعرض وأكبر وأنهما ممتدان من الجهة الشرقية، ومن هؤلاء الشهود من كان بيته على الصفا وبعضهم على المروة.
4 - وأخيراً إن توسعة الملك عبد الله الحالية في الدور الأرضي هي أولى من بناء أدوار عليا فالسعي في الدور الأرضي أسهل على الحجاج والمعتمرين إذ الصعود للأدوار حيث لا يستطيع الصعود كبار السن والعجزة والنساء حتى مع وضع السلالم الكهربائية وهي معرضة للأعطال والزحام فالتوسعة الحالية هي عين الصواب. والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/159)
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[16 - 12 - 07, 08:48 م]ـ
فائدة:
قال الشيخ محمد طاهر الكردي رحمه الله في التاريخ القويم (5/ 357 - 358):
عرض المسعى:
قال القطبي في تاريخه: وهنا إشكال ما رايت من تعرض له، وهو أن السعي بين الصفا والمروة من الأمور التعبدية التي أوجبها الله تعالى علينا، في ذلك المحل المخصوص، الذي سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، ولايجوز لنا العدول عنه، ولاتعتبر هذه العبادة إلا في هذا المكان المخصوص، الذي سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وعلى ما ذكره هؤلاء الثقات أدخل ذلك المسعى في الحرم الشريف، وحول المسعى إلى دار ابن عباد كما تقدم.
وأما المكان الذي يسعى فيه الآن، فلا يتحقق أنه من المسعى الذي سعى فيه النبي صلى الله عليه وسلم أو غيره، فكيف يصح السعي فيه وقد حول عن محله كما ذكر هؤلاء الثقات.
ولعل الجواب عن ذلك: أن المسعى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عريضا، وبنيت تلك الدور بعد ذلك بعرض المسعى القديم، فهدمها المهدي وأدخل بعضها في المسجد الحرام، وترك بعضها للسعي فيه ولم يحول ذلك تحويلا كلياوإلا لأنكره علماء الدين من الأئمة المجتهدين رضوان الله عليهم أجمعين، مع توفرهم إذ ذاك، فكان الإمامان أبو يوسف ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما والإمام مالك بن أنس رضي الله عنه موجودين يومئذ وقد أقروا ذلك وسكتوا، وكذلك صار بعد ذلك الوقت في مرتبة الاجتهاد كالإمام الشافعي وأحمد بن حنبل وبقية المجتهدين رضوان الله عليهم أجمعين، فكان إجماعا منهم رضي الله عنهم على صحة السعي من غير نكير نقل عنهم.
وبقي الإشكال في جواز إدخال شيء من المسعى في المسجد الحرام وكيف يصير ذلك مسجدا وكيف حال الاعتكاف فيه؟
وحله بأن يجعل حكم المسعى حكم الطريق فيصير مسجدا ويصح الاعتكاف فيه حيث لم يضر بمن يسعى فاعلم ذلك. وهذا مما انفردت ببيانه ولله الحمد على التوفيق لتبيانه. انتهى من تاريخ القبطي.
وما يشبه ماذكره الإمام القطبي في تاريخه عن ما أخذ من أرض المسعى وأدخل في المسجد الحرام ,فأحدث في زماننا في التوسعه السعوديه للمسجد الحرام ,وتكسير شيئ من جبل الصفا إلى المروة.زيادة في عرض المسعى ,وليكون منظرة جميلاً ,في رأي العين وذلك في سنة (1377) هجرية ,فإن هذة الحادثة تشبه مانذكره , فهو عبارة عن إدخال جزء من جبل الصفا إلى حدود المسعى.
فمما لاشك فيه أن هذا الجزء المأخوذ من جبل الصفا, في زماننا هذا ,والمدخول في حدود المسعى ,لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام قد سعوا في هذا الجزء المستحدث اليوم ,فعلى هذا لايجوزالسعي في هذا الجزء المأخوذ الآن من هذا الجبل ,كما لايجوز السعي بين الدرج الجديدة المستحدثه الآن وبين المروة ,فلابد للساعي أن يصل إلى درج الصفا القديمة المقابلة للحجر الأسود.فمن أراد الإحتياط لدينه والبراءة لذمته فليترك من جدار المسعى , فيما بين الصفا والمروة ,نحو مترين.نقول هذا احتياطاً لديننا وتبرئة لذمتنا ,فالنصيحة واجبة لكافة المسلمين من الخواص والعوام. والله تعالى أعلم.انتهى كلام الشيخ الكردي رحمه الله.
والمقصود بالقطبي هنا هوقطب الدين الحنفي المكي.
ـ[إبراهيم الجزائري]ــــــــ[17 - 12 - 07, 11:15 ص]ـ
فيما يخص السعي في السطح، فللشيخ الشنقيطي كلام قيم أسانده فيه، ومما رد به أن ذلك ذريعة لأفعال مماثلة كالطواف حول البيت مثلا، وفي الأمر سعة إن شاء الله بدليل الحديث ..
ـ[راجي رحمة ربه]ــــــــ[21 - 12 - 07, 02:32 ص]ـ
لم يحقق المسألة أحد مثل الدكتور عويد المطرفي حفظه الله الأستاذ المشارك سابقا في كلية الدعوة وأصول الدين قسم الكتاب والسنة فقد أثبت صحة التوسعة وأقنع معظم الحضور في اجتماع اللجنة وخارجها بالدليل والبرهان من النصوص وأقوال العلماء وتحليل الأرضية والجبال فجزاه الله خيرا.
واسم البحث:
رفع الأعلام بأدلة جواز توسيع عرض المسعى المشعر الحرام
ويقع في 31 صفحة
وكتبه في 8/ 11 / 1428 هـ
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[22 - 12 - 07, 10:51 م]ـ
بارك الله فيكم
موضوع قيم
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[23 - 12 - 07, 08:28 ص]ـ
بالنسبة للسعي هذا العام 1428 فُتح المسعى الجديد مع القديم و لا يزال الجدار بينهما
فمن أراد السعي في القديم فعل و من أراد السعي في الجديد فعل.
ـ[أبو معاذ المقاطي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 02:29 ص]ـ
سألت شيخنا العلامة البراك عن الطواف في المسعى الجديد فقال (أنا لا أطوف فيه ولا أنصح أحد يطوف فيه) فقلت من طاف هل يعيد قال نعم ارجع وطف)
وسألت شيخنا عمر العيد فتوقف ... وقال أنه أفتى أكثر من عالم من اللجنة بعدم اجزائه وأظنه قال عشرة وقال كذلك أفتى اللحيدان بعدم إجزائه ...
فحقيقة الموضوع محير جدا ...
ونود بحث المطرفي ... فمن يدلنا عليه جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[26 - 12 - 07, 11:10 ص]ـ
لم يحقق المسألة أحد مثل الدكتور عويد المطرفي حفظه الله الأستاذ المشارك سابقا في كلية الدعوة وأصول الدين قسم الكتاب والسنة فقد أثبت صحة التوسعة وأقنع معظم الحضور في اجتماع اللجنة وخارجها بالدليل والبرهان من النصوص وأقوال العلماء وتحليل الأرضية والجبال فجزاه الله خيرا.
واسم البحث:
رفع الأعلام بأدلة جواز توسيع عرض المسعى المشعر الحرام
ويقع في 31 صفحة
وكتبه في 8/ 11 / 1428 هـ
نأمل رؤية هذا البحث
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/160)
ـ[طاهر المجرشي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 03:12 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
بالنسبة لاقوال المشائخ هذه الايام - حت اليوم 18/ 12/1428هـ
وصلني حتى الان
ممن منع السعي فيه وأمر الناس بالاعادة الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك - وبناء على فتواه اتجه البعض لاعادة السعي00000الخ
أما والدنا مفتي المملكة فمتوقف
أما والدنا ابن جبرين فقال من طاف فقد انتهى ومن لم يطف فالقديم
وممن اجازه الشيخ عبدالله المطلق 0
وولاة الامر مستندهم الشرعي - فتوى الشيخ:عبد الوهاب ابو سليمان
هذا سريعا حسب ما وصلني قبل قليل
(مجرد مشاركة لا تعبر عن رأي)
ـ[الباحث المكي]ــــــــ[27 - 12 - 07, 01:32 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده ووبعد:
لا شك أن الأولى والأحوط عدم السعي فيه ومن سعى فيه وقدر أن يعيده فليفعل خصوصا وأن سعي الحج غير محدد بوقت على الراجح ولا أثر له في التحلل.
ومن باب الفائدة فقد اطلعت على رسالة للشيخ ابن سعدي رحمه الله مؤرخة في21/ 12/1375هـ في الكتاب الموسوم ب"الأجوبة النافعة عن المسائل الواقعة"باشراف وتدقيق تلميذه الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل أشار فيها لحجه ذلك العام واجتماع علماء من نجد والحجاز وبحثهم مسألة بيوت منى وتوسيع المسعى والمطاف وقد جاء فيها ما نصه " وكذلك المسعى منهم من قال إن عرضه لا يحد بأذرع معينة، بل كل ما كان بين الصفا والمروة فإنه داخل في المسعى كما هو ظاهر النصوص من الكتاب والسنة، وكما هو ظاهر فعل الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه ومن بعدهم، ومنهم من قال يقتصر فيه على الموجود، لا يزاد فيه إلا زيادة يسيرة يعني في عرضه، وهو قول أكثر الحاضرين ويظهر من حال الشيخ محمد أن يعمل على قول هؤلاء لأنه لا يحب التشويش واعتراض أحد" أ. هـ
ـ[أبو محمد]ــــــــ[27 - 12 - 07, 09:45 م]ـ
قال الشيخ الأمين الشنقيطي رحمه الله: (اعلم أنه لا يجوز السعي في غير موضع السعي، فلو كان يمر من وراء المسعى حتى يصل إلى الصفا والمروة من جهة أخرى لم يصح سعيه؛ وهذا لا ينبغي أن يختلف فيه.
وعن الشافعي في القديم: أنه لو انحرف عن موضع السعي انحرافا يسيرا أنه يجزئه. والظاهر أن التحقيق خلافه، وأنه لا يصح السعي إلا في موضعه).
منسك الإمام الشنقيطي 1/ 321
ـ[الباحث المكي]ــــــــ[28 - 12 - 07, 09:00 م]ـ
تنبيه بخصوص مداخلتي على الموضوع برقم 62:
قد أشرت في مداخلتي بأن السعي لا علاقة له بالتحلل والمسألة خلافية فمنهم من يرى ذلك قال المرداوي في الانصاف:" قلت ظاهر كلام أكثر الأصحاب أنه يحل قبل السعي، لاطلاقهم الإحلال بعد الطواف ".
والقول الآخر بأنه لابد مع الطواف السعي حتى يحصل التحلل وهو ظاهر كلام ابن قدامة في المقنع وأشار صاحب الشرح للقولين واختار الشيخان ابن باز وابن عثيمين رحمهما الله تعالى القول الآخر والله الموفق.
ـ[أبو مالك الأثري]ــــــــ[01 - 01 - 08, 07:59 ص]ـ
موضوع جيد وبحوث رائعة ومداخلات هادفة أسأل الله للجميع التوفيق والسداد
ـ[علي موجان الشامي الشافعي]ــــــــ[03 - 01 - 08, 05:54 م]ـ
وما يشبه ماذكره الإمام القطبي في تاريخه عن ما أخذ من أرض المسعى وأدخل في المسجد الحرام ,فأحدث في زماننا في التوسعه السعوديه للمسجد الحرام ,وتكسير شيئ من جبل الصفا إلى المروة.زيادة في عرض المسعى ,وليكون منظرة جميلاً ,في رأي العين وذلك في سنة (1377) هجرية ,فإن هذة الحادثة تشبه مانذكره , فهو عبارة عن إدخال جزء من جبل الصفا إلى حدود المسعى.
فمما لاشك فيه أن هذا الجزء المأخوذ من جبل الصفا, في زماننا هذا ,والمدخول في حدود المسعى ,لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه الكرام قد سعوا في هذا الجزء المستحدث اليوم ,فعلى هذا لايجوزالسعي في هذا الجزء المأخوذ الآن من هذا الجبل ,كما لايجوز السعي بين الدرج الجديدة المستحدثه الآن وبين المروة ,فلابد للساعي أن يصل إلى درج الصفا القديمة المقابلة للحجر الأسود.فمن أراد الإحتياط لدينه والبراءة لذمته فليترك جدار المسعى , فيما بين الصفا والمروة ,نحو مترين.نقول هذا احتياطاً لديننا وتبرئة لذمتنا ,فالنصيحة واجبة لكافة المسلمين من الخواص والعوام. والله تعالى أعلم.انتهى كلام الشيخ الكردي رحمه الله.
والمقصود بالقطبي هنا هوقطب الدين الحنفي المكي.
أرجو من فضيلة الشيخ عبدالرجمن الفقيه سلمه الله إيضاح هذا الكلام للشيخ الكردي فإنه لم يظهر لي معناه ..
ـ[البياعي]ــــــــ[10 - 01 - 08, 10:35 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد .....
ورد سؤال للشيخ البراك في درسه السبت عن المسعى الجديد فقال: أن هيئة كبار العلماء افتوا بعدم المشروعية الا واحد او اثنين.قال الشيخ: وأرى ان من سعى فالأحوط ان يعيد.
ـ[حسون الحسون]ــــــــ[18 - 01 - 08, 12:52 ص]ـ
الإخوة الفضلاء
محمد الأمين ـ فهد الجوعي ـ أبو عبدالرحمن العيني
أنا سمعت الشيخ سليمان فرج الله عنه يجيب على سؤال عارض حيث سأله أحدهم ـ في درسه الذي كان يقيمه في بيته عقيب صلاة الظهرـ عن السعي في الدور الثاني فيما أذكر "والسطح من باب أولى قطعاً " فكأن الشيخ لم يحبذه وقال: إنه يذهب بعض السنن كالسعي بين العلمين" ا. هـ.
وليس عندي تسجيل في ذلك بل سماع فقط
ولعل مأخذ الشيخ في إسقاط هذه السنة هو أن الوادي الذي يُسعى فيه لا بد أن يكون في الدور الأرضي إذ لا يتصور وجود وادٍ في الدور الأول أو السطح والله أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/161)
ـ[العدناني]ــــــــ[18 - 01 - 08, 02:49 م]ـ
" رفع الأعلام بأدلة جواز توسيع عرض المسعى المشعر الحرام"
أين هذا البحث
ـ[حارث]ــــــــ[27 - 01 - 08, 11:54 م]ـ
مما نحتاجه جمع الصور القديمة للمسعى ...
لأن بعض الناس هداهم الله يقولون إن المسعى قبل مائة سنة أكبر منه الآن
والذي تراه في الصور أنه ـ إن لم يكن أصغر ـ فهو مساوٍ له ـ
فليت الإخوة يتحفوننا بما وقفوا عليه من صور المسعى ..
ـ[أحمد أبو عبدالله]ــــــــ[28 - 01 - 08, 12:03 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد
بعد البحث عن حدود الحرم في القديم وجدت الكلام بالتفصيل الطويل وحدود المسعى الصحيحه في فتاوى الامام الشيخ محمد بن ابراهيم مفتى عام المملكه سابقا رحمه الله في
فتاوى الحج وما قبله المجلد الخامس وهو طويل اكثر من قرار اصدره رحمه الله في مسائل ادخال بعض البيوت فليرجع له لانني حاولت نقله وجدته طويل لايتسع لنقله
هدانا الله واياكم سواء السبيل
ـ[أبو محمد]ــــــــ[28 - 01 - 08, 07:40 ص]ـ
اقتراح الأخ حارث وجيه .. جزاه الله خيرا ..
أخي أحمد .. كلام الشيخ محمد ابن إبراهيم رحمه الله منقول في المشاركة الثامنة من هذا الموضوع .. بوركت.
وقد أعجبني من كلامه رحمه الله قوله: (ولو فُتحت أبواب الاقتراحات في المشاعر لأدى ذلك إلى أن تكون في المستقبل مسرحا للآراء وميدانا للاجتهادات ونافذة يولج منها لتغيير المشاعر وأحكام الحج؛ فيحصل بذلك فساد كبير ... ولا ينبغي أن يُلتفت إلى أماني بعض المستصعبين لبعض أعمال الحج واقتراحاتهم؛ بل ينبغي أن يُعمل حول ذلك البينات الشرعية بالدلائل القطعية المشتملة على مزيد الحث والترغيب في الطاعة والتمسك بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته في المعتقدات والأعمال وتعظيم شعائر الله ومزيد احترامها) 5/ 146 - 147
بالمناسبة .. من أراد العمرة هذه الأيام فليأخذ في حسبانه أن المسعى القديم قد هُدم .. ولا يتمكن الساعي من السعي إلا في الجديد!
حبذا لو أفادنا الإخوة المعتنون -لا سيما أهل مكة- .. متى يعاد فتح المسعى القديم؟
ـ[الصحبة الصالحة]ــــــــ[28 - 01 - 08, 10:31 م]ـ
لا زال العمل جاريا في المسعى القديم
ومثل ماذكر أخونا أبو محمد لا يستطيع الساعي السعي إلا في المسعى الجديد
ـ[ولد محمد]ــــــــ[28 - 01 - 08, 11:43 م]ـ
هذه فتوى صوتية للشيخ البراك حفظه الله عن المسعى ونقل فيها رأي هيئة كبار العلماء
ـ[أبو محمد]ــــــــ[30 - 01 - 08, 01:03 ص]ـ
في تاريخ مكة للأزرقي -نقلا عن تاريخ عمارة المسجد الحرام لباسلامة-: (وذرع ما بين العلم الذي على باب المسجد إلى العلم الذي بحذائه على باب دار العباس بن عبد المطلب وبينهما عرض المسعى فستة وثلاثون ذراعا ونصف).
وقد ذكر باسلامة أن الذراع يساوي 48 سنتمترا .. وعليه فيكون عرض المسعى: 17.5م ..
والمسعى الحالي: 21م!
فمن أين أخذ بعض الناس أن المسعى كان أوسع مما هو عليه الآن؟
وقد أدرج باسلامة في كتابه أثناء كلامه عن شارع المسعى ورصفه في عهد الملك عبد العزيز صورة الظاهر أنها لشارع المسعى، وإذا كانت كذلك فالناظر فيها يلوح له أن عرض المسعى في ذلك التاريخ لا يزيد عن عرضه في الوقت الحاضر .. فمن أين لهؤلاء المعمرين الذين يُذكر أنهم شهدوا بأنهم أدركوا المسعى أوسع مما هو عليه الآن - من أين لهم هذه الشهادة ولعلهم لم يدركوا ما أدركه با سلامة؟!
(تاريخ عمارة المسجد الحرام - ط: تهامة 1400هـ) لحسين بن عبد الله باسلامة (ولادته في 1299هـ ووفاته: في مقدمة الكتاب:1364هـ، وفي غلافه الخلفي: 1359هـ! وفي أعلام الزركلي: 1356هـ!)
لا أحد يقول لي: نزل الصورة .. لأني لم أنزل صورة في الشبكة البتة! ولا أعرف كيف يكون ذلك!
ولا أحد يقول لي: انسخها بالاسكنر وأرسلها بالبريد على أحد الأعضاء .. لأني لم أستعمل الاسكنر في حياتي البتة! ولا أعرف كيف يكون ذلك!
إضافة من المشرف:
صورة المسعى قديما
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=52286&d=1198192013
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=52284&d=1198192013
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=52285&d=1198192013
ـ[أبو محمد]ــــــــ[30 - 01 - 08, 11:45 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي المشرف الكريم .. لكن الصورة لم تظهر عندي!
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[02 - 02 - 08, 12:00 م]ـ
أعرف أحد المشايخ الفضلاء - وهو مشهور طبعا -
اعتمر قبل أيام ولما طاف وجد المسعى القديم مغلقاً فحلق وخرج
وأظنه جعل نفسه في حكم المحصر ...
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[02 - 02 - 08, 01:42 م]ـ
لا فائدة من مثل هذا النقل أخي الحبيب أبا معاذ
المشهور ليس رسولاً يعد فعله تشريعاً .. والمجهول لا يمكن مناقشته
وما أقبح ما فعل .. وما أردأ ما رويت دون إخبار بما فعل بعدُ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/162)
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[02 - 02 - 08, 04:37 م]ـ
أهلا بك شيخنا أبا يوسف
كتبتُ ماقرأتَ لبيان خطورة هذا الفعل
و والله اني ذهلت لما سمعت هذا
ولم أكتبه إقراراً لفعل الشيخ , فالأمر كما قلت المشهور ليس مشرعاً.
ودمت لمحبيك ....
ـ[العدناني]ــــــــ[02 - 02 - 08, 07:04 م]ـ
ماهذاالفعل؟!!!!!
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[02 - 02 - 08, 08:38 م]ـ
أعرف أحد المشايخ الفضلاء - وهو مشهور طبعا -
اعتمر قبل أيام ولما طاف وجد المسعى القديم مغلقاً فحلق وخرج
وأظنه جعل نفسه في حكم المحصر ...
أحسن الشيخ الفاضل (عمر العيد) فيما صنع أتريدون أن يسعى خارج المسعى!
ـ[العدناني]ــــــــ[02 - 02 - 08, 10:51 م]ـ
فتوى الجبرين
"أنه رأى امتداد الجهة الشرقية لجبل الصفا
لذلك يرى جواز السعي فيه"
لكن الاشكال أن الذين حددو المسعى بالذراع ونصف الذراع شاهدو الامتداد من الجهة الشرقية وكذلك قاسو
لذلك قولهم مقدم على من شاهد فقط
ـ[أبو محمد التميمي]ــــــــ[03 - 02 - 08, 07:02 ص]ـ
وقال ابن تيمية في شرح العمدة [ملاحظة: النقل عن طريق الموسوعة الشاملة]:
(الشرط العاشر أن يطوف في المسجد الحرام فإن طاف خارج المسجد لم يصح , وإن طاف فيه جاز سواء كان بينه وبين البيت حائل مثل زمزم وقبة السقاية أو طاف في الأروقة التي في جوانب المسجد أو طاف قريبا منه هذا قول, وعلى هذا القول فالمصحح للطواف الكون في المسجد , ولا فرق بين ما كان مسجدا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم وبين ما زيد فيه على عهد عمر وبني أمية وبني العباس. وقال القاضي في المجرد: يجوز الطواف في المسجد وإن حال بينه وبين البيت قبة زمزم وسقايته, لأن الحائل في المسجد كلا حائل وإن طاف خارج المسجد لم يجزه لأن الحائل خارج المسجد يقطع حكم المسجد كما لو ائتم بالإمام في المسجد وبينهما سوره , وعلى هذا فالمانع وجود الحائل, فلو فرض زوال جدار المسجد صحت الصلاة خارجه, وقال ابن عقيل:إن تباعد عن البيت من غير عذر لم يمنع الاجزاء لأن هذه عبادة تتعلق بالبيت فلا يؤثر في ابطالها البعد مع مسامتته ومحاذاته , كالصلاة وإن طاف حول المسجد أو حول البيت وبينه وبين البيت جدار آخر احتمل أن لا يجزءه لأنه لا يسمى طائفا بالبيت بل بالمسجد أو الجدار الذي هو حائل , ولأن البقعة التي هي محال الطواف معتبرة , لقوله صلى الله عليه وسلم خذوا عني مناسككم فلا يجوز أن يجعل غير المطاف مطافا , ولأنه لو سعي في مسامتة المسعى وترك السعي بين الصفا والمروة لم يجزه كذلك ههنا. ....... )
ـ[ابن وهب]ــــــــ[03 - 02 - 08, 11:15 ص]ـ
المسعى بعد التوسعة الجديدة
أ. د. سعود بن عبد الله الفنيسان 6/ 12/1428
15/ 12/2007
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد، وبعد:
كثر الكلام عن حكم السعي في الزيادة في المسعى بعد توسعته الحالية بين العامة وبعض طلاب العلم فأحببت أن أقف بعض وقفات مختصرة حول هذا الموضوع مما يفيد الجاهل ويذكر طالب العلم:
الوقفة الأولى:
.
الوقفة الخامسة:
وإذا كان عرض المسعى كما قال الأزرقي (35.5) خمسة وثلاثون ذراعا ونصف الذراع وإذا كان (المتر) في قياسنا اليوم يساوي ذراعين تقريباً فعرض المسعى الحالي يقرب من (ثمانية عشر متراً) أو تزيد. وزيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله وفقه الله تقرب من عشرين متراً مع عرض الجدار.
انتهى
هذا الكلام غريب من الدكتور الشيخ سعود النفيسان
عرض المسعى بعد التوسعة الجديدة = 40 متر
فعرض المسعى حسب ما ذكره الأزرقي وغيره
على القول بأنه 35.5 ذراع
= تقريبا 22 متر
فذكر الشيخ الدكتور لهذا في الوقفة الخامسة لم أفهم مراده منه
ولعل قصد أمرا لم أتفطن له
وقول الشيخ الدكتور - وفقه الله -
(أما المؤرخون فمختلفون في تحديده فما حكاه ابن كثير رحمه الله يخالف قول مجاهد ابن جبر رضي الله عنه. في حين أن ابن كثير يرى أن الناس وسعوه ومجاهد يرى أنهم ضيقوه. ولو كان هناك نص في تحديد عرض المسعى يوقف عنده ما وقع الخلاف.)
الجمع يكون هكذا
ابن كثير يتحدث عن عصره
ومجاهد يتحدث عن عصره
مجاهد ت 103
ابن كثير ت 774
وتأمل عبارة ابن كثير
(وقال بعض العلماء ما بين هذه الاميال اليوم أوسع من بطن المسيل الذي رمل فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم فالله أعلم:)
على أن كلام مجاهد لا يفيد أبدا الكلام في العرض بل هو في الطول
بدليل
قول ابن أبي شيبة - رحمه الله
(حدثنا أبو خالد الاحمر عن عثمان بن الاسود عن مجاهد
وعطاء قال: رأيتهما يسعيان من خوخة ابن عباد إلى زقاق بني أبي حسين فقلت لمجاهد، فقال: هذا بطن المسيل الاول ولكن الناس انتقصوا منه.)
يوضحه
روايات الأزرقي والفاكهي
(
قال ابن جريج: أخبرني نافع قال: «فينزل ابن عمر من الصفا، فيمشي حتى إذا جاء باب دار بني عباد سعى حتى ينتهي إلى الزقاق (1) الذي يسلك إلى المسجد، الذي بين دار ابن أبي حسين، ودار ابنة قرظة، سعيا دون الشد وفوق الرملان)
وراه من طريق الزنجي الفقيه عن ابن جريج
قال الفاكهي
(حدثنا عبد الجبار بن العلاء، قال: ثنا سفيان، عن عبيد الله بن أبي يزيد قال: رأيت ابن عمر رضي الله عنهما يسعى بين الصفا والمروة من مجلس آل عباد إلى زقاق ابن أبي حسين قال سفيان: هو بين هذين العلمين)
ومن تأمل السؤال علم أن المراد الطول لا العرض
والظاهر أن مراد مجاهد النقص اليسير
ولو سلمنا أن مراد مجاهد عرض المسعى
فمجاهد ت 103
والمهدي وسع وهدم أكثر دار ابن عباد
فبالتالي يكون هناك توسع في بطن المسيل
وتوسعة المهدي بعد وفاة مجاهد قطعا
فالكلام الذي نقله ابن كثير عن بعض أهل العلم ينطبق على ما بعد توسعة المهدي
وليحرر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/163)
ـ[الباحث المكي]ــــــــ[11 - 02 - 08, 01:45 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
أحببت التنبيه بأن ما يذكر من شهود شهدوا في المحكمة بأن المسعى سابقا أعرض مما كان عليه قبل التوسعة الأخيرة فان القاضي الذي سمع الشهادة لم يتعرض لثبوت مضمونها من عدمه واكتفى بسماع شهادتهم وتدوين مضمونها فقط.
ـ[أسامة]ــــــــ[13 - 02 - 08, 12:57 ص]ـ
أحسن الله إليكم معاشر الإخوة الكرام، فقد متعتمونا بفوائد علمية جمة، لا حرمكم الله أجرها.
أضيف ههنا بأن المسعى القديم مفتوح الآن على ما أفادنا به بعض من اعتمر هذه الأيام، والله أعلم.
ـ[العيدان]ــــــــ[13 - 02 - 08, 01:44 ص]ـ
لا مغلق ..
ـ[محمد الأخضراني]ــــــــ[13 - 02 - 08, 11:47 ص]ـ
وجهة نظر
لفضيلة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فإن لنا وجهة نظر مخالفة للقرار الصادر بالأغلبية من هيئة كبار العلماء في شأن جواز السعي فوق السقف الكائن فوق المسعى والصفا والمروة، وحاصل وجهة نظرنا في ذلك هو:
أنا لا نرى جواز تعدد المسعى وإباحة السعي في مسعيين: مسعى أسفل، ومسعى أعلى؛ وذلك للأمور الآتية:
الأمر الأولى: أن الأمكنة المحددة من قبل الشرع لنوع من أنواع العبادات لا تجوز الزيادة فيها ولا النقص إلا بدليل يجب الرجوع إليه من كتاب أو سنة.
الأمر الثاني: أن الأمكنة المحددة شرعا لنوع من أنواع العبادات ليست محلا للقياس؛ لأنه لا قياس ولا اجتهاد مع النص الصريح المقتضي تحديد المكان المعين للعبادة، ولأن تخصيص تلك الأماكن بتلك العبادات في دون غيرها من سائر الأماكن ليست له علة معقولة المعنى حتى يتحقق المناط بوجودها في فرع آخر حتى يلحق بالقياس، فالتعبدي المحض ليس من موارد القياس.
الأمر الثالث: هو أنه لا نزاع بين أهل العلم في أن فعل النبي صلى الله عليه وسلم الوارد لبيان إجمال نص من القرآن العظيم له حكم ذلك النص القرآني الذي ورد لبيان إجماله. فإن دلت آية من القرآن العظيم على وجوب حكم منالأحكام وأوضح النبي صلى الله عليه وسلم المراد منها بفعله - فإن ذلك الفعل يكون واجبا بعينه وجوب المعنى الذي دلت عليه الآية، فلا يجوز العدول عنه لبدل آخر. ومعلوم أن ذلك منقسم إلى قسمين كما هو مقرر في الأصول:
الأول منهما: أن تكون القرينة وحدها هي التي دلت على أن ذلك الفعل الصادر من النبي صلى الله عليه وسلم وارد لبيان نص من كتاب الله، كقوله تعالى: {وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} (1) فإن الآية تحتمل القطع من الكوع، ومن المرفق، ومن المنكب؛ لأن لفظ اليد قد يستعمل في كل ما ذكر، وقد دلت القرينة على أن فعله صلى الله عليه وسلم الذي هو: قطعه يد السارق من الكوع وارد لبيان قوله تعالى: {فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا} (2) فلا يجوز العدول عن هذا الفعل النبوي الوارد لبيان نص من القرآن لبدل آخر إلا بدليل يجب الرجوع إليه من كتاب أو سنة.
القسم الثاني من قسمي الفعل المذكور: هو أن يرد قول من النبي صلى الله عليه وسلم يدل على أن ذلك الفعل الصادر منه صلى الله عليه وسلم بيان لنص من القرآن؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «صلوا كما رأيتموني أصلي» (3) فإنه يدل على أن أفعاله في الصلاة بيان لإجمال الآيات التي فيها الأمر بإقامة الصلاة، فلا يجوز العدول عن شيء من تلك الأفعال الصادرة منه صلى الله عليه وسلم لبيان تلك الآيات القرآنية إلا بدليل من كتاب أو سنة يجب الرجوع إليه، وكذلك قوله صلى الله عليه وسلم: «لتأخذوا عني مناسككم» (4) فإنه يدل على أن أفعاله في الحج بيان لإجمال آيات الحج، فلا يجوز العدول عن شيء منها لبدل آخر إلا لدليل يجب الرجوع إليه من كتاب أو سنة.
__________
(1) سورة المائدة الآية 38
(2) سورة المائدة الآية 38
(3) صحيح البخاري أخبار الآحاد (6819) ,سنن الدارمي الصلاة (1253).
(4) صحيح مسلم الحج (1297) ,سنن أبو داود المناسك (1970) ,مسند أحمد بن حنبل (3/ 337).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/164)
وإذا علمت هذا فاعلم أن الله جل وعلا قال في كتابه العزيز: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ} (1) فصرح في هذه الآية بأن المكان الذي علمه الصفا، والمكان الذي علمه المروة من شعائر الله. ومعلوم أن الصفا والمروة كلاهما علم لمكان معين، وهو علم شخص لا علم جنس، بلا نزاع ولا خلاف بين أهل اللسان في أن العلم يعين مسماه - أي: يشخصه - فإن كان علم شخص كما هنا شخص مسماه في الخارج، بمعنى: أنه لا يدخل في مسماه شيء آخر غير ذلك الشخص، عاقلا كان أو غير عاقل، وإن كان علم جنس شخص مسماه في الذهن، وليس البحث في ذلك من غرضنا.
وبما ذكرنا تعلم أن ما ذكر الله في الآية أنه من شعائر الله هو شخص الصفا وشخص المروة، أي: الحقيقة المعبر عنها بهذا العلم الشخصي، ولا يدخل شيء آخر البتة في ذلك لتعين المسمى بعلمه الشخصي دون غيره، كائنا ما كان، سواء كان الفراغ الكائن فوق المسمى المشخص بعلمه أو غير ذلك من الأماكن الأخرى. وإذا علمت ذلك فاعلم أن الله تعالى رتب بالفاء قوله {فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} (2) على كونهما من شعائر الله، وفي قوله تعالى: {أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا} (3) إجمال يحتاج إلى بيان كيفية التطوف ومكانه ومبدئه ومنتهاه.
وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا النص القرآني بالسعي بين الصفا والمروة، مبينا أن فعله المذكور واقع لبيان القرآن العظيم المذكور؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: «خذوا عني مناسككم» (4) وقوله: «أبدأ بما بدأ الله به» (5) يعني: الصفا في قوله: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ} (6) الآية،
__________
(1) سورة البقرة الآية 158
(2) سورة البقرة الآية 158
(3) سورة البقرة الآية 158
(4) سنن النسائي مناسك الحج (3062).
(5) سنن ابن ماجه المناسك (3074) ,مسند أحمد بن حنبل (3/ 321) ,موطأ مالك الحج (836) ,سنن الدارمي المناسك (1850).
(6) سورة البقرة الآية 158
ومن جملة البيان المذكور بيان جواز السعي حالة الركوب على الراحلة، ففعل النبي صلى الله عليه وسلم الذي هو سعيه بين الصفا والمروة مبينا لذلك مراد الله في كتابه لا يجوز العدول عنه في كيفيته ولا عدده ولا مكانه ولا مبدئه ولا منتهاه إلا بدليل يجب الرجوع إليه من كتاب أو سنة.
ولا شك أن المسعى الجديد الكائن فوق السقف المرتفع الذي فوق المسعى النبوي المبين بالسعي فيه معنى القرآن غير المسعى النبوي المذكور، ومغايرته له من الضروريات؛ لأنه مما لا نزاع فيه أن المتضايفين اللذين تستلزمهما كل صفة إضافية متباينان تباين المقابلة لا تباين المخالفة، ومعلوم أن المتباينين تباين المقابلة بينهما غاية المنافاة؛ لتنافيهما في حقيقتيهما، واستحالة اجتماعهما في محل آخر.
ومعلوم أن المتباينات هذا التباين التقابلي التي بينها منتهى المنافاة أربعة أنواع: هي: التقابل بين النقيضين، والتقابل بين الضدين، والتقابل بين المتضايفين، والتقابل بين العدم والملكة، كما هو معلوم في محله. فكما أن الشيء الواحد يستحيل أن يتصف بالوجود والعدم في وقت واحد من جهة واحدة، وكما أن النقطة البسيطة من اللون يستحيل أن تكون بيضاء سوداء في وقت واحد، وأن العين الواحدة يستحيل أن تكون عمياء مبصرة في وقت واحد، فكذلك يستحيل أن يكون الشيء الواحد فوق هذا وتحته في وقت واحد. فالمسعى الذي فوق السقف يستحيل أن يكون هو المسعى الذي تحت السقف. فهو غيره قطعا، كما هو الشأن في كل متضايفين وكل متباينين تباين تقابل أو مخالفة.
وإذا حققت بهذا أن المسعى الذي فوق السقف مغاير في ذاته لحقيقة المسعى الذي تحت السقف، وعلمت أن السعي في المسعى الذي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/165)
تحت السقف هو الذي فعله النبي صلى الله عليه وسلم مبينا بالسعي فيه مراد الله في كتابه قائلا: «خذوا عني مناسككم» (1) وأن أفعاله صلى الله عليه وسلم المبينة للقرآن لا يجوز العدول عنها لبدل آخر إلا لدليل يجب الرجوع إليه من كتاب أو سنة - علمت بذلك أن العدول بالسعي عن المسعى النبوي إلى المسعى الجديد الكائن فوق السقف الذي فوق الصفا والمروة يحتاج إلى دليل من كتاب الله أو سنة رسوله، ويحتاج جدا إلى معرفة من أخذ عنه؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم إنما أمرنا بأخذ مناسكنا عنه هو وحده صلى الله عليه وسلم، ولم يأذن لنا في أخذها عن زيد ولا عمرو.
فعلينا أن نتحقق الجهة التي أخذنا عنها هذا المنسك الجديد؛ لأن المناسك مرهونة بأمكنتها وأزمنتها، ولا يجوز التحكم في مكان أو زمان غير الزمان والمكان المحدودين من قبل الشارع، ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد بين الأمكنة التي أنيط بها النسك، وعمم البيان في ذلك، وجعله شاملا للأمكنة التي أقام فيها هو النسك، وغيرها من الأمكنة الصالحة للنسك، كقوله صلى الله عليه وسلم: «وقفت هنا وعرفة كلها موقف» (2) ونظير ذلك في مزدلفة ومنى بالنسبة للنحر كما هو معلوم.
الأمر الرابع: أن السعي في المسعى الجديد خارج عن مكان السعي الذي دلت عليه النصوص؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بين أن الظرف المكاني للسعي بالنسبة إلى الصفا والمروة هو ظرف المكان الذي يعبر عنه بلفظة: (بين) وأما المسعى الجديد فظرفه المكاني بالنسبة إلى الصفا والمروة هو لفظة (فوق) ومعلوم أن لفظ: (بين) ولفظ: (فوق) وإن كانا ظرفي مكان فمعناهما مختلف، ولا يؤدي أحدهما معنى الآخر؛ لتباين مدلوليهما، فالساعي في المسعى الأعلى الجديد لا يصدق عليه أنه ساع بين الصفا والمروة، وإنما هو ساع فوقهما، والساعي فوق شيئين ليس ساعيا بينهما؛ للمغايرة
الضرورية بين معنى: (فوق) و (بين) كما ترى.
__________
(1) سنن النسائي مناسك الحج (3062).
(2) صحيح مسلم الحج (1218).
ويزيد هذا إيضاحا ما ثبت في الصحيح من حديث - عائشة رضي الله عنها المرفوع، وإن ظن كثير من طلبة العلم أنه موقوف عليها. فقد روى البخاري عنها في جوابها لعروة بن الزبير في شأن السعي بين الصفا والمروة أنها قالت ما لفظه: «وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما؛ فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما» (1) انتهى محل الغرض منه بلفظه.
فتأمل قولها وهي هي، وقد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما، وقولها: (فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما) وتأمل معنى لفظة (بين) يظهر لك أن مفهوم كلامها: أن من سعى فوقهما لم يأت بما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأن ذلك ليس له. وهذا المعنى ضروري للمغايرة الضرورية بين الظرفين، أعني: (فوق) و (بين) وفي لفظ عند مسلم عنها أنها قالت: «ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة» (2) انتهى محل الغرض منه، وهو يدل على أن من طاف فوقهما لا يتم الله حجه ولا عمرته؛ لأن الطائف فوقهما يصدق عليه لغة أنه لم يطف بينهما، وفي لفظ لمسلم عنها: أنها قالت: «فلعمري ما أتم الله حج من لم يطف بين الصفا والمروة» (3) وقد علمت أن الساعي فوقهما لم يطف بينهما. وقد أقسمت على أن من لم يطف بينهما لا يتم حجه كما ترى.
واعلم أن ما يظنه بعض أهل العلم من أن حديث عائشة هذا الدال على أن السعي بين الصفا والمروة لا بد منه، وأنه لا يتم بدونه حج ولا عمرة أنه موقوف عليهما غير صواب. بل هو مرفوع.
ومن أصرح الأدلة في ذلك أنها رتبت بالفاء قولها: (فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما) على قولها:
__________
(1) صحيح البخاري الحج (1561) ,سنن النسائي مناسك الحج (2968) ,سنن أبو داود المناسك (1901) ,مسند أحمد بن حنبل (6/ 144).
(2) صحيح البخاري الحج (1698) ,صحيح مسلم الحج (1277) ,موطأ مالك الحج (838).
(3) صحيح البخاري الحج (1561) ,صحيح مسلم الحج (1277) ,سنن ابن ماجه المناسك (2986).
«قد سن رسول الله صلى الله عليه وسلم الطواف بينهما» (1) وهو صريح في أن قولها: (ليس لأحد أن يترك الطواف بينهما) لأجل أنه صلى الله عليه وسلم سن الطواف بينهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/166)
ودل هذا الترتيب بالفاء على أن مرادها بأنه سنة: أنه فرضه بسنته، كما جزم به ابن حجر في [الفتح] مقتصرا عليه، مستدلا له بأنها قالت: (ما أتم الله حج امرئ ولا عمرته لم يطف بين الصفا والمروة) فقولها: (إن النبي صلى الله عليه وسلم سن الطواف بينهما) وترتيبها على ذلك بالفاء قولها: (فليس لأحد أن يترك الطواف بينهما) وجزمها بأنه لا يتم حج ولا عمرة إلا بذلك - دليل واضح على أنها إنما أخذت ذلك مما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم لا برأي منها كما ترى.
الأمر الخامس: أن إقرار المسعى الأعلى الجديد لا يؤمن أن يكون ذريعة لعواقب غير محمودة؛ وذلك من جهتين:
الأولى: أنه يخشى أن يكون سببا لتغييرات وزيادات في أماكن النسك الأخرى؛ كالمرمى، وكمطاف مماثل فوق الكعبة.
الثانية: أنه لا يؤمن أن يكون ذريعة للقال والقيل، وقد شوهد شيء من ذلك عند البحث في تأخير المقام لتوسعة المطاف، فلا يؤمن أن يقال: إن الهيئة الفلانية أو الجهة الفلانية بدأت تغير مواضع النسك التي كان عليها النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه والمسلمون أربعة عشر قرنا، والدعايات المغرضة كثيرة، فسدا للذريعة إليها مما يستحسن - ولا يخفى أن إقرار هذا المسعى الأعلى الجديد يلزمه جواز إقرار مطاف أعلى جديد مماثل - فقد يقترح مقترح، ويطلب طالب جعل سقف فوق الكعبة الشريفة على قدر مساحة المطاف الأرضي، ويجعل فوق السقف المذكور علامات واضحة تحدد مساحة الكعبة تحديدا دقيقا، مع تحقيق كون مساحة الكعبة المحددة فوق
__________
(1) صحيح البخاري الحج (1561) ,صحيح مسلم الحج (1277) ,سنن النسائي مناسك الحج (2968) ,مسند أحمد بن حنبل (6/ 144).
السقف مسامتة للكعبة مسامتة دقيقة، ويبقى صحن ذلك المطاف الأعلى واضحا متميزا عن قدر مساحة الكعبة من الهواء الذي فوق السطح، فيطوف الناس حول ذلك الهواء المسامت للكعبة؛ لتخف بذلك وطأة الزحام في المطاف الأرضي، ولا شك أن هذا المطاف الأعلى المفترض لو فرض جوازه فهو أقل مشقة على الطائفين من توسعة المطاف الأرضي؛ لأن المطاف الأرضي كلما اتسع كانت مسافة الشوط في أقصاه أكثر من مسافته فيما يقرب منه من الكعبة، وأما المطاف الأعلى فلا تزيد مسافة الشوط فيه عن مسافته في المطاف الأرضي؛ لاتحادهما في المساحة، فهو أخف على الطائف، ولا نعتقد أن لهذا المطاف الأعلى المفترض مستندا من الشرع، كما لا نعتقد أن بينه وبين المسعى الجديد فرقا.
وفي الختام فإن زيادة مكان نسك على ما كان عليه المسلمون من عهد النبي صلى الله عليه وسلم إلى اليوم تحتاج إلى تحر وتثبت ونظر في العواقب، ودليل يجب الرجوع إليه من كتاب الله، أو سنة رسوله صلى الله عليه وسلم، مع العلم بأن الزحام في أماكن النسك أمر لا بد منه، ولا محيص عنه بحال من الأحوال، والله الذي شرح ذلك على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم عالم بما سيكون، والعلم عند الله تعالى.
أملاه الفقير إلى رحمة ربه وعفوه.
حرر في 12\ 11 \ 1393 هـ محمد الأمين بن محمد المختار الشنقيطي
نشر هذا البحث في (مجلة البحوث الإسلامية) العدد الأول، ص 179 - 196، عام 1395 هـ.
ابحاث هيئة كبار العلماء بالمملكة العربية السعودية ـ المجلد الأول
ـ[أسامة]ــــــــ[13 - 02 - 08, 08:32 م]ـ
كلام الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - يفتح بابا آخر للنقاش، وفي ظني أن مدار المسألة على تحقيق معنى البينية من حيث اللغة، و هل تقتضي المحاذاة في الارتفاع أو لا تقتضي ذلك، فهل يصح أن يقال مثلا: إن القمر أو الطائرة بيننا وبين أهل المغرب إذا كان موقعه أو موقعها عموديا على مصر مثلا؟ فإن كان الجواب بالإيجاب بطل اعتراض الشيخ على فتوى هيئة كبار العلماء، و إن كان بالنفي فيكون كلامه متجها.
أتمنى أن يتحفنا بعض الإخوة بتحرير هذه المسألة إتماما للفائدة.
يحضرني في هذا المقام أن ما فوق المشعر له حكمه، ومثال ذلك المواقيت، فإن النبي عليه الصلاة و السلام وقت مواقيت الحج و العمرة في الأرض، و مع ذلك فالعلماء يفتون بمشروعية الإحرام عند محاذاتها في الجو، و لم أسمع أحدا ينكر ذلك.
وأيضا فإن من وقف فوق جسر بعرفة يصح أنه واقف بعرفة، ومن بات فوق برج بمنى يصح أنه بات بمنى، و هكذا من سعى فوق جسر بين الصفا و المروة فقد سعى في المكان الذي شرع فيه السعي وإن كان الجسر أعلى منهما، والله أعلم.
ـ[عبد البصير]ــــــــ[13 - 02 - 08, 09:02 م]ـ
لكن هل يقع الجزء القريب من المسعى - من جهة الكعية - بين الجبلين بحيث يجوز الطواف بينهما؟
ـ[أبو محمد]ــــــــ[14 - 02 - 08, 12:33 ص]ـ
وقفت على كتاب اسمه: صور من مكة المكرمة .. أو نحو هذا .. لعبد الله أبكر (طبع بمناسبة: مكة عاصمة الثقافة) .. يحتوي على صورة نادرة لم أرها من قبل: المسعى قديما وعليه المظلة التي أنشأها الملك عبد العزيز رحمه الله ..
لو قارنت بين عرض المسعى كما في الصورة وعرضه الحالي -والصورتان في الكتاب متجاورتان- لوجدت أن المسعى الحالي مثله إن لم يكن أعرض!
مرة أخرى: يا من شهدتم بأن المسعى كان أعرض .. غاية أحدكم أن يكون أدرك ما عليه الوضع في هذه الصورة .. فمن أين لكم أنه كان أعرض؟!
أرجو ممن يتمكن من إنزال هذه الصورة أن يفعل مشكورا مأجورا.
ملحوظة: مشرفنا الكريم: الصورة التي وضعتموها في الرد رقم: 75 ليست التي في كتاب با سلامة .. لكنها قريبة منها .. جزاك الله خيرا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/167)
ـ[أبو محمد]ــــــــ[14 - 02 - 08, 06:44 ص]ـ
أضيف أيضا بأن الصورة الأولى التي في الرد 75 ليست هي للمسعى بطوله .. وإنما هذا الشارع شارع معترض للمسعى .. والمسعى يتقاطع معه عرضا .. لاحظ المظلة التي أشرت إليها آنفا تظهر على يسار الصورة، ومكتوب عليها في أعلاها عبارة تفيد أن هذه المظلة قد أنشأها الملك عبد العزيز رحه الله .. هذا جزء من المسعى .. ويظهر هذا كله في الصورة المنقولة في كتاب أبكر.
ـ[عبد البصير]ــــــــ[14 - 02 - 08, 04:23 م]ـ
نقطة أخرى: المسعى القديم هل كان شاغرًا جميع المساحة التي بين الجبلين أم أن جزءً من المسعى دخل في المسجد حيث إن الصفا لا يسامتها كلها المسعى القديمُ بل يقع جزء منها محاذيًا للمسجد، والكلام في المروة كالكلام فيها.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[17 - 02 - 08, 07:12 ص]ـ
تصويب: اسم الكتاب: صور من تراث مكة المكرمة في القرن الرابع عشر الهجري - لعبد الله بن محمد أبكر.
ط: مؤسسة علوم القرآن.
والصورة المدرجة فيه ص 75 - فيما يظهر لي- أهم صورة في هذا الموضوع .. حبذا لو أنزلت في هذا الموضوع.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[20 - 02 - 08, 03:14 م]ـ
أخي الكريم أبو محمد هل تقصد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=54559&stc=1&d=1203509486
الكتاب ليس بين يدي الآن
وإنما نقلته من موقع مكاوي
http://www.makkawi.com/masaa.htm
وهذه الصورة أظن أنها كانت أيام التوسعة
يعني (شيء مؤقت)
فهي في زمن التوسعة
والله أعلم
وليعلم أن ما في الصورة الأولى في موقع مكاوي = خارج المسعى القديم
فالصورة الأولى في موقع مكاوي = المسعى من الخارج فليعلم
(لم يكن المَسعَى مُظللاً حتى عام 1341 هـ حيث أمر الشريف حسين بن علي بن محمد بن عون بتظليل معظمُه، ثم في عام 1366 أمر الملك عبد العزيز بتجديد سقيفة المسعى بعرض 20.5 متر.
)
انتهى
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=54561&stc=1&d=1203513507
ـ[أبو محمد]ــــــــ[21 - 02 - 08, 06:38 ص]ـ
قرار الهيئة في الموضوع ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=54574&stc=1&d=1203655298
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=54575&stc=1&d=1203655298
ـ[أبو محمد]ــــــــ[21 - 02 - 08, 06:43 ص]ـ
أخي الكريم ابن وهب .. لا حرمنا الله فوائده ..
ليست هذه -يا رعاك الله- هي الصورة التي أريد ..
ـ[أبو محمد]ــــــــ[24 - 02 - 08, 01:22 م]ـ
السائل:
هذا سائل يقول نرجوا من فضيلتكم بيانا شافيا حول المسعى الجديد حيث إن الكثير أشكل عليهم اختلاف الفتوى و البعض توقف عن أداء العمرة بل بعضهم حج هذا العام و سعى في المسعى الجديد و شُكك في أن حجه صحيح أو غير ذالك، فما موقف فضيلتكم جزاكم الله خيرا
الشيخ:
أنا لست ممن وافق على المسعى الجديد و لا أرضى بتلك التوسعة، أكثر أعضاء هيئة كبار العلماء لم يرضوا بذالك و لا أعرف أن أحدا وقّع سوى اثنين من الأعضاء, و الذي سئلني لا أرى له السعي في المسعى الجديد لكني أرى إذا أدى عمرة أنه يكون في حكم من ترك فرضا من العمرة يجبره بدم،ذبيحة، فإن السعي على قول من يقول انه ركن ما تصح العمرة أصلا و على قول من يقول ان السعي واجب من واجبات العمرة، المسألة فيها خلاف بين العلماء، يقول هذا الواجب اذا تعذر الحصول عليه يجزء عنه أن يذبح ذبيحة لفقراء مكة, و من اتصل بنا نصحته أن لا يعتمر ما دام المسعى القديم لم يفتح للناس, و عسى الظن بولاة الأمر لم يستمروا على المنع, ان شاء الله يوفقهم الله جل و علا ليسعهم ما وسع المسلمين خلال ألف و أربعة مئة و أكثر من ثمان و عشرين سنة، بحول الله نعتقد أن الله جل و علا لا يتركها كذالك و نثق بحول الله أن الله جل و علا سوف يهدي ولاة أمرنا لترك الأمر على ما كان عليه خلال هذه المدة الطويلة و الله المستعان.
منقول
http://www.sahab.net/forums/showthread.php?t=356119
ـ[العريني]ــــــــ[25 - 02 - 08, 11:19 م]ـ
هذه صورة فتوى هيئة كبار العلماء حول حكم توسعة المسعى
الصفحة الأولى
الصفحة الثانية
ـ[أبو محمد]ــــــــ[28 - 02 - 08, 11:08 م]ـ
وقفات مع بحث الدكتور الفنيسان (البحث الأصلي .. وليس ملخصه المنشور في هذا الموضوع)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/168)
بحث الدكتور الفنيسان -وفقه الله- يشتمل على مواضع كثيرة تحتاج إلى تعقيب .. منها:
أولا: نفيه أن يكون أحد من الفقهاء قد نص على عرض المسعى أو النكير على سعي الساعين وأن الناس كثيرا ما كانوا يسعون داخل المسجد ولم ينكر عليهم ... إلخ الحق أنه كلام غريب ..
فأين هو عن قول النووي: قال الشافعي والأصحاب: لا يجوز السعي في غير موضع السعي، فمن مرّ وراء موضع السعي في زقاق العطارين أو غيره لم يصح سعيه، لأن السعي مختص بمكان فلا يجوز فعله في غيره، كالطواف.
وقول الشافعي في القديم: فإن التوي شيئاً يسيراً أجزأه ولو عدل حتى يفارق الوادي المؤدي إلى زقاق العطارين لم يجزئه.
وكذا قول الدرامي: إن التوى في السعي يسيراً جاز، وإن دخل المسجد أو زقاق العطارين فلا.
وقول شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة: لو سعي في مسامتة المسعى وترك السعي بين الصفا والمروة لم يجزه.
وقول العلامة الشنقيطي في أضواء البيان: اعلم أنه لا يجوز السعي في غير موضع السعي، فلو كان يمر من وراء المسعى حتى يصل إلى الصفا والمروة من جهة أخرى لم يصح سعيه؛ وهذا لا ينبغي أن يختلف فيه.
وعن الشافعي في القديم: أنه لو انحرف عن موضع السعي انحرافا يسيرا أنه يجزئه. والظاهر أن التحقيق خلافه، وأنه لا يصح السعي إلا في موضعه.
ثانيا: أعجب من هذا تقريرُ الدكتور أن عرض المسعى لم يأت عليه نص من الشرع! فيا الله العجب! أين الدكتور عن قول الله عز وجل: (فلا جناح عليه أن يطوف بهما) ومن سعى خارجا عن مسامتتهما لم يكن مطوفا بهما بل مطوفا بجوارهما .. وهذا خلاف ما شرع الله .. ومن عمل عملا ليس عليه أمرنا فهو رد.
ثالثا: أما عن الشهود .. فهم معارضون بأمثالهم وأمثالهم ممن اعتمدت عليهم اللجنة السابقة في عهد الشيخ ابن إبراهيم .. فهل يتوقع أن تبني اللجنة رأيها، والشيخ ابن إبراهيم وبقية العلماء فتواهم دون ملاحظة هذا الأمر؟
إنني أعتقد أن القول بأن المسعى كان أوسع من الحالي فيه -دون قصد- اتهام مبطن لأهل العلم أنذاك بأنهم لم يقوموا بالواجب عليهم، وأنهم انتقصوا من مساحة هذا المشعر العظيم .. وإلا فكيف يشهد شهود بأمر مشاهد للعيان ويغفله هؤلاء العلماء جميعا!
ولو تأمل الدكتور فتاوى الشيخ ابن إبراهيم وما قامت به اللجنة من السؤال والتحري بل ومراجعة الصكوك لاتضح له أنها بلغت غاية العناية في هذا الشأن العظيم .. وأن اطراح هذا كله لشهادة عدد يسير -لم يُسمع صوتهم إلا بعد مرور أكثر من خمسين عاما- أمر لا يمكن قبوله.
ثم .. إن الصور المتوفرة بين أيدينا تدل دلالة قطعية على أن المسعى الذي كان يسعى فيه الناس -ربما قبل وجود هؤلاء الشهود- هو بالمقدار الذي عليه الآن.
ثم .. لا يسلم للدكتور أن اللجنة المشكلة في عهد الشيخ ابن إبراهيم اختصت بدرج المسعى فحسب .. بل هي مختصة بهذا وبتحديد المسعى جملةً .. وهذا واضح لم قرأ فتاوى الشيخ رحمه الله في الموضع المختص بذلك ..
لا أزال أكرر: لِمَ لم يأخذ العلماء وقت التوسعة بالشيء المشاهد -إن صح هذا- وهو أن المسعى أعرض مما هو عليه الآن؟ أليس هذا شيئا لا يمكن القبول به!
رابعا: قياس الدكتور السعي على الطواف قياس عجيب! فالطواف بالبيت متعلق بالبيت .. فكلما اتسع المطاف دائريا فلا يزال الطائف طائفا بالبيت .. أما المسعى فهو متعلق بالصفا والمروة (فلا جناح عليه أن يطوف بهما) فإذا لم يطف بمسامتتهما كان الساعي طائفا بجوارهما لا بهما ..
ثم إن هذا القياس منقوض بمن سعى خارج المسجد .. وقد قرر أهل العلم أن سعيه لا يصح لأنه يكون طائفا بالمسجد لا بالبيت!
وبناء عليه فالقياس الصحيح: قياس الساعي خارج مسامتة الصفا والمروة في بطلان السعي على طواف الطائف خارج المسجد، بجامع الخروج عن المحل الشرعي التعبدي.
خامسا: نقولات الدكتور التي أوردها عن المتقدمين هي عند التأمل خارجة عن محل النزاع .. ثم إن بعضها -كأثر مجاهد- متعلق بطول المسعى لا عرضه .. ولو أنعم فضيلته النظر في هذا لاتضح له.
سادسا: وأما بناء الدكتور على قاعدة: الزيادة لها حكم المزيد .. فهو غريب أيضا
فإن هذه القاعدة مبنية على ثبوت صحة الزيادة .. بمعنى: إذا كانت الزيادة صحيحة؛ فالزيادة لها حكم المزيد .. وهذا هو محل البحث! فالمانعون يرون أن المسعى توقيفي فلا يجوز الزيادة عليه .. وعليه فلا وجه للقاعدة هنا.
سابعا: وأما الاستدلال بقاعدة المشقة وأنه إذا ضاق الأمر اتسع وقاعدة الضرورة وما إليها .. فالجواب عنه أنه لا يخفى على فضيلته أن القاعدة: أن الضرورة تقدر بقدرها .. والمانعون يرون أن هذه الضرورة مدفوعة بزيادة أدوار فوقية وليس بالمساس بأرض مشعر توقيفي ..
ثامنا: من أين للدكتور أن أعضاء الهيئة لم يراجعوا أهل الخبرة والمهندسين إلخ .. وعدم الذكر ليس ذكرا للعدم!
أختم كلامي بكلمة حسنة للشيخ محمد بن إبراهيم عليه رحمة الله .. وهي قوله: (ولو فُتحت أبواب الاقتراحات في المشاعر لأدى ذلك إلى أن تكون في المستقبل مسرحا للآراء وميدانا للاجتهادات ونافذة يولج منها لتغيير المشاعر وأحكام الحج؛ فيحصل بذلك فساد كبير ... ولا ينبغي أن يُلتفت إلى أماني بعض المستصعبين لبعض أعمال الحج واقتراحاتهم؛ بل ينبغي أن يُعمل حول ذلك البينات الشرعية بالدلائل القطعية المشتملة على مزيد الحث والترغيب في الطاعة والتمسك بهدي رسول الله صلى الله عليه وسلم وسنته في المعتقدات والأعمال وتعظيم شعائر الله ومزيد احترامها) 5/ 146 - 147
هذا ما تيسر في هذه العجالة .. والمقام يحتاج إلى مناقشة أطول، ولعل الله أن ييسر ويعين عليها ..
وما ذكره الدكتور مبلغ اجتهاده، وأرجو الله ألا يحرمه الأجر عليه.
أسأل الله أن يوفق الجميع للصواب في القول والعمل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/169)
ـ[أبو محمد]ــــــــ[29 - 02 - 08, 01:25 ص]ـ
تصويب ..
(ثم إن هذا القياس منقوض بمن سعى خارج المسجد .. وقد قرر أهل العلم أن سعيه لا يصح لأنه يكون طائفا بالمسجد لا بالبيت!)
صوابه:
ثم إن هذا القياس منقوض بمن طاف خارج المسجد .. وقد قرر أهل العلم أن طوافه لا يصح لأنه يكون طائفا بالمسجد لا بالبيت!
__________
آمل من المشرف الكريم تصويب المشاركة في أصلها.
ـ[حارث همام]ــــــــ[03 - 03 - 08, 07:09 م]ـ
لم يحقق المسألة أحد مثل الدكتور عويد المطرفي حفظه الله الأستاذ المشارك سابقا في كلية الدعوة وأصول الدين قسم الكتاب والسنة فقد أثبت صحة التوسعة وأقنع معظم الحضور في اجتماع اللجنة وخارجها بالدليل والبرهان من النصوص وأقوال العلماء وتحليل الأرضية والجبال فجزاه الله خيرا.
واسم البحث:
رفع الأعلام بأدلة جواز توسيع عرض المسعى المشعر الحرام
ويقع في 31 صفحة
وكتبه في 8/ 11 / 1428 هـ
نأمل رؤية هذا البحث
أقول:
رأيت بحث الشيخ المطرفي.
وبحث ابن دهيش.
وبحث الشيخ الفنيسان.
وبحث أو بعبارة أدق ورقات الشيخ المطلق.
وجميعهم من المجزين، وقرأتها جميعاً، فما وجدتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً.
وقرأت كذلك بعض بحوث المانعين وكان من أمثلها وأحسنها طريقة بحث الشيخ الشثري وفيه كثير من التحرير.
أما بحث الشيخ سعود الفنيسان والمشار إلى مقاله هنا، فقد نعى فيه على اللجنة أن تصدر قراراها بالأكثرية دون أن تشاور المعماريين وغيرهم! وإن هذا لهو العجب!!
فقد أصدرت اللجنة قراراها بعد أن طالعت بحوثاً للثلاثة المذكورين وبحوثاً لغيرهم من المانعين.
وأما بحثه المنشور في الإسلام اليوم فيبدو لمن حقق ما قاله المؤرخون عدم تمكن من فهم كلامهم واحتجاج بما هو حجة على المجيزين للتوسعة.
والله المستعان.
ـ[العوضي]ــــــــ[03 - 03 - 08, 08:17 م]ـ
أقول:
رأيت بحث الشيخ المطرفي.
وبحث ابن دهيش.
وبحث الشيخ الفنيسان.
وبحث أو بعبارة أدق ورقات الشيخ المطلق.
وجميعهم من المجزين، وقرأتها جميعاً، فما وجدتها تشفي عليلاً ولا تروي غليلاً.
وقرأت كذلك بعض بحوث المانعين وكان من أمثلها وأحسنها طريقة بحث الشيخ الشثري وفيه كثير من التحرير.
أما بحث الشيخ سعود الفنيسان والمشار إلى مقاله هنا، فقد نعى فيه على اللجنة أن تصدر قراراها بالأكثرية دون أن تشاور المعماريين وغيرهم! وإن هذا لهو العجب!!
فقد أصدرت اللجنة قراراها بعد أن طالعت بحوثاً للثلاثة المذكورين وبحوثاً لغيرهم من المانعين.
وأما بحثه المنشور في الإسلام اليوم فيبدو لمن حقق ما قاله المؤرخون عدم تمكن من فهم كلامهم واحتجاج بما هو حجة على المجيزين للتوسعة.
والله المستعان.
أخي الكريم نفع الله بك هل يمكنك تزويدنا بالأبحاث المذكورة أعلاه؟
ـ[أبو مالك الأثري]ــــــــ[11 - 03 - 08, 06:51 م]ـ
ومازال الموضوع يحتاج لمزيد من البحث
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 09:03 ص]ـ
السَّعِي في المَسْعَى الجديد
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
يقول: ما حكم السَّعي بالمَسْعَى الجَدِيدْ، وإذا كان لا يجُوز، فهل نُحجم عن الاعتمار، ريثما يُعاد فتح القديم؟
المَسْعَى الجديد الآن ليسَ سِرًّا أنَّ كلام أهل العلم مُؤدَّاهُ إلى اختلاف، يعني يختلفون، منهم من يقول السَّعي صحيح، ومنهم من يقول السَّعي باطل؛ لأنَّ المسعى الجديد ليس في حدود المسعى الذي سَعى فيهِ النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-، لا سِيَّما وأنَّ تواريخ مكة تقول إنَّ عرض المسعى قالوا: سبع وثلاثين ذراع تقريباً، خمس وثلاثين ذراع، يعني بقدر القديم، وعلى كل حال ما دام هذا الخلاف موجُود فأُسُّ المسألة لا يُدْرَك من خلال النُّصُوص، فالاجتهاد ليس للصِّغار والمُتوسِّطين من طُلاَّب العلم الذين لم يُدْرِكُوا مكان السَّعي قبل العِمَارة، أما الذِّين أدركُوا مكان السَّعي قبل أنْ يُعمر، ورأوا المسعى على حقيقته، وأنَّهُ أوسَع من القديم، فهؤُلاء لهم أنْ يُفتُوا، ومعروف كلام الشيخ ابن جبرين -حفظهُ الله- قال بمثل هذا، أنَّهُ حجّ سنة تسعة وستِّين قبل عمارة المسعى وكان أوسع من هذا، فلا مانع حينئذ من السَّعي في الجديد، على كُلِّ حال هذه المسألة من المسائل الكبار التِّي لا يُفتي فيها إلا الكبار، فيُنتظر ما يقُولُهُ المُفتي وما تقُولُهُ اللجنة الدَّائِمَة وما يقوله أعضاءُ الهيئة – نسألُ الله -جلَّ وعلا- أنْ يُعينهم ويُسدِّدهم؛ وإلاَّ فالمسألة من عُضل المسائل رُكْن من أركان النُّسُك هذا، يحتاج إلى تحرِّي، ويحتاج إلى تأكُّد وتحقُّق، بعضُهم يقول أنت مُحْصَر، تَحلَّل بِدَمْ! لا تسْعَ تحلَّل بدم! وبعضُهُم يقول حُكم الحاكم يرفع الخِلاف، والمشايخ اختلفُوا وولي الأمر رأى أنَّ الرُّجحان مع من يُجيز، وأُحْضِر شُهُود يَشْهَدُون أنَّ المَسْعَى أعْرَضْ من المَسْعَى القائم، ورأى وليُّ الأمر، ولا يُشك يعني في إرادة المصلحة في مثل هذا؛ لكنَّ الإرادة والنِّيَّة وحدها لا تكفي؛ بل لا بُدَّ من الصدور عن أقوال أهل العلم؛ لأنَّ العبادات محضة ما تخضع للاجتهاد، يعني لو رأى راءٍ مثلاً إنَّ عرفة ضاقت بالنَّاس وقال نبي نوسعه، نُوسِّع عرفة، يُمْكِنْ؟! ما يُمكن؛ لأنَّ هذا رُكن من أركان الحج، والسَّعي رُكن منْ أركان الحج، على كلِّ حال نسأل الله -جلَّ وعلا- أنْ يَدُلُّهُم على الحق -أعنِي وُلاة الأمر- سواءً كانُوا من أهل الحلِّ والعَقْد والأمر والنَّهي أو أهل العلم، ومثل ما قلت الذِّي يصغر سِنُّهُ عنْ إدراك المسعى القديم ليسَ لهُ أنْ يُفتي في هذه المسألة؛ لأنَّ المسألة مبنِيَّة على نَظَر في نُصُوصٍ شرعِيَّة، والنُّصُوص مبنِيَّة على واقع، فهل المَسْعَى بالفعل الذِّي سعى فيه النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- وتتابعت عليهِ الأُمَّة، وتواتر تواتُراً عَمَلِيًّا بالعمل والتَّوارُثْ، هل هو أوْسَع من القائم أو بِمقدارِهِ؟ يحتاج إلى نظر؛ مِمَّنْ أَدْرَكَهُ قبل العِمَارة.
المصدر ( http://www.khudheir.com/ref/1320)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/170)
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[13 - 03 - 08, 09:04 ص]ـ
رفع الأعلام بأدلة جواز توسيع عرض المسعى المشعر الحرام
د. عويّد بن عياد المظرفي 4/ 3/1429
12/ 03/2008
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد عبد الله ورسوله الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الله عز وجل قد فرض على عباده المؤمنين فرائض معلومة، وجعل لأدائها أوقاتاً زمانية، ومعالم مكانية سماها لهم ليؤدوا له فيها ما فرض عليهم أداءه فيها من عبادة على الوصف الذي شرعه في المكان الذي سمَّاه وعَّينه.
وكان من هذه الفرائض المشروعة على كل حاج ومعتمر السعي بين الصفا والمروة اللذين سماهما الله عز وجل في كتابه الكريم، فقال:"إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حجَّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطَّوَّف بهما" [البقرة:158].
وهذا صريح في إيجاب التطوف بهذين المعْلَمَين اللذين هما من معالم الحج والعمرة، ومناسكهما في هذه البلاد المقدسة التي جعلها الله تعالى مهوى أفئدة عباده المؤمنين، ولا يتم حج ولا عمرة إلا بالتطوف بهما كما أمر الله في هذه الآية الكريمة.
وأكد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر تأكيداً، وتبليغاً فقال:"يا أيها الناس اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي" (الأم للإمام الشافعي 3/ 545، والسنن الكبرى للبيهقي 5/ 98، وسنن الدارقطني 2/ 256)، وقد أدى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الشعيرة المفروضة في حجه، وعمراته التي اعتمرها في حياته المباركة في الموضع الذي عيَّنه الله عز وجل له في هذه الآية الكريمة، وعلى الوصف الذي شرعه الله له، وأمر أصحابه الكرام، وجميع المؤمنين من بعدهم بالاقتداء به في أقواله وأفعاله في خصوص هذه الشعيرة في التطوف بين الصفا والمروة المذكورين في هذه الآية الكريمة بقوله صلى الله عليه وسلم لهم:"خذوا عني مناسككم" (شرح السنة للبغوي 7/ 176 بنحوه)، لكونه صلى الله عليه وسلم المبلِّغ عن الله، والأسوة الحسنة للمؤمنين في كل أقواله وأفعاله وأحواله الشريفة وحياته المباركة.
صورة قلمية لما كان عليه جبل الصفا وما طرأ عليه من تطور:
معلوم علم اليقين لكل ذي لب وفكر وكل ذي وعي، ومتابعة لحركة الانتشار السكاني، والتكاثر الإنساني، والتطور الحضاري والبناء العمراني أن المسعى الذي يقع شرق الكعبة المشرفة بين جبلي الصفا والمروة قد تطاولت عليه أيدي الناس على طول الزمان ببناء دورهم ومنازلهم على جانبيه الشرقي والغربي، وطرفيه الجنوبي والشمالي، فأحالوا سعته وانفساحه ضيقاً، وحرجاً، فاختلط الساعي لنسكه فيه تعبداً لربه بالمتسوق، والمتّجر، والقاطنين على جوانبه من كل جهاته، حتى هيأ الله عز وجل آل سعود حكام هذه البلاد المباركة عام 1375هـ فأسفروا وجهه، وأزاحوا عنه ما أساء إليه، وإلى المؤدين مناسكهم فيه من الحجاج والمعتمرين الذين جعله الله لهم منسكاً ومتعبداً، فأخلصوه لذلك حقاً جزاهم الله خيراً.
وعاد المسعى بذلك ظاهراً للعيان متسعاً عما كان عليه من قبل، وظهرت ساحاته متنفساً لحجاج وعمار بيت الله الحرام، والمتعبدين فيه، بيد أن أعداد الحجاج والمعتمرين أخذت تزداد عاماً بعد عام، واشتدت رغبة المسلمين من أقطار الأرض في أداء فريضة الحج والعمرة لما وفرته لهم هذه الدولة الكريمة من سبل الرعاية الأمنية والصحية، ويسر في المواصلات وتوفير للاتصالات والسكن، وأمن وأمان في التنقل بين المشاعر المقدسة، وما يؤدي إليها من سبل، وبينها وبين المدينتين المقدستين مكة المشرفة والمدينة النبوية المنورة، فضاقت بكثرتهم وجموعهم الأماكن والمعالم الشرعية، واكتظت بهم الساحات، ووطئ بعضهم بعضاً في أماكن التعبد ومعالم المناسك التي أمرهم الله بالسعي فيها بعد أن كانت بعد التوسعة السعودية الآنفة الذكر فضاءً مفتوحاً تتسع لمن وفد إليها من حجاج وعمار، فاحتاج الحال إلى النظر في توسعة أخرى تيسر للمسلمين أداء سعيهم وتضمن سلامتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/171)
وحُقَّ -لذلك- لأهل العلم في هذه البلاد، وغيرهم من ديار الإسلام، وأهل الولاية والحكم في ديارنا هذه الذين يرون ما يعانيه وفد الله في الحج والعمرة من مشقة ورهق، وضيق بالآلاف المؤلفة في أداء مناسكهم- أن ينظروا إلى قائد مسيرتهم في هذه البلاد المباركة، وراعي ركبهم فيها، والساهر على مصالح رعيته، وغيرهم من إخوانه المسلمين الذين يقصدون هذه الديار لحج أو عمرة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ووفقه ليوسع لهم ما يمكن توسيعه من عرض معلم المسعى الذي ضاقت بهم جنباته، وغصت بجموعهم سبله حتى دهس بعضهم بعضاً، فيه فأزهقت بسبب الازدحام والزحام فيه أنفس معصومة جاءت إلى هذه الديار راغبة في غفران الله لذنوبها، مؤملة أن تعود إلى أهلها وديارها سالمة غانمة فأزهقها ضيق المكان وركل الإنسان الذي ضاق به معلم عبادته مع إمكان إفساح ساحته دون مانع شرعي، ولا عائق طبيعي، وإذا كان هذا الشأن بهذه المثابة، والحج أحد أركان الإسلام الخمسة، والسعي بين الصفا والمروة أحد أركان العمرة إن كانت مفردة، فإن الحال يدعونا إلى بيان المراد بكل من الصفا والمروة، وامتداد عرض كل منهما؛ حتى يقع سعينا في الموضع الذي سماه الله لنا، وعيَّنه لأداء تعبدنا له فيه إذا وسعنا عرضه.
تعريف الصفا ووصفه:
وهنا أقول: إن الصفا الوارد ذكره في قول الله عز وجل:"إن الصفا والمروة من شعائر الله .. " [البقرة:158] (جبل في سفح جبل أبي قبيس) (مجلة العرب المجلد الخامس صـ 116 شعبان عام 1390هـ) معروف بذاته وصفاته يمتد ارتفاعاً في سنده (السند هنا ما قابلك من الجبل وعلا عن سفحه، القاموس المحيط مادة سند)، ويمتد في أصله وقاعدته الغربية جنوباً إلى منعرجه نحو أجياد الصغير (موضع قصر الضيافة اليوم)، ويمتد شمالاً إلى منعطفه نحو البطحاء (موضع الساحة الواقعة اليوم أمام باب العباس).
وليس الصفا مقصوراً على الحجر الأملس الذي كان موجوداً هنالك، ولا على ما هو مشاهد اليوم في الموضع الذي يبدأ منه الساعون سعيهم كما يتبادر إلى بعض الأذهان من مشاهدة العيان، إذ لو كان الأمر كذلك لاستدعى الحال أن نضيق من عرض المسعى!!
وهذا مما لا يقول به عاقل.
وكانت أحداب ومرتفعات جبل الصفا الغربية مما يلي أجياد تمتد ظاهرة للعيان قبل أن تبدأ الهدميات لتوسعة المسعى والمسجد الحرام من ناحيته الجنوبية وغيرها في شهر صفر عام 1375هـ في عهد الملك سعود رحمه الله، وكان على أحد أكتافه الممتدة جنوباً المتصلة بجبل أجياد الصغير ثنية يُصعد إليها من أجياد الصغير، ثم تنحدر منها طريق تمر وسط سقيفة مظلمة، ومنها تنزل الطريق من فوق هذا الجبل متعرّجة بين البيوت المنتشرة على تلك المنطقة من جبل الصفا حتى تصل إلى الصفا الذي يبدأ الساعون منه سعيهم من غربه.
كما كانت البيوت السكنية شابية على جبل الصفا من كل ناحية تفترش قمته وأكتافه، وظهره وسفحه الشمالي والجنوبي ووسطه وما يحيط بموضع ابتداء السعي منه، فغطّت معالمه ومنحدراته التي تعلوها في الجبل أصلاد (صخور) جبل أبي قبيس التي استعصى كثير منها على التسهيل لبناء الناس عليها يوم ذاك.
ولما ابتدأت هدميات هذه التوسعة ظهر للعيان جبل الصفا على حقيقته الجغرافية الطبيعية التي خلقه الله عليها يوم خلق السماوات والأرض، وأن امتداد طرفه الغربي الجنوبي المحاذي لسيل البطحاء من جنوبها كان يصل قبل إزالته في التوسعة إلى موضع الباب الشرقي للسلم الكهربائي الصاعد اليوم إلى الدور الثاني من المسجد الحرام من ناحية أجياد، وإلى موضع قصر الضيافة الملاصق للبيوت الملكية من الجهة الجنوبية، الذي موضعه الحالي جزء مرتفع من جبل الصفا.
فلا تعجب -والحال ما ذكرت لك- من تسمية كل هذه المنطقة من هذا الجبل باسم (جبل الصفا)؛ لأن أهل مكة في إبان أرومتهم العربية في الجاهلية والإسلام هم الذين سموه بهذا الاسم، وتبعهم في ذلك سكانها من بعدهم، إذ كان من عادة واضعي اللغة الذين يحتج بكلامهم في بيان المراد بمعاني الألفاظ في تفسير القرآن وغريب الحديث النبوي أن يسموا بعض أجزاء جبل ما، أو واد ما باسم خاص به يميز ما سموه منه عن اسم أصله لوصف قائم بذلك الجزء من الجبل، أو الوادي كما هو الحال في تسميتهم أصل جبل أبي قبيس من ناحيته الغربية والغربية الجنوبية وما بينهما من امتداد بالصفا الذي
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/172)
جعله الله عز وجل من شعائره في قوله:"إن الصفا والمروة من شعائر الله".
وقد ورد إطلاق اسم (جبل الصفا) على هذه المنطقة من هذا الجبل عند علماء العربية في مدوناتهم العلمية اللغوية فقال الأزهري في كتابه تهذيب اللغة:"الصفا والمروة وهما جبلان بين بطحاء مكة والمسجد" (تهذيب اللغة 12/ 249)، وكذلك قال ابن منظور في لسان العرب (لسان العرب 14/ 469)، وقال ابن الأثير في النهاية:"الصفا أحد جبلي المسعى" (النهاية في غريب الحديث والأثر 3/ 38)، وقال أبو حفص الحنبلي في تفسيره لهذه الآية:"الصفا والمروة هما في الآية الكريمة علمان لجبلين معروفين" (اللباب في علوم الكتاب 3/ 92)، وقال القرطبي:"أصل الصفا في اللغة الحجر الأملس، وهو هنا جبل بمكة معروف، وكذلك المروة جبل أيضاً، ولذلك أخرجهما بلفظ التعريف" (الجامع لأحكام القرآن 2/ 179).
وقال عرّام في كتابه أسماء جبال تهامة وسكانها .. وهو يعدد جبال مكة قال:"ومن جبال مكة أبو قبيس ومنها: الصفا والمروة جبل إلى الحرة ما هو" (أسماء جبال مكة مطبوع ضمن نوادر المخطوطات 2/ 418 المجموعة الخامسة تحقيق عبد السلام هارون ط 2 عام 1394هـ).
وقال الأعشى هاجياً عمير بن عبد الله بن المنذر (ديوان الأعشى 214):
فما أنت من أهل الحجون ولا الصفا ... ولا لك حق الشرب من ماء زمزم
ومعلوم لكل أحد أن الشاعر يريد سكان جبل الصفا وما حوله مما هو موضع للسكن والاستقرار، ولا يريد الصفا الذي هو الحجر الأملس، لأنه ليس محلاً للسكن ولا صالحاً له، ولا هو مما يُمدح به هذا أولاً.
وثانياً: بدليل أن الشاعر قابل ذكر الصفا بذكر الحجون، فقابل جبلا ذكره بجبل متسع المواضع مريداً سكان كل من الجبلين، وهذا يدل على أن الصفا في هذه الآية الكريمة موضع متسع يمكن اليوم الاستفادة مما تشمله التسمية منه في توسيع عرض المسعى، إذ الشاعر عربي ممن يحتج بدلالة قوله في دلالة ألفاظ اللغة التي نزل القرآن مخاطباً العرب بها.
وذكر أبو إسحاق الحربي في وصفه لمكة يوم أن حج إليها في كتابه (المناسك) جبل الصفا وذكر أن امتداده أمام جبل أبي قبيس:"من طرف باب الصفا إلى منعرج الوادي .. وأن طرفاً من جبل أبي قبيس يتعرج خلف جبل الصفا" (كتاب المناسك لأبي إسحاق الحربي 479 تحقيق حمد الجاسر).
وتعرف جبل أبي قيس الذي يحتضن جبل الصفا من خلفه، والصفا أسفل منه من أول منعرجه من ناحية البطحاء (الساحة الشرقية للمسعى اليوم) إلى منعطفه إلى أجياد الصغير (موضع قصر الضيافة اليوم) تغطيه الدور التي كانت تجثم على قاعدته، وعلوه وأسفله إلى موضع السعي من الصفا المعروف اليوم كما سبق أن ذكرت آنفاً قد أزيل من موقعه بقصد توسعة المسجد الحرام على مرحلتين:
أولاهما عام 1375هـ حين قُطعت أكتاف جبل الصفا، وفتح عليها شارع لمرور السيارات يصل بين أجياد والقشاشية التي لم تبق لها اليوم عين أيضاً.
وثانيها في عام 1401هـ أزيل هذا الشارع، وقطع الجبل من أصله، وفصل موضع الصفا عن الجبل، وفتح بينه وبين الجبل الأصل طريق متسع للمشاة بين ما بقي من أصل الجبل، وبين جدر الصفا من خارجه الشرقي، تسهيلاً للحركة والمشي حول المسجد الحرام، وتيسيراً للناس عناء صعود الجبال والهبوط منها في ذلك الموضع.
وبهذا أزيل ظاهر جبل الصفا من الوجود، ودخل في ذمة التاريخ في هذا العام 1401هـ بيد أن أصله وقاعدته موجودة تحت أرض الشارع المذكور ممتدة إلى منعطفه الشمالي الشرقي المواجه لساحة المسعى الشرقية تثبت امتداداته قبل نسفه، وفصله عن أصله، وإزالة الظاهر على وجه الأرض منه.
ومعلوم لكل من رأى باب الصفا قبل التوسعة السعودية العظيمة -التي لم يسبق لها نظير في التاريخ- أن باب الصفا الذي عناه أبو إسحاق الحربي كان يخرج منه من المسجد الحرام إلى الوادي مسيل سيل البطحاء، ثم يسار فيه بعد الخروج منه بانعطاف مرتفع نحو الشرق حتى يلاقي الطريق النازل من منحدر الثنية المنكدرة من أعلى الصفا.
ومن ثم يُدخل إلى المرتفع من الصفا الذي يبدأ الساعون منه سعيهم.
وبهذا يظهر أن طرف جبل الصفا الغربي الجنوبي كان منقاداً إلى موضع السلم الكهربائي الصاعد إلى الدور الثاني من المسجد الحرام الذي سبق أن قررت القول فيه آنفاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/173)
كما أن قول أبي إسحاق في تحديده لجبل الصفا "إلى منعرج الوادي" ينص صراحة على اتساع هذا الجبل شمالاً إلى منعطفه من واجهته الغربية، إلى منعطفه نحو الشمال المقابل للبطحاء (الساحة الشرقية للمسعى) ولا ريب أن ما بين طرفه الغربي الجنوبي وطرفه الشمالي عند منعرج الوادي إلى الشرق من ناحية الشمال تشمله التسمية المقصودة بالخطاب في هذه الآية الكريمة، وما شمله الاسم العلم للمسمى صح اعتبار ما يحدث في بعضه من الأعمال والأقوال حادثاً في جميعه وله حكمه ووصفه شرعاً وعرفاً، ويترتب على هذا أن المنطلق (أي الساعي) بنيّة السعي من أي موضع مما يشمله اسم الصفا لغة وعرفا يكون داخلاً في عموم المراد بالخطاب بهذه الآية الكريمة، ساعياً بحق وحقيقة بين الصفا والمروة إذا ما انتهى به سعيه مما ذكرت إلى مسامتٍ له من جبل المروة المقابل له من ناحية الشمال.
وسوف لا يكبر عليك إطلاقهم اسم الصفا على كل هذه المساحة من الصدر الغربي والجنوبي الغربي من جبل أبي قبيس، ولا كيف عدّو بعض هذا الجبل جبلاً آخر وسموه أيضاً باسم آخر إذا علمت أنهم قد عدّو أصله وأسفله من ناحيته الشمالية المقبلة على المسجد الحرام وامتداد المسعى شمالاً المحاذية لموضع مولد النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم (موضع مكتبة مكة اليوم) جبلاًَ آخر سموه فاضحاً منذ أن تغلب فيه مضاض بن عمرو الجرهمي جد نابت ابن إسماعيل عليه السلام لأمه على السميع الجرهمي أيضاً ملك قبيلة قطوراء الجرهمية وقتله وافتضح قبيلته ونساءهم، وأخرجهم من الحرم، وتملك عليه (أخبار مكة للأزرقي 1/ 82 - 83، 2/ 268 - 269) وسوف لا يكبر عليك أيضاً أنهم سموا واجهته وسفحه الجنوبي والشعاب النازلة منه (أي من جبل أبي قبيس) على المسيل اللاصق به من الجنوب أجياد الصغير (الأزرقي 2/ 290) وكذلك سموا شقه الأعلى المرتبط من الشرق والشمال الشرقي بالجبال المتصلة به الخندمة (الأزرقي 2/ 269).
فهذه أربعة أسماء لجبال أربعة متفرقة الأسماء مستقلة الذوات مجتزأة من جبل واحد يسمى كل منها جبلاً مستقلاً بذاته وصفاته على الحقيقة، وينسب إليه ما يقع فيه من أحداث ووقائع، وما يخصه من أحكام أو يخص المكلفين بعمل فيه.
المقصود من ذكر ما سبق من القول: http://muntada.islamtoday.net/images2/mr01.jpg
وإنما ذكرت هذا بياناً لمجمل ما أردت إيضاحه من أن الصفا جبل متسع التكوين عريض الامتدادات من جنوبه الغربي، وشماله المحاذي للامتداد الشرقي والغربي لجبل المروة، وليس مقصوراً على الموضع الذي حجز اليوم بالبناء عليه لبدء الساعين منهم سعيهم كما يتبادر لعين المشتغل بأداء شعيرة السعي فيه، كما سأوضحه في ما يلي من بحثي هذا إن شاء الله، ليُعلم أن ما يصل بين موضعين متقابلين من هذين الجبلين مشمول بخطاب ما شرعه الله تعالى من التطوف بهما للحاج والمعتمر.
المروة في الوضع اللغوي هي واحدة المرو، بهذا عرّفها علماء اللغة في مدوناتهم العلمية.
و "المروة حجارة بيض برّاقة صلاب" (لسان العرب 15/ 275 مادة "مرا" وتاج العروس 39/ 520 مادة "مرو").
وأما المروة المرادة بالخطاب في قول الله عز وجل:"إن الصفا والمروة من شعائر الله" فهي كما قال ابن منظور في كتابه لسان العرب:"جبل مكة شرفها الله تعالى" (لسان العرب 15/ 276) وقال الفيزوز ابادي في القاموس المحيط، والزبيدي في شرحه تاج العروس:"المروة بهاءٍ: جبل بمكة يذكر مع الصفا، وقد ذكرهما الله تعالى في كتابه العزيز: إن الصفا والمروة من شعائر الله" ثم قال الزبيدي – أيضاً- قال الأصمعي: سمي (أي الجبل) لكون حجارته بيضاء براقة" (تاج العروس 39/ 521).
وقال الفيومي في المصباح المنير:"المرو الحجارة البيض، الواحدة مروة، وسمي بالواحدة الجبل المعروف بمكة" (المصباح المنير 2/ 235).
وكل هذا ينص صراحة على أن المقصود بالمروة في هذه الآية الكريمة جبل بعينه بمكة، وليس حجراً ولا موضعاً صغيراً في جبل يُقصر الحكم عليه دون غيره من بقية الجبل المقصود بالخطاب مواجهاً لجبل الصفا.
وزيادة في البيان والإيضاح أقول: سبق آنفاً أن ذكرت أن كلاً من الأزهري وابن منظور وابن الأثير وأبي حفص الحنبلي والقرطبي، وعرام قد سموا المروة جبلاً بمكة وأنه يذكر مع الصفا، وأنهما المقصودان بالخطاب في هذه الآية الكريمة "إن الصفا والمروة من شعائر الله".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/174)
وكذلك سماها جبلاً كل من الآلوسي في كتابه بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب فقال:"وأما المروة فجبل بمكة يعطف على الصفا يميل إلى الحمرة" (بلوغ الأرب 1/ 239)، وكذلك سماها جبلاً ابن سيده في المحكم (المحكم لابن سيده 10/ 336)، والبكري في معجم ما استعجم (معجم ما استعجم للبكري 4/ 1217) والحموي في معجم البلدان فقال:"الصفا والمروة وهما جبلان بين بطحاء مكة والمسجد الحرام" (معجم البلدان 3/ 411).
وكل هذا أيضاً يدل صراحة على أن المروة جبل قائم بذاته وصفاته ممتد الجوانب واسع الواجهة المقابلة من الشمال لجبل الصفا، وامتداده إلى منعطفه نحو الوادي المواجه من الشمال الشرقي لبطن المسعى.
كما يدل على هذا بقوة قول قصي الجد الرابع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يمتدح ويفخر ويُظهر بسط سلطانه على أرض المروة وما جاورها من أراض حيث يقول (السيرة النبوية لابن هشام 1/ 135):
لي البطحاء قد علمت معد ... ومروتها رضيت بها رضيت
إذ من المعلوم أنه كان يعني بقوله هذا "جبل المروة" وكل امتداداته وما حوله من الأرض التي هي محل للرغبة في التملك والسكن والسيادة التي يفخر بمثلها مثله، ولا يقصد بحال من الأحوال ذات المروة التي هي الحجر الأبيض، لوجود هذا النوع من الحجر وتوفره في كل موضع من السهل والجبل.
وهو على هذا المعنى الأخير لا يُفخر بتملكه ولا بحيازته، إذ ليس فيه مطمع لأحد ولا حاجة له به.
ويؤيد ما أقول من اتساع جبل المروة في تكوينه الطبيعي الكبير الممتد شرقاً وغرباً عما هو عليه الآن إذ قد أزيلت معالمه الشرقية، وقطعت متونه وأكتافه وامتداداته العضوية التي خُلق عليها في التوسعة للحجاج والمعتمرين والقاطنين عام 1375هـ.
أقول يؤيد قولي هذا ما رواه الأزرقي في موضعين من تاريخه (أخبار مكة) بسنده من طريق علقمة بن نضلة قال:"وقف أبو سفيان بن حرب على ردم الحدائين فضرب برجله فقال:"سنام الأرض إن لها سناماً، يزعم ابن فرقد أني لا أعرف حقي من حقه، له سواد المروة، ولي بياضها، ولي ما بين مقامي هذا إلى تجنى" (أخبار مكة للأزرقي 2/ 165،237 وتجنى ثنية قريب الطائف)، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: إن أبا سفيان لقديم الظلم، ليس لأحد حق إلا ما أحاطت عليه جدراته" (نفس المصدر، وانظر العقد الفريد 4/ 272).
وسواد المروة هو ما امتدت إليه مساحة المروة السوداء، ووصل إليه عرضها من ناحيتها الغربية من طرف جبل المروة الغربي المواجه من الشمال اليوم لباب الفتح.
وبياضها هو ما امتد إليه عرض جبلها من ناحيته الشرقية مما يلي دار أبي سفيان الذي يقع اليوم مكانه على يسار النازل من المدعى إلى الساحة الشرقية من المروة، وما يتصل بها من الساحة الشرقية من المروة، وما يتصل بها من الساحة الواقعة شرق المسعى، وهو داره الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة:" .. ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن" (أخبار مكة للأزرقي 2/ 235) وابن فرقد هذا الذي كان يشاحن أبا سفيان في المروة هو عتبة بن فرقد السلمي حليف بني عبد المطلب ابن عبد مناف.
وكانت داره برباع حلفاء بني عبد المطلب بن عبد مناف بشق المروة السوداء التي أقر أبو سفيان في قوله هذا بملك ابن فرقد لها.
ومما يؤيد وجود كل من المروتين هاتين، وأنهما كانتا معروفتين عند أهل مكة آنذاك، وأن لكل من أبي سفيان ملكاً في المروة البيضاء، ولابن فرقد ملكاً في المروة السوداء أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم ينفِ ملك أي منهما لما يملكه، ولا نفى وجود واحدة من المروتين، وإنما ذم توسع ادعاء أبي سفيان في ملك ما ليس يملكه هذه واحدة.
والأخرى أن أبا سفيان عربي اللسان والأرومة يحتج بكلامه في تفسير معاني الألفاظ، وتعيين المسميات وتحديد المعالم والأمكنة في ديارهم، وكلامه هذا يدل على وجود مروتين في جبل المروة وليس مروة واحدة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/175)
كما يدل أيضاً على اتساع مسمى المروة وواقعها، وأن المروة البيضاء التي نحقق القول اليوم في امتدادها شرقاً تصل ارتفاعاتها دار أبي سفيان الواقعة على يسار النازل اليوم من شارع المدعى إلى ساحة المسعى، وأن المروة السوداء تمتد غرب المروة المعروفة اليوم، وكل هذا يدل على اتساع مساحة المروة إلى جهة الشرق على أوسع بكثير مما يقصر الناس التسمية عليه اليوم من ظنهم أنها واحدة، وأنها مقصورة على ما كان عليه العقد الذي كان منصوباً على الطرف الشمالي من المروة قبل توسعة المسعى.
وقد كان معروفاً قبل نسف ارتفاعات هذا الجبل، وإزالتها أن جميع المباني والبيوت التي كانت قائمة في هذه المنطقة كانت مبنية على الجبل، وأن ارتفاعاته التي كانت تحت تلك البيوت قد أزالتها معاول النسف والتفجير تسهيلاً لسير الناس من حجاج وعمار ومواطنين عليها دون إعاقة ولا عنت.
وكانت البيوت السكنية تلك التي لا يزال بعض سكانها أحياء يرزقون والحمد لله أعرف كثيراً منهم تفترش بيوتهم واجهة جبل المروة الممتدة شرقا إلى الطريق النازل اليوم من المدعى إلى ساحة المسعى، كما تفترش سفحه ومنحدراته وارتفاعاته الواقعة على واجهته الجنوبية المطلة على المسعى، وعلى الوادي الفاصل بين جبل الصفا وجبل المروة الذي ابتطحته البيوت السكنية هو الآخر قبل التوسعة السعودية، فأذهبت معالمه وقطعت ظاهر ما كان بين الصفا والمروة من اتصال متسع ينجو به الساعون من مخاطر ومحاذير الازدحام إذ كانت الجهة الشرقية للمسعى فضاءً غير محدود ببناء قبل أن يزحف عليها الناس ويضيقوا سعته بما أقاموا عليها من دور ومنازل قبل أن تفك التوسعة السعودية ضائقته وتطلق أسره من المعتدين عليه.
ومن ثم عاد مهندسو التوسعة السعودية فضيقوا على المسعى ما انفسح به عرضه، ولو تركوه دون أن يقيموا عليه جدراً من الشرق لما ضاق المسعى اليوم بأحد من الساعين فيه، ولما احتاج الأمر منا إلى بيان ولا إلى رجاء توسيع عرضه.
وأعود فأقول: إن الواجهة الجنوبية الشرقية لجبل المروة المواجهة لجبل الصفا من الشمال كانت مغطاة بالبيوت السكنية منقادة متراصة بعضها بجانب بعض على طول متن الجبل من ملاصقة جدر المروة الشرقي، إلى الطريق الصاعد من شرقي الطرف الشمالي للمسعى إلى المدعى.
وقد كانت بيوت السادة المراغنة التي كان يستأجرها صالح بن محمد سابق على جبل المروة ملاصقة جدرانها جدر المروة الشرقي وعرض بيتهم الملاصق لجدر المروة من الشرق ممتداً نحو الشرق حوالي خمسة عشر متراً.
ويتصل به ملاصقة من الشرق حوش المحناطة الذي كان بائعو الحبوب بالمدعى ينخلون فيه حبوبهم قبل بيعها وامتداده من دار المراغنة على جبل المروة أيضاً إلى جهة الشرق باتجاه طريق المدعى حوالي خمسة وعشرين متراً.
وتمتد منه سقيفة طويلة هي الطريق منه إلى طريق المدعى لمن أراد الذهاب بالحبوب المنخولة إلى أصحابها البائعين.
فهذا بعض عرض واجهة مرتفعات جبل المروة من ناحية الشرق من ملاصقة المروة التي يسعى منها الناس على خط مستقيم نحو الشرق، إلى شارع المدعى على متن جبل المروة كان مرتفعاً جبلياً عن مستوى المسعى ارتفاعاً ..
ظاهرا يعرفه العام والخاص قبل تكسيره وتسويته بالأرض، ويلاصق بيت المراغنة الآنف الذكر من الجنوب على امتداد طول المسعى على واجهة المسعى الشرقية على يسار النازل من المروة مُنْحَدِرً إلى المسعى مُتجها إلى الصفا وَقفُ المراغنة يفتح بابه على داخل المسعى، ويلاصقه متصلا به من الجنوب – أيضاً – على نفس الوصف بيت الجادة على يسار النازل من المروة إلى المسعى، ثم يلاصقه من الجنوب أيضاً على ذات الحال والوصف بيت عبد الرحمن سمباوة، ويلاصقه من الجنوب أيضاً بيت المندر، ثم يلاصقه أيضاً على ذات الوصف بيت النفوري وغيرها من البيوت، وجميع أبوابها تفتح على بطن المسعى، وأعظم هذه البيوت على المنحدر الجبلي من المروة.
أقول: لولا الزحف على عرض المسعى هل كان أحد يجرؤ على البناء على عرضه دون وازع ديني، ولا رقيب إداري؟!
وقد عوضت هذه الدولة الكريمة أصحاب هذه الدور وغيرهم ممن دخل داره في التوسعة بما أغناهم وأرضاهم جزاها الله خيراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/176)
والحاصل الذي لا مَين َ، ولا مراء فيه أن المرتفعات الجبلية الصخرية لواجهة جبل المروة الشرقية الجنوبية تمتد شرق موقع المروة الحالي الذي يقف عليه الساعون اليوم زيادة عما هو عليه الحال الآن بما لا يقل عن أربعين متراً من ناحية الشرق حتى تلاقي الطريق النازل من المدعى إلى ساحة المروة الشرقية.
وهذا يدعو عاجلاً إلى توسيع عرض المسعى بما لا يقل عن العرض الموجود حالياً حتى تكون التوسعة الجديدة موضعاً لسعي القادمين من الصفا.
ويكون المسعى الموجود حالياً موضعاً للساعين من المروة إلى الصفا.
ويقام على التوسعة الجديدة دوران علويان فوقها، حتى يصبح المسعى بهذه ستة مسارات كل ثلاثة منها فوق بعضها بعضاً.
وقد طلبت من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية ورئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة حفظه الله في اجتماعنا الثاني معه بداره الكائنة بحي العزيزية بمكة المشرفة بعد صلاة تراويح مساء السبت 29/ 9/1427هـ عمل مجسات للمنطقة الشرقية الملاصقة للمروة؛ حتى يظهر للعيان ثبوت ما أقول من أن الواجهة الجنوبية الشرقية الصخرية لجبل المروة ممتدة إلى مسامتة الطريق النازل اليوم من المدعى إلى ساحة المسعى الشرقية قبل أن تزال مرتفعاته وأكتافه ومتونه الجنوبية الشرقية، ويقطع امتداده الشمالي عن أصله المتصل به من الشمال، ويفتح بين أصلي الجبل من الشمال وموضع الوقوف على المروة شارع سفلي موازياً لها من الشمال تحت الجسر الآتي من الجبل من الشمال إلى الدور الثاني للمروة والمسعى.
وآخر علوي يربط شارع المدعى من شمال المروة بالشارع النازل على مورد زمزم الحالي على جبل المروة من ناحيتها الغربية تسهيلاً لحركة الحجاج والمعتمرين وجميع السائرين في هذا المشعر الشريف، فوافق سموه الكريم في الحال جزاه الله خيراً وشكر له سعيه.
وقد تَمَّ وقوفنا على الموضع المذكور مع معالي الدكتور ناصر السلوم الأمين العام لهيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة والمشاعر المقدسة اللطيف اللقاء والسماحة وصحبة الفضلاء ضحى يوم الاثنين 8/ 10/1427هـ للنظر في ذلك.
والمؤمل أن يحقق الله المساعي، ويكلل الأعمال بالنجاح – ولو بدون عمل المجسّات – لما فيه خير وراحة المؤمنين بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم في تأديتهم للسعي بين الصفا والمروة وتسهيل سيرهم وحركتهم في هذه المنطقة المحتاجة دوماً للتسهيل والرعاية حفظاً لسلامتهم وعناية بصحتهم وتوفيراً لأمنهم الحياتي من الموت دهساً في الزحام حتى يؤدوا مناسكهم في يسر وطمأنينة وأمان تحقيقاً لقول الله تعالى (أو لم نمكن لهم حرماً آمنا). [سورة القصص آية:57].
هذا مجمل القول في ما يتعلق بامتداد المرتفعات الشرقية لجبل المروة البيضاء الواقعة في الواجهة الشرقية والجنوبية الشرقية من قبل جبل المروة على بطحاء مكة الكائنة بين جبلي الصفا والمروة، وموضع السعي بينهما، وهذا هو الموضع الذي آمل مخلصاً صادقاً داعياً الله تعالى أن يهيئ ولي أمرنا في هذه البلاد المقدسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إمام المسلمين وقدوتهم الطيبة في فعل الخيرات وتيسير أمور الحياة لهم والعناية بسلامتهم فيُجري على يديه الكريمتين توسعة عرض المسعى من جانبه الشرقي، وسيبقى له الأجر العظيم جارياً ما بقيت الدنيا، وما عند الله خير للأبرار.
وحاصل القول أن ما ذكرته آنفاً من حدود جبل كل من الصفا والمروة وامتدادات كل منهما بطبيعة خلقه مع تقابل واجهة الصفا الشمالية لامتدادات جبل المروة الشرقية الجنوبية المواجهة للصفا أدلة ظاهرة على جواز توسيع عرض المسعى من ناحيته الشرقية الممتدة من جبل الصفا إلى جبل المروة بما لا يدع مجالاً للتوقف ولا للشك في القول بهذا لتحقق دخول ما يُزادُ في عرضه من الشرق في وقعه يقيناً موضعاً للسعي بين هذين المعْلَمَينْ اللذين جعلهما الله تعالى من شعائره في أعمال الحج والعمرة.
الكلام في ما يتعلق بالمروة السوداء: http://muntada.islamtoday.net/images2/mr03.jpg
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/177)
وأما ما يتعلق بالمروة السوداء (1) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#1) التي قلَّ أو يندر أن يعرف أحد من الناس في هذا العصر موقعها لبناء المنازل والأسواق عليه قبل التوسعة السعودية بدهر طويل، ثم لتحويل المسعى عن موقعها في التوسعة الثانية للخليفة المهدي العباسي عام 167هـ ثم لإزالتها في التوسعة السعودية عام 1375هـ مع ما أزيل من دور ومنازل وأسواق وشوارع وطرق كانت عليها دون أن يفطن لها أحد من أهل العلم المهتمين بالمعالم المكية الذين يُعْنَون بمثل هذه المواقع فإن موقعها اليوم غرب موقع المروة الحالي في واجهة جبل المروة، المقابل اليوم للجزء الشرقي من باب الفتح الحالي بالمسجد الحرام، فيما بين الدرجة الصاعدة من ساحة باب الفتح إلى مورد ماء زمزم الحالي الذي فوق جبل المروة في وقتنا الحاضر، ويفصل بينها وبين المروة التي ينتهي الساعون إليها اليوم في سعيهم جدار المروة والباب، وموضع السلم الصاعد منها إلى الدور الثاني من المسعى وما يليه من متسع غرب جدار المسعى.
ويلي موضعها من الغرب الميضأة الحالية الواقعة اليوم على يسار الصاعد من ساحة باب الفتح إلى مورد زمزم المواجه لباب الفتح من الشمال المنجور لها تحت أصلاد (صخور) جبل المروة السوداء الذي أزيلت مرتفعاته، وَوطّئ صدره ومتنه اليوم طريقاً للسيارات الواردة إلى ماء زمزم المورود نميرة والصاعدة من جواره إلى مرتفع القرارة المؤدي إلى الراقوبة.
وهذا الموضع من المروة – وهو الموضع الذي كان فيه دار ابن فرقد السلمي الآنف ذكره في اعتراف أبي سفيان له به – كان قبل توسعة المهدي الثانية عام 167هـ - كان يقابل أدنى المرتفعات الصخرية الغربية الجنوبية من جبل الصفا، والممتدة يوم ذاك إلى موضع السلم الكهربائي الصاعد اليوم من أجياد إلى الدور الثاني من المسجد الحرام كما ذكرت آنفاً في تحديد مرتفعات جبل الصفا.
وموضع المروة السوداء هذه هو الامتداد الطبيعي لجبل المروة من جانبه الغربي الجنوبي الذي كان على هيئة نشوزات وأحداب من الكتلة الجبلية الغربية لجبل المروة التي كانت ينتهي إليها سعي الساعين من الصفا في الجنوب إلى المروة في الشمال " قبل أن يؤخر المسعى " (2) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#3).
من موضعه الذي كان فيه ببطن المسجد الحرام إذ " كان المسعى في موضع المسجد الحرام" (3) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#5). قبل توسعة المهدي الثانية عام 167هـ كما يدل على ذلك ما رواه الأزرقي عن جده الذي عايش تلك التوسعة، والتوسعة الأولى عام 160هـ كما سأوضح هذا بعد قليل في بحثي هذا إن شاء الله بذكر ما هدم من دُور كانت محيطة بالمطاف، ومتصلة به من جانبه الشرقي الذي كان لا يفصله عن المسعى سوى دارين اثنين، الشرقي منهما بابه مفتوح على أصل المسعى مباشرة فاستدعت توسعة المطاف للمسلمين يوم ذاك أمرين اثنين هما:
1. هدم الدور المحيطة بالمطاف من جهة، وبالمسعى من جهتها الأخرى الشرقية.
2. تأخير المسعى ونقله من موضعه الذي كان هو فيه ممتداً في موضع الحصوة التي كانت شرقي بئر زمزم إلى الموضع الذي هو فيه اليوم متصلاً من شرقه بالفضاء والممتد بين جبلي الصفا والمروة مفتوح عرضه للساعين فيه مهما كثروا وازدحموا لا يعيقهم فيه عائق لعدم وجود حاجز يمنع توسع الساعين في عرضه إذا ازدحموا فيه في حيز ما بين الجبلين قبل أن يعتدي الناس عليه ببناء دورهم على جانبه الشرقي وتضييقه على الساعين، وطمس معالم اتساعه عرضاً بما أقاموه عليه من دورٍ وأسواقٍ دون أن يمنعهم حكامهم من الاعتداء على المشاعر المقدسة.
توسعة المطاف وتأخير المسعى عن موضعه:
الدعوة إلى توسيع عرض المسعى لتخفيف الازدحام فيه عن الساعين أمر مطلوب شرعاً ومرغوب عرفاً من جوه كثيرة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/178)
أولها: ما سبق أن ذكرته آنفاً من بيان حدود كل من جبل الصفا وجبل المروة، وأن توسيع عرض المسعى من الشرق على الطريق الغربي من الساحة الملاصق للجدر الشرقي من المسعى بقدر عرض المسعى الحالي، ليكون الحالي للآتي من المروة والجديد للساعي من الصفا إلى المروة يقع ضمن حدود البينية الكائنة بين جبلي الصفا والمروة، وليس خارجاً عن أي منهما.
وأنه مشمول بقول الله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما).
وهذا جائز شرعاً لعدم خروجه عن دلالة نص هذه الآية الكريمة ومنطوقها.
وقد سبق آنفاً إيضاحي تفصيلاً بيان حدود هذين الجبلين وامتدادات كل منهما.
ثاني هذه الوجوه، أن التوسعة في مثل هذا المشعر الحرام سبق لها نظير في مثله، بل في ما هو مقدم شرعاً.
فقد وسّع عمر بن الخطاب رضي الله عنه المطاف حين رأى شدة ازدحام الحجاج فيه، فاشترى البيوت التي كانت محيطة به فهدمها، ووضع المطاف في موضعها، وذلك سنة 17 هـ.
ثُمَّ وَسَّعهُ – أيضاً _ عثمان بن عفان رضي الله عنه في عهده سنة 26 هـ لنفس الغرض أيضاً.
ثُمَّ وسعه – أيضاً – عبد الله بن الزبير أيام خلافته لنفس الأمر حين رأى كثرة الزحام فيه.
فهذا عمل اثنين من الخلفاء الراشدين الذين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأخذ بسنتهم والعض عليها بالنواجذ.
وهو – أيضاً – عمل صحابي آخر هو أحد خلفاء المسلمين وحكامهم.
وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على هذا وأقروه حيث لم يعترض منهم أحد على هذا العمل، بل حَبَّذوه ورأوه عملاً صالحاً تم لمصلحة المسلمين.
ثالثها، أن المسعى الحالي ليس هو في عرضه على ما كان في العهد النبوي، ولا في عهد الصحابة رضي الله عنهم، بل اقتصر من عرضه بزحف المباني عليه من ناحيته: الغربية والشرقية.
1 – أما من الناحية الغربية فيدل على ذلك أن البيوت كانت لاصقة بالمطاف مرتصاً بعضها بلصق بعض من المطاف إلى المسعى حيث كان:
أ - دار الأزرق بن عمرو الغساني جدره لاصق بالمطاف من ناحية الشرق، فاشترى ابن الزبير نصفها وأدخله في المطاف. ثم اشترى بقيته المهدي العباسي عام 160 هـ فأدخلها المطاف.
ب ـ واشترى دار خيرة بنت سباع الخزاعية التي كانت لاصقة بدار الأزرق من الشرق وبابها الشرقي كان شارعاً مفتوحاً مباشرة على المسعى قبل أن يؤخر عن موضعه، وَوُضع المسجد في موضع دارها ودار آل جبير بن مطعم، وجميع الدور التي كانت بين المسجد والمسعى فَوُضِع المسجد في موضعها وأّخَّرَ المسعى إلى موضعه الذي هو فيه اليوم (4) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#7).
ج ـ وفي توسعة المهدي الثانية عام 167هـ أمر بشراء الدور التي كانت باقية بين المسجد والمسعى فاشتريت وهدمت وهدم أكثر دار محمد بن عباد العائذي الكائنة عند العلم الأخضر بركن المسجد من جهة الصفا وما جاورها توسعة للمسجد وللمسعى.
قال الأزرقي: " فهدموا ما كان بين الصفا والوادي من الدور، وجعلوا المسعى والوادي فيها" (5) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#9) أي نقلوا المسعى من بطن المسجد إلى موضع الدور التي هدموها.
أقول: ما اختُصِر من عرضه حينا، وزيد فيه حينا آخر يجوز اليوم حتماً توسيع عرضه محافظة على سلامة الساعين وحياتهم بدفع الازدحام عنهم فيه بقيد ما ذكرته سابقاً في بياني لحدود جبلي الصفا والمروة.
دـ هذا من ناحيته الغربية، وأما من ناحيته الشرقية فإن عدم منع الناس من الزحف عليه ببناء منازلهم وأسواقهم على جانبه الشرقي قد ضيق عرضه كثيراً يدل على هذا ما رواه الحاكم في كتابه المستدرك على الصحيحين (3/ 502 - 503) من أن يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم قال – وهو يخبر عن طمع أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور (6) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#11) في امتلاكه لدارهم التي هي دار جدهم الأرقم بن أبي الأرقم التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجتمع فيها بأصحابه في أول أمر دعوته صلى الله عليه وسلم إلى عبادة الله وحده، وكانت تسمى " دار الإسلام " في حجة حجها حين كان يسعى بين الصفا والمروة، وهم على ظهر الدار ينظر إليهم من حين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/179)
يهبط من الوادي حتى يصعد إلى الصفا.
قال: " فيمر تحتنا لو أشاء أن آخذ قلنسوته لأخذتها ".
أقول: قوله هذا يدل صراحة على أن دار الأرقم بن أبي الأرقم التي كانوا يجلسون على ظهرها، وأمير المؤمنين أبو جعفر يصعد إلى الصفا من تحتها كان موقعها على شفا الطرف الشرقي من الصفا على يمين النازل منه.
وموقع هذه الدار معروف قديماً وحديثاً لم يتغير منذ كان.
وهو الآن خارج جدر الصفا الشرقي يكون بعض منه في موضع المبنى اللاصق بالمسعى من الشرق مقر إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمكة اليوم.
وكان يقوم على موقعه قبل التوسعة السعودية للمسعى دار الحديث التي كان مديرها شيخنا محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله المتوفى سنة 1392هـ.
ويوم أن كانت داراَ للحديث كان بينها وبين طرف الصفا الشرقي أكثر من عشرين متراً.
وهذا يدل على أن المنازل في تلك الأيام قد تقدمت عليها، وحالت بينها وبين الصفا الذي كانت هي على طرفه تماماً مما يدل على أن أصحاب تلك المنازل قد بنوها على موضع السعي من الصفا، فضيقوا عرضه واعتدوا على أرضه دون أن يمنعهم أحد.
وحاصل القول في أن توسيع عرض المسعى من الجهة الشرقية بقدر ما يماثل المسعى الحالي ليكون القديم للآتي من المروة إلى الصفا، ويكون الجديد للنازل من الصفا ذاهباً إلى المروة عمل مبرور وسعي مشكور لا حرج فيه لا شرعاً، ولا عرفاً، لتحقق كونه بين جبلي الصفا والمروة كما حققت هذا آنفاً هذا أولاً.
ولتحقيقه المصلحة والسلامة للمسلمين الساعين فيه للحج، أو عمرة ثانياً.
اقتراح تجميلي:
مما ينبغي عمله وإظهاره للعيان لجميع الساعين والرائين أيضاً أن إذا يسَّر الله توسيع عرض المسعى على ما قلت أن يقام في موضع الصفا صفاً صناعياً على مثل وشكل الجبل الذي أزيل يتدرج ارتفاعه من أسفل إلى فوق.
وكذلك تقام مروة بيضاء مثل الجبل الذي أزيل يتدرج ارتفاعها من أسفل إلى فوق، حتى تطمئن القلوب، ويذهب عنها ما قد يوسوس به الموسوسون، وينصرف النظر عن الاشتغال بما لا داعي له من تمحُّل.
(1) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#2) تاريخ مكة للأزرقي تحقيق ابن دهيش 2/ 860، أخبار مكة للفاكهي 3/ 276 تحقيق ابن دهيش.
(2) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#4) أخبار مكة للأزرقي 1/ 75 سطر 2.
(3) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#6) أخبار مكة للأزرقي 1/ 79 سطر 5، إتحاف الورى 2/ 214 سطر 14.
(4) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#8) أخبار مكة للأزرقي 2/ 69 - 75 باختصار.
(5) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#10) الأزرقي 2/ 80،79
(6) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#12) تولى الخلافة سنة 136 هـ وتوفي سنة 158 هـ
المصدر ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971)
ـ[العوضي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 09:54 ص]ـ
السَّعِي في المَسْعَى الجديد
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
يقول: ما حكم السَّعي بالمَسْعَى الجَدِيدْ، وإذا كان لا يجُوز، فهل نُحجم عن الاعتمار، ريثما يُعاد فتح القديم؟
المَسْعَى الجديد الآن ليسَ سِرًّا أنَّ كلام أهل العلم مُؤدَّاهُ إلى اختلاف، يعني يختلفون، منهم من يقول السَّعي صحيح، ومنهم من يقول السَّعي باطل؛ لأنَّ المسعى الجديد ليس في حدود المسعى الذي سَعى فيهِ النَّبي -عليهِ الصَّلاة والسَّلام-، لا سِيَّما وأنَّ تواريخ مكة تقول إنَّ عرض المسعى قالوا: سبع وثلاثين ذراع تقريباً، خمس وثلاثين ذراع، يعني بقدر القديم، وعلى كل حال ما دام هذا الخلاف موجُود فأُسُّ المسألة لا يُدْرَك من خلال النُّصُوص، فالاجتهاد ليس للصِّغار والمُتوسِّطين من طُلاَّب العلم الذين لم يُدْرِكُوا مكان السَّعي قبل العِمَارة، أما الذِّين أدركُوا مكان السَّعي قبل أنْ يُعمر، ورأوا المسعى على حقيقته، وأنَّهُ أوسَع من القديم، فهؤُلاء لهم أنْ يُفتُوا، ومعروف كلام الشيخ ابن جبرين -حفظهُ الله- قال بمثل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/180)
هذا، أنَّهُ حجّ سنة تسعة وستِّين قبل عمارة المسعى وكان أوسع من هذا، فلا مانع حينئذ من السَّعي في الجديد، على كُلِّ حال هذه المسألة من المسائل الكبار التِّي لا يُفتي فيها إلا الكبار، فيُنتظر ما يقُولُهُ المُفتي وما تقُولُهُ اللجنة الدَّائِمَة وما يقوله أعضاءُ الهيئة – نسألُ الله -جلَّ وعلا- أنْ يُعينهم ويُسدِّدهم؛ وإلاَّ فالمسألة من عُضل المسائل رُكْن من أركان النُّسُك هذا، يحتاج إلى تحرِّي، ويحتاج إلى تأكُّد وتحقُّق، بعضُهم يقول أنت مُحْصَر، تَحلَّل بِدَمْ! لا تسْعَ تحلَّل بدم! وبعضُهُم يقول حُكم الحاكم يرفع الخِلاف، والمشايخ اختلفُوا وولي الأمر رأى أنَّ الرُّجحان مع من يُجيز، وأُحْضِر شُهُود يَشْهَدُون أنَّ المَسْعَى أعْرَضْ من المَسْعَى القائم، ورأى وليُّ الأمر، ولا يُشك يعني في إرادة المصلحة في مثل هذا؛ لكنَّ الإرادة والنِّيَّة وحدها لا تكفي؛ بل لا بُدَّ من الصدور عن أقوال أهل العلم؛ لأنَّ العبادات محضة ما تخضع للاجتهاد، يعني لو رأى راءٍ مثلاً إنَّ عرفة ضاقت بالنَّاس وقال نبي نوسعه، نُوسِّع عرفة، يُمْكِنْ؟! ما يُمكن؛ لأنَّ هذا رُكن من أركان الحج، والسَّعي رُكن منْ أركان الحج، على كلِّ حال نسأل الله -جلَّ وعلا- أنْ يَدُلُّهُم على الحق -أعنِي وُلاة الأمر- سواءً كانُوا من أهل الحلِّ والعَقْد والأمر والنَّهي أو أهل العلم، ومثل ما قلت الذِّي يصغر سِنُّهُ عنْ إدراك المسعى القديم ليسَ لهُ أنْ يُفتي في هذه المسألة؛ لأنَّ المسألة مبنِيَّة على نَظَر في نُصُوصٍ شرعِيَّة، والنُّصُوص مبنِيَّة على واقع، فهل المَسْعَى بالفعل الذِّي سعى فيه النبي -عليه الصَّلاة والسَّلام- وتتابعت عليهِ الأُمَّة، وتواتر تواتُراً عَمَلِيًّا بالعمل والتَّوارُثْ، هل هو أوْسَع من القائم أو بِمقدارِهِ؟ يحتاج إلى نظر؛ مِمَّنْ أَدْرَكَهُ قبل العِمَارة.
المصدر ( http://www.khudheir.com/ref/1320)
بارك الله فيك على نقلك لمثل هذا الكلام الثمين ... وحفظ الله الشيخ الخضير
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[14 - 03 - 08, 04:51 م]ـ
باركَ اللهُ فيكم ..
من اعتمرَ، ولم يكن له بدٌ من السعي في المسعى الجديد؛ فماذا عليه عند من يقول بالمنع؟
ـ[حارث]ــــــــ[14 - 03 - 08, 05:14 م]ـ
احتج كثير من الإخوة بصور المسعى أو قياس بعض أهل العلم لعرضه.
وهنا أمر ينبغي التنبه له
وهو أن كثيرا ممن يجيز السعي في الجديد يجيزه بناء على سعة الجبل، ولا ينفي أن الموضع الذي يسعى فيه الناس قبل مائة سنة كان أقل من الحالي، لكنه كان لا يستوعب ما بين الجبلين فليعلم هذا.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[14 - 03 - 08, 08:19 م]ـ
الحمد لله ..
كنت أنتظر بحث الدكتور المطرفي بفارغ الصبر؛ لعله أن يكون فيه فائدة زائدة نستفيد منها في بحث هذا الموضوع الذي يحتاج إلى تحقيق القول فيه كل مسلم.
فلما اطلعت عليه وجدته دون ما كنت أرجوه .. كما ظهر لي فيه ما يستدعي الوقوف عنده:
أولا: مجمل البحث يدور على أن جبلي الصفا والمروة أوسع مما هما عليه اليوم .. هذه القضية الأهم في البحث ..
أقول: ليس من شك أن هناك أجزاء من جبل كانت موجودة مشاهدة من جهة الصفا ومن جهة المروة أوسع مما عليه عرض المسعى حاليا .. لكن البحث المهم: هل هذا الذي كان موجودا هو جزء من جبل أبي قبيس أو من الصفا؟ وفي الجهة الأخرى: هل هو من قعيقعان أو من المروة؟
هذا الذي يحتاج إلى تحقيق .. وهذا ما لم يحققه الدكتور في بحثه ..
بعبارة أخرى: ما الفيصل بين أبي قبيس والصفا، وبين قعيقعان والمروة؟
من المعلوم أن الله تعالى إنما أمرنا بالسعي بين الصفا والمروة فقط؛ وهذا منطوق الآية: (فلا جناح عليه أن يطوف بهما) وعليه فمن سعى ما بين جميع الصخور مما هو ضمن أبي قبيس وقعيقعان -زائدا على الصفا والمروة- لم يكن مطوفا بهما .. هذا أولا ..
وثانيا: ماذا لو قال قائل: إن جميع ما ذكره الدكتور وغيره من وجود جبل له أكتاف وعليه بيوت إلخ .. هذا كله جزء من جبل أبي قبيس أو قعيقعان وليس من الصفا أو من المروة ..
الجميع يعلم أن الصفا والمروة ما هما إلا جبلان في أصل جبلي أبي قبيس وقعيقعان -الجبلان الكبيران العظيمان- فلا بد أن يكون لهما أثر باق وقد يكون هو ما شوهد -كما في شهادة الشهود الذين ذُكروا في هذه القضية-.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/181)
ولو تأمل المتأمل: أين جبل قعيقعان؟ ولماذا لا يكون هو الذي شوهد قديما وقامت عليه البيوت وليس المروة؟
مهما يكن من شيء .. هب أن الأمر محتمل .. فما الذي يجعل كفة القول بأن الآثار المشاهدة قبل خمسين سنة من الصفا والمروة لا من الجبلين المذكورين؟
عند التأمل يلحظ أن القرائن تشهد برجحان كفة القول بأن الذي يذكره الدكتور من الامتدادات والأكتاف هي من الجبلين المذكورين -أبي قبيس وقعيقعان- .. وأقوى قرينة في هذا: التواتر العملي للمسلمين من قديم الزمان وإلى يومنا هذا من السعي في هذه المساحة المعلومة فحسب.
وقد تكرر النقل لكلام العلماء الذين ذرعوا عرض المسعى .. واتضح أنه مقارب أو مساوٍ لوضعه الحالي.
كما تكرر نقل كلام العلماء بعدم صحة السعي لمن سعى خارجا عن حدود السعي المعلومة.
ثانيا: يذكر الدكتور أن جبل المروة ممتد من جهته الشرقية بما لا يقل عن أربعين مترا زيادة على المسعى الحالي، وعليه فيكون عرض المسعى: ستون مترا؛ فهل يُعقل أن الأمة قد أضاعت خلال عقود طويلة -بل قرون- ثلثي هذا المشعر العظيم مع عدم إنكار ذلك؟!
ثالثا: مما يؤكد أن ما ذكره الدكتور من هذا الامتداد الكبير للمروة ليس بدقيق: ما ذكره العلماء من صغر حجمه ..
ففي معجم البلدان: أن المروة أكمة لطيفة .. والأكمة: التل.
وفي المسالك والممالك: المروة: حجرٌ من جبل قعيقعان ..
فهل يتفق هذا مع ما ذكره الدكتور؟
رابعا: ما ذكره الدكتور يفيد أن الامتداد الكبير للصفا والمروة شيء ظاهر واضح للعيان ..
حسنا .. أين علماء مكة وكبارها ووجهاؤها .. وأين علماء العالم الإسلامي .. أين هؤلاء جميعا وهم يرون هذا الانتقاص العظيم من هذا المشعر العظيم؟ لماذا لم ينكروا ذلك؟ لا سيما وهم يرون شدة الزحام الحاصل في السعي، وقد جاءتهم الفرصة السانحة إبان توسعة الملك عبد العزيز رحمه الله قبل أكثر من خمسين عاما ..
قد يُقبل -تنزلا- أن يكون سكوتهم قبل التوسعة لعدم الفائدة من الإنكار .. فما عذرهم وقد قام مشروع التوسعة الكبير؟
ويقال أيضا: أين اللجنة المشكلة من قبل سماحة المفتي الشيخ ابن إبراهيم -وفيهم من هو من أهل مكة- عن هذا الشيء البيّن الظاهر للعيان؟ ولماذا انتقصوا هذا الجزء المهم من الجبلين وأسقطوا اعتباره؟
وكل من اطلع على فتاوى الشيخ إبراهيم وقرأ قرار اللجنة يجد أنهم لم يتوانوا في تحقيق مساحة المسعى بدقة.
خامسا: أحال الدكتور ضيق المسعى الحالي إلى تصرف المهندسين وبنائهم هذا الجدار الذي ضيق على الناس ما لهم فيه سعة .. وهذا كلام تعوزه الدقة؛ فما كان للمهندسين أن ينفردوا برأي في مثل هذا الموضوع الجلل، والذي لا شك فيه أن ما قاموا به مبني على نظر العلماء وفتواهم.
سادسا: قياس الدكتور توسعة المسعى على توسعة المطاف قياس مع الفارق؛ ذلكم أن المطاف مهما توسع فسيبقى الطائف طائفا بالبيت؛ وأما المسعى فهو محكوم بمسامتة الجبلين -الصفا والمروة- فالتوسعة التي تزيد على ذلك تجعل الساعي ساعيا خارجا عن الحد الشرعي.
هذا ما أردت التنبيه عليه ..
وفق الله الجميع للحق والصواب، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
ـ[أبو محمد]ــــــــ[14 - 03 - 08, 08:45 م]ـ
تصويب:
فيكون عرض المسعى: ستين مترا.
ـ[د الباحوث]ــــــــ[15 - 03 - 08, 05:38 م]ـ
السلام عليكم
اليكم ايها الاخوة بحث الدكتور عويد المطرفي في المسعى الجديد
نسال الله ان يشفيه ويكشف عنه الضر
وهو منشور بخط المؤلف في ملتقى اهل التفسير
بهذا الرابط
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?p=52502#post52502
رفع الأعلام بأدلة جواز توسيع عرض المسعى المشعر الحرام
د. عويّد بن عياد المطرفي 4/ 3/1429
12/ 03/2008
الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد عبد الله ورسوله الأمين، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وأزواجه أمهات المؤمنين، وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الله عز وجل قد فرض على عباده المؤمنين فرائض معلومة، وجعل لأدائها أوقاتاً زمانية، ومعالم مكانية سماها لهم ليؤدوا له فيها ما فرض عليهم أداءه فيها من عبادة على الوصف الذي شرعه في المكان الذي سمَّاه وعَّينه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/182)
وكان من هذه الفرائض المشروعة على كل حاج ومعتمر السعي بين الصفا والمروة اللذين سماهما الله عز وجل في كتابه الكريم، فقال:"إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حجَّ البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطَّوَّف بهما" [البقرة:158].
وهذا صريح في إيجاب التطوف بهذين المعْلَمَين اللذين هما من معالم الحج والعمرة، ومناسكهما في هذه البلاد المقدسة التي جعلها الله تعالى مهوى أفئدة عباده المؤمنين، ولا يتم حج ولا عمرة إلا بالتطوف بهما كما أمر الله في هذه الآية الكريمة.
وأكد رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا الأمر تأكيداً، وتبليغاً فقال:"يا أيها الناس اسعوا فإن الله كتب عليكم السعي" (الأم للإمام الشافعي 3/ 545، والسنن الكبرى للبيهقي 5/ 98، وسنن الدارقطني 2/ 256)، وقد أدى رسول الله صلى الله عليه وسلم هذه الشعيرة المفروضة في حجه، وعمراته التي اعتمرها في حياته المباركة في الموضع الذي عيَّنه الله عز وجل له في هذه الآية الكريمة، وعلى الوصف الذي شرعه الله له، وأمر أصحابه الكرام، وجميع المؤمنين من بعدهم بالاقتداء به في أقواله وأفعاله في خصوص هذه الشعيرة في التطوف بين الصفا والمروة المذكورين في هذه الآية الكريمة بقوله صلى الله عليه وسلم لهم:"خذوا عني مناسككم" (شرح السنة للبغوي 7/ 176 بنحوه)، لكونه صلى الله عليه وسلم المبلِّغ عن الله، والأسوة الحسنة للمؤمنين في كل أقواله وأفعاله وأحواله الشريفة وحياته المباركة.
صورة قلمية لما كان عليه جبل الصفا وما طرأ عليه من تطور:
معلوم علم اليقين لكل ذي لب وفكر وكل ذي وعي، ومتابعة لحركة الانتشار السكاني، والتكاثر الإنساني، والتطور الحضاري والبناء العمراني أن المسعى الذي يقع شرق الكعبة المشرفة بين جبلي الصفا والمروة قد تطاولت عليه أيدي الناس على طول الزمان ببناء دورهم ومنازلهم على جانبيه الشرقي والغربي، وطرفيه الجنوبي والشمالي، فأحالوا سعته وانفساحه ضيقاً، وحرجاً، فاختلط الساعي لنسكه فيه تعبداً لربه بالمتسوق، والمتّجر، والقاطنين على جوانبه من كل جهاته، حتى هيأ الله عز وجل آل سعود حكام هذه البلاد المباركة عام 1375هـ فأسفروا وجهه، وأزاحوا عنه ما أساء إليه، وإلى المؤدين مناسكهم فيه من الحجاج والمعتمرين الذين جعله الله لهم منسكاً ومتعبداً، فأخلصوه لذلك حقاً جزاهم الله خيراً.
وعاد المسعى بذلك ظاهراً للعيان متسعاً عما كان عليه من قبل، وظهرت ساحاته متنفساً لحجاج وعمار بيت الله الحرام، والمتعبدين فيه، بيد أن أعداد الحجاج والمعتمرين أخذت تزداد عاماً بعد عام، واشتدت رغبة المسلمين من أقطار الأرض في أداء فريضة الحج والعمرة لما وفرته لهم هذه الدولة الكريمة من سبل الرعاية الأمنية والصحية، ويسر في المواصلات وتوفير للاتصالات والسكن، وأمن وأمان في التنقل بين المشاعر المقدسة، وما يؤدي إليها من سبل، وبينها وبين المدينتين المقدستين مكة المشرفة والمدينة النبوية المنورة، فضاقت بكثرتهم وجموعهم الأماكن والمعالم الشرعية، واكتظت بهم الساحات، ووطئ بعضهم بعضاً في أماكن التعبد ومعالم المناسك التي أمرهم الله بالسعي فيها بعد أن كانت بعد التوسعة السعودية الآنفة الذكر فضاءً مفتوحاً تتسع لمن وفد إليها من حجاج وعمار، فاحتاج الحال إلى النظر في توسعة أخرى تيسر للمسلمين أداء سعيهم وتضمن سلامتهم.
وحُقَّ -لذلك- لأهل العلم في هذه البلاد، وغيرهم من ديار الإسلام، وأهل الولاية والحكم في ديارنا هذه الذين يرون ما يعانيه وفد الله في الحج والعمرة من مشقة ورهق، وضيق بالآلاف المؤلفة في أداء مناسكهم- أن ينظروا إلى قائد مسيرتهم في هذه البلاد المباركة، وراعي ركبهم فيها، والساهر على مصالح رعيته، وغيرهم من إخوانه المسلمين الذين يقصدون هذه الديار لحج أو عمرة الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله ووفقه ليوسع لهم ما يمكن توسيعه من عرض معلم المسعى الذي ضاقت بهم جنباته، وغصت بجموعهم سبله حتى دهس بعضهم بعضاً، فيه فأزهقت بسبب الازدحام والزحام فيه أنفس معصومة جاءت إلى هذه الديار راغبة في غفران الله لذنوبها، مؤملة أن تعود إلى أهلها وديارها سالمة غانمة فأزهقها ضيق المكان وركل الإنسان الذي ضاق به معلم عبادته مع إمكان إفساح ساحته دون مانع شرعي، ولا عائق طبيعي، وإذا كان هذا الشأن بهذه المثابة،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/183)
والحج أحد أركان الإسلام الخمسة، والسعي بين الصفا والمروة أحد أركان العمرة إن كانت مفردة، فإن الحال يدعونا إلى بيان المراد بكل من الصفا والمروة، وامتداد عرض كل منهما؛ حتى يقع سعينا في الموضع الذي سماه الله لنا، وعيَّنه لأداء تعبدنا له فيه إذا وسعنا عرضه.
تعريف الصفا ووصفه:
وهنا أقول: إن الصفا الوارد ذكره في قول الله عز وجل:"إن الصفا والمروة من شعائر الله .. " [البقرة:158] (جبل في سفح جبل أبي قبيس) (مجلة العرب المجلد الخامس صـ 116 شعبان عام 1390هـ) معروف بذاته وصفاته يمتد ارتفاعاً في سنده (السند هنا ما قابلك من الجبل وعلا عن سفحه، القاموس المحيط مادة سند)، ويمتد في أصله وقاعدته الغربية جنوباً إلى منعرجه نحو أجياد الصغير (موضع قصر الضيافة اليوم)، ويمتد شمالاً إلى منعطفه نحو البطحاء (موضع الساحة الواقعة اليوم أمام باب العباس).
وليس الصفا مقصوراً على الحجر الأملس الذي كان موجوداً هنالك، ولا على ما هو مشاهد اليوم في الموضع الذي يبدأ منه الساعون سعيهم كما يتبادر إلى بعض الأذهان من مشاهدة العيان، إذ لو كان الأمر كذلك لاستدعى الحال أن نضيق من عرض المسعى!!
وهذا مما لا يقول به عاقل.
وكانت أحداب ومرتفعات جبل الصفا الغربية مما يلي أجياد تمتد ظاهرة للعيان قبل أن تبدأ الهدميات لتوسعة المسعى والمسجد الحرام من ناحيته الجنوبية وغيرها في شهر صفر عام 1375هـ في عهد الملك سعود رحمه الله، وكان على أحد أكتافه الممتدة جنوباً المتصلة بجبل أجياد الصغير ثنية يُصعد إليها من أجياد الصغير، ثم تنحدر منها طريق تمر وسط سقيفة مظلمة، ومنها تنزل الطريق من فوق هذا الجبل متعرّجة بين البيوت المنتشرة على تلك المنطقة من جبل الصفا حتى تصل إلى الصفا الذي يبدأ الساعون منه سعيهم من غربه.
كما كانت البيوت السكنية شابية على جبل الصفا من كل ناحية تفترش قمته وأكتافه، وظهره وسفحه الشمالي والجنوبي ووسطه وما يحيط بموضع ابتداء السعي منه، فغطّت معالمه ومنحدراته التي تعلوها في الجبل أصلاد (صخور) جبل أبي قبيس التي استعصى كثير منها على التسهيل لبناء الناس عليها يوم ذاك.
ولما ابتدأت هدميات هذه التوسعة ظهر للعيان جبل الصفا على حقيقته الجغرافية الطبيعية التي خلقه الله عليها يوم خلق السماوات والأرض، وأن امتداد طرفه الغربي الجنوبي المحاذي لسيل البطحاء من جنوبها كان يصل قبل إزالته في التوسعة إلى موضع الباب الشرقي للسلم الكهربائي الصاعد اليوم إلى الدور الثاني من المسجد الحرام من ناحية أجياد، وإلى موضع قصر الضيافة الملاصق للبيوت الملكية من الجهة الجنوبية، الذي موضعه الحالي جزء مرتفع من جبل الصفا.
فلا تعجب -والحال ما ذكرت لك- من تسمية كل هذه المنطقة من هذا الجبل باسم (جبل الصفا)؛ لأن أهل مكة في إبان أرومتهم العربية في الجاهلية والإسلام هم الذين سموه بهذا الاسم، وتبعهم في ذلك سكانها من بعدهم، إذ كان من عادة واضعي اللغة الذين يحتج بكلامهم في بيان المراد بمعاني الألفاظ في تفسير القرآن وغريب الحديث النبوي أن يسموا بعض أجزاء جبل ما، أو واد ما باسم خاص به يميز ما سموه منه عن اسم أصله لوصف قائم بذلك الجزء من الجبل، أو الوادي كما هو الحال في تسميتهم أصل جبل أبي قبيس من ناحيته الغربية والغربية الجنوبية وما بينهما من امتداد بالصفا الذي جعله الله عز وجل من شعائره في قوله:"إن الصفا والمروة من شعائر الله".
وقد ورد إطلاق اسم (جبل الصفا) على هذه المنطقة من هذا الجبل عند علماء العربية في مدوناتهم العلمية اللغوية فقال الأزهري في كتابه تهذيب اللغة:"الصفا والمروة وهما جبلان بين بطحاء مكة والمسجد" (تهذيب اللغة 12/ 249)، وكذلك قال ابن منظور في لسان العرب (لسان العرب 14/ 469)، وقال ابن الأثير في النهاية:"الصفا أحد جبلي المسعى" (النهاية في غريب الحديث والأثر 3/ 38)، وقال أبو حفص الحنبلي في تفسيره لهذه الآية:"الصفا والمروة هما في الآية الكريمة علمان لجبلين معروفين" (اللباب في علوم الكتاب 3/ 92)، وقال القرطبي:"أصل الصفا في اللغة الحجر الأملس، وهو هنا جبل بمكة معروف، وكذلك المروة جبل أيضاً، ولذلك أخرجهما بلفظ التعريف" (الجامع لأحكام القرآن 2/ 179).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/184)
وقال عرّام في كتابه أسماء جبال تهامة وسكانها .. وهو يعدد جبال مكة قال:"ومن جبال مكة أبو قبيس ومنها: الصفا والمروة جبل إلى الحرة ما هو" (أسماء جبال مكة مطبوع ضمن نوادر المخطوطات 2/ 418 المجموعة الخامسة تحقيق عبد السلام هارون ط 2 عام 1394هـ).
وقال الأعشى هاجياً عمير بن عبد الله بن المنذر (ديوان الأعشى 214):
فما أنت من أهل الحجون ولا الصفا ... ولا لك حق الشرب من ماء زمزم
ومعلوم لكل أحد أن الشاعر يريد سكان جبل الصفا وما حوله مما هو موضع للسكن والاستقرار، ولا يريد الصفا الذي هو الحجر الأملس، لأنه ليس محلاً للسكن ولا صالحاً له، ولا هو مما يُمدح به هذا أولاً.
وثانياً: بدليل أن الشاعر قابل ذكر الصفا بذكر الحجون، فقابل جبلا ذكره بجبل متسع المواضع مريداً سكان كل من الجبلين، وهذا يدل على أن الصفا في هذه الآية الكريمة موضع متسع يمكن اليوم الاستفادة مما تشمله التسمية منه في توسيع عرض المسعى، إذ الشاعر عربي ممن يحتج بدلالة قوله في دلالة ألفاظ اللغة التي نزل القرآن مخاطباً العرب بها.
وذكر أبو إسحاق الحربي في وصفه لمكة يوم أن حج إليها في كتابه (المناسك) جبل الصفا وذكر أن امتداده أمام جبل أبي قبيس:"من طرف باب الصفا إلى منعرج الوادي .. وأن طرفاً من جبل أبي قبيس يتعرج خلف جبل الصفا" (كتاب المناسك لأبي إسحاق الحربي 479 تحقيق حمد الجاسر).
وتعرف جبل أبي قيس الذي يحتضن جبل الصفا من خلفه، والصفا أسفل منه من أول منعرجه من ناحية البطحاء (الساحة الشرقية للمسعى اليوم) إلى منعطفه إلى أجياد الصغير (موضع قصر الضيافة اليوم) تغطيه الدور التي كانت تجثم على قاعدته، وعلوه وأسفله إلى موضع السعي من الصفا المعروف اليوم كما سبق أن ذكرت آنفاً قد أزيل من موقعه بقصد توسعة المسجد الحرام على مرحلتين:
أولاهما عام 1375هـ حين قُطعت أكتاف جبل الصفا، وفتح عليها شارع لمرور السيارات يصل بين أجياد والقشاشية التي لم تبق لها اليوم عين أيضاً.
وثانيها في عام 1401هـ أزيل هذا الشارع، وقطع الجبل من أصله، وفصل موضع الصفا عن الجبل، وفتح بينه وبين الجبل الأصل طريق متسع للمشاة بين ما بقي من أصل الجبل، وبين جدر الصفا من خارجه الشرقي، تسهيلاً للحركة والمشي حول المسجد الحرام، وتيسيراً للناس عناء صعود الجبال والهبوط منها في ذلك الموضع.
وبهذا أزيل ظاهر جبل الصفا من الوجود، ودخل في ذمة التاريخ في هذا العام 1401هـ بيد أن أصله وقاعدته موجودة تحت أرض الشارع المذكور ممتدة إلى منعطفه الشمالي الشرقي المواجه لساحة المسعى الشرقية تثبت امتداداته قبل نسفه، وفصله عن أصله، وإزالة الظاهر على وجه الأرض منه.
ومعلوم لكل من رأى باب الصفا قبل التوسعة السعودية العظيمة -التي لم يسبق لها نظير في التاريخ- أن باب الصفا الذي عناه أبو إسحاق الحربي كان يخرج منه من المسجد الحرام إلى الوادي مسيل سيل البطحاء، ثم يسار فيه بعد الخروج منه بانعطاف مرتفع نحو الشرق حتى يلاقي الطريق النازل من منحدر الثنية المنكدرة من أعلى الصفا.
ومن ثم يُدخل إلى المرتفع من الصفا الذي يبدأ الساعون منه سعيهم.
وبهذا يظهر أن طرف جبل الصفا الغربي الجنوبي كان منقاداً إلى موضع السلم الكهربائي الصاعد إلى الدور الثاني من المسجد الحرام الذي سبق أن قررت القول فيه آنفاً.
كما أن قول أبي إسحاق في تحديده لجبل الصفا "إلى منعرج الوادي" ينص صراحة على اتساع هذا الجبل شمالاً إلى منعطفه من واجهته الغربية، إلى منعطفه نحو الشمال المقابل للبطحاء (الساحة الشرقية للمسعى) ولا ريب أن ما بين طرفه الغربي الجنوبي وطرفه الشمالي عند منعرج الوادي إلى الشرق من ناحية الشمال تشمله التسمية المقصودة بالخطاب في هذه الآية الكريمة، وما شمله الاسم العلم للمسمى صح اعتبار ما يحدث في بعضه من الأعمال والأقوال حادثاً في جميعه وله حكمه ووصفه شرعاً وعرفاً، ويترتب على هذا أن المنطلق (أي الساعي) بنيّة السعي من أي موضع مما يشمله اسم الصفا لغة وعرفا يكون داخلاً في عموم المراد بالخطاب بهذه الآية الكريمة، ساعياً بحق وحقيقة بين الصفا والمروة إذا ما انتهى به سعيه مما ذكرت إلى مسامتٍ له من جبل المروة المقابل له من ناحية الشمال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/185)
وسوف لا يكبر عليك إطلاقهم اسم الصفا على كل هذه المساحة من الصدر الغربي والجنوبي الغربي من جبل أبي قبيس، ولا كيف عدّو بعض هذا الجبل جبلاً آخر وسموه أيضاً باسم آخر إذا علمت أنهم قد عدّو أصله وأسفله من ناحيته الشمالية المقبلة على المسجد الحرام وامتداد المسعى شمالاً المحاذية لموضع مولد النبي صلى الله عليه وسلم وآله وسلم (موضع مكتبة مكة اليوم) جبلاًَ آخر سموه فاضحاً منذ أن تغلب فيه مضاض بن عمرو الجرهمي جد نابت ابن إسماعيل عليه السلام لأمه على السميع الجرهمي أيضاً ملك قبيلة قطوراء الجرهمية وقتله وافتضح قبيلته ونساءهم، وأخرجهم من الحرم، وتملك عليه (أخبار مكة للأزرقي 1/ 82 - 83، 2/ 268 - 269) وسوف لا يكبر عليك أيضاً أنهم سموا واجهته وسفحه الجنوبي والشعاب النازلة منه (أي من جبل أبي قبيس) على المسيل اللاصق به من الجنوب أجياد الصغير (الأزرقي 2/ 290) وكذلك سموا شقه الأعلى المرتبط من الشرق والشمال الشرقي بالجبال المتصلة به الخندمة (الأزرقي 2/ 269).
فهذه أربعة أسماء لجبال أربعة متفرقة الأسماء مستقلة الذوات مجتزأة من جبل واحد يسمى كل منها جبلاً مستقلاً بذاته وصفاته على الحقيقة، وينسب إليه ما يقع فيه من أحداث ووقائع، وما يخصه من أحكام أو يخص المكلفين بعمل فيه.
المقصود من ذكر ما سبق من القول: http://muntada.islamtoday.net/images2/mr01.jpg
وإنما ذكرت هذا بياناً لمجمل ما أردت إيضاحه من أن الصفا جبل متسع التكوين عريض الامتدادات من جنوبه الغربي، وشماله المحاذي للامتداد الشرقي والغربي لجبل المروة، وليس مقصوراً على الموضع الذي حجز اليوم بالبناء عليه لبدء الساعين منهم سعيهم كما يتبادر لعين المشتغل بأداء شعيرة السعي فيه، كما سأوضحه في ما يلي من بحثي هذا إن شاء الله، ليُعلم أن ما يصل بين موضعين متقابلين من هذين الجبلين مشمول بخطاب ما شرعه الله تعالى من التطوف بهما للحاج والمعتمر.
المروة في الوضع اللغوي هي واحدة المرو، بهذا عرّفها علماء اللغة في مدوناتهم العلمية.
و "المروة حجارة بيض برّاقة صلاب" (لسان العرب 15/ 275 مادة "مرا" وتاج العروس 39/ 520 مادة "مرو").
وأما المروة المرادة بالخطاب في قول الله عز وجل:"إن الصفا والمروة من شعائر الله" فهي كما قال ابن منظور في كتابه لسان العرب:"جبل مكة شرفها الله تعالى" (لسان العرب 15/ 276) وقال الفيزوز ابادي في القاموس المحيط، والزبيدي في شرحه تاج العروس:"المروة بهاءٍ: جبل بمكة يذكر مع الصفا، وقد ذكرهما الله تعالى في كتابه العزيز: إن الصفا والمروة من شعائر الله" ثم قال الزبيدي – أيضاً- قال الأصمعي: سمي (أي الجبل) لكون حجارته بيضاء براقة" (تاج العروس 39/ 521).
وقال الفيومي في المصباح المنير:"المرو الحجارة البيض، الواحدة مروة، وسمي بالواحدة الجبل المعروف بمكة" (المصباح المنير 2/ 235).
وكل هذا ينص صراحة على أن المقصود بالمروة في هذه الآية الكريمة جبل بعينه بمكة، وليس حجراً ولا موضعاً صغيراً في جبل يُقصر الحكم عليه دون غيره من بقية الجبل المقصود بالخطاب مواجهاً لجبل الصفا.
وزيادة في البيان والإيضاح أقول: سبق آنفاً أن ذكرت أن كلاً من الأزهري وابن منظور وابن الأثير وأبي حفص الحنبلي والقرطبي، وعرام قد سموا المروة جبلاً بمكة وأنه يذكر مع الصفا، وأنهما المقصودان بالخطاب في هذه الآية الكريمة "إن الصفا والمروة من شعائر الله".
وكذلك سماها جبلاً كل من الآلوسي في كتابه بلوغ الأرب في معرفة أحوال العرب فقال:"وأما المروة فجبل بمكة يعطف على الصفا يميل إلى الحمرة" (بلوغ الأرب 1/ 239)، وكذلك سماها جبلاً ابن سيده في المحكم (المحكم لابن سيده 10/ 336)، والبكري في معجم ما استعجم (معجم ما استعجم للبكري 4/ 1217) والحموي في معجم البلدان فقال:"الصفا والمروة وهما جبلان بين بطحاء مكة والمسجد الحرام" (معجم البلدان 3/ 411).
وكل هذا أيضاً يدل صراحة على أن المروة جبل قائم بذاته وصفاته ممتد الجوانب واسع الواجهة المقابلة من الشمال لجبل الصفا، وامتداده إلى منعطفه نحو الوادي المواجه من الشمال الشرقي لبطن المسعى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/186)
كما يدل على هذا بقوة قول قصي الجد الرابع لرسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو يمتدح ويفخر ويُظهر بسط سلطانه على أرض المروة وما جاورها من أراض حيث يقول (السيرة النبوية لابن هشام 1/ 135):
لي البطحاء قد علمت معد ... ومروتها رضيت بها رضيت
إذ من المعلوم أنه كان يعني بقوله هذا "جبل المروة" وكل امتداداته وما حوله من الأرض التي هي محل للرغبة في التملك والسكن والسيادة التي يفخر بمثلها مثله، ولا يقصد بحال من الأحوال ذات المروة التي هي الحجر الأبيض، لوجود هذا النوع من الحجر وتوفره في كل موضع من السهل والجبل.
وهو على هذا المعنى الأخير لا يُفخر بتملكه ولا بحيازته، إذ ليس فيه مطمع لأحد ولا حاجة له به.
ويؤيد ما أقول من اتساع جبل المروة في تكوينه الطبيعي الكبير الممتد شرقاً وغرباً عما هو عليه الآن إذ قد أزيلت معالمه الشرقية، وقطعت متونه وأكتافه وامتداداته العضوية التي خُلق عليها في التوسعة للحجاج والمعتمرين والقاطنين عام 1375هـ.
أقول يؤيد قولي هذا ما رواه الأزرقي في موضعين من تاريخه (أخبار مكة) بسنده من طريق علقمة بن نضلة قال:"وقف أبو سفيان بن حرب على ردم الحدائين فضرب برجله فقال:"سنام الأرض إن لها سناماً، يزعم ابن فرقد أني لا أعرف حقي من حقه، له سواد المروة، ولي بياضها، ولي ما بين مقامي هذا إلى تجنى" (أخبار مكة للأزرقي 2/ 165،237 وتجنى ثنية قريب الطائف)، فبلغ ذلك عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقال: إن أبا سفيان لقديم الظلم، ليس لأحد حق إلا ما أحاطت عليه جدراته" (نفس المصدر، وانظر العقد الفريد 4/ 272).
وسواد المروة هو ما امتدت إليه مساحة المروة السوداء، ووصل إليه عرضها من ناحيتها الغربية من طرف جبل المروة الغربي المواجه من الشمال اليوم لباب الفتح.
وبياضها هو ما امتد إليه عرض جبلها من ناحيته الشرقية مما يلي دار أبي سفيان الذي يقع اليوم مكانه على يسار النازل من المدعى إلى الساحة الشرقية من المروة، وما يتصل بها من الساحة الشرقية من المروة، وما يتصل بها من الساحة الواقعة شرق المسعى، وهو داره الذي قال عنه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم فتح مكة:" .. ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن" (أخبار مكة للأزرقي 2/ 235) وابن فرقد هذا الذي كان يشاحن أبا سفيان في المروة هو عتبة بن فرقد السلمي حليف بني عبد المطلب ابن عبد مناف.
وكانت داره برباع حلفاء بني عبد المطلب بن عبد مناف بشق المروة السوداء التي أقر أبو سفيان في قوله هذا بملك ابن فرقد لها.
ومما يؤيد وجود كل من المروتين هاتين، وأنهما كانتا معروفتين عند أهل مكة آنذاك، وأن لكل من أبي سفيان ملكاً في المروة البيضاء، ولابن فرقد ملكاً في المروة السوداء أن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه لم ينفِ ملك أي منهما لما يملكه، ولا نفى وجود واحدة من المروتين، وإنما ذم توسع ادعاء أبي سفيان في ملك ما ليس يملكه هذه واحدة.
والأخرى أن أبا سفيان عربي اللسان والأرومة يحتج بكلامه في تفسير معاني الألفاظ، وتعيين المسميات وتحديد المعالم والأمكنة في ديارهم، وكلامه هذا يدل على وجود مروتين في جبل المروة وليس مروة واحدة.
كما يدل أيضاً على اتساع مسمى المروة وواقعها، وأن المروة البيضاء التي نحقق القول اليوم في امتدادها شرقاً تصل ارتفاعاتها دار أبي سفيان الواقعة على يسار النازل اليوم من شارع المدعى إلى ساحة المسعى، وأن المروة السوداء تمتد غرب المروة المعروفة اليوم، وكل هذا يدل على اتساع مساحة المروة إلى جهة الشرق على أوسع بكثير مما يقصر الناس التسمية عليه اليوم من ظنهم أنها واحدة، وأنها مقصورة على ما كان عليه العقد الذي كان منصوباً على الطرف الشمالي من المروة قبل توسعة المسعى.
وقد كان معروفاً قبل نسف ارتفاعات هذا الجبل، وإزالتها أن جميع المباني والبيوت التي كانت قائمة في هذه المنطقة كانت مبنية على الجبل، وأن ارتفاعاته التي كانت تحت تلك البيوت قد أزالتها معاول النسف والتفجير تسهيلاً لسير الناس من حجاج وعمار ومواطنين عليها دون إعاقة ولا عنت.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/187)
وكانت البيوت السكنية تلك التي لا يزال بعض سكانها أحياء يرزقون والحمد لله أعرف كثيراً منهم تفترش بيوتهم واجهة جبل المروة الممتدة شرقا إلى الطريق النازل اليوم من المدعى إلى ساحة المسعى، كما تفترش سفحه ومنحدراته وارتفاعاته الواقعة على واجهته الجنوبية المطلة على المسعى، وعلى الوادي الفاصل بين جبل الصفا وجبل المروة الذي ابتطحته البيوت السكنية هو الآخر قبل التوسعة السعودية، فأذهبت معالمه وقطعت ظاهر ما كان بين الصفا والمروة من اتصال متسع ينجو به الساعون من مخاطر ومحاذير الازدحام إذ كانت الجهة الشرقية للمسعى فضاءً غير محدود ببناء قبل أن يزحف عليها الناس ويضيقوا سعته بما أقاموا عليها من دور ومنازل قبل أن تفك التوسعة السعودية ضائقته وتطلق أسره من المعتدين عليه.
ومن ثم عاد مهندسو التوسعة السعودية فضيقوا على المسعى ما انفسح به عرضه، ولو تركوه دون أن يقيموا عليه جدراً من الشرق لما ضاق المسعى اليوم بأحد من الساعين فيه، ولما احتاج الأمر منا إلى بيان ولا إلى رجاء توسيع عرضه.
وأعود فأقول: إن الواجهة الجنوبية الشرقية لجبل المروة المواجهة لجبل الصفا من الشمال كانت مغطاة بالبيوت السكنية منقادة متراصة بعضها بجانب بعض على طول متن الجبل من ملاصقة جدر المروة الشرقي، إلى الطريق الصاعد من شرقي الطرف الشمالي للمسعى إلى المدعى.
وقد كانت بيوت السادة المراغنة التي كان يستأجرها صالح بن محمد سابق على جبل المروة ملاصقة جدرانها جدر المروة الشرقي وعرض بيتهم الملاصق لجدر المروة من الشرق ممتداً نحو الشرق حوالي خمسة عشر متراً.
ويتصل به ملاصقة من الشرق حوش المحناطة الذي كان بائعو الحبوب بالمدعى ينخلون فيه حبوبهم قبل بيعها وامتداده من دار المراغنة على جبل المروة أيضاً إلى جهة الشرق باتجاه طريق المدعى حوالي خمسة وعشرين متراً.
وتمتد منه سقيفة طويلة هي الطريق منه إلى طريق المدعى لمن أراد الذهاب بالحبوب المنخولة إلى أصحابها البائعين.
فهذا بعض عرض واجهة مرتفعات جبل المروة من ناحية الشرق من ملاصقة المروة التي يسعى منها الناس على خط مستقيم نحو الشرق، إلى شارع المدعى على متن جبل المروة كان مرتفعاً جبلياً عن مستوى المسعى ارتفاعاً ..
ظاهرا يعرفه العام والخاص قبل تكسيره وتسويته بالأرض، ويلاصق بيت المراغنة الآنف الذكر من الجنوب على امتداد طول المسعى على واجهة المسعى الشرقية على يسار النازل من المروة مُنْحَدِرً إلى المسعى مُتجها إلى الصفا وَقفُ المراغنة يفتح بابه على داخل المسعى، ويلاصقه متصلا به من الجنوب – أيضاً – على نفس الوصف بيت الجادة على يسار النازل من المروة إلى المسعى، ثم يلاصقه من الجنوب أيضاً على ذات الحال والوصف بيت عبد الرحمن سمباوة، ويلاصقه من الجنوب أيضاً بيت المندر، ثم يلاصقه أيضاً على ذات الوصف بيت النفوري وغيرها من البيوت، وجميع أبوابها تفتح على بطن المسعى، وأعظم هذه البيوت على المنحدر الجبلي من المروة.
أقول: لولا الزحف على عرض المسعى هل كان أحد يجرؤ على البناء على عرضه دون وازع ديني، ولا رقيب إداري؟!
وقد عوضت هذه الدولة الكريمة أصحاب هذه الدور وغيرهم ممن دخل داره في التوسعة بما أغناهم وأرضاهم جزاها الله خيراً.
والحاصل الذي لا مَين َ، ولا مراء فيه أن المرتفعات الجبلية الصخرية لواجهة جبل المروة الشرقية الجنوبية تمتد شرق موقع المروة الحالي الذي يقف عليه الساعون اليوم زيادة عما هو عليه الحال الآن بما لا يقل عن أربعين متراً من ناحية الشرق حتى تلاقي الطريق النازل من المدعى إلى ساحة المروة الشرقية.
وهذا يدعو عاجلاً إلى توسيع عرض المسعى بما لا يقل عن العرض الموجود حالياً حتى تكون التوسعة الجديدة موضعاً لسعي القادمين من الصفا.
ويكون المسعى الموجود حالياً موضعاً للساعين من المروة إلى الصفا.
ويقام على التوسعة الجديدة دوران علويان فوقها، حتى يصبح المسعى بهذه ستة مسارات كل ثلاثة منها فوق بعضها بعضاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/188)
وقد طلبت من صاحب السمو الملكي الأمير متعب بن عبد العزيز وزير الشؤون البلدية والقروية ورئيس هيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة المنورة والمشاعر المقدسة حفظه الله في اجتماعنا الثاني معه بداره الكائنة بحي العزيزية بمكة المشرفة بعد صلاة تراويح مساء السبت 29/ 9/1427هـ عمل مجسات للمنطقة الشرقية الملاصقة للمروة؛ حتى يظهر للعيان ثبوت ما أقول من أن الواجهة الجنوبية الشرقية الصخرية لجبل المروة ممتدة إلى مسامتة الطريق النازل اليوم من المدعى إلى ساحة المسعى الشرقية قبل أن تزال مرتفعاته وأكتافه ومتونه الجنوبية الشرقية، ويقطع امتداده الشمالي عن أصله المتصل به من الشمال، ويفتح بين أصلي الجبل من الشمال وموضع الوقوف على المروة شارع سفلي موازياً لها من الشمال تحت الجسر الآتي من الجبل من الشمال إلى الدور الثاني للمروة والمسعى.
وآخر علوي يربط شارع المدعى من شمال المروة بالشارع النازل على مورد زمزم الحالي على جبل المروة من ناحيتها الغربية تسهيلاً لحركة الحجاج والمعتمرين وجميع السائرين في هذا المشعر الشريف، فوافق سموه الكريم في الحال جزاه الله خيراً وشكر له سعيه.
وقد تَمَّ وقوفنا على الموضع المذكور مع معالي الدكتور ناصر السلوم الأمين العام لهيئة تطوير مكة المكرمة والمدينة والمشاعر المقدسة اللطيف اللقاء والسماحة وصحبة الفضلاء ضحى يوم الاثنين 8/ 10/1427هـ للنظر في ذلك.
والمؤمل أن يحقق الله المساعي، ويكلل الأعمال بالنجاح – ولو بدون عمل المجسّات – لما فيه خير وراحة المؤمنين بالله ورسوله صلى الله عليه وسلم في تأديتهم للسعي بين الصفا والمروة وتسهيل سيرهم وحركتهم في هذه المنطقة المحتاجة دوماً للتسهيل والرعاية حفظاً لسلامتهم وعناية بصحتهم وتوفيراً لأمنهم الحياتي من الموت دهساً في الزحام حتى يؤدوا مناسكهم في يسر وطمأنينة وأمان تحقيقاً لقول الله تعالى (أو لم نمكن لهم حرماً آمنا). [سورة القصص آية:57].
هذا مجمل القول في ما يتعلق بامتداد المرتفعات الشرقية لجبل المروة البيضاء الواقعة في الواجهة الشرقية والجنوبية الشرقية من قبل جبل المروة على بطحاء مكة الكائنة بين جبلي الصفا والمروة، وموضع السعي بينهما، وهذا هو الموضع الذي آمل مخلصاً صادقاً داعياً الله تعالى أن يهيئ ولي أمرنا في هذه البلاد المقدسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز آل سعود إمام المسلمين وقدوتهم الطيبة في فعل الخيرات وتيسير أمور الحياة لهم والعناية بسلامتهم فيُجري على يديه الكريمتين توسعة عرض المسعى من جانبه الشرقي، وسيبقى له الأجر العظيم جارياً ما بقيت الدنيا، وما عند الله خير للأبرار.
وحاصل القول أن ما ذكرته آنفاً من حدود جبل كل من الصفا والمروة وامتدادات كل منهما بطبيعة خلقه مع تقابل واجهة الصفا الشمالية لامتدادات جبل المروة الشرقية الجنوبية المواجهة للصفا أدلة ظاهرة على جواز توسيع عرض المسعى من ناحيته الشرقية الممتدة من جبل الصفا إلى جبل المروة بما لا يدع مجالاً للتوقف ولا للشك في القول بهذا لتحقق دخول ما يُزادُ في عرضه من الشرق في وقعه يقيناً موضعاً للسعي بين هذين المعْلَمَينْ اللذين جعلهما الله تعالى من شعائره في أعمال الحج والعمرة.
الكلام في ما يتعلق بالمروة السوداء: http://muntada.islamtoday.net/images2/mr03.jpg
وأما ما يتعلق بالمروة السوداء (1) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#1) التي قلَّ أو يندر أن يعرف أحد من الناس في هذا العصر موقعها لبناء المنازل والأسواق عليه قبل التوسعة السعودية بدهر طويل، ثم لتحويل المسعى عن موقعها في التوسعة الثانية للخليفة المهدي العباسي عام 167هـ ثم لإزالتها في التوسعة السعودية عام 1375هـ مع ما أزيل من دور ومنازل وأسواق وشوارع وطرق كانت عليها دون أن يفطن لها أحد من أهل العلم المهتمين بالمعالم المكية الذين يُعْنَون بمثل هذه المواقع فإن موقعها اليوم غرب موقع المروة الحالي في واجهة جبل المروة، المقابل اليوم للجزء الشرقي من باب الفتح الحالي بالمسجد الحرام، فيما بين الدرجة الصاعدة من ساحة باب الفتح إلى مورد ماء زمزم الحالي الذي فوق جبل المروة في وقتنا الحاضر، ويفصل بينها وبين المروة التي ينتهي الساعون إليها
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/189)
اليوم في سعيهم جدار المروة والباب، وموضع السلم الصاعد منها إلى الدور الثاني من المسعى وما يليه من متسع غرب جدار المسعى.
ويلي موضعها من الغرب الميضأة الحالية الواقعة اليوم على يسار الصاعد من ساحة باب الفتح إلى مورد زمزم المواجه لباب الفتح من الشمال المنجور لها تحت أصلاد (صخور) جبل المروة السوداء الذي أزيلت مرتفعاته، وَوطّئ صدره ومتنه اليوم طريقاً للسيارات الواردة إلى ماء زمزم المورود نميرة والصاعدة من جواره إلى مرتفع القرارة المؤدي إلى الراقوبة.
وهذا الموضع من المروة – وهو الموضع الذي كان فيه دار ابن فرقد السلمي الآنف ذكره في اعتراف أبي سفيان له به – كان قبل توسعة المهدي الثانية عام 167هـ - كان يقابل أدنى المرتفعات الصخرية الغربية الجنوبية من جبل الصفا، والممتدة يوم ذاك إلى موضع السلم الكهربائي الصاعد اليوم من أجياد إلى الدور الثاني من المسجد الحرام كما ذكرت آنفاً في تحديد مرتفعات جبل الصفا.
وموضع المروة السوداء هذه هو الامتداد الطبيعي لجبل المروة من جانبه الغربي الجنوبي الذي كان على هيئة نشوزات وأحداب من الكتلة الجبلية الغربية لجبل المروة التي كانت ينتهي إليها سعي الساعين من الصفا في الجنوب إلى المروة في الشمال " قبل أن يؤخر المسعى " (2) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#3).
من موضعه الذي كان فيه ببطن المسجد الحرام إذ " كان المسعى في موضع المسجد الحرام" (3) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#5). قبل توسعة المهدي الثانية عام 167هـ كما يدل على ذلك ما رواه الأزرقي عن جده الذي عايش تلك التوسعة، والتوسعة الأولى عام 160هـ كما سأوضح هذا بعد قليل في بحثي هذا إن شاء الله بذكر ما هدم من دُور كانت محيطة بالمطاف، ومتصلة به من جانبه الشرقي الذي كان لا يفصله عن المسعى سوى دارين اثنين، الشرقي منهما بابه مفتوح على أصل المسعى مباشرة فاستدعت توسعة المطاف للمسلمين يوم ذاك أمرين اثنين هما:
1. هدم الدور المحيطة بالمطاف من جهة، وبالمسعى من جهتها الأخرى الشرقية.
2. تأخير المسعى ونقله من موضعه الذي كان هو فيه ممتداً في موضع الحصوة التي كانت شرقي بئر زمزم إلى الموضع الذي هو فيه اليوم متصلاً من شرقه بالفضاء والممتد بين جبلي الصفا والمروة مفتوح عرضه للساعين فيه مهما كثروا وازدحموا لا يعيقهم فيه عائق لعدم وجود حاجز يمنع توسع الساعين في عرضه إذا ازدحموا فيه في حيز ما بين الجبلين قبل أن يعتدي الناس عليه ببناء دورهم على جانبه الشرقي وتضييقه على الساعين، وطمس معالم اتساعه عرضاً بما أقاموه عليه من دورٍ وأسواقٍ دون أن يمنعهم حكامهم من الاعتداء على المشاعر المقدسة.
توسعة المطاف وتأخير المسعى عن موضعه:
الدعوة إلى توسيع عرض المسعى لتخفيف الازدحام فيه عن الساعين أمر مطلوب شرعاً ومرغوب عرفاً من جوه كثيرة:
أولها: ما سبق أن ذكرته آنفاً من بيان حدود كل من جبل الصفا وجبل المروة، وأن توسيع عرض المسعى من الشرق على الطريق الغربي من الساحة الملاصق للجدر الشرقي من المسعى بقدر عرض المسعى الحالي، ليكون الحالي للآتي من المروة والجديد للساعي من الصفا إلى المروة يقع ضمن حدود البينية الكائنة بين جبلي الصفا والمروة، وليس خارجاً عن أي منهما.
وأنه مشمول بقول الله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوّف بهما).
وهذا جائز شرعاً لعدم خروجه عن دلالة نص هذه الآية الكريمة ومنطوقها.
وقد سبق آنفاً إيضاحي تفصيلاً بيان حدود هذين الجبلين وامتدادات كل منهما.
ثاني هذه الوجوه، أن التوسعة في مثل هذا المشعر الحرام سبق لها نظير في مثله، بل في ما هو مقدم شرعاً.
فقد وسّع عمر بن الخطاب رضي الله عنه المطاف حين رأى شدة ازدحام الحجاج فيه، فاشترى البيوت التي كانت محيطة به فهدمها، ووضع المطاف في موضعها، وذلك سنة 17 هـ.
ثُمَّ وَسَّعهُ – أيضاً _ عثمان بن عفان رضي الله عنه في عهده سنة 26 هـ لنفس الغرض أيضاً.
ثُمَّ وسعه – أيضاً – عبد الله بن الزبير أيام خلافته لنفس الأمر حين رأى كثرة الزحام فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/190)
فهذا عمل اثنين من الخلفاء الراشدين الذين أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بالأخذ بسنتهم والعض عليها بالنواجذ.
وهو – أيضاً – عمل صحابي آخر هو أحد خلفاء المسلمين وحكامهم.
وقد أجمع الصحابة رضي الله عنهم على هذا وأقروه حيث لم يعترض منهم أحد على هذا العمل، بل حَبَّذوه ورأوه عملاً صالحاً تم لمصلحة المسلمين.
ثالثها، أن المسعى الحالي ليس هو في عرضه على ما كان في العهد النبوي، ولا في عهد الصحابة رضي الله عنهم، بل اقتصر من عرضه بزحف المباني عليه من ناحيته: الغربية والشرقية.
1 – أما من الناحية الغربية فيدل على ذلك أن البيوت كانت لاصقة بالمطاف مرتصاً بعضها بلصق بعض من المطاف إلى المسعى حيث كان:
أ - دار الأزرق بن عمرو الغساني جدره لاصق بالمطاف من ناحية الشرق، فاشترى ابن الزبير نصفها وأدخله في المطاف. ثم اشترى بقيته المهدي العباسي عام 160 هـ فأدخلها المطاف.
ب ـ واشترى دار خيرة بنت سباع الخزاعية التي كانت لاصقة بدار الأزرق من الشرق وبابها الشرقي كان شارعاً مفتوحاً مباشرة على المسعى قبل أن يؤخر عن موضعه، وَوُضع المسجد في موضع دارها ودار آل جبير بن مطعم، وجميع الدور التي كانت بين المسجد والمسعى فَوُضِع المسجد في موضعها وأّخَّرَ المسعى إلى موضعه الذي هو فيه اليوم (4) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#7).
ج ـ وفي توسعة المهدي الثانية عام 167هـ أمر بشراء الدور التي كانت باقية بين المسجد والمسعى فاشتريت وهدمت وهدم أكثر دار محمد بن عباد العائذي الكائنة عند العلم الأخضر بركن المسجد من جهة الصفا وما جاورها توسعة للمسجد وللمسعى.
قال الأزرقي: " فهدموا ما كان بين الصفا والوادي من الدور، وجعلوا المسعى والوادي فيها" (5) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#9) أي نقلوا المسعى من بطن المسجد إلى موضع الدور التي هدموها.
أقول: ما اختُصِر من عرضه حينا، وزيد فيه حينا آخر يجوز اليوم حتماً توسيع عرضه محافظة على سلامة الساعين وحياتهم بدفع الازدحام عنهم فيه بقيد ما ذكرته سابقاً في بياني لحدود جبلي الصفا والمروة.
دـ هذا من ناحيته الغربية، وأما من ناحيته الشرقية فإن عدم منع الناس من الزحف عليه ببناء منازلهم وأسواقهم على جانبه الشرقي قد ضيق عرضه كثيراً يدل على هذا ما رواه الحاكم في كتابه المستدرك على الصحيحين (3/ 502 - 503) من أن يحيى بن عمران بن عثمان بن الأرقم قال – وهو يخبر عن طمع أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور (6) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#11) في امتلاكه لدارهم التي هي دار جدهم الأرقم بن أبي الأرقم التي كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يجتمع فيها بأصحابه في أول أمر دعوته صلى الله عليه وسلم إلى عبادة الله وحده، وكانت تسمى " دار الإسلام " في حجة حجها حين كان يسعى بين الصفا والمروة، وهم على ظهر الدار ينظر إليهم من حين يهبط من الوادي حتى يصعد إلى الصفا.
قال: " فيمر تحتنا لو أشاء أن آخذ قلنسوته لأخذتها ".
أقول: قوله هذا يدل صراحة على أن دار الأرقم بن أبي الأرقم التي كانوا يجلسون على ظهرها، وأمير المؤمنين أبو جعفر يصعد إلى الصفا من تحتها كان موقعها على شفا الطرف الشرقي من الصفا على يمين النازل منه.
وموقع هذه الدار معروف قديماً وحديثاً لم يتغير منذ كان.
وهو الآن خارج جدر الصفا الشرقي يكون بعض منه في موضع المبنى اللاصق بالمسعى من الشرق مقر إدارة جمعية تحفيظ القرآن الكريم بمكة اليوم.
وكان يقوم على موقعه قبل التوسعة السعودية للمسعى دار الحديث التي كان مديرها شيخنا محمد عبد الرزاق حمزة رحمه الله المتوفى سنة 1392هـ.
ويوم أن كانت داراَ للحديث كان بينها وبين طرف الصفا الشرقي أكثر من عشرين متراً.
وهذا يدل على أن المنازل في تلك الأيام قد تقدمت عليها، وحالت بينها وبين الصفا الذي كانت هي على طرفه تماماً مما يدل على أن أصحاب تلك المنازل قد بنوها على موضع السعي من الصفا، فضيقوا عرضه واعتدوا على أرضه دون أن يمنعهم أحد.
وحاصل القول في أن توسيع عرض المسعى من الجهة الشرقية بقدر ما يماثل المسعى الحالي ليكون القديم للآتي من المروة إلى الصفا، ويكون الجديد للنازل من الصفا ذاهباً إلى المروة عمل مبرور وسعي مشكور لا حرج فيه لا شرعاً، ولا عرفاً، لتحقق كونه بين جبلي الصفا والمروة كما حققت هذا آنفاً هذا أولاً.
ولتحقيقه المصلحة والسلامة للمسلمين الساعين فيه للحج، أو عمرة ثانياً.
اقتراح تجميلي:
مما ينبغي عمله وإظهاره للعيان لجميع الساعين والرائين أيضاً أن إذا يسَّر الله توسيع عرض المسعى على ما قلت أن يقام في موضع الصفا صفاً صناعياً على مثل وشكل الجبل الذي أزيل يتدرج ارتفاعه من أسفل إلى فوق.
وكذلك تقام مروة بيضاء مثل الجبل الذي أزيل يتدرج ارتفاعها من أسفل إلى فوق، حتى تطمئن القلوب، ويذهب عنها ما قد يوسوس به الموسوسون، وينصرف النظر عن الاشتغال بما لا داعي له من تمحُّل.
(1) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#2) تاريخ مكة للأزرقي تحقيق ابن دهيش 2/ 860، أخبار مكة للفاكهي 3/ 276 تحقيق ابن دهيش.
(2) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#4) أخبار مكة للأزرقي 1/ 75 سطر 2.
(3) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#6) أخبار مكة للأزرقي 1/ 79 سطر 5، إتحاف الورى 2/ 214 سطر 14.
(4) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#8) أخبار مكة للأزرقي 2/ 69 - 75 باختصار.
(5) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#10) الأزرقي 2/ 80،79
(6) ( http://www.islamtoday.net/questions/show_articles_*******.cfm?id=71&catid=73&artid=11971#12) تولى الخلافة سنة 136 هـ وتوفي سنة 158 هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/191)
ـ[نصر]ــــــــ[16 - 03 - 08, 01:59 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على رسول الله محمد الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين، وبعد:
لقد سئلت عشرات المرات عبر مجموعة من وسائل الإعلام لدينا عن حكم السعي في التوسعة الأخيرة للمسعى التي أمر الملك عبدالله - حفظه الله - بها. ونظراً إلى وجوب البيان ممن نظن فيه الثقة والطمأنينة لقوله، ولأن المسألة محل نظر واختلاف في الحكم. فقد استخرت الله تعالى في الإجابة عن ذلك لا سيما والمسألة الآن صارت محل أخذ ورد واختلاف في الفتوى بين منع وإجازة مما أوجد بلبلة وقلقاً واضطراباً بين عموم الناس، وعليه فأبدأ إجابتي بهذا الدعاء:
اللهم أرني الحق حقاً وارزقني اتباعه، وأرني الباطل باطلاً وارزقني اجتنابه، وأعوذ بالله أن أقول ما ليس به علم ولا حق. سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا أنت ولينا ومولانا، عليك توكلنا وإليك أنبنا وإليك المصير.
الواقع أن فكرة توسيع عرض المسعى انطلقت من مجموعة دوافع:
أحدها:
شعور حبيبنا ومليكنا المفدى خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله - بواجبه الفعلي نحو مسؤوليته بضرورة القيام بتوفير وسائل الأمن وأنواعه وأجناسه لحجاج وعمار بيت الله الحرام والحيلولة دون كل ما يهدد ذلك.
الثاني:
تزايد أعداد الحجاج والمعتمرين عاماً بعد عام مما يوجب الأخذ في الاعتبار هذا التزايد، وضرورة العمل على مقابلته بما يؤمن لهم الراحة والاطمئنان والسلامة من نتائج وسلبيات هذه الزيادات المتتابعة، ولا شك أن هذه مسؤولية ولي الأمر وحكومته - أعانهم الله ووفقهم-.
ثالثاً:
ما تقدمت به جهات فنية في العمارة والبناء من أن المبنى الحالي للمسعى قد لا يحتمل هذه الزيادات المتتابعة من الحجاج والعمار. كما تقدمت تلك الجهات الفنية بالتوصية بهدف المبنى الحالي وإعادة بنائه، وعليه فقد اتجه لخادم الحرمين الشريفين العزم على هدم المبنى الحالي للمسعى وإعادة بنائه، وظهرت لدى جلالته فكرة توسعة عرض المسعى لدى جلالته، وأخذاً بالمبدأ الثابت المتخذ من ملوك بلادنا، بدءاً بالملك عبدالعزيز - رحمه الله- ومن بعده أبناؤه الملوك: الملك سعود، والملك فيصل، والملك خالد، والملك فهد - رحمهم الله -، والملك عبدالله -حفظه الله وأعزه - وذلك برجوعهم إلى علماء البلاد في كل صغيرة وكبيرة تتعلق بأمور الدين ومقتضياته وأخذ قراراتهم بذلك من حيث الجواز أو المنع، فقد طلب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله - انعقاد مجلس هيئة كبار العلماء في جلسة استثنائية في مكة المكرمة، وعَرَضَ عليهم عن طريق سمو الأمير متعب بن عبدالعزيز - حفظه الله - مسألة توسعة عرض المسعى للاضطرار لذلك. وبعد النظر والتأمل من المجلس قرر المجلس بالأكثرية عدم الموافقة على ذلك. حيث إن المسعى الحالي قد صدر بتحديده قرار من أكابر علماء البلاد في وقته. وقد خالف ذلك بعض أعضاء المجلس وقرروا الموافقة على التوسعة بحجة أن التوسعة يجب ألا تخرج عن أن تكون بين الصفا والمروة والتوسعة المطلوبة لم تخرج عن أن تكون بين الصفا والمروة وأن السعي في هذه الزيادة هو سعي بين الصفا والمروة. وحيث إن المسألة محل خلاف بين أعضاء هيئة كبار العلماء بعضهم يقول بعدم جواز التوسعة وبعضهم يقول بالجواز. فقد اتجه لولي الأمر الأخذ برأي الفريق القائل بجواز التوسعة، ولكنه - حفظه الله - أحب الاحتياط لبراءة الذمة واستكمال مبررات القرار من جلالته بالتوسعة، فطلب البحث عمن يشهد على وضع جبلي الصفا والمروة قبل تغيرهما بالتوسعة القائمة، فتقدم مجموعة شهود من كبار السن أصغرهم قد تجاوز عمره سبعين عاماً، وصدر بشهادة سبعة منهم صك شرعي من المحكمة العامة بمكة المكرمة على أنهم يشهدون بمشاهدتهم أن الصفا يمتد شرقاً عن وضعه الحالي بأكثر من التوسعة المقترحة ارتفاعاً واتصالاً وامتداداً، وأن المروة مثل ذلك، وأنهم يعرفون ويشهدون أن امتدادهما شرقاً كان مقارباً بالارتفاع ارتفاع الصفا والمروة، وفي المحكمة الآن إجراءات بإثبات شهادة ثلاثة عشر شاهداً يشهدون بمثل ذلك. وبعد النظر من جلالته -حفظه الله- في وجهة نظر المخالفين والمؤيدين في حكم التوسعة من أعضاء هيئة كبار العلماء، وبعد الاطلاع على شهادة الشهود بامتداد جبلي الصفا والمروة شرقا إلى أكثر من التوسعة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/192)
المطلوبة، وأنه امتداد قائم مقارب في ارتفاعه ارتفاع جبلي الصفا والمروة. وحيث إن الزيادة المقترحة توسعة للمسعى لا تخرج عن كونها بين الصفا والمروة، وليس هناك نص شرعي من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم- يحصر عرض المسعى في عرضه الحالي. فقد اختار ولي الأمر الملك عبدالله - حفظه الله - القول بجواز التوسعة وأمر بتنفيذ ذلك بعد أن بذل جهده في التحري والتثبت. نسأل الله تعالى أن يديم توفيقه ويأخذ بناصيته إلى ما يحبه الله ويرضاه.
ولجلالته - حفظه الله - سابقة من الملك فهد - رحمه الله- فقد صدر من مجلس هيئة كبار العلماء قرار في مسألة الحرابة وذلك بالأكثرية يقضي القرار في مسألة الحرابة وذلك بالأكثرية يقضي القرار أن على القاضي أن يحكم في دعوى المحاربة بالإثبات أو عدمه، وفي حال حكمه بثبوت دعوى الحرابة يحكم بما يراه من النص الاختياري في آية الحرابة {إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا أَن يُقَتَّلُواْ .... } إلى آخر الآية.
وقال بعض أعضاء الهيئة، وهم أقلية ومنهم سماحة الشيخ صالح اللحيدان، يجب على القاضي أن يقتصر حكمه على ثبوت إثبات الحرابة من عدمه، وفي حال الإثبات يكل القاضي أمر الحكم بالعقوبة لولي الأمر ليختار من العقوبات المنصوص عليها إلى آية الحرابة ما يختاره، وبعد رفع القرار لولي الأمر الملك فهد - رحمه الله - اختار رأي الثاني رأي الأخذ برأي الأقلية وأمر باعتماده وتبليغه المحاكم للأخذ به.
فهذه سابقة لولي الأمر في اختياره ما يراه من أقوال مجلس هيئة كبار العلماء في حال اختلافهم، ولا يلزم أن يكون ما يختاره رأي الأكثرية وإنما يختار من أقوالهم ما يراه محققاً للمصلحة متفقاً مع المقاصد الشرعية غير مخالف لنص صريح من كتاب الله أو من سنة نبيه.
وبناء على ما تقدم ذكره من ظهور فكرة توسعة المسعى ودواعيها وما مرت به من خطوات حتى انتهت إلى الشروع في تنفيذ التوسعة بما رآه ولي الأمر وأمر به.
وبصفتي أحد أعضاء هيئة كبار العلماء فقد اشتركت مع الهيئة في النظر في حكم التوسعة، وكنت ممن يرى عدم جواز التوسعة لصدور قرار من كبار علمائنا ومشايخنا الأجلاء بحصر عرض المسعى في عرضه الحالي، وبعد إعادتي النظر والتأمل والأخذ في الاعتبار الأمور التالية:
أولاً: لم يكن قرار كبار علمائنا السابق والذي بموجبه جرى توسعة المسعى سابقا إلى ما هو عليه الآن، لم يكن ذلك القرار مبنيا على نص من كتاب الله تعالى ولا من سنة رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم- بحصر عرض المسعى على عرضه الحالي، وإنما كان مبنيا على الاجتهاد بأن ما بين الصفا والمروة هو المسعى الحالي طولاً وعرضاً.
ثانياً: قامت البينة العادلة من سبعة شهود يتبعهم ثلاثة عشر شاهداً يشهدون بمشاهدتهم جبل الصفا ممتداً امتداداً بارتفاع مساوٍ لارتفاع الصفا حاليا، وذلك نحو الشرق إلى أكثر من عشرين متراً عن جبل الصفا الحالي، وكذلك الأمر بالنسبة لجبل المروة، وشهادتهم صريحة في امتداد الجبلين - الصفا والمروة - شرق امتداداً متصلاً وبارتفاعهما.
ثالثاً: حيث إن المسألة من مسائل الاجتهاد ولم يكن القول بجواز التوسعة مصادما نصاً من كتاب الله تعالى، ولا من سنة رسوله محمد - صلى الله عليه وسلم-، وقد ثبت أن الزيادة المقترحة للتوسعة لا تخرج عما بين الصفا والمروة، وقد قال تعالى: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا}.
رابعاً: حيث إن الخلاف في توسعة الملك عبدالله .. هل هي من المسعى أم لا؟ هو خلاف في عرض المسعى لا في طوله فقد اطلعت على القرار الصادر من المشايخ: عبدالملك بن إبراهيم وعبدالله بن دهيش وعلوي عباس مالكي، وذلك بتاريخ 23 - 9 - 1374هـ وبرقم 35 المؤيد من سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم - رحمه الله- والذي هو أهم مستند لمن عارض من أعضاء هيئة كبار العلماء توسعة الملك عبدالله - حفظه الله - وقد جاء في القرار المذكور ما نصه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/193)
ولم نجد للحنابلة تحديداً لعرض المسعى، وجاء في القرار بعد ايرادهم نصا من المفتي ونصوصاً من أقوال أهل العلم بخصوص طول المسعى، قالوا: هذا كلامهم في الطول ولم يذكروا تحديد العرض. أ. هـ. وجاء في القرار نقل نص عن الرملي من كتابه شرح المنهاج: ولم أر في كلامهم ضبط عرض المسعى وسكوتهم عنه لعدم الاحتياج إليه؛ فإن الواجب استيعاب المسافة التي بين الصفا والمروة كل مرة. أ. هـ.
وفي حاشية تحفة المحتاج شرح المنهاج ما نصه: الظاهر أن التقدير لعرضه بخمسة وثلاثين أو نحوها على التقريب إذ لا نص فيه يحفظ من السنة. أ. هـ.
أقول أنا عبدالله المنيع: بل في عرض المسعى نص صريح من كتاب الله تعالى وهو آية: {إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِن شَعَآئِرِ اللّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوِ اعْتَمَرَ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِ أَن يَطَّوَّفَ بِهِمَا} فهذا نص يدل على أن عرض المسعى ما تحققت فيه البينونة بين الصفا والمروة وهو نص صريح من كتاب الله تعالى على أن عرض المسعى هو عرض جبلي الصفا والمروة من الغرب إلى الشرق وقد قامت البينة العادلة على أن توسعة الملك عبدالله لم تتجاوز عرض الجبلين- الصفا والمروة - من الغرب إلى الشرق.
خامساً: من الجانب العقلي والحسي ليس في الجبال ذات الأهمية والاعتبار جبل عرضه لا يتجاوز عشرين متراً، فهل يعقل أن يكون عرض جبل الصفا وعرض وجبل المروة أقل من عشرين متراً؟!!، وإذا كان أحدهما - فرضا - عرضه أقل من عشرين متراً فهل يلزم أن يكون عرض الثاني مثله؟.
سادساً: لا يجوز لطالب العلم أن يتمسك بقول من أقوال أهل العلم وقد قال به ثم تبين له أن غيره من الأقوال أصح منه دليلا فيجب عليه أن يرجع عنه؛ فالحق أحق أن يتبع، وقد قرر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب - رضي الله عنه- منهجاً لطالب العلم وفيه ما نصه: لا يمنعنك قضاء قضيت فيه اليوم فراجعت فيه رأيك فهديت فيه لرشدك أن تراجع فيه الحق فإن الحق قديم لا يبطله شيء ومراجعة الحق خير من التمادي في الباطل. أ. هـ.
وحيث اختار ولي الأمر القول بجواز التوسعة، وقد قال بهذا القول بعض أعضاء هيئة كبار العلماء، وولي الأمر هو الحاكم العام. والقاعدة الفقهية أن حكم الحاكم يرفع الخلاف في قضية من قضايا مسائل الخلاف إذا حكم فيها بأحد أقوال أهل العلم بما لا يخالف نصاً صريحاً من كتاب الله أو من سنة نبيه - صلى الله عليه وسلم- أو بما انعقد عليه إجماع الأمة، ولا شك أن التوسعة محققة للمصلحة في خدمة ضيوف الرحمن، وفي الأخذ بها دفع للأضرار المحتمل وقوعها عليهم، وحيث إن الشهادة بامتداد جبلي الصفا والمروة شرقاً عن وضعهما الحالي بما لا يقل عن عشرين متراً يعتبر إثباتا مقدماً على نفي من ينفي ذلك، وبناء على ما سبق ذكره من أن التوسعة لا تتجاوز ما بين الصفا والمروة فالسعي فيها سعي بين الصفا والمروة، فلا يظهر لي مانع شرعي من توسعة المسعى عرضا بما لا يتجاوز ما بين الصفا والمروة، وأن السعي في هذه الزيادة سعي بين الصفا والمروة، هذا ما ظهر لي، والله أعلم، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه والله المستعان.
أعد هذه الفتوى
عضو هيئة كبار العلماء - عبدالله بن سليمان المنيع
http://www.al-jazirah.com.sa/156332/ln52d.htm
ـ[حامد الحجازي]ــــــــ[23 - 03 - 08, 12:25 ص]ـ
الجديد في مشكلة المسعى ... أخبار سارة!!
ذكر لنا من بعض المصادر أن خادم الحرمين - وفقه الله لكل خير - مستاء جداً مما آل إليه موضوع المسعى الجديد، ولذلك فإنه سينظر من جديد في رأي المفتي العام للمملكة سماحة الشيخ عبدالعزيز آل الشيخ ورأي رئيس مجلس القضاء الأعلى الشيخ صالح اللحيدان، فإن تراجعا عن رأيهما وإلا سوف يلغى العمل بالمسعى الجديد ويبقى السعي في مكانه القديم بعد أن يستكمل البناء، وقد بلغ الملك أيضاً أن بعض مراجع الشيعة الكبار لا يرون صحة السعي في البناء الجديد - وإن كان لا يهمنا رأيهم - إلا أنه سيزيد الموضوع اشكالاً عند الدولة، وأقول شكر الله لعلمائنا الأفاضل وقفتهم الشجاعة وصدعهم بالحق وعلى رأسهم المفتي والشيخ صالح اللحيدان والشيخ الفوزان والشيخ عبدالرحمن البراك وغيرهم، وقد ساءنا فتوى الشيخ عبدالله بن منيع بعد أن كان من أشد المعارضين، ولسنا نقصد مجرد رجوعه عن الفتوى السابقة، فالرجوع إذا كان إلى الحق فضيلة، بل نقصد ما جاء في ثنايا تبريراته من استشهادات لا يُقر عليها وستفتح باب شر على المسلمين، وأقصد بذلك استدلاله بالقاعدة الفقهية أن حكم الحاكم يرفع الخلاف، وهذه قاعدة معروفة عند العلماء لكن تنزيلها على هذه الواقعة لا يصح لا من حيث وضع الحاكم ولا من حيث نوع الخلاف ودرجته، وذكر بعض العلماء أن الاستعانة بالشهود لا مكان له في هذه القضية المثبتة بالصكوك وكلام اللجان الشرعية التي شُكلت للنظر في أصل القضية عندما كان الجبلان على أصل خلقتهما، وما تم من ذرع المسافة طولا وعرضاً، ولعل بعض من يقرأ هذا الكلام من المشايخ وطلبة العلم أن يتحفنا ببحث مفصل عن القاعدة الفقهية التي تقول (أن حكم الحاكم يرفع الخلاف) لنرفقها مع الموضوع لتعم بها الفائدة، والحمد لله أولاً وآخراً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/194)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[24 - 03 - 08, 04:50 م]ـ
بهذا يحصل الاطمئنان لصحة السعي في التوسعة الجديدة للمسعى:: للشيخ عبدالمحسن العباد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?p=785053#post785053
ـ[أبو تميم التميمي]ــــــــ[24 - 03 - 08, 05:40 م]ـ
هناكَ تفصيلاً للشيخ عبدالكريم الخضير في مادته السمعيّة (لقاء الباب المفتوح) الجزء الأول. .
شكر الله لكم. .
أبو تميم التميمي
ـ[الصحبة الصالحة]ــــــــ[25 - 03 - 08, 05:57 م]ـ
سعمت خبر من بعض الأفاضل
وإن شاء الله يكون الخبر صحيح
وهو أنه سييكون المسعى الجديد مستودعات للعربيات وغيرها
والسعي سيكون في المسعى القديم مع زيادة الأدوار
ـ[أبو شوق]ــــــــ[26 - 03 - 08, 06:22 ص]ـ
الشيخ/ عبد الكريم الخضير
على كُلِّ حال هذه المسألة من المسائل الكبار التِّي لا يُفتي فيها إلا الكبار، فيُنتظر ما يقُولُهُ المُفتي وما تقُولُهُ اللجنة الدَّائِمَة وما يقوله أعضاءُ الهيئة – نسألُ الله -جلَّ وعلا- أنْ يُعينهم ويُسدِّدهم؛ وإلاَّ فالمسألة من عُضل المسائل رُكْن من أركان النُّسُك هذا، يحتاج إلى تحرِّي، ويحتاج إلى تأكُّد وتحقُّق
المصدر ( http://www.khudheir.com/ref/1320)
لله دره
ـ[ابو عبدالعزيز 1]ــــــــ[28 - 03 - 08, 01:34 م]ـ
الى الأخوة الأفاضل .... سلام الله عليكم ورحمته وبركاته
وبعد:
فقد وصلتني رسالة الشيخ المحدث عبدالرحمن المعلمي من أحد الأخوة الذين اشتغلوا في اثبات نصها، فمن باب الفائدة رأيت إدراجها في هذا المنتدى المبارك كي يعم نفعها 0
أضيفت الرسالة داخل المشاركة
## المشرف ##
رسالة في توسعة المسعى
بين الصفا والمروة
تأليف
المحدث الشيخ عبدالرحمن بن يحيى المعلمي
رحمه الله
ت 1386هـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله تبارك وتعالى {إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما} البقرة 158 0
الصفا والمروة معروفان، نصت الآية على أنهما شعيرتان من شعائر الله، والعبادة المتعلقة بهما هي التطوف بهما، وبينته السنة بما هو معروف 0
قام النبي صلى الله عليه سلم أول مرة على موضع مخصوص من الصفا لا تعرف عينه الآن، ثم سعى إلى المروة فقام على موضع مخصوص منها كذلك، ثم عاد في الشوط الثاني إلى الصفا [ثم] المروة، وهكذا سبعا .....
قد يكون قام ثانيا وثالثا ورابعا على الموضع الأول من كل منهما، أو على ما يقرب منه 0
ثم أقيم بعد ذلك حاجز حصر الموضع الذي يقام عليه من كل منهما في مقدار معين، وكان ذلك المقدار يتسع للناس فيما مضى، وأصبح الآن يضيق بهم، فهل يمتنع توسيعه وقوفا على عمل من مضى، وإن ضاق وضاق؟ أم ينبغي توسيعه لأن نص الكتاب ورد على الصفا والمروة، وهما أوسع من ذاك المقدار 0
وحصر من مضى لذاك المقدار قد يكون لمزاحمة الأبنية، و كفاية ذاك المقدار للناس إذ ذاك.، فلم تدع الحاجة حينئذ لتوسعته بهدم الدور؟ 0
وهكذا يأتي في المسعى - أى الطريق الذي يقع فيه السعي – فإنه واقع بين الأبنية من الجانبين، يتسع تارة ويضيق أخرى، وذاك يدل على انه لم يحدد 0
ولم يجئ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، ولا عن أحد من أصحابه، ومن بعدهم ; بيان لتحديد عرض المسعى إلا ما ذكره الأزرقي في زمانه أنه ذرع ما بين العلمين الأخضرين اللذين يليان المروة فوجد ذلك خمسة وثلاثين ذراعا ونصف ذراع 0
وهذا المقدار لا يستمر في بقية المسعى، ويظهر كما سيأتي عن الأزرقي أن موضع هذه الأعلام ليس من المسعى الأصلي، وإنما هو مما حوله المهدي العباسي إليه 0
وعدم مجيء شئ عن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في تحديد عرض المسعى يشعر بأن تحديده غير مقصود شرعا، وإلا لكان لتعرضه لمزاحمة الأبنية أولى بالتحديد من عرفات ومزدلفة ومنى، وقد ورد في تحديدها ما ورد 0
فهل يبقى المسعى كما هو، وقد ضاق بالساعين وأضر بهم، أم ينبغي توسعته، لأن المقصود هو السعي بين الصفا والمروة، وهو حاصل في المقدار الذي يوسع به هذا الشارع كما هو حاصل في هذا الشارع نفسه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/195)
والله تبارك وتعالى عالم الغيب والشهادة لا يكلف خلقه بعبادة إلا ويسرها لهم، أو يرخص لمن شق عليه شئ منها أن يدع ما شق عليه، وقد أصبح المسعى يضيق بالمسلمين في أيام الموسم، ويشق عليهم، ولا سيما على النساء والضعفاء والمرضى، بل يلقى فيه الأقوياء شدة 0
وسيزداد الحجاج – إن شاء الله – كثرة سنة بعد سنة 0
[ذكر] في النهاية لمحمد الرملي الشافعي ج2 ص416 ((لم أر في كلامهم ضبط عرض المسعى، وسكوتهم عنه لعدم الاحتياج إليه، فإن الواجب استيعاب المسافة التي بين الصفا والمروة كل مرة، ولو التوى في سعيه عن محل السعي يسيرا لم يضر، كما نص عليه الشافعي))
وقال النووي في شرح المهذب ج8 ص76 ((قال الشافعي والأصحاب: لا يجوز السعي في غير موضع السعي، فلو مر وراء موضع السعي في زقاق العطاريين أو غيره لم يصح سعيه، لأن السعي مختص بمكان، فلا يجوز فعله في غيره كالطواف ...
قال الشافعي في القديم: فإن التوى شيئا يسيرا أجزأه، وإن عدل حتى يفارق الوادي المؤدي إلى زقاق العطارين لم يجز 0
وكذا قال الدارمي إن التوى في السعي يسيرا أجزاه، وإن دخل المسجد أو زقاق العطارين فلا والله اعلم)) 0
قوله ((لا يجوز السعي في غير موضع السعي))
يتبادر منه المكان المحدد، ويحتمل أن يراد المكان المعد للسعي فيشمل ما زاد على المسعى القديم توسعة له 0
وقوله ((كالطواف))
يعني المعنى الثاني، فإن المكان الذي يختص به الطواف لا يقتصر على ما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم 0
فقد كان المسجد في عهد النبي صلى الله عليه وسلم هو الموضع المعروف الآن بالمطاف، وكان الطواف لا يجوز خارجه، ثم وسع المسجد مرة بعد أخرى،واتفق أهل العلم على أن ما زيد في المسجد فصار منه صح الطواف فيه 0
وإذا صح هذا في المطاف مع مشاركة الاعتكاف والصلاة وغير ذلك للطواف في الأحكام، إذ تثبت تلك الأحكام كلها للزيادة ثبوتها للأصل ففي المسعى أولى 0
والأصل في هذا قول لله تبارك وتعالى {وعهدنا إلى إبراهيم وإسماعيل أن طهرا بيتي للطائفين والعاكفين والركع السجود} البقرة 125 0
التطهير: يشمل التطهير من الأرجاس المعنوية والحسية 0
والطواف والعكوف والصلاة موضعها حول البيت، فما حول البيت داخل في الأمر بالتطهير 0
فأمر الله تعالى تطهير ما حول البيت للطائفين والعاكفين والمصلين، وكما يوجب تطهير الموضع لهؤلاء يقتضي أن يكون الموضع بحيث يسعهم، ولا تقتضي الحكمة أن يوسع الموضع من أول مرة إلى الغاية التي يعلم أنه لن يضيق بالناس مهما كثروا إلى يوم القيامة، وإنما تقتضي أن يكون أولا بحيث يكفي الناس في ذاك العصر 0 ومع ذلك فلا ريب أن الناس إذا كثروا بعد ذلك ولم يسعهم الموضع وجب توسعته بدلالة الآية، لأن النبي صلى الله عليه وسلم ثم أمته من بعده مخاطبون بما خوطب به إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام من تطهير ما حول البيت للطائفين والعاكفين والمصلين – أى بالقدر الذي يكفيهم كما مر – 0
وبهذا جرى عمل الأمة، فقد وسع المسجد في عهد عمر، ثم في عهد عثمان، ثم في عهد ابن الزبير رضي الله عنهم، ثم بعد ذلك أكرم الله إمام المسلمين صاحب الجلالة الملك سعود بن عبدالعزيز أيده الله لهذه التوسعة العظيمة، ولعلها مهما عظمت لا تكون آخر توسعة 0
وهذه التوسعات كلها عمل بالآية، وتوسعة المسجد هي نفسها توسعة للمطاف، لاتفاق العلماء على صحة الطواف فيما يزاد في المسجد، غير أن منهم من شرط أن لا يحول بين الطائف والكعبة بناء، ولهذا ولأن ما وراء الموضع المعروف بالمطاف الآن غير مهيأ للطواف، ويكون فيه المصلون والجالسون والمشاة وغيرهم فيشق الطواف فيه لما ذكر ... ، اقتصر الناس على الموضع المعروف بالمطاف، وأصبح يضيق بهم جدا أيام الموسم، فدعت الحاجة إلى توسعته 0
وبلغني أن التوقف عن ذلك منشؤه التوقف عن تأخير مقام إبراهيم، والبحث في مقام إبراهيم يطول، غير أنه يمكن اختصاره بأن توسعة المطاف واجبة قطعا عند تحقق الضيق كما اقتضته الآية، والأمر بتطهير الموضع للطائفين وغيرهم يستلزم الأمر بتهيئته لهم، وإبقاء مقام إبراهيم في مكانه ينافي ذلك، وليس على إبقائه حجة تترجح على هذه الحجة أو تكافئها 0
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/196)
والمقام هو: الحجر المعروف، وأصله كما في صحيح البخاري في ذكر إبراهيم من أحاديث الأنبياء عن ابن عباس أن إبراهيم عليه السلام كان يقوم عليه وهو يبني الكعبة عندما ارتفع البناء، وعلى هذا فموضعه في الأصل عند جدار البيت 0
وأكثر الروايات وأثبتها أن عمر هو الذي أخره إلى موضعه الآن، وقيل: أخره رسول الله صلى الله عليه وسلم، وقيل: جاء الإسلام وهو في محله الآن، وأياًًَ ما كان فإنما أخر لئلا يضيّق هو والمصلون خلفه على الطائفين، كما نبه عليه ابن حجر في الفتح ج8 ص129 0
فهذا المعنى هو الموجب لتأخيره، وفي تأخيره لهذا المعنى الشهادة لهذا المعنى بأنه موجب لتأخير المقام 0
فإن كان أخر قبل الإسلام فقد أقره النبي صلى الله عليه وسلم، وإن كان النبي صلى الله عليه وسلم هو الذي أخره فالأمر أوضح، وان كان عمر هو الذي أخره فإنما عمل بدلالة القرآن كما مر، وكأن الضيق إنما تحقق في عهده حين كثر المسلمون، ومع دلالة القرآن عمل الخليفة الراشد، وإجماع الصحابة فمن بعدهم، ودلالة القرآن مستغنية بنفسها 0
وهذا المعنى الذي اقتضى تأخيره إذ ذاك قائم الآن، فاقتضاؤه للتأخير الآن بغاية الوضوح 0
فأما ما روي أن السيل احتمله في عهد عمر، فتحرى عمر إعادته في مكانه، فكأن عمر لما أخره قبل ذلك تحرى أن يبقى مع تأخيره مسامتا للموضع الذي كان يليه من جدار الكعبة، لا يميل عنه يمنة أو يسرة، لأن المعنى المذكور إنما أوجبه التأخير فاقتضى عليه، فلما احتمله السيل بعد ذلك تحرى عمر إعادته إلى مكانه لأجل المسامتة 0
وعلى القول بأنه أخر قبل عمر فتحريه إعادته إلى مكانه قد تكون لما ذكر، وقد تكون لأنه لم يكن [هناك] داع لتحويله، لأنه لم يكن قد حصل التضييق 0
وعلى ما ذكر فإذا أخر الآن فينبغي أن لا يخرج به عن مسامتة الموضع الذي يسامته الآن من الكعبة، لا يميل عنه يمنة ولا يسرة 0
وقد يمكن الجمع بين تهيئة المطاف والمحافظة على موضع المقام في الجملة، بأن يهدم البناء ويعلم موضع المقام بعلامة ثابتة، ثم يوضع في صندوق ثقيل وتجعل له ظلة خفيفة عل عجل، ففي أيام الموسم يؤخر الصندوق بالظلة إلى حيث تدعو الحاجة – مع المحافظة على السمت -، ثم عند زوال الموجب يعاد إلى موضعه الآن 0
وكالحكم في المطاف الحكم في المسعى، أمر الله عزوجل بالسعي بين الصفا والمروة يوجب تهيئة موضع يسعى الناس فيه يكون بحيث يكفيهم، فإذا اقتصر من مضى على موضع يكفي الناس في عصرهم، ثم ضاق بالناس فصار لا يكفيهم وجب توسعته بحيث يكفيهم، وإذا وسع الآن بحيث يكفي الناس فقد يجئ زمان يقتضي توسعته أيضا 0
هذا وقد جرى تغيير للمسعى في بعض جهاته في زمن المهدي العباسي، ففي تاريخ الأزرقي ج2 ص59 - 60، في زيارة المهدي سنة 160 فما بعدها ((ودخلت أيضا دار خيرة بنت سباع الخزاعية، بلغ ثمنها ثلاثة وأربعين ألف دينار دفعت إليها، وكانت شارعة على المسعى يومئذ قبل أن يؤخر المسعى)) 0
وفيه ص63 في ذكر زيارة المهدي الثانية ((وكان المسعى في موضع المسجد الحرام اليوم)) 0
وفيه ص64 ((واشتروا الدور وهدموها، وهدموا أكثر دار ابن عباد بن جعفر العائدي، وجعلوا المسعى والوادي فيها ... )) 0
ويشهد لهذا انحراف المسعى في ذاك الموضع، وكأنه كان قبل ذلك على خط مستقيم بين الصفا والمروة، أو أدنى إلى الاستقامة 0
وذكر القطبي في تاريخه ص47 من الطبعة الآولى هذا التحويل ثم قال ((وهنا إشكال لم أر من تعرض له وهو أن السعي بين الصفا والمروة من الأمور التعبدية التي أوجبها الله علينا في ذلك المحل المخصوص، ولا يجوز لنا العدول عنه، ولا تعتبر تلك العبادة إلا في ذلك المكان المخصوص الذي سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه، وعلى ما ذكره هؤلاء الثقات ادخل ذلك المسعى في الحرم الشريف، وحول المسعى إلى دار ابن عباد كما تقدم، وأما المكان الذي يسعى فيه الآن فلا يتحقق انه بعض من المسعى الذي سعى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره، فكيف يصح السعي فيه وقد حول عن محله كما ذكر هؤلاء الثقات؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/197)
ولعل الجواب عن ذلك أن المسعى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عريضا، وبنيت تلك الدور بعد ذلك في عرض المسعى القديم، فهدمها المهدي وادخل بعضها في المسجد الحرام، وترك بعضها للسعي فيه، ولم تحول تحويلا كليا وإلا لأنكره علماء الدين من العلماء المجتهدين - رضي الله عنهم أجمعين – مع توفرهم إذ ذاك، فكان الإمامان أبو يوسف، ومحمد بن الحسن، والإمام مالك موجودين يومئذ، وقد اقروا ذلك وسكتوا، وكذلك من صار بعد ذلك الوقت في رتبة الاجتهاد كالإمام الشافعي وأحمد بن حنبل، وبقية المجتهدين فكان إجماعا ......
وبقي الإشكال في جواز إدخال شيء من المسعى في المسجد، وكيف يصير ذلك مسجدا، وكيف حال الاعتكاف فيه؟
وحله بأن يجعل حكم المسعى حكم الطريق فيصير مسجدا ويصح الاعتكاف فيه، حيث لم يضر بمن يسعى، فاعلم ذلك، وهذا مما انفردت ببيانه ولله الحمد))
أقول: أما أول كلامه فيكفي في الجواب عنه الاعتبار بالمطاف، للاتفاق على صحة الطواف فيما زيد في المسجد في غير الموضع الذي طاف فيه النبي صلى الله عليه وسلم، والذي كان في عهده لا يجوز الطواف إلا فيه 0
أما حدسه أن المسعى كان عريضا فبنيت فيه الدور، فيخدش فيه أن المسعى لو كان محددا لبعد أن يجترئ الناس على البناء فيه، وأمرهم العلماء والأمراء حتى يشتري المهدي منهم تلك الدور بأغلى الأثمان 0
ثم على فرض صحة هذا الحدس فلم يجعل المسعى أولا عريضا إلا لترقب أن يكثر الناس فلا يسعهم ما دونه، وعلى هذا فقد كان يجب أن ينكر أهل العلم فعل المهدي قائلين:إن هذا الذي أبقيت وإن كان يكفي الناس الآن ; فقد يكثرون فيما بعد ويضيق بهم، ولا يمكن أن يرد إليه هذا الذي تريد إدخاله في المسجد كما يمكن هدم الدور، لأنه لا يمكن إزالة حكم المسجد، ولا جعله مسجدا ومسعى معا، لأن كلا منهما يختص بحكم، فالحائض ليس لها أن تلبث في المسجد، ولها اللبث في المسعى، فلو طافت المرأة للإفاضة طاهرة وبقي عليها السعي فحاضت عقب الطواف ; أمكنها أن تسعى في المسعى وتتم نسكها وتسافر، ولا يمكنها ذلك في المسجد إلى غير ذلك من الأحكام 0
فلو صح حدس القطبي لدلّ إقرار أهل العلم له على أنهم يرون جواز توسعة المسعى من الجانب الآخر، فيرون انه إذا ضاق ما أبقاه المهدي من المسعى بالناس أمكن توسعة المسعى من الجهة الأخرى 0 فهذا أيضا يدل على جواز التوسعة كما ترى 0
وقد يقال - بناء على حدس القطبي – لعل أهل العلم إذ ذاك علموا أن المسعى في الأصل ; هو جميع ما بين الصفا والمروة، وانه لا يمتنع البناء فيما زاد على الحاجة، فإذا زادت الحاجة هدم من الأبنية ما توفى به الحاجة، وعلى كل حال لا بد من التوسعة عند الحاجة 0
هذا وان الله – تبارك وتعالى – وضع البيت ولم يكن فيما حوله حق لأحد، ثم جعل له حمى واسعا وهو (الحرم) الذي لا يحل صيده ولا تعضد شجره، فهذا الحرم كله من اختصاص البيت، تقام فيه مصالحه غير انه أذن للناس أن يضعوا أيدهم على ما زاد عن مصالح البيت وينتفعوا به، على أن مصالح البيت [لو احتاجت] يوما ما إلى شئ مما بأيدي الناس من الحرم أخذ منهم، ووفيت به مصالح البيت 0
والى هذا يشير قول عمر للذين نازعوا في بيع دورهم لتوسعة المسجد، قال ((إنما نزلتم على الكعبة فهو فناؤها، ولم تنزل الكعبة عليكم)) 0 تاريخ الأزرقي ج2ص55
فما حول الكعبة هو من اختصاصها، ليجعل منه مسجدا يطاف فيه، ويعتكف ويصلى 0
فإذا جعل بعضه مسجدا صار مسجدا، وبقي الباقي صالحا لأن يزاد في المسجد عند الحاجة، فما زيد فيه صار منه 0
وما بين الصفا والمروة من اختصاصهما، ليجعل منه مسعى يسعى فيه بينهما، فإذا جعل بعضه مسعى صار مسعى يصح السعي فيه، وبقي الباقي صالحا لأن يزاد في المسعى عند الحاجة فما زيد فيه صار منه 0
والكعبة هي الشعيرة في الأصل شرع الطواف بها والعكوف عندها والصلاة، وهذه الأمور لا بد لها من موضع فهو ما حولها 0
فالموضع كالوسيلة ليكون فيه الطواف بالكعبة وغيره 0
وهكذا الصفا والمروة هما الشعيرتان بنص القرآن، فأما ما بينهما فهو بمنزلة الوسيلة ليسعى فيه بينهما، والوسائل تحتمل أن يزاد فيها بحسب ما هي وسيلة له، كطواف الطائفين وسعي الساعين، ولا تجب أن تحدد تحديد المشاعر نفسها 0
والله الموفق
قام بنسخه وتبييضه وإثبات نصه محمد بن عبدالله الدوسري
Mad559@hotmail.com
ملحوظه: المخطوطة موجودة في مكتبة الحرم المكي، وتحت رقم (4683)،
وتحت رقم صور (3581) 0
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[05 - 04 - 08, 02:00 م]ـ
ما حكم السعي في المسعى الجديد؟
للشيخ/ صالح المغامسي (رعاه الله)
الجواب:
قطعاً عندنا يجوز السعي في المسعى الجديد
فالجبال ليست كحدود أرض , هذه أرض هنا صالح هنا وليد هنا محمد هنا فهد , بالصمت تنتهي محال ,,!
الجبل عرق يمتد في الأرض فجبل الصفا ممتد شرقاً ,, فكذلك جبل المروة ممتد شرقاً ,, ولو جزءاً يسيراً
المسعى القديم الآن أغلق حتى يتم بناءه أدواراً , الذي أعرفه أنه سيصبح ستة أدوار سيعمل بثلاث منها حالياً , ثم يفتح بعد الفراغ منه , والمسعى الجديد ممتد على جهته شرقاً , ويستوعب ما بين الصفا والمروة
فالسعي في المسعى الجديد ندين الله أنه لا حرج فيه البتة
استمع أو حمل
http://alejaaby.com/up/uploads/e9f1b323e8.mp3
-------------------
منقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/198)
ـ[نصر]ــــــــ[05 - 04 - 08, 02:23 م]ـ
د. جمال المراكبي رئيس جماعة أنصار السنّة المحمدية بمصر:
الإضافة الجديدة إجراء شرعي صحيح وهي امتداد للمسعى الحالي وجزء منه
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه أما بعد:
فالحقيقة أن المسجد الحرام مع سهولة وسائل الاتصال أصبح يضيق سكانه، والقاعدة الشرعية المتفق عليها عند أهل العلم أن المسجد إذا ضاق بسكانه فإن امتداد المسجد مسجد حتى لو صلى الناس في الطرقات فإن هذا من المسجد ما دامت الصفوف متصلة، هذا في الصلاة لعل البعض يسأل عن الطواف والسعي؟
البعض يظن ويعتقد أن الطواف مرتبط ببقعة صغيرة ولا شك أن بقعة الطواف الآن (صحن المسجد) مع أنهم قاموا بتوسعته وأزالوا البناء الذي كان على زمزم وهذا لا شك يسر أمر الطواف.
مكان السعي
لكن الطواف ليس مرتبطاً بهذه البقعة، بل إنه يجوز شرعاً وعقلاً أن يطوف الناس حتى من خارج المسجد، المهم أن يبدأ طوافه من الحجر وأن ينتهي عند الحجر.
أما بالنسبة للسعي فهو مرتبط بجبلين: الجبل الأول بالناحية الشرقية، التوسعة من ناحية الشرق وهذان الجبلان لا شك أنهما جبلان كبيران والتوسعات المختلفة للمسجد الحرام أتت على الكثير من معالم هذين الجبلين.
ولا يتصور عاقل أن مساحة الجبل هي مساحة المسعى - ولا شك أن مساحة الجبل كانت أكبر وأعرض. لكننا الآن لأننا لا نرى الجبل فنعتقد هذا ثم إن المسعى ضاق بسكانه كما ضاق الصحن وضاق المطاف ومن التيسير على الناس كان لا بد من التوسعة والتوسعة التي رأيتها عبارة عن إضافة حارة جديدة للمسعى، وهذه الحارة الجديدة ملتصقة بالحارة الأولى وإنما هي امتداد للمسعى، يعلوهما حارة واحدة، ولو حبسنا الحوائط والفواصل فقد قمنا بشيء طيب ولا شيء فيه على الإطلاق.
أين دليل المخالفين؟
ولا أعلم دليلاً لمن يقول إنه لا يجوز، لأن هذا المكان الجديد متصل بالقديم وكلاهما موصول بأصل الجبلين، ولا شك أن بطن الوادي بين الجبلين لم يكن هذا الممر الضيق، بطن الوادي نحن لا نتصور كيف كان حاله حينما سعت السيدة هاجر، لا شك أن بطن الوادي (سهل بين جبلين) مكان متسع والجبل كلما علا يضيق- والجبل في القاعدة يتسع لأن الجبل فيه الشكل الهرمي إذا ساغ التمثيل والتوصيف، فبالتالي قاعدة الجبل تتسع لممر ثان بل وثالث.
هذا العمل وفق ما جاءت به الشريعة
فأنا لا أرى بأساً في توسعة المسعى، فهذا جائز شرعاً، وإن قلنا إن الضرورة اقتضت هذه التوسعة (فالضرورات تبيح المحظورات)، حتى لو فرض جدلاً أن هذه التوسعة ليست في المسعى وإنما أضيفت إلى المسعى فرضاً، هذا فإن الضرورة تبيح المحظور فكيف وأنا أرى أن هذه القاعدة سواء في الدور الأول أو الثاني وأنا أعتقد أن المسعى سيكون له دور ثالث أيضاً، كل هذا إنما يفعل للتيسير والتخفيف على الحجيج والمعتمرين وهذا أمر حسن.
التيسير على الأمة
إن الله عزّ وجلّ أمرنا وأمر ولاة الأمر أن ييسروا للناس سبل أداء المناسك .. رسول الله صلى الله عليه وسلم كان ييسر للناس أمر إقامة الصلاة فقد بنى المسجد قبل أن يبني بيته وداره في المدينة، فكذلك المسجد الحرام لا بد للحكومات القائمة عليه أن تيسر أمر الطواف والسعي وكذلك أمر مناسك الحج في المشاعر الأخرى بالنسبة للحجيج والمعتمرين والزائرين هذا من الواجبات الموكولة بهم.
وعليه فإنني أرى أن هذه التوسعة توسعة شرعية صحيحة لا لبس فيها ونشكر خادم الحرمين الشريفين على هذه الخطوة وعلى هذا العمل الجليل الذي سيبقى في سجله حفظه الله وهي خطوة رائدة تهدف لخدمة الإسلام والمسلمين. لا نملك معها إلا الدعاء الصادق لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، سائلين الله تعالى أن يوفقه ويسدد ويطيل في عمره في طاعة الله على هذا العمل الجليل المبارك وعلى ما يقدم وما قدم من أعمال خالدة.
http://www.al-jazirah.com.sa/828836/fe9d.htm
ـ[نصر]ــــــــ[05 - 04 - 08, 02:29 م]ـ
المسعى كان عريضاً أيام الرسول والتوسعة كشفت جبل الصفا على حقيقته الجغرافية?
د. عبدالوهاب أبو سليمان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/199)
(1) ?الصفا والمروة في اللغة والتفسير?جاء شرح كلمة (الصفا) في كتب اللغة لدى العلامة مرتضى الزبيدي رحمه الله تعالى: ? «الصفا: من مشاعر مكة المكرمة شرفها الله تعالى جبل صغير بلخف جبل أبي قبيس ومنه قوله تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله)، وابتنيت على متنه داراً فيحاء، أي واسعة، وبها ختم المصنف كتابه هذا».?المروة (بهاء): جبل بمكة المكرمة يذكر مع الصفا، وقد ذكرهما الله تعالى في كتابه العزيز (إن الصفا والمروة من شعائر الله)، قال الأصمعي: سمي لكون حجارته براقة”. ? (2) ?النصوص الفقهية فيما يخص حدود المسعى ?تمثل النصوص الفقهية حقيقة قضية البحث: (المشكلة: وهي مدى امتداد جبلي الصفا والمروة عرضاً في الساحة الشرقية للحرم الشريف) وصحة السعي في الإضافة الجديدة،مما يراد إثباته في هذا البحث.?الصفا والمروة في التراث الإسلامي (جبلان)،والجبل معناه في اللغة العربية «“اسم لكل وتد من أوتاد الأرض إذا عظم وطال من الأعلام والأطواد والشناخيب، وأما ماصغر وانفرد فهو من القنان والقور، والأكم، والجمع أجبل، وأجبال، وجبال”.?تتضح حقيفة (الصفا، والمروة) هل هما جبلان، أو أكمتان، أو مرتفعان من النصوص التالية:?جاء في كتاب القرى لقاصد أم القرى للحافظ أبي العباس أحمد بن عبدالله بن محمد بن أبي بكر محب الدين الطبري المكي (615 - 694) (في الباب السادس عشر في السعي 1 ما جاء في سبب شرعية السعي):?“ثم نظرت [هاجر] إلى المروة فقالت لو مشيت بين هذين الجبلين، تعللت حتى يموت الصبي فمشت بينهما ثلاث مرات، أو أربع مرات، لا تجيز بطن الوادي إلا رملاً، ثم رجعت إلى ابنها فوجدته ينشغ فعادت إلى الصفا، ثم مشت إلى المروة حتى كان مشيها سبع مرات ... » ?جاء في كتاب تفسير التحرير والتنوير للعلامة سماحة الأستاذ الإمام محمد الطاهر بن عاشور رحمه الله تعالى:? «والصفا والمروة اسمان لجبلين متقابلين، فأما الصفا: فهو رأس نهاية جبل أبي قبيس، وأما المروة فرأس هو منتهى جبل قعيقعان ... » ?تنص كتب الفقه في جميع المذاهب على أن من واجبات السعي استيفاء المسافة بين جبلي الصفا والمروة، ويتعرضون أحياناً إلى تحديد المسافة الطولية دون العرضية، وهذا يوضح أن مناط الحكم، ومتعلقة في استيفاء المسافة الطولية هو أداء شعيرة السعي بين جبلي الصفا والمروة بصرف النظر عن السعة العرضية مادام يصدق على الساعي أنه أدى شعيرة السعي بين الجبلين المذكورين، وفي حدودهما، ومن ثم يحكم بالصحة على السعي إذا أكمل الحاج، أو المعتمر الشعيرة بتلك المسافة حسبما قررها علماء المناسك، أو عدم الصحة إذا لم يستوف تلك المسافة بين الجبلين المذكورين. فالواجب على الساعي كما هي نصوص كافة الفقهاء تحري كمال المسافة الطولية بين جبلي الصفا والمروة لا غير، وندر من نوه من الفقهاء عن المساحة العرضية، وإذا ذكر الانحراف في بعض نصوص الشافعية، أو غيرهم فإنما يتحقق بالخروج عن عرض الجبلين الصفا والمروة، ذلك لأنه لم يذكر أحد من الفقهاء نصاً، أو أثراً (فيما أحاط به العلم) يحدد عرض المسعى، وما ورد ذكره هو تقرير للواقع ليس إلا، وليس هو في معرض الاستدلال للعرض ولا يحتج بمثل ذلك في إثبات عرض المسعى؛ إذ لم يذكره أحد من الفقهاء استدلالاً، بل تحديد لواقع العرض في زمانه، وهو تحديد تقريبي، وفيما يلي اقتباس لنماذج مختارة من نصوص فقهية من الكتب المعتمدة: ? (3) ?التحولات التاريخية لمشعر المسعى?جاء في تاريخ العلامة أبي الوليد محمد بن عبدالله الأزرقي رحمه الله تعالى فيما يتصل بالتحولات التاريخية لمشعر المسعى تحت عنوان: (ذكر زيادة المهدي الآخرة في شق الوادي من المسجد الحرام) قوله: ? «وكان المسعى في موضع المسجد الحرام اليوم، وكان باب دار محمد بن عباد بن جعفر عند حد ركن المسجد الحرام اليوم عند موضع المنارة الشارعة في نحر الوادي فيها علم المسعى، وكان الوادي يمر دونها في موضع المسجد الحرام اليوم». ?كما ذكر العلامة الأزرقي رحمه الله تعالى تحت عنوان: (ذكر ذرع ما بين الركن الأسود إلى الصفا، وذرع ما بين الصفا والمروة) قوله: ? «وذرع ما بين العلم الذي على باب المسجد إلى العلم الذي بحذائه على باب دار العباس ابن عبدالمطلب، وبينهما عرض المسعى خمسة وثلاثون ذراعاً ونصف، ومن العلم الذي على
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/200)
باب دار العباس إلى العلم الذي عند باب دار ابن عباد الذي بحذاء العلم الذي في حد المنارة وبينهما الوادي مائة ذراع وواحد وعشرون ذراعاً». ?ما ذكره الأزرقي هنا يقرر فيه واقع المسعى بعد توسعة محمد المهدي رحمه الله تعالى في موضعين:?أولاً: المسافة العرضية بين دار العباس، وباب المسجد مقابله خمسة وثلاثون ذراعاً.?ثانياً: المسافة بين العلم على باب دار العباس إلى العلم الآخر الذي عند دار ابن عباد بحذاء العلم الذي في حد المنارة مائة ذراع وواحد وعشرون ذراعاً، وهذا مقدار المسافة بين العلمين طولاً. ?يؤكد المؤرخ الفقيه العلامة قطب الدين محمد بن أحمد الحنفي المكي المتوفى عام 988هـ ما ذكره الفقهاء المؤرخون قبله الأزرقي، والفاكهي، والفاسي (ت 832) رحمهم الله تعالى وغيرهم لما حدث قبله، وظل واقعاً قائماً حتى عصره في قوله. ?“كان المسعى في موضع المسجد الحرام اليوم، وكان باب دار محمد بن عباد بن جعفر العبادي عند حد ركن المسجد اليوم عند موضع المنارة الشارعة في نحر الوادي عن دونها في بعض المسجد الحرام اليوم، فهدموا أكثر دار محمد بن عباد بن جعفر العبادي، وجعلوا المسعى والوادي فيها، وكان عرض الوادي من الميل الأخضر اللاصق للمئذنة التي في الركن الشرقي، وكان هذا الوادي مستطيلاً إلى أسفل المسجد الآن يجري فيه السيل ملاصقاً لجدر المسجد إذ ذاك، وهو الآن بطن المسجد من الجانب اليماني ... ويجعل مسيلاً محلاً للسعي ... ” ?ثم أضاف العلامة الفقيه المؤرخ العلامة قطب قطب الدين الحنفي قوله:? «وأما المكان الذي يسعى فيه الآن فلا يتحقق أنه بعض من المسعى الذي سعى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، أو غيره فكيف يصح السعي فيه، وقد حوّل عن محله كما ذكر هؤلاء الثقات؟ ?ولعل الجواب عن ذلك: أن المسعى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عريضاً، وبنيت تلك الدور بعد ذلك في عرض المسعى القديم فهدمها المهدي، وأدخل بعضها في المسجد الحرام، وترك بعضها للسعي فيه، ولم يحول تحويلاً كلياً، وإلا لأنكره علماء الدين من الأئمة المجتهدين رضوان الله عليهم أجمعين مع توفرهم إذ ذاك، فكان الإمامان أبو يوسف، ومحمد بن الحسن رضي الله عنهما، والإمام مالك بن أنس رضي عنه موجودين يومئذ، وقد أقروا ذلك، وسكتوا، وكذلك من صار بعد ذلك الوقت في مرتبة الاجتهاد كالإمام الشافعي، وأحمد بن حنبل، وبقية المجتهدين رضوان الله عليهم أجمعين، فكان إجماعاً منهم رضي الله عنهم على صحة السعي من غير نكير نقل عنهم». ? (4) ?البيئة الطبيعية للصفا والمروة وما طرأ عليهما من تغييرات عبر التاريخ?تقديم:?من المسلّمات في الشرع الإسلامي أن أماكن المشاعر المقدسة، ومنها الصفا والمروة تعبدية، توقيفية لا تقبل التبديل، وعلى الرغم من هذا طال التغيير موضع المسعى المشعر عبر التاريخ، وبالتحديد في زمن الخليفة المهدي رحمه الله تعالى، ولم يثر هذا اعتراض أحد من الأئمة في ذلك الوقت، على الرغم من وجود كبار أئمة الإسلام وفقهائه، موضحاً هذا في النص التالي:? «وهاهنا إشكال ما رأيت من تعرض له وهو: أن السعي بين الصفا والمروة من الأمور التعبدية التي أوجبها الله تعالى علينا في ذلك المحل المخصوص، ولا يجوز لنا العدول عنه، ولا تعتبر هذه العبادة إلا في ذلك المكان المخصوص الذي سعى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وعلى ما ذكره هؤلاء الثقات أدخل ذلك المسعى في الحرم الشريف، وحول المسعى إلى دار بن عباد كما تقدم.?وأما المكان الذي يسعى فيه الآن قلا يتحقق أنه بعض من المسعى الذي سعى فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو غيره فكيف يصح السعي فيه، وقد حول عن محله كما ذكر هؤلاء الثقات، ولعل الجواب عن ذلك: أن المسعى في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم كان عريضاً وبنيت تلك الدور بعد ذلك في عرض المسعى القديم فهدمها المهدي، وأدخل بعضها في المسجد الحرام وترك بعضها للسعي فيه ولم يحول تحويلاً كلياً، وإلا لأنكره علماء الدين من الأئمة المجتهدين مع توفرهم». ?إن ما توصل إليه العلامة الفقيه قطب الدين النهروالي رحمه الله تعالى صحيح، وأن المسعى كان عريضاً في عهد الرسول صلى الله عليه وسلم، ولذلك لم يبد الأئمة اعتراضاً على ذلك التحويل، بل هو تحويل في حدود ما يسمى بالمسعى، ومن أجل تقعيد هذه العبارة وتأصيلها لابد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/201)
أن تستند إلى حقائق علمية موضوعية، ووضع طبيعي لتشكل ضابطاً فقهياً في هذا الموضوع، كما هي عادة الفقهاء، وأن لا يترك الموضوع للعموميات، فلا بد لمثل هذه الأمور من ضابط، وهذا ما اعتنى به هذا البحث وتوصل إليه. ?الصفا جبل متصل بجبل أبي قبيس أقيمت عليه المنازل عبر العصور حتى حجبت جزءاً كبيراً منه، يتجلى هذا في الصور الفوتوغرافية قبل مشروع توسعة الحرم الشريف عام 1375هـ.?كان جبل الصفا يفصل شمال مكة عن جنوبها، وبالجانب الغربي منه يقع وادي إبراهيم، وفيه الطريق الذي يوصل شمال مكة بجنوبها، ولما بدأت توسعة الحرم المكي الشريف عام 1375هـ وضم المسعى إلى الحرم الشريف اضطرت الدولة السعودية حفظها الله إلى إيجاد طريق يصل شمال مكة بجنوبها تسلكه السيارات فبدأت بقطع الجبل من جهة أبي قبيس، والجبل من جهة الصفا، واستعملت في ذلك الوقت الآلات المتاحة فقامت باستعمال منشار حديدي استغرق شهوراً طويلة حتى تمكنت من شق طريق يتسع للسيارات، ومر على جبل الصفا في فترات مختلفة تكسير، وتمهيد وتسوية بالأرض حتى بلغ إلى الحد الذي اختصر فيه الجبل من أعلاه ما نشاهده في الوقت الحاضر في مشعر الصفا من بقايا الجبل، أما قاعدة الجبل فهي أكبر بكثير من المشاهد على سطح الأرض.?أما جبل المروة فظاهر عرضه، وامتداده في الوقت الحاضر بما يدل على قاعدة عريضة جداً؛ ذلك أن الهابط من شارع المدعى في الوقت الحاضر يطلع صعوداً إلى جبل المروة، وامتداده شرقاً وغرباً، وشمالاً واضح للعيان بما لا يحتاج إلى دليل.?أصاب الجبلين عبر التاريخ الكثير من التغييرات: تكسيراً، وقطعاً، وإزالة من جميع جوانبهما، وبنيت عليهما البيوت، والقصور الشامخة، وتعرض عرض المسعى إلى التعديات وبناء المساكن مما أدى إلى ضيقه من جميع جوانبه، ومن ثم فرض على ولاة البلد الأمين في ذلك الوقت إحاطة الصفا والمروة بالبناء من جوانبهما الثلاثة كما هو مشاهد في صورهما القديمة؛ حتى لايطول التعدي المساحة الطولية لها، وأصبح واضحاً أن العقود في واجهة الصفا، والعقد الكبير في واجهة المروة لاتمثل بحال عرض المسعى، وإنما شيدت حماية للمشعر من التعدي، وليس معناها أنها استوعبت عرض المسعى، هذا ما جاء صريحاً في قرار اللجنة المكونة من كل من:? «الشيخ عبد الملك بن إبراهيم، والشيخ عبد الله الجاسر، والشيخ عبد الله بن دهيش، والسيد علوي مالكي، والشيخ محمد الحركان، والشيخ يحي أمان، بحضور صالح قزاز، وعبد الله بن سعيد مندوبي الشيخ محمد بن لادن ... وقرروا ضمن الكلام على (مساحة الصفا والمروة واستبدال الدرج بمزلقان، ونهاية أرض المسعى في قرار مشايخ): ولكون العقود الثلاثة القديمة لم تستوعب كامل الصخرات عرضاً فقد قررت اللجنة أنه لا مانع شرعاً من توسيع المصعد المذكور بقدر عرض الصفا».
http://www.almadinapress.com/index.aspx?Issueid=2741&pubid=1&articleid=1072955
----------------------------------
وضع الآراء ليس معناه نصرة هذا القول او ذاك وانما مساعدة الإخوة الباحثين في تلك المسألة بجمع الأقوال المنشورة
ـ[نصر]ــــــــ[05 - 04 - 08, 02:46 م]ـ
أقوال عدد من المشايخ الرسميين في عدد من الدول:
حيث قال فضيلة الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي رئيس اتحاد علماء المسلمين والعالم والفقيه المعروف مثمناً الخطوة المباركة التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - أيده الله - لتوسعة المسعى، وقال إنها خطوة شرعية موفقة وعمل مسدد وقال نحن نرحب بهذه الخطوة ونؤيدها وندعمها مؤكداً أنه يجب على علماء الأمة مساندة الحكام الصادقين المخلصين والذين تتجه نياتهم لخدمة الأمة الإسلامية والتيسير عليها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/202)
وقال الشيخ القرضاوي: أرحب بكل خطوة تتخذ للتوسعة والتيسير على حجاج بيت الله الحرام، فإننا نحمد الله تبارك وتعالى أن الأمة الإسلامية لا زالت هي أول الأمم سعياً إلى مرضاة الله تعالى، وإلى التقرب إليه، بالعبادات والشعائر، لا توجد أمة من الأمم تجتمع بالملايين مثلما تجتمع أمة الإسلام في حج بيت الله الحرام بالنسبة لأمة الإسلام ومثل صلاة التراويح والقيام وخصوصاً في العشر الأواخر من رمضان وفي ليلة السابع والعشرين من رمضان هذه من خصائص الأمة الإسلامية، فهذه اجتماعات كبيرة حاشدة تظهر قوة وتعاضد أمة الإسلام.
وعلينا نحن العلماء أن نعمل جهدنا وفكرنا واجتهادنا لفسح وتأييد هذا التطور الكبير في حياة الأمة الإسلامية وأن نعين الحكام الذين تتجه نياتهم الخيرة لخدمة الأمة في هذا الجانب لا أن نضيق هذا الدرب ونضع العراقيل أمامه ولذلك نحن نرحب ونؤيد وندعم سعي خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة المسعى حيث إن الحجاج والمعتمرين أصبحوا من الكثرة والوفرة بحمد الله بحيث يحتاجون إلى هذه التوسعة، وأنا أقول في هذه الخطوة وفي كل ما يتخذ من خطوات للتيسير على الحجاج أقول مرحباً بهذا الشرع لا يضيق شرعاً بهذا مصلحة الأمة تقتضي هذا - التيسير الذي هو شعار هذا الدين (يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر) (البقرة)، (ما يريد الله ليجعل عليكم من حرج) (المائدة).
والنبي صلى الله عليه وسلم سئل عن أمور كثيرة تتعلق بالحج فكان جوابه "افعل ولا حرج" نحن نقول في هذه التوسعة: افعل يا خادم الحرمين الشريفين ولا حرج عليك فأنت تيسر على الأمة ولا تعسر وتبشر ولا تنفر وتعين على عبادة الله تبارك وتعالى. أنت يا خادم الحرمين تعمل وتنطلق من شرع هدفك خدمة أمتك بارك الله جهودك وأيدك بنصر من عنده .. عرفناك مخلصاً لأمتك .. عرفناك غيوراً على الدين هدفك وهاجسك خدمة الإسلام والمسلمين ورفع المشقة والحرج والضيق عنهم. وهذه هي منطلقات الإسلام.
ليس هناك في الشرع تحديد للمسعى أن يكون كم متراً من هنا أو هناك، ليس هناك تحديد ولا تضييق الأمر فيه سعة - وكما وسعنا المسجد الحرام وكما نقلنا مقام إبراهيم من مكانه وأرجو أن يكتمل الأمر بزحزحة المقام من مكانه الحالي لأنه أيضاً يضيق على الطائفين.
واعتقد أن الخطوة التالية بعد توسعة المسعى سيكون التفكير كيف نوسع المطاف لأن المشكلة أصبحت الآن في المطاف كيف نوسع على الطائفين كما وسعنا على الساعين.
أنا أرحب بهذه الخطوة الكريمة وأرى أنها خطوة مباركة وانها في طاعة الله وفي سبيل الله واسأل الله سبحانه وتعالى أن يثيب كل من سعى إليها وأن يثيب خادم الحرمين الشريفين، ومعاونيه على هذه الخطوة المباركة والتي تهدف إلى التيسير على عباد الله والتي تيسر عليهم طاعة الله وأدائها بسهولة ويسر. وهذا ما عرفناه وعهدناه من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز عن تلمس لمصالح وحاجات الأمة والسعي لتحقيقها فجزاه الله خير الجزاء، هذه الخطوة الشرعية المباركة فهو صاحب أيادٍ بيضاء ومواقف صادقة وما فعله وفقه الله هو عين الحق والصواب وهو ما يوافقه عليه جميع فقهاء الأمة الإسلامية الذين يتحرون الحق والصواب. ويعضدونه ويقفون وراءه في هذا العمل.
نسأل الله تعالى أن يحتسب هذه الخطوات المباركة الطيبة في ميزان حسناته .. والحمد لله رب العالمين.
ثمن معالي وزير الأوقاف السوري الدكتور محمد السيد الجهود الكبيرة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لخدمة الإسلام والمسلمين وخدمة بيت الله الحرام وقال معاليه إن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة المسعى تعد خطوة هامة ومفيدة جداً لكل مسلم يؤدي فريضة الحج ولكل المعتمرين وقال لا شك بأن هذه الخطوة ليست جديدة على حكومة خادم الحرمين فهي دائماً تضع نصب عينيها كل ما من شأنه خدمة كل زائري بيت الله الحرام لتسهيل أداء فروضهم بيسر وسهولة وأضاف بأن هذا الإنجاز كبير ومهم ويعجز الكلام عن الحديث عنه لأن أعظم شيء في هذه الدنيا أن يضع الإنسان نفسه في خدمة زائري بيوت الله فجزى الله خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وحكومته الرشيدة على الخدمات الجليلة التي يقدمونها للإسلام والمسلمين في كل مكان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/203)
وزمان.
ثمن سماحة مفتي لبنان فضيلة الشيخ محمد رشيد قباني باسم الأمة الإسلامية الخطوة الرائدة التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز لتوسعة المسعى وقال: انها خطوة صائبة وانها وفق الحدود الشرعية، وقال: ان الشريعة الاسلامية لا تتوقف ولا تتجمد ولا يوجد أي معضلة او مشكلة الا ولها حل في الإسلام.
وأضاف سماحة الشيخ محمد رشيد قباني ان بناء المسعى الجديد لم يخرج من الحدود الشرعية المعروفة للمسعى ولا سيما أنه مجرد توسعة فقط للمكان نفسه وليس فيه اضافة مكان جديد.
وبين بأن في هذه التوسعة تيسيراً وتسهيلاً على الناس، وهذا أمر مشروع لأن الدين فيه سعة والحمد لله، مباركاً الجهود التي تقوم بها الحكومة السعودية في التوسعة التي تشهدها مكة المكرمة والمدينة المنورة والتي تنعكس بشكل ايجابي على أداء المناسك والحج والعمرة.
وأكد سماحته أن ولاة الأمر بالمملكة وعلى رأسهم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز رأوا ضرورة التوسعة على المسلمين بعدما أدركوا أن المسعى الحالي يضيق بالحجاج والمعتمرين وأن هناك إصابات وحرجاً شديداً وربما وفيات ولا بد من حل هذه المشكلة، وهي مشكلة تتسع لها الشريعة فلا مشكلة أمام الشريعة.
وقال: ان الملك عبدالله قد اتخذ قراراً صائباً وعمل بما يجب وحل المشكلة وفق آليات شرعية وكان لابد من هذا الحل.
وأكد سماحته أن الأمة الإسلامية كلها تشكر لخادم الحرمين الشريفين هذه الخطوة وتثمنها وتدعو له - حفظه الله - بالتوفيق.
وقال سماحة الشيخ رشيد قباني مفتي الجمهورية اللبنانية: ان هذه الخطوة كبيرة ومهمة وجاءت في الوقت المناسب وعبر عن شكره باسم مسلمي لبنان لحكومة المملكة على ما تقوم به من جهد مشكور لخدمة المسلمين وما يحتاجونه لراحتهم في الأماكن المقدسة وقال ان هذه الخطوة ليست جديدة ففي كل مرة نزور أرض الحرمين نشاهد تطورات كبيرة تقوم بها هذه الدولة المباركة لتقدير كل ما من شأنه التخفيف على الحجيج والمعتمرين لأداء مناسكهم بسهولة وأمان فمن هنا نتوجه الى خادم الحرمين الشريفين بالشكر الجزيل ونسأل الله ان يجعل هذه الاعمال القيمة في سجل حسناته فجزاه الله عنا كل خير.
وتحدث معالي الشيخ العالم والفقيه المعروف الشيخ عبدالله بن محفوظ بن بيه وزير العدل الموريتاني الأسبق ونائب رئيس الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين عن المسعى الجديد، مشيداً بهذه الخطوة ومبيناً الحكم الشرعي الصحيح لها فيما بين معاليه سبب الحاجة الى هذه التوسعة فقد قال معالي الشيخ عبدالله بن محفوظ بن بيه أستاذ قسم دراسات الشريعة وعضو هيئة التدريس بجامعة الملك عبدالعزيز ووزير العدل الموريتاني سابقاً: ان المسعى الجديد يعد امتداداً للصفا والمروة وليس فيه أي مخالفة شرعية.
وبين بأن المقصود في السعي هو تعظيم الله عز وجل وإقامة ذكر الله واتباع نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، مشيراً الى أن التوسعة الجديدة تيسر على الناس أداء مناسك الحج والعمرة.
وأوضح بأن التوسعة جاءت نتيجة ازدياد أعداد الحجاج والمعتمرين، مؤكداً ان أداء المناسك بكل يسر وسهولة وضمان الحفاظ على راحة الناس وعلى أرواحهم أمر مهم، والله أعلم.
من جانبه قال الشيخ عبدالرحمن بن عبدالخالق آل يوسف المفكر والفقيه الكويتي: لقد كنت ممن فرحوا واستبشروا بالقرار الحكيم، الذي أصدره خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز حفظه الله بتوسعة المسعى، لما في هذه التوسعة من الرحمة والإحسان بالمسلمين، وموافقة الشرع الحكيم، والسعي القديم بين الصفا والمروة، إن السعي منذ عهد النبي صلى الله عليه وسلم والى توسعة المسجد الحرام في عهد الملك سعود بن عبدالعزيز رحمه الله، قد كان مفتوحا بين الصفا والمروة، لا تحده حواجز تحجز الناس في ممر محدود مجيئة وذهابا، في نحو بضعة عشر متراً عرضاً، ولقد كان بناء المسعى وحده بالجدران في وقت من المصالح الشرعية، ليستظلالناس، ويسعوا في طريق نظيف قد أبعدت عنه المارة والبائعون وغيرهم، فقد حججنا قبل هذا البناء في مسعى ترابي يفترشه الباعة يميناً ويساراً، ويتخلل الساعين السابلة والباعة والمشترون، ثم كان البناء على المسعى وتحديده على ذلك النحو احدى المصالح الشرعية، علما انه قد حد الساعون في ممر محدود لا يتجاوزونه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/204)
يمينا ولا يسارا، ولم يقل احد قط بل ولم يتصور أن يكون هذا المسعى المحدود، هو الطريق الشرعي التعبدي وحده، الذي لا يجوز الخروج عنه يميناً ولا يساراً.
ثم لما احتاج المسلمون اليوم بعد هذه الزيادات المضطردة في عدد الحجاج، والمعتمرين، وصدر الأمر الحكيم من خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله - بهذه التوسعة، كان هذا الرأي في غاية الصواب والرحمة بالعباد، واداء النسك قريباً مما كان في عهد النبي صلى الله عليه وسلم، وعمل المسلمين طوال القرون السابقة، فإن النبي صلى الله عليه وسلم لم يضرب للناس حدا معيناً لا يتجاوزونه في سعيهم بين الصفا والمروة يمنة ويسرة، وانما صح عنه صلى الله عليه وسلم انه اتى الصفا فرقى عليها وقال (نبدأ بما بدأ الله به) وتوجه إلى الكعبة داعياً رافعاً يديه، ثم نزل من الصفا متجهاً إلى المروة، فلما انصب قدماه في بطن الوادي رمل، حتى إذا اتى المروة رقى عليها، وتوجه إلى الكعبة ودعا، ثم نزل متجهاً إلى الصفا، فعل ذلك سبعة اشواط، وكان المسلمون حوله عشرات الألوف يأتمون به، ويعملون بعمله، ولا يتصور ان عشرات الالوف الذين كانوا مع النبي ساروا في سعيهم في طريق مخصوص، لا يتعدونه يمنة ولا يسرة، وانما الذي يتصور ان عرض هذه الجموع ربما كانت تزيد على نحو مائة متر أو اكثر بمقاييسنا، ثم ان هذا الذي درج عليه المسلمون في كل عصورهم، ولم يقل احد منهم قط انه يجب لمن يسعى بين الصفا والمروة أن يسير في طريق محدد لا يتعداه، بل الواجب ان تلامس قدم الساعي جبل الصفا، وان تلامس المروة، واما في اثناء السعي فلو توسع الناس وهم سائرون عرضا فان هذا لا يبطل سعيهم.
فكيف يكون توسعة المسعى، الذي بني اصلا على خلاف ما كان معهوداً منذ زمن النبي إلى يوم البناء على المسعى هو المتعين شرعاً، وان من سعى في توسعة هذا المسمى كان سعيه باطلا.
ومن أجل ذلك، أناشد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - حفظه الله - ان يمضي قراره بهذه التوسعة فان هذا اقرب للسنة، وأكثر رحمة بالأمة، واسأل الله ان يبارك عمله الجليل في تيسير سبل الحج والعمرة للمسلمين، وان يبقى له هذا ذخراً إلى آخر الدنيا.
وأناشد اساتذتي أصحاب الفضيلة المشايخ من هيئة كبار العلماء وغيرهم، ممن افتوا بان هذه التوسعة خلاف السنة، ان يراجعوا فتواهم فانها حتما بخلاف الحق والصواب، فان الله سبحانه وتعالى عندما شرع لعباده السعي بين الصفا والمروة، قال تعالى: (إن الصفا والمروة من شعائر الله فمن حج البيت أو اعتمر فلا جناح عليه أن يطوف بهما ومن تطوع خيراً فان الله شاكر عليم)، ولا شك ان كل من أتى إلى الصفا، ولامست قدماه شيئاً منها ثم انحط منها إلى المروة، ولامست قدماه شيئاً منها، وفعل ذلك سبعاً يكون قد اتى بما أمر الله تبارك وتعالى به، واتبع رسوله صلى الله عليه وسلم في ذلك، ولم ينقل قط ان هناك من حد للناس حداً لا يتعدونه في طوافهم بين الصفا والمروة.
كما وارجوهم ان نظروا بعين الرحمة والشفقة على المسلمين حجاجاً ومعتمرين وكيف انهم كانوا يحشرون في البناء القديم دون ان يكون هناك أمر من الله أو من رسوله صلى الله عليه وسلم بهذا الحشر، وانما كان البناء القديم شيئاً من المصالح المرسلة، وكان رفقاً بالناس في وقته، واما اليوم فلم يعد البناء حول المسعى رفقا بعد ان زادت اعداد الحجيج والمعتمرين هذه الزيادة فكيف تجعل المصلحة المرسلة واجباً محتماً مستمراً، وقد علم انه قد زالت هذه المصلحة، وأصبح وجودها مفسدة عظيمة محققة، فازالة الحاجز أصبح اليوم هو المصلحة التي يجب المصير اليها، ولا يجوز خلافها.
ومن رحمة الله بالأمة أن هيأ خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله - لاتخاذ هذا القرار الحكيم في هذا الوقت، فنسأل الله ان يجزيه خيراً عن الإسلام والمسلمين، ونسأل الله لعلمائنا ومشايخنا الاماجد ان يوفقهم الله إلى كل خير وبر والحمد لله رب العالمين.
الدكتور صلاح الأمين .. الأمين العام لمجمع فقهاء الشريعة في أمريكا عن جهود المملكة العربية السعودية في خدمة الحرمين الشريفين وعلى رأس هذه الجهود جهود الملك عبدالله بن عبدالعزيز في خدمة الإسلام والمسلمين بشكل عام وفي توسعة المسعى فقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/205)
إن جهود المملكة في القيام على شؤون الحرمين وتوسعة وتطوير ورعاية الزوار والوافدين يقدرها المسلمون في العالم كله.
والشهود على ذلك بعدد من يفدون إلى بيت الله الحرام في كل عام من الحجاج والمعتمرين، ولعل من رحمة الله عز وجل بهذه الأمة وبهذه الملة أن جعل حرمه في هذا المكان وان جعل القائمين عليه هذه العصبة الطيبة، ولا شك ان ما قام به خادم الحرمين الشريفين من جهود عظيمة في توسعة الحرمين والمسعى والجمرات هي جهود طيبة يباركها كل مسلم وهي محل تقدير الجميع، اما عن توسعة المسعى فهو عمل شرعي يتوافق مع نصوص الشريعة وهو عمل مخلص صادق صادر من انسان غيور على أمته، أقول ان من رحمة الله تعالى بأمته ان على قيادتها في هؤلاء الرجال الصادقين المخلصين الغيورين أمثال الملك عبدالله بن عبدالعزيز، اسأل الله جل وعلا ان يبارك جهودهم وان يجعلها في موازين حسناتهم وان يمد عمرهم في طاعته وان يهيئ لهم البطانة الصالحة التي تذكرهم بالخير وتعينهم عليه، اللهم آمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أثنى سماحة الشيخ الدكتور مالك الشعار مفتي طرابلس اللبنانية على الدور الإسلامي الكبير الذي يضطلع به خادم الحرمين الشريفين من أجل الإسلام والمسلمين ومن أجل أمة لا إله إلا الله وقال ان كل مسلم على وجه الأرض يعرف جيداً حجم ما يحمل صاحب القلب الكبير الملك عبدالله بن عبدالعزيز لأمته ولدينه وقال ان كل مسلم .. أيضاً يعرف ماذا قدم الملك عبدالله بن عبدالعزيز لدينه وأضاف ان قضايا الأمة الإسلامية كلها تعيش في ضميره وقد عمل بكل ما يملك لرأب الصدع وحل الخلافات بين المسلمين وهناك شواهد عدة أبرزها مواقفه الإنسانية العادلة والنبيلة والصادقة والمخلصة في لبنان. أما عن دور الملك عبدالله بن عبدالعزيز في البقاع المقدسة فهي ظاهرة للعيان ويشاهدها كل مسلم صباح مساء ويتعامل معها عن قرب، وأيد سماحة مفتي طرابلس خادم الحرمين الشريفين على كل خطوة يتخذها لخدمة الإسلام والمسلمين وقال: ان هذا العمل نابع من قلب صادق.
وأيد مفتي طرابلس الخطوات التي اتخذها خادم الحرمين الشريفين لتوسعة المسعى وقال ان كل مسلم يؤيد هذه الخطوة بل يعدها ضرورة شرعية وما قام به خادم الحرمين هو ما تمليه عليه رسالته وواجبه تجاه أمته وما يمليه عليه واجبه وولايته الشرعية وقد فعل - حفظه الله - بهذا المقتضى.
وقال الدكتور مالك الشعار مفتي طرابلس: انه من المعلوم ان مكة كلها حرم وأن الحرم المكي الذي كان في حدود ضيقة سابقة ألجأت الضرورة لتوسعته أكثر من مرة فكل زيادة متصلة بالحرم اصبحت بحكم الحرم ولهذا تكررت التوسعات وهذا يدل على أن القائمين على خدمة الحرمين الشريفين إنما يعيشون حركة الناس اليومية في طوافهم وسعيهم وفي حركة عبادتهم في مكة وهذا بحد ذاته يضاف إلى السجل الذهبي الذي قامت به المملكة مشكورة بشخص خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - حفظه الله - في شعورهم بالضيق والزحام الذي يعانيه الزائرون في طوافهم وسعيهم .. طالبين من الله تعالى أن يحفظ المملكة قيادة وشعباً وأن يديم الأمن والأمان عليها وان مسؤولية خدمة الحرمين تعني في بعدها الأول تحقيق المصالح للعباد والعمل الجديد هو انفراج لكل حاج ومعتمر مما أراح الناس ليسهل عليهم تأدية فرائضهم ولقد قيل لوكانت لي دعوة مستجابة لدعوتها للسلطان واني أسأل الله التوفيق للحكومة السعودية على ما تقوم به من خدمات جليلة لخدمة الإسلام والمسلمين.
رحب مفتي مسلمي روسيا فضيلة الشيخ راويل عين الدين بالعمل على توسعة المسعى وقال: ان ما اتخذه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو قرار صائب وهو عمل معضود شرعاً وهو عمل موافق لأحكام الشريعة، وقال: ان مسلمي روسيا وما حولها كلهم يؤيدون خادم الحرمين الشريفين على هذه الخطوة الإسلامية الكبيرة، وأضاف اننا استبشرنا بهذه الخطوة التي ستخفف على المسلمين وستحل الكثير من المشاكل وستمكن العجزة وكبار السن والمرضى من الحج دون خوف من الزحام الشديد.
وقال هل ننسى ما حصل في الجمرات من توسعة عظيمة جعلت الرمي سهلاً للغاية لتنحل كل مشاكل الرمي؟ مؤكداً أن المسعى سيكون كذلك - بإذن الله -.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/206)
وقال ان مشاكل المسعى كلها ستنتهي بهذا الحل وكل مسلم يلهث بالدعاء لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله على هذا العمل الكبير.
وأكد سماحة مفتي روسيا الشيخ راويل عين الدين ان التوسعة الجديدة هي إعمار للبيت الحرام وهو عمل جليل .. وأضاف: كنت قد زرت مكة عدة مرات سابقة ودهشت بما تقوم به المملكة من خدمات كبيرة في توسعة الحرمين المكي والمدني ومن خدمات جليلة في منطقة منى ومزدلفة وعرفات وهي في الحقيقة أمور مكلفة من الناحية المادية فتحتاج لجهود كبيرة وأما ما يجري حالياً من توسعة للمسعى فهو يصب في الجهود السابقة التي عودتنا عليها حكومة خادم الحرمين الشريفين ومن قبله الحكومات السعودية السابقة التي جلت نصب عينيها ومن أهم مهامها عمارة بيت الله الحرام وخدمة حجيجه ولاشك ان ما يجري الآن ليس بالأمر السهل، فلهم منّا الشكر والتقدير والامتنان .. ولا نملك إلا الدعاء للملك عبدالله على هذه الخطوات.
نوه رئيس اتحاد مسلمي السويد محمد الدبعي بجهود الملك عبدالله بن عبدالعزيز في نشر الدين الإسلامي وخدمة المسلمين ونصرتهم وتقديم العون لهم للحفاظ على هويتهم الإسلامية في المجتمعات الغربية .. وقال ان من شيم القادة العظام والمتقين تنفيذ شرع الله والاهتمام بالمسلمين في مشارق الأرض ومغاربها وخادم الحرمين الشريفين - ولا فخر - يثبت كل يوم انه يوفر الرعاية للفقراء والمحتاجين والمرضى وذوي الاحتياجات الخاصة ولا يقل اهتمامه بالأقليات المسلمة في الغرب عن اهتمامه بعموم المسلمين، سائلاً الله أن يحفظه ويديم عليه صحته.
وعن توسعة الحرمين وتوسعة المسعى الجديد قال ان خادم الحرمين الشريفين قدم عملاً جليلاً وعملاً عظيماً وساهم في التوسعة على المسلمين وازالة الزحام والحرج، مؤكداً أن هذا الاتجاه وهذا العمل ينسجم مع التوجهات الشرعية وهو ما يقول به أهل العلم ولا ضير في توسعة المسعى، لأن المسعى ممتد وليس محصوراً بالمبنى القديم، بل هو أكبر وأعرض ويمكن الامتداد فيه مسافة لتستوعب عدد الحجاج وحتى لا يقع زحام وموت وضرر على المسلمين، وقال ان ما قام به خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز هو عين الصواب وهو الحق وهو يعد اهتماماً بشؤون المسلمين وتيسيراً عليهم، وهو عمل موافق لأصول الشريعة الإسلامية ويقره كل أهل العلم، وفق الله الملك عبدالله بن عبدالعزيز وأعانه والحمد لله رب العالمين.
عبر سماحة الشيخ خليل الميس مفتي زحلة والبقاع اللبناني عن تقديره باسم مسلمي لبنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على ما قدمه لأمته من إنجازات عظيمة تستحق الشكر والتقدير والعرفان.
وقال ان من واجب كل مسلم أن يشكر الملك عبدالله بن عبدالعزيز على هذه المنجزات وآخرها وليس بإذن الله آخرها ما تم من توسعة المسعى بعد أن عانى المسلمون سنوات طويلة من ضيق المكان وحصلت حوادث ومشاكل وضيق وعنت مس المسلمين بسبب ضيق المسعى فكانت التوسعة ضرورة شرعية. وقال ان كل مسلم يحيي هذه الخطوة ونحن نقول حيا الله هذه الجهود الإسلامية الجبارة من رجل جعل معاناة المسلمين نصب عينيه وسعى بكل ما يملك وواجه الصعاب والعقبات من أجل أن ترتاح أمته، ومن أجل ألا تضار أمته أوَليس من الواجب على أمته أن تشكره وتدعو له؟ .. وقال: ان ما تم في المسعى هو إجراء شرعي، بل واجب شرعي والملك عبدالله أدى هذا الواجب كما يجب.
وعبّر الشيخ خليل الميس مفتي زحلة والبقاع عن سعادته بهذه الخطوة العظيمة وقال: نهنئ أرض الحرمين بخادمها ونهنئ خادم الحرمين بهذا الشرف الكبير الذي كرّمه الله به وإذا كان لإبراهيم الخليل الأساس في البناء والعمل فالله كرّم الأسرة الحاكمة في السعودية بما أكرم الله به إبراهيم والتوسعة الجديدة تصب في خدمة حجيج بيت الله الحرام وخادم الحرمين عندما ارتأى لنفسه هذا اللقب وضع نصب عينيه خدمة بيت الله الحرام وانها لخدمات جليلة ما تقوم به الأسرة السعودية منذ عقود طويلة في هذه الأماكن والمشاعر المقدسة، نسأل الله أن يحفظ المملكة قيادة وحكومة وشعباً.
الرابط
http://www.alriyadh.com/2008/04/01/article330947.html
===================================
بانوراما: الضوابط الشرعية لتوسعة المسعى
اسم البرنامج: بانوراما
مقدم الحلقة: محمود الورواري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/207)
تاريخ الحلقة: الثلاثاء 1 - 4 - 2008
قناة العربية
ضيوف الحلقة:
المهندس أسامة البار (أمين عام العاصمة المقدسة)
الشيخ سعود الفنيسان (عميد كلية الشريعة سابقاً بجامعة الإمام محمد بن سعود)
الشيخ عبد العزيز القاسم (محامي وقاضي سابق)
الشيخ عائض القرني (داعية إسلامي)
- علماء مسلمون يفتون بجواز توسعة المسعى بين الصفا والمروة لما فيه مصلحة ضيوف الرحمن ولعدم وجود العائق الديني.
محمود الورواري: أهلاً بكم إلى بانوراما الليلة هذا العنوان سيكون محور حلقتنا، لكن كعادتنا نقف أولاً مع موجز لأهم ما جاء من أنباء.
[فاصل إعلاني]
محمود الورواري: أهلاً بكم إلى ملف بانوراما لهذه الليلة، ستجرى في الحرم المكي الشريف تجرى الأعمال على قدم وساق لإتمام توسعة المسعى بين الصفا والمروة بعد أن ضاق المسعى الحالي أمام تزايد الكبير للحجاج وخاصة المعتمرين والذين بلغ عددهم في رمضان الماضي 8 ملايين معتمر، وأمر خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز بإنجاز التوسعة بما من شأنه خدمة ضيوف الرحمن وتمكينهم من أداء هذه الشعيرة في أحسن الظروف، وقد لاقت هذه الخطوة الترحيب من قبل العديد من علماء الدين والمشايخ الذين اعتبروا أن التوسعة جائزة شرعاً، وأنه لا يجوز تضييق ما اتسع على المسلمين خاصة وأن هذه التوسعة ستشمل عرض المسعى الذي لم يحدده أي نص ديني، كما ذهب بعض العلماء أبعد من ذلك من خلال التأكيد على عدم وجود أي دليل شرعي يمنع هذه التوسعة وأن المسعى ممتد لأبعد من ذلك، واستند العلماء في ذلك على القاعدة الشرعية التي تقول بأنه إذا ضاق المسجد بالمصلين فإن امتداد المسجد يعتبر أيضاً مسجداً.
التوسعة جائزة شرعاً
نجاح محمد علي: كثر الحديث هذه الأيام عن توسعة مكان السعي بين الصفا والمروة، واختلفت آراء العلماء المعاصرين فيها بين مانع ومجيز ومن اعتبره فرضاً على من بيده أمر الحج وهؤلاء جمع كثير، توسيع عرض المسعى جاء حسبما يرى كبار العلماء في العالم الإسلامي بأنه أمر واجب على خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله للعمل بمسؤولياته الشرعية بشأن تمكين حجاج وعمار بيت الله الحرام من أداء طقوسهم براحة ويسر وأمان، ولتزايد أعداد الحجاج والمعتمرين عاماً بعد عام ولما تقدمت به جهات فنية في العمارة والبناء، من أن المبنى الحالي للمسعى قد لا يحتمل هذه الزيادات المتتابعة من الحجاج والمعتمرين، كما تقدمت تلك الجهات الفنية بالتوصية بهدم المبنى الحالي وإعادة بنائه، ويرى كبار علماء المسلمين من مختلف بلدان العالم الإسلامي أن التوسعة مطلوبة لأنها لا تخرج عن أن تكون بين الصفا والمروة وأن السعي في هذه الزيادة هو سعي بين الصفا والمروة، فالعلامة الفقيه يوسف القرضاوي قال مخاطباً الملك عبد الله: افعل يا خادم الحرمين الشريفين ولا حرج فأنت تيسر على الأمة ولا تعسّر، وتبشّر ولا تنفر وتنطلق من شرع الله، واعتبر رئيس الجامعة الإسلامية في إسلام آباد أن الملك عبد الله قام بمسؤولياته الشرعية تجاه المسعى، جمال المراكب رئيس جماعة أنصار السنة المحمدية في مصر رأى أن الصفا والمروة جبلان كبيران ولا يمكن أن يتصور عاقل أن مساحتهما هي فقط في المسعى الموجود حالياً، ويشير عدد من الأئمة وكبار العلماء إلى أن الشهادة بامتداد جبلي الصفا والمروة عن وضعهما الحالي بما لا يقل عن 20 متراً يعتبر إثباتاً مقدماً على نفي من ينفي ذلك، مشروع يُنتظر أن يكون له مردود طيب ونتائج إيجابية في مواسم الحج والعمرة إلى بيت الله الحرام. نجاح محمد علي - العربية.
محمود الورواري: إذاً هذا الموضوع سنطرحه للنقاش من خلال ضيوفنا الكرام إذ يشرفنا أن يكون معنا من الرياض الشيخ عبد العزيز القاسم وهو قاضي سابق ومحامي أيضاً، وسيكون معنا من جدة المهندس الدكتور أسامة البار وهو أمين عام العاصمة المقدسة، وسيكون أيضاً معنا عبر الهاتف من الرياض الشيخ سعود الفريسان المحامي وهو عميد كلية الشريعة سابقاً بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، لضيوفي الكرام التحية والتقدير، وأبداً مع الدكتور أسامة يعني نبدؤها هكذا ميدانياً دكتور أسامة يعني بعد تولي خادم الحرمين الشريفين الحكم ربما كانت في ثاني جمعة أعلن عن مشروع تطويره الكبير من ضمنه تطوير المسعى تحديداً، وصل الأمر إلى هيئة تطوير مكة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(79/208)