فتاوى الحج للعلوان
ـ[خالد العمري]ــــــــ[18 - 12 - 06, 11:43 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لدي فتاوى صوتية للشيخ سليمان العلوان
أجاب عليها أثناء شرحه لكتاب الحج من الروض المربع
عدد الفتاوى 139
مصممة على برنامج Macromedia Flash Player 6 d226
حجم البرنامج 17 م ب ,لا يمكن تحميله على الملتقى
أرجو إرشادي الى طريقة لتحميله على أي موقع آخر
ـ[نياف]ــــــــ[19 - 12 - 06, 04:52 م]ـ
بارك الله فيك
http://up.9q9q.net/up/
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[19 - 12 - 06, 08:25 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك في جهودك
ـ[خالد العمري]ــــــــ[20 - 12 - 06, 12:32 ص]ـ
الأخ نياف
حاولت التحميل عدة مرات ,ولكن لايتم التحميل
يستمر اكثر من نصف ساعة ,ثم بعد ذلك "لايمكن عرض الصفحة"
ـ[سعود السليمان]ــــــــ[20 - 12 - 06, 03:07 ص]ـ
الفاضل خالد العمري ..
يعلم الله أنني ابحث عنه منذ 9شهور، وقد كانت لدي وذهبت مع (فرمتت) الحاسوب ..
فأرجوك لا تمل وحاول، حتى تنزلها في موضوعكم الكريم ..
أرجوك ..
أرجوك ..
::
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 04:26 ص]ـ
أنعم وأكرم بالشيخ الجليل العلامة العلوان .. فرج الله عنه وثبته
وأرجو أن نجد كل أعماله على قرص .. فإني أبحث ذلك ..
فليتنا نتعاون في تحقيقه
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 07:38 ص]ـ
ألا توجد مكتوبة في الوورد فهو أسهل وأسلس وأكثر انتشارا(72/85)
من جعل نفقت الحج من كسب ((أسهم البنوك))؟!! هل ((حجه مبرور))؟؟!
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[19 - 12 - 06, 12:12 ص]ـ
أرجو الإفادة،،،،،،،،،،،،،(72/86)
ما هي عورة الرجل أمام المرأة زوجة كانت أو أجنبية؟
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[19 - 12 - 06, 02:14 ص]ـ
ما هي عورة الرجل أمام المرأة زوجة كانت أو أجنبية؟
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[19 - 12 - 06, 02:47 ص]ـ
ما هي عورة الرجل أمام المرأة زوجة كانت أو من ذوات المحارم أو أجنبية؟(72/87)
ما هي عورة الرجل أمام المرأة زوجة كانت أو من ذوات المحارم أو أجنبية؟
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[19 - 12 - 06, 02:16 ص]ـ
ما هي عورة الرجل أمام المرأة زوجة كانت أو من ذوات المحارم أو أجنبية؟(72/88)
هل في هذا القول استغاثه بغير الله
ـ[_الناصر_]ــــــــ[19 - 12 - 06, 02:31 ص]ـ
كم حرة صرخت يوما بمعتصم وليس في الارض واذلاه معتصم
هل في هذا القول استغاثه بغير الله
افيدونا اثابكم الله
ـ[عبدالوهاب مهية]ــــــــ[19 - 12 - 06, 02:55 ص]ـ
الاستغاثة: طلب الغوث والإنقاذ من الشدة والهلاك.
وهو أقسام:
الأول: الاستغاثة بالله عز وجل وهذا من أفضل الأعمال وأكملها وهو دأب الرسل عليهم الصلاة والسلام وأتباعهم ودليله قوله تعالى: {إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم أني ممدكم بألف من الملائكة مردفين}
الثاني: الاستغاثة بالأموات أو بالأحياء غير الحاضرين القادرين على الإغاثة فهذا شرك، لأنه لا يفعله إلا من يعتقد أن لهؤلاء تصرفاً خفياً في الكون فيجعل لهم حظاً من الربوبية، قال الله تعالى: {أمن يجيب المضطر إذا دعاه ويكشف السوء ويجعلكم خلفاء الأرض أإله مع الله قليلاً ما تذكرون}.
الثالث: الاستغاثة بالأحياء العالمين القادرين على الإغاثة فهذا جائز كالاستعانة بهم، قال الله تعالى في قصة موسى عليه السلام: {فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه}
الرابع: الاستغاثة بحي غير قادر من غير أن يعتقد أن له قوة خفية مثل أن يستغيث بمشلول على دفع عدو صائل. فهذا لغو وسخرية بالمستغاث به فيمنع لهذه العلة ولعلة أخرى وهي أنه ريما اغتر بذلك غيره فتوهَّم أن لهذا المستغاث به وهو عاجز أن له قوة خفية ينقذ بها من الشدة. اهـ من كلام للشيخ العثيمين رحمه الله بتصرف يسير
ـ[_الناصر_]ــــــــ[19 - 12 - 06, 03:23 ص]ـ
اذا ما حكم هذا القول؟(72/89)
من أجمل وأنفع الكتب التي جاءت في بيان أذكار وآداب الصباح والمساء.
ـ[محمود السعيدان]ــــــــ[19 - 12 - 06, 09:50 ص]ـ
وهذا الكتاب انتفعت به كثيراً وانتفع به غير من إخواني المسلمين إن شاء الله،، فجزى الله كاتبه الشيخ [محمد أحمد إسماعيل المقدم] كل خير ونفع به المسلمين، والكتاب موجود في المرفقات:
ـ[محمود السعيدان]ــــــــ[19 - 12 - 06, 09:54 ص]ـ
ولمن لم يستطع تحميل الكتاب من المرفقات فهو موجود في موقع صيد الفوائد على الرابط التالي:
http://saaid.net/book/open.php?cat=3&book=2026
ولا تنسوني والشيخ المؤلف من صالح دعائكم جزاكم الله خيرا
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[19 - 12 - 06, 10:40 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وجزاك كل خير.
موضوع رائع قيم وهادف.
وفقك الله ورعاك وزاد من تقواك.
نفع الله بك ورفع قدرك ولا حرمك الأجر والثواب.
اللهم تقبل منا ومنك صالح الأعمال.(72/90)
منكرات و بدع الحج
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[19 - 12 - 06, 10:33 ص]ـ
منكرات و بدع الحج
قال الإمام ابن الجوزي في كتابه " نقد العلم و العلماء": قد يسقط الإنسان الفرض بالحج مرة ثم يعود لاعن رضا لوالدين و هذا خطأ و ربما حج و عليه ديون أو مظالم، و ربما خرج للنزهة، و ربما حج بمال فيه شبهة، و منهم من يخب أن يتلقى و يقال له الحاج، و جمهورهم يضيع في الطريق فرائض من الطهارة و الصلاة، و يجتمعون حول الكعبة بقلوب دنسه و بواطن غير نقية، و إبليس يريهم صورة الحج فيغرهم، و إنما المراد من الحج القرب بالقلوب لا بالأبدان و إنما يكون ذلك مع القيام بالتقوى، و كم من قاصد إلى مكة همته عدد حجاته فيقول: لي عشرون وقفة، و كم من مجاور قد طال مكثه و لم يشرع في تنقية باطنه، و ربما كانت همته متعلقة بفتوح يصل إليه ممن كان’ وربما قال: إن لي اليوم عشرين سنة مجاورا، و كم قد رأيت في طريق مكة من قاصد إلى الحج يضرب رفقاءه على الماء و يضايقهم في الطريق، و قد لبس إبليس على جماعة من القاصدين إلى مكة، فهم يضيعون الصلوات، و يطففون إذا باعوا، و يظنون أن الحج يدفع عنهم’ و قد لبس إبليس على قوم منهم فابتدعوا من المناسك ما ليس منها، فرأيت جماعة يتصنعون في إحرامهم فيكشفون عن كتف واحدة، و يبقون في الشمس أياما فتكشف جلودهم و تنتفح رءوسهم، و يتزينون بين الناس بذلك. و في أفراد البخاري من حديث ابن عباس رضي الله عنهما: " أن النبي صلى الله عليه و سلم رأى رجلا يطوف بالكعبة بزمام فقطعه" و في لفظ آخر: " رأى رجلا يقود إنسانا بخزامة في أنفه فقطعها بيده، ثم أمره أن يقود بيده" قال: و هذا الحديث يتضمن النهي عن الابتداع في الدين، و إن قصد بذلك الطاعة.
و من البدع: التمسح بجدران الكعبة كلها، لأن الرسول صلى الله عليه و سلم لم يفعله و إنما كان يمس الركن اليماني، و يقبل الحجر الأسود، و كذا كتابة أسمائهم على عمدان حيطان الكعبة، و توصيتهم بعضهم بذلك بدعة و جهل. واهتمامهم بزمزمة لحاهم و زمزمة ما معهم من النقود و الثياب لتحصل لها البركة، و نقل ماء زمزم على بلادهم، كل هذه بدع لم تشرع و لا خير فيها و لا بركة، و منهم من يعتقد أن من تمام الحج تقديس حجه بزيارة قبر الخليل، و إلا فحجه ناقص أو غير صحيح، و هذا جهل و اعتقاد فاسد، لأن الحج عبادة مستقلة لا تعلق له بغيره. و أما زيارة بيت المقدس فسنة مستحبة، لأن الصلاة فيه تعدل خمسمائة صلاة.
و حديث " من زارني و زار أبي إبراهيم في عام ضمنت له على الله الجنة" باطل موضوع، كما قاله النووي و ابن تيمية و غيرهما. و تبييض بيت الحاج بالبياض و الجير، و نقشه بالصور و كتابة اسم و تاريخ الحاج عليه بجعة ضلالة، و تظاهر و رياء و جهالة و غفلة من المشروع، و كذا ذبحهم الذبائح، و تفريقهم المشروبات على القادمين و ملاقاة الحاج بالبيارق و الباز أو الطبول، واجتماع النساء للزغاريد ن واستحضار الفقراء للذكر بالتنطيط، أو الرقصات للرقص و الشخلعة، كل هذا و غيره لا يليق.
و من البدع الذميمة و الجاهلات الوخيمة، أن ألوفا من الناس لا يقصدون من الحج إلا زيارة قبر النبي صلى الله عليه و سلم و وضع أيديهم على شباكه، و إنني لأعلم أن كثيرا ممن يحجون لو شعروا أن زيارة القبر النبوي ممتنعة تلك السنة مثلا لرجعوا من فورهم لأنهم يرون أن الحج هو زيارة قبره صلى الله عليه و سلم أو أن الحج لا يقبل أو يتم إلا بذلك، و إن هذا لهو البلاء العظيم و الجهل الوخيم. ألا فاعلوا أيها المسلمون أن أركان الحج خمسة: الإحرام، , الوقوف بعرفة، و الطواف، و السعي بين الصفا و المروة و حلق الرأس أو التقصير، فمن حج البيت أو اعتمر، فأدى هذه الأركان فقد تم حجه وعمرته.
أما زيارة قبره صلى الله عليه و سلم فسنة مستحبة مستقلة يؤديها المسلم في أي زمان شاء، سواء أكان في أيام الحج أو غيرها على أن لا يقصد السفر إلا للصلاة في المسجد.
ثم أعلم أن كل حديث ورد في فضل زيارة فبره صلى الله عليه و سلم فواه أو موضوع، و إنما الصحيح " لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، مسجد النبي صلى الله عليه و سلم و المسجد الأقصى، فإذا دخل الإنسان مسجد الرسول صلى الله عليه و سلم سن له أن يصلي فيه، ثم يزور القبر المعظم.
و قد أشاع الأغفال الجهال أن المرأة المتزوجة إذا عزمت على الحج و ليس معها محرم، يعقد عليها رجل آخر ليكون معها كمحرم لها، ثم يطلقها بعد العودة، و هذه بلا شك هي سنة أهل الجاهلية الأولى، إذا كان الرجال العشرة يجتمعون على المرأة، فإذا وضعت نظروا إلى أي رجل منهم جاء الولد شبيها به فينسب إليه و إنها لأنكر النكر، وإحدى الكبر بل المشروع هو ما روى مسلم في صحيحه أنه صلى الله عليه و سلم قال: " لا يحل لامرأة تؤمن بالله و اليوم الأخر أن تسافر سفرا يكون ثلاثة أيام فصاعدا إلا و معها أبوها أو ابنها أو زوجها أو ذو محرم منها " وروى الدارقطي بإسناده أنه صلى الله عليه و سلم قال:" لا تحجن امرأة إلا و معها ذو محرم ".
المصدر:
كتاب السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والسنن من تأليف محمد عبدالسلام خضرالشقيدي رحمه الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/91)
ـ[نور أبو مدين]ــــــــ[26 - 04 - 10, 09:38 م]ـ
منكرات و بدع الحج
و من البدع .... و نقل ماء زمزم على بلادهم، كل هذه بدع لم تشرع و لا خير فيها و لا بركة
رغم أن الموضوع قديم لكني لما ظهر لي في نتائج البحث خشيت أن يترك هكذا بدون نقل كلام العلماء في المسألة فنقلت بعض أقوالهم هنا وتركت الباقي خشية الإطالة، وطبعا هذه الاقوال حصلت عليها من الشاملة فلا يظنن أحد أن لي فضل فيها.
- من الموسوعة الفقهية الكويتية:
" وَلاَ خِلاَفَ فِي جَوَازِ نَقْل مَاءِ زَمْزَمَ إِِلَى الْحِل لأَِنَّهُ يُسْتَخْلَفُ، فَهُوَ كَالثَّمَرَةِ.
وَرُوِيَ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَحْمِل مَاءَ زَمْزَمَ وَتُخْبِرُ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْمِلُهُ "
" اتَّفَقَ الْفُقَهَاءُ عَلَى أَنَّهُ يَجُوزُ التَّزَوُّدُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَنَقْلُهُ؛ لأَِنَّهُ يُسْتَخْلَفُ، فَهُوَ كَالثَّمَرَةِ، وَلَيْسَ بِشَيْءٍ يَزُول فَلاَ يَعُودُ.
وَذَهَبَ الْحَنَفِيَّةُ وَالْمَالِكِيَّةُ وَالشَّافِعِيَّةُ إِلَى أَنَّهُ يُسْتَحَبُّ التَّزَوُّدُ مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ وَحَمْلُهُ إِلَى الْبِلاَدِ فَإِنَّهُ شِفَاءٌ لِمَنِ اسْتَشْفَى، وَقَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهَا أَنَّهَا كَانَتْ تَحْمِل مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، وَتُخْبِرُ أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَيَحْمِلُهُ، وَرَوَى غَيْرُ التِّرْمِذِيِّ أَنَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَحْمِلُهُ وَكَانَ يَصُبُّهُ عَلَى الْمَرْضَى وَيَسْقِيهِمْ، وَأَنَّهُ حَنَّكَ بِهِ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا، وَرَوَى ابْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُمَا أَنَّ رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَهْدَى سُهَيْل بْنَ عَمْرٍو مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ، وَفِي تَارِيخِ الأَْزْرَقِيِّ " أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَعْجَل سُهَيْلاً فِي إِرْسَال ذَلِكَ إِلَيْهِ، وَأَنَّهُ بَعَثَ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِرَاوِيَتَيْنِ "
- من المجموع شرح المهذب:
"اتفقت نصوص الشافعي والأصحاب على جواز نقل ماء زمزم إلى جميع البلاد، واستحباب أخذه للتبرك "
- من فتاوى الشبكة الإسلامية:
"لا حرج في نقل ماء زمزم
[السُّؤَالُ]
ـ[ما حكم التبرك بماء زمزم، وهل يجوز نقل الماء إلى بلد خارج المملكة، وهل الحديث: ماء زمزم لما شرب له يطلب شربه في مكة أو فى أي بلد آخر.]ـ
[الفَتْوَى]
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن زمزم يشرب للتبرك ولقضاء الحاجات في أي مكان، ويجوز نقله إلى خارج مكة. ويدل لذلك ما في حديث مسلم: إ نها مباركة، إنها طعام طعم. وحديث أبي داود و الحاكم: ماء زمزم لما شرب له. وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم: أنه كان يحمل إليه زمزم من مكة إلى المدينة.
كما روي الترمذي عن عائشة: أنها كانت تحمل من ماء زمزم، وتخبر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يحمله. والحديث صححه الألباني. والله أعلم. [تَارِيخُ الْفَتْوَى] 19 ذو القعدة 1428"
من موقع الإسلام سؤال وجواب:
" بركة ماء زمزم تحصل لكل من شربها سواء كان داخل مكة أم خارجها
[السُّؤَالُ]
ـ[هل الدعاء عند شرب ماء زمزم خاص بمن هو موجود بمكة، سواء كان مقيما أو زائرا أو حاجا أو معتمرا، أم أن الدعاء عند شربه هو عام يشمل جميع المسلمين في كل الأقطار، مع العلم أني سمعت فتوى للشيخ الألباني في " سلسلة الهدى والنور " يقول فيها بأنه يرى أن الدعاء عند شرب ماء زمزم خاص بمن هو موجود بمكة المكرمة، ولم يذكر رحمه الله دليلا في هذه المسألة.]ـ
[الْجَوَابُ]
الحمد لله
أولا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/92)
البركة في ماء زمزم بركة أودعها الله عز وجل في الماء ذاته أينما كان، وليست متعلقة فقط في مكان زمزم أو زمان شربه أيام الحج والعمرة، فقد وصفها النبي صلى الله عليه وسلم نفسها بقوله: (إِنَّهَا مُبَارَكَةٌ إِنَّهَا طَعَامُ طُعْمٍ) رواه مسلم (2473)، وفي رواية البزار والطبراني والبيهقي وغيرهم زيادة: (وشفاء سقم): انظر: " السنن الكبرى " (5/ 147).
وظاهر الأدلة، إن شاء الله، أن هذه البركة عامة لكل ماء زمزم، سواء الموجود منه في مكة، أو المحمول منه إلى غيرها من البلدان، ولذلك نص غير واحد من أهل العلم على مشروعية نقل ماء زمزم خارج مكة، وبقاء بركته وخاصيته حتى بعد نقله.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" وَمَنْ حَمَلَ شَيْئًا مِنْ مَاءِ زَمْزَمَ جَاز فَقَدْ كَانَ السَّلَفُ يَحْمِلُونَهُ ".
وقال الصاوي المالكي رحمه الله:
" (ونُدب نقله - يعني ماء زمزم -) وخاصيته باقية خلافا لمن يزعم زوال خاصيته " انتهى.
" حاشية الصاوي على الشرح الصغير " (2/ 44)، ونحوه في " منح الجليل شرح مختصر خليل " (2/ 273)
وقال الشيخ علي الشبراملسي الشافعي رحمه الله:
" (قوله: ماء زمزم لما شرب له) هو شامل لمن شربه في غير محله " انتهى.
" حاشية نهاية المحتاج " (3/ 318).
وقال ابن حجر الهيتمي رحمه الله في " تحفة المحتاج " (4/ 144): " وأن ينقله إلى وطنه استشفاء وتبركا له ولغيره " انتهى.
وقال السخاوي رحمه الله:
" يذكر على بعض الألسنة أن فضيلته مادام في محله، فإذا نقل يتغير. وهو شيء لا أصل له؛ فقد كتب [صلى الله عليه وسلم] إلى سهيل بن عمرو: (إن وصل كتابي ليلا: فلا تصبحن، أو نهارا: فلا تمسين، حتى تبعث إلي بماء زمزم).
وفيه أنه بعث له مزادتين وكان حينئذ بالمدينة قبل أن يفتح مكة.
وهو حديث حسن لشواهده، وكذا كانت عائشة رضي الله عنها تحمل وتخبر أنه كان يفعله، وأنه كان يحمله في الأداوي والقرب، فيصب منه على المرضى ويسقيهم، وكان ابن عباس إذا نزل به ضيف أتحفه بماء زمزم. وسئل عطاء عن حمله فقال قد حمله النبي والحسن والحسين رضي الله عنهما.
وتكلمت على هذا في الأمالي. " انتهى.
المقاصد الحسنة، للسخاوي (1/ 569).
بل قال الملا علي القاري، رحمه الله:
" وأما نقل ماء زمزم للتبرك به فمندوب اتفاقا ". انتهى.
مرقاة المفاتيح (9/ 194).
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله السؤال الآتي:
" هل يشترط أن يكون الشرب في مكة - يعني لماء زمزم كي تتحقق بركته -؟
فأجاب:
" لا يشترط، ولهذا كان بعض السلف يأمر مَنْ يأتي به إليه في بلده فيشرب منه، وهو أيضاً ظاهر الحديث (ماء زمزم لما شرب له)، ولم يقيده النبي صلى الله عليه وسلم بكونه في مكة " انتهى.
" فتاوى نور على الدرب " (شروح الحديث والحكم عليها)
وقال أيضا رحمه الله:
" ظاهر الأدلة أن ماء زمزم مفيد سواء كان في مكة أم في غيرها، فعموم الحديث الوارد عن النبي عليه الصلاة والسلام في قوله: (ماء زمزم لما شرب له) يشمل ما إذا شرب في مكة أو شرب خارج مكة، وكان بعض السلف يتزودون بماء زمزم يحملونه إلى بلادهم " انتهى.
" فتاوى نور على الدرب " (فتاوى الحج والجهاد/باب محظورات الإحرام)
وجاء في " فتاوى اللجنة الدائمة " (1/ 298):
" أما ما ذكرت عن ماء زمزم من أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ماء زمزم لما شرب له) فقد رواه الإمام أحمد وابن ماجه عن جابر بن عبد الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو حديث حسن، وهو أيضا عام، وأصح منه قول النبي صلى الله عليه وسلم في ماء زمزم: (إنها مباركة، وإنها طعام طعم وشفاء سقم) رواه مسلم وأبو داود وهذا لفظ أبي داود - يعني الطيالسي - فإذا أردت منه شيئا أمكنك أن توصي من يحج من بلدك ليأتي بشيء منه في عودته من حجه " انتهى.
وانظر " الموسوعة الفقهية " (24/ 14).
ولعل الشيخ الألباني رحمه الله، قد تراجع عن المنع من حمل ماء زمزم، والتبرك به خارج مكة، أو ـ على أقل تقدير ـ نقول: إن له قولا آخر في المسألة، يوافق ما نقلناه هنا من كلام أهل العلم.
قال الشيخ الألباني رحمه الله:
" وله [أي: للحاج والمعتمر]: أن يحمل معه من ماء زمزم ما تيسر له تبركا به؛ فقد: (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحمله معه في الأداوي والقرب وكان يصب على المرضى ويسقيهم) [قال الشيخ في تخريج ذلك: أخرجه البخاري في (التاريخ) والترمذي وحسنه من حديث عائشة رضي الله عنها وهو مخرج في (الأحاديث الصحيحة) (883)] بل إنه: (كان يرسل وهو بالمدينة قبل أن تفتح مكة إلى سهيل بن عمرو: أن أهد لنا من ماء زمزم ولا تترك فيبعث إليه بمزادتين) [قال في تخريجه: أخرجه البيهقي بإسناد جيد عن جابر رضي الله عنه. وله شاهد مرسل صحيح في (مصنف عبد الرزاق) (9127) وذكر ابن تيمية أن السلف كانوا يحملونه] ".
مناسك الحج والعمرة (42)، وقرر نحوا من ذلك في السلسلة الصحيحة، رقم (883)، تحت عنوان: " حمل ماء زمزم، والتبرك به ". (2/ 543).
والله أعلم.
[الْمَصْدَرُ]
الإسلام سؤال وجواب"(72/93)
إذا خشي خروج الوقت هل يتيمم؟
ـ[أبو صهيب الشامي]ــــــــ[19 - 12 - 06, 03:46 م]ـ
إذا وجد الإنسان الماء وكان قادرًا على استعماله، ولكنه خشي باستعماله خروج الوقت لصلاة الفريضة بحيث لو تَطَهَّرَ لا يُدركها، ولو تَيمم َلأدركها، فماذا يفعل؟.
هل يتيمم ويصلي في الوقت، أم يتوضأ أو يغتسل ويصلي بعد الوقت؟.
ذهب الشافعية والحنابلة والحنفية وأكثر العلماء إلى أنه لا يُتيمم مطلقًا خَوْفَ خُروج الوقت، لأنه يكون قد تيمم مع فَقْدِ شرط التيمم، وهو عدم وجود الماء، والصلوات المفروضة لو فاتت تقضي في غير وقتها.
ويدل على ذلك قوله تعالى (فلم تجدوا ماء ... ) وهذا واجد للماء.
وقال المالكية: إذا خَشِيَ باستعمال الماء خروج الوقت، فإنه يَتيمم ويُصلي الفرائض.
وهذه المسألة يجعلها الأصوليون من مسألة إزدحام الشروط؟.
حيث ازدحم في هذه المسالة شرطان شرط الوقت وشرط الطهارة، فهل نقدم شرط الطهارة ونقول يتوضأ ولو خرج الوقت، أم نقدم شرط الوقت ونقول: تسقط طهارة الماء وينتقل إلى البدل لإدراك الوقت؟ هذا هو فقه المسألة.
بعض العلماء يقدم شرط الوقت على شرط الطهارة، فما دام أن الوضوء أو الغسل سيخرجه عن الوقت يتيمم ويصلي في الوقت، وتسقط عنه طهارة الماء.
والبعض يقول: اشترط الشرع في إسقاط طهارة الماء العجز عن استعمال الماء أو فقده، وهذا ليس بعاجز ولا فاقد، ولذلك يتوضأ ولو خرج الوقت، وما دام أنه توضأ واشتغل بالوضوء فهو معذور شرعاً.
وهذا القول الثاني أقوى وأقرب والله أعلم.
وذلك لأن إسقاط الوضوء شرطه الفقد أو العجز، وهذا ليس بعاجز ولا فاقد، ولا في حكم العاجز ولا الفاقد، وبناءً على ذلك يلزمه أن يتوضأ ولو خرج الوقت وتكون صلاته مقضيه لا مؤداة.
وقال ابن قدامة: " وإذا كان الماء موجودا إلا أنه إذا اشتغل بتحصيله واستعماله فات الوقت , لم يبح له التيمم , سواء كان حاضرا أو مسافرا , في قول أكثر أهل العلم منهم: الشافعي وأبو ثور وابن المنذر وأصحاب الرأي وعن الأوزاعي , والثوري: له التيمم. رواه عنهما الوليد بن مسلم " انتهى من "المغني" (1/ 166).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: " ومن استيقظ آخر وقت صلاة وهو جنب وخاف إن اغتسل خرج الوقت اغتسل وصلى , ولو خرج الوقت " انتهى من الاختيارات الفقهية".
وقد سُئل الشيخ ابن عثيمين عن شخص استيقظ من النوم وعليه جنابة فإذا اشتغل بالغسل خرج وقت الفجر فهل يتيمم؟
فأجاب قائلا: (عليه أن يغتسل ويصلي الصلاة، ولو بعد الوقت، وذلك لأن النائم يكون وقت الصلاة في حقه وقت استيقاظه، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: (من نام عن صلاة أو نسيها فليصلها إذا ذكرها). فأنت حين استيقاظك كأن الوقت دخل الآن، فاغتسل وافعل الواجبات التي تسبق الصلاة ثم صل). انتهى كلامه رحمه الله.
ومثل ذلك لو خشي فوات صلاة الجنازة أو العيد أو الكسوف لو توضأ فهل يباح له التيمم لإدراكها؟.
جمهور العلماء من المذاهب الثلاثة لا يجيزون له التيمم لأن الماء موجود، وشرط التيمم فقد الماء، وهذه الصلوات غير واجبة أو غير مُؤَقَّتَةٍ فلا داعيَ لصلاتها بالتيمم.
وقال الحنفية: يجوز له أن يتيمم لها؛ لأنها تفوت من غير بدل عنها.
وقد استدلُّوا على ذلك بحديث أَبُي جُهَيْمِ الْأَنْصَارِيُّ قال: أَقْبَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ نَحْوِ بِئْرِ جَمَلٍ فَلَقِيَهُ رَجُلٌ فَسَلَّمَ عَلَيْهِ فَلَمْ يَرُدَّ عَلَيْهِ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى أَقْبَلَ عَلَى الْجِدَارِ فَمَسَحَ بِوَجْهِهِ وَيَدَيْهِ ثُمَّ رَدَّ عَلَيْهِ السَّلَامَ. [البخاري 377]
و بأن عبد الله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ حضرته جنازة وهو غير مُتوضيء، فتيمَّم وصلَّى على الميت [رواه البيهقي].
وكذلك رُوي عن عبد الله بن عباس ـ رضي الله عنهما ـ أنه قال: " إذا فاجأتْكَ الجنازة وأنت على غير وُضوء فتيمم". وهذا لا يمكن أن يقال بالرأي، فلا بدَّ له من سندٍ وأصل.
وأجاب النووي عن حديث أبي جهيم بأنه يحتمل أنه تيمم لعدم الماء، ثم إن الطهارة للسلام ليست بشرط فخف أمرها بخلاف الصلاة.
وأما الأثران عن ابن عمر وابن عباس فقال النووي: ضعيفان [المجموع 2/ 244].
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[19 - 12 - 06, 08:13 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وجزاك كل خير.
موضوع رائع قيم وهادف.
وفقك الله ورعاك وزاد من تقواك.
حفظك الله وجعله فى ميزان حسناتك.
وفقنا الله لما يحب ويرضى.
ـ[أبو صهيب الشامي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 07:06 م]ـ
وفيك بارك الله أخي عيسى
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[24 - 12 - 06, 03:55 م]ـ
جزاكم الله خيرا
وفقكم الله(72/94)
ما رأيكم في هذا الفعل؟ أن يصلي بالناس ِإماما وهو مرتد للبنطلون
ـ[أبو الدرداء ياسين]ــــــــ[19 - 12 - 06, 04:12 م]ـ
هذا الأمر وقع في مسجد الجامعة التي أدرس فيها وهو أن أحد الاخوة الملتزمين أنكر على أحد العاملين بأقسام الجامعة لما هم أن يصلي بالناس ِإماما وهو مرتد للبنطلون قائلا له:"هل يمكنني أن أنوب عليك". فوافق وقد وقع في نفسه شيء من الحرج. المهم بعد إتمام الصلاة شرع بعضهم في الإنكار على هذا الأخ الملتزم ,و هاجت النفوس ضد هذا الفعل.وبالأخص ضد طريقة الإنكار على الرجل أمام الناس ..
ساهموا بآرائكم في هذه الواقعة جزاكم الله خيرا.
ـ[محمد صبحي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 10:48 ص]ـ
ليس الموضوع ياأخي في البنطال أو غيره ولكن حكمنا يقول يجب أن يكون اللباس ساتراً سواء كان بنطالاً أو غيره فإذا تحققت الشروط الشرعية في البنطال فلا بأس ومن البدعة أن يجري التفضيل في الإمامة بناء على اللباس مادام الاثنان لباسهما شرعي بغض النظر عن البنطال أو الجلابية.
والله أعلم
ـ[وسام حلمى عباس]ــــــــ[20 - 12 - 06, 11:55 ص]ـ
وان كان جمع كبير من العلماء بل جل العلماء لم يُبطلوا صلاة الرجل بالبنطال، فليس ذلك رخصة بان يتقدم الذى يرتدى لباس الفرنجة على الذى يرتدى لباس رسول اله صلى الله عليه وسلم، وغير ذلك ان الاصل فى المسألة:التقدم للأمامة يكون لأقرأ القوم ثم أقربهم للسنة وهنا الشاهد، وهذا ثابت عن رسولنا صلى الله عليه وسلم.
أما بالنسبة للنصيحة فيجب مرعاة مشاعر الأخريين وتكون سراً لا علانيةً ......
والحمد لله رب العالمين
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 02:20 م]ـ
لا شك أنَّ من صَحَّت صلاتُه صحَّة إمامَتُه و لكن ليس من الإحتياط لقَبول العبادات تقديمُ المفضول مع وجود الفاضل
و زد لهذه أنَّ وجودَ الكُرهِ في قلبِ مؤمنٍ لوقوفهِ خلف إمامه هذا المتبنطل وجيهٌ شرعًا لقوله صلى الله عليه و على آله و سلم: ثلاثة لا ترفع لهم صلاتهم فوق رؤوسهم شبرا (و ذكر منهم) رَجُلٌ أمَّ قومًا و هم له كارهون.
قال الإمام الترمذيّ رحمه الله تعالى: (وقد كره قوم من أهل العلم أن يؤم الرجلُ قوما وهم له كارهون فإذا كان الإمام غير ظالم فإنما الإثم على من كَرِهَهُ ... )
و أظنُّهُ غيرُ خافٍ على أمثالكم أنَّ المقصود بالكرهِ ما كان سببُهُ شرعيٌّ، و هذا منها فأقلّ أوصافهِ، رقةٌّ في الدِّينِ.
ثمَّ حتى لا نظلمَ الإمام (المتقمصّ) المظلوم لا أرى أنَّ تصرُّفَهُ داخلٌ تحتَ باب النَّصيحة و لكن فعله من باب النَّهيِ عن المنكر و المقام استدعى ذلك الموقف بل وجبَ حمدُهُ على غيرتِهِ و شجاعتِهِ!!
و المبكي في الأمر هو تَتِمَّةُ كلامِ التِّرمذي - رحمه الله تعالى - ( ... و قَالَ أَحْمَدُ وَإِسْحَقُ فِي هَذَا إِذَا كَرِهَ وَاحِدٌ أَوْ اثْنَانِ أَوْ ثَلَاثَةٌ فَلَا بَأْسَ أَنْ يُصَلِّيَ بِهِمْ حَتَّى يَكْرَهَهُ أَكْثَرُ الْقَوْمِ) أرأيتُم أكثر القوم اليوم من يبغون إمامتَهُ و من لا يبغون!!!
أصلَحَ اللهُ لنا الأحوال.
ـ[محمد صبحي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 08:18 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على هذه الفوائد ولكن ألا ترون أن اللباس الذي تكلمتم عنه قد وصفه جمهور الأصوليين بسنن الزيادة وهي التي يؤجر فيها على النية لا على الفعل فإذا كانت كذلك وكان الآخر لباسه شرعياً فأين النهي عن المنكر هنا وأي منكر هذا وأي غيرة أخذت أخانا هذا
اللباس الشرعي له حدود لا سم
أي له مواصفات إذا انطبقت على البنطال فلا فرق بينه وبين غيره من الألبسة الشرعية وإذا لم تنطبق على الجبلابية فهي لباس غير شرعي
والله تعالى أعلم
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[21 - 12 - 06, 09:06 ص]ـ
اريد أن أعقب على قول الأخ وسام أن البنطال لباس الفرنجة ولا أريد الكلام على صحة الصلاة فأقول
سؤال مهم ما هي السراويل؟
أليست كلمة أعجمي
هل لبس البنطال أصبح مختصا بالفرنجة ألا يلبسه اليوم أكثر المسلمين
وإليك هذه الفتوى فتوى هيئة كبار العلماء في المملكة: وقد نصّت على أن تسويغ لباس البنطالِ وأنه ليس من باب التشبه، وأن ما يجده البعض من حرج تجاهه إنما مرده إلى البيئة والعوائد، وليس لاعتبار شرعيّ. وهذا نص الفتوى:
فتاوى اللجنة الدائمة 3/ 307 برقم [44566] ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/95)
س: ماهي المشابهةُ المنهي عنها هل هي فيما يخصهم فقط أم فيما قد اصبح منتشرا ويفعله المسلمون والكفار وإن كان أصله وارداً من بلاد الكفر كما هو الحال في البنطلونات والحلل الإفرنجية وهل إذا كان يفعله فساق المسلمين فقط دون عدولهم يصبح أيضا من المشابهة إذا فعله عدولُ المسلمين؟ ماهو حكم لبس البدل الإفرنجية على الوجه الذي يفعله غالبية الناس الآن من مسلمين وكفار، هل هو مشابهة فقط؟ وإن كان فيه مشابهة بالكفار فما هي درجة التحريم أو الكراهة؟ هل هناك كراهة أيضا حيث إن البنطلون يجسم العورة؟ إذا كان هناك كراهة فهل هي كراهة تحريمية أم تنزيهية؟ وما العورة المقصودة بالتجسيم هل هي العورة المغلظة أم هي والفخذ أيضا؟ وإن أمكن تلافي هذا الأمر باستعمال البنطلونات الواسعة فهل تظل الكراهة موجودة؟ وما حكم لبس البنطلونات الضيقة أو المضبوطة تماماً بحيث لايكون فيها وسع عن الساق إلا قليلا؟
الجوااااااااااااااااااااااااااااب:
المراد بمشابهة الكفار المنهي عنها مشابهتهم فيما اختصوا به من العادات، وما ابتدعوه في الدين من عقائد وعبادات، كمشابهتهم في حلق اللحية وشد الزّنّار، وما اتخذوه من المواسم والأعياد والغلو في الصالحين بالاستغاثة بهم والطواف حول قبورهم والذبح لهم، ودق الناقوس وتعليق الصليب في العنق أو على البيوت أو اتخاذه وشما باليد مثلاً تعظيما له واعتقادا لما يعتقده النصارى.
ويختلف حكم مشابهتهم فقد يكون كفراً كالتشبّه بهم في الاستغاثة بأصحاب القبور والتبرك بالصليب واتخاذه شعاراً، وقد يكون محرما فقط كحلق اللحية، وتهنئتهم بأعيادهم وربما أفضى التساهل في مشابهتهم المحرمة إلى الكفر والعياذ بالله.
أما لبس البنطلون والبدلة وأمثالها من اللباس فالأصل في أنواع اللباس الإباحة لأنه من أمور العادات قال تعالى: (قل من حرم زينة الله التي أخرج لعباده والطيبات من الرزق) ويستثنى من ذلك ما دل الدليل الشرعي على تحريمه أو كراهته كالحرير للرجال والذي يصف العورة لكونه شفافا يرى من ورائه لون الجلد، أو ككونه ضيقا يحدد العورة لأنه حينئذ في حكم كشفها وكشفها لا يجوز، وكالملابس التي هي من سيما الكفار فلا يجوز لبسها للرجال ولا للنساء لنهي النبي صلى الله عليه وسلم عن التشبه بهم، وكلبس ملابس الرجال للنساء، وملابس النساء للرجال.
وليس اللباس المسمى بالبنطلون والقميص مما يختص لبسه بالكفار بل هو لباس عام في المسلمين والكافرين في كثير من البلاد والدول، وإنما تنفر النفوس من لبس ذلك في بعض البلاد لعدم الإلف ومخالفةعادة سكانها في اللباس، وإن كان ذلك موافقا لعادة غيرهم من المسلمين.
لكن الأولى بالمسلم إذا كان في بلد لم يعتد أهلها ذلك ألا يلبسه في الصلاة ولا في المجامع العامة ولا في الطّرقات.
وبالله التوفيق
عبد العزيز بن باز ـ عبد الرزاق عفيفي ـ عبدالله بن غديان ـ عبد الله بن قعود
ـ[الليث السكندري]ــــــــ[21 - 12 - 06, 11:48 ص]ـ
أي منكر بالضبط الذي كان ينهى عنه ذلك الشاب هل تارك سنن الزيادة يعد فاعلا للمنكر؟ و هل يجوز أصلا الإنكار على تارك فضيلة؟
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 02:33 ص]ـ
المُنكرُ غير خافٍ يا إخوان ألا تَرونَ المُتَبَنْطِلَ في سجوده، أترون إتباع النَّظرةِ نظرةً أم تجدون في ذلك حرجًا!؟ ثمَّ، و هو في جلوسهِ في الصَّلاةِ أترون فرقًا بينَهُ و بين عارٍ صبغَ فخذيهِ بلونِ بنطلونِ إمامنَا هذا!!
و أمثالُ هؤلاء هُمُ المقصودون في فتوى الإمامِ المنقولةِ في الأعلى حين قال - رحمه الله تعالى -
(و يُسْتَثْنَى مِنْ ذَلِكَ ما دَلَّ الدَّلِيْلُ الشَّرْعِيُّ عَلَى تَحْرِيْمِهِ أو كَرَاهَتِهِ كَـ. . . أَوْ كَكَوْنِهِ ضَيِّقًا يُحَدِّدُ العَوْرَةَ لِأَنَّهُ حِيْنَئِذٍ فِي حُكْمِ كَشْفِهَا وَ كَشْفُهَا لا يَجُوزُ. . .) إهـ
و أين هذا البنطلون الإفرنجي من السَّراويلِ العَرَبِيِّ
شتَّان بينَ رَجُلَيْنِ، حَازِقٍ و حاذِقٍ.!!!
ثمَّ إنَّ تسميت بعض السُنن بسنن الزيادة من شقشقة المتكلِّمين لا فائدةَ من وراءِهِ إلاَّ ترك سنن خير الأنام، و لستُ أقولُ بلزومِ كلِّ السُنَنِ كلاَّ و لكن إن تركتَ سنَّةً غير لازمةٍ فانظر إلى ما ترَكتَها و فعلَ من قدَّمتَ على فعلِ المصطفى - صلى اللهُ عليهِ و على آلهِ و سلَّم - فإذا علمتَ انَّ هذا البنطلون هو من صنعِ من لا خلاق لهم أفيستقيمُ حينها أن نقول ما تركنا إلاَّ سنَّةً من سنَنِ الزِّيادة!!!؟
ـ[محمد صبحي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 11:06 ص]ـ
الأخ الزواوي جزاك الله خيراً
لدي استفسار وهو هل تصح صلاة من يرتدي بنطالاً غير ضيق أو لا؟
فإن كان نعم فلا أظن أن هناك فرقاً بين لباس الإمام أو المقتدي (من صحت صلاته صحت إمامته)
وإن كان لا فلماذا وما الدليل
وأود أن إذكرك بقول ابن مسعود (من حرم حلالاً فكأنما أحل حراماً)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/96)
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 04:16 م]ـ
ما ذكرت أخانا الفاضل صبحي هو عين كلامنا بل هي بضاعتنا ردت إلينا أحسنَ اللهُ إليكَ
و لم أجد لكَ تَعْقِيْبًا على المشاركة السَّابقة.
على كلٍّ ...
لستُ أجادلُ عن صحَّت صلاة أولئك الجامعيين و لكن عن من ينبغي أن يكون قدوةً للمأمومين لو لم يكن في الجماعة متقمِّصٌ لما حرَّكت، بل لفرحت بمواظبتهم على الصَّلاة بل لعلَّهم ممَّن ينبغي أن لا نحدثهم عن بعض السُّنن إلى ائتلاف القلوب على الإستقامة و تعظيمِ جَنابِ المصطفى (السُنَّةُ و مَا حَوَت) - صلى الله عليه و على آله و سلم - كلُّ هذا واردٌ لجهلنا بحالهم و لكن قلتُ ما قلتُ لموقفِ و حرصِ أخينا المتقمِّص الَّذي حضر ما غبنا عنه و جرءَ على قولِ ما كنَّا لعلَّنا نجبُنُ عن القولِ به و كما نستطيعُ احتمال (و هو احتمالٌ ضعيفٌ لسلامةِ عواقِبِ فعله من منكر أعظم إن شاء اللهُ تعالى) أن يكون أخونا هذا أيضًا ممن لا يراعي حال من هم حديثي عهد باستقامةٍ و يبقى السؤال حوله أأخطأ في تصرُّفِهِ ذاك؟! و المقامُ مقامُ معروفٍ و منكرٍ، فأنكر و حدثَ ما حدثَ فكان مَاذا؟؟!!!
أنرجو أن لا يُلاقى أمرُنا و نهينا بما أملتهُ الشَّريعة إلا بالتَّرحيبِ!!!
كلاَّ، علينا أن نرتقبَ الترحيبَ و الشُّكرَ و الصَّمتَ و المنكَرَ حتَّى، ما لم يأتي إنكارُنا بِمنكرٍ أعظم أو مثيلٍ لما أنكرناه.
ثمَّ أخانا صبحي ألْفِتُ نظركَ إلى أمر مهمٍّ على شكلِ سؤال لستَ مُلزَمًا بالإجابةِ و لكن للإعتبار:
قُلْتَ أحسنَ اللهُ إليك:
( ... فلا أظن أن هناك فرقاً بين لباس الإمام أو المقتدي)
أقولُ: إذا ما هذا الإلتزام الصَّارم و الإتِّفاق بل الإجماع من أئِمَّة مساجدِ المسلمين على اختلاف عقائدهم و نِحَلِهم و مذاهبهم على ارتداء أئِمَّتِهم للجلابِيَّات و الثِّياب السَّابغة السَّاترة!!!؟؟؟
ـ[أبو الدرداء ياسين]ــــــــ[26 - 12 - 06, 01:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هده التوضيحات وأجزل مثوبتكم وزادكم الله حرصا على الخير دائما .. و أنا أذهب إلى ما ذهب إليه الأخ الزواوي من أن إنكار ذالك الشاب المتقمص على الرجل المتبنطل في محله لأن عدم الإنكار يؤدي إلى مفسدة أعظم ألا و هي الزهادة في سنة النبي صلى الله عليه و سلم و الاستهانة بها مما قد يؤدي إلى هجرانها وظهور البدع لا سيما إذا كان الأمر يتعلق بالصلاة ... و لا شك أن من يرتدي القميص و يحرص عليه ليس كمثل المتبنطل و هذا مشاهد معلوم فغالبا ما يرى الناس المتقمص بعين الإجلال و الهيبة كما الشان في العمامة.
الأخ الزواوي جزاك الله خيراً
لدي استفسار وهو هل تصح صلاة من يرتدي بنطالاً غير ضيق أو لا؟
فإن كان نعم فلا أظن أن هناك فرقاً بين لباس الإمام أو المقتدي (من صحت صلاته صحت إمامته)
وإن كان لا فلماذا وما الدليل
وأود أن إذكرك بقول ابن مسعود (من حرم حلالاً فكأنما أحل حراماً)
الأخ صبحي الفرق كائن ولا شك فهذا يلبس القميص و الاخر يلبس بنطلونا وكلا اللباسين يختلفان اختلافا جذريا والناس عندنا هنا من عادتهم أن يقدموا المتقمص على غيره و إن لم يكن أهلا للإمامة فتدبر هذا إن كنت تقصد الفرق بين اللباسن.أما إن كنت تقصد الفرق بين الصلاتين فأنا أومن أن هناك فرقا و لا شك فالمتقمص أكمل في ستر عورته و أكمل زينة من المتبنطل و بالتالي فصلاته أكمل من المتبنطل و ان كانت صلاتهما معا صحيحة و الله أعلم. محبكم في الله أبو الدرداء المراكشي.
------------------------==
قال بن تيمية رحمه الله: (العلم قول محقق أو نقل مصدق و ما سوى ذاك فباطل مزوق)
ـ[أبو محمد المحراب]ــــــــ[26 - 12 - 06, 04:11 ص]ـ
للفاثدة وإثراءاً للموضوع:
{{{{{بعض الأقاِويل فِي حُكْمِ الصّلاَةِ فِي السَّرَاويِلِ
الحمد لله وبعد ,
فهذه بعض أقوال العلماء السلفيين المعاصرين في حكم ارتداء السراويل في الصلاة (وغيرها) , كنت قد جمعتها كنصيحة لأحد الإخوة. فظهر لي وضعها في المنتدى لتعم الفائدة والله من وراء القصد وهو بي عليم.
والحمد لله.
قال رسول الله صلى الله عليه و على آله و سلم:" إذا صليتم فاتزروا و ارتدوا و لا تشبهوا باليهود" [رواه أحمد/ صحيح أبي داود 645]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/97)
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" إذا صلى أحدكم فليأتزر و ليرتد" [رواه ابن حبان. صحيح أبي داود 654]
1. قول العلامة الامام ابن عثيمين رحمه الله تعالى
السؤال: جزاكم الله خيرا يستفسر هذا السائل عن حكم الصلاة في السروال الضيق للرجل؟
الشيخ: لا بأس به مما دام ساترا النظر فلا بأس به لكن هذا فيه محظور وهو أن السروال الضيق لا يتمكن به الإنسان من السجود تماما ولا من الجلوس أيضا فيكون عليه نقص في صلاته من أجل هذا السروال (فتاوى نور على الدرب)
قلت (أبومقبل): وكلمة " لابأس به " عند العلماء كما لا يخفى تعني أن تركه خير من فعله.
ويقول الشيخ رحمه الله متابعا " لكن فيه محضور .. الى قوله .. فيكون عليه نقص في صلاته .. " وأحببت ان ان أدرج في هذا السياق الحديث الذي رواه ابو داود في سننه عن عمار عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: {إن العبد لينصرف من صلاته ولم يكتب له إلا نصفها إلا ثلثها .. الحديث} .. والله أعلم
2. قول العلامة شيخ الاسلام ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى
السؤال: هل ارتداء البنطال تشبه بالكفار ويدخل فاعله في الكفر وماحكم الصلاة في البنطال؟
الجواب: لاشك أنه تشبه بالكفار لكن البنطال كما تعبرون فيه مشكلة أخرى لأن التشبه بالكفار لولم يكن هناك محضور آخر الا التشبه فذالك يكفي للنهي عنه لقوله عليه السلام في الحديث الصحيح المعروف: ومن تشبه بقوم فهو منهم) وقوله لرجل رءاه لبس لباس الكفار هذه من لباس الكفار فلا تلبسها). البنطال فيه مشكلة أخرى يجب على اخواننا الملتزمين معنا شريعة ربنا تبارك وتعالى وسنة نبينا صلى الله عليه وسلم يجب عليهم ان ينتبهو الى أن فيه مشكلة سيئة جدا وهي ان البنطال يصف العورة ويصفها أكثر مايكون من وصف القبيح لها حينما يقف المسلم المتبنطل يصلي ويركع ويسجد فتتحجم عورته فلا يجوز للمسلم أن يتبنطل خاصة حينما يريد أن يقف بين يدي الله تبارك وتعالى. .انتهى كلامه رحمه الله
السؤال:
هل يعد ارتداء السراويل من التشبه بالكفار إذا كان من غير ارتداء القميص فوقها والعمامة؟
الجواب:
لا أدري إذا كان السائل يعني بالسراويل بالمعنى المفهوم لغة، أو أراد أن يستعمل كلمة السروال بدل البنطلون، فإن كان السائل يعني السروال الذي نفهمه، وهو اللباس الفضفاض العريض الذي لا يزال يلبسه بعض المسلمين، فهذا من أين يأتي فيه التشبه؟ ولا يعتبر لبسه تشبهاً بالكفار. أما إذا كان يقصد البنطلون فقد تكلمنا عنه مراراً وتكراراً، وهو ليس من لباس المسلمين؛ لأنه يصف العورة ويحجمها، فهو يضيق حيث ينبغي أن يتسع، ويتسع حيث ينبغي أن يضيق، وهكذا (اعكس تصب) هكذا نظامهم في الحياة اليومية مع الأسف، فالتشبه يكون بلبس البنطلون وليس بلبس السروال.
[جزء من محاضرة: (الغيبيات) للشيخ: محمد ناصر الدين الألباني]
قلت (ابومقبل): وبهذا يتبن لك اخي .. أن العلامة الألباني لايجوز لباس البنطال او السروال لكونه يصف العورة اولا و من قبيل التشبه بأهل الكفر و الضلال ثانيا .. وكلامه واضح كالشمس في رابعة النهار .. فمادام ان فيه نهي وتحذير وتشبه .. فدع ما يريبك إلى ما لا يريبك ..
الإمام عبد العزيز بن باز رحمه الله
السائل يقول: ما حكم لباس السراويل (البنطلون)؟ خاصة أن بعض من يلبسه ينكشف جزء من عورته، و ذلك وقت ركوعه و سجوده في الصلاة.
الجواب: إذا كان البنطلون -و هو السروال- ساترا ما بين السرة و الركبة للرجل، واسعا غير ضيق صحت فيه الصلاة، و الأفضل أن يكون فوقه قميص يستر ما بين السرة و الركبة، و ينزل عن ذلك إلى نصف الساق أو إلى الكعب لأن ذلك أكمل في الستر.
و الصلاة في الإزار الساتر أفضل من الصلاة في السراويل إن لم يكن فوقها قميص ساتر لأن الإزار أكمل سترا من السراويل.إهـ[من مجموع فتاوى و رسائل ابن باز]
ـــــــــــــــــــــــــ
قال الحافظ في "الفتح" (1/ 471):
"وعن أشهب - يعني المالكي - فيمن اقتصر على الصلاة في السراويل مع القدرة: يعيد في القوت إلا إن كان صفيقا. وعن بعض الحنفية يكره ".
وقال العيني في "عمدة القاري" (4/ 74):
" واختلف أصحاب مالك فيمن صلى في سراويل وهو قادر على الثياب؛
ففي (المدونة): لا يعيد في الوقت ولا في غيره.
وعن ابن القاسم مثله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/98)
وعن أشهب: عليه الإعادة في الوقت. وعنه: أن صلاته تامة إن كان ضيقا.
وأخرج أبو داود من حديث عبد الله بن بريدة عن أبيه قال نهى رسول الله أن يصلي في لحاف ولا يوشح به والآخر أن تصلي في سراويل ليس عليك رداء.
وبظاهره أخذ بعض أصحابنا، وقال تكره الصلاة في السراويل وحدها.
والصحيح: أنه إذا ستر عورته لا تكره الصلاة فيه ".
قال الحافظ ابن رجب في "فتح الباري" (3/ 89):
" وقد ورد النهي عن الصلاة في السراويل في حديث رواه الحسين بن وردان، عن أبي الزبير، عن جابر، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن نصلي في السراويل.
... خرجه الطبراني والعقيلي، وقال: لا يتابع حسين عليه، ولا يعرف إلا به.
... ولو صح لحمل على الاقتصار على السراويل في الصلاة مع تجريد المنكبين، يدل على ذلك: ما رواه أبو المنيب عبيد الله بن عبد الله العتكي، عن عبد عبد الله بن بريدة، عن أبيه، قال: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أن يصلى في لحاف لا يتوشح به، والآخر أن تصلي في سراويل ليس عليك رداء.
... خرجه أبو داود.
... وخرجه الطبراني والعقيلي، ولفظه: نهى أن يصلي الرجل في السراويل الواحد، ليس عليه شيء غيره.
... وخرجه ابن عدي، ولفظه: نهى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن ملبسين: أحدهما: المصلي في ثوب واحد لا يتوشح به، وأما الأخر: أن يصلي في سراويل ليس عليه رداء.
... وأبو المنيب، وثقه ابن معين وغيره. وقال البخاري: عنده مناكير، وقال ابن عدي: عندي أنه لا بأس به. وقال العقيلي في هذا الحديث -: لا يتابع عليه، ولا يعرف إلا به.
... وقد روى عن عمر، أنه كتب إلى بعض جنوده: إذا رجعتم من غزاتكم هذه فألقوا السراويل والأقبية، والبسوا الأزر والأردية.
... وهو محمول على أن لباس العرب المعهود بينهم أفضل من لباس العجم، فخشي على من رجع من بلاد العجم أن يستمروا على لباس العجم، فربما هجر لباس العرب بالكلية. ولهذا روي عنه أنه قال: إياكم وزي الأعاجم،
ويدل على هذا: أنه قد رخص في الصلاة في السراويل والأقبية، كما خرجه البخاري عنه "}}}}}}}}}}}.
ـــــــــــــــــــــــــ
منقول
http://www.misrsalaf.com/vb/showthread.php?t=3999
ـ[محمّد محمّد الزّواوي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 04:25 م]ـ
بَارَكَ اللهُ فِيْكَ يَا أَبَا مُحَمَّدٍ
شُكْرٌ مُتَأَخِّرٌ خَيْرٌ مِنْ لاَ شُكْر.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[30 - 08 - 07, 07:13 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى في شرحه لنظم الورقات عند الكلام على أفعال الرسول صلى الله عليه وسلم:
وأما فعله على سبيل العادة فكلام المؤلف يقتضي أنه مباح ولكن ينبغي ألا نقتصر على الإباحة فنقول: ما فعله على سبيل العادة فإنه مستحب لكن بالجنس لا بالعين
فمثلاً: اعتاد الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم أن يلبسوا إزاراً ورداءً وعمامةً في الغالب فكون الإنسان في ذلك الزمان يلبس الإزار والرداء والعمامة فهو أفضل لئلا يشذ الإنسان عن الناس ولئلا لباسه لباس شهرة 0
لكن لو أرد أحد أن يطبق ذلك الآن ويأتي إلى المسجد مثلاً لابساً إزاراً ورداء ً وعمامة ً فهذا ليس مستحباً بل يكون لباس شهرة ً والمستحب هو أن نلبس ما يلبسه الناس عندنا ما لم يكن فيه مخالفةً للشرع ولهذا كان الصحابة إذا فتحوا بلاداً لبسوا لباس أهلها لئلا يكون الإنسان متميزاً بلباسه في المجالس ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن لباس الشهرة(72/99)
هل يلزم صاحب السلس أن يجدد وضوءه لدخول الوقت؟!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 12 - 06, 08:02 م]ـ
السؤال: هل خروج الدم من البدن ينقض الوضوء؟
الجواب:
[لا، كل ما يخرج من البدن لا ينقض الوضوء إلا البول و الغائط , الدم والقيء والقيح ,وما يسميه النساء بالطهر الذي يسيل من فرج المرأة دائما , حتى أن بعض العلماء قال: إن سلس البول لا ينقض الوضوء أيضا , إذا تطهر الإنسان أول مرة ,فإنه لا ينتقض وضوؤه ما لم يحدث بحدث آخر , وعلل ذلك بأنه لا يستفيد من الوضوء، إذ أن الحدث دائم فلا فائدة من الوضوء , نعم لو انتقض وضوؤه بريح مثلا، وفيه سلس بول فهنا يجب عليه أن يتوضأ، وهذا القول ليس بعيدا عن الصواب، وكنت بالأول أرى أنه ينقض الوضوء , وأنه لا يجوز أن يتوضأ الإنسان للصلاة إلا بعد دخول وقتها , ولكن بعد أن راجعت أقوال العلماء واختلافاتهم , وقوة تعليل من علل بأن هذا الوضوء لا فائدة منه , إذ أن الحدث دائم , تراجعت عن قولي الأول، وهذا القول أرفق بالناس بلا شك ولاسيما بالنسبة للنساء , اللاتي يخرج منهن هذا السائل الدائم , ولا سيما في أيام الحج والعمرة عندما تذهب المرأة إلى المسجد من بعد المغرب تصلي إلى حين صلاة العشاء، إذا قلنا بانتقاض الوضوء، يعني لابد تجدد الوضوء بعد دخول الوقت، صار في هذا مشقة عظيمة لا سيما في أيام الزحام، ..
شيء فيه مشقة على المسلمين، والدليل فيه ليس بواضح، لا ينبغي للإنسان .. وقد قال الله تعالى {{يريد الله بكم اليسر}}، وقال {{ما جعل عليكم في الدين من حرج}}.، والظاهر أيضا أن الذي يصيب نساءنا اليوم هو ما يصيب النساء السابقات، ولم يبلغنا أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر النساء أن تتوضأ لوقت كل صلاة، غاية ما هنالك المستحاضة على خلاف في هذا، فإن مسلما – رحمه الله تعالى – أشار إلى أن قوله "توضئي لكل صلاة " لم يصح، ولهذا حذفها عمدا من الحديث، المهم الشيء المعتاد لا ينقض إلا البول والغائط فقط، والريح لأنه ثبت به الحديث ...
سائل: خروج الفاحش النجس؟
الشيخ: لا ينقض.
السائل: ما المقصود به؟!
الشيخ: الفاحش النجس: الدم والقيء، والصحيح أن دم الإنسان وقيء الإنسان طاهر لأنه ما في دليل على النجاسة، فالأصل الطهارة].
من لقاء الباب المفتوح ش " 214".الشيخ العلامة ابن عثيمين.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[19 - 12 - 06, 08:08 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وجزاك كل خير.
موضوع رائع قيم وهادف.
وفقك الله ورعاك وزاد من تقواك.
نفع الله بك ورفع قدرك ولا حرمك الأجر والثواب.
اللهم تقبل منا ومنك صالح الأعمال.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 07:55 م]ـ
وإياك أخي الحبيب.(72/100)
في بيان كبيرة هجر المساجد
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[19 - 12 - 06, 08:03 م]ـ
في بيان كبيرة هجر المساجد
لقد هجر الناس المساجد وكرهوا دخول بيوت الله؛ وأبغضوا الصلاة فيها واتخذوا المقاهي مواطن لجلوسهم وراحتهم ومسامراتهم وضياع أوقاتهم. وكما ينفقون في هذه الأماكن الوقت الطويل جدا فلا شك أنهم ينفقون أثناء هذه الجلسات أموالا كثيرة جدا: هم وأبناؤهم وأقاربهم في أشك الاحتياج إلى بعضها. لأنهم لا يرحبون إلا التافه القليل مع العناء الشديد؛ والإرهاق الطويل فهم مخطئون ولا كلام.
وأشد منهم خطأ وعيبا، المنتسبون للعلم والدين؛ إلا أن الجرم أشد، والذين أشنع وأفحش، علي من يزعمون أنهم محيوا السنة وناشرا لواها، ورافعوا رايتها وأعلامها، ويفخرون علي أهل الأرض جميعا يرون الفضل لهم والسيادة علي الناس كلهم؛ بإتباع القرآن والسنة.
هذا على أن مواظبتهم طول عمرهم على أداء المكتوبات في محال عملهم أو في البيوت لاشك أنها بدعة منكرة، وضلالة قبيحة. قال تعالى: {إنما يعمر مساجد الله من آمن بالله واليوم الآخر}.
وعن ابن مسعود قال:"من سره أن يلقى الله غدا مسلما فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن. فان الله تعالى شرع لنبيكم صلي الله عليه وسلم سنن الهدى، وأنهن من سنن الهدى. ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلى هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم. وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة؛ ويرفعه بها درجة، ويحط عنه سيئة. ولقد رأيتها وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق. ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى [أي يؤخذ بعضديه يمشي مستندا على رجلين إلي المسجد وذك لكبر سنه أو لمرضه] بين الرجلين حتى يقام الصف" رواه مسلم و أب داود و فيه" ولو تركتم سنة نبيكم لكفرتم".
و قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " لقد هممت أن آمر فتيتى فجمعوا لي حزما من حطب، ثم آتى قوما يصلون في بيوتهم ليست بهم علة فأحرقها عليهم" رواه مسلم و أبو داود و ابن ماجة و الترمذي.
وعن أبي هريرة قال:" أتي النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - رجل أعمى فقال: يا رسول الله ليس لي قائد يقودني إلي المسجد. فسأل رسول الله أن يرخص له يصلي في بيته. فرخص له، فلما ولى دعاه فقال: هل تسمع النداء؟ قال: نعم. قال: فأجب" رواه مسلم و النسائي.
وعن أبي الشعثاء المحاربي قال: " كنا قعودا في المسجد فأذن المؤذن فقام رجل من المسجد يمشي فأتبعه أبو هريرة بصره حتى خرج من المسجد فال أبو هريرة: أما هذا فقد عصى أبا القاسم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " رواه مسلم وغيره.
فليتق الله من لا يصلون إلا في بيوتهم. وهؤلاء الذين لا يون إلا في محال أعمالهم.
المصدر:
كتاب السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والسنن من تأليف محمد عبدالسلام خضرالشقيدي رحمه الله.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[19 - 12 - 06, 08:13 م]ـ
بارك الله بك أخي على هذا النقل الطيب.
ـ[ناصر أبو بدر]ــــــــ[19 - 12 - 06, 08:29 م]ـ
جزاك الله خيرا يا أخى الفاضل على هذا النقل الجميل، و لكن ماذا يفعل من هو بائع أو أجير يعمل فى محل أو شركة و لا يسمح له صاحب الشركة بالصلاة فى المسجد لأن تجارة صاحب العمل ستتعطل كما يزعم ...
للأسف هذا حال أغلب الشركات اليوم حتى الشركات الإسلامية فإن الصلاة تقام داخل الشركة.
أرجو من الإخوة التعقيب.(72/101)
للإخوة المصريين: ردوا على (القوي الفاجر)، اكتبوا على بريد الاهرام استنكاركم
ـ[أبو تراب]ــــــــ[19 - 12 - 06, 10:18 م]ـ
يبدو أن موجة الاستهتار بالمشاعر الإسلامية في مصر والاستهانة بمقدسات المسلمين لم تعد تتوقف على الصحف المشبوهة أو صاحبة الانتماءات الخارجية، وأن "لوثة" العدوان على أصحاب النبي الكريم صلى الله عليه وسلم قد انتقلت إلى الصحافة القومية، فقد فاجأت صحيفة الأهرام في عددها الصادر أول أمس الخميس 14 ديسمبر،صفحة الفكر الديني، رقم 29، قراءها ببذاءة جديدة موجهة إلى أصحاب النبي، حيث نشرت الصحيفة تحت عنوان " القوي الفاجر"، قصة مختلقة مكذوبة من كتب خصومات الفرق القديمة، تتهم الصحابي الجليل المغيرة بن شعبة بأنه "فاجر"، وأن هذا الوصف قد أطلقه عليه أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، عندما وصفه ـ حسب الأهرام ـ بأنه "القوي الفاجر" وزادت الصحيفة الطين بله باتهامها لأمير المؤمنين الفاروق عمر بأنه اختار "فاجرا" لكي يوليه أمور المسلمين في الكوفة، وكانت المصريون قد تلقت اتصالات أبدت شديد استياءها مما فعلته صحيفة الأهرام، معتبرة أن هذا السلوك فيه استهتار غير متصور من صحيفة قومية ينفق عليها من أموال المسلمين ثم هي تسبهم في حرماتهم الدينية ووتتطاول على الصحابة وتقوم بتشويه تراث المسلمين وشخصياتهم الشهيرة، وكانت صحيفة الغد الناطقة باسم حزب الغد، فصيل أيمن نور، قد نشرت ملفا سابقا في أحد أعدادها فيه اتهام مشابهة للصحابة وللمغيرة بن شعبة نفسه، وهو الأمر الذي هز المشاعر الدينية في مصر وأثار استياءا كبيرا وأدانه شيخ الأزهر وفضيلة مفتي الجمهورية ومراجع علمية وسياسية وفكرية عديدة، مما يجعل إقدام صحيفة الأهرام القومية على تكرار الجريمة أمرا مشيرا لأكثر من علامة استفهام، وجدير بالذكر أن المغيرة بن شعبة رضوان الله عليه هو أحد أعلام الصحابة الذين بايعوا النبي بيعة الرضوان الشهيرة، وهم الذين نزل فيهم قول الحق تعالى: " لقد رضي الله عن المؤمنين إذ يبايعونك تحت الشجرة فعلم ما في قلوبهم فأنزل السكينة عليهم وأثابهم فتحا قريبا" وهي منزلة لا يضاهيها سوى أصحاب بدر، كما أنه أحد أبطال المسلمين الذين خاضوا الغزوات والفتوحات الكبرى وفقد إحدى عينيه في سبيل الله، كما كان واليا في أكثر من دور من أدوار الخلافة، وكان من دهاة العرب على دينه وفضله ومكانته.
منقول
http://www.muslm.net/vb/showthread.php?t=192806(72/102)
هل ثبت رواية (تحياتي) قيل: هو قول العلامة ابن عثيمين رحمه الله تعالى.
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[19 - 12 - 06, 10:45 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .... وبعد
لقد ذكر أحد طلبة العلم بأنه جاءت رواية: (تحياتي) وهو منقول عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
فهل هذا صحيح وأين نجده ومن وافقه على ذلك
علماً المعروف والمشهور هو حديث ابن عبدالله بن مسعود رضي الله عنه
ففي الصحيحين من رواية الْأَعْمَشُ عَنْ شَقِيقِ بْنِ سَلَمَةَ قَالَ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ
كُنَّا إِذَا صَلَّيْنَا خَلْفَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قُلْنَا السَّلَامُ عَلَى جِبْرِيلَ وَمِيكَائِيلَ السَّلَامُ عَلَى فُلَانٍ وَفُلَانٍ فَالْتَفَتَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّلَامُ فَإِذَا صَلَّى أَحَدُكُمْ فَلْيَقُلْ التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ فَإِنَّكُمْ إِذَا قُلْتُمُوهَا أَصَابَتْ كُلَّ عَبْدٍ لِلَّهِ صَالِحٍ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ".
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[20 - 12 - 06, 04:29 م]ـ
للرفع،،،،،،،
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 12 - 06, 07:46 م]ـ
إن كان صاحبك يقصد ورود لفظ (تحياتي) في التشهد ... فالله أعلم، وإن كنت تقصد رأي الشيخ رحمه الله في التحية بقول (تحياتي)، فدونك هذا الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=23393&highlight=%CA%CD%ED%C7%CA%ED+%DA%CB%ED%E3%ED%E4
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[20 - 12 - 06, 10:08 م]ـ
جزاك الله خيرا يا شيخنا المسيطير،،،،،،،(72/103)
هل يصح الزواج بدون ولي للمرأه
ـ[احمد التويجري]ــــــــ[20 - 12 - 06, 02:19 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
الاخوه الكرام
هل يصح الزواج بدون ولي للمرأه التي تتعدى ال 25 ربيعا
ارجو التكرم بالايضاح الشامل
شاكر و مقدر
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 04:35 م]ـ
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (ايما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل باطل باطل.)
كررها ثلاث مرات
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[20 - 12 - 06, 05:03 م]ـ
العنوان هل لي أن أزوِّج نفسي؟!
المجيب د. نايف بن أحمد الحمد
القاضي بمحكمة رماح
التصنيف
التاريخ 11/ 05/1427هـ
السؤال
أبلغ من العمر أربعين سنة، أرملة وعندي ثلاثة أبناء أكبرهم عنده ست عشرة سنة. توفي زوجي قبل سبع سنوات. بعد هذه المرحلة خوفا من الوقوع في الفاحشة! أردت الزواج فتقدم رجل لخطبتي، فكان الرفض من الوالدين بدعوى أنني أم.
هل بإمكاني أن أزوج نفسي بدون حضور والدي! وبحضور الشهود فقط؟
الجواب
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
فقد ذهب جمهور العلماء إلى أن الولي من شروط صحة النكاح، فإذا زوجت المرأة نفسها مع وجود ولي لها فنكاحها باطل، ويلزمها تجديد العقد، مستدلين بأدلة منها قوله –صلى الله عليه وسلم-: "لا نكاح إلا بولي" رواه أحمد (8697)، وأبو داود (2085)، والترمذي (1101) من حديث أبي موسى الأشعري –رضي الله عنه-، ورواه الحاكم (2/ 185) من طرق كثيرة، وقال: "وقد صحت الرواية فيه عن أزواج النبي –صلى الله عليه وسلم- عائشة، وأم سلمة، وزينب بنت جحش، رضي الله عنهن جميعا –وقال قبل ذلك-: وفي الباب عن علي وابن عباس ومعاذ بن جبل .. "ثم سرد تمام ثلاثين صحابياً، انظر: التلخيص الحبير (3/ 156).
لذا فالواجب عليك أختي الكريمة أن لا تزوجي نفسك فتقعي فيما لا تحمد عقباه، والواجب على والدك إذا تقدم لك من ترضين خلقه ودينه، أن يزوجك، فإن امتنع ورفض انتقلت الولاية إلى من يليه من الأولياء كجدك، فإن لم يوجد، زَوَّجَكِ أحد إخوتك، ثم من يليه، فإن امتنع الجميع انتقلت الولاية إلى القاضي، فعليك بالتقدم إلى المحكمة الشرعية في بلدك، ورفع ذلك لتجري المحكمة ما يقتضيه الوجه الشرعي من إتمام النكاح.
فعن عائشة –رضي الله عنها- قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أيما امرأة نكحت بغير إذن مواليها فنكاحها باطل –ثلاث مرات- فإن دخل بها فالمهر لها بما أصاب منها، فإن تشاجروا فالسلطان ولي من لا ولي له" رواه أحمد (4250) وأبو داود (2083) وابن ماجه (1879) وصححه أبو عوانة، وابن خزيمة، وابن حبان (4074)، والحاكم (2/ 182)، قال ابن كثير: وصححه ابن معين، وغيره من الحافظ. سبل السلام (3/ 118)، وانظر فتح الباري (9/ 191).
فإن كنت في بلد ليس فيه قاض شرعي تولى ذلك من رضيه المسلمون للقيام بذلك، كإمام الجامع، أو رئيس المركز الإسلامي، وليس لك أن تزوجي نفسك، ولتعلمي أختي الكريمة أنه لو تم النكاح على الصفة التي ذكرتيها فسيترتب على ذلك من المشاكل ما لا يعلمه إلا الله تعالى والله تعالى، أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=104338
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[20 - 12 - 06, 06:09 م]ـ
الحمد لله
أولاً: لا يحل لرجل أن يتزوج امرأة من غير إذن وليها بكراً كانت أم ثيباً وذلك قول جمهور العلماء منهم الشافعي ومالك وأحمد مستدلين بأدلة منها:
قوله تعالى: {فلا تعضلوهن أن ينكحن أزواجهن}.
وقوله تعالى: {ولا تُنكحوا المشركين حتى يؤمنوا}.
وقوله تعالى: {وأنكحوا الأيامى منكم}.
ووجه الدلالة من الآيات واضح في اشتراط الولي في النكاح حيث خاطبه الله تعالى بعقد نكاح موليته، ولو كان الأمر لها دونه لما احتيج لخطابه.
ومن فقه الإمام البخاري رحمه الله أنه بوَّب على هذه الآيات قوله: " باب من قال " لا نكاح إلا بولي ".
وعن أبي موسى قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: " لا نكاح إلا بولي ".
رواه الترمذي (1101) وأبو داود (2085) وابن ماجه (1881).
والحديث: صححه الشيخ الألباني رحمه الله في " صحيح الترمذي " (1/ 318).
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " أيما امرأة نكحت بغير إذن وليها فنكاحها باطل فنكاحها باطل، فنكاحها باطل، فإن دخل بها فلها المهر بما استحل من فرجها، فإن اشتجروا فالسلطان ولي من لا ولي له.
رواه الترمذي (1102) وأبو داود (2083) وابن ماجه (1879).
وصححه الألباني في إرواء الغليل (1840).
(اشتجروا): أي تنازعوا
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[20 - 12 - 06, 06:10 م]ـ
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
وإذا تعذر من له ولاية النكاح انتقلت الولاية إلى أصلح من يوجد ممن له نوع ولاية في غير النكاح كرئيس القرية وأمير القافلة ونحوه. الإختيارات (ص: 350).
وقال ابن قدامة: فإن لم يوجد للمرأة ولي ولا سلطان فعن أحمد ما يدل على أنه يزوجها رجل عدل بإذنها. المغني (9/ 362).
وقال الشيخ عمر الأشقر:
إذا زال سلطان المسلمين أو كانت المرأة في موضع ليس فيه للمسلمين سلطان ولا ولي لها مطلقا كالمسلمين في أمريكا وغيرها فإن كان يوجد في تلك البلاد مؤسسات إسلامية تقوم على رعاية شؤون المسلمين فإنها تقوم بتزويجها، وكذلك إن وجد للمسلمين أمير مطاع أو مسؤول يرعى شؤونهم. " الواضح في شرح قانون الأحوال الشخصية الأردني " (ص 70).
الإسلام سؤال و جواب بتصرف يسير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/104)
ـ[المعلمي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 02:26 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث " لا نكاح إلا بولي " مختلف في وصله وإرساله فقد رواه سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرسلا ووصله إسرائيل ويونس وشريك وغيرهم عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
فلعل أبا إسحاق رواه مرة موصولا ومرة مرسلا، وهذا لا يؤمن لأنه تغير بآخره ...
وقيل أن أتقن أصحاب أبي إسحاق " الثوري " وقيل شعبة والثوري، وقيل إسرائيل ..
وهناك من يجمع بينهما بأنها زيادة من ثقة ويغلّب رواية إسرائيل في الوصل للحديث ومن وافقه على رواية من أوقفه ..
وقيل أن سماع الثوري وشعبة لهذا الحديث في مجلس واحد، وسماع غيرهما متفرق ورجح رواية إسرائيل ومن وافقه عن جده ..
وهناك أحاديث أخرى كحديث الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَإِنْ دَخَلَ بِهَا فَلَهَا الْمَهْرُ بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا فَإِنْ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ "
وقيل أن ابن جريج سأل الزهري عنه فأنكره ومذهبه كما رواه ابن أبي شيبة في المصنف جواز النكاح من الكفؤ بغير ولي!!
وبعض أهل العلم ينكر صحة هذه الحكاية عن ابن جريج، وبعضهم يرجح نسيان الزهري لهذا الحديث.
وهذان الحديثان هما العمدة في التحريم ..
وما بقي من أحاديث فإنها لا تصح مرفوعة عند محققي أهل الحديث، وأكثرها موقوف ..
قال الإمام القرطبي في التفسير " وقد كان الزهري والشعبى يقولان: إذا زوجت المرأة نفسها كفؤا بشاهدين فذلك نكاح جائز.
وكذلك كان أبو حنيفة يقول: إذا زوجت المرأة نفسها كفؤا بشاهدين فذلك نكاح جائز، وهو قول زفر.
وإن زوجت نفسها غير كف ء فالنكاح جائز، وللاولياء أن يفرقوا بينهما".
وقال في موضع آخر " وقال الاوزاعي: إذا ولت أمرها رجلا فزوجها كفؤا فالنكاح جائز، وليس للولى أن يفرق بينهما، إلا أن تكون عربية تزوجت مولى، وهذا نحو مذهب مالك على ما يأتي."
وقال في موضع آخر " وحمل القائلون بمذهب الزهري وأبى حنيفة والشعبى قوله
عليه السلام: " لا نكاح إلا بولي " على الكمال لا على الوجوب، كما قال عليه السلام: " لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد " و " لا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة ".
وأما عمل الصحابة والأئمة من بعدهم والمحدثين فهو لا نكاح إلا بولي ..
وما قصدنا من جمع الأقوال في هذا الموضع إلا لبعث روح الخلاف ليس أكثر ..
وبعض الأقوال تكون خارجة عن نصوص الشرع ولكن يحتاج إليها في بعض الأزمان أو الأمكنة كما في ديار الكفر لأنه لا ولي للمرأة التي تسلم وأبواها كافرين أو عشيرتها وأقاربها وكذلك السلطان والحاكم بل ولا توجد مساجد ولا جالية مسلمة في بعض المدن أو البلدان ..
ـ[سيد العدوى]ــــــــ[08 - 01 - 08, 01:46 ص]ـ
السلام عليكم
قرات فى هذا
كلام الاخ المعلمى هو اخر كلام بيقول
بسم الله الرحمن الرحيم
حديث " لا نكاح إلا بولي " مختلف في وصله وإرساله فقد رواه سفيان الثوري وشعبة بن الحجاج عن أبي إسحاق عن أبي بردة مرسلا ووصله إسرائيل ويونس وشريك وغيرهم عن أبي إسحاق عن أبي بردة عن أبي موسى عن النبي صلى الله عليه وسلم ..
فلعل أبا إسحاق رواه مرة موصولا ومرة مرسلا، وهذا لا يؤمن لأنه تغير بآخره ...
وقيل أن أتقن أصحاب أبي إسحاق " الثوري " وقيل شعبة والثوري، وقيل إسرائيل ..
وهناك من يجمع بينهما بأنها زيادة من ثقة ويغلّب رواية إسرائيل في الوصل للحديث ومن وافقه على رواية من أوقفه ..
وقيل أن سماع الثوري وشعبة لهذا الحديث في مجلس واحد، وسماع غيرهما متفرق ورجح رواية إسرائيل ومن وافقه عن جده ..
وهناك أحاديث أخرى كحديث الزهري عن عروة عن عائشة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بلفظ " أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ أَيُّمَا امْرَأَةٍ نَكَحَتْ بِغَيْرِ إِذْنِ وَلِيِّهَا فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَنِكَاحُهَا بَاطِلٌ فَإِنْ دَخَلَ بِهَا فَلَهَا الْمَهْرُ بِمَا اسْتَحَلَّ مِنْ فَرْجِهَا فَإِنْ اشْتَجَرُوا فَالسُّلْطَانُ وَلِيُّ مَنْ لَا وَلِيَّ لَهُ "
وقيل أن ابن جريج سأل الزهري عنه فأنكره ومذهبه كما رواه ابن أبي شيبة في المصنف جواز النكاح من الكفؤ بغير ولي!!
وبعض أهل العلم ينكر صحة هذه الحكاية عن ابن جريج، وبعضهم يرجح نسيان الزهري لهذا الحديث.
وهذان الحديثان هما العمدة في التحريم ..
وما بقي من أحاديث فإنها لا تصح مرفوعة عند محققي أهل الحديث، وأكثرها موقوف ..
قال الإمام القرطبي في التفسير " وقد كان الزهري والشعبى يقولان: إذا زوجت المرأة نفسها كفؤا بشاهدين فذلك نكاح جائز.
وكذلك كان أبو حنيفة يقول: إذا زوجت المرأة نفسها كفؤا بشاهدين فذلك نكاح جائز، وهو قول زفر.
وإن زوجت نفسها غير كف ء فالنكاح جائز، وللاولياء أن يفرقوا بينهما".
وقال في موضع آخر " وقال الاوزاعي: إذا ولت أمرها رجلا فزوجها كفؤا فالنكاح جائز، وليس للولى أن يفرق بينهما، إلا أن تكون عربية تزوجت مولى، وهذا نحو مذهب مالك على ما يأتي."
وقال في موضع آخر " وحمل القائلون بمذهب الزهري وأبى حنيفة والشعبى قوله
عليه السلام: " لا نكاح إلا بولي " على الكمال لا على الوجوب، كما قال عليه السلام: " لا صلاة لجار المسجد إلا في المسجد " و " لا حظ في الاسلام لمن ترك الصلاة ".
وأما عمل الصحابة والأئمة من بعدهم والمحدثين فهو لا نكاح إلا بولي ..
وما قصدنا من جمع الأقوال في هذا الموضع إلا لبعث روح الخلاف ليس أكثر ..
وبعض الأقوال تكون خارجة عن نصوص الشرع ولكن يحتاج إليها في بعض الأزمان أو الأمكنة كما في ديار الكفر لأنه لا ولي للمرأة التي تسلم وأبواها كافرين أو عشيرتها وأقاربها وكذلك السلطان والحاكم بل ولا توجد مساجد ولا جالية مسلمة في بعض المدن أو البلدان ..
هل كلامه صحيح؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/105)
ـ[سيد العدوى]ــــــــ[08 - 01 - 08, 01:57 ص]ـ
وقولكم فى كلام الشيخ الحبيب ابن العثيمين
http://www.islamway.com/?iw_s=Article&iw_a=view&article_id=510
الولي: فلا يصح النكاح بدون ولي، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا نكاح إلا بولي»، فلو زوجت المرأة نفسها، فنكاحها باطل سواء باشرت العقد بنفسها أم وكلت فيه.
الولي: هو البالغ العاقل الرشيد من عصباتها، مثل الأب، والجد من قبل الأب، والابن، وابن الابن، وإن نزل، والأخ الشقيق، والأخ من الأب، والعم الشقيق، والعم من الأب، وأبناءهم الأقرب فالأقرب.
ولا ولاية للأخوة من الأم، ولا لأبنائهم، ولا لأبي الأم والأخوال، لأنهم غير عصبة.
وإذا كان لا بد في النكاح من الولي، فإنه يجب على الولي اختيار الأكفاء الأمثل فالأمثل إذا تعدد الخطاب، فإن خطبها واحد فقط، وهو كفء ورضيت، فإنه عليه أن يزوجها به.
وهنا نقف قليلا لنعرف مدى المسئولية الكبيرة التي يتحملها الولي بالنسبة إلى من ولاه الله عليها، فهي أمانة عنده يجب عليه رعايتها ووضعها في محلها، ولا يحل له احتكارها لأغراضه الشخصية، أو تزويجها بغير كفئها من أجل طمع فيما يدفع إليه، فإن هذا من الخيانة، وقد قال الله- تعالى-: {يا أيها الذين آمنوا لا تخونوا الله والرسول وتخونوا أماناتكم وأنتم تعلمون} [الأنفال: 27].
وقال- تعالى-: {إن الله لا يحب كل خوان كفور} [الحج: 38]. وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «كلكم راع، وكلكم مسئول عن رعيته»
وترى بعض الناس تخطب منه ابنته يخطبها كفء، ثم يرده ويرد آخر، وآخر. ومن كان كذلك فإن ولايته تسقط، ويزوجها غيره من الأولياء الأقرب فالأقرب.
ـ[محمد الأمين]ــــــــ[08 - 01 - 08, 04:48 ص]ـ
كلام المعلمي صحيح
أخرج أبو داود والترمذي وغيرهم بإسنادٍ صحيحٍ متصل عن أبي موسى الأشعري t أن رسول الله r قال: «لا نكاح إلا بولي». وهذا صححه البخاري، وأحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، والذّهلي، وابن حبان، والحاكم، والبيهقي، وغيرهم. وذكر البعض بأنه على شرط البخاري ومسلم.
وقد أسرف بعض فقهاء الحنفية المتأخرين في تضعيف هذا الحديث بالإرسال، رغم أن إمامهم أبا حنيفة قد رواه موصولاً عن أبي إسحاق. وقد احتج به صاحبه محمد بن الحسن الشيباني، ولم نجد أحداً من متقدميهم ضعفه. على أن متأخريهم يزعمون أن الحديث المرسل حجة عندهم. فهو حجة عندهم كيفما روي.
وروى ابن جريج عن سليمان بن موسى الأموي عن الزهري عن عروة عن عائشة قالت: قال رسول الله r: « أيما امرأة نكحت بغير إذن مواليها فنكاحها باطل. ثلاث مرات. فإن دخل بها فالمهر لها بما أصاب منها. فإن تشاجروا، فالسلطان ولي من لا ولي له». سليمان بن موسى: وثقه بعضهم، ووثقه ابن معين عن الزهري. لكن قال عنه أبو حاتم: «في حديثه بعض الاضطراب». وقال البخاري: «عنده مناكير». وقال النسائي: «ليس بالقوي في الحديث». وقال ابن حجر: «فيه لين». فتفرد هذا بالرواية عن الزهري غير مقبول أبداً. فأين ذهب أصحاب الزهري الثقات في حديثٍ من أهمّ الأحاديث التي تُروى في النكاح والتي يحتاج إليها الناس؟ عدا أن سماعه من الزهري –لهذا الحديث– فيه خلاف.
وقيل أنه لم يتفرد، بل تابعه حجاج بن أرطأة، لكنه ضعيف مدلس ولم ير الزهري أصلاً باعترافه، كما في التهذيب. وتابعه جعفر بن ربيعة، لكن قال عنه أبو داود: «لم يسمع من الزهري». فرجع الحديث إلى ابن موسى! ولذلك اكتفى الترمذي بتحسينه، وهذا دلالة ضعف سنده. وقد صح عن الزهري وعن أمنا عائشة t خلاف ذلك، أي إجازة النكاح بغير رضى الولي.
وقد صح إجازة النكاح بغير رضى الولي عن عدد من الصحابة والتابعين.
وخلاصة القول في هذا الموضوع: أنه لا خلاف بين العلماء في إجبار البكر الصغيرة (إلا عند ابن شبرمة)، ولا خلاف بينهم في عدم إجبار الثيب الكبيرة (إلا عند الحسن)، واختلفوا في غير ذلك اختلافاً بيناً. وأصح الأقوال أنه يجوز تزويج الصغيرة من قبل أقرب العصبة لها، من غير أخذ رأيها، لكن لا يجوز الدخول بها حتى البلوغ، حيث تخيّر، فإن قبلت جاز للزوج الدخول بها، وإلا كان ذلك طلاقاً. ولا يجوز إجبار الكبيرة على الزواج من أحد (بكراً كانت أم ثيباً). ولا تتولى بنفسها إنشاء العقد، ولكن توكل رجلاً. ولا يشترط موافقة أقرب العصبة لها إن زوجت نفسها كفء (والكفاءة تكون في الدين فقط، لا في اللون ولا في العرق ولا في المال). فإن لم يكن كفأً لها، كان لا بد من موافقة أقرب العصبة لها. فإن اشتجروا رفعوا أمرهم إلى السلطان. ومن يتوكل على الله فهو حَسبُه.
ـ[عبد الحميد الفيومي]ــــــــ[10 - 01 - 08, 12:21 ص]ـ
أمتعونا بالمزيد بارك الله فيكم(72/106)
قال ابن عباس: إذا رميت الجمار فبت حيث شئت
ـ[أبو صهيب الشامي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 03:58 م]ـ
عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ: إذَا رَمَيْت الْجَمْرَةَ فَبِتْ حَيْثُ شِئْت.
هذا الأثر عن ابن عباس رواه ابن أبي شيبة في مصنفه (4/ 384) فقال: حدثنا زيد بن الحباب، قال: أخبرنا إبراهيم بن نافع، قال: أخبرنا عمرو بن دينار، عن عكرمة، عن ابن عباس قال: إذا رميت الجمار فبث حيث شئت.
وهذا إسناد صحيح، ورجاله ثقات.
وهو يدل على أن حبر الأمة عبد الله بن عباس لا يرى وجوب المبيت بمنى ليالي التشريق.
وهو ما يراه جمع من أهل العلم منهم الإمام أبو حنيفة، وهو رِوَايَة عَنْ أَحْمَد، وأحد أقوال الإمام الشافعي، وهو قول ابن حزم الظاهري.
وليس مع من قال بوجوب المبيت بمنى دليل صريح في الوجوب، وقصارى ما استدلوا به هو ترخيص النبي للعباس في المبيت بمكة.
روى البخاري (1634) ومسلم (1315) عَنْ ابْنِ عُمَرَ أَنَّ الْعَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ لَيَالِي مِنًى مِنْ أَجْلِ سِقَايَتِهِ فَأَذِنَ لَهُ.
ولفظ أحمد (4677): (أَنَّ الْعَبَّاسَ اسْتَأْذَنَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي أَنْ يَبِيتَ بِمَكَّةَ أَيَّامَ مِنًي مِنْ أَجْلِ السِّقَايَةِ فَرَخَّصَ لَهُ)
قال الحافظ ابن حجر: وَفِي الْحَدِيث دَلِيل عَلَى وُجُوب الْمَبِيت بِمِنًى وَأَنَّهُ مِنْ مَنَاسِك الْحَجّ لِأَنَّ التَّعْبِير بِالرُّخْصَةِ يَقْتَضِي أَنَّ مُقَابِلهَا عَزِيمَة وَأَنَّ الْإِذْن وَقَعَ لِلْعِلَّةِ الْمَذْكُورَة , وَإِذَا لَمْ تُوجَد أَوْ مَا فِي مَعْنَاهَا لَمْ يَحْصُل الْإِذْن , وَبِالْوُجُوبِ قَالَ الْجُمْهُور.
وقد أجاب ابن حزم عن هذا الاستدلال فقال:
فان قيل: إن إذنه للرعاء وترخيصه لهم، وإذنه للعباس ذليل على أن غيرهم بخلافهم.
قلنا: لا، وإنما كان يكون هذا لو تقدم منه عليه السلام أمر بالمبيت والرمى، فكان يكون هؤلاء مستثنين من سائر من أمروا، وأما إذا لم يتقدم منه أمر عليه السلام فنحن ندرى أن هؤلاء مأذون لهم، وليس غيرهم مأمورا بذلك ولا منهيا، فهم على الاباحة. المحلى (7/ 184)
وقد روى ابن أبي شسيبة عن ابن عباس ما يدل على أنه يرى وجوب المبيت، فقال ابن أبي شيبة في المصنف (4/ 383): حدثنا ابن فضيل عن ليث عن عطاء عن ابن عباس أنه قال: لا يبيتن أحد من وراء العقبة ليلا بمنى أيام التشريق.
ولكن هذا الإسناد فيه: ليث بن أبي سليم، قال عنه الحافظ: صدوق اختلط جدا ولم يتميز حديثه فترك.
ـ[أبو صهيب الشامي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 06:57 م]ـ
قال الشيخ سلمان العودة في رسالته " افعل ولا حرج " صـ 98:
(ومن الرخصة ما يتعلق بالمبيت بمنى، وقد فعله النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضي الله عنهما، وكان جماعة من فقهاء الصحابة يرون وجوب المبيت بمنى ليالي التشريق على مَن قدر على ذلك، ووجد مكانا يليق بمثله، وهو قول الجمهور.
لكن دلت الأدلة على سقوط المبيت عمن لم يجد مكاناً يليق به، وليس عليه شيء, وله أن يبيت حيث شاء في مكة أو المزدلفة أو العزيزية أو غيرها، ولا يلزمه المبيت حيث انتهت الخيام بمنى.
وليست الطرقات والممرات بين الخيام وأمام دورات المياه والأرصفة وشعف الجبال مكاناً صالحاً لمبيت الآدميين مبيتاً يتناسب مع روح هذه العبادة العظيمة.
ومما يدل عل ذلك حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: استأذن العباس رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أن يبيت بمكة ليالي منى من أجل السقاية فأذن له. رواه البخاري ومسلم.
وإذا ثبتت الرخصة في ترك المبيت بمنى لأهل السقاية وهم يجدون مكاناً للمبيت بمنى، فمن باب أولى أنْ تثبت لمن لم يجد بمنى مكاناً يليق به، ومن ذلك أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أرخص لرعاء الإبل في البيتوتة خارجين عن منى، يرمون يوم النحر، ثم يرمون الغد ومن بعد الغد ليومين، ثم يرمون يوم النفر. أخرجه مالك وأحمد وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه.
والذي لا يجد مكاناً يصلح للمبيت بمنى أولى بالرخصة من رعاة الإبل، وهذا ظاهر.
وهذا ابن عباس– رضي الله عنهما - يفتي الحجيج بأنه إذا كان للرجل متاعٌ بمكة يخشى عليه الضيعة إنْ بات بمنى، فلا بأس أن يبيت عنده بمكة. أخرجه سعيد بن منصور في سننه، وغيره).
ـ[فيصل عوض]ــــــــ[24 - 12 - 06, 11:25 م]ـ
سبحان الله فى هذه الشعيرة العظيمة اصبحنا نسمع فتاوى كانت فى السابق عندنا من المسلمات لكن الآن نسمع فيها من الرخصة التى تخفف على عباد الله 0
لذلك انصح نفسى وإخوانى الا نستعجل فى الفتوى بامور الحج ولا نحرج على عباد الله ما فيه سعة لهم ولا دليل صريح عليه 0
بارك الله فيكم على هذا النقل الجميل(72/107)
الطواف أنواعه وأحكامه
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 04:10 م]ـ
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_article_main.cfm?id=1843
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 07:43 ص]ـ
بارك الله بك أخي الماوردي، فإن البحث طيب، ولا شك أن فيه مسائل تحتمل النظر.(72/108)
زكاة مكافأة نهاية الخدمةد: عبد الستار أبو غدة
ـ[أبو أحمد العجمي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 04:15 م]ـ
المقدمة
الحمد لله، والصلاة والسلم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وبعد، فإن من القضايا المعاصرة التي لها مساس بتطبيق أحكام الزكاة في مجال أوعية الوجوب (جمع الزكاة) مكافأة نهاية الخدمة والراتب (أو المعاش) التقاعدي، الذي أدرج في موضوعات الندوة الخامسة لقضايا الزكاة المعاصرة.
ولا شك أن تسليط الضوء على هذا الموضوع يقدم حلولاً تتيح الوصول بعد المناقشة إلي رأي فقهي مختار ينتهي إليه الموظفون في دواوين الحكومة والعاملون في القطاع الخاص،. ويحسم الجدل والتساؤل الكثير حول هذين العنصرين من العناصر المالية المندرجين في (زكاة النقود) أو (الديون) بعد تحقق شروط الوجوب وانتفاء الموانع.
ومن الجدير بالإشارة أن هذا الموضوع لم يحظ ببيانات ذات بال في الكتب الكثيرة المصنفة في الزكاة حتى أن كتاب فقه الزكاة ـ مع أنه الكتاب الذي يسعف الباحثين في مسائلها بوضع أرضية وافية لموضوعات الزكاة ـ لم يرد فيه من مكافأة نهاية الخدمة إلا بضعة أسطر تناولت الإشارة إلي طبيعة مكافآت الموظفين متبوعة برأي الإسناد الدكتور يوسف القرضاوي فيها بعبارة وجيزة أفصحت عن رأيه في الموضوع ثم تابعه فيها كثيرون ممن كتبوا في الزكاة دون إضافة المزيد في التوضيح أو الرأي، بل أوردها بعضهم دون أن يعزوها إليه ولم يرد فيه عن زكاة المعاش التقاعدي أي بيان.
ومن الجدير بالإشارة أن هذا الموضوع لم يحظ ببيانات ذات بال في الكتب الكثيرة المصنفة في الزكاة حتى أن كتاب فقه الزكاة ـ مع أنه الكتاب الذي يسعف الباحثين في مسائلها بوضع أرضية وافية لموضوعات الزكاة ـ لم يرد فيه من مكافأة نهاية الخدمة إلا بضعة أسطر تناولت الإشارة إلي طبيعة مكافآت الموظفين
والله أسأل أن يهدينا لما اختلف من الحق بإذنه وأن يوفق الهيئة الشرعية العالمية للزكاة وكل المهتمين بالتنظير لفريضة الزكاة إلى مواصلة الجهد في تحقيق أهداف الهيئة وهو الهادي إلى سواء السبيل.
تمهيد
إن الإلزام الرسمي ـ أو الالتزام الطوعي الثابت ـ بأداء مكافأة نهاية الخدمة والراتب التقاعدي للموظفين والعاملين ويستلزم أن تكون لهما مخصصات لدي المؤسسات الملزمة بها. ولهذا تثور مسألتان للنظر في علاقة مكافأة نهاية الخدمة والراتب التقاعدي بالزكاة.
أحدهما: علاقة المؤسسة بالمبالغ المخصصة لنهاية الخدمة والراتب التقاعدي للعاملين فيها.
الثانية: علاقة العاملين لدي المؤسسة بمكافأة نهاية الخدمة والراتب التعاقدي وهذه العلاقة الثانية تنشطر إلي مرحلتين هما:
أ ـ منذ ابتداء الخدمة إلى آخر مدتها، أي قبل تسلم (المكافأة) أو صرف (الراتب التقاعدي).
ب ـ عقب انتهاء الخدمة أو قبض مكافأتها،. أو بعد الشروع في صرف الراتب التقاعدي وسوف يتم تناول كل من المكافأة والراتب علي حده، بعد التعريف بكل منهما وبيان التكييف القانوني والشرعي لهما وسبب الفصل بين هذين العنصرين الماليين ـ وبالرغم من التشابه بينهما ـ هو اختلاف الأسباب المؤثرة عليهما من حيث الحرمان أو السقوط أو إمكانية التصرف زيادة ونقصا وتعجيلاً … كما أن الأهمية الاجتماعية لهما متفاوتة، فالراتب التقاعدي يحظى بعناية خاصة لأنه يؤثر مباشرة على أسرة الموظف أو العامل فضلاً عن أن بعض الأنظمة أدرجته في صور الضمان الاجتماعي الذي يشمل شتي مواطني الدولة.
على أن هناك تماثلاً في بعض الأحكام بين المكافأة والراتب التقاعدي تقتضي توحيد الكلام عنهما أحياناً.
تعريف مكافأة نهاية الخدمة وتكييفها والشرعي.
تعريف مكافأة نهاية الخدمة يجدر تعريف أجراء هذا المصطلح (مكافأة نهاية الخدمة) قبل بيان المراد منه.
فالخدمة هي الوظيفة أو العمل وهما السبب لثبوت المكافأة.
والمكافأة لغة الجزاء بنظير العمل.
والمراد بنهاية الخدمة - أو ترك الخدمة - الانقطاع عن العقد أو الارتباط الوظيفي والتوقف عن تقديم العاملين المهام المتعاقد على أدائها، سواء كانت الخدمة لدى جهة حكومية أو جهات خاصة أو أفراد، وانتهاء الخدمة هو الشرط للحصول على المكافأة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/109)
وأما تعريف هذا المركب (مكافأة نهاية الخدمة) فهو أنها المبالغ المستحقة لمنسوبي المنشأة عند تركهم الخدمة، نظير الخدمات التي حصلت عليها المنشأة منهم خلال مدة الخدمة. وذلك وفقاً لمتطلبات نظامية، أو نتيجة التزام طوعي من المنشأة (1)
مناقشة ما طرح في تكييف المكافأة الخدمية هناك عدة احتمالات يمكن أن تتطرق في تكييف المكافأة الخدمية (وهل هي دين للموظف أو استحقاق معلق؟) وهي:
أ - أن تكون جزءاً من الأجرة باعتبار ما، وعليه تكون ديناً للعامل على صاحب العمل.
ب - أن تكون علاوة تشجيعية معلقة على بعض الاشتراكات فتكون استحقاقاً لا يثبت إلا بتحققها ..
ج - أن تكون نوعاً من التعويض يقدمه صاحب العمل إلى العامل عند ترك الخدمة لما قد يلحقه من ضرر بذلك.
د - أن تكون التزاماً من صاحب العمل بالتبرع - أو إلزاماً من ولي الأمر - مع تعليقه على تحقق بعض الأمور على هذا الاحتمال أيضاً تكون استحقاقاً للعامل لا يثبت إلا بتحقق ما علق عليه.
وفيما يلي مناقشة هذه الاحتمالات:
أ - اعتبار المكافأة الخدمية من أجرة العامل:
لا يستقيم القول بأن المبالغ التي يقبضها الشخص عند نهاية خدمته الوظيفية هي من قبيل الأجر عن عمله، لأنه يقبضها بعد أن يتوقف عن العمل فعلياً، والاستخدام بأجر يقع فيه التقابل التام بين المنفعة المقدمة والأجرة المستحقة، وقد جاءت الشبهة من احتساب صاحب العمل لا بشكل مواكب لمدة العمل. ومن اشتمال مبلغها على نسبة تقتطع تدريجياً من أجر العامل وأما نهايتها فهي شرط الحصول عليها.
قد يقال: إن هناك تقابلاً عقدياً بين المكافأة وبين الخدمة ولكنه ليس بمعيار زمني بالربط بين أجزاء مدة الاستخدام وما يقابلها من جزاء مادي، وإنما هو ربط إجمالي، فالمكافأة المستحقة هي عن الخدمة من حيث هي ويشبه ذلك ما لو عقدت إجارة لعدة سنوات مثلاً واتفق على أن تكون الأجرة مكونة من عنصرين: أحدهما مقسط على أجزاء من مدة الإجارة والآخر على جملة المدة وما كان من هذا القبيل بل الأجرة المقسطة ونفسها يمكن تعجيلها أو تأجيلها،.وهي هنا مؤجلة.
والجواب عن هذا الإيراد أن التكامل ليس قائماً لأن المكافأة الخدمية ليست لها خصائص الأجر المستحق بمجرد أداء العمل وذلك لأنها لا تستحق دائماً فقد يطرأ عليها أحد الأسباب المستحقة التي ستأتي الإشارة إليها، ثم هي غير معلومة والأجرة ـ بأي صورة كانت ـ لابد أن تكون معلومة لحديث " من استأجر أجيراً فليعلمه أجره ".
يقول الدكتور طلبه وهبة خطاب: " لا نعتقد أن مكافأة نهاية لخدمة تعد أجرا إضافيا، إذ لو كانت كذلك لاستحقها العامل في جميع الحالات عند انتهاء العقد، ومعروف أن هناك حالات يحرم العامل فيها من المكافأة. (2)
ب ـ أن تكون علاوة تشجيعية:
ربط المكافأة الخدمية بحد أدني من سنوات الخدمة وتحديد حجم المكافأة ومعيار حسابها بعدد تلك السنوات هو في حد ذاته تشجيع على استمرار الخدمة وتطويل أمدها، لكن مع هذا لا تتوافر في المكافأة صفة (العلاوة التشجيعية) التي تخصص في العادة لجودة الأداء أو تحقيق مستويات عليا من الأرباح بحصولها دون أن تتأخر بعوامل الحرمان أو السقوط التي توجد في نظام المكافأة الخدمية.
ج ـ أنها نوع من التعويض:
استبعد الباحثون في قانون العمل أن تكون مكافأة نهاية الخدمة نوعا من التعويض، إذ أن استحقاقها لا يتوقف على ارتكاب صاحب العمل خطأ معيناً، كما أنها ليست من شروطها إصابة العامل بضرر (3)
د ـ إنها دين مرجو (إن كانت حقاً للموظف غير قابل للإلغاء):
أورد الدكتور يوسف القرضاوي احتمالاً في تكييف المكافأة الخدمية بأنه (دين مرجو)، ولكن علق رأيه هذا على كون المكافأة حقاً للموظف ووضع مؤشرين على ذلك هما عدم قابليتها للإلغاء، و استطاعة الموظف صرفها بإرادته إن كانت منحة وهبة فإنها لا تملك بالقبض وإن كانت حقاً للموظف لا تملك الدولة أو المؤسسة أن تلغيه ويستطيع أن يصرفها إذا أراد فالذي أرجحه أن ملكه في هذه الحالة ملك تام، وهي كالدين المرجو الذي قال فيه أبو عبيد أنه بمنزلة المال الذي في يده وحينئذ تجب فيه الزكاة في كل حول إذا بلغت نصاباً وتوافرت الشروط الأخرى من السلامة من الدين ونحوه. (4)
هـ / التكييف المختار للمكافأة الخدمية (التزام أو إلزام بالتبرع):
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/110)
التكييف المختار للمكافأة الخدمية هو أنها التزام مالي بحكم القانون له (سببه)
وهو (الخدمة الوظيفية أو العمل) مطلقاً، أو بما لا يقل عن سنة مثلاُ (في الكويت) وله، (شرطه) للحصول عليه وهو (انتهاء مدة الخدمة) أي هو التزام بالتبرع إما طوعاً وإما بإيجاب ولي الأمر بما يحقق المصلحة العامة ولا يعارض نصاً شرعياً أو قاعدة عامة أو خاصة من القواعد المستمدة من النصوص.
وقد حظي موضوع (الالتزام بالتبرع) بأهمية كبيرة في فقه المالكية على وجه الخصوص حتى اعتبروه من موجبات الاستحقاق المالي (5) وقد عبر بعض الباحثين القانونيين عن هذا بأنه (ضمان) للعامل يتمكن بمقتضاه من مواجهة ظروف الحياة والمعيشة (6) وهذا يذكر بالأساس الذي يقوم على الضمان الاجتماعي وهو التعاون والتبرع بمتطلباته وهذا التبرع وأن كان في الأصل من قبيل المباح ـ وهو ما يحصل في حال الالتزام الطوعي من المنشأة ـ فإن ولي الأمر قد يتكفل به أو يلزم به المنشآت.
تعريف الراتب التقاعدي و تكييفه الشرعي:
التعريف:
الراتب أو المعاش التقاعدي هو مبلغ مالي يصرف للموظف حال حياته بعد بلوغه سناً معينة (يفترض أنها مظنة العجز والشيخوخة) وينتقل من بعد وفاته للمستحقين.
التكييف الشرعي للراتب التقاعدي:
لابد من الإشارة في البداية إلى أن الراتب التقاعدي ليس أجراً مؤجل التسليم بدليل أن هناك شروطا لاستحقاقه وهناك أسباب للحرمان منه ولو كان جزءاً من الأجرة لكانت له صفاتها من الاستحقاق المؤكد، وإمكانية المطالبة بها بمجرد تقديم العمل الذي تعتبر مقابلاً له كما أن الأجرة يجب أن تكون معلومة وهذه الصفة مفقودة في الراتب التقاعدي إذ لا سبيل لمعرفة مقداره لربطه بالباقي من عمر الإنسان بعد الإحالة إلى المعاش، وبهذا يتبين أن تسميته (راتباً) ما هي إلا علي سبيل التجاوز، لمشابهته الراتب في الربط بفترات شهرية.
فإذا انتفت عن الراتب التقاعدي صفة (الأجرة) ظهر أنه ليس حقاً ثابتاً للموظف وليس له حكم الأجرة في الاستحقاق والوجوب.
وقد جاء تعريف الراتب التقاعدي في بيان معايير المحاسبة الأمريكية رقم 87 بأنه: وعد من المنشأة بتقديم معاشات لمنسوبيها مقابل خدماتهم الماضية والحالية.
وقد اختلف وجهات النظر في كيفية معالجتها محاسبيا، ففي حين تعترف بها بعض الاتجاهات كما هي تراكميا، تري بعضها أن الاعتراف بها ليس مطلوباً لأنه قد يطرأ فرق جوهري بين كلفة معاشات التقاعد المجمعة والمبالغ الفعلية التي يدفعها رب العمل لصندوق المعاشات (7)
على أنه لابد من الإشارة إلى أن في مكونات مبالغ الراتب التقاعدي عنصرين آخرين من خارج جهة العمل الملزمة بالمكافأة، وهما:
أ ـ نسبة معينة من مرتب الموظف أو العامل تضاف إلى الوعاء المخصص لتغطية الراتب التقاعدي وهذه النسبة هي حسب نظام التأمينات الكويتي 5%.
ب ـ مساهمة سنوية تخصص في الميزانية العامة للدولة لأغراض دعم صندوق التأمين الاجتماعي المنوط به صرف الراتب التقاعدي. (8)
مدي تحقق شروط وجوب الزكاة وشروط أدائها في المكافأة الخدمية والراتب التقاعدي تبين مما سبق أن المكافأة الخدمية والراتب التقاعدي (مال مستفاد) لكنه غير مقبوض من جهة، ومضاف إلي المستقبل (نهاية الخدمة) وهذا يجعلها من قبيل مال الضمار الذي يفتقد شرط
(المالك التام) من شروط وجوب الزكاة. كما أن هناك شائبة التعليق (التوقف على وجود أمر خارجي) وهذا التعاون ليس لأصل الثبوت وإنما هو لكيفية الثبوت بمقدار أو بآخر لطروء بعض الأمور التي ليس في الوسع تحديدها قبل حصولها.
وفيما يلي بيان بعض الجوانب الفنية التي جرت الإشارة إليها إجمالاً فيما سبق:
في مجال السبب المؤدي للاستحقاق أو تحديد حجم المكافأة الخدمية:
ـ المكافأة الخدمية، في بعض الأنظمة ـ كالكويت مثلاُ لا يستحق للموظف المواطن إلا في حال عدم استحقاقه المعاش التقاعدي.
ـ ثم لا يستحق تلك المكافأة الخدمية في الحالة المشار إليها إلا إذا لم تقل الخدمة عن سنة.
ـ يختلف مقدار المكافأة الخدمية من حيث النسبة فهي 8% عن كل سنة من السنوات الخمس الأولي و12% من كل سنة إضافية من السنوات الخمس التالية و15% من الخمس التالية و20% من بقية السنوات بما لا يزيد عن 30 سنة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/111)
ـ لا يستحق الموظف مكافأة من مدة التجربة التي تقضي بغير نجاح. (9)
في مجال الموانع المؤدية للحرمان من الجزئي من المكافأة الخدمية:
ـ يحرم الموظف من ربع المكافأة المستحقة له إذا استقال أو ترك الخدمة قبل نهاية مدة العقد دون مراعاة مواعيد الأخطار الواردة في العقد وهذا المانع المؤدي للحرمان الجزئي يمكن تجاوزه إذا رأت الجهة الحكومية المختصة فتصرف المكافأة حينئذ كاملة.
ـ يجوز حرمان الموظف من نسبة لا تقل عن 10% ولا تزيد عن 5 - % من المكافأة الخدمية إذا فصل الموظف لإخلاله بواجبات وظيفته. (10)
ـ وفي بعض الأنظمة يصل الحرمان إلى 33% وأحياناً إلى 36 % في حالة الاستقالة كما في قانون العمل السعودي: " في العقود غير المحددة المدة يستحق العامل ثلث المكافأة المنصوص عليها في المادة السابقة (المتعلقة بعقد عمل مجرد المدة أو حالة الفسخ من صاحب العمل في عقد غير محدد المدة) إذا استقال من العمل بعد خدمة لا تقل مدتها عن سنتين متتاليتين ولا تزيد عن خمس سنوات، وثلثيها إذا زادت مدة خدمته عن خمس سنوات متتالية ولم تبلغ عشر سنوات ويستحق المكافأة كاملة إذا استقال بعد عشر سنوات بشرط أن يعلم العامل صاحب العمل كتابة جميع الأحوال …… قبل). (11)
في مجال السبب المؤدي لاستحقاق الراتب التقاعدي وتحديد حجمه:
يستحق الراتب التقاعدي بأسباب عديدة، حسب اختلاف الأنظمة في الدولة المختلفة وهي في الجملة لا تخرج عما يلي بإيجاز يستغني فيه عما هو من قبيل الإجراءات والكيفيات.
1 ـ انتهاء الخدمة لسبب إلغاء الوظيفة أو الفصل غير التأديبي أو الوفاة، أو العجز.
2 ـ انتهاء الخدمة لسبب استنفاد الاجازة المرضية أو عدم اللياقة الصحية.
3 ـ لأسباب صحية تهدد حياته بالخطر لو استمر في عمله (بعد مضي عشر سنوات)
4 ـ ببلوغ السن المقررة لترك الخدمة أو بقرار تأديبي أو حكم قضائي (بعد مضي خمس عشرة سنة).
ومن يتبين تشعب الأسباب واحتفافها بقيود كثيرة بعضها ليس في وسع الموظف تحقيقه لارتباطه بالزمن المستقبل.
ومن المقرر أن كثرة الأسباب والقيود تقلل من وجود الماهية، لأنه لابد من توافر جميع الأسباب والشروط مهما تعددت لأن المشروط لا يوجد إلا بعد وجود الشروط ولا أثر للعكس.
في مجال الموانع المؤدية للحرمان الجزئي أو الكلي من الراتب التقاعدي:
ترتبط هذه الموانع بالأسباب السابق ذكرها،. وهي تسهم أيضاً في أضعاف جانب الاستحقاق،. وفيما يلي أهم ما يتعلق بتلك الأسباب حسب ترتيبها:
ـ في الحالة الثانية للاستحقاق (عدم اللياقة الصحية) يوقف صرف المعاش إذا لم يقدم الموظف نفسه للفحص المطلوب،. وبعد فحصه تختلف كيفية استحقاقه بما لا مجال الآن لتفصيله.
ـ في الحالة الثالثة (المخاطر على الحياة) يشترط أن يكون قرار اللجنة الطبية سابقاً على تاريخ انتهاء الخدمة وإلا فقد حقه.
هذا ويحسب الراتب التقاعدي في الحالات (1، 2، 3) على أساس مدة الاشتراك أو خمس عشرة سنة أيهما أكبر …. وهذا التفاوت في تحديد كمية الراتب له مظاهرة كثيرة متشعبة في صور كل حالة بما لا مجال لتفصيله أيضاً وترتبط بعوامل منها عامل السن. وعامل مدة الاشتراك وعامل مقدار الراتب الأصلي.
كما أن هناك ما يسمي (إعادة التسوية) بالزيادة أو بالإضافة لكنها ليست فرصة عامة للجميع ولا هي تلقائية بل أجازتها الأنظمة لبعض الفئات،. وفقاً للشروط والأوضاع المبينة في القرارات الوزارية التي تتغير من جهة، و تخضع من جهة أخري لموافقة مجالس متخصصة تضع الحدود مما جعل بعض الباحثين في النظام المتبع في الكويت يقول: كنا نفضل أن تكون إجازة التسوية بالنسبة لجميع الفئات دائماً حتى لا يكون هناك مجال للتفرقة التي قد توجد عدم الاستقرار. (12)
كيفية زكاة مكافأة نهاية الخدمة والراتب التقاعدي ومتى تجب وهل تزكي جميع الأعوام.
سبقت الإشارة إلى أن هناك مرحلتين لعلاقة العاملين بمكافأة نهاية الخدمة والراتب التقاعدي وهما:
أ ـ منذ تبدأ الخدمة إلي آخر مدتها، أي قبل تسلم المكافأة.
ب ـ عقب انتهاء الخدمة وقبض العامل للمكافأة.
وفيما يلي تفصيل كل مرحلة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/112)
أ ـ لا تتوافر في مكافأة نهاية الخدمة قبل قبضها شروط وجوب الزكاة، التي منها الملك التام وهو قدرة المالك على التصرف أصلاً في المبالغ المخصصة في الميزانية لمكافأته في نهاية خدمته. ولا سيما في الحالات التي يطرأ على تلك المبالغ الانتقاص بسبب الاستقالة ونحوها من الأسباب المسقطة جزئياً أو كلياً.
وقد تقرر في الفقه أنه لا زكاة في مال الضمار، وهو ما غاب عن صاحبه ولم يعرف مكانه، وليس المراد بعدم معرفة المكان حقيقة ذلك مادياً بل الأثر المترتب على ذلك وهو العجز عن التصرف، ونحو ذلك الدين على المعسر.
ب ـ إذا قبض العامل أو ورثته بعد وفاته ومكافأة نهاية الخدمة أو الراتب التقاعدي وجب حينئذ إخراج الزكاة عن تلك المبالغ المقبوضة لعام واحد فقط حسب الرأي المختار في زكاة الدين غير المرجو إذا قبض، فإنه يزكي عن سنة واحدة ولو مكث قبل ذلك سنين. (13)
تكييف أموال مكافآت نهاية الخدمة والراتب التقاعدي
في ميزانية الشركات قبل صرفها
هل هي ديون على الشركة وأثر ذلك في زكاة أموال الشركة
يمثل هذا المخصص الالتزامات الناتجة عن تطبيق القانون الخاص (قانون العمل مثلاً) حيث أوجب على صاحب العمل دفع مكافأة للعامل أو الموظف عند تركه الخدمة تحتسب طبقاً لمعادلة معينة حسب مدة الخدمة ويتخذ الأجر الأخير للموظف أو العامل أساساً لاحتساب المكافأة. (14).
تقتضي الأعراف المحاسبية من المؤسسة تكوين مخصصات لنهاية الخدمة للعاملين لديها وذلك لأنها ملزمة بموجب قانون العمل والعمال بأن تدفع لكل عامل من عمالها عند انتهاء خدماته مبالغ محسوبة بنسب معينة عن كل سنة خدمة ولذلك فإن المؤسسات ترصد في ميزانياتها مخصصات سنوية لكل واحد من عمالها فتتراكم مخصصات كل عام طيلة مدة خدمته وهذه المبالغ المرصدة في مخصصات نهاية الخدمة تصرف كاملة للعامل إذا أنهت الشركة خدماته لاستغنائها عنه. أما إن كان سبب انتهاء خدماته الاستقالة فإنه يأخذ نصف تلك المخصصات بموجب القانون والذي تجري عليه أكثر المؤسسات أن تدفع جميع تلك المخصصات حتى في حال الاستقالة.
وطبقاً للتقويم المحاسبي فإن مخصص مكافأة نهاية الخدمة يحتسب للعاملين حسب مدة الخدمة المتراكمة لكل منهم،. كما بتاريخ الميزانية العمومية،. وفقاً لأحكام قانون العمل ويظهر هذا المخصص ضمن (المطلوبات في الميزانية العمومية). (15).
أما التكييف الشرعي لأموال مكافآت نهاية الخدمة والراتب التقاعدي في ميزانية الشركات قبل صرفها فهو أنها دين على الشركة وأثر ذلك التكييف للمخصصات المشار إليها في زكاة أموال الشركات والمؤسسات بأنها ديون عليها هو أنها تحسم بكاملها من الموجودات الزكوية وذلك بحسب الأصل، لا عبرة بما قد يطرأ على المبالغ من انتقاص في حالة الاستقالة فإنها حالة استثنائية لا يبني عليها الحكم. (16).
وهذا بالنسبة للشركات ومؤسسات القطاع الخاص.
اعتبار أموال مكافآت نهاية الخدمة والرواتب التقاعدية من المال العام في ميزانية الدولة وأثر ذلك على زكاتها.
أما بالنسبة لأموال مكافأة نهاية الخدمة والراتب التقاعدي في ميزانية الدولة فهي أيضاً ديون على الجهات والمؤسسات الحكومية، وهي لا تدخل في الوعاء الزكوي أيضاً إن لم يكن للسبب المشار إليه في أموال القطاع الخاص وهو حسمها في الموجودات الزكوية فذلك لسبب أقوي وهو أنه لا تجب الزكاة أصلاً في موجودات ميزانيات المال العام. فما بالك بما هو من المطلوبات في تلك الميزانيات.
استبدال جزء من الراتب التقاعدي وأثره على الزكاة:
اشتملت خطة البحث المقترحة استفساراً ذا شقين يسهم في توضيح الطبيعة الشرعية للراتب التقاعدي. بالنسبة للزكاة، ونص الاستفسار الموضح بالأرقام هو التالي:
إذا قام الموظف باستبدال جزء من راتبه التقاعدي على أن يسدد مبلغ الاستبدال على أقساط تستقطع من راتبه كما في المثال الآتي:
المعاش الافتراضي 100 د. ك
المبلغ الافتراضي 250 د. ك
المبلغ المسموح باستبداله 250د. ك
قيمة دينار المستفيد 51 د. ك
مبلغ الاستبدال 250 × 51 = 12750 د. ك
السداد لمدة خمس سنوات 250× (5×12) = 15000 د. ك
أ ـ ما حكم زكاة مبلغ الاستبدال في حال ما إذا تم الاستبدال أثناء الخدمة أو بعد انتهائها؟
ب ـ هل يدخله هذا في وصف الغرم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/113)
هذا هو الاستفسار وفيما يلي إبداء الرأي الفقهي في شقي السؤال:
إن الاستبدال إذا تم أثناء الخدمة فإن المبلغ يحصل عليه الموظف حينئذ ليس جزءاً من الراتب التقاعدي، وإنما هو التزام مالي يستحقه الموظف بموجب عملية الاستبدال التي هي بمثابة تنظيم متفرع من التنظيم العام للتأمينات. وهو عبارة عن مال مستفاد تم قبضه فعلاً، فيضمه المزكي إلي سائر أمواله في الحول والنصاب ويزكيه معها.
ولم يعتبر مبلغ الاستبدال جزءً من الراتب التقاعدي لأن القول بذلك يؤدي إلى تسويغ مبادلة المال بالمال متفاضلاً، فتصبح عملية الاستبدال من قبيل الربا، و ليس الأمر كذلك كما انتهت إليه هيئة الفتوى بوزارة الأوقاف والشئون الإسلامية بالكويت وعلى هذا يكون المطلوب سداده هو وجيبة مالية التزم بها الموظف طبقاً للتنظيم المتبع في الاستبدال ويحصل مقابل بين الالتزامين: ذلك الالتزام الصادر لصالح الموظف، وهذا الالتزام الصادر منه،. وهما التزامان معلقان على متطلبات لم تحصل بعد، وهي انقضاء الأزمنة (سنوات الخدمة الباقية، والمواعيد الزمنية لسداد الأقساط) وبما أن مبالغ كل من الالتزامين لم تدخل في الوعاء الزكوي فإن الفرق لا يحسم، لأن الحسم من الوعاء متلازم مع دخول المحسوب منه فيه.
أما لو حصل الاستبدال بعد نهاية الخدمة أي بعد حصول الأمر المعلق عليه الاستحقاق، فإن مبلغ الاستبدال هو مال مستفاد مقبوض فيضم إلى مال المزكي، ويحسم منه حينئذ القسط السنوي فقط من أقساط السداد طبقاً لفتوى ندوة الزكاة الثانية. لقضايا الزكاة المعاصرة
(بند ثالثاً) التي اختارت أن لا يحسم من الديون الطويلة الأجل إلا القسط السنوي لئلا يؤدي حسم جميع الدين إلى تعطيل إخراج الزكاة. ومن هذا يتبين أن الموظف يعتبر غارماً بنسبة الفرق بين ما يستحقه وبين ما يلتزم بسداده.
هذا ما يتبادر من الرأي في السؤالين، وقد يقال بعدم الغرم بالنظر إلى طبيعة الراتب التقاعدي من حيث عدم التمام في الملك، وكذلك عدم استقرار الالتزام بالسداد، لاقتضاء النظام سقوطهما، أي الراتب التقاعدي لو مات الموظف وليس وراءه من يعيله، وكذلك أقساط السداد لو مات الموظف والله أعلم.
----------------------------------------------------------
(1) المواد التدريبية لاختبار زمالة المحاسبة السعودية 7/ 55.
(2) عقد العمل في المملكة العربية السعودية. د. طلبة وهبة خطاب 178.
(3) عقد العمل في المملكة العربية السعودية، دراسة لنظام العمل والعمال لسنة 1989م، د. طلبة وهبة خطاب 179.
(4) فقه الزكاة د. يوسف القرضاوي 1/ 139: والزكاة د. محمد السعيد وهبة وعبد العزيز محمد جمجوم 141.
(5) ألف الخطاب المالكي في تفصيل ما يتعلق بالالتزام بالتبرعات كتاباً مستقلا سماه " تحرير الكلام في مسائل الالتزام " ويورد فقهاء المالكية قواعد وفروع هذا الموضوع في باب الهبة.
(6) عقد العمل في المملكة العربية السعودية د. طلبة وهبة خطاب 179.
(7) المواد التدريبية لاختبار المحاسبة السعودية 7/ 60.
(8) قانون الخدمة المدنية الكويتي الجديد، دراسة تطبيقية. د. عادل الطبطبائي 223.
(9) المادة 25 ـ 26 من قانون التأمينات الاجتماعية الكويتي، قرار مجلس المدينة رقم 6/ 1979م (قانون الخدمة الكويتي الجديد، دراسة تطبيقية، د. عادل الطبطبائي.
(10) قرار مجلس الخدمة المدنية بالكويت رقم 6 لسنة 1979م.
(11) المادة 88 من نظام العمل والعمال السعودي بالمرسوم 21 لتاريخ 6/ 9/1389هـ بموجب قرار مجلس الوزراء رقم 745 بتاريخ 24/ 8/1389هـ وشرح قانون المعدل من الدكتور محمد لبيب شنب 470 رقم 304 والوسيط في شرح نظام العمل السعوديةد. نزار كيالي 370 ـ 373.
(12) قانون التأمينات الاجتماعية الكويتي وشروحه رقم 61 لسنة 1976م المعدل بالقانون 126 لسنة 1977م وقرار مجلس الخدمة المدنية بالكويت رقم6 لسنة 1679م قانون التأمينات الاجتماعية. د. عبد الرسول عبد الرضا 11 ـ 17.
(13) دليل الإرشادات إلي حساب زكاة الشركات 47.
(14) المواد التدريبية لاختبار زمالة المحاسبة السعودية (7/ 56).
(15) وثيقة المادة العلمية لمشروع فقه ومحاسبة الزكاة بالحاسوب (البند 2 ـ 2 ـ 7).
(16) دليل الإرشادات 47 محضر الهيئة الشرعية لبيت الزكاة رقم 15/ 87 بتاريخ 7/ 11/87.
* أصل البحث قدم إلى بيت الزكاة الكويتي ضمن ندوة أبحاث و أعمال الندوة الخامسة لقضايا الزكاة المعاصرة عام 1415هـ وانتهت الندوة إلى الفتاوى والتوصيات التالية:
الفتاوى والتوصيات
أولا: زكاة المكافأة نهاية الخدمة والراتب التقاعدي
1 - مكافأة نهاية الخدمة هي مبلغ مالي مقطوع يستحقه العامل على رب العمل في نهاية خدمته بمقتضى القوانين والأنظمة إذا توافرت الشروط المحددة فيها.
2 - مكافأة التقاعد هي مبلغ مالي مقطوع تؤديه الدولة أو المؤسسات المختصة إلي الموظف أو العامل المشمول بقانون التأمينات الاجتماعية إذا لم تتوافر جميع الشروط المطلوبة لاستحقاق الراتب التقاعدي.
3 - الراتب التقاعدي مبلغ مالي، يستحقه شهريا، الموظف أو العامل على الدولة أو المؤسسة المختصة بعد انتهاء خدمته بمقتضى القوانين والأنظمة إذا توافرت الشروط المحددة فيها.
4 - لا تجب الزكاة على العامل أو الموظف في هذه الاستحقاقات طيلة مدة الخدمة لعدم تحقق الملك التام الذي يشترط لوجوب الزكاة.
5 - هذه الاستحقاقات إذا صدر القرار بتحديدها وتسليمها للموظف أو العامل دفعة واحدة أو على فترات دورية أصبح ملكه لها تاما ويزكي ما قبضه منها زكاة المال المستفاد وقد سبق في مؤتمر الزكاة الأول أن المال المستفاد يزكي بضمه إلى ما عند المزكي من الأموال من حيث النصاب والحول.
6 - أما التكييف الشرعي لأموال مكافأة نهاية الخدمة والراتب التقاعدي في ميزانيات الشركات قبل صدور قرار صرفها هل هي ديون على الشركة أم لا؟ وأثر ذلك في زكاة أموال الشركة، فقد أرجئ البت فيها لمزيد من البحث بالتعاون مع هيئة المحاسبة والمراجعة للمصارف والمؤسسات المالية من خلال لجنتها الشرعية.
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_article_main.cfm?id=1802(72/114)
هل أثر هذا الفعل عن الشيخ الشعراوي؟ وما صحة هذا الفعل؟
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[20 - 12 - 06, 06:03 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل أثر عن الشيخ الشعراوي أنه صلى على قرنية عينة عند استئصالها؟
وما صحة من يقول أن الأعضاء المبتورة يصلى عليها؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[خالد بن محمد الحربي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 08:48 م]ـ
السؤال: هل تصلى صلاة الجنازة على العضو المبتور مثل الرجل أو الذراع؟؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان العضو مبتورا في حياة صاحبه فلا يغسل ولا يصلى عليه، وإن وجد عضو ممن تيقن موته فقد اختلف أهل العلم رحمهم الله في الصلاة عليه.
فذهب الحنفية إلى عدم مشروعية الصلاة عليه، وإنما يصلى عندهم على الجزء الأكبر من الميت حتى لو وجد نصفه تاما لا يصلى عليه، بل لا بد من كونه أكثر الميت. قال الكاساني رحمه الله في بدائع الصنائع وَلَا يُصَلَّى عَلَى بَعْضِ الْإِنْسَانِ حَتَّى يُوجَدَ الْأَكْثَرُ مِنْهُ عِنْدَنَا ; لِأَنَّا لَوْ صَلَّيْنَا عَلَى هَذَا الْبَعْضِ يَلْزَمُنَا الصَّلَاةُ عَلَى الْبَاقِي إذَا وَجَدْنَاهُ فَيُؤَدِّي إلَى التَّكْرَارِ
وقال ابن الهمام في فتح القدير: وَإِذَا وُجِدَ أَطْرَافُ مَيِّتٍ أَوْ بَعْضُ بَدَنِهِ لَمْ يُغَسَّلْ وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ بَلْ يُدْفَنُ؛ إلَّا إنْ وُجِدَ أَكْثَرُ مِنْ النِّصْفِ مِنْ بَدَنِهِ فَيُغَسَّلُ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ , أَوْ وُجِدَ النِّصْفُ وَمَعَهُ الرَّأْسُ فَحِينَئِذٍ يُصَلَّى عَلَيْهِ. وَلَوْ كَانَ مَشْقُوقًا نِصْفَيْنِ طُولًا فَوُجِدَ أَحَدُ الشِّقَّيْنِ لَمْ يُغَسَّلْ وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ
وذهب المالكية إلى أنه لا يصلى عليه إلا إذا وجد ثلثاه فأكثر أو نصفه فأكثر ودون الثلثين لكن مع الرأس فإنه يصلى عليه. قال الدردير رحمه الله في الشرح الكبير: وَلَا يُغَسَّلُ دُونَ الْجُلِّ يَعْنِي دُونَ ثُلُثَيْ الْجَسَدِ، وَالْمُرَادُ بِالْجَسَدِ مَا عَدَا الرَّأْس، فَإِذَا وُجِدَ نِصْفُ الْجَسَدِ أَوْ أَكْثَرُ مِنْهُ وَدُونَ الثُّلُثَيْنِ مَعَ الرَّأْسِ لَمْ يُغَسَّلْ عَلَى الْمُعْتَمَدِ أَيْ يُكْرَهُ لِأَنَّ شَرْطَ الْغُسْلِ وُجُودُ الْمَيِّتِ، فَإِنْ وُجِدَ بَعْضُهُ فَالْحُكْمُ لِلْغَالِبِ وَلَا حُكْمَ لِلْيَسِيرِ وَهُوَ مَا دُونَهَا
وذهب الشافعية والحنابلة إلى مشروعية الصلاة على العضو كيد ورجل وهو الراجح لما سيأتي من أدلة في كلام الإمامين النووي وابن قدامة رحمهما الله تعالى، ويشرط عند الجميع أن يكون صاحب العضو المبتور قد مات أما إذا كان لا يزال حيا فلا يصلى عليه كما قدمنا، قال النووي رحمه الله تعالى في المجموع: وَاتَّفَقَتْ نُصُوصُ الشَّافِعِيِّ رحمه الله وَالْأَصْحَابُ عَلَى أَنَّهُ إذَا وُجِدَ بَعْضُ مَنْ تَيَقَّنَّا مَوْتَهُ غُسِّلَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ , وَبِهِ قَالَ أَحْمَدُ , وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رحمه الله: لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ إلَّا إذَا وُجِدَ أَكْثَرُ مِنْ نِصْفِهِ , وَعِنْدَنَا لَا فَرْقَ بَيْنَ الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ , قَالَ أَصْحَابُنَا رحمهم الله: وَإِنَّمَا نُصَلِّي عَلَيْهِ إذَا تَيَقَّنَّا مَوْتَهُ. فَأَمَّا إذَا قُطِعَ عُضْوٌ مِنْ حَيٍّ , كَيْدِ سَارِقٍ , وَجَانٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ , وَكَذَا لَوْ شَكَكْنَا فِي الْعُضْوِ هَلْ هُوَ مُنْفَصِلٌ مِنْ حَيٍّ أَوْ مَيِّتٍ؟ لَمْ نُصَلِّ عَلَيْهِ , هَذَا هُوَ الْمَذْهَبُ الصَّحِيحُ , وَبِهِ قَطَعَ الْأَصْحَابُ فِي كُلِّ الطُّرُقِ إلَّا صَاحِبَ الْحَاوِي وَمَنْ أَخَذَ عَنْهُ.
وقال ابن قدامة في المغني: فإن لم يوجد إلا بعض الميت , فالمذهب أنه يغسل , ويصلى عليه. وهو قول الشافعي. ونقل ابن منصور عن أحمد , أنه لا يصلى على الجوارح. قال الخلال: ولعله قول قديم لأبي عبد الله , والذي استقر عليه قول أبي عبد الله أنه يصلى على الأعضاء. وقال أبو حنيفة , ومالك: إن وجد الأكثر صلي عليه , وإلا فلا ; لأنه بعض لا يزيد على النصف , فلم يصل عليه , كالذي بان في حياة صاحبه , كالشعر والظفر. ولنا , إجماع الصحابة رضي الله عنهم، قال أحمد: صلى أبو أيوب على رِجْل , وصلى عمر على عظام بالشام , وصلى أبو عبيدة على رؤوس بالشام. رواهما عبد الله بن أحمد , بإسناده. وقال الشافعي: ألقى طائر يدا بمكة من وقعة الجمل , فعرفت بالخاتم , وكانت يد عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد , فصلى عليها أهل مكة. وكان ذلك بمحضر من الصحابة , ولم نعرف من الصحابة مخالفا في ذلك , ولأنه بعض من جملة تجب الصلاة عليها , فيصلى عليه كالأكثر , وفارق ما بان في الحياة ; لأنه من جملة لا يصلى عليها , والشعر والظفر لا حياة فيه. انتهى
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=52175&Option=FatwaId
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/115)
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[20 - 12 - 06, 09:32 م]ـ
السؤال: هل تصلى صلاة الجنازة على العضو المبتور مثل الرجل أو الذراع؟؟
الفتوى:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان العضو مبتورا في حياة صاحبه فلا يغسل ولا يصلى عليه، وإن وجد عضو ممن تيقن موته فقد اختلف أهل العلم رحمهم الله في الصلاة عليه.
فذهب الحنفية إلى عدم مشروعية الصلاة عليه، وإنما يصلى عندهم على الجزء الأكبر من الميت حتى لو وجد نصفه تاما لا يصلى عليه، بل لا بد من كونه أكثر الميت. قال الكاساني رحمه الله في بدائع الصنائع وَلَا يُصَلَّى عَلَى بَعْضِ الْإِنْسَانِ حَتَّى يُوجَدَ الْأَكْثَرُ مِنْهُ عِنْدَنَا ; لِأَنَّا لَوْ صَلَّيْنَا عَلَى هَذَا الْبَعْضِ يَلْزَمُنَا الصَّلَاةُ عَلَى الْبَاقِي إذَا وَجَدْنَاهُ فَيُؤَدِّي إلَى التَّكْرَارِ
وقال ابن الهمام في فتح القدير: وَإِذَا وُجِدَ أَطْرَافُ مَيِّتٍ أَوْ بَعْضُ بَدَنِهِ لَمْ يُغَسَّلْ وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ بَلْ يُدْفَنُ؛ إلَّا إنْ وُجِدَ أَكْثَرُ مِنْ النِّصْفِ مِنْ بَدَنِهِ فَيُغَسَّلُ وَيُصَلَّى عَلَيْهِ , أَوْ وُجِدَ النِّصْفُ وَمَعَهُ الرَّأْسُ فَحِينَئِذٍ يُصَلَّى عَلَيْهِ. وَلَوْ كَانَ مَشْقُوقًا نِصْفَيْنِ طُولًا فَوُجِدَ أَحَدُ الشِّقَّيْنِ لَمْ يُغَسَّلْ وَلَمْ يُصَلَّ عَلَيْهِ
وذهب المالكية إلى أنه لا يصلى عليه إلا إذا وجد ثلثاه فأكثر أو نصفه فأكثر ودون الثلثين لكن مع الرأس فإنه يصلى عليه. قال الدردير رحمه الله في الشرح الكبير: وَلَا يُغَسَّلُ دُونَ الْجُلِّ يَعْنِي دُونَ ثُلُثَيْ الْجَسَدِ، وَالْمُرَادُ بِالْجَسَدِ مَا عَدَا الرَّأْس، فَإِذَا وُجِدَ نِصْفُ الْجَسَدِ أَوْ أَكْثَرُ مِنْهُ وَدُونَ الثُّلُثَيْنِ مَعَ الرَّأْسِ لَمْ يُغَسَّلْ عَلَى الْمُعْتَمَدِ أَيْ يُكْرَهُ لِأَنَّ شَرْطَ الْغُسْلِ وُجُودُ الْمَيِّتِ، فَإِنْ وُجِدَ بَعْضُهُ فَالْحُكْمُ لِلْغَالِبِ وَلَا حُكْمَ لِلْيَسِيرِ وَهُوَ مَا دُونَهَا
وذهب الشافعية والحنابلة إلى مشروعية الصلاة على العضو كيد ورجل وهو الراجح لما سيأتي من أدلة في كلام الإمامين النووي وابن قدامة رحمهما الله تعالى، ويشرط عند الجميع أن يكون صاحب العضو المبتور قد مات أما إذا كان لا يزال حيا فلا يصلى عليه كما قدمنا، قال النووي رحمه الله تعالى في المجموع: وَاتَّفَقَتْ نُصُوصُ الشَّافِعِيِّ رحمه الله وَالْأَصْحَابُ عَلَى أَنَّهُ إذَا وُجِدَ بَعْضُ مَنْ تَيَقَّنَّا مَوْتَهُ غُسِّلَ وَصُلِّيَ عَلَيْهِ , وَبِهِ قَالَ أَحْمَدُ , وَقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ رحمه الله: لَا يُصَلَّى عَلَيْهِ إلَّا إذَا وُجِدَ أَكْثَرُ مِنْ نِصْفِهِ , وَعِنْدَنَا لَا فَرْقَ بَيْنَ الْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ , قَالَ أَصْحَابُنَا رحمهم الله: وَإِنَّمَا نُصَلِّي عَلَيْهِ إذَا تَيَقَّنَّا مَوْتَهُ. فَأَمَّا إذَا قُطِعَ عُضْوٌ مِنْ حَيٍّ , كَيْدِ سَارِقٍ , وَجَانٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ فَلَا يُصَلَّى عَلَيْهِ , وَكَذَا لَوْ شَكَكْنَا فِي الْعُضْوِ هَلْ هُوَ مُنْفَصِلٌ مِنْ حَيٍّ أَوْ مَيِّتٍ؟ لَمْ نُصَلِّ عَلَيْهِ , هَذَا هُوَ الْمَذْهَبُ الصَّحِيحُ , وَبِهِ قَطَعَ الْأَصْحَابُ فِي كُلِّ الطُّرُقِ إلَّا صَاحِبَ الْحَاوِي وَمَنْ أَخَذَ عَنْهُ.
وقال ابن قدامة في المغني: فإن لم يوجد إلا بعض الميت , فالمذهب أنه يغسل , ويصلى عليه. وهو قول الشافعي. ونقل ابن منصور عن أحمد , أنه لا يصلى على الجوارح. قال الخلال: ولعله قول قديم لأبي عبد الله , والذي استقر عليه قول أبي عبد الله أنه يصلى على الأعضاء. وقال أبو حنيفة , ومالك: إن وجد الأكثر صلي عليه , وإلا فلا ; لأنه بعض لا يزيد على النصف , فلم يصل عليه , كالذي بان في حياة صاحبه , كالشعر والظفر. ولنا , إجماع الصحابة رضي الله عنهم، قال أحمد: صلى أبو أيوب على رِجْل , وصلى عمر على عظام بالشام , وصلى أبو عبيدة على رؤوس بالشام. رواهما عبد الله بن أحمد , بإسناده. وقال الشافعي: ألقى طائر يدا بمكة من وقعة الجمل , فعرفت بالخاتم , وكانت يد عبد الرحمن بن عتاب بن أسيد , فصلى عليها أهل مكة. وكان ذلك بمحضر من الصحابة , ولم نعرف من الصحابة مخالفا في ذلك , ولأنه بعض من جملة تجب الصلاة عليها , فيصلى عليه كالأكثر , وفارق ما بان في الحياة ; لأنه من جملة لا يصلى عليها , والشعر والظفر لا حياة فيه. انتهى
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=52175&Option=FatwaId
جزاكم الله خيراً يا أخي الكريم وبارك الله فيكم(72/116)
إمرأة كانت في سفر مع جماعة من الرجال فكيف تغسل؟
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[20 - 12 - 06, 06:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
إمرأة كانت في سفر مع جماعة من الرجال –وهم غير محارم لها - فماتت
فما الأولى في حقهم هل يغسلها أحدهم أم يصلوا عليها دون تغسيل؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 08:36 م]ـ
هذه المسألة ينبغي قبل الإجابة عليها التنبيهُ إلى حرمة سفر المرأة بغير محرم ومن أجاز ذلك أجازه مع الرفقة المأمونة لا مع عصبة رجال كما ذكر السائل حفظه الله تعالى ..
اللهم إن كانت عجوزاً لا تُشتَهى ولا يفتتن بها أحد واضطرت للسفر فذاك أمرٌ ربما يتسع!!!
أما حالة موت المرأة وانعدام من يغسلها من النساء فهذا موضع نزاع بين العلماء في الكيفية التي يُتعامل بها مع المراة والجميع متفقون على حرمة مباشرة الذكور لمس بشرتها, فذهبت طائفة منهم إلى أنها تغسل من فوق حائل يحول بين المغسِّل وبين لمسه لبشرتها, وذهب آخرون إلى أنها تُيمَّمُ ثم تدفنُ, وقال الأوزاعي ومن وافقه تدفن على حالتها التي ماتت عليها بلا غسل ..
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[20 - 12 - 06, 09:36 م]ـ
هذه المسألة ينبغي قبل الإجابة عليها التنبيهُ إلى حرمة سفر المرأة بغير محرم ومن أجاز ذلك أجازه مع الرفقة المأمونة لا مع عصبة رجال كما ذكر السائل حفظه الله تعالى ..
اللهم إن كانت عجوزاً لا تُشتَهى ولا يفتتن بها أحد واضطرت للسفر فذاك أمرٌ ربما يتسع!!!
أما حالة موت المرأة وانعدام من يغسلها من النساء فهذا موضع نزاع بين العلماء في الكيفية التي يُتعامل بها مع المراة والجميع متفقون على حرمة مباشرة الذكور لمس بشرتها, فذهبت طائفة منهم إلى أنها تغسل من فوق حائل يحول بين المغسِّل وبين لمسه لبشرتها, وذهب آخرون إلى أنها تُيمَّمُ ثم تدفنُ, وقال الأوزاعي ومن وافقه تدفن على حالتها التي ماتت عليها بلا غسل ..
جزيتم خيراً ونفع الله بكم يا أخي الكريم(72/117)
(100) جوهرة من أقوال السلف
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 12 - 06, 09:33 م]ـ
100) جوهرة من أقوال السلف
1 - "ما ليس بدليل لايصير دليلاً بدعوى المستدل أنه دليل " ابن تيمية النبوات ص/66
2 - "والناس كلهم صبيان العقول إلا من بلغ مبلغ الرجال العقلاء الألباء وأدرك الحق علماً وعملاً ومعرفه " ابن القيم:اجتماع الجيوش ص/29
3 - "سنة الله في أهل الباطل أنهم يعادون الحق وأهله وينسبونهم إلى معاداته ومحاربته " ابن القيم: اجتماع الجيوش ص/24
4 - " ترى صاحب اتباع الأمر والسنة قد كسي من الروح والنور وما يتبعهما من الحلاوة والمهابة والجلالة والقبول ما قد حرمه غيره كما قال الحسن: (إن المؤمن من رزق حلاوة ومهابة) ابن القيم: اجتماع الجيوش ص/10
5 - " الخطأ والنسيان عن الإنسان مرفوع , والإثم فيهما عنه موضوع.
6 - " العلم خزائن ومفتاحه السؤال" لسان الميزان (2/ 417) ويروى مرفوعاً ولا يصح.
7 - " ومنزلة النحو من الكلام منزلة الملح من الطعام " الحسن بن احمد لسان الميزان (2/ 265).
8 - " من جائك بالحق فاقبل منه وان كان بعيداً بغيضاً ومن جاءك بالباطل فاردده عليه وان كان قريباً حبيباً " ابن مسعود / شرح السنة (1/ 234)
9 - " فإن التوحيد هو سر القرآن ولب الإيمان وتنويع العبارة بوجود الدلالات من أهم الأمور وأنفعها للعباد في مصالح المعاش والعباد " ابن تيمية: القاعدة الجليلة ص/309
10 - " والشريعه جاءت بتحصيل المصالح وتكميلها وتعطيل المفاسد وتقليلها " ابن تيمية: القاعدة الجليلة ص/184
11 - " لا يجوز أن يكون الشىء واجباً أومستحباً إلا بدليل شرعي يقتضي إيجابه أو استحبابه " المصدر السابق: ص/185
12 - " فكل من اتبع الرسول صلى الله عليه وسلم فالله كافيه وهاديه وناصره ورازقه " المصدر السابق ص/221
13 - " فإن القواعد المتعلقة بتقرير التوحيد وحسم مادة الشرك والغلو كلما تنوع بيانها ووضحت عبارتها فإن ذلك نور على نور " المصدر السابق ص/244
14 - الإسناد سلاح المؤمن فإذا لم يكن له سلاح فبأي شيء يقاتل " سفيان الثوري. الصارم المنكي ص/390
15 - " بحسب توحيد العبد لربه وإخلاصه دينه لله يستحق كرامة الله بالشفاعة وغيرها " ابن تيميه: الصارم ص/390
16 - " بحسب قلة علم الرجل يضله الشيطان " المصدر السابق ص/401
17 - " وإنما دل الداخل على من ضعفت بصيرته في الدين وكانت بضاعته في العلم مزجاه " المصدر السابق ص/424
18 - " فطاعة الله ورسوله هي قطب السعادة وعليها تدور " المصدر السابق ص/388
19 - " الضد يعرف بضده ويخرج بتعريف ظابطه وحده " الحكمي: أعلام السنة ص/27
20 - " حسب المرء من الشر أن يشار إليه بالأصابع في دينه أو دنياه " الحسن: الحوادث والبدع ص/441
21 - " من ألف فقد جعل عقله في طبق وعرضه على الناس "و"من ألف فقد استهدف" المصدر السابق (1/ 44)
22 - " التصنيف في الموضوع البعيد الأطراف الذي يتناوله الوصف والإشراف كوه صغيره يطل منه على مخيله المصنف وأمد صبره، وانتهاء نبله، ومقدار اختياره، واستقلاله الفكري " المصدر السابق (1/ 44)
23 - "المزاولات تعطي الملكات " ابن القيم:عدة الصابرين ص/37
24 - " لا يفقد النبى حرمته إلا في بلده " قال الكتاني (1/ 79) وقدر قرأت في الانجيل أن عيسى عليه السلام قال " لا يفقد 00000 " وانظر تعليق الكتاني عليها (التراتيب الاداريه).
25 - وإذا الفتى بلغ السماء بفضله كانت كأعداد النجوم عداه ورموه عن حسد بكل كريهة لاكنهم لاينقصون علاه" التراتيب الإدارية (1/ 80)
26 - " إن لم تذلل لم تفهم وإن لم تنصح لم تنصف " المصدر السابق (1/ 183)
27 - " من ابتلى بالفتوى علم قدر حسن السؤال " المصدر السابق (2/ 309)
28 - " كلام الرجل عنوان عقله " ابن ناصر الدين الرد الوافد ص/50
وفي: البيان والتبين: عقل الرجل مدفون تحت لسانه.
29 - " وليس لأحد أن يضع عقيدة ولا عباده من عند نفسه بل عليه أن يتبع ولا يبتدع ويقتدي ولايبتدي " ابن طولوبغا: المصدر السابق ص/93
30 - " هو البحر من أي النواحي أتيته هو البدر من أي الضواحي رأيته" قالها ابن فضل الله العمري في شيخ الاسلام ابن تيميه / الرد الوفد ص/147
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/118)
31 - " ينبغى للرجل أن ينظر في شيخه وقدوته ومتبوعه فإن وجده كذلك (أي غلبت عليه العصبيه للمذهب ورد الدليل) فليبتعد منه وإن وجده ممن غلب عليه ذكر الله واتباع السنة وأمره غير مفروط فيه، بلا هو حازم في أمره، فليتمسك بغرزه" ابن القيم الوابل الصيب ص/81
32 - "ردوا الجهالات إلى السنة " قالها عمر بن الخطاب / نقلها شيخ الإسلام في الاستقامة (1/ 5)
33 - " طلب العلم شديد، وحفظه اشد من طلبه، والعمل به أشد من حفظه " قالها هلال بن العلاء 0 نقلاً عن الذهبي في الكبائر ص/76
34 - " وأشر الكبر من تكبر على العباد بعلمه، وتعاظم في نفسه بفضيلته، فإن هذا لم ينفعه علمه فإن من طلب العلم للآخر كسر علمه، وخشع قلبه، واستكانت نفسه، وكان على نفسه بالمرصاد 00" الذهبي / الكبائر ص/76
35 - "من لم يعرف ثواب الأعمال ثقلت عليه في جميع الأحوال " ابن رجب اختيار الأولى ص/23
36 - " بالمعرفه هانت على العاملين العبادة " نقلها ابن رجب عن أحد السلف المصدر السابق ص/24
37 - " أبلغ الخطب ما وافق الزمان والمكان والحال " نقلها محمد جمال الدين القاسمي / إصلاح المساجد ص/67
38 - " لايخفى أن محوا اعتقاد غير الصواب من صدور العامة لتمحيص الحق باب عظيم من أبواب الدعوة إلى سبيل الله " محمد جمال الدين القاسمي / إصلاح المساجد ص/51
39 - " الجهل لا يثبت أمام العلم، والحق يدفع الباطل "بل نقذف بالحق على الباطل فيدمغه فإذا هو زاهق " المصدر السابق ص/176
40 - " قد تترك السنة لعوارض قويه " المصدر السابق ص/118
41 - " السيادة في الدنيا، والسعادة في العقبى لا يوصل إليها إلا على جسر من التعب " ابن القيم: تحفة المودود ص/146
42 - " ليس من شرط ولي الله أن يكون معصوماً " ابن تيميه الاستقامة (2/ 93)
43 - " من الزغل ما يظهر لكل ناقد ومنه ما لا يظهر إلا للناقد البصير" ابن أبي العز شرح الطحاوية ص/493
44 - " بطلان أقوال أهل البدع أظهر من أن يستدل عليها بدليل " المصدر السابق (387)
45 - "أقوال أهل البدع تصورها كاف في الجزم بفسادها " المصدر السابق (425)
46 - " فإلهام البر والتقوى ثمرة الإخلاص ونتيجته وإلهام الفجور عقوبة على خلوه من الإخلاص " المصدر السابق (441)
47 - " وفضائل عمر أشهر من أن تنكر وأكثر من أن تذكر" المصدر السابق (476)
قلت: وفي الرد الوافر ذكر نحو هذه العبارة فقال المؤلف: ترجمة الذهبي لشيخ الإسلام أشهر من أن تذكر و وأشهر من أن تحصر 0 ص/72 وفي فيض القدير استخدامها المناوي في مواضع متعددة وفي لوامع الأنوار للسفاريني (1/ 35): وفضائل البسملة غير محصورة وأدلة شرفها مشهورة. وفي زاد المعاد (1/ 37) قال ابن القيم: والأدله على 00 أكثر من أن تذكر – وانظر الدرر السنية (1/ 488) (2/ 67)
48 - " وكما يجب على البليغ في مكان الإيجاز أن يجمل ويوجز، فكذا الواجب في موارد التفصيل والإشباع أن يفصل ويشبع " المناوي: فيض القدير (1/ 92)
49 - " من اتصف بشيء نسب إليه إشعاراً بكماله فيه وإن شاركه غيره في الكمال" المصدر السابق (1/ 93)
50 - " أكمل الراحة ما كان عن كد التعب وأعز العلم ما كان عن ذل الطلب " المصدر السابق: (1/ 52)
51 - " ما أسر سريرة إلا أظهرها الله على صفحات وجهه وفلتات لسانه " ابن أبي العز شرح الطحاوية ص/152 وانظر الوابل الصيب ص/62 والنبوات ص/191 وتفسير ابن كثير 2/-فقد ذكره مرفوعاً
52 - " تقديم العقل على النقل قدحاً في العقل " المصدر السابق: ص/200
53 - " من تصدى قبل أوانه فقد تصدى لهوانه " القاضي أبو الطيب / فيض القدير (1/ 155) السير (17/ 208)
54 - " الحكاية لا تنفع الجاحد مالم يشاهد، ومن أنكر الأصل أنكر التفصيل " المناوي: فيض القدير (1/ 143)
55 - " القلب القاسي لا يقبل الحق وإن كثرت دلائله " المصدر السابق (1/ 94)
56 - " من ركب متن العصيان هو الجاهل السفيه عند أهل الإيمان " المصدر السابق (1/ 94)
57 - " وإذا وقع الاستفسار والتفصيل تبين الحق من الباطل " الطحاوية
58 - " وكم يزول بالاستفسار والتفصيل من الأضاليل والأباطيل " المصدر السابق:207
59 - " والعبادات مبناها على السنة والإتباع لا على الهوى والابتداع " المصدر السابق: 237 والفتاوى (4/ 170)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/119)
60 - " إعلم أن مبنى العبودية والإيمان بالله وكتبه ورسله على التسليم وعدم الأسئلة عن تفاصيل الحكمة في الأوامر والنواهي والشرائع " المصدر السابق: 261
61 - " فالصابر الصادق لا يستوحش من قلة الرفيق ولا من فقده، إذا استشعر قلبه مرافقة الرعيل الأول [الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا] المصدر السابق: 275
62 - " ما ينظر المرائي إلى الخلق في عمله إلا لجهله بعظمة الخالق " .. المرائي يزور التواقيع على إسم الملك ليأخذ البراطيل لنفسه ويوهم انه من خاصة الملك وهو مايعرفه بالكليه ... نقش المرائي على الدرهم الزائد اسم الملك ليروج والبهرج ما يجوز إلا على غير الناقد" ابن رجب كلمة الاخلاص ص/31 - 32.
63 - المراقبه: علم القلب بقرب الرب - المحاسبي: كلمة الإخلاص ص/38
64 - " فسبيل الصادق مطالبة النفس بالاستقامة فهي كل الكرامه " المصدر السابق 495
65 - " لا تكن ممن يتبع الحق إذا وافق هواه، ويخالفه إذا خالف هواه فإذا أنت لا تثاب على ما وافقته من الحق وتعاقب على ما تركته منه " قالها: عمر بن عبدالعزيز نقلها صاحب الطحاوية ص/522
66 - " فكل من له مسكة عقل ودربة من فهم يعلم أن فساد العلم وخرابه إنما نشأ من تقديم الرأي على الوحي والهوى على النقل، وما استحكم هذان الاصلان الفاسدان في قلب إلا استحكم هلاكه ولا في أمة الإ وفسد أمرها أتم فساد " السفارينى: لوامع الانوار (1/ 7)
67 - " فمذهب السلف حق بين باطلين وهدى بين ضلالين " المصدر السابق (1/ 24/261)
68 - " التقليد يعمى عن ادارك الحقائق فإياك والاخلاد إلى ارضه " المصد السابق (1/ 48)
69 - " من لم يوحد المعبود فكل عمله مردود " المصدر السابق (1/ 75)
70 - " علم التوحيد أصل العلوم وأس النجاة وسلم المعرفه للحي القيوم " (1/ 57)
71 - " شح المرء بفلسه من دناءة نفسه "
72 - " الصبر على الشدائد ينتج الفوائد "
73 - " بضاعة العاقل لا تخسر وربحها يظهر في المحشر " هذه الثلاثه للمستظهر بالله السير (19/ 398)
74 - " المجالسه للمناصحه فتح باب الفائده " البربهاري السير (15/ 91)
75 - " لكل شيء علم وعلم الخذلان ترك البكاء ولكن شيء صدأ وصدأ القلب الشبع " ابو سليمان الداراني (10/ 183)
76 - " اعمل لله فإنه أنفع لك من العمل لنفسك " الصوري (10/ 391)
77 - " تعاهد نفسك في ثلاث: إذا عملت فاذكر نظرالله اليك وإذا تكلمت فاذكر سمع الله لك وإذا سكت فاذكر علم الله فيك " حاتم الاصم (11/ 484)
78 - " لاتكن ولياً لله في العلانيه وعدوه في السر " بلال بن سعد (11/ 518)
اعرض نفسك على دقائق هذه الاقوال لترى يا مسكين كيف انت عنهم بمعزل!!
و: خذها بغير شيء فقد كان يرحل فيما دونها إلي المدنيه "
= قال الزبيدي " سمعت كلمة فنفعنى الله بها ثلاثين سنه " السير (5/ 297)
79 - " القلوب المتعلقه بالشهوات محجوبه عن الله بقدر تعلقها بها "
80 - " من أراد صفاء قلبه فليؤثر الله على شهواته "
81 - اذا احب الله عبداً اصطنعه لنفسه واجتباه لمحبته واستخلصه لعبادته فشغل همه به ولسانه بذكره وجوارحه بطاعته "
82 - " خراب القلب من الامن والغفله وعمارته من الخشيه والذكر "
83 - " لاتتم الرغبه في الآخره إلا بالزهد في الدنيا "
84 - " وكل علم وعمل لايزيد الايمان واليقين قوه فهو مدخول وكل ايمان لايبعث على العمل فمدخول "
85 - " من لاحل له حال الآخره هان عليه فراق الدنيا "
86 - " لو صحت محبتك لاستوحشت ممن لايذكرك بالحبيب "
87 - " أنما تليق خلعة العز ببدن الإنكسار "
88 - " ستعلم يوم الحشر أي سريره تكون عليها (يوم تبلى السرائر)
89 - "أنفع العمل أن تغيب فيه عن الناس بالاخلاص "
90 - " استوحش ممن لا يدوم معك واستأنس بمن لايفارقك "
91 - " قطب الطاعات للمرء في الدنيا هو: اصلاح السرائر وترك إفساد الضمائر "
92 - "من حسن خلق الرجل أن يحدث صاحبه وهو يبتسم "
93 - " المتعصب ليس في زمرة العلماء"
94 - " من حدث قبل حينه افتضح في حينه "
95 - " إذا كنت ناقلاً فالصحة أو مدعياً فالدليل" – هذه من باب المناظر والحوار
96 - " قال ابن وهب: لو كتبنا عن الامام مالك: لاأدرى لملأنا الألواح " فيا طالب العلم لا تخجل من: لا أدري "
97 - " فإن العلوم إنما تنال بالتفاهم والتخاطب " فيه فائده: مذاكرة العلم
98 - " من اراد ان ينظر الى مجلس الانبياء فلينظر الى مجلس العلماء "
99 - " كفى بالمرء سعادة ان يوثق به في دين الله ويكون بين الله وبين عباده وهم العلماء "
100 - " فمحبة العلم من علامات السعادة وبغض العلم من علامات الشقاوه
منقول من منتدى أنا المسلم للعضو (سلفي على الجادة)(72/120)
هل ثبتت رؤية هلال ذى الحجة؟؟؟؟؟
ـ[ابوسمية]ــــــــ[20 - 12 - 06, 10:21 م]ـ
هل ثبتت رؤية هلال ذى الحجة؟؟؟؟؟
ـ[سعيد السلفي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 12:37 ص]ـ
؟؟؟؟؟؟؟
هل من مجيب
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 01:13 ص]ـ
عام / مجلس القضاء الأعلى / بيان
الرياض 29 ذو القعدة 1427هـ الموافق20 ديسمبر2006م واس
صدر عن مجلس القضاء الأعلى البيان التالي حول دخول شهر ذي الحجة ..
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وبعد .. فقد عقد مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة جلسة بعد مغرب هذا اليوم الأربعاء التاسع والعشرين من شهر ذي القعدة متحريا ما قد يرد حول رؤية هلال شهر ذي الحجة وقد ثبت لديه شرعا دخول شهر ذي الحجة لهذا العام 1427هـ ليلة الخميس الموافق 21 ديسمبر من عام 2006م بشهادة عدد من الشهود العدول وبهذا يكون الوقوف بعرفة يوم الجمعة الموافق 29 ديسمبر عام 2006م وعيد الأضحى المبارك يوم السبت الموافق 30 ديسمبر عام 2006م ومجلس القضاء الأعلى إذ يعلن ذلك لعموم المسلمين يسأل الله جل وعلا أن يتقبل من حجاج بيت الله الحرام حجهم ويغفر لهم ذنوبهم وأن يتقبل من المسلمين في كل مكان صالح أعمالهم ويتجاوز عن سيئاتهم وأن يجمعهم على الهدى ويؤلف بينهم ويرزقهم القيام بواجب دينهم وان ينصرهم بالحق وينصر الحق بهم إنه سميع مجيب وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
مجلس القضاء الأعلى بهيئته الدائمة
عضو عضو عضو
ناصر بن إبراهيم الحبيب غيهب بن محمد الغيهب محمد بن الأمير
عضو رئيس المجلس
محمد بن سليمان البدر صالح بن محمد اللحيدان
// انتهى // 0050 ت م
http://www.spa.gov.sa/details.php?id=412792
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[21 - 12 - 06, 10:09 م]ـ
والله المستعان .....
والتكبير سنة مفقودة من كثير من الصالحين وطلاب العلم
وخاصة في السوق والأماكن العامة(72/121)
التفاسير العلمية وبعض النظريات المعاصرة
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[21 - 12 - 06, 12:17 ص]ـ
السؤال الثالث من الفتوى رقم (9247):
س3: ما حكم الشرع في التفاسير التي تسمى بـ (التفاسير العلمية)؟ وما مدى مشروعية ربط آيات القرآن ببعض الأمور العلمية التجريبية؟ فقد كثر الجدل حول هذه المسائل.
ج3: إذا كانت من جنس التفاسير التي تفسر قوله تعالى: سورة الأنبياء الآية 30أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاءِ كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ بأن الأرض كانت متصلة بالشمس وجزءا منها، ومن شدة دوران الشمس انفصلت عنها الأرض ثم برد سطحها وبقي جوفها حارا، وصارت من الكواكب التي تدور حول الشمس. إذا كانت التفاسير من هذا النوع فلا ينبغي التعويل ولا الاعتماد عليها.
وكذلك التفاسير التي يستدل مؤلفوها بقوله تعالى: سورة النمل الآية 88وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ على دوران الأرض، وذلك أن هذه التفاسير تحرف الكلم عن مواضعه، وتخضع القرآن الكريم لما يسمونه نظريات علمية، وإنما هي ظنيات أو وهميات وخيالات.
وهكذا جميع التفاسير التي تعتمد على آراء جديدة ليس لها
أصل في الكتاب والسنة ولا في كلام سلف الأمة؛ لما فيها من القول على الله بغير علم.
وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(الجزء رقم: 4، الصفحة رقم: 181)
=========
يتبع .. سأنقل جميع ما يذكر من فتاوى اللجنة واقتبسها من الموقع الرسمي
للإفتاء: http://www.alifta.com/default.aspx
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[21 - 12 - 06, 12:24 ص]ـ
الفتوى رقم (15255)
س: أنا مدرس في إحدى المدارس المتوسطة بمنطقة الرياض لمادة الجغرافيا، وحيث إنه قد ورد إلي موضوع يتعلق بدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس، وحيث إنه قد سبق وأن قرأت كتابا لسماحتكم بعنوان: (الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب، وعلى جريان الشمس والقمر وسكون الأرض) حيث كان هنالك تعارض بين ما ذكرتموه سماحتكم وبين الكتاب المدرسي؛ لذا أرجو من سماحتكم إفادتي عن هذا الموضوع. وجزاكم الله عني كل خير.
ج: يجب على مدرس الجغرافيا إذا عرض على الطلاب نظرية الجغرافيين حول ثبوت الشمس ودوران الأرض عليها - أن يبين أن هذه النظرية تتعارض مع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وأن الواجب الأخذ بما دل عليه القرآن والسنة، ورفض ما خالف ذلك،
ولا بأس بعرض نظرية الجغرافيين من أجل معرفتها والرد عليها كسائر المذاهب المخالفة، لا من أجل تصديقها والأخذ بها.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو عضو نائب الرئيس الرئيس
عبد العزيز آل الشيخ صالح الفوزان عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(الجزء رقم: 26، الصفحة رقم: 415)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[21 - 12 - 06, 12:27 ص]ـ
السؤال الثالث من الفتوى رقم (18647)
س 3: في درس للعلوم أدرسه: أن الأرض تدور حول الشمس، وحيث إنني سمعت من الشيخ أبي بكر الجزائري: أن الشمس هي التي تدور حول الأرض، وأن من يدرس هذه المادة يجب أن يخاف الله، وأن هذا خطر على عقيدته، حيث إن هذا الأمر يكفر صاحبه، فقد قمت بعد أداء الدرس بتوضيح ذلك للطلبة، فهل هذا الأمر صحيح أم أنني مخطئ في ذلك، أفيدوني أثابكم الله وجزاكم عنا كل خير.
ج 3: ما قاله الشيخ أبو بكر صحيح، فإن الأرض ثابتة قارة، والشمس هي التي تدور حولها، كما قال الله عز وجل: سورة غافر الآية 64 اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وقال سبحانه: سورة يس الآية 38 وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا وقال في الشمس والقمر:
سورة لقمان الآية 29 كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ومن قال: إن الأرض هي التي تدور، وأن الشمس واقفة فهو مكذب للقرآن، وتكذيب القرآن كفر أكبر، نسأل الله العافية والسلامة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/122)
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب الرئيس الرئيس
بكر أبو زيد صالح الفوزان عبد العزيز آل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(الجزء رقم: 26، الصفحة رقم: 416)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[21 - 12 - 06, 12:31 ص]ـ
مناقشة ما نشرت له جريدة (اليوم السعودية)
في عددها رقم (6399) وتاريخ 12\ 1\ 1399م:
1 - الآية القرآنية الأولى سورة الفاتحة الآية 1بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (19) حرفا ليست البسملة أول آية نزلت من القرآن، بل اختلف في أنها من القرآن إلا في (سورة النمل)، وليست (19) حرفا كما تقدم.
2 - كل كلمة في هذه الآية تتكرر في القرآن الكريم عددا من المرات، هو دائما من مكررات الرقم (19):
أ- كلمة اسم تتكرر في المصحف الشريف (19).
ب- كلمة الله تتكرر في المصحف (2698) مرة = (19 ×142).
ج- كلمة الرحمن تتكرر في المصحف (57) مرة = (19 × 3).
د- كلمة الرحيم تتكرر في المصحف (114) مرة = (19 × 6).
ليس كل كلمة في البسملة ذكرت في القرآن 19 مرة، ولا مضاعفا للعدد (19)، فإن من كلماتها اسم و الرحيم لا تذكر كل منهما (19) مرة ولا مضاعفا لهذا العدد.
3 - رغم غياب البسملة من سورة التوبة فإن القرآن الكريم يحتوي على (114) بسملة؛ لأن سورة النمل فيها بسملتان.
4 - في كون البسملة من القرآن خلاف إلا في (سورة النمل) فهي منه، وما كان مختلفا فيه لا يبنى عليه إعجاز يثبت به ركن من أركان الإسلام.
5 - أول ما جاء به الوحي الأمين جبريل عليه السلام ونزل به على خاتم النبيين صلى الله عليه وسلم كان (19) كلمة.
ليس أول ما نزل (19) كلمة، بل عشرين كلمة.
6 - الـ (19) كلمة من (سورة العلق) التي نزل بها جبريل عليه السلام من (76) حرف (19 × 4) طبقا للرسم العثماني الأصلي للقرآن الكريم. ليست الكلمات التي نزلت من سورة العلق (19) حرفا ولا مضاعفا لها.
7 - سورة العلق أول ما نزل من القرآن، هي السورة رقم (19) من الخلف وليست (سورة العلق) أول ما نزل من القرآن، وإنما أول ما نزل منه خمس آيات من أولها فقط، ثم ترتيب السور مختلف فيه. فقيل: توقيفي، وقيل: باجتهاد عثمان ووافقه عليه الصحابة رضي الله عنهم، وهناك مصاحف أخرى تختلف عن مصحف عثمان في الترتيب، وعلى كل حال فالمعروف عد السور من الفاتحة ثم البقرة. . . وهكذا، وليست سورة العلق (19) في الترتيب ولا مكررا له بهذا الاعتبار.
8 - في ترتيب نزول الوحي نزلت الآية القرآنية سورة الفاتحة الآية 1بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مباشرة عقب الآية القرآنية سورة المدثر الآية 30عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ من سورة المدثر. . والتي تعلمنا أن تسعة عشر فيها الإجابة الشافية على كل من يقول: سورة المدثر الآية 25إِنْ هَذَا إِلَّا قَوْلُ الْبَشَرِ
ترتيب النزول إنما يعرف بالنقل الصحيح لا بالعقل، ولم يثبت أن البسملة نزلت عقب نزول آية سورة المدثر الآية 30عَلَيْهَا تِسْعَةَ عَشَرَ وعليه لا يكون في ذلك رد على من يقول: إن القرآن من قول البشر، وعلى تقدير صحة ذلك لا يدل على أن المراد بكلمة -تسعة عشر- حروف البسملة كما لا يعتبر ردا على من يقول: إن هذا إلا قول البشر، ثم الاعتماد على هذا وأمثاله يفتح بابا للتهجم على القرآن والاستهتار به.
9 - الحروف القرآنية: (فواتح السور) (ق، ن، ص، يس، حم، الم ... إلخ) تتكرر في سورها دائما عددا من المرات هو من مكررات العدد (19) ويمكن لأي شخص أن يكتشف هذه الحقائق بنفسه.
فمثلا على الحرف (ق)، في (سورة ق) = 57= 19 × 3
وعن الحرف (ق)، في (سورة الشورى) = 57 = 19 × 3
وعن الحرف (ن)، في (سورة القلم) = 133 - 19 × 7
وعدد الحرف (ص)، في سوره الثلاث (ص، مريم، الأعراف)، أي: المجموع في السور الثلاث 152= 19 × 8
وهكذا الحال في جميع الفواتح بدون استثناء.
انتقض ما ذكره في سور مما مثل به كسورة القلم، وكل من سورة ص ومريم والأعراف على حدة؛ ولهذا احتال بجمع الحرف ص في السور الثلاث ليوافق ما أراد.
مما تقدم من المناقشات يتبين أن ما ذكره الدكتور رشاد خليفة في محاضرته وسماه معجزة محمد الخالدة، وما نشرته له جريدة (اليوم السعودية) وسماه معجزة قرآنية مذهلة لا يصلح أن يكون معجزة تثبت بها الرسالة والصدق في دعوى النبوة؛ لما فيه من الخطأ والتناقض، ولأنه على فرض سلامته من ذلك فهو في متناول القوى البشرية، لإمكان اكتسابه عن طريق الأسباب العادية، فيستطيع البشر أن يأتوا بمثله فرادى وجماعات، أما المعجزات فسمتها التي تتميز بها عن المخترعات عجز البشر -على أي حال كانوا- عن أن يأتوا بمثلها؛ لكونها من وراء الأسباب العادية.
وعلى هذا لا يصح أن يقال: إن كتابة القرآن حسب قواعد الإملاء ينافي معجزة القرآن الرياضية الحسابية، بل الذين يمنعون ذلك يبنون رأيهم على أسباب أخرى ذكرناها في بحث خاص بذلك.
والله الموفق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
الجزء السابع من ابحاث الهيئة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/123)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[21 - 12 - 06, 12:39 ص]ـ
بيان ما يسمى معجزة محمد الخالدة والمعجزة القرآنية > مناقشة المحاضرة
ونختم الحديث عن المحاضرة بأن المحاضر لم يكتف ببيان غرضه من محاضرته وهو إثبات إعجاز القرآن بطريقة رياضية حسابية جعل مفتاحها عدد حروف وكلمات - بسم الله الرحمن الرحيم -، بل زاد أمرين عد كلا منهما معجزة قرآنية، وافتتح بهما محاضرته فذكر:
أولا: أن قوله تعالى: سورة النمل الآية 88وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ ... دليل على دوران الأرض حول نفسها وحول الشمس وجعل إثبات ذلك بالقرآن معجزة خالدة.
وهذا خطأ، بل تحريف للقرآن عن مواضعه، وتفسير له بغير ما قصد
منه ودل عليه سياق الكلام، فإن الآية نزلت بيانا لأهوال يوم القيامة عند النفخ في الصور، بدليل قوله تعالى في الآية التي قبلها: سورة النمل الآية 87وَيَوْمَ يُنْفَخُ فِي الصُّورِ فَفَزِعَ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ إِلَّا مَنْ شَاءَ اللَّهُ وَكُلٌّ أَتَوْهُ دَاخِرِينَ ثم قال بعدها: سورة النمل الآية 88وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً ونظير ذلك قوله تعالى في سورة الواقعة: سورة الواقعة الآية 4إِذَا رُجَّتِ الْأَرْضُ رَجًّا سورة الواقعة الآية 5وَبُسَّتِ الْجِبَالُ بَسًّا سورة الواقعة الآية 6فَكَانَتْ هَبَاءً مُنْبَثًّا
فتفسيرها بدوران الأرض لتكون معجزة، مخالف لسياق الكلام، وخروج بها عن نظائرها من آيات القرآن الواردة في نفس الموضوع، بل مخالف لظاهر الآية نفسها، فإن الدوران لا يقابل الجمود، بل الذي يقابل جمود الجبال وجعلها رواسي للأرض كونها هباء منبثا كالعهن المنفوش تطيرها الرياح فتمر مر السحاب بعد أن كانت أحجارا صلبة متماسكة مستقرة على الأرض أوتادا لها، فكيف يجعل الخطأ في بيان المراد من الآية معجزة يثبت بها أن محمدا صلى الله عليه وسلم رسول الله، وأن القرآن تنزيل من رب العالمين؟!
ثانيا: أن قوله تعالى في سورة يونس: سورة يونس الآية 5هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا الآية، وقوله تعالى في سورة الفرقان: سورة الفرقان الآية 61تَبَارَكَ الَّذِي جَعَلَ فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجًا وَقَمَرًا مُنِيرًا دليل على أن
نور القمر مستفاد من نور الشمس وذلك دليل على إعجاز القرآن.
وهذا استنباط باطل فإنه ليس في الآيتين دليل على ذلك، ولا فهم العرب منهما هذه النظرية العلمية، وهم أهل العربية، وأعرف باللغة التي بها نزل القرآن، وإعجاز القرآن لا يحتاج في إثباته إلى أمثال ما ذكر المحاضر، وكون نور القمر مستفاد من نور الشمس لا يتوقف ثبوته على القرآن، بل عرف من طريق آخر كحادث خسوف القمر المتكرر على مر الزمان، ومعرفة ذلك في متناول البشر؛ لكونه متصلا بعلم التسيير وهو من علم الفلك، فيعرفه من له دراية بعلم الفلك، فكيف يجعل ذلك دليلا تثبت به الرسالة وإعجاز القرآن؟!
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(الجزء رقم: 7، الصفحة رقم: 134)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[21 - 12 - 06, 12:43 ص]ـ
السؤال الثاني عشر من الفتوى رقم (1615)
س 12: ماذا رأيتم في الذين يزعمون أنهم وصلوا بالحيلة إلى القمر المنير الذي هو عندنا آية من آيات الله؟
ج 12: العلم بهذا لا يترتب عليه أثر عملي، ونحن لانقطع بأنهم وصلوا إليه حقيقة، ولا نكذبهم فيما ادعوه من ذلك، والكف عن الكلام فيه أولى من الدخول فيه، وعلى المكلف أن يشتغل فيما يحتاج إليه من العلم عقيدة وشريعة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب الرئيس الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[21 - 12 - 06, 12:53 ص]ـ
الفتوى رقم (9129)
س: هل أخذ العلم عن شخص غير مسلم حرام أم حلال، وهل تعلم العلوم الدنيوية بحجة التقدم يجوز للمسلمين مع العلم أننا ندرس نظرية دارون، ونظرية الخلق الخاص، والتوالد الذاتي في مادة البيولوجيا (الأحياء)؟
ج: تعليم العلوم الإسلامية من غير المسلم لا يجوز؛ لأن الشأن فيه أنه غير مأمون في ذلك، فليس أهلا لتلقيها منه. أما تعلم العلوم الدنيوية فما كان منها نافعا غير ضار، كالحساب والهندسة ونحوهما، فللمسلم أن يتعلم منه بقدر حاجته وحاجة أمته، إلى جانب تعلم شؤون دينه، وأما ما كان فتنة أو مضرة أو مضيعة للوقت فلا يجوز تعلمه، ومن ذلك نظرية دارون، والتوالد الذاتي ونحوهما؛ لما في ذلك من الخطر على المسلم في دينه ودنياه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(الجزء رقم: 12، الصفحة رقم: 89)
أكتفي بهذا هنا وأتوقف وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد ان لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك
والحمدلله رب العالمين وصلى الله وسلم على محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/124)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[21 - 12 - 06, 09:22 م]ـ
السؤال السادس من الفتوى رقم (8152)
س6: البعض من المبتعثين يدرس دراسة نظرية، وغالبا تكون محشوة بأفكار فلاسفتهم وترهاتهم، والمسلم المتمكن من عقيدته وثقافته الإسلامية الأصيلة يجد هذه الدراسة مضيعة للوقت، وفيها بعد عن الحق، وقد يكون بعضها مصدر نظريات إلحادية كفرية، كنظرية دارون وأرسطو ودوركايم وغيرهم من طواغيتهم، وقد لا تؤثر فيه أثناء النقاش مع المدرس والطلبة، لكنه في البحوث المطلوبة للماجستير مثلا قد يستدل لهم ببعضها، أو يورد بعضها، وقد يرد عليها أو لا يرد. فهل هذا
جائز له، أو أنه يلزمه ترك هذه الدراسة والإعراض عنها، واستبدالها بغيرها في بلده مثلا، وإذا استمر بنية الحصول على المؤهل فقط لعله فيما بعد يستطيع أن يقارعهم الحجة بالحجة، وينبه على جهلهم، ويربي أبناء المسلمين على عداوة مثل هذه الأفكار، ونبذها، واستبدالها بما هو أصح وأنقى منها من الدراسات الإسلامية؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا.
ج6: إذا كان لدى المذكور حصانة دينية، ومعرفة بالأدلة التي ينصر بها الحق، ويدفع بها الشبه، وهو -أو دولته- في حاجة الدراسة في تخصصه، وأمن الفتنة على نفسه أيام دراسته في تلك البلاد؛ جاز له أن يستمر في دراسته، وإلا حرم عليه الاستمرار، وأما إيراده الشبه التي يستند إليها أهل الباطل فلا يجوز له أن يوردها إلا مقرونة بما يبطلها.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب رئيس اللجنة الرئيس
عبد الله بن قعود عبد الله بن غديان عبد الرزاق عفيفي عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(الجزء رقم: 12، الصفحة رقم: 140)
ـ[عبدالله ناصر]ــــــــ[25 - 03 - 08, 07:30 ص]ـ
السؤال الثالث من الفتوى رقم (18647)
س 3: في درس للعلوم أدرسه: أن الأرض تدور حول الشمس، وحيث إنني سمعت من الشيخ أبي بكر الجزائري: أن الشمس هي التي تدور حول الأرض، وأن من يدرس هذه المادة يجب أن يخاف الله، وأن هذا خطر على عقيدته، حيث إن هذا الأمر يكفر صاحبه، فقد قمت بعد أداء الدرس بتوضيح ذلك للطلبة، فهل هذا الأمر صحيح أم أنني مخطئ في ذلك، أفيدوني أثابكم الله وجزاكم عنا كل خير.
ج 3: ما قاله الشيخ أبو بكر صحيح، فإن الأرض ثابتة قارة، والشمس هي التي تدور حولها، كما قال الله عز وجل: سورة غافر الآية 64 اللَّهُ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ قَرَارًا وقال سبحانه: سورة يس الآية 38 وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا وقال في الشمس والقمر:
سورة لقمان الآية 29 كُلٌّ يَجْرِي إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى ومن قال: إن الأرض هي التي تدور، وأن الشمس واقفة فهو مكذب للقرآن، وتكذيب القرآن كفر أكبر، نسأل الله العافية والسلامة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو عضو نائب الرئيس الرئيس
بكر أبو زيد صالح الفوزان عبد العزيز آل الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز
(الجزء رقم: 26، الصفحة رقم: 416)
اولا هذه الفتوى مخالفة لرد الشيخ على الافتراء فهو كفر فقط من قال بثبات الشمس و انما انكر دوران الارض ولم يكفر
اقتباس
رد على المفترين على العلماء
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم وفقه الله لما فيه رضاه آمين ..
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته: أما بعد:
( ..... أني قد أثبت في المقال فيما نقلته عن العلامة ابن القيم رحمه الله ما يدل على إثبات كروية الأرض، أما دورانها فقد أنكرته وبينت الأدلة على بطلانه ولكني لم أكفر من قال به، وإنما كفرت من قال إن الشمس ثابتة غير جارية؛ لأن هذا القول مصادم لصريح القرآن الكريم والسنة المطهرة الصحيحة الدالين على أن الشمس والقمر يجريان ... ) انتهى الاقتباس
http://www.binbaz.org.sa/mat/8640
ثانيا راجعت موقع الرئاسة العامة للفتوى برقم الفتوى وطلعت الفتوى مختلفة عما نشرته انت
نتيجة البحث
فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء > تصفح برقم المجلد > المجموعة الثانية > المجلد السادس الفقه (الصلاة-2) > السهو > ركع الإمام وسهى المأموم فسجد ثم لحق بالإمام
السؤال الرابع من الفتوى رقم (18647)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/125)
س4: صلينا الظهر جماعة بالمدرسة، وعند تكبيرة الركوع في الركعة الثانية سجدت ولم أركع، وبقية المصلين راكعون، وعند انتباهي لذلك رفعت من السجود وقمت بالركوع، وعند
(الجزء رقم: 6، الصفحة رقم: 45)
بدء ركوعي كان المأمومون قد قاموا بالرفع منه وأتممت صلاتي معهم، وعند فراغي من الصلاة ناقشت بعض الزملاء فأفادني بالإعادة وتصدق علي بالصلاة معي مرة أخرى، فهل ما عملناه صحيح والله يرعاكم؟
ج4: ما فعلته من إتيانك بالركوع الذي جعلت بدله السجود سهوا منك ثم لحقت بالإمام عمل صحيح، وهو الواجب عليك في هذه الحالة، وإعادتك للصلاة لا وجه له؛ لأن صلاتك صحيحة.
وبالله التوفيق، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
http://tinyurl.com/3dmfz8
ايضا اخوي هذه الفتوى:-
الفتوى رقم (15255)
س: أنا مدرس في إحدى المدارس المتوسطة بمنطقة الرياض لمادة الجغرافيا، وحيث إنه قد ورد إلي موضوع يتعلق بدوران الأرض حول نفسها وحول الشمس، وحيث إنه قد سبق وأن قرأت كتابا لسماحتكم بعنوان: (الأدلة النقلية والحسية على إمكان الصعود إلى الكواكب، وعلى جريان الشمس والقمر وسكون الأرض) حيث كان هنالك تعارض بين ما ذكرتموه سماحتكم وبين الكتاب المدرسي؛ لذا أرجو من سماحتكم إفادتي عن هذا الموضوع. وجزاكم الله عني كل خير.
ج: يجب على مدرس الجغرافيا إذا عرض على الطلاب نظرية الجغرافيين حول ثبوت الشمس ودوران الأرض عليها - أن يبين أن هذه النظرية تتعارض مع الآيات القرآنية والأحاديث النبوية، وأن الواجب الأخذ بما دل عليه القرآن والسنة، ورفض ما خالف ذلك،
ولا بأس بعرض نظرية الجغرافيين من أجل معرفتها والرد عليها كسائر المذاهب المخالفة، لا من أجل تصديقها والأخذ بها.
ظهرت رسالة لا توجد نتائج
هل تكون مختلقة هذه الفتوى(72/126)
تغطية وجه المحرمة
ـ[رودريقو البرازيلي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 11:30 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله
اخواني الكرام
من يفيدني عن تغطبة الوجه للمحرمة .. ؟
ما هو الراجح؟؟
و جزيتم خيرا
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[21 - 12 - 06, 03:22 م]ـ
السؤال:
هل يجوز للمرأة أن تغطي وجهها وكفيها بقفازين عندما تذهب للحج أو للعمرة وهي بذلك ليست مكرهة بل إن وليها أعطاها حرية الخيار بين أن تكشف أو تغطي وجهها؟ أفيدونا جزاكم الله خيراً.
الشيخ ابن باز رحمه الله
الجواب:
المرأة في الإحرام ليس لها أن تغطي وجهها بالنقاب أو بالبرقع وليس لها أن تلبس القفازين في اليدين؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك فقال عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح فيما يلبس المحرم: ((ولا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين)) [1]، يعني في الإحرام ولكنها تغطي وجهها وكفيها بغير ذلك من خمار ونحوه بجلبابها أو عباءتها أو نحو ذلك، أما النقاب وهو ما يصنع للوجه فإنها لا تلبسه المحرمة لا في العمرة ولا في الحج، قالت عائشة رضي الله عنها: (كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع، وكنا إذا دنا منا الركبان سدلت إحدانا خمارها من على رأسها على وجهها فإذا بعدوا كشفنا)، فالمرأة تفعل هكذا إذا قرب منها رجال تغطي وجهها بخمار ونحوه، لا بنقاب مصنوع للوجه ولا تغطي يديها بقفازين ولكن بغيرهما، وهكذا الرجل المحرم لا يغطي وجهه ولا يغطي رأسه بالعمامة ونحوها، ولكن يغطي يديه بغير قفازين عند الحاجة، فلو غطى يديه بالرداء أو بالإزار أو بشيء آخر فلا بأس بذلك، والمرأة كذلك.
--------------------------------------------------------------------------------
[1] رواه البخاري في (الحج) باب ما ينهى من الطيب للمحرم برقم 1838.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد السابع عشر.
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[21 - 12 - 06, 03:24 م]ـ
السؤال:
امرأة لديها ضعف في البصر، وتنوي الحج هذا العام، وتقول: هل أضع نقاباً يغطي وجهي بحيث تظهر العينان، ثم أضع عليه غطاء ساتراً خفيفاً أتمكن من رؤية الطريق من خلاله، فهل علي إثم لو فعلت ذلك؟ جزاكم الله خيراً [1]
الجواب:
لا حرج في ذلك إلا إذا كانت محرمة فليس لها ذلك؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم في حق المحرمة: ((ولا تنتقب المرأة ولا تلبس القفازين)) [2] أهـ. لكن تغطي المحرمة وجهها بغير ذلك كما جاء ذلك في حديث عائشة رضي الله عنها، والله ولي التوفيق.
---------------------------------------------
[1] نشر في مجلة الدعوة العدد 1683 في 23/ 11/1419هـ.
[2] رواه البخاري في (الحج) باب ما ينهى من الطيب للمحرم برقم 1838.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد السابع عشر.
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[21 - 12 - 06, 03:27 م]ـ
السؤال: أحسن الله إليكم هذه السائلة من جمهورية مصر العربية وتقيم في المملكة تقول في سؤالها ما حكم تغطية الوجه بالنسبة للمرأة المحرمة إذا كان الرجال الأجانب في كل مكان في الشارع وفي السيارة وفي الحرم نفسه وما المخرج من حديث النبي صلى الله عليه وسلم (المرأة المحرمة لا تنتقب ولا تلبس القفازين) هل يجوز كشف الوجه حال الإحرام؟
الجواب
الشيخ: لا يجوز للمحرمة ولا لغير المحرمة أن تكشف وجهها وحولها رجال أجانب بل الواجب ستر الوجه حتى في الإحرام فقد ذكرت (عائشة رضي الله عنها أنه إذا مر الرجال قريبا منهن سدلت إحداهن خمارها على وجهها) لئلا يراها الرجال الأجانب وأما (نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن النقاب) فنعم هو نهى عن النقاب لكن إذا كان حولها رجال فلابد من ستر الوجه وإذا سترت وجهها في هذه الحال فلا شيء عليها.
ــــــــــــــــــــــــ
السؤال: أحسن الله إليكم هذا السؤال من المستمع م. ع. ع. من أبها سؤاله الأول يقول فيه ما حكم تغطية الوجه بالنقاب في الحج فقد كنت قرأت حديثاً بما معناه لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين وقرأت قولاً آخر للسيدة عائشة رضي الله عنها وهن في الحج تقول كنا إذا ساوى بنا الرجال أسدلنا على وجوهنا وإذا سبقناهم كشفنا وجوهنا فكيف نربط بين القولين وأيهما أصح إذا طبقنا قول عائشة ففي هذه الأيام دائماً أو كثيراً ما تختلط المرأة بالرجال في أثناء سيرها في الحج وفي صلاتها فهل تغطي وجهها دائماً أم ماذا تفعل وهناك قول سمعته عن الإمام أبي حنيفة أن المرأة إذا غطت وجهها فعليها دم ما الصواب في هذا؟
الجواب
الشيخ: الصواب في هذا ما دل عليه الحديث وهو نهي النبي صلى الله عليه وسلم أن تنتقب المرأة فالمرأة المحرمة منهية عن النقاب مطلقا سواء مروا بها الرجال الأجانب أو لم يمروا بها وعلى هذا فيحرم على المرأة المحرمة أن تنتقب سواء كانت في حج أو في عمرة والنقاب معروف عند النساء وأما حديث عائشة فلا يعارض النهي عن الانتقاب وذلك لأن حديث عائشة إنما كان النساء يفعلنه إذا مرَّ بهم الرجال وهذا أمر لابد منه إذا مر الرجال بنساء وهن محرمات فإنه يجب عليهن أن يسترن وجوههن لأن ستر الوجه عن الرجال الأجانب واجب وعلى هذا فنقول للمرأة لبس النقاب حرام عليها مطلقا وأما فتح وجهها فالأفضل لها كشف الوجه ولكن إذا مر الرجال قريباً منها فإنه يجب عليها أن تغطيه لكن تغطيه بغير النقاب.
الشيخ محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/127)
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[21 - 12 - 06, 03:37 م]ـ
ما الحكمة في منع المحرمة من تغطية وجهها؟
الشيخ ابن باز رحمه الله.
الله عز وجل حكيم في شرعه والله شرع للمحرمة أنها لا تغطي وجهها بالنقاب ولكن تغطيه بالخمار على وجهها وقد شرع الله للمحرمة ذلك لأنه شعار للمحرم ويتذكر يوم يقوم لرب العالمين.
للتحميل ( http://www.binbaz.org.sa/audio/fatawa/4/4-00145.mp3)
المصدر هنا ( http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=audio&id=1587)
ــــــــــــــــــــــ
أخى الكريم المبارك , نبّه الإخوة الكرام و المشايخ لنا فى هذا الملتقى من قبل و لعلك لم تنتبه للموضوع إن شاء الله , على ضرورة الإطلاع و البحث قبل طرح السؤال من قبل الإخوة , و لعل خدمة البحث أصبحت سهلة بفضل الله و من خلالها تستطيع الحصول على إجابة وافرة فضلا عن تجنب التكرار و و أنا أظن أن هذا السؤال قد سئل عشرات المرات من قبل و اجيب عليه , و قد آثرت نقل كلام أهل العلم لكَ قبل هذه التذكرة نفعكَ الله بها , و نسأل الله أن يديم عليكَ الدين و سؤالك عنه.
شكر الله لكَ.
ـ[حمد الغامدي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 04:09 م]ـ
امرأة من قريباتي تقول:
إذا كان النقاب لا يجوز في الحج فكيف نغطي الوجه إذا غطيناها بخمار من اعلى الراس فتنعدم الرؤية ونقع في حرج اثناء المشي واثناء ركوب الباصات
وإذا كان الخمار رقيقا فإنه يصف الوجه إذا كان في الشمس
وعند رمي الجمار في هذا الزحام الا يجوز لي انا اكشف قليلا عن عيوني او طرف وجهي حتى اتمكن من رؤية الرمي واتاكد من صحة رميي
أم ان المراة توكل في هذه الحالة؟؟؟(72/128)
الصبر، تعريفه، ومراتبه وفضله وأنواعه
ـ[أبو عبد الله مصطفى]ــــــــ[21 - 12 - 06, 01:05 م]ـ
الصبر، تعريفه، ومراتبه وفضله وأنواعه
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. وبعد ..
فإن الله جعل الصبر جواداً لا يكبو، وصارماً لا ينبو، وجنداً لا يُهزم، وحصناً حصيناً لا يُهدم، وهو مطيّة لا يضل راكبها فهو والنصر أخوان شقيقان، فالنصر مع الصبر، وهو أنصر لصاحبه من الرجال بلا عدّة ولا عدد، ومحله من الظفر محل الرأس من الجسد، وهو سبيل النجاح والفلاح، وهو فضيلة يحتاج إليه الإنسان في دينه ودنياه، فحال الإنسان إما بين صبر على أمر يجب عليه امتثاله وتنفيذه، ونهي يجب عليه اجتنابه وتركه، وقدر يجري عليه اتفاقاً، ونعمة يجب عليه شكر المنعم عليها، وإذا كانت هذه الأحوال لا تفارقه فالصبر لازم إلى الممات، فالحياة لا تستقيم إلا بالصبر، فهو دواء المشكلات لدار الابتلاء، والصبر زاد المجاهد إذا أبطأ عنه الصبر، وزاد الداعية إذا أبطأ عنه الناس بالإجابة، وزاد العالم في زمن غربة العلم، بل هو زاد الكبير والصغير، والرجل والمرأة، فبالصبر يعتصمون وإليه يلجئون وبه ينطلقون.
قال الإمام أحمد – رحمه الله – في كتاب الزهد عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ((وجدنا خير عيشنا بالصبر))،إن الله وصف الصابرين بأوصاف وخصّهم بخصائص لم تكن لغيرهم، وذكر الصبر في نحو تسعين موضعاً من الكتاب الكريم، وأضاف أكثر الدرجات والخيرات إلى الصبر وجعلها ثمرة له.
إن للصابرين معيّة مع الله، ظفروا بها بخير الدنيا والآخرة، وفازوا بها بنعمة الله الظاهرة والباطنة، وجعل الله سبحانه الإمامة في الدين منوطة بالصبر واليقين فقال تعالى: (وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) (السجدة:24)، قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: ((بالصبر واليقين؛ تُنال الإمامة في الدين)).
تعريف الصبر:
الصبر لغة:
الحبس والكف، قال تعالى: (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ .. ) (الكهف:28)، يعني احبس نفسك معهم، والصبر حبس النفس عن الجزع واللسان عن التشكي والجوارح عن لطم الخدود وشق الثياب ونحوهما، ويقال صبر يصبر صبراً، وصبَر نفسه.
والصبر في الاصطلاح الشرعي:
حبس النفس على فعل شيء أراده الله أو عن فعل شيء نهى الله عنه فهو صبر على شيء أمر به الله وصبر عن شيء نهى الله عنه.
جعل الله فيه الأجر العظيم لمن أراد به وجهه، وكافأ أهل الجنة لأنهم صبروا ابتغاء وجه ربهم، والصبر فيه معنى المنع والشدة والضنّ، و تصبّر رجل يعني تكلّف الصبر وجاهد نفسه عليه وحمل نفسه على هذا الخلق، وصبّرها إذا حملها على الصبر وهو ثبات على الدين إذا جاء باعث الشهوات، وهو ثبات على الكتاب والسنة، لأن من أخذ بهما فقد صبر على المصائب وصبر على العبادات وصبر على اجتناب المحرمات، فهذه أنواع الصبر الثلاثة إذاً:
ü صبر على طاعة الله.
ü صبر عن معصية الله.
ü صبر على أقدار الله المؤلمة.
هذا الصبر علّق القرآن الفلاح عليه فقال الله سبحانه وتعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ) (آل عمران:200)، فعلّق الفلاح بمجموع هذه الأمور،ونهى عن ما يضاد الصبر فقال: (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ .. ) (الاحقاف:35) كما قال: (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا .. ) (آل عمران:139) وكذلك فإنه سبحانه وتعالى أخبر عن مضاعفة الأجر للصابرين: (أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا .. ) (القصص:54)، وإذا كانت الأعمال لها أجر معلوم محدود فإن الصبر أجره لا حد له، قال تعالى: ( .. إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ) (الزمر:10)، قال سليمان بن القاسم: كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر لأجل هذه الآية {إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ}، قال: كالماء المنهمر، وعلق الله الإمامة في الدين على الصبر وعلى اليقين كما مرّ في الآية،وجعل الله الظفر بمعية الصبر فقال: ( .. إِنَّ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/129)
اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) (لأنفال:46)
وجعل للصابرين أموراً ثلاثة لم يجعلها لغيرهم: وهي
الصلاة منه
والرحمة
والهداية
(الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ *أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ) (البقرة)
وجعل الصبر سبحانه وتعالى عوناً وعدة وأمر بالاستعانة به، فقال ( .. اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ .. ) (البقرة:153)
، فمن لا صبر له؛ لا عون له، وعلّق النصر على الصبر والتقوى فقال تعالى: (بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ) (آل عمران:125)، وقال صلى الله عليه وسلم: ((واعلم أن النصر مع الصبر))،وجعل سبحانه الصبر والتقوى جنة عظيمة من كيد العدو ومكره فقال ( .. وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا لا يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئاً .. ) (آل عمران:120)، وأخبر أن ملائكته تسلّم في الجنة على الصابرين فقال: (سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ) (الرعد:24) وجعل الله الصبر منزلة فوق منزلة المعاقِب لمن عاقبه بمثل العقوبة فهو أفضل وأكثر أجراً فقال: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) (النحل:126)، فتأمل هذا التأكيد (لئن) اللام ولامٌ أخرى للتأكيد (لهو).
ورتب المغفرة والأجر الكبير على الصبر مع العمل الصالح فقال (إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُولَئِكَ لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ كَبِيرٌ) (هود:11)، وجعل الصبر على المصائب من عزم الأمور وهذه مرتبة لا ينالها أي أحد فقال عز وجل (وَلَمَنْ صَبَرَ وَغَفَرَ إِنَّ ذَلِكَ لَمِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (الشورى:43)، وأوصى لقمان الرجل الصالح الحكيم ولده بأن يصبر على ما أصابه في سبيل الله (يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (لقمان:17) ووعد الله المؤمنين بالنصر والظفر، وهي كلمته التي سبقت لهم نالوها بالصبر فقال تعالى: ( .. وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ الْحُسْنَى عَلَى بَنِي إِسْرائيلَ بِمَا صَبَرُوا وَدَمَّرْنَا مَا كَانَ يَصْنَعُ فِرْعَوْنُ وَقَوْمُهُ وَمَا كَانُوا يَعْرِشُونَ) (لأعراف:137)
وعلّق تعالى محبته بالصبر، وجعلها لأهل الصبر فقال: (وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:146)، وأخبر عن خصال من الخير لا يلقاها إلا الصابرون فقال تعالى في أهل العلم الذين علموا قومهم المفتونين بقارون: ( .. وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ) (القصص:80)
، وعند الدفع بالتي هي أحسن (وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ) (فصلت:35) وأخبر أنه لا ينتفع بآياته ولا يستفيد منها إلا صاحب الصبر المكثر منه فأتى به بصيغة المبالغة في قوله تعالى (وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا مُوسَى بِآياتِنَا أَنْ أَخْرِجْ قَوْمَكَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ وَذَكِّرْهُمْ بِأَيَّامِ اللَّهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (ابراهيم:5)، وفي سورة لقمان قال: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ الْفُلْكَ تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِنِعْمَتِ اللَّهِ لِيُرِيَكُمْ مِنْ آيَاتِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (لقمان:31)، وبعد قصة سبأ قال ( ... فَجَعَلْنَاهُمْ أَحَادِيثَ وَمَزَّقْنَاهُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (سبأ:19)، وفي ذكر النعمة بالسفن على العباد تنقل أنفسهم وبضائعهم قال: (وَمِنْ آيَاتِهِ الْجَوَارِ فِي الْبَحْرِ كَالْأَعْلامِ * إِنْ يَشَأْ يُسْكِنِ الرِّيحَ فَيَظْلَلْنَ رَوَاكِدَ عَلَى ظَهْرِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/130)
لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ) (الشورى)
فهذه أربع مواضع في القرآن الكريم تدل على أنه لا ينتفع بالآيات إلا أهل الصبر والشكر، الدين كله صبر وشكر، الإيمان نصفان صبر وشكر، حياة المسلم كلها صبر وشكر، ماذا يوجد في الطاعات والعبادات والتقرب إلى الله غير الصبر والشكر .. ؟ !
وأثنى الله على عبده أيوب بأحسن الثناء لأنه صبر فقال: ( .. إِنَّا وَجَدْنَاهُ صَابِراً نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ) (صّ:44)
فمدحه بقوله نعم العبد لأنه صبر، وحكم الله بالخسران حكماً عاماً على من لم يكن من أهل الصبر فقال: (وَالْعَصْرِ *إِنَّ الْأِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ *إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر)
وخص الله أهل الميمنة (أصحاب اليمين) بأنهم أهل الصبر والمرحمة فقال تعالى: (ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) (البلد:17)، وقرن الصبر بأركان الإسلام ومقامات الإيمان فقرنه بالصلاة فقال: (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ .. ) (البقرة:45) وقرنه بالأعمال الصالحة فقال:) إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ .. ) (هود:11)، وقرنه بالتقوى فقال: ( .. إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ .. ) (يوسف:90) وقرنه بالتواصي بالحق فقال: ( .. وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ) (العصر:3) وقرنه بالرحمة فقال: (وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ) (البلد:17)، وقرنه باليقين فقال: ( .. لَمَّا صَبَرُوا وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ) (السجدة:24)، وقرنه بالصدق فقال: ( ... وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ .. ) (الأحزاب:35)، فنعم المنزلة منزلة الصبر ونعم الخلق خلق الصبر ونعم أهله أهل الصبر، فالصبر طريق الجنة:
(أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) (البقرة:214).
هذا الصبر العناية به في القرآن الكريم كبيرة جداً دليلاً على أهميته، دليلاً على أنه خلق عظيم:
لا تيأسنّ وإن طالت مطالبة ** إذا استعنت بصبر أن ترى الفرج
أخلق بذي الصبر أن يحظى بحاجته ** ومدمن القرع للأبواب أن يلج
وقل من جد في أمر يحاوله ... واستصحب الصبر إلا فاز بالظفر
والصبر لدخول الجنة وسبب النجاة من النار، فالجنة حفت بالمكاره، والنار حفت بالشهوات، فكيف تدخل الجنة بدون صبر على المكاره؟، وكيف تقي نفسك النار بدون صبر عن الشهوات؟، وقد نبّه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله على المعنى اللطيف في هذا الحديث، حفت الجنة بالمكاره؛ علمنا أنه لا طريق للجنة إلا عبر المكاره، لأنه قال حُفّت، من جميع الجهات، فإذا ما ركبت المكاره لا تدخل الجنة، والمكاره هي ما تكرهه النفس من المجاهدة اللازمة لأداء العبادات (صلاة الفجر – الوضوء في البرد- الصبر على المصائب- الجهاد .... )،فلا يمكن دخول الجنة إلا باختراق المكاره، ولا يمكن اختراقها إلا بالصبر، وأما النار فإنها حفت بالشهوات، ولا يمكن منع النفس من الدخول في النار إلا إذا صبر عن المعاصي وامتنع عن المعصية وحبس نفسه عن ذلك فهذه إذاً فضائل هذا الخلق الكريم.
ما حكم الصبر؟
أصل الصبر واجب، الصبر من حيث الجملة واجب، والله أمر به (وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ .. ) (البقرة:45) ( .. اصْبِرُوا وَصَابِرُوا .. ) (آل عمران:200)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/131)
ونهى عن ضده ( .. وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ .. ) (الاحقاف:35) ( .. فَلا تُوَلُّوهُمُ الْأَدْبَارَ) (لأنفال:15) ( .. وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) (محمد:33)، ورتب عليه خيري الدنيا والآخرة، لكن عندما نأتي إلى التفصيل فالصبر منه ما هو صبر واجب، يأثم الإنسان إذا لم يصبر ومنه ما هو صبر مستحب فهو واجب في الواجبات و واجب عن المحرمات و مستحب عن المكروهات و إذا صبر عن المستحب ولم يفعله فصبره مكروه، ومما يدل على أن الصبر قد يكون لازماً قول الله تعالى: ( .. وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) (النحل:126) فهذا يدل على أن الصبر قد لا يكون لازماً كقوله: (وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ) (النحل:126)
فما حكم الصبر هنا؟، أنت مخيّر بين أن تعاقب من عاقبك؟، ما الحكم الشرعي؟،يجوز لك القصاص فتنتقم منه بمثل ما ظلمك، ما حكم الصبر وعدم الانتقام؟، مستحب، فإذا ً لو قلت ما حكم الصبر على صلاة الفجر؟، واجب، ما حكم الصبر عند المصيبة بمنع النفس عن النياحة؟ واجب، ما حكم الصبر عن الانتقام ممن أساء إليك بمثل ما أساء؟ مستحب ..
فالصبر إذاً منه ما يكون واجباً ومنه ما يكون مستحباً والصبر جاء في صيغة المفاعلة في القرآن فقال {وَصَابِرُوا}، وهذه عادة ما تكون إلا بين طرفين {وَصَابِرُوا}، فمعنى ذلك أن هناك مغالبات بين المسلم والعدو، وأننا لابد أن نصابر أنفسنا على باطلهم وعلى جهادهم وعلى مقاتلتهم ومرابطتنا في الثغور وثباتنا عليها حتى لا ينفذوا إلينا من هذه الجهات فهذا صبر مهم جداً ..
الصبر نوعان: بدني.
نفسي.
وكل منهما قسمان: اختياري واضطراري، فصارت القسمة أربعة ..
بدني اختياري: تعاطي الأعمال الشاقة.
بدني اضطراري: الصبر على ألم الضرب، لأنه يضرب وماله حيلة إلا الصبر.
نفسي اختياري: صبر النفس عن فعل مالا يحسن شرعاً، مكروه مثلاً.
نفسي اضطراري: صبر النفس عن فقد المحبوب الذي حيل بينها وبينه بحيث لو لم تصبر هذا الصبر لوقعت في الجزع المحرم أو النياحة أو لطم الخدود أو شق الجيوب أو قص وحلق الشعور ونحو ذلك.
والبهائم تشارك الإنسان في النوعين الاضطراريين ولكن الصبر الاختياري هو الذي يميز الإنسان عن البهيمة، فقال رجل من أهل الحكمة: ((ما غلبني رجل كما غلبني شاب من مرو، قال لي مرة ما الصبر، قلت: إن وجدنا أكلنا وإن فقدنا صبرنا، قال: هذا ما تفعله كلاب مرو عندنا!، قلت فما الصبر عندكم؟ قال: إن فقدنا صبرنا وإن وجدنا آثرنا وأعطينا لغيرنا))، فإذاً هناك صبر تشارك فيه البهائم الإنسان ولكن هناك صبر يتفوق به المسلم الإنسان على البهيمة والدابة، وقد تجد من الكفار من يصبر على المصائب ويتجلد ولا ينهار ولكن لا يرجو من وراء ذلك جزاء من عند ربه ولا أجراً يوم القيامة ..
وكذلك فإن الصبر متعلق بالتكليف لأن الله ابتلى العباد بواجبات لابد أن يفعلوها ومحرمات لابد أن يتركوها، وأقدار لابد أن يصبروا عليها، فلا يقعوا في الجزع والتسخط و شكوى الخالق إلى المخلوقين.
وقد ورد الصبر في السنة أيضاً في مواضع متعددة:
بشر النبي صلى الله عليه وسلم الذي يصبر على فقد عينيه بالجنة: ((إن الله تعالى قال إذا ابتليت عبدي بحبيبتيه ثم صبر عوضته منهما الجنة)) [رواه البخاري].
((ومال عبد مؤمن عندي جزاء إذا قبضت صفيّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة)).
لما مرضت الأمة السوداء بالصرع جاءت تشتكي للنبي صلى الله عليه وسلم فقالت: إني أُصرع وإني أتكشف فادعُ الله لي، قال: ((إن شئتِ صبرتي ولك الجنة، وإن شئت دعوت الله أن يعافيكِ)) فقالت: أصبر ولكن ادع الله لي ألا أتكشف. فدعا لها فكانت تصرع ولا تتكشف. [متفق عليه].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/132)
ورد في السنة ما يفيد أن الصبر خلق يمكن تحصيله، فهناك أناس جبلهم الله على الصبر وبعضهم جبله على قليل منه، فلو كان عند المرء نقص في هذا العمل من أعمال القلوب فيمكن تحصيله بالرياضة النفسية والتدريب عليه والمجاهدة، فهو شيء ممكن اكتسابه وليس شيئاً فطرياً فقط لا يمكن الزيادة عليه، والدليل على أن الصبر خلق مكتسب وليس خلق فطري فقط أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((ومن يتصبّر يصبّره الله))، فقد يكون إنسان جزع بأصل طبعه لكن لما علم فضل الصبر وأجره وأهميته ومكانته في الدين قرر ألا يمر بحادث وموقف في حياته إلا ويستعمل الصبر ويجاهد نفسه عليه ويجبرها عليه حتى تصبح صبّارة.
بينت السنة أن الصبر للمؤمن خير عظيم، إذا أصابته ضراء يكون الخير له.
بين الرسول صلى الله عليه وسلم أن الصبر ضياء، كما جاء في حديث مسلم فقال: ((الصلاة نور، والصدقة برهان، والصبر ضياء والقرآن حجة لك أو عليك)).
لما مر النبي صلى الله عليه وسلم عند امرأة تبكي عند قبر فأراد أن يعظها فقال لها: ((اتقي الله واصبري)) قالت: إليك عني فإنك لم تصب بمصيبتي، ولم تعرفه. فلما مضى صلى الله عليه وسلم لم يشأ أن يجادل المرأة في هذه الحالة، وهذا هو الموقف الصحيح للداعية في مثل هذا الحال، فلما مضى صلى الله عليه وسلم قيل لها إنه النبي صلى الله عليه وسلم فأخذها مثل الموت لأنه ردت عليه هذا الرد وهو نبي الله صلى الله عليه وسلم فأتت بابه لتعتذر فلم تجد عنده بوابين ولا حرس من تواضعه فقالت معتذرة: لم أعرفك. فقال: ((إنما الصبر عند الصدمة الأولى)). [رواه البخاري].
كذلك لما مات أبو سلمة، ماذا تقول أم سلمة وزوجها بهذه المكانة الكبيرة في نفسها، قالت ما تعلمته سابقاً: ((إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم آجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها))، ولما مات زوجها وجاءت لتقول العبارة فقالت أي المسلمين خير من أبي سلمة؟ بعدما رأت من حسن معشره وطيب خصاله، ولأنها مؤمنة قالت ما تعلمته، قالت: فأخلف الله لي رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقد خطبها وتزوجها.
وإذا صبر العبد على فقد الولد، يقول صلى الله عليه وسلم: ((إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي فيقولون نعم، قال قبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم، فيقول ماذا قال عبدي، فيقولون حمدك واسترجع، فقال: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد)). فلا يقبض لمؤمن صفي من أهل الأرض فيصبر ويحتسب إلا وكان له ثواب إلا الجنة.
كذلك فالناس يبتلون على حسب دينهم وعلى حسب صبرهم ((أشد الناس بلاء الأنبياء ثم الأمثل فالأمثل، يبتلى الرجل على حسب دينه فإن كان دينه صلباً وعنده صبر قوي زيد له في البلاء ليزداد أجراً)).يوم القيامة يود أهل العافية عندما يعطى أهل البلاء الثواب ويقسم عليهم، الذين صبروا في الدنيا، يتمنون لو أن جلودهم كانت قرضت في الدنيا بمقاريض .. ! [الحديث في الترمذي وحسنه الألباني].
والنبي صلى الله عليه وسلم مما ورد في سنته أيضاً وعلّمنا إياه تمهيد نفسي للمواجهة: ((إن من ورائكم أيام الصبر للمتمسك فيهن يومئذ بما أنتم عليه أجر خمسين منكم)). أيام الصبر هي أيام الابتلاء في الدين والشهوات المستعرة والشبهات المستحكمة ومع ذلك المرء صابر لدينه. فسماها أيام الصبر لأنه لا يستعمل فيها إلا الصبر ولا حلّ إلا الصبر. المؤمنون في مكة ابتلوا فيأتي الصحابي فيأتي الصحابي يقول للنبي صلى الله عليه وسلم ادع الله لنا، ألا تستنصر لنا؟، فصبرهم صلى الله عليه وسلم بأنه كان من قبلهم كان الرجل يُحفر له في الأرض فيجاء بالمنشار فيوضع على رأسه فيشق اثنتين، وما يصده ذلك عن دينه، ويمشط بأمشاط الحديد ما بين لحمه وعظمه وعصبه ما يصده ذلك عن دينه. فهناك مواقف والصبر هو القائد وهو الملاذ والحصن الحصين، من دخله عصم ..
الناس في الصبر أنواع وهذا تقسيم شيخ الإسلام ابن تيمية لأنه سبر نفوس الناس حسب ما رأى من الدين:
أهل الصبر والتقوى، وهم الذين أنعم الله عليهم من أهل السعادة في الدنيا والآخرة، صبروا على طاعته وصبروا على ترك محارمه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/133)
ناس عندهم تقوى بلا صبر، فقد يكون هناك رجل عابد زاهد قوام صوام متصدق منفق ذاكر قانت لكن إذا نزلت به المصيبة ينهار، فعنده تقوى لكن إذا نزلت به مصيبة انهار. يقول ابن الجوزي: رأيت كبيراً قارب الثمانين كان يحافظ على الجماعة فمات ولد لابنته فقال ما ينبغي لأحد أن يدعو فإنه لا يستجيب. فإذاً من الناس من عنده عبادة لكن لا يصبر ولا يتجلد ولا يقاوم عند المصيبة فينهار. بل إن أحد هؤلاء قال: عندي كذا أولاد لا أخشى عليهم إلا منه! - تعالى الله انظر إلى الكفر إذا وصل إلى درجات في هذا الباب، سوء ظنه بالله، ماذا تنفع الصلاة وهذه عقيدته التي في قلبه؟ (قُلْ مَنْ يَكْلَأُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ .. ) (الانبياء:42) (لَهُ مُعَقِّبَاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَمِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ ... ) (الرعد:11). إذاً الذي ليس عنده صبر لا تنفعه عبادته.
ناس لديهم صبر بلا تقوى. مثل الفجار لكنهم جلدين يصبرون على ما يصيبهم ككثير من اللصوص وقطاع الطرق يصبرون على الآلام والمشاق لنيل الحرام، وكذلك طلاب الرياسة والعلو، يصبرون على أنواع من الأذى لا يصبر عليها أكثر الناس. فهو من أجل أن يصل إلى هدفه يضيع صلوات ويأكل حرام ولا يبالي فعنده صبر بلا تقوى وغالب هؤلاء لا يرجون من الله جزاء على صبرهم، فالصبر لديهم خلق مفطورين عليه. ويوجد من الكفار من يتجلّد عند المصيبة فقد جاء مدح الروم في حديث عمرو بن العاص: ((أسرع الناس إفاقة بعد مصيبة))، تقع عليهم الكارثة فيستدركونها بسرعة، ومن تأمل ما حدث لهم وهم النصارى بعد الحرب العالمية الأولى والثانية، كيف تهدمت بلادهم فما أسرع ما أعادوا بنائها و أعادوا مسيرة الاقتصاد و الإنتاج والزراعة والصناعة وقد مات منهم أكثر من 40 مليون.قال: وكذلك أهل المحبة للصور المحرمة من العشق، يصبرون على ما يهوونه من المحرمات من أنواع الأذى، فربما هذا المعشوق يجعل العاشق يتعذب من أجله ويشتغل لأجله ويحاول إرضائه بشتى الطرق، فعنده صبر ولكن بلا تقوى وهكذا .. ،وقد يصبر الرجل على ما يصيبه من مصائب كالمرض والفقر ولا يكون فيه تقوى إذا قدر، إذا قدر صار جباراً شقياً.
وهو شر الأقسام، لا يتقون إذا قدروا ولا يصبرون إذا ابتلوا (إِنَّ الْأِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعاً *إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعاً *وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعاً) (المعارج)
مراتب الصبر:
والصبر مراتب فالصبر على طاعة الله أعلى منزلة من الصبر عن المعاصي والصبر عن المعاصي أعلى منزلة من الصبر على الأقدار. فالصبر على الواجبات أعلى أنواع الصبر لأن جنس فعل الواجبات أعلى درجة عند الله من جنس ترك المحرمات، وأجر ترك المحرمات أكبر من أجر الصبر على المصائب، لأن الصبر على الواجب والصبر على ترك الحرام عملية اختيارية، لكن لما نزلت به المصيبة، شيء بدون اختياره، ليس له إلا كف النفس والصبر. فقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن يوسف عليه السلام: " كان صبر يوسف عن مطاوعة امرأة العزيز على شأنها الذي دعته إليه من الحرام أكمل من صبره على إلقاء أخوته له في الجبّ"، فصبره على الفاحشة أكمل وأعظم وأكثر أجراً من صبره على السجن وإلقاء أخوته له لأن الأول فيه شيء اختياري وصبره عليها صبر رضا ومحاربة للنفس لا سيما مع وجود الأسباب القوية المزينة للحرام فكان شاباً أعزباً وغريباً عند البلد و عبداً مملوكاً والمرأة جميلة وصاحبة منصب وهي التي دعته فسقطت الحواجز النفسية ثم استعانت عليه بكيد النسوة وهددته بالسجن، ثم إن زوجها ليست عنده غيرة (يُوسُفُ أَعْرِضْ عَنْ هَذَا وَاسْتَغْفِرِي لِذَنْبِكِ ... ) (يوسف:29)، وغُلّقت الأبواب وغاب الرقيب، فصار داعي الزنا قوي جداً جداً ولكنه صبر عليه الصلاة و السلام، أما الأمور الأخرى من السجن وإلقاء أخوته له في الجبّ فجرت عليه بغير اختياره ولا كسب له فيها.
مجالات الصبر
الصبر على بلاء الدنيا (لَقَدْ خَلَقْنَا الْأِنْسَانَ فِي كَبَدٍ) (البلد:4) مشقة وعناء وبلاء وفتن، والله تعالى قال (وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ) (البقرة:155)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/134)
الصبر على مشتهيات النفس (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ .. ) (المنافقون:9)، ولذلك قال بعض السلف: " ابتلينا بالضراء فصبرنا وابتلينا بالسراء فلم نصبر .. ! ".وقالوا: " البلاء يصبر عليه المؤمن والعافية لا يصبر عليها إلا صدّيق".
والصبر على مشتهيات النفس لابدّ أن يكون من وجوه أربعة كما قال ابن القيم رحمه الله:
أن لا يركن إليها ولا يغترّ بها.
أن لا ينهمك في نيلها ويبالغ في استقصائها.
أن يصبر على أداء حق الله فيها.
أن لا يصرفها في حرام.
الصبر عن التطلع إلى ما بيد الآخرين، وعن الاغترار بما ينعمون به من مال وبنين، فبعض قوم قارون ما صبروا فقالوا: ( .. يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ .. ) (القصص:79)، والله تعالى قال: (أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ بِهِ مِنْ مَالٍ وَبَنِينَ * نُسَارِعُ لَهُمْ فِي الْخَيْرَاتِ بَلْ لا يَشْعُرُونَ) (المؤمنون)
(وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ .. ) (طه:131) إنما أعطيناهم ( .. لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى) (طه:131) الصبر على طاعة الله، وهذا أعظم أنواع الصبر وأشده على النفوس ( ... فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ .. ) (مريم:65) اصطبر أكمل وأبلغ من اصبر فالزيادة في المبنى تدل على الزيادة في المعنى (وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا .. ) (طه:132) على الصلاة وعلى أمر الزوجة بالصلاة،
والصبر على الطاعة له ثلاث أحوال:
قبل الطاعة بتصحيح النية وطرد شوائب الرياء.
بحال الطاعة أن لا تغفل عن الله فيها ولا تتكاسل عن أدائها وتراعي واجباتها وأركانها والخشوع في الصلاة.
بعد الفراغ منها بأن لا تفشي ما عملت وتُعجَب به وتُسَمّع به في المجالس ( .. لا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى .. ) (البقرة:264) ( .. وَلا تُبْطِلُوا أَعْمَالَكُمْ) (محمد:33) الصبر على مشاق الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى فإنه غير خافٍ على الدعاة حال الناس اليوم من البعد عن الدين و البعد هذا يستلزم دعوة كبيرة وإنكاراً للمنكرات وصدع بالحق، عمر بن عبد العزيز لما استشعر المسؤولية الكبيرة في تغيير الانحرافات المتراكمة من سنوات طويلة في العهود السابقة قال: "إني أعاجل أمراً لا يعين عليه إلا الله" .. !.فنوح عليه السلام صبر هذا الصبر العظيم في الدعوة 950 سنة، ألف سنة إلا خمسين عاماً على جميع أنواع الابتلاءات (قَالَ رَبِّ إِنِّي دَعَوْتُ قَوْمِي لَيْلاً وَنَهَاراً *فَلَمْ يَزِدْهُمْ دُعَائي إِلَّا فِرَاراً) (نوح) وهكذا سراً وجهاراً ما ترك فرصة إلا قام بالدعوة، ثم الدعوة ليست عملية سهلة لأن الإنسان يجد كيد من الأعداء وحسد حتى من الناس الذين يظنهم معهم والقريبين منه على ما آتاه الله من فضله فيتمنون أن يوقع به ويضر ويتوقف ولذلك لابد للداعية أن يصبر في الداخل والخارج، القريبين والبعيدين، مع الناس الذين هم ضده علناً أو الذين يضمرون له الشر في داخل أنفسهم، (لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً .. ) (آل عمران:186)، والحل ( .. وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ) (آل عمران:186)، (وَاصْبِرْ عَلَى مَا يَقُولُونَ وَاهْجُرْهُمْ هَجْراً جَمِيلاً) (المزمل:10) الرسل كان من رأس مالهم وبضاعتهم الصبر على إيذاء أقوامهم بل أكّدوا على ذلك وقالت الرسل لأقوامهم: ( .. وَلَنَصْبِرَنَّ عَلَى مَا آذَيْتُمُونَا وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ) (ابراهيم:12) (وَلَقَدْ كُذِّبَتْ رُسُلٌ مِنْ قَبْلِكَ فَصَبَرُوا عَلَى مَا كُذِّبُوا وَأُوذُوا حَتَّى أَتَاهُمْ نَصْرُنَا .. ) (الأنعام:34) وهكذا يصبر الداعية على طول الطريق وعقباته وبطء النصر وتأخره، (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُمْ مَثَلُ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ مَسَّتْهُمُ الْبَأْسَاءُ وَالضَّرَّاءُ وَزُلْزِلُوا حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/135)
وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ مَتَى نَصْرُ اللَّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللَّهِ قَرِيبٌ) (البقرة:214) (حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّوا أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُوا جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَنْ نَشَاءُ وَلا يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ) (يوسف:110)
إن هناك صبراً حين البأس وفي الحرب وعند لقاء العدو والتحام الصفين فيكون الصبر شرط للنصر والفرار كبيرة ولذلك أوجب الله الثبات ( .. إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُوا .. ) (لأنفال:45) وحذر من الفرار وتولي الأدبار وعندما تضطرب المعركة وينفرط العقد فيكون الصبر أشد (أَمْ حَسِبْتُمْ أَنْ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَعْلَمِ اللَّهُ الَّذِينَ جَاهَدُوا مِنْكُمْ وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ) (آل عمران:142)، (وَمَا مُحَمَّدٌ إِلَّا رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِنْ مَاتَ أَوْ قُتِلَ انْقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَنْ يَنْقَلِبْ عَلَى عَقِبَيْهِ فَلَنْ يَضُرَّ اللَّهَ شَيْئاً .. ) (آل عمران:144) وحدثنا الله عن الثلة المؤمنة البقية الباقية بعد عمليات الترشيح المستمرة في قصة طالوت، ( .. إِنَّ اللَّهَ مُبْتَلِيكُمْ بِنَهَرٍ .. ) (البقرة:249) ( .. فَلَمَّا جَاوَزَهُ هُوَ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ .. ) (البقرة:249) حتى الذين جاوزا النهر كان بعضهم استسلاميين فقالوا: (قَالُوا لا طَاقَةَ لَنَا الْيَوْمَ بِجَالُوتَ وَجُنُودِهِ)، ( .. قَالَ الَّذِينَ يَظُنُّونَ أَنَّهُمْ مُلاقُو اللَّهِ كَمْ مِنْ فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإِذْنِ اللَّهِ .. ) (البقرة:249)، لذلك كان المسلمون صُبُر عند اللقاء، يصبرون وكانوا يتناقلون بينهم عبارة " إنما النصر صبرُ ساعة"، والمراغمة والمدافعة الآن بين فريقين، الذي يصبر أكثر هو الذي ينتصر، فأوصى الله عباده بالصبر على ما يلاقونه من ضرر الناس وأن لا يقابلوا السيئة بمثلها (وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ.) (فصلت:34) فالصبر يكون أحياناً للمعلم على أذى التلميذ، للداعية على أذى المدعوّ، للمربي على أذى المتربي وهكذا .. ، ولذلك يقول الخضر لموسى (قَالَ إِنَّكَ لَنْ تَسْتَطِيعَ مَعِيَ صَبْراً *وَكَيْفَ تَصْبِرُ عَلَى مَا لَمْ تُحِطْ بِهِ خُبْراً) (الكهف) فتعهّد وقال (قَالَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ صَابِراً .. ) (الكهف:69) تعهد ولكنه لم يستطع أن يصبر في تلك المواقف، فإذاً الصبر له مواقف ومواطن وحالات ومجالات ينبغي علينا أن نكون من الصابرين لله فيها ...
ماهي الأسباب المعينة على الصبر؟
q المعرفة بطبيعة الحياة الدنيا وما جُبِلت عليه من المشقة والعناء وأن الله خلق الإنسان في كبد وأنه كادح إلى ربه كدحاً فملاقيه وأن الآلام والتنغيص من طبيعة هذه الدنيا والابتلاءات {ولنبلونّكم} ..
جبلت على كدرٍ وأنت تريدها ** صفو من الآلام والأكدار
ومكلف الأيام ضد طباعها ** متقلب في الماء جذوة نار
ومن لا يعرف هذه الحقيقة سيتفاجأ بالأحداث، أما الذي يعرف طبيعة الحياة الدنيا إذا حصل له أي ابتلاء ومنغصات فإن الأمر عنده يهون.
q الإيمان بأن الدنيا كلها ملك لله تعالى، يعطي من يشاء ويمنع من يشاء، (وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ .. ) (النحل:53)، ولذلك الإنسان إذا حرم من شيء وابتلي يقول: ( .. إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ) (البقرة:156)، لا يوجد كلمة أبلغ في علاج المصاب وأنفع له عند المصيبة من تذكير العبد نفسه بهذين الأصلين. والدنيا فانية، والعبد وأهله وماله ملك لله، والمال وأولاده جعلوا عنده عاريّة، وصاحب العارية متى ما شاء استردها، ومصير الناس العودة إلى الله سبحانه وتعالى. وأم سليم لما فقهت هذا كان لها مع أبي طلحة ذلك الموقف المشهور فلما مات ولده الذي يحبه فقالت: (يا أبا طلحة أرأيت لو أن قوماً أعاروا أهل بيت عارية فطلبوا عاريتهم ألهم أن يمنعوهم؟) قال: لا .. إن العارية مؤداة، قالت: (إن الله أعارنا فلاناً – ولدنا- ثم أخذه منا) فاسترجع ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/136)
q معرفة الجزاء والثواب على هذا الصبر .. وقد تقدم ذكر شيء من هذا .. ( .. نِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ *الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (العنكبوت) يوفون أجرهم بغير حساب ..
q الثقة بحصول الفرج، والله جعل مع كل عسر يسرين رحمة منه عزوجل (فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً *إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً) (الشرح) العسر معرفة بأل، و يسر نكرة، فالعسر هو نفسه و يسر يسر ٌثانٍ، ولن يغلب عسرٌ يسرين. والله تعالى جعل اليسر مع العسر وليس بعده، ولذلك فالله ينزل المعونة على قدر البلاء، والله لا يخلف الميعاد، (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) (الروم:60)
q والفجر ينبلج ولو بعد ليل طويل ..
اشتدي يا أزمة تنفرجي
قد آذن ليلك بالبلج
يعقوب صبر على فقد يوسف والولد الثاني، وقال: ( .. فَصَبْرٌ جَمِيلٌ .. ) (يوسف:83) لا تسخّط فيه ولا جزع، وقال: ( .. عَسَى اللَّهُ أَنْ يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعاً .. ) (يوسف:83) فبعض الناس يصبرون صبراً غير جميل، والصبر الجميل ليس فيه تشكّي للمخلوقين (قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ .. ) (يوسف:86) وليس إليكم.
q الاستعانة بالله تعالى واللجوء إلى حماه وطلبة معونته سبحانه، قالها موسى لقومه: ( .. إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ) (لأعراف:128)، وحاجة الصابرين إلى الاستعانة عظيمة جداً ولذلك كان التوكل جانباً للمعونة من الله (الَّذِينَ صَبَرُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ) (العنكبوت:59).
q الإيمان بالقضاء والقدر من أعظم ما يعين على الصبر، وأن يعلم العبد أن قضاء الله نافذ وأن يستسلم لما قضاه وقدره مما لا حيلة له به، (مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا .. ) (الحديد:22)، ثم إن العبد يعلم أن الجزع والهلع والتبرم والاعتراض والتشكّي والتضجر لا يجدي شيئاً ولا يعيد مفقوداً فلا حلّ إلا بالصبر، والعاقل يفعل في أول يوم من المصيبة ما يفعله الجاهل بعد سبعة أيام .. !، أي يستسلم.
آفات في طريق الصبر:
قضية الاستعجال (خُلِقَ الْأِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ .. ) (الانبياء:37) الإنسان يجب أن يصبر ويتأنى والثمرة تأتي ولو بعد حين .. ، (فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ .. ) (الاحقاف:35)
لقد باءت دعوات بالفشل .. لماذا؟ .. لأن أصحابها لم يصبروا ..
الغضب ينافي الصبر، ولذلك لما خرج يونس مغاضباً قومه ابتلاه الله بالحوت، فتعلم الصبر في بطن الحوت (فَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ وَلا تَكُنْ كَصَاحِبِ الْحُوتِ .. ) (القلم:48) .. ، ولولا أنه كان من المسبّحين قبل أن يبتلعه الحوت للبث في بطنه إلى يوم يبعثون، لذلك العبادة في وقت الرخاء تجلب الفرج في وقت الشدة، تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة، ولذلك لما نادى يونس في بطن الحوت؛ عرفت الملائكة صوته لأنها كانت تسمعه وهو يذكر الله في حال الرخاء ..
اليأس أعظم عوائق الصبر، ولذلك حذر يعقوب أولاده منه (يَابَنِيَّ اذْهَبُوا فَتَحَسَّسُوا مِنْ يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلا تَيْأَسُوا مِنْ رَوْحِ اللَّهِ .. ) (يوسف:87) (وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ .. ) (آل عمران:139)
( .. وَاللَّهُ مَعَكُمْ وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ) (محمد:35) إذاً إضاءة شمعة الأمل دواء اليأس والاستعانة بالله هي الأمل، لأن الله لا يخيب ولا يضيع من رجاه ويأتي الفرج ولو بعد حين ..
التأمل في قصص الصابرين من أعظم الأسباب المعينة على الصبر:
فهذا نوحٌ عليه السلام صبر في دعوته لقومه صبراً عظيماً دام ألف سنة إلا خمسين عاماً جاهد ودعوة، وصبر على الإيذاء والسخرية، اتهموه بالجنون والسحر والضلال وهو يقابل ذلك بالصبر حتى قالوا: (قَالُوا لَئِنْ لَمْ تَنْتَهِ يَا نُوحُ لَتَكُونَنَّ مِنَ الْمَرْجُومِينَ) (الشعراء:116)، وصبر ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/137)
إبراهيم تعرض لمحنة عظيمة ويصبر صبر الموحد الموقن بوعد الله، حتى لما ألقي في النار قال: {حسبي الله ونعم الوكيل}، حتى لما أُمِر بذبح ولده صبر وهمّ بذبح الولد، وأخذ السكين وأضطجع الولد استسلاماً لأمر الله، والله ابتلاه بهذا الأمر فصبر.
وموسى واجه التهديد والإيذاء من قومه وقوم فرعون قبلهم، فصبر على دعوة قومين!.
والنبي صلى الله عليه وسلم قال لما تذكر أخيه موسى: {يرحم الله موسى قد أوذي بأكثر من هذا فصبر}.
إبراهيم لما أُمِر بترك ولده وهو حديث عهد ولادة، وقد كان عقيماً، جاءه اسماعيل بعد سنوات طويلة جداً وهو شيخ كبير، وجاءه الأمر من الله اتركه وأمه في وادٍ غير ذي زرع!، ما نال الخليل هذه المرتبة من شيء قليل، فمضى ولم يلتفت ولم يتحسر ولم يتردد، حتى قالت هاجر: لمن تتركنا؟ آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم، فرجع للشام ورزقه الله من سارة بإسحاق ومن ورائه يعقوب.
وعيسى عانى من بني إسرائيل من التهم الباطلة، تآمروا على قتله وصلبه وصبر حتى رفعه الله إليه.
وخاتم الأنبياء صلى الله عليه وسلم كم تعرض للأذى والاضطهاد، قالوا عنه مجنون ساحر كذاب خائن، وأشد شيء على الصادق أن يتهم بالكذب ,أشد شيء على العاقل أن يقال عنه مجنون، وأشد شيء على الأمين أن يتهم بالخيانة، وأشد شيء على المؤمن أن يقال عنه شاعر ساحر به جنّة، وهو أكمل الخلق وأصدقهم وأعقلهم، ووضعوا الشوك وأخرجوه من بلده، وذهب للطائف يعرض نفسه على القبائل، وأحسّ بالاضطهاد وخرج من مكة لا يدري من الهم لم يستفق إلى في قرن الثعالب، حتى تآمروا على قتله ( .. لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ .. ) (لأنفال:30)، وقتلوا بعض أصحابه وعذبوا بعضهم، وأشد شيء على النبي أن يرى أتباعه يضطهدون ويقتلون أمامه، يمر عليهم فيقول: (صبراً آل ياسر فإن موعدكم الجنة)، وهكذا صبر صلى الله عليه وسلم حتى أتاه اليقين من ربّه بلّغ الرسالة وأدّى الأمانة حتى لما ذهب المدينة لا يُظَنّ أن مجالات الصبر قد خفّت لأنه عانى من المنافقين معاناة عظيمة، يكفي حادثة الإفك، وصبر على كيد اليهود، ووضعوا له السم، وكانت نوبات الحمى تنتابه حتى مات في آخر نوبة منها فكان في ذلك أجله وهكذا أصحابه، بلال، سمية، صهيب، عمار، مقداد، أبو بكر، صهروهم في الشمس وعذبوهم .. وهذا الصحابي خبيب، يسجن ليقتل ويصلب ..
ولست أبالي حين أقتل مسلماً ** على أي جنبٍ كان في الله مصرعي
المرأة التي قُتِل أبوها وأخوها وزوجها في يوم أحد فصبرت على ما حصل لها من هذه الأقدار، فماتوا في رفعة الدين ونصرة الدين وجهاد الكفار، وهكذا سار على هذا المنوال التابعون وتابعو التابعين ..
عروة بن الزبير من أفاضل التابعين وأخيار التابعين، كان له ولد اسمه محمد من أحسن الناس وجهاً، دخل على الوليد في ثياب جميلة فقال الوليد: هكذا تكون فتيان قريش، ولا دعا بالبركة فقالوا أنه أصابه بالعين، خرج هذا محمد بن عروة بن الزبير من المجلس فوقع في اصطبل للدواب فلا زالت الدواب تطأه حتى مات، ثم مباشرة وقعت الآكلة (الغرغرينا) في رجل عروة وقالوا لابد من نشرها بالمنشار وقطعها حتى لا تسري لأماكن الجسد فيهلك، فنشروها فلما وصل المنشار إلى القصبة (وط الساق) وضع رأسه على الوسادة فغشي عليه ثم أفاق والعرق يتحدّر من وجهه وهو يهلل ويكبّر ويذكر الله، فأخذها وجعل يقلبها ويقبلها في يده وقال: ((أما والذي حملني عليك إنه ليعلم أنني ما مشيت بك إلى حرام ولا إلى معصية ولا إلى ما لا يرضي الله))، ثم أمر بها فغسلت وطيبت وكفنت وأمر بها أن تقدم إلى المقبرة، لما جاء من السفر بعد أن بترت رجله وفقد ولده قال لقد لقينا من سفرنا هذا نصباً، ولما قالوا: نسقيك شيئاً يزيل عقلك؟ قال: إنما ابتلاني ليرى صبري، ورفض.
أبو قلابة ممن ابتلي في بدنه ودينه، وأريد على القضاء وهرب إلى الشام فمات بعريضة وقد ذهبت يداه ورجلاه وبصره وهو مع ذلك حامد شاكر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/138)
أحمد بن بنصر الخزاعي من كبار علماء السلف كان قوالاً بالحق آمراً بالمعروف، نهاءً عن المنكر،ثبت في محنة خلق القرآن، حملوه إلى سامراء فجلس مقيداً وعرض عليه الرجوع عن القول بأن القرآن كلام الله المنزل وعرض عليه القول بخلق القرآن فرفض، وقاموا عليه بحرب نفسية وجسدية .. ، فيقوم القاضي عند خليفة السوء فيقول إنه حلال الدم، ووافقه من كان حاضراً، وأحمد بن أبي دؤاد قال شيخ كبير، يتظاهر بالشفقة عليه، فقال الخليفة: ما أراه إلا مؤدياً لكفره فأخذ السيف وقال إني أحتسب خطاي إلى هذا الكافر .. !، فضرب به عنقه بعد أن مدوا رأسه بحبل، ونصب رأسه بالجانب الشرقي من بغداد، يقول أحد أهل العلم جعفر بن محمد الصائغ رأيت أحمد بن نصر الخزاعي حين قُتِل قال رأسه لا إله إلا الله وهذا من كراماته رحمه الله، قال الإمام أحمد رحمه الله عنه: جاد بنفسه في سبيل الله.
والإمام أحمد نفسه كيف صبر في محنة خلق القرآن؟، حُمِل هو ومحمد بن نوح وهو شاب وليس عالماً لكن صبر مع الإمام أحمد، فحُمِل إلى المأمون، يشاء الله أن محمد بن نوح يمرض ويوصي الإمام أحمد: أنت إمام وأنا أموت ولا أحد يأبه لي، فاصبر .. ، ويموت محمد في الطريق، ويؤخذ الإمام أحمد رحمه الله مقيد، ودخل عليه بعض الناس قبل الدخول على الخليفة (هناك أحاديث في التقية والمرء عند الشدة يمكن أن يورِّي حتى تمضي العاصفة)، قال: كيف تصنعون بحديث خبّاب؟ إنه من كان قبلكم يُنشَر أحدهم بالمنشار ثم لا يصده ذلك عن دينه فيئسوا منه وتركوه، وقال اللهم لا تريني وجه المأمون، فمات المأمون قبل أن يصل أحمد، ووصل الخليفة الذي بعده والمحنة مازالت مستمرة، فيقول له: يا أحمد إنها والله نفسك، إنه لا يقتلك بالسيف ولكن يضربك ضرباً بعد ضرب حتى تموت، قال ناظَر ابن أبي دؤاد، فأسكت، هاتوا شيء من القرآن أقول به، هاتوا شيء من السنة أقول به فلا يأتون بدليل، يقول الخليفة لأحمد:تعرف صالح الرشيدي؟،قال:سمعت باسمه، قال: كان مؤدبي، فسألته عن القرآن فخالفني، ولما خالفني وأصر على أن القرآن غير مخلوق أُمِرت به فوطيء وسُحِبَ حتى مات، قال: هاتوا العقابين والسياط، قال: ائتوني بغيرها، ثم قال الخليفة للجلادين: تقدموا واضربوه، وربطوا الإمام أحمد، وكل فرد منهم يضرب سوطين و بأقوى ما عنده ويقول الخليفة للجلاد: شدّ يداً قطع الله يدك .. ،لينال أحمد رحمه الله أعظم العذاب بالضرب على أيديهم، ثم يقول الخليفة علامَ تقتل نفسك إني عليك لشفيق وجعل ذلك القائم على رأسه الحارس ينخسه بالسيف، وذاك يقول ويحك يا أحمد ما أجبتني، أجبني إلى أي شيء يكون لك فيه فرج حتى أطلقك فيقول: يا أمير المؤمنين أعطني شيئاً من كتاب الله ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم يأتي الجلاد ويضرب وهكذا تستمر عملية الضرب حتى قال ذهب عقلي فأفقت والأقياد في يدي فقال لي رجل كببناك على وجهك وجعلنا فوقك حصيراً ووطئنا عليك فقال ماشعرت بذلك، أتوني بأكل فقلت لا أفطر وكان صائماً، ثم جاؤوا به والدم يسيل في ثوبه فصلى فقال أحدهم: صليت والدم يسيل في ثوبك؟ قال أحمد: صلى عمر وجرحه يثعب دماً، ثم مكث في السجن ثم خُلّي عنه بعد 28 شهراً، ثم جُعِل في الإقامة الجبرية، في بيته، وليس هناك أصعب على العالم من أن يتوقف عن نشر العلم، سئل أحدهم عن الإمام أحمد رحمه الله فقال: رجل هانت عليه نفسه في سبيل الله فبذلها كما هانت على بلال نفسه، لولا أحمد لذهب الإسلام.
فيا ضعيف العزم الطريق طويل .. تعب فيه آدم .. وجاهد فيه نوح .. وألقي في النار إبراهيم .. واضطجع للذبح إسماعيل .. وشق بالمنشار زكريا وذبح الحصور يحيى وقاسى الضر أيوب وزاد على المقدار بكاء داود، واتهم بالسحر والجنون نبي الله الكريم وكسرت رباعيته وشج رأسه ووجهه وقُتِل عمر مطعوناً وذو النورين علي والحسين وسعيد بن جبير وعذب ابن المسيب ومالك .. ، فالشاهد أنه في النهاية لا سبيل إلا الصبر ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/139)
ولذلك يقول عمر رضي الله عنه: ((أدركنا أفضل عيشنا بالصبر))،يعني ما طابت الحياة إلا بالصبر مع ما فيها من المنغصات والشدائد، فهو العمل القلبي الذي تطيب معه الحياة ولا تطيب بدونه، ولذلك ينبغي على العبد أن لا يفعل شيئاً ينافي الصبر، مثل شكوى الخالق للمخلوق والتبرم والتضجر فإما أن يخبر الإنسان الطبيب بعلته ليداويه فلا بأس .. والأنين .. الألم .. ما يحدث من صوت من المريض المتألم .. ، هناك أنين استراحة وتفريح فلا يكره، وأنين شكوى فيكره ففيه تفصيله .. ومما ينافي الصبر ما يحدث من النائحات وغيرهم وحتى من الرجال الآن من لطم الرأس والخد و ضرب الوجه باليدين والكفين والنياحة .. واويلاه .. واثبوراه .. ولذلك فإن المسلم عليه أن يتقي الله سبحانه وتعالى وأن يسلك سبيل الصابرين، نسأل الله عزوجل أن يجعلنا منهم، وأن يرزقنا هذا الخلق الكريم، إنه جواد كريم ..
أسئلة من درس الصبر:
كيف يصبر الإنسان على غض البصر عن المحرمات؟
يصبر بأمور فمن ذلك أن لا يغشى الأماكن التي فيها هذه المنكرات، يبتعد عن الفتن ويفر منها، ثم إذا علم حلاوة غض البصر وما فيه من الأجر وما يورثه الله في قلبه من عاقبة الصبر عليه هان عليه غض البصر، ثم إذا علم مناتن الصورة في ذهنه فهو مفيد في النفرة وعدم التعلق ..
زوجها يفرض عليها حضور حفلات فيها أقاربه وفيها مزامير فإذا امتنعت تعتبر عاصية له؟
نعم لكنها معصية واجبة، يجب أن تعصي زوجها لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وهناك طاعة أوجب من طاعة الزوج.
كلام المرأة في البال توك مع الرجال؟
باب فتنة عظيم، وسبق التنبيه عليه والتحذير منه، والتي تريد أن تكتب شيئاً في مكان بأسلوب شرعي مؤدب تكتب ويُعلّق أما الحوارات المباشرة فلا لأنها طريق فتنة.
إذا لم تدرس فإن أمها ستغضب عليها والدراسة فيها منكرات؟
لا طاعة لمخلوق في طاعة الخالق، فإذا كانت الدراسة مختلطة، والبنت عليها خوف وخشية من هذه الأماكن المختلطة، فإنها لا تطيع أمها ولا أباها في هذا، وتنتظر فرج الله بزوج ينقذها من المحنة التي هي فيها.
ذهبنا إلى مكة لزيارة أحد الأصدقاء، وأدوا صلاة العصر، هل يلزم الإحرام؟
من أدى عمرة الفريضة من قبل فلا يلزمه أن يدخل مكة محرماً، لأن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة وقد دخل وعلى رأسه المغفر، مادام أدى عمرة وحج الفريضة فلا يجب عليه الإحرام ولو كان في وقت الحج.
ـــــــــــــــــــــــــــــ
(الصبر على طاعة الله)
عناصر الموضوع:
1. تعريف الصبر
2. أنواع الصبر
3. صبر النعمة
4. الصبر .. وقوة الإقدام والإحجام
5. أهمية الصبر
6. أشياء مناقضة للصبر
الصبر على طاعة الله:
الصبر من أعظم الأسباب التي أعانت الأنبياء عليهم السلام على نشر دعوتهم؛ لأنهم بصبرهم استطاعوا أن يتحملوا كل ما يواجهونه من قومهم من تكذيب لهم وسخرية منهم ومما يدعون إليه. فالصبر يعين السالك إلى طريق الله عز وجل، فيصبر على طاعة الله وعلى ما يأمره الله عز وجل من الأوامر المختلفة التي يحتاج فيها إلى الصبر والتحمل.
تعريف الصبر:
الحمد لله رب العالمين، الرحمن الرحيم، مالك يوم الدين، أشهد أن لا إله إلا هو رب الأولين والآخرين، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله الداعي إلى سبيله القويم، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليماً كثيراً. وبعد: أيها الإخوة! الموضوع الذي سنتحدث عنه موضوع مهم جداً، وإذا تأملت معي -يا أخي المسلم- أهمية هذا الموضوع في الحياة التي نحياها الآن، لوجدته أمراً ذا بال، وأمراً خطيراً جداً. نحن الآن -أيها الإخوة- عندما نؤدي هذه الأركان وهذه العبادات لله عز وجل، يشعر الإنسان المسلم أحياناً بأنه متثاقل وهو يؤدي هذه العبادات .. يشعر بأن عليه مشقة كبيرة جداً لأداء صلاة الفجر أو أداء صلاة الجماعة في المسجد. وعندما يخرج الصدقات والزكوات يحس بأنه يجاهد نفسه لكي يخرج هذه الأموال، فيشعر بمشقة. وكذلك إذا دعا داعي الجهاد في سبيل الله وجدت الأمر صعباً. وكذلك إذا جاء الإنسان المسلم الذي هداه الله عز وجل ليستقيم على شرع الله، ويلتزم بأحكام الله، وجد المجتمع يؤذيه من كل جانب، ووجد أقرب الناس إليه وأحب الناس إليه يؤذونه ويثبطونه عن المضي في هذا الطريق. وامرأة مسلمة هداها الله إلى الإسلام تريد أن تلتزم بالحجاب تحس بأن الالتزام بالحجاب صعب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/140)
جداً. وتاجر مسلم يريد أن يطهر أمواله من الربا، وينقيها من الحرام، يحس بأن هذا العمل شاق وصعب وشديد. الإنسان مع إخوانه في الله وهو يعيش معهم قد ينزغ الشيطان بينه وبينهم في أشياء كثيرة، وتعاملات عديدة، فلا يعجبه تصرف من هذا، أو قولة من ذلك .. إلى آخر تلك الأمور التي تحدث، مما يجعل الإنسان -أحياناً- يفكر في أن يترك إخوانه في الله -مثلاً- فكونه يجلس معهم ويجاهد نفسه للبقاء معهم أمرٌ عسير وشاق؛ هذه الأمور وغيرها -أيها الإخوة- مزاولتها تحتاج إلى صبر شديد؛ هذا الصبر الذي سنتحدث عنه، هو الذي يسهل هذه الأمور ويذلل الصعاب أمام الإنسان المسلم وهو يسير في طريقه إلى الله تعالى. فتعالوا بنا لنتعرف على هذه الكلمة العظيمة (كلمة الصبر) ونعرف معناها في اللغة والشرع؟ وكيف أتت في القرآن والسنة؟ وما هي أقسام الصبر؟ وما هي الأسباب الجالبة له؟ وما هي أنواعه من حيث تعلقه بأشياء كثيرة؟
اشتقاقات كلمة الصبر في اللغة:
اعلموا -رحمكم الله- أن أصل هذه الكلمة -كلمة الصبر- معناها في اللغة: المنع والحبس. يقال: صبر يصبر صبراً، وصبر نفسه، كما قال تعالى: وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ [الكهف:28] معنى وَاصْبِرْ نَفْسَكَ [الكهف:28] أي: احبس نفسك، وامنعها عن تركها هؤلاء، اصبر نفسك معهم واحبسها. ويقال: "الصبر هو حبس النفس عن الجزع، واللسان عن التشكي، والقلب عن السخط". وكلمة الصبر لها اشتقاقات كثيرة في اللغة تتعلق بما نحن بصدده، من بيان معنى الصبر، فمن اشتقاقاتها -مثلاً- صبر، وتصبر، واصطبر، وصابر، وغيرها .. من الاشتقاقات، وكثير من هذه الألفاظ وردت في القرآن الكريم، بحيث يحتاج المسلم أن يعرف ما هي الفروق بين هذه الألفاظ؟ يقال للإنسان: صبر إذا أتى بفعل الصبر، وإذا تصبر الإنسان المسلم يقال: تصبر إذا تكلف الصبر واستدعاه، تكلف إحضار الصبر إلى نفسه، واستدعى هذا الصبر، فيسمى عندئذٍ تصبر، أي: جلب الصبر واستدعاه وتكلف حضوره، وهذه اللفظة كما يقول شيخ الإسلام رحمه الله في الفتاوى: هي المعنى الوارد في قول الله عز وجل: وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ [البقرة:177] فقال: البأساء: هو الفقر، والضراء: كل الأذى الذي يحدث في البدن، مثل: المرض .. وغيره فالصابرين في البأساء والضراء، أي: المتصبرين على البأساء والضراء. الذي يصبر ويستدعي الصبر ويتكلف الصبر، وهو يعيش في جو البأساء ومرارة الحاجة، هذا يسمى متصبر؛ لأنه قد جلب الصبر واستدعاه وتكلف حضوره. وكذلك يقال في اللغة: اصطبر، أي: تعلم الصبر واكتسبه، فالإنسان إذا كان يتعلم الصبر، ويحاول أن يكتسب الصبر، فإنه يسمى: مصطبراً. وهذه اللفظة تقودنا إلى شيء مهم جداً: هل الصبر خلق يكتسب؟ أم هو خلق فطري يولد مع الإنسان ولا يمكن الزيادة فيه ولا النقصان منه؟ الصحيح في هذه المسألة: أن الصبر من الفطر التي يفطر الناس عليها، فترى بعض الناس من طبيعتهم أنهم يصبرون، وبعض الناس لا يصبرون، لكن الصبر بالإضافة إلى هذا الكلام يمكن تعلمه واكتسابه، بمعنى: يمكن أن يكون الإنسان غير صابر، فيتعود على أشياء معينة، ويتعلم أشياء معينة تصل به إلى اكتساب الصبر. ما هو الدليل؟ يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري: (ومن يتصبر يصبره الله). إذاً: الرسول صلى الله عليه وسلم يقرر بأن الإنسان يمكن أن يتصبر -يعلم نفسه الصبر- ويكافح حتى يصل إلى مرحلة يكتسب فيها هذه الخصلة وهي الصبر، فإن المزاولات -مزاولة الشيء- تعطي الملكات ومن زاول شيئاً واعتاده وتمرن عليه صار ملكاً له، وسجيةً، وطبيعة كما يقول ابن القيم رحمه الله. وقد جعل الله في الإنسان قوة القبول والتعلم لهذه الطبائع- بالرغم من أنها طبائع إلا أنه من الممكن تعلم هذه الطبائع واكتسابها- غير أن العبد أحياناً إذا كان نزقاً لا يصبر، ثم حاول أن يكتسب الصبر ويتعود ويتطبع بالصبر، فقد يكون انتقاله هذا من عدم الصبر إلى الصبر ضعيفاً، فيعود العبد إلى طبعه الأصلي بأدنى فاعل؛ فأدنى وقعة تجعله يعود إلى عدم الصبر الذي كان سجيةً له. أحياناً يكون التصبر فيه قوة، بحيث لا يعود إلى سجيته الأولى التي هي عدم الصبر والحدة إلا بباعث قوي، فقد يكون في
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/141)
موقف قوي بحيث يخرجه عن هذا التصبر إلى السجية الأولى التي كان عليها، وأحياناً يكون التعلم والاكتساب للصبر قوياً جداً، بحيث يملك على الإنسان نفسه، ولا يعيده إلى ما كان عليه في الماضي. وإذا جئنا إلى اللفظة الأخرى من اشتقاقات الصبر وهي كلمة صابر؛ فإن لفظة صابر تفيد وقوف الإنسان مع خصمه في عملية الصبر، ولذلك فلفظة: صابر، على وزن فاعل؛ وهذه اللفظة تعني: أنه لا بد من وقوعها بين اثنين على الأقل، مثل: شاتم، هذا شتم فلاناً وفلان شتمه، كذلك صابر، أي: هذا صبر وهذا صبر، كل واحد يصبر من جهة، فأيهم الذي يكون صبره أكثر من صبر الآخر؟ عملية التسابق في الصبر تسمى مصابرة؛ والمصابرة أعلى مرتبة من الصبر، لأن الإنسان يمكن أن يصبر لكن لا يصابر، قد يصبر لفترة معينة لكن لا يصبر مع خصمه إلى النهاية، فيفقد الصبر في منتصف الطريق، فلا يقال: صابر، وإنما يقال: صبر. الآن بعد أن عرفنا هذه الأشياء .. تأمل قول الله تعالى في آخر سورة آل عمران، تتضح لك معانٍ لم تكن متضحة من قبل يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200]. قد يقول إنسان قبل أن يتعلم هذه الألفاظ: ما هو الفرق بين صبر وصابر؟ كيف يأمر الله الناس: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا [آل عمران:200] ما هو الفرق؟ فالآن المقام مقام كلام على المرابطة والجهاد، يأمر الله الناس أن يصبروا ويصابروا الأعداء؛ لأن الأعداء قد يصبرون، فالمؤمنون يجب أن يصابروا عدوهم، حتى يفوقوهم في الصبر والجلد في مجال المعركة .. وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200]. فالمصابرة: هي حال الإنسان في الصبر مع خصمه، فإن العبد قد يصبر لكنه لا يصابر.
تعريف الصبر شرعاً:
أما تعريف الصبر من ناحية الشرع: فقد ذكر بعض العلماء: "أنه خلق فاضل من أخلاق النفس يمتنع به الإنسان الصابر من فعل ما لا يحسن ولا يجمل شرعاً". هذا الخلق الذي يحمل النفس على الامتناع عن الأشياء التي لا تجمل ولا تحسن شرعاً، هذا هو الصبر. وكذلك قال بعض السلف: "الصبر ثبات القلب عند موارد الاضطراب". والصبر والجزع ضدان، ولهذا يقابل أحدهما الآخر، ولذلك قال الله عن أهل النار: سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا أَمْ صَبَرْنَا مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ [إبراهيم:21] أهل النار يوم القيامة عندما يطبق عليهم العذاب من كل جانب، يقول بعضهم لبعض: سَوَاءٌ عَلَيْنَا أَجَزِعْنَا [إبراهيم:21] أي: فقدنا الصبر على هذا العذاب ((أَمْ صَبَرْنَا [إبراهيم:21] على هذا العذاب ليس هناك فائدة، كله واحد مَا لَنَا مِنْ مَحِيصٍ [إبراهيم:21] أي: ليس هناك مهرب ولا مفر؛ لأنهم لو صبروا على العذاب أو جزعوا فإن النتيجة واحدة، وهي أن العذاب مستمر، فإن صبرهم لن يفيدهم شيئاً. أيها الإخوة: الصبر إذا كان صبراً عن شهوة الفرج، فإنه يصبح عفة، تأمل في الصبر كيف أنه يداوي ويقلب الصفات الذميمة إلى صفات حسنة، فإذا كان صبراً على شهوة الفرج، فإنه يسمى عفة، وضدها الفجور والزنا. وإن كان صبراً على شهوة البطن وعدم التسرع في الطعام، أو تناول ما لا يحسن الإنسان أن يتناوله، فإنه يسمى شرف نفس، وشبع نفس، ليس شبع بطن، وضده الشره والدناءة. وإن كان صبراً على إظهار ما لا يحسن إظهاره من الكلام، فإنه يسمى: كتمان سر. وعكسه إذاعة السر وإفشائه، أو اتهام الناس، أو فحشهم وسبهم، والكذب عليهم وقذفهم والافتراء عليهم، هذا كله ضد صبر النفس وصبر اللسان عن التكلم بما لا يحسن التكلم به شرعاً. وإن كان صبراً على فضول الدنيا، فإنه يسمى: زهداً. وإن كان صبراً على قدرٍ يكفي من الدنيا؛ فإنه يسمى: قناعة. وإن كان صبراً عن إجابة داعي الغضب في النفس، فإنه يسمى: حلماً. وإن كان صبراً عن إجابة داعي العجلة والتسرع، فإنه يسمى: وقاراً وثباتاً. وإن كان صبراً عن إجابة داعي الفرار والهرب، فإنه يسمى: شجاعةً. وإن كان صبراً عن داعي الانتقام، فإنه يسمى: عفواً وصفحاً. فتأمل معي كيف أن هذا الصبر هو الذي يقلب الأخلاق السيئة في النفس إلى أخلاق حسنة، وهو الذي يداوي الأمراض النفسية ويجعلها تصل بالنفس إلى مراحل عليا. وعرف بعض العلماء الصبر: "بأنه الثبات على أحكام الكتاب والسنة". وقال
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/142)
بعضهم: هو الاستعانة بالله.
أنواع الصبر:
اعلموا -أيها الإخوة- أن الصبر ينقسم إلى نوعين:
1 - صبر بدني.
2 - صبر نفساني. وكذلك فإنه ينقسم إلى نوعين آخرين من جهة أخرى:
1 - صبر اختياري.
2 - صبر اضطراري. ولو جمعنا هذين النوعين إلى هذين النوعين لأصبح عندنا أربعة أنواع: الصبر البدني الاختياري: وهو صبر يتعلق بالبدن لكنه اختياري، يمكن أن يفعله الإنسان ويمكن ألا يفعله، مثل: الصبر على تعاطي الأعمال الشاقة، كالذي يصبر على حمل الأشياء الثقيلة؛ فهذا صبر بدني اختياري.
2 - الصبر البدني الاضطراري، كشخص أخذ وعذب وضرب، فهو الآن يضرب من قبل الذي يعذبه، فهذا صبر بدني اضطراري.
3 - الصبر النفساني الاختياري: كصبر الإنسان على حبس النفس عن الغضب.
4 - الصبر النفساني الاضطراري: كصبر النفس عن محبوبها قهراً إذا حيل بينها وبينه، مثلاً: شخص أراد أن يهاجر في سبيل الله، ولكنه حبس أن يهاجر إلى أقوام صالحين، أو حبس عن إتيان شيء من الأشياء المحمودة شرعاً. فهذه الأنواع الأربعة بعضها يجتمع في الحيوان، وبعضها لا يكون إلا في الإنسان، هناك نوعان لا يكونان إلا في الحيوان، والنوعان وهما: البدني والاضطراري؛ وهذا من صبر الحيوان؛ لأن الحيوان ليس له اختيار. إذاً: بعض الناس عندهم صبر بدني، كأن يكون جسمه قوي فيستحمل، وهذا النوع من الناس لا يكون محموداً دائماً، لأنك تجد بعض الكفرة أو بعض الناس الذين يجرون وراء الماديات، عنده استعداد أن يصبر في العمل والكد ويشتغل في اليوم اثنا عشر ساعة أو أربعة عشر ساعة، كسائق الشاحنة الذي يذهب ويرجع على الخطوط ويتنقل ويصبر على هذا التعب؛ فهذا الصبر ليس محموداً دائماً، هذا الصبر فيه من صبر الحيوانات، بل إن بعض الحيوانات تصبر في الصبر البدني أكثر من الإنسان. وكذلك الصبر الاضطراري، فإن الحيوان يصبر على الآلام اضطراراً، فما هو يا ترى النوع الذي يفترق فيه الإنسان عن الحيوان؟ الصبر الذي يفترق فيه الإنسان عن الحيوان هو الصبر النفساني والصبر الاختياري؛ هذه الأشياء التي يفترق فيها الإنسان عن الحيوان. ولذلك تجد بعض الناس يعمل بكد ويتعب نفسه ويصبر على هذا التعب البدني؛ لكي يحصل الأموال، فهذا مثل الحيوان ولا يوجد فرق بينهما، وإذا صار فيه مرض صابر غصباً عنه؛ لأنه لا يمكن أن يزيل المرض بالقوة، فيصبر على هذا المرض. فهذه الأنواع من الصبر ليست هي الأنواع التي ترفع الإنسان إلى المكانة العليا إلا إذا قصد بها وجه الله. الأشياء التي تحتاج إلى مصابرة فعلاً هي: المصابرة النفسية على أشياء النفس وهواها، وكذلك على الأشياء الاختيارية التي يمكن للإنسان أن يفعلها أو لا يفعلها، وهو مع ذلك يفعلها في الخير؛ هذه الأشياء التي تفرق بين الإنسان والحيوان؛ فالإنسان إذا صابر باعث الهوى ودفعه صار مثل الملائكة في هذا الجانب، وإذا غلبه باعث الهوى والشهوة فإنه يصبح مثل الشياطين، وإذا غلبه طبع الأكل والشرب والجماع فقط فإنه يصبح مثل البهائم. الصبر ينقسم إلى ثلاثة أنواع:
1 - صبر على طاعة الله.
2 - صبر عن معصية الله -أي: يصبر عن المعصية فلا يرتكبها.
3 - صبر على أقدار الله. وكلامنا سوف يتركز على النوعين الأوليين: الصبر على الطاعة، والصبر عن المعصية. هذه الثلاثة الأشياء اجتمعت في آية واحدة، وهي قول لقمان لابنه وهو يعظه: يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ [لقمان:17]. فإن في قوله: أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ [لقمان:17] فعل الطاعة والصبر على الطاعة. وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ [لقمان:17] ليس من المعقول أن ينهى عن المنكر وهو يفعل المنكر، فمعنى هذا: أن لقمان يوصي ابنه بالصبر عن المعصية. وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ [لقمان:17] الصبر على أقدار الله التي تصيب الإنسان. فهذه الأشياء: الصبر على الطاعات، والصبر عن المحرمات، والصبر على الأقدار. هل هي واجبة، أو مستحبة، أو مكروهة، أو محرمة؟ الجواب: يجب على الإنسان أن يصبر على هذه الأشياء؛ يصبر على الطاعة .. يصبر على الصلاة، يصبر على الزكاة، وكذلك الصبر عن المحرمات، مثل: الصبر عن الشهوات، فلذلك يقول ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى، في مسألة الاستمناء: من فعل الاستمناء تلذذاً، أو تذكراً، أو عادةً،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/143)
بأن يتذكر في حال استمنائه صورة كان يجامعها، فهذا كله محرم، لا يقول به أحمد ولا غيره؛ لأن المشهور من مذهب الحنابلة: أن الاستمناء مباح، فيقول شيخ الإسلام رحمه الله: وهذا لا يقول به أحمد ولا غيره، والصبر عن هذا من الواجبات لا من المستحبات. والصبر عن المحرمات واجب وإن كانت النفس تشتهيه وتهواه، قال تعالى: وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لا يَجِدُونَ نِكَاحاً حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ [النور:33] ما هو الاستعفاف؟ ترك المنهي عنه، وقد سبق أن ذكرنا الشيء الذي إذا صبرت عليه فإنك تصبح عفيفاً.
التفاضل بين أنواع الصبر:
إذاً: هذه الأشياء واجبة وليست مستحبة، أو مكروهة. إن سألت: هل الصبر الاضطراري أفضل أم الصبر الاختياري؟ أي: هل الصبر على الفعل الذي يفعله الإنسان باختياره أفضل أم الصبر على الشيء الذي وقع بدون اختيار؟ هل الصبر على الطاعة التي يمكن أن تفعلها ويمكن ألا تفعلها، أو الصبر عن المعصية التي يمكن أن تفعلها ويمكن ألا تفعلها أفضل؟ أم الصبر على مرض أصابك، أو على بلية حلت بك؟ وهذا كله واجب، فيجب أن تصبر في كل الحالات، لكن أيهما أفضل؟ يقول ابن تيمية رحمه الله: والصبر الاختياري أكمل من الاضطراري، ولهذا كان صبر يوسف الصديق صلى الله عليه وسلم عن مطاوعة امرأة العزيز أكمل وأفضل من الصبر على ما ناله من الحبس، أو على ما ناله من إلقاء إخوته له في الجب؛ لأن الصبر فيهما صبر اضطراري، لا يمكن ليوسف أن يدفعه عن نفسه، لكن لما صمد أمام امرأة العزيز، وهذا صبر اختياري، لأنه كان يستطيع أن يقع في المحرم لكنه منع نفسه منها، فلهذا صار صبره من هذه الناحية أفضل، وهو وقع في الحالتين -يوسف عليه السلام- فإن صبره على امرأة العزيز صبر اختياري وإيثار ومحبة لله عز وجل. وكذلك كان صبر نوح وإبراهيم وموسى وعيسى عليهم الصلاة والسلام على ما أمرهم الله من الأوامر وأعطاهم من الشريعة؛ صبرهم باختيارهم وفعلهم ومقاومتهم لأقوامهم أكمل من صبر أيوب على ما ناله في الله من ابتلاء، فكان صبر هؤلاء أكمل من صبر أيوب. وكذلك كان صبر إسماعيل الذبيح، وصبر أبيه إبراهيم على تنفيذ أوامر الله عز وجل بالذبح، أكمل من صبر يعقوب على فقد ولده. لماذا؟ لأن صبر إبراهيم وإسماعيل صبر اختياري، كان يمكن أن ينفذ الذبح ويمكن ألا ينفذ، ويمكن أن يعترض إسماعيل وممكن ألا يعترض، ولكنهما أسلما لله عز وجل وصبرا صبراً اختيارياً، صبر إيثار ومحبة لله عز وجل، بخلاف صبر يعقوب على فقد ابنه يوسف، فإنه صبر اضطراري؛ فقد ابنه فماذا بإمكانه أن يفعل؟ يقول ابن تيمية رحمه الله تعالى: وهكذا إذا أوذي المسلم على إيمانه، وطلب منه الكفر أو الفسوق أو العصيان، فإذا لم يفعل أوذي وعوقب فاختار الأذى والعقوبة على فراق دينه، أو الحبس والخروج من بلده، كما جرى للمهاجرين حيث اختاروا فراق الأوطان على فراق الدين، وكانوا يعذبون ويؤذون؛ هذا كله من أنواع الصبر الاختياري العظيم الأجر، وقد أوذي النبي صلى الله عليه وسلم بأنواع من الأذى فكان يصبر عليها صبراً اختيارياً، فإنه إنما يؤذى لئلا يفعل ما يفعله باختياره، كان يمكنه أن يتوقف عن الدعوة إلى الله عز وجل، لكنه آثر واختار أن يسير في مشوار الدعوة اختياراً، صبر على هذا صبر اختيار، فكان هذا أعظم من الصبر الاضطراري. وكذلك فقد حبس المشركون النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه في شعب أبي طالب، ولما مات أبو طالب اشتدوا عليه. إذاً -أيها الإخوة- هذه الأنواع من الصبر أنواع عظيمة جداً؛ لأن أصحابها قد اختاروا الصبر في ذات الله عز وجل اختياراً من أنفسهم، وهذا هو الذي يحمل الإنسان على المجاهدة في سبيل الله عز وجل، ولذلك كان الأمر الموجه للرسول صلى الله عليه وسلم موجه لنا أيضاً فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف:35] ما قال: فاصبر كما صبر أيوب، إنما قال: فَاصْبِرْ كَمَا صَبَرَ أُولُوا الْعَزْمِ مِنَ الرُّسُلِ [الأحقاف:35] لأن صبرهم كان قمة صبر الاختيار، وهؤلاء أولو العزم هم الذين صار عليهم مدار الشفاعة يوم القيامة، حتى ردوها إلى أفضلهم وخيرهم وأصبرهم لحكم الله، وصلوات الله وسلامه عليهم أجمعين وعلى محمد صلى الله عليه وسلم. إن قال إنسان: هل الصبر على فعل المأمور أفضل أم عن فعل المحظور؟ أي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/144)
الصبر على الطاعة أفضل أم الصبر عن المعصية؟ هذه المسألة اختلف فيها العلماء، وقد رجح شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: بأن الصبر على فعل الطاعة أعلى من الصبر عن فعل المعصية؛ لأن الأصل المأمور، وما جاء النهي عن المحظور إلا تكملة وحفظاً للمأمور، صار الصبر على فعل المأمور أعلى. ويقول ابن القيم رحمه الله: يكون الصبر في وقت المأمور وفي الوقت المحظور هو الأفضل، فإذا حضرك شيء محظور كان الصبر عنه هو الأفضل في ذلك الوقت، وإذا حضرك شيء مأمور به صار الصبر عليه هو الأفضل في وقته.
أنواع الصبر عند ابن القيم:
وقسم بعض العلماء كما يقول ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين: الصبر إلى ثلاثة أنواع: 1 - صبر لله. 2 - صبر مع الله. 3 - صبر بالله. - فأما الصبر الذي بالله: فإن الله إذا لم يصبرك لم تصبر، فلذلك يقول الله تعالى: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ [النحل:127] لأن الله عز وجل إذا ما صبرك لا تصبر، لأن الصبر آتي من الله عز وجل؛ لأنه هو الذي يرزقك الصبر. وأما الصبر لله: فهو أن يكون لوجه الله، فإن بعض الناس قد يصبرون عن أشياء لكن ليس لوجه الله، -مثلاً- على فعل الصلاة رياء، فيجب أن يكون صبره لله، إنسان يصلي أمام الناس من أول الصلاة إلى آخر الصلاة وهو يصبر نفسه ويحبسها على أفعال الصلاة، ولكن ليس صبراً لله وإنما لمراءاة الناس، فهذا لا يكون صبراً لله. - وأما الصبر مع الله: فبعض الصوفية يعرفونه بتعريفات منحرفة، ولكن يوجه ابن القيم رحمه الله هذه القضية، فيقول: الصبر مع الله، أي: مع أوامر الله بحيث يدور الإنسان المسلم معها حيث ما دارت، فأينما توجهت به الأوامر توجه معها، فهذا الإنسان يكون صبره دائماً مع الله عز وجل، حيث ما كانت مرضاة الله فهو يصبر.
صبر النعمة:
هناك أشياء في الصبر لا بد للإنسان المسلم منها، أحياناً يتصور الإنسان أن الصبر هو على قضية البلاء، لكن -أيضاً- لا بد أن يتصور الإنسان المسلم أن الصبر على النعماء لا يقل شدة عن الصبر على البلاء، ولذلك يقول بعض السلف: "ابتلينا بالضراء فصبرنا، وابتلينا بالسراء فلم نصبر". أحياناً الإنسان في مواجهة التحدي والمصاعب يصمد ويصبر، لكن إذا فتح عليه من زهرة الدنيا وزينتها لا يصبر. ويقول بعض السلف أيضاً: "البلاء يصبر عليه المؤمن والكافر، ولا يصبر على العافية إلا الصديقون". فعلاً! قد تجد بعض الكفار يصبرون على البلاء، قد تجد كافراً لا يتسخط ولا يشتكي، لكن لا يصبر على العافية إلا المخلصون والصديقون، فإذا جاءتك نعمة من الله عز وجل فكيف يكون صبرك عليها؟ أولاً: ألا تركن إليها ولا تغتر بها؛ هذا من الصبر في حال النعمة. ثانياً: ألا تنهمك في نيلها وتبالغ في استقصائها، كمن يبالغ في الأكل والشرب والجماع، حتى يؤدي ذلك إلى ضد ما يتمنى، فيؤدي به الإفراط في الأكل والشرب إلى التخمة، وإلى أن يضطر إلى أن يحمي نفسه عن الأكل والشرب، ويؤدي به الإفراط في الجماع إلى استنزاف قواه، وخور قواه العقلية أيضاً، ولذلك لا بد أن يحفظ الإنسان نفسه ولا يفرط في هذه الأشياء. ثالثاً: الصبر على أداء حق الله في هذه النعم، حتى لا يضيع الإنسان هذه الأشياء فيسلبها الله منه. رابعاً: أن يصبر عن صرف هذه الأشياء في الحرام؛ هذا كله من صبر النعمة. وكان بعض الصالحين يحمل في جيبه رقعة يخرجها كل ساعة فيطالعها إذا غفل، وكان مكتوب فيها: وَاصْبِرْ لِحُكْمِ رَبِّكَ فَإِنَّكَ بِأَعْيُنِنَا [الطور:48] فإن الإنسان قد يصبر في الضراء لكن لا يصبر في السراء، فيجب أن يكون الصبر مصاحباً له في جميع الأحوال.
الصبر .. وقوة الإقدام والإحجام:
والصبر -أيها الإخوة- من أشق الأشياء على النفوس، وهذه المسألة التي سنذكرها الآن مهمة جداً. النفس فيها قوتان:
1 - قوة إقدام.
2 - قوة إحجام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/145)
النفس فيها قوة تجعل الإنسان يقدم في مواطن، وكذلك فيها قوة تجعل الإنسان يحجم. فيجب على الإنسان بعملية الصبر أن يجعل قوة الإقدام مصروفة إلى الأشياء التي تنفعه، وقوة الإحجام يجعلها بالصبر إحجاماً عما يضره. ومن الناس من تكون قوة صبره على فعل ما ينتفع به أقوى من صبره على ما يضره، فلذلك تجد بعض الناس يصبرون على مشقة الطاعة ولكنهم لا يصبرون عن المعصية، فهو قد تحكم في قوة الإقدام ففعل الطاعة، لكنه ما تحكم بصبره في قوة الإحجام فيقع في المعصية، فيقول ابن القيم رحمه الله: "فكثير من الناس -وهذه حالة عجيبة موجودة عند بعض الناس فعلاً- يصبر على مكابدة قيام الليل - يقوم في الليل ويكابد ويصبر على الطاعة- في الحر والبرد، ويصبر على مشقة الصيام ويصوم ولكنه لا يصبر على نظرة محرمة". فعلاً .. قد تجد بعض الناس يصلي الفجر في المسجد ويواظب على الصلاة ويصوم صيام النفل، لكنه إذا رأى امرأةً تعبر الطريق لم يتمالك نفسه عن النظر إليها. وكثير من الناس له صبر عن المعاصي، لكن ليس له صبر على الطاعات، فقد تجد بعض الناس يصبر على الشهوات؛ ولا ينظر إلى المرأة الأجنبية، ولا يتلذذ بالمحرمات، لكنه لا يستطيع أن يصبر نفسه عن الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وجهاد الكفار والمنافقين؛ وهذا أيضاً حاصل، ما هو السبب في حدوث هذه الصورة المتناقضة؟ السبب يرجع إلى أمرين:
1 - القوة التي تدعوك: الجاذبية التي تدعوك لعمل هذا العمل.
2 - سهولة عمل هذا الفعل بالنسبة للإنسان.
فإذا اجتمع في الفعل هذان الأمران كان الصبر عنه أشق شيء على الصابر، فلو كانت قوة الداعي إلى فعل هذا الأمر قوية جداً، مثلاً: إنسان شهوته قوية جداً، وقضاؤها ميسر له، فعند ذلك يكون الصبر في هذا الموقف في أعلى الدرجات، وإن فقدا معاً إذا لم تكن هناك قوة تدفعك إلى فعل هذا الأمر المحرم، وأيضاً هذا الأمر صعب جداً لا يكاد يوجد -نادر- فيكون الصبر في هذه الحالة سهل؛ لأنه ليس هناك قوة تدفعك إلى هذا العمل، وفي نفس الوقت هذا العمل صعب جداً أن يتوفر، فلذلك يكون الصبر سهل جداً، وبحسب تفاوت العامل الأول والثاني يتفاوت الصبر. وقد يوجد أحدهما ويفقد الآخر، فمثلاً: هناك أناس ليس عندهم دافع إلى القتل والسرقة، وفي نفس الوقت القتل والسرقة قد يكون صعب فعلهما، ففي هذه الحالة يكون صبره على القتل والسرقة سهلاً. وقد يكون الداعي إلى هذا العمل أحياناً قوياً وسهلاً، فيكون الصبر عليه شديداً، ولذلك كان صبر السلطان عن الظلم، وصبر الشاب عن الفاحشة، وصبر الغني عن اللذات والشهوات، صبره عند الله بمكان عظيم؛ لأن الإنسان عندما يكون في السلطة والمنصب يكون الداعي إلى ظلم الناس كبير .. الداعي لهم بفعل التسلط والتجبر والارتفاع عليهم، وكذلك العملية سهلة، فكونه يصبر نفسه ويكون إماماً عادلاً صار هذا الصبر عظيماً. لذلك كان من السبعة الذين يظلهم الله، الشاب الذي يصبر على الفاحشة، داعي العمل، الرجل الذي (دعته امرأة ذات منصب وجمال، فقال: إني أخاف الله) هذا الرجل الشاب داعي الفاحشة في نفسه قوي؛ لأنه شاب. والداعي الثاني: أن المرأة متيسرة، فلما صبر عن هذه القضية صار من السبعة الذين يظلهم الله، فصار صبرهم عند الله بمكان؛ لأن الداعي قوي، والفعل سهل ومتيسر، ومع ذلك صبروا. وهاتان المسألتان -أيها الإخوة- مهمتان، لماذا؟ لأنهما تعللان لنا لماذا الناس -أحياناً- يصبرون على طاعات كثيرة، لكنهم لا يصبرون على آفات اللسان. لماذا كان الصبر عن آفات اللسان شديداً؟ لأنه متيسر؛ حركة اللسان سهلة جداً، فلذلك أصبح الكلام في عيوب الناس من فاكهة الإنسان، فكثير من الناس يقعون في الغيبة، والنميمة، والكذب، والثناء على النفس، وتزكيتها، مع أنهم يصلون مع الناس في المساجد، ويؤدون الزكاة، ويصبرون في الصيام، ويفعلون أشياء كثيرة جداً، بل قد يدعون إلى الله، وقد يصبرون على المشاق، لكن آفات اللسان عندهم متفشية؛ لماذا؟ لأن قضية اللسان سهلة متيسرة؛ فلذلك يقع فيها الإنسان، فكان الصبر في هذه الحالة قوياً جداً. فإذا اعتاد العبد على المعاصي اللسانية فإنه يعز عليه الصبر عنها؛ ولهذا يقول ابن القيم رحمه الله: ولهذا تجد الرجل يقوم الليل، ويصوم النهار، ويتورع عن استناده إلى وسادة حرير لحظة واحدة -أي: لو أعطيته وسادة حرير لا يمكن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/146)
أن يستند عليها ولو لحظة واحدة- وكذلك يتورع عن الدقائق من الحرام، والقطرة من الخمر، ومثل رأس الإبرة من النجاسة؛ ولو أصابه قليل منها ذهب يغسل ويحتاط، لكنه إذا جاء إلى مسائل الغيبة والنميمة والتفكه في أعراض الخلق أطلق فيها لسانه؛ لسهولة العملية، بل وصل الأمر ببعضهم كما يقول ابن القيم رحمه الله إلى حالة عجيبة، فيقول: وكما يُحكى أن رجلاً خلا بامرأة أجنبية، فلما أراد مواقعتها قال: يا هذه! غطي وجهك فإن النظر إلى وجه الأجنبية حرام. فالدافع للشهوة عنده قوي!! النظر إلى وجه الأجنبية حرام، ثم يقع عليها ويواقعها. هذا كله من الورع الفاسد، وهذا الورع يشبه ورع ذلك الرجل الذي جاء في الحج إلى ابن عمر يسأله عن دم البعوض في الإحرام؟ فقال ابن عمر: من أين أنت؟ فقال: من أهل العراق، فقال ابن عمر: (تسألني عن البعوض وقد قتلتم ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم وإني سمعته -صلى الله عليه وسلم- يقول: هما ريحانتاي من الدنيا) السبب أن هناك أناساً عندهم هذا الانحراف فعلاً، وهذه الازدواجية العجيبة، وعندهم مثل هذا الورع الفاسد، ما هو السبب؟ السبب يعود إلى قوة الدافع، وسهولة حصول الأمر.
أهمية الصبر:
الصبر له أهمية عظيمة، فالذي يتدبر آيات الكتاب العزيز يجد جانباً كبيراً من هذه الأهمية، فتجد أن الله عز وجل، كما يقول الإمام أحمد رحمه الله: عظم أمر الصبر في القرآن جداً، فأمر به في قوله: وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ [النحل:127] ونهى عن ضده، فقال: وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الْأَعْلَوْنَ [آل عمران:139]، وقال: وَلا تَسْتَعْجِلْ لَهُمْ [الأحقاف:35] نهى عن ضد الصبر، وعلق الفلاح على الصبر، فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ [آل عمران:200] وأخبر عن مضاعفة الأجر للصابرين بأضعاف مضاعفة وبغير حساب، فقال تعالى: أُولَئِكَ يُؤْتَوْنَ أَجْرَهُمْ مَرَّتَيْنِ بِمَا صَبَرُوا [القصص:54] بل إنه يضاعف بغير حساب، كما قال تعالى: إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُمْ بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10]. قال أحد السلف: كل عمل يعرف ثوابه إلا الصبر؛ لأن الله قال: بِغَيْرِ حِسَابٍ [الزمر:10] ولذلك كان أجر الصوم غير مقدر، كما يقول الله في الحديث القدسي: (كل عمل ابن آدم له إلا الصوم، فإنه لي وأنا أجزي به) لأن الصوم يتعلق أساساً بالصبر؛ وهو عبارة عن حبس النفس ومنعها عن الطعام والشراب والجماع والغيبة ... إلى آخره، بل إن الله علَّق الإمامة في الدين، على الصبر واليقين، كما قال الله عز وجل: وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا فإن الله عز وجل جعل طائفة من الناس أئمة؛ يأتم بهم الناس ويقتدون بهم وَجَعَلْنَا مِنْهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا لَمَّا صَبَرُوا [السجدة:24] فإذا أراد أحد منا أن يكون إماماً للناس يقتدى به، فعليه أن يأخذ بالصبر بالدرجة الأولى وَكَانُوا بِآياتِنَا يُوقِنُونَ [السجدة:24] ولذلك كان من أقوال ابن تيمية رحمه الله: "بالصبر واليقين تنال الإمامة في الدين". بل إن الله جعل للصابرين ظفراً ليس مثله ظفر، وهو: الظفر بمعيته عز وجل، فقال: إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ [البقرة:153]. وجمع للصابرين ثلاثة أمور لم يجمعها لغيرهم، وهي: 1 - صلاة منه عليهم. 2 - رحمته لهم. 3 - هدايته إياهم. ما هو الدليل؟ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ * أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ [البقرة:155 - 157] فجمع لهم ثلاثة أشياء ما جمعها لأحد غيرهم: صلوات من ربهم، ورحمة، واهتداء. وكذلك جعل الله الصبر عوناً لنا، فقال تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلاةِ [البقرة:45] فجعله عوناً وزاداً وسلاحاً. وعلق النصر على الصبر، فقال عز وجل: بَلَى إِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا وَيَأْتُوكُمْ مِنْ فَوْرِهِمْ هَذَا يُمْدِدْكُمْ رَبُّكُمْ بِخَمْسَةِ آلافٍ مِنَ الْمَلائِكَةُ مُسَوِّمِينَ [آل عمران:125]، ولذلك يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (واعلموا أن النصر مع الصبر).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/147)
وأخبر سبحانه وتعالى أن الملائكة تسلم على المؤمنين في الجنة لصبرهم، فقال سبحانه: وَالْمَلائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِمْ مِنْ كُلِّ بَابٍ * سَلامٌ عَلَيْكُمْ بِمَا صَبَرْتُمْ فَنِعْمَ عُقْبَى الدَّارِ [الرعد:23 - 24] صبرتم على ماذا؟ صبرتم على الطاعة، وعن المعصية، وعلى أقدار الله تعالى، وعلى المصائب. وكذلك جعل الله أهل محبته هم أهل الصبر، فقال تعالى: وَكَأَيِّنْ مِنْ نَبِيٍّ قَاتَلَ مَعَهُ رِبِّيُّونَ كَثِيرٌ فَمَا وَهَنُوا لِمَا أَصَابَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَمَا ضَعُفُوا وَمَا اسْتَكَانُوا وَاللَّهُ يُحِبُّ الصَّابِرِينَ [آل عمران:146]. وأخبر أن خصال الخير لا تجتمع ولا تعطى ولا تلقى إلا للصابرين، جاء في موضعين في القرآن، يقول الله عز وجل في قصة العلماء الذين كانوا من بني إسرائيل وكانوا صالحين وهم من قوم قارون: وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً وَلا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ [القصص:80]. وكذلك قال عز وجل عمن صار بينه وبين أحدٍ عداوة فعامله بالحسنى، قال: وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ [فصلت:35]. إذاً: خصال الخير كلها تجتمع في الصابرين. وأخبر عز وجل بأنه لا ينتفع بآياته إلا أهل الصبر، فقال: إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآياتٍ لِكُلِّ صَبَّارٍ شَكُورٍ [إبراهيم:5]. والله عز وجل قرن بين الصبر وبين أشياء عظيمة، عندما تجده مقترناً بشيء عظيم فإن هذا يدل على عظمته هو، فقرن الله الصبر بالتقوى، وقرن الصبر بالعمل الصالح، وقرن الصبر بالمرحمة، فمن اقتران الصبر بالتقوى قوله عز وجل: لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذىً كَثِيراً وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ [آل عمران:186]، وقال تعالى: إِنَّهُ مَنْ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ [يوسف:90]، وكذلك قرن الله الصبر بالوحي، فقال: وَاتَّبِعْ مَا يُوحَى إِلَيْكَ وَاصْبِرْ حَتَّى يَحْكُمَ اللَّهُ وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ [يونس:109]، وقرن بين الرحمة والصبر فقال عز وجل: ثُمَّ كَانَ مِنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ وَتَوَاصَوْا بِالْمَرْحَمَةِ [البلد:17]. وبالنسبة للصبر والرحمة فهذه الأشياء لو اجتمعت فيكون أنواع الناس في الصبر والرحمة أربعة أنواع:
1 - أن يصبر ولا يرحم.
2 - أن يرحم ولا يصبر.
3 - أن يصبر ويرحم.
4 - ألا يصبر ولا يرحم. يقول ابن تيمية رحمه الله في الفتاوى كلاماً جميلاً عن هذه الآية: إذ من الناس من يصبر ولا يرحم كأهل القوة والفساد، فهم يصبرون ويجالدون لكنهم لا يرحمون. ومنهم من يرحم ولا يصبر كأهل الضعف واللين، مثل كثير من النساء ومن يشبههن. أي: أن من طبيعة النساء أنهن يرحمن ولكن لا يصبرن؛ فقد تجد المرأة فاسقة والعياذ بالله، لكن إذا رأت طفلاً يحتاج إلى إرضاع وجائع رحمته وأرضعته، وقد تكون ممن لا تصبر على الفواحش؛ وهذه خصلة في المرأة أكثر من الرجل ينبغي على المرأة الانتباه إليها .. أنها قد ترحم ولكن لا تصبر، فلا تعتبر نفسها إذا رحمت أنها بخير إذا كانت من غير أهل الصبر، يجب عليها أن تجمع إلى رحمتها الصبر. ومنهم من لا يصبر ولا يرحم كأهل القسوة والهلع. أناس عصاة يصبرون لأن عندهم جلد لكن عندهم هلع لا يصبرون أيضاً. قال: والمحمود هو الذي يصبر ويرحم. والصبر -أيها الإخوة- هو زادٌ في طريق الدعوة إلى الله تبارك وتعالى، كما قال صاحب الظلال رحمه الله. الصبر على أشياء كثيرة، الصبر على شهوة النفس ورغباتها وأطماعها ومطامحها وضعفها ونقصها وعجلتها ومللها من القريب، أي: أن النفس تميل بسرعة. الصبر يكون في مجالات كثيرة من أعظمها: الصبر عن شهوة النفس، وكذلك: الصبر عن شهوات الناس ونقصهم وضعفهم وجهلهم وسوء تصورهم وانحراف طبعهم وأثرتهم وغرورهم والتوائهم واستعجالهم الثمار. إذا كنت داعية تدعو إلى الله عز وجل لا بد أن تصبر على ما تواجهه من الناس؛ لأنك ستواجه أشياء كثيرة، منها: الشهوات: رجل عنده شهوة المال، فإذا دعوته لا يستجيب، وآخر عنده شهوة محرمة فلا يستجيب لك، ويصمم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/148)
على النظر إلى المرأة الأجنبية والاستمتاع والتلذذ بالمحرمات، وإنسان عنده شهوة منصب لا يستجيب لك؛ وشهوة المنصب تحمله على الغرور، وعلى التعسف، وعلى رفض الحق الذي تدعو إليه، وهم عندهم جهل، تأتي تناقش بعضهم بأشياء فتجده في غاية الجهل، فتجد مِنْ نفسك أنه لا بد أن تقطع مشواراً طويلاً حتى توصل هؤلاء الناس إلى جانب من العلم لا بد لهم منه، فإذا ما صبرت على جهلهم وأحياناً يفعلون أشياء عجيبة جداً، فإذا ما صبرت نفسك على جهل هؤلاء، فإنك ستيئس من دعوة أولئك الناس. وكذلك سوء تصورهم: الناس عندهم سوء في التصور؛ تصوراتهم في العقيدة .. تصوراتهم في القضاء والقدر .. تصوراتهم في مغفرة الله ورحمته .. تصورات سيئة في أشياء كثيرة جداً، فلا بد من الصبر على سوء تصور الناس، وبعضهم عندهم غرور، والتواءات نفسية، ومزالق، تأتي للواحد من اليمين يذهب في الشمال، تأتي من هنا فيذهب من هناك، يروغ منك كروغان الثعلب، لا بد من الصبر على التواءات الناس. وكذلك الصبر على تنفش الباطل، ووقاحة الطغيان، وانتفاش الشر، وغلبة الهوى، وعلى تصعير الغرور والخيلاء، فإن الإنسان إذا رأى انتفاشة الباطل ولم يكن عنده صبر، فإن هذا الأمر سوف يُؤدي به إلى اليأس والقنوط، وفقد الأمل تماماً في الوصول بالأمة إلى المرتبة التي يريدها الله عز وجل. والصبر على قلة الناصر، وضعف المعين، وطول الطريق، ووسواس الشيطان في ساعات القرب والضيق؛ وكل كلمة من هذه الكلمات تحتاج إلى دروس كاملة. الصبر على قلة الناصر، هذه الأشياء التي يحس بها الدعاة إلى الله عز وجل وهم يدعون الناس؛ الناس كثرة في الشر، وهؤلاء الدعاة قلة من أهل الخير، فلا بد من الصبر على قلة الناصر، وضعف المعين، وطول الطريق؛ طريق الشر قصير وسهل، وطريق الخير طويل وشاق وصعب. يعتريه وسواس الشيطان، شيء من النفس الأمارة بالسوء، وشيء من القرين الى
أشياء مناقضة للصبر:
من الأشياء المقابلة والمعاكسة للصبر: عملية الاستعجال: كثير من الناس وحتى الدعاة إلى الله يستعجلون الثمرة، يريدون من الناس أن يلتزموا بالإسلام بسرعة، ويريدون من الناس أن يتمسكوا بسرعة، ويريدون من الناس أن يتركوا المنكرات بسرعة وبدون صبر على هؤلاء الناس، وهذا لا يحصل، بل إنه حتى لو التزم هؤلاء الناس فإنهم يريدون منهم أن يترقوا في مدارج العلم ومدارج التربية بسرعة، يريد منه أن يصل في لحظة من مرحلة ترك المعصية، والبعد عن المنكرات إلى مرحلة العلم، وإلى مرحلة التصورات الصحيحة، وإلى مرحلة العمل للإسلام بسرعة كبيرة، يريد أن ينقله نقلة بعيدة في وقت قصير جداً؛ هذه العملية دون صبر لا تصلح، ولذلك ترى ثمرات هؤلاء العاملين الذين عدموا الصبر في هذه المواقف ثمراتٍ ناشفة غير ناضجة لماذا؟ لعملية الاستعجال المنافية للصبر. أحياناً .. الإنسان يتسرع فيحكم على الناس بالخطأ، وأحياناً يتسرع فلا يعذرهم، ولو أنه صبر لكان خيراً له؛ حتى طالب العلم يحتاج إلى الصبر في أشياء كثيرة، أحياناً الإنسان يتسرع فيأخذ علماً من العلوم وهناك ما هو أهم منه، فلا بد أن يصبر ويتريث، وأحياناً يقرأ الإنسان ثم يزهق ويمل فلا بد أن يصابر نفسه. كيف وصل العلماء الكبار إلى حالات عجيبة من الصبر على طلب العلم؟ كيف كان بعضهم له خمسة دروس في اليوم والليلة متواصلة غير وقت الطلب الخاص به الذي يبحث فيه بنفسه ويقرأ فيه، كما كان النووي رحمه الله، فقد كان معه عشرة دروس متواصلة، وكذلك الشنقيطي رحمه الله كان له أكثر من خمسة دروس متواصلة غير وقت الطلب الخاص به، وكيف صبر علماء الحديث، على طلب الحديث وقد كانوا يسافرون في طلب الحديث الواحد الشهور حتى يصلوا إلى مبتغاهم، وهذا الشيخ ناصر رحمه الله من علماء الحديث المعاصرين كان يجلس في المكتبة الظاهرية ليبحث عن حديث، فتراه ينتقل من رف إلى رف يجلس على السلم قرابة خمس ساعات متواصلة وهو يبحث في المجلدات، ويقرأ المخطوطات وهي بهذا الخط الدقيق الصعب القراءة وهو يبحث ليصل إلى نتيجة ما. تخيل: يجلس على السلم خمس ساعات متواصلة وينظر في الرفوف، ويسحب كتاباً وينزل آخر، ويفتح المخطوطة ويدقق، ويقرأ قراءة تكاد العين تعمى منها .. فكيف وصل هؤلاء إلى هذه المرتبة؟ لم يصلوا إليها إلا بالصبر .. الصبر على طلب العلم ومجاهدة النفس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/149)
اصبر على ما كرهت تحظ ** بما تهوى فما جازع بمعذور
إن اصطبار الجنين في ظلم ** الأحشاء أفضى به إلى النور
والمسلم الداعية الذي لا يعرف الصبر داعية فاشل لا يعلم سنن الله تعالى، فإذا استحكمت الأزمات، وتعقدت في حبالها، وترادفت الضوائق، وطال الليل، فالصبر على الهدى والحق هو الذي يشع للمسلم النور العاصم من التخبط والهداية الواقية من القنوط. وكذلك أيها الإخوة: عاش السلف -رحمهم الله- في أجواء التربية، يتنقلون من مرحلة إلى مرحلة، وكان رديفهم الصبر دائماً، ولذلك وصلوا إلى هذه المرحلة العالية، فقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: [وجدنا خير عيشنا بالصبر] أحسن العيش .. أحسن أوقات الحياة التي عشناها كانت بالصبر؛ فلا بد من هذا الدواء الذي أوله مر، ولكن في النهاية يكون حسن الطعم جداً. نسأل الله سبحانه وتعالى أن يرزقنا وإياكم هذا الأمر العظيم من أمور الدين، وأن يجعلنا من الصابرين المصابرين المصطبرين في ذات الله تعالى، وأن يجعل صبرنا لله وبالله ومع الله. هذا آخر ما تيسر ذكره من الكلام على مسألة الصبر، ومن شاء الزيادة فليرجع إلى كتاب: عدة الصابرين وذخيرة الشاكرين، وكذلك تكلم ابن تيمية رحمه الله كلاماً جيداً على الصبر في المجلد العاشر من مجموع الفتاوى، وكذا تكلم ابن القيم رحمه الله في مدارج السالكين عن منزلة الصبر، وغيرهم من علماء السلف، فمن شاء الزيادة فليرجع إلى مثل هذه المراجع وغيرها، وأفضل ما يمكن للإنسان أن يعلم به حقيقة الصبر هو: المعايشة اليومية للمشاكل التي تواجهه .. مشاكل كثيرة جداً .. مشاكل اجتماعية .. مشاكل مع نفسه .. مع الشهوات .. مصارعات لهذه الشهوات، مع الناس، في الدعوة إلى الله، امرأة تصبر على الحجاب وزوجها يثنيها عنه، وامرأة تريد أن تطلب العلم وتريد أن تجعل من بيتها بيتاً مستقيماً وقد لا توفق بزوج صالح، فلا بد أن تصبر نفسها على هذا البلاء الذي حل بها، الإنسان الداعية في جميع مواقفه، والمجاهد الذي يجاهد في سبيل الله يحتاج إلى الصبر. فأحسن قضية يمكن أن يتعلم الإنسان فيها الصبر قضية الممارسة والمعايشة اليومية لأحداث الحياة، ولا تكاد تتأمل حادثة من حوادث الحياة التي تمر بك إلا وتحس بأن الصبر هو المفتاح لما أغلق، وهو الدواء والحل لجميع المشاكل التي تواجهها. سبحانك اللهم وبحمدك، أشهد أن لا إله إلا أنت، أستغفرك وأتوب إليك. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم والحمد لله أولاً وآخراً.
المصدر"] http://www.islamav.com/doc_html/pacient_worshiping_allah.htm
http://www.islamav.com/doc_html/alsaber.htm (http://www.islamav.com/doc_html/pacient_worshiping_allah.htm)[/URL]
ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 01:22 م]ـ
...
جزاك الله خيرا يا أبا عبدالله مصطفى ...
....
كم نحن بحاجة إلى الصبر خاصة في مثل هذا الزمان ... ولا أنسى أن للصبر والتغلب على هوى النفس لذه لا تعدلها لذه لمن صلحت نيته ...
جعلني الله وإياك والقارئين من الصابرين والصابرات
...(72/150)
ماحكم أن يستنيب مسلم صحيح غيره في حج التطوع
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[21 - 12 - 06, 02:20 م]ـ
مسألة:
شخص صحيح (غير معذور بعذر شرعي يمنعه عن الحج) يريد ان يستنيب غيره ليحج عنه حج تطوع.
ماهو قول المذاهب الاربعة؟
ماهو قول الائمة المجتهدين القدماء والمعاصريين؟(72/151)
ما حكم استنابة الشخص الصحيح لغيره في حج التطوع
ـ[عبدالمنعم]ــــــــ[21 - 12 - 06, 02:30 م]ـ
مسألة:
شخص صحيح (غير معذور بعذر شرعي يمنعه عن الحج) يريد ان يستنيب غيره ليحج عنه حج تطوع.
ماهو قول المذاهب الاربعة؟
ماهو قول الائمة المجتهدين القدماء والمعاصريين؟
ـ[عامر بن بهجت]ــــــــ[21 - 12 - 06, 05:13 م]ـ
قال في الروض المربع: (ويجوز لقادر وغيره أن يستنيب في نفل حج أو بعضه)
ـ[نصر]ــــــــ[23 - 12 - 06, 10:06 م]ـ
تفضل أخي
فتاوى الامام ابن باز رحمه الله
فهو يرى عدم الجواز
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=cat&id=202(72/152)
فتاوى الأضاحي و العشر الأوائل
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[21 - 12 - 06, 04:48 م]ـ
سؤال:
هل للأيام العشر الأوائل من شهر ذي الحجة فضل على غيرها من سائر الأيام؟ وما هي الأعمال الصالحة التي يستحب الإكثار منها في هذه العشر؟.
الجواب:
الحمد لله
من مواسم الطّاعة العظيمة العشر الأول من ذي الحجة، التي فضّلها الله تعالى على سائر أيام العام؛ فعن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر. قالوا ولا الجهاد في سبيل الله!! قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء) أخرجه البخاري 2/ 457.
وعنه أيضا،ً رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من عمل أزكى عند الله عز وجل، ولا أعظم أجراً من خير يعمله في عشر الأضحى. قيل: ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله عز وجل، إلا رجل خرج بنفسه وماله، فلم يرجع من ذلك بشيء) رواه الدارمي 1/ 357 وإسناده حسن كما في الإرواء 3/ 398.
فهذه النصوص وغيرها تدلّ على أنّ هذه العشر أفضل من سائر أيام السنة من غير استثناء شيء منها، حتى العشر الأواخر من رمضان. ولكنّ ليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة، لاشتمالها على ليلة القدر، التي هي خير من ألف شهر. انظر تفسير ابن كثير 5/ 412
فينبغي على المسلم أن يستفتح هذه العشر بتوبة نصوح إلى الله، عز وجل، ثم يستكثر من الأعمال الصالحة، عموما، ثم تتأكد عنايته بالأعمال التالية:
1 - الصيام
فيسن للمسلم أن يصوم تسع ذي الحجة. لأن النبي صلى الله عليه وسلم حث على العمل الصالح في أيام العشر، والصيام من أفضل الأعمال. وقد اصطفاه الله تعالى لنفسه كما في الحديث القدسي: " قال الله: كل عمل بني آدم له إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به " أخرجه البخاري 1805
وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة. فعن هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر. أول اثنين من الشهر وخميسين " أخرجه النسائي 4/ 205 وأبو داود وصححه الألباني في صحيح أبي داود 2/ 462.
2 - الإكثار من التحميد والتهليل والتكبير:
فيسن التكبير والتحميد والتهليل والتسبيح أيام العشر. والجهر بذلك في المساجد والمنازل والطرقات وكل موضع يجوز فيه ذكر الله إظهاراً للعبادة، وإعلاناً بتعظيم الله تعالى.
ويجهر به الرجال وتخفيه المرأة
قال الله تعالى: (ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام) الحج/28. والجمهور على أن الأيام المعلومات هي أيام العشر لما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما: (الأيام المعلومات: أيام العشر)
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد) أخرجه احمد 7/ 224 وصحّح إسناده أحمد شاكر.
وصفة التكبير: الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد، وهناك صفات أخرى.
والتكبير في هذا الزمان صار من السنن المهجورة ولاسيما في أول العشر فلا تكاد تسمعه إلا من القليل، فينبغي الجهر به إحياء للسنة وتذكيراً للغافلين، وقد ثبت أن ابن عمر وأبا هريرة رضي الله عنهما كانا يخرجان إلى السوق أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما، والمراد أن الناس يتذكرون التكبير فيكبر كل واحد بمفرده وليس المراد التكبير الجماعي بصوت واحد فإن هذا غير مشروع.
إن إحياء ما اندثر من السنن أو كاد فيه ثواب عظيم دل عليه قوله صلى الله عليه وسلم: (من أحيا سنة من سنتي قد أميتت بعدي فإن له من الأجر مثل من عمل بها من غير أن ينقص من أجورهم شيئاً) أخرجه الترمذي 7/ 443 وهو حديث حسن لشواهده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/153)
3 - أداء الحج والعمرة: إن من أفضل ما يعمل في هذه العشر حج بيت الله الحرام، فمن وفقه الله تعالى لحج بيته وقام بأداء نسكه على الوجه المطلوب فله نصيب - إن شاء الله - من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (الحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة).
4 - الأضحية:
ومن الأعمال الصالحة في هذا العشر التقرب إلى الله تعالى بذبح الأضاحي واستسمانها واستحسانها وبذل المال في سبيل الله تعالى.
فلنبادر باغتنام تلك الأيام الفاضلة، قبل أن يندم المفرّط على ما فعل، وقبل أن يسأل الرّجعة فلا يُجاب إلى ما سأل.
________________________
السؤال:
ورد في الحديث صيام العشر من ذي الحجة وبعض الناس يقول: لا تصام. فما قولكم؟
المفتي: محمد بن صالح العثيمين
الإجابة:
صيام العشر من ذي الحجة من الأعمال الصالحة ولا شك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه العشر"، قالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: "ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء"، فيكون الصيام داخلاً في عموم هذا الحديث، على أنه ورد حديث في السنن حسَّنه بعضهم أن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يصوم هذه العشر، يعني ماعدا يوم العيد، وقد أخذ به الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله والصحيح أن صيامها سنة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال:
ما المقصود بالأضحية؟ وهل هي واجبة أم سنة؟.
الجواب:
الحمد لله
الأضحية: ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام عيد الأضحى بسبب العيد تقرباً إلى الله عز وجل.
وهي من شعائر الإسلام المشروعة بكتاب الله تعالى، وسنة رسوله صلى الله عليه وسلّم، وإجماع المسلمين.
أما الكتاب:
فقوله تعالى:
1 - {فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ}.
2 - وقال تعالى: {قُلْ إِنَّ صَلاَتِى وَنُسُكِى وَمَحْيَاىَ وَمَمَاتِى للَّهِ رَبِّ الْعَلَمِينَ * لاَ شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ}. والنسك الذبح، قاله سعيد بن جبير، وقيل جميع العبادات ومنها الذبح، وهو أشمل.
3 - وقال تعالى: {وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الاَْنْعَمِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُواْ وَبَشِّرِ الْمُخْبِتِينَ}.
ومن السنة:
1 - ما جاء في صحيح البخاري (5558) ومسلم (1966) عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: «ضحى النبي صلى الله عليه وسلّم بكبشين أملحين ذبحهما بيده وسمى وكبر، وضع رجله على صفاحهما».
2 - وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: «أقام النبي صلى الله عليه وسلّم بالمدينة عشر سنين يضحي». رواه أحمد (4935) والترمذي (1507)، وحسنه الألباني في مشكاة المصابيح (1475)
3 - وعن عقبة بن عامر رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قسم بين أصحابه ضحايا فصارت لعقبة جذعة فقال: يا رسول الله صارت لي جذعة فقال: «ضح بها» رواه البخاري (5547).
4 - وعن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: «من ذبح بعد الصلاة فقد تم نسكه وأصاب سنة المسلمين». رواه البخاري (5545).
فقد ضحى صلى الله عليه وسلّم وضحى أصحابه رضي الله عنهم، وأخبر أن الأضحية سنة المسلمين يعني طريقتهم.
ولهذا أجمع المسلمون على مشروعيتها، كما نقله غير واحد من أهل العلم.
واختلفوا هل هي سنة مؤكدة، أو واجبة لا يجوز تركها؟
فذهب جمهور العلماء إلى أنها سنة مؤكدة، وهو مذهب الشافعي، ومالك وأحمد في المشهور عنهما.
وذهب آخرون إلى أنها واجبة، وهو مذهب أبي حنيفة وإحدى الروايتين عن أحمد، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وقال: هو أحد القولين في مذهب مالك، أو ظاهر مذهب مالك." انتهى من رسالة أحكام الأضحية والذكاة لابن عثيمين رحمه الله.
قال الشيخ محمد ابن عثيمين رحمه الله: " الأضحية سنة مؤكدة للقادر عليها، فيُضحي الإنسان عن نفسه وأهل بيته " فتاوى ابن عثيمين 2/ 661.
_________________
السؤال: ما العيوب التي تمنع الإجزاء في الأضاحي، والعيوب التي تكره فيها مع الإجزاء، وما هو الأفضل في الأضاحي؟
المفتي: فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
الإجابة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/154)
مما لا يجزئ: أن يذبح في الهدي والأضحية العوراء البين عورها، والعمياء، والمريضة البين مرضها، ولا ذات هزال لا تنقي، وعرج يمنع اتباع الغنم، وعضب يذهب لأكثر القرن والأذن، وأفضلها الإبل، ثم البقر، ثم الغنم، والأسمن والأملح أفضل. أما تمام التفصيل فيما يكره ويستحب ففي إمكانك مراجعة كتب الحديث والفقه في هذا الباب لمزيد الفائدة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال:
ما هو نوع وأوصاف الأغنام الصالحة للهدي والأضحية وعمر كل منها، وهل إذا زاد العمر ثلاث أو أربع شهور عن الحد المقرر شرعاً يجوز ذبحها للهدي والأضحية، أم أنه لا يمكن أن يزيد العمر بأي حال عن الحد الذي حدده الشرع الشريف ?
المفتي: فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
الإجابة:
يجزئ في الأضحية والهدي من الغنم ما ليست بعوراء بينة العور، ولا عرجاء بينة العرج، ولا مريضة بينة المرض، ولا عجفاء هزيلة لا مخ فيها، ولا يجزئ من الغنم إلا الجذع من الضأن، وهو ماله ستة أشهر، والثني من المعز وهو ماله سنة، فمن ذبح أضحية أو هدياً بهذه الأسنان فما فوق فإنها تجزئه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال:
الحديث من أراد أن يضحي أو يضحى عنه فمن أول شهر ذي الحجة فلا يأخذ من شعره ولا بشرته ولا أظفاره شيئاً حتى يضحي، فهل هذا النهي يعم أهل البيت كلهم؟
المفتي: فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
الإجابة:
لا نعلم أن لفظ الحديث كما ذكره السائل، واللفظ الذي نعلم أنه ثابت عن النبي صلى الله عليه وسلم هو ما رواه الجماعة إلا البخاري، عن أم سلمة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: “إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره“، ولفظ أبي داود وهو لمسلم والنسائي أيضاً: “من كان له ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذ من شعره وأظفاره حتى يضحي“، فهذا الحديث دال على المنع من أخذ الشعر والأظفار بعد دخول عشر ذي الحجة لمن أراد أن يضحي، فالرواية الأولى فيها الأمر والترك، وأصله أنه يقتضي الوجوب، ولا نعلم له صارفاً عن هذا الأصل، والرواية الثانية فيها النهي عن الأخذ، وأصله أنه يقتضي التحريم، أي: تحريم الأخذ، ولا نعلم صارفاً يصرفه عن ذلك، فتبين بهذا: أن هذا الحديث خاص بمن أراد أن يضحي فقط، أما المضحى عنه فسواء كان كبيراً أو صغيراً فلا مانع من أن يأخذ من شعره أو بشرته أو أظفاره بناء على الأصل وهو الجواز، ولا نعلم دليلاً يدل على خلاف الأصل.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال:
هل يجوز ذبح الأضحية عند صلاة فجر العيد؟
المفتي: فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
الإجابة:
لا يجوز ذبح الأضحية عند صلاة فجر العيد، ووقت الذبح يوم العيد بعد الصلاة، وقدرها في حق من لا صلاة عنده كالبادية؛ لما روى جندب بن عبد الله رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: “من ذبح قبل أن يصلي فليذبح مكانها أخرى“، وقوله صلى الله عليه وسلم: “من صلى صلاتنا ونسك نسكنا فقد أصاب النسك، ومن ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى“ متفق عليه.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
السؤال:
ما هو عدد أيام التشريق التي يسوغ للمسلم أن يستمر في ذبح أضاحيه، ومتى ينتهي وقت التكبير المقيد في أدبار الصلوات المفروضة؟
المفتي: فتاوى اللجنة الدائمة بالسعودية
الإجابة:
أيام الذبح لهدي التمتع والقران والأضحية أربعة أيام: يوم العيد وثلاثة أيام بعده، وينتهي الذبح بغروب شمس اليوم الرابع في أصح أقوال أهل العلم.
وينتهي وقت التكبير المقيد في أدبار الصلوات المفروضة عقب عصر آخر أيام التشريق.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال:
كيف نفعل بالأضحية؟ هل نقسمها أثلاثاً أم أرباعاً؟.
المفتي: الإسلام سؤال وجواب
الجواب:
الحمد لله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/155)
يشرع للمضحي أن يأكل من أضحيته، ويهدي، ويتصدق لقوله تعالى: (فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْبَآئِسَ الْفَقِيرَ). وقوله تعالى: (فَكُلُواْ مِنْهَا وَأَطْعِمُواْ الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ كَذلِكَ سَخَّرْنَاهَا لَكُمْ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ). فالقانع السائل المتذلل، والمعتر المتعرض للعطية بدون سؤال، وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: " كلوا وأطعموا وادخروا ". رواه البخاري والإطعام يشمل الهدية للأغنياء والصدقة على الفقراء، وعن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: " كلوا وادخروا وتصدقوا ". رواه مسلم.
وقد اختلف العلماء رحمهم الله تعالى في مقدار ما يأكل ويهدي ويتصدق، والأمر في ذلك واسع، والمختار أن يأكل ثلثاً، ويهدي ثلثاً، ويتصدق بثلث، وما جاز أكله منها جاز ادخاره ولو بقي مدة طويلة إذا لم يصل إلى حد يضر أكله إلا أن يكون عام مجاعة فلا يجوز الادخار فوق ثلاثة أيام لحديث سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: " من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة وفي بيته منه شيء ". فلما كان العام المقبل قالوا: يا رسول الله نفعل كما فعلنا في العام الماضي، فقال صلى الله عليه وسلّم: " كلوا واطعموا وادخروا فإن ذلك العام كان في الناس جهد فأردت أن تعينوا فيها ". متفق عليه.
ولا فرق في جواز الأكل والإهداء من الأضحية بين أن تكون تطوعاً أو واجبة، ولا بين أن تكون عن حي أو ميت أو عن وصية؛ لأن الوصي يقوم مقام الموصي، والموصى يأكل ويهدي ويتصدق؛ ولأن هذا هو العرف الجاري بين الناس، والجاري عرفاً كالمنطوق لفظاً.
فأما الوكيل فإن أذن له الموكل في الأكل والإهداء والصدقة أو دلت القرينة أو العرف على ذلك فله فعله وإلا سلمها للموكل وكان توزيعها إليه.
ويحرم أن يبيع شيئاً من الأضحية لا لحماً ولا غيره حتى الجلد، ولا يعطي الجازر شيئاً منها في مقابلة الأجرة أو بعضها لأن ذلك بمعنى البيع.
فأما من أهدي إليه شيء منها أو تصدق به عليه فله التصرف فيه بما شاء من بيع وغيره، غير أنه لا يبيعه على من أهداه أو تصدق به.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال:
هل يجوز الاشتراك في الأضحية، وكم عدد المسلمين الذين يشتركون في الأضحية؟.
المفتي: الإسلام سؤال وجواب
الجواب: الحمد لله
يجوز الاشتراك في الأضحية إذا كانت من الإبل أو البقر، أما الشاة فلا يجوز الاشتراك فيها.
ويجوز أن يشترك سبعة أشخاص في واحدة من البقر أو الإبل.
وقد ثبت اشتراك الصحابة رضي الله عنه في الهدي، السبعة في بعير أو بقرة في الحج والعمرة.
روى مسلم (1318) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما قَالَ: نَحَرْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَامَ الْحُدَيْبِيَةِ الْبَدَنَةَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ.
وفي رواية: عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: حَجَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَحَرْنَا الْبَعِيرَ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْبَقَرَةَ عَنْ سَبْعَةٍ.
وروى أبو داود (2808) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (الْبَقَرَةُ عَنْ سَبْعَةٍ، وَالْجَزُورُ - أي: البعير - عَنْ سَبْعَةٍ). صححه الألباني في صحيح أبي داود.
قال النووي في "شرح مسلم":
" فِي هَذِهِ الأَحَادِيث دَلالَة لِجَوَازِ الِاشْتِرَاك فِي الْهَدْي , وَأَجْمَعُوا عَلَى أَنَّ الشَّاة لا يَجُوز الاشْتِرَاك فِيهَا. وَفِي هَذِهِ الأَحَادِيث أَنَّ الْبَدَنَة تُجْزِئ عَنْ سَبْعَة , وَالْبَقَرَة عَنْ سَبْعَة , وَتَقُوم كُلّ وَاحِدَة مَقَام سَبْع شِيَاه , حَتَّى لَوْ كَانَ عَلَى الْمُحْرِم سَبْعَة دِمَاء بِغَيْرِ جَزَاء الصَّيْد , وَذَبَحَ عَنْهَا بَدَنَة أَوْ بَقَرَة أَجْزَأَهُ عَنْ الْجَمِيع " انتهى باختصار.
وسئلت اللجنة الدائمة عن الاشتراك في الأضحية، فأجابت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/156)
" تجزئ البدنة والبقرة عن سبعة، سواء كانوا من أهل بيت واحد أو من بيوت متفرقين، وسواء كان بينهم قرابة أو لا؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم أذن للصحابة في الاشتراك في البدنة والبقرة كل سبعة في واحدة، ولم يفصل ذلك " انتهى.
"فتاوى اللجنة الدائمة" (11/ 401).
وقال الشيخ ابن عثيمين في "أحكام الأضحية":
" وتجزئ الواحدة من الغنم عن الشخص الواحد، ويجزئ سُبْع البعير أو البقرة عما تجزئ عنه الواحدة من الغنم " انتهى.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال:
إذا كان في بلدي فقراء يفتقرون إلى المال، فهل أتصدق عليهم بثمن الأضحية أم أضحي؟.
الجواب:
الحمد لله
قال الشيخ محمد ابن عثيمن رحمه الله:
" ذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها؛ لأن ذلك عمل النبي صلى الله عليه وسلّم والمسلمين معه؛ ولأن الذبح من شعائر الله تعالى، فلو عدل الناس عنه إلى الصدقة لتعطلت تلك الشعيرة. ولو كانت الصدقة بثمن الأضحية أفضل من ذبح الأضحية لبينه النبي صلى الله عليه وسلّم لأمته بقوله أو فعله، لأنه لم يكن يدع بيان الخير للأمة، بل لو كانت الصدقة مساوية للأضحية لبينه أيضاً لأنه أسهل من عناء الأضحية ولم يكن صلى الله عليه وسلّم ليدع بيان الأسهل لأمته مع مساواته للأصعب، ولقد أصاب الناس مجاعة في عهد النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: «من ضحى منكم فلا يصبحن بعد ثالثة في بيته شيء».
فلما كان العام المقبل قالوا يا رسول الله نفعل كما فعلنا في العام الماضي فقال النبي صلى الله عليه وسلّم: «كلوا واطعموا وادخروا فإن ذلك العام كان في الناس جهد فأردت أن تعينوا فيها». متفق عليه.
قال ابن القيم رحمه الله: الذبح في موضعه أفضل من الصدقة بثمنه. قال: ولهذا لو تصدق عن دم المتعة والقِرَان بأضعاف أضعاف القيمة لم يقم مقامه وكذلك الأضحية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال:
حلقت شعري ناسياً بعد دخول شهر ذي الحجة وقد نويت أن أضحي، فهل عليّ كفارة؟.
الجواب:
الحمد لله
قال الشيخ عبد العزيز بن باز رحمه الله:
من أراد أن يضحي فليس له أن يأخذ من شعره ولا من أظفاره ولا من بشرته شيئاً إذا دخل ذو الحجة حتى يُضحي لأن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك فعن أُمِّ سَلَمَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (إِذَا دَخَلَتْ الْعَشْرُ وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا) رواه مسلم. . . ومن أخذ شيئاً من شعره أو أظفاره أو بشرته في العشر ناسياً أو جاهلاً وهو عازم على التضحية فلا شيء عليه، لأن الله سبحانه قد وضع عن عباده الخطأ والنسيان في هذا الأمر وأشباهه، وأما من فعل ذلك عمداً فعليه التوبة إلى الله سبحانه ولا شيء عليه اهـ. (يعني ليس عليه فدية ولا كفارة).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال:
نويت أن أضحي عن نفسي وأولادي، فهل هناك مواصفات معينة في الأضحية؟ أم أنه يصح أن أضحي بأي شاة؟.
الشيخ محمد ابن عثيمن رحمه الله:
الجواب:
الحمد لله
يشترط للأضحية ستة شروط:
أحدها:
أن تكون من بهيمة الأنعام وهي الإبل والبقر والغنم ضأنها ومعزها لقوله تعالى: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُواْ اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِّن بَهِيمَةِ الاَْنْعَمِ) وبهيمة الأنعام هي الإبل، والبقر، والغنم هذا هو المعروف عند العرب، وقاله الحسن وقتادة وغير واحد.
الثاني:
أن تبلغ السن المحدود شرعاً بأن تكون جذعة من الضأن، أو ثنية من غيره لقوله صلى الله عليه وسلّم: " لا تذبحوا إلا مسنة إلا أن تعسر عليكم فتذبحوا جذعة من الضأن ". رواه مسلم.
والمسنة: الثنية فما فوقها، والجذعة ما دون ذلك.
فالثني من الإبل: ما تم له خمس سنين.
والثني من البقر: ما تم له سنتان.
والثني من الغنم ما تم له سنة.
والجذع: ما تم له نصف سنة، فلا تصح التضحية بما دون الثني من الإبل والبقر والمعز، ولا بما دون الجذع من الضأن.
الثالث:
أن تكون خالية من العيوب المانعة من الإجزاء وهي أربعة:
1 ـ العور البين: وهو الذي تنخسف به العين، أو تبرز حتى تكون كالزر، أو تبيض ابيضاضاً يدل دلالة بينة على عورها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/157)
2 ـ المرض البين: وهو الذي تظهر أعراضه على البهيمة كالحمى التي تقعدها عن المرعى وتمنع شهيتها، والجرب الظاهر المفسد للحمها أو المؤثر في صحته، والجرح العميق المؤثر عليها في صحتها ونحوه.
3 ـ العرج البين: وهو الذي يمنع البهيمة من مسايرة السليمة في ممشاها.
4 ـ الهزال المزيل للمخ: لقول النبي صلى الله عليه وسلّم حين سئل ماذا يتقي من الضحايا فأشار بيده وقال: " أربعاً: العرجاء البين ضلعها، والعوراء البين عورها، والمريضة البين مرضها، والعجفاء التي لا تنقى ". رواه مالك في الموطأ من حديث البراء بن عازب، وفي رواية في السنن عنه رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلّم فقال: " أربع لا تجوز في الأضاحي " وذكر نحوه. صححه الألباني من إرواء الغليل (1148)
فهذه العيوب الأربعة مانعة من إجزاء الأضحية، ويلحق بها ما كان مثلها أو أشد، فلا تجزىء الأضحية بما يأتي:
1 ـ العمياء التي لا تبصر بعينيها.
2 ـ المبشومة (التي أكلت فوق طاقتها حتى امتلأت) حتى تثلط ويزول عنها الخطر.
3 ـ المتولدة إذا تعسرت ولادتها حتى يزول عنها الخطر.
4 ـ المصابة بما يميتها من خنق وسقوط من علو ونحوه حتى يزول عنها الخطر.
5 ـ الزمنى وهي العاجزة عن المشي لعاهة.
6 ـ مقطوعة إحدى اليدين أو الرجلين.
فإذا ضممت ذلك إلى العيوب الأربعة المنصوص عليها صار ما لا يضحى به عشرة. هذه الستة وما تعيب بالعيوب الأربعة السابقة.
الشرط الرابع:
أن تكون ملكاً للمضحي، أو مأذوناً له فيها من قبل الشرع، أو من قبل المالك فلا تصح التضحية بما لا يملكه كالمغصوب والمسروق والمأخوذ بدعوى باطلة ونحوه؛ لأنه لا يصح التقرب إلى الله بمعصيته. وتصح تضحية ولي اليتيم له من ماله إذا جرت به العادة وكان ينكسر قلبه بعدم الأضحية.
وتصح تضحية الوكيل من مال موكله بإذنه.
الشرط الخامس:
أن لا يتعلق بها حق للغير فلا تصح التضحية بالمرهون.
الشرط السادس:
أن يضحي بها في الوقت المحدود شرعاً وهو من بعد صلاة العيد يوم النحر إلى غروب الشمس من آخر يوم من أيام التشريق وهو اليوم الثالث عشر من ذي الحجة، فتكون أيام الذبح أربعة: يوم العيد بعد الصلاة، وثلاثة أيام بعده، فمن ذبح قبل فراغ صلاة العيد، أو بعد غروب الشمس يوم الثالث عشر لم تصح أضحيته؛ لما روى البخاري عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلّم قال: " من ذبح قبل الصلاة فإنما هو لحم قدمه لأهله وليس من النسك في شيء ". وروى عن جندب بن سفيان البجلي رضي الله عنه قال: شهدت النبي صلى الله عليه وسلّم قال: " من ذبح قبل أن يصلي فليعد مكانها أخرى ". وعن نبيشة الهذلي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم: " أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله عز وجل " رواه مسلم. لكن لو حصل له عذر بالتأخير عن أيام التشريق مثل أن تهرب الأضحية بغير تفريط منه فلم يجدها إلا بعد فوات الوقت، أو يوكل من يذبحها فينسى الوكيل حتى يخرج الوقت فلا بأس أن تذبح بعد خروج الوقت للعذر، وقياساً على من نام عن صلاة أو نسيها فإنه يصليها إذا استيقظ أو ذكرها.
ويجوز ذبح الأضحية في الوقت ليلاً ونهارا ً، والذبح في النهار أولى، ويوم العيد بعد الخطبتين أفضل، وكل يوم أفضل مما يليه؛ لما فيه من المبادرة إلى فعل الخير.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال:
هل تجزئ الأضحية من والدي عني وعن أهلي، مع العلم أنني أعيش في بيت مستقل؟.
الجواب:
الحمد لله
المشروع أن يضحي كل أهل بيت بأضحية عنهم.
سئل الشيخ ابن باز رحمه الله: عن رجل متزوج ويسكن في مدينة غير المدينة التي يسكن فيها والده، فهل تجزئ أضحية والده عنه وعن أولاده؟
فأجاب:
" إذا كنت في بيت مستقل أيها السائل فإنه يشرع لك أن تضحي عنك وعن أهل بيتك، ولا تكفي عنك أضحية والدك، عنه وعن أهل بيته، لأنك لست معهم في البيت، بل أنت في بيت مستقل " انتهى.
وسئلت اللجنة الدائمة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/158)
يوجد لدي أسرتان، وكل أسرة ساكنة في بيت مستقل بها، وكل بيت يبعد عن الآخر بحوالي (200 متر)، وهي أسرتي وأسرة والدي، مع العلم أن والدي على قيد الحياة. وسؤالي هو: هل يجوز لنا أن نضحي أنا ووالدي عن البيتين بضحية واحدة من الماعز أم لا؟
فأجابت:
" المشروع أن يضحي أهل كل بيت بأضحية خاصة بهم " انتهى.
"فتاوى اللجنة الدائمة" (11/ 406).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال:
أعيش أنا وزوجتي مع أبي، فهل تجزئ أضحية واحدة عنا جميعاً أم علينا أضحيتان؟.
الجواب:
الحمد لله
تكفيكم أضحية واحدة، لأن السُّنَّة وردت بإجزاء الأضحية الواحدة عن الرجل وأهل بيته.
روى الترمذي (1505) عن عَطَاء بْن يَسَارٍ قال: سَأَلْتُ أَبَا أَيُّوبَ الأَنْصَارِيَّ كَيْفَ كَانَتْ الضَّحَايَا عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ فَقَالَ: كَانَ الرَّجُلُ يُضَحِّي بِالشَّاةِ عَنْهُ وَعَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ، فَيَأْكُلُونَ وَيُطْعِمُونَ. صححه الألباني في صحيح الترمذي.
وسئلت اللجنة الدائمة: إذا كانت زوجتي مع والدي في بيت واحد، فهل يكفي في عيد الضحية ذبيحة واحدة عيداً لي ولوالدي أم لا؟
فأجابت:
" إذا كان الواقع كما ذكرت من وجود والد وولده في بيت واحد كفى عنك وعن أبيك وزوجتك وزوجة أبيك وأهل بيتكما أضحية واحدة في أداء السُّنَّة " انتهى.
فتاوى اللجنة الدائمة" (11/ 404).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال:
هل هناك دعاء معين أدعو به عند ذبح الأضحية؟.
الجواب:
الحمد لله
السنة لمن أراد أن يذبح الأضحية أن يقول عند الذبح:
بسم الله، والله أكبر، اللهم هذا منك ولك، هذا عني (وإن كان يذبح أضحية غيره قال: هذا عن فلان) اللهم تقبل من فلان وآل فلان (ويسمي نفسه).
والواجب من هذا هو التسمية، وما زاد على ذلك فهو مستحب وليس بواجب.
روى البخاري (5565) ومسلم (1966) عَنْ أَنَسٍ قَالَ: ضَحَّى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِكَبْشَيْنِ أَمْلَحَيْنِ أَقْرَنَيْنِ ذَبَحَهُمَا بِيَدِهِ وَسَمَّى وَكَبَّرَ وَوَضَعَ رِجْلَهُ عَلَى صِفَاحِهِمَا.
وروى مسلم (1967) عَنْ عَائِشَةَ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَ بِكَبْشٍ أَقْرَنَ فَأُتِيَ بِهِ لِيُضَحِّيَ بِهِ فَقَالَ لَهَا يَا عَائِشَةُ هَلُمِّي الْمُدْيَةَ (يعني السكين) ثُمَّ قَالَ اشْحَذِيهَا بِحَجَرٍ فَفَعَلَتْ ثُمَّ أَخَذَهَا وَأَخَذَ الْكَبْشَ فَأَضْجَعَهُ ثُمَّ ذَبَحَهُ ثُمَّ قَالَ بِاسْمِ اللَّهِ اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنْ مُحَمَّدٍ وَآلِ مُحَمَّدٍ وَمِنْ أُمَّةِ مُحَمَّدٍ ثُمَّ ضَحَّى بِهِ.
وروى الترمذي (1521) عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: شَهِدْتُ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الأَضْحَى بِالْمُصَلَّى فَلَمَّا قَضَى خُطْبَتَهُ نَزَلَ عَنْ مِنْبَرِهِ فَأُتِيَ بِكَبْشٍ فَذَبَحَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِيَدِهِ وَقَالَ بِسْمِ اللَّهِ وَاللَّهُ أَكْبَرُ هَذَا عَنِّي وَعَمَّنْ لَمْ يُضَحِّ مِنْ أُمَّتِي. صححه الألباني في صحيح الترمذي.
وجاء في بعض الروايات زيادة " اللهم إن هذا منك ولك ". انظر: إرواء الغليل (1138)، (1152).
(اللَّهُمَّ مِنْك): أَيْ هَذِهِ الأُضْحِيَّة عَطِيَّة ورزق وصل إِلَيَّ مِنْك (وَلَك): أَيْ خَالِصَة لَك.
انظر: الشرح الممتع (7/ 492).
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
سؤال:
إذا كان الرجل هو الذي سيضحي فهل يجوز لزوجته وأولاده أن يأخذوا من شعورهم وأظفارهم إذا دخل شهر ذو الحجة؟.
الجواب:
الحمد لله
نعم، يجوز ذلك، وقد سبق في إجابة السؤال أن المضحي يحرم عليه أن يأخذ من شعره أو أظفاره أو بشرته شيئاً، وهذا الحكم خاص بالمضحي الذي هو صاحب الأضحية.
قال الشيخ ابن باز رحمه الله:
وأما أهل المضحي فليس عليهم شيء، ولا يُنهون عن أخذ شيء من الشعر والأظافر في أصح قولي العلماء، وإنما الحكم يختص بالمضحي خاصة الذي اشترى الأُضحية من ماله اهـ. "فتاوى إسلامية" (2/ 316).
وجاء في فتاوى اللجنة الدائمة (11/ 397):
يشرع في حق من أراد أن يضحي إذا أهل هلال ذي الحجة ألا يأخذ من شعره ولا من أظافره ولا بشرته شيئاً حتى يضحي؛ لما روى الجماعة إلا البخاري رحمهم الله، عن أم سلمة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا رأيتم هلال ذي الحجة وأراد أحدكم أن يضحي فليمسك عن شعره وأظفاره)، ولفظ أبي داود (2791) ومسلم (1977): (من كان له ذبح يذبحه فإذا أهل هلال ذي الحجة فلا يأخذنَّ من شعره ومن أظفاره شيئاً حتى يضحي) سواء تولى ذبحها بنفسه أو وَكَلَ ذَبْحَها إلى غيره، أما من يُضَحَّى عنه فلا يشرع ذلك في حقه؛ لعدم ورود شيء بذلك اهـ.
وقال الشيخ ابن عثيمين في "الشرح الممتع" (7/ 530):
من يُضَحَّى عنه لا حرج عليه أن يأخذ من ذلك، والدليل على هذا ما يلي:
1 - أن هذا هو ظاهر الحديث، وهو أن التحريم خاص بمن يضحي، وعلى هذا فيكون التحريم مختصاً برب البيت، وأما أهل البيت فلا يحرم عليهم ذلك، لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَّقَ الحكم بمن يضحي، فمفهومه أن من يُضَحَّى عنه لا يثبت له هذا الحكم.
2 - أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يضحي عن أهل بيته ولم ينقل أنه قال لهم: لا تأخذوا من شعوركم وأظفاركم وأبشاركم شيئاً، ولو كان ذلك حراماً عليهم لنهاهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عنه، وهذا القول هو القول الراجح اهـ.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
منقول
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/159)
ـ[نياف]ــــــــ[21 - 12 - 06, 08:18 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[24 - 12 - 06, 01:15 ص]ـ
فتاوي الحج والعمرة والأضاحي
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=36043
أحكام الحج والعمرة والأضحية
محمد بن صالح العثيمين
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=27276
من أحكام الأضحية
محمد عبد المقصود
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=49122
أحكام الأضحية
أحمد فريد
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58407
شروط الأضحية
مصطفى العدوي
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=8358
الحج والأضحية
سلمان بن فهد العودة
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=13456
فقه الأضحية
محمد صالح المنجد
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=19143
أحكام ومسائل في الحج والأضحية
محمد صالح المنجد
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=27337
الأضحية والتضحية
محمد حسان
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=28350
الإيمان بالله و شروط الأضحية
ياسر برهامي
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=28642
أحكام الأضحية
عادل يوسف العزازي
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=36035
الأضحية و شروطها
عبد المنعم الشحات
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=36040
أحكام التذكية و الذبح و الأضحية
أبو ذر القلموني
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=49383
مسائل مهمة حول الحج والأضحية
محمد صالح المنجد
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=58030
أحكام الأضاحي والهدي
صالح بن عبد العزيز آل الشيخ
http://www.islamway.com/?iw_s=Lesson&iw_a=view&lesson_id=10096
ـ[المسيطير]ــــــــ[24 - 12 - 06, 08:30 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا.
ـ[رامى محمد]ــــــــ[31 - 10 - 09, 12:20 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[31 - 10 - 09, 01:25 م]ـ
جزاك الله خير(72/160)
لطيفة: ابن تيمية رحمه الله يفتي بعد موته.
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 12 - 06, 05:18 م]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الروح ص 69:
(وأما من حصل له الشفاء باستعمال دواء رأى من وصَفَه له في منامه فكثير جدا، وقد حدثني غير واحد ممن كان غير مائل إلى شيخ الإسلام ابن تيمية أنه رآه بعد موته، وسأله عن شيء كان يشكل عليه من مسائل الفرائض وغيرها فأجابه بالصواب.
وبالجملة فهذا أمر لا ينكره إلا من هو أجهل الناس بالأرواح وأحكامها وشأنها، وبالله التوفيق).أ. هـ
ـ[نياف]ــــــــ[21 - 12 - 06, 08:15 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
محبك في الله
نياف
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 12 - 06, 12:27 ص]ـ
الأخ المفيد / نياف
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفره، وأوفاه.
ورحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية، وجمعنا وإياه ووالدينا ومن نحب في الفردوس الأعلى.
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[24 - 12 - 06, 11:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ووفقكم الله
ـ[أبو فهد المكي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 10:53 ص]ـ
ليت الشيخ الكريم المكثر من الفوائد أن يعدل العنوان إلى:
"من رأى مثال ابن تيمية رحمه الله يفتيه بعد موته "
فمن أين القطع بأنه رأى شيخ الإسلام؟!!!!
وهل يصح مثل هذا الإطلاق مع قول النبي - صلى الله عليه وسلم -:
"إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث ..... "
واحتمال أن يكون ملكا يضرب المثال للرائي بشيخ الإسلام؛ لثقة الرائي به متجه وقوي وله نظائر من كلام ابن حبان - رحمه الله -
واحتمال أن يكون عبثا وتضليلا من الشيطان عند مخالفة ذلك للشريعة وارد، و لا أعني هذه الصورة المذكورة.
وهذا العنوان بإطلاقه هكذا ألا يفتح بابًا للخرافيين وعباد القبور؛
لذا وددت من الشيخ الكريم لو عدله إلى ما ذكرته، وأن يتسع صدره للنصيحة.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[26 - 12 - 06, 09:52 ص]ـ
هل تصوفنا واصبحنا نأخذ العلم من مشايخنا فى المنام كالصوفيه فلا داع اذا للانكار عليهم
والله تعالى اعلم
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 12 - 06, 12:09 م]ـ
الإخوة الأفاضل /
جزاكم الله خيرا.
من قال بأننا أخذنا العلم عن مشايخنا في المنام ... ؟!!.
أو أننا نأخذ العلم من المنامات!!.
ولم أرَ فيما نقله الإمام ابن القيم رحمه الله من ذلك شيئا!!.
ولم يقل ذلك أحد .... ولن يقوله عاقل!.
الإمام ابن القيم رحمه الله ينقل: أن من رأى ابن تيمية رحمه الله سأله عن مسألة في الفرائض فأجابَه بجوابٍ صواب .... ولم يقل بأنه أخذ العلم عنه في المنام ... بل ذكر أن الجواب صواب.
فالعجب العجاب ..... صواب الجواب ..... ولم يُذكر اعتماد الجوب.
وقد يكون الإشكال في العنوان .... أما المقال أو النقل فلا أجد فيه إشكالا فهو يحكي حوادث عين.
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[26 - 12 - 06, 01:32 م]ـ
أحسنت أخي المسيطير وفقك الله
المنامات لو فتح بابها ولم تضبط بضوابط الشرع لصار ذلك مدخلا لأصحاب الأهواء والبدع يلجون منه إلى خرافاتهم. نسأل الله العافية، فليتنبه الإخوان.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[26 - 12 - 06, 10:24 م]ـ
احسنت اخى المسيطر فهمت المقصود ولكنى تسرعت عفوا اخى وما كان لمثلى ان يقف موقف الناقد ولمن؟ لابن القيم قاتل الله العجله وجزاك الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 08 - 08, 08:21 م]ـ
رحم الله شيخ الإسلام ابن تيمية
ورحم الله تلميذه الإمام ابن القيم
ورحم الله أخانا ابن عبدالغني، وقد افتقدناه في الآونة الأخيرة، فلعل المانع يكون خيرا، ومن يعرفه يبلغه السلام
حفظه الله أينما كان.
ـ[ماجد العتيبي]ــــــــ[04 - 08 - 08, 07:06 ص]ـ
الله يجزاك خير اخي المسيطير
ورحم الله أئمه الهدى ..
ونفعنا الله وياكم
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 04 - 10, 11:42 ص]ـ
رابط قد يفيد:
أحد كبار العلماء يستفتي رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنام فيفتيه!!!
( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=11447)
ـ[ابو ماجد صديقي]ــــــــ[22 - 04 - 10, 12:28 م]ـ
قد نتساهل بخصوص الفتوى، إذا كان كلام من لقيه في المنام موافقا لما توصل إليه من الصواب. . يعني المسألة لا تتعدى مجرد الاستئناس والتعجب ..
أما مسألة التداوي .. فهذه قمة التخلف العقلي .. ولو أن احدا اعتمد على دواء أُرشد إليه في منامه
ثم أخبر الأطباء بطريقة علمه .. لأمروا بالحجر عليه، لأن قد خالف المنهج العلمي في الطب ..
فليس للمنامات الطبية ولا للمنامات الافتائية! أية قيمة .. اللهم إلا للتعجب
والتسلي في سهرات الترويح!
والله أعلم(72/161)
(إعلان اجتهاد) إن لله في أيام الدهر نفحات فتعرضوا لها ...
ـ[أبو الوليد الوراقي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 07:07 م]ـ
الحمد لله مولانا، والصلاة والسلام على مصطفانا، وبعدُ:
... فإن من رحمة الله بعباده وإكرامه لهم سبحانه أن هيأ لهم فرصاً ومناسبات في أيام زمانهم يكون الوصول فيها أسهل وتصبح الإعانات مجانية للجميع، قال سبحانه: {وهو الذي جعل الليل والنهار خلفة لمن أراد أن يذكر أو أراد شكوراً} فهناك مواسم ومناسبات يكون الوصول والدخول على الله سبحانه وتعالى في هذه المواسم بمواهب وهديا ولطائف في يوم أو ليلة بلمحة خاطغة من خفايا لطفه سبحانه، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إن لله في أيام الدهر نفحات فتعرضوا لها فلعل أحدكم تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبداً " ... [من كتاب أسرار المحبين للشيخ يعقوب]
ومن هذه الأيام العشر من ذي الحجة والتي قال فيها رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام "
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[23 - 12 - 06, 02:44 ص]ـ
قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إن لله في أيام الدهر نفحات فتعرضوا لها فلعل أحدكم تصيبه نفحة فلا يشقى بعدها أبداً " ... [من كتاب أسرار المحبين للشيخ يعقوب]
جزاك الله خيرا
لا شك أن هذه الأيام الفاضلة أعظم أيام السنة بنص النبي صلى الله عليه وسلَّم
أمَّا الرواية المذكورة في مشاركتك فهي ضعيفة لا تصح
وقد كتبت عنها على هذا الرابط
تخريج حديث ((افعلوا الخير دهركم وتعرضوا لنفحات رحمة الله ... )) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=4215)
ـ[أبو الوليد الوراقي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 10:29 م]ـ
جزاكم الله خيراً ...
ـ[رامى محمد]ــــــــ[14 - 10 - 09, 01:59 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(72/162)
ماهي سنة التكبير في عشر ذي الحجة؟
ـ[القرشي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 07:46 م]ـ
الرجاء من المشايخ الفضلاء: ماهي سنة التكبير في عشر ذي الحجة، أعني ماهي الصيغة للتكبير، وماهي الآثار الواردة بذلك.(72/163)
أعمال وفضائل العشر من ذي الحجة للشيخ/ محمد
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 09:34 م]ـ
هل فضل عشر ذي الحجة خاص بالأيام دون الليالي؟ وأي أنواع العبادة يكون فيها آكد؟
الجواب:
عشر من ذي الحجة فضلها عظيم وذكر الله-تعالى- فيها مرغب فيه مندوب إليه ومما يتأكد استحبابه لأن النبي - r- قال: ((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من عشر من ذي الحجة)) قالوا يارسول الله: " ولا الجهاد في سبيل الله؟ " قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بماله ونفسه فلم يرجع بشئ من ذلك)) فهذا يدل على فضل العشر ثم الفضل في عشر من ذي الحجة يشمل الليل والنهار، ومن هنا قال بعض العلماء: عشر من ذي الحجة أفضل من العشر الأواخر في رمضان، وهذا صحيح أن العشر من ذي الحجة أفضل من العشر الأواخر من رمضان إلا في ليلة القدر وهذا خصوص والخاص لا يعارض العام بعموم الليل والنهار شامل في العشر من ذي الحجة يشمل الليل والنهار، تذكر الله في الليل وتذكر الله في النهار وتكثر من طاعته ومحبته ومرضاته تبر الوالدين وتصل الرحم وتتصدق وتحسن إلى الناس وتقول البر والمعروف وتفرج الكربة وتستر العورة وتحسن إلى الناس هذا كله مما يحبه الله وتحفظ القرآن وتطلب العلم، وغير ذلك من الأعمال الصالحة تستكثر منها في هذه العشر في ليلها ونهارها فتحرص على الخير فيها مالا يكون في غيرها لأن النبي- r- لما قال: ((مامن أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله)) أشعر الأمة بأنها مقصودة بالذكر والطاعة ومحبة الله ومرضاته فيحرص على الذكر فيها والطاعة في الليل والنهار والفضل فيها شامل لليل والنهار لأن النبي- r- قال: ((مامن أيام)) واليوم يشمل الليل والنهار، ولذلك يكون فضلها على هذا الوجه عاماً شاملاً لجميع أجزاء اليوم ولا يختص بليل ولا بنهار، والأفضل فيها كما ذكرنا أن يكثر الإنسان من أحب الطاعات أحب الطاعات إلى الله فيها بر الوالدين فيحرص الإنسان فيها على بر الوالدين، ومن أحب الطاعات التي يحرص عليها على صلة الرحم الدعاء للوالدين الاستغفار للوالدين والصدقة على الوالدين إذا كانا أمواتا قال يارسول الله إن أمي ماتت أفأتصدق عنها؟ قال: ((نعم)) فالصدقة على الوالدين خاصةً إذا كانا أمواتا والاستغفار لهم والترحم عليهم وذكرهم في هذه الأيام الفاضلة وسؤال الله- U- لهم أن يفسح لهم في القبور ونحو ذلك من الأعمال الصالحة التي تدخل السرور على الوالدين، إذا كانا أحياء تقضي حوائجهم وتكون معهما على أحب وأكمل وأفضل الأحوال تصل الرحم وتزور الأعمام والعمات والأخوال والخالات وتصل آل كلٍ والقرابات.
كذلك أيضاً تطلب العلم وتزور العلماء وتذاكر طلاب العلم وتحفظ القرآن وتحفظ السنة وتستكثر من الخير كله وتبحث عن أحب الأعمال وأرجاها عند الله ثواباً، وكل شخص بما فتح الله عليه مثلاً الغني قد يكون الإحسان بالصدقة في حقه أعظم فيحرص على الصدقات ويتفقد عورات المسلمين فيكفكف دموع اليتامى ويجبر قلوب الأرامل والثكالى ويحتسب الأجر عند الله-جل وعلا- حتى يبارك الله له في ماله ورزقه وعمله وأجله.
كذلك أيضاً يحرص الإنسان فيها على الشئ الوارد في كتاب الله وسنةالنبي- r- ومن ذلك التكبير فقد قال طائفة من العلماء في قول الله: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} قالوا إنها عشر من ذي الحجة فأجمع العلماء على فضيلة الذكر فيها، وكان السلف والصحابة-رضوان الله عليهم- يستكثرون من التكبير وكان ابن عمر- t- يدخل سوق الغفلة أهل الدنيا وهم في تجارتهم وبيعهم وشرائهم فيكبر حتى إن السوق يرتج من تكبيره لأنه يذكرهم ويكبرون بعد تكبيره- t وأرضاه- فالحرص على هذه الأمور الطيبة والأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله-جلا وعلا- نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعيننا فيها على ذكره وشكره وحسن عبادته -.(72/164)
أعمال وفضائل العشر من ذي الحجة للعلامة/ محمد المختار الشنقيطي ..
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[21 - 12 - 06, 09:35 م]ـ
هل فضل عشر ذي الحجة خاص بالأيام دون الليالي؟ وأي أنواع العبادة يكون فيها آكد؟
الجواب:
عشر من ذي الحجة فضلها عظيم وذكر الله-تعالى- فيها مرغب فيه مندوب إليه ومما يتأكد استحبابه لأن النبي - r- قال: ((ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من عشر من ذي الحجة)) قالوا يارسول الله: " ولا الجهاد في سبيل الله؟ " قال: ((ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بماله ونفسه فلم يرجع بشئ من ذلك)) فهذا يدل على فضل العشر ثم الفضل في عشر من ذي الحجة يشمل الليل والنهار، ومن هنا قال بعض العلماء: عشر من ذي الحجة أفضل من العشر الأواخر في رمضان، وهذا صحيح أن العشر من ذي الحجة أفضل من العشر الأواخر من رمضان إلا في ليلة القدر وهذا خصوص والخاص لا يعارض العام بعموم الليل والنهار شامل في العشر من ذي الحجة يشمل الليل والنهار، تذكر الله في الليل وتذكر الله في النهار وتكثر من طاعته ومحبته ومرضاته تبر الوالدين وتصل الرحم وتتصدق وتحسن إلى الناس وتقول البر والمعروف وتفرج الكربة وتستر العورة وتحسن إلى الناس هذا كله مما يحبه الله وتحفظ القرآن وتطلب العلم، وغير ذلك من الأعمال الصالحة تستكثر منها في هذه العشر في ليلها ونهارها فتحرص على الخير فيها مالا يكون في غيرها لأن النبي- r- لما قال: ((مامن أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله)) أشعر الأمة بأنها مقصودة بالذكر والطاعة ومحبة الله ومرضاته فيحرص على الذكر فيها والطاعة في الليل والنهار والفضل فيها شامل لليل والنهار لأن النبي- r- قال: ((مامن أيام)) واليوم يشمل الليل والنهار، ولذلك يكون فضلها على هذا الوجه عاماً شاملاً لجميع أجزاء اليوم ولا يختص بليل ولا بنهار، والأفضل فيها كما ذكرنا أن يكثر الإنسان من أحب الطاعات أحب الطاعات إلى الله فيها بر الوالدين فيحرص الإنسان فيها على بر الوالدين، ومن أحب الطاعات التي يحرص عليها على صلة الرحم الدعاء للوالدين الاستغفار للوالدين والصدقة على الوالدين إذا كانا أمواتا قال يارسول الله إن أمي ماتت أفأتصدق عنها؟ قال: ((نعم)) فالصدقة على الوالدين خاصةً إذا كانا أمواتا والاستغفار لهم والترحم عليهم وذكرهم في هذه الأيام الفاضلة وسؤال الله- U- لهم أن يفسح لهم في القبور ونحو ذلك من الأعمال الصالحة التي تدخل السرور على الوالدين، إذا كانا أحياء تقضي حوائجهم وتكون معهما على أحب وأكمل وأفضل الأحوال تصل الرحم وتزور الأعمام والعمات والأخوال والخالات وتصل آل كلٍ والقرابات.
كذلك أيضاً تطلب العلم وتزور العلماء وتذاكر طلاب العلم وتحفظ القرآن وتحفظ السنة وتستكثر من الخير كله وتبحث عن أحب الأعمال وأرجاها عند الله ثواباً، وكل شخص بما فتح الله عليه مثلاً الغني قد يكون الإحسان بالصدقة في حقه أعظم فيحرص على الصدقات ويتفقد عورات المسلمين فيكفكف دموع اليتامى ويجبر قلوب الأرامل والثكالى ويحتسب الأجر عند الله-جل وعلا- حتى يبارك الله له في ماله ورزقه وعمله وأجله.
كذلك أيضاً يحرص الإنسان فيها على الشئ الوارد في كتاب الله وسنةالنبي- r- ومن ذلك التكبير فقد قال طائفة من العلماء في قول الله: {وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ} قالوا إنها عشر من ذي الحجة فأجمع العلماء على فضيلة الذكر فيها، وكان السلف والصحابة-رضوان الله عليهم- يستكثرون من التكبير وكان ابن عمر- t- يدخل سوق الغفلة أهل الدنيا وهم في تجارتهم وبيعهم وشرائهم فيكبر حتى إن السوق يرتج من تكبيره لأنه يذكرهم ويكبرون بعد تكبيره- t وأرضاه- فالحرص على هذه الأمور الطيبة والأعمال الصالحة التي تقرب إلى الله-جلا وعلا- نسأل الله العظيم رب العرش الكريم أن يعيننا فيها على ذكره وشكره وحسن عبادته -.
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[21 - 12 - 06, 10:11 م]ـ
بارك الله فيك
والله المستعان .....
والتكبير سنة مفقودة من كثير من الصالحين وطلاب العلم
وخاصة في السوق والأماكن العامة
ـ[عبدالله المعيدي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 08:51 م]ـ
بارك الله فيك
والله المستعان .....
والتكبير سنة مفقودة من كثير من الصالحين وطلاب العلم
وخاصة في السوق والأماكن العامة
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[27 - 11 - 08, 11:29 م]ـ
للنفع مع حلول هذه الايام
ـ[السوادي]ــــــــ[28 - 11 - 08, 12:15 ص]ـ
بارك الله فيك
والله المستعان .....
والتكبير سنة مفقودة من كثير من الصالحين وطلاب العلم
وخاصة في السوق والأماكن العامة
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[28 - 11 - 08, 12:01 م]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.
ـ[ابونصرالمازري]ــــــــ[03 - 10 - 09, 12:41 ص]ـ
بارك الله فيك ونفع بك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/165)
ـ[أبو مريم العراقي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 07:00 ص]ـ
بارك الله فيكم.
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 07:40 ص]ـ
جزاك الله خير ...
ـ[أبو عبد الرحمن العتيبي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:21 ص]ـ
بارك الله فيك، وجزاك خيرا.
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[18 - 11 - 09, 01:23 م]ـ
جزاكم الله خيراً وبارك فيكم ..
ـ[ saead] ــــــــ[18 - 11 - 09, 05:54 م]ـ
http://www.samysoft.net/forumim/shokr/1/dfgdfgdfg.gif
ـ[اسلام سلامة علي جابر]ــــــــ[18 - 11 - 09, 08:14 م]ـ
تكبيرات العيد
ملف صوتي مرفق
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[18 - 11 - 09, 08:15 م]ـ
جزاكم الله خيرا وحفظ الله الشيخ الشنقيطي
ـ[وليد النجدي]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:24 م]ـ
أفادكم الله ..
ـ[عمر الجهني]ــــــــ[28 - 10 - 10, 03:08 ص]ـ
يرفع لقرب هذه الأيام
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[28 - 10 - 10, 03:53 م]ـ
بارك الله فيكم .. ،،،
ـ[محبة لطيبه]ــــــــ[07 - 11 - 10, 02:02 م]ـ
يرفع للفائده
تذكر الله في الليل وتذكر الله في النهار وتكثر من طاعته ومحبته ومرضاته تبر الوالدين وتصل الرحم وتتصدق وتحسن إلى الناس وتقول البر والمعروف وتفرج الكربة وتستر العورة وتحسن إلى الناس هذا كله مما يحبه الله وتحفظ القرآن وتطلب العلم، وغير ذلك من الأعمال الصالحة تستكثر منها في هذه العشر في ليلها ونهارها فتحرص على الخير فيها مالا يكون في غيرها
والأفضل فيها كما ذكرنا أن يكثر الإنسان من أحب الطاعات أحب الطاعات إلى الله فيها بر الوالدين فيحرص الإنسان فيها على بر الوالدين، ومن أحب الطاعات التي يحرص عليها على صلة الرحم الدعاء للوالدين الاستغفار للوالدين والصدقة على الوالدين إذا كانا أمواتا قال يارسول الله إن أمي ماتت أفأتصدق عنها؟ قال ((نعم)) فالصدقة على الوالدين خاصةً إذا كانا أمواتا والاستغفار لهم والترحم عليهم وذكرهم في هذه الأيام الفاضلة وسؤال الله لهم أن يفسح لهم في القبور ونحو ذلك من الأعمال الصالحة التي تدخل السرور على الوالدين، إذا كانا أحياء تقضي حوائجهم وتكون معهما على أحب وأكمل وأفضل الأحوال تصل الرحم وتزور الأعمام والعمات والأخوال والخالات وتصل آل كلٍ والقرابات.
كذلك أيضاً تطلب العلم وتزور العلماء وتذاكر طلاب العلم وتحفظ القرآن وتحفظ السنة وتستكثر من الخير كله وتبحث عن أحب الأعمال وأرجاها عند الله ثواباً، وكل شخص بما فتح الله عليه مثلاً الغني قد يكون الإحسان بالصدقة في حقه أعظم فيحرص على الصدقات ويتفقد عورات المسلمين فيكفكف دموع اليتامى ويجبر قلوب الأرامل والثكالى ويحتسب الأجر عند الله-جل وعلا- حتى يبارك الله له في ماله ورزقه وعمله وأجله.
كذلك أيضاً يحرص الإنسان فيها على الشئ الوارد في كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم ومن ذلك التكبير
ـ[صالح الرويلي]ــــــــ[07 - 11 - 10, 04:07 م]ـ
يرفع للفائدة
ـ[المغربي أبو عمر]ــــــــ[07 - 11 - 10, 09:02 م]ـ
جزاك الله خيراً(72/166)
هل صلاة النافلة على الراحلة خاص بالمسافر أم أنه جائز للمقيم أيضا؟؟
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[21 - 12 - 06, 10:21 م]ـ
هل صلاة النافلة على الراحلة خاص بالمسافر أم أنه جائز للمقيم أيضا؟؟
طبعا مع ذكر الدليل.
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[23 - 12 - 06, 08:34 ص]ـ
موضوع مهم وفيه من قال به من المعاصرين
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[23 - 12 - 06, 11:00 م]ـ
أين أنتم يا طلبة العلم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
أجيبونا يا إخوان!!!!!!!!!!!!!
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[24 - 12 - 06, 06:57 م]ـ
سبقت الإشارة إلى هذا الموضوع و إليك الرابط:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82707&highlight=%D5%E1%C7%C9+%C7%E1%E4%C7%DD%E1%C9(72/167)
هل نحن نفهم ما نقرأ، أو نقرأ ما نفهم؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 07:15 ص]ـ
هل نحن نفهم ما نقرأ، أو نقرأ ما نفهم؟
عندما كنا صغارا كانوا أحيانا يضحكون من أقوالنا الخاطئة، ويتعجبون من فهومنا الغريبة،
وعندما صرنا كبارا رأينا ذلك من أبنائنا، فصرنا نبتسم حينما نسمع الجمل الساذجة من الصغار، أو نرى الفهم العجيب منهم.
ولكن المتأمل في واقعنا يجد أننا في حقيقة الأمر نرتكب أشياء أكثر غرابة وأبعد فهما من هؤلاء الصغار! ويتضح ذلك بالسؤال التالي:
هل أنت تفهم ما تقرؤه؟ هل أنت حقا على يقين أنك تفهم ما تقرؤه؟
إن فهم الكلام على حقيقته يعتمد على مقدمات، منها ما هو خاص بالكلام نفسه من حيث الإفراد والتركيب، ومنها ما هو خاص بقرائن الحال التي يتنزل عليها الكلام إن كان محتملا لجهات.
ونحن نستعمل القرائن في حياتنا كثيرا جدا، بل نستعملها بغير شعور في معظم الأحيان، فالعقل اعتاد أن يستدرك ما يسقُط عن السمع من الأحرف القليلة التي تفهم من سياق الكلام، والعقل اعتاد كذلك أن يعرف ضبط الكلمة اعتمادا على سياقها فتعرف مثلا أن (ذهب) في هذه العبارة (ذهب أحمد إلى المدرسة) مفتوحة الذال والهاء، مع أنها تحتمل غير ذلك مفردة.
إن أهل العلم يختلفون في كثرة اطلاعهم ومعرفتهم وحفظهم وفهمهم، وهذا المقدار من الاطلاع والمعرفة والحفظ والفهم يؤثر تأثيرا واضحا في المقدرة على فهم الكلام المقروء ومعرفة القرائن المحتفة به، ولذلك كان الصحابة أفهم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم ممن بعدهم؛ بل كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه أفهم لكلام النبي صلى الله عليه وسلم من غيره من الصحابة كما في الحديث المشهور (إن عبدا خيره الله بين أن يؤتيه من زهرة الدنيا ما شاء وبين ما عنده فاختار ما عنده) فبكى أبو بكر وقال (فديناك بآبائنا وأمهاتنا)، فكان هو الوحيد الذي فهم المقصود، وهذا لشدة ملاصقته للنبي صلى الله عليه وسلم وقوة علمه بأحواله.
الأستاذ عبد السلام هارون المحقق المشهور، عرف بتحقيق كتب الجاحظ، فصار أخبر الناس بأسلوبه، وصار يستطيع أن يميز بين كلامه وكلام غيره، وما تحتمله العبارة وما لا تحتمله، وهذا لو أمكن أن يتأتى لغيره فلا يمكن أن يكون بمثل درجته لأنه تبحر في كتب الجاحظ.
وأنت عندما تقرأ في كتب أهل العلم، تجد نفسك مع الوقت تتذوق أسلوبهم، وتعرف أن هذا أسلوب فلان، وهذا نمط فلان، وهذه طريقة فلان، وهذا مهيع فلان.
والمتقدمون من المحدثين يفعلون ذلك كثيرا؛ وذلك لأنهم لكثرة ممارستهم وطول خبرتهم، وسعة محفوظهم، صارت معرفتهم بأحوال الرواة أحيانا كمعرفتهم بآبائهم وأمهاتهم، فيستطيع أن يجزم بأن هذا الكلام لم يصدر من فلان، أو أن هذا القول لم يقله فلان، كما جاء عن يحيى بن معين عندما أقسم أن عبد الله بن المبارك لم يقل هذا الكلام!
فهذه مرتبة عالية شريفة تستطيع فهمها عندما تستنكر أنت قولا نسب لأبيك خطأ.
ونحن نعرف مثلا الشيخين (ابن باز) و (الألباني) حق المعرفة، فإذا جاءنا من يقول: إن الشيخ ابن باز رحمه الله كان يعرف اللغة الصينية، وإن الشيخ الألباني رحمه الله مكث سنين في البرازيل!! فإننا نقطع بأنه كاذب أو مخطئ، فإذا جاء من لا يعرف الألباني فقد يقول: ما لهؤلاء كيف يزعمون علم الغيب؟!
والمقصود أن القرائن من أقوى السبل إن لم تكن أقوى السبل على الإطلاق لفهم الكلام، واختلاف درجات أهل العلم في علمهم يؤدي إلى اختلافهم في مقدرتهم على فهم كلام غيرهم.
وانحطاط درجاتنا عن درجات أهل العلم قد يحملنا في كثير من الأحيان على أن نستنكر فهمهم لبعض النصوص، ونقول: هذا فهم خاطئ! أو هذا خلاف الظاهر! أو هذا تخرص بالغيب! أو نحو ذلك من العبارات التي لو صدرت ممن هو في مثل علمهم لكانت مقبولة، أما صدورها ممن لم يبلغ عشر معشارهم فهذا شأن آخر.
قال تعالى: {قل هو للذين آمنوا هدى وشفاء والذين لا يؤمنون في آذانهم وقر وهو عليهم عمى}، فالمادة واحدة وهي القرآن، ولكن استقى منه المؤمنون الهدى والشفاء، وانقلب الكافرون فقط بالوقر والعمى!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/168)
وفي الحديث ((إن مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها أجادب أمسكت الماء فنفع الله بها الناس فشربوا منها وسقوا وأصاب طائفة منها أخرى إنما هي قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ فذلك مثل من فقه في دين الله ونفعه ما بعثني الله به فعلم وعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به))
فالمادة واحدة وهي الحكمة النبوية، واختلف قبول المادة باختلاف المعادن.
إنك عندما تقرأ كلام أهل العلم فالحقيقة أنك تقرأ ما تريد أن تفهمه بناء على ما عندك من مقدمات ومعلومات.
والقليل منا من يفهم ما يقرأ، لماذا؟
لأن هذا يحتاج إلى تجرد وإنصاف شديدين، وعدم الوقوع في أسر الخاطر الأول وبادئ الرأي، ويحتاج إلى علم واسع بالقرائن، ويحتاج إلى معرفة كبيرة باللغة وخاصة لغة من تقرأ له، ويحتاج في بعض الأحيان إلى معرفة حقبة هذا العالم وتاريخه.
قد يقول قائل: (إن كلامَك خطأ؛ لأن هذه المعرفة التي تَشترِط وجودَها إنما يتحصل عليها المرءُ أصلا من القراءة والمطالعة، وهذه القراءةُ والمطالعة تحتاج إلى مثل هذه المعرفة أيضا، وهذا دور أو تسلسل، وهو باطل).
فالجواب: أن هذا الاعتراض صحيح وهو يفيد التسلسل حقا، ولكن قطع السلسلة يحل الإشكال، وبيان ذلك بما يلي:
نفترض أن العالم في ابتداء طلبه للعلم اليوم، وهذا أول شيء يسمعه من أول شيخ يتلقى عنه، فحينئذ تأتي المعلومة إلى القلب بسهولة، فتدخل إليه بغير استئذان، فلا تجد لها معارضا ولا مناوئا، ولكن هل هذه المعلومة صحيحة أو خاطئة؟ محل نظر.
ثم تأتي معلومة أخرى فإما أن تؤيد المعلومةَ السابقة، أو تخالفها، أو لا تؤيدها ولا تخالفها.
ثم تأتي معلومة ثالثة فتُعرض على كلٍّ من المعلومات السابقة فتزيد بعضها قوة وتزيد بعضها ضعفا، وتترك بعضها كما هو.
ومع تكاثر هذه المعلومات وتواترها على القلب يحصُل لديه يقينٌ ببعض هذه المعلومات بحيث لا يمكن أن يداخله فيها شك، كمثل اليقين الذي يدخل إلى قلب الإمام مالك أن ابن عمر رضي الله عنه كان موجودا، وكان من الصحابة، لكثرة ما سمع من النقول عنه والقرائن التي تفيد ذلك.
وهذا القدر من المعلومات يكون هو الأساس الذي يبني عليه العالمُ صحةَ المعلومات الأخرى أو خطأها، وهذا يشبه ما يفعله المحدثون حينما يحكمون على خطأ هذا أو ذاك بناء على الرواة الأثبات الذين تدور عليهم الرواية؛ لأن هؤلاء الرواة صاروا بالمحل الموثوق.
ومع الوقت والممارسة والمرانة والبحث والفحص والتمرس، يصير الأمر المشكوكُ فيه عندك أمرًا يقينيا عند هذا العالم، ويصير الحكمُ الذي تستغرقُ أنت ساعةً في فهمِه أمرا بَدَهِيًّا عند هذا العالم، بل تصيرُ له أحيانا ملكةٌ يميز بها بين صحيح العلم وسقيمه بغير أن يقدِر على التعبير عن حجته!! كالأعرابي الذي يتكلم ولا يلحن، بل لا يستطيع أن يلحن!
ولذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم عن أعلم الناس (أبصرهم بالحق إذا اختلف الناس) فعبر عن العلم بالبصيرة، وهذه البصيرة هي الملكة أو السليقة أو النور الذي يعلَق بالقلب من كثرة ممارسة العلم والدربة عليه، مع صدق القصد وإخلاص النية.
أسأل الله أن يوفقنا للفهم والعلم والعمل، وأن يستعملنا في طاعته.
إنه على كل شيء قدير.
أخوكم ومحبكم/ أبو مالك العوضي
ـ[عبدالرحمن الرحيمي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 09:47 ص]ـ
ماشاء الله ...
موضوع رائع وكاتب أروع
زادك الله علما وأخلص لي ولك وللقراء النية
ـ[أبو الوليد الوراقي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 01:51 ص]ـ
جزاكم الله خيراً ...
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 11:01 م]ـ
بارك الله فيكم
وقد نبهني شيخ فاضل على أن الحديث الأخير؛ حديث (أبصرهم بالحق ... ) استنكره جمع من المحدثين، منهم أبو حاتم والعقيلي وابن عدي.
ـ[أبو أسامة ابن سعد]ــــــــ[27 - 12 - 06, 05:24 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ,
أفهم من هذا الكلام أن العالم يلزمه:
1 - معرفة اللغة العربية.
2 - معرفة مصطلحات أهل العلم الذى يقرأ فيه.
3 - معرفة لغة ومصطلحات العالم الذى يقرأ له.
فهل فهمت فهما صحيحا ... ؟ (ابتسامة)
ـ[أبوصالح]ــــــــ[27 - 12 - 06, 05:43 ص]ـ
سلمت شيخنا الحبيب ابا مالك العوضي على هذه الفوائد الرائعة
للشيخ حاتم العوني مبحث لطيف في في ضوابط في فهم كلام العلماء تجدها في رسالته (الانتفاع بمناقشة الاتصال والانقطاع)
لعل الله ييسر نقل بعضها ص195 في قرابة 40 صفحة
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/attachment.php?attachmentid=14547&d=1121354963
تعاهدنا بمواضيعك المفيدة شيخنا الكريم
دمت موفقا مسددا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 01 - 07, 07:18 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الكتاب المفيد
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[09 - 01 - 07, 10:11 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك لمشاركتك الطيبة.
جزاك الله خيراً.
وفقنا الله لما يحب ويرضى.
أخيك فى الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/169)
ـ[فهد الأطرم]ــــــــ[12 - 01 - 07, 04:24 ص]ـ
جزاك الله خير ياشيخنا أبا مالك ونشهد الله على حبك فيه ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[13 - 01 - 07, 02:43 ص]ـ
أحبك الله الذي أحببتني فيه يا أخي الكريم
وأسأل الله المنان الكريم بمنه وكرمه أن يوفقنا لما يحبه ويرضاه وأن يستعملنا في طاعته
ـ[مصطفي سعد]ــــــــ[13 - 01 - 07, 07:08 م]ـ
شكرا للاستاذ ابومالك العوضى المصرى
ـ[أبوصالح]ــــــــ[30 - 06 - 07, 09:56 ص]ـ
بارك الله فيك أخي العزيز أبامالك وجعل الجنة مثواك.
في فهم ما نقرأ صور متعددة منها: فهم شعر العرب القدماء، قد يكون متصوراً أن تحيط بحدود البلاغيين، وتتفهم احترازات النحويين، فاليوم ألفية وغداً لامية؛ لكن أجد المحك [واضرب المثال على نفسي] عند قراءة معلقة أو تذوق قطعة من مفضليات الضبي = فأجدني أعجمي درجة أولى .. ، نعم هذا واقع مرير والله المستعان.
فائدة:
يقول الأستاذ محمود شاكر في نمط صعب ص134: وبين عمل الناقد وعمل سواه من متذوقة الشعر، بونٌ سحيق لا يُستهان به. عند هذا الموضع، لا أجد محيصاً عن بيان أمرٍ غامضٍ، وغموضه عظيم الخطر، وترك البيان عنه وكشف غموضه مضلة، وشبيه باحتجان الأمانة أو خيانتها. وذلك أن سبيلنا اليوم إلى الشعر القديم كله، هو كتب اللغة التي قيدت معاني الألفاظ وضبطتها، ثم كتب شراح الشعر من القدماء.
وكل منّا اليوم في الشعر الجاهلي، لا يجدُ بدًّا من الرجوع إلى كتب اللغة وعليها يعتمد. فمن أجل ذلك كان واجباً أن يدرك المرء إدراكاً صحيحاً واضحاً نهج هذه الكتب، وإلا استبهم عليه الطريق وضلّت خطاه.
كان همّ كتب اللغة، على وجه التحقيق، ضبطَ أصول معاني الألفاظ، دون ما سلكته هذه الألفاظ على ألسنة الشعراء من مجاراتٍ ودروب ومدارج، إلا ما شذّ من ذلك عند استشهاد أصحاب اللغة بشعر شاعرٍ بعينه.
ولو أنها فعلت غير ذلك، لخرجت عن أن تكون كتب لغةٍ، إلى أن تكون كتب نقد للشعر، وبيانٍ عن معاني ألفاظ الشعراء جميعاً، حيث قلّبوها في أحوالها، من إسباغ وتعرية ومجاز واستعارة وكناية وما قارب ذلك. وهذا أمرٌ شبيه بالمستحيل في كتب اللغة.
وليس معنى ذلك أن كتب اللغة لا تغني شيئاً ولا تنفع في فهم الشعر، بل معناه أن الناظر في الشعر الجاهلي، (وهو موضوع حديثنا هذا، على الوجه الذي بينته آنفاً)، مفتقرٌ إلى مراجعة اللغة والتدقيق في فهم أصول الألفاظ، مفتقرٌ، بعد مراجعة اللغة والتدقيق في فهم أصول الألفاظ، إلى شيء زائد على نص كتب اللغة. وإذا وقف المرء عند منطوق النص وحده، بقى الشعر الذي ينظر فيه مطموساً في موضوع، متفككاً في موضع آخر، مبتوراً في موضع ثالث، فعندئذ يتمرد الشعر، ثم يذهب عنه جامحاً ولا ينقاد.
وما يطالبنا به فهم الشعر وتمثل بناء القصيدة من هذه الزيادة على نص اللغة، هو اليوم الإشكال الأعظم. فالشراح ونقاد الشعر القدماء، حين تيسر لهم أحياناً أن يزيدوا على نص ما في كتب اللغة عند شرح الشعر ونقده، فإنما تيسر لهم ذلك بالإحاطة التامة بالشعر كله، وبغلبة الثقافة العربية عامة على المعرفة في زمانهم، وبالفهم لمناهج الشعر والشعراء عامة، وبقرب عهدهم من منابع هذا الشعر بلا انقطاع، ثم بتسلسل التلقي عن الماضين، مع كثرة الشيوخ العلماء الذين يُستقى بعلمهم من داء الحيرة والشك، وتوافر الكتب الأصول التي تضي للناظر الطريق.
انتهى
رحمه الله وغفر له وأحسن إليه.
حول هذا أتمنى لو يفيدنا الأخوة – خصوصاً أبامالك - عن وسائل يستعين بها المتفقه في تفهم كلام العرب خصوصاً عصور الاستشهاد.
حفظ الله الجميع.
ـ[مجاهد الحسين]ــــــــ[01 - 07 - 07, 10:49 ص]ـ
السؤال: هل نحن نفهم ما نقرأ، أو نقرأ ما نفهم؟
الجواب: نعم، بكل تأكيد! (ابتسامة)
@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@@
جزاك الله خيراً أبا مالك موضوع مفيد جداً.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 07:44 م]ـ
السؤال: هل نحن نفهم ما نقرأ، أو نقرأ ما نفهم؟
الجواب: نعم، بكل تأكيد! (ابتسامة)
وفقك الله
إذن فوطن نفسك كي نرجع إليك عند الإشكال
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 07 - 07, 08:16 م]ـ
حول هذا أتمنى لو يفيدنا الأخوة – خصوصاً أبامالك - عن وسائل يستعين بها المتفقه في تفهم كلام العرب خصوصاً عصور الاستشهاد.
وفقك الله شيخنا الفاضل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/170)
الأمر ليس سهلا، بل هو في غاية الصعوبة، وأخوكم الضعيف ليس استثناء في هذا الأمر.
ولكن الموفق من وفقه الله، والمهدي من هداه الله، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم.
وجماع الأمر - فيما أحسب والله تعالى أعلم - أن ننظر إلى الاختلافات بين أهل العلم، فأنا أزعم أن أكثر هذه الاختلافات هي اختلافات في الفهم، وليست اختلافات في الجهل ببعض النصوص.
ومن الأدلة على ذلك أن الخلاف المبني على الجهل بنص معين ينبغي أن يزول عند استحضار هذا النص، ومع ذلك لا نرى هذا موجودا في معظم الخلافات.
وهذا ليس قصرا على الخلافات الفقهية، بل هو عام في الخلافات الاعتقادية، والخلافات الأصولية وغير ذلك أيضا.
ولكي تعرف عظم الخطر في هذا الباب انظر لنفسك ومعلوماتك وما اطلعت عليه من الكتب وما حصلته من معارف.
هل الكتب التي قرأتها أكثرها للمتقدمين أو للمتأخرين؟
هل خبرتك بعبارات المعاصرين وفهم المراد من كلامهم مثل خبرتك بكلام الصحابة والتابعين وفهم المراد منها؟ فضلا عن كلام العرب الأقحاح والشعراء الجاهليين؟!
أنا أحسب - والله أعلم - أن الواحد منا إذا قرأ للشيخ الألباني مثلا فلن يصعب عليه فهم شيء من مراده، في حين إنه إذا قرأ للحافظ ابن حجر فقد يخفى عليه شيء مما يريده الحافظ، أما إذا قرأ مثلا للخطيب البغدادي فربما يغيب عن فهمه ما هو أكثر من كلام الحافظ ابن حجر، ثم إذا قرأ مثلا كلام الصحابة والتابعين فالمتوقع أن فهمه لها سيكون أقل من فهمه لكلام الخطيب.
ثم إذا قرأ كلاما لبعض الجاهليين فسيكون فهمه أقل من كل ما سبق.
والسبب في ذلك - والله أعلم- أنه كلما بعد العصر اختلفت القرائن والألفاظ والاستعمالات، وتغيرت الأمور الواضحات، وصار بعض المشهور غريبا وبعض الغريب مشهورا.
ولذلك تجد مثلا في القاموس المحيط عن بعض الألفاظ (معروف) مع أنه من غريب اللغة الذي لا يكاد يعرفه أحد من المعاصرين، مع أن صاحب القاموس من أهل القرن الثامن ثم التاسع الهجري!
فما بالك بكلام علماء القرن الثاني؟! لا شك أنه أبعد
فما بالك بكلام أهل الجاهلية، لا شك أنه أبعد وأبعد
وليس من سبيل - من وجهة نظري والله أعلم - لحل هذا الإشكال إلا بأن يحاول المرء أن يغير ثقافته، وذلك بأن يجعل اطلاعه على كلام أهل عصر معين أكثر من اطلاعه على غيره من العصور، فهذا هو السبيل الوحيد لاكتساب هذه السليقة، أو هذه الملكة التي تجعله يفهم الفهم الصحيح لأول وهلة أو بادي الرأي.
ولذلك كان أهل الحديث هم أقرب الناس لفهم المراد من الأحاديث.
وكان النحويون أقرب الناس لفهم مراد سيبويه.
وكان اللغويون أقرب الناس لفهم كلام العرب.
ولذلك كثيرا ما يقول أهل العلم: إن العبرة في كل فن إنما هي بكلام أهله المتقنين له، بخلاف غيرهم، فلا يعتد بكلام غير النحويين في النحو، ولا بكلام غير الفقهاء في الفقه، كما أنه لا يعتد بكلام غير الأطباء في الطب.
ولا شك أن الطبيب الذي ليس خبيرا بعلوم العربية أكثر فهما لكلام الطبيب مثله من فهم عالم العربية، حتى لو كان الكلام مكتوبا باللغة العربية الفصيحة.
وسبب هذه الإشكالات جميعها أن الكلام المنطوق أو المكتوب لا يمكن أن يعبر عن مراد المتكلم تعبيرا مطابقا لما في النفس تماما بحيث لا يزيد ولا ينقص، وتأمل ذلك من نفسك تجده صحيحا إن شاء الله.
ولذلك يُغفل كثير منا حال الكلام كثيرا من الأمور التي يراها هو واضحة لا تشكل على أحد، ولو لم يفعل ذلك لاحتاج في كل جملة أو عبارة من عباراته أن يملأها بالاحترازات والتقييدات التي تخل بنظام الكلام وتضيع الوقت في غير فائدة.
ولولا أن القرائن المعتادة تقوم مقام التصريح في هذه الأمور لما صلح حال الناس ولما استطاع بعضهم أن يفهم مراد بعض، كما لو قلت لولدك مثلا: (ماء)، فإنه يفهم بحسب القرائن أنك تريد كوبا من الماء لكي تشربه، أما إذا كنت تسير معه في الطريق مثلا وقلت: (ماء) وأمسكت به بسرعة وجذبته للخلف، فإنه يفهم بحسب القرائن أنك تريد منه الاحتراز من وقوعه في الماء أو وقوع الماء عليه.
وهذه القرائن والأحوال إنما فهمت بحسب العادة والعرف، وهذه الأمور تختلف من عصر لعصر، فقد يكون مثلا في بلد من البلدان أن قول بعضهم لبعض: (ماء) معناه مشروب معين يصنع بطريقة معينة.
ولذلك تجد أكثر أخطاء المحققين لكتب أهل العلم سببها أنهم يجرون أعرافنا المعاصرة على كلام هؤلاء، فيجعلون البعيد قريبا والمحال واجبا واللازم محالا!!
وأنصح إخواني في الله أن يجربوا هذا الأمر، وذلك بأن تقصر نفسك على قراءة كتب أحد أهل العلم مدة معينة من الزمن، حتى تحيط بجملة وافرة منها، ثم انظر بعد ذلك هل يكون استيعابك للكلام أكبر وفهمك لما بين السطور أكثر حتى تكاد في بعض الأحيان تعرف ماذا سيقول في السطر القادم قبل أن تقرأه!!
وقد سمعنا عن كثير من العلماء والشعراء والأدباء كان أحدهم يسمع شطر البيت فيذكر الشطر الثاني من غير أن يكون قد سبق له سماعه!! فإذا سئل: من أين عرفته؟ قال: هذا ما ينبغي أن يقال، أو نحو ذلك.
وكثيرا ما كنت أحضر بعض المناقشات فأجد كلا من الطرفين يدعي أن فهمه هو المتبادر!! وأن الصواب حمل الكلام على الفهم المتبادر!!
فنقول: هذا صحيح، ولكن المتبادر عند من؟! ليس عندي ولا عندك، وإنما عند أهل اللسان، عند السلف الذين عاينوا الأحوال وتشربوا القرائن التي هي الأساس في هذا الذي تدعي أنه (المتبادر).
فإذا كنت قد نظرت وقرأت وأكثرت من الاطلاع على كلام هؤلاء حتى صارت لك فيه ملكة، فحينئذ يكون المتبادر عندك قريبا من المتبادر عندهم، أما بخلاف ذلك فلا وألف لا!!
ولذلك نجد أبعد الناس عن صحة الفهم - فهم كلام السلف - من يقصر علمه ويقضي عمره في النظر في كتب بعض المتأخرين حتى يكون كلام السلف عنده أشبه باللغة الأعجمية!
أسأل الله سبحانه أن يمدنا بمدد من عنده، وأن يرزقنا حسن الفهم، وصحة العلم، وصواب العمل.
إنه على كل شيء قدير، وبالإجابة جدير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/171)
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[11 - 07 - 07, 01:23 ص]ـ
جزاك الله خيراً أبا مالك.
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[11 - 07 - 07, 02:28 م]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[صهيب بن عدنان]ــــــــ[11 - 07 - 07, 05:31 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 09 - 07, 06:30 ص]ـ
قال أبو الحسن علي بن عبد العزيز الجرجاني في كتابه الفذ (الوساطة بين المتنبي وخصومه):
(( ........... وإنما أريد مثل قول الأعشى:
إذا كان هادي الفتى في البلا ........... د صدرَ القناة أطاع الأميرا
فإن هذا البيت – كما تراه – سليم النظم من التعقيد، بعيد اللفظ عن الاستكراه، لا تشكل كل كلمة بانفرادها على أدنى العامة، فإذا أردت الوقوف على مراد الشاعر فمن المحال عندي، والممتنع في رأيي أن تصل إليه إلا من شاهد الأعشى بقوله، فاستدل بشاهد الحال، وفحوى الخطاب، فأما أهل زماننا فلا أجيز أن يعرفوه إلا سماعا إذا اقتصر بهم من الإنشاد على هذا البيت المفرد، فإن تقدموه أو تأخروا عنه بأبيات لم أبعد أن يستدل ببعض الكلام على بعض، وإلا فمن يسمع بهذا البيت فيعلم أنه يريد: أن الفتى إذا كبر فاحتاج إلى لزوم العصا أطاع لمن يأمره وينهاه، واستسلم لقائده، وذهبت شرته!))
[تنبيه]
هذه القطعة سقطت من النسخة الإلكترونية للكتاب، الموجودة في الموسوعة الشعرية وتوابعها.
ـ[ابومحمد بكري]ــــــــ[10 - 09 - 07, 03:31 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[أبوسعود]ــــــــ[13 - 10 - 07, 03:26 ص]ـ
بارك الله فيك ..
لا فض فوك ..
سلمت يمينك ..
ـ[يوسف بدر]ــــــــ[09 - 11 - 07, 09:51 ص]ـ
والله موضوع مهم جدا .. وجيد لمن يتطاول أن يطامن من ذلك إذا علم أنه قد يضحك غدا على فهمه اليوم .. ويمنع من أن يتحدث في غير فنه.
ـ[أبو أحمد السكندرى]ــــــــ[10 - 11 - 07, 06:58 ص]ـ
بارك الله فيك ..
ـ[أبو شهاب التلمساني]ــــــــ[08 - 12 - 07, 01:20 م]ـ
بارك الله فيك على هذه النصائح القيمة و خاصة هذه النصيحة:
وأنصح إخواني في الله أن يجربوا هذا الأمر، وذلك بأن تقصر نفسك على قراءة كتب أحد أهل العلم مدة معينة من الزمن، حتى تحيط بجملة وافرة منها، ثم انظر بعد ذلك هل يكون استيعابك للكلام أكبر وفهمك لما بين السطور أكثر حتى تكاد في بعض الأحيان تعرف ماذا سيقول في السطر القادم قبل أن تقرأه!!
ـ[معمر الشرقي]ــــــــ[12 - 12 - 07, 10:15 ص]ـ
جزاك الله كل خير
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[12 - 12 - 07, 12:40 م]ـ
أنا أحسب - والله أعلم - أن الواحد منا إذا قرأ للشيخ الألباني مثلا فلن يصعب عليه فهم شيء من مراده، في حين إنه إذا قرأ للحافظ ابن حجر فقد يخفى عليه شيء مما يريده الحافظ، أما إذا قرأ مثلا للخطيب البغدادي فربما يغيب عن فهمه ما هو أكثر من كلام الحافظ ابن حجر، ثم إذا قرأ مثلا كلام الصحابة والتابعين فالمتوقع أن فهمه لها سيكون أقل من فهمه لكلام الخطيب.
ثم إذا قرأ كلاما لبعض الجاهليين فسيكون فهمه أقل من كل ما سبق.
شيخنا الحبيب
فهل تنصح بالبدء بكلام المتقدمين قبل المتأخرين
أم من الممكن البدء بكلام المتأخرين لفهم كلام المتقدمين (يعني التدرج)
و إن نصحتَ بالبدء بكتب المتقدمين فهل يلزمني فهم الكلام من أول مرة أم لا أمل التكرار حتى أفهم المراد من كلامهم
نفعنا الله و إياكم بما تقول
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
ـ[محمد عمارة]ــــــــ[13 - 12 - 07, 10:25 ص]ـ
شيخنا الحبيب
فهل تنصح بالبدء بكلام المتقدمين قبل المتأخرين
أم من الممكن البدء بكلام المتأخرين لفهم كلام المتقدمين (يعني التدرج)
و إن نصحتَ بالبدء بكتب المتقدمين فهل يلزمني فهم الكلام من أول مرة أم لا أمل التكرار حتى أفهم المراد من كلامهم
نفعنا الله و إياكم بما تقول
و السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
؟؟؟؟؟
ـ[إسماعيل حامد الشعاب]ــــــــ[23 - 12 - 07, 10:19 م]ـ
نعم نفهم ما نقرأ
لماذا نقرأ ما نفهم
ربما للتذكير
تقبل تحياتي
مشكور أخي
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 02 - 08, 12:00 م]ـ
الأخ الفاضل محمد عمارة
يصعب البدء بكلام المتقدمين؛ لأنه يصير أشبه بالألغاز، ولكن هذا لا يعني الاستغناء عن كلام المتقدمين.
ولكن إن آنس المرء من نفسه قدرة ولو مبدئية على فهم كلام المتقدمين فلا يعدل عنه إلى غيره.
والله أعلم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 04 - 08, 11:11 ص]ـ
قال ابن طباطبا في عيار الشعر:
((والنفس تسكن إلى كل ما وافق هواها، وتقلق مما يخالفه، ولها أحوال تتصرف بها، فإذا ورد عليها في حالة من حالاتها ما يوافقها اهتزت له وحدثت لها أريحية وطرب، وإذا ورد عليها ما يخالفها قلقت واستوحشت))
ـ[توبة]ــــــــ[11 - 04 - 08, 10:01 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الفاضل
(وكم من زائف وبهرج قد نفقا على نقادهما، ومن جيد نافق قد بُهرج عند البصير بنقده فنفاه سهوًا) [ابن طَبَاطَبا]
لو تفضلتم بتوضيح هذه العبارة فقد أشكل علي فهمها و حبذا لو ضبطتم ألفاظها.
محاولة: "حتى نفهم ما نقرأ! "
[كم من رديء راج وارتفعت قيمته على أحسن منه، و من جيد قيم قد أُهدر/أُهمل عند البصير بالجيد / العارف بقيمته،فنفاه سهوا.]؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/172)
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[11 - 04 - 08, 10:15 م]ـ
أكبر ظني أن كلام ابن طباطبا لو قرئ كاملا لاتضح المراد منه.
وهذا هو مرادي باقتطاع العبارة؛ التشويق إلى قراءة الكلام كاملا.
والكتاب موجود في الشاملة وعلى الشبكة:
http://islamport.com/w/adb/Web/573/1.htm
ـ[توبة]ــــــــ[11 - 04 - 08, 10:21 م]ـ
قد اطلعت على النص كاملا،قبل كتابة طلبي هنا ... و الدليل ضبطي لاسم صاحبه!! فلم أكن أعرفه من قبل.
و حبذا لو ضبطتم ألفاظها.
محاولة: "حتى نفهم ما نقرأ! "
[كم من رديء راج وارتفعت قيمته على أحسن منه، و من جيد قيم قد أُهدر/أُهمل عند البصير بالجيد / العارف بقيمته،فنفاه سهوا.]؟
ـ[توبة]ــــــــ[12 - 04 - 08, 02:45 ص]ـ
أكبر ظني أن كلام ابن طباطبا لو قرئ كاملا لاتضح المراد منه.
المراد واضح من الجملة نفسها من غير الرجوع إلى نص "ابن طباطبا" كاملا،ولكني أريد التأكد من "ضبط العبارة "وأيضا من "معنى الألفاظ التي تحتها سطر"للفائدة.
(وكم من زائف وبهرج قد نفقا على نقادهما، ومن جيد نافق قد بُهرج عند البصير بنقده فنفاه سهوًا) [ابن طَبَاطَبا]
لو تكرمتم بذلك!
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[12 - 04 - 08, 04:52 ص]ـ
يشير الكاتب - والله أعلم - إلى أن المرء قد يبلغ منزلة عظيمة في علم من العلوم حتى يصير من نُقَّاد هذا العلم (تشبيها بالناقد الصيرفي الذي يعرف الصحيح من الزائف بالخبرة والممارسة والمهارة).
ثم إنه مع هذه المنزلة في العلم قد يَنفُق عليه في بعض الأحيان شيء من البَهْرَج (أي المزيف) ومعنى (ينفق) أنه يظنه (نافقا)، وهو عكس الزائف، فيحكم على الزائف بأنه صحيح.
وكذلك قد يأتي هذا الناقد البصير والعالم المتبحر فيحكم سهوًا على الصحيح بأنه فاسد؛ لأنه قد (بُهِرِج) عنده، أي وُصِف بأنه بهرج، أو مَوَّه بعض الناس عليه الأمر فجعله يظنه بهرجا.
والمقصود أن الإنسان مهما بلغ من العلم فليس معصوما من الخطأ، وأن التمويه والتشغيب والخداع قد ينفق على أهل العلم أيضا كما ينفق على أكثر العوام.
هذا ما ظهر لي من العبارة، والله تعالى أعلم.
ـ[توبة]ــــــــ[12 - 04 - 08, 02:03 م]ـ
غفر الله لكم و تاب عليكم أخي الفاضل.
(وكم من زائف وبهرج قد نفقا على نقادهما، ومن جيد نافق قد بُهرج عند البصير بنقده فنفاه سهوًا) [ابن طَبَاطَبا]
ما وجدته خلال بحثي قبل كتابة السؤال ..
البهرج:الرديء.
نفق: (ـت السلعة) راجت و غلت قيمتها، نافق:اسم فاعل من نفق.
بُهرج:الدم،أُهدِر و ضُيع.
النقد:تمييز الجيد من الرديء و الصحيح من الزائف.
بقيت (نُِقاد) بدت لي من سياق العبارة أنها تقابل الزائف و قد جاء في التاج/ (النقد): الجيد الوازن من الدراهم. ودرهم نقد. ونقود جياد من المجاز
في انتظار تصويبكم أخي الكريم.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[09 - 07 - 08, 03:17 ص]ـ
قال عبد الرحمن البرقوقي في مقدمة شرحه لديوان المتنبي:
((ولقد لقيت الألاقي في تصحيح (بروفات) -أو تجارب- المتنبي، ومن قبله حسان، حتى لا أكون مغاليا إذا قلت: إن الجهد الذي يبذل في سبيل التأليف أهون على المرء من الجهد الذي يقاسَى في سبيل التصحيح.
وتصور مقدار ما يعرو الإنسان من المضض والامتعاض حين يرى الكتاب -بعد هذا العناء الذي يبذل في التصحيح- لم يسلم من الأغاليط. ولا تنس أن المؤلف قد لا يفطن إلى الخطإ المطبعي أثناء التصحيح ويمر به مرا، وعذره في ذلك واضح: وهو أنه إنما يقرأ ما في ذهنه، لا ما هو بين عينيه؛ ومن هنا كان له -المؤلف- هو الآخر نصيب من الخطإ وإن كان عذره في ذلك قائما)).
ـ[أبو البراء القصيمي]ــــــــ[10 - 07 - 08, 09:24 م]ـ
جزاك الله خير أخي أبو مالك ..
كلام نفيس .. وقيم .. نفع الله بك ..
إلا أن قولك حفظك الله (فالمادة واحدة وهي القرآن) فيها نظر إذ إن القرآن كلام الله عزوجل وكلامه صفه من صفاته وليس مادة!! هذا ما أعلمه عن هذه الكلمة ولعل الأخوة يفيدونا أكثر .. والله أعلم
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[10 - 07 - 08, 09:26 م]ـ
أحسن الله إليك شيخنا الفاضل
المادة أي ما يستمد منه؛ اسم فاعل من مَدَّ يمُدُّ.
ـ[محمد عبدالكبير]ــــــــ[12 - 07 - 08, 05:41 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي أبا مالك ونفع الله بك وبعلمك ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[19 - 12 - 09, 07:13 ص]ـ
(( ... والذي أظنه في أولئك الأفاضل أنه قد قام بقلوبهم معنى في هذه المسألة وترسخ حتى أضحوا أسرى له لا ينفكون عنه ولا يحيدون، فصاروا لا يقرؤون كلام أهل العلم إلا في ضوئه، ولا يفهمون عباراتهم إلا وفق ما وقع في قلوبهم، فآلت نتائج بحوثهم إلى ما آلت إليه)).
http://www.alukah.net/articles/1/3294.aspx
ـ[هشام أبو يزيد]ــــــــ[19 - 12 - 09, 08:02 ص]ـ
من أجمل الموضوعات التي قرأتها .. بارك الله فيك شيخنا الفاضل أبا مالك العوضي وجعل الجنة مثواك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/173)
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[09 - 06 - 10, 11:41 ص]ـ
جزاك الله خيراً(72/174)
لماذا هذه البلبلة كل عام في تقديم أو تأخير دخول الشهر ... !!!
ـ[ابو سفيان]ــــــــ[22 - 12 - 06, 10:12 ص]ـ
بسم الله
من عنده علم يقيني بالذي يجري فليخبرنا بارك الله فيكم, والله أصبح المرء لا يدري ماذا يفعل ولا بمن يثق؟(72/175)
الصارف عن التحريم في الأخذ من الشعر لمريد الأضحية
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[22 - 12 - 06, 01:04 م]ـ
المشايخ الفضلاء:
اختلف أهل العلم في محمل النهي في قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: " إذا دخلت العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذن من شعره وأظفاره " فبعضهم ذهب إلى التحريم كالإمام أحمد وإسحاق والجمهور على كراهة التنزية إلا أن الحنفية لم يروا في ذلك بأسا.
وأكثر مشايخنا في هذا الوقت حملوا النهي على التحريم.
ألا ترون أن الأقرب في ذلك حمل النهي على كراهة التنزيه؛ لأن الأضحية سنة وليست واجبة على الصحيح، وإذا كانت سنة فقد يقول قائل أنا سآخذ من شعري أو ظفري، وإذا كنت سآثم فإني أترك الأضحية أولى، بعدا عن الإثم، ولا شك أن البعد عن الإثم أولى من فعل السنة.
على أن الحديث قد قال فيه بعض أهل العلم: موقوف.
فيقال: إن الصارف عن التحريم أن السنة لا يترتب عليها إثم.
أرجوا من المشايخ الكرام المشاركة
ـ[عبدالله الميمان]ــــــــ[22 - 12 - 06, 08:04 م]ـ
بارك الله فيك
من وجهة نظري أن هذا لا يعد صارفا والله أعلم، لأنه في صلاة النافلة مثلا، الإنسان يجب عليه الواجبات التي تجب في صلاة الفريضة كالركوع والسجود وقراءة الفاتحة، ولا يقال ما دام أنها سنة فله أن يفعل ما شاء ويدع ما شاء.
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[23 - 12 - 06, 08:23 ص]ـ
أشكرك ياشيخ عبد الله على جوابك
وما ذكرته فيه نظر من جهة أن الركوع والسجود والفاتحة ليست من الواجبات، وإنما من الأركان، وإن قلت مثلا التسبيح في الركوع والسجود، فأقول إن هذه أعمال في داخل الصلاة لابد منها، ولذلك كانت الأمور المتعلقة بذات الأضحية لابد منها كالسلامة فلا تكون عوراء بينة العور أو عرجاء بينة العرج، بخلاف الشيء اليسير غير البين فلاحرج في وجوده لمفهوم الحديث، بينما الأخذ من الشعر والظفر، ليست متعلقة بذات الأضحية وإنما هي أمور خارجة عنها، فإن قلت لي الطهارة للصلاة خارجة عنها وليست فيها فأقول إن الطهارة من شروط الصلاة لا تصح إلا بها وليست من واجباتها.
وما رأيك أخي الكريم بقوله إن البعد عن الأثم أولى من فعل السنة.
وهناك صوارف أخرى ذكرها أهل العلم كبعث النبي صلى الله عليه وسلم بالهدي، قالوا إن هذا أولى من الأضحية بالإمساك ومع ذلك لم يرد فيه شيء، وغير ذلك من الصوارف.
ـ[نورالدين]ــــــــ[23 - 12 - 06, 03:14 م]ـ
وإذا كانت سنة فقد يقول قائل أنا سآخذ من شعري أو ظفري، وإذا كنت سآثم فإني أترك الأضحية أولى، بعدا عن الإثم، ولا شك أن البعد عن الإثم أولى من فعل السنة.
على أن الحديث قد قال فيه بعض أهل العلم: موقوف.
ويرد عليه بقوله تعالي (ولاتبطلو اعمالكم)
فسرها العلماء بانك اذا دخلت في العبادة لا يجوز لك ان تتركها قبل ان تتمها فرضا كانت اوسنة
وايضا قوله تعالي (فاذا قرات القرءان فاستعذ بالله من الشيطان الرجيم)
اجمع العلماء علي ان قراءة القران غير واجبة في غير الصلاة
ولكن اذا شرعت في قرائة القران وجب عليك ان تستعيذ بنص القران
فاذا اشتري انسان الاضحية وجب علي ان يتم هذه الشعيرة
والله اعلم
ـ[ابن جبير]ــــــــ[27 - 12 - 06, 09:24 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
من باب المباحثة .....
اعتقد - والله اعلم - أنه لا يستقيم لنا طرد سنية الأضحية فيما يتعلق بها من احكام وذلك للتفريق
بين الحكم إبتداً، وصفته إتمام العبادة ومتعلقاتها من زمان ومكان وغير ذلك
فترى أن اهل العلم لم يطردوا سنية الاضحية في حديث البراء الذي ذكرت في اوصاف تتعلق بهذه الشعيرة
بل نراهم يقولون - لا تجزي - إذا تخلف احد الاوصاف الاربعة المذكورة في الحديث ومن ثم وقع الخلاف في اوصاف العطب الأخرى (غير المفهوم في حديث البراء) التي ايضاً وردت من حديث علي رضي الله عنه عند الترمذي الذي يحمل بعض اوصاف العطب الزائدة عما في حديث البراء
وهذا ليس في الاضحية فقط فقد رأينا في بعض الاحكام التغاير مثل النذر فمكروه ويلزم بالدخول فيه
وكذلك الحج قالوا يمضي في فاسد نسكه ... حتى لم يجيزوا لمن فاته الوقوف بعرفه مثلاً خلع احرامه هكذا ......... إنما قالوا يتحلل بعمرة
والله اعلم
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[27 - 12 - 06, 04:43 م]ـ
كلامك جميل ياشيخ ابن جبير شكر الله لك
لكن ألست معي حفظك الله أن تلك شروط للأضحية فإنها لا تجزئ بمعنى أنه لو ضحى بعوراء بينة العور فإن غاية ما في الأمر أنها لا تجزئ ولا يصل الأمر إلى أنه يأثم بذلك، وقد ذكرتُ في كلامي هذا، لكن ألا توافقني أن البعد عن الإثم أولى من فعل السنة، وقد سألني أحد الفضلاء أن أخته تركت الأضحية لأنها محتاجة لقص شعرها، لكي لا تأثم.
وهي وجهة صحيحة ولعلك توافقني أخي ابن جبير في أن البعد عن الإثم أولى من فعل السنة.
أنتظر تعليقك أخي ابن جبير، كما أنتظر تعليق الشيخ المقري والشيخ عبد الرحمن السديس وجميع الإخوان بارك الله فيكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/176)
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[27 - 12 - 06, 11:34 م]ـ
أخى الكريم أبو عبدالله بن عبدالله
جزاكم الله خيراً قلتم أن القياس بين أركان الصلاة التى لا تصح بدونها وبين مسألة الأخذ من شعر المضحى أو أظفاره قياس بعيد، فما القول بين قياس هذه المسألة ومسألة الضحك فى صلاة النافلة
فنقول مثلاً الأخذ من شعر المضحى أو أظفاره أمر منهى عنه، وكذلك الضحك فى الصلاة أمر منهى عنه "النافلة مثلاً" ومع أن الصلاة نافلة الا أن ارتكاب هذا النهى يعرض فاعله للاثم وهو أمر معلوم ان لم يكن يعرضه لبطلانها بالكلية،فما المانع من أن يكون ارتكاب أمر منهى عنه فى مثل مسألتنا فى الأضحية يعرض فاعله للأثم، معذرةً على تطفلى، وأرجو منك أخى الكريم أن تصحح لى ما قد أكون أخطأت فيه ........
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[28 - 12 - 06, 01:48 ص]ـ
أهلا بك أخي الكريم وأشكرك على مداخلتك، وإني أوافقك تماما في أنه يأثم على ضحكه إن قدر على كظمه في الصلاة ولو كانت نافلة مادام أنه تلبس بها، لكن الفرق أن ما ذكرته أمر وقع في ذات العبادة، أما الأضحية فإن الأخذ من شعر المضحي أو تقليم أظافره أمور خارجة عن الأضحية وليست منها، لذلك تجد أن النبي صلى الله عليه وسلم نص على الأمور التي في ذات الأضحية أنها غير مجزئة كالعوراء بينة العور، وقد ذكرتُ هذا في الجواب عن مداخلة الشيخ عبد الله الميمان. وكذلك فرق آخر فإن الضحك يبطل الصلاة بينما لا يقال ذلك فيمن أخذ من شعره بأن أضحيته تبطل، ولو قيل بان الأضحية تبطل فيقال نعم حملكم النهي على التحريم صحيح، لكنهم يقولون بأن الأضحية صحيحة وهي نافلة ويأثم. إذا ما دام أنها نافلة فإني سأتركها لكي لا آثم، ولكنهم أيضا يقولون له لاتتركها وأنت آثم هذا محل الإشكال. أيضا ما قولك في رجل نوى الأضحية ثم أخذ من شعره أو ظفره، هم يقولون إنه آثم بذلك. حسنا، فإذا رغب عن الأضحية هل يرتفع الإثم عنه أم لا يرتفع.
القول بالتحريم حقيقة فيه إشكالات كثيرة.
وفق الله الجميع
ـ[ابن جبير]ــــــــ[28 - 12 - 06, 03:48 م]ـ
اخي الكريم - بارك الله فيك
إن المسألة لا تلتئم معك إذا قيل بوجوب الأُضحية .. وقد قيل ... فليس القول بالسنية قولاً واحداً فتعلقنا بالسنية من هذا الوجه يضعف الحجة عندنا في ربط هذا بهذا
أن ما تحاول اخي الكريم الذهاب إليه ليس نافلة من القول (اقصد حمل النهي في حديث ام سلمة على الكراهة) فلنا سلف فيه
إنما ما نحاول عمله هنا هو إيجاد صارف
ففي الحديث نفسه - من أراد أن يضحي - او إذا اراد احدكم أن يضحي - فمرتبط قبل تملك الاضحية
بل قبل تعيينها - وهناك أيضاَ مندوحة بين تملك الشاة نفسها - وتعيينها أُضحية
وفي كل مرحلة من هذه المراحل نجد أن الفقهاء يعلقون بها احكاماً لا تشمل المرحلة التي قبلها
مثل - مرحلة التعيين - وله اصل في قضية إشعار الهدي - فلا تملك حق التصرف فيها بمثل قدرتك
على التصرف فيها بعد مرحلة سابقة وذكروا مسألة بيعها وإبدالها بأفضل منها
فنحن نرى عبر هذه المراحل تفاوت في متعلقات الاحكام بحسب التقدم الملحوظ
وفي حديث ام سلمة ذكر الإرادة - فيقول قائل من لحظة ما احدث نية أُمسك عن الشعر والاظافر
فيقال هناك امر آخر في الحديث وهو تحديد الزمن - إذا دخلت عشر ذي الحجة
فوقتٌ - وتركٌ
وصحيح أن مسألة الشروط المتوفره في الاضحية غاية ما إن اقدم شخص على الاخلال بها هو عدم الاجزاء - ولا نبحث مسألة العمد او الجهل والسهو
ونجد أن بعض اهل العلم لا يرخصون في سفر المعصية بالرخص المعروفه
ومنهم من ذهب لترخصه - لانفكاك الجهة - وانصباب الاحكام على السفر مطلقاً
وتداخل العبادات امر معلوم - وتجاذب بعضها بعض امر حاصل
- ومسألة ترك السنة في إزاء إرتكام امر يحصل به الإثم - مسألة واسعة الخطو - كنت قرأت لشيخ الاسلام كلاماً حولها
لايحضرني الان - وانا في الحقيقة اكتب على عجل - فأستميحك عذراً اخي - وإن حصل لي فرصة انقل كلام شيخ الاسلام بإذن الله
والمسألة - نفع الله بك - تحتاج مزيد تأمل ونظرات 0
وإن كان لكل وجهة نظر
اخوك ابن جبير(72/177)
هل يمكن أن تعينوني يا أهل الملتقى في الرد على أحد الشبهات حول القرآن؟؟
ـ[أم أحلام]ــــــــ[22 - 12 - 06, 02:01 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
هل يمكن أن تساعدوني يا أهل الملتقى في الرد على أحد الشبهات حول القرآن في أحد المنتديات،،، لو كان الأمر على الكاتب لانتهى الموضوع، ولكن المشكلة أن الكثير من الأعضاء تأثر بكلامه، مع الرد عليه، لذلك أريد ردا قويا يزيل اللبس الذي حصل لهم
مع الشكر الجزيل لكم، نفع الله بكم وجزاكم الله عنا كل خير
، والشبهة هي:
بعنوان: البقرة في أول الكتاب!!!
للشيخ صلاح الدين أبو عرفة "بيت المقدس"
الحمد لله نحمده ونستعينه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله
بداية فالسؤال في محله والسؤال عظيم
لم يفتح الله الحكيم العليم أعظم كتاب على وجه الأرض بالبقرة؟!!
فلو سألك إياه هندوسي "عابد البقر"!! مسنكراً إستنكارك له عبادته للبقر فماذا يكون جوابك له؟! وهنا الطامة أن لا جوابا شافيا لهذا الكافر .. !
لكن بحمد الله فديننا مكين وآيات الله بينة لمن تدبرها وعقلها
"افلا يتدبرون القران ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا"
البقرة دائرة الطعام كله والملة كلها على الطعام!
فاقرأ ما قال الله على لسان يوسف عليه السلام
قال لا ياتيكما طعام ترزقانه الا نباتكما بتاويله قبل ان ياتيكما ذلكما مما علمني ربي اني تركت ملة قوم لا يؤمنون بالله وهم بالاخرة هم كافرون واتبعت ملة ابائي ابراهيم واسحاق ويعقوب ..
(الملة والطعام)
وفي آل عمران
كل الطعام كان حلا لبني اسرائيل الا ما حرم اسرائيل على نفسه من قبل ان تنزل التوراة قل فاتوا بالتوراة فاتلوها ان كنتم صادقين فمن افترى على الله الكذب من بعد ذلك فاولئك هم الظالمون قل صدق الله فاتبعوا ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين
(الملة والطعام)
واقرأ أين آية اكتمال الدين؟!! .. عند الطعام ما حرمه الله وما أحله علينا
حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما اهل لغير الله به والمنخنقة والموقوذة والمتردية والنطيحة وما اكل السبع الا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وان تستقسموا بالازلام ذلكم فسق اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون اليوم اكملت لكم دينكم واتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الاسلام دينا فمن اضطر في مخمصة غير متجانف لاثم فان الله غفور رحيم يسألونك ماذا أحل لهم ..
(الدين والطعام)
حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام
أن رجلا قال يا رسول الله أي الإسلام خير قال"تطعم طعام، وتقرئ السلام على من عرفت ومن لم تعرف"
(الإسلام والطعام)
وحديثه عليه الصلاة والسلام
" من صلى صلاتنا، و استقبل قبلتنا، و أكل ذبيحتنا، فذاكم المسلم له ذمة الله، و ذمة رسوله، فلا تخفروا الله في ذمته"
(المسلم والطعام (أكل الذبيحة))!
فالعلاقة بين الملة والطعام واضحة جلية ما سنأتي عليه سيوضح ويرسخ هذه العلاقة بإذن الله
فالملة ملة أبينا إبراهيم أن "لا إله إلا الله" وأقصر الطرق التي نعرف فيها ربنا الله الملك بالطعام فلو عرّفتك الله من خلال علم الفلك والبحار والأجنة .. مثلاً .. ستعظم الله وتمجده وما تلبث إلا أن تنسى. ولكن إذا أردت أن تعرف الله حق معرفته فكل يوم يجب أن تجلس على المائدة تستجدي الله ليطعك!
فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وامنهم من خوف
نبدأ من عند صاحب الملة أبينا إبراهيم عليه الصلاة والسلام عندما ترك أهله في واد لا ماء ولا طعام فيه
قال رسولنا محمد عليه الصلاة والسلام:فانطلق إبراهيم حتى إذا كان عند الثنية حيث لا يرونه، استقبل بوجهه البيت، ثم دعا بهؤلاء الكلمات، ورفع يديه فقال "ربنا اني اسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل افئدة من الناس تهوي اليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون"
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/178)
رب الأسرة إبراهيم عليه السلام يترك أهله بواد غير ذي زرع ليقيموا الصلاة ولنقيمها لله الرب الملك لا بد من الطعام وكان لأم إسماعيل ما بحثت عنه بعدما عطشت وعطش إبنها فظهر الماء "ماء زمزم"
قال عليه الصلاة والسلام: زمزم طعام طعم وشفاء سقم
قال عليه الصلاة والسلام: "فشربت وأرضعت ولدها، قال لها المَلَك: لا تخافوا الضيعة، فإن ها هنا بيت الله، يبني هذا الغلام وأبوه، وإن اله لا يضيع أهله"
ربٌ يطعم ويؤمن ثم بيت الله ليُعبَدَ الله وحده لا شريك له
ثم اوحينا اليك ان اتبع ملة ابراهيم حنيفا وما كان من المشركين
فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وامنهم من خوف
إله يطعم ويؤمن أحق أن يعبد لا إله إلا الله
واقرأ قول إبراهيم عليه السلام
الذي خلقني فهو يهدين والذي هو يطعمني ويسقين واذا مرضت فهو يشفين والذي يميتني ثم يحيين
سبح اسم ربك الأعلى الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى والذي أخرج المرعى
الرب الأعلى الذي أخرج المرعى!!
آيات سورة الأعلى تنقلنا كيف ينفي الله الألوهية عن غيره ويثبتها لنفسه لا إله إلا هو
كيف ينفي الله الألوهية عن غيره ويثبتها لنفسه لا إله إلا هو؟
قل اغير الله اتخذ وليا فاطر السماوات والارض وهو يطعم ولا يطعم قل اني امرت ان اكون اول من اسلم ولا تكونن من المشركين
الله يُطعِم ولا يُطعَم!
لقد كفر الذين قالوا ان الله هو المسيح ابن مريم
لقد كفر الذين قالوا ان الله ثالث ثلاثة
عندما اتخذ النصارى المسيح عيسى ابن مريم عليه السلام إلاها من دون الله إقرأ كيف ينفيها عنه لا إله إلا هو العزيز الحكيم
ما المسيح ابن مريم الا رسول قد خلت من قبله الرسل وامه صديقة كانا ياكلان الطعام انظر كيف نبين لهم الايات ثم انظر انى يؤفكون
قول فرعون البغيض
قال لئن اتخذت الها غيري لاجعلنك من المسجونين
فقال انا ربكم الاعلى
ادعاء فرعون البغيض أكبر الكافرين أنه إلاهاً من دون الله وأنه الرب الأعلى فلا يكون له ذلك ما دام يأكل ولا ينبت الزرع فالله الرب الملك يُطعِم ولا يُطَعم الله الرب الأعلى الذي أخرج المرعى
سبح اسم ربك الاعلى ..... والذي أخرج المرعى!
اقرأ كيف يري موسى عليه السلام آيات الله الحق لفرعون الكافر الذي ادعى الألوهية وأنه الرب الأعلى
قال فمن ربكما يا موسى
قال ربنا الذي اعطى كل شيء خلقه ثم هدى
قال فما بال القرون الاولى
قال علمها عند ربي في كتاب لا يضل ربي ولا ينسى الذي جعل لكم الارض مهدا وسلك لكم فيها سبلا وانزل من السماء ماء فاخرجنا به ازواجا من نبات شتى
كلوا وارعوا انعامكم ان في ذلك لايات لاولي النهى
فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وامنهم من خوف
فإذا علمت أن الله هو الذي يملك الطعام ولا يملكه غيره فلا تكفر ولا تشرك به أحدا فلو نظرت للشمس والقمر آيتان تعرف فيها الله تنظر وأنت مرتاح وتأتي أوقات يختفي القمر وتختفي الشمس عن نظرك ولكن إذا أردت أن تعرفه من نداء بطنك ستعرفه بالصوت الصارخ بكرة وعشية
قال عليه الصلاة والسلام:كان الله ولم يكن شيء قبله وكان عرشه على الماء ..
اولم ير الذين كفروا ان السماوات والارض كانتا رتقا ففتقناهما وجعلنا من الماء كل شيء حي افلا يؤمنون
الله خلق كل شيء من ماء والله يملك كل شيء بالماء سورة الملك تبدأ
تبارك الذي بيده الملك
وتختم
قل ارايتم ان اصبح ماؤكم غورا فمن ياتيكم بماء معين
واقرأ ماذا أعد الله الرب الملك لمن يؤمن به ويقيم دينه ملته وشريعته!
ولو انهم اقاموا التوراة والانجيل وما انزل اليهم من ربهم لاكلوا من فوقهم ومن تحت ارجلهم ..
ولو ان اهل القرى امنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والارض ولكن كذبوا فاخذناهم بما كانوا يكسبون
والو استقاموا على الطريقة لاسقيناهم ماء غدقا
قول نوح عليه السلام
فقلت استغفروا ربكم انه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا
قول هود عليه السلام
ويا قوم استغفروا ربكم ثم توبوا اليه يرسل السماء عليكم مدرارا ويزدكم قوة الى قوتكم ولا تتولوا مجرمين
وفي أحاديث أحمد عليه الصلاة والسلام أن رجلاً دخل الجنة لأنه أسقى كلباً
أما من كفر
وضرب الله مثلا قرية كانت امنة مطمئنة ياتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بانعم الله فاذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/179)
وقال عليه الصلاة والسلام أن امرأة دخلت النار بقطة حبستها لا هي أطعمتها ولا تركتها تأكل من خشاش الأرض
عندما عصت قريش دعا عليها رسول الله عليه الصلاة والسلام بسبع كسبع يوسف فجاعوا!
فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وامنهم من خوف
وهذا رده على أحد المناقشين:
قبل أن أكمل
مشرفتنا الكريمة بارك الله فيك وجزاك الله خيرا
التفكر بآيات الله من الأعمال العظيمة التي تقربنا من الله وتنور قلوبنا
أختنا الموضوع حياة أو موت نحن نحيا بالطعام ومن دونه نموت نحيا بالماء ومن دونه نموت فلو كان أحدنا جائعاً ولم يجد الطعام في اليوم الأول والثاني والثالث .. ماذا سيحصل؟!!
بالطعام نستطيع التفكير ولو جعنا! لا نستطيع حتى الكلام!
الله اعلم حيث يجعل رسالته
لم يكن حينها كل ما نحن عليه الآن من زخرف
ارجعي للوراء مئتي عام ماذا كان؟
بيت وغنم وبقر وحرث وانتظار الماء! ودابة نتنقل بها!
فلو جئنا بأغنى أغنياء العالم وحشرناه مع كل أمواله وتقنياته بغرفة وأغلقنا عليه الباب سيأتي بعد نصف يوم يطلب طعاما وفي اليوم الثاني يصيح يريد قطعة من الخبز! وفي الثالث سيساوم على كل ملكه مقابل شربة ماء!
أما عن ترتيبه
نرتب كتبنا ولا نسمح لاحد بالتدخل بذلك ونريد أن نرتب لله العزيز العليم الحكيم كتابه فلو كنّا حين رتب هل ستكون البقرة أول الكتاب؟!! أو هل سنسمي أكبر سور القرآن بالبقرة؟!! أم نختار لها اسماَ آخر مثلاً الكرسي "الله لا إله إلا هو الحي القيوم .. "
ولكن الله سماها البقرة .. حديث البقرة وآل عمران أنهما الزهراوان
موضوع الترتيب ليس إقناعاً من يقنع من في النهاية الله المجيد أراد أن تكون البقرة أول سور كتابه عن علم وحكمة!!!
وهذا رد آخر
البقرة دائرة الطعام كله
إذن أختنا ما دمت تجهلين فأنقلي السؤال لمن تظنين أنهم علماء
لم يفتح الله الكتاب العظيم بالبقرة؟
وماذا يعني أن تكون أول آيات الله ناقة تأكل في أرض الله "ناقة الله وسقياها"!؟!
وماذا يعني أن تكون الآية الكبرى لنعرف فيها الله عصا راعي؟
وما بعث الله نبي إلا ورعى الغنم ...... وما بعث الله نبياً إلا بلا إله إلا الله "رعو الغنم والملة"؟!
وإن كنت تجهلين فلا تُجّهلي غيرك فمن يقرأ كتاب الله بالقراءات كلها ويحفظ الصحيح وعلى وجه الخصوص بخاري ومسلم ويعلم الضعيف ... يقيناً ليس بجاهل!
سألتي عن المصدر!!
ألا يكفي آيات الله وحديث رسول الله عليه الصلاة والسلام مصدراً!!! فيما ذهبنا إليه من علاقة واضحة بين الطعام والملة
إذن فاسألي العالم لم "فليعبدوا رب هذا البيت الذي أطعمهم من جوع وامنهم من خوف"؟
وما علاقة الدين وطعام المسكين؟ "ارايت الذي يكذب بالدين فذلك الذي يدع اليتيم ولا يحض على طعام المسكين" وما علاقة لا يؤمن بالله وطعام المسكين "انه كان لا يؤمن بالله العظيم ولا يحض على طعام المسكين"؟
واسأليه ما علاقة الطعام بالذي كفر "قتل الانسان ما اكفره من اي شيء خلقه ... فلينظر الانسان الى طعامه؟
ولم ينفي الله الألوهية عن عيسى وأمه عليهما السلام بأنهما كانا يأكلان الطعام؟
حديث رسول الله عليه الصلاة والسلام "من أكل طعاما فقال الحمد لله الذي أطعمني هذا ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة غفر له ما تقدم من ذنبه"
اسأليه ماذا يعني أن نشكر الله على الطعام ويغفر لنا كما وأننا في الحج؟!! وهذا ينقلني لسؤال آخر للعالِم
"واذن في الناس بالحج ياتوك رجالا وعلى كل ضامر ياتين من كل فج عميق ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في ايام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الانعام فكلوا منها واطعموا البائس الفقير ثم ليقضوا تفثهم وليوفوا نذورهم وليطوفوا بالبيت العتيق"
"ولكل امة جعلنا منسكا ليذكروا اسم الله على ما رزقهم من بهيمة الانعام فالهكم اله واحد فله اسلموا وبشر المخبتين"
لم يكون ذكر الله على الأنعام قبل أي منسك؟ "هي دعوة للحجاج أن يشكروا الله على أنه أطعمهم من جوع!!
واسأليه عن حواري عيسى ابن مريم لم طلبوا المائدة؟! "قالوا نريد ان ناكل منها وتطمئن قلوبنا ونعلم ان قد صدقتنا ونكون عليها من الشاهدين"
ماذا كان يحدثهم المسيح عيسى كلمة الله حتى يطلبوا المائدة ويعلموا أنه صدقهم الكلام؟!!
واسأليه عن فتنة الدجال أعظم فتنة مع العلم أن قبل اللعين ثلاث سنوات يمسك الله فيها المطر ويُحاصَرُ المؤمنين حيث لا يكون طعاماً ويكون طعامهم ذكر الله ويكون مع الدجال جبل من خبز ويرد كل منهل ماء ومعه الأنعام من يأكل من خبزه يكفر بالله الحق؟!
وماذا يعني أن "تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتكفؤها الجبار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر، نزلا لأهل الجنة .. "؟!!!
يكفي هذا
.
.
.
أنتظر الأجوبة!!
لا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[أم حنان]ــــــــ[22 - 12 - 06, 06:04 م]ـ
أختي بارك الله فيك قولي لهم كلمتان: حياة الروح بالقران وحياة البدن بالطعام،،وبدونهما تموت الروح ويموت البدن وتنتهي الحياة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/180)
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[23 - 12 - 06, 01:13 ص]ـ
إنه ليشكل على هذا الاستدلال كون البقرة التي سميت بها السورة لم تذبح للأكل أصلا
ولكنها ذبحت كآية على قدرة الله وصدق النبوة، ووجوب اتباع النبي فيما أمر به قومه ولو قصرت أفهامهم عن هذا -كما تبين من قول بني إسرائيل "أتتخذنا هزوا"- وهذا محور عقدي إذا اختل لم تقم للإيمان قائمة لأن النبي يخبر عن مغيبات عالم الغيب كالبعث والجنة والنار وإن لم يترسخ هذا المحور لصار ما أخبر به النبي عن ربه محل نقد وهذا ناقض لأصل الإيمان.
هذا ما دار بخاطري
والله أعلى وأعلم
ـ[أم أحلام]ــــــــ[25 - 12 - 06, 02:31 م]ـ
جزاكم الله خيرا أخوتي وتفع بكم
وأدامكم يا أهل الملتقى
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[25 - 12 - 06, 03:25 م]ـ
يكفي في بيان جهله أن كتاب الله افتتح بسورة الفاتحة و ليس البقرة ............................
ـ[معاذ جمال]ــــــــ[25 - 12 - 06, 03:27 م]ـ
و له ان يرجع إلى كتاب مدارج السالكين للإمام ابن القيم ليعلم بعض ما قيل في سر افتتاح القران الكريم بهذه السورة.
ـ[خالد جاد الحق]ــــــــ[27 - 12 - 06, 04:00 ص]ـ
أحسنت اخ معاذ فان كتاب الله افتتح بالفاتحة ام القران والسبع المثانى ولم يفتتح بالبقرة كما قيل هنا .... ذكرنى هذا بكلام لشخص حاقد عندما تحدث عن قوة النبى وأنه_صلى الله عليه وسلم_ طاف على نسائه فى ليلة واحدة علق هذا الحاقد قائلا (كيف يكون له كل هذه القوة ولم ينجب سوى ابنة واحدة؟!) وهذا من جهله المركب فان النبى _صلى الله عليه وسلم_ انجب سبعة من الابناء ثلاثة من الذكور واربعة من الاناث ... وهذا شان دائما من يحاول ان يعكر صفو هذا الدين ياتى بجهل عجيب(72/181)
يحْفَظُ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ وَيَعْمَلُ بَنَّاءً
ـ[ياسر الحمداني]ــــــــ[22 - 12 - 06, 02:27 م]ـ
يحْفَظُ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ وَيَعْمَلُ بَنَّاءً
لَقَدِ الْتَقَيْتُ بِشَابٍّ في إِحْدَى القُرَى وَالْبِلاد؛ يحْفَظُ بِالإِضَافَةِ لِلْقُرْآنِ سَبْعَةَ عَشَرَ أَلْفَ حَدِيثٍ بِالإِسْنَاد، وَحَصِيلَتُهُ مِنَ الْكُتُبِ الَّتي قَرَأَهَا وَالمَرَاجِع: تَرْبُو عَلَى أَلْفِ مجَلَّدٍ وَكِتَابٍ جَامِع، وَبِرَغْمِ هَذَا المُسْتَوَى الرَّائِع ـ وَالَّذِي لا تَعْرِفُهُ الجَامِعَاتُ وَلا المجَامِع ـ فَإِنَّهُ يَعِيشُ هُوَ وَأَهْلُ بَيْتِهِ عَلَى دَخْلٍ مُتَوَاضِع؛ تُرَى مَاذَا يَعْمَلُ هَذَا المَوْهِبَةُ الضَّائِعَة، هَلْ يَعْمَلُ دُكْتُورًا في الجَامِعَة؟
كَلاَّ أَيُّهَا الإِخْوَةُ الأَعِزَّاء؛ إِنَّمَا يَعْمَلُ أُسْطَى بَنَّاءً في مَوَادِّ الْبِنَاء؛ أَيْنَ المَسْئُولُونَ مِن هَؤُلاء، بَدَلاً مِن أَنْ يَسْتَفِيدُواْ مِنْ قُدُرَاتِهِ الجَبَّارَة؛ تَرَكُوهُ يَعْمَلُ في الأَسْمَنْتِ وَالحِجَارَة، نَعَمْ تُوجَدُ لِلثَّقَافَةِ وَزَارَة، لَكِنَّهَا مُهْتَمَّةٌ بِهَرَم خُوفُو وَهَرَم سَقَّارَة، وَالمَعَارِضِ التَّشْكِيلِيَّةِ وَفَنِّ الْعِمَارَة، أَسْأَلُ اللهَ لِهَذِهِ الْعُقُولِ المُبْدِعَةِ وَالمُبْتَكِرَة؛ أَنْ تجِدَ الإِنْصَافَ في ظِلِّ الإِصْلاحَاتِ المُنْتَظَرَة!!
لَوْ وَجَدَ هَؤُلاءِ المُبْدِعُونَ العَبَاقِرَة؛ رِعَايَةً مِنَ المَسْئُولِينَ بِالقَاهِرَة؛ لَتَفَرَّغُواْ لِلبَحْثِ وَالعِلْمِ وَالتَّأْلِيف، وَلَمَا آثَرُواْ البَقَاءَ بِالرِّيف، وَلا قَعَدَ بَعْضُهُمْ عَلَى الرَّصِيف، وَلَكِنْ سُوءُ الحَال؛ وَقِلَّةُ المَال؛ اضْطَرَّهُمْ لِقَبُولِ هَذِهِ الأَعْمَال؛ وَمَن أَرَادَ وَمَنْ لَمْ يَرْكَبِ الأَهْوَالَ لَمْ يَنَلِ الرَّغَائِب!!
وَمَنْ لَمْ يَبْكِ عَلَى نَفْسِهِ فَلَنْ يَبْكِيَ عَلَيْهِ أَحَد؛ قَالَ شَنْقٌ أَمْ خَنْقٌ؟ قَالَ كُلُّهُ في الرَّقَبَة!!
قَدْ حَطَّمُونَا قَادَةُ التَّعْلِيمِ في أَرْضِ مِصْرٍ أَيَّمَا تحْطِيمِ
وَمَنَارَةُ التَّعْلِيمِ يَا وُزَرَاءَ نَا أَوْلى مِنَ الآثَارِ بِالتَّرْمِيمِ
{يَاسِرٌ الحَمَدَاني}
وَحَوْلَ أَحْوَالِ هَؤُلاءِ المُبْدِعِينَ غَيرِ الأَكَادِيمِيِّين ـ الَّتي يَنْدَى لَهَا الجَبِين ـ وَحَوْلَ الْكَثِيرِ وَالمَرِيرِ مِن هَذِهِ الحِكَايَات المُبْكِيَات؛ كَتَبْتُ هَذِهِ الأَبْيَات، الْعَشْرَ التَّالِيَات:
لَكَ اللهُ مِن عَالِمٍ يَا شِحَاتَة قَضَى في عُلُومِ الحَدِيثِ حَيَاتَه
أَيُتْرَكُ مِثْلُكَ دُونَ اهْتِمَامٍ وَيُلْتَفُّ حَوْلَ خَيَالِ ((المَآتَة))
الذَّنْبُ يَرْجِعُ لِلصَّحَافَة وَإِلى وَزَارَاتِ السَّخَافَة
كَمْ قَدَّمُواْ لِلنَّاسِ فَنًّا هَابِطًا بِاسْمِ الثَّقَافَة
كَمْ عَبْقَرِيٍّ ضَيَّعُوهُ كَانَ يُعْرَفُ بِالحَصَافَة
مَا حَاوَلَتْ تِلْكَ الجِهَاتُ الْبَحْثَ عَنهُ وَاكْتِشَافَة
أَكَلَ الْبُقُولَ وَغَيْرُهُ أَكَلَ الْقَطَائِفَ وَالْكُنَافَة
كَمْ بَينَ مِصْرٍ وَالتَّقَدُّمِ يَا صَدِيقِي مِنْ مَسَافَة
بِقَلَم / يَاسِر الحَمَدَاني Yasser_Elhamadany@Hotmail.Com ( الحَمَدَاني Yasser_Elhamadany@Hotmail.Com)
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[22 - 12 - 06, 05:19 م]ـ
بارك الله فيكَ أخى الكريم ,
و كم فى الزوايا خبايا و كم فى الناس بقايا , و كثير و الله هم مثل هذا الرجل أو أقل منه و لكن لهم بيوت و عليهم مسؤوليات كآحاد البشر , فنهيب بالإخوة القادرين تبنى هؤلاء و إحتساب ذلك عند الله و ما من أحد يهتدى على يديه إلا و أنت قسيم له فى الأجر فأى ثواب أعظم من هذا.
و نسأل الله أن يتولاهم.
شكر الله لكَ أخى ياسر.(72/182)
إشكال في حديث عبادة بن الصامت في الربا!!
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 - 12 - 06, 02:40 م]ـ
حديث عبادة بن الصامت: " الذهب بالذهب، و الفضة بالفضة، و البر بالبر، و الشعير بالشعير، و التمر بالتمر، و الملح بالملح مثلا بمثل سواء بسواء، فإذا اختلف هذه الأصناف، فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد، فمن زاد أو استزاد فقد أربى ".
يقول أهل العلم: إن هَذِهِ الْأَصْنَافَ الْمَذْكُورَةَ فِي الْحَدِيثِ مِنْ حَيْثُ بَيْعُهَا مُتَفَاضِلًا أَوْ نَسَأً: تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
1 – منها: ما يلزم فيها التماثل و التقابض.
2 – و منها: ما يلزم فيها التقابض، و لا يلزم فيها التماثل.
3 – و منها: ما يجوز فيها التفاضل و النَّسَأُ.
ما الدليل على إخراج الصورة الثالثة - من حيث جواز النسأ - من عموم قوله صلى الله عليه و سلم: " فبيعوا كيف شئتم إذا كان يدا بيد "، وهل هذه مسألة مجمع عليها؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 03:40 م]ـ
نعم يا أخي مجمع عليها، نقل ذلك ابن قدامة في المغني.
وعمل المسلمين جارٍ عليها قديما وحديثا فلا مجال للنزاع فيها أصلا
والله أعلم
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[22 - 12 - 06, 07:23 م]ـ
نعم يا أخي مجمع عليها، نقل ذلك ابن قدامة في المغني.
وعمل المسلمين جارٍ عليها قديما وحديثا فلا مجال للنزاع فيها أصلا
والله أعلم
جزاكم الله خيرا(72/183)
أريد معلومات عن بحث بعنوان الحاكم النيسابوري وكتابه المستدرك
ـ[السني]ــــــــ[22 - 12 - 06, 04:23 م]ـ
وهي دراسة أجراها د. محمود ميره.
كما أسأل عن مكان المكتبة السعيدية أو إلى أين آلت هذه المكتبة؟
ـ[أبو أويس الجزائري]ــــــــ[31 - 01 - 07, 02:11 م]ـ
[الكتاب يا أخي لم يطبع إلى الآن وهومحفوظ فيكلية أصول الدين بالأزهر, وكذلك بمركز جمعة الماجد بالإمارات.
وهناك دراسة أخرى بعنوان الإمام الحاكم النيسابوري وكتابه المستدرك مع العناية بكتاب التفسير لد عادل حسن علي طبع مؤسسة المختار مصر(72/184)
كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله يكثر من ذكر هذا البيت.
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 12 - 06, 04:29 م]ـ
قال الصفدي رحمه الله في كتابه: (الوافي بالوفيات) في ترجمة شيخ الإسلام رحمه الله:
(وأول ما اجتمعت أنا به كان في سنة ثمان عشرة أو سبع عشرة وهو بمدرسته في القصاعين بدمشق المحروسة، وسألته مسألة مشكلة في التفسير ومسألة مشكلة في الإعراب ومسألة مشكلة في الكنى، والحاجب في الحنبلية، فكنت أرى منه عجباً من عجائب البر والبحر، نوعاً فرداً وشكلاً غريباً.
وكان ما ينشد قول ابن صردر:
تموت النفوس بأوصابها * ولم تشكُ عوّادُها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي* أذاها إلى غير أحبابها
وينشد أيضاً:
مَنْ لم يُقَد ويُدَسّ في خَيْشومه * رَهْجُ الخميس فَلَنْ يَقود خميسا) أ. هـ
وقال أيضا: (وكنت أحضر دروسه ويقع لي في أثناء كلامه فوائد لم أسمعها من غيره، ولا وقفت عليها في كتاب رحمه الله تعالى. وعلى الجملة فما رأيت، ولا أرى مثله في اطلاعه، وحافظته ولقد صدق ما سمعنا به عن الحفاظ الأول، وكانت هممه علية إلى الغاية؛ لأنه كان كثيرا ما ينشد:
تموت النفوس بأوصابها * ولم تشك عوداها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي * أذاها إلى غير أحبابها
وينشد أيضا:
من لم يُقد ويُدسُّ في خيشومِه * رهجُ الخميسِ فلن يقود خميسا) أ. هـ
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 12 - 06, 01:52 م]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه بدائع الفوائد 1/ 99، وعند ذكره لقاعدةٍ بديعةٍ في المفرد والجمع .... قال:
ورأيت لشيخنا أبي العباس ابن تيمية - رحمه الله - فيه فهما عجيبا كان إذا انبعث فيه أتى بكل غريبة، ولكن كان حاله فيه كما كان كثيرا يتمثل:
تألَّق البرقُ نجديا فقلتُ له **** يا أيها البرق إنِّي عنك مشغولُ
ـ[السدوسي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 12:01 ص]ـ
شكر الله لك.
وهذا البيت:
مَن لَم يَقُد فَيَطيرَ في خَيشومِهِ رَهَجُ الخَميسِ فَلَن يَقودَ خَميسا
لأبي تمام.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 01 - 07, 10:30 م]ـ
الأخ الكريم / السدوسي
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأوفاه.
إضافة متميزة، ولعلي أعيد النظر في إحالة الأبيات إلى أصحابها إتماما للفائدة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 01 - 07, 10:41 م]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في مدارج السالكين (1/ 60):
" فأما الإستدلال بالصنعة فكثير، وأما الإستدلال بالصانع فله شأن؛ وهو الذي أشارت إليه الرسل بقولهم لأممهم: (أفي الله شك) أي أيشك في الله حتى يطلب إقامة الدليل على وجوده، وأي دليل أصح وأظهر من هذا المدلول، فكيف يستدل على الأظهر بالأخفى، ثم نبهوا على الدليل بقولهم: (فاطر السموات والأرض).
وسمعت شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية قدس الله روحه يقول: كيف يُطلب الدليل على من هو دليل على كل شيء.
وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت:
وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[30 - 01 - 07, 11:45 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ومما يضاف إلى ما كان يتمثل به شيخ الإسلام رضي الله عنه وأرضاه من الشعر ما أورده صاحب الرد الوافر قال: قال شيخنا الحافظ أبو بكر محمد بن المحب فيما وجدته بخطه قلت أمام شيخنا المزي: ابن القيم في درجة ابن خزيمة؟ فقال هو في هذا الزمان كابن خزيمة في زمانه، ترجم (أي ابن القيم) شيخه غير ما مرة بشيخ الاسلام منها ما تقدم قريبا ومنها قوله وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية يقول ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لم يدخل جنة الآخرة قال وكان اذا صلى الفجر يجلس مكانه يذكر الله تعالى حتى يتعالى النهار جدا وكان اذا سئل عن ذلك يقول هذه غدوتي ولو لم اتغد هذه الغدوة سقطت قواي وكان يقول لما خلق الله حملة العرش قالوا ربنا لم خلقتنا قال خلقتكم لتحملوا عرشي قالوا ربنا ومن يطيق حمل عرشك وعليه عظمتك قال قولوا لا حول ولا قوة إلا بالله وكان يكثر ان يقول:
أنا المكدي وابن المكدي ... وهكذا كان أبي وجدي
(والمُكَدّي هو العبد والخادم، ويقصد رضي الله عنه أنه هو وأبوه وجده عبيد لله خدّام لدينه)
وكان يقول: بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين وكان يقول لا بد للسالك الى الله من همة تسيره وترقيه وعلم يبصره ويهديه وقال العارف يسير الى الله عز وجل بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس وكان يتمثل كثيرا:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ... وصوت إنسان فكدت أطير
وكان يتمثل أيضا
وأخرج من بين البيوت لعلني ... أحدث عنك النفس في السر خاليا.
اهـ
ـ[أبو محمد القحطاني]ــــــــ[31 - 01 - 07, 12:22 ص]ـ
مما كان يتمثل به شيخ الإسلام:
قال الحافظ ابن كثير في البداية (11/ 292) [الشاملة] في ترجمة المتنبي:
((ومنها قوله:
يا من ألوذ به فيما أؤمله * ومن أعوذ به مما أحاذره
لا يجبر الناس عظما أنت كاسره * ولا يهيضون عظما أنت جابره
وقد بلغني عن شيخنا العلامة شيخ الاسلام أحمد بن تيمية رحمه الله أنه كان ينكر (1) على المتنبي هذه المبالغة في مخلوق ويقول: إنما يصلح هذا لجناب الله سبحانه وتعالى.
وأخبرني العلامة شمس الدين بن القيم رحمه الله أنه سمع الشيخ تقي الدين المذكور يقول: ربما قلت هذين البيتين في السجود أدعو لله بما تضمناه من الذل والخضوع.)) انتهى.
(1) في الشاملة: يكر بدون نون!.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/185)
ـ[صخر]ــــــــ[31 - 01 - 07, 04:16 ص]ـ
رحمة الله على الإمام
من أبياته الجميلة التي تفيض تضرعا وخضوعا لله عزوجل:
أنا الفقير إلى رب البريات *******أنا المسيكين فى مجموع حالاتى
أنا الظلوم لنفسى وهي ظالمتي *******والخير إن يأتنا من عنده ياتى
لا أستطيع لنفسى جلب منفعة ******* ولا عن النفس لى دفع المضرات
وليس لي دونه مولى يدبرني ******* ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتى
إلا بإذن من الرحمن خالقنا ******* إلى الشفيع كما قد جاء في الآيات
ولست أملك شيئا دونه أبدا ******* ولا شريك أنا فى بعض ذرات
ولا ظهير له كي يستعين به ******* كما يكون لأرباب الولايات
والفقر لى وصف ذات لازم أبدا ******* كما الغنى أبدا وصف له ذاتي
وهذه الحال حال الخلق أجمهم ******* وكلهم عنده عبد له آتى
فمن بغى مطلبا من غير خالقه ******* فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي
والحمد لله ملء الكون أجمعه ******* ما كان منه وما من بعد قد ياتى
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[31 - 01 - 07, 04:51 ص]ـ
جزاك الله خيرا
تموت النفوس بأوصابها * ولم تشكُ عوّادُها ما بها
وما أنصفت مهجة تشتكي* أذاها إلى غير أحبابها
الذي أذكره أن الشطر الثاني من البيت الأول هكذا
ولم يَدْر عُوَّادُها ما بها
وهو أصح كما هو واضح، مع الشكر للجميع.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[31 - 01 - 07, 04:54 ص]ـ
وكذلك كان رحمه الله يذكر هذا البيت:
وإذا كانت النفوس كِباراً ... تعبتْ في مُرادها الأجسادُ
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[31 - 01 - 07, 01:13 م]ـ
وليس يصح في الأذهان شيء ... إذا احتاج النهار إلى دليل
بارك الله بك أخي المسيطير، وكثر الله فوائدك.
وهذا البيت للمتنبي في ديوانه.
ـ[السدوسي]ــــــــ[03 - 02 - 07, 11:14 ص]ـ
والشيء بالشيء يذكر مع الفارق قال ابن كثير في البداية والنهاية [جزء 12 - صفحة 318] في ترجمة أبي القاسم السهيلي:
وله قصيدة كان يدعو الله بها ويرتجى الآجابة فيها وهي ...
يامن يرى ما في الضمير ويسمع ... أنت المعد لكل ما يتوقع
يامن يرجى للشدائد كلها ... يامن إليه المشتكى والمفزع
يامن خزائن رزقه في قول كن ... امنن فإن الخير عندك أجمع
مالي سوى فقري إليك وسيلة ... فبالافتقار إليك فقري أدفع
مالي سوى قرعي لبابك حيلة ... فلئن رددت فأي باب أقرع
ومن الذي ارجو واهتف بإسمه ... إن كان فضلك عن فقيركض يمنع
حاشا لمجدك أن تقنط عاصيا ... الفضل أججزل والمواهب أوسع
وقال ابن دحية الكلبي في المطرب من أشعار أهل المغرب - (ج 1 / ص 67)
وأنشدني رحمه الله، وذكر لي انه ما سأل الله بها حاجة إلا أعطاه إياها، وكذلك من استعمل إنشادها:
يا من يَرى ما في الضمير ويسمَعُ ... أنت المُعّدُّ لكل ما يتُوقَّعُ
يا من يُرجَّى للشدائِد كلَّها ... يا مَن إليه المُشتكَى والمَفزَعُ
يا من خزائنُ رِزْقه في قولِ كُن ... امنُنْ فإن الخيرَ عندك اجمع
ما لي سِوَى فقرِي إليك وسيلةٌ ... فبالافتقارِ إليك فَقْرِي أدفع
ما لي سوى قَرْعِي لبابِك حِيلةٌ ... فلئنْ رَدَدْتَ فأيَّ بابٍ أقرع
ومَن الذي أدعُو وأهْتِف باسمه ... إن كان فَضْلُكَ عن فقيرٍ يُمنع
حاشا لمجِدك أن تُقنَّط عاصياً ... الفَضْلُ أجزلُ والمَواهبُ أوسع
أما رفع " أجمع " في هذا البيت، فيجوز أن يكون توكيدا لمكان " إنّ " الابتدائية، إذ موضعها الابتداء، وهي مؤكدة للجملة، لم تغير معناها وإن غيرت لفظها. ألا تراهم قد عطفو على اسمها بالرفع، وهو إذا استوفت خبراها، نحو: إن زيداً قائم وعمرو، وإذا لم تستوف خبرها فلا يجيز البصريون ذلك. وذلك انك إذا قلت: إنك وزيد قائمان، وجب أن يكون " زيد " مرفوعا بالابتداء، ويكون عاملا في خبر زيد، وإنّ عاملة في خبر الكاف. ولا يجوز اجتماع عاملين على معمول واحد. وأما الكوفيون فاختلفوا، فذهب الكسائي إلى جواز ذلك مطلقا، سواء تبين عمل " إنَّ " أو لم يتبين، نحو: إن زيداً وعمرو قائمان، وإنه وبكر منطلقان. واستدل بقوله جل وعلا: (إِنَّ الَّذِين آمَنُوا والَّذِينَ هَادُوا والصَّابِئُون) فعطف ورفع. وذهب الفراء إلى انه لا يجوز العطف إلا على ما لا يبين فيه العمل، نحو: إنك وزيد ذاهبان، لأنه بعدم التأثير ضعفت، فجاز العطف كما لو كان على المبتدأ. وإذا كان كذلك جاز أيضا توكيد الموضع بالرفع، والله اعلم.
ويظهر لي أن شيخ الاسلام أو تلميذه أشار إليها ولكني لم أقف عليها.
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 03 - 07, 12:37 ص]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه بدائع الفوائد 1/ 99، وعند ذكره لقاعدةٍ بديعةٍ في المفرد والجمع .... قال:
ورأيت لشيخنا أبي العباس ابن تيمية - رحمه الله - فيه فهما عجيبا كان إذا انبعث فيه أتى بكل غريبة، ولكن كان حاله فيه كما كان كثيرا يتمثل:
تألَّق البرقُ نجديا فقلتُ له **** يا أيها البرق إنِّي عنك مشغولُ
قال ياقوت الحموي في كتابه: (معجم البلدان) ج5/ 264:
وأدخل على عبد الملك بن مروان عشرة من الخوارج، فأمر بضرب رقابهم، وكان يوم غيم ومطر ورعد وبرق، فضربت رقاب تسعة منهم وقدم العاشر ليضرب عنقه فبرقت برقة؛ فأنشأ يقول:
تألق البرق نجديا فقلت له ... يا أيها البرق إني عنك مشغول
بذلة العقل حيران بمعتكف ... في كفه كحباب الماء مسلول
فقال له عبد الملك: ما أحسبك إلا وقد حننت إلى وطنك وأهلك وقد كنت عاشقا؟.
قال: نعم يا أمير المؤمنين.
قال: لو سبق شعرك قتل أصحابك لوهبناهم لك؛ خلوا سبيله فخلوه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/186)
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 06 - 07, 01:03 ص]ـ
قال الصفدي رحمه الله في كتابه: (الوافي بالوفيات) في ترجمة شيخ الإسلام رحمه الله:
«وعلى الجملة فكان الشيخ تقي الدين ابن تيمية أحد الثلاثة الذين عاصرتهم ولم يكن في الزمان مثلهم، بل ولا قبلهم من مائة سنة، وهم:
- الشيخ تقي الدين ابن تيمية.
- والشيخ تقي الدين ابن دقيق العيد.
- وشيخنا العلامة تقي الدين السبكي.
وقلت في ذلك:
ثلاثة ليس لهم رابع ... فلا تكن من ذاك في شكِّ
وكلُّهم منتسبٌ للتُّقى ... يقصُر عنهم وصفُ من يحكي
فإن تشأْ قلت ابن تيمية ... وابن دقيق العيد والسبكي» اهـ
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 11 - 07, 02:21 ص]ـ
وكان يقول: بالصبر واليقين تنال الامامة في الدين وكان يقول لا بد للسالك الى الله من همة تسيره وترقيه وعلم يبصره ويهديه وقال العارف يسير الى الله عز وجل بين مشاهدة المنة ومطالعة عيب النفس وكان يتمثل كثيرا:
عوى الذئب فاستأنست بالذئب إذ عوى ... وصوت إنسان فكدت أطير
قيل أن قائل هذا البيت (تأبط شرا)، وقيل أنه صاحبه (الشنفري)، وقيل أنه (الأحيمر السعدي)، ونقل أنه قال:
عَوى الذئبُ فَاستَأنَستُ بِالذئبِ إِذَا عَوَى ** وَصَوَّتَ إِنسَانٌ فَكِدتُ أَطيرُ
يَرَى اللهُ إِنِّي لِلأَنِيسِ لَكَارِهٌ ** وَتُبغِضُهُم لِي مُقلَةٌ وَضَميرُ
فَلِلَّيلِ إِن وارانِي اللَّيلُ حكمُهُ ** وَلِلشَمسِ إِن غَابَت عَلَيَّ نُذورُ
وَإِنِّي لأَستَحيِي مِنَ اللهِ أَن أُرَى ** أُجَرِّرُ حَبلاً لَيسَ فِيهِ بَعيرُ
وَأَن أَسأَلَ المَرءَ اللَئِيمَ بَعيرَهُ ** وَبَعرانُ رَبِّي فِي البِلادِ كَثيرُ
لَئِن طَالَ لَيلِي بِالعِراقِ لَرُبَّمَا ** أَتَى لِيَ لَيلٌ بِالشَّامِ قَصيرُ
مَعي فِتيَةٌ بِيضُ الوُجوهِ كَأَنَّهُم ** عَلَى الرَحلِ فَوقَ النَاعِجَاتِ بُدورُ
أَيَا نَخلاتِ الكَرمِ لاَ زَالَ رَائِحاً ** عَلَيكُنَّ مُنهَلُّ الغَمَامِ مَطيرُ
سُقيتُنَّ مَا دَامَت بِكَرمانَ نَخلَةٌ ** عَوامِرَ تَجرِي بَينَكُنَّ بُحورُ
سُقيتُنَّ مَا دَامَت بِنَجدٍ وَشيجَةٍ ** وَلا زَالَ يَسعى بَينَكُنَّ غَديرُ
ـ[المسيطير]ــــــــ[22 - 11 - 07, 08:44 ص]ـ
(كان الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله يتمثل كثيراً بهذين البيتين:
بينا يرى الإنسان فيها مخبراً ... حتى يُرى خبراً من الأخبار
طُبعت على كدرٍ وأنت تريدها ... صفواً من الأقذار* والأكدار
المستدرك على مجموع الفتاوى1/ 163
-----
(*) قيل "الأقذار"، وقيل " الأقذاء" والثاني أكثر ورودا - في بعض ماقفت عليه -، ولعلي أنقل القصيدة كاملة مع بيان قائلها وسببها بإذن الله.
-----
أفدت أصل الفائدة من الشيخ العويشز وفقه الله في موضوعه (ملف اللطائف - مشاركة 12):
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=8845
ـ[أبو سمية السلفي]ــــــــ[22 - 11 - 07, 09:46 ص]ـ
(كان الشيخ تقي الدين ابن تيمية رحمه الله يتمثل كثيراً بهذين البيتين:
بينا يرى الإنسان فيها مخبراً ... حتى يُرى خبراً من الأخبار
طُبعت على كدرٍ وأنت تريدها ... صفواً من الأقذار* والأكدار
المستدرك على مجموع الفتاوى1/ 163
-----
(*) قيل "الأقذار"، وقيل " الأقذاء" والثاني أكثر ورودا - في بعض ماقفت عليه -، ولعلي أنقل القصيدة كاملة مع بيان قائلها وسببها بإذن الله.
-----
أفدت أصل الفائدة من الشيخ العويشز وفقه الله في موضوعه (ملف اللطائف - مشاركة 12):
هذان البيتان من قصيدة للتهامي الشاعر علي بن محمد بن فهد أبي الحسن وقد قالها في رثاء ولده وقد قال عنها الصفدي: سارت مسير الشمس.
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 04 - 08, 02:35 م]ـ
ولعلي أنقل القصيدة كاملة مع بيان قائلها وسببها بإذن الله.
أنقل لكم بعضها:
قصيدة أبي الحسين التهامي المتوفى في القرن الخامس يرثي فيها ابنه الذي مات صغيراً فرثاه بقصيدة أنتشرت في الافاق .... وهذا بعض ماجاء بها…
حكم المنية في البرية جاري ما هذه الدنيا بدار قرار
بينا يُرى الإنسان فيها مخبراً حتى يرى خبراً من الأخبار
طُبعت على كدر وأنت تريدها صفواً من الأقذاء والأكدار!!
ومكلف الأيام ضد طباعها متطلب في الماء جذوة نار
وإذا رجوت المستحيل فإنما تبني الرجاء على شفير هار
فالعيش نوم والمنية يقظة والمرء بينهما خيال سار
فاقضوا مآربكم عجالاً إنما أعماركم سفر من الأسفار
وتراكضوا خيل الشباب وبادروا أن تسترد فإنهن عوار
ثم يصف ابنه بأبيات، فيقول:
يا كوكباً ما كان أقصر عمره وكذاك عمر كواكب الأسحار
وهلال أيام مضى لم يُستدر بدراً ولم يمهل إلى الأسحار
عجل الخسوف إليه قبل أوانه فمحاه قبل مظنة الإبدار
واستُل من أترابه ولداته كالمقلة استُلت من الأشفار
فكأن قلبي قبره وكأنه في طيّه سر من ألأسرار
إن الكواكب في علو مكانها لترى صغاراً وهي غير صغار
ولد المعزى بعضه فإذا مضى بعض الفتى فالكل في الآثار
أبكيه ثم أقول معتذراً له وُفّقتَ حين تركتَ ألأم دار
جاورتُ أعدائي وجاور ربه شتان بين جواره وجواري
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/187)
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 04 - 08, 02:51 م]ـ
مكرر ..........
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 01 - 09, 10:57 م]ـ
رحم الله الإمام ابن تيمية ... وجمعنا وإياه ووالدينا وعلمائنا وذرياتنا ومن نحب في الفردوس الأعلى.
ـ[السدوسي]ــــــــ[31 - 01 - 09, 09:28 ص]ـ
شكر الله لك - يا محب -رفع الموضوعات القيمة وتذكيرنا بها
ومما يذكر في البيت الذي ذكرته قبل: تألق البرق نجديا ....
ماذكره ابن خلكان في وفيات الأعيان - (ج 2 / ص 46)
قيل: حضر بساط الحجاج رجل تعين عليه القتل وحضر أهل القود بحضوره، فلما فرض النطع وسل السيف اتفق أن ملأ عينه في حالته تلك فرأى بريق السيف ولمعان برق فاستنظر ثم أنشد مرتجلاً:
تألق البرق من نجد فقلت له ... يا أيها البرق إني عنك مشغول
يكفيك ما قد ترى من ثائر حنق ... في كفه كصبيب الماء مسلول
فلما رأى الحجاج ما كان من حضوره ذهنه وجودة شعره عطف عليه إشفاقاً له وعرض على طالبيه أن يؤدي عنه ديته، فجلعوا يأبون وجعل يتولج في تحليل القصة ويتدرج في تنفيس الدية حتى بذل لهم دية ملك، فلما أبوا وعتوا قال لحرسه: فكوا قيده وخلوا سبيله فإن من لم ينس أحبته في هذا المقام لجدير أن لا يُقتل.
ـ[المسيطير]ــــــــ[09 - 04 - 09, 08:49 ص]ـ
بارك الله فيك أخي الحبيب / السدوسي على إضافتك وفادتك.
---
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب " مدارج السالكين " ... في منزلة الخشوع:
(ولقد شاهدت من شيخ الإسلام ابن تيمية - قدس الله روحه - من ذلك أمرا لم أشاهده من غيره، وكان يقول كثيرا: ما لي شيء، ولا مني شيء، ولا في شيء، وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت:
أنا المكدي وابن المكدي ... وهكذا كان أبي وجدي
وكان إذا أثني عليه في وجهه يقول: والله إني إلى الآن أجدد إسلامي كل وقت، وما أسلمت بعد إسلاما جيدا) أ. هـ.
ـ[علي سلطان الجلابنة]ــــــــ[10 - 04 - 09, 07:28 م]ـ
جميل بارك الله فيك أخي وشيخي المسيطر
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
ـ[المسيطير]ــــــــ[15 - 10 - 09, 09:11 م]ـ
وكان كثيرا ما يتمثل بهذا البيت:
أنا المكدي وابن المكدي ... وهكذا كان أبي وجدي
قال الشيخ العلامة / عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل حفظه الله تعالى في كتابه: (كشكول ابن عقيل) ص13:
كان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى يتمثل بهذا البيت:
أنا المكدي وابن المكدي ... وهكذا كان أبي وجدي
فأضفت إليه بيتا آخر، وهو:
برئت من: لي، وأنا، وعندي ... يارب فارحمني وخذ بيدي
والمراد بـ " لي " وأنا، وعندي؛ مَن ذَمّ الله من قالها في كتابه: " ليقولن هذا لي " " أنا خير منه " " على علم عندي ".
---
الأخ الحبيب / علي سلطان الجلابنة
جزاك الله خير الجزاء، واجزله، وأتمه، وأوفاه ... أسعدتني بإطلالتك ... زادك الله من فضله.
ـ[المسيطير]ــــــــ[23 - 01 - 10, 10:13 م]ـ
وذكر عمر بن عمران بن صدقة البلالي أن ابن تيمية أنشده وهما في الاعتقال:
لا تفكرن وثق بالله إن له ... ألطاف دقت عن الأذهان والفطن
يأتيك من لطفه ما ليس تعرفه ... حتى تظن الذي قد كان لم يكن
--
(*) الدرر الكامنة في أعيان المئة الثامنة 1/ 404. نسخة الشاملة.
ـ[السدوسي]ــــــــ[31 - 01 - 10, 10:22 م]ـ
مدارج السالكين - (1/ 328)
وسمعت شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه يقول: انظر إلى موسى صلوات الله وسلامه عليه رمى الألواح التي فيها كلام الله الذي كتبه بيده فكسرها وجر بلحية نبي مثله وهو هارون ولطم عين ملك الموت ففقأها وعاتب ربه ليلة الإسراء في محمدورفعه عليه وربه تعالى يحتمل له ذلك ويحبه ويكرمه ويدلله لأنه قام لله تلك المقامات العظيمة في مقابلة أعدى عدو له وصدع بأمره وعالج أمتي القبط وبني إسرائيل أشد المعالجة فكانت هذه الأمور كالشعرة فى البحر وانظر إلى يونس بن متى حيث لم يكن له هذه المقامات التي لموسى غاضب ربه مرة فأخذه وسجنه في بطن الحوت ولم يحتمل له ما احتمل لموسى وفرق بين من إذا أتى بذنب واحد ولم يكن له من الإحسان والمحاسن ما يشفع له وبين من إذا أتى بذنب جاءت محاسنه بكل شفيع كما قيل:
وإذا الحبيب أتى بذنب واحد ... جاءت محاسنه بألف شفيعأهـ.
قلت: ظاهر كلام ابن القيم أن البيت من تتمة كلام شيخ الاسلام لكني وجدت البيت منسوبا لابن نباتة المصري وهو متوفى عام 768فيبعد أن يستشهد بكلامه وإن كان معاصرا له.
ـ[أمين بن أبي القاسم البوجليلي]ــــــــ[13 - 10 - 10, 03:23 م]ـ
قال الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه بدائع الفوائد 1/ 99، وعند ذكره لقاعدةٍ بديعةٍ في المفرد والجمع .... قال:
ورأيت لشيخنا أبي العباس ابن تيمية - رحمه الله - فيه فهما عجيبا كان إذا انبعث فيه أتى بكل غريبة، ولكن كان حاله فيه كما كان كثيرا يتمثل:
تألَّق البرقُ نجديا فقلتُ له **** يا أيها البرق إنِّي عنك مشغولُ
هل هذا يشبه قول ابن حزم:
أنا الشمس في جو العلوم منيرة **** ولكن عيبي أن مطلعي الغربُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/188)
ـ[عبد الله العثمان]ــــــــ[13 - 10 - 10, 07:06 م]ـ
أنا الفقير إلى رب البريات *******أنا المسيكين فى مجموع حالاتى
أنا الظلوم لنفسى وهي ظالمتي *******والخير إن يأتنا من عنده ياتى
لا أستطيع لنفسى جلب منفعة ******* ولا عن النفس لى دفع المضرات
وليس لي دونه مولى يدبرني ******* ولا شفيع إذا حاطت خطيئاتى
إلا بإذن من الرحمن خالقنا ******* إلى الشفيع كما قد جاء في الآيات
ولست أملك شيئا دونه أبدا ******* ولا شريك أنا فى بعض ذرات
ولا ظهير له كي يستعين به ******* كما يكون لأرباب الولايات
والفقر لى وصف ذات لازم أبدا ******* كما الغنى أبدا وصف له ذاتي
وهذه الحال حال الخلق أجمهم ******* وكلهم عنده عبد له آتى
فمن بغى مطلبا من غير خالقه ******* فهو الجهول الظلوم المشرك العاتي(72/189)
حكم الجوائز التي يجعلها أصحاب المحلات .... ابن عثيمين
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[22 - 12 - 06, 04:50 م]ـ
حكم الجوائز التي يجعلها أصحاب المحلات
سؤال:
عندنا أنواع من البيوع منتشرة الآن، يقوم التاجر بعرض بضاعته ويوزع كوبونات على المشترين بحسب قيمة شراء كل واحد، وهذه الكوبونات تدخل في سحب الجوائز، ثم تعمل بعد ذلك قرعة، ويفوز بعض الناس بجوائز يوزعها عليهم هذا التاجر، فما حكم ذلك؟
الجواب:
الحمد لله:
هذا نوع من البيوع نخاطب به البائع والمشتري، نقول للبائع: هل أنت ترفع سعر السلعة من أجل هذه الجائزة أو لا؟ إن كنت ترفع السعر فإنه لا يجوز، لأنه إذا رفع السعر، واشترى الناس منه، صاروا إما غارمين وإما غانمين، يعني إما رابحين، وإما خاسرين.
فإذا كانت هذه السلعة في السوق مثلاً تساوي عشرة فجعلها باثني عشر من أجل الجائزة، فهذا لا يجوز، لأن المشتري باثني عشر إما أن يخسر الزائد على العشرة، وإما أن يربح أضعافاً مضاعفة بالجائزة، فيكون هذا من باب الميسر والقمار المحرم، هذه واحدة.
فإذا قال البائع: أنا أبيع بسعر الناس، لا أزيد ولا أنقص، فله أن يضع تلك الجوائز تشجيعاً للناس على الشراء منه.
ثم نتجه إلى المشتري فنقول له: هل اشتريت هذه السلعة لحاجتك إليها، وأنك كنت ستشتريها سواء كان هناك جائزة أم لا؟ أم أنك اشتريتها من أجل الجائزة فقط؟ فإن قال الأول، قلنا: لا بأس أن تشتري من هذا أو من هذا، لأن السعر ما دام كسعر السوق، وأنت ستشتري هذه السلعة لحاجتك، فحينئذ تكون إما غانماً وإما سالماً، ففي هذه الحال لا بأس أن تشتري من صاحب الجوائز.
وأما إذا قال: أنا أشتري ولا أريد السلعة وإنما أشتري لأجل أن أحصل على الجائزة، قلنا: هذا من إضاعة المال، لأنك لا أتدري أتصيب الجائزة أو لا تصيبها.
وقد بلغني أن بعض الناس يشتري علب اللبن وهو لا يريدها، يشتريها ويريقها، لعله يحصل على الجائزة، فهذا يكون من إضاعة المال، وقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن إضاعة المال.
بقي شيء ثالث: إذا قال قائل: هذه المعاملة تضر بالبائعين الآخرين، لأن هذا البائع إذا جعل جوائز للمشترين وكان سعره كسعر السوق، اتجه جميع الناس إليه وكسدت السلع عند التجار الآخرين، فيكون هذا ضرر على الآخرين، فنقول هذا يرجع إلى الدولة، فيجب على الدولة أن تتدخل إذا رأت أن هذا الأمر يوجب اضطراب السوق، فإنها تمنعه إذا رأت المصلحة في منعه، أو إذا رأت أنه من التلاعب في الأسواق - والتلاعب في الأسواق يجب على ولي الأمر أن يمنعه -.
فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله. "لقاءات الباب المفتوح" (3/ 72).
http://islamqa.com/index.php?ref=82237&ln=ara(72/190)
هل يجوز الاضحية للشخص المديون؟
ـ[أم حبيبة م. فهمي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 05:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخت في الله تسأل:
عندى سؤال هام ارجو ان تفتونى فيه اخواتى افادكم الله
لانى بحثت كثير على النت ولم اجد اجابة
هل يجوز الاضحية للشخص المديون؟
مع العلم بانة لن يتمكن من سداد الدين قبل العيد وفى نفس الوقت يستطيع شراء الاضحية فهل يجوز له ذلك؟ وهل يجوز ان نشترك انا وزوجى فى اضحية واحده مع العلم بان لكل منا ذمة مالية منفصلة لانى اعمل وهو يعمل ولكنى لا استطيع شراء اضحية لنفسى فقط واريد ان اضحى فهل يجوز ذلك؟؟
وجزاكم الله كل خير
أم حبيبة م. فهمي
مصر
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[22 - 12 - 06, 05:43 م]ـ
و عليكِ السلام و رحمة الله و بركاته ..
قال شيخ الإسلام رحمه الله:
وَقَالَ رَحِمَهُ اللَّهُ وَالْأُضْحِيَّةُ مِنْ النَّفَقَةِ بِالْمَعْرُوفِ فَيُضَحِّي عَنْ الْيَتِيمِ مِنْ مَالِهِ وَتَأْخُذُ الْمَرْأَةُ مِنْ مَالِ زَوْجِهَا مَا تُضَحِّي بِهِ عَنْ أَهْلِ الْبَيْتِ وَإِنْ لَمْ يَأْذَنْ فِي ذَلِكَ وَيُضَحِّي الْمَدِينُ إذَا لَمْ يُطَالَبْ بِالْوَفَاءِ وَيَتَدَيَّنُ وَيُضَحِّي إذَا كَانَ لَهُ وَفَاءٌ.
مجموع فتاوى ابن تيمية > الفقه > الحج > باب الهدي والأضحية والعقيقة > الأضحية من النفقة بالمعروف.
بالنسبة للشق الثانى من السؤال
الأضحية سنة مؤكدة، تشرع للرجل والمرأة وتجزئ عن الرجل وأهل بيته، وعن المرأة وأهل بيتها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يضحي كل سنة بكبشين أملحين أقرنين أحدهما عنه وعن أهل بيته، والثاني عمن وحد الله من أمته.
و أجاب الشيخ ابن باز رحمه الله
إجزاء الأضحية عن أكثر من واحد
نور على الدرب
السنة أن يضحي عن نفسه وعن أهل بيته بأضحية واحدة. أما الهدي هدي التمتع فعلى كل واحد ذبيحة.
للتحميل ( http://www.binbaz.org.sa/audio/fatawa/4/4-00013.mp3)
ـــــــــــ
و أجاب الشيخ الفوزان.
عنوان الفتوى اشتراك أفراد الأسرة في الأضحية
نص السؤال فضيلة الشيخ: هل يجوز اشتراك أفراد الأسرة مثل: الأب، والابن، والبنت في شراء الأضحية؛ وذلك لعدم القدرة على شراء الأضحية لأي واحد منهم بمفرده؟
للإستماع هنا ( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=13120)
رقم الفتوى 13120
ـــــــــــــــــــــــــــ
شكر الله لكم حرصكم على الخير و الإعانة عليه.
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[22 - 12 - 06, 05:51 م]ـ
للفائدة:
وسُئِلَ شيخَ الإسلام - رحمه الله - عَمَّنْ لَا يَقْدِرُ عَلَى الْأُضْحِيَّةِ. هَلْ يَسْتَدِينُ؟
فَأَجَابَ: الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ. إنْ كَانَ لَهُ وَفَاءٌ فَاسْتَدَانَ مَا يُضَحِّي بِهِ فَحَسَنٌ وَلَا يَجِبُ عَلَيْهِ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ. وَاَللَّهُ أَعْلَمُ.
ـــــــــــ
و سُئِلَ الشيخ الفوزان حفظه الله:
نص السؤال أحسن الله إليكم، ويقول: هل يجوز شراء الأضحية بدين إلى أجل؟
للإستماع ( http://www.alfawzan.ws/AlFawzan/FatawaSearch/tabid/70/Default.aspx?PageID=2250)
رقم الفتوى 2250
ـ[أم حبيبة م. فهمي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 11:08 م]ـ
السلام عليكَ أخي و رحمة الله و بركاته ..
و لا أقل من جزاك الله خيرا ..
أجبت فأحسنت و وفَّيت ..
بارك الله فيك ..
أم حبيبة م. فهمي
مصر
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[18 - 11 - 09, 08:49 م]ـ
لا يجوز أن يقترض إن كان يعلم أنه لا يستطيع السداد لأنه سيكون أكلا لأموال الناس بالباطل أما إذا كان يستطيع السداد فيجوز(72/191)
من يؤكد لنا صحة هذه الفتوى من ضعفها؟ بجواز رمي الجمرات في الأربع والعشرين ساعة في أيام
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[22 - 12 - 06, 05:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة اله وبركاته
هل صدرت فتوى من هيئة كبار العلماء بالمملكة أو من سماحة المفتي " بجواز رمي الجمرات في الأربع والعشرين ساعة في أيام التشريق - ولا حرج في الرمي قبل الزوال- "؟
أرجو الإفادة حيث كثر الكلام في هذا الأمر
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو سندس الأثرى]ــــــــ[22 - 12 - 06, 06:02 م]ـ
عليكَ السلام و رحمة الله و بركاته.
أخى الكريم لعلك تراجع هذا السؤال بارك الله فيكَ و عذرًا على عدم نقله نظرًا لضيق الوقت لدى الآن.
حكم رمي الجمرات أيام التشريق قبل الزوال
المفتي: مجموعة من العلماء - الكتاب: فتاوى إسلامية - الجزء: 2 - الصفحة أو الرقم: 281
أعتذر لكَ أخى مرة أخرى , سددك الله.
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[23 - 12 - 06, 09:38 م]ـ
عليكَ السلام و رحمة الله و بركاته.
أخى الكريم لعلك تراجع هذا السؤال بارك الله فيكَ و عذرًا على عدم نقله نظرًا لضيق الوقت لدى الآن.
حكم رمي الجمرات أيام التشريق قبل الزوال
المفتي: مجموعة من العلماء - الكتاب: فتاوى إسلامية - الجزء: 2 - الصفحة أو الرقم: 281
أعتذر لكَ أخى مرة أخرى , سددك الله.
قد اطلعت عليها يا أخي الكريم، وهذه الفتوى القديمة معروفة
ولكني قصدت هل صدرت فتوى هذه الأيام خاصة بعد حادثة رمي الجمرات العام الماضي
بجواز الرمي قبل الزوال؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[عبد الملك المرواني]ــــــــ[24 - 12 - 06, 01:57 ص]ـ
السلام عليكم
اخي محمد جمال سؤالك الاول هو:من يؤكد لنا صحة هذه الفتوى من ضعفها؟
فانت تطلب معرفة مدى صحة الفتوى او عدم صحتها
ولكن سؤالك الاخير قلت فيه:
ولكني قصدت هل صدرت فتوى هذه الأيام خاصة بعد حادثة رمي الجمرات العام الماضي
بجواز الرمي قبل الزوال؟
وهذا يعني انك تسال عن صدور فتوى بعد الحادثة المذكورة
وهنا اسالك هل تبحث عن صحة الفتوى ام عن مصدر الفتوى؟ وهل صحة الفتوى مرتبطة عندك بدليلها ام بمصدرها؟ واذا كان يكفيك مصدر الفتوى فمن هو المفتي الذي تسال عن فتاواه؟
واعذرني اخي الكريم لان المجيب اذا اجاب على استفسارك بالاستناد الى الادلة فقد تطالبه بقولك وهل قال احد من اهل العلم بهذا؟؟؟ فالرجاء توضيح السؤال والله يرعاك.
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[24 - 12 - 06, 02:15 ص]ـ
العلماء في السعودية على المنع من الرمي قبل الزوال
ـ[خالد جاد الحق]ــــــــ[24 - 12 - 06, 09:02 م]ـ
ما اطلعت عليه هو أن سماحة المفتى بالمملكة قال ان الرمى قبل الزوال قول لبعض العلماء المعتبرين ولا انكار على من أخذ بهذا القول .... لكن لم يفتى بجوازه قبل الزوال
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[26 - 12 - 06, 05:25 م]ـ
السلام عليكم
اخي محمد جمال سؤالك الاول هو:من يؤكد لنا صحة هذه الفتوى من ضعفها؟
فانت تطلب معرفة مدى صحة الفتوى او عدم صحتها
ولكن سؤالك الاخير قلت فيه:
ولكني قصدت هل صدرت فتوى هذه الأيام خاصة بعد حادثة رمي الجمرات العام الماضي
بجواز الرمي قبل الزوال؟
وهذا يعني انك تسال عن صدور فتوى بعد الحادثة المذكورة
وهنا اسالك هل تبحث عن صحة الفتوى ام عن مصدر الفتوى؟ وهل صحة الفتوى مرتبطة عندك بدليلها ام بمصدرها؟ واذا كان يكفيك مصدر الفتوى فمن هو المفتي الذي تسال عن فتاواه؟
واعذرني اخي الكريم لان المجيب اذا اجاب على استفسارك بالاستناد الى الادلة فقد تطالبه بقولك وهل قال احد من اهل العلم بهذا؟؟؟ فالرجاء توضيح السؤال والله يرعاك.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل: ما أعرفه عن علماء المملكة الأفاضل من القديم أنهم لا يجيزون الرمي قبل الزوال
ولكن بعد حادث الجمرات السابق فإن كثيراً من الماس تحدثوا بأن لجنة الإفتاء بالمملكة أصدرت فتوى بجواز الرمي قبل الزوال بل في خلال الأربعة و العشرين ساعة فأردت أن أتأكد من هده الفتوى هل بالفعل صدرت أم هي كدب لا أساس لها من الصحة، -وقد أصبح الناس ينشرونها فيما بينهم للعمل بها من باب التخفيف -.
وجزاكم الله خيراً
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[27 - 12 - 06, 10:33 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
أخي الفاضل: ما أعرفه عن علماء المملكة الأفاضل من القديم أنهم لا يجيزون الرمي قبل الزوال
ولكن بعد حادث الجمرات السابق فإن كثيراً من الناس تحدثوا بأن لجنة الإفتاء بالمملكة أصدرت فتوى بجواز الرمي قبل الزوال بل في خلال الأربعة و العشرين ساعة فأردت أن أتأكد من هذه الفتوى هل بالفعل صدرت أم هي كذب لا أساس لها من الصحة، -وقد أصبح الناس ينشرونها فيما بينهم للعمل بها من باب التخفيف -.
وجزاكم الله خيراً
أرجو المعذرة على الأخطاء السابقة وإنما هي جرة قلم ...
ـ[أبو محمد]ــــــــ[04 - 01 - 07, 12:32 ص]ـ
لم تصدر فتوى بالجواز لا من المفتي ولا من اللجنة ولا من الهيئة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/192)
ـ[شكري محمود]ــــــــ[04 - 01 - 07, 01:26 ص]ـ
ذكر مفتى المملكة أن من قال ان الرمى قبل الزوال هم علماء معتبرون ...
ولا انكار، ولا حرج على من أخذ بهذا القول ....
لكنه لم يفتي به.
والله أعلم.
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[06 - 01 - 07, 10:00 ص]ـ
جزاكم الله خيراً(72/193)
ماهى (الدخن والبسيلة والجلبان)
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[22 - 12 - 06, 05:59 م]ـ
عند قرائتى لموضوع زكاة الحرث وقفت على ماتجب فيه الزكاة فى الحبوب وذكر من بينها (الدخن والبسيلة والجلبان) وذكر ايضا: القرطم فأرجوا ان اعرفها وماهى تسميتها باللهجة العامية عندنا وبالآخص فى المغرب العربى وجزاكم الله خيرا
ـ[الجعفري]ــــــــ[23 - 12 - 06, 11:45 م]ـ
أخي العزيز:
* الدخن: من الحبوب التي تقتات ويصنع منها خبز. وحبه أصغر من الذرة , أخضر يزرع في جنوب السعودية واليمن وفي مناطق شتى , وفيه الزكاة.
* الجلبان: هو حب البازلاء (معروف) , وكذا البسيلة.
* القرطم: العصفر: (العصفر هو نبات عشبي حولي والجزء المستعمل منه هو الازهار والتي تشبه ازهار الزعفران، ويعرف العصفر بعدة اسماء منها القرطم والبهرمان والزرد ويطلق عليه البعض الزعفران مع انه ليس بزعفران وعادة يغش به الزعفران.
يستخرج من العصفر صبغتان إحداهما حمراء تذوب في القلويات والأخرى صفراء تذوب في الماء , وحبوب القرطم أغلظ وأقصر من حبوب القمح , وربما كانت مثلها , وهى تستعمل لتغذية الطيور , ويستخرج منها زيت يسمى زيت القرطم)
وفقنا الله وإياك للخير
ـ[أبوالزبير الأثري]ــــــــ[24 - 12 - 06, 02:00 ص]ـ
جزاك الله خير اخوى الجعفرى واتمنى لو اعرف اسمها باللهجة السائدة عندنا فى المغرب العربى(72/194)
آراء شيخ الإسلام ابن تيمية في الأمرد
ـ[أبو مهند الشمري]ــــــــ[22 - 12 - 06, 08:02 م]ـ
آراء شيخ الإسلام ابن تيمية في الأمرد
جمع
عبد الرحمن بن صالح السديس
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة، والسلام، على قائد الغر المحجلين، نبينا محمد، وآله، وصحبه، ومن تبعه إلى يوم الدين، أما بعد:
فهذه بعض الفوائد، والأحكام المتعلقة بالأمرد، جمعتها من كلام الحبر البحر شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله، فقد رأيته من أكثر أهل العلم كلاما على أحكامه ..
وفي هذه الأيام كثرة مخالطة المرد في شتى الميادين، ووقع شيء من الخلل عند بعض الناس لعدم مراعاتهم لبعض الأمور التي نبه عليها أهل العلم .. و رأيت الحاجة ماسة إلى نشر مثل هذا لعل الله أن ينفع بها.
[تعريفه: (ليس لابن تيمية)
قال في القاموس ص 407: والأمردُ: الشابُ طَرَّ شارِبُهُ ولم تَنْبُتْ لحيته. ونحوه في لسان العرب 3/ 401.]
[حكم النظر إلى الأمرد]
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى 15/ 374:
.. فإذا كان في ظهور الأمة، والنظر إليها فتنة وجب المنع من ذلك ... وهكذا الرجل مع الرجال، والمرأة مع النساء لو كان في المرأة فتنة للنساء، وفي الرجل فتنة للرجال لكان الأمر بالغض للناظر من بصره متوجها، كما يتوجه إليه الأمر بحفظ فرجه فالإماء والصبيان إذا كن حسانا تختشى الفتنة بالنظر إليهم كان حكمهم كذلك، كما ذكر ذلك العلماء.
قال المروذي: قلت لأبى عبدالله يعنى ـ أحمد بن حنبل ـ الرجل ينظر إلى المملوك؟
قال: إذا خاف الفتنة لم ينظر إليه كم نظرة ألقت في قلب صاحبها البلاء.
وقال المروذي: قلت لأبي عبدالله رجل تاب، وقال: لو ضرب ظهري بالسياط ما دخلت في معصية؛ إلا أنه لا يدع النظر؟!
فقال: أي توبة هذه؟! قال جرير: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن نظرة الفجأة؟
فقال: اصرف بصرك ".
وقال ابن أبى الدنيا بإسناده عن أبى سهل الصعلوكي قال: سيكون في هذه الأمة قوم يقال لهم اللوطيون على ثلاث أصناف:
صنف ينظرون، وصنف يصافحون، وصنف يعملون ذلك العمل.
.. ووقفت جارية لم ير أحسن وجها منها على بشر الحافي فسألته عن باب حرب، فدلها، ثم وقف عليه غلام حسن الوجه فسأله عن باب حرب، فأطرق رأسه، فرد عليه الغلام السؤال فغمض عينيه، فقيل له: يا أبا نصر جاءتك جارية فسألتك فأجبتها، وجاءك هذا الغلام فسألك فلم تكلمه؟
فقال: نعم يروى عن سفيان الثوري أنه قال: مع الجارية شيطان، ومع الغلام شيطانان، فخشيت على نفسي شيطانية.
وروى ابن الجوزي بإسناده عن سعيد بن المسيب قال: إذا رأيتم الرجل يلح بالنظر إلى الغلام الأمرد فاتهموه.
وقد روى في ذلك أحاديث مسندة ضعيفة، وحديث مرسل أجود منها، وهو ما رواه أبو محمد الخلال ثنا عمر بن شاهين ثنا محمد بن أبي سعيد المقري ثنا أحمد بن حماد المصيصي ثنا عباس بن مجوز ثنا أبو أسامة عن مجالد عن سعيد عن الشعبي قال:" قدم وفد عبد القيس على رسول الله ?، وفيهم غلام أمرد ظاهر الوضاءة فأجلسه النبي ? ورواء ظهره، وقال: كانت خطيئة داود في النظر".
هذا حديث منكر، وأما المسند فمنها ما رواه ابن الجوزي بإسناده عن أبي هريرة عن النبي ? أنه قال:" من نظر إلى غلام أمرد بريبة حبسه الله فى النار أربعين عاما".
وروى الخطيب البغدادي بإسناده عن أنس عن رسول الله ? أنه قال:" لا تجالسوا أبناء الملوك فإن الأنفس تشتاق إليهم ما لا تشتاق إلى الجواري العواتق".
إلى غير ذلك من الأحاديث الضعيفة. اهـ بتصرف.
وقال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوي 15/ 419و 21/ 251:
ومن كرر النظر إلى الأمرد، ونحوه أو أدامه، وقال: إني لا أنظر لشهوة كذب في ذلك، فإنه إذا لم يكن معه داع يحتاج معه إلى النظر لم يكن النظر إلا لما يحصل في القلب من اللذة بذلك، وأما نظرة الفجأة فهي عفو إذا صرف بصره ..
وانظر: (الاختيارات ص290)
وقال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوي 21/ 245:
والنظر إلى وجه الأمرد لشهوة كالنظر إلى وجه ذوات المحارم، والمرأة الأجنبية بالشهوة، سواء كانت الشهوة شهوة الوطء، أو شهوة التلذذ بالنظر، فلو نظر إلى أمه، وأخته، وابنته يتلذذ بالنظر إليها كما يتلذذ بالنظر إلى وجه المرأة الأجنبية كان معلوما لكل أحد أن هذا حرام، فكذلك النظر إلى وجه الأمرد باتفاق الأئمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/195)
وقول القائل: إن النظر إلى وجه الأمرد عبادة كقوله إن النظر إلى وجوه النساء أو النظر إلى وجوه محارم الرجل كبنت الرجل وأمه وأخته عبادة ومعلوم أن من جعل هذا النظر المحرم عبادة كان بمنزلة من جعل الفواحش عبادة قال تعالى {وَإِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً قَالُواْ وَجَدْنَا عَلَيْهَا آبَاءنَا وَاللّهُ أَمَرَنَا بِهَا قُلْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاء أَتَقُولُونَ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ} [(28) سورة الأعراف]
ومعلوم أنه قد يكون في صور النساء الأجنبيات، وذوات المحارم من الاعتبار، والدلالة على الخالق من جنس ما في صورة المرد فهل يقول مسلم: إن للإنسان أن ينظر بهذا الوجه إلى صور نساء العالم، وصور محارمه ويقول: إن ذلك عبادة؟!
بل من جعل مثل هذا النظر عبادة فإنه كافر مرتد يجب أن يستتاب فإن تاب و إلا قتل، وهو بمنزلة من جعل إعانة طالب الفواحش عبادة، أو جعل تناول يسير الخمر عبادة، أو جعل السكر بالحشيشة عبادة فمن جعل المعاونة على الفاحشة بقيادة، أو غيرها عبادة، أو جعل شيئا من المحرمات التي يعلم تحريمها من دين الإسلام عبادة فإنه يستتاب فإن تاب، و إلا قتل وهو مضاهٍ للمشركين الذين إذا فعلوا فاحشة قالوا وجدنا عليها آباءنا والله أمرنا بها قل إن الله لا يأمر بالفحشاء أتقولون على الله مالا تعلمون ..
وقال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوي 15/ 415 - 419
النوع الثاني من النظر: كالنظر إلى الزينة الباطنة من المرأة الأجنبية فهذا أشد من الأول كما أن الخمر أشد من الميتة والدم ولحم الخنزير وعلى صاحبها الحد وتلك المحرمات إذا تناولها مستحلا لها كان عليه التعزير لأن هذه المحرمات لا تشتهيها النفوس كما تشتهى الخمر وكذلك النظر إلى عورة الرجل لا يشتهى كما يشتهى النظر إلى النساء ونحوهن وكذلك النظر إلى الأمرد بشهوة هو من هذا الباب وقد اتفق العلماء على تحريم ذلك كما اتفقوا على تحريم النظر إلى الأجنبية وذوات المحارم بشهوة، والخالق سبحانه يسبح عند رؤية مخلوقاته كلها، وليس خلق الأمرد بأعجب في قدرته من خلق ذي اللحية، ولا خلق النساء بأعجب في قدرته من خلق الرجال فتخصيص الإنسان بالتسبيح بحال نظره إلى الأمرد دون غيره كتخصيصه بالتسبيح بالنظر إلى المرأة دون الرجل وما ذاك لأنه أدل على عظمة الخالق عنده ولكن لأن الجمال يغير قلبه وعقله وقد يذهله ما رآه فيكون تسبيحه لما حصل فى نفسه من الهوى كما أن النسوة لما رأين يوسف أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما ذها بشرا إن هذا إلا ملك كريم ..
فلهذا الفرقان افترق الحكم الشرعي فصار النظر إلى المردان ثلاثة أقسام:
أحدها: ما تقترن به الشهوة فهو محرم بالاتفاق.
و الثاني: ما يجزم أنه لا شهوة معه كنظر الرجل الورع إلى ابنه الحسن، وابنته الحسنة، وأمه الحسنة، فهذا لا يقترن به شهوة إلا أن يكون الرجل من أفجر الناس، ومتى اقترنت به الشهوة حرم، وعلى هذا نظر من لا يميل قلبه إلى المردان كما كان الصحابة وكالأمم الذين لا يعرفون هذه الفاحشة فإن الواحد من هؤلاء لا يفرق من هذا الوجه بين نظره إلى ابنه وابن جاره وصبي أجنبي لا يخطر بقلبه شيء من الشهوة لأنه لم يعتد ذلك وهو سليم القلب من قبل ذلك ..
[القسم الثالث]: وإنما وقع النزاع بين العلماء في القسم الثالث من النظر، وهو النظر إليه بغير شهوة لكن مع خوف ثورانها ففيه:
وجهان في مذهب أحمد أصحهما وهو المحكي عن نص الشافعي وغيره: أنه لا يجوز. (الاختيارات ص290).
والثاني: يجوز لأن الأصل عدم ثورانها، فلا يحرم بالشك بل قد يكره.
والأول هو الراجح. كما أن الراجح في مذهب الشافعي، وأحمد أن النظر إلى وجه الأجنبية من غير حاجة لا يجوز، وإن كانت الشهوة منتفية لكن لأنه يخاف ثورانها، ولهذا حرم الخلوة بالأجنبية لأنه مظنة الفتنة، والأصل أن كلما كان سببا للفتنة فإنه لا يجوز فإن الذريعة إلى الفساد سدها إذا لم يعارضها مصلحة راجحة، ولهذا كان النظر الذي قد يفضي إلى الفتنة محرما إلا إذا كان لحاجة راجحة مثل نظر الخاطب، والطبيب، وغيرهما فإنه يباح النظر للحاجة مع عدم الشهوة، وأما النظر لغير حاجة إلى محل الفتنة فلا يجوز .. (1)
[مخالطت الأمرد، ومجالسته]
وقال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوي 15/ 374:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/196)
وقال ابن أبي الدنيا:حدثني أبي وسويد قالا حدثنا إبراهيم بن هراسة عن عثمان بن صالح عن الحسن بن ذكوان قال: (لا تجالسوا أولاد الأغنياء فإن لهم صورا كصور النساء، وهم أشد فتنة من العذارى).
وهذا الاستدلال والقياس والتنبيه بالأدنى على الأعلى وكان يقال: لا يبيت الرجل في بيت مع الغلام الأمرد.
وقال إبراهيم النخعي: كانوا يكرهون مجالسة الأغنياء وأبناء الملوك، وقال: مجالستهم فتنة إنما هم بمنزلة النساء.
وروى أبو الشيخ القزويني بإسناده عن بشر أنه قال: احذروا هؤلاء الأحداث.
وقال فتح الموصلي: صحبت ثلاثين شيخا كانوا يعدون من الأبدال كلهم أوصاني عند مفارقتي له اتق صحبة الأحداث، اتق معاشرة الأحداث.
وكان سفيان الثوري لا يدع أمرد يجالسه.
وكان مالك بن أنس: يمنع دخول المرد مجلسه للسماع فاحتال هشام ـ يعني ابن عمار ـ فدخل في غمار الناس مستترا بهم وهو أمرد، فسمع منه ستة عشر حديثا، فأخبر بذلك مالك فضربه ستة عشر سوطا فقال هشام ليتني سمعت مائة حديث وضربني مائة سوط.
وكان يقول: هذا علم إنما أخذناه عن ذوي اللحى، والشيوخ فلا يحمله عنا إلا أمثالهم.
وقال يحيى بن معين: ما طمع أمرد أن يصحبني ولا أحمد بن حنبل في طريق.
وقال أبو علي الروذباري: قال لي أبو العباس أحمد بن المؤدب: يا أبا علي من أين أخذ صوفية عصرنا هذا الأنس بالأحداث، ـ وقد تصحبهم السلامة في كثير من الأمور ـ؟
فقال: هيهات قد رأينا من هو أقوى منهم إيمانا إذا رأى الحدث قد أقبل نفر منه كفراره من الأسد، وإنما ذاك على حسب الأوقات التي تغلب الأحوال على أهلها فيأخذها تصرف الطباع، ما أكثر الخطأ، ما أكثر الغلط.
قال الجنيد بن محمد: جاء رجل إلى أحمد بن حنبل معه غلام أمرد حسن الوجه، فقال له: من هذا الفتى؟ فقال الرجل: ابني، فقال: لا تجىء به معك مرة أخرى، فلامه بعض أصحابه في ذلك فقال أحمد: على هذا رأينا أشياخنا، وبه أخبرونا عن أسلافهم.
وجاء حسن بن الرازي إلى أحمد، ومعه غلام حسن الوجه، فتحدث معه ساعة، فلما أراد أن ينصرف قال له أحمد: يا أبا علي لا تمش مع هذا الغلام في طريق!
فقال: يا أبا عبدالله إنه ابن أختي. قال: وإن كان لا يأثم الناس فيك.
[خروج الأمرد إلى أماكن الفتنة]
وقال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوي 15/ 418
وكذلك المردان الحسان لا يصلح أن يخرجوا في الأمكنة والأزقة التي يخاف فيها الفتنة إلا بقدر الحاجة ... ولا من الجلوس في الحمام بين الأجانب، ولا من رقصه بين الرجال ونحو ذلك مما فيه فتنة للناس والنظر إليه كذلك ..
[تبرج الأمرد]
وقال ـ رحمه الله ـ في مجموع الفتاوي 15/ 418:
فلا يمكن الأمرد الحسن من التبرج.
وقال رحمه الله في مجموع الفتاوي 28/ 20:
وعليهم أن يأتمروا بالمعروف، ويتناهوا عن المنكر،ولا يدعوا بينهم من يظهر ظلما أو فاحشة ولا يدعوا صبيا أمرد يتبرج، أو يظهر ما يفتن به الناس، ولا أن يعاشر من يتهم بعشرته، ولا يكرم لغرض فاسد ..
وقال في مجموع الفتاوي 28/ 370:
فإذا كان من الصبيان من تخاف فتنته على الرجال أو على النساء منع وليه من إظهاره لغير حاجة، أو تحسينه لاسيما بتبرجه في الحمامات، وإحضاره مجالس اللهو والأغاني فان هذا مما ينبغي التعزير عليه.
[الاستمتاع بالأمرد و مضاجعته]
وسئل شيخ الإسلام رحمه الله مجموع الفتاوي 32/ 247:
عن أقوام يعاشرون المردان، وقد يقع من أحدهم قبلة، ومضاجعة للصبي، ويدعون أنهم يصحبون لله، ولا يعدون ذلك ذنبا، ولا عارا، ويقولون نحن نصحبهم بغير خنا، ويعلم أبو الصبي بذلك، وعمه، وأخوه فلا ينكرون! فما حكم الله تعالى في هؤلاء؟
وماذا ينبغي للمرء المسلم أن يعاملهم به والحالة هذه؟
فأجاب: الحمد لله الصبي الأمرد المليح بمنزلة المرأة الأجنبية في كثير من الأمور، ولا يجوز تقبيله على وجه اللذة بل لا يقبله إلا من يؤمن عليه كالأب، والأخوة، ولا يجوز النظر إليه على هذا الوجه باتفاق الناس بل يحرم عند جمهورهم النظر إليه عند خوف ذلك، وإنما ينظر إليه لحاجة بلا ريبة مثل معاملته والشهادة عليه، ونحو ذلك كما ينظر إلى المرأة للحاجة، وأما مضاجعته فهذا أفحش من أن يسأل عنه فإن النبي ? قال:" مروهم بالصلاة لسبع واضربوهم عليها لعشر وفرقوا بينهم في المضاجع ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/197)
إذا بلغوا عشر سنين ولم يحتلموا بعد فكيف بما هو فوق ذلك؟
وإذا كان النبي ? قد قال:" لا يخلوا رجل بامرأة إلا كان ثالثهما الشيطان ".
وقال:" إياكم والدخول على النساء، قالوا يا رسول الله أفرأيت الحم قال الحم الموت ".
فإذا كانت الخلوة محرمة لما يخاف منها فكيف بالمضاجعة؟.
وأما قول القائل: إنه يفعل ذلك لله فهذا أكثره كذب، وقد يكون لله مع هوى النفس كما يدعي من يدعي مثل ذلك في صحبة النساء الأجانب فيبقى كما قال تعالى في الخمر {قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَآ أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا} (219) سورة البقرة] وقد روى الشعبي عن النبي ?" أن وفد عبد القيس لما قدموا على النبي صلى الله عليه وسلم وكان فيهم غلام ظاهر الوضاءة أجلسه خلف ظهره وقال: إنما كانت خطيئة داود عليه السلام النظر". (2)
هذا وهو رسول الله، وهو مزوج بتسع نسوة، والوفد قوم صالحون، ولم تكن الفاحشة معروفة في العرب، وقد روى عن المشايخ من التحذير عن صحبة الأحداث ما يطول وصفه، وليس لأحد من الناس أن يفعل ما يفضي إلى هذه المفاسد المحرمة، وإن ضم إلى ذلك مصلحة من تعليم أو تأديب فإن المردان يمكن تعليمهم، وتأديبهم بدون هذه المفاسد التي فيها مضرة عليهم، وعلى من يصحبهم، وعلى المسلمين بسوء الظن تارة وبالشبهة أخرى بل روي:" أن رجلا كان يجلس إليه المردان فنهى عمر رضي الله عنه عن مجالسته ".
ولقي عمر بن الخطاب شابا فقطع شعره لميل بعض النساء إليه، (3) مع ما في ذلك من إخراجه من وطنه، والتفريق بينه وبين أهله، ومن أقر صبيا يتولاه ـ مثل ابنه وأخيه أو مملوكه أو يتيم عنده ـ من يعاشره على هذا الوجه فهو ديوث ملعون، ولا يدخل الجنة ديوث، فإن الفاحشة الباطنة ما يقوم عليها بينة في العادة، وإنما تقوم على الظاهرة، وهذه العشرة القبيحة من الظاهرة وقد قال الله تعالى {وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (151) سورة الأنعام]، وقال تعالى ({قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ} (33) سورة الأعراف] فلو ذكرنا ما حصل في مثل هذا من الضرر، والمفاسد وما ذكروه العلماء لطال سواء كان الرجل تقيا، أو فاجرا فإن التقي يعالج مرارة في مجاهدة هواه وخلاف نفسه، وكثيرا إما يغلبه شيطانه، ونفسه بمنزلة من يحمل حملا لا يطيقه فيعذبه، أو يقتله، والفاجر يكمل فجوره بذلك، والله أعلم.
وانظر: الاختيارات ص291
[الخلوة بالأمرد]
تحرم الخلوة بأمرد حسن، ولو لمصلحة التعليم.
والاختيارات ص291.
[تملك الأمرد]
وكذلك من ظهر منه الفجور يمنع من تملك الغلمان المردان الصباح ويفرق بينهما.
مجموع الفتاوي 28/ 370.
[تعليم الأمرد]
ومن عرف بحبتهم ومعاشرتهم منع من تعليمهم.
الاختيارات ص291
[استحلال النظر إلى الأمرد]
يحرم النظر بشهوة إلى النساء، والمردان ومن استحله كفر إجماعا.
الاختيارات ص290
[وصف الأمرد والتغني به]
وسئل رحمه الله:
عن رجلين تراهنا في عمل زجلين، وكل منهما له عصبية، وعلى من تعصب لهما وفي ذكرهما التغزل في المردان وغير ذلك وما أشبههما أفتونا مأجورين؟
فأجاب:
الحمد لله هؤلاء المتغالبون بهذه الأزجال وما كان من جنسها هُم، والمتعصبون من الطرفين، والمراهنة في ذلك، وغير المراهنة ظالمون معتدون آثمون مستحقون العقوبة البليغة الشرعية التي تردعهم، وأمثالهم من سفهاء الغواة العصاة الفاسقين عن مثل هذه الأقوال والأعمال التي لا تنفع في دين ولا دنيا بل تضر أصحابها في دينهم ودنياهم، وعلى ولاة الأمور وجميع المسلمين الإنكار على هؤلاء، وأعوانهم حتى ينتهوا عن هذه المنكرات، ويراجعوا طاعة الله ورسوله وملازمة الصراط المستقيم الذي يجب على المسلمين ملازمته فإن هذه المغالبات مشتملات على منكرات محرمات، وغير محرمات بل مكروهات، ومن المحرمات التي فيها تحريمه ثابت بالإجماع، وبالنصوص الشرعية، وذلك من وجوه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/198)
أحدها: المراهنة على ذلك بإجماع المسلمين، وكذلك لو كان المال مبذولا من أحدهما أو من غيرها لم يجز لا على قول من يقول لا سبق إلا في خف أو حافر أو نصل ولا على قول من يقول السبق في غير هذه الثلاثة أما على القول الأول فظاهر وفي ذلك الحديث المعروف في السنن عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" لا سبق إلا خف أو حافر أو نصل".
... هذه الأقوال فيها من وصف المردان، وعشقهم، ومقدمات الفجور بهم ما يقتضي ترغيب النفوس في ذلك وتهييج ذلك في القلوب، وكل ما فيه إعانة على الفاحشة والترغيب فيها فهو حرام، وتحريم هذا أعظم من تحريم الندب والنياحة وذلك يثير الحزن، وهذا يثير الفسق والحزن قد يرخص فيه، وأما الفسق فلا يرخص في شيء منه، وهذا من جنس القيادة وقد ثبت في الصحيح عن النبي ? أنه قال:" لا تنعت المرأةُ المرأةَ لزوجها حتى كأنه ينظر إليها".
فنهى النبي ? عن وصف المرأة لئلا تتمثل في نفسه صورتها فكيف بمن يصف المردان بهذه الصفات؟ ويرغب في الفواحش بمثل هذه الأقوال المنكرات التي تخرج القلب السليم وتعمى القلب السقيم، وتسوق الإنسان إلى العذاب الأليم، وقد أمر عمر رضي الله عنه بصرب نائحة فضربت حتى بدا شعرها فقيل له يا أمير المؤمنين إنه قد بدا شعرها فقال: لا حرمة لها إنما تأمر بالجزع، وقد نهى الله عنه، وتنهى عن الصبر، وقد أمر الله به، وتفتن الحي، وتؤذي الميت، وتبيع عبرتها، وتبكي شجو غيرها إنها لا تبكي على ميتكم وإنما تبكي على أخذ دراهمكم".
وبلغ عمر أن شابا يقال له نصر بن حجاج تغنت به امرأة فأخذ شعره، ثم رآه جميلا فنفاه إلى البصرة، وقال: لا يكون عندي من تغنى به النساء فكيف لو رأى عمر من يغني بمثل هذه الأقوال الموزونة في المردان؟ مع كثرة الفجور، وظهور الفواحش، وقلة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر فإن هؤلاء من المضادين لله، ولرسوله، ولدينه، ويدعون إلى ما نهى الله عنه، ويصدون عما أمر الله به، ويصدون عن سبيل الله ويبغونها عوجا.
مجموع الفتاوي 32/ 249 - 251.
--------------------
(1) النظر بشهوة معناه: التلذذ بالنظر.
الشرح الكبير20/ 75، و المبدع 7/ 12، والإنصاف للمرداوي 20/ 58، والإقناع 3/ 300، وقال فتح الرحيم الرحمن شرح لامية ابن الوردي نصيحة الإخوان ص22:
قال السبكي: ضابط الشهوة المحرمة: أن ينظر إلى الوجه الجميل فيلتذ به، فإذا نظر ليلتذ بذلك الجمال = فهو النظر بالشهوة، وهو حرام بإجماع، قال: وليس المراد أن يشتهي زيادة على ذلك من الوقاع، أومقدماته فإن ذلك ليس بشرط بل زيادة في الفسق، قال: وكثير من الناس لا يقدمون على فاحشة، ويقتصرون على مجرد النظر، والمحبة، ويعتقدون أنهم سالمون من الإثم وليسوا بسالمين. ونحوه في مغني المحتاج 3/ 131.
(2) تقدم في ص3 أنه قال عنه: حديث منكر.
(3) في مجموع الفتاوي 28/ 370 تفصيل للقصة، ويبدو أن هنا سقطا، والله أعلم.(72/199)
رقم مجاني لفتاوى الحج حتى من الجوال
ـ[الدكتور مسدد الشامي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 08:48 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هذا رقم مجاني من السعودية حتى من الجوال لفتاوى الحج
نسأل الله أن ينفع به
8002451000(72/200)
اذا كان الا نسان مريض عليه جرح في عضو من أعضاء الوضوء أو أن على الجرح جبس
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 09:08 م]ـ
الحمد لله رب العلمين والصلاة والسلام على اشرف الانبياء والمرسلين
سؤال مهم يحتاجه كثير من الناس
وهو اذا كان الا نسان مريض عليه جرح في عضو من أعضاء الوضوء أو أن على الجرح جبس
فهل يتيمم للجرح أو يغسل الصحيح ويتيمم للباقي او يمسح على الجبيرة هذا سؤال يسأل عنه كثير من الناس ياليت لو تفصل هذه المسألة
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[28 - 12 - 06, 11:40 ص]ـ
يرفع
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[28 - 12 - 06, 12:54 م]ـ
للرفع(72/201)
هل يجوز أن تمثيل الطواف كأن أجعل الطاولة هي الكعبة
ـ[أبو عبدالباري الحربي]ــــــــ[22 - 12 - 06, 09:23 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأخوة المشائخ الكرام - وفقكم الله جميعاً -
سألني أحد الأخوة المعلمين سؤال فقال
هل يجوز أن تمثيل الطواف كأن أجعل الطاولة هي الكعبة ثم أقوم
بتمثيل الطواف وأجعل الطلاب يفعلون ذلك؟
وإن كان الأمر جائز هل هناك أمر نستند عليه بالجواز.
وقد أجبته أنه لا علم لي ولكني أجد كراهة في نفسي للتمثيل بهذه الطريقة
آمل منكم الإجابة حتى أوصلها له وجزاكم الله خيراً.
ـ[أبو عبدالباري الحربي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 06:19 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا المشاركة في هذا الموضوع أنا أرى الكراهة في تمثيل الطواف كجهل الطالولة هي الكعبة
لأني أرى أنه لا ينمى في الطالب هيبة الكعبة الشريفة مجرد رأي.
ـ[أبو عبدالباري الحربي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 09:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أرجوا المشاركة في هذا الموضوع أنا أرى الكراهة في تمثيل الطواف كجعل الطاولة هي الكعبة
لأني أرى أنه لا ينمى في الطالب هيّبة الكعبة الشريفة مجرد رأي.
تعديل خطأ فقط
ـ[ابن جندي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 06:54 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=18792
موضوع ذات صلة
ـ[أبو المنذر أحمد]ــــــــ[23 - 12 - 06, 11:06 م]ـ
لا يخفى على الاخ الكريم ان ضرب المثل لتفهيم السائل مما اتخذه الرسول صلى الله عليه وسلم لتعليم امته. الا ترى ان عثمان رضي الله عنه لما سؤل عن صفة وضوء النبي صلى الله عليه وسلم باشره وقال لهم .... نحو وضوئي هذا .. وابو هريرة قال لهم اني لاشبهكم صلاة بصلاة رسول الله.وهذا من فرط ادبهم مع الرسول صلى الله عليه وسلم. كما لا يخفى عليك. فالتمثيل متجه الى الفعل لا الى المكان،بمعنى ان التمثيل لصفة الطواف لا صفة المكان الذي يطوف به. وهذا ملحظ مهم.
ـ[أبو عبدالباري الحربي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 01:47 ص]ـ
جزاكما الله خيراً أرجوا من الأخوة الكرام حذف موضوعي هذا لأنه مكرر.(72/202)
روايات تتحدث عمّن بنى الكعبة!!!!!
ـ[العجوري]ــــــــ[22 - 12 - 06, 09:58 م]ـ
السلام عليكم
أخواني الكرام
نرجو منكم تزويدنا إن أمكن عن الراويات التي تتحدث عمّن بنى الكعبة المشرفة، يقال إبراهيم عليه السلام ويقال الملائكة ويقال آدم، أفيدونا في ذلك أخواني حتى نكون على بينة ويقين.
ـ[العجوري]ــــــــ[25 - 12 - 06, 07:36 م]ـ
يا أخوان نرجو منكم رد على ما طلبنا.
ـ[مختار الديرة]ــــــــ[31 - 10 - 08, 03:45 م]ـ
يرفع للفائدة و المذاكرة(72/203)
من هم من المتقدمين أو المتأخرين أو المعاصرين من ((أجاز طواف الإفاضة مع طواف الوداع))
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[22 - 12 - 06, 11:26 م]ـ
بنية واحده،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،؟؟؟؟
مع ذكر الدليل للفائدة ....
ضروري جداً ..
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[23 - 12 - 06, 12:36 ص]ـ
سؤال الشيخ العلامة عبدالكريم بن عبدالله الخضير
عن طواف الحج للمتمتع هل للحاج أن يؤجله ليكون آخر أعمال الحج لديه فيكون لطواف الحج و
لطواف الوداع؟
الجواب:
للحاج أن يؤخر طواف الإفاضة ركن الحج حتى يكون آخر عهده بالبيت وعلى هذا يكفيه عن طواف
الوداع لأنه إذا اجتمع عبادتان من جنس واحد فأنها تدخل الصغرى في الكبرى. والله الموفق.
ـ[أبو صهيب الشامي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 11:57 ص]ـ
ومن المعاصرين الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى
سؤال: هل يجوز جمع طواف الإفاضة مع طواف الوداع في حال الخروج مباشرة من مكة والعودة إلى الوطن؟
قال الشيخ ابن باز:
لا حرج في ذلك، لو أن إنساناً أخر طواف الإفاضة فلما عزم على السفر طاف عند سفره بعدما رمى الجمار وانتهى من كل شيء، فإن طواف الإفاضة يجزئه عن طواف الوداع، وإن طافهما – طواف الإفاضة وطواف الوداع – فهذا خير إلى خير، ولكن متى اكتفى بواحد ونوى طواف الحج أجزأه ذلك.
نشر في مجلة (التوعية الإسلامية في الحج) العدد السابع في 2/ 12/1404هـ، وفي كتاب (فتاوى تتعلق بأحكام الحج والعمرة والزيارة) ص 114 طبعة 1408هـ.
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=3737
ـ[أبو صهيب الشامي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 12:03 م]ـ
ومذهب الشافعية عدم الجواز
قال الزركشي في المنثور في القواعد في قاعدة التداخل: (فإن كان كل منهما مقصودا في نفسه , ومقصودهما مختلف , فلا تداخل , ومن ثم قالوا: طواف الوداع مقصود في نفسه , ولذلك لو طاف للإفاضة بعد رجوعه من منى , ثم أراد السفر عقبه لم يكف , بل لا بد أن يطوف للوداع أيضا) (1/ 269)
ـ[أبو صهيب الشامي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 12:27 م]ـ
سئلت اللجنة الدائمة للإفتاء:
هل طواف الوداع يجزئ عن طواف الإفاضة عند تأخيره إلى طواف الوداع؟ وهل طواف يكفي أم أطوف طوافين، أي أربعة عشر شوطاً لكل طواف نية؟
إذا لم يطف طواف الإفاضة عند انصرافه من مكة، واكتفى به عن طواف الوداع كفاه حتى لو وقع بعده سعي، كما لو كان متمتعاً، وإن طاف طوافاً ثانياً للوداع فذلك خير وأفضل.
ـ[أبو صهيب الشامي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 12:59 م]ـ
قال ابن رشد في بداية المجتهد (1/ 343):
(جمهور العلماء على أن طواف الوداع يجزئ عن طواف الافاضة إن لم يكن طاف طواف الافاضة لانه طواف بالبيت معمول في وقت طواف الوجوب الذي هو طواف الافاضة بخلاف طواف القدوم الذي هو قبل وقت طواف الافاضة).
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 01:40 م]ـ
وهو قول الشيخ العثيمين رحمه الله
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 07:25 ص]ـ
تأمل كلام ابن رشد:"طواف الوداع يجزئ عن طواف الإفاضة".؟
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[26 - 12 - 06, 01:18 ص]ـ
للرفع،،،،،،،،،،(72/204)
طلب استشارة. . لا تبخلوا على أخيكم وفقكم الله
ـ[أبو العباس الحضرمي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 12:11 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. .
الحمدلله وبعد. .
فقد طرأ علي قبل أيام طارئ أشغلني بكثيرة التفكير فيه ولم أصل بعد إلى رأي أمضيه. .
وفضل الاستشارة معلوم، وقد قيل (ما خاب من استشار) والمراد: من استشار من هو أهل للاستشارة!
والمظنون بإخواننا أهل الملتقى أن فيهم من هو أهل لها إن شاء الله
إنني يا أخوة أطلب ممن كان منكم من أهلها أن يتكرم بمراسلتي على الخاص لأكتب له استشارتي لعل الله يفتح عليه فيشير على أخيه برأي يكون فيه الخير في الدنيا والآخرة
وإن ما أريد استشارتكم لأمر جد جليل، أي وربي
ولم أشأ أن أكتبها هكذا على الملأ
لأنني رأيت من سبقني إلى ذلك فجاءته المشورة من هنا وهناك كل يدلي بدلوه فذاك يقول: افعل كذا، وتاليه يقول: لا تفعل، والثالث يقول: بل افعل كذا. .
ومثل هذا لا أراه إلا مضيعة للوقت وما أرى طالب الاستشارة فيه إلا غارقا بين أراء الأخوة الفضلاء لا يدري أيهم يؤخذ بقوله
تكاثرت الظباء على خراش!!!!!!!
على كل حال لا أطيل عليكم، ووالله ما كتبته إلا من كثرة ما بي من هم وفكر أرقني وأتعبني أسأل الله أن يجعل الفرج على أيديكم والله يحفظكم ويرعاكم
وأذكركم بقول الصادق المصدوق (والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه)
أنا في انتظاركم
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[26 - 12 - 06, 10:03 ص]ـ
طمئنا يا اخى هل اتصل بك احد اخشى ان يظن كل منا ان غيره سيتصل ونترك اخا لنا فى حاجه فربما اثمنا طمئنا اخى الكريم لنشارك حتى بالدعاء وفقك الله تعالى لما فيه رضاه آمين
ـ[أبو العباس الحضرمي]ــــــــ[10 - 01 - 07, 10:11 ص]ـ
جزى الله من اتصل بي خير الجزاء
وكذلك من لم يتصل (ابتسامة)(72/205)
هل يكون العيد في جميع بلاد المسلمين بعد يوم وقفة الحجاج؟ المجيب: (الشيخ: خالد المشيقح)
ـ[بندر البليهي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 12:17 ص]ـ
اختلاف المطالع بالنسبة لشهر ذي الحجة
أجاب عليه فضيلة الشيخ أ. د. خالد المشيقح
التصنيف الفهرسة/الركن العلمي/الفقه/الحج والعمرة /المواقيت
التاريخ الخميس 30 / ذوالقعدة / 1427 هـ
رقم السؤال 5942
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
الخلاف الواقع معلوم في اعتبار اختلاف المطالع في دخول رمضان وخروجه. هل هذا الخلاف معتبر في عيد الأضحى أم أنه متعلق بيوم الوقوف بعرفة فيكون العيد من اليوم الذي بعده؟ بوجه آخر هل العيد مرتبط بالعاشر من ذي الحجة ـ فترد مسالة اختلاف المطالع ـ أم أنه مرتبط بمناسك الحج فلا تعتبر اختلاف المطالع، بل العبرة بما يقع في الحج.
فيكون العيد في جميع بلاد المسلمين بعد يوم وقفة الحجاج أم أن المعتبر هو اليوم العاشر، بأي اتفاق كان في بلاد المسلمين.
الاجابة
ج/ الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
إن لكل قوم مطلعهم فأهل مكة لهم مطلعهم وغيرهم من البلاد لهم مطلعهم فإذا رؤي الهلال في بلد لأي شهر من الشهور فهو لأهل ذلك البلد ولمن وافقهم في مطلع الهلال؛ لأن مطالع الهلال قد تتفق وقد تختلف فكل بلد يمكن فيه ولادة الهلال إذا وُلد في بلد فكل بلد يمكن فيه رؤية الهلال تلك الليلة فإنهم يأخذون ذلك البلد، ودل لذلك الحديث في صحيح مسلم من حديث قريظ أن أم هانئ ابتعثت في حادث إلى الشام فدعت إلى الشام ثم رجعت فسألها ابن عباس _رضي الله تعالى عنهما_ عن رؤية الهلال فقال رأيناه ليلة الجمعة وصام معاوية وصام الناس فقال ابن عباس لا نصوم حتى نراه فقال قريظ ألا تقتدي بصوم معاوية، فقال: لا هكذا أمرنا رسول الله _صلى الله عليه وسلم_، فيدل ذلك على أن لكل قوم مطلعهم، وأيضاً كما تختلف أوقات الصلاة كذلك أيضاً الصيام،
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
http://www.almoslim.net/rokn_elmy/show_question_main.cfm?id=5942(72/206)
تساؤل عن كيفية استخراج المباحث ..
ـ[الرحيق المختوم]ــــــــ[23 - 12 - 06, 02:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الإخوة الأفاضل رواد هذا المنتدى المبارك ..
سلام الله عليكم ورحمة الله و بركاته ..
كيف يتمكن الباحث من استخراج الفصول و المباحث التي تندرج تحت بحثه، وكذا المسائل ذات الصلة ..
خصوصا إن كان غالب المادة العلمية التي بين يديه أمثلة معدودة و مكررة ..
جزاكم الباري خير الجزاء ..(72/207)
سؤال مهم أرجو الإجابة عليه من طلبة العلم
ـ[أحمد بن عبد الصمد]ــــــــ[23 - 12 - 06, 02:01 ص]ـ
وجدت هذا السؤال في احدى المنتديات
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اخواني الافاضل هنا اخت تسال عن هذه المشكله وتود من يجيبها
تقول
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
هذا سؤال لأخت في الله وضعته في عدة منتديات و ارسلته الى شيوخ في عدة مواقع و لكن لم يصلني رد الا من موقع واحد و بدون تفصيل, فأرجوا من أهل العلم أو من يستطيع أن يصل إليهم ان يهتم بالأمر
و السؤال هو:
لي صديقة من هاييتي كانت قد اسلمت منذ سنوات. مشكلتها هي انها ولدت من أب غير شرعي (والد زنا) , و والدها كان يتعاطى السحر في ماضيه (الفودو vodo) ولكن صديقتي تقول انها لا تثق بكلامه, حيث انه كان قد حاول ان يقتل امه عن طريق ساحر و لكن الشيطان الموكل قال للساحر بأنه عليه ان يقتل الإبن لا الأم, و ايضا قال لها العام الماضي بأن أختها ستسقط حملها عقابا لها و كانت الاخت في بداية حملها و لم يكن احد يعلم و بعد عدة اشهر اسقطت الأخت حملها. و لها ايضا اخ من هذا الوالد و هو ايضا عن طرق الزنا و والدة اخيها هذا هي التي ربتها و اعتنت بها. الوالد الان مقعد بسبب مرض السكر و هو بحاجة الى من يسكن معه فقبلت صديقتي من بين اخوتها (من الزنا ايضا) ان تسكن معه و ترعاه طمعا في الثواب و الاجر من الله. و منذ شهر تقريبا طلب منها والدها ان تتركه و تعطيه حريته, و لكن صديقتي خافت ان تكون عاقة به ان تركته. مع العلم بأنها لا تكن له أي مشاعر من حب او كره و لا يجري بينهما اي نقاش أو كلام , فهي تدخل غرفتها بمجرد عودتها من العمل بعد ان تلقي عليه التحية. و بعد البحث و السؤال علمنا بأنها غير مطلوب منها شرعا رعايته لأنه والد غير شرعي (من كتب الشيخ ابن تيمية) و لكن السؤال هل هو محرم لها ام لا و هل عليها ان تحتجب عنه و عن اخيها؟ وهل يجوز لها ان تسكن مع والدها ام هذه خلوة؟ مع العلم بأن والدها لم يرميها في الشارع عند ولادتها بل اعطاها لوالدته لتربيها له و تحمل بعض مصاريفها لفترة من الزمن. قال لها شيخ عندنا يدعى محمد الفقيه بانه عليها الاحتجاب امامهما و انهما ليسا بمحارم لها حتى لو اسلما, ما مدى صحة هذا الكلام؟ و والدة اخيها (نصرانية) تطلب منها ان تعينها ماديا في مصروف أخيها (نصراني) هذا, و تطلب منها مبلغ شهريا لتقضي عن نفسها بعض الديون مع العلم بأن صديقتي نفسها عليها قرض جامعي مقداره 18 ألف دولار, و صديقتي أعطتهم كلمة بأن تساهم معهم في المصروف, فهل هي ملزمة في هذا و هل تثاب بهذا العمل. مع العلم بأن جميع علاقتها مع اقربائها وإخوتها كلها من الزنا فلا يوجد بينهم علاقات شرعية, هكذا هي حياتهم. و السؤال الأخير هو هل يستطيع الوالد ممارسة السحر و هو مقعد و لا يملك مقدرات السحر و ان كان توقف حقا هل يستطيع الاتصال مع الشياطين ام لا؟ لأنها احيانا تلاحظ عليه تغير مفاجئ بحيث يصبح اكثر عصبية و لا يطيقها ابدا و يحاول ان يسبب لها المشاكل و هي بالمقابل تحاول ان تحصن نفسها بالقران و ذكر الله.
و الاخت حالتها تزداد تعقيد حيث ان اهلها يتهمون الاسلام بقطع صلة القرابة و الرحم وهي لا تعرف كيف تدفعهم عنها و انا احاول ان اصبرها و لكن هذا كل ما استطيع فعله لها
ارجوا من الاخوة اهل العلم الاهتمام بالمضوع لأن الاخت في حاله نفسية يرثى لها
وأثناء المشاركات وجدت ردا للأخ أحمد بوادي نقله أحد الكتاب أجاب فيه على هذا السؤال بجواب نصه
السلام عليكم
وجدت هذا الرابط لهذا الموقع في أنا مسلم
وقد عرض هذا السؤال هناك
ووجدت فيه جوابا للأخ أحمد بوادي
فأحببت أن أضيفه هنا لعل الجواب يكون فيه إن شاء الله
قال الأخ أحمد بوادي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسوله محمد صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
أما بعد:
فقد كتبت قديما موضوعا شبيها بهذا الأمر يتعلق في حكم زواج الرجل من ابنته من الزنا هل يجوز هذا شرعا أم لا حيث أن البعض أباح نكاحها بحجة أنها أجنبية عنه والزنا لا تثبت به الأحكام الشرعية، وبدليل أن أحكام الإرث لا تثبت بينهما
وأرى هنا أن هذه المسألة شبيهة بما كنت قد ذكرته هناك بمسألتنا هذه
قال ابن قدامه الحنبلي في رده على من قال بحل نكاح ابنته من الزنا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/208)
قال تعالى:
(حرمت عليكم أمهاتكم وبناتكم)
وهذه ابنته لأنها أنثى مخلوقة من مائه وهذه حقيقة لا تختلف بالحل والحرمة ويدل على ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم في امرأة هلال ابن أمية انظروه _ يعني انظروا ولدها _ فإن جاءت به على صفة كذا فهو لشريك بن سحماء _ يعني الشخص الزاني_ ولأنها بضعة منه فلم تحل له كبنته من النكاح
وتخلف بعض الأحكام لا ينفي كونها بنتا كما في تخلف بعض الأحكام لرق أو اختلاف دين وقال شيخ الإسلام ابن تيمية وتحرم بنته من الزنا.
قال الإمام علاء الدين الكاساني في بدائعه إن بنت الإنسان اسم لأنثى مخلوقة من مائه حقيقة، وكلامنا فيه، فكانت بنته حقيقة، إلا أنه لا تجوز الإضافة شرعا إليه لما فيه من إشاعة الفاحشة وهذا لا ينفي النسبة الحقيقية لأن الحقائق لا مرد لها.
وهكذا يقال بالإرث والنفقة: إن النسبة الحقيقية ثابتة إلا أن الشرع اعتبر في الإرث ثبوت النسب شرعا لجريان الإرث والنفقة فمن ادعى ذلك هنا في النكاح فعليه الدليل
قال الإمام أحمد في رواية أبي طالب في الرجل يزني بامرأة فتلد منه ابنة فيتزوجها فاستعظم أحمد ذلك وقال يتزوج ابنته عليه القتل بمنزلة المرتد
ولمزيد من الفائدة حول هذه المسألة يراجع المفصل لأحكام المرأة لعبد الكريم زيدان
والسؤال المطروح هنا:
هل هو محرم لها ام لا و هل عليها ان تحتجب عنه و عن اخيها؟ وهل يجوز لها ان تسكن مع والدها ام هذه خلوة.
أقول والله أعلم:
أن هذه أحكام شرعية لا تثبت إلا بالنكاح الشرعي الصحيح، ولم يثبت ما يدل عليها من غير ذلك فلا يحل له أن يكون محرما لها، وينبغي أن تحتجب عنه، كما أنه لا يجوز له أو لأحد من أولاده من الزنا أو غير الزنا أن ينكحها، وتفترق على كون الأولى يعتبر فيها غير محرم لها وهنا يحرم نكاحها منه أو من أحد ابنائه أو أخوته لأن النسبة هنا حقيقيه فهو والدها نسبا وولده أخاها وأخو والدها عمها
واعتقد في هذا الكلام أن فيه حقيقة الأحكام التي ذكرها الإمام علاء الدين وابن قدامه وابن تيمية والإمام أحمد في حكم زواج الرجل من ابنته من الزنا
في أن اختلاف الأحكام الشرعية وعدم ثبوتها شرعا لا ينفي حقيقة كونها بنتا حقيقة له
لأنه لا تجوز الإضافة شرعا إليه لما فيه من إشاعة الفاحشة
لكن نوصيها بالإحسان إليه وتفقد أحواله ودعوته للدخول في الإسلام والتوبة إلى الله
هذا فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان
والله أعلم ورد العلم إليه أنسب
ثم إني تذكرت القاعدة الأصولية التي تقول:
من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه
فقد تصلح هذه القاعدة في تنزيلها على هذه الأحكام التي يمنع فيها الأب الغير شرعي على أن يكون محرما
أو تثبت له الأحكام الشرعية عقوبة له بارتكاب الزنى
لذا أحببت التعقيب بهذا أيضا ويا حبذا يضاف لجوابي الأول
وهذا حد علمي
فمن وجد الصواب في غير ذلك فليرشدنا إلى معرفته
وجزاكم الله خيرا
والله أعلم
http://www.du3at.com/vb/showthread.php?t=4089
فهذا جواب الأخ أحمد بوادي ولكن من كان عنده مزيدا من العلم أو التعقيب فلا يحرمنا من الرد(72/209)
من اين يحرم من أتى من ناحية ولم يمر بميقات ولا حاذاه؟
ـ[ابا الوليد النجدي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 03:04 ص]ـ
يا حبذا الأفادة من مشائخنا الفضلاء.(72/210)
هل للمتمتح بالحج أن يقلب تمتعه إلى الحج (الأفراد)؟ لا بقصد الفرار من الهدي؟
ـ[ابا الوليد النجدي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 03:13 ص]ـ
أحب أن أقرا الجواب من فحول هذا الموقع المبارك والله الموفق.(72/211)
سؤال لأهل فلسطين أو من يعرف من هو الشيخ صلاح أبوعرفة؟؟
ـ[أم أحلام]ــــــــ[23 - 12 - 06, 07:50 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
سؤالي لأهل فلسطين الحبيبة من يعرف الشيخ صلاح أبوعرفة، ويعرف مذهبه ومنهجه فليزودني به مشكورا مأجورا بإذن الله.
وكثر الله من أمثالكم يا أهل الملتقى.(72/212)
حكام حج الصبيان
ـ[آل حمدال]ــــــــ[23 - 12 - 06, 09:49 ص]ـ
هذا البحث مأخوذ من كتاب (الاحتفال بأحكام وآداب الأطفال)
وهو (كتاب الأربعين في الأطفال) لأبي عبدالله عادل بن عبدالله الغامدي/
قدم للكتاب الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل.
الطبعة الأولى / (1426هـ) مؤسسة الريان ببيروت / عدد الصفحات (320)
الحديث الثالث عشر:حَج الصبيان
-عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: رَفعت امرأةٌ صَبيّاً لها. فقالت: يا رسول الله! ألهذا حجٌّ؟ قال: نعم، ولكِ أَجرٌ.
تخريج الحديث:
رواه أحمد (1/ 244)، ومسلم (3232)، والترمذي (924) (باب ما جاء في حج الصبي)، وابن ماجه (2910) (باب حج الصبي).
الأحكام الآداب المتعلقة بالحديث:
الأول: دلَّ هذا الحديث: على مشروعية الحج للصبيان. ومما يدل عليه كذلك:
- عن السَّائب بن يزيد رضي الله عنه قال: حجَّ بي أبي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجّة الوداع، وأنا ابن سبعِ سنين. [رواه البخاري (1858) (باب حَجِّ الصبيان)، والترمذي (925)].
- قال ابن عبد البر في ["الاستذكار" (4/ 398)]: وفي هذا الحديث من الفقه الحجُّ بالصبيان، وأجازه جماعة العلماء: بالحجاز، والعراق، والشام، ومصر، وخالفهم في ذلك أهل البدع، فلم يَروا الحجّ بهم، وقولهم مهجور عند العلماء لأن النبي صبى الله عليه وسلم حجَّ بأُغيلِمة بني عبد المطلب، وقال في الصبي: "له حجٌّ وللذي يحجُّه أجر". وحجَّ أبو بكر رضي الله عنه بابن الزُّبير رضي الله عنهما في خرقةٍ. اهـ
الثاني: دلّ الحديث: على أن ما يقدِّمه الصبي من الأعمال الصالحة، تُكتب له في ميزان حسناته.
-قال عمر رضي الله عنه تُكتب للصبي حسناته ولا تُكتب عليه السيئات.
["الاستذكار" (4/ 398)].
الثالث: لا يُشترط في قبول حج الصبي أن يكون الصبي مُمَيِّزاً، فإنّ الصبي الذي قال فيه ?: "إن له حجًا" جاء في رواية البيهقي (5/ 155): أنه كان رضيعًا.
وفي هذه الرواية ردٌّ لما نُقل عن مالك رحمه الله من منع الحجِّ بالصبي الرضيع. ["المنتقى" للباجي" (3/ 78)].
الرابع: الحجُّ والعُمرة جهاد الصبيان.
- عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "جهادُ الكبير، والصغير، والضعيف، والمرأة؛ الحج والعمرة".
[رواه عبدالرزاق (9707)، وأحمد (2/ 421)، والنسائي (2626) والطبراني في "الأوسط" (8751)، وإسناده حسن].
الخامس: كان السف الصالح يهتمّون بالحجِّ بصبيانهم وعرضهم على رحمة الله تعالى وفضله في موسم الحجّ.
- عن سفيان بن عيينة قال: قيل لمحمد بن المُنكدر: تحجّ بالصبيان؟! فقال: نعم، أعرضهم على الله. [رواه ابن الجعد في "مسنده" (1751)، وابن أبي الدنيا في "العيال" (647)].
- قال بن عبدالبر في [الاستذكار (4/ 398)]: وحج السلف قديما وحديثا بالصبيان والأطفال يُعرضونَهم لرحمة الله تعالى. اهـ
السادس: انعقد الإجماع على أنه لا يجب الحجّ على الصبيان حتى يبلغوا.
- قال ابن المنذر رحمه الله ["الإجماع" (ص77)]: وأجمعوا على سُقوط فرض الحجّ عن الصبي. اهـ
السابع: من فضل الله ورحمته بالصبيان: أن من حجَّ منهم وهو صبيٌّ، فمات قبل البلوغ، كُتبتْ له عن حجة الإسلام.
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إذا حجَّ الصبيّ فهي له حجة حتى يَعقِل، وإذا عقِل فعليه حجّةٌ أُخرى .. " الحديث.
[رواه ابن خزيمة (3050)، والحاكم (1/ 481)، والضياء "المختارة" (9/ 546)، والبيهقي "الكبرى" (4/ 325) واختلف في رفعه ووقفه. والصحيح رفعه. انظر "تلخيص الحبير" (2/ 220)].
الثامن: إذا بلغ الصبيُّ وكان قد حجَّ، لم تَسقط عنه حجّه الإسلام، ولزمته حجّة أُخرى بعد البلوغ، كما دلَّ عليه حديث ابن عباس رضي الله عنهما السابق.
- قال الترمذي رحمه الله في ["السنن" (3/ 265)]: وقد أجمع أهل العلم: أن الصبيّ إذا حجَّ قبل أن يُدرك فعليه الحجّ إذا أدرك، لا تُجزئ عنه تلك الحجّة عن حجة الإسلام .. وهو قول سفيان الثوري، والشافعي، وأحمد، وإسحاق. اهـ
- ونقل كذلك الإجماع ابن المنذر رحمه الله في كتابه "الإجماع" (ص77).
التاسع: من أراد الحجّ بالصبيِّ؛ فإنه يَلزمه أن يفعل به عند الإحرام ما يفعله الكبير، فيُجرده عند الإحرام به.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/213)
- عن عبدالله بن عمر وعائشة رضي الله عنهما أنهما كانا يُجردان الصبيان في الحجِّ، ويَطوفانِ بهم بين الصَّفا والمروة. [رواه ابن أبي شيبة (2757)].
العاشر: إن كان الصبيُّ ممن يَعقل ويُميّز، عُلِّم الإحرام، والتلبية حتى يُحرم، ويُلبي بنفسه، وإن كان صغيراً لا يَعقل أحرم ولبى عنه وليَّه.
- عن جابر رضي الله عنه قال: حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومعنا النّساء والصبيان، فلبينا عن الصبيان، ورمينا عنهم.
[رواه ابن أبي شيبة (2759)، وابن ماجه (3038)، والبيهقي في "السنن الكبرى" (5/ 156)]
- عن عبد الملك، عن عطاء: في الصبيّ يُحَجُّ به، ولا يُحسن يُلبي, قال: يُلبي عنه أبوه، أو وَليُه. [رواه ابن أبي شيبة (1712) (2585)، وابن أبي الدنيا في "العيال" (654)، واللفظ له].
- عن عطاء رحمه الله قال: إذا عقَل الصغير، فحقٌ على أهلِه أن يأمروه بها - يعني التلبية-. [رواه ابن أبي الدنيا في "العيال" (653)]
- قال البغوي رحمه الله في ["شرح السنة" (7/ 23)]: إن كان الصبيُّ يَعقِل عقل مثله يُحرم بنفسه، وإن كان لا يَعْقِل عقل مثله يُحرم عنه وليّه، ويُجرَّد، ويُمنع الطيب، وما يُمنع منه الكبير. اهـ
الحادي عشر: الطَّواف بالصبيان.
- قال ابن المنذر رحمه الله في ["الإجماع" (ص70)]: وأجمعوا على أن الصبي يُطاف به. اهـ
- قال ابن قدامة رحمه الله في ["المغني" (5/ 52 - 53)]:
وأما الطواف: فإنه إن أمكنه المشي مشى، وإلا طِيفَ به محمولاً، أو راكباً، فإن أبا بكر رضي الله عنه طاف بابن الزُّبير رضي الله عنه في خِرْقَةٍ؛ ولأن الطواف بالكبير محمولاً لِعُذرٍ يجوز، فالصغير أولى. ولا فرق بين أن يكون الحامِلُ له حلالاً، أو حراماً، ممن أسقط الفرض عن نفسه، أو لم يُسقطه، لأن الطواف للمحمول لا للحامل؛ ولذلك صحَّ أن يطوف راكباً على بعير، وتُعتَبرُ النية في الطَّائف به. فإن لم ينو الطواف عن الصبي لم يُجزئه؛ لأنه لما لم يُعتبر النية من الصبيِّ اعتُبرت من غيره، كما في الإحرام. اهـ
الثاني عشر: ذهب أكثر أهل العلم إلى أن الصبيَّ يُجنّب ما يجتنبه الكبير من محظورات الإحرام.
- عن عطاء رحمه الله قال: يَجتنب الصبيّ في الإحرام ما يجتنب الكبير من الزينة والطيب. [رواه ابن أبي شيبة (2758) (باب في الصبي يجتنب ما يجتنب الكبير)، وأبو داود في "مسائله" (776)].
الثالث عشر: إن ارتكب الصبي محظوراً من محظورات الإحرام، فُدي عنه.
- قال مالك رحمه الله: يجتنب ما يجتنب الكبير، وإن احتاج إلى شيءٍ من الدواء أو الطيب صُنِع ذلك به وفُدي عنه. ["المدونة" (1/ 424)].
- قال البغوي رحمه الله في ["شرح السنة" (7/ 23 - 24)]: إذا ارتكب الصبيّ المُحرم شيئاً من محظورات الإحرام، تجب الفدية في ماله إن كان أحرم بنفسه، وإن أحرم به وليّه، فاختلف الفقهاء في أنها تجب في مال الولي، أو في مال الصبي. اهـ
الرابع عشر: رخص النبي صلى الله عليه وسلم للضعفة من الصبيان وغيرهم الدفع من مزدلفة في نصف الليل.
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: أنا مِمن قَدَّمَ النبي ? ليلة المُزدلفة في ضَعَفَةِ أهله. [رواه البخاري (1678)]
- قال ابن قدامة رحمه الله في "المغني" (5/ 286): .. ولا نعلم فيه مُخالفاً؛ ولأن فيه رِفقاً بهم، ودفعاً لمشقة الزِّحام عنهم، واقتداء بفعل نبيهم صلى الله عليه وسلم. اهـ
الخامس عشر: رمي الجمار للصبيان.
إن كان الصبي ممن لا يستطيع الرَّمي لصغره رُمي عنه، وإن كان يستطيع الرَّمي رمى بنفسه.
- عن جابر رضي الله عنه قال: حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ومعنا النّساء والصبيان، فلبينا عن الصبيان ورمينا عنهم. سبق تخريجه.
- قال ابن المنذر رحمه الله: كلُّ من حفِظْت عنه من أهل العلم يرى الرَّمي عن الصبي الذي لا يَقْدِرُ على الرمي، كان ابن عمر رضي الله عنهما يَفعل ذلك، وبه قال عطاء، والزهري، ومالك، والشافعي، وإسحاق، وعن ابن عمر رضي الله عنهما: أنه كان يَحُجُّ صبيانه وهم صغار، فمن استطاع منهم أن يَرمي رمى، ومن لم يستطع أن يَرمي رَمى عنه. ["المغني" (5/ 52)]
- عن أيوب السختياني رحمه الله قال: رأيت ابناً لعبد الرحمن بن القاسم فقلت: كيف يصنعون بهذا؟ فقالوا: تَضع الحصاة في كفِّه، فإن عجز رُمي عنه. [رواه ابن أبي شيبة (1710)]
السادس عشر: إن كان الصبيّ ممن لا يستطيع الرَّمي، أُتي به إلى مكان الرَّمي، ولا يُترك في الرَّحل، ثم يُرمى عنه.
- قال عطاء رحمه الله: فإن صَبَاهُ رطباً، ولا يَرمي إن عُلِّمَ، فليَركب به إلى الجمرة، فليرمها عنه، ولا يُترك في المنزل، وليُوقف به في المَدْعا، كما يُذهبُ به إلى عرفة، فهذا مثلُ ذلك إلا أن يكون معتلاًّ لا يستطيعُ أن يركب. رواه أبو داود في "مسائله" (774).
السابع عشر: إن حُجَّ بالصبي حج التمتع، أو القِران، ذُبح عنه الهدي.
- عن الزهري رحمه الله في الصبي يُحَجُّ به؟
قال: نعم، ويُجَنبُ ما يُجنَّبُ المُحرم: من الثياب والطيب ولا يُغطى رأسه، ويَرمي عنه الجمار بعض أهله، ويُنحر عنه إن تمتَّع. [رواه ابن أبي الدنيا في "العيال" (651)].
الثامن عشر: إن ترك الصبي شيئاً من المناسك قُضي عنه.
- قال عطاء رحمه الله: يُقضى عن الصغير كلِّ شيءٍ من أمر الحج إلا الصلاة.
[رواه أبو داود في "مسائله" (780)].
التاسع عشر: طواف الوداع للصبيان.
- قال عطاء رحمه الله: والصبيّ الرَّطبُ وغيره، إذا فرض أهلُه عليه الحجَّ، فعليه ما على الكبير في المناسك، يُمنع الطيب، ولا يصدرُ به حتى يكون آخر عهده بالبيت، وإذا أراد أهلُه أن يتمتعوا به فهي له. [رواه أبو داود في "مسائله" (776)].
هذه آخر مسألة من الكتاب (الحتفال بأحكام وآداب الأطفال) في باب (حج الصبيان)
نفعنا الله وإياكم بالعلم النافع والعمل الصالح.
هذا وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه وسلم،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/214)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[23 - 12 - 06, 09:15 م]ـ
جزاك الله خيرا.(72/215)
أين أجد أخبار عن أزواج العلماء؟
ـ[شريف سالم]ــــــــ[23 - 12 - 06, 12:34 م]ـ
الإخوة في الملتقى المبارك
السلام عليكم و رحمة اله و بركانه
أحتاج بارك الله فيكم الى قصص أزواج العلماء
هل من يدلني على المراجع في هذا الموضوع؟
بارك الله فيكم
ـ[أبوصالح]ــــــــ[23 - 12 - 06, 08:38 م]ـ
حفظك الله وايدك ونصرك
تجد في صلاح الامة في علو الهمة الجزء السابع طرفا من ذلك
واذكر ايضا احد المنتديات وهو المعالي قاموا بلقاء مع زوجة الشيخ محمد العثيمين
وزوجة الشيخ الالباني
وكانت في هذه اللقاءات فوائد وطرائف
رحمهم الله اجمعين وجمعنا بهم في الفردوس الاعلى
ـ[محمد خاطر]ــــــــ[24 - 12 - 06, 12:59 ص]ـ
ممكن رابط لقاء مع زوجه الشيخ بن العثيمين والألباني رحمهما الله
ـ[أم حبيبة م. فهمي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 02:15 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ..
وجدت هذا الرابط عسى أن ينفعكم بإذن الله تعالى:
http://almisk.net/almiski/showthread.php?t=14415&page=1&pp=15
في أمان الله
أم حبيبة م. فهمي
مصر(72/216)
يتناوب الامام والمؤذن التكبير عبر مكبرات الصوت في عشر ذي الحجة ... هل هذا بدعة؟
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[23 - 12 - 06, 01:36 م]ـ
حدث هذا عندنا ......
يتناوب الامام والمؤذن التكبير عبر مكبرات الصوت في عشر ذي الحجة ... هل هذا بدعة؟
وهل يصح أن يكون فعل ابن عمر وأبي هريرة مستند لهذا؟(72/217)
مساجلة علمية حول ضعف صوم يوم عرفة
ـ[نصر]ــــــــ[23 - 12 - 06, 03:59 م]ـ
كتاب حول ضعف صيام يوم عرفة
http://sheikfawzi.net/book/1115846076.zip
=================================
مشروعية صيام يوم عرفة والرّد على من أنكر ذلك
تم وضع المادتين من أجل المدارسة فمن رأى التعقيب فليتفضل بدون تجريح(72/218)
قال بهذا من المتأخرين أو المعاصرين بجواز أو تحريم لبس الإحرام على شكل (وزرة) (تنورة)؟
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[23 - 12 - 06, 04:00 م]ـ
أرجو طرح فتاوى العلماء من المتأخرين أو المعاصرين بجواز أو تحريم
لبس الإحرام على شكل ((وزرة)) لأنه كثر السؤال عن هذا الشكل
وفق الله الجميع،،،،،،،،،،،،
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[23 - 12 - 06, 04:14 م]ـ
أفتى بالجواز من المعاصرين فقيه ومحدث:
الفقيه العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله تعالى.
أما المحدث سليمان بن ناصر العلوان فك الله أسره وثبته على الحق.
وهذا قريب من قول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في شرح العمدة.
ونريد المزيد من الفتاوى ..... رفع الله درجاتكم وخاصة في هذه العشر الفاضلة.،،،،،،،،،،،،،
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[23 - 12 - 06, 04:55 م]ـ
أفتى بالتحريم من المعاصرين كلن من:
الشيخ العلامة الدكتور عبدالكريم بن عبدالله الخضير حفظه الله تعالى.
وكذلك الشيخ الدكتور إبراهيم الصبيحي حفظه الله تعالى.
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 05:10 م]ـ
هذا نقل من موقع الفقيه خالد بن عبدالله المصلح وفقه الله:
السؤال:
ما حكم خياطة الإزار عند الإحرام على شكل ما يسمى (تنورة) أي أن الإزار قد خيط من جميع الجهات، وبعضهم يجعل له جيوب يضع فيها ماله وجواله ... الخ؟ وما الدليل على الجواز؟
الجواب:
بسم الله الرحمن الرحيم
الأصل فيما يمنع منه المحرم من اللباس ما رواه البخاري ومسلم من حديث ابن عمر رضي الله عنهما أن رجلاً قال: يا رسول الله ما يلبس المحرم من الثياب؟ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يلبس القمص ولا العمائم ولا السراويلات ولا البرانس ولا الخفاف إلا أحد لا يجد نعلين فليلبس خفين وليقطعهما أسفل من الكعبين ولا تلبسوا من الثياب شيئاً مسه زعفران أو ورس)). فمن منع شيئاً من اللباس زائداً على ما ذكر فلا بد له من دليل، وذلك أن عدول النبي صلى الله عليه وسلم في جوابه عن بيان ما يلبسه المحرم إلى بيان ما يمنع منه المحرم من اللباس، يدل على أن ما يجتنبه المحرم ويمتنع عليه لبسه محصور، فذكره أولى، ويبقى ما عداه على الإباحة بخلاف، ما يباح له لبسه، فإنه كثير غير محصور فذكره تطويل.
وبناء على هذا فإن لُبْس المحرم لإزار قد وضع له تكة لإمساكه أو ما أشبه ذلك، لا وجه لمنعه؛ لأنه لا يخرج بذلك عن كونه إزاراً، وهذا هو المذهب عند الحنفية، والشافعية، والحنابلة، قال السرخسي في المبسوط (4/ 126 - 127): " وقد ذكر هشامٌ عن محمّدٍ - رحمهما اللّه تعالى - أنّه إذا لم يجد الإزار ففتق السّراويل إلّا موضع التّكّة فلا بأس حينئذٍ بلبسه بمنزلة المئزر". وقال الكاساني في بدائع الصنائع (2/ 184): " وكذا إذا لم يجد إزاراً وله سراويل, فلا بأس أن يفتق سراويله خلا موضع التكة ويأتزر به ; لأنه لما فتقه صار بمنزلة الإزار". وقال النووي في المجموع شرح المهذب (7/ 270): "اتّفقت نصوص الشّافعيّ والمصنّف والأصحاب على أنّه يجوز أن يعقد الإزار ويشدّ عليه خيطًا وأن يجعل له مثل الحجزة ويدخل فيها التّكّة ونحو ذلك; لأنّ ذلك من مصلحة الإزار فإنّه لا يستمسك إلّا بنحو ذلك هكذا صرّح به المصنّف والأصحاب في جميع طرقهم". وقد ذكروا في صفة ذلك ما يشبه ما سألت عنه من جعل الإزار كالتنورة، قال البجيرمي في حاشيته (2/ 147): "وقال شيخنا: قوله: مثل الحجزة بأن يثني طرفه ويخيطه بحيث يصير كموضع التكة من اللباس، وهذه الخياطة لا تضر لأنه ليس محيطاً بالبدن بسببها بل هي في نفس الإزار". وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في شرح العمدة (3/ 34): " فتق السراويل يجعله بمنزلة الإزار حتى يجوز لبسه مع وجود الإزار بالإجماع."
أما فقهاء المالكية فقد نص بعضهم على منع التكة لإزار المحرم قال ابن عبد البر في الكافي (1/ 153): "ولا يشد فوق مئزره تكة ولا خيطاً".
أما ربط طرفي الإزار بخيط ونحوه فقد صرح بمنع المحرم منه المالكية والشافعية قال الصاوي في بلغة السالك: (2/ 75): " بل (وإن) كان محيطاً (بعقد أو زر) كأن يعقد طرفي إزاره , أو يجعل أزراراً أو يربطه بحزام". وقال في حاشية قليوبي وعميرة (2/ 167): " ولا ربط طرفه إلى طرفه بخيط ونحوه, فإن فعل ذلك لزمته الفدية لأنه في معنى المخيط من حيث إنه مستمسك بنفسه".
والذي يظهر لي أنه لا بأس بهذا النوع من الإزار الذي قد خيط طرفاه ووضعت له تكة ليستمسك، لأنه لا يخرج بهذا كله عن كونه إزاراً فإن جماعة من العلماء من أهل الفقه والحديث عرفوا الإزار بأنه ما يشد به الوسط، وهذا وصف صادق على هذا النوع من الأزر.
أما ما احتج به القائلون بالمنع من أن الإزار يصير بذلك مخيطاً فيجاب عليه بأن منع المحرم من لبس المخيط لم يرد في كلام النبي صلى الله عليه وسلم ولا في كلام أحد من أصحابه، كما أن من تكلم بهذا من الفقهاء لا يريد بمنع المحرم من المخيط منعه من كل ما فيه خياطة على أي وجه كان؛ إذ لا خلاف بينهم في جواز لبس الرداء والإزار المرقع، كما أنهم لم يقصروا منع المحرم من المخيط على ما خيط من القمص ونحوها، بل قالوا بمنع كل ما فصل على عضو من البدن سواء كان مخيطاً أو منسوجاً أو غير ذلك. ومما يقال أيضا في الجواب على القول بالمنع: إن هذا النوع من الأزر ليس في معنى ما نص عليه النبي صلى الله عليه وسلم مما لا يلبسه المحرم من القمص والبرانس والسراويلات فلا وجه لإلحاقه به، وقد اختار شيخنا محمد العثيمين رحمه الله جواز هذا النوع من الأزر قولاً وعملاً.
وفي الختام أنبه إخواني إلى أنه لا ينبغي أن تكون هذه المسألة مثار جدال ومراء بين الحجاج يوقعهم فيما نهوا عنه من الجدال كما في قول الله تعالى: (الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَنْ فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلا رَفَثَ وَلا فُسُوقَ وَلا جِدَالَ فِي الْحَجِّ) (البقرة: من الآية 197). ولعل من فقه الرجل ترك هذا النوع من الأزر إن كان له عنه غَناء إذا خشي أن يوقعه في الجدال والمراء، والله تعالى أعلم.
أخوكم/
خالد بن عبد الله المصلح
1424/ 10/17هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/219)
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[23 - 12 - 06, 08:15 م]ـ
وهذا نقلته من مشاركة المسيطير وفقه الله وفيه فتوى الشيخ سلمان العودة بجوازه
العنوان المحرم ولبس المخيط
المجيب سلمان العودة
المشرف العام
التصنيف الحج والعمرة /محظورات الإحرام
التاريخ 28/ 11/1424هـ
السؤال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
نشاهد بعض الحجاج يلبسُ ثيابَ الإحرام؛ وهي مخيطةٌ من الوسط, وبعضهم يضع فيها تكّة, أو جيباًَ مخيطاً وغير ذلك.
فما معنى المخيط, وما هي حدوده المسوح بها, وهل يجوز ما تقدم السؤال عنه شرعاً
الجواب
الحمد لله, وبعد:
هناك نقاط مهمة يحسن التنبه لها في ثياب الإحرام:
(1) لبس الْمَخِيطِ من محظورات الإحرام.
والأصل في ذلك ما رواه البخاري في كتاب العلم حديث (134) ومسلم في كتاب الحج حديث (2849) عَنِ الزُّهْرِىِّ عَنْ سَالِمٍ عَنِ ابْنِ عُمَرَ عَنِ النَّبِىِّ صلى الله عليه وسلم أَنَّ رَجُلاً سَأَلَهُ مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِم؟ ُ فَقَالَ: "لاَ يَلْبَسِ الْقَمِيصَ, وَلاَ الْعِمَامَةَ, وَلاَ السَّرَاوِيلَ, وَلاَ الْبُرْنُسَ, وَلاَ ثَوْبًا مَسَّهُ الْوَرْسُ, أَوِ الزَّعْفَرَانُ، فَإِنْ لَمْ يَجِدِ النَّعْلَيْنِ؛ فَلْيَلْبَسِ الْخُفَّيْنِ, وَلْيَقْطَعْهُمَا حَتَّى يَكُونَا تَحْتَ الْكَعْبَيْنِ".
و (الْبُرْنُسُ) كُلُّ ثَوْبٍ رَأْسُهُ مِنْهُ مُلْتَزِقٌ بِهِ دُرَّاعَةً كَانَتْ أَوْ جُبَّةً أَوْ مِمْطَرًا.
و (الْوَرْسُ) ثَمَرُ شَجَرٍ يَكُونُ بِالْيَمَنِ أَصْفَرُ, وَهُوَ مَعْرُوفٌ يُسْتَخدمُ لِتَلْوينِ الْحَرِيرِ.
(2) المقصودُ بالمخيطِ هو: ما يُخاطُ على هيئةِ وقَدِّ البدنِ, أو عضوٍ من أعضائهِ مثل: (الثوب, أو الفانيلة, أو السراويل, أو الطاقية, أو العمامة, أو القَبَاء) وما أشبهَ ذلكَ من الملبوساتِ التي تُخاطُ؛ ولذلكَ عبَّر عنها بعضُ الفقهاءِ بقولهم: (الْمَخِيط الْمُحِيط) أي: بالبدنِ, أو العضوِ.
(3) كلمة (لُبْس الْمَخِيط) لم ترد في القرآن, ولا في السنة بهذا الاصطلاح؛ لكن أطلقها الفقهاء من باب التقريب, والتسهيل؛ فوقع بها لَبْسٌ عند البعض, وَبَنَوا عليها أنّ:
-كلَّ مخيط لا يُلبس.
- وأن العلّة هي الخِياطَة.
وهذا من الغلط، فلو انشق الإزار, أو الرداء اللذان يلبسهما فخاطهما, ثم لَبِسَهُما؛ فلا شيء عليه بالاتفاق.
وإنما المقصود بالمخيط هو: الثوب المعتاد في غير الإحرام عادة (كما سبق).
(4) وعلى هذا؛ فثياب الإحرام والأُزُر التي يلبسها بعض الناس اليوم, وتكون مَخِيطَةً من الوسط بجمع طرفيها, أو فيها تِّكَّةٌ (وهي رِبَاطُ السَّرَاوِيلِ) أو جيب لوضع حاجياته, وما أشبه ذلك؛ لا بأس بها؛ لأنها لا تدخل في باب المخيط.
وقد بوب البخاري, في صحيحه:باب - مَا يَلْبَسُ الْمُحْرِمُ؛ مِنَ الثِّيَابِ, وَالأَرْدِيَةِ, وَالأُزُرِ (23).
(5) هناك توسعة, وإذن شرعي, في لبس المخيط الذي يكون إزاراً في أسفل البدن؛ فما كان يسمى: إزاراً, وأزره, أو ما يسميه أهل نجد (وَزْرَة) فإنه يجوز لبسه حال الإحرام.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية -رحمه الله- في مجموع الفتاوى (ج 26 ص 109): (وَالسُّنَّةُ أَنْ يُحْرِمَ فِي إزَارٍ وَرِدَاءٍ سَوَاءٌ كَانَا مَخِيطَيْنِ أَوْ غَيْرَ مَخِيطَيْنِ بِاتِّفَاقِ الْأَئِمَّةِ وَلَوْ أَحْرَمَ فِي غَيْرِهِمَا جَازَ إذَا كَانَ مِمَّا يَجُوزُ لُبْسُهُ ......... وقال رحمه الله: وَكَذَلِكَ يَجُوزُ أَنْ يَلْبَسَ كُلَّ مَا كَانَ مِنْ جِنْسِ الإِزَارِ وَالرِّدَاءِ ....... وقال: وَلا يَلْبَسُ مَا كَانَ فِي مَعْنَى السَّرَاوِيلِ: كَالتُّبَّانِ وَنَحْوِهِ" اهـ.
(وَالتُّبَّانُ) سَرَاوِيلُ صَغِيرٌ مِقْدَارُ شِبْرٍ يَسْتُرُ الْعَوْرَةَ الْمُغَلَّظَةَ؛ كـ (الملبوسات الداخلية)
وقال –رحمه الله- في شرح العمدة (ج 3، ص 34): " أن فتقَ السراويلِ؛ يجعلُه بمنزلةِ الإزارِ, حتى يجوز لبسُه, مع وجودِ الإزارِ بالإجماعِ."
وقال –رحمه الله- في شرح العمدة (3/ 16):" أَمّا إِن خِيطَ أَو وُصِلَ لا لِيُحِيطَ بِالعُضوِ ويكون على قَدرِهِ مثل: الإزارِ والرداءِ الموصلِ, والمرقعِ, ونحو ذلك فلا بأس به، فإنّ مَناطَ الحكمِ هو اللباسُ المصنوعُ على قدرِ الأعضاءِ، وهو اللباسُ المحيطُ بالأعضاءِ, واللباسُ المعتادُ".
وفي المجموع للنووي (ص 7 ص 264) "وَإِنَّمَا يَحْرُمُ عَلَيْهِ لُبْسُ الْمَخِيطِ, وَمَا هُوَ فِي مَعْنَاهُ, مِمَّا هُوَ عَلَى قَدْرِ عُضْوٍ مِنْ الْبَدَنِ, فَيَحْرُمُ كُلُّ مِخْيَطٍ بِالْبَدَنِ, أَوْ بِعُضْوٍ مِنْهُ, سَوَاءٌ كَانَ مَخِيطًا بِخِيَاطَةٍ, أَوْ غَيْرِهَا".
وفي المغني لابن قدامة (ج 3 ص): "وَلأَنَّ الْمُحْرِمَ مَمْنُوعٌ مِنْ لُبْسِ الْمَخِيطِ فِي شَيْءٍ مِنْ بَدَنِهِ, يَعْنِي بِذَلِكَ مَا يُخَاطُ عَلَى قَدْرِ الْمَلْبُوسِ عَلَيْهِ, كَالْقَمِيصِ وَالسَّرَاوِيلِ. وَلَوْ لَبِسَ إزَارًا مُوَصَّلًا , أَوْ اتَّشَحَ بِثَوْبٍ مَخِيطٍ, جَازَ".
ومما تقدمَ: يتضحُ أن العِلّةَ ليست في الخياطةِ, وإنما العلّةُ في كونه مصنوعاً على قدر البدنِ؛ ولهذا ورد النهيُ عن السراويلِ.
وعلى هذا لو لبس الْمُحْرِمُ (فانيلة مثلاً, أو سروالاً) ليس مخيطاً, وإنما أُبدل الخيط بمادة لاصقة تقوم مقام الخيط فهذا لا يجوز لما تقدم. والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/pen/show_q...t.cfm?id=38701
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/220)
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[23 - 12 - 06, 08:46 م]ـ
وكذلك أفتى بالجواز المحدث:
الشيخ العلامة عبدالله بن عبدالرحمن السعد حفظه الله ونفع الله به الإسلام والمسلمين.
مهاتفه مع تلميذه خالد الزريقي وفقه الله.
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[23 - 12 - 06, 09:09 م]ـ
أرسل لي الشيخ خالد الزرقي على الجوال فقال: يقول شيخنا عبدالله السعد لا نقول
بالتحريم والأولى عدم لبسه ... هذا رأي شيخنا الأخير ....
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[24 - 12 - 06, 12:49 ص]ـ
وأيضاً سألت فضيلة الشيخ عبدالله بن محمد الغنيمان حفظه الله تعالى
فأجاب بالتحريم مطلقاً،،،،،،،،،،،،،
ـ[عبدالرحمن بن طالب]ــــــــ[24 - 12 - 06, 06:14 ص]ـ
والشيخ عبدالعزيز الطريفي كذلك ممن يرى المنع قال ذلك في درسه الذي ألقاه بجامع الصانع في صفة الحج الجمعة 2/ 12/1427 هـ
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[26 - 12 - 06, 01:19 ص]ـ
للرفع،،،،،،،،
ـ[أبو عمر القصيمي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 01:28 ص]ـ
كذلك أفتى بالجواز الشيخ الدكتور عبدالله السكاكر في الدورة العلمية قبل عدة أسابيع في جامع الراجحي ببريدة في درسه نوازل الحج وأطال الكلام في المسألة وهذا نص كلامه نسخته من هذا الملتقى:
النازلة الثالثة: الإحرام بالإزار المخيط أو ما يسمى في اللغة بالنقبة
الإزار المخيط هو ما ظهر في هذا الوقت وأفتى به مجموعه من أهل العلم وطلابه وهو الإزار الذي يخاط جانباه ويوضع في أعلاه تكة إما من خيط أو مطاط أو سير أو نحو ذلك و في اللغة يسمى النقبة وهو يشبه تماماً ما تلبسه النساء في هذا الزمن ويسمى التنورة فهذا هو الإزار الذي نريد أن نتحدث عنه.
ما حكم لبس هذا الإزار بالنسبة للمحرم من الرجال؟ أولاً قبل الحديث عن حكم هذه النازلة أو هذا الإزار نريد أن نتحدث عن بعض الأمور التي هي مقدمة وتوطئه حتى نصل إلى حكم لبس هذا الإزار.
فأولاً ماذا يلبس المحرم؟ فقد ورد في السنة عدد من الأحاديث كلها تتحدث عما يلبسه المحرم في إحرامه ففي الصحيحين عن ابن عمر_رضي الله تعالى عنهما _ أن النبي _صلى الله عليه وسلم _ في بعض الروايات أنه كان في المدينة فسأله سائل فقال يا رسول الله ما يلبس المحرم؟ فقال النبي_صلى الله عليه وسلم_ لا يلبس القمص ولا البرانس ولا العمائم ولا السراويلات ولا الخفاف. في هذا الحديث سأل هذا الرجل عما يلبسه المحرم فأجاب النبي _صلى الله عليه وسلم_ بما لا يلبسه المحرم. قال ابن حجر وهذا قمة في البلاغة والجزالة فإن النبي _صلى الله عليه وسلم_ لما علم أن الممنوع محدود والمباح مطلق أعرض عما سأل عنه السائل وبين المحصور المحدود فقال " لا يلبس القمص ولا البرانس ولا العمائم ولا السراويلات ولا ثوب مسه ورس أو زعفران .... الحديث". فهذا هو الحديث الأول في مسألة ما يلبسه المحرم.
الحديث الثاني هو ما في الصحيحين أيضا من حديث يعلى بن أمية _رضي الله تعالى عنه_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ كان في الجعرانة في مرجعه من الطائف فجاءه إعرابي فقال:يا رسول الله ما تقول في رجل أحرم في جبة وتضمخ بطيب _ يعني تلطخ بطيب _ فقال النبي _صلى الله عليه وسلم_ أما الطيب فاغسله ثلاثا وأما الجبة فانزعها. فا أمره النبي _صلى الله عليه وسلم أن ينزع الجبة.
الحديث الثالث الذي ورد في مسألة ما يلبسه المحرم حال إحرامه هو ما رواه البخاري من حديث ابن عباس _رضي الله تعالى عنهما_ أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ قال وهو يخطب بعرفات ومن لم يجد الإزار فليلبس السراويلات ومن لم يجد النعلين فليلبس الخفين. ففي هذا الحديث أخبر النبي _صلى الله عليه وسلم_ ورخص لمن لم يجد الإزار أن يلبس السراويلات وبالمناسبة السراويل هذا هو المفرد لا على ما هو شائع في لهجتنا أنهم يسمونه السروال لا. في اللغة العربية المفرد السراويل من خلال هذه الأحاديث الثلاثة قال أهل العلم أن المحرم ممنوع من لبس ما يفصل على قدر الأعضاء وعبر بعض الأئمة عما يفصل على قدر الأعضاء بالمخيط فقالوا لا يلبس المحرم المخيط ومقصودهم بالمخيط ليس ما يخاط بالإبرة أو بالمكينة أو نحو ذلك لا وإنما قصدهم بالمخيط مايخاط ويفصل على قدر أعضاء البدن كالفنيلة والسراويل والثوب ونحوها وهذه اللفظة لم ترد في السنة لا في حديث ابن عمر ولا حديث يعلى ولا حديث ابن عباس ولا في شيء من كتب الحديث كما أعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/221)
فالتعبير بأن المحرم لا يلبس المخيط إنما ورد عن بعض السلف فانتشر وتداولته كتب الفقه وتناقله الفقهاء بعضهم عن بعض و من خلال هذا النقل التبس هذا الأمر على كثير من الناس فظن أن المقصود بالمخيط هو ما يخاط في الإبرة أو المكينة أو نحو ذلك. وهذا ليس مقصودا للفقهاء على الإطلاق فإنه بإجماع أهل العلم لو أن الإنسان عنده إزار ثم شق هذا الإزار فخاطه ثم لبسه أن ذلك جائز بإجماع أهل العلم. فليس المقصود بالمخيط هو الذي جرت به الإبرة أو المكينة أو نحو ذلك وإنما المقصود بالمخيط هو ما يخاط ويفصل على قدر الأعضاء كما قلت لكم مثل الفنيلة والثوب والمشلح والبنطال والسراويل ... الخ. هذا هو المقصود بالمخيط في لغة الفقهاء. ننتقل بعد ذلك إلى الحديث عن المسألة التي نحن بصددها وهي حكم لبس الإزار المخيط الذي وضع في أعلاء هذه التكة أو الربطة وبعض الناس وضع له جيب يوضع فيه المال أو الجوال أو نحو ذلك. حكم لبس هذا الإزار؟ قبل أن ننتقل إلى الحكم أحب أن أبين أن اختلاف أهل العلم المعاصرين في حكم لبس هذا الإزار أو هذه النقبة له سببان:
السبب الأول: هو أنه اختلفوا في ما يلبسه المحرم على أسفل بدنه يعني من الحقوين أو من الإزار أو من السرة. والذين اختلفوا في الإزار اختلفوا فيما يلبسه المحرم على أسفل بدنه هل هو محدود أو غير محدود فمن أهل العلم من قال إن ما يلبسه المحرم على أسفل بدنه غير محدود فإن النبي _صلى الله عليه وسلم_ كما في حديث ابن عمر _رضي الله تعالى عنهما لما سئل ما يلبس المحرم أعرض عن سؤال السائل وانتقل إلى ما يلبس قال كثير من أهل العلو كالحافظ ابن حجر وغيره قالوا إن هذا النكتة البلاغية هي أن ما يلبسه المحرم مطلق واسع لا حد له إنما الممنوع هو المقيد فترك النبي _صلى الله عليه وسلم _ المطلق الواسع غير محصور لأنه لا مطمع في حده ولا حصره وانتقل إلى ما يمنع منه فذكره وهو السراويلات.فما لا يلبس على أسفل البدن هو السراويلات فهؤلاء قالوا إن الممنوع محدود وهو السراويلات وما كان في حكمها وأما المباح المسموح فإنه غير محدود
فيلبس المحرم إزارا أو غيره مما شاء المهم أن لا يكون من السراويل ولا ما في حكمها. هذا هو القول الأول.
القول الثاني. الذين قالوا إن هذا الإزار الذي قد خيط طرفاه ووضع فيه تُكة إنه لا يجوز. قالوا العكس من ذلك قالوا إن المباح في السنة لبسه على أسفل بدن المحرم محدود فقد حدده النبي _صلى الله عليه وسلم كما في حديث ابن عباس أن النبي _صلى الله عليه وسلم _ قال وهو بعرفة ومن لم يجد الإزار فليلبس السراويل فقالوا هذا دليل على أن المباح فقط هو الإزار وبالتالي فإنه لا يجوز أن يلبس على أسفل البدن إلا الإزار وما كان في حكمه.واضح هذا الخلاف القول الأول:يقول المحرم والممنوع محدود والمباح واسع. والقول الثاني: يقول بل المباح هو المحدود والممنوع واسع فالمباح فقط هو الإزار وما في حكمه. والحقيقة أن الذي يظهر لي رجحانه والله سبحانه وتعالى أعلم هو القول الأول فإن الممنوع هو المحدود والمباح مطلق فالممنوع هو السراويلات وما كان في حكمها.والدليل على أن هذا القول هو الراجح هو أن حديث ابن عمر _رضي الله تعالى عنهما_ الذي سئل فيه النبي _صلى الله عليه وسلم _ عما يلبس المحرم فأجاب بأنه لا يلبس القمص و لا البرانس ولا العمائم ولا السراويلات أن هذا بالمدينة قبل أن يتلبس الناس في النسك.قاله النبي _صلى الله عليه وسلم_ لهم قبل أن يحرموا أما حديث ابن عباس _رضي الله عنه_ قي قول النبي _صلى الله عليه وسلم _ ومن لم يجد الإزار فليلبس السراويلات فهذا قاله النبي _صلى الله عليه وسلم _ وهو بعرفات. وانتم تعرفون أن الحاج في عرفات إما أن يكون متمتعاً فيكون قد أحرم مرتين أحرم بالعمرة ثم تحلل ثم أحرم بالحج وإما أن يكون مفردا أو قارنا ويكون قد أحرم منذ أيام وأهل العلم يقولون إنه لا يجوز تأخير البيان عن وقت الحاجة. فلو قلنا بأن المباح هو الإزار فقط وما كان في حكمه فمعنى ذلك أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أخر البيان حتى أحرم المتمتع مرتين وأحرم المفرد والقارن منذ أيام ولكن يحمل حديث ابن عباس _رضي الله تعالى عنهما _ في عرفات على أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ أراد أن يرخص للناس من شق عليه أن يجد ما يلبسه أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/222)
يتزر به أن يلبس السراويل لان من عجز عن لبس الإزار جاز له أن يلبس السراويل. فهذا هو الذي يظهر لي رجحانه بهذا التعليل. هذا هو السبب الأول من الخلاف في هذه المسألة وهو الخلاف في ما يلبسه المحرم على أسفل بدنه هل هو محدود أو مطلق؟
السبب الثاني من أسباب الخلاف في المسألة هو اختلاف أهل العلم المعاصرين في هذا الإزار الذي نتكلم عنه المخيط في جوانبه والذي عقد بتكة في أعلاه. اختلافهم هل هو مما يشبه المباح فنقول مباح أو يشبه المحرم فنقول محرم؟ فالذين قالوا إنه مباح قالوا يشبه المباحات. والذين قالوا إنه محرم قالوا إنه يشبه المحرم والممنوع وهو السراويل. والحقيقة أن هذا السؤال قد صغته لكم كما هو في كثير من البحوث التي بحثها طلاب العلم في هذا الزمان فإنهم يقارنون هذا الإزار أو هذا اللباس الذي يسمى النقبة يقارنونه بالإزار أو السراويل فمن شبهه بالإزار أو قال إن لا يزال يسمى إزارا قال إنه مباح. ومن قال إنه يشبه السراويل قال إنه محرم. والذي يظهر لي أن هذا السؤال يجب أن يصاغ بطريقة أُخرى. فإننا رجحنا في المسألة السابقة أن المحرّم محدود وهوالسراويل وما في حكمها والمباح مطلق ولهذا من يقول إنه مباح لا يحتاج أن يقيم الدليل على أنه إزار أو على أنه يسمى في اللغة إزارا سمي إزارا أو لم يسم إزارا المهم أن لا يشبه الممنوع. ولهذا ينبغي أن نصوغ هذا السؤال بصيغة أُخرى فنقول: هذا الإزار الذي يسمى لغةً بالنقبة هل يشبه الممنوع وهو السراويل أو لا يشبهها؟ فإن أشبهها فهو ممنوع وإن لم يشبهها فإنه مباح. سمي إزارً أو لم يسم كان شبيها بالإزار أو ليس بشبيه لأن المباح مطلق. والذي يظهر لي والله سبحانه وتعالى أعلم أن هذا اللباس لا يشبه السراويلات التي منعها النبي _صلى الله عليه وسلم_ فإننا لو تأملنا في جميع الألبسة التي منعها النبي_صلى الله عليه وسلم_ كالبرانس والقمص والسراويلات والجبة لوجدنا أنها كلها تجتمع في صفة واحدة هي أنها فصلت على قدر الأعضاء وحينما تتأمل هذا الإزار تجد وتلاحظ أنه ليس من هذا القبيل. وبناء على ذلك نقول والعلم عند الله سبحانه وتعالى أن هذا الإزار يجوز لبسه لأنه ليس مما نص النبي _صلى الله عليه وسلم_على تحريمه ولا يشبهه وقد كانت عائشة_رضي الله تعالى عنها_ تذهب إلى الحج وإلى العمرة فكان غلمانها إذا أرادو أن يحملوا هودجها على البعير أو ينزلوه ربما بدا منهم شيء من عوراتهم فأمرتهم عائشة _رضي الله عنها_ أن يلبسوا تحت الإزار شيئا يقال له التُبان. والتبان هذا بإختصار شديد هو الإزار المنتشر في هذا الزمن إلا أنه قصير إلى حدود أنصاف الفخذين _ يعني هو مثل السراويل القصيرة إلى نصف الفخذ لكنه لا أكمام له وإنما له تكة في أعلاه_ فكانت عائشة _رضي الله عنها _ تأمر غلمانها بأن يلبسوا هذا التُبان تحت أزرِهم ليسترُ عوراتِهم. فالذي يظهر لي والله سبحانه وتعالى أعلم أن الممنوع هو السراويل وما في حكمها وان هذا الإزار لا يشبه السراويل وبتالي فإنه يجوز لبسه سواءً سمي إزارا أو لم يسم.
بعض الباحثين وبعض طلبة العلم يقول إن هذا خرج عن مسمى الإزار وإن كتب اللغة لا تسمي هذا إزارا ونحن نقول إن المباح مطلق ولم يحدد بالإزار فالمباح سواء كان إزارً أو غير إزار المهم ألا يكون سراويل ولا ما في معناها هذا هو الذي ظهر لي رجحانه في هذا المسألة والعلم عند الله سبحانه وتعالى.
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[27 - 11 - 08, 05:01 م]ـ
إضافة فوائد؟
ـ[أبو زياد المرواني]ــــــــ[27 - 11 - 08, 07:51 م]ـ
قال الشيخ عبدالعزيز الراجحي
لبس الإزار الذي كشكل السروال , ماينبغي أن يجعل فيه مغاط ,تركه أولى لأن هذا مخيط فهويعتبرمخيط ,وقد أفتى فيه الشيخ محمد العثيمين ولكن الأولى تركه ,والشيخ محمد يتساهل في هذا ولكن لم يظهر لنا أن الفتوى وجيهه في هذا.
من شرحه لكتاب العمدة
ـ[أبو الوليد التويجري]ــــــــ[27 - 11 - 08, 08:05 م]ـ
عودًا حميدًا يا دكتور:).
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[27 - 11 - 08, 10:02 م]ـ
سمعت الشيخ سعد الشثري يرى عدم جوازه لانه مفصل على اعضاء وهي البطن والظهر
وذكر ان هناك نوع يوجد به لزق عرض على هيئة كبار العلماء او قال اللجنه الدائمة وأجيز بالأغلبية
كما ان الشيخ سؤل عن الرمي قبل الزوال وفصل في المسألة وذكر ان القول بجواز الرمي قبل الزوال هو الاظهر عنده
ولعل قول الشيخ يراجع على موقع البث المباشر في برنامج فتاوى الحج اليوم الخميس 29/ 11
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[30 - 11 - 08, 12:46 ص]ـ
مزيد من الفوائد,,,
ـ[أبو أسامة الحضرمي]ــــــــ[30 - 11 - 08, 12:56 م]ـ
الشيخ عبدالمحسن الزامل سألته عام 1425 فأفتى بالتحريم
ـ[الطائفي ابو عمر]ــــــــ[03 - 12 - 08, 10:09 م]ـ
المجيب / فضيلة الشيخ: د. عبد الله بن ناصر السلمي
عميد المعهد العالي للقضاء بجامعة محمد بن سعود الإسلامية بالرياض
يسأل عن حكم الإحرام المخيط على شكل تنوره فلقد أنتشر كثيرا!!
ج/ منع الأئمة الأربعة لبس الإزار الذي وضع له تكه من أعلى كما يسميه العامة التنورة وهذا يسمى عند العلماء أهل اللغة النقبة. قال أبو عبيد في غريب الحديث قال
والنقبة هي (قطعة من القماش قدر الإزار توضع أعلاها مثل السراويل وأسفلها مثل الإزار). وهذا ممنوع كما هو مذهب الائمة الأربعة وقد ذكر ذلك أيضا شيخ الإسلام ابن تيمية
ووهم وأخطأ من نقل أن شيخ الإسلام ابن تيمية جوزه، والأقرب أن ابن تيمية يمنع من ذلك .. والله أعلم
وحينئذ نقول هذا ليس إزار ولكنه يسمى نقبة قال عمر كما جاء في بعض الروايات) فألبستنا أمنا نقبتها) .. والله أعلم
http://www.jawabk.com/vb/showthread.php?t=1350(72/223)
التاخير خطوة للامام او للخلف فى الصلاة
ـ[اسد الدين]ــــــــ[23 - 12 - 06, 05:02 م]ـ
السلام عليكم احبتى فى الله
رايت بعد المصلين الذين قد اتوا الى الصلاة متاخرا بعد تسليم الامام يقوموا لكى يقضوا الركعات التى قد فاتتهم ورايت بعضهم يتقدم عن الصف الى الامام خطوة او يتاخر الى الخلف خطوة فهل من دليل على ذلك افيدونا بسرعة افادكم الله
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[23 - 12 - 06, 06:46 م]ـ
...
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[23 - 12 - 06, 06:48 م]ـ
...
ـ[اسد الدين]ــــــــ[23 - 12 - 06, 09:47 م]ـ
اخى ابو اسامة من فضلك اذا لم يكن لديك رد على السؤال فلا تعبث وترسل اى شئ اتقى الله فى اخوك السائل المتلهف على الاجابة علمنا الله واياك ما ينفعنا
ـ[اسد الدين]ــــــــ[24 - 12 - 06, 02:41 م]ـ
بالله عليكم اجيبوا اخوكم المتلهف
ـ[أحمد بوادي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 09:01 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم:
"إِذَا أَتَيْتُمْ الصَّلَاةَ فَعَلَيْكُمْ بِالسَّكِينَةِ فَمَا أَدْرَكْتُمْ فَصَلُّوا وَمَا فَاتَكُمْ فَأَتِمُّوا"
ولم يذكر فيه التقديم أو التأخير عن المكان بعد انتهاء وتسليم الإمام
فإن اعتقد من يفعل ذلك بأنه سنة بدون دليل فقد ابتدع في دين الله
والبعض قد يفعل ذلك من أجل اتخاذ سترة
فلو تقدم أو تأخر من أجل ذلك فلا شيء عليه
وإن كان قد صلى لسترة فلا يجوز له التقدم أو التأخر إلا لوجود حاجة لذلك كأن يكون التقدم والتأخر لمرور المصلين.
خوفا من قطع صلاته، أو انشغاله بوقوفهم أمامهم، وما إلى ذلك
ومن قال أن التقدم والتأخر فيه دليل فليأت به فقد بحثت ولم أجد على ذلك دليلا
والله أعلم(72/224)
أريد بحثاً مفصلاً فى مسألة قضاء الصلاة للمتعمد؟؟
ـ[أبو عثمان المصرى]ــــــــ[23 - 12 - 06, 06:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أهل المنتدى الكرام
كل عام وأنتم بخير
تحية طيبة وبعد:
أريد بحثا مفصلا ً فى مسألة الجواز وعدمه فى قضاء الصلاة للمتعمد (غير ذوى الأعذار كالناسى والنائم) ,
وأرجو الله أن يتفضل الأخ الفاضل: عبد الرحمن الفقيه بالمشاركة حيث أننى قد كنت تابعت منذ فترة ردا ً له فى موضوع مشابه http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=70369&highlight=%DE%D6%C7%C1+%C7%E1%DD%E6%C7%C6%CA
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو عثمان المصرى]ــــــــ[23 - 12 - 06, 07:26 م]ـ
وهل؟؟؟
ولا نؤمر بقضاء الصلاة فى
حديث معاذ أنها سألت عائشة رضي الله عنها ما بال الحائض تقضي الصوم ولا تقضي الصلاة؟ فقالت كان يصيبنا ذلك مع رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فنؤمر بقضاء الصوم ولا نؤمر بقضاء الصلاة (رواه الجماعة)
دليل مطلق (أو على الأقل يحتج به؟) على عدم قضاء الصلاة؟؟؟
ـ[أبو عثمان المصرى]ــــــــ[24 - 12 - 06, 01:31 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو عثمان المصرى]ــــــــ[24 - 12 - 06, 08:35 م]ـ
للرفع
ـ[أبو عثمان المصرى]ــــــــ[25 - 12 - 06, 06:32 م]ـ
مرة أخرى للرفـ ـــــــــــــــــــــــــــــــع
أريد رداً
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[25 - 12 - 06, 07:10 م]ـ
للـ الرفع ـــ الرفع ـــ الرفع ـــرفع
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 07:18 م]ـ
ابن القيم له بحث مستفيض في هذه المسألة في رسالته (الصلاة وحكم تاركها ( http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=26&book=835)) وانفصل لعدم القضاء
وكذلك ابن عبد البر له بحث جيد عن المسألة في الاستذكار ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=391495&postcount=6)، وانفصل للقضاء، فانظره فهو ممتاز.
وهو قول جماهير أهل العلم سلفا وخلفا، وهو الأحوط، بل حكى بعضهم الإجماع عليه.
وسبب الإشكال عند من أنكر هذا القول أنه ظن أن القضاء يسقط الإثم ويبرئ الذمة، وهذا خطأ، بل هو آثم وعليه التوبة والإكثار من النوافل لتدارك الأمر، ولكن الصلاة بدخول وقتها ثبتت في الذمة، فما الذي أسقطها بخروج الوقت؟
والله أعلم
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[25 - 12 - 06, 09:47 م]ـ
وابن رجب في شرح البخاري بحثه بحثا جيدا ورد على من زعم الإجماع ومال بقوة إلى عدم القضاء
ـ[خالد جاد الحق]ــــــــ[27 - 12 - 06, 03:50 ص]ـ
قرات فى هذه المسالة كثيرا جدا وتبين لى_ والله اعلم_ ان القول بعدم قضاء الصلاة للمتعمد قول من الضعف بمكان وان قول الجمهور هو الصحيح من انه يجب عليه القضاء والله اعلم
ـ[محمد عبدالله عايش]ــــــــ[28 - 12 - 06, 03:26 م]ـ
الراجح من أقوال أهل العلم وجوب قضاء الصلاة لمن تركها متعمدا, وهو المعتمد عند المذاهب الأربعة، وختلف أهل العلم في النقل عن الإمام ابن تيمية فقال محمد رواس قلعجي في (موسوعة فقة ابن تيمية) قوله: يجب قضاء الفوائت عل الفور, سواء فاتته سهوا أم عمدا, والاشتغال بقضاء الفوائت الكثيرة أولى من الاشتغال بالسنن, ص879,والله أعلم.
ـ[أبو عثمان المصرى]ــــــــ[04 - 01 - 07, 01:56 ص]ـ
جزكم الله خيراً
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[04 - 01 - 07, 12:08 م]ـ
فصل في كفارة من أتى حائضا، وبيان أنها لا تصوم و لا تصلي وأنها تقضى الصوم دون الصلاة
عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم في الذي يأتي امرأته وهي حائض: " يتصدق بدينار أو بنصف دينار " رواه الخمسة، واختلف في رفعه ووقفه، وقال صلى الله عليه وسلم:"تمكث الليالي ما تصلى، وتفطر في شهر رمضان، فهذا نقصان دينها"، رواه مسلم وعن معاذة قالت:"سألت عائشة فقلت: مابال الحائض تقضى الصوم ولا تقضى الصلاة؟ قالت: كان يصيبنا ذلك مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فنؤمر بقضاة الصوم. ولا نؤمر بقضاء الصلاة" رواه الجماعة.
ا لمصدر:
كتاب السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والسنن من تأليف محمد عبدالسلام الذكرخضرالشقيدي رحمه الله.(72/225)
فوائد من شرح الشيخ العلوان على الواسطية
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[23 - 12 - 06, 07:58 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
فهذه بعض الفوائد التي أخذتها من شرح الشيخ سليمان بن ناصر العلوان على شرح العقيدة الواسطية لشيخ الإسلام ابن تيمية
والفوائد ليست مرتبة
وفي الشريط الأخير شرع الشيخ يشرح قول شيخ الإسلام (ومن أصول أهل السنة والجماعة أن الدين والإيمان قول وعمل ... ) ولكن الشريط الأخير ناقص
-قصة إبراهيم لما ألقي في النار ولما قال له جبيرل (ألك حاجة) فقال إبراهيم (أما إليك فلا) قصة موضوعة، وقد احتج بها الصوفية على مشروعية ترك الأسباب.
-دعاء (اللهم اقسم لنا من خشيتك ... ) الحديث ضعيف.
-قوله تعالى (والذي جاء بالصدق وصدق به) فسر بتفسيرين: أنهما أبو بكر والرسول صلى الله عليه وسلم، وفسر بأنهما جبريل والرسول صلى الله عليه وسلم.
-كلما جاء قي القرآن أن الله يقاتل كما في قوله تعالى (قاتلهم الله) و (قتل الخراصون) فالمراد به اللعن.
-قوله تعالى (في ستة أيام) الشيخ يرى أن هذه الأيام من أيام الله، فمقدار كل يوم ألف سنة.
-جاء في الحديث (إني قد تركت فيكم ما إن اعتصمتم به فلن تضلوا أبدا، كتاب الله، و سنة نبيه) المحفوط عدم ذكر (سنة نبيه).
-لا يجوز أن نقول أن الله لا يزال ينزل إلى السماء الدنيا.
-قدم في القرآن السماوات على الأرض-مع أن الأرض مخلوقة قبل السماوات- لأن السماوات أشرف من الأرض.
يتبع بإذن الله ...
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[23 - 12 - 06, 10:37 م]ـ
تابع بارك الله بك وبالشيخ
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[24 - 12 - 06, 02:04 ص]ـ
جزاكم الله خيرا اكمل بارك الله فيك
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[24 - 12 - 06, 10:52 م]ـ
آمين وإياكم
-قدم في القرآن السماوات على الأرض-مع أن الأرض مخلوقة قبل السماوات- لأن السماوات أشرف من الأرض.
وزاد الشيخ حفظه الله: أن في قوله تعالى {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون} قدم الجن على الإنس لأنهم خلقوا قبل الإنس.
-الشيخ ضعف حديث ابن عباس في قوله تعالى {فلما تغشاها} الآية وهو الذي فيه (لتطيعاني أو لأجعلن له قرني أيل ... ) [وأتذكر أن الشيخ عمر المقبل قال عن الحديث في شرح كتاب التوحيد: منكر المتن].
-حديث (إن الله حيي ستير) لايصح.
-لا يصح حديث في صيام يوم الخميس وإنما ثبت في يوم الاثنين.
-لا يقال (تبارك) إلا لله، فلا يقال (تبارك القلم أو تبارك الرجل) ونحو ذلك.
-قوله تعالى {واصبر لحكم ربك} أي لقضاء ربك.
-الراجح أن ساعة الجمعة هي بين العصر والمغرب.
-حديث الجارية فيه السؤال على الشهادتين: ففي قولها (في السماء) في شهادة أن لا إله إلا الله، وفي قولها (أنت رسول الله) فيه شهادة أن محمدا رسول الله.
-صحيح مسلم ليس بأفضل من صحيح البخاري من أي وجه من الوجوه، فجاء عند بعض المتأخرين أن صحيح مسلم أفضل من البخاري وهذا القول باطل [الشيخ أطال في ذلك وفي الحقيقة رأيت أن كلامه مفيد جدا].
-قوله تعالى {ما لم ينزل به سلطانا} أي ما لم ينزل به علما.
يتبع إن شاء الله ...
ـ[أبو مهند النجدي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 11:27 م]ـ
جزاك الله خير واصل
ـ[عبد العزيز السالم]ــــــــ[24 - 12 - 06, 11:29 م]ـ
واصل بارك الله فيك
فنحن لك متابعون.
أخوك.
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[25 - 12 - 06, 06:53 م]ـ
بارك الله فيكم
أخي أبا مهند
بل الثناء يعود عليك لأنك أنت الذي رفع الدروس
-يجوز مس المصحف بدون وضوء، وحديث (لا يمس القرآن إلا طاهر) اختلف في صحته والأقوى أنه ثابت، ولو كان محرما لاشتهر الأمر في الكتاب أو السنة [فسر الشيخ الحديث كما فسره الشيخ الألباني، مع أن الشيخ قال في الآخر ما معناه: وولكن ينبغي أن يتوضأ الإنسان لمس اامصحف للاحتياط].
-كان بعض المشركين يثبتون الصفات، والدليل قوله تعالى على لسان إبراهيم {ياأبت لم تعبد ما لا يسمع ولا يبصر ولا يغني عنك شيئا}،فلم يحتج عليه أبوه (وربك لا يسمع ولا يبصر).
-كلمة (الخبيث) تطلق على الرديء، وعلى الذنب، وعلى النجاسة.
-قوله عالى {إن فرعون وهامان وجنودهما كانوا خاطئين} أي: آثمين.
-نقل ابن عبد البر إجماع أهل السنة على أن الأصل في الكلام حمله على الحقيقة لا على المجاز، فبهذا تبطل أقوال أهل البدع في تأويل الأسماء والصفات.
-إذا قال القرطبي والنووي (قال أهل السنة) فأحيانا ليس هو قول أهل السنة وإنما هو قول الأشاعرة، وقال الإمام ابن حزم في إحدى كتبه (هذا قول الإمام أحمد) وفي الحقيقة كان قول المعتزلة! فهذا يدل على أنهم يريدون الصواب.
-لا يكره أحد على قتل أحد.
-الصحيح في معنى المتواتر: هو الحديث الذي ثبت إسناده إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وتلقته الأمة القبول، عرفه الإمام أحمد بهذا، وجعل بعض المتكلمين أربعة شروط للحديث المتواتر وبعضهم قالوا أشياء أخرى وكل هذه الأقوال باطلة [الشيخ كرر هذا الكلام وقال في حديث الجارية أنه متواتر].
الإجماع نوعان: إجماع قطعي وإجماع ظني.
-إجماعات هؤلاء العلماء: ابن جرير والنووي وابن تيمية وابن المنذر فيها نظر.
يتبع إن شاء الله ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/226)
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[26 - 12 - 06, 11:58 ص]ـ
-حديث (من صلى لله أربعين يوما في جماعة يدرك التكبيرة الأولى كتب له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق) ضعيف مرفوع وهو صحيح موقوف وله حكم الرفع.
-لا يصح حديث مرفوع إلأى النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن النهي عن تشبيك الأصابع، ولكن صح عن ابن عمر موقوفا النهي عنها في الصلاة فقط.
-الروافض يجاوزون 70 فرقة.
-قوله تعالى {إنا لننصر رسلنا والذين آمنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد} النصر هنا ليس النصر العسكري، لأنه سبحانه ذكر في آيات أخرى أن بعض الأنبياء قتلوا، ولكن المراد بالنصر نصر الحق.
-الأحاديث المعلولة في مسلم أكثر من عند الباخري.
-كفر الإمامان أحمد ومالك من أنكر رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة.
يتبع إن شاء الله ...
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[27 - 12 - 06, 11:49 ص]ـ
-قال المؤلف رحمه الله (ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله تعالى)، لأننا لم نعلم هل يرى المؤمنون ربهم بعد دخول الجنة كل يوم أو كل أسبوع أو كل شهر؟ وجاءت أحاديث في ذلك وكلها معلولة.
-الإحسان يشمل التقوى وزيادة [وقال الشيخ ابن عثيمين في شرح الكتاب: التقي من قام بالواجب والمحسن من قام بالواجب والمندوب، فكأن عند الشيخين التقي هو المقتصد والمحسن هو السابق بالخيرات].
-هؤلاء الرواة: الحسن البصري ومحمد بن إسحاق والأعمش [وأبو إسحاق السبيعي، نسيت إذا كان قد ذكره] تقبل عنعنتهم، لأنهم ليسوا بمعروفين بكثرة التدليس.
-الحديث الذي فيه أن ملكا الموت اسمهما منكر ونكير صححه الإامام أحمد.
-كيف نجمع بين كون الإنسان يعذب في القبر ببكاء أهله وقوله تعالى {ولا تزر وازرة وزر أخرى}؟ الجواب: أن العذاب قد يكون كونيا وشرعيا والعقاب لا يكون إلا شرعيا، وكون الإنسان يعذب في القبر ببكاء أهله ليس من العقاب، بل من العذاب فقط.
-حديث (إن لكل نبي حوضا) ضعيف جدا، فيصح القول بأن الحوض المورود لمحمد - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - هو الكوثر.
-حديث (القدرية مجوس هذه الأمة) ضعيف مرفوع، وقد صح موقوفا عن جابر وحذيفة وابن عمر عن وغيرهم.
وبهذا تمت كتابة الفوائد، أسأل الله أن تنفعني
بل في الحقيقة الفوائد أكثر من ذلك، ولكني لم أتذكر جميعها.
والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو عَدي]ــــــــ[28 - 12 - 06, 09:22 م]ـ
جزاك الله خيرا وبارك فيك، وفك الله أسر الشيخ وثبته على دينه.
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[21 - 01 - 07, 04:17 م]ـ
آمين وإياكم
وأتذكر من الفوائد: أن المؤمنين يتفاوتون لرؤية ربهم يوم القيامة وهذا هو المعني في دعائه صلى الله عليه وسلم (أسألك لذة النظر إلى وجهك الكريم)
ـ[إبراهيم توفيق]ــــــــ[22 - 01 - 07, 12:10 ص]ـ
شكر الله لك أكمل بارك الله فيك إن كان تستطيع
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[24 - 01 - 07, 02:53 م]ـ
فك الله أسر الشيخ المحدث العلامة سليمان العلوان وحفظه ووفقه ..
هل للشيخ شروحات مسجلة على أشرطة؟؟؟
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[18 - 03 - 07, 02:54 م]ـ
استمعت إلى الشرح مرة ثانية، لشدة حبي لهذا المتن ولهذا الشيخ، فإليكم الفوائد
قبل أن أبدأ أحببت أن أنبه أني قلت
(هؤلاء الرواة: الحسن البصري ومحمد بن إسحاق والأعمش [وأبو إسحاق السبيعي، نسيت إذا كان قد ذكره] تقبل عنعنتهم، لأنهم ليسوا بمعروفين بكثرة التدليس.) لا يمكن أن يذكر الشيخ محمد بن إسحاق، إذ هو معروف أن تدليسه شديد فهذا وهم مني
ومن رآى أي خطأ في تعليقاتي التي أو أراد أن يناقشني فيما رأيته صوابا فلينبهني
بسم الله الرحمن الرحيم
به أستعين، وعليه أتوكل
هذه جملة من الفوائد التي أخذتها من شرح نفيس للواسطية للشيخ المحدث سليمان بن ناصر العلوان فك الله أسره.
الشيخ لم يتم شرحه والشريط الأخير ـوهو الثالث والثلاثون ـ ناقص، ليس فيه إلا سبعة دقائق.
فالله أسأل أن ينفع بهذه الفوائد، وأن يسدد خطايانا، وأن يدفع خطانا، إنه سميع مجيب.
الشريط الأول
ـ لفظ الأسماء جاء في قوله تعالى (ولله الأسماء الحسنى فدعوه بها)، ولفظ الصفة جاء في السنة في الرجل الذي قال (إنها صفة الرحمن) وفي خبر موقوف عن ابن عباس عن الرجل الذي (سمع حديثا من النبي صلى الله عليه وسلم في الصفات استنكارا لذلك).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/227)
ـإذا لم نصف الله بالسمع ولا بالبصر ولا بالعلم ولا بصفات الكمال فإنه ليس بإله!
ـيستحسن أن يدعو الإنسان بهذا الدعاء إذا اشتبهت عليه أمور الدين (اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل. فاطر السماوات والأرض. عالم الغيب والشهادة. أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون. اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم)
ـأصح ما قيل في السيد: السيد الذي تصمد إليه الخلائق في حوائجهم ... [فلم يذكر الشيخ الذي لا جوف له والله أعلم]
ـالمسعر ليس من أسماء الله لأنه ليس فيه مدح.
ـإثبات الأشاعرة ليس كإثبات أهل السنة، لأن الأشاعرة يرون أنه يجب أن الأسماء توافق العقل، وهذا ضلال.
ـالحكيم هو الذي يضع الأشياء مواضعها فلا يخلق إلا لحكمة ولا يعمل شيئا إلا لحكمة، والخبير هو الذي يعلم ظواهر الأمور وبواطنها.
الشريط الثاني
ـالقسط يقصد به العدل، القاسط يعنى بالجائر.
ـالتوبة محمودة سواء كان استحضر ذنبا أو لا، فإن العبد دائما فيه شيء من النقص، ومن لم يستغفر الله إلا إذا استحضر ذنبا فهذا إعجاب بالنفس وقلبه مريض، وأبو بكر ـوهو هوـ سأل النبي صلى الله عليه وسلم دعاء يدعو به في صلاته (اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيرا ولا يغفر الذنوب إلا أنت فاغفر لي مغفرة من عندك وارحمني إنك أنت الغفور الرحيم)، والنبي صلى الله عليه وسلم كان يقول دبر كل صلاة (أستغفر الله أستغفر الله اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام)
ـقد كان في القرن الرابع والخامس والسادس وأوائل السابع علماء من أهل السنة عندهم شيء من العقيدة الأشعرية، كالنووي والقرطبي فإنهم قد يقولون (قال أهل السنة) ويقصدون الأشاعرة.
الشريط الثالث
ـقال النبي صلى الله عليه وسلم (كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا الشرك بالله والقتل) حديث جيد [الشيخ روى الحديث بالمعنى وإلا فلفظه (كل ذنب عسى الله أن يغفره إلا من مات مشركا أو من قتل مؤمنا متعمدا)].
ـنظر ابن عمر إلى الكعبة فقال (ما أعظم حرمتك عند الله، فوالله للمؤمن أعظم حرمة منك).
ـقوله تعالى (لابثين فيها أحقابا) قال الحسن البصري (كلما مضى حقد أتى حقد آخر وهكذا يعذبون إلى غير أمد).
ـمذهب أهل السنة أن الله لا يخلف وعده ولكن قد يخلف وعيده، لأن إخلاف الوعيد صفة كمال بخلاف إخلاف الوعد.
ـالمنتقم ليس من أسماء الله لأنه لم يجئ إلا مضافا [قلت: وهذا القول فيه نظر إذ قول الله تعالى (يوم نبطش البطشة الكبرى إنا منتقمون) والله أعلم].
الشريط الرابع
ـالتوبة في خروج الدجال مقبولة على الصحيح.
الشريط الخامس
ـقوله تعالى (كل شيء هالك إلا وجهه) أي كل شيء كتب عليه الهلاك، فلا يدخل في ذلك الجنة والنار والعرش والملائكة، فهذا عام أريد به خاص، وكقوله تعالى (تدمر كل شيء) (وأوتيت من كل شيء).
ـحكى ابن عبد البر في المجلد السابع من الاستذكار أن الأصل في الكلام حمله على الحقيقة لا على المجاز [بل رجح شيخ الإسلام ابن تيمية أنه ليس هناك في اللغة مجاز أصلا، فضلا أن يكون موجودا في القرآن].
ـفي القرآن قد يطلق الكل على البعض كما في قوله تعالى (الذين قال لهم الناس) (وقال اليهود عزير ابن الله).
ـقال نعيم بن حماد الخزاعي وغيره من السلف (من عطل الله في أسمائه وصفاته فهو يعبد عدما، ومن شبه الله بخلقه فهو يعبد صنما).
ـقوله تعلى (فثم وجه الله) قال بعضهم هي القبلة ورجح ابن القيم أنه الصفة، ولم يذكر شيخ الإسلام هذه الآية لأن أهل السنة اختلفوا في تفسيرها.
ـرواية الشمال ـيد الله الشمال ـ تفرد بها عمار بن حمزة وهو سيئ الحفظ فلا يحتج بروايته، والمحفوظ (كلتا يديه يمين) [وقد قال الشيخ ابن عثيمين أن ضعف الرواية لا تنفي أن تكون يد الله الأخرى يسرى فراجع شرحه لكتاب التوحيد في آخر باب الكتاب].
الشريط السادس
ـقوله تعالى (لحكم ربك) قيل المعنى لقضاء ربك. (فإنك بأعيننا) قيل: أي بمرآة منا، ولكن الأولى إثبات الصفة ثم ذكر لوازمها.
ـليس معنى النصر كما يتوهمه البعض أنه لم يصبه أذى، قال تعالى (إنا لننصر رسلنا) ومن الأنبياء من قتل وسماه الله نصرا قال تعالى (ويقتلون الأنبياء بغير حق). النصر الحقيقي ليس هو النصر العسكري، النصر العسكري أحد معاني النصر، وأعظم أنواع النصر انتصار المبادئ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/228)
ـحين امتحن الناس في عصر الإمام أحمد رحمه الله، ولم يبق من الأئمة من لا يجب إلا القليل، وهؤلاء القليل حين زاد البلاء منهم من أجاب، كيحيى بن معين وعلي بن المديني وأبي معمر وأحمد بن منيع وآخرين. ومنهم من قتل كالخزاعي ومنهم من مات كمحمد بن نوح، فلم يبق إلا الإمام أحمد، فقال بعض أصحابه (يا أبا عبد الله ألم تر كيف انتصر الباطل على الحق) فقال (كلا، ما دامت القلوب ثابتة فالحق هو المنتصر).
ـ[حديث جميل] قالت عائشة (الحمد لله الذي وسع سمعه الأصولت، لقد جاءت المجادلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأنا قريبة من الحجرة ويخفى علي بعض كلامها، وسمع الله شكواها من فوق سبع سماوات.
ـروى أبو هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ (إن الله كان سميعا بصيرا) فوضع إبهامه على أذنيه والتي تليها على عينه. اختلف العلماء في فعل ذلك بعد النبي صلى الله عليه وسلم: منهم من قال بالجواز كأبي هريرة والأعمش، وذهب الإمام أحمد إلى أن هذا لا يجوز مطلقا وأنه خاص بالنبي صلى الله عليه وسلم. الإمام أحمد لما رأى رجلا يقرأ (والأرض جميعا قبضته) بسط يده وقبضها قال أحمد (قطع الله يدك قطع الله يدك قطع الله يدك) ثم نهض من المجلس وتركه. والقول الثالث: التفصيل: ما جاء النص به فلا حرج من فعله بشرطين: أنه يقصد بذلك إثبات الحقيقة وأن يكون في مجتمع يفهمون.
الشريط السابع
ـقال شيخ الإسلام ابن تيمية (ما عصى العبد ربه إلا بنقص إيمانه بالغيب). وكلما قوي إيمانه كلما قلت معصيته، وكلما ضعف إيمانه كثرت معصيته، بدليل أن العبد لا يعصي الله بحضرة من يستحي منه، فهذا يدل على ضعف إيمانه بالغيب.
ـما هناك حرف في القرآن إلا وهو دال على الله. مثلا: ق دال على أن الله يتكلم فهو موجود ففيه إثبات توحيد الربوبية وتقتضي إثبات توحيد الألوهية.
ـالكافر إذا عمل خيرا فيطعم في الدنيا كما جاء في صحيح مسلم.
ـقوله تعالى (فإن الله كان عفوا قديرا) فإن الله يعفو دائما عن قدرةـ والإنسان قد يعفو عن عجز.
الشريط الثامن
ـقال صلى الله عليه وسلم (وجعل الذلة والصغار على من خالف أمري). من ابتغى العزة بغير طاعة الله أو طاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم أذله الله.
ـالعزة تتمثل بطاعة الله، وبقوة الشخصية والمسارعة إلى ما يحبه الله، وبالبعد عن طاعة المخلوق في معصية الخالق، وبالتعلق بالله، وبالصبر على البلاء، وبالشكر عند الرخاء.
ـسمي إبليس لأنه إبليس عن الخير وعن رحمة الله.
ـ (تبارك) لا يطلق إلا على الله جل وعلا، ولا يختلف فيه العلماء، فلا يصح قول (تبارك فلان، تبارك ماله)، وعناه تعاظم وتعالى.
ـكره بعض العلماء أن يقال في حق المخلوق (ذو جلالة) ولكن رخص بعضهم بقولهم أن المراد جلالة تليق به.
ـقوله تعالى (واصطبر لعبادته) أي التزم بها فلا تتركها يوما وتعملها يوما.
ـ[لنا في سير الصالحين قدوة] الإمام أحمد لما وقعت الفتنة وسجن بعدما خرج عفا عن كل من ظلمه وكذلك شيخ الإسلام، وقد عفوا مع القدرة على عدم العفو.
الشريط التاسع
قوله تعالى (كما يئس الكفار من أصحاب القبور) قيل: يئس الكفار الأموات أن يخرجهم الملائكة من القبور، وقيل: يئس الكفار الذين يدعون الأموات أن يجيبوهم.
ـخبر (سمياه عبد الحارث معلول) [قلت وأنكره الشيخ عمر المقبل لأجل متنه، والخبر فعلا فيه نكارة ظاهرة]، ولا يثبت حديث أن الحارث من أسماء الله.
الشريط العاشر
ـقوله تعالى (وما خلقت الجن والإنس إلا لعبدون) قدم الجن على الإنس لأنهم أسبق خلقا. (إلا ليعبدون) فسر بعض أصحاب ابن عباس إلا ليوحدون، وقال مجاهد: إلا لآمرهم وأنهاهم. والمعنيان متقاربان.
ـقوله تعالى (وقل الحمد لله الذي لم يتخذ ولدا ولم يكن شريك في الملك ولم يكن لو ولي من الذل وكبره تكبيرا) الأمر للنبي صلى الله عليه وسلم ولأمته ما لم يرد تخصيص له وهذا قول عامة العلماء.
ـكلما جاء في القرآن (قاتلهم) أو (قتل) فالمراد به اللعن.
ـمعنى (لا تفقهون) لا تسمعون.
ـإذا كان الله على كل شيء قديرا فكيف نلجأ إلى مخلوق؟؟
ـقوله تعالى (ليكون للعالمين نذيرا) (ليكون) عائد على الفرقان لأن هذا هو الموضوع في الآية.
ـالسماوات أعظم خلقا [الشيخ كان له دليلا لذلك ولكن الصوت كان رديئا] وأشرف من الأرض لأن فيها الملائكة والجنة، وهذا قول الجمهور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/229)
ـقوله تعالى (فلا تضربوا لله الأمثال إن الله يعلم وأنتم لا تعلمون) (لا تعلمون) قيل العلم المطلق، وقيل لا تعلمون من تعصون وما تفعلون.
ـ (ما ظهر) قيل من الزنا، (وما بطن) من ما تكنه صدوركم. وقيل الذي تعلنون وما تسرون به من القول الفعل من الزنا وفعل العادة السرية وهذا أضعف الأقوال. (ما لم ينزل به سلطانا) أي علما.
ـذهب الجمهور ـمنهم الأئمة الأربعةـ إلى أنه لا يؤذن للمحدث حدثا أصغرا أو أكبر أن يمس المصحف بدون طهارة، ويستدلون بحديث (لا يمس القرآن إلا طاهر) وبقوله تعالى (لا يمسه إلا المطهرون). والقول الثاني أنه لا بأس بذلك لأن الله قصد الملائكة وقيل في الحديث أن الطاهر هو المسلم الذي لا ينجس ـ على خلاف في صحة الخبر وإن كان الأقوى بأنه ثابت [أظن أن الشيخ يقول ذلك عن حديث لا يمس القرآن إلا طاهر]ـ. لكن في الحقيقة ليس هناك دليل واضح في منع المحدث من مس المصحف، لأنه لو كان كذلك لبيه النبي صلى الله عليه وسلم بيانا واضحا، لا تحتاج مع الأمة إلى قياس أو استشكال، لأن الله حث عباده على قراءة القرآن والنبي صلى الله عليه وسلم ندبهم إلى ذلك، وتواتر الأدلة في حث المسلمين على قراءة القرآن، والأصل أنهم يقرؤونه محدثين وغير محدثين، ولم يجئ استثناء. والقول بالجواز قول قوي وقول الجمهور هو الأحوط [كلام جميل للشيخ حفظه الله].
الشريط الحادي عشر
ـ لا ينصح المبتدئ بقراءة تفسير الجلالين، وأفضل من ذلك تفسير السعدي والتفسير الميسر، لأن تفسير الجلالين في باب الأسماء والصفات على مذهب الأشاعرة.
ـ (في ستة أيام) من أيام الله نص عليه الإمام أحمد (وإن يوما عند برك كألف سنة مما تعدون)، ليكون ذلك بيانا للعباد في البعد عن العجلة، ونستفيد من ذلك التأني في الأمور، ذكره بعض العلماء وقيل غير هذا وهذا لم يجب أن يكون صوابا هذا مجرد التماس، ولكن نؤمن بذلك سواء علمنا الحكمة أو لا نعلمها.
ـقوله تعالى (ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية) قيل ثمانية في الدنيا والآخرة وهذا مخالف لظاهر الآية، وقال بعض العلماء: الحملة في الدنيا أربعة وهذا يحكى في الأشعار والإسرائيليات
ـبعض الكتب التي ينصح الشيخ بقراءتها في العقيدة: مختصر الصواعق، الرد على الجهمية لإبن منده والرد على الجهمية للدارمي.
ـالخالق هو الموجد على غير مثال سابق، والمصور هو الذي أعطى كل خلق شكله.
ـالجماعات في بلاد العرب ـسوى هذه البلدةـ تدرس في الحقيقة في المذهب الأشعري أو الماتريدي.
ـأبو بكر البغدادي والنووي والقرطبي وابن حجر إذا قالوا أحيانا (قال أهل السنة) فهو الأشاعرة في الحقيقة [سبق شيء من ذلك] لأن الصواب يخفى عليهم.
الشريط الثاني عشر
ـيتصور الكثير أن عيسى أرسل إلى النصارى وهذا غلط، الأصل في إرساله أنه كان إلى اليهود ولم يكن فيه من يسمى نصارى، ولكن حين كفرت اليهود وتبعته طائفة سموا نصارى ثم في ذلك الوقت جاء اسم النصارى، قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا كونوا أنصار الله كما قال عيسى ابن مريم للحواريين من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله فآمنت طائفة من بني إسرائيل وكفرت طائفة فأيدنا الذين آمنوا على عدوهم فأصبحوا ظاهرين).
ـيطلق الوفاة في القرآن على مفارقة الحياة وعلى النوم.
ـاختلف العلماء في تحديد الفترة الزمانية التي كانت بين عيسى وحمد صلى الله عليه وسلم فقيل ستمائة عام [وكانوا يعلموننا في المدرسة أن النبي صلى الله عليه وسلم ولد سنة 571 مـ ـفيما أذكرـ].
ـقوله تعالى (والعمل الصالح يرفعه) قيل والعمل الصالح يرفع الكلم الطيب، وقيل والعمل الصالح يرفعه الله إليه.
ـقوله تعالى (كانوا خاطئين) أي آثمين، وكما في قوله تعالى (خاطئة كاذبة). ولهذا نقل بعض أهل اللغة الاتفاق بأنه لا يقال ْخاطئْ إلا للآثم وجوزه آخرون.
ـالجهمية موجودون بكثرة في عمان [بضم العين] الأردن وسمون الآن الإباضية. هو خوارج في الأصل ولكن في الأسماء والصفات جهمية وفي العمل مرجئة [الشيخ فصل أكثر من ذلك ولكن الصوت كان رديئا].
ـينصح بتكرار كتب شيخ الإسلام وابن القيم فيؤخر كتب ابن عبد البر وابن حجر، لأن كتب شيخ الإسلام وتلميذه أكثر فائدة.
الشريط الثالث عشر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/230)
ـحكى ابن عبد البر إجماع أهل العلم أن المراد بالمعية في قوله تعالى (وهو معكم) هي العلم، وقال الإمام أحمد [قال ذلك في الآية فيما يظهر لي ولكن الشيخ ما صرح بذلك] (الآية افتتحها الله بالعلم وختمها بالعلم). وبعض أهل السنة [كإبن تيمية وتابعه الشيخ إبراهيم آل الشيخ وابن عثيمين] يذهبون أنه على حقيقته بشرط أن لا يماثل الله في ذلك.
ـقوله تعالى (إلا هو رابعهم) هذا الأسلوب جائز في اللغة لأن الجنس يغير. وأما قول (ثلاثة زيد رابعهم) فلهذا لا تجوزه اللغة لأن زيدا من جنسهم.
ـقصة إبراهيم لما ألقي في النار وسأله جبريل (ألك حاجة) فقال (أما إليك فلا) هذا الأثر ليس له أصل. والصوفية يحتجون به على ترك الأسباب.
ـقوله تعالى (والذين هم محسنون) الإحسان هو الإحسان العام ليس الخاص والإحسان العام هو: الإصابة في العمل، الإحسان إلى البهائم والآدميين.
ـالاستواء نوعان: استواء عام وهو قبل خلق السماوات والأرض، واستواء خاص وهو الذي ورد في القرآن بعد ذكر السماوات والأرض.
الشريط الرابع عشر
ـالله جل وعلا عطاؤه كلام وعذابه كلام قال (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون).
ـكل وصف كمال في الإنسان فالله أحق به فيما جاء به نص، وإن كان ابن تيمية وابن القيم يعمان هذه القاعدة ـأي دون قيد النص ـ وفيه نظر بدليل أن العقل عند الإنسان صفة كمال، ولكن هل نصف الله بأن له عقل؟ لا.
ـ لا يختلف النحاة أنه إذا اجتمع في الجملة اسمان أحدهما فاعل والآخر مفعول به أحدهما مقصور والآخر مظهر فيقدم المظهر لئلا يوهم لبسا، ففي قوله تعالى (وكلم الله موسى تكليما) لا يصح أن يكون موسى هو الفاعل.
ـقول العلماء (قال الله حكاية عن ... ) ليس كقول الأشاعرة. معنى العلماء أنه ينقل ويحكي عن غيره. وقول (قال الله عن فلان) أولى لئلا يوهم السامع.
ـبعض علماء في التفاسير الأدبية يقولون: أن ما قال (يقول القرآن، يتحدث القرآن) قول الجهمية، وهذا غير صحيح لا من قريب ولا من بعيد. الجهمية ينفون أن القرآن كلام الله. ومن يقول ذلك ـأي يتحدث القرآن ـ يعني أن الله قال في القرآن الذي يتحدث عن هذا الموضوع وليس المقصود نسبة الأحاديث للقرآن بدليل قوله تعالى (إن هذا القرآن يقص) أي جاء في القرآن الذي كلم الله به.
ـخبر ابن عباس (نزل القرآن جملة واحدة) صحيح لا إشكال فيه وإن أعله بعضهم.
ـأهل السنة لا يكفرون الأشاعرة لقوة شبههم بالنسبة للجهمية، وحكى بعضهم الاتفاق على ذلك.
ـيحكي ابن حزم أحيانا بعض أقوال المعتزلة ويقول (هو مذهب أحمد)! فدل هذا أنه يبتغي الحق. أبو الحسن الأشعري لما رجع عن مذهب السلف بقي شيء عنده من بدعته ولكن كان يظن أنه مذهب أهل السنة.
ـ لا يثبت حديث في صيام يوم الخميس وأما حديث (تعرض الأعمال ... ) فزيادة الخميس شاذة.
ـالقياس في الأسماء والصفات لا يصح أبدا حتى في المرادف.
الشريط الخامس عشر
ـأكثر أهل البدع ينزعون بالقرآن ما لا ينزعون بالسنة، فحين ننظر إلى الجهمية والأشاعرة والمعتزلة تفسير الساق بالشدة لم ينظروا إلى تفسيرها في السنة.
ـيقول النبي صلى الله عليه وسلم (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا: كتاب الله) وفي رواية (وسنتي) والرواية الأولى هو المحفوظ.
الشريط السادس عشر
ـكتب شيخ الإسلام العقيدة الواسطية من حفظه من صلاة الظهر إلى العصر، فلذلك نجد فيه بعض الأوهام في روايات الأحاديث.
ـأورد شيخ الإسلام حديث (ضحك ربنا من قنوط عباده) بلفظ (عجب) وهذا وهم منه. ولكن جاء في القرآن إثبات العجب لله في قوله (بل عجبت ويسخرون) فإن في قراءة تفتح التاء. وأما الحديث فقد رواه أحمد وابن ماجه من طريق وكيع بن عدس ـوقيل حدس ـ عن أبي رزين، وقد ضعفه بعض العلماء لجهالة وكيع وحسنه آخرون كإبن تيمية والسيوطي، ولعله الأقرب لأن وكيعا ليس بمجهول، فقد روى الترمذي من طريق شعبة عن يعلى بن عطاء عن وكيع عن أبي رزين حديث الرؤية ثم قال (هذا حديث حسن صحيح) ولا يعرف هذا الحديث إلا من طريق وكيع بن عدس فهو معروف عند أبي عيسى. ثم الدارقطني ذكر في الأسماء والصفات أنه لا يحتج في هذا الكتاب إلا بما رواه الثقة عن الثقة واتفق عليه العلماء وتلقوه بالقبول [هذا الكلام لم أجده للدارقطني ولا أعلم له مقدمة لكتابه ذكر الشروط لتخريج الأحاديث ثم إنه أورد أخبار فيها رواة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/231)
مشهورين بالضعف ولم يتلقوه العلماء بالقبول والله أعلم] وقد أورد حديث وكيع بن عدس فهو دليل أنه معروف عند الدارقطني وغيره. وأيضا وكيع لا يأتي بما نكر عليه. وقوله (وقرب غيره) المحفوظ ما رواه أبو داود وابن ماجه (وقرب خيره).
الشريط السابع عشر
ـمن جميل كلام السلف (لا تجعل الله أهون الناظرين إليك).
ـجزم الحافظ الذهبي في كتاب العلو أن حديث الجارية متواتر، مع أنه لم يروه عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا معاوية بن الحكم السلمي، فقد قصد بالتواتر المعروف عند أئمة السلف وهو: ما ثبت إسناده إلى النبي صلى الله عليه وسلم وتلقته الأمة بالقبول كما عرفه الإمام أحمد، بخلاف المتكلمين الذين جعلوا أربعة شروط للمتواتر [إذا أطلق المتكلمون فهو الأصوليون في الغالب كما استفدته من شرح الشيخ عبد العزيز الطريفي لنخبة الفكر].
ـفي حديث الجارية السؤال الأول من شهادة أن لا إله إلا الله، والثاني من شهادة أن محمدا رسول الله.
الشريط الثامن عشر
ـقوله صلى الله عليه وسلم (إذا قام أحدكم إلى الصلاة فلا يبصق عن يمينه) هذا الحكم مقيد بالصلاة في قول طائفة من العلماء، وذهب آخرون إلى أن هذا ليس مختص بالصلاة، وهذا مذهب طائفة لقوله صلى الله عليه وسلم (من تفل تجاه القبلة جاء تله بين عينيه يوم القيامة) صححه ابن خزيمة، ولما روى أبو داود من حديث السائب (أن رجلا بصق تجاه القبلة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (لا يصلى بكم هذا) فحين حضرت الصلاة تقدم ليصلي بهم فمنعه قومه وأخبروه بأن النبي صلى الله عليه وسلم منعه من الإمامة. فحين قضيت الصلاة ذهب للنبي صلى الله عليه وسلم فقال له صلى الله عليه وسلم (إنك آذيت الله ورسوله))، فهذا والذي قبله يفيدان منع البصاق تجاه القبلة في صلاة أو غيرها، وهذا أحوط وأبرأ للذمة. وأخذ بعض العلماء من هذا الحديث جواز البصاق في المسجد لأن الذي يصلي قد يكون في المسجد، فأذن له أن ببصق في اليسار. وهذا حين كانت المساجد من تراب: يبصقها ويدفنها. وذهب أكثر العلماء إلى تحريم هذا في المسجد أو أماكن المسلمين العامة، و حين يفتح هذا المجال لا يكاد يجد في المصلى موضعا يصلي فيه من كثرة البصاق، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم (البصاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها).
ـ (اللهم) مجمع الدعاء، فمن قال اللهم فكأنه قال (أسألك بأسمائك الحسنى وصفاتك العلى).
ـقوله تعالى (ألا له الخلق والأمر) من أقوى الأدلة على إثبات صفة الكلام لله جل وعلا. ولهذا قال سفيان (من قال إن كلام الله مخلوق فإنه كافر لأنه جمع بين ما فرق الله). قال تعالى عن أمره (إنما أمره إذا أراد شيئا أن يقول له كن فيكون) فلم يقل (أن يخلق).
ـفرق بعض العلماء بين (منزل) [بسكون النون وكسر الزين] و (منزل) [بفتح النون وتشديد الزين] فقالوا الأول بدفعة واحدة والثاني على وجه التفريق.
ـمن أدلة رؤية المؤمنين ربهم يوم القيامة قوله تعالى (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) قال الشافعي (لما حجب الله أعداءه كان هذا دليلا على أن أولياءه يرونه)، قال تعالى (أفنجعل المسلمين كالمجرمين ما لكم كيف تحكمون).
ـقوله تعالى (وكذلك جعلناكم أمة وسطا) أي خيارا.
ـالصواب أن صلاة الوسطى هي صلاة العصر وهذا موجود في مصحف عائشة، وفي الصحيحين (شغلونا عن صلاة الوسطى صلاة العصر) وذهب بعض العلماء أن الصلاة الوسطى هي التوسط بين الشيئين والفضل.
ـالذين يضعفون الأحاديث بمجرد عنعنة المدلس مخطئون [هذا لا شك أنه مذهب المتأخرين] وليس له أصل عن السلف. العلماء يفرقون بين التدليس والعنعنة، يقولون (فلان دلس) ولا يقولون (عنعن). والأصل في عنعنة المدلس القبول ما لم يكن الغالب على حديثه التدليس ـباتفاق المحدثين ـ. ومن ذلك القسم قتادة والأعمش وأبو إسحاق السبيعي وأبو الزبير المكي وابن جريج وهشيم والحسن البصري والوليد بن مسلم.
ـحديث (إن الله حيي ستير) ضعيف.
ـالراجح ـوالله أعلم والخلاف قوي ـأن المنافقين يرون ربهم يوم القيامة كما في خبر أبي سعيد لكنهم يرونه رؤية تحسر.
ـحديث (كان النبي صلى الله عليه وسلم يغتسل من أربع) منكر، ضعفه أحمد وابن أبي حاتم وأبو زرعة.
ـاختلف العلماء في غسل الكافر إذا أسلم والراجح أنه مستحب.
الشريط التاسع عشر
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/232)
ـ قوله تعالى (من أوسط ما تطعمون) قال بعض العلماء: من أفضل وأزكى ما تطعمون، وقال بعضهم: (من أوسط) من التوسط وهذا الذي ذكره الشوكاني وغيره.
ـالتيمم يطلق في اللغة على القصد، قال تعالى (ولا تيمموا الخبيث).الخبيث يطلق على الرديء كما في هذا الموطن، ويطلق على المحرم، ويطلق على النجس (لم يحمل الخبث).
ـ (التعطيل) يطلق على الجهمية وعلى طوائف من المعتزلة الذين يقولون إن الله سميع بلا سمع ... ويطلق على الأشاعرة من وجه دون وجه: من وجه نفي اللفظ الحقيقي، ولا يطلق من وجه آخر لأنهم يسمونه محرفا، يحرفون عن لفظ بلفظ آخر وعن معنى بمعنى آخر.
ـروى أحمد في مسنده أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قرأ على المنبر (وما قدروا الله حق قدره) ثم بسط النبي صلى الله عليه وسلم يده وقبضها، فهذا يدل على أن الإمام أحمد يعرف الحديث ولكن يذهب إلى أن هذا خاص به صلى الله عليه وسلم.
ـالرافضة طوائف يجاوزون سبعين فرقة، وغلاتهم معطلة في باب الأسماء والصفات. ونقل السيوطي الإجماع على كفر من لم يؤمن بالسنة.
ـيجب التفريق بين الخوارج الأوائل والأواخر: الأوائل لم يكن عندهم من البدع إلا القليل وأعظمها بدعة التكفير. وأما الأواخر فإنهم جهمية معطلة في باب الأسماء والصفات، بل هم مرجئة في تنزيل النواقض على المعنيين وهذا تناقض عندهم. ولهذا ذهب بعض العلماء ـكالشاطبي والقرطبي والسبكي ـ إلى تكفير الأواخر دون الأوائل.
ـرواية (هم من كان على مثل ما أنا عليه اليوم وأصحابي) في رواية عبد الله بن عمرو بن العاص ضعيفة، تفرد بها عبد الرحمن بن زيد بن أنعم الأفريقي وهو سيئ الحفظ، تابعه الفلسطيني عند العقيلي في الضعفاء وهو مترو ك الحديث.
ـروى ابن أبي شيبة من غير وجه عن علي فيمكن أن نحسن بالشواهد أنه سئل (أكفار هم؟ [أي الخوارج على الراجح كما قال الشيخ بعد] قال (من الكفر فروا) فقيل المنافقون قال (المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا) قيل من هم قال (إخواننا بغوا علينا)) [الشيخ لم يجزم بصحة الخبر].
ـ لا شك أن من كفر الصحابة فهو كافر ولكن الخوارج ما كفر الصحابة أعيانهم لقوة شبههم.
ـالبغاة يخرجون على الأئمة بالسلاح ولا يصح أن نسميهم خوارج ـكما يفعله البعض ـ.
ـلا يشترط التوالي في الغسل.
الشريط العشرون
ـقوله تعالى (والذي جاء بالصدق وصدق به) قيل: محمد صلى الله عليه وسلم وأبو بكر الصديق، وقيل: جبريل ومحمد صلى الله عليه وسلم.
ـالإجماع نوعان: إجماع قطعي، يكفر من ينكره. وإجماع ظني: يعبر عنه بعض الفقهاء كعند ابن قدامة (لا أعلم فيه خلافا). إجماعات ابن النذر وابن جرير والنووي وإجماعات ابن عبد البر فيها نظر، ولا يكفر من ينكره [أي الإجماع الظني]، وقال الإمام أحمد (من ادعى الإجماع فهو كذب وما يدريك لعلهم اختلفوا) وذهب بعضهم إلى أن الأولى التعبير بـ (لا أعلم فيه خلافا).
الشريط الحادي والعشرون
ـقال تعالى (لو لا أن رأى برهان ربه) الصواب في تفسيره أن البرهان هو الوازع الإيماني في القلب، فلم يجعل الله أهون الناظرين إليه.
الشريط الثاني والعشرون
ـحديث (له براءتان براءة من النار وبراءة من النفاق) معلول باتفاق المحدثين، وصححه الترمذي موقوفا، وذهب الإمام ابن الجوزي إلى تضعيفه مطلقا، وإن ثبت موقوفا فله حكم الرفع.
ـ الأحاديث الواردة في النهي عن تشبيك الأصابع كلها معلولة، وثبت عن ابن عمر النهي عن ذلك في الصلاة.
ـشخص اشترك مع مجموعة في سرقة مال، فتاب واحد من هذه المجموعة، كيف يعيد هذا المال؟ ينظر ما كان من خصته وما أخذه فيرجعه وجوبا إلى صاحبه الشان، ويوصله إليه بأي طريقة، ولا يلزم أن يعلم الطرف الآخر أنه أخذ منه شيئا، وإن عجز عن ذلك فإنه يتصدق بهذا المال بينة الأجر لصاحبه، ويناصح أصحابه برد المال وضرورة ذلك، ويوعظهم ويذكرهم بالله.
ـثبتت توبة الأشعري، وهذا مشهور، فقد ذكر الأولين أنه صعد المنبر، وهذا معروف من كتبه كالإبانة ورسالته إلى الثغر واختلاف المصلين.
ـحكى ابن تيمية الإجماع على أنه لا يكره أحد على قتل أحد، السبب في ذلك أنه ليس دمه بأعلى بدم الآخر وليس دم فلان بأرخص من دم القاتل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/233)
ـحديث (اللهم اقسم لنا من خشيتك ... ) في ختام المجلس جاء من رواية عبيد الله بن زدر [أو بن زحر نسيت] وهو سيئ الحفظ وقد تفرد بهذا الخبر ولهذا أبو عيسى استغرب هذا الخبر في جامعه.
ـقصة الحجاج سأل أنسا عن أشد عقوبة فعلها النبي صلى الله عليه وسلم مشهورة ولكن ليس لها إسناد صحيح ليست صحيحة من كل وجه، ولكن لا إشكال أنه كان يحدث بهذا الحديث.
ـأصح الأقوال في ساعة الجمعة أنها بعد العصر إلى غروب الشمس.
ـلم يثبت ارتضاع الحسن البصري من أم سلمة.
الشريط الثالث والعشرون
ـقال الشافعي رحمه الله (الإيمان قول وعمل ونية ولا يجزئ واحد دون الآخر).
ـالقرب نوعان: قربه من سائليه بالإجابة، وقربه من عابديه بالإثابة، إجابة لأنهم يدعونه، إثابة لأنهم يعبدونه. وذهب الحلولية والاتحادية إلى أن هذا القرب بذاته، فمع قلة علمهم وضعف إيمانهم ظنوا الاختلاف بين الأدلة وضربوا بعضها ببعض، وهذا من الجهل يدل على بطلان قولهم حديث (ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا) فهذا دليل على أنه فوق سماواته وأنه ينزل إلى السماء الدنيا ثلث الليل الآخر.
الشريط الرابع والعشرون
ـالذين يقولون (الأشاعرة من أهل السنة) هذا ضلال ولو قيدنا (في باب الأسماء والصفات). والأشاعرة أقبح من المرجئة في باب الإيمان، فلم يقولون (هو قول) بخلاف المرجئة، وقولهم قول الجهمية، وفي مصدر التلقي عندهم العقل مقدم على الكتاب والسنة. كثير من متأخري الأشاعرة على مذهب الجهمية.
ـقوله تعالى (ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد) إذن الحديث عن قرب الملائكة وليس قرب الله جل وعلا. وهذه القربة ليست قربة علم وقد أنكرها شيخ الإسلام.
ـقوله تعالى (فإني قريب) هذه هي قرب إجابة وقرب إثابة.
الشريط الخامس والعشرون
ـقد احتج سفيان وأحمد بهذه الآية (ألا له الخلق والأمر) لإثبات صفة الكلام.
ـقال مالك وأحمد وغيرهما (من لم يؤمن بأن المؤمنين يرون ربهم يوم القيامة عيانا بأبصارهم فليس بمسلم).
ـجاء في باب الرؤية آثار بأن العميان يرون برهم قبل المبصرين جزاء لهم على صبرهم واحتسابهم، قال بذلك بعض السلف ـكإبن سيرين وجماعة ـ، ولكن لا يصح في الباب شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ـاختلف العلماء في المنافقين في العرصات: وهذه الرؤية عند الذين يثبتونها هي رؤية تحسر وندم، وقال بعضهم بالعموم، ولكن دل حديث أبي سعيد في الصحيحين استثناء المنافقين.
ـقوله تعالى (لا تدركه الأبصار) فيه قولان: الأبصار لا تحيط به، والقول الثاني لا تراه في الدنيا، والأكثرون على القول الأول [ولعل الأول هو الأقرب للصواب لأنه لو كان القول الثاني هو الصحيح لكانت جملة (لا تدركه الأبصار) غير مؤبدة وجملة (وهو يدرك الأبصار) مؤبدة وهذا غير مستقيم، والعلم عند الله].
ـقال المؤلف رحمه الله (ثم يرونه بعد دخول الجنة كما يشاء الله سبحانه وتعالى) لأنه لم يرد خبر صحيح في ذلك: هل يرى في اليوم مرة، مرتين، هل يرى في الأسبوع، في الشهر. والآثار الواردة المذكورة في كتب بعض العلماء يرونه يوم الجمعة أحاديث منكرة.
ـحديث (رأيت ربي في أحسن صورة) هذا في المنام، رواه أهل السنن وإسناده جيد، وجاء من غير وجه، جاء من حديث ابن عباس وجابر بن سمرة ومعاذ. وأما حديث (رأيت ربي في صورة شاب) فمنكر، لأنه جاء من رواية حماد بن سلمة عن قتادة عن عكرمة عن ابن عباس وفيها علتان: مرويات حماد بن سلمة عن قتادة ضعيفة، والاضطراب في هذا الخبر.
ـ رؤية الله في المنام أثبتها بعض العلماء بل حكى ابن تيمية وابن حجر الإجماع، وجاء عن بعض التابعين إثبات ذلك وروي عن الصحابة ولا يثبت، وهناك قول ثاني لكني لا أحفظ له قولا عن السلف لكنه يعلل به، وهذا قد يؤدي إلى أن الناس يمثلون الله وقد يلبسون بعقائدهم.
ـ لا يجوز التورية في التربية، قال صلى الله عليه وسلم (اليمين على ما يصدق به صاحبك) ولا يجوز التورية عند القاضي بالإجماع.
الشريط السادس والعشرون
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/234)
ـ (من ربك وما دينك ومن نبيك) هذا السؤال يوجه إلى كل ميت: مسلم ومنافق وكافر. قال بعض العلماء كإبن عبد البر: يسأل في ذلك المسلم والمنافق وأما الكافر فلا، وهذا ضعيف. وقد جاء عند الترمذي (ويسأله ملكان أحدهما يدعى بنكير والآخر بمنكر) صحح هذا الحديث الإمام أحمد وغيره، وحسن إسناده الستاري في شرح الحائية لإبن أبي داود.
ـبعض الناس يطلق على اليهود والنصارى (غير مسلمين، يهود، نصارى) لكنهم لا يصرحون بكفرهم، فمن قامت عليه الحجة فهو كافر وأجمع العلماء على ذلك.
ـحين قرأ عمر بن عبد العزيز قوله تعالى (وبدالهم من الله ما لم يكونوا يحتسبون) بات ليلة كاملة يبكي، ويردد هذه الآية ويقول (ويل لأهل الرياء من هذه الآية ويل لأهل الرياء من هذه الآية ويل لأهل الرياء من هذه الآية).
ـ لا يصح حديث في فضل موت يوم الجمعة أو ليلتها.
ـيقول العلماء: النفخات ثلاث: نفخة فزع ونفخة صعقة ونفخة إعادة الأرواح، وظاهر آية الزمر أنه ليس هناك أكثر من نفختين لكن بمجموع الأدلة من الكتاب والسنة يفيد أن المجموع ثلاث.
ـ لا يسأل في القبر إلا مكلف. وذهب ابن تيمية إلى أن الجانين يمتحنون يوم القيامة وكذلك الذين لم تبلغ لهم دعوة الرسل لأن الله جل وعلا يقول (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا) وأما حديث الذي فيه (أربعة يحتجون يوم القيامة رجل أصم لا يسمع شيئا ورجل أحمق ورجل هرم ورجل مات في فترة) فهو مشهور وإن كان فيه خلافا في صحته.
ـلا تنافي بين قوله صلى الله عليه وسلم (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه) وقوله جل وعلا (ولا تزر وازرة وزر أخرى) لأن الله نفى في هذه الآية العقاب، والعذاب غير العقاب، هذا كقوله صلى الله عليه وسلم (السفر قطعة من العذاب) ولم يقل (من العقاب) بمعنى أنه لا يتألم، لأن العذاب أعم من العقاب، فالعقاب أمر شرعي والعذاب قد يكون أمرا كونيا وقد يكون أمرا شرعيا، فقوله صلى الله عليه وسلم (إن الميت ليعذب ببكاء أهله عليه) معنى أنه يتألم حين يبكي أهله عليه.
ـالقول بالنفختين قال به بعض المعاصرين لكن لا يعرف في ذلك خلاف عند السلف.
ـ الأحاديث الواردة في زأزأ العرش لموت سعد قوية بشواهدها.
الشريط السابع والعشرون
ـذكر شيخ الإسلام في الفتاوى أنه لا يتصور وجود رجل يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله صدقا وحقا ولا يسارع إلا العمل، فحين لا يعمل دل على نفاق في قلبه وعلى تكذيب أو جحد أو استكبار.
ـالصواب أن يوم القيامة يوزن الرجل ومعه عمله، دليله قوله صلى الله عليه وسلم (يأتى بالرجل السمين) وغير ذلك من الأدلة، وقوله صلى الله عليه وسلم (وضعت في كفة ووضع سائر الناس في كفة فرجحت بهم، ووضع أبو بكر في كفة ووضع سائر الناس في كفة فرجح بهم أبو بكر، ووضع عمر في كفة ووضع سائر الناس في كفة فرجح بهم عمر، ووضع عثمان في كفة ووضع سائر الناس في كفة فرجح بهم عثمان ثم رفع الميزان) رواه الإمام أحمد بسند صحيح [أظن أن الشيخ صحح الخبر من رواية ابن عمر لا من حديث أبي أمامة].
ـقوله تعالى (ومن خفت موازينه فأؤلئك الذين خسروا أنفسهم في جهنم خالدون) أخذ بعض العلماء أن الكفار توزن أعمالهم لبيان أنه لا ظلم اليوم.
ـالحديث الوارد بأن الذكر يكفر سبعين ذنبا خبر منكر. وحديث (من قال لا حول ولا قوة إلا بالله مائة مرة كفره الله عنه ... ) ضعيف أيضا. وقال معاذ (وما شيء أنجى من عذاب الله من ذكر الله) رواه الترمذي وغيره.
ـالصحيح أن عثمان قتل آخر سنة 34 هـ.
الشريط الثامن والعشرون
ـمن أفضل الإيمان الإيمان بالغيب، وقد أثنى الله جل وعلا على عباده المؤمنين في فضل لأجل إيمانهم بالغيب في قوله (الذين يؤمنون بالغيب).
ـالعرصة هو المكان الواسع الذي لا يحيط به عمران أو شيء من ذلك.
ـجزم غير واحد من العلماء أن الحوض المورود للنبي صلى الله عليه وسلم هو الكوثر، قال تعالى (إنا أعطيناك الكوثر) وهذا على اعتبار أنه يختص به النبي صلى الله عليه وسلم، لا يشركه الأنبياء. وذهب بعض العلماء إلى المغايرة بين الكوثر والحوض، فيرون اختصاص النبي صلى الله عليه وسلم بالكوثر دون الحوض عل اعتبار أن لكل نبي حوضا، ويستدلون على ذلك بالحديث الوارد في جامع أبي عيسى لكنه ضعيف جدا، وحينئذ يصح تخصيص هذا بالنبي صلى الله عليه وسلم والقول بأن الكوثر هو الحوض.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/235)
ـالصواب أن الحوض قبل الصراط والقنطرة بعد الصراط.
ـذهب أكثر الأئمة إلى أن جهنم في الأرض لقوله تعالى (وإذا البحار سجرت) (ثم رددناه أسفل سافلين) وليس في المسألة نص قطعي لا يجوز مخالفته ولذلك اختلف العلماء على قولين.
ـقوله تعالى (حريص عليكم) حريص على هدايتكم في الدنيا، حريص على دخولكم الجنة في الآخرة.
ـليس هناك دليل يمنع الحائض دخول المسجد.
الشريط التاسع والعشرون
ـجاء في الحديث (أمتي كالغيث لا يدري أوله خير أم آخره) رواه خمس من الصحابة وفي صحته خلاف، والصواب أنه حسن لشواهده.
ـجاء في مراسيل عروة في صحيح البخاري أنه يخفف العذاب لأبي لهب، ولكن لا يصح مرفوعا متصلا فلا يحتج به.
ـأدنى عذاب أبي طالب في جهنم هو بالنسبة للكفار، وإلا فإنه أخف لعصاة الموحدين.
ـقوله تعالى (ومن أحسن قولا ممن دعا إلى الله) قال الحسن البصري (هذا ولي الله هذا حبيب الله هذا صفوة الله دعاه الله فأجابه).
الشريط الثلاثون
ـقال الإمام أحمد في تعريف القدر (هو قدرة الرحمن) ومعناه لا يمنع من قدر الله شيء، وأشار إلى هذا ابن القيم في النونية فقال
فحقيقة القدر الذي حار الورى ... في شأنه هو قدرة الرحمن
وأستحسن بن عقيل ذا من أحمد ... لما حكاه عن الرضا الرباني
قال الامام شفا القلوب بلفظه ... ذات اختصار وهي ذات بيان
ـقال ابن القيم عن القدر: هو نظام التوحيد.
ـالقدرية يشبهون المجوس الذين يجعلون للعلم خالقين: خالق للنور وخالق للظلمة. فالقدرية يقولون أن الله خلق الخير ولم يخلق الشر.
ـأفضل كتاب في القدر: شفاء العليل لإبن القيم، وكل من كتب بعده استفاد منه لأن الكتاب جامع في هذا الباب، وتحدث عن هذا الموضوع بقوة. وكذلك كتب في هذا الموضوع بتوسع شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه القدر وهو مطبوع موجود في الفتاوى.
ـقوته صلى الله عليه وسلم (أول ما خلق الله القلم) يحتمل هذا أحد معنيين: أن أول خلق الله هو القلم، القول الثاني أن القلم ليس بأول المخلوقات ولكن معنى الحديث أن الله حين خلق القلم قال له اكتب أي حين خلقه، وهذا أصح والقول الأول فيه نظر، وأشار ابن القيم إلى هذا فقال
والناس مختلفون في القلم الذي ... كتب القضاء به من الديان
هل كان قبل العرش أو هو بعده ... قولان عند ابي العلا الهمذاني
والحق أن العرش قبل لأنه ... قبل الكتابة كان ذا أركان
وكتابة القلم الشريف تعقبت ... ايجاده من غير فصل زمان
لما براه الله قال أكتب كذا ... فغدا بأمر الله ذا جريان
فجرى بما هو كائن أبدا الى ... يوم الميعاد بقدرة الرحمن
ـقوله تعالى (ويعلم ما في الأرحام) قال بعض الناس: لا يعلم في بطن الأم من الذكر والأنثى إلا الله وهذا غلط، وقال بعضهم: يعلم ما في الأرحام قبل أمر الملك هذا أيضا فيه نظر، والصواب في المسألة أنه يعلم ما يودع في الرحم من ذكر أو أنثى.
ـذكر شيخ الإسلام أن الاعتماد على الأسباب شرك وترك الأسباب خلل في التوحيد.
ـحديث (من تشبه بقوم فهو منهم) رواه أحمد، جاء من طريق عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان عن حسان بن عطية عن أبي مليب الجرشي عن ابن عمر مرفوعا وإسناده جيد، وعبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان سيئ الحفظ ولم يتفرد به، وقد حسن الحديث شيخ الإسلام ابن تيمية.
ـلم يرد تسمية نوح وإبراهيم وموسى وعيسى وحمد صلى الله عليه وسلم بأولي العزم إلا عن ابن عباس، روى ذلك عنه الحاكم وغيره.
ـالأحاديث الواردة في سورة الواقعة ضعيفة، والواردة في سورة تبارك لا بأس بها عن ابن مسعود ولها حكم المرفوع.
ـذهب بعض العلماء أن من اتفق العلماء أو المسلمون على جلالة قدره وعلو منزلته يشهد له بالجنة ولكن هذا ليس له ضابط، والأولى التوقف.
الشريط الحادي والثلاثون
ـقوله تعالى (وهديناه النجدين) قال بعض المفسرين: بينا له طريق الخير وطريق الشر.
ـالفعل يطلق على أداة الشيء وتركه. فعندما أهل السنة يقولون (الإيمان قول وعمل) فليس مجرد قول وعمل، بل هو أيضا ترك المنهيات.
ـالإحسان أخص من التقوى لأنه يشمل التقوى وزيادة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/236)
ـالتشبه بالكفار مراتب: قد يصل إلى الكفر الأكبر، وإلى الكفر الأصغر، و الكبائر والصغائر وما يختلف فيه العلماء، بعضهم يحرمونه وبعضهم يكرهونه، كقوله صلى الله عليه وسلم (اليهود والنصارى لا يصلون في نعالهم)، ذهب بعض العلماء أن الصلاة بالنعال واجبة في بعض الأحيان مخالفة لأهل الكتاب، والجمهور على الكراهة. ومراتب التشبه على النحو التالي: ما ثبت به النص عن النبي صلى الله عليه وسلم هذا لا يختلف فيه العلماء، ما كان من خصائصهم ويتميزون على غيرهم في عبادتهم ونحو ذلك هذا أيضا لا يختلف العلماء في تحريمه، أن يتميز به الكفار عن المسلمين ولم يرد به نص ولكن هذا مأخوذ من واقعهم هذا حرام أيضا من ذلك لبس البرنيطة، ما فعله الكفار وفعله المسلمون وهذا قسمان: ما تميز به الكفار وفعله المسلمون ولم يفعله خيارهم فهذا حرام، وما فعله الكفار وفعله خيار المسلمين فهذا يخرج من التشبه.
الظاهر أن الركعات الأربع قبل العصر أن تكون بسلام واحد رواه الترمذي عن أبي إسحاق السبيعي عن عاصم بن ضمرة عن علي موقوفا وإسناده جيد.
الشريط الثاني والعشرون
ـالقدرية أنواع: منهم من ينكر علم الله وهؤلاء كفرهم الشافعي وأحمد، ومنهم من يقول أن العبد يخلق فعل نفسه، ومنهم من يقول الخير من الله والشر من غيره وهم مراتب متعددة.
ـقال تعالى (لا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا) قال بعض السلف: ما يأتي صاحب بدعة بباطل إلا في القرآن ما ينقضه ويبطله.
ـقوله تعالى (والله خلقكم وما تعملون) الجمهور على أن ما موصولة وهذا الذي رجحه شيخ الإسلام، وذهب ابن كثير إلى أنها مصدرية، والقول الأول أعم.
ـيقول ابن القيم: كما أن التوحيد معروف بالفطرة، الشرك قبيح بالفطرة!
ـذكر شيخ الإسلام في الرد على الرافضة في كتابه المنهاج أنه لا يصح عن النبي صلى الله عليه وسلم أن القدرية مجوس هذه الأمة، مع أنه هنا جزم بنسبة ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم، والصواب الذي عليه أكابر المحدثين أنه لم يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه سمى القدرية مجوس هذه الأمة، وأن هذا ثابت عن الصحابة كجابر وحذيفة وابن عمر وآخرين رضي الله عنهم.
ـالمجوس متفقون أن خالق النور أعظم من خالق الظلمة.
ـ لا يزال السلف ينهون عن التبرك بآثار الصالحين ويرون أن هذا من البدع، لكن استثنى العلماء التبرك بشعر النبي صلى الله عليه وسلم ونحو ذلك، هذا من الخصائص التي اتفق عليها العلماء كما ذكر ذلك الذهبي في السير وابن تيمية وغيرهما.
ـمنهج البخاري في ثبوت اللقي لم يصرح به وإنما يفهم من صنيعه، ولكن في الحقيقة الخلاف بين البخاري ومسلم في المسألة ليس بكبير.
ـمسلم ليس بأفضل من البخاري لا في الحفظ ولا في سياق الأحاديث في الصحيح ولا التراجم ولا في الفقه ولا في أي شيء. البخاري لا يقارن مسلم أبدا. والمتأخرون المعاصرون يقولون مسلم يسوق الحديث باللفظ والبخاري بالمعنى هذا ليس له أصل. المعاصرون يقولون مسلم يفرق بين حدثنا وأخبرنا والبخاري لا يفرق بين حدثنا وأخبرنا والعنعنة، هذا هو المذهب الحديثي الصحيح، الفرق بين حدثنا وأخبرنا تصرف من الرواة. ثم يقولون مسلم يفرق بين حدثنا وأخبرنا حتى دقة مسلم في العنعنة وذاك مجرد نظري. حتى الدارقطني أعل ما لا يقل عن خمسين حديثا في مسلم، ثم مسلم لم يبوب صحيحه، ولم يبين الأحاديث وترتيبها: هل الصحيح أولا يذكره أم الثاني؟ البخاري أدق من مسلم بين حدثنا والعنعنة، الأحاديث المعلولة عند مسلم أكثر من عند البخاري، الأحاديث المعلولة عند البخاري تعد بالأصابع، الأحاديث الشاذة في مسلم كثيرة بخلاف البخاري هي نادرة، مسلم ورد حديث (إن الله خلق التربة يوم السبت) وهو منكر باتفاق المحدثين.
ـالعلم الحديثي خرج من العراق، تأمل في السفيانين: تأمل على ماذا يدور الحديث، تجد الأحاديث غالبها في الكتب الستة تدور على أهل العراق وأهل الحجاز: من أهل الحجاز من قبل الزهري وأطرافه، وعلى أهل العراق من قبل السفيانين والأعمش وأصحاب ابن مسعود وطبقة هؤلاء الأئمة. العلم في المدينة يدور على مالك وعلى تلاميذه كالقعنبي وقتيبة وغيرهم، ثم بعد هذه الطبقة تدور على أهل العراق وهم طبقة الإمام أحمد.
ـصلاة الجماعة واجبة حضرا وسفرا، وذهب الجمهور أن الصلاة في المساجد في الحضر واجب وليس بواجب في السفر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/237)
ـجوز بعض العلماء كإبن عباس والأوزاعي المباهلة بين المسلمين في الأمور الضرورية وقطعيات الشريعة.
الشريط الثالث والثلاثون
ـأول بدعة وقعت هي بدعة الخوارج، ثم مضادة لهذه البدعة بدعة المرجئة.
ـالمعتزلة يعرفون الإيمان بتعريف أهل السنة، والخوارج كذلك ورغم ذلك ضلوا، لأن الكرم على الضبط تنزيل الكليات على الجزئيات، القدرة على تنزيل الأدلة في مواطن الاستدلال. الخوارج حين كانوا يناظرون الصحابة لم يكونوا يحتجون لا بالتوراة ولا بالإنجيل، كانوا يناظرون بالقرآن، ولهذا كان السلف يقولون (إن القرآن حمال للوجوه فخذوهم بالسنة) فإن السنة تفسر القرآن وتبينه ودل عليه وتوضح ما أجمل فيه. وفي الحقيقة أنه لا توجد بدعة في الإسلام إلا ويأتي أهلها بأدلة يوردون حججها، وهذا مأثور عن الأمم السابقة كما قال الله جل وعلا (فلما جاءتهم رسلهم بالبينات فرحوا بما عندهم من العلم) (ولا يأتونك بمثل إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيرا). وللنجاة في هذا الباب الاعتصام بثلاثة أمور: الكتاب على فهم السلف، السنة الصحيحة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بفهم الصحابة وأئمة التابعين، والإجماع القطعي الحقيقي، وهناك أمر رابع: مراحل التعامل، كيف كان السلف يتعاملون بالنصوص.
فائدة: أبيات جميلة من نونية ابن القيم كان يذكرها الشيخ في الشرح
فلهم عبارات عليها أربع ... قد حصلت للفارس الطعان
وهي استقر وقد علا وكذلك أر**تقع الذي ما فيه من نكران
وكذاك قد صعد الذي هو أربع ... وأبو عبيدة صاحب الشيباني
يختار هذا القول في تفسيره ... أدرى من الجهمي بالقرآن
وكذلك النعمان قال وبعده ... يعقوب والألفاظ للنعمان
من لم يقر بعرشه سبحانه ... فوق السماء وفوق كل مكان
ويقر أن الله فوق العرش لا ... يخفى عليه هواجس الأذهان
فهو لا شك في تكفيره ... لله درك من إمام زمان
لسنا نشبه وصفه بصفاتنا ... ان المشبه عابد الأوثان
كلا ولا نخليه من أوصافه ... ان المعطل عابد البهتان
من مثل الله العظيم بخلقه ... فهو النسيب لمشرك نصراني
أو عطل الرحمن من أوصافه ... فهو الكفور وليس ذا ايمان
وهو العزيز فلن يرام جنابه ... أنى يرام جناب ذي السلطان
وهو العزيز القاهر الغلاب لم ... يغلبه شيء هذه صفتان
وهو العزيز بقوة هي وصفه ... فالعز حينئذ ثلاث معان
وهو العليم أحاط علما بالذي ... في الكون من سر ومن إعلان
وبكل شيء علمه سبحانه ... فهو المحيط وليس ذا نسيان
أسماؤه أوصاف مدح كلها ... مشتقة قد حملت لمعان
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
ـ[أبوهاجر النجدي]ــــــــ[18 - 03 - 07, 06:01 م]ـ
جهدٌ رائع وعملٌ موفق ..
لقد كفيتمونا المؤونة لا حُرِمتم الأجر ....
ـ[آل عامر]ــــــــ[18 - 03 - 07, 06:35 م]ـ
أحسن الله إليكم وبارك فيكم.
ـ[أبو طلحة السلفي]ــــــــ[19 - 03 - 07, 10:10 م]ـ
جزاك الله خيرا
وبارك في جهودك
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[27 - 10 - 07, 06:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبومالك المصرى]ــــــــ[14 - 01 - 10, 03:22 ص]ـ
للرفع
رفع الله قدر الشيخ فى الدنيا والآخرة
وفك الله أسره
وجزاك الله خيرا أخى الكريم
ـ[أبو حاتم المهاجر]ــــــــ[14 - 01 - 10, 10:15 ص]ـ
بارك الله فيكم ..
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=185087(72/238)
يجوز للمرء أن يقول " سأفعل كذا والباقي على الله "
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[23 - 12 - 06, 10:31 م]ـ
رقم الفتوى: 31500
عنوان الفتوى: يجوز للمرء أن يقول " سأفعل كذا والباقي على الله "
تاريخ الفتوى: 02 ربيع الأول 1424/ 04 - 05 - 2003
السؤال
ما حكم قول (أنا سوف أفعل كذا وكذا والباقي على الله) هل فيها عدم توكل على الله أم ماذا؟ لأن التوكل على الله في هذه الحالة أتى بعد التوكل على النفس. أرشدونا لأننا نقولها كثيراً ونخشى من أن نشرك بالله ونحن لا نعلم ووفقكم الله.
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:
فإن التوكل على الله مطلوب في كل حال، كما قال الله تعالى: وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ [المائدة:23]، وقال الله تعالى: وَتَوَكَّلْ عَلَى الْحَيِّ الَّذِي لا يَمُوتُ [الفرقان:58]، وقال الله تعالى: وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ [الطلاق:3].
وهذا التوكل عرفه العلماء بمباشرة الأسباب مع استشعار أنها لا تؤثر إلا بإذن الله، وعليه فالاعتماد الحقيقي في إنجاح المهمة على الله وحده، ولا يمنع ذلك أن تفعل ما تستطيع من الأسباب، فبذل السبب لا يناقض التوكل إذا كنت معتمداً على الله أثناء بذل السبب كما في الحديث: قيدها وتوكل. رواه الحاكم وجود إسناده الذهبي وحسنه الألباني، وفي رواية: اعقلها وتوكل. رواه ابن حبان والترمذي وحسنه الألباني.
ويدل لهذا تخطيط النبي صلى الله عليه وسلم في الهجرة، فقد بذل أسباباً محكمة، ولما وقف المشركون على فم الغار قال أبو بكر لو نظر أحدهم تحت قدميه لأبصرنا، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: ما ظنك يا أبا بكر باثنين الله ثالثهما. رواه البخاري ومسلم.
كما يدل له أنه لبس درعه في غزوة أحد، كما في المسند بسند صحيح، وبناء عليه فإن من بذل وسعه في تحقيق مهمة وكان اعتماده في نجاحها على الله لا يعد فعله هذا منافياً للتوكل، لأن تعاطي الأسباب لا يتنافى في التوكل، أما إذا كان معتمداً على نفسه فقط وإذا عجز في الأخير يتوكل على الله، فهذا هو الاعتماد على النفس المنافي للتوكل.
ولكن القولة المذكورة في السؤال غالباً يقصد منها قائلها أنه سوف يأخذ بالأسباب التي من شأنها أن توصله إلى المهمة، ولكن النجاح الفعلي لا يتحمله وليس مسؤولاً عنه، وهذا هو المعبر عنه بالباقي على الله -أي ليس لي -دخل-
وعليه، فلا حرج في هذه المقولة.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
ـ[محمود شعبان]ــــــــ[24 - 12 - 06, 04:23 م]ـ
العنوان عبارة (عملت الذي علي والباقي على الله)
المجيب عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
التصنيف الفهرسة/ العقائد والمذاهب الفكرية/المناهي اللفظية
التاريخ 25/ 11/1427هـ
السؤال
ما حكم قول: (سويت اللي علي والباقي على الله؟).
الجواب
الحمد لله، رب العالمين والصلاة السلام على رسول الله، وبعد:
فمن يقول هذا العبارة مراده أني فعلت السبب الذي أقدر عليه في الأمر الذي أريد تحقيقه، وأما حصول المقصود، وتحقيق النتائج فذلك إلى الله، وهذا المعنى حق، فإن العبد لا يملك تحقيق مقاصده، وبلوغ آماله إلا بتوفيق الله وتيسيره، فمعنى هذه العبارة يرجع إلى ما جاء في الحديث "اعقلها وتوكل". أخرجه الترمذي (2517)، وابن حبان (731). وهذا هو الذي يليق بالمسلم أن يفعل السبب المشروع ويعتمد في حصول المطلوب على ربه، فيجتهد في فعل الأسباب المشروعة، ويستعين بربه في حصول مطلوبه كما قال صلى الله عليه وسلم "احرص على ما ينفعك، واستعن بالله ولا تعجِز". صحيح مسلم (2664).
ولكن ينبغي أن يقول المتكلم بهذه العبارة (والباقي إلى الله)، بدل (على الله)، والله أعلم.
http://www.islamtoday.net/questions/show_question_*******.cfm?id=96206
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 04 - 09, 03:37 ص]ـ
عبارة الباقي على الله لا تصح
السؤال /
ما مدى صحة عبارة (بذلت قصارى جهدي والباقي على الله)؟
الجواب /
الحمد لله
هذا القول لا يصح، لأنه يعني أن الفاعل اعتمد على نفسه أولاً. ولكن يقول: بذلت جهدي وأسأل الله المعونة) هذا الصواب.
وهذه الكلمة (بذلت جهدي والباقي على الله) ربما يريد بها الإنسان هذا المعنى الذي ذكرت، أي ما أستطيعه فعلته وما لا أستطيعه فعلى الله، ولكن أصل العبارة غلط، بل يقول: (بذلت جهدي وأسأل الله المعونة).
مجلة الدعوة العدد/1798 ص/61
من أجوبة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ... من موقع آخر.
http://www.islam-qa.com/ar/ref/1211
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[18 - 04 - 09, 10:09 ص]ـ
السؤال:
ما حكم هذه العبارة: وهي قولهم: سويت الذي علي والباقي على الله تعالى؟
الجواب:
(طيب هذا، سويت الذي عليك: من الأسباب يعني، فعلت الأسباب؛ والباقي: وهو التوفيق وحصول المقصود هذا على الله ..
هذه عبارة صحيحة.) اهـ.
العلامة الفوزان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/239)
ـ[أبو حمزة المقدادي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 12:01 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد
فقد انتشر عند العامة في هذا الزمان قول منافي لتوحيد الرحمن في الأفعال قد جعل صاحبه وهو لايشعر شريكا لله في أفعاله لفظا وقد
قال تعالى والله خلقكم وما تعملون
وقال وهو على كل شيء قدير
وقال ألا له االخلق والأمر
وهو أن بعضهم إذا سئل عن عمل مقدم على انجازه كطبيب يعالج مريضا وسيجري له عملية يقول نحن نصنع الذي علينا والباقي على الله
ومعاذ الله أن يكون باقي العمل الذي يبدأه المكلف لله بل الأمر كله له أوله وآخره
فلاينقسم العمل بل هو لله
فليقل نصنع الذي علينا والأمر كله لله وليحذر ذكر تلك القسمة الجائره فالأمر لله
فلو قال انا أقصد مابوسع البشر هو عملي والباقي وهو ما بوسع الاله فله قلنا فما بوسع البشر تابع لقدرة رب البشر كما قال صلى الله عليه وسلم ولاتكلني إلى نفسي طرفة عين
أفيليق بم استجاب للرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن يقول هذا الكلام قسم من الفعل لي والباقي على الله فليعزم المسألة وليعمل السبب وليغفل عنه وليتعلق بالمسبب فيتوكل على الله وليعلم أن الله خالق كل شيء والله خلقكم وماتعملون
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اعقلها وتوكل ومما أنكر هذا اللفظ من المعاصرين العلامة محمد الصالح بن عثيمين فوفق جزاه الله خيرا وقد أحسن
__________________
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
ـ[محمد بن إدريس]ــــــــ[24 - 11 - 10, 05:11 ص]ـ
السلام عليكم
هذه مختصرات لما ورد أعلاه
مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
لا حرج في هذه المقولة
عبد الرحمن بن ناصر البراك
عضو هيئة التدريس بجامعة الإمام
ولكن ينبغي أن يقول المتكلم بهذه العبارة (والباقي إلى الله)، بدل (على الله)
الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله
عبارة الباقي على الله لا تصح
أصل العبارة غلط، بل يقول: (بذلت جهدي وأسأل الله المعونة)
العلامة الفوزان
هذه عبارة صحيحة
ماهر بن ظافر القحطاني
قول منافي لتوحيد الرحمن في الأفعال
فما القول الفصل أدمكم الله
.
.
.
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[24 - 11 - 10, 09:31 ص]ـ
مقصد قائليه معلوم ولا ينافي التوحيد بإذن الله، فهم يقصدون فعل السبب والنتيجة إلى الله .. لكن الأفضل تصحيح العبارة حتى لا يفهم خلاف ذلك، وهو بأن الفاعل عمل جزءاً والله تعالى عمل الجزء الآخر تعالى الله عن النقص فهو بيده كل شيء ويقدر على كل شيء. والأمر سهل، قل: سوف أعمل الذي علي (أي الأسباب المشروعة المأمور بها) والنتيجة إلى الله أو على الله لا فرق، أو عملت الذي علي وأطلب من الله العون والتوفيق، أو عملت الذي بوسعي وطاقتي والباقي على الله / مثال / تزوجت وجلست عشر سنوات بدون إنجاب، فقال لي أحد محبي، هل تعالجت وبحثت عن سبب التأخر في الإنجاب؟ قلت: عملت الذي بوسعي وطاقتي مما هيئ لي من أسباب والباقي على الله وهو تقدير الولد من عدمه. والله أعلم
ـ[أبو سفيان الأثرى المصرى]ــــــــ[26 - 11 - 10, 08:13 ص]ـ
المقولة مشتبهة، وتحمل معنى حق وآخر باطل، والأصل ترك المشتبه والإلتزام بالمحكم من القول مثل " سويت الذى على ولله الأمر من قبل ومن بعد"، والله أعلم.
ـ[عبدالرحمن أبو عبدالله]ــــــــ[26 - 11 - 10, 08:48 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لعلنا نفرق بين هذه العبارة التي شارك بها الكاتب للموضوع وبين قولنا " توكلت على الله ثم عليك " وهذه العبارة الأخيرة لا تصح لأن التوكل عبادة قلبية لا تصرف إلا لله تعالى.
أما قول: " عملت كذا والباقي على الله "، فالشخص يثبت لنفسه عمل وأما النتائج فهي موكولة لله تعالى، وهذا التوجيه ارتضيه وهو ما أجاب به الشيخ عبد الرحمن البراك - يحفظه الله -، لكن هنا أمر وهو من الذي يزكي نفسه أنه بذل غاية ما في الوسع في قول من قال: " فعلت الذي على والباقي على الله " ولعلها من هذا الباب لا ترتضى عند البعض ولا يستسيغها لقوله تعالى: " فلا تزكو أنفسكم ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/240)
وأما عبارة الكاتب "سأفعل كذا ... " وأجازها مركز الاشراف بإشراف الشيخ عبد الله الفقيه - يرعاه الله - فأين قوله تعالى: " ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا إلا أن يشاء الله ". وصلى الله وسلم على النبي ومن تعبد.
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[26 - 11 - 10, 10:29 ص]ـ
أخي الفاضل: عبدالرحمن أبو عبدالله.
* أولاً: أفتت اللجنة الدائمة برئاسة الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى بالتالي:-
يجوز أن يقول الشخص توكلت على الله ثم عليك، فإن التوكل على الله هو تفويض الأمر إليه والاعتماد عليه، فهو جل وعلا المتصرف في هذا الكون، والتوكل على العبد بعد التوكل على الله جل وعلا تفويض العبد فيما يقدر عليه، فالله له مشيئة، والعبد له مشيئة، ومشيئة العبد تابعة لمشيئة الله تعالى، قال تعالى: {لِمَنْ شَاءَ مِنْكُمْ أَنْ يَسْتَقِيمَ وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ وقال تعالى: إِنَّ هَذِهِ تَذْكِرَةٌ فَمَنْ شَاءَ اتَّخَذَ إِلَى رَبِّهِ سَبِيلًا وَمَا تَشَاءُونَ إِلَّا أَنْ يَشَاءَ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} وقد أرشد النبي صلى الله عليه وسلم إلى أصل ذلك، فروى النسائي وصححه عن قتيلة أن يهوديًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنكم تشركون تقولون: ما شاء الله وشئت، وتقولون: والكعبة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم إذا أرادوا أن يحلفوا أن يقولوا: ورب الكعبة وأن يقولوا: ما شاء الله ثم شئت وصح عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: لا تقولوا: ما شاء الله وشاء فلان، ولكن قولوا: ما شاء الله ثم ما شاء فلان أما التلقيب بعبد القوي وهكذا التسمي بهذا الاسم فلا بأس به؛ لأن القوي من أسماء الله عز وجل. وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد، وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
السؤال الأول من الفتوى رقم (3571)
(الجزء رقم: 1، الصفحة رقم: 378)
* ثانيا قلت: لكن هنا أمر وهو من الذي يزكي نفسه أنه بذل غاية ما في الوسع في قول من قال: " فعلت الذي على والباقي على الله " ولعلها من هذا الباب لا ترتضى عند البعض ولا يستسيغها لقوله تعالى: " فلا تزكو أنفسكم ".
لقد أبعدت النجعة أخي الفاضل، وليس هناك شيء من التزكية لمن قال: " فعلت الذي بوسعي وطاقتي والنتيجة إلى الله " فالعبد له قدر كما أن لله قدر ولكن قدرة العبد محدودة وقدرة الله مطلقة، كما أن للعبد بصر يبصر به ما حوله ولله بصر سبحانه، ولكن بصر العبد قاصر وناقص وبصر الله مطلق وكامل، وكما أن للعبد سمع فالله له سمع، ولكن سمع المخلوق ناقص وقاصر وسمع الله مطلق محيط بكل شيء، فعندما أقول: "عملت ما بوسعي" أي عملت الذي قدرني الله عليه والذي عجزت عنه أفوضه لخالقه. فما الإشكال حفظك الله؟
* ثالثاً: قول العبد سأفعل كذا بدون قول المشيئة: اقتبس لك ولعموم القراء للفائدة: أما السؤال عن قول البعض بأنه سيفعل كذا وكذا ولا يستثني أي لا يرد فعله إلى مشيئة الله عز وجل فقد نهى الله عن ذلك (نهي تحريم) في قوله عز وجل لنبيه ورسوله محمد ولا تقولن لشيء إني فاعل ذلك غدا (4). إلا أن يشاء الله (1). والمراد ألا تقول بأنك ستفعل في مستقبل زمانك شيئاً ترده إلى مشيئتك وحدك بل ارجعه إلى مشيئة الله وحده لأنه القادر على تيسيره لك وقد نزلت هذه الآية حين قالت اليهود لقريش سلوا محمداً عن الروح وعن رجل طواف في الأرض (يقصدون ذي القرنين) وعن فتية لهم قصة غريبة (يقصدون أصحاب الكهف) فإن أخبركم عن هذا فهو نبي وإلا فشأنكم به وقد سألت قريش رسول الله عما نصحهم به اليهود فقال: (سأخبركم غداً عما سألتم عنه) ولم يستثن ولم يقل عليه الصلاة والسلام (إن شاء الله) فتأخر نزول الوحي مدة خمس عشرة ليلة فحزن لذلك ثم نزل عليه الوحي بالجواب على الأسئلة الثلاثة (2). ففي مسألة الروح قال تعالى ويسألونك عن الروح قل الروح من أمر ربي وما أوتيتم من العلم إلا قليلا (3). وفي مسألة الفتية قال عز وجل نحن نقص عليك نبأهم بالحق (4). وفي مسألة ذي القرنين قال تعالى ويسألونك عن ذي القرنين قل سأتلو عليكم منه ذكرا (5).
وكما عاتب الله عز وجل رسوله لعدم قوله (إن شاء الله) فقد عاتب نبيه سليمان (عليه السلام) أيضاً على عدم قوله هذه الكلمة بل كانت فتنته أشد وأعظم ففي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أن رسول الله قال سليمان بن داود نبي الله: لأطوفن الليلة على سبعين امرأة وفي رواية على تسعين امرأة تلد كل امرأة منهن غلاماً يقاتل في سبيل الله فقال له الملك قل إن شاء الله فلم يقلها فطاف بهن فلم تلد منهن إلا امرأة واحدة نصف إنسان فقال رسول الله (والذي نفسي بيده لو قال إن شاء الله لم يحنث وكان دركاً في حاجته) وفي رواية أخرى (ولجاهدوا في سبيل الله فرساناً أجمعون)
* رابعاً: قولك: وصلى الله وسلم على النبي ومن تعبد مُشكل فيفهم من قولك: من تعبد أنك تطلب من الله أن يصلي على كل من تعبد وتعبد هنا نكرة تدل على عموم المتعبدين، والمتعبدين منهم الذي على حق وهو من يعبد الله وحده، ومنهم من هو على باطل وهو من يعبد الشمس والقمر والنار والفأر والبقر .. إلخ. فتنبّه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/241)
ـ[عبد القادر مطهر]ــــــــ[26 - 11 - 10, 01:18 م]ـ
عبارة الباقي على الله لا تصح
السؤال /
ما مدى صحة عبارة (بذلت قصارى جهدي والباقي على الله)؟
الجواب /
الحمد لله
هذا القول لا يصح، لأنه يعني أن الفاعل اعتمد على نفسه أولاً. ولكن يقول: بذلت جهدي وأسأل الله المعونة) هذا الصواب.
وهذه الكلمة (بذلت جهدي والباقي على الله) ربما يريد بها الإنسان هذا المعنى الذي ذكرت، أي ما أستطيعه فعلته وما لا أستطيعه فعلى الله، ولكن أصل العبارة غلط، بل يقول: (بذلت جهدي وأسأل الله المعونة).
مجلة الدعوة العدد/1798 ص/61
من أجوبة الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله ... من موقع آخر
http://www.islam-qa.com/ar/ref/1211
رحم الله الشيخ العلامة ابن عثيمين رحمة واسعة.
وجزى الله شيخنا سامي على النقل.
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمدلله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده أما بعد
فقد انتشر عند العامة في هذا الزمان قول منافي لتوحيد الرحمن في الأفعال قد جعل صاحبه وهو لايشعر شريكا لله في أفعاله لفظا وقد
قال تعالى والله خلقكم وما تعملون
وقال وهو على كل شيء قدير
وقال ألا له االخلق والأمر
وهو أن بعضهم إذا سئل عن عمل مقدم على انجازه كطبيب يعالج مريضا وسيجري له عملية يقول نحن نصنع الذي علينا والباقي على الله
ومعاذ الله أن يكون باقي العمل الذي يبدأه المكلف لله بل الأمر كله له أوله وآخره
فلاينقسم العمل بل هو لله
فليقل نصنع الذي علينا والأمر كله لله
وليحذر ذكر تلك القسمة الجائره فالأمر لله
فلو قال انا أقصد مابوسع البشر هو عملي والباقي وهو ما بوسع الاله فله قلنا فما بوسع البشر تابع لقدرة رب البشر كما قال صلى الله عليه وسلم ولاتكلني إلى نفسي طرفة عين
أفيليق بم استجاب للرسول صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث أن يقول هذا الكلام قسم من الفعل لي والباقي على الله فليعزم المسألة وليعمل السبب وليغفل عنه وليتعلق بالمسبب فيتوكل على الله وليعلم أن الله خالق كل شيء والله خلقكم وماتعملون
كما قال النبي صلى الله عليه وسلم اعقلها وتوكل ومما أنكر هذا اللفظ من المعاصرين العلامة محمد الصالح بن عثيمين فوفق جزاه الله خيرا وقد أحسن
ماهر بن ظافر القحطاني
المشرف العام على مجلة معرفة السنن والآثار
كلام رصين ومتين فجزى الله قائله خيرًا،
وأنت جُزيت خيرًا على النقل.
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[26 - 11 - 10, 01:51 م]ـ
المقولة مشتبهة، وتحمل معنى حق وآخر باطل، والأصل ترك المشتبه والإلتزام بالمحكم من القول مثل " سويت الذى على ولله الأمر من قبل ومن بعد"، والله أعلم.
وهذا ما أفعله ..(72/242)
من يحضرمن المشايخ والعلماء -حفظهم الله- في حج هذا العام!
ـ[حامد تميم]ــــــــ[23 - 12 - 06, 10:52 م]ـ
هناك دروس تقام في مسجد الخيف للعدد من العلماء وطلبة العلم، بإشراف وزارة الشؤون الإسلامية.(72/243)
ما هي السبع التي خلق منها الإنسان؟
ـ[حارث]ــــــــ[23 - 12 - 06, 11:53 م]ـ
يقول ابن عباس في الأثر المشهور في تحديد ليلة القدر: (وخلق الإنسان من سبع) فما هي السبع التي خلق منها الإنسان؟
ـ[حارث]ــــــــ[04 - 01 - 07, 11:39 م]ـ
ولا يزال السؤال مطروحا!(72/244)
هل من مثبت لي في هذه المسألة عن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله
ـ[الشمراني]ــــــــ[23 - 12 - 06, 11:55 م]ـ
فهمت من الشيخ ابن عثيمين وأنا أستمع لشرحه على الزاد أثناء جواب له على بعض السائلين أن من سافر من الرياض مثلا إلى جدة لحاجة كالتداوي أو زيارة أقارب وهو ناو العمرة أن له أن يجازو الميقات دون إحرام وله أن يحرم من جدة إذا قضى وطره. ثم بمضي الزمان بدأت أشك فيما فهمته لما رأيت استنكار البعض لما أخبره به عن الشيخ فهل من مثبت لفهمي أو ناف عن الشيخ. جزاكم الله خيرا وآمل أن أحال إلى شئ من كتب الشيخ.
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[24 - 12 - 06, 06:47 م]ـ
أما الذي سمعته، بأن الرجل إذا كان من أهل جده و قد أتى من المدينة في أشهر الحج و يقول سأذهب إلى جده و إذا جاء وقت الحج أحج، لامانع من أن يحرم من جده ..... لعله هذا أو ربما غيره ... لكن قولك بالتداوي و غيرها مما يدل على أن المسألة غير المسألة لذا سأتفطن بحول الله للمسألة إذا مرت لأنني الآن في منتصف الشرح .... و أرد عليك.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 07:03 م]ـ
السؤال:
فضيلة الشيخ! رجل يعمل في المنطقة الشرقية ويرغب في قضاء الإجازة عند أهله بجدة ولكنه في نفس الوقت يريد أن يحج، فهل يحرم من جدة أو يحرم من المنطقة الشرقية؟
الجواب:
إذا كان مجيئه لأهله ليس على أنهم أهله الذين يقيم عندهم، فيجب عليه أن يحرم للميقات، أما لو كان يدرس ويقول: أنا ما جلست في هذا البلد إلا للدراسة وأهلي هم أهلي في جدة وأنا سوف أذهب إلى أهلي وإذا جاء الوقت أحرمت من جدة فلا بأس، أي: فرق بين إنسان انتقل من بلده جدة إلى الشرقية، وإنسان لم ينتقل ولم ير نفسه أنه استوطن الشرقية، فالذي يرى نفسه أنه استوطن الشرقية فهذا لا يتجاوز الميقات بلا إحرام، والذي يقول: لا، أنا ما استوطنتها ولكني بقيت للدراسة ولو حصل لي أن أرجع إلى أهلي اليوم لرجعت، وكان في رجوعه من الشرقية إلى جدة رجوعاً إلى أهله، فهذا ليس عليه إحرام يحرم من جدة.
" لقاءات الباب المفتوح " (ج 91).
ـ[الشمراني]ــــــــ[25 - 12 - 06, 01:47 م]ـ
أخي إبراهيم أشكر لك ما تفضلت به وأنا في انتظارك(72/245)
مسألة في الحج تشكل دائما
ـ[الشمراني]ــــــــ[24 - 12 - 06, 12:07 ص]ـ
إخواني طلاب العلم
السلام عليكم
كثير من الحجاج يأتون محرمين بعمرة في أشهر الحج - أي أنهم متمتعون - وبعد تحللهم من العمرة يذهبون إلى جدة وفي اليوم الثامن يحرمون بالحج لكن من مكة لا من جدة. فهل يلزم هؤلاء بالدم.
أرجو ممن لدية علم في هذه المسألة الإجابة ونقل ما يأثره في هذه المسألة - التي تعم بها البلوى - عمن يحفظ عنه من أهل العلم
وجزاكم الله خيرا.
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[24 - 12 - 06, 12:23 ص]ـ
قال ابن قدامة
أن لا يسافر بين العمرة والحج سفرا بعيدا تقصر في مثله الصلاة نص عليه وروي ذلك عن عطاء والمغيرة المديني و إسحاق وقال الشافعي: إن رجع إلى الميقات فلا دم عليه وقال أصحاب الرأي إن رجع إلى مصيره بطلت متعته وإلا فلا وقال مالك إن رجع إلى مصيره أو إلى غيره أبعد من مصره بطلت متعته وإلا فلا وقال الحسن: هو متمتع وإن رجع إلى بلده واختاره ابن المنذر لعموم قوله تعالى: {فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فما استيسر من الهدي}
ولنا ما روى عن عمر رضي الله عنه أنه قالب: إذا اعتمر في أشهر الحج ثم أقام فهو متمتع فإن خرج ورجع فليس بمتمتع وعن ابن عمر نحو ذلك ولأنه إذا رجع إلى الميقات أو ما دونه لزمه الإحرام منه فإن كان بعيدا فقد أنشأ سفرا بعيدا لحجة فلم يترفه بأحد السفرين فلم يلزمه كموضع الوفاق والآية تناولت المتمتع وهذا ليس بمتمتع بدليل قول عمر
قال المرداوي
أن لا يسافر بين العمرة والحج فإن سافر مسافة قصر فأكثر أطلقه جماعة منهم المصنف والشارح قال في الفروع: ولعل مرادهم: فأحرم - فلا دم عليه نص عليه وجزم به ابن عقيل في التذكرة وقدمه في الفروع وجزم به في الرعاية الصغرى و الحاويين وقالا: ولم يحرم به من ميقات أو يسافر سفر قصر وقال في الفصول و المذهب و مسبوك الذهب و المحرر و المنور: ولا يحرم بالحج من الميقات فإن أحرم به من الميقات فلا دم عليه ونص عليه أحمد وقدمه في الرعاية الكبرى وحمله القاضي على أن بينه وبين مكة مسافة قصر وقال ابن عقيل: هو رواية وقال في الترغيب و التلخيص: وإن سافر إليه فأحرم له فوجهان
ونظير أثر الخلاف في قرن ميقات أهل نجد فإنه اقل ما تقصر فيه الصلاة أما ماعداه: فإن بينهما وبين مكة مسافة قصر على ظاهر ما قاله الزركشي في المواقيت وتقدم قول: أقربها ذات عرق وقال في الفروع: ويتوجه احتمال دم وإن رجع
تم البحث
عن طريق الشاملة ولله الحمد
ـ[الشمراني]ــــــــ[25 - 12 - 06, 01:50 م]ـ
أخي أبا الحسن
أشكرك على ما تفضلت به ولكني لم أقصد من سؤالي مسألة دم التمتع هل يجب أو لا وإنما قصدت هل على من أحرم من مكة دم لتركه الإحرام من جدة مع أنه ذهب إليها بعد العمرة
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[25 - 12 - 06, 02:03 م]ـ
من باب المذاكرة أخي الكريم
إن كان سيحرم من جده للحج فلا دم عليه لأنه يدخل في عموم قوله عليه السلام (ومن كان دون ذلك فمن حيث أنشأ) وإذا عاد إلى مكة قبل الحج فالمسألة واضحة (إيش رأيك)؟
ودمتم بخير(72/246)
هل هي " الحوقلة " أم " الحولقة "؟؟؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 02:45 ص]ـ
حوقلة *
التّعريف:
1 - من معاني الحوقلة في اللّغة: سرعة المشي، ومقاربة الخطو.
وأمّا في العرف فهي: قول: لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه، كما عبّر عنها الأزهريّ والأكثرون، قال ابن السّكّيت: يقال: قد أكثرت من الحولقة: إذا أكثرت من قول: لا حول ولا قوّة إلاّ باللّه. وقال الجوهريّ: الحولقة لا الحوقلة، واختاره الحريريّ.
فعلى الأوّل " الحوقلة " وهو المشهور: الحاء والواو من الحول. والقاف من القوّة، واللّام من اسم اللّه تعالى. قال الإسنويّ: وهذا أحسن، لتضمينه جميع الألفاظ.
وعلى الثّاني: " الحولقة " الحاء واللّام من الحول، والقاف من القوّة.
انتهى
" الموسوعة الفقهية "
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 03:42 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
وهذا مبحث صغير كنت كتبته منذ أكثر من عشر سنوات عن هذه الكلمة، وجدته في مسوداتي، فأحببت أن أتحف إخواني به.
حوقل وحولق
اختلف أهل اللغة في قول (لا حول ولا قوة إلا بالله) أهو الحولقة أم الحوقلة؟
(فالحولقة) متفق عليها، و (الحوقلة) مختلف فيها.
قال ابن دحية في التنوير [كما في المزهر 1/ 483] (والحوقلة قول لا حول ولا قوة إلا بالله ولا تقل حوقل ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=517774#_ftn1)) بتقديم القاف؛ فإن الحوقلة مشية الشيخ الضعيف)
وقال أبو علي القالي في أماليه [2/ 300] (والعرب تقول حولق الرجل إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله، أنشدنا محمد بن قاسم:
فداكِ من الأقوام كل مُبَخَّل .......... يُحولِقُ إما سَالَه العرفَ سائلُ
أي يقول لا حول ولا قوة إلا بالله)
قلت: حجة ابن دحية بادي الرأي فيها نظر؛ إذ قد يقول قائل: لا مانع من أن يكون للحوقلة معنيان، ولكن أهل اللغة يفعلون ذلك إتماما للحجة ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=517774#_ftn2)) ويتركون التنصيص على الحجة المعروفة وهي (أن ذلك غير مسموع، ولا يقتضيه القياس على الألفاظ الواردة في باب النحت فمن ثم لم يصح).
وفي بعض نسخ المزهر ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=517774#_ftn3)) ( وترتيب الحروف في قول لا حول ولا قوة إلا بالله يقتضي التكلم هكذا إذا تغير عن الأصل كما في بسملة وحمدلة وسبحلة).
وقال الجوهري: (يقال قد أكثرتَ من الحوقلة إذا أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله).
وفي النهاية لابن الأثير: (وفي الحديث ذكر الحولقة، هي لفظة مبنية من لا حول ولا قوة إلا بالله كالبسملة ... إلخ، هكذا ذكرها الجوهري بتقديم اللام على القاف وغيره يقول الحوقلة بتقديم القاف على اللام).
قلت: ظاهر هذا أن مخالفي الجوهري ينكرون (حولقة)، ولست أعلم قائلا بذلك.
وقال ابن خالويه [في إعراب ثلاثين سورة / 11] (ومن ذلك قولهم ... قد حولق إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله)
وفي إصلاح المنطق لابن السكيت وتهذيبه للتبريزي [كما في المزهر 1/ 483] (يقال قد أكثر من الحولقة والحوقلة إذا أكثر من قول لا حول ولا قوة إلا بالله)
ومن العجيب أن يفوت صاحبَ القاموس ذكرُ هذه الكلمة فإنه قال في [ح و ق ل]: (الحوقلة الحولقة وسائر معانيها في ح ق ل) ولم يذكرها بالمعنى المشهور في (ح ق ل) واستدركها عليه الزبيدي ونقل نحو ما في اللسان
وقال أحمد بن عبيد [كما في أمالي القالي 2/ 300] (حولق الرجل وحوقل إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله)
وفي المصباح [ب س م ل] ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=517774#_ftn1)) ( بسمل بسملة ... ومثله حولق وحوقل إذا قال .... لا حول ولا قوة إلا بالله)
وفي اللسان: (وهلَّل الرجل ... وهو مثل قولهم حولق الرجل وحوقل إذا قال لا حول ولا قوة إلا بالله. قال أبو العباس: الحولقة والبسملة والسبحلة والهيللة ... هذه الأربعة أحرفٌ ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=517774#_ftn4)) جاءت هكذا)
وفي المنجد: (الحوقلة اطلبها في ح و ل)
قلت: الصواب (الحولقة)، وهو تصحيف منهم؛ لأن المذكور في (ح و ل) هو الحولقة، ولأن هذه عادة المنجد أن يلحق الرباعي بالمادة الثلاثية كما قال مؤلفوه في المقدمة [ص هـ]
وفي الوسيط (حوقل حوقلة وحيقالا ... فلان قال لا حول ولا قوة إلا بالله)
قلت: إيراد المعجمات لـ (حوقل) في [ح ق ل] يفيد أنها ليست بمنحوتة، وهذا ما يدل عليه فعل الوسيط حيث أفرد لـ (حولق) مادة ثم قال: إنها منحوتة، ولم يقل ذلك في [ح ق ل].
ويحتمل أن يقال إن الأصل في النحت هو (حولق) كما في نظائرها من الكلم ثم قلبت مثلها مثل كثير من الكلم المقلوب، ويدل عليه حكاية كثير من العلماء لها وتصويبها مثل ابن السكيت والتبريزي وأحمد بن عبيد وأبي علي القالي وابن الأثير والأزهري.
ويحتمل أن يقال: إن العرب عاملتها في النحت معاملة خاصة؛ لأن باب النحت لا قواعد له ولا قياس عليه كما قال أبو حيان [كما في المزهر].
والله تعالى أعلم.
_____________________
([1]) كذا بالأصل، وأظن الصواب (حوقلة) على ما يفيده تعليله بعدُ.
([2]) وهكذا طريقة أهل اللغة في الاستدلال غالبا؛ فلا يذكرون ذلك لوضوحه عندهم.
([3]) كما في الحاشية في الموضع السابق.
([4]) ذكر الفيومي في مادة (ب س م ل) كثيرا من الكلمات المنحوتة ولم يذكرها في مظانها، وهذا من عيوب المعجمات، أعني ذكر الكلمات في غير مظنتها.
([5]) ضبطها محققو اللسان بالكسر، وهو بعيد؛ فقد نقل السيوطي في الهمع إجماع النحاة على منعه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/247)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 10:51 ص]ـ
اللهم بارك
وفقك الله
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 06 - 07, 04:51 م]ـ
قال ابن دحية في التنوير [كما في المزهر 1/ 483] (والحوقلة قول لا حول ولا قوة إلا بالله ولا تقل حوقل ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=517774#_ftn1)) بتقديم القاف؛ فإن الحوقلة مشية الشيخ الضعيف)
الصواب (والحولقة)
ـ[بن نصار]ــــــــ[23 - 06 - 07, 07:26 ص]ـ
فائدة جديدة. . بارك الله فيكما.
ـ[محمد عبد العزيز الجزائري]ــــــــ[18 - 12 - 09, 10:58 ص]ـ
بارك الله فيكم، ووفقكم للخير ...
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[18 - 12 - 09, 11:15 ص]ـ
جزكما الله خيرا شيخاي: إحسان العتيبي .. أبو مالك العوضي
ـ[ابوالعلياءالواحدي]ــــــــ[18 - 12 - 09, 05:17 م]ـ
الفرق بين حوقل (التي بمعنى قول لا حول ولا قوة الا بالله) و حوقل (التي بمعنى الاعياء في المشي ونحوه) هو أن الواو في "حوقل" الأولى، أصلية لأنها منحوتة من لفظين (حول ـ قوة) فهي على وزن فعلل.
أما "حوقل التي بمعنى الاعياء في المشي ونحوه، فإن الواو فيها ملحقة وليست أصلية ووزنها "فوعل".
على أنهم عبروا عن "لاحول ولا قوة الا بالله " بالحولقة وفضلوها عن الحوقلة لبشاعة معنى حوقل.فتنبه فقليل هم اولئك الذين يدركون هذا الفرق.(72/248)
هل هناك أدعية معينة لتفريج الكرب؟
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[24 - 12 - 06, 06:18 ص]ـ
هل ثبتت أحاديث معينة إذا وقع الانسان في مصيبة يقولها فيستجاب له
ـ[أم عبد المحسن]ــــــــ[24 - 12 - 06, 02:12 م]ـ
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
أخي الفاضل جمعت لك في عجالة النصوص التالية متحرية فيها الصحة، مذكرة نفسي و إياك بقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه و سلم << ما يصيب المؤمن من وصب ولا نصب ولا سقم ولا حزن حتى الهم يهمه إلا كفر به من سيئاته >>، فرج الله عنك و عن المسلمين كل كرب:
1/ عن ابن عباس رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول عند الكرب لا إله إلا الله العظيم الحليم لا إله إلا الله رب العرش العظيم لا إله إلا الله رب السموات و رب الأرض و رب العرش الكريم
2/ وعن أنس قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يقول: " اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والجبن والبخل وضلع الدين وغلبة الرجال "
3/عن القاسم بن عبد الرحمن عن أبيه عن عبد الله قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أصاب أحدا قط هم ولا حزن فقال اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك ناصيتي بيدك ماض في حكمك عدل في قضاؤك أسألك بكل اسم هو لك سميت به نفسك أو علمته أحدا من خلقك أو أنزلته في كتابك أو استأثرت به في علم الغيب عندك أن تجعل القرآن ربيع قلبي ونور صدري وجلاء حزني وذهاب همي إلا أذهب الله همه وحزنه وأبدله مكانه فرجا قال فقيل يا رسول الله ألا نتعلمها فقال بلى ينبغي لمن سمعها أن يتعلمها *. رواه أحمد وهو صحيح(72/249)
ابن كثير: الرافضة جهلة وأغبياء، منكوسو القلوب، يذمون الممدوحين، ويمدحون المذمومين
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 11:15 ص]ـ
في تفسير قوله تعالى:
{وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} الأحزاب (58)
قال الإمام ابن كثير - رحمه الله -:
وقوله: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا} أي: ينسبون إليهم ما هم بُرَآء منه لم يعملوه ولم يفعلوه، {فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا} وهذا هو البهت البين أن يحكى أو ينقل عن المؤمنين والمؤمنات ما لم يفعلوه، على سبيل العيب والتنقص لهم.
ومِنْ أكثر مَنْ يدخل في هذا الوعيد: الكفرةُ بالله ورسوله، ثم الرافضة الذين يتنقصون الصحابة ويعيبونهم بما قد بَرَّأهم الله منه، ويصفونهم بنقيض ما أخبر الله عنهم؛ فإن الله، عز وجل، قد أخبر أنه قد رضي عن المهاجرين والأنصار ومدحهم، وهؤلاء الجهلة الأغبياء يسبونهم ويتنقصونهم، ويذكرون عنهم ما لم يكن ولا فعلوه أبدا، فهم في الحقيقة منكوسو القلوب يذمون الممدوحين، ويمدحون المذمومين.
انتهى
ـ[أم مصعب بن عمير]ــــــــ[21 - 04 - 09, 04:22 ص]ـ
جزاكِ الله خيرا شيخنا الفاضل ورفع الله قدرك
هذه حقيقة الروافض عليهم من الله مايستحقون
رضى الله عن صحابة رسولك أجمعين.
ـ[حسين القحطاني]ــــــــ[21 - 04 - 09, 07:02 ص]ـ
(لكأن الله غار على عرض صحابة رسول الله فقل ان يوفق احد منهم للهداية)
ـ[أبو أيوب السليمان]ــــــــ[21 - 04 - 09, 02:38 م]ـ
فهم في الحقيقة منكوسو القلوب يذمون الممدوحين، ويمدحون المذمومين.
جزاك الله خيرا شيخنا على النقل المفيد(72/250)
بحث طبع حديثا في الصلاة على الراحلة في الحضر
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[24 - 12 - 06, 05:10 م]ـ
وهو ضمن كتاب بعنوان: بحوث نادرة ـ نسيت اسم مؤلفه(72/251)
من سبق الشيخ ابن عثيمين إلى هذا القولأن وقت التمتع ينتهي ظهر اليوم الثامن من ذي الحجة
ـ[أبو صهيب الشامي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 06:32 م]ـ
قرأت في فتاوى الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى أن وقت التمتع ينتهي ظهر اليوم الثامن من ذي الحجة، فمن وصل مكة بعد ظهر اليوم الثامن فلا يتمتع لأن وقت التمتع قد انتهى، بل إما أن يحج قارنا أو مفردا.
وقد بحثت في كتب أهل العلم فلم أجد من منع من التمتع بعد ظهر اليوم الثامن من ذي الحجة.
فهل وقف أحد منكم على نص لأحد من العلماء يؤيد ما ذهب إليه الشيخ ابن عثيمين؟؟.
ينظر فتاوى الشيخ ابن عثيمين (22/ 51 – 56)
ـ[أبو صهيب الشامي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 08:59 ص]ـ
سئل الشيخ ابن عثيمين: من وصل إلى الميقات في اليوم الثامن هل له أن يتمتع؟ وإذا كان له ذلك هل الأفضل التمتع أم القران؟.
فأجاب إذا وصل إلى الميقات في اليوم الثامن قبيل الظهر فلا أرى أن يأتي بعمرة؛ لأن الله يقول: فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ .. [البقرة:196] فلابد أن يكون هناك وقت يفصل بين العمرة وبين الحج، والإنسان إذا وصل إلى الميقات بعد أن دخل وقت الحج مأمور أن يخرج إلى منى، وأن يسعى في الحج ويكمل الحج. وبناءً على ذلك: أرى أن الأفضل لمن مر بالميقات في الوقت الذي يخرج الناس فيه إلى منى أرى أن يأتي بقران، وألا يأتي بتمتع؛ لأن التمتع في الحقيقة فات وقته إذ أن الله يقول: فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ [البقرة:196] وهذا يدل على أن هناك فاصلة ووقتاً بين العمرة الحج. ونقول: إذا كنت تريد أن يحصل لك حجٌ وعمرة فأقرن والقران يحصل به حجٌ وعمرة، لقول النبي صلى الله عليه وسلم لعائشة: (طوافك بالبيت وبالصفا والمروة يسعك لحجك وعمرتك). ومعروف أن الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه خرجوا إلى منى في ضحى اليوم الثامن.
الفتاوى (22/ 53)
ـ[أبو صهيب الشامي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 12:37 م]ـ
فتوى للشيخ ابن باز
السؤال:
هل للمتمتع وقت محدود يتمتع فيه، وهل له أن يحرم بالحج قبل يوم التروية؟
الجواب:
الإحرام بالتمتع له وقت محدود هو: شوال وذو القعدة والعشر الأول من ذي الحجة، هذه أشهر الحج، فليس له أن يحرم بالتمتع قبل شوال ولا بعد ليلة العيد، ولكن الأفضل أن يحرم بالعمرة وحدها فإذا فرغ منها أحرم بالحج وحده هذا هو التمتع الكامل، وإن أحرم بهما جميعاً سمي متمتعاً وسمي قارناً، وفي الحالتين جميعاً عليه دم يسمى دم التمتع، وهو ذبيحة واحدة تجزئ في الأضحية أو سبع بدنة أو سبع بقرة، لقوله تعالى: {فَمَن تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ} [2]، فإن عجز صام عشرة أيام، ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجع إلى أهله.
فلو أحرم بالعمرة في أول شوال وحل منها صارت المدة بين العمرة وبين الإحرام بالحج طويلة إلى ثامن ذي الحجة فالأفضل أن يحرم بالحج في ثامن ذي الحجة، كما أحرم أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بذلك بأمر النبي عليه الصلاة والسلام، فإنه أمرهم أن يحلوا من إحرامهم لما قدموا مفردين بالحج وبعضهم قدم قارناً بين الحج والعمرة، فأمرهم النبي صلى الله عليه وسلم أن يحلوا إلا من كان معه الهدي، فطافوا وسعوا وقصروا وحلوا وصاروا متمتعين بذلك، فلما كان يوم التروية وهو اليوم الثامن، أمرهم أن يهلوا بالحج من منازلهم، وهذا هو الأفضل، ولو أهل بالحج قبل ذلك في أول ذي الحجة أو قبل ذلك أجزأه وصح، ولكن الأفضل أن يكون إهلاله بالحج في يوم الثامن، كما فعله أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بأمره عليه الصلاة والسلام.
نشر في جريدة (الجزيرة) بتاريخ 3/ 12/1415هـ، وجريدة (الرياض) في 7/ 12/1416هـ، وجريدة (عكاظ) العدد 11545 في 4/ 12/1418هـ.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة المجلد السابع عشر.
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=3682
ـ[أبو صهيب الشامي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 12:44 م]ـ
وهذه فتوى أخرى له
السؤال:
هل الحاج الذي يأتي من بلده في التاسع من ذي الحجة يدرك الحج؟ وماذا يجب عليه؟ وما صفة حجه من الأنواع الثلاثة؟ وما آخر حد لانتهاء الوقوف؟
الجواب:
نعم يمكنه أن يدرك الحج، فإن كان قد ساق الهدي حج قارناً، وإلا حج متمتعاً أو مفرداً، والتمتع أولى لمن لم يسق الهدي، وآخر حد لانتهاء الوقوف بعرفة طلوع فجر يوم العيد.
المصدر:
نشر في مجلة (الدعوة) العدد 1540 في 22/ 12/1416هـ - مجموع فتاوى و مقالات متنوعة الجزء السابع عشر
ـ[أبو محمد]ــــــــ[25 - 12 - 06, 01:20 م]ـ
سمعت الشيخ ابن باز رحمه الله يقول -وهذا بعد مغرب أول أيام التشريق عام 1415 - : التمتع ممكن ولو في اليوم التاسع.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[25 - 12 - 06, 01:33 م]ـ
ما هو الضابط في التمتع؟
فإذا تبين زال الاشكال ..
الشيخ ابن عثيمين في الفتوى لم يمنع بل قال ان الافضل
أن لا يحج متمتعا ..
وأظن أن التحلل من العمرة واباحة جميع المحظورات للحاج بعد هذا التحلل
كاف في التمتع ....(72/252)
هل يجوز لبس الفروة أو الالتحاف بالبطانية إذا خاف المُحرم البرد؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[24 - 12 - 06, 08:53 م]ـ
http://www.islamway.com/?iw_s=Fatawa&iw_a=view&fatwa_id=2599(72/253)
إسناد أشكل علي أمره فمن يساعدني في حل هذا الإشكال؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[24 - 12 - 06, 10:09 م]ـ
السلام عليكم
أشكل علي هذا الإسناد
قال ابن جرير: حدثني إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا عِمْران بن مَيسرة، قال: حدثنا ابن إدريس، عن الحسن بن الفُرات، عن أبيه قال: كتب ابن عباس إلى أبي الجَلد يسأله عن الرعد، فقال: الرعد ريح
وعلق الشيخ أحمد شاكر على هذا الإسناد فقال " ... الحسن بن الفرات: ثقة، أخرج له مسلم في صحيحه. أبوه: فرات بن أبي عبد الرحمن القزاز التميمي، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، ولكن روايته عن ابن عباس منقطعة، إنما هو يروى عن التابعين "
وقال أبو حاتم الرازي " حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنِ الرَّعْدِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: "إنّ الرَّعْدَ رِيحٌ".
فظاهر سياقة أبي حاتم تدل على كون فرات روى عن أبي الجلد، وأبو الجلد وثقه الإمام أحمد وابن سعد، وروى عنه قتادة وأبو عمران الجوني
والسؤال:
1: هل يعتبر فرات بن أبي عبد الرحمن راويا عن ابن عباس أم عن أبي الجلد؟
2. لو اعتبرناه راويا عن أبي الجلد لكون المعاصرة متحققة فهل صيغة كتب إليه تدل على الاتصال بين الراوي وبين شيخه؟(72/254)
إسناد أشكل علي أمره فمن يساعدني في حل هذا الإشكال؟
ـ[أبو صفوت]ــــــــ[24 - 12 - 06, 10:12 م]ـ
السلام عليكم
أشكل علي هذا الإسناد
قال ابن جرير: حدثني إبراهيم بن عبد الله، قال: حدثنا عِمْران بن مَيسرة، قال: حدثنا ابن إدريس، عن الحسن بن الفُرات، عن أبيه قال: كتب ابن عباس إلى أبي الجَلد يسأله عن الرعد، فقال: الرعد ريح
وعلق الشيخ أحمد شاكر على هذا الإسناد فقال " ... الحسن بن الفرات: ثقة، أخرج له مسلم في صحيحه. أبوه: فرات بن أبي عبد الرحمن القزاز التميمي، ثقة، أخرج له أصحاب الكتب الستة، ولكن روايته عن ابن عباس منقطعة، إنما هو يروى عن التابعين "
وقال أبو حاتم الرازي " حَدَّثَنَا أَبُو سَعِيدٍ الأَشَجُّ، ثنا ابْنُ إِدْرِيسَ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ فُرَاتٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي الْجَلْدِ، قَالَ: كَتَبَ إِلَيْهِ ابْنُ عَبَّاسٍ يَسْأَلُهُ عَنِ الرَّعْدِ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ: "إنّ الرَّعْدَ رِيحٌ".
فظاهر سياقة أبي حاتم تدل على كون فرات روى عن أبي الجلد، وأبو الجلد وثقه الإمام أحمد وابن سعد، وروى عنه قتادة وأبو عمران الجوني
والسؤال:
1: هل يعتبر فرات بن أبي عبد الرحمن راويا عن ابن عباس أم عن أبي الجلد؟
2. لو اعتبرناه راويا عن أبي الجلد لكون المعاصرة متحققة فهل صيغة كتب إليه تدل على الاتصال بين الراوي وبين شيخه؟(72/255)
السيف البتار في نحر الشيطان نزار
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[24 - 12 - 06, 11:16 م]ـ
السيف البتار
في نحر الشيطان نزار
ومن وراءه من المرتدين الفجار
وافق على نشره كل من
سماحة الإمام العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز -رحمه الله –
وفضيلة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان
وقرظه
سماحة مفتي عام المملكة العربية السعودية
الشيخ/عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ
المحدث العلامة حمدي السلفي
جمع وتأليف
من يرجو رحمة ربه وخالقه
ممدوح بن علي بن عليان السهلي الحربي
الطبعة الثانية
1420ه - 2000م
دار المآثر
للنشر والتوزيع والطباعة
المدينة النبوية
ص. ب: 3264ت: 8340135 ف: 8342717
الفهرس
الموضوع الصفحة
• نص خطاب سماحة الشيخ العلامة/عبد العزيز بن عبد الله بن باز رحمه الله تعالى للمؤلف. 3
• تقريظ سماحة مفتي المملكة العربية السعودية الشيخ العلامة/عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ. 4
• تقريظ الشيخ المحدث/حمدي السلفي. 5
• رسالة عاجلة. 6
• إلهي وخالقي أدعوك. 8
• ورحلت وحدك يانزار. 9
• المقدمة. 12
• أقوال نزار قباني الكفرية. 16
• الأدلة الشرعية على كفر المستهزئ بالله تعالى أو برسله الكرام أو بشيء من دينه وردته. 37
• الأدلة من القرآن الكريم. 37
• الأدلة من السنة النبوية المطهرة. 41
• أقوال أهل العلم فيمن استهزأ بالله تعالى أو برسله الكرام أو بشيء من دينه. 46
• تعريف الشتم والسب في اللغة. 46
• أقوال علماء الشريعة وأئمة السنة. 47
• وقفات مع أصناف من الناس: 56
• الصنف الأول: أهل الصلاح والفضل والدين. 56
• الصنف الثاني: المرتزقة والكتاب المستأجرون. 58
• الصنف الثالث: المتوقفون في أمر نزار وأمثاله. 60
• الصنف الرابع: أهل الضلال والزندقة والمجون. 64
• كشف بعض الشبهات الشيطانية. 69
• الشبهة الأولى. 69
• الشبهة الثانية. 70
• الخاتمة. 72
حمل من هنا الكتاب ( http://up.9q9q.net/up/index.php?f=KNjgHfimh)
نقلته من موقع المرصاد السلفي السودانى للفائدة وفقكم الله ( http://www.marsed.org/)
ـ[حامد تميم]ــــــــ[26 - 12 - 06, 11:43 م]ـ
كتب أحد الكُتَاب، فقال:
"جمهوريتك .... يانزار من ورق، والكبريت في يدي"
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[27 - 12 - 06, 12:32 ص]ـ
أَحْسَنَ اللهُ جَزَاءَ الشَّيْخِ مَمْدُوحِ بْنِ عَلِيٍّ الْحَرْبِيِّ، وَجَعَلَ كِتَابَهُ فِي مِيزَانِ حَسَنَاتِهِ.
أَجْزَلَ اللهُ عَطَاهُ، وَجَعَلَ جَنَّةَ الْخُلْدِ مَثْوَاهُ.
فَإِنَّ مِنْ أَفْضَلِ الْجِهَادِ: كَشْفَ عَوْرَاتِ الزَّنَادِقَةِ وَالْمَلاحِدَةِ، وَهَتْكَ سِتَارِ نَاشِرِي الْعَفَنِ الأَخْلاقِيِّ وَالْفُجُورِ وَالْمُجُونِ،
وَبَيَانَ مَخَازِي وَفَضَائِحِ شُعَرَاءِ الإِبَاحِيَّةِ.
وَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى «يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ. يَحْلِفُونَ بِاللهِ مَا قَالُوا وَلَقَدْ قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا وَمَا نَقَمُوا إِلا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ فَإِنْ يَتُوبُوا يَكُ خَيْرًا لَهُمْ وَإِنْ يَتَوَلَّوْا يُعَذِّبْهُمُ اللهُ عَذَابًا أَلِيمَاً فِي الدُّنْيَا وَالآَخِرَةِ وَمَا لَهُمْ فِي الأَرْضِ مِنْ وَلِيٍّ وَلا نَصِير».
وَقَالَ تَعَالَى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ»، وَقَالَ تَعَالَى «لاَ تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَآدُّونَ مَنْ حَادَّ الله وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُواْ آباءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيْمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ».
ـ[محمد السالمي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 12:32 م]ـ
جزيت خيراً يا ابا العباس
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[28 - 12 - 06, 12:33 ص]ـ
فَإِنَّ مِنْ أَفْضَلِ الْجِهَادِ: كَشْفَ عَوْرَاتِ الزَّنَادِقَةِ وَالْمَلاحِدَةِ، وَهَتْكَ سِتَارِ نَاشِرِي الْعَفَنِ الأَخْلاقِيِّ وَالْفُجُورِ وَالْمُجُونِ،
وَبَيَانَ مَخَازِي وَفَضَائِحِ شُعَرَاءِ الإِبَاحِيَّةِ.
جزاكم الله خيرا
ـ[حامد تميم]ــــــــ[28 - 12 - 06, 10:06 م]ـ
ورسالة الدكتور/ سعيد بن ناصر الغامدي في ثلاثة مجلدات، التي بينة عوار أدب الحداثة وحملتها، فهي موسوعة في نقض ادب الحداثة من جذورها.(72/256)
هنا غرائب المسائل والوقائع في الحج
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[24 - 12 - 06, 11:28 م]ـ
المرجو من الإخوة الفضلاء إثراء الموضوع.
من المسائل نادرة الوقوع وقد توقف فيها سماحة المفتي حفظه الله في حج 1421
أن رجلا وكيلا بالحج تمتعا، ولم يجد الهدي فهل الصيام يكون عليه أم على موكله؟
ومن الوقائع الغريبة كذلك: أن رجلا أحرم بالحج وفي يوم النحر رمى وتحلل ثم انطلق إلى مطار جدة واتجه إلى الرياض وذبح أضاحي أهله وحضر عيدهم ثم انطلق إلى مطار الرياض إلى جدة وصلى المغرب في منى ذلك اليوم.(72/257)
للجميع: نرجوا منهم المشاركة /للأهمية / نحن أمة خير!
ـ[أبو عبدالباري الحربي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 02:31 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أيها الأخوة الكرام
أنشغل عدد من الناس وعبر المنتديات الإسلامية بالأحاديث
الضعيفة و الموضوعة ويأخذون ما يريدون مثلاً
الحديث:
(الحور العين خلقن من تسبيح الملائكة). تحقيق الألباني: (ضعيف) انظر حديث رقم: 2804 في ضعيف الجامع.
ثم يسألون مماخلقت الحور العين؟!
ويأتي المجيب: منكراً أو مستدلاً بأحاديث ضعيفة أو موضوعة بحثت في النت كثيراً
لم أجد توضيحاً حول كيفية خلق الحور العين وقليل ما أجد إنكار بطريقة صحيحة
ومقنعة.
هذا أمرغيبي وكما نعلم أن الغيب إن لم يرد نصاً من الكتاب أو السنة
يخبرنا به يبقى أمراً غيبياً.
أرجوا من الأخوة الكرام توجيه كلمة حول ذلك حيث كثُرَ الحديث فيما شابه ذلك أيضاً
عن موت الملائكة / أن ملكاً بكى على فلان في غرفة التجهيز من غسل وكفن ونحوه /أن ملائكة يبكون في غرفة فلان وقد سمعت الأم أصواتاً غريبة أحضروا شيخاً وكأنه مطّلعاً على الغيب وقال لهم ما عمل فلان قالوا أنه يقرأ القرآن هنا قال إن الملائكة يبكون عليه أرجوا كلمة توجيهية أعلم
ولله الحمد هنا مشائخ فضلاء وطلبة علم لكن هناك متصفحين يأتون ويجدوا
هذا التوجيه أو يأتي من يبحث عن إجابة لسائل حول ويوقم بنقل هذا التوجيه إلى منتديات أخرى والله أسأل أن ينفع بما يكتب ويرزق الكُتّاب هنا أجر من أنتّفع وأهتدى بها.
ـ[خالد بن عمر]ــــــــ[25 - 12 - 06, 03:19 ص]ـ
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا موضوع كتبته اليوم في بعض المنتديات التي يرتادها من يكثر القصَّ واللصق للقصص المكذوبة والأحاديث الموضوعة
وأنا أستحي أن أتقدم به بين يدي المشايخ في الملتقى، لكني ألتمس منهم التصحيح والتوجيه
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيْمِ
الحمد لله رب العالمين والصَّلاة والسَّلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد:
فإن من المظاهر المنتشرة في عالم الانترنت وفي المجالس الَّتِيْ يجتمع فيها النَّاس أن يقوم البعض ببثِّ بعض الأحاديث أو الروايات أو القصص الَّتِيْ لا يعرف صحتها من كذبها، يريد بذلك أن يرغِّبَ النَّاسَ في فعل خير أو يحذِّرهم من فعل شرٍّ أو منكر، وهذه نيَّة صحيحة يحمد عليها، لكن البعض يقع في ذنب كبير وهو لا يدري أو يدري لكنه يظن أن الأمر الَّذِيْ يريد أن يقوم به من ترغيب الناس أو ترهيبهم يبرر له هَذَا الفعل الَّذِيْ يقوم به، ألا وهو الكذب في الحديث أو رواية الأحاديث والقصص المكذوبة
قَالَ الله تَعَالَى {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ} [التوبة: 119]
وقد تواتر عن النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قَالَ ((مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِّدًا فَلْيَتَبَوَّأْ مَقْعَدَهُ مِنْ النَّارِ))
وأخرج البخاري في صحيحه، وغيره أيضا، وهذا لفظ البخاري
حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا جَرِيرُ بْنُ حَازِمٍ حَدَّثَنَا أَبُو رَجَاءٍ عَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدَبٍ قَالَ ((كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا صَلَّى صَلَاةً أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ فَقَالَ مَنْ رَأَى مِنْكُمْ اللَّيْلَةَ رُؤْيَا قَالَ فَإِنْ رَأَى أَحَدٌ قَصَّهَا فَيَقُولُ مَا شَاءَ اللَّهُ فَسَأَلَنَا يَوْمًا فَقَالَ هَلْ رَأَى أَحَدٌ مِنْكُمْ رُؤْيَا قُلْنَا لَا قَالَ لَكِنِّي رَأَيْتُ اللَّيْلَةَ رَجُلَيْنِ أَتَيَانِي فَأَخَذَا بِيَدِي فَأَخْرَجَانِي إِلَى الْأَرْضِ الْمُقَدَّسَةِ فَإِذَا رَجُلٌ جَالِسٌ وَرَجُلٌ قَائِمٌ بِيَدِهِ كَلُّوبٌ مِنْ حَدِيدٍ قَالَ بَعْضُ أَصْحَابِنَا عَنْ مُوسَى إِنَّهُ يُدْخِلُ ذَلِكَ الْكَلُّوبَ فِي شِدْقِهِ حَتَّى يَبْلُغَ قَفَاهُ ثُمَّ يَفْعَلُ بِشِدْقِهِ الْآخَرِ مِثْلَ ذَلِكَ وَيَلْتَئِمُ شِدْقُهُ هَذَا فَيَعُودُ فَيَصْنَعُ مِثْلَهُ قُلْتُ مَا هَذَا قَالَا انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى رَجُلٍ مُضْطَجِعٍ عَلَى قَفَاهُ وَرَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى رَأْسِهِ بِفِهْرٍ أَوْ صَخْرَةٍ فَيَشْدَخُ بِهِ رَأْسَهُ فَإِذَا ضَرَبَهُ تَدَهْدَهَ الْحَجَرُ فَانْطَلَقَ إِلَيْهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/258)
لِيَأْخُذَهُ فَلَا يَرْجِعُ إِلَى هَذَا حَتَّى يَلْتَئِمَ رَأْسُهُ وَعَادَ رَأْسُهُ كَمَا هُوَ فَعَادَ إِلَيْهِ فَضَرَبَهُ قُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَا انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا إِلَى ثَقْبٍ مِثْلِ التَّنُّورِ أَعْلَاهُ ضَيِّقٌ وَأَسْفَلُهُ وَاسِعٌ يَتَوَقَّدُ تَحْتَهُ نَارًا فَإِذَا اقْتَرَبَ ارْتَفَعُوا حَتَّى كَادَ أَنْ يَخْرُجُوا فَإِذَا خَمَدَتْ رَجَعُوا فِيهَا وَفِيهَا رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ فَقُلْتُ مَنْ هَذَا قَالَا انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى أَتَيْنَا عَلَى نَهَرٍ مِنْ دَمٍ فِيهِ رَجُلٌ قَائِمٌ عَلَى وَسَطِ النَّهَرِ
قَالَ يَزِيدُ وَوَهْبُ بْنُ جَرِيرٍ عَنْ جَرِيرِ بْنِ حَازِمٍ وَعَلَى شَطِّ النَّهَرِ رَجُلٌ بَيْنَ يَدَيْهِ حِجَارَةٌ فَأَقْبَلَ الرَّجُلُ الَّذِي فِي النَّهَرِ فَإِذَا أَرَادَ أَنْ يَخْرُجَ رَمَى الرَّجُلُ بِحَجَرٍ فِي فِيهِ فَرَدَّهُ حَيْثُ كَانَ فَجَعَلَ كُلَّمَا جَاءَ لِيَخْرُجَ رَمَى فِي فِيهِ بِحَجَرٍ فَيَرْجِعُ كَمَا كَانَ فَقُلْتُ مَا هَذَا قَالَا انْطَلِقْ فَانْطَلَقْنَا حَتَّى انْتَهَيْنَا إِلَى رَوْضَةٍ خَضْرَاءَ فِيهَا شَجَرَةٌ عَظِيمَةٌ وَفِي أَصْلِهَا شَيْخٌ وَصِبْيَانٌ وَإِذَا رَجُلٌ قَرِيبٌ مِنْ الشَّجَرَةِ بَيْنَ يَدَيْهِ نَارٌ يُوقِدُهَا فَصَعِدَا بِي فِي الشَّجَرَةِ وَأَدْخَلَانِي دَارًا لَمْ أَرَ قَطُّ أَحْسَنَ مِنْهَا فِيهَا رِجَالٌ شُيُوخٌ وَشَبَابٌ وَنِسَاءٌ وَصِبْيَانٌ ثُمَّ أَخْرَجَانِي مِنْهَا فَصَعِدَا بِي الشَّجَرَةَ فَأَدْخَلَانِي دَارًا هِيَ أَحْسَنُ وَأَفْضَلُ فِيهَا شُيُوخٌ وَشَبَابٌ قُلْتُ طَوَّفْتُمَانِي اللَّيْلَةَ فَأَخْبِرَانِي عَمَّا رَأَيْتُ قَالَا نَعَمْ أَمَّا الَّذِي رَأَيْتَهُ يُشَقُّ شِدْقُهُ فَكَذَّابٌ يُحَدِّثُ بِالْكَذْبَةِ فَتُحْمَلُ عَنْهُ حَتَّى تَبْلُغَ الْآفَاقَ فَيُصْنَعُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَالَّذِي رَأَيْتَهُ يُشْدَخُ رَأْسُهُ فَرَجُلٌ عَلَّمَهُ اللَّهُ الْقُرْآنَ فَنَامَ عَنْهُ بِاللَّيْلِ وَلَمْ يَعْمَلْ فِيهِ بِالنَّهَارِ يُفْعَلُ بِهِ إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي الثَّقْبِ فَهُمْ الزُّنَاةُ وَالَّذِي رَأَيْتَهُ فِي النَّهَرِ آكِلُوا الرِّبَا وَالشَّيْخُ فِي أَصْلِ الشَّجَرَةِ إِبْرَاهِيمُ عَلَيْهِ السَّلَام وَالصِّبْيَانُ حَوْلَهُ فَأَوْلَادُ النَّاسِ وَالَّذِي يُوقِدُ النَّارَ مَالِكٌ خَازِنُ النَّارِ وَالدَّارُ الْأُولَى الَّتِي دَخَلْتَ دَارُ عَامَّةِ الْمُؤْمِنِينَ وَأَمَّا هَذِهِ الدَّارُ فَدَارُ الشُّهَدَاءِ وَأَنَا جِبْرِيلُ وَهَذَا مِيكَائِيلُ فَارْفَعْ رَأْسَكَ فَرَفَعْتُ رَأْسِي فَإِذَا فَوْقِي مِثْلُ السَّحَابِ قَالَا ذَاكَ مَنْزِلُكَ قُلْتُ دَعَانِي أَدْخُلْ مَنْزِلِي قَالَا إِنَّهُ بَقِيَ لَكَ عُمُرٌ لَمْ تَسْتَكْمِلْهُ فَلَوْ اسْتَكْمَلْتَ أَتَيْتَ مَنْزِلَكَ))
وأخرج الإمامان البخاريُّ و مسلم من طريق عثمان بن أبي شيبة
قال حَدَّثَنَا جَرِيرٌ عَنْ مَنْصُورٍ عَنْ أَبِي وَائِلٍ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ((إِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَصْدُقُ حَتَّى يُكْتَبَ صِدِّيقًا وَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَإِنَّ الرَّجُلَ لَيَكْذِبُ حَتَّى يُكْتَبَ كَذَّابًا))
وفي لفظ عند مسلم ((عَلَيْكُمْ بِالصِّدْقِ فَإِنَّ الصِّدْقَ يَهْدِي إِلَى الْبِرِّ وَإِنَّ الْبِرَّ يَهْدِي إِلَى الْجَنَّةِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَصْدُقُ وَيَتَحَرَّى الصِّدْقَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ صِدِّيقًا، وَإِيَّاكُمْ وَالْكَذِبَ فَإِنَّ الْكَذِبَ يَهْدِي إِلَى الْفُجُورِ وَإِنَّ الْفُجُورَ يَهْدِي إِلَى النَّارِ وَمَا يَزَالُ الرَّجُلُ يَكْذِبُ وَيَتَحَرَّى الْكَذِبَ حَتَّى يُكْتَبَ عِنْدَ اللَّهِ كَذَّابًا))
وأخرج ابن أبي الدنيا في كتاب الصمت عن رافع بن أشرس قال: «كان يقال: إن من عقوبة الكذاب أن لا يقبل صدقه»
وقد قال بعضهم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/259)
لا يكذبُ المرءُ إلاَّ مِنْ مَهَانَته = أو عادة السوء، أو مِنْ قِلَةِ الأدَبِ
وقال الإمام عبد الله بن المبارك رحمه الله
تعاهد لسانك إن اللسان = سريع إلى المرء في قتله
وهذا اللسان بَريِدُ الفؤاد = يدلُّ الرجال على عقله
وكثير ممن ينقلون الكذب ولا ينبهون عليه، يدخلون في الإثم، لأنهم لا يتحرون الصدق في حديثهم، ولا فيما ينقلون، والكتابة كالقول، فلا يعتذر أحد بأنه كتب بيده ولم يقل بلسانه، فقد قيل: ((القَلَمُ أحدُ اللسانَين))
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلَّم ((مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ))
قال الترمذي رحمه الله: وَفِي الْبَاب عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ وَسَمُرَةَ قَالَ أَبُو عِيسَى هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ صَحِيحٌ
وَرَوَى شُعْبَةُ عَنْ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ سَمُرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَذَا الْحَدِيثَ
وَرَوَى الْأَعْمَشُ وَابْنُ أَبِي لَيْلَى عَنْ الْحَكَمِ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ عَلِيٍّ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
وَكَأَنَّ حَدِيثَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ سَمُرَةَ عِنْدَ أَهْلِ الْحَدِيثِ أَصَحُّ
قَالَ سَأَلْتُ أَبَا مُحَمَّدٍ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ حَدَّثَ عَنِّي حَدِيثًا وَهُوَ يَرَى أَنَّهُ كَذِبٌ فَهُوَ أَحَدُ الْكَاذِبِينَ قُلْتُ لَهُ: مَنْ رَوَى حَدِيثًا وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّ إِسْنَادَهُ خَطَأٌ أَيُخَافُ أَنْ يَكُونَ قَدْ دَخَلَ فِي حَدِيثِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ إِذَا رَوَى النَّاسُ حَدِيثًا مُرْسَلًا فَأَسْنَدَهُ بَعْضُهُمْ أَوْ قَلَبَ إِسْنَادَهُ يَكُونُ قَدْ دَخَلَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ
فَقَالَ لَا، إِنَّمَا مَعْنَى هَذَا الْحَدِيثِ إِذَا رَوَى الرَّجُلُ حَدِيثًا وَلَا يُعْرَفُ لِذَلِكَ الْحَدِيثِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَصْلٌ فَحَدَّثَ بِهِ فَأَخَافُ أَنْ يَكُونَ قَدْ دَخَلَ فِي هَذَا الْحَدِيثِ
وجاء في الأمثال: ((أَفْرَطَ فَأَسْقَطَ))
أي أنه أفرط في الكلام فدخل في كلامه الكذب والخطأ وغيرهما
وهذا يروى عن النبي صلى الله عليه وسلَّم في حديث مرفوع هو ((مَنْ كَثُرَ كَلامُهُ كَثُرَ سَقَطُهُ، وَمَنْ كَثُرَ سَقَطُهُ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ، وَمَنْ كَثُرَتْ ذُنُوبُهُ كَانَتِ النَّارُ أَوْلَى بِهِ، فَمَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ فَلْيَقُلْ خَيْرًا أَوْ لِيَصْمُتْ))
وهو حديث لا يصح عنه صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، والصواب أن هذا القول من كلام عمر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أو من دونه
فيا أصحاب القصِّ واللصقِ للأحاديث المكذوبة، والقصص الموضوعة، والحكايات المزورة الَّتِيْ لا يُعرف مصدرها، احذروا من الكذب على رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعلى من دونه، و تذكروا أنكم محاسبون على ما تنقلونه إلى المنتديات وغيرها، ولا يقل أحدكم وجدته منتشرا في الانترنت فنشرته، أو بين النَّاس فقلته، لأنك ستدخل في زمرة الكذَّابين الذين نشروا هَذَا الكذب
وفقني الله وإيَّاكم لقول الصِّدق والبعد عن الكذب. اهـ
أمَّا جواب هؤلاء عن كل ما يسألون فليس صحيحا بل يجب الإعراض عن الجاهلين وتذكيرهم بوجوب تعلم ما يقيم لهم دينهم من آيات القرآن الكريم وما صحَّ عن النبي الكريم صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وتذكيرهم بأن الله تَعَالَى لم يجب الكافرين لمَّا سألوا رسول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن الرُّوح فَقَالَ تَعَالَى {وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا} [الإسراء: 85] فلم يجبهم بل وبخهم بأنهم لم يؤتوا من العلم إلا النزر اليسير فما لهم يسألون عمَّا لم تبلغه عقولهم وتحيط به علومهم، كذلك نرد عليهم في غيرها من الاسئلة الَّتِيْ ليس في معرفة إجابتها كبير فائدة، خاصَّة للعوام الذين لا يعون شيئا، فيجب أن لا تحدِّثهم إلا بما يفهمون حتى لا يدخل الشَّك إلى قلوبهم.
والله أعلم وأحكم
ـ[أبو عبدالباري الحربي]ــــــــ[25 - 12 - 06, 03:30 ص]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
كفيت ووفيت أخي حفظك الله حول ذكر الأحاديث الضعيفة عموماً/ أرجوا التركيز من الأخوة الكرام على ما ذكرت هنا
حول كيفية خلق الحور العين وباقي ما ذكرت لأنها منتشرة بكثرة وأرجوا عدم التكرار أخينا في الله حفظه الله رد رداً موجزاً وافياً في من يسوق الأحاديث الموضوعة والضعيفة.
شكراً لك وجزاك الله خيراً أخي الكريم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/260)
ـ[أبو عبدالباري الحربي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 01:28 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أين البقية من الأخوة الأفاضل ,,,,,,,(72/261)
تفعيل الواجهة المحسنة من لوحة التحكم
ـ[أهل الحديث]ــــــــ[25 - 12 - 06, 06:55 ص]ـ
لوحة التحكم +تحرير الخيارات+واجهة محرر الرسائل
ثم اختر الواجهة المحسنة
ثم حفظ التغييرات
هذا يمكنك من نقل الموضوع من ملف الوورد مثلا بحواشيه كما هو وبألوانه إلى موضوعك في الملتقى
ويمكنك كذلك من نقل موضوع من أي منتدى بالنسخ واللصق فقط فينقله لك كماهو تماما بصوره وروابطه وألوانه.
وهو اختياري لمن شاء.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 07:58 ص]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 08:44 ص]ـ
بارك الله بكم.
ـ[المخلافي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 09:02 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد سعيد]ــــــــ[26 - 12 - 06, 11:49 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[محمد السالمي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 12:16 م]ـ
لم أجد تحرير الخيارات في لوحة التحكم
حذفت الصورة
الرجاء عدم وضع الصور في الملتقى
## المشرف ##
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[28 - 12 - 06, 02:51 ص]ـ
جزاكم الله خيراً، ونفع بكم.
وليتك يا أخي محمد لم تضع هذه الصورة.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 04:09 م]ـ
جزاك الله خيراً أخي عبد الله على جهودك المباركة في المتندى
ونسأل الله عز وجل لنا ولكم حسن القصد في القول والعمل.
ـ[علي الكناني]ــــــــ[06 - 01 - 07, 05:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا(72/262)
هل يصح إطلاق عبارة (ضيوف الرحمن) على الحجيج؟
ـ[خادم الإسلام]ــــــــ[25 - 12 - 06, 02:24 م]ـ
هل يصح إطلاق عبارة (ضيوف الرحمن) على الحجيج؟
أفيدونا مأجورين
ـ[السدوسي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 11:35 م]ـ
لابأس بهذا الاطلاق لأنهم جاءوا يريدون ماعنده وقد صح عند ابن حبان في صحيحه [جزء 10 - صفحة 474]
4613 - أخبرنا الحسن بن سفيان حدثنا الحسن بن سهل الجعفري حدثنا عمران بن عيينة حدثنا عطاء بن السائب عن مجاهد عن ابن عمر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الغازي في سبيل الله والحاج إلى بيت الله والمعتمر وفد الله دعاهم فأجابوه)(72/263)
تَذْكِيْرُ ذوِي الإنْصَافِ بِمَوَارِدَ أُخَرَ لِكَلِمَةِ الأَشْرَافِ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[25 - 12 - 06, 07:04 م]ـ
تَذْكِيْرُ ذوِي الإنْصَافِ بِمَوَارِدَ أُخَرَ لِكَلِمَةِ الأَشْرَافِ
ـــــ،،، ـــــ
الْحَمْدُ للهِ نَاصِرِ الْحَقِّ وَرَافِعِى لِوَائِه. وَالصَّلاةُ وَالسَّلامُ الأَتّمَّانِ الأَكْمَلانِ عَلَى أَتقَى خَلْقِهِ وَأَوْلِيائِه. وَبَعْدُ ..
فإِنَّ لَفْظَةَ «الأَشْرَافِ» مِنَ الأَلْفَاظِ الْوَاسِعَةِ الدِّلالَةِ، وَالْمُتَبَايِنَةِ الْمَعَانِي، فَهِيَ مِنَ الأَلْفَاظِ الْمُشْتَرَكَةِ، الوَاسِعَةُ الاسْتِعْمَالِ قَدِيْمَاً وَحَدِيثَاً، فَلا يَنْبَغِي الاقْتِصَارُ بِدِلالَتِهَا عَلَى مَعْنَىً دُونَ عَيْرِهِ، إِذْ هِيَ لَيْسَتْ كَالأَلْفَاظِ وَالأَلْقَابِ الشَّرْعِيَّةِ، الْمَقْصُورَةِ عَلَى مَعَانٍ وَاضِحَةٍ وَدِلالاتٍ مَحْمُودَةٍ، لا تَتَعَدَّاهَا إِلَى أَضْدَادِهَا مِنَ الْمَذْمُومَاتِ، كَلَفْظَةِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُسْلِمِينَ وَالْمُحْسِنِينَ، وَغَيْرِهَا مِنَ الأَلْقَابِ الثَّابِتِ مَدْحُهَا وَالثَّنَاءُ عَلَى أَهْلِهَا، وَالَّتِي لا تَتَجَاوَزُ أَهْلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ مِنَ الْمَذْمُومِينَ، فَلا يُقَالُ لِكَافِرٍ مُؤْمِنٌ، وَلا لِمُبْطِلٍ مُحْسَنٌ، وَلا لِجَاحِدٍ مُسْلِمٍ، لأَنَّهَا ألْفَاظٌ شَرْعِيَّةٌ مُنْضَبِطَةٌ، وَاضِحَةُ الدِّلالَةِ، وَالْعِلْمُ بِذَلِكَ مِنَ ضَرُورَاتِ الدِّينِ وَقَطْعِيَاتِهِ، وَلِذَا يَكْثُرُ ذِكْرُهَا فِي الْوَحْيَيْنِ مَقْرُونَةً بِلَوَازِمِهَا وَمُقْتَضِيَاتِهَا وَثَمَرَاتِهَا، كَمَا قَالَ تَعَالَى فِي سُورَةِ الأَحْزَابِ «إِنَّ الْمُسْلِمِينَ وَالْمُسْلِمَاتِ وَالْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَالْقَانِتِينَ وَالْقَانِتَاتِ وَالصَّادِقِينَ وَالصَّادِقَاتِ وَالصَّابِرِينَ وَالصَّابِرَاتِ وَالْخَاشِعِينَ وَالْخَاشِعَاتِ وَالْمُتَصَدِّقِينَ وَالْمُتَصَدِّقَاتِ وَالصَّائِمِينَ وَالصَّائِمَاتِ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ وَالذَّاكِرِينَ اللهَ كَثِيرَاً وَالذَّاكِرَاتِ أَعَدَّ اللهُ لَهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرَاً عَظِيمَاً»، وَكَمَا قَالَ تَعَالَى فِي صِفَاتِ الْمُؤْمِنِينَ «قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ. الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ. إِلاَّ عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ. فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ لأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ. وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ. أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ. الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُون»، وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى «وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامَاً. وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدَاً وَقِيَامَاً. وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَامَاً. إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرَّاً وَمُقَامَاً. وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامَاً»، وَكَمَا قَالَ تَعَالَى فِي صِفَاتِ الْمُحْسِنِينَ «وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ»، وَالآيَاتُ بِهَذِهِ الدِّلالَةِ كَثِيْرَةٌ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/264)
وَمِنَ الدِّلالَةِ عَلَى اتِّسَاعِ اسْتِعْمَالِ لَفْظَةِ الأَشْرَافِ: وُرُودُهَا كَأَلْقَابٍ مَحْمُودَةٍ تَارَّةً، وَ مَذْمُومَةٍ تَارَّةً أُخْرَى. وَالْجِكْمَةُ الإِيْمَانِيَّةُ تَقْضِي بِمَا لا يَقْبَلُ الشَّكَّ وَلا الارْتِيَابَ: أَنَّ مَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمْلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ، وَ أَنَّ أَكْرَمَ النَّاسِ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاهُمْ، وَبِهَذَا نَطَقَ الْوَحْيَانِ: الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ فِي مَوَاضِعَ فَوْقَ الْعَدِّ وَالْحَصْرِ.
وَمِنَ الدِّلالَةِ كَذَلِكَ: أَنَّهُ كَمَا تَلَقَّبَ بِـ «الأَشْرَافِ» الرُّفَعَاءُ مِنْ أَهْلِ الإِيْمَانِ، فَقَدْ تَلَقَّبَ بِهَا الْوُضَعَاءُ مِنْ أَئِمَّةِ الشَّرْكِ وَالْكُفْرَانِ. فَقَدْ أَتََى عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ: لًمْ يُلَقَّبْ فِيهِ بِهَذِهِ الأَلْقَابِ إِلا السَّلاطِينُ الْجَائِرُونَ، وَالأَمْرَاءُ الْمُتَسَلِّطُونَ، وَالْمَلاحِدَةُ وَالزَّنَادِقَةُ، وَغُلاةُ الصُّوفِيَّةِ وَالْمَارِقَةُ. وَلَمَّا قَامَتْ الدَّوْلَةُ الْفَاطِمِيَّةُ فِي أقَاصِي الْمَغْرِبِ (298 _361 هـ) عَلَى يَدَيْ أَبِي عُبَيْدِ اللهِ الرَّافِضِيِّ لِحِسَابِ أَبِي عُبَيْدِ اللهِ الْمَهْدِيِّ، ثُمَّ فِي مِصْرَ الْقَاهِرَةِ (362 _564 هـ) عَلَى يَدَيْ جَوْهَرِ الصِّقِلِيِّ لِحِسَابِ الْمُعِزِّ الْفَاطِمِيِّ، رَأْيَنَا مَلاحِدَةَ الْعُبَيْدِينَ أَتْبَاعَ هَذَا الدَّعِيِّ الْمَغْرِبِيِّ ابْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ يَنْسِبُونَ أَنْفَسَهُمْ إلَى الْفَاطِمِيِّينَ، وَيُلَقِّبُونَ أَنْفَسَهُمْ بِـ «الأَشْرَافِ الْمُنَسَّبِينَ»، وَهُمْ فِي هَذِهِ الدَّعْوَى مِنْ أَكْذَبِ النَّاسِ وَأَنْطَقِهِمْ بِالْبَاطِلِ، حَتَّى وَصَفَهُمْ الْمُحَقِّقُونَ مِنَ الْمُؤَرِّخِينَ بِالْكُفْرِ وَالزَّنْدَقَةِ، وَصَنَّفُوا الْكُتُبَ فِي تَكْذِيبِهِم عَلَى دَعْوَى النَّسَبِ الْفَاطِمِيِّ. وَمِنْ أَوْسَعِ الأَئِمَّةِ كَلامَاً فِي بَيَانِ ضَلالاتِهِمْ وَانْحِرَافَاتِهِمْ: شَيْخُ الإِسْلامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ، وَشَيْخُ الْمُؤَرِّخِينَ الْمُحَقِّقِينَ الذَّهْبِيُّ فِي تَوَارِيْخِهِ الْمَشْهُورَةِ، وَأَهَمُّهَا «تَارِيْخُ الإِسْلامِ».
وَمِنْ أَحْسَنِ مَا صُنِّفَ فِي زَمَنِنَا لِتَفْنِيدِ هَذِهِ الأَكَاذِيبِ: كِتَابُ «قَضِيَّةُ نَسَبِ الْفَاطِمِيِّينَ أَمَامَ مَنْهَجِ النَّقْدِ التَّارِيْخِيِّ» لِلدُّكُتُورِ عَبْدِ الْحَلِيمِ عُوَيْسٍ.
وَالْمَقْصُودُ مِنْ هَذَا الإِيْرَادِ: تَذْكِيْرُ ذوِي الإنْصَافِ بِمَوَارِدَ أُخَرَ لِكَلِمَةِ الأَشْرَافِ.
وَقَدْ رَأَيْتُ أَنَّ أُقَدِّمَ بَيْنَ يَدَيْ هَذَا التَّذْكِيرِ: جَوَابَ شَيْخِ الإِسْلامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ، وَبَيَانَهُ لِمَخَازِي وَفَضَائِحِ الزَّنَادِقَةِ الْعُبَيْدِيَّةِ الْمَنْسُوبَةِ كَذِبَاً وَبُهْتَانَاً لِلأَشْرَافِ الْفَاطِمِيَّةِ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 12 - 06, 01:00 م]ـ
جَوَابُ شَيْخِ الإِسْلامِ ابْنِ تَيْمِيَّةَ بِبَيَانِ زَنْدَقَةِ وإلْحَادِ الأَشْرَافِ الْعُبَيْدِيِّةِ
ـــــ،،،،، ـــــ
سُئِلَ شَيْخُ الإِسْلامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ طَيَّبَ اللهُ ثَرَاهُ عَنْ «الْمُعِزِّ مَعْدِ بْنِ تَمِيمٍ» الَّذِي بَنَى الْقَاهِرَةَ وَالْقَصْرَيْنِ: هَلْ كَانَ شَرِيفَاً فَاطِمِيًّا؟، وَهَلْ كَانَ هُوَ وَأَوْلادُهُ مَعْصُومِينَ، وَأَنَّهُمْ أَصْحَابُ الْعِلْمِ الْبَاطِنِ؟، وَإِنْ كَانُوا لَيْسُوا أَشْرَافَاً: فَمَا الْحُجَّةُ عَلَى الْقَوْلِ بِذَلِكَ؟، وَإِنْ كَانُوا عَلَى خِلافِ الشَّرِيعَةِ: فَهَلْ هُمْ بُغَاةٌ أَمْ لا؟، وَمَا حُكْمُ مَنْ نَقَلَ ذَلِكَ عَنْهُمْ مِنْ الْعُلَمَاءِ الْمُعْتَمَدِينَ الَّذِينَ يُحْتَجُّ بِقَوْلِهِمْ؟، وَلْتَبْسُطُوا الْقَوْلَ فِي ذَلِكَ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/265)
الْجَوَابُ: وَأَمَّا سُؤَالُ الْقَائِلِ: إنَّهُمْ أَصْحَابُ الْعِلْمِ الْبَاطِنِ، فَدَعْوَاهُمْ الَّتِي ادَّعَوْهَا مِنْ الْعِلْمِ الْبَاطِنِ هُوَ أَعْظَمُ حُجَّةٍ وَدَلِيلٍ عَلَى أَنَّهُمْ زَنَادِقَةٌ مُنَافِقُونَ، لا يُؤْمِنُونَ بِاَللهِ وَلا بِرَسُولِهِ وَلا بِالْيَوْمِ الآخِرِ، فَإِنَّ هَذَا الْعِلْمَ الْبَاطِنَ الَّذِي ادَّعَوْهُ هُوَ كُفْرٌ بِاتِّفَاقِ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، بَلْ أَكْثَرُ الْمُشْرِكِينَ عَلَى أَنَّهُ كُفْرٌ أَيْضَاً، فَإِنَّ مَضْمُونَهُ أَنَّ لِلْكُتُبِ الإِلَهِيَّةِ بَوَاطِنَ تُخَالِفُ الْمَعْلُومَ عِنْدَ الْمُؤْمِنِينَ فِي الأوَامِرِ وَالنَّوَاهِي وَالأخْبَارِ. أَمَّا الأوَامِرُ، فَإِنَّ النَّاسَ يَعْلَمُونَ بِالاضْطِرَارِ مِنْ دِينِ الإِسْلامِ أَنَّ مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمَرَهُمْ بِالصَّلَوَاتِ الْمَكْتُوبَةِ، وَالزَّكَاةِ الْمَفْرُوضَةِ، وَصِيَامِ شَهْرِ رَمَضَانَ، وَحَجِّ الْبَيْتِ الْعَتِيقِ. وَأَمَّا النَّوَاهِي، فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى حَرَّمَ عَلَيْهِمْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ، وَأَنْ يُشْرِكُوا بِاَللهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانَاً، وَأَنْ يَقُولُوا عَلَى اللهِ مَا لا يَعْلَمُونَ، كَمَا حَرَّمَ الْخَمْرَ، وَنِكَاحَ ذَوَاتِ الْمَحَارِمِ، وَالرِّبَا، وَالْمَيْسِرَ، وَغَيْرَ ذَلِكَ. فَزَعَمَ هَؤُلاءِ أَنَّهُ لَيْسَ الْمُرَادُ بِهَذَا مَا يَعْرِفُهُ الْمُسْلِمُونَ، وَلَكِنْ لِهَذَا بَاطِنٌ يَعْلَمُهُ هَؤُلاءِ الأئِمَّةُ الإسماعيلية، الَّذِينَ انْتَسَبُوا إلَى مُحَمَّدِ بْنِ إسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ الَّذِينَ يَقُولُونَ: إنَّهُمْ مَعْصُومُونَ، وَإِنَّهُمْ أَصْحَابُ الْعِلْمِ الْبَاطِنِ، كَقَوْلِهِمْ: الصَّلاةُ مَعْرِفَةُ أَسْرَارِنَا، لا هَذِهِ الصَّلَوَاتُ ذَاتُ الرُّكُوعِ وَالسُّجُودِ وَالْقِرَاءَةِ، والصِّيَامُ كِتْمَانُ أَسْرَارِنَا لَيْسَ هُوَ الإِمْسَاكَ عَنْ الأكْلِ وَالشُّرْبِ وَالنِّكَاحِ، والْحَجُّ زِيَارَةُ شُيُوخِنَا الْمُقَدَّسِينَ، وَأَمْثَالُ ذَلِكَ. وَهَؤُلاءِ الْمُدَّعُونَ لِلْبَاطِنِ لا يُوجِبُونَ هَذِهِ الْعِبَادَاتِ وَلا يُحَرِّمُونَ هَذِهِ الْمُحَرَّمَاتِ، بَلْ يَسْتَحِلُّونَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ، وَنِكَاحَ الأُمَّهَاتِ وَالْبَنَاتِ، وَغَيْرَ ذَلِكَ مِنْ الْمُنْكَرَاتِ. وَمَعْلُومٌ أَنَّ هَؤُلاءِ أَكْفَرُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَمَنْ يَكُونُ هَكَذَا كَيْفَ يَكُونُ مَعْصُومَاً!!. وَأَمَّا الأخْبَارُ، فَإِنَّهُمْ لا يُقِرُّونَ بِقِيَامِ النَّاسِ مِنْ قُبُورِهِمْ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ، وَلا بِمَا وَعَدَ اللهُ بِهِ عِبَادَهُ مِنْ الثَّوَابِ وَالْعِقَابِ، بَلْ وَلا بِمَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلَ مِنْ الْمَلائِكَةِ، بَلْ وَلا بِمَا ذَكَرَتْهُ مِنْ أَسْمَاءِ اللهِ وَصِفَاتِهِ، بَلْ أَخْبَارُهُمْ الَّذِي يَتَّبِعُونَهَا اتِّبَاعَ الْمُتَفَلْسِفَةِ الْمَشَّائِينَ التَّابِعِينَ لأَرِسْطُو، وَيُرِيدُونَ أَنْ يَجْمَعُوا بَيْنَ مَا أَخْبَرَ بِهِ الرُّسُلَ وَمَا يَقُولُهُ هَؤُلاءِ كَمَا فَعَلَ أَصْحَابُ «رَسَائِلِ إخْوَانِ الصَّفَا»، وَهُمْ عَلَى طَرِيقَةِ هَؤُلاءِ الْعُبَيْدِيِّينَ ذُرِّيَّةِ عُبَيْدِ اللهِ بْنِ مَيْمُونٍ الْقَدَّاحِ. فَهَلْ يُنْكِرُ أَحَدٌ مِمَّنْ يَعْرِفُ دِينَ الْمُسْلِمِينَ أَوْ الْيَهُودِ أَوْ النَّصَارَى: أَنَّ مَا يَقُولُهُ أَصْحَابُ «رَسَائِلِ إخْوَانِ الصَّفَا» مُخَالِفٌ لِلْمِلَلِ الثَّلاثِ وَإِنْ كَانَ فِي ذَلِكَ مِنْ الْعُلُومِ الرِّيَاضِيَّةِ وَالطَّبِيعِيَّةِ وَبَعْضِ الْمَنْطِقِيَّةِ وَالإِلَهِيَّةِ وَعُلُومِ الأخْلاقِ وَالسِّيَاسَةِ وَالْمَنْطِقِ مَا لا يُنْكَرُ، فَإِنَّ فِي ذَلِكَ مِنْ مُخَالَفَةِ الرُّسُلِ فِيمَا أَخْبَرَتْ بِهِ وَأَمَرَتْ بِهِ وَالتَّكْذِيبِ بِكَثِيرِ مِمَّا جَاءَتْ بِهِ وَتَبْدِيلِ شَرَائِعِ الرُّسُلِ كُلِّهِمْ بِمَا لا يَخْفَى عَلَى عَارِفٍ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/266)
بِمِلَّةِ مِنْ الْمِلَلِ. فَهَؤُلاءِ خَارِجُونَ عَنْ الْمِلَلِ الثَّلاثِ.
وَمِنْ أَكَاذِيبِهِمْ وَزَعْمِهِمْ: أَنَّ هَذِهِ الرَّسَائِلَ مِنْ كَلامِ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الصَّادِقِ. وَالْعُلَمَاءُ يَعْلَمُونَ أَنَّهَا إنَّمَا وُضِعَتْ بَعْدَ الْمِائَةِ الثَّالِثَةِ زَمَانَ بِنَاءِ الْقَاهِرَةِ، وَقَدْ ذَكَرَ وَاضِعُهَا فِيهَا مَا حَدَثَ فِي الإِسْلامِ مِنْ اسْتِيلاءِ النَّصَارَى عَلَى سَوَاحِلِ الشَّامِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ مِنْ الْحَوَادِثِ الَّتِي حَدَثَتْ بَعْدَ الْمِائَةِ الثَّالِثَةِ. وَجَعْفَرُ بْنُ مُحَمَّدٍ الصَّادِقُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ تُوُفِّيَ سَنَةَ ثَمَانٍ وَأَرْبَعِينَ وَمِائَةٍ قَبْلَ بِنَاءِ الْقَاهِرَةِ بِأَكْثَرَ مِنْ مِائَتَيْ سَنَةٍ، إذْ الْقَاهِرَةُ بُنِيَتْ حَوْلَ السِّتِّينَ وَثَلاثِمِائَةٍ (360 هـ) كَمَا فِي «تَارِيخِ الْجَامِعِ الأزْهَرِ»، وَيُقَالُ: إنَّ ابْتِدَاءَ بِنَائِهَا سَنَةَ ثَمَانٍ وَخَمْسِينَ، وَأَنَّهُ فِي سَنَةِ اثْنَتَيْنِ وَسِتِّينَ قَدِمَ مَعْدُ بْنُ تَمِيمٍ مِنْ الْمَغْرِبِ وَاسْتَوْطَنَهَا.
وَمِمَّا يُبَيِّنُ هَذَا أَنَّ الْمُتَفَلْسِفَةَ الَّذِينَ يُعْلَمُ خُرُوجُهُمْ مِنْ دِينِ الإِسْلامِ كَانُوا مِنْ أَتْبَاعِ «مُبَشِّرِ بْنِ فَاتِكٍ» أَحَدُ أُمَرَائِهِمْ، وَ «أَبِي عَلِيِّ بْنِ الْهَيْثَمِ»، اللَّذَيْنِ كَانَا فِي دَوْلَةِ الْحُكَّامِ نَازِلَيْنِ قَرِيبَاً مِنْ الْجَامِعِ الأزْهَرِ، وَابْنُ سِينَا وَابْنُهُ وَأَخُوهُ كَانُوا مِنْ أَتْبَاعِهِمَا.
قَالَ ابْنُ سِينَا: وَقَرَأْت مِنْ الْفَلْسَفَةِ، وَكُنْت أَسْمَعُ أَبِي وَأَخِي يَذْكُرَانِ الْعَقْلَ وَالنَّفْسَ، وَكَانَ وُجُودُهُ عَلَى عَهْدِ الْحَاكِمِ، وَقَدْ عَلِمَ النَّاسُ مِنْ سِيرَةِ الْحَاكِمِ مَا عَلِمُوهُ، وَمَا فَعَلَهُ «نَشْتَكِينُ الدُّرْزِيُّ» بِأَمْرِهِ مِنْ دَعْوَةِ النَّاسِ إلَى عِبَادَتِهِ، وَمُقَاتَلَتِهِ أَهْلَ مِصْرَ عَلَى ذَلِكَ، ثُمَّ ذَهَابِهِ إلَى الشَّامِ حَتَّى أَضَلَّ وَادِيَ التَّيْمِ بْنِ ثَعْلَبَةَ. وَالزَّنْدَقَةُ وَالنِّفَاقُ فِيهِمْ إلَى الْيَوْمِ، وَعِنْدَهُمْ كُتُبُ الْحَاكِمِ، وَقَدْ أَخَذْتهَا مِنْهُمْ وَقَرَأْت مَا فِيهَا مِنْ عِبَادَتِهِمْ الْحَاكِمَ، وَإِسْقَاطِهِ عَنْهُمْ الصَّلاةَ وَالزَّكَاةَ وَالصِّيَامَ وَالْحَجَّ، وَتَسْمِيَةِ الْمُسْلِمِينَ الْمُوجِبِينَ لِهَذِهِ الْوَاجِبَاتِ، الْمُحَرِّمِينَ لِمَا حَرَّمَ اللهُ وَرَسُولُهُ بِالْحَشْوِيَّةِ، إلَى أَمْثَالِ ذَلِكَ مِنْ أَنْوَاعِ النِّفَاقِ الَّتِي لا تَكَادُ تُحْصَى.
وَبِالْجُمْلَةِ فَـ «عِلْمُ الْبَاطِنِ» الَّذِي يَدَّعُونَهُ مَضْمُونَهُ الْكُفْرُ بِاَللهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ، بَلْ هُوَ جَامِعٌ لِكُلِّ كُفْرٍ، لَكِنَّهُمْ فِيهِ عَلَى دَرَجَاتٍ، فَلَيْسُوا مُسْتَوِينَ فِي الْكُفْرِ، إذْ هُوَ عِنْدَهُمْ سَبْعُ طَبَقَاتٍ، كُلُّ طَبَقَةٍ يُخَاطِبُونَ بِهَا طَائِفَةً مِنْ النَّاسِ بِحَسَبِ بُعْدِهِمْ مِنْ الدِّينِ وَقُرْبِهِمْ مِنْهُ، وَلَهُمْ أَلْقَابٌ وَتَرْتِيبَاتٌ، رَكَّبُوهَا مِنْ مَذْهَبِ الْمَجُوسِ وَالْفَلاسِفَةِ وَالرَّافِضَةِ، مِثْلَ قَوْلِهِمْ: «السَّابِقُ» و «التَّالِي»، جَعَلُوهُمَا بِإِزَاءِ «الْعَقْلِ» و «النَّفْسِ»، كَاَلَّذِي يَذْكُرُهُ الْفَلاسِفَةُ، وَبِإِزَاءِ «النُّورِ» وَ «الظُّلْمَةِ» كَاَلَّذِي يَذْكُرُهُ الْمَجُوسُ. وَهُمْ يَنْتَمُونَ إلَى مُحَمَّدِ بْنِ إسْمَاعِيلَ بْنِ جَعْفَرٍ، وَيَدَّعُونَ أَنَّهُ هُوَ السَّابِعُ، وَيَتَكَلَّمُونَ فِي الْبَاطِنِ وَالأسَاسِ وَالْحُجَّةِ وَالْبَابِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا يَطُولُ وَصْفُهُمْ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/267)
وَمِنْ وَصَايَاهُمْ فِي «النَّامُوسِ الأكْبَرِ وَالْبَلاغِ الأعْظَمِ» أَنَّهُمْ يَدْخُلُونَ عَلَى الْمُسْلِمِينَ مِنْ بَابِ التَّشَيُّعِ، وَذَلِكَ لِعِلْمِهِمْ بِأَنَّ الشِّيعَةَ مِنْ أَجْهَلِ الطَّوَائِفِ وَأَضْعَفِهَا عَقْلاً وَعِلْمَاً، وَأَبْعَدِهَا عَنْ دِينِ الإِسْلامِ عِلْمَاً وَعَمَلاً، وَلِهَذَا دَخَلَتْ الزَّنَادِقَةُ عَلَى الإِسْلامِ مِنْ بَابِ الْمُتَشَيِّعَةِ قَدِيْمَاً وَحَدِيثًا، كَمَا دَخَلَ الْكُفَّارُ الْمُحَارِبُونَ مَدَائِنَ الإِسْلامِ بَغْدَادَ بِمُعَاوَنَةِ الشِّيعَةِ، كَمَا جَرَى لَهُمْ فِي دَوْلَةِ التُّرْكِ الْكُفَّارِ بِبَغْدَادَ وَحَلَبَ وَغَيْرِهِمَا، بَلْ كَمَا جَرَى بِتَغَيُّرِ الْمُسْلِمِينَ مَعَ النَّصَارَى وَغَيْرِهِمْ، فَهُمْ يُظْهِرُونَ التَّشَيُّعَ لِمَنْ يَدْعُونَهُ، وَإِذَا اسْتَجَابَ لَهُمْ نَقَلُوهُ إلَى الرَّفْضِ وَالْقَدْحِ فِي الصَّحَابَةِ، فَإِنْ رَأَوْهُ قَابِلاً نَقَلُوهُ إلَى الطَّعْنِ فِي عَلِيٍّ وَغَيْرِهِ، ثُمَّ نَقَلُوهُ إلَى الْقَدْحِ فِي نَبِيِّنَا وَسَائِرِ الأنْبِيَاءِ، وَقَالُوا: إنَّ الأنْبِيَاءَ لَهُمْ بَوَاطِنُ وَأَسْرَارٌ تُخَالِفُ مَا عَلَيْهِ أُمَّتُهُمْ، وَكَانُوا قَوْمَاً أَذْكِيَاءَ قَالُوا بِأَغْرَاضِهِمْ الدُّنْيَوِيَّةِ بِمَا وَضَعُوهُ مِنْ النَّوَامِيسِ الشَّرْعِيَّةِ، ثُمَّ قَدَحُوا فِي الْمَسِيحِ وَنَسَبُوهُ إلَى يُوسُفَ النَّجَّارِ، وَجَعَلُوهُ ضَعِيفَ الرَّأْيِ حَيْثُ تَمَكَّنَ عَدُوُّهُ مِنْهُ حَتَّى صَلَبَهُ، فَيُوَافِقُونَ الْيَهُودَ فِي الْقَدْحِ فِي الْمَسِيحِ، لَكِنْ هُمْ شَرٌّ مِنْ الْيَهُودِ، فَإِنَّهُمْ يَقْدَحُونَ فِي الأنْبِيَاءِ.
وَأَمَّا مُوسَى وَمُحَمَّدٌ صَلَّى اللهٌ عَلَيْهِمَا وسلَّمَ فَيُعَظِّمُونَ أَمْرَهُمَا، لِتَمَكُّنِهِمَا وَقَهْرِ عَدُّوهُمَا، وَيَدَّعُونَ أَنَّهُمَا أَظْهَرَا مَا أَظْهَرَا مِنْ الْكِتَابِ لِذَبِّ الْعَامَّةِ، وَأَنَّ لِذَلِكَ أَسْرَارَاً بَاطِنَةً، مَنْ عَرَفَهَا صَارَ مِنْ الكمل الْبَالِغِينَ، وَيَقُولُونَ: إنَّ اللهَ أَحَلَّ كُلَّ مَا نَشْتَهِيهِ مِنْ الْفَوَاحِشِ وَالْمُنْكَرَاتِ، وَأَخَذَ أَمْوَالَ النَّاسِ بِكُلِّ طَرِيقٍ، وَلَمْ يَجِبْ عَلَيْنَا شَيْءٌ مِمَّا يَجِبُ عَلَى الْعَامَّةِ: مِنْ صَلاةٍ، وَزَكَاةٍ، وَصِيَامٍ وَغَيْرِ ذَلِكَ، إذْ الْبَالِغُ عِنْدَهُمْ قَدْ عَرَفَ أَنَّهُ لا جَنَّةَ وَلا نَارَ، وَلا ثَوَابَ وَلا عِقَابَ. وَهُمْ فِي إثْبَاتِ وَاجِبِ الْوُجُودِ الْمُبْدِعِ لِلْعَالِمِ عَلَى قَوْلَيْنِ، وَأَكْثَرُ أَئِمَّتِهِمْ تُنْكِرُهُ، وَتَزْعُمُ أَنَّ الْمَشَّائِينَ مِنْ الْفَلاسِفَةِ فِي نِزَاعٍ فِي إِثْبَاتِ وَاجِبِ الْوُجُودِ، وَيَسْتَهِينُونَ بِذِكْرِ اللهِ وَاسْمِهِ، حَتَّى يَكْتُبَ أَحَدُهُمْ اسْمَ اللهِ وَاسْمَ رَسُولِهِ فِي أَسْفَلِهِ، وَأَمْثَالُ ذَلِكَ مِنْ كُفْرِهِمْ كَثِيرٌ.
والإِسْمَاعِيلِيَّةُ الَّذِينَ كَانُوا عَلَى هَذَا الْمَذْهَبِ بِقِلاعِ الأَلْمُوتِ وَغَيْرِهَا فِي بِلادِ خُرَاسَانَ، وَبِأَرْضِ الْيَمَنِ، وَجِبَالِ الشَّامِ، وَغَيْرِ ذَلِكَ: كَانُوا عَلَى مَذْهَبٍ الْعُبَيْدِيِّينَ الْمَسْئُولُ عَنْهُمْ، وَابْنُ الصَّبَاحِ الَّذِي كَانَ رَأْسَ الإِسْمَاعِيلِيَّةِ، وَكَانَ الْغَزَالِيُّ يُنَاظِرُ أَصْحَابَهُ لَمَّا كَانَ قَدِمَ إلَى مِصْرَ فِي دَوْلَةِ الْمُسْتَنْصِرِ، وَكَانَ أَطْوَلَهُمْ مُدَّةً، وَتَلَقَّى عَنْهُ أَسْرَارَهُمْ. وَفِي دَوْلَةِ الْمُسْتَنْصِرِ كَانَتْ فِتْنَةُ الْبَسَاسِيرِيِّ فِي الْمِائَةِ الْخَامِسَةِ سَنَةَ خَمْسِينَ وَأَرْبَعِمِائَةٍ، لَمَّا جَاهَدَ الْبَسَاسِيرِيُّ خَارِجَاً عَنْ طَاعَةِ الْخَلِيفَةِ الْقَائِمِ بِأَمْرِ اللهِ الْعَبَّاسِيِّ، وَاتَّفَقَ مَعَ الْمُسْتَنْصِرِ الْعُبَيْدِيِّ، وَذَهَبَ يَحْشُرُ إلَى الْعِرَاقِ، وَأَظْهَرُوا فِي بِلادِ الشَّامِ وَالْعِرَاقِ شِعَارَ الرَّافِضَةِ، كَمَا كَانُوا قَدْ أَظْهَرُوهَا بِأَرْضِ مِصْرَ، وَقَتَلُوا طَوَائِفَ مِنْ عُلَمَاءِ الْمُسْلِمِينَ وَشُيُوخِهِمْ، كَمَا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/268)
كَانَ سَلَفُهُمْ قَتَلُوا قَبْلَ ذَلِكَ بِالْمَغْرِبِ طَوَائِفَ، وَأَذَّنُوا عَلَى الْمَنَابِرِ «حَيَّ عَلَى خَيْرِ الْعَمَلِ»، حَتَّى جَاءَ التُّرْكُ «السَّلاجِقَةُ» الَّذِينَ كَانُوا مُلُوكَ الْمُسْلِمِينَ فَهَزَمُوهُمْ، وَطَرَدُوهُمْ إلَى مِصْرَ، وَكَانَ مِنْ أَوَاخِرِهِمْ «الشَّهِيدُ نُورُ الدِّينِ مَحْمُودٌ» الَّذِي فَتَحَ أَكْثَرَ الشَّامِ، وَاسْتَنْقَذَهُ مِنْ أَيْدِي النَّصَارَى، ثُمَّ بَعَثَ عَسْكَرَهُ إلَى مِصْرَ لَمَّا اسْتَنْجَدُوهُ عَلَى الإِفْرِنْجِ، وَتَكَرَّرَ دُخُولُ الْعَسْكَرِ إلَيْهَا مَعَ «صَلاحِ الدِّينِ الأيوبِيِّ» الَّذِي فَتَحَ مِصْرَ، فَأَزَالَ عَنْهَا دَعْوَةَ الْعُبَيْدِيِّينَ مِنْ الْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ، وَأَظْهَرَ فِيهَا شَرَائِعَ الإِسْلامِ، حَتَّى سَكَنَهَا مِنْ حِينَئِذٍ مَنْ أَظْهَرَ بِهَا دِينَ الإِسْلامِ. وَكَانَ فِي أَثْنَاءِ دَوْلَتِهِمْ الْعُبَيْدِيَّةِ يَخَافُ السَّاكِنُ بِمِصْرِ أَنْ يَرْوِيَ حَدِيثَاً عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَيُقْتَلُ كَمَا حَكَى ذَلِكَ إبْرَاهِيمُ بْنُ سَعْدٍ الْحَبَّالُ صَاحِبُ عَبْدِ الْغَنِيِّ بْنِ سَعِيدٍ، وَامْتَنَعَ مِنْ رِوَايَةِ الْحَدِيثِ خَوْفَاً أَنْ يَقْتُلُوهُ، وَكَانُوا يُنَادُونَ بَيْنَ الْقَصْرَيْنِ: مَنْ لَعَنَ وَسَبَّ فَلَهُ دِينَارٌ وَإِرْدَبٌّ، وَكَانَ بِالْجَامِعِ الأزْهَرِ عِدَّةُ مَقَاصِيرَ يُلْعَنُ فِيهَا الصَّحَابَةُ، بَلْ يُتَكَلَّمُ فِيهَا بِالْكُفْرِ الصَّرِيحِ، وَكَانَ لَهُمْ مَدْرَسَةٌ بِقُرْبِ «الْمَشْهَدِ الْحُسَيْنِيِّ» الَّذِي بَنَوْهُ، وَنَسَبُوهُ إلَى الْحُسَيْنِ، وَلَيْسَ فِيهِ الْحُسَيْنُ وَلا شَيْءٌ مِنْهُ بِاتِّفَاقِ الْعُلَمَاءِ.
وَكَانُوا لا يَدْرُسُونَ فِي مَدْرَسَتِهِمْ عُلُومَ الْمُسْلِمِينَ، بَلْ الْمَنْطِقَ وَالطَّبِيعَةَ وَالإِلَهِيَّ، وَنَحْوَ ذَلِكَ مِنْ مَقَالاتِ الْفَلاسِفَةِ. وَبَنَوْا أَرْصَادَاً عَلَى الْجِبَالِ وَغَيْرِ الْجِبَالِ، يَرْصُدُونَ فِيهَا الْكَوَاكِبَ يَعْبُدُونَهَا، وَيُسَبِّحُونَهَا، ويستنزلون رُوحَانِيَّاتِهَا الَّتِي هِيَ شَيَاطِينُ تَتَنَزَّلُ عَلَى الْمُشْرِكِينَ الْكُفَّارِ كَشَيَاطِينِ الأصْنَامِ، وَنَحْوِ ذَلِكَ.
يُتْبَعُ بِعَوْنِ اللهِ وَتَوْفِيقِهِ.
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[26 - 12 - 06, 11:43 م]ـ
ثُمَّ قَالَ شَيْخُ الإِسْلامِِ: وَ «الْمُعِزُّ بْنُ مَعْدِ بْنِ تَمِيمٍ» أَوَّلُ مَنْ دَخَلَ الْقَاهِرَةَ مِنْهُمْ فِي ذَلِكَ، فَصَنَّفَ كَلامَاً مَعْرُوفًا عِنْدَ أَتْبَاعِهِ، وَلَيْسَ هَذَا «الْمُعِزَّ بْنَ باديس»، فَإِنَّ ذَاكَ كَانَ مُسْلِمَاً مِنْ أَهْلِ السُّنَّةِ، وَكَانَ رَجُلاً مِنْ مُلُوكِ الْمَغْرِبِ، وَهَذَا بَعْدَ ذَاكَ بِمُدَّةِ. وَلأَجْلِ مَا كَانُوا عَلَيْهِ مِنْ الزَّنْدَقَةِ وَالْبِدْعَةِ، بَقِيَتْ الْبِلادُ الْمِصْرِيَّةُ مُدَّةَ دَوْلَتِهِمْ نَحْوَ مِائَتَيْ سَنَةٍ قَدْ انْطَفَأَ نُورُ الإِسْلامِ وَالإِيْمَانِ، حَتَّى قَالَتْ فِيهَا الْعُلَمَاءُ: إنَّهَا كَانَتْ دَارَ رِدَّةٍ وَنِفَاقٍ كَدَارِ مُسَيْلِمَةِ الْكَذَّابِ. وَالْقَرَامِطَةِ الْخَارِجُونَ بِأَرْضِ الْعِرَاقِ الَّذِينَ كَانُوا سَلَفَاً لِهَؤُلاءِ الْقَرَامِطَةِ ذَهَبُوا مِنْ الْعِرَاقِ إلَى الْمَغْرِبِ، ثُمَّ جَاءُوا مِنْ الْمَغْرِبِ إلَى مِصْرَ، فَإِنَّ كُفْرَ هَؤُلاءِ وَرِدَّتَهُمْ مِنْ أَعْظَمِ الْكُفْرِ وَالرِّدَّةِ، وَهُمْ أَعْظَمُ كُفْرَاً وَرِدَّةً مِنْ كُفْرِ أَتْبَاعِ مُسَيْلِمَةَ الْكَذَّابِ، وَنَحْوِهِ مِنْ الْكَذَّابِينَ، فَإِنَّ أُولَئِكَ لَمْ يَقُولُوا فِي الإِلَهِيَّةِ وَالرُّبُوبِيَّةِ وَالشَّرَائِعِ مَا قَالَهُ أَئِمَّةُ هَؤُلاءِ. وَلِهَذَا يُمَيَّزُ بَيْنَ قُبُورِهِمْ وَقُبُورِ الْمُسْلِمِينَ كَمَا يُمَيَّزُ بَيْنَ قُبُورِ الْمُسْلِمِينَ وَالْكُفَّارِ، فَإِنَّ قُبُورَهُمْ مُوَجَّهَةٌ إلَى غَيْرِ الْقِبْلَةِ، وَإِذَا أَصَابَ الْخَيْلَ مَغْلٌ أَتَوْا بِهَا إلَى قُبُورِهِمْ كَمَا يَأْتُونَ بِهَا إلَى قُبُورِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/269)
الْكُفَّارِ، وَهَذِهِ عَادَةٌ مَعْرُوفَةٌ لِلْخَيْلِ إذَا أَصَابَ الْخَيْلَ مَغْلٌ ذَهَبُوا بِهَا إلَى قُبُورِ النَّصَارَى بِدِمَشْقَ، وَإِنْ كَانُوا بِمَسَاكِنِ الإِسْمَاعِيلِيَّةِ وَالنُّصَيْرِيَّةِ وَنَحْوِهِمَا، ذَهَبُوا بِهَا إلَى قُبُورِهِمْ، وَإِنْ كَانُوا بِمِصْرِ ذَهَبُوا بِهَا إلَى قُبُورِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى أَوْ لِهَؤُلاءِ الْعُبَيْدِيِّينَ الَّذِينَ قَدْ يَتَسَمَّوْنَ بِالأشْرَافِ، وَلَيْسُوا مِنْ الأشْرَافِ، وَلا يَذْهَبُونَ بِالْخَيْلِ إلَى قُبُورِ الأنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ، وَلا إلَى قُبُورِ عُمُومِ الْمُسْلِمِينَ، وَهَذَا أَمْرٌ مُجَرَّبٌ مَعْلُومٌ عِنْدَ الْجُنْدِ وَعُلَمَائِهِمْ.
وَقَدْ ذُكِرَ سَبَبُ ذَلِكَ: أَنَّ الْكُفَّارَ يُعَذَّبُونََ فِي قُبُورِهِمْ، فَتَسْمَعُ أَصْوَاتَهُمْ الْبَهَائِمُ، كَمَا أَخْبَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِذَلِكَ أَنَّ الْكُفَّارَ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ، فَفِي الصَّحِيحَيْنِ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: أَنَّهُ كَانَ رَاكِبَاً عَلَى بَغْلَتِهِ، فَمَرَّ بِقُبُورٍ، فَحَادَتْ بِهِ وَكَادَتْ تُلْقِيهِ، فَقَالَ: «هَذِهِ أَصْوَاتُ يَهُودَ تُعَذَّبُ فِي قُبُورِهَا»، فَإِنَّ الْبَهَائِمَ إذَا سَمِعَتْ ذَلِكَ الصَّوْتَ الْمُنْكَرَ أَوْجَبَ لَهَا مِنْ الْحَرَارَةِ مَا يُذْهِبُ الْمَغْلَ، وَكَانَ الْجُهَّالُ يَظُنُّونَ أَنَّ تَمْشِيَةَ الْخَيْلِ عِنْدَ قُبُورِ هَؤُلاءِ لِدِينِهِمْ وَفَضْلِهِمْ، فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ يُمَشُّونَهَا عِنْدَ قُبُورِ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى وَالنُّصَيْرِيَّةِ وَنَحْوِهِمْ، دُونَ قُبُورِ الأنْبِيَاءِ وَالصَّالِحِينَ. وَذَكَرَ الْعُلَمَاءُ أَنَّهُمْ لا يُمَشُّونَهَا عِنْدَ قَبْرِ مَنْ يَعْرِفُ بِالدِّينِ بِمِصْرِ وَالشَّامِ وَغَيْرِهَا، إنَّمَا يُمَشُّونَهَا عِنْدَ قُبُورِ الْفُجَّارِ وَالْكُفَّارِ: تَبَيَّنَ بِذَلِكَ مَا كَانَ مُشْتَبِهَاً.
وَمَنْ عَلِمَ حَوَادِثَ الإِسْلامِ وَمَا جَرَى فِيهِ بَيْنَ أَوْلِيَائِهِ وَأَعْدَائِهِ الْكُفَّارِ وَالْمُنَافِقِينَ: عَلِمَ أَنَّ عَدَاوَةَ هَؤُلاءِ الْمُعْتَدِينَ لِلإِسْلامِ الَّذِي بَعَثَ اللهُ بِهِ رَسُولَهُ أَعْظَمُ مِنْ عَدَاوَةِ التَّتَارِ، وَأَنَّ عِلْمَ الْبَاطِنِ الَّذِي كَانُوا يَدَّعُونَ حَقِيقَتَهُ هُوَ إبْطَالُ الرِّسَالَةِ، الَّتِي بَعَثَ اللهُ بِهَا مُحَمَّدَاً صَلَّى اللهُ عَلَيْهِِ وَسَلَّمَ، بَلْ إبْطَالُ جَمِيعِ الْمُرْسَلِينَ، وَأَنَّهُمْ لا يُقِرُّونَ بِمَا جَاءَ بِهِ الرَّسُولُ عَنْ اللهِ، وَلا مِنْ خَبَرِهِ، وَلا مِنْ أَمْرِهِ، وَأَنَّ لَهُمْ قَصْدَاً مُؤَكَّدَاً فِي إبْطَالِ دَعْوَتِهِ، وَإِفْسَادِ مِلَّتِهِ، وَقَتْلِ خَاصَّتِهِ، وَأَتْبَاعِ عِتْرَتِهِ. وَأَنَّهُمْ فِي مُعَادَاةِ الإِسْلامِ، بَلْ وَسَائِرِ الْمِلَلِ أَعْظَمُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَإِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى يُقِرُّونَ بِأَصْلِ الْجُمَلِ الَّتِي جَاءَتْ بِهَا الرُّسُلَ: كَإِثْبَاتِ الصَّانِعِ وَالرُّسُلِ، وَالشَّرَائِعِ، وَالْيَوْمِ الآخِرِ، وَلَكِنْ يُكَذِّبُونَ بَعْضَ الْكُتُبِ وَالرُّسُلِ كَمَا قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ «إنَّ الَّذِينَ يَكْفُرُونَ بِاللهِ وَرُسُلِهِ وَيُرِيدُونَ أَنْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ اللهِ وَرُسُلِهِ وَيَقُولُونَ نُؤْمِنُ بِبَعْضٍ وَنَكْفُرُ بِبَعْضٍ وَيُرِيدُونَ أَنْ يَتَّخِذُوا بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلاً. أُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ حَقًّا وَأَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ عَذَابَاً مُهِينَاً». وَأَمَّا هَؤُلاءِ الْقَرَامِطَةُ، فَإِنَّهُمْ فِي الْبَاطِنِ كَافِرُونَ بِجَمِيعِ الْكُتُبِ وَالرُّسُلِ، يُخْفُونَ ذَلِكَ وَيَكْتُمُونَهُ عَنْ غَيْرِ مَنْ يَثِقُونَ بِهِ، لا يُظْهِرُونَهُ كَمَا يُظْهِرُ أَهْلُ الْكِتَابِ دِينَهُمْ، لأَنَّهُمْ لَوْ أَظْهَرُوهُ لَنَفَرَ عَنْهُمْ جَمَاهِيرُ أَهْلِ الأرْضِ مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَغَيْرِهِمْ، وَهُمْ يُفَرِّقُونَ بَيْنَ مَقَالَتِهِمْ وَمَقَالَةِ الْجُمْهُورِ،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/270)
بَلْ الرَّافِضَةُ الَّذِينَ لَيْسُوا زَنَادِقَةً كُفَّارَاً يُفَرِّقُونَ بَيْنَ مَقَالَتِهَا وَمَقَالَةِ الْجُمْهُورِ، وَيَرَوْنَ كِتْمَانَ مَذْهَبِهِمْ، وَاسْتِعْمَالَ التَّقِيَّةِ، وَقَدْ لا يَكُونُ مِنْ الرَّافِضَةِ مَنْ لَهُ نَسَبٌ صَحِيحٌ مُسْلِمَاً فِي الْبَاطِنِ وَلا يَكُونُ زِنْدِيقَاً، لَكِنْ يَكُونُ جَاهِلاً مُبْتَدِعَاً، وَإِذَا كَانَ هَؤُلاءِ مَعَ صِحَّةِ نَسَبِهِمْ وَإِسْلامِهِمْ يَكْتُمُونَ مَا هُمْ عَلَيْهِ مِنْ الْبِدْعَةِ وَالْهَوَى، لَكِنَّ جُمْهُورَ النَّاسِ يُخَالِفُونَهُمْ، فَكَيْفَ بِالْقَرَامِطَةِ الْبَاطِنِيَّةِ الَّذِينَ يُكَفِّرُهُمْ أَهْلُ الْمِلَلِ كُلِّهَا مِنْ الْمُسْلِمِينَ وَالْيَهُودِ وَالنَّصَارَى.
وَإِنَّمَا يَقْرُبُ مِنْهُمْ «الْفَلاسِفَةُ الْمَشَّاءُونَ أَصْحَابُ أَرِسْطُو»، فَإِنَّ بَيْنَهُمْ وَبَيْنَ الْقَرَامِطَةِ مُقَارَبَةٌ كَبِيرَةٌ. وَلِهَذَا يُوجَدُ فُضَلاءُ الْقَرَامِطَةِ فِي الْبَاطِنِ مُتَفَلْسِفَةٌ: كَـ «سِنَانِ بْنِ سَلْمَانَ الْبَاطِنِيِّ» الَّذِي كَانَ بِالشَّامِ، وَ «الطُّوسِيُّ» الَّذِي كَانَ وَزِيرَاً لَهُمْ بِالأَلْمُوتِ، ثُمَّ صَارَ مُنَجِّمَاً لِهَؤُلاءِ وَمَلَكَ الْكُفَّارَ، وَصَنَّفَ «شَرْحَ الإِشَارَاتِ لابْنِ سِينَا»، وَهُوَ الَّذِي أَشَارَ عَلَى مَلِكِ الْكُفَّارِ بِقَتْلِ الْخَلِيفَةِ، وَصَارَ عِنْدَ الْكُفَّارِ التُّرْكِ هُوَ الْمُقَدَّمَ عَلَى الَّذِينَ يُسَمُّونَهُمْ «الدَّاسَمِيدِيَّةَ». فَهَؤُلاءِ وَأَمْثَالُهُمْ يَعْلَمُونَ أَنَّ مَا يُظْهِرُهُ الْقَرَامِطَةُ مِنْ الدِّينِ وَالْكَرَامَاتِ وَنَحْوِ ذَلِكَ أَنَّهُ بَاطِلٌ، لَكِنْ يَكُونُ أَحَدُهُمْ مُتَفَلْسِفَاً، وَيَدْخُلُ مَعَهُمْ لِمُوَافَقَتِهِمْ لَهُ عَلَى مَا هُوَ فِيهِ مِنْ الإِقْرَارِ بِالرُّسُلِ، وَالشَّرَائِعِ فِي الظَّاهِرِ، وَتَأْوِيلِ ذَلِكَ بِأُمُورِ يُعْلَمُ بِالاضْطِرَارِ أَنَّهَا مُخَالِفَةٌ لِمَا جَاءَتْ بِهِ الرُّسُلُ. فَإِنَّ الْمُتَفَلْسِفَةَ مُتَأَوِّلُونَ مَا أَخْبَرَتْ بِهِ الرُّسُلُ مِنْ أُمُورِ الإِيْمَانِ بِاَللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ بِالنَّفْيِ وَالتَّعْطِيلِ الَّذِي يُوَافِقُ مَذْهَبَهُمْ، وَأَمَّا الشَّرَائِعُ الْعَمَلِيَّةُ فَلا يَنْفُونَهَا كَمَا يَنْفِيهَا الْقَرَامِطَةُ، بَلْ يُوجِبُونَهَا عَلَى الْعَامَّةِ، وَيُوجِبُونَ بَعْضَهَا عَلَى الْخَاصَّةِ، أَوْ لا يُوجِبُونَ ذَلِكَ، وَيَقُولُونَ: إنَّ الرُّسُلَ فِيمَا أَخْبَرُوا بِهِ، وَأَمَرُوا بِهِ لَمْ يَأْتُوا بِحَقَائِقِ الأُمُورِ، وَلَكِنْ أَتَوْا بِأَمْرِ فِيهِ صَلاحُ الْعَامَّةِ، وَإِنْ كَانَ هُوَ كَذِبَاً فِي الْحَقِيقَةِ، وَلِهَذَا اخْتَارَ كُلُّ مُبْطِلٍ أَنْ يَأْتِيَ بِمَخَارِيقَ لِقَصْدِ صَلاحِ الْعَامَّةِ، كَمَا فَعَلَ «ابْنُ التُّومَرْتَ» الْمُلَقَّبُ بِالْمَهْدِيِّ، وَمَذْهَبُهُ فِي الصِّفَاتِ مَذْهَبُ الْفَلاسِفَةِ، لأَنَّهُ كَانَ مِثْلَهَا فِي الْجُمْلَةِ، وَلَمْ يَكُنْ مُنَافِقَاً مُكَذِّبَاً لِلرُّسُلِ مُعَطِّلاً لِلشَّرَائِعِ، وَلا يَجْعَلُ لِلشَّرِيعَةِ الْعَمَلِيَّةِ بَاطِنَاً يُخَالِفُ ظَاهِرَهَا، بَلْ كَانَ فِيهِ نَوْعٌ مِنْ رَأْيِ الْجَهْمِيَّةِ الْمُوَافِقِ لِرَأْيِ الْفَلاسِفَةِ، وَنَوْعٌ مِنْ رَأْيِ الْخَوَارِجِ الَّذِينَ يَرَوْنَ السَّيْفَ وَيُكَفِّرُونَ بِالذَّنْبِ.
فَهَؤُلاءِ «الْقَرَامِطَةُ» هُمْ فِي الْبَاطِنِ وَالْحَقِيقَةِ أَكْفَرُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، وَأَمَّا فِي الظَّاهِرِ فَيَدَّعُونَ الإِسْلامَ، بَلْ وَإِيصَالُ النَّسَبِ إلَى الْعِتْرَةِ النَّبَوِيَّةِ , وَعِلْمُ الْبَاطِنِ الَّذِي لا يُوجَدُ عِنْدَ الأنْبِيَاءِ وَالأوْلِيَاءِ، وَأَنَّ إمَامَهُمْ مَعْصُومٌ. فَهُمْ فِي الظَّاهِرِ مِنْ أَعْظَمِ النَّاسِ دَعْوَى بِحَقَائِقِ الإِيْمَانِ، وَفِي الْبَاطِنِ مِنْ أَكْفَرِ النَّاسِ بِالرَّحْمَنِ، بِمَنْزِلَةِ مَنْ ادَّعَى النُّبُوَّةَ مِنْ الْكَذَّابِينَ، قَالَ تَعَالَى «وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللهِ كَذِبَاً أَوْ قَالَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/271)
أُوحِيَ إلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللهُ».
وَهَؤُلاءِ قَدْ يَدَّعُونَ هَذَا وَهَذَا، فَإِنَّ الَّذِي يُضَاهِي الرَّسُولَ الصَّادِقَ لا يَخْلُو: إمَّا أَنْ يَدَّعِيَ مِثْلَ دَعْوَتِهِ، فَيَقُولُ: إنَّ اللهَ أَرْسَلَنِي وَأَنْزَلَ عَلَيَّ، وَهذا كَذِبٌ عَلَى اللهِ، أَوْ يَدَّعِيَ أَنَّهُ يُوحَى إلَيْهِ، وَلا يُسَمِّي مُوحِيَهُ، كَمَنْ يَقُولُ: قِيلَ لِي، وَنُودِيتُ، وَخُوطِبْتُ، وَنَحْوَ ذَلِكَ، وَيَكُونُ كَاذِبَاً، فَيَكُونُ هَذَا قَدْ حَذَفَ الْفَاعِلَ، أَوْ لا يَدَّعِي وَاحِدَاً مِنْ الأمْرَيْنِ، لَكِنَّهُ يَدَّعِي أَنَّهُ يُمْكِنُهُ أَنَّهُ يَأْتِي بِمَا أَتَى بِهِ الرَّسُولُ. وَوَجْهُ الْقِسْمَةِ: أَنَّ مَا يَدَّعِيهِ فِي مُضَاهَاةِ الرَّسُولِ، إمَّا أَنْ يُضِيفَهُ إلَى اللهِ، أَوْ إلَى نَفْسِهِ، أَوْ لا يُضِيفُهُ إلَى أَحَدٍ. فَهَؤُلاءِ فِي دَعْوَاهُمْ هُمْ أَكْفَرُ مِنْ الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى، فَكَيْفَ بِالْقَرَامِطَةِ الَّذِينَ يَكْذِبُونَ عَلَى اللهِ أَعْظَمَ مِمَّا فَعَلَ مُسَيْلِمَةُ، وَأَلْحَدُوا فِي أَسْمَاءِ اللهِ وَآيَاتِهِ أَعْظَمَ مِمَّا فَعَلَ مُسَيْلِمَةُ، وَحَارَبُوا اللهَ وَرَسُولَهُ أَعْظَمَ مِمَّا فَعَلَ مُسَيْلِمَةُ، وَبَسْطُ حَالِهِمْ يَطُولُ، لَكِنَّ هَذِهِ الأوْرَاقَ لا تَسَعُ أَكْثَرَ مِنْ هَذَا.
وَهَذَا الَّذِي ذَكَرْته: حَالُ أَئِمَّتِهِمْ وَقَادَتِهِمْ الْعَالِمِينَ بِحَقِيقَةِ قَوْلِهِمْ، وَلا رَيْبَ أَنَّهُ قَدْ انْضَمَّ إلَيْهِمْ مِنْ الشِّيعَةِ وَالرَّافِضَةِ مَنْ لا يَكُونُ فِي الْبَاطِنِ عَالِمَاً بِحَقِيقَةِ بَاطِنِهِمْ، وَلا مُوَافِقَاً لَهُمْ عَلَى ذَلِكَ، فَيَكُونُ مِنْ أَتْبَاعِ الزَّنَادِقَةِ الْمُرْتَدِّينَ الْمُوَالِي لَهُمْ، النَّاصِرُ لَهُمْ، بِمَنْزِلَةِ أَتْبَاعِ الاتِّحَادِيَّةِ، الَّذِينَ يُوَالُونَهُمْ، وَيُعَظِّمُونَهُمْ، وَيَنْصُرُونَهُمْ، وَلا يَعْرِفُونَ حَقِيقَةَ قَوْلِهِمْ فِي وَحْدَةِ الْوُجُودِ، وَقولهم: إِنَّ الْخَالِقَ هُوَ الْمَخْلُوقُ _ تَعَالَى اللهُ عَنْ قَوْلِهِمْ عُلُوَاً كَبِيْرَاً _. فَمَنْ كَانَ مُسْلِمَاً فِي الْبَاطِنِ، وَهُوَ جَاهِلٌ مُعَظِّمٌ لِقَوْلِ ابْنِ عَرَبِيٍّ وَابْنِ سَبْعِينَ وَابْنِ الْفَارِضِ وَأَمْثَالِهِمْ مِنْ أَهْلِ الاتِّحَادِ فَهُوَ مِنْهُمْ، وَكَذَا مَنْ كَانَ مُعَظِّمَاً لِلْقَائِلِينَ بِمَذْهَبِ الْحُلُولِ وَالاتِّحَادِ، فَإِنَّ نِسْبَةَ هَؤُلاءِ إلَى الْجَهْمِيَّةِ كَنِسْبَةِ أُولَئِكَ إلَى الرَّافِضَةِ وَلْجَهْمِيَّةِ، لَكِنَّ الْقَرَامِطَةَ أَكْفَرُ مِنْ الاتِّحَادِيَّةِ بِكَثِيرِ، وَلِهَذَا كَانَ أَحْسَنُ حَالِ عَوَامِّهِمْ أَنْ يَكُونُوا رَافِضَةً جَهْمِيَّةً. وَأَمَّا الاتِّحَادِيَّةُ فَفِي عَوَامِّهِمْ مَنْ لَيْسَ بِرَافِضِيٍّ، وَلا جَهْمِيٍّ صَرِيحٍ، وَلَكِنْ لا يَفْهَمُ كَلامَهُمْ، وَيَعْتَقِدُ أَنَّ كَلامَهُمْ كَلامُ الأوْلِيَاءِ الْمُحَقِّقِينَ. وَبَسْطُ هَذَا الْجَوَابِ لَهُ مَوَاضِعُ غَيْرُ هَذَا، وَاَللهُ أَعْلَمُ. اهـ بِنَصِّهِ
ـ[أبو محمد الألفى]ــــــــ[08 - 01 - 07, 05:58 م]ـ
ثُمَّ عَوْدٌ لِبَدْءِ الْمَقَالِ، وَتَفْصِيلٌ لِمَا تَضَمَّنَهُ مِنْ إِيْجازٍ وَإِجْمَالٍ، فَقَدْ بَانَ مِمَّا أَوْرَدْنَاهُ: أَنَّ التَّلْقِيبَ بِـ «الأَشْرَافِ» مَعَ تَلَبُّسِ أَصْحَابِهَا بِالْجَرَائِمِ وَالْفَسَادِ، أَوْ الزَّنْدَقَةِ وَالإِلْحَادِ، أَوْ الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ، أَوْ الظُّلْمِ وَالطُّغْيَانِ إِنَّمَا هُوَ مِنْ أَحْكَامِ الْجَاهِلِيَّةِ الْجَائِرَةِ عَنْ مَقَاصِدِ الْخَلْقِ وَالتَّقْدِيرِ، وَمِنْ قَبَائِحِ الْعَادَاتِ الَّتِي اجْتَثَّهَا مِنْ جُذُورِهَا الإِسْلامُ، وَذَمَّهَا وَذَمَّ أَهْلَهَا رَبُّ الأَنَامِ، وَأَلْزَمَهُمْ بِالدُّخُولِ فِي طَاعَتِهِ، وَالرِّضَا بِحُكْمِهِ وَشِرْعَتِهِ، فَقَالَ جَلَّتْ عَظَمَتُهُ «أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْمَاً لِقَوْمٍ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/272)
يُوقِنُونَ».
وَلا يَثْبُتُ بِدَلِيلٍ شَرْعِيٍّ صَحِيحٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ الْمُبِينِ، وَلا مِنْ سُنَّةِ رَسُولِهِ الصَّادِقِ الأَمِينِ، لا يَثْبُتُ النَّدْبُ إِلَي هَذِهِ الأَلْقَابِ الْبَتَّةَ وَلا اسْتِحْسَانُهَا، فَضْلاً عَنْ إِيْجَابِهَا أَوْ فَرْضِهَا، سِيَّمَا وَأَكْثَرُ النَّاسِ رَغْبَةً فِي التَّعَزُّزِ بِهَا، وَالاسْتِكْثَارِ مِنْهَا: الرَّافِضَةُ وَالزَّنَادِقَةُ وَأَشْبَاهُهُمْ مِنْ أَهْلِ الْجَهْلِ والإِفْسَادِ، وَقَدْ قَالَ اللهَُ عَزَّ وَجَلَّ «يَا أَيُّهَا النَّاسُ إنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبَاً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللهِ أَتْقَاكُمْ»، وَلِذَا فَلَيْسَ فِي كِتَابِ اللهِ آيَةٌ وَاحِدَةٌ يُمْدَحُ فِيهَا أَحَدٌ بِأَصْلِهِ وَنَسَبِهِ، وَلا يُذَمُّ أَحَدٌ بِأَصْلِهِ وَنَسَبِهِ، وَإِنَّمَا مَدَارُ الْمَدْحِ عَلَى التَّقْوَى وَمَكَارِمِ الأَخْلاقِ وَالإِيْمَانِ، وَمَدَارُ الذَّمِّ علَى الْكُفْرِ وَالْفُسُوقِ وَالْعِصْيَانِ، وَمِنْ أَبْلَغِ الْحِكَمِ الإِيْمَانِيَّةِ: أنَّ مَنْ بَطَّأ بِهِ عَمَلُهُ لَمْ يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ، كَمَا نَطَقَ بِهَذَا الْوَحْيَانِ الْعَظِيمَانِ: الْكِتَابُ وَالسُّنَّةُ.
قَالَ الإِمَامُ مُسْلِمٌ: حَدَّثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا عَفَّانُ ثَنَا أَبَانُ بْنُ يَزِيدَ ح وحَدَّثَنِي إِسْحَقُ بْنُ مَنْصُورٍ وَاللَّفْظُ لَهُ أَخْبَرَنَا حَبَّانُ بْنُ هِلالٍ ثَنَا أَبَانُ ثَنَا يَحْيَى بْنُ أَبِي كَثِيْرٍ أَنَّ زَيْدَاً حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا سَلاَّمٍ حَدَّثَهُ أَنَّ أَبَا مَالِكٍ الأَشْعَرِيَّ حَدَّثَهُ: أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أَرْبَعٌ فِي أُمَّتِي مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لا يَتْرُكُونَهُنَّ: الْفَخْرُ فِي الأَحْسَابِ، وَالطَّعْنُ فِي الأَنْسَابِ، وَالاسْتِسْقَاءُ بِالنُّجُومِ، وَالنِّيَاحَةُ».
وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (2/ 526): حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا الْمَسْعُودِيُّ عَنْ عَلْقَمَةَ بْنِ مَرْثَدٍ عَنْ أَبِي الرَّبِيعِ المدنِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَرْبَعٌ مِنْ أَمْرِ الْجَاهِلِيَّةِ لَنْ يَدَعَهُنَّ النَّاسُ: التَّعْيِيرُ فِي الأَحْسَابِ، وَالنِّيَاحَةُ عَلَى الْمَيِّتِ، وَالأَنْوَاءُ، وَأَجْرَبَ بَعِيرٌ فَأَجْرَبَ مِائَةً؛ مَنْ أَجْرَبَ الْبَعِيرَ الأَوَّلَ».
وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (4/ 134): حَدَّثَنَا حُسَيْنُ بْنُ مُحَمَّدٍ ثَنَا أَبُو بَكْرِ بْنُ عَيَّاشٍ عَنْ حُمَيْدٍ الْكِنْدِيِّ عَنْ عُبَادَةَ بْنِ نُسَىٍّ عَنْ أَبِي رَيْحَانَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «مَنْ انْتَسَبَ إِلَى تِسْعَةِ آبَاءٍ كُفَّارٍ يُرِيدُ بِهِمْ عِزَّاً وَكَرَمَاً، فَهُوَ عَاشِرُهُمْ فِي النَّارِ».
وَقَالَ الإِمَامُ أَحْمَدُ (5/ 241): حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ الْحَرَّانِيُّ ثَنَا عُبَيْدُ اللهِ بْنُ عَمْرٍو عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ قَالَ: «انْتَسَبَ رَجُلانِ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى عَهْدِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام، أَحَدُهُمَا مُسْلِمٌ، وَالآخَرُ مُشْرِكٌ، فَانْتَسَبَ الْمُشْرِكُ فَقَالَ: أَنَا فُلانُ بْنُ فُلانٍ حَتَّى بَلَغَ تِسْعَةَ آبَاءٍ، ثُمَّ قَالَ لِصَاحِبِهِ: انْتَسِبْ لا أُمَّ لَكَ، قَالَ: أَنَا فُلانُ بْنُ فُلانٍ، وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا وَرَاءَ ذَلِكَ، فَنَادَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام النَّاسَ، فَجَمَعَهُمْ ثُمَّ قَالَ: قَدْ قُضِيَ بَيْنَكُمَا، أَمَّا الَّذِي انْتَسَبَ إِلَى تِسْعَةِ آبَاءٍ فَأَنْتَ فَوْقَهُمْ الْعَاشِرُ فِي النَّارِ، وَأَمَّا الَّذِي انْتَسَبَ إِلَى أَبَوَيْهِ فَأَنْتَ امْرُؤٌ مِنْ أَهْلِ الإِسْلامِ».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/273)
وَأَخْرَجَهُ الطَّبَرَانِيُّ «الْكَبِيْرُ» (20/ 140،139) عَنْ جَرِيرٍ وَعُبَيْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو كِلاهُمَا عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ بِمِثْلِهِ.
وخالفهما يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ، فَقَالَ «عَنْ ابْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ»، وَالأَوَّلُ أَشْبَهُ بِالصَّوَابِ.
فَقَدْ أَخْرَجَهُ عَبْدُ اللهِ بْنُ أَحْمَدَ «زَوَائِدُ الْمُسْنَدِ» (5/ 128): حَدَّثَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ أَبِي شَيْبَةَ ثَنَا ابْنُ نُمَيْرٍ ثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي زِيَادِ بْنِ أَبِي الْجَعْدِ عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبِي لَيْلَى عَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ قَالَ: انْتَسَبَ رَجُلانِ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فُلانُ بْنُ فُلانٍ فَمَنْ أَنْتَ لا أُمَّ لَكَ؟، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «انْتَسَبَ رَجُلانِ عَلَى عَهْدِ مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام، فَقَالَ أَحَدُهُمَا: أَنَا فُلانُ بْنُ فُلانٍ حَتَّى عَدَّ تِسْعَةً، فَمَنْ أَنْتَ لا أُمَّ لَكَ؟، قَالَ: أَنَا فُلانُ بْنُ فُلانٍ ابْنُ الإِسْلامِ، قَالَ: فَأَوْحَى اللهُ إِلَى مُوسَى عَلَيْهِ السَّلام: أَنَّ هَذَيْنِ الْمُنْتَسِبَيْنِ، أَمَّا أَنْتَ أَيُّهَا الْمُنْتَمِي أَوْ الْمُنْتَسِبُ إِلَى تِسْعَةٍ فِي النَّارِ فَأَنْتَ عَاشِرُهُمْ، وَأَمَّا أَنْتَ يَا هَذَا الْمُنْتَسِبُ إِلَى اثْنَيْنِ فِي الْجَنَّةِ، فَأَنْتَ ثَالِثُهُمَا فِي الْجَنَّةِ».
وَقَالَ أبُو عِيسَى التِّرْمِذِيُّ (3890): حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ بَشَّارٍ ثَنَا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ ثَنَا هِشَامُ بْنُ سَعْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «لَيَنْتَهِيَنَّ أَقْوَامٌ يَفْتَخِرُونَ بِآبَائِهِمْ الَّذِينَ مَاتُوا، إِنَّمَا هُمْ فَحْمُ جَهَنَّمَ، أَوْ لَيَكُونُنَّ أَهْوَنَ عَلَى اللهِ مِنْ الْجُعَلِ الَّذِي يُدَهْدِهُ الْخِرَاءَ بِأَنْفِهِ، إِنَّ اللهَ قَدْ أَذْهَبَ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ، إِنَّمَا هُوَ مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، النَّاسُ كُلُّهُمْ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ خُلِقَ مِنْ تُرَابٍ».
وَقاَلَ (3891): حَدَّثَنَا هَارُونُ بْنُ مُوسَى بْنِ أَبِي عَلْقَمَةَ الْفَرْوِيُّ الْمَدَنِيُّ حَدَّثَنِي أَبِي عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «قَدْ أَذْهَبَ اللهُ عَنْكُمْ عُبِّيَّةَ الْجَاهِلِيَّةِ وَفَخْرَهَا بِالآبَاءِ، مُؤْمِنٌ تَقِيٌّ وَفَاجِرٌ شَقِيٌّ، وَالنَّاسُ بَنُو آدَمَ، وَآدَمُ مِنْ تُرَابٍ».
قَالَ أَبُو عِيسَى: «هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ، وَهَذَا أَصَحُّ عِنْدَنَا مِنْ الْحَدِيثِ الأَوَّلِ، وَسَعِيدٌ الْمَقْبُرِيُّ قَدْ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ وَيَرْوِي عَنْ أَبِيهِ أَشْيَاءَ كَثِيرَةً عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ. وَقَدْ رَوَى سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ وَغَيْرُ وَاحِدٍ هَذَا الْحَدِيثَ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ عَنْ سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نَحْوَ حَدِيثِ أَبِي عَامِرٍ عَنْ هِشَامِ بْنِ سَعْدٍ».
قُلْتُ: وَلَوْ أَغْنَى أَحَدَاً شَرَفُهُ وَنَسَبُهُ لأَغْنَى أَبَا لَهَبٍ وَأُمَّ جَمِيلٍ نَسَبُهُمَا وَشَرَفُهُمَا، فَقَدْ أَرْدَاهُمَا الْكُفْرُ وَالْعِنَادُ، وَالسَّعِْي فِي الأَرْضِ بِالْفَسَادِ، فَقَالَ عَزَّ وَجَلَّ «تَبَّتْ يَدَا أَبِي لَهَبٍ وَتَبَّ. مَا أَغْنَى عَنْهُ مَالُهُ وَمَا كَسَبَ. سَيَصْلَى نَارَاً ذَاتَ لَهَبٍ. وَامْرَأَتُهُ حَمَّالَةَ الْحَطَبِ. فِي جِيدِهَا حَبْلٌ مِنْ مَسَدٍ».
وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ تُرْغَمُ أُنُوفُ أَهْلِ الْكِبْرِ وَالْخُيَلاءِ، الْمُتَعَزِّزِينَ بِالأَمْوَالِ وَالأَوْلادِ وَالآبَاءِ، كَمَا قَالَ عَزَّ وَجَلَّ «وَمَا أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ بِالَّتِي تُقَرِّبُكُمْ عِنْدَنَا زُلْفَى إِلاَّ مَنْ آَمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً فَأُولَئِكَ لَهُمْ جَزَاءُ الضِّعْفِ بِمَا عَمِلُوا وَهُمْ فِي الْغُرُفَاتِ آَمِنُونَ. وَالَّذِينَ يَسْعَوْنَ فِي آَيَاتِنَا مُعَاجِزِينَ أُولَئِكَ فِي الْعَذَابِ مُحْضَرُونَ».
ـ[عماد الجيزى]ــــــــ[09 - 09 - 07, 01:03 ص]ـ
شيخنالكريم: لافُض فوك ..
ـ[المحب الأثري]ــــــــ[10 - 09 - 07, 06:21 م]ـ
سلمت ووقيت وحفظت ............... شيخنا المفضال ......
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/274)
ـ[الشريف الحسيني الحنبلي]ــــــــ[10 - 09 - 07, 11:22 م]ـ
شرفنا الله بالتقوى
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[12 - 09 - 07, 02:32 ص]ـ
جَزَاكَ اللهُ خَيْراً شَيخُنا الفاضِلُ(72/275)
قال الشيخ صالح المغامسي: (وهذه والله من فرائد العلم تكتب بماء العينين لا بماء الحبر).
ـ[المسيطير]ــــــــ[25 - 12 - 06, 08:35 م]ـ
قال الشيخ المبارك / صالح بن عواد المغامسي
وفقه الله تعالى في محاضرة له بعنوان:
(ختامه مسك):
(جمع الله في كتابه، وعلى لسان رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بين الإيمان والعمل الصالح، فالأعمال الصالحة ينجم عنها أثر في القلب، وزيادة في الإيمان.
قال صلى الله عليه وسلم: (من أصبح اليوم منكم صائما؟ ... قال أبو بكرٍ: أنا ... قال: من أطعم اليوم منكم مسكينا؟ .. قال أبو بكرٍ: انا ... قال: من عاد منكم اليوم مريضا؟ .... قال أبو بكرٍ: أنا ... قال من تبع اليوم منكم جنازة؟ ... قال أبو بكرٍ: انا .... قال: ما اجتمعنّ في إمرءٍ إلا دخل الجنة).
فهذه تقوي الإيمان في القلب، لكن كما قلت؛ يوجد تلازم عظيم مابين الإيمان ومابين العمل الصالح ... لإن الإنسان إذا زاد الإيمان في قلبه انعكس ذلك على جوارحه، فسعى في فعل الخيرات من إقامة الصلوات، وإيتاء الزكوات، وغير ذلك من الأعمال كلها.
لكن الناس من مشكلاتهم المعاصرة .. أنهم يُعنون بأمور ويتركون أموراً أخر .. ولايوجد واعظ من المرء على نفسه؛ يتكل الإنسان على منصبه الديني، أو على نظرة الناس إليه، أو على زهده.
فأما الإتكال على المنصب الديني؛ يقول: أنا ولله الحمد إمام مسجد أو محاضر أو رجل علم فيتكلّ على هذه الأمور دون أن يعظ نفسه ويكون رقيبا عليها، أو أنه عياذاً بالله يقول أنا لست مصنفاً أصلاً في سياق أهل الإلتزام وليس مطلوبا مني أن يكون لدي عمل صالح، ولا ينظر الناس إليّ على أني قدوه، وهذا كله لا يعفيك؛ لإن المسؤليه يوم القيامة مسؤليه فرديه، قال الله جل وعلا: (وكلهم آتيه يوم القيامة فردا).
لكنني أقول دائماً هذا ماقاله الله في كلامه: أن كل معصية، وكل قسوة، وكل ضعف في الإيمان ناجم عن ضعف العلم بالرب تبارك وتعالى.
وهذه والله من فرائد العلم تُكتب بماء العينين لا بماء الحبر
الله جل وعلى قال في الحديد: (وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديد) فالله الذي خلق الحديد قال: أن فيه بأس شديد، وقال عن الحديد الذي قال عنه: (فيه بأس شديد) ... قال عن داوود عليه السلام: (وألنا له الحديد).
وذكر الله الحجارة وقسوتها ..... لكنه لم يذكر جل وعلا أنه ألان الحجارة لإحد، - إلى الآن هذا علم نظري - لكنه أخبر أن هناك قلوبا أقسى من الحجارة، هذه القلوب التي هي أقسى من الحجارة هي القلوب التي لاتعرف الله فمن كان لايعرف الله كان قلبه - عياذاً بالله - أقسى من الحجارة ولهذا فإن كل من عرف الله حق المعرفه لان قلبه، وخشعت جوارحه، واستكان لإمر ربه تبارك وتعالى ... رزقني الله وأياكم هذه المنزلة) أ. هـ
ـ[المختار]ــــــــ[25 - 12 - 06, 09:29 م]ـ
جزاكم الله خير لقائلها وناقلها على هذه الفائدة
ـ[المسيطير]ــــــــ[06 - 01 - 07, 07:57 م]ـ
الأخ الكريم / المختار
جزاك الله خير الجزاء، وأسأل الله أن يستجيب دعائك.
الإخوة الأكارم /
نبهني أحد الأفاضل إلى أن البعض قد يظن أن قول الشيخ: (ما قاله الله في كلامه) أي في القرآن .... وكما يُعلم أن الكلام بعده ليس من القرآن.
وقد لا يشكل الكلام على الحفّاظ، لكن قد يشكل على غيرهم.
لكنني أقول دائماً هذا ماقاله الله في كلامه: أن كل معصية، وكل قسوة، وكل ضعف في الإيمان ناجم عن ضعف العلم بالرب تبارك وتعالى.
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 04 - 07, 01:53 ص]ـ
قال الشيخ المبارك / صالح بن عواد المغامسي
ولهذا فإن كل من عرف الله حق المعرفه:
لان قلبه ...
وخشعت جوارحه ...
واستكان لإمر ربه تبارك وتعالى ...
رزقني الله وأياكم هذه المنزلة) أ. هـ
أسأل الله أن يصلح قلوبنا.
ـ[عبدالله الوائلي]ــــــــ[02 - 04 - 07, 02:16 ص]ـ
لا أبالغ اذا قلت أن كل ما ينطق به الشيخ صالخ المغامسي درر وتكتب بماء الذهب ....
حفظه الله ورعاه
ـ[أبو عروة]ــــــــ[06 - 04 - 07, 01:07 ص]ـ
حفظ الله الشيخ وجزاك الله خير على هذا النقل
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[06 - 04 - 07, 04:50 ص]ـ
[ COLOR="DarkRed"] قال الشيخ المبارك / صالح بن عواد المغامسي
[ COLOR="Red"] ولهذا فإن كل من عرف الله حق المعرفه:
.
كيف السبيل إلى ذلك بارك الله فيك؟
حبذا لو كان الجواب بشىء من التفصيل.
ـ[أم عُمَر]ــــــــ[06 - 04 - 07, 09:27 ص]ـ
حفظ الله الشيخ المغامسي ووفقه الله لكل خير وصلاح،،
نسأل الله سُبحانه أن يُصلح قلوبنا ويرحمنا برحمتهِ
جُزيتم خيراً أخي الفاضل.
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[14 - 04 - 07, 01:25 ص]ـ
ماشاء الله على هذا الشيخ المبارك.
ـ[احمد الدهشورى]ــــــــ[14 - 04 - 07, 01:52 م]ـ
http://almqamsee.modawanati.com/
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/276)
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[14 - 04 - 07, 03:17 م]ـ
كيف السبيل إلى ذلك بارك الله فيك؟
حبذا لو كان الجواب بشىء من التفصيل.
أحد السبل الموصلة إلي معرفة الله جل و علا بأسمائه و صفاته هو التفكر في أقدار الله , فمثلا تجد نفسك أمام الناس شابا ملتزما ورعا تقيا ثم إذا خلوت بنفسك تبارز الله بالمعاصي ثم يستر الله عليك و يمهلك و يحلم عليك و لا يزال الناس ينادونك بالأخ فلان و يثنون عليك و يقولون هو شاب صالح و هذا من جميل ستر الله على العبد , فتخلص من مثل هذا الموقف بمعرفة اسمين من أسماء الله تعالى الحليم الذي حلم عليك و لم يؤاخذك بذنبك و الستير الذي يستر عيوبك , و تجدك مرة أخرى مثلا تتصدق بصدقة ما هي من أحب المال لديك - و إن منّ الله عليك أخرجت مثلا مالك كله الذي تملكه - ثم تراه سبحانه و تعالى يمنّ عليك بخير لم يكن في حسبانك فتخلص من هذا الموقف بمعرفة اسم على الأقل من أسماء الله الحسنى ألا و هو الكريم جل جلاله , أسأل الله أن يصلح أحوالنا و أن يستر عيوبنا و أن يعمالنا بما هو أهل له.
ـ[بدرالعبدالعزيز]ــــــــ[17 - 04 - 07, 10:38 م]ـ
حفظ الله الشيخ وجزاك الله خير على هذا النقل
ـ[خالد مرزوق]ــــــــ[17 - 04 - 07, 10:57 م]ـ
شكرا اخى الفاضل
بارك الله فيك
وجزاك الله خير الجزاء
ـ[خالد مرزوق]ــــــــ[17 - 04 - 07, 10:58 م]ـ
شكرا اخى الفاضل
بارك الله فيك
وجزاك الله خير الجزاء
ـ[المسيطير]ــــــــ[17 - 09 - 07, 07:50 م]ـ
الله جل وعلى قال في الحديد: (وأنزلنا الحديد فيه بأسٌ شديد) فالله الذي خلق الحديد قال: أن فيه بأس شديد، وقال عن الحديد الذي قال عنه: (فيه بأس شديد) ... قال عن داوود عليه السلام: (وألنا له الحديد).
وذكر الله الحجارة وقسوتها ..... لكنه لم يذكر جل وعلا أنه ألان الحجارة لإحد، - إلى الآن هذا علم نظري - لكنه أخبر أن هناك قلوبا أقسى من الحجارة، هذه القلوب التي هي أقسى من الحجارة هي القلوب التي لاتعرف الله فمن كان لايعرف الله كان قلبه - عياذاً بالله - أقسى من الحجارة ولهذا فإن كل من عرف الله حق المعرفه لان قلبه، وخشعت جوارحه، واستكان لإمر ربه تبارك وتعالى ... رزقني الله وأياكم هذه المنزلة) أ. هـ
قال الشيخ / ناصر العمر حفظه الله تعالى:
(تأمل!! ....
جبل عظيم، شاهق، لو نزل عليه القرآن لخشع، بل تشقق وتصدع ....
وقلبك هذا، الذي هو - في حجمه - كقطعة صغيرة من هذا الجبل ....
كم سمع القرآن وقرأه؟! ....
ومع ذلك لم يخشع، ولم يتأثر؟!.
والسر في ذلك كلمة واحدة ......
إنه لم يتدبر) أ. هـ
ـ[محمد ياسر عرفات]ــــــــ[17 - 09 - 07, 11:21 م]ـ
لله دركم!! ما هذه الفوائد الجليله؟! غفر الله لي ولكم.
ـ[المسيطير]ــــــــ[28 - 02 - 08, 08:05 ص]ـ
وهذه والله من فرائد العلم تُكتب بماء العينين لا بماء الحبر
قال الشيخ العلامة محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - في أضواء البيان 6/ 183:
من أرجى آيات القرآن العظيم قوله تعالى: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا فَمِنْهُمْ ظَالِمٌ لِّنَفْسِهِ وَمِنْهُم مُّقْتَصِدٌ وَمِنْهُمْ سَابِقٌ بِالْخَيْرَاتِ بِإِذْنِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَضْلُ الْكَبِيرُ} (32) سورة فاطر}.
فقد بين تعالى في هذه الآية الكريمة أن إيراث هذه الأمة لهذا الكتاب، دليل على أن الله اصطفاها في قوله: {ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا} وبين أنهم ثلاثة أقسام:
الأول: الظالم لنفسه وهو الذي يطيع الله، ولكنه يعصيه أيضاً فهو الذي قال الله فيه {خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحًا وَآخَرَ سَيِّئًا عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ} (102) سورة التوبة.
والثاني: المقتصد وهو الذي يطيع الله، ولا يعصيه، ولكنه لا يتقرب بالنوافل من الطاعات.
والثالث: السابق بالخيرات وهو الذي يأتي بالواجبات ويجتنب المحرمات ويتقرب إلى الله بالطاعات والقربات التي هي غير واجبة.
وهذا على أصح الأقوال في تفسير الظالم لنفسه، والمقتصد والسابق، ثم إنه تعالى بين أن إيراثهم الكتاب هو الفضل الكبير منه عليهم، ثم وعد الجميع بجنات عدن وهو لا يخلف الميعاد في قوله: {جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا} إلى قوله: {وَلاَ يَمَسُّنَا فِيهَا لُغُوبٌ} والواو في يدخلونها شاملة للظالم، والمقتصد، والسابق على التحقيق.
ولذا قال بعض أهل العلم: حق لهذه الواو أن تكتب بماء العينين، فوعده الصادق بجنات عدن لجميع أقسام هذه الأمة، وأولهم الظالم لنفسه يدل على أن هذه الآية من أرجى آيات القرآن، ولم يبق من المسلمين أحد خارج عن الأقسام الثلاثة، فالوعد الصادق بالجنة في الآية شامل لجميع المسلمين، ولذا قال بعدها متصلاً بها {وَ?لَّذِينَ كَفَرُواْ لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لاَ يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُواْ وَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مّنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِى كُلَّ كَفُورٍ} إلى قوله: {فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ}. أ. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/277)
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 06 - 08, 02:53 م]ـ
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره:
قوله تعالى {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ} أي: اشتدت وغلظت, فلم تؤثر فيها الموعظة.
{مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ} أي: من بعد ما أنعم عليكم بالنعم العظيمة وأراكم الآيات، ولم يكن ينبغي أن تقسو قلوبكم, لأن ما شاهدتم , مما يوجب رقة القلب وانقياده.
ثم وصف قسوتها بأنها {كَالْحِجَارَةِ} التي هي أشد قسوة من الحديد، لأن الحديد والرصاص إذا أذيب في النار , ذاب بخلاف الأحجار.
وقوله: {أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً} أي: إنها لا تقصر عن قساوة الأحجار، وليست " أو " بمعنى " بل ".
ثم ذكر فضيلة الأحجار على قلوبهم، فقال: {وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ} فبهذه الأمور فضلت قلوبكم.
ثم توعدهم تعالى أشد الوعيد فقال: {وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} بل هو عالم بها حافظ لصغيرها وكبيرها, وسيجازيكم على ذلك أتم الجزاء وأوفاه.
ـ[حاتم الدوسي]ــــــــ[13 - 06 - 08, 03:57 م]ـ
صدقت والله اعمالنا قليلة وهذا من اغواء الشيطان
ـ[أبو الريان]ــــــــ[14 - 06 - 08, 04:22 م]ـ
أخي المسيطير جزاك الله خيرا ..
إي والله هذا هو العلم الذي به تحيى القلوب (أصلح الله قلبي وقلوبكم أجمعين)
أحد السبل الموصلة إلي معرفة الله جل و علا بأسمائه و صفاته هو التفكر في أقدار الله , فمثلا تجد نفسك أمام الناس شابا ملتزما ورعا تقيا ثم إذا خلوت بنفسك تبارز الله بالمعاصي ثم يستر الله عليك و يمهلك و يحلم عليك و لا يزال الناس ينادونك بالأخ فلان و يثنون عليك و يقولون هو شاب صالح و هذا من جميل ستر الله على العبد , فتخلص من مثل هذا الموقف بمعرفة اسمين من أسماء الله تعالى الحليم الذي حلم عليك و لم يؤاخذك بذنبك و الستير الذي يستر عيوبك , و تجدك مرة أخرى لا تتصدق بصدقة ما هي من أحب المال لديك - و إن منّ الله عليك أخرجت مثلا مالك كله الذي تملكه - ثم تراه سبحانه و تعالى يمنّ عليك بخير لم يكن في حسبانك فتخلص من هذا الموقف بمعرفة اسم على الأقل من أسماء الله الحسنى ألا و هو الكريم جل جلاله , أسأل الله أن يصلح أحوالنا و أن يستر عيوبنا و أن يعمالنا بما هو أهل له.
جزاك الله خيرا ...
أخي ستكون فائدة خير لن .. أنساها لك طيلة حياتي-بإذ الله-0
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[14 - 06 - 08, 11:45 م]ـ
قال الشيخ / ناصر العمر حفظه الله تعالى:
(تأمل!! ....
جبل عظيم، شاهق، لو نزل عليه القرآن لخشع، بل تشقق وتصدع ....
وقلبك هذا، الذي هو - في حجمه - كقطعة صغيرة من هذا الجبل ....
كم سمع القرآن وقرأه؟! ....
ومع ذلك لم يخشع، ولم يتأثر؟!.
والسر في ذلك كلمة واحدة ......
إنه لم يتدبر) أ. هـ
ولماذا لم يكن السر أنه أقسى من هذا الجبل،،، فهو مصداق الأية،،،
(كالحجارة أو أشد قسوة)
ـ[سامي السلمي]ــــــــ[14 - 06 - 08, 11:53 م]ـ
بارك الله فيكم أبا محمد على هذا النقل، و جزى الله الشيخَ صالحاً
أسأل الله الكريم المنان أن يتكرم و يمنَّ بأن يطهِّر قلوبنا، و أن يصرف عنَّا كلَّ ما يحول بيننا و بين رضوانه
إنه جوادٌ كريم
آمين
آمين
ـ[المسيطير]ــــــــ[12 - 09 - 08, 03:00 ص]ـ
الإخوة الأكارم /
جزاكم الله خيرا ....
وأسأل الله أن يصلح الله قلوبنا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[03 - 11 - 08, 10:16 م]ـ
أخرج ابن المنذر عن الضحاك رحمه الله تعالى في قوله تعالى: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل ... ) الآية، قال:
" لو أنزلت هذا القرآن على جبل؛ فأمرته بالذي أمرتكم به، وخوفته بالذي خوفتكم به، إذن لخشع وتصدع من خشية الله ...
فأنتم أحق أن تخشوا، وتذلوا، وتلين قلوبكم لذكر الله ". الدر المنثور 8/ 121.
-
ـ[أبو صهيب محمد المصري]ــــــــ[04 - 11 - 08, 04:12 ص]ـ
جزى الله الشيخ خير الجزاء
وجزى الله الناقل خير الجزاء(72/278)
إذا وافق يوم عرفة يوم الجمعة فما كيفية ((الصلاة والخطبة))؟!!!
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[26 - 12 - 06, 01:48 ص]ـ
أخواني الأفاضل من المشائخ وطلبة العلم
وفقكم الله لما يحب ويرضا وبما ينفع الإسلام والمسلمين ....
أرجو الإفادة بهذا الموضوع،،،،،،،،
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[26 - 12 - 06, 02:38 ص]ـ
وش الإشكال؟؟؟
تصلى صلاة الجمعة
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[26 - 12 - 06, 04:52 ص]ـ
الذي أعرفه أنه لا تصلى جمعه بل ظهرا كي تجمع معها العصر قصرا ليكون هناك وقت كاف للدعاء و التضرع إلى المولى،،،، و أما الجمعة لا تجمع إليها العصر و الأخوة يسعفونكم بالدليل،،،، و بالمناسبة عرفة هذا السنة توافق جمعة و سترى إن شاء الله.
ـ[الفهمَ الصحيحَ]ــــــــ[26 - 12 - 06, 01:19 م]ـ
وفقكم الله.
قال الإمام مالك - رحمه الله - في موطائه: (وَالْأَمْرُ الَّذِي لَا اخْتِلَافَ فِيهِ عِنْدَنَا أَنَّ الْإِمَامَ لَا يَجْهَرُ بِالْقُرْآنِ فِي الظُّهْرِ يَوْمَ عَرَفَةَ وَأَنَّهُ يَخْطُبُ النَّاسَ يَوْمَ عَرَفَةَ وَأَنَّ الصَّلَاةَ يَوْمَ عَرَفَةَ إنَّمَا هِيَ ظُهْرٌ وَإِنْ وَافَقَتْ الْجُمُعَةَ فَإِنَّمَا هِيَ ظُهْرٌ وَلَكِنَّهَا قُصِرَتْ مِنْ أَجْلِ السَّفَرِ قَالَ مَالِكٌ فِي إمَامِ الْحَاجِّ إذَا وَافَقَ يَوْمُ الْجُمُعَةِ يَوْمَ عَرَفَةَ أَوْ يَوْمَ النَّحْرِ أَوْ بَعْضَ أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنَّهُ لَا يَجْمَعُ فِي شَيْءٍ مِنْ تِلْكَ الْأَيَّامِ).
وللفقهاء أقوال أخرى إذا كان إمام الحج مكيا تعرف من مظانها ... ونازع الظاهرية في ذلك ... فذهبوا لوجوب الجمعة يوم عرفة ... وكلام ابن حزم - رحمه الله - حول هذه المسألة في محلاه مشهور معروف.
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[27 - 12 - 06, 05:44 ص]ـ
للرفع،،،،،،،،،،،،
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 06:57 ص]ـ
أخي الفاضل أحمد اليوسف، اتفق العلماء على أن المسافر لا يصلي جمعة، وقال الشيخ ابن عثيمين كلاما معناه:، ""ومن قال إن المسافر يصلي جمعة فهو مبتدع "" وقد صحح الشيخ الألباني في الإرواء حديث "" ليس على مسافر جمعة""، وهذا جواب من حيث العموم، و أما من حيث الدليل الخاص، فمعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد وقف في عرفة في حجة الوداع في يوم الجمعة، ورغم وجود هذه الحشود الهائلة من الصحابة الكرام الذين كانوا معه إلا أنه لم يصل جمعة، فإذا قام المقتضي على زمن النبي صلى الله عليه وسلم، والرسول عليه الصلاة والسلام لم يفعله، ففعله بعده بدعة، وقد قرر هذه القاعدة شيخ الإسلام في كتابه العظيم " اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم" وقد دل الدليل الخاص على ذلك ألا وهو حديث جابر _ رضي الله عنه _ الطويل في صحيح مسلم، وفيه:
[[حتى إذا زاغت الشمس أمر بالقصواء فرحلت له فأتي بطن الوادي فخطب الناس وقال إن دماؤكم وأموالكم حرام عليكم كحرمة يومكم هذا في شهركم هذا في بلدكم هذا ألا كل شيء من أمر الجاهلية تحت قدمي موضوع ودماء الجاهلية موضوعة وإن أول دم أضع من دمائنا دم ابن ربيعة بن الحارث كان مسترضعا في بني سعد فقتلته هذيل وربا الجاهلية موضوع وأول ربا أضع ربانا ربا عباس بن عبدالمطلب فإنه موضوع كله فاتقوا الله في النساء فإنكم أخذتموهن بأمان الله واستحللتم فروجهن بكلمة الله ولكم عليهن أن لا يوطئن فرشكم أحدا تكرهونه فإن فعلن ذلك فاضربوهن ضربا غير مبرح ولهن عليكم رزقهن وكسوتهن بالممعروف وقد تركت فيكم ما لن تضلوا بعده إن اعتصمتم به كتاب الله وأنتم تسألون عني فما أنتم قائلون؟ قالوا نشهد أنك قد بلغت وأديت ونصحت فقال بإصبعه السبابة يرفعها إلى السماء وينكتها إلى الناس اللهم اشهد اللهم اشهد ثلاث مرات ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر ولم يصل بينهما شيئا]].
فقول جابر: " فأتى بطن الوادي وخطب الناس ... إلى قال: ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر .... "
دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر ولم يصل العصر من وجهين:
1 - أن الخطبة سبقت الأذان، ومعلوم أن خطبة الجمعة تتلو الأذان.
2 - أنه صرح بأنه صلى الظهر لا الجمعة.
والله الموفق.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 10:04 ص]ـ
فقول جابر: " فأتى بطن الوادي وخطب الناس ... إلى قال: ثم أذن ثم أقام فصلى الظهر ثم أقام فصلى العصر .... "
دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر ولم يصل العصر من وجهين ...
عذرا لسبق اللسان وسبق الزر هذا، والعبارة على الجادة: "" دليل على أن النبي صلى الله عليه وسلم صلى الظهر ولم يصل الجمعة .... ""
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 07:29 م]ـ
قال الشيخ العلامة ابن عثيمين - رحمه الله تعالى -:
[ ... لما كان يوم التروية هذا العام يوم الجمعة صار كثير من الحجاج يتساءلون: هل الأفضل أن نصلي الجمعة في المسجد الحرام ثم نخرج إلى منى أو الأفضل أن نخرج إلى منى في الصباح (في الضحى) ونصلى الظهر في منى؟!
والجواب: أن الثاني أفضل لأن بقاءك في منى عبادة، وأنت ما جئت من بلادك إلا لأجل هذه العبادة].
انتهى المقصود من شرح بلوغ المرام " كتاب الحج " "ملزمة".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/279)
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[28 - 12 - 06, 08:23 م]ـ
حجة النبي - صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليمًا - كانت يوم جمعة.
ـ[إبراهيم أبو الحسوس]ــــــــ[02 - 01 - 07, 07:07 ص]ـ
فما حكم صلاة الجمعة إذا صادف يوم عرفة لأهل مكة الذين لم يحجوا؟
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[04 - 01 - 07, 12:25 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله خيرا وزادك عليها حسنات يوم القيامه.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[04 - 01 - 07, 04:55 م]ـ
فما حكم صلاة الجمعة إذا صادف يوم عرفة لأهل مكة الذين لم يحجوا؟
يصلون الجمعة في جوامع مكة.(72/280)
يجوز نحر الهدي قبل يوم العيد ـ الشيخ عبد الله بن منيع
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[26 - 12 - 06, 02:07 ص]ـ
أنقل لإخواني وجهة نظر فضيلة الشيخ عبد الله بن منيع حفظه الله عضو هيئة كبار العلماء في رأيه بجواز نحر الهدي قبل يوم العيد.
قال حفظه الله أثناء مناقشة هذا الموضوع مع هيئة كبار العلماء:
إن وجهة نظري تتلخص في الملاحظات الآتية:
أولا: جاء في الصفحة الثالثة من البحث الاستدلال على تحديد وقت ذبح هدي التمتع والقران بالإطلاق في قوله تعالى: سورة البقرة الآية 196 فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وبالتقييد في قوله تعالى: سورة الحج الآية 28 فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ سورة الحج الآية 29 ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ الآية، ولا شك أن بعض أهل العلم استدل بهذا، ولكن الأمانة العلمية تقتضي مناقشة هذا الاستدلال.
إذ يمكن مناقشته بما يلي:
إن كمال الآية المراد بها تقييد عموم قوله تعالى: سورة البقرة الآية 196 فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وقوله تعالى: سورة الحج الآية 28 لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَكُلُوا مِنْهَا وَأَطْعِمُوا الْبَائِسَ الْفَقِيرَ سورة الحج الآية 29 ثُمَّ لْيَقْضُوا تَفَثَهُمْ الآية، وقد ذكر جمع كثير من العلماء من مفسرين ومحدثين وفقهاء: أن المراد بالأيام المعلومات عشر ذي الحجة، فقد ذكر الجصاص في كتابه [أحكام القرآن] أنه روى عن ابن عباس بإسناد صحيح: أن المعلومات: العشر، والمعدودات: أيام التشريق، وهو قول الجمهور من التابعين منهم: الحسن ومجاهد وعطاء والضحاك وإبراهيم في آخرين منهم، وقد روي عن أبي حنيفة وأبي يوسف ومحمد: أن المعلومات: العشر، والمعدودات: أيام التشريق [أحكام القرآن] (5\ 67).
وروى البيهقي بإسناده إلى الشافعي أنه قال: الأيام المعلومات: أيام العشر كلها، والمعدودات: أيام منى فقط. اهـ[أحكام القرآن] للشافعي، جمع البيهقي (1\ 134).
وقال النووي في [المجموع]: وأما الأيام المعلومات فمذهبنا: أنها العشر الأوائل من ذي الحجة إلى آخر يوم النحر. . . إلى أن قال: وقال الإمام أبو إسحاق الثعلبي في [تفسيره]: قال أكثر المفسرين: الأيام المعلومات: هي عشر ذي الحجة. اهـ[المجموع] (8\ 295).
فعلى هذا لا حجة في الآية على قول بتحديد وقت الذبح بيوم النحر وأيام التشريق، بل قد يكون فيه دليل على القول بذبح هدي التمتع والقران في الأيام المعلومات التي هي العشر الأوائل من ذي الحجة؛ لأن المقصود بذكر الله على بهيمة الأنعام في هذه الآية التسمية عند ذبحها، وعلى القول الآخر لأهل العلم بأن المقصود بالمعلومات: يوم النحر وأيام التشريق فليس في الآية أمر صريح بتحديد وقت الذبح، وإذا كان الدليل يفهم من ترتيب قضاء التفث على ذكر الله على بهيمة الأنعام- فإن هذا يعني بطلان أعمال الحج يوم العيد من رمي وحلق أو تقصير وطواف زيارة إذا فعل ذلك قبل الذبح أو النحر. ولا يخفى ما عليه إجماع أهل العلم قاطبة من أن الترتيب فيها مستحب، وأنه لا حرج في تقديم واحد منها على الآخر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن تقديم بعض هذه الأفعال على بعض قال: صحيح البخاري العلم (124) ,صحيح مسلم الحج (1306) ,سنن الترمذي الحج (916) ,سنن أبو داود المناسك (2014) ,سنن ابن ماجه المناسك (3051) ,مسند أحمد بن حنبل (2/ 202) ,موطأ مالك الحج (959) ,سنن الدارمي المناسك (1907).افعل ولا حرج فدل ذلك على أن غاية الأمر أن يكون مفهوم الترتيب الاستحباب، وبذلك ينتفي الاستدلال بالآية.
ثانيا: جاء في الصفحة الثالثة من البحث مناقشة الجصاص الاعتراض على منع تقديم ذبح هدي التمتع والقران بإجازة الصوم الذي هو بدل عنه قبل يوم النحر، وقد كانت مناقشة في حاجة إلى مناقشة بما يلي:
أ- جاء في قوله: إنه ثبت في السنة امتناع ذبح الهدي قبل يوم النحر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/281)
ويرد على ذلك: بأنه لو كان الأمر كما ذكر من ثبوت امتناع ذبح هدي التمتع والقران قبل يوم النحر بالسنة لما حصل الخلاف كما هو الحال في الأضحية، فقد ثبت بالسنة بدء وقت ذبحها، فانتفى الخلاف في ذلك.
والثابت بخصوص الهدي إنما هو في الهدي المسوق تطوعا يجوز ذبحه قبل يوم النحر، أما هدي المتعة والقران فإن القائلين بجواز ذبحه قبل يوم النحر يطالبون بالنص الصريح الثابت في امتناع ذبحه قبل يوم النحر من كتاب أو سنة، بل إنهم يستدلون بهما على جواز ذلك.
ب- ما ذكر: بأن الصوم مراعى ومنتظر به شيئان إلى آخر قوله). هذا القول يمكن أن يقال في هدي المتعة. وأيضا فإذا وجد المعنيان إتمام الحج والعمرة صح الهدي عن المتعة، وإذا عدم أحدهما بطل أن يكون هدي متعة وصار هدي تطوع كصيام التطوع.
ج- قوله: بأن الهدي رتب عليه أفعال أخرى من حلق وقضاء تفث وطواف زيارة فلذلك اختص بيوم النحر. مناقشة ذلك ما مر في الملاحظة الأولى.
ثالثا: جاء في الصفحة الثامنة من البحث ما نصه: فهذه الأحاديث منها ما هو نص في أن بدء وقت النحر للمتمتع والقارن يوم الأضحى، ومنها ما يدل عليه بمفهومه أو مع أمره صلى الله عليه وسلم أن نأخذ عنه المناسك وقد نحر عن نفسه وعن أزواجه يوم الأضحى، ونحر أصحابه كذلك، ولم يعرف عن أحد منهم أنه نحر هديه لتمتعه أو قرانه قبل يوم الأضحى فكان ذلك عمدة في التوقيت بما ذكر من جهات عدة.
إن ذلك ممكن أن يناقش بما يلي:
أ- إن المتتبع لجميع ألفاظ الأحاديث الواردة في البحث لا يجد فيها نصا على تحديد بدء وقت نحر هدي التمتع والقران بيوم الأضحى، وإنما النص في بعضها على أن من ساق الهدي فلا يجوز له الإحلال حتى ينحر هديه، ولا شك أن الهدي الذي ساقه صلى الله عليه وسلم وساقه بعض أصحابه ودخلوا به مكة في حجهم معه صلى الله عليه وسلم- هدي تطوع، دخل فيه هدي التمتع أو القران، فهو متصل به اتصال الجزء بكله بحيث لا يمكن فصله عنه.
ب- إن القول: بأن منها- أعني: الأحاديث الواردة في البحث- ما يدل مع أمره صلى الله عليه وسلم أن نأخذ عنه مناسكنا على بدء التحديد بيوم النحر- يرد عليه بإجماع الأمة على جواز ذبح هدي التمتع أو القران في اليوم الأول أو الثاني من أيام التشريق، وهو صلى الله عليه وسلم ذبح يوم العيد وقال: سنن النسائي مناسك الحج (3062).خذوا عني مناسككم فلو كان عموم قوله صلى الله عليه وسلم: سنن النسائي مناسك الحج (3062).خذوا عني مناسككم واردا على ذلك- لكان الذبح في أيام التشريق غير جائز للمخالفة، وقد لا يمكن القول بأن العموم مخصص بقوله صلى الله عليه وسلم: مسند أحمد بن حنبل (4/ 82).وكل أيام التشريق ذبح فقد تكلم رجال الحديث في هذه الزيادة بما لا يتسع المقام لذكره، وبما يبطل الاستدلال به للتخصيص، مع أن قوله صلى الله عليه وسلم: سنن النسائي مناسك الحج (3062).خذوا عني مناسككم عام في جميع أفعال النسك من ركن وواجب ومستحب، وفي قوله تعالى: سورة البقرة الآية 196 فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ تخصيص لعموم قوله صلى الله عليه وسلم: سنن النسائي مناسك الحج (3062).خذوا عني مناسككم.
ج- إن ما نحره نفسه هو هديه الذي ساقه صلى الله عليه وسلم تطوعا ودخل به مكة محرما،. وكان سوقه سبب امتناع عن الإحلال، وأما نحره صلى الله عليه وسلم عن أزواجه في حجه فقد ذهب بعض أهل العلم إلى أن ذلك أضحية منه عنهن.
قال ابن حزم: ووجدنا ما رويناه من طريق مسلم، نا أبو بكر بن أبي شيبة، نا عبدة بن سليمان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت: صحيح البخاري الحج (1694) ,صحيح مسلم الحج (1211).خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع موافين لهلال ذي الحجة، فكنت فيمن أهل بعمرة، فقدمنا مكة، فأدركني يوم عرفة وأنا حائض لم أحل من عمرتي، فشكوت ذلك إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: " دعي عمرتك، وانقضي رأسك، وامتشطي وأهلي بالحج " قالت: ففعلت، فلما كانت ليلة الحصبة وقد قضى الله حجنا أرسل معي عبد الرحمن بن أبي بكر، فأردفني، وخرج بي إلى التنعيم، فأهللت بعمرة، وقضى الله حجنا وعمرتنا، ولم يكن في ذلك هدي ولا صدقة ولا صوم. . . إلى أن قال: فإن قيل: قد صح
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/282)
أنه عليه السلام أهدى عن نسائه البقر، قلنا: نعم، وقد بين معنى ذلك الإهداء سفيان بن عيينة، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه، عن عائشة: أنه كان أضاحي، لا هدي متعة، ولا هديا عن قران. اهـ[المحلى] (7\ 193، 194). .
وعلى فرض أن ما ذبحه صلى الله عليه وسلم عن نسائه هدي تمتع أو قران فقد فعل الأفضل، ولا شك أن الأفضل ذبح ذلك يوم العيد.
د- وأما القول بأنه لم يعرف أحد من أصحابه نحر هدي تمتعه أو قرانه قبل يوم الأضحى- فإنه يمكن مناقشته: بأن عدم معرفة أحد من الصحابة نحر هديه قبل يوم الأضحى لا يعني منع ذلك، ولا نفي أن أحدا من الصحابة فعله، ثم إن الحديث الذي أخرجه الحاكم في [مستدركه] وذكر أنه على شرط مسلم، وأقره الذهبي - صريح في أن سعد بن أبي وقاص ذبح هديه قبل يوم النحر، وقد أخرجه الطبراني في [الكبير] وذكر: أن رجاله ثقات، وسيأتي مزيد من نقاش لهذا الحديث والاعتراض عليه بما في [مجمع الزوائد] عن عكرمة.
رابعا: جاء في الصفحة الثامنة من البحث الاحتجاج لذلك القول بالإجماع بما ذكره ابن عابدين، ويمكن أن يناقش ذلك بما يلي:
لعل ابن عابدين رحمه الله يقصد بالإجماع: إجماع أهل مذهبه، مع أن ابن قدامة رحمه الله نسب إلى أبي حنيفة القول بوجوب هدي التمتع بالإحرام بالحج، وذلك في كتاب [المغني] كما نسب ذلك إليه ابن العربي في كتاب [أحكام القرآن] وابن مفلح في كتابه [الفروع].
أما أن يقصد ابن عابدين إجماع الأمة على منع ذلك فبعيد جدا؛ لوجود الخلاف القوي في المسألة بين العلماء من مالكيين، وشافعيين، وحنابلة، وغيرهم، ولأن مثل ابن عابدين لا يخفى عليه الخلاف في المسألة، لا سيما وهو خلاف مشهور، وعلى فرض أن ابن عابدين يقصد بالإجماع إجماع الأمة فما ذكره غير صحيح، والخلاف في ذلك مشهور يعرفه الخاص والعام.
خامسا: جاء في الصفحة الثامنة من البحث الاحتجاج بالمعنى بما ذكره ابن قدامة رحمه الله بقوله: لأن ما قبل يوم النحر لا يجوز ذبح الأضحية فيه. . . إلى آخره.
ويمكن نقاش ذلك بما ذكره ابن قدامة نفسه توجيها للقول بجواز تقديم ذبح هدي التمتع والقران قبل يوم النحر حيث قال:
ووجه جوازه: أنه دم يتعلق بالإحرام وينوب عنه الصيام، فجاز قبل يوم النحر كدم الطيب، واللباس؛ ولأنه يجوز إبداله قبل يوم النحر فجاز أداؤه قبله كسائر الفديات. اهـ[المغني] ومعه [الشرح الكبير] (3\ 505).
وبما ذكره في توجيه رواية الوجوب بعد الإحرام بالحج بقوله؛ لأن الله تعالى قال: سورة البقرة الآية 196 فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ وهذا قد فعل ذلك؛ ولأن ما جعل غاية فوجود أوله كاف، كقوله تعالى: سورة البقرة الآية 187 ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ [المغني] ومعه [الشرح الكبير] (3\ 503). .
وبما ذكره الشافعي رحمه الله بقوله: وإذا ساق المتمتع الهدي معه أو القارن لمتعته أو قرانه، فلو تركه حتى ينحره يوم النحر كان أحب إلي، وإن قدم فنحره في الحرم أجزأ عنه من قبل أن على الناس فرضين: فرضا في الأبدان، فلا يكون إلا بعد الوقت، وفرضا في الأموال، فيكون قبل الوقت إذا كان شيئا مما فيه الفرض، اهـ[الأم] للشافعي (2\ 217). .
وبما ذكره ابن رجب في [قواعده] قال: العبادات كلها- سواء كانت بدنية أو مالية أو مركبة منهما- لا يجوز تقديمها على سبب الوجوب، ويجوز تقديمها بعد سبب الوجوب، أو قبل شرط الوجوب، ويتفرع على ذلك مسائل كثيرة، وذكر منها ما ذكرتم قال: ومنها صيام التمتع والقران، فإن سببه العمرة السابقة للحج في أشهره، فبالشروع في إحرام العمرة قد وجد السبب فيجوز الصيام بعده، وإن كان وجوبه متأخرا عن ذلك، وأما الهدي فقد التزمه أبو الخطاب في انتصاره، ولنا رواية: أنه يجوز ذبحه لمن دخل قبل العشر لمشقة حفظه عليه إلى يوم النحر. اهـ[القواعد] لابن رجب ص 6، 7. .
كما أنه يمكن مناقشة ما ذكره ابن قدامة رحمه الله من قياسه الهدي على الأضحية بما ذكره ابن مفلح في [الفروع] حيث قال: وقاسوه على الأضحية والهدي وهي دعوى. اهـ الفروع، (2\ 249).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/283)
سادسا: جاء في الصفحة التاسعة من البحث: اعتراض الرهوني على ما ذكره الأبي عن القاضي عياض في شرحه رواية مسلم: فأمرنا إذا أحللنا أن نهدي، ويجتمع النفر منا في الهدية، وذلك حين أمرهم أن يحلوا من حجهم. مع أن في الحديث حجة لمن يجيز للمتمتع نحر هديه بعد التحلل من العمرة وقبل الإحرام بالحج إلى آخره، حيث ذكر الرهوني أن لديه نسخة عتيقة مظنونا فيها الصحة، وليس فيها جواز نحر هدي المتمتع بعد التحلل من العمرة، وإنما ذكر فيها جواز تقليد الهدي قبل الإحرام بالحج إلى آخر ما ذكره الرهوني.
ويمكن مناقشة ذلك بما يلي:
أ- إن عبارة القاضي عياض في جواز نحر الهدي قبل الإحرام بالحج قد تناقلها شيوخ كبار في مذهب الإمام مالك، فقد نقلها عنه الأبي والسنوسي والدسوقي والبناني ومحمد عابد - فلم يعترض عليها واحد منهم، بل احتج بها بعضهم على رد تأويلات بعض شراح مختصر خليل في قوله: وأجزأ- أي: دم التمتع- قبله- أي: قبل يوم النحر- حينما قال بعضهم: إن المقصود بذلك تقليد الهدي وإشعاره لا ذبحه.
ب- إن احتجاج الرهوني لدعواه التصحيف بما لديه من نسخة يدعي قدمها والوثوق بها- فيه نظر، ولو سلم له احتجاجه لكان ذلك من أقصر الطرق لرد آراء العلماء وأقوالهم بإنكار نسبتها إليهم بالتصحيف فيما كتب عنهم، ثم هل يمكن أن تكون نسخة الرهوني هي الصحيحة الثابتة دون ما عداها مما لدى شيوخه وشيوخهم، إن العكس هو القريب الممكن المعقول.
ج- إن اللجنة أيدت دعوى التصحيف بما ذكره بأن اللخمي ذكر الخلاف في التقليد لا في النحر، وهذه الحجة ليست أكثر عجبا من سابقتها، فإن عدم ذكر الشخص الشيء لا يعني نفيه من الوجود واللخمي كغيره من عباد الله ينطبق عليه القول: (علمت شيئا وغابت عنك أشياء).
على أن المرء يقف حائرا في تكييف وجه الخلاف بين علماء المذهب المالكي في جواز تقليد الهدي وإشعاره بعد الفراغ من العمرة وقبل الإحرام بالحج إلا أن يكون المراد بذلك مآل التقليد والإشعار، وهو الذبح حسبما يفهم من التمثيل على جواز ذلك بقياسه على تقديم الكفارة قبل الحنث والزكاة قبل الحول، وأن ذلك مما تقتضيه السنة توسعة في جميع ذلك، فإن اقتضاء السنة التوسعة على العباد لا يعني الحرج وإيجاد العسر والمشقة في رعاية الهدي المقلد والمشعر حتى يأتي يوم النحر، فإن الحاج في شغل عنه بتهيئة أسباب حجه، من زاد وراحلة وغير ذلك، وإنما التوسعة عليه في إراحته من ملازمته ورعايته بذبحه بعد وجوبه، ولا شك أن المتتبع بإنصاف لنصوصهم يقوى لديه الظن بأنهم يقصدون بذلك الذبح؛ لما في جميع ذلك من التوسعة التي تقتضيها السنة.
د- إن الرهوني تعقب ما نقله الأبي عن المازري من قوله: مذهبنا: أن هدي التمتع إنما يجب بالإحرام بالحج وفي وقت جوازه ثلاثة أوجه: فالصحيح والذي عليه الجمهور أنه يجوز بعد الفراغ من العمرة وقبل الإحرام بالحج. اهـ[إكمال إكمال المعلم] (3\ 451). .
فقال: ليس فيه أن المراد بالجمهور جمهور أهل المذهب، وقد تقدم: أن المراد بهذه العبارة حيث أطلقها أهل الخلاف الكبير: جمهور المجتهدين، وإن كانت تشمل الإمام مالكا، لكن لا تصريح بنسبة ذلك إليه. ا هـ[حاشية الرهوني على شرح عبد الباقي مختصر خليل] (2\ 434). .
وهذا ما يفرح به القائلون بتقديم ذبح هدي التمتع قبل يوم النحر، فلأن يكون هذا القول قول جمهور المجتهدين من علماء الإسلام أمثال الإمام مالك أحب إليهم من أن يكون قول جمهور المالكيين من أمثال الرهوني وأترابه.
هـ- إن المتتبع لحواشي الرهوني يخرج من تتبعها بالحكم عليه بأنه ليس في مستوى قيادي في مذهبه يريد أن يقلل من شأن القول بجواز الذبح قبل يوم النحر بإنكار أن الجمهور القائلين به حسبما ذكره المازري جمهور المالكيين، وإنما هم جمهور المجتهدين أمثال مالك وغيره، وهذا تقوية للقول من حيث لا يدري مع أن المتتبع لقول المازري يخرج من تتبعه أنه يتحدث عن مذهبه وعن فقهاء مذهبه وأقوالهم، مما يدل على أن ما ذكرنا في الرهوني وارد، وإذا كان الرهوني على مستوى يسمح باعتباره إماما في مذهبه ومحققا، وإذا كانت نسخته هي المظنون بها الصحة، فكيف لنا تفسير نقله من نسخته، هذه التي لم يجد غيرها في ذلك الوقت حسبما ذكر، نقله آية من كتاب الله تعالى وأوردت خطأ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/284)
دون أن يشير إلى تصحيحها، فقد جاء في [حاشيته] ونقلته اللجنة عنه في السطر الثامن من الصفحة التاسعة من البحث ما نصه: ونصه: وقوله للمتمتعين: (فمن لم يجد هديا فليصم ثلاثة أيام في الحج وسبعة إذا رجعتم) نص في كتاب الله تعالى مما يلزم التمتع. إن صحة الآية: سورة البقرة الآية 196 فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ سابعا: جاء في الصفحتين العاشرة والحادية عشرة من البحث نقل طويل لشيخنا الشيخ محمد الأمين الشنقيطي - رحمه الله - وفيه يشير إلى تغليط من يجيز على المذهب المالكي ذبح الهدي قبل الإحرام بالحج بعد أن أورد مجموعة نصوص لشراح [مختصر خليل] يؤولون قوله: وأجزأ بما قبله.
ويمكن مناقشة ما ذكره بعض شراح المختصر من التأويلات بما قاله الدسوقي بعد أن أورد قول بعضهم: إن المراد بذلك: تقليد الهدي وإشعاره لا ذبحه.
قال: فيه نظر، فقد قال الأبي في [شرح مسلم] على أحاديث الاشتراك في الهدي على قول الراوي: وأمرنا إذا أحللنا أن نهدي ما نصه: (عياض) في الحديث حجة لمن يجوز نحر الهدي للمتمتع بعد الإحلال بالعمرة وقبل الإحرام بالحج، وهي إحدى الروايتين عندنا، والأخرى: أنه لا يجوز إلا بعد الإحرام بالحج؛ لأنه بذلك يصير متمتعا، وذكر بعضهم: أنه بعد الإحرام بالعمرة. اهـ.
وبه تعلم أنه يتعين صحة إبقاء كلام المصنف - أي: خليل - على ظاهره، وسقوط تعقب الشراح عليه، وتأويلهم له من غير داع لذلك. اهـ[حاشية الدسوقي على شرح الدردير على مختصر خليل] (2\ 27). . وقال الشيخ محمد عابد في شرح قول الماتن: ولا يجوز نحر هدي التمتع. قال: تبع في ذلك الحطاب في [مناسكه] والدردير وعبد الباقي على خليل عند قوله: وأجزأ قبله، حيث قال كل منهم: أي: إشعاره وتقليده لا نحره إذ لم يقل به أحد، وفي البناني ما يخالف ذلك، وحاصل ما فيه: أنه أطبق كثير من شراح خليل على تأويل قوله: أجزأ قبله - أي: الإشعار والتقليد - محتجين بأنه لم يصرح أحد من أهل المذهب بأن نحر الهدي قبل الإحرام بالحج مجزئ، وهو غير ظاهر؛ لقول الأبي في [شرح مسلم] على أحاديث الاشتراك في الهدي على قول الراوي: وأمرنا إذا أحللنا أن نهدي، ما نصه: عياض في الحديث حجة لمن يجوز نحر الهدي للمتمتع بعد التحلل من العمرة وقبل الإحرام بالحج، ثم ساق بقية كلام القاضي (عياض) وكلام المازري عن طريق الأبي [هداية المناسك]. .
ثامنا: جاء في الصفحة الرابعة عشرة من البحث مناقشة الرواية عن الإمام أحمد بجواز ذبح هدي من قدم به مكة قبل العشر خشية ضياعه أو سرقته، ويمكن نقاش ذلك بأن هذه المسألة خارجة عن موضوعنا؛ لأنها خاصة فيمن قدم مكة ومعه هدي، وموضوعنا خاص فيمن تمتع بالعمرة إلى الحج فاستوجب الهدي أيذبحه بعد وجوبه أم يؤخر ذبحه حتى يوم النحر؟
تاسعا: جاء في الصفحة الرابعة عشرة من البحث مناقشة الاستدلال على جواز الذبح قبل يوم النحر بآية: سورة البقرة الآية 196 فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ بأن هذا مجرد فهم للآية باجتهاد عارضه نص، هو قوله تعالى: سورة الحج الآية 28 لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ الآية.
وقد سبق مناقشة الاستدلال بهذه الآية في الملاحظة الأولى مما يغني عن إعادته.
عاشرا: جاء في الصفحة الخامسة عشرة من البحث مناقشة الاستدلال بحديث أبي الزبير عن جابر: فأمرنا إذا أحللنا أن نهدي، ويجتمع النفر منا في الهدي، وذلك حين أمرهم أن يحلوا من حجهم.
في هذا الحديث أمور ثلاثة يمكن أن تناقش بما يلي:
أ - التسليم بنفي التعارض بينه وبين الأحاديث الواردة في البحث، إذ ليس فيها ما يدل بصريح العبارة على منع تقديم ذبح هدي التمتع أو القران على يوم النحر، وقد سبقت مناقشة القول بدلالتها على المنع في الملاحظة الثالثة، وعليه فإن دلالة الحديث على إجازة الذبح بعد التحلل من العمرة وقبل الإحرام بالحج - قد فهمها علماء كبار من رجال الحديث وشراحه، أمثال: النووي والقاضي عياض والمازري والأبي والسنوسي وغيرهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/285)
ب - إن القول: بأن المقصود بقول جابر: فأمرنا إذا أحللنا أن نهدي. التحلل من الحج يرده مزيد التأمل والتدبر في نهاية الحديث، وذلك حين أمرهم أن يحلوا من حجهم، فلقد أمر صلى الله عليه وسلم أصحابه الذين أحرموا بالحج معه أن يحلوا منه إلى عمرة واشتد غضبه صلى الله عليه وسلم على قوم ترددوا في الأخذ بقوله وأمره. أما التحلل من الحج يوم العيد فإنه لا يكون بأمر، وإنما يحصل بأفعال يفعلها الحاج يوم العيد من رمي وحلق أو تقصير وطواف زيارة، وفضلا عن ذلك كله فإن راوي الحديث عن جابر - وهو: أبو الزبير - قد أبان المقصود من ذلك، فقد ذكر أبو عبد الله الأبي في شرحه [صحيح مسلم] عند كلامه على حديث جابر ما نصه: ويعني بقوله حين أمرهم: يعني: إحلال الفسخ الذي أمرهم به في حجة الوداع. اهـ.
إن القول: بأن في الحديث زيادة شاذة لمخالفتها ما سبق من الأدلة الصحيحة الخالية من هذه الزيادة، وأن مدارها على محمد بن بكر البرساني - يمكن أن يناقش بما يلي:
1 - نفي الشذوذ في هذه الزيادة، إذ هي لم تخالف غيرها من الروايات، فليس هناك حديث صحيح ينص على بدء وقت ذبح هدي التمتع والقران بيوم النحر، وإنما غاية ما في الأمر مفاهيم لا يجوز أن يحكم بها على زيادة من عدل رواها مسلم في [صحيحه] إذ الزيادة من العدل مقبولة.
2 - إن القول: بأن مدار هذه الزيادة على محمد بن بكر البرساني غير صحيح، فقد روى الإمام أحمد في [مسنده] هذا الحديث بكامل هذه الزيادة عن محمد بن بكر وروح بن عبادة القيسي فقال: حدثنا محمد بن بكر وروح قالا: حدثنا ابن جريج، أخبرني أبو الزبير: أنه سمع جابر بن عبد الله يحدث عن حجة النبي صلى الله عليه وسلم قال: مسند أحمد بن حنبل (3/ 378).فأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم إذا أحللنا أن نهدي ويجتمع النفر منا في البدنة وذلك حين أمرهم أن يحلوا من حجتهم. اهـ[مسند الإمام أحمد] (3\ 378). . وروح هو: روح بن عبادة القيسي، قال الحافظ ابن حجر: كان أحد الأئمة، وثقه علي بن المديني ويحيى بن معين ويعقوب بن شيبة وأبو عاصم وابن سعد والبزار، وأثنى عليه أحمد وغيره، وقال يعقوب بن شيبة: قلت لابن معين: زعموا أن ابن القطان كان يتكلم فيه فقال: باطل ما تكلم فيه. . إلى أن قال الحافظ: قلت: احتج به الأئمة كلهم. اهـ. [هدي الساري] (2\ 127). .
وقال الحافظ ابن حجر في محمد بن بكر ما نصه: وثقه أبو داود والعجلي، وقال عثمان الدارمي عن يحيى بن معين: ثقة، وقال أبو حاتم: شيخ محله الصدق. إلى آخر ما قال [هدي الساري] (2\ 159). .
وقال في [تهذيب التهذيب]: قال حنبل بن إسحاق عن أحمد: صالح الحديث، وقال الدوري عن ابن معين: ثنا البرساني، وكان والله ظريفا صاحب أدب، وقال عثمان الدارمي عن ابن معين: ثقة، وقال أبو داود والعجلي: ثقة. قال الحافظ: وذكره ابن حبان في الثقات، وقال هو وابن سعد وآخرون: مات سنة ثلاث ومائتين، زاد ابن سعد: بالبصرة في ذي الحجة وكان ثقة، وذكر الحافظ أنه أجاب عن قول الذهبي في البرساني، روى عن عبد الحميد بن جعفر عن هشام بن عروة في حديث بسرة في مس الذكر: أو أنثييه أو فرجه فرفع الزيادة، وإنما هي من قول عروة قال: قد أوضحت ذلك في المدرج وذكرت فيه من شاركه في رفع هذه الزيادة لكن عن غير شيخه وبينت سبب الإدراج ومستنده [تهذيب التهذيب] (9\ 78). . 3 - إن هذه الزيادة غير شاذة، ففضلا عن أن محمد بن بكر لم ينفرد بها، بل اشترك معه في روايتها عند أحمد روح بن عبادة وأنه ليس في الروايات الأخرى نص صريح في مخالفتها فقد تأيدت بما روى الحاكم في [مستدركه] والطبراني في [الكبير] من مسند أحمد بن حنبل (1/ 307).أنه صلى الله عليه وسلم أمر أصحابه بالإحلال من الحج وفسخه إلى عمرة إلا من ساق معه الهدي، ثم قسم صلى الله عليه وسلم يومئذ في أصحابه غنما فأصاب سعد بن أبي وقاص تيس فذبحه. وسيأتي مزيد نقاش لحديث الحاكم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/286)
ج - إن القول: بأن مسألة ذبح هدي التمتع والقران قبل يوم النحر من الأمور التي تتوافر الهمم والدواعي على نقلها لو كان فيها نص بالجواز، يمكن نقاشه: بأن الهمم والدواعي تتوافر أيضا على نقل ما فيها من نصوص تقتضي المنع لو كانت هناك نصوص في ذلك، وحيث لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم نص صريح في منع ذلك، وتعيين البدء بيوم النحر حتى يمكن أن يكون مخصصا لعموم قوله تعالى: سورة البقرة الآية 196 فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ - تعين الأخذ بعموم الآية، مع ما هناك من أدلة أخرى تسند الجواز، فمتى دخل الحاج في معنى التمتع وجب عليه الهدي، واستقر في ذمته حتى يؤديه؛ كاستقرار الكفارات في ذمة مستوجبها، وكوجوب الدماء في ذمة من استوجبها.
الحادية عشرة: جاء في الصفحة الخامسة عشرة من البحث الاستدلال للقائلين بجواز تقديم الذبح قبل يوم النحر بما ذكره الشيرازي. ولو أضيف إليه ما ذكره الشافعي في [الأم] وابن قدامة في [المغني] وابن رجب في [قواعده] مما تقدم لنا ذكره في الملاحظة الخامسة - لكان ذلك من إيفاء البحث حقه. ومع ذلك فإن مناقشته بأنه دليل اجتهادي في مقابل نص قد تقدم ردها بالمطالبة بالنص الصريح الثابت من كتاب أو سنة أو قول صحابي في تحديد بدء وقت ذبح هدي التمتع والقران بيوم النحر.
جاء في الصفحة السادسة عشرة من البحث مناقشة الاستدلال بآية سورة البقرة الآية 187 ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ في أن التمتع يحصل بأول جزء من الحج وهو الإحرام إلى آخره. من أن التمتع قد لا يتحقق بإحرام الحج لاحتمال فوات الوقوف بعرفة.
ويمكن نقاش ذلك: بأن هذا لا يمنع من لم يجد هديا أن يعدل إلى بدله وهو الصوم مع احتمال عدم التمكن من إكمال التمتع، فإذا جاز ذلك في البدل جاز في المبدل عنه.
الثانية عشرة: جاء في الصفحة السابعة عشرة من البحث مناقشة الاستدلال بحديث الحاكم بما رواه الإمام أحمد في [مسنده] عن طريق عكرمة مولى ابن عباس، وفيه: مسند أحمد بن حنبل (1/ 307).أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم يومئذ غنما يوم النحر في أصحابه وقال: " اذبحوهما لعمرتكم فإنها تجزئ إلى آخره. من أن رواية الإمام أحمد مفسرة لرواية الحاكم.
ويمكن مناقشة ذلك بما يلي: إن الروايتين لا يصلح أن تكون إحداهما مفسرة للأخرى؛ لانتفاء الإجمال في رواية الحاكم، فإنها صريحة في أن النبي صلى الله عليه وسلم قسم الغنم في أصحابه بعد الإحلال من العمرة وقبل الوقوف بعرفة، كما يتضح ذلك من سياق الحديث الذي لم تذكره اللجنة بتمامه. وتأسيسا عليه في النقاش فإنه يتعين ذكر نصه بتمامه. روى الحاكم في [مستدركه] قال: أخبرنا أبو الحسن علي بن عيسى بن إبراهيم، ثنا حمد بن النضر بن عبد الوهاب، ثنا يحيى بن أيوب، ثنا وهب بن جرير، ثنا أبي عن محمد بن إسحاق، ثنا ابن أبي نجيح عن مجاهد وعطاء عن جابر بن عبد الله قال: صحيح البخاري الاعتصام بالكتاب والسنة (6933) ,سنن النسائي مناسك الحج (2805) ,مسند أحمد بن حنبل (3/ 366).كثرت القالة من الناس: فخرجنا حجاجا حتى لم يكن بيننا وبين أن نحل إلا ليال قلائل أمرنا بالإحلال، فيروح أحدنا إلى عرفة وفرجه يقطر منيا، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقام خطيبا فقال: " أبالله تعلموني أيها الناس، فأنا والله أعلمكم بالله وأتقاكم له، ولو استقبلت من أمري ما استدبرت ما سقت هديا، ولحللت كما أحلوا، فمن لم يكن معه هدي فليصم ثلاثة أيام وسبعة إذا رجع إلى أهله، ومن وجد هديا فلينحر " فكنا ننحر الجزور عن سبعة، قال عطاء: قال ابن عباس رضي الله عنهما: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم يومئذ في أصحابه غنما، فأصاب سعد بن أبي وقاص تيسا فذبحه عن نفسه، فلما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة أمر ربيعة بن أمية بن خلف فقام تحت يدي ناقته، فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: " اصرخ أيها الناس، هل تدرون أي شهر هذا؟! إلى آخر الحديث، ثم قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم ولم يخرجاه، وأقره الذهبي على تصحيحه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/287)
فقوله صلى الله عليه وسلم: " أبالله تعلموني أيها الناس ". . . إلى قوله: " ومن وجد هديا فلينحر " صريح في الأمر بالنحر في ذلك الوقت الذي ألقى فيه كلمته التوجيهية. وقول جابر: فكنا ننحر الجزور عن سبعة، صريح في الامتثال لأمره صلى الله عليه وسلم يومئذ. وقول ابن عباس: مسند أحمد بن حنبل (1/ 307).إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم يومئذ غنما فأصاب سعد بن أبي وقاص تيسا فذبحه عن نفسه - بين أن ذلك هو زمن أمره صلى الله عليه وسلم أصحابه بالتحلل من الحج وفسخه إلى عمرة، ويؤيد ذلك روايتا مسلم وأحمد عن أبي الزبير عن جابر: فأمرنا إذا أحللنا أن نهدي ويجتمع النفر منا في الهدية، وذلك حين أمرهم أن يحلوا من حجهم.
ورواية عكرمة عن ابن عباس صريحة في أن الغنم التي قسمها صلى الله عليه وسلم في أصحاب سعد كان يوم النحر.
وبذلك يتضح التعارض بين الروايتين ويتعين المصير إلى الترجيح.
وعليه فيمكننا ترجيح رواية الحاكم على رواية الإمام أحمد بالأمور الآتية:
أ - إن رواية الحاكم فيها قصة، ورجال الحديث وحفاظه متفقون على أن القصة في الحديث من أدلة حفظه. قال ابن القيم - رحمه الله - في معرض توجيهه القول بالأخذ بحديث عائشة في إنكارها على زيد بن أرقم بيعه بالعينة - قال: وأيضا فإن في الحديث قصة. وعند الحفاظ إذا كان فيه قصة دلهم على أنه محفوظ [إعلام الموقعين] (3\ 217). .
ب - إن دلالة رواية الحاكم على أن سعد بن أبي وقاص ذبح تيسه بعد إحلاله من العمرة - مؤيدة برواية مسلم وأحمد عن جابر: فأمرنا إذا أحللنا أن نهدي ويجتمع النفر منا في الهدية وذلك حين أمرهم أن يحلوا من حجهم. قال أبو الزبير راوي الحديث عن جابر: ويعني بقوله: حين أمرهم، يعني: إحلال الفسخ الذي أمرهم به في حجة الوداع. اهـ.
ج - إن رجال رواية الحاكم ثقات، وعلى شرط مسلم، كما ذكر ذلك الحاكم، وأقره الذهبي، وفيهم عطاء أفقه الناس في المناسك، ومن أكثرهم علما وورعا وتقى. وقد روى صدرها عن جابر عطاء ومجاهد، وروى عجزها عن ابن عباس عطاء.
د - إن رواية الحاكم مؤيدة بما روى الطبراني عند الهيثمي في [مجمع الزوائد] في باب الخطب في الحج حيث قال: وعن ابن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم يومئذ في أصحابه غنما، فأصاب سعد بن أبي وقاص تيسا فذبحه، فلما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة أمر ربيعة بن أمية بن خلف، فقام تحت يدي ناقته وكان رجلا صيتا، فقال: " اصرخ: أيها الناس، أتدرون أي شهر هذا؟!. . . إلى آخره، قال الهيثمي: رواه الطبراني في [الكبير] ورجاله ثقات [مجمع الزوائد] (3\ 271).، فقد رتب رواية وقوفه صلى الله عليه وسلم بعرفة وخطبته في الناس على رواية تقسيمه صلى الله عليه وسلم الغنم في أصحابه وإصابة سعد بن أبي وقاص تيسا منها وذبحه، كما هو الحال في رواية الحاكم.
هـ - إن رواية الإمام أحمد التي فيها: قسم غنما يوم النحر في أصحابه. من طريق عكرمة مولى ابن عباس، ولا يخفى ما لعطاء على عكرمة من الفضل والتقديم والثقة. فإن عكرمة وإن اعتبره بعض أهل العلم، فيكفينا لرد الاحتجاج بروايته إذا عارضت رواية رجال ثقات أمثال عطاء وغيره ممن اعتبرهم أهل العلم ووثقوهم - يكفينا لذلك ما ذكره الحافظ الذهبي في كتابه [ميزان الاعتدال] حيث قال عن عكرمة ما يلي:
قال محمد بن سيرين: ما يسوءني أن يكون من أهل الجنة، ولكنه كذاب، وقال ابن المسيب لمولاه برد: لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس، وقال وهيب: شهدت يحيى بن سعيد الأنصاري ذكر عكرمة فقال: كذاب. وروى جرير عن يزيد بن أبي زيادة عن عبد الله بن الحارث قال: دخلت على علي بن عبد الله، فإذا عكرمة في وثاق عند باب الحش فقلت له: ألا تتق الله، فقال: إن هذا الخبيث يكذب على أبي. وقال ابن أبي ذئب: رأيت عكرمة وكان غير ثقة. وقال مطرف بن عبد الله: سمعت مالكا يكره أن يذكر عكرمة ولا رأى أن يروى عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/288)
قال أحمد بن حنبل: ما علمت أن مالكا حدث بشيء لعكرمة إلا في الرجل يطأ امرأته قبل الزيارة، رواه عن ثور عن عكرمة. وقال محمد بن سعد: كان عكرمة كثير الحديث والعلم بحرا من البحور، وليس يحتج بحديثه ويتكلم الناس فيه، وقال خالد بن خداش: شهدت حماد بن زيد في آخر يوم مات فيه فقال: أحدثكم بحديث لم أحدث به قط؛ لأني أكره أن ألقى الله ولم أحدث به. سمعت أيوب يحدث عن عكرمة أنه قال: إنما أنزل الله متشابه القرآن ليضل به، قلت - القائل الحافظ الذهبي -: ما أسوأها عبارة وأخبثها، بل أنزله ليهدي به ويضل الفاسقين، وقال قطر بن خليفة: قلت لعطاء: إن عكرمة يقول: قال ابن عباس: سبق الكتاب الخفين. فقال: كذب عكرمة، سمعت ابن عباس يقول: لا بأس بمسح الخفين وإن دخلت الغائط، قال عطاء: والله إن كان بعضهم ليرى أن المسح على القدمين يجزئ، وثبت عن أحمد بن حنبل أنه قال في عكرمة: كان يرى رأي الصفرية، وقال ابن المديني: كان يرى رأي نجدة الحروري، وقال عطاء: كان أباضيا. وقال مصعب الزبيري: كان عكرمة يرى رأي الخوارج. وقال يحيى بن بكير: قدم عكرمة مصر وهو يريد المغرب، قال: فالخوارج الذين هم بالمغرب عنه أخذوا. إلى آخر ما ذكره [ميزان الاعتدال] (3\ 93 - 96). .
و - ما في رواية عكرمة من الإشكال في قوله: " اذبحوها لعمرتكم، فإنها تجزئ " إذ ليس على العمرة دم، والتمتع والقران لا يسمى أحدهما عمرة فما نوع هذه العمرة المستوجبة للدم؟ ثم إن التعبير بلفظ: فإنها تجزئ، تعبير رديء ركيك ساذج ينزه الأسلوب النبوي عن مستواه. إنه يشبه من يقدم لشخص جائع طعاما ثم يقول له: كله فإنه يرفع الجوع ويدفعه. اللهم إلا أن يكون الغرض من ذلك أنه قسم غنما رديئة لا يجزئ مثلها هديا فاعتبر لها حكما خاصا في الإجزاء كعناق خال البراء بن عازب. وهذا مما لا نستطيع اعتباره والقول به، فمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أرفع وأعلى من أن يرتضي لربه نسائك رديئة يتقرب بها إليه. وقد تقرب صلى الله عليه وسلم لربه بهدي جزل بلغ مائة بدنة.
الثالثة عشرة: جاء في الصفحة السابعة عشرة من البحث مناقشة ما ذكره الشيرازي من الأمر المعنوي في جواز الذبح قبل يوم النحر بأمور ثلاثة يمكن نقاش أحدها بنفي وجود النص الصريح المقتضي منع ذبح هدي التمتع والقران قبل يوم النحر حتى يقال بمصادمته للاجتهاد فضلا عن أن القول بالجواز مؤيد بالكتاب والسنة وعمل الصحابة، وقد مر بسط ذلك مما يغني عن إعادته.
كما يمكن نقاش الأمر الثاني بما ذكره في الملاحظة الثانية.
ويمكن نقاش الأمر الثالث بأن ما يذكره ابن القيم - رحمه الله - أو غيره من أهل العلم لا يكون حجة حتى يستند قوله على ما يؤيده من كتاب أو سنة أو إجماع أو قياس صحيح. أما إذا كان قوله مجرد رأي فإنه رجل وغيره رجال.
الرابعة عشرة: جاء في الصفحة الثامنة عشرة من البحث نفي الفرق بين الأضحية والهدي في الوقت.
ويمكن نقاش ذلك: بأنه قياس مع الفارق، فالأضحية عبادة مستقلة جاء النص الصريح بتحديد بدء وقت جواز ذبحها، وكاد الإجماع ينعقد على تحديد نهاية الوقت بنهاية اليوم الثاني أو الثالث من أيام التشريق على خلاف بين أهل العلم، أما الهدي الواجب للتمتع أو القران فليس عبادة مستقلة، وإنما هو جزء من أعمال الحج لم يرد نص صريح من كتاب أو سنة بتحديد انتهاء وقته، وقد جاء النص بوجوبه عند حصول التمتع، قال تعالى: سورة البقرة الآية 196 فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنَ الْهَدْيِ فمن تمتع بالعمرة إلى الحج فقد وجب عليه الهدي واستقر في ذمته حتى يؤديه، قال ابن حزم - رحمه الله - بعد أن ذكر أن هدي التمتع يجب بالإحرام بالحج بعد التحلل من العمرة - قال ما نصه:
وأما ذبحه ونحره بعد ذلك فلأن هذا الهدي قد بين الله تعالى أول وقت وجوبه، ولم يحدد آخر وقت وجوبه بحد، وما كان هكذا فهو دين باق أبدا حتى يؤدى، والأمر به ثابت حتى يؤدى، ومن خصه بوقت محدود فقد قال على الله ما لم يقله عز وجل، وهذا عظيم جدا. اهـ[المحلى] (7\ 155). .
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/289)
وقد رد بعض أهل العلم قياس هدي التمتع والقران على الأضحية أو هدي التطوع، فقال ابن مفلح: وقاسوه على الأضحية والهدي وهي دعوى [الفروع] (2\ 249). . ا هـ.
وقال النووي: ويخالف الأضحية؛ لأنه منصوص على وقتها. اهـ[المجموع] (7\ 180). .
الخامسة عشرة: جاء في الصفحة الثامنة عشرة الاحتجاج على تحديد وقت انتهاء الذبح باليوم الثاني من أيام التشريق بالإجماع بما ذكره الجصاص عن بعض الصحابة، وأنه لا يجوز لمن بعدهم مخالفتهم.
ويمكن نقاش ذلك بأمرين:
أحدهما: أن المقصود بالذبح ذبح هدي التطوع والأضاحي لا ذبح هدي المتعة والقران؛ لورود النص فيهما دون هدي المتعة والقران ولاختلافه عنهما.
الثاني: استبعاد أن الجصاص يقصد بقوله: وأنه لا يجوز لمن بعدهم مخالفتهم؛ انعقاد الإجماع على ذلك، وعلى فرض أنه يقصد الإجماع فإن النقل عن بعض الصحابة في حكم مسألة لا يعني إجماع كل الصحابة على القول به حتى يرد النص بنفي الخلاف بينهم فيها ما لم تكن مبنية على نص صريح ثابت من كتاب أو سنة.
السادسة عشرة: جاء في الصفحة الثانية من البحث نقول عن الرملي والفتوحي من الشافعية: بأن وقت ذبح الهدي محدود بوقت ذبح الأضحية على الصحيح، وصحح ذلك النووي والرافعي.
ويمكن نقاش ذلك: بأن مقصود الرملي والنووي والرافعي بالهدي هو هدي التطوع.
وفيما يلي بعض النصوص في بيان ذلك:
قال النووي: (فرع) في وقت ذبح الأضحية والهدي المتطوع بهما والنذور، فيدخل وقتهما إذا مضى قدر صلاة العيد وخطبتين معتدلتين بعد طلوع الشمس يوم النحر، سواء صلى الإمام أو لم يصل، وسواء صلى المضحي أو لم يصل، ويبقى إلى غروب الشمس من آخر أيام التشريق، ويجوز في الليل لكنه مكروه. . . إلى أن قال: وأما الدماء الواجبة في الحج بسبب التمتع أو القران أو اللبس أو غير ذلك من فعل محظور أو ترك مأمور، فوقتها من حين وجوبها بوجود سببها، ولا تختص بيوم النحر ولا غيره. اهـ[الإيضاح] ص 375، 376. .
وقال في موضع آخر: ووقت وجوب دم التمتع إذا أحرم بالحج، فإذا وجب جازت إراقته ولم يتوقت بوقت كسائر دماء الجبرانات. اهـ. [الإيضاح] ص 522. .
وقال الشربيني: وسيأتي في آخر الباب محرمات الإحرام على الصواب ما نصه: ووقته وقت الأضحية على الصحيح هذا بناه المصنف على ما فهمه من أن مراد الرافعي بالهدي هنا المساق تقربا إلى الله تعالى فاعترضه هنا، وفي [الروضة] و [المجموع] واعترض الأسنوي المصنف بأن الهدي يطلق على دم الجبرانات والمحظورات، وهذا لا يختص بزمان، وهو المراد هنا، وفي قوله: أولا ثم يذبح من معه هدي، وعلى ما يساق تقربا إلى الله، وهذا هو المختص بوقت الأضحية على الصحيح، وهو المذكور في آخر باب محرمات الإحرام فلم يتوارد الكلامان على محل واحد حتى يعد ذلك تناقضا. وقد أوضح الرافعي ذلك في باب الهدي من [الشرح الكبير] فذكر: أن الهدي يقع على الكل، وأن الممنوع فعله في غير وقت الأضحية هو ما يسوقه المحرم، لكنه لم يفصح في [المحرر] عن المراد كما أفصح عنه في [الكبير] فظن المصنف - هو النووي - أن المسألة واحدة فاستدرك عليه، وكيف يجيء الاستدراك مع تصريح الرافعي هناك بما يبين المراد؟!. اهـ[مغني المحتاج] (1\ 504). .
وبهذا يتضح أن النووي والرافعي والرملي يقصدون بتوقيت ذبح الهدي بوقت الأضحية ما يساق هديا تقربا إلى الله تعالى على سبيل التطوع أو النذر، أما هدي المتعة والقران فنصوصهم صريحة متضافرة على جواز ذبحها بعد وجوبها.
هذا ما تيسر إيراده، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
ـ[عبدالرحمن الفقيه]ــــــــ[05 - 12 - 08, 05:05 م]ـ
ولا يخفى ما عليه إجماع أهل العلم قاطبة من أن الترتيب فيها مستحب، وأنه لا حرج في تقديم واحد منها على الآخر؛ لقوله صلى الله عليه وسلم حينما سئل عن تقديم بعض هذه الأفعال على بعض قال افعل ولا حرج فدل ذلك على أن غاية الأمر أن يكون مفهوم الترتيب الاستحباب، وبذلك ينتفي الاستدلال بالآية.
.
مذهب الحنفية في الترتيب ليس على الاستحباب.
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 12 - 08, 05:31 م]ـ
عكرمة ثبت والمقارنة بينه وبين عطاء خطأ لأن الراوية عن عطاء عند الحاكم فيها محمد بن إسحاق
وليس رواة الحاكم على شرط مسلم لأن محمد بن إسحاق ليس من شرط مسلم في الأصول
وكثير من أهل العلم لا يحتج بمحمد بن إسحاق في الأحكام
وهذه رواية الطبراني
(حدثنا محمد بن علي بن الأحمر الناقد البصري ثنا محمد بن يحيى القطعي ثنا وهب بن جرير ثنا أبي قال سمعت محمد بن إسحاق ثنا عبد الله بن أبي نجيح قال عطاء قال ابن عباس: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قسم يومئذ في أصحابه غنما فأصاب سعد بن أبي وقاص تيسا فذبحه عن نفسه فما وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة أمر ربيعة بن أمية بن خلف فقام تحت يدي ناقته وكان رجلا صيتا فقال: اصرخ أيها الناس أتدرون أي شهر هذا؟ فصرخ فقال الناس: الشهر الحرام فقال: اصرخ أتدرون أي بلد هذا؟ قالوا: البلد الحرام قال: اصرخ هل تدرون أي يوم هذا؟ قالوا: الحج الأكبر فقال: اصرخ فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: إن الله عز وجل قد حرم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة شهركم هذا وكحرمة بلدكم هذا وكحرمة يومكم هذا فقضى رسول الله صلى الله عليه وسلم حجه فقال حين وقف بعرفة: هذا الموقف وكل عرفة موقف وقال حين وقف على قزح: هذا الموقف وكل مزدلفة موقف)
انتهى
وابن أبي نجيح منسوب إلى التدليس ولم يصرح بالسماع من عطاء
وفي الإسناد محمد بن إسحاق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/290)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 12 - 08, 06:36 م]ـ
قال الإمام أحمد - رحمه الله
(حدثنا حجاج بن محمد عن ابن جريج قال أخبرنى عكرمة مولى ابن عباس وزعم أن ابن عباس أخبره أن النبى -صلى الله عليه وسلم- قسم غنما يوم النحر فى أصحابه وقال «اذبحوها لعمرتكم فإنها تجزئ عنكم». فأصاب سعد بن أبى وقاص تيس)
انتهى
وهذا الإسناد موضع تأمل
فابن جريج لم يسمع من عكرمة
وتعبير الشيخ - وفقه الله -
(ما في رواية عكرمة من الإشكال في قوله: " اذبحوها لعمرتكم، فإنها تجزئ " إذ ليس على العمرة دم، والتمتع والقران لا يسمى أحدهما عمرة فما نوع هذه العمرة المستوجبة للدم؟ ثم إن التعبير بلفظ: فإنها تجزئ، تعبير رديء ركيك ساذج ينزه الأسلوب النبوي عن مستواه. إنه يشبه من يقدم لشخص جائع طعاما ثم يقول له: كله فإنه يرفع الجوع ويدفعه. اللهم إلا أن يكون الغرض من ذلك أنه قسم غنما رديئة لا يجزئ مثلها هديا فاعتبر لها حكما خاصا في الإجزاء كعناق خال البراء بن عازب. وهذا مما لا نستطيع اعتباره والقول به، فمقام رسول الله صلى الله عليه وسلم أرفع وأعلى من أن يرتضي لربه نسائك رديئة يتقرب بها إليه. وقد تقرب صلى الله عليه وسلم لربه بهدي جزل بلغ مائة بدنة) انتهى
فيه ما فيهمما لا يخفى وما لا ينبغي
ـ[ابن وهب]ــــــــ[05 - 12 - 08, 07:03 م]ـ
فلعل الصواب أخبرت بدل أخبرني فليحرر(72/291)
أبحث عن روابط لهذا البعض
ـ[أبو الدرداء ياسين]ــــــــ[26 - 12 - 06, 02:33 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
سؤالي هو: هل صحيح أن فك أزرار القميص من السنن المهجورة؟ من يدلني على الروابط الخاصة بالموضوع التي سبق نشرها في الملتقى. وجزاكم الله خيرا(72/292)
أبحث عن روابط لهذا الموضوع
ـ[أبو الدرداء ياسين]ــــــــ[26 - 12 - 06, 02:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله:
سؤالي هو: هل صحيح أن فك أزرار القميص من السنن المهجورة؟ من يدلني على روابط لهذا الموضوع؟ وجزاكم الله خيرا.
ـ[المسيطير]ــــــــ[26 - 12 - 06, 08:21 ص]ـ
من السنن المهجورة حل الأزرار .... أرجو الاطلاع
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=2559(72/293)
كلمة عجيبة لسفيان في ابن المبارك!
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 08:15 ص]ـ
قال ابن عيينة: [نظرت في أمر الصحابة فما رأيت لهم فضلا على ابن المبارك إلا لصحبتهم النبي صلى الله عليه وسلم وغزوهم معه]. تاريخ بغداد 10/ 163 من مقدمة السامرائي في تحقيقه لمسند ابن المبارك.
إنها لكلمة عظيمة عجيبة!، وهذا يدلك على فضل هذا الإمام الزاهد العابد المحدث الحافظ المجاهد.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[26 - 12 - 06, 11:54 ص]ـ
!!!
أعتقد أن المقولة تقبل النقاش
ولا تؤخذ على التسليم المطلق.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 08:47 م]ـ
!!!
أعتقد أن المقولة تقبل النقاش
ولا تؤخذ على التسليم المطلق.
بارك الله بك أخي أبا ثابت، هات ما عندك ...
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 09:12 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي المكرم الفضلي ..
بل هذا رأيي في ابن المبارك قبل أن أقرأ هذه المقولة من الإمام الكبير الحافظ المفسر ابن عيينة
لأنه اجتمعت فيه صفات .. قلما تجتمع في أحد ..
ما بين جهاد بالسنان في خضم وهج السنابك .. فلم يصرفه علمه عن المرابطة في الثغور
وبين علم عظيم .. وورع نادر .. وكرم لا يبلغ شأوه فيه أحد إلا على سيبيل الندرة
وجزاكم الله خيرا على هذا النقل المستطاب
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 09:27 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي المكرم الفضلي ..
بل هذا رأيي في ابن المبارك قبل أن أقرأ هذه المقولة من الإمام الكبير الحافظ المفسر ابن عيينة
لأنه اجتمعت فيه صفات .. قلما تجتمع في أحد ..
وجزاكم الله خيرا على هذا النقل المستطاب
وإياك أخي الكريم، وصدقت.
ـ[أبو ثابت]ــــــــ[11 - 03 - 07, 04:51 م]ـ
أستاذي الكريم: علي الفضلي
مهما عظم شأن المرء فلن يبلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه
والعبارة فيها ما فيها خصوصاً مع السابقين الأولين منهم رضي الله عنهم ورضوا عنه.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[11 - 03 - 07, 05:43 م]ـ
مهما عظم شأن المرء فلن يبلغ مدَّ أحدهم ولا نصيفه
صدقت أخي الحبيب، ولو تأملت كلام ابن عيينة - رحمه الله تعالى - لوجدت أن كلامك هذا يوافق - ضمنا - الاستثناء الذي استثناه الإمام ابن عيينة، ألا وهو الصحبة، هذه المنزلة العظيمة التي لا يداني شأوها عمل عامل مهما عمل ممن جاءوا من بعد الصحابة الكرام.
ـ[عادل المامون]ــــــــ[12 - 03 - 07, 03:00 ص]ـ
الامام ابن المبارك له باع طويل في الزهد والورع ومراقبة الله ولكننا لا نستطيع ان نؤكد انه ه في الجنة (كما تعلمون) كما في حال كثير من الصحابة المشهود لهم بالجنة
وقد يكون اجتهد كثيرا في العبادة وممكن ان يكون اكثر من الصحابة ولكن النبي رضي الله عنهم وان الله (فعلم مافي قلوبهم) (لقد رضي الله عن المؤمنين) ولكن لا نقلل من شأن الامام ابن المبارك ونعلم انه يفوق كثير من اقرانه في الزهد والعلم والطاعة ولكن لا نقارن بينه وبين الصحابة
وهذا مااقر به عمر بن عبد العزيز
والنقطة الاهم ان الصحابة هم (الصحابة) فهم اهل السبق ويكفي انهم صحابة خير خلق الله
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 08 - 07, 11:03 م]ـ
الامام ابن المبارك له باع طويل في الزهد والورع ومراقبة الله ولكننا لا نستطيع ان نؤكد انه ه في الجنة (كما تعلمون) كما في حال كثير من الصحابة المشهود لهم بالجنة
وقد يكون اجتهد كثيرا في العبادة وممكن ان يكون اكثر من الصحابة ولكن النبي رضي الله عنهم وان الله (فعلم مافي قلوبهم) (لقد رضي الله عن المؤمنين) ولكن لا نقلل من شأن الامام ابن المبارك ونعلم انه يفوق كثير من اقرانه في الزهد والعلم والطاعة ولكن لا نقارن بينه وبين الصحابة
وهذا مااقر به عمر بن عبد العزيز
والنقطة الاهم ان الصحابة هم (الصحابة) فهم اهل السبق ويكفي انهم صحابة خير خلق الله
أحسنت وجزاك الله خيرا.
ـ[العوضي]ــــــــ[04 - 03 - 09, 04:12 م]ـ
بارك الله في الأخ علي على هذه الفائدة , وفي الاخوة على هذا النقاش الطيب الراقي , فحقا استفدت
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 03 - 09, 04:21 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء ياشيخ علي ... ولاعدمنا فوائدك ولطائفك ونقولاتك عن الأئمة الأعلام.
قال الحافظ الذهبي رحمه الله تعالى في السير عن ابن المبارك رحمه الله:
(اجتمع جماعة مثل الفضل بن موسى، ومخلد بن الحسين، فقالوا: تعالوا نعدّ خصال ابن المبارك من أبواب الخير، فقالوا:
العلم، والفقه، والأدب، والنحو، واللغة، والزهد، والفصاحة، والشعر، وقيام الليل، والعبادة، والحج، والغزو، والشجاعة، والفروسية، والقوة، وترك الكلام فيما لا يعنيه، والإنصاف، وقلة الخلاف مع أصحابه).
ـ[م ع بايعقوب باعشن]ــــــــ[04 - 03 - 09, 04:23 م]ـ
رحم الله أئمتنا
فهم لا يلقون الكلام على عواهنة
وأصلحك الله أخانا أبو ثابت
فلن تبلغ مد أحدهم أو نصيفة في وزنهم للكلام قبل أن ينطقوه
ـ[السوادي]ــــــــ[04 - 03 - 09, 04:59 م]ـ
الله المستعان بارك الله فيكم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/294)
ـ[أبو صخر الغامدي]ــــــــ[05 - 03 - 09, 02:29 م]ـ
يقول عنه ابن حجر في تقريب التهذيب صفحة 338 من طبعة بيت الأفكار الدولية (ثقة ثبت فقيه عالم جواد, جمعت فيه خصال الخير)
ـ[أبو اسحاق الصبحي]ــــــــ[05 - 03 - 09, 03:52 م]ـ
بارك الله فيك شيخنا على الدرر
ـ[راشد بن عبد الرحمن البداح]ــــــــ[07 - 03 - 09, 02:00 م]ـ
وأصلحك الله أخانا أبو ثابت
فلن تبلغ مد أحدهم أو نصيفة في وزنهم للكلام قبل أن ينطقوه
أخي با يعقوب: ألا ترى أنك قسوت على أخينا أبي ثابت؟
وهو - نحسبه - ماأراد إلا خيرًا!
ـ[ابن عبد السلام الجزائري]ــــــــ[08 - 03 - 09, 12:40 ص]ـ
أخي با يعقوب: ألا ترى أنك قسوت على أخينا أبي ثابت؟
وهو - نحسبه - ماأراد إلا خيرًا!
ما قسا عليه بل رفع من شأنه ألا ترى أنه قارن بينه وبين الصحابة رضي الله عنهم! (ابتسامة)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[10 - 03 - 09, 07:05 ص]ـ
الإخوة الأفاضل والمشايخ الأحبة:
أبا حمدان، العوضي، المسيطير، باعشن، السوادي، الغامدي، الصبحي، البداح، الجزائري.
جزاكم الله خيرا، وبارك الله فيكم.(72/295)
فضائل معاوية - رضي الله عنه -.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 09:48 ص]ـ
فضائل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وثناء السلف عليه
قد جاءت في فضله أدلة من الكتاب والسنة وهي تنقسم إلى قسمين:
1 - أدلة عامة:وهي التي جاءت في فضائل الصحابة رضي الله عنهم أجمعين ولا شك أن معاوية رضي الله عنه داخل في هذا الفضل.
فما الذي يخرج معاوية رضي الله عنه من عموم هذه الأدلة؟!
قال ابن القيم رحمه الله في «المنار المنيف» (93): «فيما صح في مناقب الصحاب على العموم ومناقب قريش فمعاوية رضي الله عنه داخل فيه».
2 - أدلة خاصة:
جاءت في فضل معاوية بخصوصه وإليك هذه الأدلة التي تدل على فضله رضي الله عنه وبعض آثار السلف رحمهم الله تعالى.
* قال عمير بن سعد رضي الله عنه: لا تذكروا معاوية إلا بخير فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «اللهم أجعله هادياً مهدياً وأهد به».
رواه البخاري في «التاريخ الكبير» (5/ 240)، وأحمد في «المسند» (17929)، والترمذي في «جامعه» (3843)، والطبراني في «المعجم الأوسط» (656)، وفي «مسند الشاميين» (2198)، وابن أبي عاصم في «الآحاد والمثاني» (3129)، والأجري في «الشريعة» (1915،1914)، والخطيب في «تاريخه» (1/ 207)، وأبو نعيم في «الحلية» (8/ 358)، وفي «أخبار أصبهان» (1/ 180)، والخلال في «السنة» (676) وهو صحيح.
* روى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس قال: كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب، فجاء فحطأني حطاة (1) وقال: «اذهب وادع لي معاوية»، قال: فجئت فقلت: هو يأكل، قال: ثم قال لي: «أذهب فادع لي معاوية». قال: فجئت فقلت: هو يأكل، فقال: «لا أشبع الله بطنه».
قال الحافظ ابن عساكر: «أصح ما ورد في فضل معاوية».
وقال الإمام النووي رحمه الله في «شرحه على مسلم» (16/ 156): «قد فهم مسلم رحمه الله من هذا الحديث أن معاوية لم يكن مستحقاً للدعاء عليه فلهذا أدخله في هذا الباب، وجعله من مناقب معاوية لأنه في الحقيقة يصير دعاء له».
وقال الحافظ الذهبي في «تذكرة الحفاظ» (2/ 699): «لعل هذه منقبة لمعاوية لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «اللهم من لعنته أو شتمته فاجعل ذلك له زكاة ورحمة».
وقال في «سير النبلاء» (14/ 130): «لعل أن يقال هذه منقبة لمعاوية، لقوله صلى الله عليه وسلم: «اللهم من لعنته أو سببته فاجعل ذلك زكاة ورحمة».
* أخرج البخاري رحمه الله في صحيحه (2636) , ومسلم (5925) عن أنس بن مالك عن خالته أم حرام بنت ملحان قالت: نام النبي صلى الله عليه وسلم يوماً قريباً مني ثم أستيقظ يبتسم فقلت: ما أضحكك؟ قال: «أناس من أمتي عرضوا علي يركبون هذا البحر الأخضر كالملوك على الأسرة»، قالت: فادع الله أن يجعلني منهم، فدعا لها ثم نام الثانية ففعل مثلها فقالت قولها، فأجابها مثلها، فقالت: أدع الله أن يجعلني منهم، فقال: «أنت من الأولين» فخرجت مع زوجها عبادة بن الصامت غازياً أول ما ركب المسلمون البحر مع معاوية فلما انصرفوا من غزوتهم قافلين فنزلوا الشام فقربت إليها دابة لتركبها فصرعتها فماتت.
وأخرج البخاري (2766) أيضاً من طريق أم حرام بنت ملحان رضي الله عنها قالت: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا»، قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: «أنت فيهم» ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: «أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر – أي القسطنطينية – مغفور لهم»، فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: «لا».
وهذا الحديث فيه منقبة لمعاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه وذلك لأن أول جيش غزى في البحر كان بإمرة معاوية.
قال ابن حجر في «الفتح» (6/ 120): «قال المهلب في هذا الحديث: منقبة لمعاوية لأنه أول من غزا البحر».
وقال ابن حجر في «الفتح» أيضاً (6/ 121): «ومعنى أوجبوا: أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة».
وقال المناوي في «فيض القدير» (3/ 84): «أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة أو أوجبوا لأنفسهم المغفرة والرحمة».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/296)
قال ابن عبدالبر في «التمهيد» (1/ 235): «وفيه فضل لمعاوية رحمه الله إذ جعل من غزا تحت رايته من الأولين ورؤيا الأنبياء صلوات الله عليهم وحي».
وقال ابن حجر في «الفتح» (11/ 3): «قوله: «ناس من أمتي عرضوا علي غزاة ... » يشعر بأن ضحكه كان إعجاباً بهم، وفرحاً لما رأى لهم من المنزلة الرفيعة».
ومن مناقبه أنه أحد كتاب الوحي:
في «صحيح مسلم» (2501) عن ابن عباس قال: كان المسلمون لا ينظرون إلى أبي سفيان ولا يقاعدونه فقال للنبي صلى الله عليه وسلم: يا نبي الله ثلاث أعطنيهن. قال: نعم. قال: عندي أحسن العرب وأجمله أم حبيبة بنت أبي سفيان أزوجكها. قال: نعم. قال: ومعاوية تجعله كاتباً بين يديك. قال: نعم. قال: وتؤمرني حتى أقاتل الكفار كما كنت أقاتل المسلمين. قال: نعم.
قال الإمام أحمد: معاوية رضي الله عنه كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحيه عز وجل.
وقد نقل الإمام ابن تيمية في منهاج السنة النبوية (4/ 427) قول ابن المطهر الرافضي عن أهل السنة «وسموه كاتب الوحي ولم يكتب له كلمة من الوحي» ا. هـ قال الإمام ابن تيمية: «فهذا قول بلا حجة , فما الدليل على أنه لم يكتب له كلمة واحدة من الوحي , وإنما كان يكتب له الرسائل» ا. هـ.
وقال في (4/ 442) من منهاج السنة عن معاوية: «هو واحد من كتاب الوحي».
وفي كتاب السنة للخلال (2/ 434) قال الإمام أحمد رحمه الله فيمن قال: لا أقول أن معاوية كاتب الوحي ولا أقول أنه خال المؤمنين , فإنه أخذها بالسيف غصباً؟! هذا قول سوء رديء يجانبون هؤلاء القوم ولا يجالسون ونبين أمرهم للناس. وسنده صحيح.
* ومن مناقبه أنه خال المؤمنين:
قال أبو يعلى في تنزيه خال المؤمنين ص (106): «ويسمى إخوة أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم أخوال المؤمنين , ولسنا نريد بذلك أنهم أخوال في الحقيقة , كأخوال الأمهات من النسب , وإنما نريد أنهم في حكم الأخوال في بعض الأحكام , وهو التعظيم لهم» ا. هـ.
وروى الخلال في السنة (3/ 434) بسند صحيح قال أبو بكر المروذي: سمعت هارون بن عبدالله يقول لأبي عبدالله: «جاءني كتاب من الرَّقة أن قوماً قالوا: لا تقول معاوية خال المؤمنين فغضب وقال: ما اعتراضهم في هذا الموضع؟ يُجفون حتى يتوبوا».
وقال الإمام أحمد في السنة (2/ 433): «أقول: معاوية خال المؤمنين , وابن عمر خال المؤمنين؟ قال: نعم معاوية أخو أم حبيبة بنت أبي سفيان زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما , وابن عمر أخو حفصة زوج النبي صلى الله عليه وسلم ورحمهما» وسنده صحيح.
* ومن مناقبه أن عمر رضي الله عنه ولاه على الشام وأقره عثمان رضي الله عليه أيضا مدة خلافته كلها وحسبك بمن يوليه عمر وعثمان رضي الله عنهما على الشام نحوا من عشرين سنة فيضبطه ولا يعرف عنه عجز ولا خيانة.
قال الهيتمي في «تطهير الجنان» (20):
«اتفاق كل من عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما وهما من هما في الفضل والصحبة ولهما المكان الأعلى والمثل من الورع والدين والتقى وسداد الرأي وحسن الفكر وتمام النظر، على تأمير معاوية رضي الله عنه على الشام لهو اكبر دليل على فضل معاوية واستحقاقه لهذه المنزلة .. فأي فضل بعد هذا؟!
ومنها أن عمر رضي الله عنه مدحه وأثنى عليه، وولاه دمشق الشام مدة خلافة عمر، وكذلك عثمان رضي الله عنه وناهيك بهذه منقبة عظيمة من مناقب معاوية ومن الذين كان عمر يرضى به لهذه الولاية الواسعة المستمرة وإذا تأملت عزل عمر لسعد بن أبي وقاص الأفضل من معاوية بمراتب وإبقائه لمعاوية على عمله من غير عزل له علمت بذلك أن هذه ينبئ عن رفعة كبيرة لمعاوية وانه لم يكن ولا طرأ فيه قادح من قوادح الولاية وإلا لما ولاه عمر أو لعزله وكذا عثمان وقد شكا أهل الأقطار كثيراً من ولاتهم على عمر وعثمان فعزلا عنهم من شكوهم وإن جلت مراتبهم وأما معاوية فأقام في إمارته على دمشق الشام هذه المدة الطويلة، فلم يشك أحد منه، ولا اتهمه بجور ولا مظلمة، فتأمل ذلك ليزداد اعتقادك أو لتسلم من الغباوة والعناد والبهتان».
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/297)
قال الذهبي في «السير» (3/ 132): «حسبك بمن يؤمره عمر ثم عثمان على إقليم – وهو ثغر – فيضبطه ويقوم به أتم قيام ويرضى الناس بسخائه وحلمه وإن كان بعضهم تألم مرة منه وكذلك فليكن الملك وإن كان غيره من أصحاب رسول الله؟ خيراً منه بكثير، وأفضل وأصلح، فهذا الرجل ساد وساس العالم بكمال عقله وفرط حلمه، وسعة نفسه وقوة دهائه، ورأيه وله هنات وأمور، والله الموعد. وكان محبباً على رعيته، عمل نيابة الشام عشرين سنة والخلافة عشرين سنة ولم يهجه أحد في دولته، بل دانت له الأمم وحكم على العرب والعجم، وكان ملكه على الحرمين ومصر والشام والعراق وخراسان وفارس والجزيرة واليمن والمغرب وغير ذلك».
* ومن مناقبه أنه من خير الملوك:
قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «الفتاوى» (4/ 478) بالإجماع وانظر «سير أعلام النبلاء» (3/ 159)، وقال ابن أبي العز الحنفي في «شرحه على الطحاوية» (2/ 302) «وأول ملوك المسلمين معاوية رضي الله عنه وهو خير ملوك المسلمين». وانظر «البداية والنهاية» (8/ 93). وتفسير القرآن العظيم (2/ 15) لابن كثير.
ثناء السلف على معاوية رضي الله عنه
* في «صحيح البخاري» (3765) قيل لابن عباس: هل لك في أمير معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة، قال: إنه فقيه.
* روى الطبراني في «مسند الشاميين» (283)، وأبو نعيم في «الحلية» (8/ 275) من طريق سعيد بن عبدالعزيز عن إسماعيل بن عبد الله عن قيس بن الحارث عن الصنابحي عن أبي الدرداء قال: ما رأيت أحداً أشبه صلاة برسول الله من أميركم هذا - يعني معاوية -. قيل لقيس: أين صلاته من صلاة عمر. قال: لا أخالها إلا مثلها. ورجاله ثقات.
قال الهيثمي في «المجمع» (9/ 357): «ورواه الطبراني ورجاله رجال الصحيح غير قيس بن الحارث المذحجي وهو ثقة».
* روى اللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (2781)، والخلال في «السنة» (2/ 442) رقم (680)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (59/ 173) من طريق جبلة بن سحيم عن ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال: ما رأيت بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أسود من معاوية، فقيل: ولا أبوك؟ قال: أبي عمر رحمه الله خير من معاوية وكان معاوية أسود منه 2). وجاء ما يقويه فرواه أيضاً الخلال في «السنة» (2/ 442 - 443) وبرقم (679و 681) بنحوه، وابن عساكر في «تاريخه» (59/ 174)، والبخاري في «التاريخ الكبير» (7/ 327) مختصراً من طريق نافع عن ابن عمر. وانظر: «سير أعلام النبلاء» (3/ 153) فهو حسن.
* وروى معمر في جامعه (برقم: 20985)، والخلال في «السنة» (2/ 440) برقم (677)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (59/ 175) من طريق وهب بن منبه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما رأيت رجلاً كان أخلق للملك من معاوية كان الناس يردون منه على أرجاء واد رحب ولم يكن بالضيق الحصر العُصعُص (3) المتغضب. وإسناده صحيح. ورواه أيضاً البلاذري في أنساب الأشراف (5/ 54) من طريق أبي عبدالله الحنفي عن رجل عن ابن عباس رضي الله عنهما.
روى ابن عساكر في «تاريخ مدينة دمشق» (59/ 185) من طريق ابن أبي الدنيا حدثني المفضل بن غسان حدثنا علي بن صالح حدثنا عامر بن صالح عن هشام بن عروة قال صلى بنا عبدالله بن الزبير يوماً من الأيام فوجم بعد الصلاة ساعة فقال الناس: لقد حدث نفسه ثم التفت إلينا فقال: لا يبعدن ابن هند إن كانت فيه لمخارج لا نجدها في أحد بعده أبداً والله إن كنا لنفرقه وما الليث على براثنه بأجرأ منه فيتفارق لنا , وإن كنا لنخدعه وما ابن ليلة من أهل الأرض بأدهى منه فيتخادع لنا , والله لوددت أنا متعنا به ما دام في هذا الجبل حجر , وأشار إلى أبي قبيس لا يتحول له عقل , ولا ينقص له قوة , قال فقلنا أوحش والله الرجل. وسنده صحيح. ورواه البلاذري في أنساب الأشراف (5/ 91) عن المدائني عن أبي عبدالرحمن بن إسماعيل عن هشام. بنحوه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/298)
* روى ابن عساكر في «تاريخ دمشق» (59/ 211) وبنحوه الآجري في «كتاب الشريعة» (5/ 2466) عن عبدالله بن المبارك أيهما أفضل: معاوية بن أبي سفيان أم عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: والله إن الغبار الذي دخل في أنف معاوية مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضل من عمر بألف مرة صلى معاوية خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال: سمع الله لمن حمده، فقال معاوية: ربنا ولك الحمد فما بعد هذا؟.
* وأخرج الآجري «كتاب الشريعة» (5/ 2466)، واللالكائي في «شرح السنة» (2785)، والخطيب البغدادي في «تاريخه» (1/ 233)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (59/ 208)، بسند صحيح عن الجراح الموصلي قال: سمعت رجلاً يسأل المعافى بن عمران فقال: يا أبا مسعود، أين عمر بن عبدالعزيز من معاوية بن أبي سفيان؟! فرأيته غضب غضباً شديداً وقال: لا يقاس بأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم أحد، معاوية رضي الله عنه كاتبه وصاحبه وصهره وأمينه على وحيه عز وجل .. الحديث.
* وأخرج الآجري في «كتاب الشريعة» (5/ 2465)، وابن عبد البر في «جامع بيان العلم وفضله» (2/ 185)، والخلال في «السنة» (2/ 434) ورقم (666) بإسناد صحيح عن أبي أسامة حماد بن أسامة، قيل له: أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبدالعزيز.
فقال لا يقاس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً , قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني».
* روى الخلال في «السنة» بسند صحيح (2/ 434) ورقم (660) عن أبي بكر المروذي قال: قلت لأبي عبدالله أيهما أفضل: معاوية أو عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: معاوية أفضل، لسنا نقيس بأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أحداً، قال النبي صلى الله عليه وسلم: «خير الناس قرني الذي بعثت فيهم» (11).
* وروى الخلال في «السنة» بسند صحيح (2/ 435) ورقم (664) سئل المعافي بن عمران الأزدي: معاوية أفضل أو عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: كان معاوية أفضل من ستمائة مثل عمر بن عبدالعزيز.
* روى الخلال في «كتاب السنة» (2/ 438) ورقم (669)، والآجري في «الشريعة» (5/ 2465)، وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (59/ 172) عن مجاهد قال: لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي. وسنده جيد (12).
* روى الخلال في «كتاب السنة» (2/ 444) ورقم (683) عن الزهري قال: عمل معاوية بسيرة عمر بن الخطاب سنين لا يخرم منها شيئاً. وسنده صحيح.
* روى الخلال في «السنة» (2/ 432) ورقم (654)، واللالكائي في «شرح أصول اعتقاد أهل السنة» (8/ 1532) عن عبدالملك بن عبدالحميد الميموني قال: قلت لأحمد بن حنبل: أليس قال النبي صلى الله عليه وسلم: «كل صهر ونسب ينقطع إلا صهري ونسبي»؟ قال: بلى، قلت: وهذه لمعاوية؟ قال: نعم، له صهر ونسب , قال: وسمعت ابن حنبل يقول: ما لهم ولمعاوية نسأل الله العافية وإسناده صحيح.
* وروى الخلال في «السنة» (2/ 438) ورقم (670) من طريق أبي بكر بن عياش عن أبي إسحاق السبيعي: ما رأيت بعده مثله يعني معاوية. وسنده صحيح.
وما أجمل ما رواه الخطيب البغدادي في «تاريخ بغداد» (1/ 208) وابن عساكر في «تاريخ دمشق» (58/ 168) من طريق ابن شهاب حدثني عروة بن الزبير إن مسور بن مخرمة قدم وافداً إلى معاوية بن أبي سفيان فقضى حاجته ثم دعاه فأخلاه فقال: يا مسور ما فعل طعنك على الأئمة. قال المسور: دعنا من هذا وأحسن فيما قدمنا له. فقال معاوية: لا والله لتكلمن بذات نفسك والذي نقمت علي. قال المسور: فلم أترك شيئاً أعيبه عليه إلا بينته له. فقال معاوية: لا أبرأ من ذنب فهل تعد لنا يا مسور مما نلي من الإصلاح في أمر العامة فإن الحسنة بعشر أمثالها أم تعد الذنوب. فقال معاوية: فإنا نعترف لله بكل ذنب أذنباه، فهل لك يا مسور ذنوب في خاصتك تخشى أن تهلك إن لم يعفو الله لك. فقال المسور: نعم. فقال معاوية: فما جعلك برجاء المغفرة أحق مني فو الله لما آلي من الإصلاح أكثر مما تلي ولكن والله لا أخير بين أمرين أمر لله وغيره إلا اخترت أمر الله على ما سواه وإني لعلى دين يقبل فيه العمل ويجزى فيه بالحسنات والذنوب إلا أن يعفو الله عنها فإني أحسب كل حسنة عملتها بأضعافها من الأجر وآلي أموراً عظاماً لا أحصيها ولا يحصيها من عمل بها لله في إقامة الصلوات للمسلمين والجهاد في سبيل الله والحكم بما أنزل الله والأمور التي لست أحصيها وإن عددتها فتكفي في ذلك. قال مسور: فعرفت أن معاوية قد خصمني حين ذكر ما ذكر، قال عروة بن الزبير: لم أسمع المسور بعد يذكر معاوية إلا صلى عليه.
ورواه عبدالرزاق في «مصنفه» (7/ 207) بنحوه من طريق معمر عن الزهري عن حميد بن عبدالرحمن عن المسور وإسناده صحيح.
قال ابن عبدالبر في «الاستيعاب» (671): «وهذا الخبر من أصح ما يروى من حديث ابن شهاب رواه عنه معمر وجماعة من أصحابه».
ورواه أيضاً شعيب عن الزهري عن عروة عن المسور بنحوه (13).
ورواه بنحوه البلاذري في أنساب الأشراف (5/ 53) من طريق عبدالحميد بن جعفر عن عبدالرحمن بن المسور بن مخرمه عن أبيه (14).
ورواه أيضاً البلاذري (5/ 42) بنحوه من طريق آخر.
سعد بن ضيدان السبيعي
--------------------------------------------------
(1) الحَطْأة: الضرب باليد مبسوطة بين الكتفين. شرح النووي
(2) أسود: أي أسخى. هكذا فسره الإمام أحمد كما في السنة
(3) العُصعُص: النكد قليل الخبر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/299)
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[26 - 12 - 06, 11:07 ص]ـ
جزاك الله خيرا
عندي سؤال
هل صحيح ان معاوية رضي الله عنه كان يسب عليا رضي الله عنه؟
ام هو كذب عليه؟
واين يمكنني ان اقرأ سيرة الصحابي معاوية رضي الله عنه كاملة وتكون خالية من الأكاذيب عليه؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 08:44 م]ـ
بارك الله بك أخي الفاضل، واعلم أخي الكريم أن هذه الفرية من صنع الرافضة -قبحهم الله تعالى - كيف لا وهم يكفرون الصحابة الكرام، ويجعلونهم أصحاب ردة إلا بضعة نفر!! وإليك هذا الرد المفحم على هذه الفرية من الشيخ الدكتور إبراهيم الرحيلي - حفظه الله تعالى - في كتابه " الانتصار للصحب والآل من افتراءات السماوي الضال " يرد فيه الشيخ - حفظه الله تعالى - على هذا الزائغ المسمى بالتيجاني السماوي.
قال فضيلته:
[وأما قول المؤلف: إن الأمويين وأغلبهم من الصحابة، وعلى رأسهم معاوية كان يحمل الناس ويجبرهم على سب علي ولعنه من فوق منابر المساجد، فكلامه هذا يتضمن أمرين:
الأول: قوله إن الأمويين أغلبهم من الصحابة، فإن كان يعني من تولى الخلافة من بني أمية في عهد الدولة الأموية -وهو الظاهر- فمن من خلفاء بني أمية من الصحابة غير معاوية حتى يقال: -إن أغلبهم من الصحابة؟؟ - -وهذا باستثناء عثمان - t- فإن خلافته كانت في عهد الخلفاء الراشدين كما هو معلوم- وأنا لا أعلم هل هذا من تلبيس المؤلف على العوام وأهل الجهل، أم أنه الجهل المفرط؟!
الثاني: قوله إن معاوية كان يحمل الناس على سب علي ولعنه فوق منابر المساجد، وهذه دعوى تحتاج إلى دليل، وهي مفتقرة إلى ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) فتح الباري 2/ 450.
(2) المصدر نفسه.
صحة النقل. والمؤلف لم يوثق كلامه هذا، وإنما اكتفى بقوله: (كما ذكر ذلك المؤرخون) ولم يحل على أي مصدر لذلك، ومعلوم وزن مثل هذه الدعوى عند المحققين والباحثين، فكيف بها وقد صدرت من رافضي حاقد.
ومعاوية - t- منزه عن مثل هذه التهم، بما ثبت من فضله في الدين، فقد كان كاتب الوحي لرسول الله r(1)، وثبت في سنن الترمذي بسند صحيح من حديث عبدالرحمن بن عميره أن النبي r قال لمعاوية: (اللهم اجعله هادياً مهدياً واهد به). (2)
وكان محمود السيرة في الأمة، أثنى عليه بعض الصحابة وامتدحه
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــ
(1) روى مسلم في صحيحه من حديث ابن عباس أن أبا سفيان قال للنبي r: ثلاث أعطنيهن، قال: نعم ... وفيه: (معاوية تجعله كاتباً بين يديك، قال: نعم ... ) صحيح مسلم 4/ 1945.
قال ابن عساكر: «وأصح ما روى في فضل معاوية حديث أبي جمرة عن ابن عباس أنه كان كاتب النبي r منذ أسلم». نقله ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 125.
(2) أخرجه الترمذي: (كتاب المناقب، باب مناقب لمعاوية - t-) 5/687، وقال هذا حديث حسن غريب، وصحح الحديث الألباني قال في سلسلة الأحاديث الصحيحة 4/ 615: «رجاله كلهم ثقات رجال مسلم فكان حقه أن يصحح .. ».
وقال: «وبالجملة فالحديث صحيح».
خيار التابعين، وشهدوا له بالدين والعلم، والعدل والحلم، وسائر خصال الخير.
فعن عمر بن الخطاب - t- قال لما ولاّه الشام: (لا تذكروا معاوية إلا بخير). (1)
وعن علي - t- أنه قال بعد رجوعه من صفين: (أيها الناس لاتكرهوا إمارة معاوية، فإنكم لو فقدتموه رأيتم الرؤوس تندر عن كواهلها كأنها الحنظل). (2)
وعن ابن عمر أنه قال: (ما رأيت بعد رسول الله r أسود (3) من معاوية فقيل ولا أبوك؟ قال: أبي عمر -رحمه الله- خير من معاوية، وكان معاوية أسود منه). (4)
وعن ابن عباس قال: (ما رأيت رجلاً كان أخلق بالملك من معاوية). (5)
وفي صحيح البخاري أنه قيل لابن عباس: (هل لك في أمير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) أورده ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 125.
(2) المصدر نفسه 8/ 134.
(3) من السيادة وسمى السيد سيداً لأنه يسود سواد الناس، لسان العرب 3/ 229
(4) أخرجه الخلال في السنة 1/ 443، وأورده الذهبي في سير أعلام النبلاء 3/ 152، وابن كثير في البداية والنهاية 8/ 137.
(5) أورده ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 137.
المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة قال: إنه فقيه). (1)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/300)
وعن عبدالله بن الزبير أنه قال: (لله در ابن هند (يعني معاوية) إنا كنا لنفرقه (2) وما الليث على براثنه بأجرأ منه، فيتفارق لنا، وإن كنا لنخدعه وما ابن ليلة من أهل الأرض بأدهى منه فيتخادع لنا، والله لوددت أنا مُتّعنا به مادام في هذا الجبل حجر وأشار إلى أبي قبيس). (3)
وعن قتادة قال: (لو أصبحتم في مثل عمل معاوية لقال أكثركم هذا المهدي). (4)
وعن مجاهد أنه قال: (لو رأيتم معاوية لقلتم هذا المهدي). (5)
وعن الزهري قال: (عمل معاوية بسيرة عمر بن الخطاب سنين لا يخرم منها شيئاً). (6)
وعن الأعمش أنه ذكر عنده عمر بن عبدالعزيز وعدله فقال:
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) صحيح البخاري: (كتاب فضائل الصحابة، باب ذكر معاوية) فتح الباري 7/ 103، ح3765.
(2) الفَرَق هو: الخوف والفزع، النهاية لابن الأثير 3/ 438.
(3) أورده ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 138.
(4) أخرجه الخلال في السنة 1/ 438.
(5) المصدر نفسه. وأورده ابن كثير في البداية والنهاية 8/ 137.
(6) أخرجه الخلال في السنة 1/ 444، وقال المحقق: إسناده صحيح.
(فكيف لو أدركتم معاويه؟ قالوا: يا أبا محمد يعني في حلمه؟ قال: لا والله، ألا بل في عدله). (1)
وسئل المعافى معاوية أفضل أو عمر بن عبدالعزيز؟ فقال: (كان معاوية أفضل من ستمائه مثل عمر بن عبدالعزيز).
والآثار عن السلف في ذلك كثيرة، وإنما سقت هنا بعضها.
كما أثنى على معاوية - t- العلماء المحققون في السير والتاريخ، ونقاد الرجال.
يقول ابن قدامة المقدسي: «ومعاوية خال المؤمنين، وكاتب وحي الله، وأحد خلفاء المسلمين -رضي الله تعالى عنهم-». (3)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: «واتفق العلماء على أن معاوية أفضل ملوك هذه الأمة، فإن الأربعة قبله كانوا خلفاء نبوة، وهو أول الملوك، كان ملكه ملكاً ورحمة». (4)
وقال: «فلم يكن من ملوك المسلمين خير من معاوية، ولا كان الناس في زمان ملك من الملوك خيراً منهم في زمان معاوية». (5)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) أخرجه الخلال في السنة 1/ 437.
(2) المصدر نفسه 1/ 435.
(3) لمعة الاعتقاد الهادي إلى سبيل الرشاد ص33.
(4) مجموع الفتاوى 4/ 478.
(5) منهاج السنة 6/ 232.
وقال ابن كثير في ترجمة معاوية - t-: « وأجمعت الرعايا على بيعته في سنة إحدى وأربعين ... فلم يزل مستقلاً بالأمر في هذه المدة إلى هذه السنة التي كانت فيها وفاته، والجهاد في بلاد العدو قائم، وكلمة الله عالية، والغنائم ترد إليه من أطراف الأرض، والمسلمون معه في راحة وعدل، وصفح وعفو». (1)
وقال ابن أبي العز الحنفي: «وأول ملوك المسلمين معاوية وهو خير ملوك المسلمين». (2)
وقال الذهبي في ترجمته: «أمير المؤمنين ملك الإسلام». (3)
وقال: «ومعاوية من خيار الملوك، الذين غلب عدلهم على ظلمهم». (4)
وإذا ثبت هذا في حق معاوية - t- فإنه من أبعد المحال على من كانت هذه سيرته، أن يحمل الناس على لعن علي- t- على المنابر وهو من هو في الفضل وهذا يعني أن أولئك السلف وأهل العلم من بعدهم الذين أثنوا عليه ذلك الثناء البالغ، قد مالؤوه على الظلم والبغي واتفقوا على الضلال وهذا مما نزهت الأمة عنه بنص
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــ
(1) البداية والنهاية 8/ 122.
(2) شرح العقيدة الطحاوية ص722.
(3) سير أعلام النبلاء 3/ 120.
(4) المصدر نفسه 3/ 159.
حديث الرسول r ( إن أمتي لاتجتمع على ضلالة). (1)
ومن علم سيرة معاوية - t- في الملك، وما اشتهر به من الحلم والصفح، وحسن السياسة للرعية، ظهرله أن ذلك من أكبرالكذب عليه.
فقد بلغ معاوية - t- في الحلم مضرب الأمثال، وقدوة الأجيال قال: عبدالملك بن مروان وقد ذكر عنده معاوية: (ما رأيت مثله في حلمه واحتماله وكرمه). (2)
وقال قبيصة بن جابر: (ما رأيت أحداً أعظم حلماً، ولا أكثر سؤدداً، ولا أبعد أناة، ولا ألين مخرجاً، ولا أرحب باعاً بالمعروف من معاوية). (3)
ونقل ابن كثير: (أن رجلاً أسمع معاوية كلاماً سئياً شديداً، فقيل له لو سطوت عليه؟ فقال: إني لأستحيي من الله أن يضيق حلمي عن ذنب أحد من رعيتي). (4)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/301)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(1) رواه ابن أبي عاصم في السنة من حديث أنس - t- ص41 رقم 82 - 83 - 84، ورواه الهيثمي في مجمع الزوائد 5/ 218، وحسنه الألباني في ظلال الجنة المطبوع مع السنة ص41 - 42، وفي سلسلة الأحاديث الصحيحة 3/ 319 - 320 رقم 1331.
(2) البداية والنهاية لابن كثير 8/ 138.
(3) المصدر نفسه.
(4) المصدر نفسه.
وقال رجل لمعاوية: (ما رأيت أنذل منك، فقال معاوية: بلى من واجه الرجال بمثل هذا). (1)
فهل يعقل بعد هذا أن يسع حلم معاوية - t- سفهاء الناس وعامتهم المجاهرين له بالسب والشتائم، وهو أمير المؤمنين، ثم يأمر بعد ذلك بلعن الخليفة الراشد علي بن أبي طالب على المنابر، ويأمر ولاته بذلك في سائر الأمصار والبلدان. الحكم في هذا لكل صاحب عقل وفهم؟؟
وأما ما استدل به الرافضي على تلك الفرية بما عزاه إلى صحيح مسلم فليس فيه ما يدل على زعمه، وهو بهذا إنما يشير إلى حديث عامر بن سعد بن أبي وقّاص عن أبيه قال: (أمر معاوية بن أبي سفيان سعداً فقال: ما منعك أن تسب أبا تراب؟ فقال: أمّا ما ذكرت ثلاثاً قالهن له رسول الله r فلن أسبه، لأن تكون لي واحدة منهن أحب إليّ من حمر النعم ... ) (2) الحديث.
قال النووي: «قول معاوية هذا ليس فيه تصريح بأنه أمر سعداً بسبه، وإنما سأله عن السبب المانع له من السب. كأنه يقول: هل امتنعت تورعاً، أو خوفاً، أو غير ذلك، فإن كان تورعاً وإجلالاً له عن ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــ
(1) البداية والنهاية 8/ 138.
(2) أخرجه مسلم في صحيحه: (كتاب فضائل الصحابة، باب من فضائل علي - t-) 4/1871.
السب فأنت مصيب محسن، وإن كان غير ذلك فله جواب آخر، ولعل سعد قد كان في طائفة يسبون فلم يسب معهم، وعجز عن الإنكار، أو أنكر عليهم، فسأله هذا السؤال. قالوا ويحتمل تأويلاً آخر أن معناه: ما منعك أن تخطئه في رأيه واجتهاده، وتظهر للناس حسن رأينا واجتهادنا، وأنه أخطأ». (1)
وقال القرطبي معلقاً على وصف ضرار الصُّدَائي لعلي - t- وثنائه عليه بحضور معاوية، وبكاء معاوية من ذلك، وتصديقه لضرار فيما قال (2): «وهذا الحديث يدل على معرفة معاوية بفضل علي - t- ومنزلته، وعظيم حقه، ومكانته، وعند ذلك يبعد على معاوية أن يصرح بلعنه وسبّه، لما كان معاوية موصوفاً به من العقل والدين، والحلم وكرم الأخلاق وما يروى عنه من ذلك فأكثره كذب لا يصح، وأصح ما فيها قوله لسعد بن أبي وقاص: ما يمنعك أن تسب أبا تراب؟ وهذا ليس بتصريح بالسب، وإنما هو سؤال عن سبب امتناعه ليستخرج من عنده من ذلك، أو من نقيضه، كما قد ظهر من جوابه، ولما سمع ذلك معاوية سكت وأذعن، وعرف الحق
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) شرح صحيح مسلم 15/ 175.
(2) تقدم تخريج هذا الخبر ونقل طرف منه ص 247 - 248.
لمستحقه). (1)
والذي يظهر لي في هذا والله أعلم: أن معاوية إنما قال ذلك على سبيل المداعبة لسعد، وأراد من ذلك استظهار بعض فضائل علي - t- فإن معاوية - t- كان رجلاً فطناً ذكياً، يحب مطارحة الرجال واستخراج ما عندهم، فأراد أن يعرف ما عند سعد في علي -رضي الله عنهما- فألقى سؤاله بهذا الأسلوب المثير. وهذا مثل قوله - t- لابن عباس: (أنت على ملة علي؟ فقال له ابن عباس ولا على ملة عثمان، أنا على ملة رسول الله r). (2) فظاهر أن قول معاوية هنا لابن عباس جاء على سبيل المداعبة، فكذلك قوله لسعد هو من هذا الباب، وأما ما ادعى الرافضي من الأمر بالسب فحاشا معاوية - t- أن يصدر منه مثل ذلك والمانع من هذا عدة أمور:
الأول: أن معاوية نفسه ما كان يسب علياً - t- كما تقدم حتى يأمر غيره بسبه، بل كان معظماً له، معترفاً له بالفضل والسبق إلى الإسلام، كما دلت على ذلك أقواله الثابتة عنه.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) المفهم للقرطبي 6/ 278.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/302)
(2) أخرجه ابن بطة في الإبانة الكبرى 1/ 355، والصغرى ص145، واللالكائي في شرح أصول اعتقاد أهل السنة 1/ 94.
قال ابن كثير: «وقد ورد من غير وجه: أن أبا مسلم الخولاني وجماعة معه دخلوا على معاوية فقالوا له: هل تنازع علياً أم أنت مثله؟ فقال: والله إني لأعلم أنه خير مني وأفضل، وأحق بالأمر مني ... ). (1) الخبر.
ونقل ابن كثير أيضاً عن جرير بن عبد الحميد عن مغيرة قال: (لما جاء خبر قتل علي إلى معاوية جعل يبكي، فقالت له امرأته: أتبكيه وقد قاتلته؟ فقال: ويحك إنك لا تدرين ما فقد الناس من الفضل والفقه والعلم). (2)
فهل يسوغ في عقل ودين أن يسب معاوية علياً بل ويحمل الناس على سبه وهو يعتقد فيه هذا!!.
الثاني: أنه لا يعرف بنقل صحيح أن معاوية - t- تعرض لعلي - t- بسب أو شتم أثناء حربه له في حياته، فهل من المعقول أن يسبه بعد انتهاء حربه معه ووفاته، فهذا من أبعد ما يكون عند أهل العقول، وأبعد منه أن يحمل الناس على سبه وشتمه.
الثالث: أن معاوية - t- كان رجلاً ذكياً، مشهوراً بالعقل والدهاء، فلو أراد حمل الناس على سب علي -حاشاه ذلك- أفكان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) البداية والنهاية لابن كثير 8/ 132.
(2) المصدر نفسه 8/ 133.
يطلب ذلك من مثل سعد بن أبي وقاص، وهو من هو في الفضل والورع، مع عدم دخوله في الفتنة أصلاً!! فهذا لا يفعله أقل الناس عقلاً وتدبيراً، فكيف بمعاوية.
الرابع: أن معاوية - t- انفرد بالخلافة بعد تنازل الحسن بن علي -رضي الله عنهما- له واجتمعت عليه الكلمة والقلوب ودانت له الأمصار بالملك، فأي نفع له في سب علي؟ بل الحكمة وحسن السياسه تقتضي عدم ذلك، لما فيه من تهدئه النفوس، وتسكين الأمور، ومثل هذا لا يخفي على معاوية - t- الذي شهدت له الأمة بحسن السياسة والتدبير.
الخامس: أنه كان بين معاوية - t- بعد استقلاله بالخلافة وأبناء علي من الأُلفة والتقارب، ما هو مشهور في كتب السير والتاريخ. ومن ذلك أن الحسن والحسين وفدا على معاوية فأجازهما بمائتي ألف. وقال لهما: (ما أجاز بهما أحد قبلي، فقال له الحسين: ولم تعط أحداً أفضل منا). (1)
ودخل مرة الحسن على معاوية فقال له: (مرحباً وأهلاً بابن رسول الله r، وأمر له بثلاثمائة ألف). (2)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) البداية والنهاية لابن كثير 8/ 139.
(2) المصدر نفسه 8/ 140.
وهذا مما يقطع بكذب ما ادعى الرافضي في حق معاوية، من حمله الناس على سب علي، إذ كيف يحصل هذا مع ما بينه وبين أولاده من هذه الألفة والمودة، والاحتفاء والتكريم.
وبهذا يظهر الحق في هذه المسألة، وتتجلى الحقيقة.
فلله الحمد على نعمه وتوفيقه].(72/303)
قُلْ إِنّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ
ـ[ابو سند محمد]ــــــــ[26 - 12 - 06, 11:52 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ إِنّ صَلاَتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي للّهِ رَبّ الْعَالَمِينَ
ومازال قطار العمر يجري والأيام تمر على الإنسان تلو الأيام وفي خلالها مواسم عظيمة وعبادات كثيرة قد يعلمها بعض الناس وقد يجهلها البعض الآخر , ولكن أكثر الناس يتعلق بأحط الأمور ويترك معاليها , فراحوا وكل أمانيهم ليلا ونهارا سرا وجهارا يبحثون عن الدرهم والدينار
وغفلوا عن ما أعده لهم العزيز الغفار من جنات وانهار لكل من عبد الله
على كل الأحوال من بداية يومه إلى آخر النهار
فأحببت من خلال هذا البحث أن اجمع بعض الطاعات بأدلتها من الكتاب والسنة الصحيحة لإنسان يبدأ يومه من استيقاظه إلى أن يضع رأسه على الفراش لينام مكملا يومه في طاعة لله عز وجل , ثم يستمر في طاعة الله من أول أيام الأسبوع إلى آخر أيامه , ومن أول أيام الشهر إلى أن يطلع هلال الشهر الذي يليه وكذلك من بداية السنة القمرة إلى آخر أيام السنة فيصبح هذا الإنسان في طاعة كاملة من سنة إلى الأخرى حتى يوافيه الأجل فيكون بإذن الله تعالى من أصحاب الجنة
والآن نبدأ بإذن الله تعالى مشوار الطاعة في أول أيام السنة
البرنامج اليومية للمؤمن
دعاء الاستيقاظ
يستيقظ المؤمن من نومه على ذكر الله تعالى قائلاً: الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور , وذلك لما جاء عن حذيفة قال (كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا استيقظ قال الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور) صححه الألباني. ويقول (الحمد لله الذي عافاني في جسدي ورد علي روحي وأذن لي بذكره) صححه الألباني
التسوك عند الاستيقاظ
فإذا ما استيقظ من نومه بدا بالسواك إتباعا لفعل النبي صلى الله عليه وسلم حيث (كان لا ينام إلا والسواك عنده فإذا استيقظ بدأ بالسواك) حسنه الألباني.
ذكر دخول الحمام والخروج منه
قبل أن يدخل الخلاء يقول اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث مقدما رجله اليسري وذلك كما وردى في الحديث النبوي عن زيد بن أرقم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن هذه الحشوش محتضرة فإذا دخل أحدكم فليقل اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث) صححه الألباني. وإذا خرج قدم رجله اليمنى قائلا (غُفْرانَك) صححه الألباني.
الوضوء
بعد ذلك يقوم فيتوضأ فيحسن وضوئه عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم (إذا توضأ أحدكم فأحسن الوضوء ثم خرج إلى المسجد لا ينزعه إلا الصلاة لم تزل رجله اليسرى تمحو سيئة وتكتب الأخرى حسنة حتى يدخل المسجد) صححه الألباني.
التسوك عند الوضوء
وفي إثناء الوضوء وعند المضمضة يستاك المؤمن عملا بقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَوْلَا أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي لَأَمَرْتُهُمْ بِالسِّوَاكِ مَعَ الْوُضُوءِ) صححه الألباني , والمقصود بـ (مَعَ الْوُضُوءِ) أي عند المضمضة ليحصل به وبالمضمضة تنظيف الفم.
الدعاء بعد الوضوء
فإذا فرغ من وضوئه قال أشهد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله عملا بحديث المصطفي صلى الله عليه وسلم (ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضؤ ثم يقول: أشهد أنه لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله، إلآ فتحت له أبواب الجنة الثمانية يدخل من أيها شاء) مسلم , كما يستحب له أن يقول عقب الوضوء أيضا (سبحانك اللهم وبحمدك لا إله إلا أنت، استغفرك وأتوب إليك) صححه الألباني.
صلاة سنة الوضوء
وبعد أن يكمل وضوءه يقوم فيركع ركعتين يقبل عليهما بقلبه ووجه فيتحصل بإذن الله على الأجر المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ يَتَوَضَّأُ فَيُسْبِغُ الْوُضُوءَ ثُمَّ يَقُومُ فَيَرْكَعُ رَكْعَتَيْنِ يُقْبِلُ عَلَيْهِمَا بِقَلْبِهِ وَوَجْهِهِ إِلَّا وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَغُفِرَ لَهُ) صححه الألباني
ذكر الأذان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/304)
فإذا سمع الأذان قال مثل ما يقول حتى إذا بلغ حي على الصلاة حي على الفلاح قال لا حول ولا قوة إلا بالله وذلك لقوله صلى الله عليه وسلم (إذا قال المؤذن: الله أكبر الله أكبر فقال أحدكم: الله أكبر الله أكبر ثم قال: أشهد أن لا إله إلا الله قال: أشهد أن لا إله إلا الله ثم قال: أشهد أن محمدا رسول الله قال: أشهد أن محمدا رسول الله ثم قال: حي على الصلاة قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: حي على الفلاح قال: لا حول ولا قوة إلا بالله ثم قال: الله أكبر الله أكبر قال: الله أكبر الله أكبر ثم قال: لا إله إلا الله قال: لا إله إلا الله من قلبه دخل الجنة) صححه الألباني
الدعاء بعد الأذان
ثم يقول بعد الأذان اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته , فيحصل على اجر هذا الدعاء المذكور في قوله صلى الله عليه وسلم (من قال حين يسمع النداء اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدا الوسيلة والفضيلة وابعثه مقاما محمودا الذي وعدته حلت له شفاعتي يوم القيامة) صححه الألباني , فإذا أتم هذا الدعاء دعى الله عز وجل بما شاء من الدعاء لان هذا وقت أجابه كما اخبر بذلك الصادق المصدوق محمد صلى الله عليه وسلم حيث قال (ثنتان لا تردان أو قلما تردان الدعاء عند النداء وعند البأس حين يلحم بعضهم بعضا) صححه الألباني.
صلاة الفجر
يقوم بعد ذلك المؤمن فيصل ركعتين هما خير من الدنيا وما فيها , أنهما ركعتي الفجر , عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ قال (ركعتا الفجر خير من الدنيا وما فيها) مسلم , ومن السنة أن يقرأ فيهما سورتي الإخلاص والكافرون لقوله صلى الله عليه وسلم (نعمت السورتان يقرأ بهما في ركعتين قبل الفجر {قل هو الله أحد} و {قل يا أيها الكافرون}) صححه الألباني.
التزين للمسجد
يلبس المؤمن أحسن الثياب وأفضلها للذهاب إلى المسجد وذلك عملا بقول الله عز وجل (يَابَنِيَ آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُوَاْ إِنّهُ لاَ يُحِبّ الْمُسْرِفِينَ) الأعراف31
دعاء لبس الثوب
فإذا لبس المؤمن قميصه بدأ بميامنه إقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم حيث كان يحب التيامن في شأنه كله فإذا ما لبس ثوبه قال (الحمد لله الذي كساني هذا الثوب ورزقنيه من غير حول مني ولا قوة)
ذكر الخروج من البيت
فإذا ما أرد المؤمن الخروج من البيت تحصن من الشيطان وذلك كما ورد عَنْ أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من قال يعني إذا خرج من بيته بسم الله توكلت على الله. لا حول ولا قوة إلا بالله يقال له: كفيت ووقيت وهديت وتنحى عنه الشيطان فيقول لشيطان آخر: كيف لك برجل قد هدي وكفي ووقي) صححه الألباني.
ذكر الذهاب إلى المسجد
يقول المؤمن في إثناء طريقه إلى المسجد (اللّهُمَّ اجْعَلْ في قَلْبي نورا، وَفي لِساني نورا، وَاجْعَلْ في سَمْعي نورا، وَاجْعَلْ في بَصَري نورا، وَاجْعَلْ مِنْ خَلْفي نورا، وَمِنْ أَمامي نورا، وَاجْعَلْ مِنْ فَوْقي نورا، وَمِن تَحْتي نورا.اللّهُمَّ أَعْطِني نورا) البخاري ومسلم.
ذكر الدخول إلى المسجد
يدخل المؤمن المسجد مقدما رجله اليمنى ويقول ذكرا يحفظه من الشيطان سائر اليوم وذلك كما ورد عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان إذا دخل المسجد قال (أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وبسلطانه القديم من الشيطان الرجيم قال فإذا قال ذلك قال الشيطان حفظ مني سائر اليوم) صححه الألباني.
تحية المسجد
لا يجلس المؤمن في المسجد حتى يصل ركعتين وذلك لنهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الجلوس في المسجد قبل الصلاة قال صلى الله عليه وسلم (إذا دخل أحدكم المسجد فلا يجلس حتى يصلي ركعتين) البخاري ومسلم. وقد اخبرنا عليه السلام (إن من أشراط الساعة أن يمر الرجل في المسجد لا يصلي فيه ركعتين) صححه الألباني.
الصلاة بين الأذان والإقامة
يصلى المؤمن ركعتين بين الأذان والإقامة عملا بقول النبي صلى الله عليه وسلم (بين كل أذانين صلاة) البخاري
الدعاء بين الأذان والإقامة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/305)
يرفع المؤمن يديه إلى السماء داعيا الله عز وجل في هذا الوقت لأنه من أوقات الاستجابة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا يرد الدعاء بين الأذان والإقامة) صححه الألباني.
الوقوف في الصف الأول
يتحرى المؤمن الوقوف في الصف الأول وذلك لفضل ذلك حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا) صححه الألباني.
الخشوع في الصلاة
يؤدي المؤمن صلاة في خشوع قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من توضأ فأحسن وضوءه ثم قام فصلى ركعتين - أو أربعا - يحسن فيهما الذكر والخشوع ثم استغفر الله عز وجل غفر له) صححه الألباني.
معقبات الصلاة
بعد الفارغ من الصلاة يقوم المسلم بادئ الأذكار فيقول (أستغفر الله) ثلاث مرات، ثم يقول اللهم أنت السلام ومنك السلام تباركت يا ذا الجلال والإكرام لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير. لا حول ولا قوة إلا بالله. لا إله إلا الله ولا نعبد إلا إياه له النعمة وله الفضل وله الثناء الحسن. لا الله إلا الله مخلصين له الدين ولو كره الكافرون. اللهم لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد.
ثم بعد ذلك يقول (سبحان الله والحمد لله، والله أكبر) ثلاثا وثلاثين مرة ويقول تمام المائة لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.
ويقول بعد صلاة المغرب والفجر مع ما تقدم لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير , عشر مرات.
والسنة للإمام والمنفرد والمأموم الجهر بهذه الأذكار بعد كل صلاة فريضة جهرا متوسطا ليس فيه تكلف فقد ثبت في الصحيحين عن ابن عباس رضي الله عنهما قال (كنت أعلم إذا انصرفوا بذلك إذا سمعته).
ثم يشرع أن يقرأ (آية الكرسي) سرا ثم يقرأ (قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس) سرا , وبعد المغرب والفجر يكرر (قل هو الله أحد، وقل أعوذ برب الفلق، وقل أعوذ برب الناس) ثلاث مرات.
وكل ما سبق ذكره قد ثبت عن النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم.
ذكر الله حتى تطلع الشمس
بعد أن يتم المؤمن معقبات الصلاة يقوم بعبادة هي في اجر حجة وعمرة تامة كما قال الرسول الكريم صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم (من صلى الغداة في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة) صححه الألباني.
أذكار الصباح
يقوم المؤمن بأداء أذكار الصباح وهي المذكورة في الاحاديث الآتية:
قال رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ وَالْمُعَوِّذَتَيْنِ، حِينَ تُمْسِي وَتُصْبِحُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ تَكْفِيكَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ) صححه الألباني.
عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ (سَيِّدُ الاسْتِغْفَارِ: اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي، لاَ إلَهَ إلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ، وَأَبُوءُ لَكَ بِذَنْبِي، فَاغْفِرْ لِي فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أَنْتَ) قَال (وَمَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهُوَ مُوقِنٌ بِهَا فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ) البخاري
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه أَنَّهُ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ! مَا لَقِيتُ مِنْ عَقْرَبٍ لَدَغَتْنِي الْبَارِحَةَ! قَالَ (أَمَا لَوْ قُلْتَ حِينَ أَمْسَيْتَ: أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ مِنْ شَرِّ مَا خَلَقَ، لَمْ تَضُرَّكَ) مسلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/306)
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (مَا مِنْ عَبْدٍ يَقُولُ فِي صَبَاحِ كُلِّ يَوْمٍ، وَمَسَاءِ كُلِّ لَيْلَةٍ: بِسْمِ اللَّهِ الَّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ، ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لَمْ يَضُرَّهُ شَيْءٌ) صححه الألباني.
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (مَنْ قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ مِائَةَ مَرَّةٍ، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلاَّ أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ) مسلم
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيق رضي الله عنه قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ مُرْنِي بِكَلِمَاتٍ أَقُولُهُنَّ إِذَا أَصْبَحْتُ وَإِذَا أَمْسَيْتُ، قَالَ: (قُلِ اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ رَبَّ كُلِّ شَيْءٍ وَمَلِيكَهُ، أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ نَفْسِي، وَشَرِّ الشَّيْطَانِ وَشِرْكِهِ) قَالَ: (قُلْهَا إِذَا أَصْبَحْتَ، وَإِذَا أَمْسَيْتَ، وَإِذَا أَخَذْتَ مَضْجَعَكَ) صححه الألباني.
عَنْ ابْنِ عُمَرَ رضي الله عنه قَالَ: لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي وَحِينَ يُصْبِحُ (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِيَ. اللَّهُمَّ اسْتُرْ عَوْرَاتِي وَآمِنْ رَوْعَاتِي. اللَّهُمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَيْنِ يَدَيَّ وَمِنْ خَلْفِي وَعَنْ يَمِينِي وَعَنْ شِمَالِي وَمِنْ فَوْقِي، وَأَعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أَنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحْتِي) صححه الألباني.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَصْبَحَ قَالَ اللَّهُمَّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ وَإِذَا أَمْسَى قَالَ اللَّهُمَّ ب كَ أَمْسَيْنَا وَبِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ نَحْيَا وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ) صححه الألباني.
قَال رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم (مَنْ قَالَ إِذَا أَصْبَحَ: لاَ إِلَهَ إلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، كَانَ لَهُ عِدْلَ رَقَبَةٍ مِنْ وَلَدِ إِسْمَعِيلَ، وَكُتِبَ لَهُ عَشْرُ حَسَنَاتٍ، وَحُطَّ عَنْهُ عَشْرُ سَيِّئَاتٍ، وَرُفِعَ لَهُ عَشْرُ دَرَجَاتٍ، وَكَانَ فِي حِرْزٍ مِنَ الشَّيْطَانِ حَتَّى يُمْسِيَ. وَإِنْ قَالَهَا إِذَا أَمْسَى كَانَ لَهُ مِثْلُ ذَلِكَ حَتَّى يُصْبِحَ) صححه الألباني.
(اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَدَنِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي سَمْعِي، اللَّهُمَّ عَافِنِي فِي بَصَرِي، لاَ إِلَهَ إلاَّ أَنْتَ. تُعِيدُهَا ثَلاَثًا حِينَ تُصْبِحُ، وَثَلاَثًا حِينَ تُمْسِي) صححه الألباني.
عَن زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَلَّمَهُ دُعَاءً، وَأَمَرَهُ أَنْ يَتَعَاهَدَ بِهِ أَهْلَهُ كُلَّ يَوْمٍ، قَالَ (قُلْ كُلَّ يَوْمٍ حِينَ تُصْبِحُ: لَبَّيْكَ اللَّهُمَّ لَبَّيْكَ وَسَعْدَيْكَ، وَالْخَيْرُ فِي يَدَيْكَ، وَمِنْكَ وَبِكَ وَإِلَيْكَ، اللَّهُمَّ مَا قُلْتُ مِنْ قَوْلٍ، أَوْ نَذَرْتُ مِنْ نَذْرٍ، أَوْ حَلَفْتُ مِنْ حَلِفٍ، فَمَشِيئَتُكَ بَيْنَ يَدَيْهِ، مَا شِئْتَ كَانَ وَمَا لَمْ تَشَأْ لَمْ يَكُنْ، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِكَ، إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، اللَّهُمَّ وَمَا صَلَّيْتُ مِنْ صَلاَةٍ فَعَلَى مَنْ صَلَّيْتَ، وَمَا لَعَنْتُ مِنْ لَعْنَةٍ فَعَلَى مَنْ لَعَنْتَ، إِنَّكَ أَنْتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، تَوَفَّنِي مُسْلِمًا، وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ، أَسْأَلُكَ اللَّهُمَّ الرِّضَا بَعْدَ الْقَضَاءِ، وَبَرْدَ الْعَيْشِ بَعْدَ الْمَمَاتِ، وَلَذَّةَ نَظَرٍ إِلَى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/307)
وَجْهِكَ، وَشَوْقًا إِلَى لِقَائِكَ، مِنْ غَيْرِ ضَرَّاءَ مُضِرَّةٍ، وَلاَ فِتْنَةٍ مُضِلَّةٍ، أَعُوذُ بِكَ اللَّهُمَّ أَنْ أَظْلِمَ، أَوْ أُظْلَمَ، أَوْ أَعْتَدِيَ أَوْ يُعْتَدَى عَلَيَّ، أَوْ أَكْتَسِبَ خَطِيئَةً مُحْبِطَةً أَوْ ذَنْبًا لاَ يُغْفَرُ، اللَّهُمَّ فَاطِرَ السَّمَوَاتِ وَالأرْضِ، عَالِمَ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ، ذَا الْجَلاَلِ وَالإكْرَامِ، فَإِنِّي أَعْهَدُ إِلَيْكَ فِي هَذِهِ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا، وَأُشْهِدُكَ- وَكَفَى بِكَ شَهِيدًا -أَنِّي أَشْهَدُ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ وَحْدَكَ لاَ شَرِيكَ لَكَ، لَكَ الْمُلْكُ، وَلَكَ الْحَمْدُ، وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُكَ وَرَسُولُكَ، وَأَشْهَدُ أَنَّ وَعْدَكَ حَقٌّ، وَلِقَاءَكَ حَقٌّ، وَالْجَنَّةَ حَقٌّ، وَالسَّاعَةَ آتِيَةٌ لاَ رَيْبَ فِيهَا، وَأَنْتَ تَبْعَثُ مَنْ فِي الْقُبُورِ، وَأَشْهَدُ أَنَّكَ إِنْ تَكِلْنِي إِلَى نَفْسِي تَكِلْنِي إِلَى ضِعْفٍ وَعَوْرَةٍ وَذَنْبٍ وَخَطِيئَةٍ، وَإِنِّي لاَ أَثِقُ إِلاَّ بِرَحْمَتِكَ، فَاغْفِرْ لِي ذَنْبِي كُلَّهُ، إِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إلاَّ أَنْتَ، وَتُبْ عَلَيَّ إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ) حسنه الألباني.
قَالَ رَسُولُ اللهِ صلى الله عليه وسلم (مَنْ قَالَ "سُبْحَانَ الله" مائةَ مَرّةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، كَانَ أَفْضَلَ مِنْ مَائَةِ بَدَنَةٍ، وَمَنْ قَالَ "الحَمْدُ اللهِ" مِائَةَ مَرَّةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، كَانَ أَفْضَلَ مِنْ مِائَةِ فَرَسٍ يَحْمِلُ عَلَيْهَا، وَمَنْ قَالَ: "اللهُ أكبَرُ" مِائَةَ مَرّةٍ، قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، كَانَ أَفْضَلَ مِنْ عِتْقِ مِائَةِ رَقَبَةٍ، وَمَنْ قَالَ: "لاَ إِلهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شّيءٍ قَدِيرٌ " مِائةَ مَرّةٍ قَبْلَ طُلُوعِ الشَّمْسِ وَقَبْلَ غُرُوبِهَا، لَمْ يَجِيء يَوْمَ القِيَامَةِ أَحَدٌ بِعَمَلٍ أَفْضَلَ مِنْ عَمَلِهِ، إِلاَّ مَنْ قَالَ قَوْلَهُ أَوْ زَادَ) حسنه الألباني.
عَنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ أَبْزَى رضي الله عنه قَالَ كَانَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ إِذَا أَصْبَحَ (أَصْبَحْنَا عَلَى فِطْرَةِ الإِسْلاَم، وَكَلِمَةِ الإِخْلاَصِ، وَدِينِ نَبِيَّنَا مُحَمَّدٍ، وَمِلَّة أَبِينَا إِبْرَاهِيم حَنِيفاً مُسْلِماً وَمَا كَانَ مِنَ المُشْرِكِين) صححه الألباني.
عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ نَبِيُّ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إِذَا أَمْسَى قَالَ (أمْسَيْنَا وَأَمْسَى المُلْكُ للهِ، وَالْحَمْدُ للهِ، لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ، رَبِّ أَسْأَلُكَ خَيرَ مَا فِي هَذِهِ الْلّيلَة وَخَير مَا بَعْدَهَا، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ هَذِهِ الْلّيلَة وَشرِّ مَا بَعْدَهَا، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْكَسل وَسُوءِ الْكِبَرِ، رَبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنَ عَذَابٍ فِي النَّارِ وَعَذَابٍ فِي الْقَبْرِ. وَإِذَا أَصْبَحَ قَالَ ذَلِكَ أَيْضاً أصْبَحْنَا وَأَصْبَحَ الْمُلْكُ للهِ .. ) مسلم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما من عبد يقول في صباح كل يوم ومساء كل ليلة بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ثلاث مرات لم يضره شيء) صححه الألباني.
الدعاء عند الخروج من المسجد
فإذا ما أراد الخروج من المسجد قدم رجله اليسرى قائلا (بِسمِ الله وَالصّلاةُ وَالسّلامُ عَلى رَسولِ الله، اللّهُمَّ إِنّي أَسْأَلُكَ مِنْ فَضْلِك، اللّهُمَّ اعصِمْني مِنَ الشَّيْطانِ الرَّجيم) مسلم
صلاة الضحى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/308)
يقوم المؤمن بتصدق على كل عظم أو مفصل في كل يوم وذلك بصلاة ركعتين عند الضحى قال صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم (يصبح على كل سلامى من أحدكم صدقة فكل تسبيحة صدقة وكل تحميدة صدقة وكل تهليلة صدقة وكل تكبيرة صدقة وأمر بالمعروف صدقة ونهي عن المنكر صدقة ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى) صححه الألباني.
السنن الراتبة
بعد أن وضع المؤمن اللبنة الأولى لإنشاء قصرا في الجنة يقوم الآن بتكملة بناء القصر , فبعد أن صلى الفجر بقى عليه أن يصلى أربعة ركعات قبل الظهر وركعتين بعده وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء فيكون بهذه الركعات الاثنى عشر قد قام بإنشاء القصر كما اخبرنا بذلك الحبيب المصطفى صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم فقال (من صلى في يوم وليلة ثنتي عشرة ركعة بني له بيت في الجنة أربعا قبل الظهر، وركعتين بعدها، وركعتين بعد المغرب، وركعتين بعد العشاء، وركعتين قبل الفجر صلاة الغداة) صححه الألباني.
صلاة أربع ركعات فبل الظهر وأربع بعده
عملا بالحديث النبوي الشريف (مَنْ حَافَظَ عَلَى أَرْبَعِ رَكَعَاتٍ قَبْلَ الظُّهْرِ وَأَرْبَعٍ بَعْدَهَا حَرُمَ عَلَى النَّارِ) صححه الألباني , يحافظ المؤمن على هذه الصلوات حتى يتحصل على الثواب المذكور في هذا الحديث.
صلاة أربع ركعات قبل العصر
لينل المؤمن رحمة من الله تعالى يصلى المؤمن أربع ركعات قبل العصر , عن ابن عمر قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (رحم الله امرأ صلى قبل العصر أربعا) حسنه الألباني
صلاة ركعتان بعد العصر
ولان النبي صلى الله عليه وسلم (كان لا يدع ركعتين قبل الفجر وركعتين بعد العصر) صححه الألباني يحافظ المؤمن على ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يدعهما.
أذكار المساء
يقوم المسلم بأذكار المساء قبل غروب الشمس وقد سبق وان ذكرناها مع أذكار الصباح
صلاة ركعتين قبل المغرب
إتباعا لقول النبي صلى الله عليه وسلم (صلوا قبل صلاة المغرب قال في الثالثة لمن شاء) البخاري يصل المؤمن ركعتين قبل المغرب.
فضل قيام الليل
وبعد أن تفارب اليوم على الانتهاء يقوم المؤمن بعبادة تجمع بين خير الدنيا والآخرة , عبادة يحبه الله سبحانه وتعالى عن علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (يا أهل القرآن أوتروا فإن الله وتر يحب الوتر) صححه الألباني , وقال صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم (عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم وإن قيام الليل قربة إلى الله ومنهاة عن الإثم وتكفير للسيئات ومطردة للداء عن الجسد) قال الترمذي حديث غريب. فبين صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم ما فيه من المصلحة بالقرب إلى الله وموافقة الصالحين من دفع المفسدة بالنهي عن المستقبل من السيئات، والتكفير للماضي منها وطرد الداء عن الجسد.
ووقت صلاة الليل من بعد صلاة العشاء إلى الفجر، لقوله صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم (إن الله زادكم صلاة، وهي الوتر، فصلوها بين صلاة العشاء إلى صلاة الفجر) صححه الألباني.
والأفضل في آخر الليل لمن قدر على ذلك قال صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم (من خاف ألا يقوم من آخر الليل فليوتر أوله ومن طمع أن يقوم آخره فليوتر آخر الليل فإن صلاة آخر الليل مشهودة وذلك أفضل) صححه الألباني.
و صلاة الليل تجزى حتى لو اقتصر على ركعة الوتر فقط قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (الوتر حق على كل مسلم فمن أحب أن يوتر بخمس فليفعل ومن أحب أن يوتر بثلاث فليفعل ومن أحب أن يوتر بواحدة فليفعل) صححه الألباني.
وأكثرها إحدى عشرة ركعة عن عائشة رضي الله عنها قالت (ما كان رسول الله يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة) أخرجاه الشيخان.
وكانت صلاته صلى الله عليه وسلم أنواع: ركعة واحدة - ثلاث ركعات مفصولة - ثلاث ركعات غير مفصولة - خمس ركعات لا يقعد إلا في آخرهن ويسلم - سبع ركعات يقعد في السادسة ولا يسلم ثم يقوم إلى السابعة ويتمها - تسع ركعات يتشهد في الثامنة ولا يتمها، ثم يقوم إِلى التاسعة فيتمها - إحدى عشرة ركعة، يسلم في كل ركعتين، ثم يأتي بواحدة.
ويستحب له أن يقول بعد صلاة الوتر سبحان الملك القدوس عن أبي بن كعب قال (كان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا سلم في الوتر قال سبحان الملك القدوس) صححه الألباني.
فضل قراءة القران
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/309)
يحافظ المؤمن على قراءة القران لما في تلاوته من الأجر قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (اقرؤوا القرآن فإنكم تؤجرون عليه أما إني لا أقول {الم} حرف ولكن ألف عشر ولام عشر وميم عشر فتلك ثلاثون) حسنه الألباني
أذكار النوم
وبعد ذلك يذهب المؤمن إلى فراشه ويقوم بأذكار النوم الواردة في الأحاديث الآتية:
عنِ البرَاءِ بنِ عازِبٍ، رَضِيَ اللَّه عنْهمَا، قَالَ: قال لي رسُولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم: (إِذَا أَتَيتَ مَضْجَعَكَ فَتَوضَّأْ وضُوءَكَ لِلصَّلاةِ، ثُمَّ اضْطَجِعْ عَلى شِقِّكَ الأَيمَنِ، وقلْ: اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نفِسي إِلَيكَ، وَوَجَّهْتُ وَجْهِي إِلَيْكَ. وَفَوَّضتُ أَمري إِلَيْكَ، وَأَلَجَأْتُ ظَهرِي إِلَيْكَ، رغبةً ورهْبَةً إِلَيْكَ، لامَلجأَ ولا مَنجي مِنْكَ إِلاَّ إِليكَ، آمنتُ بِكِتَابِكَ الذِي أَنزَلْت، وَبِنَبِيِّكَ الذِي أَرسَلتَ، فإِنْ مِتَّ. مِتَّ على الفِطرةِ، واجْعَلهُنَّ آخِرَ ما تَقُولُ) مُتَّفقٌ عليهِ
وعنه رضيَ اللَّه عنهما قال كَانَ رسول اللَّه صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ نَامَ عَلى شِقَّهِ الأَيمنِ، ثُمَّ قال (اللَّهُمَّ أَسْلَمْتُ نَفْسِي إليْكَ، وَوجَّهْتُ وَجْهي إلَيْكَ، وفَوَّضْتُ أَمْرِي إلَيْكَ، وَأَلجَأْتُ ظهْري إلَيْكَ، رَغْبةً وَرهْبَةً إلَيْكَ، لا مَلْجأ ولا مَنْجى مِنْكَ إلاَّ إلَيْكَ، آمَنْتُ بِكتَابكَ الذي أَنْزلتَ، وَنَبيِّكَ الذي أَرْسَلْتَ) البخاري.
وعن حُذَيْفَةَ رضي اللَّه عنه قال كان النبي صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم إذا أَخَذَ مَضْجَعَهُ مِنَ اللَّيْلِ وَضَعَ يَدهُ تَحْتَ خَدِّهِ، ثمَّ يَقُولُ (اللَّهُمَّ بِاسْمِكَ أمُوتُ وَ أَحْيَا) البخاري
وعن أَبي مسعودٍ البدْرِيِّ رضيَ اللَّه عنهُ عن النبيِّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قال (منْ قَرَأَ بالآيتَيْنِ مِنْ آخِرِ سُورةِ البقَرةِ فِي لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ) متفقٌ عليه
وعَنْ عليٍّ رضي اللَّه عَنْهُ أَنَّ رسُولَ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم قالَ له وَلِفَاطِمةَ رضيَ اللَّه عنهما: (إِذَا أَوَيْتُمَا إِلى فِراشِكُما، أَوْ إِذَا أَخَذْتُمَا مَضَاجِعَكُما فَكَبِّرا ثَلاثاً وَثَلاثِينَ، وَسَبِّحَا ثَلاثاً وثَلاثِينَ، وَاحْمَدَا ثَلاثاً وَثَلاثِين) متفقٌ عليه.
وعن أَبي هُريرةَ رَضِيَ اللَّه عنهُ، قال: قال رسولُ اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم (إِذا أَوَى أَحَدُكُم إِلى فِراشِهِ، فَلْيَنْفُض فِراشَهُ بداخِلَةِ إِزَارِهِ فإِنَّهُ لاَ يَدْرِي مَا خَلَفَهُ عَلَيْهِ، ثُمَّ يَقُولُ: بِاسْمِكَ رَبِّي وَضَعْتُ جَنْبي، وَبِكَ أَرْفَعُهُ، إِنْ أَمْسَكْتَ نَفْسِي فَارْحَمْها، وإِنْ أَرْسَلْتَهَا، فَاحْفَظْهَا بِمَا تَحْفَظُ بِه عِبادَكَ الصَّالحِينَ) متفقٌ عليه
وعنْ عائشةَ رضي اللَّه عنْها (أَنَّ رسول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كان إِذَا أَخَذَ مضْجعَهُ نَفَثَ في يدَيْهِ، وَقَرَأَ بالْمُعَوِّذاتِ ومَسح بِهمَا جَسَدَهُ) متفقٌ عليه
قال أَهلُ اللُّغَةِ: «النَّفْثُ» نَفخٌ لَطِيفٌ بِلاَ رِيقٍ
وَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللَّه عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كَانَ إذا أَوَى إِلى فِرَاشِهِ قَال (الحمْدُ للَّهِ الَّذي أَطْعَمنَا وسقَانا، وكفَانَا وآوانَا، فكمْ مِمَّنْ لا كافيَ لَهُ ولا مُؤْوِيَ) مسلمٌ
وعنْ حُذيْفَةَ، رضِيَ اللَّه عَنْهُ، أَنَّ رسُول اللَّهِ صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم كَانَ إِذا أَرَاد أَنْ يرْقُدَ، وضَع يَدهُ اليُمنَى تَحْتَ خَدِّهِ، ثُمَّ يقُولُ (اللَّهمَّ قِني عَذَابكَ يوْمَ تَبْعثُ عِبادَكَ) صححه الألباني
وعن أبي هريرة رضي الله عنه (أنه أتاه آت يحثو من الصدقة وكان قد جعله النبي صلى الله عليه وسلم عليها ليلة بعد ليلة فلما كان في الليلة الثالثة قال: لأرفعنك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال دعني أعلمك كلمات ينفعك الله بهن وكانوا أحرص شيء على الخير فقال: إذا أويت إلى فراشك فاقرأ آية الكرسي الله لا إله إلا هو الحي القيوم حتى تختمها فإنه لن يزال عليك من الله حافظ ولا يقربك شيطان حتى تصبح فقال صدقك وهو كذوب ذاك شيطان) صححه الألباني
وعن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم (كان إذا أراد أن يرقد وضع يده اليمنى تحت خده ثم يقول اللهم قني عذابك يوم تبعث عبادك ثلاث مرات) صححه الألباني
عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثا وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثا وليتحول عن جنبه الذي كان عليه) صححه الألباني(72/310)
حكم التهنئة بالعيد، والصيغ الواردة في ذلك
ـ[العوضي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 12:09 م]ـ
حكم التهنئة بالعيد، والصيغ الواردة في ذلك
أبو عبد الله الذهبي
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، ثم أما بعد:-
فهذه فائد قيمة مقتبسة من كتاب بعنوان (تنوير العينين بأحكام الأضاحي والعيدين) للشيخ أبو الحسن مصطفى بن إسماعيل السليماني، حول: حكم التهنئة بالعيد والصيغ الواردة في ذلك، مع تصرف بسيط .. والله من وراء القصد ..
من هنأ أخاه في العيدين بقوله: (تقبل الله منا ومنكم) ونحو ذلك، فله قدوة ببعض الصحابة فمن دونهم .. قد وردت آثار عن بعض السلف في ذلك، منها الصحيح وغيره، والمرفوع لا يصح ..
ذكر ابن التركماني في الجوهر النقي حاشية البيهقي (3/ 320 – 321)، قال: قلت: وفي هذا الباب – أي التهنئة بالعيد – حديث جيد أغفله البيهقي، وهو حديث محمد بن زياد، قال: كنت مع أبي أمامة الباهلي وغيره من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فكانوا إذا رجعوا يقول بعضهم لبعض: (تقبل الله منا ومنكم)، قال: أحمد بن حنبل: إسناده جيد. اهـ.
قال شيخنا الألباني رحمه الله في تمام المنة (ص 356): ولم يذكر من رواه وقد عزاه السيوطي لزاهر أيضاً بسند حسن عن محمد بن زياد الألهاني – وهو ثقة – قال .. فذكره. اهـ. وزاهر هو ابن طاهر صاحب كتاب: (تحفة عيد الفطر) كما ذكر شيخنا.
وقد نقل ابن قدامة في المغني (2/ 259) قول أحمد بتجويد سنده والله أعلم بحال من لم يُذكر من رجال هذا الأثر، والأصل قبول قول أحمد حتى نرى خلافه، والله أعلم.
وأخرج الأصبهاني في الترغيب والترهيب (1/ 251) عن صفوان بن عمرو السكسكي قال: سمعت عبد الله بن بُسر وعبد الرحمن بن عائذ وجبير بن نفير وخالد بن معدان، يقال لهم في أيام الأعياد: (تقبل الله منا ومنكم)، ويقولون ذلك لغيرهم. وهذا سند لابأس به.
وجاء في الفتح (2/ 446): وروينا في المحامليات بإسناد حسن عن جبير بن نفير قال: كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إذا التقوا يوم العيد يقول بعضهم لبعض: (تقبل الله منا ومنكم).
قال شيخنا الألباني رحمه الله: ولم أقف على هذا التحسين أي للحافظ في شيء من كتبه – وإن كان قد أفاده بمكانه أحد طلبة العلم – قال: وإنما وجدته للحافظ السيوطي في رسالته وصول الأماني في وجود التهاني (ص 109) وفي نسخة مكتبتي (ص82) والحاوي الجزء الأول من الحاوي للفتاوي وقد غزاه لزاهر بن طاهر في كتاب تحفة عيد الفطر، وأبي أحمد الفرضي، ورواه المحاملي في كتاب العيدين (2/ 129) بإسناد رجاله ثقات، رجال التهذيب غير شيخه المهنى بن يحيى وهو ثقة نبيل كما قال الدارقطني، وهو مترجم في تاريخ بغداد (13/ 266 – 268)، فالإسناد صحيح، لكن خالفه حاجب بن الوليد في إسناده، فلم يرفعه إلى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: حدثنا بشر بن إسماعيل الحلبي .. وذكر ما سبق، ثم قال: فإن صح السند بهذا إلى الحاجب، فإن في الطريق إليه من يحتاج إلى الكشف عن خالد، فلعل مبشر بن إسماعيل حدث بهذا وهذا، وبخاصة أن عبد الله بن بسر هذا – وهو المازني – صحابي صغير، ولأبيه صحبة، فيبعد أن يقول هو والتابعون المذكورون معه شيئاً دون أن يتلقوه عن الصحابة، فتكون الروايتان صحيحتين، فالصحابة فعلوا ذلك، فاتبعهم عليه التابعون المذكورون، والله سبحانه وتعالى أعلم. اهـ.
أخرجه الطبراني في الدعاء (929) ثنا الحسن بن علي المعمري، ثنا علي بن المديني ثنا أبو داود سليمان بن داود، ثنا شعبة قال: لقيني يونس بن عبيد في يوم عيد، فقال: تقبل الله منا ومنك. وهذا سند مسلسل بالحفاظ المكثرين، والمعمري تُكُلِّم فيه بكلام لا يضره هنا؛ بسبب الغرائب والله أعلم.
وسئل مالك رحمه الله: أيكره للرجل أن يقول لأخيه إذا انصرف من العيد: تقبل الله منا ومنك، وغفر الله لنا ولك، ويرد عليه أخوه مثل ذلك؟ قال: لايكره. اهـ من المنتقى (1/ 322).
وفي الحاوي للسيوطي (1/ 82) قال: وأخرج ابن حبان في الثقات عن علي بن ثابت قال سألت مالكاً عن قول الناس في العيد: تقبل الله منا منك، فقال: مازال الأمر عندنا كذلك. اهـ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/311)
وفي المغني (2/ 259): قال علي بن ثابت: سألت مالك بن أنس منذ خمس وثلاثين سنة، وقال: لم يزل يعرف هذا بالمدينة. اهـ.
وفي سؤالات أبي داود (ص 61) قال أبو داود: سمعت أحمد سئل عن قوم قيل لهم يوم العيد: تقبل الله منا ومنكم، قال أرجو أن لايكون به بأس. اهـ.
وفي الفروع لابن مفلح (2/ 150) قال: ولا بأس قوله لغيره: تقبل الله منا منكم، نقله الجماعة كالجواب، وقال: لا أبتدئ بها، وعنه: الكل حسن، وعنه: يكره، وقيل له في رواية حنبل: ترى له أن يبتدئ؟ قال: لا ونقل علي بن سعيد: ما أحسنه إلا أن يخاف الشهرة، وفي النصحية: أنه فِعل الصحابه، وأنه قول العلماء. اهـ.
ونحوه في المغني (2/ 259)، وقال ابن رجب في فتح الباري (9/ 74) على قول أحمد: ما أحسنه إلا أن يخاف الشهرة: كأنه يشير إلى أنه يخشى أن يُشهر المعروف بالدين والعلم بذلك، فيُقْصَد لدعائه، فيُكره لما فيه من الشهرة. اهـ.
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية كما في مجموع الفتاوى (24/ 253): هل التهنئة في العيد ما يجري على ألسنة الناس: عيدك مبارك، وما أشبهه، هل له أصل في الشريعة أم لا؟ وإذا كان له أصل في الشريعة، فما الذي يقال، أفتونا مأجورين؟
فأجاب: أما التهنئة يوم العيد يقول بعضهم لبعض إذا لقيه بعد صلاة العيد: تقبل الله منا ومنكم، وأحاله الله عليك، ونحو ذلك فهذا قد روي عن طائفة من الصحابة أنهم كانوا يفعلونه، ورخص فيه الأئمة كأحمد وغيره، لكن قال أحمد: أنا لا ابتدئ أحداً، فإن ابتدرني أحد اجبته، وذلك؛ لأنه جواب التحية واجب، وأما الابتداء بالتهنئة فليس سنة مأمور بها، ولا هو أيضاً مما نُهي عنه، فمن فعله فله قدوة، ومن تركه فله قدوة، والله أعلم. اهـ.
وعندي: أن أمر التهنئة هو إلى العادات اقرب منه إلى العبادات، والأصل في أمور العادات الإباحة، حتى يرد دليل بالمنع، بخلاف العبادات التي يحتاج المتكلم فيها إلى نقل الدليل على ما يقول، ومعلوم أن العادات تختلف من زمان لآخر، ومن مكان لآخر، إلا أن أمراً ثبت عن الصحابة أو بعضهم فعله، هو أولى من غيره، والله أعلم.
http://saaid.net/mktarat/eid/4.htm(72/312)
متى يكون التكبير المطلق والمقيد؟
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 12:42 م]ـ
قال: (وفي كل عشر ذي الحجة)
لقوله تعالى: {واذكروا الله في أيام معلومات} والأيام المعلومات هي عشر ذي الحجة.
كما أن الأيام المعدودات هي أيام التشريق، وثبت في البخاري معلقاً: (أن ابن عمر وأبا هريرة كانا يخرجان إلى السوق في أيام عشر ذي الحجة يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما) (1) فهذا الكلام على التكبير المطلق.
__________
(1) ذكره البخاري في باب فضل العمل في أيام التشريق من كتاب العيدين قبل حديث (969).
قال (والمقيد عقب كل فريضة في جماعة من صلاة الفجر يوم عرفة، وللمحرم من صلاة الظهر يوم النحر إلى عصر آخر أيام التشريق)
إذن: يسن التكبير المقيد.
أما المحرم فيسن له من صلاة الظهر يوم النحر، وأما غير المحرم فيسن له من صلاة الفجر يوم عرفة إلى آخر صلاة من أيام التشريق وهي صلاة العصر، ويكبر بعد العصر ما لم تغب الشمس.
ودليل ذلك: الآثار عن أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، قال الإمام أحمد: " الإجماع " أي إجماع الصحابة، عمر وعلي وابن عباس وابن مسعود، أما أثر عمر فلم أقف عليه.
وأما أثر علي فهو ثابت في ابن أبي شيبة بإسناد صحيح: (أنه كان يكبر بعد صلاة الصبح من يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ويكبر بعد العصر).
ونحوه عن ابن عباس عند البيهقي. ونحوه عن ابن مسعود عند الحاكم وهي أسانيد صحاح إليهم.
وقال ابن تيمية: " هو إجماع من أكابر أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - " أ. هـ
أما المحرم فإنه يكبر بعد صلاة الظهر من يوم النحر؛ لأنه منشغل قبل ذلك بالتلبية، فإذا صلى الظهر وقد رمى جمرة العقبة ضحى فإنه بعد صلاة الظهر يكون التكبير المقيد.
وعليه: فإن رمى - كما يكون هذا للضعفة، إن رمى - قبل الفجر عل قول فيكون قد انتهى من التلبية فإنها تنتهي برمي جمرة العقبة، وحينئذ يكبر بعد صلاة الفجر.
فإذن: قالوا بعد صلاة الظهر؛ لأنه هو الوقت الغالب في انتهاء الناس من رمي الجمار فيكبرون لانتهائهم من التلبية وحينئذ يكون انشغالهم بالتكبير.
ولكن مع ذلك فالأظهر أنه لا بأس أن يكبر ولا ينكر عليه، بدليل ما ثبت في البخاري وغيره عن أنس قال في غدوهم و النبي صلى الله عليه وسلم من منى إلى عرفة: (يلبي الملبي فلا ينكر عليه ويكبر المكبر فلا ينكر عليه).
فإذن: إن كبر يوم عرفة فلا بأس.
انتهى المقصود من شرح شيخنا الشيخ حمد الحمد على " الزاد".
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[28 - 12 - 06, 01:49 ص]ـ
بارك الله فيك وكذلك من الشيخ د. فهد المشعل
التكبير المطلق والمقيد
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
يسأل الكثير من الناس عن الأدلة على التكبير المطلق والمقيد، لذلك وجدت أنه من المهم كتابة هذا المقال، لتناول هذا الموضوع وعرض أدلته، وهو كالتالي:
قال أهل العلم:
التكبير نوعان: مطلق، ومقيد.
1 – أما المطلق: (وهو غير المقيد بأدبار الصلوات) فيشرع في ليلتي العيدين، وفي كل عشر ذي الحجة، وعند الخروج لصلاة العيد حتى يأتي الإمام.
والأدلة على ذلك:
- قول الله _تعالى_: "وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ" (البقرة: من الآية185)، وهذا خاص بالفطر.
- وقال النبي _صلى الله عليه وسلم_: "ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد" رواه أحمد. وهذا عام في كل عشر ذي الحجة.
- وقال البخاري في صحيحه: "كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما". أخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم وصححه الألباني، الإرواء 3/ 124.
- وقال أحمد: "كان ابن عمر يكبر في العيدين جميعاً" أي في ليلتي العيدين.
- وعن ابن عمر _رضي الله عنهما_ (أنه كان يخرج للعيدين من المسجد فيكبر حتى يأتي المصلى، ويكبر حتى يأتي الإمام) أخرجه الدارقطني وابن أبي شيبة، وصححه الألباني موقوفاً ومرفوعاً (إرواء الغليل 3/ 122) وهذا تكبير الطريق.
- وقال شيخ الإسلام (أما التكبير – يعني المطلق – فإنه مشروع في الأضحى بالاتفاق وفي عيد الفطر عند مالك والشافعي وأحمد) مجموع الفتاوى 24/ 221.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/313)
وقال النووي في المجموع 5/ 32: التكبير نوعان مرسل وهو المطلق ومقيد.
فالمطلق هو الذي لا يتقيد بحال بل يؤتى به في المنازل والمساجد والطرق ليلاً ونهاراً مشروع في العيدين جميعاً ... ) انتهى كلامه.
2 – وأما التكبير المقيد: فهو المشروع عقب كل صلاة مكتوبة بعد الاستغفار.
ويبدأ من صلاة يوم عرفة إلى عصر آخر يوم من أيام التشريق والمحرم يبدؤه من صلاة الظهر يوم النحر.
وأدلته:
- ما روى جابر _رضي الله عنه_ قال: "إن رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ إذا صلى الصبح من غداة يوم عرفة أقبل على أصحابه فيقول: على مكانكم ويقول: الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله والله أكبر الله أكبر ولله الحمد فيكبر من غداة عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق" أخرجه الدارقطني وفي إسناده ضعف.
- وأخرج البيهقي والحاكم عن علي رضي الله عنه "أنه كان يكبر من صلاة الفجر يوم عرفة إلى صلاة العصر من آخر أيام التشريق ويكبر بعد العصر" صححه الألباني 3/ 125. وروي عن عباس وابن مسعود مثله.
- وأخرج ابن أبي شيبة عن ابن عمر _رضي الله عنه_ "أنه كان يكبر أيام التشريق: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد" صححه الألباني في الإرواء 3/ 115.
وهذا من السنة.
وأما من الإجماع:
فقد قال الإمام النووي (وأما التكبير المقيد فيشرع في عيد الأضحى بلا خلاف بإجماع الأمة).
وقال شيخ الإسلام (التكبير في النحر أوكد من جهة أنه يشرع أدبار الصلوات، وأنه متفق عليه).
قلت: اتفق المذاهب الأربعة على مشروعية التكبير والمقيد وإن اختلفوا في وقته. (ينظر المبسوط 2/ 42، والتاج والإكليل 1/ 198، ومغني المحتاج 1/ 314، والمغني لابن قدامة 3/ 287).
أما وقته وصفته:
فقد قال شيخ الإسلام: "أصح الأقوال في وقت التكبير الذي عليه جمهور السلف والفقهاء من الصحابة والأئمة أنه يكبر من فجر عرفة إلى آخر أيام التشريق عقب كل صلاة، لما صحيح الترمذي (يوم عرفة ويوم النحر وأيام منى عيدنا أهل الإسلام وهي أيام أكل وشرب وذكر لله. وقد روي مرفوعاً إلى النبي _صلى الله عليه وسلم_ عن جابر _رضي الله عنه_.
وصفة التكبير المنقول عن أكثر الصحابة أن يقول: "الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد .. وإن قال الله أكبر ثلاثاً جاز" ا. هـ. مجموع الفتاوى 24/ 220.
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد.
د. فهد المشعل
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[28 - 12 - 06, 08:13 م]ـ
بارك الله بك أخي أبا البراء على هذه الإضافة الطيبة، وجعلها في ميزان حسناتك.
ـ[أخوكم عماد]ــــــــ[04 - 01 - 07, 03:10 م]ـ
بارك الله فيكما على هذه الموضوع و الإضافة
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[22 - 09 - 07, 06:38 م]ـ
يرفع للفائدة.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[23 - 09 - 07, 04:03 ص]ـ
للفائدة ..
هل يشرع التكبير عقب الصلوات المكتوبة (المقيد) ليلة عيد الفطر؟
راجع كلام الإمام النووي رحمه الله في "المجموع شرح المهذب".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 09 - 07, 12:55 ص]ـ
بارك الله فيكم أبا يوسف.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[26 - 09 - 07, 06:22 م]ـ
وفيكم أخي الحبيب.
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[28 - 09 - 07, 02:18 م]ـ
وهذا كلام النووي عن التكبير المقيد في الفطر أنقله للفائده
قال رحمه الله كما في المجموع 5/ 28
وأما التكبير المقيد فيشرع في عيد الأضحى بلا خلاف لإجماع الأمة , وهل يشرع في عيد الفطر؟ فيه وجهان مشهوران حكاهما المصنف والأصحاب , وحكاهما صاحب التتمة وجماعة قولين (أصحهما) عند الجمهور لا يشرع , ونقلوه عن نصه في الجديد , وقطع به الماوردي والجرجاني والبغوي وغيرهم وصححه صاحبا الشامل والمعتمد , واستدل له المصنف والأصحاب بأنه لم ينقل عن النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان مشروعا لفعله ولنقل (والثاني) يستحب ورجحه المحاملي والبندنيجي والشيخ أبو حامد واحتج له المصنف والأصحاب بأنه عيد يسن فيه التكبير المرسل , فسن المقيد كالأضحى , فعلى هذا قالوا يكبر خلف المغرب والعشاء والصبح , ونقله المتولي عن نصه في القديم وحكم النوافل والفوائت في هذه المدة على هذا الوجه يقاس بما سنذكره إن شاء الله تعالى في الأضحى
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[28 - 09 - 07, 06:12 م]ـ
جزاك الله خيراً على الإعانة أبا معاذ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 09 - 07, 01:37 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي أبا معاذ، والشكر موصول لصاحب الفائدة الأصلي صديقنا أبي يوسف.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[30 - 09 - 07, 01:58 ص]ـ
هذا الكتاب "مجموع النووي" من أمتع كتب الفقه عندي وأجلها .. وقد أدمنت النظر فيه مذ كنت في أوائل دراستي الجامعية.
وللحافظ ابن كثير رحمه الله تعالى ثناءٌ عاطر على هذا الكتاب .. أظنه قال: (لم يؤلف في كتب المسلمين مثله) .. الخ
ولبعض المعاصرين كالشيخ عبدالكريم الخضير وفقه الله تعالى ثناء عليه أيضاً حيث ذكر أنه لو اجتمعت سبع جامعات لتؤلف مثله ما استطاعت. ولكنه لم يكمله مؤلفه رحمه الله تعالى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/314)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 10 - 07, 03:06 م]ـ
جزاكم الله خيرا أبا يوسف.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[01 - 10 - 07, 11:32 م]ـ
وإياك أخي علي.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[12 - 12 - 07, 04:52 م]ـ
- وقال البخاري في صحيحه: "كان ابن عمر وأبو هريرة يخرجان إلى السوق في أيام العشر يكبران ويكبر الناس بتكبيرهما". أخرجه البخاري معلقاً بصيغة الجزم وصححه الألباني، الإرواء 3/ 124.
د. فهد المشعل
قلت: وهم الدكتور – غفر الله له – تبعا لوهم الشيخ العلامة الألباني – رحمه الله تعالى – في الإرواء، حيث قال الشيخ – رحمه الله تعالى – في الثالث من الإرواء:
[صحيح. ذكره البخاري في صحيحه (1/ 246) معلقا مجزوما به، كما ترى؛ ووصله عبد بن حميد من طريق عمرو بن دينار عنه كما في " فتح الباري " (2/ 381)]. انتهى كلام الشيخ.
قلت: وهذا وهم من الشيخ – رحمه الله تعالى – فالحافظ ذكر هذا في أثر ابن عباس الذي سبق هذين الأثرين وصدر به البخاري الباب، أما هذان الأثران فالحافظ قال في "الفتح" ج2 ص 590: [لم أره موصولا عنهما]. والشيخ ناصر – رحمه الله تعالى – كأنه استدرك على نفسه – " في مختصر صحيح البخاري " ج 1 ص 397 حيث ذكر قول الحافظ آنف الذكر، أعني قوله: " لم أره موصولا عنهما "، وهذا يؤكد أن الشيخ – رحمه الله تعالى – قد وهم في " الإرواء" وتبعه الدكتور هنا على هذا الوهم، فاقتضي التنبيه.
والله أعلم.
وعليه فمن ظفر بهما موصولين فليفدنا به أفاده الله تعالى.
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - 12 - 07, 08:50 م]ـ
وماحكم التكبير المطلق فى العيدين؟
ـ[خالد المرسى]ــــــــ[12 - 12 - 07, 08:54 م]ـ
وقال النووي في المجموع 5/ 32: التكبير نوعان مرسل وهو المطلق ومقيد.
أرجو نقل كلامه عن النوع الثانى من التكبير
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[12 - 12 - 07, 09:00 م]ـ
وماحكم التكبير المطلق فى العيدين؟
التكبير المطلق في العيدين سنة
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[12 - 12 - 07, 09:28 م]ـ
الأخ علي الفضلي جزاك الله كل خير
وعليه فمن ظفر بهما موصولين فليفدنا به أفاده الله تعالى.
أما من وصل الحديث فهو عفان قال: حدثنا سلام أبو المنذر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد قال: " كان أبو هريرة وابن عمر يأتيان السوق فيكبران ويكبر الناس معهما، ولا يأتيان لشيء إلا لذلك ". ذكره الحافظ ابن رجب في كتابه لطائف المعارف ص 475 طبعة دار ابن كثير.
ـ[ابو عبدالعزيز المشرفي]ــــــــ[13 - 12 - 07, 06:22 م]ـ
لو كبر في أدبار الصلوات أيام العشر هل ينكر عليه؟
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[14 - 12 - 07, 11:04 م]ـ
متى يقول المقيد أقصد بعد أى ذكر من أذكار أدبار الصلاة؟
ـ[أبو البراء الثاني]ــــــــ[14 - 12 - 07, 11:36 م]ـ
وقال المرداوي في الإنصاف (2/ 435): "لا يسن التكبير عقيب المكتوبات الثلاث في ليلة عيد الفطر, على الصحيح من المذهب".
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[16 - 12 - 07, 02:12 ص]ـ
لو كبر في أدبار الصلوات أيام العشر هل ينكر عليه؟
بارك الله فيكم ....... على التعقيب
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 03 - 08, 12:33 م]ـ
الأخ علي الفضلي جزاك الله كل خير
أما من وصل الحديث فهو عفان قال: حدثنا سلام أبو المنذر، عن حميد الأعرج، عن مجاهد قال: " كان أبو هريرة وابن عمر يأتيان السوق فيكبران ويكبر الناس معهما، ولا يأتيان لشيء إلا لذلك ". ذكره الحافظ ابن رجب في كتابه لطائف المعارف ص 475 طبعة دار ابن كثير.
بارك الله فيكم على هذه الفائدة، وعذرا على تأخري في الرد عليك، ولكني أنسيت المشاركة برمتها!
ولكن وإن كان هؤلاء الرواة ثقات أثبات، إلا أن السند ما زال معلقا من جهة ابن رجب - رحمه الله تعالى -، فإن ابن رجب - رحمه الله تعالى - من علماء القرن الثامن، وعفان بن مسلم من شيوخ أحمد وطبقته!، فبينهما مفاوز تنقطع دونها أعناق المطي كما يقال.
فتأمل.
ـ[صقر بن حسن]ــــــــ[31 - 03 - 08, 05:20 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي علي الفضلي.
ولكن وإن كان هؤلاء الرواة ثقات أثبات، إلا أن السند ما زال معلقا من جهة ابن رجب - رحمه الله تعالى -، فإن ابن رجب - رحمه الله تعالى - من علماء القرن الثامن، وعفان بن مسلم من شيوخ أحمد وطبقته!، فبينهما مفاوز تنقطع دونها أعناق المطي كما يقال.
فتأمل.
سأكتب كلام الحافظ ابن رجب كاملا حتى يكون واضحاً.
قال رحمه الله: " وقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن عُمر وأبي هُريرة: " أنهما كانا يَخرجان إلى السوق في العشر، فيكبران ويُكبِّرُ الناس بتكبيرهما " ورواه عفان: حدثنا سلام أبو المنذر، عن حميد الأعرج، عن مجاهدِ قال: " كان أبو هريرة وابن عُمر يأتيان السوقَ أيام العشر فيكبران ويُكبرُ الناس معهما، ولا يأتيان لشيء إلا لذلك " أهـ.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[01 - 04 - 08, 07:06 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي علي الفضلي.
سأكتب كلام الحافظ ابن رجب كاملا حتى يكون واضحاً.
قال رحمه الله: " وقد ذكر البخاري في صحيحه عن ابن عُمر وأبي هُريرة: " أنهما كانا يَخرجان إلى السوق في العشر، فيكبران ويُكبِّرُ الناس بتكبيرهما " ورواه عفان: حدثنا سلام أبو المنذر، عن حميد الأعرج، عن مجاهدِ قال: " كان أبو هريرة وابن عُمر يأتيان السوقَ أيام العشر فيكبران ويُكبرُ الناس معهما، ولا يأتيان لشيء إلا لذلك " أهـ.
أخي المكرم صقرا: ما الجديد في إعادة الكلام آنف الذكر؟
أنا ما رددت حتى رجعت إلى " لطائف المعارف "، ونسختي هي بعينها التي عزوتَ أنت لها!
لأني أقول: من رواه عن عفان؟!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/315)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[29 - 11 - 08, 04:14 م]ـ
يرفع للفائدة.
ـ[محمد بن عبدالله]ــــــــ[29 - 11 - 08, 10:55 م]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=275
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[30 - 11 - 08, 03:25 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=65381
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 11 - 08, 06:17 ص]ـ
بارك الله فيكما أخوي الكريمين.
لكن:
هل سؤالي هذا يَرِدْ؟:
ابن رجب - رحمه الله تعالى - من علماء القرن الثامن، وعفان بن مسلم من شيوخ أحمد وطبقته!، فبينهما مفاوز تنقطع دونها أعناق المطي كما يقال.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 11 - 08, 06:26 ص]ـ
لأني أقول: من رواه عن عفان؟!!
وهل هذا السؤال وارد؟ أم يُقال: عند عفان انتهى التنقيب عن الرواة؟!!
وهل عفان صاحب مصنف؟!!
ـ[إبراهيم الأبياري]ــــــــ[30 - 11 - 08, 06:37 ص]ـ
لأني أقول: من رواه عن عفان؟!!
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=357553&postcount=5
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[30 - 11 - 08, 06:44 ص]ـ
الآن نعم، أحسنت أخي الأبياري.(72/316)
أحكام الأضحية والهدي لشيخ خالد المشيقح - حفظه الله -
ـ[أبو مريم مغربي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 06:28 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: الأضحية:
تعريفها: هي ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام الأضحى بسبب العيد تقرباً إلى الله -تعالى-.
حكمها: سنة مؤكدة، قال الله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) [الكوثر:2]، وقال -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ) [الحج: 34]، ولحديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ((كان يضحي بكبشين أملحين أقرنين)) رواه البخاري، وأجمع المسلمون على مشروعيتها ولا تجب؛ لأن الصحابة y تركوا التضحية مع القدرة خشية أن يعتقد وجوبها كأبي بكر، وعمر، وابن مسعود رضي اللع عنهما وغيرهم، وذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها، والأصل أنها عن الحي، فيضحي الحي ويشرك الميت تبعاً إلا إن كان الميت قد أوصى.
شروطها: يشترط لصحة الأضحية ما يلي:
1. أن تكون من بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم.
2. أن تبلغ السن المعتبر شرعاً، وهو خمس في الإبل، وسنتان في البقر، وسنة في المعز، وستة أشهر في الضأن.
3. خلوها من العيوب المانعة من الإجزاء، وتأتي.
مسألة: تجزئ الشاة الواحدة وكذا سبع البدنة، وسبع البقرة عن أهل البيت؛ لما روى أبو أيوب رضي الله عنه: ((كان الرجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته، فيأكلون ويطعمون)) رواه الترمذي وصححه، وابن ماجه.
مسألة: الأفضل الإبل، ثم البقر، ثم الغنم إذا كاملاً، والأفضل من كل جنس الأكثر قيمة.
مسألة: الاشتراك في الأضحية على قسمين:
الأول: الاشتراك في الثواب، بأن يكون مالك الأضحية واحداً، ويشترك معه غيره من المسلمين في ثوابها فجائز.
الثاني: الاشتراك في الملك، بأن يشترك بيتان فأكثر في ملك أضحية ويضحيا بها، فلا يجوز.
العيوب المانعة من الإجزاء:
1. العوراء البيِّن عورها، وهي: التي انخسفت عينها أو برزت، وكذلك العمياء، أما إذا كانت قائمة العين ولا تبصر بها، أو عليها بياض فتجزئ.
2. العجفاء، وهي: التي ذهب مخُّ عظمها.
3. العرجاء البيِّن عرجها، وهي: التي لا تطيق مشيًا مع الصحيحة، وكذا مقطوعة أو مكسورة اليد أو الرجل، فإن كان عرجها يسيراً لا يمنعها من معانقة السليمة أجزأت.
4. المريضة البيِّن مرضها، وهي: التي ظهر عليها آثار المرض كالحمى الذي يقعدها عن الرعي، وكالجرب الظاهر المفسد للحمها، وما أصابها سبب الموت، كالمنخنقة، والموقوذة، والمتردية، والنطيحة، وما أكل السبع، وما أخذتها الولادة.
لما روى البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البيِّن عورها، والمريضة البيِّن مرضها، والعرجاء البيِّن ضلعها، والعجفاء التي لا تنقي)) رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وصححه الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان.
5. البتراء من الضأن، وهي: التي قطعت أليتها أو أكثرها فلا تجزئ.
العيوب المكروهة:1. ما قطع قرنها أو أذنها، أو شيء منهما، أو في أذنها شق أو خرق.
2. ما قطع ذنبه من الإبل أو البقر.
3. ما سقط شيء من أسنانه.
4. ما نشف ضرعه.
وقت ذبح الأضحية: من بعد أسبق صلاة عيد الأضحى؛ لما روى البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أول ما نبدأ به يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر من فعل فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل فإنما هو لحم قدمه لأهله)) متفق عليه.
وإن لم يكن في البلد صلاة فبعد قدر زمن صلاة العيد.
ويمتد وقت الذبح إلى ثلاثة أيام بعد يوم العيد؛ لما روى نبيشة الهذلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله - عز وجل-)) رواه مسلم.
فإن فات وقت الذبح فإن كان التأخير لعذر كنسيان ونحوه ذبح الأضحية الواجبة كالمنذورة، والمعينة، والموصى بها، وسقط التطوع.
مسألة: تتعين الأضحية بالقول، كقوله: هذه أضحية، أو لله ونحو ذلك. وكذا بذبحها بنية الأضحية.
ويترتب على تعيين الأضحية مسائل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/317)
1. أنه لا يجوز بيعها ولا هبتها إلا أن يبدلها بخير منها، ولا يبيع جلدها لكن ينتفع به.
2. أنه لا يحز صوفها إلا إن كان أنفع لها، ولا يشرب من لبنها إلا ما فضل عن ولدها.
3. إذا تعيبت عيباً يمنع الإجزاء، أو سرقت، أو ضاعت فإن كان بفعل منه أو تفريط فيلزمه إبدالها بمثلها، وإن كان بغير تعدٍ ولا تفريطٍ فيذبحها إذا تعيبت مطلقًا إلا أن تكون منذورة قبل أن يعينها فيجب إبدالها بسليمة.
مسألة: يسن أن يأكل ثلث الأضحية، ويهدي ثلثها، ويتصدق بثلثها، فإن أكلها كلها قال العلماء يجوز، ويجب عليه أن يتصدق بما يقع عليه اسم اللحم؛ لقوله -تعالى-: (وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) [الحج:36].
مسألة: يحرم على المضحي خاصة أن يأخذ شيئًا من شعره أو ظفره أو جلده من دخول عشر ذي الحجة بغروب شمس آخر يوم من ذي القعدة إلى أن يذبح أول أضحية له؛ لما روت أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئًا حتى يضحي)) رواه مسلم، وفي لفظ لمسلم: ((فلا يمس من شعره وبشره شيئاً)).
ثانياً: الهدي:
تعريفه: هو ما يهدى إلى الحرم من بهيمة الأنعام.
ومنه ما هو واجب كهدي المتعة والقران كما تقدم في أحكام الحج، ومنه ما هو تطوع في الحج والعمرة وغير ذلك، والنبي e أهدى مائة بدنة، متفق عليه.
مسألة: والهدي يتفق مع الأضحية في كثير من الأحكام كشروط الإجراء، وأحكام العيوب ونحو ذلك.
مسألة: ويتعين الهدي بما تتعين به الأضحية، وكذلك يتعين بالإشعار والتقليد.
إشعار الهدي وتقليده:
يسن إشعار الهدي وتقليده، والإشعار: أن يشق صفحة السنام اليمنى، أو يشق محله مما لا سنام له من إبل وبقر حتى يسيل الدم.
والتقليد: هو أن تقلد بهيمة الأنعام نعلاً أو خيوطاً ونحو ذلك.
والإشعار خاص بالإبل والبقر. وأما التقليد فشامل لكل بهيمة الأنعام.
مسألة: يستحب سوق الهدي من الحل إلى الحرم، فالنبي صلى الله عليه وسلم ساق هديه من ذي الحليفة، وابن عمر -رضي الله عنهما- ساق هديه من قديد بين مكة والمدينة.
والحمد لله و صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.(72/318)
أحكام الأضحية والهدي للشيخ خالد المشيقح - حفظه الله -
ـ[أبو مريم مغربي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 06:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أولاً: الأضحية:
تعريفها: هي ما يذبح من بهيمة الأنعام أيام الأضحى بسبب العيد تقرباً إلى الله -تعالى-.
حكمها: سنة مؤكدة، قال الله -تعالى-: (فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ) [الكوثر:2]، وقال -تعالى-: (وَلِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكاً لِيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ عَلَى مَا رَزَقَهُمْ مِنْ بَهِيمَةِ الأَنْعَامِ) [الحج: 34]، ولحديث أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ((كان يضحي بكبشين أملحين أقرنين)) رواه البخاري، وأجمع المسلمون على مشروعيتها ولا تجب؛ لأن الصحابة y تركوا التضحية مع القدرة خشية أن يعتقد وجوبها كأبي بكر، وعمر، وابن مسعود رضي اللع عنهما وغيرهم، وذبح الأضحية أفضل من الصدقة بثمنها، والأصل أنها عن الحي، فيضحي الحي ويشرك الميت تبعاً إلا إن كان الميت قد أوصى.
شروطها: يشترط لصحة الأضحية ما يلي:
1. أن تكون من بهيمة الأنعام، وهي الإبل والبقر والغنم.
2. أن تبلغ السن المعتبر شرعاً، وهو خمس في الإبل، وسنتان في البقر، وسنة في المعز، وستة أشهر في الضأن.
3. خلوها من العيوب المانعة من الإجزاء، وتأتي.
مسألة: تجزئ الشاة الواحدة وكذا سبع البدنة، وسبع البقرة عن أهل البيت؛ لما روى أبو أيوب رضي الله عنه: ((كان الرجل في عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحي بالشاة عنه وعن أهل بيته، فيأكلون ويطعمون)) رواه الترمذي وصححه، وابن ماجه.
مسألة: الأفضل الإبل، ثم البقر، ثم الغنم إذا كاملاً، والأفضل من كل جنس الأكثر قيمة.
مسألة: الاشتراك في الأضحية على قسمين:
الأول: الاشتراك في الثواب، بأن يكون مالك الأضحية واحداً، ويشترك معه غيره من المسلمين في ثوابها فجائز.
الثاني: الاشتراك في الملك، بأن يشترك بيتان فأكثر في ملك أضحية ويضحيا بها، فلا يجوز.
العيوب المانعة من الإجزاء:
1. العوراء البيِّن عورها، وهي: التي انخسفت عينها أو برزت، وكذلك العمياء، أما إذا كانت قائمة العين ولا تبصر بها، أو عليها بياض فتجزئ.
2. العجفاء، وهي: التي ذهب مخُّ عظمها.
3. العرجاء البيِّن عرجها، وهي: التي لا تطيق مشيًا مع الصحيحة، وكذا مقطوعة أو مكسورة اليد أو الرجل، فإن كان عرجها يسيراً لا يمنعها من معانقة السليمة أجزأت.
4. المريضة البيِّن مرضها، وهي: التي ظهر عليها آثار المرض كالحمى الذي يقعدها عن الرعي، وكالجرب الظاهر المفسد للحمها، وما أصابها سبب الموت، كالمنخنقة، والموقوذة، والمتردية، والنطيحة، وما أكل السبع، وما أخذتها الولادة.
لما روى البراء بن عازب رضي الله عنه قال: قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: ((أربع لا تجوز في الأضاحي: العوراء البيِّن عورها، والمريضة البيِّن مرضها، والعرجاء البيِّن ضلعها، والعجفاء التي لا تنقي)) رواه أحمد، وأبو داود، والترمذي، والنسائي، وصححه الترمذي، وابن خزيمة، وابن حبان.
5. البتراء من الضأن، وهي: التي قطعت أليتها أو أكثرها فلا تجزئ.
العيوب المكروهة:1. ما قطع قرنها أو أذنها، أو شيء منهما، أو في أذنها شق أو خرق.
2. ما قطع ذنبه من الإبل أو البقر.
3. ما سقط شيء من أسنانه.
4. ما نشف ضرعه.
وقت ذبح الأضحية: من بعد أسبق صلاة عيد الأضحى؛ لما روى البراء بن عازب رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إن أول ما نبدأ به يومنا هذا أن نصلي ثم نرجع فننحر من فعل فقد أصاب سنتنا، ومن ذبح قبل فإنما هو لحم قدمه لأهله)) متفق عليه.
وإن لم يكن في البلد صلاة فبعد قدر زمن صلاة العيد.
ويمتد وقت الذبح إلى ثلاثة أيام بعد يوم العيد؛ لما روى نبيشة الهذلي رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله - عز وجل-)) رواه مسلم.
فإن فات وقت الذبح فإن كان التأخير لعذر كنسيان ونحوه ذبح الأضحية الواجبة كالمنذورة، والمعينة، والموصى بها، وسقط التطوع.
مسألة: تتعين الأضحية بالقول، كقوله: هذه أضحية، أو لله ونحو ذلك. وكذا بذبحها بنية الأضحية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/319)
ويترتب على تعيين الأضحية مسائل:
1. أنه لا يجوز بيعها ولا هبتها إلا أن يبدلها بخير منها، ولا يبيع جلدها لكن ينتفع به.
2. أنه لا يحز صوفها إلا إن كان أنفع لها، ولا يشرب من لبنها إلا ما فضل عن ولدها.
3. إذا تعيبت عيباً يمنع الإجزاء، أو سرقت، أو ضاعت فإن كان بفعل منه أو تفريط فيلزمه إبدالها بمثلها، وإن كان بغير تعدٍ ولا تفريطٍ فيذبحها إذا تعيبت مطلقًا إلا أن تكون منذورة قبل أن يعينها فيجب إبدالها بسليمة.
مسألة: يسن أن يأكل ثلث الأضحية، ويهدي ثلثها، ويتصدق بثلثها، فإن أكلها كلها قال العلماء يجوز، ويجب عليه أن يتصدق بما يقع عليه اسم اللحم؛ لقوله -تعالى-: (وَأَطْعِمُوا الْقَانِعَ وَالْمُعْتَرَّ) [الحج:36].
مسألة: يحرم على المضحي خاصة أن يأخذ شيئًا من شعره أو ظفره أو جلده من دخول عشر ذي الحجة بغروب شمس آخر يوم من ذي القعدة إلى أن يذبح أول أضحية له؛ لما روت أم سلمة -رضي الله عنها- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((إذا دخل العشر وأراد أحدكم أن يضحي فلا يأخذ من شعره ولا من أظفاره شيئًا حتى يضحي)) رواه مسلم، وفي لفظ لمسلم: ((فلا يمس من شعره وبشره شيئاً)).
ثانياً: الهدي:
تعريفه: هو ما يهدى إلى الحرم من بهيمة الأنعام.
ومنه ما هو واجب كهدي المتعة والقران كما تقدم في أحكام الحج، ومنه ما هو تطوع في الحج والعمرة وغير ذلك، والنبي e أهدى مائة بدنة، متفق عليه.
مسألة: والهدي يتفق مع الأضحية في كثير من الأحكام كشروط الإجراء، وأحكام العيوب ونحو ذلك.
مسألة: ويتعين الهدي بما تتعين به الأضحية، وكذلك يتعين بالإشعار والتقليد.
إشعار الهدي وتقليده:
يسن إشعار الهدي وتقليده، والإشعار: أن يشق صفحة السنام اليمنى، أو يشق محله مما لا سنام له من إبل وبقر حتى يسيل الدم.
والتقليد: هو أن تقلد بهيمة الأنعام نعلاً أو خيوطاً ونحو ذلك.
والإشعار خاص بالإبل والبقر. وأما التقليد فشامل لكل بهيمة الأنعام.
مسألة: يستحب سوق الهدي من الحل إلى الحرم، فالنبي صلى الله عليه وسلم ساق هديه من ذي الحليفة، وابن عمر -رضي الله عنهما- ساق هديه من قديد بين مكة والمدينة.
والحمد لله و صلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
ـ[أسامة أبو المنذر]ــــــــ[18 - 11 - 09, 08:29 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذا الاختيار الطيب
ـ[احمد ابو معاذ]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:18 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبوراكان الوضاح]ــــــــ[18 - 11 - 09, 11:22 م]ـ
بارك الله فيك ..(72/320)
حديث جابر «كنا نطوف فنمسح الركن الفاتحة والخاتمة»
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[26 - 12 - 06, 06:54 م]ـ
الحمد لله، وصلى الله وسلم على رسول الله، أما بعد:
فهذا الحديث أخرجه الإمام أحمد في المسند 2/ 393 فقال:
ثنا حسن ثنا ابن لهيعة ثنا أبو الزبير سألت جابرا عن الطواف بالكعبة؟
فقال: كنا نطوف فنمسح الركن الفاتحة والخاتمة، ولم نكن نطوف بعد صلاة الصبح حتى تطلع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب، وقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «تطلع الشمس على قرني الشيطان».
وقال الحافظ ابن حجر في الفتح 3/ 489: وروى أحمد بإسناد حسن عن أبي الزبير عن جابر (فذكره). اهـ.
قلت: لم أجد بعد البحث من أخرجه غير الإمام أحمد من هذه الطريق، وابن لهيعة ضعيف، وقد ضعفه الحافظ نفسه في مواضع من الفتح، فتحسين إسناد حديثه هنا = فيه نظر؛ فإنه لا يحتمل التحسين، ويشبه أنه قد انفرد به ـ أيضاـ فحينها يكون ضعفه أشد.
وعليه فلا يصح الاستدلال بهذا الحديث على أنه يسن استلام وتقبيل الحجر الأسود في خاتمة الشوط السابع كما قرره بعض العلماء.
والله أعلم.(72/321)
خير الناس في الفتن
ـ[احمد الراوي]ــــــــ[26 - 12 - 06, 10:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
،
،
،
،
عن ابن عباس ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((خير الناس في الفتن رجل آخذ بعنان فرسه خلف أعداء الله يخيفهم و يخيفونه أو رجل معتزل في بادية يؤدي حق الله الذي عليه))
قال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 3292 في صحيح الجامع
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 07:15 ص]ـ
أخي الفاضل .. هل حضرتكم دكتور .. ؟
لأني أعرف شيخا بهذا الاسم .. ويحمل درجة الدكتوراة ..
فإذا كنتم إياه .. فهذا خبر سار لي ..
وإذا لم تكونوا .. فعامة الراويين من أرض العراق طيبون كما بلغنا ..
وجزاكم الله خيرا على الحديث ..
وعلى الحث على الجهاد في زمن غدت فيه الكلمة تهمة وشبهة(72/322)
من سمع أو قرأ هذا الحديث؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 01:32 ص]ـ
روي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه كان جالساً بين صحابته وإذا برجل يمر من أمامهم وبيده كيس قمح، فلما رآه صلى الله عليه وسلم ابتسم، وبعد ساعة عاد الرجل، فلهج رسول الله صلى الله عليه وسلم بالتسبيح، فسأله الصحابة عن حال الرجل، فقال عليه الصلاة والسلام: هذا الرجل كان ذاهباً إلى حقله ليبذر القمح لينتظر أشهراً حتى يخرج، ثم ينتظر مدة حتى يصبح قمحاً ثم يحصده، وسبب ابتسامتي هو أنه لم يبق له في الدنيا سوى سبعة أيام، فمرَّ في طريقه على أخته أم أيتام فوجدهم بأسوأ حال فأعطاهم كيس القمح الذي يملك، وقال في نفسه: أنا يرزقني الله، فزاد الله عمره سبعين عاماً.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 08:18 ص]ـ
هل وجده أحد؟(72/323)
جواز إفراد الجمعة بالصيام إذا كان المقصود صوم عرفة
ـ[أبو عبدالله الجبوري]ــــــــ[27 - 12 - 06, 02:43 ص]ـ
قال ابن حجر، رحمه الله:" ويؤخذ من الاستثناء جوازه - يعني إفراد الجمعة بالصيام - لمن صام قبله أو بعده أو اتفق وقوعه في أيام له عادة بصومها كمن يصوم أيام البيض أو من له عادة بصوم يوم معين كيوم عرفة فوافق يوم الجمعة , ويؤخذ منه جواز صومه لمن نذر يوم قدوم زيد مثلا أو يوم شفاء فلان" اهـ.
المرجع:
http://hadith.al-islam.com/Display/Display.asp?Doc=0&Rec=3124
ـ[خالد جاد الحق]ــــــــ[27 - 12 - 06, 03:19 ص]ـ
احسنت فى مجيئك بهذا النقل فان المقصود هنا هو صيام يوم عرفة وليس الجمعة فنحن نتحرى يوم عرفة لصيامه ولا نتحرى يوم الجمعة لذا لا يلزم صوم يوم قبله ابو بعده والله اعلم
ـ[الحضرمي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 06:48 ص]ـ
هل يعني هذا أن يوم العيد إذا وافق يوم الإثنين فإنه يجوز صيامه إذا كانت نيتي صيام الإثنين لا العيد.
فهل فسر لي أحدكم بارك الله فيكم سبب إخراج فعل معين من العموم بالنية، وأرجوا إيراد نصوص في هذا الباب إن وجدت.
ـ[علي عبدالله]ــــــــ[27 - 12 - 06, 11:29 ص]ـ
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لاتختصوا ليلةالجمعة بقيام من بين الليالي ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام الإ ان يكون في صوم يصومه أحدكم) صحيح مسلم:كراهة صيام يوم الجمعة منفردا
ـ[الحضرمي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 05:57 م]ـ
جزاك الله خيرا، فهذا فاصل في المسألة ان شاء الله
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 07:03 م]ـ
النهي والله اعلم عن التخصيص وليس عن الافراد وقد سمعت مرة الشيخ بن عثيمين يقول في بعض اشرطته يقول وضرب مثلا اذا كان انسان سائر الاسبوع في عمل ولايستطيع اي يصوم الا يوم الجمعة في وقت الراحة فانه يجوز له ذالك والله أعلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 09:35 م]ـ
السؤال: هل يجوز صيام يوم الجمعة منفردا قضاء؟
الجواب:
[صيام يوم الجمعة منفردا نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم، ودخلت عليه امرأة من نسائه، أو دخل عليها، فوجدها صائمة، فقال لها: "أصمت أمس؟ " فقالت: لا، قال: " أتصومين غدا؟ " قالت: لا، قال:" فأفطري".، لكن إذا صادف يوم الجمعة يوم عرفة مثلا، وصامه وحده فلا بأس، لأن هذا الرجل صامه لأنه يوم عرفة، لا لأنه يوم جمعة، وكذلك لو كان عليه قضاء من رمضان، ولا يتسنى له الفراغ إلا يوم الجمعة، فإنه لا حرج عليه أن يفرده، لأنه أفرده لم يفرده لأنه يوم جمعة، ولكنه أفرده لأنه يوم فراغه، وكذلك لو صادف يوم الجمعة يوم عاشورا فصامه فإنه لا حرج عليه أن يفرده، لأنه صامه لأنه يوم عاشوراء، لا لأنه يوم جمعة،ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا تخصوا يوم الجمعة بصيام، ولا ليلتها بقيام" فنص على الخصوصية، أي على أن يفعل الإنسان هذا لخصوصية يوم الجمعة وليلة الجمعة].
انتهى من" سؤال على الهاتف " شريط "282".الشيخ العلامة ابن عثيمين.(72/324)
فوائد متميزة من شيخ الشرقية الشيخ المبارك محمد المنجد
ـ[أبو عبادة الهاشمي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 03:53 ص]ـ
فوائد متميزة من شيخ الشرقية
الشيخ المبارك محمد بن صالح المنجد مدرسة في الاستمرارية والثبات على المنهج، والعطاء الدعوي المتميز
كم والله أحب هذا الشيخ .. وأحب طلته .. وحرقته على الدين .. ومدافعته للفساد والمفسدين
أسأل الله العظيم أن يثبتنا وأياه على الحق
إليكم بعض الفوائد المنتقاه من الخدمة المتميزة جوال زاد التي ينتقيها ويكتبها الشيخ المنجد بنفسه
--------------
العفو من أخلاق الأنبياء ولا يستطيعه إلا أصحاب النفوس الكبيرة ولما ظلم أخوة يوسف أخاهم وتسببوا في بيعه عبدا وفتنته ودخوله السجن وتجرعه ألم فراق أبويه وأهله قال لهم وهو يقدر عليهم: (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين) والتثريب اللوم والتعبير، وقديما قيل (الذي يقهر نفسه أشجع من الذي يفتح مدينة)
.................................................. .................................................. ......................................
سوء الطبع لا تكاد تفيد فيه موعظة وهذا حال المجرمين نسأل الله السلامة، قي إن راعيا أشفق على جرو ذئب صغير فرباه مع أغنامه يرضعه من لبنها حتى إذا شب وقوي افترس شاة منها فقال الراعي أكلت شويهتي وفجعت قلبي @ وأنت لشاتنا ولد ربيب شربت لبانها وربيت فينا @ فمن أنباك أن أباك ذيب إذا كان الطباع طباع سوء @ فلا أدب يفيد ولا أديب
.................................................. .................................................. ......................................
كان الإمام الحاكم صاحب المستدرك أصابته قرحة من وجهه قريباً من سنة، فتصدق على المسلمين بوضع سقاية على باب داره فشرب منها الناس، فما مر عليه أسبوع إلا وظهر الشفاء وعاد وجهه أحسن ماكان. قد يقف الإنسان محتاراً أما عجز الأطباء في مرض أصابه أو أصاب أحداً من أهله ونسي وصية النبي صلى الله عليه وسلم (داووا مرضاكم بالصدقة) حديث حسن
.................................................. .................................................. ......................................
45% من المواليد في فرنسا خارج الزواج. 48% من طالبات الثانوية في أمريكان حملن سفاحا، الزواج في تناقص والطلاق في تزايد، من بين 8 ملايين زيجة فرنسية يوجد 660 ألف أسرة مستقرة فقط، مفسدة الزنا منافية المصلحة نظام العالم في حفظ الأنساب وصيانة الحرمات ويوقع العداوة بين الناس من إفساد كل منهم امرأة الآخر وابنته وأخته وفي ذلك خراب العالم: ابن القيم
.................................................. .................................................. ......................................
من حفظ الله في صباه وقوته حفظه الله في حال كبره وضعف قوته ومتعه بسمعه وبصره: ابن رجب، وكان بعض العلماء (وهو ابن جرير الطبري) قد جاوز المائة وهو ممتع بقوته وعقله فسئل عن ذلك فقال: هذه جوارح حفظناها عن المعاصي في الصغر فحظفها الله علينا في الكبر
.................................................. .................................................. ......................................
عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يترك في بيته شيئا فيه تصاليب إلا نقضه. رواه البخاري 5952 نقضه أي كسره وأبطله وغير صورته، وليس تقاطع كل خطين عموديا يكون صليبا بل لا بد أن يكون على أحد أشكال الصليب المعروفة لدى النصارى وهو رمز عقيدتهم وشعار دينهم
.................................................. .................................................. ......................................
قال عمرو بن العاص رضي الله عنه: لا أمل ثوبي ما وسعني، ولا أمل زوجتي ما أحسنت عشرتي، ولا أمل دابتي ما حملتني، إن الملال من سيء الأخلاق. أهـ سرعة الملل طبع سيئ يحرم الإنسان من خير كثير، والوفاء طيب لمن أحسن إليك ولا ينافي هذا السعي للتطوير والتحسين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/325)
................................................. .................................................. ......................................
المرأة الصالحة أما أو زوجة أو أختا أو بنتا نعمة عظيمة قال بعض السلف: ما أعان على حفظ مروءات الرجال كالنساء الصوالح ولذلك حفظ الصالحون لهن المودة والمنزلة. قال شريح القاضي في زوجته زينب: رأيت رجالاً يضربون نساءهم @فشلت يميني حين أضرب زينبا وزينب شمس والنساء كواكب @ إذا طلعت لم تبق منهن كوكبا
.................................................. .................................................. ......................................
من سمع موعظة عن الآخرة فأصابه الهم والخوف فليقل حسبنا الله ونعم الوكيل على الله توكلنا في الترمذي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: كيف أنعم (أي: يهنأ لي عيش) وصاحب القرن (الملك الموكل بالصور) قد التقم القرن واستمع الإذن متى يؤمر بالنفخ فينفخ، فثقل على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم: قولوا حسبنا الله ونعم الوكيل، على الله توكلنا
.................................................. .................................................. ......................................
إذا أردت تعليم طفل أو شخص أعجمي حروف اللغة العربية من خلال القرآن فهي مجموعة كلها في آية واحد من سورة الفتح
.................................................. .................................................. ......................................
من أعان مسلما على الحج فله مثل أجره كما قال النبي صلى الله عليه وسلم "من جهز غازيا فقد غزا" الشيخ ابن عثيمين: فتاوى الحرم المكي 3/ 56
.................................................. .................................................. ......................................
كان في الأرض أمانان من عذاب الله، فالأول الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى (وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم) وأما الثاني فهو الاستغفار. قال تعالى: (وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون) وقد ذهب الأمان الأول وبقي الأمان الثاني
.................................................. .................................................. ......................................
في سورة يوسف قميص الزور: (وجاءوا على قميصه بدم كذب) وقميص البراءة: ( .. فلما رأى قميصه قد من دبر قال إنه من كيدكن) وقميص كان فيه الشفاء بإذن الله: (اذهبوا بقميصي هذا فألقوه على وجه أبي يأت بصيرا)
.................................................. .................................................. ......................................
إنزال المطر يعلمنا: العطاء لمن أساء
.................................................. .................................................. ......................................
تصحيح الآية السابقة (الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم) واستدل بها العلماء أيضاً على جواز قراءة القرآن مضطجعا،لأن القرآن أفضل الذكر فيدخل في عموم الآية، والأفضل أن يقرأه جالسا مستقبل القبلة
.................................................. .................................................. ......................................
من صور الأخوة عند السلف قال محمد بن مناذر: كنت أمشي مع الخليل بن أحمد، فانقطع نعلي، فمشيت حافيا، فخلع نعليه وحملها يمشي معي، فقلت له: ماذا تصنع؟ فقال: أواسيك في الحفاء
.................................................. .................................................. ......................................
عباد منسية ... سئلت أم الدرداء؟ ما كان أفضل عبادة أبي الدرداء؟ قالت: التفكر والاعتبار، رواه وكيع بإسناد صحيح قال تعالى: (ويتفكرون في خلق السماوات والأرض) (أفلا يتدبرون القرآن) (فاعتبروا يا أولي الأبصار) (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) أفلا نتدبر في معاني أسماء الله وآياته وأمور القبر والآخرة وعيوب أنفسنا، ولماذا خلقنا وكيف ننصر دين الله
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/326)
................................................. .................................................. ......................................
بر الوالدة عظيم يكفر السيئات فإن فقدت فالخالة. عن ابن عمر رضي الله عنه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله إني أذنبت ذنباً عظيما فهل لي من توبة؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ألك والدة " قال: لا. قال: "ألك خالة؟ " قال نعم، قال: "فبرها". رواه الترمذي وغيره وهو حديث صحيح
.................................................. .................................................. ......................................
خبر: غضب في المغرب من تحول مئات الأشخاص من الإسلام إلى النصرانية بسبب الانترنت والقنوات الفضائية والاتصالات الشخصية التعليق: قال تعالى (ومن يرتد منكم عن دينه فيمن وهو كافر فأولئك حبط أعمالهم في الدنيا والآخرة وأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون) قال الذهبي: "القلوب ضعيفة والشبه خطافة " فالحذر الحذر ونسأل الله الثبات على الإسلام
.................................................. .................................................. ......................................
الأفضل التسبيح باليمنى؛ لأنه ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه "كان يعقد التسبيح بيمينه " وعن عائشة رضي الله عنها أنه عليه السلام " كان يعجبه التيمن في شأنه كله " ويجوز التسبيح بالأصابع كلها لحديث " اعقدن بالأنامل فإنهن مستنطقات" فتشهد لصاحبها يوم القيامة، والعقدة أنه يجعل طرق الأصبع في باطن الكف. ينظر فتاوى بن باز 11/ 187
.................................................. .................................................. ......................................
عن ابن عباس أنه أتاه رجل فقال: إني خطبت امرأة فأبت أن تنكحني وخطبها غيري فأحبت أن تنكحه فغرت عليها فقتلها فهل لي من توبة؟ قال: أمك حية؟ قال لا، قال تب إلى الله عز وجل وتقرب إليه ما استطعت. قال عطاء بن يسار: فذهبت فسألت ابن عباس لم سألته عن حياة أمه؟ فقال إني لا أعلم عملاً أقرب إلى الله عز وجل من بر الوالدة. صحيح الأدب المفرد
.................................................. .................................................. ......................................
إذا أذن المؤذن والإنسان يقرأ القرآن فهل الأفضل أن يردد معه أم أن انشغاله بالقرآن أفضل؟ الجواب: السنة إذا كان يقرأ ويسمع الأذان أن يجيب المؤذن امتثالاً لقول النبي عليه الصلاة والسلام: "إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول .. " ولأن إجابة المؤذن سنة تفوت إذااستمر في القراءة، والقراءة لا تفوت ووقتها واسع ... مختصرا من فتاوى الشيخ ابن باز ج10
.................................................. .................................................. ......................................
التعرف على أهل الخير (كان الإمام أحمد رحمه الله إذا بلغه عن شخص صلاح أو زهد أو قيام بحق أو اتباع لأمر الله سأل عنه وأحب أن يجري بينه وبينه معرفة، وأحب أن يعرف أحواله) مناقب الإمام أحمد لابن الجوزي
.................................................. .................................................. ......................................
قال الله تعالى في تكذيب اليهود: (وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه) ذكاء أعرابي تولى أعرابي على بلد فجمع اليهود فيها فقال لهم: ما تقولون في عيسى ابن مريم؟ فقالوا: قتلناه وما صلبناه. قال: فهل أديتم ديته؟ فقالوا: لا. فقال: والله لا تخرجون من عندي حتى تؤدوا إلي ديته. فما خرجوا حتى دفعوها
.................................................. .................................................. ......................................
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/327)
بذل المباح للإعارة من أبواب الأجر وقد ذم الله الذين يمنعون الماعون وللمعير أن يسترد العارية متى شاء، ويجب على المستعير المحافظة عليها أشد مما يحافظ على ماله لأنها أمانة، وينتفع بها دون اعتداء ولا تفريط ولا يعيرها لآخر إلا بإذن صاحبها، وعليه أن يسارع إلى ردها إذا انتهت حاجته منها، وإذا تلفت بتفريط منه وجب عليه ضمانها
.................................................. .................................................. ......................................
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من أصبح منكم آمناً في سربه معافى في بدنه عنده قوت يومه فكأنما حيزت - أي جمعت - له الدنيا) حديث حسن رواه الترمذي قال بعض السلف: (إذا دخلت بيتي، فأكلت رغيفي، وشربت عليه الماء، فعلى الدنيا العفاء) يعني لا أبالي أين ذهبت
.................................................. .................................................. ......................................
روى رجل كفيف من قبيلة عبس قصة ذهاب بصره: لقد بت ليلة من الليالي، وما في عبس رجل أكثر مني مالا، وخيلا وإبلاً، وولداً وجاها. فدهمنا سيل فجأة، فذهب بالأهل والولد والمال، ولم يبق لي إلا طفل رضيع وجمل شرود، فذهبت للصبي وحملته، وعدوت خلف الجمل، فلما عجزت عن اللحاق به، وضعت الصبي في الأرض، وجريت خلف الجمل، فسمعت صراح الصبي فرجعت إليه فوجدت الذئب قد أكله، فلحقت بالبعير، ولما أمسكت به رمحني برجله على وجهي، فذهب بصري، وألقاني على قفاي، ولما أفقت إذا بي صفر اليدين لا بصر ولا ولد ولا أهل ولا مال، فحمدت الله. "عيون الأخبار" فيا من خسر في الأسهم ماله تأمل قصة هذا الشيخ تهون عليك مصيبتك، وتذكر قول الله (إنا لله وإنا إليه راجعون
.................................................. .................................................. ......................................
(لا راحة في الدنيا) صغير يشتهي الكبر وشيخ ود لو صغرا ورب المال في تعب وفي تعب من افتقرا وخال يبتغي عملا وذو عمل به ضجرا ويشقى المرء منهزما ولا يرتاح منتصرا (إنما الراحة في الجنة)
.................................................. .................................................. ......................................
" إن الإيمان ليخلق (أي يضعف ويهترئ) في جوف أحدكم كما يخلق الثوب فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم" رواه الحاكم في المستدرك 1/ 4 والطبراني مرفوعاً إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهو في السلسلة الصحيحة 1585 وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 1/ 52: وإسناده حسن
.................................................. .................................................. ......................................
حكم الشحاذين في المساجد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: والسؤال محرم في المسجد وخارج المسجد إلا لضرورة، فإن كان به ضرورة ولم يتخط الناس، ولا كذب فيما يرويه ويذكر من حاله، ولم يجهر جهرا يضر بالناس، مثل أن يسأل والخطيب يخطب، أو هم يستمعون علما ينتفعون به ونحو ذلك: جاز في أظهر قولي العلماء. الفتاوى 1/ 133
.................................................. .................................................. ......................................
ممن ثبت له أجر شهيد: من يموت بالطاعون وداء البطن والغرق والهدم والحرق وموت النفساء بسبب ولدها وموت الحامل وفي بطنها جنينها وموت العذراء البكر عفيفة والموت بذات الجنب (ورم في غشاء الرئة) وبالسل والموت مدافعا عن نفسه أو ماله وألحق علماؤنا بهم الموت بالسرطان وقتلى حوادث السيارات بغير تفريط ومن قتل في مطاردة المجرمين ومهربي المخدرات
.................................................. .................................................. ......................................
قال ابن المبارك: لو كنت مغتابا أحداً لاغتبت والدي لأنهما أحق بحسناتي
.................................................. .................................................. ......................................
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/328)
قال تعالى (وقالت طائفة من أهل الكتاب آمنوا بالذي أنزل على الذين آمنوا وجه النار واكفروا آخره لعلهم يرجعون) قال ابن كثير: يظهروا الإيمان أول النهار ويصلوا مع المسلمين صلاة الصبح وإذا جاء آخر النهار ارتدوا إلى دينهم ليقول الجهلة من الناس إنما ردهم إلى دينهم اطلاعهم على عيب في دين المسلمين ومن هذا ما يفعله بعض الكفار اليوم من إظهار الدخول في الإسلام ثم الارتداد بعد مدة ليقول إنه دين سوء، ويشبه هذا ما يفعله بعض أهل المعاصي من إظهار التوبة واعتزال المعصية حتى إذا فشا ذلك إعلامياعادوا إلى ما كانوا فيه لقولوا ما جنى علينا التدين إلا العزلة والعقد النفسية فيصدوا عن سبيل الله.
.................................................. .................................................. ......................................
عن عائشة رضي الله عنها (تزوجني رسول الله صلى الله عليه وسلم في شوال وبنى بي في شوال) قال عروة: وكانت عائشة تستحب أن تدخل نساءها في شوال. رواه مسلم وفي هذا استحباب العقد والدخول في شوال خلافاً لتشاؤهم الجاهلية
.................................................. .................................................. ......................................
ومن ذلك أيضا أن الشيخ ابن عثيمين رحمه الله سئل عن الأكل بالملعقة هل هو أقرب إلى السنة لأن فيه استعمال ثلاث أصابع فقال نعم إذا أراد أن يأكل الملعقة نفسها!
.................................................. .................................................. ......................................
لا تخلو إجابات العلماء من طرائف تلاطف السائل وتحرك الأذهان وتطرد الملل. ومن ذلك جواب الشيخ ابن عثيمين لمن سأله عن سجود التلاوة لمستمع المسجل ومقوده رحمه الله واضح وهو: بما أن المسجل لا يسجد فالسامع لا يسجد
.................................................. .................................................. ......................................
سألت شيخنا عبد الرحمن البراك عن طلب معتكف في المسجد طعاما بالجوال من المطعم وعن المتاجرة بالأسهم من جهازه المحمول دون رفع صوت فأجاب بأنه لا يجوز ذلك لدخوله في النهي عن البيع والشراء في المسجد وأجاز الشيخ البراك خروج المعتكف من باب المسجد لطلب الطعام وأنه لا حرج أن يستلمه بعد ذلك في المسجد ويعطي عامل المطعم الثمن لأنه دين عليه وقد ثبت في السنة قضاء الدين في المسجد
.................................................. .................................................. ......................................
سئل شيخنا ابن باز عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم (لا يمشي أحدكم في نعل واحدة) فقال: ظاهر النهي التحريم فقال السائل: قد تكون النعل في مكان والأخرى فريبة منها فقال: لا يلبسهما إلا جميعا فقال السائل ولو خطوة واحدة فقال: احرص على أن لا تعصي الله ولو بخطوة واحدة
.................................................. .................................................. ......................................
قوة إيمان السلف بالقضاء والقدر وصبرهم وبصيرتهم عند المصيبة كان صلة بن أشيم يأكل يوما، فأتاه رجل، فقال: مات أخوك. فقال: هيهات، قد نعي إلي، (أي جاءني خبره قبلك) اجلس. فقال الرجل: ما سبقني إليك أحد فقال: قال الله عز وجل (إنك ميت وإنهم ميتون)
.................................................. .................................................. ......................................
أبو عبادة الهاشمي
ـ[حامد تميم]ــــــــ[04 - 01 - 07, 11:26 م]ـ
لشيخ المنجد سؤلات عن أحكام البيوع ألقاها على العلامة الشيخ/ صالح الفوزان -حفظه الله-، ففيه الجواب المفيد في شريطٍ صوتي، صدر عن التقوى الإسلامية.(72/329)
حكم صيام يوم عرفة مفردا إذا وافق يوم الجمعة؟.
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 12 - 06, 06:40 ص]ـ
فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية و الإفتاء
الفتوى رقم 6655 من فتاوى اللجنة الدائمة:
س: قد احتدم النقاش بين طلاب العلم فضلاً عن العامة في صوم يوم الجمعة، إن وافق يوم عرفة؛ فهل يجوز صومه منفرداً إن جاء يوم (جمعة) أم يجب صوم يوماً قبله أو بعده، علماً بأنه إن جاء يوم جمعة تعارض مع أحاديث النهي عن صوم يوم الجمعة، فنرجوا من فضيلتكم إزالة الإلتباس وتوضيح الحكم الشرعي الصحيح؟. ولكم من الله خير الجزاء.
ج: يشرع صوم يوم عرفة إذا صادف يوم جمعة ولو بدون صوم يوم قبله؛ لما ثبت عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - من الحث على صومه وبيان فضله وعظيم ثوابه، قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: «يوم عرفة يكفر سنتين: ماضية ومستقبلة، وصوم يوم عاشوراء يكفر سنة ماضية» (28) رواه أحمد ومسلم وأبو داود.
وهذا الحديث مخصص لعموم حديث: «لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا من يصوم يوماً قبله أو بعده» رواه البخاري ومسلم. فيكون عموم النهي محمولاً على ما إذا أفرده المسلم بالصوم؛ لكونه يوم جمعة، أما من صامه لأمر آخر رغب فيه الشرع وحث عليه فليس بممنوع، بل مشروع ولو أفرده بالصوم، لكن إن صام يوماً قبله كان أولى لما فيه من الاحتياط بالعمل بالحديثين، ولزيادة الأجر.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
عضو / عبدالله بن قعود
عضو / عبدالله بن غديان
نائب رئيس اللجنة / عبدالرزاق عفيفي
الرئيس / عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=-=
ومن فتاوى الشيخ محمد بن عثيمين رحمه الله تعالى
أولا: سئل فضيلة الشيخ ـ رحمه الله تعالى ـ: ما حكم صيام يوم الجمعة؟.
فأجاب فضيلته بقوله:
صوم يوم الجمعة مكروه، لكن ليس على إطلاقه، فصوم يوم الجمعة مكروه لمن قصده وأفرده بالصوم، لقول النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تخصوا يوم الجمعة بصيام، ولا ليلتها بقيام».
وأما إذا صام الإنسان يوم الجمعة من أجل أنه صادف صوماً كان يعتاده فإنه لا حرج عليه في ذلك، وكذلك إذا صام يوماً قبله أو يوماً بعده فلا حرج عليه في ذلك، ولا كراهة.
مثال الأول:
إذا كان من عادة الإنسان أن يصوم يوماً ويفطر يوماً فصادف يوم صومه الجمعة فلا بأس، وكذلك لو كان من عادته أن يصوم يوم عرفة فصادف يوم عرفة يوم الجمعة فإنه لا حرج عليه أن يصوم يوم الجمعة ويقتصر عليه؛ لأنه إنما أفرد هذا اليوم لا من أجل أنه يوم الجمعة، ولكن من أجل أنه يوم عرفة، وكذلك لو صادف هذا اليوم يوم عاشوراء واقتصر عليه، فإنه لا حرج عليه في ذلك، وإن كان الأفضل في يوم عاشوراء أن يصوم يوماً قبله، أو يوماً بعده.
ومثال الثاني:
أن يصوم مع الجمعة يوم الخميس، أو يوم السبت، أما من صام يوم الجمعة لا من أجل سبب خارج عن كونه يوم جمعة فإننا نقول له: إن كنت تريد أن تصوم السبت فاستمر في صيامك، وإن كنت لا تريد أن تصوم السبت ولم تصم يوم الخميس فأفطر كما أمر النبي صلى الله عليه وسلم بذلك، والله الموفق.
----
ثانيا: السؤال: بارك الله فيكم هل يجوز صيام يوم الجمعة منفردا قضاء؟.
الجواب: صيام يوم الجمعة منفردا نهى عنه النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم ودخلت عليه امرأة من نساءه أو دخل هو عليها فوجدها صائمة فقال لها: أصمتِ أمس؟.
قالت: لا.
قال: أتصومين غدا؟.
قالت: لا.
قال: فأفطري.
لكن إذا صادف يوم الجمعه يوم عرفه مثلا وصامه وحده فلا بأس، لأن هذا الرجل صامه لأنه يوم عرفه لا لأنه يوم الجمعة.
وكذلك لو كان عليه قضاء من رمضان ولا يتسنى له الفراغ إلا يوم الجمعة فإنه لا حرج عليه أن يفرده لأنه لم يفرده لأنه يوم الجمعة ولكن أفرده لأنه يوم فراغه.
وكذلك لو صادف يوم الجمعة يوم عاشوراء فصامه فإنه لا حرج عليه أن يفرده لأنه صامه لأنه يوم عاشوراء لا لأنه يوم الجمعة.
ولهذا قال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (لا تخصوا يوم الجمعة بصيام ولا ليلتها بقيام) فنص على الخصوصية أي على أن يفعل الإنسان هذا لخصوصية يوم الجمعة وليلة الجمعة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/330)
ـ[أبو آنس المغترب]ــــــــ[27 - 12 - 06, 12:37 م]ـ
قال عليه الصلاة والسلام: صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ عَاشُورَاءَ (العاشر من شهر محرّم) أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ. رواه مسلم 1976
يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة ...
ثبت في الصحيحين من حديث أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (لا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ) رواه البخاري (1849) ومسلم (1929)، وروى مسلم في صحيحه عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (لا تَخْتَصُّوا لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ بِقِيَامٍ مِنْ بَيْنِ اللَّيَالِي وَلَا تَخُصُّوا يَوْمَ الْجُمُعَةِ بِصِيَامٍ مِنْ بَيْنِ الْأَيَّامِ إِلا أَنْ يَكُونَ فِي صَوْمٍ يَصُومُهُ أَحَدُكُمْ) (الصيام/1930).
وفي الصحيح عَنْ جُوَيْرِيَةَ بِنْتِ الْحَارِثِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَخَلَ عَلَيْهَا يَوْمَ الْجُمُعَةِ وَهِيَ صَائِمَةٌ فَقَالَ أَصُمْتِ أَمْسِ قَالَتْ لا قَالَ تُرِيدِينَ أَنْ تَصُومِي غَدًا قَالَتْ لا قَالَ فَأَفْطِرِي وَقَالَ حَمَّادُ بْنُ الْجَعْدِ سَمِعَ قَتَادَةَ حَدَّثَنِي أَبُو أَيُّوبَ أَنَّ جُوَيْرِيَةَ حَدَّثَتْهُ فَأَمَرَهَا فَأَفْطَرَتْ) رواه البخاري (الصوم/1850)
قال ابن قدامة: " يُكْرَهُ إفْرَادُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِالصَّوْمِ , إلا أَنْ يُوَافِقَ ذَلِكَ صَوْمًا كَانَ يَصُومُهُ , مِثْلُ مَنْ يَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا فَيُوَافِقُ صَوْمُهُ يَوْمَ الْجُمُعَةِ , وَمَنْ عَادَتُهُ صَوْمُ أَوَّلِ يَوْمٍ مِنْ الشَّهْرِ , أَوْ آخِرِهِ , أَوْ يَوْمِ نِصْفِهِ. المغني ج/3 ص/53
وقال النووي: قَالَ أَصْحَابُنَا (يعني الشافعية): يُكْرَهُ إفْرَادُ يَوْمِ الْجُمُعَةِ بِالصَّوْمِ فَإِنْ وَصَلَهُ بِصَوْمٍ قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَهُ أَوْ وَافَقَ عَادَةً لَهُ بِأَنْ نَذَرَ صَوْمَ يَوْمِ شِفَاءِ مَرِيضِهِ , أَوْ قُدُومِ زَيْدٍ أَبَدًا , فَوَافَقَ الْجُمُعَةَ لَمْ يُكْرَهْ. المجموع شرح المهذب ج/6 ص/479
قال شيخ الإسلام رحمه الله: إن السنة مضت بكراهة إفراد رجب بالصوم، وكراهة إفراد يوم الجمعة .. أ. هـ الفتاوى الكبرى ج/6 ص/180
قال الشيخ ابن عثيمين: " وأما الجمعة فلا يُسنّ صوم يومها، ويُكره أن يفرد صومه " ا. هـ.
انظر الشرح الممتع ج/6 ص/465
ويستثنى من هذا النهي: ِمَنْ صَامَ قَبْله أَوْ بَعْده أَوْ اِتَّفَقَ وُقُوعُهُ فِي أَيَّامٍ لَهُ عَادَةٌ بِصَوْمِهَا كَمَنْ يَصُوم أَيَّام الْبِيضِ أَوْ مَنْ لَهُ عَادَةٌ بِصَوْمِ يَوْمٍ مُعَيَّنٍ كَيَوْمِ عَرَفَةَ فَوَافَقَ يَوْمَ الْجُمْعَةِ , وَيُؤْخَذُ مِنْهُ جَوَازُ صَوْمِهِ لِمَنْ نَذَرَ يَوْم قُدُوم زَيْدٍ مَثَلًا أَوْ يَوْم شِفَاء فُلَانٍ. انظر كتاب فتح الباري لابن حجر.
وكذلك من عليه صوم قضاء من رمضان، " فيجوز للمسلم أن يصوم يوم الجمعة قضاء عن يوم رمضان ولو منفرداً " فتوى اللجنة الدائمة ج/10 ص/347
وكذلك لو وافق عاشوراء أو عرفة يوم جمعة، فيصومه، لأن نيّته عاشوراء وعرفة وليس الجمعة. والله الموفق.
الإسلام سؤال وجواب
والله أعلم
للاثراء و بارك الله في الجميع
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[27 - 12 - 06, 03:57 م]ـ
بحث نافع،نفع الله بكم وجزاكم خيرا
اذن يا شيخنا لو أن انسانا أراد صوم يوم عرفة منفرداًووافق الجمعة فلا حرج؟
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 12 - 06, 03:59 م]ـ
قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله تعالى: (إذا صادف يوم الجمعة يوم عرفة فصامه المسلم وحده فلا بأس بذلك، لأن هذا الرجل صامه لأنه يوم عرفة لا لأنه يوم جمعة). مجموع فتاوى الشيخ 15/ 414.
ـ[المروزية]ــــــــ[22 - 11 - 09, 08:11 م]ـ
السلام عليكم
هل من فَطَّرَ قوما في يوم عرفة فله عن كل صائم كفارة سنتين غير أجر الصيام؟(72/331)
ما الراجح في هذه المسألة التي ذكرها ابن رشد في بداية المجتهد؟؟
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[27 - 12 - 06, 10:13 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الإمام ابن رشد في بداية المجتهد هذه المسألة:
اختلف الناس في قليل النجاسات على ثلاثة أقوال:
1 - فقوم رأوا قليلها وكثيرها سواء وممن قال بهذا القول الشافعي.
2 - وقوم رأوا أن قليل النجاسات معفو عنه وحدوه بقدر الدرهم البغلي وممن قال بهذا القول أبو حنيفة وشذ محمد بن الحسن فقال: إن كانت النجاسة ربع الثوب فما دونه جازت به الصلاة.
3 - وقوم رأوا: أن قليل النجاسات وكثيرها سواء إلا الدم على ما تقدم وهو مذهب مالك وعنه في دم الحيض روايتان والأشهر مساواته لسائر الدماء. وسبب اختلافهم اختلافهم في قياس قليل النجاسة على الرخصة الواردة في الاستجمار للعلم بأن النجاسة هناك باقية فمن أجاز القياس على ذلك استجاز قليل النجاسة ولذلك حدوه بالدرهم قياسا على قدر المخرج ومن رأى أن تلك رخصة والرخص لا يقاس عليها منع ذلك. وأما سبب استثناء مالك من ذلك الدماء فقد تقدم وتفصيل مذهب أبي حنيفة أن النجاسات عنده تنقسم إلى مغلظة ومخففة وأن المغلظة هي التي يعفى منها عن قدر الدرهم والمخففة هي التي يعفى منها عن ربع الثوب والمخففة عندهم مثل أرواث الدواب وما لا تنفك منه الطرق غالبا وتقسيمهم إياها إلى مغلظة ومخففة حسن جداً.
"انتهى كلامه رحمه الله"
السؤال: ما هو القول الراجح في مسألة تحديد قليل النجاسة مع الدليل وبيان سبب الترجيح؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[31 - 01 - 07, 01:04 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ذكر الإمام ابن رشد في بداية المجتهد هذه المسألة:
اختلف الناس في قليل النجاسات على ثلاثة أقوال:
1 - فقوم رأوا قليلها وكثيرها سواء وممن قال بهذا القول الشافعي.
2 - وقوم رأوا أن قليل النجاسات معفو عنه وحدوه بقدر الدرهم البغلي وممن قال بهذا القول أبو حنيفة وشذ محمد بن الحسن فقال: إن كانت النجاسة ربع الثوب فما دونه جازت به الصلاة.
3 - وقوم رأوا: أن قليل النجاسات وكثيرها سواء إلا الدم على ما تقدم وهو مذهب مالك وعنه في دم الحيض روايتان والأشهر مساواته لسائر الدماء. وسبب اختلافهم اختلافهم في قياس قليل النجاسة على الرخصة الواردة في الاستجمار للعلم بأن النجاسة هناك باقية فمن أجاز القياس على ذلك استجاز قليل النجاسة ولذلك حدوه بالدرهم قياسا على قدر المخرج ومن رأى أن تلك رخصة والرخص لا يقاس عليها منع ذلك. وأما سبب استثناء مالك من ذلك الدماء فقد تقدم وتفصيل مذهب أبي حنيفة أن النجاسات عنده تنقسم إلى مغلظة ومخففة وأن المغلظة هي التي يعفى منها عن قدر الدرهم والمخففة هي التي يعفى منها عن ربع الثوب والمخففة عندهم مثل أرواث الدواب وما لا تنفك منه الطرق غالبا وتقسيمهم إياها إلى مغلظة ومخففة حسن جداً.
"انتهى كلامه رحمه الله"
السؤال: ما هو القول الراجح في مسألة تحديد قليل النجاسة مع الدليل وبيان سبب الترجيح؟
وجزاكم الله خيراً
وقفت على كلام في شرح الزاد للشيخ محمد المختار الشنقيطي حفظه الله تعالى في المسألة المذكورة، فأحببت أن أضيفه للفائدة:ـ
ولذلك قال جمهور العلماء: إنّ الدمَ نَجِسٌ، وهو الراجح لدلالة النّصوص القويّة على رجحانه كما قدمنا، ولم يُخالف في ذلك إلا بعض أهل الظاهر، وبعض أهل الحديث رحمهم الله.
وإذا قلنا بمذهب الجماهير بنجاسة الدم، فإنه يُفرّق بين كثيره، وقليله، فقد أجمع العلماء على أن يسير الدم معفو عنه، وفيه حديث ضعيف، وهو حديث الدّرهم البَغْلِي، والصحيح أنه لا يثبت عن النبي- r- إستثناء هذا القدر؛ وإنما اُستثني بدليل الكتاب، والإجماع أما دليل الكتاب فقوله سبحانه: {أَوْ دَماً مَسْفُوحَاً أوْ لَحمَ خِنْزيرٍ فَإِنّه رِجْسٌ} فلما حكم بنجاسة الدم، وصفه بكونه مسفوحاً، والمسفوح: هو الكثير، ومفهوم ذلك أن اليسير لا يأخذ حكم الكثير المسفوح فاستثني، وتأيّد هذا بفعل الصحابة رضي الله عنهم كما صحّ عن عبدالله بن عمر، وعبدالله بن عباس رضي الله عنهم أنهما لم يريا في البثرة شيئاً بل كان أحدهم يعصرها فيخرج منها الدم، ويصلي، ولا يغسلها، وأما الإجماع: فلأن جميع من قال بنجاسة الدم إستثنى اليسير، وإن كانوا قد اختلفوا فيما بينهم في حدِّ اليسير كما تقدم معنا، فهم بهذا متفقون على أن اليسير معفو عنه.
ونظراً لدلالة الكتاب، والإجماع إستثنى العلماء رحمهم الله يسير الدم، ولم يحكموا فيه بالأصل، لأنّه محلّ العفو من الشرع.
ويستوي عند العلماء رحمهم الله في هذا الإستثناء أن يكون قدر الدرهم منحصراً في موضع معين، أو متفرقاً في مواضع، فما دام أنه بمجموعه لا يبلغ قدر الدرهم، فهو يسير، وعفو.
ثم إذا قلنا على القول المرجوح في مسألة القُلتين إن التّحديد بهما معتبر، فإن يسير الدم لو وقع في إناء دون القلتين حكمنا بنجاسته، ولا تدخل هذه المسألة معنا، وهذا هو ما أشار إليه المصنف رحمه الله بالتّعبير بالقيد في قوله: [في غيرِ مائعٍ، ومطعومٍ]، وأما على مذهب المالكية، والظاهرية الذي قدمنا رجحانه فإن العبرة بالتغيّر، فإن حصل تغيّر لم يُعفَ، وإلا كان عفواً، والمائع طاهر، وطهور بحسبه.
وإذا قلنا: إن يسير الدم معفو عنه؛ فإنه يرد السؤال هل يلتحقُ بغيرِ الدّم غيرُه؟
فمن العلماء من قال: أقْصُر الرّخصةَ على محلّها، فأعفو عن الدم وحدَه، لأنه هو الذي دل عليه دليل الكتاب، وهو الذي فعله الصحابة -رضوان الله عليهم- فيبقى غيره على الأصل.
وقال بعض العلماء: ما دامت العلّة التخفيف، وأن اليسير لا يأخذ حكم الكثير، فنطرد ذلك في كل نجاسة، فنقول: يسير النجاسة معفو عنه سواء كان دماً، أو غيره، والمذهب الأول: أرجح، لإعماله لدليل الأصل، وقصر الرخصة على محلِّها، وعليه فإن الحكم باستثناء اليسير يختصّ بالدم وحده، ولا يلتحقُ به غيره من النّجاسات؛ كيسير المَذْي، والودْي، والبول، والغائط، فكلُّها باقيةٌ على الأصل لضعف دليل الإستثناء.
انتهى كلامه ...(72/332)
هل المشي الى المصلى يترتب عليه نفس ثواب المشي الى لمسجد؟؟؟
ـ[أبو آنس المغترب]ــــــــ[27 - 12 - 06, 01:07 م]ـ
قد ورد الأجر العظيم في المشي إلى المسجد , وأن أعظم المصلين أجراً أبعدهم منزلاً.
وعَنْ أُبَيِّ بْنِ كَعْبٍ رضي الله عنه قَالَ: كَانَ رَجُلٌ لا أَعْلَمُ رَجُلًا أَبْعَدَ مِنْ الْمَسْجِدِ مِنْهُ وَكَانَ لا تُخْطِئُهُ صَلاةٌ , فَقِيلَ لَهُ أَوْ قُلْتُ لَهُ: لَوْ اشْتَرَيْتَ حِمَارًا تَرْكَبُهُ فِي الظَّلْمَاءِ وَفِي الرَّمْضَاءِ؟ قَالَ مَا يَسُرُّنِي أَنَّ مَنْزِلِي إِلَى جَنْبِ الْمَسْجِدِ , إِنِّي أُرِيدُ أَنْ يُكْتَبَ لِي مَمْشَايَ إِلَى الْمَسْجِدِ , وَرُجُوعِي إِذَا رَجَعْتُ إِلَى أَهْلِي , فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قَدْ جَمَعَ اللَّهُ لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ) رواه مسلم (663).
فهل يحصل نفس الأجر لمن قصد المصلى ماشيا؟
و جزاكم الله خيرا و لا تنسى
الله أكبر، الله أكبر لا إله إلا الله، والله أكبر الله أكبر ولله الحمد
ـ[أبو آنس المغترب]ــــــــ[27 - 12 - 06, 06:22 م]ـ
لرفع؟؟؟
ـ[أبو آنس المغترب]ــــــــ[27 - 12 - 06, 06:22 م]ـ
لرفع؟؟؟
ـ[أبو آنس المغترب]ــــــــ[28 - 12 - 06, 01:20 م]ـ
آين أنتم يا أهل الفضل هل من مجيب؟؟؟
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[04 - 01 - 07, 12:38 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
أحسن الله إليك.
ونفع بك.
جزاك الله خيراً.
وجعلها في ميزان حسناتك.
ـ[علي الكناني]ــــــــ[04 - 01 - 07, 01:14 م]ـ
أخي الكريم:
الأجر مرتبط بالمشي إلى الصلاة سواء كانت في مسجد أو مصلى
وقد ورد في بعض ألفاظ أحاديث فضل الذهاب للصلاة -لا أذكره الآن-تقييد المشي أو الذهاب للصلاة
ـ[أبو آنس المغترب]ــــــــ[05 - 01 - 07, 11:48 ص]ـ
جزاك الله خيراً(72/333)
ما الفارق بين الرازق والرزاق، والخالق والخلاق
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[27 - 12 - 06, 03:53 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،أيها الأحبة فى الله ما الفارق بين الرازق والرزاق، والخالق والخلاق
وهل كلها من أسماء الله الحسنى؟ وهل أى اسم لله جل وعلا فى القرآن يكون من أسمائه الحسنى،وهل هناك ضابط؟
يا حبذا لو أتحفتمونى بمؤلف نافع فى ذلك.
وجزاكم الله خيراً
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[27 - 12 - 06, 04:26 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،أيها الأحبة فى الله ما الفارق بين الرازق والرزاق، والخالق والخلاق
وهل كلها من أسماء الله الحسنى؟ وهل أى اسم لله جل وعلا فى القرآن يكون من أسمائه الحسنى،وهل هناك ضابط؟
يا حبذا لو أتحفتمونى بمؤلف نافع فى ذلك.
وجزاكم الله خيراً
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الرزاق والخلاق صيغتا مبالغة والاسمان يدلان على صفة الخلق والرَزْق اللتان هما من صفات الله
والخالق والخلاق والرزاق وردت في القرآن أما الرازق فلم أطلع عليه وقد عده ابن منده والأصبهاني وابن الوزير والبيهقي من أسماء الله تعالى وقد جاء في القرآن خير الرازقين.
ولتعلم أن أسماء الله كلها حسنى أي بالغة في الحسن كماله لأنها متضمنة لصفات كاملة وصفات الله لا نقص فيها بأي وجه من الوجوه.
وكل أسماء الله الحسنى دالة على صفة كمال لله
وقد جمع ابن تيمية تعريفاً لأسماء الله الحسنى فقال:"هي التي يدعى الله بها وهي التي جاءت في الكتاب والسنة وهي التي تقتضي المدح والثناء بنفسها " ا. هـ الاصفهانية 1/ 19
وأوصيك بالرجوع إلى كتاب "القواعد المثلى في صفات الله وأسمائه الحسنى " للشيخ محمد بن عثيمين ـ رحمه الله ـ.
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[27 - 12 - 06, 07:32 م]ـ
الرزاق والرازق وردا جميعا في حديث "إن الله هو المسعر القابض الباسط الرزاق" والحديث من رواية حماد بن سلمة عن قتادة وحميد وثابت عن أنس.
ومن نفس الطريق رواه أناس عن حماد بلفظ "الرازق" وأناس بلفظ "الرزاق"
فلعله لو رجحت لفظة من اللفظتين على الأخرى بمرجح لما صح عد الأخرى من الأسماء الحسنى على قول من اعتمد على الحديث في إثباتها.
والله أعلم
ـ[أبو عبيد الله المصري]ــــــــ[27 - 12 - 06, 08:47 م]ـ
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
قال تعالى: ((إنَّ الله هو الرَّزَّاق ذو القوَّة المتين))
وقال: ((هو الله الخالق البارئ المصوِّر)) الآية
وقال: ((إنَّ ربَّك هو الخلَّاق العليم))
ـ[أبو أسامة القحطاني]ــــــــ[27 - 12 - 06, 08:50 م]ـ
فلعله لو رجحت لفظة من اللفظتين على الأخرى بمرجح لما صح عد الأخرى من الأسماء الحسنى على قول من اعتمد على الحديث في إثباتها.
والله أعلم
بورك فيك
ولو رجحت لفظة "الرازق" , فإن اسم الرزاق ثابت بالكتاب كما لا يخفاك.
ـ[هشام بن بهرام]ــــــــ[27 - 12 - 06, 10:34 م]ـ
ولو رجحت لفظة "الرازق" , فإن اسم الرزاق ثابت بالكتاب كما لا يخفاك
أحسنت بارك الله فيك
ولعل الله ييسر لنا من ينظر في الراجح من اللفظين
ـ[أبو عبدالله الطحاوى]ــــــــ[27 - 12 - 06, 11:08 م]ـ
جزاكم الله كل خير ولكن هل هناك فرق بين الرازق والرزاق فى المعنى وكذلك الخالق والخلاق؟
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[04 - 01 - 07, 02:17 م]ـ
الظاهر أن الفرق بينهما:
أن الخالق والرازق دالان على استمرار هذه الصفة لله جل وعلا؛ لأنهما أتيا على وزن (فاعل) الدال على الاستمرار،أما الرزاق والخلاّق فقد أتيا على صيغة المبالغة الدالة على كثرة تلك الصفة،فهو ـ سبحانه ـ: كثير الخلق والرزق،بل لا ينفك هذا العالم عن خلق ورزق،فاتفق المعنى للاسمين من هذه الجهة: فرزقه وخلقه ـ جل جلاله ـ مستمران،واستمرارهما دالان على كثرة خلقه ورزقه،والله أعلم.
ـ[صلاح الدين السلفي]ــــــــ[04 - 01 - 07, 08:28 م]ـ
أخي الفاضل:الخالق في اللغة اسم فاعل فعله خلق يخلق خلقا، والخلق مصدر من الفعل خلق ومنه قوله: (الَّذِي أَحْسَنَ كُلَّ شَيْءٍ خَلَقَهُ وَبَدَأَ خَلْقَ الإنسان مِنْ طِينٍ) [السجدة:7]، ويأتي الخَلق أيضا بمعنى المخلوق، ومنه قوله تعالى: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/334)
9 [لقمان:11]، والخلق أصله التقدير المستقيم ويستعمل في إبداع الشيء من غير أصل ولا احتذاء وفي إيجاد الشيء من الشيء.
والخلق قد يأتي أيضا بمعنى الكذب على اعتبار أن الذي يكذب يؤلف وينشئ كلاما لا يطابق الحقيقة، ومن ذلك قوله: (إِنَّمَا تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَوْثَاناً وَتَخْلُقُونَ إِفْكا) [العنكبوت:17]، وقوله: (إِنْ هَذَا إِلا خُلُقُ الأَوَّلِينَ) [الشعراء:137].
وكذلك أخي الفاضل الخلاّق بمعنى ما سبق؛إلا انه على صيغة المبالغة التي تدل على كثرة الخلق؛ أي انه يخلق خلقا من بعد خلق - سبحانه وتعالى - كما قال تعالى: (يخلقكم في بطون أمهاتكم خلقا من بعد خلق في ظلمات ثلاث) يخلق الانسان من طور إلى طور وما يقدر على ذلك الا الخلاّق - سبحانه وتعالى -.
أما الرازق:الرازق في اللغة اسم فاعل، فعله رَزَقَ يرزُق رَزْقاً ورِزْقاً، والرِّزْقُ هو ما يُنْتَفعُ به وجمعه أَرْزاق، والرزق هو العَطاء، واسْتَرْزَقه يعني طلب منه الرِّزق، وقد يسمى المطر رزقاً لأَن الرِّزْق يكون على أثره، ومعنى قول الله تعالى: ? وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ ? [الواقعة:82] أَي شُكرَ رزقكم مثل قولهم: مُطِرنا بنَوْءِ الثريا أو بنوء كذا وكذا، والأَرزاقُ نوعان: ظاهرة كالأَقوات للأَبدان، وباطنة كالمَعارف والإيمان للقلوب والنُّفوس ().
والرازِقُ سبحانه هو الذي يرزق الخلائق أَجمعين، وهو الذي قدر أرزاقهم قبل خلق العالمين، وهو الذي تكفل باستكمالها ولو بعد حين، فلن تموت نفس إلا باستكمال رزقها كما أخبرنا الصادق الأمين S ، روى ابن ماجة وصححه الألباني من حديث جَابِرِ ? أن النَّبِيِّ S قال: (أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ فَإِنَّ نَفْسًا لَنْ تَمُوتَ حَتَّى تَسْتَوْفِىَ رِزْقَهَا وَإِنْ أَبْطَأَ عَنْهَا، فَاتَّقُوا اللهَ وَأَجْمِلُوا فِي الطَّلَبِ خُذُوا مَا حَلَّ وَدَعُوا مَا حَرُمَ) ()، ومن حديث أبي أمامة ? أن النَّبِيِّ S قَالَ: (إن روح القدس نفث في روعي أن نفسا لن تموت حتى تستكمل أجلها وتستوعب رزقها، فاتقوا الله وأجملوا في الطلب، ولا يحملن أحدكم استبطاء الرزق أن يطلبه بمعصية الله، فإن الله تعالى لا ينال ما عنده إلا بطاعته) ()، وقال تعالى: ? يَا أَيُّهَا النَّاسُ اذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ هَلْ مِنْ خَالِقٍ غَيْرُ اللَّهِ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ َ? [فاطر:3]، فالرازق اسم يدل على وصف الرزق المقارن للخلق في التقدير الأزلي والميثاقي، فالله سبحانه قدر خلقهم ورزقهم معا قبل وجودهم، وكتب أرزاقهم في الدنيا والآخرة قبل إنشائهم، فالرزق وصف عام يتعلق بعموم الكون في عالم الملك والملكوت.
قال ابن تيمية: (والرزق اسم لكل ما يغتذى به الإنسان وذلك يعم رزق الدنيا ورزق الآخرة .. فلابد لكل مخلوق من الرزق، قال الله تعالى: ? وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا ? [هود:6]، حتى إن ما يتناوله العبد من الحرام هو داخل في هذا الرزق، فالكفار قد يرزقون بأسباب محرمة ويرزقون رزقا حسنا، وقد لا يرزقون إلا بتكلف، وأهل التقوى يرزقهم الله من حيث لا يحتسبون، ولا يكون رزقهم بأسباب محرمة ولا يكون خبيثا، والتقى لا يحرم ما يحتاج إليه من الرزق، وإنما يحمى من فضول الدنيا رحمة به وإحسانا إليه، فإن توسيع الرزق قد يكون مضرة على صاحبه، وتقديره يكون رحمة لصاحبه) من كلام شيخنا الدكتور محمود عبد الرازق في شرحه على الاسماء الحسنى مع بعض الزيادة مني، واما الرَّزَّاق يقال فيها كما قيل في الخلاّق، والله سبحانه اعلم(72/335)
عشرُ مزايا لوقفة الجمعة يوم عرفة.
ـ[المسيطير]ــــــــ[27 - 12 - 06, 04:23 م]ـ
الإخوة الأكارم /
أنقل لكم ما ذكره الإمام ابن القيم رحمه تعالى في (مزايا وقفة الجمعة يوم عرفة) تحفيزا لي ولإخواني في العزم وترك التردد للمستطيع، وفضل الحج المبرور لا يخفى على الجميع.
أسأل الله أن ييسر أمور الحجاج، ويتقبل منهم، ويعمّنا معهم برحمة منه وفضل.
قال الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ في كتابه (زاد المعاد) ج 1 / ص 60 وما بعدها:
ولهذا كان لوقفة الجمعة يومَ عرفة مزية على سائر الأيام من وجوه متعدّدة:
أحدها: اجتماعُ اليومين اللذين هما أفضلُ الأيام.
الثاني: أنه اليومُ الذي فيه ساعة محققة الإِجابة، وأكثر الأقوال أنها آخر ساعة بعد العصر وأهل الموقف كلُّهم إذ ذاك واقفون للدعاء والتضرع.
الثالث: موافقتُه ليوم وقفة رسول اللّه صلى الله عليه وسلم.
الرَّابع: أن فيه اجتماعَ الخلائق مِن أقطار الأرض للخطبة وصلاة الجمعة، ويُوافق ذلك اجتماعَ أهل عرفة يومَ عرفة بعرفة، فيحصُل مِن اجتماع المسلمين في مساجدهم وموقفهم من الدعاء والتضرع ما لا يحصُل في يوم سواه.
الخامس: أن يوم الجمعة يومُ عيد، ويومَ عرفة يومُ عيد لأهل عرفة، ولذلك كره لمن بعرفة صومه، وفي النسائي عن أبي هريرة قال: ((نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَرَفَةَ بِعَرَفَةَ))، وفي إسناده نظر، فإن مهدي بن حرب العبدي ليس بمعروف، ومداره عليه، ولكن ثبت في الصحيح من حديث أم الفضل رضي الله عنها ((أن ناساً تمارَوْا عِنْدَهَا يَوْمَ عَرفَةَ في صِيَام رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فقال بعضُهم: هُوَ صَائِمٌ، وَقَالَ بعْضُهُمْ: لَيْسَ بِصَائِمٍ فَأَرْسَلَتْ إلَيْهِ بقَدَحِ لَبنٍ، وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ بِعَرَفَةَ، فَشَربَهُ)).
وقد اختلف في حكمة استحباب فطر يوم عرفة بعرفة، فقالت طائفة: لِيتقوى على الدعاء، وهذا هو قولُ الخِرقي وغيره، وقال غيرهم - منهم شيخ الإِسلام ابن تيمية -: الحِكمة فيه أنه عيد لأهل عرفة، فلا يُستحب صومُه لهم، قال: والدليلُ عليه الحديث الذي في ((السنن)) عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((يَوْمُ عَرَفَةَ، وَيَوْمُ النَّحْرِ، وَأيَّامُ مِنَى عِيدُنَا أهلَ الإِسلامِ)).
قال شيخنا: وإنما يكون يومُ عرفة عيداً في حق أهلِ عرفة، لاجتماعهم فيه، بخلاف أهل الأمصار، فإنهم إنما يجمعون يوم النَحر، فكان هو العيدَ في حقهم، والمقصود أنه إذا اتفق يومُ عرفة، ويومُ جمعة، فقد اتفق عيدانِ معاً.
السادس: أنه موافق ليوم إكمال اللّه تعالى دينَه لعباده المؤمنين، وإتمامِ نعمته عليهم، كما ثبت في ((صحيح البخاري)) عن طارق بن شهاب قال: جاء يهوديٌ إلى عمرَ بنِ الخطاب فقال: يَا أَمِيرَ المُؤمِنِين آيَةٌ تَقْرَؤونَهَا في كِتَابِكُمْ لَوْ عَلَيْنَا مَعْشَرَ اليَهُودِ نَزَلَتْ وَنَعْلَمُ ذَلِكَ اليَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، لاتَّخَذْنَاهُ عِيداً، قَالَ: أيُ آَيَةٍ؟ قَالَ: {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الأِسْلاَمَ دِيناً} [المائدة:3] فَقَالَ عُمَرُ بنُ الخَطَّابِ: إِنِّي لأَعْلَمُ الْيَوْمَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، وَالمَكَانَ الَّذِي نَزَلَتْ فِيهِ، نَزَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بعَرَفَةَ يَوْمَ جُمُعَةٍ، وَنَحْنُ وَاقِفُونَ مَعَهُ بِعَرَفَةَ.
السابع: أنه موافق ليوم الجمع الأكبر، والموقفِ الأعظم يومِ القيامة، فإن القيامة تقومُ يومَ الجمعة، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((خَيْرُ يَوْمٍ طَلَعَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ يَوْمُ الجُمُعَةِ، فِيهِ خُلِقَ آدَمُ، وَفِيهِ أُدْخِلَ الجَنَّةَ، وَفِيهِ أُخْرِجَ مِنْهَا، وَفِيهِ تَقُومُ السَّاعَةُ، وَفِيهِ سَاعَةٌ لاَ يُوَافِقُهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللَّهَ خَيْرَاً إِلاَّ أَعْطَاهُ إِيَّاهُ)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/336)
ولهذا شرع اللَّهُ سبحانه وتعالى لِعباده يوماً يجتمعون فيه، فيذكرون المبدأ والمعاد، والجنَّة والنَّار، وادَّخر اللَّهُ تعالى لهذه الأُمَّة يومَ الجمعة، إذ فيه كان المبدأُ، وفيه المعادُ، ولهذا كان النبيُّ صلى الله عليه وسلم يقرأ في فجره سورتي (السجدة) و (هل أتى على الإِنسان) لاشتمالهما على ما كان وما يكونُ في هذا اليوم، مِن خلق آدم، وذكر المبدأ والمعاد، ودخولِ الجنَّة والنَّار، فكان تذَكِّرُ الأمَّة في هذا اليوم بما كان فيه وما يكون، فهكذا يتذكَّر الإِنسانُ بأعظم مواقف الدنيا - وهو يومُ عرفة - الموقفَ الأعظم بين يدي الرب سبحانه في هذا اليوم بعينه، ولا يتنصف حتى يستقرَّ أهل الجنة في منازلهم، وأهل الناَّر في منازلهم.
الثامن: أن الطاعةَ الواقِعَة مِن المسلمين يومَ الجُمعة، وليلةَ الجمعة، أكثر منها في سائر الأيام، حتى إن أكثرَ أهل الفجور يَحترِمون يوم الجمعة وليلته، ويرون أن من تَجَرَّأ فيه على معاصي اللَّهِ عز وجل، عجَّل اللَّهُ عقوبته ولم يُمهله، وهذا أمر قد استقرَّ عندهم وعلموه بالتجارِب، وذلك لِعظم اليومِ وشرفِهِ عند اللّه، واختيارِ اللّه سبحانه له من بين سائر الأيام، ولا ريب أن للوقفة فيه مزيةً على غيره.
التاسع: أنه موافق ليوم المزيد في الجنة، وهو اليومُ الذي يُجمَعُ فيه أهلُ الجنة في وادٍ أَفْيحَ، ويُنْصَبُ لهم مَنَابِرُ مِن لؤلؤ، ومنابِرُ من ذهب، ومنابرُ من زَبَرْجَدٍ وياقوت على كُثبَانِ المِسك، فينظرون إلى ربِّهم تبارك وتعالى، ويتجلى لهم، فيرونه عِياناً ويكون أسرعُهم موافاة أعجلَهم رواحاً إلى المسجد، وأقربُهم منه أقربَهم من الإِمام، فأهلُ الجنة مشتاقون إلى يوم المزيد فيها لما ينالون فيه من الكرامة، وهو يوم جمعة، فإذا وافق يوم عرفة، كان له زيادةُ مزية واختصاص وفضل ليس لغيره.
العاشر: أنه يدنو الرّبُّ تبارك وتعالى عشيةَ يومِ عرفة مِن أهل الموقف، ثم يُباهي بهم الملائكة فيقول: ((مَا أَرَادَ هؤُلاءِ، أُشْهِدُكُم أنِّي قَدْ غَفَرْتُ لَهُم)) وتحصلُ مع دنوه منهم تبارك وتعالى ساعةُ الإِجابة التي لاَ يَرُدُّ فيها سائل يسأل خيراً فيقربُون منه بدعائه والتضرع إليه في تلك الساعة، ويقرُب منهم تعالى نوعين من القُرب:
أحدهما: قربُ الإِجابة المحققة في تلك الساعة.
والثاني: قربه الخاص من أهل عرفة، ومباهاتُه بهم ملائكته.
فتستشعِرُ قلوبُ أهل الإِيمان بهذه الأمور، فتزداد قوة إلى قوتها، وفرحاً وسروراً وابتهاجاً ورجاء لفضل ربها وكرمه، فبهذه الوجوه وغيرها فُضِّلَتْ وقفةُ يومِ الجمعة على غيرها.
وأمّا ما استفاض على ألسنة العوام بأنها تعدل ثنتين وسبعين حجة، فباطل لا أصل له عن رسول صلى الله عليه وسلم، ولا عن أحد من الصحابة والتابعين.
والله أعلم.
ـ[أحمد مضيف السفياني]ــــــــ[27 - 12 - 06, 04:48 م]ـ
جزاك الله خيراً ......
وبارك فيك .....
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[27 - 12 - 06, 09:09 م]ـ
جزاكم الله خيراً
وبارك الله فيكم
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[28 - 12 - 06, 03:14 م]ـ
جزاك الله خيرًا
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[28 - 12 - 06, 04:50 م]ـ
أحسن الله إليك
ـ[زكرياء توناني]ــــــــ[28 - 12 - 06, 04:54 م]ـ
سلمت يداك
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[28 - 12 - 06, 07:26 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ـ[طارق بن إحسان]ــــــــ[28 - 12 - 06, 10:53 م]ـ
أحسن الله إليك وجزاك خيرا ولا حرمك الأجر ..
ـ[أبو وسام الأزهرى]ــــــــ[29 - 12 - 06, 12:46 ص]ـ
جزاك الله خير وبوركت ورزفنا الله واياك الجنة
ـ[معاذ عبدالله]ــــــــ[29 - 12 - 06, 12:50 ص]ـ
جزاك الله خيرا(72/337)
الرمي قبل الزوال .. من يحتمل الوزر؟.
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[27 - 12 - 06, 05:30 م]ـ
الرمي قبل الزوال .. من يحتمل الوزر؟.
منذ مدة، والمفتون بوجوب الرمي قبل الزوال، يُحمّلون وزر الوفيات يوم الثاني عشر؛ أن فتواهم ضيق واسعا، فحمل الناس على التزاحم، والتقاتل، ثم الموت!!.
فهاهنا مسألتان للبحث، هما:
الأولى: تحرير وقت الرمي أيام التشريق.
الثانية: من يحتمل الوزر؟.
* * *
المسألة الأولى: وقت الرمي أيام التشريق.
مسائل الحج تدور بين ثلاثة مراتب، هي: الركنية، والوجوب، والاستحباب.
فلها حظ في هذه المراتب كلها، وكل مرتبة منها لها حدود، تبينها، وتميزها عن غيرها.
فالركن: ما لا يتم ولا يصح الحج إلا به. وطريق معرفته من النصوص:
1 - أين يرد في الأمر به نص خاص.
2 - أن يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه.
3 - ألا يرخص فيه بحال، حتى لأصحاب الأعذار.
كالوقوف بعرفة:
- جاء الأمر به على الخصوص نصا، في قوله تعالى: {فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا}، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة) [أبو داود]، وفي حديث عروة بن مضرس: (من شهد صلاتنا هذه، وقد وقف بعرفة قبل ذلك ساعة من ليل أو نهار، فقد تم حجة وقضى تفثه) [رواه الخمسة]
- وفعله النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، فوقف بعرفة مع الناس.
- ولم يرد أنه رخص لأحد في تركه، بل شدد في ذلك، ولم يعذر أحدا، كما في حديث عروة.
فثبت بهذا أنه ركن، كالإحرام، وطواف الإفاضة، وسعي الحج.
والواجب: ما يختل الحج بتركه، دون أن يفسده، ويجبر بدم. وطريق معرفته بالنصوص:
1 - أن يرد في الأمر به نص عام، وقد يرد فيه نص خاص.
2 - أن يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه.
3 - أن يرد عليه الترخيص لفئة. فإن لم يرخص فهو أقوى في الوجوب؛ لكنه يأتي مع الأمر العام.
كالوقوف بعرفة حتى الغروب:
- جاء الأمر به في نص عام، هو قوله صلى الله عليه وسلم: (خذوا عني مناسككم).
- فعله النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، فوقف حتى الغروب.
- لم يرد فيه ترخيص.
ولم يكن ركنا لأمرين، هما:
1 - كون الأمر به عاما، وليس بخاص. فالأمر الخاص أقوى في الدلالة من العام.
2 - لأن عدم الترخيص لأصحاب الأعذار بالنص، كما في حديث عروة بن مضرس، أقوى في الدلالة على الوجوب المؤكد، من مجرد أنه: لم يرد في ترخيص.
وكذا طواف الوادع:
- ورد به أمر خاص، قوله عليه السلام: (لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت). [مسلم]
- وفعله النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه.
- لكنه ورد فيه ترخيص للحائض، في حادثة أم المؤمنين صفية رضي الله عنها: (أحابستنا هي)؟، فلما أخبر أنها طافت، قال: (فلتنفر إذاً). [متفق عليه]
فدل هذا على وجوبه، لا ركنيته؛ إذ حصل الأمر به على الخصوص والتعيين، فشابه بذلك الركن، لكنه تراجع عنه بالترخيص فيه. والركن لا يرخص فيه بحال.
والمستحب: ما لا يكمل الحج إلا به. وطريق معرفته:
1 - أن يرد الأمر به في نص عام، وقد يرد فيه نص خاص.
2 - أن يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه.
3 - أن يرد عليه صارف.
كصلاة الطواف:
- ورد الأمر به في نص خاص، قال تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}.
- والنبي صلى الله عليه وسلم فعله بنفسه.
- لكن ورد عليه صارف، يصرفه عن الوجوب إلى السنية، حديث الأعرابي: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما افترضه الله عليه، فقال: (خمس صلوات في اليوم والليلة. قال: هل علي غيرها؟. قال: لا، إلا أن تطوع). فعلم أنه لا فرض على العبد غير الخمس. وكل ما عداها فسنة.
* * *
بعد التعريف بهذه المراتب: نأتي إلى مسألة الرمي قبل الزوال. من أي هذه المراتب؟.
هذا يحتاج إلى توصيف وقت الرمي، ومعرفة ما ورد فيه عن الشارع.
فأولا: لنرى ما ورد في توقيت الرمي من أمر، إن كان عاما أم خاصا؟.
بالبحث لا نجد أمرا خاصا على التعيين، لكن نجد الأمر العام: (خذوا عني مناسككم). وهو نص يشمل كل الأنساك في الحج، وكيفية فعلها.
وثانيا: مما لا خلاف عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم تعمد وقصد الرمي بعد الزوال، ولم يفعله قبله ألبتة، لا في الحادي، ولا الثاني، ولا الثالث عشر. وكان يمكنه أن يفعل قبل وبعد، لكنه ثبت على بعد الزوال، كما في حديث: جابر، وابن عمر، وابن عباس، وعائشة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/338)
- عن جابر: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة ضحى يوم النحر وحده، ورمى بعد ذلك، بعد زوال الشمس)، [متفق عليه]
- عن ابن عمر: (كنا نتحين، فإذا زالت الشمس رمينا).
- عن ابن عباس: (رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمار حين زالت الشمس). [الترمذي]
- عن عائشة: (فمكث بها ليالي التشريق، يرمي الجمرة إذا زالت الشمس). [أبو داود]
فهذان أمران متفق عليهما، وبذلك يخرج توقيت الرمي عن مرتبة الركنية؛ لأن من شرط الركن أن يكون بنص خاص، والتوقيت هنا بنص عام.
إذن توقيت الرمي - حتى الآن - دائر بين الوجوب والاستحباب، فإذا ثبت عدم الترخيص فيه لأحد، أو الترخيص لطائفة، أو عدم الصارف، فإن مرتبته هو الوجوب، ومع وجود الصارف فهو مستحب؟.
فلنختبر الأمر إذن؟.
الذين قالوا بعد الوجوب يقولون بالاستحباب. فالأدلة التي يوردونها فلا بد أن تكون صارفة.
فلا تفيد إذا كان فيها ترخيص لفئة؛ لأنه حينئذ يكون من جنس الترخيص في الدفع من مزدلفة ليلا، وترك المبيت بمنى ليالي التشريق، وجمع رمي يومين في يوم، لأصحاب الأعذار.
كما لا تفيد إذا لم يرد فيها ترخيص لأحد؛ لأنه حينئذ يكون من جنس عدم الترخيص لأحد بالنفرة قبل الغروب من عرفة.
فنحن ننظر في هذه الأدلة التي أوردوها، والتي يفترض أن تكون صارفة عن الوجوب إلى الاستحباب.
* * *
أدلة المجوزين الرمي قبل الزوال: [من كتاب: افعل ولا حرج. للشيخ الدكتور سلمان العودة]
الدليل الأول:
حديث عبد الله بن عمرو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سئل عن شيء قدم ولا أخر، إلا قال: (افعل ولا حرج) متفق عليه
هذا الأثر لا علاقة له بالمسألة:
فأولا: هو في أعمال يوم النحر، وإنما النزاع في الرمي أيام التشريق.
وثانيا: هو في ترتيب الأعمال، وليس في توقيت العمل المعين.
وثالثا: لو أن الصحابة رضوان الله عليهم فهموا من قوله هذا - صلى الله عليه وسلم - عموم الدلالة حتى في وقت الرمي أيام التشريق، لنقل ترخص بعضهم بذلك في حجهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، أو جاءه من يقول: "رميت قبل أن تزول"، فلما لم ينقل إلا رميهم بعد الزوال: دل على أن قوله صلى الله عليه وسلم: (افعل ولا حرج) لا يشمل توقيت الرمي في أيام التشريق.
فثبت بهذا: أن هذا الأثر لا يصلح صارفا للأمر العام والفعل النبوي عن الوجوب إلى الاستحباب.
الدليل الثاني:
قوله تعالى: {واذكروا الله في أيام معدودات}.
قالوا: "الرمي من الذكر، كما صح عن عائشة عند الدارمي وغيره، فجعل اليوم كله محلا للذكر، ومنه الرمي. وهذا يشبه أن يكون كالنص في المسألة عند التأمل".
وهذا استدلال ضعيف متكلف .. !!.
ذلك لأنه لا صيغة للتعبير عن المعنى، سوى الأيام، أو الليالي. والليالي غير وافية لليوم؛ لأنها نصفه، فما بقي إلا التعبير بالأيام، ففيها يجتمع الليل والنهار، فيدل عليهما جميعا، وعلى مافيها من الذكر، من: تكبير، وذبح، وصلاة، ورمي فيه الذكر. كل منها في وقتها المحدد بالفعل النبوي.
فهو دليل على أن هذه الأيام أوقات للذكر؛ كل ذكر فيه، محله هو الذي وُقِّتَ له شرعا، فالتكبير مثلا فيها محدد مقيد بأعقاب الصلوات، ولا يقال لأجل أنه جعل اليوم كله محلا للذكر، فالتكبير يكون فيه كله، حتى في غير أعقاب الصلوات.
فإذا رمى بعد الزوال صح أنه من ذكر الله تعالى في هذه الأيام، وإذا رمى قبل صح كذلك أنه ذكر، لكن فعل النبي صلى الله عليه وسلم مبين، فقد بيّن وقته بعد الزوال، فوجب حمل الآية عليه.
فثبت بهذا: أن هذا الدليل لا يصلح صارفا عن الوجوب إلى الاستحباب.
الدليل الثالث:
قالوا: "لا دليل صريح في النهي عن الرمي قبل الزوال، لا من الكتاب، ولا من السنة، ولا من الإجماع، ولا من القياس".
هذه مسألة: هل الوجوب لشيء لا يستفاد إلا من النهي عن ضده؟.
فإن معنى هذا الكلام: أن وجوب الرمي بعد الزوال لا يثبت إلا إذا ثبت النهي عن الرمي قبل الزوال. فإن لم يوجد النهي، فالرمي بعد الزوال ليس بواجب.
وفعله صلى الله عليه وسلم، وأمر به أمرا عاما: (خذوا عني مناسككم)، فلا يفيد أكثر من استحبابه .. حتى لو لم يرخص لأحد في الرمي قبل الزوال .. حتى لو لم يرد صارف.
وبمثل هذا يمكن إبطال واجبات كثيرة؛ لأجل أنه لم يرد فيها نهي عن ضدها!!.
والمعلوم أن الوجوب يثبت بمجرد الأمر، لقوله صلى الله عليه وسلم:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/339)
- (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فانتهوا).
- ولأمر الله تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.
فهذا نص على أن مجرد الأمر يثبت به الوجوب، وأما النهي فطريق آخر للوجوب، فإذا اجتمعا كان الوجوب أقوى.
فإذا كان الأمر العام ضعيفا في الإيجاب، فإن في اتباعه بالفعل النبوي تقوية، وفي الترخيص فيه لأحد لعذر: ثبوت لوجوبه. وفي حال لم يرخص لأحد: فتأكيد لوجوبه.
وفي كل حال: هذا الاستدلال لا يصلح أن يكون صارفا؛ لبطلانه من الأساس.
الدليل الرابع:
قالوا: "لو كان الرمي قبل الزوال منهيا عنه لبينه النبي صلى الله عليه وسلم بيانا شافيا، حينما أجاب السائل الذي سأله عن رميه بعدما أمسى، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز".
ألا يكفي في البيان الشافي: أمره العام، وفعله، وعدم الترخيص لأحد، أو الترخيص لفئة؟.
هكذا ثبتت واجبات، كالوقوف بعرفة حتى الغروب، والمبيت بمزدلفة، ورمي جمرة العقبة، والجمار، والمبيت بمنى. وهذه وإن خالف في وجوب بعضها أحد، إلا أنه لا أحد يقول بعدم وجوب شيء منها. فتلك التي وجبت منها: كيف استدل على وجوبها إذن؟!.
فهذا كذلك استدلال ليس بصارف.
الدليل الخامس:
قالوا: "رمي الرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الزوال، بمثابة وقوفه بعرفة بعد الزوال إلى الغروب. ومن المعلوم: أن الوقوف بعرفة لا ينتهي بذلك الحد، بل الليل كله وقت وقوفه أيضا".
وقت الوقوف بعرفة لا ينتهي عند الغروب لورود نص فيه، هو حديث عروة بن مضرس.
فأين مثل هذا النص في الرمي قبل الزوال؟.
الدليل السادس:
"واستدلوا بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده:
(أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرخص للرعاة أن يرموا جمارهم بالليل، أو أية ساعة من النهار). أخرجه الدارقطني، وفي إسناده ضعف، وله شواهد عن ابن عباس، وابن عمر لا تخلو من ضعف".
لن نلتفت إلى ما قيل في الأثر من ضعف، بل نعامله معاملة الصحيح، وله جواب، هو: أن فيه ترخيصا. وذلك دليل وجوبه، فلولا أنه واجب لما احتاجوا إلى ترخيص الشارع.
ومعنى ذلك: أن المضطر وصاحب الحاجة ليس كغيره. فلا يكون حكما عاما إذن.
فإنه من الفرق الكبير أن يقال: لصاحب العذر أن يترخص بالرمي قبل الزوال دون غيره.
وأن يقال: له أن يرمي قبل الزوال بدون عذر.
فالأول حكمه الوجوب، والثاني حكمه الاستحباب. والأثر - إن صح - يدل على الوجوب.
هذا لو سلمنا بصحة دلالة الأثر على دعواهم؛ فإنه من الممكن حمل هذه الساعة من النهار، على ما بعد الزوال، ليتفق مع فعله صلى الله عليه وسلم وفعل أصحابه، وحرصهم على تحيّن الزوال.
والقاعدة: أنه لا يلجأ إلى الترجيح، مع إمكانية الجمع. والجمع هنا غير محال.
فهذا الدليل عليهم لا لهم.
وفي خصوص رمي الرعاة ورد الأثر التالي في مصنف ابن أبي شيبة [3/ 260. رقم 14110] في الحج، في الرعاة كيف يرمون؟.
عن نافع عن ابن عمر: (أنه كان يجعل رمي الجمار نوائب بين رعاة الإبل، يأمر الذي عنده، فيرمون إذا زالت الشمس، ثم يذهبون إلى الإبل، ويأتي الذين في الإبل فيرمون، ثم يمكثون، حتى يرمونها من الغد إذا زالت الشمس).
فهذا ترتيب الصحابي لرمي الرعاة، إنما كان بعد الزوال. فأين هم عن الرخصة لو ثبتت، هل نسوها، وهم أحرص الناس على الترخص؟!.
وأين ابن عمر عنها، هل خفيت عليه؟!.
هذا مع أن الرخصة لا تنافي الوجوب، لكن عدم الترخيص أقوى، وكلاهما واجب، لكن الوجوب على مراتب، وهذا معلوم.
* * *
إذن كل هذه النصوص وأوجه الاستدلال لا تنهض أن تكون صارفة، إما لضعفها، أو لبطلانها، غاية ما فيها الترخص، وهو دليل الوجوب، ليس الاستحباب.
وبهذا يثبت الشرط الثالث من شروط الوجوب في مناسك الحج، وهو:
- أن يرد عليه الترخيص لفئة. فإن لم يرخص فهو أقوى في الوجوب؛ لكنه يأتي مع الأمر العام.
فالرمي بعد الزوال، إذا أخذنا بالأثر الآنف في رمي الرعاة في أية ساعة من النهار، فيكون ورد عليه ترخيص لفئة، فهو دليل الوجوب، حيث لم يرخص للعموم.
وإن أخذنا بالدلالات السابقة الأقوى، فيقال: لم يرد فيه ترخيص.
حيث لم ينقل عن الصحابة رميهم قبل الزوال، وكان الذين معه مائة ألف، أفلا يوجد فيهم من يترخص، كما ترخصوا في المبيت وجمع الرمي؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/340)
ثم قوله: (في أية ساعة من النهار) عام يقيد بفعله، أي أية ساعة من النهار من بعد الزوال، وهكذا تتفق النصوص، فلا تتعارض.
وبهذا فلا ترخيص لأحد فيه، فيكون أقوى في الوجوب.
فيثبت بذلك: أن الرمي بعد الزوال واجب، حيث تحققت فيه شروط الوجوب:
1 - أن يرد الأمر به في نص عام، وقد يرد فيه نص خاص. [والأمر جاء به في نص عام].
2 - أن يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه. [وقد فعله بنفسه]
3 - أن يرد عليه الترخيص لفئة، فإن لم يرخص فهو أقوى في الوجوب، لكنه يأتي مع الأمر العام. [لم يرد عليه تخصيص في الأصح، وإن قيل بوروده فلا يخرجه عن الوجوب].
المحصل: أنه لا صارف يصرف هذا الحكم عن الوجوب إلى الاستحباب.
* * *
بعض الآثار في المسألة:
وقد استدلوا بآثار، منها ما جاء في المصنف لابن أبي شيبة [3/ 304. رقم 14575] في الحج، في الجمار كيف ترمى؟.
عن ابن أبي مليكة قال: "رمقت ابن عباس رماها عند الظهيرة، قبل أن تزول".
ليس بمثل هذا الأثر يبطل الوجوب؛ إذ هو فعل صحابي، وذلك فعل النبي وأمره.
نعم الصحابي هو أدرى الناس بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لا يمتنع عليه الخطأ، والنسيان، وهذا أمر وارد في هذه المسألة. وقد يكون هذا مذهبه، ليس مذهب باقي الصحابة. كما أنه لا يمتنع خطأ الراوي في تقدير الوقت.
فهذه احتمالات تبطل الاستدلال بهذا الفعل، وهو معارض بآثار عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم:
- قال عمر بن الخطاب: (لا ترمي الجمرة حتى يميل النهار). [البيهقي]
- ويقول ابن عمر: (كنا نتحين إذا زالت الشمس رمينا)؛ والتحيّن ترقب وتربص، كما يتربصون وقت صلاة العيد.
- وفي أخبار مكة للفاكهي [4/ 298 - 299]: عن عمرو بن دينار، قال: (ذهبت أرمي الجمار، فسألت: هل رمى عبد الله بن عمر؟. فقالوا: لا، ولكن رمى أمير المؤمنين. يعنون ابن الزبير. قال عمرو: فانتظرت ابن عمر فلما زالت الشمس خرج، فأتى الجمرة الأولى، فرماها.
- وفيه عن أبي بالزبير: (أنه رأى عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير يرميان الجمار حتى تزيغ الشمس)، أي إذا زالت.
- وعن نافع أن ابن عمر كان يقول: (لاترمي الجمار في الأيام الثلاثة حتى تزول الشمس). [الموطأ]
فهذا قول ابن عمر وفعله، فالاستدلال بعد هذا بقوله في البخاري: (إذا رمى إمامك، فارم). لمن سأله عن وقت الرمي، بالقول: "لو كان المتعين عنده الرمي بعد الزوال لبينه للسائل".
لا وجه له؛ إذ يحتمل أن يكون الإمام يرمي بعد الزوال، كابن الزبير. أو أنه أراد له موافقة إمامه في أية حال، درءا للفتنة، فيجوز حينئذ الترخص.
فأين هذا من أفعال، وأقوال صريحة عنه في النهي عن الرمي قبل الزوال؟.
* * *
والقول بالوجوب هو قول: ابن عمر، ومالك، والثوري، والشافعي، وأحمد وروي عن الحسن وعطاء. [المغني 5/ 328]، كذلك أبو حنيفة. وفي المصنف لابن أبي شيبة [3/ 305. رقم 14579]: قال ابن جريج: "وسمعت عطاء يقول: لا ترمي حتى تزول الشمس. فعاودته في ذلك، فقال ذلك".
والقول بجواز الرمي هو قول: إسحاق، ورواية عن أحمد، وعكرمة، وطاوس. [المغني 5/ 328]
* * *
والخلاصة: أن الرمي بعد الزوال واجب. والأمر النبوي يقول: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم).
فمن اضطر إلى الرمي قبل هذا الوقت فلا جناح عليه، تشبيها له بالضعفة يدفعون ليلا، وبالسقاة والرعاة لا يبيتون في منى لياليها، ويجمعون رمي يومين في يوم، وبالحائض تنفر من دون طواف الوداع.
أما تجويز الرمي قبل الزوال مطلقا للجميع، من دون عذر كتلك الأعذار، فليس له ما يسنده أو يعضده.
* * *
المسألة الثانية: من الذي يحتمل وزر اليوم الثاني عشر؟.
التزاحم عند الجمرات سبب الوفيات.
هذا صحيح، لا يختلف فيه. إنما الكلام في المتسبب في هذا التزاحم، المؤدي إلى الوفيات؟.
- هل هو الفتوى بوجوب الرمي بعد الزوال؟.
- أم التنظيم والإدارة؟.
- أم عجلة الناس، أو حملهم على الاستعجال؟.
لو درسنا الاحتمال الأول، لوجدنا من خلال التتبع: أن الوفيات ليست حصرا على اليوم الثاني عشر، ففي يوم النحر، في عدة أعوام سابقة، آخرها قبل عامين، مات جمع كبير من الحجاج، لا يقلون عددا عن الذين ماتوا في الثاني عشر .. فما كان السبب؟.
فالوقت واسع جدا، يبدأ منذ ليلة النحر، حتى فجر الحادي عشر .. !!.
هم ماتوا لأجل الزحام، وبالقطع: لم تكن الفتوى سبب هذا الزحام.
إذن هنالك سبب آخر للزحام غير الفتوى. ما هو؟.
حتى نقترب من المقصود، لو فرضنا أن كل الذين يفتون بالوجوب - على قلتهم، وقلة المتبعين لفتاواهم- غيّروا فتواهم إلى الجواز، فهل ستحل المشكلة، فيسلم الناس من الموت؟.
في كل حال، لا بد من تحديد وقت آخر لبداية الرمي، فإذا لم يكن بعد الزوال، فسيكون قبل الزوال، وهذا القبل: إما أن يبدأ من بعد الفجر، أو قبل الفجر، أو منتصف الليل، أو الضحى في ساعة كذا.!!.
ففي كل هذه لا بد من وقت محدد؛ لأن الناس حينئذ سيسألون عن وقت البداية، ولا بد من الجواب.
ثم يحرص الناس على هذا الوقت الجديد، لأجل التعجل، إما لرغبة في نفوسهم، أو يضطرهم غيرهم إلى ذلك؟!! .. ثم يتزاحمون، وتعود المشكلة من جديد، فيموت من يموت، ويسلم من يسلم؟!.
وحينئذ يعلم الناس: أن الفتوى كانت بريئة من هذه الوفيات.!!.
فليبحثوا وليعلقوا المشكلة بالأسباب الحقيقية، وهي ظاهرة غير خافية، فكل شيء في الحج ظاهر، وعلاجه كذلك لا يخفى، وليس بالعسير.
والعتب بعد هذا على من رضي بتحميل الفتوى هذه المشكلة .. ؟!!.
أفكلما كلما حُمّلت الفتوى مشكلة احتملتها؟!!.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/341)
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[27 - 12 - 06, 06:31 م]ـ
تعديل:
جاء في أول سطر:
والمفتون بوجوب الرمي ((قبل الزوال))، يُحمّلون وزر الوفيات يوم الثاني عشر؛
الصحيح:
والمفتون بوجوب الرمي ((بعد)) الزوال، يُحمّلون وزر الوفيات يوم الثاني عشر؛
------
أرجو من المشرفين تعديل هذا الخطأ
شكرا للأخ الكريم المسيطير
ـ[أبو عبد الله بن عبد الله]ــــــــ[27 - 12 - 06, 10:29 م]ـ
أخي الكريم الشيخ لطف الله خوجه
تحية طيبة، وأشكرك على حرصك في تطبيق السنة ودعوة الناس إليها، وهذا حق لا مرية فيه، لكني أهمس في أذنك أن هذه المسألة مثل غيرها من المسائل التي يختلف فيها العلماء، ولن يحتمل أحد الوزر لأجلها بإذن الله، لأن المخطئ من العلماء فيها مأجور على اجتهاده، ولا تثريب على من قال بعد الزوال أو قبل الزوال، لأن المسألة غير مقطوع بها، والنصوص فيها محتملة.
حفظك الله ورعاك
ـ[لطف الله خوجه]ــــــــ[04 - 01 - 07, 10:43 ص]ـ
[نسخة مزيدة، منقحة]
الرمي قبل الزوال .. من يحتمل الوزر؟.
منذ مدة، والمفتون بوجوب الرمي بعد الزوال، يُحمّلون وزر الوفيات يوم الثاني عشر؛ أن فتواهم ضيق واسعا، فحمل الناس على التزاحم، والتقاتل، ثم الموت!!.
فهاهنا مسألتان للبحث، هما:
الأولى: تحرير وقت الرمي أيام التشريق.
الثانية: من يحتمل الوزر؟.
* * *
المسألة الأولى: وقت الرمي أيام التشريق.
مسائل الحج تدور بين ثلاث مراتب، هي: الركنية، والوجوب، والاستحباب.
فلها حظ في هذه المراتب كلها، وكل مرتبة منها لها حدود، تبينها، وتميزها عن غيرها.
فالركن: ما لا يتم ولا يصح الحج إلا به. وطريق معرفته من النصوص:
1 - أن يرد الأمر به في نص خاص.
2 - أن يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه.
3 - ألا يرخص فيه بحال، حتى لأصحاب الأعذار.
كالوقوف بعرفة:
- جاء الأمر به على الخصوص نصا، في قوله تعالى: {فإذا أفضتم من عرفات فاذكروا}، وفي قوله صلى الله عليه وسلم: (الحج عرفة) [أبو داود]، وفي حديث عروة بن مضرس: (من شهد صلاتنا هذه، وقد وقف بعرفة قبل ذلك ساعة من ليل أو نهار، فقد تم حجة وقضى تفثه) [رواه الخمسة]
- وفعله النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، فوقف بعرفة مع الناس.
- ولم يرد أنه رخص لأحد في تركه، بل شدد في ذلك، ولم يعذر أحدا، كما في حديث عروة.
فثبت بهذا أنه ركن، كالإحرام، وطواف الإفاضة، وسعي الحج.
والواجب: ما يختل الحج بتركه، دون أن يفسده، ويجبر بدم. وطريق معرفته بالنصوص:
1 - أن يرد الأمر به في نص عام، وقد يرد فيه نص خاص.
2 - أن يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه.
3 - أن يرد عليه الترخيص لفئة. فإن لم يرخص فهو أقوى في الوجوب؛ لكنه يأتي مع الأمر العام.
كالوقوف بعرفة حتى الغروب:
- جاء الأمر به في نص عام، هو قوله صلى الله عليه وسلم: (خذوا عني مناسككم).
- فعله النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه، فوقف حتى الغروب.
- لم يرد فيه ترخيص.
ولم يكن ركنا لأمرين، هما:
1 - كون الأمر به عاما، وليس بخاص. فالأمر الخاص أقوى في الدلالة من العام.
2 - لأن عدم الترخيص لأصحاب الأعذار بالنص، كما في حديث عروة بن مضرس، أقوى في الدلالة على الوجوب المؤكد، من مجرد أنه: لم يرد فيه ترخيص.
وكذا طواف الوادع:
- ورد به أمر خاص، قوله عليه السلام: (لا ينفرن أحد حتى يكون آخر عهده بالبيت). [مسلم]
- وفعله النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه.
- لكنه ورد فيه ترخيص للحائض، في حادثة أم المؤمنين صفية رضي الله عنها: (أحابستنا هي)؟، فلما أخبر أنها طافت، قال: (فلتنفر إذاً). [متفق عليه]
فدل هذا على وجوبه، لا ركنيته؛ إذ حصل الأمر به على الخصوص والتعيين، فشابه بذلك الركن، لكنه تراجع عنه بالترخيص فيه. والركن لا يرخص فيه بحال.
والمستحب: ما لا يكمل الحج إلا به. وطريق معرفته:
1 - أن يرد الأمر به في نص عام، وقد يرد فيه نص خاص.
2 - أن يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه.
3 - أن يرد عليه صارف.
كصلاة الطواف:
- ورد الأمر به في نص خاص، قال تعالى: {واتخذوا من مقام إبراهيم مصلى}.
- والنبي صلى الله عليه وسلم فعله بنفسه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/342)
- لكن ورد عليه صارف، يصرفه عن الوجوب إلى السنية، حديث الأعرابي: أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم عما افترضه الله عليه، فقال: (خمس صلوات في اليوم والليلة. قال: هل علي غيرها؟. قال: لا، إلا أن تطوع). فعلم أنه لا فرض على العبد غير الخمس. وكل ما عداها فسنة.
* * *
بعد التعريف بهذه المراتب: نأتي إلى مسألة الرمي قبل الزوال. من أي هذه المراتب؟.
هذا يحتاج إلى توصيف وقت الرمي، ومعرفة ما ورد فيه عن الشارع.
فأولا: لنرى ما ورد في توقيت الرمي من أمر، إن كان عاما أم خاصا؟.
بالبحث لا نجد أمرا خاصا على التعيين، لكن نجد الأمر العام: (خذوا عني مناسككم). وهو نص يشمل كل الأنساك في الحج، وكيفية فعلها.
وثانيا: مما لا خلاف عليه أن النبي صلى الله عليه وسلم تعمد وقصد الرمي بعد الزوال، ولم يفعله قبله ألبتة، لا في الحادي، ولا الثاني، ولا الثالث عشر. وكان يمكنه أن يفعل قبل وبعد، لكنه ثبت على بعد الزوال، كما في حديث: جابر، وابن عمر، وابن عباس، وعائشة.
- عن جابر: (رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم رمى الجمرة ضحى يوم النحر وحده، ورمى بعد ذلك، بعد زوال الشمس)، [متفق عليه]
- عن ابن عمر: (كنا نتحين، فإذا زالت الشمس رمينا).
- عن ابن عباس: (رمى رسول الله صلى الله عليه وسلم الجمار حين زالت الشمس). [الترمذي]
- عن عائشة: (فمكث بها ليالي التشريق، يرمي الجمرة إذا زالت الشمس). [أبو داود]
فهذان أمران متفق عليهما، وبذلك يخرج توقيت الرمي عن مرتبة الركنية؛ لأن من شرط الركن أن يكون بنص خاص، والتوقيت هنا بنص عام.
إذن توقيت الرمي - حتى الآن - دائر بين الوجوب والاستحباب، فإذا ثبت عدم الترخيص فيه لأحد، أو الترخيص لطائفة، أو عدم الصارف، فإن مرتبته هو الوجوب، ومع وجود الصارف فهو مستحب؟.
فلنختبر الأمر إذن؟.
الذين قالوا بعدم الوجوب يقولون بالاستحباب. فالأدلة التي يوردونها فلا بد أن تكون صارفة.
فلا تفيد إذا كان فيها ترخيص لفئة؛ لأنه حينئذ يكون من جنس الترخيص في الدفع من مزدلفة ليلا، وترك المبيت بمنى ليالي التشريق، وجمع رمي يومين في يوم، لأصحاب الأعذار.
كما لا تفيد إذا لم يرد فيها ترخيص لأحد؛ لأنه حينئذ يكون من جنس عدم الترخيص لأحد بالنفرة قبل الغروب من عرفة.
فنحن ننظر في هذه الأدلة التي أوردوها، والتي يفترض أن تكون صارفة عن الوجوب إلى الاستحباب.
* * *
أدلة المجوزين الرمي قبل الزوال:
الدليل الأول:
حديث عبد الله بن عمرو: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما سئل عن شيء قدم ولا أخر، إلا قال: (افعل ولا حرج) متفق عليه
هذا الأثر لا علاقة له بالمسألة:
فأولا: هو في أعمال يوم النحر، وإنما النزاع في الرمي أيام التشريق.
وثانيا: هو في ترتيب الأعمال، وليس في توقيت العمل المعين.
وثالثا: لو أن الصحابة رضوان الله عليهم فهموا من قوله هذا - صلى الله عليه وسلم - عموم الدلالة حتى في وقت الرمي أيام التشريق، لنقل ترخص بعضهم بذلك في حجهم مع النبي صلى الله عليه وسلم، أو جاءه من يقول: "رميت قبل أن تزول"، فلما لم ينقل إلا رميهم بعد الزوال: دل على أن قوله صلى الله عليه وسلم: (افعل ولا حرج) لا يشمل توقيت الرمي في أيام التشريق.
فثبت بهذا: أن هذا الأثر لا يصلح صارفا للأمر العام والفعل النبوي عن الوجوب إلى الاستحباب.
الدليل الثاني:
قالوا: " ومن الأدلة: قوله تعالى: {واذكروا الله في أيام معدودات}.
والرمي من الذكر، كما صح عن عائشة رضي الله عنها: (إنما جعل الطواف بالبيت، وبين الصفا والمروة، ورمي الجمار، لإقامة ذكر الله". فجعل اليوم كله محلا للذكر، ومنه الرمي.
وهذا يشبه أن يكون كالنص في المسألة عند التأمل".
وهذا استدلال ضعيف متكلف .. !!.
ذلك لأنه لا صيغة للتعبير عن المعنى، سوى الأيام، أو الليالي. والليالي غير وافية لليوم؛ لأنها نصفه، فما بقي إلا التعبير بالأيام، ففيها يجتمع الليل والنهار، فيدل عليهما جميعا، وعلى ما فيها من الذكر، من: طواف، وسعي، ورمي فيه الذكر. كل منها في وقتها المحدد بالفعل النبوي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/343)
فهو دليل على أن هذه الأيام أوقات للذكر؛ كل ذكر فيها، محله هو الذي وُقِّتَ له شرعا. لا يلزم منه أن كل ذكر فيها فهو مطلق في كل الأوقات. وإذا كان الطواف والسعي في كل هذه الأوقات مطلقا، فهذا لثبوته عن الشارع نفسه هذا الإطلاق. والرمي جاء عن الشارع توقيته بما بعد الزوال، فوجب الأخذ بهذا التقييد، كما وجب الأخذ بذلك الإطلاق.
فإذا رمى بعد الزوال صح أنه من ذكر الله تعالى في هذه الأيام، وإذا رمى قبل صح كذلك أنه ذكر، لكن فعل النبي صلى الله عليه وسلم مبين، فقد بيّن وقته بعد الزوال، فوجب حمل الآية عليه.
فثبت بهذا: أن هذا الدليل لا يصلح صارفا عن الوجوب إلى الاستحباب.
الدليل الثالث:
قالوا: "لا دليل صريح في النهي عن الرمي قبل الزوال، لا من الكتاب، ولا من السنة، ولا من الإجماع، ولا من القياس".
هذه مسألة: هل الوجوب لشيء لا يستفاد إلا من النهي عن ضده؟.
فإن معنى هذا الكلام: أن وجوب الرمي بعد الزوال لا يثبت إلا إذا ثبت النهي عن الرمي قبل الزوال. فإن لم يوجد النهي، فالرمي بعد الزوال ليس بواجب.
وفعله صلى الله عليه وسلم، وأمر به أمرا عاما: (خذوا عني مناسككم)، فلا يفيد أكثر من استحبابه .. حتى لو لم يرخص لأحد في الرمي قبل الزوال .. حتى لو لم يرد صارف.
وبمثل هذا يمكن إبطال واجبات كثيرة؛ لأجل أنه لم يرد فيها نهي عن ضدها!!.
والمعلوم أن الوجوب يثبت بمجرد الأمر، لقوله صلى الله عليه وسلم:
- (إذا أمرتكم بشيء فأتوا منه ما استطعتم، وإذا نهيتكم عن شيء فدعوه). [مسلم/الحج/فرض الحج مرة في العمر].
- ولأمر الله تعالى بذلك: {وما آتاكم الرسول فخذوه وما نهاكم عنه فانتهوا}.
فهذا نص على أن مجرد الأمر يثبت به الوجوب، وأما النهي فطريق آخر للوجوب، فإذا اجتمعا كان الوجوب أقوى.
فإذا كان الأمر العام ضعيفا في الإيجاب، فإن في اتباعه بالفعل النبوي تقوية، وفي الترخيص فيه لأحد لعذر: ثبوت لوجوبه. وفي حال لم يرخص لأحد: فتأكيد لوجوبه.
وفي كل حال: هذا الاستدلال لا يصلح أن يكون صارفا؛ لبطلانه من الأساس.
الدليل الرابع:
قالوا: "لو كان الرمي قبل الزوال منهيا عنه لبينه النبي صلى الله عليه وسلم بيانا شافيا، حينما أجاب السائل الذي سأله عن رميه بعدما أمسى، وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز".
ألا يكفي في البيان الشافي: أمره العام، وفعله، وعدم الترخيص لأحد، أو الترخيص لفئة؟.
هكذا ثبتت واجبات، كالوقوف بعرفة حتى الغروب، والمبيت بمزدلفة، ورمي جمرة العقبة، والجمار، والمبيت بمنى. وهذه وإن خالف في وجوب بعضها أحد، إلا أنه لا أحد يقول بعدم وجوب شيء منها. فتلك التي وجبت منها: كيف استدل على وجوبها إذن؟!.
فهذا كذلك استدلال ليس بصارف.
الدليل الخامس:
قالوا: "رمي الرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الزوال، بمثابة وقوفه بعرفة بعد الزوال إلى الغروب. ومن المعلوم: أن الوقوف بعرفة لا ينتهي بذلك الحد، بل الليل كله وقت وقوفه أيضا".
وقت الوقوف بعرفة لا ينتهي عند الغروب لورود نص فيه، هو حديث عروة بن مضرس.
فأين مثل هذا النص في الرمي قبل الزوال؟.
إلا إن كان مقصود هذا الدليل: الاستدلال به على جواز الرمي ليلا. فهذا ليس محل النزاع.
الدليل السادس:
"واستدلوا بحديث عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده:
(أن الرسول صلى الله عليه وسلم أرخص للرعاة أن يرموا جمارهم بالليل، أو أية ساعة من النهار). أخرجه الدارقطني، وفي إسناده ضعف، وله شواهد عن ابن عباس، وابن عمر لا تخلو من ضعف".
لن نلتفت إلى ما قيل في الأثر من ضعف، بل نعامله معاملة الصحيح، وله جواب، هو: أن فيه ترخيصا. وذلك دليل وجوبه، فلولا أنه واجب لما احتاجوا إلى ترخيص الشارع.
ومعنى ذلك: أن المضطر وصاحب الحاجة ليس كغيره. فلا يكون حكما عاما إذن.
فإنه من الفرق الكبير أن يقال: لصاحب العذر أن يترخص بالرمي قبل الزوال دون غيره.
وأن يقال: له أن يرمي قبل الزوال بدون عذر.
فالأول يدل على وجوب الرمي بعد الزوال، لكن يرخص لأصحاب الأعذار؛ مضطرين أو ذي حاجة.
والثاني يدل على استحباب الرمي بعد الزوال، وجوازه قبل لكل أحد؛ مضطرا أو غير مضطر.
والأثر - إن صح - يدل على الوجوب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/344)
هذا لو سلمنا بصحة دلالة الأثر على دعواهم؛ فإنه من الممكن حمل هذه الساعة من النهار، على ما بعد الزوال، ليتفق مع فعله صلى الله عليه وسلم وفعل أصحابه، وحرصهم على تحيّن الزوال.
والقاعدة: أنه لا يلجأ إلى الترجيح، مع إمكانية الجمع. والجمع هنا غير محال.
فهذا الدليل عليهم لا لهم.
وفي خصوص رمي الرعاة ورد الأثر التالي في مصنف ابن أبي شيبة [3/ 260. رقم 14110] في الحج، في الرعاة كيف يرمون؟.
عن نافع عن ابن عمر: (أنه كان يجعل رمي الجمار نوائب بين رعاة الإبل، يأمر الذي عنده، فيرمون إذا زالت الشمس، ثم يذهبون إلى الإبل، ويأتي الذين في الإبل فيرمون، ثم يمكثون، حتى يرمونها من الغد إذا زالت الشمس).
فهذا ترتيب الصحابي لرمي الرعاة، إنما كان بعد الزوال. فأين هم عن الرخصة لو ثبتت، هل نسوها، وهم أحرص الناس على الترخص؟!.
وأين ابن عمر عنها، هل خفيت عليه؟!.
هذا مع أن الرخصة لا تنافي الوجوب، لكن عدم الترخيص أقوى، وكلاهما واجب، لكن الوجوب على مراتب، وهذا معلوم.
وهنا دليل آخر في المعنى نفسه:
فعن أبي البداح بن عاصم بن عدي، عن أبيه قال: (رخص رسول الله صلى الله عليه وسلم لرعاة الإبل في البيتوتة: أن يرموا يوم النحر، ثم يجمعوا رمي يومين بعد يوم النحر. يرمونه في أحدهما). قال مالك: "ظننت أنه قال في أول يوم منهما، ثم يرمون يوم النفر". [رواه مالك، والترمذي، وابن ماجة].
هذا نص في جواز تقديم رمي اليوم الثاني إلى الأول، لترمى جميعا، رخصة لصاحب العذر؛ إذ قال: (يرمونه في أحدهما). أي أحد اليومين، فيحتمل التقديم، ويحتمل التأخير.
لكن ههنا ملحظ، هو:
أنه من قول الراوي، فاحتمال خطئه في قوله: (أحدهما) وارد. فربما نسي، أو لم يحفظ، فلم يشأ أن يحدد من تلقاء نفسه يوما بعينه.
ويؤكد هذا الاحتمال: ما جاء في رواية أحمد والبيهقي بلفظ: (أن النبي صلى الله عليه وسلم أرخص للرعاة: أن يتعاقبوا، فيرموا يوم النحر، ثم يدعوا يوما وليلة، ثم يرموا الغد).
فهذا الرواية تفيد أن الرمي يكون في الثاني عشر لليومين، فإذا ضم إلى هذا سنة النبي صلى الله عليه وسلم في تحين وقت الزوال للرمي بعده، فإنه يتأكد حمل رواية: (في أحدهما) على اليوم الثاني.
ومع ذلك: فإن جاز أخذ هذه الرواية على ظاهرها، من غير إيراد عليها، فإنها تفيد: أن للمضطر أن يترخص بالرمي في اليوم الأول عنه وعن الثاني؛ أي بالتقديم، ويكون بذلك قد رمي قبل زوال شمس اليوم الثاني. ويبنى هذا على: أن الأصل في أيام الرمي: أنها كيوم واحد. فيجوز التقديم إذن للعذر.
والمهم في المسألة:
أن هذا الأثر كسابقه، فيه إثبات وجوب الرمي بعد الزوال؛ لأن فيه الترخيص، والترخيص لا يكون إلا مع الوجوب، كما تقرر.
والأثر صححه الألباني في الإرواء [1080].
* * *
إذن كل هذه النصوص وأوجه الاستدلال لا تنهض أن تكون صارفة، إما لضعفها، أو لبطلانها، غاية ما فيها الترخص، وهو دليل الوجوب، ليس الاستحباب.
وبهذا يثبت الشرط الثالث من شروط الوجوب في مناسك الحج، وهو:
- أن يرد عليه الترخيص لفئة. فإن لم يرخص فهو أقوى في الوجوب؛ لكنه يأتي مع الأمر العام.
فالرمي بعد الزوال، إذا أخذنا بالأثر الآنف في رمي الرعاة في أية ساعة من النهار، فيكون ورد عليه ترخيص لفئة، فهو دليل الوجوب، حيث لم يرخص للعموم.
وإن أخذنا بالدلالات السابقة الأقوى، فيقال: لم يرد فيه ترخيص.
حيث لم ينقل عن الصحابة رميهم قبل الزوال، وكان الذين معه مائة ألف، أفلا يوجد فيهم من يترخص، كما ترخصوا في المبيت وجمع الرمي؟.
ثم قوله: (في أية ساعة من النهار) عام يقيد بفعله، أي أية ساعة من النهار من بعد الزوال، وهكذا تتفق النصوص، فلا تتعارض.
وبهذا فلا ترخيص لأحد فيه، فيكون أقوى في الوجوب.
فيثبت بذلك: أن الرمي بعد الزوال واجب، حيث تحققت فيه شروط الوجوب:
1 - أن يرد الأمر به في نص عام، وقد يرد فيه نص خاص. [والأمر جاء به في نص عام].
2 - أن يفعله النبي صلى الله عليه وسلم بنفسه. [وقد فعله بنفسه]
3 - أن يرد عليه الترخيص لفئة، فإن لم يرخص فهو أقوى في الوجوب، لكنه يأتي مع الأمر العام. [لم يرد عليه تخصيص في الأصح، وإن قيل بوروده فلا يخرجه عن الوجوب].
المحصل: أنه لا صارف يصرف هذا الحكم عن الوجوب إلى الاستحباب.
* * *
بعض الآثار في المسألة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/345)
وقد استدلوا بآثار، منها ما جاء في المصنف لابن أبي شيبة [3/ 304. رقم 14575] في الحج، في الجمار كيف ترمى؟.
عن ابن أبي مليكة قال: "رمقت ابن عباس رماها عند الظهيرة، قبل أن تزول".
ليس بمثل هذا الأثر يبطل الوجوب؛ إذ هو فعل صحابي، وذلك فعل النبي وأمره.
نعم الصحابي هو أدرى الناس بسنة النبي صلى الله عليه وسلم، لكن لا يمتنع عليه الخطأ، والنسيان، وهذا أمر وارد في هذه المسألة. وقد يكون هذا مذهبه، ليس مذهب باقي الصحابة. كما أنه لا يمتنع خطأ الراوي في تقدير الوقت.
فهذه احتمالات تبطل الاستدلال بهذا الفعل، وهو معارض بآثار عن غيره من الصحابة رضي الله عنهم:
- قال عمر بن الخطاب: (لا ترمي الجمرة حتى يميل النهار). [البيهقي]
- ويقول ابن عمر: (كنا نتحين إذا زالت الشمس رمينا)؛ والتحيّن ترقب وتربص، كما يتربصون وقت صلاة العيد.
- وفي أخبار مكة للفاكهي [4/ 298 - 299]: عن عمرو بن دينار، قال: (ذهبت أرمي الجمار، فسألت: هل رمى عبد الله بن عمر؟. فقالوا: لا، ولكن رمى أمير المؤمنين. يعنون ابن الزبير. قال عمرو: فانتظرت ابن عمر فلما زالت الشمس خرج، فأتى الجمرة الأولى، فرماه).
- وفيه عن أبي بالزبير: (أنه رأى عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير يرميان الجمار حتى تزيغ الشمس)، أي إذا زالت.
- وعن نافع أن ابن عمر كان يقول: (لاترمي الجمار في الأيام الثلاثة حتى تزول الشمس). [الموطأ]
فهذا قول ابن عمر وفعله، فالاستدلال بعد هذا بقوله في البخاري: (إذا رمى إمامك، فارم). لمن سأله عن وقت الرمي، بالقول: "لو كان المتعين عنده الرمي بعد الزوال لبينه للسائل".
لا وجه له؛ إذ يحتمل أن يكون الإمام يرمي بعد الزوال، كابن الزبير. أو أنه أراد له موافقة إمامه في أية حال، درءا للفتنة، فيجوز حينئذ الترخص.
فأين هذا من أفعال، وأقوال صريحة عنه في النهي عن الرمي قبل الزوال؟.
* * *
والقول بالوجوب هو قول: ابن عمر، ومالك، والثوري، والشافعي، وأحمد وروي عن الحسن وعطاء. [المغني 5/ 328]، كذلك أبو حنيفة. وفي المصنف لابن أبي شيبة [3/ 305. رقم 14579]: قال ابن جريج: "وسمعت عطاء يقول: لا ترمي حتى تزول الشمس. فعاودته في ذلك، فقال ذلك".
والقول بجواز الرمي هو قول: إسحاق، ورواية عن أحمد، وعكرمة، وطاوس. [المغني 5/ 328]
* * *
والخلاصة: أن الرمي بعد الزوال واجب. والأمر النبوي يقول: (إذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم).
فمن اضطر إلى الرمي قبل هذا الوقت فلا جناح عليه، تشبيها له بالضعفة يدفعون ليلا، وبالسقاة والرعاة لا يبيتون في منى لياليها، ويجمعون رمي يومين في يوم، وبالحائض تنفر من دون طواف الوداع.
أما تجويز الرمي قبل الزوال مطلقا للجميع، من دون عذر كتلك الأعذار، فليس له ما يسنده أو يعضده.
* * *
المسألة الثانية: من الذي يحتمل وزر اليوم الثاني عشر؟.
التزاحم عند الجمرات سبب الوفيات.
هذا صحيح، لا يختلف فيه. إنما الكلام في المتسبب في هذا التزاحم، المؤدي إلى الوفيات؟.
- هل هو الفتوى بوجوب الرمي بعد الزوال؟.
- أم التنظيم والإدارة؟.
- أم عجلة الناس، أو حملهم على الاستعجال؟.
لو درسنا الاحتمال الأول، لوجدنا من خلال التتبع: أن الوفيات ليست حصرا على اليوم الثاني عشر، ففي يوم النحر، في عدة أعوام سابقة، آخرها قبل عامين، مات جمع كبير من الحجاج، لا يقلون عددا عن الذين ماتوا في الثاني عشر .. فما كان السبب؟.
فالوقت واسع جدا، يبدأ منذ ليلة النحر، حتى فجر الحادي عشر .. !!.
هم ماتوا لأجل الزحام، وبالقطع: لم تكن الفتوى سبب هذا الزحام.
إذن هنالك سبب آخر للزحام غير الفتوى. ما هو؟.
حتى نقترب من المقصود، لو فرضنا أن كل الذين يفتون بالوجوب - على قلتهم، وقلة المتبعين لفتاواهم- غيّروا فتواهم إلى الجواز، فهل ستحل المشكلة، فيسلم الناس من الموت؟.
في كل حال، لا بد من تحديد وقت آخر لبداية الرمي، فإذا لم يكن بعد الزوال، فسيكون قبل الزوال، وهذا القبل: إما أن يبدأ من بعد الفجر، أو قبل الفجر، أو منتصف الليل، أو الضحى في ساعة كذا.!!.
ففي كل هذه لا بد من وقت محدد؛ لأن الناس حينئذ سيسألون عن وقت البداية، ولا بد من الجواب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/346)
ثم يحرص الناس على هذا الوقت الجديد، لأجل التعجل، إما لرغبة في نفوسهم، أو يضطرهم غيرهم إلى ذلك؟!! .. ثم يتزاحمون، وتعود المشكلة من جديد، فيموت من يموت، ويسلم من يسلم؟!.
وحينئذ يعلم الناس: أن الفتوى كانت بريئة من هذه الوفيات.!!.
فليبحثوا وليعلقوا المشكلة بالأسباب الحقيقية، وهي ظاهرة غير خافية، فكل شيء في الحج ظاهر، وعلاجه كذلك لا يخفى، وليس بالعسير.
والعتب بعد هذا على من رضي بتحميل الفتوى هذه المشكلة .. ؟!!.
أفكلما كلما حُمّلت الفتوى مشكلة احتملتها؟!!.
* * *
الرمي بعد غروب شمس الثاني.
من المشهور لدى الجميع: أن من أدركه الغروب يوم الثاني فلم يخرج، أو لم يرم، فعليه المبيت للثالث.
وقد ذكر ابن قدامة أنه قول: عمر، ومالك، والشافعي وغيرهم. واستدلوا بقوله تعالى: {فمن تعجل في يومين فلا إثم عليه}؛ أن اليوم اسم للنهار، فمن أدركه الليل فما تعجل في يومين، ونقل ابن المنذر عن ابن عمر أنه قال: (من أدركه المساء في اليوم الثاني، فليقم إلى الغد حتى ينفر مع الناس). [المغني 5/ 332]
ويلاحظ هنا:
أن الإلزام بالمبيت ليس فيه نص، سوى فعل النبي صلى الله عليه. إنما آثار عن الصحابة، وفهم لمعنى اليوم في الآية؛ أنها النهار فحسب.
أما الآثار فعلى فرض ثبوتها، يبقى السؤال عن دلالتها: هل للوجوب، أم الاستحباب؟.
كلاهما محتمل. وكلام ابن عمر في هذا واضح الاحتمال، فصيغة الأمر تحتمل الأمرين.
وبما أنه ليس بكلام الشارع نفسه، الذي يحمل أمره على الوجوب، ما لم يوجد صارف: فلا نستطيع أن نحمله على الوجوب بإطلاق، إلا بشروط، هي:
- الأول: أن يكون دالا على الأمر.
- الثاني: أن يكون له أصل في كلام الشارع يدل عليه بالوجوب، أما بالنص المباشر، أو بالمقاصد.
- الثالث: لا يكفي هذا في الإيجاب، ولو كان قولا للصحابة، حتى يضاف إليه شرط، هو:
o إما أن يكون إجماعا.
o أو قولا لجمهورهم، أو الخلفاء الأربعة.
o أو قولا لبعضهم، أو أحدهم، فيشتهر دون أن يؤثر مخالفا له منهم.
حينئذ فالقول حجة في الوجوب، ويجب العمل به. أما بدون هذا فلا يدل - إن دل - على أكثر من الاستحباب. وهذا مثل إيجاب الدم على ترك الواجب، فإن فيه أثر ابن عباس: (من ترك نسكا، فليهريق دما)، ورد موقوفا ومرفوعا، وهو وإن كان يحتمل الاستحباب، كما يحتمل الوجوب، إلا أن له أصلا يدل عليه، هو: إيجاب الفدية على من ارتكب المحظور. والعلة الظاهرة: ليجبر الخلل الذي أصاب النسك. فإيجاب الفدية في ترك الواجب أولى؛ لأن فعل الواجب مقدم، وهو مقصود لذاته، فهو من ذات النسك. أما ترك المحظور فمقصود لغيره؛ لمنع الترفه.
وإذا طبقنا الميزان على أثر ابن عمر: فإننا نخرج بنتيجة هي: أن دلالته على الوجوب ضعيفة.
فهو وإن كان أمرا، ولم يخالف فيه أحد من الصحابة، على حد ما علمنا: فليس له أصل يدل عليه، سوى ما استدلوا به من الآية، وهو ضعيف وسيأتي. وليس في قول النبي صلى الله عليه وسلم، أو فعله، أو تقريره ما يدل على وجوب المبيت لمن أدركه الغروب.
وحتى لو فرضنا جدلا: ثبوت الوجوب. فإن وجوبه بالقطع أضعف من وجوب الرمي بعد الزوال، الذي ثبت، كما تقدم: بالقول، والفعل النبوي، وبالترخيص، أو بعدم الترخيص، على اختلاف في هذا، بالنظر إلى ثبوت الآثار في الترخيص من عدمه.
فإذا كان ولا بد من الترخص، فيكون الترخص في جهة نهاية الرمي أولى من جهة البداية، فبدلا أن يقال للناس: ارموا قبل الزوال. فالأولى أن يقال لهم: ارموا إلى بعد الغروب حتى الليل، إلى الفجر. فإن أدرككم الفجر، فيلزمكم الرمي من اليوم الثالث.
هذا هو الاختيار الملائم لمكان ومرتبة الوقتين من الرمي.
وإذا ما استدلوا بالآية، فإنه لا يسلم لهم: أن اليوم اسم للنهار دون الليل. بل لهما جميعا. وهذا معروف، وإلا فقل لي: هذا النهار مع ليله جميعا. هل يطلق عليهما اسم سوى اليوم؟!.
وفي الحج خصوصا: فإن الليل يتبع للنهار. عرفنا ذلك من شأن يوم عرفة، فليله يتبع نهاره. ومن المعقول أن يكون هذا حكم ليالي منى؛ لأنها جميعا أيام حج. ويقال: ليلة التروية، ويقصد بها ما يتبع نهار الثامن.
فإذا كان كذلك، فلا دلالة في الآية على الدعوى.
بل يمكن الاستدلال بها على: أن وقت الرمي يمتد إلى فجر اليوم الثالث. لأن ذلك نهاية الليل، الذي هو نهاية اليوم، فما لم ينفر قبله، أو يرم. فيلزمه الرمي يوم الثالث عشر. وهو قول أبي حنيفة، قال:
"له أن ينفر ما لم يطلع فجر اليوم الثالث؛ لأنه لم يدخل وقت رمي اليوم الآخر، فجاز له النفر، كما قبل الغروب". [المغني 5/ 332]
والمحصل: أن إيجاب البقاء على من لم ينفر قبل الغروب، أو لم يرم: ليس له ما يسنده.
غاية ما في الآثار الاستحباب. فإن حملت على الوجوب، فحين مقارنتها بإيجاب الرمي بعد الزوال، فهذا الثاني أقوى وجوبا، وعليه فتقديم هذا الواجب أولى.
وهذا التيسير من جهة نهاية الوقت، أولى من التيسير من بدايته، لما عرفت من مرتبة كلا الجهتين.
ولو أن الخائضين في وقت الرمي بعد الزوال وقبله، التفتوا قليلا إلى التحقيق في مسألة الرمي بعد الغروب، لكان فيه تيسير موافقا لأصول الشريعة، غير مخالف. هو أحسن من تيسير ربما أفضى إلى تضييع السنة.
وإن من أسباب الزحام يوم الثاني عشر: انحصار وقت الرمي للمتعجل ما بين الزوال والغروب.
فالناس يجتهدون في الرمي أول الوقت، ليدركوا الخروج قبل الغروب.
ولو وسع عليهم من جهة الغروب، حتى يكون إلى الفجر، بحسب التحقيق الآنف، لكان ذلك داعيا لهم إلى التريث، وترك العجلة.
فيرمي بعضهم بعد الزوال، وآخرون بعد العصر، وغيرهم بعد المغرب والعشاء، فيخف الزحام عنهم.
* * *
إذن لدينا لمشكلة الزحام يوم الثاني عشر حلاّن، من الجهة الفقهية، مع استصحاب أن المشكلة ليست فقهية بالمقام الأول:
- الأول: توسيع وقت الرمي من جهة النهاية، إلى فجر اليوم الثالث عشر.
- الثاني: الترخيص لأصحاب الأعذار بالرمي قبل الزوال، أو يوم الأول لليومين معا الأول والثاني.
إن هذا أحسن من الإذن مطلقا بالرمي قبل الزوال، فلا شك أن في هذا تضييع للسنة، وكفى بهذا خطأ.
والله أعلم.
* * *
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/347)
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[04 - 01 - 07, 11:23 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
جزاك الله كل خير على هذا الجهد الرائع.
بارك الله فيك وفي جهودك الطيبة.
ان شاء الله يستفاد منه.
وأسأل الله لي ولك الأجر والثواب.
تحياتي.
ـ[أخوكم عماد]ــــــــ[04 - 01 - 07, 01:51 م]ـ
عذرا أخي
لكن هل تعتقد أنه يمكن ل 3 ملايين من الناس أن ترمي كلها بعد الزوال في يوم واحد؟
ألن تحصل مفسدة أعظم من مصلحة؟
نحن الآن لا نتكلم على الأدلة لكن نتكلم عن واقع نعيشه، كيف يمكن لهذا العدد من الحجيج أن يرموا في وقت واحد و في مكان واحد؟
مع احترامي لما أفدتم به من أدلة تقوي ما ذهبتم إليه
ـ[اياس]ــــــــ[04 - 01 - 07, 07:09 م]ـ
الأخ العزيز عماد ما يتم الآن من توسعة في منطقة الجمرات هو ما يجمع به بين الأمرين أن يرمي الملايين في هذا الوقت الذي ذكرت.
ثم هناك مسألة من لم بستطع أن يرمي بعد الزوال إلى أن غابت الشمس أليس هو أولى بالرخصة إذا اراد أن يتعجل في الثاني عشر ولا يبيت لأنه ما تمكن من الرمي إلا بعد الزوال للحرج الظاهر.
وفي حج هذا العام لقيت أحدهم وقد كاد أن يرمي قبل فجر الثاني عشر ولكنه تحرج فرمى بعد الفجر مباشرة معللاً أن ليلة الثاني عشر تتبع يوم الثاني عشر في حكم الرمي فانظروا رعاكم الله إلى أثر هذه الفتوى.
ـ[ابن جبير]ــــــــ[05 - 01 - 07, 03:33 م]ـ
الدليل الخامس:
قالوا: "رمي الرسول الله صلى الله عليه وسلم بعد الزوال، بمثابة وقوفه بعرفة بعد الزوال إلى الغروب. ومن المعلوم: أن الوقوف بعرفة لا ينتهي بذلك الحد، بل الليل كله وقت وقوفه أيضا".
وقت الوقوف بعرفة لا ينتهي عند الغروب لورود نص فيه، هو حديث عروة بن مضرس.
فأين مثل هذا النص في الرمي قبل الزوال؟.
إلا إن كان مقصود هذا الدليل: الاستدلال به على جواز الرمي ليلا. فهذا ليس محل النزاع .. انتهى
قال الشوكاني في النيل (كتاب المناسك - تحت حديث عروة بن مضرس)
((قولة ليلاً او نهاراً)) تمسك بهذا احمد بن حنبل فقال: وقت الوقوف لا يختص بما بعد الزوال بل وقته ما بين طلوع الفجر يوم عرفة وطلوعه يوم العيد، لان لفظ الليل والنهار مطلقان واجاب الجمهور عن الحديث بأن المراد بالنهار ما بعد الزوال، ولم ينقل عن احد انه وقف قبله فكأنهم جعلوا هذا الفعل مقيداً لذلك المطلق ولايخفى ما فيه 0 انتهى
والقول أن وقت الوقوف بعرفة من فجر يوم عرفة إلى فجر يوم النحر - قول اصحابنا الحنابله
وعند الحنفية والشافعية - من بعد زوال الشمس من يوم عرفة
عند مالك: لايبدأ وقت الوقوف الركن إلا بعد غروب الشمس
قال ابن قدامة في المغني (5/ 275) ط. التركي / وترك الوقوف لا يمنع كونه وقتاً للوقوف، كبعد العشاء وإنما وقفوا في وقت الفضيلة، ولم يستوعبوا جميع وقت الوقوف. انتهى
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[07 - 01 - 07, 05:30 م]ـ
بارك الله فيكم على هذا البيان ونفع به.
الدليل الثالث:
قالوا: "لا دليل صريح في النهي عن الرمي قبل الزوال، لا من الكتاب، ولا من السنة، ولا من الإجماع، ولا من القياس".
الحقيقة هذه العبارة من أسوء ما يذكره من يختار هذا القول، فهي مع تشويشها على العامة ـ حيث أرسلت على هواتفهم ـ استهجان لرأي أمم من العلماء من الصحابة إلى يومنا هذا لا يعلمهم إلا الله، والمخالف إن أراد أن يتكثر بمن يقول بقوله قال: قال به طاووس وعطاء في رواية، وهي رواية عن أبي حنيفة، وقال به الرافعي من الشافعية! وابن عقيل وابن الجوزي من الحنابلة! و ...
وماذا عن ألوف العلماء سواهم من هذه المذاهب وغيرهم من الأئمة المجتهدين.
ألم يكن لمن أراد نصرة هذا القول أن يختار لفظا يناسب ما جنح له ويدع مثل هذه العبارات الفجة.
ـ[حارث همام]ــــــــ[08 - 01 - 07, 08:44 م]ـ
لعل الدليل الثالث دعوى عريضة.
ومن مفاسد هذا التيسير إشاعة الفوضى وتقنينها باسم التيسير والذهاب بشيء من مقاصد الحج، بينما التزام أمر الشارع فمن فوائده ترقية وعي المسلمين وحسن إدارتهم لشؤونهم.
ثم فرق بين أن نقول الأمر مستحب وندعو الناس إلى فعل المستحب.
وبين أن نقول: مستحب! يا ناس احذروا المستحب!
فإن قيل التحذير لأجل تقحم المهالك وذهاب الأرواح فجوابه من وجهين:
- أن هذا بسبب الفوضى وترك الترتيب والتنظيم لا بسبب التزام السنة في وقتها الواسع، وتأمل ما أورده الشيخ لطف الله في موت يوم النحر، بل في موتهم عند بعض الأبواب وهو مذكور في كتب التاريخ.
- ثم إن الموت والهلكة إن خيفتا بعد التحرز عذر بهما في ترك الواجب بل ترك الركن فضلاً عن المستحب.
وليس ذلك يسوغ ترك الدعوة للواجب أو الركن أو المستحب.
بل على الداعية الإسلامي أن يقول أحضكم على فعل الواجب والركن فإن خفتم الهلكة فاعدلوا إلى الدم أو معه التحلل.
وافعلوا المستحب فإن خفتم الهلكة اعدلوا عنه.
أما أن تكون الدعوة استقلالاً لترك المستحب فلا.(72/348)
كتاب الكتروني تفسير اسماء الله الحسنى للشيخ السعدي رحمه الله تعالى
ـ[ابو عاصم النبيل]ــــــــ[27 - 12 - 06, 06:36 م]ـ
كتاب الكتروني تفسير اسماء الله الحسنى للشيخ السعدي رحمه الله تعالى
تفسير أسماء الله الحسنى للامام عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى وغفر لنا وله ( http://www.islamspirit.com/ebooks/click/go.php?id=35/vb)
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[28 - 12 - 06, 12:56 م]ـ
جزاك الله خيرا(72/349)
بعض الفوائد الفقهية
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 07:47 م]ـ
بعض الفوائد الفقهية
استفدتها من البرامج التي تلقى في القناة الاولى وقناة المجد
- كل أهل بيت فعليهم أضحية مثل الاخوة اذا كانوا في بيت واحداذا ذبح أبوهم أما اذاكان كل واحد في بيته فكل واحد عليه أضحيته وحده
- المتمتع عليه هدي يوم النحر فمن تمتنع بالعمرة الى الحج فما استيسر من الهدي
- الشاة تجزئ عن الرجل واهل بيته خاصة
- الطلاق ليس مبررا للاجهاض
- مرور المرأة بين يدي المرأة لايقطع الصلاة
- المرأة المعدومة المحرم الله عذرها
- حلي المرأة المعد للزينة ليس فيه زكاة
- حلق اللحية والاسبال من أجل الدراسة ثم بعد التخرج يخدم منهج السلف لم يفت له الشيخ بالجواز
- النيابة في الحج جائزة بشرط العجز وعدم القدرة
- الاعمال تعظم على قدر الاخلاص
- ماسبق من الفوائد للشيخ عبد العزيزال الشيخ
- من كان عليه كفارة صيام شهرين متتابعين ثم جاء ه العيد وأيام التشريق فانه يفطر في هذه الايام ويكمل مابقي من أيام
- لاحرج على الانسان ان يصوم يوم عرفة ولوكان عليه قضاء
- التكبير المقيد بالصلوات مرة واحدة فان فعل ثلاثا أجزأه
- حج الافراد تام مجزئ و عند الامام مالك والشافعي أن الافراد أفضل وعند الامام أحمد أن التمتع أفضل
- الاضحية ليست بواجبة لقول النبي اذا أراد أحدكم ان يضحي فلاياخذ من اظفاره فعلقه بالارادة
- الشريعة نهت عن اضرارالانسان لنفسه
- اهل مكة اذا حجوا متمتعين ليس عليهم هدي التمتع
- بهيمة الانعام التي لاترعى التي يؤتى لها العلف لازكاة فيها لحديث في سائمة الغنم زكاة
- النيابة عن النساء في رمي الجمار اذاخافت من التكشف او الزحام يجوز لها أن تنيب غيرها في رمي الجمرات
- الميت يقال عنه متوفى ولايقال متوفي بالياء لان المتوفي ليس باختياره
ماسبق من الفوائد للشيخ سعد بن ناصر الشثري عضو هيئة كبار العلماء
- لايجوز تغطية الوجه والرأس حتى في حالة النوم
- غرض الاضحية التقرب الى الله باراقة الدم له
- الاضحية سنة مشروعة
- الذي يتولى الاضحية القائم بها والذي اشتراها هو الذي لا ياخذ من شعره ولاظفره شيئا
- من اخذ من شعره لانقول ان أضحيته غير صحيحة
- الحج عبادة مبنية على التقشف
- نيابة المرأة عن الرجل في الحج جائز
- يجوز للمراة أن تذبح الاضحية ولاشيء في ذالك
- تغطية الوجه حال الاحرام محل خلاف بين العلماء منهم من قال ان الوجه من الرأس
- طواف القدوم سنة
- ماسبق من الفوائد للشيخ العلامة سليمان المنيع
-
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[28 - 12 - 06, 11:36 ص]ـ
واحد من الاخوة ماقال لي جزاك الله خيرا هل يعني ان هذه الطريقة لاتعجبهم أو غير صحيحةام ماذا فاننا نقبل اي نقد بناء(72/350)
هل من فضل أو ميزة لمجيء عرفة يوم الجمعة؟
ـ[احمد الراوي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 09:11 م]ـ
هل من فضل أو ميزة لمجيء عرفة يوم الجمعة؟
سؤال:
هل صحيح أن لو عرفة كان يوم جمعة فصادف صلاة الجمعة تعادل 7 حجات؟. وجزاكم الله ألف خير
الجواب:
الحمد لله
أولاً:
لا نعلم حديثاً أنه إن وافق عرفة يوم الجمعة أنه تكون الحجة في ذلك العام تعدل سبع حجات، بل الوارد " سبعون حجة " و " اثنتان وسبعون حجة " لكنهما لا يصحان بحال!
أما الأول فقد ورد متنه في حديث، لكنه باطل لا يصح، وأما الثاني فلم نقف له على سند ولا متن، فهو لا أصل له.
ونص الحديث الوارد:
" أفضل الأيام يوم عرفة إذا وافق يوم الجمعة، وهو أفضل من سبعين حجة في غير جمعة ".
وقد حكم عليه الأئمة ببطلانه، وعدم صحته:
1. قال ابن القيم – رحمه الله -:
وأما ما استفاض على ألسنة العوام بأنها تعدل ثنتين وسبعين حجة: فباطل لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا عن أحد من الصحابة والتابعين والله أعلم.
" زاد المعاد " (1/ 65).
2. قال الشيخ الألباني – رحمه الله – في " السلسلة الضعيفة " (207) - بعد أن حكم على الحديث بأنه باطل لا أصل له -:
و أما قول الزيلعي - على ما في " حاشية ابن عابدين " (2/ 348): رواه رزين ابن معاوية في " تجريد الصحاح " -: فاعلم أن كتاب رزين هذا جمع فيه بين الأصول الستة: الصحيحين، وموطأ مالك، و سنن أبي داود، والنسائي، والترمذي، على نمط كتاب ابن الأثير المسمى " جامع الأصول من أحاديث الرسول "، إلا أن في كتاب " التجريد " أحاديث كثيرة لا أصل لها في شيء من هذه الأصول، كما يعلم مما ينقله العلماء عنه مثل المنذري في " الترغيب و الترهيب "، وهذا الحديث من هذا القبيل، فإنه لا أصل له في هذه الكتب، ولا في غيرها من كتب الحديث المعروفة، بل صرح العلامة ابن القيم في " الزاد " (1/ 17) ببطلانه، فإنه قال بعد أن أفاض في بيان مزية وقفة الجمعة من وجوه عشرة ذكرها: وأما ما استفاض على ألسنة العوام بأنها تعدل اثنتين وسبعين حجة: فباطل لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، و لا عن أحد من الصحابة و التابعين.
و أقره المناوي في " فيض القدير " (2/ 28) ثم ابن عابدين في " الحاشية ".
انتهى
وفي " السلسلة الضعيفة " (1193) قال – رحمه الله -:
قال السخاوي في " الفتاوى الحديثية " (ق 105/ 2):
" ذكره رزين في " جامعه " مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يذكر صحابيه، ولا مَن خرَّجه، والله أعلم ".
انتهى
وفي " السلسة الضعيفة " (3144) قال – رحمه الله -:
قال الحافظ في " الفتح " (8/ 204) بعد أن عزاه لرزين في " الجامعة " مرفوعاً: " لا أعرف حاله؛ لأنه لم يذكر صحابيه، ولا من أخرجه ".
وقال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي في جزء " فضل يوم عرفة ":
" حديث " وقفة الجمعة يوم عرفة أنها تعدل اثنتين وسبعين حجة " حديث باطل لا يصح، وكذلك لا يثبت ما روي عن زر بن حبيش: أنه أفضل من سبعين حجة في غير يوم جمعة ". انتهى
3. وسئل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – رحمه الله -:
هل ورد شيء عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل كون الحج حج الجمعة؟.
فأجاب:
لم يرد عن النبي صلى الله عليه وسلم في فضل الجمعة إذا صادف يوم عرفة، لكن العلماء يقولون: إن مصادفته ليوم الجمعة فيه خير.
أولاً: لتكون الحجة كحجة النبي صلى الله عليه وآله وسلم؛ لأن الرسول صلى الله عليه وسلم صادف وقوفه بعرفة يوم الجمعة.
ثانياً: أن في يوم الجمعة ساعةً لا يوافقها عبدٌ مسلم وهو قائمٌ يصلي يسأل الله شيئاً إلا أعطاه إياها، فيكون ذلك أقرب للإجابة.
ثالثاً: أن يوم عرفة عيد ويوم الجمعة عيد، فإذا اتفق العيدان كان في ذلك خير.
وأما ما اشتهر من أن حجة الجمعة تعادل سبعين حجة: فهذا غير صحيح.
" اللقاء الشهري " (34 / السؤال رقم 18).
4. وسئل علماء اللجنة الدائمة:
يقول بعض الناس: إن يوم عرفة إذا صادف يوم جمعة كهذا العام يكون كمن أدى سبع حجات، هل هناك دليل من السنة في ذلك؟.
فأجابوا:
ليس في ذلك دليل صحيح، وقد زعم بعض الناس: أنها تعدل سبعين حجة، أو اثنتين وسبعين حجة، وليس بصحيحٍ أيضاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/351)
" فتاوى اللجنة الدائمة " (11/ 210، 211).
وانظر: " فتح الباري " (8/ 271)، " تحفة الأحوذي " (4/ 27).
ثانياً:
هذا، ولعله من أسباب انتشار هذا الأمر بين الناس أنه ذُكر في كتب الحنفية والشافعية.
قال الحنفية:
لوقفة الجمعة مزية سبعين حجة، ويغفر فيها لكل فرد بلا واسطة.
وقالوا:
أفضل الأيام يوم عرفة إذا وافق يوم جمعة، وهو أفضل من سبعين حجة في غير جمعة.
" رد المحتار على الدر المختار " (2/ 621).
وقال الشافعية:
وقيل: إذا وافق يوم الجمعة يوم عرفة: غَفر الله تعالى لكل أهل الموقف، أي: بلا واسطة، وغير يوم الجمعة بواسطة، أي: يهب مسيئهم لمحسنهم.
" مغني المحتاج " (1/ 497).
ثالثاً:
ولا يعني بطلان الحديث أنه ليس لوقوف عرفة يوم الجمعة مزية، بل قد ذكر ابن القيم رحمه الله عشر مزايا لذلك، ونوردها لعظَم فائدتها.
قال – رحمه الله -:
والصواب: أن يوم الجمعة أفضل أيام الأسبوع، ويوم عرفة ويوم النحر أفضل أيام العام، وكذلك ليلة القدر وليلة الجمعة، ولهذا كان لوقفة الجمعة يوم عرفة مزية على سائر الأيام من وجوه متعددة:
أحدها: اجتماع اليومين اللذيْن هما أفضل الأيام.
الثاني: أنه اليوم الذي فيه ساعة محققة الإجابة، وأكثر الأقوال أنها آخر ساعة بعد العصر، وأهل الموقف كلهم إذ ذاك واقفون للدعاء والتضرع.
الثالث: موافقته ليوم وقفة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
الرابع: أن فيه اجتماع الخلائق من أقطار الأرض للخطبة، وصلاة الجمعة، ويوافق ذلك اجتماع أهل عرفة يوم عرفة بعرفة، فيحصل من اجتماع المسلمين في مساجدهم وموقفهم من الدعاء والتضرع ما لا يحصل في يوم سواه.
الخامس: أن يوم الجمعة يوم عيد، ويوم عرفة يوم عيد لأهل عرفة، ولذلك كُره لمن بعرفة صومه ... .
قال شيخنا – أي: ابن تيمية -: وإنما يكون يوم عرفة عيداً في حق أهل عرفة؛ لاجتماعهم فيه بخلاف أهل الأمصار؛ فإنهم إنما يجتمعون يوم النحر، فكان هو العيد في حقهم، والمقصود: أنه إذا اتفق يوم عرفة ويوم جمعة: فقد اتفق عيدان معاً.
السادس: أنه موافق ليوم إكمال الله تعالى دينه لعباده المؤمنين وإتمام نعمته عليهم، كما ثبت في صحيح البخاري عن طارق بن شهاب قال: جاء يهودي إلى عمر بن الخطاب فقال: يا أمير المؤمنين آية تقرؤونها في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت ونعلم ذلك اليوم الذي نزلت فيه لاتخذناه عيداً قال: أي آية؟ قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا) المائدة/3، فقال عمر بن الخطاب: إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه، والمكان الذي نزلت فيه، نزلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم بعرفة، يوم جمعة، ونحن واقفون معه بعرفة.
السابع: أنه موافق ليوم الجمع الأكبر، والموقف الأعظم يوم القيامة؛ فإن القيامة تقوم يوم الجمعة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة وفيه أخرج منها وفيه تقوم الساعة وفيه ساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله خيرا إلا أعطاه إياه) ...
الثامن: أن الطاعة الواقعة من المسلمين يوم الجمعة وليلة الجمعة أكثر منها في سائر الأيام، حتى إن أكثر أهل الفجور يحترمون يوم الجمعة وليلته، ويرون أن من تجرأ فيه على معاصي الله عز و جل عجل الله عقوبته ولم يمهله، وهذا أمرٌ قد استقر عندهم، وعلِموه بالتجارب، وذلك لعظم اليوم وشرفه عند الله واختيار الله سبحانه له من بين سائر الأيام، ولا ريب أن للوقفة فيه مزية على غيره.
التاسع: أنه موافق ليوم المزيد في الجنة ... وهو يوم جمعة، فإذا وافق يوم عرفة كان له زيادة مزية واختصاص وفضل ليس لغيره.
العاشر: أنه يدنو الرب تبارك وتعالى عشية يوم عرفة من أهل الموقف، ثم يباهي بهم الملائكة ... .
فبهذه الوجوه وغيرها فضلت وقفة يوم الجمعة على غيرها.
وأما ما استفاض على ألسنة العوام بأنها تعدل ثنتين وسبعين حجة فباطل لا أصل له عن رسول الله صلى الله عليه و سلم ولا عن أحد من الصحابة والتابعين والله أعلم.
" زاد المعاد " (1/ 60 – 65) باختصار.
والله أعلم(72/352)
أرجو الرد من أهل العلم وبسرعة حديث (ما من أحد يسلم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي
ـ[ابو مشعل الشريف]ــــــــ[27 - 12 - 06, 09:29 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قرأت في أحد الفتاوى في الإنترنت حديث (ما من أحد يسلم عليَّ إلا رد الله عليَّ روحي حتى أرد عليه السلام)
هل الحديث صحيح؟
بارك الله فيكم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 09:39 م]ـ
الحديث رواه أبو داود وغيره، وصححه الألباني في الصحيحة " 2266".(72/353)
طلب مساعدة من الإخوان بارك الله فيهم
ـ[شبيب السلفي]ــــــــ[27 - 12 - 06, 10:07 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيمط
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وبعد ..
إخواني بارك الله فيكم أين أستطيع أن أجد مجلة الهدي النبوي للشيخ حامد الفقي؟ من من المكتبات في مصر والسعودية تبيع هذه المجلة وخصوصا الأعداد القديمة؟
أرجو المساعدة وجزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم أبو الحسوس]ــــــــ[02 - 01 - 07, 08:17 ص]ـ
لعلك تراجع موقع "جماعة أنصار السنة المحمدية" ( http://www.elsonna.com/def_Menu.asp?id=6) التي كانت تصدر هذه المجلة.(72/354)
ماقصة المسجد الذي في منى؟
ـ[الصحبة الصالحة]ــــــــ[28 - 12 - 06, 12:35 ص]ـ
أيها الأخوة
ذكر البعض عن وجود مسجد في منى
من أيام جعفر المنصور
هل أحد يعرف عن هذا المسجد شيء؟
ملاحظة ((هناك صور للمسجد موجودة على هذا الرابط))
http://70.87.83.147/vb1/showthread.php?t=77686(72/355)
فتوى جديدة للشيخ البرّاك حول المبيت بمنى.
ـ[أبو عبد الله الروقي]ــــــــ[28 - 12 - 06, 05:04 م]ـ
المبيت بمنى بعد تأجير الخيام
الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على من لا نبي بعده، محمد وآله وصحبه أجمعين.
أما بعد:
فإن من مناسك الحج باتفاق العلماء المبيت بمنى ليالي التشريق، وذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم بات بها هو وأصحابه، وقال: "خذوا عني مناسككم" (1)، ولكن اختلف العلماء في حكم المبيت.
فذهب جمهور العلماء إلى أنه واجب يجب بتركه بدم، وهو الراجح في مذهب مالك والشافعي وأحمد وأصحابهم، واستدلوا لذلك:
أولاً: بقوله صلى الله عليه وسلم: "خذوا عني مناسككم" وهو أمر يدل على وجوب أخذ المناسك عن النبي صلى الله عليه وسلم، والأخذ يتضمن العلم والعمل، كما قال تعالى: {وما آتاكم الرسول فخذوه}.
ثانياً: ما ثبت أنه صلى الله عليه وسلم رخص لعمه العباس في ترك المبيت لمنى من أجل سقايته (2)، وكذلك رخص للرعاة من أجل الرعاية (3)، يفهم منه وجوب المبيت على من ليس له عذر، ويلحق بالرعاة والسقاة كل من له عذر عام وهو ما يتعلق بمصالح الحاج، أو خاص كمرض أو عائق من العوائق.
ثالثا: ما رواه مالك عن ابن عمر أن عمر رضي الله عنه قال: "لا يتبين أحد من الحاج ليالي منى من وراء العقبة" (4).
وذهب أبوحنيفة وأصحابه (5) وابن حزم (6) رحمهم الله أجمعين إلى أن المبيت بمنى سنة وتركه مكروه، ومن تركه أساء ولا شيء عليه، واحتج له ابن حزم بأن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأمر به، أي أمر خاصَّا، وأجاب عن قصة العباس والرعاة بأنها إنما تدل على الإذن لهم، ولا تدل على وجوب المبيت على غيرهم، إذْ لم يتقدم أمر بذلك، وليس هذا بمتجه.
واستدل الحنفية على عدم الوجوب بالرخصة للرعاة والسقاة، قالوا: فإن الرخصة لهم في ترك المبيت تدل على التوسعة، وأنه ليس بواجب، وهو من جنس جواب ابن حزم بل أضعف.
ومما تقدم يظهر أن القول الصحيح هو وجوب المبيت بمنى ليالي أيام التشريق، لقوة دليله، وأنه يجب بتركه دم لقول ابن عباس رضي الله عنهما: "من ترك شيئاً من نسكه أو نسيه أو تركه فليهرق دما" (1)، وأنه يسقط الوجوب بالأعذار، ومحل هذا الوجوب حين كانت منى مناخ من سبق (2).
أمّا وقد صار النزول في منى لا يمكن إلا بأجرة كما هو الواقع في إسكان حملات الحج، أو بِمنّة؛ كالسكنى في المخيمات الرسمية التي لا تحصل لغير من خصصت لهم إلا بسؤال وشفاعة ونحو ذلك، فإن المبيت -والحال ما ذكر- لا يجب، فإن تحمل المنة والأجرة لم يكلف به الحاج، وفيه حرج على أكثر الناس، وقد قال تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج}، وعلى هذا فمن لم يتيسر له السكنى بمنى إلا بأجرة أو منة فلا يجب عليه المبيت بها، ولا يجب عليه أن يتحمل مشقة المبيت بالجلوس في الطرقات وعلى الأرصفة وبين الخيام، فإن ذلك حرج أيّ حرج، ثم إنه ممنوع في نظام الجهات المختصة، لما فيه من الخطر والأذى على الجالس والمار، قال الله تعالى: {ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة} وقال سبحانه: {يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر}. والله أعلم.
أملاه
عبدالرحمن بن ناصر البراك
3/ 12/1427هـ
_____________________________
(1) رواه مالك في الموطأ (1/ 419) والبيهقي في السنن الكبرى (5/ 152) وقال النووي في المجموع (8/ 99): "رواه مالك والبيهقي وغيرهما بأسانيد صحيحة عن ابن عباس موقوفاً عليه لا مرفوعا"
(2) رواه أبو داود (2019) والترمذي (881) وابن ماجه (3006) عن عائشة رضي الله عنها عنها، قال الترمذي: "حديث حسن صحيح".
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=4007&Itemid=25
( تنبيه: كتبت في العنوان: (فتوى) وهو سبق (كيبورد!!) وأدقّ من ذلك أن يقال: (بيان))
ـ[حسن باحكيم]ــــــــ[28 - 12 - 06, 08:10 م]ـ
جزاكم الله خيراً.(72/356)
ذكراياتي مع الشيخ محمد ناصر الدين الألباني للعلامة بوخبزة حفظه الله
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[01 - 01 - 07, 10:03 م]ـ
ذكراياتي مع الشيخ محمد ناصر الدين الألباني للعلامة بوخبزة - حفظه الله -
قام بضبط نصها وإخراجها إلى النور أبي محمد عادل خزرون التطواني
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة السلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فقد طلب مني بعض الإخوان من خريجي الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية كتابة ترجمة لشيخنا الإمام أبي عبد الرحمن ناصر الدين الألباني، فكتبتُ ما يأتي، وقد اعتذرت لهم بأن ما عندي من ترجمة الشيخ – رحمه الله تعالى – تافه علما بأنه كتب في ترجمته نحو عشرين كتاباً بين صغير وكبير، أكبرها كتاب الشيباني الكويتي المطبوع في مجلدين، أما ما كتبته فهذا عنوانه " من ذكرياتي مع الشيخ ناصر الدين الألباني" - رحمه الله- وقد يوجد فيه مالا يوجد في غيره لأنها ذكريات خاصة بي، وهذا نصها بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه.
عرفته – طيب الله ثَراه – قبل أن ألقاه فيما بعد السبعين وثلاثمائة وألف بقراءتي لكتابه " حجاب المرأة المسلمة " الطبعة المصرية الأولى بتقديم مُحب الدين الخطيب، الذي وجدت فيه نفساً جديداً غير مألوف عندنا، ومنهجا توثيقياً لم أعرفه إلا في صورة قاصرة عند الشيخ أحمد شاكر المصري – رحمه الله -، وبعد سفر شيخي أبي الفيض أحمد بن الصديق الغماري إلى مصر وسورية سفرتَه الأخيرة التي لم يرجع منها، كتب إلي يخبرني بلقائه للشيخ ناصر بالمكتبة الظاهرية بدمشق – وقد أشار إلى هذا اللقاء في كتابه " تحذير الساجد " أعني الشيخ ناصر- وأثنى الشيخ ابن الصديق عليه وعلى اطلاعه النادر وتمكنه من علوم الحديث،كما كرر هذا الثناء بأوفرَ منه في كتابين آخرين إلي، وأشار الشيخ ناصر إلى هذا الثناء والتقريظ في أول الجزء الثالث أو الرابع من سلسلته في " الأحاديث الضعيفة والموضوعة وأثرها السيئ في الأمة "، كما عرفتُ الشيخ قبل لقائه بواسطة مقالاته النافعة التي كان ينشرها بمجلة " التمدن الإسلامي " التي كان يصدرها الأستاذ أحمد بشير العَظْمة بدمشق، وكانت تصل إلى تطوان بحكم المبادلة الصُّحفية مع صاحب مجلة " الأنيس " التي كان يصدرها بتطوان الأستاذ محمد الجُحْرَة وكنت على صلة به وبأحد أصدقائه الذي كان يأتيني بها كلَّما وصلته فأجدُ فيها ابتداء الشيخ في نشر " سلسلة الأحاديث الصحيحة وشيء من فوائدها " مع أجوبته عن أسئلة حديثية، وتحقيقه لبعض الأبحاث بِنَفَََسِه ومنهجه المتميز المشار إليه. وفي سنة 1382هـ حججت براً مع جماعة من أهل تطوان منهم الفقيه القاضي الشيخ أحمد بن تَاوَيْت – رحمه الله –،وفي إحدى الليالي ونحن بالمدينة النبوية تأخر الفقيه عن الرجوع إلى البيت إلى مابعد منتَصف الليل، فسألته عن السبب، فحكى لي عن احتفال بختم الدراسة بالجامعة الإسلامية، وكانت في أول عهدها، وجاء في حديثه ذكر الشيخ ناصر وإقبالُ الطلبة عليه، فلفت نظري اسمُه، وذكَرتُه، وأخبرت الفقيه بمعرفتي بعلم الرجل وإعجابي بتحقيقه، ورغبتي الملِحَّة في لُقياه، فأخبرني بأنه يصلي باستمرار بالحرم، فذهبت معه من الغد لصلاة العِشاء بالحرم وبعد الفراغ لقيناه بباب عبد المجيد، فسلَّمتُ عليه، وتعرفت إليه، فأخذنا بسيارته إلى بيته بناحية البقيع في عمارة حُبُسية حيثُ سَهِرتُ معه ساعات مشهودة كان لها أطيب الأثر في حياتي، وناولني خلالها من مؤلفاته، وكانت في طبعاتها الأولى: " صفة صلاة النبي " و " صلاة التراويح "، و" صلاة العيد في المصلى هي السنة " و " تسديد الإصابة "، كما ناولني" فهرسة كتب الحديث " بالمكتبة الظاهرية الذي طبع منتَخبه، وهو بخطه في مجلد. ( ... ). و أخبرني أنه لا إجازة له إلا من الشيخ محمد راغب الطباخ الحلبي صاحب " أعلام النبلاء بتاريخ حلب الشهباء " الذي أجازه دون طلب منه، وتناولت مع الشيخ أحاديث شتى منها أنه سألني عن الغُماريين فأخبرته – وأنا أعرف الناس بهم لمصاهرتي لهم – بتأييد الشيخ أحمد لابن تيمية وابن القيم في معتقدهما السلَفي، فَسُرَّ بذلك، إلا أنه سألني عن عمل الشيخ في كتابه " مطابقة الاختراعات العصرية لما أخبر به سيد البرية " حيث يحتج بالموضوعات و الواهيات وهو يعرفها، فأخبرته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/357)
بانتهاجه مسلك من يحيل عل السند، وهو يذكر الأحاديث بأسانيدها، ورد الشيخ ناصر هذه الفكرة بقوة، كما أشار إلى حَلِف الشيخ أحمد على أن مراد الله من الآيات النازلة في المنافقين في أوائل سورة البقرة هم الوطَنيُون العصريون، فلم أدر ما أقول – إلا أنني قلت له بأنه مسبوق ببعض هذا من يوسف النبهاني، وسأل الشيخ ناصر عن زعم الشيخ أحمد بأن جمال عبد الناصر وأصحابه هم المبشر بهم في الحديث «لا تزال طائفة من أمتي ... » وأن الزعيم المغربي فلان هو المعني بحديث «وكان زعيم القوم أرذَلَهم» فكان جوابي أن ذلك كان من الشيخ رد جميل، لأن الثورة المصرية آوته وحمتْه بعد لجوئه إليها من المغرب، فقال الشيخ ناصر: كيف يكون رد الجميل بالكذب والتحريف في الحديث النبوي؟ ولطول العهد نسيت مسائل أخرى تتعلق ببعض أقوال الشيخ الغماري.
وبعد سنوات كثيرة زارنا الشيخ ناصر بتطوان وطنجة مرتين، أملى في إحداهما ترجمة موسعة نُشر ملخصها في جريدة " النور" التي تصدر بتطوان، وأطلعتُه على بعض النوادر بخزانة تطوان، وكنت يومئذ مسئولا عن قسم المخطوطات والوثائق بها، وصورتُ له بعض الرسائل، وفي الزيارة الثانية – كان معه إخوة من مراكش- وهي المرة التي زار فيها طنجة، وناظر الشيخ محمد الزمزمي ابن الصديق الغماري في توحيد الأسماء والصفات، سألني عما يقال من وجود صحيح ابن حبان بتطوان، فأجبتُه بالنفي، وأخبرته بوجود النصف الأول من نسخة دمشقية عتيقة من السنن الكبرى للنسائي، فرغب في الاطلاع عليها، فذهبنا معا لخزانة الجامع الكبير، وَوَقف على النسخة، وهي بخط شرقي جميل نسخت في القرن السادس، وأمرني أن أقرأ عليه أبوابا منها في العبادات، ففعلتُ مسرورا، وعلق بخطه في دفتر الأسانيد.
وبعد سنوات من هذه الزيارة اعتمرت عام 1404هـ، وفي رجوعي عرجت على دمشق واتصلت بولده الأخ عبد اللطيف، وسألته عن أبيه، فأخبرني أنه خرج من دمشق فاراً بدينه، وأنه استقر الآن بعَمان عاصمة الأردُن، ودلني على عنوانه، فذهبت إليه، واهتديت لمنزله الجديد الذي شارك في بنيانه بنفسه، فرحَّب بي وأخبرني أنه قدم يومه من الإمارات، وأنه أُجريت له عملية جراحية، وأنه متعَب، ولولا معرفته بي، ورغبتُه في الاجتماع ما سَمح به، ولأنه مُراقَب، فجالستُه – رحمه الله- ساعةً أعُدها من أبرك ساعات العُمر، وأهداني الجزء الرابع من السلسلة الصحيحة، وكان حديثَ الصدور وفي تجليد فاخر خاص بالمؤلف للإهداء بخطه، فاستأذنتُه في الرواية مناولة، فقال: وما معنى الإهداء لأهل العلم إلا ذلك، ونزل بي من منزله بأعلا جبل الهملان إلى المسجدالحسيني بسيارته التي انطلق بها في سرعة بالغة، ( ... )،وكان الشيخ – رحمه الله – قبل هذا ولا بعده منذ أن توطدت الصلةُ بيننا لا يفتأ يهاديني، فأرسل إلي مع الحُجاج والمعتمرين عدداً من رسائله.
وأذكر من شواهد ورع الشيخ وتوفقه: أنه في الزيارة الأولى لتطوان، مرَرْنا على حي تجاري، وفيه دكان لبيع الطيوب، والعطور، فوقف على بعض أنواعها التي تُقَطَّر بالمغرب وأعجب به، وسأل عن ثمنها، وخرجنا ثم جلسنا في دكان، فلحقنا بعض من كان معنا ممن حضر وقوف الشيخ على العطور، وناوَل الشيخ قارورة من ذلك العطر الذي أعجبه، فأبى أن يأخذه، فرغب الرجل إليه أن يعتبره هدية، فأبى، وكان بلغني أن بعض دجاجلة طنجة، زار دمشق مع مُريديه، وفي نيته أت يرزأ الشيخ بعض ماله، فذهب إلى منزل الشيخ، وأمر مريديه أن يخلعوا " السُّبَح" من أعناقهم، لأن الشيخ " وهَّابي" لا يقبل هذا، ففعلوا وذخلوا على الشيخ وتذاكروا ونافَقوه بالتقية، ثم طلب منه شيخُهم الدجال " القرمطي " أن يُسلفه نحو أربعمائة ليرة دينا مردودا، لأنهم نفذت نفقتهم، فأسلفهم الشيخ وزار المغرب مرتين، ولم يأته الدجال حتى للسلام عليه والاعتذار، بل أضرب عن الزيارة والسؤال، فلذلك سألت الشيخ بتطوان: هل زاركم فلان بطنجة؟ ورد عليك مالَك الذي أسلفتَه؟ فأجاب بالنفي، وأنه لم يسأل عنه وهو بطنجة حتى لا يحرجه، فأنظر إلى أخلاق هذا الوهابي " كما تلمزونه، وأخلاق هذا "القطب " الصوفي كما يدعي!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/358)
ومما سمعته منه – رحمه الله وأثابه – أنه لما لقي الشيخ أحمد ابن الصديق بالمكتبة الظاهرية بدمشق وتذاكرا، كان الشيخ ناصر يأتيه بنوادر المخطوطات الحديثية التي لم يرها الشيخ الغماري، وربما لم يسمع بكثير منها، وفيها أعلاق بخطوط مؤلفيها، أو سُمعت على كبار الحفاظ، وفي أثناء المذاكرة والمناقشة احتدّ َالغماري وصَاحَ، وكان في خُلُقِه حِدة خصوصا إذا نوقش في معتقده في وحدة الوجود والقائلين بها وهو من الغُلاة في هذا الباب، فرد عليه الشيخ ناصر بهدوء، كيف تفعل هذا يا شيخ أحمد وأنت عَربي وشريف هاشمي كما تقول، وأنا عجمي مع هذا احتَفظ بهدوئي وأدبي؟!
وبالجملة فذكرياتي مع الشيخ " ناصر الدين بحق" طويلة، ولا أذكر الساعة منها إلا هذا، وقد أثيرت في زيارتي الأخيرة للمدينة المنورة الموسم الماضي مسألة روايتي عن الشيخ مناولةً، وكأن بعض الإخوان من تلامذته تشككوا وتوقفوا قائلين: إننا طلبنا من الشيخ مراراً أن يجيزنا فأبى قائلا: أنا لا أفتح على نفسي هذا الباب، فكان جوابي أن هذا رزق معنوي يسره الله لي، على أن هذا كان منذ ما يقرب من أربعين سنة وربما كان معظم هؤلاء لم يولد بعدُ، والشيخ يومئذ فتى مكتحل صحيح البنية، يتوقد نشاطاً، وصادف أن زاره طالب مغربي لمس من مذاكرته وصدقَه وحرصَه على العلم، وتعلقَه بالحديث وعلومه وأهله، فقدَّم إليه الشيخ مع القِرَى (وكان قِطَعا من الحَبْحَب، البطيخ الأحمر كما أذكر) رسائل مما طُبع له يومئذ هدية، فاستأذنه الطالب في الرواية بالمناولة، فأذن له جبراً لخاطره، وإتماما معنويا لقراه، وأذكر أن الشيخ أبا إسحاق الحوَّيني المصري – وهو من أنجب وألمع تلاميذ الشيخ – لم يسألني هذا السؤال، وقد زرته بكفر الشيخ منذ نحو سنة ونصف، وأضافني وأكرمني وأهداني كتابه " تنبيه الهاجد" فأخبرتُه وأنا معه بمكتبته العامرة أن لي رواية عن كبار مشايخ المغرب المعاصرين، وعن شيخنا معا ناصر، فرغب – حفظه الله ونفعه- في الإجازة، فكتبتُها له مجلسا في دفتر له كبير، وعلى كل حال فمن المعلوم أن زَمن الرواية انقضى على رأس الثلاثمائة، وأن السنة جُمعت ولم يبق منها شيء مجهولا، وأن مقصود الرواية بالإجازة إنما هو التبرك بربط الاتصال بأولئك العلماء وأصولهم الحديثية، تقليد علمي جَرَى به العمل منذ قرون، فمن تبنَّاه وحَرَص عليه بحسن نية، فقد أحسن، وأولى وأحق بالعناية منه: حفظُ المتون والتفقه فيها والاستنباط بشروطه بعد نقد الأسانيد، والبحث عن العلل وما يتعلق بذلك، وهذا مجال فسيح جداً تنقطع الأعمار دون استقصائه، ولذلك أشهد بمنتهى الصدق والنزاهة – والله على ما أقول وكيل – أنني ما رأيتُ فيمن لقيت من العلماء – وهم كثير – وأخذت عنهم مثل الشيخ محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني الأرناؤوطي في علمه وإخلاصه واطلاعه على علوم الحديث ودقائقه، وانصافه في البحث والمناظرة، علاوة على سلوك أشبه بسلوك السلَف الصالح، أقول هذا ولا أزكي على الله أحد. وسائر من عرفتُ من مشايخ لا يخرجون عن صنفين: فقهاء مقلّدين متصوفين، غارقين إلى أذقانهم في البدع، لا يطمع في الاستفادة منهم من يناقشهم في مصائبهم ويحاول تنبيهَهم على ما هم عليه من انحراف وضلال، وعلماء محدثين مقَلدين يترسمون خُطى من سبقهم دون بحث ولا تجديد، على اتضاع في السلوك وانحراف في العقيدة، وتورط في السياسة واكتواء بنارها، وهؤلاء مشايخي – وهم كبار علماء الحديث بالمغرب في العصر الحديث – أجلهم وأعلمهم وأتقنهم الشيخ أحمد بن الصديق ولكنه صوفي أسير بدع وحدة الوجود والقول باكتساب النبوة، والدفاع عن إيمان فرعون إلخ القائمة السوداء التي يبصُق عليها العلم والإيمان والتاريخ، يليه الشيخ عبد الحي الكتاني، وهو صوفي عَريق صاحب طريقة، وموقفه من الملك محمد الخامس شهير، وابن خالته الشيخ عبد الحفيظ الفاسي الفهري وهو أعدلهم سلوكا. أنفق من عمره رُبُعه في التاريخ لفروع الشاذلية
(وهي طريقة صوفية) بالمغرب، وهذا أخونا الكبير الشيخ محمد المَنُّوني، وفضائله جمة، وقد تدبجت معه، وهو كتاني الطريقة، يتهيب الكلام فيها وانتقاد أصحابها لفرط اعتقاده، وهكذا يَفتِك سلطانُ البيئة بالمغرب بسلامة العقول والأديان، ولله في خلقه شؤون، كتب هذه الذكريات يوم الأربعاء 6 صفر الخير 1421هـ عبيد ربه أبو أويس محمد بوخبزة الحسني عفا الله عنه.
نسألكم الدعاء عادل خزرون
ـ[طارق الحمودي]ــــــــ[01 - 01 - 07, 10:16 م]ـ
أسمح لكل من أراد طبع هذه الرسالة شريطة أن يستأذنن عبر بريدي الإلكتروني adil_khaz@hotmail.com وشكرا
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[01 - 01 - 07, 10:22 م]ـ
رحم الله الشيخ الألباني رحمة واسعة
وجزاكم الله خيرا علي هذا النقل المبارك
ـ[منير بن ابي محمد]ــــــــ[04 - 01 - 07, 01:19 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
.ونعم لو توضع الرسالة وغيرها من تراث الشيخ حفظه الله في ملفات مرفقة.
والسلام عليكم ورحمة الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/359)
ـ[شكري محمود]ــــــــ[04 - 01 - 07, 01:31 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[04 - 01 - 07, 12:15 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
" وَمَا تُقَدِّمُواْ لأَنفُسِكُم مِّنْخَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللّهِ إِنَّ اللّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ "
ـ[أخوكم عماد]ــــــــ[04 - 01 - 07, 01:02 م]ـ
بارك الله فيك على إخراجك و نشرك لهذه الرسالة
و نحتاج أخي للمزيد من شيخنا الفاضل بو خبزة حفظه الله.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[04 - 01 - 07, 02:18 م]ـ
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل.
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[07 - 05 - 09, 07:52 م]ـ
بارك الله فيكم
ـ[بالحارث]ــــــــ[14 - 06 - 10, 08:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذا النقل المبارك
ذكراياتي مع الشيخ محمد ناصر الدين الألباني للعلامة بوخبزة - حفظه الله -
قام بضبط نصها وإخراجها إلى النور أبي محمد عادل خزرون التطواني
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة السلام على رسول الله وآله وصحبه أجمعين. أما بعد:
فقد طلب مني بعض الإخوان من خريجي الجامعة الإسلامية بالمدينة النبوية كتابة ترجمة لشيخنا الإمام أبي عبد الرحمن ناصر الدين الألباني، فكتبتُ ما يأتي، وقد اعتذرت لهم بأن ما عندي من ترجمة الشيخ – رحمه الله تعالى – تافه علما بأنه كتب في ترجمته نحو عشرين كتاباً بين صغير وكبير، أكبرها كتاب الشيباني الكويتي المطبوع في مجلدين، أما ما كتبته فهذا عنوانه " من ذكرياتي مع الشيخ ناصر الدين الألباني" - رحمه الله- وقد يوجد فيه مالا يوجد في غيره لأنها ذكريات خاصة بي، وهذا نصها بعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه.
عرفته – طيب الله ثَراه – قبل أن ألقاه فيما بعد السبعين وثلاثمائة وألف
وأذكر من شواهد ورع الشيخ وتوفقه: أنه في الزيارة الأولى لتطوان، مرَرْنا على حي تجاري، وفيه دكان لبيع الطيوب، والعطور، فوقف على بعض أنواعها التي تُقَطَّر بالمغرب وأعجب به، وسأل عن ثمنها، وخرجنا ثم جلسنا في دكان، فلحقنا بعض من كان معنا ممن حضر وقوف الشيخ على العطور، وناوَل الشيخ قارورة من ذلك العطر الذي أعجبه، فأبى أن يأخذه، فرغب الرجل إليه أن يعتبره هدية، فأبى، وكان بلغني أن بعض دجاجلة طنجة، زار دمشق مع مُريديه، وفي نيته أت يرزأ الشيخ بعض ماله، فذهب إلى منزل الشيخ، وأمر مريديه أن يخلعوا " السُّبَح" من أعناقهم، لأن الشيخ " وهَّابي" لا يقبل هذا، ففعلوا وذخلوا على الشيخ وتذاكروا ونافَقوه بالتقية، ثم طلب منه شيخُهم الدجال " القرمطي " أن يُسلفه نحو أربعمائة ليرة دينا مردودا، لأنهم نفذت نفقتهم، فأسلفهم الشيخ وزار المغرب مرتين، ولم يأته الدجال حتى للسلام عليه والاعتذار، بل أضرب عن الزيارة والسؤال، فلذلك سألت الشيخ بتطوان: هل زاركم فلان بطنجة؟ ورد عليك مالَك الذي أسلفتَه؟ فأجاب بالنفي، وأنه لم يسأل عنه وهو بطنجة حتى لا يحرجه، فأنظر إلى أخلاق هذا الوهابي " كما تلمزونه، وأخلاق هذا "القطب " الصوفي كما يدعي!
ومما سمعته منه – رحمه الله وأثابه – أنه لما لقي الشيخ أحمد ابن الصديق بالمكتبة الظاهرية بدمشق وتذاكرا، كان الشيخ ناصر يأتيه بنوادر المخطوطات الحديثية التي لم يرها الشيخ الغماري، وربما لم يسمع بكثير منها، وفيها أعلاق بخطوط مؤلفيها، أو سُمعت على كبار الحفاظ، وفي أثناء المذاكرة والمناقشة احتدّ َالغماري وصَاحَ، وكان في خُلُقِه حِدة خصوصا إذا نوقش في معتقده في وحدة الوجود والقائلين بها وهو من الغُلاة في هذا الباب، فرد عليه الشيخ ناصر بهدوء، كيف تفعل هذا يا شيخ أحمد وأنت عَربي وشريف هاشمي كما تقول، وأنا عجمي مع هذا احتَفظ بهدوئي وأدبي؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/360)
وبالجملة فذكرياتي مع الشيخ " ناصر الدين بحق" طويلة، ولا أذكر الساعة منها إلا هذا، وقد أثيرت في زيارتي الأخيرة للمدينة المنورة الموسم الماضي مسألة روايتي عن الشيخ مناولةً، وكأن بعض الإخوان من تلامذته تشككوا وتوقفوا قائلين: إننا طلبنا من الشيخ مراراً أن يجيزنا فأبى قائلا: أنا لا أفتح على نفسي هذا الباب، فكان جوابي أن هذا رزق معنوي يسره الله لي، على أن هذا كان منذ ما يقرب من أربعين سنة وربما كان معظم هؤلاء لم يولد بعدُ، والشيخ يومئذ فتى مكتحل صحيح البنية، يتوقد نشاطاً، وصادف أن زاره طالب مغربي لمس من مذاكرته وصدقَه وحرصَه على العلم، وتعلقَه بالحديث وعلومه وأهله، فقدَّم إليه الشيخ مع القِرَى (وكان قِطَعا من الحَبْحَب، البطيخ الأحمر كما أذكر) رسائل مما طُبع له يومئذ هدية، فاستأذنه الطالب في الرواية بالمناولة، فأذن له جبراً لخاطره، وإتماما معنويا لقراه، وأذكر أن الشيخ أبا إسحاق الحوَّيني المصري – وهو من أنجب وألمع تلاميذ الشيخ – لم يسألني هذا السؤال، وقد زرته بكفر الشيخ منذ نحو سنة ونصف، وأضافني وأكرمني وأهداني كتابه " تنبيه الهاجد" فأخبرتُه وأنا معه بمكتبته العامرة أن لي رواية عن كبار مشايخ المغرب المعاصرين، وعن شيخنا معا ناصر، فرغب – حفظه الله ونفعه- في الإجازة، فكتبتُها له مجلسا في دفتر له كبير، وعلى كل حال فمن المعلوم أن زَمن الرواية انقضى على رأس الثلاثمائة، وأن السنة جُمعت ولم يبق منها شيء مجهولا، وأن مقصود الرواية بالإجازة إنما هو التبرك بربط الاتصال بأولئك العلماء وأصولهم الحديثية، تقليد علمي جَرَى به العمل منذ قرون، فمن تبنَّاه وحَرَص عليه بحسن نية، فقد أحسن، وأولى وأحق بالعناية منه: حفظُ المتون والتفقه فيها والاستنباط بشروطه بعد نقد الأسانيد، والبحث عن العلل وما يتعلق بذلك، وهذا مجال فسيح جداً تنقطع الأعمار دون استقصائه،
ولذلك أشهد بمنتهى الصدق والنزاهة – والله على ما أقول وكيل – أنني ما رأيتُ فيمن لقيت من العلماء – وهم كثير – وأخذت عنهم مثل الشيخ محمد ناصر الدين بن نوح نجاتي الألباني الأرناؤوطي في علمه وإخلاصه واطلاعه على علوم الحديث ودقائقه، وانصافه في البحث والمناظرة، علاوة على سلوك أشبه بسلوك السلَف الصالح، أقول هذا ولا أزكي على الله أحد. وسائر من عرفتُ من مشايخ لا يخرجون عن صنفين: فقهاء مقلّدين متصوفين، غارقين إلى أذقانهم في البدع، لا يطمع في الاستفادة منهم من يناقشهم في مصائبهم ويحاول تنبيهَهم على ما هم عليه من انحراف وضلال، وعلماء محدثين مقَلدين يترسمون خُطى من سبقهم دون بحث ولا تجديد، على اتضاع في السلوك وانحراف في العقيدة، وتورط في السياسة واكتواء بنارها، وهؤلاء مشايخي – وهم كبار علماء الحديث بالمغرب في العصر الحديث – أجلهم وأعلمهم وأتقنهم الشيخ أحمد بن الصديق ولكنه صوفي أسير بدع وحدة الوجود والقول باكتساب النبوة، والدفاع عن إيمان فرعون إلخ القائمة السوداء التي يبصُق عليها العلم والإيمان والتاريخ، يليه الشيخ عبد الحي الكتاني، وهو صوفي عَريق صاحب طريقة، وموقفه من الملك محمد الخامس شهير، وابن خالته الشيخ عبد الحفيظ الفاسي الفهري وهو أعدلهم سلوكا. أنفق من عمره رُبُعه في التاريخ لفروع الشاذلية
(وهي طريقة صوفية) بالمغرب، وهذا أخونا الكبير الشيخ محمد المَنُّوني، وفضائله جمة، وقد تدبجت معه، وهو كتاني الطريقة، يتهيب الكلام فيها وانتقاد أصحابها لفرط اعتقاده، وهكذا يَفتِك سلطانُ البيئة بالمغرب بسلامة العقول والأديان، ولله في خلقه شؤون، كتب هذه الذكريات يوم الأربعاء 6 صفر الخير 1421هـ عبيد ربه أبو أويس محمد بوخبزة الحسني عفا الله عنه.
نسألكم الدعاء عادل خزرون
حقا إنها لكلمات مؤثرة من شيخنا أبي أويس بو خبزة ولهجة صادقة وعبارات وفاء وذكريات تغص لاستحضارها العبرات للشيخ الكبير الإمام محمد ناصر الدين الألباني رحمه الله تعالى الذي عاش حياته مع أنفاس رسول الله نبينا محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن استن بسنته إلى يوم الدين
ـ[فاطمة الزهراء بنت العربي]ــــــــ[14 - 06 - 10, 12:52 م]ـ
الحمد لله, بارك الله في شيخي ابا اويس و جعل الجنة مثواه
و الحمد لله ان من الله علينا في تطوان هذه المدينة الصغيرة التي لا يعرفها الا قليل هذا الشيخ الكريم الذي ربى آبائنا على العقيدة الصحيحة و الفهم السليم للكتاب و السنة
فاللهم اجزه عنا كل خير و انفعنا بعلمه
لو تفضلتم أخي الكريم و دللتنا على أسماء اهم مؤلفات شيخنا فسنكون لك شاكرين بإذن الله
بوركتم على هذا النقل الطيب
ـ[أبو عمر محمد بن إسماعيل]ــــــــ[06 - 07 - 10, 03:45 م]ـ
جزاكم الله الخير على النقل الطيب(72/361)
* تساؤل أتمنى من الإخوة الكرام الإجابة عنه * فإن كانت القراءة في وظيفة عليها جعل
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[02 - 01 - 07, 02:18 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
تساؤل أتمنى من الإخوة الكرام الإجابة عنه ...
مامعنى قول النووي رحمه الله في التبيان:
(فإن كانت القراءة في وظيفة عليها جعل كالأسباع والأجزاء التي عليها أوقاف وأرزاق كان الاعتناء بالبسملة أشد ليستحق مايأخذه يقينا فإنه إذا أخل به لم يستحق شيئا من الوقف عند من يقولالبسملة من أوائل السور، وهذه دقيقة نفيسة ينبغي الإعتناء بها)
:::::::::::::::::::::::::::::
تحياتي/أبو عبدالعزيز
:::::::::::::::::::::::::::::
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[08 - 01 - 07, 01:30 ص]ـ
للرفع
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[11 - 01 - 07, 05:13 م]ـ
50 مشاهدة =====> لا إجابة
بالانتظار
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[11 - 01 - 07, 06:42 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
قال النووي رحمه الله: (ينبغي أن يحافظ على قراءة بسم الله الرحمن الرحيم في أول كل سورة سوى براءة فإن أكثر العلماء قالوا إنها آية حيث تكتب في المصحف وقد كتبت في أوائل السور سوى براءة فإذا قرأها كان متيقنا قراءة الختمة أو السورة فإذا أخل بالبسملة كان تاركا لبعض القرآن عند الأكثرين فإذا كانت القراءة في وظيفة عليها جعل كالأسباع والأجراء التي عليها أوقاف وأرزاق كان الإعتناء بالبسملة أكثر لتيقن قراءة الختمة فإنه أذا تركها لم يستحق شيئا من الوقف عند من يقول البسملة آية من أول السورة وهذه دقيقة يتأكد الإعتناء بها وإشاعتها) ا.هـ
يبين النووي رحمه الله أن الأرجح عند أكثر أهل العلم أن البسملة آية من كتاب الله ومن ثم فمن كانت وظيفته قراءة القرآن وتعليمه ويأخذ على ذلك جعلا _ أي جعالة وهي كالإجارة عند اكثر أهل العلم من المالكية والشافعية والحنابلة إلا في بعض المسائل _ أو رزقا أي أجرا وراتبا موقوفا على ذلك العمل فإنه يجب عليه أن يقوم به تاما ليستحق هذا الرزق والجُعل الذي وضع لذلك العمل، ومما يفرق به الشافعية وغيرهم بين الإجارة والجعالة أن الجعالة لا تستحق إلا إذا عمل العامل العمل تاما بخلاف الإجارة فإنه يستحق أجرة بقدر ما عمل، وعليه فمن لا يقرأ البسملة لا يكون متيقنا من قيامه بالعمل تاما وعليه فلا يستحق الجعل كما قال النووي رحمه الله. والله أعلم(72/362)
صفة صلاة المريض
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[03 - 01 - 07, 11:12 م]ـ
صفة صلاة المريض
وصفة صلاتها تأخذها من حديث واحد رواه الجماعة عن عمران بن حصين قال" كانت بي بواسير، فسألت النبي صلي الله عليه وسلم عن الصلاة فقال: صل قائما، فإن لم تستطع فقاعدا، فان لم تستطع فعلى جنبك، فان لم تستطع فمستلقيا لا يكلف نسفا إلا وسعها".
فبالله أعلموني ما هو التعب الشاق في هذا؟ وقد قال العلماء إذا تعذر الإيمان من المستلقي لم يجب عليه شئ بعد ذلك، وقيل: يجب الإيمان بالعينين، وقيل: بالقلب، و قيل يجب إمرار القرآن على القلب و الذكر علي للسان. ويدل على ذلك قوله تعالي (فاتقوا الله ما استطعتم) وقوله صلي الله عليه وسلم" إذا أمرتكم بأمر فائتوا منه ما استطعتم.
المصدر:
كتاب السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والسنن من تأليف محمد عبدالسلام خضرالشقيدي رحمه الله.(72/363)
في بيان حكم أن الصلاة فرض عللي المريض يصليها كيفما استطاع وبيان كيفيتها وإهمال الناس
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[03 - 01 - 07, 11:13 م]ـ
في بيان حكم أن الصلاة فرض عللي المريض يصليها كيفما استطاع وبيان كيفيتها وإهمال الناس لها لأخف مرض
اعلم أيها الغافل عما افترضه الله عليك أن الصلاة هي أعظم ركن في الإسلام بعد التوحيد، وقد عظم الله شأنها في كتابه فذكرها نيفا و ثلاثين مرة، آمر عباده بإقامتها و المحافظة عليها والخشوع فيها. كما بين تعالي أن الناس جميعا يهلعون ويجزعون للخير يمنعون (إلا المصلين الذين هم علي صلاتهم دائمون) وتوعد الغافلين عنها بأشد وعيد فقال: (فويل للمصلين الذين عن صلاتهم ساهون) كما حكا عنهم فقال: (ما سلككم في صقر؟ قالوا: لم نكن من المصلين) ويبن أن تركها شرك فقال: (أقيموا الصلاة ولا تكونوا من المشركين) وعد الرسول صلي الله عليه وسلم تركها كفرا، وقال: "من ترك الصلاة فقد كفر، بين الرجل وبين الشرك والكفر ترك الصلاة". ولما أنزل الله عليه (حافظوا على الصلوات والصلاة الوسطى) قال صلي الله عليه وسلم: "من ترك صلاة العصر فقد حبط عمله" وقال:" من ترك صلاة العصر فكأنما وتر أهله وماله1 ".
هذا والناس في غفلة ساهون "وبهذا التهديد البليغ لاينزجرون، فترى كثيرا من الناس، بل كلهم بما فيهم حملة القرآن، وحملة (العلمية و العجمة) من أهل الأزهر لأدنى مرض خفيف يتركون ا لصلاة فورا، كأنها هي الحمل الثقيل على ظهورهم فيضعونها قبل كل الأثقال، أو كأنها هي الشئ الذي لا يهتم له كثيرا، فإذا جلس أحدهم في الشمس قليلا، أو أصابه الزكام، أو دفئ جسمه، أو أصابه أي مرض طفيف لا يذكر ولا قيمة له، فلا تراهم إلا أسرع من البرق في ترك الصلاة، وذلك هو الضلال البعيد.
المصدر:
كتاب السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والسنن من تأليف محمد عبدالسلام خضرالشقيدي رحمه الله.
1: أي فقد أهله وماله فأصبح وترا.(72/364)
رأي اللجنة الدائمة في: سبع البدنة والبقرة هل تجزئ عن الرجل وأهل بيته أم لا؟
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[04 - 01 - 07, 02:08 ص]ـ
رأي اللجنة الدائمة في: سبع البدنة والبقرة هل تجزئ عن الرجل وأهل بيته أم لا؟
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده. أما بعد:
فقد كنت أقرأ في كتاب (صلاة المؤمن) للدكتور سعيد بن علي بن وهف القحطاني – حفظه الله – وتكلَّمَ عن مسألة هل يجزئ سُبْعُ البقرة أو البدنة عن الرجل وأهل بيته، فذكر أن في المسألة قولان لأهل العلم، ثم قال (2/ 914): والذي مالت إليه اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء: أنَّ سُبع البدنة وسبع البقرة لا يجزئ إلا عن واحد، والله – عز وجل – أعلم.
ثم ذكر في الحاشية مرجع الفتوى في فتاوى اللجنة (11/ 396)، وذكر في الحاشية – أيضاً –: أنَّ سماحة الشيخ ابن باز – رحمه الله – يرى خلاف رأي اللجنة، فهو يرى أن سبع البدنة والبقرة يجزئ عن الرجل وأهل بيته.
وبعد الرجوع إلى فتاوى اللجنة في الموضع المذكور تبين أن اللجنة لم تصرح برأي، وإن كانت (مالت) – كما ذكر الشيخ سعيد – إلى عدم إجزاء البدنة عن الرجل وأهل بيته، وكانت هذه الفتوى برئاسة الشيخ إبراهيم بن محمد آل الشيخ – رحمه الله –،
ولكن للجنة رأي آخر صريح في (11/ 405): يتوافق مع رأي الشيخ ابن باز – رحمه الله – وكان هذا في فترة رئاسته للجنة.
المقصود بالموضوع:
1 – التنبيه إلى أنَّ الإطلاق الذي ذكره الشيخ سعيد القحطاني – حفظه الله، ونفع به – غير صحيح.
2 – التنبيه إلى أنه من الأفضل عند ذكر فتاوى اللجنة الدائمة أو حتى فتاوى هيئة كبار العلماء: ذكر تأريخ الفتوى، أو رئيس اللجنة أو الهيئة، وذلك لأن المشايخ يتعاقبون على هذين المركزين، وتتغير الفتوى من حينٍ لآخر بأسباب منها تغير العلماء المفتين فيها؛ فالبيان في هذا الموطن يزيل اللبس والإشكال، والله أعلم.
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[04 - 01 - 07, 11:58 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء.
تمت الفائدة والدال على الخير كفاعله.
((موضوع رائع وقيم)).
ـ[عبدالله المزروع]ــــــــ[04 - 01 - 07, 03:18 م]ـ
حياك الله يا أخي عيسى، وبارك فيك.
ـ[الرايه]ــــــــ[16 - 09 - 08, 12:07 ص]ـ
جزاك الله خير
وللفائدة
الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله - له رسالة صغيرة في هذه المسألة
وهي مطبوعة
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[17 - 09 - 08, 12:09 ص]ـ
جزاك الله خير
وللفائدة
الشيخ عبدالرحمن السعدي - رحمه الله - له رسالة صغيرة في هذه المسألة
وهي مطبوعة
وما رأيه في المسألة؟؟
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[17 - 09 - 08, 12:11 ص]ـ
وكانت هذه الفتوى برئاسة الشيخ إبراهيم بن محمد آل الشيخ – رحمه الله –.
تقصد محمد بن إبراهيم ..
ـ[الرايه]ــــــــ[17 - 09 - 08, 06:04 م]ـ
يرى انها تجزئ لأكثر من واحد
يقول رحمه الله
((لا يوجد حديث صحيح ولاضعيف ولا قول صاحب من الصحابة ولا قول أحد من الأصحاب ولا دليل يجب المصير إليه
يمنع من وصول سُبع البدنة او البقرة لأكثر من واحد))
صفحة 18
والرسالة طبعت ضمن مجموع فيه ثلاثة رسائل اعتنى بها محمد البسام
وهي ضمن مكتبة ابن سعدي التي تصدرها دار ابن الجوزي برقم (15)
الطبعة الأولى 1426هـ
ـ[منير عبد الله]ــــــــ[17 - 09 - 08, 11:30 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي (الراية)(72/365)
هل يرى الرجالُ النساءَ في الجنة والعكس؟
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[04 - 01 - 07, 08:07 ص]ـ
قال الشيخ عبد الرحمن البراك:
إن أمور الغيب لا سبيل إلى معرفتها إلا بالخبر عن المعصوم، لأن أمور الغيب لا تدرك بالعقول والتفكير، فأمور الجنة من الغيب المستور، والواجب الوقوف عند ما جاءت به النصوص من الكتاب والسنة، فيجب الإيمان بالجنة وما أخبر الله به من أصناف النعيم فيها، مع العلم بأن حقائقها لا يعلمها إلا الله، ولم يأت في النصوص أن الرجل يلقى نساء الآخرة.
فلم يرد نفي ولا إثبات للرؤية المسؤول عنها، وليس لنا أن نقول: إن الإنسان يمكن أن يرى أمهات المؤمنين أو نقول لا يمكن، بل يجب أن نمسك عن التفكير في هذا والخوض فيه، فإنه من الفضول وليس مما يشرع الدعاء به، ولا مما يشرع تمنيه، لكن الذي دل عليه القرآن أن المؤمنين يلتقون ويجلسون على السرر متقابلين، كما قال تعالى: "ثلة من الأولين وقليل من الآخرين على سرر موضونة متكئين عليها متقابلين" [الواقعة:12 - 16]، وفي الآية الأخرى:
"ونزعنا ما في صدورهم من غل إخواناً على سرر متقابلين" [الحجر:47]، فلا ينبغي الخوض في أمور الغيب بلا علم، بل إذا طرح مثل هذا السؤال فينبغي أن يجيب الإنسان بقوله: الله أعلم، ويوجه السائل إلى عدم الخوض في ذلك لأنه لا فائدة فيه، "ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسئولاً" [الإسراء:36] وقالت الملائكة: "سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم" [البقرة:32].
نسأل الله أن يهدينا صراطه المستقيم وأن يجعلنا جميعاً من أهل جنات النعيم وصلى الله وسلم بارك على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه.
" موقع الإسلام اليوم "
فهل ثمة زيادة على هذا من الإخوة الأفاضل؟
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[04 - 01 - 07, 11:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وجزاك كل خير.
وفقك الله ورعاك وزاد من تقواك.
حفظك الله وجعله فى ميزان حسناتك.
وفقنا الله لما يحب ويرضى.
ـ[أبو الدرداء ياسين]ــــــــ[07 - 01 - 07, 01:10 ص]ـ
لي سؤال مرتبط عن قريب بالموضوع وهو: هل أهل الجنة من الرجال ملتحون؟؟ و هل من مات من أهل السنة ملتحيا يبعث ملتحيا؟؟؟
_________________________________
قال بن تيمية رحمه الله:" العلم قول محقق أو نقل مصدق و ما سوى ذالك فباطل مزوق".
ـ[أم حنان]ــــــــ[07 - 01 - 07, 05:14 م]ـ
جزاكم الله خيرا،،،،،ولكن ماذا عن قوله تعالى (ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وحسن أولئك رفيقا) , والمرافقة تعني المصاحبة،وفي مختار الصحاح (الرفقة) الجماعة ترافقهم في سفرك (والرفيق) المرافق والجمع (الرفقاء) , ومن المعلوم أن كتاب الله عزوجل يخاطب به الرجل والمرأة ,,فكيف تكون الصحبة والرفقة؟، لابد أن نعلم أن موازيين الاخرة تختلف تماما عن موازين الدنيا، وأن الدنيا دار ابتلاء ونصب وتعب (إنا خلقنا الانسان في كبد) ومن الإختبار في الحياة الدنيا الفتن التي يتعرض لها المسلم، أما في الاخرة فليس هناك اختبار وشقاء بل هناك النعيم الخالد وهناك القلوب الطاهرة التي لاغل فيها ولاحسد (ونزعنا مافي صدورهم من غل. اخوانا على سرر متقابلين) والقلوب اذا طهرت خرج منها كل اثم وكل خطيئة فاذا علمنا ذلك اذن لن تكون هناك فتن في الجنة ولن يكون هناك تكليف، و ستختلف رؤية الرجال للنساء في الجنة – ان حصلت – في الاخرة عنها في الدنيا لاختلاف الدارين ولاختلاف تكوين و خلقة الانسان فيهما .... والله أعلم
ـ[حارث همام]ــــــــ[07 - 01 - 07, 05:57 م]ـ
وهل يقتضي مطلق المقابلة أن يقابل الواحد كل أهل الجنة؟
اللهم لا.
وهل يقتضي التقابل كون المقابل سافراً أو مرئياً؟
لايظهر.
وكذا الصحبة.
ـ[أبو العالية]ــــــــ[08 - 01 - 07, 04:39 م]ـ
الحمد لله، جزى الله الشيخ العلامة البراك حفظه الله على توقفه في امور الغيب أطال الله عمره ونفع به الإسلام والمسلمين.
ولكن أقول:
نحن نسأل الله أن نكون من أهلنا، وحين ذلك يكون خيراً
وأرى هذا من الفضول.(72/366)
تحريم دخول المساجد على من يأكل بصلا أو ثوما أو كراتا أو فجلا
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[04 - 01 - 07, 11:13 ص]ـ
تحريم دخول المساجد على من يأكل بصلا أو ثوما أو كراتا أو فجلا
روى البخاري و مسلم عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: " من أكل من هذه الشجرة ـ يعني الثوم ـ فلا يقربن مساجدنا " و عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم " من أكل من هذه الشجرة فلا يقربا و لا يصلين معنا " رواه البخاري و مسلم و رواه الطبراني و لفظه قال " إياكم و هاتين البقلتين المتتين أن تأكلوها و تدخلوا مساجدنا، فان كنتم ولابد آكليهما فاقتلوهما بالنار قتلا " وروى الشيخان وغيرهما مرفوعا: " من أكل بصلا أو ثوما فليتعر لنا، أو فليعتزل مساجدنا، و ليقعد في بيته " ورواية مسلم: " من أكل البصل و الثوم و الكرات فلا يقربن مسجدنا، فان الملائكة تتأذى مما يتأذى منه بنو آدم".
وخطب عمر رضي الله عنه يوم الجمعة فقال: " ثم إنكم أيها الناس يأكلون شجرتين لا أراهما إلا خبيثتين: البصل و الثوم. ولقد رأيت رسول الله صلى الله عليه و سلم إذا وجد ريحهما من الرجل في المسجد أمر به فأخرج إلى البقيع، فمن أكلهما فليمتهما طبخا" رواه مسلم والنسائي.
تنبيهات:
1.أن هذه الأحاديث الصحيحة ترد على أقوال الفقهاء، إذ يقولون بكراهة أكل البصل، أو الفجل و الثوم و الكرات في أيام أجمعات فقط لأجل الاجتماع بصلاة الجمعة، وهذه الأحاديث تبطل ما قالوه، ونثبت تحريم دخول المسجد على آكل شيئا مما هو مذكور في هذه الروايات مطلقا و دائما و أبدا، من غير تقييد بجمعة ولا غير جمعة.
2.أن هذه الدخان الذي يدخنونه، وينفقون على ثمنه كل يوم بل كل ساعة الأموال الكثيرة الباهظة، التي هم وعيالهم في أشد الاحتياج إلى بعضها. فهذا فوق انه إسراف وسفه وطيش يعاقبون عليه اشد خبثا من روائح البصل و الثوم و الكرات، ولكنا إذا قلنا لهم هذا كانت الحرب بيننا وبينهم عوانا صهيونية، فنوصى هؤلاء بتنظيف أفواههم وتطييبها بالروائح الطيبة قبل الذهاب إلى المسجد.
المصدر:
كتاب السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والسنن من تأليف محمد عبدالسلام خضرالشقيدي رحمه الله.(72/367)
هل ارتد أحد من الصحابة؟ د. سعد بن عبدالله الحميد
ـ[أبوعبدالله بن محمد بن عبدالله]ــــــــ[04 - 01 - 07, 05:41 م]ـ
هل ارتد أحد من الصحابة؟
د. سعد بن عبدالله الحميد
مقالات للكاتب ( http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=292#authorArticles)
تاريخ الإضافة: 04/ 01/2007 ميلادي - 15/ 12/1427 هجري
زيارة: 11
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد:
فإنه لا يصح أن أحداً من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ارتدّ بعد حادثة الإسراء، ولم يرد ذلك صراحة إلا في حديث منكر أخرجه الحاكم (3/ 62و63) وغيره من طريق محمد بن كثير الصنعاني، عن معمر بن راشد، عن ابن شهاب الزهري، عن عروة، عن عائشة قالت: لمّا أسري بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى، أصبح يتحدث الناس بذلك، فارتدّ ناس ممن كانوا آمنوا به وصدّقوه … الحديث قال الحاكم: (هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه؛ فإن محمد بن كثير صدوق)، والحاكم كما هو معلوم انتُقد كثيراً على أحكامه على الأحاديث في "المستدرك"، ويظهر انتقاده هنا بوضوح. فإن محمد بن كثير هذا لم يخرج له أحد الشيخين شيئاً، ومع هذا فهو مضَعف من قبل حفظه، ويشتد ضعفه إذا روى عن معمر، وهذا من روايته عنه. قال عبد الله بن الإمام أحمد: ذكر أبي محمد بن كثير فضعّفه جداً، وضعّف حديثه عن معمر جداً، وقال: هو منكر الحديث، وقال: يروي أشياء منكره. أ. هـ من "تهذيب الكمال" (26/ 331). والصواب في هذا الحديث: رواية ابن جرير له في تفسيره (17/ 335) عن ابن شهاب الزهري، عن ابن المسيب وأبي سلمة بن عبد الرحمن مرسلاً، والمرسل من أنواع الضعيف، ومع ذلك فذكر الارتداد لم يرد من قولهما، وإنما ذكره عبد الله بن وهب من قوله، وابن وهب هو الرواي للحديث عن يونس بن يزيد، عن الزهري.
فإن قيل: ورد خبر الارتداد أيضاً في حديث ابن عباس عند الإمام أحمد (1/ 374 رقم 3546)، والنسائي في "الكبرى" (11383)، وغيرهما، وصححه ابن جرير الطبري في "تهذيب الآثار" (17)، وابن كثير في "التفسير" (5/ 26).
فالجواب: أن هذا الحديث ليس فيه دلالة على أنهم كانوا مؤمنين، ولفظه عند هؤلاء: "فقال ناس: نحن لا نصدق محمداً بما يقول، فارتدّوا كفاراً، فضرب الله أعناقهم مع أبي جهل. . " الحديث.
فقوله: "فارتدوا كفاراً" لا يدل على أنهم كانوا مؤمنين، وإنما يدل على أنهم بعد أن رأوا هذه الآية العجيبة؛ وهي أنهم تحدّوا النبي صلى الله عليه وسلم أن يثبت صدقه في أنه أسري به إلى بيت المقدس، ثم رجع في ليلة، فأخذ النبي صلى الله عليه وسلم يصف لهم بيت المقدس وصفاً دقيقاً، وهم يعلمون أنه لم يره، وأخبرهم بعيرهم التي في الطريق، وهذه آية عظيمة تستوجب من كفار مكة الإيمان بصدق نبوته صلى الله عليه وسلم، ولكنهم مع هذا كله قالوا: نحن لا نصدق محمداً بما يقول، فبدلاً من الإيمان ارتدّوا إلى كفرهم، وباقي الروايات التي ذكرت في هذه الحادثة من غير هذا الطريق تدل على ما ذكرته، فليس فيها ذكر الارتداد، فضلاً عن التصريح بردة بعض من كان آمن، على أن سند الحديث يحتاج إلى تأمل، يشعر به قول ابن جرير الطبري في الموضع السابق من "تهذيب الآثار": "وهذا خبر عندنا صحيح سنده، وقد يجب أن يكون على مذهب الآخرين سقيماً غير صحيح؛ لعلل: إحداها: أنه خبر لا يعرف له مخرج يصح عن ابن عباس - على ما روي عن هلال بن خباب، عن عكرمة، عنه - إلا من هذا الوجه، وإن كان قد روى بعض ذلك عن عكرمة، من غير حديث هلال بن خباب. .)) الخ ما قال، والمهم منه ذكر العلة الأولى هذه فالحديث يرويه هلال بن خبّاب، عن عكرمة، عن ابن عباس. وأحاديث الإسراء وردت عن جمع من الصحابة رضي الله عنهم استوعب ذكرهم الحافظ ابن كثير في أول سورة الإسراء، ومنهم ابن عباس رضي الله عنهما، ولم يرد في حديث أي منهم ذكر الردّة إلا في طريق عائشة الذي تقدم الكلام عنه، أو في هذه الرواية. وقد روي الحديث عن ابن عباس من خمس طرق - على ما ذكر ابن كثير -، وبعضها في الصحيح، وليس في شيء منه هذه الطرق ذكر الردّة، إلا في رواية عكرمة. ولم نجد هذه الرواية مروية عن عكرمة إلا من طريق هلال بن خبّاب، وتلاميذ عكرمة الذين رووا عنه السنّة كثر، ولم يرو أحد منهم هذا الذي رواه هلال بن خبّاب، وهم أكثر ملازمة لعكرمة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/368)
من هلال، وأحاديثهم مخرّجة في الصحيح عنه، وأما هلال بن خبّاب فأعرض صاحبا الصحيح عن إخراج حديثه بالمرة، لأنه تغيّر قبل موته بسبب كبر سنّه، ومثله لا يحتمل منه التفرُّد بهذه الرواية، وفيها ما تقدم ذكره مما ينكر عليه من لفظها.
فهذا ما يتعلق بالرواية من حيث السند، أمن نقدها من حيث المتن فهي منكرة للأسباب التالية:
(1) حديث أبي سفيان مع هرقل، وفيه سؤال هرقل لأبي سفيان - وكان حين ذلك مشركا - هل يرتد أحدٌ منهم - يعني أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم - سخطة لدينه بعد أن يدخلة قال أبو سفيان: لا، فلو كانت حادثة الارتداد عن الإيمان صحيحة لما أقرّ أبو سفيان بذلك، بل كان يقول له: نعم هناك من ارتدّ عن الإيمان به لما حصل كذا وكذا.
(2) في متن هذا الحديث من هذا الطريق ألفاظ أخرى منكرة تدل على عدم ثبوته؛ كقوله: "ورأى الدجال في صورته رؤيا عين، ليس رؤيا منام. . "، وذكر صفته، فلو كان صلى الله عليه وسلم رآه في تلك الليلة؛ لما التبس الأمر عليه بابن صيّاد بعد أن هاجر إلى المدينة، بل كان يعرفه بعد أن رآه رأي العين، وبالأخص ما ذكر في الحديث من علاماته التي لا تخفي، ومنها قوله: "رأيته فيلمانيَّاً أقمر هِجَاناً إحدى عينيه قائمة كأنها كوكب دُرِّيّ، كأن شعر رأسه أغصان شجرة"، وبعض هذه الأوصاف من أنها لم تكن في ابن صياد، كذكر العين؛ فإن عينه كانت في زمن النبي صلى الله عليه وسلم سليمة، وإنما نَفَرت بعد ذلك كما يدلّ عليه حديث ابن عمر عند مسلم في "صحيحه" (2932).
(3) إن الصحابة كانوا وقت حادثة الإسراء قلة قليلة معروفون بأسمائهم وأسماء آبائهم وحفظت لنا كل الحوادث التي مرت بهم في تلك الفترة، فنقل إلينا خبر إسلامهم وتعذيبهم وهجرتهم الأولى والثانية إلى الحبشة ومن مات منهم ومن ولد له كل ذلك باسم كلٍ منهم، فلا يعقل أن يحدث لأحد منهم هذا الحدث وهو الردة عن الإسلام، ثم لا ينقل لنا اسم أحد من هؤلاء المرتدين، فلم يسمي لنا من طريق صحيح أو ضعيف، أسم شخص على أنه ممن ارتد بعد حادثة الإسراء. ومعلوم أنه لا يمكن أن تنقل لنا أحدثٌ أقل من هذا شأناً ويترك ذكر ذلك.
(4) أن كل مؤمن برسالة محمد صلى الله عليه وسلم يؤمن بأن جبرائيل ينزل من السماء على قلب محمد صلى الله عليه وسلم في لحظة، فكيف يستبعد أن يُسرى بالنبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس في ليلة. ولذلك نقل هذا المعنى عن أبي بكر - رضى الله عنه - في محاجته للمشركين، وأنه قال لهم أنا أصدقه فيما هو أعظم من ذلك بخبر السماء يأتيه في لحظة. فعُلِمَ من ذلك كله عدم صحة هذه الحادثة، ولشهرتها أطلنا القول فيها تصحيحاً لأحداث السيرة وبياناً للحق والله أعلم.
http://www.alukah.net/Articles/Article.aspx?ArticleID=292(72/369)
ماحكم الترحم على صدام؟؟؟ عاجلا
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[04 - 01 - 07, 06:29 م]ـ
نظرا لكثرة مانسال من قبيل هذه الأسئلة ونظرا لعدم وضوح الرؤية بشأن هذا الموضوع فنرجوا افادتنا به:
حكم الترحم على صدام حسين؟
فالبعض يقول لايجوز وذلك لعدم تبرؤه من البعث الى الموت ولاشك ان عقيدة البعث كفر لامراء به.
وهذا جواب شيخنا الشيخ سلطان بن حمد العويد امام وخطيب جماع فيصل بن تركي بالدمام.
واناس يقولون نترحم عليه تعظيما للشهادتين ورجاء بحسن عمله مؤخرا.
فنرجو نقل نقولات اهل العلم في ذلك وجزاكم الله خير
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[04 - 01 - 07, 07:41 م]ـ
مسألة صدام تحتاج الى عالم كي يفصل فيها
السؤال هل الشهادتين الي قالهما صدام كافية له كتوبة اما تحتاج الى زيادة وهي توبته من البعث
؟؟؟؟
ـ[ابو عمر القرشي]ــــــــ[04 - 01 - 07, 08:06 م]ـ
اضافة مهمة للموضوع أخي ابو حمدان.
ونحن هنا من باب التناقش حول هذه القضية وان تمكن أحد الاخوة من سؤال العلماء فسيكفينا وسنكون له شاكرين ومقدرين على جهوده
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 01 - 07, 08:17 م]ـ
مسألة صدام تحتاج الى عالم كي يفصل فيها
السؤال هل الشهادتين الي قالهما صدام كافية له كتوبة اما تحتاج الى زيادة وهي توبته من البعث
؟؟؟؟
يا إخواني ما هذا التعنت والتنطع: أتقولون على الله ما لا تعلمون .. ؟؟؟
{إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}
قال ابن كثير رحمه الله: ({ورحمتي وسعت كل شيء} الاية عظيمة الشمول والعموم) 2/ 334
ويقول: ({ربنا وسعت كل شيء رحمة وعلما} أي رحمتك تسع ذنوبهم وخطاياهم وعلمك محيط بجميع أعمالهم وأقوالهم وحركاتهم وسكناتهم {فاغفر للذين تابوا واتبعوا سبيلك} أي فاصفح عن المسيئين إذا تابوا وأنابوا وأقلعوا عما كانوا فيه واتبعوا ما أمرتهم به من فعل الخيرات وترك المنكرات) 4/ 92
ويقول: (4 {إن ربك واسع المغفرة} أي رحمته وسعت كل شيء ومغفرته تسع الذنوب كلها لمن تاب منها) /326
سبحان الله العظيم رجل نطق الشهادتين ومات عليها وبعضنا كأن الله وكل إليه قبول التوبة يقول: هل الشهادتين كافية؟؟ .. !!
وفي الصحيح: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لأسامة لما علا ذلك الرجل بالسيف فقال لا إله إلا الله فضربه فقتله فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لأسامة:] أقتلته بعد ما قال لا إله إلا الله؟ وكيف تصنع بلا إله إلا الله يوم القيامة؟ فقال يا رسول الله إنما قالها تعوذا قال [هلا شققت عن قلبه؟] وجعل يقول ويكرر عليه [من لك بلا إله إلا الله يوم القيامة؟] قال أسامة حتى تمنيت أني لم أكن أسلمت إلا يومئذ ..
قال النووي رحمه الله تعالى في شرح مسلم:
(وقوله صلى الله عليه وسلم أفلا شققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا الفاعل فى قوله أقالها هو القلب ومعناه أنك إنما كلفت بالعمل بالظاهر وما ينطق به اللسان وأما القلب فليس لك طريق إلى معرفة ما فيه فانكر عليه امتناعه من العمل بما ظهر باللسان وقال أفلا شققت عن قلبه لتنظر هل قالها القلب واعتقدها وكانت فيه أم لم تكن فيه بل جرت على اللسان فحسب يعنى وأنت لست بقادر على هذا فاقتصر على اللسان فحسب يعنى ولا تطلب غيره) 2/ 104
ويقول في صفحة 107: (وقوله صلى الله عليه وسلم أفلا شققت عن قلبه فيه دليل للقاعدة المعروفة فى الفقه والاصول أن الاحكام يعمل فيها بالظواهر والله يتولى السرائر).
وقد بوب ابن مندة رحمه الله في كتاب الإيمان بابا سماه (ذكر ما يدل على أن قول لا إله إلا الله يمنع القتل) وذكر فيه حديث أسامة هذا ليدل على أن من أصول أهل السنة اكتفائهم بما ظهر , وأنا عجبي ممن ينتظر إجابة حول توبة صدام - رحمه الله - من أفكار وضلالات حزب البعث البائد, وهذا أمر لا يعلمه إلا العليم جل وعزَّ ..
وأنا أقول: من شاء أن يترحم فليفعل وهو مأجور إن شاء الله لدعوته لأخيهالمسلم بظهر الغيب وترحمه عليه, ومن رأى التوقف فليفعل لكن لا يحكم بما لا سبيل له بعلمه, مما اختص الله به ..
الرجل كان على ما كان عليه مما لا يخفى على أحد مما حثنا رسول الله على عدم ذكره لأنه ليس من المحاسن ,وأنا لا أدافع عنه بقدر ما أقرر مسألة شرعية خطيرة ربما تدخل في التألي على الله تعالى, فعلينا الظاهر وما خفي فأمره إلى الله و سيما وأننا لا زلنا في دائرةالتكليف والامتحان , وبعضنا لا يدري على أي ملة يقبضه الله, فعلامَ الاطمئنان
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[04 - 01 - 07, 08:39 م]ـ
جزى الله الشيخ أبا زيد الشنقيطي خيرا، الرجول ختم بكلمتي الشهادة، والنبي صلى الله عليه وسلم قال: "من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة" ...
ومعلوم أنه لا يوفق لذكر الشهادتين عند الموت إلا من وفقه الله تعالى وثبته، والحق تعالى يقول: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}، قال العلماء رضي الله عنهم: في الحياة الدنيا: النزع، وفي الآخرة: عند سؤال القبر. فجعل الحق تعالى من ثبت على ذكر الشهادتين عند الموت مؤمنا، فمن يستطيع سلب الإيمان عنه بعد أن وصفه به الله؟ ...
نعم، ما فعله في حكمه، لا نقره على كثير منه، خاصة الحكم بغير ما أنزل الله، ولكن العبرة بالخواتم، وربما له عمل بار تقبله الله فأحسن به عاقبته ولا ندريه ... والله أعلم ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/370)
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[04 - 01 - 07, 09:52 م]ـ
اخي ابو زيد بارك الله بك انا قلت نحتاج لعالم او على الاقل طالب علم متمكن لتفصيل المسألة
اخي الحبيب قد يرد على كلامك بسهولة وهو ان ماقالته انت صحيح لكن في حالة الكافر الاصلي
اما المرتد فهنا السؤال؟
مثال لو ان قبوري مشرك بالله مات وقبل الموت تشهد هل نقول تاب ام نطلب منه التوبة من عبادة القبور؟
صدام كان بعثي وهو يقول لا اله الاالله مليون مرة فهل تنفعه في حينها. لااله الا الله لها شروط
اقول هذا ليس من باب الجزم بالامر ولكن بجد نحتاج الى قول فصل.
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[04 - 01 - 07, 09:59 م]ـ
قال ابن قدامة رحمه الله في المغني كتاب المرتد:" وإن ارتد بجحود فرض لم يسلم حتى يقر بما جحده , ويعيد الشهادتين لأنه كذب الله ورسوله بما اعتقده وكذلك إن جحد نبيا أو آية من كتاب الله تعالى أو كتابًا من كتبه , أو ملكًا من ملائكته الذين ثبت أنهم ملائكة الله أو استباح محرمًا فلا بد في إسلامه من الإقرار بما جحده".
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[04 - 01 - 07, 10:00 م]ـ
قال الإمام النووي رحمه الله في كتاب الردة:" قال البغوي إن كان الكافر وثنياً أو ثنوياً لا يقر بالوحدانية فإذا قال لا إله إلا الله حكم بإسلامه ثم يجبر على قبول جميع الأحكام وإن كان مقراً بالوحدانية منكراً نبوة نبينا صلى الله عليه وسلم لم يحكم بإسلامه حتى يقول مع ذلك محمد رسول الله فإن كان يقول الرسالة إلى العرب خاصة لم يحكم بإسلامه حتى يقول محمد رسول الله إلى جميع الخلق أو يبرأ من كل دين خالف الإسلام وإن كان كفره بجحود فرض أو استباحة محرم لم يصح إسلامه حتى يأتي بالشهادتين ويرجع عما اعتقده"
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[04 - 01 - 07, 10:04 م]ـ
لاحظ كيف ان الامر صعب جدا والله مُحير جدا.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[04 - 01 - 07, 10:29 م]ـ
أبو حمدان بارك الله فيك أرجو أن تترك التشتيت وتناقش في جزئية معينة (حبَّة حبَّة) أنت الآن حكمت على الرجل بعينه بالكفر وهذاعندنا معاشر أهل السنة والجماعة أمرٌ خطيرٌ له ضوابطه وشروطه التي لا تخفى على طالب علم ..
فأنت محتاج جداً إلى التسليم لك بردته قبل سقوط حكمه السياسي الغاشم حتى ينطبق ما أوردته من كلام العلماء في مسألة لا علاقة لها بمسألتنا, ثمَّ إن ما أوردته ليس من عمل أفراد المسلمين وعامتهم مثلي ومثلك بل هو من عمل القضاة وولاة الامر, وليت شعري من ذا الذي تريده أن يستتب صدام في معتقله ,هل هم الروافض أم الأمريكان .. ؟؟
قول ابن قدامةرحمه الله:
(وإن ارتد بجحود فرض لم يسلم حتى يقر بما جحده , ويعيد الشهادتين لأنه كذب الله ورسوله بما اعتقده وكذلك إن جحد نبيا أو آية من كتاب الله تعالى أو كتابًا من كتبه , أو ملكًا من ملائكته الذين ثبت أنهم ملائكة الله أو استباح محرمًا فلا بد في إسلامه من الإقرار بما جحده)
وقول النووي رحمه الله: (وإن كان كفره بجحود فرض أو استباحة محرم لم يصح إسلامه حتى يأتي بالشهادتين ويرجع عما اعتقده)
هل من الممكن أن تمثل لنا عليه بمثال ثبت عندك باليقين الذي لا يدع مجالا للشك, لو سمحت .. ؟؟
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[04 - 01 - 07, 10:53 م]ـ
اخي ابو زيد بارك الله بك
اولاً انا لم احكم بكفر صدام في كلامي السابق ولا اعلم اين وجدت هذا في كلامي.
ثانياً من كفر صدام بدليل شرعي معتبر واعتقد ان صدام مات على الكفر فهذا ليس بالامر الخطير (لان الاصل في صدام قبل سقوط حكمه الكفر (الردة) وبها افتى الشيخ ابن باز رحمه الله)
وانا لاانكر عليه وكذا الحال فيمن قال بأسلامه علما ان صدام مات كافرا او مسلما ولاثالث لهما.
ملاحظة مسالة الحكم على صدام مهمة جداً لان لها تبعات كالارث والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين وغيرها.
ثالثاً مسألة الاستتابة غير مسألة انزال الحكم على المعين وانا اتفق معك من يستتب صدام الكفرة
الامريكان ام الروافض.ولو استتابه المسلمون لما حرنا في امره.
رابعاً قول النووي واضح جداً وهو ان كفر بجحود فرض كالصلاة او الزكاة او اي فرض او استباحة محرم كالزنا او الربا لم تصح توبته فقط بالشهادتين بل عليه الرجوع عن اعتقاده كذلك وهؤلاء هم المرتدون.
اخي الحبيب بارك الله بك وأسأل الباري ان يعلمنا انا وأياك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/371)
ـ[أبوعبدالله بن محمد بن عبدالله]ــــــــ[04 - 01 - 07, 11:18 م]ـ
بيان الشيخ البراك حول صدام حسين
غير مأسوف على صدام، وقد أفضى إلى ماقدم
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
أما بعد:
فمن المعلوم أن صدام أحد قادة حزب البعث العربي والمعروف أن حزب البعث يقوم على مبادئ جاهلية وإلحادية وكان أمين الحزب ميشيل عفلق النصراني ولم يُعلم أن صداما أعلن براءته من حزب البعث بعد احتلال الأمريكان للعراق ولا قبل ذلك.
وأما ما يتظاهر به من الإسلام والنطق بالشهادتين؛ فلا يكفي؛ فإن كثيراً من الملاحدة المنتسبين إلى الإسلام يتكلمون بالشهادتين ويتمسحون بالإسلام.
وعلى هذا فنفوض أمر صدام إلى الله ولا نحكم عليه فيما بينه وبين الله؛ ولا نترحم عليه؛ ولا نصلي عليه لو قُدم للصلاة عليه؛ لأن كل ما أظهره لا يدل على انتقاله عما كان عليه وما اشتهر به من زعامته لحزب البعث والإيمان بمبادئه.
، وأما الذين قتلوه فهم الصليبيون والرافضة، وعداواتهم له سياسية.
وكذلك يعاديه الرافضة من جهة انتسابه لأهل السنة
وأما اختيار يوم العيد لقتله يظهر أنه مضاهاة لقتل أميرٍ من أمراء دولة بني أمية وهو خالد القسري للجعد بن درهم _ إمام المعطلة _ حيث قتله يوم عيد الأضحى وقال: ضحوا تقبل الله ضحاياكم فإني مضحي بالجعد بن درهم فإنه يزعم أن الله لم يتخذ إبراهيم خليلاً ولم يكلم موسى تكليماً، فنزل من المنبر فذبحه .. والرافضة تُوالي الجهمية المعطلة ولهذا اعتنقوا مذهب المعتزلة.
فنحن أهل السنة غير آسفين على قتل صدام فمثله مثل غيره من الزعماء الذين يحاربون الإسلام ويتشدقون بالإسلام، و يظن النصارى والرافضة أن في قتله مراغمة لأهل السنة، وهم واهمون في ذلك.
وإطاحة الأمريكان بدولة صدام ومعاونة الرافضة لهم، من عقوبة الله للظالمين بالظالمين وقد يُسلَّط على الشرير من هو أشر منه .. ونسأل الله سبحانه أن يعز الإسلام والمسلمين وأن ينصر المجاهدين في العراق وفي كل مكان ..
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=4069&Itemid=25
ـ[أبوعبدالله بن محمد بن عبدالله]ــــــــ[04 - 01 - 07, 11:20 م]ـ
نهاية صدام وقفات ودروس وعبر
الحمد لله معز من أطاعه ومذل من عصاه، قاصم الجبابرة والمتكبرين، ومذل الظالمين، والصلاة والسلام على أشرف رسله و خاتم أنبيائه محمد السيف البتار والسراج الوهاج وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:
فلقد تناقلت وسائل الإعلام صباح هذا اليوم، يوم عيد الأضحى، خبر قتل صدام حسين شنقا على إثر محاكمة أقامتها حكومة الاحتلال العراقية (العميلة) في ظل قوات الاحتلال الأمريكية والسيطرة الصفوية.
وللناس من هذا الحدث مواقف شتى؛ تبعاً للزوايا التي ينظرون من خلالها إلى هذه القضية، وبالنظر إلى اعتبارات دون أخرى، مما قد يعطى تصوراً منقوصاً، وحكماً غير موفق على هذه القضية.
والذي أراه أنه يجب التأكيد على عدة أمور، وأخذها بعين الاعتبار قبل الانتهاء إلى أي موقف، أو الوصول إلى أي نتيجة، فأقول وبالله التوفيق:
أولاً: المسلم في نظره لما يحدث حوله من أحداث، وما يترتب عليها من نتائج، وفي حكمه على من يكون طرفاً فيها، إنما يقيس بمقاييس الشريعة، ويزن بميزان الدليل من الكتاب والسنة، مع استقصاء الحقائق الميدانية والمعطيات الواقعية، وإن اعتبار أي ميزان غير ميزان الشرع المبني على التصور الكامل للمسألة كفيل بأن تطيش بصاحبه الأحلام، وينتهي إلى نتائج مضللة خادعة.
ثانياً: عرفنا صدام حسين قديماً، حين كان يحتفي به الناس، ويعدونه زعيماً عربياً ومثالاً يسيرون وراءه، عرفناه يعلن الحرب على الإسلام، فيقتل علماءه ويضيق على دعاته ويحاول طمس معالمه في بلاد الرافدين؛ لصالح دعايات القومية العربية والبعثية الاشتراكية، حتى خلا البلد من العلماء إلا النزر اليسير، وغيب الشعب العراقي عن حكم الإسلام طوال عقود. والرجل لم يعلن براءته من حزب البعث في يوم من الأيام إلى أن قتل، ولكن من العدل أن نشير إلى وقوفه بحزم أمام المد الصفوي الفارسي و كيف خاض من أجل ذلك حرباً ضروساً، مما زاد من حنق الرافضة وأخر تنفيذ مخططهم عدة سنوات.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/372)
ولكنه ـ بطريقته في الحكم، وسياساته الطائشة، وسيره وراء غايات حزبية وشخصية ـ قاد بلده إلى الدمار، وانتهى بشعبه إلى الفقر، رغم أن العراق مليء بأعظم الثروات كالنفط والزراعة وغيرها، حتى انتهى الأمر بالعراق إلى أن يصبح بلداً محتلاً في ظل الاحتلالين الصهيوني الأمريكي، والصفوي المجوسي.
أما فيما يتعلق بحاله ومواقفه الشخصية في آخر حياته فلن نتحدث عنها إذ لا نعلم بم ختم له، وقد قدم على ربه، فأمره إليه سبحانه وتعالى (وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً) (الاسراء:36).
ثالثاً: المحاكمة التي خضع لها صدام حسين محاكمة غير عادلة، فهي محاكمة صورية، نهايتها معلومة من بدايتها، يقوم عليها خصوم الرجل وأعداؤه؛ لذا فلم يكن ينتظر منها أن تسعى إلى إحقاق حق أو إبطال باطل، فهي محكمة متهمة، قام عليها متهمون، و أحاطت بها ملابسات عديدة، وأديرت بطريقة غير عادلة، وذلك بشهادة الغربيين أنفسهم فضلاً عن غيرهم من عقلاء العالم ومنصفيه.
رابعاً: انتشاء الاحتلال وأعوانه بقتل صدام إنما هو مظهر لمدى عجزهم، وقلة حيلتهم وتخبطهم في تحقيق غاياتهم. فليس في الأمر ما يدعو إلى الفرح، فالرجل من حين القبض عليه إلى حين إعدامه لم يكن يمثل شيئا ذا قيمة، ولم يكن يملك أي قرار مؤثر على الساحة العراقية منذ اعتقاله.
خامساً: مقاومة الاحتلال في العراق هي مقاومة إسلامية سنية، لم ترتبط يوماً بصدام، ولا بحزب البعث، ولا بغير ذلك من الدعوات الجاهلية؛ بل إن أهل السنة اليوم في العراق هم من يدفع الثمن باهظا بسبب سياسات صدام الجائرة وحكمه الظالم، لذا لن يكون للحدث أي تأثير على المقاومة،وسوف تستمر بإذن الله في جهاد الاحتلال ومناوئته، حتى يعود العراق عربياً إسلامياً، وترفع فيه راية الإسلام عالية خفاقة وإن بدا في ظاهر الأمر خلاف ذلك (فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لا يُوقِنُونَ) (الروم:60)، (وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لا يَعْلَمُونَ) (يوسف: من الآية21)
سادساً: هذا الحدث يظهر جرأة الرافضة، ومدى استئثارهم بحكم العراق والتصرف في شئونه؛ نتيجة تحالفهم مع الأمريكان، وسواء كان قتل صدام باتفاق مع الأمريكيين، أو بقرار رافضي صفوي فإنه دليل على عظم الخطر وفداحة الخطب.
سابعاً: اختيار حكومة الاحتلال الرافضية ـ في العراق ـ لتوقيت تنفيذ حكم الإعدام في صدام ـ سواء في الزمان أو المكان، يدل على مدى ما يضمره الرافضة الصفويون من عداء وحنق لأهل السنة في العراق، وفي أرجاء العالم الإسلامي كله. فهم يسعون ـ في محاولات مستميتة ـ لربط صدام بالسنة، وتحميلهم أخطاءه، وإظهار إعدامه على أنه انتصار للرافضة على أهل السنة، فقد اختاروا يوم الأضحى المبارك يوماً لتنفيذ الحكم، وهي لفتة مهمة تستحق التأمل، وتطرح تساؤلات واستفهامات، عن السر في هذا الاختيار من حكومة الاحتلال في بغداد.
ثامناً: لا يلزم أن نقف من الحدث أحد الموقفين، إما موقف الفرح وإما موقف الحزن، فكلا طرفاه ظالم لنفسه، وأمر صدام إلى الله لكن ما سبق من تاريخه لا يخفى والله اعلم بتوبته وما ختم له به، وإن حزنا فنحزن لا لمقتل صدام ولكن لما بلغه شأن الرافضة من تسلط وتشفي من أهل السنة.
تاسعاً: دروس من الحدث:
• نهاية الظالم مهما علا شانه وبلغ الذروة في التسلط (وَلا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) (ابراهيم: من الآية42) وقال تعالى (وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ) (الشعراء: من الآية227)
• على كل أولياء أمور المسلمين أن يعودوا إلى الله تعالى ويحكموا بشرعه ويسعوا لإعلاء كلمته قال تعالى (الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ) (الحج:41) وعليهم أن لا يرتهنوا لأعدائه فحينها سيكونون أدوات ترمى ويتخلى عنها حين ينتهي دورها (وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لا تُنْصَرُونَ)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/373)
(هود:113). والتاريخ المعاصر مليء بالشواهد والدلائل، وما قضية صدام إلا حلقة في المسلسل الطويل.
• أن من ربط أمره بالله ونصر دينه فإنه منصور بإذن الله سواء تغلب على أعدائه أم قتل شهيدا والانتصار هو انتصار المبادئ لا بقاء الأشخاص أو القيادات، وتأمل سورة البروج، وتذكر قوله تعالى (إِنَّا لَنَنْصُرُ رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ يَقُومُ الْأَشْهَادُ) (غافر:51).
• على أهل السنة في العراق أن يروا في الحدث واقع حال الرافضة ومدى ما بلغوه من أمر العراق ولذا
فيجب عليهم أن يقفوا صفا واحدا ضد الاحتلال الأمريكي والاحتلال الصفوي، فالاحتلالان يتفقان حينا ويختلفان أحيانا والمستهدف دوما هم أهل السنة حيث لايختلفون على ذلك، بل إن على أهل السنة في العالم كله وبالأخص في الخليج أن يدركوا أهداف الرافضة الصفويين في المنطقة كلها وأن يتخذوا الوسائل العملية الجادة لمواجهة هذا الخطر قبل فوات الأوان، وفي أحداث العراق عبرة للمعتبرين، وموعظة لأولي الألباب.
ومن أولى الواجبات لمواجهة هذا المد الفارسي المجوسي هو الوقوف مع إخواننا المرابطين في العراق، ودعم أهل السنة بكل وسائل الدعم الحسية والمعنوية فلا تزال الفرصة مواتية فأهل السنة صابرون مصابرون والمجاهدون مرابطون صامدون ويكبدون الأعداء الخسائر المتوالية مع ضعف إمكاناتهم وقلة حيلتهم، فإن تخلينا عنهم فلا نأمن عقوبة الله، لأن هذا ظلم عظيم وخذلان ظاهر وعقوبته عاجلة، كما جرت بذلك سنن الله في الكون. وقال سبحانه (وَتِلْكَ الْقُرَى أَهْلَكْنَاهُمْ لَمَّا ظَلَمُوا وَجَعَلْنَا لِمَهْلِكِهِمْ مَوْعِداً) (الكهف:59) وقال تعالى (فَهَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا سُنَّتَ الْأَوَّلِينَ فَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَبْدِيلاً وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّتِ اللَّهِ تَحْوِيلاً) (فاطر:43).
والله أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
وكتب/ ناصر بن سليمان العمر
البلد الأمين 10، ذوالحجة،1427هـ
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=4068&Itemid=25
ـ[ابو حمدان]ــــــــ[04 - 01 - 07, 11:33 م]ـ
جزى الله العلامة البراك خير الجزاء ووالله من اروع ماكتب كيف لا وان الشيخ البراك من الراسخين في العلم كلامه رائع وبعيد عن العاطفة وبصراحة كلنا هزنا موت صدام بهذه الطريقة وبهذا الوقت وبأيدي اعداء الامة.
ـ[محمدحجازي]ــــــــ[04 - 01 - 07, 11:36 م]ـ
جزاكم الله خيرا يا ابا عبدالله على هذا النقل النافع.
و هذا مقال مهم و مفصل عن حزب البحث لدكتور حاصل على الدكتوراة من جامعة الأزهر فى أصول الفقه.
حقيقة حزب البعث وتكوينه
د. طه جابر العلواني*
"حزب البعث العربي الاشتراكي" حزب ولد عام (1943م)، وقد يكون هذا الحزب هو الحزب الوحيد الذي ولد مجزءًا غير كامل الخلقة، ولدت نصفه الأول فئة متعلمة من مدرسي المدارس الثانوية في العاصمة السورية دمشق، وفي ثانوية محددة كانت تعرف في سنوات الحرب العالمية الثانية بـ "ثانوية التجهيز الأولى" ثم سميت بـ "ثانوية جودت الهاشمي" [ i] ولا ندري ما أسمها الآن. وكان هناك اتصال وتجاوب بين طلاب هذه الثانوية وطلاب ثانوية دمشقية أخرى هي "ثانوية عنبر" [ ii].
كان هناك أستاذ ثانوي هو – زكي الارسوزي – من أبناء لواء "الاسكندرون" قاد حركة مقاومة طلابية ضد تتريك اللواء المذكور. بعد أن درس الفلسفة في فرنسا. وتخرج فيها، واتصل بما كان الفكر الفرنسي يموج به في تلك المرحلة من أفكار، وقد انطلق بعد عودته إلى لواء "الأسكندرون" يدعو إلى "البعث العربي" الذي اعتبره الحل الوحيد لتحرر "لواء الأسكندرون" من احتلال فرنسا ومن دعاة التتريك في وقت واحد. ولم يلبث الارسوزي إلا قليلاً حتى صار أقرب ما يكون إلى مرتبة الزعامة الثقافية والسياسية في "اللواء السليب" كما كان يطلق عليه في أدبياته. وقد اضطر لمغادرته بعد أن الحق رسمياً بتركيا الجديدة. وغادره معه مجموعة من طلابه من أبناء اللواء المذكور إلى دمشق. وقد قدم الارسوزي نموذجاً من العمل السياسي لا عهد لدمشق به، فمن حيث الفكر كان فكره ثورياً فجرته عمليات الكفاح المتنوع لإبقاء لواءه جزءاً من سوريا لا من تركيا، والمحافظة على هويته العربية، وأكسبت قضية الاسكندرون فكره
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/374)
طابعاً عملياً متحركاً لم يكن متوافراً لمفكري ثانويات دمشق أمثال عفلق والبيطار. وكانت الفواصل في ذهن الارسوزي بين فكر الزعامات التقليدية وفكرة البعث العربي الذي يتخيله ويريده واضحة. فقد عاصر الرجل اليسار الفرنسي وتتلمذ على بعض رموزه وحاول توظيف جوانب من الفكر اليساري الفرنسي في التركيبة البعثية القومية بنجاح أغرى شباب ذلك الجيل ولفت أنظارهم إليه، فقد حول حصيلته الفكرية إلى إيديولوجية مثالية يمكن للمتعلمين الباحثين عن عقيدة للعمل والتنظيم تفصلهم عن مجموعات الشيوعيين والإسلاميين والزعامات التقليدية معاً أن تتبناها فانتشرت مدرسته الفكرية واشتهرت عام (1950) في أوساط الطلاب الذين وجدوا فيه مصدر الإيديولوجيا والزعامة وأساليب العمل القومي المنظم [ iii]. فاكتشفت الزعامات التقليدية الشامية والمدرسون الذين لم يكونوا قبل الارسوزي يواجهون منافسين لهم وزن مهم بهذا المستوى فبدأت عمليات تحجيمه ومحاصرته من هؤلاء جميعاً. فكل هؤلاء قد رأوا في هذا الغريب الطارئ على البيئة الدمشقية السياسية تهديداً.
أما ميشيل عفلق وصلاح البيطار فقد كان لهما أسلوبهما الخاص في تحجيمه بعد احتواءه ثم استهلاكه فكرياً. فقد دعى الرجلان الارسوزي للتعاون مع النواة التي شكلاها أو كانا يهيئان لتشكيلها "البعث العربي" وهي النواة التي حاولا أن يقنعاه بأنها انعكاس لأفكاره، وتعبير عن فلسفة التوافق معه، لكن الأمر لم ينطل على الارسوزي فبعد لقاءات محدودة معهما خرج ليتهم عفلق والبيطار بالتواطؤ مع المخابرات الفرنسية للإجهاز على حركته الناشئة، ورأى في شخصية عفلق وجهوده تحالفاً مع المخابرات الفرنسية لإجهاض حركة "البعث العربي" باسم "البعث العربي" كما كان له مثل ذلك الرأي في الزعامات التقليدية التي خضعت لمساومات المحتل الفرنسي وقبلت التعاون معه لإجهاض ثورات الشعب!! ومحاولاته لتحقيق التحرر الحقيقي، وراح الارسوزي يعقد الحلقات في بيته وفي المقاهي وفي الفصول التي يدرس فيها للتنديد بالزعامات التقليدية وبعفلق والبيطار واتهامهم - جميعاً – بالتواطؤ المكشوف مع قوى الاحتلال الفرنسي لإجهاض ثورات الشعب [ iv]، وقد كان رد فعل عفلق ضد الارسوزي عجيباً حيث تبنى عفلق أفكار الارسوزي في "البعث العربي" وانتحلها على أنها أفكاره، وصار يعبر عنها بلغته وطريقته، ويعتبرها "الإيديولوجيا القومية" التي ابتعث عفلق للتبشير بها والدعوة إليها. وحين نتابع المعارك الفكرية قديماً وحديثاً، ونحاول رصد أسلحة معارك "الكلمة والمعتقد" [ v] لا نرى سلاحاً أشد فتكاً بالأفكار من تبنيها بعد تفريغها من محتواها، و جعلها مجرد شعار لا مضمون له. وإذا بحثت عن المضمون من خلال الشعار أو شرحه قيل لك: إنه شعار ذو حرمة وقدسية لا نسمح لأحد بتحليله أو تفكيكه حتى إذا كان من أولئك الملتزمين به، لأن "تحليل" الشعار يفقده قدسيته، ويزيل عنه حرمته [ vi]. لأن عفلق يدرك أنه لو تم تحليل تلك الشعارات لبرزت الأفكار الكامنة فيها، والمرموز إليها بها، فيفقد عفلق صفة "الإبداع".
وهكذا كان عفلق والبيطار قد استوليا على فكر الارسوزي الذي أمد مجموعتهما بالأيديولوجيا وإمكانات الزعامة، وأجندة العمل القومي المنظم بحيث كان يتوقع أو يفترض أن ينطلق الحزب بين الجماهير ويبدأ مرحلة التفاعل مع قضايا الشعب والالتحام به، ولكنه بدل ذلك قد دخل - بشكل ملفت للنظر - عزلة لم يكن سهلاً عليه مغادرتها والخروج منها لولا أن الحظ السيئ للأمة العربية وافاهما بانتصار آخر، حيث انضم إلى فئتهما المعزولة تجمع آخر إقليمي كان يحمل عنوان "الحزب العربي الاشتراكي" وهو حزب حموي النشأة والانتشار كان يتزعمه أكرم الحوراني. وكان أهم أهداف ذلك الحزب هو مقاومة من سموهم بالإقطاعيين في حماة. والوصول إلى الحكم بأية وسيلة متاحة، ولذلك كان الحوراني يركز على وسيلتين أساسيتين عنده هما: العمل على تحريض الفلاحين ضد ملاك الأراضي، ومحاولة الوصول إلى عناصر عسكرية يمكن التأثير عليها، وتحويلها إلى أدوات في اللعبة السياسية [ vii]. وباتحاد مجموعة الحوراني مع مجموعة عفلق والبيطار ولد النصف الثاني من الحزب ليصبح "حزب البعث العربي الاشتراكي" يقوده الثلاثي عفلق والبيطار والحوراني [ viii] بكل ما يحمل ذلك الثلاثي العجيب من عقد ومركبات نقص ومطامع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/375)
وأهداف وعلاقات مشبوهة وغير مشبوهة.
لعل معرفة هذه الولادة العجيبة للحزب تثير أكثر من علامة استفهام!! وتنبه بشدة إلى ذلك المناخ الفكري والسياسي المضطرب. فقد ولد في سنوات الحرب العالمية الثانية وفي ظل احتلال الجيوش البريطانية، وبقايا القوات الفرنسية لقلب العالم العربي، وعلى أيدي قادة تحيط بهم الشبهات من كل جانب، ولا يخفى عجزهم الفكري والجهادي على متابع لتلك الفترة الدقيقة الحرجة من تاريخ سوريا ولبنان والمنطقة. إضافة إلى أن المرحلة كانت مرحلة ارهاصات سبقت بقيام إسرائيل وولادتها- التي لم يكن يخفى على قادة النظام العالمي– آنذاك – ضرورة تهيئة المنطقة لاستقبال ذلك الوليد الطارئ وتبنيه، وضمه إلى "أسرة حاضنة" هي "أسرة الشرق الأوسط الجديد أو الكبير".
وإذا كانت تركيبة القيادة بالشكل الذي وصفنا فإن تركيبة الحزب – كلها – لا تقل عنها عجباً في إثارة الشكوك والتساؤلات عن تلك القيادة الثلاثية، فقد ضم "حزب البعث" في صفوفه الأولى غالبية من أبناء الأرياف الذين انتقلوا من القرى والأرياف إلى مراكز المحافظات التي تتوافر فيها المدارس الثانوية لمواصلة الدراسة، وكانت الخلايا الأولى للحزب تستقطب أبناء طوائف معينة "فاللوائيون" أو أبناء "لواء الاسكندرون" الذين استطاع عفلق أن يستقطبهم حوله - بعد محاصرة الارسوزي - وهم من اتباع الارسوزي سابقاً، كانوا ينتمون إلى الطائفة "العلوية" فصار هؤلاء دعاة للحزب بين أبناء طائفتهم من شباب جبال العلويين ليجندوا دعاة آخرين للحزب من أبناء ثانويات اللاذقية والساحل.
وكان لعفلق صلات عائلية بحكم انتمائه إلى عائلة نصرانية تسكن حي "الميدان" في "دمشق" وتتعامل مع الجنوب – أي حوران وجبل العرب "الدروز" – ولها صداقات مع بعض الأسر الدرزية سرعان ما وظفها للوصول إلى طلاب الثانويات الدروز في دمشق والسويداء مركز محافظة جبل العرب، وقد تحددت بنية الحزب منذ البداية بطبيعة البنى الاجتماعية التي انحدرت منها تلك العناصر الحزبية الأولى: فكانت بنية ريفية من نوعية أنصاف المتعلمين من طلاب بالدرجة الأولى ثم أساتذة وموظفين. ومن جذور طائفية محددة؛ تأتي بالدرجة الأولى منها الجذور العلوية، ثم الدرزية، فالإسماعيلية، فالمسيحية. وقد ترتب على ذلك أمور كثيرة [ ix].
مصادر فكر حزب البعث:
مصادر فكر "حزب البعث" محدودة جداً، ولذلك فإن البعثي الذي يريد أن يحمل صفة "مثقف" لابد له من تجاوز ثقافة الحزب ومصادرها والبحث عن الزاد الفكري والثقافي في مجالات أخرى خارج مصادر فكر الحزب وثقافته؛ إذ أن مصادر فكر الحزب وثقافته الرسمية لا تتجاوز:
1 - مجموعة أحاديث وكلمات مرتجلة بدون إعداد مسبق يلقيها عفلق، أهمها ما كان قد ألقاه خلال السنوات الأولى لتأسيس الحزب على شباب "الطلائع الأولى للبعث" وهي التي حولها الحزب إلى كتب تحمل عناوين جذابة إضافة إلى اسم المؤلف مصدراً بلقب "القائد المؤسس".
2 - مجموعة مقالات عفلق والبيطار الافتتاحية السياسية لجريدة الحزب في الفترة التي سبقت انقلاب حسني الزعيم عام 1949، وكانت تلك المقالات مكرسة لتوجيه النقد السياسي الساذج لمظاهر الحكم الوطني الذي أعقب جلاء الفرنسيين عام 1946.
3 - منشورات الحزب ضد الحكومات السورية المتعاقبة بعد الجلاء، وكلها من إعداد عفلق، والبيطار ويساعدهما بعض شباب الحزب.
4 - مجموعة مقالات مترجمة في الفلسفة والأدب والسياسة لبعض المفكرين الفرنسيين اليمينيين واليساريين.
5 - بعض كتب حررها بعض كتاب الحزب الذين كانوا مرضياً عنهم من عفلق في تلك المرحلة، منها كتابات منيف الرزاز وعبد الله عبد الدايم.
ولذلك كانت قيادة الحزب تكثر من إحالة الأعضاء على تراث لا ترى بأساً به لسد ذلك الفراغ. وكان بعض الأعضاء يحاولون البحث عن زاد ثقافي بأنفسهم، فقد يقبل بعضهم على الدراسات الماركسية أو الدراسات التي تناولت قضايا العرب قبل الثورة العربية في (9 شعبان) وما بعدها. ولذلك كان من الصعب أن يقال: إن الحزب قدم لأعضائه ومناصريه دليل عمل فكري واضح أو غامض" [ x]. ومع كثرة أحاديث البعثيين عن الثقافة لكن الحزب كان بدون ثقافة [ xi]. والذين يسمون بـ "مثقفي الحزب" ليسوا أكثر من مجموعة من حملة الشهادات، (وللحزب طريقته الخاصة في تزويد بعض أعضائه بالشهادات والرتب). ومنذ أن ولد
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/376)
الحزب وحتى اليوم لم يستطع الحزب أن يقدم نفسه على أنه صاحب مدرسة فكرية، كما لم يستطع أن يقدم برنامجاً عقائدياً واضحاً. فالحزب في نظر عفلق مهمته أن يشق الدرب لا أن يعبده لسالكيه، فالمهم أن تعلن أهدافاً تحسن اختيارها وتنادي بها، وتحولها إلى شعارات يسهل على الجماهير حفظها وترديدها والمناداة بها مثل "أمة عربية واحدة ذات رسالة خالدة" "الطليعة" "البعث" "الأصالة" "قدر الأمة" "الموضوعية" "المرحلة التاريخية" "اللحظة التاريخية" "الوحدة" "الحرية" "الاشتراكية" "المؤامرات الاستعمارية" "العوامل السلبية" "الثورة" "إجهاض الثورة" "العنف الثوري" "الطهر الثوري" العهر الثوري" وتأخذ خطابات وأحاديث عفلق وتلامذته توكيدات على كل ما يطرحه الحزب وكأنها أركان إيمانية متلازمة "فلا بد من الوحدة ولا بد من الحرية ولا بد من الاشتراكية" وكل هذه "اللابدات" غير قابلة للتعليل ولا للتحليل ولا للمناقشة ولا للتقديم ولا للتأخير، فالحديث عن هذه العلاقات محرم [ xii]، وجيلنا لا يزال يتذكر اختلافات الحزب مع عبد الناصر على تقديم الحرية على الوحدة أو العكس في الشعارات المطروحة.
أما الإحالات فقد أبدع القائد المؤسس فيها، وحين نقرأ أدبيات الحزب وخاصة ما كتبه عفلق نجد أن في ذهن الرجل نموذجين مثاليين. النموذج الأول: هو صورة المجتمع الغربي "الفرنسي خاصة"، والنموذج الثاني هو: نموذج العربي الجاهلي ذي العرق النقي والخيال الخصب والشعر والفروسية. ولأنه لا يستطيع التصريح بهذا النموذج المركب العجيب الذي يجمع بين جاهلية العربي الجاهلي، والنموذج الفرنسي المتقدم بقدرة خيالية عجيبة فانه كان يفضل اختزال الأفكار إلى شعارات وعبارات خطابية يرفض البحث في معانيها. ولا يسمح لأحد بتحليلها أو مناقشتها حتى لو كان من قادة الحزب.
إنه يصر على ترديد كلمة "البعث العربي" تاركاً لكل أحد أن يفهم منها ما يشاء وما يريد، إذ يكفي عنده أن يردد كلمة كهذه تستدعي جملة كبيرة من الإيحاءات لا حصر لها تمتد فيما بين الدنيا والآخرة، ولكن ما الذي يريده القائد المؤسس؟ هل هو بعث الماضي العربي أو التاريخ العربي؟ وما الذي يراد له أن يبعث منه أهو الجاهلية – التي يصفها بالنقاء العرقي – أم الإسلام أم شيء آخر يؤلفه من بينهما؟ أم ماذا؟ هذا ما يطوي عفلق عليه جوانحه، لأنه في نظره أكبر من أن تحتمله العقول التي لا تحمل عبقرية مثل عبقريته.
وهكذا شأنه مع سائر الشعارات والمصطلحات التي تم طرحها: غموض وإبهام، مع طنين ورنين، واحتمالات لا تنتهي، وأما إصراره على عدم تحديدها فذلك لأن القائد المؤسس يدرك أن فهم الأطروحات والشعارات يقود إلى البحث عن أصولها وجذورها، ويحمل على المطالبة بالتدليل عليها، وقد يؤدي إلى رفضها، وطلب البدائل عنها. وفيلسوف الحزب لا وقت لديه لهذا الصداع فليطرح ما يشاء، وليخف وراء ذلك من المعاني ما يريد، ثم يستأثر – وحده – بتحديد المراد إذا شاء ووقت ما يشاء، لأن المعاني – كل المعاني – في بطن القائد المؤسس. ولا زال جيلنا يذكر أن الرئيس الراحل عبد الناصر بعد لقاءاته بعفلق في محادثات الوحدة خرج يقول للناس في خطبة معلنة "الأستاذ بتاعهم ما اقدرتش أفهم منه غير يعني يعني يعني، كل كلمة يقولها يردد بعدها يعني يعني يعني وبعدين ما تفهمش يعني أيه"!!.
وقد كان عفلق حين تبنى دعوات عبد الناصر وأيد سياساته يستهدف ركوب الموجة لتحقيق وحدة مستعجلة، يمكن فكها في أقل من الوقت السريع الذي أبرمت فيه، كما أنه كان يظن أنه سيكون قادراً على التأثير في عبد الناصر بذات المستوى الذي أثر فيه على الضباط السوريين، وبذلك يجير عبد الناصر وشعبيته ومكانته، وما كان له من أمجاد في تلك المرحلة لصالح ذاته وحزبه. ولما رأى من عبد الناصر غير ما كان يتوهم سرعان ما نبه الخلايا النائمة للحزب الذي كان قد وافق على حله، نبه تلك الخلايا إلى خيبة أمله في عبد الناصر وضرورة النهوض بالحزب من جديد، والتخلي عن عبد الناصر. وإذا بعفلق يضحي بالوحدة وينضم ومن كان معه من عسكريين ومدنيين إلى خصوم لها، يتآمرون لفكها حتى حققوا الانفصال.
ذلك مفهوم هذا الحزب وبناؤه التاريخي، والمصادر الساذجة لفكره، أما فلسفته ومذهبيته إن جاز أن نطلق عليها فلسفة ومذهبية فتتلخص فيما يلي:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/377)
فلسفة "حزب البعث العربي الاشتراكي" ومذهبيته:
يقول ليونارد بايندر [ xiii]: " يمثل عرض عفلق للفكرة القومية من منظوره البعثي خليطاً من الفلسفات الغربية الشائعة، فهو يأخذ من هيردر [ xiv] مقولته: "أن لكل أمة رسالة خاصة بها، عليها أن تؤديها، وأن في وسع كل أمة أن تسهم عن طريق هذه الرسالة في تحقيق الانسجام العالمي"، ويضمَّن عفلق عرضه – أيضاً - تأكيد هيجل على التاريخ وعلى الوجود القومي فيه، لكنه يستعيض عن جدل هيجل المنطقي، بمفهوم "الحلقة التاريخية" في الصعود والهبوط. وتظهر في كتابات عفلق– أيضاً - نظرية ماركس في الصراع الطبقي، كما يضمنها تأكيداً كبيراً على الأساس الاقتصادي للسياسة، ولكنه يرفض "الحتمية" التي تبناها ماركس، كما يرفض "التفسير المادي" رفضاً كاملاً. وكانت الاشتراكية التي تبناها عفلق جزءاً من فكرته القومية البعثية. تماماً كما كانت صهيونية بورسوف جزءاً من اشتراكيته، وأخيراً نجد في كتاباته شيئاً من "المذهب الحيوي" الذي نادى به برجسون" [ xv].
ويشرح بايندر كيف قام عفلق بانتقاء وتلفيق مركب مذهبيته من هؤلاء الأربعة: فيقول: "ومن المفيد إلقاء بعض الضوء على نظرية عفلق القومية البعثية ما دام بصياغته هذه يكاد يخلو من المعنى (على حد تعبير الكاتب)، وقد أخذ من هيجل مذهبه بعد تطويره. فالمذهب الجدلي عند هيجل فحواه: أن الحياة العقلية منفصلة تمام الانفصال عن التاريخ الواقعي، ولذلك استعاض عنه بمفهوم "الحلقة التاريخية في الصعود والهبوط" وهذا المفهوم يمثل رؤية عفلق للتاريخ العربي وتمثيله بحلقات يبلغ فيها أوج مجده ثم ما يلبث أن يتردى إلى الحضيض، والمعيار لديه في هذا الارتفاع والانخفاض، هو نقاء العنصر باعتباره المقياس الوحيد، ويلعب تفسيره هذا للتاريخ دوراً أساسياً في نظريته القوميّة البعثّية، ولذلك عارض التفسير المادي للتاريخ.
وبتلك التعبيرات والنظريات الملفقة المزيج عن "القومية العربية البعثية" استطاع عفلق أن يصوغ مذهبية الحزب بعد أن انتقى من تلك الأفكار انتقاءًا بحيث لواها كي تلتئم في نسيج واحد للتعبير عما أراده، فلقد لفق وطرح تصورات وحذف أخرى وحوّر وحرّف فيما حذف وفيما أخذ، نعم إنه فعل، ولكن في مثل هذا المجال، وهو مجال فلسفي هل يحق للفيلسوف أن يعرَّف الشيء أو الحدث كما يريد أو يتصور؟ جواب عفلق: نعم، ولذلك تبنى عفلق هذه الفكرة وهي:"أن الفكر يتصلب فيعند، ومن يعند ينتهي إلى أن يلوي الأشياء، وفقاً لفكرته بدلاً من تنظيم فكره وفقاً للأشياء" [ xvi]، ولذلك فإن القائد المؤسس قد لوى عنق الفكر القومي كله ثم الفكر الإسلامي كله ليقدم لمن يغتر بفكره من أنصاف المتعلمين تلك الخلطة العجيبة المتنافرة من الأفكار.
حتمية الانتماء إلى البعث:
تتلخص رؤية عفلق في النظرية القومية البعثية أن مرحلة الانحطاط التي عاشها العرب في عصر تأسيس الحزب ولا يزالون يعيشونها في الوقت الراهن جعلت كثيراً منهم لا يفهمون حقيقة أنفسهم ولا حقيقة قوميتهم ولا يدركون في الحقيقة هويتهم، فصاروا غير مدركين أنه ليس أمامهم مجال لاختيار أن يكونوا غير بعثيين، لأن القومية العربية البعثية موجودة فيهم من غير أن يكون للإنسان العربي دخل في تقبّله الإيجابي والاختياري لها [ xvii]، لأنها يعني "القومية العربية البعثية" شبيهة باسمه أو صورته، فهي جزء ثابت وفطري في ماهيته نابت فيه حتى قبل مولده، وكما أن من العبث أن يضيع الإنسان حياته في التألم، لأنه لم يولد في أسرة غير أسرته، أو يحمل صورة غير صورته، فإن من العبث أن يحاول تحرير نفسه مما يربطه بأمته أو يشده إليها، ويكرر القائد المؤسس هذا المعنى في أكثر من كتيب من كتاباته [ xviii].
رفض عفلق التحليل واعتماد الرؤية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/378)
ومن هذه الرؤية يعتقد أن مسألة القوميّة البعثيّة لا تحتاج إلى تحليل مقوَّماتها أو عناصرها، فهي بديهيّة أوليّة لا تحتاج إلى برهان، فكأنها من البديهيات أو مسلمات ما قبل المنهج، وهو في هذا يأخذ عن برجسون قوله: "إن التحليل إنما هو تفكيك للأشياء إلى عناصر ثابتة، غير أنه تفكيك لن يفضي إلا إلى عالم مجرد أجوف" [ xix]. ويصف عفلق "التحليل" بأنه يعري الأمور من لحمها ودمها، ويقود إلى عدم الدقة، وإظهار المتناقضات بمظهر المتشابهات، وتحويل الحقائق إلى مجرد كلمات [ xx]، فكلاهما هنا عفلق وبرجسون يرفضان الاستقراء والاستنباط ويعتمدان "الرؤية" لأن الرؤية- في نظرهما - تنفذ إلى الأشياء دون وسيط، وما هو أوّلى لا يحتاج إلى برهان، خلافاً لما هو نظري أو كسبي – عند عفلق – أما الأولى فهو نقطة البداية لأي برهان [ xxi]، وعندما يرفض عفلق "التحليل" فإنه من الجهة الأخرى يتمسك بـ "الأيديولوجية".
الحزب هو الأمة:
يقول عفلق: "الأمة ليست مجموعة عدديّة وإنما هي أيديولوجيّة تتجسدّ في تلك المجموعة أو جزء منها [ xxii]، والجزء المقصود من المجموعة هو طلائع الأمة العربية أي "الحزب" الذي يقع على عاتقه عبء تعبئة الأمة وراء الفكرة القومية البعثية وقيادتها في أداء رسالتها الخالدة. وهنا يصبح الحزب هو الأمة، ودور الأمة لا يعدو أن يكون في جعلها تنكبّ على متابعة فكر الحزب صماً وعمياناً في حالة تقليد ومتابعة لا تبالي إذا كانت تلك المتابعة تحدث للأمة قناعة بذلك الفكر أو لا تحدث.
ويعلق ليونارد على ذلك بقوله: "ليس من العسير أن يكون وراء هذا الرأي إيمان بالجماعية الصارمة ونزعة سلطوية ترغم الناس على الحرية!! أو تجبرهم على إدراك مصائرهم الصحيحة مهما كانت معتقداتهم الواعية، فالمشكلة في رأيه مثل كل شيء حملُ العربيّ على الإحساس بطبيعته الأصلية، فهو يفترض القبول على أساس الإيمان" [ xxiii].
إن عفلق وضع تصوراً جديداً للفكرة القومية البعثية ينسجم والمذهب القومي الخاص بالبعثيين الذي صاغه باقتباساته المشار إليها، والواقع أنه توخى بذلك نقطتين مهمتين في العقيدة البعثية هما:
- إعادة صياغة فكرة القومية العربية البعثية لتكون إطار مناسباً للمذهبية وخصوصياتها، ولفصل البعثيين عن بقية الفصائل القومية، فلا تنطبق عليها انتقادات المسألة القومية بعامة، فهي مختلفة عن القومية الغربية في شقيها الماركسي والتقليدي من ناحية، وغلق الباب أمام تحليل القوميين العرب الذين وصفهم عفلق بالرجعيين الذين يقحمون الدين عنصراً أو مقّوماً من مقومات هذه القومية.
- وأكد أن الطليعة هي وحدها التي تعي قوميَّتها في مرحلة الانحطاط، وتستوعب قيمها، وقد ألهمت الإيمان بدور قوميتها إلهاماً، فهي تتولى قيادة ثورة البعث، وثورة البعث هي إجراء البذل الفطري والخلقي.
البعثيون وتبديل القيم العربية:
ولقد أجاب عفلق على سؤال عن ماهية البعث وأهدافه فقال: "إن الهدف هو تبديل القيم الاجتماعية للعرب، لذا فإنه هدف بعيد المدى، إذ أن الثورة يجب أن تتناول طريقة الناس في التفكير" [ xxiv] إضافة إلى الأفكار ذاتها.
الطلائع والقسوة والاستبداد:
لذلك فالطليعة من حقها أن تتحدث باسم المجموع، ولكي تقوم بدورها فإن على هذه الطلائع أن تحتفظ بحبها للجميع [ xxv]، وإذا قدر لها أن تقسو في معاملتها على الآخرين، فإنما تفعل ذلك رغبة منها في إعادتهم إلى أنفسهم، وعندما يقسو الآخرون عليها فإن هذا يعني أن هؤلاء ينكرون أنفسهم وينكرون ذاتهم، فإرادتهم الحقيقية مع هذه الطلائع وإن كانت خفية وكامنة، وإن ظهروا بمظهر الذين يعملون ضدها. إذن فإن هذه القسوة على الآخرين إنما هي من أجلهم فهي تحتفظ بحبها للجميع، وبذلك شرع عفلق للقسوة والاضطهاد واعتبر الطغيان مشروعاً للطلائع، لها الحق أن تمارسه على الأمة وفي مصلحتها، وذلك قد يفسر ظاهرة استخدام الفنانين والأدباء، شعراء وكتاباً، محامين وأطباء وطلبة، ومعظم مثقفي الحزب، للتنويه بالقسوة والاضطهاد والإشادة بهذا الحق، حق القسوة، بهدوء ولذة، ومن لم يستطع منهم الممارسة فليمتع نفسه بالفرجة على الضحايا. أما القسوة إذا صدرت عن غير الطلائع فهي وحشية وإرهاب حزبيّ يفعله قوم هم أعداء أنفسهم قبل أن يكونوا أعداء تلك الطلائع. وتلقى قضية الطلائع في عقيدة القائد المؤسس عفلق
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/379)
اهتماماً خاصاً، وخير ضمان لتقويتها - في نظره - هو الاحتفاظ بنقائها وصفائها وذلك برعايتها منذ عهد الطفولة وهي ما تزال بذوراً لم تلوثها البيئة الاجتماعية؛ خاصةً وأن الهدف البعيد الذي يتوخاه الحزب هو تبديل قيم العرب الاجتماعية وتغيير طريقتهم في التفكير، وإبدال أفكارهم بغيرها، بحيث تنتهي بإحلال أفكار الحزب محلها، ولذلك فإن التوجيه العقائدي ينبغي أن يتركز في الطفولة المبكرة ليؤدي ثماره.
قيم حزب البعث والجاهلية:
ولكن ما هي القيم الجديدة التي عمل عفلق وطليعته على تجسيدها في العراق الذي ابتلي بحكمهم؟ وما هي طريقة التفكير القومية البعثية الجديدة التي حاول "حزب البعث العربي الاشتراكي" إرساء دعائمها في العراق المنكوب؟ يتحدث مطاع صفدي في مؤلفه "حزب البعث" عن آراء عفلق: بأنها "تنصب على الوصف والمبالغة، وصف عظمة الأمة العربية، ورفعها إلى مستوى الوجود الخارق، وإضفاء مختلف القدرات الفردية والخطابية عليها، وتنزيهها عن أية مفسدة أو نقيصة، وقد مهد عفلق أذهان أتباعه للاعتزاز بمرحلة "الجاهلية" من تاريخ العرب خاصة، واعتبار هذه الجاهلية بمثابة الأصالة الكاملة للوجود العربي، والقائد المؤسس يبدو تلميذاً فاشلاً وهو يحاول إسقاط فكرة "العصبية" الخلدونية ويعبر عنها بأفكاره. وبالمقابل حاول فكر عفلق إضعاف المرحلة الإسلامية، ولو بطريقة غير مباشرة واعتبارها مرحلة تساهل أدت إلى خلط العرب بغيرهم وإضعاف بعض خصائصهم إلى حد كبير" [ xxvi]، ولذلك أعاد تفسير الإسلام، وفسره كما فسر القومية العربية تفسيراً بعثياً يتناسب وذلك التوجه.
فلم يكن لدى البعثي ما يتعارض مع انتمائه الإسلامي حسب ذلك التفسير حتى لو رفض الإسلام شريعة وعقيدة وتبنى الماركسية اللينينية بديلاً عنه، وتأمل قول شاعرهم:
آمنت بالبعث رباً لا شريك له وبالعروبة ديناً ما له ثاني
أو ما قاله شاعر بعثي آخر لصدام حسين:
تبارك وجهك القدسي فينا كوجه الله ينضح بالجلال
ويقول القائد المؤسس:"إن تأثر الشباب بالأدب والحماسة الشعرية والأساليب الخطابية المباشرة أقوى من تأثره بالدراسة الجادة"، فانطلق المثقفون الثوريون من الصفر في تاريخ أمتهم، ومازال تاريخ العرب مجهولاً حتى اليوم عند هؤلاء المثقفين البعثيين [ xxvii].
الحزب والثقافة الغربية:
لقد نقل عفلق تقليد الإعجاب بالثقافة الغربية إلى البعثيين، وأصبح الإقبال على قراءة "اندريه جيد" و"برجسون" أساساً عقائدياً، ويلاحظ أن الكاتب "مطاع صفدي" رغم أنه كان من قيادات الحزب لم يستطع فهم هذه النزعة وتفسير دوافعها، فهو يقول: "إن عفلق ينادي بالبساطة وبذلك يمنع التعمق، وينادي بالإيمان فيمنع التحليل والمقارنة، ولذلك صار الثوريون يأنفون من طرح الأسئلة حتى على أنفسهم، لأن ذلك – في نظر عفلق - يوحي بالتشكيك" [ xxviii] ولكن لو عدنا لفلسفة عفلق في "التاريخ وتفسيره للتاريخ العربي" وتناولنا مقولته: في أن التاريخ يتألف من حلقات تتراوح بين الصعود والهبوط لأدركنا على الفور أن تمجيده الحماسة والشعر والخطابة في الأدب لأنها كانت فعلاً بعض مميزات "الجاهلية" عهد ما قبل الإسلام، وأن إشاعته الثقافة الفرنسية، ودراسته فلسفة برجسون، لأن عفلق أخذ منه صياغة مذهبه في عدم الاعتراف بالتحليل. وبذلك يحقق عفلق عدة أهداف أولها: إحداث قطيعة بين الشباب العربي والإسلام والتراث الإسلامي، وتعويضهم عنه بالتراث الجاهلي، ثم العبور بهم من الجاهلية إلى ما انتقاه من فلسفة برجسون وهيغل وهردر وماركس. فالإسلام ملوم – في نظر عفلق – لأنه فتح الباب لخلط العرب بسواهم "ألم يكتب طلفاح "خال صدام حسين والقيم على تربيته" كتاباً يلوم فيه الخالق تبارك وتعالى لأنه خلق الفرس والأكراد والذباب". وأنه- سبحانه وتعالى - عمّا قال خال صدام علواً كبيراً كان مخطئاً في ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/380)
ويرى عفلق أن مرحلة العهد الجاهلي قد شهدت اتحاد العرب ووحدتهم الحقيقية في مجموعات عرقيّة متجانسة عبرت عن نفسها على الصعيد الثقافيّ في الشعر واللغة والخطابة، وتحقق المثال العربي الأصيل لفترة قصيرة في صدر الإسلام (وهي فترة بني أمية في نظره) ولكن لما انتشر الإسلام بين الشعوب غير العربية اختفت الفروق بين الأجناس، وفقد العرب إحساسهم بالوحدة القومية، وتبع ذلك مرحلة الضعف، وشرع العرب في إضاعة وحدتهم القومية. يعلق ليونارد على هذه الرؤية الجديدة في التاريخ العربي قائلاً:
"إن القومية – كما يفهمها عفلق - هي الأساس وإن عفلق يرى أن الدين هو الذي كان يقرر طبيعة الأمة العربية في وقت من الأوقات، ولكن هذا الاتجاه "المرجعية الدينية" أدى إلى كثير من المتاعب، فمن الواجب تطور الدين مع العروبة، فكلاهما – على حد تعبير عفلق - ينبعان من القلب العربي ويسيران طبقاً لمشيئة الله، لا سيما وأن الدين عبقرية الفكرة القومية البعثية، وفي هذا إنكار للوحي وللغيب وتكريس للرؤية الماركسية في وضعية الدين وبشريته، وتفسير "الوحي" بأنه انعكاس للمؤثرات المادية على دماغ ذلك الإنسان الذي يدعي بعد ذلك النبوة أو الرسالة بناءً على ذلك. فالدين – كما يفسره - ليس إلهي المصدر ولا وحي ولا نبوة ولا غيب في عقيدته البعثية، يمكن أن ينساب مع طبيعتها" [ xxix].
ويقول عفلق في كتابه "في سبيل البعث": "يجب أن لا تنغلق القومية أو الدين ضمن إطارات من التحديد الضيّق، كما حاول علماء الكلام أن يفعلوا في العصور السابقة، لا سيما وأن القومية العربية ترفض بعث الأمور التي لم يعد لها جدوى من أمور الماضي" [ xxx]. فهو كما تصرف في مفهوم "القومية" تصرف في مفهوم "الدين" ولعل القائد المؤسس بناءً على ذلك اختار أن يكنى "أبا محمد" فهو مسلم بمقتضى التفسير البعثي للإسلام.
البعث والشريعة الإسلامية:
إن حزب البعث يعارض آراء التقليدين والأصوليين معاً!! ولا يولي أهمية للشريعة الإسلامية في نظامه، ويرى أن تفسير الإسلام "أي من قبل العفلق" هو التفسير الصحيح، وأن نظرته إليه ترفض شيئاً اسمه "العقيدة أو الشريعة الإسلامية" كما يتجاهل النظم الإسلامية الأساسية كافةً، وكل ما بني عليها، والآراء المتعلقة بها، ويرى أن الإسلام ليس العامل الوحيد في تكوين أخلاق العرب الفردية، بل هو عامل من العوامل ذات الأثر السلبي– كما تقدم - وعموماً فإن عفلق لا يأخذ من الإسلام أية فرائض أو نظماً أو سنناً اجتماعية، ويرجع سائر المزايا التاريخية في المحيط العربي إلى القومية حسب تفسيره لها وفي المحيط الإسلامي إلى تأثير العرب، بحيث لا تنتفي صفة العروبة عن غير المسلمين ولا يستطيع المسلمون الآخرون من غير العرب أن يدعوا لأنفسهم أية ميزة تجعلهم في مستوى العرب، فإن هم فعلوا، كانوا خونة لقيمهم الإسلامية.
أما بالنسبة لرسول الله – صلى الله عليه وآله وسلم – فقد كتب القائد المؤسس كتيباً في ذكرى المولد مرة عنونه "ذكرى الرسول العربي" وفيه نزع عن رسول الله صفتي النبوة والرسالة، واعتبره زعيماً قومياً، وكان عهده تجسيداً لأمال العرب، وعلى كل عربي أن يجسد محمداً، وقد لخص عفلق رؤيته في النبوة والرسالة بذلك الشعار الذي لا يزال البعثيون يرفعونه باعتزاز "كان محمد كل العرب، فليكن اليوم كل العرب محمداً"!!.
يتبين لنا من هذا العرض الوجيز أن مفهوم الأيديولوجية للبعث العربي الاشتراكي إنما هو مسألة قومية وأن هذه القومية – بمفهومها البعثي - هي العرق العربي ونقاؤه ثم تخدم بقية عناصر المذهب البعثي هذا الغرض، ولكن نقاء العرق مسألة نسبية وظاهرية، وذلك يعني عدم إمكانية التحقق العلمي من صدق نقاء عرق ما خاصة في بلد مثل العراق.
إن الحزب بالرغم من ضجيجه العالي حول التنظير والفكر والمعرفة، والنظر الاستراتيجي لم يتعظ بما أعقب عناد الرئيس القائد وتهوره الأرعن في احتلال الكويت، ونسي سائر الدروس التي كان المفروض أن يأخذها منها، بل لم يستطع الحزب تحديد الحد الأدنى الذي لا يستطيع النزول عنه في مجالات التنازلات، فعرض التنازل عن كل شيء، إلا عن كرسيه لكسب الأمريكان، ولم يدرك أن ذلك لا جدوى منه. لقد قاد حزب البعث العراق والعرب إلى البوار والهلاك والدمار، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/381)
فهل يستطيع من أوتي مثقال ذرة من عقل أو حكمة أو دين أو رشاد أن يؤيد حزباً كهذا أو يربط مصير أية مجموعة بشرية به. وهل فقد "أهل السنة والجماعة" صوابهم ليؤيدوا نظاماً كالذي أقامه حزب البعث في العراق أو قيادة مثل قيادته؟ إنني أرى مجرد الظن بأن "أهل السنة" يمكن أن يفعلوا ذلك يمثل جهلاً بطبيعتهم وظلماً كبيراً لهم.
إن صداماً وزمرته والملتفين حوله من البعثيين قد ظلموا العراقيين بشمولية عجيبة، ولم يعدلوا بينهم إلا في شيء واحد هو توزيع الظلم والاضطهاد على كل العراقيين بكل طوائفهم ومذاهبهم وقومياتهم وسائر انتماءاتهم. وقد ثبت من عرضنا لنشأتهم ومعتقداتهم، أنهم لا دين لهم ولا مذهب إلا دين حزب البعث ومذهبيته، لذلك لم يبالغ شاعرهم حين قال:
آمنت بالبعث رباً لا شريك له وبالعروبة ديناً ما له ثاني
بعد هذا العرض الموجز لتاريخ حزب البعث ومذهبيته، هل يمكن أن يدعي من له مسحة عقل أن هذا الحزب سني، وأن نظام الحكم الذي أقامه ملطخاً بكل الطرق المشبوهة، هو نظام سني؟
--------------------------------------------------------------------------------
[ i] - مطاع صفدي، "حزب البعث: مأساة المولد ومأساة النهاية. بيروت: دار الآداب، أكتوبر 1964، وسوف نشير إليه فيما بعد بـ "حزب البعث".
[ ii] - حزب البعث، مرجع سابق.
[ iii] - حزب البعث، مرجع سابق، ص 65.
[ iv] - حزب البعث، مرجع سابق.
[ v] - هناك كتاب هام كتبه صلاح نصر (مدير المخابرات المصرية الأسبق) بعنوان "معركة الكلمة والمعتقد" عالج فيه ممارسات التعذيب التي تمارس لتغيير الآراء والأفكار والمعتقدات منذ عهد الفراعنة إلى عهده. وهناك أيضاً موسوعة أعدها الشالجي في ستة مجلدات عنوانها "موسوعة العذاب" وهي تصب في الإطار ذاته، وفي كل منهما نجد نماذج كثيرة لمصادرة حرية الرأي وحرية المعتقد.
[ vi] - يقول مطاع صفدي البعثي المؤرخ لحزب البعث: "تعتبر مأساة الارسوزي أول فضيحة كبرى في نشأة حزب البعث على يد عفلق الذي سرق طلائع الارسوزي وعقيدته الجديدة، وساهم في أبعاد هذا المفكر المناضل الفذ عن ساحة العمل الفكري والنضالي". راجع "حزب البعث، مرجع سابق، ص 66.
[ vii] - حزب البعث، مرجع سابق، ص 51.
[ viii] - حزب البعث، مصدر سابق، ص 52، وانظر: أوكار الهزيمة، هاني الفكيكي، بيروت: دار رياض الريس، 1997، ص 143.
[ ix] - لا نود الخوض في بيان الآثار الفكرية والنفسية والاجتماعية التي ترتبت على ذلك المركب، فقد تكفل البعثيون أنفسهم فيما كتبه مؤرخوهم بذلك ومنهم مطاع صفدي في "حزب البعث: مأساة المولد ومأساة النهاية" ومنيف الرزاز في "التجربة المرة" وهاني الفكيكي في "أوكار الهزيمة". إضافة إلى العديد من الدراسات الغربية ودراسات الخصوم، وقد يكون ما في "حزب البعث" مرجع سابق، ص 68 - 76 كافياً لتوضيح ذلك بشهادة شاهد من أهلها.
[ x] - حزب البعث، مرجع سابق، ص 84.
[ xi] - حزب البعث، مرجع سابق، ص 79.
[ xii] - حزب البعث، مرجع سابق، ص 148.
[ xiii] - ليونارد بايندر. الثورة العقائدية في الشرق الأوسط، ترجمة: جبرى حماد، القاهرة: دار القيم، 1966.
[ xiv] - هيردر "1744 - 1803" مفكر وناقد ألماني، ولد في روسيا الشرقية، ومن دعاة حركة التجديد الفكري في ألمانيا، سار على نهج في الإيمان والتطور.
[ xv] - لويس برجسون "1859 - 1941" فيلسوف فرنسي ولد في باريس من أصل يهودي، كان والده موسيقياً، درس في كلية فرنسا للفلسفة وانتخب عضواً في المجمع العلمي الفرنسي 1914، وحصل على جائزة نوبل 1928.
[ xvi] - مراد وهبة. المذهب في فلسفة برجسون. القاهرة: دار المعارف، 1960.
[ xvii] - هنا يستعير عفلق من الإسلام مفهوم الفطرة ويسقطه على عقيدته وأفكاره البعثية.
[ xviii] - في سبيل البعث، مرجع سابق، ص 10 - 15، وكذلك الثورة العقائدية، مرجع سابق، ص 243
[ xix] - مراد وهبة، مرجع سابق، ص 49.
[ xx] - في سبيل البعث، مرجع سابق، ص 9.
[ xxi] - مراد وهبة، مرجع سابق، ص 13، ولا يخفى أن "الرؤية" شيء عائم لا ضوابط له، وهي مجرد تلاعب يستهدف إعطاء ما سمياه بـ "الرؤية" وزناً أعلى من الرأي الشخصي المبني على ذوق أو وجدان أو نحو ذلك.
[ xxii] - في سبيل البعث، مرجع سابق، ص 49.
[ xxiii] - العقائدية في الشرق الأوسط، مرجع سابق، ص 243 - 244.
[ xxiv] - ميدل ايست فورم، مج 23، ع 2، 1958، حديث مع عفلق، ويقصد عفلق – هنا - جميع القيم سواء أكانت دينية أو ثقافية.
[ xxv] - أي حب هذا الذي يتحدث عنه القائد المؤسس؟ أهو حب القتل والإبادة والمقابر الجماعية؟! فهو يحض الطلائع على القسوة ولكن بدافع الحب. ترى لو حلل أطباء نفسيون نفسية القائدة المؤسس ماذا يجدون فيها؟ ولكن لا داعي للتحليل (فهو مرفوض عند عفلق) والعراق والتدمير والتنكيل الذي لحق به شاهد على أمراضه وعاهات اتباعه.
[ xxvi] - في سبيل البعث، مرجع سابق، ص129
[ xxvii] - المرجع السابق، ص111
[ xxviii] - المرجع السابق، ص 140.
[ xxix] - الثورة العقائدية، مرجع سابق، ص 353 - 357.
[ xxx] - في سبيل البعث، مرجع سابق.
· هذا النص مقتطف من خلاصة محاضرة قدمت خطوطها العامة في (مسجد السلام) في 10 أكتوبر/ تشرين الأول 2003م. ثم قدمت في محاضرة أخرى، ومن زاوية مغايرة في اجتماع ضم نخبة من العراقيين في أمريكا شارك فيها أساتذة وقيادات ورجال أعمال جمعهم الهم العراقي، ومثلوا أهم ألوان الطيف العراقي في أمريكا للبحث فيما يمكن للمشاركين أن يقدموه لوطنهم الحبيب ولشعبهم العراقي العزيز.
· للحصول على النص الكامل للمحاضرة، الرجاء الكتابة للحوار على عنوان الأنترنت: alhewar@alhewar.com
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/382)
ـ[عادل البيضاوي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 12:20 ص]ـ
جزاكم الله خيرا على هذه الفوائد
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 12:32 ص]ـ
لقد كنت أرى لصدام حسين-رحمه الله تعالى- مروءة رجوت ألا تسلمه إلا إلى خير وإنه لمن النادر أن تتوحد آراء المسلمين على شيء .. مما يسوغ الخلاف فيه .. في حين وجدنا أن الأمة تكاد تجمع على بطولة صدام ورجولته في اللحظات الأخيرة .. وأن ثباته حتى الموقف الأخير ..
والذي يعز عنه الرجال يدل على ما أكده كثير من المراقبين من تحول صدام الجذري .. منذ أكثر من عشر سنوات .. وانتهاجه نحو إقامة الإسلام .. كما دلت عليه الوقائع على الأرض قبل غزو الأمريكان الأخير .. فمن ذلك عهده لأحد كبار الاقتصاديين الإسلاميين في العراق بوضع خطة لـ\"أسلمة\" البنوك .. وإغلاقه دور السينما .. وغير ذلك وقد دلت نصوص الشريعة أن العبرة بالخواتيم .. فقال صلى الله عليه وسلم \"من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة\" وقال عليه الصلاة والسلام\"إن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة.\" ونرى أن البطل صدام .. قضى نحبه شهيدا بإذن الله تعالى .. وأن حياته أطول بكثير من شانقيه الأوغاد .. لعنهم الله وقتلهم ..
وقد أراد الله بحكمته أن يجعل قتلته في قعر زبالة التاريخ وأن يفضح الرافضة والصفويين .. فغدونا نسمع كثيرا ممن كان يتعصب لزعيم حزب اللات .. يتبرأ منه اليوم .. بعدما رأى رأي العين .. أن ملة الرفض واحدة .. وأن الانضواء تحت العباءة الإيرانية الشيعية النجسة وتصديق أكاذيبهم الإعلامية .. يجعل أصحابها ملعونين على ألسنة الشرفاء ويبدو جليا أن الولد الغبي مقتدى الكفر .. طلب من سيده الإيراني القذر .. أن يمكن عصابته من جيش الدجال من تنفيذ الحكم .. ثأرا لأبيه الكافر الذي يعدّ قتله من مآثر صدام حقا .. وحقدا لما يعتمل في قلبه الأسود .. على كل ما هو سني .. ولو لم يكن له من السنية إلا الاسم وقد سمعت شريطا صوتيا للرافضي محمد الصدر (أبي مقتدى) .. يستحق بهذا الشريط وحده أن تدق عنقه
ففي هذا الشريط يقوم المجرم الهالك بمقارنة الحسين-رضي الله عنه- بالأنبياء عليهم صلوات الله وتسليماته فمن ذلك .. يأتي عند ذكر سيدنا موسى .. ويذكر أنه ألقى الألواح .. ثم يعقب بلهجته العفنة مع سوء أدب ظاهر: ترمي كتاب الله على الأرض .. ما تصبر؟ .. اشبييتش .. ؟ .. الحسين ما عمل ذلك .. ولكن .. إلخ ثم يذكر يونس عليه السلام .. مستشهدا بقول الله\"وذا النون إذ ذهب مغاضبا .. \"ويعلق بأسلوب ساخر وضيع .. مستخفا بفعله .. ويعيد التذكير أن الحسين لم يكن بهذه المثابة إلى أن يعرج على الخليل إبراهيم عليه السلام .. فيذكر أنه قال لقومه \"بل فعله كبيرهم هذا\" .. ثم يعقّب متهما إياه بالكذب والخور .. مذكرا من جديدة أن كربلائية الحسين فوق كل ذلك هذا هو ما يسمونه:الشهيد الصدر .. عليه لعنة الله
أما صدام .. فلم يستطع حتى منصفو الغرب إخفاء إجلالهم لموقفه .. يقول كريستف منغر\"فحكم مثل المؤبد على سبيل المثال كان يمكن أن يضعه في طي النسيان، أما الحكم بإعدامه وتنفيذه بهذه الطريقة الانتقامية جعلت منه رغم أنف الجميع شهيدا وإن مما لاينكره حتى أعداؤه الصرحاء .. أنه كان بمقدوره لو أراد أن يستنقذ نفسه من كل ذلك بالتسليم للمطالب الأمريكية .. وقد وعدوه بالنجاة .. ودعته غير دولة للوذ بها يقول رحمه الله في رسالته المباركة الأخيرة\"وإنّ استقواء التافهين بالأجنبي على أبناء جلدتهم تافه وحقير مثل أهله، وليس يصح في نتيجة ما هو في بلادنا إلاّ الصحيح، \"فأمّا الزبَدُ فيذهبُ جُفاءً وأمّا ما ينفع الناس فيمكث في الأرض\"، صدق الله العظيم\" انتهى
فالذين يتهمونه بالعمالة لأمريكا والصهاينة .. إنما تنضح أفواههم بما تلبسوا به هم .. وهذه التهمة بالذات .. من جنس اتهام الشريفة بالبغاء .. خصوصا في الثلاث سنوات الأخيرة لحكمه أما توقيت القتل .. فهو مما يتفنن به المجرمون .. ومن قبل قتلوا المعتصم في عيد الأضحى .. بعد غزو التتار بخيانة ابن العلقمي الرافضي ..
فتأمل كيف يعيد الله التاريخ .. ولعله سبحانه أراد له بهذا أن يكفر ذنبه ويرفع قدره ومما يلفت النظر .. أنه ذكر الفلسطينيين حتى في آخر لحظاته .. وغالبا ما تكون تلك اللحظات مما لا يستذكر فيها المرء المحكوم .. سوى ما يملأ قلبه من خوف وارتجاف ورعب فأن يقف مثل هذا الموقف .. بمثل هذا الإباء والكبرياء .. ليذكر بموقف عمر المختار رحمه الله تعالى ..
ولم أجد مسلما حتى الساعة .. فرح بمقتل الرجل أو تشفى به حتى المشايخ الذين لا يخفون تكفيرهم للحكام سمعنا بعضهم يذكرون مايدل على ترحمهم عليه وأسفه على قتله بأيدي ألئك الطغام ويبقى أن الأمل معقود بالله .. أن قتله سيكون لعنة على قتلته .. وسيفتح أبوابا جديدة للجهاد ..
فلقد كان من وصيته رحمه الله كما قال خليل الدليمي أن يدفن في مدينة الرمادي .. قال لأنها مدينة المجاهدين والله أكبر والعزة لله ولرسوله وللمؤمنين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/383)
ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 12:43 ص]ـ
إن معرفة الحال تغير الفتوى ..
فمن علم حاله، في آخر السنوات له رأي غير من لم يعلم ذلك ...
*كتاب: شهادة التاريخ: صدام حسين في ميزان الإسلام
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=2306
* مقال: 40 موقفا لصدام لم تسمع بها
أبو سلمان / إبراهيم التركي (المشرف العام على موقع المختصر)
مقال قيم (وفيه شهادات لعلما عاشوا هناك)
http://www.almokhtsar.com/html/artical/416.php
* حوار مع الشيخ عبد العزيز الطريفي
قيم جدا .. / شبكة نور الإسلام ..
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=4055
من قرأ هذه المقالات، يكون عنده تصور واضح جداً ..
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 12:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا أخي التميمي .. فقد توقعت أن يخرج علي من يزدري قولي .. ويحط بي .. لرأيي الذي أرتئيه ..
ـ[عراقي سلفي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 02:11 ص]ـ
الساحة العربية: الساحات الساحة السياسية أجمل ما قيل في وضع صدام حسين لمن تشابه الأمر عليه [[الموقف الشرعي]]
أزمراي 31 - 12 - 2006 17:07
بسم الله الرحمن الرحيم
السؤال: شيخنا ... تعلم بارك الله فيك شدة المحن التي تمر بها الأمه الإسلاميه والله المستعان ونعلم علم اليقين قدر الجهد المبذول من طرفكم للرد على الشبهات والاستفسارات فلن نطيل عليك بإذن الله فقد وقعنا في خلاف شديد حول موضوع كفر الرئيس العراقي السابق صدام حسين؛ فمن الأخوة من قال بالتوقف عن إنزال حكم الكفر والدعاء عليه حيث انقطعت أخبارهالموثوقة عنا وأسندوا قولهم لبعض فتاوى العلماء المعاصرين، ولظهور بعض علامات التوبة عليه مع وضوح جهله بأصول الدين وبعض الأخبار الواردة فيه التي تُشير إلى صلاح حاله.
ومنهم من جزم بكفره تعييناً ودعا عليه بجهنم وغير ذلك وبرَّروا بصدور الكفر البواح منه وعدم سماعنا لأخبار توبته فيبقى حكمه الكفر وبينوا أنه يلزمه بالضروره للتوقف عن تكفيره أن يعلن توبته على الملأ وإلا يبقى كافراً يدعون عليه.
ولثقتنا الشديدة بآرائك وفتاويك وحاجتنا الماسة للقول الفصل نرجو من الله أنيجعل إرشادك لنا في ميزان حسناتك جبالاً .. ولا أخفيك أننا نحتاج لبعض التفصيل والأدلَّة بارك الله لنا فيك ونفع بك شبابَ الأمة وجعلنا ممن يسمعون القول فيتبعون أحسنه.
الجواب: الحمد لله رب العالمين. لا ينبغي ولا يجوز التوقف عن القول بكفر حزب البعث العربي الإشتراكي، وكفر من يعتقده ويُنادي به وبمبادئه صراحة.
أما فيما يتعلق بشخص " صدام حسين "، وهل يُحمل عليه حكم الكفر أم لا .. أرى أن الرجل قد دخل ساحة المتشابهات التي تمنع من تكفيره بعينه، ومن ثم الحكم عليه بالنار، والشبهات المحيطة به تأتي من جهات عدة:
منها: أنه كان ولا يزال من المحرضين على جهاد الغزاة الصليبيين لأرض العراق .. وهذا الموقف له من جملة الأسباب التي قربته من حبل المشنقة .. وهذا الموقف ـ للتاريخ ـ يُذكر له، ويُشكر عليه.
ومنها: حرصه على أداء الصلاة المكتوبة .. حتى وهو في ساحة المحكمة الطاغوتية .. فيُقاطع المحكمة .. ويقوم لأداء الصلاة!
ومنها: ترديده لكثير من العبارات والشعارات الإيمانية الإسلامية التي تتنافى مع أدبيات ومبادئ حزب البعث العربي الإشتراكي وأخلاقياته.
ومنها: حرصه على أن يحمل معه القرآن الكريم كلما وجه به باتجاه المحكمة .. أو ظهر عبر وسائل الإعلام .. وكأنه يريد أن يقول للناس .. هاأنذا أعتقد بهذا الكتاب وبكل ما فيه .. وهاأنذا أموت على هذا الاعتقاد!
ومنها: أنه يُحاكَم من قبل أعداء الأمة من الغزاة الصليبيين، وعملائهم من الشيعة الروافض ـ وهم أولى بالمحاكمة منه على ما يرتكبونه من جرائم فاقت كل تصور وخيال ـ وهؤلاء لا ينبغي أن نتوقع منهم أن يُظهروا لنا كل حسنات الرجل التي تنم عن توبته الصريحة من كل ما كان يؤخذ عليه من أعمال ومواقف .. بل كنا نلاحظ انقطاع البث مراراً وتكراراً خلال محاكمة الرجل .. وذلك عندما كان يقول كلاماً لا يروق للغزاة وعملائهم!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/384)
ومنها: ربما للرجل اجتهاد في أن إعلان التوبة الصريحة على الملأ وعبر وسائل الإعلام مما قد قدَّم .. واعترافه بالخطأ صراحة وأنه كان على باطل وضلال .. قد يوهن من قوة المقاومة والمجاهدين ويفرق كلمتهم .. ويُعطي المبرر والشرعية للغزاة الصليبيين وعملائهم .. وما يرتكبونه من جرائم حرب بحق البلاد والعباد .. أو أنه يُبرر لهم بأن يحكموا عليه بما حكموا عليه مؤخراً؛ بحجة قد أدناك من لسانك .. وهذا جانب ينبغي اعتباره.
ومنها: تعرض الرجل لصنوف من البلاء والذل والعذاب .. التي تُخرجه من وصف الطاغوت إلى وصف العبد الضعيف المستضعف الذي يرجو رحمة ربه .. فالبلاء ـ وبخاصة منه الشديد ـ يُكفِّرُ ويُطهِّر المرء من ذنوبه، كما دلت على ذلك النصوص الشرعية.
هذه الأوجه مجتمعةً هي التي حملتني على القول بأن الرجل قد دخل ساحة المتشابهات التي تمنع من الحكم عليه بالكفر بعينه .. وأقصى ما يُمكن أن يُقال في الرجل: أن وضعه ـ من خلال القرائن المحيطة به الآنفة الذكر ـمتشابه حمال أوجه .. يحتمل الكفر من وجه وخلافه من وجه أو أوجه أخرى .. والكفر المتشابه المحتمل لا يُقاوم الإسلام الصريح، وليس بمثله يُنقض الإسلام الصريح؛ فالإسلام الصريح لا ينقضه إلا الكفر البواح الصريح .. كما دلت على ذلك نصوص وقواعد الشريعة .. وقد كان من علماء الأمة وسلفها من يتوقف عن تكفير من يُحتمل كفره من تسع تسعين وجه .. ويُحتمَل إسلامه من وجه واحد فقط، لما يترتب على التسرع في التكفير والخطأ فيه من مزالق لا تُحمد عُقباها!
ثم أنني لا أرى من السياسة الشرعية ـ في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها الأمة بعامة، والعراق بخاصة ـ أن نخوض في الرجل .. ونشهِّر به على الملأ .. ونحكم عليه بالكفر والردة ـ وبخاصة بعد أن وصل إلى ما وصل إليه من استضعاف، وجُرِّد من جميع صلاحياته وصفاته القديمة ـ حتى لا نعطي الغزاة الصليبيين وعملاءهم الخونة المزيد من المبررات والذرائع على ارتكاب ما
يرتكبونه من جرائم ولا يزالون!
لا يُمكن أن نشارك الغزاة الصليبيين ـ وعلى رأسهم طاغيتهم جورج بوش ـ وعملاءهم الخونة من الشيعة الروافض الفرحة والشَّماتة فيما قد آل إليه حال الرجل!
حتى هؤلاء الأخوة ـ الذين يُخالفوننا القول فيما ذهبنا إليه بحق هذا الرجل ـ نرى لهم بأن يُمسكوا .. ويجعلوا اعتقادهم لأنفسهم وفي أنفسهم .. حتى لا يكونوا عوناً ـ وهم لا يدرون ـ للغزاة المجرمين وعملائهم الخونة على ما يقترفونه من جرائم بحق الآمنين من عباد الله المسلمين على أرض العراق الجريح .. متذرعين بشمَّاعة صدام حسين!
الحديث عن كفر الرجل أو عدمه ـ بعد أن وصل إلى ما وصل إليه ـ لم يعد نافعاً .. بل ضرره أكبر من نفعه .. وهناك طواغيت ومجرمين لا تزال نياشينهم معلقة عليهم .. يمارسون الكفر والطغيان والظلم من جميع أبوابه .. فلتوجه الجهود والسهام عليهم .. إذ ليس من الرجولة قتال الأموات ومن هم في حكم الأموات .. وترك الأحياء من طواغيت الكفر والظلم الذين يعيثون في الأرض فساداً!
بهذا أجيب عما ورد في السؤال أعلاه .. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
عبد المنعم مصطفى حليمة
منقول من منتدى أنا المسلم وجواب واضح وتطمئن النفس له.
--------------------------------------------------------------------------------
احفظ الله يحفظك
عربي1 31 - 12 - 2006 17:20 1.
جزاك الله خير
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــ
الشخص الناجح هو الذي يستطيع ان يبني اساس قوي وثابت من الحجارة التي يلقيها الاخرون عليه
عبدالله ابن عرين السبع
art4ever2006@hotmail.com
--------------------------------------------------------------------------------
سنبذل جهدنا لنشر مواضيعكم الدينية فقط ... ومحادثة الماسنجر للرجال فقط ... (الفاروق alfaroq5@hotmail.com)
أزمراي 31 - 12 - 2006 17:37 2.
عربي1 31 - 12 - 2006 17:20 1.
وجزاك.
--------------------------------------------------------------------------------
احفظ الله يحفظك
ابو ناصر 31 - 12 - 2006 17:53 3.
المبرر الذي ارى ان المفتى اعلاه مقنع
هو أن الرجل قد نقل عنه ما يظهر تمسكه بالاسلام وكذلك عند مقتله بنطقه بالشهاده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/385)
فَصْلُ الكَلامِ في الحُكمِ على صَدَّام بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.
فقد ترددت كثيراً في كتابة هذه الكلمات .. وكنت أحسب ما كتبته في مقالي " الموقف من صدام حسين والحكم عليه " والمؤرخ بتاريخ 17/ 10/1427 هـ/ 8/ 11/2006م، كافياً وحاسماً للمسألة .. ولكن لما رأيت بعض دعاة الفضائيات وغيرهم ـ لغرض في نفوسهم ـ قد ترجلوا على الأموات ـ وتركوا الأحياء ـ ليتألُّوا على الله .. ويحجِّروا رحمة الله على عباده .. ويحيلوا بين توبة العباد وربهم .. وكأن الأمر لهم وبيدهم، والله تعالى يقول لسيد الخلق صلوات ربي وسلامه عليه:? لَيْسَ لَكَ مِنَ الْأَمْرِ شَيْءٌ أَوْ يَتُوبَ عَلَيْهِمْ أَوْ يُعَذِّبَهُمْ فَإِنَّهُمْ ظَالِمُونَ ?آل عمران:128. فكيف بهؤلاء المتألين على الله.
وبعضهم من حكم على صدام حسين بالكفر .. ولم يرض منه حسن خاتمته .. وفي نفس الوقت تورع عن الكلام عن توبته .. وهل تُقبل منه أم لا .. وفات هؤلاء أن الحكم على معينٍ بالكفر .. والقول بموته على الكفر .. يمنع من الحديث عن التوبة؛ إذ لا يجوز إقحام التوبة والحديث عنها في مورد الجزم على معين بأنه مات على الكفر البواح .. وهو من التناقض الذي لا يقبله نقل ولا عقل!
وبعضهم من وقف بين المنزلتين كضلال المعتزلة .. فلم يحكم للرجل بكفر ولا إسلام .. وهذا لعمر الحق عين الضلال الذي لا يخفى على صغار المسلمين .. وما حمل هؤلاء على التوقف إلا رغبة منهم في مرضاة ومجاملة الفريقين معاً؛ الذين يرون إسلامه والذين يرون خلاف ذلك! وبعضهم من استخف بالرجل وصغَّره وحقَّره .. وذكر أنه لا يستحق الذكر أو الاهتمام .. وفي نفس الوقت يؤكد أن إعدام الرجل له بُعد سياسي طائفي .. وصليبي .. يمس دين وكرامة وعزة الأمة .. فيحتار العقل في التوفيق بين أول كلامه وآخره!
وبعضهم من تكلف الورع والتقوى .. ودعا المسلمين ـ عملاً بالسنة ـ بأن يذكروا محاسن موتاهم .. ويُمسكوا عن الخوض فيما كان منهم من ظلم وعملٍ سيء .. ثم هو في نفس الوقت .. لم يدع شاردة ولا واردة عن الرجل مما يُسيئه .. إلا وكشفه ونبشه .. ونشره .. فكيف نوفق بين أول كلامه وآخره!
وبعضهم من حاول أن يشق عن بطن وباطن الرجل .. ويجزم بأنه قال الشهادة قبل إعدامه نفاقاً .. وفات هؤلاء أن الأحكام تُبنى على الظاهر .. كما فاتهم حديث النبي ? لأسامة لما طعن الرجل فقتله بعد أن قال لا إله إلا الله ـ اعتقاداً وظناً منه أنه قالها فرقاً وخوفاً من السلاح ـ فقال له ?:" أشققت عن قلبه حتى تعلم أقالها أم لا .. "؟!
قال أسامة: يا رسول الله استغفر لي، قال ?:" كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة "؟! قال: فجعل لا يزيد على أن يقول:" كيف تصنع بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة "؟! متفق عليه.
وقال ?:" إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم "مسلم. قال ابن تيمية رحمه الله في الصارم: ولا خلاف بين المسلمين أن الحربي إذا أسلم عند رؤية السيف وهو مُطلَق أو مُقيد يصح إسلامه، وتُقبل توبته من الكفر، وإن كانت دلالة الحال تقتضي أن باطنه خلاف ظاهره ا- هـ. وذلك لأن الأحكام في الدنيا تُبنى على الظاهر .. والله تعالى يوم القيامة يتولى الظاهر والسرائر.
وبعضهم من خلط بين الحديث عن ماضي الرجل .. وبين الحكم عليه وعلى خاتمته ـ موطن الخلاف ـ هل مات مسلماً أم مات كافراً .. وعدَّ الحكم على الرجل بالإسلام بمثابة من يرضى تاريخ الرجل .. وما يُنسب إليه من مظالم .. وهدد مخالفه وخوفه ـ إن لم يتراجع ـ بأن الله سيحشره معه حاملاً عليه الحديث" يُحشر المرء مع من أحب " .. وهذا عين الجهل والظلم .. وعين التألي على الله .. فهؤلاء لم يميزوا بين العدل والإنصاف الذي أمرنا به ربنا ? في قوله:? يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ?المائدة:8. وبين حب المرء لشخصٍ معين لما يُنسب إليه من خصال وصفات ـ سواء كانت حميدة أم مذمومة ـ والتي عليه يُحمل قوله ?:" يُحشر المرء مع من أحب ". نسأل الله تعالى أن يحشرنا مع نبيه
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/386)
وأصحابه، والصدّيقين والشهداء .. اللهم آمين.
كذلك فات هؤلاء الذين يستشرفون الدعوة والتوقيع عن الله ـ بغير علم ـ أن المسلم يمكن أن تجتمع فيه الخصال التي يُحَب ويوالى لأجلها .. والخصال التي يُبغض ويُجافى لأجلها .. وفي آنٍ واحد .. هذا الاعتقاد والإنصاف من أبرز ما يميز أهل السنة والجماعة عن غيرهم وبخاصة الخوارج الغلاة!
فقد ثبتت شفاعة النبي ? لأهل الكبائر ممن يموتون على التوحيد .. وعلى شهادة التوحيد، كما في الحديث:" أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله مخلصاً من نفسه " البخاري.
وقال ?:" إني أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة ". ولهؤلاء الدعاة الذين ترجلوا وتشجعوا .. وطاب لهم الحديث عن الطغيان والطغاة بعد صمت سئمته منهم الأمة .. نقول: أين حديثكم عن الطغيان والطغاة، والكفر والكافرين يوم كان الرجل حيَّاً وحاكماً .. ويُقاتل الشيعة الروافض من جهة بلاد فارس .. راداً لخطرهم وزحفهم عن الأمة []؟!
أين حديثكم عن الطغاة الأحياء .. وعن طغيانهم وظلمهم .. الذين لا يزالون يسومون البلاد والعباد الكفر والظلم والفقر .. أم أنكم تنتظرون حتى يُصبحوا في عالم الأموات .. وأثراً بعد عين .. وبعد أن تسمح أمريكا .. والأجواء العامة .. والسياسات العامة للأنظمة الحاكمة بالحديث والكلام .. فتترجلون حينئذٍ .. وتتكلمون .. وتبينون؟!
مثلكم مثل: من يصمت وقتما يجب عليه البيان، ويتكلم وقتما يجب عليه الصمت! فإن عُلم ذلك، نعود للحديث ثانية عن صدام .. وعن حكم الإسلام في صدام، فأقول مستعيناً بالله تعالى: نعم؛ صدام حسين قد مات مسلماً ـ ولله الحمد ـ رحمه الله .. وغفر له وعفى عنه .. وأسكنه فسيح جناته .. هذا الذي تُلزم به أدلة الكتاب والسنة .. رضي من رضي وأبى من أبى .. فالحكم ليس لي ولا لكم وإنما لله الواحد الأحد .. وهذا لا يعني أننا نجزم للرجل بجنة أو نار .. فهذا مرده إلى الله تعالى .. فمن عقيدة أهل السنة والجماعة أن لا يُشهد لمعيَّنٍ من أهل القبلة بجنة أو نار .. إلا من ورد بحقه نص وهذا قد مضى وتم.
فإن قيل: أين الدليل على هذا الحكم .. ؟! أقول: إضافة إلى ما ذكرته في مقالي المشار إليه أعلاه " الموقف من صدام حسين والحكم عليه " إذ لا بد للقارئ من أن يجمع بين ما قلته هناك وما سأقوله هنا .. فباجتماع القرائن والأدلة بعضها مع بعض .. تنجلي الحقائق وتستبين.
فأعيد وأكرر، فأقول: من توفيق الله تعالى لهذا الرجل ـ إضافة لما ذكرته عنه في مقالي الآنف الذكر ـ أن جعل آخر عهده وكلماته التي فارق بها هذه الحياة الدنيا نطقه لشهادتي التوحيد " أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً رسول الله " .. وكانت قتلته شنقاً على يد الغزاة الصليبيين المعتدين وعملائهم الخونة من الشيعة الروافض.
نطق بالشهادتين .. وكرر نطقه بهما .. في ظروف يسودها الخوف والإرهاب .. والرعب .. وشماتة الأعداء وبذاءتهم .. غير آبه بكل ذلك .. مما دل على توفيق الله له، وتسديده وتثبيته! لا يحسبنَّ المرء أن الموت على شهادة التوحيد ـ بحيث تكون آخر كلمات المرء التي يودع بها الدنيا ـ سهل ـ كما زعم أحد دعاة الفضائيات ـ من دون توفيق الله وتسديده له .. فكم من امرئٍ تمنى وحرص على أن يموت على كلمة التوحيد .. فمات على غيرها .. وفاجأه الموت من دون أن يتمكن من قولها .. نسأل الله تعالى السداد والثبات وحسن الختام. فقد صح عن النبي ? أنه قال:" ما من عبدٍ قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة " مسلم.
وقال ?:" من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة " [].
وقال ?:" من كان آخر كلامه لا إله إلا الله عند الموت دخل الجنة يوماً من الدهر، وإن أصابه قبل ذلك ما أصابه ".
وعن طلحة بن عبيد الله ? قال سمعت النبي ? يقول:" إني لأعلم كلمة لا يقولها عبد عند موته إلا أشرق لها لونه، ونفَّس الله عنه كربته ". فقال عمر بن الخطاب ?: إني لأعلم ما هي. قال: وما هي؟ قال: تعلم كلمة أعظم من كلمة أمر بها عمه عند الموت:" لا إله إلا الله "؟ قال طلحة: صدقت؛ هي والله هي [].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/387)
وقال ?:" إن الله سيخلص رجلاً من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة، فينشر عليه تسعةً وتسعين سجلاً؛ كل سجلٍّ مثل مد البصر، ثم يقول: أتنكر من هذا شيئاً؟ أظلمك كتبت الحافظون؟ يقول: لا يا رب، فيقول: أفلك عذر؟ فيقول: لا يا رب، فيقول: بلى إن لك عندنا حسنة وإنه لا ظلم عليك اليوم فيُخرج بطاقة فيها، أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، فيقول: احضر وزنك، فيقول: يا رب ما هذه البطاقة، وما هذه السجلات؟! فقال: فإنك لا تُظلم، فتوضع السجلات في كفة والبطاقة في كفة فطاشت السجلات وثقلت البطاقة، ولا يثقل مع اسم الله شيء " [].
فهذا عنده تسع وتسعون سجل مليئة بالخطايا والذنوب .. كل سجل طوله وامتداده مثل مد البصر .. ومع ذلك قد رجحت عليهنَّ " أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله "!
ومن وصية نوح ? لابنه:" آمرك بلا إله إلا الله؛ فإن السماوات السبع والأرضين السبع لو وضعت في كفة، ووضعت لا إله إلا الله في كفة لرجحت بهنَّ، ولو أن السماوات السبع والأراضين السبع كنَّ حلقةً مبهمةً لقصمتهنَّ لا إله إلا الله " []. وقال ?:" إن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع؛ فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها " متفق عليه. فالعبرة بالخواتيم وبما يُختم به على المرء .. فاسألوا الله الثبات وحسن الختام.
وقال ?:" لا تعجبوا بعمل أحدٍ حتى تنظروا بما يُختم له؛ فإن العامل يعمل زماناً من دهره بعملٍ صالح لو مات عليه دخل الجنة، ثم يتحول فيعمل عملاً سيئاً، وإن العبد ليعمل زماناً من دهره بعملٍ سيء لو مات عليه دخل النار، ثم يتحول فيعمل عملاً صالحاً، وإذا أراد الله بعبدٍ خيراً استعمله قبل موته فوفقه لعملٍ صالح، ثم يُقبض عليه " [].
ومن توفيق الله لهذا الرجل .. أنه شعر بدنو أجله قبل أوانه .. وأن إعدامه سيكون خلال أيام .. وذلك بعد سماعه لحكم الإعدام من قبل أعدائه أعداء الأمة .. مما حمله ـ وقبل أيام من إعدامه .. كما ينقل ذلك عنه أعداؤه وشانئوه ـ على الإكثار من الصلاة وتلاوة القرآن .. والإقبال على الله .. وهذه قرينة معتبرة لا يُمكن تجاهلها .. تُذكر للرجل لمن يريد أن يتصدر الحكم عليه!
قال ?:" قال لي جبريل: لو رأيتني وأنا آخذُ من حالِ ـ أي من طين ـ البحرِ فأدُسُّه في فمِ فِرعون مخافةَ أن تُدرِكَه الرحمةُ " [].
أي مخافة أن يقول لا إله إلا الله .. فيموت عليها .. فتدركه الرحمة بسبب ذلك .. وفرعون هو هو .. الذي قال عن نفسه:? وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرِي ?القصص:38. ? أَنَا رَبُّكُمُ الْأَعْلَى ?النازعات:24.
ومما يُذكر للرجل كذلك أنه عُوقِب في الحياة الدنيا بما عاقَبَ فيه .. قبل أن يلقى ربَّه: فهجَّر الناس .. فهُجِّرت عائلته وشُرِّدَت .. وقتل أبناء الناس .. فقُتِل أبناؤه .. وسَجنَ فسُجِن .. وعذَّب فعُذِّب .. وقتَلَ فقُتل .. فلم يفعل شيئاً في الناس مما يؤخذ عليه إلا وفُعل فيه وفي عائلته وأبنائه .. وهذا لا شك أنه من البلاء الذي يُكفِّر الخطايا والآثام .. ويطهر الرجل بإذن الله .. فقد صح عن النبي ? أنه قال:" ما يُصيب المؤمن من وصَبٍ ولا نصبٍ، ولا غمٍّ، ولا همٍّ، ولا حزنٍ حتى الشوكة يُشاكها إلا كفَّر من خطاياه " متفق عليه.
وقال ?:" إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلُغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله، أو في ولده، ثم صبَّره على ذلك حتى يبلغه المنزلة التي سبقت من الله تعالى ". وقال ?:" إن عِظم الجزاء مع عظم البلاء، وإن الله تعالى إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السَّخَطُ " [].
وقال:" لا يزال البلاء بالمؤمن والمؤمنة، في جسده وأهله وماله، حتى يلقى الله ? وما عليه خطيئة " [].
وقال ?:" ما من مؤمنٍ يُشاكُ بشوكةٍ في الدنيا يحتسبُها؛ إلا قصَّ بها من خطاياهُ يوم القيامة " [].
وقال ?:" ما من مصيبةٍ تصيبُ المسلمَ؛ إلا كفر الله عنه بها، حتى الشوكَةِ يُشاكُها " متفق عليه. وفي رواية لمسلم:" إلا رفعه الله بها درجةً وحطَّ عنه بها خطيئةً ". وقال ?:" إذا اشتكى المؤمنُ؛ أخلصَهُ الله من الذنوب كما يُخلِصُ الكيرُ خبَثَ الحديد " []. ولا يختلف اثنان على شدة البلاء الذي نزل بساحة الرجل .. وبخاصة في سنوات اعتقاله .. وعلى صبره وتجلده على البلاء .. وهذا جانب معتبر .. ينبغي النظر إليه لمن يستشرف الحكم على الرجل .. وعلى آخرته .. وخاتمته.
وما يُذكر ويُقال كذلك: أن الرجل لم يعد يَنظر للأمور والأشياء من خلال معتقله .. وما حل به من بلاء .. كما كان ينظر إليها من خلال قصوره وهو في حكمه وملكه .. وحوله بطانة تزين له السوء .. وتجمِّل له القبيح، وتقبح له الجميل .. ولا يُرد له قول .. وبالتالي لا يجوز الحكم عليه من خلال النظر إليه كيف كان .. وإنما من خلال النظر إلى مآله وحاله الذي خُتم له به .. والله تعالى أعلم.
هذه بعض أدلتنا التي حملتنا على القول بإسلام الرجل .. وأنه قد خُتم له بالإسلام ـ ولله الحمد ـ لا ينبغي التردد في ذلك .. كما لا ينبغي للشباب المسلم أن يختلفوا حول ذلك .. نسأل الله تعالى بأن يرحمه ويعفو عنه، ويغفر له ذنوبه .. ولجميع أموات المسلمين .. اللهم آمين. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/388)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 02:22 ص]ـ
((أما الحكم بإعدامه وتنفيذه بهذه الطريقة الانتقامية جعلت منه رغم أنف الجميع شهيدا))
رغم أنف الجميع؟؟؟!!!
تعلمون الغيب وتشهدون لمن هو مختلف بإسلامه بالشهادة؟؟؟
الله المستعان
بعض الأقوال يغني سوقها عن نقضها
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 02:31 ص]ـ
سبحان الله ..
لقد غدا الشق عن القلوب هو الأصل .. في حين أن ثبوت إسلامه أولى من ثبوت إسلام الكافر الذي أعلن الشهادة حين هم أسامة بن زيد رضي الله عنه بقتله
ثم إن الاستشهاد بقول هذا الغربي .. لم يقصد به ما توهمته غفر الله لك .. من الاعتضاد بقوله لتأكيد الحكم الشرعي!
ونحن بالمناسبة لسنا بدعا في هذا القول .. فقليلا من الاحترام للرأي الذي يخالف رأيكم
وقد سمعنا جماعة كثيرة من المشايخ على ذات الرأي ..
وحسن الظن مقدم على إساءته ..
والعجب الاعتراض على من يقدم الخير .. والسكوت عمن يكفره برغم ما ثبت من نطقه بالشهادة ..
وقد تواترت الخواتيم المحكية أن أهل المعاصي لا يوفّقون للنطق بالشهادة قبيل وفاتهم فضلا عن الكافرين
ولمزيد من العلم .. أدعو القراء ..
لقراءة هذين الرابطين
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=26932
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=2306
وما من شك عندي أن أواخر حياة صدام .. في السنوات الثلاث الأخيرة .. جعلته أفضل حاكم عربي على الإطلاق
لكن الإعلام الأمريكي الرهيب والرافضي وإعلامنا الدائر في فلكهم .. نجح في تصويره أنه الشيطان الأكبر .. الذي لم تنجب امرأة قط عبر التاريخ من يقارب درجته في الشرّ
وما من شك كذلك .. أن العاطفة تدخلت في حكم ألئك الذين ارتأوا الحكم بتكفيره أو عدم الاعتداد بحسن خاتمته .. الظاهر
مع العلم أن كثيرا من مشايخ العراق ممن نعرفهم .. قالوا بذات قولي مع أنهم كانوا ممن تأذوا من صدام
أما إظهار التشفي بمقتله .. فأقل أحواله أنه مشاركة للرافضة في أفراحهم ومشايعة لهم
والله المستعان
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 02:51 ص]ـ
والموقف الشرعي الذي لا محيد عنه أن يفرح المؤمن بهذه الخاتمة .. لا أن يتقعر الشك ..
لأن اليقين أنه كرر الشهادة غير مرة .. وقتلوه وهو ينطق بها .. واليقين لايزول إلا بيقين
والعجيب أن كثيرا من المتهجمين على صدام يتوهمون أن غيره أفضل منه ..
فنقول لهم .. صدام في قمة ما نسب إليه من شرور كان صديقا حميا لغيره ممن يمدحونهم ..
لكن السذاجة .. جعلت من كثير منا أسيرا لما تسمعه أذنه من أخبار
وينسى هؤلاء أن الرضى الأمريكي عن أي أحد .. هو معيار دقيق في الكشف مدى تبعية الحاكم لله تعالى من عدمه
لكن عدم الرضى الأمريكي .. ليس شرطا بالضرورة ..
ـ[عبدالمهيمن]ــــــــ[05 - 01 - 07, 03:04 ص]ـ
ومعلوم أنه لا يوفق لذكر الشهادتين عند الموت إلا من وفقه الله تعالى وثبته، والحق تعالى يقول: {يثبت الله الذين آمنوا بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة}، قال العلماء رضي الله عنهم: في الحياة الدنيا: النزع، وفي الآخرة: عند سؤال القبر. فجعل الحق تعالى من ثبت على ذكر الشهادتين عند الموت مؤمنا، فمن يستطيع سلب الإيمان عنه بعد أن وصفه به الله؟ ...
بارك الله فيك اخي حمزة .. فقد اشرت الى نقطة هامة جدا غابت عن الكثيرين ممن تناول حادثة اعدام صدام .. ولو نظرنا الى خوف علماءنا وائمتنا من سوء الخاتمة وخشيتهم من سلب ايمانهم عند النزع الا من ادركه الله برحمته لادركنا ان من كان اخر كلامه في الحياة الدنيا لا اله الا الله محمد رسول الله هو اشارة الى حسن خاتمته بعيدا عن ما اقترفته يداه من معاصي واثام.
ارجو ان تتاملوا اخوتي الكرام لحظات الموت ثم قولوا لي من لك بالثبات وقتها ان لم يثبتك الله؟؟؟ ومن الذي سوف يذكرك بكلمة التوحيد ان لم يرد الله لك التوفيق وحسن الخاتمة؟؟؟
صدام كان اخر كلامه الشهادتين .. ونبينا صلى الله عليه وسلم اخبرنا بالصدق ان من كان اخر كلامه لا اله الا الله دخل الجنة ... وهذا يكفي للحكم على الرجل انه مات مسلما ولا نزيد على ذلك.
ولاداعي للعودة الى ماضي الرجل .. فالعبرة بالخواتيم .. وقد راينا جميعا حسن خاتمته .. فنرجو له من الله الرحمة والغفران.
ـ[ابن جندي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 03:04 ص]ـ
نريد أن نعرف لماذا كفر الشيخ ابن باز صدام؟
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[05 - 01 - 07, 04:49 ص]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/389)
بين احتلال الصومال ... وإعدام صدام
آلام جديدة ودروس مستفادة
كتبه: الشيخ ياسر برهامي.
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
عيد الأضحى يفرح فيه المؤمنون متذكرين معاني الإيمان والتوحيد، ومن أعظمها أن عاقبة الطاعة والصبر على طاعة الله -تعالى- هي دائماً الفرج والفرح والسرور بعد الألم والشدة، فإبراهيم -عليه السلام- استسلم لأمر الله -تعالى- في ذبح ابنه إسماعيل -عليه السلام-، وإذا كان إبراهيم مشفقاً حليماً في عذاب قوم لوط، يجادل ربه عسى أن يؤخر عنهم العذاب، وهم المجرمون المفسدون، فكيف برحمته وشفقته على ابنه الحبيب الحليم الذي أتاه على الكبر ووافقه على طاعة الله؟! وكم قدر الألم الفطري الذي تحمله إبراهيم حباً لله، وإذعانا واستسلاماً لأمره!! وكم قدر صبر إسماعيل -عليه السلام- وهو يستسلم لأمر الله بالذبح وبيد ِأبيه الحنون العطوف الرحيم!! ثم يأتي الفرج في آخر لحظة، وهكذا سنة الله في أوليائه يجعل لهم بعد الضيق مخرجاً، وبعد العسر يسراً، وبعد الشدة والألم سعة وفرحاً وسروراً.
وعيد الأضحى هذا العام مر على المسلمين بآلام جديدة، نسأل الله ونرجوه أن يجعلها مقدمة لفرج وفرح وسعة وسرور كما هي سنته مع المؤمنين في كل العصور.
كان من أشد هذه الآلام ما حل بوطننا الصومال، إذ انضاف إلى قائمة الدول المحتلة المغتصبة إثر غزو إثيوبي فاجر وبمباركة أو قل وكالة أمريكية وإسرائيلية، وبعمالة من باعوا دينهم ووطنهم وأمتهم بعرض خسيس من أعراض الدنيا، وقبلوا أن يدخلوا بلادهم تحت دبابات ومدافع وقصف عدوهم، وصار نموذج حكومات قطاع الطرق هو النموذج المفضل لدى الأعداء، إذا يسلطون على المسلمين عصابات النهب والسلب والفساد في الأرض، ويسمونها حكومات مكافحة الإرهاب، ومع سقوط آخر معاقل المحاكم الإسلامية، وتحالف الجيران ضدهم لم يبق للمسلمين أمل ورجاء إلا في فضل الله ورحمته، راغبين إليه -سبحانه- أن يلهم قادة المسلمين هناك وعلماءهم الطريق الأمثل في معالجة الأزمة التي تحتاج لصبر وجهد وجهاد طويل الأمد، ولا نستطيع أن نلوم المقاتلين المسلمين على الانسحاب السريع، فالقوة غير متكافئة بين ميليشيات خفيفة التسليح، حديثة الولادة لم تكمل عامها الثاني، وبين جيش جرار هو أقوى جيوش المنطقة المدعوم مادياً ومعنوياً من أمريكا وإسرائيل وغيرهما يسعي لإبادة الشعب المسلم في الصومال؛ تصفية لدين أمريكي قديم، وقد قال تعالى-: (الآنَ خَفَّفَ اللَّهُ عَنْكُمْ وَعَلِمَ أَنَّ فِيكُمْ ضَعْفاً فَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ مِائَةٌ صَابِرَةٌ يَغْلِبُوا مِائَتَيْنِ وَإِنْ يَكُنْ مِنْكُمْ أَلْفٌ يَغْلِبُوا أَلْفَيْنِ بِإِذْنِ اللَّهِ وَاللَّهُ مَعَ الصَّابِرِينَ) (لأنفال:66). فأذن الله للمسلمين في الانصراف إذا كانوا أقل من نصف قوة عدوهم مع وجود النية الصالحة بالتحيز إلى مكان يمكن أن يستمر منه الجهاد للعدو المحتل دون إبادة الشعب المسلم. ونسأل الله لهم الثبات والنصر والنجاة، وللشعب المسلم في الصومال وفي كل مكان العافية والتوحد والنصر على الأعداء المحتلين الغاصبين.
وأما الألم الثاني فكان من شماتة الأعداء من الأمريكان واليهود والمنافقين من أهل البدع من الرافضة وغيرهم، بما اختاروا من توقيت محسوب عندهم لتنفيذ حكم الإعدام في صدام حسين صبيحة عيد الأضحى عند أهل السنة -فالشيعة احتفلوا به ثاني أيام العيد وليس مع بقية المسلمين- الذي وإن كان قد ارتكب قبل ذلك من أنواع الفساد في الأرض والصد عن سبيل الله سنين طوال، وحكم بغير ما أنزل الله، وترأس حزب البعث العلماني القومي الخبيث، وجعله العصا الغليظة التي سام بها شعبه سوء العذاب إلا أن خاتمته كان فيها ما يجعل كل مسلم يتورع في شأنه، ونحن نأخذ من هذا دروسا عديدة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/390)
أولها: التأكيد على المعنى الذي نكرره دائماً مسألة الفرق بين كفر النوع وكفر المعين، فلا شك أن المبادئ العلمانية التي أسس عليها حزب البعث ومثل أحزاب أخرى فيها من المناقضة لدين الإسلام، وحقائق التوحيد ما حكم أهل العلم بسببه بكفر من يعتقد ذلك ويدين به، ولكن لا نحكم بالردة على المعين الذي انتسب إلى هذا الحزب بالكفر والردة حتى ولو ترأسه، فضلاً عن مجموع هائل من المسلمين انتسب إليه رغبة ورهبة دون إطلاع على مبادئه، أو مع إطلاع لكن مع تأويل أو جهل أو إكراه، وعلى أية حال فلابد من أن يتولى تكفير المعين قضاء شرعي أو علماء المسلمين بعد مناقشة الشخص المعين، والنظر في شروط التكفير، وانتفاء موانعه.
وتبقى مسألة تحقيق مناط التكفير في المعين محل اجتهاد بين أهل العلم بناء على ذلك، ولاشك أن نطق الشهادتين قبل الموت مباشرة وإمساك المصحف والتكبير مما يوقفنا كثيراً قبل أن نجزم بالتكفير، وإذا كانت كلمة فرعون: (آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) التي قالها حين أدركه الغرق وعاين العذاب والبأس قد جعلت جبريل -عليه السلام- يدس من طين البحر في فمه تعظيماً لشأن هذه الكلمة مخافة أن تدركه رحمة الله بها، كما ثبت في الحديث الصحيح أنه -عليه السلام- قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (لو رأيتني وأنا أدس من حال البحر في فم فرعون مخافة أن تدركه الرحمة) فحق لنا أن نتورع بعد هذه الكلمات التي نطق بها قبل الغرغرة وفي سياق مختلف عن فرعون الذي نطق بها بعد الغرغرة فالله أعلم بعباده، وبما في قلوبهم، وأعلم بحقائق أعمالهم. وصدام حسين قد أفضى إلى ما قدم، وحسابه عند ربه -عز وجل-، ولسنا بالذين نرفعه إلى مقام الشهداء الأبطال، وقد فعل قبل ذلك ما فعل. والناس مولعون بالغلو، إما بأن يرفعوا الرجل إلى عليين، وإما أن ينزلوه أسفل سافلين، ولا يقبلون ما بين ذلك، كما سأل ابن الإمام أحمد أباه -رحمه الله- هل تحب يزيداً -يعني ابن معاوية-؟ فقال: وهل يحب يزيد أحدٌ يؤمن بالله واليوم الآخر وقد فعل بأهل المدينة ما فعل؟ فقال: هل تلعنه؟ فقال: وهل سمعت أباك يعلن أحداً من المسلمين. أو نحو هذه القصة.
ومن الدروس التي نستفيدها من هذه الواقعة أيضاً: معرفة قيمة الدنيا وملكها ونهايتها، وقلة وفائها وخسة شركائها، وكيف تصرع طالبيها وراغبيها، فنسأل الله العافية. والسعيد من وعظ بغيره.
ومن الدروس أيضاً أن نرجو الفرج بعد شدة الضيق، وكثرة الآلام، فكم بقيت هذه البلاد تتألم من أنواع الظلم والفتن، ثم ازدادت الآلام حتى صار القتلى بمئات الألوف والجرحى بالملايين، وكل هذا يعقبه -إن شاء الله- عودة الناس إلى ربهم، ثم يعقبه -إن شاء الله- رفع البلاء عنهم، والله المستعان.
ونستفيد أيضاً معرفة التحالف الخبيث والموالاة الفاجرة بين الرافضة وأعداء الإسلام من اليهود والنصارى، وإن مثلوا أمامنا نزاعاً أو صراعاً إلا أن الحقيقة أنهم عبر تاريخهم الطويل عوناً لأعداء المسلمين عليهم، بل كانوا شراً منهم في أذية أهل السنة وسفك دمائهم وانتهاك حرماتهم، ما تمكنوا من ذلك، فليعقل الدرس المغرورون، وليستيقظ الغافلون، فالخطر جاثم، والعدو قريب.
والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حولا ولا قوة إلا بالله.
www.salafvoice.com
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 06:10 ص]ـ
نريد أن نعرف لماذا كفر الشيخ ابن باز صدام؟
بل نريد ما نثبت به تكفير الإمام الجهبذ بن باز رحمه الله لصدام حسين .. !!!
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 06:22 ص]ـ
أنا من بلاد الحرمين وربيت فيها ونعمت بخيراتها أدامها الله على التوحيد, وقد لحقتنا ويلات البعث وزلاته حين إلقاءالصواريخ على الرياض - حفظها الله - ولا أدافع عن شخص صدام حسين ولا غيره لكني أبحث مسألة شرعية .. فليُتَنَبَّه لذلك
اخي ابو زيد بارك الله بك
اولاً انا لم احكم بكفر صدام في كلامي السابق ولا اعلم اين وجدت هذا في كلامي.
ثانياً من كفر صدام بدليل شرعي معتبر واعتقد ان صدام مات على الكفر فهذا ليس بالامر الخطير (لان الاصل في صدام قبل سقوط حكمه الكفر (الردة) وبها افتى الشيخ ابن باز رحمه الله)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/391)
وانا لاانكر عليه وكذا الحال فيمن قال بأسلامه علما ان صدام مات كافرا او مسلما ولاثالث لهما.
ملاحظة مسالة الحكم على صدام مهمة جداً لان لها تبعات كالارث والصلاة عليه ودفنه في مقابر المسلمين وغيرها.
ثالثاً مسألة الاستتابة غير مسألة انزال الحكم على المعين وانا اتفق معك من يستتب صدام الكفرة
الامريكان ام الروافض.ولو استتابه المسلمون لما حرنا في امره.
رابعاً قول النووي واضح جداً وهو ان كفر بجحود فرض كالصلاة او الزكاة او اي فرض او استباحة محرم كالزنا او الربا لم تصح توبته فقط بالشهادتين بل عليه الرجوع عن اعتقاده كذلك وهؤلاء هم المرتدون.
اخي الحبيب بارك الله بك وأسأل الباري ان يعلمنا انا وأياك.
الأجوبة:
أولاً تكفيرك له لم آت به من عندي بل وجدته في قولك القديم والجديد حفظك اللهفأنت نفيته عن نفسك وأعدته فقلت:
لان الاصل في صدام قبل سقوط حكمه الكفر (الردة) ..
وقبل ذلك قلت:
اخي الحبيب قد يرد على كلامك بسهولة وهو ان ماقالته انت صحيح لكن في حالة الكافر الاصلي
اما المرتد فهنا السؤال؟
ثانياً: لم أفهم من مرادك أن المسألتين متغايرتين , وهما في الحقيقة متفقتان, لأنهما من أعمال القضاة , ولا يخفاكم أن القاضي إذا حكم بالكفر هو من يملك سلطة تخل له منع التوارث والتفريق في الزوجية وغير ذلك, وكذلك الاستتابة هي من أعمال القضاة وولاة الأمر .. !!
ثالثاً: أرجو أن تفهم قول النووي رحمه الله جيداً قال فيما نقلته عنه:
(وهو ان كفر بجحود فرض كالصلاة او الزكاة او اي فرض او استباحة محرم كالزنا او الربا لم تصح توبته فقط بالشهادتين بل عليه الرجوع عن اعتقاده كذلك وهؤلاء هم المرتدون)
الاستباحة عمل قلبي لا يعلمه إلا الله والمستبيح نفسه , ونحن لا سبيل لنا إلى الحكم بها إلاإذا قال القائل مثلاً: أنا أشرب الخمرَ وأنكرُ ان الله حرَّمها بل هي حلال زلال ..
أو يقول صدام حين سطوه واحتلاله الغاشم الظالم للكويت: أنا أعتقد أن دماءالمسلمين وأعراضهم حلال طيب وليست محرمة ولا يعنيني ما جاء في ذلك من أدلة الشرع ..
أما الحكم من عندي وعندك علىمعينٍ باستباحته لمحرَّم فهو حكم ضمني بكفره فتنبه بارك الله فيك ..
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 06:30 ص]ـ
كلام الأخ ياسر برهامي هذا يكتب بماء الذهب نظراً لعزة الإنصاف والمنصفين حيث يقول حفظه الله:
( .. وتبقى مسألة تحقيق مناط التكفير في المعين محل اجتهاد بين أهل العلم بناء على ذلك، ولاشك أن نطق الشهادتين قبل الموت مباشرة وإمساك المصحف والتكبير مما يوقفنا كثيراً قبل أن نجزم بالتكفير،
وإذا كانت كلمة فرعون: (آمَنْتُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلا الَّذِي آمَنَتْ بِهِ بَنُو إِسْرائيلَ وَأَنَا مِنَ الْمُسْلِمِينَ) التي قالها حين أدركه الغرق وعاين العذاب والبأس قد جعلت جبريل -عليه السلام- يدس من طين البحر في فمه تعظيماً لشأن هذه الكلمة مخافة أن تدركه رحمة الله بها، كما ثبت في الحديث الصحيح أنه -عليه السلام- قال للنبي -صلى الله عليه وسلم-: (لو رأيتني وأنا أدس من حال البحر في فم فرعون مخافة أن تدركه الرحمة)
فحق لنا أن نتورع بعد هذه الكلمات التي نطق بها قبل الغرغرة وفي سياق مختلف عن فرعون الذي نطق بها بعد الغرغرة فالله أعلم بعباده، وبما في قلوبهم، وأعلم بحقائق أعمالهم.
وصدام حسين قد أفضى إلى ما قدم، وحسابه عند ربه -عز وجل-، ولسنا بالذين نرفعه إلى مقام الشهداء الأبطال، وقد فعل قبل ذلك ما فعل. والناس مولعون بالغلو، إما بأن يرفعوا الرجل إلى عليين، وإما أن ينزلوه أسفل سافلين، ولا يقبلون ما بين ذلك، كما سأل ابن الإمام أحمد أباه -رحمه الله- هل تحب يزيداً -يعني ابن معاوية-؟ فقال: وهل يحب يزيد أحدٌ يؤمن بالله واليوم الآخر وقد فعل بأهل المدينة ما فعل؟ فقال: هل تلعنه؟ فقال: وهل سمعت أباك يعلن أحداً من المسلمين. أو نحو هذه القصة.)
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[05 - 01 - 07, 06:54 ص]ـ
[ quote= أبو القاسم المقدسي;521034
وما من شك عندي أن أواخر حياة صدام .. في السنوات الثلاث الأخيرة .. جعلته أفضل حاكم عربي على الإطلاق
===============
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 07:18 ص]ـ
الأخ الكريم أبا زيد الشنقيطي , أسأل الله العلي العظيم أن يبصرني و إياك بالحق المبين.
أقترح لكي لا يطول الكلام حول هذه المسألة أن نحصر نقاط المناقشة.
أقول و بالله التوفيق , من كفر صدام لم يفعل لاستحلاله دماء المسلمين , و إنما فعل ذلك لاستهزائة بالدين و وصفه بالرجعية و التخلف , و نصب العداوة للإسلام , بل و التصريح بعدم امكانية الجمع بين الإسلام و بين مبادئ حزب البعث و من ثَم فهو فَضل مبادئ حزب البعث.
و قد تكرر ذلك عشرات إن لم يكن مئات المرات في مؤتمرات الحزب السنوية و كتبه التي كانت توزعها السفارات العراقية حول العالم , و إقراره بمبادئ أستاذه ميشيل عفلق _ حائز وسام الفاتيكان _ و إن أردتَ تفصيلاً و توثيقاًَ , فهناك بحث بعنوان الإحتلال العراقي للكويت في ميزان الشريعة الإسلامية للدكتور عجيل جاسم النشمي , فتجد فيه النصوص موثقة بإذن الله و هذا البحث نشر في مجلة الشريعة و الدراسات الإسلامية العدد العشرون بتاريخ ذو القعدة 1413 هـ.
فهذا هو السبب الحقيقي وراء تكفيره , و قد ذهب إليه أيضاً الشيخ مقبل _ رحمه الله تعالى _.
فمثل هذا كما جاء في كتب الفقه في أحكام المرتد لا تقبل منه الشهادة إلا بالبراءة مما حُكم عليه بالردة من أجله. و هو البراءة من مبادئ حزب البعث و البراءة من الإستهزاء بالدين. و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/392)
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 07:27 ص]ـ
أبا الوليد بارك الله فيك
أنت جزمت بوقوع الردة من صدام لاستهزائة بالدين و وصفه بالرجعية و التخلف , و نصب العداوة للإسلام , بل و التصريح بعدم امكانية الجمع بين الإسلام و بين مبادئ حزب البعث و من ثَم فهو فَضل مبادئ حزب البعث.
و قد تكرر ذلك عشرات إن لم يكن مئات المرات في مؤتمرات الحزب السنوية و كتبه التي كانت توزعها السفارات العراقية حول العالم , و إقراره بمبادئ أستاذه ميشيل عفلق _ حائز وسام الفاتيكان _
فهل تعلم عند أحد من أهل السنة جواز التكفير بذلك دون إقامة الحجة والتأكد من اختيار المكلف لذلك وعدم اضطراره إليه, وعلمه بحرمة وشناعة وفظاعة ما يقول .. ؟؟
نحن نتكلم عن مسألة واقعية فأجبني بصراحة تامة دون أي مناورات:
قلت حفظك الله:
جاء في كتب الفقه في أحكام المرتد لا تقبل منه الشهادة إلا بالبراءة مما حُكم عليه بالردة من أجله. و هو البراءة من مبادئ حزب البعث و البراءة من الإستهزاء بالدين.
من المخوَّل بذلك اليوم , هل هو بريمر أم خليل زاده أم بوش أم المالكي أم الجعفري أم الصدر ...... الخ؟؟؟
وفي حال انعدام من يقبل أو يرد شهادة المرتد على زعمكم, كحالة صدام, فهل نقول إنه كافر .. ؟؟؟
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 07:29 ص]ـ
سبحان الله ..
لقد غدا الشق عن القلوب هو الأصل .. في حين أن ثبوت إسلامه أولى من ثبوت إسلام الكافر الذي أعلن الشهادة حين هم أسامة بن زيد رضي الله عنه بقتله
الأخ الكريم ابو القاسم المقدسي ,
لسنا نحن بارك الله فيك من نقول قبول اسلام الكافر أولى أم توبة المرتد , فالمسألة قُتلت بحثاً في كتب الفقه , و الجمهور _ فيما أعلم _ على التفريق بين إسلام الكافر و توبة المرتد. و إن راجعتَ أبواب الحدود ستجد أن الفقهاء قبلوا من الكافر الشهادة فقط , و أما من ارتد فله شروط أخرى , و بل هناك حالات لا تقبل فيها الشهادة أصلاً كتوبة الزنديق. فقولك " أن ثبوت إسلامه أولى من ثبوت إسلام الكافر الذي أعلن الشهادة حين هم أسامة بن زيد رضي الله عنه بقتله " فيه نظر. و الله أعلم.
ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 07:40 ص]ـ
أخي الكريم ...
هو لم يكن يعترف من البعث إلا بالاسم (في آخر عمره) أما المبادئ فيقدم مبادئ الإسلام، والمتأخر ناسخ ...
ولتتأكد من ذلك ارجع للرابط الذي ذكرته في ردي السابق، ففيه شهادات منصفة من علماء عاشوا في العراق ...
وما راء كمن سمع ..
أرجو أن تعود لتقرأه بكل إنصاف وحياديه ..
وسيتغير حكمك ..
فالعلم بحال الواقعة، يغير الفتوى ..
وهذا ما جعل فضيلة الشيخ الطريفي يفتي بأنه مسلم (وقد وضعت الرابط أيضا في الرد السابق)
ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 07:45 ص]ـ
40 موقفا لصدام لم تسمع بها
إبراهيم التركي (المشرف العام على موقع المختصر)
http://www.almokhtsar.com/html/artical/416.php
المقال:
المختصر / هذه الأربعين موقفاً لصدام حدثت في العشر سنوات الأخيرة من حكمه وشهد بها عدد من الدعاة العراقيون وسجلوها في كتاب شهادة التاريخ وقد لخصتها من الكتاب تيسيراً لمعرفتها لمن لم يقرأ الكتاب ولمعرفة جانب آخر لحقيقة صدام.
إبراهيم التركي
المشرف العام على موقع المختصر
www.almokhtsar.com
v حصة التربية الإسلامية في المدارس العراقية إلزامية في الاختبارات والدرجات وعددها يتفوق على التعليم في الكويت والإمارات.
v أصدر صدام حسين قراراً بإسقاط الضريبة عن أي تاجر يبني مسجداً.
v أمر الرئيس ببناء مسجد في كل محافظة في كل عام مرة كهدية منه لكل محافظة في عيد ميلاده - كما يسمى.
v قام ببناء الكثير من المعاهد الإسلامية والكليات الشرعية للسنة.
v طبق نظام صدام السابق في قضية المرأة العراقية الحكم الشرعي في مسألة السفر، فلم يجعل لها الحرية في السفر بدون محرم.
v قام صدام بقتل العاهرات مستنداً على فتوى شرعية من مجموعة من المشايخ العراقيين الفضلاء.
v المصحف في بيت صدام: عندما نقل الإعلام العربي صورة منزل صدام السري كان العجب، فقد كان قرآن مفتوحاً، والسجادة على الأرض، لا مجلة خالعة، ولا جهاز تلفاز، ولا شريط أغنية للترفيه عن نفسه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/393)
v شكلت لجنة بعد أزمة الخليج بإعادة صياغة المناهج التي تشكل العقلية الدينية لحزب البعث، وفعلاً خرجت تلك اللجنة بتوصيات مهمة وعرضت على المسئولين من أجل النظر فيها، وكم كان العجب كبيراً فقد كتبت التوصيات كإبراء لذمة كاتبيها أمام الله وهم كانوا على يقين أنها سترفض، ولكن تمت الموافقة على أمور مهمة جداً، فقد عُمّم منهج شرعي علمي على جميع الحِلَق الحزبية مهما علت، وتم إنشاء معهد مدته سنتان، ويتم فيه تدريس العلوم الشرعية لكوادر الحزب، وصدرت أوامر تحذيرية بمعاقبة المتخلفين عن حضور مثل هذه الدروس وغيرها في المعهد، والذي وضع المنهج أحد الشيوخ الذين نثق بدينه وعلمه، ومن الأمثلة على ما هو مقرر على الطبقة العليا من مستوى [عضو فرقة] حفظ ثلاثة أجزاء من القرآن الكريم، وتم اختيار كتاب " فقه السنة " للسيد سابق، و " منهاج المسلم " لأبي بكر الجزائري.
v قام صدام بإلزام أعضاء حزب البعث ببرنامج عملي فضلاً عن البرنامج النظري الذي ذكرناه في النقطة السابقة، حيث أمرهم بأداء الفروض الخمس جماعة في المسجد.
v الدكتور عبد اللطيف هميم رجل ذكي وفطن، وقد ناصح الدكتور عبد اللطيف صدام بضرورة فتح بنك إسلامي، وكانت الاستجابة سريعة جداً، فلم تستغرق سنوات أو عقود وإنما عدة أشهر بسيطة وإذا البنك قائم بنظامه وأفراده وماله.
v ناصح الدكتور عبد اللطيف هميم حفظه الله صدام بضرورة الاهتمام بالسنة وأحاديث النبي صلى الله عليه وسلم خاصة بعدما نشر الرافضة شبههم حول أحاديث السنة، وطالبه بضرورة إنشاء موقع يعتني بمثل هذا العمل، وتفاجأ الدكتور بموافقة الرئيس على ماهو أكبر من هذا بكثير بحيث لم يخطر على باله، فقد أمر بإنشاء مركز لجمع السنة النبوية كلها وقد سمي بـ " مركز الإمام البخاري " ولم يسمه مركز صدام حسين، حيث تولى مسؤوليته الفعلية الدكتور ماهر فاضل، وقد كان عدد العاملين فيه كبير جداً على نفقة الرئيس، وقد وفرت لهذا المركز مصادر السنة كلها.
v في منتزه لبنان في مدينة البصرة والذي جاءه وقت وهو يعد مرتعاً لبيع الأعراض وعقد الصفقات المشبوهة، وقد تم تحويل هذا المنتزه إلى مسجد يصلي فيه الناس الجمع والجماعات، وقد سمي مسجد صدام الكبير، وهو الآن أكبر مساجد البصرة فعلاً.
v فتح باب البرامج الدينية في القنوات والإذاعات العراقية، ومن ذلك نقل صلاة الجمعة، وتعاد الساعة الثامنة مساءً، وتوجد برامج دينية تربوية ووعظية يومية في فترة الصباح وما بعد الظهر، خاصة بالحملة الإيمانية، وذلك في محطة بغداد والتي يستمع الناس فيها لمثل هذه البرامج بكثرة، وهذه يسمونها بالفترة الذهبية والتي يستمع الناس فيها لمثل هذه البرامج بكثرة.
v لصدام رأي آخر، فقد جعل إجازة الشيخ في العلوم الشرعية تعدل هناك شهادة بكالوريوس في الشريعة، فيستطيع الطالب المجاز بعد الحصول عليها التقديم إلى الدراسات العليا.
v بعد البدء بحملة الإيمان في العراق أقيمت على مستوى رقعة تلك الدولة الدورات القرآنية في العطلة الصيفية والتي يحضرها عشرات الآلاف في المحافظة الواحدة، وهذا بتكليف من الأوقاف، وتستمر هذه الدورات حتى بعد انتهاء فترة الصيف لمن يرغب في ذلك.
v أمر بإلقاء ثلاثة من فدائيي صدام [وهم نخبته وخاصة جنده] من أعلى مبنى في البصرة كتعزير لهم على جريمة اللواط.
v صدر قرار بحفظ حق الكويتيين والسعوديين وغيرهم ممن يملكون بيوت أو عقارات مستأجرة في العراق، وبما أن المالك غير موجود ولاوكيل عنه هناك فإن الدولة العراقية تتكفل بحفظ أملاكهم وادخار إيجار بيوتهم إلى أن يرجعوا.
v صدر قرار بعقوبة من سب الله تعالى والنبي صلى الله عليه وسلم أو الصحابة.
v في إطار محاربته لليهود ككيان مزروع في بلاد المسلمين أصدر صدام قراراً يلزم كل شركة تتعامل مع العراق أن توقع على شرط يمنعها من التعامل مع الكيان العبري.
v بعد فشو السحر في منطقة " هيت " تجرأ سحرة تلك المنطقة فأخذوا بوضع المصاحف في الحمامات وذلك تقرباً للشياطين كما هو معروف من عادة السحرة، فأمر الرئيس بالقبض على كل ساحر وساحرة، ولا يعرف مصيرهم حتى الآن، ويقال أنهم قتلوا جميعاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/394)
v وأمر الرئيس بتشكيل لجنة لمنع الربا من البنوك، وقد كلف الدكتور عبد اللطيف هميم بذلك، وهو صاحب البنك الإسلامي العراقي، وطُلِب من اللجنة بيان كيفية تحويل البنوك الموجودة من النظام الربوي إلى النظام الإسلامي، ونلاحظ أن اللجنة ستقوم بإصدار أوامر منع وليست مجرد توصيات فقط، لأن التوصيات في الغالب جرى التعامل بها على أنها من باب دغدغة مشاعر الجماهير المسلمة. ولم تتمكن هذه اللجنة من إتمام عملها بسبب الحرب الأخيرة.
v وآخر القرارات كان بتاريخ 27 من ذي الحجة 1423للموافق 28 - 2 - 2003 والذي نص على أن كل عضو في حزب البعث يلعب القمار يطرد من الحزب، أيا كانت رتبته، ويسجن ثلاث سنوات.
v فتح صدام للناس الحق في بناء المساجد، فلم يعد هناك تضييقاً على مثل هذا العمل، بل إنك تعجب عندما تتوجه إلى العراق تريد بناء مسجد فإن الوضع سيكون أمامك أسهل من أي بلد آخر، فيكفي أن تختار أي مكان لبناء المسجد حتى تحصل الموافقة المباشرة بشرط خلو هذه الأرض من الحق الخاص، وأما الإجراءات فهي حسب علمنا أنها أسرع من إجراءات مثيلاتها من البلدان العربية.
ثم صدر قرار لا نظن أن أي بلد قد طبقه وهو أن أي شخص يريد أن يبني مسجداً فإن الدولة تعطيه جميع مواد البناء بنصف سعر السوق.
v وهذه نادية محمود عضوة حزب العمال الشيوعي العراقي تتحدث في لقاء مع قناة الجزيرة عن مستقبل المرأة العراقية حيث تكلمت عن ظلمه للمرأة العراقية فقالت: إنه كان يحرم المرأة العراقية من وظيفة التدريس إذا كانت غير محجبة ويضيق عليها في الوظائف الأخرى.
v أمر بفتح محطة إذاعية للقرآن الكريم بحيث يستطيع أهل بغداد الاستماع إليها.
v صرحت خادمة عدي الخاصة لقناة العربية بأن عدي كان إذا علم أن والده صدام سيحضر إلى قصره قبل أسبوع قام بتنظيف البيت من الخمر وغيره من أدوات اللهو حتى لا يغضب والده، بل أشارت إلى أن صدام قد حاول قتل عدي بسبب سوء سلوكه وانحراف خلقه.
v أهل العلم والدعوة عموماً وأهل الأنبار خصوصاً، يذكرون جيداً الأخ محمد الكبيسي الذي نسأل الله تعالى أن يتقبله من الشهداء، ذلك الذي فجر السينما الوحيدة في منطقة الفلوجة ومحلين لبيع الخمور، ومحلين لفرق موسيقية تحيي الحفلات والأعراس، ومحل لبيع أشرطة الفيديو، وبعد ذلك رمى مقر حزب البعث بعدد من القنابل اليدوية، فحاصروه، وطلبوا منه الاستسلام فرفض، واستمر في المقاومة حتى قتل رحمه الله وقد وقف العلماء هناك في لحظات رهيبة بانتظار العقاب ولكن ماذا كانت النتيجة التي اتخذتها الحكومة بعد هذه الحادثة؟!! إنها كانت كالتالي:-
1. تحولت السينما التي فجرها الأخ محمد إلى قاعة للاجتماعات والاحتفالات الدينية وكانت هذه هي آخر عهد للسينما في الفلوجة، بحيث لا توجد في الفلوجة سينما واحدة الآن.
2. جميع محلات الفيديو في الفلوجة أغلقت أبوابها وعددها تسعة، ولم تسمح الدولة لفتح محل بيع خمر أو فيديو.
3. تم اعتقال مجموعة من الشباب ثم أطلق سراحهم، والمهم أن هذه الأحداث وقعت سنة 1996 م.
فماذا ترى لو أن مثل هذه الأحداث وقعت في بلد آخر ... ؟!
v لقد قال دان راذر ... بعد لقائه الشهير مع صدام، حينما سألته مجلة نيوزويك بتاريخ 11 مارس 2003 ... عن الجديد الذي رآه في صدام: هناك الكثير من المفردات الإسلامية الآن، يكثر من استخدام المصطلحات الإسلامية، لقد أعاد أسلمة العراق، وهو الآن يصلي خمس مرات في اليوم بشكل متفاخر، ويقول إن القرآن يسري في عروقه.
v من المعلوم لدى من كان في العراق أنه في أوائل التسعينات عقدت اجتماعات هامة في قيادات الحزب في العراق، وكان على الحزبيين أن يقرروا عندها خطاً واحداً من خطين لمنهجية حزب البعث: إما الخط العلماني وإما الخط الإيماني، وانتهى الأمر إلى اختيار الخط الإيماني، وذلك بعد إصرار الرئيس صدام على هذه الاختيار، رغم المعارضة السرية لدى أعضاء في حزب البعث على مثل هذا التوجه والذي اتضح أثرها في خيانة أعضاء من البعث مع القوات الأمريكية في لغز سقوط بغداد، وبعد هذه الاجتماعات دشَّن صدام حسين حملة سماها الحملة الإيمانية كما هو معروف لكل عراقي اليوم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/395)
v صدام نفسه في خطابه سنة 2002 في ذكرى انتصار العراق على إيران، قال بعدما ذكر ابتداء الحزب ومراحل تطوره إلى أن وصل المرحلة الأخيرة ... قال: وأرجو أن لا تحاسبونا أو تقيسونا منذ سبع سنين على ما سبق، فإن ثمة اختلافاً جذرياً في إيماننا.
v ولقد قال الدكتور محمد الدوري وهو ممثل العراق في الأمم المتحدة في لقاء مع قناة العربية والذي بث يوم 28/ 4 / 2003 م: " بأن تعليمات حزب البعث في العراق وضعت على الرف!! فلا يؤخذ ولا يعمل بها .. "
v وكان صدام حسين يديم قطع اجتماعاته وإنهاءها علانية إذا حضر وقت الصلاة حتى مع الأجانب كما ذكر ذلك الصحفي الأمريكي " راذر " فقال: دام اللقاء معه ثلاث ساعات، لم يقطعه إلا للصلاة، وهكذا كان الأمر مع مسؤولين كبار عرب نعرفهم معرفة شخصية لم تنشر اجتماعاتهم به، ولا نريد إحراجهم هنا، فحين حضرت وقت الصلاة قال لهم قوموا نصلي.
v إنا لا نشك أن كل ذلك التغيير الإسلامي الذي ذكرناه في العراق كان مرصوداً ومحسوباً ومراقباً على المستوى الشعبي والرسمي من قِبَل الغرب الكافر وعلى رأسه أمريكا، وأن تقديرهم أن أمر العراق إذا ترك سنين قليلة فسوف يشب عن الطوق ... حتى تصورات صدام الذي تنكب فيها لحقيقة البعث كعقيدة ومبادئ، وأقبل زاحفاً قولاً وعملاً شيئاً فشيئاً نحو الإسلام مرصودة، وأن لها أثراً مخيفاً بالنسبة لهم، فمن يدري فلعله يطبق ما أشار له في لقائه مع وزرائه بأنه يريد دولة إسلامية حقيقية لا كالدول المجاورة، بل على منهاج خلافة أبي بكر وعمر وعلي وعثمان، هكذا قالها بالحرف، في لقائه كما رأيناه وسمعناه بأنفسنا قبل الحرب الأخيرة بعام ونصف تقريباً، وكررها في لقاء آخر وهي مسجلة عندنا.
v إن الأيام تثبت أن صدامًا كان على حق في كثير من شدته على الرافضة .. ونحن نطالب من أي معارض لهذه الفكرة أن ينظر فيما صنعه الشيعة في مساجد السنة
v وللحقيقة التاريخية المتيقن منها نقلًا عمن سمع صدام نفسه، أن العلماء العراقيين بلغوا أكثر من سبعين ألف عالم متخصص.
v وفي آخر زيارة شارون لأمريكا قال بوش لشارون: لعل الانتفاضة أتعبتكم وآذتكم .. ؟! فقال شارون: "إن الانتفاضة مثل الزكام .. أما العراق فهو الصداع النصفي .. ! ".
وقد قال بوش وطاقمه مرارًا وتكرارًا: "بأن السلام بين إسرائيل والعرب لن يتحقق مادام صدام في السلطة، وسنتمكن من تحقيق السلام بعد زوال هذا النظام؟! "
v كانت فرحة اليهود الإسرائيليين بسقوط بغداد أعظم من فرحة الأمريكان أنفسهم، حتى قال بعض مسئوليهم: "الآن يعيش الإسرائيليون بأمان". وهذا التصريح في الإذاعة الإسرائيلية.
v وقف صدام بمسدسه أمام جميع القادة المجتمعين في آخر مؤتمر لهم في بغداد قائلًا:" والله ... من يعمل أي علاقة مع إسرائيل أقتله بهذا المسدس ... ولو كان على فراشه ".
ويخبرنا أحد الوزراء الذين حضروا ذلك المؤتمر أن الرئيس الليبي معمر القذافي اقترح قبل تهديد صدام لهم مقترحًا [غريبًا كعادته] يطالب فيه بكسر الحاجز النفسي مع إسرائيل، يقول هذا الوزير: فقاطعه صدام وقد بلغ به الغضب منتهاه، وصاح عليه بأعلى صوته باللهجة العراقية: "إنجب" بمعنى: اخرس. فسكت القذافي ولم ينبس ببنت شفة ... ! ثم هددهم بما ذكرنا آنفًا.
v وله إعانات كثيرة جدًا للشعب الفلسطيني فمن إعانته للانتفاضة الفلسطينية: كفالته عائلة كل شهيد فلسطيني وذلك بمنح عائلته منحه قدرها خمسة وعشرون ألف دولار، كما يعطي لكل من يهدم بيته خمسة وعشرين ألف دولار بشرط ألا يخرج من فلسطين ..
ولقد صرح الشيخ الشاعر محمد صيام بعد مؤتمر إسلامي انعقد في بغداد سنة 2002 بأن الرئيس العراقي المخلوع أمر بتسجيل كل عائلة فلسطينية في البطاقة التموينية العراقية كي يتكفل بها كما يتكفل بكل عائلة عراقية ...
v الحقيقة تقول أن العلامة الفارقة الفاصلة في رد أخطر هجمة عقدية باطنية في التاريخ المعاصر على الإسلام لم تكن إلا: صدام ... الذي استطاع أن يسخر الشعب العراقي سنة وشيعة لهذه الحرب سواء كان رغبة أو رهبة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/396)
v شهادة التاريخ تحكي لنا بعد سقوطه حكاية السودان ونصرته له حينما تقوى قرنق بالخطط الأمريكية والأسلحة والخبراء الإسرائيليين، وزحف من جنوب السودان حتى أصبح على مقربة من الخرطوم، فما أنقذه جيرانه ولا عرب آخرون ولا مسلمون، إنما كان الغوث من صدام حيث فتح جسرًا جويًا عسكريًا إلى السودان، وسيطر طيرانه على سماء السودان، واندحر قرنق إلى أن تخلى عن جميع مواقعه الرئيسية الأولى، ويشهد التاريخ بأن الدولة العربية الوحيدة الحاضرة في حرب اليمن والتي كان لها نصيب الأسد من تحرير اليمن من الشيوعيين وطردهم إلى الأبد حتى عاد اليمنان يمنًا واحدًا هي العراق بالطائرات العسكرية العراقية
v لاحتلال الكويت أسبابه التي لم تعد خافية على أحد، ولا ينبغي أن يجتزأ الناس النظر إلى ردة الفعل العراقية المتهورة، وينسون أساس المؤامرة ... وقضية المؤامرة ليست هنا وهمًا، ولا استنتاجا، بل هي ظاهرة قاطعة قد عجز الكويتيون عن الإجابة عليها، حين عجزوا عن الإجابة على أسئلة صدام الأربع في رسالته التي اشتهرت، برسالة الاعتذار.
قال للكويت في تلك الأسئلة: لقد أعطيتمونا معونات بصورة هبات، وما أن انتهت الحرب حتى حولتموها إلى ديون ثم ديون حالة الأجل، ثم بعتم هذه الديون لأمريكا ... فهل هذا جزاؤنا لما حميناكم ودفعنا بشبابنا ونسائنا تجاه تصدير الثورة الخمينية التي كانت ستنالكم وغيركم؟!!!
هذه الحقيقة فضلًا عن الإجابة عليها؟
قال لهم: تعلمون حاجتنا بعد خروجنا من الحرب لتقوية الاقتصاد، فأغرقتم السوق بالبترول، ونحن لا نستطيع أن نواكب المعروض لحاجتنا إلى الصيانة والميناء، ولم يستطع الكويتيون إنكار ذلك ... !
قال لهم: أوصلتم سعر البرميل إلى ستة دولارات والتي لن يكون منها إلا زيادة انهيارنا فهل هذا حقنا عليكم؟!!! ولم ينكر الكويتيون ذلك ... !
قال لهم: كنتم تشفطون النفط من حقولنا ونحن منشغلون بدفع إيران عنكم .. ولم ينكر الكويتيون ذلك ... !
إلا أنهم قالوا أخذنا 25 ألف برميل!!!
قال لهم: جاء لكم قائد القوات الأمريكية " شوارسكوف" لغزو العراق بعد ذلك، وعمل معكم خططًا ومؤامرات، وعندنا وثائق تثبت ذلك، ولم ينكر الكويتيون مجيئه في تلك الظروف ... !
إلا أنهم قالوا إنه جاء عابر سبيل ولم يبق في الكويت إلا يومًا أو يومين!!!
v ونحن والله، نعرف عالمًا في كلية الشريعة ناصحه وصارحه في عزت الدوري، فأتى به، هو ووزير الأوقاف، وكلمه بشكوى العلماء وأنّبه أمام الشيخ، والشيخ نفسه يروي الحادثة، ولقد تقلص دور عزت بعد هذه الحادثة على المساجد وأهلها، وعلى حملات الحج العراقية ... فكانت هذه المعاتبة منه لعزت كالطامة ... ولكن كان ذلك قبل سنة من نهاية حكمه تقريبًا.
v لكن؛ تأكد أيها الرئيس بأن التاريخ لن يظلمك، وإن تنكر لك القريب قبل البعيد .. وسود عليك صفحات الكتب، والصحف بمداد السواد .. لسواد عيون اليهود .. وسواد قلوبهم السود ...
لن يكون ما نذكره هنا تزكية لك مطلقة ... ولا اعتذارات ملفقة ... بل هي بالنظر لما سبق عقدك الأخير مما عملته من جرائم ماحقة، وبالنظر لعقدك الأخير وما فيه من قربات عملية نحسبها صادقة، وبالنظر كذلك لما سيعقبك من مصائب في الدين بدت طلائعها ناطقة وليس بالنسبة لما نرجوه ونؤمله من الأمالي الصادقة
شهادة لك ... وهي ترى مظاهر الوثنية تعود في بلاد الرافدين .. بأعداد كأعداد الحجيج أو يزيد .. تسيل دماؤها كالأضاحيأضاحي أ يوم أكبر عيد .. تقول للعالم: انظروا ... هذا هو الإسلام الحنيف يعود من جديد .. !
شهادة لك ... من على أدراج الطلاب في المدارس ... حيث قررت تفسير القرآن كاملًا لكل طالب ودارس ... وأحكام التلاوة ومنهج الأحكام .. وفقه سنة سيد الأنام عليه الصلاة والسلام.
شهادة لك ... على أنك لم تتوقف عند القول وجمود الدراسات، ومقابر اللجان بل أخذت للتغيير عدته ... وقطعت منه شوطه ومسافته .. فأدرك العدو أن للأمر خطورته ...
هناك تنادى الأعداء أن اقطعوا الطريق بقطع رأس الأفعى أولاً .. !
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/397)
v لم يكن من منهج صدام أن يجاهر في الإعلام بحسناته الشرعية .... فلم تجد الحملة الإيمانية أثرا يذكر في الإعلام الخارجي ... بدليل أن أغلبية القراء لا يعرفون عنها شيئًا ... كما لم تحض لقاءاته الشعبية شبه اليومية بالمواطنين والتي تبدأ عادة في الساعة الثالث فجرًا وحتى الثامنة إلا خمس دقائق صباحًا ...
وهكذا ... مراكز القرآن الصيفية ... ونحو ذلك الكثير ... الكثير ...
ولا أدري .. فلعل السر في عدم إظهارها ربما يكون خشية صدام من وأدها في مهدها .. وخنقها حتى الموت قبل فطامها ... وقد كان ما كان ... وطوت أمته صفحة حسناته، وشموخه، وإبائه، بطي النسيان أو الكتمان ... ولعنته بلعنة اليهود وأهل الصلبان ... وعبدة النيران ...
v نُشْهِد الله عز وجل بأن صدام حسين كان بعثيًا طاغية أسرف على البلاد والعباد قبل عقد من الزمن،
ونشهد الله أن الناس قتلهم الخوف من صدام حتى آخر يوم من حياته، وذلك راجع لحكمه الحديدي الذي كان شديد البأس فأذل به الناس.
ونشهد الله عز وجل أن صدام قد تغير في آخر عقد من حياته وكلما مضت سنة كان أكثر قربًا إلى الخير، ولو ترك على ما هو عليه لزاد خيره ولقَرُب معروفه.
ونشهد الله عز وجل أن من أهم الأسباب في حرب العراق وذهاب ملك صدام هو توجهه الديني الأخير الذي لن يكون منه مضرة إلا على الكيان العبري، ويا ليت قومي يعلمون.
ونشهد الله أن هذا الرجل لو لم يكن من خيره إلا إيقاف الجيش الخميني لكفاه شرفًا وهاهو بعد ذهابه تتسابق الدول لاسترضاء الرافضة خوفًا من مطامعهم التي لم تظهر إلا بعد سقوط صدام
ونشهد الله أنا صلينا في المساجد وكانت أخبار المجاهدين معلقة على جدران المساجد وأكثر هذه الأخبار من صحف أبناء صدام حسين.
ونشهد الله أنا مررنا على مدارس الفتيات فوجدنا الشرطة تحميهن من كل فاجر وفاسد، وتخرج البنت بزي نحمد الله عليه قد اكتست بالحياء والعفاف.
ونشهد الله أنا رأينا أهل السنة في العراق بعد صدام أذلة صغارًا بعد أن كانوا أعزة كبارًا لايدرى أهم يدركون صباحهم أم إن مساءهم هو القريب.
المرجع كتاب: شهادة التاريخ: عقدٌ من حياة صدام ... في ميزان الإسلام
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=2306
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 07:47 ص]ـ
فهل تعلم عند أحد من أهل السنة جواز التكفير بذلك دون إقامة الحجة والتأكد من اختيار المكلف لذلك وعدم اضطراره إليه, وعلمه بحرمة وشناعة وفظاعة ما يقول .. ؟؟
أخي الكريم , قال صدام حسين ما نصه " إن المدخل الديني في تفسير الحياة و في تغيرها كان موجوداً أثناء و قبل أن نصبح بعثيين , و المنهج الإلحادي الشيوعي كان موجوداً أثناء و قبل أن نصبح بعثيين , و مع ذلك فإننا رفضنا المتهجين و توجهنا صوب منهج البعث و آمنا به , و لذلك كانت نظرية البعث و منهجها الثوري هما كريق البعثيين و عدة نضالهم و ليس أي طريق آخر " (صدام مناضلاً و إنساناً للدكتور أمير اسكندر).
أخي الفاضل هذه قطرة من بحر. فهذا الرجل يصرح برفض الطريق الديني , فهل يشترط إقامة الحجة قبل تكفيره!! و من أصلاً اشترط إقامة الحجة في مسائل الإستهزاء بالدين؟ و هل هناك عذر بالجهب في التنقص من الدين؟؟؟؟ مال لكم كيف تحكمون.
نحن نتكلم عن مسألة واقعية فأجبني بصراحة تامة دون أي مناورات:
قلت حفظك الله:
جاء في كتب الفقه في أحكام المرتد لا تقبل منه الشهادة إلا بالبراءة مما حُكم عليه بالردة من أجله. و هو البراءة من مبادئ حزب البعث و البراءة من الإستهزاء بالدين.
من المخوَّل بذلك اليوم , هل هو بريمر أم خليل زاده أم بوش أم المالكي أم الجعفري أم الصدر ...... الخ؟؟؟
وفي حال انعدام من يقبل أو يرد شهادة المرتد على زعمكم, كحالة صدام, فهل نقول إنه كافر .. ؟؟؟
أخي الكريم , هذه كانت أول مشاركة لي في الموضوع فلا أدري أي مناورات تتكلم عنها , و أشم رائحة ليست بالذكية من هذه الكلمة , عموماً من المخول بماذا , حكم الردة ثبت من سنين , و لم يثبت ظاهراً ما يُعتد به من توبة المرتد , فلنا هذا الظاهر و لله عز و جل باطنه. و الله أعلم.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 07:50 ص]ـ
[ quote= أبو القاسم المقدسي;521034
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/398)
وما من شك عندي أن أواخر حياة صدام .. في السنوات الثلاث الأخيرة .. جعلته أفضل حاكم عربي على الإطلاق
===============
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
سبحان الله! أكثر الإخوة الذين تكلموا عن صدام، تكلموا بعيدا عن الواقع الذي كان يعيشه السلفيون في العراق إلى آخر لحظة داهم فيها بوش الصليبي العراق!
ذلكم أن السلفيين كانوا مضطهدين من البعثيين زمن صدام أيما اضطهاد، السجون، التعذيب، التخويف، القتل .....
فكانت لا تمر فترة إلا وقام كلاب صدام من البعثيين باعتقالات واسعة في شتى أماكن العراق للسلفيين، ويودعون السجون القذرة لصدام، ويبقون فيها الشهر والشهرين يُسامون سوء العذاب والإهانة. وهكذا دواليك تستمر مثل هذه الحملات على أهل السنة والجماعة بين الفينة والأخرى، وحتى في الفترة التي يزعم فيها من يدافع عن صدام بأنه قد تغير، وهي السنوات التي كانت أثناء الحصار، حيث قام المقبور بالأمر بالحملة الإيمانية!! وتدريس القرآن والتجويد!! إلا أن حملات كلابه المسعورة مستمرة على ما يسمونه "بالوهابيين"!!، ومن الأمور التي تخفى على كثير من الناس في العراق فضلا عمن كان خارجه، هو أن الهالك في السنة التي سبقت دخول الصليبي " بوش" قام بعمل اعتقالات واسعة جدا في العراق غير مسبوقة! لأن هذه الاعتقالات للسلفيين التي سبقت دخول جيش الصليبيين للعراق بسنة كانت مقرونةبأحكام شديدة جدا على السلفيين تتراوح بين الإعدام والعشر سنوات والسنة!! وذلك بحسب الكتب التي يجدونها عند السلفي! فإنه من المعلوم أن المقبور وحزبه كان يحظرون كتب ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب والألباني وابن باز!! وهي عندهم دليل على الوهبنة!! - إن جاز التعبير- فكانت أحكام صدام على السلفيين في تلك السنة التي سبقت دخول الصليبيين مرتبطة - كما أسلفت - بما يجدونه من الكتب معهم!، فمثلا: إذا وجدوا كتاب " تحذير الساجد .. " للعلامة الألباني فهذا عن سنة!! وهكذا، حتى إن من إخواننا من حُكم عليهم بالإعدام!!
فرفعوا أكف الضراعة إلى ناصر المستضعفين الذي قال - وقوله الحق - {{إن الله يدافع عن الذين آمنوا، إن الله لا يحب كل خوان كفور}}
وقال رسوله - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى "" من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب "" وأقول كما قال الشافعي - رحمه الله تعالى - في قوله تعالى {{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}} قال: "" إن لم يكن أولياء الله أهل الحديث فلا أدري من هم!! "".
فحرك الله تعالى ظالما آخر هو الصليبي "بوش " فسلطه على الظالم البعثي " صدام" فقضى عليه، فدفع الله تعالى الظالم بالظالم، وخرج السلفيون من سجن المقبور.
وعلى كل حال: فإن أمر صدام إلى الله تعالى، فإن صدقت توبته وشهادته، فهو تحت المشيئة، وإلا فإلى - إن شاء الله - جهنم خالدا فيهاوبئس المصير.
والله الموفق.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 08:27 ص]ـ
و أشم رائحة ليست بالذكية من هذه الكلمة [/ u] , عموماً من المخول بماذا , حكم الردة ثبت من سنين , و لم يثبت ظاهراً ما يُعتد به من توبة المرتد , فلنا هذا الظاهر و لله عز و جل باطنه. و الله أعلم.
أخي أبا الوليد لا يستنزلنك الشيطانُ إلى قاع الظنون فما قصدت شيئا مما ظننته بي حفظك الله وأعتذر لك جملةً وتفصيلاً ..
قلت حفظك الله:
حكم الردة ثبت من سنين: ليتك قلت لنا بم ثبتَ, لأن ما ذكرته لا يكفي , خصوصا إذا علمنا أن مثل هذه السياسات القائمة على الفكر كحزب البعث البائد , لا يتولى زعمائها كتابة خطاباتهم بأنفسهم بل تُكتب لهم ويقرأونها ,.ولك أن تقارن بين أسلوب النص الذي نقلته ورقيه الأدبي والكتابي وبين كلمات صدام الارتجالية ليتضح لك البون شاسعاً ..
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 11:54 ص]ـ
العجيب أننا ذكرنا للإخوة أن كلامنا ليس مجرد عاطفة هوجاء كما يظنون ..
بل لدينا شهادات علماء عراقيين على جادة السلف ..
ثم لماذا هذا التمحك في قضية كهذه ..
إن قيام صدام حسين .. في آخر عمره بالتصدي للأمريكان .. والتعالي عليهم .. ورفضه إملاءاتهم
وعهده للاقتصادي الإسلامي عبد اللطيف هميم لأسلمة البنوك العراقية ..
هو أمر لم يفعله حاكم عربي قط .. ولذلك عجلوا بالهجوم عليه
ثم إنه رحمه الله .. كما ذكر لنا فضلاء ومشايخ من العراق .. ممن نعرفهم عن قرب ومعايشة في زمن الغربة .. كان في السنوات الأخيرة ينشر كتب محمد بن عبد الوهاب ..
أما من يحاول إقرار أنه مرتد .. لينفي عنه صفة الإسلام البتة .. فنقول .. هذا تمحك ومبالغة لا تصمد أمام الحقائق التي أقرها المنصفون والقريبون منه من أهلنا هناك
وهناك بحوث كتبت في أثر العاطفة على الفتوى ..
وندعو الإخوة إن كان لديهم بصيص من إنصاف أن يقرؤوا ما تضمنته الروابط .. التي وضعها الأخ الفاضل التميمي وغيره
فهذا من العدل المأمور به شرعا ..
والشيخ الجليل حامد العلي مع كونه كويتيا .. ومن المشايخ الذين لاقوا ويلات السجن بسبب إنكاره على دولته وشجاعته في الحق .. وأمره المسؤولين فيها بالمعروف ونهيهيم عن المنكر .. بقسوة تنتمي إلى حدة سفيان الثوري .. إلا أنه مع ذلك نشر مقالي عن صدام في موقعه والذي كتبته كرد في الأعلى
والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/399)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 01:54 م]ـ
[ quote= عبدالمصور السني;521069]
!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
سبحان الله! أكثر الإخوة الذين تكلموا عن صدام، تكلموا بعيدا عن الواقع الذي كان يعيشه السلفيون في العراق إلى آخر لحظة داهم فيها بوش الصليبي العراق!
ذلكم أن السلفيين كانوا مضطهدين من البعثيين زمن صدام أيما اضطهاد، السجون، التعذيب، التخويف، القتل .....
فكانت لا تمر فترة إلا وقام كلاب صدام من البعثيين باعتقالات واسعة في شتى أماكن العراق للسلفيين، ويودعون السجون القذرة لصدام، ويبقون فيها الشهر والشهرين يُسامون سوء العذاب والإهانة. وهكذا دواليك تستمر مثل هذه الحملات على أهل السنة والجماعة بين الفينة والأخرى، وحتى في الفترة التي يزعم فيها من يدافع عن صدام بأنه قد تغير، وهي السنوات التي كانت أثناء الحصار، حيث قام المقبور بالأمر بالحملة الإيمانية!! وتدريس القرآن والتجويد!! إلا أن حملات كلابه المسعورة مستمرة على ما يسمونه "بالوهابيين"!!، ومن الأمور التي تخفى على كثير من الناس في العراق فضلا عمن كان خارجه، هو أن الهالك في السنة التي سبقت دخول الصليبي " بوش" قام بعمل اعتقالات واسعة جدا في العراق غير مسبوقة! لأن هذه الاعتقالات للسلفيين التي سبقت دخول جيش الصليبيين للعراق بسنة كانت مقرونةبأحكام شديدة جدا على السلفيين تتراوح بين الإعدام والعشر سنوات والسنة!! وذلك بحسب الكتب التي يجدونها عند السلفي! فإنه من المعلوم أن المقبور وحزبه كان يحظرون كتب ابن تيمية وابن القيم وابن عبد الوهاب والألباني وابن باز!! وهي عندهم دليل على الوهبنة!! - إن جاز التعبير- فكانت أحكام صدام على السلفيين في تلك السنة التي سبقت دخول الصليبيين مرتبطة - كما أسلفت - بما يجدونه من الكتب معهم!، فمثلا: إذا وجدوا كتاب " تحذير الساجد .. " للعلامة الألباني فهذا عن سنة!! وهكذا، حتى إن من إخواننا من حُكم عليهم بالإعدام!!
فرفعوا أكف الضراعة إلى ناصر المستضعفين الذي قال - وقوله الحق - {{إن الله يدافع عن الذين آمنوا، إن الله لا يحب كل خوان كفور}}
وقال رسوله - صلى الله عليه وسلم - قال الله تعالى "" من عادى لي وليا فقد آذنته بالحرب "" وأقول كما قال الشافعي - رحمه الله تعالى - في قوله تعالى {{ألا إن أولياء الله لا خوف عليهم ولا هم يحزنون}} قال: "" إن لم يكن أولياء الله أهل الحديث فلا أدري من هم!! "".
فحرك الله تعالى ظالما آخر هو الصليبي "بوش " فسلطه على الظالم البعثي " صدام" فقضى عليه، فدفع الله تعالى الظالم بالظالم، وخرج السلفيون من سجن المقبور.
وعلى كل حال: فإن أمر صدام إلى الله تعالى، فإن صدقت توبته وشهادته، فهو تحت المشيئة، وإلا فإلى - إن شاء الله - جهنم خالدا فيهاوبئس المصير.
والله الموفق.
سبحان الله، من قواعد أهل السنة أنهم يستدلون ثم يعتقدون، بينما أهل البدع العكس تماما، فبعض الناس يمشي على قاعدة أهل البدع هذه إما بعلم وإما بغير علم حتى في الأمور الواقعة على أرض البسيطة!! ومنها سيرة صدام التي لا تخفى على أي سلفي في العراق، وأنا أدعو بعض العاطفيين - ولا أدري ما السبب في مثل هذه العاطفة الهوجاء الشاذة لذلك المقبور الذي دمر دعوة أهل السنة في العراق وكل سلفي عراقي يعرف هذا! - أدعو بعض العاطفيين هنا أن يسألوا سلفيي العراق وسيكون الجواب كما سطرته آنفا في مشاركتي السابقة، والعجب أن أخانا أبا القاسم يقول: إن صداما كان ينشر كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب!!! أقول: سبحانك هذا بهتان عظيم:)
أقول يا أخي الكريم: الذي كان يحارب السلفيين إلى آخر لحظات قبيل دخول الجيش الصليبي بغداد ينشر كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب؟!!!!!!
ما سمعنا بهذا في الملة الآخرة إن هذا إلا اختلاق!!!
أخي اسأل سلفيي العراق يأتونك بالأخبار ما لم تزود، فعند جهينة الخبر اليقين.
أخي اقرأ مشاركتي السابقة، ولا يغرك صوفية أو بعثية العراق.
والله الهادي.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 01:59 م]ـ
حكم الردة ثبت من سنين: ليتك قلت لنا بم ثبتَ, لأن ما ذكرته لا يكفي , خصوصا إذا علمنا أن مثل هذه السياسات القائمة على الفكر كحزب البعث البائد , لا يتولى زعمائها كتابة خطاباتهم بأنفسهم بل تُكتب لهم ويقرأونها ,.ولك أن تقارن بين أسلوب النص الذي نقلته ورقيه الأدبي والكتابي وبين كلمات صدام الارتجالية ليتضح لك البون شاسعاً ..
أخي الكريم , إن ما نقلته هنا لم يكن في خطبة يقرأها , بل كان في مناقشات مع أمير اسكندر طبعت في كتاب لاحقاً بتمويل من الحكومة العراقية , و بفرض أن هذا الكلام و غيره ليس من بنيات أفكار صدام , فهو قد نقله مقراً له , و نقل الإستهزاء بالدين مقراً به كما لا يخفى عليكم لا يعذر صاحبه بحال , بل متى يكون الكفر البواح إذن. و هل إذا كتب كاتبٌ مقال يصف الإسلام بالرجعية و التخلف و عدم مناسبته للعصر , و نقله شخصٌ آخر مقراً بما فيه , فهل لا يكفر بذلك؟؟ و أما بخصوص أن هذه لا يكفي , فأقول بلى يكفي رفضه للدين و لو مرة واحدة , و على كلٍ هذا غيضٌ من فيض , فيوجد عشرات المقالات المشابهة موثقة و للأسف لا أنشط لنقلها حيث إني في فترة امتحانات هذه الأيام. و الله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/400)
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 01:59 م]ـ
قبل قليل .. كان الشيخ الفقيه عبد العزيز الفوزان .. يجيب عن سؤال عن الترحم عل صدام رحمه الله تعالى
وقد أنكر على طلبة العلم المتوقفين في الترحم عليه .. وذكر أن خاتمته تدل على توبته ..
وذكر شيئا من مآثره .. وحسناته ..
وقال إن الله تعالى لما وفقه للنطق بالشهادة .. مع أنهم حاولوا إشغاله عن ذلك .. واستفزازه ..
دل على خير وقال إن قتله في هذا اليوم المبارك خاتمة خير كذلك .. وأنهى كلامه بالترحم عليه .. والدعاء له
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 02:14 م]ـ
والذي رفع السماء بغير عمد ترونها، إن ما ذكرته آنفا عما فعله صدام في العراق وفي سلفية العراق خاصة لحق مثلما أنكم تنطقون.
والعجب أن العاطفي إذا جئته بالحق المستبين فإنه يؤوله أو يحيد عنه.
والله المستعان.
أقول: اسألوا سلفية العراق.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 02:30 م]ـ
إن فكر حزب البعث العربي الاشتراكي كان يُدرس في الجامعات والمدارس تحت مسمى " الثقافة الوطنية والقومية"، وإن صداما كان من زعماء هذا الحزب الكافر، والذي لا يعرف عقيدة هذا الحزب فيلرجع إلى "الموسوعة الميسرة في الأديان والفرق المعاصرة".
ومن الأمور الخافية على أكثر الناس خارج العراق أن من لم يكن منتميا لحزب البعث، فإنه يحارب ويمنع من التسجيل في الجامعات ومن الوظائف، واسألوا في ذلك أهل العراق.
والله الهادي.
ـ[أبوالوليد السلفي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 02:33 م]ـ
الأخوة الكرام أبو زيد الشنقيطي , أبوالقاسم المقدسي , علي الفضلي , ابوسليمان التميمي , نظراً لانعدام الفائدة المرجوه من مثل هذا المقال أرى أن نكتفي بما قد قيل حتى لا يخرج الموضوع عن مساره , و لأني أعتقددأن كل ما يمكن أن يقال قد قيل , و إن أردنا فتح موضوع جديد حول حكم الانتقاص من الدين و الإستهزاء به , و كذلك اشتراط البراءة مما خرج به المرتد من الملة فلا بأس بحث لا يكون الكلام عن أشخاص بعينهم. و الله المستعان.
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 02:59 م]ـ
الخلاصة .. أنني شخصيا التقيت في الحج بمشايخ من العراق .. وهم من أقحاح أهل السنة والجماعة
ومن المجاهدين .. وطلبة العلم ..
وقد قالوا بما نقول أو نحوا منه .. وقال به مشايخ كثر ..
واليقين لايزول بالشك ..
والأولى الفرح وتقديم حسن الظن .. لأن نطقه الشهادة أغاظ الرافضة فكيف نشاطرهم التشفي!!!
والذين يكيلون لصدام ما تقدم من تهم .. فهم من ناحية متناقضون مع أنفسهم .. لأن الدول العربية التي هم فيها كانت متعاونة معه .. وراضية عنه إلى أبعد الحدود .. ولم يدندنوا على البعث إلا بعد أحداث الكويت
ثم هم متناقضون من حيث تنكرهم لحسن خاتمته ..
التي لايستطيع إنكارها أحد
ولو أن أحدهم سمع أباه أو حتى عالما من العلماء وهو ينطق الشهادة .. قبل موته لطار بها فرحا ..
ولكتبت في مناقبه
ونحن لم نؤمر بالشق عن القلوب ..
كما أن هؤلاء الإخوة مع الأسف لم يستشعروا أن مثل هذا الموقف الرهيب .. موقف الموت حين يراه المرء رأي العين
لايكاد يوفق فيه أحد للالتفات لإعلان كلمة التوحيد .. إلا من وفقه الله وسلمه .. وهذا معلوم بالنصوص الشرعية .. وبالتجارب المحكية عن أخبار الموتى
والله المستعان
على ما ابتلينا به من تعصب
والسلام عليكم
ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 03:01 م]ـ
أخي علي ..
أنا لا أدري عما تقول .. ولكن الروابط التي وضعتها موثقة وبأسماء من عاصروها وعايشوها، ويبين لك تعامله مع العلماء بل وتجاوبه غير المتوقع ...
ارجع واقرأ وتأمل (بتجرد) ...
وإليك هذا الرابط عن شيخ سلفي من أهل العوجة بعد وفاة صدام:
http://islammemo.cc/article1.aspx?id=26478
يقول الله جل وعلا (ولا يجرمنك شنئان قوم على ألا تعدلوا)
أنا أعرف أن صدام كان له مواقف معكم (أهل الكويت)
ولكن هذا لا يعني نسيان حسناته مقابل موقف ظلمكم فيه
ولو لم يكن من حسناته (مع النطق بالشهادتين)
إلا صد الفكر الرافض الخميني لكفى ..
http://www.islammemo.cc/article1.aspx?id=24568
والله وحده يعلم لو لم يمنعهم من تصدير الثورة ما الذي سيكون؟؟
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 03:12 م]ـ
مشكلة بعض الأخوة من أهل الكويت .. غفر الله لنا ولهم ..
أنهم لم يطلعوا أولا على ملابسات الحرب على الكويت وأسبابها ودواعيها .. واكتفوا بما يسمعونه من التلفاز .. وليس هذا إقرارا مني بطبيعة الحال للحرب
والمشكلة الأخرى .. أن بعض الإخوة .. كما رأيناه منهم .. جعلوا الولاء والبراء .. مرهونا بقولك في صدام
فإن شتمته وسببته ولعنته .. فأنت مرضي عندهم وإن كنت عربيدا .. وإن ترحمت عليه .. فتستحق العداوة .. وهذا عانيت منه شخصيا ..
ونسي هؤلاء الآية التي ذكرها الأخ الفاضل الحبيب التميمي
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 03:45 م]ـ
أخي علي ..
وإليك هذا الرابط عن شيخ سلفي من أهل العوجة بعد وفاة صدام .....
يقول الله جل وعلا (ولا يجرمنك شنئان قوم على ألا تعدلوا)
أنا أعرف أن صدام كان له مواقف معكم (أهل الكويت)
ولكن هذا لا يعني نسيان حسناته مقابل موقف ظلمكم فيه
أخي المكرم: أبا سليمان التميمي - حفظك الله تعالى - اعلم أخي الكريم أنني أبدا لم أحشر قضية الكويت في المسألة، وإنما تكلمت عما فعله صدام في العراق وفي سلفية العراق، وما زلت أطالب الإخوة أن يتثبتوا من كلامي - إن شاءوا - من السلفيين العراقيين أنفسهم، وإذا كان أحد من السلفيين العراقيين قد تابع هذا الموضوع فنرجو منه أن يشهد بالحق، وفيما إذا كان الأمر كما قلت أو أنه بخلافه.
أما ما فعله صدام بالصفويين فلا شك أنه أمر يحمد عليه، ولعل ذلك إن كان عن اعتقاد أن يشفع له عند الله.
وأما قضية إمام العوجة السلفي، ومسألة وصية صدام في عدم رفع قبره، فالله أعلم بها، والله أعلم هل مفكرة الإسلام عدل أم لا؟!، وعلى كل فالرجل في أيام حكمه كان ممن يعتني بمشاهد الصفويين ويرممها ويوفر لها الخدمات بل إنه كان يزورها ويصلي بها!!، ويستفيد من مردودها المادي كأوقاف!!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/401)
ـ[أبو سليمان التميمي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 04:17 م]ـ
أشكر لك إنصافك أخي علي ..
وبالنسبة لموقع المفكرة فهم عدول حسب ما أعلم، وقد أسندوا وذكروا بالأسماء (خصوصا في موضوع شهادة التاريخ)
ويمكنك أن تطلع على الحوار مع الشيخ المحدث عبد العزيز الطريفي حفظه الله وهو ثقة، ويثبت التغير في حياة الرجل في آخر عمره ..
http://www.islamlight.net/index.php?option=*******&task=view&id=4055
= أرجو أن تقرأه فسترى فيه إنصاف الشيخ وتوسطه، حيث وافق محدثه في أمور وخالفه في أخرى ..
ويمكن إن كان معنا أحد ممن في الملتقى من طلبة العلم الذين يعيشون هناك في السنوات الأخيرة أن يذكر ما يعرفه أيضا ..
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 04:30 م]ـ
قال الشيخ الجليل سفر الحوالي: لا ينكر تغير الرجل إلا جاحد أو جاهل
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[05 - 01 - 07, 04:39 م]ـ
الأخوة الكرام، القضية ورد فيها نص بعينها، فلا داعي للجدال، ماضي الرجل نتفق على مقته، ولكن خاتمته قال فيها النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح: "من كان آخر كلامه من الدنيا لا إله إلا الله دخل الجنة" ... صدق رسول الله، ولا يأمن مكر الله إلا القوم الفاسقون، وإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار حتى لا يبقى بينه وبينها سوى شبر أو ذراع فيعمل بعمل أهل الجنة، فيدخل الجنة، كما صح في الحديث ...
أما لماذا ثبته الله، حتى والناس يتشفون فيه ويقولون له: "إلى جهنم وبئس المصير" وكان المناسب إثر ذلك أن ينهار، فذلك من علم الله وعلم الغيب الذي لا نطلع عليه ولا يعلمه إلا الله ...
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 04:59 م]ـ
سؤال شرعي لمن يحب المشاركة:
ألا يستحق صدام حسين القتل (شرعاً) على ما تسبب به من مقتل الآلاف من أهل السنَّة ظلماً وزوراً؟
ومن ظن أن من يقول في آخر عمره " لا إله إلا الله ... " تُمحى بها ذنوبه ويُسقط بها حقوق الناس فيحتاج أن يراجع أصول الشرع وفروعه
وبعض السكارى يموتون غرقاً وحرقاً وبعض المحشيشين يموتون في حوادث فأرجو أن لا يخرج علينا من يعتبر هؤلاء (شهداء) ويعتبرها خواتيم حسنة!!
وهمسة في أذن (التكفيريين) انقلوها لهم - وسأفصل لهم فيما بعد -:
المشايخ والعلماء من أهل السنة والجماعة الذين عاشوا وماتوا وهم ينصرون الإسلام والسنَّة لم تشهدوا لهم بالخير الذي شهدتموه لصدام!! فلماذا؟
إذا كان على قول لا إله إلا الله: فعلماؤنا وأئمتنا يقولونها ويشرحونها ويطبقونها، وصدام لا يعرف ما يعرفه أولئك ولا يعمل بها كما عمل بها أولئك، فلماذا الإجحاف في حق العلماء والإنصاف - على زعمكم - فيمن ذاق أهل السنة سوء العذاب؟؟
وإذا كان على القتل: فصدام لم يقتل في معركة، وكان مختبئا في جحر، وحوكم على جرائمه، وقتل سياسيا، وهو يستحق القتل شرعاً.
وأرجو ممن غرَّه قوله بالشهادتين أن يفتي بعدم تمكين القتلة والفجرة وأهل البدع المستحقين للقتل من قول " لا إله إلا الله " قبل إقامة الحد عليهم خشية من (خربطة حساباتهم)!!
وقد التقيت بطلبة علم سلفيين أثناء حرب بوش عليه، وأخبروني أنهم كانوا يدعون الله أن ينصر بوشاً! على صدام ويريحهم منه!
توبة وتغير وحوله النصراني - طارق -، والصوفي الهالك - عزت -، والمجرم - طه ياسين - والأحمق الأخرق المجرم - برزان -؟؟؟؟؟؟
ومن زكَّى " قولاغاصي " ودعمه لا يبعد أن يخطئ في " صدام " والأول أجرم وأوضح في هلاكه وضلاله لأنه ينسب إلى الدعوة والإسلام بظاهره!
قلنا لكم أعلى ما يمكننا إثباته هو إسلامه ويكفيه هذا وليس هذا تعظيما له بل هو تعظيم للشهادتين
وهو مختلف في إسلامه فكيف تحكمون له بالشهادة؟
وإذا كان عمر بن الخطاب وطائفة من السلف تنكر لفظ " شهيد " على قتيل المعركة مع الكفار، فكيف تثبتونها لهذا الرجل وهو من هو؟ وهو لم يقتل في معركة إسلامية؟ وقتله للفرس الرافضة قتال سياسي لا ديني بدون شك.
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 05:50 م]ـ
الحمد لله وبعد ..
مع أنك تخاطب مخالفيك بلهجة استعلاء .. لكن لا بأس
أما قولك .. هل يستحق القتل شرعا أم لا .. فهذا لا علاقة له بمبحث القضية
وقصة الرجل الذي أزهق مئة نفس .. يستحق كذلك .. ولكن الله تاب عليه
ولم يثبت أحد أنه شهيد .. فهذا فهمك الخاص لكلامي ..
وما ندندن عليه .. هو أنه يجوز الترحم عليه والدعاء له .. لا غير ..
وإزراؤك بقولي إزراء بالمشايخ الذين قالوا به .. كالشيخ عبد العزيز الفوزان .. وأدعوك لمشاهدة
الجواب الكافي في الإعادة
أما قولك "تكفيريين" .. فأبرأ إلى الله من تحريضك السافر ..
ولست أدري من تعني!!
وأنا حجيجك يوم القيامة على هذه التهمة الباطلة .. ووالله إن كنت تعنيني بها .. فلن أسامحك
والعجب أنك تستعمل نفس كلام الأمريكيين فتقول كان مختبئا في جحر!
أما طه حسين وغيره .. فلست أدري وجه المقارنة في الحالين .. !
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/402)
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[05 - 01 - 07, 05:51 م]ـ
جزاك الله خيراً يا شيخ إحسان. ونِعم ما قلت.
بل نريد ما نثبت به تكفير الإمام الجهبذ بن باز رحمه الله لصدام حسين .. !!!
تفضل يا مولانا:
السؤال:
هل يجوز لعن حاكم العراق؟ لأن بعض الناس يقولون: إنه ما دام ينطق بالشهادتين نتوقف في لعنه، وهل يجزم بأنه كافر؟ وما رأي سماحتكم في رأي من يقول: بأنه كافر؟
الجواب:
هو كافر وإن قال: لا إله إلا الله، حتى ولو صلى وصام، ما دام لم يتبرأ من مبادئ البعثية الإلحادية، ويعلن أنه تاب إلى الله منها وما تدعو إليه، ذلك أن البعثية كفر وضلال، فما لم يعلن هذا فهو كافر، كما أن عبد الله بن أبي كافر وهو يصلي مع النبي - صلى الله عليه وسلم-، ويقول: لا إله إلا الله ويشهد أن محمدا رسول الله وهو من أكفر الناس وما نفعه ذلك لكفره ونفاقه فالذين يقولون: لا إله إلا الله من أصحاب المعتقدات الكفرية كالبعثيين والشيوعيين وغيرهم ويصلون لمقاصد دنيوية، فهذا ما يخلصهم من كفرهم؛ لأنه نفاق منهم، ومعلوم عقاب المنافقين الشديد كما جاء في كتاب الله: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا} [1]، وصدام بدعواه الإسلام ودعواه الجهاد أو قوله أنا مؤمن، كل هذا لا يغني عنه شيئا ولا يخرجه من النفاق، ولكي يعتبر من يدعي الإسلام مؤمنا حقيقيا فلا بد من التصريح بالتوبة مما كان يعتقده سابقا، ويؤكد هذا بالعمل، لقول الله تعالى: {إِلا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا} [2]، فالتوبة الكلامية، والإصلاح الفعلي، لا بد معه من بيان، وإلا فلا يكون المدعي صادقا، فإذا كان صادقا في التوبة فليتبرأ من البعثية وليخرج من الكويت ويرد المظالم على أهلها، ويعلن توبته من البعثية وأن مبادئها كفر وضلال، وأن على البعثيين أن يرجعوا إلى الله، ويتوبوا إليه، ويعتنقوا الإسلام ويتمسكوا بمبادئه قولا وعملا ظاهرا وباطنا، ويستقيموا على دين الله، ويؤمنوا بالله ورسوله، ويؤمنوا بالآخرة إن كانوا صادقين.
أما البهرج والنفاق فلا يصلح عند الله ولا عند المؤمنين، يقول سبحانه وتعالى: {إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ}، ويقول جل وعلا: {ومن الناس من يقول ءامنا بالله وباليوم الآخر وماهم بمؤمنين * يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ * فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ * أَلا إِنَّهُمْ هُمُ الْمُفْسِدُونَ وَلَكِنْ لا يَشْعُرُونَ * وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُوا كَمَا آمَنَ النَّاسُ قَالُوا أَنُؤْمِنُ كَمَا آمَنَ السُّفَهَاءُ أَلا إِنَّهُمْ هُمُ السُّفَهَاءُ وَلَكِنْ لا يَعْلَمُونَ} [3]، هذه حال صدام وأشباهه ممن يعلن الإسلام نفاقا وخداعا وهو يذيق المسلمين أنواع الأذى والظلم ويقيم على عقيدته الإلحادية البعثية.
[1] سورة النساء الآية 145.
[2] سورة البقرة الآية 160.
[3] سورة البقرة الآيات 8 - 13.
المصدر:
مجموع فتاوى ومقالات متنوعة الجزء السادس
" ا. هـ. والفتوى كاملة هنا:
http://www.binbaz.org.sa/index.php?pg=mat&type=fatawa&id=259
والله تعالى أعلم
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 05:55 م]ـ
لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم ..
بغض النظر عن الموضوع الذي هو شبه محسوم بالنسبة لي .. لكن لا أكاد أصدق أن كاتب الرد قبل السابق هو الفاضل إحسان العتيبي ..
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم ..
اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون اهدنا لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم
ـ[أبو داوود القاهري]ــــــــ[05 - 01 - 07, 05:56 م]ـ
ولعل في إجابة الشيخ العثيمين ما يفيد:
السؤال: هذه رسالة من المستمع خلفان محمد ناصر البوسعيدي من سلطنة عمان يقول هل يجوز للرجل أن يغسل ميتاً كان لا يصلي ولا يصوم ويشرب الخمر أم لا يجوز وهل يجوز أن يدفن في مقابر المسلمين وتقام عليه الصلاة؟
الجواب
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/403)
الشيخ: لا يجوز أن يغسل ميتٌ لا يصلي ولا يصوم والأهم أنه لا يصلي فإذا كان هذا لا يصلي والعياذ بالله ولو كان يزعم أنه مسلم فليس بمسلم فهو كافر فإذا مات فإنه لا يجوز تغسيله ولا أن يكفن ولا أن يصلى عليه ولا أن يدفن في مقابر المسلمين وإنما يغمس في ثيابه في حفرة في مكانٍ بعيد وذلك لأن الكافر كافر لا يطهره صلاةٌ ولا دعاءٌ ولا غيره وبهذه المناسبة أود أن أحذر من مات عندهم ميت وهم يعلمون أنه لا يصلي ولم يتب أحذرهم من أن يتقدموا به إلى مساجد المسلمين ليصلي عليه المسلمون فإن هذا من إيقاع المسلمين في الإثم وإن كان من لا يدري لا إثم عليه لكن هم يوقعون الناس في الإثم لقوله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم (ولا تصلِ على أحدٍ منهم مات أبداً ولا تقم على قبره إنهم كفروا بالله ورسوله) فكل كافر فإنه لا يجوز أن يصلى عليه ولا يقام على قبره بالدعاء له وهذه مسألة يقع فيها بعض الناس إما ستراً على ميتهم أو جهلاً منهم بالأمر ولكن طاعة الله ورسوله فوق كل اعتبار فالمؤمن إذا علم أنه لا يجوز أن يصلى على من مات كافراً فإنه إذا مات له ميت وهو يعلم أنه كافر بأي سببٍ من أسباب التكفير فإنه يجب عليه أن يخشى الله وأن لا يصلي على هذا الميت ولا يقدمه للمسلمين يصلون عليه وها هنا مسألة وهي أنه قد يقدم إلى الإنسان شخصٌ يشك فيه هل هو مسلم أو كافر لأنه مثلاً تقرر عنده أنه ممن لا يصلي مثلاً فيموت هذا الذي تقرر عنده أنه لا يصلي ثم يقدم إليه ليصلي عليه فيشك في أنه مسلم أو كافر فماذا يصنع أن يصلي عليه لأن الأصل أن المسلم باقٍ على إسلامه ولكنه عند الدعاء له يشترط فيقول اللهم إن كان مؤمناً فاغفر له وارحمه والله تعالى يعلم حاله هل هو مؤمن أو لا وبهذا يسلم من التبعة يسلم من أن يدعو لشخصٍ كافر بالرحمة والمغفرة والاستثناء في الدعاء أو الشرط فيه أمرٌ واردٌ في القرآن ففي آيات اللعان قال الله تعالى (فشهادة أحدهم أربع شهاداتٍ بالله إنه لمن الصادقين والخامسة أن لعنة الله عليه إن كان من الكاذبين) وقال في المرأة (ويدرأ عنها العذاب أن تشهد أربعة شهاداتٍ بالله إنه لمن الكاذبين والخامسة أن غضب الله عليها إن كان من الصادقين) فالاستثناء في الدعاء وارد كالاستثناء في العبادة أيضاً كما قال النبي عليه الصلاة والسلام لضباعة بنت الزبير حينما أرادت الحج وهي شاكية فقال لها الرسول صلى الله عليه وسلم (حجي واشترطي أن محلي حيث حبستني) فالمهم أن الإسلام يستثني في مثل هذه الحال اللهم إن كان مؤمناً فاغفر له وقد ذكر ابن القيم في أعلام الموقعين عن شيخه ابن تيمية رحمه الله أنه أشكل عليه مسائل من مسائل الدين أو الفقه فرأى النبي صلى الله عليه وسلم في المنام وكان من جملة ما أشكل عليه أنه تقدم له جنائز لا يدري هل هو مسلم أم لا فقيل له عليك بالشرط يا أحمد يقول له الرسول عليه الصلاة والسلام في المنام عليك بالشرط يا أحمد وهذا سند ابن القيم عن شيخه ابن تيمية سندٌ صحيح لأن الرجلين كلاهما ثقة ولا يقول قائل إننا اعتمدنا هنا على إثبات حكمٍ شرعيٍ برؤيا لأن هذه الرؤيا يؤيدها القرآن كما أشرنا إليه قبل قليل في قصة اللعان وهو أن الاستثناء في الدعاء سائغٌ وعلى هذا فإن هذه الرؤيا موافقة لقواعد الشريعة فيعمل بها.
ا. هـ
منقول من:
http://www.ibnothaimeen.com/all/noor/article_4027.shtml
والله أعلم
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 06:01 م]ـ
شكراً لك أبا داود القاهري ,جزاك الله خيراً , ولكن إمامنا ابن باز رحمنا الله وإياه علمنا أن نحبه ونحب الحق معه, فإذا اختلفا فالحق أولى بالنصرة والاتباع ,ولا يضر ذلك الإمامَ شيئا, وقد رأينا وشاهدنا مالم يشاهده الشيخ من إعلان الرجل للا إله الله قبل موته , خلافا للمنافقين الذين تتخبطهم الشياطين عند الموت , ويعرفون بلحن القول , وما أشد إنصاف ابن باز حيث قيد التكفير له بعدم التبرؤ من مبادئ البحث وإلحاده , وهذا ما حصل من صدام بشهادات مشايخ العراق, كما نقله الإخوة أعلاه, وأمره إلى الله رحمه الله ..
ـ[أبو البراء الجعلي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 06:02 م]ـ
مزيد بيان
الحمد لله وحده
والصلاة والسلام على من لا نبي بعده
أما بعد ..... ،
فإنه من المتقرر في دين الله تبارك وتعالى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/404)
أن عقد الإسلام يثبت بالنطق بالإسلام وبالولادة لأبوين مسلمين
وبالولاء
وأنه لا يجوز التوقف في حكم إسلام أحد من هؤلاء لمزيد اختبار
في أشياء أخرى ولو كانت من تفاصيل العقيدة ذاتها
فيقبل منه دعوى الإسلام ما لم يناقضها بعد ذلك بقول أو فعل أو جحود
فأنا لا يمكنني أن أقول اللهم اغفر له إن تاب
ولا تغفر له إن لم يتب
لأن هذا الشرط يتنافى مع ختام كلامه بكلمة التوحيد الخالصة
كما أنها تنطلق من التشكك في إسلامه الظاهر بها وهذا لا يجوز
وفي الحديث
" أقتلته بعد أن قال لا إله إلا الله
ماذا تفعل بلا إله إلا الله إذا جاءت يوم القيامة "
مع أن العذر عنه أظهر إذ قال
" ما قالها إلا خوفا من السيف"
وهذا يبين ما للكلمة من أثر في وجوب إثبا الإسلام الظاهر بيقين
وثبوت عقد الإسلام له كاملا إن اعتبرناه أول عقده أصلا
وهو مسلم أصلا من قبل لكن لنعتبر هذا أول عقده فهي كافية للحكم القطعي
بإسلامه الظاهر وما يترتب عليه من الولاية والنصرة
ومقتضيات حسن الظن بالله تعالى أن من ختم كلامه بكلمة التوحيد
لا يمكن أن يكون كافرا
نسأل الله أن يثبتنا وإياكم بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة
فنسأل الله أن يرحم صدام حسين
الذي قتل غدرا في عيد أهل السنة
جازمين بها غير متوقفين ولا مشترطين فيها في أحكام الظاهر
وسره إلى ربه وباريه
والحمد لله رب العالمين
ونقول أيضا
إن الذي يقول
آمنت بالبعث رباً لا شريك له === وبالعروبة ديناً ما له ثان
هو مشرك ملحد كافر دون شك
لكن الذي يموت ومصحفه بين يديه
ويشهد الحق فإن نفس ما ظهر منه من الصلاح
ينقض ما كفر من أجله
فإن كان يعبد البعث ربا قبل هذا
فإنه بتوحيد عبادته لله وصلاته وشهادته
نقض نفس ما كفر من أجله
وهذا بخلاف من ردته بعيدة عن موضوع صلاحه
كمن جحد شيئا من الدين ونحو ذلك فهذا لابد له من توبة خاصة
وقد فرضنا أن شهادة صدام أصل إثبات عقد إسلامه
انتفى كل هذا التشكك
خاصة أنه من التعسف محاولة التسلط على توبة خاصة لكل
مكفر سابق في حالة صدام رحمه الله تعالى
فإن أحدا لا يستطيع أن يستجلب منه كلمة أو بيانا
وهو في سجن الصفويين
فلنتق الله سبحانه ولنرحم الخلق ونحمد الله على العافية
ويكفي أن نقول أن صدام ليس كغيره واللبيب يفهم
والله سبحانه وتعالى أعلم
الكلام للأخ الفاضل أبو ضياء الدين المصري كاسر الأوثان من منتدى أنا المسلم
ـ[المسيطير]ــــــــ[05 - 01 - 07, 06:18 م]ـ
الإخوة لأكارم /
أظن أن الجميع يتفق على:
- أن صدام إبّان حكمه كان طاغيةً، ظالما، مفسدا، قتّالا للعلماء والدعاة، والصالحين والطالحين، أهدر دماء السنة والرافضة وإن كان قتله للرافضة أظهر - فيما يظهر -.
- أن صدام ينتمي وينتسب إلى حزب بعثي كافر، وفتاوى العلماء فيه وفي أمثاله ظاهرة مشتهرة، ومنها الفتوى التي نقلها الأخ الكريم / أبوداوود القاهري، وكانت فيه - خاصة - وقت حكمه.
- أنه قال كلمة الشهادة: لا إله إلا الله، محمد رسول الله ... ، وقد قالها عاقلا مختارا، ولا يخفى على الجميع حادثة الرجل الذي قتله أسامةُ رضي الله عنه، وكان الظاهر منها كما قال رضي الله عنه: أنه إنما قالها تعوذا.
أما صدام فلم يقلها تعوذا، ولم يكن هناك ما يخيفه، بل إن وجود الأرجاس الأنجاس من الرافضة حوله قد يشغله عن قولها، ومع هذا قالها، بل وكررها.
- أن المسلم لم يؤمر بأن ينقّب، أو يشق عن قلوب الناس، وإنما له الظاهر منهم، وقد ظهر من صدام عند قتله ما ظهر.
- حكمه في الدنيا قبل قتله، ووقت حكمه ذكرها العلماء ومنهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله المذكورة أعلاه.
- حكمه في الدنيا بعد قتله فيما ظهر من نظقه للشهادتين أنه مسلم، وقد ذكر ذلك الإخوة، وأشاروا للروابط التي نصت على ذلك، وأحالو للمشايخ الذين ذكروا ذلك.
- أما مسألة الشهادة له بالشهادة، فالنهي عن قول (فلان شهيد) ظاهر معروف، لا يخفى على الجميع.
والله أعلم.
أخيرا /
أذّكر الجميع بحديث الجميع يحفظه:
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: (إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات، فيكتب عمله، وأجله، ورزقه، وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة. وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار). رواه البخاري ومسلم.
أي أنه يمكن أن يكون الرجل ملحدا زنديقا ظالما، وقبل موته بدقائق، يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها.
والله تعالى أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، وأجود الأجودين.
وما توفيقه لذلك الرجل بأن يقول الشهادة إلا رحمة من أرحم الراحمين.
ونسأل الله تعالى أن يرزقنا الشهادة، ويذكرنا بالشهادة قبل الموت.
والله المستعان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/405)
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 06:34 م]ـ
سؤال شرعي لمن يحب المشاركة:
ألا يستحق صدام حسين القتل (شرعاً) على ما تسبب به من مقتل الآلاف من أهل السنَّة ظلماً وزوراً؟
ومن ظن أن من يقول في آخر عمره " لا إله إلا الله ... " تُمحى بها ذنوبه ويُسقط بها حقوق الناس فيحتاج أن يراجع أصول الشرع وفروعه
وبعض السكارى يموتون غرقاً وحرقاً وبعض المحشيشين يموتون في حوادث فأرجو أن لا يخرج علينا من يعتبر هؤلاء (شهداء) ويعتبرها خواتيم حسنة!!
وهمسة في أذن (التكفيريين) انقلوها لهم - وسأفصل لهم فيما بعد -:
المشايخ والعلماء من أهل السنة والجماعة الذين عاشوا وماتوا وهم ينصرون الإسلام والسنَّة لم تشهدوا لهم بالخير الذي شهدتموه لصدام!! فلماذا؟
إذا كان على قول لا إله إلا الله: فعلماؤنا وأئمتنا يقولونها ويشرحونها ويطبقونها، وصدام لا يعرف ما يعرفه أولئك ولا يعمل بها كما عمل بها أولئك، فلماذا الإجحاف في حق العلماء والإنصاف - على زعمكم - فيمن ذاق أهل السنة سوء العذاب؟؟
وإذا كان على القتل: فصدام لم يقتل في معركة، وكان مختبئا في جحر، وحوكم على جرائمه، وقتل سياسيا، وهو يستحق القتل شرعاً.
وأرجو ممن غرَّه قوله بالشهادتين أن يفتي بعدم تمكين القتلة والفجرة وأهل البدع المستحقين للقتل من قول " لا إله إلا الله " قبل إقامة الحد عليهم خشية من (خربطة حساباتهم)!!
وقد التقيت بطلبة علم سلفيين أثناء حرب بوش عليه، وأخبروني أنهم كانوا يدعون الله أن ينصر بوشاً! على صدام ويريحهم منه!
توبة وتغير وحوله النصراني - طارق -، والصوفي الهالك - عزت -، والمجرم - طه ياسين - والأحمق الأخرق المجرم - برزان -؟؟؟؟؟؟
ومن زكَّى " قولاغاصي " ودعمه لا يبعد أن يخطئ في " صدام " والأول أجرم وأوضح في هلاكه وضلاله لأنه ينسب إلى الدعوة والإسلام بظاهره!
قلنا لكم أعلى ما يمكننا إثباته هو إسلامه ويكفيه هذا وليس هذا تعظيما له بل هو تعظيم للشهادتين
وهو مختلف في إسلامه فكيف تحكمون له بالشهادة؟
وإذا كان عمر بن الخطاب وطائفة من السلف تنكر لفظ " شهيد " على قتيل المعركة مع الكفار، فكيف تثبتونها لهذا الرجل وهو من هو؟ وهو لم يقتل في معركة إسلامية؟ وقتله للفرس الرافضة قتال سياسي لا ديني بدون شك.
جزاك الله خيرا شيخ إحسان، وسبحان الله لقد صدقت في موقف التكفيريين من العلماء - طبعا ولا أعني أبا القاسم لأنني لا أعرفه ولعل الشيخ إحسان كذلك - فهم يزرون بالعلماء وهم أحياء، فهذا عالم حيض ونفاس، وهذا قد خلّط!!، فكيف إذا ماتوا.
وأما سؤالك: هل يستحق .... ؟ فلا أظن أن أحدا يماري في هذا إلا إذا كان جاهلا.
وأما كون السكران الموحد يموت غريقا فهو شهيد فهذا سئل به الشيخ ابن عثيمين وقال بأنه يكون شهيدا لأنه موحد يصلي (هذا معنى كلامه).
وصدقت فإن أعلى ما يمكن أن نثبت له هو إسلامه، أما الشهادة!!! فهذل لا شك أنه من الغلو في صدام ومن المخالفات الشرعية في غير صدام فكيف بصدام.
والله ولي التوفيق.
ـ[محمود المصري]ــــــــ[05 - 01 - 07, 06:48 م]ـ
الإخوة لأكارم /
أظن أن الجميع يتفق على:
- أن صدام إبّان حكمه كان طاغيةً، ظالما، مفسدا، قتّالا للعلماء والدعاة، والصالحين والطالحين، أهدر دماء السنة والرافضة وإن كان قتله للرافضة أظهر - فيما يظهر -.
- أن صدام ينتمي وينتسب إلى حزب بعثي كافر، وفتاوى العلماء فيه وفي أمثاله ظاهرة مشتهرة، ومنها الفتوى التي نقلها الأخ الكريم / أبوداوود القاهري، وكانت فيه - خاصة - وقت حكمه.
- أنه قال كلمة الشهادة: لا إله إلا الله، محمد رسول الله ... ، وقد قالها عاقلا مختارا، ولا يخفى على الجميع حادثة الرجل الذي قتله أسامةُ رضي الله عنه، وكان الظاهر منها كما قال رضي الله عنه: أنه إنما قالها تعوذا.
أما صدام فلم يقلها تعوذا، ولم يكن هناك ما يخيفه، بل إن وجود الأرجاس الأنجاس من الرافضة حوله قد يشغله عن قولها، ومع هذا قالها، بل وكررها.
- أن المسلم لم يؤمر بأن ينقّب، أو يشق عن قلوب الناس، وإنما له الظاهر منهم، وقد ظهر من صدام عند قتله ما ظهر.
- حكمه في الدنيا قبل قتله، ووقت حكمه ذكرها العلماء ومنهم سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله المذكورة أعلاه.
- حكمه في الدنيا بعد قتله فيما ظهر من نظقه للشهادتين أنه مسلم، وقد ذكر ذلك الإخوة، وأشاروا للروابط التي نصت على ذلك، وأحالو للمشايخ الذين ذكروا ذلك.
- أما مسألة الشهادة له بالشهادة، فالنهي عن قول (فلان شهيد) ظاهر معروف، لا يخفى على الجميع.
والله أعلم.
أخيرا /
أذّكر الجميع بحديث الجميع يحفظه:
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق: (إن أحدكم يجمع في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله إليه ملكا بأربع كلمات، فيكتب عمله، وأجله، ورزقه، وشقي أم سعيد، ثم ينفخ فيه الروح، فإن الرجل ليعمل بعمل أهل النار، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخل الجنة. وإن الرجل ليعمل بعمل أهل الجنة، حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب، فيعمل بعمل أهل النار، فيدخل النار). رواه البخاري ومسلم.
أي أنه يمكن أن يكون الرجل ملحدا زنديقا ظالما، وقبل موته بدقائق، يسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها.
والله تعالى أرحم الراحمين، وأكرم الأكرمين، وأجود الأجودين.
وما توفيقه لذلك الرجل بأن يقول الشهادة إلا رحمة من أرحم الراحمين.
ونسأل الله تعالى أن يرزقنا الشهادة، ويذكرنا بالشهادة قبل الموت.
والله المستعان.
بارك الله فيك شيخنا الفاضل على ما كتبت يداك
وحفظك الله وسائر مشايخنا الكرام من كل سوء(72/406)
معاني التكبير - أسامة عبد العظيم
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[04 - 01 - 07, 07:11 م]ـ
معاني التكبير
* التكبير مشروع من غروب شمس آخر يوم من رمضان إلى انقضاء صلاة العيد فيكبّر الناس إذا علموا أن رمضان ثلاثين يوما , يكبّرون بعد صلاة المغرب والعشاء والفجر إلى صلاة العيد.
* وحق ذلك التكبير أن يكون تكبيراً للقلب لا أن يقتصر على تكبير اللسان. وكونه تكبيراً للقلب فإن ذلك يعنى استحضار معانٍ يكون فيها تحقيق أصل الإيمان ... ويكون فيها مدافعة ما يشوب الإيمان ... ويكون فيها تحصيل ما يتقّوى به الإيمان.
* فيبتدئ مع التكبير استحضاره المعنى الذى يرجع على قلبه بالتوحيد: أن الله تعالى أكبر .. وأنه المستحق للعبادة دون سواه
* فيرجع ذلك إلى تحقيق لا إله إلا الله إذ كان الله أكبر: الله أكبر فى الإعطاء ... أكبر فى الإيجاد ... أكبر فى العقوبه ... أكبر فى الإعدام والإفناء ... و أكبر فى الهيمنة على الخلق ... فما أحقه بألا يُعبد معه غيره ... وألا يُشرك معه سواه.
* ويسير مع التكبير فى إثبات صفات الله تعالى وأسمائه .. ليحرر القلب من عبودية من سواه .. فإذا قال: الله أكبر: علم أن العطاء بيد الله .. فتعلق القلب بالله دون غيره .. فما رجى غير الله
* وإذ قال الله أكبر علم ألا يدفع الضر سواه ... ولا يملك النفع غيره .. فذهب خوفه من غيره. . فتحرر القلب من عبودية أخرى لغير الله تعالى.
* ثم يكون سيره مع التكبير فيما يرجع إلى إصلاح بقية البدن .. يبتدئ بعبودية القلب ثم يسير إلى عبوديات البدن ليستمد من التكبير قوّة عليها: عبوديّة عبوديّّّة .. وفعلا فعلا.
* ثم ينتقل إلى أضداد ذلك مما يشوب عبودية قلبه وعبودية جوارحه .. ليستد من التكبير قوة على مدافعة ذلك كله .. حتى يبلغ مخاوفه ومحاذره .. ليستحضر شيئا شيئا من تلك المخاوف .. فإذا أوى إلى قوة الله أمن .. وإذا التجأ إلى سلطان الله تعالى سلم .. فما يشوش خاطره خوف , وقد أوى إلى حصن الله المتين .. وقد لجأ إلى قوة الله التى لا تقهر
* ليسير بعد ذلك إلى آفات نفسه وعيوبها ليشكوها فى التكبير إلى الله تعالى .. يتبرأ من كل عيب .. عيب منها .. ويستمد قوة من الله تعالى على تركها ويستعين بالله تعالى على دفعها.
* ليتحقق له مع تكبيره .. مع كل تكبيرة لسان تكبيرة جنان.
* ومع كل لفظ عزيمة على طاعة .. وتبرؤ من مخالفة .. وشكوى يبثها إلى مولاه سبحانه وتعالى.
* ليكتسب بعد ذلك معاني دائمة كلما سمع التكبير أو نطق به حضرته, فيكون ذلك دواءً مستمراً لتلك الأدواء التى تتجدد وتلك الأمراض التى ما تذهب وما تنفك
* فالمقصود فى مدة التكبير المعلومة تعليم النفس التعبد والاستشفاء بالتكبير بعد .. فإنه ليكبر فى صلاته لكنه تكبير الذاهل عن معناه ... لكنه تكبير اللسان الذى قلما يوافقه الجنان .. فلعله إذا اعتنى بتلك المعانى واستحضرها أن تدوم معه أنوارها وبركاتها فكلما كبر تنعم .. وكلما كبر تقوًّى .. وكلما كبر تاب .. وكلما كبر ندم وأناب .. حتى يجيئه موسم التكبير التالي فى أيام التشريق فى عيد النحر , ليبلغ جوله أخرى من ترقية النفس وتعليمها وتزكيتها.
* فيظل فى التعبد والترقى أبداً .. لا يشبع من ذلك .. ولا يذهب غليله .. ولا تنقضى نهمته.
فضيلة الشيخ
أسامة محمد عبد العظيم حمزة
أستاذ أصول الفقة و رئيس قسم الشريعة بكلية الدراسات الإسلامية سابق
رئيس قسم أصول الفقة بكلية الشريعة سابقا
جامعة الأزهر
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[04 - 01 - 07, 08:14 م]ـ
سلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وجزاك الله خير الجزاء.
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[08 - 01 - 07, 09:21 م]ـ
دروس فضيلة الشيخ
أسامة عبد العظيم
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=2
ـ[نور أبو مدين]ــــــــ[08 - 01 - 07, 10:33 م]ـ
جزاك الله خيرًا على هذا الكنز الذي دللتنا عليه.(72/407)
هل يجوز هذا القول للمسلم؟
ـ[أم مالك]ــــــــ[04 - 01 - 07, 07:52 م]ـ
السلام عليكم
هل يجوز أن يقال للمسلم " وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون"؟
كأن يخشى هذا الشخص فيقرأ هذه الآية تعوذا
أم أنها لا يجب أن تقال إلا للكفار؟
ـ[بنت العراق]ــــــــ[08 - 01 - 07, 03:37 ص]ـ
لا أعلم الجواب أختي ولكني أرفع لكِ الموضوع (ابتسامة)
ـ[أم مالك]ــــــــ[09 - 01 - 07, 05:19 م]ـ
شكر الله لكِ أختي ورفع قدركِ:)
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[09 - 01 - 07, 05:35 م]ـ
لا تقال للمسلم ولا للكافر
بل يقال " اللَّهُمَّ إِنَّا نَجْعَلُكَ فِي نُحُورِهِمْ وَنَعُوذُ بِكَ مِنْ شُرُورِهِمْ "
ويقال:
" اللَّهُمَّ اكْفِنِيهِمْ بِمَا شِئْتَ "
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[09 - 01 - 07, 05:56 م]ـ
بل تقال في كل من أراد الاستعانة بالله على من قد يضره .. أو يترصده .. بالتوقيف ونحوه
وهي مجربة .. والقرآن .. كله يستشفى به ويستدفع به الشر ..
واختيار الآيات في المواقف .. من دلالة فقه الرجل وتوفيقه ..
وقد جاء رجل تنزف رجله .. نزفا شديدا
فرقاه شيخ الإسلام بآية لايبدو أن لها علاقة بالأمر فقرأ عليه قول الله عز وجل"وقيل يا أرض ابلعي ماءك ويا سماء أقلعي وغيض الماء وقضي الأمر"
فتوقف الدم .. بإذن الله تعالى
ولا مانع شرعي ألبتة من ذلك ..
ولطالما رميت بها أناسا .. فأعمى الله أبصارهم عني
بل قد خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذره على رؤوس الكفار و يتلو" وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون "
فهذا العمل من رسول الله بالغ الوضوح .. في جواز استدفاع الأذى بآيا القرآن عموما ..
كمن يقول عند خوف الخطر: فالله خير حافظا وهو أرحم الراحمين ..
ولو لم يرد هذا عن النبي صلى الله عليه وسلم .. لم يكن في الاستعانة بالله بتلاوة آياته محظور .. لما دلت عليه آيات الله نفسها ..
وفعل السلف .. وغير ذلك
ـ[أم مالك]ــــــــ[09 - 01 - 07, 09:31 م]ـ
شكر الله للجميع
بل قد خرج النبي صلى الله عليه وسلم وأخذ حفنة من البطحاء فجعل يذره على رؤوس الكفار و يتلو" وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون "
هل هذا الحديث صحيح؟
لم أقف عليه في كتب الصحاح ..
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[09 - 01 - 07, 09:50 م]ـ
أختي الفاضلة حتى لو لم يصح ..
وأعجب من توقفك في جواز ذلك!
والسلف ورد عنهم مثل ذلك كثيرا
والقرآن الكريم .. يستشفى به .. وتلاوته سبب للبركة والحفظ .. ودفع الشر ..
وليس هذا من باب البدع في شيء .. لأنه مندرج تحت أصل متفق عليه ..
فما كان مجربا .. ونفع .. فنعمّا به .. وينصح به
أما هذه الرواية فأخرجها ابن إسحق وابن المنذر وابن أبي حاتم عن محمد بن كعب القرظي
ـ[نايف أبو محمد]ــــــــ[12 - 01 - 07, 04:50 م]ـ
الإمام القرطبي لما لحقوا به الفرس يريدون قتله ووصلوه يقول تذكرت هذه الاية ((وجعلنا من بين أيديهم سدا ومن خلفهم سدا .. )) فشرعت في قراءة سورة يسن ووقف على راسي وهم يقولون اختفى الشيطان
المرجع تفسير القرطبي عند هذه الاية
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[13 - 01 - 07, 12:09 ص]ـ
للفائدة:
عن ابن عباس قال إن الملأ من قريش اجتمعوا في الحجر فتعاقدوا باللات والعزى ومناة الثالثة الأخرى ونائلة وإساف لو قد رأينا محمدا لقد قمنا إليه قيام رجل واحد فلم نفارقه حتى نقتله فأقبلت ابنته فاطمة رضي الله تعالى عنها تبكي حتى دخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت هؤلاء الملأ من قريش قد تعاقدوا عليك لو قد رأوك لقد قاموا إليك فقتلوك فليس منهم رجل إلا قد عرف نصيبه من دمك فقال يا بنية أريني وضوءا فتوضأ ثم دخل عليهم المسجد فلما رأوه قالوا ها هو ذا وخفضوا أبصارهم وسقطت أذقانهم في صدورهم وعقروا في مجالسهم فلم يرفعوا إليه بصرا ولم يقم إليه منهم رجل فأقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قام على رءوسهم فأخذ قبضة من التراب فقال شاهت الوجوه ثم حصبهم بها فما أصاب رجلا منهم من ذلك الحصى حصاة إلا قتل يوم بدر كافرا.
رواه أحمد وحسنه شعيب الأرناؤط.
وهذه القصة غير التي حصلت قبل الهجرة والتي رواها ابن إسحاق، وهي مرسلة ليس لها إسناد صحيح:
قال ابن إسحاق: فحدثني يزيد بن أبي زياد عن محمد بن كعب القرظي قال: لما اجتمعوا له و فيهم أبو جهل قال و هم على بابه: إن مجمدا يزعم أنكم إن تابعتموه على أمره كنتم ملوك العرب و العجم ثم بعثتم من بعد موتكم فجعلت لكم جنان كجنان الأردن و إن لم تفعلوا كان فيكم ذبح ثم بعثتم بعد موتكم ثم جعلت لكم نار تحرقون فيها قال: فخرج رسول الله صلى الله عليه و سلم فأخذ حفنة من تراب في يده ثم قال: [نعم أنا أقول ذلك أنت أحدهم].
و أخذ الله على أبصارهم عنه فلا يرونه فجعل ينثر ذلك التراب على رءوسهم و هو يتلو هذه الآيات: {يس و القرآن الحكيم إنك لمن المرسلين على صراط مستقيم} إلى قوله: {و جعلنا من بين أيديهم سدا و من خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون} و لم يبق منهم رجل إلا و قد وضع على رأسه ترابا ثم انصرف إلى حيث أراد أن يذهب.
فأتاهم آت ممن لم يكن معهم فقال: ما تنتظرون ههنا؟ قالوا: محمدا فقال: خيبكم الله! قد و الله خرج عليكم محمد ثم ما ترك منكم رجلا إلا و قد وضع على رأسه ترابا و انطلق لحاجته أفما ترون ما بكم؟! قال: فوضع كل رجل منهم يده على رأسه فإذا عليه تراب ثم جعلوا يتطلعون فيرون عليا على الفراش متسجيا ببرد رسول الله صلى الله عليه و سلم فيقولون: و الله إن هذا لمحمد نائما عليه برده فلم يبرحوا كذلك حتى أصبحوا فقام علي عن الفراش فقالوا: و الله لقد كان صدقنا الذي كان حدثنا.(72/408)
هل هناك مشكلة في التحميل؟
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[04 - 01 - 07, 08:50 م]ـ
لم أستطع التحميل، هل هناك مشكلة، او المشكلة عندي فقط؟
ـ[عبد الله الدكالي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 02:46 ص]ـ
وأنا أيضالم أستطع التحميل. فما المشكلة؟(72/409)
صوم أول و آخر السنة الموضوع و دعائهما
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[05 - 01 - 07, 11:47 ص]ـ
صوم أول و آخر السنة الموضوع و دعائهما
قال الإمام الفتنى في تذكرة الموضوعات في حديث" من صام آخر يوم من ذي الحجة و أول يوم من المحرم فقد ختم السنة الماضية بصوم و افتتح السنة المستقبلة بصوم فقد جعل الله له كفارة خمسين سنة" فيه كذابان، و قال في حديث" في أول ليلة من ذي الحجة ولد إبراهيم؛ فمن صام ذلك اليوم كان كفارة ستين سنة" فيه محمد سهل يضع أما دعاء آخر السنة فلا شك أنه ضلالة و مثله دعاء أول السنة.
المصدر:
كتاب السنن والمبتدعات المتعلقة بالأذكار والسنن من تأليف محمد عبدالسلام خضر الشقيدي رحمه الله.(72/410)
هل في هذين البيتين ما يخالف الشرع؟
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[05 - 01 - 07, 03:36 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل في هذين البيتين ما يخالف الشرع:
لا تسألن من ابن آدم حاجة: وسل الذي أبوابه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤال: وابن آدم حين يسأل يغضب
هل ورد دليل على أن الله يغضب إذا ترك الإنسان سؤاله؟
وجزاكم الله خيراً
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 04:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
هل في هذين البيتين ما يخالف الشرع:
لا تسألن من ابن آدم حاجة: وسل الذي أبوابه لا تحجب
الله يغضب إن تركت سؤال: وابن آدم حين يسأل يغضب
هل ورد دليل على أن الله يغضب إذا ترك الإنسان سؤاله؟
وجزاكم الله خيراً
أخي الحبيب هذا الشطر من البيت اقتبسه الناظم من حديث صحيح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2418 ولفظه:
[إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه].
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[05 - 01 - 07, 10:13 م]ـ
أخي الحبيب هذا الشطر من البيت اقتبسه الناظم من حديث صحيح عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
رواه الترمذي وصححه الألباني في صحيح الجامع برقم 2418 ولفظه:
[إنه من لم يسأل الله تعالى يغضب عليه].
جزاكم الله خيراً يا أخي
فقد أجدت وكفيت
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 10:51 م]ـ
والبيتان يا أخي الكريم تصحيحا لما ذكرتم .. هكذا
لا تسألنّ بنيّ آدم حاجةً ... وسل الذي أبوابه لا تحجبُ
الله يغضب إن تركت سؤاله .. وبنيُّ آدامَ حين يسألُ يغضبُ
ـ[محمد جمال المصري]ــــــــ[06 - 01 - 07, 09:35 ص]ـ
جزاكم الله خيراً على التصحيح
"اللهم انصر إخواننا المجاهدين في العراق وفلسطين .. وسائر بقاع المسلمين .. "
اللهم آمين ...
اللهم آمين ...
اللهم آمين ...(72/411)
تعريف غريب للكذب (الإخبار بما لا يحل الإخبار به حتى ولو كان مطابقا للواقع)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[05 - 01 - 07, 09:53 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أحدهم استدل بقوله تعالى: ((فأولئك عند الله هم الكاذبون)) على أن الكذب يطلق حتى على الأخبار عما يطابق الواقع إذا كان ذلك الإخبار محرما, لأن الله سماهم كاذبين مع أن بعض من يشهد قد يكون في حقيقة الأمر صادقا - وإن كان في أحكام الدنيا التي تدار على الظواهر يحكم بكذبه -.
فاستدل بالآية على أن (الكذب هو الإخبار بما لا يحل الإخبار به حتى ولو كان مطابقا للواقع)
والذي أعرفه أنهم ذكروا في هذه الآية أنه كاذب حكما وقد يكون في علم الله صادق, ولكن وجدت أن هناك من رد هذا وقال أنه مخالف لظاهر الآية لا سيما وجاءت بالتوكيد بحصر الكذب في هؤلاء, ولابن عاشور كلام نحو ذلك
فما رأي الإخوان في هذا التعريف الذي أجده غريبا بعض الشيء, وهل تعلمون قائلا به, وما رأيكم في توجيه هذا المعاصر القائل بذلك للآية, حيث أنه قال: (ولو كانت شهادتهم مطابقة فهم كاذبون كما وصفهم القرآن)
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[05 - 01 - 07, 11:10 م]ـ
الذي يعمل بخلاف علمه .. سماه الله جاهلا .. وجهله ألعن من جهل من يعدم العلم ومنه قول قوم موسى عليه السلام"اجعل لنا إلهاً كما لهم آلهة قال إنكم قوم تجهلون"
واللطيفة الظاهرة في الآية .. التقييد بقوله "عند الله"
وذلك كخلوف فم الصائم .. فهو (عند الله) أطيب من ريح المسك ..
ومن تفطن لذلك .. لا يمكن أن يقول بكراهية السواك بعد الزوال
فالمخبر عن الزنى دون استيفاء الشهود الأربعة .. هو عند الله كاذب ..
وليس كاذبا من حيث أصل المعنى .. فهذا استثناء
ولعل من أسرار كونه كاذبا عند الله ..
أنه نقل خبرا فادحا يتضمن حدا غليظا .. فكان عدم التوثق فيه بالحد الذي حده الشارع مظنة الكذب والضعف
بمنزلة الحديث الذي لم تتحقق في الرواي الشروط .. تتأثر صحته بقدر ذلك ..
ومن منهج الإمام أحمد كما قال وغيره أن يتشدد في التصحيح إذا كان الحديث في الأحكام
والله أعلم وأحكم(72/412)
100 سنة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم1
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[06 - 01 - 07, 11:11 ص]ـ
100 سنة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم1
سنن النوم
1 - النوم على وضوء: قال النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ للبراء بن عازب رضي الله عنه: ((إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن ... الحديث)) [متفق عليه:6311 - 6882].
2 - قراءة سورة الإخلاص، والمعوذتين قبل النوم: عن عائشة رضي الله عنها، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا أوى إلى فراشه كل ليلة جمع كفيه ثم نفث فيهما، فقرأ فيهما: ((قل هو الله أحد)) و ((قل أعوذ برب الفلق)) و ((قل أعوذ برب الناس))، ثم يمسح بهما ما استطاع من جسده، يبدأ بهما على رأسه ووجهه، وما أقبل من جسده، يفعل ذلك ثلاث مرات. [رواه البخاري: 5017]
3 - التكبير والتسبيح عند المنام: عن علي رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال حين طلبت منه فاطمة ـ رضي الله عنها ـ خادمًا: ((ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما، فكبرا أربعًا وثلاثين، وسبحا ثلاثًا وثلاثين، واحمدا ثلاثًا وثلاثين. فهذا خير لكما من خادم)) [متفق عليه: 6318 – 6915]
4 - الدعاء حين الاستيقاظ أثناء النوم: عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((من تعارَّ من الليل فقال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، الحمد لله، وسبحان الله، والله أكبر، ولا حول ولا قوة إلا بالله، ثم قال: اللهم اغفر لي، أو دعا، استُجيب له، فإنْ توضأ وصلى قُبِلت صلاته)) [رواه البخاري: 1154].
5 - الدعاء عند الاستيقاظ من النوم بالدعاء الوارد: ((الحمد لله الذي أحيانا بعدما أماتنا، وإليه النشور)) [رواه البخاري من حديث حذيفة بن اليمان رضي الله عنه: 6312].
سنن الوضوء والصلاة
6 - المضمضة والاستنشاق من غرفة واحدة: عن عبدالله بن زيد رضي الله عنه، أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تمضمض، واستنشق من كف واحدة)) [رواه مسلم: 555].
7 - الوضوء قبل الغُسل: عن عائشة رضي الله عنها، أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم: ((كان إذا اغتسل من الجنابة، بدأ فغسل يديه، ثم توضأ كما يتوضأ للصلاة، ثم يُدخل أصابعه في الماء، فيخلل بها أصول الشعر، ثم يَصُب على رأسه ثلاث غُرف بيديه، ثم يُفيض الماء على جلده كله)) [رواه البخاري:248].
8 - التشهد بعد الوضوء: عن عمر بن الخطاب ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما منكم من أحد يتوضأ فيسبغ الوضوء ثم يقول: أشهد أنَّ لا إله إلا الله، وأنَّ محمدًا عبده ورسوله إلاَّ فتحت له أبواب الجنة الثمانية، يدخل من أيها شاء)) [رواه مسلم: 553].
9 - الاقتصاد في الماء: عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: ((كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يغتسل بالصاع إلى خمسة أمداد، ويتوضأ بالمُد)) [متفق عليه: 201 - 737].
10 - صلاة ركعتين بعد الوضوء: قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((من توضأ نحو وضوئي هذا، ثم صلى ركعتين لا يُحَدِّثُ فيهما نفسه، غُفر له ما تقدم من ذنبه)) [متفق عليه من حديث حُمران مولى عثمان رضي الله عنهما:159 - 539].
11 - الترديد مع المؤذن ثم الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم: عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، أنه سمع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا عليَّ، فإنه من صلى عليَّ صلاة، صلى الله عليه بها عشرًا ... الحديث)) [رواه مسلم: 849].
ثم يقول بعد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم اللهم رب هذه الدعوة التامة، والصلاة القائمة، آت محمدًا الوسيلة والفضيلة، وابعثه مقامًا محمودًا الذي وعدته) رواه البخاري. من قال ذلك حلت له شفاعة النبي صلى الله عليه وسلم.
12 - الإكثار من السواك: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((لولا أنْ أشق على أمتي، لأمرتهم بالسواك عند كل صلاة)) [متفق عليه:887 - 589].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/413)
** كما أن من السنة، السواك عند الاستيقاظ من النوم، وعند الوضوء، وعند تغير رائحة الفم، وعند قراءة القرآن، وعند دخول المنزل.
13 - التبكير إلى المسجد: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ... ولو يعلمون ما في التهجير (التبكير) لاستبقوا إليه ... الحديث)) [متفق عليه: 615 - 981].
14 - الذهاب إلى المسجد ماشيا: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((ألا أدلكم على ما يمحو الله به الخطايا، ويرفع به الدرجات)) قالوا: بلى يا رسول الله. قال: ((إسباغ الوضوء على المكاره، وكثرة الخطا إلى المساجد، وانتظار الصلاة بعد الصلاة، فذلكم الرباط)) [رواه مسلم: 587].
15 - إتيان الصلاة بسكينة ووقار: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((إذا أقيمت الصلاة فلا تأتوها تسعون، وأتوها تمشون، وعليكم السكينة، فما أدركتم فصلوا، وما فاتكم فأتموا)) [متفق عليه: 908 - 1359].
16 - الدعاء عند دخول المسجد، و الخروج منه: عن أبي حُميد الساعدي، أو عن أبي أُسيد ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا دخل أحدكم المسجد فليقل: اللهم افتح لي أبواب رحمتك، وإذا خرج فليقل: اللهم إني أسألك من فضلك)) [رواه مسلم: 1652].
17 - الصلاة إلى سترة: عن موسى بن طلحة عن أبيه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا وضع أحدكم بين يديه مثل مؤخرة الرحل فليُصَلِّ، ولا يبال مَنْ مر وراء ذلك)) [رواه مسلم:1111].
* السترة هي: ما يجعله المصلي أمامه حين الصلاة، مثل: الجدار، أو العمود، أو غيره.
ومؤخرة الرحل: ارتفاع ثُلثي ذراع تقريبا.
18 - الإقعاء بين السجدتين: عن أبي الزبير أنه سمع طاووسا يقول: قلنا لابن عباس ـ رضي الله عنه ـ في الإقعاء على القدمين، فقال: ((هي السنة))، فقلنا له: إنا لنراه جفاء بالرجل، فقال ابن عباس: ((بل هي سنة نبيك صلى الله عليه وسلم)) [رواه مسلم: 1198].
* الإقعاء هو: نصب القدمين والجلوس على العقبين، ويكون ذلك حين الجلوس بين السجدتين.
19 - التورك في التشهد الثاني: عن أبي حميد الساعدي ـ رضي الله عنه ـ قال: ((كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا جلس في الركعة الآخرة، قدم رجله اليسرى، ونصب الأخرى، وقعد على مقعدته)) [رواه البخاري: 828].
20 - الإكثار من الدعاء قبل التسليم: عن عبدالله بن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: ((كنا إذا كنا مع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ، إلى أن قال: ثم ليتخير من الدعاء أعجبه إليه فيدعو))
[رواه البخاري: 835].
21 - أداء السنن الرواتب: عن أم حبيبة رضي الله عنها، أنها سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول (ما من عبد مسلم يصلي لله كل يوم ثنتي عشرة ركعة تطوعًا غير الفريضة، إلا بنى الله له بيتًا في الجنة)) [رواه مسلم: 1696].
* السنن الرواتب: عددها اثنتا عشرة ركعة، في اليوم والليلة: أربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعدها، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، وركعتان قبل الفجر.
22 - صلاة الضحى: عن أبي ذر رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ أنه قال: ((يصبح على كل سلامى (أي: مفصل) من أحدكم صدقة، فكل تسبيحة صدقة، وكل تحميدة صدقة، وكل تهليلة صدقة، وكل تكبيرة صدقة، وأمر بالمعروف صدقة، ونهي عن المنكر صدقة، ويجزىء من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى)) [رواه مسلم: 1671].
* وأفضل وقتها حين ارتفاع النهار، واشتداد حرارة الشمس، ويخرج وقتها بقيام قائم الظهيرة، وأقلها ركعتان، ولا حدَّ لأكثرها.
23 - قيام الليل: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ سُئل: أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة، فقال: ((أفضل الصلاة بعد الصلاة المكتوبة، الصلاة في جوف الليل)) [رواه مسلم: 2756].
24 - صلاة الوتر: عن ابن عمر رضي الله عنهما، أنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((اجعلوا آخر صلاتكم بالليل وترًا)) [متفق عليه:998 - 1755].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/414)
25 - الصلاة في النعلين إذا تحققت طهارتهما: سُئل أنس بن مالك رضي الله عنه: أكان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصلي في نعليه؟ قال: ((نعم)) [رواه البخاري: 386].
26 - الصلاة في مسجد قباء: عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: ((كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأتي قباء راكبًا وماشيًا)) زاد ابن نمير: حدثنا عبيدالله، عن نافع: ((فيصلي فيه ركعتين)) [متفق عليه: 1194 – 3390]
27 - أداء صلاة النافلة في البيت: عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا قضى أحدكم الصلاة في مسجده فليجعل لبيته نصيبًا من صلاته، فإن الله جاعل في بيته من صلاته خيرا)) [رواه مسلم: 1822].
28 - صلاة الاستخارة: عن جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنه ـ قال: ((كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعلمنا الاستخارة في الأمور كما يعلمنا السورة من القرآن)) [رواه البخاري: 1162].
* وصفتها كما ورد في الحديث السابق: أن يصلي المرء ركعتين، ثم يقول:
((اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر (ويسمي حاجته) خير لي في ديني، ومعاشي، وعاقبة أمري، فاقدره لي، ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني، و معاشي، وعاقبة أمري، فاصرفه عني، واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم أرضني به)).
29 - الجلوس في المصلى بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس: عن جابر بن سمرة رضي الله عنه: (أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا صلى الفجر جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس حسنا) [رواه مسلم: 1526].
30 - الاغتسال يوم الجمعة: عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا جاء أحدكم الجمعة فليغتسل)) [متفق عليه: 877 - 1951].
31 - التبكير إلى صلاة الجمعة: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا كان يوم الجمعة، وقفت الملائكة على باب المسجد، يكتبون الأول فالأول، ومثل المُهَجِّر (أي: المبكر) كمثل الذي يهدي بدنة، ثم كالذي يهدي بقرة، ثم كبشاً، ثم دجاجة، ثم بيضة، فإذا خرج الإمام طووا صحفهم، ويستمعون الذكر)) [متفق عليه: 929 - 1964].
32 - تحري ساعة الإجابة يوم الجمعة: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذَكَرَ يوم الجمعة فقال: ((فيه ساعة، لا يوافقها عبد مسلم، وهو قائم يصلي، يسأل الله تعالى شيئًا، إلا أعطاه إياه)) وأشار بيده يقللها. [متفق عليه: 935 - 1969].
33 - الذهاب إلى مصلى العيد من طريق، والعودة من طريق آخر: عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: ((كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا كان يوم عيد خالف الطريق)) [رواه البخاري: 986].
34 - الصلاة على الجنازة: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من شهد الجنازة حتى يصلى عليها فله قيراط، ومن شهدها حتى تدفن فله قيراطان)) قيل: وما القيراطان؟ قال: ((مثل الجبلين العظيمين)) [رواه مسلم: 2189].
35 - زيارة المقابر: عن بريدة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ... الحديث)) [رواه مسلم: 2260].
* ملحوظة: النساء محرم عليهن زيارة المقابر كما أفتى بذلك الشيخ ابن باز ـ رحمه الله ـ وجمع من العلماء.
تابع.(72/415)
100 سنة ثابتة عن الرسول صلى الله عليه وسلم 2
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[06 - 01 - 07, 11:15 ص]ـ
سنن الصيام
36 - السحور: عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((تسحروا؛ فإن في السحور بركة)) [متفق عليه: 1923 - 2549].
37 - تعجيل الفطر، وذلك إذا تحقق غروب الشمس: عن سهل بن سعد ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر)) [متفق عليه: 1957 - 2554].
38 - قيام رمضان: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((من قام رمضان إيمانًا واحتسابًا غُفر له ما تقدم من ذنبه)) [متفق عليه: 37 - 1779].
39 - الاعتكاف في رمضان، وخاصة في العشر الأواخر منه: عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: ((كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يعتكف العشر الآواخر من رمضان)) [رواه البخاري:2025].
40 - صوم ستة أيام من شوال: عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((من صام رمضان، ثم أتبعه ستًا من شوال،كان كصيام الدهر)) [رواه مسلم: 2758].
41 - صوم ثلاثة أيام من كل شهر: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ((أوصاني خليلي بثلاث، لا أدعهن حتى أموت: صوم ثلاثة أيام من كل شهر، وصلاة الضحى، ونوم على وتر)) [متفق عليه: 1178 - 1672].
42 - صوم يوم عرفة: عن أبي قتادة رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبلة، والسنة التي بعده)) [رواه مسلم:3746].
43 - صوم يوم عاشوراء: عن أبي قتادة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((صيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله)) [رواه مسلم: 3746].
سنن السفر
44 - اختيار أمير في السفر: عن أبي سعيد، وأبي هريرة ـ رضي الله عنهما ـ قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا خرج ثلاثة في سفر فليؤمروا أحدهم)) [رواه أبو داود: 2608].
45 - التكبير عند الصعود والتسبيح عند النزول: عن جابر ـ رضي الله عنه ـ قال: ((كنا إذا صعدنا كبرنا، وإذا نزلنا سبحنا)) [رواه البخاري: 2994].
* يكون التكبير عند صعود المرتفعات، والتسبيح عند النزول وانحدار الطريق.
46 - الدعاء حين نزول منزل: عن خولة بنت حكيم ـ رضي الله عنها ـ قالت: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((من نزل منزلاً ثم قال: أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق، لم يضره شيء، حتى يرتحل من منزله ذلك)) [رواه مسلم: 6878].
47 - البدء بالمسجد إذا قدم من السفر: عن كعب بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: ((كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا قدم من سفر بدأ بالمسجد فصلى فيه)) [متفق عليه: 443 - 1659].
سنن اللباس و الطعام
48 - الدعاء عند لبس ثوب جديد: عن أبي سعيد الخدري ـ رضي الله عنه ـ قال: كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا استجد ثوبا سماه باسمه: إما قميصا، أو عمامة، ثم يقول: ((اللهم لك الحمد، أنت كسوتنيه، أسألك من خيره، وخير ما صنع له، وأعوذ بك من شره، وشر ما صنع له)) [رواه أبو داود: 4020].
49 - لبس النعل باليمين: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إذا انتعل أحدكم فليبدأ باليمنى، وإذا خلع فليبدأ بالشمال، ولينعلهما جميعًا، أو ليخلعهما جميعًا)) [متفق عليه:5855 - 5495].
50 - التسمية عند الأكل: عن عمر بن أبي سلمة ـ رضي الله عنه ـ قال: كنت في حجر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وكانت يدي تطيش في الصحفة، فقال لي: ((يا غلام سم الله، وكل بيمينك، وكل مما يليك)) [متفق عليه: 5376 - 5269].
51 - حمد الله بعد الأكل والشرب: عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن الله ليرضى عن العبد أن يأكل الأكلة فيحمده عليها، أو يشرب الشربة فيحمده عليها)) [رواه مسلم: 6932].
52 - الجلوس عند الشرب: عن أنس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أنه نهى أن يشرب الرجل قائمًا)) [رواه مسلم: 5275].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/416)
53 - المضمضة من اللبن: عن ابن عباس رضي الله عنه،أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ شرب لبنًا فمضمض، وقال: ((إن له دسمًا)) [متفق عليه:798 - 5609].
54 - عدم عيب الطعام: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: ((ما عاب رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ طعامًا قط، كان إذا اشتهاه أكله، وإن كرهه تركه)) [متفق عليه:5409 - 5380].
55 - الأكل بثلاثة أصابع: عن كعب بن مال ـ رضي الله عنه ـ قال: ((كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يأكل بثلاث أصابع، ويلعق يده قبل أن يمسحها)) [رواه مسلم: 5297]
56 - الشرب والاستشفاء من ماء زمزم: عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ماء زمزم: ((إنها مباركة، إنها طعام طُعم)) [رواه مسلم: 6359] زاد الطيالسي: ((وشفاء سُقم)).
57 - الأكل يوم عيد الفطر قبل الذهاب للمصلى: عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: ((كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ لا يغدو يوم الفطر حتى يأكل تمرات)) وفي رواية: ((ويأكلهن وترًا)) [رواه البخاري: 953].
الذكر والدعاء
58 - الإكثار من قراءة القرآن: عن أبي أمامة الباهلي ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((اقرؤوا القرآن، فإنه يأتي يوم القيامة شفيعًا لأصحابه)) [رواه مسلم: 1874].
59 - تحسين الصوت بقراءة القرآن: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((ما أَذِنَ الله لشيء ما أَذِنَ لنبي حسن الصوت، يتغنى بالقرآن يجهر به)) [متفق عليه:5024 - 1847].
60 - ذكر الله على كل حال: عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ((كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يذكر الله على كل أحيانه)) [رواه مسلم: 826].
61 - التسبيح: عن جويرية رضي الله عنها، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ خرج من عندها بُكرة حين صلى الصبح، وهي في مسجدها، ثم رجع بعد أنْ أضحى، وهي جالسة، فقال: ((ما زلتِ على الحال التي فارقتك عليها؟)) قالت: نعم، قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لقد قُلتُ بعدك أربَعَ كلماتٍ، ثلاث مراتٍ، لو وُزِنَت بما قلتِ مُنذ اليوم لَوَزَنتهُن: سبحان الله وبحمده، عدد خلقه، ورضا نفسهِ، وزِنةَ عرشهِ، ومِدادَ كلماته)) [رواه مسلم: 2726].
62 - تشميت العاطس: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((إذا عطس أحدُكُم فليقل: الحمد لله، وليقل له أخوه أو صاحبه: يرحمك الله. فإذا قال له: يرحمك الله، فليقل: يهديكم اللهُ ويُصْلِحُ بالكم)) [رواه البخاري: 6224]
63 - الدعاء للمريض: عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ دخل على رجل يعوده، فقال صلى الله عليه وسلم: ((لا بأس طهور، إن شاء الله)) [رواه البخاري: 5662].
64 - وضع اليد على موضع الألم، مع الدعاء: عن عثمان بن أبي العاص رضي الله عنه، أنه شكا إلى رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وجعًا، يجده في جسده مُنذ أسلم، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ضع يدك على الذي يألم من جسدك، وقل: باسم الله، ثلاثًا، وقل سبع مرات: أعوذُ بالله وقدرتهِ من شَر ما أجد وأُحَاذر)) [رواه مسلم: 5737].
65 - الدعاء عند سماع صياح الديك، والتعوذ عند سماع نهيق الحمار: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله، فإنها رأت مَلَكًا، وإذا سمعتم نهيق الحمار فتعوذوا بالله من الشيطان، فإنها رأت شيطانًا)) [متفق عليه:3303 - 6920].
66 - الدعاء عند نزول المطر: عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ كان إذا رأى المطر قال: ((اللهم صيبًا نافعًا)) [رواه البخاري: 1032].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/417)
67 - ذكر الله عند دخول المنزل: عن جابر بن عبدالله ـ رضي الله عنه ـ قال: سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((إذا دخل الرجل بيته فذكر الله ـ عز وجل ـ عند دخوله، وعند طعامه، قال الشيطان: لا مبيت لكم ولا عشاء. وإذا دخل فلم يذكر الله عند دخوله، قال الشيطان: أدركتم المبيت، وإذا لم يذكر الله عند طعامه، قال: أدركتم المبيت والعشاء)) [رواه مسلم: 5262].
68 - ذكر الله في المجلس: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((ما جلس قوم مجلسًا لم يذكروا الله فيه، ولم يُصَلوا على نبيهم، إلا كان عليهم تِرَة (أي: حسرة) فإن شاء عذبهم، وإن شاء غفر لهم)) [رواه الترمذي: 3380].
69 - الدعاء عند دخول الخلاء: عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ قال: كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا دخل (أي: أراد دخول) الخلاء قال: ((اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث)) [متفق عليه: 6322 - 831].
70 - الدعاء عندما تعصف الريح: عن عائشة ـ رضي الله عنه ـ قالت: كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا عصفت الريح قال: ((اللهم إني أسألك خيرها، وخير ما فيها، وخير ما أُرسلت به، وأعوذ بك من شرها، وشر ما فيها، وشر ما أُرسلت به)) [رواه مسلم: 2085].
71 - الدعاء للمسلمين بظهر الغيب: عن أبي الدرداء رضي الله عنه، أنه سمع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((من دعا لأخيه بظهر الغيب، قال المَلَكُ المُوَكَّلُ به: آمين، ولك بمثل)) [رواه مسلم: 6928].
72 - الدعاء عند المصيبة: عن أم سلمة ـ رضي الله عنها ـ أنها قالت، سمعت رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((ما من مسلم تصيبه مصيبة فيقول ما أمره الله: إنا لله وإنا إليه راجعون، اللهم أُجُرني في مُصيبتي وأَخلِف لي خيرًا منها ـ إلا أخلف الله له خيرًا منها)) [رواه مسلم: 2126]
73 - إفشاء السلام: عن البَراءِ بن عازِب ـ رضي الله عنه ـ قال: ((أمَرنا النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ بسبع، ونهانا عن سَبع: أمرنا بعِيادة المريض، ... وإفشَاء السلام، ... الحديث)) [متفق عليه: 5175 - 5388].
سنن متنوعة
74 - طلب العلم: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سلك طريقًا يلتمس فيه علمًا سهل الله له به طريقًا إلى الجنة)) [رواه مسلم: 6853].
75 - الاستئذان قبل الدخول ثلاثاً: عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((الاستئذان ثلاثٌ، فإن أُذن لك، و إلا فارجع)) [متفق عليه:6245 - 5633].
76 - تحنيك المولود: عن أبي موسى الأشعري ـ رضي الله عنه ـ قال: ((وُلد لي غلام، فأتيت به النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فسماه إبراهيم، فحنكه بتمرة ودعا له بالبركة ... الحديث)) [متفق عليه: 5467 - 5615].
* التحنيك: هو مضغ طعام حلو، وتحريكه في فم المولود، والأفضل أن يكون التحنيك بالتمر.
77 - العقيقة عن المولود: عن عائشة ـ رضي الله عنها ـ قالت: ((أمرنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ أن نعق عن الجارية شاة، وعن الغلام شاتين)) [رواه أحمد: 25764].
78 - كشف بعض البدن ليصيبه المطر: عن أنس ـ رضي الله عنه ـ قال: أصابنا مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ مطر. قال: فحسر رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ عن ثوبه حتى أصابه من المطر، فقلنا: يا رسول الله! لم صنعت هذا؟ قال: ((لأنه حديث عهد بربه)) [رواه مسلم: 2083].
* حسر عن ثوبه أي: كشف بعض بدنه.
79 - عيادة المريض: عن ثوبان، مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((من عاد مريضا، لم يزل في خُرفَة الجنة)) قيل: يا رسول الله! وما خُرفة الجنة؟ قال: ((جناها)) [رواه مسلم: 6554].
80 - التبسم: عن أبي ذر ـ رضي الله عنه ـ قال: قال لي النبي صلى الله عليه وسلم: ((لا تحقرن من المعروف شيئا، ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)).
[رواه مسلم: 6690].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(72/418)
81 - التزاور في الله: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم: ((أن رجلاً زار أخاً له في قرية أخرى، فأرصد الله له على مدرجته ملكًا (أي: أقعده على الطريق يرقبه) فلما أتى عليه قال: أين تريد؟ قال: أريد أخاً لي في هذه القرية. قال: هل لك عليه من نعمة تربها؟ قال: لا، غير أني أحببته في الله عز وجل، قال: فإني رسول الله إليك، بأن الله قد أحبك كما أحببته فيه)) [رواه مسلم: 6549].
82 - إعلام الرجل أخيه أنه يحبه: عن المقدام بن معدي كرب رضي الله عنه، أنَّ النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((إذا أحب أحدكم أخاه، فليُعْلِمه أنه يحبه)) [رواه أحمد: 16303].
83 - رد التثاؤب: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((التثاؤب من الشيطان، فإذا تثاءب أحدكم فليرده ما استطاع، فإن أحدكم إذا قال: ها، ضحك الشيطان)) [متفق عليه:3289 - 7490].
84 - إحسان الظن بالناس: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أنَّ رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((إياكم والظن، فإنَّ الظن أكذب الحديث)) [متفق عليه: 6067 - 6536].
85 - معاونة الأهل في أعمال المنزل: عن الأسود قال: سَألتُ عائشة ـ رضي الله عنها ـ ما كان النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يصنع في بيته؟ قالت: ((كان يكون في مهنة أهله (أي: خدمتهم)، فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة)) [رواه البخاري: 676].
86 - سُنن الفطرة: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الفطرة خمس، أو خمس من الفطرة: الختان، والاستحداد (حلق شعر العانة)، ونتف الإبط، وتقليم الأظفار، وقص الشارب)) [متفق عليه: 5889 - 597].
87 - كفالة اليتيم: عن سهل بن سعد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا)). و قال بإصبعيه السبابة والوسطى. [رواه البخاري: 6005].
88 - تجنب الغضب: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رجلاً قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أوصني، قال: ((لا تغضب)). فردد مرارًا، قال: ((لا تغضب)) [رواه البخاري: 6116].
89 - البكاء من خشية الله: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((سبعة يظلهم الله في ظله، يوم لا ظل إلا ظله ... وذكر منهم: ورجل ذكر الله خاليًا ففاضت عيناه)) [متفق عليه: 660 - 1031].
90 - الصدقة الجارية: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) [رواه مسلم: 4223]
91 - بناء المساجد: عن عثمان بن عفان ـ رضي الله عنه ـ قال عند قول الناس فيه حين بنى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنكم أكثرتم وإني سمعت النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ يقول: ((من بنى مسجدًا ـ قال بُكير: حسبت أنه قال: يبتغي به وجه الله ـ بنى الله له مثله في الجنة)) [متفق عليه: 450 - 533].
92 - السماحة في البيع والشراء: عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((رحم الله رجلاً سمحًا إذا باع، و إذا اشترى، وإذا اقتضى)) [رواه البخاري: 2076]
93 - إزالة الأذى عن الطريق: عن أبي هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((بينما رجل يمشي بطريق، وجد غُصن شوك على الطريق، فأخره، فشكر الله له، فغفر له)) [رواه مسلم: 4940].
94 - الصدقة: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب، ولا يقبل الله إلا الطيب، فإن الله يتقبلها بيمينه، ثم يربيها لصاحبه كما يربي أحدكم فَلُوة حتى تكون مثل الجبل)) [متفق عليه: 1410 - 1014]
95 - الإكثار من الأعمال الصالحة في عشر ذي الحجة: عن بن عباس رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، أنه قال: ((ما العمل في أيام أفضل منها في هذه (يعني أيام العشر))) قالوا: ولا الجهاد؟ قال: ((ولا الجهاد، إلا رجل خرج يخاطر بنفسه وماله فلم يرجع بشيء)) [رواه البخاري: 969].
96 - قتل الوزغ: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من قتل وزغا في أول ضربة كتبت له مئة حسنة، وفي الثانية دون ذلك، وفي الثالثة دون ذلك)) [رواه مسلم 8547].
97 - النهي عن أن يُحَدِّث المرء بكل ما سمع: عن حفص بن عاصم ـ رضي الله عنه ـ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((كفى بالمرء إثمًأ أن يُحَدِّث بكل ما سمع)) [رواه مسلم: 7].
98 - احتساب النفقة على الأهل: عن أبي مسعود البدري رضي الله عنه، عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: ((إن المسلم إذا أنفق على أهله نفقة، وهو يحتسبُها، كانت له صدقة)) [رواه مسلم: 2322].
99 - الرَّمَل في الطواف: عن ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال: ((كان رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ إذا طاف الطواف الأول، خبَّ (أي: رَمَلَ) ثلاثًا ومشى أربعًا ... الحديث)) [متفق عليه:1644 - 3048]
الرَّمَل: هو الإسراع بالمشي مع مقاربة الخطى. ويكون في الأشواط الثلاثة من الطواف الذي يأتي به المسلم أول ما يقدم إلى مكة، سواء كان حاجًا أو معتمرًا.
100 - المداومة على العمل الصالح وإن قل: عن عائشة رضي الله عنها، أنها قالت: سُئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: ((أدوَمها وإن قلَّ)).
[متفق عليه:6465 - 1828].
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد، وآله وصحبه أجمعين.(72/419)