ولئلا يعتقد الكافرون – وأولهم (الشيطان) – أن رحمة الله المحيطة بهم في الدنيا تشملهم في الآخرة أيضا؛ قال تعالى: {فسأكتبها للذين يتقون}؛ أي: يجعلون وقاية بينهم وبين الشرك أولا، وبين المعاصي ثانيا، وبين الشبهات التي لا يعلمها كثير من الناس ثالثا. {ويوتون الزكاة}: أي المفروضة عليهم بالقرآن، وبينت السنة مقاديرها في النَّعم والذهب والفضة، والحبوب والثمار والعرَض والدين، أو بالسنة فقط؛ كزكاة الفطر. وفتاوي فقهاء الإسلام سواء منهم أهل الخلاص العالي أوالنازل في الاجتهاد في الموضوعات التي لها صلة بها.
ويمكننا اليوم أن نقول: إن الله – سبحانه وتعالى – جعلها منذ أربعة عشر قرنا بمثابة الضمان الاجتماعي في الإسلام، ولا زالت أكثر الحكومات الإسلامية اليوم لم تعرها أدنى اهتمام فتجعل لها وزارة خاصة، أو مصلحة تابعة لوزارة المالية تحارب بواسطتها التخلف، وتقاوم بها البطالة، وتقيم بها مشاريع اقتصادية وعسكرية هامة، بشرط ملازمة النصوص الواردة في الموضوع وما استنبطه منها علماء الاجتهاد المتوفرة فيهم شروط الاجتهاد. وكذلك المجاميع الاجتهادية الحديثة؛ كمجمع البحوث الإسلامية الذي يجتمع كل سنة بالقاهرة، ويتوفر على كبار علماء الإسلام.
ونحن في المغرب عرفنا قيمتها حينما جمعنا نحو خمسة ملايير من السنتيمات من زكاة الفطر وحدها أثناء تضامننا مع إخواننا السوريين والمصريين في حرب الجولان وسيناء ضد الصهاينة الأشرار سنة 1392. وإذا كان هذا في زكاة الفطر الواجبة بالسنة، فكيف بالزكاة الركنية الواجبة بالقرآن والسنة؟.
{والذين هم بآياتنا يؤمنون}: يصدقون بها، سواء كانت منزلة في القرآن الكريم، أو مثبتة في القرآن والسنة نقلا عن الكتب السماوية السابقة، وسواء كانت متعلقة بتوحيده سبحانه وباختراعاته الظارهة قديما، ابتداء من خلقه سبحانه الدنيا، أو في حياته صلى الله عليه وسلم، أو بعد مماته إلى يوم القيامة.
وقد عرّف العلماء – رحمهم الله – الإيمان بأنه: قول باللسان، واعتقاد بالجنان، وعمل بالأركان، واتباع بإحسان. وهو تعريف جامع.
وبعد أن بين سبحانه أن التقوى وأداء الزكاة والإيمان بآياته المتعددة معدودة من أوصاف من تكتب له الرحمة في الدنيا والآخرة؛ ضم إلى ذلك أن سكون من أتباع الرسول النبي الأمي في الأقوال والأفعال، ذلك الرسول الذي يجد اليهود والنصارى نعوته السامية مكتوبة عندهم في التوراة التي أنزلها الله على سيدنا موسى، والإنجيل الذي أنزله على سيدنا عيسى عليهما الصلاة والسلام. وقد وقع الإجماع على أن المراد بالرسول هنا: سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
والرسالة هي: وساطة بين الله سبحانه وتعالى وبين خلقه، يخص بها صفوة عبيده. ومننه عليهم: أن بعث فيهم رسولا من أنفسهم؛ أي: إنسانا مثلهم ومن أفضلهم حسبا ونسبا، يدعوهم إلى سعادتهم في الدين والدنيا.
وقد عرّف علماء الكلام الرسول بأنه: إنسان حر، ذكر، أوحي إليه بشرع، وأمر بتبليغه. وسيدنا محمد هو أفضل خلق الله بإجماع، وهو خاتم ذروة الرسالة كما نص عليه القرآن.
والنبوءة: هي أعلى درجة في المثالية يتصف بها إنسان.
{من أنفسهم}: يختاره الله تعالى من أنفسهم حسبا ونسبا، ومن فضله سبحانه على عبيده: أن جعل كثرة النبيئين من هذا النوع المثالي؛ لأن التربية المثالية تؤثر تأثيرا كبيرا في النفوس. وخص جماعة بالنبوة والرسالة معا؛ لاحتياج مجتمعهم إلى الأمرين معا.
وقد عرف علماء التوحيد النبي بأنه: إنسان حر، ذكر، أوحي إليه بشرع ولم يؤمر بتبليغه.
والأمية: هي نسبة إلى الشعوب الذين كانوا أمة أمية، لا تقرأ ولا تكتب إلا نفرا قليلا منهم، والنادر لا حكم له. ومع ذلك؛ حكموا الدنيا وأسعدوها سعادة أبدية بفضل القرآن ومن نزل عليه القرآن.
أو: نسبة إلى الأم؛ وفي ذلك شرف للأمومة التي تنجب الأولاد والبنات الذين يخلفون آباءهم في الدنيا، ويظهر بارزا فيهم أثر الخلافة عن الله تعالى في الأرض.
أو: نسبة إلى أم القرى؛ وهي مكة، المشتملة على المسجد الحرام، أول بيت وضع للناس مباركا وهدى للعالمين، وقبلة للمسلمين الخالدة خلود الدنيا.
أما الأوصاف التي وصف الله – سبحانه وتعالى – رسوله صلى الله عليه وسلم في التوراة والإنجيل؛ فهي ستة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/345)
أولها: {يأمر بالمعروف}. والمعروف: كلمة جامعة لكل مكارم الأخلاق التي بُعث الرسول من أجلها.
ثانيها: أن {ينهى عن المنكر}؛ والمنكر: كلمة جامعة لمساويء الأخلاق. وقد رغب ورهب منذ أن أنزلت عليه الرسالة إلى أن التحق بالرفيق الأعلى، وأنزل الله عليه القرآن، وبينه صلى الله عليه وسلم في السنة، وأهدى إلى أمته خصوصا والعالم عموما خاتمة الكتب السماوية، ودستورا أعلى يعد أعلى دساتير العالم كله في جميع الأعصار والأزمنة، ونطق بجوامع الكلم التي تسد الفراغ الموجود في الدنيا كله – إن اتبعتها – وتضمن لها السعادة في الدين والدنيا والآخرة في مختلف ميادين الحياة.
ومعلوم أن الإشارة بهذين الوصفين كتشريع لحركة المعارضة في الإسلام، بشرط واحد، وهو: أن تكون بناءة ومكونة من العلماء وذوي الحل والعقد، وما مات صلى الله عليه وسلم لحماية المعارضة مسندا بنص القرآن القائل: {ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون}. ويمكننا أن نسميهم بلغة العصر: بأعضاء المجلس الوطني (البرلمان).
بل إنه سبحانه وتعالى أعطى هذا الحق للبشرية قديما، فقال: {ليسوا سواء من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله آناء الليل وهم يسجدون. يومنون بالله واليوم الآخر ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ويسارعون في الخيرات وأولئك من الصالحين}. [**/ **].
وأعطاه لجميع أفراد الأمة المحمدية؛ فقال: {والمومنون والمونات بعضهم أولياء بعض يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر}. [**/ **]. ويمكننا أن نسميهم بلغة العصر: بالرأي العام. ولا ينكر أحد أهميته.
وقد حذر صلى الله عليه وسلم من ترك هذه المعارضة بقوله: "والذي نفسي بيده؛ لتأمرن بالمعروف واتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا منه ثم تدعونه فلا يستجاب لكم". أخرجه الترمذي عن حذيفة رضي الله عنه. وقال: "حديث حسن غريب".
وثالثهما: {ويحل لهم الطيبات}. أي: المستلذات المحرمة على اليهود بسبب إجرامهم ودسائسهم المنصوص عليها في الكتب السماوية السابقة المنزلة على رسلهم عليهم الصلاة والسلام. وفي القرآن أيضا، وفي الحديث الشريف الذي أخرجه مسلم والترمذي عن أبي هريرة: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبا" ... الحديث.
ومن الأشياء التي حكم الله بحلها: البحيرة، والسائبة، والوصيلة، والحام. فافتأت أهل الجاهلية على الله وحكموا بتحريمها. قال تعالى: {ما جعل الله من بحيرة ولا سائبة ولا وصيلة ولا حام} ... الآية. [**/ **]. وقد عرفها الإمام سعيد بن المسيب – رحمه الله – كما في صحيح البخاري، بما يأتي:
1 - البحيرة: هي الناقة التي يمنح درها للطواغيت، قد يحلبها أحد من الناس.
2 - السائبة: هي التي كانوا يسببونها لأنفسهم ولا يحملون عليها شيئا.
3 - الوصيلة: هي الناقة البكر، تبكر في أول نتاج الإبل بالأنثى، ثم تثنى بأنثى. فكانوا يطيبونها لطواغيتهم إن وصلت إحداهما بأخرى ليس بينهما ذكر.
4 - الحام: وهو الفحل من الإبل، أضرب الضراب المعدود، فإذا قضى ضرابه دعوه للطواغيت وأعفوه من الحمل عليه، فلا يحمل عليه شيء، وسموه: الحام.
ورابعها: {ويحرم عليهم الخبائث}: سواء كان منصوصا في القرآن أو في السنة؛ كقوله سبحانه: {حرمت عليكم الميتة والدم ولحم الخنزير وما أهل لغير الله به والمنخنقة الموقوذة والمتردية والنطيحة وما أكل السبع إلا ما ذكيتم وما ذبح على النصب وأن تستقسموا بالأزلام}. [**/ **]. فقد ذكر المفسرون – ومنهم: الإمام جلال الدين السيوطي في تكملته لتفسير الإمام المحلي رحمهما الله – أن المحرمات المنصوص عليها في هذه الآية هي الآتية:
1 - أكل الميتة.
2 - الدم المسفوح كما هو منصوص عليه في سورة الأنعام.
3 - الخنزير.
4 - المذبوح على اسم غير اسم الله.
5 - الميتة خنقا.
6 - الحيوان المقتول ضربا (الموقودة).
7 - الميتة بسبب سقوطها من علو إلى سفل. (المتردية).
8 - المقتولة بنطح أخرى لها.
9 - أكل السبع من الحيوان.
وما أدرك فيه الروح من هذه الأشياء؛ فهو جائز.
10 - الحيوان المذبوح على النصُب. جمع نصاب؛ وهي: الأصنام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/346)
11 - طلب القسم والحكم بالأزلام. جمع: زلم (بفتح الزاي وضمها)، وهي: القدح (بكسر القاف): السهم الذي لا ريش له ولا نصل. وكانت عند سادة الكعبة عليها أعلام، وكانوا يحكِّمونها، فإن أمرَتْهم ائتمروا، وإن نهتهم انتهوا.
والأحاديث في الموضوع كثيرة، ويكفي أن أذكر أن: الإسلام حرم دخول الجنة على الجسد المغذى بالحرام؛ فقد روى أبو يعلى وغيره عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة جسد غذي بحرام".
وقد شاع وذاع أكل الحرام وشرب الحرام، وأصبحت قوانين الدول الإسلامية تبيح عدها من المحرمات، وتحرم أنواعا من الطيبات. بل أصبح العالم الإسلامي يحارب في كثير من أوطانه، واللغة العربية أصبحت لغة ثانوية في عقر ديارها، اقتداء بالدول كافرة. ويقال عنا: إننا عصريون تقدميون، وترتفع أصوات العلماء في مشارق الأرض ومغاربها بين الفينة والفينة منددة بذلك، فلا تجدي شيئا.
لقد أسمعت لو ناديت حيا===ولكن لا حياة لمن تنادي
وخامسا: {ويضع عنهم إصرهم}: والإصر هو الثقل الذي يأصر صاحبه – أي: يحبسه – عن الحركات لشدة ثقله.
وبديهي أن شريعة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام كانت من الصعوبة بمكان، اقتضتها الظروف الاجتماعية التي كان يحياها المجتمع اليهودي إذذاك. وسيأتي قريبا نماذج من ذلك.
وسادسها: {والأغلال التي كانت عليهم}: والأغلا هنا – كما قال العلماء – إما أن يراد بها التعاليم القاسية التي أنزلها سبحانه على سيدنا موسى – كقطع أثر البول، وقتل النفس في التوبة، وقطع الأعضاء التي صدرت منها المعاصي – وإما أن يراد بها: أمره سبحانه وتعالى بلبس المسوح، وربط أيديهم إلى أعناقهم أثناء الصلاة تواضعا لله ومراقبة لعلي جنابه.
{فالذين آمنوا به – أي: بمحمد صلى الله عليه وسلم – وعزروه – أي: وقروه ووقروا شريعته، والتزموا في المنشط والمكره – ونصروه – أي: نصروه على عدوه في حياته، ونصروا شريعته على أعدائها في حياته وبعد مماته، بمختلف أنواع النصر، سواء بالسيف أو بالقلم – واتبعوا النور الذي أنزل معه – وهو: القرآن الكريم، والذكر الحكيم، الجامع لملخص الكتب السماوية كلها، والمغني عن غيره من القوانين أجمعها – أولئك هم المفلحون}. أي: الفائزون بالفلاح في الدين والدنيا لا غيرهم من المتبعين للكتب السابقة المحرفة والمنسوخة في القرآن، وغيرهم من أتباع المذاهب المادية على اختلاف أسمائها إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها وهو خير الوارثين.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[15 - 09 - 06, 11:16 م]ـ
هذه المقالة الثانية في كمالات سيد الوجود صلى الله عليه وآله وسلم، للعلامة السيد عبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني رحمه الله تعالى، وهي مما يجاب به أولئك الكفرة الفجرة الذين يطعنون في النبي صلى الله عليه وآله وسلم، لعنهم الله في الدنيا والآخرة:
وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين
هذه هي الآية السابعة بعد المائة من سورة الأنبياء المكية، ونرى الله سبحانه وتعالى يخاطب فيها رسوله سيدنا محمدا صلى الله عليه وسلم قائلا: وما أرسلناك يا محمد بالشرائع والأحكام والآداب لعلة من العلل، إلا لنرحم العالمين بإرسالك. والمراد بالعالمين: الإنس والجن الذين أرسل إليهم إرسال تكليف، والملائكة الذين أرسل إليهم إرسال تشريف؛ لأنهم لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون.
والرحمة بالنسبة للإنس والجن هي: الشرائع والقوانين والحكم والأمثال والآداب التي تسعد البشرية جمعاء، وتنقذها من جميع مظاهر التخلف، وتكسبها الخلود في جنة عرضها السماوات والأرض، وكذا جميع المزايا التي أدركتها الأمة المحمدية بسببه صلى الله عليه وسلم، لكونها خير أمة أخرجت للناس، وأمة وسطا، وأول من يدخل إلى الجنة.
والرحمة بالنسبة للكفار: أمنهم في الدنيا ببعثة من الخسف والمسخ، والقذف والاستئصال، بمقتدى قوله تعالى: {وما كان الله ليعذبهم وأنت فيهم}. [**/ **].
وعليه؛ فقد بعث صلى الله عليه وسلم لكل فرد من العالمين – ملائكتهم وإنسهم وجنهم – ولا فرق بين المؤمن والكافر. والرحمة متفاوتة كما قال الإمام محمود الألوسي – رحمه الله – في تفسيره المسمى بـ: "روح المعاني"، وأعلن عن اختياره له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/347)
وتفيد الآية عالمية الرسالة المحمدية في جميع الأزمنة والأمكنة، ويشبهها قوله سبحانه وتعالى: {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا}. [**/ **]، وقوله سبحانه: {قل يا أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا}. [**/ **]، وقوله سبحانه: {ما كان محمد أبا أحد من رجالكم ولكن رسول الله وخاتم النبيئين}. [**/ **].
وعالمية الرسالة المحمدية من الخمس التي خص بها الرسول، وقد قال عليه الصلاة والسلام وهو يعدها: "وكان النبي يبعث إلى قومه خاصة، وبعثت إلى الناس عامة".
والأحاديث في رحمته صلى الله عليه وسلم عديدة، منها الأحاديث التالية: "إني لم أبعث لعانا وإنما بعثت رحمة"، "إنما أنا رحمة مهداة"، "إنما أنا رحمة مهداة بعثت برفع قوم وخفض آخرين"، ومعلوم أنه كان يعتمد القيم الروحية في الخفض والرفع، فكان يرفع المؤمنين المخلصين المثاليين، ويخفض الكافرين والظالمين والمجرمين الذين يقصرون أنظارهم على المادة وحدها، ويلغون كلما يتعلق بالروح.
والرحمة التي يجب أن يتقمصها الدعاة إلى الله من الأمة المحمدية تستلزم الأشياء التالية:
1 - النصيحة للخلق بدعوتهم إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، وتحذيرهم من كل أذى يعترض طريقهم، ودلالتهم على الطريقة المثلى التي تجلب لهم رضى الله، وتنجيهم من عذابه في الآخرة، ووضع التخطيطات التي تمكنهم من السعادة دينا ودنيا، وبرزخا وآخرة.
2 - رحمة العاصي من الخلق، وصرفه عن طريق الغفلة بالتي هي أحسن.
3 - النظر إلى العصاة بعين الرحمة لا بعين الإيذاء.
4 - سد فاقة المحتاج بقدر الطاقة.
5 - تعهد الفقراء في وطنه، والعمل على دفع فقرهم، إما بماله أو بجاهه أو بالسعي في حقه بالشفاعة ... إلى غير ذلك.
وقد نص على جل ما ذكرت: الغزالي حجة الإسلام – رحمه الله – في "المقصد الأسنى"؛ وهو من رجال القرن السادس الهجري، وإنما يرحم الله من عباده الرحماء كما قال صلى الله عليه وسلم.
والآن ونحن في ذكرى المولد النبوي الثانية والخمسين بعد أربعمائة وألف؛ يجب أن نستفيد من هذه الرحمة التي تتجدد كل عام في إصلاح أخطائنا الكثيرة، وبناء مستقبلنا على أسس ثابتة.
إن ذكرى المولد النبوي تفرض علينا:
أولا: أن نجدد إيماننا بالله وبرسوله تجديدا بعيدا عن الانحراف، هذا الإيمان الذي تعاون على محاولة نزعه منا: الجهل ثم الاستعمار.
ثانيا: أن ندرس الإسلام كما ينبغي، من مصدريه الأصليين: الكتاب والسنة، مع الاسترشاد بتفاسير وشروح الأئمة الهادين المهديين والعلماء العاملين الذين رزقهم الله الاطلاع على أسرارهما وتقديمهما للناس، ونضع مدونات للأحوال المدنية والجنائية والعسكرية مستمدة من الإسلام، والحكم بها عوضا عن القانون الأجنبي، ونضع برامج تعليمية تخرج لنا المواطن الكامل الصالح للدين والدنيا، والمحافظ على الوجود الإسلامي بوطنه.
ثالثا: أن نلتزم بالسلوك الإسلامي في المنزل والشارع والإدارة والعمل والمصنع والمتجر، لنعطي المثالية لجميع الناس، سواء منهم المواطنون أو الأجانب، ويعلم الجميع أن الإسلام اختصاصي في صنع الرجال.
رابعا: أن نتسلح بسلاح الصبر لخوض معركة كبرى نشرح أثناءها للناس – وخصوصا منهم المسلمين – المفاهيم الإسلامية الصحيحة، والحلول الكفيلة بحل مشاكلهم العصرية، وندفعهم للتشبث بأذيال الإسلام، والعض بالنواجذ على تعاليمه السمحة، ونحارب رواسب الاستعمار التي لازالت عميقة الجذور فينا، وتزداد يوما عن يوم، ونبعد عنا أشباح الكفر والجهل والفقر والمسخ التي خيمت في مجتمعنا الإسلامي طوال عصور الانحطاط وأثناء الاستعمار.
خامسا: أن نسعى في جمع شمل الأمة الإسلامية، ونقنعها بضرورة السعي في وحدتها وتمسكها بها، مسايرتها للتقدم العلمي الذي أحرزت عليه الدول الكبرى، واستغنائها بتراثها المادي والروحي عن استجداء الأجانب ماديا وروحيا، والسقوط في كمائنهم، سواء منها كمائن المعسكر الرأسمالي الذي جعل طابعه الأساسي هو الفردية في السلوك بجميع ما في مقومات الفرد من خصائص، أو كمائن المعسكر الشيوعي الذي جعل طابعه الأساسي هو الجماعة وطمس معالم الفردية.
سادسا: أن نعتني بدراسة الاقتصاد الإسلامي، ونستمد قوانيننا منه، ونطبقها بدقة ومرونة، لأنه اقتصاد لا يمت بصلة إلى التنافس والسيطرة والاستغلال، جامع لأحسن ما النظامين الرأسمالي والشيوعي، ونابذ لكل مبدأ وهدف ليس بحق، فهو مذهب وسط: {صنع الله الذي أتقن كل شيء}. [**/ **]، والي يستحيل عليه الخطأ عقلا وشرعا ونقلا، وبذلك نحل جميع المشاكل التي يتخبط فيها المسئولون في البلاد الإسلامية، ونضع تخطيطا إسلاميا عالميا في ميدان الاقتصاد، ونعطي الدليل على أننا لا نغتر بالشعارات البراقة والعناوين الخداعة التي وضعها المشركون والملاحدة لقوانين وأنظمة يحيط بها الخطأ من الجهات الست وستموت بموت أصحابها كما مات غيرها من الملل والنحل والنزعات التي شاهدتها الدنيا طوال حياتها: {فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض}. [**/ **].
وكل من يعترض سبيل الإسلام لا بد أن ينال جزاءه في الدنيا قبل الآخرة {ولن تجد لسنة الله تبديلا}. [**/ **].
سابعا: أن نلتزم في سلوكنا الاجتماعي بالتعاليم الإسلامية كي ننجو من الأخطار المحدقة بنا، التي نسقط في هوتها العميقة يوما بعد يوم، ونعد ذلك رقيا.
ثامنا: أن نخضع للإجماع المصرح بأنه: لا يحل لامريء مسلم أن يقدم على أمر حتى يعلم حكم الله فيه، وبذلك وحده ننجو من مكر الله القائل: {ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه}. [**/ **]، والقائل: {ومن يعص الله ورسوله ويتعد حدوده نندخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين}. [**/ **]، صدق الله العظيم.
وما القيام بهاته الفرائض بعزيز علينا إذا خلصت نياتنا وتحررت عقولنا من الاستعمار الفكري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/348)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[15 - 09 - 06, 11:30 م]ـ
هذه المقالة الثالثة في كمالات النبي صلى الله عليه وسلم، والرد على زبالة الخلق من أعداء الإسلام، وعلى رأسهم بابا الفاتكان بنيدكت لعنه الله. وهي بقلم العلامة الإمام السيد عبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني، المتوفى رحمه الله عام 1401:
سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم أفضل العالمين
يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي لا ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى: قال لي جبريل عليه السلام: "قلبت مشارق الأرض ومغاربها فلم أر رجلا أفضل من محمد عليه الصلاة والسلام، ولم أر بني أب أفضل من بني هاشم". رواه أحمد والطبراني في "الأوسط"، والبيهقي وأبو نعيم في "الدلائل"، وغيرهم عن عائشة رضي الله عنها.
خلق الله – سبحانه وتعالى – الملائكة من نور، وهم من الكثرة بمكان حتى إن عددهم لا يعلمه إلا الله، لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون، لا يأكلون ولا يشربون، ولا ينامون. وإنما قُوتهم التسبيح والتحميد والتهليل والتكبير، أفضلهم على الإطلاق هو: سيدنا جبريل المكلف بالسفارة بين الله تعالى وبين أنبيائه ورسله. ثم سيدنا ميكائيل المكلف بالنبات والنزول على الأنبياء في بعض الأحيان، ثم سيدنا إسرافيل الملكف بالنفخ في الصور إيذانا بانتهاء هذا العالم الدنيوي، والنفخ فيه للمرة الثانية إيذانا ببداية العالم الأخروي. ثم ملك الموت المكلف بقبض الأرواح. عليهم صلوات الله وسلامه.
وقد نطق أفضلهم بهذا التصريح الخالد بعد التفتيش والبحث الذي دام ملايين من السنوات، وهي ملايين لا يعلم عددها بالضبط إلا الله. وعليه؛ فمعنى: قلبت: فتشت وبحثت عن أحوالهم.
سماه تقليبا: تشبيها له بتحريك الشيء ظهرا لبطن، وعكسه. وفي "القاموس": "قلب الشيء حوله ظهرا لبطن: كقّلبَه". والتحريك يلزمه الإحاطة بالشيء ومعرفة أحواله عرفا، فأطلق التقليب وأراد لازمه. ذكره الزرقاني في "شرح المواهب".
وهو تصريح عبر فيه جبريل عن حقيقة أجمع عليها أهل العوالم العلوية والسفلية؛ وهي: أفضلية نبينا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم على جميع الخلق؛ من الأنبياء والرسل، والملائكة، أفضلية ناشئة عن حكم الله تعالى بذلك، {لا يسأل عما يفعل}. [**/ **]، {ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله ذو الفضل العظيم}. [**/ **].
ومن مظاهر هذا الإجماع: أن الله – سبحانه وتعالى – أخذ العهد على أرواح الأنبياء والمرسلين في عالم الذر: لئن بُعث محمد لتؤمنن به ولتنصرنه. قال تعالى: {وإذ أخذ الله ميثاق النبيئين لما آتيتكم من كتاب وحكمة ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتومنن به ولتنصرنه قال أأقررتم وأخذتم على ذلكم إصري قالوا أقررنا قال فاشهدوا وأنا معكم من الشاهدين}. [**/ **].
وكم يسرني قول الشيخ تقي الدين السبكي كما في "الخصائص الكبرى" للحافظ السيوطي رحمهما الله: "في هذه الآية الشريفة من التنويه بالنبي صلى الله عليه وسلم وتعظيم قدره العلي ما لا يخفى، وفيها مع ذلك أنه على تقدير مجيئه يكون مرسلا إليهم، فتكون نبوته ورسالته عامة لجميع الخلق من آدم إلى يوم القيامة، وتكون الأنبياء وأممهم كلهم من أمته، ويكون قوله صلى الله عليه وسلم: بعثت إلى الناس كافة، لا يخص به الناس من زمنه إلى يوم القيامة، بل يتناول من قبلهم أيضا. ويتبين بهذا معنى قوله صلى الله عليه وسلم: كنت نبيا وآدم بين الروح والجسد".
وقد عبر علماء الكلام عن هذا الإجماع في البيتين التاليين:
نبينا أفضل بالإطباق===من كل مخلوق على الإطلاق
وانعقدَ الإجماعُ أن المصطفى===أفضل خلق الله، والخُلْفُ انتفى
ولهذه الأفضلية مظاهر كثيرة، وسأقتصر هنا على ما يأتي:
1 - إن الله جعله نبيا وآدم بين الروح والجسد، وأسند إليه أعظم مهمة في الوجود، وهي: ختمه لدائرة النبوة والرسالة، وهداية الناس إلى الصراط المستقيم، وزوده بكل ما يحتاج إليه من علم ومعرفة أثناء دعوته إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، حتى صار أعرف المخلوقات بربه.
2 - أن المعجزات التي أوتيها الأنبياء السابقون أوتي مثلها سيدنا محمد أو أكثر منها، وأن الفضائل التي حلاهم الله تعالى بها جمع جملتها لعبده محمد صلى الله عليه وسلم.
لكل نبي في الأنام فضيلة وجملتها مجموعة لمحمدِ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/349)
3 - أن رسالته كانت عامة لجميع الخلق، واستفادت من الرسالات السابقة أحسن ما فيها، {فبهداهم اقتده}. [**/ **]، وجاءت في وقت كانت الإنسانية محتاجة فيها إلى تحول جذري يربط حاضرها بماضيها السحيق ربطا صحيحا محكما، يرجع أصله إلى عهد سيدنا آدم، أول الرسل، ثم إلى سيدنا إدريس، ثم إلى سيدنا نوح، ثم إلى سيدنا محمد عليهم الصلاة والسلام. وبنت للمستقبل أسس دولة إسلامية عالمية، لأن العقل البشري في القرن السابع للميلاد أصبح ناضجا لدرجة كبرى نضجا يمكنه من قبول رسالة إلهية واحدة، فأنعم الله عليه بما هو أهل له. ولأن الفساد ظهر في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس، فتوفرت بذلك مبررات قيام رسالة عالمية تصحح العقيدة، وتحكم بين الناس بالعدل، وتحارب الملل والنحل الهدامة، وتقوض هياكل الظلم والجهل.
فكانت هاته الرسالة هي: الإسلام، وصاحبها هو: سيدنا محمد عليه الصلاة والسلام.
4 - أن الله تعالى أنزل عليه الكتاب الذي جمع فيه أحسن ما في الكتب السماوية كلها من علوم ومعارف وشرائع وقوانين، وأخلاق وتاريخ، وقصص وأمثال وعبر. {ما فرطنا في الكتاب من شيء}. [**/ **]، تبعث الإيمان في النفوس، وتصوغ الإنسان صياغة جديدة مثالية، فتجعل منه مواطنا صالحا بين المجتمع الإنساني الذي يعيش فيه. بل تؤهله ليكون رائد أهله وعشيرته، ومركزا قويا للإشعاع الروحي، وربما يكون رائد وطنه والأوطان المجاورة له.
5 - أنه نطق بعلوم ومعارف، وأسرار وحكم، وآداب وشرائع وقوانين ... إلخ، تعد ثاني الأدلة القطعية على صدق نبوته ورسالته بعد القرآن. ولو فرضنا جدلا أن شخصا عاش أول الدنيا إلى آخرها عيشة اندمج فيها مع جميع المجتمعات البشرية اندماجا قويا حتى خبرها واختبرها، لعجز أن يتحدث بشطر من ذلك فضلا عن كله. وها هي كتب السنة النبوية شاهدة على ذلك، وما السنة إلا المذكرة التفسيرية للقرآن: {وأنزلنا إليك الذكر لتبين للناس ما نزل إليهم}. [**/ **].
6 - أن الكتاب والسنة هما المنقذان للبشرية من كل الأزمات الدينية والسياسية والاقتصادية التي تتخبط فيها حينما تبتعد عن ربها ونبيها. وتأمل قوله عليه الصلاة والسلام: "تركت أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما: كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم". رواه مالك وغيره.
وها هم رواد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، يصرحون بعد أربعة عشر قرنا من البعثة النبوية، وبعد قرون من الجهل في ميادين الاقتصاد والحرب، وبعد أحقاب من الاستعمار أن الإسلام هو المنقذ الوحيد من الأزمات التي تتخبط فيها شعوبهم في الميدانين المذكورين.
7 - أنه دعا إلى حفظ التوازن بين الروح والمادة، فوضع تشريعات في ميدان المعاملات، فهو دين عبادات ودين معاملات، ولك الحرية في تسمية المعاملات بما تريد من الأسماء الحديثة التي يقال عنها: إنها عصرية. وتصنيفها والتخصص فيما تريده منها، سواء في الميادين المدنية والجنائية والعسكرية، أو في الميادين السياسية والاقتصادية والاجتماعية ..
8 - أنه بُعث ليتمم مكارم الأخلاق كما في حديث أخرجه مالك في "الموطأ وغيره. فكان "الإنسان الكامل" الذي لم تشهد البشرية له مثيلا، ولا زالت سيرته المدرسة العملية لتربية الإنسان تربية مثالية، وتأهيله ليكون خليفة الله في الأرض.
9 - أنه استطاع – بأمر من الله وتأييده – أن يربط المسلمين إلى المسجد الحرام ومنى وعرفات ومزدلفة ربطا محكما في كل سنة، بما نزل الله من آيات بينات في الموضوع، وبما نطق به من تصريحات خالدة ترغب المسلمين في الحج والفوز بما أعده الله للحجاج من خيري الدنيا والآخرة.
فكل من يرى في كل سنة أكثر من مليونين من الناس، وعددهم يزداد كل سنة وهم يحجون بشوق ما عليه من مزيد على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وأعمارهم، ويتيقن أن قلوب مليار من المسلمين تهفوا إليهم في أيام الحج، وتشاركهم في أدعيتهم وعواطفهم؛ يعلم علم اليقين أن أكبر ربط يربط المسلمين إلى ربهم، وأكبر جامعة تجمعهم هي: ربط الحج، وجامعة الحج. وصدق الله تعالى في قوله: {ليشهدوا منافع لهم}. [**/ **].
ويعلم علم اليقين أيضا: أن الكتلتين الشيوعية والرأسمالية وإن قضتا بدسائسهما ومكائدهما على الخلافة الإسلامية العثمانية؛ فإنهما لم تستطيعا ولن تستطيعا أن تقضيا على الحرمين الشريفين، حتى في بلاد الخلافة العثمانية نفسها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/350)
وقد جازى الله تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم الجزاء الأوفى على جهاده في سبيله، فربط المسلمين إلى حرمه المدني ربطا محكما بحيث لا يهدأ لهم بال قبل الحج أو بعده إلا بعد أن يسلموا عليه مرات بعد مرات، ويصلوا في مسجده النبوي صلوات وصلوات، وتختلط أرواحهم بأرواح من صلوا فيه من صحابة وتابعين، وأئمة وصالحين، من عهده صلى الله عليه وسلم إلى الآن، فيرجعون إلى أوطانهم وهم أشد إيمانا وأكثر استعدادا للمحافظة على دينه والتضحية في سبيله مما كانوا.
10. أنه سيقف في اليوم الأول من أيام الآخرة موقفا عظيما يحمده عليه أهل السماوات وأهل الأرض، فيسجد بين يدي ربه جل جلاه سائلا الشفاعة لأبناء آدم كلهم، لا فرق بين مؤمنهم وكافرهم، لينجوا من الانتظار الذي يطول بهم في يوم يكون مقداره خمسين ألف سنة، ويفلتوا من العذاب الذي يصيبهم أثناء الانتظار بعد أن يطوف جمع من ممثليهم على الأنبياء والمرسلين طالبين منهم أن يشفعوا لهم عند ربهم، فيعتذرون قائلين: "إن ربنا قد غضب اليوم غضبا لم يغضب قبله مثله ولن يغضب بعده مثله، نفوسنا نفوسنا". أما هو صلى الله عليه وسلم فيقول: "أنا لها أنا لها"، فيتفضل عليه – سبحانه – بقوله بعد أن يسجد له: "ارفع رأسك، وسل تعطَ، واشفع تُشَفَّع". وهذه هي الشفاعة التي يغبطه عليها الأنبياء والمرسلون، وهذه هي عظمة العظمات؛ لأن نفعها يعم الثقلين.
والشهادة الثانية التي أداها جبريل – عليه السلام – في هذا الحديث الشريف: هي أن بني هاشم أفضل أبناء جميع الآباء، لأن كلمة "أب" نكرة، وهي من صيغ العموم.
قال الحكيم الترمذي رحمه الله: "إنما طاف جبريل الأرض ليطلب النفوس الطاهرة الصافية المتزكية بمحاسن الأخلاق، ولم ينظر للأعمال، لأنهم كانوا أهل جاهلية، إنما نظر إلى أخلاقهم فوجد الخير في هؤلاء، وجواهر النفوس متفاوتة بعيدة التفاوت".
ولله در الزرقاني حيث نقل عن بعض العلماء قوله: "والتفاضل في الأنساب والقبائل والبيوت باعتبار حسن خلقةِ الذات، والتفاضل فيما قام بها من الصفات حتى في الأقوال: {والله فضل بعضكم على بعض في الرزق}. [**/ **]. وهذا جازَ في سائر المخلوقات، فإن فضلَ الله يوتيه من يشاء".
فلا اتجاه لما عساه يقال: الإنسانُ كله نوع، فما معنى التفاضل في الأنساب؟. ولقد أعرب عن هذه الأفضلية خاتم الأنبياء نفسه، فقال: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم". رواه مسلم عن وائلة بن الأسقع رضي الله عنهما.
وقال: "إن الله اختار خلقه، فاختار منهم بني آدم، ثم اختار بني آدم فاختار منهم العرب، ثم اختارني من العرب، فلم أزل خيارا من خيار. ألا من أحب العرب فبحبي أحبهم، ومن أبغض العرب فببغضي أبغضَهم". رواه الطبراني في "الأوسط" عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما.
ومعلوم أن الاصطفاء هو: الاختيار. وهو شرف عظيم خص الله به بني آدم، ثم العرب من كنانة؛ وهي: عدة قبائل أبوهم: كنانة بن خزيمة، ثم قريشا، ثم بني هاشم.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: "وليس فضل العرب فقريش فبني هاشم بمجرد كون النبي صلى الله عليه وسلم منهم، وإن كان هذا من الفضل، بل هم في أنفسهم أفضل. أي: باعتبار الأخلاق الكريمة والخصال الحميدة، واللسان العربي. قال: وبذلك يثبت للنبي صلى الله عليه وسلم أنه أفضل حسبا ونسبا".
ومعلوم أن هاشما هو الجد الثاني لرسول الله صلى الله عليه وسلم، واسمه: عمرو، وله مناقب كثيرة، أذكر منها ما يأتي:
- أنه مطعم قريش من الجوع عام المجاعة، لأنه لما اشتد الجوع بقومه نتيجة انحباس المطر عنهم، سافر إلى فلسطين فاشترى منها دقيقا كثيرا وكعكا، وقدم به مكة، فأمر به فخُبز، ثم نحر جزورا وجعلها ثريدا عن به أهل مكة، وبقي يفعل ذلك بهم حتى ذهب عنهم الجهد والشدة، فكان بذلك أول من هَشَم الثريد لقومه. ذكره الزرقاني في "شرح المواهب".
- أنه مؤسس مبدأ التعاون الوطني، من أجل موسم الحج، فقد كان يجمع قومه قبل موسم الحج، فيخطب فيهم قائلا: "يا معشر قريش؛ إنكم جيران الله وأهل بيته، وإنه يأتيكم في هذا الموسم زوار الله وحجاج بيته وهم ضيف الله، وأحقُّ الضيف بالكرامة ضيفُه. فاجمعوا ما تصنعون لهم به طعاما أيامهم هذه التي لا بد لهم من الإقامة بها، فإنه والله لو كان مالي يسع ذلك لكفيتكموه". فيخرجون لذلك خرجا من أموالهم، كل امريء يقدم ما عنده، فيصنع به للحجاج طعاما حتى يصدروا منها. ذكره ابن إسحاق في "السيرة". ومن أجل ذلك نعتوه بصاحب الرفادة. لأنه صاحب الفكرة والمنفذ له، والدال على الخير كفاعله.
- أنه أول من أوجد أسواقا خارجية لاقتصاد بلاده، وجلب لها الإنتاج الأجنبي بإحداثه – كما في سيرة ابن إسحاق – رحلة الشتاء ورحلة الصيف، التي امتن الله بهما في القرآن على أهل مكة، فكان بذلك أول رائد اقتصادي عرفته الأمة العربية قبل الإسلام.
ولقد كان أبناؤه أبطالها وحكامها، ونجومَ الاقتداء لها، وخدام الكعبة المكرمة، وملاجيء الوفود الوافدة عليها كل سنة، فسجلوا بذلك صفحات خالدة في تاريخ العرب كتبت بأحرف تبر على صفحات من نور.
أما حفيده الأعظم سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم؛ فقد ملئتْ الدواوين التي لا تعد ولا تحصى بتاريخه ومآثره، وأقواله وأفعاله، وتحدّث عنه الوجود بأسره في كل العصور حديثا مشوِّقا إلى علي جنابه. ولله در من قال:
ولو أن كل العالمين تألَّفوا===على مدحه؛ لم يبلغوا عشر واجب
ورُب سكوت كان فيه فصاحةٌ===ورُبَّ كلام فيه عُتْبٌ لعاتب
ورضي الله عن الحافظ ابن حجر العسقلاني حيث قال في هذا الحديث: "لوائح الصحة لا ئحة على صفحات هذا المتن. وصدق الله تعالى في قوله: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}. [**/ **] ".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/351)
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[16 - 09 - 06, 12:05 ص]ـ
هذا المقال الرابع في سلسلة مقالات الإمام السيد عبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني المتوفى رحمه الله عام 1401، نرد به على كلب الكاثوليك البابا بنيدكت الغبي، الذي غفل حتى عن تعظيم ملوكه لخير الخلق صلى الله عليه وآله وسلم.
قال رحمه الله تعالى:
عظمة الرسول في مجلس ملك الروم
حدث أبو سفيان بن حرب أن هرقل ملك الروم سأله عن النبي صلى الله عليه وسلم، فكان أول ما سأله عنه: أن قال: "كيف نسبه فيكم؟ ". قلت: "هو فينا ذو نسب". قال: "فهل قال هذا القول منكم أحد قط قبله؟ ". قلت: "لا". قال: "فهل كان من آبائه من ملك؟ ". قلت: "لا". قال: "فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ ". قلت: "بل ضعفاؤهم". قال: "أيزيدون أم ينقصون؟ ". قلت: "بل يزيدون". قال: "فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ ". قلت: "لا".
قال: "فهل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ ". قلت: "لا". قال: "فهل يغدر؟ ". قلت: "لا؛ ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها؟ ". قال: ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة. قال: "فهل قاتلتموه؟ ". قلت: "نعم". قال: "كيف قتالكم إياه؟ ". قلت: "الحرب بيننا وبينه سجال؛ ينال منا وننال منه". قال: "ما ذا يأمركم؟ ". قلت: "يقول: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، واتركوا ما يقول آباؤكم. ويأمرنا بالصلاة والصدق، والعفاف والصلة ... ". الحديث. رواه البخاري وغيره عن ابن عباس رضي الله عنهما.
البيان
شهدت السنتان السادسة والسابعة من الهجرة حدثين هامين؛ أولهما: صلح الحديبية. وثانيهما: بعث رسائل نبوية إلى ملوك الروم وفارس وغيرهما، تتضمن دعوتهم إلى الدخول في الإسلام. والحدث الثاني نشأ عن الأول.
ولما وصلت الرسالة النبوية إلى هرقل ملك الروم، الملقب بقيصر، أحدثت اهتماما كبيرا في البلاط الملكي، شمل الملك ووزراءه، وكبار مملكته.
وأول تصريح أدلى به الملك في شأنها قوله: "هذا كتاب لم أسمع بمثله". وأول عمل قام به في الموضوع: هو إصدار أمره العاجل لصاحب شرطته بما يأتي: "قلب الشام ظهرا لبطن حتى تأتي برجل من قوم هذا؛ أسأله عن نشأته". ومن الصدف الغريبة: أن زعيم قريش وزعيم أعداء نبي الإسلام في ذلك الوقت: أبا سفيان بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف وُجد بمدينة غزة الفلسطينية، المعدودة من بلاد الشام، وجد في ذلك الظرف العصيب بالذات، ففوجيء بهجوم مدير الشرطة عليه وعلى ثلاثين قرشيا كانوا معه يبيعون ويشترون في أسواق الشام الكبرى.
فأخذهم معه إلى القصر الملكي بإيلياء "بيت المقدس"، ولما حظوا بمقابلة الملك وهو واضع تاج الملك على رأسه، وحوله عظماء الروم من بطارقة وقسيسين ورهبان، ورحب بهم، ودعا ترجمانه فقال: "أيكم أقرب نسبا بهذا الذي يزعم أنه نبي؟ ". فقال أبو سفيان: "فقلت: أنا أقربهم نسبا". وزكى قوله هذا جميع القرشيين الحاضرين. وإنما قال ذلك؛ لأنه ابن عمه – أخي أبيه – ولم يكن في الركب أحد من بني عبد مناف غيره. وخص هرقل الأقرب؛ لأنه أحرى بالاطلاع على أمورها ظاهرها وباطنها، أكثر من غيره. ولأن الأبعد لا يؤمَن أن يقدح في نسبه، بخلاف الأقرب. كما قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في "فتح الباري".
ولما سمع هرقل مقالة أبي سفيان قال: "ادنوه مني، وقربوا أصحابه فاجعلوهم عند ظهره". وقد بذلك إبعادهم عن مواجهته ليكذبوه إن كذب، كما نبه عليه الواقدي رحمه الله.
ثم قال لترجمانه: "قل لهم: إني سائل عن هذا الرجل، فإن كَذَبني (بتخفيف الذال المعجمة. أي: نقل الكذب)؛ فكذِّبوه". فقال أبو سفيان: "والله لولا الحياء من أن يأثروا علي ويرووا عني كذبا؛ لكذبت عنه". فأثبت أبو سفيان بهذه المقالة شناعة الكذب في المجتمع العربي، وفرار العرب الأقحاح من إلصاق هاته الشناعة بهم. وجرت الأسئلة والأجوبة على المنوال التالي:
الملك: "كيف نسبه فيكم؟ ".
أبو سفيان: "هو فينا ذو نسب".
الملك: "فهل قال هذا القول فيكم أحد قط قبله؟ ".
أبو سفيان: "لا".
الملك: "فهل كان من آبائه من ملك؟ ".
أبو سفيان: "لا".
الملك: "فأشراف الناس يتبعونه أم ضعفاؤهم؟ ".
أبو سفيان: "بل ضعفاؤهم".
الملك: "أيزيدون أم ينقصون؟ ".
أبو سفيان: "بل يزيدون".
الملك: "فهل يرتد أحد منهم سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟ ".
أبو سفيان: "لا".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/352)
الملك: "هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ ".
أبو سفيان: "لا".
الملك: "فهل يغدر؟ ".
أبو سفيان: "لا. ونحن منه في مدة لا ندري ما هو فاعل فيها (يعني: هدنة الحديبية)، ولم تمكني كلمة أدخل فيها شيئا غير هذه الكلمة".
الملك: "فهل قاتلتموه؟ ".
أبو سفيان: "نعم".
الملك: "فكيف كان قتالكم إياه؟ ".
أبو سفيان: "الحرب سجال بيننا وبينه – أي: نُوَب – ينال منا وننال منه".
الملك: "ما ذا يأمركم؟ ".
أبو سفيان: "يقول: اعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، واتركوا ما يقول آباؤكم. ويأمرنا بالصلاة والصدق، والعفاف والصلة".
وقد أدلى الملك لأبي سفيان وأمام ذلك الجمع الحافل بتعليقات هامة أفادنا بها أبو سفيان بعد أن شرح الله صدره للإسلام وأصبح من القادة العسكريين الذين يوجههم النبي صلى الله عليه وسلم لنشر الإسلام وتركيز دعائمه في النفوس. وفيما يلي نصها الكامل:
"سألتك عن نسبه؟، فذكرت أنه فيكم ذو نسب، فكذلك الرسل تُبعث في نسب قومها. وسألتك: هل قال أحد منكم هذا القول؟. فذكرت أن: لا. فقلت: لو كان أحد قال هذا قبله لقلت: رجل يأتي بقول قيل قبله. وسألتك: هل من آبائه من ملك؟. فذكرت أن: لا. قلت: فلو كان من آبائه من ملك؛ قلت: رجل يطلب ملك أبيه. وسألتك: هل كنتم تتهمونه بالكذب قبل أن يقول ما قال؟. فذكرت أن: لا. فقد أعرف أنه لم يكن ليذر الكذب على الناس ويكذب على الله".
"وسألتك: أأشراف الناس اتبعوه أم ضعفاؤهم؟. فذكرتَ أن: ضعفاؤهم اتبعوه. وهم أتباع الرسل. وسألتك: أيزيدون أم ينقصون؟. فذكرتَ أنهم يزيدون. وكذلك أمر الإيمان حتى يتم. وسألتك: أيرتد أحد سخطة لدينه بعد أن يدخل فيه؟. فذكرت أن: لا. وكذاك الإيمان؛ حين تخالط بشاشته القلوب. وسألتك: هل يغدر؟. فذكرت أن: لا. وكذاك الرسل لا تغدر". ولم يعرج هرقل على الدسيسة التي دسها أبو سفيان، لأنه علم الغاية منها.
"وسألتك: بما يأمركم؟. فذكرت أنه: يأمركم أن تعبدوا الله ولا تشركوا به شيئا، وينهاكم عن عبادة الأوثان، ويأمركم بالصلاة والصدق والعفاف. فإن كان ما تقول حقا؛ فسيملك موضع قدمي هاتين، وقد كنت أعلم أنه خارج ولم أكن أظن أنه منكم، فلو أني أعلم أني أخلص إليه؛ لتجشمت لقاءه، ولو كنت عنده لغسلت عن قدمه" ...
وقد كانت أسئلة ملك الروم في منتهى الدقة والسمو، كما كانت تعليقاته على أجوبتها التي تلقاها من زعيم قريش هامة لدرجة كبيرة، حوت عمقا في التفكير، ومعرفة بالحقائق التي عرفتها البشرية قبل ذلك الوقت بقرون كثيرة، بفضل تعاليم السماء. وأصبحت مباديء قارة لا يعتريها تبديل ولا تغيير، وستبقى كذلك إلى أن يرث الله الأرض وممن عليها وهو خير الوارثين.
وقد استفدنا من هذا الحديث ما يأتي:
1 - النسب العظيم شرط ضروري لا بد منه في حق الأنبياء؛ لأنه يحول بين صاحبه وبين فعل كل مكروه. واعترافه بأن الرسل كلهم كانوا ذوي نسب. وقد استفاده من الكتب السماوية. ولقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: "إن الله اصطفى كنانة من ولد إسماعيل، واصطفى قريشا من كنانة، واصطفى من قريش بني هاشم، واصطفاني من بني هاشم". رواه ميلم عن واثلة بن الأسقع رضي الله عنه.
2 - شيوع الاقتداء بالمواطنين الأقدمين، وأقدمية فكرة المطالبة بملك الآباء.
3 - الاعتراف بأن أتباع الرسول يكونون من أهل الاستكانة لا من أهل الاستكبار الذين أصروا على الشقاق بغيا وحسدا.
4 - شناعة الاتهام بالكذب في المجتمع البشري، ونفي الكذب عن النبي صلى الله عليه وسلم، والحق ما شهدت به الأعداء. والاستدلال على نفيه عنه أنه: ما كان ليترك الكذب على الخلق ويكذب على الخالق ...
5 - الاعتراف بأن أتباع الرسل يكونون في الغالب من ضعفاء الناس؛ لخلو أذهانهم من جميع مغريات الحياة التي تحول بينهم وبين الاعتراف بالحق، كما وقع لكثير من ذوي النسب الرفيع، والحسب الشهير، من زعماء قريش وصناديدها.
6 - الاعتراف بأن أمر الإيمان يظهر أولا، ثم لا يزال في زيادة حتى يتم بالأمور المعتبرة فيه؛ من صلاة وزكاة، وصيام وحج .. وغيرها من تعاليم الدين.
7 - الاعتراف بأن حلاوة الإيمان لا يمكن أن تدخل إلى قلب ثم تخرج منه، والتاريخ القديم والحديث يؤيد ما قاله هرقل. أما الذين يكرَهون على الكفر من طرف رؤسائهم ومواطنيهم، وقلوبهم مطمئنة بالإيمان؛ فلا حرج عليهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/353)
8 - إثبات أن نقض العهد مستحيل في حق الرسل عليهم الصلاة والسلام، لأنهم لا يطلبون حظ الدنيا الذي لا يبالي طالبه بالغدر، ولأنه غدر ينافي الشرف والمروءة، ويدفع المواطنين دفعا إلى عدم احترام الغادر.
9 - الدعوة إلى عبادة الله وحده، والنهي عن عبادة الأوثان هي دعوة جميع الرسل.
10 - الأمر بالصلاة التي هي صلة بين العبد وربه، والصدق في الأقوال والأفعال، وجميع أنواع الصلة بين المواطنين، معدودة من أوصاف الرسل.
وختم ملك الروم تعليقاته بأربع فقرات:
الأولى: "فإن كان ما تقول حقا؛ فسيملك موضع قدمي هاتين". وقد كان ذلك في عهد أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه، حيث قضى على مملكة الروم، واستولى على جميع بلاد الشام، ومنها: مدينة القدس المقدسة.
والثانية: قوله: "وقد كنت أعلم أنه خارج، ولم أكن أظن أنه منكم". وهي تفيد اطلاعه على الكتب السماوية، وعلمه بأن النبي الخاتم قرب ظهوره، واعترافه بأنه لم يكن يعرف أن حكمة الله تعالى اقتضت أنه سيكون من العرب. وهو أعظم شرف خص الله به الأمة العربية دون سائر الأمم.
والثالثة: قوله: "فلو أني أعلم أني أخلُص وأصل إليه؛ لتجشَّمتُ وتكلفت لقاءه". يشير إلى المعارضة التي يشعر بها من طرف وزرائه وقادة النصرانية ببلاده فيما عرض عليهم الإسلام في مقابل ثبات ملكه.
والرابعة: قوله: "ولو كنتُ عنده؛ لغسلت قدميه". وهي إشعار برغبته في الإيمان، ومبالغة في خدمته وطاعته.
القاريء العزيز:
إن الاهتمام بنبي الإسلام من طرف ملك مملكة الروم العظيمة، التي كانت بجانب مملكة الفرس، ثاني المملكتين العظيمتين في العالم في القرن السادس الميلادي.
وإن الأسئلة الهامة التي وجهها لأبي سفيان بن حرب، الذي قضى نحو سبعة عشر عاما في محاربة الإسلام ونبي الإسلام، قبل أن يؤمن بالله ورسوله، ويصبح قائدا عسكريا من قواد الإسلام العظام. والأجوبة الصحيحة التي تلقاها منه، والاعترافات النبيلة التي أعلنها ملك الروم وسط وزرائه وعظماء مملكته وأعداء الإسلام.
أقول: إن ذلك كله يعد إحدى الدلائل على عظمة خاتم أنبياء الله ورسله – عليه وعيهم أفضل الصلاة وأزكى السلام – إنه دليل واحد من آلاف الأدلة نعطيه اليوم لأجيالنا الصاعدة لتعتز به وتضيفه إلى أمجادها الكثيرة، ونعطيه أيضا لكل إخواننا في الإنسانية من أتباع الديانتين المسيحية واليهودية لعلهم يتفكرون ويتذكرون، ويعقلون ويبادرون إلى الإيمان بالنبي الأمين، الذي يجدونه مكتوبا عندهم في التوراة والإنجيل، يأمرهم بالمعروف وينهاهم عن المنكر، ويحل لهم الطيبات ويحرم عليهم الخبائث، ويضع عنهم إصرهم والأغلال التي كانت عليهم.
وصدق الله تعالى في قوله: {فالذين آمنوا به وعزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أنزل معه أولئك هم المفلحون}. [**/ **].
ـ[البشير المغربي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 10:05 ص]ـ
رحم الله الشيخ السيد الإمام المشارك المصلح الشريف أبا هريرة عبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني رحمة واسعة، وجزاه الله عن العلم والإسلام خير الجزاء.
فقد كان رحمه الله آمرا بالمعروف، ومغيرا للمنكر، غير وجل و لا هياب، وله مواقف لصالح الإسلام مشهودة.
هذا ونشكر الأخ السيد حمزة على تفضله بإنزال بعض من درر الشيخ، كما نرجو أن يتحفنا بموسوعته الرجالية التي انفرد بها، ولم يشاركه فيها غيره، فقد حفظ لنا فيها تراجم وأعلام المغرب العربي في القرن الماضي.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[16 - 09 - 06, 04:21 م]ـ
رحم الله الشيخ السيد الإمام المشارك المصلح الشريف أبا هريرة عبد الرحمن بن محمد الباقر الكتاني رحمة واسعة، وجزاه الله عن العلم والإسلام خير الجزاء.
فقد كان رحمه الله آمرا بالمعروف، ومغيرا للمنكر، غير وجل و لا هياب، وله مواقف لصالح الإسلام مشهودة.
هذا ونشكر الأخ السيد حمزة على تفضله بإنزال بعض من درر الشيخ، كما نرجو أن يتحفنا بموسوعته الرجالية التي انفرد بها، ولم يشاركه فيها غيره، فقد حفظ لنا فيها تراجم وأعلام المغرب العربي في القرن الماضي.
أشكرك أخي الحبيب على الاهتمام، أما كتاب التراجم فهو تحت الطبع، عجل الله فرجه ... :)
ملاحظة لإدارة الملتقى:
عذرا؛ لم أستوعب أنكم وضعتم المقالات في صفحة واحدة، فجزاكم الله خير ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/354)
غير أنني أقترح تغيير العنوان إلى: سلسلة مقالات في كمالات النبي صلى الله عليه وسلم، ... أو ما شابه هذا العنوان مما يفيد أنه مجموعة مقالات ...
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[17 - 09 - 06, 01:16 ص]ـ
هذه المقالة الخامسة في كمالات النبي صلى الله عليه وآله وسلم، للإمام السيد عبد الرحمن الكتاني رحمه الله تعالى:
البعثة المحمدية إسعاد للبشرية
يحدثنا التاريخ أن العالم قبل بعثة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان مصابا بكثير من الأمراض الدينية والسياسية والاجتماعية والاقتصادية والعسكرية، نظرا لفقدان الأئمة الهادين، والدعاة الصادقين، والمشرعين المقتدرين، والقضاة العادلين.
فالأمة العربية كانت أمة وثنية أشركت الأصنام مع الله في العبادة، وقالت: "ما نعبدهم إلا ليقربونا إلى الله زلفى. ولم تكن لها قيادة سياسية رشيدة موحدة، ولا علماء يحاربون الجهل المتفشي في جميع جهاتها، ذلك الجهل الذي أدى بها إلى الانحطاط في جل مستوياتها، وكان اقتصادها يعتمد على سوريا واليمن، وبدونهما لا يمكن أن يزدهر، ومن أجل ذلك كانت أسواق قريش تعتمد على رحلة الشتاء إلى اليمن، ورحلة الصيف إلى الشام بواسطة القوافل التي كانت تقطع الأيام العديدة في هاتين الرحلتين كل سنة ذهابا وإيابا، وكانت الدول المجاورة لهما تستعمل بعض ممالك العرب لصالحها، ولم يقدر لدين من الأديان الفوز والغلبة. نعم؛ كان للمسيحية واليهودية أشياع على ما فيها من عوج.
والأمة الفارسية تنكرت لعبادة ربها، وعوضتها بعبادة الشمس، ولم تكن سياستها الداخلية والخارجية رشيدة، ومن أجل ذلك تسببت لها في كثير من الفتن داخل المملكة وخارجها، وقل ما تشاء من الظلم والفساد والإقطاع والانحلال الخلقي.
والأمة الرومانية: فشا فيها النظام الإقطاعي والطبقي، والانحلال الخلقي، وأكثر ملوكها من اللهو والترف، ومجاوزة الحد في المآكل والمشارب، والملابس والمساكن والمراكب، والاتصالات غير الشرعية بالنساء، واستغراق جل الأوقات في الغناء، حتى تسبب لهم ذلك في كثير من الحروب الداخلية والخارجية.
والدولتان الفارسية والرومانية هما الدولتان العظيمتان اللتان كانت جل دول العالم في القرن السادس والسابع الميلاديين تدور في فلكهما، وتتأثر بسياستهما.
وغني عن البيان أن ما أصاب العالم إذ ذاك من ويلات كانت نتيجة الكفر بالله، واستفحال الظلم والاستبداد والفساد، وتوشك أن تؤدي إلى تدميره بمقتضى سنة الله في الكون، التي نص عليها القرآن بقوله: {وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميرا}. [**/ **]. وقرأ ابن عباس وابو عثمان النهدي، والسُّدّي وزيد بن علي، وأبو العالية: أمّرنا. بالتشديد. وروي ذلك أيضا عن علي والحسن والباقر رضي الله عنهم، وعاصم وأبي عمرو، كما نص عليه الألوسي – رحمه الله – في تفسيره المسمى بـ: "روح المعاني"، وذكر له تفسيرين: أولهما: كثرنا. والثاني: وليناهم وجعلنا هم أمراء. وزاد قائلا: "والمراد به: من يؤمر ويؤتمر به، سواء كان ملكا أولا".
وقال تعالى: {وما ربك بغافل عما يعمل الظالمون. إنما يؤخرهم ... }. [**/ **]، وقال تعالى: {سنستدرجهم من حيث لا يعلمون. وأملي لهم إن كيدي متين}. [**/ **].
وكان لا بد لهذا العالم من منقذ ينقذه من الضلال إلى الهدى، ومن الشقاوة إلى السعادة، وذلك لا يتحقق إلا بإرسال رسول من نوع البشر جامع لجميع أنواع الكمال الإنساني، ليتم الانسجام بين الرسول والمرسل إليهم، ويقع التفاهم على أكمل صورة.
وشاء الله أن تنتقل القيادة البشرية من اليهود والنصارى إلى العرب، وأن يكون هذا الرسول هو: سيدنا محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم؛ أشرف وأفضل عربي في الجزيرة العربية، بل أفضل إنسان على وجه الأرض.
فكان هذا الانتقال مدعاة لإعلان حسد اليهود والنصارى للنبي صلى الله عليه وسلم، وهو حسد نص عليه القرآن في قوله: {أم يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله}. [**/ **]. ونص المفسرون على أن المراد بالناس هو: سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم. وعبر عنه بصيغة الجمع تقديرا له.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/355)
فأسند إليه – أولا – مهمة التعريف بباريء الكون الذي لا يستحق العبادة غيره كائنا من كان، وهو: الله في السماوات وفي الأرض، لا شبيه له في ذاته وصفاته وأفعاله، ليس كمثله شيء، وهو القاهر فوق عباده، الكثير الحكمة، الذي يضع كل شيء في موضعه، الكثير العلم؛ لا يعزب عن علمه مثقال ذرة في السماوات ولا في الأرض: {ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير. لا يسأل عما يفعل}. [**/ **]، {لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا}. [**/ **].
وأسند إليه ثانيا: التعريف بملائكته وكتبه ورسله، واليوم الآخر، والقدر خيره وشره، حلوه ومره.
وأسند إليه ثالثا: وضع قوانين دينية وسياسية، ومدنية وجنائية، واقتصادية واجتماعية وعسكرية، غير خاصة بالقرن السابع للميلاد الذي بعث فيه، بلعامة لجميع البشر في جميع الأزمنة والأمكنة. قال تعالى: {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا}. [**/ **]، وقال تعالى: {وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين}. [**/ **].
وهي منة كبرى على البشرية نقلتها من الطور المحلي والإقليمي والوطني إلى الطور الإنساني العالمي، المسترسل إلى آخر يوم من الدنيا، وهي – أيضا – مهمة عظمى لا يقدر عليها إلا من جمع جميع أوصاف الكمال البشري.
وقد فصل القوانين التي أتى بها الرسول الخاتم، صاحب كتاب "نظام الحكومة النبوية" في مجلدين ضخمين، [وهو عم والدنا حافظ المغرب الشيخ عبد الحي بن عبد الكبير الكتاني]، ويسرني أن أثبت قوله – رحمه الله – في المقدمة:
"ومن عرف نهضة افسلام وتعاليم النبي عليه السلام، وأمعن النظر في تلك النهضة؛ تحقق أن ليس هناك من أساليب التمدن ما لم يكن الإسلام في وقت ظهوره أصلا له وينبوعا".
"فمن تأمل ما بثه النبي صلى الله عليه وسلم من التعاليم وأنواع الإرشاد، وما حوى القرآن من آداب الاجتماع، وسن من طرق التعارف والتمازج، وما أودع الله غضون كلماته الجوهرية من أحكام الطبيعة وأسرار الوجود، وفرائد الكائنات، وما ضبط من الحقوق وسن من نظامات الحياة".
"وما تلته به السنة النبوية من تهذيب النفوس والأخلاق، والإرشاد للأخذ بالأحسن فالأحسن، وأحكمته من سنن الارتقاء زوالإخاء البشري، والتمتع بضروب الحرية ... ".
"علم أن التمدن الإسلامي في إبان ظهوره قامت معه تلك الأعمال لتأثير تلك التعاليم على قلوب سامعيها في ذلك الحين".
"نعم؛ لا ننكر أن التمدن الإسلامي جرى مجرى النشوء الطبيعي في كل شيء، وسار سيرا تدريجيا إلى أن وصل إلى أوجه في السمو. فمن لم يتأمل ذلك؛ [لم] يحط نظرا في الموضوع بما له وعليه، لا بد أن يغيب عن علمه ما بلغته الإدارات والعمالات والصناعاة والتجارة في تلك العشر سنوات التي قضاها صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة بعد الهجرة النبوية. وأن الترقي والعمران وصل فيها إلى أحد ما يعرف من الوظائف اليوم في إدارة الكتابة والحساب والقضاء، والحرب والصحة ... ونحو ذلك" ...
وكانت البعثة النبوية رفعا من شأن البشرية، واعترافا بنضجها واستحقاقها لرسالة عامة واحدة، وتشريفا للأمة العربية ليس بعده تشريف، حيث أسند الله إليها مهمة التبشير بهذا الدين الجديد، وحمل مشعله إلى جميع أرجاء الدنيا. وصدق الله في قوله: {وإنه لذكر لك ولقومك}. [**/ **].
واستجابة لدعاء أبي الأنبياء سيدنا إبراهيم الخليل عليه السلام وهو يبني الكعبة، حيث قال: {ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم}. [**/ **].
أوقف سيدنا محمد حياته على الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة من مكة، واستعان بالسيف في المدينة المنورة على نشر دعوته، وإقامة كيان دولته، ورد هجوم أعدائه وإبطال مؤامراتهم، امتثالا لقوله تعالى: {أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وإن الله لعلى نصرهم لقدير}. [**/ **].
وأتى البشرية بكتاب لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه، جمع معاني الكتب السماوية كلها، وجعل لكل شيء قدرا، ومجد أعمال العاملين، ووعدهم بالجزاء في الدنيا وفي الآخرة:
في الدنيا: بالسعادة الدينية والدنيوية، وامتداد أعمارهم، وحفظهم من الكوارث، والتمتع بحواسهم، والاستفادة من مواهبهم، وتكثير مسارهم.
وفي الجنة: بضمان الخلود فيها؛ وهي: جنة عرضها السماوات والأرض، أعدت للمتقين، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/356)
ويزاد على هذا: تمتعهم بعد مماتهم بالذكر الحسن: والذكر للإنسان عمر ثان. وهو مطلب تقدم به سيدنا إبراهيم عليه الصلاة والسلام لربه حيث قال: {واجعل لي لسان صدق في الآخرين}. [**/ **]، فاستجاب الله دعاءه بواسطة حفيده سيدنا محمد في الصلاة الإبراهيمية التي علم بها أصحابه كيف يصلون عليه، وهي صلاة يكررها كل مسلم في صلاته خمس مرات في كل يوم.
وقد عاش العرب في العصر النبوي عيشة سعيدة في ظل الحكومة الإسلامية الأولى، وشاركتهم في هذه السعادة أمم اهتدت بهديهم في جل عصور الخلفاء الراشدين.
وفي تلك العهود ظهر من جديد كيد الفرس والروم واليهود ضد الإسلام من طرف أناس أسلموا ظاهرا ولم يسلموا باطنا، واستغلوا وجودهم في حظيرة الوجود الإسلامي فساروا يبثون السموم ضد الخلفاء الراشدين محاولين القضاء عليهم وإحداث الشقاق فيما بينهم، وإدخال الأنظمة الكسروية والرومانية واليهودية في التعاليم الإسلامية، بالسيف تارة، وباللسان والقلم أخرى. وإهمال نقط حساسة في التعاليم افسلامية قصد إفراغها من السمو الجامع، وحشوها بتعاليم ما أنزل الله بها من سلطان. فتم لهم ما أرادوا، وقتل شطر من الخلفاء الراشدين، وأضيفت كثير من الإسرائيليات إلى أحاديث الرسول، ولكن كان الأمر كما قال بعض الشعراء:
إذا مات منا سيد جاء سيد===قؤول لأقوال الكرام فعول
وتصدى لدحض أباطيلهم جملة من الحفاظ والمحدثين الذين خصهم الله بالذود عن دينه، فوضعوا موازين محكمة ميزوا بها الصحيح من غيره، أبدى إعجابه بها كل علماء الدنيا، وحتى المستشرقون الذين اعتنوا بالدراسات الإسلامية العليا. وألف الحفاظ كتبا في الأحاديث الموضوعة، فضحوا أولئك الوضاعين فضحا أصبحوا معه مشهورين في جميع أنحاء الدنيا شهرة خالدة.
ولا زال الإسلام صامدا في ميدان المعركة إلى الآن بفضل الله، وسيبقى كذلك إن شاء الله تعالى إلى يوم القيامة.
وتمر الذكرى الواحدة والخمسون بعد أربعمائة وألف سنة من ميلاد رسول الله صلى الله عليه وسلم، والمؤامرة ضد الإسلام اتخذت شكلا لم يتقدم له نظير، ذلك أنها أضافت إلى الحديد والنار الذي استعمرت به الشعوب الإسلامية حقبة من الزمن سلاحا جديدا أخطر منه بكثير؛ هو: سلاح الثقافة الذي غزت به جميع بلاد المسلمين.
ورغما عن كون بلاد المسلمين استطاعت أن تطرد مستعمريها بالأمس من بلادها، بفضل الروح الإسلامية المتشبعة بها؟، فإنها إلى الآن لم تقطع أشواطا هامة في طرد لغتهم وقوانينهم وعاداتهم المستهجنة، بحيث يخيل إليك وأنت تتجول في كثير منها كأنك في بلد أجنبي.
بل غزتها إيديولوجيات منظمة وممولة تحاول بسرعة أن تغزو العقيدة الإسلامية نفسها، ولا أنكر أنها أثرت تأثيرا بليغا في نفوس جملة من الشباب الجاهلين بعقيدتهم ولغتهم وتارخهم وحضارتهم، فأصبحوا يعتقدون أنها المنقذ الوحيد مما هم فيه من تخلف، ولو درسوا دينهم الذي هو دين دولة وعقيدة، ونظام ومصحف وسيف، وحضارة وفن، وتارخهم الذهبي من مصادره الأصلية، واستمعوا إلى محاضرات العلماء؛ لتعرفوا إلى حقائق الإسلام، وعضوا عليه بالنوتجذ، وتبخرت أمامهم هذه الأيديولوجيات، وأصبحت كسراب بقيعة يحسبه الظمآن ماء حتى إذا جاءه لم يجده شيئا، والعرب داخل الباب لا بالباب كما قيل.
فلنرجع إلى الكتاب والسنة بمناسبة ذكرى المولد النبوي، ولنعلم أن الاستعمار ما أبعدهما وأبعد علماءهما عن مدارسنا وإداراتنا منذ أن وطئت أقدامه أراضينا إلا ليحول بيننا وبين مكامن القوة فينا، ويقطع عنا أحبال الاعتزاز بديننا ولغتنا وعروبتنا، ويصوغنا صياغة مادية صرفة لا تمت إلى الروحيات بأدنى صلة. وعندها نسقط أمامه صرعى غير مأسوف علينا من الناس، ويقضى بذلك على ما شيده الفاتحون المسلمون منذ أشرق نور الإسلام على المغرب، وواصله مئات الملايين من أبنائنا وأجدادنا طوال ثلاثة عشر قرنا.
ولنعد النظر في برامج التعليم، ولنصغها صياغة إسلامية جامعة، مع التفتح على كل جديد، لأن الإسلام لا يعارض في تعليم اللغات الحية والتعرف على كل جديد نافع حتى إنه مجد العلم تمجيدا لم يسبق له مثيل، وأمر بطلبه ولو في الصين.
ولنعجل بتدوين مدونات للأحوال المدنية والجنائية، مستمدة من الشريعة الإسلامية، ولنقدمها هدية لأجيالنا الصاعدة، وهدية إلى العالم أيضا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/357)
وبذلك وحده نقطع الطرق على الاستعمار والرأسمالية والشيوعية والصهيونية، ونحافظ على ديننا ولغتنا وتاريخنا، وأوطاننا وأمجادنا، ونقضي على التخلف، ونواصل العمل في ميدان التقدم والإنتاج والتنظيم، ونضمن إسلام أبنائنا ووحدة أوطاننا إلى نهاية هذا العالم إن شاء الله، وما ذلك علينا بعزيز.
ـ[حمزة الكتاني]ــــــــ[23 - 09 - 06, 05:33 ص]ـ
المقالة السادسة:
نور أضاءت له قصور الشام
صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إني دعوة أبي إبراهيم، وبشارة عيسى، ورؤيا أمي التي رأت – وكذا أمهات النبيئين يرين – وإن أم رسول الله صلى الله عليه وسلم رأت أنها وضعته نورا أضاءت له قصور الشام". رواه أحمد عن العرباض بن سارية وأبي أمامة رضي الله عنهما.
شرح الحديث الشريف
أبى خاتم النبئين والمرسلين عليه الصلاة والسلام إلا أن يُصدر للأمم كلها هذا البلاغ الهام الذي أعلن فيه عن وجود ثلاث حقائق تاريخية هامة أكرمه الله بها في الأزل، قبل أن تشرف نفسه على هذا الوجود، بل إن وجوده كان استجابة لأولها وافقت ما سبق في علمه وقدره في أزله.
الحقيقة الأولى: أنه دعوة جده سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصلاة والسلام. ويعني بهاته الدعوة: قوله وهو يعيد بناء الكعبة المعظمة بأمر من الله تعالى، بعد أن هدمها طوفان سيدنا نوح عليه الصلاة والسلام: "ربنا وابعث فيهم رسولا منهم يتلو عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم}. [**/ **]، وهي دعوة سجلها القرآن الكريم لتبقى معروفة عند كل الأمم والشعوب في مختلف الأمكنة والأزمنة.
ويمكنني أن أقول: إن هاته الدعوة الإبراهيمية كانت أبرك دعوة تقدم بها أبو الأنبياء إلى الله سبحانه، أعرب فيها عن الخير غير المتناهي الذي أراده للعرب وللإنسانية كلها.
للعرب بجعل بلادهم مكانا للانطلاقة، وببعث الرسول منهم، وسبقهم إلى الاستفادة من دعوته الإسلامية.
وللإنسانية بإشراكها مع العرب في هذا الاهتداء بهدي الآيات البينات التي يتلوها عليهم، وتعليمها الكتاب الذي هو القرآن الكريم – أوسع دائرة للمعارف عرفها البشر – والحكمة؛ التي هي السنة النبوية – المذكرة التفسيرية للقرآن – وتزكيتها وتطهيرها من الأرجاس والأدناس. والدليل على إشراك الإنسانية كلهم مع العرب؛ هو: أنه سبحانه بعد أن امتن على عباده في طالعة سورة الجمعة بأنه: {بعث في الأميين رسولا منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين}. [**/ **]. قال: {وآخرين منهم لما يلحقوا بهم}. [**/ **].
أخرج البخاري وغيره عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: "كنا جلوسا عند النبي صلى الله عليه وسلم، فأنزلت عليه سورة الجمعة: {وآخرين لما يلحقوا بهم}. قالوا: من هم يا رسول الله؟. فلم يراجعهم حتى شمل ثلاثا. وفينا سلمان الفارسي. فوضع رسول الله صلى الله عليه وسلم يده على سلمان الفارسي ثم قال: لو كان الإيمان عند الثريا لناله رجال – أو رجل – من هؤلاء". وعلى هذا الحديث الشريف اعتقد مجاهد وغير واحد في تفسيرهم لهاته الآية بقولهم: "هم الأعاجم وكل من صدق النبي صلى الله عليه وسلم من غير العرب". كما في تفسير ابن كثير.
وقد أعرب القرآن في غير آية على عموم بعثته صلى الله عليه وسلم إلى جميع الناس؛ منها قوله: {ياغ أيها الناس إني رسول الله إليكم جميعا}. [**/ **].
كما كانت الدعوة الكريمة أهم دعوة استجابها الله سبحانه لعبده سيدنا إبراهيم ولجميع الأنبياء والمرسلين، نظرا لكون البعثة النبوية كانت فاتحة عهد جديد للإنسانية كلها، ونقطة تحول في تاريخ العالم، وأكبر مصدر للإشعاع العلمي شاهده العالم أثناء تاريخه الطويل. وقد ضرب صلى الله عليه وسلم مثلا أعلى في الوفاء حينما كافأ جده سيدنا إبراهيم على هاته الدعوة التي علم بها أمته كيف تصلي عليه، وذلك بتخليد اسمه الكريم في الصلاة الإبراهيمية:
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم في العالمين إنك حميد مجيد. نص على ذلك بعض أئمة العلم.
ومعلوم أن المسلمين مأمورون بقراءتها في التشهد الأخير من كل صلاة، وهي أفضل الصلوات على الإطلاق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/358)
الحقيقة الثانية: أنه بشارة عيسى. تلك البشارة التي حدثنا بها القرآن الكريم في قوله: {وإذ قال عيسى بن مريم يا بني إسرائل إني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}. [**/ **].
وهي بشارة أراد بها سيدنا عيسى عليه الصلاة والسلام أن يربط الماضي بالحاضر والمستقبل، بتأكيد تصديقه لرسالة سيدنا موسى عليه الصلاة والسلام، الذي بلغه للدنيا بقرون عديدة، وفسح مجال السعادة أمام بني إسرائيل في حياته ليؤمنوا به، وبعد مماته ليؤمنوا في المستقبل وفي القرون التي ستشهدها الدنيا قبل فنائها بالنبي الخاتم سيدنا أحمد صلى الله عليه وسلم، وبذلك يجمعون بين المحاسن، ويكتبون في سجل الخلود، ويضمنون سعادة الآخرة بجانب سعادة الدنيا.
ولكنهم قوم أعمى الله بصيرتهم فقتلوا أنبياءهم بغير حق، وكادوا لهم بمختلف أنواع الكيد، وحاربوا تعاليم ربهم بجميع أنواع المحاربة، فقطعهم في الأرض أمما، وكتب عليهم الذلة إلا بحبل من الله وحبل من الناس.
وقد استمد سيدنا عيسى معلوماته عن سيدنا أحمد بواسطة آيات من التوراة أنزلها الله عليه. وقد أفادنا بترجمة بعضها من العبرية إلى العربية سيدنا عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما كما في صحيح البخاري: "يا أيها النبيء إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا، وحرزا للأميين، أنت عبدي ورسولي، سميتك المتوكل، ليس بفظ ولا غليظ، ولا صخّاب في الأسواق، ولا يجزي بالسيئة السيئة، ولكن يعفو ويغفر، ولن يقبضه الله حتى يقيم به الملة العوجاء بأن يقولوا: لا إله إلا الله، فيفتح أعينا عميا، وآذانا صما، وقلوبا غلفا".
الحقيقية التاريخية الثالية: هي الرؤيا الرائعة التي شاهدتها أمه مولاتنا آمنة بنت وهب – رضي الله عنها – ساعة ولادته، وقد وصف العرباض بن سارية هاته الرؤيا بأنها: نور أضاءت له قصور الشام. وما كانت هاته الإضاءة إلا بسبب قوة هذا النور المدهشة وعظمته الخارقة التي لا يمكن أن يخلقها إلا الله سبحانه.
وما هذا النور إلا نور الإسلام، نور القرآن، نور الحكمة، نور العلم، نور الهدى، نور العدالة، نور القضاء على جميع مظاهر التخلف، نور الدولة العالمية التي تضمن السعادة الدينية والدنيوية لجميع سكان العالم، وهي أنوار تقمصتها ذاته الكريمة، وولدت معه في تلك الليلة الخالدة. وما ولد إلا من أجل حمل مشاعلها وإضاءة العالم بأنوارها.
وقد سجل مجمل هذه المعاني سيدنا العباس بن عبد المطلب عم رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله مخاطبا الرسول:
وأنت لما وُلدتَ أشرقت الأرْ===ضُ، وضاءت بنورك الأفُقُ
فنحن في ذلك الضياء وفي النْـ===ـنُور وسُبْل الرشاد نخترقُ
وهما من قطعة شعرية أوردها الحاكم والطبراني عن سيدنا حزام بن أوس رضي الله عنه، كما سجلها الحافظ ابن رجب الحنبلي في كتابه: "لطائف المعارف" في قوله: "وخروج هذا النور عند وضعه: إشارة إلى ما يجيء به من النور الذي اهتدى به أهل الأرض، وزال به ظلام الشرك كما قال تعالى: {لقد جاءكم من الله نور وكتاب مبين. يهدي به الله من اتبع رضوانه سُبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور بإذنه ويهديهم إلى صراط مستقيم}. [**/**] ".
وقد تضمن الحديث الشريف حقيقةً تاريخية رابعة لا بد من التحدث عنها؛ وهي: أن جميع أمهات النبيئين يرين ساعة ولادتهن إرهاصات وتأسيسات خارقة للعادة، تؤذن بأن أبناءهن سيكونون في مستوى يفوق مستوى البشر، وهو: مستوى النبيئين الذين هم أعلم الناس، وأتقى الناس، وأكمل الناس.
وقد يُحدثون ثورات في مجتمعاتهم يقضون بواسطتها على مظاهر الشر، ويقيمون هياكل الخير. وما مظاهر الخير التي نشاهدها في جميع جهات العالم – مسلمه وكافره – والمقاييس التي توزن بها الأشياء كلها، والعلوم الموجودة هنا وهناك؛ إلا أثر من آثار الرسالات السماوية التي تبلورت في الرسالة المحمدية.
اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك ... آمين
ـ[المقدادي]ــــــــ[23 - 09 - 06, 06:21 ص]ـ
جزاكم الله خيرا شيخنا الكريم على بث هذه المقالات النافعة عن نبينا محمد صلى الله عليه و سلم
ـ[أبو الحسن العسقلاني]ــــــــ[23 - 09 - 06, 08:55 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(67/359)
صيام رمضان فضله مع بيان أحكام مهمة تخفى على بعض الناس
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[15 - 09 - 06, 11:13 م]ـ
صيام رمضان فضله مع بيان أحكام مهمة تخفى على بعض الناس
عبدالعزيز بن عبدالله بن باز
دار الوطن
من عبد العزيز بن عبدالله بن باز إلى من يراه من المسلمين، سلك الله بي وبهم سبيل أهل الإيمان، ووفقني وإياهم للفقه في السنة والقرآن. آمين.
سلام الله عليكم ورحمة الله وبركاته:
أما بعد: فهذه نصيحة موجزة تتعلق بفضل صيام رمضان وقيامه، وفضل المسابقة فيه بالأعمال الصالحة، مع بيان أحكام مهمة قد تخفى على بعض الناس.
ثبت عن رسول الله أنه كان يبشر أصحابه بمجيء شهر رمضان، ويخبرهم عليه الصلاة والسلام أنه شهر تُفتح فيه أبواب الرحمة وأبواب الجنة، وتغلق فيه أبواب جهنم، وتغل فيه الشياطين.
يقول: {إذا كانت أول ليلة من رمضان فتحت أبواب الجنة فلم يغلق منها باب، وغلقت أبواب جهنم فلم يفتح منها باب، وصفدت الشياطين، وينادي منادٍ: يا باغي الخير أقبل، ويا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار وذلك كل ليلة}.
ويقول عليه الصلاة والسلام: {جاءكم شهر رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله}. ويقول عليه الصلاة والسلام: {من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدرة إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه}.
ويقول عليه الصلاة والسلام: {يقول الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك}.
والأحاديث في فضل صيام رمضان وقيامه وفضل جنس الصوم كثيرة.
فينبغي للمؤمن أن ينتهز هذه الفرصة وهي ما من الله به عليه من إدراك شهر رمضان؛ فيسارع إلى الطاعات، ويحذر السيئات، ويجتهد في أداء ما افترض الله عليه ولا سيما الصلوات الخمس، فإنها عمود الإسلام، وهي أعظم الفرائض بعد الشهادتين. فالواجب على كل مسلم ومسلمة المحافظة عليها وأداؤها في أوقاتها بخشوع وطمأنينة.
ومن أهم واجباتها في حق الرجال: أداؤها في الجماعة في بيوت الله التي أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه كما قال عز وجل: وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ [البقرة:43]، وقال تعالى: حَافِظُواْ عَلَى الصَّلَوَاتِ والصَّلاَةِ الْوُسْطَى وَقُومُواْ لِلّهِ قَانِتِينَ [البقرة:238]، وقال عز وجل: قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ إلى أن قال عز وجل: وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ [المؤمنون:1ـ11]، وقال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: العهد الذي بيننا وبينهم الصلاة، فمن تركها فقد كفر.
وأهم الفرائض بعد الصلاة: أداء الزكاة كما قال عز وجل: وَمَا أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ حُنَفَاء وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ وَذَلِكَ دِينُ الْقَيِّمَةِ [البينة:5]، وقال تعالى: وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآتُوا الزَّكَاةَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ [النور:56].
وقد دل كتاب الله العظيم وسنة رسوله الكريم على أن من لم يؤد زكاة ماله يعذب به يوم القيامة.
وأهم الأمور بعد الصلاة والزكاة: صيام رمضان، وهو أحد أركان الإسلام الخمسة المذكورة في قول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصم رمضان، وحج البيت} [متفق عليه].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/360)
ويجب على المسلم أن يصون صيامه وقيامه عما حرم الله عليه من الأقوال والأعمال؛ لأن المقصود بالصيام هو طاعة الله سبحانه، وتعظيم حرماته، وجهاد النفس على مخالفة هواها في طاعة مولاها، وتعويدها الصبر عما حرم الله، وليس المقصود مجرد ترك الطعام والشراب وسائر المفطرات، ولهذا صح عن رسول الله أنه قال: {الصيام جُنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل إني صائم}. وصح عنه أنه قال: {من لم يدع قول الزور والعمل به والجهل فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه}.
فعلم بهذه النصوص وغيرها أن الواجب على الصائم الحذر من كل ما حرم الله عليه، والمحافظة على كل ما أوجب الله عليه، وبذلك يرجى له المغفرة والعتق من النار وقبول الصيام والقيام.
وهناك أمور قد تخفى على بعض الناس:
منها: أن الواجب على المسلم أن يصوم إيماناً واحتساباً، لا رياء و لا سمعة ولا تقليداً للناس أو متابعة لأهله أو أهل بلده، بل الواجب عليه أن يكون الحامل له على الصوم هو إيمانه بأن الله قد فرض عليه ذلك، واحتسابه الأجر عند ربه في ذلك، وهكذا قيام رمضان يجب أن يفعله المسلم إيماناً واحتساباً لا لسبب آخر، ولهذا قال عليه الصلاة والسلام: {من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدرة إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه}.
ومن الأمور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس: ما قد يعرض للصائم من جراح أو رعاف أو قيء أو ذهاب الماء أو البنزين إلى حلقه بغير اختياره، فكل هذه الأمور لا تفسد الصوم، لكن من تعمد القيء فسد صومه، لقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: <من ذرعه القيء فلا قضاء عليه، ومن استقاء فعليه القضاء>
ومن ذلك: ما قد يعرض للصائم من تأخير غسل الجنابة إلى طلوع الفجر، وما يعرض لبعض النساء من تأخير غسل الحيض أو النفاس إلى طلوع الفجر، فإذا رأت الطهر قبل الفجر فإنه يلزمها الصوم، ولا مانع من تأخيرها الغسل إلى ما بعد طلوع الفجر، ولكن ليس لها تأخيره إلى طلوع الشمس، بل يجب عليها أن تغتسل وتصلي الفجر قبل طلوع الشمس، وهكذا الجنب ليس له تأخير الغسل إلى ما بعد طلوع الشمس، بل يجب عليه أن يغتسل ويصلي الفجر قبل طلوع الشمس، ويجب على الرجل المبادرة بذلك حتى يدرك صلاة الفجر مع الجماعة.
ومن الأمور التي لا تفسد الصوم: تحليل الدم، وضرب الإبر غير التي يقصد بها التغذية، لكن تأخير ذلك إلى الليل أولى وأحوط إذا تيسر ذلك؛ بقول النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -}: {دع مايريبك إلى مالا يريبك. {وقوله عليه الصلاة والسلام:} من اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه.}
ومن الأمور التي يخفى حكمها على بعض الناس: عدم الاطمئنان في الصلاة سواء كانت فريضة أو نافلة، وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على أن الاطمئنان ركن من أركان الصلاة لا تصح الصلاة بدونه، وهي الركود في الصلاة والخشوع فيها وعدم العجلة حتى يرجع كل فقار إلى مكانه، وكثير من الناس يصلي في رمضان صلاة التراويح صلاة لا يعقلها ولا يطمئن فيها بل ينقرها نقراً، وهذه الصلاة على هذا الوجه باطلة، وصاحبها آثم غير مأجور.
ومن الأمور التي قد يخفى حكمها على بعض الناس: ظن بعضهم أن التراويح لا يجوز نقصها عن عشرين ركعة، وظن بعضهم أنه لا يجوز أن يزاد فيها على إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة، وهذا كله ظن في غير محله، بل هو خطأ مخالف للأدلة.
وقد دلت الأحاديث الصحيحة عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - على أن صلاة الليل موسع فيها، فليس فيها حد محدود لا تجوز مخالفته، بل ثبت عنه أنه كان يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، وربما صلى ثلاث عشرة ركعة، وربما صلى أقل من ذلك في رمضان وفي غيره، ولما سئل عن صلاة الليل قال:} مثنى مثنى، فإذا خشي أحدكم الصبح صلى ركعة واحدة توتر له ما قد صلى {) متفق عليه (.
ولم يحدد ركعات معينة لا في رمضان ولا في غيره، ولهذا صلى الصحابة في عهد عمر في بعض الأحيان ثلاثاً وعشرين ركعة، وفي بعضها إحدى عشرة ركعة، كل ذلك ثبت عن عمر وعن الصحابة في عهده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/361)
وكان بعض السلف يصلي في رمضان ستاً وثلاثين ركعة ويوتر بثلاث، وبعضهم يصلي إحدى وأربعين، ذكر ذلك عنهم شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره من أهل العلم، كما ذكر رحمة الله عليه أن الأمر في ذلك واسع، وذكر أيضاً أن الأفضل لمن أطال القراءة و الركوع والسجود أن يقلل العدد، ومن خفف القراءة والركوع والسجود زاد في العدد. هذا معنى كلامه. رحمه الله.
ومن تأمل سنته علم أن الأفضل في هذا كله هو صلاة إحدى عشرة ركعة أو ثلاث عشرة ركعة في رمضان وغيره؛ لكون ذلك هو الموافق لفعل النبي في غالب أحواله؛ ولأنه أرفق بالمصلين وأقرب إلى الخشوع والطمأنينة، ومن زاد فلا حرج ولا كراهية كما سبق.
والأفضل لمن صلى مع الإمام في قيام رمضان ألا ينصرف إلا مع الإمام؛ لقول النبي}:إن الرجل إذا قام مع الإمام حتى ينصرف كتب الله له قيام ليلة {.
ويشرع لجميع المسلمين الاجتهاد في أنواع العبادة في هذا الشهر الكريم من: صلاة النافلة، وقراءة القرآن بالتدبر و التعقل، والإكثار من التسبيح، والتهليل، والتحميد، والتكبير، والاستغفار، والدعوات الشرعية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والدعوة إلى الله عز وجل، ومواساة الفقراء والمساكين، والاجتهاد في بر الوالدين، وصلة الرحم، وإكرام الجار، وعيادة المريض، وغير ذلك من أنواع الخير؛ لقوله في الحديث السابق:} ينظر الله إلى تنافسكم فيه، فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله {. ولما روي عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال:} من تقرب فيه بخصلة من خصال الخير كمن أدى فريضة فيما سواه، ومن أدى فيه فريضة كان كمن أدى سبعين فريضة فيما سواه. {
ولقوله عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح:} عمرة في رمضان تعدل حجة {أو قال:} حجة معي {.
والأحاديث والآثار الدالة على شرعية المسابقة والمنافسة في أنواع الخير في هذا الشهر الكريم كثيرة.
والله المسئول أن يوفقنا وسائر المسلمين لكل ما فيه رضاه، وأن يتقبل صيامنا وقيامنا، ويصلح أحوالنا، ويعيذنا جميعاً من مضلات الفتن، كما نسأله سبحانه أن يصلح قادة المسلمين، ويجمع كلمتهم على الحق، إنه ولي ذلك والقادر عليه.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
ـ[أيمن صلاح]ــــــــ[11 - 09 - 07, 02:57 ص]ـ
جزاك الله خيرا أخي الكريم عيسى و رحم الله العلامة عبد العزيز بن باز و أدخله جناته , و لكن حديث ({جاءكم شهر رمضان شهر بركة، يغشاكم الله فيه، فينزل الرحمة ويحط الخطايا ويستجيب الدعاء، ينظر الله إلى تنافسكم فيه فيباهي بكم ملائكته، فأروا الله من أنفسكم خيراً، فإن الشقي من حرم فيه رحمة الله) حكم عليه الشيخ الألبانى رحمه الله أنه موضوع في ضعيف الترغيب و الترهيب فلزم التنبيه و الله أعلم.(67/362)
حديث ((فوقع في قلبي شهوة النساء)) ولكن لم أفهمه
ـ[ابو البراء عامر]ــــــــ[16 - 09 - 06, 12:16 ص]ـ
السلام عليكم
أخواني وانا أقرا في سلسلة الأحاديث الصحيحة
في باب الزواج وتربية الأولاد , تصنيف المحدث الشيخ / محمد ناصرالدين الألباني
مر على حديث رقم 1986
عن أبي كبشة الأنماري - رضي الله عنه - قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم جالساً في أصحابه , فدخل ,ثم خرج وقد اغتسل , فقلنا: يارسول الله! قد كان شئ؟ قال: (أجل , مرت بي فلانة , فوقع في قلبي شهوة النساء , فأتيت بعض أزواجي , فأصبتها , فكذلك فأفعلوا, فإنه ((من أماثل أعمالكم إتيان الحلال))
في السلسلة الصحيحية (441)
تأملت هذا الحديث كثيراً ولكن لم أفهمه ولدي الكثير من التسأولات منه
- هل هذا دليل على كشف الوجه في عهد النبي صلى الله عليه وسلم
- هل يجوز انظر للمرأة الأجنبية
- هل هذه المرأة كانت حسناء الوجه وجميلة المنظر
- أم كانت المرأة متزينه بشكل ملفت لنظر
وأخيراً
أسال الله أن يفقهنا في الدين ويرزقنا علماً نافعاً
وأرجو من أخواني التوضيح بدون سوء ظن وتهكم في طرح السؤال
أخوكم
ابو البراء عامر
الرياض
ـ[محمد ياسر عرفات]ــــــــ[16 - 09 - 06, 01:10 ص]ـ
وعليكم السلام ... حياك الله:
فوقع في قلبي شهوة النساء: المقصود شهوة الجماع وقضاء الوطر الفطري. والجماع من اكمل لذات البدن كما قال كثير من العلماء. وفي الحديث دليل على فضل الزواج والعفه. والله اعلم.
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[16 - 09 - 06, 01:43 م]ـ
السلام عليكم:
أشارك في بعض الإشارات:
1 - قد يكون ذلك قبل نزول آية الحجاب.
2 - اعتقد أنه ليس بدليل على كشف الوجه في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم وذلك أنه قد تنظر إلى امرأة متعطرة متزينة وقد تجذبك في النظر وهي ساترة لوجهها وإنمافتنتك زينتهاولباسها وهذا وارد وكثير وقوعه في زمننا والله المستعان, وقد يفتتن بعضهم بعطر النساء بالرائحة فقط ومن هنا تبرز حكمة الشريعة في تحريمه للنساء, ولذلك تجد بعضهم إذا نظر إلى وجهها فكانت خلاف الظاهر أعرض عنها.
3 - هناك بعض الفوائد حول هذا الحديث لعله يستشهد بها لزوال الإشكال مثل:
-قال في مجمع الزوائد ومنبع الفوائد - (ج 2 / ص 203)
(( .... وعن أنس قال كانت امرأة بالمدينة عطارة قال فذكر الحديث عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم في فضل نكاح الرجل أهله. رواه الطبراني في الأوسط وفيه جرير بن أيوب البجلي وهو ضعيف ..... ))
- وروى الطبراني في كتاب العشرة عن ابن مسعود - رضي الله تعالى عنه - قال خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من عند سودة بنت زمعة فإذا امرأة مشوقة قاعدة على الطريق رجاء أن يتزوجها - فلما رآها رسول الله صلى الله عليه وسلم رجع إلى زوجته سودة فقضى حاجته ثم اغتسل، فخرج إلى أصحابه، فقال: إنما حبسني عنكم امرأة عرضت لي في الطريق قد تشوقت رجاء أن أتزوجها فلما رأيتها، رجعت إلى سودة فقضيت حاجتي، فمن رأى منكم امرأة تعجبه فليرجع إلى زوجته، فإن الذي مع زوجته مثل الذي معها.
نستفيد ممايلي:
1/أنها كانت عطارة فتكون متزينة متطيبة. طبعا إذا صح الحديث.
2/أنها عرضت نفسها للرسول ليتزوجها وللعلماء كلام في جواز ذلك للرسول صلى الله عليه وآله وسلم, وفيه قصص كثيرة تدل على ذلك, فكانت تعرض نفسها لأجل أن تظفر برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.
والله أعلم.(67/363)
أريد كتاب السفاريني: (لوامع الأنور البهية).
ـ[محمود السعيدان]ــــــــ[16 - 09 - 06, 06:00 ص]ـ
وجزاكم الله كل خير .....
وهل اسم المؤلف (السفَّاريني) بتشديد الفاء أم بفتحها دون تشديد؟؟
وشكرا لكم،،(67/364)
أين أجد فضائل الأذكار؟
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[16 - 09 - 06, 06:34 ص]ـ
هل يوجد كتاب عن فضائل الأذكار و معاني و شروح كل ذكر و الفوائد الغيمانية من كل ذكر و ما نستحضره بقلوبنا عند قول كل ذكر
و جزاكم الله كل خير
ـ[محمود السعيدان]ــــــــ[16 - 09 - 06, 02:58 م]ـ
- كتاب نفيس جداً للإمام ابن القيم ذكر فيه (73) فائدة وفضيلة عن الأذكار، مع شرحها:
http://www.almeshkat.net/books/open.php?cat=26&book=713
- كتاب نفيس للشيخ محمد المقدم:
http://saaid.net/book/open.php?cat=3&book=2026
وفقنا الله جميعاً ونفعنا وإياك بما نقول ونكتب ونسمع ....
ـ[محمد بو سيد]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:52 م]ـ
جزاكم الله خيرا
و لكن هذه الكتب و كل الكتب التى رأيتها تذكر الأذكار المختلفة
و لكن ما أريده تحديدا شرح الذكر مع الفوائد الإيمانية من كل ذكر و ما نستحضره بقلوبنا عند قول كل ذكر
فمثلا عن ذكر "لا إله الا الله وحده لا شريك له, له الملك و الحمد و هو على كل شئ قدير"
الشيخ الدكتور أسامة عبد العظيم شرح الفوائد الإيمانية القلبية من هذا الذكر فى عدة شرائط
إيمانيات تغير فهمك للعبادة و تحول الذكر من عمل باللسان, الى عمل قلبي قبل اللسان
فهذا ما أريده فى باقي جميع الأذكار
أفيدونا و جزاكم الله خيرا(67/365)
هل نبارك لبعضنا بحلول رمضان؟
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[16 - 09 - 06, 10:47 ص]ـ
أقول: المشاهد في حالنا اليوم أننا و في كل سنة يروج قبل رمضان بيوم و في أيامه الأول التباريك و التهنئة و أصبحت عادة يفعلها غالب الناس و كأنها تباريك العيد!!
و في رمضان من الرمضانات الماضية اتصل بأحد طلاب العلم و هنئته بحلول رمضان،،، و شكرني ثم قال كلاما مفاده أن هذا الأمر لم يأتي به الشرع يعني التهنئة إلا في مناسبات معلومة و محدودة جدا،،،، و السلف الصالح لم يعلم عنهم أنهم يباركون لبعضهم البعض قبيل رمضان ....
السؤال: هل يصح أن نبارك لبعضنا البعض إن أدركنا رمضان؟
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 10:57 ص]ـ
بغيتك هنا
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=45727&highlight=%C7%E1%CA%E5%E4%C6%C9+%C8%D1%E3%D6%C7%E4
ولو استخدمت خاصية البحث فستجد الكثير.
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 01:05 ص]ـ
مكرر
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 01:07 ص]ـ
السؤال: هل يصح أن نبارك لبعضنا البعض إن أدركنا رمضان؟
التهنئة طيبة إن شاء الله
وكل عام وأنت بخير.
ـ[أبو علي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 01:31 ص]ـ
قال النَّبِيُّ صلَّى الله عليه وسلَّم يُبَشِّرُ أصحابه: ((قد جاءكم شهر رمضانَ, شهرٌ مباركٌ افترض الله عليكم صيامه يُفتَحُ فيه أبوابُ الجنَّةِ, ويُغلَّق فيه أبواب الجحيم, وتُغلُّ فيه الشَّياطين, فيه ليلةٌ خيرٌ من ألفِ شهرٍ, من حُرِمَ خيرها فقد حُرِم)) , رواه أحمد.
قال ابن رجب: وهذا الحديث أصلٌ في تهنئة النَّاس بعضِهِم بعضًا بشهر رمضانَ.
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[19 - 09 - 06, 10:39 ص]ـ
الأخوة الكرام جزاكم الله خيرا،،،، و للأسف لم أعلم بالموضوع و لم استخدم خاصية البحث و لو كنت أعلم به لما عرضته لأن المقصود و حصل من الرابط المكتوب أعلاه من الأخوة .... شكرا لكم و بما أن المسألة غير مجزوم بها كما في الرابط فإن الأمر و لله الحمد فيه سعة كما فهمت!.
ـ[أبو عمر السلفي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 08:03 م]ـ
اللهم بلغنا رمضان
وكل عام وأنتم بخير(67/366)
العبرة بحسن العمل لا بكثرته! (شارك بقولك)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:02 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
يقول الله تبارك وتعالى: (وَهُوَ الَّذِي خَلَق السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَكَانَ عَرْشُهُ عَلَى الْمَاء لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلاً وَلَئِن قُلْتَ إِنَّكُم مَّبْعُوثُونَ مِن بَعْدِ الْمَوْتِ لَيَقُولَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ إِنْ هَذَا إِلاَّ سِحْرٌ مُّبِينٌ) [هود / 7]
وقال سبحانه: (إِنَّا جَعَلْنَا مَا عَلَى الْأَرْضِ زِينَةً لَّهَا لِنَبْلُوَهُمْ أَيُّهُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا) [الكهف / 7]
وقال سبحانه: (الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ) [الملك / 2]
إنّ المتأمل لكلام ربنا تعالى ليدرك حقيقة أن العبرة في العبادات، بحسنها وإتقانها وإخلاصها لله عز وجل، ولا عبرة البتة في العدد إلا في جانب واحد وهو الازدياد من الخيرات ولكن مع حسنها وإخلاصها وموافقتها للسنة.
وهذا هو الذي فهمه سلف أمتنا رحمهم الله.
قال ابن كثير رحمه الله في قوله " لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا ":
" ولم يقل أكثر عملاً، بل أحسن عملاً، ولايكون العمل حسناً حتى يكون خالصاُ لله عز وجلّ، على شريعة رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، فمتى فقد العمل واحداً من هذين الشرطين حبط وبطل " أهـ (2/ 574)
وقال شيخنا العلامة الراحل محمد العثيمين رحمه الله: (وتأمل قوله تعالى: {ْ أَحْسَنُ عَمَلاً} ولم يقل: "أكثر عملاً"؛ لأن العبرة بالأحسن لا بالأكثر، وعلى هذا لو صلى الإنسان أربع ركعات لكنْ على يقين ضعيف أو على إخلال باتباع الشرع، وصلى آخر ركعتين بيقين قوي ومتابعةٍ قوية فأيهما أحسن؟ الثاني؛ بلا شك أحسن وأفضل، لأن العبرة بإحسان العمل وإتقانه إخلاصاً ومتابعة.) بتصرف من تفسيره لسورة الكهف: 7)
ويقول الشيخ العارف الفضيل بن عياض رحمه الله، كما حكاه عنه شيخ الإسلام في الفتاوي (10/ 173) قال: " قوله " ليبلوكم أيكم أحسن عملاً "
قال أخلصه وأصوبه.
قيل: يا أبا علي، ما أخلصه وأصوبه؟
قال: إنّ العمل إذا كان خالصاً لله ولم يكن صواباً لم يقبل؛ حتى يكون خالصاً صواباً، فالخالص: ما كان الله تعالى، والصواب: ما كان على السنة. "
فيا لله ما أعظم فقه القوم، ولا عجب ..
إنهم القوم فقهوا عن الله، ووعو عن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، علموا ما المراد منهم فامتثلوه،على أكمل وجه وزياده،وتركوا المنكر ونبذوه خلفهم بلا ريادة، فكان الجزاء من جنس العمل: " للذين أحسنوا الحسنى وزياده "
فأكثرُ منْ تَلقىَ يسرك قوله ... ولكن قليلٌ من يسرك فعلُهُ.
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" وجماع الدين شيئان:
أحدهما: أن لا نعبد إلا الله تعالى.
والثاني: أن نعبده بما شرع، لا نعبده بالبدع، كما قال: " ليبلوكم أيكم أحسن عملاً " .... وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يقول في دعائه:
اللهم أجعل عملي كله صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحدٍ فيه شيئاً "
المجموع (28/ 23)
وذا أحد السلف يقول:
" لا يكن هم أحدكم في كثرة العمل، ولكن ليكن همه في إحكامه وإتقانه وتحسينه؛ فإن العبد قد يصلي وهو يعصي الله في صلاته، وقد يصوم وهو يعصي الله في صيامه "
فلو تأمل العاقل الأريب في حال قيامه بالعبادة.
هل المقصود والغاية منها الجهد والتعب، كلا وربي بل إن الله لغني عن عباده وعن عبادتهم إياه، ولكن هي نسمات إيمانية، ونفحات روحانية، أمرهم بها ربهم لينالوها، ولكن شقي من شقي وسعد من سعد وذلك فضل الله يوتيه من يشاء.
قال قتادة رحمه الله:
" إن الله لم يأمر العباد بما أمرهم به لحاجته إليهم، ولا ينهاهم عما نهاهم عنه بخلاً عليهم؛ بل أمرهم بما ينفعهم ونهاهم عما يضرهم " المجموع (1/ 216)
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله:
" الرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعث بتحصيل المصالح وتكميلها، وتعطيل المفاسد وتقليلها، فما أمر الله به، فمصلحته راجحة، وما نهى عنه، فمفسدته راجحة "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/367)
المجموع (1/ 138)
وتأمل أيها الفطن اللبيب:
قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - في الصحيح حين ذكر كثرة عمل الخوارج فقال:
" يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم، وصيامه إلى صيامهم، وقراءته إلى قراءتهم، يقرؤون القرآن لايجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية " وهذا الشاهد.
أليسوا من أكثر الناس صلاةً وصياماً وقراءة للقرآن؟
بلى.
ولكن اتباع السنة وإتقان العمل وتصويبه أفضل عند الله وإن قل من كثرته لو كان مجانباً للسنة فاعلاً للبدعة.
وأصدق دليل على ذلك ما رواه البخاري رحمه الله في صحيحه من حديث انس رضي الله عنه قال:
جَاءَ ثَلَاثَةُ رَهْطٍ إِلَى بُيُوتِ أَزْوَاجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَسْأَلُونَ عَنْ عِبَادَةِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَلَمَّا أُخْبِرُوا كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا فَقَالُوا وَأَيْنَ نَحْنُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَدْ غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ وَمَا تَأَخَّرَ قَالَ أَحَدُهُمْ أَمَّا أَنَا فَإِنِّي أُصَلِّي اللَّيْلَ أَبَدًا وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَصُومُ الدَّهْرَ وَلَا أُفْطِرُ وَقَالَ آخَرُ أَنَا أَعْتَزِلُ النِّسَاءَ فَلَا أَتَزَوَّجُ أَبَدًا فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَيْهِمْ فَقَالَ أَنْتُمْ الَّذِينَ قُلْتُمْ كَذَا وَكَذَا أَمَا وَاللَّهِ إِنِّي لَأَخْشَاكُمْ لِلَّهِ وَأَتْقَاكُمْ لَهُ لَكِنِّي أَصُومُ وَأُفْطِرُ وَأُصَلِّي وَأَرْقُدُ وَأَتَزَوَّجُ النِّسَاءَ فَمَنْ رَغِبَ عَنْ سُنَّتِي فَلَيْسَ مِنِّي. "
والشاهد من الحديث: (كَأَنَّهُمْ تَقَالُّوهَا) ولمَّا كان ذلك داء التوجيه النبوي بتصحيح ذلك وبيان المراد من العبادة من الإحسان والاتقان ولو بالقليل.
وما أجمل ما ذكره الإمام احمد رحمه الله في الزهد (صـ 196) عن أُبَيّ بن كعب رضي الله عنه قال: " اقتصاد في سنة خير من اجتهاد في البدعة "
وأخرج الحاكم رحمه الله في مستدركه (1/ 103) من قول ابن مسعود رضي الله عنه، قال: " الاقتصاد في السنة أحسن من الاجتهاد في البدعة ".
فإذا عُلِم هذا ..
فإحسان العبادة، وإتقانها هو عين الأمر المأمور به العبد، وهي الجنة التي في الدنيا، ومن لم يدخلها بحق فليس يدخل جنة الآخرة.
نسأل الله العلي الكريم من فضله.
والله أعلم
قاله مقيِّده
أبو العالية
عفا الله عنه(67/368)
أخطاء في رمضان
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:34 ص]ـ
أخطاء في رمضان
هذه جملة من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين والصائمات في شهر رمضان.1 - من الأخطاء: استقبال بعض المسلمين لهذا الشهر الكريم بالمبالغة في شراء الأطعمة والمشروبات بكميات هائلة بدلاً من الاستعداد للطاعة والاقتصاد ومشاركة الفقراء والمحتاجين.
2 - من الأخطاء: تعجيل السحور، وهو ما يقع من بعض الصائمين، وهذا فيه تفريط في أجر كثير، لأن السنة في ذلك أن يؤخر المسلم سحوره ليظفر بالأجر المترتب على ذلك لاقتدائه بالنبي صلى الله عيه وسلم.
3 - ومن الأخطاء: في بعض الصائمين لا يبيت النية للصيام، فإذا علم الصائم بدخول شهر رمضان وجب عليه تبييت نيته بالصيام. فقد ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم قوله: {من لم يبيت الصيام من الليل فلا صيام له} [رواه النسائي].
وقوله: {من لم يبيت الصيام قبل طلوع الفجر، فلا صيام له} [رواه الدارقطني والبيهقي وصححه الألباني].
وعلى العكس من ذلك: البعض يتلفظ بالنية وهذا خطأ، بل يكفي أن يبيت النية في نفسه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: (والتكلم بالنية ليسى واجباً بإجماع المسلمين، فعامة المسلمين إنما يصومون بالنية وصومهم صحيح) [الفتاوى: ج25 - ص:275].
4 - ومن الأخطاء: تعمد الشرب أثنااء أذان الفجر، وهذا بفعله قد أفسد صومه خاصتاً إذا كان المؤذن دقيقاً في توقيته للأذان.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: الأذان لصلاة الفجر إما أن يكون بعد طلوع الفجر أو قبله، فإن كان بعد طلوع الفجر فإنه يجب على الإنسان أن يمسك بمجرد سماع الأذان لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: {إن بلالاً، يؤذن بليل فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر} فإن كنت تعلم أن هذا المؤذن لا يؤذن إلا إذا طلع الفجر فأمسك بمجرد أذانه. [دروس وفتاوى الحرم].
5 - ومن الأخطاء: عدم إمساك من لم يعلم بدخول شهر رمضان، كأن يكون مسافراً أو نائماً أو غير ذلك من الأسباب التي تحول بينه وبين معرفة دخول الشهر، وهذا خطأ منه. فينبغي على المسلم متى علم بدخول الشهر أن يمسك بقية يومه، لما ورد عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال: {إن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلاً ينادي في الناس يوم عاشوراء: "إن من أكل فليتم أو فليصم ومن لم يأكل فلا يأكل"} [رواه البخاري، ومسلم].
6 - ومن الأخطاء: جهل البعض بفضل شهر رمضان، فيستقبلونه كغيره من أشهر السنة، وهذا خطأ لما صح عنه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أنه قال: {إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين} وفي رواية: {وسلسلت الشياطين} [رواه البخا ري، و مسلم].
وهناك أحاديث كثيرة جداً في فضل هذا الشهر العظيم.
7 - ومن الأخطاء: أن بعض الناس إذا بلغه أن هذه الليلة هي أول ليلة في رمضان لا يصلي صلاة التراويح، وهذا خطأ فإنه بمجرد رؤية هلال رمضان يكون المسلم قد دخل في أول ليلة من ليالي رمضان فمن السنة أن يصلي التراويح مع جماعة المسلمين في المسجد في تلك الليلة.
8 - ومن الأخطاء: ما يفعله بعض الناس من ترك الشارب أو الآكل في نهار رمضان ناسياً يأكل ويشرب حتى يفرغ من حاجته.
قال الشيخ ابن باز: (من رأى مسلماً يشرب في نهار رمضان، أو يأكل، أو يتعاطى شيئاً من المفطرات الأخرى، وجب الإنكار عليه؛ لأن إظهار ذلك في نهار الصوم منكر ولو كان صاحبه معذوراً في نفس الأمر، حتى لا يجترئ الناس على إظهار محارم الله من المفطرات في نهار الصيام بدعوى النسيان). [مجلة الدعوة:1186].
9 - ومن الأخطاء: إنكار البعض على بناتهم إذا أردن الصيام بحجة أنهن صغيرات وقد تكون الفتاة ممن بلغت سن المحيض فتريد الصيام لأنها مكلفة فيمنعها أهلها من ذلك بحجة أنها صغيرة دون سؤالاً عن مجيء الحيض.
قال الشيخ ابن جبرين: (فإن الكثير من الإناث قد تحيض في العاشرة أو الحادية عشر من عمرها فيتساهل أهلها ويظنونها صغيرة فلا يلزمونها بالصيام وهذا خطأ فإن الفتاة إذا حاضت فقد بلغت مبلغ النساء وجرى عليها حكم التكليف) [فتاوى الصيام].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/369)
10 - ومن الأخطاء: تحرج بعض الناس عندما بصبح جنباً فيظن أن صومه باطل وعليه القضاء وهذا خطأ، والصحيح أن صومه صحيح وليس عليه قضاء، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر وهو جنب من أهله ثم يغتسل ويصوم.
ويقول سماحة الشيخ ابن باز: (الاحتلام لا يبطل الصوم، لأنه ليس باختيار الصائم وعليه أن يغتسل غسل الجنابة إذا رأى الماء).
أخطاء يقعل فيها بعض الصائمين والصائمات
هذه جملة من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين والصائمات في شهر رمضان.
1 - ومن الأخطاء: تحرج بعض الناس إذا تذكر أنه كل أو شرب ناسياً في أثناء صيامه ويشك في صحة صيامه.
قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {إذا نسي أحدكم فأكل وشرب فليتم صومه فإنما أطعمه الله وسقاه} [أخرجه البخاري]
2 - ومن الأخطاء: تحرج بعض النساء من وضع الحناء في أثناء الصيام.
قال الشيخ ابن عثيمين: (إن وضع الحناء أثناء الصيام لا يفطر ولا يؤثر على الصيام شيئاً كالكحل وقطرة الأذن وكالقطرة في العين فإن ذلك كله لا يضر الصائم ولا يفطره) [نور على الدرب].
3 - ومن الأخطاء: تحرج بعض النساء من تذوق الطعام خشية افساد الصوم.
قال الشيخ ابن جبرين: (لا بأس بتذوق الطعام للحاجة بأن يجلعه على طرف لسانه ليعرف حلاوته وملوحته وضدها، ولكن لا يبتلع منه شيئاً بل يمجه أو يخرجه من فيه ولا يفسد بذلك صومه. [فتاوى الصيام].
4 - ومن الأخطاء: جهل بعض الناس بمفطرات ومفسدات الصيام مما يقع فيه البعض خاصة مع بداية رمضان، وهذا خطأ عظيم، فمن الواجب على الصائم أن يعرف قبيل رمضان مبطلات ومفسدات الصيام، حتى يتحرز من الوقوع فيها.
5 - ومن الأخطاء: تحرج البعض من استعمال السواك في نهار رمضان، وربما ظن أن استعمال السواك يفطر، وهذا خطأ قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - {لولا أن أشق على أمتي لامرتهم بالسواك عند كل صلاة} [متفق عليه]. قال البخاري رحمه الله: (ولم يخص النبي صلى الله عليه وسلم الصائم من غيره).
وقال الشيخ ابن عثيمين: (ولا يفطر الصائم بالسواك بل هو له سنة ولغيره في كل وقت في أول النهار وآخره).
6 - ومن الأخطاء: أن بعض المؤذنين لا يؤذن إلا بعد انتشار الظلام ولا يكتفي بغياب الشمس ويزعم أن ذلك أحوط للعبادة، وهذا مخالف للسنة لأن السنة أن يؤذن حين تغرب الشمس تماماً، ولا عبرة بغيرها.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية: إذا غاب جميع القرص أفطر الصائم ولا عبرة بالحمرة الشديدة الباقية في الأفق. [مجموع الفتارى:25/ 215].
7 - ومن الأخطاء: غفلة بعض الصائمين عن الدعاء لمن قام، بإفطارهم، فمن السنة إذا أفطر الصائم عند قوم أن يدعو لهم بما دعا به الرسول صلى الله عليه وسلم حين يفطر عند قوم. كأن يقول: {أفطر عندكم الصائمون، وأكل طعامكم الأبرار، وتنزلت عليكم الملائكة} [صحيح الجامع الصغير].
أو يقول: {اللهم أطعم من أطعمني واسق من سقاني} [رواه مسلم].
أو يقول: {اللهم بارك لهم فيما رزقتهم واغفر لهم وارحمهم} [رواه مسلم].
8 - ومن الأخطاء: اعتقاد البعض تحريم معاشرة النساء في ليل رمضان، وهذا خطأ فالتحريم يكون في النهار أما في الليل فحلال، قال تعالى: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن} [البقرة:187].
9 - ومن الأخطاء: امتناع بعض النساء عن الصيام إذا طهرت قبل الفجر ولن تتمكن من الغسل لضيق الوقت، فإنها تمتنع عن الصيام بحجة أن الصبح أدركها وهي لم تغتسل من عادتها.
قال الشيخ ابن جبرين: إذا انقطع الدم منها وقت طلوع الفجر أو قبله بقليل صح صومها وأجزأ عن الفرض ولو لم تغتسل إلا بعد أن أصبح الصبح. [فتاوى الصيام].
10 - ومن الأخطاء: ما يسمع من بعض الناس من البكاء بصوت مرتفع، ولكن البكاء عند قراءة القرآن يدل إن شاء الله على تأثر المصلي بما يسمع من كلام الله العظيم فهذا أمر محمود ولا شك فيه ولا ريب.
لكن المشاهد والمسموع من بعض المصلين البكاء بصوت مرتفع بحيث يتسبب بإشغال جملة من المصلين الذين حوله. أضف إلى ذلك الحركات المصاحبة للبكاء، والعجب كله أن بعضهم يكون بكائه في أثناء القنوت دون القراءة للقران.
فمثل هذا يقال له: الأولى: أن يكون البكاء والتأثر عند سماع القرآن.
أخطاء يقعل فيها بعض الصائمين والصائمات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/370)
هذه جملة من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين والصائمات في شهر رمضان.
1 - ومن الأخطاء: تطيب بعض النساء إذا خرجن لصلاة التراويح، كذلك عدم التستر الكامل وما يحصل أيضاً من رفع الأصوات في المساجد، وهذا الجد ذاته موضع فتنة فكيف إذا كان الزمان فاضلاً والمكان فاضلاً.
فلذا لزاماً على المرأة المسلمة أن تحرص على اجتناب ذلك لتسلم من الإثم المترتب على تلك الأفعال.
2 - ومن الأخطاء: تأخير بعض الصائمين صلاة الظهر والعصر عن وقتيهما لغلبة النوم، وهذا من أعظم الأخطاء قال تعالى: فويل للمصلين، الذين هم عن صلاتهم ساهون [الماعون:4 - 5].
قال بعض أهل العلم: هم الذين يؤخرونها عن وقتها. وفي الصحيح عن ابن مسعود أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم: أي الصلاة خير؟ قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {الصلاة على وقتها}، أو في وقتها، وفي رواية: {على أول وقتها}.
3 - ومن الأخطاء: تأخير الافطار، فمن السنة أن يعجل الصائم إفطاره متى تأكد من دخول الوقت لما ورد عن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه أن رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - قال: {لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر} [متفق عليه].
وعن أنس قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {بكروا با لإفطار وأخروا السحور} [صحيح الجامع الصغير].
4 - ومن الأخطاء: أن بعض الصائمين لا يفطر إلا بعد انتهاء المؤذن من أذانه احتياطاّ وهذا خطأ، فمتى تأكد من سماع المؤذن فعلى الصائم أن يفطر ومن تأخر حتى نهاية الأذان فقد تنطع وتكلف بما ليس مطالباً به. بل من السنة تعجيل الفطر وتأخير السحور.
5 - ومن الأخطاء: غفلة بعض الصائمين عن الدعاء عند الإفطار فمن السنة الدعاء عند الإفطار لما في ذلك من الفضل العظيم والصائم من الذين لا ترد دعوتهم.
فعن انس بن مالك 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - قال: قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {ثلاث دعوات لا ترد: دعرة الوالد، ودعوة الصائم، ودعوة المسافر} [رواه أحمد وصححه الألباني].
ومن الأدعية الواردة الصحيحة ما كان يقوله عند الإفطار: {ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله} [صحيح أبي داود].
6 - ومن الأخطاء: انشغال بعض المسلمين في العشر الأواخر من رمضان في شراء الملابس والحلوى وتضييع أوقات فاضلة فيها ليلة القدر التي قال الله فيها: {خير من ألف شهر} [القدر:3] ومما يتبع انشغالهم عن القيام والتهجد من السهر في الأسواق الساعات الطويلة في التجول والشراء، وهذا أمر مؤسف يقع فيه الكثير من المسلمين، والواجب عليهم اتباع سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم أنه إذا دخل العشر الأواخر شد المأذر وأيقظ أهله وأحيا ليله، هكذا كان دأب النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم أجمعين.
7 - ومن الأخطاء: تحرج بعض المرضى من الأفطار والإصرار مع وجود المشقة، وهذا خطأ فالحق سبحانه وتعالى قد رفع الحرج عن الناس وقد رخص للمريض أن يفطر، ويقضي بعد ذلك، قال تعالى: {من شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضاً أو على سفر فعدة من أيام أخر} [البقرة:185].
8 - ومن الأخطاء: انشغال بعض الصائمين بالإفطار عن متابعة أذان المغرب، وهذا خطأ فإنه يسن للصائم وغيره أن يتابع المؤذن ويقول مثل قوله، فعن أبي سعيد الخدري أن رسول الله قال: {إذا سمعتم النداء فقولوا مثل ما يقول الموذن} [متفق عليه]. ويكون متابعة المؤذن مع مواصلة الإفطار وعدم الانقطاع لعدم ورود النهي عن الأكل حال متابعة المؤذن وترديد الأذان والله أعلم.
9 - ومن الأخطاء: عدم تعويد الصبيان والفتيات على الصيام لصغر السن، والمستحب تعويدهم على الصيام قبل البلوغ فيؤمرون به للتمرين عليه، خاصة إذا أطاقوه لما ورد عن الربيع بنت معوذ قالت: {فكنا نصوم صبياننا ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه، ذاك حتى يكون عند الإفطار} [متفق عليه].
10 - ومن الأخطاء: أن هناك من يعيب على المسافر الفطر، وهذا خطأ، فإن للمسافر في رمضان الفطر أو الصوم، وهذا على حسب حالته، وحالة المسافر لا تخرج عن ثلاثة:
أ- إذا لم يشق عليه "الصيام، فالصوم لمن قوي عليه أفضل من الفطر، لعموم قوله تعالى: {وأن تصوموا خير لكم إن كنتم تعلمون} [البقرة:184].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/371)
ب- إن شق عليه الصوم وأعرض عن قبول الرخصة، فالفطر في حقه أفضل عن الصوم لعموم قوله تعالى: {لا يكلف الله نفساً إلا وسعها} [البقرة:286].
وقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه} [رواه ابن حبان، الطبراني في الكبير].
ولقوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {ليس من البر الصيام في السفر} [رواه البخاري، ومسلم من حديث جابر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -].
جـ- إن لم تتحقق المشقة فإنه يخير بين الصوم والفطر لما ورد عن حمزة بن عمرو الأسلمي قال للنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {أأصوم في السفر؟ - وكان كثير الصيام - فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: "إن شئت فصم، وإن شئت فافطر"} [رواه البخاري].
ولم يعب أصحاب النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بعضهم بعضاً في الصوم والإفطار- أي: حال السفر- لما ورد عن أنس بن مالك قال: {كنا نسافر مع النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم} [متفق عليه].
أخطاء يقعل فيها بعض الصائمين والصائمات
هذه جملة من الأخطاء التي يقع فيها بعض الصائمين والصائمات في شهر رمضان.
1 - ومن الأخطاء: سرعة الغضب والصخب والرفث، في نهار رمضان وينبغي للصائم أن يتمثل بحديث النبي: {الصوم جنة فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو شاتمه فليقل: اني صائم} [رواه البخاري، ومسلم].
والصيام لا يكون عن الأكل والشرب فقط، وإنما هو صيام يشمل صيام الجوارح عن المعاصي، وصيام اللسان عن الفحش ومساوئ الأخلاق.
2 - ومن الأخطاء: إهدار الأوقات الفاضلة من نهار رمضان في متابعة المسابقات الفضائية وما يصاحبه ذلك من الموسيقى والغناء والمسلسلات المائعة.
وهذا بلا شك يضعف الإيمان، ويضيع على الصائم أجوراً عظيمة يجب اغتنامها في هذا الشهر الكريم، وكيف يستبدل المسلم ما هو أدنى بما هو خير؟
فالواجب على المسلم الحرص على أستغلال كل وقته في رمضان في طاعة الله عز وجل وقراءة القرآن، والذكر، والدعاء، وقراءة الكتب النافعة، والمكوث في المسجد، وحضور مجالس العلم حتى يحصد الأجر والثواب في هذا الشهر العظيم.
3 - ومن الأخطاء: تحرج بعض الصائمين من الإفطار في السفر، وهذا خطأ فإن رخصة الإفطار في السفر قد دل عليه قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: {إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه}.
4 - ومن الأخطاء: المسارعة في قراءة القرأن بلا تدبر أو ترتيل بهدف الانتهاء من استكمال قراءته معتقداً أن ما يفعله هو الصحيح، ولكنه هو على خطر عظيم لأن القرآن نزل في هذا الشهر على رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال الله فيه {ورتل القران ترتيلا} [المزمل:4].
فالواجب: الترتيل في القراءة، والتأني، وتدبر معانيه.
5 - ومن الأخطاء: إضاعة سنة الاعتكاف مع القدرة عليها بالرغم من حصول الكثيرين على إجازة في ذلك الوقت إلا أنهم لا يطبقون سنة الاعتكاف في المسجد.
6 - ومن الأخطاء: تحرج بعض الصائمين من حلق الشعر، أو قص الأظافر، أو نتف الإبط، أو حلق العانة في نهار رمضان بحجة أن ذلك يفسد الصيام.
والصحيح: أن كل ذلك لا يفطر الصائم ولا يفسد صومه، بل هو من السنن المستحبة.
7 - ومن الأخطاء: تحرج بعص الصائمين من بلع الريق في نهار رمضان وما يصاحب ذلك من كثرة البصق بحجة عدم إفساد صومه، وتأذي المسلمين بهذا.
والصحيح: أنه لا بأس من ابتلاع الريق ولو كثر ذلك، وتتابع في المسجد وغيره، ولكن إذا كان بلغماً غليظاً كالنخامة فلا يبلعا بل يبصق في منديل ونحوه. ولا يكون ذلك بصوت يؤذي من حوله.
8 - ومن الأخطاء: المبالغة في التمضض والاستنشاق في نهار رمضان بلا حاجة بحجة شدة الحر وتخفيف وطأة الحر عليه.
قال الشيخ ابن العثسمين: (قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {أسبغ الوضوء، وخلل بين الأصابع، وبالغ في الاستنشاق إلا أن تكون صائماً} وهذا دليل على أن الصائم لا يبالغ في الاستنشاق، وكذلك لا يبالغ في المضمضة؛ لأن ذلك قد يؤدي إلى نزول الماء إلى جوفه فيفسد به صومه) [فقه العبادات].
9 - ومن الأخطاء: تحرج بعض مرضى الربو من استعمال البخاخ خوفاً من فساد صومه.
وفي هذا يقول الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: (استعمال هذا البخاخ جائز للصائم سواء كان صيامه في رمضان أم في غير رمضان، وذلك لأن هذا البخاخ لا يصل إلى المعدة، وإنما يصل إلى القصبات الهوائية فتنفتح لما فيه من خاصية ويتنفس الإنسان تنفساً عادياً بعد ذلك. فليس هو بمعنى الأكل والسرب) [كتاب الدعوة].
10 - ومن الأخطاء: تحرج بعض الصائمين من وضع قطرة العين، أو قطرة الأذن، أو وضع الحناء على الرأس، أو الاكتحال.
والصحيح: أن كل هذا لا يفطر به الصائم ومن المباحات أثناء الصيام في أصح قولي العلماء، الذي لا يجوز هو قطرة الأنف لأنها منفذ إلى المعدة.
نسأل الله أن يتقبل منا ومنكم صالح الأعمال، وأن يتقبل منا الصيام منا الصيام والقيام، وأن يبارك في أعمالنا، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.
أخطاء في الاعتكاف
الاعتكاف سنة من سنن العام لا تختص بوقت أو زمان معين، إلا أنها تتأكد في العشر الأواخر من شهر رمضان.
وهناك بعض الاخطاء التي يقع فيها المعتكفون، من ذلك:
1 - تحويل بعض المعتكفين الاعتكاف إلى مجال للحديث الدنيوي، وعدم الاشتغال بالعبادة التي هي الغاية من الاعتكاف.
2 - ومن أخطاء المعتكفين أيضاً: كثرة الخروج من غير حاجة معتبرة، كالخروج المتكرر إلى السوق لشراء الأكل، بينما يكفيه من ذلك مرة واحدة.
3 - ومن أخطاء المعتكفين: عدم المحافظة على نظافة المسجد، فيترك البعض بعض مخلفاتهم دون تنظيف، والنبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يقول: (البزاق في المسجد خطيئة وكفارتها دفنها) متفق عليه. فينبغي للمعتكف أن يتعاهد موضع معتكفه بالتنظيف.(67/372)
أبوهم الصليبي والهجوم على الإسلام
ـ[أبو صهيب]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:42 ص]ـ
يا أهل الملتقى نبيكم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يهان ودينكم متهم وأنتم لا تحركون ساكنا في نصرته يجب أن تكون لكم مبادرة في نصرة النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ونصرة دين الإسلام وهذه الحرب المعلنة من بوش أولا ثم رئيس إيطاليا وأستراليا ثم رسوم الدانمارك ثم اليوم من كبيرهم الذي علمهم السحر أبوهم العلج الحقير
انظروا ما يقوله هذا العلج الكبير:"فقط أرني ما أتى به محمد وجاء جديدا، عندها ستجد فقط ما هو شرير ولا إنساني، كأمره نشر الدين الذي نادى به بالسيف".
وسواء قالها ابتداء أم نقلها وأقرها ولم يعقب عليها فإنها تنسب له؟
فهل نظل صامتين كأن الأمر لا يعنينا ولا يعني نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
أسألكم وأناشدكم هل الدفاع عن عرض نبينا - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وعن الإسلام أهم أم ما سأل عنه أحد الأخوة عن غشاء البكارة أهم؟؟؟؟؟!!!!!!!!!
ستقولون هذا من العلم
والجواب هذا من فضول العلم الذي لا يضر الجهل به ويضر في عقيدتك وتوحيدك أن يهان نبيك - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - وأنت ساكت لا رأي لك
ستقول وماذا نفعل؟
الجواب بإمكانك فعل الكثير: وأهم شيء وأخطره أن يستلم طلاب العلم دفة توجيه العامة وتوعيتهم فإن تخلى طلاب العلم عن دورهم فعلى الأمة السلام
1 - إلقاء الكلمات في المساجد والمدارس والجامعات والحفلات والاجتماعات واللقاءات حول التمسك بالعقيدة ورد الغزو الصليبي ضدها
2 - كتابة الكتب والمطويات والأشرطة المحاضرات وتوجيه الناس لحب نبيهم - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - واتباعه
3 - نشر المقالات في الانترنت والمنتديات وبكافة اللغات
4 - الكتابة للصحافة والمجلات ووسائل الإعلام
5 - مخاطبة الحكام وإرسال البرقيات لهم وتحريك بقايا الغيرة في نفوسهم إن تحركت فالله قادر على إحياء الأرض من بعد موتها
أخي الحبيب إن فكرت وهممت لنصرة دينك فلن تعدم الوسيلة قال تعالى والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:58 ص]ـ
جزاك الله خيرا .........
ولا تنس قول الله عزوجل"إنا كفيناك المستهزئين".وقوله:"إن شانئك هو الأبتر"
وصدقت يجب على الدعاة وطلبة العلم تبصير العوام, وإرشادهم وإحياء قضية الولاء والبراء في نفوسهم.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 03:25 م]ـ
و لا ننسا يا أحبتنا الكرام أن وجود هذا المنتدى أصلا هو اتباع نبينا عليه الصلاة و السلام و العمل بسنته فقوتنا في ديننا فيجب المحافظة عليه.
ـ[خالد عبد الجواد]ــــــــ[16 - 09 - 06, 09:44 م]ـ
السلام عليكم
تعلم اخى ان النبى يهان وندعوا عليهم كثيرا
لكن هل تعلم عدد المسلمات الاتى فقدن بكارتهن
العدد كبير اخى
كبير جدا
فالالتزام بالدين وتزجيه الحق للناس مهم جدا
عندما يتعلم الناس دينهم فلا يهم ان نبح كلب على المسافرين
فلا احد ينظر للكلب ومجرد النظر اليه والرد عليه يزيد من شائتهم
دعهم اخى يموتوا بغيظهم
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 07:19 م]ـ
بارك الله فيك أخي وجزاك على غيرتك على هذا الدين خير الجزاء
ونحن المسلمون نقول لكلب الروم
سنريك كيف نشرنا هذا الدين بالسيف سنريك حد السيف قريبا بإذن الله وعندها يذلك الله ونفتح رومية كما أخبرنا الصادق المصدوق(67/373)
الصوم والصحة النفسية
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:58 ص]ـ
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
هذا درس في الصوم والصحة النفسية أخذ من كتاب الدكتور. جمال ماضي ابو العزائم
كلما اقترب شهر الصوم يشعر أفراد العالم الاسلامي بسعادة دافقة تعم هذا الوطن الواسع وتعبر عن الفرحة لدى أعضائه من الصغار والشباب والكادحين العاملين والمعمرين فريضة الصيام وفرح برمضان أيامه ولياليه وأعياده.
واذا اردنا أن نحلل هذه الظاهرة فعلينا أن نركز الأضواء على التغيير في الحياة الاجتماعية مع اقتراب شهر الصوم ودلالات ذلك التغيير وهناك نقاط يمكننا ان نركز عليها:
أولا: يترقب الناس هذا الشهر بالاستعداد له الاستعداد لاحياء لياليه في الأسرة والاستعداد للتجمع سويا وقت الافطار وعند السحور ومع الأحباب والاستعداد للتزاور وقضاء الليالي مع الأقارب والأخوان والجيران والاستعداد لتعمير المساجد وقضاء أوقات الصلاة بين جوانبها وصلاة التراويح بعد صلاة العشاء وقراءة القرآن وتدارسه،والانسان خلق ميالا ومحبا للجماعة والظاهرة الرئيسية في شهر الصوم هي تنبيه دافع حب الجماعة والتنبيه للتجمع مع شهر الصوم تنبه شامل للمجتمع والأسرة في وقت واحد ولعمل واحد والقيام لرب واحد والامتناع عن عمل واحد والاتيان بهذا العمل في ميعاد واحد وأن شهر الصوم لأكبر مؤثر على تنبيه حب الجماعة وحب الوطن والوطن هنا هو الاسلام وحب الوطن من الايمان والجماعة هنا هم المسلمون " انما المؤمنون أخوة " فكان الصبر والصوم وتنبيه دافع وغريزة التجمع انما يوصل الى أعلى مقامات الأخوة والى أعلى مقامات السلوك والوطنية الحقه والجماعات والتجمع في ميدان الصحة النفسية هي قمة الشعور بالسعادة والرضا والهدوء والبعد عن الخوف والقلق خاصة اذا كانت الجماعة تقوم كلها بعمل واحد وبهدف واحد رافعة وجهها لرب واحد متدارسه لكتاب واحد " ما فرطنا في الكتاب من شيء " وهناك تعم الصحة النفسية وتشيع أحاسيس الرضا والطمأنينة.
ثانيا: ينال أولادنا منا وبالأخص مع شهر الصوم اهتماما كبيرا وأنهم يجتمعون معنا عند الأفطار وعند السحور وتتجمع الأسر وهي تستعد للصلاة في المنزل أو في المساجد وتستعد الأسر بالتزاور وتستعد أكثر وهي تستعد للاحتفال بالعيد ولبس الجديد وكان لهذا التغيير في نظام الأسرة واجتماع أفرادها مع الآباء والأمهات وقيام هؤلاء بواجبهم تجاه الأسرة والاهتمام بأفرادها أثره على الصحة النفسية فالأسرة المتوافقة المتحابة والتي يقوم فيها الأب والأم بأدوارهم الوظيفية من الرحمة والعطف والحنان والتربية والمصاحبة أسر سعيدة مطمئنة ولذا فشهر الصوم له أثره على ربط أفراد الأسرة بعضهم ببعض وما أجمل كذلك أن ترى بعض الأسر وقد تجمعوا يقرؤون القرآن ويتدارسون معانيه في حلقات جمعية تزيد من تعلقهم ببعضهم ببعض مع المثل والقيم والأخلاق.
ثالثا: أن عملية الصوم نفسها والامتناع عن الطعام والشراب والتغيير الذي يظهر مع بدء الصوم على دوافع الأكل والشرب والصمود والصبر على ترويض هذه الدوافع أبان شهر الصوم ما هو الا مزيد من حكم الانسان في دوافعه والاعتدال بها الى التوسط والبعد بها عن الأسراف مصداقا لقوله تعالى: وكلوا وأشربوا ولا تسرفوا أنه لا يحب المسرفين " هذا الترويض لهذه الدوافع يؤدي بها الى التصالح مع قوى النفس الانسانية. والانسان الذي تصطلح قوى وطاقات ضميره مع قوة وطاقات دوافعه يعيش بعيد عن الصراع، هذا الصراع الذي يؤدي الى الاضطرابات النفسية المختلفة ولننظر لقوله تعالى " واذا النفوس زوجت " واصطلحت وتعايشت فانها تعمل لاسعاد الانسان ... تأكل في توسط وتشرب بغير نهم وتتزاوج مع القيم والقانون وتجتمع تبني وتزيد الانتاج وتفرح مع الجماعة.
رابعا: ان عملية الصوم تؤدي الى الصحة الجسمية فهي عودة بالجسم الانساني الى الراحة لمعدته ولاعضائه المختلفة ودافع الى التوسط بعيدا عن الانهاك والتراكمات المختلفة في أعضاء الجسم للمواد الغذائية التي تزيد عن حاجته، هذه المواد الدهنية التي تضني الدورة الدموية وتسبب الأمراض المختلفة والتي يحاربها الصوم بفلسفته وتؤدي الى تمتع الانسان بالصحة الجسمية. والصحة الجسمية عنوان على الصحة النفسية. العقل السليم في الجسم السليم. واذا دققنا البحث نجد للصوم أثره على معظم أعضاء الجسم.
خامسا: والصيام الحق ذلك الصيام الذي يزيد التأمل ويدعو الى التركيز وينتقل بالانسان الى وفرة العمل ولا يكن ذلك الا اذا قام الصائم بتطبيق الشريعة الغراء تطبيقا دقيقا: " نحن قوم لا نأكل حتى نجوع واذا أكلنا لا نشبع " اين الذين يطبقون هذا النهج حتى نرى أثر صيامهم على صحتهم النفسية، فقد كان لشهر رمضان في حياة المسلمين الأوائل جولات في القتال تعد مثلا فريدا من وفرة الانتاج وانطلاق الانسان المسلم حتى يصل الفرد المقاتل الى عشرة أمثال طاقته وأكثر.(67/374)
حال السلف في رمضان
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[16 - 09 - 06, 12:56 م]ـ
حال السلف في رمضان
أخي المسلم .. أختي المسلمة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
أبعث إليكم هذه الرسالة محملة بالأشواق والتحيات العطرة، أزفها إليكم من قلب أحبكم في الله، نسأل الله أن يجمعنا بكم في دار كرامته ومستقر رحمته. وبمناسبة قدوم شهر رمضان أقدم لكم هذه النصيحة هدية متواضعة، أرجو أن تقبلوها بصدر رحب وتبادلوني النصح، حفظكم الله ورعاكم.
كيف نستقبل شهر رمضان المبارك؟
قال تعالى: (شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان) (البقرة: 185).
أخي الكريم:
•خص الله شهر رمضان عن غيره من الشهور بكثير من الخصائص والفضائل منها:
•خلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك.
•تستغفر الملائكة للصائمين حتى يفطروا.
•يزين الله كل يوم جنته ويقول: يوشك عبادي الصالحون أن يلقوا عنهم المئونة والأذى ثم يصيروا إليك.
•تصفد فيه الشياطين.
•تفتح فيه أبواب الجنة وتغلق أبواب النار.
•فيه ليلة القدر هي خير من ألف شهر، من حرم خيرها فقد حرم الخير كله.
•يغفر للصائمين في آخر ليلة من رمضان.
•لله عتقاء من النار، وذلك كل ليلة من رمضان.
فيا أخي الكريم:
شهر هذه خصائصه وفضائله بأي شيء نستقله؟ بالانشغال باللهو وطول السهر، نتضجر من قدومه ويثقل علينا، نعوذ بالله من ذلك كله.
ولكن العبد الصالح يستقبله بالتوبة النصوح، والعزيمة الصادقة على اغتنامه، وعمارة أوقاته بالأعمال الصالحة، سائلين الله الإعانة على حسن عبادته.
وإليك أخي الكريم الأعمال الصالحة التي تتأكد في رمضان:
ـ قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" كل عمل ابن آدم له الحسنة بعشر أمثالها إلى سبعمائة ضعف، يقول عز وجل: إلا الصيام فإنه لي وأنا أجزي به، ترك شهوته وطعامه وشرابه من أجلي، للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه، ولخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك " (أخرجه البخاري ومسلم)
وقال:" من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه " (أخرجه البخاري ومسلم)، ولا شك أن هذا الثواب الجزيل لا يكون لمن امتنع عن الطعام والشراب فقط، وإنما كما قال النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه " (أخرجه البخاري)، وقال:" الصوم جنة، فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يفسق ولا يجهل، فإن سابه أحد فليقل إني امرؤ صائم " (أخرجة البخاري ومسلم)
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:"من قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" (أخرجه البخاري ومسلم) {وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هوناً وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما * والذين يبيتون لربهم سجداً وقياما} (الفرقان: 63، 64)، وقد كان قيام الليل دأب النبي صلى الله عليه وسلّم وأصحابه، قالت عائشة رضي الله عنها: " لا تدع قيام الليل، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلّم كان لا يدعه، وكان إذا مرض أو كسل صلى قاعداً ".
وكان عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يصلي من الليل ما شاء الله حتى إذا كان نصف الليل أيقظه أهله للصلاة، ثم يقول لهم الصلاة الصلاة .. ويتلو {وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها لا نسألك رزقاً نحن نرزقك والعاقبة للتقوى} (طه:132)، وكان ابن عمر يقرأ هذه الآية {أمن هو قانت آناء الليل ساجداً وقائماً يحذر الآخرة ويرجو رحمة ربه} (الزمر:9) قال: ذاك عثمان بن عفان 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ -، قال ابن أبي حاتم: وإنما قال ابن عمر ذلك لكثرة صلاة أمير المؤمنين عثمان بالليل وقراءته حتى أنه ربما قرأ القرآن في ركعة.
وعن علقمة بن قيس قال: بت مع عبد الله بن مسعود 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ليلة فقام أول الليل ثم قام يصلي، فكان يقرأ قراءة الإمام في مسجد حية يرتل ولا يراجع يسمع من حوله ولا يجع صوته، حتى لم بيق من الغسل إلا كما بين أذان المغرب إلى الانصراف، ثم الوتر.
وفي حديث السائب بن زيد قال: كان القارئ يقرأ بالمئين ـ يعني بمآت الأيات ـ تحتى كنا نعتمد على العصى من طول القيام قال: وما كانوا ينصرفون إلا عند الفجر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/375)
لك أخي المسلم أن تكمل التراويح مع الإمام حتى تكتب في القائمين، فقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" من قام مع أمامه حتى ينصرف كتب له قيام ليلة " (رواه أهل السنن)
الصدقة:
كان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أجود الناس، وكان أجود ما يكون في رمضان، كان أجود بالخير من الريح المرسلة .. وقد قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" أفضل الصدقة صدقة في رمضان .. " (أخرجه الترمذي عن أنس)
روى زيد بن أسلم عن أبيه قال: سمعت عمر بن الخطاب 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يقول: أمرنا رسول الله صلى - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أن نتصدق ووافق ذلك مال عندي، فقلت: اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً، قال فجئت بنصف مالي، فقال لي رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " ما أبقيت لأهلك " فقلت مثله، وأتى أبو بكر بكل ما عنده، فقال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - ماذا أبقيت لهم؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله " قلت: لا أسابقك إلى شيء أبداً.
وعن طلحة بن يحيى بن طلحة، قال: حدثني جدتي سعدى بنت عوف المرية ـ وكانت محل إزار طلحة ابن عبيد الله ـ قالت: دخل على طلحة ذات يوم وهو خائر النفس، فقلت: مالي أراك كالح الوجه؟ وقلت: ما شأنك أرابك مني شيء فأعينك؟ قال: لا؛ لونعم حليلة المرء المسلم أنت. قلت: ما عليك، اقسمه، قالت: فقسمه حتى ما بقى منه درهم واحد، قال طلحة بن يحيى: فسألت خازن طلحة كم كان المال؟ قال: أربعمائة ألف.
فيا أخي للصدقة في رمضان مزية وخصوصية فبادر إليها، واحرص على آدائها بحسب حالك، ولها صور كثيرة منها:
أ -إطعام الطعام:
قال الله تعالى: (ويطعمون الطعام على حبه مسكيناً ويتيماً واثيرا * إنما نطعمكم لوجه الله لا نريد منكم جزاءً ولا شكورا * إنا نخاف من ربنا يوماً عبوساً قمطريراً * فوقاهم الله شر ذلك اليوم ولقاهم نضرة وسرورا * وجزاهم بما صبروا جنة وحريرا) (الانسان:8 - 12)، فقد كان السلف الصالح يحرصون على إطعام الطعام، ويعدمونه على كثير من العبادات، سواد كان ذلك بإشباع الجائع، او إطعام أخ صالح، فلا يشترط في المطعم الفقر. قال رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - " ياأيها الناس، أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام، وصلوا بالليل والناس نيام، تدخلوا الجنة بسلام ". (رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني)، وقد قال بعض السلف: لأن أدعو عشرة من أصحابي فأطعمهم طعاماً يشتهونه أحب إلى من أن أعتق عشرة من ولد إسماعيل.
وكان كثيرمن السلف يؤثر بفطوره وهو صائم، منهم عبد الله بن عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - عنهما وداود الطائي ومالك ابن دينار وأحمد بن حنبل، وكان ابن عمر لا يفطر إلا مع اليتامى والمساكين، وربما علم أن أهله قد ردوهم عنه، فلم يفطر في تلك الليلة.
وكان من السلف من يطعم إخوانه الطعام وهو صائم ويجلس يخدمهم ويروحهم،منهم الحسن وابن المبارك.
قال أبو السوار العودي: كان رجا لمن بني عدي يصلون في هذا المسجدد، ما أفطر أحد منهم على طعام قط وحده، إن وجد من يأكل معه أكل، وإلا أخرج طعامه إلى المسجد فأكله مع الناس وأكل الناس معه.
وعبادة إطعام الطعام ينشأ عنها عبادات كثيرة منها: التودد والتحبب إلى إخوانك الذين أطعمتهم، فيكون ذلك سبباً في دخول الجنة:" لن تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا، ولن تؤمنوا حتى تحابوا " كما ينشأ عنها مجالسة الصالحين واحتساب الأجر على معاونتهم على الطاعات التي تقووا عليها بطعامك.
ب - تفطير الصائمين:
قال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -:" من أفطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيء" {أخرجه أحمد والنسائي وصححه الألباني}، وفي حديث سلمان:} من فطر فيه صائماً كان مغفرة لذنوبه وعتق رقبته من النار، وكان له مثل أحره من غير أن ينقص من أجره شيء، فقالوا يا رسول الله، ليس كلنا يجد ما يفطر به الصائم، فقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - يعطي الله هذا الثواب لمن فطر صائماً على مذقة لبن أو تمرة أو شربة ماء، ومن سقى صائماً سقاه الله من حوضي شربة هنيئة لا يظمأ بعدها، حتى يدخل الجنة}.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/376)
ج - الاجتهاد في قراءة القرآن:
سأذكرك يا أخي هنا بأمرين عن حال السلف الصالح:
كثرة قراءة القرآن.
البكاء عند قراءته أو سماعه خشوعاً وإخباتاً لله تبارك وتعالى.
كثرة قراءة القرآن:
شهر رمضان هو شهر القرآن، فينبغي أن يكثر العبد المسلم من قراءته، وقد كان من حال السلف العناية بكتاب الله، فكان جبريل يدارس النبي صلى الله عليه وسلّم يختم القرآن كل يوم مرة، وكان بعض السلف يختم كل سبع، وبعضهم كل عشر، فكانوا يقرءون القرآن في الصلاة وفي غيرها، فكان للشافعي في رمضان ستون ختمة، يقرءوها في عير الصلاة، وكان قتادة يختم كل سبع دائماً، وفي رمضان في كل ثلاث، وفي العشر الأواخر في كل ليلة،وكان الزهري إذا دخل رمضان يفر من قراءة الحديث ومجالسة أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف، وكان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العبادة وأقبل على قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك، فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان والأماكن المفضلة فيها تلاوة القرآن اغتناماً لفضيلة الزمان والمكان، وهو قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأئمة، وعليه عمل غيرهم كما سبق.
البكاء عند تلاوة القرآن:
لم يكن من هدي السلف هذا القرآن هذ الشعر دون تدبر وفهم، وإنما كانوا يتأثرون بكلام الله عز وجل ويحركون به القلوب، ففي البخاري عن عيد الله بن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:" اقرأ علي " فقلت: أقرأ عليك وعليك أنزل؟! فقال:" إني أحب أن أسمعه من غيري "، قال فقرأت سورة النساء حتى إذا بلغت (فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا) (النساء: 41)، قال " حسبك " فالتفت فإذا عيناه تذرقان. وأخرج البيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: لما نزلت {أفمن هذا الحديث تعجبون * وتضحكون ولا تبكون} (النجم:59،60) فبكى أهل الصفة حتى جرت دموعهم على خدودهم، فلما سمع رسول الله صلى الله عليه وسلّم حسهم بكى معهم، فبكينا ببكائه، قال رسول الله صلى الله عليه وسلّم:" لا يلج النار من بكى من خشية الله "، وقد قرأ ابن عمر سورة المطففين حتى إذا بلغ {يوم يقوم الناس لرب العالمين) (المطففين:6) فيكى حتى خر، وامتنع من قراءة ما بعدها، وعنمزاحم بن زفر قال: صلى بنا سفيان الثوري المغرب فقرأ حتى بلغ (إياك نعبد وإياك نستعين} بكى حتى انقطعت قراءته، ثم عاد فقرأ الحمد.
وعن إبراهيم بن الأشعث قال: سمعت فضيلاً يقول ذات ليلة وهو يقرأ سورة محمد،وهو يبكي ويردد هذه الآية: {ولنبلونكم حتى نعلم المجاهدين منكم والصابرين ونبلو أخباركم} (محمد:31) وجعل يقول: ونبلو أخباركم، ويردد وتبلوا أخباركم، أن بلوت أخبارنا فضحتنا وهتكت أستارنا، إنك إن بلوت أخبارنا أهلكنتا وعذبتنا، ويبكي.
د - الجلوس في المسجد حتى تطلع الشمس:
كان النبي صلى الله عليه وسلّم إذا صلى الغداة ـ أي الفجرـ جلس في مصلاه حتى تطلع الشمس (أخرجه مسلم) وأخرج الترمذي عن أنس عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال:" من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ثم صلى ركعتين، كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة " (صححه الألباني) هذا في كل الأيام، فكيف بأيام رمضان؟
فيا أخي المسلم ـ رعاك الله ـ استعن على تحصيل هذا الثواب الجزيل بنوم الليل، والاقتداء بالصالحين، ومجاهدة النفس في ذات الله، وعلو الهمة لبلوغ الذروة من منازل الجنة.
هـ - الاعتكاف:
كان النبي صلى الله عليه وسلّم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام؛ فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوماً (أخرجه البخاري)، لالاعتكاف من العبادات التي تجمع كثيراً من الطاعات من نالتلاوة والصلاة والذكر والدعاء وغيرها.
وقد يتصور من لم يجربه صعوبته ومشقته، وهو يسير على من يسره الله عليه، فمن تسلح بالنية الصالحة والعزيمة الصادقة أعانه الله، وأكد الاعتكاف في العشر الأواخر تحرياً لليلة القدر،وهو الخلوة الشرعية، فالمعتكف قد حبس نفسه على طاعة الله وذكره، وقطع عن نفسه كل شاغل يشغله عنه، وعكف قلبه وقالبه على ربه وما يقربه منه، فما بقى له هم سوى الله وما يرضيه عنه.
هـ - العمرة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/377)
في رمضان: ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلّم أنه قال:" عمرة في رمضان تعدل حجة " (أخرجه البخاري ومسلم)، وفي رواية: "حجة معي " فهنيئاً لك ــ يا أخي ـ تحجةمع النبي صلى الله عليه وسلّم.
و- تحري ليلة القدر:
قال صلى الله عليه وسلّم:" من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه" (أخرجه البخاري ومسلم)، وكان النبي صلى الله عليه وسلّم يتحرى ليلة القدر ويأمر أصحابه بتحريها، وكان يوقظ أهله ليلي العشر رجاء أن يدركوا ليلة القدر. وفي المسند عن عبادة مرفوعاً:" من قامها ابتغاءها ثم وقعت له غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر "، وللنسائي نحوه، قال الحافظ: إسناده على شرط الصحيح.
وورد عن بعض السلف من الصحابة والتابعين الاغتسال والتطيب في ليالي العشر تحرياً ليلة القدر التي شرفها الله ورفع قدرها، فيا من أضاع عمره في شيء، استدرك ما فاتك في ليلة القدر، فإنها تحسب من العمر، العمل فيها خير من العمل في ألف شهر سواها، من حرم خيرها فقد حرم.
وهي في العشرة الأواخر من رمضان، وهي في الوتر من لياليه الآخرة، وأرجى الليالي سبع وعشرين ليلة، لما روى مسلم عن أبي بن كعب رضي الله عنه:" والله إني بقيامها، وهي ليلة سبع وعشرين " وكان أبي يحلف على ذلك ويقول:" بالآية والعلامة التي أخبرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أن الشمس تطلع صبيحتها لا شعاع لها "
وعن عائشة رضي الله عنها قالت: " يا رسول الله، إن وافقت ليلة القدر ما أقول؟ قال:" قولي اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني " (رواه أحمد والترمذي وصححه الألباني)
ز- الإكثار من الذكر والدعاء والاستغفار:
أخي الكريم، أيام وليالي رمضان أزمنة فاضلة فاغتنمها بالإكثار منالذكر والدعاء وبخاصة في أوقات الإجابة،ومنها:
•عند الافطار فللصائم عند فطره دعوة لا ترد.
•ثلث الليل الآخر حين ينزل ربنا تبارك وتعالى ويقول: " هل من سائل فأعطيه، هل من مستغفر فأغفر له "
•الاستغفار بالأسحار: قال تعالى: (وبالأسحار هم يستغفرون) (الذاريات:18)
وأخيراً .. أخي الكريم ..
وبعد هذه الجولة في رياض الجنة نتفيأ ظلال الأعمال الصالحة، أنبهك إلى أمر مهم … أتدري ما هو؟ إنه الإخلاص .. فكم من صائم ليس له من صيامة إلا الجوع والعطش، وكم من قائم ليس له من قيامه إلا السهر والتعب، أعاذنا الله وإياك من ذلك، ولذلك نجد النبي صلى الله عليه وسلّم يؤكد على هذه القضية .. " إيماناً واحتساباً "، وقد حرص السلف على إخفاء أعمالهم خوفاً على أنفسهم، فهذا التابعي الجليل أيوب السختياني يحدث عنه حماد بن زيد فيقول: كان أيوب ربما حدث بالحديث فيرق فيلتفت فيتمخط ويقول: ما أشد الزكام! يظهر أنه مزكوم لإخفاء البكاء، وعن محمد بن واسع قال: لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة وقد بلّ ما تحت خده من دموعه، لا تشعر به امرأته، ولقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده، ولا يشعر به الذي جنبه
وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك، فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة، وعن أبن أبي عدى قال: صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله، وكان خرازاً يحمل معه غذاءه من عندهم فيتصدق به في الطريق، ويرجع عشياً فيفطر معهم.
قال سفيان الثوري: بلغني أن العبد يعمل العمل سراً، فلا يزال به الشيطان حتى يغلبه فيكتب في العلانية، ثم لا يزال به الشيطان حتى يحب أن يحمد عليه، فينسخ من العلانية فيثبت في الرياء.
اللهو في رمضان:
أخي ..
أظن أني قد أطلت عليك وأنا أحثك على اغتنام الوقت .. قطعت عليك الوقت، ولكن أتأذن لي أن نعرج سوياً على ظاهرة خطيرة وبخاصة في رمضان، إنها ظاهرة إضاعه الوقت وتقطيعه في غير طاعة الله .. إنها الغفلة والأعراض عن الرحمات والنفحات الإلهية، قال تعالى (ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ونحشره يوم القيامة أعمى * قال رب لم حشرتني أعمى وقد كنت بصيرا * قال كذلك أتتك آياتنا فنسيتها وكذلك اليوم تنسى * وكذلك نجزي من أسرف ولم يؤمن بآيات ربه ولعذاب الآخرة أشد وأبقى) (طه:124 - 127)، وكم تتألم نفسك،ويتقطع قلبك حسرات على ما تراه من شباب المسلمين، الذين امتلأت بهم الأرصفة والملاعب في ليالي رمضان الفاضلة .. كم من حرمات الله ومعاصيه التي يجاهر بها في ليالي رمضان المباركة .. نعم أن المسلم ليغار على أوقات المسلمين، وعلى زهرة شبابهم أن تبذل في غير طاعة الله.
ولكن .. !!! بأس عليك .. إن الطريق لسعادتك وسعادة إخوانك الدعوة والدعاء. نعم، ودعوة من غفل من أبناء المسلمين وهدايتهم الصراط المستقيم. والدعاء لهم بظهر الغيب لعل الله أن يستجيب فلا نشقى ابداً.
أخوك الناصح
ـ[محمد عبدالكريم محمد]ــــــــ[25 - 05 - 07, 11:37 ص]ـ
جزاكم الله خيراً وإليك (20) موعظة من مواعظ شهر رمضان المبارك
http://www.tahhansite.com/pages/I.htm
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/378)
ـ[تلميذة الأصول]ــــــــ[12 - 09 - 07, 02:50 ص]ـ
بارك الله فيك
ـ[بولرباح]ــــــــ[16 - 08 - 09, 03:20 م]ـ
جزاك الله خيرا
ـ[أبي عبدالله]ــــــــ[16 - 08 - 09, 04:06 م]ـ
جزاكم الله خيراً وإليك (20) موعظة من مواعظ شهر رمضان المبارك
http://www.tahhansite.com/pages/I.htm
غفر الله لك أخي محمد
حبذا لو نظرت لنا في أمر الرابط لأنه لايعمل
ـ[خالد أبو أيمن]ــــــــ[16 - 08 - 09, 05:44 م]ـ
اللهم اغفر لنا ووفقنا(67/379)
ما ضابطُ العقوق؟
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[16 - 09 - 06, 01:39 م]ـ
قال بعضهم: لم أجد له ضابطًا.
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[16 - 09 - 06, 09:46 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
نعم قل من ضبط العقوق كما قال النووي رحمه الله، وقال العز بن عبد السلام: (لم أقف فى عقوق الوالدين وفيما يختصان به من الحقوق على ضابط أعتمده)
وقال البلقيني في فتاواه: (قال بعض الأكابر: إنه يعسر ضبطه) ثم ذكر ضابطا له فقال:
(هو أن يؤذيه بما لو فعله مع غيره كان محرما من جملة الصغائر فينتقل بالنسبة إليه إلى الكبائر أو أن يخالف أمره أو نهيه فيما يدخل منه الخوف على الولد من فوت نفسه أو عضو من أعضائه ما لم يتهم الوالد في ذلك أو أن يخالفه في سفر يشق على الوالد وليس بفرض على الولد أو في غيبة طويلة فيما ليس بعلم نافع ولا كسب فيه أو فيه وقيعة في العرض لها وقع) ثم شرع يشرح الضابط شرحا مفصلا.
ينظر: روح المعاني للآلوسي (15/ 59) ومابعدها فهو شرح حسن
وذكر له أبو عمرو بن الصلاح في فتاويه ضابطا فقال: (كل فعل يتأذى به الوالد أو نحوه تأذيا ليس بالهين مع كونه ليس من الأفعال الواجبة) ينظر: شرح مسلم للنووي (2/ 87)
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[17 - 09 - 06, 10:41 ص]ـ
جزاك الله خيرًا، أخي الفاضل
لو أمر الوالدُ ابنَه بطلاق زوجه، ورفض الابن، فإن الأب سيتأذى، فهل في هذا عقوق؟
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 11:58 ص]ـ
لا عقوق في هذا ألبتة, لأن فيه إفسادا لبيت قائم وفكّا لرابطة زوجية بدون وجه شرعي, والتفريق بين الزوجين منكرٌ عظيم وهو من عمل السحرة,
أما إذا ترجحت للأب مصلحة في تطليق ابنه للزوجة, وكان ممن يؤمن دينه ويوثق في أمانته ولم يكن أمره بالطلاق لأجل التشفي أو الإفساد أو تحقيق مصلحة شخصية فللولد حينئذ النظر والتقدير والعمل بما أمره به والده ..
ولربما استدل البعض بأمر أبي بكر لابنه بالتطليق فأقول:
من كان له والدٌ كأبي بكر فلا يشاور في طاعته في التطليق وغيره مما لا معصية فيه لله
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[17 - 09 - 06, 01:40 م]ـ
بارك الله فيك، أخي أبا زيد.
لعلك تعني عمر، رضي الله عنه.
والكلمة مشهورة عن الإمام أحمد، رضي الله عنه.
ـ[أبو يوسف التواب]ــــــــ[01 - 01 - 08, 12:52 ص]ـ
للفائدة
ـ[خليل الفائدة]ــــــــ[10 - 02 - 08, 02:14 م]ـ
للزيادة
ـ[ابن جبير]ــــــــ[10 - 02 - 08, 03:34 م]ـ
جزاكم الله خيراً
ونقل ابن مفلح في الآداب الشرعيه (1/ 474) طبعة الرسالة
قال الشيخ تقي الدين رحمه الله: إنه ليس لأحد الأَبوين أن يلزم الولد بنكاح مَنْ لا يريد وأنه اذا امتنع لا يكون عاقاً. انتهى
وقال ايضاً: فإن أمره ابوه بطلاق امرته لم يجب ذكره اكثر الاصحاب ..... انتهى. ونقل التفريق بين الاب والام في هذا ايضاً.
وسمعت الشيخ /عبدالعزيز السدحان - حفظه الله ينقل عن ابن باز (رحمه الله) انه سأله عن أن والدة الشيخ السدحان تحب أن تصب القهوة له وأنه يتحرج من ذلك
فأجابه الشيخ ابن باز (رحمه الله) إن كان ذلك يدخل السرور عليها فلا بأس(67/380)
أين أجد قول شيخ الإسلام ابن تيمية عن المأمون العباسي ...
ـ[محمود السعيدان]ــــــــ[16 - 09 - 06, 03:19 م]ـ
حينما قال رحمه الله: [[ما أظن الله تعالى يغفل عن المأمون العباسي ولا بد أن يعاقبه بما أدخل على هذه الأمة من علوم الفلاسفة]]
لقد بحثت عنه في مؤلفاته رحمه الله ولم أجده، ويقال أن السفاريني ذكره في لوامع الأنور البهية وساقه بسنده عن شيخ الإسلام أنه قاله؟؟
فهل هذا صحيح؟؟؟
وجزاكم الله كل خير.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 09 - 06, 10:18 م]ـ
ذكر ذلك عنه الصفدي في الغيث المسجم 1/ 79 فقال:
حدثني من أثق به أن الشيخ تقي الدين أحمد بن تيمية رحمه الله كان يقول: ما أظن أن الله يغفل عن المأمون ولا بد أن يقابله على ما اعتمده من مع هذه الأمة من إدخال هذه العلوم الفلسفية بين أهلها.
ـ[محمود السعيدان]ــــــــ[17 - 09 - 06, 03:15 ص]ـ
جزاك الله خيرا ياشيخ عبد الرحمن ,,
ـ[محمد الحارثي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 06:57 ص]ـ
بارك الله فيك أخينا(67/381)
أخي المسلم ...... هلّا طلبت لنفسك بيتاً في الجنة ....
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[16 - 09 - 06, 04:55 م]ـ
أخي المسلم ...... هلّا طلبت لنفسك بيتاً في الجنة ....
مقدمة
الحمد لله رب العالمين.الرحمن الرحيم.مالك يوم الدين.إياك نعبد و إياك نستعين.إهدنا الصراط المستقيم.وأشهد أن لا اله إلا الله وحده لا شريك له، إله الأولين و الآخرين و ملجاء السائلين.و أشهد أن محمد عبده و رسوله، قدوة المؤمنين. اللهم صل و سلم عليه و على صحبه الهداة المهتدين،و على من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: فهذه رسالة لطيفة جمعت فيها ما يدل على ما أعده الله تعالى من الفضل والثواب الجزيل لمن سلك هذه الأسباب قاصداً بها وجه الله تعالى - فحسب - فإن الله جل وعز يجازيه بقصر منيف واسع في دار الخلد، جعلني الله وإياكم منهم.
مشروعية طلب بيت في الجنة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:" إن فرعون أوتد لامرأته أربعة أوتاد في يديها ورجليها فكان إذا تفرقوا عنها ظللتها الملائكة فقالت: {رب ابن لي عندك بيتا في الجنة ونجني من فرعون وعمله ونجني من القوم الظالمين} فكشف لها عن بيتها في الجنة]. (صحيح). وله شاهد من حديث سلمان قال: كانت امرأة فرعون تعذب بالشمس فإذا انصرفوا عنها أظلتها الملائكة بأجنحتها وكانت ترى بيتها في الجنة.
وروي عن أبي رافع قال: وتد فرعون لامرأته أربعة أوتاد. ثم حمل على بطنها رحى عظيمة حتى ماتت.
(وهذا صحيح لكنه مع وقفه مرسل)
التخريج:
رواه الطبري في تفسيره [جزء 12 - صفحة 570]،وقال الحاكم في المستدرك [جزء 2 - صفحة 568]: 3929:هذا حديث صحيح الإسناد و لم يخرجاه،وفي تعليق الذهبي قي التلخيص: صحيح.
انظر السلسلة الصحيحة [جزء 6 - صفحة 35] 2508 - (صحيح)
أو ل من بُشر ببيت في الجنة من هذه الأمة.
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أتى جبريل النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله هذه خديجة قد أتت معها إناء فيه إدام أو طعام أو شراب فإذا هي أتتك فاقرأ عليها السلام من ربها ومني وبشرها ببيت في الجنة من قصب لا صخب فيه ولا نصب.
التخريج:
رواه البخاري [جزء 3 - صفحة 1389] 3609،و مسلم [جزء 4 - صفحة 1887] 71 - (2432)
التعليق:
قال النووي في شرحه على مسلم [جزء 15 - صفحة 200]:
وقوله ببيت من قصب قال جمهور العلماء المراد به قصب اللؤلؤ المجوف كالقصر المنيف وقيل قصب من ذهب منظوم بالجوهر قال أهل اللغة القصب من الجوهر ما استطال منه في تجويف قالوا ويقال لكل مجوف قصب وقد جاء في الحديث مفسرا ببيت من لؤلؤة محياة وفسروه بمجوفة قال الخطابي وغيره المراد بالبيت هنا القصر وأما الصخب فبفتح الصاد والخاء وهو الصوت المختلط المرتفع والنصب المشقة والتعب.
وقال الحافظ ابن حجر في فتح الباري [جزء 7 - صفحة 138]:
انه صلى الله عليه وسلم لما دعا إلى الإسلام اجابت خديجة طوعا فلم تحوجه إلى رفع صوت ولا منازعة ولا تعب في ذلك بل ازالت عنه كل نصب وانسته من كل وحشة وهونت عليه كل عسير فناسب ان يكون منزلها الذي بشرها به ربها بالصفة المقابلة لفعلها.
فصل: ذكر الأسباب الموصلة إلى بيت في الجنة.
1. الحمد على فقد الولد.
عن أبي سنان قال: دفنت ابني سنانا و أبو طلحة الخولاني جالس على شفير القبر فما أردت الخروج أخذ بيدي فقال ألا أبشرك يا أبا سنان! قلت بلى فقال حدثني الضحاك بن عبد الرحمن بن عرزب عن أبي موسى الأشعري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إذا مات ولد العبد قال الله لملائكته قبضتم ولد عبدي! فيقولن نعم فيقول قبضتم ثمرة فؤاده! فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدي؟ فيقولن حمدك واستجرع فيقول الله إبنوا لعبدي بيتا في الجنة وسموه بيت الحمد.
التخريج:
رواه الترمذي [جزء 3 - صفحة 341] 1021،وقال:هذا حديث حسن غريب،و رواه أحمد [جزء 4 - صفحة 415] 19740،وقال الشيخ الألباني: حسن في السلسلة الصحيحة [جزء 3 - صفحة 398] 1408
التعليق:
قال ابن تيمية في مجموع الفتاوى [جزء 10 - صفحة 43]:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/382)
والرضا وان كان من اعمال القلوب فكماله هو الحمد حتى ان بعضهم فسرالحمد بالرضا ولهذا جاء فى الكتاب والسنة حمد الله على كل حال وذلك يتضمن الرضا بقضائه وفى الحديث اول من يدعى الى الجنة الحمادون الذين يحمدون الله فى السراء والضراء وروى عن النبى صلى الله عليه وسلم انه كان إذا اتاه الأمر يسره قال الحمد لله الذى بنعمته تتم الصالحات واذا اتاه الأمر الذى يسوءه قال الحمد لله على كل حال وفى مسند الامام احمد عن ابى موسى الأشعرى عن النبى صلى الله عليه وسلم قال إذا قبض ولد العبد يقول الله لملائكته اقبضتم ولد عبدى فيقولون نعم فيقول اقبضتم ثمرة فؤاده فيقولون نعم فيقول ماذا قال عبدى فيقولون حمدك واسترجع فيقول ابنوا لعبدى بيتا فى الجنة وسموه بيت الحمد. اهـ
قال ابن القيم في زاد المعاد [جزء 4 - صفحة 173]:
ومن علاجها (يعني المصيبة): أن يعلم أن ما يعقبه الصبر والإحتساب من اللذة والمسرة أضعاف ما كان يحصل له ببقاء ما أصيب به لو بقي عليه ويكفيه من ذلك بيت الحمد الذي يبنى له في الجنة على حمده لربه واسترجاعه فلينظر: أي المصيبتين أعظم؟: مصيبة العاجلة أو مصيبة فوات بيت الحمد في جنة الخلد. اهـ
2. سدّ الفرجات في صفوف الصلاة.
عن عائشة قالت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من سد فرجة في صف رفعه الله بها درجة وبنى له بيتا في الجنة.
التخريج:
رواه الطبراني في المعجم الأوسط [جزء 6 - صفحة 61] 5797، انظر السلسلة الصحيحة [جزء 4 - صفحة 515] 1892 - (صحيح)
التعليق:
قال المناوي فيض القدير [جزء 1 - صفحة 146]:
قال في المجموع: اتفقوا على ندب سد الفرج في الصفوف وإتمام الأول فالأول ولا يشرع في صف حتى يتم ما قبله وهذا كله في صفوف الصف الواحد كما يأتي. اهـ
وقال أيضاً [جزء 2 - صفحة 269]:
وقوله (ومن سد فرجة) بضم أوله خللا بين المصلين في صف (رفعه الله بها) أي بسبب سده إياها (درجة) في الجنة زاد في رواية ودرت عليه الملائكة من البر وهذا وارد على منهج تأكد سد الفرج في الصفوف وكراهة تركها مع عدم العذر. اهـ
3. الإخلاص في بناء المساجد.
عن عبيد الله الخولاني: أنه سمع عثمان بن عفان يقول عند قول الناس فيه حين بنى مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم إنكم أكثرتم وإني سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول (من بنى مسجدا - قال بكير حسبت أنه قال - يبتغي به وجه الله بنى الله له مثله في الجنة).
التخريج:
رواه البخاري [جزء 1 - صفحة 172] 439،و مسلم [جزء 1 - صفحة 378] 24 - (533)
التعليق:
قال النووي في شرحه على مسلم [جزء 5 - صفحة 15 - 14]:
يحتمل قوله صلى الله عليه وسلم مثله أمرين أحدهما أن يكون معناه بني الله تعالى له مثله في مسمى البيت وأما صفته في السعة وغيرها فمعلوم فضلها أنها مما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر الثاني أن معناه أن فضله على بيوت الجنة كفضل المسجد على بيوت الدنيا. اهـ
قال الشوكاني في نيل الأوطار [جزء 2 - صفحة 153]:
وقد اختلف في معنى المماثلة فقال ابن العربي: مثله في القدر والمساحة ويرده زيادة بيتا أوسع منه عند الطبراني من حديث ابن عمر. وروى أحمد أيضا من طريق واثلة بن الأسقع بلفظ (أفضل منه) وقيل مثله في الجودة والحصانة وطول البقاء ويرده أن بناء الجنة لا يخرب بخلاف بناء المسجد فلا مماثلة
وقال صاحب المفهم: هذه المثلية ليست على ظاهرها وإنما يعني أنه يبنى له بثوابه بيتا أشرف وأعظم وأرفع. وقال النووي: يحتمل أن يكون مثله معناه بنى الله له مثله في مسمى البيت وأما صفته في السعة وغيرها فمعلوم فضلها فإنها ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر ويحتمل أن يكون معناه أن فضله على بيوت الجنة كفضل المسجد على بيوت الدنيا انتهى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/383)
قال الحافظ: لفظ المثل له استعمالان أحدهما الإفراد مطلقا كقوله تعالى {فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا} والآخر المطابقة كقوله تعالى {أمم أمثالكم} فعلى الأول لا يمتنع أن يكون الجزاء أبنية متعددة فيحصل جواب من استشكل تقييده بقوله مثله مع أن الحسنة بعشر أمثالها لاحتمال أن يكون المراد بنى الله له عشر أبنية مثله،وأما من أجاب باحتمال أن يكون صلى الله عليه وآله وسلم قال ذلك قبل نزول قوله تعالى {من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها} ففيه بعد. وكذا من أجاب بأن التقييد بالواحد لا ينفي الزيادة قال: ومن الأجوبة المرضية أن المثلية هنا بحسب الكمية والزيادة حاصلة بحسب الكيفية فكم من بيت خير من [ص 156] عشرة بل من مائة وهذا الذي ارتضاه هو الاحتمال الأول الذي ذكره النووي. وقيل إن المثلية هي أن جزاء هذه الحسنة من جنس البناء لا من غيره مع قطع النظر عن غير ذلك مع أن التفاوت حاصل قطعا بالنسبة إلى ضيق الدنيا وسعة الجنة. قال في المفهم: هذا البيت والله أعلم مثل بيت خديجة الذي قال فيه إنه من قصب يريد إنه من قصب الزمرد والياقوت. انتهى
وعن جابر بن عبد الله: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (من بنى مسجدا لله كمفحص قطاة أو أصغر بنى الله له بيتا في الجنة).
التخريج:
رواه ابن ماجه [جزء 1 - صفحة 244] 738، وفي الزوائد: إسناده صحيح ورجاله ثقات.
قال الشيخ الألباني: صحيح في صحيح ابن ماجة [جزء 1 - صفحة 124] 603 والروض 883 و 953 النعليق الرغيب 117/ 1
التعليق:
قال الألباني في آداب الزفاف [جزء 1 - صفحة 79]
(كمفحص قطاة) هو موضعها الذي تجثم فيه وتبيض. لأنها تفحص عنه التراب. وهذا مذكور لإفادة المبالغة. وإلا فأقل المسجد أن يكون موضعا لصلاة واحد].
قال الحافظ ابن حجر في فتح الباري [جزء 1 - صفحة 545]:
وحمل أكثر العلماء ذلك على المبالغة لأن المكان الذي تفحص القطاة عنه لتضع فيه بيضها وترقد عليه لا يكفي مقداره للصلاة فيه ويؤيده رواية جابر هذه وقيل بل هو على ظاهره والمعنى أن يزيد في مسجد قدرا يحتاج إليه تكون تلك الزيادة هذا القدر أو يشترك جماعة في بناء مسجد فتقع حصة كل واحد منهم ذلك القدر وهذا كله بناء على أن المراد بالمسجد ما يتبادر إلى الذهن وهو المكان الذي يتخذ للصلاة فيه فإن كان المراد بالمسجد موضع السجود وهو ما يسع الجبهة فلا يحتاج إلى شيء مما ذكر لكن قوله بنى يشعر بوجود بناء على الحقيقة. اهـ
وجمع الشيخ الألباني ألفاظ الحديث فجاء على النحو التالي:
وقال صلى الله عليه وسلم: (من بنى مسجدا لله تعالى [ولو كمفحص قطاة] [أو أصغر] [يذكر فيه اسم الله] بنى الله له في الجنة مثله)،الحديث رواه عثمان بن عفان رضي الله عنه
أخرجه البخاري ومسلم والبيهقي من طريق ابن وهب: أخبرني عمرو أن بكيرا حدثه أنه سمع عبيد الله الخولاني. انظر الثمر المستطاب [جزء 1 - صفحة 453]
وعن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" من بنى مسجدا لا يريد به رياء ولا سمعة بنى الله له بيتا في الجنة ".
التخريج:
رواه الطبراني في المعجم الأوسط [جزء 7 - صفحة 111] 7005، انظر السلسلة الصحيحة [جزء 9 - صفحة 185] (3399)
التعليق:
فيض القدير [جزء 6 - صفحة 96]
قوله (من بنى مسجدا) التنكير للشيوع فيشمل الصغير والكبير وزاد الترمذي في روايته لسمويه من بنى لله بيتا وفي رواية لابن ماجه من بنى الله مسجدا يذكر فيه اسم الله (يبتغي به وجه الله) أي يطلب به رضاه وهو بمعنى حديث الطبراني لا يريد به رياء ولا سمعة وأيا ما كان فالمراد الإخلاص وقد شدد الأئمة في تحريمه حتى قال ابن الجوزي: من كتب اسمه على مسجد بناه فهو بعيد من الإخلاص. اهـ
4. المداومة على النوافل الراتبة.
عن عائشة قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من ثابر على ثنتي عشرة ركعة من السنة بنى الله له بيتا في الجنة أربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعدها وركعتين بعد المغربن وركعتين بعد العشاء وركعتين قبل الفجر.
التخريج:
رواه الترمذي [جزء 2 - صفحة 273] 414،و قال:وفي الباب عن أم حبيبة و أبي هريرة و أبي موسى و ابن عمر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/384)
ورواه النسائي [جزء 3 - صفحة 260] 1794،وقال الشيخ الألباني: صحيح في صحيح الترغيب والترهيب [جزء 1 - صفحة 140] 580
التعليق:
تحفة الأحوذي [جزء 2 - صفحة 386]
قوله (من ثابر) أي دام قال في النهاية المثابرة الحرص على الفعل والقول وملازمتهما.
5. المداومة على صلاة الضحى وقبلية الظهر.
عن أبي موسى الأشعري:" من صلى الضحى أربعا و قبل الأولى أربعا بني له بيت في الجنة ".
التخريج:
رواه الطبراني في المعجم الأوسط [جزء 5 - صفحة 88] 4753،و قال الشيخ الألباني: (حسن) انظر حديث رقم: 6340 في صحيح الجامع، انظر السلسلة الصحيحة [جزء 5 - صفحة 461] 2349
التعليق:
فيض القدير [جزء 6 - صفحة 166] 8800: والظاهر أن المراد بقوله وقبل الأولى الظهر فإنها أول الصلوات المفروضة في ليلة الإسراء وهي أول الفرائض المفعولة في الضحى والضحى كما يراد به صدر النهار يراد به النهار.
6. قراءة سورة الإخلاص وإكثار منها.
عن معاذ بن أنس الجهني صاحب النبي صلى الله عليه وسلم عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من قرأ قل هو الله أحد حتى يختمها عشر مرات بني الله له قصرا في الجنة فقال عمر بن الخطاب إذا أستكثر يا رسول الله فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم الله أكثر وأطيب.
التخريج:
رواه أحمد [جزء 3 - صفحة 437] 15648، وقال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 6472 في صحيح الجامع
7. الهجرة والجهاد في سبيل الله بعد الإيمان والإسلام.
عن فضالة بن عبيد قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:" أنا زعيم لمن آمن بي و أسلم و هاجر ببيت في ربض الجنة و بيت في وسط الجنة و بيت في أعلى غرف الجنة و أنا زعيم لمن آمن بي و أسلم و جاهد في سبيل الله ببيت في ربض الجنة و بيت في وسط الجنة و بيت في أعلى غرف الجنة فمن فعل ذلك لم يدع للخير مطلبا و لا من الشر مهربا يموت حيث شاء أن يموت.
التخريج:
رواه ابن حبان في صحيحه [جزء 10 - صفحة 479] 4619،و النسائي [جزء 6 - صفحة 21] 3133، والحاكم في المستدرك [جزء 2 - صفحة 81] 2391 وفي تعليق الذهبي قي التلخيص: على شرط البخاري ومسلم. وقال الشيخ الألباني: (صحيح) انظر حديث رقم: 1465 في صحيح الجامع
8. حسن الخلق وترك المخاصمة.
عن أبي أمامة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه ".
التخريج:
رواه أبي داود [جزء 2 - صفحة 668] 4800 واللفظ له، و الترمذي [جزء 4 - صفحة 358] 1993،و ابن ماجه [جزء 1 - صفحة 19] 51،وقال الشيخ الألباني: (حسن) السلسلة الصحيحة [جزء 1 - صفحة 552] 273 وانظر حديث رقم: 1464 في صحيح الجامع
التعليق:
قال ابن القيم في مدارج السالكين [جزء 2 - صفحة 307]:
فجعل البيت العلوي جزاء لأعلى المقامات الثلاثة وهي حسن الخلق والأوسط لأوسطها وهو ترك الكذب والأدنى لأدناها وهو ترك المماراة وإن كان معه حق ولا ريب أن حسن الخلق مشتمل على هذا كله.
قال العظيم أبادي في عون المعبود [جزء 13 - صفحة 108]:
(أنا زعيم) أي ضامن وكفيل (ببيت) قال الخطابي البيت ها هنا القصر يقال هذا بيت فلان أي قصره (في ربض الجنة) بفتحتين أي ما حولها خارجا عنها تشبيها بالأبنية التي تكون حول المدن وتحت القلاع كذا في النهاية (المراء) أي الجدال كسرا لنفسه كيلا يرفع نفسه على خصمه بظهور فضله. اهـ
وقال المباركفوري في تحفة الأحوذي [جزء 6 - صفحة 110 - 109]:
(وهو محق) أي صادق ومتكلم بالحق (في وسطها) بفتح السين ويسكن أي في أوسطها لتركه كسر قلب من يجادله ودفعه رفعة نفسه وإظهار نفاسة فضله وهذا يشعر بأن معنى صدر الحديث أن من ترك المراء وهو مبطل فوضع الكذب موضع المراء لأنه الغالب فيه أو المعنى أن من ترك الكذب ولو لم يترك المراء بني له في ربض الجنة لأنه حفظ نفسه عن الكذب لكن ما صانها عن مطلق المراء فلهذا يكون أحط مرتبة منه انتهى ما في المرقاة (ومن حسن) بتشديد السين أي أحسن بالرياضة (خلقه) بضمتين ويسكن اللام أي جميع أخلاقه التي من جملتها ترك المراء وترك الكذب (بني له في أعلاها) أي حسا ومعنى وهذا يدل على أن الخلق مكتسب وإن كان أصله غريزيا ومنه خبر صحيح اللهم حسن خلقي كما حسنت خلقي وكذا خبر مسلم اللهم اهدني لأحسن الأخلاق لا يهدي لأحسنها إلا أنت،قال الامام حجة الاسلام حد المراء الاعتراض على كلام الغير بإظهار خلل فيه إما لفظا أو معنى أو في قصد المتكلم وترك المراء بترك الاعتراض والإنكار فكل كلام سمعته فإن كان حقا فصدق به وإن كان باطلا ولم يكن متعلقا بأمور الدين فاسكت عنه.اهـ
وفي حاشية السندي على النسائي [جزء 6 - صفحة 21]:
مطلبا أي محل طلب أي ما من مكان يطلب فيه الخير الا حضره وطلب فيه الخير وأخذ منه حظه مهربا أي ما من مكان يهرب إليه من الشر ويلجأ إليه ويعتصم به للخلاص منه الا هرب إليه واعتصم به.اهـ
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/385)
ـ[عبداللطيف البراهيم]ــــــــ[16 - 09 - 06, 06:04 م]ـ
جزاك الله خيرا على هذ الجهد.
ـ[أيمن التونسي المديني]ــــــــ[16 - 05 - 08, 09:30 م]ـ
جزاك الله خيرا و نفع الله بك(67/386)
نظرات في نقل الخلاف الفقهي إلى خلاف عقدي وتصنيف الناس من أجله
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 06:17 م]ـ
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
فهذا الموضوع يدور في ذهني منذ فترة وتراودني فكرة طرحه كثيرا لما له من أهمية _في نظري_ لفهم مظهر من مظاهر الخلل في واقعنا المعاصر،والحامل لي على الاهتمام بالموضوع أن جعل بعض مسائل الفروع علما على العقيدة أمر ليس بالجديد بل هو موجود في كلام السلف،ومصنفات العقيدة شاهدة بذلك كما ذكر أبوعبدالله سفيان الثوري وابو عبدالله أحمد بن حنبل وأبو عثمان الصابوني وقوام السنة الأصفهاني وسهل التستري وأبو عبد الله محمد بن خفيف والطحاوي وغيرهم من أئمة السنة رحمهم الله ذكروا مسائل فروعية في مصنفاتهم في السنة وبيان الاعتقاد، فالإشكال _في نظري_ ليس في مجرد ذكر هذا النوع من المسائل وإنما في جلب مسائل معينة كان السلف يبحثونها بكل أريحية ويسر ولاينكرون فيها على المخالف طرفة عين ثم يجعلها بعض المتكلمين في هذا الزمان علما على السنة وشعارا لأهل السنة.
والمتأمل في كلام السلف رحمهم الله في هذا الباب يجد أنهم يذكرون مسائل فروعية شتى كالمسح على الخفين، وترك الجهر بالبسملة، والمبادرة بصلاة المغرب،وصلاة الجمعة والجماعة خلف كل بر وفاجر، وقصر الصلاة للمسافر، والصلاة على من مات من أهل القبلة، وتحريم نكاح المتعة والغناء والسماع، وإباحة التجارات والمكاسب،وغير ذلكم من المسائل.
وليس القصد هنا الاستقصاء ولا الإحصاء وإنما المقصود أن كثيرا من هذه المسائل إن لم يكن أكثرها فيه خلاف حتى بين أهل السنة أنفسهم.
ولا أظن الإنكار متوجها إلى من قال بخلاف ما قرروه من أهل السنة، وإنما لأن هذه المسائل صارت علما على فرق بعينها كالرافضة والخوارج ومن تتبع هذه المسائل وجد أن جلها يخالف فيها الرافضة او الخوارج ولهذا تجد الأئمة عند تناولها فقهيا لايشددون على المخالف في كثير منها إذا كان المخالف من أهل السنة ولايبدعونه ولايخرجونه من السنة بسببها وانظر مثلا إلى مسألة القنوت في الفجر والجهر بالبسملة ونحوهما فهي مسائل ذكرت في بعض كتب العقيدة ولكن عند تناولها الفقهي يختلف الحال تماما.
ولعمر الله هذا فهم راق قصرت دونه أفهام كثير من بني الزمان فصرتَ ترى تناول هذه المسائل بمنظور واحد وإطلاق في الإنكار على المخالف فيها.
وليت الأمر اقتصر على هذه المسائل المذكورة بعينها إذن لكان الخطب سهلا ولكن مما زاد الأمر ضغثا على إبالة أن وسع النطاق وضيق الخناق، فصار الناس يصنفون بمسائل المخالف فيها هم جمهور السلف رغم أنف الجهال كوجوب الجماعة والسبحة والإسبال، ومسائل الخلاف فيها سائغ قوي كالأخذ من اللحية و سماع الدف للرجال، ومسائل كان تناولها شديدا في بعض الأزمان لعوارض ما فأردنا جعل الإنكار فيها عاما وإن انتفى المقتضِي أو ضعف.
والمشكل في هذه النماذج أن المنكرين غالبا لايعرفون وجوه الاستدلال ولا وقوع الخلاف فيها بين السلف وبعضهم يريد أن يرفع الخلاف بين السلف بهرطقته التي سيميها اجتهادا واستدلالا ويظن أنه أتى بما لايستطيع المخالف رده ولسان حاله وربما مقاله:
وإني وإن كنت الأخير زمانه ........ لآت بما لم تستطعه الأوائل
فياسبحان الله!!! كيف نترك كلام المجتهدين إلى كلام من لايعتد به في رفع إجماع سابق أو إيجاد إجماع بعد خلاف؟!!!
وانظر _يارعاك الله_إلى الأوقات المهدرة في مناقشة هذا النوع من المسائل وما ينشأ عن نقاشها من ضغائن وأحقاد وتحزبات.
وإني تأملت بعض هذه المسائل التي تصنف فيها التصانيف في زماننا فما وجدت للسلف فيها كتابا مستقلا فضلا عن سلسلة كتب وردود.فالله المستعان.
والحديث لعمر الله ذو شجون ولولا ضيق الوقت وتشتت البال وتشوش الخاطر بالبلبال لحبرت المقال وأكثرت الكلام ووسعت المجال غير أنها نفثة مصدور اقتضاها الخاطر المكدود على عجره وبجره ولعل الإخوة يناقشون ويوسعون بعلم وإنصاف متجنبين التعصب والاعتساف عساها تكون لبنة من لبنات الإصلاح ينفلق بها الإصباح ويتضح طريق أهل الغي من أهل الصلاح والله سبحانه هو المسؤول أن يفتح بيننا وبين قومنا بالحق إنه هو العليم الفتاح.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 07:06 م]ـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/387)
زدنا زادك الله علما.
فصار الناس يصنفون بمسائل المخالف فيها هم جمهور السلف رغم أنف الجهال كوجوب الجماعة والسبحة والإسبال
هل من الممكن إضافة مسألة النقاب إلى ما سبق؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[16 - 09 - 06, 10:19 م]ـ
شيخنا الحنبلي وفقه الله:
أتفهم نصيحتك الصادقة، وإيماءك الخفي لنا جميعا
ولكن يا محب: ومع اتفاقي معك بما قلت إلا أني بحاجة أن أحرر محل الوفاق مع الرفاق حتى لا يدخل من لا أريد
لست أدخل في هذه القضية: رجلا أصبح لا يعرف بالردود ولا بالكتابة إلا في المسائل التي يريدها أهل البطالة والتفسخ ولأكون دقيقا: تجده يدور في مسألة الحجاب، والغناء والطرب، والإسبال واللحية وصلاة الجماعة
ثم هذا الرجل ليته ترك المخالف وغيرته: بل كفى هؤلاء الجهال = فأصبح يكيل ما لا يعرفون من ألفاظ السخرية والشتم
ليته أرسل رسالة إلى هؤلاء المخدوعين بالنصيحة وترك الشبهات على أقل تقديد = فكيف وهو يقول أنتم على خير!!
كيف يريدنا أحبابنا أن نسكت عن هذا: ألسنا نعرف رأي العالم العامل في الأخذ من اللحية ألسنا نعرف رأي العالم العامل من الإسبال؟ بلى = إذا لماذا تركناهم وترحمنا عليهم ونحبهم ونتقرب إلى الله بحبهم
الجواب بكل وضوح رأينا منهم الصدق في الاختيار وبذل الوسع في الترجيح ومحاسنهم كثيرة وليس لهم أصل في هدم الشريعة وهم لا يعلمون كما غيرهم
كيف يريدنا أحبابنا أن نسكت باسم الخلاف! ونحن نراه يسير سيرا عجيبا - وقد لا يشعر - في تمييع الدين بل يسير إلى هاويته ولا ننصره على نفسه
هاهو الألباني رحمه الله في هذا العصر خالف علماءنا في مسألة الحجاب، وهاهم علماؤنا يحبونه وينصحون بكتبه ويتقربون إلى الله بحبه مع أنني أرى خطأه في هذه المسألة: لماذا؟ لأنه انتصر للدين، لأنه يقول للناس البسوا غطاء الوجه واحفظوا أهلكم بل ويأمر أهله بذلك وانتصر للدين في كثير من القضايا
أرأيت كم هو الفرق كبير جدا
شخص يتكلم في مسألة الإيمان، ولا يعرف إلا بها بينم مسائل العقيدة = ما ذا نفعل به؟
شخص يدور في بحوثه على مسائل الترخص ماذا نفعل به
هؤلاء - شيخنا الحنبلي - لا أدخلهم مع من أردت أن نتركهم وما يرون ويرجحون
المقرئ
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 09 - 06, 10:48 م]ـ
بارك الله فيكم
تنبيه الشيخ الكريم المقرئ صحيح وسليم
وكنت قد أشرت لنحو ذلك في ردي على أحد فساق الصحافة في بلدنا على هذا الرابط: http://saaid.net/Doat/sudies/2.htm
ومما ذكر:
* لابد من التفريق بين رأي فقهي (لعالم فقيه) ـ وليس لغيره ـ اجتهد فرأى جواز قيادة المرأة للسيارة، وبين رأي عامي يهذي بما لايدري، أو شهواني يتباكى على أيام كادت أن تجمعه بالمرأة القاعة الواحدة! قد سخر قلمه، وجهده ليرى المرأة متبرجة سافرة.
ولا يخفى أن الكلام في البيان منصب على النوع الأخير، وهذا التفريق الواضح تجاهله الدكتور حمزة، وجعل الكلام منصبا على قسم واحد = ليستدر عطف القارئ، ويتهم هؤلاء المشايخ بتلك التهم ... ولا يخفى أن هذا تلاعب بالكلام، وخروج عن حد الإنصاف.
ودروس العلماء ـ أعني علماءنا ـ إلى اليوم تطرح فيها هذه الفروع على المنهج السليم المرضي.
كما أنه لا بد من ملاحظة أن يراعى في كل بلد ما عليه الرأي لعلمائه وعدم إثارة الخلافات عند العوام بما لا يعرفون لما يحدثه ذلك من شك في دينهم.
وتأمل كلام هذا الإمام:
في سير أعلام النبلاء 11/ 177:
قال علي بن جعفر أخبرنا إسماعيل بن بنت السدي قال: كنت في مجلس مالك فسئل عن فريضة، فأجاب بقول زيد.
فقلت: ما قال فيها علي وابن مسعود رضي الله عنهما؟
فأومأ إلى الحجبة فلما هموا بي عدوت، وأعجزتهم!
فقالوا: ما نصنع بكتبه ومحبرته؟
فقال: اطلبوه برفق، فجاؤوا إلي فجئت معهم، فقال مالك: من أين أنت؟
قلت: من الكوفة.
قال: فأين خلفت الأدب؟
فقلت: إنما ذاكرتك لأستفيد.
فقال: إن عليا وعبد الله لا ينكر فضلهما، وأهل بلدنا على قول زيد بن ثابت، وإذا كنت بين قوم فلا تبدأهم بما لا يعرفون = فيبدأك منهم ما تكره.اهـ
ولا بد من مراعاة المقاصد و أنواع المتكلمين ويعامل كل رجل بما يستحقه.
أما تجاوزات الشباب وصغار طلبة العلم فهذه لا حدود ولا منتهى لها وليست خاصة بهذا النوع.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:01 م]ـ
جزى الله الشيخين الكريمين المقرئ والسديس خيرا على التعليق وما احترزتما عنه فأنا عنه محترز، ولست أريد الفساق والعلمانيين الذين يثيرون مسائل خلافية لا لمعرفة الراجح من المرجوح بل للتشويش على العامة وزعزعة ثقتهم في علمائهم، وأنا متابع عن كثب ما يدور في بلادكم سلمها الله ويكاد قلبي يتنفطر حزنا عليها لأنها آخر معاقل الإسلام كبت الله أعداء الإسلام في كل مكان.
مشايخنا الفضلاء: إن كلامي منصب على جهلة نشؤوا على قول واحد تلقفوه عن علمائهم فظنوه السنة المحضة والحق القاطع ورموا كل من خالفهم بالبدعة أو مخالفة السنة ولم يطلعوا على كلام الأئمة في كتبهم ومناقشتهم لهذه المسائل.
كلامي عن قوم إذا رأوك صاحب سنة داعيا إليها ثم خالفتهم أو بعبارة أحرى خالفت شيخهم في مسألة ما نسوا كل الخير الذي تدعو إليه وراحوا يصنفونك مبتدعا أو إخوانيا أو صوفيا أو نحو ذلك وربما يرمونك بالتعصب المذهبي ويحذرون منك وهم اشد الناس تعصبا لمشايخهم ولو كنت أنت وإياهم من المتعصبين فالفرق واسع والبون شاسع فانت مقلد لمن هو أهل للتقليد بإجماع المسلمين وهم مقلدون لمن لا يرفع خلافه الإجماع وليس بجانب السلف إلا كبقل بجوار نخل طوال فلله الأمر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/388)
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:15 م]ـ
إن كلامي منصب على جهلة نشؤوا على قول واحد تلقفوه عن علمائهم فظنوه السنة المحضة والحق القاطع ورموا كل من خالفهم بالبدعة أو مخالفة السنة ولم يطلعوا على كلام الأئمة في كتبهم ومناقشتهم لهذه المسائل.
.
بارك الله فيكم
علاج الجهل العلم، ولا بد من الاجتهاد في بيان آداب التعلم والخلاف ... ، فنحن اليوم نمر بمرحلة جديدة بعد هذا الانفتاح الكبير، فغالب من يطلع ويتابع ويستمع للخلافات ويكتب في هذه الوسائل هم من الصغار والمبتدئين.
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 12:22 ص]ـ
شيخنا الفاضل ابن مفلح:
لقد فتحتم بابا عظيما، وما كتبتموه حق له أن يسطر بماء الذهب، فإن من عظيم ما ابتليت به الأمة هذا النهج في الخلاف، وثالثة الأثافي أن ناهجه ينسبه إلى سلف الأمة، وقد علم الله أن سلفنا رحمهم الله منه براء براءة الذئب من دم يوسف، فإنما جاؤوا على منهج السلف بقول كذب.
لقد علمتم أيها الفاضل خطورة الموضوع الذي أثرتموه، وأكيد أنه سيثير حفيظة الكثيرين ممن تعرفهم كما أعرفهم، ولربما أصابوكم بنتن أعطانهم، لأنه أنى لسقيم الفم أن يستطعم العذب الفرات؟، فكل شيء عنده ممجوج إلا قوله، وكل ما تنسم فيه ريح المخالفة لما يراه مرفوض عنده.
إن التعليق والعقيب على موضوعكم لا يكون من عابري السبيل، أو من طرف من من فؤاده هواء، وقلبه خواء، ومن إذا رأى السراب قال هذا ماء، بل إن المعقب عليكم لا بد أن يكون ممن قويت حجته، وصدقت نيته، فإن خالفكم قال: " وما أريد أن أخالفكم إلى ما أنهاكم عنه " وإن وافقكم قال: " الحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله ".
شيخنا الكريم:
إن الناظر في موضوعكم أحد ثلاثة:
* مخالف لكم، ولا بد من رده عليكم، ولربما تمنطق بسيف التبديع والتضليل، فسلطه عليكم بلا تيبن ولا روية، وللأسف ما أكثر هذا الزبد، وما أكثر أهل الرغاء والجعجعة التي بلا طحين، فهذا الحديث إليه والرد عليه نتيجته إما: " ربنا لا تواخذنا إن نسينا أو أخطأنا}، وإما: " سلام عليكم لا نبتغ الجاهلين "، ولربما تعدى القول إلى قول الحبر البحر الترجمان: " من باهلني باهلته ".
* موافق لكم، ولكن لا زال في العين من غشاها ما يمنع وضوح الرؤية، أو قد يكون فاقدا جرأة القول وأخذ الموقف الصريح، فهذا في زمرة: " إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان ".
* موافق لكم، مجاهر بمثل رأيكم، وله من الحرقة مثل ما لديكم، ولكن وا أسفاه هو كما في الحديث الشريف:" تجدون الناس كإبل مائة لا يجد الرجل فيها راحلة ".
قد يكون هذا كلاما إنشائيا وليس علميا، ولكن لا يستقيم هذا إلا بذاك، فلا بد إذن من أن نكون أكثر اتزانا وضبطا لمعاني الكلمات، وتحقيقا للمناطات، وضبطا لتنزيل الأشياء محالها اللائقة بها.
شيخنا الفاضل: أثابكم الله مثوبة الخير، وجعلكم من الذين لا يحزنهم الفزع الأكبر
ـ[الموسوي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 06:41 م]ـ
الحمد لله
وبعد, فإني أحسب أن الأخ الحنبلي السلفي قد أصاب فيما قصد إليه, وأن ما نبه عليه الأخ المقريء ليس من هذا الباب, فمسائل الخلاف في الفقهيات تبقى كذلك, ولا يتغير حكمها بتغير من اختارها, وإنما المأخذ -فيما أحسب- في مناهج الاستدلال وطرائقها
والله أعلم
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[17 - 09 - 06, 09:42 م]ـ
جزاكم الله خيرا(67/389)
متى اوتر؟ في وقت المغرب او يجب دخول العشاء
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 07:20 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اما بعد
اذا صليت المغرب والعشاء جمع تقديم ....
فهل استطيع ان اوتر بعد صلاة العشاء في وقت المغرب ..
او يجب ان انتظر حتى يدخل وقت العشاء ثم اوتر
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[18 - 09 - 06, 11:31 م]ـ
اذا صلى المسافر المغرب والعشاء جمع تقديم ....
يجوز له صلاة الوتر بعد صلاة العشاء في وقت المغرب ..
ولا يجب عليه أن ينتظر حتى يدخل وقت العشاء ثم يوتر.
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 11:50 م]ـ
سؤال مهم من الأخ هشام الهاشمي و لكن يا أخي كتاب التوحيد ما دليلك؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[19 - 09 - 06, 12:02 ص]ـ
بارك الله فيكم:
جمع الصلاتين يجعل وقتهما واحدا، فيجوز له أن يصلي الوتر وأن تصلى التراويح في رمضان وهكذا
وإذا كانت الصلاة تقدمت عن وقتها أو تأخرت فإن النوافل من باب أولى، فالوتر وقته بعد صلاة العشاء وما دامت فعلت الفريضة فقد دخل وقتها كما الرواتب
المقرئ
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 05:03 م]ـ
نعم تستطيع.
ـ[هشام الهاشمي]ــــــــ[24 - 10 - 06, 01:33 م]ـ
السؤال الرابع من الفتوى رقم (6289)
س4: هل يجوز للمصلي أن يصلي الوتر بعد جمع صلاة المغرب والعشاء أو ينتظر إلى أن يحين موعد العشاء، علما بأننا في الشتاء كثيرا ما نجمع صلاة المغرب والعشاء بسبب البرودة؟
ج4: يجوز أن تصلي صلاة الوتر بعد أن تجمع صلاة المغرب والعشاء جمع تقديم، عند وجود مسوغ للجمع، من مرض أو مطر أو سفر، لا مجرد البرودة، فإن وقت صلاة الوتر من بعد صلاة العشاء مطلقا إلى الفجر الثاني، لما ثبت من حديث عائشة رضي الله عنها قالت: ((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي بين العشاء إلى الفجر إحدى عشرة ركعة يسلم من كل ركعتين ويوتر بواحدة)) (1).
ولما روى الإمام أحمد عن خارجة بن حذافة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((إن الله أمدكم بصلاة هي خير لكم من حمر النعم قلنا: ما هي يا رسول الله؟ قال: الوتر ما بين صلاة العشاء إلى طلوع الفجر)) (2) رواه الخمسة إلا النسائي وصححه الحاكم.
وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم.
اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
الرئيس
عبد العزيز بن عبد الله بن باز
نائب الرئيس
عبد الرزاق عفيفي
عضو
عبد الله بن غديان
عضو
عبد الله بن قعود
((فتاوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء)) (ج7/ ص 180)
وفقني اللهُ وإياكم للعلم النافع والعمل الصالح؛
فتوى الإمام العلامة الشيخ عبدالعزيز بن باز [1330هـ-1420هـ] رحمه الله تعالى
س: ما وقت الجمع بين الصلاتين وما وقت الوتر؟
ج: الجمع بين الصلاتين في أول الوقت أو آخره، الأمر في الجمع واسع، فقد دل الشرع المطهر على جوازه في وقت الأولى والثانية أو بينهما؛ لأن وقتهما صار وقتا واحدا في حق المعذور كالمسافر، والمريض، ويجوز الكلام بين الصلاتين المجموعتين بما تدعو له الحاجة، وأما الوتر فيدخل وقته من حين الفراغ من صلاة العشاء، ولو كانت مجموعة مع المغرب جمع تقديم، وينتهي بطلوع الفجر.
ونسأل الله أن يمنحنا وإياكم الفقه في دينه وأن يثبتنا وإياكم عليه حتى نلقاه، إنه جواد كريم. والله الموفق.
((مجموع فتاوى ومقالات لسماحة الشيخ الإمام عبد العزيز بن عبد الله بن باز)) (ج12 / ص283).
((دمتم بخير))
كتبه .. راجي عفو رَبّه العلي
سلمان بن عبدالقادر أبو زيد
وجاء في الشرح الممتع لابن عثيمين:
قوله: «يفعل بين صلاة العشاء والفجر»، هذا وقته بين صلاة العشاء والفجر، وسواء صَلَّى العشاء في وقتها، أو صلاها مجموعة إلى المغرب تقديماً، فإن وقت الوِتر يدخل من حين أن يصلي العشاء لما يُروى عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: «إنَّ اللهَ أَمَدَّكُم بصلاةٍ هيَ خيرٌ لكم مِنْ حُمْرِ النَّعَمِ، صلاة الوِتْرِ، ما بين صلاةِ العِشَاء إلى أَنْ يَطْلُع الفَجْرُ». والسُّنة الصحيحة تشهد له، ولأن صلاة الوِتر تُختم بها صلاة الليل، وإذا انتهت صلاة العشاء فقد انتهت صلاة الليل المفروضة، ولم يبق إلا صلاة التطوع، فللإنسان أن يوتر من بعد صلاة العشاء مباشرة، ولو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/390)
كانت مجموعة إلى المغرب تقديماً.
ج /4
فصل
وإذا جمع في وقت الأولى , فله أن يصلي سنة الثانية منهما ويوتر قبل دخول وقت الثانية لأن سنتها تابعة لها فيتبعها في فعلها ووقتها , والوتر وقته ما بين صلاة العشاء إلى صلاة الصبح وقد صلى العشاء فدخل وقته. كتاب الصلاة 1
النووي ف ي شرح المهذب ج4
__________________________________________________ _______
صلاة الوتر بعد غياب الشفق الاحمر .. يجب دخول وقت العشاء الاصلي
(و) بعد غياب (شفق) أحمر فإن قدم العشاء عند المغرب لسفر أو مطر لم يدخل وقت الوتر حتى يغيب الشفق، ويمتد اختياريه (للفجر) أي لطلوعه.
اسم الكتاب: الشرح الصغير على أقرب المسالك
رقم الجزء: 1
رقم الصفحة: 401
قوله: (وهو من صلاة العشاء الصحيحة) أي وشفق احترازاً ممن قدم العشاء عند المغرب في جمع التقديم فإنه لا يصلي الوتر إلا بعد مغيب الشفق، والحاصل أن الوتر لا يصح قبل العشاء ولو سهواً ولا بعد عشاء فاسدة أو بعد العشاء وقبل الشفق كليلة الجمع للمطر.
اسم الكتاب: حاشية العدوي على كفاية الطالب
رقم الجزء: 1
رقم الصفحة: 324
عُلِمَ مِمَّا ذَكَرْنَا فِي بَيَانِ وَقْتِهِ عَنْ خَلِيلٍ أَنَّ مَنْ قَدَّمَ الْعِشَاءَ عِنْدَ الْمَغْرِبِ لِضَرُورَةٍ كَالْجَمْعِ لَيْلَةَ الْمَطَرِ أَوْ لِمَرَضٍ أَوْ سَفَرٍ لا يُصَلِّي الْوَتْرَ إلا بَعْدَ مَغِيبِ الشَّفَقِ الأَحْمَرِ وَهُوَ وَقْتُهُ الْمُخْتَارُ لَهُ إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ
اسم الكتاب: الفواكة الدواني شرح رسالة القيرواني
وَيَدْخُلُ وَقْتُ الْوِتْرِ بِفِعْلِ الْعِشَاءِ وَلَوْ جَمْعَ تَقْدِيمٍ لَكِنْ إنْ كَانَ مُسَافِرًا حِينَئِذٍ وَأَقَامَ قَبْلَ دُخُولِ وَقْتِ الْعِشَاءِ امْتَنَعَ عَلَيْهِ فِعْلُ الْوِتْرِ إنْ لَمْ يَكُنْ فَعَلَهُ عَقِبَ فِعْلِ الْعِشَاءِ وَمَتَى دَخَلَ وَقْتُ الْعِشَاءِ جَازَ لَهُ فِعْلُهُ وَإِنْ لَمْ يَمْضِ زَمَنٌ يَسَعُ فِعْلَ الْعِشَاءِ ا هـ
اسم الكتاب: حاشية الجمل
فصل وقت الوتر
(فَصْلٌ) (وَوَقْتُ وِتْرٍ: مَا بَيْنَ صَلاةِ عِشَاءٍ وَلَوْ) كَانَتْ صَلاةُ الْعِشَاءِ (مَعَ جَمْعِ تَقْدِيمٍ) بِأَنْ جَمَعَهَا مَعَ الْمَغْرِبِ فِي وَقْتِهَا (وَ) بَيْنَ (طُلُوعِ فَجْرٍ) ثَانٍ, لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [لَقَدْ أَمَرَكُمْ اللَّهُ بِصَلاةٍ هِيَ خَيْرٌ لَكُمْ مِنْ حُمُرِ النَّعَمِ ; هِيَ: الْوِتْرُ فِيمَا بَيْنَ الْعِشَاءِ إلَى طُلُوعِ الْفَجْرِ]. رَوَاهُ أَحْمَدُ وَغَيْرُهُ وَفِيهِ ضَعْفٌ. وَقَوْلُهُ. صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [أَوْتِرُوا قَبْلَ أَنْ تُصْبِحُوا] رَوَاهُ مُسْلِمٌ
اسم الكتاب: مطالب أولى النهي في شرح غاية المنتهى
تبين بعد جمع اقول العلماء ان الوتر تصلى بعد غياب الشفق الاحمر (وهو وقت صلاة العشاء) ولو صليت المغرب والعشاء جمع تقديم فلا تصلي الوتر حتى يغيب الشفق الاحمر ويخل وقت العشاء!!
لحديث الرسول صلى الله عليه وسلم إنما الوتر بالليل
أمني جبريل عليه السلام عند البيت مرتين فصلى بي الظهر حين زالت الشمس وكانت قدر الشراك وصلى بي العصر حين كان ظله مثله وصلى بي يعني المغرب حين أفطر الصائم وصلى بي العشاء حين غاب الشفق وصلى بي الفجر حين حرم الطعام والشراب على الصائم فلما كان الغد صلى بي الظهر حين كان ظله مثله وصلى بي العصر حين كان ظله مثليه وصلى بي المغرب حين أفطر الصائم وصلى بي العشاء إلى ثلث الليل وصلى بي الفجر فأسفر ثم التفت إلي فقال يا محمد هذا وقت لأنبياء من قبلك والوقت ما بين هذين الوقتين
1 (1255) ـ 2 (2) ــوعنه، قال: رسولُ الله صلى الله عليه وسلّم: «الوِتْرُ ركعةٌ منْ آخر الليْل». رواه مسلم.
اسم الكتاب: مشكاة المصابيح
عبد الرزاق عن الثوري عن عبد الله بن عوف عن ابن سيرين قال: الوتر من الليل، ويستحب أن يكون من آخر الليل،
اسم الكتاب: مصنف عبد الرزاق الصنعاني
رقم الجزء: 3
رقم الصفحة: 54
(وَ) بَعْدَ غِيَابِ (شَفَقٍ) أَحْمَرَ فَإِنْ قَدَّمَ الْعِشَاءَ عِنْدَ الْمَغْرِبِ لِسَفَرٍ أَوْ مَطَرٍ لَمْ يَدْخُلْ وَقْتُ الْوَتْرِ حَتَّى يَغِيبَ الشَّفَقُ, وَيَمْتَدُّ اخْتِيَارِيُّهُ (لِلْفَجْرِ) أَيْ لِطُلُوعِهِ
اسم الكتاب: حاشية الصاوي
وَ) بَعْدَ غِيَابِ (شَفَقٍ) أَحْمَرَ فَإِنْ قَدَّمَ الْعِشَاءَ عِنْدَ الْمَغْرِبِ لِسَفَرٍ أَوْ مَطَرٍ لَمْ يَدْخُلْ وَقْتُ الْوَتْرِ حَتَّى يَغِيبَ الشَّفَقُ,
اسم الكتاب: حاشية الصاوي
ثُمَّ الْوِتْرُ إلَخْ (وَوَقْتُهُ) أَوْ الْوِتْرُ الْمُخْتَارُ (بَعْدَ عِشَاءٍ صَحِيحَةٍ وَ) بَعْدَ مَغِيبِ (شَفَقٍ) أَحْمَرَ فَلا يَصِحُّ قَبْلَ الْعِشَاءِ وَلا بَعْدَهَا قَبْلَ مَغِيبِ شَفَقِ لَيْلَةِ جَمْعِ الْمَطَرِ وَيَنْتَهِي (لِ) طُلُوعِ (الْفَجْرِ) الصَّادِقِ (وَضَرُورِيَّةٌ) أَيْ الْوِتْرُ
اسم الكتاب: منح الجليل شرح مختصر خليل
وإذا جمع العشاء مع المغرب جمع تقديم وذلك للمطر، كما يأتي، أخر الوتر حتى يغيب الشفق، فلا تصح صلاته قبله، اسم الكتاب: الفقة على المذاهب الأربعة
رقم الجزء: 1
رقم الصفحة: 320
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/391)
ـ[ابن وهب]ــــــــ[04 - 11 - 08, 10:13 م]ـ
للفائدة(67/392)
إلى طلبة العلم من أهل القصيم وغيرها/طلب
ـ[أم سلمة]ــــــــ[16 - 09 - 06, 07:24 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أبحث عن ترجمة لهؤلاء المشايخ حفظهم الله:
فضيلة الشيخ خالد المصلح
فضيلة الشيخ سامي الصقير
فضيلة الشيخ عبدالرحمن بن صالح الدهش
فضيلة الشيخ عبدالله محمد الطيار
فضيلة الشيخ عمر المقبل
فضيلة الشيخ وليد بن أحمد الحسين
جزاكم الله خيرا0(67/393)
القول المستجاد في دفع شبه وعناد من يتذرع بتجزؤ الاجتهاد
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:13 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وأشهد ألا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن نبينا محمدا عبد الله ورسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه أجمعين
أما بعد:
ففي العصر الفوضى العلمية نبتت نابتة لم تشم رائحة الفقه وادعت لنفسها الاجتهاد فإذا ما ضُيق عليها وبُين لها أن للاجتهاد شروطا وذُكرت لها شروطه قالت بملء فيها_فض فوها_هذه الشروط لاتوجد عند أبي بكر وعمر وعثمان علي رضي الله عنهم، و ادعت أن كل أحد يمكنه فهم النصوص والاستنباط منها وأننا رجال وهم رجال وأن الرجوع للعلماء وفهمهم ضرب من ضروب اتخاذ الأولياء من دون الله،وقد قال لي أحدهم مرة وقد دعوته إلى اتباع العلماء والوقوف عند فهمهم "اتبعوا ما أنزل إليكم من ربكم ولاتتبعوا من دونه أولياء"!!!، ولايدري هؤلاء الأغرار أنهم بهذا العبث والهراء يطعنون في الصحابة بعد طعنهم في العلماء والأئمة.
ولاريب أن شبهتهم ساقطة ويكفي في إسقاطها قول الله جل ذكره فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لاتعلمون وقوله ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم.
ومع أن هؤلاء كثيرون الآن ولهم منَظِّرون ودعاة يدعون إلى إفكهم باسم السلفية واتباع السنة وغيرها من الأسماء فليس القصد من هذه المقالة مناقشة هذا الصنف من الناس مع أهمية مناقشتهم، وإنما القصد مناقشة صنف آخر عنده نوع فهم فإذا ما سلم لك أنه غير مجتهد ذهب يستدل على جرأته على الله ورسوله بكلام العلماء في أن الاجتهاد يتجزأ.
ومع أن المسألة خلافية بين أهل الأصول فمن قائل بجوازه ومن قائل بعدم الجواز ومن قائل بتجزؤه في باب لافي مسألة ومن قائل بالتجزؤ في الفرائض لافي غيرها،إلا أن من قال بالجواز لم يجعل هذا المنصب لكل أحد بل اعتبر شروطه هي هي شروط المجتهد ولذا فقد عللوا الجواز بأنه لايلزم من العلم بجميع المآخذ العلم بجميع الأحكام لأن بعض الأحكام قد يُجهل لتعارض الأدلة أو للعجز عن المبالغة في النظر لمانع ما.
فتأمل_حفظك الله_تعليلهم يتبين لك أن الكلام فيمن يعلم جميع المآخذ وليس فيمن لايحسن قراءة القرآن فضلا عن الاستنباط منه ولايعرف أدلة الفقه فضلا عن أن يستدل بها _وأعني بأدلة الفقه ماهو أعم من الكتاب والسنة_وغاية بعضهم أن يجمع الأقوال من هنا ومن هنا ثم يرجح بينها بطريقة خرقاء ظانا أن ترجيحه الأحمق رافع للخلاف، فيالله العجب!!!
هل حصلت يا بُني شروط الاجتهاد حتى تتكلم في دين الله وتوقع عن رب العالمين؟!!!
وهل أصبح المجتهد هو من يجمع الأقوال بأدلتها من الحاسوب وبرامجه أو حتى من الكتب ثم يرجح قولا على قول؟
يا رجل أرحنا منك ومن شرك وانشغل بما ينفعك في دينك ودنياك ودع العلم لأهله أو اسلك طريقهم إن أردت الفلاح.
قال الحافظ ابن رجب في رسالته الماتعة في الرد على من اتبع غير المذاهب الأربعة"فإن ادعى مع ذلك الاجتهاد كان أدهى وأمر وأعظم فسادا وأكثر عنادا فإنه لايسوغ ذلك مطلقا إلا لمن كملت فيه أدوات الاجتهاد من معرفة الكتاب والسنة وفتاوي الصحابة والتابعين ومعرفة الإجماع والخلاف وبقية شرائط الاجتهاد المعروفة وهذا يدعي إطلاعا كثيرا على السنة ومعرفة صحيحها من سقيمها ومعرفة مذاهب الصحابة والتابعين والآثار المنقولة عنهم في ذلك.
ولهذا كان الإمام أحمد يشدد أمر الفتيا ويمنع منها من يحفظ مائة ألف حديث ومائتي ألف حديث وأكثر من ذلك (قلت: حسبي الله ونعم الوكيل في أقوام يفتون إذا حفظوا بلوغ المرام أو المحرر أو حتى المنتقى فضلا عمن دونهم ممن لم يحفظ الأربعين النووية ويقولون ماعذرنا إن علمنا الحديث أن نخالفه؟ الله المستعان، وهل أدلة الفقه محصورة في الحديث يا عبد الله؟ وهل عرفت صحة الحديث وضعفه باجتهاد أم بتقليد؟ وهل كل من عرف الحديث وصحته ولو باجتهاد صار أهلا لفهمه و لأن يفتي في دين الله؟ وهذا إمام العلل علي بن المديني الذي لم يأت بعده مثله وكان البخاري لايحقر نفسه أمام أحد غيره يقول مع سعة علمه واطلاعه وإحاطته بالنصوص: أحمد حجة بيني وبين الله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/394)
يا قوم إن الأمر دين وتوقيع عن رب العالمين" فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا ليضل الناس بغير علم إن الله لايهدي القوم الظالمين "فإلى الله المشتكى والله المستعان.
ثم يقول العلامة ابن رجب رحمه الله "وعلامة صحة دعواه أن يستقل بالكلام في المسائل كما استقل غيره من الأئمة ولايكون كلامه مأخوذا من كلام غيره.
فأما من اعتمد على مجرد نقل كلام غيره إما حكما أو حكما ودليلا كان غاية جهده أن يفهمه وربما لم يفهمه جيدا أو حرفه وغيَّره فما أبعد هذا عن درجة الاجتهاد كماقيل:
فدع عنك الكتابة لست منها ..... ولو سودت وجهك بالمداد " انتهى كلامه رحمه الله.
إن بعض الجهال يستدلون بنهي الأئمة عن تقليدهم على تسويغ جرأتهم على الدين ولكن هل كان الأئمة يخاطبون هؤلاء الرعاع حين نهوا عن التقليد؟
أم كان الكلام فيمن بلغ مرتبة الأئمة وصار علمه قريبا منهم وحصل أدوات الاجتهاد وهي معروفة مسطورة في كتب الأصول، فهذا لا حجر عليه أن يجتهد.فمن لم يبلغ هذه الغاية ولاوصل إلى مرتبة الدراية ولا عرف من العلم إلا النزر اليسير ولا اطلع على الإجماع والخلاف والأصول واللغة ثم يدعي أنه وصل إلى درجة الاجتهاد وهو بعد لم يرتق عن درجات العوام ولم يصل والله لدرجة المقلدين الذين ينكر عليهم فهذا أحق بقول ربيعة الرأي "ولبعض من يفتي اليوم أحق بالسجن من السراق".
إن مجرد معرفتك للحديث يا هذا_لو لم تكن مقلدا فيه للمعاصرين كذلك_لا تؤهلك للترجيح والإفتاء حتى تحصل كل شروط الاجتهاد من العلم بالكتاب والسنة وأقوال الصحابة وفتاوى الأئمة ومعرفة الأصول واللغة وغير ذلك مما يطول ذكره، وأما ان تهدم أصول العلماء مستدلا بحديث قد عرَفوه وأنت في عالم الذر، فهذا عبث وهذر، وأعجب من ذلك أن يقول الغر المأفون:لعل أحمد لم يطلع على هذا الحديث!!!! وربما يكون في مسنده الذي لم يطالعه الأخرق مرة في عمره.
فانظر_ يارعاك الله _إنه يتكلم عن حديث مشهور جدا ولولا شهرته ما وصل إليه ولا إلى شيخه!!!
ويزعم أنه اطلع على ما لم يطلع عليه أحمد الذي حفظ ألف ألف حديث!!! فأي تزكية للنفس وحط من قدر السلف بعد هذا!!!
وربما يكون الحديث في مسند أحمد أو سئل عنه في مسائله،وربما يكون في موطأ مالك أو مسند الشافعي.
يعني وإن جاز عقلا أن يجهل الأئمة هذا الحديث لكن يستحيل في العادة _والله_ أن يجهلوه.
ياليت شعري ليته يقول إني أخالف فهم احمد والشافعي مثلا للحديث فهذه قد تقبل _وليس من كل أحد ايضا_أما أن يقفز مباشرة إلى رمي الأئمة بالجهل فهذه هي الكارثة الحقيقية لأن أحمد مثلا منع من يحفظ مائتي ألف حديث من الإفتاء،فهو إذن لا محالة يحفظ أكثر من هذا العدد فهل هذا الحديث خارج عن المائتي الألف لو كان هؤلاء الهمج الرعاع يعقلون!!! ولو سلم أنه لم يقف عليه فالمسألة ليست في هذا الحديث بعينه بل إن المسألة تتكرر حتى تتقرر وتكون أول ما يتبادر إلى ذهن الغر المأفون.
فالمصيبة الكبيرة والباقعة التي ليس لها راقعة أنه يقول هذا في كل مسألة يخالف فيها إماما!!! فنخلص إلى أن احمد ومالكا والشافعي وأبا حنيفة كانوا لايعرفون الحديث أصلا!!! لأن القضية ليست حديثا واحدا في مسألة واحدة إذاً لربما هان الأمر وليس هينا والله.
أما تتقي الله يا من تدعوإلى اتباع السلف وأنت تطعن في أئمة الدين وترميهم بالجهل بالنصوص، وأي نصوص؟ التي من شهرتها وصلت جاهلا غرا مثلك؟ فلله الأمر من قبل ومن بعد.
وتأمل قول الحافظ ابن رجب رحمه الله عن الإمام أحمد بعد أن بين سعة علمه بالنصوص واقوال الصحابة والتابعين وفتاوى الأئمة في زمانه وقبل زمانه:
" ولانعلم سنة صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم إلا وقد أحاط بها علما وكان أشد الناس اتباعا للسنة إذا صحت ولم يعارضها معارض قوي "
قلت:انظر_ يا محب_ وتأمل في قوله "ولم يعارضها معارض قوي" ثم قال "وإنما ترك الأخذ بما لم يصح وبما عارضه معارض قوي جدا"
ثم قال رحمه الله، وتأمل هذا الكلام جيدا _ألهمت رشدك ووقيت شر نفسك_ "وكان السلف رضي الله عنهم لقرب عهدهم بزمن النبوة وكثرة ممارستهم كلام الصحابة والتابعين ومن بعدهم يعرفون الأحاديث الشاذة التي لم يُعمل بها ويطرحونها ويكتفون بالعمل بما مضى عليه السلف ويعرفون من ذلك ما لم يعرفه من بعدهم ممن لم تبلغه السنن إلا من كتب الحديث لطول العهد وبعده " الله أكبر رحمك الله يا ابن رجب وأجزل لك الثواب.
فأجل النظر يرحمك الله في هذا الكلام النفيس وعض عليه بالنواجذ وافهم لماذا ترك السلف العمل بما صححه فلان من المعاصرين وتنكبوا عنه مع علمهم بسنده وحاله وعدم خفاء ذلك عليهم، ولذا ترى الترمذي رحمه الله مما يكثر أن يقول بعد رواية الحديث في جامعه: والعمل على هذا عند أهل العلم، وربما يذكر الحديث الذي صح سنده ظاهرا ويصرح أنه لم يعمل به أحد من السلف فيأتي الغر ويقول: الحديث حجة بنفسه وما حجتي أنا أمام الله إن تركت العمل به بعد أن علمت صحته!!!! ولعله لم يعرف صحته إلا تقليدا وللمعاصرين!!!.
واختم بقول الحافظ ابن رجب رحمه الله تعالى:
"إذا فهمت هذا وعلمته فهذه نصيحة لك أيها الطالب لمذهب هذا الإمام أؤديها لك خالصة لوجه الله تعالى فإنه لايؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه:
إياك ثم إياك أن تحدث نفسك أنك قد اطلعت على ما لم يطلع عليه هذا الإمام ووصلت من الفهم إلى مالم يصل إليه هذا الذي ظهر فضل فهمه على من بعده من أولي الأفهام ولتكن همتك كلها مجموعة على فهم ما أشار إليه وتعلم ما أرشد إليه من الكتاب والسنة على الوجه الذي سبق شرحه ".
هذا بعض ما في الصدر كتبته في السطر وهي إشارات عابرة موجهة لأصحاب العقول السادرة لعلها تفتح الباب لمن أراد الولوج من أولي الألباب وتسد الخلل المفضي إلى الزلل والله المسؤول أن يصلح الحال والبال ويحسن العاقبة والمآل إنه سبحانه خير مسؤول وأكرم مأمول.
وصلى الله وسلم وبارك على نبينا محمد وآله وأصحابه خير قوم، والحمد لله الذي لاتأخذه سنة ولانوم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/395)
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 01:50 ص]ـ
أولاً: إني أحبكم في الله ...... لما أنشد فيكم من حب لدين الله وعمل لنصرته وإعلاء لكلمته.
ثانياً: لا يفهم من نقضي هذا أني أقر ما ذكرتُه من هنات وقع فيها بعض إخواننا ممن غلو في ذم التقليد والإتباع.
ثالثاً: الكلام في دراسة الفقه بالطريقة المذهبية أو غيرها يسع الجميع.
رابعاً: لقائل أن يهدم كل ما ذكرتم وكتبتم إذ إن الكلام في الأصول وما تدور حوله الفروع أولى أن يتكلم فيه المجتهدون من الفروع والتي شنعتم على من تكلم فيها بغير تحصيل لأدوات الاجتهاد!!!
خامساً: لم تستوعب يا شيخ محمد في كلامك هذا عرض الصورة كاملة بل لقد شوهتَ وجهة كثير من مخالفيك!!!
سادساً: من يناقش الشيخ محمد؟ أهم من يقولون: هذه الشروط لا توجد عند أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم؟ لا.
ولو كان لحُق له الشدة في القول والرمي بالجهل ونسبة الزعم بتسميتهم سلفية، ولكنك يا شيخ محمد تعني من ذكرتَ بقولك: وإنما القصد مناقشة صنف آخر عنده نوع فهم فإذا ما سلم لك أنه غير مجتهد ذهب يستدل على جرأته على الله ورسوله بكلام العلماء في أن الاجتهاد يتجزأ. اهـ
ولا أدري أين التجرؤ فيما ذكرتَ على الله ورسوله؟! وما عيب مقالتهم هذه؟! نعم يتأنى المرء قبل زعم إحسان النظر وفهم الدليل والراجح من الأقوال ... ولكن أن تجعل هذه جريمة وجرأة على الله ورسوله فلا، بل لهي لمن خالفهم في هذا أولى.
سابعاً: لماذا لا تفرق يا شيخ محمد بين المجتهد والمتبع؟! أوكل من قال: الراجح كذا شهد لنفسه بالاجتهاد؟
ثامناً: يلحظ كلُ من تابع مقالك تشنيعك على المعاصرين فلا أدري لماذا؟ سيما من قالوا: صحيح وضعيف!!!
تاسعاً: جلالة الإمام أحمد وعظيم فقهه وكثرة مطالعته لم تمنع كبار أصحابه من مخالفته في كثير من المسائل وكذا كل إمام، فلماذا كل هذا ـ معذرة ـ التعصب المذهبي العام في موقفك تجاه مخالفيهم؟!
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 03:04 ص]ـ
أولاً: إني أحبكم في الله ...... لما أنشد فيكم من حب لدين الله وعمل لنصرته وإعلاء لكلمته.
ثانياً: لا يفهم من نقضي هذا أني أقر ما ذكرتُه من هنات وقع فيها بعض إخواننا ممن غلو في ذم التقليد والإتباع.
ثالثاً: الكلام في دراسة الفقه بالطريقة المذهبية أو غيرها يسع الجميع.
رابعاً: لقائل أن يهدم كل ما ذكرتم وكتبتم إذ إن الكلام في الأصول وما تدور حوله الفروع أولى أن يتكلم فيه المجتهدون من الفروع والتي شنعتم على من تكلم فيها بغير تحصيل لأدوات الاجتهاد!!!
خامساً: لم تستوعب يا شيخ محمد في كلامك هذا عرض الصورة كاملة بل لقد شوهتَ وجهة كثير من مخالفيك!!!
سادساً: من يناقش الشيخ محمد؟ أهم من يقولون: هذه الشروط لا توجد عند أبي بكر وعمر وعثمان وعلي رضي الله عنهم؟ لا.
ولو كان لحُق له الشدة في القول والرمي بالجهل ونسبة الزعم بتسميتهم سلفية، ولكنك يا شيخ محمد تعني من ذكرتَ بقولك: وإنما القصد مناقشة صنف آخر عنده نوع فهم فإذا ما سلم لك أنه غير مجتهد ذهب يستدل على جرأته على الله ورسوله بكلام العلماء في أن الاجتهاد يتجزأ. اهـ
ولا أدري أين التجرؤ فيما ذكرتَ على الله ورسوله؟! وما عيب مقالتهم هذه؟! نعم يتأنى المرء قبل زعم إحسان النظر وفهم الدليل والراجح من الأقوال ... ولكن أن تجعل هذه جريمة وجرأة على الله ورسوله فلا، بل لهي لمن خالفهم في هذا أولى.
سابعاً: لماذا لا تفرق يا شيخ محمد بين المجتهد والمتبع؟! أوكل من قال: الراجح كذا شهد لنفسه بالاجتهاد؟
ثامناً: يلحظ كلُ من تابع مقالك تشنيعك على المعاصرين فلا أدري لماذا؟ سيما من قالوا: صحيح وضعيف!!!
تاسعاً: جلالة الإمام أحمد وعظيم فقهه وكثرة مطالعته لم تمنع كبار أصحابه من مخالفته في كثير من المسائل وكذا كل إمام، فلماذا كل هذا ـ معذرة ـ التعصب المذهبي العام في موقفك تجاه مخالفيهم؟!
أخي الكريم حسن وفقك الله،أحبك الذي أحببتني فيه.
سأبدأ أخي الحبيب بالرد من الوجه الرابع لأنه بداية الشروع في المقصود راجيا ألا يُفتح باب من الجدال لن يغلق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/396)
قولك وفقك الله في الوجه الرابع غريب لأني أنقل كلام الأصوليين وتعليلهم وأنهم وإن اختلفوا في تجزؤ الاجتهاد فإن من قال منهم بجوازه قد شرط له شروط الاجتهاد ولم يجعله لكل أحد ممن لم يحصل أدوات الاجتهاد وتعليلهم واضح في هذا.وهذا الكلام لايحتاج أن يكون ناقله مجتهدا.
فلا أدري كيف جعلتَ هذا الكلام هادما لكل ما كتبتُ_ أكرمك الله_؟
وأما الوجه الخامس فأرجو أن تبين لي ماتركت استيعابه مشكورا مأجورا.
وأما الوجه السادس: فالجرأة التي أنكرتها على هؤلاء أنهم يتكلمون في العلم بدون تحصيل أدواته ويرجحون بدون أن يحصلوا آلة الترجيح ويظنون أن مجرد نقل الأقوال وفهمها مع أدلتها كاف في جعلهم مجتهدين مع أنهم لم يحصلوا أدوات الاجتهاد من معرفة الكتاب والسنة وأقوال الصحابة والأصول واللغة بفروعها وغير ذلك من الشروط المعروفة وربما لم يدرس بعضهم غير مسائل الطهارة والصلاة ولو ترقى فالعبادات ثم يرجح فيها غافلا عن الأشباه والنظائر والفروق ونحوها.
ولك أن تطالع كيف يستدل العلماء بالأشباه والنظائر ويتكلمون في الفروق ونظرة في كلام شيخ الإسلام رحمه الله تبين لك ما قصدته بكلامي هذا لتعرف الفرق بين الأصيل والدخيل.
وأما الوجه السابع:فقل لي أنت من هو المتبع؟ وما الفرق بينه وبين المجتهد والمقلد؟
وأما من قال الراجح كذا وهو أهل للترجيح فلاغبار عليه ولا حجر ولكن الكلام فيمن يرجح بدون آلة أو يظن أن مجرد وجود حديث في المسألة يقطع النزاع بدون نظر في صحته عند المتقدمين أو فهمهم له أو وجود معارض قوي أو غير ذلك.
وأما الثامن: فسامحك الله أخي الكريم، أين التشنيع على المعاصرين _اعني كلهم_ في مقالي؟ ومن هم المعاصرون الذين تعنيهم؟ وهل تشنيعى على جهلة المعاصرين أصبح تشنيعا على كل العلماء المعاصرين؟
أوَ كلما دعونا إلى تعظيم السلف ومعرفة قدر النفس رُمينا باحتقار المعاصرين والتشنيع عليهم؟
وأما التاسع فانا لست متعصبا لأحمد وتقليدي له ليس تعصبا وأرجو ان تفرق أنت وغيرك بين الدراسة المذهبية والتعصب المذهبي فقد صار عند البعض كل متمذهب متعصبا، مع أن من ينكر علينا التمذهب أشد تعصبا لمشايخه منا للأئمة مع الفارق بين المقلَّدين من الطرفين.والله المستعان.
وأرجو أن تجيب عما ذكرتُه في المقال الأصلي بدل أن ينقل الكلام إلى نقاش فرعي ونتشتت في بنيات الطريق.
وشكر الله لك اهتمامك بما كتبت ونصحك لي وأسأل الله ان يبصرني وإياك بالحق ويرزقنا التمسك به ويتوفانا عليه.
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 05:20 ص]ـ
سأبدأ أخي الحبيب بالرد من الوجه الرابع لأنه بداية الشروع في المقصود راجيا ألا يُفتح باب من الجدال لن يغلق.
قولك وفقك الله في الوجه الرابع غريب لأني أنقل كلام الأصوليين وتعليلهم وأنهم وإن اختلفوا في تجزؤ الاجتهاد فإن من قال منهم بجوازه قد شرط له شروط الاجتهاد ولم يجعله لكل أحد ممن لم يحصل أدوات الاجتهاد وتعليلهم واضح في هذا.وهذا الكلام لايحتاج أن يكون ناقله مجتهدا.
فلا أدري كيف جعلتَ هذا الكلام هادما لكل ما كتبتُ_ أكرمك الله_؟
وفقكم الله ... أنا لم أهدم كلامك ولكن قصدت محاجتك إلي أصلك الذي بنيت عليه، فإن كان إنكارك عليهم أنهم غير مجتهدين ومع ذلك يتكلمون ويرجحون فأنت أيضاً كذلك وإلا فهم نقلوا ورجحوا وأنت نقلت ونزلت على واقعهم فاستويتم غير أنهم فرعوا ورجحوا وأنت أصلت ونظرت.
علماً أن كلامي لا يشمل هذه النقطة وحدها وإنما الموضوع برمته ... والمقصود أن لغير المجتهد أن يرجح ما دام يحسنه كما سيأتي في الكلام على الاجتهاد والاتباع.
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 05:33 ص]ـ
وأما الوجه الخامس فأرجو أن تبين لي ماتركت استيعابه مشكورا مأجورا.
هو ادعاؤك تأخر فهمهم وركاكة فقههم وضعف ملكتهم والتمسك بما لم يصح وأيضاً طعنهم في أئمة المذاهب ... وانظر قولك (حسبي الله ونعم الوكيل في أقوام يفتون إذا حفظوا بلوغ المرام أو المحرر أو حتى المنتقى فضلا عمن دونهم ممن لم يحفظ الأربعين النووية ويقولون ماعذرنا إن علمنا الحديث أن نخالفه؟ الله المستعان، وهل أدلة الفقه محصورة في الحديث يا عبد الله؟ وهل عرفت صحة الحديث وضعفه باجتهاد أم بتقليد؟ وهل كل من عرف الحديث وصحته ولو باجتهاد صار أهلا لفهمه و لأن يفتي في دين الله؟) اهـ!!! وكذا قولك (وأعجب من ذلك أن يقول الغر المأفون:لعل أحمد لم يطلع على هذا الحديث!!!! وربما يكون في مسنده الذي لم يطالعه الأخرق مرة في عمره) اهـ أليس في هذا تشويه لمن يقول بالنظر وإن لم يحصل أدوات الاجتهاد؟!
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 05:46 ص]ـ
وأما الوجه السادس: فالجرأة التي أنكرتها على هؤلاء أنهم يتكلمون في العلم بدون تحصيل أدواته ويرجحون بدون أن يحصلوا آلة الترجيح ويظنون أن مجرد نقل الأقوال وفهمها مع أدلتها كاف في جعلهم مجتهدين مع أنهم لم يحصلوا أدوات الاجتهاد من معرفة الكتاب والسنة
وهذا كلام مضطرب إذ المقصود من تحصيل أدوات الاجتهاد فهم الأدلة!!! فكيف يقال فهموا الأدلة ونقلوا الأقوال ثم نمنعهم من النظر والترجيح؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/397)
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 06:27 ص]ـ
وأما الوجه السابع:فقل لي أنت من هو المتبع؟ وما الفرق بينه وبين المجتهد والمقلد؟
المجتهد: من حصل أدوات الاجتهاد، ولا يقال اجتهد إلا إذا بذل جهده واستفرغ وسعه في استخرج حكم أو تطبيقه. [راجع المستصفى وأصول الفقه لابي زهرة وغيرهما]
والمتبع: من تتبع قول القائل على ما بان له من فضل قوله وصحة مذهبه. [راجع جامع بيان العلم لابن عبد البر]
والمقلد: من عمل بقول الغير من غير حجة. [راجع إرشاد الفحول ورسالة لطيفة للشيخ السعدي]
قال الشيخ الفاضل عبد السلام بن محمد عبد الكريم ـ حفظه الله ـ:
هنا ثلاثة أشياء: التقليد والاتباع والاجتهاد: فأدناها التقليد وأعلاها الاجتهاد، والاتباع فوق التقليد ودون الاجتهاد .... إلى أن نقل قول الإمام ابن عبد البر: والتقليد عند العلماء غير الاتباع:
لأن الاتباع: هو تتبع قول القائل ...... والتقليد: أن تقول بقوله وأنت لا تعرف وجه القول ولا معناه ..... إلى آخره. [المرتقى الذلول إلى نفائس علم الأصول] وأظن هذا يوضح الفارق تماماً بين المجتهد والمتبع وبين المتبع والمقلد، فالفارق الجوهري أن المجتهد ينظر في النصوص وما استجد ويستخرج ويفتي والمتبع يقصر نظره إلى أقوال أهل العلم ويرجح بما عنده من آلة.
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 06:29 ص]ـ
وأما الوجه الثامن والتاسع فغداً.
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 06:39 ص]ـ
وفقكم الله ... أنا لم أهدم كلامك ولكن قصدت محاجتك إلي أصلك الذي بنيت عليه، فإن كان إنكارك عليهم أنهم غير مجتهدين ومع ذلك يتكلمون ويرجحون فأنت أيضاً كذلك وإلا فهم نقلوا ورجحوا وأنت نقلت ونزلت على واقعهم فاستويتم غير أنهم فرعوا ورجحوا وأنت أصلت ونظرت.
هذا فيه نظر؛ لأن الأخ (الحنبلي السلفي) استند إلى اتفاق الأمة على ضرورة توفر الأهلية حتى عند من يقول بتجزؤ الاجتهاد، فكلامه منصب على من يجتهد بغير آلة مطلقا، وليس على من لم يبلغ درجة الاجتهاد المطلق.
وينظر هذا الرابط:
وجهة نظر في كون الاجتهاد يتجزأ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82062)
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 08:10 ص]ـ
وفقكم الله ... أنا لم أهدم كلامك ولكن قصدت محاجتك إلي أصلك الذي بنيت عليه، فإن كان إنكارك عليهم أنهم غير مجتهدين ومع ذلك يتكلمون ويرجحون فأنت أيضاً كذلك وإلا فهم نقلوا ورجحوا وأنت نقلت ونزلت على واقعهم فاستويتم غير أنهم فرعوا ورجحوا وأنت أصلت ونظرت.
.
ما زلت أقول لك إني لم أرجح ولكني نقلت لك اتفاق أهل الأصول فأين التناقض في كلامي؟ وهل انكرتُ على من يفهم كلام العلماء أنه يفهمه؟!!
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 08:14 ص]ـ
هو ادعاؤك تأخر فهمهم وركاكة فقههم وضعف ملكتهم والتمسك بما لم يصح وأيضاً طعنهم في أئمة المذاهب ... وانظر قولك (حسبي الله ونعم الوكيل في أقوام يفتون إذا حفظوا بلوغ المرام أو المحرر أو حتى المنتقى فضلا عمن دونهم ممن لم يحفظ الأربعين النووية ويقولون ماعذرنا إن علمنا الحديث أن نخالفه؟ الله المستعان، وهل أدلة الفقه محصورة في الحديث يا عبد الله؟ وهل عرفت صحة الحديث وضعفه باجتهاد أم بتقليد؟ وهل كل من عرف الحديث وصحته ولو باجتهاد صار أهلا لفهمه و لأن يفتي في دين الله؟) اهـ!!! وكذا قولك (وأعجب من ذلك أن يقول الغر المأفون:لعل أحمد لم يطلع على هذا الحديث!!!! وربما يكون في مسنده الذي لم يطالعه الأخرق مرة في عمره) اهـ أليس في هذا تشويه لمن يقول بالنظر وإن لم يحصل أدوات الاجتهاد؟!
وماذا في كلامي؟ هل جئت به من كيسي أم نقلت لك تشديد السلف في شأن الفتيا؟
دعك يا أخي الحبيب من العواطف فكثير ممن يفتون اليوم ويدعون أنهم أهل للترجيح وأنت تعرفهم جيدا ليسوا أهلا للفتيا ولا الترجيح وعندهم من سوء الفهم ما لايعلمه إلا الله ولا أحب ذكر أمثلة بعينها لأنه ليس من شأني تتبع العثرات وإنما أتكلم كلاما عاما لعل الله يهدي به من يشاء إلى صراط مستقيم.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 08:19 ص]ـ
وهذا كلام مضطرب إذ المقصود من تحصيل أدوات الاجتهاد فهم الأدلة!!! فكيف يقال فهموا الأدلة ونقلوا الأقوال ثم نمنعهم من النظر والترجيح؟!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/398)
كلامي واضح لاتناقض فيه بحمد الله فمجرد أن تتصور المسألة وتفهم الدليل ووجه الاستدلال لايؤهلك للترجيح ولاتصير به مجتهدا حتى تحصل أدوات الاجتهاد وتعرف كيفية الترجيح عند تعارض الأدلة. وطالع مباحث الاجتهاد والتقليد وترتيب الأدلة والتعارض والترجيح في كتب الأصول يتضح لك كلامي بدل أن ترميني بالاضطراب.
لكن لاتكفي المطالعة في كتاب أبي زهرة ولا كتاب عبد السلام بن عبد الكريم ولا رسالة السعدي!!! فتنبه.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 08:26 ص]ـ
المجتهد: من حصل أدوات الاجتهاد، ولا يقال اجتهد إلا إذا بذل جهده واستفرغ وسعه في استخرج حكم أو تطبيقه. [راجع المستصفى وأصول الفقه لابي زهرة وغيرهما]
والمتبع: من تتبع قول القائل على ما بان له من فضل قوله وصحة مذهبه. [راجع جامع بيان العلم لابن عبد البر]
والمقلد: من عمل بقول الغير من غير حجة. [راجع إرشاد الفحول ورسالة لطيفة للشيخ السعدي]
قال الشيخ الفاضل عبد السلام بن محمد عبد الكريم ـ حفظه الله ـ:
هنا ثلاثة أشياء: التقليد والاتباع والاجتهاد: فأدناها التقليد وأعلاها الاجتهاد، والاتباع فوق التقليد ودون الاجتهاد .... إلى أن نقل قول الإمام ابن عبد البر: والتقليد عند العلماء غير الاتباع:
لأن الاتباع: هو تتبع قول القائل ...... والتقليد: أن تقول بقوله وأنت لا تعرف وجه القول ولا معناه ..... إلى آخره. [المرتقى الذلول إلى نفائس علم الأصول] وأظن هذا يوضح الفارق تماماً بين المجتهد والمتبع وبين المتبع والمقلد، فالفارق الجوهري أن المجتهد ينظر في النصوص وما استجد ويستخرج ويفتي والمتبع يقصر نظره إلى أقوال أهل العلم ويرجح بما عنده من آلة.
كلام ابن عبد البر اصطلاح له ولامشاحة في الاصطلاح ولا تكاد تجد في كتب الأصول ذكرا للمتبع وإنما يقسمون المجتهد لمجتهد مطلق ومجتهد مذهب ومجتهد المذهب له عندهم احوال كما هو مشهور مزبور.
وأنا ما سألتك عن الفرق بينهما جهلا بكلام ابن عبد البر ولا بكلام الشيخ الألباني
وإنما أردت أن أبين لك أن جوابك لن يخرج عن اصطلاح لا مشاحة فيه.
ولاتنس ما قلت لك من أن النقل عن عبد السلام بن عبد الكريم لايصلح في هذا المقام سيما وأنت تتهمني بتشويه المعاصرين فكيف تنقل لي عنهم!!! وأما كلام ابن عبدالبر فقد بينت لك وجهه عندي.
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 12:37 ص]ـ
هذا فيه نظر؛ لأن الأخ (الحنبلي السلفي) استند إلى اتفاق الأمة على ضرورة توفر الأهلية حتى عند من يقول بتجزؤ الاجتهاد، فكلامه منصب على من يجتهد بغير آلة مطلقا، وليس على من لم يبلغ درجة الاجتهاد المطلق.
[/ URL]
بل ينزله على من عنده آلة ولم يبلغ الاجتهاد المطلق بدليل قوله بعد ذلك (دعك يا أخي الحبيب من العواطف فكثير ممن يفتون اليوم ويدعون أنهم أهل للترجيح وأنت تعرفهم جيدا ليسوا أهلا للفتيا ولا الترجيح وعندهم من سوء الفهم ما لايعلمه إلا الله ولا أحب ذكر أمثلة بعينها لأنه ليس من شأني تتبع العثرات) ولو ذكرتُ لك من وسمهم بسوء الفهم لتعجبتَ من جرأته!!! ولعلمتَ أنهم أهل للترجيح قطعاً وزيادة ... وإن من أعظم ما يهدم ما خطه في أول مقاله كلامه السابق هذا! إذ كيف ينكِر عليهم نظرهم في الأقوال والأدلة وترجيحاتهم وهو يبيحه لنفسه؟! أليس الحكم عليهم بسوء الفهم وعدم إدراك المسائل ومطالعة الخلاف وحسن الترجيح: أليس كل هذا يحتاج إلى اجتهاد؟! أم أن الانكار في زماننا هذا أيضاً بالتقليد؟! فهو يرضى لنفسه النظر في كلام أهل الأصول وتنزيل كلامهم على من وصفهم بسوء الفهم! ولا يرضى لغيره النظر في المسائل الفرعية بغير ما تحصيل لأدوات اجتهاد! أليس هذا تحكماً؟!
ولا ينبغي أن يفهم البتة أنه عنى في مقاله هذا شباباً متطاولين على العلم والعلماء، والأمر كما ذكر هو بقوله (وأنت تعرفهم جيدا).
مغالطات
- قولك يا شيخ محمد (وماذا في كلامي؟ هل جئت به من كيسي أم نقلت لك تشديد السلف في شأن الفتيا؟) اهـ
ليس له شأن بكلامنا! وهل أنكرته عليك؟! وهل هو ما عنيت أنت؟! فلا يحسن أن يظن أن غيرك يتساهل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/399)
- كلام ابن عبد البر واضح في كونه يفرق بين المجتهد وبين المتبع، وما وجهه الذي بينتَه لي؟! أنه اصطلاح له ولا مشاحة في الاصطلاح! هذا خطأ، بل هو تقسيم حقيقي ويدل على هذا تعريفه له، ومن سبر كلام أهل العلم وجد ذكر منزلة الاتباع ولو بالإيماء سيما كلام شيخ الإسلام.
ثم ما العيب في هذا التقسيم؟! وهل من العقل المساوة بين من يعرف الأقوال ودلائلها ووجهات الاستدلال منها وغير ذلك وبين من قيل فيه:
لا فرق بين مقلد وبهيمة ............. تنقاد بين معاثر وجنادل؟ هذا محال شرعاً وعقلاً.
إذا علم هذا ارتاح من ظن أن كل من تكلم في مسألة ورجح شهد لنفسه بالاجتهاد ن فليس كل من نقل فتوى ولو لم ينسبها بمفتي.
- قولك (لكن لاتكفي المطالعة في كتاب أبي زهرة ولا كتاب عبد السلام بن عبد الكريم ولا رسالة السعدي!!! فتنبه.) اهـ
أليس من نقل عن هؤلاء نقل عن الغزالي وابن عبد البر والشوكاني؟! ثم من قال أن الحق يعرف بنسبة؟! وهل الحق إلا بمضمونه؟! فهلا وضحت خطأ كلامهم هذا! ومن قال أني أقرك على موقفك من المعاصرين حتى تحاكمني بقولك (وأنت تتهمني بتشويه المعاصرين فكيف تنقل لي عنهم!!!) بل هو بيت القصيد وعين خطأك وما من أجله كتبتَ ولأجله رددتُ.
- قولك (دعك يا أخي الحبيب من العواطف) اهـ
أين العواطف في كلامي هذا؟! هل قلت لك: إن من تتكلم فيهم هم من شاعوا المذهب السلفي في بلدتنا هذه؟! أم قلتُ: إن أعمارهم في الدعوة تعدل عمرك وعمري؟! أم قلت: هم من سجنوا وعذبوا وطردوا حتى يجلس الجالسون تحت قدميك يتعلمون منك ومن غيرك؟! وغير ذلك كثير مما يطول ... لا لا أنا أحسن التفريق بين العاطفة وبين خطأ الخاطئين وهفوة المتصدرين فلا تقلق.
ـ كيف تقول يا شيخ محمد (فانا لست متعصبا لأحمد وتقليدي له ليس تعصبا وأرجو ان تفرق أنت وغيرك بين الدراسة المذهبية والتعصب المذهبي) وأنت ومقالاتك ونقولاتك ومنهجك وقولك وفعلك حتى اسمك في الملتقى وتوقيعك (ابتسامة) لقاضون بهذا!
وأين ادعاء الدراسة المذهبية وحسب لمن لا يخرج عنها في فتاويه طرفة عين؟!
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 08:35 ص]ـ
[
السؤال
UOTE= حسن السلفي;475949] بل ينزله على من عنده آلة ولم يبلغ الاجتهاد المطلق بدليل قوله بعد ذلك (دعك يا أخي الحبيب من العواطف فكثير ممن يفتون اليوم ويدعون أنهم أهل للترجيح وأنت تعرفهم جيدا ليسوا أهلا للفتيا ولا الترجيح وعندهم من سوء الفهم ما لايعلمه إلا الله ولا أحب ذكر أمثلة بعينها لأنه ليس من شأني تتبع العثرات) ولو ذكرتُ لك من وسمهم بسوء الفهم لتعجبتَ من جرأته!!! ولعلمتَ أنهم أهل للترجيح قطعاً وزيادة ... وإن من أعظم ما يهدم ما خطه في أول مقاله كلامه السابق هذا! إذ كيف ينكِر عليهم نظرهم في الأقوال والأدلة وترجيحاتهم وهو يبيحه لنفسه؟! أليس الحكم عليهم بسوء الفهم وعدم إدراك المسائل ومطالعة الخلاف وحسن الترجيح: أليس كل هذا يحتاج إلى اجتهاد؟! أم أن الانكار في زماننا هذا أيضاً بالتقليد؟! فهو يرضى لنفسه النظر في كلام أهل الأصول وتنزيل كلامهم على من وصفهم بسوء الفهم! ولا يرضى لغيره النظر في المسائل الفرعية بغير ما تحصيل لأدوات اجتهاد! أليس هذا تحكماً؟!
ولا ينبغي أن يفهم البتة أنه عنى في مقاله هذا شباباً متطاولين على العلم والعلماء، والأمر كما ذكر هو بقوله (وأنت تعرفهم جيدا).
[ COLOR="Red"][CENTER]
والله يا أخي يكفي لرد كلامك هذا ان تتأمل جيدا في كلامي وكل ردودك ليس فيها زيادة عن سابقاتها واخشى أن نفتح بابا للجدال العقيم كما توقعت في أول الكلام،وقد أبديت لك ما عندي وأني لم أرجح شيئا وإنما نقلت اتفاقا وأنت مصر على فهمك فأنت وشأنك.
ثم أرجو أن تتأنى في كلامك ولا ترسله على عواهنه هكذا،فلم يشترط أحد الاجتهاد للحكم بسوء الفهم على أحد فلا تكرر كلاما ليس له من التحقيق والعلم نصيب.
وأرجو أن تذكر من فهمت أني عنيتهم بسوء الفهم وتجرأت على مقامهم المنيف وعلمهم الشريف بدل أن تحكم على ما في نيتي هذا أولا،وثانيا لنعلم ويعلم الجميع من هم المجتهدون أو حتى المتأهلون للترجيح عندك؟.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 08:41 ص]ـ
مغالطات [/ center][/color]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/400)
- قولك يا شيخ محمد (وماذا في كلامي؟ هل جئت به من كيسي أم نقلت لك تشديد السلف في شأن الفتيا؟) اهـ
ليس له شأن بكلامنا! وهل أنكرته عليك؟! وهل هو ما عنيت أنت؟! فلا يحسن أن يظن أن غيرك يتساهل.
[/ center][/color]
نعم أنكرته علي وإن لم تنكر أصل الكلام لكن أنكرت تنزيله على من يدخل فيه من أهل زماننا.
وأت لي بمن يحفظ مائتي ألف حديث أو حتى عشر هذا العدد ممن يفتون وقد حصل مع ذلك علوم الآلة التي تؤهله للاجتهاد أو حتى الترجيح.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 08:46 ص]ـ
[
السؤال
UOTE= حسن السلفي;475949] بل ينزله على من عنده آلة ولم يبلغ الاجتهاد المطلق بدليل قوله بعد ذلك (دعك يا أخي الحبيب من العواطف فكثير ممن يفتون اليوم ويدعون أنهم أهل للترجيح وأنت تعرفهم جيدا ليسوا أهلا للفتيا ولا الترجيح وعندهم من سوء الفهم ما لايعلمه إلا الله ولا أحب ذكر أمثلة بعينها لأنه ليس من شأني تتبع العثرات) ولو ذكرتُ لك من وسمهم بسوء الفهم لتعجبتَ من جرأته!!! ولعلمتَ أنهم أهل للترجيح قطعاً وزيادة ... وإن من أعظم ما يهدم ما خطه في أول مقاله كلامه السابق هذا! إذ كيف ينكِر عليهم نظرهم في الأقوال والأدلة وترجيحاتهم وهو يبيحه لنفسه؟! أليس الحكم عليهم بسوء الفهم وعدم إدراك المسائل ومطالعة الخلاف وحسن الترجيح: أليس كل هذا يحتاج إلى اجتهاد؟! أم أن الانكار في زماننا هذا أيضاً بالتقليد؟! فهو يرضى لنفسه النظر في كلام أهل الأصول وتنزيل كلامهم على من وصفهم بسوء الفهم! ولا يرضى لغيره النظر في المسائل الفرعية بغير ما تحصيل لأدوات اجتهاد! أليس هذا تحكماً؟!
ولا ينبغي أن يفهم البتة أنه عنى في مقاله هذا شباباً متطاولين على العلم والعلماء، والأمر كما ذكر هو بقوله (وأنت تعرفهم جيدا).
مغالطات
-- كلام ابن عبد البر واضح في كونه يفرق بين المجتهد وبين المتبع، وما وجهه الذي بينتَه لي؟! أنه اصطلاح له ولا مشاحة في الاصطلاح! هذا خطأ، بل هو تقسيم حقيقي ويدل على هذا تعريفه له، ومن سبر كلام أهل العلم وجد ذكر منزلة الاتباع ولو بالإيماء سيما كلام شيخ الإسلام.
ثم ما العيب في هذا التقسيم؟! وهل من العقل المساوة بين من يعرف الأقوال ودلائلها ووجهات الاستدلال منها وغير ذلك وبين من قيل فيه:
لا فرق بين مقلد وبهيمة ............. تنقاد بين معاثر وجنادل؟ هذا محال شرعاً وعقلاً.
إذا علم هذا ارتاح من ظن أن كل من تكلم في مسألة ورجح شهد لنفسه بالاجتهاد ن فليس كل من نقل فتوى ولو لم ينسبها بمفتي.
-هذا
يا أخي الفاضل بينت لك ما عندي تجاه هذا النقل ولم أسوِّ بين من يفهم القول بدليله وبين من يقلد ولايعرف الدليل بل قلت لك إن الأصوليين فرقوا بينهما وإن هناك مجتهدا مطلقا ومجتهد مذهب وهذا له مراتب وارجع لكتب الأصول ترى ماذكرته لك وتعرف ألا تعارض بين كلامهم وكلام ابن عبد البر وأني لم أنكر كلام ابن عبد البر.
!
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 08:51 ص]ـ
وأما بقية كلامك فأنا اطالبك بالرجوع لكلام الأصوليين والنقل عنهم بالأصالة دون واسطة لأن النقل عن الغزالي مثلا بواسطة عبد السلام بن عبدالكريم من الضعف والهزال العلمي وليس في هذا طعن في عبدالسلام ولافي غيره ممن كتب في الأصول في زماننا.
وليس هذا طعنا في مضمون النقل أو ادعاء أن صحة النقل تعرف بحسب المتكلم،بل هو مطالبة بأمر معروف شائع وعدم مراعاته دليل على الضعف وقلة الاطلاع!!
فإذا نقلت لي كلام الغزالي في كتبه المطبوعة او غيره من الأصوليين فهات لي كلامهم بالأصالة لو كنت قرأته بنفسك من كتبهم اما أن تنقل لي عن معاصر نقل عنهم فلماذا؟!!
وأما ما لاتفتؤ تكرره أني اشوه المعاصرين فأنا لن أجيبك عنه بعد هذه المرة قط،قلت لك مرارا:لا تعمم،وعين لي من تعنيهم أولا ثم برهن على أني أردتهم بكلامي الذي سميته تشويها لمجرد أني أدعو إلى تعظيم السلف واحترام النفس ومعرفة قدرها،بدل أن تستخدم هذا الأسلوب.
ومن فضلك لا تسئ في الكلام ولا تلق التهم جزافا إن كنت تريد الوصول للحق،وإلقاء التهم جزافا يحسنه كل أحد لكنه ليس هو المقصود من نقاشنا.
وأما العواطف في كلامك فبادية في كلامك لكل ذي بصيرة،فما علاقة عمرهم في الدعوة وسجنهم ومجاهدتهم بما نحن فيه؟
وما زلت أكرر أني لم أعين أحدا فلا تجرني لبنيات الطريق.
وأما إصرارك على تعصبي المذهبي فشأنك، ولست بحاجة إلى الدفاع عن نفسي أمامك وليس هذا هو المقصود من المقالة ولا من المناقشات الدائرة حولها.
أخي الكريم _سلمك الله واحسن إليك_ قد أجبتك بما عندي وكررتَ كلامك وكررتُ الجواب عنه ولاجديد،فإن ظل النقاش هكذا فلن أجيب ثانية صيانة لوقتي ووقتك وقلبي وقلبك وإن أتيتَ بجديد يستحق الرد فسأرد.أقول هذا حتى لا تكرر الكلام بلفظه أو بمضمونه فإذا لم تر مني ردا ظننتَ أنت أو غيرك أنه عجز مني عن الرد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/401)
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[18 - 09 - 06, 02:43 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي حسن السلفي وبارك فيك، ويكفينا كلام العلامة ابن سعدي الحنبلي السلفي، ونحن في غنى عن كلام الأشعري الغزالي الذي ادخل المنطق في الأصول. وأما أن النقل عن الغزالي بواسطة! من الضعف العلمي والهزال! لو قيل من فتور الهمة لعلنا نسلم بذلك، لنزوله في نقل المعلومة.
وأرى أخانا الفاضل الحنبلي السلفي قد بالغ في شن الحملة ولم يميز الأسماء ولم يجلي حتى اشتبه علينا أيقصد الألباني!؟ أو الشوكاني؟؟ أو أحداث غير معروفين؟؟؟، وقول أخينا الحنبلي السلفي (وأت لي بمن يحفظ مائتي ألف حديث أو حتى عشر هذا العدد ممن يفتون وقد حصل مع ذلك علوم الآلة التي تؤهله للاجتهاد أو حتى الترجيح) و أنا اقسم بالله أن جميع أعضاء اللجنة الدائمة لا يحفظون نصف هذا العدد من الأحاديث، ولا ابن عثيمين، ولا ابن باز، ولا الألباني.
ولا أعلم هل قرأ الشيخ الحنبلي (العواصم والقواصم) لابن الوزير أو لا؟؟؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 03:29 م]ـ
الرفق بارك الله فيكم
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82062
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 03:33 م]ـ
جزاك الله خيرا أخي حسن السلفي وبارك فيك، ويكفينا كلام العلامة ابن سعدي الحنبلي السلفي، ونحن في غنى عن كلام الأشعري الغزالي الذي ادخل المنطق في الأصول. وأما أن النقل عن الغزالي بواسطة! من الضعف العلمي والهزال! لو قيل من فتور الهمة لعلنا نسلم بذلك، لنزوله في نقل المعلومة.
وأرى أخانا الفاضل الحنبلي السلفي قد بالغ في شن الحملة ولم يميز الأسماء ولم يجلي حتى اشتبه علينا أيقصد الألباني!؟ أو الشوكاني؟؟ أو أحداث غير معروفين؟؟؟، وقول أخينا الحنبلي السلفي (وأت لي بمن يحفظ مائتي ألف حديث أو حتى عشر هذا العدد ممن يفتون وقد حصل مع ذلك علوم الآلة التي تؤهله للاجتهاد أو حتى الترجيح) و أنا اقسم بالله أن جميع أعضاء اللجنة الدائمة لا يحفظون نصف هذا العدد من الأحاديث، ولا ابن عثيمين، ولا ابن باز، ولا الألباني.
ولا أعلم هل قرأ الشيخ الحنبلي (العواصم والقواصم) لابن الوزير أو لا؟؟؟
أبا عبد الرحمن:
رحمك الله ولطف بك:
تأمل أخي الكريم كلام الشيخ الحنبلي السلفي، وافهم ما فيه أولا - ولا تسئ الظن في ما سأقوله -، ذلك أن الشيخ الفاضل قد نظر بعين غير التي تنظر بها أنت ومن هم على موقفك من النظر، فلو حرصت أن تنظر من منطلقه لعلمت دقة ما يقوله، وقولك ويكفينا كلام العلامة ابن سعدي الحنبلي السلفي هو محض تقليد، وهذا ليس تنقيصا من الشيخ رحمه الله تعالى، وإنما هو تنبيه إلى الحذر مما يُحذَّر منه هنا، فقولك: يكفينا، محض تحكم منك، وإلا كيف لك أن تنكر على من يقول مثلا: يكفينا قول فلان ودعنا من قول ابن باز و ابن عثيمين وغيرهم ... ؟ والقصد من هذا ألا تحتج بما يمكن أن يكون عليك لا لك.
وأما قولك: وأما أن النقل عن الغزالي بواسطة! من الضعف العلمي والهزال! لو قيل من فتور الهمة لعلنا نسلم بذلك، لنزوله في نقل المعلومة.، فإنه من الواجب تسمية الأشياء بمسمياتها، هو فعلا ضعف علمي، ولو كان في الناقل قوة لما احتاج أن ينقل بواسطة، لأنه حين ينقل ينقل كلاما استدل به المؤلف على أمر يريده وغاية يتغياها، وحين ينقل عنه هو لا يهم لماذا يوظف الكاتب ذلك النص في ذلك الموضع، ومن ثم يصبح: لا هو في العير ولا هو في النفير، فلا هو أدرك مرمى المؤلف، ولا هو أصاب في الاستدلال بالنص في ما يريده، إلا أن يكون قد أراد أن يبحث نفس القضية التي بحثها المنقول عنه، وحتى لو كان ذلك فليس يقبل منه من الناحية المنهجية العلمية، فأين هذا من فتور الهمة؟
هذا ما أردته بخصوصك، أما بخصوص الأخ الفاضل حسن السلفي، فقد أوعب الأخ الحنبلي في الرد عليه، ولا أرى له وجها في كثير مما ذكره، لأن القضية أوسع وأكبر من أن ينظر إليها من تلك الزاوية التي تبناها.
والله المستعان.
ـ[عبدالعزيز بن سعد]ــــــــ[18 - 09 - 06, 04:09 م]ـ
خلاصة قد تفيد:
اختلف الأصوليون فيما إذا عرف شخص دقائق مسألة دون المسائل الأخرى فهل يقبل اجتهاده أم لا، على قولين:
الأول: أن تجزأ الاجتهاد جائز، وهو قول الجمهور من الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم. واستدلوا بما يلي:
1 - لولم يتجزأ الاجتهاد للزم منه أن يكون المجتهد عالما بجميع الجزئيات وهو محال.
2 - أن الأئمة المجتهدين الأربعة وغيرهم كانوا يُستفتون فيجيبون في البعض ويتوقفون في البعض الآخر. ومع ذلك لم يُنازع في كونهم في أعلى درجات الاجتهاد.
3 - قال شيخ الإسلام: الاجتهاد منصب يقبل التجزؤ والانقسام، فالعبرة بالقدرة والعجز، وقد يكون الرجل قادرا في بعض عاجزا في بعض، ولكن القدرة على الاجتهاد لا تكون إلا بحصول علوم تفيد معرفة المطلوب، فأما مسألة واحدة في فن فيبعد الاجتهاد فيها.
4 - قال ابن دقيق العيد: وهو المختار لأنها قد تمكن العناية بباب من الأبواب الفقهية حتى تحصل المعرفة بمآخذ أحكامه، وإذا حصلت المعرفة بالمآخذ أمكن الاجتهاد.
القول الثاني: أنه لا يجوز تجزؤ الاجتهاد، وقد ذهب إلى ذلك طائفة من الأصوليين ورجحه الشوكاني.
ودليل هذا القول أن كل ما يقَدَّر جهله يجوز تعلقه بالحكم المفروض فلا يحصل له ظن عدم المانع.
والقول الأول هو المتعين لأنه لا يسع الناس إلا هو إذ أين تجد من يكفي الأمة كلها من المجتهدين اجتهادا مطلقا في كل الفنون الشرعية، وحيث أن هذا لم يوجد في عصر الصدر الأول فكيف بمن بعده.
وهي وجهة نظر، والله المستعان
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/402)
ـ[السلفي الأكاديري]ــــــــ[18 - 09 - 06, 04:59 م]ـ
الإجتهاد يجب أن يكون عن علم وتمكن
لا عن جهل وتكبر
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[18 - 09 - 06, 11:06 م]ـ
أخي الفاضل يوسف حميتو بارك الله فيك والله أنني أجل الشيخ الحنبلي السلفي واستفيد منه ومن فوائده كثرها الله، لكن كلامه موهم وليتك انتبهت لشرط شيخنا الحنبلي في المفتي! وأما قولي يكفينا السعدي!!! فهو في مقابل من احتج بالغزالي الأشعري!!! فليتك تنبهت
أما أن النقل بواسطة ضعف علمي!؟ فتلك نظرتك وأرجو أن لا تقع فيها في يوم ما
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 02:02 ص]ـ
أما أن النقل بواسطة ضعف علمي!؟ فتلك نظرتك وأرجو أن لا تقع فيها في يوم ما
أبا عبد الرحمن:
جزاك الله خيرا على جميل نصحك، وإن كنت أخشى من غير سوء ظن أن يكون فيه مافيه، ويعلق بالنفس منه شيء، ولدفع ذلك أرجو زيادة نصح وبيان، بارك الله فيك، ووقانا وإياكم مما رجوتم ألا نقع فيه.
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 03:07 ص]ـ
وأما قولي يكفينا السعدي!!! فهو في مقابل من احتج بالغزالي الأشعري!!!
إن كنت تذكره في مقابلة الغزالي الاشعري فهو ايضا تقليد وأنت ترفض مادة التقليد، فكما ترفضها وجب أن ترفضها من سلفي أو اشعري أو غيرهما فليتك تنبهت
ثم أخبرني بربك، أما ترون في الغزالي إلا أشعريته، أما للرجل من فضائل تنصفونه بها؟ وهل كان من كان ممن تدعي انتسابك إليهم إلا بما كان من مثل الغزالي والجويني وابن حجر والسيوطي وغيرهم، فما بال أولئك يستدلون في أمور كثيرة بهؤلاء، ثم هل تملك أن تخطئ فقه الشافعية أو المالكية لمجرد أن أعلام المذهبين من الأشاعرة؟، ثم ما بالك مثلا إذا احتجت إلى شيء في اللغة أو القراءات لجأت إلى الجاحظ أو ابن جني وهما من هم على اعتزالهما؟
على مثل هذا نبه شيخنا الحنبلي السلفي حفظه الله وإليه أشار، وهو أعلم الناس بمعنى السلفية وحقيقتها، وأشدهم التزاما بها، وليتكم إخواننا حفظكم الله تتعقبون بعض من انتسب - زعما - إلى السلفية وتبحثون عن مخالفاته لها ولأصولها إن أردتم الإنصاف، ولا تحصروا همكم في من خالفها من الآخرين، وإلا فإننا من مثل هذا أتينا، فكونوا قوامين شهداء بالقسط ولو على أنفسكم يا رعاكم الله.
أنا لست بمعرض الدفاع عن الأشاعرة أو غيرهم، وأعلم علم اليقين أن صيادي الهفوات متربصون، فلربما بدا لأحدهم أني بصدد الدفاع عن الغزالي وأشعريته، ولربما تنادى، وفكر وقدر، ثم صاح: هذا مخالف لنهج السلف، و هذا لا يتماشى مع سياسة الملتقى، في حين - علم الله - ني بصدد بيان وجهة نظر تحتمل وتحتمل كما سائر الكلام، كما احتمل كلامك أن ينقض بمثله.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[19 - 09 - 06, 02:15 م]ـ
بارك الله فيكم أخي الحبيب يوسف حميتو
انا لستُ ضد التقليد كما فهمت، لكن أخي الحبيب هناك طرفان ووسط في نظري، الطرف الأول وهم حدثاء أسنان ليس الألباني منهم! ابتدعوا أقوالا جديدة، وخرجوا عن أقوال أهل العلم في فهم النصوص بحجة عدم التقليد، حتى قال العلامة الألباني (كنا نعاني من الجمود فأصبحنا نعاني من الفلتان) وخرقوا الإجماعات، فهذا طرف غالي ... لكن لم أر أحداً من أهل العلم المعروفين سلك هذا الطريق
والطرف الثاني: الغالي في عدم الخروج عن المذهب! حتى وصل الأمر إلى انتقاد ابن عثيمين من بعضهم بإنه خرب المذهب الحنبلي بكتابه (الشرح الممتع) وذكر غاليهم أن ابن تيمية عُزر بسبب خروجه على المذاهب الأربعة. وشروط التمذهب هي أصعب من شروط الاجتهاد، ولذلك حقروا العلماء السلفيين بحجة أنهم خرجوا على المذاهب، وأنهم إن درسوا المذهب لم يتقنوه ولم يذكروا المعتمد في المذهب!!! فجعلوا بينك وبين القرآن السنة خنادق لا يمكن الوصول لها!!!
والطرف الوسط: من جعل دراسة المذاهب وسيلة لفهم الكتاب والسنة، كما هو عمل السلفيين من قديم من قبل ابن تيمية ومن بعد ابن تيمية حتى عصرنا الحاضر!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/403)
وأما الغزالي والجويني رحمه الله والأشاعرة فقد خربوا في أصول الفقه بإدخال مسائل علم الكلام حتى أخذ على الاشعري الجويني في بعض كتب أصول الفقه (أن الله لا يعلم الجزئيات)!!! فهذا قاله في كتب أصول الفقه،قال الذهبي في السير: (قال المازري في شرح "البرهان" في قوله: إن الله يعلم الكليات لا الجزئيات: وددت لو محوتها بدمي) فهذه قررها في الاصول
والجويني كبير الأصوليون كان جاهلا بالسنة!!! قال الذهبي في السير عن الجويني: (كان هذا الإمام مع فرط ذكائه وإمامته في الفروع وأصول المذهب وقوة مناظرته لا يدري الحديث كما يليق به لا متنا ولا إسنادا. ذكر في كتاب "البرهان" حديث معاذ في القياس فقال: هو مدون في الصحاح , متفق على صحته!!!)
نفع الله بكم
ـ[ايهاب السلفى]ــــــــ[19 - 09 - 06, 05:58 م]ـ
الحمد لله رب العالمين وأشهد أنه لا اله الا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله وبعد
أخى الكريم الحنبلى السلفى.
منذ بدأت بقرأت موضوعك احسست بدور فى رأسى وأصبح عقلى مشتت مره يسير شمال ومره يمين ابحث عن من تتحدث عنهم أهم الدخلآ على العلم واهله ام هم المعاصرين ام المتحريرين من منهج السلف اصحاب (نحن رجال وهم رجال) وكلما استقر فهمى على انك تتكلم على طائفه اجد الكلم يجنح الى الاخرى.
أخى هل تنكر منزلت الاتباع.
ولما الاعرض عن المعاصرين.
وهل الشيخ ابن عثيمين حنبلى.
وهل هو مجتهد مذهب ام متبع.
وان كان مجتهد مذهب فلما احينا يخرج عنه الى قول مذهب أخر ويقول هنا خالف المذاهب.
وعند قولك (دعك يا أخي الحبيب من العواطف فكثير ممن يفتون اليوم ويدعون أنهم أهل للترجيح وأنت تعرفهم جيدا ليسوا أهلا للفتيا ولا الترجيح وعندهم من سوء الفهم ما لايعلمه إلا الله ولا أحب ذكر أمثلة بعينها لأنه ليس من شأني تتبع العثرات) أخى الكريم هلا بربك أخرجتنا من هذهى الدوامه وذكرت هؤلاء الذين تعرفهم انت والاخ حسن حتى نحذر منهم او نرد عليك ان كانوا من أهل الفضل
والأمر العجيب ما الغريب فى النقل عن عبد السلام بن عبد الكريم واين الضعف العلمى فى ذلك أم هى السلفية بمعنها اللغوى فقط.
وان كان النقل وليس في هذا طعن في عبدالسلام ولافي غيره ممن كتب في الأصول في زماننا.
وليس هذا طعنا في مضمون النقل أو ادعاء أن صحة النقل تعرف بحسب المتكلم فما المقصود اهو تحقير المخالف واظهر للعضلت. سبحان الله.
وأما عن رمى التهم فأن الموضوع كله برمته ترمى بهى أحد يا شيخنا ولكن يا ليت لو أرحتنا وقلت من هو لكان ابين واوضح وأقطع للجدال.
أما عن حكمك على الواقع وتنزيل كلام الأصوليون عليه فهو اجتهاد ولا دعى للمرواغه.
أخى الحبيب أرجو أن لا تفهم كلامى انه تنقص ولكن هو من باب غسل اليدين احدهما للأخرى وأنا أشهد الله انى ابحبك فى الله وكم أستفت منك.
هذا والحمد لله رب العالمين
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 01:48 ص]ـ
بارك الله فيكم أخي الحبيب يوسف حميتو
انا لستُ ضد التقليد كما فهمت، لكن أخي الحبيب هناك طرفان ووسط في نظري، الطرف الأول وهم حدثاء أسنان ليس الألباني منهم! ابتدعوا أقوالا جديدة، وخرجوا عن أقوال أهل العلم في فهم النصوص بحجة عدم التقليد، حتى قال العلامة الألباني (كنا نعاني من الجمود فأصبحنا نعاني من الفلتان) وخرقوا الإجماعات، فهذا طرف غالي ... لكن لم أر أحداً من أهل العلم المعروفين سلك هذا الطريق
والطرف الثاني: الغالي في عدم الخروج عن المذهب! حتى وصل الأمر إلى انتقاد ابن عثيمين من بعضهم بإنه خرب المذهب الحنبلي بكتابه (الشرح الممتع) وذكر غاليهم أن ابن تيمية عُزر بسبب خروجه على المذاهب الأربعة. وشروط التمذهب هي أصعب من شروط الاجتهاد، ولذلك حقروا العلماء السلفيين بحجة أنهم خرجوا على المذاهب، وأنهم إن درسوا المذهب لم يتقنوه ولم يذكروا المعتمد في المذهب!!! فجعلوا بينك وبين القرآن السنة خنادق لا يمكن الوصول لها!!!
والطرف الوسط: من جعل دراسة المذاهب وسيلة لفهم الكتاب والسنة، كما هو عمل السلفيين من قديم من قبل ابن تيمية ومن بعد ابن تيمية حتى عصرنا الحاضر!
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/404)
وأما الغزالي والجويني رحمه الله والأشاعرة فقد خربوا في أصول الفقه بإدخال مسائل علم الكلام حتى أخذ على الاشعري الجويني في بعض كتب أصول الفقه (أن الله لا يعلم الجزئيات)!!! فهذا قاله في كتب أصول الفقه،قال الذهبي في السير: (قال المازري في شرح "البرهان" في قوله: إن الله يعلم الكليات لا الجزئيات: وددت لو محوتها بدمي) فهذه قررها في الاصول
والجويني كبير الأصوليون كان جاهلا بالسنة!!! قال الذهبي في السير عن الجويني: (كان هذا الإمام مع فرط ذكائه وإمامته في الفروع وأصول المذهب وقوة مناظرته لا يدري الحديث كما يليق به لا متنا ولا إسنادا. ذكر في كتاب "البرهان" حديث معاذ في القياس فقال: هو مدون في الصحاح , متفق على صحته!!!)
نفع الله بكم
أبا عبد الرحمن: حفظكم الله ورعاكم ونفع بكم:
ــ الطرف الوسيط هو من يلتزم المذهب ويحترم نفسه حتى تكون لديه المقدرة فعلا على الخروج والاجتهاد وليس معرفة بعض أحاديث يظن أنه لم يطلع عليها الأئمة ويستعمل مشجب (لم يطلعوا عليه والسنة حجة عليهم) ولم أدري ما مشجبه لما قال: لم يطلعوا عليه وهو ذاته ما نظر وما سرد مسند أحمد ولا الكتب الستة.
ــ الطرف الوسيط كابن تيمية ـ رضي الله عنه ـ ما اجتهد إلا وهو ابن تيمية فأين هؤلاء من ابن تيمية؟ والقارئ في كتب ابن تيمية يعلم أنه أكثر ما يخالف الأئمة في فهومهم وتخريجهم على النصوص لا مجرد ذكر النص والاكتفاء بهذا الفهم القطعي الذي لا محيد عنه إلا إلى البدعة. (فرق شاسع ورضي الله عن ابن تيمية).
ــ ((الغزالي والجويني خربوا أصول الفقه)):
أولا / ألك سلف أصولي معتبر يذكر أن الغزالي والجويني (خربوا أصول الفقه)؟
ثانيا / ذكرت أن الجويني ((أصولي)) وقبلها قلت ((الغزالي و الجويني خربوا أصول الفقه))؟!!
فإن قصدت كونه ((أصوليا)) فعلا، فأخبرني كيف يمكن وصفه بـ (الأصولي) وبأنه (خرب اصول الفقه)؟
ولو كنت تقصد من قولك (الأصولي) التجاوز والافتراض .. فهل أنت فعلا تقول: (الجويني غير أصولي)؟
نقاطي محددة فأرجو عدم تعميم الكلام وتشتيته.
ـ[الحنبلي السلفي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 02:26 ص]ـ
حقا لافائدة من النقاش إلا الجدل العقيم وإيغار الصدور وانا كنت أعلم مسبقا أنه لن يرد على في هذا الموضوع إلا أحد اثنين لاثالث لهما موافق أو مخالف والمخالف لا يمكن اقناعه لأن الأمر كبير وخلفياته كثيرة وكثير منهم يعقدون الولاء والبراء على هذا ويعتقدون أنك تدعوهم لغير السلفية ومقالي ونقاشي وردي لن يغيروا من واقعهم شيئا.
والأمر كما قال الأول:
كلانا غني عن أخيه حياته .... ونحن إذا متنا أشد تغانيا
وفي كلام الأخ أبي عبدالرحمن أكرمه الله مغالطات كثيرة ولو أن عندي احتمالا ولو كان صغيرا أن نلتقي في نقطة لتناقشت وأوضحت له لكن لا إخاله سيقتنع بكلامي.
واما الأخ إيهاب وفقه الله فليصلح من عجمة كتابته ويقوم لسانه ثم لنتناقش سويا حول الاجتهاد والتقليد فحيهلا به بعد ذلك.
والله المستعان.
وهذه آخر مشاركة لي في هذا الموضوع نهائيا إلا إذا رأيت مناقشة علمية تستحق الرد.
ـ[ايهاب السلفى]ــــــــ[20 - 09 - 06, 08:38 ص]ـ
الحمد لله رب العالمين وأشهد أنه لا اله إلا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمد عبده ورسوله وبعد.
أخي الكريم الحنبلي السلفي جزاك الله خيرا إن شاء الله سوف اجتهد في ذلك ولكن أمامك أنت أخي أن تصلح من فهمك لمسألة الاجتهاد والأتباع و التقليد.و إلا وجدنا من يدعو مره أخرى إلى المحاريب الاربعه
وان كان لدى بعض الأخطاء فهذا لا يمنع من انك فهمت كلامي أم هي المرواغه أيضا وإظهار العضلات والتحقير من المخالف وهو أيضا من علامات التعصب المذهبي.
وصدقت يا شيخ (ومقالي ونقاشي وردي لن يغيروا من واقعهم شيئا) و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته.
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 10:35 ص]ـ
أخي الحبيب يوسف حميتو ليس هناك بعد ابن تيمية مثله! فليس لأحد الخروج على مذهب من المذاهب بل ليس له الخروج على المنتهى والإقناع عند الحنابلة. ولا على حاشية ابن عابدين عند الحنفية، ولا على مختصر خليل عند المالكية، ولا على شرح ابن حجر الهيتمي او الرملي للمنهاج، وإلى أسمرية جديدة!!!، و لا أدري كيف تجرأ ابن رجب الحنبلي وهو دون ابن تيمية بمراحل في الخروج على المذاهب الأربعة وخرق الإجماعات التي حكاها ابن نصر المروزي، وابن عبدالبر والنووي و غيرهم في ترجيحه عدم القضاء على من ترك الصلاة متعمدا (ورسالته عمدة الأسمرية في منتداهم)، واعتذر عن إكمال النقاش معكم لأنه يتعذر. لأنه ليس أحد مثل ابن تيمية بعده
ويغلب على ظني أن شيخنا الحنبلي السلفي كلامه قريب من كلام العلامة الألباني في قوله (كنا نعاني من الجمود واصبحنا نعاني من الفلتان أردت أن اهتبل الفرصة فينثر الحنبلي فوائده كالعادة، والله يعفو عننا جميعا ويغفر لنا ويجعلنا من العالمين العاملين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/405)
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 10:52 ص]ـ
والله يعفو عننا جميعا ويغفر لنا ويجعلنا من العالمين العاملين.
آمين آمين آمين.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 10:54 ص]ـ
وان كان لدى بعض الأخطاء فهذا لا يمنع من انك فهمت كلامي أم هي المرواغه أيضا وإظهار العضلات والتحقير من المخالف وهو أيضا من علامات التعصب المذهبي.
ما عدا مما بدا، ولطف الله بنا.
ـ[أبو الوليد الوراقي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 12:22 ص]ـ
واما الأخ إيهاب وفقه الله فليصلح من عجمة كتابته ويقوم لسانه ثم لنتناقش سويا حول الاجتهاد والتقليد فحيهلا به بعد ذلك.
وما لك وعجمته؟! ثم إن في كلامك بل وعنوان موضوعك هذا منها!!! وكلنا خطأ، وكان الواجب النصح عبر الخاص.
وكما ذكر هو ما دمتَ لكلامه فاهماً فما المانع من الرد عليه؟!
وإذا كنتَ واثقاً أن موضوعك لن يغير شيئاً فلماذا كتبته؟!
علماً أن كثيراً مما وجه إليك وإلى موضوعك من نقض لم نر لك فيه إجابة!!!
أصلح الله الجميع وأحب أن لا تغضب.
ـ[حرملة بن عبد الله]ــــــــ[28 - 02 - 07, 09:25 م]ـ
الناس شتّى وآراءٌ مفرقةٌ | كلٌّ يرى الحق فيما قال واعتقدا
ـ[ابو عبدالله السبيعي]ــــــــ[02 - 03 - 07, 02:29 ص]ـ
يبدو ان الخلاف بين الاخوة ها هنا خلاف لفظي
فلا اظن الاخ الحنبلي يخالف في اهلية علمائنا حفظهم الله للافتاء والاجتهاد رغم انهم ليسوا على شرط احمد قدس الله روحه - بل ولا حتى خمسه!
كما لا اظن - بل اجزم - بأن مخالفيه لا يقولون بصحة اجتهاد الجهال او الذين لا يفهمون او الاحداث الذين لا يحسنون ....... الخ
وانما محل النزاع هو هذه الهجمة الشرسة والاسلوب العنيف الذي انتهجه الشيخ الكاتب والذي يوحي لقارئه بأن هناك حدثا قد الم بالامة او ان الساحة قد امتلأت بمثل من ذكرهم فغدت فتاواهم يحكي بها الحاضر والباد , في حين ان الامر ليس كذلك بل ولا حتى فيه ما يوجب ذكره في مجلس بين اثنين فضلا عن طرحه بين طلاب علم يدركون ما يقولون ويعلمون اسرار ما يكتبون , ذلك لان الخلاف في المسألة مشهور وليس فيها نص جلي الظهور فوسع فيها الخلاف ولم يسغ فيها الانكار.
ثم انه من المعلوم - اصولا - ان من قال بقول التزم بلازمه:
وهذه المسألة خلافية صرفة فلا يخلو فيها: اما التسليم بأحد القولين وتقليده او الترجيح
وشرط الترجيح هو الاجتهاد
وشرط المجتهد - على رأي الشيخ الحنبلي - هو ما ذكره , ويعلم من عنوانه
وهو هاهنا قد رجح احد القولين , فضلا عن كون ترجيحه يعد تحكما - بلا مرجح ظاهر!
والسؤال:
هل بلغت يا أخي منزلة المجتهد - على شرطك -؟
فان كنت بلغتها فلا ضير , وان لم تكن فما السبيل؟!
ويروى عن الشيخ ابن باز رحمه الله انه قال: من حفظ البلوغ جاز له ان يفتي!!! فأين انت من هذا؟؟؟
ارجو الا يكون كلامي قد امتلأ بالعجمة!
ـ[سلطان العتيبي]ــــــــ[02 - 08 - 07, 07:34 ص]ـ
فالفارق الجوهري أن المجتهد ينظر في النصوص وما استجد ويستخرج ويفتي والمتبع يقصر نظره إلى أقوال أهل العلم ويرجح بما عنده من آلة.
يبدو أن الأخ حسن - وفقه الله - لايعرف الفرق بين المتبع والمجتهد!! ... وفرق بين فهمه وكلام ابن عبدالبر.
ثم إني تأملت فهمه فوجدت أن المتبع عنده أفضل من المجتهد , لأن المجتهد ينطق بفهمه للنصوص فقط , أما المتبع فإنه يعرف أقوال أهل العلم - يعني الخلاف والإجماع - وأدلتهم ووجه استدلالهم ثم يختار الأقرب لديه!!
ـ[حسن عبد الحي]ــــــــ[02 - 08 - 07, 12:45 م]ـ
يبدو أن الأخ حسن - وفقه الله - لايعرف الفرق بين المتبع والمجتهد!! ... وفرق بين فهمه وكلام ابن عبدالبر.
أخي الكريم: هل لي أن أقول:
هذه دعوى لا دليل عليها ولا تعليل؛ فتسقط؟
بمعنى آخر:
من أين استنبطت أنني لا أعرف الفارق؟
ومن أين قلت: فرق بين فهمه وكلام ابن عبد البر؟
أين تعليلك أخي لهذا الكلام؟!
وقولك:
ثم إني تأملت فهمه فوجدت أن المتبع عنده أفضل من المجتهد , لأن المجتهد ينطق بفهمه للنصوص فقط , أما المتبع فإنه يعرف أقوال أهل العلم - يعني الخلاف والإجماع - وأدلتهم ووجه استدلالهم ثم يختار الأقرب لديه!!
وهم.
لأن كون المتبع ينظر في أقوال أهل العلم وأدلتهم ويرجح لا يلزم منه جهل المجتهد بها، أي: الأقوال ووجه استدلالها ..
بل تخصيص المتبع بذكره هنا لأن هذا غاية وسعه ..
وأيضًا فإن المجتهد حتمًا كان متبعًا، فكيف يقال لا يعرف الأقوال؟!(67/406)
ما حكم التردد بعد الاستخاره؟
ـ[محمد ياسر عرفات]ــــــــ[16 - 09 - 06, 11:50 م]ـ
السلام عليكم ... رجل استخار مرات عديدة في امر مباح لكنه بقي مترددا فما الحكم؟ هل يمضي ام يحجم؟
ـ[محمد ياسر عرفات]ــــــــ[17 - 09 - 06, 01:12 ص]ـ
هل يمضي ام يحجم؟ وما الدليل؟
ـ[محمد ياسر عرفات]ــــــــ[17 - 09 - 06, 01:59 م]ـ
??
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 04:30 م]ـ
يا أخي الكريم صلاة الإستخارة تصلى على أمر لا يعلم المرأ أ خيرا أم شر، فيصلي و يستخير ربه فإن كان خيرا ييسر بإذن الله و إلا فإن الله يبعده عن هذا الأمر بأسباب كثيرة.
و أظن و الله أعلم إن كان استخار الله عز و جل و وجد في نفسه تردد كبير فالأفضل أن لا يفعل هذا الأمر و الله تعالى سيعوضه خيرا إن شاء الله كماء جاء في حديث الإستخارة.
ـ[ابن تميم السلفي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 08:33 ص]ـ
السلام عليكم
أخي محمد
موضوع هام للغاية
سمعت من بعض أهل العلم أن المرء إذا صلى صلاة الاستخارة وتردد في الأمر فلأفضل له أن يتوقف وإن انشرح له صدره فليقدم ولا أدري ما دليله؟ وهل لسلف في ذلك قول؟؟
الأخوة نرجوا المشاركة
ـ[محمد ياسر عرفات]ــــــــ[23 - 09 - 06, 11:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا.
ـ[أبو علي الطيبي]ــــــــ[23 - 09 - 06, 12:44 م]ـ
وقد سمعت من بعض شيوخنا، أن ليس للمرء بعد صلاة الاستخارة، إلا أن يمضي في الأمر؛ فإن كان خيرات، يسره الله عليه .. وإلا تعذر عليه
وفي باب الاستخارة نكتة، فقد حدثنا أحد شيوخنا، أنه جاءه أحد المستفتين المترددين .. فأخبره أنه صار إلى حالة عجيبة: يصلي الاستخارة: هل يصلي لحاجته الاستخارة أم لا؟!! وهذه استخارة مركبة!
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[23 - 09 - 06, 01:53 م]ـ
عليك بهذا الرابط
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=869(67/407)
هام جدا بحصوص توقيت الفجر في مصر للشيخ جاد الحق شيخ الأزهر الأسبق رحمه الله
ـ[أبو وهبه الأزهري]ــــــــ[17 - 09 - 06, 01:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إخواني الفضلاء
أعرض لكم فتوى الشيخ جاد الحق عن ميعاد صلاة الفجر في مصر .... والتي قال فيها بأن التوقيت صحيح ومطابق لما جاءت به الشريعه ...
وهاهي الفتوى من موسعة فتاوى دار الإفتاء المصريه في مائة عام .......
الفتاوى الإسلامية
الكتاب: فتاوى دار الإفتاء لمدة مائة عام
الباب: من أحكام الصلاة وما يتعلق بها.
---------------------------------------------------------------------------
الموضوع (1122) مواقيت الصلاة.
المفتى: فضيلة الشيخ جاد الحق على جاد الحق.
25 محرم 1402 هجرية - 22 نوفمبر 1981 م.
المبادئ:
1 - الأسلوب المتبع فى حساب مواقيت الصلاة فى جمهورية مصر العربية
يتفق من الناحية الشرعية والفلكية مع رأى قدامى علماء الفلك المسلمين
حسبما انتهى إليه رأى المختصين بعلوم الفلك.
2 - المواقيت الحسابية للصلاة والصوم مع مراعاة فروق التوقيت من مكان
إلى مكان فى مصر صحيحة، وموافقة للمواقيت الشرعية التى نزل بها جبريل
على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالعلامات الطبيعية الواردة فى الأحاديث
الشريفة.
3 - على الذين يقولون فى الدين بغير علم أن يتقوا اللّه حتى لايضلوا الناس
فى دينهم.
سئل: استفسر كثير من المواطنين من دار الإفتاء عما أثارته بعض الجماعات
من أن وقت صلاة الفجر بالحساب الفلكى المعمول به فى مصر متقدم بنحو
العشرين من الدقائق عن دخول الوقت الشرعى بطلوع الفجر الصادق حسب
علاماته الشرعية، وأن إنتهاء وقت المغرب ودخول وقت العشاء بذات الحساب
غير صحيح أيضا، إذ لا يطابق كل هذا ما جاء فى السنة.
وأن بعض هذه الجماعات قد ضللت الناس وأثارت الشك فى عبادتهم،
لاسيما فى شهر رمضان، فقد أفتوا بامتداد الإفطار إلى إسفار النهار وظهوره
متجاوزين وقت الفجر المحدد حسابيا، استدلالا بقول اللّه سبحانه {وكلوا
واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا
الصيام إلى الليل} البقرة 187، وأن هؤلاء كانوا يحضرون خيطين أبيض
وأسود ويبيحون الأكل والشرب حتى يميزون الأبيض من الأسود منهما.
أجاب: إزاء كثرة الاستفسارات عن هذا تليفونيا وكتابيا، فقد عرض
المفتى أمر الحساب الفلكى لمواقيت الصلاة الذى تصدره هيئة المساحة المصرية
فى تقويمها الرسمى على لجنة من الأساتذة المتخصصين فى علوم الفلك
والإرصاد والحسابات الفلكية بأكاديمية البحث العلمى وجامعتى الأزهر والقاهره
وهيئة المساحة المصرية، لإبداء الرأى العلمى لمقارنة المواقيت الشرعية
على المواقيت الحسابية الجارية، وشارك فى الفحص السيد / رئيس مجلس
إدارة بنك دبى الإسلامى، وقد كان واحدا من أولئك الذين أرسلوا لدار الإفتاء
تقريرا عن عدم صحة الحسابات المعمول بها فى مصر لأوقات الصلاة خاصة
صلاتى العشاء والفجر.
وقد تقدمت هذه اللجنة بتقريرها الذى انتهت فيه (بعد البحث) إلى أن
(الأسلوب المتبع فى حساب مواقيت الصلاة فى جمهورية مصر العربية يتفق
من الناحية الشرعية والفلكية مع رأى قدامى علماء الفلك المسلمين).
وتأكيدا لهذا: اقترحت اللجنة تشكيل لجنة علمية توالى الرصد والمطابقة
مع المواقيت الشرعية فى فترات مختلفة من العام ولمدة عامين.
ولما كان هذا الاقتراح جديرا بالأخذ به استيثاقا لمواقيت العبادة فى الصلاة
والصوم، وأخذا بما فتح اللّه به على الإنسان من علم سبحانه {علم الإنسان
ما لم يعلم} العلق 5، فقد تبادل المفتى الرأى مع السيد الأستاذ الوزير
الدكتور إ ب رئيس أكاديمية البحث العلمى، لتشكيل اللجنة المقترحة، وتحديد
مهمتها العلمية، وتيسير ماتتطلبه أبحاثها فى الجهات التابعة للأكاديمية،
وتم الاتفاق على كل الخطوات بتوفيق من اللّه.
والمفتى إذ يبين ذلك للمواطنين جميعا، إنما يؤكد لهم صحة المواقيت الحسابية
للصلاة وشرعية العمل بها، والالتزام والوقوف عندها فى الصوم والصلاة
مع مراعاة الفروق الحسابية للمواقيت الحسابية موافقة للمواقيت الشرعية
التى نزل بها جبريل عليه السلام على رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم بالعلامات
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/408)
الطبيعية الواردة فى الأحاديث الشريفة التى رواها أصحاب السنن فى كتاب
مواقيت الصلاة.
أما هؤلاء الذين ينظرون إلى الخيط الأبيض والخيط الأسود لتحديد وقت
الفجر وبدء الصوم، فقد سبقهم إلى هذا أعرابى فى عهد الرسول صلى اللّه
عليه وسلم.
فقد روى البخارى ومسلم عن سهل بن سعد قال نزلت {وكلوا واشربوا
حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} البقرة 187، ولم ينزل
(من الفجر).
وكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم فى رجليه الخيط الأبيض والأسود،
ولا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل اللّه بعد (من الفجر
) فعلموا أنه إنما يعنى بذلك بياض النهار.
وعن عدى بن حاتم قال (قلت يارسول اللّه ما الخيط الأبيض من الخيط
الأسود أهما الخيطان قال إنك - لعريض القفا إن أبصرت الخيطين.
ثم قال لا. بل سواد الليل وبياض النهار).
أخرجه البخارى، وسمى الفجر خيطا لأن ما يبدو من البياض يرى ممتدا
كالخيط وقد أوضح الرسول صلى اللّه عليه وسلم علامة الفجر الصادق فى
أحاديث المواقيت المشار إليها وعليها يجرى حساب المواقيت بالدقة التامة
التى أكدها تقرير اللجنة العلمية التى عهد إليها بالفحص.
وبعد فإن على هؤلاء الذين يقولون فى الدين بغير علم، أن يتقوا اللّه، حتى
لا يضلوا الناس فى دينهم ولقد حذر اللّه سبحانه هؤلاء القائلين فى دينه
بغير علم فقال {يا أيها الناس كلوا مما فى الأرض حلالا طيبا ولا تتبعوا
خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين.
إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على اللّه ما لا تعلمون} البقرة
168، 169، وبين هذا رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم فيما رواه الزهرى
عن عمرو ابن شعيب عن أبيه عن جده قال سمع النبى صلى اللّه عليه وسلم
قوما يتمارون فى القرآن فقال (إنما هلك من كان قبلكم بهذا، ضربوا
كتاب اللّه بعضه ببعض وإنما نزل كتاب اللّه يصدق بعضه بعضا ولا يكذب
بعضه بعضا فما علمتم منه فقولوا وما جهلتم منه فكلوه إلى عالمه).
على هؤلاء. أن لا يلبسوا الدين بأغراض أخرى يبتغونها، لا يريدون بها
وجه اللّه ولا إقامة دينه، فإن الحق أحق أن يتبع {ولا تلبسوا الحق بالباطل
وتكتموا الحق وأنتم تعلمون.
وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة واركعوا مع الراكعين} البقرة 42،43، واللّه
سبحانه وتعالى أعلم.
************************************************** ***************
وعندي فتاوى لعلماء أزهرين وغير أزهريين يؤيدون هذه الفتوى ويحثون على العمل بها سأورده لاحقا ...
وجزاكم الله خيرا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ـ[سعيد الحلبي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 01:46 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ذكر شيخنا الفاضل أبو خالد السلمي السكندري (حفظه الله)
أن صاحب الفضيلة الشيخ أبا بكر الجزائري (حفظه الله)
قد زار الإسكندرية قبل وخرج معهم إلى الخلاء وقت الفجر
وأكد أنه مطابق تماما لما ورد في السنة
وجزاكم الله خيرا
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[17 - 09 - 06, 04:37 ص]ـ
اخوانى الفضلاء معلوم ان مجلة التوحيد فى مصر هى اول من اثار هذا الموضوع واحدث بلبله شديده حتى خرجت الفتاوى تؤكد صحة المواقيت كما قال اخونا الفاضل صاحب الموضوع اما بخصوص مجلة التوحيد فقد تراجعت عن هذا القول من خلال بيان لبعض علماء انصار السنه وكان عدد ذى القعده وللاسف نسيت العام لطول العهد والله على ما اقول شهيد
ـ[أبو وهبه الأزهري]ــــــــ[17 - 09 - 06, 03:27 م]ـ
جزاكم الله خيرا اخواني على المشاركه .....
وسأورد ان شاء الله فتوتين للشيخ/ عطيه صقر حفظه الله يؤيد فيهما فتوى الشيخ جاد الحق ويحث على العمل بها ......
بالنسبه لجماعة أنصار السنه مصر فقد قرأت يا أخي العزيز بن عبد الغني في مجلة التوحيد نص هذا البيان وعلى ما أذكر أنها أكدت فيها تأييدها لفتوى الشيخ جاد الحق رحمه الله وأذكر أيضا انها أوصت بعمل لجنه لبحث الموضوع ليحسم نهائيا ...... وكان من العلماء الذين ايدوا الفتوى الدكتور /عبد العظيم بدوي والشيخ/ محمد حسين يعقوب .... وعلماء أخرين لا أضبط أسمائهم الأن ....
وعلى ما أذكر أنها كانت في عدد 1415هجريه أو 16أو17 أعذروني يا اخواني فقد قرأت هذه الفتوى منذ زمن في مجلة التوحيد في مكتبة مسجد من المساجد التي لا أرتادها إلا قليلا .....
ولكن هناك دليل أخر يدل على تأييد جماعة انصار السنه لفتوى الشيخ جاد الحق رحمه الله وهو نشرهم لفتوى الشيخ على موقعهم على شبكة الإنترنت وسأضع الرابط لاحقا ... إن شاء الله ..
ـ[أبو وهبه الأزهري]ــــــــ[18 - 09 - 06, 12:34 ص]ـ
وهذا رابط لفتوى الشيخ جاد الحق رحمه الله من على موقع جماعة أنصار السنه المحمديه بمصر .... وهذا من أكبر الأدله عى تأييدهم لهذه الفتوى .....
وهاهو الرابط لمن أراد الإطلاع على الفتوى من على الموقع
http://www.elsonna.com/DisFatwa.asp?FatwaId=1430
وسأورد لاحقا بعض فتاوى العلماء المؤيدين لهذه الفتوى .....
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/409)
ـ[أبوعبدالله العربي]ــــــــ[24 - 09 - 09, 09:50 ص]ـ
السلام عليكم,
هل من أخبار جديدة عن هذا الموضوع وعن اللجنة التي كان مقررا أن تبحث الموضوع
ـ[ابن بركات المصري]ــــــــ[11 - 08 - 10, 08:24 ص]ـ
من فتاوى الشيخ / ياسر برهامى:
توقيت أذان الفجر. السؤال:
أنا المسئول عن أذان المسجد في الفجر، وعلمت مؤخرا أن توقيت الفجر في النتيجة غير مضبوط، وأنا أقيم الصلاة بعدها بنصف ساعة، فما حكم الأذان نفسه وهل علي إثم لأني أئذن قبل التوقيت، وهل من اقتراحات لتنفيذها؟
الإجابة:
لا إثم عليك في الأذان في موعد النتيجة لأنه يشرع الأذان قبل الفجر فهذا مثل أذان بلال بليل كما في الحديث الصحيح (إن بلال يؤذن بليل) ولكن إن أمكنك بلا فتنة أن تؤذن بعد هذا الأذان بنحو ثلث الساعة أو على الأحرى حسب التوقيت المنشور في مجلة الأزهر عدد شوال 1417، في بحث عبد الملك الكليب فافعل وإن لم يمكنك إلا أن تؤذن بغير مكبر الصوت فافعل ولو كان أذانا داخل المسجد نحو الإقامة فافعل فإن لم تقدر فلا يكلف الله نفسا إلا وسعها ولكن عليك بالبيان للناس في الدروس والخطبة ونحوها بلزوم تأخير الصلاة عن الأذان الأول الذي يكون قبل الوقت وانشر البحث المنشور في مجلة الأزهر لعله أن يقنع الناس وهي وصية الشيخ جاد الحق شيخ الأزهر قبل موته بلزوم تعديل توقيت النتيجة ينقلها عنه الشيخ علي الخطيب رئيس تحرير المجلة سابقا بعد تقرير اللجنة التي شكلها لبحث هذه المسألة إبان كونه شيخا للأزهر –رحمه الله-.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
ميقات صلاة الفجر السؤال:
قرأت أبحاثاً كثيرة تدل أن وقت صلاة الفجر غير صحيح، وهو متقدم عن وقت الفجر الصادق بنحو20 أو 25 دقيقة.
فهل علىِِِ إعادة الصلوات التي كنت قد صليتها بعد الأذان مباشرة؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
لا تجب عليك إعادة الصلوات السابقة لوجود عذر وهو عدم العلم بالميقات الصحيح, وإن قضيتها فهو أحوط، ولكن يجب عليك حالياً أن تصلى على الميعاد الجديد فهو الصحيح بإذن الله -تعالى-
. www.salafvoice.com
التوقيت الصحيح لصلاة الفجر في مصر
السؤال:
ما وقت صلاة الفجر بالضبط؟
الجواب:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
الظاهر من المشاهدة والمراجع العلمية والفلكية ومعلومات الإخوة البحارة وكذلك أهل الصحراء أن توقيت الفجر الحالي في مصر غير صحيح، وأنه متقدم عن التوقيت الصحيح بمدة تتفاوت شتاءً وصيفاً بين نحو (13) ق و (23) ق. ويوجد بحث في مجلة الأزهر عدد شوال 1417 حول هذا الموضوع وبه جدول طريقة تقريبية جيدة لحساب هذا التوقيت.
www.salafvoice.com
موقع صوت السلف
ـ[سامر المصري]ــــــــ[11 - 08 - 10, 05:39 م]ـ
التوقيت في ماليزيا عندنا يسير على حسابات هيئة المساحة المصرية، وهو غير صحيح بالمرة بناءا على المشاهدة والمتابعة الشخصية وكذلك مقاييس أوقات الفجر الصادق من هيئات عديدة، وللأسف يصلون الفجر وسط الليل الدامس لعادتهم استعجال الإقامة، وتراهم يغادرون المسجد ولا يوجد ولا بصيص لخيط الفجر.
وكما رأيتم أن الشيخ جاد الحق تراجع عن فتواه أصلا وهذا كلام قديم. وقد أعلن الكثير من العلماء ومنهم العلامتين المشايخ الألباني وابن عثيمين أن مواقيت صلاتي الفجر والعشاء في التقويم المصري وأم القرى ليس صحيحا، فهدانا الله وأبعدنا عن الضلال.(67/410)
ماذا بعد بلوغ المرام؟؟ عاجل للاخوة المهتمين بحفظ السنة
ـ[عبد العزيز عبد الرحمن]ــــــــ[17 - 09 - 06, 02:24 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
للاخوة المهتمين بالحديث
1 - هل بعد انهاء حفظ بلوغ المرام هل ينتقل لحفظ الصحيحين أم كتاب
جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد حيث سمعت انه يحتوي على جميع كتب السنة الامهات؟
2 - اذا كان الاول فهل يحفظ مختصر مثل مختصر الزبيدي ام الالبانى ام ادخل على الصحيحين فورا؟
3 - اذا كان الثاني فهل هو متوفر على الشبكة او متوفر في المكتبات في القاهرة بمصر؟
هل من طريقة لحفظ مثل هذه المطولات تفيدونا بها مأجورين
وجزاكم الله خيرا
ـ[أبو خليل النجدي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 03:11 م]ـ
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
مرحبا أخي عبد العزيز
-هل بعد انهاء حفظ بلوغ المرام هل ينتقل لحفظ الصحيحين أم كتاب
جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد حيث سمعت انه يحتوي على جميع كتب السنة الامهات؟
2 - اذا كان الاول فهل يحفظ مختصر مثل مختصر الزبيدي ام الالبانى ام ادخل على الصحيحين فورا؟
3 - اذا كان الثاني فهل هو متوفر على الشبكة او متوفر في المكتبات في القاهرة بمصر؟
هل من طريقة لحفظ مثل هذه المطولات تفيدونا بها مأجورين
على حسب طاقتك أخي ... و مدى اتجاهك للعلم الشرعي و تفرغك له
فإذا كانت قدرتك الذهنية قوية ... و كان طلبك للعلم طلب المتبحر ..
فلا محيد لك عن الكتب الأصلية ... صحيح البخاري و صحيح مسلم و غيرها
هل من طريقة لحفظ مثل هذه المطولات تفيدونا بها مأجورين
تستعين بالله أولا ...
ثم توطن نفسك على الصبر الطويل ... و تجتهد في حملها على معانات الحفظ
و تحدد لك مقدار معين في اليوم ... 10 أحاديث مثلا ... و تستمر حتى يمُّن الله عليك بحفظ هذه الأصول على اكمل وجه ..
أسأل الله لك التوفيق
ـ[عبد العزيز عبد الرحمن]ــــــــ[18 - 09 - 06, 01:16 ص]ـ
جزاك الله خيرا اخي الحبيب
جمع الفوائد من جامع الأصول ومجمع الزوائد حيث سمعت انه يحتوي على جميع كتب السنة الامهات؟ فهل هو متوفر على الشبكة او متوفر في المكتبات في القاهرة بمصر؟
فهل يحفظ مختصر مثل مختصر الزبيدي ام الالبانى ام ادخل على الصحيحين فورا؟
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 05:02 م]ـ
لاأدري إن كان متوفر.(67/411)
ظاهرة الإساءة للنبي _صلى الله عليه وسلم_ وشريعته في الغرب
ـ[الطيب وشنان]ــــــــ[17 - 09 - 06, 03:25 ص]ـ
ظاهرة الإساءة للنبي _صلى الله عليه وسلم_ وشريعته في الغرب
للشيخ:
ناصر بن سليمان العمر
http://www.almoslim.net/documents/esaah.pdf
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[17 - 09 - 06, 11:29 ص]ـ
جزاكم الله تعالى خيرا على جهودكم لنشر الإسلام.
ـ[أم مريم]ــــــــ[17 - 09 - 06, 02:44 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أكرم الحلبي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 06:22 م]ـ
شكرا لك أخي الحبيب
وهنا رابط بالقضية وتداعياتها
http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=6584
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[17 - 09 - 06, 11:19 م]ـ
شكرا جزيلا جزاك الله.
ـ[أبو الفداء الرّقي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 01:33 ص]ـ
بارك الله فيكم(67/412)
هل لمس الفرج ينقض الوضوء؟ ...
ـ[محمود السعيدان]ــــــــ[17 - 09 - 06, 03:31 ص]ـ
أحد الاخوة يسأل: هل لمس الرجل فرجه إذا لم يكن به أذى ينقض الوجود، وكذلك الأمر بالنسبة للمرأة؟؟
لأنه عرض عليه السؤال فاحتار في الاجابة ...
فهل من يذكر القول الراجح في المسأله إخواني في الله؟؟
وجزاكم الله خيراً ...
ـ[فواز الحربي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 04:19 ص]ـ
من موقع العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله
مكتبة الفتاوى: فتاوى نور على الدرب (نصية): الطهارة
السؤال: أيضاً يقول ما حكم مس العورة سواء كان قبلاً أو دبراً وبخاصة السبيل أو السبيلين أثناء الوضوء والإنسان متوضئ؟
الجواب
الشيخ: يعني كأنه يقصد نقض الوضوء بذلك الصواب عندي أن مس العورة لا ينقض الوضوء لأن الأحاديث الواردة في ذلك مختلفة والأصل عدم النقض إلا أن الجمع بين حديث طلق بن علي حين سئل النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل يمس ذكره في الصلاة أعليه وضوء قال إنما هو بضعةٌ منك وحديث بسرة من مس ذكره فليتوضأ يمكن أن يؤخذ من هذين الحديثين أن الإنسان إذا مس ذكره لشهوة وجب عليه الوضوء وإذا مسه لغير شهوة لم يجب عليه الوضوء ويكون هذا جمعاً بين الحديثين ويدل لهذا الجمع أن الرسول صلى الله عليه وسلم علل عدم النقض بأنه بضعة يعني فإذا كان بضعةً منك فإن مسه كمس بقية الأعضاء كما لو مس الإنسان يده الأخرى أو مس رجله أو مس رأسه أو مس أنفه أو مس أي طرفٍ منه فإنه لا ينتقض وضوءه كذلك الذكر فإن مسه لغير شهوة كمس سائر الأعضاء وأما إذا مسه لشهوة فإنه يختلف عن مس سائر الأعضاء فيكون هنا الجمع بين الحديثين أن يقال إذا مس ذكره لشهوة انتقض وضوؤه وإن مسه لغير شهوة لم ينتقض وجمع بعض العلماء بجمعٍ آخر بأن الأمر في قوله فليتوضأ ليس على سبيل الوجوب وإنما هو على سبيل الاستحباب وعلى كل حال فوجوب الوضوء من مس الذكر مطلقاً أو الفرج مطلقاً فيه نظر والصواب عندي خلافه.
ـ[محمود السعيدان]ــــــــ[17 - 09 - 06, 07:50 ص]ـ
بارك الله فيك أخي [فواز الحربي] ونفع بك
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 08:31 ص]ـ
جمهور العلماء على أنه ينقض الوضوء، وأن حديث طلق بن علي منسوخ؛ لأنه ورد على النبي صلى الله عليه وسلم في أول الهجرة، بخلاف حديث بسرة لأن إسلامها تأخر، وقد صرحت بالتحديث فلا يقال سمعته من غيرها.
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[18 - 09 - 06, 12:55 ص]ـ
قال ابو داود سالت احمد بن حنبل عن حديث بسره قال صحيح وهو متأخر عن حديث طلق بن على والجمهور مالكيه وشافعيه وحنابله على القول بنقض الوضوء بمس الذكر خلافا للاحناف فقد اخذوا بحديث بسره وهو منسوخ كما بين اخى ابو مالك والله اعلم
ـ[فواز الحربي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 05:44 ص]ـ
جزاكما الله خير الجزاء
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[18 - 09 - 06, 09:11 ص]ـ
رجح الشيخ العثيمين رحمه الله أن مس الفرج ينقض الوضوء إن كان لشهوة فقط أما إن كان لغير شهوة فلا ينقض
قال هذا جمعا بين الحديثين وهذا أولي من القول بالنسخ لأنه يعني طرح حديث طلق
وقال أن الفرج يجمع بين صفيتن وهو أنه عضو كأي عضو والثانية أنه محل للشهوة
فقول النبي صلي الله عليه وسلم في حديث طلق يوحي بأن النبي صلي الله عليه وسلم تكلم عنه كأي عضو من أعضاء الجسد فقال (إنما هو قطعة منك)
أما حديث بسرة فيحمل علي المس بشهوة جمعا بين الحديثين
ولا أذكر أين قال الشيخ العثيمين ذلك الكلام ولعله في شرح البيقونية أو شرح قواعد الأصول
ـ[الداعية إلى الخير]ــــــــ[19 - 09 - 06, 10:28 ص]ـ
انظر بحثا موسعا في موسعة الشيخ الدبيان جزء نواقض الوضوء
فقد شفى و كفى(67/413)
افيدونا افادكم الله بخصوص الالعاب التي للاطفال و التي يتم تنزيلها عن طريق الانترنت
ـ[نور الاسلام]ــــــــ[17 - 09 - 06, 09:52 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
اود ان اسأل بخصوص الالعاب التي للاطفال و التي يتم تنزيلها عن طريق الانترنت والتي يكون اللعب بها مجانا لفترة معينة وبعدها يجب ان تدفع نقودا مقابل ان تبقى على جهازك ليلعب بها الطفل , سؤالي هو انه هناك طريقة معينة يقوم الشخص بأتباعها لكي تبقى اللعبة موجودة على جهازه دون دفع النقود للشركة مالكة اللعبة هل يجوز هذا ام انه يعتبر نوع من انواع السرقة؟؟؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[نور الاسلام]ــــــــ[18 - 09 - 06, 06:32 م]ـ
اين طلبة العلم؟؟؟؟؟؟؟؟
هذا موضوع مهم لان هذا الامر منتشر بين الناس!!!!!!!!
ـ[أبو الوليد الوراقي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 12:08 ص]ـ
قال تعالى (يا أيها الذين آمنوا أوفوا بالعقود) وقال صلى الله عليه وسلم: المسلمون عند شروطهم إلا شرطاً حرم حلالاً أو أحل حراماً " ولا يُرى فيما اشترطوه مخالفة تقتضي منعه، والله تعالى أعلم.
تنبيه: ليس كل هذه الألعاب حلالاً حتى للأطفال.
ـ[نور الاسلام]ــــــــ[21 - 09 - 06, 09:56 ص]ـ
وهذا ما اظنه ايضا بارك الله فيكم وبالنسبة لانه يوجد العاب ليست حلالا حتى للاطفال فأنا لا أتحدث عنها هنا بل اتحدث عن الالعاب التي لا يوجد فيها حرام وجزاكم الله خيرا.
ـ[خالد الشبل]ــــــــ[21 - 09 - 06, 10:23 ص]ـ
الالتزام بالشرط من أخلاق المسلم.
هذه مكتبة ألعاب ( http://www.alfaseeh.net/vb/showthread.php?t=14484) ربما تكون جيدة.(67/414)
خفه صلى الله عليه وسلم
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[17 - 09 - 06, 10:20 ص]ـ
خفه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -
عن عامر قال: قيل للمغيرة:
من أين كان لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خفين؟ قال: أهداهما له دحية الكلبي فلبسهما.
رواه أبوداود والترمذي وابن ماجه.
عن ابن بريدة عن أبيه:
أن النجاشي أهدى إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خفين أسودين ساذجين فلبسهما ومسح عليهما.
رواه أبوداود والترمذي وابن ماجه.
عن عامر قال: قيل للمغيرة:
من أين كان لرسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خفين؟ قال: أهداهما له دحية الكلبي فلبسهما.
رواه أبوداود والترمذي وابن ماجه.
عن ابن بريدة عن أبيه:
أن النجاشي أهدى إلى رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - خفين أسودين ساذجين فلبسهما ومسح عليهما.
رواه أبوداود والترمذي وابن ماجه.(67/415)
أمر خطير يحتاج إلى بيان! وهي ظهور المشايخ في القنوات الفضائية.
ـ[أم عبد الله الكندية]ــــــــ[17 - 09 - 06, 12:14 م]ـ
رجاء من الإخوة والأخوات الأفاضل أن يدلي كل بما يعرفه في هذه القضية الخطيرة جدا!!!!!!!
وهي ظهور المشايخ في القنوات الفضائية.
لا أسأل الآن عن الحكم الشرعي بالجواز وعمله ولكن أريد دراسة عملية للثمار من وراء العمل.
فقد ظهرت بعض السلبيات منها:
1 - كسر الحاجز النفسي للتلفاز عند الغالب من أهل هذه الصحوة وخاصة عند أمثالنا من النساء فبعد أن كان هذا الجهاز لا يشترى إلا على سبيل التخفي والحذر من معرفة الآخرين أصبح الآن واقع مفروض ربما لا يسمح البعض في النقاش فيه.
وبعد أن كان يخفي كدورات المياه والأماكن القبيحة في البيت صار معلما في أفضل مواقع الجلوس من البيت.
2 - ظهور بعض المسالب والأخطاء الشنيعة عند بعض الملتزمين ولا أقول هذا على سبيل التشهير ولكن هذا ما لمسته من بعض الأخوات المقربين لي أن بعض الأزواج يدخل على هذا الجهاز ويغلق عليه الباب يريد أن ينتظر محاضرة بعض المشايخ وهذه الأخت المسكينة المنهكة من عمل البيت وتعب الأبناء تغط في نوم عميق, تقول إحدى الأخوات: قمت في ساعة متأخرة من الليل أبحث عن زوجي فإذا هو ما زال ساهرا في غرفته فسمعت صوتا خافتا غريبا ليس بصوت محاضرة أو غيره فتحسست الخطا وحاولت أن أعرف ما يدور وياهول ما رأيت زوجي الملتزم الذي يعظ الناس ينظر إلى ............. !!!!!!!!
لقد أفجعني المنظر وكدت أن أسقط من طولي وأنا لا أصدق حتى ظننت أنه حلم بل كابوس وكنها حقيقة .... لقد كاد أن يهدم لإصراره على أن هذا أمر عادي.
وغيرها من الأخوات في قصص مقاربه.
وكذلك بالنسبة لبعض الأخوات تقول واحدة: زوجي ربما يغيب عني الساعات فتقتلني الوحدة فأقلب في القنوات حتى أصل إلى .......... !!!
وربما أظل ساعات أشعر فيه أنني حقيرة وأعقد العزم على عدم الرجوع ولكني أجد يدي قد عرفت الطريق فأرجع إلى ما تبت منه بلا اكتراث!!!
3 - هذا بالنسبة للأزواج والزوجات فأما عن الأبناء فحدث ولا حرج بل تقول إحدى الأخوات: أرى أن وجود ابني في البيت مع هذه البليات أهون من وجوده خارج البيت ولا أدري ما يفعل!
فلأن يكون تحت سمعي أبصري أفضل من ارتكابه لما هو أعظم خارج البيت.
وتقول إخرى: ربما يجلس الأبناء الذكور على هذه المنكرات ولكن الذي أهمني أن بناتي قد يفعلن ذلك ...... !
أيها الفضلاء هل من إدلاء برأي في هذه المسألة الخطيرة؟! التي يعد السكوت عنها من أعظم أبواب الفتن في هذا الزمان.
هل فعلا هذه المحاضرات في الفضائيات ستثمر؟ أم نرى أن الفضلاء يكتفون بتربية هذا الكم العظيم من جيل الصحوة بعيدا عند هذه الأضواء.
نرجواب وإفصاح.
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 02:55 م]ـ
قنوات المجد فيها الخير الكثير، وهذه القبائح غير موجودة فيها، فهي تفي بالغرض إن شاء الله.
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[17 - 09 - 06, 03:31 م]ـ
يا أختي الكريمة لا اعلم سبا مقنعا للتحرج من ظهور العلماء على الفضائيات نحن نسمع عن الكثير من العلماء الافاضل ولا وسع لنا لمشاهدتهم الا على الفضائيات فما الفرق من ان يجلس العالم في مجلس لطلب العلم في المسجد او الجامعة وحوله بضع العشرات من الطلبة لكن التلفاز يسمح للملايين من مشاهتهم وتسجيل القاءات وغيرها والله اعلم
اما التلفاز والفضائيات فهي سلاح ذو حدين يستخدم في الشر والخير مثل الانترنت وغيرها
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 04:21 م]ـ
أختي الفاضلة هناك أناس لا يأتون إلى المسجد لسماع دروس العلم و هناك من لا يعلم كيف يصلي .....
فظهور المشايخ في التلفاز شيء نحمد الله عليه لأنهم يسهلون إدخال العلم إلى البيوت.
و إلا كما يعلم العاقلون من هذه الأمة فالتلفاز فيه مناكير كثيرة ......
فنسأل الله أن يوفقنا لما يحبه الله و يرضاه و يبارك في عمر مشايخنا الأفاضل و يزيدهم العلم النافع و العمل الصالح و الله تعالى أعلم.
ـ[أبو الجود]ــــــــ[17 - 09 - 06, 05:15 م]ـ
طهور المشايخ في الفضائحيات جعل الكثير من طلبة العلم ينظر إليهم وبعد أن تنتهي المحاضرات يترك التلفاز لأهل بيته ويخرج وتحول القنوات وبعد أن كان التلفاز حراما أصبحت الحجة واضحة قناة المجد والناس وما بعد ذلك الله أعلم حتى قالت أخ للشيخ الكبير القدوة إني أحبك في الله ماذا ننتظر
اتقوا الله في أهلكم وأنفسكم وأولادكم
يا أيها الذين آمنوا قو أنفسكم وأهليكم نارا وقودوها الناس والحجارة
أيها الأخوة لقد أصبحنا نحاول أن نحسن القبح والأمر ظاهر الفساد ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 05:33 م]ـ
يا أخي العزيز لا مانع من أن تكون قناة إسلامية على التلفاز؟ فهو كما قيل فيما تقدم سلاح ذو حدان.
فالمجد و الحمد لله مع قنواتها فيها خير كثير و كله حلال و الحمد لله.
و مع التلفاز إن استعمل في طاعة الله سينشر بإذن الله الإسلام في مشارق الأرض و مغاربها.
و نسأل الله أن يوفق المسلمين لتقديم إعلام إسلامي صحيح بعيدا عن المناكر و كل ما هو مخالف للدين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/416)
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 05:42 م]ـ
بالرغم من ظهور شيخنا الحبيب (مصطفى العدوي) في تلك القنوات فعندما سألته أني أرغب في اقتناء هذا الجهاز في بيتي فقال:
(هذه بداية شر)
ونصحني بعدم اقتنائه.
ولسان حاله يقول نحن نريد الغير ملتزم ..
والله أعلم ..
ـ[محمد بن عبد الجليل الإدريسي]ــــــــ[17 - 09 - 06, 06:02 م]ـ
أحبتي الكرام إن الشيخ العلامة أبا إسحاق الحويني طرح عليه نفس السؤال و هو على قناة الناس يوم الأربعاء في ظهور المشايخ على القنواة الفضائية فأجاب بأنه لا يرى مانعا من ذلك.
و يمكنكم أن تشاهدوا الشريط فهو موجود على موقعه تحت عنوان "برنامج فضفضة الشريط 1"
ـ[ابن وهب]ــــــــ[17 - 09 - 06, 06:42 م]ـ
----(67/417)
ماحكم إستماع شعر القلطة (المحاورة)
ـ[ابو نايف البيضاني]ــــــــ[17 - 09 - 06, 11:30 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بحيث أن ّ القلطة خالية من المعازف المحرمة ولا يوجد فيها سوى التصفيق
فما حكم أن يستمع إليها الشخص من أجل أن يعرف أوزان الشعر النبطي
وجزاكم الله خيرا ً
ـ[ابو نايف البيضاني]ــــــــ[18 - 09 - 06, 08:17 م]ـ
هل من مجيب؟
ـ[ابو نايف البيضاني]ــــــــ[18 - 09 - 06, 11:21 م]ـ
طيب ولا يمكن نقل فتاوى للعلماء فيها؟
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[18 - 09 - 06, 11:38 م]ـ
سمعت الشيخ ابن باز يقول انها غير جائزة لما فيها من التعدي والطعن في الأنساب وغير ذلك من المفاسد
ولا ادري أين موقعها الآن لكن متأكد من ذلك بإذن الله
=============
ـ[المقرئ]ــــــــ[19 - 09 - 06, 12:07 ص]ـ
الشيخ ابن عثيمين رحمه الله: لا يحرم (المراد) أو العرضة النجدية إذا لم يكن فيها طبول ولا سباب أو شتم أو أدت إلى محرم
وأما الشيخ ابن باز فلعل الشيخ عبد الله المحمد يفيدنا في ذلك مع أنه مر علي في كتاب الشيخ عبد الله الطيار (لقاءاتي مع الشيخين) أنه الشيخ عبد العزيز أجاز العرضة النجدية فلعل الشيخ عبد الله المحمد يؤكد لنا ذلك فهو أعلم مني بآراء الشيخ عبد العزيز
المقرئ
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[19 - 09 - 06, 02:53 ص]ـ
شيخنا الفاضل قد مر علي ما ذكره الشيخ الطيار في كتابه
والشيخ ابن باز رحمه الله ذكر ذلك عن المشايخ ولم يذكر ذلك عن نفسه
بقوله المشايخ يتساهلون فيها
الأمر الآخر
مراد الشيخ رحمه الله أيضا في ذلك انه إذا لم يكن بها شي من المزامير والطبول
أو حتى التمايل والتصفيق وغلو شعرائهم في شعرهم بما يرفع الوضيع ويضع الرفيع طمعا في كسب المال والتبذير في المال لأجل حضورهم والتصوير لذلك والسهر إلى آخر الليل مما يفضي إلى اضاعة صلاة الفجر وإلا فهي حرام "وليس في مثل هذه العرضة شئ من الرجولة والشجاعة والكرم
بل فيها من المجون وإيغار صدور من حط من قدرهم وإغاواء من تجوز الحد في مدحهم والسفه والتبذير بإنفاق الأموال في غير وجهها وضياع الوقت ونشر الفساد في الأرض والتزام عادات الجاهلية ....... "
الكلام أعلاه اقتباس من فتوى طويلة سأكتبها بإذن الله كاملة
واحدة عن العرضة والفرق بينها وبين ما كان في الحبشة
والثانية عن شعراء المحاورة وشعر القلطةوتدريب الشباب عليه واصطحابهم لأماكن هذا النوع من الشعر (وذكروا بالفتوى أن ذلك محرم) *
وبرنامج فتاوى اللجنة ليس كاملا في الجهاز عندي
فأنقلها مباشرة
فمن عنده البرنامج كاملا
أرجو أن يتكرم نشرا للعلم جزاكم الله خيرا
بنقل فتاوى اللجنة الجزء 19 ص 126 إلى 131
وهما فتويان برقم 4118 و17203
أيضا الفتوى رقم 18524
والفتوى رقم 16402 ورقم 18093 من الجزء 26 كلاهما عن العرضات الشعبية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــ
* الذي لا أذكره الآن هو فتوى في شريط محاضرة
عن شعر القلطات وما يحصل فيه من التعدي بالسب
وغير ذلك وهو ما قصدته في تعقيبي الأول
ـ[فواز الحربي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 03:19 ص]ـ
يكفي أنها تشغل القلب في كل حين حتى في الصلاة
و ما فيها من الكذب والضحك على الجمهور ينافي قوله صلى الله عليه وسلم ((البر حسن الخلق)) رواه مسلم
وشعراؤها مثال واضح جدا لقوله تعالى (وَالشُّعَرَاء يَتَّبِعُهُمُ الْغَاوُونَ* أَلَمْ تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وَادٍ يَهِيمُونَ* وَأَنَّهُمْ يَقُولُونَ مَا لَا يَفْعَلُونَ) الشعراء (224، 225، 226)
أرجو من شيوخنا الأفاضل تنبيهي إن كان استدلالي خاطئا
ـ[المقرئ]ــــــــ[19 - 09 - 06, 09:20 ص]ـ
الشيخ ابن باز رحمه الله ذكر ذلك عن المشايخ ولم يذكر ذلك عن نفسه
بقوله المشايخ يتساهلون فيها
الأمر الآخر
مراد الشيخ رحمه الله أيضا في ذلك انه إذا لم يكن بها شي من المزامير والطبول
أو حتى التمايل والتصفيق وغلو شعرائهم في شعرهم بما يرفع الوضيع ويضع الرفيع طمعا في كسب المال والتبذير في المال لأجل حضورهم والتصوير لذلك والسهر إلى آخر الليل مما يفضي إلى اضاعة صلاة الفجر وإلا فهي حرام "وليس في مثل هذه العرضة شئ من الرجولة والشجاعة والكرم
بل فيها من المجون وإيغار صدور من حط من قدرهم وإغاواء من تجوز الحد في مدحهم والسفه والتبذير بإنفاق الأموال في غير وجهها وضياع الوقت ونشر الفساد في الأرض والتزام عادات الجاهلية ....... "
أحسنتم بارك الله فيكم، وهذا هو الفرق بين تلميذ الشيخ وغيره
فملحظك واضح وصحيح وجيد
أرجو نقل فتوى الشيخ عبد العزيز بل أرجو نقل ما تستطيع من فتاويه، ولا يخفاك أن بعض الناس نسب له القول بجواز الطبول بعد وفاته!!
أقترح أن تفتح موضوعا جديدا بعنوان (رأي الشيخ ابن باز في العرضة النجدية) فهو غاية في الأهمية نفع الله بك
المقرئ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/418)
ـ[عبدالله المحمد]ــــــــ[19 - 09 - 06, 03:24 م]ـ
ولا يخفاك أن بعض الناس نسب له القول بجواز الطبول بعد وفاته!!
المقرئ
جزاكم الله خيرا يا شيخ على إثارة هذه المسألة
لو أن المنسوب إليه هذه الفتوى مغمور أو غير معروف
يمكن يكون لها نصيب من النظر
لكن ان تُنسب أمثال هذه الأقوال إلى أجل أهل العلم واشهر أهل العلم على الإطلاق في زماننا
ومن دان لهم أهل الأرض بالقبول
ابن باز وابن عثيمين!!
سبحان الله
هذه والله الباقعة التي ليس لها راقعة
أحدهما (الشيخ ابن باز) افتاه سرا!! ونسي الظالم بأن الشيخ لو قال لأحد كلمة أو علما سرا أن ما يقل عن عشرة أو عشرين سيتلقفونها في مهدها وستنتشر في الآفاق وأما (الشيخ ابن عثيمين) حضر عرضة!! وانتهى إلى هنا! وترك توضيح الشيخ وبيانه في ذلك غير مرة تدليسا على الناس وفتاواه الواضحة الصريحة في الطبول
طلب مني أحد الأحبة كلاما للشيخ ابن باز حول الطبول
وقت نشر الأفاك كلامه في الوطن فقلت فتاواه كثيرة جدا صعب حصرها
فقال أريدها مصورة من فتاوى الشيخ فأرسلت له على عجل قرابة أكثر من عشرين فتوى في
الطبل خاصة والشيخ ابن باز لا يجيز الضرب بالدفوف للرجال مطلقا *
فكيف بالطبل
وللشيخ فتاوى كثيرة جدا حول الغناء والمعازف ولا أبالغ إن قلت أنه يصعب جدا حصرها وله فتاوى ورسائل وردود في ذلك
ــــــــــــــــــــــــــــــ
فتوى رقم (6773)
ذكر بعدها الشيخ: أما الضرب على الطبول فلا يجوز لا للرجال ولا للنساء.
واستثنى الشيخ في فتوى أخرى
ضرب النساء بالدف مع وضع ضوابط في ذلك
من نوعية الكلام المنشد ومن عدم رفع اصواتهن بواسطة المكبر ويكون في نكاح خاصة اعلانا له
وغيرها من الضوابط
ـ[ابو عبدالعزيز 1]ــــــــ[20 - 09 - 06, 02:48 م]ـ
الله المستعان
ـ[ابو نايف البيضاني]ــــــــ[20 - 09 - 06, 09:32 م]ـ
الشيخ عبد الله المحمد
الشيخ المقرئ
جزاكما الله خير الجزاء على ماقدمتما
اخوي
ابو عبد العزيز
جزاك الله ُ خيرا ً(67/419)
الإلحاد
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[18 - 09 - 06, 12:06 ص]ـ
الإلحاد
التعرف:
الإلحاد هو: مذهب فلسفي يقوم على فكرة عدمية أساسها إنكار وجود الله الخالق سبحانه وتعالى:
- فيدعي الملحدون بأن الكون وجد بلا خالق.
- وأن المادة أزلية أبدية، وهي الخالق والمخلوق في نفس الوقت.
ومما لا شك فيه أن كثيراً من دول العالم الغربي والشرقي تعاني من نزعة إلحادية عارمة جسدتها الشيوعية المنهارة والعلمانية المخادعة.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
· الإلحاد بدعة جديدة لم توجد في القديم إلا في النادر في بعض الأمم والأفراد.
· يعد أتباع العلمانية هم المؤسسون الحقيقيون للإلحاد، ومن هؤلاء: أتباع الشيوعية والوجودية والداروينية.
· الحركة الصهيونية أرادت نشر الإلحاد في الأرض فنشرت العلمانية لإفساد أمم الأرض بالإلحاد والمادية المفرطة والانسلاخ من كل الضوابط التشريعية والأخلاقية كي تهدم هذه الأمم نفسها بنفسها، وعندما يخلو الجو لليهود يستطيعون حكم العالم.
· نشر اليهودية نظريات ماركس في الاقتصاد والتفسير المادي للتاريخ ونظريات فرويد في علم النفس ونظرية دارون في اصل الأنواع ونظريات دوركايم في علم الاجتماع، وكل هذه النظريات من أسس الإلحاد في العالم.
· أما انتشار الحركات الإلحادية بين المسلمين في الوقت الحاضر، فقد بدأت بعد سقوط الخلافة الإسلامية.
· صدر كتاب في تركيا عنوانه: مصطفى كمال للكاتب قابيل آدم يتضمن مطاعن قبيحة في الأديان وبخاصة الدين الإسلامي. وفيه دعوة صريحة للإلحاد بالدين وأشادة بالعقلية الأوربية.
· إسماعيل أحمد أدهم: حاول نشر الإلحاد في مصر، وألف رسالة بعنوان لماذا أنا ملحد؟ وطبعها بمطبعة التعاون بالإسكندرية حوالي سنة 1926م.
· إسماعيل مظهر أصدر في سنة 1928م مجلة العصور في مصر، وكانت قبل توبته تدعو للإلحاد والطعن في العرب والعروبة طعناً قبيحاً. معيداً تاريخ الشعوبية، ومتهماً العقلية العربية بالجمود والانحطاط، ومشيداً بأمجاد بني إسرائيل ونشاطهم وتفوقهم واجتهادهم.
· أسست في مصر سنة 1928م جماعة لنشر الإلحاد تحت شعار الأدب واتخذت دار العصور مقراً لها واسمها رابطة الأدب الجديد وكان أمين سرها كامل كيلاني .. وقد تاب إلى الله بعد ذلك.
ومن أعلام الإلحاد في العالم:
· أتباع الشيوعية: ويتقدمهم كارل ماركس 1828 - 1883م اليهودي الألماني.
وأنجلز عالم الاجتماع الألماني والفيلسوف السياسي الذي التقى بماركس في إنجلترا أصدرا سوياً المانيفستو أو البيان الشيوعي سنة 1820 - 1895م.
· أتباع الوجودية ويتقدمهم:
- جان بول سارتر.
- وسيمون دوبوفوار.
- والبير كامي.
· وأتباع الدراوينية.
· ومن الفلاسفة والأدباء:
- نيتشه / فيلسوف ألماني.
- برتراند راسل 1872 - 1970م فيلسوف إنكليزي.
- هيجل 1770 - 1831م فيلسوف ألماني قامت فلسفته على دراسة التاريخ.
- هربرت سبنسر 1820 - 1903م إنكليزي كتب في الفلسفة وعلم النفس والأخلاق.
- فولتير 1694 - 1778م أديب فرنسي.
· وفي سنة 1930م ألف إسماعيل مظهر حزب الفلاح ليكون منبراً للشيوعية والاشتراكية. وقد تاب إسماعيل إلى الله بعد أن تعدى مرحلة الشباب وأصبح يكتب عن مزايا الإسلام.
· ومن الشعراء الملاحدة الذين كانوا ينشرون في مجلة العصور.
- الشاعر عبد اللطيف ثابت الذي كان يشكك في الأديان في شعره ..
- والشاعر الزهاوي ويعد عميد الشعراء المشككين في عصره.
الأفكار والمعقدات:
· إنكار وجود الله سبحانه، الخالق البارئ، المصور، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
· إن الكون والإنسان والحيوان والنبات وجد صدفة وسينتهي كما بدأ ولا توجد حياة بعد الموت.
· أن المادة أزلية أبدية وهي الخالق والمخلوق في نفس الوقت.
· النظرة الغائية للكون والمفاهيم الأخلاقية تعيق تقدم العلم.
· إنكار معجزات الأنبياء لأن تلك المعجزات لا يقبلها العلم، كما يزعمون. ومن العجب أن الملحدين الماديين يقبلون معجزات الطفرة الوحيدة التي تقول بها الداروينية ولا سند لها إلا الهوس والخيال.
· عدم الاعتراف بالمفاهيم الأخلاقية ولا بالحق والعدل ولا بالأهداف السامية، ولا بالروح والجمال.
· ينظر الملاحدة للتاريخ باعتباره صورة للجرائم والحماقة وخيبة الأمل وقصته لا تعني شيئاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/420)
· المعرفة الدينية، في رأي الملاحدة، تختلف اختلافاً جذرياً وكلياً عن المعرفة بمعناها العقلي أو العلمي!!
· الإنسان مادة تنطبق عليه قوانين الطبيعة التي اكتشفتها العلوم كما تنطبق على غيره من الأشياء المادية.
· الحاجات هي التي تحدد الأفكار، وليست الأفكار هي التي تحدد الحاجات.
· نظريات ماركس في الاقتصاد والتفسير المادي للتاريخ ونظرية فرويد في علم النفس ونظرية دارون في أصل الأنواع ونظرية دوركهايم في علم الاجتماع من أهم أسس الإلحاد في العالم .. وجميع هذه النظريات هي مما أثبت العلماء أنها حدس وخيالات وأوهام شخصية ولا صلة لها بالعلم.
الجذور الفكرية والعقائدية:
· نشأ الإلحاد الحديث مع العقلانية والشيوعية والوجودية.
· وقد نشر اليهود الإلحاد في الأرض، مستغلين حماقات الكنيسة ومحاربتها للعلم، فجاؤوا بثورة العلم ضد الكنيسة، وبالثورة الفرنسية والداروينية والفرويدية، وبهذه الدعوات الهدامة للدين والأخلاق تفشى الإلحاد في الغرب، والهدف الشرير لليهودية العالمية الآن هو إزالة كل دين على الأرض ليبقى اليهود وحدهم أصحاب الدين!!.
الانتشار وأماكن النفوذ:
· انتشر الإلحاد في أوروبا، وانتقل بعد ذلك إلى أمريكا .. وبقاع من العالم.
وعندما حكمت الشيوعية في ما كان يعرف بالاتحاد السوفيتي قبل انهياره وتفككه، فرضت الإلحاد فرضاً على شعوبه .. وأنشأت له مدارس وجمعيات.
· وحاولت الشيوعية نشره في شتى أنحاء العالم عن طريق أحزابها، وإن سقوط الشيوعية في الوقت الحاضر ينبئ عن قرب سقوط الإلحاد بإذن الله تعالى.
· يوجد الآن في الهند جمعية تسمى جمعية النشر الإلحادية، وهي حديثة التكوين وتركز نشاطها في المناطق الإسلامية، ويرأسها جوزيف إيدا مارك، وكان مسيحياً من خطباء التنصير، ومعلماً في إحدى مدارس الأحد، وعضواً في اللجنة المركزية للحزب الشيوعي، وقد ألف في عام 1953م كتاباً يدعى: إنما عيسى بشر فغضبت عليه الكنيسة وطردته فتزوج بامرأة هندوكية وبدأ نشاطه الإلحادي، وأصدر مجلة إلحادية باسم إيسكوا أي شرارة النار. ولما توقفت عمل مراسلاً لمجلة كيرالا شبدم أي صوت كيرالا الأسبوعية. وقد نال جائزة الإلحاد العالمية عام 1978م ويعتبر أول من نالها في آسيا.
يتضح مما سبق:
أن الإلحاد مذهب فلسفي يقوم على إنكار وجود لله سبحانه وتعالى، ويذهب إلى أن الكون بلا خالق، ويعد أتباع العقلانية هم المؤسسون الحقيقيون للإلحاد الذي ينكر الحياة الآخرة، ويرى أن المادة أزلية أبدية، وأنه لايوجد شيء اسمه معجزات الأنبياء فذلك مما لا يقبله العلم في زعم الملحدين، الذين لا يعترفون أيضاً بأية مفاهيم أخلاقية.ولا بقيم الحق والعدل ولا بفكرة الروح. ولذا فإن التاريخ عند الملحدين هو صورة للجرائم والحماقات وخيبة الأمل وقصته ولا تعني شيئاً، والإنسان مجرد مادة تطبق عليه كافة القوانين الطبيعية وكل ذلك مما ينبغي أن يحذره الشباب المسلم عندما يطالع أفكار هذا المذهب الخبيث.(67/421)
ما حكم من صلى الفرض على السيارة؟ هل يطالب بالإعادة؟
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[18 - 09 - 06, 12:09 ص]ـ
ما حكم من صلى الفرض على السيارة لأنه سمع أن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - صلى النافلة على دابته في السفر؟ هل يطالب بإعادة الصلاة؟ و هل يعذر بجهله؟ و ماهي ضوابط العذر بالجهل في هذه المسألة خاصة؟
ـ[أبو ذر المصري]ــــــــ[19 - 09 - 06, 05:25 ص]ـ
و هل هناك أقوال لأهل العلم؟
ـ[المقرئ]ــــــــ[19 - 09 - 06, 09:24 ص]ـ
وفقكم الله
إن كان لم يستقبل القبلة وكان يومئ في صلاته إيماء دون قيام دون ضرورة فعليه الإعادة لا أعلم فيه خلافا
المقرئ
ـ[أسامة بن صبري]ــــــــ[19 - 09 - 06, 08:09 م]ـ
أنا امرأة أسكن في إحدى المدن وأذهب مع زوجي إلى مدينة أخرى لعمل ما أو بغرض أن نتمشى أو نتسوق وتدركنا صلاة المغرب أو العشاء فنذهب للبحث عن مسجد فيه مصلى نساء أحيانا لا نجد فيصلي زوجي في المسجد وأنا لا أجد مكاناً أصلي فيه والله يعلم أننا نبحث وبشكل جدي ولكن للأسف كما قلت أحيانا لا نوفق فأضطر أن أصلي في السيارة وأنا جالسة (السؤال: هل تصح صلاتي بهذه الطريقة علما أنني فعلت هكذا أكثر من مرة) أفيدوني
الجواب:
الحمد لله
عملك هذا أيتها الأخت غير صحيح، لأن القيام مع القدرة ركن من أركان الصلاة فيمكنك أن تصلي في المسجد (قسم الرجال) بعد خروج الرجال منه، فإن لم تجدي مسجداً فإنك تصلين على الأرض في أي مكان.
والصلاة في السيارة أو الطائرة أو القطار أو غيرها من المراكب إذا كان المصلي لا يستطيع استقبال القبلة والصلاة قائماً لا تجوز في الفريضة إلا بشرطين:
1 - أن يخشى خروج وقت الفريضة قبل وصوله، أما إن كان سينزل قبل خروج الوقت فإنه ينتظر حتى ينزل ثم يصلي.
2 - ألا يستطيع النزول للصلاة على الأرض، فإن استطاع النزول وجب عليه ذلك.
فإذا وجد الشرطان جاز له الصلاة في هذه المراكب والدليل على جواز الصلاة على هذه الحال عموم قوله تعالى: {لا يُكلف الله نفساً إلا وسعها} البقرة / 286 وقوله تعالى: {فاتقوا الله ما استطعتم} التغابن / 16، وقوله تعالى: {وما جعل عليكم في الدين من حرج} الحج / 78.
فإن قيل: إذا جاز لي الصلاة على هذه المراكب، فهل أستقبل القبلة، وهل أصلي جالساً مع القدرة على الصلاة قائماً؟
فالجواب:
إن استطعت أن تستقبل القبلة في جميع الصلاة وجب فعل ذلك؛ لأنه شرط في صحة صلاة الفريضة في السفر والحضر انظر سؤال رقم (10945).
وإن كان لا يستطيع استقبال القبلة في جميع الصلاة فليتق الله ما استطاع؛ لما سبق من الأدلة.
هذا في الفرض، أما النافلة فأمرها واسع، فيجوز للمسلم أن يصلي على هذه المذكورات حيثما توجهت به - ولو استطاع النزول في بعض الأوقات -؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يتنفل على راحلته حيث كان وجهه، لحديث جابر أن النبي صلى الله عليه وسلم " كان يصلي التطوع وهو راكب في غير القبلة " رواه البخاري 1094، لكن الأفضل أن يستقبل القبلة عند الإحرام حيث أمكنه في صلاة النافلة حين سيره في السفر. أنظر فتاوى اللجنة الدائمة 8/ 124
وأما صلاة الفريضة جالساً مع القدرة على القيام فإنها لا تجوز لعموم قوله تعالى: (وقوموا لله قانتين) البقرة / 238، وحديث عمران بن حصين أن النبي صلى الله عليه وسلم قال له: (صلِّ قائماً فإن لم تستطع فقاعداً، فإن لم تستطع فعلى جنب) رواه البخاري 1117 وبالله التوفيق.
فتاوى اللجنة الدائمة 8/ 126.
الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/index.php?ref=21869&ln=ara&txt=%D8%A7%D9%84%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B1%D8%A9
ـ[ابو عبدالعزيز 1]ــــــــ[20 - 09 - 06, 02:53 م]ـ
جزاكم الله خيرا
فعلا انها مسألة مهمة(67/422)
أرجوا الدخول وكتابة ما أمكن من مواقع الجامعات الإسلامية
ـ[العجيل]ــــــــ[18 - 09 - 06, 12:36 ص]ـ
بار الله فيكم ارجوا المساعدة وكتابة رابط الجامعات الاسلامية التي تتحدث عن الدراسات العليا قسم الحديث الشريف.
مشكورين(67/423)
هل للوالدين طاعة فى عدم طلب العلم؟
ـ[أبو سفيان السلفى]ــــــــ[18 - 09 - 06, 01:22 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله ......
هل لو حاول الوالدان صد الابن عن طلب العلم بمنعه حضور مجالس العلم و بمنعه من القراءة و من الخروج للمكتابات العامة لتحصيل العلم.
فهل لو لم يسمع كلامهم فى هذا و خرج دون إذنهم يعدُ هذا عقوقاً؟
ـ[المعلمي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 12:22 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الكريم أبو سفيان السلفي:
العلم بعضه شرعي وبعضه غير شرعي بعضه واجب وبعضه مستحب وبعضه جائز ..
فالقدر الوجوبي هو القدر الذي يتعارض مع طاعة المخلوق ولا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ...
وهذا التقسيم بناء على ما رواه الإمام البخاري في صحيحه من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما قال: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَاسْتَأْذَنَهُ فِي الْجِهَادِ فَقَالَ أَحَيٌّ وَالِدَاكَ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَفِيهِمَا فَجَاهِدْ ".
وحديث المرأة التي جاءت تشكو زوجها وهو " صفوان بن المعطل " فقالت: " يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ زَوْجِي صَفْوَانَ بْنَ الْمُعَطَّلِ يَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ وَيُفَطِّرُنِي إِذَا صُمْتُ وَلَا يُصَلِّي صَلَاةَ الْفَجْرِ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ قَالَ وَصَفْوَانُ عِنْدَهُ قَالَ فَسَأَلَهُ عَمَّا قَالَتْ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَمَّا قَوْلُهَا يَضْرِبُنِي إِذَا صَلَّيْتُ فَإِنَّهَا تَقْرَأُ بِسُورَتَيْنِ وَقَدْ نَهَيْتُهَا قَالَ فَقَالَ لَوْ كَانَتْ سُورَةً وَاحِدَةً لَكَفَتْ النَّاسَ وَأَمَّا قَوْلُهَا يُفَطِّرُنِي فَإِنَّهَا تَنْطَلِقُ فَتَصُومُ وَأَنَا رَجُلٌ شَابٌّ فَلَا أَصْبِرُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَئِذٍ لَا تَصُومُ امْرَأَةٌ إِلَّا بِإِذْنِ زَوْجِهَا وَأَمَّا قَوْلُهَا إِنِّي لَا أُصَلِّي حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَإِنَّا أَهْلُ بَيْتٍ قَدْ عُرِفَ لَنَا ذَاكَ لَا نَكَادُ نَسْتَيْقِظُ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ قَالَ فَإِذَا اسْتَيْقَظْتَ فَصَلِّ "
لكن إذا خشي من الطاعة لحوق الضرر به، كما إذا طلب الزوج من زوجته عدم زيارة أهلها فلها مخالفته، وكذلك لو طلب منك أبوك عدم تعلم العلوم الدنيوية والتي أصبحت أداة في هذا الزمن للتوظيف فلا بأس بعصيانه ..
وأما العلم الجائز والمستحب ومما لا يلتحق بالسائل ضررا من عدم تحصيله فالأولى طاعة الأبوين.
والله تعالى أعلم ..
ـ[أبو هداية]ــــــــ[18 - 09 - 06, 10:52 م]ـ
وسئل فضيلته: عن طالب علم يريد أن يذهب مع إخوانه في الله لطلب العلم، وكان الحائل بينه وبين الذهاب معهم هو أهله، والده و أمه، فما الحكم في خروج هذا الطالب؟
فأجاب بقوله: هذا الطالب إن كان هناك ضرورة لبقائه عندهم فهذا أفضل، مع أنه يمكنه أن يبقى عندهم مع طلب العلم، لأن بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله، والعلم من الجهاد وبالتالي فيكون بر الوالدين مقدماً عليه إذا كانا في حاجة إليه، أما إذا لم يكونا في حاجة إليه، ويتمكن من طلب العلم أكثر إذا خرج فلا حرج عليه أن يخرج في طلب العلم في هذه الحالة، ولكنه مع هذا لاينسى حق الوالدين في الرجوع إليهما وإقناعهما إذا رجع، وأما إذا علم كراهة الوالدين للعلم الشرعي فهؤلاء لا طاعة لهما، ولا ينبغي له أن يستأذن منهما إذا خرج، لأن الحامل لهما كراهة العلم الشرعي.
هذا جواب الشيخ ابن عثيمين، كتاب العلم، ص: 155، ط دار الثريا للنشر.
ـ[أبو إسحاق الأسيف]ــــــــ[18 - 09 - 06, 11:13 م]ـ
لأن بر الوالدين مقدم على الجهاد في سبيل الله، والعلم من الجهاد وبالتالي فيكون بر الوالدين مقدماً عليه إذا كانا في حاجة إليه
هذا ضابط هام جداً.
و رحم الله تعالى العلامة العثيمين فكان ذو نظرٍ ثاقب.
ـ[أبو آثار]ــــــــ[19 - 09 - 06, 10:45 ص]ـ
وقد يبارك الله لرجل منعه ابواه من طلب العلم فيحصل بعد موتهما مالم يحصله غيره ممن بدآ قبله
فبر الوالدين يربي في النفس كثيرا الصفات مثل التقو ى والتواضع والكرم ........
ويجلب البركة في الرزق والعمر
وهذ أمور قد لا تتيسر للإنسان وإن كثر علمه وطال بحثه
ـ[أبو سفيان السلفى]ــــــــ[29 - 09 - 06, 02:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا(67/424)
لاشك في اختلاف المطالع نفسها ولا أثر على الصحيح لذلك في الاختلاف في الحكم
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 01:34 ص]ـ
لاشك في اختلاف المطالع نفسها ولا أثر على الصحيح لذلك في الاختلاف في الحكم
طباعة الموضوع أرسل إلى صديق
القسم: إملاءات > مراسلات
فقه > الصيام
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم م. م. ح. وفقه الله لكل خير ونفع به المسلمين آمين [1].
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، بعده:
كتابكم الكريم المؤرخ في 13/ 12/1383هـ وصل وصلكم الله برضاه وما تضمنه من الأسئلة كان معلوماً. وإليك جوابها:
الأول: إذا ثبتت رؤية الهلال لشهر رمضان في الحجاز فهل يلزم الأقطار الأخرى أن تصوم بهذه الرؤية وإذا صح هذا الاختلاف بالنسبة لشهر رمضان فهل يكون كذلك في عيد الأضحى مثلاً إذا اتضح أن الوقت بعرفة يوم الثلاثاء والعيد يوم الأربعاء كما هو الحال هذا العام فهل يجوز لنا تأخير صلاة العيد ليوم الخميس حيث إن رؤية الهلال لم تثبت عندنا بالسودان إلا ليلة الثلاثاء لسبب ما؟ وهل يجوز تقدير المنازل بكبر الهلال وارتفاعه في السماء؟ وما معنى قوله صلى الله عليه وسلم: ((فإن غم عليكم فاقدروا له)) [2]؟ وهل يجوز الاعتماد على الشهادة التي تأتي بواسطة القاضي الشرعي بالسودان وقد يكون الشاهد لا يصوم ولا يصلي وغالباً لا يخلو من دعاء الأشخاص واعتقاده فيهم جلب المنفعة أو دفع الضرر؟
والجواب: أن أقول وبالله المستعان: الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
لا ريب أن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر أمته أن تصوم لرؤية الهلال، وتفطر لرؤيته. هكذا جاءت الأحاديث الصحيحة المستفيضة عنه صلى الله عليه وسلم، وجاء عنه صلى الله عليه وسلم أيضاً أنه قال: ((الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون)) [3] فإذا ثبتت رؤية الهلال رؤية شرعية في بلد ما وجب على بقية البلاد العمل بها؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم حين قال: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته)) [4] لم يقصد أهل المدينة فقط وإنما قصد عموم المسلمين، وبناءً على ذلك فإذا ثبتت رؤيته في الحجاز وجب على من بلغهم الخبر في سائر الأقطار أن يعتمدها؛ لأنها دولة إسلامية محكمة للشريعة فيعمل بإثباتها عملاً بعموم الأحاديث وإطلاقها. وهكذا الحكم في بقية الدول التي تحكم الشريعة، ولا يخفى حال الدول اليوم وإعراضها عن تحكيم الشريعة إلا من شاء الله، ونسأل الله أن يهديهم للتمسك بالشريعة وتحكيمها.
أما المطالع فلا شك في اختلافها في نفسها، أما اعتبارها من حيث الحكم فهو محل اختلاف بين العلماء، والذي يظهر لي أن اختلافها لا يؤثر وأن الواجب هو العمل برؤية الهلال صوماً وإفطاراً وتضحية متى ثبتت رؤيته ثبوتاً شرعياً في أي بلد ما؛ لعموم الأحاديث كما تقدم، وهو قول جمع كثير من أهل العلم، وحيث قيل باعتبار اختلاف المطالع في الحكم أو لم نقل به، فالظاهر أن الحكم في رمضان والأضحى سواء، لا فرق بينهما فيما أعلمه من الشرع، ولكن هناك مسألة واقعية وهي ما إذا ثبت الهلال في الحجاز ليلة الاثنين مثلاً، ولم يثبت في السودان إلا ليلة الثلاثاء ولم تعمل حكومة السودان بما ثبت في الحجاز؟ فماذا يفعله من في السودان من المسلمين، هل يتابع حكومته أو يعتمد ما ثبت في الحجاز. هذه مسألة عظيمة وقد ورد علي فيها أسئلة من بعض البلاد المجاورة وتذاكرت فيها مع جماعة من العلماء وإلى حين التاريخ لم يطمئن القلب إلى الحكم فيها، وأسأل الله أن يمن علينا وعليكم بالتوفيق لمعرفة الحق واتباعه ولا سيما في مواضع الاختلاف والاشتباه. ولا مانع من مراجعتكم لنا في هذه المسألة بخصوصها في وقت آخر.
وأما كبر الأهلة وصغرها وارتفاعها وانخفاضها فليس عليه اعتبار ولا يتعلق به حكم؛ لأن الشرع المطهر لم يعتبر ذلك فيما نعلم.
وأما قوله صلى الله عليه وسلم: ((فإن غم عليكم فاقدروا له)) [5] فمعناه على أصح القولين فعدوا له ثلاثين، كما جاء ذلك مصرحاً به في رواية مسلم في صحيحه بلفظ: ((فاقدروا له ثلاثين)) [6] وفي لفظ للبخاري: ((فأكملوا العدة ثلاثين)) [7].
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/425)
والأحاديث يفسر بعضها بعضاً، وفي رواية للبخاري من حديث أبي هريرة: ((فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً)) [8].
وأما قول من قال: ((فاقدروا له)) أي ضيقوا عليه واجعلوه تسعاً وعشرين فهو قول غير صحيح والأحاديث الصحيحة تبطله، والله أعلم.
وأما الاعتماد على الشهادة التي تأتي من القاضي الشرعي بالسودان وقد يجوز أن يكون الشاهد فاسقاً أو كافراً لتركه الصلاة أو دعائه الأموات أو الاستغاثة بهم ونحو ذلك.
فالجواب: أن يقال إن شرط قبول الشهادة في هذا وغيره أن يكون الشاهد مسلماً عدلاً، فإذا كان القاضي صاحب توحيد وسنة ويهتم بالشهادة ويعتني بالشهود ولا يقبل إلا العدول وجب اعتماد ما يرد منه، أما إذا كان بخلاف ذلك فليس على إثباته عمل، وإنما يعتمد في مثل هذا على قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الصوم يوم تصومون، والفطر يوم تفطرون، والأضحى يوم تضحون)) [9] وفي لفظ: ((الفطر يوم يفطر الناس، والأضحى يوم يضحي الناس)) [10] وكلها أحاديث صحيحة. فإذا صام المسلمون الذين أنت منهم صمت معهم، وإذا أفطروا أفطرت معهم والحمد لله على تيسيره وتسهيله، والسر في ذلك، والله أعلم، كراهة الشريعة للاختلاف، وترغيبها في الاتفاق والائتلاف. جعلني الله وإياكم من أهلها ومنَّ الله على المسلمين جميعاً بالتمسك بها وتحكيمها والتحاكم إليها إنه سميع قريب.
[1] خطاب صدر من مكتب سماحته عندما كان نائباً لرئيس الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة عام 1383 هـ إجابة عن أسئلة مقدمة من الأخ م. م. ح. وهذا أحدها.
[2] رواه البخاري في الصوم باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان برقم 1767، ومسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال برقم 1799
[3] رواه الترمذي في الصوم باب ما جاء الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون برقم 697
[4] رواه مسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيته برقم 1081، والنسائي في الصيام باب ذكر الاختلاف على عمر بن دينار برقم 2124، واللفظ له
[5] رواه البخاري في الصوم باب هل يقال رمضان أو شهر رمضان برقم 1767، ومسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال برقم 1799
[6] رواه مسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال برقم 1796
[7] رواه مسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيته برقم 1081، والنسائي في الصيام باب ذكر الاختلاف على عمر بن دينار برقم 2124، واللفظ له
[8] رواه البخاري في الصوم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((إذا رأيتم الهلال فصوموا)) برقم 1909.
[9] رواه الترمذي في الصوم باب ما جاء الصوم يوم تصومون والفطر يوم تفطرون برقم 697
[10] رواه الترمذي في الصوم باب ما جاء في الفطر والأضحى برقم
منقول من موقع الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى(67/426)
حكم الاعتماد على الإذاعة في الصوم والإفطار
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 01:37 ص]ـ
حكم الاعتماد على الإذاعة في الصوم والإفطار
طباعة الموضوع أرسل إلى صديق
القسم: إملاءات > مقالات
فقه > الصيام
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه، أما بعد [1]: فقد سألني كثير من الإخوان عن حكم الاعتماد على الإذاعة في الصوم والإفطار، وهل هذا يوافق الحديث الصحيح ((صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته)) [2] الحديث. وهل إذا ثبتت الرؤية بشهادة عدل في دولة مسلمة يجب على الدولة المجاورة لها الأخذ بذلك وإذا قلنا بذلك فما دليله وهل يعتبر اختلاف المطالع؟
والجواب عن هذه الأسئلة أن يقال:
قد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم من طرق كثيرة أنه قال: ((صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فاقدروا له ثلاثين)) [3]، وفي لفظ آخر: ((فأكملوا العدة ثلاثين يوماً)) [4] وفي رواية أخرى: ((فأكملوا عدة شعبان ثلاثين يوماً)) [5].
وثبت عنه صلى الله عليه وسلم انه قال: ((لا تقدموا الشهر حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة، ثم صوموا حتى تروا الهلال أو تكملوا العدة)) [6]، والأحاديث في هذا المعنى كثيرة، وهي تدل على أن المعتبر في ذلك هو الرؤية أو إكمال العدة، أما الحساب فلا يعول عليه، وهذا هو الحق، وهو إجماع من أهل العلم المعتد بهم.
وليس المراد من الأحاديث أن يرى كل واحد الهلال بنفسه وإنما المراد ثبوت ذلك بشهادة البينة العادلة، وقد خرج أبو داود بإسناد صحيح عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: ((تراءى الناس الهلال فأخبرت النبي صلى الله عليه وسلم أني رأيته فصام وأمر الناس بالصيام)) [7].
وخرج أحمد وأهل السنن وصححه ابن خزيمة وابن حبان عن ابن عباس رضي الله عنهما أن أعرابياً قدم على النبي صلى اله عليه وسلم فقال: إني رأيت الهلال. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أتشهد ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله؟)) فقال: نعم. قال: ((فأذن في الناس يا بلال أن يصوموا غداً)) [8].
وعن عبد الرحمن بن زيد بن الخطاب أنه خطب في اليوم الذي يشك فيه فقال: ألا إني جالست أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وسألتهم وإنهم حدثوني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((صوموا لرؤيته، وأفطروا لرؤيته، وانسكوا لها فإن غم عليكم فأتموا ثلاثين يوماً فإن شهد شاهدان مسلمان فصوموا وأفطروا)) [9] رواه أحمد، ورواه النسائي ولم يقل فيه ((مسلمان)).
وعن أمير مكة الحارث بن حاطب قال: ((عهد إلينا رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ننسك للرؤية فإن لم نره وشهد شاهدا عدل نسكنا بشهادتهما)) [10] رواه أبو داود والدارقطني، وقال: هذا إسناد متصل صحيح.
فهذه الأحاديث وما جاء في معناها تدل على أنه يكتفى برؤية هلال رمضان بالشاهد الواحد العدل، أما في الخروج من الصيام، وفي بقية الشهور فلابد من شاهدين عدلين، جمعاً بين الأحاديث الواردة في ذلك، وبهذا قال أكثر أهل العلم، وهو الحق لظهور أدلته.
ومن هذا يتضح أن المراد بالرؤية هو ثبوتها بطريقها الشرعي، وليس المراد أن يرى الهلال كل أحد، فإذا أذاعت الدولة المسلمة المحكمة لشريعة الله كالمملكة العربية السعودية أنه ثبت لديها رؤية هلال رمضان أو هلال شوال أو هلال ذي الحجة فإن على جميع رعيتها أن يتبعوها في ذلك.
وعلى غيرها أن يأخذ بذلك عند جمع كثير من أهل العلم؛ لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروه فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)) [11] رواه البخاري في صحيحه من حديث ابن عمر رضي الله عنهما، وأخرجه مسلم بلفظ: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غمي عليكم فاقدروا له ثلاثين)) [12]، وأخرج البخاري من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((صوموا لرؤيته وافطروا لرؤيته فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين)) [13] وأخرجه مسلم بهذا اللفظ لكن قال: ((فإن غبي عليكم الشهر فعدوا ثلاثين)) [14] فإن ظاهر هذه الأحاديث وما جاء في معناها يعم جميع الأمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/427)
ونقل النووي رحمه الله في شرح المهذب عن الإمام ابن المنذر رحمه الله: أن هذا هو قول الليث بن سعد والإمام الشافعي والإمام أحمد رحمة الله عليهم، قال: يعني ابن المنذر (ولا أعلمه إلا قول المدني والكوفي يعني مالكاً وأبا حنيفة رحمهم الله) انتهى.
قال جمع من العلماء إنما يعم حكم الرؤية إذا اتحدت المطالع، أما إذا اختلفت فلكل أهل مطلع رؤيتهم.
وحكاه الإمام الترمذي رحمه الله عن أهل العلم، واحتجوا على ذلك بما خرجه مسلم في صحيحه عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن كريباً قدم عليه في المدينة من الشام في آخر رمضان، فأخبره أن الهلال رؤي في الشام ليلة الجمعة، وأن معاوية والناس صاموا بذلك فقال ابن عباس: ((لكنا رأيناه ليلة السبت فلا نزال نصوم حتى نراه أو نكمل العدة))، فقال له كريب: أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه فقال: لا، ((هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم)) [15].
قالوا: فهذا يدل على أن ابن عباس يرى أن الرؤية لا تعم، وأن لكل بلد رؤيتهم إذا اختلفت المطالع، وقالوا: إن المطالع في منطقة المدينة غير متحدة مع المطالع في الشام، وقال آخرون: لعله لم يعمل برؤية أهل الشام؛ لأنه لم يشهد بها عنده إلا كريب وحده، والشاهد الواحد لا يعمل بشهادته في الخروج، وإنما يعمل بشهادته في الدخول.
وقد عرضت هذه المسألة على هيئة كبار العلماء في المملكة العربية السعودية في الدورة الثانية المنعقدة في شعبان عام 1392هـ فاتفق رأيهم على أن الأرجح في هذه المسألة التوسعة في هذا الأمر وذلك بجواز الأخذ بأحد القولين على حسب ما يراه علماء البلاد.
قلت: وهذا قول وسط وفيه جمع بين الأدلة وأقوال أهل العلم. إذا علم ذلك، فإن الواجب على أهل العلم في كل بلد أن يعنوا بهذه المسالة عند دخول الشهر وخروجه أن يتفقوا على ما هو الأقرب إلى الحق في اجتهادهم، ثم يعملوا بذلك ويبلغوه الناس، وعلى ولاة الأمر لديهم وعامة المسلمين متابعتهم في ذلك ولا ينبغي أن يختلفوا في هذا الأمر؛ لأن ذلك يسبب انقسام الناس وكثرة القيل والقال، إذا كانت الدولة غير إسلامية.
أما الدولة الإسلامية فإن الواجب عليها اعتماد ما قاله أهل العلم، وإلزام الناس به من صوم أو فطر، عملاً بالأحاديث المذكورة، وأداءً للواجب، ومنعاً للرعية مما حرم الله عليها. ومعلوم أن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن، وأسأل الله أن يوفقنا وجميع المسلمين للفقه في الدين والثبات عليه والحكم به والتحاكم إليه والحذر مما يخالفه إنه جواد كريم. وصلى الله وسلم على عبده ورسوله نبينا محمد وآله وصحبه.
[1] نشر في مجلة الجامعة الإسلامية العدد الثاني لشهر شوال عام 1394هـ
[2] رواه مسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيته برقم 1081، والنسائي في الصيام باب ذكر الاختلاف على عمر بن دينار برقم 2124، واللفظ له.
[3] رواه مسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيته برقم 1081، والنسائي في الصيام باب ذكر الاختلاف على عمر بن دينار برقم 2124، واللفظ له.
[4] رواه مسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيته برقم 1081، والنسائي في الصيام باب ذكر الاختلاف على عمر بن دينار برقم 2124، واللفظ له.
[5] رواه البخاري في الصوم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم: " إذا رأيتم الهلال فصوموا " برقم 1909.
[6] رواه أحمد في مسند الكوفيين حديث رجل برقم 18071، والنسائي في الصيام باب ذكر الاختلاف على منصور برقم 2097
[7] رواه أبو داود في الصوم باب في شهادة الواحد على رؤية هلال رمضان برقم 2342، والدارمي في الصوم باب الشهادة على رؤية هلال رمضان برقم 1691
[8] رواه ابن ماجة في الصيام باب ما جاء في الشهادة على رؤية الهلال برقم 1652
[9] رواه النسائي في الصيام باب قبول شهادة الرجل الواحد برقم 2116
[10] رواه أبو داود في الصوم باب شهادة رجلين على رؤية هلال شوال برقم 2338
[11] رواه البخاري في الصوم باب قول النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأيتم الهلال برقم 1907
[12] رواه مسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيته برقم 1081، والنسائي في الصيام باب ذكر الاختلاف على عمر بن دينار برقم 2124، واللفظ له.
[13] رواه مسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيته برقم 1081، والنسائي في الصيام باب ذكر الاختلاف على عمر بن دينار برقم 2124، واللفظ له
[14] رواه مسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال برقم 1081
[15] رواه مسلم في مسند بني هاشم بداية مسند عبد الله بن العباس برقم 2785، ومسلم في الصيام باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم برقم 1087، والترمذي في الصوم باب ما جاء لكل بلد رؤيتهم برقم 693
أظهر الشجرة كاملة
التفسير
العقيدة
الفقه
الحديث
مسائل متفرقة
الأخلاق والآداب
كتاب العلم
شرح متن الرحبية في المواريث الشريط الحادي عشر
شرح متن الرحبية في المواريث الشريط التاسع
شرح متن الرحبية في المواريث الشريط العاشر
شرح متن الرحبية في المواريث الشريط الثاني عشر
شرح متن الرحبية في المواريث الشريط الثالث عشر
شرح متن الرحبية في المواريث الشريط الثاني
شرح متن الرحبية في المواريث الشريط الثالث
شرح متن الرحبية في المواريث الشريط الرابع
شرح متن الرحبية في المواريث الشريط الخامس
شرح متن الرحبية في المواريث الشريط السادس
شرح متن الرحبية في المواريث الشريط السابع
شرح متن الرحبية في المواريث الشريط الثامن
شرح متن الرحبية في المواريث الشريط الأول
شرح كتاب التوحيد الشريط الثالث
شرح كتاب التوحيد الشريط الرابع
منقول عن موقع الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى(67/428)
حكم العمل برؤية من رأى الهلال بالآلات الحديثة كالمراصد و (الدرابيل)
ـ[أبو الوليد المغربي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 01:39 ص]ـ
حكم العمل برؤية من رأى الهلال بالآلات الحديثة كالمراصد و (الدرابيل)
فقه > الصيام
من عبد العزيز بن عبد الله بن باز إلى حضرة الأخ المكرم ر. أ. وفقه الله لكل خير، آمين [1].
سلامٌ عليكم ورحمة الله وبركاته، أما بعد:
فقد وصل إلي كتابكم الكريم المؤرخ في 11/ 1/1390هـ وصلكم الله بهداه، وما تضمنه من السؤال عن جواز اعتبار الحساب في إثبات الهلال , وهل تعتبر الرؤية بالآلات الجديدة أم تشترط الرؤية بالعين؟ وهل العمل في المملكة العربية السعودية في إثبات الهلال يكون بالحساب أو بالآلات أو برؤية العين؟ كان معلوما.
والجواب: الحساب لا يعول عليه في رؤية هلال رمضان ولا غيره من الأحكام الشرعية بإجماع أهل العلم، حكى الإجماع في ذلك شيخ الإسلام أبو العباس أحمد بن عبد الحليم ابن تيمية رحمه الله. والحجة في ذلك ما ثبت في الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ((صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)) [2].
أما الآلات فظاهر الأدلة الشرعية عدم تكليف الناس بالتماس الهلال بها بل تكفي رؤية العين. ولكن من طالع الهلال بها وجزم بأنه رآه بواسطتها بعد غروب الشمس وهو مسلم عدل فلا أعلم مانعاً من العمل برؤيته؛ لأنها رؤية العين لا الحساب.
وأما المملكة العربية السعودية فهي تعتمد الرؤية بالعين في جميع الأحكام الشرعية كدخول رمضان وخروجه، وتعيين أيام الحج، وغير ذلك من الأحكام الشرعية، وفق الله الجميع للفقه في الدين، والثبات عليه إنه جواد كريم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
[1] خطاب صدر من مكتب سماحته عندما كان رئيساً للجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة
[2] رواه مسلم في الصيام باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال والفطر لرؤيته برقم 1081، والنسائي في الصيام باب ذكر الاختلاف على عمر بن دينار برقم 2124، واللفظ له
منقول من موقع الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 05:14 م]ـ
جزاك الله خير على هذه الفائدة.(67/429)
استنكار سماحة المفتي ورابطة العالم الإسلامي على ماقاله حقير النصارى.
ـ[المسيطير]ــــــــ[18 - 09 - 06, 08:29 ص]ـ
أعرب سماحة المفتي العام للمملكة رئيس هيئة كبار العلماء وادارة البحوث العلمية والافتاء الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن محمد ال الشيخ عن المه لما تحدث به بابا روما بنديكت السادس عشر عن الإسلام خاصة أن صدور هذا الكلام جاء في هذا العصر الذي انتشر فيه العلم وتجلت فيه الحقائق.
وقال ان شريعة النبي محمد صلى الله عليه وسلم محفوظة بحفظ الله عز وجل للقرآن الكريم الذي تمت ترجمة معانيه الى كثير من لغات العالم ولله الحمد مؤكدا أن من طالع القرآن والسنة عرف حقيقة الامر.
جاء ذلك في كلمة لسماحته حول ما ورد في محاضرة البابا قال فيه سماحته بعد الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لانبي بعده فقد اطلعنا على ما ذكره بابا روما بنديكت السادس عشر في محاضرة له بجامعة ريغنيسبورغ وكان مما جاء فيها ما قاله (أرني الجديد الذي جاء به محمد وسوف تجد سوءا ولا انسانية كهذه العقيدة التي أقرها ودعا الى نشرها بحد السيف .. لماذا ان نشر العقيدة من خلال العنف هو أمر لا يقبله العقل ان ذلك يتناقض مع كنه الاله وماهية الروح. أن الاله لا يحب الدماء وان التصرف بشكل مناف للعقل هو أمر كريه بالنسبة له).
ان العقيدة هي ثمرة الروح وليس الجسد ومن يريد أن يهدي انسانا الى الايمان ينبغي أن يكون قادرا على الكلام الطيب والتفكير الصحيح وليس بحاجة الى استعمال العنف والتهديد. ولاقناع روح عاقلة ليس هناك من حاجة الى ذراع أو الات ضرب أو أية وسائل أخرى يمكن التهديد بها بالموت ... . وقال سماحته ولي مع هذا الكلام وقفات
الوقفة الاولى
محاولة تجاهل رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم والتشكيك في دينه وكونه من عند الله عز وجل وهنا أنبه الى أمرين مهمين الامر الاول أن النبي محمدا صلى الله عليه وسلم قد جاءت البشارة به من عيسى عليه السلام كما قال تعالى مخبرا عن قول نبيه عيسى عليه السلام {ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد}. وهكذا جاءت البشارة به في أسفار الانبياء من بني اسرائيل عليهم السلام.
والمقصود أن رسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ثابتة بالنص وبالعقل وبالمبشرات قبل أن يبعث ولهذا لما جاءه جبريل عليه السلام بالوحي أخبره ورقة بن نوفل وهو من علماء أهل الكتاب أن ذلك هو الناموس الذي نزل على موسى عليه السلام وأخبره بما يجد عنده في كتبهم بأن قومه سيخرجونه من بلده مكة. وغير ذلك من الامارات التي تحققت فيما بعد.
الامر الثاني (أن ديننا الإسلام قد أوجب علينا الايمان بجميع أنبياء الله ورسله وحرم علينا التكذيب بأحد منهم أو تنقصه يقول الله عز وجل {آمن الرسول بما أنزل اليه من ربه والمؤمنون كل امن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله). الدين الذي يجب اتباعه بعد بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم هو دين الإسلام بنص قول الله عز وجل {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الاخرة من الخاسرين}.
الوقفة الثانية
الزعم بأن دين الإسلام ما انتشر الا بحد السيف وهنا نوضح أمورا ..
أولا / أن نشر الإسلام قد مر بمراحل منها الدعوة السرية ثم الجهرية بمكة ثم بالمدينة ثم أذن الله للمؤمنين بالدفاع عن أنفسهم وقتال من قاتلهم وهذا حق شرعه الله لهم ومعلوم عقلا أن هذا لا يمكن أن يكون مما يكرهه الله عز وجل.
وبعد أن ظهر أمر الإسلام وأمر النبي صلى الله عليه وسلم بإبلاغه الى كافة البشر وقف الاشرار في وجه هذا الواجب المقدس الذي جاء الامر به من الله عز وجل فلم يكن بد من ازالة كل ما يعيق تنفيذ هذا الواجب الا أن رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم وهو نبي الرحمة لم يجعل القتال أول خيار له بل كان اذا غزا قوما دعاهم الى أحدى ثلاث أما الإسلام أو الاستسلام ودفع الجزية مع بقائهم في أرضهم واقراراهم على دينهم وحماية المسلمين لهم فإن أصر القوم فلا خيار بعد ذلك إلا القتال لازالة هذه العقبة التي وقفت في وجه تنفيذ أمر الله عز وجل.
ثانيا / أن كل منصف يعلم أن الناس ليسوا على درجة واحدة فمنهم أهل الخير ومنهم أهل الشر ومنهم من يكون فيه نزعة من هذا ونزعة من ذاك
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/430)
ومعاملة الجميع بنفس المعاملة مما لا يرضاه الرب عز وجل ولا يقره العقل ولا تستقيم به الحياة.
ثالثا / أن أمر القتال لم يبتدئ من نبي الله محمد صلى الله عليه وسلم بل ان هناك من الانبياء من قاتل أعداءه بل من أنبياء بني إسرائيل عليهم السلام كموسى عليه السلام وداود عليه السلام وغيرهما صلوات الله وسلامه على جميع أنبياء الله ورسله.
الوقفة الثالثة
أن دين الإسلام جاء بدعوة الناس بالتي هي أحسن يقول الله عز وجل {ادع الى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن}
ويقول عز وجل {وقولوا للناس حسنا} ويقول عن نبيه صلى الله عليه وسلم {وما أرسلناك الا رحمة للعالمين}.
ودعا سماحته البابا الى التأمل كثيرا في دين الإسلام وكثرة المطالعة في القرآن الكريم وصحيح السنة النبوية بإنصاف وتجرد.
من جانبها، استنكرت الامانة العامة لرابطة العالم الإسلامي ما نسبته وسائل الاعلام العالمية لبابا الفاتيكان بنديكتوس السادس عشر الذي تضمن مساسا بالإسلام ونبيه محمد صلى الله عليه وسلم وافتراء على سيرته.
وبينت الرابطة أنه من الخطأ استحضار البابا مقولة افتراء تاريخية قديمة على الإسلام سجلها امبراطور بيزنطي في كتاب أصدره في القرن الرابع عشر الميلادي عصر الظلام والانغلاق زعم فيها (أن نبي الإسلام لم يأت ألا بأشياء شريرة وغير انسانية مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف). كما أعربت الرابطة عن استنكارها لوصف الإسلام بالتناقض مع العقل وذلك من خلال القول (ان أرادة الله في الإسلام لا تخضع لمحاكمة العقل أو المنطق).
جاء ذلك في بيان أصدرة معالي الامين العام للرابطة الدكتور عبدالله بن عبدالمحسن التركي قال فيه ان حديث بابا الفاتيكان كان مفاجأة غير متوقعة وأن الشعوب والمنظمات الإسلامية التي تتطلع الى الحوار والتعايش والتعاون المشترك مع الشعوب والمنظمات العالمية تلقته بخيبة أمل كبيرة لصدوره من شخصية لها مسؤولية كبيرة في أتباع دينها وموقعها يفرض عليها أن تكون على دراية بالإسلام وحضارته وأن لاتسهم في الصراع العالمي.
وأبان أن المسلمين في العالم وهم مليار ونصف المليار من البشر يستنكرون أشد الاستنكار التطاول على رسول الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم ووصف ماجاء به بالشر مذكرا معاليه بتعامله عليه السلام مع غير المسملين بالرحمة {وما أرسلناك الا رحمة للعالمين} وبالحوار الامثل {ولا تجادلوا أهل الكتاب الا بالتي هي أحسن} والعدالة معهم في كل شيء {ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى} والاحسان الى الناس {ان الله يأمر بالعدل والاحسان وايتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تذكرون}.
وأكد الدكتور التركي أن دين الإسلام يحث على اعمال العقل والتفكير وهو يدعو الانسان الى الاستفادة من قواه العقلية والنفسية والبدنية في اعمار الارض وتحقيق العيش الامن فيها مشيرا الى أن الدعوة الى التفكير واستخدام العقل وردت في كثير من ايات القرآن الكريم مثل قوله سبحانه وتعالى {لعلكم تتفكرون} و {لعلكم تعقلون} وغير ذلك من الدعوة الى التفكر في خلق الله وتدبر اياته في الكون وفيما أنزل على رسله من كتب ختمت بالقرآن الكريم الذي جاء مصدقا لما سبقه من الكتب.
وأوضح معالي الامين العام لرابطة العالم الإسلامي أن حضارة الإسلام وابداع المسلمين في مختلف العلوم التي تنهض بالبشر وتصلح مجتمعاتهم وفق أسس سليمة واستفادت الحضارة الغربية من ذلك في عصر نهضتها كل ذلك واقع لا ينكر وتطبيق عملي لتعاليم الإسلام وقال إن العقل والمنطق يتعلقان بالانسان أما ارادة الله سبحانه وتعالى فليست محلا للقياس البشري.
وحذر من خطورة تكرار المقولات التاريخية التي برزت من قبل في قرون الظلام مشيرا الى أنها تؤجج المشاعر وتثير الاحقاد وتؤدي الى الكراهية بين الشعوب وتؤثر سلبا على التعايش الانساني وعلى سلامة الحوار بين أتباع العقائد والحضارات المختلفة الذي تبذل فيه جهود أقليمية وعالمية لا تخفي.
وأضاف أن رابطة العالم الإسلامي والمنظمات والمراكز الإسلامية الممثلة فيها تدعو الفاتيكان لعدم أتاحة الفرصة لدعاة الصراع بين الحضارات لبث الفتنة ودفع الشعوب والثقافات والحضارات المختلفة الى الصدام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/431)
وطالب الدكتور التركي بابا الفاتيكان بمراجعة دقيقة للمبادىء الإسلامية ولسيرة الرسول محمد صلى الله عليه وسلم التي تكذب فرية الامبراطور البيزنطي وتطاوله على الإسلام ورسوله مبينا أن العالم اليوم لايتحمل أزمات وصراعات أكثر مما يعيشه وأن على عقلائه من زعماء ومؤسسات سواء أكانت دينية أو سياسية أو حضارية أو ثقافية أن تبذل مزيدا من الجهود لتخفيف التوتر العالمي وصراع الثقافات والحضارات وأن تكف عن النيل من الإسلام ونبيه وكتابه وحضارته وأن تستفيد منه في تقوية العلاقات واقرار الامن والسلام ورفع الظلم والعدوان وفي محاربة الارهاب والعنف والتطرف وفي تأصيل القيم الفاضلة.
من جانبه دان مجلس الشورى خلال جلسته العادية الخامسة والثلاثين التي عقدها امس برئاسة معالي الشيخ الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد العبارات التي أطلقها بابا الفاتيكان بينديكت السادس عشر في محاضرته التي ألقاها يوم الثلاثاء الماضي في جامعة استينبرغ بألمانيا والتي تعرض فيها لصفات الله عز شأنه، وللرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم، ونال فيها من العقيدة الإسلامية.
وأبان معالي الأمين العام للمجلس الدكتور صالح بن عبدالله المالك - في تصريح صحافي عقب ختام أعمال الجلسة «ان المجلس استهل جلسته ببيان شجب واستنكار نصه: إن مجلس الشورى في المملكة العربية السعودية يعبر عن استيائه لما ذكره رئيس الفاتيكان بينديكت السادس عشر يوم الثلاثاء الماضي خلال محاضرته التي ألقاها في جامعة استينبرغ بالمانيا والتي تعرض فليها لصفات الله عز وجل وللرسول محمد عليه أفضل الصلاة واتم التسليم ونال فيها من العقيدة الاسلامية.
فالله جل جلاله متصف بكل كمال ومنزه عن كل نقص، والرسول محمد عليه الصلاة والسلام، داع الى الحق والخير والعدل، ناه عن الفساد والشر والضلال، وحاشاه ان يوصف بما يناقض ذلك، وحاشا رسالته ان تنعت بالشر والعنف وغير الإنسانية.
إن مجلس الشورى وهو يعلن موقفه ازاء ما ورد في تلك المحاضرة التي مست معتقدات المسلمين وأثارت غضبهم وسخط جماهيرهم، ليعبر عن قلقه من أن تكون هذه العبارات تعكس توجها سلبيا من القيادة المسيحية نحو الإسلام والمسلمين في الوقت الذي ترتفع فيه الدعوات للشعوب كافة إلى الحوار والتسامح وحسن التعايش ونبذ صراع الحضارات.
وتلك العبارات حتي لو كانت مقتبسة فإنها تتعارض مع ما صدر عن الفاتيكان من مواقف معتدلة تجاه القضايا العادلة ودعوته للحوار البناء بين الأديان والحضارات ويخشى المجلس ان ما ورد من عبارات في تلك المحاضرة يزكي التطرف ويهدم أسس الحوار التي تحرص عليها كل الشعوب.
والمجلس في هذا الصدد يهيب ان تتحمل الجهات الرسمية والأهلية مسؤولياتهم بتعزيز فرص التعايش والتعاون لصالح البشرية بدلا من زرع بذور الفتنة والشقاق.
إن مجلس الشورى ليدعو رئاسة الفاتيكان الى تصحيح هذا الخطأ والاعتذار لجميع المسلمين من هذا التجاوز الخطير حتى لا تعد شريكة في الحملات الظالمة التي توجه لمهاجمة دين الاسلام والصاق التهم الباطلة به.
إن مجلس الشورى مع ادانته تلك العبارات ومطالبته بالاعتذار عنها ليناشد الحكومات والمجالس البرلمانية والهيئات والمنظمات الدولية الى استنكار هذه التصريحات التي من شأنها تأجيج الفتن وزرع اسباب الشقاق والنزاع بين الشعوب واثارة العداوات والتنافر، ويؤكد المجلس على دعم منهج الحوار والتفاهم والعمل على تعزيز التعاون بين الشعوب تحقيقا لمصالحها المشتركة وخدمة لغاياتها النبيلة.
وأشار معالي الدكتور صالح المالك الى أن المجلس في دراسته ومناقشته لاصدار البيان شهد تفاعلا من اعضاء المجلس الذين أبدوا تأييدهم له مستنكرين ما عبر عنه رئيس الفاتيكان بينديكت السادس عشر مشددين بضرورة التصدي لمثل هذه التجاوزات الخطيرة التي تعكس توجهات سلبية للفاتيكان، مطالبين الفاتيكان بضرورة الاعتذار الفوري للدول والشعوب الاسلامية عما بدر من رئيسه.
وأكد معاليه أن اعضاء المجلس نوهوا بموقف المملكة الذي طالب الفاتيكان بتوضيح سريع وفوري عن حقيقة موقفه من الإسلام وتعاليمه واصدار توضيح جلي عن تلك التصريحات الصادرة التي أفضى بها رئيس الفاتيكان.
وأصدرت جمعية حقوق الانسان بيانا قالت فيه: ان الجمعية الوطنية لحقوق الانسان في المملكة العربية السعودية اطلعت على ما ذكره البابا بينديكت السادس عشر في محاضرته التي القاها في جامعة استينبرغ في ولاية بافاريا الالمانية والتي هاجم فيها الاسلام والرسول محمد صلى الله عليه وسلم.
والجمعية إذ تأسف لصدور مثل هذه الأقوال من أكبر مرجع ديني في المسيحية، فانها تشعر بان مثل هذه الأقوال العدائية لا تخدم التعايش والسلم العالميين، كما انها تؤجج الصراع بين اتباع الأديان وتوسع الهوة التي تسببت فيها تصريحات بعض السياسيين الغربيين ومواقفهم المعادية للمسلمين وحقوقهم مما يعد انتهاكا واضحا لحقوق الانسان.
والجمعية الوطنية لحقوق الانسان في المملكة العربية السعودية تستنكر هذا التشويه المتعمد للدين الاسلامي الذي اختاره الله خاتما للأديان وأعلى فيه من شأن العلم وأهله والجمعية تطالب غير المسلمين باحترام هذا الدين وتدعو البابا للاعتذار عما صدر منه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/432)
ـ[ابو سارة الغائب]ــــــــ[18 - 09 - 06, 10:27 ص]ـ
جزاهم الله خيرا
قال تعالى ((قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاء مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآيَاتِ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ))
ولعن الله خنزير الفاتيكان
ـ[ابن جبير]ــــــــ[18 - 09 - 06, 01:22 م]ـ
جزاكم الله خيراً
هذا ما كان ينقصهم في نضالهم المقدس ضد الاسلام ... استغفر الله .. اقصد [الإرهاب] بزعمهم
إضفاء نوع من الغطاء الديني عندهم على ممارساتهم
وأما ما يتلجلج به هذا ... النَّكد .. فنكصٌ على أعقاب خربة .. واستعارةٌ أقبح من قائلها
وما يدريك لعل الله أراد أمراً ...
والأيام حُبلى ...
ونحن بإذن الله متربصون .... والعاقبة للمتقين
ـ[أبو اليقظان العربي]ــــــــ[18 - 09 - 06, 02:08 م]ـ
لعنة الله عليه والملائكة والناس أجمعين ... (ان شانئك هو الأبتر).
ـ[المسيطير]ــــــــ[19 - 09 - 06, 08:15 ص]ـ
الإخوة ألأكارم /
جزاكم الله خير الجزاء.
وأسأل الله تعالى أن يرينا فيه عجائب قدرته عاجلا غير آجل.
ـ[سلام السالم]ــــــــ[19 - 09 - 06, 03:05 م]ـ
نصيحة ودعوة للبابوات إلى الإسلام
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد الله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اتبع هداه أما بعد:
فقد أذيع وأشيع في وسائل الإعلام من إذاعات وصحف ومواقع فضائية بأن بابا الفاتيكان – بنديكت السادس عشر- قد طعن في الإسلام ورسول الله محمد عليه الصلاة والسلام، ووصفه ورسالته بالشر ومجافاة العقل!! وهذا أمر عجيب ومذهل ومصادم للمنطق والعقل ولحقيقة الإسلام الناصعة؛ ذلكم الإسلام الذي أخرج الله به البشرية من الظلمات إلى النور، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام، الذي شهد به عقلاء الأعداء، ولا أطيل في مدح الإسلام ورسول الإسلام فإنه قد امتلأت به الدنيا وزخرت به المكتبات واختصر فأقول:
إن محمدًا رسول الله حقًا وصدقا أرسله الله رحمة للعالمين.
أرسله بشيراً ونذيراً وداعياً إلى الله وسراجاً منيراً.
جاء باحترام الأنبياء وكتبهم, بل جاء بحبهم والإيمان بهم وبكتبهم.
قال تعالى {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِن رَّبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللّهِ وَمَلآئِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّن رُّسُلِهِ}. (البقرة 285)
وقال تعالى آمراً محمداً صلى الله عليه وسلم وأمته {قُولُواْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ إِلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَمَا أُوتِيَ النَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}. (البقرة 136)
وقال تعالى {قُلْ آمَنَّا بِاللّهِ وَمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَمَا أُنزِلَ عَلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالأَسْبَاطِ وَمَا أُوتِيَ مُوسَى وَعِيسَى وَالنَّبِيُّونَ مِن رَّبِّهِمْ لاَ نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِّنْهُمْ وَنَحْنُ لَهُ مُسْلِمُونَ}. (آل عمران 84).
جاء محمد صلى الله عليه وسلم بالعدل والإحسان ناهياً عن الفحشاء والمنكر والبغي {إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}. (النحل 90)
جاء بالجهاد لإعلاء كلمة الله وللقضاء على الكفر والشرك والفساد.
وقد سبقه إلى ذلك موسى عليه الصلاة والسلام وأنبياء بني إسرائيل من بعده.
وجاء بشرعية القصاص والحدود لحفظ الدين والأنفس والأعراض والأموال.
وقد سبقه إلى ذلك موسى وأنبياء بني إسرائيل من بعده, وذلك خير وإحسان وحفظ للأعراض والأموال .. الخ. ولإشاعة الأمن والأمان وجلب المصالح ودرء المفاسد.
ولا يصف محمداً ورسالته بالشر إلا كاذب كَفََّّار طاعن في موسى ورسالته وطاعن في الأنبياء بعده الذين كانوا يحكمون بالتوراة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/433)
قال تعالى {إِنَّا أَنزَلْنَا التَّوْرَاةَ فِيهَا هُدًى وَنُورٌ يَحْكُمُ بِهَا النَّبِيُّونَ الَّذِينَ أَسْلَمُواْ لِلَّذِينَ هَادُواْ وَالرَّبَّانِيُّونَ وَالأَحْبَارُ بِمَا اسْتُحْفِظُواْ مِن كِتَابِ اللّهِ وَكَانُواْ عَلَيْهِ شُهَدَاء فَلاَ تَخْشَوُاْ النَّاسَ وَاخْشَوْنِ وَلاَ تَشْتَرُواْ بِآيَاتِي ثَمَناً قَلِيلاً وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ. وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالأَنفَ بِالأَنفِ وَالأُذُنَ بِالأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ فَمَن تَصَدَّقَ بِهِ فَهُوَ كَفَّارَةٌ لَّهُ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ}. (المائدة 44 - 45).
وقال تعالى {وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الإِنجِيلِ بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فِيهِ وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللّهُ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ}. (المائدة 47)
وقد كفر اليهود والنصارى بالتوراة والإنجيل فلم يعملوا بما فيهما من عقائد وأحكام.
وكذبوا محمداً صلى الله عليه وسلم الذي جاء مصدقاً للأنبياء وكتبهم ومنها التوراة والإنجيل.
كفروا بمحمد وما تضمنته رسالته من تصديق للأنبياء جميعاً وتصديق لما في التوراة والإنجيل وما فيهما من عقائد وأحكام إلا ما نسخه الإسلام.
وحاربوه أشد الحرب ولا سيما أحبارهم ورهبانهم وبابواتهم كبراً وبطراً وحسداً وبغياً بعد أن حرفوا كتبهم وتلاعبوا بنصوصها وحولوا ما فيها من عقائد وتوحيد وإيمان إلى شرك وكفران وعطلوا ما فيها من أحكام!!
فإذا كان هذا موقفهم من كتبهم التي يدَّعون الإيمان بها فكيف يصعب عليهم الكفر بمحمد وبما جاء به من قرآن لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه؟!
يا أهل الكتاب توبوا إلى الله توبة نصوحا واتبعوا محمداً الذي بشرت به كتبكم وبشر به عيسى عليه الصلاة والسلام حيث قال {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُم مُّصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّراً بِرَسُولٍ يَأْتِي مِن بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءهُم بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌ مُّبِينٌ}. (الصف 6).
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْاْ إِلَى كَلَمَةٍ سَوَاء بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاَّ نَعْبُدَ إِلاَّ اللّهَ وَلاَ نُشْرِكَ بِهِ شَيْئاً وَلاَ يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضاً أَرْبَاباً مِّن دُونِ اللّهِ فَإِن تَوَلَّوْاْ فَقُولُواْ اشْهَدُواْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}. (آل عمران 64)
{يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَلْبِسُونَ الْحَقَّ بِالْبَاطِلِ وَتَكْتُمُونَ الْحَقَّ وَأَنتُمْ تَعْلَمُونَ} (آل عمران 71).
{قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجاً وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ}. (آل عمران 99)
يا من يُسمَّى ببابا الفاتيكان أَسْلِم تَسْلِم يؤتك الله الأجر مرتين فإن أبيت فإنما عليك إثم أتباعك من النصارى الأوربيين وغير الأوربيين.
أسلم وليسلم أهل ملتك, يدخلكم الله جنة عرضها السماوات والأرض أعدت للمتقين, أتباع الرسل الصادقين. آمِنْ بهذا القرآن العظيم الذي هيمن على كل الرسالات وجاء بالعقائد الصحيحة والأحكام العادلة التي تؤيدها العقول الراجحة والفطر السليمة.
آمن أنت وأتباعك بهذا القرآن الذي تضمن ما ذكرت لكم وبلغ مرتبة من الإعجاز لا يلحقه إعجاز مادي ولا معنوي.
تحدّى الله الجن والإنس أن يأتوا بمثله فعجزوا أن يأتوا بمثله, بل عجزوا أن يأتوا بعشر سور من مثله بل عجزوا أن يأتوا بسورة من مثله.
عجزوا وعجزوا وعجزوا ولو كان بعضهم لبعض ظهيراً.
وفي هذا وحده ما يدعوا البابوات وأتباعهم إلى الإيمان لو كان عندهم حظ من العقل والتعقل والإدراك والإنصاف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/434)
أسلموا أيها البابوات تسلموا وتغنموا جنة عرضها السماوات والأرض, وإلا فأيقنوا بالعذاب الشديد الخالد من نار أعدها الله للكافرين, حرها شديد, وقعرها بعيد, قال تعالى في القرآن العظيم وكتابه الحكيم {إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلْكَافِرِينَ سَلاسِلا وَأَغْلالاً وَسَعِيراً}. (الإنسان 4).
وقال تعالى في كتابه العظيم {وَذَرْنِي وَالْمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ وَمَهِّلْهُمْ قَلِيلاً إن لدينا أنكالا وجحيما وطعاما ذا غصة وعذابا أليما يوم يوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيباً مَّهِيلاً. إنا أرسلنا إليكم رسولا شاهداً عليكم كما أرسلنا إلى فرعون رسولا فعصى فرعون الرسول فأخذناه أخذا وبيلا}. (المزمل 11 - 14).
أيها البابوات لا تغرنكم الحياة الدنيا ولا يغرنكم بالله الغرور, واعلموا أن أسلافكم قد حرفوا كتبكم وأفسدوا ملتكم وجعلوا من البشر آلهةً من دون الله وادعوا أن عيسى ابن الله أو ثالث ثلاثة تعالى الله عن ذلك علوا كبيرا.
قال الله في كتابه الخالد المعجز المحفوظ من التحريف والتبديل (قل هو الله أحد الله الصمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد).
وقال تعالى في هذا الكتاب العظيم المعجز (لقد جئتم شيئاً إدا تكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا أن دعوا للرحمن ولدا وما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً إن كل من في السماوات والأرض إلا آتي الرحمن عبداً لقد أحصاهم وعدهم عدا وكلهم آتيه يوم القيامة فرداً). (مريم 89 - 95)
يا أهل الكتاب ويا أيها البابوات لقد جاء كل الرسل بالتوحيد وحاربوا الشرك ومنهم عيسى عليه الصلاة السلام , قال تعالى {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ}. (المائدة 72).
فأمر عليه السلام بعبادة الله وحده وصرح بأن الله ربه ورب من خاطبهم وأُرْسِل إليهم, وأن من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة ومأواه النار.
وقال تعالى {لَّقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُواْ إِنَّ اللّهَ ثَالِثُ ثَلاَثَةٍ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلاَّ إِلَهٌ وَاحِدٌ وَإِن لَّمْ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ}. (المائدة 73).
فانتهوا أيها النصارى والبابوات عما حذركم الله من تأليه عيسى وغيره من المخلوقات وإلا فأنتم على الكفر والشرك, وجزاء ذلك أن يحرم الله عليكم الجنة وأن يجعل مأواكم النار.
ولا تغتروا بما وجدتم عليه أسلافكم وبابواتكم ورهبانكم فإنهم والله على الباطل والكفر ولقد حرفوا التوراة والإنجيل كما أسلفت لكم.
ولا تظنوا أن عيسى سيشفع لكم أو يدخلكم الجنة وينجيكم من النار؛ لأن هذا ليس بيده, ولأنكم قد خالفتموه وخالفتم عقيدته عقيدة التوحيد واتخذتموه إلها وهو يُكفّر من بفعل ذلك وسيتبرأ منكم ومن ضلالكم ومن اتخاذكم إياه وأمه إلهين من دون الله.
قال تعالى {وَإِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنتَ قُلتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِن دُونِ اللّهِ قَالَ سُبْحَانَكَ مَا يَكُونُ لِي أَنْ أَقُولَ مَا لَيْسَ لِي بِحَقٍّ إِن كُنتُ قُلْتُهُ فَقَدْ عَلِمْتَهُ تَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِي وَلاَ أَعْلَمُ مَا فِي نَفْسِكَ إِنَّكَ أَنتَ عَلاَّمُ الْغُيُوبِ. مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُواْ اللّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ شَهِيداً مَّا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنتَ الرَّقِيبَ عَلَيْهِمْ وَأَنتَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ. ِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ} (المائدة 116 - 118).
فهذا عيسى يتبرأ من عقيدة النصارى واعتقادهم الباطل فيه وفي أمه أنهما إلهان من دون الله , ويصرح أمام الله أنه ما أمر الناس إلا بما أمره به ربه (أن اعبدوا الله ربي وربكم) , فالله ربه ورب الناس وأنه من المستحيل أن يدّعي لنفسه ولأمه الإلهية وأن يأمر الناس بالشرك بالله.
فإن كذبتم بما تضمنه هذا الخطاب من حقائق وحاججتم وجادلتم في ذلك فإنني أدعوكم إلى المباهلة كما أمر الله رسوله الصادق الأمين فقال له {فَمَنْ حَآجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِ مَا جَاءكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْاْ نَدْعُ أَبْنَاءنَا وَأَبْنَاءكُمْ وَنِسَاءنَا وَنِسَاءكُمْ وَأَنفُسَنَا وأَنفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَل لَّعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ} (آل عمران 61)
ولي ولكل مسلم في ذلك أسوة حسنة بمحمد صلى الله عليه وسلم.
والسلام على من اتبع الهدى.
كتبها
ربيع بن هادي عمير المدخلي
24/شعبان/1427هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/435)
ـ[أبو فاطمة الإدريسي]ــــــــ[23 - 09 - 06, 04:01 ص]ـ
شن الغارة بالكُردوس على البابا بنديكتوس
البابا هيّج من أعماق وجداني ** شيئا قديما بنفسي كان أحزاني
أشاعها رمز تحقير لأمتنا ** مما بهم حلّ من ذلّ وخسران
ياقوم إنّ بني الصلبان تشتمنا ** وتشتم النور من علياء عدنان!
محمّد سيد الأحرار قدوتنا ** وسيّد النّاس من عجم وعربان
وتشتم الدين والقرآن معلنةً ** الحقد والبغي في كبْر وكفران
أيُترك العلج من عجزٍ ومن خورٍ ** يخوض في الكفر في زهْو وطغيان؟!
كلب الملامح في أنفاسه نجس ** كأنّه القرد في مسلاخ إنسان
لاتحسبوني عليها هالكا ضَجَرا ** وإنْ يكن غضبي في القلب أدماني
إنْ ساءني الدهر يوما سرني بغدٍِِ ** مادام يَبعُد عن ديني وإيماني
لكنّ من عجبي أن يفتري كذبا ** رأسٌ من الكفر من عبّاد صلبان
وليس يمنعه خوفٌ ولا وجلٌ ** إذْ لم نكن نحن في عزّ وسلطان
ياقوم أنتم وعيتم ما يُراد بنا؟! ** أم قدرضيتم بعيْش الخانع الخاني
العزّ أعظم ما يبغيه ذو كرم ** والذلّ أرذل أخلاق لخوّان
قوموا فديتكُمُ للحقّ وانتصروا ** والغارة الشعوا شنّوا على الجاني
رداً على بنديكتوس البابا، القسّ الأكبر للنصارى المشرِكة، في إفتراءاته وطعنه بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم،وتطاوله على الإسلام
قال الحق سبحانه: {وَيُنْذِرَ الَّذِينَ قَالُوا اتَّخَذَ اللَّهُ وَلَدًا مَا لَهُمْ بِهِ مِنْ عِلْمٍ وَلاَ لآبَائِهِمْ كَبُرَتْ كَلِمَةً تَخْرُجُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ إِنْ يَقُولُونَ إِلاََّ كَذِبًا}.
أيْ والله،، كبرت كلمة الكذب تخرج من أفواههم،
تلك الكلمة التي هي جوهر العقيدة النصرانية التي حُرفت عن تعاليم المسيح عيسى بن مريم البتول عليه السلام: (نؤمن بإله واحد، وأب ضابط الكل، خالق السماوات والأرض، كلّ ما يرى ولا يرى، وبرب واحد! يسوع المسيح ابن الله الوحيد! المولود من الأب قبل كلّ الدهور، نور من نور إله، حق من إله حق، مولود غير مخلوق، مساوٍ للأب في الجوهر الذي به كان كلّ شيء، الذي من أصلنا نحن البشر، ومن أجل خلاص نفوسنا نزل من السماء، وتجسد من الروح القدس، ومن مريم العذراء، وتأنّّس (صار إنساناً) وصلب في عهد (بيلاطس) النبطي، وتألّم، وقبر، وقام من بين الأموات في اليوم الثالث كما في الكتب، وصعد إلى السماء وجلس عن يمين الأب، وأيضاً أتى في مجده ليدين الأحياء والأموات، الذي ليس لملكه انقضاء).
هذا هو جوهر الديانة الباطلة، التي أوّل من يتبرأ منها النبيّ الذي بشّر بخاتم النبيين محمّد صلى الله عليه وسلم، عيسى بن مريم عليه السلام
هذا هو جوهرها، مليئ بالكذب على الله، مليئ بالتناقضات، مع العقل والمنطق، مليئ بالسّخف، مليئ بإحتقار العقل الإنساني.
ذلك أنّها بُنيت على: أنّ الربّ الواحد خالق الكلّ، تولّد منه ربّ آخر! وأنّ المتولِّد، بعد أنْ لم يكن متولّدا، المسبوق بالعدم، هو ربّ أيضا! وأنّ هذا الربَّ المتولِّد، دخل في بطن امرأة، حبلت به، فخالط الدم والرفث، ثم لم تنته حياته إلاّ بالصلب، فتألّم، مصلوبا بأبشرع العذاب، ودخل القبر!!
وأما ما هو أسخف من هذا كلّه، فهو أنّه فعل به كلّ ذلك، لتُمسح عن البشر خطاياهم!!
وتلك هي عقيدة الخلاص، والتضحية، ثاني أركان دين النصارى الكفري الباطل، وما أدراك ما عقيدة الخلاص والتضحية؟!!
خلاصتها: أن آدم بعد أن أكل من الشجرة، صار كلّ من يموت من ذريته، يذهب إلى سجن إبليس في الجحيم، وذلك حتى عهد موسى، ثم إنّ الله عز وجل لمّا أراد رحمة البشرية، وتخلصها من العذاب إحتال على إبليس ّ فنزل عن كرسي عظمته، والتحم ببطن مريم، ثم ولدته مريم حتى كبر وصار رجلا يقصد ـ أي عيسى عليه السلام ـ فمكّن اعداءه اليهود من نفسه، حتى صلبوه، وتوّجوا رأسه بالشوك، وسمّروا يديه،ورجليه على الصليب، وهو يتألم، ويستغيث، إلى أن مات ثلاثة أيام، ثم قام من قبره، وارتفع إلى السماء، وبهذا يكون قد تحمل خطيئة آدم، إلا من أنكر حادثة الصلب أو شك فيها)!!
فالعجب من البابا (بنديكتوس) قاتله الله، رأس القوم الذي يحملون هذه العقيدة المضحكة، المليئة بالباطل المتناقض القبيح، الذي تمجّه العقول، أعظم مما تمجّ الملح الأُجاج، بل العلقم،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/436)
عجبا للمسيح بين النصارى والى الله ولدا نسبوه
أسلموه إلى اليهود و قالوا إنهم من بعد قتله صلبوه
فلئن كان ما يقولون حقا وصحيحا فأين كان أبوه
حين خلى ابنه رهين الأعادي أتراهم أرضوه أم أغضبوه
فإذا كان راضيا بأذاهم فاشكروهم لأجل ما صنعوه
وإذا كان ساخطا غير راضٍ فاعبدوهم لأنهّم غلبوه
والذي يدلّك على سخف عقولهم، أن ّالصليب الذي ينبغي أن يحرقوه،ويهينونه لأنهّ قد صُلب عليه إلههُم ـ كما يزعمون ويكفرون ـ يحترمونه غاية الإحترام، بل يقدّسونه ويعبدونه!!
والعجب من هذا المفتري الأفّاك، المرتكس بالضلالات السخيفة، أن ينتقد عقيدة التوحيد الإسلامية، في نقاءها الألاّق، بالحقّ البراقّ،
عقيدة التوحيد التي نزل بها أوّل الأنبياء آدم عليه السلام، وتسلسلت عبر موكب الأنبياء، إلى خاتمهم محمد صلى الله عليه وسلم، بضياءها، وصفاءها، وحلاوتها، تشرق بها الفطر السليمة، وتشع بأنوارها القلوب المستقيمة،
{قُلْ ْيَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلاّ نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ}
قال الإمام ابن القيم رحمه الله: واصفا أمّة النصارى المحرّفة لدين المسيح عليه السلام:
(المثلثة أمة الضلال،وعباد الصليب، الذين سبوا الله الخالق مسبة ما سبه إياها أحد من البشر، ولم يقروا بأنه الواحد، الأحد، الفرد، الصمد، الذي لم يلد، ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، ولم يجعلوه أكبر، من كلّ شيء، بل قالوا فيه ماتكاد السموات يتفطرن منه، وتنشق الأرض،وتخر الجبال هدا.
فقل ما شئت في طائفة أصل عقيدتها أن الله ثالث ثلاثة، وأن مريم صاحبته، وأن المسيح أبنه، وأنه نزل عن كرسي عظمته، والتحم ببطن الصاحبة، وجرى له ما جرى، إلى أن قتل ومات، ودفن، فدينها عبادة الصلبان، ودعاء الصور المنقوشة بالأحمر، والأصفر،في الحيطان، يقولون في دعائهم: يا والدة الإله ارزقينا! واغفري لنا، وارحمينا، فدينهم شرب الخمور، وأكل الخنزير، وترك الختان، والحلال ما حلله القس، والحرام ما حرمه، والدين ما شرعه، وهو الذي يغفر لهم الذنوب وينجيهم من عذاب السعير) .. إنتهى من هداية الحيارى لإبن القيم.
ووالله، إنيّ لأحسب هذا البابا المزعوم، يعلم علم اليقين أن محمدا صلى الله عليه وسلم، هو الرسول الحق الذي بشر به عيسى عليه السلام وأمر بإتباعه، ولكنّه يجحد، كما جحد الذين من قبله،
وتعالوا لنقرأ هذه الشهادة من أحد الأساتذة في علم اللاهوت، الإستاذ ابراهيم فلوبرس، يتحدث عن قصة إسلامه:
(بعد ذلك ـ أي بعد التحاق ابراهيم فلوبرس الأستاذ بكلية اللاهوت، بكلية اللاهوت 1945م ـ درسنا مقدمات العهد القديم والجديد، والتفاسير، والشروحات، وتاريخ الكنيسة، ثم تاريخ الحركة التبشيرية، وعلاقتها بالمسلمين، وهنا نبدأ دراسة القرآن الكريم، والأحاديث النبوية، ونتجه للتركيز على الفرق التي خرجت عن الإسلام أمثال الإسماعيلية، والعلوية، والقاديانية، والبهائية … وبالطبع كانت العناية بالطلاب شديدة ويكفي أن أذكر بأننا كنا حوالي 12 طالباً وُكّل بتدريسنا 12 أستاذاً أمريكياً و7 آخرين مصريين، كنا نؤسس على هذه الدراسات حواراتنا المستقبلية مع المسلمين ونستخدم معرفتنا لنحارب القرآن بالقرآن … والإسلام بالنقاط السوداء في تاريخ المسلمين! كنا نحاور الأزهريين وأبناء الإسلام بالقرآن لنفتنهم، فنستخدم الآيات مبتورة تبتعد عن سياق النص، ونخدم بهذه المغالطة أهدافنا ... واستفادنا من كتابات عملاء الاستشراف أمثال طه حسين الذي استفادت الكنيسة من كتابه (الشعر الجاهلي) مائة في المائة، وكان طلاب كلية اللاهوت يعتبرونه من الكتب الأساسية لتدريس مادة الإسلام!
وعلى هذا المنهج كانت رسالتي في الماجستير تحت عنوان (كيف ندمر الإسلام بالمسلمين) سنة 52 والتي أمضيت 4 سنوات في إعدادها من خلال الممارسة العملية للوعظ والتبشير بين المسلمين من بعد تخرجي عام 48.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/437)
ثم قال: ـ كانت لي ـ مثلما ذكرت ـ صولات وجولات تحت لواء الحركة التبشيرية الأمريكية، ومن خلال الاحتكاك الطويل، ومن بعد الاطلاع المباشر على خفاياهم تأكد لي أن المبشرين في مصر ما جاءوا لبثّ الدين وإنما لمساندة الاستعمار والتجسس على البلاد!
وفي شهر يونيو تقريباً عام 1955م استمعت إلى قول الله سبحانه {قل أوحي إليّ أنه استمع نفر من الجن فقالوا إنا سمعنا قرآناً عجبا. يهدي إلى الرشد فآمنّا به .. } هذه الآية الكريمة من الغريب أنها رسخت في القلب، ولما رجعت إلى البيت سارعت إل المصحف وأمسكته وأنا في دهشة من هذه السورة، كيف؟ إن الله سبحانه وتعالى يقول: (لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله .. ).
إبراهيم خليل الذي كان إلى عهد قريب يحارب الإسلام ويقيم الحجج من القرآن والسنة ومن الفرق الخارجة عن الإسلام لحرب الإسلام … يتحول إلى إنسان رقيق يتناول القرآن الكريم بوقار وإجلال … فكأن عيني رُفعت عنهما غشاوة وبصري صار حديداً … لأرى ما لا يرى … وأحس إشراقات الله تعالى نوراً يتلألأ بين السطور جعلتني أعكف على قراءة كتاب الله من قوله تعالى: (الذين يتبعون الرسول النبي الأمي الذي يجدونه مكتوباً عندهم في التوراة والإنجيل)
وفي سورة الصف: {ومبشراً برسول يأتي من بعدي اسمه أحمد} , إذاً فالقرآن الكريم يؤكد أن هناك تنبؤات في التوراة وفي الإنجيل عن النبي محمد. ومن هنا بدأت ولعدة سنوات دراسة هذه التنبؤات ووجدتها حقيقة لم يمسها التبديل والتغيير لأن بني إسرائيل ظنوا أنها لن تخرج عن دائرتهم ..
وعلى سبيل المثال جاء في (سفر التثنية) وهو الكتاب الخامس من كتب التوراة (أقيم لهم نبياً من وسط إخوتهم مثلك، وأجعل كلامي في فمه فيكلمهم بكل ما أوصيه به)
توقفت أولاً عند كلمة (إخوتهم) وتساءلت: هل المقصود هنا من بني إسرائيل؟ لو كان كذلك لقال {من أنفسهم} أما وقد قال (من وسط إخوتهم) فالمراد بها أبناء العمومة،
ففي سفر التثنية إصحاح 2 عدد 4 يقول الله لسيدنا موسى عليه السلام: (أنتم مارون بنجم إخوتكم بني عيسو …) و (عيسو)
هذا الذي نقول عنه في الإسلام (العيس) هو شقيق يعقوب عليه السلام، فأبناؤه أبناء عمومة لبني إسرائيل، ومع ذلك قال (إخوتكم) وكذلك أبناء (إسحق) وأبناء (إسماعيل) هم أبناء عمومة، لأن إسحق، (شقيق) (إسماعيل) عليهما السلام ومن (إسحق) سلالة بني إسرائيل، ومن (إسماعيل) كان (قيدار) ومن سلالته كان سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم،
وهذا الفرع الذي أراد بنو إسرائيل إسقاطه، وهو الذي أكدته التوراة حين قالت (من وسط إخوتهم) أي من أبناء عمومتهم.
وتوقفت بعد ذلك عند لفظة (مثلك) ووضعت الأنبياء الثلاثة: موسى، وعيسى، ومحمد عليهم الصلاة والسلام،للمقابلة فوجدت أن عيسى عليه السلام، مختلف تمام الاختلاف عن موسى وعن محمد عليهما الصلاة والسلام، وفقاً للعقيدة النصرانية ذاتها والتي نرفضها بالطبع، فهو الإله المتجسّد، وهو ابن الله حقيقة، وهو الأقنوم الثاني في الثالوث، وهو الذي مات على الصليب ..
أما موسى عليه السلام فكان عبدالله، وموسى كان رجلاً، وكان نبياً، ومات ميتة طبيعية ودفن في قبر كباقي الناس وكذلك سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، وإذاً فالتماثل إنما ينطبق على محمد صلى الله عليه وسلم، بينما تتأكد المغايرة بين المسيح وموسى ـ عليهما السلام ـ، ووفقاً للعقيدة النصرانية ذاتها!
فإذا مضينا إلى بقية العبارة: (وأجعل كلامي في فمه .. ) ثم بحثنا في حياة محمد صلى الله عليه وسلم فوجدناه أمياً لا يقرأ ولا يكتب، ثم لم يلبث أن نطق بالقرآن الكريم المعجزة فجأة يوم أن بلغ الأربعين .. وإذا عدنا إلى نبوءة أخرى في التوراة سفر أشعيا إصحاح 79 تقول: (أو يرفع الكتاب لمن لا يعرف القراءة ولا الكتابة ويقول له اقرأ، يقول ما أنا بقاريء .. ) لوجدنا تطابقاً كاملاً بين هاتين النبوءتين وبين حادثة نزول جبريل بالوحي على رسول الله في غار حراء، ونزول الآيات الخمس الأولى من سورة العلق. أ. هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/438)
ومن تمام الرد على هذا البابا المزعوم، المفتري الكاذب، ننقل نصوصا من الإنجيل الذي بين أيديهم، مما يدل على بطلان عقائدهم كلها، وعلى ان دينهم قد أسس على الكذب والإفتراء على رسالة الرسل جميعا:
أولا: التبشير بالنبيّ محمد صلى الله عليه وسلم،من الكتاب الذي عندهم نفسه:
1ـ في التوراة العبرانية في الإصحاح الثالث من سفر حبقوق: (وامتلأت الأرض من تحميد أحمد , ملك بيمينه رقاب الأمم).
2ـ وفي النسخة المطبوعة في لندن قديما سنة 1848 , و المطبوعة في بيروت سنة 1884 , في سفر حبقوق، هذا النص: (لقد أضاءت السماء من بهاء محمد , وامتلأت الأرض من حمده , ... زجرك في الأنهار , واحتدام صوتك في البحار , يا محمد أدن , لقد رأتك الجبال فارتاعت). نقلا عن موقع الحوار الإسلامي
3ـ في الإصحاح الرابع عشر من إنجيل يوحنا: (و أما المعزّي الروح القدس الذي سيرسله الأب باسمي، فهو يعلمكم كل شيء، و يذكركم بكل ما قلته لكم).
4ـ في الإصحاح الخامس عشر: (و متى جاء المعزّي الذي سأرسله انا إليكم من الأب روح الحق الذي من عند الأب، ينبثق فهو يشهد لي، و تشهدون انتم أيضا لانكم معي من الابتداء).
5ـ في الإصحاح السادس عشر: (لكنّي أقول لكم الحق أنه خير لكم أن انطلق لأنه إن لم انطلق لا يأتيكم المعزّي، و لكن إن ذهبت أرسله إليكم، و متى جاء ذاك يبكت العالم على خطية، و على بر، و على دينونة).
6ـ وفي موضع أخر منه: (روح الحق فهو يرشدكم إلى جميع الحق، لأنه لا يتكلم من نفسه بل كل ما يسمع يتكلم به، و يخبركم بأمور آتية، ذاك يمجدني، لأنّه يأخذ مّما لي و يخبركم).
7ـ في سفر التثنية الإصحاح الثالث والثلاثين: (.جاء الرب من سيناء، وأشرق لهم من سعير وتلألأ من جبال فاران، وأتى من ربوات القدس وعن يمينه نار شريعة لهم)).
وسيناء هو موضع وحي الله تعالى لموسى عليه السلام , و ساعير في فلسطين حيث اوحى الله تعالى لعيسى عليه السلام.
أما فاران فمن جبال مكة المكرمة، حيث أوحى الله تعالى لخاتم النبيين محمد صلى الله عليه وسلم.
كما في لسان العرب: (وفي الحديث ذكر فاران، هو اسم عبراني لجبال مكة، شرفها الله، له ذكر في أَعلام النبوة).
كما تعني (فاران): الجبل ذو الكهف أيضا، وهو المكان الذي ترك فيه إبراهيم عليه السلام، إسماعيل عليه السلام مع أمّه هاجر، كما في الإنجيل في سفر التكوين الأصحاح الحادي والعشرين: (وسكن في برية فاران .. )
8ـ وفي سفر التكوين الأصحاح الحادي والعشرين، خاطب الله تعالى هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام، لما اشتد بها وابنها العطش، والجوع، فخافت الموت على ابنها: (قومي احملي الغلام و شدي يدك به لأني سأجعله أمّة عظيمة).
9ـ وفي نفس الأصحاح من سفر التكوين: (فقال الله لإبراهيم لا يقبح في عينيك من اجل الغلام، و من اجل جاريتك، في كل ما تقول لك سارة اسمع لقولها، لانه بإسحق يدعى لك نسل، و ابن الجارية أيضا سأجعله امة لانه نسلك).
10ـ إنجيل متى الإصحاح 21: 43 قل المسيح عليه السلام: - (إن ملكوت الله ينزع منكم ويعطى لأمة تعمل أثماره)
إبطال عقيدة التثليث من الأنجيل نفسه:
-إنجيل متى الإصحاح 5: 17 من أقوال المسيح عليه السلام: -" ما جئت لأنقض بل لأكمل "
وفي هذا بيان واضح، أنه لم يُبعث، إلاّ لإتمام ما سبق من الشرائع،وفي شريعة موسى عليه السلام، بيان واضح للتوحيد كما في سفر الخروج الإصحاح 20: 3، وفي ذلك دلالة ـ من الإنجيل نفسه ـ على أن المسيح عليه السلام لم يأت بخلاف ما دعا إليه موسى من التوحيد.
-إنجيل متى الإصحاح 6: 24 من أقوال المسيح عليه السلام: -" لا يقدر أحد أن يخدم سيدين"
وسبحان الله، إذا كان عيسى عليه السلام، ينفي هنا إلهين، فكيف يثبت ثلاثة؟!
-إنجيل متى الإصحاح 15: 9 من أقوال المسيح عليه السلام: - " وباطل يعبدونني وهم يعلمون تعاليم هي وصايا الناس "
وكفى بهذه شهادة على بطلان ما عليه دين النصارى، على لسان المسيح نفسه عليه السلام.
-إنجيل متى الإصحاح 19: 17، إنجيل مرقس الإصحاح 10: 18
من أقوال المسيح عليه السلام: -" ليس أحد صالحاً إلا واحد وهو الله "
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/439)
،ومعنى صالحا أي منزها عن الخطأ، فإذا كان المسيح عليه السلام، نقض أن يكون احد منزها عن الخطأ، إلا الله تعالى، فكيف ينسب لنفسه الألوهية؟!!
إبطال عقيدة الفداء من الإنجيل نفسه:
-سفر التكوين الإصحاح 18: 23 " أفتهلك البار مع الأثيم "
-سفر العدد الإصحاح 16: 22 " هل يخطئ رجل واحد فتسخط على كل الجماعة
-سفر التثنية الإصحاح 24: 16 " كل إنسان بخطيئته يُقتل "
-أخبار الأيام الثاني الإصحاح 7: 14 " فإذا تواضع شعبي الذين دعي اسمي عليهم وصلوا وطلبوا وجهي ورجعوا عن طرقهم الردية فإنني أسمع من السماء وأغفر خطيتهم "
-المزمور 109: 26 " أعني يا رب إلهي. خلصني حسب رحمتك"
-سفر إشعياء الإصحاح 43: 11 " أنا أنا الرب وليس غيري مخلِّص "
-سفر إشعياء الإصحاح 45: 21 " إله بار ومخلِّص ليس سواي "
-سفر إشعياء الإصحاح 55: 7 " ليترك الشرير طريقه ورجل الإثم أفكاره وليتب إلى الرب فيرحمه وإلى إلهنا لأنه يكثر الغفران "
-سفر إرمياء الإصحاح 31: 29 - 30 " لا يقولون بعد الآباء أكلوا حصرماً وأسنان الأبناء ضرست، بل كلّ واحد يموت بذنبه كل إنسان يأكل الحصرم تضرس أسنانه "
-سفر حزقيال الإصحاح 18: 20 - 22 " الابن لا يحمل من إثم الأب، والأب لا يحمل من إثم الابن، بر البار عليه يكون،وشر الشرير عليه يكون، فإذا رجع الشرير عن جميع خطاياه التي فعلها،وحفظ كل فرائضي وفعل حقاً وعدلاً، فحيوة يحيا "
-سفر حزقيال الإصحاح 33:11"يقول السيد الرب إني لا أُسر بموت الشرير بل بأن يرجع الشرير عن طريقه ويحيا"
-سفر هوشع الإصحاح 13: 4 " ولا مخلِّص غيري"
-إنجيل متى الإصحاح 3: 8 " فاصنعوا أثماراً تليق بالتوبة "
هذا كلام يوحنا (يحيى عليه السلام) أثناء وجود المسيح عليه السلام مما يبطل القول بأن المسيح عليه السلام جاء ليفدي العالم
-إنجيل متى الإصحاح 7: 1 "لأنكم بالدينونة التي تدينون تُدانون "
وكل هذه النقول من الإنجيل الذي بأيديهم نفسه، تبُطل عقيدة التضحية والفداء، إبطالا تامّا، وتنسفها من أساسها، وتبيّن أن ما جاء به عيسى عليه السلام، هو ما جاءت به جميع الرسل، وهو أنّ ذنوب بني آدم تغسلها توبتهم، والله تعالى قد فتح باب التوبة لكلّ خطّاء، لايحتاج إلى عقيدة سخيفة أن الله تعالى يمكّن اليهود، ليصلبوا ابنه الوحيد، ليكفّر خطايا بني آدم!
فهذه نصوص واضحة من الإنجيل نفسه الذي بيد النصارى، تبيّن بيانا جليا، أن الذي عليه البابا وإتباعه من النصارى، ليس سوى دين حرّفوه، ووضعوه من عند أنفسهم، وتعصّبوا عليه تعصبا أعمى، وهم يعلمون بطلانه، وأنه تحريف لما جاءت به الأنبياء والرسل، وأنّ رسل الله جميعا، بريئون منه، فهو دين الكفر، و الشرك، والإفتراء على الله تعالى، وفيه من التناقضات التي يأباها المنطق، ويرفضها العقل، ما هو ظاهر لكلّ ذي لبّ.
ويحدوهم في هذا التعصّب، نارُ الأحقاد، وداءُ الحسد، ضدّ الإسلام، ونبيّ الإسلام، وأهل الإسلام.
وما فتِئوا يكيدون لهذا الدين، ويغرسون في نفوس أتباعهم كراهيته، ويملؤون عقولهم بالإفتراءات عليه، ويحاربونه، ويكذبون عليه، ويصنعون كلّ ما في وسعهم لإطفاء نوره،ولكن هيهات.
فقد وصف الله تعالى كيدهم هذا، وتكفّل بنصر هذا الدين وأهله.
قال الحق سبحانه: {وَإِذْ قَالَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيَّ مِنَ التَّوْرَاةِ وَمُبَشِّرًا بِرَسُولٍ يَأْتِي مِنْ بَعْدِي اسْمُهُ أَحْمَدُ فَلَمَّا جَاءَهُمْ بِالْبَيِّنَاتِ قَالُوا هَذَا سِحْرٌمبين. وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُوَ يُدْعَى إِلَى الْإِسْلَامِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ. يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللَّهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ. هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ}.
والله أعلم وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلّم تسليما كثيرا، وحسبنا الله،نعم المولى ونعم النصير.
للشيخ حامد بن عبد الله العلي حفظه الله و نفعنا به
نقلا عن موقع طريق الإسلام
http://C:\Documents and Settings\abou3abdellah\Mes documents\Mes images
ـ[محمد آصف]ــــــــ[23 - 01 - 07, 07:00 م]ـ
للرفع(67/440)
حكم إضاءة مقامات الأولياء والنذر لذلك
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[18 - 09 - 06, 10:09 ص]ـ
حكم إضاءة مقامات الأولياء والنذر لذلك
السؤال: ما حكم إضاءة مقامات الأولياء والنذر لذلك؟
الجواب: إضاءة مقامات الأولياء والأنبياء والتي يريد بها السائل قبورهم هذه الإضاءة محرمة، وقد ورد عن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعن فاعليها، فلا يجوز أن تضاء هذه القبور، وفاعل ذلك ملعون على لسان رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -. فعلى هذا إذا نذر الإنسان إضاءة هذا القبر فإن نذره محرم. وقد قال النبي عليه الصلاة والسلام: {من نذر أن يعصي الله فلا يعصه}. رواه البخاري. فلا يجوز له أن يفي بهذا النذر، ولكن هل يجب عليه أن يكفر كفارة يمين لعدم وفائه بنذره أو لا يجب؟ هذا محل خلاف بين أهل العلم. والاحتياط أن يكفر كفارة يمين عن عدم وفائه بهذا النذر. والله أعلم.
(ابن عثيمين).(67/441)
أسباب رفع البلاء أو تخفيفه
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[18 - 09 - 06, 10:18 ص]ـ
أسباب رفع البلاء أو تخفيفه
ذكر الله - سبحانه وتعالى - في كتابه الكريم أن المصائب والكربات التي تصيب المؤمنين من عباده هي من عند أنفسهم سواء كانت هذه المصائب فردية أو جماعية، قال - عز وجل -: {ومَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ويَعْفُو عَن كَثِيرٍ} [الشورى: 30] ومن رحمته - سبحانه - أنه جعل هذه الكربات أو البلايا التي يصيب بها عباده المؤمنين بمثابة الدواء المر الذي يتجرعه المريض ليشفي من مرضه، وهذا المرض هو الذنوب التي تتراكم في صحائف أعمال العباد فتأتي هذه المصائب لتكفر الذنوب، ولتنبه ذوي القلوب الحية إلى العودة إلى الله بالتوبة إن أراد الله بها خيراً.
وقد يستطيع المؤمن أن يفعل بعض الأسباب التي - بمشيئته - يرفع الله بها بلاءً كتبه عليه أو يخففه عنه بهذه الأسباب .. ومن هذه الأسباب وأهمها:
(1) التقوى:كما هو معروف:
هو فعل أوامر الله واجتناب معاصيه الظاهرة والباطنة ومراقبة الله في السر والعلن في كل عمل.
قال - سبحانه وتعالى-: {ومَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً} [الطلاق: 2].
جاء في تفسير ابن كثير: قال علي بن أبي طلحة عن ابن عباس في تفسير هذه الآية: أي ينجيه من كل كرب في الدنيا والآخرة. وقال الربيع بن خُثيم: {يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجاً}: أي من كل شيء ضاق على الناس.
ويأتي حديث رسول الله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - لعبد الله بن عباس1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - ليوضح نتيجة هذه التقوى أو أثرها في حياة المؤمن حين قال له: (يا غلام، إني معلّمك كلمات: احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، تعرف إلى الله في الرخاء،يعرفك في الشدة).
ومعنى احفظ الله: أي احفظ أوامر الله ونواهيه في نفسك.
ومعنى يحفظك: أي يتولاك ويرعاك ويسددك ويكون لك نصيراً في الدنيا والآخرة.
قال - سبحانه -: {أَلا إنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ ولا هُمْ يَحْزَنُونَ} [يونس: 62].
(2) أعمال البر (كالإحسان إلى الخلق بجميع صوره)، والدعاء:
ونستدل هنا على ذلك بقصة الثلاثة الذين انسدَّ عليهم الغار بصخرة سقطت من الجبل، فقالوا (ينجيكم من هذه الصخرة إلا أن تدعوا الله بصالح أعمالكم) فكلٌّ دعا بصالح عمله فانفرجت الصخرة وخرجوا جميعاً، وهذا الحديث رواه البخاري ومسلم.
وقد جاء في الحديث من صحيح الجامع الصغير: (صدقة السر تطفئ غضب الرب وصلة الرحم تزيد في العمر، وفعل المعروف يقي مصارع السوء).
وجاء في الدعاء من صحيح الجامع الصغير: (لا يرد القضاء إلا الدعاء،ولا يزيد في العمر إلا البر).
فليثق بالله كل مؤمن ومؤمنة لهما عند الله رصيد من أعمال الخير، فليثق كل منهما أن الله لن يخذل من يفعل الخير خالصاً لوجهه الكريم وأنه سيرعاه ويتولاه.
فكما قالت خديجة - رضي الله عنها - للرسول - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عندما عاد إليها من غار حراء وهو خائف بعد نزول جبريل - عليه السلام - مذكِّرة له بسجاياه الطيبة، وأعماله الكريمة وأن مَن تكون هذه سجاياه وأعماله فلن يضيعه الله وسيرعاه ويتولاه بحفظه.
قالت له: {كلا، أبشر، فوالله لا يخزيك الله أبداً، إنك تصل الرحم،وتصدق الحديث، وتحمل الكَلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق}.
ومن أمثلة أثر الدعاء في رفع البلاء قبل وقوعه: قصة قوم يونس. قال -تعالى -: {فَلَوْلا كَانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَهَا إيمَانُهَا إلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الخِزْيِ فِي الحَيَاةِ الدُّنْيَا ومَتَّعْنَاهُمْ إلَى حِينٍ} [يونس: 98]. وذكر ابن كثير في تفسير هذه الآية: أنه عندما عاين قوم يونس أسباب العذاب الذي أنذرهم به يونس خرجوا يجأرون إلى الله ويستغيثونه، ويتضرعون إليه وأحضروا أطفالهم ودوابهم ومواشيهم وسألوا الله أن يرفع عنهم العذاب؛ فرحمهم الله وكشف عنهم العذاب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/442)
وتحدث ابن قيم الجوزية في كتابه (الجواب الكافي) عن الدعاء قائلاً: (والدعاء من أنفع الأدوية، وهو عدو البلاء، يدافعه ويعالجه، ويمنع نزوله،ويرفعه أو يخففه إذا نزل، وهو سلاح المؤمن، وله مع البلاء ثلاث مقامات:
أحدها: أن يكون أقوى من البلاء فيدفعه.
الثاني: أن يكون أضعف من البلاء، فيقوى عليه البلاء، فيصاب به العبد،
ولكن قد يخففه وإن كان ضعيفاً.
الثالث: أن يتقاوما ويمنع كل واحد منها صاحبه).
وقال أيضاً: (ولما كان الصحابة - رضي الله عنهم - أعلم الأمة بالله ورسوله، وأفقههم في دينهم، كانوا أقوم بهذا السبب وشروطه وآدابه من غيرهم،وكان عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - يستنصر به على عدوه وكان يقول للصحابة: لستم تنصرون بكثرة، وإنما تُنصرون من السماء).
(3) الإكثار من الاستغفار والذكر:
قال - سبحانه -: {ومَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ} [الأنفال: 33].
وقد كشف الله الغمة عن يونس - عليه السلام - وهو في بطن الحوت لكثرة تسبيحه واستغفاره، قال - سبحانه - في سورة الصافات: {فَالْتَقَمَهُ الحُوتُ وهُوَ مُلِيمٌ}.
فَلَوْلا أَنَّهُ كَانَ مِنَ المُسَبِّحِينَ * لَلَبِثَ فِي بَطْنِهِ إلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ {[الصافات:142 - 144] وكان من استغفاره - عليه السلام - وهو في بطن الحوت قوله: {لاَّ إلَهَ إلاَّ أَنتَ سُبْحَانَكَ إنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ} [الأنبياء: 87] وقال - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - عن هذا الدعاء: {دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت: لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين، لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له}.
وهكذا سيجد المؤمن والمؤمنة - بإذن الله - أثراً محسوساً في حياتهما بهذه الأسباب السالفة الذكر إن فعلاها وبالأخص في وقت الرخاء {تعرَّف إلى الله في الرخاء يعرفْك في الشدة} وأن يُراعَى فيها إخلاص النية لله؛ عندئذ تؤتي ثمارها بمشيئة الله وتكون كالرصيد المالي المدخر الذي تظهر منفعته وقت الحاجة إليه.
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 05:00 م]ـ
جزاك الله خير.(67/443)
لماذا يكسل؟ العبد عن ((النوافل)) مثل السنن الرواتب والصيام وقيام الليل؟! للمشاركة.
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[18 - 09 - 06, 01:53 م]ـ
أخواني في الملتقى ...
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة وبعد
لا يخفى عليكم أهمية العبادة من الصلاة والصيام وقراءة القرآن والذكر وغير ذلك
لكن السؤال الذي يطرح نفسه ما هو السبب الذي يجعل العبد يتكاسل عن أدآء العبادة؟!
أرجوا منكم الحل وطرح الأسباب والعلاج لهذا المرض،،، وفق الله الجميع،،،
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[18 - 09 - 06, 02:20 م]ـ
تفضل أخي أحمد، فإنّه نافع إن شاء الله:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=397684&postcount=2
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[19 - 09 - 06, 12:28 ص]ـ
قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى
إذا علمت من نفسك أنك لا تصوم النهار ولا تقوم الليل فعلم أنك محروم.
وقال الحسن البصري رحمه الله قيدتكم الذنوب،،،
الله لا يحرمنا من فضله، والله المستعان.
ـ[محمد علي قنديل]ــــــــ[19 - 09 - 06, 01:30 ص]ـ
التوسع في المباحات , مثل الأكل و الشرب و النوم و الأنترنت , أسأل الله أن يتوب علينا
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 06:00 م]ـ
التوسع في المباحات , مثل الأكل و الشرب و النوم و الأنترنت , أسأل الله أن يتوب علينا
لقد خبرت هذا الأمر يا أخي والله أعلم أن ما قاله أخي محمد قنديل هو الآفة التي نقع فيها والله المستعان
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:26 ص]ـ
إسعاف،،،،،،،،،،
ـ[الميقاتي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 01:36 ص]ـ
مما يعين العبد ـ بعد عون الله تعالى ـ على الاجتهاد في النوافل: النظر في ثلاثة انواع من الكتب:
النوع الأول: كتب القدوات؛ كسير أعلام النبلاء، وحلية الأولياء، وصفة الصفوة، وغيرها.
النوع الثاني: كتب المواعظ؛ كبستان العارفين، ومنهاج القاصدين، وغيرها.
النوع الثالث: كتب فضائل الأعمال؛ كرياض الصالحين، والجامع الصغير، وغيرها.
ـ[أبو المجاهد السكندري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 02:35 ص]ـ
نعم أصبتَ ولكن
كتاب الله قبل كل ذلك أولا: ـ
يقرأ و يتدبر و يستعين بكتاب يسير في التفسير
ثانيا: ـ
الأذّكار الموظفة و المطلقة أيضا لها فعل السحر
ــــــــــ
عجيب مريض يصف العلاج،استغفر الله
ـ[أبو آثار]ــــــــ[10 - 06 - 07, 06:57 ص]ـ
أما قيام الليل فسببه قد جاء في الاية ...
(((((ومن اليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا *إن هؤلاء يحبون العاجلة ويذرون وراءهم يوما ثقيلا)))
فذكر أن سبب عدم قيام اولئك الليل هو أنهم يحبون العاجلة وهي الدنيا وملذاتها ويطمنون اليها
ـ[إبراهيم توفيق]ــــــــ[10 - 06 - 07, 07:30 ص]ـ
نعم هو التوسع
ـ[السوادي]ــــــــ[10 - 06 - 07, 08:52 ص]ـ
جزاكم الله خير
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 10:50 ص]ـ
1) استشعار الأجر عند عمل الصالحات فقرآت فضائل الأعمال مهم جداً
2) الإيمان الصادق والتصديق والإعتقاد الصحيح بما عند الله لمن عمل الصالحات
3) القدوة الحسنة والسير على خطاها
4) الإستعانه بالله وهو الأمر المفقود لدى الغالب وإلا لو استعنا بالله وقلنا استعنا بك ياالله في .... وفي جميع أمورنا نفعل ذلك لوجدنا العون فالنستعن باالله في دقيق الأمور وجليلها فقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم يقول: ((اللهم اعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك)) وذكر الله أمر يسير ولكن طلب العون من الله لا غنى عنه في يسير أو عظيم
5) دراسة العقيدة الصحيحة من أهم ما يعين
6) الدعاء ومن قرأ الدعاء السابق علم ذلك
7) كثرة الجلوس في المساجد وخاصةً الإشراق بعد الفجر
8) تذكر الأمر الذي خلقت من أجله وأنك مسأولٌ غداً فيما عملت إن خيراً فخير وإن شراً فشر (وقفوهم إنهم مسأولون)
9) هل الدنيا تستحق التنافس الذي يعمله بعضنا أم أننا في غفلةٍ معرضون
10) اياك أن تهجر القرآن فالقرآن (يهدي للتي هي أقوم) أقوم في الحياة الدنيا والآخرة
11) أنت حقير ذليل مفتقر إلى الله تحتاج إليه في كل حركة وسكنة فهل استغنيت عن ذكره والتقرب إليه والتزلف؟؟
12) الله في غنى عنك فلا تأمن أن ينساك (ولا تكونوا كالذين نسوا الله .... )
13) اقرأ الأحاديث القدسية بتأمل تعلم إلى من تتقرب؟؟؟
14) إياك أن تعجبك أعمالك وكثرتها فإنما هي ترقيع لخروقات فقط!!
ولعلي بصدد كتابة موضوع كامل عن العبادات التي لها كثير الأثر وعظيمه وكلها عظيم وجدول مقترح مجرب والله أسأل أن يمدني بالعون
ـ[أبو مجاهد الشهري]ــــــــ[10 - 06 - 07, 10:59 ص]ـ
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=103354
ـ[محمد الحربي]ــــــــ[12 - 06 - 07, 06:26 م]ـ
السبب والله أعلم: ضعف عبودية القلب لله سبحانه وتعالى ... وما أدراك ما يسببه هذا الضعف؟
أصبحت أعمالنا ظاهرية ... وجوفاء من الداخل ... ومن أراد معرفة ما أقول: فلينظر حاله مع الصلاة ... لا أعني النوافل والمستحبات .. لا ... ولكن الصلاة التي هي فرض علينا ... والحديث يحتاج إلى أهله للحديث عنه ... أما وهذا الداء به متلبسون فنستغفر الله تعالى من التقصير ...
ومما أعجبني في تصوير هذا الواقع المعاش - ولا حول ولا قوة إلا بالله - مقدمة الشيخ الفاضل / التويجري لكتابه الموسوعي:: موسوعة فقه القلوب .. في أربع مجلدات كبار يحسن الاستفادة منه ...
ولعله يتيسر لأخيكم نقل بعض ما جاء فيها ... فهي حافلة وجديرة بالاهتمام ...
والله المستعان ...
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/444)
ـ[أحمد بن الخطاب]ــــــــ[12 - 06 - 07, 08:18 م]ـ
انا اخوتي في الله لي راي احب ان اطرحه
العبادات التي نؤديها هي هديه من رب السموات ومن يوفق لعباده او طاعه ليس لفضل منه ولكن هي هبه من الله عليه
فالله عز وجل جواد كريم يمن علي عبده اولا بان يقيه السيئات ثم يقربه منه باداء ما افترضه عليه
وينعم عليه باداء النوافل
فنحن والله مقصرون كثيرا في حق الله فهو يمتن علينا ليل نهار ونحن نقابل هذا بالعصيان والبعد
نسال الله العافيه والثبات علي الحق
وان نكون ممن كتب لهم القبول في الدنيا والاخره
اللهم امين
ـ[محمد عامر ياسين]ــــــــ[12 - 06 - 07, 10:54 م]ـ
من أضرار المعاصي
ذكر ابن القيم رحمه الله أن أضرار المعاصي كثيرة
وآثارها قبيحة مذمومة مضرة بالقلب والبدن في الدنيا والآخرة ومنها:
· حرمان الرزق ففي المسند (إن العبد ليحرم الرزق بالذنب يصيبه)
· حرمان العلم فإن العلم نور يقذفه الله في القلب والمعصية تطفئ ذلك النور.
· وحشة يجدها العاصي في قلبه لا يوازنها ولا يقارنها لذة أصلاً.
· الوحشة التي تحصل بينه وبين الناس ولاسيما أهل الخير منهم.
· ظلمة يجدها في قلبه حقيقة يحس بها كما يحس بظلمة الليل البهيم.
· أن المعاصي توهن القلب والبدن.
· أن المعاصي تسبب حرمان الطاعة.
· أن المعاصي تكون سبباً في تعسير أموره.
· أن المعاصي تقصر العمر وتمحق بركته.
· أن المعاصي تزرع أمثالها ويولد بعضها بعض حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها.
· وهو من أخوفها على العبد أنها تضعف القلب عن إرادته فتقوي إرادة على المعصية وتضعف إرادة التوبة شيئاً فشيئاً إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية.
· أنه ينسلخ من القلب استقباحها فتصير له عادة.
· أن المعصية سبب لهوان العبد على ربه وسقوطه من عينه.
· أن العبد لا يزال يرتكب الذنوب حتى تهون عليه وتصغر في قلبه وذلك علامة الهلاك.
· أن غيره من الناس والدواب يعود عليه شؤم ذنبه فيحترق هو وغيره بشؤم الذنوب والظلم.
· أن المعصية تورث الذل فإن العز كل العز في طاعة الله تعالى.
· أن المعاصي تفسد العقل فإن للعقل نوراً والمعصية تطفئ نور العقل.
· أن الذنوب إذا تكاثرت طبع على قلب صاحبها فكان من الغافلين.
· حرمان دعوة الرسول ودعوة الملائكة فإن الله سبحانه أمر نبيه أن يستغفر للمؤمنين والمؤمنات.
· ذهاب الحياء الذي هو مادة الحياة للقلب وهو أصل كل خير وذهابه ذهاب كل خير بأجمعه.
· أنها تستدعي نسيان الله لعبده وتركه وتخليته بينه وبين نفسه وشيطانه وهنالك الهلاك الذي لا يرجى معه نجاة.
· أنها تزيل النعم وتحل النقم.
· أنها تصرف القلب عن صحته واستقامته إلى مرضه وانحرافه.
المصدر كتاب: الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي
الأسباب التي تعين العبد في الإبتعاد عن المعاصي
وهي عشرة أسباب كما ذكرها الإمام ابن القيم ـ رحمه الله ـ:
الأول
علم العبد بقبحها ورذالتها ودناءتها وأن الله إنما حرمها ونهى عنها صيانة وحماية عن الدنايا والرذائل.
الثانية
الحياء من الله سبحانه , فإن العبد متى علم بنظره إليه ومقامه عليه وأنه بمرأى منه ومسمع ـ وكان حيياً ـ استحى من ربه أن يتعرض لمساخطه.
الثالثة
مراعاة نصحه عليك وإحسانه إليك فإن الذنوب تزيل النعم ولا بد كما قال الشاعر:
إذا كنت في نعمة فارعها ** فإن المعاصي تزيل النعم
الرابع
خوف الله وخشية عقابه , وهذا إنما يثبت بتصديق العبد في وعد الله ووعيده والإيمان به وبكتابه وبرسوله r .
الخامس
محبة الله وهي من أقوى الأسباب في الصبر عن مخالفته ومعاصيه فإن المحب لم يحب مطيع.
السادس
شرف النفس وزكاؤها وفضلها وأنفتها وحميتها أن تختار الأسباب التي تحيطها وتضع قدرها , وتخفض منزلتها وتحقرها وتسوي بينها وبين السفلة.
السابع
قوة العلم بسوء عاقبة المعصية وقبح أثرها والضرر الناشئ منها.
الثامن
قصر الأمل , وعلمه بسرعة انتقاله وأنه كراكب قال في ظل شجرة ثم سار وتركها
فليس للعبد أنفع من قصر الأمل , ولا أضر من التسويف وطول الأمل.
التاسع
مجانبة الفضول في مطعمه ومشربه وملبسه ومنامه واجتماعه بالناس , فإن قوة الداعي إلى المعاصي إنما تنشأ من هذه الفضلات.
العاشر
وهو الجامع لهذه الأسباب كلها ثبات شجرة الإيمان في القلب , فصبر العبد عن المعاصي إنما هو بحسب قوة إيمانه فكلما كان إيمانه أقوى كان صبره أتم وإذا ضعف الإيمان ضعف الصبر.
المصدر كتاب: طريق الهجرتين وباب السعادتين
ـ[أم البراء]ــــــــ[16 - 06 - 07, 02:17 ص]ـ
اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك ..
ـ[العارض]ــــــــ[16 - 06 - 07, 09:03 م]ـ
...
ـ[لام العمري]ــــــــ[17 - 06 - 07, 02:00 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
ومن الاسباب التي قد تدفع بالبعض الى ترك بعض هذة العبادات منها ماحدث لاحدى الاخوات وقد كانت صوامة قوامة ,انها اعتادت ان تصوم يومي الاثنين والخميس وقابلت وهي صائمة اناس "وكانت الاخت مطلوبة للزواج ,والاخ قد دس من يتتبع اخبارها" فنقلوا له ان رائحة فمها كريهة وقد جهلوا ان للصيام خلوف محببة عند الله , فاعرض عنها واعرضت هي عن الصيام لما وقع عليها من ظلم الا انها مازالت تقوم الليل اسال الله ان يتقبل منها وهو الذي لاتضيع عنده الاعمال والنوايا الخالصة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/445)
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[17 - 06 - 07, 12:41 م]ـ
قال ابن القيم رحمه الله تعالى في كتابه الفوئد: أركان الكفر أربعة:
الكبر والحسد والغضب والشهوة:
فالكبر يمنعه الانقياد والحسد يمنعه قبول النصيحة وبذلها والغضب يمنعه العدل والشهوة تمنعه
التفرغ للعبادة فإذا انهدم ركن الكبر سهل عليه الانقياد وإذا انهدم ركن الحسد سهل عليه قبول
النصح وبذله وإذا انهدم ركن الغضب سهل عليه العدل والتواضع وإذا انهدم ركن الشهوة سهل عليه
الصبر والعفاف والعبادة وزوال الجبال عن أماكنها.
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[13 - 02 - 09, 11:10 م]ـ
مزيد من الفوائد ..................
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[13 - 02 - 09, 11:51 م]ـ
ما شاء الله كلام جميل جدا اسأل الله أن ينفعنا به .....
مزيد من الفوائد جزاكم الله خيرا
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[13 - 02 - 09, 11:54 م]ـ
مما يعين العبد ـ بعد عون الله تعالى ـ على الاجتهاد في النوافل: النظر في ثلاثة انواع من الكتب:
النوع الأول: كتب القدوات؛ كسير أعلام النبلاء، وحلية الأولياء، وصفة الصفوة، وغيرها.
النوع الثاني: كتب المواعظ؛ كبستان العارفين، ومنهاج القاصدين، وغيرها.
النوع الثالث: كتب فضائل الأعمال؛ كرياض الصالحين، والجامع الصغير، وغيرها.
هذه أجمل مشاركة أعجبتنى مع التعقيب عليها بالبدء بكتاب الله رب العالمين
ـ[محمد بن عمران]ــــــــ[13 - 02 - 09, 11:56 م]ـ
لقد رأيت شيخي فضيلة الشيخ فوزي سعيد – فك الله أسر كلمته - في أغلب الأحيان كل ما سُئل سؤالاً يبدأ في الإجابة بقوله: الإستعانة بالله.
وكان يدعو ويقول: اللهم إنك أعنت نبيك محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علي شيطانه فأسلم، فأعني يا رب العالمين على كذا وكذا.
ـ[أم ديالى]ــــــــ[14 - 02 - 09, 04:05 ص]ـ
موضوع جميل اسأل الله تعالى ان ينفع به ..
ولا ننسى التسويف .. فالمسلم قد يسوف ويؤجل ويقول سأعمل صالحا واستكثر من الطاعات اذا تفرغت وانهيت اعمالي أو دراستي .. أسأل الله الا يحرمنا ..
ـ[احمد بن جمال بن علام]ــــــــ[14 - 02 - 09, 08:51 ص]ـ
قال بعض السلف "لو غاب عني ذكر الموت ساعه لقسا قلبي " فلنتأمل ايها الاخوه ولنتعظ ولا يكن همنا الدنيا
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[12 - 04 - 09, 03:06 م]ـ
? الإستعاذ من الكسل:
فقد روى الإمام البخاري رحمه الله عن أنس رضي الله عنه قال: كان النبي عليه الصلاة والسلام كثيراً ما يقول:" اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل ".
ـ[عمار احمد المغربي]ــــــــ[12 - 04 - 09, 10:29 م]ـ
أنصح نفسي واياكم بأشرطة الشيخ المربي محمد حسين يعقوب
ففيها الدواء الشافي بإذن الله
ولا يخفى عليكم تميز الشيخ في هذا الفن (القلوب, الكسل ,الهمة ... الخ)
http://www.islamway.com/?iw_s=Scholar&iw_a=lessons&scholar_id=76
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[28 - 07 - 09, 01:18 ص]ـ
بارك الله فيكم ونفعكم ونفع بكم
ـ[أبو البشير]ــــــــ[29 - 07 - 09, 01:10 ص]ـ
المداومة على القليل حتي يصير عادة وديدنا ثم زد ما استطعت(67/446)
هل الخمر يروي العطشان؟
ـ[هنوده]ــــــــ[18 - 09 - 06, 05:17 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سمحتوا الأعضاء الكرام
الملمين بأمور الدين
هذا سؤال استصعب علي في درااسة مساق من مساقات الجامعه الدراسه الحاليه
وبغيت أن تجيبوني علي اذا أمكن مع ذكر الأدلة الإثباتية للإجابة
والسؤال هو كما في العنوان
هل الخمر يروي العطشان؟ وجزاكم الله خيراً
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[19 - 09 - 06, 10:09 ص]ـ
عذرا أخي،،، فقد سمعت الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في أحد دروسه التسجيلية أورد هذه المسألة و قال بأن الخمر لا يروي العطشان بل يزيده عطشا،،،،،
ـ[هنوده]ــــــــ[19 - 09 - 06, 10:21 ص]ـ
لو سمحة تشكر على الرد لكن أنا اريد
الرد بدليل نصي
ومن يعرف ياريت يساااعدني
وجزاكم الله خيرا
ـ[هنوده]ــــــــ[19 - 09 - 06, 07:38 م]ـ
لوسمحتوا اجيبووني
على سؤالي بالادلة النصيه
وشكرا
ـ[محمود المصري]ــــــــ[19 - 09 - 06, 11:55 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله
أولا اعتذر على الجواب فلست من "الملمين بأمور الدين" ولكن لعلهم يصوبوني إن أخطأت.
ثانيا لا أدري إن كان السؤال عن بحث علمي أو فتوى, ولكن قد كنت إطلعت على بحث فيما مضى وخلاصته أن في حالة العطش الشديد قد يؤدي شرب الخمر إلى نقل حالة الشارب من سيء إلى أسوء.
وأما بخصوص الفتوى فها هو قول الشيخ محمد مختار الشنقيطي -حفظه الله- في هذه المسألة:
http://audio.islamweb.net/audio/index.php?page=Full*******&audioid=129901
قال المصنف رحمه الله: [ولا عطش]. صورة المسألة: أن يكون الإنسان عاطشاً ولا يجد ماءً أو مائعاً يذهب به العطش من المباحات، نسأل الله بعزته وجلاله ألا يبتلينا بذلك، فيصيبه العطش الشديد الذي يخاف معه الهلاك، هذه صورة، أو يصيبه العطش الشديد الموجب للحرج، فالعلماء والأئمة-رحمهم الله- اختلفوا: هل يجوز شرب الخمر عند العطش الشديد؟ ذهب جمهور العلماء إلى عدم جواز شرب الخمر عند العطش، وهذا مذهب الجمهور، وبعضهم ينسبه إلى عامة العلماء، والواقع أن فيه خلافاً، فقد ذهب بعض العلماء إلى جواز إطفاء العطش بالخمر، كما هو منصوص عليه في مذهب الحنفية رحمهم الله، إذا وصل إلى مقام الحرج. وذهبت طائفة ثالثة إلى التفصيل، وقالوا: إذا كانت الخمرة مستهلكة بشيء يمكن أن يحصل به انطفاء حرارة العطش، ويحصل بها المقصود فبها ونعمت، وإلا فلا، واختاره شيخ الإسلام ابن تيمية، وطائفة من أهل العلم من أصحاب الشافعي، وغيرهم رحمة الله عليهم. أصحاب القول الأول يقولون: لا يجوز أن يطفئ العطش بالخمر؛ لأن الخمر تزيد الإنسان عطشاً إلى عطشه، فمادتها -بشهادة الأطباء- حارة، قالوا: لذلك لا يشرب أحد الخمر إلا وعنده ما يطفئ حرارتها، والغالب فيهم أن يضعوا فيها المبردات، أو يضعون بجوارها ما يبرد، فهذا يدل على أن ما يذكرونه من كونها تطفئ العطش ليست مصلحة موجودة في الخمر، فإذا شككنا في وجودها فإننا لا نستطيع أن نستبيح المحرم الواضح لمصلحة محتملة، وهناك فرق بين التداوي وبين مسألة العطش. قال أصحاب القول الثاني: يجوز إطفاء العطش بالخمر، وذلك لأنه في مقام الحرج، فإذا شرب الخمر أطفأ عطشه، وهذا يدفع عنه الحرج، ولربما يكون يخشى الموت، فإذا شرب ذهب عطشه. وفي الحقيقة: مذهب التفصيل هو أعدل الأقوال في المسألة، وكما ذكره شيخ الإسلام، ويشترط أولاً أن يغلب على ظنه أنه إن لم يشربها سيهلك، ويصل إلى درجة الخوف من الهلاك، ولا يجوز له شربها لمجرد العطش الذي لا يخاف معه الهلاك. ويشترط ثانياً: أن يغلب على ظنه أنه لو شربها أنها تطفئ عطشه، كما لو كان معها مادة مستهلكة فيها، أو عنده خبرة -كما يقع لبعض حديثي العهد بالجاهلية- أن هذا النوع يطفئ عطشه، فحدثت له هذه الحادثة، واضطر إلى شربها على هذا الوجه؛ فيرُخص له، وهذا هو القول الأعدل والأقرب إلى الصواب إن شاء الله في هذه المسألة. قال المصنف رحمه الله: [ولا غيره] يعني: غير العطش من الأمور الأخرى التي يُتذرع بها، كما يفعله البعض من الدلك بها، فيأخذ مادة الكحول ويدلك بها اليد، أو للتعقيم من الجراثيم، أو زيادة النضرة والجمال، وأثر عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه كتب إلى خالد: (بلغني أنك تدلك بالخمر، وإن الله حرم الخمر ظاهراً وباطناً، فإياك! أن تفعل ذلك فإنها نجسة) وهذا يؤكد أنه لا يجوز تعاطيها في هذه الأمور ولا في غيرها؛ ولذلك عمم المصنف رحمه الله الحكم كما هو ظاهر العبارة. ......(67/447)
رد شبهة: مسلمي الأمم السابقة لا يوفون ثلث الجنة فيدخلها غير المسلمين!!
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[18 - 09 - 06, 06:14 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
قال بعض من يثيرون الشبه ويتركون المحكمات من النصوص هداهم الله:
المسلمون الآن مليار وثلث, وعلى افتراض أن أكثرنا في الجنة, فعند النظر للأحاديث الواردة في أن هذه الأمة نصف أو ثلثي أهل الجنة كما في بعض الروايات نتسائل من أين سيأتي الثلث الباقي وهو يمثل مئات الملايين من البشر؟
هل فعلا كان هناك من أتباع باقي الأنبياء هذا العدد الهائل مع كون الأمم السابقة قليلة, وإنما حصلت كثافة البشر في هذه الأزمان المتأخرة, كما نعلم قلة من اتبع الأنبياء من الأمم السابقة, فبالتالي يمكن القول بأن الجنة سيدخلها غير المسلمين برحمة الله! كاليهود والنصارى ممن بعد البعثة حيث أن أعدادهم كبيرة يتصور أن تصل لهذا العدد!!
هكذا نقل لي أحدهم أنه دخل في نقاش مع رجل طرح هذه الشبهة, وكان الجواب حينها بأن هذا من المتشابه وأن النصوص المحكمة تبين أنه اليهود والنصارى في النار.
وهذا رد فيه شيء من التفصيل لهذه الشبهة
فبعد التسليم بأن الجنة سيدخلها المليارات من المسلمين, وأن ثلث هذا العدد والذي هو مئات الملايين أو أكثر سيكون من غير أمة محمد أمة الإجابة.
فإن هذا لا يلزم منه أن من سيدخلها من غير أمة محمد صلى الله عليه وسلم هم من غير المسلمين سواء كانوا من أمة الدعوة أو الأمم السابقة, وإثبات ذلك من ستة أوجه:
الوجه الأول: أن النصوص المحكمة دلت على كفر اليهود والنصارى وكل من اتخذ غير الإسلام دينا وخلودهم في النار, وهذا لا يحتاج لتقرير لذا نكتفي بدليلين من الكتاب ودليل من السنة: قال تعالى: {إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلا <105> أولئك هم الكافرون حقا وأعتدنا للكافرين عذابا مهينا <106> سورة النساء, فكل من كفر ببعض الرسل فهو الكافر حقا وإن آمن ببعض. وقوله تعالى: {ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين} آل عمران 58
وقال صلى الله عليه وسلم: (والذي نفسي بيده لا يسمع أحد من هذه الأمة يهوديا أو نصراني ثم لا يؤمن بالذي أرسلت به إلا أدخله الله النار) أخرجه مسلم.
الوجه الثاني: أن ذات الدليل الذي استشهد به صاحب الشبهة ينقض شبهته:
فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: " .. والذي نفس محمد بيده إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة, وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة .. " متفق عليه: أخرجه البخاري 6528 ومسلم 377.
فنفس دليله تضمن نفي دخول غير المسلم للجنة.
الوجه الثالث: أن نفس دليله تضمن نقض أصله الذي بنى عليه شبهته, وهو أن عدد الأمم السابقة قليل بالنسبة لعدد أمة محمد:
فالحديث صرح بعكسه: ففي حديث عبد الله بن مسعود السابق:
" .. والذي نفس محمد بيده, إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة, وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة, وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود, أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر " وفي رواية: " ما أنتم في ما سواكم من الأمم إلا كالشعرة السوداء ... " مسلم 388
وكذا من حديث أبي سعيد الخدري المتفق عليه والذي أخرجه البخاري في الرقاق برقم 6530 وفيه " إن مثلكم في الامم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود, أو كالرقمة في ذراع الحمار " وقد أخرجه مسلم 379 و380 وفيه " إن مثلكم في الأمم " وفيه 380: " ما أنتم يومئذ في الناس " وفيه في رواية جرير عن الأعمش: " إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود. أو كالرقمة في ذراع الحمار " وفي رواية وكيع وأبو معاوية عن الأعمش: " ما أنتم يومئذ في الناس إلا كالشعرة البيضاء في الثور الأسود.
الوجه الرابع: أن ما دل عليه الحديث الذي استدل به صاحب الشبهة من نقض أصله الذي بنى عليه شبهته, قد دلت عليه الأحاديث الأخرى التي بمعناه مثل:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/448)
1 - ما عند البخاري أيضا من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول من يدعى يوم القيامة آدم, فتراءى ذريته فيقال: هذا أبوكم آدم, فيقول: لبيك وسعديك, فيقول: أخرج بعث جهنم من ذريتك, فيقول: يا رب كم أخرج؟ فيقول أخرج من كل مائة تسعة وتسعون فماذا يبقى منا؟ قال: إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود " البخاري 6529. وقد أخرجه أحمد (2/ 378) وروايتا الحديث كلها فيها: (إن أمتي في الأمم).
2 - حديث عمران بن الحصين:
قال الترمذي: (3169) حدثنا محمد بن بشار, قال: حدثنا يحيى بن سعيد, قال: حدثنا هشام بن أبي عبد الله, عن قتادة, عن الحسن, عن عمران بن حصين: قال: كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر فتفاوت بين أصحابه في السير فرفع رسول الله صلى الله عليه وسلم صوته بهاتين الآيتين .. فبئس القوم, حتى ما أبدوا ضاحكة, فلما رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي بأصحابه, قال: " اعملوا وأبشروا, فوالذي نفس محمد بيده إنكم لمع خليقتين ما كانتا مع شيء إلا كثرتاه, يأجوج ومأجوج, ومن مات من بني آدم وبني إبليس ", قال: فسري عن القوم بعض الذي يجدون, فقال: " اعملوا وأبشروا, فوالذي نفس محمد بيده ما أنتم في الناس إلا كالشامة في جنب البعير أو كالرقمة في ذراع الدابة " قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
وقد أخرجه أحمد 4/ 435 بنحو هذا السياق. وقد أخرجه الحاكم في المستدرك (2967) وقال: حديث هشام الدستوائي حديث صحيح, فإن أكثر أئمتنا من المتقدمين: على أن الحسن قد سمع من عمران بن حصين .. وقد وافقه الذهبي. وأخرجه الحاكم (3500) وقال: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه, وأكثر أئمة البصرة على أن الحسن قد سمع من عمران, غير أن الشيخين لم يخرجاه. قال الذهبي: وقد مر تصحيحه, ومر في القراءات {وترى الناس سكارى}. وقد قال الألباني كذلك: صحيح. وفي سماع الحسن من عمران بن الحصين خلاف, فراجع تحفة التحصيل وغيره لتجد أقوالا متعددة في نفي سماعه منه, وقد سبق نقل الحاكم عن أئمة البصرة أنهم يرون سماعه من عمران رضي الله عنه, ويحيى بن معين عندما سأل هل لقي الحسن عمران بن حصين قال: " أما في حديث البصريين فلا, وأما في حديث الكوفيين فنعم " المراسيل لابن أبي حاتم ص 39. وهذا الإسناد الذي معنا بصري, ولله أعلم.
3 - حديث أبي الدرداء:
أخرجه الإمام أحمد (6/ 441) فقال: حدثنا هيثم. قال: أخبرنا أبو الربيع, عن يونس, عن أبي إدريس عن أبي الدرداء, عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إن الله تعالى يقول يوم القيامة لآدم عليه السلام: قم فجهز ذريتك تسع مائة وتسعة وتسعين إلى النار, وواحدا إلى الجنة, فبكى أصحابه وبكوا, ثم قال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارفعوا رؤوسكم, فوالذي نفسي بيده ما أمتي في الأمم إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود, فخفف ذلك عنهم.
ولعل هذا الإسناد لا ينحط عن رتبة الحسن, والله أعلم.
4 - حديث معاوية بن حيدة:
قال الترمذي (: حدثنا عبد بن حميد قال: حدثنا عبد الرزاق, عن معمر, عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده, أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في قوله تعالى: {كنتم خير أمة أخرجت للناس} قال: " أنتم تتمون سبعين أمة أنتم خيرها وأكرمها على الله " قال الترمذي: هذا حديث حسن. قال الأحوذي: " سبعين أمة " أي: يتم العدد بكم سبعين, ويحتمل أنه للتكثير, قاله المناوي.
وقد أخرجه ابن ماجة (4287) من طريق ابن شوذب وأخرجه أيضا (4288) من طريق ابن علية عن بهز بن حكيم عن أبيه عن جده.
وقد حسن الحديث الألباني.
6 - حديث عبد الله بن عباس في السبعين ألف الذين يدخلون الجنة بلا حساب:
وفيه: " عرضت علي الأمم, فجعل النبي والنبيان يمرون ومعهم الرهط, والنبي ليس معه أحد, حتى رفع لي سواد عظيم, قلت: ما هذا؟ أمتي هذه؟ قيل: بل هذا موسى وقومه .. " متفق عليه. البخاري 5705 ومسلم 220.
فيدل أن في الأنبياء من أتباعهم سواد عظيم, وليس كلهم أتباعهم قليلون.
الوجه الخامس: كون ما ذكره من كون الأمم السابقة قليلة لا توفي ثلث هذه الأمة مخالفا لظاهر القرآن:
أولا: في قوله تعالى: {ثلة من الأولين وقليل من الآخرين}.
حيث أن الأولين هنا هم من الأمم السابقة. وهو قول مجاهد والحسن والطبري والقرطبي وغيرهم من أهل التفسير
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/449)
قال القرطبي:
قال الحسن: ثلة ممن قد مضى قبل هذه الأمة وقليل من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم, اللهم اجعلنا منهم بكرمك. وسموا قليلا بالإضافة إلى من كان قبلهم, لأن الأنبياء المتقدمين كثروا فكثر السابقون إلى الأيمان منهم, فزادوا على عدد من سبق إلى التصديق من أمتنا.
ويدل لصحة هذا القول أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قوله تعالى: {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين} بعدما أخبر أن أمته هي تشكل نصف أهل الجنة, فدل على أن الآخرين هم أمته.
ذكر الخبر في ذلك:
ما جاء في مسند البزار: حدثنا عباس النرسي قال نا يزيد بن زريع عن قتادة عن الحسن والعلاء بن زيادة عن عمران بن حصين قال تحدثنا عند رسول الله ذات ليلة حتى أكرينا الحديث ثم تراجعنا إلى البيوت فلما أصبحنا غدونا إلى النبي فقال عرضت علي الأنبياء الليلة بأتباعها من أممها فجعل النبي يمر ومعه الثلاثة من قومه والنبي معه العصابة من قومه والنبي معه النفر من قومه والنبي ليس معه من قومه أحد حتى أتى علي موسى بن عمران في كوكبة من بني إسرائيل فلما رأيتهم أعجبوني فقلت رب من هؤلاء قال هذا أخوك موسى بن عمران ومن تبعه من بني إسرائيل قلت رب فأين أمتي قيل أنظر عن يمينك فإذا الظراب ظراب مكة قد سد بوجوه الرجال فقلت رب من هؤلاء قيل لي أمتك فقيل لي هل رضيت فقلت رب رضيت رب رضيت فقيل انظر عن يسارك فإذا الأفق قد سد بوجوه الرجال قلت رب من هؤلاء قيل أمتك قال فقيل لي هل رضيت قال قلت رب رضيت رب رضيت ثم قيل لي إن مع هؤلاء سبعين ألفا يدخلون الجنة بغير حساب فأنشى عكاشة بن محصن رجل من بني أسد بن خزيمة فقال يا رسول الله ادع الله أن يجعلني منهم قال اللهم اجعله منهم ثم أنشى رجل آخر فقال يا نبي الله ادع الله أن يجعلني منهم فقال سبقك بها عكاشة ثم قال رسول الله فدا لكم أبي وأمي إن استطعتم أن تكونوا من السبعين فكونوا فإن عجزتم أو قصرتم فكونوا من أهل الظراب فإن عجزتم وقصرتم فكونوا من أهل الأفق فإني رأيت ثم ناسا يتهوشون كثيرا ثم قال نبي الله إني لأرجو أن يكون من تبعني من أمتي ربع أهل الجنة قال فكبرنا ثم قال إني لأرجو أن يكونوا الثلث قال فكبرنا ثم قال إني لأرجو أن تكونوا الشطر فكبرنا فتلا النبي {ثلة من الأولين وقليل من الآخرين} فتراجع المسلمون من هؤلاء لا نراهم إلا الذين ولدوا في الإسلام ولم يزالوا يعملون به حتى ماتوا عليه قال فنمى حديثهم إلى النبي قال (ليس كذا ولكنهم الذين لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون) قال البزار: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن عبد الله عن النبي إلا من هذا الوجه بهذا الإسناد. وقد قال ابن حجر عن حديث البزار: بسند صحيح.
والحديث بالشاهد منه وهو تلاوته للآية قد أخرجه الطحاوي في المشكل (358). وأخرجه الطبراني, وأخرجه ابن حبان (6431) والرواية التي عند الطحاوي فيها " وذكر لنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: إني لأرجو ... " وعند البزار وابن حبان والطبراني ليس فيه ذلك, بل الكلام كله متصل. وينتبه إلى أن في غير البزار {ثلة من الأولين وثلة من الآخرين}.
وأخرجه ابن جرير الطبري بإسنادين إلى قتادة بنحوه وفيه قراءته صلى الله عليه وسلم للآية.
وقيل هم الأولين من أمة محمد وهو قول ابن سيرين وروي عن الحسن البصري كذلك واختاره ابن كثير. وروي عن ابن عباس يرفعه: الثلتان جميعا من أمتي. أخرجه ابن عدي وفيه أبان بن أبي عياش وهو متروك. قال الحافظ في تخريج الكشاف: " أبان بن أبي عياش متروك. ورواه إسحق والطبراني من حديث أبي بكرة مرفوعا وموقوفا والموقوف أولى بالصواب وعلي بن زيد ضعيف". وقد اختار هذا القول ابن كثير وضعف القول بأن الأولين من الأمم السابقة محتجا بأن هذه الأمة هي خير الأمم وبالتالي يبعد أن يكون المقربون في غيرها أكثر منها. ثم جوز احتمالا آخر وهو كون السابقين هنا هم السابقين من كل أمة من صدرها, حيث قال: " ولا شك أن أول كل أمة خير من آخرها, فيحتمل أن تعم الآية جميع الأمم كل أمة بحسبها " انتهى, وهذا قول جيد إذ يتوافق مع عموم الخطاب في الآيات, ولكن يشكل عليه الحديث الذي قدمناه وهو فصل في المسألة إن استقام الاحتجاج به من حيث ثبوت تلاوة النبي صلى الله عليه وسلم للآيات فيه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/450)
فالحديث المشار إليه الذي عند البزار وابن حبان والطحاوي يبين بوضوح أن المقصود بهم الأولون من الأمم السابقة, وقد صححه ابن حبان وصحح إسناده ابن حجر وقال شعيب عن إسناد ابن حبان: إسناده صحيح, رجاله ثقات رجال الشيخين, غير العلاء بن زياد متابع الحسن البصري .. وهو ثقة. وقال عن إسناد الطحاوي: إسناده صحيح, رجاله رجال الشيخين.
ومما يؤيد هذا القول: حديث أبي هريرة مرفوعا: " نحن الآخرون السابقون " أخرجه البخاري ومسلم, لأن فيه إطلاق لفظ " الآخرون " على هذه الأمة بمجموعها. وفي بعض ألفاظ الحديث" أول من يدخل الجنة ".
قال الشوكاني: الثلة: الجماعة التي لا يحصرها عدد. قال الزجاج: معنى ثلة معنى فرقة, من ثللت الشيء: إذا قطعته. والمراد بالأولين: هم الأمم السابقة من لدن آدم إلى نبينا صلى الله عليه وسلم {وقليل من الآخرين} أي من هذه الأمة, وسموا قليلا بالنسبة إلى من كان قبلهم, وهم كثيرون لكثرة الأنبياء فيهم, وكثرة من أجابهم. قال الحسن: سابقوا من مضى أكثر من سابقينا. قال الزجاج: الذين عاينوا جميع الأنبياء وصدقوا بهم أكثر ممن عاين النبي صلى الله عليه وسلم.
قال الشيخ محمد الأمين الشنقيطي: " ظاهر القرآن في هذا المقام: أن الأولين في الموضعين من الأمم الماضية, والآخرين فيهما من هذه الأمة .. أما شمول الآيات لجميع الأمم فقد دل عليه أول السورة, لأن قوله: {إذا وقعت الواقعة} – إلى قوله – {فكانت هباء منبثا} لا شك أنه لا يخص أمة دون أمة, وأن الجميع مستوون في الأهوال والحساب والجزاء.
فدل ذلك على أن قوله: {وكنتم أزواجا ثلاثة} عام في جميع أهل المحشر, فظهر أن السابقين وأصحاب اليمين منهم من هو الأمم السابقة, ومنهم من هو من هذه الأمة.
وعلى هذا, فظاهر القرآن, أن السابقين من الأمم الماضية أكثر من السابقين من هذه الأمة, وأن أصحاب اليمين من الأمم السابقة ليست أكثر من أصحاب اليمين من هذه الأمة, لأنه عبر في السابقين من هذه الأمة بقوله: {وقليل من الآخرين} وعبر عن أصحاب اليمين من هذه الأمة {وثلة من الآخرين}
ولا غرابة في هذا, لأن الأمم الماضية أمم كثيرة. وفيها أنبياء كثيرة ورسل, فلا مانع من أن يجتمع من سابقيها من لدن آدم إلى محمد صلى الله عليه وسلم أكثر من سابقي هذه الأمة وحدها.
أما أصحاب اليمين من هذه الأمة فيحتمل أن يكونوا أكثر من أصحاب جميع الأمم, لأن الثلة تتناول العدد الكثير, وقد يكون أحد العددين أكثر من الآخر, مع أن كلاهما كثير.
ولهذا تعلم أن ما دل عليه ظاهر القرآن واختاره ابن جرير, لا ينافي ما جاء من أن نصف أهل الجنة من هذه الأمة .. " أضواء البيان 5/ 235.
قال ابن الجوزي في زاد المسير: " الذين عاينوا الأنبياء أجمعين وصدقوا بهم أكثر ممن عاين نبينا وصدق به " زاد المسير 7/ 279.
قال ابن عاشور: " فالظاهر أن {الأولين} هنا مراد بهم الأمم السابقة قبل الإسلام بناء على ما تقدم من أن الخطاب في قوله {وكنتم أزواجا ثلاثة} خطاب لجميع الناس بعنوان أنهم ناس, لأن المنقرضين الذين يتقدمون من أمة أو قبيلة أو أهل نحلة يدعون بالأولين كما قال الفرزدق: ومهلهل الشعراء ذاك الأول, وقال تعالى {أو آباؤنا الأولون} الذين هم يخلفونهم ويكونون موجودين, أو في تقدير الموجودين يدعون الآخرين. وقد وصف أهل الإسلام بالآخرين في حديث فضل الجمعة " نحن الآخرون السابقون يوم القيامة بيد أنهم أوتوا الكتاب من قبلنا " الحديث .. فلا جرم أن المراد ب {الأولين} الأمم الأولى كلها, وكان معظم تلك الأمم أهل عناد وكفر ولم يكن المؤمنون فيهم إلا قليلا كما تنبئ به آيات كثيرة من القرآن. ووصف المؤمنين من بعض الأمم عند أقوامهم بالمستضعفين, وبالأرذلين, وبالأقلين. ولا جرم أن المراد بالآخرين الأمة الأخيرة وهم المسلمون.
فالسابقون طائفتان طائفة من الأمم الماضين ومجموع عددها في ماضي القرون كثير مثل أصحاب موسى عليه السلام الذين رافقوه في التيه, ومثل أصحاب أنبياء بني إسرائيل, ومثل الحواريين .. " تفسير التحرير والتنوير 27/ 290 - 291.
ثانيا: قوله تعالى: {وكأين من نبي قاتل معه ربيون كثير فما وهنوا لما أصابهم في سبيل الله وما ضعفوا ولا استكانوا والله يحب الصابرين}.
وقد قال صلى الله عليه وسلم: " إن من كان قبلكم كان أحدهم يوضع المنشار على مفرق رأسه فيخلص إلى قدميه لا يصرفه ذلك عن دينه ... " أخرجه البخاري وغيره.
وقد أخرج مسلم: عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (ما من نبي بعثه الله في أمة قبلي, إلا كان له من أمته حواريون وأصحاب. يأخذون بسنته ويقتدون بأمره .. )
الوجه السادس: مخالفة أصله الفاسد لأحاديث مكاثرة النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الأمة الأمم.
وذلك لحديث: " تزوجوا الودود الودود الولود, فإني مكاثر بكم الأمم يوم القيامة ".
روي من حديث معقل بن يسار وأخرجه أبو داود (2050) والنسائي (3227) وصححه الحاكم ووافقه الذهبي كما ذكر الألباني في تخريجه له في آداب الزفاف ص 133.
وحديث " إن لكل نبي حوض وأنهم يتباهون أيهم أكثر واردة, وأني أرجو الله أن أكون أكثرهم واردة " أخرجه الترمذي 2443.
وحديث " إن لكل نبي حوض " فيه كلام, ولكن أورد الألباني له طرق أخرى وقال: إن الحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح. ونقل عن ابن كثير قوله: وقد أفتى شيخنا المزي بصحته من هذه الطرق.
وفي بعض طرق الحديث: " ألا وإنهم يتباهون أيهم أكثر تبعا "
فأي معنى للمكاثرة يحصل إن كان مسلمي الأمم السابقة قليلون جدا كما يزعم صاحب الشبهة
الخاتمة:
يتبين بما سبق أن الأمم السابقة هي أكثر بكثير من هذه الأمة, وأن الثلث الباقي من أهل الجنة هم من أتباع الرسل المسلمين وهم كثر, وبهذا يتم الرد على هذه الشبهة المقيتة, نسأل الله أن يهدينا إلى الاشتغال بما ينفعنا وترك اتباع الشبهات والتمسك بالمحكمات, وأن يجعلنا من السابقين في الجنات, وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أبو فاطمة الحسني
الخامس والعشرين من شعبان – 1427 من الهجرة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/451)
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[20 - 09 - 06, 08:38 ص]ـ
أتمنى من الأخوة المشاركة بأوجه أخرى للرد على هذه الشبهة التي تأتي في وقت ينتشر فيه التشكيك بالمعلوم من الدين بالضرورة وتوجه فيه السهام لأصول الإسلام ولا حول ولا قوة إلا بالله
ـ[أبو شهيد]ــــــــ[22 - 07 - 07, 03:14 م]ـ
الله يجزيك الخير
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[24 - 07 - 07, 10:53 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، إجابتكم مسددة موفقة.
ويمكن أن يضاف إلى ما ذكرتم من الأوجه ما يلي:
1) ممن يدخل الجنة من غير أمة محمد صلى الله عليه وسلم من أدركته الرسالات وهو هرم أو مجنون وأهل الفترات التي بين الرسل الذين يمتحنون وينجون، وهؤلاء عدد كبير، وقد يكونون محسوبين في الثلث الذي ليس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
2) ممن في الجنة أيضا خلق ينشئهم الله تعالى بعد أن يدخل المؤمنون الجنة ويرثوا منازل الكافرين ويفضل في الجنة فضل، وقد يكونون أيضاً محسوبين في الثلث الذي ليس من أمة محمد صلى الله عليه وسلم.
ـ[أبو فاطمة الحسني]ــــــــ[11 - 09 - 07, 03:53 م]ـ
جزاك الله خيرا أبا خالد, إضافتك قيمة ولا سيما الوجه الثاني الذي ذكرته ..
شكر الله لك ..
ـ[ابو منصور السلفي]ــــــــ[27 - 08 - 10, 11:14 م]ـ
المسلمون الآن مليار وثلث
هكذا قال الاخ أبو فاطمة الحسني وفقه الله لكل خير
وأحد المواقع تقول بلغ عدد المسلمين في عام 2009 ( http://www.ahlalhdeeth.com/wiki/2009) 1.57 مليار
وهذا الرقم يضم تحته الكثير من الفرق التي لا تعرف من الاسلام سوى اسمه.
لذا لا تبنى الحسابات على هذا الرقم
وجزاكم الله خير
ـ[رعد السلفي]ــــــــ[28 - 08 - 10, 06:04 م]ـ
اخوي بارك الله فيك الجنه ليست مكانا يدخل اليه من يشاء من البشر! الله سبحانه وتعالى ربنا ورب كل شيء هو من يأذن بدخول الجنة ,
الكافرون لا سبيل لهم الى الجنة نهائيا ,, وما بين مصراعي الجنة مسيرة 40 عام وياتي عليه يوم وهو كظيظ من الزحام!(67/452)
طلب مساعدة - مهم جدا وعاجل
ـ[عبق الجنان]ــــــــ[18 - 09 - 06, 07:31 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الاخوة والاخوات اعضاء الملتقى الكرام:
أرجو من سيادتكم التكرم عليّ ومساعدتي في عمل هذين البحثين:
1 - الغنيمة واثر الضروروة فيها
2 - تعارض مراتب المقاصد
باسرع وقت ممكن وارجو ارشادي الى المصادر التي ارجع اليها
وجزاكم الله خيرا(67/453)
وحدة الوجود
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[18 - 09 - 06, 07:39 م]ـ
وحدة الوجود
التعريف:
وحدة الوجود مذهب فلسفي لا ديني يقول بأن الله والطبيعة حقيقة واحدة، وأن الله هو الوجود الحق، ويعتبرونه - تعالى عما يقولون علواً كبيراً - صورة هذا العالم المخلوق، أما مجموع المظاهر المادية فهي تعلن عن وجود الله دون أن يكون لها وجود قائم بذاته.
- ونحن نوضح هذا المذهب لأن آثاره وبعض أفكاره لا زالت مبثوثة في فكر أكثر أهل الطرق الصوفية المنتشرة في العالم العربي والإسلامي، وفي أناشيدهم وأذكارهم وأفكارهم.
- والمذهب كما سنرى موجود في الفكر النصراني واليهودي أيضاً، وقد تأثر المنادون بهذا الفكر من أمثال: ابن عربي، وابن الفارض وابن سبعين والتلمساني بالفلسفة الأفلاطونية المحدثة، وبالعناصر التي أدخلها إخوان الصفا من إغريقية ونصرانية وفارسية الأصل ومنها المذهب المانوي ولمذهب الرزاردشتي وفلسفة فيلون اليهودي وفلسفة الرواقيين.
التأسيس وابرز الشخصيات وأهم آرائهم:
· إن فكرة وحدة الوجود قديمة جداً، فقد كانت قائمة بشكل جزئي عند اليونانيين القدماء، وهي كذلك في الهندوسية الهندية. وانتقلت الفكرة إلى بعض الغلاة من متصوفة المسلمين من أبرزهم: محي الدين ابن عربي وابن الفارض وابن سبعين والتلمساني. ثم انتشرت في الغرب الأوروبي على يد رونو النصراني وسبينوزا اليهودي.
ومن أبرز الشخصيات وأفكارهم:
· ابن عربي 560هـ –638:
- هو محي الدين محمد بن علي بن عبد الله العربي، الحاتمي، الطائي، الأندلسي وينتهي نسبه إلى حاتم الطائي، أحد مشاهير الصوفية، وعرف بالشيخ الأكبر ولد في مرسية سنة 560هـ وانتقل إلى أشبيلية حيث بدأ دراسته التقليدية بها ثم عمل في شبابه كاتباً لعدد من حكام الولايات.
- في سن مبكرة وبعد مرض ألم به كان التحول الكبير في حياته، حيث انقلب بعد ذلك زاهداً سائحاً منقطعاً للعبادة والخلوة، ثم قضى بعد ذلك حوالي عشر سنين في مدن الأندلس المختلفة وشمالي إفريقية بصحبة عدد من شيوخ الصوفية.
- في الثلاثين من عمره انتقل إلى تونس ثم ذهب إلى فارس حيث كتب كتابه المسمى: الإسراء إلى مقام الأسرى ثم عاد إلى تونس، ثم سافر شرقاً إلى القاهرة والقدس واتجه جنوباً إلى مكة حاجاً، ولزم البيت الحرام لعدد من السنين، وألف في تلك الفترة كتابه تاج الرسائل، وروح القدس ثم بدأ سنة 598هـ بكتابة مؤلفه الضخم الفتوحات المكية.
- في السنين التالية نجد أن ابن عربي ينتقل بين بلاد الأناضول وسورية والقدس والقاهرة ومكة،ثم ترك بلاد الأناضول ليستقر في دمشق.وقد وجد ملاذاً لدى عائلة ابن الزكي وأفراد من الأسرة الأيوبية الحاكمة بعد أن وجه إليه الفقهاء سهام النقد والتجريح،بل التكفير والزندقة. وفي تلك الفترة ألف كتابه فصوص الحكم وأكمل كتابه الفتوحات المكية وتوفي ابن عربي في دار القاضي ابن الزكي سنة 638هـ ودفن بمقبرة العائلة على سفح جبل قسيون.
· مذهبه في وحدة الوجود:
يتلخص مذهب ابن عربي في وحدة الوجود في إنكاره لعالم الظاهر ولا يعترف بالوجود الحقيقي إلا لله، فالخلق هم ظل للوجود الحق فلا موجود إلا الله فهو الوجود الحق.
- فابن عربي يقرر أنه ليس ثمة فرق بين ما هو خالق وما هو مخلوق ومن أقواله التي تدل على ذلك: " سبحان من أظهر الأشياء وهو عنيها ".
- ويقول مبيناً وحدة الوجود وأن الله يحوي في ذاته كل المخلوقات:
ياخالق الأشياء في نفسه أنت لما تخلق جامع
تخلق ما لا ينتهي كونه فيك فأنت الضيق الواسع
- ويقول أيضاً:
فالحق خلق بهذا الوجه فاعتبروا وليس خلقاً بذالك الوجه فاذكروا
جمع وفرق فإن العين واحدة وهي الكثيرة لا تبقي ولا تذر
وبناء على هذا التصور فليس ثمة خلق ولا موجود من عدم بل مجرد فيض وتجلي وما دام الأمر كذلك فلا مجال للحديث عن علة أو غاية، وإنما يسير العالم وفق ضرورة مطلقة ويخضع لحتمية وجبرية صارمة.
وهذا العالم لا يتكلم فيه عن خير وشر ولا عن قضاء وقدر ولا عن حرية أو إرادة ثم لا حساب ولا مسؤولية وثواب ولا عقاب، بل الجميع في نعيم مقيم والفرق بين الجنة والنار إنما هو في المرتبة فقط لا في النوع.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/454)
وقد ذهب ابن عربي إلى تحريف آيات القرآن لتوافق مذهبه ومعتقده، فالعذاب عنده من العذوبة والريح التي دمرت عاد هي الراحة لأنها أراحتهم من أجسامهم المظلمة، وفي هذه الريح عذاب وهو من العذوبة:
- ومما يؤكد على قوله بالجبيرة الذي هو من نتائج مذهبه الفاسد:
الحكم حكم الجبر والاضطرار ما ثم حكم يقتضي الاختيار
إلا الذي يعزى إلينا ففي ظاهره بأنه عن خيار
لو فكر الناظر فيه رأى بأنه المختار عن اضطرار
- وإذا كان قد ترتب على قول ابن عربي بوحدة الوجود قوله بالجبر ونفي الحساب والثواب والعقاب. فإنه ترتب على مذهبه أيضاَ قوله بوحدة الأديان. فقد أكد ابن عربي على أن من يعبد الله ومن يعبد الأحجار والأصنام كلهم سواء في الحقيقة ما عبدوا إلا الله إذ ليس ثمة فرق بين خالق ومخلوق.
يقول في ذلك:
لقد صار قلبي قابلاً كل صورة فمرعى الغزلان ودير لرهبان
وبيت لأوثان وكعبة طائف وألواح توراة ومصحف قرآن
- فمذهب وحدة الوجود الذي قال به ابن عربي يجعل الخالق والمخلوق وحدة واحدة سواء بسواء، وقد ترتب على هذا المذهب نتائج باطلة قال بها ابن عربي وأكدها وهي قوله بالجبرية ونفيه الثواب والعقاب وكذا قوله بوحدة الأديان.
- وقد بالغ ابن عربي في القول بوحدة الوجود تلاميذ له أعجبوا بآرائه وعرضوا لذلك المذهب في أشعارهم وكتبهم من هؤلاء: ابن الفارض وابن سبعين والتلمساني.
· أما ابن الفارض فيؤكد مذهبه في وحدة الوجود في قصيدته المشهورة بالتائية:
لها صلاتي بالمقام أقيمها وأشهد أنها لي صلت
كلانا مصل عابد ساجد إلى حقيقة الجمع في كل سجدة
وما كان لي صلى سواي فلم تكن صلاتي لغيري في أداء كل ركعة
وما زالت إياها وإياي لم تزل ولا فرق بل ذاتي لذاتي أحبت
فهو هنا يصرح بأنه يصلي لنفسه لأن نفسه هي الله. ويبين أنه ينشد ذلك الشعر لا في حال سكر الصوفية بل هو في حالة الصحو فيقول:
ففي الصحو بعد المحو لم أك غيرها وذاتي ذاتي إذا تحلت تجلت
- الصوفية معجبون بهذه القصيدة التائية ويسمون صاحبها ابن الفارض بسلطان العاشقين، على الرغم مما يوجد في تلك القصيدة من كفر صريح والعياذ بالله.
· وأما ابن سبعين فمن أقواله الدالة على متابعة ابن عربي في مذهب وحدة الوجود:
قوله: رب مالك، وعبد هالك، وأنتم ذلك الله فقط، والكثرة وهم.
وهنا يؤكد ابن سبعين أن هذه الموجودات ليس له وجد حقيقي فوجودها وهم وليس ثمة فرق بين الخلق وبين الحق، فالموجودات هي الله!!
· أما التلمساني وهو كما يقول الإمام ابن تيمية من أعظم هؤلاء كفراً، وهو أحذقهم في الكفر والزندقة. فهو لا يفرق بين الكائنات وخالقها، إنما الكائنات أجزاء منه، وأبعاض له بمنزلة أمواج البحر، وأجزاء البيت من البيت، ومن ذلك قوله:
البحر لا شك عندي في توحده وإن وأن تعدد بالأمواج والزبد
فلا يغرنك ما شاهدت من صور فالواحد الرب ساوي العين في العدد
- ويقول أيضاَ:
فما البحر إلا الموج لا شيء غيره وإن فرقته كثرة المتعدد
- ومن شعره أيضاَ:
أحن إليه وهو قلبي وهل يرى سواي أخو وجد يحن لقلبه؟
ويحجب طرفي عنه إذ هو ناظري وما بعده إلا لإفراط قربه
- فالوجود عند التلمساني واحد، وليس هناك فرق بين الخالق والمخلوق، بل كل المخلوقات إنما هي لله ذاته.
- وقد وجد لهذا المذهب الإلحادي صدى في بلاد الغرب بعد أن انتقل إليها على يد برونو الإيطالي وروج له اسبينوز اليهودي.
· جيور واتو برونو 1548 - 1611م وهو مفكر إيطالي، درس الفلسفة واللاهوت في أحد الأديرة الدينية، إلا أنه خرج على تعاليم الكنيسة فرمي بالزندقة، وفر من إيطاليا، وتنقل طريداً في البلدان الأوروبية وبعد عودته إلى إيطاليا وشي به إلى محاكم التفتيش فحكم عليه بالموت حرقاً.
· باروخ سبينوزا 1632 - 1677م. وهو فيلسوف هولندي يهودي، هاجر أبواه من البرتغال في فترة الاضطهاد الديني لليهود من قبل النصارى، ودرس الديانة اليهودية والفلسفة كما هي عند ابن ميمون الفيلسوف اليهودي الذي عاش في الأندلسي وعند ابن جبريل وهو أيضاَ فيلسوف يهودي عاش في الأندلس كذلك.
ومن أقول سبينوزا التي تؤكد على مذهبه في وحدة الوجود:
- ما في الوجود إلا الله، فالله هو الوجود الحق، ولا وجود معه يماثله لأنه لا يصح أن يكون ثم وجودان مختلفان متماثلان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/455)
- إن قوانين الطبيعة وأوامر الله الخالدة شيء واحد يعينه، وإن كل الأشياء تنشأ من طبيعة الله الخالدة.
- الله هو القانون الذي تسير وفقه ظواهر الوجود جميعاً بغير استثناء أو شذوذ.
- إن الطبيعة عالماً واحداً هو الطبيعة والله في آن واحد وليس في هذا العالم مكان لما فوق الطبيعة.
- ليس هناك فرق بين العقل كما يمثله الله وبين المادة كما تمثلها الطبيعة فهما شيء واحد.
· يقول الإمام ابن تيمية بعد أن ذكر كثيراً من أقوال أصحاب مذهب وحدة الوجود " يقولون: إن الوجود واحد، كما يقول ابن عربي - صاحب الفتوحات - وابن سبعين وابن الفارض والتلمساني وأمثالهم - عليهم من الله ما يستحقونه - فإنهم لا يجعلون للخالق سبحانه وجوداً مبايناً لوجود المخلوق. وهو جامع كل شر في العالم، ومبدأ ضلالهم من حيث لم يثبتوا للخالق وجوداً مبايناً لوجود المخلوق وهم يأخذون من كلام الفلاسفة شيئاً، ومن القول الفاسد من كلام المتصوفة والمتكلمين شيئاً ومن كلام القرامطة والباطنية شيئاً فيطوفون على أبواب المذاهب ويفوزون بأخس المطالب، ويثنون على ما يذكر من كلام التصوف المخلوط بالفلسفة " (جامع الرسائل 1 - ص 167).
· الجذور الفكرية والعقائدية:
- لقد قال بفكرة وحدة الوجود فلاسفة قدماء: مثل الفيلسوف اليوناني هيراقليطس فالله - سبحانه وتعالى - عنده نهار وليل وصيف وشتاء، ووفرة وقلة، جامد وسائل، فهو كالنار المعطرة تسمى باسم العطر الذي يفوح منها.
- وقال بذلك الهندوسية الهندية: إن الكون كله ليس إلا ظهوراً للوجود الحقيقي والروح الإنسانية جزء من الروح العليا وهي كالآلهة سرمدية غير مخلوقة.
- وفي القرن السابع الهجري قال ابن عربي بفكرة وحدة الوجود وقد سبق ذكر أقواله.
- وفي القرن السابع عشر الميلادي ظهرت مقولة وحدة الوجود لدى الفيلسوف اليهودي سبينوزا، الذي سبق ذكره، ويرجح أنه اطلع على آراء ابن عربي الأندلسي في وحدة الوجود عن طريق الفيلسوف اليهودي الأندلسي ابن ميمون.
وقد أعجب سبينوزا بأفكار برونو الإيطالي الذي مات حرقاً على يد محاكم التفتيش، وخاصة تلك الأفكار التي تتعلق بوحدة الوجود. ولقد قال أقوالاً اختلف فيها المفكرون، فمنهم من عدوه من أصحاب وحدة الوجود، والبعض نفى عنه هذه الصفة.
- وفي القرن التاسع عشر الميلادي نجد أن مقولة وحدة الوجود قد عادت تتردد على ألسنة بعض الشعراء الغربيين مثل بيرس شلى 1792 - 1822م فالله سبحانه وتعالى في رأيه - تعالى عما يقول: " هو هذه البسمة الجميلة على شفتي طفل جميل باسم، وهو هذه النسائم العليلة التي تنعشنا ساعة الأصيل، وهو هذه الإشراقة المتألقة بالنجم الهادي، في ظلمات الليل، وهو هذه الورد اليانعة تتفتح وكأنه ابتسامات شفاء جميلة إنه الجمال أينما وجد … ".
- وهكذا فإن لمذهب وحدة الوجود أنصار في أمكنة وأزمنة مختلفة.
· موقف الإسلام من المذهب:
الإسلام يؤمن بأن الله جل شأنه خالق الوجود منزه عن الاتحاد بمخلوقاته أو الحلول فيها. والكون شيء غير خالقه، ومن ثم فإن هذا المذهب يخالف الإسلام في إنكار وجود الله، والخروج على حدوده، ويخالفه في تأليه المخلوقات وجعل الخالق والمخلوق شيئاً واحداً، ويخالفه في إلغاء المسؤولية الفردية، والتكاليف الشرعية، والانسياق وراء الشهوات البهيمية، ويخالفه في إنكار الجزاء والمسؤولية والبعث والحساب.
- ويرى بعض الدعاة أن وحدة الوجود عنوان آخر للإلحاد في وجود الله وتعبير ملتو للقول بوجود المادة فقط وأن هذا المذهب تكئة لكل إباحي يلتمس السبيل إلى نيل شهواته تحت شعار من العقائد أو ملحد يريد أن يهدم الإسلام بتصيد الشهوات أو معطل يحاول التخلص من تكاليف الكتاب والسنة.
يتضح مما سبق:
أن هذا المذهب الفلسفي هو مذهب لا ديني، جوهره نفي الذات الإلهية، حيث يوحد في الطبيعة بين الله تعالى وبين الطبيعة، على نحو ما ذهب إليه الهندوس أخذاً من فكرة يونانية قديمة، وانتقل إلى بعض الغلاة المتصوفة كابن عربي وغيره، وكل هذا مخالف لعقيدة التوحيد في الإسلام، فالله سبحانه وتعالى منزه عن الاتحاد بمخلوقاته أو الحلول فيها.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 05:55 م]ـ
بارك الله فيك وجزاك كل خير
وجعل الله ذلك في صحيفتك يوم القيامة(67/456)
حركة تحرير المرأة
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[18 - 09 - 06, 07:56 م]ـ
حركة تحرير المرأة
التعريف:
حركة تحرير المرأة. حركة علمانية،نشأت في مصر في بادئ الأمر، ثم انتشرت في أرجاء البلاد العربية والإسلامية. تدعوا إلى تحرير المرأة من الآداب الإسلامية والأحكام الشرعية الخاصة بها مثل الحجاب، وتقييد الطلاق، ومنع تعدد الزوجات والمساواة في الميراث وتقليد المرأة الغربية في كل أمر … ونشرت دعوتها من خلال الجمعيات والاتحادات النسائية في العالم الغربي.
التأسيس وأبرز الشخصيات:
· قبل أن تتبلور الحركة بشكل دعوة منظمة لتحرير المرأة ضمن جمعية تسمى الاتحاد النسائي .. كان هناك تأسيس نظري فكري لها .. ظهر من خلال كتب ثلاث ومجلة صدرت في مصر.
- كتاب المرأة في الشرق تأليف مرقص فهمي المحامي، نصراني الديانة، دعا فيه إلى القضاء على الحجاب وإباحة الاختلاط وتقييد الطلاق، ومنع الزواج بأكثر من واحدة، وإباحة الزواج بين النساء المسلمات والنصارى.
- كتاب تحرير المرأة تأليف قاسم أمين، نشره عام 1899م، بدعم من الشيخ محمد عبده وسعد زغلول، وأحمد لطفي السيد. زعم في أن حجاب المرأة السائد ليس من الإسلام، وقال إن الدعوة إلى السفور ليست خروجاً على الدين.
- كتاب: المرأة الجديدة تأليف قاسم أمين أيضاً - نشره عام 1900م يتضمن نفس أفكار الكتاب الأول ويستدل على أقواله وادعاءاته بآراء الغربيين.
- مجلة السفور، صدرت أثناء الحرب العالمية الأولى، من قبل أنصار سفور المرأة، وتركز على السفور و الاختلاط.
· سبق سفور المرأة المصرية، اشتراك النساء بقيادة هدى شعراوي (زوجة علي شعراوي) في ثورة سنة 1919م فقد دخلن غمار الثورة بأنفسهن، وبدأت حركتهن السياسية بالمظاهرة التي قمن بها في صباح يوم 20 مارس سنة 1919م.
· وأول مرحلة للسفور كانت عندما دعا سعد زغلول النساء اللواتي تحضرن خطبته أن يزحن النقاب عن وجوههن. وهو الذي نزع الحجاب عن وجه نور الهدى محمد سلطان التي اشتهرت باسم: هدى شعراوي مكونة الاتحاد النسائي المصري وذلك عند استقباله في الإسكندرية بعد عودته من المنفى. واتبعتها النساء فنزعن الحجاب بعد ذلك.
· تأسس الاتحاد النسائي في نيسان 1924م بعد عودة مؤسسته هدى شعراوي من مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي الذي عقد في روما عام 1922م .. ونادى بجميع المبادئ التي نادي بها من قبل مرقص فهمي المحامي وقاسم أمين.
· مهد هذا الاتحاد بعد عشرين عاماً لعقد مؤتمر الاتحاد النسائي العربي عام 1944م وقد حضرته مندوبات عن البلاد العربية. وقد رحبت بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية بانعقاد المؤتمر حتى أن حرم الرئيس الأمريكي روزفلت أبرقت مؤيدة للمؤتمر.
ومن أبرز شخصيات حركة تحرير المرأة.
· الشيخ محمد عبده - فقد نبتت أفكار كتاب تحرير المرأة في حديقة أفكار الشيخ محمد عبده. وتطابقت مع كثير من أفكار الشيخ التي عبر فيها عن حقوق المرأة وحديثه عنها في مقالات الوقائع المصرية وفي تفسيره لآيات أحكام النساء. (التفاصيل في كتاب المؤامرة على المرأة المسلمة د. السيد أحمد فرج ص 63 وما بعدها. دار الوفاء سنة 1985م كتاب عودة الحجاب الجزء الأول، د. محمد أحمد بن إسماعيل المقدم).
· سعد زغلول، زعيم حزب الوفد المصري، الذي أعان قاسم أمين على إظهار كتبه وتشجيعه في هذا المجال.
· لطفي السيد الذي أطلق عليه أستاذ الجيل وظل يروج لحركة تحرير المرأة على صفحات الجريدة لسان حال حزب الأمة المصري في عهده.
· صفية زغلول. زوجة سعد زغلول وابنة مصطفى فهمي باشا رئيس الوزراء في تلك الأيام وأشهر صديق للإنكليز عرفته مصر.
· هدى شعراوي ابنة محمد سلطان باشا الذي كان يرافق الاحتلال الإنكليزي في زحفه على العاصمة وزوجة علي شعراوي باشا أحد أعضاء حزب الأمة (حالياً الوفد) ومن أنصار السفور.
· سيزا نبراوي (واسمها الأصلي زينب محمد مراد)، وهي صديقة هدى شعراوي في المؤتمرات الدولية والداخلية. وهما أول من نزع الحجاب في مصر بعد عودتهما من الغرب إثر حضور مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي الذي عقد في روما 1923م.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/457)
· درية شفيق. من تلميذات لطفي السيد، رحلت وحدها إلى فرنسا لتحصل على الدكتوراه، ثم إلى إنكلترا، وصورتها وسائل الإعلام الغربية بأنها المرأة التي تدعوا إلى التحرر من أغلال الإسلام وتقاليده مثل: الحجاب والطلاق وتعدد الزوجات.
- لما عادة إلى مصر شكلت حزب (بنت النيل) في عام 1949م بدعم من السفارة الإنكليزية والسفارة الأمريكية .. وهذا ما ثبت عندما استقالت إحدى عضوات الحزب وكان هذا الدعم سبب استقالتها. وقد قادت درية شفيق المظاهرات، وأشهرها مظاهرة في عام 19 فبراير 1951م و 12 مارس 1954م بالتنسيق مع أجهزة عبد الناصر فقد أضربت النساء في نقابة الصحافيين عن الطعام حتى الموت إذا لم تستجب مطالبهن. وأجيبت مطالبهن ودخلت درية شفيق الانتخابات ولم تنجح. وانتهى دورها. وحضرت المؤتمرات الدولية النسائية للمطالبة بحقوق المرأة - على حد قولها -.
· سهير القلماوي: - تربت في الجامعة الأمريكية في مصر - وتخرجت من معهد الأمريكان - وتنقلت بين الجامعات الأمريكية والأوربية، ثم عادت للتدريس في الجامعة المصرية.
· أمينة السعيد: وهي من تلميذات طه حسين، الأديب المصري الذي دعا إلى تغريب مصر .. ترأست مجلة حواء. وقد هاجمت حجاب المرأة بجرأة - ومن أقوالها في عهد عبد الناصر: " كيف نخضع لفقهاء أربعة ولدوا في عصر الظلام ولدينا الميثاق؟ ". تقصد ميثاق عبد الناصر الذي يدعو فيه إلى الاشتراكية - وسخرت مجلة حواء للهجوم على الآداب الإسلامية .. وهي لا تزال تقوم بهذا الدور ..
· د. نوال السعداوي: زعيمة الاتحاد المصري حالياً.
الأفكار والمعتقدات:
نجمل أفكار ومعتقدات أنصار حركة تحرير المرأة فيما يلي:
· تحرير المرأة من كل الآداب والشرائع الإسلامية وذلك عن طريق:
- الدعوة إلى السفور والقضاء على الحجاب الإسلامي.
- الدعوة إلى اختلاط الرجال مع النساء في كل المجالات في المدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية، والأسواق.
- تقييد الطلاق، والاكتفاء بزوجة واحدة.
- المساواة في الميراث مع الرجل.
· الدعوة العلمانية الغربية أو اللادينية بحيث لا يتحكم الدين في مجال الحياة الاجتماعية خاصة.
· المطالبة بالحقوق الاجتماعية والسياسية.
· أوروبا والغرب عامة هم القدوة في كل الأمور التي تتعلق بالحياة الاجتماعية للمرأة: كالعمل، والحرية الجنسية، ومجالات الأنشطة الرياضية والثقافية.
الجذور الفكرية والعقائدية:
بعد تبلور حركة تحرير المرأة على شكل الاتحادات النسائية في البلاد العربية خاصة والدولية عامة، أصبحت اللادينية أو ما يسمونه (العلمانية) الغربية هي الأساس الفكري والعقدي لحركة تحرير المرأة. وهي موجهة وبشكل خاص في البلاد العربية والإسلامية إلى المرأة المسلمة؛ لإخراجها من دينها أولاً. ثم إفسادها خلقياً واجتماعياً .. وبفسادها، يفسد المجتمع الإسلامي وتنتهي موجة حماسة العزة الإسلامية التي تقف في وجه الغرب الصليبي وجميع أعداء الإسلام وبهذا الشكل يسهل السيطرة عليه.
ومن الأدلة على أن جذور حركة تحرير المرأة تمتد نحو العلمانية الغربية مايلي:
- في عام 1894م ظهر كتاب للكاتب الفرنسي الكونت داركور، حمل فيه على نساء مصر وهاجم الحجاب الإسلامي، وهاجم المثقفين على سكوتهم.
- في عام 1899م ألف أمين كتابه تحرير المرأة أبدا فيه آراء داركور.
- وفي نفس العام هاجم الزعيم الوطني المصري مصطفى كامل (زعيم الحزب الوطني) كتاب تحرير المرأة وربط أفكاره بالاستعمار الإنكليزي.
- ألف الاقتصادي المصري الشهير محمد طلعت حرب كتاب تربية المرأة والحجاب في الرد على قاسم أمين ومما قاله: " إن رفع الحجاب والاختلاط كلاهما أمنية تتمناها أوروبا ".
- ترجم الإنكليز - أثناء وجودهم في مصر - كتاب تحرير المرأة إلى الإنكليزية ونشروه في الهند والمستعمرات الإسلامية.
- الدكتورة (ريد) رئيسة الاتحاد النسائي الدولي التي حضرت بنفسها إلى مصر لتدرس عن كثب تطور الحركة النسائية.
- اغتباط الدوائر الغربية بحركة تحرير المرأة العربية وبنشاط الاتحاد النسائي في الشرق وتمثلت ببرقية حرم رئيس الولايات المتحدة الأمريكية للمؤتمر النسائي العربي عام 1944م.
- صلة حزب (بنت النيل) بالسفارة الإنكليزية والدعم المالي الذي يتلقاه منهما - كما رأينا عند حديثنا عن درية شفيق.
- ترحيب الصحف البريطانية بدرية شفيق زعيمة حزب (بنت النيل) وتصويرها بصورة الداعية الكبرى إلى تحرير المرأة المصرية من أغلال الإسلام وتقاليده.
- برقية جمعية (سان جيمس) الإنكليزية إلى زعيمة حزب بنت النيل تهنئها على اتجاهها الجديد في القيام بمظاهرات للمطالبة بحقوق المرأة.
- مشاركة الزعيمة نفسها في مؤتمر نسائي دولي في أثينا عام 1951م ظهر من قرارته التي وافقت عليها أنها تخدم الاستعمار أكثر من خدمتها لبلادها.
- إعلان (كاميلا يفي) الهندية أن الاتحاد النسائي الدولي واقع تحت زيادة الدول الغربية ولاستعمارية واستقالتها منه.
- إعلان الدكتورة نوال السعداوي رئيسة الاتحاد النسائي المصري عام 1987م أثناء المؤتمر أن الدول الغربية هي التي هيأت المال اللازم لعقد مؤتمر الاتحاد النسائي والدول العربية لم تساهم في ذلك.
هذه بعض الوقائع التي تدل دلالة لا ريب فيها على صلة حركة تحرير المرأة بالقوى الاستعمارية الغربية.
ويتضح مما سبق:
أن حركة تحرير المرأة هي حركة علمانية، نشأت في مصر، ومنها نشرت في أرجاء البلاد العربية والإسلامية، وهدفها هو قطع صلة المرأة بالآداب الإسلامية والأحكام الشرعية الخاصة بها كالحجاب، وتقييد الطلاق ومنع تعدد الزوجات والمساواة في الميراث وتقليد المرأة الغربية في كل شيء. ويعتبر كتاب المرأة في الشرق لمرقص فهمي المحامي، وتحرير المرأة والمرأة الجديدة لقاسم أمين من أهم الكتب التي تدعوا إلى السفور والخروج على الدين، وتمتد أهداف هذه الحركة لتصل إلى جعل العلمانية واللادينية أساس حركة المرأة والمجتمع.(67/458)
حكم استقدام خادمة غير مسلمة
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[18 - 09 - 06, 08:01 م]ـ
حكم استقدام خادمة غير مسلمة
السؤال
بعثت أطلب خادمة لإعانة زوجتي في المنزل، فأفادوا بالمراسلة أنه لا يوجد مسلمة في البلد الذي أريد الخادمة منه، فهل يجوز ان أستقدم خادمة غير مسلمة؟
الجواب
لا يجوز استقدام خادمة غير مسلمة، ولا خادم غير مسلم، ولا سائق غير مسلم، ولا عامل غير مسلم إلى الجزيرة العربية، لأن النبي - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - أمر بإخراج اليهود والنصارى منها، وأمر ألا يبقى فيها إلا مسلم، وأوصى عند وفاته عليه الصلاة والسلام بإخراج جميع المشركين من هذه الجزيرة.
ولأن في استقدام الكفرة من الرجال والنساء خطراً على المسلمين في عقائدهم، وأخلاقهم، وتربية أولادهم، فوجب منع ذلك طاعة لله سبحانه ولرسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -، وحسماً لمادة الشرك والفساد، والله ولي التوفيق.
(ابن باز).(67/459)
الدعوة إلى التوحيد
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[18 - 09 - 06, 08:11 م]ـ
الدعوة إلى التوحيد
الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضلّ له، ومن يضلل فلا هادي له، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له وأشهد أن محمدا عبده ورسوله أما بعد:
سبق الحديث في ما مضى عن فتنة الناس في القبور وذلك في مشارق الأرض ومغاربها، وما حصل بسبب ذلك من المنكرات العظيمة، والتي من أفظعها الشرك بالله، وصرف العبادة لغير الله سبحانه وتعالى، أضف إلى ذلك ما يحصل من المنكرات الأخلاقية نتيجة الاختلاط بين الذكور والإناث، ونحو ذلك من الأمور. وقد كان وقع المصيبة أخف مما هي عليه في واقع الحال، لو أن هذه المنكرات تحدث من عوام الناس، والمتفلتين من الدين والخلق، لكن ما جعل الواقع بهذه المرارة هو أن بعض المنتسبين إلى العلم الشرعي -ظلماً وبهتاناً- كانت لهم يد المشاركة في هذه القبائح الشركية، سواء كانت مشاركة فعلية أو مباركة حضورية -إن صح التعبير- أو سكوتاً على الباطل وعدم القيام بواجب الدعوة والنصح والتوجيه، مع علم الكثير منهم بفساد هذه الأحوال.
وهذا الموقف من هؤلاء حمل دهماء العامة والرعاع من الناس على المضي قدماً في مسيرتهم المنحرفة هذه، دون توقف لأنها -حسب تصورهم- مسيرة عبادة وقربة إلى الله ما دام أن شيخ الطريقة، أو العالم الفلاني شارك فيها أو باركها، ومن هنا تتضح المقالة المأثورة: (إذا زل العالِم؛ زل بزلته عالَم).
ومن هنا وجب التنبيه إلى خطورة أمثال هؤلاء العلماء الذين باعوا الدين بالدنيا، أو تقاعسوا في بيان الحق، أو داهنوا في دين الله، وليعلم كل من سلك هذا المسلك المشين أنه عرضة لسخط الله ومقته، وأن هذا المسلك هو مسلك أهل الكتاب الذين اشتروا بآيات الله ثمناً قليلاً، فذمهم الله، ومقتهم.
وفي المقابل فيجب على من آتاه العلم ممن يغار على دين الله أن يقوموا لله خير قيام، وألا يتركوا ساحة الدعوة خالية يعبث بها أمثال هؤلاء الذين لا ينظرون إلا إلى متاع الدنيا وحطامها، وربما باعوا دينهم وأنفسهم لشياطين الأنس والجن. ورضوا بأن يكونوا عبيد الدينار والدرهم، أو المناصب الدنوية الفانية.
فالساحة اليوم بحاجة ملحة، والعلماء الربانيون يقلون، وأهل الباطل يكثرون، وأنواع الفساد والشرور في ازدياد.
وعلى طلاب العلم اليوم مسؤولية عظيمة، ومهمتهم ليست باليسيرة، فالأمة، تقبع في هاوية سحيقة، وقد أصيبت في مقتلها، وفقدت مقومات النهوض إلا في حس أفراد معدودين.
وإن مما يؤسف له أن كثيراً من طلاب العلم، وأصحاب التوجيه العقدي السليم من شوائب الشرك والخرافة والبدع، لا يقدرون واقع الأمة الإسلامية، ولا يتصورون خطورة ما آلت إليه من الانحراف والبعد عن دين الله، كما أن كثيراً منهم -بل أكثرهم- لا يدرك الواجب المتحتم عليه في تخليص الناس من هذا الشر المستطير، ودعوتهم إلى الصراط المستقيم.
فلا بد لطلاب العلم أن يعوا واقع الحال، وعظم المسؤولية، وأن يتصدوا للقضية العظمى، والمهمة الكبرى، وهي إخراج الناس من ظلمات الشرك والخرافة والبدع والمحدثات الدخيلة إلى نور الإسلام وصفاء التوحيد، وألا يشغلوا أنفسهم أو غيرهم بأمور لا فائدة فيها، وربما أفسدت أكثر مما أصلحت، وخربت أكثر مما عمرت، كما يجب أن يكون الشباب المسلم على جانب كبير في فقه الدعوة، يبدأون فيه بهمات الدين وكبرى قضاياه، من توحيد الله تعالى، وتحذير من الشرك والكفر بصوره وأشكاله، وألوانه، ويثنون بواجبات الدين وأركانه العظام، من الصلاة، والزكاة والصيام والحج، وما يتعلق بها من الأحكام، والأعمال. مع التحذير من البدع، والخرافات، والانحرافات.
كما يجب أن يركز في هذا الجانب على قضايا بدأت في الزوال، والأفول من واقع المسلمين، ولم يبق منها إلا صبابة قليلة، مثل أخوة الدين، وما يترتب عليها من حقوق بين المسلمين من النصرة، والنصح، والإعانة، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وبذل الجود، وأن ذلك من الأمور المهمة في البناء، وقد أولاها الرسول صلى الله عليه وسلم من الاهتمام ما لا يخفى على أحد من طلاب العلم، ويكفي في ذلك تلك المؤآخاة التاريخية التي أبرمها بين المهاجرين والأنصار، حتى أصبحت مثلاً يحتذى على مدى العصور والأزمان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/460)
إن هذا الدين كل لا يتجزأ، فمن رام النهوض به، فلينهض به جميعاً، ولا يقتصر على جانب، ويغفل آخر، وإنما القضية في البداءة بالأهم، كما كان الرسول صلى الله عليه وسلم يفعل، وبغير هذا فكل إصلاح مهما عظم وبذل له من الأوقات والجهود والأموال فلن يؤتي ثماراً جيدة، وقد يجد البعض نفسه يدور في حلقة مفرغة، كلما أراد الخروج منها عاد من حيث بدأ، فينقضي العمر، ويذهب الزمن، دون حصول مأمول، ولا دفع مكروه.
على شباب الصحوة أن يضعوا نصب أعينهم مهمة عظيمة ألا وهي إعادة الأمة إلى سابق عهدها من الرفعة والعزة والقيام بما أوجب الله عليها من المسؤولية الكبيرة وهي إخراج الناس من الظلمات إلى النور، وكونها أمة وسطاً تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، وتؤمن بالله على حد قوله تعالى (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله).
يجب أن يعي الدعاة إلى الله تلك المقالة العظيمة التي أطلقها الإمام مالك -رحمه الله- إمام دار الهجرة عندما قال: (لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها).
إن صلاح أمتنا لن يكون بغير الإسلام، ومهما ابتغينا العزة بغيره أذلنا الله كما قال عمر 1 - رَضِيَ اللَّهُ عَنهُ - وقد ربط الله مصيرنا بهذا الدين، فلا قيام لنا، ولا قوة لنا، ولا بركة فينا إن تخلينا عنه كما قال الله تعالى (ولله العزة ولرسوله وللمؤمنين). وقال تعالى: {إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم}.
ويقول في جانب البركة والخيرات: {ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض}. والمقصود: أن علماء الإسلام، ودعاته، وطلاب العلم عليهم واجب عظيم في نصر الدين، ونشره بين الناس خاصتهم وعامتهم. وعلى العلماء خاصة أن يتقوا الله في علمهم، وأن يباشروا مهمة الدعوة بأنفسهم، وأن يوجهوا طلاب العلم، والدعاة ويبصروهم بما يصلحهم في أنفسهم، وبما يصلح دعوتهم ويكفل لها الاستمرار على هدي من كتاب الله وسنة رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ - بخطى ثابتة، وسيرة حميدة، وعلى طلاب العلم والدعاة أن يتقوا الله في أنفسهم وفي أهل العلم، وفي عامة الناس، وأن يسلكوا في دعوتهم جانب الرفق واللين، ومداراة الناس بما لا يترتب عليه مفسدة في الدين، كما يجب عليهم أن يسلكوا السبيل نفسه مع اخوانهم الدعاة الآخرين، وأن يحيوا النصيحة بينهم ملتزمين جانب الرفق واللين، مبتعدين عن التعنيف، والتبكيت. على حد قوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم َ -: {إن الرفق لا يكون في شيء إلا زانه ولا ينزع من شيء إلا شانه} أخرجه مسلم من حديث عائشة.
هذا والله المسؤول أن يصلح أحوال المسلمين، وأن يردهم إليه رداً جميلاً.
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 05:05 م]ـ
لابد الدعوة إلى التوحيد ..
وبارك الله فيك أخي الكريم.(67/461)
أفضل هدية للمعتمرين في رمضان!!!
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[18 - 09 - 06, 09:11 م]ـ
****أفضل هديَة للمعتمرين في رمضان****
كتاب فتح المجيد شرح كتاب التوحيد
للامام عبدالرحمن بن الشيخ حسن بن شيخ الاسلام محمد بن عبد الوهاب-رحمهم الله- مجلد فاخر لونين
السعر ((خمسة ريالات)) فقط.!!!
مكتبة نزار مصطفى الباز
مكة:5749022==5745044
الرياض:4240353
القاهرة:0122107253
((انشر لاحرمك الله الاجر)) وساهم في تعليم الناس التوحيد
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[19 - 09 - 06, 01:57 م]ـ
>>>>>>>>>>>>>
ـ[عبدالمصور السني]ــــــــ[09 - 10 - 06, 03:26 ص]ـ
للرفع(67/462)
كلام أشكل على للإمام ابن القيم رحمه الله تعالى ..
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[19 - 09 - 06, 12:05 ص]ـ
قال رحمه الله:
(فنقول اما المسألة الاولى وهي قول السائل قد اشتهر عندكم بان اهل الكتابين ما منعهم من الدخول في الاسلام الا الرياسة والمأكلة لا غير
(فنقول هذا) كلام جاهل بما عند المسلمين وبما عند الكفار، اما المسلمون فلم يقولوا انه لم يمنع اهل الكتاب من الدخول في الاسلام الا الرياسة والماكلة لا غير، وان قال هذا بعض عوامهم فلا يلزم جماعتهم، والممتنعون من الدخول في الاسلام من اهل الكتاب وغيرهم جزء يسير جداً بالاضافة الى الداخلين فيه منهم، بل اكثر الامم دخلوا في الاسلام طوعاً ورغبةً واختياراً لا كرهاً ولا اضطراراً، فان الله سبحانه وتعالى بعث محمداً صلى الله عليه وسلم رسولاً الى اهل الارض وهم خمسة أصناف قد طبقوا الارض: يهود، ونصارى، ومجوس، وصابئة، ومشركون.
وهذه الاصناف هي التي كانت قد استولت على الدنيا من مشارقها الى مغاربها.
فأما اليهود فاكثر ما كانوا باليمن وخيبر والمدينة وما حولها، وكانوا باطراف الشام مستذلين مع النصارى، وكان منهم بارض فارس فرقة مستذلة مع المجوس، كان منهم بارض العرب فرقة، واعز ما كانوا بالمدينة وخيبر، وكان الله سبحانه قد قطعهم في الأرض أمماً وسلبهم الملك والعز.
وأما النصارى فكانوا طبق الارض: فكانت الشام كلها نصارى، وارض المغرب كان الغالب عليهم النصارى، وكذلك ارض مصر والحبشة والنوبة والجزيرة والموصل وارض نجران وغيرها من البلاد.
واما المجوس فهم اهل مملكة فارس وما اتصل بها.
وأما الصابئة فاهل حران وكثير من بلاد الروم.
واما المشركون فجزيرة العرب جميعها وبلاد الهند وبلاد الترك وما جاورها، وأديان اهل الارض لا تخرج عن هذه الاديان الخمسة، ودين الحنفاء لا يعرف فيهم البتة.
وهذه الاديان الخمسة لها للشيطان كما قال ابن عباس رضي الله عنهما وغيره: الأديان ستة واحد للرحمن وخمسة للشيطان.
وهذه الاديان الستة مذكورة في آية الفصل في قوله تعالى: إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئين والنصارى والمجوس والذين أشركوا إن الله يفصل بينهم يوم القيامة إن الله على كل شيء شهيد.
فلما بعث الله رسوله صلى الله عليه وسلم استجاب له ولخلفائه بعده اكثر اهل الاديان طوعاً واختياراً، ولم يكره احداً قط على الدين، وانما كان يقاتل من يحاربه ويقاتله، واما من سالمه وهادنه فلم يقاتله ولم يكرهه على الدخول في دينه امتثالاً لامر ربه سبحانه حيث يقول: لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي وهذا نفي في معنى النهي، أي لا تكرهوا احداً على الدين، نزلت هذه الآية في رجال من الصحابة كان لهم أولاد قد تهودوا وتنصروا قبل الاسلام فلما جاء الاسلام أسلم الآباء وأرادوا إكراه الأولاد على الدين، فنهاهم الله سبحانه عن ذلك حتى يكونوا هم الذين يختارون الدخول في الإسلام.
والصحيح أن الآية على عمومها في حق كل كافر، وهذا ظاهر على قول من يجوز اخذ الجزية من جميع الكفار، فلا يكرهون على الدخول في الدين، بل اما ان يدخلوا في الدين واما ان يعطوا الجزية كما يقوله اهل العراق وأهل المدينة، وان استثنى هؤلاء بعض عبدة الأوثان.
ومن تأمل سيرة النبي صلى الله عليه وسلم تبين له انه لم يكره أحداً على دينه قط وانه انما قاتل من قاتله واما من هادنه فلم يقاتله مادام مقيما على هدنته لم ينقض عهد، بل امره الله تعالى ان يفي لهم بعهدهم ما استقاموا له كما قال تعالى: فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم.
ولما قدم المدينة صالح اليهود واقرهم على دينهم، فلما حاربوه ونقضوا عهده وبدؤوه بالقتال قاتلهم، فمن على بعضهم، وأجلى بعضهم، وقبل بعضهم.
وكذلك لما هادن قريشا عشر سنين لم يبدأهم بقتال حتى بدأوا هم بقتاله ونقضوا عهده، فعند ذلك غزاهم في ديارهم، وكانوا هم يغزونه قبل ذلك كما قصدوه يوم أحد ويوم الخندق، ويوم بدر ايضاً هم جاءوا لقتاله ولو انصرفوا عنه لم يقاتلهم.
والمقصود: انه صلى الله عليه وسلم لم يكره احداً على الدخول في دينه البتة، وانما دخل الناس في دينه اختياراً وطوعاً فاكثر اهل الارض دخلوا في دعوته لما تبين لهم الهدى وانه رسول الله حقاً فهؤلاء اهل اليمن كانوا لى دين اليهودية أو اكثرهم كما قال النبي لمعاذ لما بعثه الى اليمن: انك ستأتي قوما أهل كتاب فليكن اول ما تدعوهم اليه شهادة ان لا اله الا الله.
ثم دخلوا في الاسلام من غير رغبة ولا رهبة، وكذلك من اسلم من يهود المدينة وهم جماعة كثيرون غير عبد الله بن سلام مذكورون في كتب السير والمغازي لم يسلموا رغبة في الدنيا ولا رهبة من السيف بل اسلموا في حال حاجة المسلمين وكثرة اعدائهم ومحاربة اهل الارض لهم من غير سوط ولا نوط، بل تحملوا معاداة اقربائهم وحرمانهم نفعهم بالمال والبدن مع ضعف شوكة المسلمين وقلة ذات ايديهم.
فكان احدهم يعادي اباه وأمه وأهل بيته وعشيرته، ويخرج من الدنيا رغبة في الاسلام لا لرياسة ولا مال، بل ينخلع من الرياسة والمال ويتحمل أذى الكفار من ضربهم وشتمهم وصنوف أذاهم ولا يصرفه ذلك عن دينه فان كان كثير من الأحبار والرهبان والقسيسين ومن ذكره هذا السائل قد اختاروا الكفر فقد اسلم جمهور اهل الارض من فرق الكفار ولم يبق الا الاقل بالنسبة الى من اسلم، فهؤلاء نصارى الشام كانوا ملئ الشام ثم صاروا مسلمين الا النادر، فصاروا في المسلمين كالشعرة السوداء في الثور الابيض وكذلك المجوس كانت امة لا يحصى عددهم الا الله فاطبقوا على الاسلام لم يتخلف منهم الا النادر، وصارت بلادهم بلاد اسلام، وصار من لم يسلم منهم تحت الجزية والذلة، وكذلك اليهود اسم اكثرهم ولم يبق منهم الا شرذمة قليلة مقطعة في البلاد.) أهز
من كتاب هداية الحيارى للإمام رحمه الله ..
و وجه الإشكال , أن جهاد الطلب لم يذكر فى كلام الإمام المنقول , و الذى فتح به الصحابة البلدان فى مشارق الأرض و مغاربها ..
هل من مفيد بارك الله فيكم و أعزكم؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/463)
ـ[المقرئ]ــــــــ[19 - 09 - 06, 09:30 ص]ـ
بارك الله فيكم
سبق بحث الموضوع وشرح مثل هذا الكلام عن ابن القيم وابن تيمية والرد على من فهم منه إلغاء جهاد الطلب من كلام الشيخين، ومالذي يقصدانه في هذا الكلام فلعلك تبحث عنه ونسيت عنوانه
وخلص البحث بما لا شك فيه أن مقصود ابن القيم وشيخه هو في المقاتلة ومن الذي يقتل لا في أصل القتال والجهاد
المقرئ
ـ[خطاب القاهرى]ــــــــ[19 - 09 - 06, 01:36 م]ـ
جزاك الله خيرا شيخنا المقرىء ..
و لو أتحفنا المشايخ بمزيد تفصيل , أو بإحالة على موضع المباحثة , أكون شاكرا ..(67/464)
رجل يسأل ... ؟ قطعت ساقه كيف يتطهر ... ويمسح أرجوا إسعافه؟!
ـ[أحمد اليوسف]ــــــــ[19 - 09 - 06, 01:11 ص]ـ
يقول قطعت ساقي حتى الركبة ثم وضعت رجل كامله مع الساق صناعية
السؤال هل أمسح على الرجل الصناعية أم على الركبة أم عدم المسح مطلقاً
أرجوا الجواب مستطعتم مع الدليل؟؟
جزاكم الله خيرا.
ـ[عبد الرحمن السديس]ــــــــ[19 - 09 - 06, 01:15 ص]ـ
ذهب العضو فذهب حكمه ولا يمسح شيئا.(67/465)
نسأل الله الثبات:: رجل مرض فعرض له الشيطان ودعاه الى الكفر ثم عاش الرجل بعد ذلك
ـ[خالد العمري]ــــــــ[19 - 09 - 06, 02:40 ص]ـ
من موقع الشيخ محمد الحسن ولد الددو
http://www.dedew.net/text/fw_view.php?linkid=193
يذكر أن الشياطين تحضر الميت عند موته و تتمثل له في صورة أبويه فهل ذالك حق؟
النبي صلى الله عليه وسلم أمرنا أن نستعيذ بالله من فتنة المحيا و الممات فقال: فاستعذ بالله من أربع قل اللهم إني أعوذ بك من عذاب القبر و من فتنة القبر و من فتنة المسيح الدجال و من فتنة المحيا و الممات فهذه الأربع يستعاذ بالله منها و في الرواية الأخرى اللهم إني أعوذ بك من عذاب جهنم و أعوذ بك من عذاب القبر و أعوذ بك من فتنة المسيح الدجال و أعوذ بك من فتنة المحيا و الممات هذه الأربعة يستعاذ بالله منها و منها فتنة المحيا و فتنة الممات ففتنة المحيا ما يعرض للإنسان في حياته من السراء و الضراء فالسراء تطغيه و الضراء تنسيه (إن الإنسان ليطغى أن رآه استغنى) هل تنتظرون إلا غنى مطغيا أو فقرا منسيا و فتنة الممات هي الفتنة عند الموت و قد جاء فيها عدد من الأحاديث أن المحتضر الذي يفتن يعرض له الفتان فيقول: له مت على دين اليهودية مت على دين النصرانية و قد أخبرني أحد كبار العلماء في هذه البلاد أو سمعت منه ذالك و هو العلامة محمد عال و لد نعمة رحمة الله عليه أنه و قع مرة فمكث على جنبه فترة طويلة و أيقن على الموت حتى عرض له الفتان فكان يقول له مت على دين اليهودية مت على دين النصرانية و هو يكذبه و يجزره و برئ من ذالك المرض و عاش بعده فالفتان أيضا لا يعلم الغيب و تعرض الفتنة و قد تكون هذه الفتنة تظهر لبعض الناس إقامة للحجة على الناس و بيان لبعض الأمور التي هي غيبية فيكشفها الله لبعض خواصه من خلقه لزيادة الإيمان و لذالك حصل لعبد الله بن جحش رضي الله عنه أن أخته حمنة لما مرض كانت تناديه فتقول واجبلاه واطوداه فلما أفاق قال: ما قلت شيئا إلا قيل لي أهكذا كنت فلما قتل يوم أحد لم تبك عليه و كذالك فهذا النوع من الفتنة عند الموت عرض لأحمد بن حنبل رحمه الله تعالى فقد صح عن ابنه صالح أنه قال: حضرت أبا عبد الله عند موته فإذا هو يقول لا بعد لا بعد فقلت يا أبتي ما ذا تقول قال إن عدو الله عرض لي و هو يقول فتني يا أحمد و أنا أقول لا بعد حتى أموت على الإيمان عدو الله الشيطان عرض له و يقول فتني يا أحمد يريد أن يدخل عليه العجب في آخر ساعة من حياته.(67/466)
من أدرك أول اليوم في بلد ثم سافر الى السعودية بحيث تنقص 3 ساعات من ذلك اليوم من رمضان
ـ[أبو مجاهد المغربي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 04:02 ص]ـ
السلام عليكم
من قرر الصوم أثناء السفر من بلده الى بلد آخر بحيث يختلف طول اليوم الذي يصومه إما زيادة أو نقصنا
مثلا أنا مسافر من المغرب الى السعودية و الفرق بين البلدين 3 ساعات.
فعند سفري في نهار رمضان إذا تسحرت في بلدي و سأفطر مع أهل السعودية أكون قد صمت أقل من البلدين بثلاث ساعات فهل صومي في ذلك اليوم يكون صحيحا؟
و كذلك إذا كان العكس؟
و السلام عليكم
ـ[أبو مجاهد المغربي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 05:56 م]ـ
للرفع
ـ[كريم أبو أمامة]ــــــــ[03 - 10 - 06, 01:49 م]ـ
للرفع
رفع الله قدركم ...
ـ[أبو خالد السلمي]ــــــــ[03 - 10 - 06, 03:02 م]ـ
لا يضر طول اليوم أو قصره عن البلدين أو أحدهما، فقبل سفره لا يمسك عن الطعام حتى يدخل فجر البلد التي هو فيها، فإذا سافر وصار موجودا في بلد آخر فإنه يفطر مع أهلها عند غروب شمسها. وبالله التوفيق.
ـ[أبو عبد الرحمن الأسكندراني]ــــــــ[16 - 04 - 07, 07:17 ص]ـ
إذا تحدث شيخنا وليد فلا مجال لنا للحديث(67/467)
من يحل هذه المسأله المعقده ضروري جدا
ـ[ابو بكر المرعى]ــــــــ[19 - 09 - 06, 06:46 ص]ـ
السلام عليكم
رجل ذهب الى رجل تاجر فقال له اريد ان اتسلف منك عشره الاف دينار فأعطاه ذلك التاجر وقال الذى اخذ المال من التاجر له عندما استلم ماله من التاجر خذا هذا المال وشغله لى وبعد فتره اتاه التاجر وقال خذ مالك الذى عملت لك به اذا هو ضاعف ربحه فأعاد المال الذى اخذ من هذا التاجر واخذ الربح الذى عمل به التاجر فهل هذا يجوز شرعا وما الدليل
وجزاكم الله خير(67/468)
عقيدة أم تاريخ؟؟
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 08:40 ص]ـ
السلام عليكم و رحمة الله وبركاته
أرجو النصيحة مقدم على عمل الماجيستر بإذن الله تعالى فأي القسمين أختار متحير بينهما
قسم العقيدة أم قسم التاريخ الإسلامي علما بأني أحب العلمين و أميل لكليهما
و للعلم قسم العقيدة عندنا في الكلية منهجه صحيح منهج أهل السنة
فمن الأساتذة في هذا القسم الدكتور مصطفى حلمي
الدكتور أحمد قوشتي
الدكتور الجليند
....
فأي القسمين؟؟؟
جزاكم الله خيرا
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[26 - 09 - 06, 11:33 م]ـ
التاريخ جيد ومفيد ولكن لا يقارن مع العقيدة
أنصحك أخي أن تتابع في مجال العقيدة فإنها ما تسأل عنه يوم القيامة ولن تسأل عن التاريخ
والله أعلم
ـ[جاسم آل إسحاق]ــــــــ[27 - 09 - 06, 12:23 ص]ـ
أيضا الخطأ في العقيدة أعظم وأخطر من الخطأ في التاريخ وحاجة الناس إلى إصلاح عقائدهم أهم من الحاجة إلى تاريخ المسلمين
والتارخ ينفعك إذا كنت دعويا حتى تتلمس العبر من تاريخ المسلمين وأسباب انتصاراتهم وأسباب هزائمهم وما السبب في تأخرهم في هذا الزمان وتقدم غيرهم عليهم
وشيخ الاسلام له كلام في سبب اهتمامه بالعقيدة تجده في الأعلام العلية ص 33 , 35
مجموع الفتاوى 2/ 226
ـ[أبو البراء العدوي]ــــــــ[01 - 10 - 06, 01:22 ص]ـ
أخي أقدم على اختيار العقيدة فقد اشتد الخطب في زماننا وذرت قرون البدعة واتسع الخرق على الراقع وإن لم يتجه أمثالك لهذه الدراسات فلمن نتركها لمن يتخذها حرفة وأكل عيش(67/469)
ما الذي يباح من الكلام في المساجد .. ؟
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[19 - 09 - 06, 02:16 م]ـ
.......
......
ما الذي يباح من الكلام في المساجد .. ؟
وهل مصافحتي لأحد الإخوان وسؤله عن حاله -وقد يمتد الحديث طويلا- داخل في النهي .. ؟
__________________________________________________ _____________________________________________
ـ[أبو أنس السندي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 03:09 م]ـ
الكلام في المسجد (حسنه حسن وقبيحه شديد القبح)
أما الحديث الذي ينهى عن الكلام في أمور الدنيا في المسجد فيقول عنه الشيخ الألباني رحمه الله في السلسلة الضعيفة (1/ 60):-
(4 - " الحديث فى المسجد يأكل الحسنات كما تأكل البهائم الحشيش "
لا أصل له.
أورده الغزالي في " الإحياء " (1/ 136) فقال مخرجه الحافظ العراقي: لم أقف له على أصل، وبيض له الحافظ في " تخريج الكشاف " (73/ 95 و 130/ 176).
و قال عبد الوهاب بن تقى الدين السبكي في " طبقات الشافعية " (4/ 145 - 147): لم أجد له إسنادا.
و المشهور على الألسنة: " الكلام المباح في المسجد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب " و هو هو) ا. هـ
بل ورد ما يدل على جواز ذلك (أعني الكلام المباح) في المسجد
قال سماك بن حرب قلت لجابر بن سمرة رضي الله عنه أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (نعم كثيرا كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلي فيه الصبح أو الغداة حتى تطلع الشمس فإذا طلعت الشمس قام وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية فيضحكون ويتبسم) رواه مسلم.
وسئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن النوم في المسجد والكلام والمشي بالنعال في أماكن الصلاة هل يجوز ذلك أم لا؟
فأجاب: (أما النوم أحيانا للمحتاج مثل الغريب والفقير الذي لا مسكن له فجائز وأما اتخاذه مبيتا ومقيلا فينهون عنه. وأما الكلام الذي يحبه الله ورسوله في المسجد فحسن وأما المحرم فهو في المسجد أشد تحريما. وكذلك المكروه. ويكره فيه فضول المباح. وأما المشي بالنعال فجائز كما كان الصحابة يمشون بنعالهم في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم لكن ينبغي للرجل إذا أتى المسجد أن يفعل ما أمره به رسول الله صلى الله عليه وسلم فينظر في نعليه فإن كان بهما أذى فليدلكهما بالتراب فإن التراب لهما طهور والله أعلم) ا. هـ.
والله أعلم.
ـ[وائل عاشور]ــــــــ[19 - 09 - 06, 09:18 م]ـ
بارك الله فيك.
ـ[البتيري]ــــــــ[19 - 09 - 06, 10:43 م]ـ
الحمد لله
والصلاة والسلام على رسول الله
اود ان اسال عما نفعله في القرى عند حضور الطبيب الى القرية ينادي المؤذن على سماعة المسجد ويعلن حضوره ..
او وصول تطعيمات الاطفال الى القرية.
او عند الابلاغ عن وفاة شخص ما، واسم المتوفى وموعد الدفن.
او عند العثور على شئ مفقود وعلى صاحبه مراجعة الشيخ لاخذه.
هل هذا جائز الابلاغ عنه على مكبرات صوت المسجد.؟؟؟؟
وجزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو سلمى رشيد]ــــــــ[28 - 10 - 06, 05:52 م]ـ
[ quote= البتيري;477222] او عند الابلاغ عن وفاة شخص ما، واسم المتوفى وموعد الدفن.
السؤال
uote]
هذا النعي منهي عنه(67/470)
سؤال عاجل بارك الله فيكم: م قيمة الدينار الذهبي من جرام؟
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[19 - 09 - 06, 03:18 م]ـ
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إخواني وفقكم الله و بارك فيكم،
دية القتل الخطأ هي ألف دينار ذهبي، فكم تقدر قيمة الدينار الذهبي من جرام؟
وفقكم الله
ـ[أبو حاتم يوسف حميتو المالكي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 11:01 ص]ـ
أظن والله أعلم أن وزن الدينار الشرعي 4.85 غرام من الذهب.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 11:42 ص]ـ
بل هو 4 جرامات و 20
أو
4 وربع
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 06:34 م]ـ
بارك الله فيكم،
و لو سمحتم ممكن توثيق للقيمة المقدرة؟(67/471)
هل عقد الزواج هذا صحيح؟
ـ[عبد الرحمن القيرواني]ــــــــ[19 - 09 - 06, 07:32 م]ـ
سلام من الله عليكم ورحمة منه وبركات
حياكم الله إخواني.
أحد الإخوة يسأل وهذا نص رسالته:
يقول: ذهبت أنا وأهلي لخطبة أحد الفتيات. وكان وليها جدها. ولما تم القبول
بيننا وفي نفس مجلس الخطبة , سألني وليها الذي هو جدها: أين الإمام الذي سوف يعقد لكما،
فأجبت: لم يأت فقال انا أعقد لكما , كان معي والدي وإخواني وكان جدها وأحد أخوالها
فرفع يديه وقرأ الفاتحة , وبعدها قال: مبارك عليكما
سؤالي: هل تشترط صيغة القبول والإيجاب في الزواج أم يكفي القبول وإعلان الزفاف من دون تعيين الشهود؟
اجيبوني بارك الله فيكم
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[26 - 09 - 06, 11:35 م]ـ
يا أخي هذا ليس عقد زواج
الفاتحة ليس لها علاقة بعقد الزواج
عقد الزواج يحتاج إلى إيجاب وقبول وشاهدين عدول ولا يشترط فيه الفاتحة
والله أعلم
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[27 - 09 - 06, 12:07 م]ـ
وكان وليها جدها. وقرأ الفاتحة
قراءة الفاتحة في هذا الموضع من البدع، ولا يشترط مأذون خارجي لعقد الزواج، وإنما يكفي توفر الأركان والشروط كما أشار أخونا لذلك.
ومن الشروط الولي، ومن الأولياء الذين يزوجون الجد لأب وأم، والجد لأب، أما الجد لأم فلا ولاية له.(67/472)
من هو ابن الملك؟؟
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 12:31 ص]ـ
كثيراً ما يرد في عون المعبود وفي نيل الأوطار اسم "ابن الملك"، فمن هو؟
ـ[أبو حازم الكاتب]ــــــــ[20 - 09 - 06, 06:09 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على رسول الله وبعد:
هو عبد اللطيف بن عبد العزيز بن أمين الدين الرومي الفقيه الحنفي المعروف بابن ملك كان يسكن ويدرس في بلدة تيرة توفي سنة 801 هـ. ويقال له ابن فرشته أي الملك أيضا، من تصانيفه: بدر الواعظين وذخر العابدين. رسالة في التصوف. شرح مجمع البحرين لابن الساعاتي في الفروع. مبارق الأزهار في شرح مشارق الأنوار. شرح كتاب المنار في الأصول
ويذكره غير صاحب عون المعبود والشوكاني كثير من الحنفية كابن نجيم في الأشباه والنظائر.
عون المعبود (3/ 35) (8/ 101) الأشباه والنظائر (ص131)
ينظر ترجمته في: الضوء اللامع للسخاوي (4/ 7329) شذرات الذهب (7/ 342) الشقائق النعمانية (ص 118) هداية العارفين (1/ 328) كشف الظنون (231، 357، 1601،1689) الفوائد البهية في تراجم الحنفية ص 181 - 182) برقم (228)
تنبيه يطلق كذلك على ابنه محمد بن عبد اللطيف ابن ملك صاحب كتاب شرح الوقاية.
ـ[افتخار أحمد]ــــــــ[25 - 02 - 09, 09:00 ص]ـ
أخي الكريم: أنا قد كتبت ترجمة مفصلة لابن الملك ومنهجه في كتابه مبارق الأزهار شرح مشارق الأنوار وهذا البحث وضعته في الملتقى في خزانة الكتب والأبحاث فيمكن مراجته.
ـ[محمد الكناني]ــــــــ[29 - 08 - 09, 01:23 ص]ـ
هل حقق كتابه مبارق الأزهار شرح مشارق الأنوار
ـ[افتخار أحمد]ــــــــ[29 - 08 - 09, 07:12 ص]ـ
لا أظن أنه حقق، لأن النسخة التي استفيد منها مطبوعة في تركيا وغير محققه، اللهم إلا إذا حقق في أي بلد آخر وآنا لا أعرف عنه.
ـ[افتخار أحمد]ــــــــ[29 - 08 - 09, 07:16 ص]ـ
أما أصل الكتاب الذي هو " مشارق الأنوار النبوية من صحيح الأخبار المصطفوية" للإمام الحافظ رضي الدين أبي الفضائل الحسن بن محمد الصاغاني المتوفى سنة 650هـ فاعتنى به وعلق عليه أشرف بن عبد المقصود وطبع سنة 1989م بمؤسسة الكتب الثقافية - بيروت لبنان.
ولي بحث أيضا حول الإمام الصغاني وكتابه مشارق الأنوار ستجده في الملتقى إن شاء الله.
ـ[سيد بن عنتر الأزهري]ــــــــ[23 - 02 - 10, 10:17 م]ـ
السلام عليكم
ذكرتم أختنا أن لكم بحث ترجمتم فيه لابن ملك.
وبحثت عنه بالملتقى ولم اجده
هل ممكن تعيدونا رفعه هنا
للأهمية
ـ[أبو عبدالرحمن الطائي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 06:34 م]ـ
جزى الله الشيخ أبا حازم خير الجزاء، ولا عدمنا فوائده
وكذا بقية المشاركين
وأعتذر عن التأخر في شكركم لبعدي عن الشبكة زمناً
وفقكم الله لكل خير وبرّ
ـ[أبو سليمان الجسمي]ــــــــ[30 - 05 - 10, 11:16 م]ـ
السلام عليكم
ذكرتم أختنا أن لكم بحث ترجمتم فيه لابن ملك.
وبحثت عنه بالملتقى ولم اجده
هل ممكن تعيدونا رفعه هنا
للأهمية
حتى نستفيد من ذلك.
ـ[محمد أبو سعد]ــــــــ[01 - 06 - 10, 07:31 ص]ـ
مبارق الأزهار ومؤلفه ابن الملك
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=205332
ـ[سيد بن عنتر الأزهري]ــــــــ[01 - 06 - 10, 08:58 م]ـ
جزاكم الله خيرا.(67/473)
بين أول آية .. وآخر آية .. !
ـ[أبو القاسم المقدسي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 01:07 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
أول آية نزلت في كتاب الله على رأي جماهير العلماء هي قوله تعالى"اقرأ باسم ربك الذي خلق"1 - العلق
وآخر آية على الراجح كذلك"واتقوا يوما ترجعون فيه إلى الله ثم توفى كل نفس ما كسبت وهم لا يظلمون"281 - البقرة
بعد تأمل للآيتين معا .. إليكم هذا البحث المختصر ..
*ذكر الرب في الآية الأولى دليل على توحيد الربوبية .. وذكر "الله" في الآية الثانية دليل على توحيد الألوهية .. وهذا مناسب للمقام لأن الأولى مكية .. فيناسبها بيان الربوبية بما في ذلك من معاني التربية للرسول الخاتم صلى الله عليه وسلم ولأمته .. تمهيدا .. لإظهار الدين ونشره والقيام به .. وهذا من توحيد الألوهية .. منسجما مع كون الآية مدنية .. وأن الأمة كانت قد نضجت وأقامت أمر الله
*الآية الأولى .. فيها الخطاب بالإفراد"ربك" .. ولشخص النبي صلى الله عليه وسلم والثانية بالجمع"اتقوا" .... وكان السابقون من الصحابة يقول أحدهم .. أمسيت وإني ربع الإسلام .. وخمس الإسلام .. أي أنه رابع أربعة من المسلمين وخامس خمسة .. ولكن في الآية الثانية ناسبها الجمع للخطاب للأمة .. أمة الممتثل لأمر الله الأول"اقرأ" كافة ..
*الآية الأولى فيها الأمر بالقراءة والعلم .. وفي الثانية الأمر بالتقوى .. وذلك أن العلم أول .. والتقوى متحصلة عن العلم ونتيجة له لأن العلم يقتضي العمل .. "فاعلم أنه لا إلا الله واستغفر لذنبك"
*الآية الأولى فيها ذكر الخلق وليس قبل الخلق إلا العدم .. والثانية فيها ذكر الوفاة "ثم توفى كل نفس" .. الذي بعده العدم .. فانظر إلى المقابلة في النظم القرآني يرحمك الله ..
*الآية الأولى فيها وصف الله بالإثبات"الذي خلق" .. والثانية وصفه بالنفي "و لا يظلمون" .. لأن نفي كون الناس مظلومين .. يقتضي نفي كون الله تعالى ظالما .. وهذا ديدن أهل السنة والجماعة .. إثبات الكمال وتنزيه عن النقائص
*الأولى جاء فيها قوله "باسم ربك" على وزن "فاعلاتن" وفي الثانية جاء قوله"كل نفس" على ذات التفعيلة"فاعلاتن" .. وكأنه يقول:كل نفس باسم ربك ..
*الآية الأولى .. جاءت بنسق درس معلم لطالب مبتديء"اقرأ بسم ربك الذي خلق" .. بمنزلة قول الأم لولدها "ادرس يا ولدي لتنجح" .. وهذا يناسب بداية العهد المكي .. والثانية جاء بنسق وصية مودع! "واتقوا" "ترجعون" "إلى الله" .. مع طولها قياسا للأولى .. وهذا لائق بانتهاء الوحي وقرب وفاة الأجل للرسول صلى الله عليه وسلم
*الآية الأولى فيها ذكر أن الله "خلق" .. وفي الثانية ذكر ما خلقه الله"كل نفس"
*الآية الأولى لو فتشت في حروفها ما تحصل لك جمع كلمة نفاق أو منافق .. ولكن حروف هذه الكلمة منثورة في الثانية .. والنفاق لم يكن في مكة .. وإنما ظهر في المدينة .. وكذلك "الأعراب" الذين هم أشد كفرا و"نفاقا" موجودة حروفها في الآية المدنية
*في الأولى ذكر من توحيد الأسماء والصفات"الذي هو ثالث أنواع التوحيد بعد الربوبية والألوهية" الشق المقتضي لتوحيد الألوهية وهو صفة الخلق .. فالله يقول "ألا له الخلق والأمر" .. والأمر من توحيد الألوهية .. وفي الثانية ذكر من توحيد الأسماء والصفات الشق المقتضي لتوحيد الربوبية حيث فيها إثبات المعاد والجزاء وهذا من توحيد الربوبية أن الله رب وسيد .. ويحاسب العباد بأعمالهم
*في الأولى .. جاء التصريح بذكر توحيد الأسماء بإثبات أن لله اسما"باسم" .. وفي الثانية .. جاء ذكر هذا الاسم صريحا .. وهو "الله" .. وحين يسأل أهل القبر من ربك .. يجيب المؤمن:ربي الله
*في الأولى حذف المفعول وبين الوسيلة, فلم يبين ماذا يقرأ .. "اقرأ" وكفى .. فأطلق القراءة وبين الكيفية والوسيلة "باسم ربك" .. وفي الثانية أثبت المفعول .. "يوما" وذكر الغاية .. وهي "توفى كل نفس ما كسبت"
*في الأولى .. تكرر حرف القاف مرتين .. للدلالة على القرآن .. وفي الثانية تكررت السين مرتين للدلالة على السنة التي كانت قد اكتملت قرب وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم
*في الآية الأولة عرف الرب بالاسم الموصول .. فقال اقرأ باسم ربك: الذي خلق ..
وفي الثانية لم يعرف "الله" لأنه كان قد عرف .. والمقام هنا ألوهية
*مخاطبته رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله "اقرأ" إثبات للرسالة بشخص "الرسول" .. وفي الآية الثانية إثبات الرسالة بذكر الذين أرسل إليهم هذا "الرسول" .. فنفي الظلم "وهم لا يظلمون" يقتضي أن الرسالة وصلتهم .. "وما كنا معذبين حتى نبعث رسولا"
* يأتي بعد الآية الأولى ثماني عشرة آية .. إلى نهاية تمام السور .. ويأتي بعد الآية الثانية خمس آيات إلى نهاية سورة
وحاصل المجوع ثلاثة وعشرون .. وهو زمن الرسالة
وحاصل الفرق ثلاث عشرة سنة .. زمن العهد المكي
قد يتراءى بعض التكلف لبعض القراء في بعض النقاط .. وقد يكون فيها دلالة وحق ..
فانظر يا رعاك الله .. ما أقصر الآيتين وما تفتق عنهما من علم .. وإن زعمت أن هذا كل ما فيهما .. أكون كاذبا ومفتريا معاذ الله ..
وإذا قلت إن القرآن بحر مازلنا على ساحله .. فهل أكون مبالغا حينها؟(67/474)
ما هو الغرض من الاتيان ب (لا) في قوله لا أقسم بيوم القيامة
ـ[نضال دويكات]ــــــــ[20 - 09 - 06, 01:25 ص]ـ
ما هو الغرض من الاتيان ب (لا) في قوله لا أقسم بيوم القيامة
وهل من عادة العرب عند القسم ان تسبق المقسم به بلا وبارك الله فيكم
ـ[مصطفي حسان]ــــــــ[20 - 09 - 06, 09:28 ص]ـ
ذكر الشيخ العثيمين رحمه الله في شرح رسالته (أصول في التفسير) أن العلماء علي ثلاثة أقوال في هذه المسألة
1 - (لا) زائدة وجاءت للتوكيد
2 - (لا) للتنبيه يعني تقدريها (لا) انتبه , ثم يقسم (أقسم بيوم القيامة)
3 - (لا) للنفي لتدل علي أن الأمر واضح لا يحتاج إلي قسم
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 11:50 ص]ـ
تلخيص معناها عند الشيخ الشنقيطي من كلام الشيخ عطية سالم، قال:
خلاصة ما ساقه رحمة الله تعالى علينا وعليه:
قال: الجواب عليها من أوجه:
الأول، وعليه الجمهور أن لا هنا صلة على عادة العرب، فإنها ربما لفظت بلفظة لا من غير قصد معناها الأًلي، بل لمجرد تقوية الكلام وتوكيده كقوله:
ما منعك إذا رأيتهم ضلوا ألا تتبعني. يعني أن تتبعني.
وقوله: لئلا يعلم أهل الكتاب.
وقوله: فلا وربك لا يؤمنون.
وقول امرئ القيس:
فلا وأبيك ابنة العامري ... لا يدع القوم أني أفر
يعني وأبيك، وأنشد الفراء لزيادة لا في الكلام الذي فيه معنى الجحد، قول الشاعر:
ما كان يرضى رسول الله دينهم ... والأطيبان أبو بكر ولا عمر
يعني وعمر، وأنشد الجوهري لزيادتها قول العجاج:
في بئر لا حور سرى وما شعر ... فإفكه حتَّى رأى الصبح شجر
والحور: الهلكة: يعني في بئر هلكة، وأنشد غيره:
تذكرت ليلى فاعترَتني صبابة ... وكاد صميم القَلب لا يتقطع
والوجه الثاني: أن لا نفي لكلام المشركين المكذبين للنبي صلى الله عليه وسلم.
وقوله: أقسم: إثبات مستأنف.
وقيل: إن هذا الوجه، وإن قال به كثير من العلماء، إلا أنه ليس بوجيه عندي، لقوله تعالى في سورة القيامة {وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوامة}، لأن قوله {وَلاَ أُقْسِمُ بالنفس اللوامة} يدل على انه لم يرد الإثبات المستأنف بعد النفي بقوله أقسم والله تعالى أعلم.
الوجه الثالث: أنها حرف نفي أيضاً ووجهه أن إنشاء القسم يتضمن الإخبار عن تعظيم المقسم به. فهو نفي لذلك الخبر الضمني على سبيل الكناية. والمراد أنه لا يعظم بالقسم، بل هو في نفسه عظيم أقسم به أولاً. وهذا القول ذكره صاحب الكشاف وصاحب روح المعاني، ولا يخلو عند يمن نظر.
الوجه الرابع: أن اللام لام الابتداء، أشبعت فتحتها. والعرب ربما أشبعت الفتحة بألف والكسرة بياء والضمة بواو. ومثاله في الفتحة قول عبد يغوث الحارث:
وتَضحك مني شيخة عبشمية ... كأن لم ترى قَبلي يَسيرا يمانيا
فالأصل: كأن لم تر، ولكن الفتحة أشبعت.
وقول الراجز:
إذا العجوز غضبت فطلق ... ولا ترضاها ولا تملق
وقول عنترة في معلقته:
ينباع من ذفري غضوب جسرة ... زيافة مثل العتيق المكدم
فالأصل ينبع، يعين العرق ينبع من الذفري من ناقته، فأشبعت الفتحة فصارت ينباع، وقال: ليس هذا الإشباع من ضرورة الشعر.
ثم ساق الشواهد على الإشباع بالضمة والكسرة، ثم قال: يشهد لهذا لوجه قراءة قنبل: لأقسم بهذا البلد بلام الابتداء، وهو مروي عن البزي والحسن. والعلم عند الله تعالى اهـ. ملخصاً.
فأنت ترى أنه رحمة الله قدم فيها أربعة أوجه صلة، ونفي الكلام قبلها، وتأكيد للقسم، ولام ابتداء. واستدل له بقراءة قنبل أي لأقسم متصلة، أما كونها لام ابتداء لقراءة قنبل والحسن، فقد تقدم أن ابن جرير لا يستجيز هذه القراءة لإجماع الحجة من القراء على قراءتها مفصولة {لا} أقسم.
ولعل أرجح هذه الأوجه كلها أنها لتوكيد القسم، كما ذكر ابن جرير عن نحويي الكوفة والله تعالى أعلم.
" أضواء البيان "(67/475)
لئن أدركت رمضان ليرين الله ما أصنع! للشيخ: عمر المقبل ـ حفظه الله ـ
ـ[زيد الزعيبر]ــــــــ[20 - 09 - 06, 01:25 ص]ـ
لئن أدركت رمضان ليَرينَّ اللهُ ما أصنع!!
للشيخ: عمر بن عبدالله المقبل ـ حفظه الله تعالى ـ
أخذ صاحبي مكانه في مصلى العيد، وبدأ يناجي نفسه ويحادثها، ويسترجع معها شريط الذكريات لشهر كاملٍ ... شهرٍ مضى وكأنه يوم واحد ... جلس وهو يعتصر ألماً على تلك الليالي التي تصرمت، والأيام التي تقضت، ومما زاد ألمه أنه قارن نفسه ببعض من حوله، فإذا المسافة بينه وبينهم كبيرة .. لقد دخلوا الميدان في يوم واحد بل في ساعة واحدة، ولكنه تباطأ وسوّف؛ بل ونام كثيراً حتى سبقه السابقون، لقد حاول أن ينظر إليهم بمقرب الصور (الدربيل) فلم يستطع، فقد سبقوه سبقاً بعيداً، وظفروا بالجوائز الكبرى ..
استنجد صاحبي بذاكرته ليقلب من خلالها صفحات عمله في هذا الشهر الذي انصرم، لعله يجد فيها ما يرفع من معنويات نفسه المنكسرة، فبدأ يقلب صفحات البر التي تيسر له أن يقوم بشيء منها .. ففتح صفحة قراءة القرآن، فإذا هو لم يكد يصل إلى ختمة واحدة إلا بشق الأنفس! وهو يسمع ـ ليس في أخبار السلف السابقين ـ بل في أخبار أناس حوله من الصالحين بل ومن الشباب من ختم خمس مرات، ومن ختم ست بل وعشر مرات!!
حاول أن يخفف حسرته هذه ليفتح صفحة البذل والجود والعطاء لمن هم حوله أو لمن هم خارج بلاده من منكوبي المسلمين، خاصة وأنه يعلم أن الله تعالى قد أعطاه وأنعم الله عليه بالمال، وإذا هو لم يكن له النصيب الذي يليق بمثله من الصدقة والصلة والإحسان .. تنهد .. سكت قليلاً ... نظر فإذا صدقته وبذله لا يتناسب مع ما آتاه الله تعالى من المال .. فالسائل والمحروم ليس لهم من ماله في هذا الشهر نصيب إلا النزر اليسير، بل قد يكون بعض كرام النفوس الذين عافاهم الله تعالى من شح النفس ـ مع قلة ذات أيديهم ـ أكثر منه بذلاً ...
أشاح بوجهه عن هذه الصفحة، وحاول أن يخفي ألمه وحسرته، بتقليب صفحة أخرى لعله يجد نفسه سابقاً ولو في ميدان واحد، فإذا بصفحة صوم الجوارح تواجهه، وهنا أسقط في يده، لقد تذكر ليالٍ كثيرة أطلق لبصره ولسمعه وللسانه فيها العنان ...
تذكر تلك المجالس التي يجتمع فيها هو وأصحابه على مشاهدة البرامج التي يعدها قطاع الطريق في هذا الشهر المبارك ـ طريق الجنة ـ من الدعاة إلى أبواب جهنم ببرامجهم الفضائحية ... من أفلام ومسلسلات يستحي العاقل ـ فضلاً عن المؤمن المشفق على قلبه وعمله ـ أن يشاهدها في غير رمضان فكيف في شهر الرحمة والرضوان؟!
وتذكر صحابنا ـ والألم والحسرة يكادان يفلقان كبده ـ كم ضاع وقته في تتبع المسابقات الدنيوية في الصحف والقنوات التي أشغلته عن المسابقات الأخروية ... تذكرها وهو يبكي على ما أصيب به من خذلان: كيف أشغل نفسه بمسابقات دنيوية نسبة فوزه بها في أحيان كثيرة تصل إلى الواحد من 500.000 أو أكثر، يبذل فيها جهداً ومالاً ووقتاً، وفي النهاية لا يفوز إلا خمسة أو عشرة أو حتى مئة من ملايين المتسابقين! تذكرها وهو يعاتب نفسه كيف أعرضت عن مسابقات الفوز بها مضمون؟! وأي فوز هو؟ إن جائزة مسابقتنا هي الجنان، ورضا الرحمن، وأنهار، وأشجار، وحور عين كأمثال اللؤلؤ المكنون، ونسبة الفوز فيها لمن أخلص وتابع مضمونة 100%!! ولكنه حب الدنيا الذي زاد عن حده، واللهث وراءها!!
وبينما هو جالس في المصلى، التفت صاحبي في مصلى العيد فرأى بعض أصحابه في الاستراحة و الجلسة الليلية الرمضانية ... رآهم في أحسن حُلّة، وأجمل لباس، والابتسامات تتوزع هنا وهناك ...
ولما حوّل بصره إلى ناحية أخرى نظر فإذا جملة من العباد والصالحين في مقدمة الصفوف ممن عرفهم بأنواع الطاعات وأصناف القربان، رآهم والبشر والسرور يطفح على وجوههم، وكأن الواحد منهم ـ لولا خشية إفشاء العمل ـ لقال بلسان حاله: هاؤم اقرؤوا كتابيه .. لقد لبسوا الجديد كما لبسه أصحابه، ولكن شتان بين ابتسامة وابتسامة!! وشتان بين جديد وجديد ... ، هنا، أخذت الأحاسيس تتردد في نفسه، وبدأت الأسئلة تتدفق على ذهنه ... هؤلاء أصحابي الذين أمضيت ما أمضيت معهم من الوقت فيما لا فائدة فيه؛ بل فيما حرَّم الله أحياناً .. على ماذا يبتسمون يا ترى؟! أهم يبتسمون ويضحكون على التخلص من رمضان أم على ماذا؟ أم فرحا
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/476)
بإطلاق العنان لشهوات النفس؟ أم على لبس الجديد أم على ماذا يا ترى؟ وتذكر لحظتها كلمة سمعها في خطبة العيد العام الماضي: ليس العيد لمن لبس الجديد، ولكنه لمن رضي عنه ربُّ العبيد، وأعتقه من العذاب الشديد ...
طافت به هذه التساؤلات وهو يقلب طرفه في أولئك الصالحين والعباد وهو يتذكر ما قرأه في بعض الكتب، وهو أن الصالحين يفرحون بالعيد لتمام نعمة الله عليهم ببلوغ الشهر وتمامه، والرجاء يحدوهم من الرب الكريم أن يقبله منهم! وتذكر تلك الكلمة التي سمعها من إمام المسجد، والتي كان الإمام يحيى بن أبي كثير يقولها إذا جاء شهر رمضان: اللهم سلمني لرمضان وسلم لي رمضان، وتسلمه مني مُتقبلا.
خرج صاحبنا من مصلى العيد، وهو يعد نفسه الوعود الصادقة، ويمنيها بالعزمات الأكيدة، ويقول في نفسه: لئن أحياني الله تعالى إلى رمضان القادم ليَرينَّ اللهُ ما أصنع!! ولأعيشنَّ هذه الفرحة التي عاشها الصالحون العاملون ...
هذه ـ أخي الحبيب ـ مشاعر نادم على التفريط، جالت في ذهنه وبسرعة وهو في مصلى العيد ينتظر الصلاة مع المسلمين في عيد الفطر الماضي ...
وهي بالتأكيد مشاعر كل مؤمن في قلبه حسٌ وإدراك لفضائل هذا الشهر الكريم، ومناقبه وعظيم منزلته عند الله ..
ودارت الأيام، وأقبل شهر رمضان، وهاهو اليوم ينقل لكم عزمه وتصميمه ـ بإذن الله ـ على استغلال أيام وليالي هذا الشهر المبارك بكل ما يستطيع!.
ومما زاد من عزمه وتصميمه أنه نظر من حوله، فإذا الموت قد أخذ واحداً من أفراد عائلته، وشخصاً من حيهم الذي يسكن فيه، كما أن زميله في العمل أو الدراسة قد وافته هو الآخر منيتُه .. كل ذلك جعله يحمد الله أن أمهله حتى وصل إلى هذا اليوم راجياً من ربه أن يبلغه الشهر الكريم، فقد تقطع قلبه شوقاً إليه ...
وما له لا يشتاق، وهو يسمع فضائله العظيمة، ومناقبه الكبيرة؟ أليس هو شهر القرآن، والرحمة والدعاء، والمغفرة، والرضوان؟!
ما له لا يشتاق، بل لو تقطع قلبه شوقاً لما كان ـ وربي ـ ملوماً، وهو يسمع قول الحبيب صلى الله عليه وسلم يقول: "من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه "؟ "ومن قام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"؟ "ومن قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه"؟
أَيُلام هذا؟! وهو يعلم أن الذي يعده بهذه الكنوز ليس قناة فضائية ولا صحيفة سيارة، بل الذي يعده هو محمد -صلى الله عليه وسلم-؟!.
أًيُلام هذا على شوقه، وهو يسمع حديث المصطفى عليه الصلاة والسلام: "إذا دخل رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين " ...
لا تلوموه ـ يا أحبة ـ فهو يعلم أن أبواب الجنة ما فتحت، وأن أبواب النار لم تغلق من أجل الملائكة! ولا من أجل الجبال! ولا من أجل الشجر! ولا من أجل الدواب! بل فتحت أبواب الجنة من أجله هو وإخوانه المؤمنين إنسهم وجنهم ...
نعم! من أجله هو من بين مخلوقات السماوات والأرض! ولا أغلقت أبواب النار إلا لأجله هو ... أفَيُلامُ هذا على فرحه وسروره وغبطته وحبوره؟!
من ذا الذي يلومه؟! وهو يسمع قول النبي -صلى الله عليه وسلم-: "من قرأ القرآن فله بكل حرف عشر حسنات" وقد علم أن القرآن ثلاثُمائة ألف حرف تقريباً، أي أنه في الختمة الواحدة له ثلاث ملايين حسنة! وفضل الله أوسع وأعظم ولسنا نعده ولا نحصيه، فإذا ضوعفت الحسنة إلى سبعمائة ضعف، فمن الذي يستطيع عد ذلك؟!.
فنسأل الله تعالى، وهو واسع الفضل والعطاء، ذو المن والجود والكرم والسخاء، نسأله أن يمن علينا وعلى أخينا الكريم باستغلال أيام العمر فيما يرضيه عنا، وأن لا يحرمنا فضله بذنوبنا، ولا نواله بسوء فعالنا، إن ربي لطيف لما يشاء، إنه هو العليم الحكيم.
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 12:03 م]ـ
لله درك ياشيخ عمر .. ماأجمل ماكتبت!!
وكأني بك تقص شيئا من حالي .. وآمالي.
اللهم بلغنا رمضان واجعلنا فيه من المقبولين
ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 - 09 - 06, 12:20 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
لله درُّك يا شيخ عمر.
جودةٌ في اقتناص الفوائد، وحسنُ عرضٍ للأوابد، وهكذا فلتكن الفرائد.
موفق أيها الشيخ الهمام، وإلى الأمام.
محبكم في الله
ـ[أبوأسامة عبدالله]ــــــــ[21 - 09 - 06, 01:32 ص]ـ
صدقت ووفقت أبا عبد الله، ولنا أمل أن تكتب سلسلة وقفات مع رمضان والفرآن في هذا الشهر المبارك ....
ـ[زيد الزعيبر]ــــــــ[21 - 09 - 06, 04:05 م]ـ
صدقت ووفقت أبا عبد الله، ولنا أمل أن تكتب سلسلة وقفات مع رمضان والفرآن في هذا الشهر المبارك ....
الإخوة الأفاضل إنما أنا ناقل للموضوع
ولست الشيخ نفسه
بارك الله فيكم
ـ[محمد بن صادق]ــــــــ[23 - 09 - 06, 12:14 ص]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[توبة]ــــــــ[07 - 07 - 07, 04:00 ص]ـ
وتذكر تلك الكلمة التي سمعها من إمام المسجد، والتي كان الإمام يحيى بن أبي كثير يقولها إذا جاء شهر رمضان:
اللهم سلمني لرمضان وسلم لي رمضان، وتسلمه مني مُتقبلا.
عجبا لهذا الضيف،وما يحدثه من أثر في النفوس، إذا أقبل من بعيد،إستبشرت لقدومه النفس مع خوف ورجاء،،و إذا أدبر ترك فيها حسرة الفراق و الندم لما قد فاتها من خيره و ضيعته من كرمه.
عجبا لضيف يكرم مضيفه،
عجبا لضيف تشتاق إليه ولم يأذن بعد للرحيل.
اللهم بلغنا رمضان،اللهم بلغنا ليلة القدر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/477)
ـ[ابن عبد الغنى]ــــــــ[07 - 09 - 07, 10:19 م]ـ
لله دركم زدتمونا شوقا اليه
والله ان العباده فى رمضان لها لذه لاتعدلها لذه الصلاه القرآن الذكر مدارسة العلم
اللهم بلغنا رمضان اللهم بلغنا رمضان اللهم بلغنا رمضان
ـ[المُضيئة]ــــــــ[09 - 09 - 07, 09:23 ص]ـ
بورك فيكم
ـ[محمد يحيى الأثري]ــــــــ[10 - 09 - 07, 09:06 ص]ـ
لله دركمُ من إخوة في الله**توقظون الكسالى و تنبهون اللاهي
فادعوا لأخيكم العاصي بربكم**قولوا اغفر ياربنا لكل ساهي
ـ[ابو العابد]ــــــــ[12 - 09 - 07, 03:22 ص]ـ
الإخوة الأفاضل إنما أنا ناقل للموضوع
ولست الشيخ نفسه
بارك الله فيكم
الدال على الخير كفاعله
الشيخ عمر المقبل شيخنا
معروف بكتاباته أسأل الله أن يبارك لنا وله في هذا الشهر الكريم
ـ[أبوأحمد الحتاوي]ــــــــ[12 - 09 - 07, 10:51 ص]ـ
بارك الله فيك يا شيخ عمر
ـ[أبو مصعب القصيمي]ــــــــ[15 - 09 - 07, 12:03 ص]ـ
جزاكم الله خيرا ..
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[14 - 08 - 08, 01:20 م]ـ
يرفع لقرب شهر رمضان
ـ[أبو الحسن الأثري]ــــــــ[22 - 08 - 08, 12:11 ص]ـ
للتثبيت
ـ[عبدالله العلي]ــــــــ[22 - 08 - 08, 12:22 م]ـ
اللهم بلغنا رمضان واجعلنا فيه من المقبولين
ـ[طالبة العلم سارة]ــــــــ[12 - 08 - 09, 04:44 ص]ـ
للرفع والنفع
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[11 - 06 - 10, 10:51 ص]ـ
اللهم بلغنا رمضان، واكتب لنا فيه الرحمة والغفران
ـ[السوادي]ــــــــ[12 - 06 - 10, 05:25 م]ـ
جزاكم الله خيرا
ـ[حلية الأولياء]ــــــــ[02 - 08 - 10, 07:42 ص]ـ
للرفع بمناسبة قرب الشهر الكريم.
ـ[محمد بن عبدالله الشنو]ــــــــ[10 - 08 - 10, 12:42 ص]ـ
الدال على الخير كفاعله
الشيخ عمر المقبل شيخنا
معروف بكتاباته أسأل الله أن يبارك لنا وله في هذا الشهر الكريم
كما عودنا بتوجيهاته ونصائحه التي لها أثر في القلب
اسأل الله أن يرفع ذكره ويتجاوز عنه
ـ[بكيل]ــــــــ[10 - 08 - 10, 09:12 ص]ـ
جزاك الله خيرا على هذه القصة والمقالة الرائعة(67/478)
عاجل: أحتاج إلى مصادر أسماء مكة المكرمة وبئر زمزم؟ وهل توجد منظومات في جمعها؟
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 01:43 ص]ـ
عاجل: أحتاج إلى مصادر أسماء مكة المكرمة وبئر زمزم؟ وهل توجد منظومات في جمعها؟
وجزاكم الله خيرا
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[20 - 09 - 06, 10:35 ص]ـ
أسماء مكة لأحمد السجاعي المتوفى 1197 هـ تحقيق الأخ الفاضل راشد الغفيلي الناشر دار البشائر الاسلامية إلم أكن واهما في الدار!
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 10:45 ص]ـ
جزاكم الله خيرا، نعم هذه المنظومة، ومصادر المحقق -جزاه الله خيرا - فيها كبير فائدة ...
هل من مزيد؟(67/479)
" أحوال السلف في رمضان "
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[20 - 09 - 06, 04:10 ص]ـ
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم وبعد،
فهذا موضوع وجدته واثرت أن أنقله هنا للفائده و للتعرف على أحوال السلف فى شهر رمضان لعلها تكون تذكرة و دافعا لعو الهمه في هذا الشهر المبارك.
أحوال السلف في رمضان
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله سيّد المرسلين وقائد الغرّ المحجلين وبعد
فقد خص الله عز وجل شهر رمضان بالكثير من الخصائص والفضائل فهو شهر نزول القرآن والكتب السماوية وهو شهر التوبة والمغفرة وتكفير الذنوب والسيئات وفيه العتق من النار وفيه تفتح أبواب الجنان وتغلق أبواب النيران وتصفد الشياطين وفيه ليلة خير من ألف شهر، وهو شهر الجود والإحسان وهو شهر الدعاء المستجاب
لذا فقد عرف السلف الصالح قيمة هذا الموسم المبارك فشمروا فيه عن ساعد الجد واجتهدوا في العمل الصالح طمعاً في مرضاة الله ورجاء في تحصيل ثوابه، فقد ثبت أنهم كانوا يدعون الله ستة أشهر أن يبلغهم رمضان ثم يدعونه ستة أشهر أن يتقبل منهم
وقال عبدالعزيز بن أبي داود: أدركتهم يجتهدون في العمل الصالح فإذا فعلوه وقع عليهم الهم: أيقبل منهم أم لا؟
فتعال أخي الكريم نستعرض بعض أحوال السلف في رمضان وكيف كانت همّتهم وعزيمتهم وجدّهم في العبادة لنلحق بذلك الركب ونكون من عرف حقّ هذا الشهر فعمل له وشمّر
أولاً: حالهم مع قراءة القرآن
قال ابن رجب: وفي حديث فاطمة رضي الله عنها عن أبيها صلى الله عليه وسلم أنه أخبرها: «أنّ جبريل عليه السلام كان يعارضه القرآن كل عام مرةً وأنّه عارضه في عام وفاته مرتين» متفق عليه، وفي حديث ابن عباس «أنّ المدارسة بينه وبين جبريل كانت ليلاً» متفق عليه
فدل على استحباب الإكثار من التلاوة في رمضان ليلاً فإنّ الليل تنقطع فيه الشواغل، وتجتمع فيه الهمم، ويتواطأ فيه القلب واللسان على التدبر كما قال تعالى: {إِنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْءاً وَأَقْوَمُ قِيلاً} [المزمل:6]، وشهر رمضان له خصوصية بالقرآن كما قال تعالى: {شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِيَ أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِّلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِّنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ} [البقرة:185] لطائف المعارف ص315
ولهذا حرص السلف رحمهم الله على الإكثار من تلاوة القرآن في شهر رمضان بين ذلك في سير أعلام النبلاء فمن ذلك
* كان الأسود بن يزيد يختم القرآن في رمضان في كل ليلتين، وكان ينام بين المغرب والعشاء، وكان يختم القرآن في غير رمضان في كل ست ليالٍ
* كان مالك بن أنس إذا دخل رمضان يفر من الحديث ومجالسه أهل العلم ويقبل على تلاوة القرآن من المصحف
* كان سفيان الثوري إذا دخل رمضان ترك جميع العباد وأقبل على قراءة القرآن
* كان سعيد بن جبير يختم القرآن في كل ليلتين
* كان زبيد اليامي: إذا حضر رمضان أحضر المصحف وجمع إليه أصحابه
* كان الوليد بن عبد الملك يختم في كل ثلاثٍ، وختم في رمضان سبع عشرة ختمه
* قال أبي عوانة: شهدت قتادة يدرس القرآن في رمضان
* كان قتادة يختم القرآن في سبع، وإذا جاء رمضان ختم في كل ثلاثٍ، فإذا جاء العشر ختم كل ليلةٍ
* وقال الربيع بن سليمان: كان الشافعي يختم القرآن في شهر رمضان ستين ختمة وفي كل شهر ثلاثين ختمة
* كان وكيع بن الجراح يقرأ في رمضان في الليل ختمةً وثلثاً، ويصلي ثنتي عشرة من الضحى، ويصلي من الظهر إلى العصر
* كان محمد بن إسماعيل البخاري يختم في رمضان في النهار كل يوم ختمة، ويقوم بعد التراويح كل ثلاث ليالٍ بختمة
* وقال القاسم بن علي يصف أباه ابن عساكر صاحب (تاريخ دمشق): وكان مواظباً على صلاة الجماعة وتلاوة القرآن، يختم كل جمعة أو يختم في رمضان كل يوم، ويعتكف في المنارة الشرقية
* فائدة:
قال ابن رجب الحنبلي: وإنما ورد النهي عن قراءة القرآن في أقل من ثلاث على المداومة على ذلك فأما في الأوقات المفضلة كشهر رمضان خصوصا الليالي التي يطلب فيها ليلة القدر أو في الأماكن المفضلة كمكة لمن دخلها من غير أهلها فيستحب الإكثار فيها من تلاوة القرآن اغتنام للزمان والمكان وهذا قول أحمد وإسحاق وغيرهما من الأمة وعليه يدل عمل غيرهم. لطائف المعارف
ثانياً: حالهم في قيام الليل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/480)
فإن قيام الليل هو دأب الصالحين وتجارة المؤمنين وعمل الفائزين، ففي الليل يخلو المؤمنون بربهم ويتوجهون إلى خالقهم وبارئهم فيشكون إليه أحوالهم ويسألونه من فضله فنفوسهم قائمة بين يدي خالقها عاكفة على مناجاة بارئها، تتنسم من تلك النفحات وتقتبس من أنوار تلك القربات وترغب وتتضرع إلى عظيم العطايا والهبات
* قال الحسن البصري: لم أجد شيئاً من العبادة أشد من الصلاة في جوف الليل
* وقال أبو عثمان النهدي: تضيّفت أبا هريرة سبعاً فكان هو وامرأته وخادمه يقسمون الليل ثلاثاً يصلي هذا ثم يوقظ هذا
* وكان شداد بن أوس إذا أوى إلى فراشه كأنه حبة على مقلى ثم يقول: اللهم إن جهنم لا تدعني أنام فيقوم إلى مصلاه.
* وكان طاوس يثب من على فراشه ثم يتطهر ويستقبل القبلة حتى الصباح ويقول: طيَّر ذكر جهنم نوم العابدين
* عن السائب بن يزيد قال: أمر عمر بن الخطاب رضي الله عنه أبَي بن كعب وتميما الداري رضي الله عنهما أن يقوما للناس في رمضان، فكان القاريء يقرأ بالمئين، حتى كنا نعتمد على العصي من طول القيام، وما كنا ننصرف إلاَّ في فروع الفجر. أخرجه البيهقي
* وعن مالك عن عبد الله بن أبي بكر قال: سمعت أبي يقول: كنا ننصرف في رمضان من القيام فيستعجل الخدم بالطعام مخافة الفجر. أخرجه مالك في الموطأ
.
* وعن أبي عثمان النهدي قال: أمر عمر بثلاثة قراء يقرؤون في رمضان، فأمر أسرعهم أن يقرأ بثلاثين آية، وأمر أوسطهم أن يقرأ بخمس وعشرين، وأمر أدناهم أن يقرأ بعشرين. أخرجه عبد الرزاق في المصنف
* وعن داود بن الحصين عن عبد الرحمن بن هُرْمز قال: كان القراء يقومون بسورة البقرة في ثمان ركعات، فإذا قام بها القراء في اثنتي عشرة ركعة رأى الناس أنه قد خفف عنهم. أخرجه البيهقي
* وقال نافع: كان ابن عمر رضي الله عنهما يقوم في بيته في شهر رمضان، فإذا انصرف الناس من المسجد أخذ إداوةً من ماءٍ ثم يخرج إلى مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم لا يخرج منه حتى يصلي فيه الصبح. أخرجه البيهقي
* وعن نافع بن عمر بن عبد الله قال: سمعت ابن أبي ملكية يقول: كنت أقوم بالناس في شهر رمضان فأقرأ في الركعة الحمد لله فاطر ونحوها، وما يبلغني أنّ أحداً يسثقل ذلك. أخرجه ابن أبي شيبة
* وعن عمران بن حُدير قال: كان أبو مجلز يقوم بالحي في رمضان يختم في كل سبع. أخرجه ابن أبي شيبة
* وعن عبد الصمد قال حدثنا أبو الأشهب قال: كان أبو رجاء يختم بنا في قيام رمضان لكل عشرة أيام
* وعن يزيد بن خصفة عن السائب بن يزيد قال: كانوا يقومون على عهد عمر بن الخطاب في شهر رمضان بعشرين ركعة، قال: وكانوا يقرؤون بالمائتين وكانوا يتوكؤون على عصيهم في عهد عثمان بن عفان من شدة القيام. أخرجه البيهقي
طبقات السلف في قيام الليل
قال ابن الجوزي: واعلم أن السلف كانوا في قيام الليل على سبع طبقات
الطبقة الأولى: كانوا يحيون كل الليل وفيهم من كان يصلي الصبح بوضوء العشاء
الطبقة الثانية: كانوا يقومون شطر الليل
الطبقة الثالثة: كانوا يقومون ثلث الليل، قال النبي: «أحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود كان ينام نصف الليل ويقوم ثلثه وينام سُدسه» متفق عليه
الطبقة الرابعة: كانوا يقومون سدس الليل أو خمسه
الطبقة الخامسة: كانوا لا يراعون التقدير وإنما كان أحدهم يقوم إلى أن يغلبه النوم فينام فإذا انتبه قام
.
الطبقة السادسة: قوم كانوا يصلون من الليل أربع ركعات أو ركعتين
.
الطبقة السابعة: قوم يُحيون ما بين العشاءين ويُعسِّلون في السحر فيجمعون بين الطرفين، وفي صحيح مسلم أن النبي قال: «إن في الليل لساعة لا يوافقها عبد مسلم يسأل الله فيها خيراً إلا آتاه وذلك كل ليلة»
الأسباب الميسِّرة لقيام الليل
ذكر أبو حامد الغزالي أسباباً ظاهرة وأخرى باطنة ميسرة لقيام الليل
فأما الأسباب الظاهرة فأربعة أمور:
الأول: ألا يكثر الأكل فيكثر الشرب فيغلبه النوم ويثقل عليه القيام.
الثاني: ألا يتعب نفسه بالنهار بما لا فائدة فيه.
الثالث: ألا يترك القيلولة بالنهار فإنها تعين على القيام
الرابع: ألا يرتكب الأوزار بالنهار فيحرم القيام بالليل.
وأما الأسباب الباطنة فأربعة أمور:
الأول: سلامة القلب عن الحقد على المسلمين وعن البدع وعن فضول الدنيا
الثاني: خوف غالب يلزم القلب مع قصر الأمل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/481)
الثالث: أن يعرف فضل قيام الليل.
الرابع: وهو أشرف البواعث: الحب لله وقوة الإيمان بأنه في قيامه لا يتكلم بحرف إلا وهو مناج ربه
ثالثاً: حالهم في الجود والكرم إذا أقبل شهر رمضان
1 - عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في شهر رمضان، إنّ جبريل عليه السلام كان يلقاه في كل سنة في رمضان حتى ينسلخ فيعرض عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم القرآن، فإذا لقيه جبريل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة» متفق عليه
قال المهلب: وفيه بركة أعمال الخير، وأن بعضها يفتح بعضاً ويعين على بعض ألا ترى أن بركة الصيام ولقاء جبريل وعرضه القرآن عليه زاد في جود النبي صلى الله عليه وسلم وصدقته حتى كان أجود من الريح المرسلة
وقال الزين بن المنير: أي فيعم خيره وبره من هو بصفة الفقر والحاجة، ومن هو بصفة الغنى والكفاية أكثر مما يعم الغيث الناشئة عن الريح المرسلة صلى الله عليه وسلم
وقال ابن رجب: قال الشافعي رضي الله عنه: أحب للرجل الزيادة بالجود في شهر رمضان اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم، ولحاجة الناس فيه إلى مصالحهم، ولتشاغل كثيرٍ منهم بالصَّوم والصلاة عن مكاسبهم
2 - كان ابن عمر رضي لله عنهما يصوم ولا يفطر إلاَّ مع المساكين، فإذا منعهم أهله عنه لم يتعشَّ تلك الليلة، وكان إذا جاءه سائل وهو على طعامه أخذ نصيبه من الطعام وقام فأعطاه السائل فيرجع وقد أكل أهله ما بقي في الجِفْنَةِ، فيصبح صائماً ولم يأكل شيئاً.
3 - يقول يونس بن يزيد: كان ابن شهاب إذا دخل رمضان فإنما هو تلاوة القرآن وإطعام الطعام
4 - كان حماد بن أبي سليمان يفطِّر في شهر رمضان خمس مائة إنسان، وإنه كان يعطيهم بعد العيد لكل واحد مائة درهم
رابعاً: التقليل من الطعام
1 - قال إبراهيم بن أبي أيوب: كان محمد بن عمرو الغزي يأكل في شهر رمضان أكلتين
2 - وقال أبو العباس هاشم بن القاسم: كنت عند المهتدي عشيَّةً في رمضان فقمت لأنصرف فقال: اجلس، فجلست، فصلى بنا، ودعا بالطعام فأحضر طبقَ خِلافٍ عليه أرغفةٌ وآنية فيها ملحٌ وزيتٌ وخلٌّ فدعاني إلى الأكل فأكلت أكل من ينتظر الطبيخ فقال: ألم تكن صائماًً؟ قلت: بلى، قال: فكل واستوفِ فليس هنا غير ما ترى!
خامساً: حفظ اللسان وقلة الكلام وتوقي الكذب
1 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجةٌ في أن يدع طعامه وشرابه» أخرجه البخاري
قال المهلب: وفيه دليل أن حُكم الصيام الإمساك عن الرفث وقول الزور كما يمسك عن الطعام والشراب وإن لم يمسك عن ذلك فقد تنقَّص صيامه وتعرض لسخط ربه وترك قبوله منه
2 - ال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «إذا أصبح أحدكم يوماً صائماً فلا يرفث ولا يجهل فإن امرؤٌ شاتمه أو قاتله فليقل: إني صائمٌ إني صائمٌ» أخرجه مسلم
قال المازري في قوله: «إني صائمٌ» يحتمل أن يكون المراد بذلك أن يخاطب نفسه على جهة الزجر لها عن السباب والمشاتمة
3 - قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: ليس الصيام من الطعام والشراب وحده ولكنه من الكذب والباطل واللغو والحلف. أخرجه ابن أبي شيبة
4 - وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال: إنّ الصيام ليس من الطعام والشراب ولكن من الكذب والباطل واللغو.أخرجه ابن أبي شيبة.
5 - وعن طلق بن قيس قال: قال أبو ذر رضي الله عنه: إذا صمت فتحفظ ما استطعت.
وكان طلق إذا كان يوم صومه دخل فلم يخرج إلاّ لصلاة. أخرجه ابن أبي شيبة
6 - وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: إذا صمت فليصم سمعك وبصرك ولسانك عن الكذب والمآثم ودع أذى الخادم وليكن عليك وقار وسكينة يوم صيامك ولا تجعل يوم فطرك ويوم صيامك سواء. أخرجه ابن أبي شيبة في كتاب الصيام، باب ما يؤمر به الصائم من قلة الكلام وتوقي الكذب 2/ 422
7 - وعن عطاء قال: سمعت أبا هريرة يقول: إذا كنت صائماً فلا تجهل ولا تساب وإن جُهِل عليك فقل: إني صائم. أخرجه عبد الرزاق في المصنف
8 - وعن مجاهد قال: خصلتان من حفظهما سلم له صومه: الغيبة والكذب. أخرجه ابن أبي شيبة.
9 - وعن أبي العالية قال: الصائم في عبادة ما لم يغتب. أخرجه ابن أبي شيبة.
أحوال السلف مع الوقت
قال الحسن البصري: يا ابن آدم! إنما أنت أيام إذا ذهب يوم ذهب بعضك
وقال: يا ابن آدم! نهارك ضيفك فأحسِن إليه، فإنك إن أحسنت إليه ارتحل بحمدك، وإن أسأت إليه ارتحل بذمِّك، وكذلك ليلتك
وقال: الدنيا ثلاثة أيام: أما الأمس فقد ذهب بما فيه وأما غداً فلعلّك لا تدركه وأما اليوم فلك فاعمل فيه
وقال ابن مسعود: ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه نقص فيه أجلي ولم يزدد فيه عملي
وقال ابن القيم: إضاعة الوقت أشد من الموت لأن إضاعة الوقت تقطعك عن الله والدار الآخرة والموت يقطعك عن الدنيا وأهلها
وقال السري بن المفلس: إن اغتممت بما ينقص من مالك فابكِ على ما ينقص من عمرك
خاتمة
نسأل الله أن يبلغنا رمضان وأن يتقبل الله اعمالنا وصيامنا وقيامنا ويعتقنا من النار .. اللهم أمين .. وآخر دعوان أن الحمدلله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأزواجه وصحبه ومن تبعهم باحسان الى يوم الدين.
http://www.wathakker.com/show_matuyat_dtls1.aspx?survey=400&id=491
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/482)
ـ[أبوحازم الحربي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 10:23 ص]ـ
جزاك الله خيراً أخي الفاضل أبو شعبة الأثرى ونفع الله بك
نسأل الله أن يُعيننا على صيام رمضان وقيامه
ونسأله القبول
ـ[أبو إبراهيم التميمي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 09:37 م]ـ
نسأل الله الإعانة والقبول.
ـ[جهاد حِلِّسْ]ــــــــ[08 - 08 - 09, 11:41 م]ـ
للنفع والفائدة.
ـ[السوادي]ــــــــ[09 - 08 - 09, 01:35 ص]ـ
نفع الله بك
ـ[محمد مصطفى العنبري الحنبلي]ــــــــ[21 - 08 - 09, 02:13 م]ـ
جزاك الله خيرا هذه فائدة سيعمك بها أجر أهل مسجدي الذي أؤم فيه الناس فوفقك الله أخي للإستزادة من العمل الصالح.
ـ[محمد مشعل العتيبي]ــــــــ[21 - 08 - 09, 02:57 م]ـ
جزاك الله خير
ـ[أبو شعبة الأثرى]ــــــــ[12 - 08 - 10, 01:16 م]ـ
للرفع للفائده
نسأل الله أن يرزقنا العمل الصالح ويتقبله منا(67/483)
رسالة إلى أخي في الله فياز رحمه الله تعالى
ـ[رأفت الحامد العدني]ــــــــ[20 - 09 - 06, 06:37 ص]ـ
فيّاز
أبو عبد الرحمن
أسأل الله تبارك تعالى أن يكسوك بكساء الرحمة، ويسكب عليك ماء المغفرة، ويطهرك من كل ذنب تطهيراً ...
أين أنت يا أخي وحِبي وخليلي، إني أبحث عنك في نفسي وفي كتبي وأوراقي، أبحث عنك في همساتي و أهاتي .... أين أنت؟ ..... أين أنت يا فياز؟
لا أراك، لا أسمعك ......
كم يشق عليّ فراقك، كم يشق عليّ بُعادك
فلقد كنت بيننا كالذر الثمين وقد كثر حوله من يحرسه ويحبه ويتقرب إليه ويسمع منه ويتكلم إليه ..
ولقد أصبحنا اليوم كمن فقد ذاك الذر الثمين .... أين أنت يا فياز؟
فقدك يا فياز أمر ليس بالسهل
فقدك يا فياز أمر جلل، ولكني لا أقول إلا ما يرضي الرب (إنا لله وإنا إليه راجعون)
يا فياز إن قدرك ومنزلتك في نفسي أكبر مما كنت أظن، وإنها والله لتكبر وتسمو، ولا أدري أين سأقف بها حتى أعطيك حقك من الحب والاحترام والإجلال ....
إن فقدك يا فرحة القلب ...
قد شق جرحاً في فؤادي لن يلتئم ولن يشفى إلا بلقائك إن هذا الجرح يسكب دماً ودمعاً من الدم لن يتوقف حتى تأنس نفسي بك وتجد دفء الاجتماع بك ..
مازال محياك مرسوماً أمامي وثغرك الباسم يُكحل عيني ... إنني لا أشتكي غربة الدين فحسب بل أشتكي غربة الإخوان، إنني أشتكي فقدي لدواء حزني (قارئ القرآن، ومرتل الفرقان، وآية الزمان في الإتقان أبو عبد الرحمن).
إنني لم أحزن على شيء حزني عليك يا فياز.
حزني عليك كبير وجرحي غائر (إنا لله وإنا إليه راجعون)
كلما خلوت بنفسي تجدني أبحر في بحر أحزاني عليك
ذكريات كانت وذهبت وبقي آلامها في قلبي
لا أستطيع سماع صوتك الرنان بآيات الرحمن لا أقوى على ذلك حتى أنفجر بكاءً كأنني أسمع نباء فقدك وقت سماع صوتك ..
أتدري يا فياز أنني حينما أستمع لقليل ترتيلك للقرآن أحس وأشعر أنك تكلمني وتناديني فلا أقوى وتخور قواي ....
إنني أحبـ فيّازك
رحم الله أخانا فياز رحمة واسعة
ـ[أبو صالح التميمي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 06:30 م]ـ
غفر الله له وآجرك الله في مصيبتك بفقده وأرجو أن تزيل اللثام عن حياته جمعنا الله وإياك وإياه في الفردوس.
ـ[هدى]ــــــــ[21 - 09 - 06, 07:52 م]ـ
كلمات خرجت من شغاف القلب ممزوجة بالحزن على فراق عزيز ..
إنا لله وإنا إليه راجعون
اللهم اجره في مصيبته واخلف له خيرا منها.
عظّم الله أجركم، و أحسن عزائكم.
اللهم أغفر لأخينا فيّاز و ارحمه وعافه واعفو عنه واكرم نزله ووسع مدخله واغسله بالماء والثلج والبرد ونقه من الذنوب والخطايا كما ينقي الثوب الأبيض من الدنس، اللّهم وجازه بالحسنات إحسانا وبالسيئات عفواً وغفرانا ..
آمين
ـ[أبو أبي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 08:43 م]ـ
اللهم اغفرله اللهم ارحمه
وارزقنا أخا مثلك يدعو لنا عند موتنا
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى وآله وصحبه وسلم
ـ[المقدادي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 09:00 م]ـ
اللهم اغفرله اللهم ارحمه
وارزقنا أخا مثلك يدعو لنا عند موتنا
وصلي اللهم على نبينا محمد وعلى وآله وصحبه وسلم
آمين اللهم آمين(67/484)
س/ هل يجهر بصلاة الفجر من يصليها بعد طلوع الشمس لعذر؟
ـ[المصلحي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 07:36 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
اذا صلى المسلم صلاة الفجر بعد طلوع الشمس لعذر شرعي من الاعذار الشرعية، فهل يجهر بالقراءة ام يسر.
وكذلك من يصلي صلاة العصر بعد غروب الشمس لعذر شرعي من الاعذار، فهل يسر بالقراءة ام يجهر.
هذا سؤال للاخوة في المنتدى.
ننتظر الافادات، ولكم خالص الدعوات.
ـ[أبو أحمد الحلبي]ــــــــ[26 - 09 - 06, 11:40 م]ـ
على حسب علمي أن العبرة في الوقت
يعني يجهر في الليل ويسر في النهار
لكني لا أعلم الدليل
والله أعلم
ـ[أبو عمر]ــــــــ[27 - 09 - 06, 07:16 ص]ـ
من الموسوعة الفقهية لكويتية:
«صفة القراءة في قضاء الفوائت»
16 - يرى الحنفية والمالكية والشافعية في القول المقابل للأصحّ وأبو ثور وابن المنذر أنّ الاعتبار في صفة القراءة بوقت الفوائت، ليكون القضاء على وفق الأداء، ولا فرق عند هؤلاء بين المنفرد والإمام.
ويرى الشافعية على الأصحّ الاعتبار بوقت القضاء، ويقولون: إن قضى فائتة الليل بالليل جهر، وإن قضى فائتة النهار بالنهار أسر، وإن قضى فائتة النهار ليلاً أو عكس، فالاعتبار بوقت القضاء على الأصحّ.
قال النّوويّ: صلاة الصّبح وإن كانت نهاريةً فهي في القضاء جهرية، ولوقتها حكم الليل في الجهر وإطلاقهم محمول على هذا.
وقال الحنابلة: يُسِرّ في قضاء صلاة جهر كعشاء أو صبح قضاها نهاراًً، ولو جماعةً اعتباراً بزمن القضاء، كصلاة سرّ قضاها ولو ليلاً اعتباراً بالمقضية، ويجهر بالجهرية كأوليي المغرب إذا قضاها ليلاً في جماعة فقط، اعتباراً بالقضاء وشَبَهِها بالأداء، لكونها في جماعة، فإن قضاها منفرداً أسرها، لفوات شبهها بالأداء.
ـ[المصلحي]ــــــــ[28 - 09 - 06, 03:06 ص]ـ
بارك الله فيكم ايها الاخوة الاعزاء
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[28 - 09 - 06, 07:27 م]ـ
قال الشيخ عبد العزيز بن باز - رحمه الله -:
السنة في صلاة الليل الجهر بالقراءة سواء كان المصلي يصلي وحده أو معه غيره، فإذا كانت زوجته أو غيرها من النساء يصلين معه فإنهن يصلين خلفه ولو كانت واحدة، أما إن كان يصلي وحده فهو مخير بين الجهر والإسرار، والمشروع له أن يفعل ما هو أصلح لقلبه، وقد سئلت عائشة رضي الله عنها عن ذلك فقالت: " كان النبي صلى الله عليه وسلم في صلاة الليل ربما جهر وربما أسر "، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث حذيفة رضي الله عنه وغيره " أنه صلى الله عليه وسلم كان يجهر بالقراءة في صلاة الليل ويقف عند آية الرحمة فيسأل وعند آية الوعيد فيتعوذ وعند آية التسبيح فيسبح " والمعنى عند ذكر الآيات التي فيها أسماء الله وصفاته فيسبح الله سبحانه، وقد قال الله عز وجل: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ} [الأحزاب / 21]، وقال عليه الصلاة والسلام: " صلوا كما رأيتموني أصلي " أخرجه البخاري في صحيحه.
فدلت هذه الأحاديث على أن الجهر بالقراءة في صلاة الليل أفضل، ولأن ذلك أخشع للقلب وأنفع للمستمعين إلا أن يكون حوله مرضى أو نوام أو مصلون أو قراء، فالأفضل خفض الصوت على وجه لا يترتب عليه إشغال المصلين والقراء، وإيقاظ النائمين، وإزعاج المرضى.
وإن أسر في بعض صلاة الليل إذا كان وحده فلا حرج لحديث عائشة المذكور. . ولأن ذلك قد يكون أخشع لقلبه وأرفق به في بعض الأوقات.
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " (11/ 124، 125).
وقال الشيخ - رحمه الله - أيضاً -:
إذا كان الإنسان يصلي لنفسه شُرع له أن يفعل ما هو أصلح لقلبه من الجهر والإسرار إذا كان في صلاة النافلة ليلاً ولم يتأذَّ بجهره أحد، فإذا كان حوله من يتأذى بجهره كالمصلين والقراء والنوم شرع له خفض الصوت.
أما في الصلاة النهارية كصلاة الضحى والرواتب وصلاة الظهر والعصر: فإن السنة فيها الإسرار ويشرع للإمام أن يجهر بعض الأحيان ببعض الآيات لقول أبي قتادة رضي الله عنه كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمعنا الآية أحيانا، يعني في صلاة الظهر والعصر.
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " (11/ 126، 127).
وقال الشيخ - رحمه الله - أيضاً -:
الجهر بالقراءة في الصلاة الجهرية كالفجر والأولى والثانية في المغرب والعشاء سنة للإمام والمنفرد، ومن أسر فلا حرج عليه، لكنه قد ترك السنة. وإذا رأى المنفرد أن الإسرار أخشع له فلا بأس، لأنه ثبت عنه صلى الله عليه وسلم أنه كان في صلاة الليل ربما جهر وربما أسر كما ذكرت ذلك عائشة رضي الله عنها عنه عليه الصلاة والسلام، أما الإمام فالسنة له الجهر دائما اقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم ولما في ذلك من نفع الجماعة لإسماعهم لكلام الله سبحانه سواء كانت الصلاة فرضا أو نفلا.
" مجموع فتاوى الشيخ ابن باز " (11/ 116).(67/485)
رأيت أبي يصلي النافلة في السيارة داخل المدينة / فما الحكم؟
ـ[ريم السليمان]ــــــــ[20 - 09 - 06, 07:41 ص]ـ
أبي عنده علم ولكن رأيته يصلي السنة , النافلة داخل البلد _ المدينة _ وهو في السيارة راكباً , سؤالي: أرجوكم هل صلاة السنة في السيارة _ الدابة _ داخل المدينة من غير سفر جائز , أرجوكم أريد الجواب ......
ـ[ابن المبارك]ــــــــ[20 - 09 - 06, 08:36 ص]ـ
صلاة النافلة في السيارة للمقيم
المجيب د. سليمان بن وائل التويجري
عضو هيئة التدريس بجامعة أم القرى
التصنيف الفهرسة/ كتاب الصلاة/ صلاة التطوع/السنن والرواتب
التاريخ 18/ 9/1422
السؤال
أنا إمام، ومنزلي بعيد عن المسجد، وأحياناً أتأخر عن صلاة سنّة الفجر، فهل يجوز أن أصليها في السيارة أثناء الطريق؟ فقد سمعت أن بعض أهل العلم أجاز ذلك.
الجواب
هذا الأخ إمام مسجد، ويفترض أن يكون طالب علم، وأن يراجع المسائل الفقهية؛ لأن من يصلون معه سيسألونه عن الأحكام وأمور العبادات، فلا بد أن يعدّ نفسه ويراجع الأحكام والمسائل الفقهية.
وليعلم أن الصلاة على الراحلة إنما هي للمسافر، فله أن يصلي النافلة على راحلته، وليست للمقيم.
وهذا السائل مقيم في بلده، وأنصحه أن يستيقظ مبكراً، وأن يصلي السنّة في بيته قبل التوجه للمسجد، وعادة أن الجماعة ينتظرون إمامهم.
وأما صلاته في السيارة فليس له ذلك، بل هو للمسافر.
ـ[إبراهيم اليحيى]ــــــــ[20 - 09 - 06, 10:20 ص]ـ
صلاة النافلة على الراحلة ـ السيارة ـ للمقيم قال به علماء، و هو خلاف رأي الجمهور الذين يرونها فقط للمسافر.
ـ[أبوعبدالرحمن الدرعمي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 10:37 ص]ـ
بعيدًا عن الحكم الشرعي:
ممن يفعلها في عصرنا:
الشيخ أسامة عبد العظيم، ويقال: انه لا يركب إلا صلى طوال الطريق، ويحكى أن أحدهم ذهب ليأخذه من الجامعة للبيت، حتى يتمكن من سؤاله، فيقول: ما أن استقر الشيخ بالسيارة إلا وبدأ في الصلاة، وانتهى منها قبل وصوله البيت:)
وأظن أن الشيخ أبو ذر القلموني يفعلها؟ لا أدري؟
ـ[كتاب التوحيد]ــــــــ[21 - 09 - 06, 12:41 ص]ـ
وأذكر أن العلامة بن جبرين أجاز ذلك في دروس الصيف في مسجد المديني
ولكن نريد نص كلام الشيخ لعل الأخوة في مسجد المديني سجلوها؟؟
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 02:50 ص]ـ
هم في حال و نحن في حال آخر و لا حول و لا قوة إلا بالله
الواحد منا ما إن يدخل إلى السيارة إلا و ينام و لا حول و لا قوة إلا بالله ..
ـ[أبو أبي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 11:20 م]ـ
لكن لدي سؤال هل يكتفي هنا بالإيماء أم كيف الصلاة وهو يقود المركبة
أفيدونا يرحمكم الله
ـ[أبو معاذ الحسن]ــــــــ[22 - 09 - 06, 01:08 ص]ـ
ولشيخ الحنابلة في عصرنا الشيخ عبدالله بن عقيل
رسالة رجح فيها جواز صلاة النافلة على الدابة للمقيم
وذكر أنه مذهب الصحابي الجليل أنس بن مالك وابن المسيب
وأبي سعيد الاصطخري من الشافعية على ما أذكر .....
ـ[السدوسي]ــــــــ[23 - 09 - 06, 03:03 م]ـ
الحق أنه في بلد مترامي الأطراف كالرياض والقاهرة ونحوهما يكون للقول بجواز التنفل على الدابة حظ من النظر وهو الذي تميل إليه نفسي لنفسي ولذا فأنا أتنفل والقلب مطمئن وأسأل الله القبول.
وقد صح عن أنس رضي الله تعالى عنه وجاء في بعض النصوص التنفل مطلقا غير مقيد.
ـ[ريم السليمان]ــــــــ[04 - 10 - 06, 10:55 ص]ـ
شكرا للجميع ونريد توضيح أكثر وأنا شخصياً مطمئن لفتوى الشيخ ابن جبرين
ـ[سعودالعامري]ــــــــ[25 - 12 - 06, 07:20 ص]ـ
الصلاة على الراحلة للمقيم اذا لم يكن فيها تحول عن جهة القبلة الا تختلف عن
الصلاة التي يكون فيها تحول عن جهة القبلة
ـ[أبو يحيى المستور]ــــــــ[25 - 12 - 06, 03:20 م]ـ
نرجو من الإخوة الكرام تفصيل الأدلة و الاستدلالات أو الإحالة إلى مواضعها.
بارك الله فيكم جميعا.
ـ[عبد الرحمن الحسين]ــــــــ[04 - 01 - 07, 10:27 ص]ـ
الأخوة الكرام:
ألف شيخنا الشيخ عبد الله بن عبد العزيز بن عقيل رسالة بعنوان (تحفة القاقلة في حكم الصلاة على الراحلة) وقد نزلت في الأسواق قبل أشهر قام بطبعها والاعتناء بها: تلميذه: عبد الرحمن بن علي العسكر
الرسالة تباع بسعر زهيد: ثلاثة ريالات فقط
وقد جمع الشيخ فيها أدلة القائلين بجواز الصلاة على الراحلة من المتقدمين والمعاصرين.
ورجح جواز الصلاة على الراحلة في الحضر والسفر.
ومن لم يستطع الحصول على الرسالة ممن هم خارج السعودية فعليه مراسلتي على الخاص لتصله مجانا.
وتقبلوا تحياتي
ـ[عيسى بنتفريت]ــــــــ[04 - 01 - 07, 11:35 ص]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم
بارك الله فيك وجزاك كل خير.
موضوع رائع قيم وهادف.
وفقك الله ورعاك وزاد من تقواك.
نفع الله بك ورفع قدرك ولا حرمك الأجر والثواب.
اللهم تقبل منا ومنك صالح الأعمال.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/486)
ـ[أم حنان]ــــــــ[06 - 01 - 07, 12:06 ص]ـ
نرجو توضيح كيفية الصلاة على الراحلة و السائق يقود المركبة؟ فلا شك انه سيسجد وسيركع ايماء، فكيف سيخفض رأسه والسيارات من حوله وذلك خطر عليه، والله تعالى يقول (ولاتلقوا بأيديكم إلى التهلكة)، والأمر يختلف بالنسبة للراحلة التي كان يركبها النبي عليه الصلاة والسلام، حيث كان يركب الإبل والطريق امن وليس هناك ازدحاما ولاخطرا، وجزاكم الله خيرا
ـ[هشام الحلاّف]ــــــــ[07 - 01 - 07, 11:39 ص]ـ
لأخينا الشيخ فهد الصعقبي وفقه الله بحث في هذه المسألة، ونصر القول بالجواز، ونشر بحثه هذا ضمن كتابه المطبوع حديثا (بحوث علمية نادرة)، وإن كان ما ذكره من أدلة يحتاج إلى تأمل.
ـ[وائل ممدوح]ــــــــ[01 - 06 - 08, 11:41 م]ـ
اين هذه الابحاث؟
ـ[أبي يحيى المكاوي]ــــــــ[02 - 06 - 08, 07:18 م]ـ
بعيدًا عن الحكم الشرعي:
ممن يفعلها في عصرنا:
الشيخ أسامة عبد العظيم، ويقال: انه لا يركب إلا صلى طوال الطريق، ويحكى أن أحدهم ذهب ليأخذه من الجامعة للبيت، حتى يتمكن من سؤاله، فيقول: ما أن استقر الشيخ بالسيارة إلا وبدأ في الصلاة، وانتهى منها قبل وصوله البيت:)
وأظن أن الشيخ أبو ذر القلموني يفعلها؟ لا أدري؟
نعم أخي لقد رأيت الشيخ القلموني يفعلها حفظه الله بل حدثني من أثق فيه إن أغلب ركوبه السيارة صلاة ما لم نكن في أوقات النهي
و لكنه علمنا حفظه الله أن أهل العلم يحتج لهم لا بهم.
ـ[أم حنان]ــــــــ[28 - 12 - 09, 09:10 م]ـ
ذكر الشيخ خالد المصلح -حفظه الله- اليوم في برنامج فتاوى على قناة دليل:
أن صلاة النافلة على الراحلة (السيارة) جائزة بشرط عدم الإخلال بقواعد السلامة، وعدم تعريض (نفسه) ومن معه إلى الخطر.
ـ[أبو فارس النجدي]ــــــــ[29 - 12 - 09, 12:13 ص]ـ
قدمت لتوي من عند الشيخ اللحيدان و كان يقول أنه تجوز النافلة مثل صلاة الضحى في السيارة و هو ذاهب للعمل
ـ[عجب الرويلي]ــــــــ[29 - 12 - 09, 12:49 ص]ـ
كذلك الشيخ عبدالكريم الخضير
يقول لو حبسك السير لمدة طويلة يمكن أن تصلي بالسيارة
كذلك المحافظة على السنن الرواتب أولى من تركها فلو قال قائل أنه لا يستطيع أن يصلي راتبة الظهر لأنه بالسيارة
فيتركها ثم يقول لأن أدخل بالحديث حديث أم حبيبة فيترك جميع الرواتب بسبب تركها لراتبة الظهر
فيقال له صلى بالسيارة وهي واقفة أو تسير ..
هذا معنى كلام الشيخ بشرح أحاديث التجريد الصريح ’’
ـ[أبو عبدالرحمن بن أحمد]ــــــــ[29 - 12 - 09, 06:11 ص]ـ
أتمنى ممن عنده رسالة الشيخ أو غيره مما ينصر الجواز أن يذكر لنا من خرج أثر أنس بن مالك من أصحاب المصنفات. لأن العلماء يذكرونه مرسلا إلى أنس دون ذكر الإسناد. وقد ضعف ابن عبدالبر في " الإستذكار" هذا الأثر وبين أن المحفوظ عن أنس أنه كان يصلي ذلك في السفر.
فلو صح أثر أنس بن مالك كان حجة في جواز صلاة المقيم على الراحلة.
ـ[المسلم الحر]ــــــــ[29 - 12 - 09, 04:59 م]ـ
بارك الله فيكم جميعا و لله دركم ...
و الله إن الإنسان ليغبط نفسه أن وجد اخوة كرام ينتفع بعلمهم
فجزاكم الله خيرا و شكرا لصاحب الموضوع الذي أثار هذه المسألة و قد استغربتها في بدايتها لأني كنت أظن أن الأمر مقتصر فقط للمسافر ..
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[30 - 12 - 09, 12:23 ص]ـ
فتوى لفضيلة الشيخ (محمد بن صالح العثيمين) - رحمه الله تعالى - ..
السؤال: (ما حكم التنفّل على الراحلة لغير المسافر إذا كانت تسير ويستطيع المصلي أن يستقبل القبلة أو كان واقفا)؟!
الجواب: (الأصل أن الصلاة موقوفة على السنة، ولا يُصلى على الراحلة إلا في السفر، إلا إذا كان يستطيع، مثل السيارات الكبيرة يستطيع أن يتجه إلى القبلة ويركع ويسجد؛ لكن هذا ما أظنه يكون).
فقال السائل: للمسافرين فقط.
ثم سَألَ الشيخ، وأجاب بنفسه: (يعني قصدك الذي في حكم المسافر؟ إي نعم يصلي في البلد على الراحلة، نعم لأنه مسافر) انتهى.
راجع: شريط (الفتاوى الثلاثية قبل الدروس المسائية - المجموعة الثانية - الوجه الأول).
ـ[السلفية النجدية]ــــــــ[30 - 12 - 09, 12:25 ص]ـ
وهذه مشاركة للأخ / سيف جمعة:
.........................
أوصيك أخي بكتاب ((بحوث علمية نادرة)) المؤلف / فهد عبد الله الصقعبي. طبعة دار العاصمة للنشر والتوزيع.
يوجد فيه رسالة بعنوان (تجلية النظر في حكم الصلاة على الراحلة في الحضر)
وفيه قال المؤلف:
((الرأي الثاني: جواز أداء النافلة على الراحلة في الحضر.
يحكى عن أنس _ رضي الله عنه _ ولا يصح عنه، وقال به أبو يوسف ومحمد صاحبا أبي حنيفة، وأبو سعيد الاصطخري والقفال الشافعيان، ونقل بعض الشافعية أنه مذهبهم ولا اظنه يصح وهو رواية عن الإمام احمد _ رحمه الله _ وبه قال الطبري والأوزاعي وانتصر له ابن حزم ومال إليه الصنعاني وقال به بعض المعاصرين شيخنا العلامة عبدالله بن عقيل _ حفظه الله _ والشيخ العلامة صالح اللحيدان _ حفظه الله _ والشيخ عبدالله بن قعود _ رحمه الله _ ورجحه الشيخ ابن جبرين _حفظه الله _ إذا خشي فواتها.)) انتهى بنصه.
فليراجع الكتاب المذكور فقد ناقش فيه آراء الفريقين وأدلتهم ورجح الرأي الثاني
http://majles.alukah.net/showthread.php?t=29050
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/487)
ـ[المسيطير]ــــــــ[30 - 12 - 09, 07:03 ص]ـ
جواز أداء الصلاة المكتوبة على الراحلة عند الحاجة الشديدة والعذر
الشيخ: عبد الكريم الخضير
" وكان يوتر على بعيره "، ولمسلم: " غير أنه لا يصلي عليها المكتوبة " بل يلزمه أن يصلي على الأرض بركوعها وسجودها، ولا يتنازل عن شيء من أفعالها من أركانها وواجباتها، اللهم إلا عند الحاجة الشديدة والعذر، ففي حديثه عن ابن مرة في السنن أن النبي -صلى الله عليه وسلم- انتهى إلى مضيق هو وأصحابه وهو على راحلته، والسماء من فوقهم، والبلة من تحتهم -يعني الأرض طين- والمطر ينزل، فحضرت الصلاة فأمر المؤذن فأذن وأقام، ثم تقدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على راحلته فصلى بهم يومئ إيماء، يعني كما يفعل في النافلة، فالحاجة إذا دعت إلى ذلك لا مانع أن يصلوا على رواحلهم، وقل مثل هذا إذا كان المسافة بعيدة، وهم في طائرة، أو في باخرة لا يمكنهم النزول، فيصلون على حسب حالهم في الطائرة، أو في الباخرة على أن يؤدوا الصلاة على أكمل وجه ممكن، نعم.
http://www.khudheir.com/text/5192
ـ[ابو العز النجدي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 09:40 ص]ـ
أتمنى ممن عنده رسالة الشيخ أو غيره مما ينصر الجواز أن يذكر لنا من خرج أثر أنس بن مالك من أصحاب المصنفات. لأن العلماء يذكرونه مرسلا إلى أنس دون ذكر الإسناد. وقد ضعف ابن عبدالبر في " الإستذكار" هذا الأثر وبين أن المحفوظ عن أنس أنه كان يصلي ذلك في السفر.
فلو صح أثر أنس بن مالك كان حجة في جواز صلاة المقيم على الراحلة.
تفضل أخي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showpost.php?p=970557&postcount=10
http://www.ahlalhdeeth.com/vb//showthread.php?t=159347
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 11:14 ص]ـ
العلّامة: صالح اللحيدان عضو هيئة كبار العلماء يرى جواز صلاة النافلة على الراحلة أيّن كان نوعها في الحضر (للمقيم) وضرب لذلك مثالاً: وهو صلاة ركعتين الضحى .. قال ذلك في شرحه القائم لعمدة الأحكام ـ كتاب الصلاة ـ حديث أنس ـ في جامع عثمان م7 بمدينة الرياض ـ يوم الأثنين 11/ 1/1430هـ.
ـ[عجب الرويلي]ــــــــ[30 - 12 - 09, 08:10 م]ـ
جاء ما يقيد هذا في السفر، أنه يصلي على الدابة في السفر، فهل يتطوع من شاء على الدابة وهو في الحضر؟ ترى الشخص في سيارته يمشي في طريق آمن ويصلي نوافل، أو انتقل بعد الصلاة إلى مكان بعيد ويخشى أن يفوت وقت الراتبة فيصليها في السيارة، يعني القيد الذي جاء، التقييد في كونه في السفر هل هو معتبر أو غير معتبر؟ معتبر عند الجمهور، وجاء عن أنس ما يدل عليه الإطلاق، وأنه في السفر والحضر، وأن شأن النافلة موسع فيها، كما أنه يصلي يجوز له أن يصلي وهو جالس من غير علة، مع قدرته على القيام يجوز له أن يصلي وهو على دابته في الحضر؟ يجوز له ذلك، وإن كان الجمهور يقيدون ذلك في السفر، في السيارات الآن التي يتمكن الإنسان من أداء النافلة اللهم إلا السجود لأنه يترتب عليه الانحراف عن الطريق، أو عدم رؤية من أمامه، إذا كان يقود السيارة يصعب عليه أن يسجد سجود كامل، يومئ، وحكمها حكم الدابة بل أولى، والصلاة في السيارة أيسر من الصلاة في الدابة، وإذا كان يقرأ القرآن وأيضاً مرت به آية سجدة، أيضاً يسجد حسب ما يمكنه من السجود، بالإيماء.
المصدر http://www.khudheir.com/text/5193
ـ[عبدالله المُجَمّعِي]ــــــــ[31 - 12 - 09, 08:20 م]ـ
أخي الفاضل:
عجب الرويلي رفع الله قدرك وزادك الله علماً وفهماً وعملاً ودعوة ..
بوركت
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 04 - 10, 03:08 ص]ـ
رسالة الشيخ عبد الله العقيل حفظه الله هي بعنوان:
" تُحْفَةُ اْلقَافِلَةِ فِي حُكْمِ الْصَّلَاةِ عَلَى الْرَّاحِلَة "
وتفضلوها:
http://file9.9q9q.net/Download/38761539/----------------------------.rar.html
أخذت الأصل من موقع " الألوكة "
وحبذا أن يهتم طالب جاد بتنسيقها ويعيد تنزيلها
وفقكم الله
ـ[أبو زارع المدني]ــــــــ[21 - 04 - 10, 11:09 ص]ـ
رسالة الشيخ عبد الله العقيل حفظه الله هي بعنوان:
" تُحْفَةُ اْلقَافِلَةِ فِي حُكْمِ الْصَّلَاةِ عَلَى الْرَّاحِلَة "
وتفضلوها:
http://file9.9q9q.net/Download/38761539/----------------------------.rar.html
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/488)
أخذت الأصل من موقع " الألوكة "
وحبذا أن يهتم طالب جاد بتنسيقها ويعيد تنزيلها
وفقكم الله
الرابط لا يعمل يا شيخنا.
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 04 - 10, 01:27 م]ـ
والآن؟
http://upload.9q9q.net/file/cfbRonwvTfB/tohfah.rar.html
ـ[براءة]ــــــــ[21 - 04 - 10, 02:27 م]ـ
أعدت تنسيقها هنا:
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showpost.php?p=1267923&postcount=16
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[18 - 07 - 10, 01:19 م]ـ
هل يجوز أداء صلاة الرواتب والنوافل في السيارة في الحضر؟
السؤال: هل يصح أن أصلِّي صلاة الضحى في السيارة لأني أمكث بها نصف ساعة قبل وصولي للمدرسة؟ وهل يكون لها نفس الأجر لو صليتها بالمدرسة؟ وجزاكم الله خيراً.
الجواب:
الحمد لله
ثمة مسائل ثلاثة هنا:
الأولى: صلاة النافلة في السيارة جالساً ولغير اتجاه القبلة في السفر.
الثانية: صلاة النافلة في السيارة الواقفة جالساً باتجاه القبلة في الحضر.
الثالثة: صلاة النافلة في السيارة السائرة جالساً ولغير اتجاه القبلة في الحضر.
والمسألة الأولى والثانية محل اتفاق بين الفقهاء على الجواز، والمسألة الثالثة خلافية.
وهذا بيانها – باختصار -:
أما المسألة الأولى:
فقد ثبت في السنَّة الصحيحة أن النبي صلى الله عليه وسلم صلَّى نافلة على راحلته في السفر حيثما توجهت به، فسقط شرط الاتجاه للقبلة، وسقط ركن القيام، لكنَّ ذلك مشروط بأن تكون صلاة نافلة، وأن يكون ذلك في السفر، كما سبق.
وعليه: فمن كان مسافراً راكباً في سيارة: فله أن يصلي الضحى – أو غيرها من النوافل – في أي اتجاه سارت تلك السيارة، يومئ في ركوعه وسجوده، ويجعل إيماءه في سجوده أخفض من إيمائه في ركوعه.
عَن جَابِرَ بْنَ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنهما أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَانَ يُصَلِّي التَّطَوُّعَ وَهُوَ رَاكِبٌ فِي غَيْرِ الْقِبْلَةِ) رواه البخاري (1043) ومسلم (540).
عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: (كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يُصَلِّي فِى السَّفَرِ عَلَى رَاحِلَتِهِ حَيْثُ تَوَجَّهَتْ بِهِ يُومِئُ إِيمَاءً صَلاَةَ اللَّيْلِ، إِلاَّ الْفَرَائِضَ، وَيُوتِرُ عَلَى رَاحِلَتِهِ) رواه البخاري (955) ومسلم - نحوه - (700).
وهي مسألة إجماعية.
ففي " الموسوعة الفقهية " (27/ 228): " اتفق الفقهاء على أنه يجوز للمسافر صلاة النفل على الراحلة حيثما توجهت به " انتهى.
وأما المسألة الثانية:
فإنه لا خلاف بين العلماء – أيضاً - في جواز صلاة النافلة في الحضر، جالساً، باتجاه القبلة مع القدرة على القيام، وأن للمصلي على هذه الهيئة نصف أجر المصلي قائماً.
قال ابن قدامة – رحمه الله -:
" لا نعلم خلافاً في إباحة التطوع جالساً، وأنه في القيام أفضل، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ صَلَّى قَائِمًا فَهُوَ أَفْضَلُ، وَمَنْ صَلَّى قَاعِدًا فَلَهُ نِصْفُ أَجْرِ الْقَائِمِ) متفق عليه – رواه البخاري (1064) فقط -، وفي لفظ مسلم – (735) - (صَلاَةُ الرَّجُلِ قَاعِدًا عَلَى نِصْفِ الصَّلاَةِ) " انتهى " المغني " (1/ 811).
وعليه: فمن صلَّى الضحى – أو غيرها من النوافل أو الرواتب – في سيارته الواقفة جالساً في الحضر، وكان اتجاه السيارة إلى القبلة – أو استطاع هو أن يتجه إلى القبلة -: فإنه لا حرج عليه لو صلَّى على تلك الحال بالاتفاق، ولا فرق بين أن يصلي جالساً – والحالة هذه – في سيارة أو في بيت أو مسجد، وله أن يومئ في الركوع، كما يفعل في صلاته جالساً فيما ذكرناه من تلك الأماكن، فحكم السيارة الواقفة حكم الأرض، ولا يسقط عنه شرط الاتجاه إلى القبلة.
ويكون للمصلي في تلك الحال نصف أجر صلاة القائم كما سبق ذِكره في الحديث الصحيح.
وأما المسألة الثالثة:
هل يجوز الصلاة في السيارة السائرة جالساً لغير اتجاه القبلة في الحضر، كما هو الحال في السفر، أم إن تلك الحال للمصلي لا تصلح إلا في السفر؟ قولان للعلماء:
القول الأول: عدم الجواز، وهو قول الجمهور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/489)
القول الثاني: الجواز، وذهب إلى هذا القول أبو يوسف ومحمد صاحبا أبي حنيفة، وأبو سعيد الاصطخري من الشافعية، وهو رواية عن الإمام أحمد، وهو قول الطبري والأوزاعي وابن حزم.
وقال به من المعاصرين: الشيخ عبد الله بن عقيل، والشيخ عبد الله بن قعود، وقال الشيخان عبد الله بن جبرين وعبد الكريم الخضير بالجواز في حال خشي المصلي فوات وقت النافلة، أو الراتبة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله -:
" وأما الصلاة على الراحلة: فقد ثبت فى الصحيح بل استفاض عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه كان يصلِّي على راحلته في السفر قبَل أي وجه توجهت به، ويوتر عليها، غير أنه لا يصلِّي عليها المكتوبة.
وهل يسوغ ذلك في الحضر؟ فيه قولان في مذهب أحمد وغيره ... " انتهى من "مجموع الفتاوى" (24/ 37، 38).
وانظر " شرح مسلم " للنووي (5/ 211) و " المجموع " – له – (3/ 212)، و " المحلى " لابن حزم " (3/ 56)، و " نيل الأوطار " للشوكاني (2/ 149).
وتنظر رسالة الشيخ عبد الله بن عقيل حفظه الله التي ألَّفها لهذا المسألة تحديداً وهي بعنوان " تُحْفَةُ اْلقَافِلَةِ فِي حُكْمِ الْصَّلَاةِ عَلَى الْرَّاحِلَة ".
فعند هؤلاء العلماء يجوز لمن يركب السيارة السائرة في الشارع أن يصلي فيها الضحى – وغيرها من الرواتب والنوافل – جالساً – ولا يفضَّل ذلك للسائق - ويومئ المصلي في ركوعه وسجوده، ويكون إيماؤه في سجوده أخفض من إيمائه في ركوعه.
والأظهر في ذلك قول الجمهور، وهو أن صلاة النافلة جالساً، ولغير القبلة، إنما هي لمن كان راكباً على الراحلة السائرة، وفي السفر دون الحضر، وهو الذي ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم، وهو ما يرجحه من المعاصرين الشيخان عبد العزيز بن باز والعثيمين رحمهما الله، وغيرهما كثير.
وينظر جواب السؤال رقم (21869).
تنبيه:
إذا صلى النافلة قاعدا، وهو قادر على القيام، فإنه يأتي بالسجود على هيئته على الأرض، على الأظهر من قولي أهل العلم، وإنما يسقط عنه القيام، والركوع تبع له.
قال ابن رشد ـ الجد ـ: " محمد بن أحمد: قوله إن القاعد لا يومىء بالسجود إلا من علة، يريد في الفريضة، صحيح لا اختلاف فيه، لأن السجود فرض كالقيام، فلا يسقط عنه إلا بعدم القدرة عليه.
وإنما قال: إن له أن يومئ في النوافل من غير علة لما جاء من أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى قائماً فهو أفضل، ومن صلى قاعداً فله نصف أجر القائم، ومن صلى نائماً فله نصف أجر القاعد) ومعلوم أنه من صلى نائماً فإنه يومئ بالركوع والسجود؛ فإذا جاز أن يترك القعود والسجود مع القدرة عليهما، جاز أن يترك السجود دون القعود.
وأما قول عيسى إنه لا يومئ في النافلة من غير عذر ولا علة، بناء على ترك الأخذ بالحديث، مثل قول مالك في المدونة إنه لا يصلي مضطجعاً إلا مريض، فلا يجوز ترك الجلوس ولا السجود إلا من علة.
ويحتمل: أن يكون لا يجيز الإيماء بالسجود مع القدرة عليه إلا لمن صلى مضطجعاً، لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من صلى قاعداً فله نصف أجر صلاة القائم)؛ فكان معناه عند أهل العلم جميعاً: من صلى قاعداً وساجداً؛ إذ لم يعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا أحداً من سلف الأمة، ترك السجود في صلاة النافلة مع القدرة عليه، كما ترك القيام فيها مع القدرة عليه " انتهى من "البيان والتحصيل" (1/ 515 - 516).
وسئل الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
" جدتي كبيرة في السن، وربما أتعبها الوقوف في الصلاة، فتصلى النافلة وهي جالسة على الكرسي، أما الفريضة فهي تصليها وهي واقفة، وتؤدي ركوعها وسجودها على الوجه الكامل، والسؤال: هل تأثم بالجلوس على الكرسي؟ وإذا كانت لا تأثم، فهل الأفضل في الصلاة أن تصلى على الأرض، أم على الكرسي؟ مع العلم بأن الكرسي أروح لها؟
فأجاب:
" أما بالنسبة لصلاة الفرض فالأمر فيها واضح، لأنها تؤديها كما ينبغي.
وأما بالنسبة للنافلة فإنها إذا كانت تريد أن تصلي جالسة، فلتجلس على الأرض وتتربع أثناء القيام والركوع، والقيام بعد الركوع، ثم تسجد على الأرض وتجلس بين السجدتين مفترشة كالعادة، فإذا سجدت السجدة الثانية جلست متربعة؛ لأن التربع يكون في محل القيام، وهذا بلا شك أفضل من الكرسي، لأن الكرسي لا تتمكن معه من السجود على الأرض، فيفوتها السجود، والسجود إذا أمكن فإنه لا يجوز الإيماء بدلاً عنه.
وعلى هذا فنقول: هذه الجدة إذا أرادت أن تتطوع في نافلة الصلاة فلتكن على الأرض، وتعمل كما قلنا؛ تتربع في محل القيام قبل الركوع، وفي حال الركوع، وفي حال القيام بعد الركوع، وتفترش في الجلسة بين السجدتين والتشهدين، وتسجد إلى الأرض " انتهى.
والله أعلم
موقع الإسلام سؤال وجواب
http://www.islam-qa.com/ar/ref/149470(67/490)
فتوى في معنى كلمة: (كشخة)!!!!.
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 09 - 06, 08:19 ص]ـ
رقم الفتوى: 46078
عنوان الفتوى: معنى كلمة (كشخة)
تاريخ الفتوى: 01 صفر 1425/ 23 - 03 - 2004
السؤال
ماهو أصل كلمة (كشخة) في اللغة، وهل تعد من ألفاظ القذف عندما تقال للنساء، أرجو الإفادة ولكم جزيل الشكر
الفتوى
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فعبارة كشخة لا وجود لها في اللغة العربية، ففي لسان العرب لابن منظور: الكشخان الديوث، وهو دخيل في كلام العرب، ويقال للشاتم: لا تكشخ فلاناً، قال الليث: ليس من كلام العرب. انتهى.
والديوث فسره ابن منظور أيضاً في لسان العرب بقوله: والديوث الذي يدخل الرجال على حرمته بحيث يراهم كأنه ليّن نفسه على ذلك، وقال ثعلب هو الذي تؤتى أهله وهو يعلم. انتهى.
ثم إن كلمة كشخة تستخدم في بعض المجتمعات لوصف الشيء بالحسن والجمال.
وبهذا يعرف أن هذه الكلمة ليست من كلمات القذف.
والله أعلم.
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=46078&Option=FatwaId
ـ[المسيطير]ــــــــ[20 - 09 - 06, 10:35 م]ـ
عفوا:
معنى (كشخة) حسب عرف الناس في الجزيرة العربية:
هو مصطلح يطلق - غالبا - على من كانت هيئته حسنه، ولباسه حسن، وهندامه حسن.
من كان على هذه الحال يقال له: كشخة.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 12:13 ص]ـ
هذا النقل أيها المبارك ليسبفتوى ولا يصح تسميته بذلك, فتنبه بارك الله فيك, وإلا لكان لسان العرب مجموعَ فتاوى ...
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 12:15 ص]ـ
هذا النقل أيها المبارك ليس بفتوى ولا يصح تسميته بذلك, فتنبه بارك الله فيك, وإلا لكان لسان العرب مجموعَ فتاوى
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 09 - 06, 01:08 ص]ـ
الأخ الكريم /
السؤال يقول:
ماهو أصل كلمة (كشخة) في اللغة، وهل تعد من ألفاظ القذف عندما تقال للنساء، أرجو الإفادة ولكم جزيل الشكر.
ـ[أبو زيد الشنقيطي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 01:03 م]ـ
بارك الله فيك وعافاني وإياك, ولكن العنوان يقول: (فتوى في معنى كلمة كشخة) وجزيت الخير على كل حال ,فقصدي التنبيه فقط وأعتذر إن وجدت في نفسك مني شيئا
ـ[المسيطير]ــــــــ[21 - 09 - 06, 02:59 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء.
العنوان ....... أخذته من عنوان الفتوى:
رقم الفتوى: 46078
عنوان الفتوى: معنى كلمة (كشخة)
تاريخ الفتوى: 01 صفر 1425/ 23 - 03 - 2004
المفتي: مركز الفتوى بإشراف د. عبدالله الفقيه
http://www.islamweb.net/ver2/Fatwa/ShowFatwa.php?lang=A&Id=46078&Option=FatwaId
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 05:54 م]ـ
(أصاب) أخي المسيطير
و (أحسن) في توضيحه
و (تعجَّل) أخي (أبو زيد)
و (أحسن) في اعتذاره
ـ[إحسان العتيبي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 05:58 م]ـ
...
ـ[المسيطير]ــــــــ[13 - 03 - 08, 09:38 م]ـ
الشيخ الكريم / إحسان العتيبي
جزاك الله خيرا.
وهذه من حنكة الأجداد:).
ـ[عبد الكريم آل عبد الله]ــــــــ[14 - 03 - 08, 03:22 ص]ـ
ما أجمل فوائدك أخي المسيطير,,,
ـ[أبو السها]ــــــــ[14 - 03 - 08, 10:34 ص]ـ
ونحن في تونس على عكس أهل الحجاز فإن معنى " كشخة" عندنا هو القبح وسوء المنظر،
قلت: ولعلها من الأضداد.
ـ[المعلمي]ــــــــ[14 - 03 - 08, 01:04 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
لعلها من الألفاظ التي هجر معناها الأوّل، واستبدلت بمعنى حسن ...
فالأهم مقاصد الألفاظ ومعانيها المتعارف عليها ..
ـ[علي الكناني]ــــــــ[15 - 03 - 08, 01:50 ص]ـ
جزاك الله خيراً
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[15 - 03 - 08, 02:26 ص]ـ
كذالك عند اهل ليبيا (كشخة) معنها القبيح
والله الموفق
جزاكم الله خيرا
ـ[المسيطير]ــــــــ[02 - 11 - 09, 08:45 م]ـ
ولعل من ذلك أيضا كلمة: (جخة:).
ـ[أم ديالى]ــــــــ[03 - 11 - 09, 07:13 ص]ـ
الله المستعان
سبق ان قرأت فائدة في معنى كشخة قبل 14 سنة .. ونشرتها على ان كشخة بمعنى الديوث!!
ـ[الفضيل]ــــــــ[03 - 11 - 09, 09:25 ص]ـ
من الطرائف:
من محلات الخياطة الرجالية المعروفة في الشارقة - الإمارات
الكشخة للخياطة
ـ[أبو الهمام البرقاوي]ــــــــ[03 - 11 - 09, 02:18 م]ـ
ولعل من ذلك أيضا كلمة: (جخة:).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/491)
هذه مشهورة عندنا -اي قروية الأردن -
كلمة جخة .. للشيء الجيد والحسن
ـ[محمد الرشدان]ــــــــ[03 - 11 - 09, 05:22 م]ـ
جزاكم الله خيرا الشيخ المسيطير وشيخنا احسان
كلامكم جخه
ـ[ابو يعقوب العراقي]ــــــــ[03 - 11 - 09, 06:01 م]ـ
وعندنا في العراق، تطلق الكشخة كما قال المسيطر.
إلا إنه تطلق بالنفي ويراد بها الكتبر والتعالي بقولنا: (لا تتكشخ).
_______________________________
المقدمه المنطقية التي لايسع الطالب جهلها - قسم التصديقات - ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=174006)
المقدمه المنطقية التي لا يسع الطالب جهلها (خاص طلبة الأصول) ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102475) (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/multipage.gif 1 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102475)2 (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=102475&page=2) )
الشيخ د/عبد الرحمن بن عايد العايد: برنامج مقترح لطالب العلم ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=111626)
- حمّل الآن (31) كتابا للشيخ العلامة صالح الفوزان -حفظه الله- pdf
لمَاذا لَم يَمُوتُوا النَحَاة بِمََسائل وَمَات شَيخَهُم بِجُملةٍ قَالَهَا الكَسَائي ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=177198)
الطرديات الفن الأدبي الذي ولد في العصر الجاهلي و ترعرع في العصر ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=177373)
العباسي
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/images/misc/tag.png لماذا يعد كتاب "اعجاز القران" للباقلاني من كتب النقد؟ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=166051)
لا تقل مبروك عليك وقل مبارك عليك ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=155729)
قال الشنقيطي: ثوراً هائجاً يعين على طلب العلم. ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=150043)
كَيْف نثبت بَعَد رَمَضَان؟؟؟ يَلَمْلَم لِلرَّحِيلِ ونلَمْلَم للمَرَاجَعهِ ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=113663)
ـ[المسيطير]ــــــــ[04 - 11 - 09, 10:34 م]ـ
ولعل من ذلك أيضا كلمة: (جخة:).
قال في المعجم الوسيط ج1/ 108:
(جَخَّ) برجله - جَخَّا: نسف بها التراب، وفي صلاته: رفع بطنه وفتح عضديه في السجود، وفي الحديث: " أنه كان إذا سجد جَخّ "، وفلان: افتخر بما ليس عنده؛ فهو جَخَّاح. (عامية).أ. هـ.
---
الإخوة الأكارم /
جزاكم الله خير الجزاء، وأجزله، وأتمه، وأوفاه ... وأسأل الله أن يسعدكم جميعا في الدارين.(67/492)
القرء هو الحيض
ـ[نصر الدين المصري]ــــــــ[20 - 09 - 06, 08:57 ص]ـ
الدليل الأول:
* أنها سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم فشكت إليه الدم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما ذلك عرق فانظري فإذا أتى قرؤك فلا تصلي وإذا مر قرؤك فتطهري ثم صلي ما بين القرء إلى القرء
في هذا النص استخدم النبي لفظ القرء بمعنى الحيض. و لم يسقطه على الطهر فدل ذلك أن معناه الشرعي هو الحيض.
الدليل الثاني:
الطلاق لا يكون إلا في الطهر كما صح في السنة، و المطلقة عليها التربص بنفسها ثلاثة قروء كما في قوله تعالى (و المطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء)، و التربص في اللغة هو انتظار شئ لم يحل، و ما يحل بالمطلقة في طهرها هو الحيض، فدل ذلك أن القرء هو الحيض.(67/493)
رحلة الشيخ حماد الأنصاري -رحمه الله - إلى المغرب العربي + سوريا
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 09:33 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
قال الشيخ حماد الأنصاري رحمه الله:
"بسم الله الرحمن الرحيم
رحلة المغرب العربي
رحلة قصيرة إلى أفريقيا الشمالية الشهيرة
الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لا نبيَّ بعدَه.
وبعد: فبمناسبة ترشيح الجامعة الإسلامية إيّاي أنا حمّاد بن محمد الأنصاري والأخ عبد الرحمن بن إبراهيم السيف السفر إلى المغرب العربي بدوله الثلاث تونس، والجزائر، والمغرب الأقصى للبحث عن المخطوطات النادرة وتصويرها باسم الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
بهذه المناسبة توجهنا من المدينة النبوية يوم الثلاثاء بعد العصر في 16/ 7/1396ه وتوجهنا في الطائرة إلى جدة، فوصلناها قبل غروب الشمس فبتنا فيها منتظرين الحجز إلى تونس الخضراء، بتنا ليلتنا تلك بجدة في فندق الرحاب، وتقيّلنا يوما الأربعاء لعدم إمكان الحجز في ذلك اليوم إلى أن تيسّر الحجز إلى تونس عن طريق رومية بإيطاليا.
( ... )
وفي يوم السبت الموافق 20/ 7/1396ه زرنا السفارة السعودية بنهج النمسا بتونس الخضراء، فوجدنا فيها قائم مقام السفير عباس البصراوي فاستقبلنا استقبالاً حارًّا، فذكرنا له مهمتنا، فرحّب بنا مخبرًا باستعداده للتعاون معنا بكل ما لديه من الإمكانيات، كما زرنا في نفس اليوم الملحق الثقافي في مكتبه بشارع الحرية، فرحّب بنا بالحفاوة والتكريم، ولا غرو فإن الملحق الثقافي في تونس من بيتٍ معروف، وهو أعني الملحق الثقافي الأخ عبد الملك بن عبد الله آل الشيخ.
( ... )
وفي يوم الاثنين الموافق 22/ 7/1396ه زرنا كمال الدين التارزي مدير الشئون الدينية بالجمهورية التونسية فأخبرنا أنه مستعدّ للتعاون معنا على مهمتنا، وفعلاً ذهبنا معه إلى المكتبة الوطنية الواقعة في حيّ جامع الزيتونة في الحيّ الأصلي بتونس، فدخلنا في مكتب مدير المكتبة عزت القلوزي، ثم أخذنا إلى المسئول عن المخطوطات في المكتبة عبد الحفيظ بن منصور، فأخبرنا كلّ منهما أنه على أتم الاستعداد للتعاون معنا على ما نريد في المكتبة، وقال المدير وهو يقوم بتصوير ما نريد من الكتب: ولكن تبين لنا أن الآلة التي في المكتبة للتصوير قد أصابها خلل يحتاج إلى انتظار يومين، ولم يتبين لنا ذلك إلاّ في يوم الأربعاء الموافق 24/ 7/1396ه
( ... )
وقد أنهينا استعراض الموجود من القوائم في المكتبة وانتقينا منها بعض الكتب التي أفردناها بقائمة خاصة بها، ومن أهمّها: الجزء الثالث من (الأحكام الكبرى) لابن كثير، وهو جزء من بقية الصلاة ابتداءً من الأذان، و (الجامع الكبير) للسيوطي، وقطعة من (تاريخ دمشق)، وغير ذلك مما ذكرنا في القائمة المختارة.
( ... )
وقد زرنا كثيرًا من المسؤولين من طلبة العلم بتونس، منهم رئيس الشعائر الدينية كمال الدين التارزي، والحبيب بالخوجة عميد الجامعة بتونس، وأطلعَنا الأخير على أقسام الجامعة بفصولها ومكتبتها الكبيرة التي تحتوي على أهمّ المطبوعات العربية من مختلف الفنون.
وكذلك اتصلنا بالأديب الكبير محمد الشاذلي النيفر، وقد حظينا من الجميع بالتقدير والاحترام.
وفي تونس كنت أتناوب في إلقاء المحاضرات مع الأخ أبي بكر الجزائري، حيث أني ألقيت في جامع محرز بن خلف، وفي جامع الزيتونة، وفي جامع سبحان الله وغيرها من جوامع تونس الكثير التي لا يعمرها بالصلاة إلاّ التيجانيون من الشيب والشبان.
( ... )
ومن الملاحظ: أن المسؤولين عن الشؤون الدينية والتعليمية من الأحناف، مع أن نسبة الأحناف في المالكية خمس في المائة، وهؤلاء الأحناف من بقايا الأتراك الذين كانوا حكّامًا على تونس قبل الاستعمار الفرنسي.
وفي شوارع تونس تلتقي بأسراب من النساء العاريات تونسيات وغيرهن، مما يدلّ على أن الاستعمار لا يخرج من بلد إلاّ بعد أن يترك تقاليده وعاداته في ذلك البلد، فلذا تجد من النساء العاريات والشباب المتفرنج عددًا لا يستهان به، تشاهد هؤلاء في جميع الشوارع في تلك البلاد التي محى الاستعمار كل أخلاق الإسلام وتقاليده وعاداته منها حتى لا تفرق بين الشاب المسلم والمرأة المسلمة وبين الشاب والمرأة من الإفرنج.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/494)
وفي أيام الآحاد وأيام عطل الاحتفالات التي صادفناها هناك من الاحتفال بالجمهورية وبميلاد الرئيس وبما يسمونه بتحرير المرأة، في كل هذه الأيام تجولنا للاطلاع على أكثر مدن تونس الخضراء ومن أهمها الميناء الكبير بنزرت شمال تونس على مسافة ستين كيلو مترًا، والقيروان العاصمة الأولى للإسلام في أفريقيا الشمالية وغيرها في جنوب تونس، وزرنا جامع أبي زمعة البلوي رضي الله عنه الصحابي الجليل، ووجدنا في داخل الجامع تابوتًا يزعمون أنه قبره، فزرناه ودعونا له بعد السلام عليه، ثم زرنا جامع عقبة بن نافع الفهري رضي الله عنه، وألقيت فيه درسًا نال القبول من الحاضرين.
ورزنا أيضًا قبر سحنون، وقبور الفقهاء العشرة الفقهاء الذين بعثهم عمر بن عبد العزيز لتعليم الافريقيين الدين الإسلامي، وقد ذكرهم صاحب (رياض النفوس) في شرق القيروان عند انتهاء العمران، ووجدنا سدنة يزعمون أنهم من حفدة سحنون، ولكنهم عوام يسكنون في جناح من العمارة التي فيها القبور.
ومما تنبغي الإشارة إليه: أن القبور في تونس وأنحائها يعتنى بها الناس أكثر من اعتنائهم بالمساجد.
وكذلك زرنا قصر الهلال وسوسة، والمنستير، والحمامات، وتابل، وهذه الأربعة الأخيرة من جملة الشطوط التونسية التي تجولنا فيها، ووجدنا عندها من جمال الطبيعة ما يبهر البصر، هذا كله إلى ما نشاهده من جمال البحر الأبيض المتوسط الممتد على شمال تونس، تواكبه غابات من أنواع الأشجار ومن الزيتون والرمّان والتين والسفرجل وغير ذلك، إلاّ أن السوّاح الإفرنج الذين اكتظت بهم تلك الشواطئ الجميلة بخلاعاتهم رجالهم ونسائهم شوّهوا منظر هذه الشطوط الجميلة.
هذا، وقد زرنا بلدًا آخر في غرب العاصمة يدعى (كاف (في طريق المار إلى الجزائر وهو أيضًا جميل كريم أهلُه.
وتونس كلها خضراء أشجارها وجبالها وتلولها طولها وعرضها، وهي تسير بسير الحضارة الأوربية بنسائها وشبابها وشيوخها، وقد سيطرت تلك الحضارة على تقاليد أهلها وعاداتهم، بحيث لا تكاد ترى من بين تلك الجحافل التي تواجهك من المطار أي: مطار قرطاج الدولي إلا أوربيًّا في لبسته وهيئته ولغته، هذا مع أنّ أهل تونس إمّا عربٌ أو متعرِّبون لا يوجد فيها عجمي إلا سائح، ومع هذا فاللغة الفرنسية متغلِّبةٌ على العربية الدارجة التونسية، وهذا هو مراد المستعمر في كل بلد سلخه من كلّ معنوايته حتى من لغته وإحلال لغته الأجنبية محلّ اللغة الوطنية.
هذا، وفي تونس الخضراء أقمنا 28 يومًا، ثم توجهنا إلى المغرب الأقصى رأسًا بطائرة كويتية كبيرة حديثة في مساء يوم الخميس الموافق 16/ 8/1396ه إلى الدار البيضاء بالمغرب العربي، فوصلنا إلى مطارها المسمى بمطار النواصر، وبينه وبين الدار البيضاء 30كم تقريبًا، وصلنا في الساعة العاشرة ليلاً بالتوقيت الافرنجي، وقطعنا المسافة بين مطار قرطاج بتونس ومطار النواصر بساعتين ونصف، وبتنا ليلة الجمعة الموافق 17/ 8/1396ه في الدار البيضاء، ومع الأسف لم يكن معنا من يدلّنا إلى محلّ مناسب في الدار البيضاء، فدرنا بتاكسي نبحث عن فندق ننام فيه إلى الصباح، وكل فندق نمرّ فيه نجده مسكونا إلى أن وقفنا بعد التعب على فنيدق غير كبير يسمى فندق كمبيطا، وفي هذا الفنيدق وجدنا غرفة صغيرة بسريرين، وبتنا إلى الصباح، حيث قمنا بالتجوّل في الأسواق، ثم صلينا الجمعة في جامع محمد الخامس
والتقينا هناك بأحد تلامذة الدكتور الهلالي اسمه علاّل، فصحبنا إلى منزل الدكتور فالتقينا به، ثم بعث معنا الأخ محمد الدرعاوي الطالب في الجامعة الإسلامية، فانتقلنا من فندق كمبيطا إلى فندق كبير يسمى بفندق الدار البيضاء، ويعد هذا الفندق أكبر فندق في أفريقيا في الدرجة الأولى في فنادق الدار البيضاء، وأقمنا فيه ثلاث ليال،
وفي الصباح من يوم الاثنين الموافق 20/ 8 توجهنا في تاكسي بصحبة الأخ محمد الدرعاوي الطالب في الجامعة الإسلامية إلى الرباط، ومررنا في طريقنا بقرى كثيرة مغطاة بالأشجار المزدهرة، ومن جملتها مصطاف الملك الحسن الثاني الصخيرات، وقد تلاقينا في طريقنا إلى الرباط مع الملك الحسن الثاني قاصدًا هذا المصيف مع موكبه وهو سائق سيارته بنفسه،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/495)
فوصلنا إلى الرباط ضحًى عاصمة المملكة المغربية، فبدأنا باستعراض الفهارس التي وجدناها في المكتبة، فانتقينا منها بعض الكتب المخطوطة، وهم يشتغلون في الصباح والمساء، فلذا تيسر لنا أن ننتقي جملة كبيرة من المخطوطات الموجودة في الخزانة العامة، ومن أهم المكتبات التي توجد فيها تلك المخطوطات مكتبة الكتانيين، واستمرّ عملُنا في الخزانة العامة من يوم الاثنين الموافق 20/ 8/1396ه إلى يوم الأحد الموافق 26/ 8/1396ه، فتوجهنا بعد ذلك إلى طنجة مدخل الأندلس أو عروس الأندلس على ما يقال، توجهنا إليها في قطار ممتاز في الدرجة الأولى، فوصلنا طنجة في نفس اليوم، واتجهنا إلى المكتبة التي فيها، فلم نجد شيئًا من المخطوطات، وأقمنا فيها ثلاثة أيام، وقد ألقيت فيها ثلاث محاضرات، إحداها ألقيتها في قاعة المحاضرات الدولية سابقًا في طنجة حينما كانت دولية، وتسمى هذه القاعة الآن قصر مارشان لأنها قرب جبل طارق،
( ... )
ومن الجدير بالذكر: أن المكتبات في تونس والمغرب التي وقفنا عليها يغلب عليها طابع الفقه المالكي، ورسائل كثيرة في الأذكار والتصوّف إلاّ قليلاً مما انتقيناه.
( ... )
وعند وصولنا لمكناس دخلنا مكتبة الجامع الكبير فاستعرضنا ما فيها من فهارس المخطوطات، ولم نجد في تلك الفهارس شيئًا يستحقّ التقييد، فلذا توجهنا مع فضيلة الدكتور تقي الدين الهلالي إلى فاس، توجهنا صباح الاثنين 6/ 9/1396ه إلى فاس، فوصلناها ضحى في نفس اليوم، وبينها وبين مكناس ستون كيلو، فمن حين وصولنا إلى البلد توجهنا إلى مكتبة جامع القرويين في المدينة القديمة، وفي هذا الجامع ستة آلاف مخطوط وبمكتبة الجامع الكبير بمكناس خمسمائة مخطوط، ولكن مع الأسف فجلُّ تلك المخطوطات متلاش غير صالح قد أكلت الأرضة منها كثيرًا من آثار الإهمال.
وبعد أن استعرضنا كل ما في الجامع من فهارس فلم نجد فيها جديدًا إلاّ (كتاب الزهد) لأبي داود السجستاني، وكتاب (ترتيب الأفراد) للدارقطني لابن طاهر، وما سوى الكتابين من المخطوطات وجدناه في الرباط وتطوان ومكناس.
( ... )
ثم غادرنا مكناس عائدين إلى الرباط لاستكمال ما تبقّى من عملنا في المكتبة الملكية، فوصلنا إلى الرباط صباحاً، فلما بدء العمل ذهبنا إلى المكتبة الملكية بالقصر الملكي، فوجدناها مفتوحة، فاستعرضنا ما فيها من البطاقات والفهرس الكبير، فوجدناها مكتبة هامة ممتلئة بالمخطوطات، ولكن أغلب تلك المخطوطات مطبوع، وعدد المخطوطات المنظمة تبلغ (10.915) مخطوطًا في المكتبة الملكية الأصلية، وفيها المكتبة الزيدانية، وتبلغ (3.986) كتابًا ما بين مخطوط ومطبوع، ويقدّر المخطوط منها بنحو النصف، وفيها أيضًا خزانة مولاي أحمد العلوي المراكشي القاضي، ما زالت هذه المكتبة في الصناديق (1)، وفيها من الكتب ما بين ألفين إلى ثلاثة آلاف كتاب بين مخطوط ومطبوع.
وللمكتبة الملكية الأصلية فهرسٌ كبير فيه ثلاثة أجزاء مرتب على المؤلفين وأسماء مؤلفاتهم بجانب البطاقات التي وجدناها فيها، وهذا الفهرس الكبير لم يطبع، ولكن يعمل فيه ليخرج إلى الطبع إن شاء الله. وقد انتقينا من هذا الفهرس والبطاقات في المكتبة الملكية بعض المخطوطات التي لم نجدها في المكتبات التي مررنا عليها قبلَها، وفي الحقيقة وجدنا هذه المكتبة صالحةً لأن تكون مرجعًا لتصحيح الكتب التي يعاد طبعها مرة أخرى، لأنها كما ذكرت سابقًا مشتملة على أكثر المخطوطات التي قد سبق أن طبعت في الحديث أو غيره، وأما المخطوطات التي لم يسبق لها الطبع فهي غير كثير، بل إن الخزانة العامة أكثر منها مخطوطات بهذا الاعتبار.
ومن الملاحظ: أن المكتبات في المغرب تحتاج إلى تنظيم وترتيب فنّي ليسهل الكشف عنها، فالبطاقات التي وضعت لها غير مرتبة وغير فنيّة، فلهذا يتعب من يفتش فيها دون أن يجد ما يريد، مع أن المسؤولين عن المكتبات في تونس وفي المغرب قد ساعدونا غاية المساعدة على الحصول على ما نطلب جزاهم الله خير الجزاء، ولكن لعدم تنظيم الفهارس لتلك المكتبات فليس من السهل الاطلاع على كل شيء إلاّ بعد جهد جهيد وعمل متواصل مرهق.
الدين وأفريقيا الشمالية:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/496)
لاشك أن بلاد المغرب الشمالي أو أفريقيا البيضاء على ما يقال بدوله الثلاث كان قبل الاستعمار بلادًا تسودُها الأخلاق الإسلامية والآداب الشرعية، ولكن بعد تمكّن الاستعمار الفرنسي الغاشم والاستعمار الاسباني الدخيل من هذه البلاد الإفريقية قلبها هذا الاستعمار ظهرًا على بطن، ولم يخرج منها إلاّ وقد خلّف فيها من الجهل بالإسلام والتنكُّر لتعاليمِه وأنواع التفسّخ والانحلال الخلقي ما يلمسه ويراه كلّ من زار تلك البلاد الشقيقة من الغيورين على الأخلاق الإسلامية: ترى المساجد ولكن لا ترى المصلين، بل ترى من بقي باسم الإسلام من الطرقيين وأتباعهم يعكفون عند المشاهد يطوفون بها، أو يتفرّجون عليها، وفي تونس تجد التماثيل والصور الخليعة في أكثر البيوت وفي المكتبات، بل وفي بيوت من يتسمون بمشايخ الدين تجد هذه التماثيل في أكثر بيوتهم، والغالب على هذه التماثيل صور نساء عاريات ومنصوبات في جانب البيت.
وللتجانية والدرقاوية في تونس والمغرب انتشار واسع هائل في تلك الزوايا المتبعثرة في جميع مدنها بقببها المبنية على القبور، وتجد هؤلاء يعمرون تلك المشاهد ويهجرون ما عندهم من المساجد إلاّ قليل ممن يعدون بالأصابع، تجد هذا القليل منهم يصيحون عند كل مسجد تدخله يصيحون فيه قبل الصلاة وبعد الصلاة بدعوى الذكر والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم على شكل ينكره كل من له ذوق سليم وعقل حكيم فضلاً عن المسلم المتسمك بأهداب السنة.
يغلب على هؤلاء الخرافيين طابع التيجانية الشاذة، أو طابع الدرقاوية الهزيلة، هذا كل ما بقي باسم الإسلام في تلك البلاد: لعبة التيجانية، ومهزلة الدرقاوية، ويواكب هاتين الخرافيتين البرهميتين بدعة التعصب المذهبي الذي يحمل اسم المذهب المالكي في المغرب واسم المذهب الحنفي والمالكي بتونس.
هذا، وفي تونس والمغرب ناسٌ ملتزمون بأخلاق الإسلام، ولكنهم قلّة
( ... )
بل إن الاستعمار الافرنجي يستغل وجود هذه الخرافات للقضاء على الإسلام وتشويه سمعته بواسطة هؤلاء الدراويش من التيجانيين الدرقاويين والعيساويين والقادريين والمتعصبين باسم المذهب،
وقد اجتمعنا في طنجة بشخص مسئول كبير، يدعى (أحمدنية) متهم بالشيوعية وجرت بيننا وبينَه محاورة نحو الإسلام وأن الإسلام صالحٌ لكل زمان ومكان دولة وعقيدة وعمل، ولكن عارضنا بجرأة ووقاحة وقال ان الإسلام ناقص وليس شاملاً لكل القضايا الدينوية، وادعى أن الشيوعية والاشتراكية المادية العلمانية الإلحادية هي التي وحدها تقدر على تنظيم الحياة الدنيوية، فأبنّا له أن قوله هذا نشأ من الجهل بالإسلام ومن تقليده لأعدائه الذين شوّهوا سمعة الإسلام بمثل هذه الأقوال الباطلة،
وذكرنا له أن الله عزّ وجل قال في كتابه الكريم: {ما فرطنا في الكتاب من شيء}، وأن هذا الحق حق عرفه من عرفه وجهله من جهله،
وقلنا له: هل تعرف قضية لم يعالجها الإسلام حتى احتاجت إلى أن تعالجها الاشتراكية؟، فقال نعم إن التعامل بالبنوك منعه الإسلام مع أن الحياة متوقفة على هذا التعامل. فقلنا له: ليس الأمرُ كما زعمتَ، بل إن الإسلام لم يمنع التعامل بالنبوك مطلَقا، إنما منع التعامل بالربا الذي يتضمن التعامل به ظلم الآخرين وسلب أموالهم بغير حق، وهذا من عدالة الإسلام الشاملة أنْ منعَ الظلمَ بأيِّ وجهٍ كان الظلم، وأن الله حرم الظلم، وأن الظلمَ ظلماتٌ يوم القيامة،
وليس من الغريب أن تتعامل الشيوعية الاشتراكية بالربا ولا بغيره من المحرّمات، إذْ لا ذنبَ فوق الكفر، فإن الشيوعية كفرٌ بواحٌ كغيرِها من أنواع الكفر، سواء كان انفصاليا أو قوميا أو بعثيا فإنه لا يستبعد منه أن يتهم الإسلام بالتقصير حينما أن التقصير من الكفر والإلحاد لا من الإسلام فالإسلام كامل.
هذا، ولو تعاونت الجهات المسؤولة في الحكومة السعودية من دار الإفتاء والجامعة الإسلامية والرابطة والإشراف على الحرم المكي ووزارة المعارف ووزارة التعليم العالي لو تعاونت هذه الجهات على إرسال مرشدين إلى تلك البلاد مع قبول الراغبين في طلب العلم في مدارس الحكومة والجامعة الإسلامية وغيرها بدون التقيّد بالمراسم الحكومية في بلادهم، بل يكتفى بتزكية أناس معروفين بالصلاح هناك لكان هذا التعاون مفيدًا في تلك البلاد، لا سيّما وفي هذه البلاد شباب توّاقون للعلم يبحثون عنه ويسألون كل من يلقونه من أهل العلم الذين ينتابون بلادهم.
تنبيه:
قد التقينا في الدار البيضاء بالأخوين الكريمين الشيخ ناصر الدين الألباني والأخ محمد البنا في طريقهم إلى لندن مبعوثين للإرشاد في لندن، تمتعنا بهم ليلة الخميس التي سنغادر في صباحها بلاد المغرب، وكانت تلك الليلة مونسة سارّة عمرت بالأحاديث النبوية والإرشادات السنية، حضرنا في مساء الأربعاء محاضرة قيِّمة بعنوان (إقامة الصفوف في الصلاة من إقامة الصلاة) ألقاها الشيخ ناصر الدين الألباني في الجامع المحمدي في الدار البيضاء. "
من "المجموع في ترجمة العلامة المحدث الشيخ حماد بن محمد الأنصاري" (333 - 346/ 1)
منقول(67/497)
سؤال: لماذا يترجم الرافضة لأئمة أهل السنة في كتبهم؟
ـ[العوضي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 10:20 ص]ـ
مثل كتاب روضات الجنات ذكر فيه ترجمة الطبري والشافعي وغيرهما ...
ـ[العوضي]ــــــــ[02 - 12 - 06, 09:43 ص]ـ
أرجو الإجابة على سؤالي حفظكم الله
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[03 - 12 - 06, 07:19 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
أخي الكريم:
بسبب اطلاعي على كتب الشيعة عن كثب، رأيت أنهم كثيرا ما ينقلون عن كتب المذهب الشافعي، والصراحة أن نقولهم هذه كثيرة في تصوري، ربما هم يعتبرون الإمام الشافعي منهم، لأنه قد عرف عنه حبه لآل البيت. وفي نظري لو لم يفعلوا ذلك، وأقصد تبني فقه بعض أهل السنة، فأي كتب ستبقى لهم فهم لانور في علمهم، ولا بركة،بسبب ما يقولونه عن الصحابة وزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم قبحهم الله تعالى.
والله أعلم وأحكم.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[03 - 12 - 06, 11:52 ص]ـ
سمعت أو قرأت من قبل - لا أذكر - أن سبب ذلك:
العبث بتراجمهم سواء: بإدخال ما يسئ إليهم وينفر منهم - أي المُتَرجَم لهم -، أو بنسبتهم إلى التشيع ..
والله أعلم.
ـ[أبو عمار الودعاني]ــــــــ[06 - 12 - 06, 01:02 م]ـ
أما الطبري فلتشيعه وهو ظاهر في تاريخه, وأما الشافعي فقد زعموا تفضيله لآل البيت ومدح الرفض ووضعوا في هذا أبياتا نسبوها إليه.
وهم قبحهم الله يحاولون نسبة كثير من السلف إليهم, مع أنهم لو حاكموهم إلى أصولهم لكفروا كل من نسب إلى التشيع من السلف.
راجع أصول مذهب الشيعة لـ د. القفاري
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[07 - 12 - 06, 07:20 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد
قال أحد الكتاب:
ويكمن خطر الرافضة على الأمة في عدة أمور:
الأول: أنهم أصحاب دعوة لعقيدتهم، وهذه الدعوة تتستر بمحبة أهل بيت النبي ?، فيستغلون عاطفة المسلمين تجاه أهل البيت في بث أفكارهم وعقيدتهم الفاسدة.
الثاني: أنهم يدينون بالتقية، التي هي النفاق المحض، فيخدعون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) خلق أفعال العباد (ضمن عقائد السلف جمع النشار) ص125.
(2) منهاج السنة 5/ 160.
(3) انظر: ص112 - 153.
المسلمين بما يظهرون لهم من الموافقة، والمحبة، والمناصرة، ولا يصرحون بعقيدتهم الحقيقية، فانخدع بهم من انخدع من أهل السنة، وخالطوهم في المجالس والمساكن، ومالت نفوسهم إليهم، حتى وصل الحال ببعضهم إلى موالاتهم ومحبتهم، بل الارتكاس في عقيدتهم.
الثالث: أنهم يكذبون في نقلهم وأخبارهم، يستحلون الكذب انتصاراً لمعتقدهم؛ ولهذا جاءت كتبهم مليئة بالروايات الموضوعة على لسان النبي ? وعلى ألسنة أئمة أهل البيت، بل تطاولوا على كتاب الله بالتحريف والتبديل، استدلالاً لباطلهم وترويجاً لبدعتهم، فخدعوا بعض العامة بذلك ولبسوا عليهم في أصل دينهم.
الرابع: أن للرافضة في دعوتهم أساليب ماكرة، يلبسون بها على الناس، ويخدعونهم بها، وهذه الأساليب كثيرة جداً، تتلون في كل عصر بما يناسبه، وكلما ظهر الناس على شئ منها وفضحوهم بها، انتقلوا إلى أسلوب آخر، وحيلة جديدة شأنهم في ذلك شأن اليهود.
فمن أساليبهم الماكرة: إطلاقهم الألقاب أو الكنى التي اشتهر بها علماء أهل السنة، على بعض علمائهم تلبيساً على الناس. وبالتالي قد ينسب الناس لذلك الامام المشهور أقوال ذلك الرافضي.
مثل: إطلاقهم (السدّي) على أحد علمائهم وهو: (محمد بن مروان) موافقه للإمام المشهور وهو: (إسماعيل بن عبدالرحمن السدي) ففرّق العلماء بينهم بإطلاق (السدّي الكبير): على الإمام السني. وإطلاق (السدّي الصغير) على الرافضي، وإن كان حصل لبعض الناس لبس في ذلك، فنسب ذلك الإمام الجليل للتشيع وهومنه برئ. (1)
وكإطلاقهم (الطبري) على (محمد بن رستم) أحد علمائهم وتكنيته بأبي جعفر مضاهاةً للإمام الجليل: (محمد بن جرير الطبري) فاجتمع معه في الاسم، والكنية، واللقب، فلبسوا بذلك تلبيساً عظيماً، حتى إن الإمام الحافظ: أحمد بن علي السليماني نسب الإمام الطبري للرفض وهو من أبعد الناس عن ذلك، لكن السليماني اختلط عليه الإمام بالرافضي وقد أشار إلى ذلك الذهبي -رحمه الله-. (2)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/498)
وكذلك إطلاقهم على أحد علمائهم المسمى بعبدالله: (ابن قتيبة) مشابهة بعبدالله بن مسلم بن قتيبة، من كبار علماء أهل السنة وثقاتهم. وزيادة في التلبيس قام هذا الرافضي بتأليف كتاب سماه (المعارف) على غرار كتاب (المعارف) لابن قتيبة -رحمه الله-. (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) انظر في ترجمتهما: ميزان الاعتدال للذهبي 1/ 236، 4/ 32 وقد نبه على هذا الأسلوب الرافضي في التلبيس: الدهلوى -رحمه الله-. انظر: مختصر التحفة الاثنى عشرية ص32.
(2) انظر: ميزان الاعتدال 3/ 499
(3) انظر: مختصر التحفة الاثني عشرية للدهلوي ص32 وقد أنكر بعض المحققين المعاصرين أن يكون كتاب (الامامة والسياسة) المنسوب لابن قتيبه من مؤلفاته قال الدكتور علي بن نفيع العلياني في كتابه (عقيدة ابن قتيبه): ==
ومن أساليبهم أيضاً: أنهم يؤلفون بعض الكتب وينسبونها إلى أحد أئمة أهل السنة، ويذكرون فيها بعض المفتريات مما يوجب الطعن على أهل السنة، كالمختصر المنسوب إلى الإمام مالك، الذي صنفه أحد الشيعة فذكر فيه أن مالك العبد يجوز له أن يلوط به. (1)
ومن مكايدهم: أنهم يزيدون بعض الابيات في شعر أحد أئمة أهل السنة، مما يؤذن بتشيعه. كما ألحق بعض الرافضة المتقدمين بما نسب إلى الإمام الشافعي من أبيات فيها:
ياراكباً قف بالمحصب من منى ? واهتف بساكن خيفها والناهض
فألحق الرافضي بها:
قف ثم ناد بأنني لمحمد ? ووصيه ونبيه لست بباغض
أخبرهم أني من النفر الذي ? لولاء أهل البيت لست بناقض
وقل ابن إدريس بتقديم الذي ? قدّمتموه على عليّ مارضي (2)
ولا يخفى ما في هذه الأبيات من الركاكة التي تقطع ببطلان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(=) ص90: (وبعد قراءتي لكتاب الامامة والسياسة قراءة فاحصة ترجّح عندي أن مؤلف الإمامة والسياسة رافضي خبيث أراد إدماج هذا الكتاب في كتب ابن قتيبة) قلت: وغير مستبعد أن يكون الكتاب المذكور لابن قتيبة الرافضي والعلم عند الله.
(1) انظر: مختصر التحفة الاثني عشرية ص34.
(2) انظر: المرجع السابق 34 - 35.
نسبتها إلى الإمام الشافعي -رحمه الله-.
فلهذه الأوجه وغيرها تعد الرافضة من أخطر الفرق على الأمة، وأشدها فتنة وتضليلاً، خصوصاً على العامة الذين لم يقفوا على حقيقة أمرهم، وفساد معتقدهم.
والرافضة في هذا العصر، قد أحدثوا حيلاً جديدة لاصطياد من لاعلم عنده من أهل السنة، والتأثير عليه بعقيدتهم الفاسدة الكاسدة.
فمن ذلك ما أحدثوه من دعوة التقريب بين السنة والشيعة، والدعوة إلى تناسي الخلافات بين الطائفتين. وما هذه الدعوة إلا ستار جديد للدعوة للرفض، ونشر هذه العقيدة الفاسدة بين صفوف أهل السنة، وإلا فالرافضة لايقبلون التنازل عن شيء من عقيدتهم. لكن هذه الدعوة مالبثت أن باءت بالفشل بحمد الله وتوفيقه، ثم بجهود العلماء المخلصين الذين حذروا من هذه المكيدة وأفسدوها.
ـ[عمر الإمبابي]ــــــــ[07 - 12 - 06, 09:30 ص]ـ
أما الطبري فلتشيعه وهو ظاهر في تاريخه
راجع هذا البحث أخي الكريم
http://saaid.net/bahoth/27.htm
ـ[ابوالعباس الترهونى]ــــــــ[07 - 12 - 06, 06:11 م]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد
قال أحد الكتاب:
ويكمن خطر الرافضة على الأمة في عدة أمور:
الأول: أنهم أصحاب دعوة لعقيدتهم، وهذه الدعوة تتستر بمحبة أهل بيت النبي ?، فيستغلون عاطفة المسلمين تجاه أهل البيت في بث أفكارهم وعقيدتهم الفاسدة.
الثاني: أنهم يدينون بالتقية، التي هي النفاق المحض، فيخدعون
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) خلق أفعال العباد (ضمن عقائد السلف جمع النشار) ص125.
(2) منهاج السنة 5/ 160.
(3) انظر: ص112 - 153.
المسلمين بما يظهرون لهم من الموافقة، والمحبة، والمناصرة، ولا يصرحون بعقيدتهم الحقيقية، فانخدع بهم من انخدع من أهل السنة، وخالطوهم في المجالس والمساكن، ومالت نفوسهم إليهم، حتى وصل الحال ببعضهم إلى موالاتهم ومحبتهم، بل الارتكاس في عقيدتهم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/499)
الثالث: أنهم يكذبون في نقلهم وأخبارهم، يستحلون الكذب انتصاراً لمعتقدهم؛ ولهذا جاءت كتبهم مليئة بالروايات الموضوعة على لسان النبي ? وعلى ألسنة أئمة أهل البيت، بل تطاولوا على كتاب الله بالتحريف والتبديل، استدلالاً لباطلهم وترويجاً لبدعتهم، فخدعوا بعض العامة بذلك ولبسوا عليهم في أصل دينهم.
الرابع: أن للرافضة في دعوتهم أساليب ماكرة، يلبسون بها على الناس، ويخدعونهم بها، وهذه الأساليب كثيرة جداً، تتلون في كل عصر بما يناسبه، وكلما ظهر الناس على شئ منها وفضحوهم بها، انتقلوا إلى أسلوب آخر، وحيلة جديدة شأنهم في ذلك شأن اليهود.
فمن أساليبهم الماكرة: إطلاقهم الألقاب أو الكنى التي اشتهر بها علماء أهل السنة، على بعض علمائهم تلبيساً على الناس. وبالتالي قد ينسب الناس لذلك الامام المشهور أقوال ذلك الرافضي.
مثل: إطلاقهم (السدّي) على أحد علمائهم وهو: (محمد بن مروان) موافقه للإمام المشهور وهو: (إسماعيل بن عبدالرحمن السدي) ففرّق العلماء بينهم بإطلاق (السدّي الكبير): على الإمام السني. وإطلاق (السدّي الصغير) على الرافضي، وإن كان حصل لبعض الناس لبس في ذلك، فنسب ذلك الإمام الجليل للتشيع وهومنه برئ. (1)
وكإطلاقهم (الطبري) على (محمد بن رستم) أحد علمائهم وتكنيته بأبي جعفر مضاهاةً للإمام الجليل: (محمد بن جرير الطبري) فاجتمع معه في الاسم، والكنية، واللقب، فلبسوا بذلك تلبيساً عظيماً، حتى إن الإمام الحافظ: أحمد بن علي السليماني نسب الإمام الطبري للرفض وهو من أبعد الناس عن ذلك، لكن السليماني اختلط عليه الإمام بالرافضي وقد أشار إلى ذلك الذهبي -رحمه الله-. (2)
وكذلك إطلاقهم على أحد علمائهم المسمى بعبدالله: (ابن قتيبة) مشابهة بعبدالله بن مسلم بن قتيبة، من كبار علماء أهل السنة وثقاتهم. وزيادة في التلبيس قام هذا الرافضي بتأليف كتاب سماه (المعارف) على غرار كتاب (المعارف) لابن قتيبة -رحمه الله-. (3)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(1) انظر في ترجمتهما: ميزان الاعتدال للذهبي 1/ 236، 4/ 32 وقد نبه على هذا الأسلوب الرافضي في التلبيس: الدهلوى -رحمه الله-. انظر: مختصر التحفة الاثنى عشرية ص32.
(2) انظر: ميزان الاعتدال 3/ 499
(3) انظر: مختصر التحفة الاثني عشرية للدهلوي ص32 وقد أنكر بعض المحققين المعاصرين أن يكون كتاب (الامامة والسياسة) المنسوب لابن قتيبه من مؤلفاته قال الدكتور علي بن نفيع العلياني في كتابه (عقيدة ابن قتيبه): ==
ومن أساليبهم أيضاً: أنهم يؤلفون بعض الكتب وينسبونها إلى أحد أئمة أهل السنة، ويذكرون فيها بعض المفتريات مما يوجب الطعن على أهل السنة، كالمختصر المنسوب إلى الإمام مالك، الذي صنفه أحد الشيعة فذكر فيه أن مالك العبد يجوز له أن يلوط به. (1)
ومن مكايدهم: أنهم يزيدون بعض الابيات في شعر أحد أئمة أهل السنة، مما يؤذن بتشيعه. كما ألحق بعض الرافضة المتقدمين بما نسب إلى الإمام الشافعي من أبيات فيها:
ياراكباً قف بالمحصب من منى ? واهتف بساكن خيفها والناهض
فألحق الرافضي بها:
قف ثم ناد بأنني لمحمد ? ووصيه ونبيه لست بباغض
أخبرهم أني من النفر الذي ? لولاء أهل البيت لست بناقض
وقل ابن إدريس بتقديم الذي ? قدّمتموه على عليّ مارضي (2)
ولا يخفى ما في هذه الأبيات من الركاكة التي تقطع ببطلان
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــ
(=) ص90: (وبعد قراءتي لكتاب الامامة والسياسة قراءة فاحصة ترجّح عندي أن مؤلف الإمامة والسياسة رافضي خبيث أراد إدماج هذا الكتاب في كتب ابن قتيبة) قلت: وغير مستبعد أن يكون الكتاب المذكور لابن قتيبة الرافضي والعلم عند الله.
(1) انظر: مختصر التحفة الاثني عشرية ص34.
(2) انظر: المرجع السابق 34 - 35.
نسبتها إلى الإمام الشافعي -رحمه الله-.
فلهذه الأوجه وغيرها تعد الرافضة من أخطر الفرق على الأمة، وأشدها فتنة وتضليلاً، خصوصاً على العامة الذين لم يقفوا على حقيقة أمرهم، وفساد معتقدهم.
والرافضة في هذا العصر، قد أحدثوا حيلاً جديدة لاصطياد من لاعلم عنده من أهل السنة، والتأثير عليه بعقيدتهم الفاسدة الكاسدة.
فمن ذلك ما أحدثوه من دعوة التقريب بين السنة والشيعة، والدعوة إلى تناسي الخلافات بين الطائفتين. وما هذه الدعوة إلا ستار جديد للدعوة للرفض، ونشر هذه العقيدة الفاسدة بين صفوف أهل السنة، وإلا فالرافضة لايقبلون التنازل عن شيء من عقيدتهم. لكن هذه الدعوة مالبثت أن باءت بالفشل بحمد الله وتوفيقه، ثم بجهود العلماء المخلصين الذين حذروا من هذه المكيدة وأفسدوها.
جزاكم الله خيرا
ـ[عادل المامون]ــــــــ[07 - 12 - 06, 10:50 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
احبتي في الله لمطالعتي الكثيرة جدا في كتب الشيعة وانتقاداتهم علمت انهم لم يكن عندهم علم الرجال ولا ادني قاعدة علميةللحكم علي الاحاديث فنجدهم علي مدي تاريخهم بدأوا يأخذون من اهل السنة علم الرجال من امثال الذهبي واحمد بن حنبل ولكن اساس قبول الحديث عندهم هو ان يكون الراوي امامي اي يؤمن بالامامة فضلا ان كان من نسل ال البيت كما تعلمون ان الامام الشافعي من هذا النسل المبارك ايضا نجدهم يتقربون لاهل السنة من منطلق التقية وذلك بذكر اقوال علماء السنة امثال الشافعي وغيره علي الرغم من ان الامام الشافعي رحمه الله تبرأ من الرافضة كما تبرأ ائمتهم من قبل منهم وذلك في كتابهم نهج البلاغة وغيره .... ونجدهم يختلقون القصص الواهية والمكذوبة علي لسان علماء اهل السنة ليستشهدوا بها في مذهبهم ويقع بسطاء اهل السنة في المحظور والاعتقاد بكلامهم ....... هذا والله اعلم
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(67/500)
ـ[أبو عمار الودعاني]ــــــــ[09 - 12 - 06, 05:02 م]ـ
أشكرك أخي عمر على استدراكك, وللتوضيح لم أرد بمشاركتي إثبات التشيع للإمام الطبري حاشاه, وإنما أردت بيان سبب نسبته إليهم من قبلهم, وظننت أن قولي في آخر الرسالة: [مع أنهم لو حاكموهم إلى أصولهم لكفروا كل من نسب إلى التشيع من السلف] يوضح مقصدي, فالطبري هنا شأنه شأن غيره من أئمة السلف الذين وصفوا بالتشيع, ومنهم النسائي رحمه الله
ـ[محمد الآلوسي]ــــــــ[10 - 12 - 06, 04:09 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ترجمتهم لأهل السنة يعود لعدة أسباب، ومنها:
1 - يكون هناك من أهل السنة من فيه تشيّع (وليس رفض) فيقومون بالترجمة له وذكر مآثره وتشيّعه، رغبةً في تكثير سواد أهل التشيّع!! وأنّ هناك من أهل السنة بل وأئمتهم من هو على مذهبهم (وإن كان ليس كذلك في الحقيقة، بل بحسب تصوّرهم وتدليسهم)
2 - نظراً للفقر المعرفي الذي يتميّز به الشيعة، واعتمادهم في سدّ هذه الثغرة على الإكثار من الاحتطاب ليلاً وملء كتبهم بما لا يفيد ولا ينفع .. فقد احتاجوا إلى أن يملؤها من تراث أهل السنة (وإن كان اعتمادهم الكلّي في الأصل على تراث المسلمين، لأنه لا إبداع لهم إلا في الزندقة)، فعندما يستشرحون كتب اللغة، تجدهم لا يعتمدون في الأصل إلا على كتب أهل السنة، وفي التاريخ تجدهم كذلك ومصطلح الحديث والتفسير .. وووو، ومنها: التراجم!، فهم لايجدون كفايةً في رجالهم، فضلاً عن استكثارهم بأناس مجهولين مثل القمي صاحب تاريخ قم وغيره ..
فلذلك يحاولون (استيراد) تراجم أهل السنة من كتب السنة، وبعض الأحيان يقومون بنسخها كما هي ..
3 - يقومون بترجمة لبعض أهل السنة، ليتعقّبونه في مسائل يرونها، خصوصاً وإن عُرف عنه موقف صريح ضد الرافضة، أو له موقف معيّن في قضيّة يخالفونها ..
4 - تطبيق عملي لـ (التقية)، ليوهموا الآخرين بأنّهم منفتحين على الآخرين ويتقرّبون إليهم، فلا بدّ من تقرّب أهل السنة لهم!
خصوصاً بعد القرون الخالية والتي كان الشيعة فيها يعيشون في حالة من العزلة والذلة والمسكنة ما الله به عليم، وعزلتهم نابعة من أمرين: هجر المسلمين لهم، وانكفاؤهم على أنفسهم بسبب دعوة دينهم لذلك (إنكم على دين من .. إلخ) وغير ذلك من الأسباب ..
هذا ما علق في ذهني، وارجو أني أفدك
ـ[طالب العلم عبدالله]ــــــــ[12 - 12 - 06, 11:17 ص]ـ
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله تعالى، والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد.
فائدة:
ذكرها العلامة سليمان الندوي رحمه الله في كتابه سيرة السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها تخص التاريخ الكبير للطبري:
حيث قال:
" الواقع أن ... الترجمة الفارسية لتاريخ الطبري مليئة بالإضافات والزيادات، والحذوفات التي لا توجد في النسخة العربية، وقد صرح بذلك المترجم نفسه في المقدمة "
وقد ذكر هذه المعلومة رحمه الله في الفصل التاسع الموسوم بـ:أم المؤمنين في عهد معاوية رضي الله عنها.
والله أعلم وأحكم.(68/1)
لماذا تصوم؟
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 01:32 م]ـ
قف مع نفسك الآن وأسالها لماذا تصوم؟ واجعلها تستحضر النيات وتستجمع الإجابات:
1 - تصوم امتثالاً لامر ربك: فالصوم هو الركن والفريضة والشعيرة " ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب " وقد قال (?) " كل عمل ابن أدم له إلا الصيام فإنه لى وأنا أجزى به " متفق عليه ".
2 - تصوم باحثا عن التقوى: التى كانت في قلبك قوية حاضرة والأن خفت نورها وتوارى تأثيرها فلعلك بالصيام تجدها قد عادت إلى قلبك وقد قال تعالى " كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون ".
3 - تصوم حفظاً للسانك: عن الكلام المباح فكثرته قسوة لقلبك وقلته عون لك على أمر دينك وقد كان الصوم قبلنا عن الكلام المباح، فما بالك بالكلام المحرم قال (?) " من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في ان يدع طعامه وشرابه "رواه البخارى.
4 - تصوم حجاباً لعينك: عن النظر إلى الحرام. تذكر كم نظرت إلى دنيا ليست لك أو شهوة لا تحل لك.
5 - تصوم تربيةً لنفسك: تمنع عنها الحلال من الطعام والشراب والنكاح فكيف تشتهى يا نفس الحرام؟! وكذلك تربيها على البذل والجود صدقة وزكاة.
6 - تصوم طهارةً لقلبك: مما يدنسه من أماني الشهوات وصوله الشبهات ورديء الخيالات تأمل في قلبك كم يتمنى الإعراض وكم يتجنى على ربه بسوء الظن والاعتراض وكم يكمن فيه من الأمراض الحسد والحقد والبغض والكبر والرياء والعجب و ......
7 - تصوم عتقاً لرقبتك من النار: فلعلك تخلص الصيام لله فتنال وعد النبى (?) " ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله إلا باعد الله بذلك اليوم وجهه عن النار سبعين خريفا " متفق عليه. ولعلك تكون من عتقاء النار وتكون ممن يدخل الجنة من باب الريان، قال (?) " ان في الجنة بابا يقال له الريان يدخل منه الصائمون يوم القيامة "متفق عليه"
8 - تصوم إنابة إلى القرآن: فقد هجرته طوال العام بلا قراءة أو تدبر أو قيام، أما علمت قوله (?) " من قرا حرفا من كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها، لا أقول آلم حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف " رواه الترمذى. أما علمت قوله (?) " من قام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه " متفق عليه ".
9 - تصوم التماساً لليلة القدر: وكفاك إنها خير من ألف شهر فلعل قلبك يخشع وعينك تدمع ودعائك يسمع فينظر إليك ربك نظرة لا تشقى بعدها أبدا.
10 - تصوم خلوةً بالرحمن: وبعداً عن الشيطان فقد أكرمك ربك بان امسك عنك الشياطين وهيىء لك مجالسته ومؤانسته ودعاك إلى ضياقته في الاعتكاف لتناجيه شاكراً له على نعمة وشاكياً له نفسك وقلبك فبث إليه الشكوى ذاكراً عيوب نفسك الخطاءة الظالمة المجتهدة في الدنيا والحرام، الكسولة في الطاعة والحلال، الراضية بالدون من الأعمال وهى مع أمراضها وعيوبها تظن إنها تحسن صنعا.
وشاكياً إليه قسوة قلبك وذهاب خشوعه وعدم انقياده وخضوعه وذهوله عن الذكر فاطرح نفسك وقلبك أمام ربك وضع خدك وجبهتك على التراب، وقل ارحمني يا تواب ... قولى يا عائشة " اللهم انك عفو تحب العفو فاعف عنى"
ـ[عبد الحميد محمد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 01:39 م]ـ
الاخوة الافاضل
هل من نيات اخرى لتعم الفائدة نرجوا المشاركة
ـ[أبو رحمة السلفي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 03:18 م]ـ
بارك الله فيك وزادك تقوى(68/2)
الفرق الواضح المبين بين حور العين وحور الطين
ـ[ابو سند محمد]ــــــــ[20 - 09 - 06, 02:04 م]ـ
الفرق الواضح المبين بين حور العين وحور الطين
إن رضى الرحمن ودخول الجنان هو غاية ما يتمناه الإنسان، فإذا دخل المؤمن الجنة فلا يسأل بعد ذلك عن النعيم المقيم، الذي لم تره عينان، ولم تسمع به أذان، ولم يخطر على قلب إنسان، فيحصل له كل ما يتمناه، وكل ما يشتهيه يلقاه، ولا يمكن أبداً أن يجد ما يعكر صفواه، لأنه في ضيافة مولاه، قال سبحانه: (وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ?فِيهَا مَا تَدَّعُونَ. نُزُلا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ) فصلت/31،32.
ومن أحسن ما تشتهيه الأنفس في الآخرة نساء الجنة، وهن حور العين , اللاتي جمعن حسن الوجوه والأبدان , فمن جمالهن وحسنهن يحار الطرف وينبهر العقل وينخلب اللب لكمالهن , وهن النساء اللواتي قد جمعن من جمال الصورة الظاهرة وبهاءها، ومن الأخلاق الفاضلة، ما يوجب أن يحيرن بحسنهن الناظرين، ويسلبن عقول العالمين، وتكاد الأفئدة تطيش شوقا إليهن، ورغبة في الوصول إليهن.
وفي هذا البحث اللطيف سوف تجد أن شاء الله بعض صفات الحور العين التي ذكرها الله سبحانه وتعالى في كتابه العزيز , وأحاديث الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم , عسى أن ينتفع به كل مؤمن مشتاق لما أعده الله له من النعيم المقيم في جنة عرضها كعرض السموات والأرض.
يا خاطب الحور الحسان وطالبا ... لوصالهن بجنة الحيوان
لو كنت تدري من خطبت ومن طلبت ... بذلت ما تحوي من الأثمان
أو كنت تدري أين مسكنها جعلت ... السعي منك لها على الأجفان
ما جاء في جمال وجه الحور
عن أبي سعيد الخدري قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أن الرجل في الجنة ليتكىء سبعين سنة قبل أن يتحول ثم تأتيه امرأة فتضرب على منكبه فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة)
وعن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (لو أن امرأة من?نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما , ولملأت ما بينهما ريحا?ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها) البخاري.
فلو أطلت بوجهها لأضاءت ما بين السماء والأرض، ولطمست ضوء الشمس كما تطمس الشمس ضوء النجوم فأي نور وجمال في وجهها.
والشمس تجري في محاسن وجهها ... والليل تحت ذوائب الأغصان
فتراه يعجب وهو موضع ذاك من ... ليل وشمس كيف يجتمعان
فيقول سبحان الذي ذا صنعه ... سبحان متقن صنعة الإنسان
ما جاء في جمال عيون حور العين
قال الله تعالى (وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عين) والعين جمع عيناء وهي المرأة الواسعة العين مع شدة سوادها وصفاء بياضها وطول أهدابها وسوادها.
وقال الله تعالى (وَحُورٌ عِينٌ كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) (والحوراء): التي في عينها كحل وملاحة، وحسن وبهاء، والعين حسان الأعين وضخامها وحسن العين في الأنثى، من أعظم الأدلة على حسنها وجمالها.
حمر الخدود ثغورهن لآلئ ... سود العيون فواتر الأجفان
ما جاء في عذوبة ريق حور العين
عن أَنس رضي اللّه عنه رفعه قال (لو أن حوراء بزقت في بحر لجي لعذب ذلم الماء لعذوبة ريقها).
ما جاء في جمال الصدر
قال الله تعالى (وكواعب أترابا) وقد وصفهن الله عز وجل بأنهن كواعب وهو جمع كاعب وهي المرأة التي قد تكعب ثديها واستدار ولم يتدل إلى أسفل بل برز وظهر كالكعب، وهذا أكمل ما يكون في جمال الصدر وهذا من أحسن خلق النساء وهو ملازم لسن الشباب.
لا الظهر يلحقها وليس ثديها ... بلواحق للبطن أو بدوان
لكنهن كواعب ونواهد ... فثديهن كألطف الرمان
ما جاء في جمال البشرة و صفائها
قال الله تعالى (كَأَمْثَالِ اللُّؤْلُؤِ الْمَكْنُونِ) أي كأنهن اللؤلؤ الأبيض الرطب الصافي البهي، المستور عن الأعين والريح والشمس، الذي يكون لونه من أحسن الألوان، الذي لا عيب فيه بوجه من الوجوه، فكذلك الحور العين، لا عيب فيهن بوجه، بل هن كاملات الأوصاف، فشبههن الله تعالى باللؤلؤ المكنون وبالبيض المكنون وبالياقوت والمرجان فخذ من اللؤلؤ صفاء لونه وحسن بياضه ونعومة ملمسه وخذ من البيض المكنون وهو المصون الذي لم تنله الأيدي اعتدال بياضه وشوبه بما يحسنه من قليل صفرة بخلاف الأبيض الأمهق المتجاوز في البياض وخذ من الياقوت والمرجان حسن لونه في صفائه وإشرابه بيسير من الحمرة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/3)
قال الله تعالى (كأنهن بيض مكنون) أي مصون. قال الحسن وابن زيد: شبهن ببيض النعام، تكنها النعامة بالريش من الريح والغبار، فلونها أبيض في صفرة وهو حسن ألوان النساء. وقال ابن عباس وابن جبير والسدي: شبهن ببطن البيض قبل أن يقشر وتمسه الأيدي. وقال عطاء: شبهن بالسحاء الذي يكون بين القشرة العليا ولباب البيض.
ما جاء في جمال ساق الحور
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن أول زمرة?يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر , ثم الذين يلونهم كأشد كوكب دري في السماء?إضاءة , قلوبهم على قلب رجل واحد لا اختلاف بينهم ولا تباغض , لكل امرئ منهم زوجتان?من الحور العين , يرى مخ سوقهن من وراء العظم واللحم من الحسن) رواه البخاري ومسلم.
عن عبدالله رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (أول زمرة يدخلون الجنة كأن وجوههم صورة القمر ليلة البدر والزمرة الثانية على أحسن كوكب دري في السماء لكل واحد منهم زوجتان من الحور العين على كل زوجة سبعون حلة يرى مخ سوقهما من وراء لحومهما وحللهما كما يرى الشراب الأحمر في الزجاجة)
قال ابن حجر رحمه الله الحور التي يحار فيها الطرف يبان مخ سوقهن من وراء ثيابهن , ويرى الناظر وجهه في كبد إحداهن كالمرآة من رقة الجلد وصفاء اللون.
أقدامها من فضة قد ركبت ... من فوقها ساقان ملتفان
والساق مثل العاج ملموم يرى ... مخ العظام وراءه بعيان
ما جاء في زيادة جمال الحور
لقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم إن جمال الحور يزداد وذلك كما حديث أدنى أهل الجنة منزلة وفيه (فيدخل فإذا هو بحوراء عيناء عليها سبعون حلة يرى مخ ساقها من وراء حللها كبدها مرآته وكبده مرآتها إذا أعرض عنها إعراضه ازدادت في عينه سبعين ضعفا عما كان قبل ذلك فيقول لقد ازددت في عيني سبعين ضعفا وتقول له مثل ذلك قال فيشرف ببصره على ملكه مسيرة مائة عام ... الحديث).
ما جاء في طيب ريح حور العين
عن أنس رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو أن امرأة من?نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما , ولملأت ما بينهما ريحا???ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها) البخاري.
فلو أطلت بوجهها لأضاءت ما بين السماء والأرض، ولملأت ما بين الأرض والسماء ريحاً، فأي نور وجمال في وجهها! وأي طيبُ ريحها!
والريح مسك الجسوم نواعم ... واللون كالياقوت والمرجان
ما جاء في جمال صوت الحور
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله (إن أزواج أهل الجنة ليغنين أزواجهن بأحسن أصوات ما سمعها أحد قط إن مما يغنين به نحن الخيرات الحسان أزواج قوم كرام ينظرون بقرة أعيان وإن مما يغنين به نحن الخالدات فلا نمتته نحن الآمنات فلا نخفنه نحن المقيمات فلا نظعنه)
وعن النعمان بن سعد عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن في الجنة سوقا ما فيها بيع ولا شراء إلا الصور من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل صورة دخلها قال وفيها مجمع للحور العين قال يرفعن أصواتا لم يسمع الخلائق مثلها قال يقلن نحن الخالدات فلا نبير ونحن الناعمات فلا نبأس ونحن الراضيات فلا نسخط فطوبى لمن كان لنا وكنا له)
يا لذة الأسماع لا تتعوضي ... بلذاذة الأوتار والعيدان
أو ما سمعت سماعهم فيها غناء ... الحور بالأصوات والألحان
ما جاء في ضحك حور العين
روى أبو نعيم عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سطع نور في الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا هو ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها)
فما ظنك بامرأة إذا ضحكت بوجه زوجها أضاءت الجنة من ضحكها.
والبرق يبدو حين يبسم ثغرها ... فيضيء سقف القصر بالجدران
ولقد روينا أن برقا ساطعا ... يبدو فيسأل عنه من بجنان
فيقال هذا ضوء ثغر صاحبك ... في الجنة العليا كما تريان
لله لاثم ذلك الثغر الذي ... في لثمه إدراك كل أمان
ما جاء في لباس حور العين
عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (لو أن امرأة من?نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما , ولملأت ما بينهما ريحا ولنصيفها على رأسها خير من الدنيا وما فيها) البخاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/4)
فإذا كان المنديل الذي تضعه على رأسها خير من جمال الدنيا وما فيها من متاع وروعة وطبيعة خلابة وغير ذلك من أنواع النعيم، فسبحان خالقها ما أعظمه، وهنيئا لمن كانت له وكان لها.
ما جاء في أن الحور لم يطمثهن احد من قبل
قال الله تعالى (لَمْ يَطْمِثْهُنَّ إِنسٌ قَبْلَهُمْ وَلَا جَانٌّ)، فقد جعل الله سبحانه من كمالِ نساء أهل الجنَّة من الحُور العين، أنَّهن لم يَطْمِثْهُنَّ أحدٌ قبلَ مَن جُعِلْنَ له، من أهل الجنَّة. وقالت عائشةُ للنبىِّ صلى الله عليه وسلم: أرأيْتَ لو مَرَرْتَ بشجرةٍ قد أُرْتِعَ فيها، وشجرةٍ لم يُرْتَعْ فيها، ففى أيِّهما كنتَ تُرتِعُ بعيرَك؟ قال: (فى التى لم يُرْتَعْ فيها). تريد أنه لم يأخذ بكراً غيرَها.
بكر فلم يأخذ بكارتها سوى ... المحبوب من انس ولا من جان
ما جاء في إن الحور العين طاهرات من الحيض والبول والنجو
قال الله تعالى (وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا?خَالِدُونَ) البقرة25
أي طهرن من الحيض والبول والنجو (الغائط) وكل أذى يكون في نساء الدنيا، وطهرت بواطنهن من الغيرة وأذى الأزواج وتجنيهن عليهم وإرادة غيرهم.
لا الحيض يغشاه ولا بول ولا ... شيء من الآفات في النسوان
ما جاء في سن حور العين
قال الله تعالى (وكواعب أترابا) و (أترابا) , أي على سن واحدة لا تختلف إحداهن عن الأخرى كبراً كما في نساء الدنيا، وذلك السن الذي هن فيه ثلاث وثلاثون سنة، في أعدل سن الشباب.
قال الله تعالى (وزوجناهم بحور عين) الدخان , الحور قيل جمع حوراء وهي المرأة الشابة الحسناء الجميلة البيضاء شديدة سواد العين التي يحار الطرف فيها من رقة الجلد وصفاء اللون
أتراب سن واحد متماثل ... سن الشباب لأجمل الشبان
ما جاء في محبة حور العين لأزواجهن
قال الله تعالى (قَاصِرَاتُ طرفهن) على أزواجهن وطرف أزواجهن عليهن، لجمالهم كلهم، ومحبة كل منهما للآخر، وعدم طموحه لغيره، وأنه لا يبغي بصاحبه بدلا، ولا عنه عوضا فقوله تعالى (قَـ?صِر?تُ ?لطَّرْفِ)، وهو العين، أي إن عيونهن قاصرات على أزواجهن، لا ينظرن إلى غيرهم لشدة اقتناعهن واكتفائهن بهم.
وكون المرأة قاصرة الطرف من صفاتها الجميلة، وذلك معروف في كلام العرب.
الزوجة المؤذية ودعاء الحور العين
عن معاذ بن جبل عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ لَا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللَّهُ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكَ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا) صححه الألباني.
ومعني دَخِيلٌ , أي ضيف ونزيل , يعني هو كالضيف عليك , وأنت لست بأهل له حقيقة , وإنما نحن أهله , فيفارقك قريباً , ويلحق بنا.
ألا هل مشمر للجنة
روى ابن ماجه في سننه عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال قال رسول الله (ألا هل مشمر للجنة فإن الجنة لا خطر لها هي ورب الكعبة نور يتلألأ وريحانة تهتز وقصر مشيد ونهر مطرد وثمرة?نضيجة وزوجة حسناء جميلة وحلل كثيرة ومقام في أبد في دار سليمة وفاكهة وخضرة وحبرة ونعمة في محلة عالية بهية , قالوا نعم يا رسول الله نحن المشمرون لها قال قولوا إن شاء الله فقال القوم إن شاء الله تعالى).
ونحن نقول إن شاء الله تعالى
ـ[عبد القادر المغربي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 07:56 م]ـ
وفقكم الله،
و لكن هل تصح كل الأحاديث الواردة في الوصف؟
- حديث الأول لم أقف على متنه إلا في حديث في ضعيف الترغيب و الترهيب،
برقم 2213 و حكم الشيخ الألباني بأنه ضعيف. وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إن الرجل ليتكىء في الجنة سبعين سنة قبل أن يتحول ثم تأتيه امرأة فتضرب منكبه فينظر وجهه في خدها أصفى من المرآة وإن أدنى لؤلؤة عليها تضيء ما بين المشرق والمغرب فتسلم عليه فيرد السلام ويسألها من أنت فتقول أنا من المزيد وإنه ليكون عليها سبعون ثوبا أدناها مثل النعمان من طوبى فينفذها بصره حتى يرى مخ ساقها من وراء ذلك وإن عليها من التيجان إن أدنى لؤلؤة منها لتضيء ما بين المشرق والمغرب
رواه أحمد من طريق ابن لهيعة عن دراج عن أبي الهيثم وابن حبان في صحيحه من طريق عمرو بن الحارث عن دراج عن أبي الهيثم، وروى الترمذي منه ذكر التيجان فقط من رواية رشدين عن عمرو بن الحارث وقال لا نعرفه إلا من حديث رشدين.
- الحديث: عن أَنس رضي اللّه عنه رفعه قال (لو أن حوراء بزقت في بحر لجي لعذب ذلم الماء لعذوبة ريقها)
ضعفه الألباني في السلسلة الضعيفة برقم 6903 و في ضعيف الترغيب برقم 2226
رواه ابن أبي الدنيا في وصف الجنة عن شيخ من أهل البصرة لم يسمه عنه.
- حديث: وعن النعمان بن سعد عن علي قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إن في الجنة سوقا ما فيها بيع ولا شراء إلا الصور من الرجال والنساء فإذا اشتهى الرجل صورة دخلها قال وفيها مجمع للحور العين قال يرفعن أصواتا لم يسمع الخلائق مثلها قال يقلن نحن الخالدات فلا نبير ونحن الناعمات فلا نبأس ونحن الراضيات فلا نسخط فطوبى لمن كان لنا وكنا له)
ضعفه أحمد شاكر في تحقيقة لمسند أحمد: 2/ 342
و ضعفه الألباني في الضعيفة برقم 1982
- حديث: روى أبو نعيم عن ابن مسعود قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (سطع نور في الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا هو ثغر حوراء ضحكت في وجه زوجها)
فقال فيه الألباني موضوع أنظر الضعيفة 3699 و ضعيف الجامع 3266
فالمرجو من الإخوة التثبت في النقل مع تخريج الأحاديث و الآثار، خصوصا إذا تعلق الأمر بمسألة عقدية غيبية، كوصف الحور العين.
وفقكم الله لكل خير(68/5)
ما المقصود بالمخيط؟ هل هو كل مخيط ام يُقصد بها أشياء معينة؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 09 - 06, 03:02 م]ـ
السلام عليكم
هذه فائدة وأيضا عندي فيها سؤال بسيط
سؤالي متعلق بالجملة التي باللون الأحمر، ما معناها؟
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع على زاد المستقنع في كتاب المناسك باب الإحرام:
"قوله: "وتجرُّدٌ من مخيط" يعني يسن التجرد من المخيط، لمن أراد الإحرام، والتجرد من المخيط يعني خلعه، والمراد بالمخيط ما يلبس عادة، كالقميص والسراويل، والمقصود أن يكون تجرده في إزار ورداء أبيضين، وإلا فتجرده من المخيط واجب والمؤلف تبع غيره في العبارة، ولو قال: "تجرده من ملبوس محظور" لكان أولى.
......
قوله: "في إزار ورداء أبيضين"، أي: يكون لبسه في حال الإحرام إزاراً ورداء أبيضين، لقول النبي صلّى الله عليه وسلّم: "ليحرم أحدكم في إزار ورداء ونعلين".
وقوله صلّى الله عليه وسلّم: "ليحرم أحدكم في إزار ورداء"، يشمل الإزار المخيط الذي خيط بعضه ببعض، والإزار المطلق الذي يلف على البدن لفاً، كلاهما جائز، وعلى هذا فلو خاط المحرم الإزار فهو جائز، ولو التف به التفافاً فهو جائز، ولو وضع فيه جيباً للنفقة وغيرها فهو جائز، والنبي صلّى الله عليه وسلّم لم يقيد وإذا لم يقيد فما سمي إزاراً فهو إزار. "
وقال رحمه الله في باب محظورات الإحرام:
"قوله: "وإن لبس ذكر مخيطاً فدى"، هذا هو المحظور الرابع، ويعبر عنه بلبس المخيط، وههنا شيئان:
الأول: ما معنى المخيط؟
الجواب: المخيط عند الفقهاء كل ما خيط على قياس عضو، أو على البدن كله، مثل: القميص، والسراويل، والجبة، والصدرية، وما أشبهها، وليس المراد بالمخيط ما فيه خياطة، بل إذا كان مما يلبس في الإحرام، فإنه يلبس ولو كان فيه خياطة.
الثاني: لا بد أن يلبس على عادة اللبس، فلو وضعه وضعاً فليس عليه شيء، أي: لو ارتدى بالقميص، فإن ذلك لا يضر؛ لأنه ليس لبساً له.
والدليل على هذا حديث عبد الله بن عمر بن الخطاب - رضي الله عنهما -: "أن النبي صلّى الله عليه وسلّم سئل ما يلبس المحرم"؟ قال: "لا يلبس القميص، ولا السراويل، ولا البرانس، ولا العمائم، ولا الخفاف"، فذكر خمسة أشياء لا تلبس مع أنه سئل عن الذي يلبس، فأجاب بما لا يلبس، ومعنى هذا أنه يلبس المحرم ما سوى هذه الخمسة، وإنما عدل عن ذكر ما يلبس إلى ذكر ما لا يلبس؛ لأن ما لا يلبس أقل مما يلبس.
وقوله: "وإن لبس ذكر مخيطاً" عبّر بلبس المخيط، ولكن النبي صلّى الله عليه وسلّم الذي أعطي جوامع الكلم لم يعبر بلبس المخيط مع أنه أعم مما عينه، وإنما ذكر أشياء معينة عينها بالعد، وكان ينبغي للمؤلف وغيره من المؤلفين، أن يذكروا ما ذكره النبي صلّى الله عليه وسلّم، كما ذكرنا فيما سبق أن المحافظة على لفظ النص حتى في سياق الأحكام أولى.
ويذكر أن أول من عبَّر بلبس المخيط إبراهيم النخعي - رحمه الله -، وهو من فقهاء التابعين؛ لأنه في الفقه أعلم منه في الحديث، ولهذا يعتبر فقيهاً، فقال: "لا يلبس المخيط"، ولما كانت هذه العبارة ليست واردة عن معصوم صار فيها إشكال:
أولاً: من حيث عمومها.
والثاني: من حيث مفهومها.
لأننا إذا أخذنا بعمومها حرمنا كل ما فيه خياطة؛ لأن المخيط اسم مفعول بمعنى مخيوط، ولأن هذه العبارة توهم أن ما جاز لبسه شرعاً في الإحرام إذا كان فيه خياطة فإنه يكون ممنوعاً، أي: لو أن الإنسان عليه رداء مرقع، أو رداء موصول وصلتين بعضهما ببعض، فهل هو مخيط أو لا؟.
الجواب: هو لغة مخيطٌ خِيْطَ بعضه ببعض، وهذا ليس بحرام، بل هو جائز.
فالتعبير النبوي أولى من هذا، لأن فيه عدًّا وليس حدًّا وليس فيه إيهام، ... "
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 03:49 م]ـ
المقصود - والله أعلم - أنه إذا وضعه على بدنه على هيئة الغطاء؛ فتغطى به من غير أن يلبسه، فلا يضره ذلك؛ لأنه لا يسمى لبسا في العادة.(68/6)
سب شاتم النبي صلى الله عليه و سلم (فتوى للشيخ البراك)
ـ[المقدادي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 03:02 م]ـ
سب شاتم الرسول صلى الله عليه وسلم
المفتي
الشيخ / عبد الرحمن بن ناصر البراك
تاريخ الفتوى
24/ 8/1427 هـ -- 2006 - 09 - 17
السؤال
لا أحد منا يجهل ما يقوله النصارى من سب النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، ولا نجهل غيرة شباب الأمة الإسلامية على دينهم ورسولهم -صلى الله عليه وسلم-، فهل يجوز الرد على من سب النبي –صلى الله عليه وسلم- بسب المتحدث؟ علماً بأني قمت بشتم أحدهم، وقد نصحني أحد الأقارب بعدم تكرار ذلك؛ لأنه يجعلهم يزيدون السب والاستهزاء، ويكون ذنبهم علي. أفيدوني أفادكم الله ورعاكم.
الجواب
الحمد لله.
سب النبي – صلى الله عليه وسلم- نوع من أنواع الكفر، فإن صدر من مسلم كان ذلك ردة منه، ووجب على ولي الأمر الانتصار لله ورسوله – صلى الله عليه وسلم- بقتل الساب، فإن أظهر الساب التوبة وكان صادقاً نفعه ذلك عند الله، ولم تسقط توبته عقوبة السب، وعقوبة الساب هي القتل، وإن كان الساب معاهداً كالنصراني كان ذلك نقضاً لعهده ووجب قتله، ولكن إنما يتولى ذلك ولي الأمر، فإذا سمع المسلمُ النصرانيَّ أو غيره يسب النبي –صلى الله عليه وسلم- وجب عليه الإنكار والإغلاظ، ويجوز سبه؛ لأنه هو البادي، فكيف لا ينتصر للنبي – صلى الله عليه وسلم- كما يجب الرفع عنه إلى ولي الأمر الذي يقيم عليه عقوبة الساب، وإذا لم يكن هناك من يقيم حد الله وينتصر لرسوله– صلى الله عليه وسلم- فعلى المسلم أن يفعل ما يقدر عليه من ذلك مما لا يؤدي إلى فساد وضرر متعد إلى غيره من الناس، أما أن يسمع المسلم الكافر يسب النبي –صلى الله عليه وسلم- ثم يسكت، فلا يرد عليه حذراً من أن يتمادى في ذلك السب فهذا رأي خاطئ، وأما قوله تعالى: "ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم" [الأنعام:108]، فليست في شأن من ابتدأ سب الله ورسوله – صلى الله عليه وسلم- وإنما المقصود منها النهي عن سب آلهة المشركين ابتداءً؛ لئلا يسبوا الله جهلاً منهم وعدواناً، أما من ابتدأ سب الله وسب رسوله – صلى الله عليه وسلم- فإنه يجب الرد عليه وعقوبته بما يردعه عن كفره وعدوانه، ولو ترك للكفرة والملحدين أن يقولوا ما شاءوا دون إنكار ولا عقاب لعظم الفساد، وكان ذلك مما يحبه هؤلاء الكفار، ويرضون عنه، فلا يلتفت لهذا القائل إن السب، أو الرد على هذا الساب يجعله يتمادى في السب، فالمسلم لا بد أن يغار، ويغضب لله ورسوله – صلى الله عليه وسلم- فلا يطيق أن يسمع من مسلم ولا كافر سب النبي –صلى الله عليه وسلم-، ومن يسمع النبي –صلى الله عليه وسلم – يسب ولا يغار ولا يغضب فليس بمؤمن، نعوذ بالله من الخذلان والكفران، وطاعة الشيطان، والله أعلم.
http://www.islamlight.net/index.php?option=com_ftawa&task=view&Itemid=35&catid=1108&id=16631(68/7)
ماذا قصد الشيخ رحمه الله بقوله أن العمرة ليست فرضا بإجماع المسلمين؟
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 09 - 06, 03:09 م]ـ
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في الشرح الممتع:
"وقوله: "واجبان" أي: كل منهما واجب، ولكن ليس وجوب العمرة كوجوب الحج، لا في الآكدية، ولا في العموم والشمول.
أما الآكدية فإن الحج ركن من أركان الإسلام، وفرض بإجماع المسلمين، وأما العمرة فليست ركناً من أركان الإسلام، ولا فرضاً بإجماع المسلمين.
وأما العموم والشمول فإن كثيراً من أهل العلم يقولون: إن العمرة لا تجب على أهل مكة، وهذا نص عليه الإمام أحمد - رحمه الله -."
سؤالي هو:
هل هناك فرق بين الواجب والفرض؟
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 03:44 م]ـ
النفي وارد على قوله (فرضا بإجماع المسلمين) أي أنها ليست من الفروض المتفق عليها.
والله أعلم.
وأما الفرق بين الفرض والواجب فهي مسألة خلافية بين أهل العلم والجمهور على أن لا فرق بينهما إلا في الحج.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 06:13 م]ـ
النفي وارد على قوله (فرضا بإجماع المسلمين) أي أنها ليست من الفروض المتفق عليها.
والله أعلم.
وأما الفرق بين الفرض والواجب فهي مسألة خلافية بين أهل العلم والجمهور على أن لا فرق بينهما إلا في الحج.
أحسنت، والشيخ ابن عثيمين - على حد علمي - ممن لا يفرق بين الفرض والواجب.
ـ[زوجة وأم]ــــــــ[20 - 09 - 06, 06:47 م]ـ
فهمت الآن
بارك الله فيكم(68/8)
سؤالين عن الصيام .. أرجو الإجابة مشكورين
ـ[أم العرب]ــــــــ[20 - 09 - 06, 03:58 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ....
1 - قال صلى الله عليه وسلم: الصوم يوم يصوم الناس .. )
نحن من سلطنة عمان فهل يجوز لنا أن نصوم مع السعودية على أساس أن مطلعنا واحد وأن نترك إعلان الأباضية بيوم الصوم علما أنهم غالبا ما يخالفون المملكة وقد أخطأوا مرتين؟ أم أنها ستكون فتنة والأولى تركه؟
2 - بعد انقضاء رمضان الماضي صدر خبر من هيئة الإفتاء العمانية أنه حدث خطأ وبقي يوم علينا لم نصمه ولكنهم لم يذيعوه على التلفاز واتصل عدة أشخاص بالهيئة وأكدوا لهم ذلك ... فهل علينا القضاء وأذا تعذر ذلك في هذه الأيام فهل نخرج كفارة؟
أرجو الرد سريعا بارك الله في الجميع وجعلكم منابر هدى للمسلمين وأئمة يقتدى بهم.
ـ[أم العرب]ــــــــ[21 - 09 - 06, 07:01 ص]ـ
أحببت أن أضيف أمر أن الأباضية عندنا يرصدون الهلال بالآلات الحديثة وليس برؤية الهلال .. أتمنى ألا تتأخروا بالرد لأننا في أمس الحاجة إليه .. وجزيتم خيرا.
ـ[ياسر30]ــــــــ[21 - 09 - 06, 09:40 ص]ـ
أما عن السؤال الثانى
فجوابه أنه متى علم هذا الخطأ وجب قضاء صيام هذا اليوم، فإن لم يتم الصوم حتى دخل رمضان التالى وجب إخراج فدية طعام مسكين ولا كفارة لذلك، بل فدية وهى مُدُُّ من طعام كما فى زكاة الفطر، أى من غالب قوت البلد (أرز -قمح - شعير -ذرة)،والمد ربع الصاع والصاع هو صاع المدينة ويقدر بحوالى 3.25 كجم (ثلاثة كيلوجرامات وربع) على أحوط الأقوال.
ـ[أم العرب]ــــــــ[22 - 09 - 06, 06:13 م]ـ
أحببت أن أضيف أمر أن الأباضية عندنا يرصدون الهلال بالآلات الحديثة وليس برؤية الهلال .. أتمنى ألا تتأخروا بالرد لأننا في أمس الحاجة إليه .. وجزيتم خيرا.
عفوا" ... كنت أقصد أنهم يعلنون عن دخول رمضان بالحساب الفلكي مع دعوة الناس الى رؤية الهلال ولكن غالبا ما يخبروا به عن وقت رمضان من أول السنة هو اللذي يتقرر في في أخر شعبان.(68/9)
ما هو ضابط التعبيد لأسماء الله عند التسمي؟؟
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[20 - 09 - 06, 04:08 م]ـ
بمعنى هل يصح ان يتسمى شخص بهذ الاسماء:
1ـ عبد المسعر.
2ـ عبد الآخر.
3ـ عبد المستعان.
4ـ عبد الباطن ...
ونحوها ..... وجزاكم الله خيرا
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[24 - 09 - 06, 04:16 م]ـ
للرفع
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 09 - 06, 02:46 م]ـ
س/ ما الضوابط في أسماء الله الحسنى؟
ج/ الأسماء الحسنى موضع الكلام في درس العقيدة العام يعني كالواسطية والطحاوية وغيره؛ لكن نذكره على عجل.
الأسماء الحسنى هي ما جمع ثلاثة شروط:
الأول مجيئها في الكتاب والسنة.
والثاني أنها هي التي يدعا الله جل وعلا بها.
والثالث هي المشتملة على الكمال المطلق الذي لا نقص فيه.
فما لم تتوفر فيه هذه الشروط الثلاثة جميعا فإنه ليس من السماء الحسنى، قد يكون اسما من أسماء لله لكن لا يكون من الأسماء الحسنى، وقد يكون اسما يخبر به عن الله جل وعلا ولا يكون من الأسماء الحسنى.
الشيخ صالح آل الشيخ -شرح "كشف الشبهات".
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 09 - 06, 02:56 م]ـ
س2/ هل القاعدة التي ذكرتم؛ وهي أن الاسم إذا كان منقسما فإنه لا يطلق على الله، فماذا يقال في اسم الباسط والقابض، فإن هذين الاسمين منقسمين فالبسط يكون للخير وقد أن يكون للشر، وكذلك القبض قد يكون للخير وقد يكون للشر؟
ج/هذا سؤال جيد، وجوابه راجع إلى معرفة أنّ الأسماء الحسنى منها ما لا يكون كمالا إلا مع قرينه، مثل الخافض الرافع، الرافع لما اقترن بالخافض صار كمالا، ومثل القابض الباسط، الله جل وعلا قال?وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ? [البقرة:245] القابض الباسط سبحانه وتعالى، الضار النافع جل وعلا، فثَم من الأسماء الحسنى ما لا يكون دالا على الكمال بمفرده، ولا يسوغ التعبيد له، مثل الضار هو من الأسماء الحسنى، ما نقول عبد الضار وأشباه ذلك، مثل المميت، المحيي المميت، ما نقول عبد المميت؛ لأن هذه الأسماء تطلق على وجه الكمال وتكون حسنى مع قرينتها، لهذا تجد أنها ملازمة للاسم القرين.
لهذا نقول الباسط صار كمالا بالقابض، فيطلق منفردا لأن كماله باسم الله القابض، والقابض أيضا هو كمال باسم الله الباسط لكنه لا يعبّد له كما يعبد للباسط، ومثله النافع والضار، الضار كماله بالنافع والنافع كماله بالضار، لأنه يدل على القهر والجبروت لله جل وعلا، وكذلك المحيي المميت. وهذا يأتينا عند قوله إن شاء الله (مُمِيتٌ بِلَا مَخَافَةٍ).
الشيخ صالح آل الشيخ - شرح الطحاوية-.
ـ[ابو الحسن الأكاديري]ــــــــ[25 - 09 - 06, 03:03 م]ـ
وَاللَّهُ يَقْبِضُ وَيَبْصُطُ? [البقرة:245]
والله يقبض و يبسط و اليه ترجعون
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 09 - 06, 03:24 م]ـ
س/ يقول النبي صلى الله عليه وسلم: [إن الله هو المسعر] فهل نسمي الله عزوجل بالمسعر؟
الجواب:
[الذي يظهر لي أنه من صفات الأفعال، يعني الله عزوجل هو الذي يغلي الأشياء، ويرخصها، هذا الذي يظهر لي، لكننا نقول كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم].
العلامة ابن عثيمين - " لقاء الباب المفتوح" - رقم [69].
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 09 - 06, 03:28 م]ـ
أما "المستعان" فليس من أسماء الله عزوجل بالاتفاق فلا يجوز التعبيد به.
ـ[علي الفضلي]ــــــــ[25 - 09 - 06, 03:44 م]ـ
المسألة الثانية: وهي ضابط كون الاسم من الأسماء الحسنى؟
والاسم يكون من أسماء الله الحسنى إذا اجتمعت فيه ثلاثة شروط، أو اجتمعت فيه ثلاثة أمور:
الأول: أن يكون قد جاء في الكتاب والسنة، يعني نُصّ عليه في الكتاب والسنة، نُصّ عليه بالاسم لا بالفعل، ولا بالمصدر، وسيأتي تفصيل لذلك.
الثاني: أن يكون مما يدعى الله جل وعلا به.
الثالث: أن يكون متضمِّنا لمدحٍ كاملٍ مطلقٍ غير مخصوص.
وهذا ينبني على فهم قاعدة أخرى من القواعد في منهج أهل السنة والجماعة في الأسماء والصفات؛ هي أن باب الأسماء الحسنى أو باب الأسماء أضيق من باب الصفات، وباب الصفات أضيق من باب الأفعال، وباب الأفعال أضيق من باب الإخبار. واعكس ذلك فتقول: باب الإخبار عن الله جل وعلا أوسع، وباب الأفعال أوسع من باب الصفات، وباب الصفات أوسع من باب الأسماء الحسنى.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/10)
وهذه القاعدة نفهم منها أن الإخبار عن الله جل وعلا بأنه (قَدِيمٌ بِلَا ابْتِدَاءٍ) لا بأس به، لكن لا بأس به لأنه مشتمل على معنى صحيح، فلما قال (قَدِيمٌ بِلَا ابْتِدَاءٍ) انتفى المحذور فصار المعنى حقا، ولكن من جهة الإخبار، أما من جهة الوصف وصف الله بالقدم فهذا أضيق لأنه لا بد فيه من دليل، وكذلك باب الأسماء وهو تسمية الله بالقديم هذا أضيق فلا بد فيه من اجتماع الشروط الثلاثة التي ذكرتُ لك.
والشروط الثلاثة غير منطبقة على اسم القديم، وعلى نظائره كالصانع والمتكلم والمريد وأشباه ذلك، فإنها:
أولا: لم تَرِدْ في النصوص فليس في النصوص اسم القديم، ولا اسم الصانع، ولا اسم المريد، ولا اسم المتكلم، ولا المريد، ولا القديم، أما الصانع فله بحث يأتي إن شاء الله.
والثاني: اسم القديم لا يدعا الله جل وعلا به؛ يعني لا يُتوسل إلى الله به؛ لأنه في ذاته لا يحمل معنىً متعلقا بالعبد فيسأل الله جل وعلا به، فلا يقول يا قديم أعطني، لأنه لا يتوسل إلى الله بهذا الاسم، كما هي القاعدة في الآية ?وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا? [الأعراف:180]، فثَم فرق ما بين التّوسل بالأسماء والتّوسل بالصفات.
والثالث من الشروط: الذي ذكرناه هو أن تكون متضمنة على مدح كامل مطلق غير مختص، وهذا يعني به أنّ المدح، أن أسماء الله جل وعلا هي متضمنة لصفات، وهذه الأسماء لابد أن تكون متضمنةً للصفات الممدوحة على الإطلاق، غير الممدوحة في حال والتي قد تذم في حال، أو ممدوحة في حال وغير ممدوحة في حال أو مسكوت عنها في حال.
وذلك يرجع إلى أنّ أسماء الله جل وعلا حسنى؛ يعني أنها بالغة في الحسن نهايتَه، ومعلوم أن حُسن الأسماء راجع إلى ما اشتملت عليه من المعنى؛ ما اشتملت عليه من الصفة، والصفة التي في الأسماء الحسنى والمعنى الذي فيها لا بد أنْ يكون دالا على الكمال مطلقا بلا تقييد وبلا تخصيص.
فمثل اسم القديم، هذا لا يدلّ على مدحٍ كامل مطلق، ولذلك لما أراد المصنف أنْ يجعل اسم القديم أو صفة القِدم مدحا قال (قَدِيمٌ بِلَا ابْتِدَاءٍ)، وحتى الدائم هنا قال (دَائِمٌ بِلَا انْتِهَاءٍ)، لكن لفظ القديم قيّده بكونه (بِلَا ابْتِدَاءٍ) فهذا يدل على أن اسم القديم بحاجة إلى إضافة كلام حتى يُجعل حقا وحسنا ووصفا مشتملا على مدح حق.
لهذا نقول: إنّ هذا الأسماء التي تُطلق على أنها من الأسماء الحسنى يجب أن تكون مثل ما قلنا صفات مدح وكمال ومطلقة غير مختصة، وأمّا ما كان مقيّدا أو ما كان مختصا المدح فيه بحال دون حال، فإنه لا يجوز أن يطلق في أسماء الله.
ولهذا مثال آخر أبْيَن من ذلك، مثل المريد والإرادة، فإنّ الإرادة منقسمة إلى:
(إرادة محمودة؛ إرادة الخير إرادة المصلحة، إرادة النفع، إرادة موافقة للحكمة.
(والقسم الآخر إرادة الشرّ، إرادة الفساد، إرادة ما لا يوافق الحكمة، إلى آخره.
وهنا لا يسمّى الله جل وعلا باسم المريد، لأنّ هذا منقسم، مع أن الله جل وعلا يريد سبحانه وتعالى، فيُطلق عليه الفعل، وهو سبحانه موصوف بالإرادة الكاملة، ولكن اسم المريد لا يكون من أسمائه لما ذكرنا.
وكذلك اسم الصانع لا يقال أنه من أسماء الله جل وعلا؛ لأن الصّنع منقسم إلى ما هو موافق للحكمة، وإلى ما ليس موافقا للحكمة، والله سبحانه وتعالى يصنع وله الصنع سبحانه، كما قال ?صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ? [النمل:88] وهو سبحانه يصنع ما يشاء وصانع ما شاء كما جاء في الحديث «إِنّ اللّهَ صَانِعٌ مَا شَاءَ» سبحانه وتعالى، ولكن لم يسمَّ الله جل وعلا باسم الصانع لأنّ الصُّنع منقسم.
أيضا اسم المتكلم، المتكلم لا يقال في أسماء الله جل وعلا المتكلم؛ لأن الكلام الذي هو راجع إلى الأمر والنهي، منقسم: إلى أمر لما هو موافق للحكمة؛ أمرٍ بمحمود، وإلى أمرٍ بغير ذلك، ونهي عمّا فيه المصلحة؛ نهي عمّا فيه الخير، ونهي عما فيه الضرر، والله سبحانه وتعالى نهى عمّا فيه الضرر، ولم ينهَ عما فيه الخير جل وعلا، بل أمر بما فيه الخير، ولذلك لم يُسمَّ الله جل وعلا بالمتكلم.
هذه كلها أطلقها المتكلمون على الله جل وعلا، فسموا الله بالقديم، وسموا الله جل وعلا بالمتكلم، وسموا الله جل وعلا بالمريد، وسموا الله جل وعلا بالصانع، إلى غير ذلك من الأسماء التي جعلوها لله جل وعلا.
فإذا تبين لك ذلك فإن الأسماء الحسنى هي ما اجتمعت فيها هذه الشروط، واسم القديم لم تجتمع فيه الشروط؛ بل لم ينطبق عليه شرط من هذه الشروط الثلاثة.
والمؤلف معذور في ذلك بعض العذر؛ لأنّه قال (قَدِيمٌ بِلَا ابْتِدَاءٍ).
الخالق غِير والصانع غِير.
الخالق أولا جاء في النص، والصّانع ما جاء.
ومن جهة المعنى الصُّنع فيه كَلَفَة؛ فليس ممدوحا على كل حال، والخَلق هذا إبداع وتقدير فهو ممدوح.
الخلق منقسم إلى مراحل، وأمّا الصنع فليس كذلك؛ والله الخالق البارئ المصور، فالخلق يدخل من أول المراحل، والصنع لا، الصنع ليس كمالا، ممكن يصنع ما هو محمود ويصنع ما هو مذموم، يصنع بلا برء ولا انفاذ، وقد يصنع شيئا لا يوافق ما يريده.
فلهذا اسم الخالق يشتمل على كمال ليس فيه نقص، وأما اسم الصانع فإنه يطرأ عليه أشياء فيها نقص من جهة المعنى ومن جهة الانفاذ، لذلك جاء اسم الله الخالق ولم يأتِ في أسماء الله الصانع.
من شرح الطحاوية للشيخ صالح آل الشيخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/11)
ـ[ابوفيصل44]ــــــــ[26 - 09 - 06, 06:47 ص]ـ
جزاكم الله خيرا .........
وآمل من الاخوة المزيد من التفاعل ...
ـ[ Ahmed Salem] ــــــــ[28 - 09 - 06, 05:10 م]ـ
شرح الأسماء الحسني الدالة علي صفات الفعل
المحاضرة الحادية عشر
26مسعر قابض باسط رازق رزاق
لفضيلة الدكتور محمود عبد الرازق
http://www.asmaullah.com/lecture.htm
فحديثنا اليوم بإذن الله تعالي عن خمسة أسماء من أسماء الله الحسني التي تدل علي صفات الفعل وهي اسم الله المسعر واسمه القابض والباسط والرازق والرزاق، ونبدأ الآن بالاسم السادس والثمانين من أسماء الله الحسني هو اسم الله المسعر، فقد سماه به النبي صلي الله عليه وسلم علي سبيل الإطلاق مرادا به العلمية ودالا علي الوصفية في بعض النصوص النبوية، وقد ورد المعني محمولا عليه مسندا إليه، كما في سنن الترمذي وقال حسن صحيح وكذلك عند أبي داود وابن ماجه وأحمد في مسنده وصححه الشيخ الألباني جميعهم يروي من حديث أَنَسٍ بن مالك أنه قَالَ: قَالَ النَّاسُ يَا رَسُولَ اللَّهِ غَلاَ السِّعْرُ فَسَعِّرْ لَنَا، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ وإني لأَرْجُو أَنْ أَلْقَي اللَّهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلاَ مَالٍ)، وكذلك أخرجه أحمد من حديث أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رضي الله عنه أنه قَالَ: (غَلاَ السِّعْرُ عَلَي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم فَقَالُوا لَهُ لَوْ قَوَّمْتَ لَنَا سِعْرَنَا، قَالَ: إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُقَوِّمُ أَوِ الْمُسَعِّرُ إني لأَرْجُو أَنْ أُفَارِقَكُمْ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يَطْلُبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي مَالٍ وَلاَ نَفْسٍ)، وفي رواية عند أحمد فيها تقديم وتأخير وزيادة اسم الله الخالق من حديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ غَلاَ السِّعْرُ عَلَي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ لَوْ سَعَّرْتَ فَقَالَ: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الخَالِقُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ الْمُسَعِّرُ وإني لأَرْجُو أَنْ أَلْقَي اللَّهَ وَلاَ يَطْلُبُنِي أَحَدٌ بِمَظْلَمَةٍ ظَلَمْتُهَا إِيَّاهُ فِي دَمٍ وَلاَ مَالٍ).
وهنا لا بد من التنبيه على قضية هامة في حصر العلماء للأسماء الحسنى فأغلبهم أو أكثرهم يستدلون بهذا الحديث في إثبات القابض الباسط الرازق ويستبعدون المسعر ودون ذكر سبب أو تعليل، وإنما هو استحسان بلا دليل، اللهم إلا إذا كان منهجهم أو منهج بعضهم أنه يعتبر رواية الوليد بن مسلم عند الترمذي ورواية عبد الملك الصنعاني عند ابن ماجة هي الأصل عنده في إثبات الأسماء، ولكنها كما تعلمون ليس ثابتة باتفاق العلماء، بل بعضهم يستبعد الرازق أيضا، فهل اسم الله المسعر ليس فيه كمال مطلق، أو أنه يحتمل معنى من معاني النقص عند الإطلاق فيلزم تقييده؟ وفي الحقيقة لم أجد لا هذا ولا ذاك، فهو من حيث الإطلاق أطلقه الرسول دون تقييد ومن حيث الكمال دلالته أبلغ من القابض والباسط لأنه يشملهما معا كما سنرى، لكن العجب أنني وجدت ذلك الأمر قد اجتمع عليه أعلام أجلاء كالإمام البيهقي وابن العربي والأصبهاني وابن منده حتى المعاصرين كالشيخ ابن عثيمين رحمه الله، جميعهم استبعد المسعر، أما الرازق فذكره البيهقي وابن منده والأصبهاني وابن الوزير، وإن استبعد ابن الوزير مع المسعر القابض الباسط أيضا مع أنه لا دليل على القابض الباسط الرازق إلا هذا الحديث، وابن حجر رحمه الله استبعد الجميع مع ثبوت الحديث عنده وتصحيحه له، والقصد أن الاسم ثابت بالحديث الصحيح وليس لنا أن نرد قول نبينا في تسمية الله بهذا الاسم بناء على اجتهاد أو استحسان فلم أجد علة عند أحد لاستبعاده من الأسماء، فما يسري عليه يسري على بقية الأسماء الواردة في الحديث القابض الباسط الرازق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/12)
والمسعر في اللغة فعله سعر يسعر تسعيرا وتسعيرة، يقال: أسْعَر أهلُ السوق وسَعَّرُوا إذا اتفّقوا علي سِعْر، وهو من سَعَّر النار إذا رفعها، لأن السِّعْر يوصف بالارتفاع، وسَعَرت النارَ إذا أوقَدتَهما وسعَّرتها بالتشديد للمبالغة، واسْتَعَرَتْ وتَسَعَّرَتْ اشتعلت واستوقدت ونار سَعِيرٌ يعني مستعرة ومرتفعة والسعير النار والسعار حر النار، ومنه قوله تعالي: (فَسُحْقاً لأصْحَابِ السَّعِيرِ) (الملك:11) أَي بُعْداً لأَهل النار، وكذلك قوله تعالي: (وَإِذَا الْجَحِيمُ سُعِّرَتْ) (التكوير:12) وقوله: (بَلْ كَذَّبُوا بِالسَّاعَةِ وَأَعْتَدْنَا لِمَنْ كَذَّبَ بِالسَّاعَةِ سَعِيراً) (الفرقان:11) وكذلك قوله: (وَنَحْشُرُهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَي وُجُوهِهِمْ عُمْياً وَبُكْماً وَصُمّاً مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ كُلَّمَا خَبَتْ زِدْنَاهُمْ سَعِيرا ً) (الإسراء:97)، وناقة مسعورة كأَن بها جنوناً من سرعتها ونفرتها وكلب مسعور من شدة نهشه وعضه في الناس، أو مسعور بمعنى جوعان متلهف للطعام والالتهام، وخلاصة المعنى اللغوي للمسعر هو الذي يزيد الشيء ويرفع من قيمته أو مكانته أو تأثيره هو الذي يُرْخِصُ الأَشياءَ ويُغْلِيها فلا اعتراض لأَحد عليه.
والمسعر اسم من أسماء الله دل على صفة من صفات الفعل وهي التسعير، والتسعير في حق الله يتعلق بنوعي التدبير، فالتدبير منه ما هو متعلق بتصريف المقادير وهو التدبير الكوني، ومنه ما هو متعلق بالحكم الشرعي وهو التدبير الشرعي، فالأول هو المقصود بحديث النهي عن التسعير، لأن ارتفاع السعر أو انخفاضه في هذا المقام مرتبط بالتدبير الكوني والتقدير الأزلي، فالسعر يرتفع بين الناس إما لقلة الشيء وندرته، وإما لزيادة الطلب وكثرته، وهذه أمر يتعلق بمشيئة الله وحكمته، فهو الذي يبتلي عباده في تصريف أرزاقهم وترتيب أسبابهم، فقد يهيأ أسباب الكسب لإغناء فقير أو يمنع الأسباب لإضعاف كبير، فهو الذي يبسط الرزق لمن يشاء من عباده ويقدر وهو على كل شيء قدير، (إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيراً بَصِيرا ً) (الإسراء:30) والله عز وجل يقول أيضا: (لَهُ مَقَالِيدُ السَّمَاوَاتِ وَالأرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ) (الشورى:12)، فهذا تدبير الله في خلقه وحكمته في تقدير المقادير، وإذا ألزمنا الناس في هذه الحالة أن يبيعوا بقيمة محددة مع تيسر الأسباب في بسط رزقهم، فهذا ظلم للخلق وإكراه بغير حق واعتراض على الله في تقسيم الرزق، ولذلك قال رَسُولُ اللَّهِ صلي الله عليه وسلم: (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ الرَّازِقُ وإني لأَرْجُو أَنْ أَلْقَي اللَّهَ وَلَيْسَ أَحَدٌ مِنْكُمْ يُطَالِبُنِي بِمَظْلَمَةٍ فِي دَمٍ وَلاَ مَالٍ) فقد رتب النبي صلى الله عليه وسلم الحكم علي الوصف المناسب فمن حاول التسعير على هذا الوضع، فقد عارض الخالق ونازعه في مراده، ومنع العباد حقهم مما أولاهم الله في والرخص الغلاء، فبين أن المانع له من التسعير أن يتضمن ظلما للناس في أموالهم، لكونه تصرفا فيها بغير إذنهم فقال: وإني لأَرْجُو أَنْ أَلْقَي اللَّهَ وَلاَ يَطْلُبُنِي أَحَدٌ بِمَظْلَمَةٍ ظَلَمْتُهَا إِيَّاهُ فِي دَمٍ وَلاَ مَالٍ.
وأما التسعير المتعلق بالتدبير الشرعي فهو منع الظلم وكفه عن الناس، بمنع استغلال حاجتهم أو احتكار التجار لسلعتهم طلبا لزيادة الأسعار، كأن يمتنع أرباب السلع من بيعها مع ضرورة الناس إليها إلا بزيادة عن القيمة المناسبة، فهنا إلزامهم بقيمة المثل من الأحكام الواجبة، فالتسعير هنا إلزام بالعدل الذي ألزمهم به الله، ومن احتج علي منع التسعير مطلقا بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم (إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمُسَعِّرُ الْقَابِضُ الْبَاسِطُ)، قيل له هذه قضية معينة في حالات خاصة تتعلق بقلة الشيء وندرته، أو زيادة الطلب وكثرته، وهذه أمر كما أسلفنا يتعلق بمشيئة الله وحكمته، فهو الذي يبتلي عباده في تصريف أرزاقهم وترتيب أسبابهم فقد يقبض في بعض الأوقات وقد يبسط الرزق ويوسع على المخلوقات، ولذلك نهي النبي صلى الله عليه وسلم عن
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/13)
النجش فقال: (ولاَ تَنَاجَشُوا) والنجش أن يمدح السلعة ليروجها أو يزيد في ثمنها ولا يريد شراءها لييفيد التاجر على حساب المشتري، فهذا ضرب من الخديعة، والناجش آثم.
واسم الله المسعر يدل علي ذات الله وعلي وصفة التسعير والقبض والبسط بدلالة المطابقة وعلي ذات الله وحدها بالتضمن وعلى وصفة التسعير والقبض والبسط وحدها بدلالة التضمن ويدل باللزوم علي الحياة والقيومية والعلم والقدرة والسمع والبصر والغني والعزة والعظمة والقوة وغير ذلك من أوصاف الكمال، واسم الله المسعر دل علي صفة من صفات الأفعال.
كيف ندعو الله باسمه المسعر دعاء مسألة ودعاء عبادة؟ دعاء المسألة كما ورد عند أحمد من حديث أَبِى هُرَيْرَةَ أَنَّ رَجُلاً قَالَ: سَعِّرْ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ: (إِنَّمَا يَرْفَعُ اللَّهُ وَيَخْفِضُ إِنِّي لأَرْجُو أَنْ أَلْقَى اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ وَلَيْسَ لأَحَدٍ عِنْدِي مَظْلَمَةٌ قَالَ آخَرُ سَعِّرْ، فَقَالَ: ادْعُو اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ)، وعند مسلم من حديث أَبي مَالِكٍ الأَشْجَعِيُّ أن الرَّجُل كان إِذَا أَسْلَمَ عَلَّمَهُ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم الصَّلاَةَ ثُمَّ أَمَرَهُ أَنْ يَدْعُوَ بِهَؤُلاَءِ الْكَلِمَاتِ اللَّهُمَّ اغْفِرْ لي وارحمني وَاهْدِنِي وَعَافِنِي وَارْزُقْنِي.
أما دعاء العبادة فهو أثر الاسم على العبد لا سيما إن كان من التجار، فلا يستغل الناس في زيادة الأسعار، ولا يدخر أقواتهم طلبا للاحتكار، بل يكون حريصا على نفعهم، صبورا على دينهم، ومراعيا لفقرهم، سمحا إذا باع وإذا اشترى وإذا اقتضى، فقد ورد عند البخاري من حديث جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رضي الله عنه أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (رَحِمَ اللَّهُ رَجُلاً سَمْحًا إِذَا بَاعَ، وَإِذَا اشْتَرَى، وَإِذَا اقْتَضَى)، وعند الترمذي وابن ماجة وصححه الألباني من حديث أَبِى سَعِيدٍ الخدري رضي الله عنه أَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ: (التَّاجِرُ الصَّدُوقُ الأَمِينُ مَعَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ)، وورد عند أحمد وصححه الألباني من حديث أبي ذَرٍّ رضي الله عنه أنه قال للنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: (قُلْتُ وَمَنْ هَؤُلاَءِ الَّذِينَ يَشْنَؤُهُمُ اللَّهُ؟ قَالَ: التَّاجِرُ الْحَلاَّفُ أَوْ قَالَ الْبَائِعُ الْحَلاَّفُ وَالْبَخِيلُ الْمَنَّانُ، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ).
وعند ابن ماجة قال الشيخ الألباني: حسن صحيح من حديث أَبِى سَعِيدٍ قَالَ: كَانَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم يَرْزُقُنَا تَمْرًا مِنْ تَمْرِ الْجَمْعِ – تمر الجمع هو التمر المجمع من أنواع متفرقة، أو المختلط من أنواع متفرقة وهو رديء بعض الشيء - فَنَسْتَبْدِلُ بِهِ تَمْرًا هُوَ أَطْيَبُ مِنْهُ وَنَزِيدُ فِي السِّعْرِ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: لاَ يَصْلُحُ صَاعُ تَمْرٍ بِصَاعَيْنِ وَلاَ دِرْهَمٌ بِدِرْهَمَيْنِ وَالدِّرْهَمُ بِالدِّرْهَمِ وَالدِّينَارُ بِالدِّينَارِ لاَ فَضْلَ بَيْنَهُمَا إِلاَّ وَزْنًا، ويقصد أن يبيعوا هذا التمر الرديء ويشتروا بثمنه من هذا الطيب الجيد على قدر سعره.
وفي الموطأ من حديث سَعِيدِ بْنِ الْمُسَيَّبِ أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ مَرَّ بِحَاطِبِ بْنِ أَبِى بَلْتَعَةَ وَهُوَ يَبِيعُ زَبِيبًا لَهُ بِالسُّوقِ فَقَالَ لَهُ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ إِمَّا أَنْ تَزِيدَ فِي السِّعْرِ وَإِمَّا أَنْ ترفع مِنْ سُوقِنَا، ومر عمر على حاطب وهو يبيع زبيباً له بالسوق بأرخص مما يبيع الناس، فقال له عمر بن الخطاب: إما أن تزيد في السعر، بأن تبيع بمثل ما يبيع أهل السوق وإما أن ترفع من سوقنا لئلا تضر بأهل السوق، فليس للواحد والاثنين البيع بأرخص مما يبيع أهل السوق دفعاً للضرر قال ابن رشد: وهو غلط ظاهر إذ لا يلام أحد على المسامحة في البيع والحطيطة فيه، بل يشكر على ذلك إن فعله لوجه الناس ويؤجر إن فعله لوجه الله تعالى، ولذلك تراجع عمر كما وردت القصة كاملة عند البيهقي من حديث الْقَاسِمِ بْنِ مُحَمَّدٍ عَنْ عُمَرَ رَضِي اللَّهِ عَنْهُ أَنَّهُ مَرَّ بِحَاطِبٍ بِسُوقِ الْمُصَلَّى وَبَيْنَ يَدَيْهِ غَرَارَتَانِ فِيهِمَا زَبِيبٌ فَسَأَلَهُ عَنْ سِعْرِهِمَا فَسَعَّرَ لَهُ مُدَّيْنِ لِكُلِّ دِرْهَمٍ، فَقَالَ لَهُ عُمَرُ رَضِيَ اللَّهِ عَنْهُ قَدْ حُدِّثْتُ ببِعِيرٍ مُقْبِلَةٍ مِنَ الطَّائِفِ تَحْمِلُ زَبِيبًا وَهُمْ يَعْتَبِرُونَ بِسِعْرِكَ، فَإِمَّا أَنْ تَرْفَعَ فِي السِّعْرِ، وَإِمَّا أَنْ تُدْخِلَ زَبِيبَكَ الْبَيْتَ فَتَبِيعَهُ كَيْفَ شِئْتَ، فَلَمَّا رَجَعَ عُمَرُ حَاسَبَ نَفْسَهُ ثُمَّ أَتَى حَاطِبًا فِي دَارِهِ فَقَالَ لَهُ: إِنَّ الَّذِي قُلْتُ لَيْسَ بِعَزْمَةٍ مِنِّى وَلاَ قَضَاءٍ إِنَّمَا هُوَ شَيْءٌ أَرَدْتُ بِهِ الْخَيْرَ لأَهْلِ الْبَلَدِ فَحَيْثُ شِئْتَ فَبِعْ وَكَيْفَ شِئْتَ فَبِعْ، وعند البخاري من حديث عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رضي الله عنهما أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ: لاَ يَبِيعُ بَعْضُكُمْ عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَلاَ تَلَقَّوُا السِّلَعَ حَتَّى يُهْبَطَ بِهَا إِلَى السُّوقِ) والقصد أن الرجل يأخذ بأسباب الرزق في تجارته وكسبه فيراقب الله في التعامل مع خلقه، توحيدا لربه في اسمه المسعر القابض الباسط الرازق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/14)
ـ[ Ahmed Salem] ــــــــ[28 - 09 - 06, 05:18 م]ـ
http://www.asmaullah.com/shorotelehsaa.htm(68/15)
سجِّل هنا (نفائس المقولات عن العلماء)؟
ـ[أبو العالية]ــــــــ[20 - 09 - 06, 04:39 م]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
كم هي جميلةٌ تلكم الكلمات الرائعات؟
وكم هي رائعةٌ تيكم الحروف الزكيَّات؟
وما أعبق شذى النفحات المُخلِصات!
ولله دَرُّ نفع صدق العبارات؟
كم يمرُّ بنا مقولاتٍ رائعة في ميادين متنوعة، فيطرب لها القلب، وينشرح لها الصدر، بل إنه ليقف المرء عاجزاً عن التعبير لروعة وعمق تلكم الكلمات التي خرجت من تلك الأنفس الطاهرة المخلصة لربها.
فلم تخرج بالتكلُّف، ولم تأتِ للتصنع، ولا زخرفت للرياء.
لا، ولكن القوم _ رحمهم الله _ يفتح الله عليهم من رحمته وفضله ما تنطق به ألسنتهم من الخير والفضل والعلم النافع.
فرحمهم الله جل وعلا، وجزاهم الله عنا خير الجزاء.
فلله كم انتفع بسبب كلماتهم منتفع؟
وكم ارتدع بزجرهم مرتدع؟
وكم تاب لقولهم امرءٌ؟
من أجل هذا وذاك، جمعتُ ما كان يمر عليَّ أثناء قراءاتي ومطالعاتي؛ فكنت أدوِّن كل ما يمر بي، حتى تجمَّع لديَّ عبارات كثيرة؛ فما أن تقرأ الأولى، إلا وتشدك الثانية؛ فتشرع في الثالثة؛ فتخاصمك الرابعة، والخامسة تتراقص بين ناظريك، وهكذا دواليك.
ثم سنح لي سانحٌ، أن أعرض هذه الخير على أحبائي في هذا الملتقى المبارك؛ إذ ما راق لي من الكلمات الطيبات؛ فحتماً ولا شك قد راق لغيري من كلمات أُخَر لم أقف عليها، وحينها يكون تلاقح الأفكار، وتجاذب الخيرات، وفي ذلك فليتنافس المتنافسون.
وقريب من هذا الموضوع ما كان خاصة بالقرآن الكريم على الملتقى المبارك:
ملتقى اهل التفسير:
http://www.tafsir.org/vb/showthread.php?t=367
ولا أعلم في السبق لمثل هذا، إلا ما كان من فضيلة الشيخ العلامة البحاثة الدكتور بكر أبو زيد رفع الله قدره ونفع به في كتابه الجامع الماتع (النظائر _ جوامع الكلم) وإن كان قد سبقه صاحب الحكم العطائية وشرحها جمع من اهل العلم، ولكن لكل ميدان، والخير مقسوم بين العباد.
لذا أهيب بالجميع أن يدوِّنوا لنا أطايب الكلمات، لننتفع بها في دروسنا، ومؤلفاتنا، ومواعظنا، شريطة أن تذكر الكلمات والعبارات معزوَّة لمصادرها وأصحابها.
فمن يعلق الجرس؟
ـ[أسامة عباس]ــــــــ[20 - 09 - 06, 04:49 م]ـ
لعل هذا الموضوع المشابه يفيد، زبد الكلمات ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=69820) لشيخنا أبي مالك العوضي ..
ـ[أبو مالك العوضي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 08:17 م]ـ
وإن كان قد سبقه صاحب الحكم العطائية وشرحها جمع من اهل العلم
حكم ابن عطاء الله السكندري مليئة بالنفس الصوفي المخالف لمنهج أهل السنة والجماعة.
وهذا الموضوع طرقه كثير من أهل العلم قديما وحديثا، فلا معنى لاختصاص الحكم العطائية بذلك.
ـ[أبو عبد الله الدرعمي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 03:03 ص]ـ
من رسالة احفظ الله يحفظك لفضيلة الشيخ أسامة عبد العظيم حمزة:
احفظ الله يحفظك بحسب حفظك له فإن الجزاء إذا كان من جنس العمل فإنه يكون كذلك متناسب القدر معه و لله تعالى الفضل و المنة و الكرم و الإحسان؛ لكن بمقدار ما تبذل فإن ما تعطاه متناسبا معه لا يكون مثله .. الله تعالى أجود و أجود و أجود و أكرم و أعظم عطاء لكن ذلك يرجع عليك بالنظر في مقدار العمل.(68/16)
الدرر البازية على كتاب الصيام - أكثر من 200 فائدة -
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[20 - 09 - 06, 06:04 م]ـ
نزولاً عند رغبة بعض الأخوة وتلبية لطلب جملة من الأعزاء منهم الأخ العزيز المسيطير وأبو عبد
العزيز الشثري بجعل الدرر البازية على كتاب الصيام في ملف مستقل حتى يسهل الوصول إليه
ويتسنى حفظه والانتفاع به بشكل أفضل وصورة أحسن كان هذا الملف والذي يحتوى على الدرر البهية من الفوائد البازية على الكتب التالية
- الدرر البهية من الفوائد البازية على كتاب منتقى الأخبار
- الدرر البهية من الفوائد البازية على سنن أبي داود
- الدرر البهية من الفوائد البازية على سنن الترمذي
أسأل الله عز وجل بفضله ومنه وكرمه أن ينفع بها كاتبها وقارئها والدال عليها.
وهي موجودة ضمن صفحة الدرر البهية من الفوائد البازية
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=79123
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[21 - 08 - 07, 11:49 ص]ـ
(دروس الفجر – الأحد – الاثنين –الاربعاء – الخميس خلال الفترة
(9/ 10 / 1412 - 12/ 11 / 1412)
(مغرب الأحد والأربعاء خلال الفترة 22/ 6 / 1414 ــ 29/ 4 / 1416)
بسم الله الرحمن الرحيم.
1 - باب: وجوب صوم رمضان. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=477636#_ftn1))
وقول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون} /البقرة: 183/.
1792 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن أبي سهيل، عن أبيه، عن طلحة بن عبيد الله:
أن أعرابيا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ثائر الرأس، فقال: يا رسول الله، أخبرني ماذا فرض الله علي من الصلاة، فقال: (الصلوات الخمس إلا أن تطوع شيئا). فقال: أخبرني ما فرض الله علي من الصيام، فقال: (شهر رمضان إلا أن تطوع شيئا). فقال: أخبرني بما فرض الله علي من الزكاة، فقال: فأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم شرائع الإسلام، قال: والذي أكرمك، لا أتطوع شيئا، ولا أنقص مما فرض الله علي شيئا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أفلح إن صدق، أو: دخل الجنة إن صدق). ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=477636#_ftn2))
[ ر:46]
1793 - حدثنا مسدد: حدثنا إسماعيل، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
صام النبي صلى الله عليه وسلم عاشوراء وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك. وكان عبد الله لا يصومه إلا أن يوافق صومه.
[1896، 4231]
1794 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب: أن عراك ابن مالك حدثه: أن عروة أخبره، عن عائشة رضي الله عنها:
أن قريشا كانت تصوم يوم عاشوراء في الجاهلية، ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه حتى فرض رمضان، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من شاء فليصمه، ومن شاء أفطر).
[ر:1515] ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=477636#_ftn3))
2 - باب: فضل الصوم.
1795 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الصيام جنة، فلا يرفث ولا يجهل، وإن امرؤ قاتله أو شاتمه، فليقل إني صائم - مرتين - والذي نفسي بيده لخلوف فم الصائم أطيب عند الله تعالى من ريح المسك، يترك طعامه وشرابه وشهوته من أجلي، الصيام لي وأنا أجزي به، والحسنة بعشر أمثالها). ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=477636#_ftn4))
[1805، 5583، 7054، 7100]
3 - باب: الصوم كفارة.
1796 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا جامع، عن أبي وائل، عن حذيفة قال:
قال عمر رضي الله عنه: من يحفظ حديثا عن النبي صلى الله عليه وسلم في الفتنة؟. قال حذيفة: أنا سمعته يقول: (فتنة الرجل في أهله وماله وجاره، تكفرها الصلاة والصيام والصدقة). قال: ليس أسأل عن ذه، إنما أسأل عن التي تموج كما يموج البحر. قال: وإن دون ذلك بابا مغلقا، قال: فيفتح أو يكسر؟ قال: يكسر، قال ذاك أجدر أن لا يغلق إلى يوم القيامة، فقلنا لمسروق: سله أكان عمر يعلم من الباب؟. فسأله فقال: نعم، كما يعلم أن دون غد الليلة. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=477636#_ftn5))
[ ر:502]
([1]) فجر الأحد (9/ 10 / 1412هـ) ومغرب الأحد (22/ 6 / 1414هـ)
([2]) قال الشيخ ابن باز: هذا الحديث يبين أن من اقتصر على الواجبات وترك المنهيات ينجو ويفلح ولكن الأفضل منه السابق بالخيرات لأن منازل الناجين يوم القيامة ثلاثة: الظالم لنفسه، والمقتصد، والسابق بالخيرات.
([3]) الأفضل صوم يوم قبله أو بعده حتى يخالف اليهود وصيام قريش تقليداً لأهل الكتاب لما بلغهم في فضله عنهم.
([4]) من أفطر في نهار رمضان بالطعام متعمداً ثم جامع في نهار رمضان فعليه إثم الأمرين وعليه الكفارة على الصحيح لحرمة الزمان سواء كان متحيلاً أو غير متحيل ولهذا من جامع في القضاء فليس عليه كفارة وإنما عليه قضاؤه فقط.
([5]) فتنة الرجل مع أهله فيما يقع منه من مسابة أو خطأ أو مع العبيد والجيران فالصلاة والصدقة والصيام تكفرها فعلى المرء الإكثار من النوافل إذا وقع منه هذه الأغلاط والأخطاء، والباب الذي يكسر هو عمر رضي الله عنه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/17)
ـ[عبد المحسن بن عبد الرحمن]ــــــــ[21 - 08 - 07, 10:57 م]ـ
يا شيخ علي حفظك الله وبارك فيك
الملف لا يمكن تحميله، ربما لأن مدة التحميل انتهت، حيث إن رابطه الأصلي قبل عام فليتك تنزله من جديد بارك الله فيك.
في انتظارك.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 11:39 ص]ـ
الأخ الكريم عبد المحسن بن عبد الرحمن: جزاك الله خيراً على مرورك ودعواتك الصادقة وما طلبته تجده على الرابط التالي: http://saaid.net/book/open.php?cat=97&book=2850
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 05:32 م]ـ
4 - باب: الريان للصائمين. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=658163#_ftn1))
1797 - حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا سليمان بن بلال قال: حدثني أبو حازم، عن سهل رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إن في الجنة بابا يقال له الريان، يدخل منه الصائمون يوم القيامة، لا يدخل منه أحد غيرهم، يقال أين الصائمون، فيقومون لا يدخل منه أحد غيرهم، فإذا دخلوا أغلق، فلن يدخل منه أحد). ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=658163#_ftn2))
[3084]
1798 - حدثنا إبراهيم بن المنذر قال: حدثني معن قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من أنفق زوجين في سبيل الله، نودي من أبواب الجنة: يا عبد الله هذا خير، فمن كان من أهل الصلاة دعي من باب الصلاة، ومن كان من أهل الجهاد دعي من باب الجهاد، ومن كان من أهل الصيام دعي من باب الريان، ومن كان من أهل الصدقة دعي من باب الصدقة).
فقال أبو بكر رضي الله عنه: بأبي وأمي يا رسول الله، ما على من دعي من تلك الأبواب من ضرورة، فهل يدعى أحد من تلك الأبواب كلها؟. قال: (نعم، وأرجو أن تكون منهم).
[3466]
5 - باب: هل يقال رمضان أو شهر رمضان، ومن رأى كله واسعا. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=658163#_ftn3))
وقال النبي صلى الله عليه وسلم: (من صام رمضان). [ر:1802]
وقال: (لا تقدموا رمضان). [ر:1815]
1799/ 1800 - حدثنا قتيبة: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن أبي سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة).
(1800) - حدثني يحيى بن بكير قال: حدثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني ابن أبي أنس، مولى التيميين، أن أباه حدثه: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا دخل شهر رمضان فتحت أبواب السماء، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين).
[3103]
1801 - حدثنا يحيى بن بكير قال: حدثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني سالم: أن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غم عليكم فاقدروا له).
وقال غيره، عن الليث: حدثني عقيل ويونس: لهلال رمضان.
[1807 - 1809، 1814، 4996]
6 - باب: من صام رمضان إيمانا واحتسابا ونية.
وقالت عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (يبعثون على نياتهم).
[ر:2012]
1802 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا هشام: حدثنا يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=658163#_ftn4))
[ ر:35، 38]
7 - باب: أجود ما كان النبي صلى الله عليه وسلم يكون في رمضان.
1803 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا إبراهيم بن سعد: أخبرنا ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم أجود الناس بالخير، وكان أجود ما يكون في رمضان، حين يلقاه جبريل، وكان جبريل عليه السلام يلقاه كل ليلة في رمضان حتى ينسلخ، يعرض عليه النبي صلى الله عليه وسلم القرآن: فإذا لقيه جبريل عليه السلام، كان أجود بالخير من الريح المرسلة. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=658163#_ftn5))
[ ر:6]
([1]) مغرب الأحد 29/ 6 / 1414 هـ
([2]) في الصوم ثوبان كونه كفارة للذنوب إلا الكبائر وفيه زيادة ثواب على الكفارة. إذا لم يتيسر استسماح المغتاب فإنه يدعو له ويثني عليه في المكان الذي اغتابه فيه.
([3]) لا حرج في قول رمضان أو شهر رمضان كلها جاءت بها النصوص.
([4]) (إيماناً) بأن الله شرعه (واحتساباً) للأجر والثواب عند الله عز وجل، فالأعمال الصالحة تكون مكفرة للسيئات إذا اجتنبت الكبائر ولم يصر عليها فإذا لم تجتنب الكبائر فإنه يثاب عليها ولكنها لا تكفر السيئات حتى يترك الكبائر وهذا في الصلاة والصوم والحج وغيرها من الأعمال الصالحة.
([5]) فيه فضل مجالسة العلماء والصالحين وفيه فضل مدارسة القرآن في الليل (فإن ناشئة الليل هي أشد وطأً وأقوم قيلاً)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/18)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[22 - 08 - 07, 05:37 م]ـ
8 - باب: من لم يدع قول الزور، والعمل به في الصوم. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=658330#_ftn1))
1804 - حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا ابن أبي ذئب: حدثنا سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من لم يدع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه).
[5710]
9 - باب: هل يقول إني صائم إذا شتم.
1805 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام بن يوسف، عن ابن جريج قال: أخبرني عطاء، عن أبي صالح الزيات: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (قال الله: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام، فإنه لي وأنا أجزي به، والصيام جنة، وإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرفث ولا يصخب، فإن سابه أحد أو قاتله فليقل: إني امرؤ صائم. والذي نفس محمد بيده، لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك. للصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح، وإذا لقي ربه فرح بصومه). ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=658330#_ftn2))
[ ر:1795]
10 - باب: الصوم لمن خاف على نفسه العزوبة. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=658330#_ftn3))
1806 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن علقمة قال: بينا أنا أمشي مع عبد الله رضي الله عنه فقال:
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (من استطاع الباءة فليتزوج، فإنه أغض للبصر وأحصن للفرج، ومن لم يستطع فعليه بالصوم، فإنه له وجاء).
[4778، 4779]
11 - باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا رأيتم الهلال فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا).
وقال صلة، عن عمار: من صام يوم الشك فقد عصى أبا القاسم صلى الله عليه وسلم.
1807/ 1809 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان، فقال: (لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غم عليكم فاقدروا له).
(1808) - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله ابن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (الشهر تسع وعشرون ليلة، فلا تصوموا حتى تروه، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين).
(1809) - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شعبة، عن جبلة بن سحيم قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الشهر هكذا وهكذا). وخنس الإبهام في الثالثة.
[ر:1801]
1810 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا محمد بن زياد قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول:
قال النبي صلى الله عليه وسلم، أو قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: (صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته، فإن غبي عليكم فأكملوا عدة شعبان ثلاثين).
1811 - حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن يحيى بن عبد الله بن صيفي، عن عكرمة بن عبد الرحمن، عن أم سلمة رضي الله عنها: أن النبي صلى الله عليه وسلم آلى من نسائه شهرا، فلما مضى تسعة وعشرون يوما غدا، أو راح، فقيل له: إنك حلفت أن لا تدخل شهرا؟. فقال: (إن الشهر يكون تسعة وعشرين يوما).
[4906]
1812 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا سليمان بن بلال، عن حميد، عن أنس رضي الله عنه قال:
آلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من نسائه، وكانت انفكت رجله، فأقام في مشربة تسعا وعشرين ليلة، ثم نزل، فقالوا: يا رسول الله، آليت شهرا؟. فقال: (إن الشهر يكون تسعا وعشرين). ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=658330#_ftn4))
[ ر:371]
([1]) مغرب الأحد 20/ 7 / 1414هـ
([2]) هذا الحديث يبين أن قوله (إني صائم) لا حرج فيه ولا يكون من الرياء وفيه تنبيه للشاتم على أنه ينبغي له عدم التلفظ بهذا الكلام وهذا عام في الفرض والنفل.
([3]) فجر الاثنين 10/ 10 / 1412 هـ
([4]) العمدة في الصيام على الرؤية وإكمال عدة شعبان ثلاثين ونقل شيخ الإسلام إجماع العلماء على عدم اعتمادهم على الحساب في إثبات الشهر فلا يجوز معارضة الرؤية بأقوال الحسابين.
- رؤية كل بلد بحسبه لأختلاف المطالع على قول بعض أهل العلم وإن كان الأولى أنه إذا ظهر في بلد يثبت على الجميع ولكن القول الأول يعمل به خشية اختلاف الناس ولحديث ابن عباس في صحيح مسلم فالأصل أن الرؤية واحدة لكل البلاد ولكن إذا لم يتيسر فيعمل كل بلد برؤيتهم.
- صيام يوم الشك لا يجوز.
- قال الحافظ في الفتح (فتعددت الاراء في هذه المسألة بالنسبة إلى خصوص النظر في الحساب والمنازل أحدهما الجواز ولا يجزي عن الفرض ثانيها يجوز ويجزئ ثالثها يجوز للحاسب ويجزئه لا للمنجم رابعها يجوز لهما ولغيرهما تقليد الحاسب دون المنجم خامسها يجوز لهما ولغيرهما مطلقا) قال الشيخ ابن باز معلقاً (كل هذه الأقوال باطلة لمصادمتها النصوص والإجماع والمعول عليه هو الصيام على الرؤية).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/19)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[23 - 08 - 07, 12:43 م]ـ
12 - باب: شهرا عيد لا ينقصان. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=658331#_ftn1))
قال أبو عبد الله: قال إسحق: وإن كان ناقصا فهو تمام. وقال محمد: لا يجتمعان كلاهما ناقص.
1813 - حدثنا مسدد: حدثنا معتمر قال: سمعت إسحق، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. وحدثني مسدد: حدثنا معتمر، عن خالد الحذاء قال: أخبرني عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (شهران لا ينقصان، شهرا عيد: رمضان وذو الحجة). ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=658331#_ftn2))
13 - باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا نكتب ولا نحسب).
1814 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا الأسود بن قيس: حدثنا سعيد بن عمرو: أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما،
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: (إنا أمة أمية، لا نكتب ولا نحسب، الشهر هكذا وهكذا). يعني مرة تسعة وعشرين، ومرة ثلاثين. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=658331#_ftn3))
[ ر:1801]
14 - باب: لا يتقدمن رمضان بصوم يوم ولا يومين.
1815 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا هشام: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يتقدمن أحدكم رمضان بصوم يوم أو يومين، إلا أن يكون رجل كان يصوم صومه، فليصم ذلك اليوم). ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=658331#_ftn4))
15 - باب: قول الله جل ذكره: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم هن لباس لكم وأنتم لباس لهن علم الله أنكم كنتم تختانون أنفسكم فتاب عليكم وعفا عنكم فالآن باشروهن وابتغوا ما كتب الله لكم} /البقرة: 187/.
1816 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن إسرائيل، عن أبي إسحق، عن البراء رضي الله عنه قال:
كان أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم إذا كان الرجل صائما، فحضر الإفطار، فنام قبل أن يفطر، لم يأكل ليلته ولا يومه حتى يمسي، وإن قيس بن صرمة الأنصاري كان صائما، فلما حضر الإفطار أتى امرأته فقال لها: أعندك طعام؟. قالت: لا، ولكن أنطلق فأطلب لك، وكان يومه يعمل، فغلبته عيناه، فجاءته امرأته، فلما رأته قالت: خيبة لك، فلما انتصف النهار غشي عليه، فذكر ذلك للنبي صلى الله عليه وسلم فنزلت هذه الآية: {أحل لكم ليلة الصيام الرفث إلى نسائكم}. ففرحوا بها فرحا شديدا، ونزلت: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}.
[4238]
([1]) مغرب الأحد 5/ 8 / 1414هـ
([2]) قيل لا ينقصان فضلاً وإن نقصا عدداً وقيل إذا تم هذا نقص هذا وبالعكس فيتما جميعاً أو ينقص أحدهما ولا ينقصان جميعاً والأقرب لا ينقصان في الفضل أو لا يجتمعان ناقصين كما قال البخاري.
- إن كان عليه قضاء شهر وكان صيام الناس (29) يوماً صام (29) يوماً وصيام شهرين متتابعين إن أفطر لعذر كأيام العيدين وأيام التشريق والسفر والمرض فإنه يكمل من حين زوال العذر.
([3]) الغالب في هذه الأمة أنها أمية وإن تعلم فيها كثير.
([4]) ليس لأحد أن يصوم قبله بيوم أو يومين لأن هذا من الزيادة فيه أما إذا صام أكثر الشهر بداً من أول الشهر أو قبل المنتصف فإنه يصوم، فإذا انتصف الشهر فلا يصوم لحديث (إذا انتصف شعبان فلا تصوموا) عند أحمد والأربعة وسنده جيد، أما الاثنين والخميس فلا تدخل في النهي لأنها عامة في شعبان وغيره.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[23 - 08 - 07, 12:45 م]ـ
16 - باب: قول الله تعالى: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر ثم أتموا الصيام إلى الليل} /البقرة: 187/. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=658799#_ftn1))
فيه البراء عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[ر:1816]
1817 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا هشيم قال: أخبرني حصين بن عبد الرحمن، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/20)
لما نزلت: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}. عمدت إلى عقال أسود وإلى عقال أبيض، فجعلتهما تحت وسادتي، فجعلت أنظر في الليل فلا يستبين لي، فغدوت على رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكرت له ذلك، فقال: (إنما ذلك سواد الليل وبياض النهار).
[4239، 4240]
1818 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد (ح). حدثني سعيد بن أبي مريم: حدثنا أبو غسان، محمد بن مطرف، قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال:
أنزلت: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود} ولم ينزل {من الفجر} فكان رجال إذا أرادوا الصوم ربط أحدهم في رجله الخيط الأبيض والخيط الأسود، ولم يزل يأكل حتى يتبين له رؤيتهما، فأنزل الله بعد: {من الفجر} فعلموا أنه إنما يعني الليل والنهار.
[4241]
17 - باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا يمنعنكم من سحوركم أذان بلال).
[ر:596]
1819 - حدثنا عبيد الله بن إسماعيل، عن أبي أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر والقاسم بن محمد، عن عائشة رضي الله عنها:
أن بلالا كان يؤذن بليل، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (كلوا واشربوا حتى يؤذن ابن أم مكتوم، فإنه لا يؤذن حتى يطلع الفجر).
قال القاسم: ولم يكن بين أذانهما إلا أن يرقى ذا وينزل ذا. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=658799#_ftn2))
[ ر:597]
18 - باب: تأخير السحور. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=658799#_ftn3))
1820 - حدثنا محمد بن عبيد الله: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد رضي الله عنه قال:
كنت أتسحر في أهلي، ثم تكون سرعتي أن أدرك السجود مع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[ر:552]
19 - باب: قدر كم بين السحور وصلاة الفجر.
1821 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا هشام: حدثنا قتادة، عن أنس، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال:
تسحرنا مع النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قام إلى الصلاة، قلت: كم كان بين الأذان والسحور؟. قال: قدر خمسين آية.
[ر:550]
([1]) مغرب الأحد 15/ 10 / 1414هـ
([2]) يعني أن المدة بينهما قصيرة.
- قال ابن حجر في الفتح (وروى بن أبي شيبة وعبد الرزاق ذلك عن حذيفة من طرق صحيحة وروى سعيد بن منصور وابن أبي شيبة وابن المنذر من طرق عن أبي بكر أنه أمر بغلق الباب حتى لا يرى الفجر وروى بن المنذر بإسناد صحيح عن على أنه صلى الصبح ثم قال الآن حين تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود) قال الشيخ معلقاً (هذه الآثار عن أبي بكر وعلي رضي الله عنهم تحتاج إلى تأمل ونظر وجمع طرق فالمسلم مأمور بتبين الفجر.
([3]) في نسخة القاريء (الشيخ عبد العزيز بن ابراهيم القاسم أو الشيخ عبد العزيز بن عبد الرحمن الراجحي) باب تعجيل السحور ولذا كان شرح ابن حجر عليها فقال (قوله باب تعجيل السحور أي الإسراع بالأكل إشارة إلى أن السحور كان يقع قرب طلوع الفجر) وفي نسخة العيني باب تأخير السحور فقال الشيخ رحمه الله (وهو أقرب)
ـ[أبو عبدالعزيز الشثري]ــــــــ[24 - 08 - 07, 01:07 ص]ـ
أسأل الله العلي العظيم أن يبارك فيك وفيما تقدم من علم نافع ..
كما أسأله سبحانه أن يدخلك برحمته في عباده الصالحين ...
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[25 - 08 - 07, 11:40 ص]ـ
الأخ الكريم أبو عبد العزيز الشثري: جزاك الله خيراً على مرورك ودعواتك الصادقة.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[25 - 08 - 07, 11:42 ص]ـ
20 - باب: بركة السحور من غير إيجاب. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=660104#_ftn1))
لأن النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه واصلوا ولم يذكروا السحور.
1822 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا جويرية، عن نافع، عن عبد الله رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم واصل فواصل الناس، فشق عليهم، فنهاهم، قالوا: إنك تواصل، قال: (لست كهيئتكم، إني أظل أطعم وأسقى). ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=660104#_ftn2))
[1861]
1823 - حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا شعبة: حدثنا عبد العزيز بن صهيب قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/21)
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (تسحروا، فإن في السحور بركة).
21 - باب: إذا نوى بالنهار صوما. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=660104#_ftn3))
وقالت أم الدرداء: كان أبو الدرداء يقول: عندكم طعام؟ فإن قلنا: لا، قال: فإني صائم يومي هذا. وفعله أبو طلحة، وأبو هريرة، وابن عباس وحذيفة رضي الله عنهم.
1824 - حدثنا أبو عاصم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه:
أن النبي صلى الله عليه وسلم بعث رجلا ينادي في الناس يوم عاشوراء: (إن من أكل فليتم، أو فليصم، ومن لم يأكل فلا يأكل). ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=660104#_ftn4))
[1903، 6837]
22 - باب: الصائم يصبح جنبا.
1825 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن سمي، مولى أبي بكر بن عبد الرحمن ابن الحارث بن هشام بن المغيرة: أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن قال: كنت أنا وأبي حين دخلنا على عائشة وأم سلمة (ح). حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني أبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام: أن أباه عبد الرحمن أخبر مروان: أن عائشة وأم سلمة أخبرتاه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يدركه الفجر، وهو جنب من أهله، ثم يغتسل ويصوم.
وقال مروان لعبد الرحمن بن الحارث: أقسم بالله لتقرعن بها أبا هريرة، ومروان يومئذ على المدينة، فقال أبو بكر: فكره ذلك عبد الرحمن، ثم قدر لنا أن نجتمع بذي الحليفة، وكانت لأبي هريرة هنالك أرض، فقال عبد الرحمن لأبي هريرة: إني ذاكر لك أمرا، ولولا مروان أقسم علي فيه لم أذكره لك، فذكر قول عائشة وأم سلمة، فقال: كذلك حدثني الفضل بن عباس، وهو أعلم.
وقال همام وابن عبد الله بن عمر، عن أبي هريرة: كان النبي صلى الله عليه وسلم يأمر بالفطر، والأول أسند. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=660104#_ftn5))
[1829، 1830]
([1]) فجر الأحد 16/ 10 / 1412هـ
([2]) الأفضل للصائم عدم الوصال والفطر عند الغروب والوصال مكروه لأن النبي صلى الله عليه وسلم أرشدهم إلى تركه والوصال إلى الفجر لا بأس به فإذا أكل عند السحر زالت الكراهة.
- صيام التطوع يكون أجره من الوقت الذي نوى فيه الصيام سواء نوى من الضحى أو من بعد الزوال أو من الليل.
([3]) مغرب الأحد 22/ 10 / 1414هـ
([4]) هذا الباب فيه جواز نية الصيام من أثناء النهار إذا لم يكن قد أكل شيئاً قبل ذلك، والصائم المتطوع له أن يفطر وإن أتم فهو أفضل والأجر يكون من نيته.
- حديث النهي عن صيام يوم السبت ضعيف، ومن صام اليوم السابع والعشرين من رجب يؤمر بالإفطار لأنه بدعة.
([5]) الصواب أنه لا حرج على الصائم أن يصبح جنباً وهكذا الحائض والنفساء إذا طهرتا من الليل واشتغلتا بالسحور وأدركهما الفجر وهما لم يغتسلا فلا حرج عليهما بالصيام ثم الاغتسال وأبو هريرة كان يفتى بأن من أصبح جنباً فإنه يفطر ولعل هذا كان أولاً ثم نسخ بما قالتاه عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[25 - 08 - 07, 11:44 ص]ـ
23 - باب: المباشرة للصائم. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=660105#_ftn1))
وقالت عائشة رضي الله عنها: يحرم عليه فرجها.
1826 - حدثنا سليمان بن حرب قال: عن شعبة، عن الحكم، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يقبل ويباشر وهو صائم، وكان أملككم لإربه.
وقال: قال ابن عباس: {مآرب} حاجات. قال طاوس: {غير أولي الإربة} الأحمق لا حاجة له في النساء. وقال جابر بن زيد: إن نظر فأمنى يتم صومه. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=660105#_ftn2))
[1827]
24 - باب: القبلة للصائم.
1827 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى، عن هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم (ح). وحدثنا عبد الله ابن مسلمة، عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليقبل بعض أزواجه وهو صائم، ثم ضحكت.
[ر:1826]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/22)
1828 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن هشام بن أبي عبد الله: حدثنا يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن زينب بنت أم سلمة، عن أمها رضي الله عنهما قالت:
بينما أنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الخميلة، إذ حضت، فانسللت، فأخذت ثياب حيضتي، فقال: (ما لك أنفست). قلت: نعم، فدخلت معه في الخميلة، وكانت هي ورسول الله صلى الله عليه وسلم يغتسلان من إناء واحد، وكان يقبلها وهو صائم. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=660105#_ftn3))
[ ر:294]
25 - باب: اغتسال الصائم. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=660105#_ftn4))
وبل ابن عمر رضي الله عنهما ثوبا فألقاه عليه وهو صائم. ودخل الشعبي الحمام وهو صائم. وقال ابن عباس: لا بأس أن يتطعم القدر أو الشيء. وقال الحسن: لا بأس بالمضمضة والتبرد للصائم. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=660105#_ftn5)) وقال ابن مسعود: إذا كان صوم أحدكم فليصبح دهينا مترجلا. وقال أنس: إن لي أبزن أتقحم فيه وأنا صائم، ويذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استاك وهو صائم. وقال ابن عمر: يستاك أول النهار وآخره، ولا يبلع ريقه. وقال عطاء: إن ازدرد ريقه لا أقول يفطر. وقال ابن سيرين: لا بأس بالسواك الرطب، قيل: له طعم، قال: والماء له طعم، وأنت تمضمض به ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=660105#_ftn6)). ولم ير أنس والحسن وإبراهيم بالكحل للصائم بأسا. ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=660105#_ftn7))
1829 - حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا ابن وهب: حدثنا يونس، عن ابن شهاب، عن عروة وأبي بكر: قالت عائشة رضي الله عنها:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر جنبا في رمضان من غير حلم، فيغتسل ويصوم.
[ر:1825]
1830 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن سمي مولى أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام بن المغيرة: أنه سمع أبا بكر بن عبد الرحمن:
كنت أنا وأبي، فذهبت معه حتى دخلنا على عائشة رضي الله عنها، قالت أشهد على رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه كان ليصبح جنبا، من جماع غير احتلام، ثم يصومه. ثم دخلنا على أم سلمة فقالت مثل ذلك.
[ر:1825]
([1]) فجر الاثنين 17/ 10 / 1412هـ
([2]) هذا رأي له والجمهور على أن من قبّل أو كرر النظر فإنه يمسك سائر اليوم ويقضي، أما إذا أمذى بعد التقبيل أو تكرار النظر فلا يفطر على الصحيح لأنه مما تعم به البلوى، وإن رأى من نفسه عدم الصبر وأنه سريع الإمناء فإنه لا يباشر.
([3]) القبلة والمباشرة للصائم لا بأس بها في رمضان وغيره فإن أمذى يتم صومه وإن أمنى أمسك وقضى صيام يومه.
([4]) مغرب الأحد 6/ 11 / 1414هـ
([5]) وهذا كله لا بأس به للصائم
([6]) بلع الريق من السواك الرطب من غير قصد لا حرج فيه، واستعمال المعجون لا بأس به لكن يحذر فلا يبتلع منه شيئاً وبخاخ الربو لا بأس به عند الضرورة ولكنه يجتنبه عند عدم الضرورة.
([7]) ترك الكحل من باب الاحتياط وخروجاً من الخلاف أفضل وإن اكتحل نهاراً فلا حرج ولا بأس وإن وجد طعمه في حلقه لأنه ليس من الطعام والشراب و جنسهما والعين ليست منفذاً لكن إن تركه في النهار فهو أفضل وأولى. أما القطرة في الأنف فلا تستعمل لأنه منفذ مثلها مثل الاستنشاق والعلك لا يفطر إلا إذا بلع ريقه، والإبر لا حرج فيها إلا الإبر المغذية.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[26 - 08 - 07, 11:10 م]ـ
26 - باب: الصائم إذا أكل أو شرب ناسيا. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=660107#_ftn1))
وقال عطاء: إن استنثر فدخل الماء في حلقه لا بأس إن لم يملك. وقال الحسن: إن دخل حلقه الذباب فلا شيء عليه. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=660107#_ftn2)) وقال الحسن ومجاهد: إن جامع ناسيا فلا شيء عليه.
1831 - حدثنا عبدان: أخبرنا يزيد بن زريع: حدثنا هشام: حدثنا ابن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا نسي فأكل وشرب فليتم صومه، فإنما أطعمه الله وسقاه).
[6292]
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/23)
27 - باب: السواك الرطب واليابس للصائم.
ويذكر عن عامر بن ربيعة قال: رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يستاك وهو صائم، ما لا أحصي أو أعد. وقال أبو هريرة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (لولا أن أشق على أمتي لأمرتهم بالسواك عند كل وضوء). ويروى نحوه عن جابر وزيد بن خالد، عن النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يخص الصائم من غيره. وقالت عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (مطهرة للفم مرضاة للرب). ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=660107#_ftn3)) وقال عطاء وقتادة: يبتلع ريقه.
1832 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر قال: حدثني الزهري، عن عطاء بن يزيد، عن حمران:
رأيت عثمان رضي الله عنه توضأ، فأفرغ على يديه ثلاثا، ثم تمضمض واستنثر، ثم غسل وجهه ثلاثا، ثم غسل يده اليمنى إلى المرفق ثلاثا، ثم غسل يده اليسرى إلى المرفق ثلاثا، ثم مسح برأسه، ثم غسل رجله اليمنى ثلاثا، ثم اليسرى ثلاثا، ثم قال: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم توضأ نحو وضوئي هذا، ثم قال: (من توضأ وضوئي هذا، ثم يصلي ركعتين لا يحدث نفسه فيهما بشيء إلا غفر له ما تقدم من ذنبه).
[ر:158]
28 - باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم: (إذا توضأ فليستنشق بمنخره الماء). ولم يميز بين الصائم وغيره.
وقال الحسن: لا بأس بالسعوط للصائم إن لم يصل إلى حلقه، ويكتحل. وقال عطاء: إن تمضمض ثم أفرغ ما في فيه من الماء لا يضيره إن لم يزدرد ريقه وماذا بقي في فيه، ولا يمضغ العلك، فإن ازدرد ريق العلك لا أقول إنه يفطر، ولكن ينهى عنه، فإن استنثر فدخل الماء حلقه لا بأس، لم يملك.
29 - باب: إذا جامع في رمضان.
ويذكر عن أبي هريرة رفعه: (من أفطر يوما من رمضان، من غير عذر ولا مرض، لم يقضه صيام الدهر وإن صامه). وبه قال ابن مسعود. وقال سعيد بن المسيب والشعبي وابن جبير وإبراهيم وقتادة وحماد: يقضي يوما مكانه. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=660107#_ftn4))
1833 - حدثنا عبد الله بن منير: سمع يزيد بن هارون: حدثنا يحيى، هو ابن سعيد: أن عبد الرحمن بن القاسم أخبره، عن محمد بن جعفر عن الزبير بن العوام بن خويلد، عن عباد بن عبد الله بن الزبير أخبره: أنه سمع عائشة رضي الله عنها تقول:
إن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إنه احترق. قال: (مالك). قال: أصبت أهلي في رمضان. فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بمكتل يدعى العرق، فقال: (أين المحترق). قال: أنا، قال: (تصدق بهذا).
[6436]
([1]) مغرب الأحد 4/ 5 / 1415 هـ
([2]) إذا دخل شيء حلقه من غير تعمد فلا حرج عليه.
([3]) وصله النسائي بسند صحيح، السواك الذي فيه نعناع وليمون اجتنابه أولى فإذا لم يبتلع ما فيه فلا بأس به.
([4]) هذا هو الصواب أنه يلزمه القضاء مع التوبة وحديث (من أفطر يوما من رمضان، من غير عذر ولا مرض، لم يقضه صيام الدهر وإن صامه) ضعيف. وكفارة الجماع تسقط بالعجز بخلاف كفارة الظهار فلا تسقط والمرأة تقضي كذلك إلا إذا قاومت ولم تستطع فلا قضاء عليها.
- المرأة لا تستأذن في صوم القضاء فإذا استأذنت من باب تطييب خاطره فلا بأس.
- صيام رمضان كل يوم له نية مستقلة.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[26 - 08 - 07, 11:18 م]ـ
30 - باب: إذا جامع في رمضان، ولم يكن له شيء، فتصدق عليه فليكفر. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661234#_ftn1))
1834 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال:
بينما نحن جلوس عند النبي صلى الله عليه وسلم، إذ جاءه رجل فقال: يا رسول الله، هلكت. قال: (مالك). قال: وقعت على امرأتي وأنا صائم، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هل تجد رقبة تعتقها). قال: لا. قال: (فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين). قال: لا. فقال: (فهل تجد إطعام ستين مسكينا). قال: لا. قال: فمكث النبي صلى الله عليه وسلم. فبينا نحن على ذلك أتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر، والعرق المكتل، قال: (أين السائل). فقال: أنا. قال: (خذ هذا فتصدق به). فقال الرجل: أعلى أفقر مني يا رسول الله؟. فوالله ما بين لابتيها، يريد الحرتين، أهل بيت أفقر من أهل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/24)
بيتي. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه ثم قال: (أطعمه أهلك). ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661234#_ftn2))
[1835، 2460، 5053، 5737، 5812، 6331، 6333، 6435]
31 - باب: المجامع في رمضان، هل يطعم أهله من الكفارة إذا كانوا محاويج.
1835 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن الزهري، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: إن الآخر وقع على امرأته في رمضان. فقال: (أتجد ما تحرر رقبة). قال: لا. قال: (فتستطيع أن تصوم شهرين متتابعين). قال: لا. قال: (أفتجد ما تطعم به ستين مسكينا). قال: لا. قال: فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر، وهو الزبيل، قال: (أطعم هذا عنك). قال: على أحوج منا، ما بين لابتيها أهل بيت أحوج منا. قال: (فأطعمه أهلك).
[ر:1834]
32 - باب: الحجامة والقيئ للصائم.
وقال لي يحيى بن صالح: حدثنا معاوية بن سلام: حدثنا يحيى، عن عمر بن الحكم بن ثوبان: سمع أبا هريرة رضي الله عنه: إذا قاء فلا يفطر، إنما يخرج ولا يولج. ويذكر عن أبي هريرة أنه يفطر، والأول أصح. وقال ابن عباس وعكرمة: الصوم مما دخل وليس مما خرج. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661234#_ftn3))
وكان ابن عمر رضي الله عنهما يحتجم وهو صائم، ثم تركه، فكان يحتجم بالليل. واحتجم أبو موسى ليلا. ويذكر عن سعد وزيد بن أرقم وأم سلمة: احتجموا صياما. وقال بكير عن أم علقمة: كنا نحتجم عند عائشة فلا تنهى.
ويروى عن الحسن عن غير واحد مرفوعا: فقال: (أفطر الحاجم والمحجوم). وقال لي عياش: حدثنا عبد الأعلى: حدثنا يونس، عن الحسن: مثله. قيل له: عن النبي صلى الله عليه وسلم؟. قال: نعم، ثم قال: الله أعلم.
1836/ 1837 - حدثنا معلى بن أسد: حدثنا وهيب، عن أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم، واحتجم وهو صائم. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661234#_ftn4))
(1837) - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
احتجم النبي صلى الله عليه وسلم وهو صائم.
[ر:1738]
1838 - حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا شعبة قال:
سمعت ثابتا البناني يسأل أنس بن مالك رضي الله عنه: أكنتم تكرهون الحجامة للصائم؟. قال: لا، إلا من أجل الضعف. وزاد شبابة: حدثنا شعبة: على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661234#_ftn5))
([1]) مغرب الأحد 11/ 5 / 1415 هـ
([2]) استدل بهذا على أن كفارة الجماع تسقط عند العجز بخلاف كفارة الظهار والقتل فلا تسقط بالعجز بل تبقى في ذمته، وإذا جامع فكل يوم له كفارة.
([3]) هذا هو الأصل فمن غلبه القيء فلا يفطر إما إذا استقى وطلب القيء باختياره أفطر.
([4]) وهذا كما يقول ابن القيم كان قبل النهي أو كان في السفر أو احتجم في الليل فالصواب أنه يفطر الحاجم والمحجوم.
([5]) الجمهور على أن الحجامة لا تفطر والصواب أنه تفطر، وقد كان الحاجم والمحجوم لا يفطران أولاً ثم نسخ إلى أنه يفطران بالحجامة.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[26 - 08 - 07, 11:20 م]ـ
33 - باب: الصوم في السفر والإفطار. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661241#_ftn1))
1839 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن أبي إسحق الشيباني: سمع ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فقال لرجل: (انزل فاجدح لي). قال: يا رسول الله، الشمس؟. قال: (انزل فاجدح لي). قال: يا رسول الله الشمس؟. قال: (انزل فاجدح لي). فنزل فجدح له فشرب، ثم رمى بيده ها هنا، ثم قال: (إذا رأيتم الليل أقبل من ها هنا فقد أفطر الصائم).
تابعه جرير وأبو بكر بن عياش، عن الشيباني، عن ابن أبي أوفى قال: كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر.
[1854، 1855، 1857، 4991]
1840/ 1841 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن هشام قال: حدثني أبي، عن عائشة: أن حمزة بن عمرو الأسلمي قال:
يا رسول الله، إني أسرد الصوم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/25)
(1841) - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم:
أن حمزة بن عمرو الأسلمي، قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أأصوم في السفر؟. وكان كثير الصيام، فقال: (إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر). ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661241#_ftn2))
34 - باب: إذا صام أيام من رمضان ثم سافر.
1842 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج إلى مكة في رمضان فصام، حتى إذا بلغ الكديد أفطر فأفطر الناس.
قال أبو عبد الله: والكديد ماء بين عسفان وقديد.
[1846، 2794، 4026، 4029]
1843 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا يحيى بن حمزة، عن عبد الرحمن بن يزيد بن جابر: أن إسماعيل بن عبيد الله حدثه عن أم الدرداء، عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال:
خرجنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في يوم حار، حتى يضع الرجل يده على رأسه من شدة الحر، وما فينا صائم إلا ما كان من النبي صلى الله عليه وسلم وابن رواحة. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661241#_ftn3))
35 - باب: قول النبي صلى الله عليه وسلم لمن ظلل عليه واشتد الحر: (ليس من البر الصوم في السفر).
1844 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا محمد بن عبد الرحمن الأنصاري قال: سمعت محمد بن عمرو بن الحسن بن علي، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهم قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر، فرأى زحاما ورجلا قد ظلل عليه، فقال: (ما هذا). فقالوا: صائم، فقال: (ليس من البر الصوم في السفر).
36 - باب: لم يعب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم بعضهم بعضا في الصوم والإفطار.
1845 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن حميد الطويل، عن أنس بن مالك قال:
كنا نسافر مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلم يعب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم.
37 - باب: من أفطر في السفر ليراه الناس.
1846 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
خرج رسول الله صلى الله عليه وسلم من المدينة إلى مكة، فصام حتى بلغ عسفان، ثم دعا بماء، فرفعه إلى يديه ليريه الناس، فأفطر حتى قدم مكة، وذلك في رمضان. فكان ابن عباس يقول: قد صام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفطر، فمن شاء صام ومن شاء أفطر.
[ر:1842]
([1]) مغرب الأحد 18/ 5 / 1415هـ
([2]) المسافر بالخيار والأمر فيه واسع ولكن ترك الصيام أفضل فإن اشتد عليه الأمر فيتأكد في حقه الإفطار.
([3]) فيه تنبيه على جواز الصيام في السفر.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[27 - 08 - 07, 06:30 م]ـ
38 - باب: {وعلى الذين يطيقونه فدية} /البقرة: 184/. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661242#_ftn1))
قال ابن عمر وسلمة بن الأكوع: نسختها: {شهر رمضان الذي أنزل فيه القرآن هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان فمن شهد منكم الشهر فليصمه ومن كان مريضا أو على سفر فعدة من أيام أخر يريد الله بكم اليسر ولا يريد بكم العسر ولتكملوا العدة ولتكبروا الله على ما هداكم ولعلكم تشكرون}. /البقرة: 185/.
1847 - وقال ابن نمير: حدثنا الأعمش: حدثنا عمرو بن مرة: حدثنا ابن أبي ليلى: حدثنا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم:
نزل رمضان، فشق عليهم، فكان من أطعم كل يوم مسكينا ترك الصوم ممن يطيقه، ورخص لهم في ذلك، فنسختها: {وأن تصوموا خير لكم}. فأمروا بالصوم.
1848 - حدثنا عياش: حدثنا عبد الأعلى: حدثنا عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
قرأ: {فدية طعام مسكين}. قال: هي منسوخة. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661242#_ftn2))
[4236]
39 - باب: متى يقضى قضاء رمضان.
وقال ابن عباس: لا بأس أن يفرق، لقول الله تعالى: {فعدة من أيام أخر}. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661242#_ftn3))
وقال سعيد بن المسيب: في صوم العشر: لا يصلح حتى يبدأ برمضان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/26)
وقال إبراهيم: إذا فرط حتى جاء رمضان آخر يصومهما، ولم ير عليه طعاما.
ويذكر عن أبي هريرة مرسلا وابن عباس: أنه يطعم. ولم يذكر الله الإطعام، إنما قال: {فعدة من أيام أخر}.
1849 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا يحيى، عن أبي سلمة قال: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول:
كان يكون علي الصوم من رمضان، فما أستطيع أن أقضي إلا في شعبان.
قال يحيى: الشغل من النبي، أو بالنبي صلى الله عليه وسلم.
40 - باب: الحائض تترك الصوم والصلاة.
وقال أبو الزناد: إن السنن ووجوه الحق لتأتي كثيرا على خلاف الرأي، فما يجد المسلمون بدا من اتباعها، من ذلك أن الحائض تقضي الصيام ولا تقضي الصلاة. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661242#_ftn4))
1850 - حدثنا ابن أبي مريم: حدثنا محمد بن جعفر قال: حدثني زيد، عن عياض، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (أليس إذا حاضت لم تصل ولم تصم، فذلك نقصان دينها).
[ر:298]
41 - باب: من مات وعليه صوم.
وقال الحسن: إن صام عنه ثلاثون رجلا يوما واحدا جاز.
1851 - حدثنا محمد بن خالد: حدثنا محمد بن موسى بن أعين: حدثنا أبي، عن عمرو بن الحارث، عن عبيد الله بن أبي جعفر: أن محمد بن جعفر حدثه عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من مات وعليه صيام صام عنه وليه).
تابعه ابن وهب، عن عمرو. ورواه يحيى بن أيوب، عن ابن أبي جعفر.
1852 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم: حدثنا معاوية بن عمرو: حدثنا زائدة، عن الأعمش، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله، إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، أفأقضيه عنها؟. قال: (نعم، قال: فدين الله أحق أن يقضى).
قال سليمان: فقال الحكم وسلمة، ونحن جميعا جلوس حين حدث مسلم بهذا الحديث، قالا: سمعنا مجاهدا يذكر هذا عن ابن عباس.
ويذكر عن أبي خالد: حدثنا الأعمش، عن الحكم ومسلم البطين وسلمة بن كهيل، عن سعيد بن جبير وعطاء ومجاهد، عن ابن عباس: قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أختي ماتت.
وقال يحيى وأبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن مسلم، عن سعيد، عن ابن عباس: قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي ماتت.
وقال عبيد الله، عن زيد بن أبي أنيسة، عن الحكم، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم: إن أمي ماتت وعليها صوم نذر.
وقال أبو جرير: حدثنا عكرمة، عن ابن عباس: قالت امرأة للنبي صلى الله عليه وسلم: ماتت أمي وعليها صوم خمسة عشر يوما. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661242#_ftn5))
([1]) مغرب الأحد 25/ 5 / 1415 هـ
([2]) منسوخة بقوله تعالى (فمن شهد منكم الشهر فليصمه) وهي منسوخة في حق القادر أما العاجز فإنها غير منسوخة فله الإطعام.
([3]) ولم يذكر التتابع فدل على أن له صيامها متفرقة وأنها على التراخي.
([4]) السنن لا تخالف الرأي الصحيح ولكنها تأتي على خلاف أراء الناس والحائض إذا طهرت قبل المغرب تصلي الظهر والعصر وإذا طهرت قبل الفجر تصلي المغرب والعشاء هكذا أفتى جماعة من الصحابة.
([5]) هذا هو السنة أن يصوم الولي عن ميته إذا فرط الميت في القضاء وتساهل، وإذا صام عنه جماعة جاز لإطلاق الحديث (صام عنه وليه) لأنه لا يجب فيه التتابع وأما في الكفارات فلا يجزئ لأنه يجب فيه التتابع والأمر للسنية لقوله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى) ومن خصه بالنذر فليس بصواب فقد جاء في مسند أحمد عن ابن عباس قال (يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم رمضان أفصوم عنها؟ قال: نعم) واسناده جيد وفي حديث ابن عباس هنا قال (صوم شهر) ولم يبين فدل على العموم لأن النبي صلى الله عليه وسلم ترك الاستفصال وترك الاستفصال يدل على العموم.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 02:27 م]ـ
42 - باب: متى يحل فطر الصائم. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661806#_ftn1))
وأفطر أبو سعيد الخدري حين غاب قرص الشمس.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/27)
1853 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا هشام بن عروة قال: سمعت أبي يقول: سمعت عاصم بن عمر بن الخطاب، عن أبيه رضي الله عنه قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا أقبل الليل من ها هنا، وأدبر النهار من ها هنا، وغربت الشمس، فقد أفطر الصائم). ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661806#_ftn2))
1854 - حدثنا إسحق الواسطي: حدثنا خالد، عن الشيباني، عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال:
كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر وهو صائم، فلما غربت الشمس، قال لبعض القوم: (يا فلان قم فاجدح لنا). فقال: يا رسول الله لو أمسيت؟. قال: (انزل فاجدح لنا). قال: يا رسول الله فلو أمسيت؟. قال: (انزل فاجدح لنا). قال: إن عليك نهارا، قال: (انزل فاجدح لنا). فنزل فجدح لهم، فشرب النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال: (إذا رأيتم الليل قد أقبل من ها هنا، فقد أفطر الصائم).
[ر:1839]
43 - باب: يفطر بما تيسر عليه، بالماء وغيره.
1855 - حدثنا مسدد: حدثنا عبد الواحد: حدثنا الشيباني قال: سمعت عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال:
سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم، فلما غربت الشمس قال: (انزل فاجدح لنا). قال: يا رسول الله، لو أمسيت؟. قال: (انزل فاجدح لنا). قال: يا رسول الله، إن عليك نهارا، قال: (انزل فاجدح لنا). فنزل فجدح، ثم قال: (إذا رأيتم الليل أقبل من ها هنا، فقد أفطر الصائم). وأشار بإصبعه قبل المشرق. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661806#_ftn3))
[ ر:1839]
44 - باب: تعجيل الإفطار. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661806#_ftn4))
1856 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر).
1857 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو بكر، عن سليمان، عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه قال:
كنت مع النبي صلى الله عليه وسلم في سفر، فصام حتى أمسى، قال لرجل: (انزل فاجدح لنا). قال: لو انتظرت حتى تمسي، قال: (انزل فاجدح لي، إذا رأيت الليل قد أقبل ها هنا، فقد أفطر الصائم).
[ر:1839]
45 - باب: إذا أفطر في رمضان ثم طلعت الشمس.
1858 - حدثني عبد الله بن أبي شيبة: حدثنا أبو أسامة، عن هشام بن عروة، عن فاطمة، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت:
أفطرنا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم يوم غيم، ثم طلعت الشمس. قيل لهشام: فأمروا بالقضاء؟. قال: لا بد من قضاء. وقال معمر: سمعت هشاما: لا أدري أقضوا أم لا. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661806#_ftn5))
46 - باب: صوم الصبيان.
وقال عمر رضي الله عنه لنشوان في رمضان: ويلك، وصبياننا صيام، فضربه. ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661806#_ftn6))
1859 - حدثنا مسدد: حدثنا بشر بن المفضل: حدثنا خالد بن ذكوان، عن الربيع بنت معوذ قالت:
أرسل النبي صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار: (من أصبح مفطرا فليتم بقية يومه، ومن أصبح صائما فليصم). ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=661806#_ftn7)) قالت: فكنا نصومه بعد، ونصوم صبياننا، ونجعل لهم اللعبة من العهن، فإذا بكى أحدهم على الطعام أعطيناه ذاك حتى يكون عند الإفطار.
([1]) فجر الاثنين 24/ 10 / 1412 هـ
([2]) السنة تعجيل الفطر فقال صلى الله عليه وسلم (ما تزال أمتي بخير ما عجلوا الفطر) فاجتمع قوله صلى الله عليه وسلم وفعله. والشفق والصفرة التي تكون بعد الغروب لا تضر فإذا حكم بالغروب أفطر الصائم.
([3]) لأن الظلمة تقبل من قِبَل المشرق.
([4]) مغرب الأحد 3/ 6 / 1415 هـ
([5]) الصواب أنه لا بد من القضاء لأنهم فاتهم جزء من النهار الواجب عليهم صيامه ولا يأثمون بالفطر لأنهم مجتهدون كما لو غم عليهم ثم تبين أنه من رمضان قضوا إجماعاً.
([6]) يعنف عليه عمر لجرأته على حرمة الشهر بالسكر فيه.
([7]) وهذا كان في أول الهجرة في السنة الأولى قبل فرض رمضان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/28)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 02:30 م]ـ
47 - باب: الوصال، ومن قال: ليس في الليل صيام. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662388#_ftn1))
لقوله تعالى: {ثم أتموا الصيام إلى الليل}. /البقرة: 187/.
ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عنه رحمة لهم وإبقاء عليهم، وما يكره من التعمق.
1860 - حدثنا مسدد قال: حدثني يحيى، عن شعبة قال: حدثني قتادة، عن أنس رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا تواصلوا). قالوا: إنك تواصل، قال: (لست كأحد منكم، إني أطعم وأسقى، أو: إني أبيت أطعم وأسقى). ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662388#_ftn2))
[6814]
1861 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال، قالوا: إنك تواصل، قال: (إني لست مثلكم، إني أطعم وأسقى).
[ر:1822]
1862 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث: حدثني ابن الهاد، عن عبد الله ابن خباب، عن أبي سعيد رضي الله عنه:
أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تواصلوا، فأيكم إذا أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر). قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله، قال: (إني لست كهيئتكم، إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقين).
[1866]
1863 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة ومحمد قالا: أخبرنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة لهم، فقالوا: إنك تواصل، قال: (إني لست كهيئتكم، إني يطعمني ربي ويسقين).
قال أبو عبد الله: لم يذكر عثمان: رحمة لهم.
48 - باب: التنكيل لمن أكثر الوصال.
رواه أنس، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[ر:6814]
1864/ 1865 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: حدثني أبو سلمة ابن عبد الرحمن: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال في الصوم، فقال له رجل من المسلمين: إنك تواصل يا رسول الله، قال: (وأيكم مثلي، إني أبيت يطعمني ربي ويسقين). فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال، واصل بهم يوما، ثم يوما، ثم رأوا الهلال، فقال: (لو تأخر لزدتكم). كالتنكيل لهم حين أبوا أن ينتهوا.
(1865) - حدثنا يحيى: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همام: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إياكم والوصال). مرتين، قيل: إنك تواصل، قال: (إني أبيت يطعمني ربي ويسقين، فاكلفوا من العمل ما تطيقون). ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662388#_ftn3))
[6459، 6815، 6869]
49 - باب: الوصال إلى السحر.
1866 - حدثنا إبراهيم بن حمزة: حدثني ابن أبي حازم، عن يزيد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (لا تواصلوا، فأيكم أراد أن يواصل فليواصل حتى السحر). قالوا: فإنك تواصل يا رسول الله، قال: (لست كهيئتكم، إني أبيت لي مطعم يطعمني وساق يسقين). ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662388#_ftn4))
[1862]
50 - باب: من أقسم على أخيه ليفطر في التطوع، ولم ير عليه قضاء إذا كان أوفق له. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662388#_ftn5))
1867 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا جعفر بن عون: حدثنا أبو العميس، عن عون بن أبي جحيفة، عن أبيه قال: آخى النبي صلى الله عليه وسلم بين سلمان وأبي الدرداء، فزار سلمان أبا الدرداء، فرأى أم الدرداء متبذلة، فقال لها: ما شأنك؟. قالت: أخوك أبو الدرداء ليس له حاجة في الدنيا. فجاء أبو الدرداء، فصنع له طعاما، فقال: كل، قال: فإني صائم، قال: ما أنا بآكل حتى تأكل، قال: فأكل، فلما كان الليل ذهب أبو الدرداء يقوم، قال: نم، فنام، ثم ذهب يقوم، فقال: نم، فلما كان من آخر الليل، قال سلمان: قم الآن، فصليا، فقال له سلمان: إن لربك عليك حقا، ولنفسك عليك حقا، ولأهلك عليك حقا، فأعط كل ذي حق حقه، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (صدق سلمان).
[5788]
([1]) مغرب الأحد 10/ 6 / 1415 هـ
([2]) من خصائصه صلى الله عليه وسلم أنه يطعم ويسقى والمراد به ما يفتحه الله عليه من موارد الأنس ونفحات القدس والتلذذ بالطاعة، ولا بأس بالوصال إلى السحر ومن واصل الوصال المكروه لا يثاب عليه لكراهته.
([3]) هذه الأحاديث تدل على كراهة الوصال.
([4]) الوصال إلى السحر جائز والأفضل تركه والإفطار أول الليل عملاً وتأدباً بالسنة والنهي عام في الفريضة والنفل.
([5]) المتطوع أمير نفسه والنبي صلى الله عليه وسلم لما دخل على جويرية يوم الجمعة فوجدها صائمة فأمرها بالفطر ولم يأمرها بالقضاء، ويجوز قطع الصلاة لمصلحة شرعية وقطعها لغير المصلحة الشرعية ليس بحرام.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/29)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[28 - 08 - 07, 02:32 م]ـ
51 - باب: صوم شعبان. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662390#_ftn1))
1868 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر، ويفطر حتى نقول لا يصوم، فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان، وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662390#_ftn2))
1869 - حدثنا معاذ بن فضالة: حدثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة: أن عائشة رضي الله عنها حدثته قالت: لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا أكثر من شعبان، فإنه كان يصوم شعبان كله، وكان يقول: (خذوا من العمل ما تطيقون، فإن الله لا يمل حتى تملوا). وأحب الصلاة إلى النبي صلى الله عليه وسلم ما دووم عليه وإن قلت، وكان إذا صلى صلاة داوم عليها. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662390#_ftn3))
[43]
52 - باب: ما يذكر من صوم النبي صلى الله عليه وسلم وإفطاره.
1870 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن سعيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: ما صام النبي صلى الله عليه وسلم شهرا كاملا قط غير رمضان، ويصوم حتى يقول القائل: لا والله لا يفطر، ويفطر حتى يقول القائل: لا والله لا يصوم. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662390#_ftn4))
1871/1872 - حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني محمد بن جعفر، عن حميد: أنه سمع أنسا رضي الله عنه يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفطر من الشهر حتى نظن أن لا يصوم منه، ويصوم حتى نظن أن لا يفطر منه شيئا، وكان لا تشاء تراه من الليل مصليا إلا رأيته، ولا نائما إلا رأيته.
وقال سليمان، عن حميد: أنه سأل أنسا في الصوم.
[1090]
(1872) - حدثني محمد: أخبرنا أبو خالد الأحمر: أخبرنا حميد قال: سألت أنسا رضي الله عنه، عن صيام النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ما كنت أحب أن أراه من الشهر صائما إلا رأيته، ولا مفطرا إلا رأيته، ولا من الليل قائما إلا رأيته، ولا نائما إلا رأيته، ولا مسست خزة ولا حريرة ألين من كف رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا شممت مسكة ولا عبيرة أطيب رائحة من رائحة رسول الله صلى الله عليه وسلم.
[1090]
53 - باب: حق الضيف في الصوم. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662390#_ftn5))
1873 - حدثنا إسحق: أخبرنا هارون بن إسماعيل: حدثنا علي: حدثنا يحيى قال: حدثني أبو سلمة قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم، فذكر الحديث - يعني: (إن لزورك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا). - فقلت: وما صوم داود؟ قال: (نصف الدهر).
[1079]
54 - باب: حق الجسم في الصوم.
1874 - حدثنا ابن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا الأوزاعي قال: حدثني يحيى بن أبي كثير قال: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: حدثني عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: (يا عبد الله، ألم أخبر أنك تصوم النهار وتقوم الليل). فقلت: بلى يا رسول الله، قال: (فلا تفعل، صم وأفطر، وقم ونم، فإن لجسدك عليك حقا، وإن لعينك عليك حقا، وإن لزوجك عليك حقا، وإن لزورك عليك حقا، وإن بحسبك أن تصوم كل شهر ثلاثة أيام، فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها، فإن ذلك صيام الدهر كله). فشددت فشدد علي. قلت: يا رسول الله، إني أجد قوة؟. قال: (فصم صيام نبي الله داود عليه السلام ولا تزد عليه). قلت: وما كان صيام نبي الله داود عليه السلام؟. قال: (نصف الدهر). فكان عبد الله يقول بعدما كبر: يا ليتني قبلت رخصة النبي صلى الله عليه وسلم.
[1079]
55 - باب: صوم الدهر.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/30)
1875 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبد الرحمن: أن عبد الله بن عمرو قال: أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أني أقول: والله لأصومن النهار، ولأقومن الليل ما عشت. فقلت له: قد قلته بأبي أنت وأمي، قال: (فإنك لا تستطيع ذلك، فصم وأفطر، وقم ونم، وصم من الشهر ثلاثة أيام، فإن الحسنة بعشر أمثالها، وذلك مثل صيام الدهر). قلت: إني أطيق أفضل من ذلك، قال: (فصم يوما وأفطر يومين) قلت إني أطيق أفضل من ذلك، قال: (فصم يوما وأفطر يوما فذلك صيام داود عليه السلام، وهو أفضل الصيام). فقلت: إني أطيق أفضل من ذلك، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا أفضل من ذلك).
[1079]
56 - باب: حق الأهل في الصوم. ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662390#_ftn6))
رواه أبو جحيفة، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[1867]
1876 - حدثنا عمرو بن علي: أخبرنا أبو عاصم، عن ابن جريج: سمعت عطاء: أن أبا العباس الشاعر أخبره: أنه سمع عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما: بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أني أسرد الصوم، وأصلي الليل، فإما أرسل إلي وإما لقيته، فقال: (ألم أخبر أنك تصوم ولا تفطر، وتصلي ولا تنام؟ فصم وأفطر، وقم ونم، فإن لعينك عليك حظا، وإن لنفسك وأهلك عليك حظا). قال: إني لأقوى لذلك، قال: (فصم صيام داود عليه السلام). قال: وكيف؟. قال: (كان يصوم يوما ويفطر يوما، ولا يفر إذا لاقى). قال: من لي بهذه يا نبي الله؟ قال عطاء: لا أدري كيف ذكر صيام الأبد، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صام من صام الأبد). مرتين. ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662390#_ftn7))
[1079]
([1]) مغرب الأحد 17/ 6 / 1415 هـ
([2]) فيه أن المرء له الصوم ولو كثر أو يفطر ويسرد الصوم ولو كثر حسب الحاجة والقدرة والفراغ، وكان صلى الله عليه وسلم تارة يصوم شعبان كله وتارة يصوم أكثره.
([3]) فيه حث على الطاعة وملل الله عز وجل يليق به سبحانه وتعالى لا نقص فيه وهكذا المكر والخداع والكيد كما يليق به سبحانه وتعالى لا يشابه المخلوقين فهو ملل بحق كما أن المكر بحق والكيد بحق.
([4]) هذا فيه أن المسلم يتحرى النشاط ولا يكلف نفسه ويكلف من العمل ما لا يطيق
([5]) مغرب الأحد 24/ 6 / 1415 هـ
([6]) فجر الأحد 1/ 11 / 1412هـ
([7]) هذا يحتمل الدعاء عليه أو الإخبار عن أن صيامه غير معتبر ولا يصح منه.
ـ[عبدالرحمن السعد]ــــــــ[28 - 08 - 07, 03:04 م]ـ
جزاك الله خيراً ياشيخ علي ورفع الله قدرك ..
نرجوا ان تضعها على ملف وورد ..
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[29 - 08 - 07, 02:51 م]ـ
57 - باب: صوم يوم وإفطار يوم. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662408#_ftn1))
1877 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن مغيرة قال: سمعت مجاهدا، عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (صم من الشهر ثلاثة أيام). قال: أطيق أكثر من ذلك، فما زال حتى قال: (صم يوما وأفطر يوما). فقال: (اقرأ القرآن في كل شهر). قال: إني أطيق أكثر، فما زال حتى قال: (في ثلاث). ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662408#_ftn2))
[1079]
58 - باب: صوم داود عليه السلام.
1878/ 1879 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا حبيب بن أبي ثابت قال: سمعت أبا العباس المكي، وكان شاعرا، وكان لا يتهم في حديثه، قال: سمعت عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم: (إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل). فقلت: نعم، قال: (إنك إذا فعلت ذلك هجمت له العين، ونفهت له النفس، لا صام من صام الدهر، صوم ثلاثة أيام صوم الدهر كله). قلت: فإني أطيق أكثر من ذلك، قال: (فصم صوم داود عليه السلام، كان يصوم يوما ويفطر يوما، ولا يفر إذا لاقى).
(1879) - حدثنا إسحق الواسطي: حدثنا خالد بن عبد الله، عن خالد الحذاء، عن أبي قلابة قال: أخبرني أبو المليح قال: دخلت مع أبيك على عبد الله بن عمرو، فحدثنا:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له صومي، فدخل علي، ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662408#_ftn3)) فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف، فجلس على الأرض، وصارت الوسادة بيني وبينه، ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662408#_ftn4)) فقال: (أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام). قال: قلت: يا رسول الله، قال: (خمسا). قلت: يا رسول الله، قال: (سبعا). قلت: يا رسول الله، قال: (تسعا). قلت: يا رسول الله، قال: (إحدى عشرة). ثم قال النبي صلى الله عليه وسلم: (لا صوم فوق صوم داود عليه السلام، شطر الدهر، صم يوما وأفطر يوما). ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662408#_ftn5))
[1079]
59 - باب: صيام أيام البيض: ثلاث عشرة وأربع عشرة وخمس عشرة.
1880 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا أبو التياح قال: حدثني أبو عثمان، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
أوصاني خليلي صلى الله عليه وسلم بثلاث: (صيام ثلاثة أيام من كل شهر، وركعتي الضحى، وأن أوتر قبل أن أنام). ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=662408#_ftn6))
[1124]
([1]) مغرب الأحد 16/ 7 / 1415هـ
([2]) قراءة القرآن في أقل من ثلاث أقل أحواله الكراهة ولا بأس بعدم ختم القرآن في ثلاثين لرواية (اقرأه في أربعين) ولا يعتبر هاجراً للقرآن
([3]) فيه تواضعه صلى الله عليه وسلم وحرصه على منفعة الآخرين.
([4]) كأنه صلى الله عليه وسلم ترك الوسادة للإنكار عليه وأنه جاء من تعزيره والإنكار عليه.
([5]) هذا بشرط أن لا يشق على نفسه وأن يعطل مصالح المسلمين.
([6]) إذا وافقت الأيام البيض فهو أفضل وإن صامها في غير الأيام البيض فلا حرج عليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/31)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[29 - 08 - 07, 02:55 م]ـ
60 - باب: من زار قوما فلم يفطر عندهم. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663121#_ftn1))
1881 - حدثنا محمد بن المثنى قال: حدثني خالد هو ابن الحارث: حدثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه:
دخل النبي صلى الله عليه وسلم على أم سليم، فأتته بتمر وسمن، قال: (أعيدوا سمنكم في سقائه، وتمركم في وعائه، فإني صائم). ثم قام إلى ناحية من البيت فصلى غير المكتوبة، فدعا لأم سليم وأهل بيتها، فقالت أم سليم: يا رسول الله إن لي خويصة، قال: (ما هي). قالت: خادمك أنس، فما ترك خير آخرة ولا دنيا إلا دعا لي به، قال: (اللهم ارزقه مالا، وولدا، وبارك له). فإني لمن أكثر الأنصار مالا. وحدثتني ابنتي أمينة: أنه دفن لصلبي مقدم حجاج البصرة بضع وعشرون ومائة. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663121#_ftn2))
حدثنا ابن أبي مريم أخبرنا يحيى قال: حدثني حميد: سمع أنسا رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
[5975، 5984، 6017، 6018]
61 - باب: الصوم آخر الشهر.
1882 - حدثنا الصلت بن محمد: حدثنا مهدي، عن غيلان. وحدثنا أبو النعمان: حدثنا مهدي بن ميمون: حدثنا غيلان بن جرير، عن مطرف، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما،
عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه - سأله، أو - سأل رجلا، وعمران يسمع، فقال: (يا أبا فلان، أما صمت سرر هذا الشهر). قال: أظنه قال: يعني رمضان، قال الرجل: لا يا رسول الله، قال: (فإذا أفطرت فصم يومين). لم يقل الصلت: أظنه يعني رمضان.
قال أبو عبد الله: وقال ثابت، عن مطرف، عن عمران، عن النبي صلى الله عليه وسلم: (من سرر شعبان). ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663121#_ftn3))
62 - باب: صوم يوم الجمعة. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663121#_ftn4))
فإذا أصبح صائما يوم الجمعة فعليه أن يفطر، يعني: إذا لم يصم قبله، ولا يريد أن يصوم بعده.
1883 - حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن عبد الحميد بن جبير، عن محمد بن عباد قال: سألت جابرا رضي الله عنه:
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الجمعة؟. قال: نعم. زاد غير أبي عاصم: أن ينفرد بصوم.
1884 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا أبو صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (لا يصومن أحدكم يوم الجمعة إلا يوما قبله أو بعده).
1885 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة (ح). وحدثني محمد: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أبي أيوب، عن جويرية بنت الحارث رضي الله عنها:
أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها يوم الجمعة، وهي صائمة، فقال: (أصمت أمس). قالت: لا، قال: (أتريدين أن تصومي غدا). قالت: لا، قال: (فأفطري). ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663121#_ftn5))
وقال حماد بن الجعد: سمع قتادة: حدثني أبو أيوب: أن جويرية حدثته: فأمرها فأفطرت.
63 - باب: هل يخص شيئا من الأيام.
1886 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة:
قلت لعائشة رضي الله عنها: هل كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يختص من الأيام شيئا؟. قالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يطيق ما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يطيق. ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663121#_ftn6))
[6101، وانظر: 1869]
64 - باب: صوم يوم عرفة.
1887 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن مالك قال: حدثني سالم قال: حدثني عمير، مولى أم الفضل: أن أم الفضل حدثته (ح). وحدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن النضر، مولى عمر بن عبيد الله، عن عمير، مولى عبد الله بن العباس، عن أم الفضل بنت الحارث:
أن ناسا تماروا عندها يوم عرفة في صوم النبي صلى الله عليه وسلم، فقال بعضهم: هو صائم، وقال بعضهم: ليس بصائم، فأرسلت إليه بقدح لبن، وهو واقف على بعيره، فشربه. ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663121#_ftn7))
[1575]
1888 - حدثنا يحيى بن سليمان: حدثنا ابن وهب، أو قرئ عليه، قال: أخبرني عمرو، عن بكير، عن كريب، عن ميمونة رضي الله عنها:
أن الناس شكوا في صيام النبي صلى الله عليه وسلم يوم عرفة، فأرسلت إليه بحلاب، وهو واقف في الموقف، فشرب منه والناس ينظرون.
65 - باب: صوم يوم الفطر.
1889 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن أبي عبيد، مولى ابن زهر، قال:
شهدت العيد مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فقال: هذان يومان نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما: يوم فطركم من صيامكم، واليوم الآخر تأكلون فيه من نسككم. ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663121#_ftn8))
[5251]
1890 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال:
نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم يوم الفطر والنحر، وعن الصماء، وأن يحتبي الرجل في ثوب واحد، وعن صلاة بعد الصبح والعصر.
[360]
([1]) مغرب الأحد 23/ 7 / 1415هـ
([2]) فيه جواز طلب الدعاء من الصالحين ولكن الأولى عدم الإكثار منه ويدل على ذلك حثه صلى الله عليه وسلم على طلب الدعاء من أويس القرني.
([3]) النهي جاء عن صوم آخر الشهر فمن كانت له عادة فليس له ترك ما كان اعتاده من الصيام.
([4]) مغرب الأحد 30/ 7 / 1415هـ
([5]) فيه كراهة إفراد الجمعة إلا لمن كان يصوم صوماً فليصمه لأنه يوم عيد للمسلمين وفيه دلالة على أن حديث النهي عن صيام يوم السبت إلا في الفرض ضعيف شاذ مخالف للأحاديث الصحيحة.
([6]) تخصيص النهي عن صيام الجمعة يدل على جواز صيام غيره من الأيام.
([7]) فيه كراهة صيام يوم عرفة للحاج.
([8]) يحرم صيام يومي العيدين وأيام التشريق إلا للمتمتع الذي لم يسق الهدي.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/32)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 11:45 ص]ـ
66 - باب: الصوم يوم النحر. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663125#_ftn1))
1891 - حدثنا إبراهيم بن موسى، أخبرنا هشام، عن ابن جريج قال: أخبرني عمرو بن دينار، عن عطاء بن ميناء قال: سمعته يحدث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
ينهى عن صيامين، وبيعتين: الفطر والنحر، والملامسة والمنابذة.
[361]
1892 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا معاذ: أخبرنا ابن عون، عن زياد بن جبير قال:
جاء رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما فقال: رجل نذر أن يصوم يوما، قال: أظنه قال: الاثنين، فوافق يوم عيد؟. فقال ابن عمر: أمر الله بوفاء النذر، ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن صوم هذا اليوم. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663125#_ftn2))
[6327، 6328]
1893 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا شعبة: حدثنا عبد الملك بن عمير قال: سمعت قزعة قال: سمعت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، وكان غزا مع النبي صلى الله عليه وسلم اثنتي عشرة غزوة، قال:
سمعت أربعا من النبي صلى الله عليه وسلم فأعجبنني، قال: (لا تسافر المرأة مسيرة يومين إلا ومعها زوجها أو ذو محرم، ولا صوم في يومين: الفطر والأضحى، ولا صلاة بعد الصبح حتى تطلع الشمس، ولا بعد العصر حتى تغرب، ولا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد: مسجد الحرام، ومسجد الأقصى، ومسجدي هذا).
[1139]
67 - باب: صيام أيام التشريق. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663125#_ftn3))
قال أبو عبد الله: وقال لي محمد بن المثنى: حدثنا يحيى، عن هشام قال: أخبرني أبي:
كانت عائشة رضي الله عنها تصوم أيام منى، وكان أبوها يصومها. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663125#_ftn4))
1894/1895 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة: سمعت عبد الله ابن عيسى، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة. وعن سالم، عن ابن عمر رضي الله عنهم قالا:
لم يرخص في أيام التشريق أن يصمن، إلا لمن لم يجد الهدي. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663125#_ftn5))
(1895) - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله بن عمر، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
الصيام لمن تمتع بالعمرة إلى الحج إلى يوم عرفة، فإن لم يجد هديا ولم يصم صام أيام منى. ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663125#_ftn6))
وعن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة مثله. تابعه إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب.
68 - باب: صيام يوم عاشوراء.
1896 - حدثنا أبو عاصم، عن عمر بن محمد، عن سالم، عن أبيه رضي الله عنه قال:
قال النبي صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء: (إن شاء صام). ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663125#_ftn7))
[1793]
1897/1898 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أمر بصيام يوم عاشوراء، فلما فرض رمضان، كان من شاء صام ومن شاء أفطر.
(1898) - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان يوم عاشوراء تصومه قريش في الجاهلية، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه، فلما قدم المدينة صامه وأمر بصيامه، فلما فرض رمضان ترك يوم عاشوراء، فمن شاء صامه ومن شاء تركه. ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663125#_ftn8))
[1515]
1899 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن:
أنه سمع معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنهما يوم عاشوراء عام الحج، على المنبر يقول: يا أهل المدينة، أين علماؤكم، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (هذا يوم عاشوراء، ولم يكتب عليكم صيامه، وأنا صائم، فمن شاء فليصم ومن شاء فليفطر).
1900 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا أيوب: حدثنا عبد الله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/33)
قدم النبي صلى الله عليه وسلم المدينة، فرأى اليهود تصوم يوم عاشوراء، فقال: (ما هذا). قالوا: هذا يوم صالح، هذا يوم نجى الله بني إسرائيل من عدوهم، فصامه موسى. قال: (فأنا أحق بموسى منكم). فصامه وأمر بصيامه.
[3216، 3727، 4403، 4460]
1901 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا أبو أسامة، عن أبي عميس، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى رضي الله عنه قال:
كان يوم عاشوراء تعده اليهود عيدا، قال النبي صلى الله عليه وسلم: (فصوموه أنتم).
[3726]
1902 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن ابن عيينة، عن عبيد الله بن أبي يزيد، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
ما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم يتحرى صيام يوم فضله على غيره إلا هذا اليوم، يوم عاشوراء، وهذا الشهر، يعني شهر رمضان.
1903 - حدثنا المكي بن إبراهيم: حدثنا يزيد، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه قال:
أمر النبي صلى الله عليه وسلم رجلا من أسلم: (أن أذن في الناس: أن من كان أكل فليصم بقية يومه، ومن لم يكن أكل فليصم، فإن اليوم يوم عاشوراء).
[1824]
([1]) مغرب الأحد 7/ 8 / 1415هـ
([2]) لا يصوم هذا اليوم وعليه كفارة نذر عند جمع من أهل العلم.
([3]) فجر الخميس 5/ 11 / 1412 هـ
([4]) هذا لعله وقع لهما في حجة لهما لم يجدا فيها هدياً.
([5]) هذا له حكم الرفع لأن المرخص لا يكون إلا الرسول صلى الله عليه وسلم أيام التشريق لا يجوز صيامها لأنها أيام أكل وشرب فهي عيد ملتحقة بيوم النحر سواء للحاج أو غيره إلا لمن حج متمتعاً ولم يجد الهدي فيصومها والأفضل أن يصوم قبل يوم عرفة إذا رأى من نفسه العجز عن الهدي.
([6]) من أخر صيام الثلاثة أيام في الحج بعد حجه فعليه التوبة والصيام ولا شيء عليه.
([7]) الأفضل أن يصوم يوماً قبله أو بعده أو جميع الثلاثة مخالفة لليهود ويكره إفراد العاشر فقط بالصيام.
([8]) يعني صار مستحباً وسقط التأكد والأولى صيام يوم قبله أو بعده ويكره إفراده لأن فيه تشبهاً باليهود.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 11:47 ص]ـ
37 - كتاب صلاة التراويح.
بسم الله الرحمن الرحيم.
1 - باب: فضل من قام رمضان.
1904/ 1905 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني أبو سلمة: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال:
سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول لرمضان: (من قامه إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه).
(1905) - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن حميد بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من قام رمضان إيمانا واحتسابا، غفر له ما تقدم من ذنبه).
قال ابن شهاب: فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك، ثم كان الأمر على ذلك في خلافة أبي بكر، وصدرا من خلافة عمر رضي الله عنهما.
[37]
1906 - وعن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عبد الرحمن بن عبد القاري أنه قال:
خرجت مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه ليلة في رمضان إلى المسجد، فإذا الناس أوزاع متفرقون، يصلي الرجل لنفسه، ويصلي الرجل فيصلي بصلاته الرهط، فقال عمر: إني أرى لو جمعت هؤلاء على قارئ واحد لكان أمثل، ثم عزم فجمعهم على أبي بن كعب، ثم خرجت معه ليلة أخرى والناس يصلون بصلاة قارئهم، قال عمر: نعم البدعة هذه، والتي ينامون عنها أفضل من التي يقومون، يريد آخر الليل، وكان الناس يقومون أوله. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663759#_ftn1))
1907/1908 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى، وذلك في رمضان.
(1908) - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني عروة: أن عائشة رضي الله عنها أخبرته:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/34)
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ليلة من جوف الليل، فصلى في المسجد، وصلى رجال بصلاته، فأصبح الناس فتحدثوا، فاجتمع أكثر منهم فصلوا معه، فأصبح الناس فتحدثوا، فكثر أهل المسجد من الليلة الثالثة، فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم فصلى فصلوا بصلاته، فلما كانت الليلة الرابعة عجز المسجد عن أهله، حتى خرج لصلاة الصبح، فلما قضى الفجر أقبل على الناس، فتشهد، ثم قال: (أما بعد، فإنه لم يخف علي مكانكم، ولكني خشيت أن تفرض عليكم فتعجزوا عنها). فتوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم والأمر على ذلك.
[696]
1909 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن:
أنه سأل عائشة رضي الله عنها: كيف كانت صلاة رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان؟. فقالت: ما كان يزيد في رمضان ولا في غيره على إحدى عشرة ركعة، يصلي أربعا، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي أربعا، فلا تسل عن حسنهن وطولهن، ثم يصلي ثلاثا. فقلت: يا رسول الله، أتنام قبل أن توتر؟. قال: (يا عائشة، إن عيني تنامان ولا ينام قلبي). ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663759#_ftn2))
[1096]
2 - باب: فضل ليلة القدر. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663759#_ftn3))
وقول الله تعالى: {إنا أنزلناه في ليلة القدر. وما أدراك ما ليلة القدر. ليلة القدر خير من ألف شهر. تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر. سلام هي حتى مطلع الفجر}.
قال ابن عيينة: ما كان في القرآن (ما أدراك) فقد أعلمه، وما قال: (وما يدريك). فإنه لم يعلمه.
1910 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: حفظناه، وإنما حفظ من الزهري، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (من صام رمضان إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه، ومن قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه). تابعه سليمان بن كثير، عن الزهري.
[35، 38]
3 - باب: التماس ليلة القدر في السبع الأواخر.
1911 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام في السبع الأواخر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر، فمن كان متحريها فليتحرها في السبع الأواخر).
[6590]
1912 - حدثنا معاذ بن فضالة: حدثنا هشام، عن يحيى، عن أبي سلمة قال: سألت أبا سعيد، وكان لي صديقا، فقال:
اعتكفنا مع النبي صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان، فخرج صبيحة عشرين فخطبنا، وقال: (إني أريت ليلة القدر، ثم أنسيتها، أو: نسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر في الوتر، وإني رأيت أني أسجد في ماء وطين، فمن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع). فرجعنا وما نرى في السماء قزعة، فجاءت سحابة فمطرت حتى سال سقف المسجد، وكان من جريد النخل، وأقيمت الصلاة، فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين، حتى رأيت أثر الطين في جبهته. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663759#_ftn4))
[638]
4 - باب: تحري ليلة القدر في الوتر من العشر الأواخر.
فيه عن عبادة. [1919]
1913 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا إسماعيل بن جعفر: حدثنا أبو سهيل، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (تحروا ليلة القدر في الوتر، من العشر الأواخر من رمضان).
[1915، 1916]
1914 - حدثنا إبراهيم بن حمزة قال: حدثني ابن أبي حازم والدراوردي، عن يزيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/35)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في رمضان العشر التي في وسط الشهر، فإذا كان حين يمسي من عشرين ليلة تمضي ويستقبل إحدى وعشرين، رجع إلى مسكنه، ورجع من كان يجاور معه، وأنه أقام في شهر جاور فيه الليلة التي كان يرجع فيها، فخطب الناس، فأمرهم ما شاء الله، ثم قال: (كنت أجاور هذه العشر، ثم قد بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر، فمن كان اعتكف معي فليثبت في معتكفه، وقد أريت هذه الليلة، ثم أنسيتها، فابتغوها في العشر الأواخر، وابتغوها في كل وتر، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين). فاستهلت السماء في تلك الليلة فأمطرت، فوكف المسجد في مصلى النبي صلى الله عليه وسلم ليلة إحدى وعشرين، فبصرت عيني رسول الله صلى الله عليه وسلم ونظرت إليه انصرف من الصبح ووجهه ممتلئ طينا وماء. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663759#_ftn5))
[638]
1915/1916 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى، عن هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها،
عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التمسوا).
(1916) - حدثني محمد: أخبرنا عبدة، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر الأواخر من رمضان، ويقول: (تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان).
[1913]
1917/ 1918 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا أيوب، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما:
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (التمسوها في العشر الأواخر من رمضان، ليلة القدر، في تاسعة تبقى، في سابعة تبقى، في خامسة تبقى).
(1918) - حدثنا عبد الله بن أبي الأسود: حدثنا عبد الواحد: حدثنا عاصم، عن أبي مجلز وعكرمة: قالا: قال ابن عباس رضي الله عنهما:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (هي في العشر، هي في تسع يمضين، أو في سبع يبقين). يعني ليلة القدر.
قال عبد الوهاب: عن أيوب، وعن خالد، عن عكرمة، عن ابن عباس: (التمسوا في أربع وعشرين).
5 - باب: رفع معرفة ليلة القدر لتلاحي الناس
1919 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا خالد بن الحارث: حدثنا حميد: حدثنا أنس، عن عبادة بن الصامت قال:
خرج النبي صلى الله عليه وسلم ليخبرنا بليلة القدر، فتلاحى رجلان من المسلمين، فقال: (خرجت لأخبركم بليلة القدر، فتلاحى فلان وفلان فرفعت، وعسى أن يكون خيرا لكم، فالتمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة).
[49]
6 - باب: العمل في العشر الأواخر من رمضان.
1920 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن أبي يعفور، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله.
([1]) يعني البدعة من حيث اللغة وإلا فأصلها ثابت من عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فما كان من عمر إلا أن جمع الناس على قارئ واحد.
([2]) وهذا غالب فعله صلى الله عليه وسلم وإذا زاد أو نقص فالأمر واسع لأن صلاة الليل مثنى مثنى.
([3]) فجر الأحد 8/ 11 / 1412هـ - مغرب الأحد 18/ 10 / 1415هـ
([4]) صارت ليلة القدر في ذلك العام في ليلة الحادي والعشرين والغرض من الترجمة أن ليلة القدر في السبع الأواخر آكد ولا مانع من مجيئها في الحادي أو الثالث والعشرين فالصواب أن ليلة القدر تنتقل في العشر الأواخر وقول أبي بن كعب أنها ليلة سبع وعشرين هذا من اجتهاده رضي الله عنه.
([5]) فيه أن المرء إذا أصابه في وجهه مثل هذا أو غيره فإنه يتركه حتى يفرغ من صلاته وهذا من عنايته صلى الله عليه وسلم بالسكون والخشوع في الصلاة.
ـ[أبو أميمة السلفي]ــــــــ[30 - 08 - 07, 03:39 م]ـ
رحم الله شيخنا بن باز
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 06:16 م]ـ
38 - كتاب الاعتكاف.
1 - باب: الاعتكاف في العشر الأواخر، والاعتكاف في المساجد كلها. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663912#_ftn1))
لقوله تعالى: {ولا تباشروهن وأنتم عاكفون في المساجد تلك حدود الله فلا تقربوها كذلك يبين الله آياته للناس لعلهم يتقون}. /البقرة: 187/.
1921 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثنا ابن وهب، عن يونس: أن نافعا أخبره، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/36)
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان.
1922 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم:
أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله، ثم اعتكف أزواجه من بعده.
1923 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن يزيد بن عبد الله بن الهاد، عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأوسط من رمضان، فاعتكف عاما، حتى إذا كان ليلة إحدى وعشرين، وهي الليلة التي يخرج من صبيحتها من اعتكافه، قال: (من كان اعتكف معي فليعتكف العشر الأواخر، وقد أريت هذه الليلة ثم أنسيتها، وقد رأيتني أسجد في ماء وطين من صبيحتها، فالتمسوها في العشر الأواخر، والتمسوها في كل وتر). فمطرت السماء تلك الليلة، وكان المسجد على عريش، فوكف المسجد، فبصرت عيناي رسول الله صلى الله عليه وسلم على جبهته أثر الماء والطين، من صبح إحدى وعشرين.
[638]
2 - باب: الحائض ترجل المعتكف. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663912#_ftn2))
1924 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى، عن هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يصغي إلي رأسه وهو مجاور في المسجد، فأرجله وأنا حائض. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663912#_ftn3))
[291، 292]
3 - باب: لا يدخل البيت إلا لحاجة.
1925 - حدثنا قتبية: حدثنا ليث، عن ابن شهاب، عن عروة وعمرة بنت عبد الرحمن: أن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت:
وإن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليدخل علي رأسه، وهو في المسجد، فأرجله، وكان لا يدخل البيت إلا لحاجة إذا كان معتكفا. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663912#_ftn4))
[292، 292]
4 - باب: غسل المعتكف.
1926 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يباشرني وأنا حائض، وكان يخرج رأسه من المسجد، وهو معتكف، فأغسله وأنا حائض.
[291، 292]
5 - باب: الاعتكاف ليلا.
1927 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله: أخبرني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أن عمر سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: كنت نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام؟. قال: (فأوف بنذرك). ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663912#_ftn5))
[1937، 1938، 2975، 4065، 6319]
6 - باب: اعتكاف النساء.
1928 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد بن زيد: حدثنا يحيى، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في العشر الأواخر من رمضان، فكنت أضرب له خباء، فيصلي الصبح ثم يدخله، فاستأذنت حفصة عائشة أن تضرب خباء فأذنت لها، فضربت خباء، فلما رأته زينب بنت جحش ضربت خباء آخر، فلما أصبح النبي صلى الله عليه وسلم رأى الأخبية، فقال: (ما هذا). فأخبر، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (آلبر ترون بهن). فترك الاعتكاف ذلك الشهر، ثم اعتكف عشرا من شوال. ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=663912#_ftn6))
[1929، 1936، 1940]
([1]) هذا فيه إشارة لضعف حديث (لا اعتكاف إلا في المسجد الحرام والمسجد الأقصى ومسجدي هذا) وليس للاعتكاف حد محدود لا لأقله ولا لأكثره لأن الله تعالى أطلق ذلك وكذا الرسول صلى الله عليه وسلم فلا تحديد لوقته بساعة أو يوم أو غيره فهو مفتوح ولا يشترط في الجامع وإذا تيسر فهو أفضل والصوم ليس بشرط للاعتكاف وقول عائشة باشتراط الصوم قول ضعيف ويبطل الاعتكاف بالجماع. والاعتكاف عام للرجال والنساء. والصواب أنه لا ينقطع بالجمعة ولا يجب بالشروع فيه.
- قال الشيخ ابن باز معلقاً على كلام ابن حجر (وخصه طائفة من السلف كالزهري بالجامع مطلقا وأومأ إليه الشافعي في القديم وخصه حذيفة بن اليمان بالمساجد الثلاثة وعطاء بمسجد مكة والمدينة وابن المسيب بمسجد المدينة) كل هذه الأقوال شاذة.
- وقال رحمه الله معلقاً على كلام ابن حجر (واتفقوا على فساده بالجماع حتى قال الحسن والزهري من جامع فيه لزمته الكفارة) قال: الصواب أنها لا تلزمه الكفارة ولكن يبطل الاعتكاف بالجماع.
([2]) مغرب الأحد 2/ 11 / 1415هـ
([3]) هذا يفيد أن الحائض ليست بنجسة إنما النجاسة في الدم أما عرقها وجسمها فطاهر.
([4]) فلا يخرج من اعتكافه إلى بيته إلا لحاجة سواء اشترط أم لم يشترط لأن الاعتكاف نافلة ففيه التيسير ومن اشترط النوم من الليل في بيته يكون اعتكافه في النهار فقط وينقطع اعتكافه في الليل، والحاجة كالطعام وغيره.
([5]) هذا فيه أن الكفار مخاطبون بفروع الشريعة فإذا نذر شيئاً من فروع الشريعة ثم أسلم فعليه الوفاء به وفيه دليل أن الاعتكاف ليس من شرطه الصيام لأن الليلة ليس فيها صيام.
([6]) فيه أن الاعتكاف يشرع في رمضان وغيره ولولي النساء منعهن من الاعتكاف. وقال رحمه الله تعليقاً على قول ابن حجر (وأن الأفضل للنساء أن لا يعتكفن في المسجد) فيه نظر لأن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم اعتكفن بعده.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/37)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 06:17 م]ـ
7 - باب: الأخبية في المسجد. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664717#_ftn1))
1929 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها:
أن النبي صلى الله عليه وسلم أراد أن يعتكف، فلما انصرف إلى المكان الذي أراد أن يعتكف، إذا أخبية: خباء عائشة، وخباء حفصة، وخباء زينب، فقال: (آلبر تقولون بهن). ثم انصرف فلم يعتكف، حتى اعتكف عشرا من شوال.
[1928]
8 - باب: هل يخرج المعتكف لحوائجه إلى باب المسجد.
1930 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزهري قال: أخبرني علي بن الحسين رضي الله عنهما: أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته:
أنها جاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم تزوره في اعتكافه في المسجد، ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664717#_ftn2)) في العشر الأواخر من رمضان، فتحدثت عنده ساعة، ثم قامت تنقلب، فقام النبي صلى الله عليه وسلم معها يقلبها، ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664717#_ftn3)) حتى إذا بلغت باب المسجد عند باب أم سلمة، مر رجلان من الأنصار، فسلما على رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: (على رسلكما، إنما هي صفية بنت حيي). ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664717#_ftn4)) فقالا: سبحان الله يا رسول الله، وكبر عليهما، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (إن الشيطان يبلغ من الإنسان مبلغ الدم، وإني خشيت أن يقذف في قلوبكما شيئا). ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664717#_ftn5))
[1933، 1934، 2934، 3107، 5865، 6750]
([1]) مغرب الأحد 9/ 11 / 1415هـ
([2]) فيه شرعية زيارة الزوجة لزوجها المعتكف وكلامها معه وملاطفتها له.
([3]) فيه تواضع الرسول صلى الله عليه وسلم وحسن معاشرته لأهله وتقديره لمجيئها
([4]) يشرع للمسلم أنه إذا وقع في موقف يخشى أن يتهم فيه أن يوضح ويبين الحقيقة حتى يبرئ عرضه وعلى المؤمن أن يبتعد عن مواضع التهم.
([5]) فيه خطر الشيطان وعظم كيده ووجوب الحذر منه وجريان الشيطان من ابن آدم مجرى الدم على حقيقته. وفيه خروج المعتكف من محل اعتكافه إلى بقية المسجد كالتقدم والتأخر لا حرج فيه، والاعتكاف سنة فله قطعه حتى ولو شرع فيه إلا من نذر فله الوفاء بنذره، والاشتراط في الخروج ليس عليه دليل بل هو قول بعض الفقهاء.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[31 - 08 - 07, 06:20 م]ـ
9 - باب: الاعتكاف، وخروج النبي صلى الله عليه وسلم صبيحة عشرين. ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664720#_ftn1))
1931 - حدثني عبد الله بن منير: سمع هارون بن إسماعيل: حدثنا علي بن المبارك قال: حدثني يحيى بن أبي كثير قال: سمعت أبا سلمة بن عبد الرحمن قال: سألت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه، قلت:
هل سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ليلة القدر؟ قال: نعم، اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان، قال: فخرجنا صبيحة عشرين، قال: فخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صبيحة عشرين فقال: (إني أريت ليلة القدر، وإني نسيتها، فالتمسوها في العشر الأواخر في وتر، فإني رأيت أني أسجد في ماء وطين، ومن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع). فرجع الناس إلى المسجد، وما نرى في السماء قزعة، قال: فجاءت سحابة فمطرت، وأقيمت الصلاة، فسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم في الطين والماء، حتى رأيت الطين في أرنبته وجبهته.
[638]
10 - باب: اعتكاف المستحاضة.
1932 - حدثنا قتيبة: حدثنا يزيد بن زريع، عن خالد، عن عكرمة، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/38)
اعتكفت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة من أزواجه مستحاضة، ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664720#_ftn2)) فكانت ترى الحمرة والصفرة، فربما وضعنا الطست تحتها وهي تصلي. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664720#_ftn3))
[303]
11 - باب: زيارة المرأة زوجها في اعتكافه. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664720#_ftn4))
1933 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عبد الرحمن بن خالد، عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين رضي الله عنهما: أن صفية زوج النبي صلى الله عليه وسلم أخبرته. (ح) حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن علي بن الحسين:
كان النبي صلى الله عليه وسلم في المسجد، وعنده أزواجه، فرحن، فقال لصفية بنت حيي: (لا تعجلي حتى أنصرف معك). وكان بيتها في دار أسامة، فخرج النبي صلى الله عليه وسلم معها، فلقيه رجلان من الأنصار، فنظرا إلى النبي صلى الله عليه وسلم ثم أجازا، وقال لهما النبي صلى الله عليه وسلم: (تعاليا، إنها صفية بنت حيي). قالا: سبحان الله يا رسول الله، قال: (إن الشيطان يجري من الإنسان مجرى الدم، وإني خشيت أن يلقي في أنفسكما شيئا).
[1930]
12 - باب: هل يدرأ المعتكف عن نفسه.
1934 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: أخبرني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن علي بن الحسين رضي الله عنهما: أن صفية أخبرته. وحدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: سمعت الزهري يخبر عن علي بن الحسين:
أن صفية رضي الله عنها أتت النبي صلى الله عليه وسلم وهو معتكف، فلما رجعت مشى معها، فأبصره رجل من الأنصار، فلما أبصره دعاه، فقال: (تعال، هي صفية). وربما قال سفيان: (هذه صفية، فإن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم). قلت لسفيان: أتته ليلا؟. قال: وهل هو إلا ليل. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664720#_ftn5))
[1930]
13 - باب: من خرج من اعتكافه عند الصبح.
1935 - حدثنا عبد الرحمن: حدثنا سفيان، عن ابن جريج، عن سليمان الأحول، خال ابن أبي نجيح، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد.
قال سفيان: وحدثنا محمد بن عمرو، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد. قال: وأظن أن ابن أبي لبيد حدثنا، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال:
اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأواسط، فلما كان صبيحة عشرين، نقلنا متاعنا، فأتانا رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (من كان اعتكف فليرجع إلى معتكفه، فإني رأيت هذه الليلة، ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664720#_ftn6)) ورأيتني أسجد في ماء وطين). فلما رجع إلى معتكفه وهاجت السماء فمطرنا، فوالذي بعثه بالحق، لقد هاجت السماء من آخر ذلك اليوم، وكان المسجد عريشا، فلقد رأيت على أنفه وأرنبته أثر الماء والطين.
[638]
14 - باب: الاعتكاف في شوال.
1936 - حدثنا محمد: أخبرنا محمد بن فضيل بن غزوان، عن يحيى بن سعيد، عن عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان، وإذا صلى الغداة دخل مكانه الذي اعتكف فيه. قال: فاستأذنته عائشة أن تعتكف فأذن لها، فضربت فيه قبة، فسمعت بها حفصة فضربت قبة، وسمعت زينب بها فضربت قبة أخرى، فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم من الغد أبصر أربع قباب، فقال: (ما هذا). فأخبر خبرهن، فقال: (ما حملهن على هذا؟ آلبر؟ انزعوها فلا أراها). فنزعت، فلم يعتكف في رمضان حتى اعتكف في آخر العشر من شوال. ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664720#_ftn7))
[1928]
15 - باب: من لم ير عليه صوما إذا اعتكف. ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664720#_ftn8))
1937 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله، عن أخيه، عن سليمان، عن عبيد الله بن عمر، عن نافع، عن عبد الله بن عمر،
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/39)
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه أنه قال: يا رسول الله، إني نذرت في الجاهلية أن أعتكف ليلة في المسجد الحرام؟. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: (أوف نذرك). ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664720#_ftn9)) فاعتكف ليلة.
[1927]
16 - باب: إذا نذر في الجاهلية أن يعتكف ثم أسلم.
1938 - حدثنا عبيد الله بن إسماعيل: حدثنا أبو أسامة، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر:
أن عمر رضي الله عنه نذر في الجاهلية أن يعتكف في المسجد الحرام، قال: أراه قال: ليلة، قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: (أوف بنذرك).
[1927]
17 - باب: الاعتكاف في العشر الأوسط من رمضان. ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664720#_ftn10))
1939 - حدثنا عبد الله بن أبي شيبة: حدثنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
كان النبي صلى الله عليه وسلم يعتكف في كل رمضان عشرة أيام، فلما كان العام الذي قبض فيه اعتكف عشرين يوما.
[4712]
18 - باب: من أراد أن يعتكف ثم بدا له أن يخرج.
1940 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن: أخبرنا عبد الله: أخبرنا الأوزاعي قال: حدثني يحيى بن سعيد قال: حدثتني عمرة بنت عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها:
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر أن يعتكف العشر الأواخر من رمضان، فاستأذنته عائشة فأذن لها، وسألت حفصة عائشة أن تستأذن لها ففعلت، فلما رأت ذلك زينب بنت جحش أمرت ببناء فبني لها، قالت: وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا صلى انصرف إلى بنائه، فبصر بالأبنية، فقال: (ما هذا). قالوا: بناء عائشة وحفصة وزينب، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (آلبر أردن بهذا؟ ما أنا بمعتكف). فرجع، فلما أفطر اعتكف عشرا من شوال. ([11] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664720#_ftn11))
[1928]
19 - باب: المعتكف يدخل رأسه البيت للغسل.
1941 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام: أخبرنا معمر، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها:
أنها كانت ترجل النبي صلى الله عليه وسلم وهي حائض، وهو معتكف في المسجد، وهي في حجرتها، يناولها رأسه. ([12] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664720#_ftn12))
[ 291، 292].
([1]) فجر الاثنين 9/ 11 / 1412هـ
([2]) فيه جواز اعتكاف أصحاب الأدواء الدائمة كالمستحاضة وصاحب السلس وغيرهما.
([3]) فيه أنها تصلي على حسب حالها وصاحب السلس الأولى أن لا يؤم الناس خروجاً من الخلاف والمستحاضات بنات جحش هن زينب وأم حبيبة وحمنة.
- قال الشيخ معلقاً على كلام ابن حجر (وقع في رواية سعيد بن منصور عن إسماعيل وهو بن علية حدثنا خالد وهو الحذاء الذي أخرجه المصنف من طريقه فذكر الحديث وزاد فيه قال وحدثنا به خالد مرة أخرى عن عكرمة أن أم سلمة كانت عاكفة وهي مستحاضة فافاد بذلك معرفة عينها وازداد بذلك عدد المستحاضات) رواية سعيد بن منصور جيدة لا بأس بها فتضاف أم سلمة إلى المستحاضات.
([4]) مغرب الأحد 29/ 4 / 1416 هـ
([5]) المعتكف يشتغل بما هو أصلح لقلبه من العلم والقراءة والصلاة والذكر وحضور مجالس العلم في محل اعتكافه.
([6]) وهذا من الدلائل على أن ليلة القدر تنتقل بين ليالي العشر وهو الصواب.
([7]) لأنه رأى أن الحامل لهن هو الغيرة وليس الإخلاص وفيه أن الاعتكاف لا يشترط له الصيام.
([8]) وجه الدلالة أن الليل ليس محل الصوم ولكن الاعتكاف مع الصوم أفضل.
([9]) ظاهر الأمر الوجوب.
([10]) فجر الخميس 12/ 11 / 1412هـ - مغرب الأحد 7/ 5 / 1416 هـ
([11]) الحج والعمرة تلزم بالشروع فيها وكذلك صيام الفرض والنذر والكفارة لازمة ما لم يعذر بعذر شرعي أما النوافل فلا تلزم بالنية والشروع فيها فإذا عرض له عارض يقطع عمله ويؤجله إلى وقت آخر.
([12]) فيه أن مس المرأة لا ينقض الوضوء وفيه أن خروج العضو من محل الاعتكاف لا يعد خروجاً من المعتكف.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[01 - 09 - 07, 02:18 م]ـ
5 - الفوائد على صحيح مسلم [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664722#_ftn1)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/40)
كتاب الصيام ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664722#_ftn2))
(1 ) باب فضل شهر رمضان
1 - (1079) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قالوا: حدثنا إسماعيل (وهو ابن جعفر) عن أبي سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"إذا جاء رمضان فتحت أبواب الجنة، وغلقت أبواب النار، وصفدت الشياطين". ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664722#_ftn3))
2- (1079) وحدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب، عن ابن أبي أنس؛ أن أباه حدثه؛ أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا كان رمضان فتحت أبواب الرحمة، وغلقت أبواب جهنم، وسلسلت الشياطين".
(1079) وحدثني محمد بن حاتم والحلواني قالا: حدثنا يعقوب حدثنا أبي عن صالح، عن ابن شهاب. حدثني نافع بن أبي أنس؛ أن أباه حدثه؛ أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"إذا دخل رمضان" بمثله.
(2) باب وجوب صوم رمضان لرؤية الهلال، والفطر لرؤية الهلال. وأنه إذا غم في أوله أو آخره أكملت عدة الشهر ثلاثين يوما
3 - (1080) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛
أنه ذكر رمضان فقال " لا تصوموا حتى تروا الهلال. ولا تفطروا حتى تروه. فإن أغمي عليكم فاقدروا له". ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664722#_ftn4))
4 - (1080) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو أسامة. حدثنا عبيدالله عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر رمضان. فضرب بيديه فقال:
"الشهر هكذا وهكذا وهكذا (ثم عقد إبهامه في الثالثة) فصوموا لرؤيته. وأفطروا لرؤيته. فإن أغمي عليكم فاقدروا له ثلاثين".
5 - (1080) وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. حدثنا عبيدالله، بهذا الإسناد. وقال:
"فإن غم عليكم فاقدروا ثلاثين" نحو حديث أبي أسامة.
(1080) وحدثنا عبيدالله بن سعيد. حدثنا يحيى بن سعيد عن عبيدالله، بهذا الإسناد. وقال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم رمضان فقال:
"الشهر تسع وعشرون. الشهر هكذا وهكذا وهكذا".
وقال: "فاقدروا له" ولم يقل "ثلاثين".
6 - (1080) وحدثني زهير بن حرب. حدثنا إسماعيل عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إنما الشهر تسع وعشرون فلا تصوموا حتى تروه. ولا تفطروه حتى تروه. فإن غم عليكم فاقدروا له".
7 - (1080) وحدثني حميد بن مسعدة الباهلي. حدثنا بشر بن المفضل. حدثنا سلمة (وهو ابن علقمة) عن نافع، عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله عليه وسلم
"الشهر تسع وعشرون. فإذا رأيتم الهلال فصوموا. وإذا رأيتموه فأفطروا. فإن غم عليكم فاقدروا له".
8 - (1080) حدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب. قال: حدثني سالم بن عبدالله؛ أن عبدالله بن عمر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إذا رأيتموه فصوموا. وإذا رأيتموه فأفطروا. فإن غم عليكم فاقدروا له".
9 - (1080) وحدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وابن حجر (قال يحيى بن يحيى: أخبرنا. وقال الآخرون: حدثنا إسماعيل، وهو ابن جعفر) عن عبدالله بن دينار؛ أنه سمع ابن عمر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الشهر تسع وعشرون ليلة. لا تصوموا حتى تروه. ولا تفطروا حتى تروه. إلا أن يغم عليكم. فإن غم عليكم فاقدروا له".
10 - (1080) حدثنا هارون بن عبدالله. حدثنا روح بن عبادة. حدثنا زكرياء بن إسحاق. حدثنا عمرو بن دينار؛ أنه سمع ابن عمر رضي الله عنه يقول: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول:
"الشهر هكذا وهكذا وهكذا " وقبض إبهامه في الثالثة.
11 - (1080) وحدثني حجاج بن الشاعر. حدثنا حسن الأشيب حدثنا شيبان عن يحيى. قال: وأخبرني أبو سلمة؛ أنه سمع ابن عمر رضي الله عنه يقول: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"الشهر تسع وعشرون".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/41)
12 - (1080) وحدثنا سهل بن عثمان. حدثنا زياد بن عبدالله البكائي عن عبدالملك بن عمير، عن موسى بن طلحة، عن عبدالله ابن عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال
"الشهر هكذا وهكذا وهكذا. عشرا وعشرا وتسعا".
13 - (1080) وحدثنا عبيدالله بن معاذ. حدثنا أبي. حدثنا شعبة عن جبلة. قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الشهر كذا وكذا وكذا" وصفق بيديه مرتين بكل أصابعهما. ونقص، في الصفقة الثالثة، إبهام اليمنى أو اليسرى.
14 - (1080) وحدثنا محمد بن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن عقبة (وهو ابن حريث) قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"الشهر تسع وعشرون" وطبق شعبة يديه ثلاث مرار. وكسر الإبهام في الثالثة. قال عقبة: وأحسبه قال: "الشهر ثلاثون" وطبق كفيه ثلاث مرار.
15 - (1080) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا غندر عن شعبة. ح وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قال ابن المثنى: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن الأسود بن قيس. قال: سمعت سعيد بن عمرو بن سعيد؛ أنه سمع ابن عمررضي الله عنه يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"إنا أمة أمية. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664722#_ftn5)) لا نكتب ولا نحسب. الشهر هكذا وهكذا وهكذا" وعقد الإبهام في الثالثة " والشهر هكذا وهكذا وهكذا "يعني تمام ثلاثين.
(1080) وحدثنيه محمد بن حاتم. حدثنا ابن مهدي عن سفيان، عن الأسود بن قيس، بهذا الإسناد. ولم يذكر للشهر الثاني: ثلاثين.
16 - (1080) حدثنا أبو كامل الجحدري. حدثنا عبدالواحد بن زياد. حدثنا الحسن بن عبيدالله عن سعد بن عبيدة. قال: سمع ابن عمر رضي الله عنه رجلا يقول: الليلة ليلة النصف. فقال له: ما يدريك أن الليلة النصف؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"الشهر هكذا وهكذا (وأشار بأصابعه العشر مرتين) وهكذا (في الثالثة وأشار بأصابعه كلها وحبس أو خنس إبهامه) ". ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664722#_ftn6))
[1] (http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=664722#_ftnref1) - مغرب الأحد والأربعاء خلال الفترة 1/ 6/1416 - 5/ 11 / 1416
وفجر الخميس خلال الفترة 29/ 8 / 1418 – 25/ 10 / 1419)
([2]) مغرب الأحد 1/ 6 / 1416هـ - فجر الخميس 29/ 10 / 1418هـ
([3]) تصفيد الشيطان هو تضييق المجاري عليه بسبب الصيام وهذا لا يمنع وجود الوساوس ولكن كما جاء في الرواية (لا يخلصون فيه إلى ما يخلصون في غيره) فيضعف سلطانهم ورواية (صفدت مردة الجن) فيها مقال.
([4]) هذا يدل على أن الواجب هو اعتبار الرؤية فإن غم فيتم الشهر ثلاثين ولا يجوز صيام يوم الشك.
([5]) يعني في الأعم الأغلب.
([6]) ابن عمر رضي الله عنه كان يجتهد فإذا كان ليلة الثلاثين غيماً أصبح صائماً يوم الشك وهذا خطأ منه رضي الله عنه والصواب أنه لا يجوز صيام يوم الشك.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[01 - 09 - 07, 02:22 م]ـ
17 - ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665204#_ftn1)) (1081) حدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا إبراهيم بن سعد عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا رأيتم الهلال فصوموا. وإذا رأيتموه فأفطروا. فإن غم عليكم فصوموا ثلاثين يوما".
18 - (1081) حدثنا عبدالرحمن بن سلام الجمحي. حدثنا الربيع (يعني ابن مسلم) عن محمد (وهو ابن زياد) عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته. فإن غمى عليكم فأكملوا العدد".
19 - (1081) وحدثنا عبيدالله بن معاذ. حدثنا أبي. حدثنا شعبة عن محمد بن زياد. قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته. فإن غمي عليكم الشهر فعدوا ثلاثين".
20 - (1081) حدثنا أبو بكر بن أبى شيبة. حدثنا محمد بن بشر العبدي. حدثنا عبيدالله بن عمر عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم الهلال فقال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/42)
" إذا رأيتموه فصوموا. وإذا رأيتموه فأفطروا. فإن أغمى عليكم. فعدوا ثلاثين ".
(3) باب لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين
21 - ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665204#_ftn2))(1082) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قال أبو بكر: حدثنا وكيع عن على بن مبارك، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" لا تقدموا رمضان بصوم يوم ولا يومين. إلا رجل كان يصوم صوما، فليصمه ". ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665204#_ftn3))
(1082) وحدثناه يحيى بن بشر الحريرى. حدثنا معاوية (يعني ابن سلام). ح وحدثنا ابن المثنى. حدثنا أبو عامر. حدثنا هشام. ح وحدثنا ابن المثنى وابن أبي عمر، قالا: حدثنا عبدالوهاب بن عبدالمجيد. حدثنا أيوب. ح وحدثني زهير بن حرب. حدثنا حسين ابن محمد. حدثنا شيبان. كلهم عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد، نحوه.
(4) باب الشهر يكون تسعا وعشرين
22 - (1083) حدثنا عبد بن حميد. أخبرنا عبدالرزاق. أخبرنا معمر عن الزهري؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم أقسم أن لا يدخل على أزواجه شهرا. قال الزهري: فأخبرني عروة عن عائشة رضي الله عنها قالت:
لما مضت تسع وعشرون ليلة، أعدهن، دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم. (قالت بدأ بي) فقلت: يا رسول الله! إنك أقسمت أن لاتدخل علينا شهرا. وإنك دخلت من تسع وعشرين، أعدهن. فقال: "إن الشهر تسع وعشرون". ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665204#_ftn4))
23 - (1084) حدثنا محمد بن رمح. أخبرنا الليث. ح وحدثنا قتيبة بن سعيد (واللفظ له) حدثنا ليث عن أبي الزبير، عن جابر رضي الله عنه؛ أنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتزل نساءه شهرا. فخرج إلينا في تسع وعشرين. فقلنا: إنما اليوم تسع وعشرون. فقال: " إنما الشهر " وصفق بيديه ثلاث مرات. وحبس إصبعا واحدة في الآخرة.
24 - (1084) حدثني هارون بن عبدالله وحجاج بن الشاعر. قالا: حدثنا حجاج بن محمد. قال ابن جريج: أخبرني أبو الزبير؛ أنه سمع جابر بن عبدالله رضي الله عنهما يقول: اعتزل النبي صلى الله عليه وسلم نسائه شهرا. فخرج إلينا صباح تسع وعشرين. فقال بعض القوم: يا رسول الله! إنما أصبحنا لتسع وعشرين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم "إن الشهر يكون تسعا وعشرين " ثم طبق النبي صلى الله عليه وسلم بيديه ثلاثا: مرتين بأصابع يديه كلها. والثالثة بتسع منها.
25 - (1085) حدثني هارون بن عبدالله. حدثنا حجاج بن محمد. قال: قال ابن جريج: أخبرني يحيى بن عبدالله بن محمد بن صيفي؛ أن عكرمة بن عبدالرحمن بن الحارث أخبره؛ أن أم سلمة رضي الله عنها أخبرته؛
أن النبي صلى الله عليه وسلم حلف أن لا يدخل على بعض أهله شهرا. فلما مضى تسعة وعشرون يوما، غدا عليهم (أو راح). فقيل له: حلفت، يا نبي الله! أن لا تدخل علينا شهرا. قال: "إن الشهر يكون تسعة وعشرين يوما".
(1085) حدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا روح. ح وحدثنا محمد بن المثنى. حدثنا الضحاك (يعني أبا عاصم) جميعا عن ابن جريج، بهذا الأسناد، مثله.
26 - (1086) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن بشر. حدثنا إسماعيل بن أبي خالد. حدثني محمد بن سعد عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه؛ قال: ضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده على الأخرى. فقال:
" الشهر هكذا وهكذا "ثم نقص في الثالثة إصبعا.
27 - (1086) وحدثني القاسم بن أبي زكرياء. حدثنا حسين بن علي عن زائدة، عن إسماعيل، عن محمد بن سعد، عن أبيه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال
" الشهر هكذا وهكذا وهكذا ". عشرا وعشرا وتسعا. مرة.
(1086) وحدثنيه محمد بن عبدالله بن قهزاذ. حدثنا علي بن الحسن بن شقيق وسلمة بن سليمان. قالا: أخبرنا عبدالله (يعني ابن المبارك) أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، في هذا الإسناد، بمعنى حديثهما.
([1]) فجر الخميس 7/ 11 / 1418هـ
([2]) مغرب الأحد 5/ 6 / 1416هـ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/43)
([3]) يعني الصوم المعتاد كأن يكون من عادته صو الاثنين والخميس فوافق الثلاثين فلا بأس لأنه لم يرد به الاحتياط وصيام يوم الشك فلا يجوز تقدم رمضان بيوم أو يومين احتياطاً أما من كان عليه قضاء أو له عادة فلا بأس بصيامه قبل رمضان بيوم أو يومين.
([4]) يعني يكون الشهر تسع وعشرون فوافق ذلك الشهر كونه تسعة وعشرين وفي الحديث الهجر من أجل التأديب والهجر في الكلام لا يزيد على ثلاثة أيام عند هجر الرجل لأخيه وزوجته وولده.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[01 - 09 - 07, 02:24 م]ـ
(5) باب بيان أن لكل بلد رؤيتهم وأنهم إذا رأوا الهلال ببلد لا يثبت حكمه لما بعد عنهم ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665207#_ftn1))
28 - (1087) حدثنا يحيى بن يحيى ويحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر (قال يحيى بن يحيى: أخبرنا وقال الآخرون: حدثنا اسماعيل وهو ابن جعفر) عن محمد (وهو ابن أبي حرملة) عن كريب؛
أن أم الفضل بنت الحارث بعثته إلى معاوية بالشام. قال: فقدمت الشام. فقضيت حاجتها. واستهل على رمضان وأنا بالشام. فرأيت الهلال ليلة الجمعة. ثم قدمت المدينة في آخر الشهر. فسألني عبدالله بن عباس رضي الله عنهما. ثم ذكر الهلال فقال: متى رأيتم الهلال فقلت: رأيناه ليلة الجمعة. فقال: أنت رأيته؟ فقلت: نعم. ورأه الناس. وصاموا وصام معاوية. فقال: لكنا رأيناه ليلة السبت. فلا تزال نصوم حتى نكمل ثلاثين. أو نراه. فقلت: أو لا تكتفي برؤية معاوية وصيامه؟ فقال: لا. هكذا أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665207#_ftn2))
وشك يحيى بن يحيى في: نكتفي أو تكتفي.
(6) باب بيان أن لا اعتبار بكبر الهلال وصغره، وأن الله تعالى أمده للرؤية فإن غم فليكمل ثلاثون
29 - (1088) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن فضيل عن حصين، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري. قال:
خرجنا للعمرة. فلما نزلنا ببطن نخلة قال: تراءينا الهلال. فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث. وقال بعض القوم: هو ابن ليلتين. قال: فلقينا ابن عباس. فقلنا: إنا رأينا الهلال. فقال بعض القوم: هو ابن ثلاث. وقال بعض القوم: هو ابن ليلتين. فقال: أي ليلة رأيتموه؟ قال فقلنا: ليلة كذا وكذا. فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال "إن الله مده للرؤية. فهو لليلة رأيتموه". ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665207#_ftn3))
30 - (1088) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة: حدثنا غندرٌ عن شعبة. ح وحدثنا ابن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. أخبرنا شعبة عن عمرو بن مرة. قال: سمعت أبا البختري قال:
أهللنا رمضان ونحن بذات عرق. فأرسلنا رجلا إلى ابن عباس رضي الله عنه يسأله. فقال ابن عباس رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن الله قد أمده لرؤيته. فإن أغمى عليكم فأكملوا العدة".
(7) باب بيان معنى قوله صلى الله تعالى عليه وسلم "شهرا عيد لا ينقصان" ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665207#_ftn4))
31 - (1089) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا يزيد بن زريع عن خالد، عن عبدالرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"شهرا عيد لا ينقصان. رمضان وذو الحجة".
32 - (1089) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. قال: حدثنا معتمر بن سليمان عن إسحاق بن سويد وخالد، عن عبدالرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة؛ أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال:
"شهرا عيد لا ينقصان". في حديث خالد "شهرا عيد رمضان وذو الحجة".
(8) باب بيان أن الدخول في الصوم يحصل بطلوع الفجر، وأن له الأكل وغيره حتى يطلع الفجر. وبيان صفة الفجر الذي تتعلق به الأحكام من الدخول في الصوم، ودخول وقت صلاة الصبح، وغير ذلك ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665207#_ftn5))
33 - (1090) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبدالله بن إدريس عن حصين، عن الشعبي، عن عدي بن حاتم رضي الله عنه. قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/44)
لما نزلت: {حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} [2 / البقرة / الآية 187]. قال له عدي بن حاتم: يا رسول الله! إني أجعل تحت وسادتي عقالين: عقالا أبيض وعقالا أسود. أعرف الليل من النهار. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن وسادتك لعريض. إنما هو سواد الليل وبياض النهار". ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665207#_ftn6))
34 - (1091) حدثنا عبيدالله بن عمر القواريري. حدثنا فضيل بن سليمان. حدثنا أبو حازم. حدثنا سهل بن سعد. قال:
لما نزلت هذه الآية: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}، قال: كان الرجل يأخذ خيطا أبيض وخيطا أسود. فيأكل حتى يستبينهما. حتى أنزل الله عز وجل: من الفجر: فبين ذلك.
35 - (1091) حدثني محمد بن سهل التميمي وأبو بكر بن إسحاق. قالا: حدثنا ابن أبي مريم. أخبرنا أبو غسان. حدثني أبو حازم عن سهل بن سعد رضي الله عنه؛ قال:
لما نزلت هذه الآية: {وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود}. قال: فكان الرجل إذا أراد الصوم، ربط أحدهم في رجليه الخيط الأسود والخيط الأبيض. فلا يزال يأكل ويشرب حتى يتبين له رئيهما. فأنزل الله بعد ذلك: من الفجر. فعلموا أنما يعني، بذلك، الليل والنهار.
36 - ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665207#_ftn7)) (1092) حدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح. قالا: أخبرنا الليث. ح وحدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن ابن شهاب، عن سالم بن عبدالله، عن عبدالله رضي الله عنه، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال:
"إن بلالا يؤذن بليل. فكلوا واشربوا حتى تسمعوا تأذين ابن أم مكتوم".
37 - (1092) حدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب، عن سالم بن عبدالله، عن عبدالله بن عمر رضي الله عنه. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"إن بلالا يؤذن بليل. فكلوا واشربوا حتى تسمعوا أذان ابن أم مكتوم".
38 - (1092) حدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. حدثنا عبيدالله عن نافع، عن ابن عمر؛ رضي الله عنهما قال: كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم مؤذنان: بلال وابن مكتوم الأعمى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن بلالا يؤذن بليل. فكلوا واشربوا حتى يؤذن ابن مكتوم". قال: ولم يكن بينهما إلا أن ينزل هذا ويرقي هذا. ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665207#_ftn8))
(1092) وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. حدثنا عبيدالله. حدثنا القاسم عن عائشة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم بمثله.
م (1092) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو أسامة. ح وحدثنا إسحاق. أخبرنا عبدة. ح وحدثنا ابن المثنى. حدثنا حماد بن مسعدة. كلهم عن عبيدالله بالإسنادين كليهما. نحو حديث ابن نمير.
39 - (1093) حدثنا زهير بن حرب. حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن ابن مسعود رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يمنعن أحدا منكم أذان بلال (أو قال نداء بلال) من سحوره فإنه يؤذن (أو قال ينادي) بليل. ليرجع قائمكم ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665207#_ftn9)) ويوقظ نائمكم". وقال: "ليس أن يقول هكذا وهكذا (وصوب يده ورفعها) حتى يقول هكذا" (وفرج بين إصبعيه].
(1093) وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبو خالد (يعني الأحمر) عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد. غير أنه قال:
"إن الفجر ليس الذي يقول هكذا (وجمع أصابعه ثم نكسها إلى الأرض) ولكن الذي يقول هكذا (ووضع المسبحة على المسبحة ومد يديه) ".
40 - (1093) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا معتمر بن سليمان. ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا جرير والمعتمر بن سليمان. كلاهما عن سليمان التيمي، بهذا الإسناد. وانتهى حديث المعتمر عند قوله "ينبه نائمكم ويرجع قائمكم".
وقال إسحاق: قال جرير في حديثه "وليس أن يقول هكذا. ولكن يقول هكذا" (يعني الفجر) هو المعترض وليس بالمستطيل.
41 - (1094) حدثنا شيبان بن فروخ. حدثنا عبدالوارث عن عبدالله بن سوادة القشيري. حدثني والدي؛ أنه سمع سمرة بن جندب يقول: سمعت محمدا صلى الله عليه وسلم يقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/45)
"لا يغرن أحدكم نداء بلال من السحور، ولا هذا البياض حتى يستطير". ([10] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665207#_ftn10))
42 - (1094) وحدثنا زهير بن حرب. حدثنا إسماعيل بن علية. حدثني عبدالله بن سوادة عن أبيه، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يغرنكم أذان بلال، ولا هذا البياض (لعمود الصبح) حتى يستطير هكذا".
43 - (1094) وحدثني أبو الربيع الزهراني. حدثنا حماد (يعني ابن زيد) حدثنا عبدالله بن سوادة القشيري عن أبيه، عن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"لا يغرنكم من سحوركم أذان بلال، ولا بياض الأفق المستطيل هكذا، حتى يستطير هكذا".
وحكاه حماد بيديه قال: يعني معترضا.
44 - (1094) حدثنا عبيدالله بن معاذ. حدثنا أبي. حدثنا شعبة عن سوادة، قال: سمعت سمرة بن جندب رضي الله عنه وهو يخطب يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال:
"لا يغرنكم نداء بلال، ولا هذا البياض حتى يبدو الفجر (أو قال) حتى ينفجر الفجر".
(1094) وحدثناه ابن المثنى. حدثنا أبو داود. أخبرنا شعبة. أخبرني سوادة بن حنظلة القشيري. قال: سمعت سمرة بن جندب رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر هذا.
([1]) مغرب الأربعاء 8/ 6 / 1416هـ
([2]) هذا على القول بأن لكل أهل بلد رؤيتهم إذا تباعدت الأقطار والأكثر على أن حديث (إذا رأيتموه فصوموا) عام فإذا رؤي في بلد فعلى أهل البلدان الباقية الصيام وهذا هو الأرجح وهذا من ابن عباس احتج به من قال إن لكل بلد رؤيتهم إذا تباعدت الأقطار فلا حرج على من أخذ بقول ابن عباس والأفضل هو الأخذ رؤية واحدة، وقد بحث مجلس هيئة كبار العلماء المسألة ورأوا أن الأفضل هو الأخذ بعموم (إذا رأيتموه فصوموا) ولكن لا حرج من أخذ بفعل ابن عباس والأفضل هوالأخذ بالعموم وفعل ابن عباس اجتهاد منه ولا حرج من أخذ به.
([3]) وهذا هو الصواب أنه قد يكون واضحاً بيناً فهو لليلته، والكبر والصغر ليس دليلاً على التقدم والتأخر والمعول عليه هو الرؤية.
([4]) أي لا ينقصان في الأجر والثواب المترتب عليهما وقيل لا ينقصان جميعاً في سنة واحدة وقد شاهد الناس نقصان الشهرين في العدد في سنة واحدة.
([5]) فجر الخميس 14/ 11 / 1418هـ
([6]) قال الشيخ معلقاً على كلام النووي (قوله صلى الله عليه وسلم: (إن وسادك لعريض) قال القاضي: معناه إن جعلت تحت وسادك الخيطين الذين أرادهما الله تعالى وهما الليل والنهار فوسادك يعلوهما ويغطيهما وحينئذ يكون عريضاً) فقال رحمه الله: وهذا هو المعنى الصحيح والراجح.
([7]) مغرب الأحد 12/ 6 / 1416هـ
([8]) وهذا ليس خاصاً برمضان فلا دليل على خصوصيته برمضان.
([9]) أي ينتبه فلا يطيل القراءة بل يستعد للوتر.
([10]) يعني ينتشر في المشرق وأما المستطيل فإنه يظهر ثم يختفي ثم يأتي بعده الفجر الصادق والوقت بينهما مقارب.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 11:30 ص]ـ
(9) باب فضل السحور وتأكيد استحبابه، واستحباب تأخيره وتعجيل الفطر ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665208#_ftn1))
45 - (1095) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: أخبرنا هشيم عن عبدالعزيز بن صهيب، عن أنس. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير ابن حرب عن ابن علية، عن عبدالعزيز، عن أنس رضي الله عنه ح وحدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا أبو عوانة عن قتادة وعبدالعزيز بن صهيب، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "تسحروا فإن في السحور بركة". ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665208#_ftn2))
46 - (1096) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن موسى بن علي، عن أبيه، عن أبي قيس مولى عمرو بن العاص، عن عمرو بن العاص؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"فصل ما بين صيامنا وصيام أهل الكتاب، أكلة السحر".
(1096) وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة. جميعا عن وكيع. ح وحدثنيه أبو الطاهر. أخبرنا ابن وهب. كلاهما عن موسى بن علي، بهذا الإسناد.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/46)
47 - (1097) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا وكيع عن هشام، عن قتادة، عن أنس، عن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال: تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. ثم قمنا إلى الصلاة.
قلت: كم كان قدر ما بينهما؟ قال: خمسين آية. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665208#_ftn3))
(1097) وحدثنا عمرو الناقد. حدثنا يزيد بن هارون. أخبرنا همام. ح وحدثنا ابن المثنى. حدثنا سالم بن نوح. حدثنا عمر بن عامر. كلاهما عن قتادة، بهذا الإسناد.
48 - (1098) حدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا عبدالعزيز بن أبي حازم عن أبيه، عن سهل بن سعد رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"لا يزال الناس بخير ما عجلوا الفطر". ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665208#_ftn4))
(1098) وحدثناه قتيبة. حدثنا يعقوب. ح وحدثني زهير بن حرب. حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان. كلاهما عن أبي حازم، عن سهل بن سعد رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثله.
49 - (1099) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب محمد بن العلاء. قالا: أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عطية، قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة. فقلنا يا أم المؤمنين! رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. أحدهما يعجل الإفطار ويعجل الصلاة. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665208#_ftn5)) والآخر يؤخر الإفطار ويؤخر الصلاة. قالت: أيهما الذي يعجل الإفطار ويعجل الصلاة؟ قال قلنا: عبدالله (يعني ابن مسعود) قالت: كذلك كان يصنع رسول الله صلى الله عليه وسلم.
زاد أبو كريب: والآخر أبو موسى.
50 - (1099) وحدثنا أبو كريب. أخبرنا ابن أبي زائدة عن الأعمش، عن عمارة، عن أبي عطية. قال: دخلت أنا ومسروق على عائشة رضي الله عنها. فقال لها مسروق:
رجلان من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم. كلاهما لا يألو عن الخير. أحدهما يعجل المغرب والإفطار. والآخر يؤخر المغرب والإفطار. فقالت من يعجل المغرب والإفطار؟ قال: عبدالله. فقالت: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع.
([1]) مغرب الأربعاء 15/ 6 / 1416هـ
([2]) هذا يدل على أن السحور سنة مؤكدة وفيه مخالفة لأهل الكتاب لكونهم يتسحرون مبكرين ولا يجب السحور لكونه صلى الله عليه وسلم واصل بالصحابة ولو كان واجباً لما واصل يوماً ويومين، ولا بد في السحور من شيء يقيم صلبه ويعينه على الصيام فإذا لم يتيسر فلا حرج من التسحر على الماء أو اللبن أو التمرات.
([3]) يعني أن الوقت قريب من الفجر.
([4]) وفي الحديث القدسي (أحب عبادي إلي أعجلهم فطراً) والنبي صلى الله عليه وسلم كان يفطر قبل أن يصلي على رطبات فإن لم يجد فتمرات فإن لم يجد حسا حسوات من ماء.
([5]) هذا هو السنة وذلك لأن المغرب وقتها ضيق فتعجيلها فيه توسعة على الناس.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[02 - 09 - 07, 11:37 ص]ـ
(10) باب بيان وقت انقضاء الصوم وخروج النهار ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665858#_ftn1))
51 - (1100) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو كريب وابن نمير. واتفقوا في اللفظ (قال يحيى: أخبرنا أبو معاوية. وقال ابن نمير: حدثنا أبي. وقال أبو كريب: حدثنا أبو أسامة) جميعا عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عاصم بن عمر، عن عمر رضي الله عنه؛ قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إذا أقبل الليل وأدبر النهار، وغابت الشمس، فقد أفطر الصائم". ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665858#_ftn2))
لم يذكر ابن نمير "فقد".
52 - (1101) وحدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا هشيم عن أبي إسحاق الشيباني، عن عبدالله بن أبي أوفى رضي الله عنه. قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر في شهر رمضان. فلما غابت الشمس قال:
"يا فلان! انزل فاجدح لنا" قال: يا رسول الله! إن عليك نهارا. قال "انزل فاجدح لنا" قال: فنزل فجدح. فأتاه به. فشرب النبي صلى الله عليه وسلم. ثم قال بيده "إذا غابت الشمس من ههنا، وجاء الليل من ههنا، فقد أفطر الصائم".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/47)
53 - (1101) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا علي بن مسهر وعباد بن العوام عن الشيباني، عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه. قال: كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر. فلما غابت الشمس قال لرجل "انزل فاجدح لنا" فقال: يا رسول الله! لو أمسيت! قال "انزل فاجدح لنا" قال: إن علينا نهارا. فنزل فجدح له فشرب. ثم قال:
"إذا رأيتم الليل قد أقبل من ههنا (وأشار بيده نحو المشرق) فقد أفطر الصائم".
(1101) وحدثنا أبو كامل. حدثنا عبدالواحد. حدثنا سليمان الشيباني. قال: سمعت عبدالله ابن أبي أوفى رضي الله عنه يقول: سرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو صائم. فلما غربت الشمس قال "يا فلان! انزل فاجدح لنا" مثل حديث ابن مسهر وعباد ابن العوام.
54 - (1101) وحدثنا ابن أبي عمر. أخبرنا سفيان. ح وحدثنا إسحاق. أخبرنا جرير. كلاهما عن الشيباني، عن ابن أبي أوفى. ح وحدثنا عبيدالله بن معاذ. حدثنا أبي. ح وحدثنا ابن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر. قالا: حدثنا شعبة عن الشيباني، عن ابن أبي أوفى رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمعنى حديث ابن مسهر وعباد وعبدالواحد. وليس في حديث أحد منهم: في شهر رمضان. ولا قوله "وجاء الليل من ههنا" إلا في رواية هشيم وحده.
(11) باب النهي عن الوصال في الصوم ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665858#_ftn3))
55 - (1102) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن الوصال. قالوا: إنك تواصل. قال "إني لست كهيئتكم. إني أطعم وأسقى". ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665858#_ftn4))
56 - (1102) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبدالله بن نمير. ح وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. حدثنا عبيدالله عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم واصل في رمضان. فواصل الناس. فنهاهم. قيل له: أنت تواصل؟ قال:
"إني لست مثلكم. إني أطعم وأسقى".
(1102) وحدثنا عبدالوارث بن عبدالصمد. حدثني أبي عن جدي، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثله. ولم يقل: في رمضان.
57 - (1103) حدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب. حدثني أبو سلمة بن عبدالرحمن؛ أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوصال. فقال رجل من المسلمين: فإنك، يا رسول الله! تواصل! قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وأيكم مثلي؟ إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني".
فلما أبوا أن ينتهوا عن الوصال واصل بهم يوما ثم يوما. ثم رأوا الهلال. فقال: "لو تأخر الهلال لزدتكم" كالمنكل لهم حين أبوا أن ينتهوا. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665858#_ftn5))
58 - (1103) وحدثني زهير بن حرب وإسحاق. قال زهير: حدثنا جرير عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إياكم والوصال". قالوا: فإنك تواصل، يا رسول الله! قال: "إنكم لستم في ذلك مثلى. إني أبيت يطعمني ربي ويسقيني فاكلفوا من الأعمال ما تطيقون".
(1103) وحدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا المغيرة عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثله. غير أنه قال "فاكلفوا مالكم به طاقة".
م (1103) وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. حدثنا الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه نهى عن الوصال. بمثل حديث عمارة عن أبي زرعة.
59 - (1104) حدثني زهير بن حرب. حدثنا أبو النضر هاشم بن القاسم. حدثنا سليمان عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه. قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلي في رمضان. فجئت فقمت إلى جنبه. وجاء رجل آخر فقام أيضا. حتى كنا رهطا. فلما حس النبي صلى الله عليه وسلم أنا خلفه، جعل يتجوز في الصلاة. ثم دخل رحله فصلى صلاة لا يصليها عندنا. قال: قلنا له، حين أصبحنا: أفطنت لنا الليلة؟ قال: فقال: "نعم. ذاك الذي حملني على الذي صنعت". قال: فأخذ يواصل رسول الله صلى الله عليه وسلم. وذاك في آخر الشهر. فأخذ رجال من أصحابه يواصلون. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "ما بال رجال يواصلون! إنكم لستم مثلي. أما والله! لو تماد لي الشهر لواصلت وصالا، يدع المتعمقون تعمقهم".
60 - (1104) حدثنا عاصم بن النضر التيمي. حدثنا خالد (يعني ابن الحارث) حدثنا حميد عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه. قال: واصل رسول الله صلى الله عليه وسلم في أول شهر رمضان. فواصل ناس من المسلمين. فبلغه ذلك. فقال:
"لو مد لنا الشهر لواصلنا وصالا، يدع المتعمقون تعمقهم. إنكم لستم مثلي. (أو قال) إني لست مثلكم. إني أظل يطعمني ربي ويسقيني".
61 - (1105) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم وعثمان بن أبي شيبة. جميعا عن عبدة. قال إسحاق: أخبرنا عبدة بن سليمان عن هشام ابن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: نهاهم النبي صلى الله عليه وسلم عن الوصال رحمة لهم. فقالوا: إنك تواصل! قال:
"إني لست كهيئتكم. إني يطعمني ربي ويسقيني".
([1]) فجر الخميس 21/ 11 / 1418هـ
([2]) يعني أفطر حكماً والأفضل له الإفطار حقيقة وهذا أفضل من الذي يواصل الصيام إلى السحر.
- قال النووي (وقد جاء هذا الترتيب في الحديث الاَخر في سنن أبي داود وغيره في الأمر بالفطر على تمر فإن لم يجد فعلى الماء فإنه طهور.) قال الشيخ رحمه معلقاً (وهو صحيح)
([3]) مغرب الأحد 19/ 6 / 1416هـ
([4]) يكره الوصال ولا يحرم لمواصلته صلى الله عليه وسلم بالصحابة اليوم واليومين والوصال إلى السحر لا كراهة فيه ولكن المبادرة بالفطر عند الغروب أفضل.
([5]) وهذا رغبة منهم في الخير وطمعاً منهم في أن يأذن لهم كما أذن له في الوصال، وليس المراد بالطعام والشراب الحقيقي بل بما يفتح الله عز وجل له من المعاني الربانية والنفحات القدسية ولذة المناجاة مما يستغني به عن الأكل والشرب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/48)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[04 - 09 - 07, 11:22 ص]ـ
(12) باب بيان أن القبلة في الصوم ليست محرمة على من لم تحرك شهوته [1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665859#_ftn1)
62 - (1106) حدثني علي بن حجر. حدثنا سفيان عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل إحدى نسائه وهو صائم. ثم تضحك. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665859#_ftn2))
63 - (1106) حدثني علي بن حجر السعدي وابن أبي عمر. قالا: حدثنا سفيان. قال: قلت لعبدالرحمن بن القاسم: أسمعت أباك يحدث عن عائشة رضي الله عنها؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم؟ فسكت ساعة. ثم قال: نعم.
64 - (1106) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا علي بن مسهر عن عبيدالله بن عمر، عن القاسم، عن عائشة رضي الله عنها. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبلني وهو صائم. وأيكم يملك أربه كما كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يملك إربه.
65 - (1106) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب (قال يحيى: أخبرنا وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية) عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود وعلقمة، عن عائشة رضي الله عنها. ح وحدثنا شجاع بن مخلد. حدثنا يحيى بن أبي زائدة. حدثنا الأعمش عن مسلم، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم. ويباشر وهو صائم. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665859#_ftn3)) ولكنه أملككم لإربه.
66 - (1106) حدثني علي بن حجر وزهير بن حرب. قالا: حدثنا سفيان عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عائشة رضي الله عنها؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم. وكان أملككم لإربه. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665859#_ftn4))
67 - (1106) وحدثنا محمد بن المثنى وابن بشار. قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة، عن عائشة رضي الله عنها؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يباشر وهو صائم.
68 - (1106) وحدثنا محمد بن المثنى. حدثنا أبو عاصم. قال: سمعت ابن عون عن إبراهيم، عن الأسود، قال: انطلقت أنا ومسروق إلى عائشة رضي الله عنها. فقلنا لها: أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يباشر وهو صائم؟ قالت: نعم. ولكنه كان أملككم لإربه أو من أملككم لإربه. شك أبو عاصم.
(1106) وحدثنيه يعقوب الدورقي. حدثنا إسماعيل عن ابن عون، عن إبراهيم، عن الأسود ومسروق؛ أنهما دخلا على أم المؤمنين ليسألانها. فذكر نحوه.
69 - (1106) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا الحسن بن موسى. حدثنا شيبان عن يحيى ابن أبي كثير، عن أبي سلمى؛ أن عمر ابن عبدالعزيز أخبره؛ أن عروة بن الزبير أخبره؛ أن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أخبرته، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقبلها وهو صائم.
(1106) وحدثنا يحيى بن بشر الحريري. حدثنا معاوية (يعني ابن سلام) عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد، مثله.
70 - (1106) حدثنا يحيى بن يحيى، وقتيبة بن سعيد، وأبو بكر بن أبي شيبة (قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا أبو الأحوص) عن زياد بن علاقة، عن عمرو بن ميمون، عن عائشة رضي الله عنها. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل في شهر الصوم.
71 - (1106) وحدثني محمد بن حاتم. حدثنا بهز بن أسد. حدثنا أبو بكر النهشلي. حدثنا زياد بن علاقة عن عمرو بن ميمون، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل، في رمضان، وهو صائم.
72 - (1106) وحدثنا محمد بن بشار. حدثنا عبدالرحمن. حدثنا سفيان عن أبي الزناد، عن علي بن الحسين، عن عائشة رضي الله عنها؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يقبل وهو صائم.
73 - (1107) وحدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب (قال يحيى: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية) عن الأعمش، عن مسلم، عن شتير بن شكل، عن حفصة رضي الله عنها. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يقبل وهو صائم.
(1107) وحدثنا أبو الربيع الزهراني. حدثنا أبو عوانة. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وإسحاق بن إبراهيم عن جرير. كلاهما عن منصور، عن مسلم، عن شتير بن شكل، عن حفصة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثله.
74 - (1108) حدثني هارون بن سعيد الأيلي. حدثنا ابن وهب. أخبرني عمرو (وهو ابن الحارث) عن عبدربه بن سعيد، عن عبدالله بن كعب الحميري، عن عمر بن أبي سلمة؛ أنه سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيقبل الصائم؟ فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم "سل هذه" (لأم سلمة) فأخبرته؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يصنع ذلك. فقال: يا رسول الله! قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أما والله! إني لأتقاكم لله، وأخشاكم له".
[1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=665859#_ftnref1) - مغرب الأربعاء 22/ 6 / 1416هـ
([2]) فيه أنه لا بأس بالتقبيل للصائم ولكن إذا كان سريع الشهوة فالأولى أن يترك.
([3]) إذا أمذى فلا شيء عليه ولا قضاء أما إذا أمنى فإنه يقضي ذلك اليوم.
([4]) هذا كأنه فيه نصيحة لهم بعدم فعل ذلك لأنهم لا يملكون آرابهم فالأصل الجواز إلا إذا خشي شيئاً، والتفريق في التقبيل بين الشيخ والشاب بالجواز للشيخ دون الشاب الحديث فيه ضعيف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/49)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[04 - 09 - 07, 11:23 ص]ـ
(13) باب صحة صوم من طلع عليه الفجر وهو جنب ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666394#_ftn1))
75 - (1109) حدثني محمد بن حاتم. حدثنا يحيى بن سعيد عن ابن جريج. ح وحدثني محمد ابن رافع (واللفظ له) حدثنا عبدالرزاق ابن همام. أخبرنا ابن جريج. أخبرني عبدالملك بن أبي بكر بن عبدالرحمن عن أبي بكر، قال: سمعت أبا هريرة رضي الله عنه يقص، يقول في قصصه: من أدركه الفجر جنبا فلا يصم. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666394#_ftn2)) فذكرت ذلك لعبدالرحمن بن الحارث (لأبيه) فأنكر ذلك. فانطلق عبدالرحمن وانطلقت معه. حتى دخلنا على عائشة وأم سلمة رضي الله عنهما. فسألهما عبدالرحمن عن ذلك. قال فكلتاهما قالت: كان النبي صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم. قال: فانطلقنا حتى دخلنا على مروان. فذكر له ذلك عبدالرحمن. فقال مروان عزمت عليك إلا ماذهبت إلى أبي هريرة، فرددت عليه ما يقول. قال: فجئنا أبا هريرة. وأبو بكر حاضر ذلك كله. قال: فذكر له عبدالرحمن. فقال أبو هريرة: أهما قالتاه لك؟ قال: نعم. قال: هما أعلم. ثم رد أبو هريرة ما كان يقول في ذلك إلى الفضل بن العباس. فقال أبو هريرة: سمعت ذلك من الفضل. ولم أسمعه من النبي صلى الله عليه وسلم.
قال: فرجع أبو هريرة عما كان يقول في ذلك.
قلت لعبدالملك: أقالتا: في رمضان؟ قال كذلك. كان يصبح جنبا من غير حلم ثم يصوم. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666394#_ftn3))
76 - (1109) وحدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير وأبي بكر بن عبدالرحمن؛ أن عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: قد كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يدركه الفجر في رمضان وهو جنب، من غير حلم فيغتسل ويصوم.
77 - (1109) حدثني هارون بن سعيد الأيلي. حدثنا ابن وهب. أخبرني عمرو (وهو ابن الحارث) عن عبدربه، عن عبدالله بن كعب الحميري؛ أن أبا بكر حدثه؛ أن مروان أرسله إلى أم سلمة رضي الله عنها، يسأل عن رجل يصبح جنبا. أيصوم؟ فقالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا من جماع، لا من حلم، ثم لا يفطر ولا يقضي.
78 - ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666394#_ftn4))(1109) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عن عبدربه بن سعيد، عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام، عن عائشة وأم سلمة، زوجي النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنهما قالتا: إن كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليصبح جنبا من جماع، غير احتلام، في رمضان، ثم يصوم.
79 - (1110) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة وابن حجر. قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل بن جعفر. أخبرني عبدالله بن عبدالرحمن (وهو بن معمر بن حزم الأنصاري أبو طوالة) أن أبا يونس مولى عائشة أخبره عن عائشة رضي الله عنها؛ أن رجلا جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستفتيه، وهي تسمع من وراء الباب، فقال: يا رسول الله! تدركني الصلاة وأنا جنب. أفأصوم؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"وأنا تدركني الصلاة وأنا جنب، فأصوم" فقال: لست مثلنا. يا رسول الله! قد غفر الله لك ما تقدم من ذنبك وما تأخر. فقال:
"والله! إني لأرجو أن أكون أخشاكم لله، وأعلمكم بما أتقى".
80 - (1109) حدثنا أحمد بن عثمان النوفلي. حدثنا أبو عاصم. حدثنا ابن جريج. أخبرني محمد بن يوسف عن سليمان بن يسار؛ أنه سأل أم سلمة رضي الله عنها: عن الرجل يصبح جنبا. أيصوم؟ قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصبح جنبا، من غير احتلام، ثم يصوم.
(14) باب تغليظ تحريم الجماع في نهار رمضان على الصائم، ووجوب الكفارة الكبرى فيه وبيانها، وأنها تجب على الموسر والمعسر، وتثبت في ذمة المعسر حتى يستطيع
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/50)
81 - (1111) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب وابن نمير. كلهم عن ابن عيينة. قال يحيى: أخبرنا سفيان ابن عيينة عن الزهري، عن حميد بن عبدالرحمن، عن أبي هريرة رضي الله نه قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فقال: هلكت. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666394#_ftn5)) يا رسول الله! قال "وما أهلكك؟ " قال: وقعت على امرأتي في رمضان. قال:
"هل تجد ما تعتق رقبة؟ " قال: لا. قال: "فهل تستطيع أن تصوم شهريين متتابعين؟ " قال: لا. قال: "فهل تجد ماتطعم ستين مسكينا؟ " قال: لا. قال: ثم جلس. فأتي النبي صلى الله عليه وسلم بعرق فيه تمر. فقال: "تصدق بهذا" قال: أفقر منا؟ فما بين لابتيها أهل بيت أحوج إليه منا. فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه. ثم قال "اذهب فأطعمه أهلك". ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666394#_ftn6))
(1111) حدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا جرير عن منصور، عن محمد بن مسلم الزهري، بهذا الإسناد. مثل رواية ابن عيينة. وقال: بعرق فيه تمر. وهو الزنبيل. ولم يذكر: فضحك النبي صلى الله عليه وسلم حتى بدت أنيابه.
82 - (1111) حدثنا يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح. قالا: أخبرنا الليث. ح وحدثنا قتيبة. حدثنا ليث عن ابن شهاب، عن حميد ابن عبدالرحمن بن عوف، عن أبي هريرة رضي الله عنه؛ أن رجلا وقع بامرأته في رمضان. فاستفتى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن ذلك. فقال:
"هل تجد رقبة؟ " قال: لا. قال:"وهل تستطيع صيام شهرين؟ " قال: لا. قال: "فأطعم ستين مسكينا".
83 - (1111) وحدثنا محمد بن رافع. حدثنا إسحاق بن عيسى. أخبرنا مالك عن الزهري، بهذا الإسناد؛ أن رجلا أفطر في رمضان. فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يكفر بعتق رقبة. ثم ذكر بمثل حديث ابن عيينة.
84 - (1111) حدثني محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا ابن جريج. حدثني ابن شهاب عن حميد بن عبدالرحمن؛ أن أبا هريرة حدثه؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم أمر رجلا أفطر في رمضان، أن يعتق رقبة، أو يصوم شهرين، أو يطعم ستين مسكينا.
(1111) حدثنا عبد بن حميد. أخبرنا عبدالرزاق ز أخبرنا معمر عن الزهري، بهذا الإسناد، نحو حديث ابن عيينة.
85 - (1112) حدثنا محمد بن رمح بن المهاجر. أخبرنا الليث عن يحيى بن سعيد، عن عبدالرحمن بن القاسم، عن محمد بن جعفر ابن الزبير، عن عباد بن عبدالله بن الزبير، عن عائشة رضي الله عنها؛ أنها قالت: جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: احترقت. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لم؟ " قال:
وطئت امرأتي في رمضان نهارا. قال " تصدق. تصدق". قال: ما عندي شيء. فأمره أن يجلس. فجاءه عرقان فيهما طعام. فأمره رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يتصدق به.
86 - (1112) وحدثنا محمد بن المثنى. أخبرنا عبدالوهاب الثقفي. قال: سمعت يحيى بن سعيد يقول: أخبرني عبدالرحمن بن القاسم؛ أن محمد بن جعفر بن الزبير أخبره؛ أن عباد بن عبدالله بن الزبير حدثه؛ أنه سمع عائشة رضي الله عنها تقول:
أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فذكر الحديث. وليس في أول الحديث "تصدق. تصدق". ولا قوله: نهارا.
87 - (1112) حدثني أبو الطاهر. أخبرنا ابن وهب. أخبرني عمرو بن الحارث؛ أن عبدالرحمن بن القاسم حدثه؛ أن محمد بن جعفر بن الزبير حدثه؛ أن عباد بن عبدالله بن الزبير حدثه؛ أنه سمع عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم تقول:
أتى رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد في رمضان. فقال: يا رسول الله! احترقت. احترقت. فسأله رسول الله صلى الله عليه وسلم "ما شأنه؟ " فقال: أصبت أهلي. قال"تصدق" فقال: والله! يا نبي الله! ما لي شيء. وما أقدر عليه. قال "اجلس" فجلس. فبينا هو على ذلك أقبل رجل يسوق حمارا، عليه طعام. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "أين المحترق آنفا؟ " فقام الرجل. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "تصدق بهذا" فقال: يا رسول الله! أغيرنا؟ فوالله! إنا لجياع. مالنا شيء. قال "فكلوه".
([1]) فجر الخميس 19/ 5 / 1419 هـ
([2]) هذا لعله كان أولاً ثم نسخ.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/51)
([3]) هذا هو الصواب أنه لا يضره ولعل ما قاله أبو هريرة كان أولاً ثم نسخ ومثل الجنب الحائض والنفساء إذا طهرتا من الليل فاشتغلتا عن الغسل فإدركهما الفجر فإنهما يصومان ويغتسلان ولا حرج عليهما.
([4]) مغرب الأحد 26/ 6 / 1416هـ
([5]) فيه أن المعاصي هلكة ولهذا أقره النبي صلى الله عليه وسلم على قوله هذا.
([6]) فيه أن العاجز عن كفارة الجماع تسقط عنه أما كفارة الظهار والقتل فلا تسقط عنه بل تبقى في ذمته.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[04 - 09 - 07, 11:27 ص]ـ
(15) باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية إذا كان سفره مرحلتين فأكثر، وأن الأفضل لمن أطاقه بلا ضرر أن يصوم، ولمن يشق عليه أن يفطر ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666396#_ftn1))
88 - (1113) حدثني يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح. قالا: أخبرنا الليث. ح وحدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن ابن شهاب، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أنه أخبره؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح في رمضان. فصام حتى بلغ الكديد. ثم أفطر. وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666396#_ftn2))
(1113) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم عن سفيان، عن الزهري، بهذا الإسناد، مثله. قال يحيى: قال سفيان: لا أدرى من قول من هو؟ يعني: وكان يؤخذ بالآخر من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1113) حدثني محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا معمر عن الزهري، بهذا الإسناد. قال الزهري: وكان الفطر آخر الأمرين. وإنما يؤخذ من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالآخر فالآخر. قال الزهري: فصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة لثلاث عشرة ليلة خلت، من رمضان.
(1113) وحدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب، بهذا الإسناد، مثل حديث الليث. قال ابن شهاب فكانوا يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره. ويرونه الناسخ المحكم.
(1113) وحدثنا إسخق بن إبراهيم. أخبرنا جرير عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال:
سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان. فصام حتى بلغ عسفان. ثم دعا بإنء فيه شراب. فشربه نهارا. ليراه الناس. ثم أفطر. حتى دخل مكة. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666396#_ftn3))
قال ابن عباس رضي الله عنهما: فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفطر. فمن شاء صام، ومن شاء أفطر.
89 - (1113) وحدثنا أبو كريب. حدثنا وكيع عن سفيان، عن عبدالكريم، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال:
لا تعب على من صام ولا من أفطر. قد صام رسول الله صلى الله عليه وسلم، في السفر، وأفطر.
90 - (1114) حدثني محمد بن المثنى. حدثنا عبدالوهاب (يعني ابن عبدالمجيد) حدثنا جعفر عن أبيه، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان. فصام حتى بلغ كراع الغميم. فصام الناس. ثم دعا بقدح من ماء فرفعه. حتى نظر الناس إليه. ثم شرب. فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام. فقال:
" أولئك العصاة. أولئك العصاة ".
91 - (1114) وحدثناه قتيبة بن سعيد. حدثنا عبدالعزيز (يعني الدراوردي) عن جعفر، بهذا الإسناد. وزاد: فقيل له:
إن الناس قد شق عليهم الصيام. وإنما ينظرون فيما فعلت. فدعا بقدح من ماء بعد العصر.
92 - (1115) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن بشار. جميعا عن محمد بن جعفر. قال أبو بكر: حدثنا غندر عن شعبة، عن محمد بن عبدالرحمن بن سعد، عن محمد بن عمرو بن الحسن، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه. قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره. فرأى رجلا قد اجتمع الناس عليه. وقد ضلل عليه. فقال: "ماله؟ " قالوا: رجل صائم. فقال رسول الله عليه وسلم: "ليس من البر أن تصوموا في السفر". ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666396#_ftn4))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/52)
(1115) حدثنا عبيدالله بن معاذ. حدثنا أبي. حدثنا شعبة عن محمد بن عبدالرحمن. قال: سمعت محمد بن عمرو بن الحسن يحدث؛ أنه سمع جابر بن عبدالله رضي الله عنه يقول: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا. بمثله.
م (1115) وحدثناه أحمد بن عثمان النوفلي. حدثنا أبو داود. حدثنا شعبة، بهذا الإسناد، نحوه. وزاد: قال شعبة: وكان يبلغني عن يحيى بن أبي كثير أنه كان يزيد في هذا الحديث. وفي هذا الإسناد أنه قال "عليكم برخصة الله الذي رخص لكم" قال: فلما سألته، لم يحفظه.
93 - ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666396#_ftn5)) (1116) حدثنا هداب بن خالد. حدثنا همام بن يحيى. حدثنا قتادة عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لست عشرة مضت من رمضان. فمنا من صام ومنا من أفطر. فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم.
94 - (1116) حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. حدثنا يحيى بن سعيد عن التيمي. ح وحدثناه محمد بن المثنى. حدثنا ابن مهدي. حدثنا شعبة. وقال ابن المثنى. حدثنا أبو عامر. حدثنا هشام. وقال ابن المثنى: حدثنا سالم بن نوح. حدثنا عمر (يعني ابن عامر). ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن بشر عن سعيد. كلهم عن قتادة، بهذا الإسناد، نحو حديث همام. غير أن في حديث التيمي وعمر بن عامر وهشام: لثمان عشرة خلت. وفي حديث سعيد: في ثنتي عشرة. وشعبة: لسبع عشر أو تسع عشرة.
95 - (1116) حدثنا نصر بن علي الجهضمي. حدثنا بشر (يعني ابن المفضل) عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال:
كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان. فما يعاب على الصائم صومه. ولا على المفطر إفطاره.
96 - (1116) حدثني عمرو الناقد. حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر. فلا يجد الصائم على المفطر. ولا المفطر على الصائم. يرون أن من وجد قوة فصام، فإن ذلك حسن ويرون أن من وجد ضعفا فأفطر فإن ذلك حسنا.
97 - (1117) حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، وسهل بن عثمان، وسويد بن سعيد، وحسين بن حريث. كلهم عن مروان. قال سعيد: أخبرنا مروان بن معاوية عن عاصم. قال سمعت أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبدالله رضي الله عنه. قالا:
سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيصوم الصائم ويفطر المفطر. فلا يعيب بعضهم على بعض.
98 - (1118) حدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا أبو خيثمة عن حميد. قال: سئل أنس رضي الله عنه عن صوم رمضان: في السفر؟ فقال:
سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان. فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم.
99 - (1118) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو خالد الأحمر عن حميد. قال: خرجت فصمت. فقالوا لي: أعد. قال فقلت:
إن أنسا أخبرني؛ أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يسافرون فلا يعيب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم. فلقيت ابن أبي مليكة فأخبرني عن عائشة رضي الله عنها بمثله.
(16) باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل
100 - (1119) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. أخبرنا أبو معاوية عن عاصم عن مورق، عن أنس رضي الله عنه. قال:
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر. فمنا الصائم ومنا المفطر. قال: فنزلنا منزلا في يوم حار. أكثرنا ظلا صاحب الكساء ومنا من يتقي الشمس بيده. قال: فسقط الصوام. وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ذهب المفطرون اليوم بالأجر".
101 - (1119) وحدثنا أبو كريب. حدثنا حفص عن عاصم الأحول، عن مورق، عن أنس رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر. فصام بعض وأفطر بعض. فتحزم المفطرون. وعملوا وضعف الصوام عن بعض العمل. قال: فقال في ذلك "ذهب المفطرون اليوم بالأجر".
102 - (1120) حدثني محمد بن حاتم. حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح، عن ربيعة. قال: حدثني قزعة. قال:
أتيت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه وهو مكسور عليه. فلما تفرق الناس عنه، قلت: إني لا أسألك عما يسألك هؤلاء عنه. سألته عن الصوم في السفر؟ فقال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ونحن صيام. قال: فنزلنا منزلا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم". فكانت رخصة. فمنا من صام ومنا من أفطر. ثم نزلنا منزلا آخر. فقال: "إنكم مصبحوا عدوكم. والفطر أقوى لكم، فأفطروا" وكانت عزمة. فأفطرنا. ثم قال: رأيتنا نصوم، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، في السفر. ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666396#_ftn6))
([1]) مغرب الأربعاء 29/ 6 / 1416هـ
([2]) قال النووي في شرح مسلم (واستدل به هذا القائل على أنه إذا سافر بعد طلوع الفجر صائماً له أن يفطر في يومه، ومذهب الشافعي والجمهور أنه لا يجوز الفطر في ذلك اليوم وإنما يجوز لمن طلع عليه الفجر في السفر) فقال الشيخ ابن باز معلقاً (الصواب أنه إذا سافر من النهار وهو صائم فله إتمام صومه وله الإفطار فهو مخير).
([3]) الفطر في السفر أفضل وإذا كان في الصوم مشقة يتأكد الفطر وعند لقاء العدو يجب عليهم الفطر لحديث (أولئك العصاة).
([4]) يعني في مثل هذه الحالة التي فيها مشقة وأما مع عدم المشقة فلا بأس بالصيام.
([5]) فجر الخميس 26/ 5 / 1419 هـ
([6]) عزم عليهم بالإفطار لما دنوا من العدو.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/53)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[04 - 09 - 07, 11:28 ص]ـ
(15) باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية إذا كان سفره مرحلتين فأكثر، وأن الأفضل لمن أطاقه بلا ضرر أن يصوم، ولمن يشق عليه أن يفطر ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666398#_ftn1))
88 - (1113) حدثني يحيى بن يحيى ومحمد بن رمح. قالا: أخبرنا الليث. ح وحدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن ابن شهاب، عن عبيدالله بن عبدالله بن عتبة، عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أنه أخبره؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح في رمضان. فصام حتى بلغ الكديد. ثم أفطر. وكان صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666398#_ftn2))
(1113) حدثنا يحيى بن يحيى وأبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وإسحاق بن إبراهيم عن سفيان، عن الزهري، بهذا الإسناد، مثله. قال يحيى: قال سفيان: لا أدرى من قول من هو؟ يعني: وكان يؤخذ بالآخر من قول رسول الله صلى الله عليه وسلم.
(1113) حدثني محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا معمر عن الزهري، بهذا الإسناد. قال الزهري: وكان الفطر آخر الأمرين. وإنما يؤخذ من أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بالآخر فالآخر. قال الزهري: فصبح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة لثلاث عشرة ليلة خلت، من رمضان.
(1113) وحدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب، بهذا الإسناد، مثل حديث الليث. قال ابن شهاب فكانوا يتبعون الأحدث فالأحدث من أمره. ويرونه الناسخ المحكم.
(1113) وحدثنا إسخق بن إبراهيم. أخبرنا جرير عن منصور، عن مجاهد، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال:
سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان. فصام حتى بلغ عسفان. ثم دعا بإنء فيه شراب. فشربه نهارا. ليراه الناس. ثم أفطر. حتى دخل مكة. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666398#_ftn3))
قال ابن عباس رضي الله عنهما: فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفطر. فمن شاء صام، ومن شاء أفطر.
89 - (1113) وحدثنا أبو كريب. حدثنا وكيع عن سفيان، عن عبدالكريم، عن طاوس، عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ قال:
لا تعب على من صام ولا من أفطر. قد صام رسول الله صلى الله عليه وسلم، في السفر، وأفطر.
90 - (1114) حدثني محمد بن المثنى. حدثنا عبدالوهاب (يعني ابن عبدالمجيد) حدثنا جعفر عن أبيه، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنهما؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج عام الفتح إلى مكة في رمضان. فصام حتى بلغ كراع الغميم. فصام الناس. ثم دعا بقدح من ماء فرفعه. حتى نظر الناس إليه. ثم شرب. فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام. فقال:
" أولئك العصاة. أولئك العصاة ".
91 - (1114) وحدثناه قتيبة بن سعيد. حدثنا عبدالعزيز (يعني الدراوردي) عن جعفر، بهذا الإسناد. وزاد: فقيل له:
إن الناس قد شق عليهم الصيام. وإنما ينظرون فيما فعلت. فدعا بقدح من ماء بعد العصر.
92 - (1115) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة ومحمد بن المثنى وابن بشار. جميعا عن محمد بن جعفر. قال أبو بكر: حدثنا غندر عن شعبة، عن محمد بن عبدالرحمن بن سعد، عن محمد بن عمرو بن الحسن، عن جابر بن عبدالله رضي الله عنه. قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفره. فرأى رجلا قد اجتمع الناس عليه. وقد ضلل عليه. فقال: "ماله؟ " قالوا: رجل صائم. فقال رسول الله عليه وسلم: "ليس من البر أن تصوموا في السفر". ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666398#_ftn4))
(1115) حدثنا عبيدالله بن معاذ. حدثنا أبي. حدثنا شعبة عن محمد بن عبدالرحمن. قال: سمعت محمد بن عمرو بن الحسن يحدث؛ أنه سمع جابر بن عبدالله رضي الله عنه يقول: رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا. بمثله.
م (1115) وحدثناه أحمد بن عثمان النوفلي. حدثنا أبو داود. حدثنا شعبة، بهذا الإسناد، نحوه. وزاد: قال شعبة: وكان يبلغني عن يحيى بن أبي كثير أنه كان يزيد في هذا الحديث. وفي هذا الإسناد أنه قال "عليكم برخصة الله الذي رخص لكم" قال: فلما سألته، لم يحفظه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/54)
93 - ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666398#_ftn5)) (1116) حدثنا هداب بن خالد. حدثنا همام بن يحيى. حدثنا قتادة عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال:
غزونا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم لست عشرة مضت من رمضان. فمنا من صام ومنا من أفطر. فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم.
94 - (1116) حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي. حدثنا يحيى بن سعيد عن التيمي. ح وحدثناه محمد بن المثنى. حدثنا ابن مهدي. حدثنا شعبة. وقال ابن المثنى. حدثنا أبو عامر. حدثنا هشام. وقال ابن المثنى: حدثنا سالم بن نوح. حدثنا عمر (يعني ابن عامر). ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن بشر عن سعيد. كلهم عن قتادة، بهذا الإسناد، نحو حديث همام. غير أن في حديث التيمي وعمر بن عامر وهشام: لثمان عشرة خلت. وفي حديث سعيد: في ثنتي عشرة. وشعبة: لسبع عشر أو تسع عشرة.
95 - (1116) حدثنا نصر بن علي الجهضمي. حدثنا بشر (يعني ابن المفضل) عن أبي مسلمة، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد رضي الله عنه قال:
كنا نسافر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان. فما يعاب على الصائم صومه. ولا على المفطر إفطاره.
96 - (1116) حدثني عمرو الناقد. حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن الجريري، عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
كنا نغزو مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان فمنا الصائم ومنا المفطر. فلا يجد الصائم على المفطر. ولا المفطر على الصائم. يرون أن من وجد قوة فصام، فإن ذلك حسن ويرون أن من وجد ضعفا فأفطر فإن ذلك حسنا.
97 - (1117) حدثنا سعيد بن عمرو الأشعثي، وسهل بن عثمان، وسويد بن سعيد، وحسين بن حريث. كلهم عن مروان. قال سعيد: أخبرنا مروان بن معاوية عن عاصم. قال سمعت أبا نضرة يحدث عن أبي سعيد الخدري وجابر بن عبدالله رضي الله عنه. قالا:
سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فيصوم الصائم ويفطر المفطر. فلا يعيب بعضهم على بعض.
98 - (1118) حدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا أبو خيثمة عن حميد. قال: سئل أنس رضي الله عنه عن صوم رمضان: في السفر؟ فقال:
سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان. فلم يعب الصائم على المفطر ولا المفطر على الصائم.
99 - (1118) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو خالد الأحمر عن حميد. قال: خرجت فصمت. فقالوا لي: أعد. قال فقلت:
إن أنسا أخبرني؛ أن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كانوا يسافرون فلا يعيب الصائم على المفطر، ولا المفطر على الصائم. فلقيت ابن أبي مليكة فأخبرني عن عائشة رضي الله عنها بمثله.
(16) باب أجر المفطر في السفر إذا تولى العمل
100 - (1119) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. أخبرنا أبو معاوية عن عاصم عن مورق، عن أنس رضي الله عنه. قال:
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في السفر. فمنا الصائم ومنا المفطر. قال: فنزلنا منزلا في يوم حار. أكثرنا ظلا صاحب الكساء ومنا من يتقي الشمس بيده. قال: فسقط الصوام. وقام المفطرون فضربوا الأبنية وسقوا الركاب. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "ذهب المفطرون اليوم بالأجر".
101 - (1119) وحدثنا أبو كريب. حدثنا حفص عن عاصم الأحول، عن مورق، عن أنس رضي الله عنه قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر. فصام بعض وأفطر بعض. فتحزم المفطرون. وعملوا وضعف الصوام عن بعض العمل. قال: فقال في ذلك "ذهب المفطرون اليوم بالأجر".
102 - (1120) حدثني محمد بن حاتم. حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن معاوية بن صالح، عن ربيعة. قال: حدثني قزعة. قال:
أتيت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه وهو مكسور عليه. فلما تفرق الناس عنه، قلت: إني لا أسألك عما يسألك هؤلاء عنه. سألته عن الصوم في السفر؟ فقال: سافرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى مكة ونحن صيام. قال: فنزلنا منزلا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إنكم قد دنوتم من عدوكم والفطر أقوى لكم". فكانت رخصة. فمنا من صام ومنا من أفطر. ثم نزلنا منزلا آخر. فقال: "إنكم مصبحوا عدوكم. والفطر أقوى لكم، فأفطروا" وكانت عزمة. فأفطرنا. ثم قال: رأيتنا نصوم، مع رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، في السفر. ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666398#_ftn6))
([1]) مغرب الأربعاء 29/ 6 / 1416هـ
([2]) قال النووي في شرح مسلم (واستدل به هذا القائل على أنه إذا سافر بعد طلوع الفجر صائماً له أن يفطر في يومه، ومذهب الشافعي والجمهور أنه لا يجوز الفطر في ذلك اليوم وإنما يجوز لمن طلع عليه الفجر في السفر) فقال الشيخ ابن باز معلقاً (الصواب أنه إذا سافر من النهار وهو صائم فله إتمام صومه وله الإفطار فهو مخير).
([3]) الفطر في السفر أفضل وإذا كان في الصوم مشقة يتأكد الفطر وعند لقاء العدو يجب عليهم الفطر لحديث (أولئك العصاة).
([4]) يعني في مثل هذه الحالة التي فيها مشقة وأما مع عدم المشقة فلا بأس بالصيام.
([5]) فجر الخميس 26/ 5 / 1419 هـ
([6]) عزم عليهم بالإفطار لما دنوا من العدو.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/55)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[04 - 09 - 07, 11:33 ص]ـ
(17) باب التخيير في الصوم والفطر في السفر ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666400#_ftn1))
103 - (1121) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها؛ أنها قالت: سأل حمزة ابن عمرو الأسلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم: عن الصيام في السفر؟ فقال.
"إن شئت فصم، وإن شئت فأفطر". ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666400#_ftn2))
104 - (1121) وحدثنا أبو الربيع الزهراني. حدثنا حماد (وهو ابن زيد). حدثنا هشام عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها أن حمزة ابن عمرو الأسلمي سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله: إني رجل أسرد الصوم. أفصوم في السفر؟ "صم إن شئت وأفطر إن شئت".
105 - (1121) وحدثناه يحيى ابن يحيى. أخبرنا أبو معاوية عن هشام، بهذا الإسناد، مثل حديث حماد بن زيد: إني رجل أسرد الصوم.
106 - (1121) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قال: حدثنا ابن نمير. وقال أبو بكر: حدثنا عبدالرحيم بن سليمان كلاهما عن هشام، بهذا الإسناد؛ أن حمزة قال: إني رجل أصوم أفأصوم في السفر؟.
107 - (1121) وحدثني أبو الطاهر وهارون بن سعيد الأيلي (قال هارون: حدثنا. وقال أبو الطاهر: أخبرنا ابن وهب) أخبرني عمرو بن الحارث عن أبي الأسود، عن عروة بن الزبير عن أبي مراوح، عن حمزة بن عمرو الأسلمي رضي الله عنه: أنه قال: يا رسول الله: أجد بي قوة على الصيام في السفر. فهل علي جناح؟، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"هي رخصة من الله فمن أخذ بها فحسن. ومن أحب أن يصوم فلا جناح عليه". قال هارون في حديثه: "هي رخصة" ولم يذكر من الله. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666400#_ftn3))
108 - (1122) حدثنا داود بن رشيد. حدثنا الوليد بن مسلم عن سعيد بن عبدالعزيز، عن إسماعيل بن عبيدالله، عن أم الدرداء عن أبي الدرداء رضي الله عنه؛ قال:
خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهر رمضان في حر شديد. حتى إن كان أحدا ليضع يده على رأسه من شدة الحر. وما فينا صائم، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن رواحة. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666400#_ftn4))
109 - (1122) حدثنا عبدالله بن مسلمة القعنبي. حدثنا هشام بن سعد عن عثمان بن حيان الدمشقي عن أم الدرداء قالت: قال أبو الدرداء:
لقد رأيتنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في بعض أسفاره في يوم شديد الحر. حتى إن الرجل ليضع يده على رأسه من شدة الحر وما منا أحدا صائم، إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعبدالله بن رواحة.
(18) باب استحباب الفطر للحاج يوم عرفة
110 - (1123) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عن أبي النضر، عن عمير مولى عبدالله بن عباس، عن أم الفضل بنت الحارث؛ أن ناسا تماروا عندها، يوم عرفة، في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال بعضهم: هو صائم. وقال بعضهم: ليس بصائم. فأرسلت إليه بقدح لبن، وهو واقف على بعيره بعرفة، فشربه. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666400#_ftn5))
(1123) حدثنا إسحاق بن إبراهيم وابن أبي عمر عن سفيان، عن أبي النضر، بهذا الإسناد.
ولم يذكر: وهو واقف على بعيره. وقال: عن عمير مولى أم الفضل.
م (1123) حدثني زهير بن حرب. حدثنا عبدالرحمن بن مهدي عن سفيان، عن سالم أبي النضر، بهذا الإسناد. نحو حديث ابن عيينة. وقال: عن عمير مولى أم الفضل.
111 - (1123) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي. حدثنا ابن وهب. أخبرني عمرو؛ أن أبا النضر حدثه؛ أن عميرا مولى ابن عباس رضي الله عنه حدثه؛ أنه سمع أم الفضل رضي الله عنها تقول:
شك ناس من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في صيام يوم عرفة. ونحن بها مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأرسلت إليه بقعب فيه لبن، وهو بعرفة، فشربه.
112 - (1124) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي. حدثنا ابن وهب. أخبرني عمرو عن بكير بن الأشج، عن كريب مولى ابن عباس رضي الله عنهما، عن ميمونة زوج النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنها قالت:
إن الناس شكوا في صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عرفة. فأرسلت إليه ميمونة بحلاب اللبن. وهو واقف في الموقف. فشرب منه. والناس ينظرون إليه. ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666400#_ftn6))
([1]) مغرب الأحد 4/ 7 / 1416هـ
([2]) الفطر أفضل لأنه رخصة والله يحب أن تؤتى رخصه. والأحوط والأولى أن لا يفطر إلا بعد خروجه من البلد لأنه قد يترك السفر وقد جاء عن أنس أنه أفطر قبل خروجه من البلد وقال هو السنة ولكن المعروف عنه صلى الله عليه وسلم أنه لا يتعاطى أحكام السفر إلا بعد خروجه من البلد.
([3]) فيه أن الأفضل الأخذ بالرخصة.
([4]) هذا لبيان جواز الصيام في السفر.
- إذا كان الصيام يضعف عن طلب العلم أو أعمال الخير أو بر والديه أو طلب الرزق فالفطر أفضل.
([5]) وهذا يدل على أن السنة للحاج الفطر وقد ثبت النهي عن الصيام يوم عرفة بعرفة والأصل والأقرب في النهي أنه للتحريم.
([6]) ميمونة أخت أم الفضل فلعل أم الفضل هي التي أعطت ميمونة اللبن.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/56)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[04 - 09 - 07, 11:35 ص]ـ
(19) باب صوم يوم عاشوراء ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666401#_ftn1))
113 - (1125) حدثنا زهير بن حرب. حدثنا جرير عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها؛ قالت: كانت قريش تصوم عاشوراء في الجاهلية. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه. فلما هاجر إلى المدينة، صامه وأمر بصيامه. فلما فرض شهر رمضان قال:
"من شاء صامه، ومن شاء تركه".
114 - (1125) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قال: حدثنا ابن نمير عن هشام. بهذا الإسناد. ولم يذكر في أول الحديث وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه وقال في أخر الحديث: وترك عاشوراء. فمن شاء صامه ومن شاء تركه ولم يجعله من قول النبي صلى الله عليه وسلم كرواية جرير.
(1125) حدثني عمرو الناقد. حدثنا سفيان عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها؛ أن يوم عاشوراء كان يصام في الجاهلية. فلما جاء اللإسلما، من شاء صامه ومن شاء تركه.
115 - (1125) حدثنا حرملة بن يحيى. أخبرنا بن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب. أخبرني عروة بن الزبير؛ أن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمر بصيامه قبل أن يفرض رمضان فلما فرض رمضان، كان من شاء صام يوم عاشوراء، ومن شاء أفطر. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666401#_ftn2))
116 - (1125) حدثنا قتيبة بن سعيد ومحمد بن رمح. جميعا عن الليث بن سعد. قال ابن رمح:
أخبرنا الليث عن يزيد بن أبي حبيب؛ أن عراكا أخبره؛ أن عروة أخبره؛ أن عائشة أخبرته؛ أن قريشا كانت تصوم عاشوراء في الجاهلية ثم أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بصيامه حتى فرض رمضان فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من شاء فليصمه ومن شاء فليفطره"
117 - (1126) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبدالله بن نمير. ح وحدثنا بن نمير (واللفظ له) حدثنا أبي. حدثنا عبيدالله عن نافع. أخبرني عبدالله بن عمر رضي الله عنه؛ أن أهل الجاهلية كانوا يصومون يوم عاشوراء. وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم صامه، والمسلمون. قبل أن يفترض رمضان, فلما افترض رمضان، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن عاشوراء يوم من أيام الله. فمن شاء صامه ومن شاء تركه".
(1125) وحدثناه محمد بن المثنى وزهير بن حرب. قالا: حدثنا يحيى (وهو القطان) ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو أسامة. كلاهما عن عبيدالله. بمثله. في هذا الإسناد.
118 - (1125) وحدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث. ح وحدثنا ابن رمح. أخبرنا الليث عن نافع، عن ابن عر رضي الله عنهما؛ أنه ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"كان يوما يصومه أهل الجاهلية. فمن أحب منكم أن يصومه فليصمه. ومن كره فليدعه".
119 - (1125) حدثنا أبو كريب. حدثنا أبو أسامة عن الوليد (يعني ابن كثير) حدثني نافع؛ أن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما حدثه؛ أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، في يوم عاشوراء "إن هذا يوم كان يصومه أهل الجاهلية. فن أحب أن يصوه فليصمه. ومن أحب أن يتركه فليتركه". وكان عبدالله رضي الله عنه لا يصومه، إلا أن يوافق صيامه. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666401#_ftn3))
120 - (1125) وحدثني محمد بن أحمد بن أبي خلف. حدثنا روح. حدثنا أبو مالك عبيدالله بن الأخنس. أخبرني نافع عن عبدالله ابن عمر رضي الله عنهما. قال:
ذكر عند النبي صلى الله عليه وسلم صوم يوم عاشوراء. فذكر مثل حديث الليث بن سعد، سواء.
121 - (1125) وحدثنا أحمد بن عثمان النوفلي. حدثنا أبو عاصم. حدثنا عمر بن محمد بن زيد العسقلاني. حدثنا سالم بن عبدالله. حدثني عبدالله بن عمر رضي الله عنهما. قال:
ذكر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء. فقال: "ذاك يوم كان يصومه أهل الجاهلية. فمن شاء صامه، ومن شاء تركه".
122 - (1127) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. جميعا عن أبي معاوية. قال أبو بكر: حدثنا أبو معاوية عن الأعمش، عن عمارة، عن عبدالرحمن بن يزيد. قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/57)
دخل الأشعث بن قيس على عبدالله. وهو يتغدى. فقال: يا أبا محمد! ادن إلى الغداء. فقال: أوليس اليوم يوم عاشوراء؟ قال وهل تدري ما يوم عاشوراء. قال: وما هو؟ قال: إنما هو يوم كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه قبل أن ينزل شهر رمضان. فلما نزل شهر رمضان ترك. وقال أبو كريب: تركه.
(1127) وحدثنا زهير بن حرب وعثمان بن أبي شيبة. قالا: حدثنا جرير عن الأعمش، بهذا الإسناد. وقالا: فلما نزل رمضان تركه.
123 - (1127) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا وكيع ويحيى بن سعيد القطان عن سفيان. ح وحدثني محمد بن حاتم (واللفظ له). حدثنا يحيى بن سعيد. حدثنا سفيان. حدثني زبيد اليامي عن عمارة بن عمير، عن قيس بن سكن؛ أن الأشعث بن قيس دخل على عبدالله، يوم عاشوراء. وهو يأكل. فقال: يا أبا محمد! ادن فكل. قال: إني صائم. قال: كنا نصومه، ثم ترك.
124 - (1127) وحدثني محمد بن حاتم. حدثنا إسحاق بن منصور. حدثنا اسرائيل عن منصور. عن إبراهيم، عن علقمة. قال: دخل الأشعث بن قيس على ابن مسعود. وهو يأكل، يوم عاشوراء. فقال: يا أبا عبدالرحمن! إن اليوم يوم عاشوراء. فقال: قد كان يصام قبل أن ينزل رمضان. فلما نزل رمضان، ترك. فإن كنت فطرا فاطعم.
125 - (1128) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبيدالله بن موسى. أخبرنا شيبان عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن جعفر بن أبي ثور، عن جابر بن سمرة رضي الله عنه. قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يأمرنا بصيام يوم عاشوراء. ويحثنا عليه. ويتعاهدنا عنده. فلما فرض رمضان، لم يأمرنا، ولم ينهنا، ولم يتعاهدنا عنده.
126 - (1129) حدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب. أخبرني حميد بن عبدالرحمن؛ أنه سمع معاوية بن أبي سفيان، خطيبا بالمدينة (يعني في قدمة قدمها) خطبهم يوم عاشوراء فقال: أين علماؤكم؟ يا أهل المدينة! سمعت رسول الله صلى اله عليه وسلم يقول (لهذا اليوم)
"هذا يوم عاشوراء. ولم يكتب الله عليكم صيامه. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666401#_ftn4)) وأنا صائم. فمن أحب منكم أن يصوم فليصم. ومن أحب أن يفطر فليفطر".
(1129) حدثني أبو الطاهر. حدثنا عبدالله بن وهب. أخبرني مالك بن أنس عن ابن شهاب، في هذا الإسناد، بمثله.
م (1129) وحدثنا ابن أبي عمر. حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري، بهذا الإسناد. سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول في مثل هذا اليوم "إني صائم. فمن شاء أن يصوم فليصم" ولم يذكر باقي حديث مالك ويونس.
127 - (1130) حدثني يحيى بن يحيى. أخبرنا هشيم عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه. قال:
قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة. فوجد اليهود يصومون يوم عاشوراء فسئلوا عن ذلك؟ فقالوا: هذا اليوم الذي أظهر الله فيه موسى وبني إسرائيل على فرعون. فنحن نصومه تعظيما له. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "نحن أولى بموسى منكم". فأمر بصومه.
(1130) وحدثناه ابن بشار وأبو بكر بن نافع. جميعا عن محمد بن جعفر، عن شعبة، عن أبي بشر، بهذا الإسناد. وقال: فسألهم عن ذلك.
128 - (1130) وحدثني ابن أبي عمر. حدثنا سفيان عن أيوب، عن عبدالله بن سعيد بن جبير، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قدم المدينة. فوجد اليهود صياما، يوم عاشوراء. فقال لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ما هذا اليوم الذي تصومونه؟ " فقالوا: هذا يوم عظيم. أنجى الله فيه موسى وقومه. وغرق فرعون وقومه. فصامه موسى شكرا. فنحن نصومه. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فنحن أحق وأولى بموسى منكم" فصامه رسول الله صلى الله عليه وسلم. وأمر بصيامه.
(1130) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا عبدالرزاق. حدثنا معمر عن أيوب، بهذا الإسناد. إلا أنه قال: عن ابن سعيد بن جبير. لم يسمه.
129 - (1131) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وابن نمير. قالا: حدثنا أبو أسامة عن أبي عميس، عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى رضي الله عنه. قال: كان يوم عاشوراء يوما تعظمه اليهود، وتتخذه عيدا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "صوموه أنتم".
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/58)
130 - (1131) وحدثناه أحمد بن المنذر. حدثنا حماد بن أسامة. حدثنا أبو العميس. أخبرني قيس. فذكر، بهذا الإسناد، مثله. وزاد: قال أبو أسامة: فحدثني صدقة بن أبي عمران عن قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي موسى رضي الله عنه. قال: كان أهل خيبر يصومون يوم عاشوراء. يتخذونه عيدا. ويلبسون نساءهم فيه حليهم وشارتهم. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "فصوموه أنتم".
131 - (1132) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد. جميعا عن سفيان. قال أبو بكر: حدثنا ابن عيينة عن عبيدالله بن أبي يزيد. سمع ابن عباس رضي الله عنهما. وسئل عن صيام يوم عاشوراء. فقال: ما علمت أن رسول الله عليه وسلم صام يوما، يطلب فضله على الأيام، إلا هذا اليوم. ولا شهرا إلا هذا الشهر. يعني رمضان.
(1132) وحدثني محد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا ابن جريج. أخبرني عبيدالله بن أبي يزيد، في هذا الإسناد، بمثله.
(20) باب أي يوم يصام في عاشوراء
132 - (1133) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا وكيع بن الجراح عن حاجب بن عمر، عن الحكم بن الأعرج. قال:
انتهيت إلى ابن عباس رضي الله عنه. وهو متوسد رداءه في زمزم. فقلت له: أخبرني عن صوم عاشوراء. فقال: إذا رأيت هلال محرم فأعدد. وأصبح يوم التاسع صائما. قلت: هكذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصومه؟ قال: نعم.
(1133) وحدثني محمد بن حاتم. حدثنا يحيى بن سعيد القطان. عن معاوية بن عمرو. حدثني الحكم بن الأعرج. قال: سألت ابن عبًاس رضي الله عنه، وهو متوسد رداءه عند زمزم، عن صوم عاشوراء. بمثل حديث حاجب بن عمر.
133 (1134) وحدثنا الحسن بن علي الحلواني. حدثنا ابن أبي مريم. حدثنا يحيى بن أيوب. حدثني إسماعيل بن أمية؛ أنه سمع أبا غطفان بن طريف المري يقول: سمعت عبدالله بن عباس رضي الله عنهما يقول:
حين صام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم عاشوراء وأمر بصيامه، قالوا: يا رسول الله! إنه يوم تعظمه اليهود والنصارى. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإذا كان العام المقبل إن شاء الله، صمنا اليوم التاسع. قال: فلم يأت العام المقبل، حتى توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.
134 - (1134) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب. قالا: حدثنا وكيع عن ابن أبي ذئب، عن القاسم بن عباس، عن عبدالله ابن عمير. (لعله قال: عن عبدالله بن عباس رضي الله عنهما) قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
لئن بقيت إلى قابل لأصومن التاسع. وفي رواية أبي بكر: قال: يعني يوم عاشوراء.
([1]) مغرب الأربعاء 7/ 7 / 1416هـ ــ فجر الخميس 4/ 6 / 1419هـ
([2]) قيل كان عاشوراء واجباً قبل رمضان وقيل بل كان مؤكداً صيامه فلما فرض رمضان صار مستحباً من غير تأكيد.
([3]) كأن ابن عمر لا يرى مشروعية صيام عاشوراء.
([4]) يعني لم يفرضه بل كان متأكداً فلما فرض رمضان رخص في تركه.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[04 - 09 - 07, 11:36 ص]ـ
(21) باب من أكل في عاشوراء فليكف بقية يومه ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666403#_ftn1))
135 - (1135) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا حاتم (يعني ابن إسماعيل) عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه؛ أنه قال: بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلا من أسلم يوم عاشوراء. فأمره أن يؤذن في الناس:
من كان لم يصم، فليصم. ومن كان أكل، فليتم صيامه إلى الليل. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666403#_ftn2))
136- (1136) وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي. حدثنا بشر بن المفضل بن لاحق. حدثنا خالد بن ذكوان عن الربيع بنت معوذ بن عفراء. قالت:
أرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم غداة عاشوراء إلى قرى الأنصار، التي حول المدينة: من كان أصبح صائما، فليتم صومه. ومن كان أصبح مفطرا، فليتم بقية يومه. فكنا، بعد ذلك، نصومه. ونصوم صبياننا الصغار منهم، إن شاء الله. ونذهب إلى المسجد. فنجعل لهم اللعبة من العهن. فإذا بكى أحدهم على الطعام، أعطيناها إياه عند الإفطار.
137 - (1136) وحدثناه يحيى بن يحيى. حدثنا أبو معشر العطار عن خالد بن ذكوان. قال: سألت الربيع بنت معوذ عن صوم عاشوراء؟ قالت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/59)
بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم رسله في قرى الأنصار. فذكر بمثل حديث بشر. غير أنه قال: ونصنع لهم اللعبة من العهن. فنذهب به معنا. فإذا سألونا الطعام، أعطيناهم اللعبة تلهيهم. حتى يتموا صومهم.
(22) باب النهي عن صوم يوم الفطر ويوم الأضحى ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666403#_ftn3))
138 - (1137) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عن ابن شهاب،عن أبى عبيد مولى ابن أزهر؛ أنه قال:
شهدت العيد مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه.فجاء فصلى. ثم انصرف فخطب الناس. فقال: إن هذين يومان. نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيامهما: يوم فطركم من صيامكم، والآخر يوم تأكلون فيه من نسككم.
139 - (1138) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عن محمد بن يحيى بن حبان، عن الأعرج، عن أبى هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين: يوم الأضحى ويوم الفطر.
140 - (827) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا جرير عن عبدالملك (وهو ابن عمير) عن قزعة، عن أبى سعيد رضي الله عنه. قال: سمعت منه حديثا فأعجبني. فقلت له: آنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ قال: فأقول على رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لم أسمع؟ قال: سمعته يقول
" لا يصلح الصيام في يومين: يوم الأضحى ويوم الفطر، من رمضان".
141 - (1138) وحدثنا أبو كامل الجحدري. حدثنا عبدالعزيز بن المختار. حدثنا عمرو بن يحيى عن أبيه، عن أبى سعيد الخدري رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم نهى عن صيام يومين: يوم الفطر ويوم النحر.
142 - (1139) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا وكيع عن ابن عون، عن زياد بن جبير. قال:
جاء رجل إلى ابن عمر رضي الله عنهما. فقال: إنى نذرت أن أصوم يوما.فوافق يوم أضحى أوفطر. فقال ابن عمر رضي الله عنهما: أمر الله تعالى بوفاء النذر. ونهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صوم هذا اليوم. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666403#_ftn4))
143 - (1140) وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. حدثنا سعد بن سعيد. أخبرتني عمرة عن عائشة رضي الله عنها. قالت:
نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صومين: يوم الفطر ويوم الأضحى.
(23) باب تحريم صوم أيام التشريق
144 - (1141) وحدثنا سريج بن يونس. حدثنا هشيم. أخبرنا خالد عن أبي المليح، عن نبيشة الهذلي. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " أيام التشريق أيام أكل وشرب".
(1141) حدثنا محمد بن عبدالله بن نمير. حدثنا إسماعيل (يعني ابن علية) عن خالد الحذاء. حدثني أبو قلابة عن أبي المليح، عن نبيشة. قال خالد:
فلقيت أبا المليح. فسألته. فحدثني به. فذكر عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمثل حديث هشيم. وزاد فيه "وذكر لله". ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666403#_ftn5))
145 - (1142) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن سابق. حدثنا إبراهيم بن طهمان عن أبي الزبير، عن ابن كعب بن مالك، عن أبيه؛ أنه حدثه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه وأوس ابن الحدثان أيام التشريق. فنادى " أنه لا يدخل الجنة إلا مؤمن. وأيام منى أيام أكل وشرب".
(1142) وحدثناه عبد بن حميد. حدثنا أبو عامر عبدالملك بن عمرو. حدثنا إبراهيم بن طهمان، بهذا الإسناد. غير أنه قال: فناديا.
([1]) فجر الخميس 11/ 6 / 1419هـ
([2]) هذا كان أول الهجرة قبل فرض رمضان.
([3]) مغرب الأربعاء 14/ 7 / 1416هـ
([4]) يحتمل أن يصوم يوماً بدله أو يكفر كفارة يمين لتركه للنذر لحديث (لا نذر في معصية الله وليكفر كفارة يمين) ولكنه لم يتعمد المعصية فالأولى أن يكفر كفارة يمين أو يصوم يوماً مكانه من باب الاحتياط وإلا فهو لا يلزمه شيء.
- صوم التطوع يجوز بنية من النهار وله الأجر من بداية نيته سواء نوى قبل الزوال أو بعده.
([5]) وهو التكبير.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[06 - 09 - 07, 11:07 ص]ـ
(24) باب كراهة صيام يوم الجمعة منفردا ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666405#_ftn1))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/60)
146 - (1143) حدثنا عمرو الناقد. حدثنا سفيان بن عيينة عن عبدالحميد بن جبير، عن محمد بن عباد بن جعفر؛ سألت جابر بن عبدالله رضي الله عنهما، وهو يطوف بالبيت:
أنهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن صيام يوم الجمعة؟ فقال: نعم. ورب هذا البيت!
(1143) وحدثنا محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا ابن جريج. أخبرني عبدالحميد بن جبير بن شيبة؛ أنه أخبره محمد بن عباد بن جعفر؛ أنه سأل جابر بن عبدالله رضي الله عنهما. بمثله. عن النبي صلى الله عليه وسلم.
147 - (1144) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا حفص وأبو معاوية عن الأعمش. ح وحدثنا يحيى بن يحيى (واللفظ له) أخبرنا أبو معاوية عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لا يصم أحدكم يوم الجمعة. إلا أن يصوم قبله أو يصوم بعده".
148 - (1144) وحدثني أبو كريب. حدثنا حسين (يعني الجعفي) عن زائدة، عن هشام، عن ابن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي صلى الله عليه وسلم. قال:
"لا تختصوا ليلة الجمعة بقيام من بين الليالي. ولا تخصوا يوم الجمعة بصيام من بين الأيام. إلا أن يكون في صوم يصومه أحدكم". ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666405#_ftn2))
(25) باب بيان نسخ قوله تعالى: وعلى الذين يطيقونه فدية، بقوله: فمن شهد منكم الشهر فليصمه ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666405#_ftn3))
149 - (1145) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا بكر (يعني ابن مضر) عن عمرو بن الحارث، عن بكير، عن يزيد مولىِ سلمة، عن سلمة ابن الأكوع رضي الله عنه. قال: لما نزلت هذه الآية: وعلى الذين يطيقونه فدية طعام مسكين [2 / البقرة / الآية 184] كان من أراد أن يفطر ويفتدي. حتى نزلت الآية التي بعدها فنسختها. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666405#_ftn4))
150 - (1145) حدثني عمرو بن سواد العامري. أخبرنا عبدالله بن وهب. أخبرنا عمرو بن الحارث عن بكير بن الأشج، عن يزيد مولى سلمة بن الأكوع عن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه؛ أنه قال:
كنا في رمضان على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم. من شاء صام. ومن شاء أفطر فافتدى بطعام مسكين. حتى أنزلت هذه الآية: فمن شهد منكم الشهر فليصمه. [2 / البقرة / الآية 185].
(26) باب قضاء رمضان في شعبان
151 - (1146) حدثنا أحمد بن عبدالله بن يونس. حدثنا زهير. حدثنا يحيى بن سعيد عن أبي سلمة. قال: سمعت عائشة رضي الله عنها تقول: كان يكون على الصوم من رمضان. فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان. الشغل من رسول الله صلى الله عليه وسلم. أو برسول الله صلى الله عليه وسلم. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=666405#_ftn5))
(1146) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا بشر بن عمر الزهراني. حدثني سليمان بن بلال. حدثنا يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. غير أنه قال: وذلك لمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم.
م (1146) وحدثنيه محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا ابن جريج. حدثني يحيى بن سعيد، بهذا الإسناد. وقال: فظننت أن ذلك لمكانها من النبي صلى الله عليه وسلم. يحيى يقوله.
م (1146) وحدثنا محمد بن المثنى. حدثنا عبدالوهاب. ح وحدثنا عمرو الناقد. حدثنا سفيان. كلاهما عن يحيى، بهذا الإسناد. ولم يذكرا في الحديث: الشغل برسول الله صلى الله عليه وسلم.
152 - (1146) وحدثني محمد بن أبي عمر المكي. حدثنا عبدالعزيز بن محمد الدراوردى عن يزيد بن عبدالله بن الهاد، عن محمد ابن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن عائشة رضي الله عنها؛ أنها قالت:
إن كانت إحدانا لتفطر في زمان رسول الله صلى الله عليه وسلم. فما تقدر على أن تقضيه مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، حتى يأتي شعبان.
([1]) مغرب الأحد 18/ 7 / 1416هـ
([2]) الأقرب أنه إذا صادف يوم الجمعة فهو لم يخصه به والأحوط أن يصوم يوماً قبله أو بعده والنهي للتحريم.
([3]) فجر الخميس 18/ 6 / 1419 هـ
([4]) الصواب أنها منسوخة بالآية بعدها وقول ابن عباس أنها ليست منسوخة بل هي في الشيخ الكبير والمريض ليس بصحيح والراجح أنها منسوخة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/61)
([5]) فيه أن القضاء موسع ومن لم يقض حتى جاء رمضان فعليه القضاء مع الكفارة كما أفتى به جماعة من الصحابة.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[06 - 09 - 07, 11:23 ص]ـ
(27) باب قضاء الصيام عن الميت ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667480#_ftn1))
153 - (1147) وحدثني هارون بن سعيد الأيلي، وأحمد بن عيسى. قالا: حدثنا ابن وهب. أخبرنا عمرو بن الحارث عن عبيدالله بن أبي جعفر، عن محمد بن جعفر بن الزبير، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
"من مات وعليه صيام، صام عنه وليه". ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667480#_ftn2))
154 - (1148) وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا عيسى بن يونس. حدثنا الأعمش عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما؛ أن امرأة أتت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت:
إن أمي ماتت وعليها صوم شهر. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667480#_ftn3)) فقال: " أرأيت لو كان عليها دين، أكنت تقضينه؟ " قالت: نعم. قال "فدين الله أحق بالقضاء".
155 - (1148) وحدثني أحمد بن عمر الوكيعي. حدثنا حسين بن علي عن زائدة، عن سليمان، عن مسلم البطين، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال:
جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا رسول الله! إن أمي ماتت وعليها صوم شهر. أفأقضيه عنها؟ فقال "لو كان على أمك دين، أكنت قاضيه عنها؟ " قال: نعم. قال "فدين الله أحق أن يقضى". ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667480#_ftn4))
قال سليمان: فقال الحكم وسلمة بن كهيل جميعا. ونحن جلوس حين حدث مسلم بهذا الحديث. فقالا: سمعنا مجاهدا يذكر هذا عن ابن عباس.
(1148) وحدثنا أبو سعيد الأشج. حدثنا أبو خالد الأحمر. حدثنا الأعمش عن سلمة بن كهيل والحكم بن عتيبة ومسلم البطين، عن سعيد بن جبير ومجاهد وعطاء، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه وسلم، بهذا الحديث.
156 - (1148) وحدثنا إسحاق بن منصور وابن أبي خلف وعبد بن حميد. جميعا عن زكرياء بن عدي. قال عبد: حدثني زكرياء ابن عدي. أخبرنا عبيدالله بن عمرو عن زيد بن أبي أنيسة. حدثنا الحكم بن عتيبة عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال:
جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقالت: يا رسول الله! إن أمي ماتت وعليها صوم نذر. أفأصوم عنها؟ قال "أرأيت لو كان على أمك دين فقضيته، أكان يؤدي ذلك عنها؟ " قالت: نعم. قال"فصومي عن أمك".
157 - (1149) وحدثني علي بن حجر السعدي. حدثنا علي بن مسهر أبو الحسن عن عبدالله بن عطاء، عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه. قال:
بينا أنا جالس عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. إذ أتته امرأة. فقالت: إني تصدقت على أمي بجارية. وإنها ماتت. قال. فقال: "وجب أجرك. وردها عليك الميراث" قالت: يا رسول الله! إنه كان عليها صوم شهر. أفأصوم عنها؟ قال: "صومي عنها" قالت: إنها لم تحج قط. أفأحج عنها؟ قال "حجي عنها ".
158 - (1149) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبدالله بن نمير عن عبدالله بن عطاء، عن عبدالله بن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه. قال:
كنت جالسا عند النبي صلى الله عليه وسلم. بمثل حديث ابن مسهر. غير أنه قال: صوم شهرين.
(1149) وحدثنا عبد بن حميد. أخبرنا عبدالرزاق. أخبرنا الثورى عن عبدالله بن عطاء، عن ابن بريدة، عن أبيه رضي الله عنه. قال:
جاءت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. فذكر بمثله. وقال: صوم شهر.
م (1149) وحدثنيه إسحاق بن منصور. أخبرنا عبيدالله بن موسى عن سفيان، بهذا الإسناد. وقال: صوم شهرين.
م (1149) وحدثني ابن أبي خلف. حدثنا إسحاق بن يوسف. حدثنا عبدالملك بن أبي سليمان عن عبدالله بن عطاء المكى، عن سليمان بن بريدة، عن أبيه رضي الله عنهه. قال:
أتت امرأة إلى النبي صلى الله عليه وسلم. بمثل حديثهم. وقال: صوم شهر.
(28) باب الصائم يدعى لطعام فليقل: إني صائم
159 - (1150) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد وزهير بن حرب. قالوا: حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه (قال أبو بكر بن أبي شيبة: رواية. وقال عمرو: يبلغ به ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667480#_ftn5)) النبي صلى الله عليه وسلم. وقال زهير عن النبي صلى الله عليه وسلم) قال:
"إذا دعي أحدكم إلى طعام، وهو صائم، فليقل: إني صائم". ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667480#_ftn6))
([1]) مغرب الأربعاء 21/ 7 / 1416هـ
([2]) فيه استحباب صيام الولي عن قريبه وهي نكرة في سياق الشرط فتكون عامة وليست خاصة بالنذر فإذا لم يقض عنه أطعم عنه وهذا إذا مات وهو مفرط أما إذا استمر معه المرض حتى مات فهذا لا شيء على وليه وإذا صام عنه جماعة فيما لا يلزم فيه التتابع أجزأهم وأما ما يلزم فيه التتابع كالكفارة فهذا ظاهر كلام أهل العلم أنه يصومه عنه واحد متتابعاً.
([3]) لم يتستفصل هل هو صوم نذر أو رمضان فدل على العموم وفي المسند بسند صحيح من حديث ابن عباس (إن أمي ماتت وعليها صوم شهر رمضان).
([4]) هذا القضاء والصيام عن الولي للاستحباب عند العلماء لقوله تعالى (ولا تزر وازرة وزر أخرى).
([5]) هذا معناه الرفع ومثله (ينميه)
([6]) وهذا حتى لا يكون عند صاحب الدعوة سوء ظن به ويعمل بالأصلح سواء الفطر أو إكمال صيامه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/62)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[06 - 09 - 07, 11:24 ص]ـ
(29) باب حفظ اللسان للصائم ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667487#_ftn1))
160 - (1151) حدثني زهير بن حرب. حدثنا سفيان بن عيينة عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه. رواية. قال:
"إذا أصبح أحدكم يوما صائما، فلا يرفث ولا يجهل. فإن امرؤ شاتمه أو قاتله، فليقل: إني صائم. إني صائم".
(30) باب فضل الصيام
161 - (1151) وحدثني حرملة بن يحيى التجيبي. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب. أخبرني سعيد بن المسيب؛ أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه قال؛ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام. هو لي وأنا أجزي به. فوالذي نفس محمد بيده لخلفة فم الصائم أطيب عند الله، من ريح المسك".
162 - (1151) حدثنا عبدالله بن مسلمة بن قعنب وقتيبة بن سعيد. قال: حدثنا المغيرة (وهو الحزامي) عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"الصيام جنة".
163 - (1151) وحدثني محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا ابن جريج. أخبرني عطاء عن أبي صالح الزيات؛ أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"قال الله عز وجل: كل عمل ابن آدم له إلا الصيام. فإنه لي وأنا أجزي به. والصيام جنة. فإذا كان يوم صوم أحدكم فلا يرقث يومئذا ولا يسخب. فإن سابه أحدا أو قاتله، فليقل: إني امرؤ صائم. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667487#_ftn2)) والذي نفس محمد بيده. لخلوف فم الصائم أطيب عند الله، يوم القيامة، من ريح المسك. وللصائم فرحتان يفرحهما: إذا أفطر فرح بفطره. وإذا لقي ربه فرح بصومه".
164 - (1151) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا أبو معاوية ووكيع عن الأعمش. ح وحدثنا زهير بن حرب. حدثنا جرير عن الأعمش. ح وحدثنا أبو سعيد الأشج (واللفظ له) حدثنا وكيع. حدثنا الأعمش عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم كل عمل ابن آدم يضاعف الحسنة عشرة أمثالها إلا سبعمائة ضعف. قال الله عز وجل: إلا الصوم. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667487#_ftn3)) فإنه لي وأنا أجزي به. يدع شهوته وطعامه من أجلي. للصائم فرحتان: فرحة عند فطره، وفرحة عند لقاء ربه. ولخلوف فيه أطيب عند الله من ريح المسك".
165 - (1151) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا محمد بن فضيل عن أبي سنان، عن أبي صالح، عن أبي هريرة وأبي سعيد رضي الله عنهما. قالا: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن الله عز وجل يقول: إن الصوم لي وأنا أجزي به. إن للصائم فرحتين: إذا أفطر فرح. وإذا لقي الله فرح. والذي نفس محمد بيده! لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك".
(1151) وحدثنيه إسحاق بن عمر بن سليط الهذلي. حدثنا عبدالعزيز (يعني ابن مسلم) حدثنا ضرار بن مرة (وهو ابن سنان) بهذا الإسناد. قال: وقال "إذا لقي الله فجزاه، فرح".
166 - (1152) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا خالد بن مخلد (وهو القطواني) عن سليمان بن بلال. حدثني أبو حازم عن سهل ابن سعد رضي الله عنه. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن في الجنة بابا يقال له الريان. يدخل منه الصائمون يوم القيامة. لا يدخل معهم أحد غيرهم. يقال: أين الصائمون؟ فيدخلون منه. فإذا دخل آخرهم. أغلق فلم يدخل منه أحد".
(31) باب فضل الصيام في سبيل الله لمن يطيقه، بلا ضرر ولا تفويت حق ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667487#_ftn4))
167 - (1153) وحدثنا محمد بن رمح بن المهاجر. أخبرني الليث عن ابن الهاد، عن سهيل بن أبي صالح، عن النعمان بن أبي عياش، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"ما من عبد يصوم يوما في سبيل الله. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667487#_ftn5)) إلا باعد الله، بذلك اليوم، وجهه عن النار سبعين خريفا".
(1153) وحدثناه قتيبة بن سعيد. حدثنا عبدالعزيز (يعني الدراوردى) عن سهيل، بهذا الإسناد.
168 - (1153) وحدثني إسحاق بن منصور وعبدالرحمن بن بشر العبدي. قالا: حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا ابن جريج عن يحيى بن سعيد وسهيل بن أبي صالح؛ أنهما سمعا النعمان بن أبي عياش الزرقي يحدث عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول:
"من صام يوما في سبيل الله، باعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا".
([1]) مغرب الأحد 25/ 7 / 1416هـ
([2]) يقولها جهراً في الفرض والنفل والتفريق بين الفرض والنفل لا دليل عليه فالحديث عام.
([3]) هذا يعم الفرض والنفل.
([4]) فجر الخميس 25/ 6 / 1419هـ
([5]) يحتمل أنه في الجهاد في الأوقات التي لا ليس فيها ملاقاة العدو ومشقة عليه ويحتمل أنه في طاعة الله عز وجل حيث لا رياء ولا سمعة والأظهر أن المراد في سبيل الله هنا أي في طاعة الله عز وجل لأن المجاهد مأمور بالفطر ليتقوى على الجهاد، وفي سبيل الله في آية التوبة الجهاد فلا يجوز دفع الزكاة إلا في الأصناف الثمانية.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/63)
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[06 - 09 - 07, 11:29 ص]ـ
(32) باب جواز صوم النافلة بنية من النهار قبل الزوال، وجواز فطر الصائم نفلا من غير عذر ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667488#_ftn1))
169 - (1154) وحدثنا أبو كامل فضيل بن حسين. حدثنا عبدالواحد بن زياد. حدثنا طلحة بن يحيى بن عبيدالله. حدثتني عائشة بنت طلحة عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها. قالت:
قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم، ذات يوم "يا عائشة! هل عندكم شيء؟ " قالت فقلت: يا رسول الله! ما عندنا شيء. قال "فإني صائم" قالت: فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم. فأهديت لنا هدية (أو جاءنا زور). قالت: فلما رجع رسول الله صلى الله عليه وسلم قلت: يا رسول الله! أهديت لنا هدية (أو جاءنا زور) وقد خبأت لك شيئا. قال"ما هو؟ " قلت: حيس. قال "هاتيه" فجئت به فأكل. ثم قال " قد كنت أصبحت صائما". قال طلحة: فحدثت مجاهدا بهذا الحديث فقال: ذاك بمنزلة الرجل يخرج الصدقة من ماله. فإن شاء أمضاها وإن شاء أمسكها. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667488#_ftn2))
170 - (1154) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا وكيع عن طلحة بن يحيى، عن عمته عائشة بنت طلحة، عن عائشة أم المؤمنين. قالت:
دخل على النبي صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال "هل عندكم شيء؟ " فقلنا: لا. قال "فإنى إذن صائم" ثم أتانا يوما آخر فقلنا يا رسول الله! أهدي لنا حيس. فقال" أرينيه. فلقد أصبحت صائما" فأكل. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667488#_ftn3))
(33) باب أكل الناسي وشربه وجماعه لا يفطر
171 - (1155) وحدثني عمرو بن محمد الناقد. حدثنا إسماعيل بن إبراهيم عن هشام القردوسي، عن محمد بن سيرين، عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال:
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "من نسي وهو صائم، فأكل أو شرب، فليتم صومه. فإنما أطعمه الله وسقاه".
(34) باب صيام النبي صلى الله عليه وسلم في غير رمضان، واستحباب أن لا يخلى شهرا عن صوم
172 - (1156) حدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا يزيد بن زريع عن سعيد الجريري، عن عبدالله بن شقيق. قال: قلت لعائشة رضي الله عنها:
هل كان النبي صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا معلوما سوى رمضان؟ قالت: والله! إن ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667488#_ftn4)) صام معلوما سوى رمضان. حتى مضى لوجهه. ولا أفطره حتى يصيب منه.
173 - (1156) وحدثنا عبيدالله بن معاذ. حدثنا أبي. حدثنا كهمس عن عبدالله بن شقيق. قال: قلت لعائشة رضي الله عنها:
أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم شهرا كله؟ قالت: ما علمته صام شهرا كله إلا رمضان. ولا أفطره كله حتى يصوم منه حتى مضى لسبيله صلى الله عليه وسلم.
174 - (1156) وحدثني أبو الربيع الزهراني. حدثنا حماد عن أيوب وهشام، عن محمد، عن عبدالله بن شقيق (قال حماد: وأظن أيوب قد سمعه من عبدالله بن شقيق) قال:
سألت عائشة رضي الله عنها عن صوم النبي صلى الله عليه وسلم. فقالت: كان يصوم حتى نقول: قد صام. قد صام. ويفطر حتى نقول: قد أفطر. قد أفطر. قالت: وما رأيته صام شهرا كاملا، من قدم المدينة، إلا أن يكون رمضان.
(1156) وحدثنا قتيبة. حدثنا حماد عن أيوب، عن عبدالله بن شقيق. قال: سألت عائشة رضي الله عنها. بمثله. ولم يذكر في الإسناد هشاما ولا محمدا.
175 - (1156) حدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عن أبي النضر مولى عمر بن عبيدالله، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن عن عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها؛ أنها قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر. و يفطر حتى نقول: لا يصوم. وما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر قط إلا رمضان. وما رأيته في شهر أكثر منه صياما في شعبان.
176 - (1156) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وعمرو الناقد. جميعا عن ابن عيينة. قال أبو بكر: حدثنا سفيان بن عيينة عن ابن لبيد عن أبي سلمة، قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/64)
سألت عائشة رضي الله عنها عن صيام رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: كان يصوم حتى نقول: قد صام. ويفطر حتى نقول: قد أفطر. ولم أره صائما من شهر قط أكثر من صيامه من شعبان. كان يصوم شعبان كله. كان يصوم شعبان إلا قليلا.
177 - (782) حدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا معاذ بن هشام. حدثني أبي عن يحيى بن أبي كثير. حدثنا أبو سلمة عن عائشة رضي الله عنها. قالت:
لم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم في الشهر من السنة أكثر صياما منه في شعبان. وكان يقول: "خذوا من الأعمال ما تطيقون. فإن الله لن يمل حتى تملوا". ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667488#_ftn5))
وكان يقول: "أحب العمل إلى الله ما داوم عليه صاحبه، وإن قل".
178 - (1157) حدثنا أبو الربيع الزهراني. حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما. قال:
ما صام رسول الله عليه وسلم شهرا كاملا قط غير رمضان. وكان يصوم، إذا صام، حتى يقول القائل: لا، والله! لا يفطر. ويفطر، إذا أفطر، حتى يقول القائل: لا، والله! لا يصوم.
(1157) وحدثنا محمد بن بشار وأبو بكر بن نافع عن غندر، عن شعبة، عن أبي بشر، بهذا الإسناد. وقال: شهرا متتابعا منذ قدم المدينة.
179 - ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667488#_ftn6))(1157) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبدالله بن نمير. ح وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. حدثنا عثمان بن حكيم الأنصاري. قال: سألت سعيد بن جبير عن صوم رجب؟ ونحن يومئذ في رجب. فقال: سمعت ابن عباس رضي الله عنها يقول: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول: لا يفطر. ويفطر حتى نقول: لا يصوم.
(1157) وحدثنيه علي بن حجر. حدثنا علي بن مسهر. ح وحدثني إبراهيم بن موسى. أخبرنا عيسى بن يونس. كلاهما عن عثمان بن حكيم، في هذا الإسناد. بمثله.
180 - (1158) وحدثني زهير بن حرب وابن أبي خلف. قالا: حدثنا روح بن عبادة. حدثنا حماد عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه. ح وحدثني أبو بكر بن نافع (واللفظ له) حدثنا بهز. حدثنا حماد. حدثنا ثابت عن أنس رضي الله عنه.
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يصوم حتى يقال: قد صام، قد صام. ويفطر حتى يقال: قد أفطر، قد أفطر.
(35) باب النهي عن صوم الدهر لمن تضرر به أو فوت به حقا أو لم يفطر العيدين والتشريق، وبيان تفضيل صوم يوم وإفطار يوم
181 - (1159) حدثني أبو الطاهر. قال: سمعت عبدالله بن وهب يحدث عن يونس، عن ابن شهاب. ح وحدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب. أخبرني سعيد بن المسيب وأبو سلمة بن عبدالرحمن؛ أن عبدالله بن عمرو بن العاص قال:
أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه يقول: لأقومن الليل ولأصومن النهار، ما عشت. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم "آنت الذي تقول ذلك؟ " فقلت له: قد قلته، يا رسول الله! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "فإنك لا تستطيع ذلك. فصم وأفطر. ونم وقم. وصم من الشهر ثلاثة أيام. فإن الحسنة بعشر أمثالها. وذلك مثل صيام الدهر" قال قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك. قال: "صم يوما وأفطر يومين" قال قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك، يا رسول الله! قال: "صم يوما وأفطر يوما. وذلك صيام داود (عليه السلام) وهو أعدل الصيام" ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667488#_ftn7)) قال قلت: فإني أطيق أفضل من ذلك. قال رسول الله عليه وسلم: "لا أفضل من ذلك".
قال عبدالله بن عمرو رضي الله عنه: لأن أكون قبلت الثلاثة الأيام التي قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، أحب إلي من أهلي ومالي. ([8] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667488#_ftn8))
182 - (1159) وحدثنا عبدالله بن محمد الرومي. حدثنا النضر بن محمد. حدثنا عكرمة (وهو ابن عمار) حدثنا يحيى قال: انطلقت أنا وعبدالله بن يزيد حتى نأتي أبا سلمة. فأرسلنا إليه رسولا. فخرج علينا. وإذا عند باب داره مسجد. قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/65)
فكنا في المسجد حتى خرج إلينا. فقال: إن تشاؤوا، أن تدخلوا، وإن تشاؤوا، أن تقعدوا ههنا. قال فقلنا: لا. بل نقعد ههنا. فحدثنا. قال: حدثني عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. قال: كنت أصوم الدهر واقرأ القرآن كل ليلة. قال: فإما ذكرت للنبي صلى الله عليه وسلم، وإما أرسل إلي فأتيته. فقال لي: " ألم أخبر أنك تصوم الدهر وتقرأ القرآن كل ليلة؟ " فقلت: بلى يا نبي الله! ولم أرد بذلك إلا الخير. قال: "فإن بحسبك أن تصوم من كل شهر ثلاثة أيام" قلت: يا نبي الله! إني أطيق أفضل من ذلك. قال "فإن لزوجك عليك حقا. وإن لزورك عليك حقا. ولجسدك عليك حقا" فصم صوم داود نبي الله (صلى الله عليه وسلم) فإنه كان أعبد الناس". قال قلت: يا نبي الله! وما صوم داود؟ قال "كان يصوم يوما ويفطر يوما" قال " واقرأ القرآن في كل شهر" قال قلت: يا نبي الله! إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فاقرأة في كل عشرين" قال قلت: يا نبي الله! إني أطيق أفضل من ذلك. قال: "فاقرأه في كل عشر" قال قلت: يا نبي الله! إني أطيق أكثر من ذلك. قال:
"فاقرأه في كل سبع، ولا تزد على ذلك. ([9] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667488#_ftn9)) فإن لزوجك عليك حقا. ولزورك عليك حقا. ولجسدك عليك حقا".
قال: فشددت. فشدد علي. قال: وقال لي النبي صلى الله عليه وسلم " إنك لا تدري لعلك يطول بك عمر".
قال: فصرت إلى الذي قال لي النبي صلى الله عليه وسلم. فلما كبرت وددت أني كنت قبلت رخصة نبي الله صلى الله عليه وسلم.
183 - (1159) وحدثنيه زهير بن حرب. حدثنا روح بن عبادة. حدثنا حسين المعلم عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد. وزاد فيه، بعد قوله "من كل شهر ثلاثة أيام": "فإن لك بكل حسنة عشر أمثالها. فذلك الدهر كله". وقال في الحديث: قلت:
وما صوم نبي الله داود؟ قال "نصف الدهر" ولم يذكر في الحديث من قراءة القرآن شيئا. ولم يقل "وإن لزورك عليك حقا" ولكن قال "وإن لولدك عليك حقا".
184 - (1159) حدثني القاسم بن زكرياء. حدثنا عبيدالله بن موسى عن شيبان، عن يحيى، عن محمد بن عبدالرحمن مولى بني زهرة، عن أبي سلمة قال: (وأحسبني قد سمعته أنا من أبي سلمة) عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما. قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"اقرأ القرآن في كل شهر" قال قلت: إني أجد قوة. قال: " فاقرأه في عشرين ليلة " قال قلت: إني أجد قوة. قال: " فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك".
185 - (1159) وحدثني أحمد بن يوسف الأزدي. حدثنا عمرو بن أبي سلمة عن الأوزاعي قراءة. قال: حدثني يحيى بن أبي كثير عن ابن الحكم بن ثوبان. حدثني أبو سلمة بن عبدالرحمن عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا عبدالله! لا تكن بمثل فلان. كان يقوم الليل فترك قيام الليل".
([1]) مغرب الأربعاء 28/ 7 / 1416هـ
([2]) هذا هو الصواب فالصائم المتطوع أمير نفسه.
([3]) له الأجر من بداية نيته وقول بعض الفقهاء أنه إن نوى قبل الزوال صح وإن بعده لم يصح فيه نظر فالحديث لم يقيده بقبل الزوال.
([4]) أي ما صام فإن نافية
([5]) وهذا على ما يليق بجلال الله عز وجل ويطلق على الله عز وجل على ما جاء في النص.
([6]) مغرب الأحد 14/ 10 / 1416هـ
([7]) وهذا فيما إذا لم يشغله الصوم عما هو أهم من طلب المعيشة وأمر بالمعروف ونهي عن المنكر وجهاد وغيره فإذا شغله فلا يصوم.
([8]) لأنه شق عليه بعد ذلك.
- لو أسلم رجل ثم مات فإنه لا يدخل من باب الريان لأنه لم يدركه الصيام وإنما يدخل من غيره من الأبواب.
([9]) الأفضل أن لا ينقص في قراءته عن ثلاث لحديث (لا يفقه القرآن من قرأه في أقل من ثلاث) وظاهره العموم يعم رمضان وغيره وسنده لا بأس به.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 03:42 م]ـ
186 - ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667493#_ftn1)) (1159) وحدثني محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا ابن جريج. قال: سمعت عطاء يزعم أن أبا العباس أخبره؛ أنه سمع عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما يقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/66)
بلغ النبي صلى الله عليه وسلم أني أصوم أسرد، وأصلي الليل. فإما أرسل إلي وإما لقيته. فقال: "ألم أخبر أنك تصوم ولا تفطر، وتصلي الليل؟ فلا تفعل. فإن لعينك حظا. ولنفسك حظا. ولأهلك حظا. فصم وأفطر. وصل ونم. وصم من كل عشرة أيام يوما. ولك أجر تسعة" قال: إني أجدني أقوى من ذلك، يا نبي الله! قال: "فصم صيام داود (عليه السلام) " قال: وكيف كان داود يصوم يا نبي الله! قال: "كان يصوم يوما ويفطر يوما. ولا يفر إذا لاقى" قال: من لي بهذه؟ يا نبي الله! (قال عطاء: فلا أدري كيف ذكر صيام الأبد) فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا صام من صام الأبد. لا صام من صام الأبد. لا صام من صام الأبد".
(1159) وحدثنيه محمد بن حاتم. حدثنا محمد بن بكر. أخبرنا ابن جريج، بهذا الإسناد. وقال: إن أبا العباس الشاعر أخبره.
(قال مسلم): أبو العباس السائب بن فروخ، من أهل مكة، ثقة عدل.
187 - (1159) وحدثنا عبيدالله بن معاذ. وحدثني أبي. حدثنا شعبة عن حبيب. سمع أبا العباس. سمع عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما. قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم "يا عبدالله بن عمرو! إنك لتصوم الدهر وتقوم الليل. وإنك، إذا فعلت ذلك، هجمت له العين. ونهكت. لا صام من صام الأبد. صوم ثلاثة أيام من الشهر، صوم الشهر كله:
"قلت: فإني أطيق أكثر من ذلك. قال "فصم صوم داود. كان يصوم يوما ويفطر يوما. ولا يفر إذا لاقى".
(1159) وحدثناه أبو كريب. حدثنا ابن بشر عن مسعر. حدثنا حبيب بن أبي ثابت، بهذا الإسناد. وقال "ونفهت النفس".
188 - (1159) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو، عن أبي العباس، عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما. قال: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"ألم أخبر أنك تقوم الليل وتصوم النهار؟ " قلت: إني أفعل ذلك. قال: "فإنك، إذا فعلت ذلك، هجمت عيناك. ونفهت نفسك لعينك حق. ولنفسك حق. ولأهلك حق. قم ونم. وصم وأفطر".
189 - (1159) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وزهير بن حرب. قال زهير: حدثنا سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار، عن عمرو ابن أوس. عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"إن أحب الصيام إلى الله صيام داود. وأحب الصلاة إلى الله صلاة داود (عليه السلام). كان ينام نصف الليل. ويقوم ثلثه. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667493#_ftn2)) وينام سدسه. وكان يصوم يوما ويفطر يوما".
190 - (1159) وحدثني محمد بن رافع. حدثنا عبدالرزاق. أخبرنا ابن جريج. أخبرني عمرو بن دينار؛ أن عمرو بن أوس أخبره عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
"أحب الصيام إلى الله صيام داود. كان يصوم نصف الدهر. وأحب الصلاة إلى الله عز وجل صلاة داود (عليه السلام). كان يرقد شطر الليل. ثم يقوم. ثم يرقد آخره. يقوم ثلث الليل بعد شطره". قال قلت لعمرو بن دينار: أعمرو بن أوس كان يقوم: يقوم ثلث الليل بعد شطره؟ قال: نعم.
191 - (1159) وحدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا خالد بن عبدالله عن خالد، عن أبي قلابة. قال: أخبرني أبو المليح. قال:
دخلت مع أبيك على عبدالله بن عمرو. فحدثنا؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ذكر له صومي. فدخل علي. فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف. فجلس على الأرض. وصارت الوسادة بيني وبينه. فقال لي: " أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام؟ " قلت: يا رسول الله! قال "خمسا" قلت: يا رسول الله! قال "سبعا" قلت: يا رسول الله! قال "تسعا" قلت: يا رسول الله! قال "أحد عشر" قلت: يا رسول الله! فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "لا صوم فوق صوم داود. شطر الدهر. صيام يوم وإفطار يوم".
192 - (1159) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا غندر عن شعبة. ح وحدثنا محمد بن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن زياد بن فياض. قال: سمعت أبا عياض عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/67)
"صم يوما. ولك أجر ما بقي" قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال "صم ثلاثة أيام. ولك أجر ما بقي" قال: إني أطيق أكثر من ذلك قال "صم أربعة أيام. ولك أجر ما بقي" قال: إني أطيق أكثر من ذلك. قال "صم أفضل الصيام عند الله. صوم داود (عليه السلام) كان يصوم يوما ويفطر يوما".
193 - ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667493#_ftn3)) (1159) وحدثني زهير بن حرب ومحمد بن حاتم. جميعا عن ابن مهدي. قال زهير: حدثنا عبدالرحمن بن مهدي. حدثنا سليم بن حيان. حدثنا سعيد بن ميناء. قال: قال عبدالله بن عمرو: قال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"يا عبدالله بن عمرو! بلغني أنك تصوم النهار وتقوم الليل. فلا تفعل. فإن لجسدك عليك حظا. ولعينك عليك حظا. وإن لزوجك عليك حظا. صم وأفطر. صم من كل شهر ثلاثة أيام. فذلك صوم الدهر" قلت: يا رسول الله! إن بي قوة. قال "فصم صوم داود (عليه السلام) صوم يوما وأفطر يوما". فكان يقول: يا ليتني! أخذت بالرخصة.
(36) باب استحباب ثلاثة أيام من كل شهر وصوم يوم عرفة وعاشوراء والاثنين والخميس
194 - (1160) حدثنا شيبان بن فروخ. حدثنا عبدالوارث عن يزيد الرشك. قال: حدثتني معاذة العدوية؛ أنها سألت عائشة زوج النبي صلى الله عليه وسلم:
أكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم من كل شهر ثلاثة أيام؟ قالت: نعم. فقلت لها: من أي أيام الشهر كان يصوم؟ قالت: لم يكن يبالي من أي أيام الشهر يصوم. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=667493#_ftn4))
195 - (1161) وحدثني عبدالله بن محمد بن أسماء الضبعي. حدثنا مهدي (وهو ابن ميمون) حدثنا غيلان بن جرير عن مطرف، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما؛ أن النبي صلى الله علي وسلم قال له (أو قال لرجل وهو يسمع) " يا فلان! أصمت من سرة هذا الشهر؟ " قال: لا. قال "فإذا أفطرت، فصم يومين".
196 - (1162) وحدثنا يحيى بن يحيى التيمي وقتيبة بن سعيد. جميعا عن حماد. قال يحيى: أخبرنا حماد بن زيد عن غيلان، عن عبدالله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة:
رجل أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تصوم؟ فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فلما رأى عمر رضي الله عنه غضبه قال: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد نبيا. نعوذ بالله من غضب الله وغضب رسوله. فجعل عمر رضي الله عنه يردد هذا الكلام حتى سكن غضبه. فقال عمر: يا رسول الله! كيف بمن يصوم الدهر كله؟ قال " لاصام ولا أفطر" (أو قال) " لم يصم ولم يفطر" قال": كيف من يصوم يومين ويفطر يوما؟ قال " ويطيق ذلك أحد؟ " قال: كيف من يصوم يوما ويفطر يوما؟ قال " ذاك صوم داود (عليه السلام) قال: كيف من يصوم يوما ويفطر يومين؟ قال" وددت أني طوقت ذلك" ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاث من كل شهر. ورمضان إلى رمضان. فهذا صيام الدهر كله. صيام يوم عرفة، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله. والسنة التي بعده. وصيام يوم عاشوراء، أحتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله".
197 - (1162) حدثنا محمد بن المثنى ومحمد بن بشار (واللفظ لابن المثنى) قالا: حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن غيلان بن جرير. سمع عبدالله بن معبد الزماني عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صومه؟ قال: فغضب رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال عمر رضي الله عنه: رضينا بالله ربا، وبالإسلام دينا، وبمحمد رسولا، وببيعتنا بيعة.
قال: فسئل عن صيام الدهر؟ فقال:
"لا صام ولا أفطر (أو ما صام وما أفطر) " قال: فسئل عن صوم يومين وإفطار يوم؟ قال " ومن يطيق ذلك؟ " قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يومين؟ قال: "ليت أن الله قوانا لذلك" قال: وسئل عن صوم يوم وإفطار يوم؟ قال "ذاك صوم أخي داود (عليه السلام) " قال: وسئل عن صوم الاثنين؟ قال "ذاك يوم ولدت فيه. ويوم بعثت (أو أنزل علي فيه) " قال: فقال "صوم ثلاثة من كل شهر، ورمضان إلى رمضان، صوم الدهر" قال: وسئل عن صوم يوم عرفة؟ فقال "يكفر السنة الماضية والباقية" قال: وسئل عن صوم يوم عاشوراء؟ فقال "يكفر السنة الماضية".
وفي هذا الحديث من رواية شعبة قال: وسئل عن صوم يوم الاثنين والخميس؟ فسكتنا عن ذكر الخميس لما نراه وهما.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/68)
(1162) وحدثنا عبدالله بن معاذ. حدثنا أبي. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا شبابة. ح وحدثنا إسحاق بن إبراهيم. أخبرنا النضر بن شميل. كلهم عن شعبة، بهذا الإسناد.
(1162) وحدثني أحمد بن سعيد الدارامي. حدثنا حبان بن هلال. حدثنا أبان العطار. حدثنا غيلان بن جرير، في هذا الإسناد. بمثل حديث شعبة. غير أنه ذكر فيه الاثنين. ولم يذكر الخميس.
198 - (1162) وحدثني زهير بن حرب. حدثنا عبدالرحمن بن مهدي. حدثنا مهدي بن ميمون عن غيلان، عن عبدالله بن معبد الزماني، عن أبي قتادة الأنصاري رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم سئل عن صوم الاثنين؟ فقال
"فيه ولدت. وفيه أنزل علي".
(37) باب صوم سرر شعبان
199 - (1161) حدثنا هداب بن خالد. حدثنا حماد بن سلمة عن ثابت، عن مطرف (ولم أفهم مطرفا من هداب) عن عمران بن حصين رضي الله عنهما؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له (أو لآخر) " أصمت من سرر شعبان؟ " قال: لا. قال " فإذا أفطرت، فصم يومين".
200 - (1161) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا يزيد بن هارون عن الجريري، عن أبي العلاء، عن مطرف، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل "هل صمت من سرر هذا الشهر شيئا؟ " قال: لا. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"فإذا أفطرت من رمضان، فصم يومين مكانه".
201 - (1162) حدثنا محمد بن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن ابن أخي مطرف بن الشخير. قال: سمعت مطرفا يحدث عن عمران بن حصين رضي الله عنهما؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل:
"هل صمت من سرر هذا الشهر شيئا؟ " يعني شعبان. قال: لا. قال فقال له: "إذا أفطرت رمضان، فصم يوما أو يومين" (شعبة الذي شك فيه) قال: وأظنه قال يومين.
(1162) وحدثني محمد بن قدامة ويحيى اللؤلؤي. قالا: أخبرنا النضر. أخبرنا شعبة. حدثنا عبدالله بن هانئ بن أخي مطرف، في هذا الإسناد، بمثله.
([1]) مغرب الأربعاء 17/ 10 / 1416 هـ ـ 14/ 8 / 1419 هـ
([2]) فيقوم السدس الرابع والخامس
([3]) مغرب الأحد 21/ 10 / 1416هـ
([4]) فيصوم على حسب تيسيره من أي أيام الشهر وإن وافق الثالث والرابع والخامس فهو أولى.
- قال النووي (استحباب كون الثلاثة هي أيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر، وقد جاء فيها حديث في كتاب الترمذي وغيره، وقيل هي الثاني عشر والثالث عشر والرابع عشر) قال الشيخ معلقاً (وهذا ضعيف والصواب الأول ليلها أبيض بالقمر ونهارها أبيض بالشمس.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 03:47 م]ـ
(38) باب فضل صوم المحرم ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=668077#_ftn1))
202 - (1163) حدثني قتيبة بن سعيد. حدثنا أبو عوانة عن أبي بشر، عن حميد بن عبدالرحمن الحميري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أفضل الصيام، بعد رمضان، شهر الله المحرم. وأفضل الصلاة، بعد الفريضة، صلاة الليل".
203 - (1163) وحدثني زهير بن حرب. حدثنا جرير عن عبدالملك بن عمير، عن محمد بن المنتشر، عن حميد بن عبدالرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه. يرفعه. قال:
سئل: أي الصلاة أفضل بعد المكتوبة؟ وأي الصيام أفضل بعد شهر رمضان؟ فقال " أفضل الصلاة، بعد الصلاة المكتوبة، الصلاة في جوف الليل. وأفضل الصيام، بعد شهر رمضان، صيام شهر الله المحرم".
(1163) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا حسين بن علي عن زائدة، عن عبدالملك بن عمير، بهذا الإسناد، في ذكر الصيام عن النبي صلى الله عليه وسلم، بمثله.
(39) باب استحباب صوم ستة أيام من شوال اتباعا لرمضان ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=668077#_ftn2))
204 - (1164) حدثنا يحيى بن أيوب وقتيبة بن سعيد وعلي بن حجر. جميعا عن إسماعيل. قال ابن أيوب: حدثنا إسماعيل بن جعفر. أخبرني سعد بن سعيد بن قيس عن عمر بن ثابت بن الحارث الخزرجي، عن أبي أيوب الأنصاري رضي الله عنه؛ أنه حدثه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال
"من صام رمضان. ثم أتبعه ستا من شوال. كان كصيام الدهر". ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=668077#_ftn3))
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/69)
(1164) وحدثنا ابن نمير. حدثنا أبي. حدثنا سعد بن سعيد، أخو يحيى بن سعيد. أخبرنا عمر بن ثابت. أخبرنا أبو أيوب الأنصاري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم. يقول. بمثله.
(1164) وحدثناه أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا عبدالله بن المبارك عن سعد بن سعيد. قال: سمعت عمر بن ثابت قال: سمعت أبا أيوب رضي الله عنه يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم. بمثله.
(40) باب فضل ليلة القدر، والحث على طلبها. وبيان محلها وأرجى أوقات طلبها
205 - (1165) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنه؛ أن رجالا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أروا ليلة القدر في المنام. في السبع الأواخر. فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
أرى رؤياكم قد تواطأت في السبع الأواخر. فمن كان متحريها، فليتحرها في السبع الأواخر. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=668077#_ftn4))
206 - (1165) وحدثنا يحيى بن يحيى. قال: قرأت على مالك عن عبدالله بن دينار، عن ابن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال:
" تحروا ليلة القدر في السبع الأواخر".
207 - (1165) وحدثني عمرو الناقد وزهير بن حرب. قال زهير: حدثنا سفيان بن عيينة عن الزهري، عن أبيه رضي الله عنه. قال:
رأى رجل أن ليلة القدر ليلة سبع وعشرين. فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "أرى رؤياكم في العشر الأواخر. فاطلبوها في الوتر منها".
208 - (1165) وحدثني حرملة بن يحيى. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني سالم بن عبدالله بن عمر؛ أن أباه رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول، لليلة القدر:
" إن ناسا منكم قد أروا أنها في السبع الأول وأرى ناس منكم أنها في السبع الغوابر فالتمسوها في العشر الغوابر".
209 - (1165) وحدثنا محمد بن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن عقبة (وهو ابن حريث) قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنها يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"التمسوها في العشر الأواخر (يعني ليللة القدر) فإن ضعف أحدكم أو عجز، فلا يغلبن على السبع البواقي".
210 - (1165) وحدثنا محمد بن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة عن جبلة. قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يحدث عن النبي صلى الله عليه وسلم؛ أنه قال:
"من كان ملتمسها فليلتمسها في العشر الأواخر".
211 - (1165) وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا علي بن مسهر عن الشيباني، عن جبلة ومحارب، عن ابن عمر رضي الله عنهما. قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم
"تحينوا ليلة القدر في العشر الأواخر" أوقال "في التسع الأواخر".
212 - (1166) حدثنا أبو الطاهر وحرملة بن يحيى. قالا: أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن أبى هريرة رضي الله عنه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
"أريت ليلة القدر. ثم أيقظني بعض أهلي. فنسيتها. فالتمسوها في العشر الغوابر". وقال حرملة "فنسيتها".
213 - (1167) حدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا بكر (وهو ابن مضر) عن ابن الهاد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. قال:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور في العشر التي في وسط الشهر. فإذا كان من حين تمضي عشرون ليلة، ويستقبل إحدى وعشرين، يرجع إلى مسكنه. ورجع من كان يجاور معه. ثم إنه أقام في شهر، جاور فيه تلك الليلة التي كان يرجع فيها. فخطب الناس. فأمرهم بما شاء الله. ثم قال: "إني كنت أجاور هذه العشر. ثم بدا لي أن أجاور هذه العشر الأواخر. فمن كان اعتكف معي فليبت في معتكفه. وقد رأيت هذه الليلة فأنسيتها. فالتمسوها في العشر الأواخر. في كل وتر. وقد رأيتني أسجد في ماء وطين".
قال أبو سعيد الخدري: مطرنا ليلة إحدى وعشرين. فوكف المسجد في مصلى رسول الله صلى الله عليه وسلم. فنظرت إليه وقد انصرف من صلاة الصبح. ووجهه مبتل طينا وماء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/70)
214 - (1167) وحدثنا ابن أبي عمر. حدثنا عبدالعزيز (يعني الدراوردي) عن يزيد، عن محمد بن إبراهيم، عن أبي سلمة بن عبدالرحمن، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه؛ أنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجاور، في رمضان، العشر التي في وسط الشهر. وساق الحديث بمثله. غير أنه قال:
"فليثبت في معتكفه". وقال: وجبينه ممتلئا طينا وماء.
215 - (1167) وحدثني محمد بن عبدالأعلى. حدثنا المعتمر. حدثنا عمارة بن غزية الأنصاري. قال سمعت محمد بن إبراهيم يحدث عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. قال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم اعتكف العشر الأول من رمضان. ثم اعتكف العشر الأوسط. في قبة تركية على سدتها حصير. قال: فأخذ الحصير بيده فنحاها في ناحية القبة. ثم أطلع رأسه فكلم الناس. فدنوا منه. فقال:
"إني اعتكفت العشر الأول. ألتمس هذه الليلة. ثم اعتكفت العشر الأوسط. ثم أتيت. فقيل لي: إنها في العشر الأواخر. فمن أحب منكم أن يعتكف فليعتكف" فاعتكف الناس معه. قال: "وإني أريتها ليلة وتر، وأني أسجد صبيحتها في طين وماء" فأصبح من ليلة إحدى وعشرين، وقد قام إلى الصبح. فمطرت السماء. فوكف المسجد. فأبصرت الطين والماء. فخرج حين فرغ من صلاة الصبح، وجبينه وروثة أنفه فيهما الطين والماء. وإذا هي ليلة إحدى وعشرين من العشر الأواخر.
216 - ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=668077#_ftn5))(1167) حدثنا محمد بن النثنى. حدثنا أبو عامر. حدثنا هشام عن يحيى، عن أبي سلمة. قال تذاكرنا ليلة القدر. فأتيت أبا سعيد الخدري رضي الله عنه وكان لي صديقا. فقلت: ألا تخرج بنا إلى النخل؟ فخرج وعليه خميصة. فقلت له: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يذكر ليلة القدر؟ فقال: نعم. اعتكفنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الوسطى من رمضان. فخرجنا صبيحة عشرين. فخطبنا رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:
"إني أريت ليلة القدر. وإني نسيتها (أو أنسيتها) فالتمسوها في العشر الأواخر من كل وتر. وإني أريت أني أسجد في ماء وطين. فمن كان اعتكف مع رسول الله صلى الله عليه وسلم فليرجع". قال: فرجعنا وما نرى في السماء قزعة. قال: وجاءت سحابة فمطرنا. حتى سال سقف المسجد. وكان من جريد النخل. وأقيمت الصلاة. فرأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يسجد في الماء والطين قال: حتى رأيت أثر الطين في جبهته.
(1167) وحدثنا عبد بن حميد. أخبرنا عبدالرزاق. أخبرنا معمر. ح وحدثنا عبدالله بن عبدالرحمن الدارمي. أخبرنا أبو المغيرة. حدثنا الأوزاعي. كلاهما عن يحيى بن أبي كثير، بهذا الإسناد، نحوه. وفي حديثهما: رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم حين انصرف، وعلى جبهته وأرنبته أثر الطين.
217 - (1167) حدثنا محمد بن المثتى وأبو بكر بن خلاد. قالا: حدثنا عبدالأعلى. حدثنا سعيد عن أبي نضرة، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه. قال:
اعتكف رسول الله صلى الله عليه وسلم العشر الأوسط من رمضان. يلتمس ليلة القدر قبل أن تبان له. فلما انقضين أمر بالبناء فقوض. ثم أبينت له أنها في العشر الأواخر. فأمر بالبناء فأعيد. ثم خرج على الناس. فقال: "يا أيها الناس! إنها كانت أبينت لي ليلة القدر وإني خرجت لأخبركم بها. فجاء رجلان يحتقان معهما الشيطان. فنسيتها. فالتمسوها في العشر الأواخر من رمضان. التمسوها في التاسعة والسابعة والخامسة "قال قلت: يا أبا سعيد! إنكم أعلم بالعدد منا. قال: أجل. نحن أحق بذلك منكم. قال قلت: ما التاسعة والسابعة والخامسة؟ قال: إذا مضت واحدة وعشرين فالتي تليها ثنتين وعشرين وهي التاسعة. فإذا مضت ثلاث وعشرون فالتي تليها السابعة. فإذا مضى خمس وعشرون فالتي تليها الخامسة.
وقال ابن خلاد (مكان يحتقان): يختصمان. ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=668077#_ftn6))
218 - (1168) وحدثنا سعيد بن عمرو بن سهل بن إسحاق بن محمد بن الأشعث بن قيس الكندي وعلي بن خشرم. قالا: حدثنا أبو ضمرة. حدثني الضحاك بن عثمان (وقال ابن خشرم عن الضحاك بن عثمان) عن أبي النضر مولى عمر بن عبيدالله، عن بسر بن سعيد، عن عبدالله بن أنيس؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/71)
"أريت ليلة القدر ثم أنسيتها. وأراني صبحها أسجد في ماء وطين" قال: فمطرنا ليلة ثلاث وعشرين فصلى بنا رسول الله صلى الله عليه وسلم. فانصرف وإن أثر الماء والطين على جبهته وأنفه. قال: وكان عبدالله بن أنيس يقول: ثلاث وعشرين. ([7] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=668077#_ftn7))
219 - (1169) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة. حدثنا ابن نمير ووكيع عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها. قالت: قال:
رسول الله صلى الله عليه وسلم. (قال ابن نمير) " التمسوا (وقال وكيع) تحروا ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان".
220 - (762) وحدثنا محمد بن حاتم وابن أبي عمر. كلاهما عن ابن عيينة. قال ابن حاتم: حدثنا سفيان بن عيينة عن عبدة وعاصم ابن أبي النجود. سمعا زر بن حبيش يقول:
سألت أبي بن كعب رضي الله عنه. فقلت: إن أخاك ابن مسعود يقول: من يقم الحول يصب ليلة القدر. فقال: رحمه الله! أراد أن لا يتكل الناس. أما إنه قد علم أنها في رمضان. وأنها في العشر الأواخر. وأنها ليلة سبع وعشرين. ثم حلف لا يستثنى. أنها ليلة سبع وعشرين. فقلت: بأي شيء تقول ذلك؟ يا أبا المنذر! قال: بالعلامة، أو بالآية التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها تطلع يومئذ، لا شعاع لها.
221 - (762) وحدثنا محمد بن المثنى. حدثنا محمد بن جعفر. حدثنا شعبة. قال: سمعت عبدة بن أبي لبابة يحدث عن زر بن حبيش، عن أبي بن كعب رضي الله عنه. قال:
قال أبي، في ليلة القدر: والله! إني لأعلمها. قال شعبة: وأكبر علمي هي الليلة التي أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بقيامها. هي ليلة سبع وعشرين. وإنما شك شعبة في هذا الحرف: هي الليلة التي أمرنا بها رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال: وحدثني بها صاحب لي عنه.
222 - (1170) وحدثنا محمد بن عباد وابن أبي عمر. قالا: حدثنا مروان (وهو الفزارى) عن يزيد (وهو ابن كيسان) عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه. قال: تذاكرنا ليلة القدر عند رسول الله صلى الله عليه وسلم. فقال: "أيكم يذكر، حين طلع القمر وهو مثل شق جفنة؟ "
([1]) مغرب الأربعاء 24/ 10 / 1416هـ
([2]) فجر الخميس 11/ 10 / 1419 هـ
([3]) القضاء مقدم على صيام الست وإذا انقضى شهر شوال فلا يقضى صيام الست في ذي القعدة.
([4]) الصواب أنها متنقلة في العشر الأواخر وفي الأوتار آكد.
([5]) مغرب الأحد 5/ 11 / 1416هـ
([6]) فتكون في الأشفاع والأوتار غالباً وأوكد فالسنة التماسها في جميع العشر.
([7]) السنة عدم مسح ما علق على الجبهة حتى يسلم من صلاته لفعله صلى الله عليه وسلم وفيه أنه صادفت ليلة القدر ليلة ثلاث وعشرين ذلك العام.
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[07 - 09 - 07, 03:50 م]ـ
كتاب الاعتكاف
(1) باب اعتكاف العشر الأواخر من رمضان ([1] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=668079#_ftn1))
1 - (1171) حدثنا محمد بن مهران الرازي. حدثنا حاتم بن اسماعيل عن موسى بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف في العشر الأواخر من رمضان. ([2] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=668079#_ftn2))
2 - (1171) وحدثني أبو الطاهر. أخبرنا ابن وهب. أخبرني يونس بن يزيد؛ أن نافعا حدثه عن عبدالله بن عمرو رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان. قال نافع: وقد أراني عبدالله رضي الله عنه المكان الذي كان يعتكف فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم، من المسجد.
3 - (1172) وحدثنا سهل بن عثمان. حدثنا عقبة بن خالد السكوني عن عبيدالله بن عمر، عن عبدالرحمن بن القاسم، عن أبيه عن عائشة رضي الله عنها. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان.
4 - (1172) حدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا أبو معاوية. ح وحدثنا سهل بن عثمان. أخبرنا حفص بن غياث. جميعا عن هشام. ح وحدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب (واللفظ لهما) قالا: حدثنا ابن نمير عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/72)
5 - (1172) وحدثنا قتيبة بن سعيد. حدثنا ليث عن عقيل، عن الزهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعتكف العشر الأواخر من رمضان. حتى توفاه الله عز وجل. ثم اعتكف أزواجه من بعده.
(2) باب متى يدخل من أراد الاعتكاف في معتكفه
6 - (1172) حدثنا يحيى بن يحيى. أخبرنا أبو معاوية عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها. قالت: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا أراد أن يعتكف، صلى الفجر. ثم دخل معتكفه. ([3] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=668079#_ftn3)) وإنه أمر بخبائه فضرب. أراد الاعتكاف في العشر الأواخر من رمضان. فأمرت زينب بخبائها فضرب. وأمر غيرها من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم بخبائه فضرب. فلما صلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الفجر، نظر فإذا الأخبية. فقال " آلبر تردن؟ " فأمر بخبائه فقوض. وترك الاعتكاف في شهر رمضان حتى اعتكف في العشر الأول من شوال. ([4] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=668079#_ftn4))
(1172) وحدثناه ابن أبي عمر. حدثنا سفيان. ح وحدثني عمرو بن سواد. أخبرنا ابن وهب. أخبرنا عمرو بن الحارث. ح وحدثني محمد بن رافع. حدثنا أبو أحمد. حدثنا سفيان. ح وحدثني سلمة بن شبيب. حدثنا أبو المغيرة. حدثنا الأوزاعي. ح وحدثني زهير بن حرب. حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد. حدثنا أبي عن ابن إسحاق. كل هؤلاء عن يحيى بن سعيد، عن عمرة، عن عائشة رضي الله عنها، عن النبي صلى الله عليه وسلم. بمعنى حديث أبي معاوية. وفي حديث ابن عيينة وعمرو بن الحارث وابن إسحاق ذكر عائشة وحفصة وزينب رضي الله عنهن. أنهن ضربن الأخبية للاعتكاف.
(3) باب الاجتهاد في العشر الأواخر من شهر رمضان
7 - (1174) حدثنا إسحاق بن إبراهيم الحنظلي وابن أبي عمر. جميعا عن ابن عيينة. قال إسحاق: أخبرنا سفيان بن عيينة عن أبي يعفور، عن مسلم بن صبيح، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها. قالت:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم، إذا دخل العشر، أحيا الليل وأيقظ أهله وجد وشد المئزر.
- (1175) حدثنا قتيبة بن سعيد وأبو كامل الجحدري. كلاهما عن عبدالواحد بن زياد. قال قتيبة: حدثنا عبدالواحد عن الحسن ابن عبيدالله. قال: سمعت إبراهيم يقول: سمعت الأسود بن يزيد يقول: قالت عائشة رضي الله عنها:
كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يجتهد في العشر الأواخر، ما لا يجتهد في غيره. ([5] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=668079#_ftn5))
(4) باب صوم عشر ذي الحجة
9 - (1176) حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب وإسحاق (قال إسحاق: أخبرنا. وقال الآخران: حدثنا أبو معاوية) عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها. قالت: ما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم صائما في العشر قط. ([6] ( http://www.ahlalhdeeth.com/vb/newreply.php?do=newreply&noquote=1&p=668079#_ftn6))
10 - (1176) وحدثني أبو بكر بن نافع العبدي. حدثنا عبدالرحمن. حدثنا سفيان عن الأعمش، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة رضي الله عنها؛ أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يصم العشر.
([1]) مغرب الأربعاء 8/ 11 / 1416 هـ
([2]) ليس للاعتكاف حد لأقله ولا لأكثره فله الاعتكاف ساعة أو أقل أو أكثر والصوم ليس شرطاً للاعتكاف فقد اعتكف صلى الله عليه وسلم في غير رمضان.
([3]) وهذا هو السنة يدخل معتكفه من صلاة الفجر يوم الواحد والعشرين ويخرج من معتكفه بعد غروب الشمس آخر ليلة من رمضان.
([4]) وهذا يدل على أن الاعتكاف ليس خاصاً برمضان ولكن في رمضان أفضل وفيه أن الصيام ليس شرطاً فيه وفيه جواز اعتكاف النساء.
([5]) يعني في جميع أنواع الخير.
([6]) هذا حسب علمها رضي الله عنها ولكن يؤخذ استحباب صيامها من حديث (ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام ... ) وقد يكون النبي صلى الله عليه وسلم ترك الأمر خشية المشقة على الناس.
- علق الشيخ ابن باز على حديث هنيدة الذي ذكره النووي في الشرح (حديث هنيدة بن خالد عن امرأته عن بعض أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت: "كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم تسع ذي الحجة ويوم عاشوراء وثلاثة أيام من كل شهر الاثنين من الشهر والخميس" ورواه أبو داود وهذا لفظه، وأحمد والنسائي) فقال الشيخ (فيه اضطراب).
ـ[علي بن حسين فقيهي]ــــــــ[10 - 09 - 07, 05:46 م]ـ
الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات.
الملف الجديد بعد التعديل ويحتوي على الدرر البهية من الفوائد البازية على الكتب التالية
- منتقى الأخبار
- سنن أبي داود
- سنن الترمذي
- صحيح البخاري
- صحيح مسلم.
ـ[مهنَّد المعتبي]ــــــــ[22 - 09 - 07, 12:26 م]ـ
جزاك الله خير الجزاء، وأجزله، وأزفاه ..(68/73)
ما هو فقه الإمرار على الخدين بعد مسح الأذنين في حديثين لوضوء رسول الله؟
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[21 - 09 - 06, 01:35 ص]ـ
مسند أحمد بن حنبل ج1/ص68
ثنا يعقوب ثنا أبي عن بن إسحاق حدثني محمد بن إبراهيم بن الحرث التيمي عن معاذ بن عبد الرحمن التيمي عن حمران بن أبان مولى عثمان بن عفان قال: رأيت عثمان بن عفان دعا بوضوء وهو على باب المسجد فغسل يديه ثم مضمض واستنشق واستنثر ثم غسل وجهه ثلاث مرات ثم غسل يديه إلى المرفقين ثلاث مرات ثم مسح برأسه وأمر بيديه على ظاهر أذنيه ثم مر بهما على لحيته ثم .. إلخ
سنن النسائي (المجتبى) ج1/ص72
100 أخبرنا الحسين بن حريث قال حدثنا الفضل بن موسى عن جعيد بن عبد الرحمن قال أخبرني عبد الملك بن مروان بن الحارث بن أبي ذباب قال أخبرني أبو عبد الله سالم سبلان قال: وكانت عائشة تستعجب بأمانته وتستأجره فأرتني كيف كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتوضأ فتمضمضت واستنثرت ثلاثاً وغسلت وجهها ثلاثاً ثم غسلت يدها اليمنى ثلاثاً واليسرى ثلاثاً ووضعت يدها في مقدم رأسها ثم مسحت رأسها مسحة واحدة إلى مؤخره ثم أمرت يديها بأذنيها ثم مرت على الخدين ...
ما هو فقه هذا الفعل - إمرار اليدين على الخدين أو اللحية بعد مسح الأذنين -؟
(كلا الحديثين فيه مقال)، وأوردت هذا السؤال لعلهما يشهدان لبعضهما كما يظهر لي
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[22 - 09 - 06, 07:03 م]ـ
هل توجد قاعدة أصولية توضّح لنا: هل مثل هذه الأفعال نفهمها كتعبّد، أم نفهمها على أنها فُعِلَت لسبب مّا غير تعبدي؟
فليست حينئذ من صفة الوضوء
ـ[حمد أحمد]ــــــــ[25 - 09 - 06, 06:16 م]ـ
ظهر لي توجيه طيب، الحمد لله.
وهو: لعله صلى الله عليه وسلم أراد مسح شعر رأسه المتدلي على تلك المنطقة.(68/74)
لو سمحتوا بخصوص المذاهب
ـ[هنوده]ــــــــ[21 - 09 - 06, 11:07 ص]ـ
السلام عليكم والرحمه
لو سمحتوا بغيت أعرف أحكام سنن الوضوء على المذهب
الشافعي
و
الحنفي
و
الحنبلي
وهل هناك تشابه بينهم في هذه المسأله ام إختلاف
وشكرا
جزاكم الله خيرا(68/75)
طلب مساعدة (كيف أحمل الرموز المزركشة)
ـ[أبو العالية]ــــــــ[21 - 09 - 06, 11:25 ص]ـ
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد ..
الأخوة الكرام:
كيف أحصل على الرموز المزركشة مثل: (رحمه الله) (رضي الله عنها)
للأهمية.
ودمتم على الخير أعوانا.
ـ[علي الكناني]ــــــــ[21 - 09 - 06, 12:45 م]ـ
إن كنت تقصد في برنامج الوورد
اذهب في القوائم المنسدلة إلى
إدراج-رمز-رموز-اختر خط AGA Arabesque
سيظهر لك من الرموز ما تحب أن تراه
ظلل عليه بنقرة بالفأرة ثم زر إدراج
ولا تحرمنا من دعوة صالحة
ـ[مروان الشامي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 01:02 م]ـ
وضع الصلاة على النبي في الوورد مختصرة بمفتاح واحد
http://www.ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=38542&highlight=%C7%E1%D1%E3%E6%D2(68/76)
المطالع في رؤية الهلال؟
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 03:06 م]ـ
http://ahlalhdeeth.com/vb/showthread.php?t=82406
مقال رائع وممتع ولكن لدي اشكال:
" إذ تمكّن إعلام عموم المخاطَبين مهما اختلفت ديارهم وبلادهم برؤية الهلال في البلد الذي رُئي به شريطة تقييده باشتراك هذه البلدان مع بلد الرؤية بليل أو جزء منه كما هو الشأن في البلاد العربية، أما البلاد النائية التي تزيد مسافتها الزمنية عن يوم بحيث تكون في نهار عندما تكون بقية البلدان الإسلامية في جزء من الليل مما يوجب استحالة تحقق توحيد الرؤية وأداء فريضتهم من الصوم والإفطار في حقهم ذلك اليوم، فإنها تختص برؤيتها استثناء ولا يقاس غيرها عليها بالنظر إلى وضعها الكونيّ الخاص على الكرة الأرضية، عملا بقاعدة أن" ما ثبت على خلاف القياس فغيره عليه لا يقاس"."
ما المانع هنا من الصيام في يوم واحد؟ لو علموا أنهم لم يصوموا في يوم من أيام رمضان بخبر من بلد آخر لم يشاركهم في الليل من الممكن أن يقضوا هذا اليوم. أم يوجد هناك مانع لا أعرفه؟
أما قصة كريب فأرى الأظهر أن هذا هو فهم ابن عباس من الحديث المرفوع. صام لرؤية الهلال فرأى أنه عليه أن يفطر لرؤيته. فقد رأى أن الرؤية المراد رؤية معينة. لذلك لما كان الأول محليا جعل الثاني محليا أيضا. وإلا فلم يذكر أنه سيقضي صوم يوم الجمعة الذي فيه رأى كريب الهلال بل أشار إلى أنه لا معنى لذلك عنده وهو ملزم برؤية بلده. غير ذلك تكلف في التأويل.
فكأن هذا رأي جائز مؤيد من صحابي ولكن ليس بحجة لأنه قد خالفه غيره من الصحابة وأهل عصره.
أرجو ردا على الاشكال سريعا وأما الملحوظة فمن رد وإلا فإنما هو رأيي.
أيضا هل منكم من يرى القياس على المسألة التي قام عليها الإجماع: بأن من رأى الهلال وحده هو ملزم بذلك ولا يجوز له متابعة أحدا؟ فلو عرفت بالتواتر أن البلد الإسلامي الفلاني رأى أهله الهلال ولكن البلد الذي أنا فيه أهله سيصومون بعد ذلك بيوم ... أليس عليّ أن أتع ما أعرف ولكن سريا؟
كل هذا عاجل.
جزاكم الله خيرا
ـ[عمر الحمامي]ــــــــ[21 - 09 - 06, 10:39 م]ـ
ثم؟!
يا إخوة هذا يهمنا جميعا.(68/77)
مختصر الكلام في أحكام الصيام
ـ[ابو سند محمد]ــــــــ[21 - 09 - 06, 05:03 م]ـ
مختصر الكلام في أحكام الصيام
الصيام في سطور
الحمد لله الذي فرض علينا الصيام كما فرضه على الذين من قبلنا , وله الحمد والمنة القائل في الحديث القدسي (كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ) متفق عليه , فالواجب على المسلم أن يحرص على أن يعرف أحكام الصيام حتى يعبد الله على بصيرة ,يعرف أقسامه , وأركانه , ومستحباته , فللصيام قسمين، أولهما الصيام الواجب،وثانيهما الصيام المندوب، فالواجب ينقسم إلى ثلاثة أقسام، قسم فرضه الله علينا شهرا في كل سنة، وهو شهر رمضان أما القسم الثاني فهو الواجب لعله ,وهو صيام الكفارات، و القسم الأخير هو الواجب بإيجاب الإنسان على نفسه وهو صيام النذر , ففي القسم الأول من صيام الواجب , فإنه يجب على العبد عندما يتبين له دخول شهر رمضان أن يمسك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس , ويثبت دخول شهر رمضان بأحد أمرين، الأمر الأول، برؤية الهلال من واحد عدل , أما الأمر الثاني فإن لم ير الهلال لغيم أو نحوه أتموا عدة شعبان ثلاثين يوماً، فإذا ما ثبت دخول الشهر وجبت تثبيت النية قبل الفجر، هذا بالنسبة للصيام الواجب، أما المندوب فتجوز النية حتى في اثناء النهار، فالنية تعتبر الركن الأول من أركان الصيام، ومن أركانه الإمساك عن المفطرات، فمفطرات الصيام خمسة، الأكل و الشرب و القيء عمداً و الجماع والحيض و النفاس، فكل من وقع في أحد هذه المفطرات وجبت عليه الكفارة المبينة في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، هذا ويستحب للصائم فعل بعض الأمور منها، السحور ويستحب تأخيره، كما يستحب له تعجيل الفطور وأن يفطر على رطبات فإن لم يكن فعلى تمرات أو على الماء، ويستحب له كثرة تلاوة القرآن، كما يستحب لولي الأمر أن يعود أبنائه على الصيام وإن لم يكن واجب عليهم، فالصيام واجب على كل مسلم بالغ عاقل صحيح مقيم ويجب على المرأة أن تكون طاهرة من الحيض والنفاس، هذا وثمة أيام يستحب صيامها، وأيام يكره الصيام فيها، وأخرى يحرم صيامها، فأما ما يستحب صيامها فمنها ما يكون مطلقا ومنها ما يكون مقيدا , والمقيد إما أن يكون مبهم وإما أن يكون معين، أما ما يحرم صيامها فمنها ما اتفق العلماء على حرمتها، ومنها ما اختلفوا عليه، هذا وقد يلزم الإنسان نفسه بصيام فيصبح في حقه واجب وهو ما يسمى بصيام النذر، فللنذر صيغ كثيرة منها أن يلتزم بالصيام في مقابل حدوث نعمة أو اندفاع بلية فإذا حصل المعلق به لزمه الوفاء بما التزم به، وحكم النذر مكروه، والواجب على من نذر أن يوفي بنذره إلا أن يكون نذر معصية، وإذا وافق صيام النذر أيام منهي عن الصيام فيها فلا يصومه، وللصائم أن يستاك في نهار رمضان في أول النهار وآخره، كما له مباشرة أهله في نهار رمضان إذا قدر على ضبط نفسه، وله أيضا أن يتمضمض ويستنشق من غير المبالغة وله أن يحتجم في نهار رمضان، غير أنه يكره له الحجامة اذا خشي على نفسه من الضعف.
هذا وغيره ستجده إن شاء الله تعالى بالتفصيل مقروناً بأدلة من كتاب الله تعالى والسنة الصحيحة، و أسأل الله التوفيق والسداد.
محتويات الكتاب
الدرس الأول: الصوم الواجب
الفصل الأول: الواجب لزمان (شهر رمضان)
القسم الأول: تعريف الصيام وفضل صيام شهر رمضان ومراتب فرضه
القسم الثاني: على من يجب الصيام؟
القسم الثالث: أركان الصيام
الركن الأول: الزمان
1) زمن الوجوب (شهر رمضان)
2) زمن الإمساك (نهار رمضان دون لياليه)
الركن الثاني: الإمساك عن المفطرات
1) مفطرات الصيام
2) أحكام المفطرات
الركن الثالث: النية
القسم الرابع: ما يباح فعله في الصيام
القسم الخامس: ما يستحب للصائم فعله
الفصل الثاني: الواجب لعله (الكفارات)
القسم الأول: الكفارات التي مدتها شهرين متتابعين
1) الجماع في نهار رمضان
2) القتل الخطأ لمن لم يجد العتق
3) الظهار
القسم الثاني: الكفارات التي مدتها عشرة أيام
1) صيام المتعة لمن لم يجد الهدى
القسم الثالث: الكفارات التي مدتها ثلاثة أيام
1) كفارة اليمين لمن لم يجد الإطعام
2) كفارة من ارتكب محظوراً من محظورات الإحرام (كحلق الشعر و لبس المخيط)
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/78)
القسم الرابع: الكفارات التي صيامها بدلاً عن كل مد
1) جزء الصيد في الإحرام
الفصل الثالث: الواجب بإيجاب الإنسان على نفسه (صوم النذر)
الدرس الثاني: الصيام المندوب
الفصل الأول: الصيام المطلق
الفصل الثاني: الصيام المقيد
القسم الأول: المعين
1) المعين من الشهور: (المحرم - شعبان - شوال - الأشهر الحرم)
2) المعين من الأيام: (يوم عرفه - تاسوعاء وعاشوراء - الأيام البيض - الاثنين والخميس - ستة من شوال)
القسم الثاني: المبهم
1) غب الصوم (صيام يوم وإفطار يوم)
2) ثلاثة أيام من كل شهر
الدرس الثالث الأيام المنهي عن الصيام فيها
الفصل الأول: ما اتفق على تحريمه (يوم الفطر - يوم الأضحى)
الفصل الثاني: ما اختلف على تحريمه (أيام التشريق - يوم الشك - يوم الجمعة - يوم السبت - بعد النصف من شعبان - صيام الدهر)
الدرس الأول الصوم الواجب
الفصل الأول الواجب لزمان (شهر رمضان)
باب في تعريف الصيام
س1) عرف الصوم لغة وشرعاً؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن: الصيام لغة هو الإمساك , قال الله تعالى إخباراً عن مريم (إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمَنِ صَوْمًا فَلَنْ أُكَلِّمَ الْيَوْمَ إِنسِيًّا) مريم , أي صمتاً , لأنه إمساك عن الكلام , إما الصيام شرعاً فهو التعبد إلى الله تعالى بالإمساك عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس فهو إمساك مخصوص في زمن مخصوص عن شئ مخصوص بشروط مخصوصة.
باب في سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم
س2) لماذا سميه شهر رمضان بهذا الاسم (رمضان)؟
اعلم وفقك الله لمعرفة الحق أن: العلماء قد اختلفوا في سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم فقد قيل لأنه ترمض فيه الذنوب (أي تحترق) لأن الرمضاء شدة الحر , وقيل لابتداء الصوم في زمن حار , والله تعالى اعلم.
باب في جواز أن يقال لشهر رمضان رمضان
س3) هل يقال رمضان أو شهر رمضان؟
اعلم يرعاك الله أن: العلماء قد اختلفوا على جواز أن يقال لشهر رمضان (رمضان) , فقالت طائفة لا يجوز أن يقال لشهر رمضان (رمضان) واستدلوا بحديث أبى هريرة مرفوعاً (لا تقولوا رمضان , فإن رمضان اسم من أسماء الله , ولكن قولوا شهر رمضان) , وكذلك للتقييد بالشهر بوروده في القرآن به قال الله تعالى (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ) البقرة. أما الأحاديث التي ورد فيها ذكر رمضان بدون ذكر شهر مثل حديث طَلْحَةَ بْنَ عُبَيْدِ اللَّهِ قال جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مِنْ أَهْلِ نَجْدٍ ثَائِرَ الرَّأْسِ يُسْمَعُ دَوِيُّ صَوْتِهِ وَلَا يُفْقَهُ مَا يَقُولُ حَتَّى دَنَا فَإِذَا هُوَ يَسْأَلُ عَنْ الْإِسْلَامِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (خَمْسُ صَلَوَاتٍ فِي الْيَوْمِ وَاللَّيْلَةِ فَقَالَ هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا قَالَ لَا إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَصِيَامُ رَمَضَانَ قَالَ هَلْ عَلَيَّ غَيْرُهُ قَالَ لَا إِلَّا أَنْ تَطَوَّعَ) البخاري , وغيره من الأحاديث التي ذكر فيها (رمضان) بدون ذكر (شهر) فإنه احتمال أن يكون لفظ شهر من هذه الأحاديث حذف من تصرف الرواة أما الطائفة الأخرى وهو رأى الجمهور على جواز أن يقال لشهر رمضان رمضان وان الحديث (لا تقولوا رمضان , فإن رمضان اسم من أسماء الله , ولكن قولوا شهر رمضان) حديث ضعيف , وهذا هو الصحيح , والله اعلم.
باب في حكم صيام شهر رمضان
س4) ما حكم صيام شهر رمضان؟
اعلم وفقني الله وإياك أن: صوم رمضان واجب بدليل الكتاب والسنة والإجماع، أما الكتاب فقول الله عز وجل (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُون) البقرة َ183 , وأما السنة فقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (بُنِيَ الْإِسْلَامُ عَلَى خَمْسٍ شَهَادَةِ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءِ الزَّكَاةِ وَالْحَجِّ وَصَوْمِ رَمَضَانَ) متفق عليه , وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَارِزًا يَوْمًا لِلنَّاسِ فَأَتَاهُ جِبْرِيلُ فَقَالَ (مَا الْإِيمَانُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/79)
قَالَ الْإِيمَانُ أَنْ تُؤْمِنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَبِلِقَائِهِ وَرُسُلِهِ وَتُؤْمِنَ بِالْبَعْثِ قَالَ مَا الْإِسْلَامُ قَالَ الْإِسْلَامُ أَنْ تَعْبُدَ اللَّهَ وَلَا تُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَتُقِيمَ الصَّلَاةَ وَتُؤَدِّيَ الزَّكَاةَ الْمَفْرُوضَةَ وَتَصُومَ رَمَضَانَ) متفق عليه , وأما الإجماع فلم ينقل إلينا عن أحد من المسلمين القول بعدم وجوبه.
باب متى فرض الصيام
س5) متى فرض الصيام؟
اعلم فقهك الله تعالى أن: صيام رمضان فرض في شعبان في السنة الثانية من الهجرة قبل بدر.
باب في مراتب صيام شهر رمضان
س 6) ما هي مراتب صيام شهر رمضان؟
اعلم يرعاك الله أن: مراتب صيام شهر رمضان ثلاثة:
المرتبة الأولى: إيجابه بوصف التخيير (من شاء صام ومن شاء أفطر وأطعم) فرخص الله سبحانه وتعالى لمطيق الصيام في الفطر على أن يطعم على كل يوم مسكيناً ,عن ابْنُ أَبِي لَيْلَى حَدَّثَنَا أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (نَزَلَ رَمَضَانُ فَشَقَّ عَلَيْهِمْ فَكَانَ مَنْ أَطْعَمَ كُلَّ يَوْمٍ مِسْكِينًا تَرَكَ الصَّوْمَ مِمَّنْ يُطِيقُهُ وَرُخِّصَ لَهُمْ فِي ذَلِكَ فَنَسَخَتْهَا (وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ) فَأُمِرُوا بِالصَّوْمِ) البخاري معلقاً بصيغة الجزم, وعَنْ يَزِيدَ مَوْلَى سَلَمَةَ بْنِ الْأَكْوَعِ عَنْ سَلَمَةَ قَال (لَمَّا نَزَلَتْ (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) كَانَ مَنْ أَرَادَ أَنْ يُفْطِرَ وَيَفْتَدِيَ حَتَّى نَزَلَتْ الْآيَةُ الَّتِي بَعْدَهَا فَنَسَخَتْهَا) متفق عليه.
المرتبة الثانية: تحتيمية (لكن كان الصائم إذا نام قبل أن يطعم حرم عليه الطعام والشراب إلى الليلة المقبلة)، عَنْ الْبَرَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (كَانَ أَصْحَابُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا كَانَ الرَّجُلُ صَائِمًا فَحَضَرَ الْإِفْطَارُ فَنَامَ قَبْلَ أَنْ يُفْطِرَ لَمْ يَأْكُلْ لَيْلَتَهُ وَلَا يَوْمَهُ حَتَّى يُمْسِيَ وَإِنَّ قَيْسَ بْنَ صِرْمَةَ الْأَنْصَارِيَّ كَانَ صَائِمًا فَلَمَّا حَضَرَ الْإِفْطَارُ أَتَى امْرَأَتَهُ فَقَالَ لَهَا أَعِنْدَكِ طَعَامٌ قَالَتْ لَا وَلَكِنْ أَنْطَلِقُ فَأَطْلُبُ لَكَ وَكَانَ يَوْمَهُ يَعْمَلُ فَغَلَبَتْهُ عَيْنَاهُ فَجَاءَتْهُ امْرَأَتُهُ فَلَمَّا رَأَتْهُ قَالَتْ خَيْبَةً لَكَ فَلَمَّا انْتَصَفَ النَّهَارُ غُشِيَ عَلَيْهِ فَذُكِرَ ذَلِكَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَنَزَلَتْ هَذِهِ الْآيَةُ (أُحِلَّ لَكُمْ لَيْلَةَ الصِّيَامِ الرَّفَثُ إِلَى نِسَائِكُمْ) ففرِحُوا بِهَا فَرَحًا شَدِيدًا وَنَزَلَتْ (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ)) البخاري.
المرتبة الثالثة: وهى التي استقر عليها الشرع إلى يوم القيامة.
باب في عدد السنوات التي صامها النبي صلى الله عليه وسلم
س7) كم سنة صام النبي صلى الله عليه وسلم؟
اعلم رحمك الله تعالى أن: عدد السنوات التي صامها النبي صلى الله عليه تسع سنين (لأن رمضان فرض في شعبان في السنة الثانية من الهجرة وتوفى صلى الله عليه وسلم في شهر ربيع الأول في سنة إحدى عشر من الهجرة).
باب في فضائل صيام شهر رمضان
س8) ما هي فضائل صيام شهر رمضان؟
اعلم يرعاك الله أنه:قد جاءت أحاديث كثيرة في فضل شهر رمضان وصيامه منها قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم (إَذَا دَخَلَ شَهْرُ رَمَضَانَ فُتِّحَتْ أَبْوَابُ السَّمَاءِ وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ جَهَنَّمَ وَسُلْسِلَتْ الشَّيَاطِين) البخاري. وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إنَّ فِي الْجَنَّةِ بَابًا يُقَالُ لَهُ الرَّيَّانُ يَدْخُلُ مِنْهُ الصَّائِمُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ لَا يَدْخُلُ مَعَهُمْ أَحَدٌ غَيْرُهُمْ يُقَالُ أَيْنَ الصَّائِمُونَ فَيَدْخُلُونَ مِنْهُ فَإِذَا دَخَلَ آخِرُهُمْ أُغْلِقَ فَلَمْ يَدْخُلْ مِنْهُ أَحَدٌ) مسلم.
باب على من يجب الصيام
س9) على من يجب الصيام؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/80)
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن: صيام رمضان واجب على كل مسلم بالغ عاقل صحيح مقيم ويجب على المرأة أن تكون طاهرة من الحيض والنفاس.
باب في أن الإسلام شرط لصحة جميع الأعمال
س10) لا يقبل الله عز وجل الصيام ((وجميع الأعمال)) من الكافر حتى يسلم. اذكر الدليل؟
اعلم سددك الله إلى هداه أن: الإسلام شرط لصحة جميع الأعمال , فلا يقبل العمل من الكافر حتى يسلم لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ وَيُقِيمُوا الصَّلَاةَ وَيُؤْتُوا الزَّكَاةَ فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ عَصَمُوا مِنِّ دِمَاءَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ إِلَّا بِحَقِّ الْإِسْلَامِ وَحِسَابُهُمْ عَلَى اللَّهِ) البخاري , وعَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَمَّا بَعَثَ مُعَاذًا إِلَى الْيَمَنِ قَالَ (اِنَّكَ تَقْدَمُ عَلَى قَوْمٍ أَهْلِ كِتَابٍ فَلْيَكُنْ أَوَّلَ مَا تَدْعُوهُمْ إِلَيْهِ عِبَادَةُ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فَإِذَا عَرَفُوا اللَّهَ فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ فَرَضَ عَلَيْهِمْ خَمْسَ صَلَوَاتٍ فِي يَوْمِهِمْ وَلَيْلَتِهِمْ فَإِذَا فَعَلُوا فَأَخْبِرْهُمْ أَنَّ اللَّهَ قَدْ فَرَضَ عَلَيْهِمْ زَكَاةً تُؤْخَذُ مِنْ أَغْنِيَائِهِمْ فَتُرَدُّ عَلَى فُقَرَائِهِمْ فَإِذَا أَطَاعُوا بِهَا فَخُذْ مِنْهُمْ وَتَوَقَّ كَرَائِمَ أَمْوَالِهِمْ) مسلم.
باب في أن الكفار مخاطبون بجميع أحكام الشرع في حال كفرهم
س11) هل يحاسب الكافر على إفطاره شهر رمضان؟
اعلم وفقك الله لمعرفة الحق أن: الكفار مخاطبون بجميع أحكام الشرع في حال كفرهم أي أن عقوبتهم تزيد في الآخرة قال الله تعالى (كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ فِي جَنَّاتٍ يَتَسَاءَلُونَ عَنْ الْمُجْرِمِينَ مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ) المدثر. ومع هذا لا يطالب الكافر بفعل الصوم في حالة كفره , ولو صام في كفره لم يصح سواء أسلم بعد ذلك أم لا وإذا أسلم لا يجب عليه القضاء , وإذا أسلم في أثناء شهر رمضان لم يلزمه قضاء الأيام الماضية , أما اليوم الذي أسلم فيه فيستحب له صيام بقية يومه ولا يلزمه إعادته , وكذلك المرتد له نفس حكم الكافر.
باب الصبي الغير بالغ والمجنون لا يجب عليهما الصوم
س12) الصبي الغير بالغ , والمجنون لا يجب عليهما الصوم اذكر الدليل؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن:الصبي الغير بالغ , والمجنون لا يجب عليهما الصوم قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (رُفِعَ الْقَلَمُ عَنْ ثَلَاثَةٍ عَنْ النَّائِمِ حَتَّى يَسْتَيْقِظَ وَعَنْ الصَّبِيِّ حَتَّى يَحْتَلِمَ وَعَنْ الْمَجْنُونِ حَتَّى يَعْقِلَ) صححه الألباني.المجنون لا يلزمه الصيام كما دل على ذلك الحديث السابق , وإذا أفاق لا يلزمه قضاء ما فاته في الجنون سواء أفاق في رمضان أو بعد رمضان وسواء قلة المدة أو كثرت , ويستحب له إذا أفاق في نهار رمضان أن يمسك بقية يومه. والمغمى عليه لا يلزمه الصيام في حالة الإغماء ويلزمه القضاء.ويستحب صيام الصبي للتمرين عليه , عَنْ الرُّبَيِّعِ بِنْتِ مُعَوِّذٍ قَالَتْ (أرْسَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ غَدَاةَ عَاشُورَاءَ إِلَى قُرَى الْأَنْصَارِ مَنْ أَصْبَحَ مُفْطِرًا فَلْيُتِمَّ بَقِيَّةَ يَوْمِهِ وَمَنْ أَصْبَحَ صَائِمًا فَليَصُمْ قَالَتْ فَكُنَّا نَصُومُهُ بَعْدُ وَنُصَوِّمُ صِبْيَانَنَا وَنَجْعَلُ لَهُمْ اللُّعْبَةَ مِنْ الْعِهْنِ فَإِذَا بَكَى أَحَدُهُمْ عَلَى الطَّعَامِ أَعْطَيْنَاهُ ذَاكَ حَتَّى يَكُونَ عِنْدَ الْإِفْطَارِ) متفق عليه فالواجب على ولي أمر الصبي أن لا يمنع الصبي من الصيام وأن يأمره به ليتعود عليه كما ربى السلف أبناءهم , وإذا نوى الصبي الصيام من الليل فبلغ في أثناء النهار بالاحتلام أو السن يتم صيامه ولا قضاء عليه , وإن بلغ وهو مفطر استحب له إمساك بقية اليوم ولا يجب عليه القضاء.
باب المسافر والمريض لا يجب عليهما الصيام
س13) المسافر والمريض لا يجب عليهما الصيام. اذكر الدليل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/81)
اعلم رحمك الله تعالى أن: المسافر والمريض لا يجب عليهما الصيام قال الله تعالى (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ) البقرة.
باب في أن الأفضل للمسافر والمريض الصيام إن لم يجد مشقة وإن وجد مشقة فالفطر أفضل لهما
س14) أيهما أفضل للمسافر والمريض الصيام أم الفطر. اذكر الدليل؟
اعلم حفظك الله من كل مكروه أن: المسافر والمريض إن لم يجد مشقة في الصيام فالصيام أفضل لهما وإن وجد المسافر والمريض مشقة فالفطر أفضل لهما , والدليل قول أَبِو سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (كُنَّا نَغْزُو مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي رَمَضَانَ فَمِنَّا الصَّائِمُ وَمِنَّا الْمُفْطِرُ فَلَا يَجِدُ الصَّائِمُ عَلَى الْمُفْطِرِ وَلَا الْمُفْطِرُ عَلَى الصَّائِمِ يَرَوْنَ أَنَّ مَنْ وَجَدَ قُوَّةً فَصَامَ فَإِنَّ ذَلِكَ حَسَنٌ وَيَرَوْنَ أَنَّ مَنْ وَجَدَ ضَعْفًا فَأَفْطَرَ فَإِنَّ ذَلِكَ حَسَنٌ) صححه الألباني.وعَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا زَوْجِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَّ حَمْزَةَ بْنَ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيَّ قَالَ لِلنَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَأَصُومُ فِي السَّفَرِ وَكَانَ كَثِيرَ الصِّيَامِ فَقَالَ (إِنْ شِئْتَ فَصُمْ وَإِنْ شِئْتَ فَأَفْطِرْ) البخاري , وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم (إِذَا مَرِضَ الْعَبْدُ أَوْ سَافَرَ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا) البخاري.وإذا عاد المسافر من سفره أثناء النهار فلا يجب عليه الإمساك , وكذلك المريض.
باب ما جاء في صيام الشيخ الكبير والمرأة العجوز والمريض الذي لا يرجى برؤه والحبلى و المرضع
س15) الشيخ الكبير والمرأة العجوز والمريض الذي لا يرجى برؤه والحبلى و المرضع إذا خافت على نفسها أو على الجنين أفطروا وعليهم الفدية ولا قضاء عليهم اذكر الدليل؟
اعلم وفقك الله أن: من عجز عن الصيام لكبر أو نحوه أفطر وأطعم عن كل يوم مسكيناً لقوله تعالى (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) البقرة ,ٍ عَنْ عَطَاءٍ أنه سَمِعَ ابْنَ عَبَّاسٍ يَقْرَأُ هذه الآية, فقَالَ ابْنُ عَبَّاس (لَيْسَتْ بِمَنْسُوخَةٍ هُوَ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْمَرْأَةُ الْكَبِيرَةُ لَا يَسْتَطِيعَانِ أَنْ يَصُومَا فَيُطْعِمَانِ مَكَانَ كُلِّ يَوْمٍ مِسْكِينًا) البخاري , وكذلك الحبلى والمرضع إذا لم تطيقا الصيام أو خافتا على أولادهما فلهما الفطر وعليهما الفدية ,والدليل قول ابن عباس رضي الله عنه (إذا خافت الحامل على نفسها والمرضع على ولدها في رمضان ,قال: يفطران , ويطعمان مكان كل يوم مسكيناً ولا يقضيان صوما) صححه الألباني.ومن عجز عن الفدية ممن لا يقدر على الصيام وتلزمه الفدية سقطت عنه الفدية وإن أيسر حاله بعد ذلك , لأنه كان عاجزاً عنها حال التكليف.
باب في حكم صيام الحائض والنفساء
س16) لا يجب الصيام على الحائض والنفساء وان صامتا لم يجزئهما ويجب عليهما القضاء اذكر الدليل؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أنه: لا يجب الصيام على الحائض والنفساء وإن صامتا لم يجزئهما ويجب عليهما القضاء , عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ فَذَلِكَ نُقْصَانُ دِينِهَا) البخاري , وعَنْ مُعَاذَةَ قَالَتْ سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ فَقَالَتْ (أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ قُلْتُ لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ وَلَكِنِّي أَسْأَلُ قَالَتْ كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ) مسلم وإذا طهرت الحائض والنفساء في أثنا الصيام فلا يجب عليهما صيام بقية اليوم , وإذا طهرت قبل الفجر ونوت صح صومها ولا يتوقف على الغسل , أما المستحاضة فليس لها حكم الحائض والنفساء ويباح لها الصيام
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/82)
باب في أركان الصيام
س17) ما هي أركان الصيام؟
اعلم أرشدك الله لطاعته أن: أركان الصيام ثلاثة , الركن الأول:الزمان وينقسم إلى زمن وجوب (شهر رمضان) و زمن إمساك (أيام رمضان دون لياليهن) , الركن الثاني: الإمساك عن المفطرات , الركن الثالث: النية، وإليك التفاصيل.
باب بم يثبت دخول شهر رمضان
س18) بم يثبت دخول شهر رمضان؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن: دخول شهر رمضان يثبت بأحد الأمور الآتية:
الأمر الأول: برؤية الهلال من واحد عدل , عَنْ ابْنِ عُمَرَ قَالَ (تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلَالَ فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي رَأَيْتُهُ فَصَامَ وَأَمَرَ النَّاسَ بِالصِّيَامِ) صححه الألباني. وعَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ زَيْدِ بْنِ الْخَطَّابِ أَنَّهُ خَطَبَ النَّاسَ فِي الْيَوْمِ الَّذِي يُشَكُّ فِيهِ فَقَالَ أَلَا إِنِّي جَالَسْتُ أَصْحَابَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَسَاءَلْتُهُمْ وَإِنَّهُمْ حَدَّثُونِي أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ وَانْسُكُوا لَهَا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا ثَلَاثِينَ فَإِنْ شَهِدَ شَاهِدَانِ فَصُومُوا وَأَفْطِرُوا) صححه الألباني.
الأمر الثاني: فإن لم ير الهلال لغيم أو نحوه أتموا عدة شعبان ثلاثين يوما، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (الشَّهْرُ تِسْعٌ وَعِشْرُونَ لَيْلَةً فَلَا تَصُومُوا حَتَّى تَرَوْهُ فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا الْعِدَّةَ ثَلَاثِينَ (البخاري. وعن مُحَمَّد بْن زِيَادٍ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْ قَالَ: قَالَ أَبُو الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ فَإِنْ غُبِّيَ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ) البخاري.
باب بم يثبت خروج شهر رمضان
س18) بم يثبت دخول شهر شوال (أي خروج شهر رمضان)؟
اعلم أرشدك الله لطاعته أن: دخول شهر شوال (أي خروج شهر رمضان) لا يثبت إلا بشاهدين اثنين وذلك لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وَأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ وَانْسُكُوا لَهَا فَإِنْ غُمَّ عَلَيْكُمْ فَأَكْمِلُوا ثَلَاثِينَ فَإِنْ شَهِدَ شَاهِدَانِ فَصُومُوا وَأَفْطِرُوا) صححه الألباني. وعن أَمِيرَ مَكَّةَ الْحَارِثُ بْنُ حَاطِبٍ قَالَ (عَهِدَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ نَنْسُكَ لِلرُّؤْيَةِ فَإِنْ لَمْ نَرَهُ وَشَهِدَ شَاهِدَا عَدْلٍ نَسَكْنَا بِشَهَادَتِهِمَا) صححه الألباني.
فخرج عن (الشرط وهو: شهادة اثنين) دخول شهر رمضان بدليل حديث ابْنِ عُمَرَ قَالَ (تَرَاءَى النَّاسُ الْهِلَالَ فَأَخْبَرْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنِّي رَأَيْتُهُ فَصَامَ وَأَمَرَ النَّاسَ بِالصِّيَامِ) صححه الألباني , وبقى خروج شهر رمضان حيث لا دليل على جوازه بشهادة واحد.
باب لا يلزم المسلمين جميعاً الصيام برؤية واحدة
س 19) هل يلزم المسلمين جميعاً في كل الدول الصيام برؤية واحدة؟
اعلم وفقك الله أنه: لا يلزم المسلمين جميعاً في كل الدول الصيام برؤية واحدة بل كل بلد بنفسه إذا كان يخالف البلد الأخر في مطالع الهلال، عَنْ كُرَيْبٍ أَنَّ أُمَّ الْفَضْلِ بِنْتَ الْحَارِثِ بَعَثَتْهُ إِلَى مُعَاوِيَةَ بِالشَّامِ قَالَ فَقَدِمْتُ الشَّامَ فَقَضَيْتُ حَاجَتَهَا وَاسْتُهِلَّ عَلَيَّ رَمَضَانُ وَأَنَا بِالشَّامِ فَرَأَيْتُ الْهِلَالَ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ ثُمَّ قَدِمْتُ الْمَدِينَةَ فِي آخِرِ الشَّهْرِ فَسَأَلَنِي عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا ثُمَّ ذَكَرَ الْهِلَالَ فَقَالَ مَتَى رَأَيْتُمْ الْهِلَالَ فَقُلْتُ رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ الْجُمُعَةِ فَقَالَ أَنْتَ رَأَيْتَهُ فَقُلْتُ نَعَمْ وَرَآهُ النَّاسُ وَصَامُوا وَصَامَ مُعَاوِيَةُ فَقَالَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/83)
لَكِنَّا رَأَيْنَاهُ لَيْلَةَ السَّبْتِ فَلَا نَزَالُ نَصُومُ حَتَّى نُكْمِلَ ثَلَاثِينَ أَوْ نَرَاهُ فَقُلْتُ أَوَ لَا تَكْتَفِي بِرُؤْيَةِ مُعَاوِيَةَ وَصِيَامِهِ فَقَالَ (لَا هَكَذَا أَمَرَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مسلم.
باب أول زمن الإمساك طلوع الفجر و آخر الإمساك غروب الشمس
س20) ما هو أول زمن الإمساك وآخر زمن الإمساك؟
اعلم أرشدك الله لطاعته أن: أول زمن الإمساك هو طلوع الفجر الثاني (الفجر الصادق) قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (الفجر فجران: فجر يحرم فيه الطعام وتحل فيه الصلاة , وفجر تحرم فيه الصلاة ويحل فيه الطعام) صححه الألباني. وعَنْ سَهْلِ بْنِ سَعْدٍ قَالَ (أُنْزِلَتْ (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ) وَلَمْ يَنْزِلْ (مِنْ الْفَجْر) ِ فَكَانَ رِجَالٌ إِذَا أَرَادُوا الصَّوْمَ رَبَطَ أَحَدُهُمْ فِي رِجْلِهِ الْخَيْطَ الْأَبْيَضَ وَالْخَيْطَ الْأَسْوَدَ وَلَمْ يَزَلْ يَأْكُلُ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُ رُؤْيَتُهُمَا فَأَنْزَلَ اللَّهُ بَعْدُ (مِنْ الْفَجْرِ) فَعَلِمُوا أَنَّهُ إِنَّمَا يَعْنِي اللَّيْلَ وَالنَّهَار) البخاري.وعَنْ سَمُرَةَ بْنِ جُنْدُبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَا يَغُرَّنَّكُمْ مِنْ سَحُورِكُمْ أَذَانُ بِلَالٍ وَلَا بَيَاضُ الْأُفُقِ الْمُسْتَطِيلُ هَكَذَا حَتَّى يَسْتَطِيرَ هَكَذَا وَحَكَاهُ حَمَّادٌ بِيَدَيْهِ قَالَ يَعْنِي مُعْتَرِضًا) مسلم.
أما آخر الإمساك فهو غروب الشمس قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم (إِذَا أَقْبَلَ اللَّيْلُ مِنْ هَا هُنَا وَأَدْبَرَ النَّهَارُ مِنْ هَا هُنَا وَغَرَبَتْ الشَّمْسُ فَقَدْ أَفْطَر َالصَّائِمُ) البخاري.
باب مبطلات الصيام
س21) ما هي مبطلات الصيام؟
اعلم وفقني الله وإياك أن: مبطلات الصيام هي الأكل و الشرب و القيء عمداً و الجماع والحيض و النفاس.
باب الأكل أو الشرب عمداً من مبطلات الصيام
س22) هل الأكل أو الشرب عمداً من مبطلات الصيام؟
اعلم رحمك الله أن: الأكل أو الشرب عمداً من مبطلات الصيام لقول الله تعالى (وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) البقرة،أما من أكل أو شرب ناسياً فصيامه صحيح ولا قضاء عليه ولا كفارة , والدليل قول النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ أَكَلَ نَاسِيًا وَهُوَ صَائِمٌ فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللَّهُ وَسَقَاهُ) البخاري.
باب ما جاء في حكم القيء
س23) هل القيء مطلقاً مبطل للصيام؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن: القيء عمداً مبطل للصيام ويجب عليه قضاء ذلك اليوم , أما إذا غلبه القيء فلا قضاء عليه ولا كفارة , لحديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ) صححه الألباني.
باب الجماع في نهار رمضان مبطلاً للصيام
س24) ما الدليل على أن الجماع في نهار رمضان مبطل للصيام؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن: الجماع في نهار رمضان مبطلاً للصيام قال الله تعالى (فَالآنَ بَاشِرُوهُنَّ وَابْتَغُوا مَا كَتَبَ اللَّهُ لَكُمْ وَكُلُوا وَاشْرَبُوا حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكُمْ الْخَيْطُ الْأَبْيَضُ مِنْ الْخَيْطِ الْأَسْوَدِ مِنْ الْفَجْرِ ثُمَّ أَتِمُّوا الصِّيَامَ إِلَى اللَّيْلِ) البقرة. و عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ احْتَرَقْتُ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِمَ قَالَ وَطِئْتُ امْرَأَتِي فِي رَمَضَانَ نَهَارًا قَالَ تَصَدَّقْ تَصَدَّقْ قَالَ مَا عِنْدِي شَيْءٌ فَأَمَرَهُ أَنْ يَجْلِسَ فَجَاءَهُ عَرَقَانِ فِيهِمَا طَعَامٌ فَأَمَرَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/84)
يَتَصَدَّقَ بِهِ) مسلم.
باب الحيض و النفاس من مبطلات الصيام
س25) ما الدليل على أن الحيض و النفاس من مبطلات الصيام؟
اعلم أرشدك الله لطاعته أن: الحيض و النفاس من مبطلات الصيام عَنْ أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَال: َ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) أَلَيْسَ إِذَا حَاضَتْ لَمْ تُصَلِّ وَلَمْ تَصُمْ فَذَلِكَ نُقْصَانُ دِينِهَا) البخاري.
باب في أحكام المفطرات
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن: لكل من المفطرات السابقة حكما خاصا بها بينه الشرع الكريم وإليك تفصيل ذلك.
باب في حكم من أكل أو شرب عمداً في نهار رمضان
س26) ما حكم من أكل أو شرب عمداً في نهار رمضان؟
اعلم وفقك الله أنه: من أكل أو شرب عمداً ليس عليه قضاء ولا كفارة وذلك لعدم ثبوته , فإن قضى متعمداً بلا عذر صياماً لا يصح منه.
قال ابن حزم: وبرهان ذلك أن وجوب القضاء في تعمد القيء قد صح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم كما ذكرنا قبل , ولم يأت في فساد الصوم بالتعمد للأكل أو الشرب أو الوطء نص بإيجاب القضاء ,وإنما افترض تعالى رمضان لا غيره على الصحيح المقيم العاقل البالغ , فإيجاب صيام غيره بدلاً منه , إيجاب شرع لم يأذن الله تعالى به , فهو باطل , ولا فرق بين أن يوجب الله تعالى صوم شهر مسمى , فيقول قائل: إن صوم غيره ينوب عنه بغير نص وارد , وبين من قال: إن الحج إلى غير مكة ينوب عن الحج إلى مكة , والصلاة إلى غير الكعبة , تنوب عن الصلاة إلى الكعبة , وهكذا في كل شئ , قال الله تعالى (تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا) البقرة , وقال تعالى (وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ) الطلاق.
باب في حكم القيء في نهار رمضان
س27) ما حكم القيء في نهار رمضان؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن: القيء عمداً مبطلاً للصيام ويجب عليه قضاء ذلك اليوم , أما إذا غلبه القيء فلا قضاء عليه ولا كفارة , والدليل حديث أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (مَنْ ذَرَعَهُ الْقَيْءُ فَلَيْسَ عَلَيْهِ قَضَاءٌ وَمَنْ اسْتَقَاءَ عَمْدًا فَلْيَقْضِ) صححه الألباني.
باب يجب على الحائض و النفساء قضاء ما أفطرته في نهار رمضان
س28) هل يجب على الحائض و النفساء قضاء ما أفطرته في نهار رمضان؟
اعلم رحمك الله أن: الحائض و النفساء يجب عليهما القضاء عَنْ مُعَاذَةَ قَالَتْ سَأَلْتُ عَائِشَةَ فَقُلْتُ مَا بَالُ الْحَائِضِ تَقْضِي الصَّوْمَ وَلَا تَقْضِي الصَّلَاةَ فَقَالَتْ (أَحَرُورِيَّةٌ أَنْتِ قُلْتُ لَسْتُ بِحَرُورِيَّةٍ وَلَكِنِّي أَسْأَلُ قَالَتْ كَانَ يُصِيبُنَا ذَلِكَ فَنُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّوْمِ وَلَا نُؤْمَرُ بِقَضَاءِ الصَّلَاةِ) مسلم.
باب في أن الجماع في نهار رمضان مبطلاً للصيام ويجب عليه كفارة
س29) ما حكم من جامع في نهار رمضان؟
اعلم عفاك الله أن: الجماع في نهار رمضان مبطلاً للصيام ويجب عليه كفارة ,عن أَبَى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ قَالَ مَا لَكَ قَالَ وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا قَالَ لَا قَالَ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ لَا فَقَالَ فَهَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ لَا قَالَ فَمَكَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ وَالْعَرَقُ الْمِكْتَلُ قَالَ أَيْنَ السَّائِلُ فَقَالَ أَنَا قَالَ خُذْهَا فَتَصَدَّقْ بِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ أَعَلَى أَفْقَرَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا يُرِيدُ الْحَرَّتَيْنِ أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ ثُمَّ قَالَ أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ) البخاري.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/85)
باب النية ركن من أركان الصيام
س30) النية ركن من أركان الصيام ولابد أن تكون قبل الفجر ما الدليل على ذلك؟ اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أنه: يجب تثبيت النية قبل الفجر في الصيام الواجب , لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ لَمْ يُجْمِعْ الصِّيَامَ قَبْلَ الْفَجْرِ فَلَا صِيَامَ لَهُ) صححه الألباني , ومن المعلوم أن كل شخص يقوم آخر الليل ويتسحر فإنه قد أراد الصيام لأن كل عاقل يفعل الشيء باختياره لا يمكن أن يفعله إلا بإرادة والإرادة هي النية.أما صيام النافلة فلا يجب تثبيت النية من الليل , عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ قَالَتْ (دَخَلَ عَلَيَّ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذَاتَ يَوْمٍ فَقَالَ هَلْ عِنْدَكُمْ شَيْءٌ فَقُلْنَا لَا قَالَ فَإِنِّي إِذَنْ صَائِمٌ ثُمَّ أَتَانَا يَوْمًا آخَرَ فَقُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ أُهْدِيَ لَنَا حَيْسٌ فَقَالَ أَرِينِيهِ فَلَقَدْ أَصْبَحْتُ صَائِمًا فَأَكَلَ) مسلم.
باب ما يباح فعله في الصيام
اعلم رحمك الله أن:يباح للصائم أمور منها.
باب في جواز الحجامة للصائم
س 31) هل يباح للصائم الاحتجام اذكر الدليل؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أنه: يباح للصائم الاحتجام , والدليل حديثْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ (احْتَجَمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَائِمٌ) البخاري , غير أنه يكره الحجامة لمن خشي على نفسه الضعف , عن ثَابِت الْبُنَانِيَّ قَالَ سُئِلَ أَنَسُ بْنُ مَالِكٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (أَكُنْتُمْ تَكْرَهُونَ الْحِجَامَةَ لِلصَّائِمِ قَالَ لَا إِلَّا مِنْ أَجْلِ الضَّعْفِ) البخاري. وحكم التبرع بالدم كحكم الحجامة , فإن خشي المتبرع من الضعف لم يتبرع بالنهار إلا لضرورة.
باب في جواز الاغتسال في نهار رمضان للتبرد
س32) هل يباح للصائم الاغتسال في نهار رمضان للتبرد. اذكر الدليل؟
اعلم حفظك الله من كل مكروه أنه: يباح للصائم الاغتسال في نهار رمضان للتبرد عن أَبِي بَكْرِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ بَعْضِ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال (لَقَدْ رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِالْعَرْجِ يَصُبُّ عَلَى رَأْسِهِ الْمَاءَ وَهُوَ صَائِمٌ مِنْ الْعَطَشِ أَوْ مِنْ الْحَرِّ) صححه الألباني.
باب في حكم الصائم الذي يصبح جنباً
س33) ما حكم الصائم الذي يصبح جنباً؟
اعلم وفقك الله أن: من أدركه الفجر وهو جنب فاغتسل بعد الفجر فصيامه صحيح والدليل حديث عَائِشَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَتْ (قَدْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُدْرِكُهُ الْفَجْرُ فِي رَمَضَانَ وَهُوَ جُنُبٌ مِنْ غَيْرِ حُلُمٍ فَيَغْتَسِلُ وَيَصُومُ) متفق عليه.
باب في جواز مباشرة الصائم أهله في نهار رمضان
س34) هل يباح للصائم أن يقبل أهله ويباشرهم في نهار رمضان؟
اعلم أرشدك الله لطاعته أن: مباشرة الصائم أهله في نهار رمضان إذا قدر على ضبط نفسه مباحة والدليل حديث عائشة رضي الله عنها قالت (كَانَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقَبِّلُ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ) متفق عليه , أما إن كان قوى الشهوة وخشي عليه أن يقع في المحظور وهو الجماع فالأولى له وهذا حاله أن لا يباشر وكأن السيدة عائشة أشارت إلى ذلك في الحديث السابق في قولها (وَكَانَ أَمْلَكَكُمْ لِإِرْبِهِ) , ولقوله صلى الله عليه و سلم (كَالرَّاعِي يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ) متفق عليه.
باب في جواز التسوك للصائم
س35) هل يباح للصائم أن يتسوك ويتطيب ويمس الدهن ويكتحل ويحتقن. اذكر الدليل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/86)
اعلم أرشدك الله لطاعته أنه: لا يكره للصائم التسوك مطلقاً بل هو سنة في حقه كغيره لأن عموم الأدلة تدل على سنية السواك في جميع الأوقات , قال النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم (السِّوَاكُ مَطْهَرَةٌ لِلْفَمِ مَرْضَاةٌ لِلرَّبِّ) البخاري , ولم يقيد صلى الله عليه وسلم وقت دون آخر بل أطلق الحكم , و الحكم العام يجب إبقاؤه على عمومه إلا أن يرد مخصص , وليس لهذا العموم مخصص إلا حديث على رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (إذا صمتم فاستاكوا بالغداة ولا تستاكوا بالعشى) وهذا الحديث ضعيف لا يقوم على تخصيص العموم , لأن الضعيف ليس بحجة ولا يقوى على إثبات الحكم وتخصيص العموم حكم لأنه إخراج لهذا المخصص عن الحكم العام وإثبات حكم خاص به فيحتاج إلى ثبوت الدليل المخصص وإلا فلا يقبل.
باب في جواز المضمضة والاستنشاق للصائم من غير المبالغة
س36) هل يجوز للصائم أن يتمضمض ويستنشق؟
اعلم وفقك الله أنه: يجوز للصائم أن يتمضمض ويستنشق من غير المبالغة قال صلى الله عليه وسلم (وَبَالِغْ فِي الِاسْتِنْشَاقِ إِلَّا أَنْ تَكُونَ صَائِمًا) صححه الألباني.
باب في جواز تذوق الطعام للصائم
س37) يجوز للصائم أن يتذوق الطعام ما الدليل على ذلك؟
اعلم وفقك الله أنه: يجوز للصائم أن يتذوق الطعام بشرط عدم دخوله للحلق والدليل قول ابن عباس (لا بأس أن يذوق الخل أو شيئاً يريد شراءه) صححه الألباني.
باب في الجواز للصائم إذا أراد أن يواصل الصيام أن يواصل إلى السحر
س38) إذا أراد الصائم أن يواصل الصيام يباح له أن يواصل إلى السحر. ما هو الدليل على ذلك؟
اعلم سددك الله إلى هداه أنه: يجوز للصائم إذا أراد أن يواصل الصيام أن يواصل إلى السحر , عن أَبِي سَعِيدٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ سَمِعَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (لَا تُوَاصِلُوا فَأَيُّكُمْ إِذَا أَرَادَ أَنْ يُوَاصِلَ فَلْيُوَاصِلْ حَتَّى السَّحَرِ قَالُوا فَإِنَّكَ تُوَاصِلُ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ إِنِّي لَسْتُ كَهَيْئَتِكُمْ إِنِّي أَبِيتُ لِي مُطْعِمٌ يُطْعِمُنِي وَسَاقٍ يَسْقِينِ) البخاري.
باب ما يستحب للصائم فعله
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن: يستحب للصائم فعل بعض الأمور منها.
باب في بركة السحور
س39) ما الدليل على استحباب السحور للصائم؟
اعلم أرشدك الله لطاعته أن: في السحور بركة قَالَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (تَسَحَّرُوا فَإِنَّ فِي السَّحُورِ بَرَكَةً) متفق عليه كما أن في السحور مخالفة لأهل الكتاب , عَنْ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (فَصْلُ مَا بَيْنَ صِيَامِنَا وَصِيَامِ أَهْلِ الْكِتَابِ أَكْلَةُ السَّحَرِ) مسلم.
باب في وقت السحور
س40) متى يكون السحور؟
اعلم وفقك الله أن: وقت السحور من منتصف الليل إلى طلوع الفجر، والمستحب تأخيره فعن زيد بن ثابت رضي الله عنه قال (تسحرنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، ثم قمنا إلى الصلاة، قلت: كم كان قدر ما بينهما:؟ قال: خمسين آية) متفق عليه , ويتحقق السحور ولو بجرعة ماء لقوله صلى الله عليه وسلم (تسحروا ولو بجرعة ماء) صححه الألباني.
باب من سمع الأذان وطعامه أو شرابه في يده فهل له أن يأكل أو يشرب
س41) من سمع الأذان وطعامه أو شرابه في يده فهل له أن يأكل أو يشرب؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن: من سمع الأذان وطعامه أو شرابه في يده فله أن يأكل أو يشرب قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَال (إِذَا سَمِعَ أَحَدُكُمْ النِّدَاءَ وَالْإِنَاءُ عَلَى يَدِهِ فَلَا يَضَعْهُ حَتَّى يَقْضِيَ حَاجَتَهُ مِنْهُ) صححه الألباني.
باب في استحباب تعجيل الفطور
س42) هل يستحب تعجيل الفطور للصائم؟
اعلم وفقك الله أنه: يستحب علي الصائم تعجيل الفطور لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْفِطْرَ) متفق عليه.
باب في ما يستحب لصائم أن يفطر عليه
س43) يستحب للصائم أن يفطر على رطبات فإن لم يكن فعلى تمرات أو على الماء اذكر الدليل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/87)
اعلم أرشدك الله لطاعته أنه:يستحب للصائم أن يفطر على رطبات فإن لم يكن فعلى تمرات أو على الماء عنَ أَنَسَ بْنَ مَالِكٍ قال (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُفْطِرُ عَلَى رُطَبَاتٍ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَعَلَى تَمَرَاتٍ فَإِنْ لَمْ تَكُنْ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاء) صححه الألباني.
باب في ما جاء في الدعاء عند الإفطار
س44) ما الدعاء الذي يستحب للصائم أن يقوله عند الفطر؟
اعلم يرعاك الله أنه: يستحب للصائم الدعاء عند الإفطار عن ابْنَ عُمَرَ قَالَ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا أَفْطَرَ قَالَ ذَهَبَ الظَّمَأُ وَابْتَلَّتْ الْعُرُوقُ وَثَبَتَ الْأَجْرُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ) صححه الألباني.
الفصل الثاني الواجب لعله الكفارات
باب في كفارة من جامع في نهار رمضان
س45) ما كفارة من جامع في نهار رمضان؟
اعلم يرعاك الله أن: كفارة الجماع في نهار رمضان لمن لم يجد العتق شهرين متتابعين ودليل ذلك عن أَبَى هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (بَيْنَمَا نَحْنُ جُلُوسٌ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَهُ رَجُلٌ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلَكْتُ قَالَ مَالَكَ قَالَ وَقَعْتُ عَلَى امْرَأَتِي وَأَنَا صَائِمٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ تَجِدُ رَقَبَةً تُعْتِقُهَا قَالَ لَا قَالَ فَهَلْ تَسْتَطِيعُ أَنْ تَصُومَ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ قَالَ لَا فَقَالَ فَهَلْ تَجِدُ إِطْعَامَ سِتِّينَ مِسْكِينًا قَالَ لَا قَالَ فَمَكَثَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَبَيْنَا نَحْنُ عَلَى ذَلِكَ أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِعَرَقٍ فِيهَا تَمْرٌ وَالْعَرَقُ الْمِكْتَلُ قَالَ أَيْنَ السَّائِلُ فَقَالَ أَنَا قَالَ خُذْهَا فَتَصَدَّقْ بِهِ فَقَالَ الرَّجُلُ أَعَلَى أَفْقَرَ مِنِّي يَا رَسُولَ اللَّهِ فَوَاللَّهِ مَا بَيْنَ لَابَتَيْهَا يُرِيدُ الْحَرَّتَيْنِ أَهْلُ بَيْتٍ أَفْقَرُ مِنْ أَهْلِ بَيْتِي فَضَحِكَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حَتَّى بَدَتْ أَنْيَابُهُ ثُمَّ قَالَ أَطْعِمْهُ أَهْلَكَ) البخاري.
باب في كفارة من قتل بالخطأ
س 46) ما كفارة من قتل بالخطأ؟
اعلم وفقك الله لمعرفة الحق أن:كفارة القتل الخطأ لمن لم يجد العتق شهرين متتابعين ودليل ذلك قوله تعالى (وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ أَنْ يَقْتُلَ مُؤْمِنًا إِلَّا خَطَأً وَمَنْ قَتَلَ مُؤْمِنًا خَطَأً فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ إِلَّا أَنْ يَصَّدَّقُوا فَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ عَدُوٍّ لَكُمْ وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ وَإِنْ كَانَ مِنْ قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ فَدِيَةٌ مُسَلَّمَةٌ إِلَى أَهْلِهِ وَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مُؤْمِنَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ تَوْبَةً مِنْ اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا) النساء92.
باب في ما جاء في الظهار وما كفارته
س47) ما الظهار وما كفارته؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أن: الظهار هو من قال لزوجته أنت على كظهر أمي فهو مظاهر وتحرم عليه زوجته فلا يطؤها ولا يستمتع منها حتى يكف بما سماه الله تعالى في كتابه قال الله تعالى (وَالَّذِينَ يُظَاهِرُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ ثُمَّ يَعُودُونَ لِمَا قَالُوا فَتَحْرِيرُ رَقَبَةٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا ذَلِكُمْ تُوعَظُونَ بِهِ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ شَهْرَيْنِ مُتَتَابِعَيْنِ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَتَمَاسَّا فَمَنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَإِطْعَامُ سِتِّينَ مِسْكِينًا ذَلِكَ لِتُؤْمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَلِلْكَافِرِينَ عَذَابٌ أَلِيمٌ) المجادلة4,3.
باب في من تمتع بالعمرة إلى الحج ولم يجد الهدي
س48) من تمتع بالعمرة إلى الحج ولم يجد الهدي فعليه صيام عشرة أيام اذكر الدليل؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/88)
اعلم يرعاك الله أن:كفارة من تمتع بالعمرة إلى الحج ولم يجد الهدي صيام عشرة أيام والدليل قوله تعالى (فَمَنْ تَمَتَّعَ بِالْعُمْرَةِ إِلَى الْحَجِّ فَمَا اسْتَيْسَرَ مِنْ الْهَدْيِ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ فِي الْحَجِّ وَسَبْعَةٍ إِذَا رَجَعْتُمْ تِلْكَ عَشَرَةٌ كَامِلَةٌ) البقرة196.
باب في كفارة اليمين لمن لم يجد الإطعام
س49) ما كفارة اليمين لمن لم يجد الإطعام؟
اعلم يرعاك الله أن: كفارة اليمين لمن لم يجد الإطعام صيام ثلاثة أيام والدليل قول الله تعالى (لَا يُؤَاخِذُكُمْ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمْ الْأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) المائدة89.
باب في حكم من ارتكب محظوراً من محظورات الإحرام
س50) ما حكم من ارتكب محظوراً من محظورات الإحرام؟
اعلم وفقك الله لمعرفة الحق أن: من ارتكب محظوراً من محظورات الإحرام (كحلق الشعر و لبس المخيط) فصاحبه بالخيار كما قال الله تعالى (فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ بِهِ أَذًى مِنْ رَأْسِهِ فَفِدْيَةٌ مِنْ صِيَامٍ أَوْ صَدَقَةٍ أَوْ نُسُكٍ) البقرة 196.
باب في جزاء الصيد في الإحرام
س51) ما جزاء الصيد في الإحرام؟
اعلم يرعاك الله أن:جزاء الصيد في الإحرام صياما بدلا عن كل مد قال الله تعالى (وَمَنْ قَتَلَهُ مِنْكُمْ مُتَعَمِّدًا فَجَزَاءٌ مِثْلُ مَا قَتَلَ مِنْ النَّعَم) المائدة.
الفصل الثالث الواجب بإيجاب الإنسان على نفسه صوم النذر
باب في صيغ النذر
س52) ما هي صيغ النذر؟
اعلم وفقك الله لمعرفة الحق أن: هناك صيغاً كثيرة للنذر منها أن يلتزم بالصيام في مقابل حدوث نعمة أو اندفاع بلية فمثلاً يقول: إن شفى الله مريضي فلله علىَّ صيام شهر مثلاً , فإذا حصل المعلق به لزمه الوفاء بما التزم به والدليل قوله صلى الله عليه وسلم (مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَ اللَّهَ فَلَا يَعْصِهِ) , ومن أنواع النذر أن ينذر ابتداءً من غير تعليق على شيء فيقول لله على صيام شهر مثلاً فيلزمه وفاء النذر , ومن أنواع النذر أيضا أن يمنع نفسه من فعل أو يحثها عليه كقوله مثلاً إن أنا دخلت دار فلان فلله علىَّ صيام شهر مثلاً أو نحو ذلك , فهذا مخير بين أن يلتزم بما قال أو كفارة اليمين.
باب في حكم النذر
س53) ما حكم النذر؟
اعلم سددك الله إلى هداه أن:حكم النذر مكروه قال صلى الله عليه وسلم (لَا يَأْتِي ابْنَ آدَمَ النَّذْرُ بِشَيْءٍ لَمْ يَكُنْ قُدِّرَ لَهُ وَلَكِنْ يُلْقِيهِ النَّذْرُ إِلَى الْقَدَرِ قَدْ قُدِّرَ لَهُ فَيَسْتَخْرِجُ اللَّهُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ فَيُؤْتِي عَلَيْهِ مَا لَمْ يَكُنْ يُؤْتِي عَلَيْهِ مِنْ قَبْلُ) البخاري.
باب إذا وافق صيام النذر أيام منهي عن الصيام فيها فلا يصومه
س54) ما الحكم فيما إذا وافق صيام النذر أيام منهي عن الصيام فيها؟
اعلم وفقك الله لمعرفة الحق أنه: إذا وافق صيام النذر أيام منهي عن الصيام فيها فلا يصومه عَنْ زِيَادِ بْنِ جُبَيْرٍ قَالَ جَاءَ رَجُلٌ إِلَى ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا فَقَالَ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَصُومَ يَوْمًا فَوَافَقَ يَوْمَ أَضْحَى أَوْ فِطْرٍ فَقَالَ ابْنُ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا (أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِوَفَاءِ النَّذْرِ وَنَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صَوْمِ هَذَا الْيَوْمِ) مسلم.
الدرس الثاني الصيام المندوب
باب في ما جاء في الصيام المندوب
س55) تكلم عن الصيام المندوب؟
اعلم وفقك الله أن: الصيام المندوب ينقسم إلى قسمين:صيام مطلق وصيام مقيد , والمقيد إما أن يكون مبهم وإما أن يكون معين وإليك تفصيل ذلك.
باب في ما جاء في الصيام المبهم
س56) ماهو الصيام المبهم وما هي اقسامه؟
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/89)
اعلم وفقك الله لمعرفة الحق أن:الصيام المبهم ينقسم إلى قسمين أولهما غب الصوم وهو إفطار يوم وصوم يوم , قال صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَهُ أَحَبُّ الصَّلَاةِ إِلَى اللَّهِ صَلَاةُ دَاوُدَ عَلَيْهِ السَّلَام وَأَحَبُّ الصِّيَامِ إِلَى اللَّهِ صِيَامُ دَاوُدَ وَكَانَ يَنَامُ نِصْفَ اللَّيْلِ وَيَقُومُ ثُلثَََََهُ وَيَنَامُ سُدُسَهُ وَيَصُومُ يَوْمًا وَيُفْطِرُ يَوْمًا) متفق عليه , وأما الثاني فهو صيام ثلاث أيام من كل شهر عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ (أَوْصَانِي خَلِيلِي بِثَلَاثٍ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى أَمُوتَ صَوْمِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِنْ كُلِّ شَهْرٍ وَصَلَاةِ الضُّحَى وَنَوْمٍ عَلَى وِتْرٍ) متفق عليه.
باب في ما جاء في الصيام المعين
س57) ماهو الصيام المعين وما هي اقسامه؟
اعلم سددك الله إلى هداه أن: الصيام المعين ينقسم إلى:
1) - المعين بالشهور:
ا] المحرم: عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (أَفْضَلُ الصِّيَامِ بَعْدَ رَمَضَانَ شَهْرُ اللَّهِ الْمُحَرَّمُ وَأَفْضَلُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْفَرِيضَةِ صَلَاةُ اللَّيْلِ) مسلم.
ب] شوال: وذلك لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ صَامَ رَمَضَانَ ثُمَّ أَتْبَعَهُ سِتًّا مِنْ شَوَّالٍ كَانَ كَصِيَامِ الدَّهْر) مسلم.
ج] شعبان: عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَصُومُ حَتَّى نَقُولَ لَا يُفْطِرُ وَيُفْطِرُ حَتَّى نَقُولَ لَا يَصُومُ فَمَا رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ اسْتَكْمَلَ صِيَامَ شَهْرٍ إِلَّا رَمَضَانَ وَمَا رَأَيْتُهُ أَكْثَرَ صِيَامًا مِنْهُ فِي شَعْبَانَ) البخاري.
د] الأشهر الحرم: قال ابن تيميه في مجموع الفتاوى ((25 - 291)) (في المسند وغيره حديث عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه أمر بصوم الأشهر الحرم وهى رجب وذو الحجة والمحرم)، فهذا في صوم الأربعة جميعاً , لا في تخصيص رجب منفرداً.
2) - المعين بأيام:
ا]- يوم عرفة لغير الحاج:- عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ إِنِّي أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ) مسلم.
وصيام عرف مستحب لغير الحاج , عَنْ أُمِّ الْفَضْلِ بِنْتِ الْحَارِثِ أَنَّ نَاسًا اخْتَلَفُوا عِنْدَهَا يَوْمَ عَرَفَةَ فِي صَوْمِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ بَعْضُهُمْ (هُوَ صَائِمٌ وَقَالَ بَعْضُهُمْ لَيْسَ بِصَائِمٍ فَأَرْسَلْتُ إِلَيْهِ بِقَدَحِ لَبَنٍ وَهُوَ وَاقِفٌ عَلَى بَعِيرِهِ فَشَرِبَهُ) متفق عليه.
ب]-عاشوراء وتاسوعاء:- عَنْ ابْنِ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (لَمَّا قَدِمَ الْمَدِينَةَ وَجَدَهُمْ يَصُومُونَ يَوْمًا يَعْنِي عَاشُورَاءَ فَقَالُوا هَذَا يَوْمٌ عَظِيمٌ وَهُوَ يَوْمٌ نَجَّى اللَّهُ فِيهِ مُوسَى وَأَغْرَقَ آلَ فِرْعَوْنَ فَصَامَ مُوسَى شُكْرًا لِلَّهِ فَقَالَ أَنَا أَوْلَى بِمُوسَى مِنْهُمْ فَصَامَهُ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ) البخاري.
عن عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَبَّاسٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قال (حِينَ صَامَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ عَاشُورَاءَ وَأَمَرَ بِصِيَامِهِ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ يَوْمٌ تُعَظِّمُهُ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَإِذَا كَانَ الْعَامُ الْمُقْبِلُ إِنْ شَاءَ اللَّهُ صُمْنَا الْيَوْمَ التَّاسِعَ قَالَ فَلَمْ يَأْتِ الْعَامُ الْمُقْبِلُ حَتَّى تُوُفِّيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) مسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/90)
ج]- صوم الأيام البيض ((الثلاث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر)):- عَنْ مُوسَى بْنِ طَلْحَةَ قَالَ سَمِعْتُ أَبَا ذَرٍّ بِالرَّبَذَةِ قَالَ قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا صُمْتَ شَيْئًا مِنْ الشَّهْرِ فَصُمْ ثَلَاثَ عَشْرَةَ وَأَرْبَعَ عَشْرَةَ وَخَمْسَ عَشْرَةَ) صححه الألباني
د]- صيام الاثنين والخميس:- عَنْ أَبِي قَتَادَةَ الْأَنْصَارِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ (أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سُئِلَ عَنْ صَوْمِ الِاثْنَيْنِ فَقَالَ فِيهِ وُلِدْتُ وَفِيهِ أُنْزِلَ عَلَيَّ) مسلم.
وعَنْ مَوْلَى أُسَامَةَ بْنِ زَيْدٍ أَنَّهُ انْطَلَقَ مَعَ أُسَامَةَ إِلَى وَادِي الْقُرَى فِي طَلَبِ مَالٍ لَهُ فَكَانَ يَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ فَقَالَ لَهُ مَوْلَاهُ لِمَ تَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ وَأَنْتَ شَيْخٌ كَبِيرٌ فَقَالَ إِنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (كَانَ يَصُومُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ وَسُئِلَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ إِنَّ أَعْمَالَ الْعِبَادِ تُعْرَضُ يَوْمَ الِاثْنَيْنِ وَيَوْمَ الْخَمِيسِ) صححه الألباني.
الدرس الثالث الأيام المنهي الصيام فيها
اعلم يرعاك الله أن: هناك أيام اتفق العلماء على تحريم الصيام فيها وأيام اختلفوا على تحريم الصيام فيها وهي علي النحو الآتي:
باب في الأيام التي اتفق العلماء على حرمة صيامها
س58) ما هي الأيام التي اتفق العلماء على حرمة صيامها؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أنه:يحرم صيام يوم الفطر ويوم الأضحى , عَنْ أَبِي عُبَيْدٍ مَوْلَى ابْنِ أَزْهَرَ قَالَ شَهِدْتُ الْعِيدَ مَعَ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فَقَالَ (هَذَانِ يَوْمَانِ نَهَى رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ صِيَامِهِمَا يَوْمُ فِطْرِكُمْ مِنْ صِيَامِكُمْ وَالْيَوْمُ الْآخَرُ تَأْكُلُونَ فِيهِ مِنْ نُسُكِكُمْ) متفق عليه.
باب في الأيام التي اختلف العلماء على تحريم الصيام فيها
س59) ما هي الأيام التي اختلف العلماء على تحريم الصيام فيها؟
اعلم يرعاك الله أن: الأيام التي اختلف العلماء على تحريم الصيام فيها هي صيام يوم السبت إلا فيما افترض , صيام أيام التشريق , صيام يوم الشك , صيام يوم الجمعة , صيام الدهر , الصيام بعد النصف من شعبان , صيام المرأة وزوجها حاضر.
باب في عدم جواز صيام يوم السبت ألا فيما افترض
س60) ما حكم صيام يوم السبت؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أنه: لا يجوز صيام يوم السبت ألا فيما افترض , َعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ بُسْرٍ عَنْ أُخْتِهِ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (لَا تَصُومُوا يَوْمَ السَّبْتِ إِلَّا فِيمَا افْتَرَضَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ فَإِنْ لَمْ يَجِدْ أَحَدُكُمْ إِلَّا لِحَاءَ عِنَبَةٍ أَوْ عُودَ شَجَرَةٍ فَلْيَمْضُغْهُ) صححه الألباني, فهذا الحديث فيه دليل على المنع من صيام يوم السبت سواء كان مفرداً أو مضافاً ولو كان إنما يتناول صورة الأفراد لقال: لا تصوموا يوم السبت إلا أن تصوموا يوماً قبله أو يوماً بعده كما قال في الجمعة.
باب فيما جاء في حكم صيام أيام التشريق
س61) ما حكم صيام أيام التشريق؟
اعلم رحمك الله تعالى أن: أيام التشريق (وهى الأيام التي بعد يوم النحر وقد اختلف العلماء في كونها يومين أو ثلاثة أيام بعد يوم النحر) عَنْ أَبِي مُرَّةَ مَوْلَى أُمِّ هَانِئٍ أَنَّهُ دَخَلَ مَعَ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو عَلَى أَبِيهِ عَمْرِو بْنِ الْعَاصِ فَقَرَّبَ إِلَيْهِمَا طَعَامًا فَقَال (كُلْ فَقَالَ إِنِّي صَائِمٌ فَقَالَ عَمْرٌو كُلْ فَهَذِهِ الْأَيَّامُ الَّتِي كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَأْمُرُنَا بِإِفْطَارِهَا وَيَنْهَانَا عَنْ صِيَامِهَا قَالَ مَالِكٌ وَهِيَ أَيَّامُ التَّشْرِيقِ) صححه الألباني.ويرخص صيام أيام التشريق لمن لم يجد الهدى في الحج عَنْ عَائِشَةَ وَعَنْ ابْنِ عُمَرَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ قَالَا (لَمْ يُرَخَّصْ فِي أَيَّامِ التَّشْرِيقِ أَنْ يُصَمْنَ إِلَّا لِمَنْ لَمْ يَجِدْ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/91)
الْهَدْيَ) البخاري.
باب في حكم صيام يوم الشك
س62) ما هو يوم الشك وما حكم صيامه؟
اعلم وفقك الله أنه: يحرم صيام يوم الشك وهو اليوم الثلاثين من شعبان إذا وقع في ألسنة الناس أنه رؤى الهلال ولم يقل عدل أنه رآه , فأما إذا لم يتحدث الناس برؤيته فليس بيوم شك سواء كانت السماء صحو أو غيم، عن عمار قال (مَنْ صَامَ الْيَوْمَ الَّذِي يَشُكُّ فِيهِ النَّاسُ فَقَدْ عَصَى أَبَا الْقَاسِمِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ) صححه الألباني.
باب في جواز صيام الجمعة ولكن بشرط صيام يوم قبلها أو يوم بعدها
س63) ما حكم صيام يوم الجمعة؟
اعلم هداك الله لما يحب ويرضى أنه: يجوز صيام الجمعة ولكن بشرط صيام يوم قبلها أو يوم بعدها , عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ سَمِعْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (لَا يَصُومَنَّ أَحَدُكُمْ يَوْمَ الْجُمُعَةِ إِلَّا يَوْمًا قَبْلَهُ أَوْ بَعْدَه) متفق عليه.
باب في حكم صيام الدهر
س64) ما حكم صيام الدهر؟
اعلم أرشدك الله لطاعته أنه:لا يجوز صيام الدهر وإن أفطر الأيام المنهي عنها , عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ قَالَ:قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ صَامَ الْأَبَدَ فَلَا صَامَ وَلَا أَفْطَرَ) صححه الألباني.
باب في حكم الصيام بعد النصف من شعبان
س65) ما حكم الصيام بعد النصف من شعبان؟
اعلم رحمك الله تعالى أن: قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إِذَا كَانَ النِّصْفُ مِنْ شَعْبَانَ فَلَا صَوْمَ حَتَّى يَجِيءَ رَمَضَانُ) صححه الألباني , يدل على عدم جواز الصيام بعد النصف من شعبان , ولكن جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم انه قال (لَا يَتَقَدَّمَنَّ أَحَدُكُمْ رَمَضَانَ بِصَوْمِ يَوْمٍ أَوْ يَوْمَيْنِ إِلَّا أَنْ يَكُونَ رَجُلٌ كَانَ يَصُومُ صَوْمَهُ فَلْيَصُمْ ذَلِكَ الْيَوْمَ) البخاري.ففي هذا الحديث دليل على جواز الصيام بعد النصف من شعبان لمن كان قد صام أكثر شعبان من أوله , أو من كان صيامه الاثنين والخميس أو الأيام البيض.
باب فيما جاء في حكم صيام المرأة وزوجها حاضر
س66) لا يجوز للمرأة الصيام وزوجها حاضر إلا بإذنه فهل هذا في الصيام الواجب والمندوب؟
اعلم وفقك الله لمعرفة الحق أنه: لا يجوز للمرأة الصيام وزوجها حاضر إلا بإذنه , عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال (لَا تَصُومُ الْمَرْأَةُ وَبَعْلُهَا شَاهِدٌ إِلَّا بِإِذْنِهِ) متفق عليه , وهذا في الصيام المندوب لا الواجب.
تم البحث و الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف خلقه و آله و صحبه
ـ[محمدالشال]ــــــــ[14 - 08 - 10, 08:07 م]ـ
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
زادكم الله علما وفقها حيث أنكم وضعتم بين أيدينا ما أشفى غليلنا من ناحية الحصول في وقت قصير وبفائدة تامة عالية ل {أحكام الصيام} حتى نتفقه فيها ونعلم عنها علم اليقين وذلك بواسطة منتداكم الكريم.
نرجوا له المزيد من الرقي والسعادة والانتشار.(68/92)
عون الودود لتيسير مافي السلسلة الصحيحة من الفوائد والردود من المجلد الاول الى السادس
ـ[ابو سند محمد]ــــــــ[21 - 09 - 06, 05:47 م]ـ
عون الودود لتيسير مافي السلسلة الصحيحة من الفوائد والردود
الجزء الأول
بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له وأشهد أن لا اله ألا الله وحده لا شريك له وأشهد أن محمداً عبده ورسوله.
أما بعد
فإن أصدق الحديث كتاب الله, وأحسن الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم, وشر الأمور محدثاتها, وكل محدثة بدعة, وكل بدعة ضلالة, وكل ضلالة في النار.
ثم أما بعد
فهذه الفوائد والردود التي ذكرها الشيخ العلامة محمد ناصر الدين الألباني في السلسلة الصحيحة جمعتها في هذا الكتاب حتى يسهل الأستفادة منها للعامة والخاصة وأسميته (عون الودود لتيسير مافي السلسلة الصحيحة من الفوائد والردود) , فأسأل الله الكريم رب العرش العظيم أن يعنني على هذا العمل وأن يجعله خالصاً لوجهه الكريم وأن يتغمد برحمته الشيخ الألباني , ويسكنه فسيح جناته آمين.
ملاحظات:
1 - ترقيم الأحاديث هي نفس الترقيم الموجودة في السلسلة لكي يسهل الرجوع إليها.
2 - تبويب المواضيع هي نفس ما بوب لها الشيخ إلا ما لم يبوب لها فقد وضعت لها أبواباً من عندي.
3 - كتابة جميع الفوائد والردود كاملة بدون أي أختصار إلا ماكان يتعلق بالموضيع الحديثة فلم اكتبها.
هذه الفوائد المذكورة في المجلد الأول والثاني من سلسلة الأحاديث الصحيحة , ونسأل الله العون والتوفيق في اتمام بقية الأحاديث.
كتاب العقيدة
القدر وحديث القبضتين حق
46 - (هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه).
رواه المخلص , والبزار , والطبراني من حديث إبراهيم بن سعيد الجوهري: ثنا أبوأحمد: ثنا سفيان عن أيوب وإسماعيل بن أمية عن نافع عن ابن عمر عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال في القبضتين (هؤلاء لهذه وهؤلاء لهذه) , وزاد (فتفرق الناس , وهم لا يختلفون في القدر).
47 - (إن الله عز وجل قبض قبضة، فقال: في الجنة برحمتي، وقبض قبضة، وقال: في النار ولا أبالي).
48 - (إن الله عز وجل خلق آدم، ثم أخذ الخلق من ظهره، وقال: هؤلاء إلى الجنة ولا أبالي، وهؤلاء إلى النار ولا أبالي، فقال قائل: يا رسول الله فعلى ماذا نعمل؟ قال: على مواقع القدر).
49 - (خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ حِينَ خَلَقَهُ فَضَرَبَ كَتِفَهُ الْيُمْنَى فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً بَيْضَاءَ كَأَنَّهُمْ الذَّرُّ وَضَرَبَ كَتِفَهُ الْيُسْرَى فَأَخْرَجَ ذُرِّيَّةً سَوْدَاءَ كَأَنَّهُمْ الْحُمَمُ فَقَالَ لِلَّذِي فِي يَمِينِهِ إِلَى الْجَنَّةِ وَلَا أُبَالِي وَقَالَ لِلَّذِي فِي كَفِّهِ الْيُسْرَى إِلَى النَّارِ وَلَا أُبَالِي).
50 - (إِنَّ اللَّهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى قَبَضَ قَبْضَةً بِيَمِينِهِ فَقَالَ هَذِهِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِ وَقَبْضَةً أُخْرَى يَعْنِي بِيَدِهِ الْأُخْرَى فَقَالَ هَذِهِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِ فَلَا أَدْرِي فِي أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا).
رواه أحمد والبزار مختصرأً عَنْ أَبِي نَضْرَةَ قَالَ مَرِضَ رَجُلٌ مِنْ أَصْحَابِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ أَصْحَابُهُ يَعُودُونَهُ فَبَكَى فَقِيلَ لَهُ مَا يُبْكِيكَ يَا أَبَا عَبْدِ اللَّهِ أَلَمْ يَقُلْ لَكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خُذْ مِنْ شَارِبِكَ ثُمَّ أَقِرَّهُ حَتَّى تَلْقَانِي قَالَ بَلَى وَلَكِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَبَضَ قَبْضَةً بِيَمِينِهِ وَقَالَ هَذِهِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِي وَقَبَضَ قَبْضَةً أُخْرَى بِيَدِهِ الْأُخْرَى جَلَّ وَعَلَا فَقَالَ هَذِهِ لِهَذِهِ وَلَا أُبَالِي فَلَا أَدْرِي فِي أَيِّ الْقَبْضَتَيْنِ أَنَا.
اعلم أن الباعث على تخريج هذا الحديث وذكر طرقه أمران:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/93)
الأول: أن أحد أهل العلم وهو الشيخ محمد طاهر الفتني الهندي أورده في كتابه (تذكرة الموضوعات) (12) , وقال فيه (مضطرب الإسناد) , ولا أدري ما وجه ذلك؟ فالحديث صحيح , ولا اضطراب فيه , إلا أن يكون اشتبه عليه بحديث آخر مضطرب , أو عنى طريقاً أخرى من طرقه , ثم لم يتتبع هذه الطرق الصحيحة له , والله أعلم.
والثاني: أن كثيراً من الناس يتوهمون أن هذه الأحاديث – ونحوها أحاديث كثيرة – تفيد أن الإنسان مجبور على أعماله الاختيارية , ما دام أنه حكم عليه منذ القديم وقبل أن يخلق: بالجنة أو النار.
وقد يتوهم آخرون أن الأمر فوضى أو حظ , فمن وقع في القبضة اليمنى , كان من أهل السعادة , ومن كان من القبضة الأخرى , كان من أهل الشقاوة.
فيجب أن يعلم جميعاً أن الله (لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ) الشورى 11 , لا في ذاته , ولا في صفاته , فإذا قبض قبضة , فهي بعلمه وعدله وحكمته , فهو تعالى قبض باليمنى على من علم أنه سيطيعه حين يؤمر بطاعته , وقبض بالأخرى على من سبق في علمه تعالى أنه سيعصيه حين يؤمر بطاعته , ويستحيل على عدل الله تعالى أن يقبض باليمنى على من هو مستحق أن يكون من أهل القبضة الأخرى , والعكس بالعكس , كيف والله عز وجل يقول (أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ) القلم 35 - 36.
ثم إن كلاً من القبضتين ليس فيها إجبار لأصحابهما أن يكونوا من أهل الجنة أو من أهل النار , بل هو حكم من الله تبارك وتعالى عليهم بما سيصدر منهم , من إيمان يستلزم الجنة , أو كفر يقتضي النار والعياذ بالله تعالى منها , وكل من الإيمان أو الكفر أمران اختياريان , لا يكره الله تبارك وتعالى أحداً من خلقه على واحد منهما (فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ) الكهف 29 , وهذا مشاهد معلوم بالضرورة , ولولا ذلك , لكان الثواب والعقاب عبثاً , والله منزه عن ذلك.
ومن المؤسف حقاً أن نسمع من كثير من الناس – حتى من بعض المشايخ – التصريح بأن الإنسان مجبور لا إرادة له , وبذلك يلزمون أنفسهم القول بأن الله يجوز له أن يظلم الناس , مع تصريحه تعالى بأنه لا يظلمهم مثقال ذرة , وإعلانه بأنه قادر على الظلم , ولكنه نزه نفسه عنه , كما في الحديث القدسي المشهور (يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي .. ) , وإذا جوبهوا بهذه الحقيقة , بادروا إلى الاحتجاج بقوله تعالى (لَا يُسْأَلُ عَمَّا يَفْعَلُ) الأنبياء 23 , مصرين بذلك على أن الله تعالى قد يظلم , ولكنه لا يسأل عن ذلك تعالى الله عما يقول الظالمون علواً كبيراً.
وفاتهم أن الآية حجة عليهم ,لأن المراد بها – كما حققه العلامة ابن القيم في (شفاء العليل) وغيره- أن الله تعالى لحكمته وعدله في حكمه ليس لأحد أن يسأله عما يفعل , لأن كل أحكامه تعالى عدل واضح , فلا داعي للسؤال.
وللشيخ يوسف الدجوي رسالة مفيدة في تفسير هذه الآية , لعله أخذ مادتها من كتاب ابن القيم المشار إليه آنفاً , فليراجع.
هذه كلمة سريعة حول الأحاديث المتقدمة , حاولنا فيها إزالة شبهة بعض الناس حولها , فإن وفقت لذلك , فبها ونعمت , وإلا أحيل القارئ إلى المطولات في هذا البحث الخطير , مثل كتاب ابن القيم السابق , وكتب شيخه ابن تيمية الشاملة لمواضيع هامة هذا أحدها.
لا خير في العرب ولا في العجم إلا بالإسلام
51 - (أَيُّمَا أَهْلِ بَيْتٍ مِنْ الْعَرَبِ و الْعُجْمِ أَرَادَ اللَّهُ بِهِمْ خَيْرًا أَدْخَلَ عَلَيْهِمْ الْإِسْلَامَ ثُمَّ تَقَعُ الْفِتَنُ كَأَنَّهَا الظُّلَلُ).
رواه أحمد , والحاكم , والبيهقي , وابن الأعرابي , وقال الحاكم: صحيح وليس له علة , وأقره الذهبي , وهو كما قالا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/94)
وروى الحاكم (1/ 61 - 62) من طريق ابن شهاب قال: (خرج عمر بن الخطاب إلى الشام ومعنا أبو عبيدة بن الجراح فأتوا على مخاضة وعمر على ناقة فنزل عنها وخلع خفيه فوضعهما على عاتقه وأخذ بزمام ناقته فخاض بها المخاضة فقال أبو عبيدة يا أمير المؤمنين أأنت تفعل هذا تخلع خفيك وتضعهما على عاتقك وتأخذ بزمام ناقتك وتخوض بها المخاضة ما يسرني أن أهل البلد استشرفوك فقال عمر أوه لو يقل ذا غيرك أبا عبيدة جعلته نكالا لأمة محمد صلى الله عليه وسلم إنا كنا أذل قوم فأعزنا الله بالإسلام فمهما نطلب العزة بغير ما أعزنا الله به أذلنا الله).
والظلل: هي كل ما أظلك , واحدتها ظلة , أراد كأنها الجبال والسحب.
إن المؤمن لا يقبل منه عمله الصالح إذا لم يقصد به وجه الله
52 - (إِنَّ اللَّهَ عز وجل لَا يَقْبَلُ مِنْ الْعَمَلِ إِلَّا مَا كَانَ لَهُ خَالِصًا وَابْتُغِيَ بِهِ وَجْهُهُ).وسببه كما رواه أَبِو أُمَامَةَ قَالَ: (جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَرَأَيْتَ رَجُلًا غَزَا يَلْتَمِسُ الْأَجْرَ وَالذِّكْرَ مَالَهُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا شَيْءَ لَهُ فَأَعَادَهَا ثَلَاثَ مَرَّاتٍ يَقُولُ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا شَيْءَ لَهُ ثُمَّ قَالَ: (فذكره).
فهذا الحديث وغيره يدل على أن المؤمن لا يقبل منه عمله الصالح إذا لم يقصد به وجه الله عز وجل وفي ذلك يقول تعالى (فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا) الكهف110 , فإذا كان هذا شأن المؤمن , فماذا يكون حال الكافر بربه إذا لم يخلص له في عمله؟ الجواب في قول الله تبارك وتعالى (وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا) الفرقان23.
وعلى افتراض أن بعض الكفار يقصدون بعملهم الصالح وجه الله على كفرهم , فإن الله تعالى لا يضيع ذلك عليهم , بل يجازيهم عليها في الدنيا , وبذلك جاء النص الصحيح الصريح عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو:
53 - (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مُؤْمِنًا حَسَنَتةً يُعْطَى بِهَا [وفي رواية: يثاب عليها الرزق فِي الدُّنْيَا] , وَيُجْزَى بِهَا فِي الْآخِرَةِ وَأَمَّا الْكَافِرُ فَيُطْعَمُ بِحَسَنَاتِ مَا عَمِلَ بِهَا لِلَّهِ فِي الدُّنْيَا حَتَّى إِذَا أَفْضَى إِلَى الْآخِرَةِ لَمْ يكُنْ لَهُ حَسَنَةٌ يُجْزَى بِهَا).تلك هي القاعدة في هذه المسألة: أن الكافر يجازى على عمله الصالح شرعاً في الدنيا , فلا تنفعه حسناته في الآخرة , ولا يخفف عنه العذاب بسببها , فضلاً عن أن ينجو منه.
(تنبيه): هذا في حسنات الكافر الذي يموت على كفره , كما هو ظاهر الحديث , وأما إذا أسلم , فإن الله تبارك وتعالى يكتب له كل حسناته التي عمل بها في كفره , ويجازيه بها في الآخرة , وفي ذلك أحاديث كثيرة , كقوله صلى الله عليه وسلم (إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ حَسَنَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا) الحديث.
هذا , وقد يظن بعض الناس أن في السنة ما ينافي القاعدة المذكورة من مثل الحديث الآتي:
عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ذُكِرَ عِنْدَهُ عَمُّهُ أَبُو طَالِبٍ فَقَالَ:
54 - (لَعَلَّهُ تَنْفَعُهُ شَفَاعَتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيُجْعَلُ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ يَبْلُغُ كَعْبَيْهِ يَغْلِي مِنْهُ دِمَاغُهُ).وجوابنا على ذلك من وجهين أيضاً:
الأول: أننا لا نجد في الحديث ما يعارض القاعدة المشار إليها , إذ ليس فيه أن عمل أبي طالب هو السبب في تخفيف العذاب عنه , بل السبب شفاعته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فهي التي تنفعه.
ويؤيد هذا الحديث التالي:
عَنْ الْعَبَّاسِ بْنِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَنَّهُ قَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ هَلْ نَفَعْتَ أَبَا طَالِبٍ بِشَيْءٍ فَإِنَّهُ كَانَ يَحُوطُكَ وَيَغْضَبُ لَكَ قَالَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/95)
55 - (نَعَمْ هُوَ فِي ضَحْضَاحٍ مِنْ نَارٍ وَلَوْلَا أَنَا [أي: شفاعته] لَكَانَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنْ النَّارِ).فهذا الحديث نص في أن السبب في التخفيف إنما هو النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أي شفاعته كما في الحديث قبله , وليس هو عمل أبي طالب , فلا تعارض حينئذ بين الحديث وبين القاعدة السابقة.
ويعود أمر الحديث أخيراً إلى أنه خصوصية للرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وكرامة أكرمه الله تبارك وتعالى بها , حيث قبل شفاعته في عمه وقد مات على الشرك , مع أن القاعدة في المشركين أنهم كما قال الله عز وجل. (فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ) المدثر 48 , ولكن الله تبارك وتعالى يخص بتفضله من شاء , ومن أحق بذلك من رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سيد الأنبياء عليهم جميعاً صلوات الله؟.
والجواب الثاني: أننا لو سلمنا جدلاً أن سبب تخفيف العذاب عن أبي طالب هو انتصاره للنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع كفره به , فذلك مستثنى من القاعدة , ولا يجوز ضربها بهذا الحديث , كما هو مقرر في علم أصول الفقه , ولكن الذي نعتمده في الجواب إنما هو الأول لوضوحه , والله أعلم.
كَرَاهِيَةِ الْحَلْفِ بِالْأَمَانَةِ
94 - (مَنْ حَلَفَ بِالْأَمَانَةِ فَلَيْسَ مِنَّا).
قال الخطابي في (معالم السنن) تعليقاً على الحديث: (هذا يشبه أن تكون الكراهة فيها من أجل أنه إنما أمر أن يحلف بالله وصفاته , وليست الأمانة من صفاته , وإنما هي أمر من أمره وفرض من فروضه , فنهوا عنه , لما في ذلك من التسوية بينها وبين أسماء الله عز وجل وصفاته).
من عظمة العرش والكرسي
109 - (ما السماوات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة، وفضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة).
رواه محمد بن أبي شيبة عن أبي ذر الغفاري قال: (دخلت المسجد الحرام , فرأيت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وحده , فجلست إليه , فقلت: يارسول الله أيما نزلت آية عليك أفضل؟ قال: آية الكرسي , ما السماوات السبع ... ) الحديث.
والحديث خرج مخرج التفسير لقوله تعالى: (وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ) البقرة 255 , وهو صريح في كون الكرسي أعظم المخلوقات بعد العرش , وأنه جرم قائم بنفسه وليس شيئاً معنوياً , ففيه رد على من يتأوله بمعنى الملك وسعة السلطان , كما جاء في بعض التفاسير , وما روي عن ابن عباس أنه العلم , فلا يصح إسناده إليه , لأنه من رواية جعفر بن أبي المغيرة عن سعيد بن جبير عنه , رواه ابن جرير.
قال ابن منده: (ابن أبي المغيرة ليس بالقوي في ابن جبير).
وأعلم أنه لا يصح في صفة الكرسي غير هذا الحديث , كما في بعض الرويات أنه موضع القدمين , وأن له أطيطاً كأطيط الرحل الجديد , وأنه يحمله أربعة أملاك , لكل ملك أربعة وجوه , وأقدامهم في الصخرة التي تحت الأرض السابعة .... إلخ , فهذا كله لا يصح مرفوعاً عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وبعضه أشد ضعفاً من بعض , وقد خرجت بعضها فيما علقناه على كتاب (ما دل عليه القرآن مما يعضد الهيئة الجديدة القويمة البرهان) ملحقاً بآخره طبع المكتب الإسلامي.
جواب: من خلق الله
116 - (إِنَّ أَحَدَكُمْ يَأْتِيهِ الشَّيْطَانُ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَكَ فَيَقُولُ اللَّهُ فَيَقُولُ فَمَنْ خَلَقَ اللَّهَ فَإِذَا وَجَدَ ذَلِكَ أَحَدُكُمْ فَلْيَقْرَأْ آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ فَإِنَّ ذَلِكَ يُذْهِبُ عَنْهُ).
رواه أحمد: حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ إِسْمَاعِيلَ قَالَ حَدَّثَنَا الضَّحَّاكُ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (فذكره).
117 - (يَأْتِي شَّيْطَانُ أَحَدَكُمْ فَيَقُولُ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ مَنْ خَلَقَ كَذَا؟ من خلق كذا؟ حَتَّى يَقُولَ مَنْ خَلَقَ رَبَّكَ؟ فَإِذَا بَلَغَهُ فَلْيَسْتَعِذْ بِاللَّهِ وَلْيَنْتَهِ).
وللحديث طريق أخرى عن أبي هريرة بلفظ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/96)
118 - (يوشك الناس يتساءلون بينهم، حتى يقول قائلهم: هذا الله خلق الخلق، فمن خلق الله عز وجل؟ فإذا قالوا ذلك، فقولوا: [الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد]، ثم ليتفل أحدكم عن يساره ثلاثا، وليستعذ من الشيطان).
لقد دلت هذه الأحاديث الصحيحة على أنه يجب على من وسوس إليه الشيطان بقوله: من خلق الله؟ أن ينصرف عن مجادلته إلى إجابته بما جاء في الأحاديث المذكورة , وخلاصتها أن يقول: (آمَنْتُ بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ , الله أحد، الله الصمد، لم يلد ولم يولد، ولم يكن له كفوا أحد، ثم يتفل عن يساره ثلاثا، ويستعيذ بالله من الشيطان , ثم ينتهي عن الانسياق مع الوسوسة).
وأعتقد أن من فعل ذلك , طاعة لله ورسوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , مخلصاً في ذلك , أنه لا بد أن تذهب الوسوسة عنه , ويندحر شيطانه , لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَإِنَّ ذَلِكَ يُذْهِبُ عَنْهُ).
وهذا التعليم النبوي الكريم أنفع وأقطع للوسوسة من المجادلة العقلية في هذه القضية , فإن المجادلة قلما تنفع في مثلها , ومن المؤسف أن أكثر الناس في غفلة عن هذا التعليم النبوي الكريم , فتنبهوا أيها المسلمون , وتعرفوا إلى سنة نبيكم , واعملوا بها , فإن فيها شفاءكم وعزكم.
أول مخلوق
133 - (إن أول شيء خلقه الله تعالى القلم، وأمره أن يكتب كل شيء يكون).
في الحديث إشارة إلى رد ما يتناقله الناس , حتى صار ذلك عقيدة راسخة في قلوب كثير منهم , وهو أن النور المحمدي هو أول ما خلق الله تبارك وتعالى , وليس لذلك أساس من الصحة , وحديث عبدالرزاق غير معروف إسناده , ولعلنا نفرده بالكلام في الأحاديث الضعيفة إن شاء الله تعالى.
وفيه رد على من يقول بأن العرش هو أول مخلوق , ولا نص في ذلك عن الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وإنما يقول به من قال كابن تيمية وغيره استنباطاً واجتهاداً , فالأخذ بهذا الحديث – وفي معناه أحاديث أخرى – أولى , لأنه نص في المسألة , ولا اجتهاد في مورد النص كما هو معلوم.
وتأويله بأن القلم مخلوق بعد العرش باطل , لأنه يصح مثل هذا التأويل لو كان هناك نص قاطع على أن العرش أول المخلوقات كلها , ومنها القلم , أما ومثل هذا النص مفقود , فلا يجوز هذا التأويل.
وفيه رد أيضاً على من يقول بحوادث لا أول لها , وأنه ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بمخلوق قبله , وهكذا إلى ما لا بداية له , بحيث لا يمكن أن يقال: هذا أول مخلوق , فالحديث يبطل هذا القول , ويعين أن القلم أول مخلوق , فليس قبله قطعاً أي مخلوق.
ولقد أطال ابن تيمية رحمه الله في الكلام في رده على الفلاسفة محاولاً إثبات حوادث لا أول لها , وجاء في أثناء ذلك بما تحار فيه العقول , ولا تقبله أكثر القلوب , حتى اتهمه خصومه بأنه يقول بأن المخلوقات قديمة لا أول لها , مع أنه يقول ويصرح بأن ما من مخلوق إلا وهو مسبوق بالعدم , ولكنه مع ذلك يقول بتسلسل الحوادث إلى ما لا بداية له , كما يقول هو وغيره بتسلسل الحوادث إلى ما لا نهاية , فذلك القول منه غير مقبول , بل هو مرفوض بهذا الحديث , وكم كنا نود أن لا يلج ابن تيمية رحمه الله هذا المولج , لأن الكلام فيه شبيه بالفلسفة وعلم الكلام الذي تعلمنا منه التحذير والتنفير منه , ولكن صدق الإمام مالك رحمه الله حين قال: (ما منا من أحد إلا رد عليه إلا صاحب هذا القبر صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ).
حديث البطاقة
135 - (إِنَّ اللَّهَ سَيُخَلِّصُ رَجُلًا مِنْ أُمَّتِي عَلَى رُءُوسِ الْخَلَائِقِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَيَنْشُرُ عَلَيْهِ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ سِجِلًّا كُلُّ سِجِلٍّ مِثْلُ مَدِّ الْبَصَرِ ثُمَّ يَقُولُ أَتُنْكِرُ مِنْ هَذَا شَيْئًا؟ أَظَلَمَكَ كَتَبَتِي الْحَافِظُونَ؟ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ أَفَلَكَ عُذْرٌ؟ فَيَقُولُ لَا يَا رَبِّ فَيَقُولُ بَلَى إِنَّ لَكَ عِنْدَنَا حَسَنَةً فَإِنَّهُ لَا ظُلْمَ عَلَيْكَ الْيَوْمَ فَتَخْرُجُ بِطَاقَةٌ فِيهَا أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ فَيَقُولُ احْضُرْ وَزْنَكَ فَيَقُولُ مَا هَذِهِ الْبِطَاقَةُ مَعَ هَذِهِ السِّجِلَّاتِ فَقَالَ إِنَّكَ لَا تُظْلَمُ قَالَ فَتُوضَعُ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/97)
السِّجِلَّاتُ فِي كَفَّةٍ وَالْبِطَاقَةُ فِي كَفَّةٍ فَطَاشَتْ السِّجِلَّاتُ وَثَقُلَتْ الْبِطَاقَةُ فَلَا يَثْقُلُ مَعَ اسْمِ اللَّهِ شَيْءٌ).
وفي الحديث دليل على أن ميزان الأعمال له كفتان مشاهدتان , وأن الأعمال وإن كانت أعراضاً فإنها توزن , والله على كل شئ قدير , وذلك من عقائد أهل السنة , والأحاديث في ذلك متضافرة إن لم تكن متواترة.
من الآداب الواجبة مع الله
136 - (قولوا: ماشاء الله ثم شئت، وقولوا: ورب الكعبة).
أخرجه الطحاوي , والحاكم , والبيهقي , وأحمد , من طريق المسعودي عن سعيد بن خالد عن عبدالله بن يسار عن قتيلة بنت صيفي امرأة من جهينة قالت: (إن حبراً جاء إلى النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إنكم تشركون , تقولون: ما شاء الله وشئت , وتقولون: والكعبة , فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فذكره).
ولعبدالله بن يسار حديث آخر نحو هذا , وهو:
137 - (لَا تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ وَشَاءَ فُلَانٌ وَلَكِنْ قُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ ثُمَّ شَاءَ فُلَانٌ).
138 - (إِنَّ طُفَيْلًا رَأَى رُؤْيَا فَأَخْبَرَ بِهَا مَنْ أَخْبَرَ مِنْكُمْ وَإِنَّكُمْ كُنْتُمْ تَقُولُونَ كَلِمَةً كَانَ يَمْنُعُنِي الْحَيَاءُ مِنْكُمْ أَنْ أَنْهَاكُمْ عَنْهَا قَالَ لَا تَقُولُوا مَا شَاءَ اللَّهُ وَمَا شَاءَ مُحَمَّدٌ).
وللحديث شاهد آخر من حديث ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فُرَاجِعُهُ في بعض الْكَلَامَ فَقَالَ مَا شَاءَ اللَّهُ وَشِئْتَ فَقَالَ رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
139 - (أجعلتني مع الله عدلاً [وفي لفظ: نداً]؟! لا، بل ما شاء الله وحده).
وفي هذه الأحاديث أن قول الرجل لغيره (ما شاء الله وشئت): يعد شركاً في الشريعة , وهو من شرك الألفاظ , لأنه يوهم أن مشيئة العبد في درجة مشيئة الرب سبحانه وتعالى , وسببه القرن بين المشيئتين , ومثل ذلك قول بعض العامة وأشباههم ممن يدعي العلم (مالي غير الله وأنت) و (وتوكلنا على الله وعليك) , ومثله قول بعض المحاضرين: (باسم الله والوطن) , أو (باسم الله والشعب) , ونحو ذلك من الألفاظ الشركية التي يجب الانتهاء عنها والتوبة منها , أدباً مع الله تبارك وتعالى.
ولقد غفل عن هذا الأدب الكريم كثير من العامة , وغير قليل من الخاصة الذين يسوغون النطق بمثل هذه الشركيات , كمناداتهم غير الله في الشدائد , والاستنجاد بالأموات من الصالحين , والحلف بهم من دون الله تعالى , والإقسام بهم على الله عز وجل , فإذا ما أنكر ذلك عليهم عالم بالكتاب والسنة , فإنهم بدل أن يكونوا عوناً على إنكار المنكر , عادوا بالإنكار عليه , وقالوا: إن نية أولئك المنادين غير الله طيبة , وإنها الأعمال بالنيات كما جاء في الحديث.
فيجهلون أويتجاهلون – إرضاء للعامة – أن النية الطيبة وإن وجدت عند المذكورين , فهي لا تجعل العمل السيئ صالحاً , وأن معنى الحديث المذكور إنما الأعمال الصالحة بالنيات الخالصة , لا أن الأعمال المخالفة للشريعة تنقلب إلى أعمال صالحة مشروعة بسبب اقتران النية الصالحة بها , ذلك ما لا يقوله إلا جاهل أو مغرض , ألا ترى أن رجلاً لو صلى تجاه القبر , لكان ذلك منكراً من العمل , لمخالفته للأحاديث والآثار الواردة في النهي عن استقبال القبر بالصلاة , فهل يقول عاقل: إن الذي يعود إلى الاستقبال – بعد علمه بنهي الشرع عنه – إن نيته طيبة وعمله مشروع؟ كلا ثم كلا , فكذلك هؤلاء الذي يستغيثون بغير الله تعالى , وينسونه تعالى في حالة هم أحوج ما يكونون فيها إلى عونه ومدده , لا يعقل أن تكون نياتهم طيبة , فضلاً عن أن يكون عملهم صالحاً , وهم يصرون على هذا المنكر وهم يعلمون.
مسمى الإسلام غير مسمى الإيمان
155 - (أَسْلَمَ النَّاسُ وَآمَنَ عَمْرُو بْنُ الْعَاصِي).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/98)
وفي الحديث منقبة عظيمة لعمرو بن العاص رضي الله عنه , إذ شهد له النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأنه مؤمن , فإن هذا يستلزم الشهادة له بالجنة , لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الصحيح المشهور (لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ إِلَّا نَفْسٌ مُؤْمِنَةٌ) , متفق عليه , وقال تعالى (وَعَدَ اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ) التوبة72.
وعلى هذا , فلا يجوز الطعن في عمرو رضي الله عنه – كما يفعل بعض الكتاب المعاصرين وغيرهم من المخالفين – بسبب ما وقع له من الخلاف – بل القتال – مع علي رضي الله عنه , لأن ذلك لا ينافي الإيمان , فإنه لا يستلزم العصمة كما لا يخفى , لا سيما إذا قيل: إن ذلك وقع منه بنوع الاجتهاد , وليس اتباعاً للهوى.
وفي الحديث إشارة إلى أن مسمى الإسلام غير الإيمان , وقد اختلف العلماء في ذلك اختلافاً كثيراً , والحق ما ذهب إليه جمهور السلف من التفريق بينهما , لدلالة الكتاب والسنة على ذلك فقال تعالى: (قَالَتِ الْأَعْرَابُ آَمَنَّا قُلْ لَمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِنْ قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الْإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ) الحجرات14, وحديث جبريل في التفريق بين الإسلام والإيمان معروف مشهور.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في كتاب الإيمان (ص 305 - طبع المكتب الإسلامي): (والرد إلى الله ورسوله في مسألة الإسلام والإيمان يوجب أن كلاً من الاسمين , وإن كان مسماه واجباً , ولا يستحق أحد الجنة إلا بأن يكون مؤمناً مسلماً , فالحق في ذلك ما بينه النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في حديث جبريل , فجعل الدين وأهله ثلاث طبقات: أولها الإسلام , وأوسطها الإيمان , وأعلاها الإحسان , ومن وصل إلى العليا فقد وصل إلى التي تليها , فالمحسن مؤمن , والمؤمن مسلم , وأما المسلم , فلا يجب أن يكون مؤمناً).
ومن شاء بسط الكلام على هذه المسألة مع التحقيق الدقيق , فليرجع إلى الكتاب المذكور , فإنه خير ما ألف في هذا الموضوع.
عاقبة من لم يؤمن به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
157 - (والذي نفسي بيده؛ لا يسمع بي رجل من هذه الأمة، ولا يهودي، ولا نصراني، ثم لم يؤمن بي؛ إلا كان من أهل النار).
والحديث صريح في أن من سمع بالنبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وما أرسل به , بلغه ذلك على الوجه الذي أنزله الله عليه , ثم لم يؤمن به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , أن مصيره إلى النار , لا فرق في ذلك بين يهودي أو نصراني أو مجوسي أو لا ديني.
واعتقادي أن كثيراً من الكفار لو اتيح لهم الاطلاع على الأصول والعقائد والعبادات التي جاء بها الإسلام , لسارعوا إلى الدخول فيه أفواجاً , كما وقع ذلك في أول الأمر , فليت أن بعض الدول الإسلامية ترسل إلى بلاد الغرب من يدعو إلى الإسلام ممن هو علىعلم به علي حقيقته , وعلى معرفة بما ألصق به من الخرافات والبدع والافتراءات , ليحسن عرضه على المدعوين إليه , وذلك يستدعي أن يكون على علم بالكتاب والسنة الصحيحة , ومعرفة ببعض اللغات الأجنبية الرائجة , وهذا شئ عزيز يكاد يكون مفقوداً , فالقضية تتطلب استعدادات هامة , فلعلهم يفعلون.
الجاهليون ليسوا من أهل الفترة
158 - (لَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا لَدَعَوْتُ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَنْ يُسْمِعَكُمْ [من] عَذَابَ الْقَبْرِ [ما أسمعني]).
قال الإمام أحمد حَدَّثَنَا يَزِيدُ أَخْبَرَنَا حُمَيْدٌ عَنْ أَنَسٍ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَرَّ بِنَخْلٍ لِبَنِي النَّجَّارِ فَسَمِعَ صَوْتًا فَقَالَ مَا هَذَا قَالُوا قَبْرُ رَجُلٍ دُفِنَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فذكره).
وله شاهد من حديث جابر قال: (دَخَلَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمًا نَخْلًا لِبَنِي النَّجَّارِ فَسَمِعَ أَصْوَاتَ رِجَالٍ مِنْ بَنِي النَّجَّارِ مَاتُوا فِي الْجَاهِلِيَّةِ يُعَذَّبُونَ فِي قُبُورِهِمْ فَخَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَزِعًا فَأَمَرَ أَصْحَابَهُ أَنْ تَعَوَّذُوا مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ)، أخرجه أحمد بسند صحيح متصل علي شرط مسلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/99)
وله شاهد آخر من حديث زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ مرفوعاً , وهو:
159 - (إِنَّ هَذِهِ الْأُمَّةَ تُبْتَلَى فِي قُبُورِهَا , فَلَوْلَا أَنْ لَا تَدَافَنُوا , لَدَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُسْمِعَكُمْ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ الَّذِي أَسْمَعُ مِنْه. قال زيد:ُ ثُمَّ أَقْبَلَ عَلَيْنَا بِوَجْهِهِ , فَقَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ النَّارِ فَقَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ عَذَابِ الْقَبْرِ قَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ الْفِتَنِ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ قَالَ تَعَوَّذُوا بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ قَالُوا نَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ فِتْنَةِ الدَّجَّالِ).
أخرجه مسلم من طريق ابْنُ عُلَيَّةَ قَالَ وَأَخْبَرَنَا سَعِيدٌ الْجُرَيْرِيُّ عَنْ أَبِي نَضْرَةَ عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ عَنْ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ قَالَ أَبُو سَعِيدٍ وَلَمْ أَشْهَدْهُ مِنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَلَكِنْ حَدَّثَنِيهِ زَيْدُ بْنُ ثَابِتٍ قَالَ: بَيْنَمَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَائِطٍ لِبَنِي النَّجَّارِ عَلَى بَغْلَةٍ لَهُ وَنَحْنُ مَعَهُ إِذْ حَادَتْ بِهِ فَكَادَتْ تُلْقِيهِ وَإِذَا أَقْبُرٌ سِتَّةٌ أَوْ خَمْسَةٌ أَوْ أَرْبَعَةٌ – شك الجريري - فَقَالَ مَنْ يَعْرِفُ أَصْحَابَ هَذِهِ الْأَقْبُرِ فَقَالَ رَجُلٌ أَنَا قَالَ فَمَتَى مَاتَ هَؤُلَاءِ قَالَ مَاتُوا فِي الْإِشْرَاكِ فَقَالَ (فذكره).
وفي هذه الأحاديث فوائد كثيرة أذكر بعضها أو أهمها:
1 - إثبات عذاب القبر , والأحاديث في ذلك متواترة , فلا مجال للشك فيه بزعم أنها آحاد , ولو سلمنا أنها آحاد , فيجب الأخذ بها لأن القرآن يشهد لها , قال تعالى (وَحَاقَ بِآَلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ النَّارُ يُعْرَضُونَ عَلَيْهَا غُدُوًّا وَعَشِيًّا وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ أَدْخِلُوا آَلَ فِرْعَوْنَ أَشَدَّ الْعَذَابِ) غافر45 - 46 , ولو سلمنا أنه لا يوجد في القرآن ما يشهد لها , فهي وحدها كافية لإثبات هذه العقيدة , والزعم بأن العقيدة لا تثبت بما صح من أحاديث الآحاد زعم باطل دخيل في الإسلام , لم يقل به أحد من الأئمة الأعلام – كالأربعة وغيرهم- بل هو مما جاء به بعض علماء الكلام بدون برهان من الله ولا سلطان , وقد كتبنا فصلاً خاصاً في هذا الموضوع الخطير في كتاب لنا , أرجو أن أوفق لتبييضه ونشره على الناس.
2 - أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يسمع ما لا يسمع الناس , وهذا من خصوصياته عليه الصلاة والسلام , كما أنه كان يرى جبريل ويكلمه والناس لا يرونه ولا يسمعون كلامه , فقد ثبت في البخاري وغيره أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال يوماً لعائشة رضي الله عنها: (هذا جبريل يقرئك السلام , فقالت: وعليه السلام يارسول الله ترى ما لا نرى).
ولكن خصوصياته عليه السلام إنما تثبت بالنص الصحيح , فلا تثبت بالنص الضعيف ولا بالقياس والأهواء , والناس في هذه المسألة على طرفي نقيض , فمنهم من ينكر كثيراً من خصوصياته الثابتة بالإسانيد الصحيحة , إما لأنها غير متواترة بزعمه , وإما لأنها غير معقولة لديه , ومنهم من يثبت له عليه السلام ما لم يثبت , مثل قولهم: إنه أول المخلوقات , وإنه كان لا ظل له في الأرض , وإنه إذا سار في الرمل , لا تؤثر قدمه فيه , بينما إذا داس على الصخر علم عليه , وغير ذلك من الأباطيل.
والقول الوسط في ذلك أن يقال: إن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بشر بنص القرآن والسنة وإجماع الأمة , فلا يجوز أن يعطى له من الصفات والخصوصيات إلا ما صح به النص في الكتاب والسنة , فإذا ثبت ذلك , وجب التسليم له , ولم يجز رده بفلسفة خاصة علمية أو عقلية زعموا.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/100)
ومن المؤسف أنه قد انتشر في العصر الحاضر انتشاراً مخيفاً رد الأحاديث الصحيحة لأدنى شبهة ترد من بعض الناس , حتى ليكاد يقوم في النفس أنهم يعاملون أحاديثه عليه السلام معاملة أحاديث غيره من البشر الذين ليسوا معصومين , فهم يأخذون منها ما شاؤوا , ويدعون ما شاؤوا , ومن أولئك طائفة ينتمون إلى العلم وبعضهم يتولى مناصب شرعية كبيرة , فإنا لله وإنا إليه راجعون , ونسأله تعالى أن يحفظنا من شر الفريقين المبطلين والغالين.
3 - إن سؤال الملكين في القبر حق ثابت , فيجب اعتقاده أيضاً , والأحاديث فيه أيضاً متواترة.
4 - إن فتنة الدجال فتنة عظيمة , ولذلك أمر بالاستعاذة من شرها في هذا الحديث وفي أحاديث أخرى , حتى أمر بذلك في الصلاة قبل السلام , كما ثبت في البخاري وغيره , وأحاديث الدجال كثيرة جداً , بل هي متواترة عند أهل العلم بالسنة.
ولذلك جاء في كتب العقائد وجوب الإيمان بخروجه في آخر الزمان , كما جاء فيها وجوب الإيمان بعذاب القبر وسؤال الملكين.
5 - إن أهل الجاهلية الذين ماتوا قبل بعثته عليه الصلاة والسلام معذبون بشركهم وكفرهم , وذلك يدل على أنهم ليسوا من أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة نبي , خلافاً لما يظنه بعض المتأخرين إذ لو كانوا كذلك , لم يستحقوا العذاب لقوله سبحانه وتعالى: (وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولًا) الإسراء 15.
وقد قال النووي في شرح حديث مسلم: (إن رجلاً قال: يارسول الله , أين أبي؟ قال في النار ... ) الحديث , قال النووي: فيه أن من مات على الكفر فهو في النار , ولا تنفعه قرابة المقربين , وفيه أن من مات علي الفترة على ما كانت عليه العرب من عبادة الأوثان فهو من أهل النار , وليس هذا مؤاخذة قبل بلوغ الدعوة , فإن هؤلاء كانت قد بلغتهم دعوة إبراهيم وغيره من الأنبياء صلوات الله تعالى وسلامه عليهم.
لا طاعة لبشر في معصية الله
179 - (لَا طَاعَةَ لِأَحَدٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى).
رواه أحمد عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الصَّامِتِ قَالَ: أَرَادَ زِيَادٌ أَنْ يَبْعَثَ عِمْرَانَ بْنَ حُصَيْنٍ عَلَى خُرَاسَانَ فَأَبَى عَلَيْهِمْ فَقَالَ لَهُ أَصْحَابُهُ أَتَرَكْتَ خُرَاسَانَ أَنْ تَكُونَ عَلَيْهَا قَالَ فَقَالَ إِنِّي وَاللَّهِ مَا يَسُرُّنِي أَنْ أُصَلِّيَ بِحَرِّهَا وَتُصَلُّونَ بِبَرْدِهَا إِنِّي أَخَافُ إِذَا كُنْتُ فِي نُحُورِ الْعَدُوِّ أَنْ يَأْتِيَنِي كِتَابٌ مِنْ زِيَادٍ فَإِنْ أَنَا مَضَيْتُ هَلَكْتُ وَإِنْ رَجَعْتُ ضُرِبَتْ عُنُقِي قَالَ فَأَرَادَ الْحَكَمَ بْنَ عَمْرٍو الْغِفَارِيَّ عَلَيْهَا قَالَ فَانْقَادَ لِأَمْرِهِ قَالَ فَقَالَ عِمْرَانُ أَلَا أَحَدٌ يَدْعُو لِي الْحَكَمَ قَالَ فَانْطَلَقَ الرَّسُولُ قَالَ فَأَقْبَلَ الْحَكَمُ إِلَيْهِ قَالَ فَدَخَلَ عَلَيْهِ قَالَ فَقَالَ عِمْرَانُ لِلْحَكَمِ أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (فذكره)؟ قَالَ نَعَمْ فَقَالَ عِمْرَانُ لِلَّهِ الْحَمْدُ أَوْ اللَّهُ أَكْبَرُ.
180 - (لَا طَاعَةَ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى).
وللحديث شاهد من حديث علي , وفيه تفصيل قصة الأمير الذي أمر جنده بدخول النار , وهو:
181 - (لَا طَاعَة [لبشر] َ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ إِنَّمَا الطَّاعَةُ فِي الْمَعْرُوفِ).
أخرجه البخاري , ومسلم , و وأبوداود , والنسائي , والطيالسي , وأحمد , عَنْ عَلِيٍّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بَعَثَ جَيْشًا وَأَمَّرَ عَلَيْهِمْ رَجُلًا فَأَوْقَدَ نَارًا وَقَالَ ادْخُلُوهَا فَأَرَادَ نَاسٌ أَنْ يَدْخُلُوهَا وَقَالَ الْآخَرُونَ إِنَّا قَدْ فَرَرْنَا مِنْهَا فَذُكِرَ ذَلِكَ لِرَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ لِلَّذِينَ أَرَادُوا أَنْ يَدْخُلُوهَا لَوْ دَخَلْتُمُوهَا لَمْ تَزَالُوا فِيهَا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَقَالَ لِلْآخَرِينَ قَوْلًا حَسَنًا وَقَالَ: (فذكره).
وفي هذا الحديث فوائد كثيرة , أهمها أنه لا يجوز إطاعة أحد في معصية الله تبارك وتعالى و سواء في ذلك الأمراء والعلماء والمشايخ.
ومنه يعلم ضلال طوائف من الناس:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/101)
الطائفة الأول: بعض المتصوفة الذين يطيعون شيوخهم , ولو أمروهم بمعصية ظاهرة و بحجة أنها في الحقيقة ليست بمعصية , وأن الشيخ يرى ما لا يرى المريد , وأعرف شيخاً من هؤلاء نصب نفسه مرشداً قص على أتباعه في بعض دروسه في المسجد قصة خلاصتها أن أحد مشايخ الصوفية أمر ليلة أحد مريديه بأن يذهب إلى أبيه فيقتله على فراشه بجانب زوجته , فلما قتله عاد إلى شيخه مسروراً لتنفيذ أمر الشيخ , فنظر إليه الشيخ , وقال: أتظن أنك قتلت أباك حقيقة؟ إنما هو صاحب أمك , وأما أبوك فهو غائب , ثم بنى على هذه القصة حكماً شرعياً بزعمه , فقال لهم: إن الشيخ إذا أمر مريده بحكم مخالف للشرع في الظاهر أن على المريد أن يطيعه في ذلك , قال: ألا ترون إلى هذا الشيخ أنه في الظاهر أمر الولد بقتل والده , ولكنه في الحقيقة إنما أمره بقتل الزاني بوالدة الولد , وهو يستحق القتل شرعاً , ولا يخفى بطلان هذه القصة شرعاً على وجوه كثيرة:
أولاً: أن تنفيذ الحد ليس من حق الشيخ مهما كان شأنه , وإنما هو من حق الأمير أو الوالي.
ثانياً: أنه لو كان له ذلك , فلماذا نفذ الحد بالرجل دون المرأة , وهما في ذلك سواء؟.
ثالثاً: أن الزاني المحصن حكمه شرعاً القتل رجماً , وليس القتل بغير الرجم.
ومن ذلك يتبين أن ذلك الشيخ قد خالف الشرع من وجوه , وكذلك شأن ذلك المرشد الذي بنى على القصة ما بنى من وجوب إطاعة الشيخ ولو خالف الشرع ظاهراً , حتى لقد قال لهم: إذا رأيتم الشيخ على عنقه الصليب , فلا يجوز لكم أن تنكروا عليه.
ومع وضوح بطلان مثل هذا الكلام , ومخالفته للشرع , والعقل معاً نجد في الناس من ينطلي عليه كلامه , وفيهم بعض الشباب المثقف.
ولقد جرت بيني وبين أحدهم مناقشة حول تلك القصة , وكان قد سمعها من ذلك المرشد , وما بنى عليها من حكم , ولكن لم تجد المناقشة معه شيئاً , وظل مؤمناً بالقصة , لأنها من باب الكرامات في زعمه , قال: وأنتم تنكرون الكرامة , ولما قلت له: لو أمرك شيخك بقتل والدك فهل تفعل؟ فقال إنني لم أصل بعد إلى هذه المنزلة.
فتباً لإرشاد يؤدي إلى تعطيل العقول والإستسلام للمضلين إلى هذه المنزلة فهل من عتب بعد ذلك على من يصف دين هؤلاء بأنه أفيون الشعب؟
الطائفة الثانية: وهم المقلدة الذين يؤثرون اتباع كلام المذهب على كلام النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مع وضوح ما يؤخذ منه , فإذا قيل لأحدهم مثلاً لا تصل سنة الفجر بعد أن أقيمت الصلاة لنهي النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك صراحة , لم يطع , وقال المذهب: يجيز ذلك , وإذا قيل له: إن نكاح التحليل باطل , لأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لعن فاعله , أجابك بقوله: لا , بل هو جائز في المذهب الفلاني , وهكذا إلى مئات المسائل , ولهذا ذهب كثير من المحقيقين إلى أن أمثال هؤلاء المقلدين ينطبق عليهم قول الله تبارك وتعالى في النصارى: (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) التوبة31 , كما بين ذلك الفخر الرازي في تفسيره.
الطائفة الثالثة: وهم الذين يطيعون ولاة الأمور فيما يشرعونه للناس من نظم وقرارات مخالفة للشرع , كالشيوعية وما شابهها , وشرهم من يحاول أن يظهر أن ذلك موافق للشرع غير مخالف له , وهذه مصيبة شملت كثيراً ممن يدعي العلم والإصلاح في هذا الزمان , حتى اغتر بذلك كثير من العوام , فيصح فيهم وفي متبوعيهم الآية السابقة (اتَّخَذُوا أَحْبَارَهُمْ وَرُهْبَانَهُمْ أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ) التوبة31 , نسأل الله الحماية والسلامة.
كراهة الاكتواء والاسترقاء
244 - (مَنِ اكْتَوَى أَوِ اسْتَرْقَى فَقَدْ بَرِئَ مِنَ التَّوَكُّلِ).
وفي الحديث كراهة الاكتواء والاسترقاء: أما الأول , فلما فيه من التعذيب بالنار , وأما الآخر , فلما فيه من الاحتياج إلى الغير فيما الفائدة فيه مظنونة غير راجحة , ولذلك كان من صفات الذين يدخلون الجنة بغير حساب أنهم لا يسترقون ولا يكتوون ولا يتطيرون وعلى ربهم يتوكلون , كما في حديث ابن عباس عند الشيخين , وزاد مسلم في روايته فقال: لا يرقون ولا يسترقون , وهي زيادة شاذة كما بينته فيما علقته على كتابي مختصر صحيح مسلم.
الكافر إذا أسلم نفعه عمله الصالح في الجاهلية
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/102)
247 – (إِذَا أَسْلَمَ الْعَبْدُ فَحَسُنَ إِسْلَامُهُ كَتَبَ اللَّهُ لَهُ كُلَّ حَسَنَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا وَمُحِيَتْ عَنْهُ كُلُّ سَيِّئَةٍ كَانَ أَزْلَفَهَا ثُمَّ كَانَ بَعْدَ ذَلِكَ الْقِصَاصُ الْحَسَنَةُ بِعَشْرَةِ أَمْثَالِهَا إِلَى سَبْعِ مِائَةِ ضِعْفٍ وَالسَّيِّئَةُ بِمِثْلِهَا إِلَّا أَنْ يَتَجَاوَزَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ عَنْهَا).
قال الحافظ في الفتح:
(وقد ثبت في جميع الروايات ما سقط من رواية البخاري وهو كتابة الحسنات المتقدمة قبل الإسلام , وقوله " كتب الله " أي أمر أن بكتب , وللدارقطني من طريق زيد بن شعيب عن مالك بلفظ " يقول الله لملائكته اكتبوا " فقيل إن المصنف أسقط ما رواه غيره عمدا لأنه مشكل على القواعد وقال المازري: الكافر ليس كذلك , فلا يثاب على العمل الصالح الصادر منه في شركه , لأن من شرط المتقرب أن يكون عارفا لمن يتقرب إليه والكافر ليس كذلك. وتابعه القاضي عياض على تقرير هذا الإشكال , واستضعف ذلك النووي فقال: الصواب الذي عليه المحققون - بل نقل بعضهم فيه الإجماع - أن الكافر إذا فعل أفعالا جميلة كالصدقة وصلة الرحم ثم أسلم ثم مات على الإسلام أن ثواب ذلك يكتب له , وأما دعوى أنه مخالف للقواعد فغير مسلم لأنه قد يعتد ببعض أفعال الكافر في الدنيا ككفارة الظهار فإنه لا يلزمه إعادتها إذا أسلم وتجزئه انتهى).
ثم قال الحافظ: (والحق أنه لا يلزم من كتابة الثواب للمسلم في حال إسلامه تفضلا من الله وإحسانا أن يكون ذلك لكون عمله الصادر منه في الكفر مقبولا , والحديث إنما تضمن كتابة الثواب ولم يتعرض للقبول , ويحتمل أن يكون القبول يصير معلقا على إسلامه فيقبل ويثاب إن أسلم وإلا فلا , وهذا قوي , وقد جزم بما جزم به النووي إبراهيم الحربي وابن بطال وغيرهما من القدماء والقرطبي وابن المنير من المتأخرين , قال ابن المنير: المخالف للقواعد دعوى أن يكتب له ذلك في حال كفره , وأما أن الله يضيف إلى حسناته في الإسلام ثواب ما كان صدر منه مما كان يظنه خيرا فلا مانع منه كما لو تفضل عليه ابتداء من غير عمل , وكما يتفضل على العاجز بثواب ما كان يعمل وهو قادر , فإذا جاز أن يكتب له ثواب ما لم يعمل البتة جاز أن يكتب له ثواب ما عمله غير موفي الشروط واستدل غيره بأن من آمن من أهل الكتاب يؤتى أجره مرتين كما دل عليه القرآن والحديث الصحيح , وهو لو مات على إيمانه الأول لم ينفعه شيء من عمله الصالح , بل يكون هباء منثورا. فدل على أن ثواب عمله الأول يكتب له مضافا إلى عمله الثاني , وبقوله صلى الله عليه وسلم لما سألته عائشة عن ابن جدعان: وما كان يصنعه من الخير هل ينفعه؟ فقال " إنه لم يقل يوما رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين " فدل على أنه لو قالها بعد أن أسلم نفعه ما عمله في الكفر).
قلت: وهذا هو الصواب الذي لا يجوز القول بخلافه , لتضافر الأحاديث على ذلك ولهذا قال السندي رحمه الله في حاشيته على النسائي: (وهذا الحديث يدل على أن حسنات الكافر موقوفة إن أسلم تقبل وإلا ترد وعلى هذا فنحو قوله تعالى (والذين كفروا أعمالهم كسراب) النور 29 , محمول على من مات على الكفر والظاهر أنه لا دليل على خلافه وفضل الله أوسع من هذا وأكثر فلا استبعاد فيه وحديث الإيمان يجب ما قبله من الخطايا في السيئات لا في الحسنات).
قلت: ومثل الآية التي ذكرها السندي رحمه الله سائر الآيات الواردة في إحباط العمل بالشرك , كقوله تعالى: (وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ) الزمر 65 , فإنها كلها محمولة على من مات مشركاً , ومن الدليل على ذلك قوله عز وجل: (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالْآَخِرَةِ وَأُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ) البقرة217.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/103)
ويترتب على ذلك مسألة فقهية , وهي أن المسلم إذا حج ثم ارتد ثم عاد إلى الإسلام , لم يحبط حجه , ولم يجب عليه إعادته , وهو مذهب الإمام الشافعي , وأحد قولي الليث بن سعد , واختاره ابن حزم وانتصر له بكلام جيد متين , أرى أنه لا بد من ذكره , قال رحمه الله تعالى: (مَسْأَلَةٌ: مَنْ حَجَّ وَاعْتَمَرَ , ثُمَّ ارْتَدَّ , ثُمَّ هَدَاهُ اللَّهُ تَعَالَى وَاسْتَنْقَذَهُ مِنْ النَّارِ فَأَسْلَمَ فَلَيْسَ عَلَيْهِ أَنْ يُعِيدَ الْحَجَّ، وَلاَ الْعُمْرَةَ , وَهُوَ قَوْلُ الشَّافِعِيِّ , وَأَحَدُ قَوْلَيْ اللَّيْثِ.
وقال أبو حنيفة , وَمَالِكٌ , وَأَبُو سُلَيْمَانَ: يُعِيدُ الْحَجَّ وَالْعُمْرَةَ , وَاحْتَجُّوا بِقَوْلِ اللَّهِ تَعَالَى (لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ) الزمر65 , مَا نَعْلَمُ لَهُمْ حُجَّةً غَيْرَهَا , وَلاَ حُجَّةَ لَهُمْ فِيهَا ; لإِنَّ اللَّهَ تَعَالَى لَمْ يَقُلْ فِيهَا: لَئِنْ أَشْرَكَتْ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُك الَّذِي عَمِلْت قَبْلَ أَنْ تُشْرِكَ , وَهَذِهِ زِيَادَةٌ عَلَى اللَّهِ تَعَالَى لاَ تَجُوزُ , وَإِنَّمَا أَخْبَرَ تَعَالَى أَنَّهُ يَحْبَطُ عَمَلُهُ بَعْدَ الشِّرْكِ إذَا مَاتَ أَيْضًا عَلَى شِرْكِهِ لاَ إذَا أَسْلَمَ وَهَذَا حَقٌّ بِلاَ شَكٍّ. وَلَوْ حَجَّ مُشْرِكٌ أَوْ اعْتَمَرَ , أَوْ صَلَّى , أَوْ صَامَ , أَوْ زَكَّى , لَمْ يُجْزِهِ شَيْءٌ مِنْ ذَلِكَ، عَنِ الْوَاجِبِ.
وَأَيْضًا فَإِنَّ قوله تعالى فِيهَا: (وَلَتَكُونَنَّ مِنْ الْخَاسِرِينَ) الزمر65 , بَيَانُ أَنَّ الْمُرْتَدَّ إذَا رَجَعَ إلَى الإِسْلاَمِ لَمْ يَحْبَطْ مَا عَمِلَ قَبْلُ إسْلاَمِهِ أَصْلاً بَلْ هُوَ مَكْتُوبٌ لَهُ وَمُجَازًى عَلَيْهِ بِالْجَنَّةِ ; لاَِنَّهُ لاَ خِلاَفَ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ الآُمَّةِ فِي أَنَّ الْمُرْتَدَّ إذَا رَجَعَ إلى الإِسْلاَمَ لَيْسَ مِنْ الْخَاسِرِينَ , بَلْ مِنْ الْمُرْبِحِينَ الْمُفْلِحِينَ الْفَائِزِينَ , فَصَحَّ أَنَّ الَّذِي يَحْبَطُ عَمَلُهُ هُوَ الْمَيِّتُ عَلَى كُفْرِهِ مُرْتَدًّا أَوْ غَيْرَ مُرْتَدٍّ , وَهَذَا هُوَ مِنْ الْخَاسِرِينَ بِلاَ شَكٍّ , لاَ مَنْ أَسْلَمَ بَعْدَ كُفْرِهِ أَوْ رَاجَعَ الإِسْلاَمَ بَعْدَ رِدَّتِهِ.
وَقَالَ تَعَالَى (وَمَنْ يَرْتَدِدْ مِنْكُمْ، عَنْ دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُولَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ) البقرة217 , فَصَحَّ نَصُّ قَوْلِنَا: مِنْ أَنَّهُ لاَ يَحْبَطُ عَمَلُهُ إنْ ارْتَدَّ إلاَّ بِأَنْ يَمُوتَ وَهُوَ كَافِر.
وَوَجَدْنَا اللَّهَ تَعَالَى يَقُولُ: (أَنِّي لاَ أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى) ال عمران195 , وَقَالَ تَعَالَى (فَمَنْ يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَه) الزلزلة7 , ُوَهَذَا عُمُومٌ لاَ يَجُوزُ تَخْصِيصُهُ , فَصَحَّ أَنَّ حَجَّهُ وَعُمْرَتَهُ إذَا رَاجَعَ الإِسْلاَمَ سَيَرَاهُمَا، وَلاَ يَضِيعَانِ لَهُ.
وروينا من طرق كالشمس عن الزهري وعن هشام بن عروة المعنى كلاهما عن عروة بن الزبير أن حكيم بن حزام أخبره أنه قال لرسول الله عليه السلام: أي رسول الله , أرأيت أموراً كنت أتحنث بها في الجاهلية من صدقة أو عتاقة أو صلة رحم , أفيها أجر؟ فقال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
248 - (أَسْلَمْتَ عَلَى مَا أسَلَفتَ مِنْ خَيْرٍ).
أخرجه الشيخان وغيرهما.
قال ابن حزم: (فَصَحَّ أَنَّ الْمُرْتَدَّ إذَا أَسْلَمَ , وَالْكَافِرُ الَّذِي لَمْ يَكُنْ أَسْلَمَ قَطُّ , إذَا أَسْلَمَا فَقَدْ أَسْلَمَا عَلَى مَا أَسَلَفَا مِنْ الْخَيْرِ , وَقَدْ كَانَ الْمُرْتَدُّ إذَا حَجَّ وَهُوَ مُسْلِمٌ قَدْ أَدَّى مَا أُمِرَ بِهِ , وَمَا كُلِّفَ كَمَا أُمِرَ بِهِ فَقَدْ أَسْلَمَ الآنَ عَلَيْهِ , فَهُوَ لَهُ كَمَا كَانَ , وَأَمَّا الْكَافِرُ يَحُجُّ كَالصَّابِئِينَ الَّذِينَ يَرَوْنَ الْحَجَّ إلَى مَكَّةَ دِينِهِمْ , فَإِنْ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ لَمْ يُجْزِهِ ; لاَِنَّهُ لَمْ يُؤَدِّهِ كَمَا أَمَرَ اللَّهُ تَعَالَى بِهِ ; لإِنَّ مِنْ فَرْضِ الْحَجِّ وَسَائِرِ الشَّرَائِعِ كُلِّهَا أَنْ لاَ تُؤَدَّى إلاَّ كَمَا أَمَرَ
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/104)
بِهَا رَسُولُ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عليه السلام فِي الدِّينِ الَّذِي جَاءَ بِهِ , الَّذِي لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ تَعَالَى دِينًا غَيْرَهُ , وَقَالَ عليه السلام: (مَنْ عَمِلَ عَمَلاً لَيْسَ عَلَيْهِ أَمَرْنَا فَهُوَ رَد) ٌّ, وَالصَّابِئُ إنَّمَا حَجَّ كَمَا أَمَرَهُ يوراسف , أَوْ هُرْمُسُ فَلاَ يُجْزِئُهُ وَبِاَللَّهِ تَعَالَى التَّوْفِيقُ.
وَيَلْزَمُ مَنْ أَسْقَطَ حَجَّهُ بِرِدَّتِهِ أَنْ يُسْقِطَ إحْصَانَهُ , وَطَلاَقَهُ الثَّلاَثَ , وَبَيْعَهُ , وَابْتِيَاعَهُ , وَعَطَايَاهُ الَّتِي كَانَتْ فِي الإِسْلاَمِ , وَهُمْ لاَ يَقُولُونَ بِهَذَا ; فَظَهَرَ فَسَادُ قَوْلِهِمْ وَبِاَللَّهِ تَعَالَى نَتَأَيَّدُ).
وإذا تبين هذا , فلا منافاة بينه وبين حديث: (أن الكافر يثاب على حسناته ما عمل بها لله في الدنيا) , لأن المراد به الكافر الذي سبق في علم الله أنه يموت كافراً , بدليل قوله في آخره: (حتى إذا أفضى إلى الآخرة , لم يكن له حسنة يجزى بها) , وأما الكافر الذي سبق في علم الله أنه يسلم ويموت مؤمناً , فهو يجازى على حسناته التي عملها حالة كفره في الآخرة , كما أفادته الأحاديث المتقدمة , ومنها حديث حكيم بن حزام الذي أورده ابن حزم في كلامه المتقدم وصححه ولم يعزه لأحد من المؤلفين , وقد أخرجه البخاري , ومسلم , وأبوعوانة , وأحمد.
ومنها حديث عائشة في ابن جدعان الذي ذكره الحافظ غير معزو لأحد , فأنا أسوقه الآن وهو:
249 - (لَا يَا عَائِشَةُ إِنَّهُ لَمْ يَقُلْ يَوْمًا رَبِّ اغْفِرْ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ).
أخرجه مسلم , وأبو عوانة , وأحمد , وابنه عبدالله , وأبوبكر العدل , والواحدي , من طرق عَنْ دَاوُدَ عَنِ الشَّعْبِيِّ عَنْ مَسْرُوق – ولم يذكر الأخيران مسروقاً - عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ ابْنُ جُدْعَانَ كَانَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ يَصِلُ الرَّحِمَ وَيُطْعِمُ الْمَسَاكِينَ فَهَلْ ذَاكَ نَافِعُهُ قَالَ (فذكر).
وفي هذا الحديث دلالة ظاهرة على أن الكافر إذا أسلم نفعه عمله الصالح في الجاهلية , بخلاف ما إذا مات على كفره , فإنه لا ينفعه , بل يحبط بكفره , وقد سبق بسط الكلام في هذا في الحديث الذي قبله.
وفيه دليل أيضاً على أن أهل الجاهلية الذين ماتوا قبل البعثة المحمدية ليسوا من أهل الفترة الذين لم تبلغهم دعوة الرسل , إذ لو كانوا كذلك , لم يستحق ابن جدعان العذاب , ولما حبط عمله الصالح , وفي هذا أحاديث أخرى كثيرة سبق أن ذكرنا بعضها.
تحريم سؤال شئ من أمور الدنيا بوجه الله تعالى وتحريم عدم إعطاء من سأل به تعالى
255 - (أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ النَّاسِ مَنْزِلًا قُلْنَا بَلَى قَالَ رَجُلٌ ممسك بِرَأْسِ فَرَسِه- أو قال فرس - ِ فِي سَبِيلِ اللَّه حَتَّى يَمُوتَ أَوْ يُقْتَلَ. قال - وَأُخْبِرُكُمْ بِالَّذِي يَلِيهِ؟ قُلْنَا: نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ: امرؤ مُعْتَزِلٌ فِي شِعْبٍ , يُقِيمُ الصَّلَاةَ , وَيُؤْتِي الزَّكَاةَ , وَيَعْتَزِلُ النَّاسِ , قال: فَأُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ النَّاس منزلة؟ قُلْنَا نَعَمْ يَا رَسُولَ اللَّهِ قَالَ الَّذِي يُسْأَلُ بِاللَّهِ العظيم وَلَا يُعْطِي بِهِ).
في هذا الحديث تحريم سؤال شئ من أمور الدنيا بوجه الله تعالى , وتحريم عدم إعطاء من سأل به تعالى.
قال السندي في حاشية على النسائي: (الذي يسأل بالله على بناء الفاعل أي الذي يجمع بين القبيحتن أحدهما السؤال بالله والثاني عدم الإعطاء لمن يسأل به تعالى فما يراعي حرمة اسمه تعالى في الوقتين جميعا وأما جعله مبنيا للمفعول فبعيد إذ لا صنع للعبد في أن يسأله السائل بالله فلا وجه للجمع بينه وبين ترك الإعطاء في هذا المحل).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/105)
قلت: ومما يدل على تحريم عدم الإعطاء لمن يسأل به تعالى حديث ابن عمر (من استعاذكم بالله؛ فأعيذوه، ومن سألكم بالله؛ فأعطوه، ومن دعاكم؛ فأجيبوه، [ومن استجار بالله؛ فأجيروه]، ومن أتى إليكم معروفا؛ فكافئوه، فإن لم تجدوا؛ فادعوا الله له حتى تعلموا أن قد كافأتموه) , وحديث ابن عباس مرفوعاً (من استعاذ بالله فأعيذوه , ومن سألكم بوجه الله فأعطوه) , ويدل على تحريم السؤال به تعالى حديث: (لا يسأل بوجه الله إلا الجنة) , ولكنه ضعيف الإسناد , كما بينه المنذري وغيره , ولكن النظر الصحيح يشهد له , فإنه إذا ثبت وجوب الإعطاء لمن سأل به تعالى كما تقدم , فسؤال السائل به قد يعرض المسؤول للوقوع في المخالفة , وهي عدم إعطائه إياه ما سأل , وهو حرام , وما أدى إلى محرم فهو حرام , فتأمل.
ولقد كره عطاء أن يسأل بوجه الله أو بالقرآن شئ من أمور الدنيا.
ووجوب الإعطاء إنما هو إذا كان المسؤول قادراً على الإعطاء , ولا يلحقه ضرر به أو بأهليه , وإلا , فلا يجب عليه , والله أعلم.
بطلان الحديث الشائع: لهم ما لنا وعليهم ما علينا
303 - (أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ وَأَنْ يَسْتَقْبِلُوا قِبْلَتَنَا وَيَأْكُلُوا ذَبِيحَتَنَا وَأَنْ يُصَلُّوا صَلَاتَنَا فَإِذَا فَعَلُوا ذَلِكَ [فقد] حُرِّمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ إِلَّا بِحَقِّهَا لَهُمْ مَا لِلْمُسْلِمِينَ وَعَلَيْهِمْ مَا عَلَى الْمُسْلِمِينَ).
في هذا الحديث دليل على بطلان الحديث الشائع اليوم على ألسنة الخطباء والكتاب: أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال في أهل الذمة: (لهم ما لنا , وعليهم ما علينا).
وهذا مما لا أصل له عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , بل هذا الحديث الصحيح يبطله , لأنه صريح في أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إنما قال فيمن أسلم من المشركين وأهل الكتاب , وعمدة أولئك الخطباء على بعض الفقهاء الذين لا علم عندهم بالحديث الشريف , كما بينته في الأحاديث الضعيفة والموضوعة , فراجعه , فإنه من المهمات.
وللحديث شاهد بلفظ آخر , وهو:
304 - (من أسلم من أهل الكتاب؛ فله أجره مرتين، وله مثل الذي لنا، وعليه مثل الذي علينا، ومن أسلم من المشركين، فله أجره، وله مثل الذي لنا، وعليه مثل الذي علينا).
إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ
331 – (إِنَّ الرُّقَى وَالتَّمَائِمَ وَالتِّوَلَةَ شِرْكٌ).
والرقى: هي هنا كل ما فيه الاستعاذة بالجن أو لا يفهم معناها مثل كتابة بعض المشايخ من العجم على كتابهم لفظة (يا كبيكج) لحفظ الكتب من الأرضة زعموا.
والتمائم: جمع تميمة , وأصلها خرزات تعلقها العرب على رأس الولد لدفع العين , ثم توسعوا فيها , فسموا بها كل عوذة.
قلت: ومن ذلك تعليق بعضهم نعل الفرس على باب الدار , أو في صدر المكان , وتعليق بعض السائقين نعلاً في مقدمة السيارة أو مؤخرتها , أو الخرز الأزرق على مرآة السيارة التي تكون أمام السائق من الداخل , كل ذلك من أجل العين زعموا.
وهل يدخل في - التمائم – الحجب التي يعلقها بعض الناس على أولادهم أو على أنفسهم إذا كانت من القرآن أو الأدعية الثابتة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ؟ للسلف في ذلك قولان , أرجحهما عندي المنع , كما بينته فيما علقته على الكلم الطيب لشيخ الإسلام ابن تيمية.
والتولة: بكسر التاء وفتح الواو , ما يحبب المرأة إلى زوجها من السحر وغيره , قال ابن الأثير: (جعله من الشرك لاعتقادهم أن ذلك يؤثر ويفعل خلاف ما قدره الله تعالى).
الملائكة فقط هم الذين خلقوا من نور
458 - (خلقت الملائكة من نور، وخلق إبليس من نار السموم، وخلق آدم عليه السلام مما قد وصف لكم).
في الحديث إشارة إلى بطلان الحديث المشهور على ألسنة الناس: (أول ما خلق الله نور نبيك يا جابر) , ونحوه من الأحاديث التي تقول بأنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ خلق من نور , فإن هذا الحديث دليل واضح على أن الملائكة فقط هم الذين خلقوا من نور , دون آدم وبنيه , فتنبه ولا تكن من الغافلين.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/106)
وأما ما رواه عبدالله بن أحمد في " السنة " " ص 151 " عن عكرمة قال: (خلقت الملائكة من نور العزة , وخلق إبليس من نار العزة) , وعن عبدالله بن عمرو قال: (خلق الله الملائكة من نور الذراعين والصدر).
قلت: فهذا كله من الإسرائيليات التي لا يجوز الأخذ بها , لأنها لم ترد عن الصادق المصدوق صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ.
لا نبوة ولا وحي بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ
473 - (كان إذا انصرف من صلاة الغداة يقول: هل رأى أحد منكم الليلة رؤيا؟ ويقول: ليس يبقى بعدي من النبوة إلا الرؤيا الصالحة).
والحديث نص في أنه لا نبوة ولا وحي بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلا المبشرات: الرؤيا الصالحة , وهي جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة.
ولقد ضلت طائفة زعمت بقاء النبوة واستمرارها بعده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وتأولوا – بل عطلوا – معنى هذا الحديث ونحوه مما في الباب , وكذلك حرفوا قول الله تعالى: (وَلَكِنْ رَسُولَ اللَّهِ وَخَاتَمَ النَّبِيِّينَ) الأحزاب40 , بمثل قولهم: أي زينة النبيين , وتارة يقولون: هو آخر الأنبياء المشرعين , ويقولون ببقاء النبوة غير التشريعية.
ومن المؤسف أن أحدهم كان استخرج كلمات الشيخ محيي الدين بن عربي (النكرة) الدالة على بقاء هذه النبوة المزعومة من كتابه " الفتوحات المكية " في كراس نشر على الناس , ثم لم يستطيع أحد من المشايخ أن يرد عليهم , وكانوا من قبل قد ألفوا بعض الرسائل في الرد عليهم , وإنما أمسكوا عن الرد على هذا الكراس , لأن من مكر جامعه أنه لم يضع فيه من عند نفسه شيئاً سوى أنه ذكر فيه كلمات الشيخ المؤيدة لضلالهم في زعمهم المذكور , فلو ردوا عليه , لكان الرد متوجهاً إلى الشيخ الأكبر وذلك مما لا يجرؤ أحد منهم عليه , هذا إن لم يروه زندقة , فكأنهم يعتقدون أن الباطل إنما هو باعتبار المحل , فإذا قام فيمن يعتقدونه كافراً , فهو باطل , وأما إذا قام فيمن يعتقدونه مسلماً – بل ولياً فهو حق , والله المستعان.
فيما جاء في النذر
478 - (قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَأْتِي النَّذْرُ عَلَى ابْنِ آدَمَ بِشَيْءٍ لَمْ أُقَدِّرْهُ عَلَيْهِ وَلَكِنَّهُ شَيْءٌ أَسْتَخْرِجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ يُؤْتِينِي عَلَيْهِ مَا لَا يُؤْتِينِي عَلَى الْبُخْلِ , وفي رواية: ما لم يكن آتاني من قبل).
أخرجه الإمام أحمد: حَدَّثَنَا سُفْيَانُ عَنْ أَبِي الزِّنَادِ عَنِ الْأَعْرَجِ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: (فذكره).
قلت وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين , وقد أخرجاه في " صحيحهما " , وأبو داود , وغيرهم من طرق أخرى عن أبي الزناد به , إلا أنهم لم يجعلوه حديثاً قدسياً , وقد ذكرت لفظه ومن خرجه وطرقه في "إرواء الغليل".
ورواه النسائي من طريق أخرى عن سفيان به مختصراً.
وتابعه همام بن منبه عن أبي هريرة به.
أخرجه ابن الجارود , وأحمد بإسناد صحيح على شرطيهما , ولم يخرجاه من هذا الطريق , ولا بلفظ الحديث القدسي.
وللحديث طريق ثالث بلفظ: (لَا تَنْذِرُوا فَإِنَّ النَّذْرَ لَا يُغْنِي مِنْ الْقَدَرِ شَيْئًا وَإِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ) , أخرجه مسلم , وصححه الترمذي.
وقد دل هذا الحديث بمجموع ألفاظه أن النذر لا يشرع عقده , بل هو مكروه , وظاهر النهي في بعض طرقه أنه حرام , وقد قال به قوم , إلا أن قوله تعالى: (أَسْتَخْرِجُ بِهِ مِنْ الْبَخِيلِ): يشعر أن الكراهة أو الحرمة خاص بنذر المجازاة أو المعاوضة , دون نذر الابتداء والتبرر , فهو قربة محضة , لأن للناذر فيه غرضاً صحيحاً , وهو أن يثاب عليه ثواب الواجب , وهو فوق ثواب التطوع , وهذا النذر هو المراد – والله أعلم – بقوله تعالى (يُوفُونَ بِالنَّذْرِ) الإنسان 7 , دون الأول.
قال الحافظ في الفتح: (وقد أخرج الطبري بسند صحيح عن قتادة في قوله تعالى (يوفون بالنذر) قال كانوا ينذرون طاعة الله من الصلاة والصيام والزكاة والحج والعمرة ومما افترض عليهم فسماهم الله أبرارا , وهذا صريح في أن الثناء وقع في غير نذر المجازاة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/107)
وقال قبل ذلك: (وجزم القرطبي في " المفهم " بحمل ما ورد في الأحاديث من النهي على نذر المجازاة فقال: هذا النهي محله أن يقول مثلا إن شفى الله مريضي فعلي صدقة كذا , ووجه الكراهة أنه لما وقف فعل القربة المذكور على حصول الغرض المذكور ظهر أنه لم يتمحض له نية التقرب إلى الله تعالى لما صدر منه بل سلك فيها مسلك المعاوضة , ويوضحه أنه لو لم يشف مريضه لم يتصدق بما علقه على شفائه , وهذه حالة البخيل فإنه لا يخرج من ماله شيئا إلا بعوض عاجل يزيد على ما أخرج غالبا. وهذا المعنى هو المشار إليه في الحديث بقوله " و إنما يستخرج به من البخيل ما لم يكن البخيل يخرجه " وقد ينضم إلى هذا اعتقاد جاهل يظن أن النذر يوجب حصول ذلك الغرض , أو أن الله يفعل معه ذلك الغرض لأجل ذلك النذر , وإليهما الإشارة بقوله في الحديث أيضا " فإن النذر لا يرد من قدر الله شيئا " والحالة الأولى تقارب الكفر والثانية خطأ صريح).
قال الحافظ: (قلت: بل تقرب من الكفر أيضا. ثم نقل القرطبي عن العلماء حمل النهي الوارد في الخبر على الكراهة وقال: الذي يظهر لي أنه على التحريم في حق من يخاف عليه ذلك الاعتقاد الفاسد فيكون إقدامه على ذلك محرما والكراهة في حق من لم يعتقد ذلك ا هـ. وهو تفصيل حسن , ويؤيده قصة ابن عمر راوي الحديث في النهي عن النذر فإنها في نذر المجازاة).
قلت: يريد بالقصة ما أخرجه الحاكم من طريق فليح بن سليمان عن سعيد بن الحارث أنه سمع عبدالله بن عمر وسأله رجل من بني كعب يقال له مسعود بن عمرو , يا أبى عبد الرحمن إن ابني كان بأرض فارس فيمن كان عند عمر بن عبيد الله , وإنه وقع بالبصرة طاعون شديد , فلما بلغ ذلك , نذرت: إن الله جاء بابني أن أمشي إلى الكعبة , فجاء مريضاً فمات , فما ترى؟ فقال ابن عمر: أولم تنهوا عن النذر؟ إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (النذر لا يقدم شيئاً ولا يؤخره , فإنما يستخرج به من البخيل) , أوف بنذرك.
وبلجملة ففي الحديث تحذير للمسلم أن يقدم على نذر المجازاة , فعلى الناس أن يعرفوا ذلك حتى لا يقعوا في النهي وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعاً.
479 - (النذر نذران: فما كان لله , فكفارته الوفاء , وما كان للشيطان , فلا وفاء فيه , وعليه كفارة يمين).
وفي الحديث دليل على أمرين اثنين:
الأول: أن النذر إذا كان طاعة لله , وجب الوفاء به , وأن ذلك كفارته , وقد صح عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال: (مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ وَمَنْ نَذَرَ أَنْ يَعْصِيَهُ فَلَا يَعْصِهِ) متفق عليه.
والآخر: أن من نذر نذراً فيه عصيان للرحمن , وإطاعة للشيطان , فلا يجوز الوفاء به , وعليه الكفارة كفارة اليمين , وإذا كان النذر مكروهاً أو مباحاً , فعليه الكفارة من باب أولى , ولعموم قوله عليه الصلاة والسلام: (كفارة النذر كفارة اليمين) , وأخرجه مسلم وغيره من حديث عقبة بن عامر رضي الله عنه , وهو مخرج في " الإرواء ".
وما ذكرنا من الأمر الأول والثاني متفق عليه بين العلماء , إلا في وجوب الكفارة في المعصية ونحوها , فالقول به مذهب الإمام أحمد وإسحاق , كما قال الترمذي , وهو مذهب الحنفية أيضاً , وهو الصواب , لهذا الحديث وما في معناه مما أشرنا إليه.
مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ
492 - (مَنْ عَلَّقَ تَمِيمَةً فَقَدْ أَشْرَكَ).
أخرجه الإمام أحمد , والحارث بن أبي أسامة في " مسنده " ومن طريقه أبو الحسن محمد بن محمد البزاز البغدادي عن عبدالعزيز بن منصور: حَدَّثَنَا يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَنْصُورٍ عَنْ دُخَيْنٍ الْحَجْرِيِّ عَنْ عُقْبَةَ بْنِ عَامِرٍ الْجُهَنِيِّ: أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَقْبَلَ إِلَيْهِ رَهْطٌ فَبَايَعَ تِسْعَةً وَأَمْسَكَ عَنْ وَاحِدٍ فَقَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ بَايَعْتَ تِسْعَةً وَتَرَكْتَ هَذَا قَالَ إِنَّ عَلَيْهِ تَمِيمَةً فَأَدْخَلَ يَدَهُ فَقَطَعَهَا فَبَايَعَهُ وَقَالَ: (فذكره).
التميمة: خرزات كانت العرب تعلقها على أولادهم , يتقون بها العين في زعمهم , فأبطلها الإسلام , كما في " النهاية " لابن الأثير.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/108)
قلت: ولا تزال هذه الضلالة فاشية بين البدو والفلاحين وبعض المدنيين , ومثلها الخرزات التي يضعها بعض السائقين أمامهم في السيارة يعلقونها على المرآة , وبعضهم يعلق نعلاً عتيقه , في مقدمة السيارة أو في مؤخرتها , وغيرهم يعلقون نعل فرس في واجهة الدار أو الدكان , كل ذلك لدفع العين زعموا , وغير ذلك مما عم وطم بسبب الجهل بالتوحيد , وما ينافيه من الشركيات والوثنيات التي ما بعثت الرسل ولا أنزلت الكتب إلا من أجل إبطالها والقضاء عليها , فإلى الله المشتكى من جهل المسلمين اليوم وبعدهم عن الدين.
ولم يقف الأمر ببعضهم عند مجرد المخالفة , بل تعداه إلى التقرب بها إلى الله تعالى فهذا الشيخ الجزولي صاحب " دلائل الخيرات " يقول في الحزب السابع في يوم الأحد: (اللهم صل على محمد وعلى آل محمد , ما سجعت الحمائم , وحمت الحوائم , وسرحت البهائم , ونفعت التمائم).
وتأويل الشارح لـ (الدلائل) بأن (التمائم جمع تميمة , وهي الورقة التي يكتب فيها شيء من الأسماء أو الآيات , وتعلق على الرأس مثلاً للتبرك) فمما لا يصح لأن التمائم عند الإطلاق إنما هي الخرزات , كما سبق عن ابن الأثير , على أنه لو سلم بهذا التأويل , فلا دليل في الشرع على أن التميمة بهذا المعنى تنفع , ولذلك جاء عن بعض السلف كراهة ذلك كما بينته في تعليقي على "الكلم الطيب".
يانعايا العرب
508 - (يا نعايا العرب , يا نعايا العرب [ثلاثاً] , إن أخوف ما أخاف عليكم الرياء , والشهوة الخفية).
تنبيه: الرياء , بالراء. ووقع في " الترغيب " و " المجمع ": الزنا , بالزاي. وقال المنذري: (وقد قيده بعض الحفاظ " الرياء " بالراء والياء).
قلت: وكذلك هو في كل الكصادر المحفوظة وغيرها التي عزونا الحديث إليها , وكذلك أورده ابن الأثير في "النهاية" وقال: (وفي رواية:"يا نعيان العرب". يقال: نعى الميت ينعاه نعياً: إذا أذاع موته وأخبر به وإذا نربه , قال الزمخشري: في " نعايا " ثلاثة أوجه:
أحدها: أن يكون جمع " نعي " وهو المصدر كصفي وصفايا.
والثاني: أن يكون اسم جمع كما جاء في أخيه أخايا.
والثالث: أن يكون جمع نعاء التي هي اسم الفعل.
والمعنى: يانعايا العرب , جئن فهذا وقتكن وزمانكن , يريد: أن العرب قد هلكت , والنعيان مصدر بمعنى النعي , وقيل: إنه جمع ناع , كراع ورعيان , والمشهور في العربية أن العرب كانوا إذا مات منهم شريف أو قتل , بعثوا راكباً إلى القبائل ينعاه إليهم , يقول: نعاء فلاناً أو يانعاء العرب , أي: هلك فلان , أو هلكت العرب بموت فلان , فنعاه من نعيت , مثل: نظار ودراك , فقوله: نعاء فلاناً معناه: انع فلاناً , كما تقول: دراك فلاناَ , أي: أدركه , فأما قوله: "يانعاء العرب" مع حرف النداء , فالمنادى محذوف تقديره: ياهذا نع العرب , أو ياهؤلاء انعوا العرب بموت فلان , كقوله تعالى (ألا يا اسجدوا) , أي: ياهؤلاء اسجدوا , فمن قرأ بتخفيف (ألا) ".
عقوبة من قتل مؤمناً متعمداً
511 - (كُلُّ ذَنْبٍ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَغْفِرَهُ إِلَّا مَنْ مَاتَ مُشْرِكًا أَوْ مُؤْمِنٌ قَتَلَ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا).
أخرجه أبوداود , وابن حبان , والحاكم , وكذا أبونعيم , وابن عساكر من طريق خَالِدِ بْنِ دِهْقَانَ قَالَ:
كُنَّا فِي غَزْوَةِ الْقُسْطَنْطِينِيَّةِ بِذُلُقْيَةَ فَأَقْبَلَ رَجُلُ مِنْ أَهْلِ فِلَسْطِينَ مِنْ أَشْرَافِهِمْ وَخِيَارِهِمْ يَعْرِفُونَ ذَلِكَ لَهُ يُقَالُ لَهُ هَانِئُ بْنُ كُلْثُومِ بْنِ شَرِيكٍ الْكِنَانِيُّ فَسَلَّمَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي زَكَرِيَّا وَكَانَ يَعْرِفُ لَهُ حَقَّهُ قَالَ لَنَا خَالِدٌ فَحَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ أَبِي زَكَرِيَّا قَالَ سَمِعْتُ أُمَّ الدَّرْدَاءِ تَقُولُ سَمِعْتُ أَبَا الدَّرْدَاءِ يَقُولُ سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (فذكره).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/109)
والحديث في ظاهره مخالف لقوله تعالى (إِنّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَآءُ) , لأن القتل دون الشرك قطعاً , فكيف لا يغفره الله؟ وقد وفق المناوي تبعاً لغيره بحمل الحديث على ما إذا استحل , وإلا فهو تهوبل وتغليظ , وخير منه قول السندي في حاشيته على النسائي: (وكأن المراد كل ذنب ترجى مغفرته ابتداء إلا قتل المؤمن فإنه لا يغفر بلا سبق عقوبة وإلا الكفر فإنه لا يغفر أصلا ولو حمل على القتل مستحلا لا يبقى المقابلة بينه وبين الكفر [يعني: لأن الاستحلال كفر , ولا فرق بين استحلال القتل أو غيره من الذنوب , إذ كل ذلك كفر]. ثم لابد من حمله على ما إذا لم يتب وإلا فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له كيف وقد يدخل القاتل والمقتول الجنة معا كما إذا قتله وهو كافر ثم آمن وقتل).
النهي عن سب الدهر
531 - (قَالَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ يُؤْذِينِي ابْنُ آدَمَ يَقُولُ يَا خَيْبَةَ الدَّهْر [وفي رواية: يَسُبُّ الدَّهْرَ] فَلَا يَقُولَنَّ أَحَدُكُمْ يَا خَيْبَةَ الدَّهْرِ فَإِنِّي أَنَا الدَّهْرُ أُقَلِّبُ لَيْلَهُ وَنَهَارَهُ فَإِذَا شِئْتُ قَبَضْتُهُمَا).
معني الحديث:
قال المنذري: (ومعنى الحديث: أن العرب كانت إذا نزلت بأحدهم نازلة وأصابته مصيبة أو مكروه , يسب الدهر اعتقاداً منهم أن الذي أصابه فعل الدهر , كما كانت العرب تيتمطر بالأنواء وتقول: مطرنا بنوء كذا , اعتقاداً أن ذلك فعل الأنواء , فكان هذا كاللاعن للفاعل , ولا فاعل لكل شيء إلا الله تعالى خالق كل شيء وفاعله , فنهاهم النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن ذلك.
وكان [محمد] بن داود ينكر رواية أهل الحديث: " وأنا الدهر " بضم الراء ويقول: لو كان كذلك كان الدهر اسماً من أسماء الله عز وجل , وكان يرويه: " وأنا الدهر أقلب الليل والنهار " بفتح راء الدهر , على النظر في معناه: أنا طول الدهر والزمان أقلب الليل والنهار , ورجح هذا بعضهم ورواية من قال: "فإن الله هو الدهر " يرد هذا , والجمهور على ضم الراء , والله أعلم".
وللحديث طريق أخرى بلفظ وهو:
532 - (لَا تَسُبُّوا الدَّهْرَ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ قَالَ أَنَا الدَّهْرُ الْأَيَّامُ وَاللَّيَالِي لِي أُجَدِّدُهَا وَأُبْلِيهَا وَآتِي بِمُلُوكٍ بَعْدَ مُلُوكٍ).
من لقي الله مدمن خمر مستحلاً لشربه، لقيه كعابد وثن
677 - (مُدْمِنُ الْخَمْرِ إِنْ مَاتَ لَقِيَ اللَّهَ كَعَابِدِ وَثَنٍ).
أخرجه احمد (1/ 272):ثنا اسود بن عامر: ثنا الحسن –يعني: ابن صالح-عن محمد بن المنكدر قال: حدثت عن ابن عباس انه قال: قال رسول لله صلى عليه وسلم: فذكره.
ورواه عبد بن حميد في ((المنتخب)) (80/ 1) والخلعي في ((الفوائد)) (501/ 1) عن الحسن بن صالح به.
قلت: وهذا إسناد رجاله ثقات رجال مسلم، غير شيخ ابن المنكدر فهو مجهول لم يسم، وقد جاء مسمى في بعض الطرق، فأخرجه ابن حبان في ((صحيحه)) (1379)، وعنه الضياء المقدسي في ((الأحاديث المختارة)) (154/ 1)، وابن عدي في ((الكامل)) (220/ 1)) عن عبدالله بن خراش: حدثنا العوام بن حوشب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس به نحوه. وقال ابن عدي:
((عبد الله بن خراش منكر الحديث)).
قلت: ولم يتفرد به، فقد رواه اسرئيل: نا حكيم بن جبير عن سعيد بن جبير به.
أخرجه ابن أبي حاتم (2/ 26)، والسلفي في ((الطيوريات)) (198/ 1)، وكذا ابونعيم في ((الحلية)) (9/ 253) من طرق عن اسرئيل به. قال ابن أبي حاتم:
((ورواه احمد بن يونس فقال: عن اسرئيل عن ثوير عن سعيد بن جبير عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم،قال أبي: حديث حكيم عندي اصح. قلت لأبي: فحكيم بن جبير أحب إليك اوثوير؟ فقال:ما فيهما إلا ضعيف غال في التشيع ز قلت: فأيهما أحب أليك؟ قال:هما متقاربان)).
وقد أخرجه الطبراني في ((الأوسط)) (3/ 161/2)،وابن بشران في ((الامالي)) (52/ 87/2) عن ثوير بن أبي فاختة به.
ثم روى ابن أبي حاتم عن أبي زرعة انه رجح أيضا حديث حكيم.
قلت: وهو ضعيف كما في ((التقريب))، وكذلك ثوير.
ثم قال ابن أبي حاتم (2/ 27).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/110)
((سالت أبي عن حديث رواه المؤمل بن إسماعيل عن سفيان عن محمد بن المكندر عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:فذكره. سمعت أبي يقول:هذا خطا،أنما هو كما رواه حسن بن صالح عن محمد بن المكندر قال: حدثت عن ابن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم)).
قلت: وقد أخرجه من حديث ابن عمرو أبو الحسن الحربي في ((الفوائد المنتقاة)) (3/ 155/2) من طريق المؤمل به.
وللحديث شاهد من حديث أبي هريرة مرفوعاً مختصراً بلفظ:
((مدمن الخمر كعابد وثن)).
أخرجه البخاري في ((التاريخ الكبير)) (1/ 1/386)،وابن ماجه (3375)،وأبو بكر الملحمي في ((الوسيط)) (1/ 255)، والضياء المقدسي في ((المنتقى من الأحاديث الصحاح والحسان)) (278/ 2) من طرق عن محمد بن سليمان بن الأصبهاني عن سهيل بن أبي صالح عن أبيه عن أبي هريرة. وقال الآبنوسي:
((قال الدارقطني: تفرد به محمد بن سليمان عن سهيل عن أبيه عن أبي هريرة)).
قلت: وفي رواية للبخاري عن سليمان عن سهيل بن أبي صالح عن محمد بن عبد الله عن أبيه قال النبي صلى الله عليه وسلم:فذكره. وقال: ((لا يصح حديث أبي هريرة في هذا)).
قلت: وأكثر الرواة عن محمد بن سليمان وصلوه، وهو الأرجح عندي.
ومحمد بن سليمان قال الذهبي في ((الضعفاء)):
((صدوق، قال ابوحاتم: لا يحتج به)).
وقال الحافظ في ((التقريب)):
((صدوق يخطئ)).
قلت: فالحديث بمجموع طرقه حسن أو صحيح.والله اعلم.
(فائدة): ذكر الضياء عن ابن حبان –وهو في صحيحه- الإحسان)) (7/ 367) -أنه قال:
((يشبه أن يكون معنى الخبر: من لقى الله مدمن خمر مستحلاً لشربه، لقيه كعابد وثن، لا ستوائهما في حالة الكفر)).
الفرق بين التطير والتفاؤل
762 - (كَانَ لَا يَتَطَيَّرُ مِنْ شَيْءٍ، وَكَانَ إِذَا بَعَثَ عَامِلًا سَأَلَ عَنْ اسْمِهِ، فَإِذَا أَعْجَبَهُ اسْمُهُ فَرِحَ بِهِ، وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِه، ِ وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهُ رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَإِذَا دَخَلَ قَرْيَةً سَأَلَ عَنْ اسْمِهَا، فَإِنْ أَعْجَبَهُ اسْمُهَا فَرِحَ بها، وَرُئِيَ بِشْرُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، وَإِنْ كَرِهَ اسْمَهَا رُئِيَ كَرَاهِيَةُ ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ).
أخرجه أبودود (2/ 859)،وابن حبان (1430)،وتمام في ((الفوائد)) (109/ 2)،وأحمد (5/ 347 - 348)،وابن أبي خيثمة في ((التاريخ)) (1920)،وابن عساكر (2/ 136/1)،عن هشام عن قتادة عن عبدالله بن بريدة عن أبيه مرفوعاً.
وليس عند ابن حبان قضية العامل، وهي عند تمام دون قضية القرية.
قلت: وهذا إسناد صحيح على شرط الشيخين.
أخرجه ابن عدي (28/ 2) من طريق أوس بن عبدالله بن بريدة عن حسين بن واقد عن عبدالله بن بريدة عن أبيه قال:
((كان رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يتطير، ولكن يتفائل. فذكر قصة إسلام بريدة. الحديث)).
و أوس هذا ضعيف جداً، ولكن تفاؤله صلى الله عليه وسلم ثابت عنه في غير ما حديث، وما قبله صحيح بمتابعة قتادة. والله أعلم.
والحديث عزاه في ((الجامع)) للحكيم والبغوي عن بريده. قال المناوي:
((ورواه عنه أيضاً قاسم بن أصبغ، وسكت عليه عبدا لحق مصححاً له.
قال ابن القطان: وما مثله يصح. فإن فيه أوس بن ... منكر الحديث وروى أبودود عنه قول ((كان لا يتطير)). قال: وإسناده صحيح)).
قلت: الصواب تصحيح عبدا لحق، وليس هو تصحيحاً لذته حتى يرد عليه ما تعقبه ابن قطان، وإنما هو التفصيل الذي ذكرته، فتنبه ولا تكن من الغافلين.
ثم وجدت للحديث شاهداً من حديث ابن عباس رضي الله عنه مرفوعاً بلفظ:
((كان يتفاءل ولا يتطير)).
ويأتي تخريجه قريباً إن شاء الله تعالى برقم (777).
(فائدة): في الحديث أوس بن عبدالله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال لرجل: من أنت؟ قال: بريدة، فقال صلى الله عليه وسلم ((برد امرنا وصلح)) وعزاه ابن تيمية في آخر ((الكلم الطيب)) إلي (الصحاح) هو وهم تبعه عليه ابن القيم، وحاباهما الشيخ إسماعيل الأنصاري كما هي عادته، وقد رددت عليه في ((الضعيفة)) (4112).
معنى خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ
862 - (إِذَا ضَرَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيَجْتَنِبْ الْوَجْهَ فَإِنَّ اللَّهَ خَلَقَ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ).
أخرجه أحمد (2/ 244): ثنا سفيان عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة مرفوعاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/111)
وهذا سند صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه؛ وإنما أخرج مسلم (8/ 31)، وكذا البخاري (5/ 182/2559)، وابن حبان (5575 - الإحسان) منه الشطر الأول بلفظ:
((إذا قاتل أحدكم أخاه .... )). وليس عند البخاري ((أخاه)).
وأخرجه بتمامه الآجري في ((الشريعة)) (ص314) والبيهقي في ((الأسماء)) (ص290) من طرق عن سفيان به.
ثم أخرجه من طريق ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة به.
و أخرجه البخاري في ((الأدب لمفرد)) (ص27) عن ابن عجلان قال: أخبرني أبي وسعيد عن أبي هريرة مرفوعاً دون السطر الثاني. وهو حسن أيضاً.
وكذلك أخرجه البخاري في ((صحيحه)) (5/ 182) من وجه آخر ضعيف عن سعيد المقبري عن أبيه عن أبي هريرة.
ورواه أحمد عن ابن عجلان بلفظ:
((إذا ضرب أحدكم فليتجنب الوجه، ولا تقل قبح الله وجهك، ووجه من أشبه وجهك؛ فإن الله تعالى خلق آدم على صورته)).
قال أحمد (2/ 25و434):ثنا يحيى عن ابن عجلان عن سعيد عن أبي هريرة مرفوعاً. وهذا سند حسن.
وأخرجه ابن خزيمة في ((التوحيد)) (ص26)، والبيهقي في ((الأسماء والصفات** (ص291)،وقال البخاري في ((الأدب المفرد)): ثنا عبدالله بن محمد قال: ثنا ابن عينية عن ابن عجلان به؛ إلا أنه أوقفه على أبي هريرة به، وعلقه الآجري ورواه البخاري من طريق أخرى عن عينية به مرفوعاً مقتصراً على قوله: ((لا تقولوا قبح الله وجهه))، فالظاهر أن ابن عجلان كان تارة يرفعه وأخرى يوفقه، والحديث مرفوع بلا شك.
وأخرج الشطر الأول منه أبودود (2/ 243) من طريق عمر-يعني: ابن أبي سلمة- عن أبيه عن أبي هريرة مرفوعاً.
وسنده حسن في المتابعات.
فائدة: يرجع الضمير في قوله (على صورته) إلي آدم عليه السلام؛ لأنه أقرب مذكور؛ ولأنه مصرح به في رواية آخر للبخاري عن أبي هريرة مرفوعاً بلفظ ((خلق الله آدم على صورته طوله ستون ذراعاً))، وقد مضى تخريجه برقم (449)،وأما حديث (( .... على صورة الرحمن)؛ فهو منكر، كما حققته في الكتاب (1176)، مع الرد على من صححه من المعاصرين كالشيخ التويجري رحمه الله وغيره
اثبات العلو للعلي القدير
925 - (الرَّاحِمُونَ يَرْحَمُهُمْ الرَّحْمَنُ تبارك وتعالى، ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ ((الرَّحِمُ شُجْنَةٌ مِنْ الرَّحْمَنِ فَمَنْ وَصَلَهَا وَصَلَهُ اللَّهُ وَمَنْ قَطَعَهَا قَطَعَهُ اللَّهُ)).
ورواه أبو داود (4941)، والترمذي (1/ 350)، وأحمد (2/ 160)، والحميدي (591)، وعنه البخاري في ((التاريخ / الكنى)) (64/ 574)، وابن أبي شيبة في ((المصنف)) (8/ 526)، والحاكم (4/ 159) وصححه، ووافقه الذهبي، والخطيب في ((التاريخ)) (3/ 260)، والبيهقي في ((شعب الأيمان)) (7/ 476/11048)،وأبو الفتح الخرقي في ((الفوائد الملتقطة)) (222ـ223)، كلهم عن سفيان بن عيينة عن عمرو بن دينار عن أبي قابوس مولى عبد الله بن عمرو مرفوعاً. وقال الترمذي:
((هذا حديث حسن صحيح)).
وصححه الخرقي أيضا، وقواه الحافظ في ((الفتح)) (10/ 440) بسكوته عليه.
قلت: ورواه العراقي في ((العشاريات)) (59/ 1) من هذا الوجه مسلسلاً بقول الراوي وهو أول حديث سمعته منه))، ثم قال: ((هذا حديث صحيح)).
وصححه أيضاً ابن ناصر الدين الدمشقي في بعض مجالسه المحفوظة في ظاهرية دمشق؛ لكن أوراقها مشوشة الترتيب، وقال:
((ولأبي قابوس متابع رويناه في ((مسندي أحمد بن حنبل وعبد بن حميد)) من حديث أبي خداش حبان بن زيد الشرعبي الحمصي-أحد الثقات عن عبد الله بن عمرو بمعناه، وللحديث شاهد عن نيف وعشرين صحابياً؛ منهم أبو بكر وعمر وعثمان وعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنهم)).
قلت: ورجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير أبي قابوس فقال الذهبي:
((لا يعرف)).
وقال الحافظ:
((مقبول)). يعني: عند المتابعة. وقد توبع كما تقدم عن ابن ناصر الدين؛ مع الشواهد التي أشار إليها؛ ومنها حديث إسحاق عن أبي ظبيان عن جرير مرفوعاً بلفظ:
(من لا يرحم من في الأرض؛ لا يرحمه من في السماء)).
أخرجه ابن أبي شيبة (8/ 528/5416) والطبراني في ((المعجم الكبير)) (1/ 118/2).قال المنذري في ((الترغيب)) (3/ 155):
((وإسناده جيد قوي)) كذا قال، وأقره العلجوني، والصواب قول الذهبي في ((العلو)) (رقم5 - مختصر))،والحافظ في ((الفتح)) (رواته ثقات).
وذلك لأن أبا إسحاق-وهو السبيعي-كان اختلط، ثم وهو مدلس. والجملة الأولى منه عند الشيخين، وهو مخرج في ((مشكلة الفقر)) (108).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/112)
(تنبيه): المتابعة التي أشار إليها الحافظ ابن ناصر الدين هي بلفظ آخر، وقد مضى تخريجه برقم (482)، وهي متابعة قاصرة فتنبه.
(فائدة):قوله في هذا الحديث ((في)): هو بمعنى ((على))؛ كما في قوله تعالى ((قل سيروا في الأرض))، فالحديث من الأدلة الكثيرة على أن الله تعالى فوق المخلوقات كلها، وفي ذلك ألف الحافظ الذهبي كتابه ((العلو للعلي القدير))، وقد انتهيت من اختصاره قريباً، ووضعت له مقدمة ضافية، وخرجت أحاديثه وآثاره، ونزهته من الأخبار الواهية. وقد يسر الله طبعه، والحمد لله.
وقد أنكر الملقب بـ (السقاف) المعنى المذكور، ولذا ابطل الحديث، وانظر ((الاستدراك)) (11).
مذهب السلف إمرار احاديث الصفات على ظاهرها
756 - (إذا جمع الله الأولى والأخرى يوم القيامة، جاء الرب تبارك وتعالى إلى المؤمنين فوقف عليهم، والمؤمنون على كوم _ فقالوا لعقبة ما الكوم؟ قال: مكان مرتفع _ فيقول هل تعرفون ربكم؟ فيقولون إن عرفنا نفسه عرفناه. ثم يقول لهم الثانية فيضحك في وجوههم، فيخرون له سجدا).
أخرجه ابن خزيمة في ((التوحيد) (ص153) من طريق فرقد بن الحجاج قال: سمعت عقبة بن أبي الحسناء قال: سمعت أبا هريرة
يقول: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: فذكره.
قلت: وهذا إسناد لا بأس به في الشواهد، غير عقبة هذا فهو مجهول، وأما ابن حبان فذكره في ((الثقات)) لكن يشهد له حديث جابر المتقدم.
وأعلم أن هذا الحديث-كغيره من أحاديث الصفات-يجب أمراره على ظاهره دون تعطيل، أو تشبيه، كما هو مذهب السلف، وليس مذهبهم التفويض كما يزعم الكوثري وأمثاله من المعطلة، كما شرحه ابن تيمية في رسالته (التدمرية) وغيرها والتفويض بزعمهم إمرار النصوص بدون فهم مع الإيمان بألفاظها ولازم ذلك نسبة الجهل إلي السلف بأعز شئ لديهم وأقدسه عندهم وهو أسماء الله وصفاته.
ومن عرف هذا علم خطورة ما ينسبونه إليهم. والله المستعان ورجع ذلك مقدمتي لكتابي (مختصر العلو للذهبي)،يسر الله طبعه. ثم طبع والحمد لله.
يحرم شد الرحل لغير المساجد الثلاثة
997 - (إنما تضرب أكباد المطي إلى ثلاثة مساجد: المسجد الحرام، ومسجدي هذا، والمسجد الأقصى).
أخرجه أبو يعلى في ((مسنده)) (ق306/ 1): ثنا محمد بن المنهال: ثنا يزيد بن زريع: ثنا روح عن زيد بن أسلم عن سعيد بن أبي سعيد المقبري:
((أن أبا بصرة جميل بن بصرة لقي أبا هريرة وهو مقبل من (الطور)، فقال: لو لقيتك قبل أن تأتيه لم تأته؛ إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول)) فذكره.
قلت: وهذا إسناد صحيح رجاله كلهم ثقات، وهو على شرط الشيخين إن كان محمد بن المنهال هذا هو التميمي الحافظ، وفي طبقته محمد بن المنهال البصري الأنماطي أخو الحجاج، وهو ثقة اتفاقاً، وكلاهما يروي بن زريع، وعنهما أبو يعلى.
وقد أخرجه الطبراني (2/ 310/2159) من طريق أخرى صحيحة عن يزيد بن زريع به.
ثم أخرجه هو وأحمد (6/ 7و397) من طريق أخرى صحيحة عن أبي بصرة.
والحديث في ((الصحيحين)) وغيرهما من طرق عن أبي هريرة بلفظ ((لا تشد الرحال))، وقد خرجتها في ((أرواء الغليل)) (رقم951)، وإنما خرجته هنا لهذه الزيادة التي فيها إنكار أبي بصرة على أبي هريرة رضي الله عنهما سفره إلي الطور، ولها طرق أخرى أوردتها هناك، فلما وقفت على هذه الطريق أحببت أن أقيدها هنا، وقد فاتني ثم.
وفي هذه الزيادة فائدة هامة؛ وهي أن راوي الحديث-وهو الصحابي الجليل أبو بصرة رضي الله عنه-وقد فهم من النبي صلى الله عليه وسلم أن النهي يشمل غير المساجد الثلاثة من المواطن الفاضلة كالطور؛ وهو جبل كلم الله عليه موسى تكليماً، ولذلك أنكر على أبي هريرة سفره إليه، وقال ((لو لقيتك قبل أن تأتيه لم تأته))، وأقره على ذلك أبو هريرة ولم يقل كما يقول بعض المتأخرين:
((الاستثناء مفرغ، والمعنى: لا يسافر لمسجد للصلاة فيه إلا لهذه الثلاثة))
بل المراد: لا يسافر إلي موضع من المواضع الفاضلة التي تقصد لذاتها ابتغاء بركتها وفضل العبادة إلا إلي ثلاثة مساجد.
وهذا هو الذي يدل عليه فهم الصحابيين المذكورين، وثبت مثله عن ابن عمر رضي الله عنه؛ كما بينته في كتابي ((أحكام الجنائز وبدعها)) (ص226)، وهو الذي أختاره جماعة من العلماء: كالقاضي عياض، والإمام الجويني، والقاضي حسين؛ فقالوا:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/113)
((يحرم شد الرحل لغير المساجد الثلاثة؛ كقبور الصالحين، والمواضع الفاضلة)). ذكره المناوي في ((الفيض)).
فليس هو رأي ابن تيمية وحده كما يظن بعض الجهلة، وإن كان له الفضل الدعوة إليه، والانتصار له بالسنة وأقوال السلف بما لا يعرف له مثيل، فجزاه الله عنا خير الجزاء.
فهل آن للغافلين أن يعودوا إلي رشدهم، ويتبعوا السلف في عبادتهم، وأن ينتهوا عن اتهام الأبرياء بما ليس فيهم؟
كتاب الطهارة
مسح الأذنين هل هو فرض أم سنة
36 - (الْأُذُنَانِ مِنْ الرَّأْسِ).
فهذا الحديث يدل على مسألتين من مسائل الفقه , اختلفت أنظار العلماء فيهما:
أما المسألة الأول , فهي أن مسح الأذنين هل هو فرض أم سنة؟
ذهب إلى الأول الحنابلة , وحجتهم هذا الحديث , فإنه صريح في إلحاقهما بالرأس , وما ذلك إلا لبيان أن حكمهما في المسح كحكم الرأس فيه.
وذهب الجمهور إلى أن مسحهما سنة فقط , كما في (الفقه على المذاهب الأربعة) (1/ 65) , ولم نجد لهم حجة يجوز التمسك بها في مخالفة هذا الحديث إلا قول النووي في (المجموع) (1/ 415): (إنه ضعيف من جميع طرقه).
وإذا علمت أن الأمر ليس كذلك , وأن بعض طرقه صحيح , لم يطلع عليه النووي , وبعضها الآخر صحيح لغيره , استطعت أن تعرف ضعف هذه الحجة , ووجوب التمسك بما دل عليه الحديث من وجوب مسح الأذنين , وأنهما في ذلك كالرأس , وحسبك قدوة في هذا المذهب إمام السنة أبو عبدالله أحمد بن حنبل , وسلفه في ذلك جماعة من الصحابة , وقد عزاه النووي (1/ 413) إلى الأكثرين من السلف.
وأما المسألة الأخرى , فهي: هل يكفي في مسح الأذنين ماء الرأس أم لا بد لذلك من جديد؟ ذهب إلى الأول الأئمة الثلاثة , كما نص في (فيض القدير) للمناوي , فقال في شرح الحديث:
(الْأُذُنَانِ مِنْ الرَّأْسِ: لا من الوجه , ولا مستقلتان , يعني فلا حاجة إلى أخذ ماء جديد منفرد لهما غير ماء الرأس في الوضوء , بل يجزئ مسحهما ببلل ماء الرأس , وإلا لكان بياناً للخلقة فقط , والمصطفى صلى الله عليه وسلم لم يبعث لذلك , وبه قال الأئمة الثلاثة).
وخالف في ذلك الشافعية , فذهبوا إلى أنه يسن تجديد الماء للإذنين ومسحهما على الانفراد , ولا يجب , واحتج النووي لهم بحديث عبدلله بن زيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ لأذنيه ماء خلاف الذي أخذ لرأسه.
قال النووي في (المجموع) (1/ 412): (حديث حسن , رواه البيهقي , وقال: إسناده صحيح).
وقال في مكان آخر (1/ 414): (وهو حديث صحيح كما سبق بيانه قريباً , فهذا صريح في أنهما ليستا من الرأس , إذ لو كانتا منه , لما أخذ لهما ماء جديداً كسائر أجزاء الجسد , وهو صريح في أخذ ماء جديد).
قلت: ولا حجة فيه على ماقالوا , إذ غاية ما فيه مشروعية أخذ الماء لهما , وهذا لا ينافي جواز الاكتفاء بما الرأس , كما دل عليه هذا الحديث , فاتفقا ولم يتعارضا , ويؤيد ما ذكرت أنه صح عنه صلى الله عليه وسلم: (أنه مَسَحَ بِرَأْسِهِ مِنْ فَضْلِ مَاءٍ كَانَ فِي يَدِهِ) رواه ابوداود بسند حسن كما بينته في صحيح سننه , وهذا كله يقال على فرض التسليم بصحة حديث عبدالله بن زيد , ولكنه غير ثابت , بل هو شاذ كما ذكرت في (صحيح سنن أبي داود) (111) , وبينته في (سلسلة الأحاديث الضعيفة) (997).
وجملة القول: فإن أسعد الناس بهذا الحديث من بين الأئمة الأربعة أحمد بن حنبل رضي الله عنهم أجمعين , فقد أخذ بما دل عليه الحديث في المسألتين , ولم يأخذ به في الواحدة دون الأخرى كما صنع غيره.
التنزه من البول
201 - (مَنْ حَدَّثَكُمْ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ يَبُولُ قَائِمًا فَلَا تُصَدِّقُوهُ مَا كَانَ يَبُولُ إِلَّا قَاعِدًا).
أخرجه النسائي , والترمذي , وابن ماجه , والطيالسي , كلهم عن شَرِيكٌ عَنْ الْمِقْدَامِ بْنِ شُرَيْحٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: (فذكره).
أعلم أن قول عائشة - في هذا الحديث – إنما هو باعتبار علمها , وإلا فقد ثبت في الصحيحين وغيرهما من حديث حذيفة رضي الله عنه قال: (أتى النبي صلى الله عليه وسلم سباطة قوم , فبال قائماً) , وهو مخرج في الإرواء , ولذلك فالصواب جواز البول قاعداً وقائماً , والمهم أمن الرشاش , فبأيهما حصل وجب.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/114)
وأما النهي عن البول قائماً , فلم يصح فيه حديث مثل حديث: (لا تبل قائماً) , وقد تكلمت عليه في الأحاديث الضعيفة.
هل يستحب إطالة الغرة والتحجيل؟
252 – (تَبْلُغُ الْحِلْيَةُ مِنْ الْمُؤْمِنِ حَيْثُ يَبْلُغُ الْوَضُوءُ).
صحيح من حديث أبي هريرة مصرحاً بسماعه من النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وله عنه طريقان:
الأولى: عن خَلَفٌ بْنَ خَلِيفَةَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ قَالَ كُنْتُ خَلْفَ أَبِي هُرَيْرَةَ وَهُوَ يَتَوَضَّأُ لِلصَّلَاةِ فَكَانَ يَمُدُّ يَدَهُ حَتَّى يَبْلُغَ إِبْطَهُ فَقُلْتُ لَهُ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ مَا هَذَا الْوُضُوءُ فَقَالَ يَا بَنِي فَرُّوخَ أَنْتُمْ هَاهُنَا لَوْ عَلِمْتُ أَنَّكُمْ هَاهُنَا مَا تَوَضَّأْتُ هَذَا الْوُضُوءَ سَمِعْتُ خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: (فذكره).
والطريق الأخرى عن يحيى بن أيوب البجلي عن أبي زرعة قال (دخلت على أبي هريرة , فتوضأ إلى منكبيه , وإلى ركبتيه , فقلت له: ألا تكتفي بما فرض الله عليك من هذا؟ قال: بلي , ولكني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول: مبلغ الحلية مبلغ الوضوء , فأحببت أن يزيدني في حليتي).
هل هذا الحديث يدل على استحباب إطالة الغرة والتحجيل؟
الذي نراه – إذا لم نعتد برأي أبي هريرة رضي الله عنه – أنه لا يدل على ذلك , لأن قوله: (مبلغ الوضوء) , من الواضح أنه أراد الوضوء الشرعي , فإذا لم يثبت في الشرع الإطالة , لم يجز الزيادة عليه , كما لا يخفى.
على أنه إن دل الحديث على ذلك , فلن يدل على غسل العضد , لأنه ليس من الغرة ولا التحجيل , ولذلك قال ابن القيم رحمه الله تعالى في حادي الأرواح: (وقد احتج بهذا الحديث من يرى استحباب غسل العضد وإطالته , والصحيح أنه لا يستحب , وهو قول أهل المدينة , وعن أحمد روايتان , والحديث لا يدل على الإطالة , فإن الحلية إنما تكون زينة في الساعد والمعصم , لا العضد والكتف).
واعلم أن هناك حديثاً آخر يستدل به من يذهب إلى استحباب إطالة الغرة والتحجيل , وهو بلفظ: (إِنَّ أُمَّتِي يَأْتُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ غُرًّا مُحَجَّلِينَ مِنْ أَثَرِ الْوُضُوءِ فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ) , وهو متفق عليه بين الشيخين , لكن قوله (فَمَنْ اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يُطِيلَ غُرَّتَهُ فَلْيَفْعَلْ) , مدرج من قول أبي هريرة , ليس من حديثه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , كما شهد بذلك جماعة من الحفاظ , كالمنذري , وابن تيمية , وابن القيم , والعسقلاني , وغيرهم , وقد بينت ذلك بياناً شافياً في الأحاديث الضعيفة , فأغنى عن الإعادة , ولو صحت هذه الجملة , لكانت نصاً على استحباب إطالة الغرة والتحجيل لا على إطالة العضد , والله ولي التوفيق.
الترتيب في الوضوء غير واجب
261 - (هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي).
رواه ابن شاهين في الترغيب عن محمد بن مصفى: أنا ابن أبي فديك قال: حدثني طلحة بن يحيى عن أنس بن مالك قال: دعا رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بوضوء , فغسل وجهه مرة , ويديه مرة , ورجليه مرة مرة , وقال: هذا وضوء لا يقبل الله عز وجل الصلاة إلا به , ثم دعا بوضوء فتوضأ مرتين مرتين , وقال: هذا وضوء من توضأ ضاعف الله له الأجر مرتين , ثم دعا بوضوء فتوضأ ثلاثاً , وقال: هكذا وضوء نبيكم صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ والنبيين قبله , أو قال هذا وضوئي ووضوء الأنبياء قبلي.
والحديث مع أنه لم يذكر فيه الترتيب صراحة , فلا يؤخذ ذلك من قوله فيه (فغسل وجهه مرة , ويديه مرة , ورجليه مرة مرة , وقال: هذا .. ) , لما اشتهر أن الواو لمطلق الجمع , فلا تفيد الترتيب , لا سيما والأحاديث الأخرى التي أشرنا إليها لم يذكر فيها أعضاء الوضوء , بل جاءت مختصرة بلفظ: (توضأ مرة مرة , ثم قال: هذا وضوء لا يقبل الله الصلاة إلا به).
ومن الواضح أن الإشارة بـ (هذا) , هنا إنما هو إلى الوضوء مرة مرة , كما أن الإشارة بذلك في الفقرتين الأخريين إنما هو للوضوء مرتين مرتين و الوضوء ثلاثاً ثلاتاً فلا دلالة في الحديث على الموالاة , ولا على الترتيب , والله أعلم.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/115)
وليس هناك ما يدل على وجوب الترتيب , وقول ابن القيم في الزاد (وكان وضوؤه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مرتباً متوالياَ لم يخل به مرة واحدة البتة) , غير مسلم في الترتيب , لحديث الْمِقْدَامَ بْنَ مَعْدِي كَرِبَ الْكِنْدِيَّ قَالَ (أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِوَضُوءٍ فَتَوَضَّأَ فَغَسَلَ كَفَّيْهِ ثَلَاثًا ثُمَّ غَسَلَ وَجْهَهُ ثَلَاثًا ثُمَّ غَسَلَ ذِرَاعَيْهِ ثَلَاثًا ثُمَّ مَضْمَضَ وَاسْتَنْشَقَ ثَلَاثًا وَمَسَحَ بِرَأْسِهِ وَأُذُنَيْهِ ظَاهِرِهِمَا وَبَاطِنِهِمَا وَغَسَلَ رِجْلَيْهِ ثَلَاثًا ثَلَاثًا) , رواه أحمد , وعنه أبوداود بإسناد صحيح , وقال الشوكاني: (إسناد صالح , وقد أخرجه الضياء في المختارة).
فهذا يدل على أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يلتزم الترتين في بعض المرات , فذلك دليل على أن الترتيب غير واجب , ومحافظته عليه في غالب أحواله دليل على سنيته , والله أعلم.
دم الحيض والدماء
298 – (يَكْفِيكِ الْمَاءُ وَلَا يَضُرُّكِ أَثَرُهُ).
أخرجه أبوادود وأحمد قالا حَدَّثَنَا قُتَيْبَةُ بْنُ سَعِيدٍ قَالَ حَدَّثَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ عَنْ يَزِيدَ بْنِ أَبِي حَبِيبٍ عَنْ عِيسَى بْنِ طَلْحَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ خَوْلَةَ بِنْتَ يَسَارٍ أَتَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّهُ لَيْسَ لِي إِلَّا ثَوْبٌ وَاحِدٌ وَأَنَا أَحِيضُ فِيهِ فَكَيْفَ أَصْنَعُ َقَالَ إِذَا طَهُرْتِ فَاغْسِلِيهِ ثُمَّ صَلِّي فِيهِ فَقَالَتْ فَإِنْ لَمْ يَخْرُجْ الدَّمُ قَالَ يَكْفِيكِ الْمَاءُ وَلَا يَضُرُّكِ أَثَرُهُ.
والحديث دليل على نجاسة دم الحيض لأمره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بغسله , وظاهره أنه يكفي فيه الغسل , ولا يجب فيه استعمال شئ من الحواد والمواد القاطعة لأثر الدم.
ويؤيده الحديث الآتي:
299 - (إِذَا أَصَابَ ثَوْبَ إِحْدَاكُنَّ الدَّمُ مِنْ الْحَيْضَةِ , فَلْتَقْرُصْهُ , ثُمَّ لِتَنْضِحْهُ بِالْمَاءِ [وفي رواية: ثم اقرصيه بماء , ثم انضحي في سائره] , ثُمَّ لِتُصَلِّ فِيهِ).
أخرجه مالك , وعنه البخاري , ومسلم , وأبوداود , والبيهقي , كلهم عَنْ مَالِك عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ فَاطِمَةَ بِنْتِ الْمُنْذِرِ بْنِ الزُّبَيْرِ عَنْ أَسْمَاءَ بِنْتِ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ أَنَّهَا قَالَتْ سَأَلَتْ امْرَأَةٌ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ أَرَأَيْتَ إِحْدَانَا إِذَا أَصَابَ ثَوْبَهَا الدَّمُ مِنْ الْحَيْضَةِ كَيْفَ تَصْنَعُ فِيهِ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فذكره).
وظاهر الحديث يدل كالحديث الذي قبله على أن الماء يكفي في غسل دم الحيض , وأنه لا يجب فيه استعمال شئ من الحواد , كالسدر والصابون ونحوه , لكن قد جاء ما يدل على وجوب ذلك وهو الحديث الآتي:
300 - (حُكِّيهِ بِضِلَعٍ وَاغْسِلِيهِ بِمَاءٍ وَسِدْرٍ).
أخرجه أبوداود , والنسائي , والدارمي , وابن ماجه , وابن حبان , والبيهقي , وأحمد من طرق عَنْ سُفْيَانَ حَدَّثَنِي ثَابِتٌ الْحَدَّادُ حَدَّثَنِي ْ عَدِيِّ بْنِ دِينَارٍ قَالَ سَمِعْتُ أُمَّ قَيْسٍ بِنْتَ مِحْصَنٍ تقول: سَأَلَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ دَمِ الْحَيْضَ يكون في الثَّوْبَ قَالَ: (فذكره).
يستفاد من هذه الأحاديث أحكام كثيرة أذكر أهمها:
الأول: أن النجاسات إنما تزال بالماء دون غيره من المائعات , لأن الجميع النجاسات بمثابة دم الحيض , ولا فرق بينه وبينها اتفاقاً , وهو مذهب الجمهور , وذهب ابوحنيفة إلى أنه يجوز تطهير النجاسة بكل مائع طاهر قال الشوكاني: (والحق أن الماء أصل في التطهير لوصفه بذلك كتابًا وسنة وصفًا مطلقًا غير مقيد لكن القول بتعينه وعدم إجزاء غيره يرده حديث مسح النعل وفرك المني وإماطته بأذخرة وأمثال ذلك كثير فالإنصاف أن يقال أنه يطهر كل فرد من أفراد النجاسة المنصوص على تطهيرها بما اشتمل عليه النص لكنه إن كان ذلك الفرد المحال عليه هو الماء فلا يجوز العدول إلى غيره للمزية التي اختص بها وعدم مساواة غيره له فيها وإن كان ذلك الفرد غير الماء جاز العدول عنه إلى
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/116)
غير الماء لذلك وإن وجد فرد من أفراد النجاسة لم يقع من الشارع الإحالة في تطهيره على فرد من أفراد المطهرات بل مجرد الأمر بمطلق التطهير فالاقتصار على الماء هو اللازم لحصول الامتثال به بالقطع وغيره مشكوك فيه وهذه طريقة متوسطة بين القولين لا محيص عن سلوكها).
قلت: وهذا هو التحقيق , فشد عليه بالنواجذ.
ومما يدل على أن غير الماء لا يجزئ في دم الحيض قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث الثاني: (يَكْفِيكِ الْمَاءُ) , فإن مفهومه أن غير الماء لا يكفي , فتأمل.
الثاني: أنه يجب غسل دم الحيض , ولو قل , لعموم الأمر , وهل يجب استعمال شئ من المواد لقطع أثر النجاسة كالسدر والصابون ونحوهما؟ فذهب الحنفية وغيرهم إلى عدم الوجوب , مستدلين بعدم ورود الحاد في الحديثين الأولين , وذهب الشافعي والعترة – كما في نيل الأوطار – إلى الوجوب , واستدلوا بأمر بالسدر في الحديث الثالث وهو من الحواد , وجنح إلى هذا الصنعاني , وقال في سبل السلام رد على الشارح المغربي – وهو صاحب بدر التمام – أصل السبل – في قوله: (والقول الأول أظهر): (وقد يقال: قد ورد الأمر بالغسل لدم الحيض بماء والسدر , والسدر من الحواد , والحديث الوارد به في غاية الصحة كما عرفت , فيقيد به ما أطلق في غيره – كالحديثين السابقين – ويخص الحاد بدم الحيض , ولا يقاس عليه غيره من النجاسات , وذلك لعدم تحقق شروط القياس , ويحمل حديث (وَلَا يَضُرُّكِ أَثَرُهُ) , وقول عائشة: (فلم يذهب) , أي: بعد الحاد).
قلت: وهذا هو الأقرب إلى ظاهر الحديث , ومن الغريب أن ابن حزم لم يتعرض له في المحلى بذكر , فكأنه لم يبلغه.
الثالث: أن دم الحيض نجس للأمر بغسله , وعليه الإجماع كما ذكره الشوكاني عن النووي , وأما سائر الدماء , فلا أعلم نجاستها اللهم إلا ما ذكره القرطبي في تفسيره من (اتفق العلماء على نجاسة الدم) , هكذا قال (الدم) , فأطلقه , وفيه نظر من وجهين:
الوجه الأول: أن ابن رشد ذكر ذلك مقيداً , فقال في البداية: (اتفق العلماء على أن دم الحيوان البرئ نجس , واختلفوا في دم السمك .. ).
الوجه الثاني: أنه قد ثبت عن بعض السلف ما ينافي الإطلاق المذكور , بل إن بعض ذلك في حكم المرفوع إلى الرسول صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
1 - قصة ذلك الصحابي الأنصاري الذي رماه المشرك بثلاثة أسهم , وهو قائم يصلي , فستمر في صلاته والدماء تسيل منه , وذلك في غزوة ذات الرقاع كما اخرجه ابوداود وغيره من حديث جابر بسند حسن , كما بينته في صحيح ابي داود , ومن الظاهر أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علم بها , لأنه يبعد أن لا يطلع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ علي مثل هذه الواقعة العظيمة , ولم ينقل أنه اخبره بأن صلاته بطلت كما قال الشوكاني.
2 - عن محمد ابن سيرين عن يحيى الجزار قال: صلي ابن مسعود وعلي بطنه فرث ودم من جزور ونحوها , ولم يتوضأ , واسناده صحيح.
3 - ذكر ابن رشد اختلاف العلماء في دم السمك وذكر: (أن السبب في اختلافهم هو اختلافهم في ميتته فمن جعل ميتته داخلة تحت عموم التحريم , جعل دمه كذلك , ومن اخرج ميتته اخرج دمه قياساً علي الميتة).
فهذا يشعر بأمرين:
أحداهما: أن إطلاق الاتفاق علي نجاسة الدم ليس بصواب , لأن هناك بعض الدماء اختلف في نجاستها , كدم السمك مثلاً , فما دام أن الاتفاق علي إطلاقه لم يثبت , لم يصح الاستدلال به علي موارد النزاع , بل وجب الرجوع فيه إلى النص , والنص إنما دل علي نجاسة دم الحيض , وما سوى ذلك , فهو علي الأصل المتفق عليه بين المتنازعين , وهو الطهارة فلا يخرج منه إلا بنص تقوم به الحجة.
الأمر الآخر: أن القائلين بنجاسة الدماء ليس عندهم حجة , إلا أنه محرم بنص القرآن , فستلزموا من التحريم التنجيس كما فعلوا تماما في الخمر ولا يخفى أنه لا يلزم من التحريم التنجيس , بخلاف العكس , كما بينه الصنعاني في سبل السلام , ثم الشوكاني وغيرهما , ولذلك قال المحقق صديق حسن خان في الروضة الندية بعد أن ذكر حديث أسماء المتقدم وحديث أم قيس الثالث: (فالأمر بغسل دم الحيض , يفيد ثبوت نجاسته , وإن اختلف وجه تطهيره , فذلك لا يخرجه عن كونه نجسا , وأما سائر الدماء , فالأدلة مختلفة مضطربة , والبراءة الأصلية مستصحبة , حتي يأتي الدليل
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/117)
الخالص عن المعارضة الراجحة أو المساوية , ولو قام الدليل علي الرجوع الضمير في قوله تعالي: (فإنه رجس) إلي جميع ما تقدم في الآية الكريمة من: الميتة والدم المسفوح ولحم الخنزير , لكان ذلك مفيداً لناجسة الدم المسفوح والميتة , ولكن لم يرد ما يفيد ذلك , بل النزاع كائن في رجوعه إلي الكل أو الأقرب , والظاهر الرجوع إلي الأقرب , وهو لحم الخنزير , لإفراد الضمير , ولهذا جزمنا هنا بنجاسة لحم الخنزير دون الدم الذي ليس بدم حيض , ومن رام تحقيق الكلام في الخلاف الواقع في مثل هذا الضمير المذكور في الآية , فليرجع إلي ما ذكره أهل الأصول في الكلام علي القيد الواقع بعد جملة مشتملة علي أمور متعددة).
ولهذا لم يذكر الشوكاني في النجاسات من الدرر البهية الدم علي عمومه , وإنما دم الحيض فقط , وتبعه علي ذلك صديق حسن خان كما رأيت فيما نقلته عنه آنفاً.
وأما تعقب العلامة أحمد شاكر في تعليقه علي الروضة الندية بقوله: (هذا خطأ من المؤلف والشارح , فإن نجاسة دم الحيض ليست لأنه دم حيض , بل لمطلق الدم , والمتتبع للأحاديث يجد أنه كان مفهوماً أن الدم نجس , ولو لم يأت لفظ صريح بذلك , وقد كانوا يعرفون ما هو قذر نجس بالفطرة الطاهرة).
قلت: فهذا تعقب لا طائل تحته , لأنه ليس فيه إلا مجرد الدعوى , وإلا، فأين الدليل علي أن نجاسة دم الحيض ليس لأنه دم حيض بل لمطلق الدم؟ ولو كان هناك دليل علي هذا , لذكره هو نفسه , ولما خفي إن شاء الله تعالي علي الشوكاني وصديق خان وغيرهما.
ومما يؤيد ما ذكرته أن ابن حزم – علي سعة اطلاعه – لم يجد دليلاً علي نجاسة الدم مطلقاً , إلا حديثاً واحداً , وهو إنما يدل على نجاسة دم الحيض فقط , كما سيأتي بيانه , فلو كان عنده غيره , لأورده، كما هي عادته في استقصاء الأدلة , لا سيما ما كان منها مؤيداً لمذهبه.
وأما قول الشيخ أحمد شاكر: (والمتتبع للأحاديث يجد أنه كان مفهوماً أن الدم نجس) , فهو مجرد دعوى أيضاً , وشئ لم أشعر به البتة فيما وقفت عليه من الأحاديث , بل وجدت فيها ما يبطل هذه الدعوى , كما سبق في حديث الأنصاري وأثر ابن مسعود.
ومثل ذلك قوله: (وقد كانوا يعرفون ما هو قذر نجس بالفطرة الطاهرة) , فما علمنا أن للفطرة مدخلاً في معرفة النجاسات في عرف الشارع , ألا تري أن الشارع حكم بطهارة المني ونجاسة المذي، فهل هذا مما يمكن معرفته بالفطرة، وكذلك ذهب الجمهور إلي نجاسة الخمر وأنها تطهر إذا تخللت فهل هذا مما يمكن معرفته بالفطرة؟ اللهم لا , فلو أنه قال (ما هو قذر) ولم يزد , لكان مسلماً , والله تعالى ولي الهداية والتوفيق.
301 - (إِنَّمَا ذَلِكَ عِرْقٌ وَلَيْسَتْ بِالْحَيْضَةِ فَإِذَا أَقْبَلَتْ الْحَيْضَةُ فَدَعِي الصَّلَاةَ فَإِذَا أَدْبَرَتْ فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ [ثم توضئي لكل صلاة حتى يجئ ذلك الوقت] ثم صَلِّي).
أخرجه الشيخان وأبوعوانة وأصحاب السنن الأربعة ومالك , والدارقطني , والبيهقي , وأحمد من حديث عَائِشَةَ قَالَتْ إن فَاطِمَةُ بِنْتُ حُبَيْشٍ جاءت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ إني امرأة أستحاض فلا أطهر , أفأدع الصلاة؟ قال: (فذكره).
والشاهد من الحديث قوله: (فَاغْسِلِي عَنْكِ الدَّمَ) , فهو دليل آخر علي نجاسة دم الحيض.
ومن غرائب ابن حزم أنه ذهب إلي أن قوله فيه (الدم) علي العموم يشمل جميع الدماء من الإنسان والحيون فقال في المحلي: (وهذا عموم منه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لنوع الدم , ولا نبالي بالسؤال إذا كان جوابه عليه السلام قائماً بنفسه غير مردود بضمير إلى السؤال).
وقد رد عليه بعض الفضلاء , فقال في هامش النسخة المخطوطة من المحلي – نقلاً عن حاشية المطبوعة – ما نصه: (بل الأظهر أنه يريد دم الحيض , واللام للعهد الذكري الدال عليه ذكر الحيضة والسياق فهو كعود الضمير سواء , فلا يتم قوله: وهذا عموم ... إلخ).
قال الشيخ أحمد شاكر في تعليقه عليه: (وهذا استدراك واضح صحيح).
قلت: فهذا يدلك علي أن الذين ذهبوا إلى القول بنجاسة الدم إطلاقاً ليس عندهم بذلك نقل صحيح صريح , فهذا ابن حزم يستدل عليه بمثل هذا الحديث , وفيه ما رأيت , واقتصاره عليه وحده يشعر اللبيب بأن القوم ليس عندهم غيره وإلا لذكره ابن حزم , وكذا غيره , فتأمل.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/118)
وجملة القول: أنه لم يرد دليل فيما نعلم علي نجاسة الدم علي أختلاف أنواعه , إلا دم الحيض , ودعوى الاتفاق علي نجاسته منقوضة بما سبق من القول , والأصل الطهارة , فلا يترك إلا بنص صحيح يجوز به ترك الأصل , وإذ لم يرد شئ من ذلك , فالبقاء علي الأصل هو الواجب , والله أعلم.
جواز تلاوة القرآن للجنب
406 - (كَانَ يَذْكُرُ اللَّهَ عَلَى كُلِّ أَحْيَانِه).
أخرجه مسلم , وأبوداود , والترمذي , وابن ماجه , وأبوعوانة , والبيهقي , وأحمد من طريق يحيى بن زكريا بن أبي زائدة عن أبيه عن خالد بن سلمة عن عبدالله البهي عن عروة عن عائشة مرفوعاً.
في الحديث دلالة على جواز تلاوة القرآن للجنب , لأن القرآن ذكر , (وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ) النحل 44 , فيدخل في عموم قولها: (يذكر الله).
نعم , الأفضل أن يقرأ على طهارة , لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ حين رد السلام عقب التيمم: (إني كرهت أن أذكر الله إلا على طهارة) , وهو مخرج في "صحيح أبي داود".
هو الطهور ماؤه , الحل ميتته
480 - (هو الطهور ماؤه , الحل ميتته).
أخرجه مالك عن صَفْوَانُ بْنُ سُلَيْمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ سَلَمَةَ هُوَ مِنْ آلِ بْنيِ الْأَزْرَقِ عن الْمُغِيرَةَ بْنَ أَبِي بُرْدَةَ وَهُوَ مِنْ بَنِي عَبْدِ الدَّارِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ: " جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا نَرْكَبُ الْبَحْرَ وَنَحْمِلُ مَعَنَا الْقَلِيلَ مِنْ الْمَاءِ فَإِنْ تَوَضَّأْنَا بِهِ عَطِشْنَا أَفَنَتَوَضَّأُ به؟ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فذكره).
وفي الحديث فائدة هامة , وهي حل ما مات في البحر مما كان يحيا فيه , ولو كان طافياً على الماء.
وما أحسن ما روى عن ابن عمر أنه سئل: آكل ما طفا على الماء؟ قال: إن طافيه ميتته , وقد قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (إن ماءه طهور , وميته حل) , رواه الدارقطني.
وحديث النهي عن أكل ما طفا منه على الماء لا يصح , كما هو مبين في موضع آخر.
كراهية ذكر الله الا على طهارة
834 - (إِنِّي كَرِهْتُ أَنْ أَذْكُرَ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ إِلَّا عَلَى طُهْرٍ أَوْ قَالَ عَلَى طَهَارَةٍ).
أخرجه أبودود (1/ 4)، والنسائي (1/ 16)، والدارمي (2/ 287)، وابن ماجه (1/ 145)، وابن خزيمة في (صحيحه) (206)، وعنه ابن حبان (189)، والحاكم (1/ 167)، وعنه البيهقي (1/ 90)، وأحمد (5/ 80) عن قتادة عن الحسن عن حصين بن المنذر أبي ساسان عن المهاجر بن قنفذ:
((أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يبول فسلم عليه، فلم يرد عليه حتى توضأ، ثم اعتذر إليه فقال?)) فذكره. وليس عند النسائي والدارمي المتن المذكور أعلاه. وقال الحاكم:
((صحيح على شرط الشيخين))، ووافقه الذهبي.
كذا قال؛ مع أنه قال في ((الميزان)):
(كان الحسن البصري كثير التدليس؛ فإذا قال في حديث (عن فلان) ضعف احتجاجه؛ ولا سيما عمن قيل: إنه لم يسمع منهم كأبي هريرة ونحوه، فعدوا ما كان له عن أبي هريرة في جملة المنقطع)).
لكن الظاهر أن المراد من تدليسه إنما هو ما كان من روايته عن الصحابة دون غيرهم؛ لأن الحافظ في ((التهذيب)) أكثر من ذكر النقول عن العلماء في روايته عمن لم يلقهم، وكلهم من الصحابة، فلم يذكروا ولا رجلاً واحداً من التابعين روى عنه الحسن ولم يلقه، ويشهد لذلك إطباق العلماء جميعاً على الاحتجاج برواية الحسن وغيره من التابعين؛ بحيث إني لا أذكر أن أحداً أعل حديثاً ما من روايته عن التابعي لم يصرح بسماعه منه، ولعل هذا هو وجه من صحح الحديث ممن ذكرنا، وأقرهم الحافظ في ((الفتح)) (11/ 13)؛ ولا سيما ابن حبان منهم؛ فإنه صرح في ((الثقات)) (4/ 123) بأنه كان يدلس.
هذا ما ظهر لي في هذا المقام. والله سبحانه وتعالى أعلم.
على أن لحديث هذا شاهداً من حديث ابن عمر عند أبي داود (1/ 54 - 55)، والطيالسي (رقم1851) عن محمد بن ثابت العبدي عن نافع عن ابن عمر به نحوه.
وهذا إسناد حسن في الشواهد، إلا أن فيه جملة مستنكرة أنكرت عليه في مسح الذراعين في التيمم، ولذلك أوردته في كتابي ((ضعيف سنن أبي داود)) (رقم58).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/119)
(فائدة): لما كان ((السلام)) اسماً من أسماء الله تعالى- كما سيأتي في الحديث (1894) - كره النبي صلى الله عليه وسلم أن يذكره إلا على طهارة، فدل ذلك على أن تلاوة القرآن بغير طهارة مكروه من باب أولى، فلا ينبغي إطلاق القول بجواز قراءته للمحدث؛ كما يفعل بعض إخواننا من أهل الحديث.
كتاب الصلاة
سنة متروكة يجب إحياؤها
استفاضت الأحاديث الصحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم في الأمر بإقامة الصفوف وتسويتها , بحيث يندر أن تخفى على أحد من طلاب العلم فضلاً عن الشيوخ , ولكن ربما يخفى على الكثيرين منهم أن إقامة الصف تسويته بالأقدام , وليس فقط بالمناكب , بل لقد سمعنا مراراً من بعض أئمة المساجد – حين يأمرون بالتسوية – التنبيه على أن السنة فيها إنما هي بالمناكب فقط دون الأقدام , ولما كان ذلك خلاف الثابت في السنة الصحيحة , رأيت أنه لا بد من ذكر ماورد من الحديث , تذكيراً لمن أراد أن يعمل بما صح من السنة , غير مغتر بالعادات والتقاليد الفاشية في الأمة.
فأقول: لقد صح في ذلك حديثان:
الأول: من حديث أنس.
والآخر: من حديث النعمان بن بشير رضي الله عنهما.
أما حديث أنس فهو:
31 - (أَقِيمُوا صُفُوفَكُم ْ وتراصوا فَإِنِّي أَرَاكُمْ مِنْ وَرَاءِ ظَهْرِي).
رواه البخاري ,وأحمد من طرق عن حميد الطويل: ثنا أنس بن مالك قال: (أقيمت الصلاة , فأقبل علينا رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجهه , فقال: (فذكره).
زاد البخاري في رواية: (قبل أن يكبر) , وزاد أيضا في آخره: (وكان أحدنا يلزق منكبه بمنكب صاحبه , وقدمه بقدمه).
وهي عند المخلص , وكذا ابن ابي شيبة بلفظ: (قال أنس: فلقد رأيت احدنا يلصق منكبه بمنكب صاحبه وقدمه بقدمه , فلو ذهبت تفعل هذا اليوم , لنفر أحدكم كأنه بغل شموس).
وترجم البخاري لهذا الحديث بقوله (باب إلزاق المنكب بالمنكب والقدم بالقدم في الصف).
وأما حديث النعمان فهو:
32 - (أَقِيمُوا صُفُوفَكُمْ [ثَلَاثًا] وَاللَّهِ لَتُقِيمُنَّ صُفُوفَكُمْ أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ).
وفي هذين الحديثين فوائد هامة:
الأولى: وجوب إقامة الصفوف وتسويتها والتراص فيها , للأمر بذلك , والأصل فيه الوجوب , إلا لقرينة , كما هو مقرر في الأصول , والقرينة هنا تؤكد الوجوب , وهو قوله صلى الله عليه وسلم (أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ) , فإن مثل هذا التهديد لا يقال فيما ليس بواجب , كما لا يخفى.
الثانية: أن التسوية المذكورة إنما تكون بلصق المنكب بالمنكب , وحافة القدم بالقدم , لأن هذا هو الذي فعله الصحابة رضي الله عنهم حين أمروا بإقامة الصفوف , والتراص فيها , ولهذا قال الحافظ في (الفتح) بعد أن ساق الزيادة التي أوردتها في الحديث الأول من قول أنس:
(وأفاد هذا التصريح أن الفعل المذكور كان في زمن النبي صلى الله عليه وسلم , وبهذا يتم الاحتجاج به على بيان المراد بإقامة الصف وتسويته).
ومن المؤسف أن هذه السنة من التسوية قد تهاون بها المسلمون , بل أضاعوها , إلا القليل منهم , فإني لم أرها عند طائفة منهم إلا أهل الحديث , فإني رأيتهم في مكة سنة (1368هـ) حريصين على التمسك بها كغيرها من سنن المصطفى عليه الصلاة والسلام , بخلاف غيرهم من أتباع المذاهب الأربعة – لا أستثني منهم حتى الحنابلة – فقد صارت هذه السنة عندهم نسياً منسياً , بل إنهم تتابعوا على هجرها والإعراض عنها , ذلك لأن أكثر مذاهبهم نصت على أن السنة في القيام التفريج بين القدمين بقدر أربع أصابع , فإن زاد كره , كما جاء مفصلاً في (الفقه على المذاهب الأربعة) (1\ 207) , والتقدير المذكور لا أصل له في السنة , وإنما هو مجرد رأي , ولو صح لوجب تقييده بالإمام والمنفرد حتى لا يعارض به هذه السنة الصحيحة , كما تقتضيه القواعد الأصولية.
وخلاصة القول: إنني أهيب بالمسلمين – وبخاصة أئمة المساجد – الحريصين على اتباعه صلى الله عليه وسلم , واكتساب فضلية إحياء سنته صلى الله عليه وسلم , أن يعملوا بهذه السنة , ويحرصوا عليها , ويدعوا الناس إليها , حتى يجتمعوا عليها جميعاً , وبذلك ينجون من تهديد: (أَوْ لَيُخَالِفَنَّ اللَّهُ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ).
وأزيد في هذه الطبعة فأقول:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/120)
لقد بلغني عن أحد الدعاة أنه يهون من شأن هذه السنة العملية التي جرى عليها الصحابة , وأقرهم النبي صلى الله عليه وسلم عليها , ويلمح إلى أنه لم يكن من تعليمه صلى الله عليه وسلم إياهم , ولم ينتبه – والله أعلم – إلى ذلك فهم منهم أولاً , وأنه صلى الله عليه وسلم قد أقرهم عليه ثانياً , وذلك كاف عند أهل السنة في إثبات شرعية ذلك , لأن الشاهد يرى ما لا يرى الغائب , وهم القوم لا يشقى متبع سبيلهم.
الثالثة: في الحديث الأول معجزة ظاهرة للنبي صلى الله عليه وسلم , وهي رؤيته صلى الله عليه وسلم من ورائه , ولكن ينبغي أن يعلم أنها خاصة في حالة كونه صلى الله عليه وسلم في الصلاة , إذ لم يرد في شئ من السنة أنه كان يرى كذلك خارج الصلاة أيضاً , والله أعلم.
الرابعة: في الحديثين دليل واضح على أمر لا يعلمه كثير من الناس , وأن كان صار معروفاً في علم النفس , وهو أن فساد الظاهر يؤثر في فساد الباطن , والعكس بالعكس , وفي هذا المعنى أحاديث كثيرة , لعلنا نتعرض لجمعها وتخريجها في مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى.
الخامسة: أن شروع الإمام في تكبيرة الإحرام عند قول المؤذن: (قد قامت الصلاة) بدعة , لمخالفتها للسنة الصحيحة , كما يدل على ذلك هذان الحديثان , لا سيما الأول منهما , فإنهما يفيدان أن على الإمام بعد إقامة الصلاة واجباً ينبغي عليه القيام به , وهو أمر الناس بالتسوية , مذكراً لهم بها , فإنه مسؤول عنهم: (كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ......... ).
من فضل الأذان
41 - (يَعْجَبُ رَبُّكَ مِنْ رَاعِي غَنَمٍ فِي رَأْسِ شَظِيَّةِ بْجَبَلِ يُؤَذِّنُ بِالصَّلَاةِ وَيُصَلِّي فَيَقُولُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ انْظُرُوا إِلَى عَبْدِي هَذَا يُؤَذِّنُ وَيُقِيمُ الصَّلَاةَ يَخَافُ مِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِعَبْدِي وَأَدْخَلْتُهُ الْجَنَّةَ).
الشظية: قطعة من رأس الجبل مرتفعة.
وفي الحديث من الفقه استحباب الأذان لمن يصلي وحده , وبذلك ترجم له النسائي , وقد جاء الأمر به وبالإقامة في بعض طرق حديث المسئ صلاته , فلا ينبغي التساهل بهما.
42 - (مَنْ أَذَّنَ اثِنْتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً وَجَبَتْ لَهُ الْجَنَّةُ وَكُتِبَ لَهُ بِتَأْذِينِهِ فِي كُلِّ يَوْمٍ سِتُّونَ حَسَنَةً و بإِقَامَةٍ ثَلَاثُونَ حَسَنَةً).
وفي هذا الحديث فضل ظاهر للمؤذن المثابر على أذانه هذه المدة المذكورة فيه , ولا يخف أن ذلك مشروط بمن أذن خالصاً لوجه الله تعالى , لا يبتغي من ورائه رزقاً ولا رياء ولا سمعة , للأدلة الكثيرة الثابتة في الكتاب والسنة , التي تفيد أن الله تعالى لا يقبل من الأعمال إلا ما خلص له.
راجع كتاب الرياء في أول (الترغيب والترهيب) للمنذري.
وقد ثبت أن رجلاً جاء إلى ابن عمر , فقال إني أحبك في الله ,قال فاشهد علي أني أبغضك في الله , قال: ولم؟ قال: لأنك تلحن في أذانك , وتأخذ عليه أجراً.أخرجه الطبراني في (المعجم الكبير) (12/ 264/ 13059) وغيره.
وإن مما يؤسف له حقاً أن هذه العبادة العظيمة , والشعيرة الإسلامية , قد انصرف أكثر علماء المسلمين عنها في بلادنا , فلا تكاد ترى أحداً منهم يؤذن في مسجد ما , إلا ما شاء الله , بل ربما خجلوا من القيام بها , بينما تراهم يتهافتون على الإمامة بل ويتخاصمون , فإلى الله المشتكى من غربة هذا الزمان.
لا تدرك صلاة الفجر والعصر إلا بإدراك السجدة الأولى
66 - (إِذَا أَدْرَكَ أَحَدُكُمْ [أَوَّلَ] سَجْدَةٍ مِنْ صَلَاةِ الْعَصْرِ قَبْلَ أَنْ تَغْرُبَ الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ وَإِذَا أَدْرَكَ [أَوَّلَ] سَجْدَةٍ مِنْ صَلَاةِ الصُّبْحِ قَبْلَ أَنْ تَطْلُعَ الشَّمْسُ فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ).
وإنما آثرت الكلام على هذه الطريق , لورود الزيادتين المذكورتين فيها , فإنهما تحددان بدقة المعنى المراد من لفظة (الركعة) , الواردة في طرق الحديث , وهو إدراك الركوع و السجدة الأولى معاً , فمن لم يدرك السجدة , لم يدرك الركعة , ومن لم يدرك الركعة , لم يدرك الصلاة.
ومن ذلك يتبين أن الحديث يعطينا فوائد هامة:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/121)
الأولى: إبطال قول بعض المذاهب أن من طلعت عليه الشمس وهو في الركعة الثانية من صلاة الفجر , بطلت صلاته , وكذلك قالوا فيمن غربت عليه الشمس وهو في آخر ركعة من صلاة العصر , وهذا مذهب ظاهر البطلان , لمعارضته لنص الحديث , كما صرح بذلك الإمام النووي وغيره.
ولا يجوز معارضة الحديث بأحاديث النهى عن الصلاة في وقت الشروق والغروب , لأنها عامة , وهذا خاص والخاص يقضي على العام , كما هو مقرر في علم الأصول.
وإن من عجائب التعصب للمذهب ضد الحديث أن يستدل البعض به لمذهبه في مسألة , ويخالفه في هذه المسألة التي نتكلم فيها , وأن يستشكله آخر من أجلها , فإلى الله المشتكى مما جره التعصب على أهله من المخالفات للسنة الصحيحة.
قال الزيلعي في (نصب الراية) (1/ 229) بعد أن ساق حديث أبي هريرة هذا وغيره مما في معناه:
(وهذه الأحاديث أيضاً مشكلة عند مذهبنا في القول ببطلان صلاة الصبح إذا طلعت عليها الشمس , والمصنف استدل به على أن آخر وقت العصر ما لم تغرب الشمس).
فيا أيها المتعصبون , هل المشكلة مخالفة الحديث الصحيح لمذهبكم؟ أم العكس هو الصواب؟.
الفائدة الثانية: الرد على من يقول إن الإدراك يحصل بمجرد إدراك أي جزء من الصلاة , ولو بتكبيرة الإحرام , وهذا خلاف ظاهر الحديث , وقد حكاه في (منار السبيل) قولاً للشافعي , وإنما هو وجه في مذهبه , كما في (المجموع) للنووي (3/ 63) , وهو مذهب الحنابلة , مع أنهم نقلوا عن الأمام أحمد أنه قال: (لا تدرك الصلاة إلا بركعة) , فهو أسعد الناس بالحديث , والله أعلم.
قال عبدالله بن أحمد في (مسائله) (46): (سألت أبي عن رجل يصلي الغداة؟ فلما صلى ركعة قام في الثانية طلعت الشمس؟ قال: يتم صلاته وهي جائزة قلت لأبي فمن زعم أن ذلك لا يجزئه , فقال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: (من أدرك من صلاة الغداة ركعة قبل أن تطلع الشمس , فقد أدرك).
ثم رأيت ابن نجيح البزار روى في (حديثه) (ق 111/ 1) بسند صحيح عن سعيد بن المسيب أنه قال: (إذا رفع رأسه من آخر سجدة , فقد تمت صلاته) , ولعله يعني آخر سجدة من الركعة الأولى , فيكون قولاً آخر في المسألة والله أعلم.
الفائدة الثالثة: واعلم أن الحديث إنما هو في المتعمد تأخير الصلاة إلى هذا الوقت الضيق , فهو على هذا آثم بالتأخير – وإن أدرك الصلاة لقوله صلى الله عليه وسلم: (تِلْكَ صَلَاةُ الْمُنَافِقِ يَجْلِسُ يَرْقُبُ الشَّمْسَ حَتَّى إِذَا كَانَتْ بَيْنَ قَرْنَيْ الشَّيْطَانِ قَامَ فَنَقَرَهَا أَرْبَعًا لَا يَذْكُرُ اللَّهَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا) , رواه مسلم وغيره من حديث أنس رضي الله عنه , وهو مخرج في (صحيح أبي داود) (441).
وأما غير المتعمد – وليس هو إلا النائم والساهي – فله حكم آخر , وهو أنه يصليها متى تذكرها , ولو عند طلوع الشمس وغروبها لقوله صلى الله عليه وسلم (مَنْ نَسِيَ صَلَاةً أَوْ نَامَ عَنْهَا , فليصلها إذا ذكرها , لا كفارة لها إلا ذلك , فإن الله تعالى يقول [أَقِمْ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي]) أخرجه مسلم أيضاً عنه , وكذا البخاري , وهو مخرج في (الصحيح) أيضاً (469).
فإذن هنا أمران: الإدرك , والإثم , والأول هو الذي سيق الحديث لبيانه , فلا يتوهمن أحد من سكوته عن الأمر الأخر أنه لا أثم عليه بالتأخير , كلا بل هو آثم على كل حال , أدرك الصلاة أو لم يدرك , غاية ما فيه أنه اعتبره مدركاً للصلاة بإدراك الركعة , وغير مدرك لها إذا لم يدركها , ففي الصورة الأولى صلاته صحيحة مع الإثم , وفي الصورة الأخرى صلاته غير صحيحة مع الإثم أيضاً , بل هو به أولى وأحرى , كما لا يخفى على أولي النهى.
الفائدة الرابعة: ومعنى قوله صلى الله عليه وسلم (فَلْيُتِمَّ صَلَاتَهُ) , أي: لأنه أدركها في وقتها وصلاها صحيحة , وبذلك برئت ذمته , وأنه إذا لم يدرك الركعة , فلا يتمها , لأنها ليست صحيحة بسبب خروج وقتها , فليست مبرئة للذمة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/122)
ولا يخفى أن مثله – وأولى منه – من لم يدرك من صلاته شيئاً قبل خروج الوقت , فإنه لا صلاة له , ولا هي مبرئة لذمته , أي: أنه إذا كان الذي لم يدرك الركعة لا يؤمر بإتمام الصلاة , فالذي لم يدركها إطلاقاً أولى أن لا يؤمر بها , وليس ذلك إلا من باب الزجر والردع له عن إضاعة الصلاة , فلم يجعل الشارع الحكيم لمثله كفارة كي لا يعود إلى إضاعتها مرة أخرى , متعللاً بأنه يمكنه أن يقضيها بعد وقتها , كلا فلا قضاء للمتعمد كما أفاد هذا الحديث الشريف وحديث أنس السابق (لا كفارة لها إلا ذلك).
ومن ذلك يتبين لكل من أوتي شيئاً من العلم والفقه في الدين , أن قول بعض المتأخرين: (وإذا كان النائم والناسي للصلاة – وهما معذوران – يقضيانها بعد خروج وقتها , كان المتعمد لتركها أولى): أنه قياس خاطئ , بل لعله من أفسد قياس على وجه الأرض , لأنه من باب قياس النقيض على نقيضه , وهو فاسد بداهة , إذ كيف يصح قياس غير المعذور على المعذور والمتعمد على الساهي؟ ومن لم يجعل الله له كفارة على من جعل الله له كفارة؟ وما سبب ذلك إلا من الغفلة عن المعنى المراد من هذا الحديث الشريف , وقد وفقنا الله تعالى لبيانه , والحمد لله تعالى على توفيقه.
وللعلامة ابن القيم رحمه الله تعالى بحث هام مفصل في هذه المسألة , أظن أنه لم يسبق إلى مثله في الإفادة والتحقيق , وأرى من تمام هذا البحث أن أنقل منه فصلين: أحداهما في إبطال هذا القياس , والآخر في الرد على من استدل بهذا الحديث على نقيض ما بينا , قال رحمه الله بعد أن ذكر القول المتقدم: (فجوابه من وجوه:
أحدها: المعارضة بما هو أصح منه أو مثله , وهو أن يقال: لا يلزم من صحة القضاء بعد الوقت من المعذور المطيع لله ورسوله الذي لم يكن منه تفريط في فعل ما أمر به وقبوله منه صحته وقبوله من متعد لحدود الله?مضيع لأمره تارك لحقه عمدا وعدوانا فقياس هذا على هذا في صحة العبادة وقبولها منه وبراء الذمة بها من افسد القياس.
الوجه الثاني إن المعذور بنوم أو نسيان لم يصل الصلاة في غير وقتها بل في نفس وقتها الذي وقته الله له فإن الوقت في حق هذا حين يستيقظ ويذكر كما قال صلى الله عليه وسلم (من نسي صلاة فوقتها إذا ذكرها) رواه البيهقي , والدارقطني , فالوقت وقتان وقت اختيار ووقت عذر فوقت المعذور بنوم او سهو هو وقت ذكره واستيقاظه فهذا لم يصل الصلاة إلا في وقتها فكيف يقاس عليه من صلاها في غير وقتها عمدا وعدوانا.
الثالث إن الشريعة قد فرقت في مواردها ومصادرها بين العامد والناسي ويبن المعذور وغيره وهذا مما لا خفاء به فإلحاق أحد النوعين بالآخر غير جائز.
الرابع إنا لم نسقطها عن العامد المفرط ونأمر بها المعذور حتى يكون ما ذكرتم حجة علينا بل ألزمانا بها المفرط المتعدي على وجه لا سبيل له إلى استدراكها تغليظا عليه وجوزنا للمعذور غير المفرط.
فصل: وأما استدلالكم بقول صلى الله عليه وسلم (من ادرك ركعة من العصر قبل ان تغرب الشمس فقد ادرك) فما أصحه من حديث وما أراه على مقتضى قولكم فإنكم تقولون هو مدرك العصر ولو لم يدرك من وقتها شيئا البتة بمعنى إنه مدرك لفعلها صحيحة منه مبرئة لذمته فلو كانت تصح بعد خروج وقتها وتقبل منه لم يتعلق أدراكها بركعة ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يرد أن من ادرك ركعة من العصر صحت صلاته بلا إثم بل هو آثم بتعمد ذلك اتفاقا فإنه أمر أن يوقع جميعها في وقتها فعلم أن هذا الإدراك لا يرفع الإثم بل هو مدرك آثم فلو كانت تصح بعد الغروب لم يكن فرق بين ان يدرك ركعة من الوقت أولا يدرك منها شيئا.
فإن قلتم إذا أخرها إلى بعد الغروب كان أعظم اثما.
قيل لكم النبي صلى الله عليه وسلم لم يفرق بين إدراك الركعة وعدمها في كثرة الإثم وخفته وإنما فرق بينهما في الإدراك وعدمه ولا ريب أن المفوت لمجموعها في وقت أعظم من المفوت لأكثرها والمفوت لأكثرها فيه اعظم من المفوت لركعة منها.
فنحن نسألكم ونقول ما هذا الإدراك الحاصل بركعة؟ أهذا إدراك يرفع الإثم؟ فهذا لا يقوله أحد أو إدراك يقتضي الصحة؟ فلا فرق فيه بين ان يفوتها بالكلية أو يفوتها إلا ركعة منها).
حكم تارك الصلاة
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/123)
87 - (يَدْرُسُ الْإِسْلَامُ كَمَا يَدْرُسُ وَشْيُ الثَّوْبِ حَتَّى لَا يُدْرَى مَا صِيَامٌ وَلَا صَلَاةٌ وَلَا نُسُكٌ وَلَا صَدَقَةٌ وَلَيُسْرَى عَلَى كِتَابِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ فِي لَيْلَةٍ فَلَا يَبْقَى فِي الْأَرْضِ مِنْهُ آيَةٌ وَتَبْقَى طَوَائِفُ مِنْ النَّاسِ الشَّيْخُ الْكَبِيرُ وَالْعَجُوزُ يَقُولُونَ أَدْرَكْنَا آبَاءَنَا عَلَى هَذِهِ الْكَلِمَةِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ فَنَحْنُ نَقُولُهَا).
في الحديث فائدة فقهية هامة , وهي أن شهادة أن لا إله إلا الله تنجي قائلها من الخلود في النار يوم القيامة , ولو كان لا يقوم بشئ من أركان الإسلام الخمسة الأخرى , كالصلاة وغيرها , ومن المعلوم أن العلماء اختلفوا في حكم تارك الصلاة , خاصة مع إيمانه بمشروعيتها , فالجمهور على أنه لا يكفر بذلك , بل يفسق , وذهب أحمد – في رواية – إلى أنه يكفر , وأنه يقتل ردة لا حداً , وقد صح عن الصحابة أنهم كانوا لا يرون شيئاً من الأعمال تركه كفر غير الصلاة , رواه الترمذي والحاكم.
وأنا أرى أن الصواب رأي الجمهور , وأن ما ورد عن الصحابة ليس نصاً على أنهم كانوا يريدون بالكفر هنا الكفر الذي يخلد صاحبه في النار , ولا يحتمل أن يغفره الله له , كيف ذلك وهذا حذيفة بن اليمان – وهو من كبار أولئك الصحابة – يرد على صلة بن زفر – وهو يكاد يفهم الأمر على نحو فهم أحمد له – فيقول: (مَا تُغْنِي عَنْهُمْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَهُمْ لَا يَدْرُونَ مَا صَلَاةٌ ... ) فيجيبه حذيفة بعد إعراضه عنه: (يَا صِلَةُ تُنْجِيهِمْ مِنْ النَّارِ ثَلَاثًا).
فهذا نص من حذيفة رضي الله عنه على أن تارك الصلاة – ومثلها بقية الأركان – ليس بكافر , بل مسلم ناج من الخلود في النار يوم القيامة , فاحفظ هذا فإنه قد لا تجده في غير هذا المكان.
وفي الحديث المرفوع ما يشهد له , ولعلنا نذكره فيما بعد إن شاء الله تعالى.
ثم وقفت على (الفتاوى الحديثية) (84/ 2) للحافظ السخاوي , فرأيته يقول بعد أن ساق بعض الأحاديث الواردة في تكفير تارك الصلاة – وهي مشهورة معروفة -:
(ولكن , كل هذا إنما يحمل على ظاهره في حق تاركها جاحداً لوجودها مع كونه ممن نشأ بين المسلمين , لأنه يكون حينئذ كافر مرتداً بإجماع المسلمين. فإن رجع إلى الإسلام , قبل منه , وإلا قتل , وأما من تركها بلا عذر – بل تكاسلاً مع اعتقاد وجوبها - , فالصحيح المنصوص الذي قطع به الجمهور أنه لا يكفر , وأنه – على الصحيح أيضاً – بعد إخراج الصلاة الواحدة عن وقتها الضروري – كأن يترك الظهر مثلاً حتى تغرب الشمس , أو المغرب حتى يطلع الفجر – يستتاب كما يستتاب المرتد , ثم يقتل إن لم يتب , ويغسل ويصلى عليه ويدفن في مقابر المسلمين , مع إجراء سائر أحكام المسلمين عليه , ويؤول إطلاق الكفر عليه لكونه شارك الكافر في بعض أحكامه , وهو وجوب العمل , جمعاً بين هذه النصوص وبين ما صح أيضاً عنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أنه قال (خَمْسُ صَلَوَاتٍ كَتَبَهُنَّ اللَّهُ .... [فذكر الحديث , وفيه:] إِنْ شَاءَ عَذَّبَهُ وَإِنْ شَاءَ غَفَرَ لَهُ) , وقال أيضاً: (مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ دَخَلَ الْجَنَّةَ). إلى غير ذلك , ولهذا لم يزل المسلمون يرثون تارك الصلاة ويورثونه , ولو كان كافراً , لم يغفر له , لم يرث ولم يورث).
وقد ذكر نحو هذا الشيخ سليمان بن الشيخ عبد الله في (حاشيته على المقنع) (1/ 95 - 96) , وختم البحث بقوله:
(ولأن ذلك إجماع المسلمين , فإننا لا نعلم في عصر من الأعصار أحداً من تاركي الصلاة ترك تغسيله والصلاة عليه , ولا منع ميراث موروثه , مع كثرة تاركي الصلاة , ولو كفر , لثبتت هذه الأحكام , وأما الأحاديث المتقدمة , فهي على وجه التغليظ والتشبيه بالكفار لا على الحقيقة , كقوله عليه الصلاة والسلام: (سِبَابُ الْمُسْلِمِ فُسُوقٌ وَقِتَالُهُ كُفْرٌ) وقوله: (مَنْ حَلَفَ بِغَيْرِ اللَّهِ فَقَدْْ أَشْرَكَ) , وغير ذلك. قال الموافق: وهذا أصوب القولين).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/124)
أقول: نقلت هذا النص من (الحاشية) المذكورة , ليعلم بعض متعصبة الحنابلة أن الذي ذهبنا إليه ليس رأياً تفردنا به دون أهل العلم , بل هو مذهب جمهورهم , والمحقيقين من علماء الحنابلة أنفسهم , كالموافق هذا – وهو ابن قدامة المقدسي – وغيره , ففي ذلك حجة كافية على أولئك المتعصبة , تحملهم إن شاء الله تعالى على ترك غلوائهم , والاعتدال في حكمهم.
بيد أن هنا دقيقة قل من رأيته تنبه لها , أو نبه عليها , فوجب الكشف عنها وبيانها , فأقول:
إن التارك للصلاة كسلاً إنما يصح الحكم بإسلامه , ما دام لا يوجد هناك ما يكشف عن مكنون قلبه , أو يدل عليه , ومات على ذلك قبل أن يستتاب , كما هو الواقع في هذا الزمان , أما لو خير بين القتل والتوبة بالرجوع إلى المحافظة على الصلاة , فاختار القتل عليها , فقتل , فهو في هذه الحالة يموت كافراً , ولا يدفن في مقابر المسلمين , ولا تجري عليه أحكامهم , خلافاً لما سبق عن السخاوي , لأنه لا يعقل – لو كان غير جاحد لها في قلبه – أن يختار القتل عليها , هذا أمر مستحيل معروف بالضرورة من طبيعة الإنسان , لا يحتاج إثباته إلى برهان.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى في (مجموعة الفتاوى) (22/ 48): (ومتي امتنع الرجل من الصلاة حتى يقتل، لم يكن في الباطن مقرًا بوجوبها، ولا ملتزمًا بفعلها، وهذا كافر باتفاق المسلمين، كما استفاضت الآثار عن الصحابة بكفر هذا، ودلت عليه النصوص الصحيحة ..... فمن كان مصرًا على تركها حتى يموت لا يسجد لله سجدة قط، فهذا لا يكون قط مسلمًا مقرًا بوجوبها، فإن اعتقاد الوجوب، واعتقاد أن تاركها يستحق القتل، هذا داع تام إلى فعلها، والداعي مع القدرة يوجب وجود المقدور، فإذا كان قادرًا ولم يفعل قط، علم أن الداعي في حقه لم يوجد).
قلت: هذا منتهى التحقيق في هذه المسألة , والله ولي التوفيق.
تأكيد سنية صلاة الوتر
108 - (إِنَّ اللَّهَ زَادَكُمْ صَلَاةً وَهِيَ الْوِتْرُ فَصَلُّوهَا بَيْنَ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى صَلَاةِ الْفَجْرِ).
يدل ظاهر الأمر في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فَصَلُّوهَا) على وجوب صلاة الوتر , وبذلك قال الحنفية , خلافاً للجماهير , ولولا أنه ثبت بالأدلة القاطعة – كقول الله تعالى في حديث المعراج: (هن خمس في العمل خمسون في الأجر , لا يبدل القول لدي) متفق عليه , وكقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للأعرابي حين قال: لا أزيد عليهن ولا أنقص: (أفلح الرجل إن صدق) متفق عليه – حصر الصلوات المفروضات في كل يوم وليلة بخمس صلوات , لكان قول الحنفية أقرب إلى الصواب , ولذلك فلا بد من القول بأن الأمر هنا ليس للوجوب , بل لتأكيد الاستحباب , وكم من أوامر كريمة صرفت من الوجوب بأدني من تلك الأدلة القاطعة , وقد انفك الأحناف عنها بقولهم: إنهم لا يقولون بأن الوتر واجب كوجوب الصلوات الخمس , بل هو واسطة بينها وبين السنن , أضعف من هذه ثبوتاً , وأقوى من تلك تأكيداً.
فليعلم أن قول الحنفية هذا قائم على اصطلاح لهم خاص حادث ’ لا تعرفه الصحابة ولا السلف الصالح , وهو تفريقهم بين الفرض والواجب ثبوتاً وجزاء , كما هو مفصل في كتبهم.
وإن قولهم بهذا معناه التسليم بأن تارك الوتر معذب يوم القيامة عذاباً دون عذاب تارك الفرض , كما هو مذهبهم في اجتهادهم , وحينئذ يقال لهم: وكيف يصح ذلك مع قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لمن عزم على أن لا يصلي غير الصلوات الخمس: (أفلح الرجل)؟ وكيف يلتقي الفلاح مع العذاب؟ فلا شك أن قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هذا وحده كاف لبيان أن صلاة الوتر ليست بواجبة , ولهذا اتفق جماهير العلماء على سنيته وعدم وجوبه , وهو الحق.
نقول هذا مع التذكير والنصح بالاهتمام بالوتر , وعدم التهاون عنه , لهذا الحديث وغيره , والله أعلم.
السفر الذي يجيز القصر
163 - (كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا خَرَجَ مَسِيرَةَ ثَلَاثَةِ أَمْيَالٍ أَوْ ثَلَاثَةِ فَرَاسِخَ [شَكَّ شُعْبَةُ] , قصر الصلاة , [وفي رواية: صَلِّي رَكْعَتَيْنِ]).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/125)
الفرسخ: ثلاثة أميال , والميل من الأرض منتهى مد البصر , لأن البصر يميل عنه على وجه الأرض حتى يفنى إدراكه , وبذلك جزم الجوهري , وقيل: حده أن ينظر إلى الشخص في أرض مسطحة فلا يدري أهو رجل أو امرأة , وهو ذاهب أو آت , كما في الفتح , وهو في تقدير بعض علماء العصر الحاضر يساوي 1680م.
وهذا الحديث يدل على أن المسافر إذا سافر مسافة ثلاثة فراسخ (والفرسخ نحو ثمان كيلو مترات) , جاز له القصر , وقد قال الخطابي في معالم السنن: (إن ثبت الحديث كانت الثلاثة الفراسخ حداً فيما يقصر إليه الصلاة , إلا أني لا أعرف أحداً من الفقهاء يقول به).
وفي هذا الكلام نظر من وجوه:
الأول: أن الحديث ثابت , وحسبك أن مسلماً أخرجه ولم يضعفه غيره.
الثاني: أنه لا يضر الحديث ولا يمنع العمل به عدم العلم بمن قال به من الفقهاء , لأن عدم الوجدان لا يدل على عدم الوجود.
الثالث: أنه قد قال به راويه أنس بن مالك رضي الله عنه وأفتى به يحيى بن يزيد الهنائي راويه عنه كما تقدم , بل ثبت عن بعض الصحابة القصر في أقل من هذه المسافة , فروى ابن أبي شيبة عن محمد بن زيد بن خليدة عن ابن عمر قال: (تقصر الصلاة في مسيرة ثلاثة أميال) , وإسناده صحيح كما في إرواء الغليل.
ثم روى من طريق أخرى عنه أنه قال: (إني لأسافر الساعة من النهار وأقصر). وإسناده صحيح , وصححه الحافظ في الفتح.
ثم روى عنه: (أنه كان يقيم بمكة , فإذا خرج إلى منى قصر) , وإسناده صحيح أيضاً.
ويؤيده أن أهل مكة لما خرجوا مع النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إلى منى في حجة الوداع , قصروا أيضاً , كما هو معروف مشهور في كتب الحديث والسيرة , وبين مكة ومنى فرسخ , كما في (معجم البلدان).
قال جبلة بن سحيم: سمعت ابن عمر يقول: (لو خرجت ميلاً قصرت الصلاة) , ذكره الحافظ وصححه.
ولا ينافي هذا ما في الموطأ وغيره بأسانيد صحيحة عن ابن عمر أنه كان يقصر في مسافة أكثر مما تقدم , لأن ذلك فعل منه , لاينفي القصر في أقل منها لو سافر إليها , فهذه النصوص التي ذكرناها صريحة في جواز القصر في أقل منها , فلا يجوز ردها , مع دلالة الحديث على الأقل منها.
وقد قال الحافظ في الفتح: (وهو أصح حديث ورد في بيان ذلك وأصرحه , وقد حمله من خالفه على أن المراد به المسافة التي يبتدأ منها القصر لا غاية السفر , ولا يخفى بعد هذا الحمل , مع أن البيهقي ذكر في روايته من هذا الوجه أن يحيى بن يزيد قال " سألت أنسا عن قصر الصلاة وكنت أخرج إلى الكوفة - يعني من البصرة - أصلي ركعتين ركعتين حتى أرجع , فقال أنس فذكر الحديث , فظهر أنه سأله عن جواز القصر في السفر لا عن الموضع الذي يبتدأ القصر منه. ثم إن الصحيح في ذلك أنه لا يتقيد بمسافة بل بمجاوزة البلد الذي يخرج منها , ورده القرطبي بأنه مشكوك فيه فلا يحتج به فأن كان المردود به أنه لا يحتج به في التحديد بثلاثة أميال فمسلملكن لا يمتنع أن يحتج به في التحديد بثلاثة فراسخ , فإن الثلاثة أميال مندرجة فيها فيؤخذ بالأكثر احتياطا , وقد روى ابن أبي شيبة عن حاتم بن إسماعيل عن عبد الرحمن ابن حرملة قال " قلت لسعيد بن المسيب: أأقصر الصلاة وأفطر في بريد من المدينة؟ قال: نعم" والله أعلم).
قلت: وإسناد هذا الأثر عند ابن أبي شيبة صحيح.
وروى عن اللجلاج قال: (كنا نسافر مع عمر رضي الله عنه ثلاثة أميال , فنتجوز في الصلاة ونفطر) , وإسناده محتمل للتحسين , رجاله كلهم ثقات , غير أبي الورد بن ثمامة , روى عنه ثلاثة وقال ابن سعد: (كان معروفاً قليل الحديث).
وقد دلت هذه الآثار على جواز القصر في أقل من المسافة التي دل عليها الحديث , وذلك من فقه الصحابة رضي الله عنهم , فإن السفر مطلق في كتاب الله والسنة , لم يقيد بمسافة محدودة , كقوله تعالى: (وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ) النساء 101 , وحينئذ , فلا تعارض بين الحديث وهذه الآثار , لأنه لم ينف جواز القصر في أقل من المسافة المذكورة فيه , ولذلك قال العلامة ابن القيم في زاد المعاد: (ولم يحدَّ صلى الله عليه وسلم لأمته مسافة محدودة للقصر والفطر، بل أطلق لهم ذلك في مُطلق السفر والضرب في الأرض، كما أطلق لهم التيمم في كل سفر، وأما ما يُروى عنه من التحديد باليوم، أو
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/126)
اليومين، أو الثلاثة، فلم يصح عنه منها شيء البتة، واللّه أعلم).
وقال شيخ الإسلام ابن تيمية: (كل اسم ليس له حد في اللغة ولا في الشرع , فالمرجع فيه إلى العرف , فما كان سفراً في عرف الناس , فهو السفر الذي علق به الشارع الحكم).
وقد اختلف العلماء في المسافة التي تقصر فيها الصلاة اختلافاً كثيراً جداً , على نحو عشرين قولاً , وما ذكرناه عن ابن تيمية وابن القيم أقربها إلى الصواب , وأليق بيسر الإسلام فإن تكليف الناس بالقصر في سفر محدود بيوم أو بثلاثة أيام وغيرها من التحديدات , يستلزم تكليفهم بمعرفة مسافات الطرق التي قد يطرقونها , وهذ مما لا يستطيعه أكثر الناس , لا سيما إذا كانت مما لم تطرق من قبل.
وفي الحديث فائدة أخرى , وهي أن القصر مبدؤه من بعد الخروج من البلدة , وهو مذهب الجمهور من العلماء كما في نيل الأوطار قال: (وذهب بعض الكوفيين إلى أنه إذا أراد?السفر يصلي ركعتين ولو كان في منزله ومنهم من قال إذا ركب قصر إن شاء. ورجح ابن?المنذر الأول بأنهم اتفقوا على أنه يقصر إذا فارق البيوت واختلفوا فيما قبل ذلك?فعليه الإتمام على أصل ما كان عليه حتى يثبت أن له القصر) , قال: (ولا أعلم أن النبي?صلى اللَّه عليه وآله وسلم قصر في سفر من أسفاره إلا بعد خروجه من المدينة). ?
قلت: والأحاديث في هذا المعنى كثيرة , وقد خرجت طائفة منها في الإرواء من حديث أنس وأبي هريرة وابن عباس وغيرهم.
جمع التقديم
164 - (كَانَ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةِ تَبُوكَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ زَيْغِ الشَّمْسِ أَخَّرَ الظُّهْرَ إِلَى أَنْ يَجْمَعَهَا إِلَى الْعَصْرِ فَيُصَلِّيَهُمَا جَمِيعًا وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ عَجَّلَ الْعَصْرَ إِلَى الظُّهْرِ وَصَلَّى الظُّهْرَ وَالْعَصْرَ جَمِيعًا ثُمَّ سَارَ وَكَانَ إِذَا ارْتَحَلَ قَبْلَ الْمَغْرِبِ أَخَّرَ الْمَغْرِبَ حَتَّى يُصَلِّيَهَا مَعَ الْعِشَاءِ وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ الْمَغْرِبِ عَجَّلَ الْعِشَاءَ فَصَلَّاهَا مَعَ الْمَغْرِبِ).
فقه الحديث:
فيه مسائل:
1 - جواز الجمع بين الصلاتين في السفر , ولو في غير عرفة ومزدلفة , وهو مذهب جمهور العلماء , خلافاً للحنفية , وقد تأولوه بالجمع الصوري , أي: بتأخير الظهر إلى قرب وقت العصر , وكذا المغرب مع العشاء , وقد رد عليهم الجمهور من وجوه:
أولاً: أنه خلاف الظاهر من الجمع.
ثانياً: أن الغرض من مشروعيته التيسير ورفع الحرج كما صرحت بذلك رواية مسلم , ومراعاة الجمع الصوري فيه من الحرج ما لا يخفي.
ثالثاً: أن في بعض أحاديث الجمع ما يبطل دعواهم , كحديث أنس بن مالك بلفظ (أَخَّرَ الظُّهْرَ حَتَّى يَدْخُلَ أَوَّلُ وَقْتِ الْعَصْرِ ثُمَّ يَجْمَعُ بَيْنَهُمَا) رواه مسلم وغيره.
رابعاً: ويبطله أيضاً جمع التقديم الذي صرح به حديث معاذ هذا: (وَإِذَا ارْتَحَلَ بَعْدَ زَيْغِ الشَّمْسِ عَجَّلَ الْعَصْرَ إِلَى الظُّهْرِ) , والأحاديث بهذا المعنى كثيرة كما سبقت الإشارة إلى ذلك.
2 - وأن الجمع كما يجوز تأخيراً يجوز تقديماً , وبه قال الإمام الشافعي في الأم , وكذا أحمد وإسحاق , كما قال الترمذي.
3 - وأنه يجوز الجمع في حال نزوله كما يجوز إذا جد به السير , قال الإمام الشافعي في الأم بعد أن روى الحديث من طريق مالك: (وهذا وهو نازل غير سائر لأن قوله: [دخل .... ثم خرج] , لا يكون إلا وهو نازل , فللمسافر أن يجمع نازلاً وسائراً.
قلت: فلا يلتفت بعد هذا النص إلى قول ابن القيم رحمه الله في الزاد: (ولم يكن من هديه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الجمع راكباً في سفره كما يفعله كثير من الناس , ولا الجمع حال نزوله أيضاً).
وقد اغتر بكلامه هذا بعض إخواننا السلفيين في بعض الأقطار , فلذلك وجب التنبيه عليه.
ومن الغريب أن يخفى مثل هذا النص على ابن القيم رحمه الله مع وروده في الموطأ , وصحيح مسلم , وغيرهما من الأصول التي ذكرنا , ولكن لعل الغرابة تزول إذا تذكرنا أنه الف الكتاب الزاد في حال بعده عن الكتب وهو مسافر , وهذا هو السبب في وجود كثير من الأخطاء الأخرى فيه , وقد بينت ما ظهر لي منها في التعليقات الجياد على زاد المعاد).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/127)
ومما يحمل على الاستغراب أيضاً أن شيخه شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله صرح في بعض كتبه بخلاف ما قال ابن القيم رحمه الله , فكيف خفي عليه ذلك وهو أعرف الناس به وبأقواله؟.
قال شيخ الإسلام في مجموعة الرسائل والمسائل بعد أن ساق الحديث: (الجمع على ثلاث درجات: أما إذا كان سائراً في وقت الأولى: فإنما ينزل في وقت الثانية. فهذا هو الجمع الذي ثبت في الصحيحين من حديث أنس وابن عمر، وهو نظير جمع مزدلفة. وأما إذا كان وقت الثانية سائراً أو راكباً، فجمع في وقت الأولى، فهذا نظير الجمع بعرفة، وقد روى ذلك في السنن [يعني حديث معاذ هذا] , وأما إذا كان نازلا في وقتهما جميعاً نزولا مستمرا، فهذا ما علمت روى ما يستدل به عليه إلا حديث معاذ هذا. فإن ظاهره أنه كان نازلاً في خيمة في السفر، وأنه أخر الظهر ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعاً، ثم دخل إلى بيته، ثم خرج فصلى المغرب والعشاء جميعاً. فإن الدخول والخروج إنما يكون في المنزل. وأما السائر فلا يقال: دخل وخرج، بل نزل وركب. وتبوك هي آخر غزوات النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يسافر بعدها إلا حجة الوداع. وما نقل أنه جمع فيها إلا بعرفة ومزدلفة، وأما بمنى فلم ينقل أحد أنه جمع هناك؛ بل نقلوا أنه كان يقصر الصلاة هناك، وهذا دليل على أنه كان يجمع أحياناً في السفر وأحياناً لا يجمع ـ وهو الأغلب على أسفاره ـ: أنه لم يكن يجمع بينهما.
وهذا يبين أن الجمع ليس من سنة السفر، كالقصر بل يفعل للحاجة، سواء كان في السفر أو الحضر، فإنه قد جمع ـ أيضاً ـ في الحضر لئلا يحرج أمته. فالمسافر إذا احتاج إلى الجمع جمع، سواء كان ذلك لسيره وقت الثانية، أو وقت الأولى وشق النزول عليه، أو كان مع نزوله لحاجة أخري، مثل أن يحتاج إلى النوم والاستراحة وقت الظهر، ووقت العشاء، فينزل وقت الظهر وهو تعبان، سهران، جائع، محتاج إلى راحة وأكل ونوم، فيؤخر الظهر إلى وقت العصر ثم يحتاج أن يقدم العشاء مع المغرب وينام بعد ذلك ليستيقظ نصف الليل لسفره، فهذا ونحوه يباح له الجمع.
وأما النازل أياماً في قرية أو مصر ـ وهو في ذلك المصر ـ فهذا ـ وإن كان يقصر لأنه مسافر ـ فلا يجمع، كما أنه لا يصلي على الراحلة ولا يصلي بالتيمم، ولا يأكل الميتة. فهذه الأمور أبيحت للحاجة، ولا حاجة به إلى ذلك، بخلاف القصر فإنه سنة صلاة السفر.
مشروعية التكبير جهراً في الطريق إلى المصلى يوم العيد
171 - (كان صلى الله عليه وسلم يخرج يوم الفطر فيكبر حتى يأتي المصلى، وحتى يقضي الصلاة، فإذا قضى الصلاة؛ قطع التكبير).
وفي هذا الحديث دليل على مشروعية ما جرى عليه عمل المسلمين من التكبير جهراً في الطريق إلى المصلى , وإن كان كثير منهم بدؤوا يتساهلون بهذه السنة , حتى كادت أن تصبح في خبر كان , وذلك لضعف الوازع الديني منهم , وخجلهم من الصدع بالسنة والجهر بها , ومن المؤسف أن فيهم من يتولى إرشاد الناس وتعليمهم , فكأن الإرشاد عندهم محصور بتعليم الناس ما يعلمون , وأما ما هم بأمس الحاجة إلى معرفته , فذلك مما لا يلتفتون إليه , بل يعتبرون البحث فيه والتذكر به قولاً وعملاً من الأمور التافهة التي لا يحسن العناية بها عملاً وتعليماً , فإن لله وإنا إليه راجعون.
ومما يحسن التذكير به بهذه المناسبة: أن الجهر بالتكبير هنا لا يشرع فيه الاجتماع عليه بصوت واحد كما يفعله البعض , وكذلك كل ذكر يشرع فيه رفع الصوت أو لا يشرع ’ فلا يشرع فيه الاجتماع المذكور , ومثله الأذان من الجماعة المعروف في دمشق (بأذان الجوق) , وكثيراً ما يكون هذا الاجتماع سبباً لقطع الكلمة أو الجملة في مكان لا يجوز الوقف عنده , مثل: (لا إله) في تهليل فرض الصبح والمغرب كما سمعنا ذلك مراراً.
فلنكن في حذر من ذلك , ولنذكر دائماً قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (وخير الهدي هدي محمد).
الصلاة قبل اصفرار الشمس
200 - (نَهَى عَنْ الصَّلَاةِ بَعْدَ الْعَصْرِ إِلَّا وَالشَّمْسُ مُرْتَفِعَةٌ).
رواه أبوداود , والنسائي , و أبويعلى , وابن حبان , وابن الجارود , والبيهقي , والطيالسي , وأحمد , والمحاملي , والضياء: عن هلال بن يساف عن وهب بن الأجدع عن علي رضي الله عنه مرفوعاً.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/128)
قال ابن حزم: (وهب بن الأجدع تابع ثقة مشهور , وسائر الرواة أشهر من أن يسأل عنهم , وهذه زيادة عدل لا يجوز تركها). وصرح ابن حزم في مكان آخر بصحة هذا عن علي رضي الله عنه ولا شك في ذلك , أما البيهقي فقد حاد عن الجادة حين قال: (ووهب أبن الأجدع ليس من شرطهما).
قلت: وهل من شرط صحة الحديث أن يكون علي شرط الشيخين؟ أو ليس قد صححا أحاديث كثيرة خارج كتابيهما وليست علي شرطهما؟ ثم قال: (وهذا حديث واحد وما مضى في النهي عنهما ممتد إلي غروب الشمس حديث عدد؟ فهو أولى أن يكون محفوظاً).
قلت: كلاهما محفوظ وإن كان ما رواه العدد أقوى , ولكن ليس من أصول أهل العلم رد الحديث القوي لمجرد مخالفته ظاهرة لما هو أقوى منه مع إمكان الجمع بينهما , وهو كذلك هنا فإن هذا الحديث مقيد للأحاديث التي أشار إليها البيهقي كقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (و َلَا صَلَاةَ بَعْدَ الْعَصْرِ حَتَّى تَغْرُبَ الشَّمْسُ) متفق عليه.
فهذا مطلق يقيده حديث علي رضي الله عنه وإلى هذا أشار ابن حزم بقوله المتقدم: (وهذه زيادة عدل لا يجوز تركها).
ثم قال البيهقي: (وقد روي عن على رضي الله عنه ما يخالف هذا , وروي ما يوافقه) , ثم ساق حديث سفيان قال أخبرني أبواسحاق عن عاصم بن ضمرة عن علي رضي الله عنه قال: (كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصلي ركعتين في دبر كل صلاة مكتوبة إلا الفجر والعصر).
قلت: وهذا لا يخالف الحديث الأول إطلاقاً , لأنه إنما ينفي أن يكون النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلي ركعتين بعد صلاة العصر , والحديث الأول لا يثبت ذلك حتى يعارض بهذا , وغاية ما فيه أنه يدل على جواز الصلاة بعد العصر إلى ما قبل اصفرار الشمس , وليس يلزم أن يفعل النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كل ما أثبت جوازه بالدليل الشرعي كما هو ظاهر.
نعم , قد ثبت عن أم سلمة وعائشة رضي الله عنهما أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى ركعتين سنة الظهر البعدية بعد صلاة العصر , وقالت عائشة: أنه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ داوم عليها بعد ذلك , فهذا يعارض حديث علي الثاني , والجمع بينهما سهل , فكل حدث بما علم , ومن علم حجة على من لم يعلم , ويظهر أن علياً رضي الله عنه علم فيما بعد من بعض الصحابة ما نفاه في هذا الحديث , فقد ثبت عنه صلاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد العصر.
وذلك قول البيهقي: (وأما الذي يوافقه ففيما أخبرنا ... ).
ثم ساق من طريق شعبة عن أبي إسحاق عن عاصم بن ضمرة قال: (كنا مع علي رضي الله عنه في سفر , فصلي بنا العصر ركعتين , ثم دخل فسطاطه وأنا أنظر , فصلى ركعتين).
ففي هذا أن علياً رضي الله عنه عمل بما دل عليه حديثه الأول من الجواز.
وروى أبن حزم عن بلال مؤذن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (لم ينه عن الصلاة , إلا عند غروب الشمس).
قلت: وأسناده صحيح , وهو شاهد قوي لحديث علي رضي الله عنه.
وأما الركعتان بعد العصر , فقد روى ابن حزم القول بمشروعيتهما عن جماعة من الصحابة , فمن شاء فليرجع إليه.
وما دل عليه الحديث من جواز الصلاة ولو نفلاً بعد صلاة العصر وقبل اصفرار الشمس هو الذي ينبغي الاعتماد عليه في هذه المسألة التي كثرت الأقوال فيها , وهو الذي ذهب إليه ابن حزم تبعاً لابن عمر رضي الله عنه كما ذكره الحافظ العراقي وغيره , فلا تكن ممن تغره الكثرة , إذا كانت على خلاف السنة.
ثم وجدت للحديث طريقاً أخرى عن علي رضي الله عنه بلفظ: (لا تصلوا بعد العصر , إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة) , أخرجه ألامام أحمد واسناده جيد.
جواز الركوع دون الصف ثم المشي إليه
229 - (إذا دخل أحدكم المسجد والناس ركوع؛ فليركع حين يدخل، ثم يدب راكعا حتى يدخل في الصف؛ فإن ذلك السنة).
ومما يشهد لصحته عمل الصحابة به من بعد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , منهم أبوبكر الصديق , وزيد بن ثابت , وعبدالله بن مسعود , وعبدالله بن الزبير.
1 - روى البيهقي عن أبي بكر بن عبدالرحمن بن الحارث بن هشام: أن أبابكر الصديق وزيد بن ثابت دخلا المسجد والإمام راكع , فركعا , ثم دبا وهما راكعان حتى لحقا بالصف.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/129)
2 - عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف أنه رأى زيد بن ثابت دخل المسجد والإمام راكع , فمشى حتى أمكنه أن يصل الصف وهو راكع , كبر فركع , ثم دب وهو راكع حتى وصل الصف.
3 - عن زيد بن وهب قال: خرجت مع عبدالله – يعني ابن مسعود – من داره إلى المسجد , فلما توسطنا المسجد , ركع الإمام , فكبر عبدالله وركع وركعت معه , ثم مشينا راكعين حتى انتهينا إلى الصف حين رفع القوم رؤوسهم , فلما قضى الإمام الصلاة , قمت وأنا أرى أني لم أدرك , فأخذ عبدالله بيدي وأجلسني , ثم قال: أنك قد أدركت.
4 - عن عثمان بن الأسود قال: دخلت أنا وعبدالله بن تميم المسجد , فركع الإمام , فركعت أنا وهو ومشينا راكعين حتى دخلنا الصف , فلما قضينا الصلاة , قال لي عمرو: الذي صنعت آنفاَ ممن سمعته؟ قلت من مجاهد , قال: قد رأيت ابن الزبير فعله.
والآثار في ذلك كثيرة , فمن شاء الزيادة , فليراجع المصنفين.
وهذه الآثار تدل على شيء آخر غير ما دل الحديث عليه , وهو أن من أدرك الركوع من الإمام , فقد أدرك الركعة , وقد ثبت ذلك من قول ابن مسعود وابن عمر بإسنادين صحيحين عنهما , وقد خرجتهما في إرواء الغليل , وفيه حديث حسن مرفوع عن أبي هريرة خرجته أيضاً هناك , فلا تغتر بنشرة تخالفه.
وأما ما رواه البخاري في جزء القراءة عن معقل بن مالك قال: ثنا أبو عوانة عن محمد بن إسحاق عن عبدالرحمن الأعرج عن أبي هريرة رضي الله عنه قال (إذا أدركت القوم ركوعاً , لم تعتد بتلك الركعة) , فإنه مع مخالفته لتلك الآثار ضعيف الإسناد , من أجل معقل هذا فأنه لم يوثقه غير أبن حبان.
نعم رواه البخاري من طريق أخرى عن ابن إسحاق قال: حدثني الأعرج به لكنه بلفظ: (لا يجزيك إلا أن تدرك الإمام قائماً) , وهذا إسناد حسن , وهذا لا يخالف الآثار المتقدمة , بل يوافقها في الظاهر , إلا أنه يشترط إدراك الإمام قائماً , وهذا من عند أبي هريرة , ولا نرى له وجهاً , والذين خالفوه أفقه منه وأكثر , ورضي الله عنهم جميعاً.
فإن قيل: هناك حديث آخر صحيح يخالف بظاهره هذا الحديث وهو:
230 - (زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا وَلَا تَعُدْ).
رواه أبوداود , والطحاوي , وأحمد , والبيهقي , وابن حزم من حديث أَبَي بَكْرَةَ: أنه جَاءَ وَرَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاكِعٌ فَرَكَعَ دُونَ الصَّفِّ ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّفِّ فَلَمَّا قَضَى النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَلَاتَهُ قَالَ أَيُّكُمْ الَّذِي رَكَعَ دُونَ الصَّفِّ ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّفِّ فَقَالَ أَبُو بَكْرَةَ أَنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فذكره).
والقصد من ذكره هنا أن ظاهره يدل على أنه لا يجوز الركوع دون الصف ثم المشي إليه , على خلاف ما دل عليه الحديث السابق , فكيف التوفيق بينهما؟
فأقول: إن هذا الحديث لا يدل على ما ذكر إلا بطريق الاستنباط لا النص , فإن قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا تعد) , يحتمل أنه نهاه عن كل ما ثبت أنه فعله في هذه الحادثة , وقد تبين لنا بعد التتبع أنها تتضمن ثلاثة أمور:
الأول: اعتداده بالركعة التي إنما أدرك منها ركوعها فقط.
الثاني: إسراعه في المشي , كما في رواية لآحمد من طريق أخرى عن أَبِي بَكْرَةَ أنه: جَاءَ وَالنَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ رَاكِعٌ فَسَمِعَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صَوْتَ نَعْلِ أَبِي بَكْرَةَ وَهُوَ يَحْضُرُ [أي يعدو] يُرِيدُ أَنْ يُدْرِكَ الرَّكْعَةَ فَلَمَّا انْصَرَفَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ مَنْ السَّاعِي قَالَ أَبُو بَكْرَةَ أَنَا قَالَ: (فذكره) , وأسناده حسن في المتابعات , وقد رواه أبن السكن في صحيحه نحوه , وفيه قوله: (ان انطلقت أسعى ... ) , وأن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: (من الساعي ... )، ويشهد لهذه الرواية رواية الطحاوي من الطريق الأول بلفظ (جئت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ راكع , وقد حفزني النفس , فركعت دون الصف ... ) الحديث وأسناده صحيح , فإن قوله: (حفزني النفس) , معناه: اشتد، من الحفز وهو الحث والإعجال , وذلك كناية عن العدو.
الثالث: ركوعه دون الصف , ثم مشيه إليه.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/130)
وإذا تبين لنا ما سبق , فهل قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا تعد) نهي عن الأمور الثلاثة جميعها أم عن بعضها؟ ذلك ما أريد البحث فيه وتحقيق الكلام عليه فأقول:
أما الأمر الأول , فالظاهر أنه لا يدخل في النهي , لانه لو كان نهاه عنه , لأمره بإعادة الصلاة , لكونها خداجاً ناقصة الركعة , فإذا لم يأمره بذلك , دل على صحتها , وعلى عدم شمول النهي الاعتداد بالركعة بإدرك ركوعها.
وقول الصنعاني في سبل السلام: (لعله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يأمره لأنه كان جاهلاً للحكم والجهل عذر) فبعيد جداً إذ قد ثبت في الصحيحين من حديث أبي هريرة أمره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ للمسيء صلاته بإعادتها ثلاث مرات , مع أنه كان جاهلاً أيضاً فكيف يأمره بالإعادة وهو لم يفوت ركعة من صلاته , وإنما الاطمئنان فيها , لا يأمر أبا بكرة بإعادة الصلاة , وقد فوت على نفسه ركعة , لو كانت لا تدرك بالركوع؟ ثم كيف يعقل أن يكون ذلك منهياً , وقد فعله كبار الصحابة , كما تقدم في الحديث الذي قبله؟ فلذلك , فإننا نقطع أن هذا الأمر الأول لا يدخل في قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (لا تعد).
وأما الأمر الثاني , فلا نشك في دخوله في النهي , لما سبق ذكره من الرويات , ولأنه لا معارض له , بل هناك ما يشهد له وهو حديث أبي هريرة مرفوعاً: (إِذَا أَتَيْتُمْ الصَّلَاةَ فَلَا تَأْتُوهَا وَأَنْتُمْ تَسْعَوْنَ وَأْتُوهَا وَعَلَيْكُمْ السَّكِينَةُ والوقار) , متفق عليه.
وأما الأمر الثالث , فهو موضع نظر وتأمل , وذلك لأن ظاهر رواية أبي داود هذه (أَيُّكُمْ الَّذِي رَكَعَ دُونَ الصَّفِّ ثُمَّ مَشَى إِلَى الصَّفِّ) , مع قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ له (لا تعد) , يدل بإطلاقه على أنه قد يشمل هذا الأمر , وإن كان ليس نصاً في ذلك , لاحتمال أنه يعني شيئاً آخر غير هذا مما فعل , وليس يعني نهيه عن كل ما فعل , بدليل أنه لم يعن الأمر الأول كما سبق تقريره , فكذلك يحتمل أنه لم يعن هذا الأمر الثالث أيضاً.
وهذا وإن كان خلاف الظاهر , فإن العلماء كثيراً ما يضطرون لترك ما دل عليه ظاهر النص لمخالفته لنص آخر هو في دلالته نص قاطع , مثل ترك مفهوم النص لمنطوق نص آخر , وترك العام للخاص , ونحو ذلك.
وأنا أرى أن ما نحن فيه الآن من هذا القبيل , فإن ظاهر هذا الحديث من حيث شموله للركوع دون الصف مخالف لخصوص ما دل عليه حديث عبدالله بن الزبير دلالة صريحة قاطعة , وإذا كان الأمر كذلك , فلا بد حينئذ من ترجيح أحد الدليلين على الآخر , ولا يشك عالم أن النص الصريح أرجح عند التعارض من دلالة ظاهر نص ما , لأن هذا دلالته على وجه الاحتمال , بخلاف الذي قبله , وقد ذكروا في وجوه الترجيح بين الأحاديث أن يكون الحكم الذي تضمنه أحد الحديثين منطوقاً به , وما تضمنه الحديث الآخر يكون محتملاً , ومما لا شك فيه أيضاً أن دلالة هذا الحديث في هذه المسألة ليست قاطعة , بل محتملة , بخلاف دلالة حديث ابن الزبير المتقدم , فإن دلالته عليها قاطعة , فكان ذلك من أسباب ترجيحه على هذا الحديث.
وثمة أسباب أخرى تؤكد الترجيح المذكور:
أولاً: خطبة ابن الزبير بحديثه على المنبر في أكبر جمع يخطب عليهم في المسجد الحرام , وإعلانه عليه أن ذلك من السنة دون أن يعارضه أحد.
ثانياً: عمل كبار الصحابة به , كأبي بكر وابن مسعود وزيد بن ثابت – كما تقدم – وغيرهم , فذلك من المرجحات المعروفة في علم الأصول , بخلاف هذا الحديث , فإننا لا نعلم أن أحداً من الصحابة قال بما دل عليه ظاهره في هذه المسألة , فكان ذلك كله دليلاً قوياً على أن دلالته فيها مرجوحة , وأن حديث ابن الزبير هو الراجح في الدلالة عليها , والله أعلم.
وقد قال الصنعاني بعد قول ابن جريج في عقب هذا الحديث: (وقد رأيت عطاء يصنع ذلك).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/131)
قال الصنعاني: (قلت: وكأنه مبني على أن لفظ: [ولاتعد] بضم المثناة الفوقية من الإعادة , أي: زادك الله حرصاً على طلب الخير , ولا تعد صلاتك , فإنها صحيحة , وروي بسكون العين المهملة من العدو , وتؤيده رواية ابن السكن من حديث أبي بكرة [ثم ساقها , وقد سبق نحوها من رواية أحمد , مع الإشارة إلى رواية ابن السكن هذه , ثم قال] والأقرب أن رواية: [ولاتعد] , من العود , أي: لا تعد ساعياً إلى الدخول قبل وصولك الصف , فإنه ليس في الكلام ما يشير بفساد صلاته حتى يفتيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بأن لا يعيدها , بل قوله: [زَادَكَ اللَّهُ حِرْصًا] , يشعر بإجزائها , أو: [لاتعد] , من [العدو]).
قلت: لو صح هذا اللفظ لكانت دلالة الحديث حينئذ خاصة في النهي عن الإسراع , ولما دخل فيه الركوع خارج الصف , ولم يوجد بالتالي أي تعارض بينه وبين حديث ابن الزبير , ولكن الظاهر أن هذا اللفظ لم يثبت فقد وقع في صحيح البخاري وغيره باللفظ المشهور: [لا تعد].
قال الحافظ في الفتح: (ضبطناه في جميع الرويات بفتح أوله وضم العين من العود).
ثم ذكر هذا اللفظ , ولكنه رجح ما في البخاري , فراجعه إن شئت.
ويتلخص مما تقدم أن هذا النهي لا يشمل الاعتداد بالركعة ولا الركوع دون الصف , وإنما هو خاص بالإسراع , لمنافاته للسكينة والوقار , كما تقدم التصريح بذلك من حديث أبي هريرة , وبهذا فسره الإمام الشافعي رحمه الله تعالى: (قوله: [لاتعد] يشبه قوله: [لا تأتوا الصلاة تسعون]).
فإن قيل قد ورد ما يؤيد شمول الحديث للأسراع , ويخالف حديث ابن الزبير صراحة وهو حديث أبي هريرة مرفوعا: (إذا أتى أحدكم الصلاة , فلا يركع دون الصف , حتى يأخذ مكانه من الصف).
قلنا لكنه حديث معلول بعلة خفية , وليس هذا مكان بيانها فراجع سلسلة الأحاديث الضعيفة رقم 981.
ثم أن الحديث ترجم له أبن خزيمة بقوله: (باب الرخصة في ركوع المأموم قبل اتصاله بالصف ودبيبه راكعاً حتي يتصل بالصف في ركوعه).
ثم وجدت ما يؤيد هذه الترجمة من قول راوي الحديث نفسه , أبي بكرة الثقفي رضي الله عنه , كما يؤكد أن النهي فيه: [لاتعد] , لا يعني الركوع دون الصف , والمشي إليه , ولا يشمل الاعتداد بالركعة , فقد روى علي بن حجر في حديثه , حدثنا إسماعيل بن جعفر المدني: حدثنا حميد , عن القاسم بن ربيعة , عن أبي بكرة – رجل كانت له صحبة – أنه (كان يخرج من بيته فيجد الناس قد ركعوا , فيركع معهم , ثم يدرج راكعاً حتى يدخل في الصف و ثم يعتد بها) , قلت وهذا إسناد صحيح , وفيه حجة قوية أن المقصود بالنهي إنما هو الإسراع في المشي , لأن راوي الحديث أدرى بمرويه من غيره , ولا سيما إذا كان هو المخاطب بالنهي , فخذها , فإنها عزيزة قد لا تجدها في المطولات من كتب الحديث والتخريج وبالله التوفيق.
سنة الجمعة والمغرب القبليتان
232 - (ما من صلاة مفروضة إلا وبين يديها ركعتان).
أخرجه عباس الترقفي , وابن نصر , والروياني , وابن حبان , والطبراني , وابن عدي , والدارقطني , من طريقين عن ثابت بن عجلان عن سليم بن عامر عن عبدالله بن الزبير مرفوعاً.
وقد استدل بالحديث بعض المتأخرين على مشروعية صلاة سنة الجمعة القبلية , وهو استدلال باطل , لأنه قد ثبت في البخاري وغيره أنه لم يكن في عهد النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يوم الجمعة سوى الأذان الأول والإقامة , وبينهما الخطبة , كما فصلته في رسالتي الأجوبة النافعة , ولذلك قال البوصيري في الزوائد وقد ذكر حديث عبدالله هذا , وأنه أحسن ما يستدل به لسنة الجمعة المزعومة قال: (وهذا متعذر في صلاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لأنه كان بين الأذان والإقامة الخطبة , فلا صلاة حينئذ بينهما).
وكل ما ورد من الأحاديث في صلاته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ سنة الجمعة القبلية لا يصح منها شئ البتة , وبعضها أشد ضعفاً من بعض , كما بينه الزيلعي في نصب الراية , وابن حجر في الفتح , وغيرهما , وتكلمت على بعضها في الرسالة المشار إليها , وفي سلسلة الأحاديث الضعيفة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/132)
والحق أن الحديث إنما يدل على مشروعية الصلاة بين يدي كل صلاة مكتوبة ثبت أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان يفعل ذلك أو أمر به أو أقره , كصلاة المغرب , فقد صح فيها الأمر والإقرار , وفي ثبوت فعله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ نظر , كما يأتي.
أما الأمر , فهو في حديث صريح من رواية عبدالله المزني: أن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلى قبل المغرب ركعتين , ثم قال:
233 - (صلوا قبل المغرب ركعتين. ثم قال في الثالثة: لمن شاء؛ خاف أن يحسبها الناس سنة).
أخرجه ابن نصر في قيام الليل: حدثني عبدالوارث بن عبدالصمد بن عبدالوارث بن سعيد: ثني أبي: ثنا حسين عن ابن بريدة أن عبدالله بن مغفل المزني رضي الله عنه حدثه به.
فهذا الحديث صحيح دون الفعل , فهو شاذ كما كنت حققته في الضعيفة , ثم في تمام المنة.
وفي هذا الحديث دليل على أن أمر النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على الوجوب حتى يقوم دليل الإباحة , وكذلك نهيه على التحريم إلا ما يعرف إباحته , كذا في شرح السنة للبغوي.
ومعنى قوله: قبل المغرب , أي صلاة المغرب بعد غروب الشمس , فهو في ذلك كالحديث الذي قبله , وبهذا ترجم له ابن حبان , وبه عمل كبار الأصحاب الكرام , كما في الحديث التالي.
وأما تقريره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهاتين الركعتين , فهو في الحديث الآتي:
234 - (كان المؤذن يؤذن على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم لصلاة المغرب، فيبتدر لباب أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم السواري؛ يصلون الركعتين قبل المغرب، حتى يخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم يصلون، [فيجيء الغريب فيحسب أن الصلاة قد صليت من كثرة من يصليها]، [وكان بين الأذان والإقامة يسيرا]).
وفي هذا الحديث نص صريح على مشروعية الركعتين قبل صلاة المغرب , لتسابق كبار الصحابة عليهما , وإقرار النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لهم على ذلك , ويؤيده عموم الحديثين قبله , وإلى استحبابهما ذهب الإمام أحمد وإسحاق وأصحاب الحديث , ومن خالفهم – كالحنفية وغيرهم – لا حجة لديهم تستحق النظر فيها , سوى ما روى شعبة عن أبي شعيب عن طاوس قال: (سئل ابن عمر عن الركعتين قبل المغرب؟ فقال: ما رأيت أحداً على عهد رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يصليهما) , والقلب لا يطمئن لصحة هذا الأثر عن ابن عمر , وقد أشار الحافظ لتضعيفه , فإن صح فرواية أنس المثبتة مقدمة على نفيه كما قال البيهقي ثم الحافظ وغيرهما.
ويؤيده أن ابن النصر روى (أن رجلاً سأل ابن عمر فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة , قال: من الذين يحافظون على ركعتي الضحي؟ فقال: وأنتم تحافظون على الركعتين قبل المغرب؟ فقال ابن عمر: كنا نحدث أن أبواب السماء تفتح عند كل أذان).
قلت: فهذا نص من ابن عمر على مشروعية الركعتين , على خلاف ما أفاده ذلك الحديث الضعيف عنه , ولكن هذا النص قد حذف المقريزي إسناده كما هو الغالب عليه في كتاب قيام الليل , فلم يتسن لي الحكم عليه بشئ من الصحة أو الضعف.
ومن الطرايف أن يرد بعض المقلدين هذه الدلالات الصريحة على مشروعية الركعتين قبل المغرب , فلا يقول بذلك , ثم يذهب إلى سنية صلاة السنة القبلية يوم الجمعة , ويستدل عليه بحديث ابن الزبير وعبدالله بن مغفل , يستدل بعمومها , مع أن هذا الدليل نفسه يدل أيضاً على ما نفاه من مشروعية الركعتين , مع وجود الفارق الكبير بين المسألتين , فالأولى قد تأيدت بجريان العمل بها في عهده صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وإقراره , وبأمره الخاص بها , بخلاف الأخرى , فإنها لم تتأيد بشئ من ذلك , بل ثبت أنه لم يكن هناك مكان لها يومئذ , فهل من معتبر؟
جواز الصلاة بعد العصر إذا كانت الشمس مرتفعة
314 - (لا تصلوا عند طلوع الشمس، ولا عند غروبها؛ فإنها تطلع وتغرب على قرن شيطان، وصلوا بين ذلك ما شئتم).
وللحديث شاهد من حديث علي مرفوعاً بلفظ: (لا تصلوا بعد العصر , إلا أن تصلوا والشمس مرتفعة) , وإسناده صحيح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/133)
وفي هذين الحديثين دليل على أن ما اشتهر في كتب الفقه من المنع عن الصلاة بعد العصر مطلقاً – ولو كانت الشمس مرتفعة نقية – مخالف لصريح هذين الحديثين , وحجتهم في ذلك الأحاديث المعروفة في النهي عن الصلاة بعد العصر مطلقاً , غير أن الحديثين المذكورين يقيدان تلك الأحاديث , فاعلمه.
الاقتصار على التسليمة الواحدة في الصلاة
316 – (كان يُسَلمُ تسلمية واحدة).
وهذا الحديث من أصح الأحاديث التي وردت في التسلمية الواحدة في الصلاة، وقد ساق البيهقي قسماً منها، ولا تخلو أسانيدها من ضعف، ولكنها في الجملة تشهد لهذا، وقال البيهقي عَقِبَها: (ورُوي عن جماعة من الصحابة رضي الله عنهم أنهم سلموا تسليمة واحدة، وهو من الاختلاف المباح، والاقتصار على الجائز).
وذكر نحوه الترمذي عن الصحابة، ثم قال: (قال الشافعي: إن شاء سلَّم تسليمة واحدة، وإن شاء سلَّم تسليمتين).
قلتُ: التسليمة الواحدة فَرْض لا بدَّ منه؛ لقوله صلى الله عليه وسلم: (. . . وتحليلها التسليم)، والتسليمتان سنة، ويجوز ترك الأخرى أحياناً لهذا الحديث.
ولقد كان هديه صلى الله عليه وسلم في الخروج من الصلاة على وجوه:
الأول: الاقتصار على التسليمة الواحدة؛ كما سبق.
الثاني: أن يقول عن يمينه: "السلام عليكم ورحمة الله"، وعن يساره: "السلام عليكم".
الثالث: مثل الذي قبله إلا أنه يزيد في الثانية أيضاً: "ورحمة الله".
الرابع: مثل الذي قبله إلا أنه يزيد في التسليمة الأولى: "وبركاته".
وكل ذلك ثبت في الأحاديث، وقد ذكرتُ مُخرجيها في "صفة صلاة النبي صلى الله عليه وسلم"، فمن شاء راجعه.
لَا غِرَارَ فِي صَلَاةٍ وَلَا تَسْلِيمٍ
318 – (لَا غِرَارَ فِي صَلَاةٍ وَلَا تَسْلِيمٍ).
أخرجه أبو داود , والحاكم , كلاهما عن الإمام أحمد , والطحاوي من طريق عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ مَهْدِيٍّ عَنْ سُفْيَانَ عَنْ أَبِي مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ عَنْ أَبِي حَازِمٍ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به , زاد أبوداود: (قَالَ أَحْمَدُ يَعْنِي فِيمَا أَرَى أَنْ لَا تُسَلِّمَ وَلَا يُسَلَّمَ عَلَيْكَ وَيُغَرِّرُ الرَّجُلُ بِصَلَاتِهِ فَيَنْصَرِفُ وَهُوَ فِيهَا شَاكٌّ).
ثم روى أحمد عن سفيان قال: (سَمِعْتُ أَبِي يَقُولُ سَأَلْتُ أَبَا عَمْرٍو الشَّيْبَانِيَّ عَنْ قَوْلِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَا إِغْرَارَ فِي الصَّلَاةِ فَقَالَ إِنَّمَا هُوَ لَا غِرَارَ فِي الصَّلَاةِ وَمَعْنَى غِرَارٍ يَقُولُ لَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَهُوَ يَظُنُّ أَنَّهُ قَدْ بَقِيَ عَلَيْهِ مِنْهَا شَيْءٌ حَتَّى يَكُونَ عَلَى الْيَقِينِ وَالْكَمَالِ).
وقال الحاكم: (صحيح على شرط مسلم) , ووفقه الذهبي , وهو كما قالا.
قال ابن الأثير في النهاية: (الغرار: النقصان , وغرار النوم: قلته , ويريد بغرار الصلاة: نقصان هيآتها وأركانها , وغرار التسليم: أن يقول المجيب: وعليك , ولا يقول السلام , وقيل: أراد بالغرار النوم , أي ليس في الصلاة نوم.
والتسليم يروى بالنصب والجر , فمن جره , كان معطوفاً على الصلاة كما تقدم , ومن نصب , كان معطوفاً على الغرار , ويكون المعنى: لا نقص ولا تسليم في صلاة , لأن الكلام في الصلاة بغير كلامها لا يجوز).
قلت: ومن الوضح أن تفسير الإمام أحمد المتقدم , إنما هو على رواية النصب , فإذا صحت هذه الرواية , فلا ينبغي تفسير غرار التسليم بحيث يشمل تسليم غير المصلي على المصلي , كما هو ظاهر كلام الإمام أحمد , وإنما يقتصر فيه على تسليم المصلي على من سلم عليه , فإنهم قد كانوا في أول الأمر يردون السلام في الصلاة , ثم نهاهم رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وعليه يكون هذا الحديث من الأدلة على ذلك.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/134)
وأما حمله على تسليم غير المصلي على المصلي , فليس بصواب , لثبوت تسليم الصحابة على النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في غيرما حديث واحد , دون إنكار منه عليهم , بل أيدهم على ذلك بأن رد السلام عليه بالإشارة , من ذلك حديث ابن عمر رضي الله عنه قال: (خَرَجَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِلَى قُبَاءَ يُصَلِّي فِيهِ قَالَ فَجَاءَتْهُ الْأَنْصَارُ فَسَلَّمُوا عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي قَالَ فَقُلْتُ لِبِلَالٍ كَيْفَ رَأَيْتَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَرُدُّ عَلَيْهِمْ حِينَ كَانُوا يُسَلِّمُونَ عَلَيْهِ وَهُوَ يُصَلِّي قَالَ يَقُولُ هَكَذَا وَبَسَطَ كَفَّهُ وَبَسَطَ جَعْفَرُ بْنُ عَوْنٍ كَفَّهُ وَجَعَلَ بَطْنَهُ أَسْفَلَ وَجَعَلَ ظَهْرَهُ إِلَى فَوْقٍ) , أخرجه أبوداود وغيره وهو حديث صحيح.
وقد احتج به الإمام أحمد نفسه , وذهب إلى العمل به , فقال إسحاق بن منصور المروزي في المسائل: (قلت: تسلم على القوم وهم في الصلاة؟ قال نعم , فذكر قصة بلال حين سأله ابن عمر: كيف كان يرد؟ قال: كان يشير).
تارك الصلاة فاسق لا تقبل له شهادة ويخشى عليه سوء الخاتمة
333 - (إن للإسلام صوى ومنارا كمنار الطريق؛ منها أن تؤمن بالله ولا تشرك به شيئا، وإقام الصلاة، وايتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وأن تسلم على أهلك إذا دخلت عليهم، وأن تسلم على القوم إذا مررت بهم فمن ترك من ذلك شيئا؛ فقد ترك سهما من الإسلام، ومن تركهن [كلهن]، فقد ولى الإسلام ظهره).
الصوى: جمع صوة , وهي أعلام من حجارة منصوبة في الفيافي والمفازة المجهولة , يستدل بها على الطريق وعلى طرفيها , أراد أن للإسلام طرائق وأعلاماً يهتدى بها.
كذا في لسان العرب , عن أبي عمرو بن العلاء.
وقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بعد أن ذكر بعد الإيمان أسهما من الإسلام كالصلاة والزكاة: (فمن ترك من ذلك شيئا؛ فقد ترك سهما من الإسلام، ومن تركهن كلهن، فقد ولى الإسلام ظهره).
أقول: فهذا نص صريح في أن المسلم لا يخرج من الإسلام بترك شئ من أسهمه ومنها الصلاة , فحسب التارك أنه فاسق لا تقبل له شهادة , ويخشى عليه سوء الخاتمة , وقد تقدم في بحث مفصل في حكم تارك الصلاة , وهو من الأدلة القاطعة على ما ذكرنا , ولذلك حاول بعضهم أن يتنصل من دلالته بمحاولة تضعيفه , وهيهات فحديث صحيح بالحجة والبرهان.
النهي عن الصلاة بين السواري
335 – (كُنَّا نُنْهَى أَنْ نَصُفَّ بَيْنَ السَّوَارِي عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَنُطْرَدُ عَنْهَا طَرْدًا).
قلت: وهذا الحديث نص صريح في ترك الصف بين السواري، وأن الواجب أن يتقدم أو يتأخر، إلا عند الاضطرار؛ كما وقع لهم.
وقد روى ابن القاسم في " المدونة " (1/ 106)، والبيهقي (3/ 104) من
طريق أبي إسحاق عن معدي كرب عن ابن مسعود أنه قال: (لا تصفوا بين السواري).
وقال البيهقي: (وهذا ـ والله أعلم ـ لأن الاسطوانة تحول بينهم وبين وصل الصف).
وقال مالك: (لا بأس بالصفوف بين الأساطين إذا ضاق المسجد).
وفي " المغني " لابن قدامة (2/ 220): (لا يكره للإمام أن يقف بين السواري، ويكره للمأمومين؛ لأنها تقطع صفوفهم، وكرهه ابن مسعود والنخعي، وروي عن حذيفة وابن عباس، ورخص فيه ابن سيرين ومالك وأصحاب الرأي وابن المنذر؛ لأنه لا دليل على المنع، ولنا ما روي عن معاوية ابن قرة. . . ولأنها تقطع الصف، فإن كان الصف صغيراً قدر ما بين الساريتين؛ لم يكره؛ لأنه لا ينقطع بها).
وفي "فتح الباري" (1/ 477): (قال المحب الطبري: كره قوم الصف بين السواري للنهي الوارد في ذلك، ومحل الكراهة عند عدم الضيق، والحكمة فيه إما لانقطاع الصف، أو لأنه موضع النعال.انتهى. وقال القرطبي: روي في سبب كراهة ذلك أنه مصلى الجن المؤمنين).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/135)
قلت: وفي حكم السارية المنبر الطويل ذو الدرجات الكثيرة، فإنه يقطع الصف الأول، وتارة الثاني أيضاً؛ قال الغزالي في " الإحياء " (2/ 139): (إن المنبر يقطع بعض الصفوف، وإنما الصف الأول الواحد المتصل الذي في فناء المنبر، وما على طرفيه مقطوع، وكان الثوري يقول: الصف الأول، هو الخارج بين يدي المنبر، وهو متجه؛ لأنه متصل، ولأن الجالس فيه يقابل الخطيب ويسمع منه).
قلت: وإنما يقطع المنبر الصف إذا كان مخالفاً لمنبر النبي صلى الله عليه وسلم، فإنه كان له ثلاث درجات، فلا ينقطع الصف بمثله، لأن الإمام يقف بجانب الدرجة الدنيا منها، فكان من شؤم مخالفة السنة في المنبر الوقوع في النهي الذي في هذا الحديث.
ومثل ذلك في قطع الصف المدافىء التي توضع في بعض المساجد وضعاً يترتب منه قطع الصف؛ دون أن ينتبه لهذا المحذور إمام المسجد أو أحد من المصلين فيه؛ لِبُعْد الناس أولاً عن التفقه في الدين، وثانياً لعدم مبالاتهم بالابتعاد عما نهى عنه الشارع وكرهه.
وينبغي أن يُعلَم أن كل من سعى إلى وضع منبر طويل قاطع للصفوف، أو يضع المدفئة التي تقطع الصف؛ فإنه يخشى أن يلحقه نصيب وافر من قول الرسول صلى الله عليه وسلم: (. . . ومن قطع صفاً قطعه الله)، أخرجه أبو داود بسند صحيح؛ كما بينته في صحيح أبي داود (رقم 672))
مشروعية الإقعاء
383 - (من السنة في الصلاة أن تضع أليتيك على عقبيك بين السجدتين).
أخرجه الطبراني: حدثنا أحمد بن النضر العسكري: حدثنا عبدالرحمن بن عبيدالله الحلبي: نا سفيان بن عيينة عن عبدالكريم عن طاوس عن ابن عباس رضي الله عنه قال: (فذكره).
وأخرج الطبراني عن ابن جريج: أخبرني أبو الزبير أنه سمع طاوساً يقول: (قلت لابن عباس في الإقعاء على القدمين؟ قال: هي السنة , فقلت إنا لنراه جفاء بالرجل , قال هي سنة نبيك) , وقد أخرجه مسلم وأبوعوانة , والبيهقي من طريق أخرى عن ابن جريج به.
وهذا سند صحيح.
وله طريق أخرى عن ابن عباس رضي الله عنه يرويه ابن إسحاق قال: حدثني – عن انتصاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على عقبيه وصدر قدميه بين السجدتين إذا صلى – عبدالله بن أبي نجيح المكي عن مجاهد بن جبر أبي الحجاج قال: سمعت عبدالله بن عباس يذكره. قال: فقلت له: يا أباالعباس , والله إن كنا لنعد هذا جفاء ممن صنعه , قال: فقال " إنها سنة " أخرجه البيهقي.
قلت وإسناده حسن.
ثم روى بإسناد آخر صحيح عن أبي زهير معاوية بن حديج قال: (رأيت طاوساً يقعي , فقلت: رأيتك تقعي , قال: ما رأيتني أقعي , ولكنها الصلاة , رأيت العبادلة الثلاثة يفعلون ذلك: عبدالله بن العباس , وعبدالله بن عمر , وعبدالله بن الزبير , يفعلونه , قال أبو زهير: وقد رأيته يقعي).
قلت: ففي الحديث وهذه الآثار دليل على شرعية الإقعاء المذكور , وأنه سنة يتعبد بها , وليست للعذر كما زعم بعض المتعصبة , وكيف يكون كذلك وهؤلاء العبادلة اتفقوا على الإيتان به في صلاتهم , وتبعهم طاوس التابعي الفقه الجليل , وقال الإمام أحمد في "مسائل المروزي": وأهل مكة يفعلون ذلك.
فكفى بهم سلفاً لمن أراد أن يعمل بهذه السنة ويحييها.
ولا منافاة بينها وبين السنة الأخرى – وهي الافتراش – بل كل سنة , فيفعل تارة هذه , وتارة هذه , اقتداء به صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وحتى لا يضيع عليه شئ من هديه عليه الصلاة والسلام.
النائم عن الصلاة أو الناسي لها لا تسقط عنه الصلاة
396 - (كان في سفره الذي ناموا فيه حتى طلعت الشمس، فقال: إنكم كنتم أمواتا فرد الله إليكم أرواحكم، فمن نام عن صلاة؛ فليصلها إذا اسيقظ، ومن نسي صلاة؛ فليصل إذا ذكر).
وقد جاء معناه هذا الحديث في "الصحيحين" وغيرهما من حديث أنس وغيره من الصحابة , وفي حديثه زيادة: (لا كفارة لها إلا ذلك).
في الحديث دلالة على أن النائم عن الصلاة أو الناسي لها لا تسقط عنه الصلاة , وأنه يجب عليه أن يبادر إلى أدائها فور الاستيقاظ أو التذكر لها.
ودلت زيادة أنس رضي الله على أن ذلك هو الكفارة , وأنه إن لم يفعل فلا يكفره شئ من الأعمال , اللهم إلا التوبة النصوح.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/136)
وفي ذلك كله دليل على أن الصلاة التي تعمد صاحبها إخراجها عن وقتها , فلا يكفرها أن يصليها بعد وقتها , لأنه لا عذر له , والله عز وجل يقول (إِنّ الصّلاَةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مّوْقُوتاً) النساء103 , وليس هو كالذي نام أو نسيها , فهذا معذور بنص الحديث , ولذلك جعل له كفارة أن يصليها إذا تذكرها , ألست ترى أن هذا المعذور نفسه إذا لم يبادر إلى الصلاة حين التذكر , فلا كفارة له بعد ذلك , لأنه أضاع الوقت الذي شرع الله له أن يتدارك فيه الصلاة الفائتة؟
فإذا كان هذا هو شأن المعذور: أنه لا قضاء له بعد فوات الوقت المشروع له , فمن باب أولى أن يكون المتعمد الذي لم يصل الصلاة في وقتها وهو متذكر لها مكلف بها أن لا يكون له كفارة , وهذا فقه ظاهر لمن تأمله متجرداً عن التأثر بالتقليد ورأي الجمهور.
ومما سبق يتبين خطأ بعض المتأخرين الذين قاسوا المتعمد على الناسي فقالوا: "إذا وجب القضاء على النائم والناسي مع عدم تفريطهما , فوجوبه على العامد المفرط أولى".
مع أن هذا القياس ساقط الاعتبار من أصله , لأنه من باب قياس النقيض على نقيضه , فإن العامد المتذكر ضد الناسي والنائم.
على أن القول بوجوب القضاء على المتعمد ينافي حكمة التوقيت للصلاة الذي هو من شروط صحة الصلاة , فإذا أخل بالشرط , بطل المشروط بداهة.
وقول شيخ الشمال في نشرة له في هذه المسألة: (إن المصلي وجب عليه أمران: الصلاة , وإيقاعها في وقتها , فإن ترك أحد الأمرين , بقي الآخر) , فهذا مما يدل على جهل بالغ في الشرع , فإن الوقت للصلاة ليس فرضاً فحسب , بل وشرط أيضاً , ألا ترى أنه لو صلى قبل الوقت , لم تقبل صلاته باتفاق العلماء.
لكن كلام الشيخ المسكين يدل على أنه قد خرق اتفاقهم بقوله المتقدم , فإنه صريح أنه لو صلى قبل الوقت , فإنه أدى واجباً , وضيع آخر , وهكذا يصدق عليه المثل السائر: "من حفر بئراً لأخيه وقع فيه" فإنه يدندن دائماً حول اتهام أنصار السنة بخرقهم الإجماع أو اتفاق العلماء , فها هو قد خالفهم بقوله المذكور الهزيل , هدانا الله وإياه سواء السبيل.
وبعد فهذه كلمة وجيزة حول هذه المسألة المهمة بمناسبة هذا الحديث الشريف , ومن شاء تفصيل الكلام فيها , فليرجع إلى " كتاب الصلاة " لابن القيم رحمه الله تعالى , فإنه أشبع القول عليها مع التحقيق الدقيق بما لا تجده في كتاب.
واعلم أنه ليس معنى قول أهل العلم المحقيقين – ومنهم العز بن عبدالسلام الشافعي – أنه لا يشرع القضاء على التارك للصلاة عمداً: أنه من باب التهوين لشأن ترك الصلاة , حاشا لله , بل هو على النقيض من ذلك , فإنهم يقولون: إن من خطورة الصلاة وأدائها في وقتها أنه لا يمكن أن يتداركها بعد وقتها إلى الأبد , فلا يكفر ذنب إخراج الصلاة عن وقتها إلا ما يكفر أكبر الذنوب ألا وهو التوبة النصوح.
ولذلك فهم ينصحون من ابتلي بترك الصلاة أن يتوب إلى الله فوراً , وأن يحافظ على أداء الصلاة في أوقاتها مع الجماعة , وأن يكثر من الصلاة النافلة , حتى يعوض بذلك بعض ما فاته من الثواب بتركه للصلاة في الوقت (إِنّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السّيّئَاتِ) هود 114 , وقد دل على ذلك حديث أبي هريرة: (انظروا هل لعبدي من تطوع فتكملوا به فريضته؟) , وهو في "صحيح أبي داود.
مشروعية رفع الإمام صوته بالتأمين
464 - (كان إذا فرغ من قراءة أم القرآن , رفع صوته وقال: آمين).
في الحديث مشروعية رفع الإمام صوته بالتأمين , وبه يقول الشافعي وأحمد وإسحاق وغيرهم من الأئمة , خلافاً للإمام أبي حنيفة وأتباعه , ولا حجة عندهم سوى التمسك بالعمومات القاضية بأن الأصل في الذكر خفض الصوت فيه , وهذا مما لا يفيد في مقابله مثل هذا الحديث الخاص في بابه , كما لا يخفي على أهل العلم الذين أنقذهم الله تبارك وتعالى من الجمود العقلي والتعصب المذهبي.
وأما جهر المتقدين بالتأمين وراء الإمام , فلا نعلم فيه حديثاً مرفوعاً صحيحاً يجب المصير إليه ولذلك بقينا فيه على الأصل الذي سبقت الإشارة إليه , وهذا هو مذهب الإمام الشافعي في "الأم": أن الإمام يجهر بالتأمين دون المأمومين , وهو أوسط المذاهب في المسألة وأعدلها.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/137)
وإني لألاحظ أن الصحابة رضي الله عنهم , لو كانوا يجهرون بالتأمين خلف النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , لنقله وائل بن حجر وغيره ممن نقل جهره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ به , فدل ذلك على أن الإسرار به من المؤتمين هو السنة , فتأمل.
ثم وقفت على ما حملني على ترجيح جهر المؤتمين أيضاً في بحث أودعته في "الضعيفة" , وبه قال الإمام أحمد في رواية ابنه صالح في مسائله , وكفى به قدوة , وهو مذهب الشافعية كما في "مجموع النووي" والله ولي التوفيق.
جواز الإشارة بالإذن بلفظ التسبيح من الرجل وبالتصفيق من المرأة
497 - (إذا استؤذن على الرجل وهو يصلي , فإذنه التسبيح , وإذا استؤذن على المرأة وهي تصلي , فإذنها التصفيق).
وفي الحديث إشارة إلى ضعف الحديث الذي يورده الحنفية بلفظ: (من أشار في صلاته إشارة تفهم عنه , فليعد صلاته) , فإن هذا الحديث الصحيح صريح في جواز الإشارة بالإذن بلفظ التسبيح من الرجل , وبالتصفيق من المرأة , فكيف لا يجوز ذلك بالإشارة باليد أو الرأس؟ ولا سيما وقد جاءت أحاديث كثيرة بجواز ذلك , وقد خرجت بعضها في "صحيح أبي داود" وبينت علة الحديث المذكور في الإشارة المفهمة في الأحاديث الضعيفة , ثم في ضعيف أبي داود.
السنة التكبير ثم السجود
604 - (كان إذا أراد أن يسجد كبر ثم يسجد، وإذا قام من القعدة كبر ثم قام).
والحديث نص صريح في أن السنة التكبير ثم السجود , وأنه يكبر وهو قاعد ثم ينهض , ففيه إبطال لما يفعله بعض المقلدين من مد التكبير من القعود إلى القيام.
وفي معناه ما أخرجه البخاري , وأحمد , عَنْ ابْنِ شِهَابٍ قَالَ أَخْبَرَنِي أَبُو بَكْرِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ بْنِ الْحَارِثِ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ يَقُولُ "كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا قَامَ إِلَى الصَّلَاةِ يُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْكَعُ ثُمَّ يَقُولُ سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ حِينَ يَرْفَعُ صُلْبَهُ مِنْ الرَّكْعَةِ ثُمَّ يَقُولُ وَهُوَ قَائِمٌ رَبَّنَا لَكَ الْحَمْدُ قَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ عَنْ اللَّيْثِ وَلَكَ الْحَمْدُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَهْوِي ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَسْجُدُ ثُمَّ يُكَبِّرُ حِينَ يَرْفَعُ رَأْسَهُ ثُمَّ يَفْعَلُ ذَلِكَ فِي الصَّلَاةِ كُلِّهَا حَتَّى يَقْضِيَهَا وَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنْ الثِّنْتَيْنِ بَعْدَ الْجُلُوسِ" , وهو مخرج في "صحيح أبي داود".
قلت: فقوله (وَيُكَبِّرُ حِينَ يَقُومُ مِنْ الثِّنْتَيْنِ) , أي: عند ابتداء القيام , وبه فسره الحافظ في الفتح , ويؤيد قوله: (ثم يقول: سمع الله لمن حمده حين يرفع صلبه) , فإن هذا لا يمكن تفسيره إلا بذلك , لأنه ورد الاعتدال , وأما قول النووي في " شرح مسلم ": وقوله: " يكبر حين يهوي ساجداً , ثم يكبر " دليل على مقارنة التكبير لهذه الحركات وبسطه عليها , فيبدأ بالتكبير حين يشرع في الانتقال إلى الركوع وغيره حتى يصل حد الراكع ... ويشرع في التكبير للقيام من التشهد الأول حين يشرع في الانتقال , ويمده حتى ينتصب قائماً ".
قال الحافظ عقبه: " ودلالة هذا اللفظ على البسط الذي ذكره غير ظاهرة ".
قلت: وأغرب من ذلك مد بعض الشافعية التكبير حين القيام من السجدة الثانية , وينتصب قائماً فيالركعة الثانية , ويجلس بين ذلك جلسة الاستراحة " وهي سنة " , فتراه يمد التكبير ويمد حتى يكاد ينقطع نفسه قبل الانتصاب , ولا يشك عالم بالسنة أن هذا من البدع.
سنية جهر المقتدين بآمين وراء الإمام
691 - (إن اليهود قوم حسد وإنهم لا يحسدوننا على شيء كما يحسدوننا على السلام وعلى آمين)
أخرجه ابن خزيمة في ((صحيحه)) (1/ 73/2): ثنا ابوبشر الواسطي: نا خالد- يعني: ابن عبدالله –عن سهيل- وهو ابن أبي صالح- عن أبيه عن عائشة قالت:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/138)
((دخل يهودي على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال: السام عليك يا محمد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:وعليك. فقالت عائشة:فهممت أن أتكلم، فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك،فسكت. ثم دخل آخر فقال: السام عليك. فهممت أن أتكلم،فعلمت كراهية النبي صلى الله عليه وسلم لذلك،ثم دخل الثالث فقال.السام عليك.فلم أصبر حتى قلت: وعليك السام وغضب الله ولعنته إخوان القردة والخنازير أتحيون رسول الله بما لم يحيه الله؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:أن الله لا يحب الفحش ولا التفحش، قالوا قولاً فرددنا عليهم، أن اليهود ... )). ورواه ابونعيم أيضا مختصراً عن انس، وهو الآتي بعده.
قلت: وهذا إسناد صحيح، ورجاله كلهم ثقات رجال ((الصحيح))،و ابوبشر الو اسطي اسمه إسحاق بن شاهين،وهو من شيوخ البخاري.
والحديث أخرجه ابن ماجه (1/ 281) من طريق حماد بن سلمة: ثنا سهيل بن أبي صالح به مقتصراً على الجملة المذكورة أعلاه بنحوه. وقال البوصيري في ((الزوائد)):
((هذا إسناد صحيح، احتج مسلم بجميع رواته)).
وللحديث طريق آخى يرويه حصين بن عبدالرحمن عن عمرو بن قيس عن محمد بن الأشعث عن عائشة قالت:
((بينا أنا عند النبي صلى الله عليه وسلم إذ استأذن رجل من اليهود ... )) الحديث بتمامه نحوه وأتم منه: إلا انه لم يذكر الحسد على السلام، ولفظه:
((لا يحسدوننا على شئ كما يحسدوننا على يوم الجمعة التي هدانا الله وضلوا عنها، وعلى القبلة لتي هدانا الله لها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام: آمين)).
أخرجه البخاري في ((التاريخ)) (1/ 1/22)، والبيهقي (2/ 56)،واحمد (6/ 134 - 135).
وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال مسلم، غير محمد بن الأشعث، وقد وثقه ابن حبان، وروى عنه جماعة، وهو تابعي كبير.
وتابعه مجاهد عن محمد بن الأشعث به مختصراً نحو حديث الترجمة.
أخرجه البخاري والبيهقي.
وللترجمة شاهد من حديث أنس بلفظ:
692 - (إن اليهود ليحسدونكم على السلام والتأمين).
أخرجه أبو نعيم في ((أحاديث مشايخ أبي القاسم الأصم)) (35/ 1)، والخطيب في ((التاريخ)) (11/ 43)، والضياء المقدسي في ((المختارة)) (ق45/ 1) من طريق إبراهيم بن إسحاق الحربي: حدثنا أبو ظفر: حدثنا سليمان بن المغيرة عن ثابت عن أنس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال المقدسي:
((أبو ظفر اسمه عبدا لسلام بن مطهر بن حسام بن مصك بن ظالم بن شيطان الأزدي البصري، روى عنه البخاري وأبو داود)).
قلت: وبقية رجال الإسناد ثقات، فهو صحيح.
فائدة: في هذا الحديث والذي قبله إشارة قوية إلي سنية جهر المقتدين بـ ((آمين)) وراء الإمام، لأن الجهر به هو الذي يثير حفيظة اليهود ويحملهم على الحسد، كالجهر بالسلام، كما هو ظاهر. فتأمل.
الفجر فجران
693 - (الفجر فجران فجر يحرم فيه الطعام وتحل فيه الصلاة وفجر تحرم فيه الصلاة ويحل فيه الطعام).
أخرجه ابن خزيمة في (صحيحه)) (1/ 52/2)،وعنه الحاكم (1/ 425)، والبيهقي (1/ 377و457و4/ 216) من طريق أبي احمد الزبيري: ثنا سفيان عن جريج عن عطاء عن ابن عباس أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: فذكره. وقال بن خزيمة:
(("لم" يرفعه في الدنيا غير أبي احمد الزبيري)).
وقال الحاكم:
((صحيح الإسناد))،ووافقه الذهبي، وأعله البيهقي بأن غير أبي الزبير رواه عن سفيان الثوري موقوفا، وقال:
((والموقوف أصح)).
قلت: لأن أبا أحمد الزبيري-واسمه محمد بن عبدالله بن الزبير-مع كونه ثقة ثبتاً، فقد نسبوه إلي الخطأ في روايته عن الثوري، لكن للحديث شواهد كثيرة تدل على صحته، منها عن جابر عند الحاكم (1/ 191) والبيهقي، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي، ومنها عن عبدالرحمن بن عائش وسيأتي برقم (2002).
من فقه الحديث: قال ابن خزيمة:
((في هذا الخبر دلالة على أن الصلاة الفرض لا يجوز أداؤها قبل دخول وقتها)).
قال:
(("فجر يحرم فيه الطعام":يريد على الصائم. (ويحل فيه الصلاة): يريد صلاة الصبح. (وفجر يحرم فيه الصلاة):يريد صلاة الصبح، إذا طلع الفجر الأول يكون بالليل، ولم يرد أنه لا يجوز أن يتطوع بالصلاة بعد الفجر الأول. وقوله: (ويحل فيه الطعام):يريد لمن يريد الصيام)).
قلت: ومن تراجم البيهقي لهذا الحديث قوله ((باب إعادة صلاة من افتتحها قبل طلوع الفجر الآخر)).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/139)
وفيه تنبيه هام إلي وجوب أداء الصلاة بعد طلوع الفجر الصادق، وهذا ما اخل به المؤذنون في كثير من العواصم- منها عمان-فإن الأذان الموحد فيها يرفع قبل الفجر بنحو نصف ساعة بناء على التوقيت الفلكي، وهو ثابت بالمشاهدة وكذلك في كثير من البلاد الأخرى كدمشق والجزائر والمغرب والكويت والمدينة والطائف.والله المستعان.
مشروعية الدعاء في التشهد الأول
878 - (إِذَا قَعَدْتُمْ فِي كُلِّ رَكْعَتَيْنِ فَقُولُوا التَّحِيَّاتُ لِلَّهِ وَالصَّلَوَاتُ وَالطَّيِّبَاتُ السَّلَامُ عَلَيْكَ أَيُّهَا النَّبِيُّ وَرَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ السَّلَامُ عَلَيْنَا وَعَلَى عِبَادِ اللَّهِ الصَّالِحِينَ أَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ. ثم َلْيَتَخَيَّرْ أَحَدُكُمْ مِنْ الدُّعَاءِ أَعْجَبَهُ إِلَيْهِ).
أخرجه النسائي (1/ 174)، وأحمد (1/ 437)، والطبراني في ((المعجم الكبير)) (3/ 55/1) من طريق شعبة قال: أنبأنا ابوأسحاق: أنا أبو الأحوص عن عبدالله قال:
((كنا لا ندري ما نقول في الركعتين؛ غير أن نسبح، ونكبر، ونحمد ربنا، وإن محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم علم فواتح الخير وخواتمه، فقال?)) فذكره.
قلت وهذا إسناد صحيح متصل على شرط مسلم.
وتابعه إبراهيم بن يوسف بن أبي إسحاق: حدثني أبي عن أبي إسحاق: أخبرني أبوالأحوص والأسود بن يزيد وعمرو بن ميمون وأصحاب عبدالله أنهم سمعوه يقول: فذكره.
أخرجه الطبراني: حدثنا عبدالله بن حنبل ومحمد بن عبد الله الحضرمي قالا: نا عبد الله بن محمد بن سالم القزاز: نا إبراهيم.
قلت: وهذا إسناد جيد، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير القزاز هذا قال الحافظ:
((ثقة ربما خالف))
وفي الحديث فائدة هامة؛ وهي مشروعية الدعاء في التشهد الأول، ولم أر من قال به من الأئمة غير ابن حزم، والصواب معه، وإن كان هو استدل بمطلقات يمكن للمخالفين ردها بنصوص أخرى مقيدة، أما هذا الحديث فهو في نفسه نص واضح مفسر لا يقبل التقليد، فرحم الله امرأً أنصف واتبع السنة.
والحديث دليل من عشرات الأدلة على أن الكتب المذهبية قد فاتها غير قليل من هدى خير البرية صلى الله عليه وسلم؛ فهل ما يجمل المتعصبة على الاهتمام بدراسة السنة، والاستنارة بنورها؟ لعل وعسى.
(تنبيه):وأما حديث:
((كان لا يزيد في الركعتين على التشهد)).
فهو منكر كما حققته في ((الضعيفة)) (5816).
كتاب الزكاة
لا زكاة على غير المؤمن
142 – (على المؤمنين في صدقة الثمار _ أو مال العقار _ عشر ما سقت العين وما سقت السماء، وعلى ما يسقى بالغرب نصف العشر).
إنما أوردت هذه الرواية بصورة خاصة , لقوله في صدرها: (على المؤمنين) , ففيه فائدة هامة لا توجد في سائر الروايات , قال البيهقي: (وفيه كالدلالة على أنها لا تؤخذ من أهل الذمة).
قلت: وكيف تؤخذ منهم وهم على شركهم وضلالهم؟ فالزكاة لا تزكيهم وإنما تزكي المؤمن المزكى من دون الشرك كما قال تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ) التوبة103 , فهذه الآية تدل دلالة ظاهرة على أن الزكاة إنما تؤخذ من المؤمنين , لكن الحديث أصرح منها دلالة على ذلك.
وإن من يدرس السيرة النبوية , وتاريخ الخلفاء الراشدين , وغيرهم من خلفاء المسلمين وملوكهم , يعلم يقيناً أنهم لم يكونوا يأخذون الزكاة من غير المسلمين المواطنين , وإنما كانوا يأخذون منهم الجزية كما ينص عليها الكتاب والسنة.
فمن المؤسف أن ينحرف بعض المتفقهة عن سبيل المؤمنين باسم الإصلاح تارة , والعدالة الاجتماعية تارة , فينكروا ما ثبت في الكتاب والسنة , وجرى عليه عمل المسلمين , بطرق من التأويل أشبه ما تكون بتأويلات الباطنيين من جهة , ومن جهة أخرى يثبتون ما لم يكونوا يعرفون , بل ما جاء النص بنفيه , والأمثلة على ذلك كثيرة وحسبنا الآن هذا المسألة التي دل عليها هذا الحديث وكذا الآية الكريمة.
فقد قرأنا وسمعنا أن بعض الشيوخ اليوم يقولون بجواز أن تأخذ الدولة الزكاة من أغنياء جميع المواطنين , على أختلاف أديانهم , مؤمنهم وكافرهم , ثم توزع على فقرائهم , دون أي تفريق.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/140)
ولقد سمعت منذ أسابيع معنى هذا من أحد كبار مشايخ الأزهر في ندوة تلفزونية , كان يتكلم فيها عن الضمان الاجتماعي في الإسلام , ومما ذكره أن الاتحاد القومي في القاهرة سيقوم بجمع الزكاة من جميع أغنياء المواطنين , وتوزيعها على فقرائهم , فقام أحد الحاضرين أمامه في الندوة , وسأله عن المستند في جواز ذلك , فقال: لما عقدنا جلسات الحلقات الاجتماعية , اتخذنا في بعض جلساتها قراراً بجواز ذلك اعتماداً على مذهب من المذاهب الإسلاميه , وهو المذهب الشيعي , وأنا أظن أنه يعني المذهب الزيدي.
وهنا موضع العبرة , لقد أعرض هذا الشيخ ومن رافقه في تلك الجلسة عن دلالة الكتاب والسنة واتفاق السلف على أن الزكاة خاصة بالمؤمنين , واعتمدوا في خلافهم على المذهب الزيدي , وهل يدري القارئ الكريم ما هو السبب في ذلك؟ ليس هو إلا موافقة بعض الحكام على سياستهم الاجتماعية والاقتصادية , وليتها كانت على منهج إسلامي , إذن لهان الأمر بعض الشئ في هذا الخطأ الجزئئ , ولكنه منهج غير أسلامي , بل هو قائم على تقليد بعض الأوربيين الذين لا دين لهم , والإعراض عن الاستفادة من شريعة الله تعالى التي أنزلها على قلب محمد صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لتكون نوراً وهداية للناس في كل زمان ومكان.
فإلى الله المشتكى من علماء السوء والرسوم , الذين يؤيدون الحكام الجائرين بفتاويهم المنحرفة عن جادة الإسلام وسبيل المسلمين , والله عز وجل يقول: (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنِينَ نُوَلِّهِ مَا تَوَلَّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) النساء115.
هذا وفي الحديث قاعدة فقهية معروفة , وهي أن زكاة الزرع تختلف باختلاف المؤنة والكلفة عليه , فإن كان يسقى بماء السماء والعيون والأنهار , فزكاته العشر , وإن كان يسقى بالدلاء والنواضح الارتوازية ونحوها , فزكاته نصف العشر.
ولا تجب هذه الزكاة في كل ما تنتجه الأرض , ولو كان قليلاً , بل ذلك مقيد بنصاب معروف في السنة , وفي أحاديث معروفة.
كتاب الصيام
فضل المفطر على الصائم في السفر
85 - (ارْحَلُوا لِصَاحِبَيْكُمْ اعْمَلُوا لِصَاحِبَيْكُمْ ادنوا فكلا).
رواه أبوبكر بن أبي شيبة في (المصنف) والفريابي في (الصيام) عنه وعن أخيه عثمان بن أبي شيبة , قالا ثنا عمر بن سعد أبو داود عن سفيان عن الأوزاعي عن يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة , قال:
(أُتِيَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِطَعَامٍ وهو بِمَرِّ الظَّهْرَانِ فَقَالَ لِأَبِي بَكْرٍ وَعُمَرَ أَدْنِوا فَكُلَا فَقَالَا إِنَّا صَائِمَانِ فَقَالَ ارْحَلُوا لِصَاحِبَيْكُمْ) , الحديث.
ارْحَلُوا لِصَاحِبَيْكُمْ أي: شدوا الرحل لهما على البعير.
مَرِّ الظَّهْرَانِ: بفتح الميم وتشديد الراء: موضع بقرب مكة , (النهاية).
وكذا أخرجه النسائي , وابن خزيمة , وابن حبان , وقال ابن خزيمة: (فيه دليل على أن للصائم في السفر الفطر بعد مضي بعض النهار).
والغرض من قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (ارْحَلُوا لِصَاحِبَيْكُمْ .... ) , الإنكار , وبيان أن الأفضل أن يفطرا , ولا يحوجا الناس إلى خدمتهما.
ويبين ذلك ماروى الفريابي (67/ 1) عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: (لا تصم في السفر , فإنهم إذا أكلوا طعاماً قالوا: ارفعوا للصائم , وإذا عملوا عملاً قالوا: اكفلوا للصائم , فيذهبوا بأجرك).
قلت: ففي الحديث توجيه كريم إلى خلق قويم , وهو الاعتماد على النفس , وترك التواكل على الغير أو حملهم على خدمته , ولو لسبب مشروع كالصيام.
أفليس في الحديث إذن رد واضح على أولئك الذين يستغلون علمهم , فيحملون الناس على التسارع في خدمتهم , حتى في حمل نعالهم؟.
ولئن قال بعضهم: لقد كان الصحابة رضي الله عنهم يخدمون رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أحسن خدمة , حتى كان فيهم من يحمل نعليه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وهو عبد الله بن مسعود.
فجوابنا: نعم , ولكن هل احتجاجهم بهذا لأنفسهم إلا تزكية منهم لها , واعتراف بأنهم ينضرون إليها على أنهم ورثته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في العلم حتى يصح لهم هذا القياس؟.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/141)
وآيم الله , لو كان لديهم نص على أنهم الورثة , لم يجز لهم هذا القياس , فهؤلاء أصحابه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ المشهود لهم بالخيرية – وخاصة منهم العشرة المبشرون بالجنة – فقد كانوا خدام أنفسهم , ولم يكن واحد منهم يخدم من غيره عشر معشار ما يخدم أولئك المعنيون من تلامذتهم ومريديهم , فكيف وهم لا نص عندهم بذلك , ولذلك فإني أقول: إن هذا القياس فاسد الاعتبار من أصله , هدانا الله تعالى جميعاً سبيل التواضع والرشاد.
جواز إفطار المسافر في رمضان
191 - (كَانَ يَصُومُ فِي السَّفَرِ وَيُفْطِرُ وَيُصَلِّي رَكْعَتَيْنِ لَا يَدَعُهُمَا يَقُولُ لَا يَزِيدُ عَلَيْهِمَا يَعْنِي الْفَرِيضَةَ).
أخرجه الطحاوي , وأحمد , والبزار , من طريق حامد عن إبراهيم عن علقمة عن أبن مسعود مرفوعا.
قلت وهذا سند جيد وهو علي شرط مسلم , والحديث صحيح قطعا بشقيه: أما قصر الصلاة , ففيه أحاديث كثيرة مشهورة عن جماعة من الصحابة فلا نصيل الكلام بذكرها، وأما الصوم في السفر , فقد بدرت من الصنعاني في سبل السلام كلمة نفى فيها أن يكون النبي صلي الله عليه وسلم صام في السفر فرضاً فقال: (ثبت عنه صلي الله عليه وسلم أنه لم يتم رباعية في سفر , ولا صام فيه فرضا).
ولهذا توجهة الهمة إلى ذكر بعض الأحاديث التي تدل على خطأ النفي المذكور فأقول: ورد صومه صلي الله عليه وسلم في السفر عن جماعة من الصحابة، منهم عبدالله بن مسعود، وعبدالله بن عباس، وأنس بن مالك , وابوالدرداء.
1 - أما حديث ابن مسعود فهو هذا.
2 - وأما حديث ابن عباس فقال أبوداود الطيالسي حدثنا سليمان عن سماك عن عكرمة عن ابن مسعود مرفوعا بالشطر الأول منه وسنده حسن.
3 - وأما حديث أنس فرواه عنه زياد النميري: حدثني أنس بن مالك قال: (وافق رسول الله صلي الله عليه وسلم رمضان في سفره فصامه , ووفقه رمضان في سفر فأفطره، رواه البيهقي، وزياد هذا هو أبن عبدالله النميري البصري، ضعيف، يكتب حديثه للشواهد.
4 - وأما حديث أبي الدرداء فيرويه الْوَلِيدُ بْنُ مُسْلِمٍ عَنْ سَعِيدِ بْنِ عَبْدِ الْعَزِيزِ عَنْ إِسْمَعِيلَ بْنِ عُبَيْدِ اللَّهِ عَنْ أُمِّ الدَّرْدَاءِ عَنْ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: (خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي شَهْرِ رَمَضَانَ فِي حَرٍّ شَدِيدٍ حَتَّى إِنْ كَانَ أَحَدُنَا لَيَضَعُ يَدَهُ عَلَى رَأْسِهِ مِنْ شِدَّةِ الْحَرِّ وَمَا فِينَا صَائِمٌ إِلَّا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَعَبْدُ اللَّهِ بْنُ رَوَاحَةَ)، أخرجه مسلم.
192 - (هِيَ رُخْصَةٌ [يعني: الفطر في السفر] مِنْ اللَّهِ فَمَنْ أَخَذَ بِهَا فَحَسَنٌ وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصُومَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ).
رواه مسلم , والنسائي , والبيهقي , من طريق أَبِي مُرَاوِحٍ عَنْ حَمْزَةَ بْنِ عَمْرٍو الْأَسْلَمِيِّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ أَنَّهُ قَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ أَجِدُ بِي قُوَّةً عَلَى الصِّيَامِ فِي السَّفَرِ فَهَلْ عَلَيَّ جُنَاحٌ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فذكره).
قال مجد الدين ابن تيمية في المنتقى: (وهو قوي الدلالة على فضلية الفطر).
قلت: ووجه الدلالة قوله في الصائم: (فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ) , أي: لا إثم عليه فإنه يشعر بمرجوحية الصيام كما هو ظاهر , لا سيما مع مقابلته بقوله في الفطر (فحسن) , لكن هذا الظاهر غير مراد عندي , والله أعلم , وذلك لأن رفع الجناح في نص ما عن أمر ما لا يدل إلا على أنه يجوز فعله وأنه لا حرج على فاعله , وأما هل هذا الفعل مما يثاب فاعله أو لا , فشي آخر , لا يمكن أخذه من النص ذاته , بل من نصوص أخرى خارجة عنه , وهذا شئ معروف عند تتبع الأمور التي ورد رفع الجناح عن فاعلها , وهي علي قسمين:
أ- قسم منها يراد بها رفع الحرج فقط , مع استواء الفعل والترك , وهذا هو الغالب , ومن أمثلته قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
193 - (خَمْسٌ مِنْ الدَّوَابِّ لَيْسَ عَلَى الْمُحْرِمِ فِي قَتْلِهِنَّ جُنَاحٌ الْغُرَابُ وَالْحِدَأَةُ وَالْفَأْرَة وَالْعَقْرَبُ ُ وَالْكَلْبُ الْعَقُورُ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/142)
ومن الواضح أن المراد من رفع الجناح في هذا الحديث هو تجويز القتل , ولا يفهم منه أن القتل مستحب أو واجب أو تركه أولى.
ب- وقسم يراد به رفع الحرج عن الفعل , مع كونه في نفسه مشروعاً له فضلية , بل قد يكون واجباً , وإنما يأتي النص برفع الحرج في هذا القسم دفعاً لوهم أو زعم من قد يظن الحرج في فعله , ومن أمثلة هذا ما روى الزهري عن عروة قال: (سَأَلْتُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا فَقُلْتُ لَهَا أَرَأَيْتِ قَوْلَ اللَّهِ تَعَالَى إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ فَمَنْ حَجَّ الْبَيْتَ أَوْ اعْتَمَرَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَطَّوَّفَ بِهِمَا فَوَاللَّهِ مَا عَلَى أَحَدٍ جُنَاحٌ أَنْ لَا يَطُوفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ قَالَتْ بِئْسَ مَا قُلْتَ يَا ابْنَ أُخْتِي إِنَّ هَذِهِ لَوْ كَانَتْ كَمَا أَوَّلْتَهَا عَلَيْهِ كَانَتْ لَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ لَا يَتَطَوَّفَ بِهِمَا وَلَكِنَّهَا أُنْزِلَتْ فِي الْأَنْصَارِ كَانُوا قَبْلَ أَنْ يُسْلِمُوا يُهِلُّونَ لِمَنَاةَ الطَّاغِيَةِ الَّتِي كَانُوا يَعْبُدُونَهَا عِنْدَ الْمُشَلَّلِ فَكَانَ مَنْ أَهَلَّ يَتَحَرَّجُ أَنْ يَطُوفَ بِالصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَلَمَّا أَسْلَمُوا سَأَلُوا رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّا كُنَّا نَتَحَرَّجُ أَنْ نَطُوفَ بَيْنَ الصَّفَا وَالْمَرْوَةِ فَأَنْزَلَ اللَّهُ تَعَالَى إِنَّ الصَّفَا وَالْمَرْوَةَ مِنْ شَعَائِرِ اللَّهِ الْآيَةَ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا وَقَدْ سَنَّ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الطَّوَافَ بَيْنَهُمَا فَلَيْسَ لِأَحَدٍ أَنْ يَتْرُكَ الطَّوَافَ بَيْنَهُمَا).
إذا تبين هذا , فقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث: (وَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يَصُومَ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ) , لا يدل إلا على رفع الإثم عن الصائم , وليس فيه ما يدل على ترجيح الإفطار على الصيام.
ولكن , إذا كان من المعلوم أن صوم رمضان في السفر عبادة , بدليل صيامه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فيه , فمن البدهي حينئذ أنه أمر مشروع حسن , وإذا كان كذلك , فإن وصف الإفطار في الحديث بأنه حسن لا يدل على أنه أحسن من الصيام , لأن الصيام أيضاً حسن كما عرفت , وحينئذ , فالحديث لا يدل على أفضلية الفطر المدعاة , بل على أنه والصيام متماثلان.
ويؤكد ذلك حديث حمزة بن عمرو من رواية عائشة رضي الله عنها: أن حمزة بن عمرو الأسلمي سأل رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يارسول الله إني رجل أسرد الصوم , فأصوم في السفر؟ قال:
194 - (صم إن شئت، وأفطر إن شئت).
قلت: فخيره صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بين الأمرين , ولم يفضل له أحداهما على الآخر , والقصة واحدة , فدل على أن الحديث ليس فيه الأفضلية المذكورة.
ويقابل هذه الدعوى قول الشيخ علي القاري في المرقاة إن الحديث دليل على أفضلية الصوم , ثم تكلف في توجيه ذلك.
والحق أن الحديث يفيد التخيير لا التفضيل , على ما ذكرناه من التفصيل.
نعم , يمكن الاستدلال لتفضيل الإفطار على الصيام بالأحاديث التي تقول: (إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ [وفي رواية: كما يحب أن تؤتى عزائمه]).
وهذا لا مناص من القول به , لكن يمكن أن يقيد ذلك بمن لا يتحرج بالقضاء , وليس عليه حرج في الأداء , وإلا عادت الرخصة عليه بخلاف المقصود , فتأمل.
وأما حديث: (من أفطر [يعني في السفر] فرخصة , ومن صام فالصوم أفضل) , فهو حديث شاذ لا يصح , والصواب أنه موقوف على أنس , كما بينته في الأحاديث الضعيفة , ولو صح , لكان نصاً في محل النزاع لا يقبل الخلاف , وهيهات , فلا بد حينئذ من الاجتهاد والاستنباط , وهو يقتضي خلاف ما أطلقه هذا الحديث الموقوف , وهو التفصيل الذي ذكرته , والله الموفق.
جواز تقبيل الصائم لزوجته في رمضان
219 - (كَانَ يُقَبِّلُنِي وَهُوَ صَائِمٌ وَأَنَا صَائِمَةٌ: يعني عائشة).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/143)
أخرجه أبو داود , وأحمد: من طريقين عن سُفْيَانُ عَنْ سَعْدِ بْنِ إِبْرَاهِيمَ عَنْ طَلْحَةَ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ - يَعْنِي ابْنَ عُثْمَانَ الْقُرَشِيَّ - عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا مرفوعاً.
ثم أخرجه أحمد , والنسائي , والطيالسي , والشافعي , والطحاوي , و البيهقي , وأبو يعلى من طريق أخرى عن سعد بن إبراهيم به بلفظ: (أَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُقَبِّلَنِي فَقُلْتُ إِنِّي صَائِمَةٌ فَقَالَ وَأَنَا صَائِمٌ ثُمَّ قَبَّلَنِي).
وفي هذا الحديث رد للحديث الذي رواه محمد بن الأشعث عن عائشة قالت: (كان لا يمس من وجهي شيئاً وأنا صائمة) , وإسناده ضعيف.
وحديث الباب يدل على جواز تقبيل الصائم لزوجته في رمضان , وقد اختلف العلماء في ذلك على أكثر من أربعة أقوال ’ أرجحها الجواز , على أن يراعى حال المقبل , بحيث إنه إذا كان شاباً يخشى على نفسه أن يقع في الجماع الذي يفسد عليه صومه , امتنع من ذلك , وإلى هذا أشارت السيدة عائشة رضي الله عنها في الرواية الآتية عنها ( .. وأيكم يملك إربه) , بل قد روي ذلك عنها صريحاً , فقد أخرج الطحاوي عنها قالت (ربما قبلني رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وباشرني وهو صائم , أما أنتم , فلا بأس به للشيخ الكبير الضعيف) , ويؤيده قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (دع ما يريبك إلى مالا يريبك).
ولكن ينبغي أن يعلم أن ذكر الشيخ ليس على سبيل التحديد , بل المراد التمثيل بما هو الغالب على الشيوخ من ضعف الشهوة وإلا , فالضابط في ذلك قوة الشهوة وضعفها , أو ضعف الإرادة وقوتها.
وعلى هذا التفصيل تحمل الروايات المختلفة عن عائشة رضي الله عنها , فإن بعضها صريح عنها في الجواز مطلقاً , كحديثها هذا , لا سيما وقد خرج جواباً على سؤال عمرو بن ميمون لها في بعض الروايات , وقالت (لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ) , الأحزاب 21 , وبعضها يدل على الجواز حتى للشاب , لقولها: (وأنا صائمة) , فقد توفي رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وعمرها 18 سنة.
ومثله ما حدثت به عائشة بنت طلحة أنها كانت عند عائشة زوج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فدخل عليها زوجها عبد الله بن عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق , وهو صائم , فقالت له عائشة: ما منعك أن تدنو من أهلك فتقبلها وتلاعبها؟ فقال: أقبلها وأنا صائم؟ قالت: نعم، أخرجه مالك وعنه الطحاوي , بسند صحيح.
قال ابن حزم: (عائشة بنت طلحة كانت أجمل نساء أهل زمانها , وكانت أيام عائشة هي وزوجها فتيين في عنفوان الحداثة).
وهذا ومثله محمول على أنها كانت تأمن عليهما , ولهذا قال الحافظ في الفتح بعد أن ذكر هذا الحديث من طريق النسائي: [فقال: وأنا صائم؟ فقبلني]: (وهذا يؤيد ما قدمناه أن النظر في ذلك لمن لا يتاثر بالمباشرة والتقبيل , لا للتفرقة بين الشاب والشيخ , لأن عائشة كانت شابة نعم لما كان الشاب مظنة لهيجان الشهوة , فرق من فرق.
220 - (كَانَ يُقَبِّلُ وَهُوَ صَائِمٌ وَيُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ وَكِانَّ أَمْلَكُكُمْ لِإِرْبِهِ).
ومرادها رضي الله عنها أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كان غالباً لهواه , والإرب: هو بفتح الهمزة أو كسرها , قال ابن الأثير: (وله تأويلان: أحدهما: أنه الحاجة , والثاني: أنه أرد به العضو , وعنت به من الأعضاء الذكر خاصة , وهو كناية عن المجامعة).
قال في المرقاة: (وأما ذكر الذكر , فغير ملائم للأنثى , لا سيما في حضور الرجال) , وراجع تمام البحث فيه.
وفي الحديث فائدة أخرى على الحديث الذي قبله , وهي جواز المباشرة من الصائم وهي شئ زائد على القبلة , وقد اختلفوا في المراد منها هنا فقال القاري: (قيل: هي مس الزوج المرأة فيما دون الفرج , وقيل: هي القبلة واللمس باليد).
قلت: ولا شك أن القبلة ليست مرادة بالمباشرة هنا , لأن الواو تفيد المغايرة , فلم يبق إلا أن يكون المراد بها إما القول الأول أو اللمس باليد , والأول هو الأرجح لأمرين:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/144)
الأول: حديث عائشة الآخر قالت: (كَانَتْ إحدانا إذا كانت حَائِضًا فَأَرَادَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يُبَاشِرَهَا أَمَرَهَا أَنْ تَتَّزِرَ فِي فَوْرِ حَيْضَتِهَا ثُمَّ يُبَاشِرُهَا قَالَتْ وَأَيُّكُمْ يَمْلِكُ إِرْبَهُ؟).رواه البخاري ومسلم وغيرهما.
فإن المباشرة هنا هي المباشرة في حديث الصيام , فإن اللفظ واحد , والدلالة واحدة , والرواية واحدة أيضاً.
بل إن هناك ما يؤيد المعنى المذكور , وهو الأمر الآخر , وهو أن السيدة عائشة رضي الله عنها قد فسرت المباشرة بما يدل على هذا المعنى , وهو قولها في رواية عنها:
221 - (كَانَ يُبَاشِرُ وَهُوَ صَائِمٌ ثُمَّ يَجْعَلُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا ثَوْبًا يَعْنِي الْفَرْجَ).
وفي هذا الحديث فائدة هامة , وهو تفسير المباشرة , بأنه مس المرأة فيما دون الفرج , فهو يؤيد التفسير الذي سبق نقله عن القاري , وإن كان حكاه بصيغة التمريض [قيل] , فهذا الحديث يدل على أنه قول معتمد , وليس في أدلة الشريعة ما ينافيه , بل قد وجدنا في أقوال السلف ما يزيده قوة , فمنهم راوية الحديث عائشة نفسها رضي الله عنها , فروى الطحاوي بسند عن حكيم بن عقال أنه قال: (سألت عائشة: ما يحرم علي من امرأتي وأنا صائم؟ قالت فرجها).
الصَّوْمَ وَالْفِطْرَ مَعَ الْجَمَاعَةِ
224 - (الصَّوْمُ يَوْمَ تَصُومُونَ وَالْفِطْرُ يَوْمَ تُفْطِرُونَ وَالْأَضْحَى يَوْمَ تُضَحُّونَ).
قال الترمذي عقب الحديث: (وَفَسَّرَ بَعْضُ أَهْلِ الْعِلْمِ هَذَا الْحَدِيثَ فَقَالَ إِنَّمَا مَعْنَى هَذَا أَنَّ الصَّوْمَ وَالْفِطْرَ مَعَ الْجَمَاعَةِ وَعُظْمِ النَّاسِ)
وقال الصنعاني في سبل السلام: (فيه دليل على أن يعتبر في ثبوت العيد الموافقة للناس , وأن المنفرد بمعرفة يوم العيد بالرؤية يجب عليه موافقة غيره , ويلزمه حكمهم في الصلاة والإفطار والأضحية).
وذكر معنى هذا ابن القيم رحمه الله في تهذيب السنن وقال: (وقيل: فيه الرد على من يقول: إن من عرف طلوع القمر بتقدير حساب المنازل , جاز له أن يصوم ويفطر , دون من لم يعلم , وقيل: إن الشاهد الواحد إذا رأى الهلال , ولم يحكم القاضي بشهادته: أنه لا يكون هذا له صوماً , كما لم يكن للناس).
وقال أبو الحسن السندي في حاشيته على ابن ماجه بعد أن ذكر حديث أبي هريرة عند الترمذي: (والظاهر أن معناه أن هذه الأمور ليس للآحاد فيها دخل وليس لهم التفرد فيها بل الأمر فيها إلى الإمام والجماعة ويجب على الآحاد اتباعهم للإمام والجماعة وعلى هذا فإذا رأى أحد الهلال ورد الإمام شهادته ينبغي أن لا يثبت في حقه شيء من هذه الأمور ويجب عليه أن يتبع الجماعة في ذلك).
قلت: وهذا المعنى هو المتبادر من الحديث , ويؤيده احتجاج عائشة به على مسروق حين امتنع من صيام يوم عرفة , خشية أن يكون يوم النحر , فبينت له أنه لا عبرة برأيه , وأن عليه اتباع الجماعة , فقالت: (النحر يوم ينحر الناس , والفطر يوم يفطر الناس).
قلت: وهذا هو اللأئق بالشريعة السمحة التي من غاياتها تجميع الناس وتوحيد صفوفهم , وإبعادهم عن كل ما يفرق جمعهم من الأراء الفردية , فلا تعتبر الشريعة رأي الفرد – ولو كان صواباً من وجهة نظره – في عبادة جماعية كالصوم والتعييد وصلاة الجماعة , ألا ترى أن الصحابة رضي الله عنهم كان يصلي بعضهم وراء بعض وفيهم من يرى أن مس المرأة والعضو وخروج الدم من نواقض الوضوء , ومنهم من لا يرى ذلك , ومنهم من يتم في السفر , ومنهم من يقصر , فلم يكن اختلافهم هذا وغيره ليمنعهم من الاجتماع في الصلاة وراء الإمام الواحد , والاعتداد بها , وذلك لعلمهم بأن التفرق في الدين شر من الاختلاف في بعض الآراء , ولقد بلغ الأمر ببعضهم في عدم الاعتداد بالرأى المخالف لرأي الإمام الأعظم في المجتمع الأكبر - كمنى – إلى حد ترك العمل برأيه إطلاقاً في ذلك المجتمع , فراراً مما قد ينتج من الشر بسبب العمل برأيه , فروى أبو داوود (أن عثمان رضي الله عنه صلى بمنى أربعاً فقال عبدالله بن مسعود منكراً عليه: صليت مع النبي صلى الله عليه وسلم ركعتين , ومع أبي بكر ركعتين , ومع عمر ركعتين , ومع عثمان صدراً من إمارته ثم أتمها , ثم تفرقت بكم الطرق , فلوددت أن لي من أربع ركعات ركعتين متقبلتين , ثم إن ابن مسعود
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/145)
صلى أربعاً فقيل له عبت على عثمان ثم صليت أربعاً؟ قال الخلاف شر) وسنده صحيح.
وروى أحمد نحو هذا عن أبي ذر رضي الله عنهم أجمعين.
فليتأمل في هذا الحديث وفي الأثر المذكور أولئك الذين لا يزالون يتفرقون في صلواتهم , ولا يقتدون ببعض أئمة المساجد , وخاصة في صلاة الوتر في رمضان بحجة كونهم على خلاف مذهبهم , وبعض أولئك الذين يدعون العلم بالفلك ممن يصوم وحده ويفطر وحده متقدماً أو متأخراً على جماعة المسلمين , معتداً برأيه وعلمه , غير مبال بالخروج عنهم.
فليتأمل هؤلاء جميعاً فيما ذكرناه من العلم , لعلهم يجدون شفاء لما في نفوسهم من جهل وغرور , فيكونون صفاً واحداً مع إخوانهم المسلمين , فإن يد الله على الجماعة.
النهي عن صوم السبت مطلقاً إلا في الفرض
225 - (صِيَامَ يَوْمِ السَّبْتِ لَا لَكِ وَلَا عَلَيْكِ).
أخرجه أحمد: حَدَّثَنَا يَحْيَى بْنُ إِسْحَاقَ قَالَ أَخْبَرَنَا ابْنُ لَهِيعَةَ قَالَ أَخْبَرَنَا مُوسَى بْنُ وَرْدَانَ عَنْ عُبَيْدٍ الْأَعْرَجِ قَالَ حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي أَنَّهَا دَخَلَتْ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَتَغَدَّى وَذَلِكَ يَوْمَ السَّبْتِ فَقَالَ تَعَالَيْ فَكُلِي فَقَالَتْ إِنِّي صَائِمَةٌ فَقَالَ لَهَا صُمْتِ أَمْسِ فَقَالَتْ لَا قَالَ فَكُلِي فَإِنَّ صِيَامَ يَوْمِ السَّبْتِ لَا لَكِ وَلَا عَلَيْكِ.
والحديث ظاهره النهي عن صوم السبت مطلقاً إلا في الفرض , وقد ذهب إليه قوم من أهل العلم كما حكاه الطحاوي , وهو صريح في النهي عن صومه مفرداً , ولا أرى فرقاً بين صومه – ولو صادف يوم عرفة أو غيره من الأيام المفضلة – وبين صوم يوم من أيام العيد إذا صادف يوم الاثنين أو الخميس , لعموم النهي , وهذا قول الجمهور فيما يتعلق بالعيد , كما في المحلى , وبسط القول في هذه المسألة لا مجال له الآن , فإلى مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى.
أَنَا أَتْقَاكُمْ لِلَّهِ وَأَعْلَمُكُمْ بِحُدُودِ اللَّهِ
328 – (مَا بَالُ رِجَالٍ بَلَغَهُمْ عَنِّي أَمْرٌ تَرَخَّصْتُ فِيهِ فَكَرِهُوهُ وَتَنَزَّهُوا عَنْهُ فَوَاللَّهِ لَأَنَا أَعْلَمُهُمْ بِاللَّهِ وَأَشَدُّهُمْ لَهُ خَشْيَةً)
رواه البخاري , ومسلم , وأحمد , من حديث عَائِشَةَ قَالَتْ صَنَعَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَمْرًا فَتَرَخَّصَ فِيهِ فَبَلَغَ ذَلِكَ نَاسًا مِنْ أَصْحَابِهِ فَكَأَنَّهُمْ كَرِهُوهُ وَتَنَزَّهُوا عَنْهُ فَبَلَغَهُ ذَلِكَ فَقَامَ خَطِيبًا فَقَالَ: (فذكره).
قلت: والأمر الذي ترخص فيه رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هو التقبيل في الصيام , خلافاً لما قد يتبادر لبعض الأذهان , والدليل الحديث الآتي:
329 – (أَنَا أَتْقَاكُمْ لِلَّهِ وَأَعْلَمُكُمْ بِحُدُودِ اللَّهِ).
رواه أحمد: حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ أَخْبَرَنَا ابْنُ جُرَيْجٍ أَخْبَرَنِي زَيْدُ بْنُ أَسْلَمَ عَنْ عَطَاءِ بْنِ يَسَارٍ عَنْ رَجُلٍ مِنَ الْأَنْصَارِ أَنَّ الْأَنْصَارِيَّ أَخْبَرَ عَطَاءً أَنَّهُ قَبَّلَ امْرَأَتَهُ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ صَائِمٌ فَأَمَرَ امْرَأَتَهُ فَسَأَلَتْ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ رَسُولَ اللَّهِ يَفْعَلُ ذَلِكَ فَأَخْبَرَتْهُ امْرَأَتُهُ فَقَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخَّصُ لَهُ فِي أَشْيَاءَ فَارْجِعِي إِلَيْهِ فَقُولِي لَهُ فَرَجَعَتْ إِلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَتْ قَالَ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُرَخَّصُ لَهُ فِي أَشْيَاءَ فَقَالَ (فذكره).
قلت: وهذا سند صحيح متصل.
الصوم والصدقة عن الوالد المسلم
484 - (أَمَّا أَبُوكَ فَلَوْ كَانَ أَقَرَّ بِالتَّوْحِيدِ فَصُمْتَ وَتَصَدَّقْتَ عَنْهُ نَفَعَهُ ذَلِكَ).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/146)
أخرجه الإمام أحمد حَدَّثَنَا هُشَيْمٌ أَخْبَرَنَا حَجَّاجٌ حَدَّثَنَا عَمْرُو بْنُ شُعَيْبٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ: "أَنَّ الْعَاصَ بْنَ وَائِلٍ نَذَرَ فِي الْجَاهِلِيَّةِ أَنْ يَنْحَرَ مِائَةَ بَدَنَةٍ وَأَنَّ هِشَامَ بْنَ الْعَاصِي نَحَرَ حِصَّتَهُ خَمْسِينَ بَدَنَةً وَأَنَّ عَمْرًا سَأَلَ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ ذَلِكَ فَقَالَ: (فذكره).
والحديث دليل واضح على أن الصدقة والصوم تلحق الوالد ومثله الوالدة بعد موتهما إذا كانا مسلمين , ويصل إليهما ثوابها بدون وصية منهما , ولما كان الولد من سعي الوالدين , فهو داخل في عموم قوله تعالى: (وَأَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسَانِ إِلَّا مَا سَعَى) النجم39 , فلا داعي إلى تخصيص هذا العموم بالحديث وما ورد في معناه في الباب , مما أورده المجد ابن تيمية في " المنتقى " كما فعل البعض.
واعلم أن الأحاديث التي ساقها في الباب هي خاصة بالأب أو الأم من الولد فالاستدلال بها على وصول ثواب القرب إلى جميع الموتى كما ترجم لها المجد ابن تيمية بقوله " باب وصول ثواب القرب المهداة إلى الموتى " غير صحيح لأن الدعوى أعم من الدليل , ولم يأت دليل يدل دلالة عامة على انتفاع عموم الموتى من عموم أعمال الخير التي تهدى إليهم من الأحياء , اللهم إلا في أمور خاصة ذكرها الشوكاني في نيل الأوطار , ثم الكاتب في كتابه "أحكام الجنائز وبدعها" , وقد يسر الله – والحمد لله – طبعه , من ذلك الدعاء للموتى , فإنه ينفعهم إذا استجابه الله تبارك وتعالى , فاحفظ هذا تنج من الإفراط والتفريط في هذه المسألة.
وخلاصة ذلك أن للولد أن يتصدق ويصوم ويحج ويعتمر ويقرأ القرآن عن والديه , لأنه من سعيهما , وليس له ذلك عن غيرهما , إلا ما خصه الدليل مما سبقت الإشارة إليه , والله أعلم.
كتاب الحج
توسيع الكعبة وفتح باب آخر لها
43 - (يا عائشة لولا أن قومك حديثو عهد بشرك [وليس عندي من النفقة ما يقوي على بناءه] , [لأنفقت كنز الكعبة في سبيل الله و] لهدمت الكعبة فألزقتها بالأرض [ثم لبنيتها على أساس إبراهيم] وجعلت لها بابين [موضوعين في الأرض] بابا شرقيا [يدخل الناس منه] وبابا غربيا [يخرجون منه] وزدت فيها ستة أذرع من الحجر [وفي رواية: ولأدخلت فيها الحجر] فإن قريشا اقتصرتها حيث بنت الكعبة [فإن بدا لقومك من بعدي أن يبنوه فهلمي لأريك ما تركوا منه فأراها قريبا من سبعة أذرع] وفي رواية عنها قالت: سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الجدر [أي: الحجر] أمن البيت هو؟ قال: نعم قلت: فلم لم يدخلوه في البيت؟ قال [إن قومك قصرت بهم النفقة] قلت فما شأن بابه مرتفعا قال [فعل ذلك قومك ليدخلوا من شاءوا ويمنعوا من شاءوا [وفي رواية: تعززا أن لا يدخلها إلامن أرادوا فكان الرجل إذا أراد أن يدخلها يدعونه يرتقي حتى إذا كاد أن يدخل دفعوه فسقط] ولولا أن قومك حديث عهدهم بالجاهلية فأخاف أن تنكر قلوبهم لنظرت أن أدخل الجدر في البيت وأن ألزق بابه بالأرض] , [فلما ملك ابن الزبير هدمها وجعل لها بابين] [وفي رواية: فذلك الذي حمل ابن الزبير على هدمه قال يزيد بن رومان: وقد شهدت ابن الزبير حين هدمه وبناه وأدخل فيه الحجر وقد رأيت أساس إبراهيم عليه السلام حجارة متلاحمة كأسنمة الإبل متلاحكة).
يدل هذا الحديث على أمرين:
الأول: أن القيام بالإصلاح إذا ترتب عليه مفسدة أكبر منه , وجب تأجيله , ومنه أخذ الفقهاء قاعدتهم المشهورة (دفع المفسدة قبل جلب المصلحة).
الثاني: أن الكعبة المشرفة بحاجة الآن إلى الإصلاحات التي تضمنها الحديث , لزوال السبب الذي من أجله ترك رسول الله صلى الله عليه وسلم ذلك , وهو أن تنفر قلوب من كان حديث عهد بشرك في عهده صلى الله عليه وسلم , وقد نقل ابن بطال عن بعض العلماء (أن النفرة التي خشيها صلى الله عليه وسلم: أن ينسبوه إلى الانفراد بالفخر دونهم).
ويمكن حصر تلك الإصلاحات فيما يلي:
1 - توسيع الكعبة وبناؤها على أساس إبراهيم عليه الصلاة والسلام , وذلك بضم نحو ستة أذرع من الحجر.
2 - تسوية أرضها بأرض الحرم.
3 - فتح باب آخر لها من الجهة الغربية.
4 - جعل البابين منخفضين مع الإرض لتنضيم وتيسير الدخول إليها والخروج منها لكل من شاء.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/147)
ولقد كان عبدالله بن الزبير رضي الله عنهما قد قام بتحقيق هذا الإصلاح بكامله إبان حكمه في مكة , ولكن السياسة الجائرة أعادت الكعبة بعده إلى وضعها السابق.
وهاك تفصيل ذلك كما رواه مسلم وأبونعيم بسندهما الصحيح عن عطاء قال:
(لَمَّا احْتَرَقَ الْبَيْتُ زَمَنَ يَزِيدَ بْنِ مُعَاوِيَةَ حِينَ غَزَاهَا أَهْلُ الشَّامِ , فَكَانَ مِنْ أَمْرِهِ مَا كَان , َ تَرَكَهُ ابْنُ الزُّبَيْرِ حَتَّى قَدِمَ النَّاسُ الْمَوْسِمَ، يُرِيدُ أَنْ يُجَرِّئَهُمْ أَوْ " يُحَرِّبَهُمْ "عَلَى أَهْلِ الشَّامِ , فَلَمَّا صَدَرَ النَّاسُ، قَالَ يَا أَيُّهَا النَّاسُ أَشِيرُوا عَلَيَّ فِي الْكَعْبَةِ، أَنْقُضُهَا ثُمَّ أَبْنِي بِنَاءَهَا أَوْ أُصْلِحُ مَا وَهَى مِنْهَا؟ قَالَ ابْنُ عَبَّاسٍ فَإِنِّي قَدْ فُرِقَ لِي رَأْيٌ فِيهَا أَرَى أَنْ تُصْلِحَ مَا وَهَى مِنْهَا وَتَدَعَ بَيْتًا أَسْلَمَ النَّاسُ عَلَيْهِ، وَأَحْجَارًا أَسْلَمَ النَّاسُ عَلَيْهَا، وَبُعِثَ عَلَيْهَا النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ لَوْ كَانَ أَحَدُكُمْ احْتَرَقَ بَيْتُهُ مَا رَضِيَ حَتَّى يُجِدَّهُ، فَكَيْفَ بَيْتُ رَبِّكُمْ؟ إِنِّي مُسْتَخِيرٌ رَبِّي ثَلَاثًا، ثُمَّ عَازِمٌ عَلَى أَمْرِي فَلَمَّا مَضَى الثَّلَاثُ , أَجْمَعَ رَأْيَهُ , عَلَى أَنْ يَنْقُضَهَا، فَتَحَامَاهُ النَّاسُ أَنْ يَنْزِلَ بِأَوَّلِ النَّاسِ يَصْعَدُ فِيهِ أَمْرٌ مِنْ السَّمَاءِ حَتَّى صَعِدَهُ رَجُلٌ، فَأَلْقَى مِنْهُ حِجَارَةً، فَلَمَّا لَمْ يَرَهُ النَّاسُ أَصَابَهُ شَيْءٌ تَتَابَعُوا فَنَقَضُوهُ حَتَّى بَلَغُوا بِهِ الْأَرْضَ، فَجَعَلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ أَعْمِدَةً فَسَتَّرَ عَلَيْهَا السُّتُورَ حَتَّى ارْتَفَعَ بِنَاؤُهُ، وَقَالَ ابْنُ الزُّبَيْرِ إِنِّي سَمِعْتُ عَائِشَةَ تَقُولُ إِنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ (فذكر الحديث بالزيادة الأولى ثم قال): فَأَنَا الْيَوْمَ أَجِدُ مَا أُنْفِقُ، وَلَسْتُ أَخَافُ النَّاسَ، فَزَادَ فِيهِ خَمْسَ أَذْرُعٍ مِنْ الْحِجْرِ، حَتَّى أَبْدَى أُسًّا نَظَرَ النَّاسُ إِلَيْهِ، فَبَنَى عَلَيْهِ الْبِنَاءَ، وَكَانَ طُولُ الْكَعْبَةِ ثَمَانِيَ عَشْرَةَ ذِرَاعًا، فَلَمَّا زَادَ فِيهِ، اسْتَقْصَرَهُ , فَزَادَ فِي طُولِهِ عَشْرَ أَذْرُعٍ، وَجَعَلَ لَهُ بَابَيْنِ أَحَدُهُمَا يُدْخَلُ مِنْهُ، وَالْآخَرُ يُخْرَجُ مِنْهُ، فَلَمَّا قُتِلَ ابْنُ الزُّبَيْرِ كَتَبَ الْحَجَّاجُ إِلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ يُخْبِرُهُ بِذَلِكَ، وَيُخْبِرُهُ أَنَّ ابْنَ الزُّبَيْرِ قَدْ وَضَعَ الْبِنَاءَ عَلَى أُسٍّ نَظَرَ إِلَيْهِ الْعُدُولُ مِنْ أَهْلِ مَكَّةَ، فَكَتَبَ إِلَيْهِ عَبْدُ الْمَلِكِ إِنَّا لَسْنَا مِنْ تَلْطِيخِ ابْنِ الزُّبَيْرِ فِي شَيْءٍ، أَمَّا مَا زَادَ فِي طُولِهِ فَأَقِرَّهُ , وَأَمَّا مَا زَادَ فِيهِ مِنْ الْحِجْرِ فَرُدَّهُ إِلَى بِنَائِهِ، وَسُدَّ الْبَابَ الَّذِي فَتَحَهُ فَنَقَضَهُ وَأَعَادَهُ إِلَى بِنَائِهِ).
ذلك ما فعله الحجاج الظالم بأمر عبد الملك الخاطئ , وما أظن أنه يسوغ له خطأه ندمه فيما بعد , فقد روى مسلم وأبونعيم أيضاً عن عبدالله بن عبيد قال:
(وَفَدَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ عَلَى عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ مَرْوَانَ فِي خِلَافَتِهِ، فَقَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ مَا أَظُنُّ أَبَا خُبَيْبٍ يَعْنِي ابْنَ الزُّبَيْرِ سَمِعَ مِنْ عَائِشَةَ مَا كَانَ يَزْعُمُ أَنَّهُ سَمِعَهُ مِنْهَا، قَالَ الْحَارِثُ بَلَى، أَنَا سَمِعْتُهُ مِنْهَا قَالَ سَمِعْتَهَا تَقُولُ مَاذَا؟ قَالَ قَالَتْ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (قالت: فذكر الحديث). قَالَ عَبْدُ الْمَلِكِ لِلْحَارِثِ أَنْتَ سَمِعْتَهَا تَقُولُ هَذَا؟ قَالَ نَعَمْ قَالَ فَنَكَتَ سَاعَةً بِعَصَاهُ ثُمَّ قَالَ وَدِدْتُ أَنِّي تَرَكْتُهُ وَمَا تَحَمَّلَ).
وفي رواية لهما عَنْ أَبِي قَزَعَةَ:
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/148)
(أَنَّ عَبْدَ الْمَلِكِ بْنَ مَرْوَانَ بَيْنَمَا هُوَ يَطُوفُ بِالْبَيْتِ إِذْ قَالَ قَاتَلَ اللَّهُ ابْنَ الزُّبَيْرِ حَيْثُ يَكْذِبُ عَلَى أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ يَقُولُ سَمِعْتُهَا تَقُولُ (فذكر الحديث) فَقَالَ الْحَارِثُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي رَبِيعَةَ لَا تَقُلْ هَذَا يَا أَمِيرَ الْمُؤْمِنِينَ فَأَنَا سَمِعْتُ أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تُحَدِّثُ هَذَا قَالَ لَوْ كُنْتُ سَمِعْتُهُ قَبْلَ أَنْ أَهْدِمَهُ لَتَرَكْتُهُ عَلَى مَا بَنَى ابْنُ الزُّبَيْرِ).
أقول: كان عليه أن يتثبت قبل الهدم , فيسأل عن ذلك أهل العلم , إن كان يجوز له الطعن في عبد الله بن الزبير واتهامه بالكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم , وقد تبين لعبد الملك صدقه رضي الله عنه بمتابعة الحارث إياه , كما تابعه جماعة كثيرة عن عائشة رضي الله عنها , وقد جمعت رواياتهم بعضها إلى بعض في هذا الحديث , فالحديث مستفيض عن عائشة , ولذلك فإني أخشى أن يكون عبد الملك على علم سابق بالحديث قبل أن يهدم البيت , ولكنه تظاهر بأنه لم يسمع به إلا من طريق ابن الزبير , فلما جابهه الحارث بن عبدالله بأنه سمعه من عائشة أيضاً , أظهر الندم على ما فعل , ولات حين مندم.
هذا , وقد بلغنا أن هناك فكرة أو مشروعاً لتوسيع المطاف حول الكعبة , ونقل مقام إبراهيم عليه السلام إلى مكان آخر , فأقترح بهذه المناسبة على المسؤولين أن يبادروا إلى توسيع الكعبة قبل كل شئ , وإعادة بنائها على أساس إبراهيم عليه السلام , تحقيقاً للرغبة النبوية الكريمة المتجلية في هذا الحديث , وإنقاذاً للناس من مشاكل الزحام على باب الكعبة الذي يشاهد في كل عام , ومن سيطرة الحارس على الباب , الذي يمنع من الدخول من شاء ويسمح لمن شاء , من أجل دريهمات معدودات.
قلت: ثم بلغنا أنه تحقق المشروع المذكور , فنقل المقام إلى مكان بعيد عن الكعبة , ولم يبن عليه , وإنما وضع فوقه صندوق بلوري , بحيث يرى المقام من تحته , فلعلهم يحققون أيضاً اقتراحنا هذا , والله الموفق.
من مناسك الحج
239 - (إذا رميتم الجمرة , فقد حل لكم كل شئ إلا النساء).
وفي الحديث دلالة ظاهرة على أن الحاج يحلُّ له بالرمي لجمرة العقبة كل محظور من محظورات الإحرام إلا الوطء للنساء؛ فإنه لا يحل له بالإجماع.
وما دل عليه الحديث عزاه الشوكاني (5/ 60) للحنفية والشافعية والعترة، والمعروف عن الحنفية أن ذلك لا يحلُّ إلا بعد الرمي والحلق، واحتج لهم الطحاوي بحديث عمرة عن عائشة المتقدم وهو مثل حديث ابن عباس هذا، لكن بزيادة (وذبحتم وحلقتم)، وهو ضعيف؛ لا حجة فيه، لا سيما مع مخالفته لحديثها الصحيح (حلّ كل شيء إلا النساء)، الذي احتجت به على قول عمر (إذا رميتم الجمرة بسبع حصيات، وذبحتم وحلقتم فقد حلّ لكم كل شيء إلا النساء والطيب)، الموافق لمذهبهم.
نعم؛ ذكر ابن عابدين في "حاشيته" على "البحر الرائق" (2/ 373) عن أبي يوسف ما يوافق ما حكاه الشوكاني عن الحنفية؛ فالظاهر أن في مذهبهم خلافاً، وقول أبي يوسف هو الصواب؛ لموافقته للحديث.
ومن الغرائب قول الصنعاني في شرح حديث عائشة الضعيف: (والظاهر أنه مُجْمَعٌ على حلّ الطيب وغيره ـ إلا الوطء ـ بعد الرمي، وإن لم يحلق). فإن هذا وإن كان هو الصواب؛ فقد خالف فيه عمر وغيره من السلف، وحكى الخلاف فيه غير واحد من أهل العلم؛ منهم ابن رشد في "البداية" (1/ 295)، فأين الإجماع؟!
لكن الصحيح ما أفاده الحديث، وهو مذهب ابن حزم في "المحلى" (7/ 139)، وقال: (وهو قول عائشة وابن الزبير وطاوس وعلقمة وخارجة بن زيد بن ثاب).
كتاب المرأة والنكاح وما يتعلق به و تربية الأولاد
من تربية الأطفال
40 – (إِذَا جُنْحُ اللَّيْلِ فَكُفُّوا صِبْيَانَكُمْ فَإِنَّ الشَّيَاطِينَ تَنْتَشِرُ حِينَئِذٍ فَإِذَا ذَهَبَت سَاعَةٌ مِنْ الْعِشَاءِ فَخَلُّوهُمْ).
جنح الليل أي إذا أقبل ظلامه , قال الطيبي (جنح الليل: طائفة منه , وأراد به هنا الطائفة الأولى منه , عند امتداد فحمة العشاء)
استحباب النظر إلى المرأة قبل خطبتها
95 - (انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا , يعني: الصغر).
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/149)
أخرجه مسلم , وسعيد بن منصور , والنسائي , والطحاوي , وابن حبان , والدارقطني , والبيهقي , عن أبي حازم عن أبي هريرة رضي الله عنه: (أَنَّ رَجُلًا أَرَادَ أَنْ يَتَزَوَّجَ امْرَأَةً من نساء الأنصار فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا) , والسياق للطحاوي , ولفظ مسلم والبيهقي: (كُنْتُ عِنْدَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَأَتَاهُ رَجُلٌ فَأَخْبَرَهُ أَنَّهُ تَزَوَّجَ امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنَظَرْتَ إِلَيْهَا قَالَ لَا قَالَ فَاذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّ فِي أَعْيُنِ الْأَنْصَارِ شَيْئًا)
وقد جاء تعليل هذا الأمر في حديث صحيح , وهو:
96 - (انْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَحْرَى أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا).
أخرجه سعيد بن منصور , والنسائي , والترمذي , والدارمي , وابن ماجه , والطحاوي , وابن الجارود , والدارقطني , والبيهقي , وأحمد , وابن عساكر , عن بكر بن عبدالله المزني عن المغيرة بن شعبة: (أنه خطب امرأة , فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (فذكره) , وزاد أحمد والبيهقي: (فأتيتها وعندها أبواها وهي في خدرها , قال: فقلت: إن رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرني أن أنظر إليها , قال: فسكتا , قال فرفعت الجارية جانب الخدر , فقالت:أخرج عليك إن كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أمرك أن تنظر , لما نظرت , وإن كان رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لم يأمرك أن تنظر , فلا تنظر , قال فنظرت إليها , ثم تزوجتها , فما وقعت عندي امرأة بمنزلتها , ولقد تزوجت سبعين أو بضعاً وسبعين امرأة).
ومعنى: يُؤْدَمَ , أي تدوم المودة.
قلت: ويجوز النظر إليها , ولو لم تعلم أو تشعر به لقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
97 - (إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ امْرَأَةً فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا إِذَا كَانَ إِنَّمَا يَنْظُرُ إِلَيْهَا لِخِطْبَتِهِ وَإِنْ كَانَتْ لَا تَعْلَمُ).
وقد عمل بهذا الحديث بعض الصحابة , وهو محمد بن مسلمة الأنصاري , فقال سهل بن أبي حثمة: (رأيت محمد بن مسلمة يطارد بثينة بنت الضحاك – فوق إجار لها – ببصره طرداً شديداً , فقلت: أتفعل هذا وأنت من أصحاب رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: إني سمعت رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يقول:
98 - (إِذَا أَلْقَي فِي قَلْبِ امْرِئٍ خِطْبَةَ امْرَأَةٍ فَلَا بَأْسَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَيْهَا).
وما ترجمنا به للحديث قال به أكثر العلماء , ففي فتح الباري: (وقال الجمهور:يجوز أن ينظر اليها إذا أراد ذلك بغير إذنها , وعن مالك رواية: يشترط إذنها , ونقل الطحاوي عن قوم أنه لا يجوز النظر إلى المخطوبة قبل العقد بحال , لأنها حينئذ أجنبية , ورد عليهم بالأحاديث المذكورة.
روى عبد الرزاق بسند صحيح عن ابن طاوس قال: أردت أن أتزوج امرأة، فقال لي أبي اذهب فانظر إليها فذهبت فغسلت رأسي وترجلت ولبست من صالح ثيابي , فلما رآني في تلك الهيئة , قال لا تذهب.
قلت: ويجوز له أن ينظر منها إلى أكثر من الوجه والكفين , لإطلاق الأحاديث المتقدمة ولقوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
99 - (إِذَا خَطَبَ أَحَدُكُمْ الْمَرْأَةَ فَإِنْ اسْتَطَاعَ أَنْ يَنْظُرَ إِلَى مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا فَلْيَفْعَلْ).
والحديث ظاهر الدلالة لما ترجمنا له , وأيده عمل راويه به , وهو الصحابي الجليل جابر بن عبدالله رضي الله عنه , وقد صنع مثله محمد بن مسلمة , كما ذكرناه في الحديث الذي قبله , وكفى بهما حجة.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/150)
ولا يضرنا بعد ذلك مذهب من قيد الحديث بالنظر إلى الوجه والكفين فقط , لأنه تقييد للحديث بدون نص مقيد , وتعطيل لفهم الصحابة بدون حجة , لا سيما وقد تأيد بفعل الخليفة الراشد عمر بن الخطاب رضي الله عنه , فقال الحافظ في التلخيص: (فائدة روى عبد الرزاق (10352) , وسعيد بن منصور في سننه (520 - 521) وابن ابي عمر عن سفيان عن عمرو بن دينار عن محمد بن علي بن الحنفية: أن عمر خطب إلى علي ابنته أم كلثوم , فذكر له صغرها , [فقيل له: إن ردك فعاوده] , فقال [له علي]: أبعث بها إليك , فإن رضيت فهي امرأتك , فأرسل بها إليه , فكشف عن ساقيها , فقالت لولا أنك أمير المؤمنين لصككت عينك , وهذا يشكل على من قال: إنه لا ينظر غير الوجه والكفين).
قلت: ثم وقفت على إسناده عند عبدالرزاق فتبين أن في القصة انقطاعاً , وأن محمد بن على ليس هو ابن الحنفية , وإنما هو محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب , أبوجعفر , في بحث أودعته في الضعيفة فراجعه فإنه مهم.
وهذا القول الذي أشار الحافظ إلى استشكاله هو مذهب الحنفية والشافعية , قال ابن القيم في تهذيب السنن: (وقال داود: ينظر إلى سائر جسدها , وعن أحمد ثلاث روايات:
إحداهن: ينظر إلى وجهها ويديها.
والثانية: ينظر ما يظهر غالباً كالرقبة والساقين ونحوهما.
والثالثة: ينظر إليها كلها عورة وغيرها , فإنه نص على أنه يجوز أن ينظر إليها متجردة).
قلت: والرواية الثانية هي الأقرب إلى ظاهر الحديث , وتطبيق الصحابة له , والله أعلم.
وقال ابن قدامة في (المغني): (ووجه جواز النظر [إلى] ما يظهر غالباً أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لما أذن في النظر إليها من غير علمها , علم أنه أذن في النظر إلى جميع ما يظهر عادة , إذ لا يمكن إفراد الوجه بالنظر مع مشاركة غيره له في الظهور , ولأنه يظهر غالباً , فأبيح النظر إليه كالوجه , ولأنها امرأة أبيح له النظر إليها بأمر الشارع , فأبيح النظر منها إلى ذلك كذوات المحارم)
ثم وقفت على كتاب (ردود على أباطيل) لفضيلة الشيخ محمد الحامد , فإذا به يقول (ص 43): (فالقول بجواز النظر إلى غير الوجه والكفين من المخطوبة باطل لا يقبل).
وهذه جرأة بالغة من مثله ما كنت أترقب صدورها منه , إذ إن المسألة خلافية كما سبق بيانه , ولا يجوز الجزم ببطلان القول المخالف لمذهبه إلا بالإجابة عن حجته ودليله كهذه الأحاديث , وهو لم يصنع شيئاً من ذلك , بل إنه لم يشر إلى الأحاديث أدنى إشارة , فأوهم القراء أن لا دليل لهذا القول أصلاً , والواقع خلافه كما ترى , فإن هذه الأحاديث بإطلاقها تدل على خلاف ما قال فضيلته , كيف لا وهو مخالف لخصوص قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث – 99 - : (مَا يَدْعُوهُ إِلَى نِكَاحِهَا)؟ فإن كل ذي فقه يعلم أنه ليس المراد منه الوجه والكفان فقط , ومثله في الدلالة قوله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في الحديث – 97 - : (وَإِنْ كَانَتْ لَا تَعْلَمُ) وتأيد ذلك بعمل الصحابة رضي الله عنهم , وهم أعلم بسنته صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ومنهم محمد بن مسلمة وجابر بن عبدالله , فإن كلاً منهما تخبأ لخطيبته ليرى منها ما يدعوه إلى نكاحها , أفيظن بهما عاقل أنهما تخبأ للنظر إلى الوجه والكفين فقط؟ ومثل عمر بن الخطاب الذي كشف عن ساقي أم كلثوم بنت علي – إن صح عنه – فهؤلاء ثلاثة من كبار الصحابة – أحدهم الخليفة الراشد – أجازوا النظر إلى أكثر من الوجه والكفين , ولا مخالف لهم من الصحابة فيما أعلم , فلا أدري كيف استجاز مخالفتهم مع هذه الأحاديث الصحيحة؟ وعهدي بأمثال الشيخ أن يقيموا القيامة على من خالف أحداً من الصحابة اتباعاً للسنة الصحيحة , ولو كانت الرواية عنه لا تثبت , كما فعلوا في عدد ركعات التراويح , ومن عجيب أمر الشيخ – عفا الله عنا وعنه – أنه قال في آخر البحث: قال الله تعالى: (فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلًا) النساء 59 , فندعو أنفسنا وإياه إلى تحقيق هذه الآية , ورد المسألة إلى السنة بعدما تبينت , والله المستعان , ولا حول ولا قوة إلا بالله.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/151)
هذا ومع صحة الأحاديث في هذه المسألة , وقول جماهير العلماء بها – على الخلاف السابق - , فقد أعرض كثير من المسلمين في العصور المتأخرة عن العمل بها , فإنهم لا يسمحون للخاطب بالنظر إلى فتاتهم – ولو في حدود القول الضيق – تورعاً منهم – زعموا – ومن عجائب الورع البارد أن بعضهم يأذن لا بنته بالخروج إلى الشارع سافرة بغير حجاب شرعي , ثم يأبى أن يراها الخاطب في دارها وبين أهلها بثياب الشارع.
وفي مقابل هؤلاء بعض الآباء المستهترين الذين لا يغارون على بناتهم – تقليداً منهم لأسيادهم الأوربيين – فيسمحون للمصور أن يصورهن وهن سافرات سفوراً غير مشروع , والمصور رجل أجنبي عنهم , وقد يكون كافراً , ثم يقدمن صورهن إلى بعض الشبان بزعم أنهم يريدون خطبتهن , ثم ينتهي الأمر على غير خطبة , وتظل صور بناتهم معهم ليتغزلوا بها , وليطفئوا حرارة الشباب بالنظر إليها , ألا فتعساً للآباء الذين لا يغارون , وإنا لله وإنا إليه راجعون.
الزوجة المؤذية ودعاء الحور العين
173 - (لَا تُؤْذِي امْرَأَةٌ زَوْجَهَا فِي الدُّنْيَا إِلَّا قَالَتْ زَوْجَتُهُ مِنْ الْحُورِ الْعِينِ لَا تُؤْذِيهِ قَاتَلَكِ اللَّهُ فَإِنَّمَا هُوَ عِنْدَكَ دَخِيلٌ يُوشِكُ أَنْ يُفَارِقَكِ إِلَيْنَا).
دَخِيلٌ , أي: ضيف ونزيل , يعني: هو كالضيف عليك , وأنت لست بأهل له حقيقة , وإنما نحن أهله , فيفارقك قريباً , ويلحق بنا.
يُوشِكُ , أي: يقرب , ويسرع , ويكاد.
في الحديث – كما ترى – إنذار للزوجات المؤذيات.
تعليم المرأة الكتابة
178 - (ارقيه، وعلميها حفصة كما علمتيها الكتاب، وفي رواية الكتابة).
أخرجه الحاكم من طريق: إبراهيم بن سعد عن صالح بن كيسان ثنا إسماعيل بن محمد بن سعد أن أبا بكر بن سليمان بن أبي حثمة القرشي حدثه أن رجلا من الأنصار خرجت به نملة فدل على أن الشفاء بنت عبد الله ترقي من النملة فجاءها فسألها أن ترقيه فقالت والله ما رقيت منذ أسلمت فذهب الأنصاري إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبره بالذي قالت الشفاء فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم الشفاء فقال اعرضي علي فأعرضتها عليه فقال: (فذكر الحديث).
غريب الحديث:
نملة: هي هنا قروح تخرج في الجنب.
رقية النملة: , قال الشوكاني في تفسيرها (هي كلام كانت نساء العرب تستعمله يعلم كل من سمعه أنه كلام لا يضر ولا ينفع. ورقية النملة التي كانت تعرف بينهن أن يقال للعروس تحتفل وتختضب وتكتحل وكل شيء يفتعل غير أن لا تعصي الرجل).
كذا قال , ولا أدري ما مستنده في ذلك , ولا سيما وقد بنى قوله الآتي تعليقاً على قوله صلى الله عليه وسلم: [ألا تعلمين هذه]: (فأراد صلى الله عليه وسلم بهذا المقال تأنيب حفصة والتأديب لها تعريضا لأنه ألقى إليها سرا فأفشته على ما شهد به التنزيل في قوله تعالى [وإذا أسر النبي إلى بعض أزواجه حديثا] التحريم 3 , وليت شعري , ما علاقة الحديث بالتأنيب لإفشاء السر , وهو يقول: (كما علمتيها الكتاب) فهل يصح تشبيه تعليم رقية لا فائدة منها بتعليم الكتابة؟.
وأيضاً فالحديث صريح في أمره صلى الله عليه وسلم للشفاء بترقية الرجل الأنصاري من النملة , وأمره إياها بأن تعلمها لحفصة , فهل فهل يعقل بأن يأمر صلى الله عليه وسلم بهذا الترقية لو كانت باللفظ الذي ذكره الشوكاني بدون أي سند , وهو بلا شك كما قال: كلام لا يضر ولا ينفع , فالنبي صلى الله عليه وسلم أسمى من أن يأمر بمثل هذه الترقية , ولئن كان لفظ رواية أبي دأود يحتمل تأويل الحديث على التأنيب المزعوم , فإن لفظ الحاكم هذا الذي صدرنا به هذا البحث لا يحتمله إطلاقاً , بل هو دليل صريح على بطلان ذلك التأويل بطلاناً بيناً كما هو ظاهر لا يخفى , وكأنه لذلك صدر ابن الأثير في (النهاية) تفسير الشوكاني المذكور لرقية النملة , وعنه نقله الشوكاني , صدره بقوله (قيل) , مشيراً بذلك إلى ضعف ذلك التفسير , وما بناه عليه من تأويل قوله: (ألا تعلمين).
وفي هذا الحديث فوائد كثيرة أهمها اثنتان:
الأولى: مشروعية ترقية المرء لغيره بما لا شرك فيه من الرقى , بخلاف طلب الرقية من غيره , فهو مكروه لحديث: (سبقك بها عكاشة) , وهو معروف مشهور.
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/152)
والأخرى: مشروعية تعليم المرأة الكتابة , ومن أبواب البخاري في الأداب المفرد: باب الكتابة إلى النساء وجوابهن , ثم روى بسنده الصحيح عن موسى بن عبدالله قال: (حدثتنا عائشة بنت طلحة قالت: قلت لعائشة – وأنا في حجرها , وكان الناس يأتونها من كل مصر , فكان الشيوخ ينتابوني لمكاني منها , وكان الشباب يتأخوني فيهدون إلي , ويكتبون إلي من الأمصار , فأقول لعائشة – ياخالة هذا كتاب فلان وهديته , فتقول لي عائشة: أي بنية , فأجيبيه وأثيبيه , فإن لم يكن عندك ثواب , أعطيتك , فقالت: فتعطيني).
وقال المجد ابن تيمية في منتقى الأخبار عقب الحديث: (وهو دليل على جواز تعلم النساء الكتابة).
وتبعه على ذلك الشيخ عبدالرحمن بن محمود البعلبكي الحنبلي في المطلع , ثم الشوكاني في شرحه وقال: (وأما حديث: [لا تعلموهن الكتابة , ولا تسكنوهن الغرف , وعلموهن سورة النور) , فالنهي عن تعليم الكتابة في هذا الحديث محمول على من يخشى من تعليمها الفساد).
قلت: وهذا الكلام مردود من وجهين:
الأول: أن الجمع الذي ذكره يشعر أن حديث النهي صحيح , و إلا لما تكلف التوفيق بينه وبين هذا الحديث الصحيح ,وليس كذلك , فإن حديث النهي موضوع كما قال الذهبي , وطرقه كلها واهية جداً , وبيان ذلك في سلسلة الأحاديث الضعيفة , فإذا كان كذلك , فلا حاجة للجمع المذكور , ونحو صنيع الشوكاني هذا قول السخاوي في هذا الحديث الصحيح: (إنه أصح من حديث النهي) , فإنه يوهم أن حديث النهي صحيح أيضاً , أو على الأقل: هو قريب من الصحة.
والآخر: لو كان المراد من حديث النهي من يخشى عليها الفساد من التعليم , لم يكن هنالك فائدة من تخصيص النساء بالنهي , لأن الخشية لا تختص بهن , فكم من رجل كانت الكتابة عليه ضرراً في دينه وخلقه , أفينهى أيضاً الرجال أن يتعلموا الكتابة؟ بل وعن تعلم القراءة أيضاً , لأنها مثل الكتابة من حيث الخشية.
والحق أن الكتابة والقراءة نعمة من نعم الله تبارك وتعالى على البشر , كما يشير إلى ذلك قوله عز وجل: (اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ خَلَقَ الْإِنْسَانَ مِنْ عَلَقٍ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ) العلق1 - 4 , وهي كسائر النعم التي امتن الله بها عليهم , وأراد منهم استعمالها في طاعته , فإذا وجد فيهم من يستعملها في غير مرضاته , فليس ذلك بالذي يخرجها عن كونها نعمة من نعمه , كنعمة البصر والسمع والكلام وغيرها , فكذلك الكتابة والقراءة , فلا ينبغي للآباء أن يحرموا بناتهم من تعلمها , شريطة العناية بتربيتهن على الأخلاق الإسلامية , كما هو الواجب عليهم بالنسبة لأولادهم الذكور أيضاً , فلا فرق في هذا بين الذكور والإناث.
والأصل في ذلك أن كل ما يجب للذكور وجب للإناث , وما يجوز لهم جاز لهن , ولا فرق , كما يشير إلى ذلك قوله صلى الله عليه وسلم: (إنما النساء شقائق الرجال) , وهو مخرج في صحيح أبي داود , فلا يجوز التفريق إلا بنص يدل عليه , وهو مفقود فيما نحن فيه , بل النص على خلافه , وعلى وفق الأصل , وهو هذا الحديث الصحيح , فتشبث به , ولا ترض به بديلاً , وتصغ إلى من قال:
ما للنساء وللكتابة والعمالة والخطابة
هذا لنا ولهن منا أن يبتن على جنابة
فإن فيه هضماً لحق النساء وتحقيراً لهن , وهن كما عرفت شقائق الرجال , نسأل الله تعالى أن يرزقنا الإنصاف والاعتدال في الأمور كلها.
وجه المرأة ليس بعورة والأفضل والأورع ستره
332 – (لقد رأيتنا نصلي مع رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ صلاة الفجر في مروطنا , وننصرف وما يعرف بعضنا وجوه بعض).
أخرجه أبو يعلي عن عمرة بنت عبدالرحمن أن عائشة قالت: (فذكره).
والحديث في الصحيحين دون ذكر الوجه , ولذلك أوردته , وهي زيادة مفسرة , لا تعارض رواية الصحيحين , فهي مقبولة.
وهو دليل ظاهر على أن وجه المرأة ليس بعورة , والأدلة على ذلك متكاثرة.
ومعنى كونه ليس بعورة: أنه يجوز كشفه , وإلا , فالأفضل والأورع ستره , لا سيما إذا كان جميلاَ , وأما إذا كان مزيناً , فيجب ستره قولاً واحداً , ومن شاء تفصيل هذا الإجمال , فعليه بكتابنا حجاب المرأة المسلمة , فإنه جمع فأوعى , وقد نشر والحمد لله باسم جلباب المرأة المسلمة , مع مقدمة مفيدة وتحقيقات جديدة.
المرأة أحق بولدها ما لم تزوج
(يُتْبَع .. اقلب الصفحة)
(68/153)